الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسماء اللجنة العلميّة لكتاب «المستدرك على الصّحيحين»
عُنِيَ بِهِ
عبد الرحمن كمال سالم
…
حسام الدين محمد حسين
إبراهيم عثمان خميس
…
محمد السيد خليل
إبراهيم وفيق الشعلان
…
أشرف بن محمد نجيب المصري
ساهم في مراحل العمل
أبو شذا محمود عبد الفتاح النحال
رئيس اللجنة
أشرف بن محمد نجيب المصري
الإشراف الفني
شركة شذا للبحوث وتقنية المعلومات
الإشراف الطباعي
محمد سعيد فاروق كريم
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة العلمية للتحقيق
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسَّلام على أشرف خلقه محمَّد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. وبعد:
اعلم أنَّه لم يَزَلِ الحديث النَّبويُّ، والإسلامُ غضٌّ طريٌّ، والدِّين مُحكَمُ الأساسِ قويٌّ، أشرفَ العلوم وأجلَّها لدى الصَّحابة والتَّابعين وأتباعهم خلفًا بعد سلفٍ، لا يشرُف بينهم أحد بعد حفظ التَّنزيل إلَّا بقدر ما يحفظ منه، ولا يعظُم في النُّفوس إلَّا بحسب ما سُمِعَ من الحديث عنه، فتوفَّرت الرَّغبات فيه، وانقطعت الْهِمَم على تعلُّمه، حتَّى رحلوا المراحل ذوات العَدَد، وأفنَوا الأموال والعُدَد، وقطعوا الفيافي في طلبه، وجابوا البلاد شرقًا وغربًا بسببه.
…
فمارسوا الدَّفاتر، وسايَرُوا المحابر، وأجالوا في نَظْم قلائده أفكارَهم، وأنفقوا في تحصيله أعمارَهم، واستغرقوا لتقيِيده ليلَهم ونهارَهم، فأبرزُوا تصانيفَ كَثُرَت صنوفُها، ودوَّنُوا دواوين ظهرت شفوفها، فاتَّخذها العالِمُون قدوةً، ونصبها العامِلُون قِبْلَةً، فجزاهم الله سبحانه وتعالى عن سَعيِهم الحميد أحسنَ ما جزى به علماءَ أمَّةٍ وأحبارَ مِلَّةٍ
(1)
.
(1)
"إرشاد الساري" للقسطلاني (1/ 6).
فمن هؤلاء الأئمة الحاكم أبو عَبْد الله النيسابوريُّ، ولا تخفى المكانة العلمية التي يحظى بها بين أهلى الحديث، وَيكْفينا في ذلك قولُ تلميذه الحافظ البيهقيّ:"أبو عبد الله الحافظ إمام أهل الحديث في عصرِهِ". وقول بلديِّه الحافظ عبد الغافر الفارسيّ: "أبو عبد الله الحافظُ البَيِّع إمامُ أهلِ الحديثِ في عَصْره، والعارفُ به حقَّ معرفته
…
وبيتُه بيتُ الصَّلاح والورعِ والتَّأذين في الإسلام".
وقد روى عن ألف شيخٍ أو أكثر من أهل الحديث، وقرأ القرآن بخُراسان والعراق على قُرّاء وقتِه، وتفقَّه على الإمام أبي الوليد القرشي، والأستاذ أبي سَهل الصُّعْلُوكيّ، واختص بصُحبة إمام وقته أبي بكر الصِّبْغيّ، فكان في الخواص عنده والمرموقين، وكان الإمامُ يُراجِعُه في السُّؤال عن الجَرْح والتعديل وعلل الحديث، ويقدمه على أقرانه، وأدى اختصاصه به واعتماده إليه في أمور مدرسته دارِ السُّنة، وفوَّض إليه توليةَ أوقافِه، واستضاء برأيه في أموره اعتمادًا على حسن دِيَانته ووفور أمانته، وجرت له مذاكرات ومحاورات مع الحُفاظ والأئمة من أهل الحديث؛ مثل أبي بكر بن الجِعَابي بالعراق، وأبي علي الحافظ المَاسَرْجِسِيِّ الحافظ الذي كان أحفظَ أهل زمانِه.
وأخذ في التَّصنيف سنةَ سبعٍ وثلاثين وثلاثمائة، فاتَّفق له من التَّصانيف ما لعلّه يبلغُ قريبًا من ألف جزءٍ من تخريج "الصَّحيحين"، والعِلَل، والتراجمِ، والأبوابِ، والشُّيوخ، ثم المجموعات مثل:"معرفة علوم الحديث"، و "مُسْتَدرك الصَّحيحين"، و "تاريخ النيسَابُوريين"، و "كتاب مُزكي الأخبار"،
و "المدخل إلى علم الصَّحيح"، و "كتاب الإِكليل"، و "فضائل الشَّافعي"، وغير ذلك.
ومن تأمّل كلامَهُ في تصانيفه، وتصَرُّفَه في أماليه، ونَظَرَهُ في طُرُق الحديث، أذعن بفضلِهِ، واعترفَ له بالمَزِيّة على من تَقَدَّمه، وإتعابِه مَنْ بعده، وتعجيزِه اللاحقين عن بُلوغ شَأْوه، وعاش حميدًا، ومضى إلى رحمة الله، ولم يُخلّف في وقته مثله في صفر يوم الثلاثاء منه سنة خمس وأربعمائة، وآخر من روى عنه الحديث بنيسابور أبو بكر بن خلف الشِّيرازيّ
(1)
.
وببركة الله تعالى ذِكْرُه وتوفيقِه نقدم للمكتبة العربية وللباحثين "كتاب المُستدرك على الصَّحيحين" لإمام أهل الحديث في عصرهِ، والعارف به حقَّ معرفته، الحاكم النَّيسابوري؛ في طبعة فريدة محققة منقحة، مقابلة على ثماني نُسخ خطيّة مقابلةً تامَّة، وقد قُوبلت على أكثر من نسخة لـ "تلخيص الذهبي للمُسْتدرك"(ت 748 هـ)، وقُوبِلَت أسانيدها على "إتحاف المهرة" لابن حجر (ت 852 هـ)، كما رُوجعت على مرويات البيهقيّ عن الحاكم، وأصول روايات المصنّف، وبذا استُكمِلَ النّقص، وعُولِجَ الخلل الواقع في الطّبعات التي سبقتها كافة.
وبحاشية الكتاب تعليقاتُ كلٍّ من الذهبيّ وابن حجر وابن الملقن وغيرهم من أهل العلم وتعقيباتُهم.
ونسأل الله تعالى ذِكره أن نكون وُفِّقنا في وسائل التَّدقيق التي سلكناها،
(1)
"المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور" للصّريفيني (ص 15)، "سير أعلام النبلاء" للذهبي (17/ 170).
حتى يصبح النَّص المحقق في أقرب صورة لما تركه عليه مصنفه رحمه الله.
واللهَ نسأل أن يتقبلَ هذا العملَ منَّا، وأن يجعلَه في ميزان حسناتنا، وميزان من سعى في نشره، إنه وليُّ ذلك ومولاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصَحْبه.
* * *
أهمية "كتاب المستدرك كل الصَّحيحين"
إنّ قيمة أي كتاب لا تظهر دائمًا في شُهرة صِيته، وذيوع خبره، واشتهار أمره، فكثيرًا ما ترجع قِيمة الكتاب إلى خدمته من قِبَل الآخرين، ومدى إعجاب المتخصصين به. فالكتاب إذا كان طريفًا في موضوعه، جديدًا في بنائه، فإنه يثير فضول الباحثين، فيتعرضون له إما بالنَّقد، أو بالاستدراك، أو بالشَّرح والبيان لما غَمض منه، أو بالتَّذييل عليه فيما أغفله، أو بِرَدِّ بعض محتوياته، أو بتعديلها.
ولا ريب أن هِمَم الباحثين في الغالب لا تتجه هذه الوجهة إلا إذا كان الكتاب جديرًا بذلك، فإن لم يكن كذلك فإنه يُنسَى مع الزمن، خاصة إذا كان صاحبه خامل العلم، حسير القلم.
ولذا كم من مؤلفات نُسيت بنسيان أصحابها، وماتت بموتهم، وكم من كتاب ما زالت الأقلام تتناوشه، وتعتوره، وقد مر على موت صاحبه حينٌ من الدهر.
وهذا "كتاب المُستدرك على الصَّحيحين" لأبي عبد الله الحاكم، كم من طاقات جُنِّدت لتتبعه وترصده في كل كلمة سطرها، فكُتِبت حوله العديد من الكتب المتنوعة
…
واستمر فيه الأخذ والرد طيلة قرون.
وبناءً عليه، فالكتاب الذي لم يُختبر من طرف الباحثين الآخرين يبقى سرمدًا حاملًا بذورَ النَّقص، وما نُقِّح وهُذِّب أحسنُ مما لم يكن كذلك، وما تعاورته الأقلام والألسن فصمد لها هُو الذي يقدر على أن يَصْمد أمام التَّحديات، ويقدر على الوفاء بمتطلبات الحياة
(1)
.
(1)
"مقدمة تحقيق بيان الوهم"(1/ 327) بتصرف.
ولـ "كتاب المُستدرك على الصَّحيحين" مزايا كثيرة؛ فهو كتاب مُفيد، توجهت إليه أنظار العلماء، إما بالنَّقد، أو بالاستدراك، أو برد بعض محتوياته، أو بتعديلها.
وسنذكر طرفًا من مزايا "كتاب المُستدرك على الصَّحيحين"، ثم نُتْبِعه بذكر عناية العلماء به، ليُستدل به على عِظم أهمية الكتاب، ولعل أنظار الباحثين تتجه إلى دراسته والاستفادة منه من منظور مختلف. فمن أهم مزاياه ما تضمنه من:
- نُقولاتٍ مُسْندة عن كُتُب نفيسة فُقِد أغلبُها، حتى أصبحنا نأخذ النَّص وكأننا نرى المصدر الذي استُقِى منه كـ:"الجامع الكبير" لسُفيان الثَّورى، و "المُسْند"
(1)
لأحمد بن حَازم بن أبي غَرَزَةَ، و "المُسْند" لمسدد بن مسرهد، رواية مُعاذ بن المثنى، و "المُسْند" لعلي بن حمشاذ العدل.
والعديد من كُتب عَبْد الله بن المبارك، وكتب عَبْد الله بن وهب المصريّ، و "جزء حديث سَعدان بن نصر"، رواية الرَّزاز، و "جزء حديث سُفيان بن عُيينة"، رواية علي بن حرب الطَّائي، والعديد من أجزاء أحاديث مشايخه كأبي بكر الصِّبْغيّ، وأبى العباس الأصم، وأبي بكر النَّجاد. وهذه الأجزاء لو كُتبت بالذَّهب لكان قليلًا في حقّها؛ لشرفها وعلوِّ سندها.
- النَّقل عن كثير من كتب إمام الحديث علي بن عَبْد الله المديني، وقد وقع للحاكم غير ما كتاب منها، خاصة كتبه المصنفة في العلل، وكذا النَّقل عن مصنفات مسلم في العلل كـ "كتاب ما أخطأ فيه مَعْمر بالبصرة".
- تَصْويبات لعشرات المواضع المحرفة التي اقتبسها البيهقيُّ من هذا
(1)
وصلنا من هذا الكتاب "جزء من مُسْند عابس الغفاري وجماعة من الصَّحابة رضي الله عنهم ".
الكتاب ورواها في "كتاب الخلافيات".
- عشرات النُّصوص المخرجة عند الشَّيخين، لكن بتغيير في بعض صيغ الأداء والتَّحمل، أو زيادة في المعنى.
- مئات الأحكام على الأحاديث من ناحية الصِّحة والضَّعف، والقبول والرَّد.
- أحكام الحاكم على الرُّواة بالجرح والتَّعديل، وتُقدَّر بالعشرات، وتُفرَد في مجلد وسط.
- ذِكْر مذاهب كبار النُّقاد في قبول الأحاديث ورفضها، كمذهب: أبي سَعيد عبد الرحمن بن مهدي في المسامحة في أسانيد فضائل الأعمال.
- مذاهب الرواة الَّذين لا يُحدِّثون إلا عن ثقة، كزائدة بن قدامة.
- المناظرات العلمية بين كبار المحدثين، كمناظرة الوضوء مِن مَسِّ الذكر، التي جرت في مَسْجد الخَيْف بين أساطين النُّقاد، كأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين.
- بيان مذهب الشَّيخين؛ في كون تفسير الصَّحابي الذي شهد الوحي والتَّنزيل عندهما حديثًا مُسْندًا.
- الإبانة عن مذاهب الشَّيخين؛ في ترك تخريج بعض الأحاديث؛ للعلل الواقعة فيها، وبيان هذه العلل.
- أبواب لم يُخرِّج الشَّيخان فيها شيئًا من الأحاديث.
- اقتباس مئات النُّصوص المسندة؛ والحكم على سندها صحةً وضعفًا، كـ "المُسْند" لأحمد بن حنبل، و "المصنف" لعبد الرزاق، و "التَّفسير" لآدم بن أبي إياس، المطبوع باسم:"تفسير مجاهد"، وغيره.
- ذِكْر أوجه الخلاف على الرواة بسند الحاكم، وبيان الراجح والمرجوح منها.
- حِفظ أقوال في الجرح والتعديل عن كبار الأئمة، وهي من الأهمية بمكان، لا سِيما أن المصدر التي اقتبس منها لم يصلنا.
- قواعد حديثية نادرة، نحو تعليق الحاكم على قول إبراهيم بن هانئ، قال: قال لنا أبو اليمان: "الحديث حديث الزهري، والذي حدثتكم عن ابن أبي حُسين غلطتُ فيه بورقة قلبتُها".
فقال الحاكم: "هذا كالأخذ باليد؛ فإن إبراهيم بن هانئ ثقة مأمون".
عناية العلماء بـ "كتاب المُسْتدرك على الصَّحيحين"
نظرًا للمكانة العلمية التي يحظى بها الحاكم صار الكتاب محطَّ أنظار جمعٍ من كبار النُّقاد، فهذا: شمس الدِّين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 هـ) لخص الكتاب، وسماه:"كتاب مُستَند العَالم في تلخيص المُستدرك للحاكم".
- "وقد تكلم على كثيرٍ من أحاديثه، ورقَّم حرف (ك) على ما انفرد به الحاكم عن أرباب السُّنن الأربعة".
كذا ألفيتُه بخطه على ظهر الجزء الأول من "تلخيص المُسْتدرك"، وهذا الجزء عليه خط القاضي برهان الدين إبراهيم بن جماعة، وقد آل بالشِّراء من تركة ابن جماعة إلى الأمير محمود الأستادر، ووقفه على خِزانة كتب المدرسة المحمودية بالقاهرة.
وهذه المدرسة أنشأها الأستادر سنة (797 هـ) خارج باب زويلة بالقاهرة، وكان لا يُعرَف بديار مصر ولا الشَّام مثلها، وكان بهذه الخِزانة كُتب الإسلام من كل فَنٍّ، وكانت من أحسن مدارس مصر. فيما قاله المؤرخ المقريزي في "الخطط"(2/ 395).
- وقد حذف الكثير من مرويات محمد بن عُمر الواقدي التي ساقها الحاكم في "كتاب معرفة الصَّحابة رضي الله عنهم"، ولم يَسُقِ الأنساب، ولا الوفَيات، فقال:"حذفتُ من ذلك كثيرًا لضعفه، ولم أسق الأنساب، ولا الوفيات غالبًا".
- وحذف بعض الأحاديث المكررة مُنبِّهًا على ذلك، فقال:"وحذفتُ من المكرر عدة أحاديث أنبِّه عليها".
- وكتب المختصر في مائة يوم ويوم، فقال:"تم "المستدرك للحاكم"، والحمد لله. علقه محمد بن الذهبي كله في مائة يوم ويوم".
- وكان عِماده في هذا المختصر على غير ما نُسخة بخط كبار الأعلام، كالنُّسخة التي بخط الحافظ أبي إسحاق الصَّرِيفِيني (ت 641 هـ)، إلا أنه وصفها بأنها: فيها سقم، وأنها أجود النُّسخ التي وقعت له. ونُسخة أخرى بخط الحَسن بن [
…
] الصَّابوني، السِّنجارى، ووصفها بأنها: بخط ردئ، ونصَّ على أنه: أصلح واجتهد، وفرغ من ذلك في تاسع عشر من محرم سنة (731 هـ).
كذا ألفيته في خاتمة الجزء الثاني من تلخيصه الذي بخطه، وهذا الجزء كان:"في نوبة شرف الدِّين ابن شيخ الإسلام عفا الله عنه آمين".
وشرف الدين هذا من هُواة جمع الكتب، وكان حريصًا على خُطوط العلماء ضنينًا بها، وهُو: شرف الدين بن زين العابدين بن محيي الدين بن ولي الدين بن جمال الدين بن القاضي زكريا بن محمد بن زكريا الأنصاري
(1)
.
- وصنَّف أيضًا الشَّمس ابن الذَّهبي رسالة وصلتنا باسم: "موضوعات من "مستدرك الحاكم" خُرجت من الفضائل".
ونُشِرت هذه الرسالة في كلية التربية للعلوم الإنسانية، بجامعة كربلاء، دراسة وتحقيق: إياد صيهود.
- وهذا العلامة سِراج الذين عُمر، المعروف بابن الملقن (ت 804 هـ) صنَّف كتابًا في عدة كراريس سماه: "مختصر استدراك الحافظ الذهبي على
(1)
"خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر" للمحبي (2/ 222).
مستدرك أبي عبد الله الحاكم". قال في خطبته (1/ 29): "
…
هذه المواضع التي استدركها، وأفادها الحافظ المحرِّر شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي على الحافظ أبي عبد الله الحاكم في تلخيصه مستدركه، رأيت أن تكون مجموعة في هذه الكراريس لمن يكون عنده "المستدرك"، وبالله التوفيق.
وحيث أقول: "قال" فهو للحاكم. و "قلت" فهو للذهبي. وربما زدت من عندي زيادات مبينات على حسب ما تيسر".
وقد طُبع هذا الكتاب في دار العاصمة بالرياض، بتحقيق ودراسة: عبد الله بن حمد اللحيدان، وسعد بن عبد الله آل الحميد، سنة (1411 هـ).
- وهذا حافظ العصر زين الدِّين العراقي (ت 806 هـ) شرع في إملاء تخريج "المُسْتدرك"، فكتب منه إلى أثناء كتاب الصَّلاة قريبًا من مجلد، في ثلاثمائة مجلس ومجلس واحد. فيما قاله ابن فهد في "لحظ الألحاظ"(ص 233).
وقد طُبع منه جزء باسم "المُسْتخرج على المُسْتدرك للحاكم"، بتحقيق: محمد عبد المنعم رشاد، النَّاشر: مكتبة السُّنة بالقاهرة، سنة (1410 هـ).
وقد تصدى الزَّين العراقي لرد بعض أحكام الحافظ الذَّهبي على بعض أحاديث "المُسْتدرك" التي حكم عليها بالوضع في "تلخيص المُسْتدرك".
- وهذا المحدث الحلبي إبراهيم بن محمَّد، المعروف بسبط ابن العجمي (ت 841 هـ) له حاشية على "تلخيص الذهبي للمُسْتدرك" فيما قاله ابن فهد في "لحظ الألحاظ"(ص 205).
وقد وقفتُ على نُسخة من الجزء الثاني من "كتاب تلخيص المُسْتدرك للذَّهبي" عليها تملُّك المحدث الحلبي سبط ابن العجمي، ومُطرَّرة بعشرات
التَّعليقات والتَّصويبات التي دوَّنها بخطه.
وكتب على ظهرية النُّسخة ترجمتين: للحاكم والذهبي، وكتب أيضًا بخطه:"نظر في هذا المصنف من أوله إلى آخره مالكه إبراهيم بن محمد بن خليل سِبْط ابن العجمي الحلبي، وأصلح ما وقف عليه، وكتبَ عليه فوائد، عفا الله عنه بمنِّه وكرمه آمين".
- وهذا الحافظ ابن حجر العسقلانيّ (ت 852 هـ) صنَّف كتابًا سماه: "إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة"، ضمنه "كتاب المُسْتدرك على الصَّحيحين". وقد أفدنا منه أيقا إفادة في تَصْويب التَّحريفات والتَّصحيفات الواقعة في أسانيد "كتاب المُسْتدرك"، وأفدنا من أحكام الحافظ ابن حجر على الكتاب.
- وقد تملك الحافظ ابن حجر غير ما نُسخة من "تلخيص الذهبي للمُسْتدرك" طرَّرها بالعديد من التَّعقبات، منها:
نُسخة عليها قيد تملك له مُؤرخ بسنة (802 هـ)، وتملك آخر لسِبْطه المحدث يوسف بن شاهين (ت 899 هـ) مُؤرخ بسنة (844 هـ). وعلى النُّسخة أيضًا قيد مطالعة بخط الحافظ قطب الدين الخيضري (ت 894 هـ) تلميذ الحافظ ابن حجر. والنُّسخة عليها تحبيس الزَّاوية النَّاصرية، وهي من محفوظات الخِزانة العامة بالرباط، وقد أفدنا منها في مقابلة النَّص.
الدواعي العلمية لإعادة تحقيق "كتاب المُسْتدرك على الصَّحيحين"؟
لقد طُبع هذا الكتاب منذ أكثر من مائة سنةٍ تقريبًا، على يد مَشايخ فضلاء، في دائرة المعارف النِّظامية، بحيدر آباد، الهند، إلا أن هذه الطَّبعة لم تخلُ من أخطاء البشر وما يقعون فيه، وتراوحت أخطاؤهم ما بين تحريف في الأسماء وسقط في المتن، هذا بجانب اعتمادهم على نُسخ مشوشة الترتيب
في بعض أبواب الكتاب، وتوالت طبعات عدة للكتاب، إما بالتَّصوير عن هذه الطبعة، أو إعادة صف لها، مع إضافة بعض التَّعليقات أو التّخريجات أو الانتقادات.
ثم استخرنا الله عز وجل في العمل على خدمة الكتاب وإعادة تحقيقه، وبعدما قاربنا على الانتهاء منه علمنا بصدور طبعة للمستدرك عن دار التأصيل، ولم نلبث إلا قليلًا حتى صدرت طبعة أخرى عن دار الميمان.
وقد اطلعنا على الطَّبعتين ودرسناهما، وقارنَّا بينهما وبين عملنا في الكتاب، حتى نقرر هل نشرع في طبع عملنا وإخراجه للنور ليعم النَّفع به، أم أن الطبعتين تكفيان تجشُّم إعادة طبعه؟!
ولا شك أن الطَّبعتين بُذلت فيهما مجهودات مُضْنِية من قِبل علماء كبار، ومحققين نابهين، وقد وجدنا في الطَّبعتين هنات ومآخذ كفيلة بإعادة طَبع الكتاب مرة أخرى، وتقديم نصه للقارئ خاليًا من الأخطاء، ونسوق بعض ما رأينا من المآخذ على الطَّبعتين ليكون موضع نظر المحققين والقراء.
أولًا: المآخذ على طبعة دار الميمان للنَّشر والتَّوزيع
صدرت هذه الطَّبعة عن دار الميمان للنّشر والتّوزيع، الرياض - القاهرة، الطَّبعة الأولى سنة (1435 هـ، 2014 م)، بتحقيق: الفريق العلمي لموسوعة جامع السُّنة النَّبوية، وبإِشْراف: سُليمان بن عبد الله الميمان، وأيمن بن عبد الرحمن الحنيحن في اثني عشر مجلدًا.
ويتلخص الجهد المبذول في هذه الطبعة فيما يلي:
- مقابلة الكتاب مقابلة دقيقة على أدق نُسخه الخَطيّة، وإثبات الفروق بين النُّسخ.
- المقابلة التَّامة على خمس نُسخ خطية، منها النُّسخ التي رمزنا لها بالرمز:(ز)، (م)، (س) وهي أنفس النُّسخ وأدقها.
- الاستظهار بنسخ أخرى في مواطن الاستشكال.
هذا بجانب العديد من الخدمات التي أُجريت على النَّص، مثل:
- ضبط النَّص بالشَّكل التَّام بنيةً وإعرابًا.
- تخريج الأحاديث والآثار.
- عزو الآراء والأقوال.
- عزو الآيات القرآنية إلى موضعها من المصحف الشريف.
- ترجمة كثير من الأعلام، وغير ذلك من محاسن هذه الطبعة.
لكن بقي أن نقول: إن جُلَّ النُّسخ الخَطيّة من "كتاب المُسْتدرك" مغلوط لعدم اتصالها بالسَّماع، فالنُّسخ التي وُجِدت في عصر الحافظ الذهبي رغم تقدمه كانت سَقيمة، وبخط رديء؛ كما نص في خاتمة "التَّلخيص"، وهذا العلامة العلاء الحنفي، رغم عنايته باقتناء أندر النُّسخ الخَطيّة يقول على نُسخ "المُسْتدرك":"لم أجد نُسخة جيدة من هذا الكتاب"
(1)
. على الرغم من وقوفه على نُسخة من الكتاب عليها خط شَيخ الإسلام أبي الفتح القُشَيْرِي، المعروف بابن دقيق العِيد (ت 702 هـ)
(2)
.
وبناءً عليه، فإن الاعتماد على النُّسخ الخَطيّة التي وصلتنا من الكتاب لا يُجدي في إخراج نص متقَن خالٍ من شوائب التَّصحيف، والتَّحريف، والسَّقط، وتصرف النُّسخ، ولا بد من الاستظهار بأصول روايات المصنف،
(1)
"الزهر الباسم في سير أبي القاسم صلى الله عليه وسلم "(1/ 410).
(2)
"إكمال تهذيب الكمال" لمغلطاي (8/ 308).
والمصادر الثَّانوية، والرجوع إلى الكُتب المعنية بتراجم الرواة.
ورغم المجهود المضني المبذول في هذه الطبعة، إلا أنها شابها الكثير من التَّصحيف والتَّحريف والسَّقط؛ بناءً على الاغترار بما في ظاهر النُّسخ الخَطيّة، وسنذكر طرفًا من هذه الأخطاء ليُستدل به على ما بعده:
1 - نماذج من السَّقط الواقع في السَّند اغترارًا بما في ظاهر النُّسخ الخَطيّة
- الرّواية رقم (5437) جاء فيها: "أخبرنا أبو جعفر الفقيهُ، أنا أبو عُلَاثة، ثنا أبي، أنا ابنُ لهيعة، عن أبي الأسود، [عن عُرْوة] في تسميةِ من شَهِد بدرًا مع رسُول الله صلى الله عليه وسلم ".
ما بين المعقوفتين سقط من النُّسخ الخَطيّة كافة، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (7/ 34)، وأثبتناه من "إتحاف المهرة" لابن حجر، وسائر أسانيد المصنِّف، فهذا إسناد المصنف إلى "مغازي عروة بن الزبير".
- الرواية رقم (6194) جاء فيها: "قد اتفق الشَّيخان رضي الله عنهما على إخراج
حديث الزهري، عن عروة، [عن المِسْور بن مَخْرمة]، وعبد الرحمن بن
عَبْدٍ القارِيِّ، أنهما سَمِعا عُمر بن الخطاب رضي الله عنه يقُول".
ما بين المعقوفتين سقط من النُّسخ الخَطيّة كافة، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (7/ 420)، وأثبتناه من "الصَّحيحين"، ويزيد ذلك وضوحًا أن عروة وُلِد بعد وفاة عُمر بن الخطاب رضي الله عنه.
- الرواية رقم (5593) جاء فيها: "ثنا زَيد بنُ الحُباب، ثنا عبدُ الحميدِ بن أبي عَبْس الأنصاريُّ [من بني حَارثة، قال أنبأنا ميمونُ بن زَيد بن أبي عَبْس]، أخبرني أبي أن أبا عَبْس كان يُصلي".
ما بين المعقوفتين سقط من النُّسخ الخَطيّة كافة، و "تلخيص الذهبي للمستدرك" و "إتحاف المهرة"، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (7/ 118)،
وأثبتناه من "دلائل النبوة" للبيهقي (6/ 78) فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
- الرواية رقم (6045) جاء فيها: "حدثني يزيدُ بن أبي حَبيب، عن راشد مولى حَبيب، [عن حَبيب] بن [أبي] أوس، حدثني عَمرو بن العاص".
ما بين المعقوفتين سقط من النُّسخ الخَطية كافة، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (7/ 349)، وأثبتناه من "السنن الكبير"(9/ 123)، و "دلائل النبوة"(4/ 346)، وكلاهما للبيهقيّ.
وقد تقدم في الرواية رقم (5380) بترجمة خالد بن الوليد من طريق زياد البكّائي، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حَبيب، عن راشد مولى حَبيب بن أبي أَوس، عن حَبيب بن أبي أوس.
- الرواية رقم (6812) جاء فيها: "عن بكر بن خُنيس، [عن أبي بَدر]، عن عَبْد الله بن عُبيد بن عُمير".
ما بين المعقوفتين سقط من النُّسخ الخَطيّة كافة، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (8/ 272)، وأثبتناه من "التَّاريخ الكَبير" للبخاريّ (5/ 25)، و "المعجم الكبير" للطّبراني (17/ 49)، ويزيد ذلك وضوحًا أنه ذُكر في تعليق المصنف على الرواية، ونَصُّه:"أبو [بدر] الراوي عن عَبد الله بن عُبيد بن عُمير اسمه بشار بن الحكم شيخ من البصرة، قد روى عن ثابت البناني غير حديث".
وقوله: "أبو بدر" جاء في النُّسخ الخَطيّة كافة: "أبو بكر"، وأثبتوه هكذا في طبعتهم (8/ 273)، وقد صوَّبناه من المصادر السَّابقة، ومصادر ترجمته.
- الرواية رقم (6842) جاء فيها: "ثنا عبدُ الله بنُ على الغَزّال، [ثنا علي بن الحسن بن شَقيق]، ثنا عبد الله بن المبارك".
ما بين المعقوفتين سقط من النُّسخ الخَطيّة كافة، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (8/ 287)، وأثبتناه من سائر أسانيد المصنف.
- الرواية رقم (2313) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"ثنا سُفيان، قال: سمعت أبا المنهال" فأثبتوه كما هو (3/ 91)، وإنما هو:"ثنا سُفيان، [ثنا عَمرو بنُ دِينار] قال: سمعت أبا المنهال"، كما في "التلخيص"، و "السنن الكبير" للبيهقي (6/ 15) فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
- الرواية رقم (2842) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"أنا الشّافعيُّ، أخبرني عمي محمَّد بن علي بن شَافع، عن نافع بن عُجَيْر بن عَبد يزيد" فأثبتوه كما هو (3/ 394)، وإنما هو:"أنا الشافعي، أخبرني عمي محمد بن علي بن شافع، [عن عبد الله بن علي بن السَّائب]، عن نافع بن عجير بن عبد يزيد"، كما في "معرفة علوم الحديث" للمصنف (ص 500)، و "معرفة السنن والآثار" للبيهقي (11/ 44) فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
- الرواية رقم (1324) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"ثنا محمد بنُ عبد الله بن نُمير، ثنا قُطْبة بن عبد العزيز" فأثبتوه كما هو (2/ 173)، وإنما هو:"ثنا محمدُ بن عبد الله بن نُمير، [ثنا يحيى بن آدم]، ثنا قُطْبة بن عبد العزيز"، كما في "السنن الكبير" للبيهقي (3/ 405) فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
- الرواية رقم (1818) جاء فيها: "ثنا سفيانُ، عن منصور، والأعمش، [عن ذر]، عن يُسيع الحضرميِّ".
ما بين المعقوفتين سقط من النُّسخ الخَطيّة كافة، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (2/ 462)، وأثبتناه من "التلخيص"، و "شعب الإيمان"(2/ 362) فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، وهُو: ذر بن عَبد الله بن زُرارة
الهمداني، ويزيد ذلك وضوحًا أن يُسيعًا لا يروي عنه سوى ذر.
2 - نماذج من السَّقط الواقع لديهم في المتون اغترارًا بما فِي ظاهر النُّسخ الخَطيّة:
- الرواية رقم (1361) جاء فيها: "أخبرنا أبو عبد الله محمّدُ بنُ عبد الله الأصبهانيُّ، ثنا أحمدُ بن مِهران بن خالد الأصبهانيُّ، ثنا عُبيدُ الله بنُ موسى، ثنا إسرائيلُ، عن سِماك بن حَرب، عن جابر بن سَمُرة [أن رجلًا قتل نفسه، فلم يُصلِّ عليه النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وحدثنا عليُّ بن حَمشاذ، ثنا محمّدُ بن مَنده، ثنا بكرُ بن بَكار، ثنا شَريكٌ، عن سِماكٍ، عن جابرِ بن سَمُرة] قال: مات رجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل، فقال: مات فلان. فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لم يمت". ثم أتاه الثَّانية، فقال: مات فلان. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لم يمت". ثم أتاه الثَّالثة، فقال: مات فلان. فقال رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "كيف مات؟ ". قال: نحر نفسه بمشقص كان معه. فلم يُصلِّ عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم ".
ما بين المعقوفتين سقط من النُّسخ الخَطيّة كافة، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (2/ 193)، وأثبتناه من "التلخيص" و "الإتحاف".
- الرواية رقم (1458) جاء فيها: "هذه نُسخة كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كتب الصدقة، هو عند آل عمر بن الخطاب.
قال ابنُ شهاب: أقرأنيها سالمُ بن عبد الله بن عمر، فوعيتها على وجهها وهي التي انتسخ عمر بن عبد العزيز من عبد الله بن عبد الله بن عمر وسالم بن عبد الله حين أُمِّرَ على المدينة، فأمر عماله بالعمل بها، [وكتب بها إلى الوليد بن عبد الملك فأمر الوليد عماله بالعمل بها]، ثم لم يزل في الخلفاء يأمرون بذلك بعده".
ما بين المعقوفتين سقط من النُّسخ الخَطيّة كافة، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (2/ 254)، وأثبتناه من "التلخيص"، ومن "السنن الكبير" للبيهقي (4/ 90) فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
- الرواية رقم (1455) جاء فيها: "هذه فريضة الصَّدقة
…
فيما دون خمس وعشرين من الإبل الغنم، في كل [خمس] ذود شاة".
ما بين المعقوفتين سقط من النُّسخ الخَطيّة كافة، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (2/ 250)، وأثبتناه من "الخلافيات" للبيهقي (4/ 264) فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
- الرواية رقم (1611) جاء فيها: "ذكرت ليلة القدر عند أبي بكرة، فقال: ما أنا بطالبها إلا في العشر الأواخر [بعد حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعته يقول: "التمسوها في العشر الأواخر] في تسع أو في سبع يبقين".
ما بين المعقوفتين سقط من النُّسخ الخَطيّة كافة، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (2/ 348)، وأثبتناه من "التلخيص".
- الرواية رقم (1714) جاء فيها: "من صلى معنا هذه الصلاة في هذا المكان، ثم وقف معنا هذا الموقف حتى يفيض الإمام [وأفاض] قبل ذلك من عرفات ليلًا أو نهارًا، فقد تم حجه وقضى تفثه".
ما بين المعقوفتين سقط من النسخ الخَطيّة كافة، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (2/ 401)، وأثبتناه من "السنن الصغير" للبيهقي (2/ 206) فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
- الرواية رقم (1816) جاء فيها: "قال أبو عبيدة: وحدّثتني أم قيس [بنت محصن وكانت جارة لهم قالت: خرج من عندي عكاشة بن محصن
في نفر من بني أسد متقمصين عشية يوم النحر ثم رجعوا إلى عشاء وقمصهم على أيديهم يحملونها قالت فقلت: أي عكاشة، ما لكم خرجتم متقمصين ثم رجعتم وقمصكم على أيديكم تحملونها؟ فقال: خير يا أم قيس كان هذا يومًا رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا فيه إذا نحن رمينا الجمرة حللنا من كل ما حرمنا منه إلا ما كان من النساء حتى نطوف بالبيت فإذا أمسينا ولم نطف جعلنا قُمصنا على أيدينا] ".
ما بين المعقوفتين مكانه بياض في النُّسخ الخَطيّة كافة، و"التلخيص"، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (2/ 458)، وأثبتناه من "السنن الكبير" للبيهقي (5/ 137) فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
- الرواية رقم (528) جاء فيها: "عن عطاء بن يسار، [قال: قال لنا ابنُ عباس: أتحبون أن أحدثكم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ] فدعا بإناء فيه ماء".
ما بين المعقوفتين بياض في النُّسخ كافة، و"التلخيص"، وأثبتناه من "السنن الكبير" للبيهقي (1/ 72) فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء. وبيّضوا له في طبعتهم (1/ 353).
3 - نماذج من التَّصحيفات الواقعة عندهم في السَّند اغترارًا بما فِي ظاهر النُّسخ الخَطيّة:
- الرواية رقم (1005) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"ثنا عثمانُ بن سعيد المدنيُّ، ثنا مسعرٌ" فأثبتوه كما هو (1/ 643)، وإنما هو:"ثنا عثمانُ بن سعيد المري، ثنا مسعرٌ"، كما في "التلخيص" و"الإتحاف"، وهو: عُثمان بنُ سَعيد بن مُرة القرشيُّ المريُّ.
- الرواية رقم (2018) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة قول المصنف:
"تفرد عيسى بن ميمون، عن القاسم، عن محمد". فأثبتوه كما هو (2/ 570)، وإنما هو:"تفرد عيسى بن ميمون، عن القاسم بن محمد".
- الرواية رقم (2741) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله". فأثبتوه كما هو (3/ 331)، وإنما هو:"حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب". كما في "السنن الكبير" للبيهقي (7/ 105)، فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
- الرواية رقم (5555) بترقيمنا، ورد في أغلب النُّسخ الخَطيّة:"أخبرنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزني، ثنا أحمد بن سلمة". فأثبتوه كما هو (7/ 100)، وإنما هو:"أخبرنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكي"، كما في النُّسخة (و) و"الإتحاف"، وهو: محمد بن إبراهيم بن الفضل، أبو الفضل الهاشمي المزكي النيسابوري.
- الرواية رقم (5721) بترقيمنا، ورد فِي النُّسخ الخَطيّة:"عن موسى بن طلحة، عن طلحة بن عُبيد الله" فأثبتوه كما هو (7/ 181)، وإنما هو:"عن موسى بن طلحة بن عُبيد الله"، كما في "الإتحاف"، و"تاريخ مدينة دمشق"(70/ 198) فقد رواه ابنُ عساكر من طريق البيهقي، عن المصنف.
- الرواية رقم (56) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"حدثنا أبو النضر الفقيه وأبو الحسن الحيري" فأثبتوه كما هو (1/ 53)، وإنما هو:"حدثنا أبو النضر الفقيه وأبو الحسن العنزي"، كما في "الإتحاف"، وسائر أسانيد المصنف.
- الرواية رقم (60) بترقيمنا، ورد في النُّسخة (ز) و"الإتحاف":"عَبد الله بن سَلمان، عن أبيه" فأثبتوه كما هو (1/ 56)، وإنما هو:"عُبيد الله بن سلمان، عن أبيه"، كما في بقية النُّسخ الخَطيّة.
- الرواية رقم (243) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"عمران بن أبان" فأثبتوه كما هو (1/ 175)، وإنما هُو:"حمران بن أبان"، كما في "التلخيص"، و"الإتحاف".
- الرواية رقم (286) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"ثنا عبد الله بن معمر" فأثبتوه كما هو (1/ 200)، وإنما هو:"ثنا عبد الله، عن معمر"، كما في "التلخيص" و"الإتحاف". وقد علقوا عليه بالحاشية:"هُو عَبد الله بن معمر البصري، "لسان الميزان" (5/ 20).
- الرواية رقم (287) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"ثنا سعيد بن أيوب" فأثبتوه كما هو (1/ 200)، وإنما هو:"سعيد بن أبى أيوب"، كما في "التلخيص"، و"الإتحاف".
- الرواية رقم (590) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"ثنا زكريا بن أبي زائدة، ومصعب بن شيبة". فأثبتوه كما هو (1/ 393)، وإنما هو:"ثنا زكريا بن أبي زائدة، عن مصعب بن شيبة"، كما في "الإتحاف" و"السنن الكبير" للبيهقي (1/ 299) فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
- الرواية رقم (635) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"عن عبد الرحمن بن عثمان، عن معاذ بن جبل" فأثبتوه كما هو (1/ 423)، وإنما هو:"عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل"، كما في "التلخيص"، و"الإتحاف"، وكما في "السنن الكبير" للبيهقي (1/ 342) فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
- الرواية رقم (805) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"ثنا عبد الله بن عمر بن أبي أمية، ثنا فليح بن سليمان" فأثبتوه كما هو (1/ 457)، وإنما هو:"ثنا عبد الله بن عمرو بن أبي أمية، ثنا فليح بن سليمان"، كما في
"التلخيص"، و"الإتحاف".
ثم علقوا في الحاشية وقالوا: "كذا في النسخ وصوابه: عبد الله بن أبي أمية، عن فليح. لسان الميزان (4165)، ومن تكلم فيه الدارقطنى لابن زريق (ص 74) ".
- الرواية رقم (1039) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"ثنا محمد بن أيوب، أنا الربيع الزهراني". فأثبتوه كما هو (2/ 6)، وإنما هو:"ثنا محمد بن أيوب، أنا أبو الربيع الزهراني"، كما في "الإتحاف" وكتب التراجم.
- الرواية رقم (1167) بترقيمنا، ورد فِي النُّسخ الخَطيّة:"حدثني معاوية بن صالح، عن ثور بن يزيد" فأثبتوه كما هو (2/ 76)، وإنما هو:"حدثني معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد"، كما في "الإتحاف"، و"السنن الكبير" للبيهقي (2/ 502) فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
- الرواية رقم (2193) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"حدثني محمد بن طلحة، بن عبد الرحمن بن طلحة" فأثبتوه كما هو (3/ 27)، وإنما هو:"حدثني محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن طلحة"، كما في "الإتحاف"، وهُو: محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن طلحة بن عبد الله بن عثمان القرشي.
- الرواية رقم (2266) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة، و"الإتحاف":"ثنا سعيد بن ياسين الطائفي "فأثبتوه كما هو (3/ 67)، والصواب:"ثنا سعيد بن السائب الطائفي"، وهو من رجال التهذيب.
وقد روى هذا الحديث ابنُ ماجه (4/ 77) عن محمد بن المؤمل بن الصباح، والبزار (16/ 246) عن بشر بن معاذ، والمزي في تهذيب الكمال (26/ 289) من طريق محمد بن يحيى الذهلي، ثلاثتهم عن محمد بن
محبب عن سعيد بن السائب به.
- الرواية رقم (1059) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"ثنا عبد الله بن الحارث، عن محمد بن سيرين، أن ابن عباس" فأثبتوه كما هو (2/ 19)، وإنما هو:"ثنا عبد الله بن الحارث بن محمد بن سيرين، أن ابن عباس"، كما في "التلخيص"، و"الإتحاف".
- الرواية رقم (2060) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"نا محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري، ثنا موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة"، فأثبتوه كما هو (2/ 594)، وإنما هو:"نا محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري، ثنا مؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة"، كما في "الإتحاف"، و"شعب الإيمان" للبيهقى (3/ 492) فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
- الرواية رقم (3272) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"أخبرناه أبو بكر أحمد بن محمد بن حاتم العدل بمرو، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي"، فأثبتوه كما هو (3/ 69)، وإنما هو:"أخبرناه أبو بكر محمد بن أحمد بن حاتم العدل بمرو"، كما في "الإتحاف"، وسائر أسانيد المصنف وهو: محمد بن أحمد بن محمد بن حاتم أبو بكر بن أبي نصر الداربردي العدل، وقد ظن محقق "الإتحاف" أن ما في "الإتحاف" هو الخطأ، وأن ما في الطبعة الهندية من "المستدرك" هو الصواب، فأبدله!
- الرواية رقم (2336) بترقيمنا، ورد في أغلب النُّسخ الخَطية:"ثنا محمد بن علي بن يزيد الصائغ"، فأثبتوه كما هو (3/ 102)، وإنما هو:"ثنا محمد بن علي بن زيد الصائغ"، كما في النُسخة (م) وفي سائر أسانيد المصنف.
وعينوه على أنه: محمدُ بن علي بن محمد بن عبد الله بن يزيد أبو جعفر الطبري الصائغ، المترجم في "ذكر أخبار أصبهان"(2/ 275)، ومحمد هذا قال عنه أبو نعيم الأصبهاني (ت 435 هـ):"كتب عنه ابن مردويه، وقد رأيته". والحاكم توفي سنة (405 هـ).
- الرواية رقم (2400) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"وأخبرني عبد الله بن يحيى بن موسى، ثنا محمد بن أيوب"، فأثبتوه كما هو (3/ 137)، وإنما هو:"وأخبرني عبد الله بن محمد بن موسى، ثنا محمد بن أيوب"، كما في سائر أسانيد المصنف.
- الرواية رقم (2669) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطية:"ثنا موسى بن سهل"، فأثبتوه كما هو (3/ 285)، وإنما هو:"ثنا موسى بن مروان"، كما في "السنن الكبير" للبيهقي (6/ 330) فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، وهو: موسى بن مروان أبو عمران الرقي، من رجال التهذيب.
- الرواية رقم (2747) بترقيمنا، ورد في النّسخ الخَطيّة:"ثنا أسباط بن نصر"، فأثبتوه كما هو (3/ 337)، وإنما هو:"ثنا أسباط بن محمد"، كما في "السنن الكبير" للبيهقي، فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، وكذا رواه الإمام أحمد في "المسند" (32/ 482). وهو: أسباط بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن ميسرة القرشي مولاهم الكوفي، من رجال التهذيب.
- الرواية رقم (5641) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"أخبرناه أبو الفضل الفقيه"، فأثبتوه كما هو (7/ 138)، وإنما هو:"أخبرناه أبو النضر الفقيه"، كما في "الإتحاف"، وسائر أسانيد المصنف، وهو: محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، وعينوه على أنه يعقوب بن إسحاق أبو الفضل
الْهَرَويّ الحافظ.
- الرواية رقم (5642) بترقيمنا؛ ورد في النُّسخ الخَطيّة: "ثنا القاسم بن عبد الله بن مهدي، ثنا عمي، ثنا رجل قد سماه أبو القاسم بن مبرور، ثنا يونس بن يزيد"، فأثبتوه كما هو (7/ 139)، وإنما هو:"ثنا القاسم بن عبد الله بن مهدي، ثنا عمي، ثنا رجل قد سماه القاسم بن مبرور، ثنا يونس بن يزيد"، كما في "الإتحاف"، وكتب الرجال.
- الرواية رقم (5659) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"وأبو الحسن بن يعقوب"، فأثبتوه كما هو (7/ 146)، وإنما هو:"وأبو [الحسين] بن يعقوب"، كما في سائر أسانيد المصنف، وهو: محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل بن الحجاج بن الجراح، أبو الحسين النيسابوري. انظر تاريخ دمشق (55/ 212).
- الرواية رقم (5676) بترقيمنا، ورد في النُسخ الخَطيّة:"ثنا أبو السكين زكريا بن يحيى الطائي، ثنا عمر بن زحر بن حصن"، فأثبتوه كما هو (7/ 155)، وإنما هو:"ثنا أبو السكين زكريا بن يحيى الطائي، ثنا عم أبي زحر بن حصن"، فهو الموافق لمصادر التخريج والترجمة، فأبو السكين زكريا بن يحيى الطائي يروي عن عم أبيه زحر بن حصن أبي المفرج الطائي.
- الرواية رقم (6055) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد البغدادي"، فأثبتوه كما هو (7/ 353)، وإنما هو:"أخبرنا أبو جعفر محمد بن [محمد] البغدادي"، كما في سائر أسانيد المصنف، وهو: محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة بن جميل، أبو جعفر البغدادي التاجر الجمال.
- الرواية رمم (895) بترقيمنا، ورد في النُسخ الخَطيّة و"الإتحاف":
"فحدثناه أبو بكر محمد بن إسحاق الفقيه، أنا الحُسين بن محمد بن زياد" فأثبتوه كما هو (1/ 581)، وإنما هو:"فحدثناه أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، أنا الحسين بن محمد بن زياد"، كما في سائر أسانيد المصنف، وأبو بكر هو أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد بن عبد الرحمن بن نوح الصبغي النيسابوري الفقيه أخو أبي العباس محمد بن إسحاق، والمصنف يروي عنهما.
- الرواية رقم (946) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"حدثنا أبو نعيم عبد الرحمن بن محمد الغفارى بمرو، ثنا عبدان بن محمد بن عيسى الحافظ" فأثبتوه كما هو (1/ 610)، وإنما هو:"حدثنا أبو نعيم محمد بن عبد الرحمن الغفاري بمرو، ثنا عبدان بن محمد بن عيسى الحافظ"، كما في سائر أسانيد المصنف، وهو: محمد بن عبد الرحمن بن نصر، أبو نعيم الغفاري.
- الرواية رقم (867) بترقيمنا، ورد في بعض النُّسخ الخَطيّة:"ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنا إبراهيم بن يوسف بن مكة" فأثبتوه كما هو (1/ 564)، وإنما هو:"ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنا إبراهيم بن يوسف بن خالد"، كما في سائر أسانيد المصنف، وانظر "السنن الكبير" للبيهقي (6/ 218)، (7/ 49) وهو: إبراهيم بن يوسف بن خالد، أبو إسحاق الرازي الهسنجاني.
4 - من غرائب تعييناتهم للرواة:
- الرواية رقم (1350) بترقيمنا، ورد فيها:"أخبرناه عبد الصمد بن علي البزاز ببغداد، ثنا حامد بن سهل، ثنا أبو معمر" فعينوا (2/ 187) حامد بن سهل على أنه البخاري، تقليدًا منهم للشيخ مقبل رحمه الله، وهو خطأ؛ والصواب
أنه: حامد بن سهل بن سالم أَبو جعفر الثغري، فهو الذي يروي عنه عبد الصمد بن علي، كما في ترجمة عبد الصمد. وانظر "الفقيه والمتفقه" للخطيب (2/ 271).
- الرواية رقم (7028) بترقيمنا، ورد فيها:"قال هِشام: وحدثنى أبي، عن أبي صالح" فوضعوا حاشية (8/ 389) عند: "أبي"، وقالوا: هو الغاز بن ربيعة، ولو نظروا للأثر الذي قبله مباشرة، والمرتبط معه بالإسناد، وكلاهما عن الواقدي، لوجدوا فيه:"قال ابن عمر: قال هشام بن محمد". وهو: هشام بن محمدُ بن السائب الكلبي، يروي عن أبيه محمد بن السائب الكلبي.
5 - عدم الدقة في الإصلاح من المصادر الثانوية:
- الرواية رقم (1304) بترقيمنا، ورد في النُّسخ الخَطيّة:"حدثني بكير بن محمد الصوفي بمكة، ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله،" وورد في "الإتحاف" هكذا: "حدثني بكر بن محمد الصيرفي بمكة" فأثبتوه (2/ 161) كما في "الإتحاف"، وعلقوا:"في الأصل و ح 1: بكير، والصيرفي في النسخ: الصوفي، والمثبت من "الإتحاف"".
نقول وبالله التوفيق: بل الصَّواب ما في النُّسخ، وما في "الإتحاف" خطأ، وهو: أحمد بن محمد بن أحمد بن سهل بن عبد الرحمن بن رزق الله بن أيوب، أبو بكر، المعروف ببكير الحداد، البغدادي الصوفي المكي، وبكير لقبه وبه اشتهر، وهو شيخ المصنف، ومن عادته أن يسميه: بكير بن الحداد، وبكير بن محمد، وبكير بن محمد بن سهل الصوفي.
وهو الذي يروى عنه المصنف بمكة ويذكر ذلك غالبًا.
وهو الذي يروي عن إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز، أبي مسلم الكجي.
أما بكر بن محمد بن حمدان أبو أحمد الصيرفي، فهو شيخ المصنف أيضًا، ولكنه يروي عنه بمرو ويذكر ذلك غالبًا، كما أنه لا يروي عن: إبراهيم بن عبد الله أبي مسلم الكجي.
- الرواية رقم (517) بترقيمنا، ورد الحديث هكذا: "فأخبرناه أبو النَّضر الفقيه، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي.
وأخبرني عبد الله بن محمد الصيدلاني، ثنا ......... عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي قُبض فيه: "صبوا عليّ من سبع قرب".
كذا أثبتناها؛ وعلقنا عليه بالتالي: "بياض في النُّسخ كلها و"الإتحاف"، والطريق الأولى: لأبي النضر محمد بن يوسف الفقيه عن عثمان بن سعيد الدارمي، يرويه الدارمي عن: علي بن المديني كما في "الإتحاف".
وابن المديني يرويه عن: هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة"؛ كما عند ابن حبان (14/ 569) عن الفضل بن الحباب، عن علي به، وطريق الصَّيدلاني لم نقف على ما يصلها بهشام بن يوسف.
أما هم في طبعتهم (1/ 347) فقد أثبتوها هكذا: "وأخبرني عبد الله بن محمد الصيدلاني، ثنا هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة".
فجعلوا عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب، أبا محمد الكعبي النيسابوري الصيدلاني شيخ الحاكم، المتوفى سنة (349 هـ) يروى عن هشام بن يوسف الصنعاني المتوفى سنة (179 هـ)، ثم قالوا: ما بين المعقوفتين مثبت من كلام الحاكم.
- الرواية رقم (867) بترقيمنا، ورد في النُسخ الخَطيّة: "عن كثير بن مرة،
عن عبد الله بن عمرو "كذا جاء في النُّسخ الخَطيّة كافة، و"التلخيص"، وهو خطأ؛ والصواب: "عبد الله بن عمر بن الخطاب، كما في "الإتحاف"، وكما أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة من حديث ابن عُمر رضي الله عنه. وقد صوبوه في طبعتهم (1/ 564) هكذا: عبد الله بن عُمر، دون إشارة. هذا والله أعلم.
* * *
ثانيًا: المآخذ على طبعة دار التأصيل:
صدرت هذه الطبعة عن دار التأصيل، القاهرة - بيروت، الطبعة الأولى سنة (1435 هـ 2014 م) - تحقيق: مركز البحوث وتقنية المعلومات دار التَّأصيل، في ثمانية مجلدات.
ويتلخص الجهد المبذول في هذه الطبعة فيما يلي:
- ضبط النَّص وتحقيقه على أقدم الأصول الخطية.
- إعادة ترتيب الكتاب ترتيبا صحيحًا.
- دراسة استقرائية لتعقب أحكام الحاكم على الأحاديث.
- تعيين رواة أسانيد الكتاب كافة. إلى غير ذلك من محاسن هذه الطبعة.
هذا وقد سلك صاحب هذه الطَّبعة مسلكًا لا يسلم من الخطأ والقصور، فقد اتخذ نُسخة المكتبة الأزهرية أصلًا؛ لكونها أدق ما وصلنا من نُسخ الكتاب. وأما المواضع التي بها بتر في هذه النُّسخة فقابلها على النُّسخة الوزيرية، والمواضع التي لا تغطيها نُسختا الأزهر والوزيرية فقد استظهر فيها بإحدى النُّسخ المصورة من دار الكتب المصرية، والمحفوظة تحت رقم (29249 ب)، والتي رمزنا لها بالرمز (س)، وكان يرجع إلى "تلخيص الذهبي"، و"إتحاف ابن حجر"، وغيرهما عند الحاجة.
وبناءَ عليه فقد أدى هذا المسلك إلى أخطاء تتنافى مع المنهج العلمي المتبع في تحقيق النصوص؛ فالكثير من التَّصحيفات والأسقاط التي حفلت بها نسختا الأزهرية والوزيرية وقعت في طبعتهم دون أن يتنبَّهوا لذلك اغترارًا بما ورد في ظاهر النُّسخ. فرغم اعتمادنا على أدق نسخ الكتاب، والاستظهار بالمصادر الثانوية كـ "تلخيص الذهبي للمستدرك"، و"إتحاف المهرة" لابن حجر، وكتب البيهقي، وهو من أخص تلاميذ الحاكم، والمصادر الأصلية
التي ينقل منها المصنف، وكتب التراجم؛ إلا أن الكثير من المواضع ما زالت مشكِلة، وتحتاج إلى تحرير؛ لأن النسخ مغلوطة، وهذه المصادر لا تسعف في إخراج نص يطمئن القلب إلى كونه نَصَّ المصنف. وسنذكر طرفًا من هذه الأخطاء ليُستدل به على ما بعده:
1 - نماذج من السَّقط الواقع عندهم جراء الاقتصار على النُّسخة الأزهرية/ (ز) أو بدائلها:
- الرواية رقم (166) ورد فيها: "وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت، وتعتمر". قوله: "البيت" سقط من النُّسخة (ز)، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (1/ 307)، وهو ثابت في بقية النُّسخ الخَطيّة.
- الرواية رقم (5320) ورد فيها: "إن أول من أظهر إسلامه سبعة:
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، والمقداد، وبلال"، قوله: "وبلال" سقط من النسختين (ز)، (م) و"التلخيص"، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (6/ 12)، وهو ثابت في سائر النسخ الخَطيّة.
- الرواية رقم (5364) ورد فيها: "فإني حامل فاحملوا، فإن قُتل أحد، فلا يلوي أحد على أحد، وإن قُتلتُ فلا تلووا عليّ، وإني داعٍ الله بدعوة، فعزمت على كل امرئ منكم لما أمن عليها، فقال: اللهم ارزق اليوم النعمان شهادة بنصر المسلمين، وافتح عليهم. فأمّن القوم، وهز لواءه ثلاث مرات، ثم حمل، فكان أول صريع رضي الله عنه، فمررت به فذكرت وصيته فلم آلْوِ عليه".
قوله: "وإن قتلت فلا تلووا علي" تصحف في النسختين (ز)، (ك) إلى:"فلا تولوا علي"، وبناءً عليه تصحّف في طبعتهم (6/ 28)، وجعلوا ضبطه هكذا:"فَلَا تُوَلُّوا عَلَيَّ".
أما قوله: "فمررت به" فقد سقط من النسختين (ز)، (م) وبناءً عليه سقط
من طبعتهم (6/ 29)، وهو ثابت في سائر النُّسخ الخَطيّة.
- الرواية رقم (5412) ورد فيها: "عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبي بن كعب" وقوله: "عن أبيه" سقط من النسخة (ز)، (م)، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (6/ 43)، وهو ثابت في سائر النُّسخ الخَطيّة.
- الرواية رقم (5438) ورد فيها: "وأسلم عبد الرحمن بن عوف قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبى الأرقم، وقبل أن يدعو فيها". قوله: "الأرقم بن أبي الأرقم" جاء في النسختين (ز)، (م):"الأرقم بن الأرقم"، فأثبتوه هكذا في طبعتهم (6/ 51).
- الرواية رقم (5482) ورد فيها: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". قوله: "صحيح" سقط من النُّسخة (ز)، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (6/ 67)، وهو ثابت في سائر النسخ الخَطيّة.
- الرواية رقم (6514) ورد فيها: "حدَّثني عبد الله بن نافع الزبيري، عن أخيه، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير". قوله: "عن أخيه" سقط من النسخة (و) الوزيرية، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (6/ 455)، وهو ثابت في سائر النُّسخ الخَطيّة، و"الإتحاف".
واعتمادهم في هذا الجزء على النسخة (و) حيث يوجد خرم في (ز).
- الرواية رقم (6331) ورد فيها: "قال أبو بكر: فحرصه على العلم يبعثه على سماع خبر لم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ممن هو أقل رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم منه". قوله: "ممن هو أقل رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم " سقط من النُّسختين (ز)، (م)، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (6/ 385)، وهو ثابت في سائر النُّسخ الخَطيّة.
- الرواية رقم (6389) ورد فيها: "قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم أقبية، فقسمها بين أصحابه، فقال لي أبي: انطلق بنا إليه". قوله: "أبي" سقط من النسختين (ز)، (م)، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (6/ 404)، وهو ثابت في سائر النُّسخ الخَطيّة.
- وفي الحديث نفسه ورد قوله: "وإنما أعدته ليعلم أنه كان يأتي مع أبيه النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يبره ويطعمه النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حفظ المسور خطب النبي صلى الله عليه وسلم ". قوله: "وكان يبره ويطعمه النبي صلى الله عليه وسلم ". سقط من النُسخة (ز)، وبناء عليه سقط من طبعتهم، وهو ثابت في سائر النُّسخ الخَطيّة.
- الرواية رقم (5661) ورد فيها: "عن الزبير بن العوام قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدى، فقال: إن لكل نبى حواريًا". قوله: "بيدي" سقط من النسختين (ز)، (م)، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (6/ 139)، وهو ثابت في سائر النُسخ الخَطيّة.
- الرواية رقم (7407) ورد فيها: "وفيما يأكل ابن آدم أجر، وفيما يأكل السبع أجر، وفيما يأكل الطير أجر". قوله: "وفيما يأكل الطير أجر" سقط من النُّسختين (ز)، (م)، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (7/ 241)، وهو ثابت في سائر النسخ الخَطيّة.
- الرواية رقم (7442) ورد فيها: "كنا نصنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل ثلاثة أوان مخمرة". قوله: "من الليل" سقط من النسختين (ز)، (م) وبناءً عليه سقط من طبعتهم (7/ 257)، وهو ثابت في سائر النُّسخ الخَطيّة.
- الرواية رقم (7449) ورد فيها: "فدعا ناسًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فأكلوا من الطعام وشربوا من الخمر قبل أن تحرم، قال: فحضرت الصلاة صلاة المغرب فقدّموا عليًا رضي الله عنه ". قوله:
"فأكلوا من الطعام وشربوا من الخمر قبل أن تحرم، قال: فحضرت الصلاة صلاة المغرب فقدّموا عليًا رضي الله عنه ". سقط من النسختين (ز)، (م) وبناءً عليه سقط من طبعتهم (7/ 260)، وهو ثابت في سائر النُّسخ الخَطيّة.
- الرواية رقم (8970) ورد فيها: "يرفع للرجل الصحيفة يوم القيامة، حتى يرى أنه ناج، فما تزال مظالم بني آدم تتبعه" قوله: "حتى يرى أنه ناج". سقط من النسخة (ز)، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (8/ 400)، وهو ثابت في أغلب النُّسخ الخَطيّة.
2 - نماذج من التَّصحيفات الواقعة عندهم في الأسانيد جراء الاقتصار على النُّسخة (ز)، أو بدائلها:
- الرواية رقم (60) ورد في النُسخة (ز)، و"الإتحاف":"ثنا مُوسى بن عقبة، سمع عَبد الله بن سلمان، عن أبيه" فأثبتوه كما هو (1/ 251)، وإنما هو: "عُبيد الله بن سلمان، كما في سائر النّسخ الخَطيّة، وكما في سائر أسانيد المصنف، وهو عُبيد الله بن أبى عبد الله سلمان الأغر.
- الرواية رقم (5745) ورد في النُّسختين (ز)، (م)، و"الإتحاف":"أنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ، ثنا خالد بن سالم، ثنا يحيى بن آدم" فأثبتوه كما هو (6/ 173)، وإنما هو:"ثنا خلف بن سالم"، كما في سائر النُسخ الخَطيّهّ، وهو: خلف بن سالم أبو محمد المخرمي المهلبى الحافظ، من رجال التهذيب.
ثم علقوا عليه في الحاشية بقولهم: "وخالد بن سالم مجهول"، فجعلوا الحافظ الثقة صاحب المسند مجهولًا!
- الرواية رقم (5774) ورد في النسختين (ز)، (م):"وأخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن تميم القنطرى". فأثبتوه كما هو (6/ 183)، وإنما هو:
"أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري"، كما في سائر النُّسخ الخَطيّة.
- الرواية رقم (5810) ورد في النسختين (ز)، (م):"ثنا أبو معشر المزنى". فأثبتوه كما هو (6/ 199)، وإنما هو:"أبو معشر المدني"، كما في سائر النُّسخ الخَطيّة، وهو: نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني، من رجال التهذيب.
- الرواية رقم (6192) ورد في النُسختين (ز)، (م):"وحدثني محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري، عن الزبيري". وليتهم أثبتوه كما هو، لكنهم جعلوه (6/ 341):"عن الزبير"، وإنما هو:"وحدثني محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري، عن الزهري"، كما في سائر النُّسخ الخَطيّة.
- وفي الرواية نفسها ورد في النُّسخة (ز): "ومن بني أمية بن عبد العزيز" فأثبتوه كما هو، وإنما هو:"ومن بني أمية بن عبد العزى"، كما في سائر النُّسخ الخَطيّة.
وفي الرواية نفسها أيضًا ورد في النُسخ الخَطيّة كافة: "ومن بني أمية ينن عبد العزيز بن خالد بن حزام أخو حكيم" فأثبتوه كما هو، وإنما هو:"ومن بنى أمية بن عبد العزى: خالد بن حزام أخو حكيم".
- الرّواية رقم (6377) ورد في النُّسختين (ز)، (م):"سمعت يحيى بن معين يقول: معقل بن سنان الأشجعي أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو زيد" فأثبتوه كما هو (6/ 400)، وإنما هو:"ويقال: أبو يزيد"، كما في سائر النُّسخ الخَطيَّة.
- الرواية رقم (6611) ورد في النسخة (و) / الوزيرية: "أنا أبو الموجه، أنا عبدان، أنا عيسى" فأثبتوه كما هو (6/ 485)، وإنما هو: "أنا أبو الموجه،
أنا عبدان، أنا عبد الله"، كما في سائر النُّسخ الخَطيّة، و"الإتحاف".
وعبد الله هو ابن المبارك، وهذا السند من الأسانيد التي تكررت في "المستدرك" كثيرًا.
- الرواية رقم (7477) ورد فيها: "ثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو"، وتصحف في (ز)، (م) قوله:"عن أبيه عن" إلى: "عن عبد الله بن عبد الله"، فأثبتوه (7/ 276) هكذا:"يعلى بن عطاء عن عبد الله بن عمرو"، وكتبوا في الحاشية:"في الأصل: "عن عبد الله بن عبد الله بن عمرو، والتصويب من "الإتحاف".
3 - نماذج من التَّصحيفات الواقعة عندهم في المتون؛ جراء اقتصارهم على النُّسخة (ز)، أو بدائلها.
- الرواية رقم (333) ورد في أغلب النُّسخ الخَطيّة: "وعليكم بما تعرفون من سنة نبيكم والخلفاء الراشدين المهديين، وعضوا على نواجذهم بالحق"، فأثبتوه كما هو (1/ 392)، وإنما هو:"وعضوا على نواجذكم بالحق"، كما في النُّسخة (د)، و"التلخيص".
- الرواية رقم (404) ورد في (ز)، (م):"أنه سأل ربه أربعًا: سأل ربه أن لا يموت جوعًا، فأعطي ذلك". فأثبتوه كما هو (1/ 430)، وإنما هو:"أنه سأل ربه أربعًا: سأل ربه ألّا تموت أمته جوعًا، فأُعطي ذلك"، كما في سائر النُّسخ الخَطيّة.
- الرواية رقم (5340) ورد في (ز)، (م):"وله كنيتان: أبو يحيى، وأبو حصين، وأبوه: حضير الكاتب"، فأثبتوه كما هو (6/ 18)، وإنما هو:"وأبوه: حضير الكتائب"، كما في سائر النُّسخ الخَطيّة.
- الرواية رقم (5415) جاء فيها: "ونرحل مطايانا؛ ابتغاء العلم، فإذا
لقيناهم كهرونا". قوله: "كهرونا" تصحف في النسختين (ز)، (م) إلى: "كرهونا"، وبناءً عليه تصحّف في طبعتهم (6/ 44).
- الرواية رقم (6380) جاء فيها: "فقال: أشربت ورويت؟ قال: نعم. قال: أما والله لا تستهنئ بها". قوله: "لا تستهنئ بها" تصحف في النسختين (ز)، (م) إلى:"لا يشتهي بها"، وبناءً عليه تصحّف في طبعتهم (6/ 401).
- الرواية رقم (6422) جاء فيها: "النعمان بن بشير وُلد بعد أن قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة لسنة أو أيام أو أقل من سنة"، وقوله:"لسنة أو أيام أو أقل من سنة" تصحف في النسختين (ز)، (م) إلى:"لسنة أو أقام أو أقل من سنة"، وبناءً عليه تصحّف في طبعتهم (6/ 415).
4 - نماذج من تصويب التصحيفات الواقعة في النسخة (ز) من المصادر الثانوية، وهو على الصواب في النُّسخ الخَطيّة:
- الرواية رقم (165) ورد في النسخة (ز) وبعض النسخ: "أنا عبد الله بن مسعر". وهو تصحيف، والصواب:"أنا عبد الله، عن مسعر"، فصوبوه بطبعتهم (1/ 307) من "الإتحاف"، وهو في النُّسخة الوزيرية/ (و) على الصواب.
- الرواية رقم (5352) ورد في النسختين (ز)، (م) و"الإتحاف":"نا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زريق" وهو تصحيف، والصواب:"نا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق"، فصوبوه بطبعتهم (6/ 23) من مصادر الترجمة، وهو في سائر النُّسخ الخَطيّة على الصواب.
- الرواية رقم (5555) ورد في النسختين (ز)، (م)، (ك):"أخبرنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزني" وهو تصحيف، والصواب: "أخبرنا أبو
الفضل محمد بن إبراهيم المزكي"، فصوبوه بطبعتهم (6/ 104) من "الإتحاف"، وهو على الصواب في النسخة (و) الوزيرية.
- الرواية رقم (5630) ورد في النسختين (ز)، (م):"عن عبد الرحمن بن عثمان بن خثيم" وهو تصحيف، والصواب:"عن عبد الله بن عثمان بن خثيم"، فصوبوه بطبعتهم (6/ 129) من "الإتحاف"، وهو على الصواب في سائر النُّسخ الخَطيّة.
- الرواية رقم (5701) ورد في النسختين (ز)، (م):"ثنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن عبدة" وهو تصحيف، والصواب:"ثنا الحسن بن سفيان، ثنا أحمد بن عبدة"، فصوبوه بطبعتهم (6/ 157) من "الإتحاف"، وهو على الصواب في سائر النُّسخ الخَطيّة.
- الرواية رقم (5751) ورد في النسختين (ز)، (م):"ثنا حسان بن إبراهيم، ثنا مسلم بن سلم بن كهيل، عن المغيرة بن عبد الله اليشكري" وهو تصحيف، والصواب:"ثنا محمد بن سلمة بن كهيل"، فصوبوه بطبعتهم (6/ 175) من "الإتحاف"، وهو على الصواب في سائر النُّسخ الخَطيّة.
5 - نماذج من السَّقط الواقع عندهم في السّند لعدم الاستظهار ببعض المصادر:
- الرواية رقم (461) جاء فيها: " [حدثنا عبيد الله بن محمد بن أحمد البلخي ببغداد من أصل كتابه، ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله (ح)] وحدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا أبو المثنى العنبري، قالا: ثنا أبو عمر الضرير".
ما بين المعقوفتين مكانه بياض في النُّسخ الخَطيّة كافة، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (1/ 461)، وبدءوا الحديث بقوله:"وحدثنا أبو بكر" دون
الإشارة إلى هذا البياض، وكذلك فعلوا في طبعة الميمان (1/ 313)، وأثبتناه من ""الخلافيات"" للبيهقي (3/ 213)؛ فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
وقوله: "قالا" كذا أثبتوه في التَّأصيل، ولم يتساءلوا من هما اللذان قالا، أما في الميمان فقد غيروه إلى:"قال" بلا أدنى إشارة في الحاشية، على الرغم من وروده في النُّسخ الخَطيّة كافة:"قالا".
ودوله: "أبو عمر الضرير"، جاء في النُّسخ الخَطيّة:"أبو عمرو الضرير" فأثبتوه هكذا في كلتا الطبعتين، وصوبناه من "الخلافيات"، و"الإتحاف"، وهو: حفص بن عمر أبو عمر الضرير الأكبر البصري، من رجال التهذيب.
- الرواية رقم (479) جاء فيها: "أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني، أنا محمدُ بن أحمد بن راشد الأصبهاني، ثنا محمد بن أصبغ بن الفرج".
ما بين المعقوفتين سقط من النُّسخ الخَطيّة كافة، و"الإتحاف"، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (1/ 471)، وبلا أدنى إشارة، وكذا من طبعة الميمان أيضًا (1/ 326)، والمثبت من "الخلافيات" للبيهقي (1/ 303) فقد رواه عن المصنف بسنذه ومتنه سواء.
- الرواية رقم (721) جاء فيها: "أخبرني عمرو بن الحارث، أن ابن أبي هلال حدثه، [أن نعيم بن عبد الله المجمر حدثه] أن صهيبًا مولى العتواريين حدثه".
ما بين المعقوفتين ساقط من النُّسخ الخَطيّة كافة، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (2/ 25)، والمثبت من، "التلخيص"، و"الإتحاف" و"السنن الكبير" للبيهقي (10/ 187) فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، كما أن تعليق
المصنف على الحديث يؤكد ذلك.
- الرواية رقم (1324) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "ثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ثنا قطبة بن عبد العزيز" فأثبتوه كما هو (2/ 327)، وإنما هو:"ثنا محمد بن عبد الله بن نمير [ثنا يحيى بن آدم]، ثنا قطبة بن عبد العزيز"، كما في "السنن الكبير" للبيهقي (3/ 405) فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، وكذا رواه ابن أبي شيبة وأحمد وأبو يعلى عن يحيى بن آدم به، وقال ابن معين في تاريخه رواية الدوري (3/ 307):"لم يرفعه إلا يحيى بن آدم" وقال: "ولا أظن هذا الحديث إلا غلطًا".
- الرواية رقم (8970) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبو داود" فأثبتوه كما هو (8/ 400)، وإنما هو:"ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، [ثنا أبي]، ثنا أبو داود"، كما في "الإتحاف".
- الرواية رقم (5352) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "ثنا الفضيل بن فضالة، يرده إلى عائذ، يرده عائذ إلى جبير بن نفير" فأثبتوه كما هو (6/ 23)، وإنما هو:"ثنا الفضيل بن فضالة، يرده إلى [ابن] عائذ، يرده [ابن] عائذ إلى جبير بن نفير"، كما في "الإتحاف" و"السنن الكبير" للبيهقي (8/ 164) فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، وهو: عبد الرحمن بن عائذ الأزدي الثمالي، من رجال التهذيب.
- الرواية رقم (5437) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "أنا أبو علاثة، ثنا أبي، أنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود: في تسمية من شهد بدرًا" فأثبتوه كما هو (6/ 51)، وإنما هو:"عن أبي الأسود [عن عروة] في تسمية من شهد بدرًا"، كما في "الإتحاف"، وسائر أسانيد المصنف.
- الرواية رقم (6194) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "قد اتفق الشيخان رضي الله عنه
على إخراج حديث الزهري، عن عروة وعبد الرحمن بن عبد القاري، أنهما سمعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه " فأثبتوه كما هو (6/ 341)، وإنما هو: "قد اتفق الشيخان رضي الله عنه على إخراج حديث الزهري، عن عروة، [عن المسور بن مخرمة] وعبد الرحمن بن عبد القاري، أنهما سمعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه"، والمثبت من الرواية التي أشار إليها المصنف في الصحيحين.
- الرواية رقم (6440) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "قال القاضي رحمه الله: اختلف أبو إسحاق وأبو علي سعيد بن جبير في سن ابن عباس، ورواية أبي إسحاق أقرب إلى الصواب" فأثبتوه كما هو (6/ 421)، وإنما هو:"قال القاضي رحمه الله: اختلف أبو إسحاق وأبو [بشر] على سعيد بن جبير في سن ابن عباس، ورواية أبي إسحاق أقرب إلى الصواب"، وإثباته معين؛ فأبو بشر جعفر بن أبي وحشية قد خالف أبا إسحاق السبيعي فقال: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: "
…
وأنا ابن عشر سنين"، ورواية أبي بشر أخرجها البخاري (6/ 193)، وقال أبو نعيم في معرفة الصحابة: "الصحيح حديث أبي إسحاق عن سعيد لموافقته حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس: جئت أنا على أتان وقد ناهزت الاحتلام والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بمنى في حجة الوداع.
- الرواية رقم (5126) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "عن موسى بن عقبة، عن أبي حبيبة مولى الزبير قال: فلما كان يوم فتح مكة" فأثبتوه كما هو (5/ 521)، وإنما هو:"عن موسى بن عقبة، عن أبي حبيبة مولى الزبير، [عن عبد الله بن الزبير] قال: فلما كان يوم فتح مكة"، والمثبت من أصل الرواية، في مغازي الواقدي (2/ 850)، وكذا رواه ابن سعد (6/ 85) عن الواقدي، وأبو حبيبة مولى الزبير هو جد موسى بن عقبة بن أبي عياش، من قبل أمه.
- الرواية رقم (5593) جاء فيها: "ثنا زيد بن الحباب، ثنا عبد الحميد بن أبي عبس الأنصاري [من بني حارثة قال أنبأنا ميمون بن زيد بن أبي عبس]، أخبرني أبي أن أبا عبس كان يصلي".
ما بين المعقوفتين سقط من النُّسخ الخَطيّة كافة، و"التلخيص"، و"الإتحاف"، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (6/ 118)، والمثبت من "دلائل النبوة" للبيهقي (6/ 78) فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
- الرواية رقم (6842) جاء فيها: "أخبرنا أبو العباس القاسم بن القاسم السياري بمرو، ثنا عبد الله بن علي الغزال، [ثنا علي بن الحسن بن شقيق]، ثنا عبد الله بن المبارك".
- الرواية رقم (7224) جاء فيها: "ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الأعلى، ثنا معمر، [عن الزهري] عن سعيد بن المسيب".
ما بين المعقوفتين سقط من النسخ الخَطيّة كافة، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (7/ 160)، والمثبت من من "مصنف ابن أبي شيبة"(18/ 455)، وكذا رواه أحمد (11/ 24) وغيره عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن معمر بن راشد به.
- الرواية رقم (7247) ورد فيها: "أنا أبو الموجه، أنا عبدان، [أنا عبد الله]، أخبرني مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير".
ما بين المعقوفتين سقط من النُّسخ الخَطيّة كافة، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (7/ 170)، والمثبت من "الإتحاف" وسائر أسانيد المصنف، وهو سند مطّرد عند المصنف وغيره، وعبد الله هو: ابن المبارك، وكذا رواه الإمام
أحمد (26/ 29) عن خلف بن الوليد، وأبو داود (4/ 213) عن أحمد بن منيع، كلاهما عن ابن المبارك عن مصعب.
- الرواية رقم (7380) جاء فيها: "أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي، ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، [ثنا
…
، ثنا سعيد بن بشير]، عن قتادة".
ما بين المعقوفتين سقط من النُّسخ الخَطيّة كافة، والمثبت من "الإتحاف"، وقد أثبتوه هم أيضًا في طبعتهم (7/ 228) من "الإتحاف"، غير أنهم لم يتنبهوا إلى هذا البياض الذي جعله الحافظ قبل سعيد بن بشير، فأثبتوه هكذا:"ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، ثنا سعيد بن بشر، عن قتادة". وإنما ترك الحافظ بياضًا قبل سعيد بن بشير؛ لأن أبا زرعة الدمشقي لم يلقَ سعيد بن بشير، فبينهما راوٍ ساقط، وقد رواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3/ 376)، والطبراني في "الأوسط"(4/ 222) من طريق علي بن معبد بن نوح عن زيد بن يحيى بن عبيد عن سعيد بن بشير به، وقد نبه على ذلك محقق "الإتحاف" في الحاشية.
- الرواية رقم (765) ورد فيها: "ويقول كلما سجد: الله أكبر [وإذا قام من الجلوس قال: الله أكبر]، ويقولى إذا سلم: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم ".
ما بين المعقوفتين سقط من النُّسخ الخَطيّة كافة، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (2/ 47)، وكذلك من طبعة الميمان (1/ 504)، والمثبت من "التلخيص" و"السُّنن الكبير" للبيهقي (2/ 46) فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
- الرواية رقم (5877) ورد فيها: "وأما الطرق التي عن يمينك فهي
[طريق أهل اليمين وأما العروة فهي] عروة الإسلام".
ما بين المعقوفتين سقط من النُّسخ الخَطيّة كافة، وبناءً عليه سقط من طبعتهم (6/ 228)، ووصلوا الكلام بلا أدنى إشارة، والمثبت من "التلخيص".
- الرواية رقم (6253) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "وعامر بن سعد وأمه بهراء، وصالح بن سعد وكان نزل بالحيرة لشيء وقع بينه وبين أخيه عمر بن سعد، ونزلها ولده، وقبله غلمان له، فتحول إلى رأس العين".
فأثبتوه كما هو (6/ 360)، وإنما هو:"وعامر بن سعد وأمه [من] بهراء، وصالح بن سعد وكان نزل بالحيرة لشيء وقع بينه وبين أخيه عمر بن سعد، ونزلها ولده، [وقتله] غلمان له، فتحول [ولده] إلى رأس العين". كما في "نسب قريش" لمصعب الزبيرى (ص 264)، وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1/ 136).
6 - نماذج من التَّصحيفات الواقعة لديهم في السَّند جراء عدم رجوعهم إلى هذه المصادر:
- الرواية رقم (56) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "حدثنا أبو النضر الفقيه وأبو الحسن الحيري، قالا: ثنا عثمان بن سعيد الدارمي" فأثبتوه كما هو (1/ 249)، وإنما هو:"حدثنا أبو النضر الفقيه وأبو الحسن العنزي، قالا: ثنا عثمان بن سعيد الدارمي"، كما في "الإتحاف"، وكما في سائر أسانيد المصنف، وهو أحمد بن محمد بن عبدوس بن سلمة، أبو الحسن العنزي.
- الرواية رقم (65) ورد في النُّسخ الخَطيّة قول المصنف في التعليق على الحديث: "وقد رواه جماعة من أئمة الكوفيين، عن أبي إسحاق، وقد تابع أبو الزعراء عمرو بن عمرو أبا إسحاق السبيعي في روايته عن أبي إسحاق، ولم
يخرجاه" فأثبتوه كما هو (1/ 254)، وإنما هو: "وقد رواه جماعة من أئمة الكوفيين، عن أبي إسحاق، وقد تابع أبو الزعراء عمرو بن عمرو أبا إسحاق السبيعي في روايته عن [أبي الأحوص]، ولم يخرجاه"، كما في "التلخيص" وهو الصواب.
- الرواية رقم (260) ورد في أغلب النُّسخ الخَطيّة: "حدثني أبو منصور محمد بن القاسم العتكي، ثنا أبو سهل حسن بن سهل اللباد" فأثبتوه كما هو (1/ 356)، وإنما هو:"ثنا أبو سهل [بشر] بن سهل اللباد"، كما أشار إلى ذلك في حاشية (ز)، وكما في سائر أسانيد المصنف، وانظر الأحاديث رقم:(438)، (1303)، (2968).
- الرواية رقم (281) ورد في النُّسخ الخَطيّة و"الإتحاف": "ثنا أبو الموجه، ثنا سفيان بن عيسى، ثنا الفضل بن موسى"، فأثبتوه كما هو (1/ 367)، وإنما هو:"يوسف بن عيسى"، كما في سائر أسانيد المصنف، فإن هذا الإسناد يتكرر كثيرا عند المصنف وغيره، وانظر حديث رقم (446)، (713)، (781) وغيرها كثير، وهو: يوسف بن عيسى بن دينار الزهري، أبو يعقوب المروزي، من رجال التهذيب.
- الرواية رقم (705) ورد في النُّسخ الخَطيّة و"الإتحاف": "وقد أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العقيقي، أخبرني أبي، ثنا موسى بن عبد الله بن الحسن"، فأثبتوه كما هو (2/ 17)، وكذلك فعلوا في الميمان (1/ 466)، وإنما هو:"وقد أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العقيقى، أخبرني [جدي]، ثنا موسى بن عبد الله بن الحسن"، كما في "الخلافيات" للبيهقي (2/ 18) فقد رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
- الرواية رقم (1005) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "ثنا أحمد بن حازم بن
أبي غرزة، ثنا عثمان بن سعيد المدني، ثنا مسعر"، فأثبتوه كما هو (2/ 162)، وكذلك فعلوا في الميمان (1/ 643)، وإنما هو: "عثمان بن سعيد [المري]"، كما في "التلخيص"، و"الإتحاف"، وهو: عثمان بن سعيد بن مرة القرشي المري.
- الرواية رقم (1075) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "عن سفيان، عن عبد العزيز بن رافع، عن تميم الطائي"، فأثبتوه كما هو (2/ 198)، وإنما هو:"عبد العزيز بن [رفيع] "، كما في "التلخيص"، و"الإتحاف"، و"السنن الكبير" للبيهقي (3/ 216).
- الرواية رقم (5294) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "حدثناه أبو الطيب محمد بن عبد الله السعيدي"، فأثبتوه كما هو (5/ 583)، وإنما هو:"أبو الطيب محمد بن عبد الله [الشعيري] "، كما في سائر أسانيد المصنف، ومصادر ترجمته.
- الرواية رقم (5347) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "نا الحسن بن علي بن زياد، ثنا أحمد بن الحصين اللهبي"، فأثبتوه كما هو (6/ 21)، وإنما هو:"أحمد بن [الحسين] اللهبي"، كما في "الإتحاف"، وهو: أحمد بن الحسين بن جعفر، أبو الفضل اللهبي المدني.
- الرواية رقم (6189) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "ثنا محمد بن عمر، حدثني عائذ بن بجير، عن أبي الحويرث"، وإنما هو:"عائذ بن [يحيى] " كما في مغازي الواقدي (1/ 80) - أصل رواية المصنف، ودلائل النبوة (3/ 61) عن المصنف به، ولم نقف لعائذ على ترجمة، لكن ذكره المزي فيمن روى عن أبي الحويرث عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث الأنصاري.
- الرواية رقم (5053) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "ثنا ابن لهيعة، عن أبي زرعة بن عمرو بن جابر، عن سليمان بن مهران"، فأثبتوه كما هو (5/ 494)، وإنما هو:"أبي زرعة عمرو بن جابر"، كما في "الإتحاف"، وهو الصواب.
- الرواية رقم (5569) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "عن صفوان بن عمرو، عن أبي اليمان عامر بن عبد الله بن يحيى"، فأثبتوه كما هو (6/ 111)، وإنما هو:"عن أبي اليمان عامر بن عبد الله بن لحي"، كما في "الإتحاف"، وهو الصواب.
- الرواية رقم (5721) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "عن موسى بن طلحة، عن طلحة بن عبيد الله" فأثبتوه كما هو (6/ 166)، وإنما هو:"عن موسى بن طلحة بن عبيد الله"، كما في "الإتحاف".
- الرواية رقم (7088) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "ثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن الشعبي، عن أبي صالح" فأثبتوه كما هو (7/ 98)، وإنما هو:"ثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السدي، عن أبي صالح"، كما تقدم على الصواب في النكاح (2787) والتفسير (3614) بالإسناد نفسه.
- الرواية رقم (7245) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "أنا أبو عتبة محمد بن الفرج، ثنا بقية بن الوليد"، فأثبتوه كما هو (7/ 169)، وإنما هو:"أبو عتبة أحمد بن الفرج"، كما في سائر أسانيد المصنف، وقد خرَّج له المصنف كثيرًا.
- الرواية رقم (7346) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "ثنا أبو بكر محمد بن النضر الماوردي"، فأثبتوه كما هو (7/ 213)، وإنما هو:"أبو بكر محمد بن النضر الجارودي"، كما في سائر أسانيد المصنف.
- الرواية رقم (7350) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "عن سعيد مولى أبي بكر"، فأثبتوه كما هو (7/ 215)، وإنما هو:"سعد مولى أبي بكر"، كما في "التلخيص"، و"الإتحاف"، وقد تقدم له رضي الله عنه حديث آخر برقم (2882) من رواية الحسن عنه وفيه قوله صلى الله عليه وسلم:"يا أبا بكر أعتق سعدًا".
وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب: "ولم يقع سعيد بالياء إلا في بعض نسخ "الاستيعاب"، وهو خطأ لا شك فيه؛ لإطباق أئمة أهل النقل على أنه سعد بإسكان العمن، والله أعلم".
- الرواية رقم (125) ورد في النُّسخ الخَطيّة قول المصنف في التعليق على الحديث: "فقد أسند هذا الحديث ثلاثة من الثقات عن إسماعيل، ووافقه عنه سفيان بن عيينة" فأثبتوه كما هو (1/ 287)، وإنما هو:"فقد أسند هذا الحديث ثلاثة من الثقات عن إسماعيل، [وأوقفه] عنه سفيان بن عيينة"، كما في "الإتحاف".
وكذلك فعلوا في طبعة الميمان (1/ 102).
- الرواية رقم (5277) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "وأما شرحبيل فهو أبو عبد الله بن عمرو بن المطاع من اليمن "فأثبتوه كما هو (5/ 577)، وإنما هو:"وأما شرحبيل فهو [ابن] عبد الله بن [المطاع بن عمرو] من اليمن"، كما في "التلخيص"، وهو الصواب.
- الرواية رقم (5280) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "ثنا خليفة بن خياط، قال: شرحبيل بن عبد الله بن المطاع بن عمر بن عبد العزيز"، فأثبتوه كما هو (5/ 578)، وإنما هو:"شرحبيل بن عبد الله بن المطاع بن [عمرو بن عبد العزى] "، كما في "طبقات خليفة"(ص 17).
- الرواية رقم (6041) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "وأمه النابغة بنت
حرملة بن شيبة من عنزة" فأثبتوه كما هو (6/ 289)، وإنما هو: "وأمه النابغة بنت حرملة، [سبية] من عنزة"، كما في أصل الرواية في "الطبقات الكبرى" (5/ 47).
- الرواية رقم (6421) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "فولد النعمان عبد الله، وبه كان يكنى محمدًا" فأثبتوه كما هو (6/ 415)، وإنما هو:"فولد النعمان عبد الله - وبه كان يُكنى -[و] محمدًا"، كما في في "طبقات ابن سعد"، وذَكَر بعدها بقية أبنائه.
- الرواية رقم (5223) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "فأراه أبو عبيدة طعنة خرجت في كفه، فنكأته شأنها، وفرق منها حين رآها" فأثبتوه كما هو (5/ 557)، وإنما هو:"فأراه أبو عبيدة طعنة خرجت في كفه، [فتكابر] شأنها، وفرق منها حين رآها"، كما في "الزهد والرقائق" لابن المبارك (ص 307).
- الرواية رقم (5768) ورد في النُّسخ الخَطيّة: "فلما قُتل عمار قال خزيمة: قد حانت لي الضلالة" فأثبتوه كما هو (6/ 180)، وإنما هو:"فلما قُتل عمار قال خزيمة: قد [بانت] لي الضلالة"، كما في "طبقات ابن سعد"(3/ 239).
- الرواية رقم (7249) ورد في النُّسخ الخَطية: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد خالف همام بن يحيى بن سعيد بن أبي عروبة في متن هذا الحديث" فأثبتوه كما هو (7/ 171)، وإنما هو:"وقد خالف همام بن يحيى سعيد بن أبي عروبة في متن هذا الحديث".
منهج الحاكم في الكتاب
أبانَ الحاكم عن منهجه في خطبة كتابه، فقال: "
…
سألني جَماعةٌ مِن أعيانِ أهل العلم بهذِه المدينةِ وغيرهَا أن أَجْمع كِتابًا يَشْتملُ على الأحاديثِ المرويَّةِ بأسانيدَ يحتجُّ محمَّدُ بن إسماعيل، ومسلمُ بن الحجَّاج بمِثْلها؛ إذْ لا سَبيل إلى إخْراج مَا لا عِلَّة لهُ، فإنَّهما رحمهما الله لمْ يدَعيا ذَلِك لأَنْفُسِهمَا".
ووجدنا على ظهرية الجزء الثَّاني من نُسخة رواق المغاربة؛ وهى أدق نُسخ الكتاب، تسميةَ الكتاب بـ:"كتاب المُسْتدرك الجامع الصَّحيح على شرط الإمامين: محمَّد بن إسماعيل البخاريّ، ومسلم بن الحجاج القُشيري، أو واحد منهما، مما لم يخرجاه".
وقد اعتمدنا هذا الاسم، وأثبتناه على الغلاف الخارجي للكتاب، وهذه التَّسمية تنطبق على ما رجَّحه الحافظ العلائي في شرط الحاكم في الكتاب، وتابعه على ذلك الحافظ ابن حجر، فقال: "
…
قد وقفتُ للعلامة الحافظ، قُدوةِ الفقهاء والمحدثين، صلاح الدين العلائي، شيخ شُيوخنا تغمده الله برحمته، في مقدمة "كتاب الأحكام" لهذا الغرض على كَلامٍ في غاية الإتقان؛ بحيث لا مزيدَ عليه في الحسْنِ، والذي اختارَهُ رجحان القول بأنَّ مُرادَ الحاكم بقوله:"على شرط فلان". أنَّ رجال ذلك السَّند يكون مِنْ نسب إليه الشرط أخرج لكل منهم احتجاجًا.
هذا هُو الأصل، وقد يتسامَحُ الحاكمُ، فيُغضي عَمَّنْ يتَّفق أنه وقع في السَّند ممَّن هُو في مرتبة مَنْ أخرج له، وإن لم يكن عيَّنَه، وذلك قليلٌ بالنِّسبة إلى المثل، وتراه ينوِّعُ العبارةَ، فتارة يقول:"على شرطهما". وذلك حيثُ يتفرَّدُ أحدهما بالتخريج لراوٍ مِنْ ذلك السَّند، كعكرمة بالنِّسبة للبخاري،
وحمادِ بن سلمة بالنسبة لمسلم؛ ففي الأول يقول: على شرط البخاري. وفي الثاني يقول: على شرط مسلم. كما لو اتفق أنهما أخرجا للجميع، فيقول:"على شرطهما". ومتى كان أكثرُ السَّندِ ممَّن لم يخرجا له، قال:"صحيح الإسناد". ولا ينسُبُه إلى شرطِ واحدٍ منهما، وربما أورد الخبر، ولا يتكلَّمُ عليه، فكأنَّه أراد تحصيلَه، وأخَّرَ التَّنقيب عليه، فعُوجِل بالموت مِنْ قبلِ أن يتقن في لك، وقد وقفتُ على نسخةٍ مِنَ "المستدرك" في ستِّ مجلدات، فوجدت في هامش صفحةٍ مِنْ أثناءِ النِّصف الثاني مِنَ المجلد الثاني:"إلى هنا انتهى الحافظ الحاكم". ففهِمْتُ مِنْ هذا أنَّه قد حرَّر مِنْ أوَّلِ الكتاب إلى هُنا، وأنَّ الباقي استمرَّ بغير تحريرٍ، ولذلك يُوجَدُ فيه هذا النَّوع مِنْ أنه يورِدُ الحديثَ بسنده، ولا يتكلَّم عليه"
(1)
.
* * *
(1)
"الجواهر والدرر" للسخاوي (2/ 895).
وصف النُّسخ الخَطيّة المعتمدة في التحقيق
1 - نُسخة المكتبة الأزهرية بالقاهرة، ورمزنا لها بالرمز (ز):
مصدر النُّسخة:
هذه النُّسخة محفوظة في المكتبة الأزهرية بالقاهرة، تحت رقم (6122 حديث)، 93211 رواق المغاربة.
عنوان النُّسخة:
وقع على ظهرية الجزء الأول: "الجزء الأول من المستدرك، للشيخ الإمام العالم العلامة العمدة الحاكم نفع الله به المسلمين".
ووقع على ظهرية الجزء الثاني: "الجزء الثاني من "كتاب المستدرك الجامع الصَّحيح على شرط الإمامين: محمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج القُشيري، أو واحد منهما، مما لم يخرجاه". تصنيف الحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ النيسابوري رحمه الله تعالى".
ووقع على ظهرية الجزء الثالث: "الثالث من المُسْتدرك على الصَّحيحين، لأبي عبد الله الحاكم".
ووقع على ظهرية الجزء الرابع: "الجزء الرابع من المستدرك على الصحيحين، تأليف الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم رحمه الله".
إسناد النُّسخة:
يبدأ الإسناد هكذا: "أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ إملاءً في يوم الاثنين السابع من المحرم سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة".
ووقع في: "أخبرنا الشَّيخ أبو بكر محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن شاذان الحيري رحمه الله بقراءتي عليه سنة تسع وأربعين وأربعمائة، قال: أنبأني الحاكم الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه الحافظ رضي الله عنه ".
تراجم رجال إسناد النُّسخة
- الحافظ أبو بكر الحيري
هو: محمَّد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن شاذان، أبو بكر الحِيريّ النَّيْسَابوريّ، الحافظ الفقيه السُّفْيانيّ.
معروف، ثقة حافظ، من أصحاب الحاكم أبي عبد الله الحافظ. سمع الكثير وصنف وحدَّث.
جمع مصنفات الحاكم وسمعها وحدَّث عن غيره، وكان من العُباد والزُّهاد، تُوفي في سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، ودفن بشط الوادي
(1)
.
وصف النُّسخة:
نُسخة تامة مكونة من أربعة مجلدات:
- أما المجلد الأولى فيقع في (266) لوحة، ويبدأ من كتاب الإيمان، إلى آخر كتاب فضائل القرآن. وهذا الجزء به سقط في بعض اللوحات أشرنا إليه في موضعه من التحقيق.
- وأما الثاني فيقع في (299) لوحة، ويبدأ من أول كتاب البيوع إلى آخر كتاب آيات رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي دلائل النبوة.
- وأما الثالث فيقع في (314) لوحة، ويبدأ من كتاب الهجرة إلى أثناء
(1)
"المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور"(ص 45)، تاريخ الإسلام للذهبي (10/ 22).
كتاب معرفة الصحابة.
- وأما الرابع فيقع في (272) لوحة، ويبدأ من أثناء كتاب معرفة الصحابة، أثناء ذكر وفاة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، إلى نهاية "كتاب المستدرك".
وهذا المجلد به خرم في أوله يتمثل 406 روايات، أي قرابة (30) لوحة، بالإضافة إلى بعض اللوحات السَّاقطة، وقد أشرنا إليها في موضعه من التَّحقيق.
اسم الناسخ، وتاريخ النَّسخ:
بخط المحدث محمد بن أبي القاسم الفَارقي المصري (ت 761 هـ)، وكان الفارقي كثير العناية بالحديث
(1)
، ولم يَخلف بعده أقدم طلبًا منه
(2)
.
وقد فرغ من نسخها في سلخ ذي الحجة سنة ثمانٍ وعشرين وسبعمائة بالقاهرة المعزية.
وقابلها: الحسن بن محمد اللخمي
(3)
على أصل صحيحٍ فصحَّ. ومن أجل فوائد هذه النُّسخة أنه كُتب على حاشية الحد الفاصل بين ما أملاه الحاكم من "المسْتدرك"، وبمن ما أُخذ عنه بالإجازة، ونصه:"إلى هنا انتهى الإملاء، ولم يقع السماع لما بعده إلى تمام الكتاب لأحد فيه، ثم تُوفي الحاكم رضي الله عنه يوم الثلاثاء الثالث من صفر سنة خمس وأربعمائة".
(1)
قاله الفاسي في "ذيل التقييد"(1/ 209).
(2)
قاله تلميذه الزين العراقي، ونقله عنه ابن حجر في الدرر الكامنة (5/ 410).
(3)
هو: محمد بن الحسن بن علي بن عيسى اللخمي تقى الدين بن الصيرفي، ويقال له ثابت، ولعله لقب، له ترجمة في ذيل التقييد لأبي الطيب الفاسي (1/ 115) و (1/ 494)، و الدرر الكامنة لابن حجر (5/ 163).
2 - نُسخة مكتبة بيت الوزير الخاصة المحفوظة بمكتبة الجامع الكبير الغربية بصنعاء، ورمزنا لها بالرمز (و):
مصدر النُّسخة:
هذه النُّسخة محفوظة في مكتبة الجامع الكبير الغربية بصنعاء، تحت رقم (99).
عنوان النسخة:
وقع على ظهرية الجزء الأول: "الجزء الأول من "المستدرك للصحيحين". تأليف الشيخ الإمام العالم العلامة الحافظ المتقن المحقق جمال الدين محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ الحاكم، نفع الله به، وأعاد علينا من بركاته آمين، وصلى الله على أشرف الخلق محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا مباركًا فيه إلى يوم الدين آمين آمين، ورضي الله عن الصَّحابة أجمعين والحمد لله رب العالمين".
ووقع على ظهرية الجزء الثاني: "الجزء الثاني من أربعة أجزاء من كتاب المستدرك على الصحيحين. تأليف الشيخ الإمام العلامة الحافظ المتقن جمال الدين محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ الحاكم نفع الله به آمين".
إسناد النُّسخة:
يبدأ الإسناد هكذا: "حدثنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ إملاءً في يوم الاثنين السابع من المحرم سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة".
ووقع في: "أخبرنا الشَّيخ أبو بكر محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن شاذان الحيري رحمه الله بقراءتي عليه سنة تسع وأربعين وأربعمائة، قال: أنبأني الحاكم الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه الحافظ رضي الله عنه ".
وصف النُّسخة:
نسخة مكوَّنة من ثلاثة أجزاء، في كل جزء مجلدان، وهي نُسخة في آخرها بتر من أثناء كتاب الذبائح إلى آخر الكتاب.
أما الجزء الأول فيقع في (125) لوحة، والجزء الثاني فيقع في (131) لوحة، والجزء الثالث فيقع في (164) لوحة، والجزء الرابع فيقع في (133) لوحة، والجزء الخامس فيقع في (122) لوحة، والجزء السادس فيقع في (113) لوحة.
تَبْدأ النُّسخة: بـ"بسم الله الرحمن الرحيم، وما توفيقي إلا بالله. حدثنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ إملاءً في يوم الاثنين السَّابع من المحرم سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة:
الحمد لله العزيز القهار، الصَّمد الجبار، العالم بالأسرار، الذي اصطفى سيد البشر محمد بن عبد الله لنبوته ورسالته، وحذر جميع خلقه مخالفتَه، فقال عز مِن قائلٍ:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} ، فصلوات الله عليه وعلى آله أجمعين
…
".
وتنتهي: بـ"أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني، ثنا إبراهيم بن عبد الله، أنا يزيد بن هارون، أنا عبد الملك بن سليمان
(1)
، عن عطاء، عن أم كرز وأبي كرز، قالا: نذرت امرأة من آل عبد الرحمن بن أبي بكر إن ولدت امرأة".
(1)
كذا في (و)، وصوابه:"بن أبي سُليمان".
اسم الناسخ، وتاريخ النسخ:
ناسخها: غير معروف، وقد كانت في ملك السَّيد محمد بن إبراهيم بن الوزير رحمه الله. وتاريخ نسخها قبل سنة (5834)، ف ق د ك ت ب ا ب ن ا ل و ز ي ر رحمه الله في آخر الجزء الرابع ما نصه:"بلغ مقابلته على غير أصله المنسوخ منه، في شهر شعبان سنة 835، على يد العبد الفقير إلى الله تعالى: محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى، سامحه الله تعالى، وختم له برضاه، آمين آمين آمين".
وكتب على ظهرية الجزء الأولى: "من الخزانة الوزيرية وعليها خط إمام الحديث محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى قدَّس الله روحه".
وعلى ظهرية الجزء الأول أيضًا: "وعلى ثلاث أو أربع ورق من آخر هذا الجزء خط سيدي الحجة محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى رضي الله عنه، يعرفه من له خبرة بخطه فليعلم ذلك. كتبه يحيى بن عبد الله بن زيد بن عثمان بن علي بن الوزير غفر الله له ذنوبه وستر عيوبه".
وعلى ظهرية الجزء أيضًا: "هذا الجزء والذي بعده مما اشتملت عليه الخزانة الوزيرية، وقد كتب عليه مَن لا اعتبار به الوقف المطلق وطمس وقف الآباء، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
وعلى ظهرية الجزء الثاني: "هذا المجلد وما قبله وما بعده من كتب الأهل الموقوفة على صالح الذرية، وقد كان وُهِب هو وإخوته من الخزانة المفضلية الوزيرية، وعلى هذه النسخة وإخوته خط إمام الاجتهاد الحبر النقاد عز الإسلام محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى، وعليه رسم بخطه فاعرف ذلك".
3 - نُسخة مكتبة دار الكتب المصرية بالقاهرة، ررمزنا لها بالرمز (س):
مصدر النُّسخة:
هذه النُّسخة محفوظة في دار الكتب المصرية بالقاهرة، تحت رقم (29249 ب).
عنوان النسخة:
وقع على ظهرية النُّسخة: "المجلد الأخير من "المستدرك" الأشربة تصنيف الحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن البيع الحافظ رضي الله عنه ".
ووقع في خاتمة هذا الجزء: "هو آخر كتاب الجامع الصحيح المستدرك. تأليف الحاكم الإمام أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه الحافظ رحمه الله".
وصف النُّسخة:
تَبْدأ النُّسخة: بـ"بسم الله الرحمن الرحيم. رب يسر يا كريم.
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب إملاء وقراءة، ثنا أحمد بن شيبان الرملي، ثنا سفيان بن عيينة، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: كان أحب الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلو البارد.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه؛ فإنه ليس عند اليمانيين عن معمر".
وتنتهي: بـ"رحمك الله، إنما سألتك لتخبرنا. فقال ابن عباس: يومان ذكرهما الله عز وجل في كتابه، الله أعلم بهما. فكَرِهَ أن يقول في كتاب الله بغير علم. هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه.
آخر كتاب الأهوال، وهو آخر كتاب الجامع الصحيح المستدرك. تأليف الحاكم الإمام أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه
الحافظ رحمه الله. والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وعترته الطاهرين وسلم تسليمًا كثيرًا، وحسبنا الله ونعم الوكيل".
تاريخ النسخ، واسم الناسخ:"كان الفراغ من هذه النسخة خامس شعبان المبارك سنة سبع وعشرين وسبعمائة على يد العبد الفقير إلى ربه مسعود بن عبد الرحيم غفر الله له ولصاحبه، ولمن نظر فيه ولجميع المسلمين. والحمد لله رب العالمين".
وهذه النسخة تتميز أيضًا بالدقة وقلة التصحيف والتحريف فيها، وتُعَد متمِّمةً للنسخة الوزيرية؛ إذ تكمل الجزء المبتور منها، وهي تضاهيها من جهة الضبط.
4 - نُسخة مكتبة دار الكتب المصرية بالقاهرة، ورمزنا لها بالرمز (ك):
مصدر النُّسخة:
هذه النُّسخة محفوظة في دار الكتب المصرية بالقاهرة، تحت رقم (617) حديث.
عنوان النسخة:
وقع على ظهرية النُّسخة: "الجزء الثاني من "المستدرك الصحيح". تأليف الإمام سيد الأعلام شيخ الشيعة أمير المؤمنين في الحديث أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه رحمه الله تعالى ونفعنا به آمين".
وصف النُّسخة:
هي الجزء الثاني من نُسخة مكونة من مجلدين، وهذا المجلد يمثل نصف الكتاب الأخير، وعدد لوحاتها (297) لوحة، كُتبت بخط نسخي دقيق.
وفي خاتمتها قيد مقابلة، نصه: "انتهت المقابلة بهذا الكتاب على حسب
الطاقة والإمكان على الأصل المنسوخ منه. والحمد لله أولًا وآخرًا وظاهرًا وباطنًا
…
في العاشر من شهر جمادى الأولى من سنة إحدى عشرة وثمانمائة".
وهي نسخة جيدة قليلة السقط والتَّصحيف شبيهة بالنسخة (و).
وفي خاتمتها أيضًا: "من الخزانة الناصرية خزانة مولانا مَن شيَّد الله به معالم الدين أمير المؤمنين محمد ابن أمير المؤمنين علي بن محمد بن علي".
تَبْدأ النُّسخة: بـ"بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين.
كتاب الهجرة
وقد صح أكثر أخبارها عند الشيخين، وأخرجا جميعًا اختلاف الصحابة في مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة.
حدثنا إسماعيل بن محمد الشعراني، ثنا جدي، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا حُسين بن زيد، عن شهاب بن عبد ربه، عن عمر بن علي، قال: مشيت مع محمد بن علي، فقال: أشهد أن أبي حدثني، عن أبيه، عن علي رضي الله عنهم، أن الله عز وجل عمَّر نبيه صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة سنة".
وتنتهي: بـ"رحمك الله، إنما سألتك لتخبرنا. فقال ابن عباس: يومان ذكرهما الله عز وجل في كتابه، الله أعلم بهما. فكَرِهَ أن يقول في كتاب الله بغير علم. هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه.
آخر كتاب الأهوال، وهو آخر ""كتاب الجامع الصحيح المستدرك".
تأليف الحاكم الإمام أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه وصلى الله على رسوله سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وعترته وأزواجه الطاهرين وسلم تسليمًا كثيرًا".
تاريخ النَّسخ، واسم النَّاسخ:
" وافق الفراغ من تعليقه عصر الجمعة الثاني عشر من شهر صفر المبارك سنة إحدى عشرة وثمانمائة للهجرة الطاهرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. وحسبنا الله ونعم الوكيل ونعم المولى ونعم النصير.
تاريخ الأصل المنسوخ منه في التاسع والعشرين من المحرم سنة ثلاثين وسبعمائة. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم".
5 - نُسخة مكتبة دار الكتب المصركة بالقاهرة، ورمزنا لها بالرمز (ص):
مصدر النُّسخة:
هذه النُّسخة محفوظة في دار الكتب المصرية بالقاهرة، تحت رقم (443) حديث.
وصف النُّسخة:
تقع في مجلدٍ يحتوي على الجزء الثالث والرابع من نُسخة مكونة من ستة أجزاء، وعدد لوحاتها (290) لوحة، كُتبت بخط نسخي جيد.
تَبْدأ النُّسخة: بـ"بسم الله الرحمن الرحيم. وبه نستعين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
كتاب الجهاد
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا أبو الحسن محمد بن سنان القزاز، نا إسحاق بن يوسف الأزرق، حدثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما أخرج أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو بكر الصديق: إنا لله وإنا إليه راجعون، أخرجوا نبيهم صلى الله عليه وسلم ".
وتنتهي: بـ"اللهم رب الكعبة المحرمه، أظهر على كل عدو سلمه، له يدان في الأمور المبهمه، كف بها يُعطي وكف منعمه. فلم يزل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج مع المسلمين إلى الشام حين بعث أبو بكر رضي الله عنه الجيوش لجهاد الروم، فقُتل سلمة رضي الله عنه شهيدًا بمرج الصُّفر والمحرم سنة أربع عشرة في خلافة عمر رضي الله عنه ".
تاريخ النَّسخ، واسم الناسخ:
"نجز الجزء الرابع بمنة الله سبحانه وعونه، ويتلوه في أول الخامس [
…
]، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم، فتح شهر شوال أحد شهور سنة اثنتين وأربعين وألف، برسم مولانا ومالد أمرنا وخليفة عصرنا، أمير المؤمنين المؤيد بالله رب العالمين محمد ابن أمير المؤمنين القاسم بن محمد بن علي ابن رسول الله حفظه الله وأيده ومد مدته وأسعده بحق جده محمد صلى الله عليه وسلم.
بخط أفقر عباد اللّه إليه: عبد الله بن صلاح الصمدي [
…
]، لطف به الله تعالى وغفر له وحشره في زمرة محمد وآله".
وهذه النُّسخة فرع عن نسخة ابن الوزير، وناسخها نقل طرر ابن الوزير كما هي في مواضعها.
6 - نُسخة مكتبة دار الكتب المصرية بالقاهرة، ورمزنا لها بالرمز (د):
مصدر النُّسخة:
هذه النُّسخة محفوظة في دار الكتب المصرية بالقاهرة، تحت رقم (444) حديث.
عنوان النسخة:
وقع على ظهرية النُّسخة: ""كتاب المستدرك" للحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ رحمه الله تعالى آمين".
وصف النُّسخة:
نسخة في مجلد هو الجزء الأولى من نُسخة مكونة من ثلاثة أجزاء، عدد لوحاتها (226) لوحة، كُتبت بخط نسخي جيد، ويعيبها الكثير من السقط وانتقال النظر.
وعلى ظهرية النُّسخة قيد وقف، نصه:"أوقف هذا الكتاب السيد أحمد عبد السَّلام على طلبة العلم، وجعل مقره بزاوية العربي بالجودرية لا يباع ولا يوهب ولا يُرهَن".
"الحمد لله. مما مَنّ الله تعالى بهذا الكتاب على عبد الله بن محيي الدين العراسي لطفه الله بلطفه الخفي
…
في محرم سنة (1172) ".
تَبْدأ النُّسخة: بـ"بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين. ثنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ إملاء في يوم الاثنين السَّابع من المحرم سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة:
الحمد لله العزيز القهار، العالم بالأسرار".
وتنتهي: بـ"وقد ذكر في ضمن هذا الكتاب كتبًا قد ترجمها البخاري في آخر كتاب البيوع
…
لئلا يتوهم متوهم أني أخليت كتاب البيوع عن هذه الكتب، والله المعين على ما أؤصله من تتبع آثار الإمامين رضي الله عنه آمين".
7 - نُسخة مكتبة المحمودية بالمدينة المنورة، ورمزنا لها بالرمز (ح):
مصدر النُّسخة:
هذه النُّسخة محفوظة في المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة، تحت رقم (466) حديث.
عنوان النسخة:
وقع على ظهرية النُّسخة: "الجزء الأول من "المستدرك للحاكم" أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ النيسابوري الشافعي
(1)
رضي الله عنه وأرضاه آمين آمين".
وصف النُّسخة:
نسخة في مجلد هو الجزء الأولى من نُسخة مكونة من ثلاثة أجزاء، وعدد لوحاتها (351) لوحة، كُتبت بخط نسخي.
وهي نُسخة رديئة شابها الكثير من التصحيف والتَّحريف والسَّقط وانتقال النظر، ولم نقابل الكتاب عليها مقابلة كاملة؛ لقلة الفائدة المرجوة من ذلك، وإنما اكتفينا بالرجوع إليها في مواضع اختلاف النسخ، والمواضع المشكِلة.
تَبْدأ النُّسخة: بـ"بسم الله الرحمن الرحيم. وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت. ثنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ إملاء في يوم الاثنين السَّابع من المحرم سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة:
الحمد لله العزيز القهار، الصمد الجبار، العالم بالأسرار".
وتنتهي: بـ"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِل عن اللقطة، فقال: "تعرف ولا تغيب، ولا تكتم
…
"".
8 - نُسخة مكتبة إحسان الله شاه السّندي صاحب اللواء، باكستان، ورمزنا لها بالرمز (م):
مصدر النُّسخة:
هذه النُّسخة محفوظة في مكتبة إحسان الله شاه السندي صاحب اللواء، باكستان.
(1)
قوله: "الشافعي" عبثت بعضهم به، وأراد أن يجعلها:"الشيعي".
عنوان النسخة:
وقع في خاتمة النسخة: "كتاب الجامع الصحيح المسند. تأليف الحاكم الإمام أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن حمدويه الحافظ رحمه الله".
وصف النُّسخة:
نسخة تامة في مجلدين، المجلد الأول يقع في (384) لوحة، والثاني يقع فِي (381) لوحة، كُتِبت بخط نسخي.
اسم الناسخ، وتاريخ النَّسخ:
"فرغ من نسخة العبد الفقير إلى الله تعالى فتح الله محمد النظاماتي خادم العتبة العلية بخانقاة سيده ومسنده ووسيلته إلى الله تعالى حضرة صاحب اللواء أنارت شموس إرشاداتهم وفيوضاتهم ما دامت السموات والأرض في ثامن شهر الله الذي أنزل فيه القرآن من شهور سنة ألف وثلاثمائة وعشر من هجرة سيد ولد عدنان عليه وعلى آله ألوف الصلوات والتسليمات ما دامت الشمس والقمر في الدوران".
وهي نُسخة رديئة يعيبها كثرة التَّصحيف والتَّحريف والسَّقط وانتقال النظر، الذي قد تغاضينا عن الإشارة إلى أغلبه في الحاشية، خشية الإطالة بلا فائدة تُذكَر.
وقد لاحظنا أنها شبيهة بالنسخة (ز)، وذلك في أغلبها، ولذا ازداد الانتفاع بها في الأجزاء السَّاقطة من النُّسخة (ز).
وهذه النُّسخة هي إحدى النسخ التي اعتمد علمها محققو الطبعة الهندية، بل وصفوها بأنها أصح النسخ وأحسنها كتابةً.
هذا، وقد وقع لنا بعد الانتهاء من العمل ثلاث نسخ أخرى
هي: النسخة الناصرية بلكنو، ونسخة خدابحش، ونسخة من المحمودية، وثلاثتهم من
مصورات الجامعة الإسلامية، وقد درسناها فوجدناها نسخًا متأخرة، منقولة عن النسخ التي عملنا عليها، وليس فيها زيادة فائدة.
* * *
دراسة حول ما وصلنا من نُسخ "كتاب المُسْتدرك على الصَّحيحين"
لقد طُبع هذا الكتاب منذ أكثر من مائة سنةٍ تقريبًا، على يد أساتذة أجلاء، ومشايخ فضلاء، في دائرة المعارف النِّظامية، بحيدر آباد بالهند، إلا أن هذه الطَّبعة لم تخلُ من أخطاء البشر وما يقعون فيه، وتراوحت أخطاؤهم ما بين تحريف في الأسماء وسقط في المتن، هذا إلى جانب اعتمادهم على نُسخ مشوشة الترتيب في بعض أبواب الكتاب. وتوالت طبعات عدة للكتاب؛ إما بالتَّصوير عن هذه الطبعة، أو إعادة صَفِّها، مع إضافة بعض التَّعليقات أو التّخريجات أو الانتقادات.
ثم استخرنا الله عز وجل في العمل على خدمة الكتاب وإعادة تحقيقه، وشرعنا في المقابلة على النُّسخ الخَطيّة التي جمعناها، والتي تُعد من أقدم وأدق المخطوطات المتاحة للكتاب في مكتبات العالم على حد علمنا، فظهر لنا أن ثَمَّ قواسم وأمورًا مشتركة بين المخطوطات كافة قديمها وحديثها، جيدها وسقيمها، على الرغم من تباين النُّسخ الخَطيّة من جهة زمن كتابتها، ومكان وجودها، ومن جهة مدى دقتها من عدمه، وما إلى ذلك. وهذه القواسم تتمثل في إجماع النُّسخ الخَطيّة على التبييض للعديد من المواضع المفرَّقة في الكتاب كله، وحفلت النسخ بالتصحيف والتحريف والسقط، ولعل ذلك راجع إلى انقطاع عناية العلماء بسماع الكتاب وتصحيحه؛ فقد نقل الروداني عن السُّيوطي أن:""المُستدرك" قليل الوجود؛ ولذا لم يقع بالسَّماع، وإنما وقع بالإجازات"
(1)
.
ونحن نذكر طرفًا من هذه الظواهر يُستدَل به على ما بعده:
(1)
"صلة الخلف بموصول السلف" للروداني (ص 283).
-
البياضات:
لوحظ وجود بعض البياضات بمقدار كلمة واحدة، أو عدة كلمات، وقد تطول حتى تصل إلى سطرٍ أو سطرين أو أكثر، وهذه البياضات قد تكون في سند الحديث أو في متنه، أو في كلام المصنف وتعليقه على الحديث، ويكون هذا البياض قاسمًا مشتركًا بين النُّسخ الخَطيّة كافة وفي الموضع نفسه، ومن أمثلة ذلك:
- الحديث رقم (452)؛ فإن مبتدأ الحديث به بياض في النسخ كافة، ويبدأ بقوله: "
…
الشيباني بالكوفة، ثنا إبراهيم بن إسحاق القاضي، الزهري".
وقد ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله هذا الحديث في "إتحاف المهرة"(3/ 33) هكذا: "وعن الشَّيباني بالكوفة، ثنا إبراهيم بن إسحاق"، وهذا يدل على أن نُسخته من "كتاب المستدرك" وقع بها هذا التَّبييض.
بينما نجد الحافظ البيهقي رحمه الله يروي الحديث بعينه في "كتاب شعب الإيمان"(4/ 240) عن شيخه أبي عبد الله الحاكم تامًّا من غير هذا السَّقط، هكذا:"أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدَّثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشّيباني بالكوفة، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق القاضي، الزهري".
- والحديث رقم (528)، ففي النُّسخ الخَطيَّة كافة ورد هكذا: "عن عطاء بن يسار
…
فدعا بإناء فيه ماء، فاعترف غرفة".
وعند الرجوع إلى النُّسخة المطبوعة أو النُّسخ الخَطية من "تلخيص الحافظ الذهبي للمستدرك" وجدنا البياض بعينه، مما يدل على أن نُسخة الحافظ أبي إسحاق الصّريفيني (ت 641 هـ)، الذي لخص منها الحافظ الذهبي "كتاب المستدرك"، وقع فيها البياض بعينه، بينما وجدنا البيهقي
يروي هذا الحديث في "كتاب السنن الكبير"(1/ 72) عن شيخه الحاكم تامًّا بغير هذا السقط هكذا: "عن عطاء بن يسار، قال: قال لنا ابن عباس: أتحبون أن أحدثكم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ؟ فدعا بإناء فيه ماء، فاغترف غرفة".
-
التَّصحيفات والتَّحريفات:
حفلت النُّسخ الخَطيّة للكتاب بالتَّصحيفات والتَّحريفات التي لا يُتصوَّر صدورها من المصنف، على الرُّغم من إجماع النُّسخ الخطيَّة كلها على هذه الظاهرة، مثاله:
- الحديث رقم (506)، فمبتدأ النُّسخ الخَطيّة كلها هكذا:"فحدثناه عبد الباقي بن نافع الحافظ، ثنا محمد بن علي بن شُعيب".
وكل من له اطلاع على أسانيد المصنف يَعلم أن المقصود: "عبد الباقي بن قانع الحافظ" شيخ المصنف الذي روى عنه كثيرًا في الكتاب، وأن الصواب:"بن قانع"، فلا يتصور أن يخطئ المصنف في اسم شيخه.
- وفي الحديث رقم (641)، يتحول شيخ المصنف:"أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد الجوهري" إلى "عبد الله بن محمد بن أحمد بن علي بن مخلد الجوهري".
- وفي الحديث رقم (779) يتحول شيخ المصنف: ومحمد بن القاسم العتكي" إلى "أبو محمد بن القاسم العتكي".
* * *
منهج العمل في تحقيق هذا الكتاب
المقابلة بين النُّسخ:
- اتخذنا نُسخة المكتبة الأزهر المرموز لها بالرمز (ز) أصلًا لضبط نص الكتاب، وعارضناها على النُّسخ الأخرى، وأثبتنا الفروق في الحاشية.
- لم نعدّ النُّسخة (ز) أصلًا، فنثبت كل ما ورد فيها، بل عددناها أصلًا لأنها أصح النُّسخ وأتمها.
- ومنهجنا فيما نُثبته في أصل الكتاب هو ما قد يسميه البعض بالنَّص المختار، ففي حالة اختلاف النُّسخ الخَطيّة التي لدينا فإننا نثبت ما يترجح لدينا أنه نص المصنف رحمه الله.
- إضافة إلى ما قد يقع من الاختلاف في النُّسخ الخَطيّة، واحتياجنا إلى الترجيح بينها، فقد يقع سقط في النسخ كافة، أو تصحيف أو تحريف، وقد يكون بعض هذه التَّصحيفات من المصنف نفسه، غير أن أغلبها تكون من النُّساخ، وكثيرًا ما تكون هذه التَّصحيفات أو السقط قد أجمعت عليه النُّسخ.
- وفيما يخص المواضع المبيض لها في النُّسخ الخَطيّة للكتاب، لا سيما أوله، فقد وفقنا الله لسد أغلبها عن طريق كُتب البيهقي رحمه الله لا سيما "السنن الكبير"، و"الخلافيات".
المقابلة على المصادر الثَّانوية:
نظرًا لكون غالب نُسَخ "كتاب الْمُسْتدرك" مَغْلوطًا لعدم اتصالها بالسَّماع، فقد جهدنا أن نخرج الكتاب خاليًا من التصحيف والتَّحريف والسَّقط، فعارضنا النَّص سندًا ومتنًا بالمصادر التالية:
- ما تحصّل لدينا من النُّسخ المخطوطة لـ "تلخيص الذهبي للمستدرك" فعارضناها معارضة تامة، وأثبتنا فروق النُّسخ في الحاشية.
- "كتاب إتحاف المهرة" لابن حجر، عارضناه معارضة تامة، وأثبتنا فروق النُّسخ في حاشية النَّص.
- وبعد استفراغ النَّظر في النُّسخ الخَطيّة ومعارضة النّص بـ "تلخيص الذهبي للمستدرك" و"إتحاف المهرة" لابن حجر سلكنا عدة طرق للتأكد من سلامة النَّص:
- أولها وأهمها: كتب البيهقي رحمه الله؛ فهو من أخص تلاميذ الحاكم، فغالب روايات "المُسْتدرك" رواها البيهقي في كُتبه، ورجعنا في مُعارضة النَّص إلى المصادر الأصلية التي ينقل عنها الحاكم.
- وهذه المصادر استطعنا عن طريقها التَّرجيح بين النُّسخ الخَطيّة، أو إصلاح التَّصحيف، أو إكمال السَّقط والبياض.
تخريج النَّص، والحكم عليه، وتراجم رواته:
- أدرجنا حاشية في نهاية كل رواية، وأثبتنا فيها العزو إلى "إتحاف المهرة" لابن حجر، وذلك بالجزء والصَّفحة ورقم الحديث، وأثبتنا في حاشية النَّص المحقق تعليقات ابن حجر على الكتاب.
- وأثبتنا في حاشية النَّص تعليقات الذهبي التي في "تلخيصه للمُسْتدرك"، وجُلّها ملحقة على طرر أصله من "التَّليخص"، ويسبقها بقوله:"قلتُ".
- ورجعنا إلى "كتاب مُخْتصر استدراك الذَّهبي" لابن الملقن، وأثبتنا ما وجدناه من تعليقات للذَّهبي وخلت منها نُسخنا الخَطيّة.
- وأثبتنا ما وجدناه من تعليقات لابن الملقن على كلام الذَّهبي، وهي قليلة.
- وقفنا على قطعة مخطوطة من "كتاب موضوعات في مستدرك الحاكم" للذَّهبي، ينقل فيه الحديث الذي يراه موضوعًا في "كتاب المستدرك" بسنده ومتنه، ثم يعلق عليه، فأثبتنا تعليقات الذهبي في حاشية النَّص المحقق.
- وأما رجال الأسانيد فقد عيَنَّا رجال الكتاب كلهم، لنستكشف ما في أسمائهم من تصحيف، أو تحريف، سواء كان ذلك من النُّساخ أو من المصنف.
- وأما الرجال الذين على شرط "تهذيب الكمال" فقد أهملنا الإشارة إليهم، إلا من كان منهم مهملًا، أو جاء بصورة فيها شيء من التَّعمية والإبهام.
- وأما من ليسُوا على شرط "تهذيب الكمال"، فقد اقتفينا فيهم أثر الشَّيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله، هو وبعض تلامذته الأفاضل في "كتاب رجال الحاكم في المستدرك"، ولكن مع بعض التَّغيير.
- وجمعنا أسماءهم في مُلحق خاص بهم في آخر الكتاب، ورتبنا هذه الأسماء على حروف المعجم، ونذكر في كل راو ما يلي:
أولًا: اسمه كاملًا، وكنيته، ونسبه، ولقبه؛ إذا أسعفتنا المصادر.
ثانيًا: صور وروده في أسانيد "كتاب المستدرك".
ثالثًا: بعض أهم المصادر التي ترجمت له، مع ذكر موضع ترجمته في هذه المصادر.
رابعًا: الاكتفاء بما ذُكر؛ ولا نَذكر شيوخه، وتلاميذه، وأقوال أهل العلم فيه. والقارئ يستطيع أن يصل إلى ذلك بسهولة؛ بعد أن يقف على مصادر ترجمته. غير أن القارئ قد يصعب عليه معرفة الراوي إذا ورد عند المصنف بكنيته، أو بلقبه، أو منسوبًا لجده، وما إلى ذلك، ولذا فقد جمعنا هذه الصُّور وأدرجناها في التراجم مرتبةً على حروف المعجم، مع وضع نجمة (*) قبلها، ثم نذكر الاسم التام للمترجَم له، ورقم وروده في هذا الملحق. والله أعلم.
الضبطُ بِالشَّكلِ:
- ضبطنا الكتاب بالشكل التَّام بنيةً وإعرابًا، مع الاعتناء بعلامات الترقيم التي تُساعد على فهم النَّص.
- شرحنا غريب الحديث مع بيان مصدر هذا الشرح.
المقدمة العلمية:
- كتبنا مقدمة علميّة تبرز قيمة الكتاب، ومكانة مصنفه، ومنهجه العلمي
…
، مع توصيف الأصول الخطيّة، وبيان المنهج العلميّ المتبع في تحقيقه.
الفهارس العامة:
- صنعنا فهرسًا لأطراف الأحاديث مرتبًا حسب أسماء الصَّحابة وفق ترتيب الإتحاف.
- وآخر للمراجع التي استعنَّا بها، مع بيان طبعتها، ومحققيها.
- وثالثًا لأبواب الكتاب.
- وجعلنا الإحالات فيها جميعًا على أرقام الأحاديث دون الصفحات، ما عدا فهرس الموضوعات والأبواب.
* * *
ترجمة الحاكم أبي عبد الله النَّيسابوري
محمّد بن عبد الله بن محمَّد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم أبو عبد الله الضَّبي، الطهماني، النيسابوري، الحاكم الشافعي، المعروف بابن البَيِّع، إمام أهل الحديث في عصره والعارف به حق معرفته
(1)
.
سمع من نحو ألفي شيخ، ينقصون أو يزيدون، فإنه سمع بنيسابور وحدها من ألف نفس
(2)
. وهُو أبو عبد الله الحافظُ ابن البَيِّع إمامُ أهلِ الحديثِ في عَصْره، والعارفُ به حقّ معرفته، يُقال له: الضَّبي؛ لأن جدَّ جَدَّتِه هو عيسى بنُ عبد الرحمن الضَّبي، وأُمُّ عيسى هي منويه بنتُ إبراهيم بن طَهمان الفقيه، وبيتُه بيتُ الصّلاح والورعِ والتَّأذين في الإسلام، وقد ذكر أباه في "تاريخه"، فأغنى عن إعادته، وُلد سنةَ إحدى وعشرين وثلاث مائة.
قال: ولقي عبدَ الله بنَ محمد بن الشَّرقي، وأبا علي الثَّقفي، وأبا حامد بنَ بلال، ولم يسمع منهم، وسمع من: أبي طاهر المحمداباذي، وأبي بكر القطّان، ولم يظفر بمسموعِهِ منهما، وتصانيفُه المشهورةُ تطفَحُ بذكر شيوخِه، وقرأ القرآن بخُراسان والعراق على قُرّاء وقتِه، وتفقه على الإمام أبي الوليد القرشي، والأستاذ أبي سَهل الصُّعْلُوكيّ، واختص بصُحبة إمام وقته أبي بكر الصِّبْغيّ، فكان في الخواص عنده والمرموقين، وكان الإمامُ يُراجِعُه في السُّؤال عن الجَرْح والتعديل وعلل الحديث، ويقدمه على أقرانه، وأدى
(1)
"المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور"(ص 15 - 17 رقم 1)، "سير أعلام النبلاء"(17/ 162، 177)، "تاريخ الإسلام"(9/ 89)، "العبر في خبر من غبر"(3/ 91)، "تذكرة الحفاظ"(3/ 1039).
(2)
قاله الذهبي في "سير أعلام النبلاء"(17/ 163).
اختصاصه به واعتماده إليه في أمور مدرسته دارِ السُّنة، وفوَّض إليه توليةَ أوقافِه، واستضاء برأيه في أموره اعتمادًا على حسن ديانته ووفور أمانته، وجرت له مذاكرات ومحاورات مع الحفاظ والأئمة من أهل الحديث؛ مثل أبي بكر بن الجِعَابي بالعراق، وأبي علي الحافظ المَاسَرْجِسِيِّ الحافظ الذي كان أحفظَ أهل زمانِه.
وأخذ في التَّصنيف سنةَ سبعٍ وثلاثين وثلاثمائة، فاتَّفق له من التَّصانيف ما لعلّه يبلغُ قريبًا من ألف جزءٍ من تخريج "الصَّحيحين"، والعِلَل، والتراجمِ، والأبوابِ، والشُّيوخ، ثم المجموعات مثل:"معرفة علوم الحديث"، و"مسْتدرك الصَّحيحين"، و"تاريخ النيسَابوريين"، و"كتاب مُزكي الأخبار"، و"المدخل إلى علم الصَّحيح"، و"كتاب الإِكليل"، و"فضائل الشَّافعى"، وغير ذلك.
ومن تأمَّل كلامَهُ في تصانيفه، وتصَرُّفه في أماليه، ونَظَرَهُ في طُرُق الحديث، أذعن بفضلِهِ، واعترفَ له بالمَزِيّة على من تَقَدّمه، وإتعابِه مَنْ بعده، وتعجيزِه اللاحقين عن بُلوغ شَأْوه، وعاش حميدًا، ومضى إلى رحمة الله، ولم يُخلِّف في وقته مثلَه في صفر يوم الثلاثاء منه سنة خممس وأربعمائة، وآخر من روى عنه الحديث بنيسابور أبو بكر بن خلف الشِّيرازيّ
(1)
.
* * *
(1)
"المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور" للصريفيني (ص 15)، "سير أعلام النبلاء" للذهبي (17/ 170).
توثيق صحة نسبة الكتاب إلى الحاكم
نسبة الكتاب إلى المصنف صحيحة بلا أدنى شك أو رَيْب، وهو من أشهر مصنفات الحاكم، ومما يدلل على ذلك عدة أمور:
1 -
النُّسخ الخطية المعتمدة في التَّحقيق جاء اسم الكتاب عليها.
2 -
الكثير مما أسنده الحاكم في هذا الكتاب، فجل مشايخه الذين روى عنهم هنا ممن عرف بتتلمذه عليهم.
3 -
نَسَبَ هذا الكتاب إليه غير واحد من أهل العلم.
4 -
اقتبس منه غير واحد من أهل العلم، وبعضهم صرح باسم الكتاب، ومن أقدمهم أخص تلاميذه الحافظ البيهقي، وقد نقل عنه مئات الروايات.
* * *
رواة "كتاب المُسْتدرك" عن الحاكم
إن "كتاب المستدرك" من الكُتب التي انقطع اتصال سماع العلماء بها
(1)
، وقِيل بأنه قليل الوجود "كتاب المسْتدرك على الصَّحيحين" لأبي عبد الله الحاكم (ت 405 هـ)، نقل الروداني بأن:""الْمستدرك" قليل الوجود؛ ولذا لم يقع بالسَّماع، وإنما وقع بالإجازات"
(2)
.
قلتُ: والعلامة مُغْلَطَاي وقف على نسخة من "كتاب الْمُستدرك" عليها خط شيخ الإسلام أبي الفتح القشَيْرِي، المعروف بابن دقيق العِيد (ت 702 هـ)
(3)
.
إلا أن مُغْلَطَاي نَصَّ على عدم وجود نسخة جيدة من هذا الكتاب، فقال عقب التَّعليق على حديث العِرباض بن سارية: "
…
ولعله يكون قد سقط اسمه من "كتاب الْمُسْتدرك"؛ لعدم وجود نُسخة جيدة من هذا الكتاب
…
"
(4)
.
قلتُ: والكثير من نسَخ "كتاب الْمُسْتدرك" مَغْلوط لعدم اتصالها بالسَّماع، ومن أجود نسخ الكتاب وأقلها خطأ النُّسخة التي بخط المحدِّث محمد بن أبي القاسم الفَارقي المصري (ت 761 هـ).
(1)
راجع مقال: "ظاهرة انقطاع عِناية العلماء بسماع بعض الكتب وتسمِيعها، وأثر ذلك في وقوع الأغلاط بنُسخ الكتاب"، محمود النحال، الناشر: مجلة مركز السُّنة والتراث النبوي.
(2)
"صلة الخلف بموصول السلف" الرّوداني (ص 283).
(3)
"إكمال تهذيب الكمال" لمغلطاي (8/ 308).
(4)
"الزهر الباسم في سير أبى القاسم صلى الله عليه وسلم "(1/ 410).
وقد فرغ من نَسْخِهَا سَلْخَ ذي الحجة سنة ثمانٍ وعشرين وسبعمائة بالقاهرة الْمُعِزِّيَّة، وقابَلَها: الحسن بن محمد اللخمي على أصل صحيح فصح، وهي محفوظة في المكتبة الأزهرية برقم (6122 حديث)، 93211 رواق المغاربة.
ومن أَجَلِّ فوائد هذه النُّسخة أنه كُتب على حاشية الحد الفاصل بين ما أملاه الحاكم من "المستدرك" وبين ما أُخِذَ عنه بالإجازة، ونَصُّهُ: "
…
إلى هنا انتهى الإملاء، ولم يقع السماع لِمَا بعده إلى تمام الكتاب لأحدٍ ليه، ثم تُوُفِّىَ الحاكم رضي الله عنه يوم الثلاثاء الثالث من صفر سنة خمس وأربعمائة".
ونقل البقاعي عن شيخه الحافظ ابن حجر ما نصه: "قال شيخنا: إنما وقعَ للحاكمِ التساهُلُ، إما لأنهُ سَوَّدَ الكتابَ لِينَقِّحَهُ، فأَعْجَلَتْهُ الْمَنِيَّةُ، أو لغيرِ ذلك، قال: ومما يؤيِّدُ الأولَ أني وجدتُ في قريبِ نصف الجزء الثاني من تجزئةِ ستة مِن "المستدرك": إلى هنا انتهى إملاءُ الحاكم. قال: وما عدا ذلك من الكتاب لا يوجَد عنه إلا بطريق الإجازة، فمن أكبر أصحابه وأكثر الناس له ملازَمةً البيهقيُّ، وهو إذا ساقَ عنه من غير الْمُمْلَى شيئًا لا يذكره إلا بالإجازة"
(1)
.
ومن رواة "المُسْتدرك" عن المصنف:
1 -
البيهقي رحمه الله وقد نص على ذلك في غير ما موضع من كتبه، فقال:"حدثنا أبو عبد الله الحاكم في "كتاب المستدرك".
2 -
أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، وهو الأشهر في كتب الأثبات.
(1)
"النكت الوفية بما في شرح الألفية"(1/ 141).
ومن طريقه تحمَّله الحافظ العلائي
(1)
، وابن حجر، وقال:"السند كله إجازات"
(2)
.
3 -
محمد بن عبد العزيز بن شاذان الحيري.
والجزء الذي لم يمله الحاكم وصلنا من طريقه، كما تضافرت النُّسخ بذلك، ومن طريقه تحمله الحافظ العراقي، وقال: "
…
أخبرنا ظريف بن محمد بن عبد العزيز فيما أذن لي أن أرويه في غالب الظن قال: أخبرنا والدي سماعًا عليه بجميع الكتاب قال: أخبرنا الحاكم سماعًا عليه النصف الأول منه وإجازة لباقيه"
(3)
.
* * *
(1)
"إثارة الفوائد"(1/ 192).
(2)
"المعجم المفهرس"(ص 46).
(3)
محجة القرب (ص 438).
مجالس إملاء "المستدرك"
وهذا بيانٌ بمجالسه رحمة الله:
المجلس الأول: في يوم الاثنين السابع من المحرم، سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وبدأ فيه من أولى الكتاب إلى حديث رقم (102)، وعدد أحاديثه (102).
المجلس الثاني: في شهر ربيع الآخر، سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (103) إلى حديث رقم (232)، وعدد أحاديثه (129).
المجلس الثالث: في رجب، سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (233) إلى حديث رقم (324)، وعدد أحاديثه (91).
المجلس الرابع: في شهر رمضان، سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (325) إلى حديث رقم (449)، وعدد أحاديثه (124).
المجلس الخامس: في ذي الحجة، سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (450) إلى حديث رقم (590)، وعدد أحاديثه (140).
المجلس السادس: في شهر ربيع الأولى، سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (591) إلى حديث رقم (733)، وعدد أحاديثه (142).
المجلس السابع: في رجب، سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (734) إلى حديث رقم (901)، وعدد أحاديثه (167).
المجلس الثامن: في ذي القعدة، سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (902) إلى حديث رقم (1056)، وعدد أحاديثه (154).
المجلس التاسع: في شهر ربيع الأول، سنة خمس وتسعين وثلاثمائة،
وبدأ فيه من حديث رقم (1807) إلى حديث رقم (1214)، وعدد أحاديثه (157).
المجلس العاشر: في رجب، سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (1215) إلى حديث رقم (1366)، وعدد أحاديثه (151).
المجلس الحادي عشر: في شوال، سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (1367) إلى حديث رقم (1501)، وعدد أحاديثه (134).
المجلس الثاني عشر: في صفر، سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (1502) إلى حديث رقم (1671)، وعدد أحاديثه (169).
المجلس الثالث عشر: في جمادى الآخرة، سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (1672) إلى حديث رقم (1795)، وعدد أحاديثه (123).
المجلس الرابع عشر: في شعبان سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (1796) إلى حديث رقم (1859)، وعدد أحاديثه (63).
المجلس الخامس عشر: في شهر رمضان، سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (1860) إلى حديث رقم (2016)، وعدد أحاديثه (156).
المجلس السادس عشر: في غرة صفر، سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (2017) إلى حديث رقم (2208)، وعدد أحاديثه (191).
المجلس السابع عشر: في جمادى الآخرة، سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (2209) إلى حديث رقم (2394)، وعدد أحاديثه (185).
المجلس الثامن عشر: في شهر رمضان، سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (2395) إلى حديث رقم (2624)، وعدد أحاديثه (229).
المجلس التاسع عشر: في شهر ربيع الآخر، سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة وبدأ فيه من حديث رقم (2625) إلى حديث رقم (2749)، وعدد أحاديثه (124).
المجلس العشرون: في رجب، سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (2750) إلى حديث رقم (2868)، وعدد أحاديثه (118).
المجلس الحادي والعشرون: في ذي القعدة، سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (2869) إلى حديث رقم (3032)، وعدد أحاديثه (163).
المجلس الثاني والعشرون: في شهر ربيع الأول، سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (3033) إلى حديث رقم (3172)، وعدد أحاديثه (139).
المجلس الثالث والعشرون: في شعبان، سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (3173) إلى حديث رقم (3290)، وعدد أحاديثه (118).
المجلس الرابع والعشرون: في ذي الحجة، سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (3291) إلى حديث رقم (3406)، وعدد أحاديثه (115).
المجلس الخامس والعشرون: في شهر ربيع الأول، سنة أربعمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (3407) إلى حديث رقم (3555)، وعدد أحاديثه (148).
المجلس السادس والعشرون: في شهر رجب، سنة أربعمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (3556) إلى حديث رقم (3709)، وعدد أحاديثه (153).
المجلس السابع والعشرون: في شهر شوال، سنة أربعمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (3710) إلى حديث رقم (3836)، وعدد أحاديثه (126).
المجلس الثامن والعشرون: في شهر ذي الحجة، سنة أربعمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (3837) إلى حديث رقم (4033)، وعدد أحاديثه (196).
المجلس التاسع والعشرون: في شهر ربيع الآخر، سنة إحدى وأربعمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (4034) إلى حديث رقم (4155)، وعدد أحاديثه (121).
المجلس الثلاثون: في شهر رجب، سنة إحدى وأربعمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (4156) إلى حديث رقم (4264)، وعدد أحاديثه (108).
المجلس الحادي والثلاثون: في شهر شوال، سنة إحدى وأربعمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (4265) إلى حديث رقم (4340)، وعدد أحاديثه (75).
المجلس الثاني والثلاثون: في ذي الحجة، سنة إحدى وأربعمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (4341) إلى حديث رقم (4464)، وعدد أحاديثه (123).
المجلس الثالث والثلاثون: لم يذكر تاريخه، ولعله - تقديرًا - في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (4465) إلى حديث رقم (4643)، وعدد أحاديثه (178).
المجلس الرابع والثلاثون: في شعبان، سنة اثنتين وأربعمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (4644) إلى حديث رقم (4788)، وعدد أحاديثه (144).
المجلس الخامس والثلاثون: في غرة ذي القعدة، سنة اثنتين وأربعمائة،
وبدأ فيه من حديث رقم (4789) إلى حديث رقم (4952)، وعدد أحاديثه (163).
المجلس السادس والثلاثون: في المحرم، سنة ثلاث وأربعمائة، وبدأ فيه من حديث رقم (4953) ولم يتبين لنا نهايته، ولا عدد أحاديثه.
* * *
نماذج من الأصول الخطية المعتمدة في التحقيق
الورقة الأولى من المجلد الأول من النسخة ز
الورقة الأخيرة من المجلد الأول من النسخة ز
صفحة العنوان من المجلد الثاني من النسخة ز
الورقة الأولى من المجلد الثاني من النسخة ز
الورقة الأخيرة من المجلد الثاني من النسخة ز
صفحة العنوان من المجلد الثالث من النسخة ز
الورقة الأولى من المجلد الثالث من النسخة ز
الورقة الأخيرة من المجلد الثالث من النسخة ز
صفحة العنوان من المجلد الرابع من النسخة ز
الورقة الأولى من المجلد الرابع من النسخة ز
الورقة الأخيرة من المجلد الرابع من النسخة ز
صفحة العنوان من المجلد الأول من النسخة و
الورقة الأولى من المجلد الأول من النسخة و
الورقة الأخيرة من المجلد الأول من النسخة و
الورقة الأول من المجلد الثاني من النسخة و
الورقة الأخيرة من المجلد الثاني من النسخة و
صفحة العنوان من المجلد الثاني من النسخة و
الورقة الأولى من المجلد الثالث من النسخة و
الورقة الأخيرة من المجلد الثالث من النسخة و
الورقة الأولى من المجلد الرابع من النسخة و
الورقة الأخيرة من المجلد الرابع من النسخة و
الورقة الأولى من المجلد الخامس من النسخة و
الورقة الأخيرة من المجلد الخامس من النسخة و
صفحة العنوان من المجلد السادس من النسخة و
الورقة الأولى من المجلد السادس من النسخة و
الورقة الأخيرة من المجلد السادس من النسخة و
صفحة العنوان من النسخة س
الورقة الأولى من النسخة س
الورقة الأخيرة من النسخة س
صفحة العنوان من النسخة ك
صورة الورقة الأولى من النسخة ك
صورة الورقة الأخيرة من النسخة ك
صورة الورقة الأولى من النسخة ص
صورة الورقة الأخيرة من النسخة ص
صفحة العنوان من النسخة د
الورقة الأولى من النسخة د
الورقة الأخيرة من النسخة د
صفحة العنوان من النسخة ح
الورقة الأولى من النسخة ح
الورقة الأخيرة من النسخة ح
الورقة الأولى من المجلد الأول من النسخة م
الورقة الأخيرة من المجلد الأول من النسخة م
الورقة الأولى من المجلد الثاني من النسخة م
الورقة الأخيرة من المجلد الثاني من النسخة م
صفحة العنوان من نسخة فيض الله من التلخيص
الورقة الأولى من نسخة فيض الله من التلخيص
الورقة الأخيرة من نسخة فيض الله من التلخيص
صفحة العنوان من نسخة الخزانة العامة من التلخيص
الورقة الأولى من نسخة الخزانة العامة من التلخيص
الورقة الأخيرة من نسخة الخزانة العامة من التلخيص
صفحة العنوان من نسخة دار الكتب من التلخيص
الورقة الأولى من نسخة دار الكتب من التلخيص
الورقة الأخيرة من نسخة دار الكتاب من التلخيص
صفحة العنوان من ج 1 من نسخة المكتبة المحمودية من التلخيص
الورقة الأولى من ج 1 من نسخة المكتبة المحمودية من التلخيص
الورقة الأخيرة من ج 1 من نسخة، المكتبة المحمودية من التلخيص
صغحة العنوان من ج 8 من نسخة المكتبة المحمودية من التلخيص
الورقة الأولى من ج 3 من نسخة المكتبة المحمودية من التلخيص
الورقة الأخيرة من ج 3 من نسخة المكتبة المحمودية من التلخيص
صفحة العنوان من نسخة دار المخطوطات اليمنية من التلخيص
الورقة الأولى من نسخة دار المخطوطات اليمنية من التلخيص
الورقة الأخيرة من نسخة دار المخطوطات اليمنية من التلخيص
الورقة الأولى عن موضوعات في المستدرك
الورقة الأخيرة عن موضوعات في المستدرك
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ
أنا
(1)
الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ إِمْلَاءً فِي يَوْمِ الإِثْنَيْن السَّابِعِ مِنَ الْمُحَرِّمِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَزِيزِ الْقَهَّارِ، الصَّمَدِ الْجَبَّارِ، الْعَالِمِ بِالْأَسْرَارِ، الَّذِي اصْطَفَى سَيِّدَ الْبَشَرِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لِنبوَّتِهِ وَرِسَالَتِهِ، وَحَذَّرَ جَمِيعَ خَلْقِهِ مُخَالَفتَهُ، فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
(2)
، فَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ الله تَعَالَى ذِكْرُهُ أَنْعَمَ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ بِاصْطِفَائِهِ بِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلى آلِهِ أخْيَارَ خَلْقِهِ فِي عَصْرهِ، وَهُمُ الصَّحَابَةُ النُّجَبَاءُ، الْبَرَرَةُ الْأَتْقِيَاءُ، لَزِمُوهُ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ، حَتَّى حَفِظُوا عَنْهُ مَا شرَّعَ لِأُمَّتِهِ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ، ثُمَّ نَقَلُوهُ إِلَى أَتْبَاعِهِمْ، ثُمَّ كَذَلِكَ عَصْرًا بَعْدَ عَصْرٍ وَإِلَى عَصْرِنَا هَذَا، وَهُوَ هَذِهِ الْأَسَانِيدُ الْمَنْقُولَةُ إِلَيْنَا بِنَقْلِ الْعَدْلِ عَنِ الْعَدْلِ، وَهِيَ كَرَامَةٌ مِنَ اللَّهِ
(1)
في (و) و (د): "حدثنا".
(2)
(النساء:65).
لِهَذِهِ الْأُمَّةِ خَصَّهُمْ بِهَا دُونَ سَائِرِ الْأُمَمِ، ثُمَّ قَيَّضَ اللهُ لِكُلِّ عَصْرٍ جَمَاعَةً مِنْ عُلَمَاءِ الدِّينِ، وَأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، يزَكُّونَ رُوَاةَ الْأَخْبَارِ وَنَقَلَةَ الْآثَارِ ليَذُبُّوا بِهِ الْكَذِبَ عَنْ وَحْيِ المَلِكِ الْجَبَّارِ، فَمِنْ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ:
أبَو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيُّ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِيُّ رضي الله عنهما، صَنَّفا فِي صَحِيحِ الْأَخْبَارِ كِتَابَيْنِ مُهَذَّبَيْنِ انْتَشَرَ ذِكْرُهُمَا فِي الْأَقْطَارِ، وَلَمْ يَحْكُمَا وَلَا وَاحِدٌ مِنْهُمَا أَنَّهُ لَمْ يَصحَّ مِنَ الْحَدِيثِ غَيْرُ مَا خَرَّجَهُ، وَقَدْ نبَغَ
(1)
فِي عَصْرِنَا هَذَا جَمَاعَة مِنَ الْمُبْتَدِعَةِ يَشْمَتُونَ
(2)
بِرُوَاةِ الْآثَارِ، بِأَنَّ جَمِيعَ مَا يَصِحُّ عِنْدَكُمْ
(3)
مِنَ الْحَدِيثِ لَا يَبْلُغُ عَشَرَةَ آلَافِ حَدِيثٍ، وَهَذِهِ الْمَسَانِيدُ الْمَجْمُوعَةُ
(4)
الْمُشْتَمِلَةُ عَلَى أَلْفِ جُزْءٍ أَقَل وأَكْثَرَ
(5)
مِنْهُ كُلُّهَا سَقِيمَةٌ غيرُ صَحِيحَةٍ وَقَدْ سَأَلنَي جَمَاعَةٌ مِنْ أَعْيَانِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِهَذِهِ الْمَدِينَةِ وَغَيْرِهَا أَنْ أَجْمَعَ كِتَابًا يَشْتَمِلُ عَلَى الْأَحَادِيثِ الْمَرْوِيَّةِ بِأَسَانِيدَ يَحْتَجُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ بِمِثْلِهَا، إِذْ لَا سَبِيلَ إِلَى إِخْرَاجِ مَا لَا عِلَّةَ لَهُ، فَإِنَّهُمَا رحمه الله لَمْ يَدَّعِيَا ذَلِكَ لِأَنْفُسِهِمَا.
وَقَدْ خَرَّجَ جَمَاعَةٌ مِنْ عُلَمَاءِ عَصْرِهِمَا وَمَنْ بَعْدَهُمَا عَلَيْهِمَا أَحَادِيثَ قَدْ أَخْرَجَاهَا، وَهِيَ مَعْلُولَةٌ، وَقَدْ جَهِدْت فِي الذَّبِّ عَنْهُمَا فِي "الْمَدْخَلِ إِلَى الصَّحِيحِ" بِمَا رَضِيَهُ أَهْلُ الصَّنْعَةِ، وَأَنَا أَسْتَعِينُ اللَّهَ عَلَى إِخْرَاجِ أَحَادِيثَ
(1)
في (و): "وقد ظهر"، وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"وقد نغ".
(2)
في (و): "شمتون".
(3)
في (و): "عندهم"، وفي (د):"صح عندهم".
(4)
في (و): "المشهورة"، وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"المجموعة".
(5)
في (ح) و (م): "أو أقل أو أكثر".
رُوَاتها ثِقَاتٌ، قَدِ احْتَجَّ بِمِثْلِهَا الشَّيْخَانِ رضي الله عنهما أَوْ أَحَدُهُمَا، وَهَدا شَرْطُ الصَّحِيحِ عِنْدَ كَافَّةِ فقَهَاءِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ أَنَّ الزِّيَادَة فِي الْأَسَانِيدِ وَالْمُتُونِ مِنَ الثِّقَاتِ مَقْبُولَةٌ، وَاللَّهُ الْمُعِين عَلَى مَا قَصَدْتُهُ
(1)
، وَهُوَ حَسْبِي وَنِعْمَ الْوَكِيل.
فَمِنَ الْأَحَادِيثِ الَّتِي مَدْخَلُهَا:
* * *
(1)
في (و): "على ما قصدت".
كِتَابُ الْإِيمَانِ
1 -
أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْخزَاعِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ
(1)
، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرئُ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَجْلَانَ
(2)
، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَكْمَلُ الْمُؤْمِنينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا"
(3)
.
2 -
حدثناه عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى
(4)
، ثَنَا مُسَدَّد، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ
(5)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو
(6)
، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَكْمَلُ الْمُؤْمِنينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا"
(7)
.
هَذَا حَدِيثٌ لَمْ يُخَرَّجْ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ بْنِ الْحَجَّاجِ.
فَقَدِ اسْتَشْهَدَ بِأَحَادِيثَ لِلْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
(1)
في (د)"ميسرة".
(2)
هو: محمد بن عجلان القرشى. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (14/ 539 - 18173).
(4)
هو: معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ، أبو المثنى العنبري.
(5)
هو: عبد الوهاب بن عطاء الخفاف. من رجال التهذيب.
(6)
هو: ابن علقمة بن وقاص الليثى. من رجال التهذيب.
(7)
إتحاف المهرة (16/ 154 - 20549).
وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَقَدِ احْتَجَّ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ
(1)
.
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ أَيْضًا عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَشُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَنَسٍ، وَرَوَاهُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَأَنَا أَخْشَى أَنَّ أَبَا قِلَابَةَ لَمْ يَسْمَعْهُ عَنْ عَائِشَةَ
(2)
.
3 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقوبَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ.
وَأَخْبَرَني أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِي، ثَنَا عمَرُ بْنُ حَفْصٍ السُّدُوسِيُّ، ثَنَا عَاصمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا شُعْبَهُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَهُوَ أَبُو بَلْجٍ. وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: سَمِعْت عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَجِدَ حَلَاوَهَّ الْإِيمَانِ، فَلْيُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ لَمْ يُخَرَّجْ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ بِأَبِي بَلْجٍ
(4)
، وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ لَا يُحْفَظُ لَهُ عِلَّةٌ.
4 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا
(1)
ذكر المصنف رحمه الله في المدخل إلى الصحيح (4/ 95 - 100) أن مسلما أخرج لمحمد بن عجلان ومحمد بن عمرو بن علقمة في الشواهد.
(2)
ثم استدركه بعد برقم (174) على شرط الشيخين، بعدما بين علته هنا!.
(3)
إتحاف المهرة (15/ 441 - 19660)، وسيأتي في البر (7541).
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: لا يحتج به، وقد وثق، وقال البخاري فيه نظر".
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَيَّاشٍ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ
(1)
، أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ يَوْمًا فَوَجَدَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا مُعَاذُ؟ قَالَ: يُبْكِينِي حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اليَسِيرُ مِنَ الرِّيَاءِ شِرْكٌ، وَمَنْ عَادَى أَوْليَاءَ اللَّهِ فَقَدْ بَارَزَ اللَّهَ بِالْمُحَارَبَةِ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْإَبْرَارَ الأتقِيَاءَ الْأَخْفِيَاءَ، الَّذِينَ إِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَإِنْ حَضَرُوا لَمْ يُعْرَفُوا، قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى، يَخْرُجُونَ مِنْ كُلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ".
(2)
هَذَا حَدِيثٌ لَمْ يُخَرَّجْ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الصَّحَابَةِ، وَاتَّفَقَا جَمِيعًا عَلَى الاحْتِجَاج بِحَدِيثِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِي، وَهَذَا إِسْنَادٌ مِصرِيٌّ صَحِيحٌ وَلَا يُحْفَظُ لَهُ عِلَّةٌ
(3)
.
5 -
حدثنا أبو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، ثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ
(4)
، أَنَا ابْن وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي هَانِئٍ الْخَوْلَانِى حُمَيْدِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِي
(5)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ
(1)
هو: أسلم القرشى العدوى. من رجال التهذب.
(2)
إتحاف المهرة (13/ 222 - 16620).
(3)
سيأتي في الرقاق (8170) من حديث نافع بن يزيد الكلاعي عن عياش عن عيسى بن عبد الرحمن - يعني أبا عبادة الزرقي، متروك - عن زيد به، وقال هناك:"صحيح الإسناد"! فحسب، وأيضا فالبخاري لم يحتج بعياش بن عباس.
(4)
هو: أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح القرشي. من رجال التهذيب.
(5)
هو: عبد الله بن يزيد المصري. من رجال التهذيب.
الْإِيمَانَ لَيَخْلَقُ فِي جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَق الثَّوْبُ الْخَلِقُ، فَاسْألوا اللَّهَ أَنْ يُجَدِّدَ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِكمْ".
(1)
هَذَا حَدِيثٌ لَمْ يُخَرَّجْ فِي الصحِيحَيْنِ، وَرُوَاتُهُ مِصْرِيُّونَ ثِقَاتٌ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ بِالْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ عَنِ ابْنِ أَبِي
(2)
عُمَرَ، عَنِ الْمُقْرِئِ، عَنْ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي هَانِيء، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ الله تَعَالَى ذِكْرهُ كتَبَ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ". الْحَدِيثَ.
6 -
أخبرني أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْعَنْبَرِيُّ
(3)
، ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَذْنَبَ الْعَبْدُ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِنْ تَابَ صُقِلَ مِنْهَا، فَإِنْ عَادَ زَادَتْ حَتَّى تَعْظُمَ فِي قَلْبِهِ، فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ عز وجل:{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ}
(4)
".
(5)
هَذَا حَدِيثٌ لَمْ يُخَرَّجْ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَقدِ احْتَجَّ مُسْلِم بِأَحَادِيثَ لِلْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ.
(1)
إتحاف المهرة (9/ 567 - 11946)، ولم يحتج مسلم بعبد الرحمن بن ميسرة المصري الحضرمي.
(2)
قوله: "أبي" ساقط من (د)، ورواه عنه مسلم (8/ 51).
(3)
هو: إبراهيم بن إسماعيل أبو إسحاق الطوسي العنبري الحافظ صاحب المسند.
(4)
(المطففين:14)
(5)
إتحاف المهرة (14/ 564 - 18228).
7 -
حدثنا الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَبَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأل عَنِ السَّاعَةِ حَتَّى نَزَلَتْ: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}
(1)
.
(2)
هَذَا حَدِيثٌ لَمْ يُخَرَّجْ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَهُوَ مَحْفُوظٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا مَعًا
(3)
، وَقَدِ احْتَجَّا مَعًا بِأَحَادِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ.
8 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا إِسرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ صَدَّقَه رَبُّهُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلا أَنَا، وَأَنَا وَحْدِي. وَإِذَا قَالَ: وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ صَدَّقَهُ رَبُّهُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، وَلَا شَرِيكَ لِي. وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلا أَنَا لِيَ الْمُلْكُ، وَليَ الْحَمْدُ. وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَلَا حَوْلَ، وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِي"
(4)
(5)
.
(1)
(النازعات: 43).
(2)
إتحاف المهرة (17/ 261 - 22223).
(3)
واستدركه أيضا في التفسير (3937) ثم قال: "وكان ابن عيينة يرسله بأخرة"، وكذا صحح أبو زرعة الرازى إرساله في العلل (4/ 633).
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت وقفه شعبة وغيره".
(5)
إتحاف المهرة (14/ 403 - 17878).
هَذَا حَدِيثٌ لَمْ يُخَرَّجْ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِحَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ، وَقَدِ اتَّفَقَا جَمِيعًا عَلَى الْحُجَّةِ بِأَحَادِيثِ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ.
9 -
أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا اللَّيْثُ بْن سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعَافِرِيِّ الْحُبُلِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ سَيُخْلِصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَة وتسْعِينَ سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ هَذَا، ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَكَ كَتبَتيَ الْحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ. فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ. فَيَقُولُ: بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، وَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَيُخْرِجُ بِطَاقَةً فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَاتِ؟ فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ". قَالَ: "فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كفَّةٍ، وَالْبِطَاقَة في كفَّةٍ فَطَاشَتِ السِّجِلَّات وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَة، وَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ لَمْ يُخَرَّجْ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، فَقَدِ احْتَجَّ بِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعَامِرُ بْنُ يَحْيَى مِصْرِيٌّ ثِقَة، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ إِمَامٌ، ويُونُسُ الْمُؤَدِّبُ ثِقَةٌ مُتَّفَقٌّ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ.
(1)
إتحاف المهرة (9/ 563 - 11933).
10 -
أخبرنا، أَبُو الْعَبَّاسِ قَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ
(1)
، ثَنَا أَبُو عَمَّارٍ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ عَمْرِو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "تَفَرَّقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً أَوِ اثْنينِ
(2)
وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَالنَّصَارَى مِثْلُ ذَلِكَ، وَسَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ كَبِيرٌ
(4)
فِي الْأُصُولِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ سَعْدٍ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلُهُ. وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
(5)
، عَنْ أَبِى سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَاتَّفَقَا جَمِمعًا عَلَى الاحْتِجَاجِ بِالْفَضْلِ بْنِ مُوسَى وَهُوَ ثِقَةٌ.
11 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِلَالِ، ثَنَا عَلِيٍّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ.
وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، ثَنَا أَبُو عَمَارٍ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ ترَكَهَا فَقَدْ كفَرَ"
(6)
.
(1)
هو: محمد بن عمرو، الفزاري المروزي الأديب، عن أبي عمار الحسين بن حريث الخزاعي.
(2)
في (و): "اثنتين".
(3)
إتحاف المهرة (16/ 158 - 20556).
(4)
كذا في (ز) وفي سائر النسخ: "كثير".
(5)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ما احتج مسلم بمحمد بن عمرو منفردا، بل بانضمامه إلى غيره"، وكذا قال المصنف في المدخل إلى الصحيح (4/ 99).
(6)
إتحاف المهرة (2/ 592 - 2335).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَا تُعْرَفُ لَهُ عِلَّةٌ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ، فَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَاحْتَجَّ مسْلِمٌ بِالْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ، وَلهَذَا الْحَدِيثِ شَاهِدٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا جَمِيعًا:
12 -
أخبرناه أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى، ثَنَا قَيْسُ بْنُ أُنيْفٍ، ثَنَا قتيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضْلِ
(1)
، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ
(2)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ أَصحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَرَوْنَ شَيْئًا مِنَ الْأَعْمَالِ تَرْكهُ كفْرًا غيرَ الصَّلَاةِ
(3)
.
13 -
حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ
(4)
، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَصَابَ حَدًّا فَعَجَّلَ اللَّهُ لَهُ عُقُوبَتهُ في الدُّنْيَا، فَاللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُثنِّيَ عَلَى عَبْدِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الْآخِرَةِ، وَمَنْ أَصَابَ حَدًّا، فَسَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَعَفَا عَنْهُ، فَاللَّه أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَعُودَ في شَيْءٍ قَدْ عَفَا عَنْهُ"
(5)
.
(1)
في (ز) و (و) و (د): "بشر بن الفضل".
(2)
هو: سعيد بن إياس. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (15/ 131 - 19014)، وقال الذهبي في التلخيص:"لم يتكلم عليه، وإسناده صالح"، نقول: قد ذكر المصنف قبله أنه على شرطهما، ثم إن الترمذي قد رواه (4/ 571) عن قتيبة بن سعيد به فلم يذكر أبا هريرة، وعبد الله بن شقيق لم يحتج به البخاري.
(4)
هو: عمرو بن عبد الله، أبو إسحاق السبيعي، عن أبي جحفة وهب بن عبد الله السوائى رضي الله عنه.
(5)
إتحاف المهرة (11/ 656 - 14820).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِأَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، وَاتَّفَقَا عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ، وَاحْتَجَّا جَمِيعًا بِالْحَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ بِيُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ.
14 -
أخبرني أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يوسُفَ، ثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
، ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، ثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي
(2)
، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ بِفَرَسٍ لَهُ يَقودُهَا عَقُوقٍ، وَمَعَهَا مُهْرَةٌ لَهَا تَتْبَعُهَا، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: "أَنَا نَبِيٌّ". قَالَ: وَمَا نَبِيٌّ؟ قَالَ: "رَسُولُ اللَّهِ". قَالَ: مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "غَيْبٌ، وَلَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ". قَالَ: أَرِنِي سيْفَكَ. فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَيْفَهُ، فَهَزَّهُ الرَّجُلُ، ثُمَّ رَدَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَمَا إِنَّكَ لَمْ تَكُنْ تَسْتَطيعُ الَّذِي أَرَدْتَ". قَالَ: وَقَدْ كَانَ قَالَ: إذْهَبْ إِلَيْهِ فَسَلْهُ عَنْ هَذِهِ الْخِصَالِ
(3)
.
(4)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدِ اتَّفَقَا جَمِيعًا عَلَى الْحُجَّةِ بإيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ بِهَذَا الْإِسْنَادِ بِعَيْنِهِ فَحَدَّثَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ بِغَيْرِ حَدِيثٍ.
(1)
هو: النضر بن محمد بن موسى الجرشي، وعنه أحمد بن يوسف بن خالد السلمي.
(2)
يعني: سلمة بن الأكوع رضي الله عنه.
(3)
يعني أنه قال في نفسه: أذهب وأسأله عن هذه الخصال فإن أجاب وإلا أخذت سيفه منه وقتلته، وانظر المعجم الكبير للطبراني (7/ 20).
(4)
إتحاف المهرة (5/ 589 - 5991).
15 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ.
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ وَمُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم "
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا جَمِيعًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(2)
، وَحَدَّثَ الْبُخَارِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ رَوْحٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ خِلَاسٍ وَمُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قِصَّةَ مُوسَى أَنَّهُ آدَرُ
(3)
.
16 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ إِمْلَاءً، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ، ثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، ثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، ثَنَا هِصَّانُ بْنُ كَاهِلٍ - وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عَدِيٍّ: كَاهِنٌ - قَالَ: جَلَسْتُ مَجْلِسًا
(1)
إتحاف المهرة (14/ 474 - 18037).
(2)
وقد رواه الإمام أحمد عند الخلال في السنة (4/ 152)، ومحمد بن معمر القيسى عند ابن خزيمة كما في إتحاف المهرة، كلاهما عن روح به فلم يذكرا محمد بن سيرين، وكذا رواه يحيى بن سعيد القطان عند الإمام أحمد في المسند (15/ 331)، والنضر بن شميل عند ابن راهويه (1/ 434) عن عوف عن خلاص وحده، وخلاس بن عمرو الهجري لم يسمع من أبي هريرة.
(3)
في (و) و (د): "آذر"!، وقد أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء (4/ 156).
فِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ وَلَا أَعْرِفُهُ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا عَلَى الْأَرْضِ نَفْسٌ تَمُوتُ لَا تُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ، يَرْجعُ ذَلِكَ إِلَى قَلْبٍ مُوقِنٍ
(1)
إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهَا". قَالَ: فَقُلْتُ: أَأَنْتَ سَمِعْتَ مِنْ مُعَاذٍ؟ فَعَنَّفَنِيَ الْقَوْمُ. فَقَالَ: دَعُوهُ فَإِنَّهُ لَمْ يُسِئِ الْقَوْلَ، نَعَمْ أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَزَعَمَ مُعَاذٌ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَقَدْ تَدَاوَلَهُ الثِّقَاتُ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ جَمِيعًا بِهَذَا اللَّفْظِ، وَالَّذِي عِنْدِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّهُمَا أَهْمَلَاهُ لِهِصَّانِ بْنِ كَاهِلٍ - ويُقَالُ: ابْنُ كَاهِنٍ - فَإِنَّ الْمَعْرُوفَ بِالرِّوَايَةِ عَنْهُ
(3)
حُمَيْدُ
(4)
بْنُ هِلَالٍ الْعَدَوِيُّ فَقَطْ، وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، أَنَّهُ رَوَى عَنْهُ قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ أَيْضًا
(5)
، وَقَدْ أَخْرَجَا جَمِيعًا عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الثِّقَاتِ لَا رَاوِيَ لَهُمْ إِلَّا وَاحِدٌ، فَيَلْزَمُهُمَا بِذَلِكَ إِخْرَاجُ مِثْلِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
17 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ الْمُنَادِي، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَبَنَا أَبُو غَسَّانٍ مُحَمَّد بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطيَّةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: قَالَ
(1)
في التلخيص: "مؤمن".
(2)
إتحاف المهرة (13/ 257 - 16677).
(3)
في (و) و (ح): "عند".
(4)
في (و) و (د): "حميل".
(5)
قال العراقي في ذيل الميزان (ص 449) متعقبا المصنف: "لم أر ما نقله عن ابن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل ولا في العلل، نعم ذكره ابن حبان في الثقات وقال إنه روى عنه أيضا الأسود بن عبد الرحمن العدوي، وكذا ذكر الحافظ أبو الحجاج المزي في "تهذيب الكمال" الثقات (5/ 512) و (6/ 66،87)، وقال الذهبي في التلخيص: "قلت: هصان وثقه ابن حبان".
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْحَيَاءُ وَالْعِيُّ شُعْبَتَانِ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْبَذَاءُ وَالْبَيَانُ شُعْبَتَانِ مِنَ النِّفَاقِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدِ احْتَجَّا بِرُوَاتِهِ عَنْ آخِرِهِمْ.
18 -
أخبرني أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - وَهُوَ ابْنُ مَهْدِيٍّ - ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحٍ بْنِ أَبِي صَالِحٍ
(2)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْبَذَاذَةُ مِنَ الْإِيمَانِ، الْبَذَاذَةُ مِنَ الْإِيمَانِ"
(3)
.
قَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِصَالِحِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ.
19 -
حدثنا أَبو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُعَاوَيةَ بْنِ صَالِحٍ
(4)
، عَنْ أَبِي يَحْيَى سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ: "اعْبُدُوا رَبُّكُمْ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ"
(5)
.
(1)
إتحاف المهرة (6/ 211 - 6355)، وسيأتي برقم (171).
(2)
كذا، ثم ذكر عقبه أنه هو صالح بن أبي صالح السمان، وفي السنة لعبد الله بن الإمام أحمد (1/ 362)، والسنة للخلال (4/ 77):"صالح بن كيسان" يعني المدني الدوسي، وهو الصواب، وقد احتج به الشيخان.
(3)
إتحاف المهرة (14/ 11 - 17383).
(4)
في (د): "معاوية بن أبي صالح".
(5)
إتحاف المهرة (6/ 222 - 6381)، وسيأتي برقم (1450) و (1755).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَا نَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِأَحَادِيثَ لِسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، وَسَائِرُ رُوَاتِهِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمْ.
20 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا شُعْبَةُ.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلِمَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ الْمُرَادِيِّ قَالَ: قَالَ يَهُودِيٌّ لِصَاحِبِهِ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى هَذَا النَّبِيِّ نَسْأَلْهُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ}
(1)
. فَقَالَ: لَا تَقُولُوا لَهُ نَبِيٌّ، فَإِنَّهُ لَوْ سَمِعَكَ لَصَارَتْ لَهُ أَرْبَعَةَ أَعْيُنٍ، قَالَ: فَسَأَلَاهُ، فَقَالَ:"لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَلَا تَسْحَرُوا، وَلَا تَأْكُلُوا الرِّبَا، وَلَا تَمْشُوا بِبَرِئٍ إِلَى ذِي سُلْطَانٍ لِيَقْتُلَهُ، وَلَا تَقْذِفُوا مُحْصَنَةً، وَأَنْتُمْ يَا يَهُودُ عَلَيْكُمْ خَاصَّةً أَلَّا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ". فَقَبَّلَا يَدَهُ وَرِجْلَهُ، وَقَالَا: نَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيٌّ. فَقَالَ: "مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُسْلِمَا؟ ". قَالَا: إِنَّ دَاوُدَ عليه السلام دَعَا أَنْ لَا يَزَالَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ نَبِيٌّ، وَإِنَّا نَخْشَى أَنْ تَقْتُلَنَا يَهُودُ
(2)
.
(1)
(الإسراء: 101).
(2)
إتحاف المهرة (6/ 299 - 6548).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ لَا نَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَا ذَكَرَا لِصَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ حَدِيثًا وَاحِدًا، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ الْحَافِظَ، وَسَأَلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، فَقَالَ: لِمَ تَرَكَا حَدِيثَ صفْوَانِ بْنِ عَسَّالٍ أَصْلًا؟ فَقَالَ: لِفَسَادِ الطَّرِيقِ إِلَيْهِ.
قَالَ الْحَاكِمُ: وَإِنَّمَا أَرَادَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بِهَذَا حَدِيثَ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، فَإِنَّهُمَا تَرَكَا عَاصِمَ بْنَ بَهْدَلَةَ، فَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِمَةَ الْمُرَادِيُّ - ويُقَالُ: الْهَمْدَانِيُّ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو الْعَالِيَةِ
(1)
- فَإِنَّهُ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللهِ، وَقَدْ رَوَى عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الصَّحَابَةِ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَبُو الزُّبَيْرِ المَكِّيُّ وَجَمَاعَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ.
21 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلَانِيُّ، أَبَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ.
(1)
وكذا كان يقول الإمام أحمد أن عبد الله بن سلمة المرادي الذي روى عنه عمرو بن مرة هو عبد الله بن سلمة أبو العالية الهمداني الذي روى عنه أبو إسحاق السبيعي، وقال بذلك يحيى بن معين ثم رجع عنه وفرق بين المرادي وبين الهمداني، وهو قول ابن نمير، وانظر تاريخ الدوري (3/ 338) و (4/ 11) وفي الرجوع (3/ 348) و (4/ 168) والموضح (1/ 330)، وتلخيص المتشابه للخطيب (1/ 10)، وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب (5/ 242):"قد بينه الحاكم أبو أحمد بيانا شافيا في كتاب الكني وقال: عبد الله بن سلمة مرادي، يروي عن: سعيد وعلي وابن مسعود وصفوان بن عسال، وعنه: عمرو بن مرة وأبو الزبير، حديثه ليس بالقائم، وعبد الله بن سلمة الهمداني إنما يعرف له قوله فقط، ولا نعرف له راويا غير أبي إسحاق السبيعي، ثم قال ما معناه: إن الغلط إنما وقع عند من جعلهما واحدًا بكنية من كنى المرادي أبا العالية، يعني من المتأخرين، وإنما هي كنية الهمداني، ولا أعلم أحدا كنى المرادي، قال: وقد وقع الخطأ فيه لمسلم وغيره والله أعلم".
وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَبَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ بْنِ زِيادٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ". قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "جَازٌ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ". قَالُوا: وَمَا بَوَائِقُهُ؟ قَالَ: "شَرُّهُ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ هَكَذَا
(2)
.
إِنَّمَا خَرَّجَا حَدِيثَ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ
(3)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ"
(4)
.
22 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهَانِ، قَالَا: ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ
(5)
، ثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ
(6)
، ثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ"
(7)
.
(1)
إتحاف المهرة (14/ 704 - 18529).
(2)
قد أخرجه البخاري (8/ 10) تعليقا عن: حميد بن الأسود، وعثمان بن عمر، وأبو بكر بن عياش، وشعيب بن إسحاق، عن ابن أبي ذئب به، وانظر حديث وقم (7527).
(3)
من قوله: "عن أبي هريرة" إلى هاهنا ساقط من (د).
(4)
بل أخرجه مسلم وحده (1/ 49) من طريق: العلاء بن عبد الرحمن الحرقي، عن أبيه، عن أبي هريرة، لا عن أبي الزناد عن الأعرج كما قال المصنف، وانظر فتح الباري (10/ 444).
(5)
هو: عبيد بن عبد الواحد بن شريك، أبو محمد البغدادي البزار.
(6)
هو: يحيى بن عبد الله بن بكير القرشي المخزومي مولاهم، أبو زكريا المصري، وينسب إلى جده كثيرا. من رجال التهذيب.
(7)
إتحاف المهرة (14/ 528 - 18157).
قَدِ اتَّفَقَا عَلَى إِخْرَاجِ طُرُقِ حَدِيثِ: "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ". وَلَمْ يُخَرِّجَا هَذِهِ الزَّيَادَةَ، وَهِيَ صَحِيحَةٌ عَلَى شرْطِ مُسْلِمٍ، وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ زِيَادَةٌ أُخْرَى عَلَى شَرْطِهِ مِمَّا لَمْ يُخَرِّجَاهَا:
23 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَبَنَا ابْن جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ"
(1)
.
وَزِيَادَةٌ أُخْرَى صَحِيحَةٌ عَلَى شَرْطِهِمَا وَلَمْ يُخَرِّجَاهَا:
24 -
حدثناه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ
(2)
بْنِ أَحْمَدَ الْقَاضِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ
(3)
، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَا: ثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ عَمْرٍو بْنِ مَالِكٍ اللَّيْثِيِّ
(4)
، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ في طَاعَةٍ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذُّنُوبَ"
(5)
.
وَزِيَادَةٌ أُخْرَى عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهَا:
(1)
إتحاف المهرة (3/ 470 - 3488).
(2)
في الإتحاف: "الحسين".
(3)
هو: إبراهيم بن الحسين بن علي، أبو إسحاق الهمذاني الكسائي، المعروف بابن ديزيل.
(4)
هو: عمرو بن مالك الجنبي، ولم يخرج له البخاري ولا لأبي هانئ حميد بن هانئ الخولاني المصري.
(5)
إتحاف المهرة (12/ 659 - 16260).
25 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، ثَنَا حَمَّادٌ
(1)
، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ وَحُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَبْدٌ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ
(2)
".
زِيَادَةٌ أُخْرَى صَحِيحَةٌ سَلِيمَةٌ مِنْ رِوَايَةِ الْمَجْرُوحِينَ فِي مَتْنِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهَا:
26 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا إِسمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا شُعْبَةُ.
وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَدْلُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ
(3)
، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ - وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا - عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ؛ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ، وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ؛ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالشُّحِّ، أَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا، وَبِالْبُخْلِ فَبَخِلُوا، وَبِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا". فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:"أَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ". فَقَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَوْ غَيْرُهُ: يَا
(1)
هو: ابن سلمة. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (1/ 631 - 938) و (2/ 393 - 1971).
(3)
هو: يحيى بن محمد بن البختري، أبو زكريا الحنائي.
رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:"أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكَ". قَالَ: "الْهِجْرَةُ
(1)
هِجْرَتَانِ: هِجْرَةُ الْحَاضِرِ، وَهِجْرَةُ الْبَادِي، فَهِجْرَةُ الْبَادِي: أَنْ يُجِيبَ إِذَا دُعِيَ، وَيُطِيعَ إِذَا أُمِرَ، وَهِجْرَةُ الْحَاضِرِ أَعْظَمُهُمَا بَلِيَّةً، وَأَفْضَلُهُمَا أَجْرًا"
(2)
.
قَدْ خَرَّجَا جَمِيعًا حَدِيثَ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو مُخْتَصَرًا وَلَمْ يُخَرِّجَا هَذَا الْحَدِيثَ، وَقَدِ اتَّفَقَا عَلَى عَمْرٍو بْنِ مُرَّةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ النَّجْرَانِيِّ، فَأَمَّا أَبُو كَثِيرٍ زُهَيْرُ بْنُ الْأَقْمَرِ الزُّبَيْدِيُّ، فَإِنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا وَعَبْدَ اللهِ، فَمَنْ بَعْدَهُمَا مِنَ الصَّحَابَةِ، وَهَذَا الْحَدِيثُ بِعَيْنِهِ عِنْدَ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرٍو بْنِ مُرَّةَ:
27 -
حدثناه عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ
(3)
، عَنِ الْفُضَيْلِ
(4)
بْنِ عِيَاضٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرٍو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ الْأَقْمَرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا الظُّلْمَ"
(5)
. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
وَلهَذِهِ الزِّيَادَاتِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو شَاهِدٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ:
(1)
في (و): "والهجرة".
(2)
إتحاف المهرة (9/ 665 - 12153).
(3)
هو: ابن الوليد الجعفي. من رجال التهذيب.
(4)
في الإتحاف: "الفضل".
(5)
إتحاف المهرة (9/ 665 - 12153).
28 -
أخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَنْطَرِيُّ، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ
(1)
، ثَنَا أَبُو عاصِمٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ - وَاللَّفْظُ لَهُ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، ثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ محَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ؛ فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ، وَإِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ؛ فَإِنَّهُ هُوَ الظُّلُمَاتُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإيَّاكُمْ وَالشُّحَّ؛ فَإِنَّهُ دَعَا مَنْ قَبْلَكُمْ، فَسَفَكُوا دِمَاءَهُمْ، وَدَعَا مَنْ قَبْلَكمْ، فَقَطَعُوا أَرْحَامَهُمْ، وَدَعَا مَنْ قَبْلَكُمْ، فَاسْتَحَلُّوا حُرُمَاتِهِمْ"
(2)
.
29 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ الْفَقِيهُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ
(3)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلَا اللَّعَّانِ، وَلَا الْفَاحِشِ، وَلَا الْبَذِئِ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَقَدِ احْتَجَّا بِهَؤُلَاءِ الرُّوَاةِ عَنْ آخِرِهِمْ، ثُمَّ لَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَأَكْثَرُ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ فِيهِ: إِنَّهُ لَا يُوجَدُ عِنْدَ أَصْحَابِ الْأَعْمَشِ، وَإسرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ السَّبِيعِيُّ كَبِيرُهُمْ وَسَيِّدُهُمْ، وَقَدْ
(1)
هو: عبد الملك بن محمد الرقاشي. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (14/ 677 - 18465).
(3)
قوله: "ثنا محمد بن غالب" ساقط من (د).
(4)
إتحاف المهرة (10/ 391 - 13006).
شَارَكَ الْأَعْمَشَ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوخِهِ، فَلَا يُنْكَرُ لَهُ التَّفَرُّدُ عَنْهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَلِلْحَدِيثِ شَاهِدٌ آخَرُ عَلَى شَرْطِهِمَا:
30 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ
(1)
، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو
(2)
الْفُقَيْمِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلَا اللَّعَّانِ، وَلَا الْفَاحِشِ، وَلَا الْبَذِئِ"
(3)
.
وَلِلْحَدِيثِ شَاهِدٌ ثَانٍ
(4)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ لَا بُدَّ مِنْ ذِكْرِهِ وَإِنْ لَمْ يَكنْ إِسْنَادُهُ عَلَى شَرْطِ
(5)
الشَّيْخَيْنِ:
31 -
أخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاتِي بِالْكُوفَةِ، ثَنَا الحُسَيْنُ
(6)
بْنُ الْحَكَمِ الْحِبَرِيُّ
(7)
، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ، ثَنَا صَبَاحُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ
(8)
، عَن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ
(1)
هو: محمد بن أيوب بن يحيى بن ضريس الرازى، أبو عبد الله البجلي.
(2)
في (د): "عمر".
(3)
إتحاف المهرة (10/ 325 - 12865)، ولم يحتج الشيخان بمحمد بن عبد الرحمن، والحسن بن عمرو أخرج له البخاري دون مسلم.
(4)
في (و) و (ح): "ثاني".
(5)
في (ز): "من شرط".
(6)
في الإتحاف: "الحسن".
(7)
في (ز) و (د) والإتحاف: "الحيري"، وهو: الحسين بن الحكم بن مسلم، أبو عبد الله الكرفى القرشي الوشاء الحبري، نسبة لنوع من الثياب يقال لها الحبرة.
(8)
هو: ابن عتيبة. من رجال التهذيب.
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْمُؤْمِنُ لَيْسَ بِالطَّعَّانِ، وَلَا الْفَاحِشِ، وَلَا الْبَذِئِ"
(1)
.
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَإِنْ كَانَ يُنْسَبُ إِلَى سُوءِ الْحِفْظِ، فَإِنَّهُ أَحَدُ فُقَهَاءِ الْإِسْلَامِ وَقُضَاتِهِمْ، وَمِنْ أَكَابِرِ أَوْلَادِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ.
32 -
حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ
(2)
الصَّائِغُ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(3)
، عَنْ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ
(4)
، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً، فَكَرِهَهَا حِينَ يَعْمَلُ، وَعَمِلَ حَسَنَةً، فَسُرَّ بِهَا، فَهُوَ مُؤْمِنٌ"
(5)
.
قَدِ احْتَجَّا بِرُوَاةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ، وَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ إِنَّمَا خَرَّجَا فِي خُطْبَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ:"وَمَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ"
(6)
.
(1)
إتحاف المهرة (10/ 391 - 13006).
(2)
في (و) و (ح) و (د): "يزيد".
(3)
هو: الدراوردي. من رجال التهذيب.
(4)
هو: عمرو بن أبى عمرو ميسرة، أبو عثمان المدني المخزومي، مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب، وعنه يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القاري وعبد العزيز بن محمد الدراوردي.
(5)
إتحاف المهرة (10/ 55 - 12262)، ولم يحتج الشيخان بالمطلب بن حنطب.
(6)
لم يخرجا للمطلب، وخطبة عمر في الجابية لم يخرجها الشيخان كذلك، وقد استدركها عليهما المصنف في العلم كما سيأتي برقم (391)، وانظر تعليقه على حديث رقم (177).
وَلَهُ شَاهِدٌ بِهَذَا اللَّفْظِ:
33 -
أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ مَمْطُورٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: "إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ وَسَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ، فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ
(1)
". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْإِثْمُ؟ قَالَ: "إِذَا حَكَّ
(2)
فِي صَدْرِكَ شَيْءٌ فَدَعْهُ"
(3)
.
وَهَكَذَا رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
أَمَّا حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ:
34 -
فحدثناه مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ
(4)
، عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَلَّامٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ:"إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ، وَسَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ، فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ"
(5)
.
(1)
في (و): "موقن".
(2)
كذا في (و) وفي (خ) و (د): "حاك"، وفي (ز) و (م):"حل".
(3)
إتحاف المهرة (6/ 263 - 6492).
(4)
في (ز) و (م): "أسلم".
(5)
إتحاف المهرة (6/ 263 - 6492).
وَأَمَّا حَدِيثُ مَعْمَرٍ:
35 -
فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(1)
، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَن أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ: مَا الْإِيمَانُ؟ فَقَالَ: "مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ، وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ"
(2)
.
هَذِهِ الْأَحَادِيثُ كُلُّهَا صَحِيحَةٌ مُتَّصِلَةٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
36 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيَّ يَقُولُ: نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلًا فَاسْتَيْقَظْتُ مِنَ اللَّيْلِ، فَإِذَا لَا أَرَى فِي الْعَسْكَرِ شَيْئًا أَطْوَلَ مِنْ مُؤْخِرَةِ رَحْلِي، لَقَدْ لَصَقَ كُلُّ إِنْسَانٍ وَبَعِيرُهُ بِالْأَرْضِ، فَقُمْتُ أَتَخَلَّلُ النَّاسَ حَتَّى دُفِعْتُ إِلَى مَضْجَعِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا لَيْسَ فِيهِ، فَوَضَعْتُ
(4)
يَدِي عَلَى الْفِرَاشِ، فَإِذَا هُوَ بَارِدٌ فَخَرَجْتُ أَتَخَلَّلُ النَّاسَ وَأَقُولُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، ذُهِبَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى خَرَجْتُ مِنَ الْعَسْكَرِ كُلِّهِ، فَنَظَرْتُ سَوَادًا فَرَمَيْتُ بِحَجَرٍ، فَمَضَيْتُ إِلَى السَّوَادِ، فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَإِذَا بَيْنَ أَيْدِينَا صَوْتٌ كَدَوِيِّ الرَّحَا، أَوْ كَصَوْتِ الْقَصْبَاءِ حِينَ تُصِيبُهَا الرِّيحُ، فَقَالَ
(1)
هو: إسحاق بن إبراهيم الدبري.
(2)
إتحاف المهرة (6/ 263 - 6492).
(3)
هو: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي، أبو عتبة السلمي. من رجال التهذيب.
(4)
في التلخيص: "فرقعت".
بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: يَا قَوْمُ، اثْبَتُوا حَتَّى تُصْبِحُوا أَوْ يَأْتِيَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَلَبِثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ نَادَى: أَثَمَّ مُعَاذُ بْنُ جَبَرٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَوْفُ بْنُ مَالِكٍ؟ فَقُلْنَا: إِي نَعَمْ. فَأَقْبَلَ إِلَيْنَا، فَخَرَجْنَا نَمْشِي مَعَهُ لَا نَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ وَلَا نُخْبِرُهُ بِشَيْءٍ فَقَعَدَ عَلَى فِرَاشِهِ، فَقَالَ:"أَتَدْرُونَ مَا خَيَّرَنِي بِهِ رَبِّيَ اللَّيْلَةَ؟ ". فَقُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "فَإِنَّهُ خَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يُدْخِلَ نِصْفَ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ". قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِهَا. قَالَ؟ "هِىَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَرُوَاتُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ عَلَى شَرْطِهِمَا جَمِيعًا، وَلَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ، وَلَيْسَ فِي سَائِرِ أَخْبَارِ الشَّفَاعَةِ:"هِيَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ".
37 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَبَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ
(2)
.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَارٍ
(3)
.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَبَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
(1)
إتحاف المهرة (12/ 540 - 16051)، وسيأتي برقم (221).
(2)
هذا الطريق لم نجده في الإتحاف.
(3)
في الإتحاف: "أحمد بن سنان"، وهو: أحمد بن سيار بن أيوب، أبو الحسن المروزي. من رجال التهذيب.
مَا قَاتَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَوْمًا
(1)
حَتَّى دَعَاهُمْ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِأَبِي نَجِيحٍ وَالِدِ عَبْدِ اللَّهِ وَاسْمُهُ يَسَارٌ، وَهُوَ مِنَ الْمَوَالِي الْمَكِّيِّينَ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا اللَّفْظِ، وَاتَّفَقَا جَمِيعًا عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ، كَتَبْتُ إِلَى نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَسْأَلُهُ عَنِ الْقِتَالِ قَبْلَ الدُّعَاءِ، فَكَتَبَ إِلَيَّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَغَارَ عَلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ. الْحَدِيثَ، وَفِيهِ وَكَانَ الدَّعْوَةُ قَبْلَ الْقِتَالِ.
38 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ السَّيرَافِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ
(3)
، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنُ أَبِي الْحُسَامِ
(4)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعَ رَبِيعَةَ بْنَ عِبَادٍ الدُّؤَلِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى فِي مَنَازِلِهِمْ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الْمَدِينَةِ يَقُولُ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا". قَالَ: وَوَرَاءَهُ رَجُلٌ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَتْرُكُوا دِينَ آبَائِكُمْ. فَسَأَلْتُ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ؟ قِيلَ: أَبُو لَهَبٍ
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَرُوَاتُهُ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ أَثْبَاتٌ، وَلَعَلَّهُمَا أَوْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا تَوَهَّمَ أَنَّ رَبِيعَةَ بْنَ عَبَّادٍ لَيْسَ لَهُ رَاوٍ غَيْرُ
(1)
في التخيص: "قوما قط".
(2)
إتحاف المهرة (8/ 172 - 9149).
(3)
هو: عبد الله بن رجاء بن عمر الغداني. من رجال التهذيب.
(4)
في (و): "عن ابن أبي الحسام".
(5)
إتحاف المهرة (4/ 502 - 4576).
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَبُو الزِّنَادِ
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ هَذَا الْحَدِيثَ بِعَيْنِهِ:
39 -
أخبرنا أَبُو مُحَمَّدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلَّابُ بِهَمَذَانَ، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عِبَادٍ الدُّؤَلِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ وَهُوَ يَقُولُ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا". قَالَ: يُرَدِّدُهَا مِرَارًا وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ يَتَّبِعُونَهُ، وَإِذَا وَرَاءَهُ رَجُلٌ أَحْوَلُ ذُو غَدِيرَتَيْنِ وَضئُ الْوَجْهِ يَقُولُ: إِنَّهُ صَابِئٌ كَاذِبٌ، فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ
(2)
.
قَالَ: وَإِنَّمَا اسْتَشْهَدْتُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ اقْتِدَاءً بِهِمَا، فَقَدِ اسْتَشْهَدَا جَمِيعًا بِهِ.
40 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، ثَنَا صالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ عَجُوزٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عِنْدِي، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ أَنْتِ؟ ". قَالَتْ: أَنَا جَثَّامَةُ الْمُزَنِيَّةُ. فَقَالَ: "بَلْ أَنْتِ حَسَّانَةُ الْمُزَنِيَّةُ، كَيْفَ أَنْتُمْ؟ كيْفَ حَالُكُمْ؟ كَيْفَ كُنْتُمْ بَعْدَنَا؟ ". قَالَتْ: بِخَيْرٍ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ. فَلَمَّا خَرَجَتْ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، تُقْبِلُ عَلَى هَذِهِ الْعَجُوزِ هَذَا
(1)
في (و) و (ح): "أبو الزياد".
(2)
إتحاف المهرة (4/ 502 - 4576).
الْإِقْبَالَ؟ فَقَالَ: "إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا زَمَنَ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَقَدِ اتَّفَقَا عَلَى الاحْتِجَاجِ بِرُوَاتِهِ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ وَلَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ.
41 -
حدثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النَّصِيبِيُّ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ الْكَرَابِيسِيُّ، ثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صالِحٍ الدَّمَشْقِيُّ، قَالَا: ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدَةً، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمُ، الْمَلِكُ، الْقُدُّوسُ، السَّلَامُ، الْمُؤْمِنُ، الْمُهَيْمِنُ، الْعَزِيزُ، الْجَبَّارُ، الْمُتَكَبِّرُ، الْخَالِقُ، الْبَارِئُ، الْمُصَوَّرُ، الْغَفَّارُ، الْقَهَّارُ، الْوَهَّابُ، الرَّزَّاقُ، الْفَتَّاحُ، الْعَلِيمُ، الْقَابِضُ، الْبَاسِطُ، الْخَافِضُ، الرَّافِعُ، الْمُعِزُّ، الْمُذِلُّ، السَّمِيعُ، الْبَصِيرُ، الْحَكَمُ، الْعَدْلُ، اللَّطِيفُ، الْخَبِيرُ، الْحَلِيمُ، الْعَظِيمُ، الْغَفُورُ، الشَّكُورُ، الْعَلِيُّ، الْكَبِيرُ، الْحَفِيظُ، الْمُغِيثُ - وَقَالَ صَفْوَانٌ في حَدِيثِهِ: الْمُقِيتُ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي مُخْتَصَرِ الصَّحِيحِ - الْحَسِيبُ، الْجَلِيلُ، الْكَرِيمُ، الرَّقِيبُ، الْمُجِيبُ، الْوَاسِعُ، الْحَكِيمُ، الْوَدُودُ، الْمَجِيدُ، الْبَاعِثُ، الشَّهِيدُ،
(1)
إتحاف المهرة (17/ 53 - 21857).
الْحَقُّ، الْوَكِيلُ، الْقَوِيُّ، الْمَتِينُ، الْوَلِيُّ، الْحَمِيدُ، الْمُحْصِي، الْمُبْدِي، الْمُعِيدُ، الْمُحْيِي، الْمُمِيتُ، الحَيُّ، الْقَيُّومُ، الْوَاجِدُ، الْمَاجِدُ، الْوَاحِدُ، الصَّمَدُ، الْقَادِرُ، الْمُقْتَدِرُ، الْمُقَدِّمُ، الْمُؤَخِّرُ، الْأَوَّلُ، الْآخَرُ، الظَّاهِرُ، الْبَاطِنُ، الْوَالِي، الْمُتَعَالِي، الْبَرُّ، التَّوَّابُ، الْمُنْتَقِمُ، الْعَفُوُّ، الرَّءُوفُ، مَالِكُ الْمُلْكِ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، الْمُقْسِطُ، الْجَامِعُ، الْغَنِيُّ، المُغْنِي، الْمَانِعُ، الضَّارُّ، النَّافِعُ، النُّورُ، الْهَادِي، الْبَدِيعُ، الْبَاقِي، الْوَارِثُ، الرَّشِيدُ، الصَّبُورُ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ قَدْ خَرَّجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ بِأَسَانِيدَ صَحِيحَةٍ دُونَ ذِكْرِ الْأَسَامِي فِيهِ، وَالْعِلَّةُ فِيهِ عِنْدَهُمَا أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ تَفَرَّدَ بِسِيَاقَتِهِ بِطُولِهِ، وَذَكَرَ الْأَسَامِيَ فِيهِ وَلَمْ يَذْكُرْهَا غَيْرُهُ، وَلَيْسَ هَذَا بِعِلَّةٍ، فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ اخْتِلَافًا بَيْنَ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ أَوْثَقُ وَأَحْفَظُ وَأَعْلَمُ وَأَجَلُّ مِنْ أَبِي الْيَمَانِ وَبِشْرِ بْنِ شُعَيْبِ وَعَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ وَأَقْرَانِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ شُعَيْبٍ، ثُمَّ نَظَرْنَا فَوَجَدْنَا الْحَدِيثَ قَدْ رَوَاهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الحُصَيْنِ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانَ جَمِيعًا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِطُولِهِ:
42 -
حدثناه أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمْدَانَ الْجَلَّابُ بِهَمَذَانَ، ثَنَا الْأَمِيرُ أَبُو الْهَيْثَمِ خَالِدُ بْنُ أَحْمَدَ الذُّهْلِيُّ بِهَمَذَانَ، ثَنَا أَبُو أَسَدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ.
وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ بْنِ هَانِئٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(2)
قَالَا: ثَنَا
(1)
إتحاف المهرة (15/ 198 - 19146).
(2)
هو: محمد بن عبد الله بن قريش، أبو بكر الوراق الريونجي.
الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُفْيَانَ النَّسَوِيُّ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حُصَيْنِ بْنِ التَّرْجُمَانِ، ثَنَا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَن أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ: اللَّهُ، الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمُ، الْإِلَهُ، الرَّبُّ، الْمَلِكُ، الْقُدُّوسُ، السَّلَامُ، الْمُؤْمِنُ، الْمُهَيْمِنُ، الْعَزِيزُ، الْجَبَّارُ، الْمُتَكَبِّرُ، الْخَالِقُ، الْبَارِئ، الْمُصَوِّرُ، الْحَلِيمُ، الْعَلِيمُ، السَّمِيعُ، الْبَصِيرُ، الْحَيُّ، الْقَيُّومُ، الْوَاسِعُ، اللَّطِيفُ، الْخَبِيرُ، الْحَنَّانُ، الْمَنَّانُ، الْبَدِيعُ، الْوَدُودُ، الْغَفُورُ، الشَّكُورُ، الْمَجِيدُ، الْمُبْدِئُ، الْمُعِيدُ، النُّورُ، الْبَارِي، الْأَوَّلُ، الْآخِرُ، الظَّاهِرُ، الْبَاطِنُ، الْغَفَّارُ، الْوَهَّابُ، الْقَادِرُ، الْأَحَدُ، الصَّمَدُ، الْكَافِي، الْبَاقِي، الْوَكِيلُ، الْمَجِيدُ، الْمُغِيثُ، الدَّائِمُ، الْمُتَعَالِ، ذو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، الْمَوْلَى، النَّصِيرُ، الْحَقُّ، الْمُبِينُ، الْبَاعِثُ، الْمُجِيبُ، الْمُحْيِي، الْمُمِيتُ، الْجَمِيلُ، الصَّادِقُ، الْحَفِيظُ، الْكَبِيرُ، الْقَرِيبُ، الرَّقِيبُ، الْفَتَّاحُ، الْعَلِيمُ، التَّوَّابُ، الْقَدِيمُ، الْوِتْرُ، الْفَاطِرُ، الرَّزَّاقُ، الْعَلَّامُ، الْعَلِيُّ، الْعَظِيمُ، الْغَنِيُّ، الْمَلِيكُ، الْمُقْتَدِرُ، الْأَكْرَمُ، الرَّءُوفُ، الْمُدَبِّرُ، الْمَالِكُ، الْقَدِيرُ، الْهَادِي، الشَّاكِرُ، الرَّفِيعُ، الشَّهِيدُ، الْوَاحِدُ، ذُو الطَّوْلِ، ذُو الْمَعَارِجِ
(1)
، ذُو الْفَضْلِ، الْخَلَّاق، الْكَفِيلُ، الْجَلِيلُ، الْكَرِيمُ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ مَحْفُوظٌ مِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ وَهِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُخْتَصَرًا دُونَ ذِكْرِ الْأَسَامِي الزَّائِدَةِ فِيهَا، كُلُّهَا فِي الْقُرْآنِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ التَّرْجُمَانِ ثِقَةٌ
(3)
، وَإِنْ لَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَإِنَّمَا جَعَلْتَهُ
(1)
في (و): "ذو العارج"، وفي (ح):"والمعارج".
(2)
إتحاف المهرة (15/ 537 - 19837).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل ضعفوه"، نقول: هو مجمع على ضعفه، وقال=
شَاهِدًا لِلْحَدِيثِ الْأَوَّلِ.
43 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ
(1)
، ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ.
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَنْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا شُعْبَةُ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا عَفَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، وَأَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ
(2)
، قَالُوا: ثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِيسَى - رَجُلًا مِنْ بَنِي أَسَدٍ - يُحَدِّثُ عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، وَلكِنَّ اللَّهَ عز وجل يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ"
(3)
.
وَعِيسَى هَذَا هُوَ ابْنُ عَاصِمٍ الْأَسَدِيُّ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
44 -
حدثنا بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْتُهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا يَحْيَى.
وَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَّادٍ
= الحافظ في اللسان بعد أن نقل عن الأئمة تضعيفه: "وأعجب من كل ما تقدم أن الحاكم أخرج له في المستدرك وقال: إنه ثقة! "، والحديث حديث صفوان بن صالح عن الوليد بن مسلم.
(1)
هو: إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموى. من رجال التهذيب.
(2)
هو: حفص بن عمر بن الحارث بن سخبرة الأزدي البصري. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (10/ 191 - 12557).
الْبَاهِلِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الطِّيَرَةُ مِنَ الشِّرْكِ وَمَا مِنَّا، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ سَنَدُهُ، ثِقَاتٌ رُوَاتُهُ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَعِيسَى بْنُ عَاصِمٍ الْأَسَدِيُّ قَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ وَغَيْرِهِ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، وَغَيْرُهُمْ.
45 -
حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ
(2)
، وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ
(3)
، قَالُوا: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّخَعِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَقَدِ احْتَجَّا بِمِثْلِ هَذَا الْإِسْنَادِ، وَخَرَّجَاهُ فِي الْكِتَابِ، وَلَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَهُ شَاهِدٌ عَلَى شرْطِ مُسْلِمٍ، فَقَدِ احْتَجَّ بِشَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيِّ
(5)
:
(1)
إتحاف المهرة (10/ 191 - 12557).
(2)
هو: إبراهيم بن محمد بن نوح بن عبد الله، أبو إسحاق النيسابوري.
(3)
هو: أحمد بن سلمة بن عبد الله، أبو الفضل النيسابوري العدل.
(4)
إتحاف المهرة (8/ 436 - 9718)، والحسن بن عبيد الله النخعي لم يخرج له البخاري، وحكى عنه الحافظ في التهذيب (2/ 292):"لم أخرج حديث الحسن بن عبيد الله لأن عامة حديثه مضطرب".
(5)
وذكر في المدخل إلى الصحيح (2/ 373) أن مسلما أخرج له في الشواهد.
46 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ الْعَدْلُ
(1)
، قَالَا: ثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ
(2)
السَّدُوسِيُّ، أَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "كُلُّ يَمِينٍ يُحْلَفُ بِهَا دُونَ اللَّهِ شِرْكٌ"
(3)
.
47 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ النُّوقَانِيُّ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِىٍ مَسَرَّةَ الْمَكِّيُّ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، قَالَا: أَبَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: أَتَانِي أَبُو الْعَالِيَةِ أَنَا وَصَاحِبًا لِي، فَقَالَ: هَلُمَّا فَأَنْتُمَا أَشَبُّ وَأَوْعَى لِلْحَدِيثِ مِنِّي، فَانْطَلَقَ بِنَا حَتَّى أَتَيْنَا نَصْرَ بْنَ عَاصمٍ اللَّيْثِيَّ
(4)
، فَقَالَ: حَدِّثْ هَذَيْنِ حَدِيثَكَ. قَالَ نَصْرٌ: ثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مَالِكٍ - وَكَانَ مِنْ رَهطِهِ - قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةَ فَأَغَارُوا عَلَى قَوْمٍ فَشَذَّ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنَ السَّرِيَّةِ مَعَهُ السَّيْفُ شَاهِرٌ، فَقَالَ الشَّاذُّ مِنَ الْقَوْمِ: إِنِّي مُسْلِمٌ. فَلَمْ يَنْظُرْ فِيهَا، فَضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ، فَنَمَى الْحَدِيثُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ قَوْلًا شَدِيدًا فَبَلَغَ الْقَاتِلَ، فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ
(1)
هو: عمرو بن محمد بن منصور بن مخلد، أبو سعيد النيسابوري الجنزروذي العدل.
(2)
في (و) والإتحاف: "عمرو بن حفص".
(3)
إتحاف المهرة (8/ 436 - 9718)، وانظر حديث رقم (168) واللذين بعده.
(4)
كذا هنا وفي الذي بعده: "نصر"، وعند الإمام أحمد (28/ 221، 220) و (37/ 155) والنسائي في الكبرى (8/ 12): "بشر"، ونصر وبشر كلاهما من رجال التهذيب، ونصر أخرج له مسلم كما ذكر المصنف بعد.
إِذْ قَالَ الْقَاتِلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا قَالَ الَّذِي قَالَ إِلَّا تَعَوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَنْ مَنْ قِبَلَهُ مِنَ النَّاسِ، وَأَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ، ثُمَّ قَالَ الثَّانِيَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا قَالَ الَّذِي قَالَ إِلَّا تَعَوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَنْ مَنْ قِبَلَهُ مِنَ النَّاسِ، وَأَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ، ثُمَّ لَمْ يَصْبِرْ أَنَّ قَالَ الثَّالِثَةَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا قَالَ الِّذِي قَالَ إِلَّا تَعَوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ، فَأَقْبَلْ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُعْرَفُ الْمَسَاءَةَ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ:"إِنَّ اللَّهَ عز وجل أَبَى عَلَى مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا". قَالَهَا ثَلَاثًا
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ مُخَرَّجٌ مِثْلُهُ في الْمُسْنَدِ الصَّحِيحِ لِمُسْلِمٍ، فَقَدِ احْتَجَّ بِنَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ وَسُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَأَمَّا عُقْبَةُ بْنُ مَالِكٍ اللَّيْثِيُّ، فَإِنَّهُ صَحَابِيٌّ مُخَرَّجٌ حَدِيثُهُ فِي كُتُبِ الْأَئِمةِ فِي الْوِحْدَانِ، وَقَدْ بَيَّنْتُ شَرْطِي فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ بَأَنِّي أُخَرِّجُ حَدِيثَ الصَّحَابَةِ عَنْ آخِرِهِمْ إِذَا صَحَّ الطَّرِيقُ إِلَيْهِمْ، وَقَدْ تَابَعَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ سُلَيْمَانَ بْنَ الْمُغِيرَةِ عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ حُمَيْدٍ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ:
48 -
حدثناه أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا أَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْقَاضِي
(2)
، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حُمَيْدٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ نَصْرٍ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:"أَمَّا بَعْدَ، فَمَا بَالُ الرَّجُلِ يَقْتُلُ الرَّجُلَ وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا مُسْلِمٌ؟ ". فَقَالَ الْقَاتِلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا قَالَهَا مُتَعَوِّذًا. فَقَالَ
(1)
إتحاف المهرة (11/ 275 - 14026).
(2)
هو: الفضل بن الحباب عمرو بن محمد بن شعب، أبو خليفة الجمحي الأخباري القاضي.
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَكَذَا وَكَرِهَ مَقَالَتَهُ، وَحَوَّلَ وَجْهَهُ عَنْهُ، فَقَالَ:"أَبَى اللَّهُ عَلَى مَنْ قَتَلَ مُسْلِمًا، أَبَى اللَّهُ عَلَى مَنْ قَتَلَ مُسْلِمًا"
(1)
.
49 -
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْأَدَمِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْعَوَّامِ
(2)
، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا هَمَّامٌ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
وَثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ حَيَّانَ
(3)
الْأَنْصَارِيُّ، أَنَا أَبُو الْوَلِيدِ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: ثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْبَةُ الْحَضْرَمِيُّ، أَنَّهُ شَهِدَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ثَلَاثٌ أَحْلِفُ عَلَيْهِنَّ: لَا يَجْعَلُ اللَّهُ مَنْ لَهُ سَهْمٌ في الْإِسْلَامِ كمَنْ لَا سَهْمَ لَهُ، وَسِهَامُ الْإِسْلَامِ: الصَّوْمُ، وَالصَّلَاةُ، وَالصَّدَقَةُ، وَلَا يَتَوَلَّى اللَّهُ عَبْدًا فَيُوَلِّيهِ غَيْرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، [وَلَا يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلَّا جَاءَ مَعَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ]
(4)
، وَالرَّابِعَةُ إِنْ حَلَفْتُ عَلَيْهَا رَجَوْتُ أَنْ لَا آثَمَ: مَا يَسْتُرُ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ"
(5)
.
(1)
إتحاف المهرة (11/ 275 - 14026).
(2)
هو: محمد بن أحمد بن أبي العوام بن يزيد بن دينار، أبو بكر الرياحي التميمي.
(3)
في (ز): "حبان".
(4)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والتلخيص، والمثبت من شعب الإيمان للبيهقي (11/ 324) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(5)
إتحاف المهرة (17/ 124 - 21986).
فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِذَا سَمِعْتُمْ مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ يُحَدِّثُ بِهِ عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ فَاحْفَظُوهُ.
شَيْبَةُ الْحَضْرَمِيُّ قَدْ خَرَّجَهُ الْبُخَارِيُّ
(1)
، وَقَالَ فِي التَّارِيخِ: وَيُقَالُ: الْخُضَرِيُّ
(2)
سَمِعَ عُرْوَةَ وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَهَذَا الْحَدِيثُ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
50 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ الْفَقِيهُ، ثَنَا الْحَسَن بْنُ عَلِيَّ بْنِ زَيادٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ.
وَثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ
(3)
، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالُوا: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَرْبٍ بْنِ
(4)
أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ فَضَالَةَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقلْتُ: إِنِّي أُرِيدُ الْإِسْلَامَ فَعَلِّمْنِي شَرَائِعَ مِنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ، فَذَكَرَ الصَّلَاةَ وَشَهْرَ رَمَضَانَ وَمَوَاقِيتَ الصَّلَاةِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تَذْكُرُ سَاعَاتٍ أَنَا فِيهِنَّ مَشْغُولٌ، وَلَكِنْ عَلِّمْنِي جِمَاعًا مِنَ الْكَلَامِ. قَالَ:"إِنْ شُغِلْتَ فَلَا تَشْتَغِلْ عَنِ الْعَصْرَيْنِ". قُلْتُ: وَما الْعَصْرَانِ؟ وَلَمْ تَكُنْ لُغَةَ قَوْمِي. قَالَ: "الْفَجْرُ وَالْعَصْرُ"
(5)
.
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ما خرج له سوى النسائي هذا الحديث وفيه جهالة".
(2)
في (و) و (ح): "الحضرمي"، وسيعاد حديثه هذا برقم (8400) فانظر التعليق عليه هناك.
(3)
هو: أحمد بن نجدة بن العريان، أبو الفضل الهروي.
(4)
في (ز): "عن".
(5)
إتحاف المهرة (12/ 667 - 16277).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَفِيهِ أَلْفَاظٌ لَمْ يُخَرِّجَاهُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ، وَأَكْثَرُهَا فَائِدَةً ذِكْرُ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ، فَإِنَّهُ فِي حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، وَقَدْ خُولِفَ هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ خِلَافًا لَا يَضُرُّ الْحَدِيثَ بَلْ يَزِيدُهُ تَأْكِيدًا.
51 -
حدثناه أَبُو بَكْرٍ محَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَطَرٍ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ.
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْن عِيسَى، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيادٍ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ، قَالَا: ثَنَا خَالِدُ بْن عَبْدِ اللهِ
(1)
، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ
(2)
أَبِي حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ فَضَالَةَ
(3)
، عَنْ أَبِيهِ
(4)
قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ فِيمَا عَلَّمَنِي أَنْ قَالَ: "حَافِظْ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ". فَقلْتُ: هَذِهِ سَاعَات لِي فِيهَا أَشْغَالٌ، فَحَدِّثْنِي بِأَمْرٍ جَامِعٍ إِذَا أَنَا فَعَلْتهُ أَجْزَأَ عَنِّى. قالَ:"حَافِظْ عَلَى الْعَصْرَيْنِ". قَالَ: وَمَا كَانَتْ مِنْ لُغَتِنَا قُلْتُ: وَمَا الْعَصْرَانِ؟ قَالَ: "صَلَاةٌ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَصَلَاةُ قَبْلَ غُرُوبِهَا
(5)
.
(1)
هو: خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد الطحان أبو الهيثم المزني الواسطي. من رجال التهذيب.
(2)
في (د): "بن".
(3)
في (و): "عبد الله بن أبي فضالة".
(4)
قوله: "عن أبيه" غير موجود في (و).
(5)
إتحاف المهرة (12/ 667 - 16277) وسيأتي برقم (719) و (6821) من حديث خالد بن عبد الله الواسطي به، وعبد الله بن فضالة لم يخرج له مسلم، وفي حديثه هذا اضطراب.
أَبُو حربِ
(1)
بن أبِي الأَسْوَدِ الدِّيلِيُّ تَابِعِيٌّ كبِيرٌ عِندهُ مِنْ أكَابِرِ الصَّحَابَةِ لا يُقْصَرُ سَمَاعُهُ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الليْثِيِّ؛ فَإِنَّ هُشَيْمَ بْنَ بَشِيرٍ حَافِظٌ مَعْرُوفٌ بِالْحِفْظِ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْوَاسِطِيُّ صاحِبُ كِتَابٍ، وَهَذَا فِي الْجُمْلَةِ كَمَا خَرَّجَ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ حَدِيثَ شُعْبَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، وَبَعْدَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ
(2)
.
52 -
حدثني عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ.
وَأَخْبَرَني أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلَانِيُّ
(3)
، ثَنَا الْوَلِيدُ بْن مُسْلِمٍ، ثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ لِلْإِسْلَامِ صُوًى
(4)
(1)
في (و)، والتلخيص:"حرث".
(2)
قال ابن حجر في الإتحاف: "كذا قال. وإنما أخرجه مسلم عن شعبة عن عثمان. وعن شعبة، عن محمد بن عثمان وأبيه" فينظر"، مسلم في الإيمان (1/ 32)، وكذا أخرجه البخاري (2/ 104) وعندهما: شعبة عن محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب وأبوه عثمان أنهما سمعا موسى بن طلحة.
(3)
هو: محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن بن حسان، أبو عبد الله العسقلاني القرشي مولاهم، من رجال التهذيب، وقول المصنف عقب الحديث أنه محمد بن خلف العسقلاني وهم، وكذا قوله أن البخاري خرج له وهم أيضا، فلم يخرج البخاري لابن أبي السري، إنما أخرج لمحمد بن خلف، أبو بكر الحدادي حديثا واحدا، وقد ذكر المصنف في المدخل إلى الصحيح (3/ 244)"محمد بن خلف أبو بكر" يعني الحدادي هذا فيمن روى عنهم البخاري فقط، ولم يذكر بن أبي السري، رهو الصحيح.
(4)
في (ز) و (م) والإتحاف: "ضوءا"، وقد قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث (3/ 62):"الصوى: الأعلام المنصوبة من الحجارة في المفازة المجهولة يستدل بها على الطريق، واحدتها صوة كقوة؛ أراد أن للإسلام طرائق وأعلاما يهتدى بها".
وَمَنَارًا كَمَنَارِ الطَّرِيقِ"
(1)
.
هَذَا صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، فَقَدْ رَوى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيِّ، وَاحْتَجَّ بِثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ الشَّامِيِّ، فَأَمَّا سَمَاعُ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَغَيْرُ مُسْتَبْدَعٍ
(2)
، فَقَدْ حَكَى الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: لَقِيتُ سَبْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَعَلَّ مُتَوَهِّمًا يَتَوَهَّمُ أَنَّ هَذَا مَتْنٌ شَاذٌّ، فَلْيَنْظُرْ فِي الْكِتَابَيْنِ لِيَجِدَ مِنَ الْمُتُونِ الشَّاذَّةِ الَّتِي لَيْسَ لَهَا إِلَّا إِسْنَادٌ وَاحِدٌ مَا يُتَعَجَّبُ مِنْهُ" ثمَّ لْتقِسْ هَذَا عَلَيْهَا.
حَدِيثٌ آخَرُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ:
53 -
حدثنا أَبو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، ثَنَا محَمَّدُ بْن أَبِي السَّرِيِّ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ الله، لَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَسْلِيمُكَ عَلَى أَهْلِكَ، فَمَنِ انْتَقَصَ شَيْئًا مِنْهُنَّ فَهُوَ سَهْمٌ مِنَ الْإِسْلَامِ يَدَعُهُ، وَمَنْ ترَكَهُنَّ كُلَّهُنَّ فَقَدْ وَلَّى الْإِسْلَامَ ظَهْرَهُ"
(3)
.
هَذَا الْحَدِيثُ مِثْلُ الْأَوَّلِ فِي الاسْتِقَامَةِ.
54 -
أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ؛ ثَنَا شُعْبَةُ.
(1)
إتحاف المهرة (14/ 470 - 18025).
(2)
قال ابن أبي حاتم في المراسيل (ص 53): "سمعت أبي وسألته عن خالد بن معدان عن أبي هريرة متصل؟ فقال: أدرك أبا هريرة ولا يذكر سماع".
(3)
إتحاف المهرة (14/ 471 - 18026).
وَأَخْبَرَني الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ
(1)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
(2)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُون يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَلَا أُعَلِّمُكَ - أَوْ: أَلَا أَدُلُّكَ - عَلَى كلِمَةٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ؟ تَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، فَيَقُول اللهُ عز وجل: أَسْلَمَ عَبْدِي وَاسْتَسْلَمَ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَلَا يُحْفَظُ لَهُ عِلَّةٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِيَحْىَ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ.
55 -
حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ.
وَأَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ
(5)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسيُّ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: ذَكَرَ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدًثَنِي أَبِي، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زيدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنَّ
(1)
هو: الحسين بن علي بن محمد بن يحيى أبو أحمد التميمى النيسابورى لقال له حسينك.
(2)
هو: محمد بن إسحاق بن خزيمة الإمام.
(3)
هو: يحيى بن سليم، وقيل: ابن أبي سليم، أبو بلج الفزاري، أخرج له الأربعة، ولم يخرج له مسلم كما زعم المصنف رحمه الله.
(4)
إتحاف المهرة (15/ 441 - 19661).
(5)
قوله: "ثنا محمد بن غالب بن حرب، وأخبرني الحسين بن علي" غير موجود في (و).
رَجُلَين دَخَلَا فِي الْإِسْلَامِ فَاهْتَجَرَا لكَانَ
(1)
أَحَدُهُمَا خَارِجًا مِنَ الْإِسْلَامِ حَتَّى يَرْجعَ الظَّالِمُ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ جَمِيعًا، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ"، وَعَبْذ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، وَقَدْ خَرَّجَا جَمِيعًا لَه غَيْرَ حَدِيثٍ تَفَرَّدَ بِهِ، عَنْ أَبِيهِ وَشُعْبَةَ وَغَيْرِهِمَا
(3)
.
56 -
حدثنا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ
(4)
وَأَبُو الْحَسَنِ الْعَنَزِيُّ
(5)
، قَالَا: ثَنَا عُثْمَان بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ.
وَحَدَّثَنَا أبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بن هَانِئٍ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ.
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْن حَمْشَاذَ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَائوا: ثَنَا سَعِيدُ ئن أَبِي مَرْيَمَ، أَبَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا ابْنُ الْهَادِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إذَا زَنَى الْعَبْدُ خَرَجَ مِنْهُ الْإِيمَانُ، فَكَانَ كَالظُّلَّةِ، فَإِذا انقَلعَ مِنْهَا رَجَعَ إِليْهِ الإِيمَانُ"
(6)
.
(1)
في (و)، والتلخيص:"كان".
(2)
إتحاف المهرة (10/ 209 - 12602)
(3)
قال الدراقطني في العلل (5/ 71): "يرويه الأعمش وطلحة بن مصرف، عن زيد بن وهب، رفعه عبد الصمد عن شعبة عن الأعمش، ووقفه غيره، والموقوف أشبه".
(4)
هو: محمد بن محمد بن يوسف، أبو النضر الطوسي الفقيه الشافعي النيسابوري.
(5)
في (ز) و (م) و (و): "أبو الحسن الحيري"، وفي (ح):"أبو الحسن" والمثبت من الإتحاف، وسائر أسانيد المصنف، وهو أحمد بن محمد بن عبدوس بن سلمة، أبر الحسن العنزي.
(6)
إتحاف المهرة (14/ 681 - 18475).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَقَدِ احْتَجَّا بِرُوَاتِهِ وَلَهُ شَاهِدٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
57 -
حدثنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَان الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ.
وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ بِبَغْدَادَ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَليدِ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ
(1)
، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ زَنَى أَوْ شَرِبَ الْخَمْرَ نَزَعَ اللهُ مِنْهُ الْإِيمَانَ كَمَا يَخْلَعُ الْإِنْسَانُ الْقَمِيصَ مِنْ رَأْسِهِ"
(2)
.
قَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُجَيْرَةَ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ وَهُمَا شَامِيَّانِ.
58 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْحَيَاءُ وَالْإِيمَان قُرِنَا جَمِيعًا، فَإِذَا رُفِعَ أَحَدُهُمَا رُفِعَ الْآخَرُ"
(3)
.
(1)
في (و) و (ح) والتلخيص: "أبي حجيرة"، وفي الإتحاف: عن ابن حجيرة، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ فلا ندري أكان في نسخته هكذا، أم أنه سلك به الجادة، فإن ابن حجيرة الذي يروي عنه عبد الله بن الوليد - يعني بن قيس التجيبي المصري - هو عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة، يروى عن أبيه عبد الرحمن بن حجيرة الخولاني المصري.
ولم يخرج مسلم لعبد الله بن الوليد، ولا لعبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة.
(2)
إتحاف المهرة (15/ 148 - 19050).
(3)
إتحاف المهرة (8/ 440 - 9726).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا
(1)
، فَقَدِ احْتَجَّا بِرُوَاتِهِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ.
59 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ رَزِينٍ
(2)
، ثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي ابو صَخْرٍ
(3)
، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَأْلَفُ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَا أَعْلَمُ لَهُ عِلَّةً
(5)
، وَلَمْ
(1)
رواه البيهقي في شعب الإيمان (10/ 166) من طريق محمد بن عمرو بن البختري عن محمد بن غالب تمتام به، وقال عقبه: "قال محمد بن غالب: حدثنا به أبو سلمة في الفوائد فأسنده، وحدثنا به في حديث جرير بن حازم ولم يقل فيه: عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
كذا في النسخ الخطية كلها، وفي الإتحاف:"أحمد بن يحيى"، وهو إن شاء الله:"أحمد بن يحيى بن مهنا الأزدي" وتصحف، فهو سند متكرر عند المصنف كما في السنن الكبرى للبيهقي (7/ 39)، والدعوات الكبير (2/ 220)، وقد ظن بعض الأفاضل أنه مصحف عن:"أحمد بن محمد بن رزين"، وهو أبو علي أحمد بن محمد بن علي بن رزين الباشاني الهروي، وهذا كلام محتمل، إلا أننا لم نجد لأبي بكر بن إسحاق رواية عنه، ولا له رواية عن: هارون بن معروف، والله أعلم.
(3)
هو: حميد بن زياد أبي المخارق المدني الخراط، يروي عن أبي حازم سلمة بن دينار المدني، وكلاهما من رجال التهذيب.
(4)
إتحاف المهرة (14/ 541 - 18179).
(5)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: علته انقطاعه، فإن أبا حازم هذا هو: المديني لا الأشجعي، ولم يلق أبو صخر الأشجعي، ولا المديني لقي أبا هريرة"، وقال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: أبو حازم هذا هو سلمة بن دينار ولم يلق أبا هريرة، بينهما أبو صالح، كذلك أخرجه الإمام أحمد - (15/ 106) - عن هارون بن معروف بهذا الإسناد، وذكر الدارقطني في العلل: أنه اختلف فيه على أبي حازم، فقال مصعب بن ثابت: عنه، عن =
يُخَرِّجَاهُ.
60 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا مُوسَى بْن عُقْبَةَ، سَمِعَ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ سَلْمَانَ
(1)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ قال: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ عَبدٍ يَعْبُدُ الله، وَلا يُشرِك بِهِ شَيْئًا، وَيُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَيُؤتِي الزَّكَاةَ، وَيَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّة". قَالَ: فَسَأَلُوهُ: مَا الْكَبَائِرُ؟ قَالَى: "الْإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَا أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
61 -
أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَدْلُ، حَدَّثَنِي أَبِي
(4)
، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَنَا يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَام بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِيهِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ
(5)
، عَنْ هَانِئٍ
(6)
، أَنَّهُ لَمَّا وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَا
= سهل بن سعد، وهو خطأ، لأنه سلك الجادة، إذ جل رواية أبي حازم بن دينار عن سهل. وقال أسامة بن زيد: عن أبي حازم، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن عم أبيه عبد الله بن مسعود. قال الدارقطني: هذا أشبه بالصواب، قلت: وعون لم يدرك عم أبيه".
(1)
في (ز)، والإتحاف:"عبد الله بن سلمان" وهو عبيد الله بن أبي عبد الله سلمان الأغر، من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (4/ 360 - 4372).
(3)
قال الذهبي فِي التلخيص: "قلت: عبيد الله عن أبيه سلمان الأغر خرج له البخاري فقط".
(4)
هو: عصمة بن إبراهيم بن عصمة، أبو صالح النيسابوري.
(5)
قوله: "عن المقدام، عن أبيه شريح بن هانئ" ساقط من النسخة (و).
(6)
هو: هانئ بن يزيد بن نهيك، أبو شريح الحارثي، صحابي من رجال التهذيب.
رَسُولَ اللهِ، أَيُّ شَيْء يُوجِبُ الْجَنَّةَ؟ قَالَى:"عَلَيْكَ بِحُسْنِ الْكَلَامِ، وَبَذْلِ الطَّعَامِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيث مُسْتَقِيمٌ وَلَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَالْعِلَّةُ عِنْدَهُمَا فِيهِ أَنَّ هَانِئَ بْنَ يَزِيدَ لَيْسَ لَهُ رَاوٍ غَيْرُ ابْنِهِ شرَيْحٍ، وَقَدْ قَدَّمْتُ الشَّرْطَ فِي أَوَّلِ هَذَا الْكِتَابِ أَنَّ الصَّحَابِيَّ الْمَعْرُوفَ إِذَا لَمْ نَجِدْ لَهُ رَاوِيًا غيرَ تَابِعِيٍّ وَاحِدٍ مَعْرُوفٍ احْتَجَجْنَا بِهِ، وَصَحَّحْنَا حَدِيثَهُ إِذْ هُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا جَمِيعًا، فَإِنَّ الْبُخَارِيَّ قَدِ احْتَجَّ بِحَدِيثِ قَيْس بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ مِرْدَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنِ النِّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ".
وَاحْتَجَّ بِحَدِيثِ قَيْسٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ"
(2)
. وَلَيْسَ لَهُمَا رَاوٍ غَيْرُ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ.
وَكَذَلِكَ مُسْلِمٌ قَدِ احْتَجَّ بِأَحَادِيثِ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَحَادِيثِ مَجْزَأةَ بْنِ زَاهِرٍ الْأَسْلَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ
(3)
.
فَلَزِمَهُمَا جَمِيعًا عَلَى شَرْطِهِمَا الاحْتِجَاجُ بِحَدِيثِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ أَبِيهِ، فَإِنَّ الْمِقْدَامَ وَأَبَاهُ شُرَيْحًا مِنْ أَكَابِرِ التَّابِعِينَ، وَقَدْ كَانَ هَانِئُ بْنُ يَزِيدَ وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
إتحاف المهرة (13/ 614 - 17221).
(2)
بل أخرجه مسلم (6/ 12) دون البخاري، وانظر التعليق عليه أيضا فيما يأتي في كتاب الطب الثاني بعد حديث رقم (8461).
(3)
الذي أخرج حديث مجزأة هو البخارى (5/ 125) لا مسلم، وانظر ما يأتي في كتاب الطب الثاني.
62 -
كما حدثناه جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
(1)
نُصَيْرٍ الْخُلْدِيِّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
(2)
، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ شرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي هَانِيء بْنُ يَزِيدَ، أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكَنَّونَهُ بِأَبِي الْحَكَمِ، فَقَالَ:"إِن الله هُوَ الْحَكَمُ، لِمَ تُكَنَّى بِأَبِي الْحَكَمِ؟ ". قَالَ: إِنَّ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا حَكَمْتُ بَيْنَهُمْ فَرَضِيَ الْفَرِيقَانِ. قَالَ: "هَلْ لَكَ وَلَدٌ؟ ". قَالَ: شرَيْحٌ وَعَبْدُ اللهِ وَمُسْلِمٌ بَنُو هَانِئٍ. قَالَ: "فَمَنْ أَكبرُهُمْ؟ ". قَالَ: شُرَيْحٌ. قَالَ: "فَأَنْتَ أَبُو شرَيْحٍ". فَدَعَا لَهُ وَلِوَلَدِهِ
(3)
.
وَقَدْ ذَكَرْتُ فِي كِتَابِ الْمَعْرِفَةِ فِي ذِكْرِ الْمُخَضْرَمِينَ شُرَيْحَ بْنَ هَانِئٍ، فَإِنَّهُ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ وَالْإِسْلَامَ، وَلَمْ يَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَارَ عِدَادُهُ فِي التَّابِعِينَ.
63 -
حدثنا أَبو عَبْد اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا خُشْنَامُ بْنُ الصِّدِّيقِ
(4)
، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ
(5)
، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ
(6)
، ثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيّ
(7)
، ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئ
(8)
، ثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ، ثَنَا
(1)
في (و) و (د): "عن".
(2)
هو: علي بن عبد العزيز البغوي.
(3)
إتحاف المهرة (13/ 614 - 17221).
(4)
هو: محمد بن الصديق بن علي، أبو بكر النيسابوري، وخشنام لقبه.
(5)
هو: أحمد بن إسحاق بن أيوب، أبو بكر الفقيه الشافعي الصبغي النيسابوري.
(6)
هو: محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس.
(7)
هو: سليمان بن داود العتكي من رجال التهذيب.
(8)
هو: عبد الله بن يزيد، من رجال التهذيب.
أَبَو يُونُسَ سُلَيْمُ بْنُ جُبَيْرٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}
(1)
إِنَّهُ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا فَوَضَعَ أُصبُعَهُ الدَّعَّاءُ عَلَى عَيْنيهِ وَإِبْهَامَيْهِ عَلَى أُذُنيْهِ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِم بِحَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ وَأَبِي يُونُسَ، وَالْبَاقُونَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمْ، وَلهَذَا الْحَدِيثِ شَاهِدٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ:
64 -
حدثناه إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا جَدِّي
(3)
، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا كَانَتْ مِنْ فِتْنَةٍ وَلَا تَكُونُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَعْظَمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ حَذَّرَ قَوْمَهُ، وَلَا خَبَّرْتُكُمْ مِنْهُ بِشَيْءٍ
(4)
مَا أَخْبَرَ بِهِ
(5)
نَبِيٌّ قَبْلِي". فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ، ثُمَّ قَالَ: "أَشْهَدُ أَنَّ الله لَيْسَ بِأَعْوَرَ
(6)
.
(1)
في النسخ الخطية كلها: "إنه كان سميعا بصيرا"، والمثبت الصواب، وقد رواه ابن خزيمة في التوحيد (1/ 97،98)، وابن حبان في صحيحه (1/ 498)، وغيرهما، من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ على الصواب. (النساء:58)
(2)
إتحاف المهرة (16/ 284 - 20791)، وسيأتي برقم (2960).
(3)
هو: الفضل بن محمد بن المسيب بن موسى، أبو محمد الشعراني البيهقي النيسابوري.
(4)
فِي الإتحاف: "لأخبرتكم بشيء".
(5)
في التلخيص: "ما أخبره".
(6)
إتحاف المهرة (3/ 123 - 2647)، وزيد بن أسلم لم يسمع من جابر، قاله ابن معين في تاريخ الدوري (3/ 219)، وعلى بن الحسين بن الجنيد في المراسيل لابن أبي حاتم (ص 64).
65 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ رُسْتُمَ، ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا شُعْبَةُ.
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى
(1)
وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَا: ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ
(2)
، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا قَشِفُ الْهَيْئَةِ، قَالَ:"هَلْ لَكَ مِنْ مَالٍ؟ ". قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "مِنْ أَيِّ الْمَالِ؟ ". قُلْتُ: مِنْ كُلٍّ؛ مِنَ الْإِبِلِ، وَالْخَيْلِ، وَالرَّقِيقِ، وَالْغَنَمِ. قَالَ:"فَإِذَا آتاكَ اللهُ مَالًا فَلْيُرَ عَلَيْكَ". قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "هَلْ تُنْتِجُ إِبِلُ قَوْمِكَ صِحَاحٌ آذَانُهَا، فتعْمَدُ إِلَى الْمُوسَى، فتقْطَعُ آذَانَهَا، وَتَقُولُ: هِيَ بُحُرٌ؛ وَتَشُقُّهَا، أَوْ تَشُقُّ جُلُودَهَا، أَوْ تَقُولُ
(3)
: هِيَ صُرُمٌ
(4)
فَتُحَرِّمَهَا عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِكَ؟ ". قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "فَكُلُّ مَا آتَاكَ اللهُ لَكَ حِلٌّ، وَسَاعِدُ اللهِ أَشَدُّ مِنْ سَاعِدِكَ، وَمُوسَى اللهِ أَحَدُّ مِنْ مُوسَاكَ"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَقَدْ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْكُوفِيِّينَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَقَدْ تَابَعَ أَبُو الزَّعْرَاءِ عَمْرُو بْنُ عَمْرٍو أَبَا إِسْحَاقَ السَّبِيعِيَّ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ [أَبِي الْأَحْوَصِ]
(6)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ لِأَنَّ مَالِكَ بْنَ نَضلَةَ الْجُشَمِيَّ لَيْسَ لَهُ
(1)
هو معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري.
(2)
هو: عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
(3)
في (د): "وتقول".
(4)
في (و) و (د): "حرم".
(5)
إتحاف المهرة (13/ 112 - 16484).
(6)
في النسخ الخطية: "عن أبي إسحاق" والمثبت من التلخيص وهو الصواب.
رَاوٍ غَيْرُ ابْنِهِ أَبِي الْأَحْوَصِ، وَقَدْ خَرَّجَ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَلَيْسَ لَهُ رَاوٍ غَيْرُ ابْنِهِ
(1)
، وَكَذَلِكَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، وَهَذَا أَوْلَى مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ.
66 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ
(2)
، ثَنَا عَفَّانُ وَأَبُو سَلَمَةَ، قَالَا: ثَنَا حَمَّادٌ.
وَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَبَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا هُدْبَةُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ}
(3)
. قَالَ: "بَدَا مِنْهُ قَدْرَ هَذَا"
(4)
.
67 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْن إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ، ثَنَا أَبُو سَلَمَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخُزَاعِيُّ
(5)
، قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ}
(6)
. قَالَ: "فَأخْرَجَ مِنَ النُّورِ مِثْلَ هَذَا". وَأَشَارَ إِلَى نِصْفِ أُنْمُلَةِ الْخِنْصَرِ، فَضَرَبَ بِهَا صَدْرَ حَمَّادٍ. قَالَ: فَسَاخَ الْجَبَلُ
(7)
.
(1)
كذا قال!، وقال الدراقطنى في الإلزامات (ص 70):"وأخرجا جميعا عن أبي المليح بن أسامة، ولم يخرجا من أحاديثه عن أبيه شيئا".
(2)
هو: جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي البغدادى.
(3)
(الأعراف: 143).
(4)
إتحاف المهرة (1/ 499 - 556).
(5)
يعني: أبا سلمة التبوذكي موسى بن إسماعيل المنقري، ومحمد بن عبد الله بن عثمان، أبا عبد الله الخزاعي البصريان. من رجال التهذيب.
(6)
(الأعراف: 143).
(7)
إتحاف المهرة (1/ 499 - 556).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
68 -
حدثنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْن يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ
(1)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثَنَا فضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَلْمَانَ الأَغَرُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللهُ، وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمُ: الَّذِي إِذَا انْكَشَفَ فِئَةٌ قَاتَلَ وَرَاءَهَا بِنَفْسِهِ للهِ عز وجل"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَقَدِ احْتَجَّا بِجَمِيعِ رُوَاتِهِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، إِنَّمَا خَرَّجَا فِي هَذَا الْبَابِ حَدِيثَ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"يَضْحَكُ اللهُ إِلَى رَجُلَيْنِ". الْحَدِيثَ فِي الْجِهَادِ.
69 -
حدثنا أَبُو العَبِّاسِ مُحَمَّد بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثَنَا عَفَّانُ.
وَثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا عَفَّانُ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ الْبُنَانِيُّ
(3)
، قَالَا: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ
(4)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:"لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ حَبَّةٌ مِنْ كِبْرٍ". فَقَالَ رَجُلٌ:
(1)
هو: يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد زيد بن درهم القاضي البصري.
(2)
إتحاف المهرة (12/ 571 - 16108).
(3)
كذا في النسخ الخطية كلها، والإتحاف، والصواب: محمد بن محبوب أبو عبد الله البصري البناني - من رجال التهذيب - يروي عن عبد العزيز بن مسلم القسملي البصري.
(4)
في (و): "بن جعد".
يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيُعْجِبُنِي أَنْ يَكُونَ ثَوْبِي جَدِيدًا، وَرَأْسِي دَهِينًا، وَشِرَاكُ نَعْلِي جَدِيدًا. قَالَ: وَذَكَرَ أَشْيَاءَ حَتَّى ذَكَرَ عِلَاقَةَ سَوْطِهِ، فَقَالَ:"ذَاكَ جَمَالٌ، وَاللهُ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، وَلَكِنِ الْكِبْرُ مَن بَطِرَ الْحَقَ، وَازْدَرَى النَّاسَ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(2)
، وَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِرُوَاتِهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ آخَرُ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
70 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ الْبزَّارُ
(3)
، ثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زيدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنَ الْكِبْرِ أَنْ ألبَسَ الْحُلَّةَ الْحَسَنَةَ؟ قَالَ:"إِن الله جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ"
(4)
.
71 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ إِمْلَاءً، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَهً، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "دَعَا اللهُ جِبْرِيلَ فَأَرْسَلَهُ إِلَى الْجَنَّةِ، فَقَالَ: انْظُرْ إِلَيْهَا وَمَا أَعْدَدْتُ فِيهَا لِأَهْلِهَا. فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا، فَحُفَّتْ بِالْمَكَارهِ. قَالَ: ارْجعْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَيْهَا. فَرَجَعَ، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ
(1)
إتحاف المهرة (10/ 508 - 13301).
(2)
بل أخرجه مسلم (1/ 65) من حديث فضيل الفقيني عن إبراهيم النخعى عن علقمة عن ابن مسعود به، وسيأَتى من هذا الوجه (7593).
(3)
هو: عبيد بن عبد الواحد بن شريك، أبو محمد البغدادي.
(4)
إتحاف المهرة (9/ 590 - 12004).
لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدْ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَدِ بْنِ عَمْرٍو بِزِيَادَةِ ألفَاظٍ:
72 -
حدثناه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ [عُبَيْدِ اللهِ]، بْنِ مَرْزُوقٍ
(2)
، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْجَنَّةَ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا. قَالَ: فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا. ثمَّ حَفَّهَا بِالْمَكَارهِ، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا. فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ. ثُمَّ خَلَقَ النَّارَ، فَقَالَ: يَا جِبربلُ، اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا. قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخلَهَا. قَالَ: فَحَفَّهَا بِالشَّهَوَاتِ، ثمَّ قَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا. قَالَ: فَذَهَبَ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: يَا رَبِّ، وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَبْقَى أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا"
(3)
.
73 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ الْعَدْلُ، قَالَا: ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، {فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا}
(4)
. قَالَ لِلسَّمَاءِ: أَخْرِجِي شَمْسَكِ
(1)
إتحاف المهرة (16/ 184 - 20615).
(2)
في النسخ الخطية كلها: "محمد بن عبد الله بن مرزوق"، والمثبت من الإتحاف، وهو: محمد بن عبيد الله بن مرزرق، أبو بكر الخضيب الخلال.
(3)
إتحاف المهرة (16/ 184 - 20615).
(4)
(فصلت:11).
وَقَمَرَكِ وَنُجُومَكِ، وَقَالَ لِلْأَرْضِ: شَقِّقِي أَنْهَارَكِ وَأَخْرِجِي ثِمَارَكِ. فَقَالتا: أَتَيْنَاكَ طَائِعِينَ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَتَفْسِيرُ الصَّحَابِيِّ عِنْدَهُمَا مُسْنَدٌ.
74 -
حدثنا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ.
وَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الدَّرَابَرْدِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ الْعَنَزِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَا: ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ فِيمَا قُرِئَ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
(2)
زيدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ الْجُهَنِيِّ
(3)
، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}
(4)
. قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسْألُ عَنْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الله خَلَقَ آدَمَ، ثُمٌ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَمِينِهِ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً، فَقَالَ: خَلَقْت هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ، وَبِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَعْمَلُونَ،
(1)
إتحاف المهرة (7/ 296 - 7847)، ويحيى بن يمان العجلى أخرج له مسلم دون البخاري، وكان يخطئ وتغير.
(2)
في (ز) و (م): "عن".
(3)
قوله: "الجهني" غير موجود في (و) و (ح).
(4)
(الأعراف: 172).
ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَاسْتَخْرَجَ ذُرِّيَّةً
(1)
، فَقَالَ: خَلَقْتُ هَؤُلَاءِ لِلنَّارِ، وَبِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ يَعْمَلُونَ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
75 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ بِمِصْرَ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، ثَنَا أَبِي، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَخَذَ اللهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ، فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ ذُرِّيَّةً ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ نَثْرًا بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ،! فَقَالَ:{أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}
(4)
"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِكُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ
(6)
.
(1)
في (د): "فاستخرج منه ذرية".
(2)
إتحاف المهرة (12/ 377 - 15794).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: فيه إرسال"، ومسلم بن يسار الجهني لم يخرج له الشيخان، ولم يرو عنه غير عبد الحميد بن عبد الرحمن، واستدركه برقم (3293) و (4043).
(4)
(الأعراف: 172)
(5)
إتحاف المهرة (7/ 198 - 7625).
(6)
وسيأتي برقم (4042)، وأخرجه النسائي في الكبرى (10/ 102) وقال:"وكلثوم هذا ليس بالقوي، وحديثه ليس بالمحفوظ".
76 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى
(1)
، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ
(2)
، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"يَوْمَ كَلَّمَ اللهُ مُوسَى كَانَ عَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ، وَسرَاوِيلُ صُوفٍ، وَكُمُّهُ صُوفٌ، وَكِسَاءُ صُوفٍ، وَنَعْلَانِ مِنْ جَلْدِ حِمَارٍ غَيْرِ ذَكِيٍّ"
(3)
.
قَدِ اتَّفَقَا جَمِيعًا عَلَى الاحْتِجَاجِ بِحَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ، وَحُمَيْدٌ هَذَا لَيْسَ بِابْنِ قَيْسٍ الْأَعْرَجِ
(4)
. قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي التِّارِيخِ: حُمَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَعْرَجُ الْكُوفِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ النَّجْرَانِيُّ مُحْتَجٌّ بِهِ، وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ وَحْدَهُ بِخَلَفِ بْنِ خَلِيفَهَّ، وَهَذا حَدِيثٌ كَبِيرٌ فِي الصُّوفِ وَالتَّكْلِيمِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ:
77 -
حدثناه عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْن .....
(5)
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: قَالَ
(1)
هو: بشر بن موسى بن صالح، أبو علي البغدادي الأسدي.
(2)
هو: عبد الله بن الحارث المكتب الزبيدي النجراني. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (10/ 276 - 12750).
(4)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: هو حميد بن علي. قال البخاري: منكر الحديث وضعفه غير واحد".
(5)
بياض في النسخ الخطية كلها، وأشار إليه الذهبي في التلخيص أيضا، وتتمة هذا السند هو:"ثنا عبد الله بن داود، ثنا إسماعيل بن عياش، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان" كما أورده البيهقي في الشعب (8/ 231) من طريق المصنف ولكن عن: أبي بكر بن إسحاق الفقيه، لا عن: علي بن حمشاذ، وأبي بكر بن بالويه، كما هنا، ومحمد بن يونس بن موسى الكديمي، وعبد الله بن داود الواسطي التمار ضعيفان.
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "عَلَيكُمْ بِلِبَاسِ الصُّوفِ تَجِدُونَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ
(1)
".
78 -
أخبرنا أَبو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَافِظُ بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا شَيْبَانُ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشافِعِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، ثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَهُوَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَقَدْ قَارَبَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ السَّيْرُ، فَرَفَعَ بِهَاتَيْنِ الآيتَيْنِ صَوْتَهُ:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}
(2)
. فَلَمَّا سَمِعَ أَصْحَابُهُ ذَلِكَ حَثُّوا الْمَطِيَّ وَعَرَفُوا أَنَّهُ عِنْدَ قَوْلٍ يَقُولُهُ، فَلَما تَأَشَّبُوا
(3)
عِنْدَهُ حَوْلَهُ، قَالَ:"هَلْ تَدْرُونَ أَيَّ يَوْمٍ ذَاكُمْ؟ ". قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "ذَاكَ يَوْمَ يُنَادَى آدَمُ، فَيُنَادِيهِ رَبُّهُ فَيَقُول: يَا آدَمُ، ابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ، فَيَقُولُ: وَمَا بَعْث النَّارِ؟ فَيَقُولُ: مِنْ كُل أَلْفٍ تِسْعُمِائَةٍ وَتسْعَةٌ وَتِسْعُونَ فِي
(4)
النَّارِ، وَوَاحِدٌ فِي
(5)
الْجَنَّةِ". قَالَ: فَأُبْلِسُوا حَتَّى مَا أَوْضَحُوا
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ساقه من طريق ضعيف، وسقط نصف السند من النسخة" ولم يذكره ابن حجر في الإتحاف.
(2)
(الحج:1)
(3)
أي: اجتمعوا إليه وأطافوا به، قاله ابن الأثير في النهاية (1/ 50).
(4)
في (و) و (د): "إلى".
(5)
في (د): "إلى".
بِضَاحِكَةٍ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاكَ قَالَ: "اعْمَلُوا
(1)
وَأَبشِرُوا، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّكُمْ مَعَ خَلِيقَتَيْنِ مَا كَانَتَا مَعَ شَيْءٍ إِلَّا كثَّرَتَاهُ: يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَمَنْ هَلَكَ مِنْ بَنى آدَمَ وَبَنى إِبْلِيسَ". قَالَ: فَسَرَّى ذَلِكَ عَنِ الْقَوْم. قَالَ: "اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا، فَوَ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الدَّابَّةِ، أَوْ كَالشَّامَةِ فِي جَنْبِ الْبَعِير"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِطُولِهِ، وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهُمَا قَدْ تَحَرَّجَا مِنْ ذَلِكَ خَشْيَةَ الْإِرْسَالِ، وَقَدْ سَمِعَ الْحَسَنُ مِنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ
(3)
، وَهَذِهِ الزِّيَادَاتُ الَّتِي فِي هَذَا الْمَتْنِ أَكْثَرُهَا عِنْدَ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، وَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا جَمِيعًا، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وَلَا وَاحِدٌ مِنْهُمَا:
79 -
أخبرناه أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} . إِلَى قَوْلِهِ: {وَلَكِنَّ
(4)
عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}
(5)
. عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي مَسِيرٍ لَهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ
(6)
.
(1)
في (ز): "اعلموا".
(2)
إتحاف المهرة (12/ 14 - 15001).
(3)
وقال نحو ذلك عقب حديث رقم (2952) و (3489)، وقال أبو حاتم الرازي:"لم يسمع الحسن من عمران بن حصين، وليس يصح من وجه يثبت" وكذا قال أحمد بن حنبل وعلي بن المديني، وانظر المراسيل (ص 38).
(4)
في النسخ المخطوطة: "إن عذاب الله شديد".
(5)
(الحج:1).
(6)
إتحاف المهرة (2/ 254 - 1656).
وَقَدِ اتَّفَقَا جَمِيعًا عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ بَعْضِ هَذَا الْمَتْنِ.
80 -
كما حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَتَّابٍ الْعَبْدِيُّ بِبَغْدَادَ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، قَالَا: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعَبْسِيُّ، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صالِحٍ، عَنْ أَبِي سِعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"يَقُول اللهُ: يَا آدَمُ. فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ في يَدَيْكَ". قَالَ: "يَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ".
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مُخْتَصَرًا دُونَ ذِكْرِ النُّزُولِ وَغَيرِهِ
(1)
.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ وَكِيعٍ
(2)
.
81 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ.
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صالِحٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ
(3)
، قَالَا: ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ
(4)
، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا دَعَوَاتِ
(5)
(1)
إتحاف المهرة (5/ 209 - 5229).
(2)
البخاري في التفسير (6/ 97) وأخرجه أيضا في أحاديث الأنبياء (4/ 138) والرقاق (8/ 110)، ومسلم في الإيمان (1/ 138 - 139).
(3)
هو: إبراهيم بن محمد بن نوح بن عبد الله، أبو إسحاق النيسابوري.
(4)
هو: الحسين بن علي بن الوليد الجعفي، من رجال التهذيب.
(5)
في التلخيص: "دعوة".
الْمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهَا تَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ كَأَنَهَا شَرَارٌ"
(1)
.
قَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِعَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، وَالْبَاقُونَ مِنْ رُوَاةِ هَذَا الْحَدِيثِ مُتَّفَقٌ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِهِمْ، وَلَمْ يخَرِّجَاهُ.
82 -
أخبرنا أَبَو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا مُوسَى بْن عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاق بْن يَحْيَى
(2)
، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَهُوَ تَحْتَ لِوَائِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَنْتَظِرُ الْفَرَجَ، وَإِن مَعِي لِوَاءَ الْحَمْدِ، أَنَا أَمْشِى وَيَمْشِي النَّاسُ مَعِي حَتَّى آتِيَ بَابَ الْجَنَّةِ فَأَسْتَفْتِحُ، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟ فَأَقُولُ مُحَمَّدٌ. فَيُقَالُ: مَرْحَبًا بِمُحَمَّدٍ، فَإِذَا رَأَيْت رَبِّي خَرَرْت لَهُ سَاجِدًا أَنْظُرُ إِلَيْهِ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ كَبِيرٌ فِي الصِّفَاتِ وَالرُّؤيَةِ، صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(4)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
إتحاف المهرة (8/ 654 - 10168).
(2)
هو: إسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت، وقيل بن الوليد بن أخي عبادة، مجهول لم يرو عنه غير موسى بن عقبة، ولم يحتج به الشيخان، وروايته عن عباة بن الصامت مرسلة.
(3)
إتحاف المهرة (6/ 446 - 6786).
(4)
قال ابن الملقن في كتابه مختصر استدرك الذهبي (1/ 63): "لم يتكلم عليه بشيء (يعني الذهبي)، وهو منقطع؛ لأن إسحاق لم يدرك عبادة. قاله غير واحد من الحفاظ، وهو جدير بالاعتراض عليه؛ فإنه قال الحاكم عقبه: صحيح على شرطهما"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: لكنه منقطع بين إسحاق وعبادة".
83 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدَ
(1)
الْبَيْرُوتِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ الْجَوْهَرِيُّ بِبَغْدَادَ
(2)
، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْمِصِّيصِيُّ، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ.
وَثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا مُعَاوَيةُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ - وَهَذا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي الْعَبَّاسِ - قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ ويحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو السَيْبَانِيُّ، قَالَا: ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيُّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ بِالطَّائِفِ يُقَالُ لَهُ: الْوَهْطُ، وَهُوَ مُخَاصِرٌ
(3)
فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ، وَذَلِكَ الْفَتَى يُزَنُّ
(4)
بِشُرْبِ الْخَمْرِ، فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: خِصَالٌ تَبْلُغُنِي عَنْكَ تُحَدِّثُ بِهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ شَرْبَةً لَمْ تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا - فَاخْتَلَجَ الْفَتَى يَدَهُ مِنْ يَدِ عَبْدِ اللهِ، ثُمَّ وَلَّى - وَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَأَنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ لَا يُرِيدُ إِلا الصَّلَاةَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ. فَقالَ عَبْد اللهِ بْنُ عَمْرٍو: اللَّهُمَّ إِنِّي لَا أُحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ شَرْبَةً لَمْ تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ لَمْ تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ
(1)
في (و) و (ح) و (م) و (د): "مرثد".
(2)
هو: محمد بن أحمد بن علي بن مخلد بن أبان، أبو عبد الله الجوهري بن المحرم.
(3)
المخاصرة: أن يأخذ الرجل بيد رجل آخر يتماشيان، ويد كل واحد منهما عند خصر صاحبه. النهاية لابن الأثير (2/ 37).
(4)
أي: يتهم، كما في النهاية لابن الأثير (2/ 316).
أَرْبَعِينَ صَبَاحًا". فَلَا أَدْرِي فِي الثَّالِثَةِ، أَوْ فِي الرَّابِعَةِ قَالَ: "فَإِنْ عَادَ كانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَسْقِيَةُ مِنْ رَدْغَةِ الْخَبَالِ يَوْمَ القِيَامَةِ".
قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "إِنَّ الله خَلَقَ خَلْقَهُ في ظُلْمَةٍ، ثُمَّ أَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ، فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ يَوْمَئِذٍ شَيْءُ فَقَدِ اهْتَدَى، وَمَنْ أَخطأَهُ ضَلَّ، فَلِذَلِكَ أَقُولُ: جَفَّ الْقَلَمُ عَلَى عِلْمِ اللهِ".
وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ سُلَيْمَانَ بنَ دَاوُدَ سأَل رَبَّه ثَلَاثًا فَاعْطَاهُ اثْنَتَينِ، وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أَعْطَاة الثَّالِثَةَ؛ سَأَلَةُ حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَسَأَلَهُ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِن بَعْدِهِ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَسَأَلَهُ أَيُّمَا رَجُلٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ لَا يُرِيدُ إلا الصَّلَاةَ في هَذَا الْمَسْجِدِ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، فَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ يَكُونَ الله قدْ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ"
(1)
.
قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ فِيمَا بَيْن الْمِقْسِلَاطِ وَالْجَاصَعِيرِ، هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ قَدْ تَدَاوَلَهُ الْأَئِمَّةُ، وَقدِ احْتَجَّا بِجَمِيعِ رُوَاتِهِ، ثُمَّ لَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَا أَعْلَمُ لَهُ عِلَّةً.
84 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْن يَعْقُوبَ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قتَادَةَ السُّلَمِيِّ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "خَلَقَ الله آدَمَ، ثُمَّ خَلَقَ الْخَلْقَ مِنْ ظَهْرِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَؤلَاءِ للْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِى، وَهَؤلاءِ لِلنَّارِ وَلَا أُبَالِي". قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ،
(1)
إتحاف المهرة (9/ 551 - 11904) و (9/ 552 - 11905)، وعبد الله بن فيروز الديلمي لم يحتج به الشيخان.
فَعَلَى مَاذَا نَعْمَلُ؟ قَالَ: "عَلَى مُوَافَقَةِ الْقَدَرِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ قَدِ اتَفَقَا عَلَى الاحْتِجَاجِ بِرُوَاتِهِ عَنْ آخِرِهِمْ إِلَى الصَّحَابِيِّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَتَادَةَ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِزُهَيْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَيْسَ لَهُ رَاوٍ غيرُ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ
(2)
، وَكَذَلِكَ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِحَدِيثِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى، وَلَيْسَ لَهُ رَاوٍ غَيْرُ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ.
85 -
حدثنا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ
(3)
الْفَقِيهُ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْن الْمَدِينِيِّ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيةَ، ثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَهَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الله يَصْنَعُ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتهُ"
(4)
.
86 -
حدثناه أبو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ خَالِقُ كُلِّ صَانِعٍ وَصَنْعَتِهِ"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(6)
.
(1)
إتحاف المهرة (10/ 651 - 13564) وراشد بن سعد المقرائي لم يحتج به الشيخان.
(2)
بل انفرد به مسلم (1/ 133)، وانظر الإلزامات (ص 94).
(3)
في (ز) و (م): "محمد بن يوسف".
(4)
إتحاف المهرة (4/ 261 - 4229).
(5)
إتحاف المهرة (4/ 261 - 4229).
(6)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: رواه البخاري في خلق أفعال العباد عن علي بن=
87 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، رُقًى كُنَّا نَسْتَرْقِي، وَأَدْوَيةٌ كُنَا نَتَدَاوَى بِهَا، هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ؟ قَالَ:"هُوَ مِنْ قَدَرِ اللهِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، ثُمَّ لَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَالَ مُسْلِمٌ فِي تَصْنِيفِهِ فِيمَا أَخْطَأَ مَعْمَرٌ بِالْبَصْرَةِ: إِنَّ مَعْمَرًا حَدَّثَ بِهِ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ مَرَّةً: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي خُزَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ.
قَالَ الْحَاكِمُ: وَعِنْدِي أَنَّ هَذَا لَا يُعَلِّلُهُ، فَقَد تَابَعَ صَالِحُ بْن أَبِي الْأَخْضَرِ مَعْمَرَ بْنَ رَاشِدٍ فِي حَدِيثهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، وَصَالِحٌ وَإِنْ كَانَ في الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ مِنْ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ، فَقَدْ يُسْتَشْهَدُ بِمِثْلِهِ
(2)
.
88 -
حدثناه أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي بِبَغْدَادَ وَأَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، قَالَا: ثَنَا أَبُو قِلَابَة، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ
(3)
، ثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، رُقًى كُنَّا نَسْتَرْقِي بِهَا وَأَدْوَيةٌ كُنَا نَتَدَاوَى بِهَا، هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ؟ قَالَ:"هُوَ مِنْ قَدَرِ اللهِ"
(4)
.
= المديني، وأظن أن مسلما أخرجه"، نقول: لم يخرج مسلم هذا الفظ، وإنما أخرج (3/ 82) حديث "كل معروف صدقة" من حديث أبي مالك سعد بن طارق به.
(1)
إتحاف المهرة (4/ 330 - 4337).
(2)
اعترض على الإمام مسلم هنا في تعليله لهذا الحديث، ثم قال في حديث أبي خزامة بعد (7660) و (7661): وهو المحفوظ!.
(3)
هو: إبراهيم بن حميد بن تيرويه الطويل.
(4)
إتحاف المهرة (4/ 330 - 4337).
89 -
حدثنا أبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ
(1)
بْنِ مَيْمُونٍ، ثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمِ، ثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى
(2)
، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّاهُ، حَدِّثِينِي بِشَيْءٍ سَمِعْتِيهِ
(3)
مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الطَّيْرُ تَجْرِي بِقَدَرٍ". وَكَانَ يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ الْحَسَنُ
(4)
.
قَدِ احْتَجَّ الشَّيْخَانِ بِرُوَاةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ، غَيْرَ يُوسُفَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهُمَا لَمْ يُهْمِلَاهُ لِجَرْحٍ وَلَا لِضَعْفٍ بَلْ لِقِلَّةِ حَدِيثِهِ، فَإِنَّهُ عَزِيزُ الْحَدِيثِ جِدًّا.
90 -
أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْحَنْظَلِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيُّ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَا: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"لَا يُؤْمِنُ الْعَبْدُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ: حَتَّى يَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، بَعَثَني بِالْحَقِّ، وَيُؤْمَنَ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَيُؤْمَنَ بِالْقَدَرِ"
(5)
.
(1)
في (و): "الحسين".
(2)
في (ز) و (م): "عن يوسف بن أبي بردة عن موسى" وفي (ع): "عن يوسف عن أبي بردة عن أبي موسى".
(3)
في (و) و (ح) و (م): "سمعته".
(4)
إتحاف المهرة (17/ 595 - 22865).
(5)
إتحاف المهرة (11/ 377 - 14233).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَقَدْ قَصَّرَ بِرِوَايَتِهِ بَعْضُ أَصْحَابِ الثَّوْرِيِّ، وَهُوَ عِنْدَنَا مِمَّا لَا يُعْبَأُ.
91 -
حدثناه أبو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ
(1)
.
أَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْن مَسْعُودٍ النَّهْدِيُّ، وَإِنْ كَانَ الْبُخَارِيُّ يَحْتَجُّ بِهِ، فَإِنَّهُ كَثِيرُ الْوَهْم لَا يُحْكَمُ لَهُ عَلَى أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلِ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ وَأَقْرَانِهِمْ، بَلْ يَلْزَمُ الْخَطَأُ إِذَا خَالَفَهُمْ، وَالدَّلِيلُ عَلَى مَا ذَكَرْتُهُ مُتَابَعَةُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الثَّوْرِيَّ فِي رِوَايَتِهِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ. وَجَرِيرٌ مِنْ أَعْرِفِ النَّاسِ بِحَدِيثِ مَنْصُورٍ.
92 -
حدثناه يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْن إِسْمَاعِيلَ الطَّالَقَانِيُّ، ثَنَا جَرِيرٌ.
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن أَبِي طَالِبٍ وَمُحَمَّدُ بْن شَاذَانَ، قَالَا: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ عِلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ: يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، بَعَثَني بِالْحَقِّ، وَأَنَّهُ مَبْعُوثٌ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَيُؤْمَن بِالْقَدَرِ كُلِّهِ"
(2)
.
(1)
إتحاف المهرة (11/ 377 - 14233).
(2)
إتحاف المهرة (11/ 377 - 14233)، وقال الدارقطني في العلل (3/ 196):"حدث به شريك وورقاء وجرير وعمرو بن أبي قيس، عن منصور عن ربعي عن علي، وخالفهم سفيان الثوري وزائدة وأبو الأحوص وسليمان التممي؛ فرووه عن منصور عن ربعي عن رجل من بني راشد عن علي، وهو الصواب".
93 -
أخبرنا أَبو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثَنَا أَبو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَشَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ
(1)
، قَالَا: ثَنَا جَرِيرٌ.
وَأَخْبَرَني أَبو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ
(2)
، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ صَالِحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ
(3)
، قَالَا: ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَزَالُ أَمْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مُؤَامِرًا
(4)
- أَوْ قَالَ: مُقَارِبًا - مَا لَمْ يَتكَلَّمُوا في الْوِلْدَانِ وَالْقَدَرِ"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَا نَعْلِّمُ لَهُ عِلَّةً، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
94 -
حدثنا دَعْلَجُ بْن أحْمَدَ السِّجْزِيُّ بِبَغدَادَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ
(6)
وَصَالِحُ بْنُ مُقَاتِلٍ.
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا أَبو الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ.
وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ حَمْدُوَيهْ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى، ثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ
(7)
؛ قَالُوا: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ
(8)
الْمِصِّيصِيُّ، ثَنَا
(1)
هو: شبان فروخ، من رجال التهذيب.
(2)
هو: محمد بن عبد الله بن قريش، أبو بكر الوراق الريونجي.
(3)
يعني: يزيد بن صالح أبا خالد الفراء النيسابرري، ومحمد بن أبان بن عمران السلمي الواسطي.
(4)
في الإتحاف: "مؤاتيا".
(5)
إتحاف المهرة (7/ 652 - 8685)، وأعله البيهقي في القضاء والقدر (ص 292) بالطريق الموقوف، وقال أنه هو المحفوظ.
(6)
هو: موسى بن هارون بن عبد الله، أبو عمران البزاز الحافظ الحمال.
(7)
هو: صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب، أبو علي الحافظ المعروف بجزرة.
(8)
في (و) و (د): "خباب".
عِيسَى بْن يُونسَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الله قَسَمَ بَيْنَكمْ أَخلَاقَكُمْ كَمَا قَسَمَ بَيْنكُمْ أَرْزَاقَكمْ، وَإِنَّ الله يُعْطِي الدُّنْيَا
(1)
مَنْ يُحِبُّ وَمَن لَا يُحِبُّ، وَلَا يُعْطِي الْإِيمَانَ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَدُ بْن جَنَابٍ الْمِصِّيصِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ، وَمِنْ شَرْطِنَا فِي هَذَا الْكِتَابِ أَنَّا نُخْرِجُ أَفْرَادَ الثِّقَاتِ إِذَا لَمْ نَجِدْ لَهَا عِلَّةً، وَقَدْ وَجَدْنَا لِعِيسَى بْنِ يُونُسَ فِيهِ مُتَابِعَيْنِ، أَحَدُهُمَا مِنْ شَرْطِ هَذَا الْكِتَابِ، وَهُوَ سُفْيَانُ بْنُ عُقْبَةَ أَخُو قَبِيصَةَ:
95 -
حدثناه أَبو عَلِى الْحُسَن بْنُ عَلِي الْحَافِظُ، أَنَا مِهْرَانُ بْنُ هَارُونَ الرَّازِيُّ، ثَنَا الْفَضْلُ بْن الْعَبَّاسِ الرَّازِيُّ - وَهُوَ فَضْلُكَ الرَّازِيُّ - ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ حَمُّويَهْ الرَّازِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُقْبَهَّ أَخو قَبِيصةَ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ زبَيْدِ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ الله قَسَمَ بَيْنكُمْ أَخلَاقَكُمْ كَمَا قَسَمَ بَيْنكُم أَرْزَاقَكُمْ، وَإِنَّ الله يُعْطِي الْمَالَ مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لَا يُحِبُّ، وَلَا يُعْطِي الْإِيمَانَ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ، وَإذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا أَعْطَاهُ الْإِيمَانَ"
(3)
.
وَأَمَّا الْمُتَابِعُ الَّذِي لَيْسَ مِنْ شَرْطِ هَذَا الْكِتَابِ فَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، وَالْحَدِيثُ مَعْرُوفٌ بِهِ، فَقَدْ صحَّ بِمُتَابِعَيْنِ لِعِيسَى بْنِ يُونُسَ، ثُمَّ بِمُتَابِعٍ
(1)
في (و): "يعطي الدنى".
(2)
إتحاف المهرة (10/ 465 - 13196).
(3)
إتحاف المهرة (10/ 465 - 13196).
للثَّوْرِيِّ، عَنْ زُبَيْدٍ، وَهُوَ حَمْزَةُ الزَّيَّات"
(1)
.
96 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَبَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ.
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْحَرَشِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى.
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ
(2)
، ثَنَا هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ
(3)
، ثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالُوا: ثَنَا سُفْيَانُ - وَاللَّفْظُ لِلْحُمَيْدِيِّ - ثَنَا الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ كُرْزَ بْنَ عَلْقَمَةَ يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لِلْإِسْلَامِ مِنْ مُنْتَهًى؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"نَعَمْ، أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ أَرَادَ اللهُ بِهِمْ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمْ الْإِسْلَامَ، ثُمَّ تَقَعُ الْفِتَنُ كَأَنَّهَا الظُّلَلُ"
(4)
.
تَابَعَهُ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ ويُونُسُ بْنُ يَزِيدَ
(5)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
أَمَّا حَدِيثُ مَعْمَرٍ:
97 -
فأخبرناه الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيّ، ثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، أَبَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ
(1)
وسيأتي (3711) و (7529) من حديث الصباح بن محمد البجلي وهو ضعيف عن مرة به مرفوعا، وأعله الدارقطني بالوقف (5/ 269).
(2)
هو: محمد بن الحسن بن الحين بن منصور، أبو الحسن النيسابوري النصراباذي.
(3)
هو: هارون بن يوسف بن هارون، أبو أحمد الشطوي ابن مقراض.
(4)
إتحاف المهرة (13/ 7 - 16372).
(5)
في (د): "مرثد".
قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لِلْإِسْلَامِ مِنْ مُنْتَهًى؟ فَقَالَ:"نَعَمْ، أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ أَرَادَ اللهُ بِهِمْ خيرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ، ثُمَّ تَقَعُ الْفِتَنُ كَأَنَّهَا الظُّلَلُ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَلَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ لِتَفَرُّدِ عرْوَةَ بِالرِّوَايَةِ، عَنْ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ، وَكُرْزُ بْنُ عَلْقَمَةَ صَحَابِيٌّ مُخَرَّجٌ حَدِيثُهُ فِي مَسَانِيدِ الْأَئِمَّةِ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الْحَافِظَ يَقُولُ: مِمَّا يَلْزَمُ مُسْلِمٌ وَالْبُخَارِيُّ إِخْرَاجَهُ حَدِيثُ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ: هَلْ لِلْإِسْلَامِ مُنْتَهًى؟ فَقَدْ رَوَاهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَرَوَاهُ الزُّهْرِيُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ قَيْسٍ عَنْهُ.
قَالَ الْحَاكِمُ: وَالدَّلِيلُ الْوَاضِحُ عَلَى مَا ذَكَرَهُ أَبُو الْحَسنِ أَنَّهُمَا جَمِيعًا قَدِ اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيَ الَّذِي صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ وَلَيْسَ لَهُ رَاوٍ غَيْرُ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ.
98 -
حدثنا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، قَالَا: ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئ، ثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، أَبَنَا أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْجَنْبِيَّ
(2)
أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ يُخْبِرُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"طُوَبَى لِمَنْ هُدِيَ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَكَانَ عَيْشُه كَفَافًا وَقَنَعَ"
(3)
.
(1)
إتحاف المهرة (13/ 7 - 16372)، وسيأتي برقم (8648).
(2)
هو: عمرو بن مالك الهمداني المرادي، من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (12/ 662 - 16266).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِ مُسْلِمٍ، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ خَرَّجَهُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ
(1)
.
99 -
حدثني أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَا: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الفَضْلِ الْبَجَلِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ
(2)
بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَذَّاءُ بِمَكَّةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ، ثَنَا هَوْذَهُّ بْنُ خَلِيفَةَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُثْمَانَ الشَّحَّامِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِعُثْمَانَ الشَّحَّامِ.
100 -
حدثنا أَبو بَكْرٍ مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَا: ثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ زِيادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانَيُّ.
(1)
قال ابن الملقن في كتابه مختصر استدرك الذهبي (1/ 65): "ولم يعقبه الذهبي بشيء، وهو عجب، والحديث في مسلم من الطريق المذكورة".
نقول: حديث فضالة لم يخرجه مسلم، وسيأتي بعد في الأطعمة (7362)، وقد أخرج مسلم (3/ 102) من حديث سعيد بن أبي أيوب عن شرحبيل بن شريك عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو مرفوعا:"قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه"، وسيستدركه المصنف من هذا الوجه في الأطعمة (7367) أيضا!.
(2)
كذا في (و)، وفي سائر النسخ:"أبو محمد بن جعفر"، وفي الإتحاف:"أبو محمد بن أبي جعفر"، وهو: أبو محمد جعفر بن أحمد بن إبراهيم الحذاء البغدادي نزيل مكة.
(3)
إتحاف المهرة (13/ 564 - 17141).
وَثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَا: نَا
(1)
زِيادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانِيُّ، أَبَنَا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا، فَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِمَالِكِ بْنِ سُعَيْرٍ، وَالتَفَرُّدُ مِنَ الثِّقَاتِ مَقْبُولٌ.
101 -
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثَنَا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ الرَّقِّيُّ، ثَنَا أَبِي
(3)
، ثَنَا عُبَدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِّ
(4)
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: لَقَدْ عِشْنَا بُرْهَةً مِنْ دَهْرِنَا وَإِنَّ أَحَدَنَا يُؤْتَى الْإِيمَانَ قَبْلَ الْقُرْآنِ، وَتَنْزِلُ السُّورَهُّ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَنَتَعَلَّمُ حَلَالَهَا وَحَرَامَهَا، وَمَا يَنْبَغِي أَنْ يُوقَفَ عِنْدَهُ فِيهَا كَمَا تَعَلَّمُونَ أَنْتُمُ الْقُرْآنَ. ثُمَّ قالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رِجَالًا يُؤْتَى أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ فَيَقْرَأُ مَا بَيْنَ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ مَا يَدْرِي مَا آمِرُهُ وَلَا زَاجِرُهُ، وَلَا مَا يَنْبَغِي أَنْ يُوقَفَ عِنْدَهُ مِنْهُ يَنْثُرُهُ نَثْرَ الدَّقَلِ
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَا أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
في (و): "ثنا".
(2)
إتحاف المهرة (14/ 611 - 18339).
(3)
هو: العلاء بن هلال بن عمر. من رجال التهذيب.
(4)
القاسم بن عوف الشيباني البكري أخرج له مسلم دون البخاري حديثا واحدا، وانظر ما يأتي في كتاب الأهوال (8965).
(5)
إتحاف المهرة (8/ 621 - 10083).
102 -
حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتُويَهْ الْفَارِسِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَارِسِيُّ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيادٍ، قَالَا: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي الْمَوَالِ الْقُرَشِيُّ.
وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي الْمَوَالِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مَوْهَبٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ
(1)
، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "سِتَّةٌ لَعَنْتُهُمْ لَعَنَهُمُ اللهُ وَكُلُّ نَبِيٍّ مُجَابٍ: الْمُكَذِّبُ بِقَدَرِ اللهِ، وَالزَّائِدُ في كِتَابِ اللهِ، وَالْمُتَسَلِّطُ بِالْجَبَرُوتِ، يُذِلُّ مَنْ أَعَزَّ اللهُ، وَيُعِزُّ مَنْ أَذَلَّ اللهُ، وَالْمُسْتَحِل لِحُرُمِ اللهِ، وَالْمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتِي مَا حَرَّمَ اللهُ، وَالتَّارِكُ لِسُنَّتِي"
(2)
.
(1)
كذا جمع المصنف بين طريقي قتيبة، وإسحاق الفرري عن ابن أبي الموال عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب، والمعروف من حديث قتيبة:"عبيد الله بن موهب عن عمرة" بدون واسطة أبي بكر بن حزم، كذا رواه الترمذي (4/ 229)، وابن حبان (13/ 60) من طريق قتيبة، ورواه الطحاري في شرح مشكل الآثار (9/ 84) من طريق عبد الله بن وهب عن عبيد الله بن مرهب فقال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم وهو أمير المدينة يومئذ أن اكتب إلي من حديث عمرة ابنة عبد الرحمن - وكانت في حجر عائشة أم المؤمنين - قال ابن موهب: فأرسلني أبو بكر بن حزم إلى عمرة ابنة عبد الرحمن وكان فيما أملت علي قالت - فذكرته. أما إسحاق الفروي فقد زاد بينهما "أبا بكر بن محمد بن حزم" كما هنا وكما سيأتي في الأحكام (7229) وكما عند الطحاوي في شرح مشكل الآثار (9/ 85)، لكن قد رواه المصنف في التفسير (3983) بنفس إسناده الذي في الأحكام بدونه!.
(2)
إتحاف المهرة (17/ 767 - 23197).
قَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْمَوَالِ، وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَا أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً
(1)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
103 -
أخبرنا الْحَاكِمُ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْن عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ إِمْلَاءً فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ، أَنَا أَبو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ.
وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجَوْهَرِيُّ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَبَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ رِبْعِيٍّ الْقَيْسِيُّ
(2)
، ثَنَا أَبُو هِشَامٍ الْمُغِيرَة بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُوميُّ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ
(3)
بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَصَمِّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَرَأَيْتَ جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، فَأَيْنَ النَّارُ؟ قَالَ: "أَرَأَيْتَ اللَّيْلَ الَّذِي قَدِ الْتَبَسَ
(4)
كُلَّ شَيْءٍ، فَأَيْنَ جُعِلَ النَّهَارُ؟ ". قَالَ: اللهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "كَذَلِكَ اللهُ يَفْعَل مَا يَشَاءُ"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَا أَعْلَمُ لَهُ عِلَّةً، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: ذكر أبو زرعة أن الصواب عن ابن موهب عن علي بن الحسين مرسلا"، العلل لابن أبي حاتم (5/ 6) وكذا رجح الترمذى، لكن رواه المصنف في التفسير (3982) متصلا عن علي بن الحين عن أبيه عن جده!.
(2)
في (و) و (ح): "العبسي" وفي (م): "العيسي"، وفي (د):"العنسي".
(3)
في الإتحاف: "عبيد الله" مصحف، وعبد الله أخرج له مسلم دون البخاري.
(4)
في (م): "الذي قد البس" وفي (و) و (ح) و (د): "الذي التبس" بغير قد.
(5)
إتحاف المهرة (15/ 715 - 20241).
104 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَثَنِي أَبِي.
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالُوا: ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَدْرِي تُبَّعٌ، أَلعِينًا
(1)
كانَ أَمْ لَا؟ وَمَا أَدْرِي ذَا الْقَرْنَيْنِ، أَنَبِيًّا كَانَ أَمْ لَا؟ وَمَا أَدْرِي الْحُدُودُ كَفَّارَاتٌ لِأَهْلِهَا أَمْ لَا؟ "
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَا أَعْلَمُ لَهُ عِلَّةً
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
105 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ صَوَّرَهُ وَتَرَكَهُ فِي الْجَنَّةِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَتْرُكَهُ، فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ، فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ عَرَفَ أَنَّهُ خَلْقٌ لَا يَتَمَالَكُ"
(4)
.
(1)
في (ز) و (م): "أنبيا".
(2)
إتحاف المهرة (14/ 682 - 18476).
(3)
قد أعله البخاري في تاريخه الكبير (1/ 153) برواية هشام بن يوسف الصنعاني عن معمر عن ابن أبي ذئب عن الزهري مرسلا وقال: "وهو أصح ولا يثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الحدود كفارة"، لكن قد أخرجه المصنف في التفسير (3722) من حديث آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئب عن المقبري به، فالله أعلم.
(4)
إتحاف المهرة (1/ 510 - 586).
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ أَخْرَجَهُ فِي آخِرِ الْكِتَابِ
(1)
.
106 -
أخبرنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، ثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لتَتَّبعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ بَاعًا فَبَاعًا، وَذِرَاعًا فَذِرَاعًا، وَشِبْرًا فَشِبْرًا، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ مَعَهُمْ". قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ:"فَمَنْ إِذًا؟ "
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ
(3)
.
107 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ
(4)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثَنَا أَبِي
(5)
، ثَنَا الْأَعْمَشُ.
(1)
قال ابن الملقن في كتابه مختصر استدرك الذهبي (1/ 67): "ولم يعقبه الذهبي بشيء، وعزاه بعضهم إلى مسلم"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: أظنه في حال تصنيف المستدرك كان يتكل على حفظه فلأجل هذا كثرت أوهامه، والحديث فقد أخرجه مسلم كما ظن". مسلم (8/ 31).
(2)
إتحاف المهرة (16/ 215 - 20680).
(3)
أصله في صحيح البخاري (9/ 102) من حديث ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة، وأخرجاه بنحوه من حديث زيد عن عطاء عن أبي سعيد.
(4)
في (و) و (خ): "الصنعاني".
(5)
هو: عبد الله بن نمير الهمدانى الخارفى، أبو هشام. من رجال التهذيب.
وَثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى
(1)
، أَبَنَا أَبُو مُعَاوِيةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، ثَنَا الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ، وَلَمَّا يُلْحَدْ بَعْدُ، قَالَ: فَقَعَدْنَا حَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْأَرْضِ، وَجَعَلَ يَرْفَعُ بَصَرَهُ وَيَخْفِضُهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ:"اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ". ثُمَّ قالَ: "إِنَّ الرَّجُلَ الْمُسْلِمَ إِذَا كَانَ فِي قُبُلٍ مِنَ الْآخِرَةِ، وَانْقِطَاع مِنَ الدُّنْيَا جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَيَنْزِلُ مَلَاِئكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ أَكْفَانٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ، فَيَقْعُدُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ". قَالَ: "فَيَقُولُ مَلَكُ الْمَوْتِ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ
(2)
، اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ". قَالَ: "فَتَخْرُجُ، تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنَ السِّقَاءِ، فَلَا يَتْرُكُونَهَا في يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، فَيَصْعَدُونَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى جُنْدٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: مَا هَذِهِ الرُّوحُ الطَّيِّبَةُ؟
(3)
فَيَقُولُونَ: فُلَانٌ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ، فَإِذَا انْتَهَى إِلَى السَّمَاءِ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا، حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، ثُمَّ يُقَالُ: اكْتُبُوا كِتَابَة فِي عِلِّيِّينَ، ثُمَّ يُقَالُ: أَرْجِعُوا عَبْدِي إِلَى الْأَرْضِ؛ فَإِنِّي وَعَدْتُهُمْ أَنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ، وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ، وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى، فَتُرَدُّ رُوحُهُ إِلَى جَسَدِهِ، فَتَأْتِيهِ الْمَلَائِكَةُ فَيَقولُونَ: مَنْ رَبُّكَ؟ ". قَالَ: "فَيَقُولُ: اللهُ.
(1)
هو: يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن النيسابوري. من رجال التهذيب.
(2)
في (خ) و (م): "المطمئنة".
(3)
في (و): "الريح الطيبة".
فَيَقُولُونَ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: الْإِسْلَامُ. فَيَقُولُونَ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي خَرَجَ فِيكُمْ؟ ". قَالَ: "فَيَقُولُ: رَسُولُ اللهِ". قَالَ: "فَيَقُولُونَ: وَمَا يُدْرِيكَ؟ ". قَالَ: "فَيَقُولُ: قَرَأْتُ كِتَابَ اللهِ، فَآمَنْت بِهِ وَصَدَّقْت". قَالَ:"فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ صَدَقَ، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَأَرُوهُ مَنْزِلَهُ مِنَ الْجَنَّةِ". قَالَ: "وَيُمَدُّ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَيَأْتِيهِ رَوْحُ الْجَنَّةِ وَرُوحُهَا". قَالَ: "فَيُفْعَلُ ذَلِكَ بِهِ، وَيَمْثُلُ لَهُ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهٍ، حَسَنُ الثِّيَابِ، طَيِّبُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ لَهُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ. فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ، فَوَجْهُكَ وَجْهٌ يُبَشِّرُ بِالْخَيْرِ؟ ". قَالَ: "فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ". قَالَ: "فَهُوَ يَقُولُ: رَبِّ، أَقِمِ السَّاعَةَ كَيْ أَرْجعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي". ثُمَّ قَرَأَ: " {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}
(1)
، وَأَمَّا الْفَاجِرُ فَإِذَا كَانَ فِي قُبُلٍ مِنَ الْآخِرَةِ، وَانْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ، فَيَقْعُدُ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَتَنْزِلُ الْمَلَائِكَةُ سُودُ الْوُجُوهِ، مَعَهُمُ الْمُسُوحُ، فَيَقْعُدُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، فَيَقُولُ مَلَكُ الْمَوْتِ: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللهِ وَغَضِبٍ". قَالَ: "فَتَفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ، فَيَنْقَطِعُ مَعَهَا الْعُرُوقُ وَالْعَصَبُ كمَا يُسْتَخْرَجُ الصُّوفُ الْمَبْلُوُلُ بِالسَّفُودِ ذِي الشُّعَبِ". قَالَ:"فَيَقُومُونَ إِلَيْهِ، فَلَا يَدَعُونَهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، فَيَصْعَدُونَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَلَا يَمُرُّونَ عَلَى جُنْدٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: مَا هَذِهِ الرُّوحُ الْخَبيثَةُ؟ ". قَالَ: "فَيَقُولُونَ: فُلَانٌ. بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ". قَالَ: "فَإِذَا انْتُهِيَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ غُلِّقَتْ دُونَهُ أَبْوَابُ السَّمَاوَاتِ". قَالَ: "وَيُقَالُ: اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ". قَالَ: "ثمَّ يُقَالُ: أَعِيدُوا عَبْدِي إِلَى الْأَرْضِ؛
(1)
(إبراهيم: 27).
فَإِنِّي وَعَدْتهمْ أَنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ، وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ، وَمنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى". قَالَ:"فَيُرْمَى بِرُوحِهِ حَتَّى تَقَعَ فِي جَسَدِهِ". قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ: " {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}
(1)
". قَالَ: "فَتَأْتِيهِ الْمَلَائِكَةُ، فَيَقُولُونَ: مَنْ رَبُّكَ؟ ". قَالَ: "فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي. فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ قَدْ كَذَبَ، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ النَّارِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ النَّارِ، وَأَرُوهُ مَنْزِلَهُ
(2)
مِنَ النَّارِ". قَالَ: "وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ". قَالَ: "وَيَأْتِيهِ رِيحُهَا وَحَرُّهَا". قَالَ: "فَيُفْعَلُ بهِ ذَلِكَ، وَيَمْثُلُ لَهُ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهٍ، قَبِيحُ الثِّيَابِ، مُنْتِن الرِّيحِ، فَيَقوُل: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُؤْكَ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ". قَالَ: "فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يُبَشِّرُ
(3)
بِالشَّرِّ". قَالَ: "فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ". قالَ: "وَهُوَ يَقول: رَبِّ لَا تُقِمِ السَّاعَةَ"
(4)
.
108 -
حدثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعُمَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْن إِسْحَاقَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثَنَا مُحَمَّد بْنُ فُضَيْلٍ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ، وَقَالَ في آخِرِهِ: وَثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ فِي عَقِبِ خَبَرِهِ، ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي
(5)
، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوًا مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ - يُرِيدُ حَدِيثَ الْبَرَاءِ - إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:"ارْقُدْ رَقْدَةَ الْمُتَّقِينَ لِلْمُؤْمِنِ الْأَوَّلِ، وَيُقَالُ لِلْفَاجِرِ: ارْقُدْ مَنْهُوشًا، فَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا وَلَهَا فِي جَسَدِهِ نَصِيبٌ"
(6)
.
(1)
(الحج:31).
(2)
قوله: "منزله" غير موجود في (و).
(3)
في (و): "يشير".
(4)
إتحاف المهرة (2/ 457 - 2063).
(5)
هو: فضيل بن غزوان بن جرير. من رجال التهذيب.
(6)
إتحاف المهرة (2/ 457 - 2063).
وَقَدْ رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَزَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، وَهُمُ الْأَئِمَّةُ الْحُفَّاظُ، عَنِ الْأَعْمَشِ.
أَمَّا حَدِيثُ الثَّوْرِيِّ:
109 -
فحدثناه أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلَّابُ بِهَمَذَانَ وَأَنَا سَأَلتُهُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصُّورِيُّ
(1)
، ثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ، فَأتَيْنَا الْقَبْرَ، وَلَمَّا يلْحَدْ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
(2)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ شُعْبَةَ:
110 -
فحدثنيه أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ
(3)
رحمه الله وَأَنَا سَأَلْتُهُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَلْمٍ
(4)
الْأَصبَهَانِي بِالرِّيِّ، ثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، عَنْ شعْبَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَدِيثِ الْقَبْرِ
(5)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ زَائِدَةَ:
111 -
فحدثنا أَبُو سَعِيد عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْعَدْلُ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضلِ الْبَجَلِيُّ، ثَنَا مُعَاوَيةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَزْدِيُّ، ثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ
(1)
هو: محمد بن إبراهيم بن كثير، أبو الحسن الصوري الأنطاكي.
(2)
إتحاف المهرة (2/ 457 - 2063).
(3)
هو: أحمد بن محمد بن سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور الحافظ النيسابوري المعروف بابن أبي عثمان الغازي.
(4)
في (ح): "مسلم"، وهو: علي بن الحسن بن سلم.
(5)
إتحاف المهرة (2/ 457 - 2063).
الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ
(1)
.
فَذَكَرَ حَدِيثَ الْقَبْرِ بِطُولِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْن، فَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو وَزَاذَانَ أَبِي عُمَرَ الْكِنْدِيِّ، وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ فَوَائِدُ كَثِيرَةٌ لِأَهْلِ السُّنَّةِ، وَقَمْعٌ لِلْمُبْتَدِعَةِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِطُولِهِ، وَلَهُ شَوَاهِدُ عَلَى شَرْطِهِمَا يُسْتَدَلُّ بِهَا عَلَى صِحَّتِهِ.
112 -
حدثناه أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّحْوِيُّ بِبَغْدَادَ وَأَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، قَالَا: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمُؤْمِنَ وَالْكَافِرَ، ثُمَّ ذَكَرَ طَرَفًا مِنْ حَدِيثِ الْقَبْرِ، فَقَدْ بَانَ بِالْأَصْلِ وَالشَّاهِدِ صِحَّةُ هَذَا الْحَدِيثِ
(2)
.
وَلَعَل مُتَوَهِّمًا يَتَوَهَّمُ أَنَّ الْحَدِيثَ الَّذِي:
113 -
حدثناه أَبُو الحُسَن عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُكْرَمٍ البَزَّازُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كُزَالٍ، ثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ
(3)
، ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ صَفْوَانَ، ثَنَا يُونُسُ بْن خَبَّابٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ
(4)
، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ
(1)
إتحاف المهرة (2/ 457 - 2063).
(2)
إتحاف المهرة (2/ 503 - 2135).
(3)
هو: إسماعيل بن إبراهيم بن بسام البغدادي. من رجال التهذيب.
(4)
هو: سعيد بن فيروز. من رجال التهذيب.
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَأَتَيْنَا الْقَبْرَ، وَلَمَّا يُلْحَدْ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ
(1)
. ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ.
يُعَلَّلُ بِهِ هَذَا الْحَدِيثَ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، فَإِن ذِكْرَ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَهْمٌ مِنْ شُعَيْبِ بْنِ صَفْوَانَ لإِجْمَاعِ الْأَئِمَّةِ الثِّقَاتِ عَلَى رِوَايَتِهِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَاذَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ الْبَرَاءَ.
114 -
حدثنا بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْتُهُ: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ إِمْلَاءً بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ سَبَلَانُ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: أَتَيْتُ يُونُسَ بْنَ خَبَّابٍ بِمِنًى عِنْدَ الْمَنَارَةِ وَهُوَ يَقُصُّ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثِ عَذَابِ الْقَبْرِ، فَحَدَّثَنِي بِهِ
(2)
.
115 -
وأخبرني أَبُو عَمْرٍو إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، أَنَا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا أَبُو عُمَرَ
(3)
الضَّرِيرُ، ثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ - وَاللَّفْظُ لَهُ
(4)
- ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَفِي حَدِيثِ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ،
(1)
إتحاف المهرة (2/ 457 - 2063).
(2)
إتحاف المهرة (2/ 457 - 2063).
(3)
في (و) و (د): "أبو عمرو"، وهو حفص بن عمر أبو عمر الضرير الأكبر البصري من رجال التهذيب.
(4)
في (و) و (ح) و (د) بياض بدل كلمة "له".
فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْقَبْرِ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ
(1)
.
هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ الْمَحْفُوظُ مِنْ حَدِيثِ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو خَالِدٍ الدَّالَانِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلَائِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّخَعِيُّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو.
أَمَّا حَدِيثُ أَبِي خَالِدٍ الدَّالَانِيُّ:
116 -
فحدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، ثَنَا أَبُو غَسَّانَ
(2)
، ثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الدَّالَانِيُّ
(3)
، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو
(4)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيُّ:
117 -
فحدثناه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو
(5)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ:
118 -
فحدثناه أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، ثَنَا
(1)
إتحاف المهرة (2/ 457 - 2063).
(2)
هو: مالك بن إسماعيل بن درهم. من رجال التهذيب.
(3)
يقال: اسمه: يزيد بن عبد الرحمن بن أبى سلامة. من رجال التهذيب.
(4)
إتحاف المهرة (2/ 457 - 2063).
(5)
إتحاف المهرة (2/ 457 - 2063).
الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، كُلُّهُمْ قَالُوا: عَنْ زَاذَانَ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ
(1)
.
هَذِهِ الْأَسَانِيدُ الَّتِي ذَكَرْتها كُلُّهَا صَحِيحَةٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
119 -
أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ، ثَنَا الْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَرَّانِيُّ، ثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ - وَهوَ ابْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبِلَالٌ يَمْشِيَانِ بِالْبَقِيعِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا بِلَالُ، هَل تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ؟ ". قَالَ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَسْمَعُهُ. قَالَ:"أَلا تَسْمَعُ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ؟ "
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ.
إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:"لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَسَأَلْت الله أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ"
(3)
.
120 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ وَبَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ الرَّبِيعُ: حَدَّثَنَا، وَقَالَ بَحْرٌ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مَوْعُوكٌ، عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا
(4)
، فَوَجَدَ حَرَارَتَهَا فَوْقَ الْقَطِيفَةِ، فَقَالَ
(1)
إتحاف المهرة (2/ 457 - 2063).
(2)
إتحاف المهرة (2/ 367 - 1912).
(3)
بل انفرد به مسلم (8/ 161).
(4)
في التلخيص، والإتحاف:"عليه".
أَبُو سَعِيدٍ: مَا أَشَدَّ حَرَّ حُمَّاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّا كَذَلِكَ يُشَدَّدُ عَلَيْنَا الْبَلَاءُ، وَيُضَاعَفُ لَنَا الْأَجْرُ". ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً؟ قَالَ:"الْأَنْبِيَاءُ". قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ الْعُلَمَاءُ". قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ الصَّالِحُونَ، كَانَ أَحَدُهُمْ يُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى مَا يَجِدُ إِلَّا الْعَبَاءَةَ يَلْبَسُهَا، وَيُبْتَلَى بِالْقُمَّلِ حَتَّى تَقْتُلَهُ، وَلأَحَدُهُمْ كَانَ أَشَدَّ فَرَحًا بِالْبَلَاءِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِالْعَطَاءِ"
(1)
.
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسٍ، عَنْ بَحْرٍ فِي الْمُسْنَدِ، وَعَنِ الرَّبِيعِ فِي الْفَوَائِدِ، وَأَنَا جَمَعْتُ بَيْنَهُمَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، فَقَدِ احْتَجَّ بِهِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، ثُمَّ لَهُ شَوَاهِدُ كَثِيرَةٌ، وَلحَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ مُصعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ طُرُقٌ تُتَّبَعُ وُيذَاكَرُ بِهَا، وَقَدْ تَابَعَ الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَاصمَ بْنَ بَهْدَلَةَ عَلَى رِوَايَتِهِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ:
121 -
أخبرني أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ - فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ - أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
(2)
، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ
(3)
، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ
(1)
إتحاف المهرة (5/ 329 - 5489)، وسيستدركه برقم (8084)، ورواه عبد الرزاق (11/ 310) عن معمر عن زيد بن أسلم عن رجل عن أبى سعيد، وهشام بن سعد قال المصنف في المدخل إلى الصحيح (4/ 159):"روى له مسلم في الشواهد".
(2)
هو: خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن، المزني الواسطى الطحان. من رجال التهذيب.
(3)
كذا: "العلاء بن المسيب عن مصعب" وكلام المصنف قبله يقتضي صحة روايته له كذلك، لكن ذكر شيخه الدارقطني في العلل (4/ 315) أن خالد بن عبد الله الواسطي رواه=
النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: "الْأنبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ صُلْبَ الدِّينِ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى قَدْرِ دِينِهِ، فَمَنْ ثَخُنَ دِينُهُ ثَخُنَ بَلَاؤُهُ، وَمَنْ ضَعُفَ دِينُهُ ضَعُفَ بَلاؤهُ"
(1)
.
وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَشَاهِدَهُ مَا:
122 -
حدثناه أحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسرَائِيلَ الْجَوْهَرِيُّ
(2)
، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا زَائِدَةُ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو
(3)
الْحُسَيْنِ بْنُ تَمِيمٍ الْقَنْطَرِيُّ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثَنَا عَفّانُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَبَانٌ الْعَطَّارُ.
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ.
وَحَدَّثَنَا أَبو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، ثَنَا شَيْبَانُ
(4)
.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَحْبُوبِيُّ
(5)
، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثَنَا سُفْيَانُ.
= عن العلاء عن أبيه - يعني المسيب بن رافع الأسدى - عن مصعب به، وذكر الخلاف فيه على العلاء ثم قال:"والصواب عن العلاء بن المسيب عن عاصم بن أبي النجود عن مصعب بن سعد" فرجع الحديث إلى حديث عاصم بن بهدلة.
(1)
إتحاف المهرة (5/ 156 - 5113).
(2)
في الإتحاف: "محمد بن شاذان الجوهري" خطأ.
(3)
قوله "أبو" ساقط من (و) و (ح) و (د).
(4)
هو: شيبان بن عبد الرحمن، أبو معاوية. من رجال التهذيب.
(5)
هو: محمد بن أحمد بن محبوب بن فضيل.
وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي سَعِيدٍ النَّحْوِيُّ
(1)
، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الرَّقِّيُّ، ثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثَنَا سَلْمُ
(2)
بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ.
وَأَخْبَرَنى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، كُلُّهُمْ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، وَهَذا لَفْظُ حَدِيثِ شَيْبَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً؟ قَالَ: "النَّبِيُّونَ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَل، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ صُلْبَ الدِّينِ اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُليَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يبْرَحُ الْبَلَاءُ عَلَى الْعَبْدِ حَتَّى يَدَعَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ"
(3)
.
123 -
حدثنا أَبو عَلِيٍّ الْحُسَيْن بْن عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ الْمُقْرِئُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقُطَعِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ
(1)
كذا في النسخ الخطية كلها، ولم ندر من هو، ولم نجد الحاكم قد سمى هذه التسمية لأحد من شيوخه في سند آخر، وفي الإتحاف:"عن أبي عمرو البحيري"، وهو: محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر أبو عمرو بن أبي الحسين البحيري، ومقتضى صنيع الحافظ أن: أبو عمرو بن أبي سعيد النحوي، مصحفة من: أبو عمرو بن أبي الحسين البحيري، وقد يكون: أبا عمرو محمد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد النحوي النيسابوري المعروف بأبي عمرو الصغير، فهو يروي عن الحسين بن عبد الله بن يزيد الرقي الحراني القطان الأزرق، والله أعلم.
(2)
في (د) والإتحاف: "مسلم" مصحف، وهو أبو قتيبة الخراساني.
(3)
إتحاف المهرة (5/ 156 - 5113).
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا كَانَ أَجَلُ أَحَدِكُمْ بِأَرْضٍ أَثْبَتَ لَهُ
(1)
إِلَيْهَا حَاجَةً، فَإِذَا بَلَغَ أَقْصَى أَثَرِهِ، فَتَوَفَّاهُ، فَتَقُولُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا رَبِّ، هَذَا مَا اسْتَوْدَعْتَنِي"
(2)
.
قَدِ احْتَجَّ الشَّيْخَانِ بِرُوَاةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ، وَعُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ مُتَّفَقٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَقَدْ تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ عَلَى سَنَدِهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ.
124 -
حدثني أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ الْعَدْلُ بِمَكَّةَ، ثَنَا أَبَو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحِمْصِيُّ، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نُمَيْرٍ الْمَذْحِجِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا كَانَتْ مَنِيَّةُ أَحَدِكُمْ بِأَرْضٍ أُتِيحَ لَهُ الْحَاجَةُ فَيَقْصِدُ إِلَيْهَا، فَيَكُونُ أَقْصَى أَثَرٍ مِنْهُ، فَيُقْبَضُ فِيهَا، فَتَقُولُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَبِّ هَذَا مَا اسْتَوْدَعْتَنِي"
(3)
.
وَقَدْ أَسْنَدَهُ هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ:
125 -
حدثناه أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا كَانَ أَجَلُ أَحَدِكُمْ بِأَرْضٍ جُعِلَتْ لَهُ إِلَيْهَا حَاجَةٌ، فَيُوَفِّيهِ اللَّهُ بِهَا، فَتَقُولُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَبِّ هَذَا مَا
(1)
في (ح) و (د): (أثبت الله له).
(2)
إتحاف المهرة (10/ 452 - 13161).
(3)
إتحاف المهرة (10/ 452 - 13161).
اسْتَوْدَعْتَنِي"
(1)
.
فَقَدْ أَسْنَدَ هَذَا الْحَدِيثَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الثِّقَاتِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، [وَأَوْقَفَهُ]
(2)
عَنْهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، فَنَحْنُ عَلَى مَا شَرَطْنَا فِي إِخْرَاجِ الزِّيَادَةِ مِنَ الثِّقَةِ فِي الْوَصْلِ وَالسَّنَدِ، ثُمَّ لِهَذَا الْحَدِيثِ شَوَاهِدُ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ فَمِنْهَا:
126 -
نا حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ. وَأَخْبَرَنِي بُكَيْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَدَّادِ الصُّوفِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ
(3)
، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا سُفْيَانُ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ - وَاللَّفْظُ لَهُ - أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ
(4)
، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَطَرِ بْنِ عُكَامِسَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا قَضَى اللَّهُ لِرَجُلٍ مَوْتًا بِبَلْدَةٍ جَعَلَ لَهُ بِهَا حَاجَةً"
(5)
.
127 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ قَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَاتِمٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثَنَا أَبُو حَمْزَةَ
(6)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَطَرِ بْنِ عُكَامِسَ الْعَبْدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا جَعَلَ اللَّهُ أَجَلَ رَجُلٍ بِأَرْضٍ إِلَّا جُعِلَتْ لَهُ فِيهَا حَاجَةٌ"
(7)
.
(1)
إتحاف المهرة (10/ 452 - 13161).
(2)
في النسخ الخطية كلها: "ووافقه" والمثبت من الإتحاف.
(3)
هو: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز، الكجي.
(4)
هو: موسى بن مسعود النهدي. من رجال التهذيب.
(5)
إتحاف المهرة (13/ 198 - 16576).
(6)
هو: محمد بن ميمون السكري المروزي. من رجال التهذيب.
(7)
إتحاف المهرة (13/ 198 - 16576)، ومطر بن عكامس لم يرو عنه غير أبى إسحاق=
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَينِ، فَقَدِ اتَّفَقَا جَمِيعًا عَلَى إِخْرَاجِ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، لَيْسَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِلَّا رَاوٍ وَاحِدٍ، وَلَهُ شَوَاهِدُ أُخَرُ مِنْ رِوَايَةِ الثِّقَاتِ:
128 -
حدثنا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ.
وَحَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ الْحَدَّادِ بِمَكَّةَ، ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، قَالَا: ثَنَا حَمَّادٌ، ثَنَا أَيُّوبُ.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ
(1)
، عَنْ أَبِي عَزَّةَ
(2)
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَرَادَ اللَّهُ قَبْضَ عَبْدٍ بِأَرْضٍ جَعَلَ لَهُ إِلَيْهَا حَاجَةً"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَرُوَاتُهُ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ.
وَسَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: اسْمُ أَبِي عَزَّةَ: يَسَارُ بْنُ عَبْدِ، لَهُ صُحْبَةٌ.
= السبيعي وليس له إلا هذا الحديث، وقال ابن معين وأحمد بن حنبل وأبو حاتم: ليست له صحبة، المراسيل ص (199)، وأثبتها له ابن حبان، وحديثه هذا عند أبي داود في القدر والترمذي وقال: حسن غريب.
(1)
هو: أبو المليح بن أسامة الهذلي. من رجال التهذيب.
(2)
هو: يسار بن عبد. صحابي. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (14/ 323 - 17779).
وَأَمَّا أَبُو الْمَلِيحِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الْحَافِظَ يَقُولُ: يَلْزَمُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ إِخْرَاجَ حَدِيثِ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِي عَزَّةَ، فَقَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِحَدِيثِ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ بُرَيْدَةَ
(1)
، وَحَدِيثُ أَبِي عَزَّةَ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الثِّقَاتِ الْحُفَّاظِ.
129 -
حدثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ
(2)
، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ.
وَحَدَّثَنِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ يَحْيَى الْبَيْهَقِيُّ
(3)
بِهَا - مِنْ أَصلِ كِتَابِهِ -، ثَنَا خَالِي الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، قَالَا: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ
(4)
الْمِصِّيصِيُّ، ثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كرِيمٌ، وَالْفَاجِرُ خِبٌّ لَئِيمٌ"
(5)
.
تَابَعَهُ أَبُو شِهَابٍ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ نَافِعٍ الْحَنَّاطُ، ويحْيَى بْنُ الضُّرَيْسِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ فِي إِقَامَةِ هَذَا الْإِسْنَادِ.
فَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي شِهَابٍ:
130 -
فحدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ الْمُطَّوِعِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُبَارَكِيُّ
(6)
، ثَنَا أَبُو شِهَابٍ،
(1)
انظر الإلزامات للدراقطني ص (84).
(2)
في (م): "العنبري".
(3)
هو: طاهر بن أحمد بن عبد الله، أبو الطيب البيهقي الفقيه، ولعل المصنف هاهنا قد نسبه لبعض أجداده، وانظر حديث رقم (3336).
(4)
في (و) و (م): (خباب).
(5)
إتحاف المهرة (16/ 216 - 20682).
(6)
ويقال: أبو داود سليمان بن داود، يروي عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع. وكلاهما من=
عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ، وَالْفَاجِرُ خِبٌّ لَئِيمٌ"
(1)
.
إِسْحَاقَ وَأَمَّا حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ الضُّرَيْسِ، فَدُونَهُ مُحَمَّدُ بْنُ حمَيْدٍ.
هَذَا حَدِيثٌ وَصَلَهُ المُتَقَدِّمُونَ مِنْ أَصْحَابِ الثَّوْرِيِّ، وَأَفْسَدَهُ الْمُتَأَخِّرُونَ عَنْهُ، وَأَمَّا الْحَجَّاجُ بْنُ فُرَافِصَةَ، فَإِنَّ الْإِمَامَيْنِ لَمْ يُخَرِّجَاهُ، لَكِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: الْحَجَّاجُ بْنُ فُرَافِصَةَ لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَجَّاجُ بْنُ فُرَافِصَةَ شَيْخٌ صَالِحٌ مُتَعَبِّدٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ أَقَامَ إِسْنَادَهُ:
131 -
حدثناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ، وَالْفَاجِرُ خِبٌّ لَئِيمٌ"
(2)
.
132 -
سمعت أَبَا سَعِيدِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْإِمَامَ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يُوسُفَ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ
= رجال التهذيب.
(1)
إتحاف المهرة (16/ 216 - 20682).
(2)
إتحاف المهرة (16/ 216 - 20682).
عَبْدَ الرَّزَّاقِ يَقُولُ: كُنْتُ بِمَكَّةَ، فَكَلَّمَنِي وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْهِ وَعَلَى ابْنِهِ كِتَابَ الْوَصَايَا، فَقُلْتُ: إِذَا صِرْتُ بِمِنًى حَدَّثْتُ، فَلَمَّا صِرْتُ بِمِنًى حَمَلْتُ كِتَابِي فَحَدَّثْتُهُ، ثُمَّ ذَهَبْتُ إِلَى مَكَّةَ لِلزِّيَارَةِ، فَلَقِيَنِي أَبُو أُسَامَةَ، فَقَالَ لِي: يَا يَمَانِيُّ، خَدَعَكَ ذَاكَ الْغُلَامُ الرُّؤَاسِيُّ. فَقُلْتُ: مَا خَدَعَنِي؟ قَالَ: حَمَلْتَ إِلَيْهِ كِتَابِكَ فَحَدَّثْتَهُ، فَقُلْتُ: لَيْسَ بِعَجَبٍ أَنْ يَخْدَعَنِي، حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ، وَالْفَاجِرٌ خِبٌّ لَئِيمٌ". قَالَ: فَأَخْرَجَ أَلْوَاحَهُ، فَقَالَ: أَمْلِ عَلَيَّ. فَقلْتُ: وَاللَّهِ لَا أُمْلِيهِ عَلَيْكَ، فَذَهَبَ
(1)
.
سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عِيسَى يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ زِيادٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: أَبُو الْأَسْبَاطِ الْحَارِثِيُّ هُوَ بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ.
قَالَ الْحَاكِمُ: بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ إِنَّمَا ذَكَرْتُهُ شَاهِدًا، وَقَدْ أَلَانَ مَشَايِخُنَا الْقَوْلَ فِيِهِ، وَقَدْ وَجَدْتُ لَهُ شَاهِدًا آخَرَ مِنْ حَدِيثِ خَارِجَةَ:
133 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى
(2)
، أَنَا خَارِجَةُ
(3)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْبَاطِ الْحَارِثِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ، وَالْفَاجِرُ خِبٌّ لَئِيمٌ"
(4)
.
(1)
إتحاف المهرة (16/ 216 - 20682).
(2)
هو: يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن. من رجال التهذيب.
(3)
هو: خارجة بن مصعب بن خارجة. من رجال التهذيب.
(4)
إتحاف المهرة (16/ 216 - 20682).
هَذَا حَدِيثٌ تَدَاوَلَهُ الْأَئِمَّةُ بِالرِّوَايَةِ، وَأَقَامَ بَعْضُ الرُّوَاةِ إِسْنَادَهُ، فَأَمَّا الشَّيْخَانِ فَإِنَّهُمَا لَمْ يَحْتَجَّا بِالْحَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ وَلَا بِبِشْرِ بْنِ رَافِعٍ.
134 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ - وَلَقَبُهُ حَمْدَان - ثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدَةً بِغَيْر حَقِّهَا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رَائِحَتَهَا لَتُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدْ وَجَدْنَا لِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ شَاهِدًا فِيهِ.
135 -
حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُونَ بْنِ زَيَادٍ، ثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُلُوسِيُّ، ثَنَا شَرِيكُ بْنُ الْخَطَّابِ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدًا بِغَيْرِ حِلِّهَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ أَنْ يَشُمَّ رِيحَهَا، وَرِيحُهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ")
(2)
.
فَأَمَّا قَوْلُ مَنْ قَالَ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ:
136 -
فأخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ، أَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ
(1)
إتحاف المهرة (13/ 573 - 17157).
(2)
إتحاف المهرة (13/ 573 - 17157).
الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ
(1)
، عَنِ الْأَشعَثِ بْنِ ثُرْمُلَةَ
(2)
، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدَةً بِغَيْرِ حَقِّهَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ"
(3)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: قَدْ كَانَ شَيْخُنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ يَحْكُمُ بِحَدِيثِ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ، وَالَّذِي يَسْكُنُ إِلَيْهِ الْقَلْبُ أَنَّ هَذَا إِسْنَادٌ وَذَاكَ إِسْنَادٌ آخَرُ، لَا يُعَلِّلُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ، فَإِنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ إِمَامٌ، وَقَدْ تَابَعَهُ عَلَيْهِ أَيْضًا شَرِيكُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَهُوَ شَيْخٌ ثِقَةٌ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَازِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
137 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ الْجَوْهَرِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَا: ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ
(4)
، عَنْ جَدِّهِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ بَطَّالٌ يَدْخُلُ عَلَى الْأُمَرَاءِ فَيُضْحِكُهُمْ، فَقَالَ لَهُ جَدِّي: ويحَكَ يَا فُلَانُ، لِمَ تَدْخُلُ عَلَى هَؤُلَاءِ وَتُضْحِكُهُمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَرْضَى اللَّه بِهَا عَنْهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ
(5)
، وَإنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيَسْخَطُ اللَّهُ بِهَا إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ"
(6)
.
(1)
هو: الحكم بن عبد الله بن إسحاق، الأعرج. من رجال التهذيب.
(2)
في (و): "الأشعب بن ثرفلة"، وفي (د):"ترملة".
(3)
إتحاف المهرة (13/ 573 - 17157).
(4)
هو: عمرو بن علقمة بن وقاص الليثى. من رجال التهذيب.
(5)
في التلخيص: "إلى يوم القيامة".
(6)
إتحاف المهرة (2/ 637 - 2420).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَقَدْ أَقَامَ إِسْنَادَهُ عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، كَمَا أَوْرَدتُهُ عَالِيًا، هَكَذَا رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
أَمَّا حَدِيثُ الثَّوْرِيِّ:
138 -
فحدثناه أَبُو سَعِيدٍ
(1)
أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، ثَنَا جَدِّي
(2)
، ثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لَا يَدْرِي أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لَا يَدْرِي أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ رِضَاهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ
(3)
"
(4)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ:
139 -
فحدثناه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الزَّاهِدُ
(5)
، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ
(1)
في الإتحاف: "أبو العباس".
(2)
هو: أحمد بن عبد الله بن أبى شعيب: مسلم الحراني. من رجال التهذيب.
(3)
في (و) و (د): "إلى يوم القيامة".
(4)
إتحاف المهرة (2/ 637 - 2420).
(5)
هو: يحيى بن أيوب، أبو زكريا المقابري البغدادي. من رجال التهذيب.
عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، وَمَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، وَمَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ"
(1)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ:
140 -
فأخبرناه أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثَنَا ابْنُ الدَّرَاوَرْدِيِّ
(2)
، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، وَمَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، وَمَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللَّهُ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ"
(3)
.
(1)
إتحاف المهرة (2/ 637 - 2420).
(2)
هو: عبد العزيز بن محمد بن عبيد. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (2/ 637 - 2420)، وقول المصنف قبله: أخرجه مسلم وهم، فإن عمرو بن علقمة بن وقاص لم يرو عنه غير ابنه محمد، ولم يخرج له مسلم، وحديثه هذا عند الترمذي والنسائي وابن ماجة، نعم أخرج مسلم (8/ 224) حديث الدراوردي عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة بنحوه مختصرا، وكذا أخرجه البخاري (8/ 100) من حديث ابن الهاد به، وسيستدركه المصنف في الأهوال (9024)!.
وَأَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ:
141 -
فحدثني عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ قَطَنٍ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ
(1)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ قَالَ: مَرَّ بِهِ رَجُلٌ لَهُ شَرَفٌ وَهُوَ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عَلْقَمَةُ: يَا فُلَانُ، إِنَّ لَكَ رَحِمًا وَلَكَ حَقًّا، وَإِنِّي رَأَيْتُكَ تَدْخُلُ عَلَى هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاءِ فَتَتَكَلَّمُ عِنْدَهُمْ بِمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكَلَّمَ، وَإِنِّي سَمِعْت بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ". قَالَ عَلْقَمَةُ: ويحَكَ، فَانْظُرْ مَاذَا تَقُولُ وَمَاذَا تَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَرُبَّ كَلَامٍ مَنَعَنِي مَا سَمِعْتُهُ مِنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ
(2)
.
قَصَّرَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو، وَلَمْ يَذْكُرْ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَاصٍ.
142 -
أخبرني أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الدَّرَبَرْدِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَا: ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ فِيمَا قَرَأَ عَلَى مَالِكٍ.
(1)
هو: محمد بن بشر بن الفرافصة بن المختار. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (2/ 637 - 2420).
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ
(1)
، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، مَا كَانَ يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، مَا كَانَ يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا سَخَطَةُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ"
(2)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: هَذَا لَا يُوهِنُ الْإِجْمَاعَ الَّذِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ، بَلْ يَزِيدُهُ تَأْكِيدًا بِمُتَابعٍ مِثْلِ مَالِكٍ، إِلَّا أَنَّ الْقَوْلَ فِيهِ مَا قَالُوهُ بِالزِّيَادَةِ فِي إِقَامَةِ إِسْنَادِهِ
(3)
.
143 -
حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا العَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ الْبَزَّازُ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَا: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَا: ثَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ، وَيُضْحِكُ بِهِ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، وَالْحَمَّادَانِ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، وَإِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْأَئِمَّةِ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، وَلَا أَعْلَمُ خِلَافًا
(1)
هو: إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (2/ 637 - 2420).
(3)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: أقام إسناده أيضا سفيان بن عيينة عن محمد بن عمرو، أخرجه الحسين بن الحسن المروزي في زيادات البر والصلة له".
(4)
إتحاف المهرة (13/ 326 - 16790).
بَيْنَ أَكْثَرِ أَئِمَّةِ أَهْلِ النَّقْلِ فِي عَدَالَةِ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، وَأَنَّهُ يُجْمَعُ حَدِيثُهُ، وَقَدْ ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْجَامِعِ الصَّحِيحِ، وَهَذَا الْحَدِيثُ شَاهِدٌ لِحَدِيثِ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ الَّذِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ، وَقَدْ رَوَى سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوَيةَ، وَرَوَى عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ الضُّبَعِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ.
144 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ وَالْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ.
وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
(1)
قَالَ: قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَمِعْتُ فُلَانًا يَذْكُرُ ويُثْنِي خَيْرًا، زَعَمَ أَنَّكَ أَعْطَيْتَهُ دِينَارَيْنِ. قَالَ:"لَكِنْ فُلَانٌ مَا يَقُولُ ذَلِكَ، وَلَقَدْ أَصَابَ مِنِّي مَا بَيْنَ مِائَةٍ إِلَى عَشَرَةٍ". قَالَ: ثُمَّ قَالَ: "وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَخْرُجُ مِنْ عِنْدِي بِمَسْأَلَتِهِ مُتَأَبِّطَهَا". قَالَ أَحْمَدُ: أَوْ نَحْوَهُ: "وَمَا هِيَ إِلَّا نَارٌ". قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلِمَ تُعْطِيهُمْ؟ قَالَ:"مَا أَصْنَعُ؟ يَسْأَلُونِي، وَيَأْبَى اللَّهُ لِيَ الْبُخْلَ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا الْمَسَاقَةِ، وَقَدْ رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ الرِّقِّيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ:
145 -
حدثناه أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقَبَّانِيُّ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ
(1)
في (ز) و (و) و (م): "عن أبي سعد"، وفي التلخيص:"عن أبي هريرة".
(2)
إتحاف المهرة (5/ 210 - 5232).
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: دَخَلَ رَجُلَانِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَاهُ فِي شَيْءٍ، فَدَعَا لَهُمَا بِدِينَارَيْنِ، فَإِذَا هُمَا يُثْنِيَانِ خَيْرًا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"لَكِنْ فُلَانٌ مَا يَقُولُ ذَاكَ، وَلَقَدْ أَعْطَيْتُهُ مَا بَيْنَ عَشْرَةٍ إِلَى مِائَةٍ، فَمَا يَقولُ ذَلِكَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَخْرُجُ بِصَدَقَةٍ مِنْ عِنْدِي مُتَأَبِّطَهَا، وَإِنَّمَا هِيَ لَهُ نَارٌ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تُعْطِيِهِ وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَهُ نَارٌ؟ قَالَ:"فَمَا أَصْنَعُ؟ يَأَبَوْنَ إِلَّا أَنْ يَسْأَلُونِي، وَيَأَبَى اللَّهُ لِيَ الْبُخْلَ"
(1)
.
أَمَّا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرِّقِّيُّ فَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدْ خَرَّجَ مُسْلِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ الرِّقِّيِّ
(2)
، إِلَّا أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لَيْسَ بِعِلَّةٍ لِحَدِيثِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، فَإِنَّهُ شَاهِدٌ لَهُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ.
146 -
حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ، ثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ
(3)
، ثَنَا كَثِيرُ بْنُ زيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمًا، يُحَدَّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا"
(4)
.
147 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ
(1)
إتحاف المهرة (12/ 123 - 15225).
(2)
لم يخرج له، وإنما أخرج لعبد الله بن جعفر الرقي، فلعله اشتبه على المصنف، وعبد الله بن بشر بن نبهان الرقي مستقيم الحديث، وقال المصنف في سؤالات السجزي له:"يحدث عن الأعمش بمناكير"!، قال الحافظ في التهذيب:"ثم غفل فأخرج له في المستدرك وزعم أن مسلما أخرج له، وليس كما قال"، وقد اختلف فيه على الأعمش، وانظر علل ابن أبي حاتم (5/ 650)، وعلل الدارقطني (2/ 101) و (11/ 343).
(3)
في الإتحاف: "ثنا محمد بن سنان القزاز أبو عامر العقدي".
(4)
إتحاف المهرة (8/ 358 - 9552).
الْبَزَّازُ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَنْبَغِي لِمُسْلِمٍ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا". قَالَ سَالِمٌ: وَمَا سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ لَعَنَ شَيْئًا قَطُّ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ أَسْنَدَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، ثُمَّ أَوْقَفَهُ عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَحْدَهُ.
فَأَمَّا الشَّيْخَانِ فَإِنَّهُمَا لَمْ يُخَرِّجَا عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، وَهُوَ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ أَسْلَمَ، كُنْيَتُهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ، لَا أَعْرِفُهُ بِجَرْحٍ فِي الرَّوَايَةِ، وَإِنَّمَا تَرَكَاهُ لِقِلَّةِ
(2)
حَدِيثِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَلهَذَا الْحَدِيثِ شَوَاهِدُ بِأَلْفَاظٍ مخْتَلِفَةٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ يَصَحُّ بِمِثْلِهَا الْحَدِيثُ عَلَى شرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
فَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ:
148 -
فأخبرناه أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ وَصَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ، قَالَا: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ
(3)
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَجْتَمِعُ أَنْ تَكُونُوا لَعَّانِينَ صِدِّيقِينَ"
(4)
.
(1)
إتحاف المهرة (8/ 358 - 9552).
(2)
في (و) و (ح) و (م): "لعلة حديثه".
(3)
هو: عثمان بن عاصم بن حصين. من رجال التهذيب.
(4)
إتحاف المهرة (14/ 613 - 18343).
تَابَعَهُ إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ:
149 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ السَّدُودسِي، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تَجْتَمِعُوا أَنْ تَكُونُوا لَعَّانِينَ صِدِّيقِينَ"
(1)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ:
150 -
فحدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، ثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَأَبِي حَازِمٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُهَدَاءَ وَلَا شُفَعَاءَ"
(2)
.
وَقَدْ خَرَّجَهُ مُسْلِمٌ بِهَذَا اللَّفْظِ
(3)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ:
151 -
فحدثناه عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلَانِيُّ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا هِشَامٌ
(4)
، ثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَلَاعَنُوا بِلَعْنَةِ
(5)
وَلَا بِغَضَبِ اللَّهِ، وَلَا بِالنَّارِ"
(6)
.
(1)
هذا الطريق لم نجده بالإتحاف، وأصل هذا الحديث أخرجه مسلم (8/ 23) من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا:"لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا".
(2)
إتحاف المهرة (12/ 618 - 16207).
(3)
صحيح مسلم (8/ 24)، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: فما أدري لم أخرجه".
(4)
هو: هشام بن أبى عبد الله: سنبر الدستوائي. من رجال التهذيب.
(5)
في التلخيص والإتحاف: "بلعنة الله".
(6)
إتحاف المهرة (6/ 49 - 6109).
هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي خَرَّجْتُهَا فِي هَذَا الْبَابِ بِأَلْفَاظِهَا الْمُخْتَلِفَةِ كُلُّهَا صَحِيحَةُ الْإِسْنَادِ.
152 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْقُمْرِيِّ - وَمَاتَ قَبْلَ ابْنِ وَهْبٍ - ثَنَا أَبُو غَسَّانَ الْمَدَنِيُّ
(1)
، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ
(2)
، وَيُحِبُّ مَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ، وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا"
(3)
.
153 -
حدثناه أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ
(4)
، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ
(5)
.
وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، ثَنَا الصَّنْعَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، وَمَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ، وَيُبْغِضُ سَفْسَافَهَا"
(6)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادَيْنِ جَمِيعًا، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَحَجَّاجُ بْنُ قُمْرِيٍّ
(1)
هو: محمد بن مطرف، وقيل: طريف. من رجال التهذيب.
(2)
أشار في حاشية (و) إلى أنها في نسخة أخرى: "الكريم".
(3)
إتحاف المهرة (6/ 126 - 6246).
(4)
في (و): "الغبري".
(5)
هو: محمد بن إبراهيم بن سعيد، العبدي البوشنجي. من رجال التهذيب.
(6)
إتحاف المهرة (6/ 126 - 6246).
شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، وَلَعَلَّهُمَا أَعْرَضَا عَنْ إِخْرَاجِهِ بِأَنَّ الثَّوْرِيَّ أَعْضَلَهُ.
154 -
كما أخبرناه الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ
(1)
الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، ثَنَا عَبْدَانُ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْن عَبْدِ اللَّهِ
(2)
بْنِ كُرَيْزٍ الْخُزَاعِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، وَمَعَالِيَ الْأُمُورِ، وَيُبْغِضُ - أَوْ قَالَ: يَكْرَهُ - سَفْسَافَهَا"
(3)
.
وَهَذَا لَا يُوهِنُ حَدِيثَ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَلَى مَا قَدَّمْتُ ذِكْرَهُ مِنْ قَبُولِ الزِّيَادَاتِ مِنَ الثِّقَاتِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
155 -
حدثنا أَبُو بَكرِ بْنُ إِسْحَاق الفقِيهُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(4)
، قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الصَّقْعَبِ بْنِ زُهَيْرٍ.
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا أَبُو قُدَامَةَ
(5)
، ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الصَّقْعَبَ بْنَ زُهَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْرَابِيٌّ عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ طَيَالِسَةٍ مَكْفُوفَةٍ بِالدِّيبَاجِ أَوْ مَزْرُورَةٍ
(1)
في (و) و (ح) و (د): (حكيم).
(2)
كذا في النسخ الخطية والإتحاف، إلا أن محقق الإتحاف غيره إلى عبيد الله، والصواب: طلحة بن عبيد الله، تابعي ثقة أخرج له مسلم.
(3)
إتحاف المهرة (19/ 101 - 24470).
(4)
هو: أحمد بن إبراهيم بن خالد، الموصلي. من رجال التهذيب.
(5)
هو: عبيد الله بن سعيد بن يحيى. من رجال التهذيب.
بِالدِّيبَاجِ، فَقَالَ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا يُرِيدُ يَرْفَعُ كُلَّ رَاعٍ وَابْنَ رَاعٍ، وَيَضَعُ كُلَّ فَارِسٍ وَابْنَ فَارِسٍ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُغْضَبًا، فَأَخَذَ بِمَجَامِعِ ثَوْبِهِ فَاجْتَذَبَهُ، وَقَالَ:"أَلا أَرَى عَلَيْكَ ثِيَابَ مَنْ لَا يَعْقِلُ". ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَلَسَ، فَقَالَ:"إِنَّ نُوحًا لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَعَا ابْنَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي قَاصِرٌ عَلَيْكُمُ الْوَصِيَّةَ: "آمُرُكُمَا بِاثْنَيْنِ، وَأَنْهَا كُمَا عَنِ اثْنَيْنِ
(1)
: أَنْهَاكُمَا عَن الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ، وَآمُرُكُمَا بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا فِيهِمَا لَوْ وُضِعَتْ في كِفَّةِ الْمِيزَانِ، وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى كَانَتْ أَرْجَحَ مِنْهُمَا، وَلَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَمَا فِيهِمَا كَانَتْ حَلْقَةً، فَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَلَيْهِمَا لَقَصَمَتْهُمَا، وَآمُرُكُمَا بِسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ؛ فَإِنَّهَا صَلَاةُ كُلَّ شَيْءٍ، وَبِهَا يُرْزَقُ كُلُّ شَيْءٍ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَا لِلصَّقْعَبِ بْنِ زُهَيْرٍ، فَإِنَّهُ ثِقَةٌ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي حَاتِمٍ يَقُولُ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنِ الصَّقْعَبِ بْنِ زُهَيْرٍ، فَقَالَ: ثِقَةٌ، وَهُوَ أَخُو الْعَلَاءِ بْنِ زُهَيْرٍ، وَهَذَا مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي نَقُولُ: إِنَّ الثِّقَةَ إِذَا وَصَلَهُ لَمْ يَضُرَّهُ إِرْسَالُ غَيْرِهِ.
156 -
فقد أخبرني عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ
(1)
في (و) و (ح): "آمركم باثنين، وأنهاكم عن اثنين".
(2)
إتحاف المهرة (9/ 591 - 12005).
لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَعْطَى لَرَاعِي غَنَمٍ مِنْ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ذَكَرَهُ بِنَحْوٍ مِنْهُ
(1)
.
157 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ العَدْلُ، ثَنَا أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا ابْن نُمَيْرٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَأَبُو مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ
(2)
، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالُوا: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ.
وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن مُوسَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ.
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ
(3)
، قَالَا: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، وَفِي حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، ثَنَا أَبُو حَصِينٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ فَأُتِيَ بِرُءُوسِ الْخَوَارِجِ، كُلَّمَا جَاءَ رَأْسٌ قُلْتُ: إِلَى النَّارِ. فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيُّ: أَوَلَا تَعْلَمُ يَا ابْنَ أَخِي أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ عَذَابَ هَذِهِ الْأُمَّةِ جُعِلَ فِي دُنْيَاهَا"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَا أَعْلَمُ لَهُ عِلَّةً، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَهُ شَاهِدٌ صَحِيحٌ:
158 -
حدثناه عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ وَالْحَسَنُ بْنُ
(1)
إتحاف المهرة (9/ 591 - 12005).
(2)
هو: إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى، أبو موسى الأنصارى الخطمي الكوفى. من رجال التهذيب.
(3)
هو: إسماعيل بن سالم الصائغ، أبو محمد البغدادي. من رجال التهذيب.
(4)
إتحاف المهرة (10/ 577 - 13449).
سُفْيَانَ، قَالَا: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ النَّخَعِيِّ
(1)
- وَكَانَ ثِقَةً - عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ النَّخَعِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ
(2)
يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "عَذَابُ أُمَّتِي فِي دُنْيَاهَا"
(3)
.
159 -
حدثنا أَبُو أحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ الرَّقَاشِيُّ، ثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ، ثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ
(4)
، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذُكِرَ الطَّاعُونُ عِنْدَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: سَأَلْنَا عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "وَخْزُ إِخْوَانِكُمْ - أَوْ قَالَ
(5)
: أَعْدَائِكُمْ - مِنَ الْجِنِّ، وَهُوَ لَكُمْ شَهَادَةٌ"
(6)
.
(1)
كذا في النسخ الخطية كلها، والإتحاف، وهو خطأ، والصواب:"ثَنَا يحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد النخعي"، فقد رواه ابن حبان في المجروحين (1/ 278) عن أبي يعلى الموصلي، والطبراني في الأوسط (7/ 163) والصغير (2/ 123) عن محمد بن عبد الرحيم الديباجي، كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة عن يحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد عن الحسن به، وقال الطبراني: لم يروه عن الحسن بن الحكم إلا يحيى بن زكريا تفرد به عثمان بن أبي شيبة، وترجم ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ليحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد وقال فيه أبو حاتم: ليس به بأس صالح الحديث، ووثقه ابن حبان وقال ابن شاهين:"ما كان به بأس كان صدوقا" وذكره المزي فيمن روى عن الحسن بن الحكم، فذلك هو الصواب.
(2)
هو: عبد الله بن يزيد بن زيد، أبو موسى الخطمي. صحابي. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (10/ 577 - 13449).
(4)
هو: يحيى بن سليم الفزاري. من رجال التهذيب، ولم يخرج له مسلم.
(5)
قوله: (أو قال) غير موجود في (ز) و (ح) و (م) وكتبها ناسخ (و) في الحاشية ووضع فوقها حرف (ظ).
(6)
إتحاف المهرة (10/ 112 - 12374).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ.
160 -
أخبرني أَبُو الطَّاهِرِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّهْقَانُ
(1)
، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ رَجَاءِ بْنِ السِّنْدِيِّ
(2)
، ثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَتَّابٍ، قَالَا: ثَنَا يَحْيَى بْن حَمَّادٍ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ
(3)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ
(4)
.
161 -
أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الزُّهْرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
(5)
.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا أَبُو الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَا: ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
(6)
، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ"
(7)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ لِوَهْمٍ وَقَعَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ لِسُوءِ حِفْظِهِ فِيهِ.
(1)
هو: عبد الله بن محمد بن حمدان الدهقان أبو طاهر الجويني النيسابوري.
(2)
في الإتحاف: "ثنا رجاء بن السندي"، وهو: محمد بن محمد بن رجاء بن السندي.
(3)
في النسخ الخطية: "عن أبيه عن عبد الله بن قيس"، والمثبت من الإتحاف، وهو الموافق لمصادر تخريج الحديث.
(4)
إتحاف المهرة (10/ 112 - 12374).
(5)
هو: عبيد الله بن عمر، أبو عثمان العمري المدني. من رجال التهذيب.
(6)
في النسخ الخطية: "يحيى بن عبيد الله" والمثبت من التلخيص، والإتحاف، وهو الموافق لمصادر تخريج الحديث.
(7)
إتحاف المهرة (10/ 26 - 12212).
162 -
أخبرناه أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ لَعِبَ بِالْكِعَابِ - أَوْ قَالَ: بِالْكَعِبَاتِ - فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ"
(1)
.
وَهَذَا مِمَّا لَا يُوهِنُ حَدِيثَ نَافِعٍ، وَلَا يُعَلِّلُهُ، فَقَدْ تَابَعَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ نَافِعًا عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ:
163 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَذُكِرَ عِنْدَهُ النَّرْدُ، فَقَالَ:"عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ، عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ مَنْ ضَرَبَ بِكِعَابِهَا، يَلْعَبُ بِهَا"
(2)
.
164 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، قَالَا: ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ الْعَطَّارُ بِمَكَّةَ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ
(3)
، عَنِ ابْنِ أَبِىٍ أَوْفَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ خِيَارَ عِبَادِ اللَّهِ الَّذِينَ يُرَاعُونَ الشَّمْسَ، وَالْقَمَرَ، وَالنُّجُومَ، وَالْأَظِلَّةَ
(1)
إتحاف المهرة (10/ 26 - 12212).
(2)
إتحاف المهرة (10/ 26 - 12212) وقال: "قلت: رواه عبد الله بن المبارك، عن أسامة بن زيد الليثي، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي مرة مولى أم هانئ، عن أبي موسى. وصوبه الدارقطني في العلل فقال: ثنا يحيى بن محمد بن صاعد إملاء، ثنا الحسن بن عيسى النيسابوري إملاء، ثنا ابن المبارك، به" علل الدراقطني (7/ 238) وقال: "وهو أشبه بالصواب".
(3)
هو: إبراهيم بن عبد الرحمن بن إسماعيل، السكسكي، عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه.
لِذِكْرِ اللَّهِ"
(1)
. قَالَ بِشْرُ بْنُ مُوسَى: وَلَمْ يَكُنْ هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَ الْحُمَيْدِيِّ فِي مُسْنَدِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ الْعَطَّارُ ثِقَةٌ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِإِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ
(2)
، وَإِذَا صَحَّ مِثْلُ هَذِهِ الاسْتِقَامَةِ لَمْ يَضُرَّهُ تَوْهِينُ مَنْ أَفْسَدَ إِسْنَادَهُ.
165 -
أخبرناه أَبُو الْعَبَّاسِ السَّيَّارِيُّ بِمَرْوَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أَنَا عَبْدَانُ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مِسْعَرٍ
(3)
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَصْحَابُنَا، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أَحَبَّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ الَّذِينَ يُحَبِّبُونَ اللَّهَ إِلَى النَّاسِ، وَالَّذِينَ يُرَاعُونَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
(4)
.
هَذَا لَا يُفْسِدُ الْأَوَّلَ، وَلَا يُعَلِّلُهُ، فَإِنَّ ابْنَ عُيَيْنَةَ حَافِظٌ ثِقَةٌ، وَكَذَلِكَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، إِلَّا أَنَّهُ أَتَى بِأَسَانِيدَ أُخَرَ كَمَعْنَى الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ.
166 -
حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ وَأَبُو الْحَسَنِ الْعَنَزِي، قَالَا: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ.
(1)
إتحاف المهرة (6/ 522 - 6220).
(2)
بل احتج به البخاري دون مسلم، وفي سؤالات الحاكم للدارقطني ص (178) قال الحاكم:"قلت لعلي بن عمر: إبراهيم السكسكي لم ترك مسلم حديثه؟ قال: تكلم فيه يحيى بن سعيد، قلت: بحجة؟ قال: هو ضعيف. قلت: لعل مسلم لم يحتج إليه ضرورة"، وذكره المصنف أيضا في المدخل إلى الصحيح (2/ 119) فيمن أخرج لهم البخاري وحده.
(3)
في (ز) و (ح) و (م): "عبد الله بن مسعر".
(4)
إتحاف المهرة (6/ 522 - 6220).
وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالُوا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَوْصِنِي. قَالَ: "تَعْبُدُ اللَّهَ، لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ شَهْرَ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ
(1)
، وَتَعْتَمِرُ، وَتَسْمَعُ وَتُطِيعُ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَإِنَّ رُوَاتَهُ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ تَوَقِّيًا لِمَا.
167 -
سمعت عَلِيَّ بْنَ عِيسَى يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ زَيادٍ يَقُولُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِيهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى عُمَرَ فَسَأَلَهُ عَنِ الدِّينِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عَلِّمْنِي الدِّينَ. فَقَالَ: تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَعَلَيْكَ بِالْعَلَانِيَةِ، وَإِيَّاكَ وَالسِّرَ، وَإِيَّاكَ وَكُلَّ شَيْءٍ يُسْتَحْيَى مِنْهُ. قَالَ: فَإِذَا لَقِيتُ اللَّهَ، قُلْتُ: أَمَرَنِي بِهَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، خُذْ بِهَذَا، فَإِذَا لَقِيتَ اللَّهَ تَعَالَى فَقُلْ مَا بَدَا لَكَ
(3)
.
(1)
قوله: "البيت" غير موجود في (ز)
(2)
إتحاف المهرة (9/ 238 - 10997)، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي انفرد به مسلم، وفيه لين.
(3)
إتحاف المهرة (12/ 136 - 15251)، وقال البخاري في التاريخ (3/ 494):"وهذا أصح"، وقال ابن حبان في المجروحين في ترجمة: سعيد بن عبد الرحمن (1/ 406)، وأورد له الحديث المتقدم وقال:"وهذا خطأ فاحش، إنما روى عبيد اللَّه هذا الكلام عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عمر قوله".
قَالَ الْقَبَّانِيُّ
(1)
: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى: أَيُّهُمَا الْمَحْفُوظُ، حَدِيثُ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُمَرَ، أَوْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؟ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: حَدِيثُ الْحَسَنِ أَشْبَهُ.
قَالَ الْحَاكِمُ: فَرَضِيَ الله عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، تَوَرَّعَ عَنِ الْجَوَابِ حَذَرًا لِمُخَالَفَةِ قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم:"دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ". وَلَوْ تَأَمَّلَ الْحَدِيثَيْنِ لَظَهَرَ لَهُ أَنَّ الْألفَاظَ مُخْتَلِفَةٌ، وَهُمَا حَدِيثَانِ مُسْنَدَانِ وَحِكَايَةٌ، وَلَا نَحْفَظُ لِعُبَيْدِ اللهِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ غَيْرَ حَدِيثِ الْإِمَارَةِ، وَقَدْ تَفَرَّدَ بِهِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، وَقَدْ رَوَاهُ عَنْهُ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ الصّبَّاحِ، عَلَى أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الصَّبَّاحِ أَيْضًا ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
168 -
أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ الْغِفَارِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: لَا وَأَبِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَحْلِفوا بِآبائِكُمْ، مَنْ حَلَفَ بِشَيْءٍ دُونَ اللهِ فَقَدْ أَشرَكَ"
(2)
.
169 -
أخبرناه أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ وَالْأَعْمَشِّ وَمَنْصورٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَحْلِفُ: وَأَبِي، فَنهَاهُ
(1)
هو: الحسين بن محمد بن زياد. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (8/ 436 - 9718).
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"مَنْ حَلَفَ بِشَيْءٍ مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ أَشْرَكَ". وَقَالَ الآخَرُ: "فَهُوَ شِرْكٌ"
(1)
.
170 -
أخبرنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، ثَنَا محَمَّدُ بْن أَيُّوبَ، أَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ
(2)
، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ حَلَفَ بِغَيرِ اللهِ فَقَدْ كَفَرَ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ، وَإِنَّمَا أَوْدَعْتُهُ كِتَّابَ الْإِيمَانِ لِلَفْظِ الشِّرْكِ فِيهِ، وَفِي حَدِيثِ مُصْعَبِ بْنِ الْمِقدَامِ، عَنْ إِسرَائِيلَ:"فَقدْ كفَرَ". فَأَمَّا الشَّيْخَانِ فَإِنَّمَا أَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ سَالِمٍ، وَنَافِعٍ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعُمَرَ:"إِنَّ الله يَنْهَاكُم أَنْ تَحْلِفُوا بِآبائِكُمْ". فَقَطْ، وَهَذَا غَير ذَاكَ.
171 -
أخبرني أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِميُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْمِصْرِيُّ، ثَنَا أَبُو غَسَّانَ
(4)
، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُوّلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْعِيُّ وَالْحَيَاءُ: شعْبَتَانِ مِنَ الإيمَانِ، وَالْبَذَاءُ وَالْجَفَاءُ: شعْبَتَانِ مِنَ النِّفَاقِ"
(5)
.
(1)
إسناد هذا الحديث لم نجده بالإتحاف.
(2)
في (و): "الحسن بن عبد الله"، وهو: الحسن بن عبيد الله بن عروة النخعي من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (8/ 436 - 9718).
(4)
هو: محمد بن مطرف، وقيل: طريف. من رجال التهذيب.
(5)
إتحاف المهرة (6/ 211 - 6355)، وقد تقدم (17).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرجَاهُ، وَلَهُ شَاهِدٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا.
172 -
حدثناه أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ بِالطَّابِرَانِ، وَأَبو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى، قَالَا: ثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْإِيمَانُ في الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ
(1)
فِي النَّارِ"
(2)
.
وَلَهُ شَاهِدٌ ثَانٍ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
173 -
أخبرنا، أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّد بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْإِيمانُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ في النَّارِ"
(3)
.
174 -
أخبرنا، أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ
(4)
.
وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا يزِيدُ بْنُ زُريعٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
(1)
قوله: "والجفاء" ساقط من (ز).
(2)
إتحاف المهرة (13/ 579 - 17162).
(3)
إتحاف المهرة (16/ 162 - 20563).
(4)
هذا الطريق لم نجده بالإتحاف.
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "منْ أَكْمَلِ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَأَلْطَفُهُمْ بِأَهْلِهِ"
(1)
.
رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(2)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ.
175 -
حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقوبَ، ثَنَا هَارُون بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلمِيِّ
(3)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: ادْعُ رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا الصَّفَا ذَهَبًا وَنُؤْمِنُ بِكَ. قَالَ: "أتفْعَلُونَ؟ ". قَالُوا: نَعَمْ. فَدَعَا، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ:"إِنَّ اللَّهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ: إِنْ شِئْتَ أَصْبَحَ الصَّفَا ذَهَبًا، فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ عَذَّبْتُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، وَإِنْ شِئْتَ فَتَحْت لَهُمْ بَابَ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ". قَالَ: "بَلْ بَابُ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ"
(4)
.
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
(1)
إتحاف المهرة (17/ 17 - 21796).
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: فيه إنقطاع"، وقد قال المصنف عقب الحديث الثاني:"وأنا أخشى أن أبا قلابة لم يسمعه من عائشة"!.
(3)
كذا في النسخ الخطية والتلخيص والإتحاف، وكذا سيأتي في التفسير (3262)، والتوبة (7834)، وكذا هو عند الإمام أحمد عن ابن مهدي (4/ 60)، وقال الحافظ في تعجيل المنفعة (2/ 81):"عمران بن الحكم السلمى عن ابن عباس - رضى الله تعالى عنهما -، كذا وقع والصواب: عمران بن الحارث أبو الحكم كما في صحيح مسلم وغيره".
(4)
إتحاف المهرة (7/ 649 - 8679).
مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَا: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، فَذَكَرَهُ بِإسْنَادِهِ نَحْوَهُ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مَحْفُوظٌ مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَعِمْرَانُ بْنُ الْحَكَمِ السُّلَمِيُّ تَابِعِيٌّ كَبِيرٌ مُحْتَج بِهِ، وَإِنَّمَا أَهْمَلَا هَذَا الْحَدِيثَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - لِخِلَافِ وَقَعَ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ فِي إِسْنَادِهِ، ويحْيَى كَثِيرُ الْوَهْمِ عَلَى أَبِيهِ.
176 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرُوَيهْ الصَّفَّارُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا الْأَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْجَعْدِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ قُرَيْشًا قَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ، ادْعُ رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَ الصَّفَا ذَهَبًا وَنُؤْمِنُ لَكَ
(2)
. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَتَفْعَلُونُ؟ ". قَالُوا: نَعَمْ. فَأَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: اسْتَوْثِقْ، ثُمَّ أَتَى جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَاكَ مَا سَألتَ، إِنْ شِئْتَ أَصبَحَ لَكَ الصَّفَا ذَهَبًا، وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ عَذبْتُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، وَإِنْ شِئْتَ فتحْتُ لَهُمْ بَابَ التَّوْبَةِ وَالْإِنَابَةِ. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"بَابُ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ أَحَبُّ إليَّ"
(3)
.
هَذَا الْوَهْمُ لَا يُوهِنُ حَدِيثَ الثَّوْرِيِّ، فَإِنِّى لَا أَعْرِفُ عِمْرَانَ بْنَ الْجَعْدِ فِي التَّابِعِينَ، إِنَّمَا رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، فَأَمَّا
(1)
إتحاف المهرة (7/ 649 - 8679).
(2)
في (و) و (خ): "ونؤمن بك".
(3)
إتحاف المهرة (7/ 649 - 8679).
عِمْرَانُ بْنُ الْجَعْدِ، فَإِنَّهُ مِنْ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ
(1)
.
177 -
أخبرنا دَعْلَجُ بْن أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الْمَكِّيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا يعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَكَرِهَهَا حِينَ يَعْمَلُ، وَعَمِلَ حَسَنةً فَسُرَّ بِهَا، فَهُوَ مُؤْمنٌ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ، وَقَدْ ذَكَرْتُ فِيمَا تَقَدَّمَ مِنْ خُطْبَةِ عُمَرَ بِالْجَابِيَةِ، وَأَنَّهُمَا لَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَهَذَا بِغَيْرِ ذَلِكَ اللَّفْظِ أَيْضًا.
178 -
حدثنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْن أَحْمَدَ بْنِ السَّمَاكِ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَلَّامٍ، ثَنَا قَبِيصَةُ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ
(3)
بِمَرْوَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ
(4)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَا: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَبَا ذَرٍّ،
(1)
بل عمران بن الجعد وابن أبي الجعد واحد روى عنه إسماعيل بن أبي خالد وسلمة بن كهيل، وانظر مصادر ترجمته في ملحق رجال الحاكم، وقد روى المصنف في مناقب عمار (5787) من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن عمران بن أبي الجعد حديثا.
(2)
إتحاف المهرة (10/ 55 - 12262)، وقد تقدم بهذ الإسناد برقم (32).
(3)
في (ز): "أحمد بن محمد المحبوبي".
(4)
في (و) و (د): "يسار".
اتَّقِ الله حَيْثُ كنْتَ، وَأَتْبعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيخَيْنِ، وَلَمْ يخَرِّجَاهُ
(2)
.
179 -
أخبرنا، إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا جَدِّي
(3)
، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي حَرْمَلَهُّ بْنُ عِمْرَانَ
(4)
التُّجِيبِيُّ، أَنَّ أَبا السِّمْطِ
(5)
سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَهْرِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ
(6)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو
(7)
، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَرَادَ سَفَرًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي. قَالَ: "اعْبُدِ اللَّهَ، وَلَا
(1)
إتحاف المهرة (14/ 204 - 17634).
(2)
قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/ 395): "وهو وهم من وجهين: أحدهما: أن ميمون بن أبي شبيب، ويقال: ابن شبيب لم يخرج له البخاري في: صحيحه شيئا، ولا مسلم إلا في مقدمة كتابه حديثا عن المغيرة بن شعبة. والثاني: أن ميمون بن أبي شبيب لم يصح سماعه من أحد من الصحابة، قال الفلاس: ليس في شيء من رواياته عن الصحابة: سمعت، ولم أخبر أن أحدا يزعم أنه سمع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أبو حاتم الرازي: روايته عن أبي ذر وعائشة غير متصلة. وقال أبو داود: لم يدرك عائشة، ولم ير عليا، وحينئذ فلم يدرك معاذا بطريق الأولى".
(3)
هو: الفضل بن محمد بن المسيب، أبو محمد الشعراني.
(4)
في (ز): "حرملة عن عمران".
(5)
وكذا في الجرح والتعديل، وكناه البخاري وابن حبان والدولابي والدارقطنى وابن ماكولا وغيرهم:"أبا السميط" وكذا هو عند البيهقي في شعب الإيمان (10/ 382) عن المصنف به، وقال الهروي في مشتبه أسامى المحدثين (ص 153):"ويقال أبو السبط"كذا ولعلها السمط، وانظر ما سيأتي في التوبة (7849).
(6)
هو: أبو سعيد، مولى المهري. من رجال التهذيب.
(7)
في (و) و (ح) و (د): "عبد الله بن عمر".
تُشرِكْ بِهِ شَيْئًا". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي. قَالَى: "إِذَا أَسَأْتَ فَأَحْسِنْ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي. قَالَ: "اسْتَقِمْ، وَلْيَحْسُنْ خلُقُكَ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ مِنْ رِوَايَةِ الْمِصْرِيِّينَ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
180 -
حدثنا أَبو الْعَبَّاسِ محَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ}
(2)
. قَالَ: هُوَ أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ الْفَاحِشَةَ، ثُمَّ يَتُوبُ مِنْهَا. قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ إِنْ تَغْفِرْ تَغْفِرْ جَمًّا، وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا أَلمَّا؟ "
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَإِنَّمَا خَرَّجَا حَدِيثَ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَمْ أَرَ شَيْئًا أَقْرَبَ بِاللَّمَمِ مِنَ الَّذِي قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظُّهُ مِنَ الزِّنَا، الْحَدِيثَ.
وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهُمَا تَرَكَا حَدِيثَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ لِلْحَدِيثِ الَّذِي:
181 -
حدثناه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الحَسَنِ القَاضِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا شُعْبَةُ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا
(1)
إتحاف المهرة (9/ 651 - 12129).
(2)
(النجم:32)
(3)
إتحاف المهرة (7/ 433 - 8146).
شُعْبَةُ
(1)
، ثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ:{إِلَّا اللَّمَمَ}
(2)
. قَالَ: الذِي يُلِمُّ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ يَدَعُهُ، أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
إِنْ تَغْفِرِ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا
…
وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا
(3)
أَلمَّا
(4)
وَهَذَا التَّوْقِيفُ لَا يُوهِنُ سَنَدَ الْأَوَّلَ، فَإِنَّ زَكَرِيَّا بْنَ إِسْحَاقَ حَافِظٌ ثِقَةٌ، وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ رَوْحُ بْنُ عبَادَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا، وَقَدْ ذَكَرْتُ فِي شَرَائِطِ هَذَا الْكِتَابِ إِخْرَاجَ التَّفَاسِيرِ عَنِ الصَّحَابَةِ.
182 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، ثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"كُلُّ أُمَّتي يَدْخُّلُ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ أَبَى". قَالُوا: وَمَنْ يَأْبَى يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "مَنْ عَصَاني فَقَدْ أَبَى"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(6)
، وَلَهُ إِسْنَادٌ آخَرُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى شَرْطِهِمَا.
(1)
قوله: "وأخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أنا محمد بن غالب، ثنا عفان بن مسلم، ثنا شعبة" غير موجود في (و) و (د) والإتحاف.
(2)
(النجم:32)
(3)
في التلخيص: "ما".
(4)
إتحاف المهرة (7/ 433 - 8146).
(5)
إتحاف المهرة (15/ 408 - 19592).
(6)
قال ابن حجر فِي الإتحاف: "قلت: بل أخرجه البخاري، وقد اعترف الحاكم بذلك في كتاب التوبة من مستدركه هذا، فقال: أخرجه البخارى: عن محمد بن سنان، عن فليح" البخاري (9/ 92).
183 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي
(1)
، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عِنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَتَدْخُلُنَّ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى، وَشَرَدَ عَلَى اللَّهِ كشِرَادِ الْبَعِير"
(2)
.
وَلَهُ شَاهِدٌ أَيْضًا، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ:
184 -
أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، ثَثَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ خَالِدٍ
(3)
قَالَ: مَرَّ أَبَو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ عَلَى خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوَيةَ، فَسَأَلَهُ عَنْ ألْيَنِ كَلِمَةٍ سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "كُلُّكُمْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ شَرَدَ عَلَى اللهِ شرَادَ الْبَعِيرِ عَلَى أَهْلِهِ"
(4)
.
185 -
ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، ثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، ثَنَا عَوْفٌ
(5)
، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ
(1)
هو: إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (15/ 235، 19217).
(3)
فرق البخاري وابن أبي حاتم بين على بن خالد عن أبي أمامة وعنه سعيد بن أبى هلال، وبين علي بن خالد الدؤلي عن أبي هريرة والنضر بن سفيان، وجمع بينهما ابن حبان في الثقات (5/ 162) فقال: على بن خالد الدؤلي عن أبي هريرة وأبي أمامة - وكأنه سلف المزي في ذلك الجمع - ثم ذكر على بن خالد عن أبي أمامة بعده بترجمتين، ثم ذكر في أتباع التابعين (7/ 207): "علي بن خالد الدؤلي يروي عن النضر بن سفيان عن أبي هريرة، وسيعاد حديثه برقم (7860).
(4)
إتحاف المهرة (6/ 239 - 6419).
(5)
هو: عوف بن أبى جميلة، أبو سهل البصرى الأعرابي. من رجال التهذيب.
وَخِلَاسٌ
(1)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ لِلهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ، قَسَمَ مِنْهَا رَحْمَةً بَيْنَ أَهْلِ الدُّنْيَا، فَوَسِعَتْهُمْ إِلَى آجَالِهِمْ، وَأَخَّرَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ لِأَوْليَائِهِ، وَإِنَّ اللَّهَ عز وجل قَابِضٌ تِلْكَ الرَّحْمَةَ الَّتِي قَسَمَهَا بَيْنَ أَهْلِ الدُّنْيَا إِلَى التِّسْعِ وَالتِّسْعِينَ، فَكَمَّلَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ لِأَوْليَائِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ.
إِنَّمَا اتَّفَقَا فِيهِ عَلَى حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ مُخْتَصَرًا
(3)
.
ثُمَّ خَرَّجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَكْمَلَ مِنَ الْحَدِيثَيْنِ، وَلَهُ شَاهِدٌ عَلَى نَسَقِ حَدِيثِ عَوْفٍ.
186 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِائَةَ رَحْمَةٍ، كُلُّ رَحْمَةٍ طِبَاقُهَا طِبَاقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، فَقَسَمَ رَحْمَةً بَيْنَ جَمِيعِ الْخَلَائِقِ، وَأَخَّرَ تِسْعَةً
(1)
هو: خلاس بن عمرو الهجري. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (14/ 473 - 18031).
(3)
بل اتفقا على حديث الزهري عن سعيد بن المسيب - لا حميد بن عبد الرحمن. عن أبي هريرة؛ البخاري (8/ 8) ومسلم (8/ 96)، أما حديث سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان فقد انفرد به مسلم (8/ 96)، وكذا أخرجه من حديث داود بن أبي هند عن أبي عثمان به، وخالفهما الحجاج بن أبي زينب كما سيأتي في الرواية التالية.
وَتِسْعِينَ رَحْمَةً لِنَفْسِهِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ رَدَّ هَذِهِ الرَّحْمَةَ، فَصَارَ مِائَةَ رَحْمَةٍ يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ"
(1)
.
وَلَهُ شَاهِدٌ آخَرُ مُفَسَّرٌ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ.
187 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجِسْرِيِّ
(2)
، ثَنَا جُنْذُبٌ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَأَنَاخَ
(3)
رَاحِلَتَهُ، ثُمَّ عَقَلَهَا
(4)
، فَصَلَّى خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى رَاحِلَتَهُ، فَأَطْلَقَ عِقَالَهَا، ثُمَّ رَكِبَهَا، ثُمَّ نَادَى: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلَا تُشْرِكْ فِي رَحْمَتِنَا أَحَدًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"مَا تَقُولُونَ، أَهُوَ أَضَلُّ أَمْ بَعِيرُهُ؟ أَلمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ؟ ". قَالُوا: بَلَى. فَقَالَ: "لَقَدْ حَظَرَ
(5)
رَحْمَةً وَاسِعَةً، إِنَّ الله خَلَقَ مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَأَنْزَلَ رَحْمَةً تَعَاطَفَ بِهَا الْخَلَائِقُ جِنُّهَا وَإِنْسُهَا وَبَهَائِمُهَا، وَعِنْدَهُ تِسْعٌ وَتِسْعْونَ، تَقُولُونَ أَهُوَ
(6)
أَضَلُّ أَمْ بَعِيرُهُ؟ "
(7)
.
188 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ،
(1)
إتحاف المهرة (15/ 165 - 19087)، وقال ابن حجر:"قلت: الحجاج ضعيف، وخالفه سليمان التيمي وغيره من الثقات فرووه: عن أبي عثمان، عن سلمان".
(2)
هو: حميرى بن بشير، البصري. من رجال التهذيب.
(3)
في (و): "وأناخ".
(4)
في (و): "علقها".
(5)
في (ز): "خطر".
(6)
في (و): "هو".
(7)
إتحاف المهرة (4/ 87 - 3992)، وسيأتي في التوبة (7863).
حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَهُ أَحَدُهُمَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَدُسُّ فِي فَمِ فِرْعَونَ الطِّينَ مَخَافَةَ أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ"
(1)
.
189 -
حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا عَبْدَانُ الْأَهْوَازِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَني عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّ جِبْرِيلَ جَعَلَ يَدُسُّ فِي فَمِ فِرْعَونَ الطِّينَ خَشْيَةَ أَنْ يَقُولَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَ رحمه الله. أَوْ قَالَ: خَشْيَةَ أَنْ يَرحمه الله
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
190 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقوبَ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا أَحْمَد بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ.
وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ
(3)
، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ
(1)
إتحاف المهرة (7/ 186 - 7598).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 186 - 7598)، واستدركه في التفسير (3340) وقال:"إلا أن أكثر أصحاب شعبة أوقفوه على ابن عباس"، وصحح إسناده في التوبة (7864).
(3)
في النسخ الخطية كلها: "عبد الواحد بن حمزة عن عبد الله بن الزبير"، والمثبت من التلخيص والإتحاف.
قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي بَعْضِ صَلَاتِهِ: "اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا". فَلمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْحِسَابُ الْيَسِيرُ؟ قَالَ: "يُنْظَرُ فِي كِتَابِهِ، وَيُتَجَاوَزُ عَنْهُ، إِنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَئِذِ يَا عَائِشَةُ هَلَكَ، وَكُلُّ مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ يُكَفِّرُ
(1)
اللهُ عَنْهُ، حَتَّى الشَّوْكَةَ تَشُوكُهُ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ، إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ".
191 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ
(3)
الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، ثَنَا عَبْدَانُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ، عَنْ ضمْرَةَ بْنِ حَيِيبٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا، وَتَمَنَّى عَلَى اللهِ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ
(5)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
192 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ
(6)
، ثَنَا رَوْحُ بْن عُبَادَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
(1)
في (م): "يلقي".
(2)
إتحاف المهرة (16/ 1134 - 21767).
(3)
في (و) و (د): "حكيم".
(4)
إتحاف المهرة (6/ 177 - 6315).
(5)
قال الذهبي فِي التلخيص: "قلت: لا والله، أبو بكر واه"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: لا والله؛ بل أبو بكر ضعيف جدا".
(6)
في (و) و (ح) و (د) و (م): "بن أبي أمامة" والمثبت عن (ز)، وهو الصواب.
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ
(1)
، حَدَّثَنِي [حَسَنُ]
(2)
بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ
(3)
عَبْدِ الرِّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْمُؤْمِنُ مُكَفَّرٌ"
(4)
.
قَدِ اتَّفَقَا عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ لِجَهَالَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الزُّهْرِيِّ هَذَا.
193 -
أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الْأَدَمِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، ثَنَا شَدِّادُ بْنُ سَعِيدٍ.
وَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْن إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، ثَنَا حَرَمِيُّ بْن عُمَارَه، ثَنَا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو طَلْحَةَ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تُحْشَرُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى ثَلَاثةِ أَصْنَافٍ: صِنْفٌ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَصِنْفٌ يُحَاسَبُونَ حِسَابًا يَسِيرًا، ثُمَّ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَصِنْفٌ يَجِيئُونَ عَلَى ظُهُورِهِمْ
(5)
أَمْثَالٌ الْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ ذُنُوبًا، فَيَسْأل اللهُ عَنْهُمْ،
(1)
هو: محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، منكر الحديث، وسيأتي حديثه في التوبة (7873).
(2)
في النسخ الخطية كلها: "حسين"، والمثبت من الإتحاف، وسيتى في التوبة (7873) من حديث محمد بن سعد العوفي عن روح به.
(3)
في (و) و (ح) و (د): "عن".
(4)
إتحاف المهرة (5/ 136 - 5069)، وقال ابن الأثير في النهاية (4/ 189):"أي مرزأ في نفسه وماله؛ لتكفر خطاياه".
(5)
في التلخيص: "جنوبهم".
وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ، فَيَقُولُ: مَا هَؤلَاءِ؟ فَيَقُولُونَ: هَؤُلَاءِ عَبِيدٌ مِنْ عِبَادَكَ. فَيَقُولُ: حُطُّوهَا عَنْهُمْ، وَاجْعَلُوهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَأَدْخِلُوهُمْ بِرَحْمَتي الْجَنَّةَ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ حَرَميِّ بْنِ عُمَارَةَ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَا
(2)
.
فَأَمَّا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْر فَإنِّي قَرَنْتُهُ إِلَى حَرَمِيٍّ؛ لِأَنِّي عَلَوْتُ فِيهِ.
194 -
حدثني عَلِيُّ بْنُ بُنْدَارٍ الزَّاهِدُ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الزَّمِنُ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنسٍ قَالَ: كَانَ صَبِيٌّ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ، فَمَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ نَاسٌ، فَلمَّا رَأَتْ أُمُّ الصَّبِيِّ الْقَوْمَ خَشِيَتْ أَنْ يُوطَأَ ابْنها، فَسَعَتْ فَحَمَلَتْهُ، فَقَالَتَ: ابْنِي، ابْنِي. قَالَ الْقَوْمُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُلْقِي ابْنَهَا فِي النَّارِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"وَلَا اللهُ يُلْقِي حَبِيبَهُ في النَّارِ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
195 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِية ببَغْدَادَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ
(4)
الْقَاضِي
(5)
وَأَنَا أَسْمَعُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ
(1)
إتحاف المهرة (10/ 102 - 12351).
(2)
بل أخرج مسلم طرفا منه (8/ 105) من حديث محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد عن حرمي به، وانظر ما يأتي في التوبة (7877) و (7878)، والأهوال (9051)، وأيضا فشداد أخرج له مسلم هذا الحديث الواحد ولم يخرج له البخاري.
(3)
إتحاف المهرة (1/ 657 - 1014)، وسيأتي في التوبة (7575).
(4)
في (و) و (ح) و (د): "محمد بن القاسم".
(5)
هو: محمد بن الهيثم بن حماد، أبو عبد الله بن أبي القاسم. من رجال التهذيب.
يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ
(1)
، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحَدُنَا يُذْنِبُ. قَالَ:"يُكْتَبُ عَلَيْهِ". قَالَ: ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ مِنْهُ وَيَتُوبُ. قَالَ: "يُغْفَرُ لَهُ، ويُتَابُ عَلَيْهِ". قَالَ: فَيَعُودُ فَيُذْنِبُ. قَالَ: "يُكتَبُ عَلَيْهِ". قَالَ: ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ مِنْهُ وَيَتُوبُ. قَالَ: "يُغْفَرُ لَهُ، وَيُتَابُ عَلَيْهِ". قَالَ: فَيَعُودُ فَيُذْنِبُ؟ قَالَ: "يُكْتَبُ عَلَيْهِ". قَالَ: ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ مِنْهُ وَيتُوبُ. قَالَ: "يُغْفَرُ لَهُ، ويُتَابُ عَلَيْهِ، وَلَا يَمَلُّ اللهُ حَتَّى تَمَلُّوا"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
196 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ
(3)
، ثَنَا سُفْيَانُ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيِّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: الْكَبَائِرُ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ النِّسَاءِ إِلَى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ}
(4)
. مِنْ أَوَّلِ السُّورَةِ إِلَى ثَلَاثِينَ آيةً
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَجَبَ إِخْرَاجُهُ عَلَى مَا شَرَطْتُ فِي تَفْسِيرِ الصَّحَابَةِ.
(1)
هو: مرثد بن عبد الله اليزني. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (11/ 229 - 13935).
(3)
هو: موسى بن مسعود النهدي. من رجال التهذيب.
(4)
(النساء:31)
(5)
هذا الأثر لم نجده بالإتحاف.
197 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي إِمْلَاءً، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ، ثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ
(1)
، أَنَّهُ حَدَّثَهُ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ:"أَلا إِنَّ أَوْليَاءَ اللهِ الْمُصَلُّونَ، مَنْ يُقِمْ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ الَّتِي كُتِبْنَ عَلَيْهِ، وَيَصُومُ رَمَضَانَ، وَيَحْتَسِبُ صَوْمَهُ، يَرَى أَنَّهُ عَلَيْهِ حَقٌّ، وُيعْطِي زَكَاةَ مَالِهِ يَحْتَسِبُهَا، وَيَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ الَّتى نَهَى اللَّهُ عَنْهَا". ثُمَّ إِنَّ رَجُلًا سَأَلهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْكَبَائِرُ؟ فَقَالَ: "هُوَ
(2)
تِسْعٌ: الشِّرْكُ بِاللهِ، وَقَتُ نَفْسِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَفِرَارٌ يَوْمَ الزَّحْفِ، وَأَكلُ مَالِ الْيَتيمِ، وَأَكْل الرِّبَا، وَقَذفُ الْمُحْصَنَةِ، وَعُقوقُ الْوَالِدَينِ الْمُسْلِمَيْنِ، وَاسْتِحْلَاُل الْبَيْتِ الْحَرَامِ قِبْلَتِكُمْ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا". ثُمَّ قَالَ:"لَا يَمُوتُ رَجُلٌ لَم يَعْمَلْ هَؤلَاءِ الْكَبَائِرَ، وَيُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَيؤْتِي الزَّكَاةَ إِلَّا كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في دَارٍ أَبوَابُهَا مَصَارِيعُ مِنْ ذَهَبٍ"
(3)
.
قَدِ احْتَجَّا بِرُوَاةِ هَذَا الْحَدِيثِ غَيْرُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنِ سِنَانٍ
(4)
، فَأَمَّا عُمَيْرُ بْن
(1)
هو: عمير بن قتادة بن سعد بن عامر الليثي. صحابي. من رجال التهذيب.
(2)
في التلخيص: "هن"، وكذا في السنن الكبرى عن المصنف.
(3)
إتحاف المهرة (12/ 536 - 1604).
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: لجهالته، ووثقه ابن حبان"، وقال العقيلي (3/ 516) عن آدم بن موسى عن البخاري:"في حديثه نظر"، ولم يرو عنه غير يحيى بن أبي كثير، وحديثه هذا أخرجه أبو داود والنسائي، ثم إن المذكور هنا من الكبائر ثمان فقط، والتاسعة:"السحر"، قال البيهقي في الكبرى (3/ 408) بعد أن رواه عن المصنف بهذا الإسناد:"سقط من كتابي أو من كتاب شيخي السحر" نقول: بل من كتاب شيخك، وسيأتي في كتاب التوبة (7899) من حديث عبد الله بن رجاء عن حرب بن شداد به بدون:"السحر" أيضا.
قتَادَةَ فَإِنَّهُ صَحَابِيٌّ، وَابْنُهُ عُبَيْدٌ مُتَّفَقٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ وَالاحْتِجَاجِ بِهِ.
198 -
حدثناه عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ حُجْرٍ السَّامِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: الْتَقَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ: أَيُّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ أَرْجَى عِنْدَكَ؟ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}
(1)
. فَقَالَ: لَكِنَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}
(2)
. هَذَا لِمَا فِي الصُّدُورِ، ويُوَسْوِسُ الشَّيْطَانُ، فَرَضِيَ الله مِنْ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ بِقَوْلِهِ: أَوَ لَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى
(3)
.
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(4)
.
199 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا أَبُو النَّضْرِ
(5)
، ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِى عَمْرٍو
(6)
، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ
(1)
(الزمر:53)
(2)
(البقرة: 260)
(3)
إتحاف المهرة (8/ 60 - 8910) و (9/ 622 - 12075).
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: فيه إنقطاع"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"ذكر الذهبي في مختصره: فيه انقطاع، يعني: بين [ابن] المنكدر، وابن عباس وابن عمرو. قلت: قد ذكروا له رواية عن ابن عباس، وأما عن ابن عمرو فلم أر ذلك".
(5)
هو: هاشم بن القاسم بن مسلم، الليثي. من رجال التهذيب.
(6)
هو: عمرو بن أبى عمرو: ميسرة، القرشي، أبو عثمان المدني، مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب، ولم يحتج الشيخان بالمطلب.
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَشَاهِدُهُ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِ مُسْلِمٍ:
200 -
أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ إِسْمَاعِيلُ بْن أَحْمَدَ التَّاجِرُ
(2)
، أَنَا أَبُو يَعْلَى، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ الْعُرُوقِيُّ، ثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الله لَيُبَلِّغُ الْعَبْدَ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ"
(3)
.
201 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ بِمِصْرَ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ بْنِ الْقَاسِمِ الْيَمَامِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي
(4)
، أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الْمَخْزُوميَّ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ لَقِيَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنَّا بَنُو الْمُغِيرةِ قَوْمٌ فِينَا نَخْوَةٌ، فَهَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ فِي ذَلِكَ شَيْئًا؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
(5)
: "مَا مِنْ رَجُلٍ يَتَعَاظَمُ فِي نَفْسِهِ، وَيَخْتَالُ فِي مِشْيَتِهِ إِلَّا لَقِيَ الله وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ"
(6)
.
(1)
إتحاف المهرة (17/ 569 - 22810).
(2)
هو: إسماعيل بن أحمد بن محمد الجرجاني الخلَّالي التاجر الرحال، عن أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي.
(3)
إتحاف المهرة (15/ 391 - 19553).
(4)
هو: يونس بن القاسم، الحنفي. من رجال التهذيب.
(5)
كلمة: "يقول" غير موجودة في (ز).
(6)
إتحاف المهرة (8/ 602 - 10545).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ [مُسْلِمٍ]
(1)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
202 -
أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا زيدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ الْمَغْلُوبُونَ الضُّعَفَاءُ، وَأَهْلُ النَّارِ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتكْبِرٍ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
203 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، ثَنَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قتادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عز وجل قَالَ:"الْكِبرَياءُ رِدَائِي، فَمَنْ نَازَعَنِي رِدَائِي قَصَمْتُهُ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ.
إِنَّمَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ
(5)
.
204 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ إِسْمَاعِيل بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الفَقِيهُ بِالرَّيِّ، ثَنَا
(1)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من التلخيص، ويونس بن القاسم أخرج له البخاري دون مسلم.
(2)
إتحاف المهرة (5/ 70 - 4967)، وسيأتي برقم (6781).
(3)
قال ابن حجر فِي الإتحاف: "قلت: ليس هو على شرطه، فإن عليا لم يسمع من سراقة بلا شك في ذلك".
(4)
إتحاف المهرة (14/ 787 - 18718).
(5)
مسلم (8/ 35) من حديث أبي مسلم الأغر عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العز إزاره والكبرياء رداؤه، فمن ينازعني عذبته".
أَبُو بَكْرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الْأَزْرَقُ، ثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوَيةَ
(1)
، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْكَبُ الْحِمَارَ، وَيلْبَسُ الصُّوفَ، وَيَعْقِلُ الشَّاةَ، وَيَأْتِي
(2)
مَدْعَاةَ الضَّيْفِ
(3)
.
205 -
حدثنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ
(4)
، ثَنَا أَبُو بَكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ نعَيْمٍ الْمَدَنِيُّ، ثَنَا بِشرُ بْنُ خَالِدٍ الْعَسْكَرِيُّ، ثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوَيَةَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْكَبُ الْحِمَارَ، وَيلْبَسُ الصُّوفَ، وَيَعْتَقِلُ
(5)
الشَّاةَ، وَيَأْتِي مُرَاعَاةَ
(6)
الضَّيْفِ
(7)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَإِنَّمَا ذَكَرْتُهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْخِلَالَ مِنَ الْإِيمَانِ، وَلَهُ شَاهِدٌ يَنْفَرِدُ بِهِ زَبَّانُ
(8)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
هو: شيبان بن عبد الرحمن التميمى. من رجال التهذيب.
(2)
في (ز): "وتأتي".
(3)
إتحاف المهرة (10/ 103 - 12352).
(4)
في (و): "الجيزي".
(5)
في (ز): "يعقل" وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى: "يعتقل".
(6)
في (و) و (ح): "مدعاة" وفي (د): "مداعاة".
(7)
إتحاف المهرة (10/ 103 - 12352).
(8)
قال ابن حجر في الإتحاف: "أورده شاهدا لحديث أبي بردة، عن أبيه، ثم نقض على نفسه، فأخرجه في كتاب اللباس - (7600) - عن الحسين بن الحسن بن أيوب، ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، عن سهل به. وقال: صحيح الإسناد".
206 -
حدثنا أَبُو مُحَمَّدُ بْن يَعْقُوبَ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ تركَ اللِّبَاسَ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَيْهِ تَوَاضعًا لِلَّهِ، دَعَاهُ اللهُ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ، حَتَّى يخَيَّرَ فِي حُلَلِ الْإيمَانِ، يَلْبَسُ أَيَّهَا شَاءَ"
(1)
.
207 -
أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عَائِذٍ الطَّائِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الشَّامِ، وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَأتَوْا عَلَى مَخَاضَةٍ، وَعُمَرُ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ، فَنزَلَ عَنْهَا، وَخَلَعَ خُفَّيْهِ، فَوَضعَهُمَا عَلَى عَاتِقِهِ، وَأَخَذَ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ، فَخَاضَ بِهَا الْمَخَاضَةَ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَأَنْتَ تَفْعَلُ هَذَا، أَتَخْلَعُ خُفَّيْكَ وَتَضَعُهُمَا عَلَى عَاتِقِكَ، وَتَأْخُذُ بِزِمَامِ نَاقَتِكَ، وَتَخُوضُ بِهَا الْمَخَاضَةَ؟ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أَهْلَ الْبَلَدِ اسْتَشرَفُوكَ. فَقَالَ عُمَرُ: أَوهِ، لَوْ يَقُلْ ذَا غَيْرُكَ أَبَا عُبَيْدَةَ، جَعَلْتُهُ نَكَالًا لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، إِنَّا كُنَّا أَذَلَّ قَوْمِ فَأَعَزَّنَا اللهُ بِالْإِسْلَامِ، فَمَهْمَا نَطْلُبُ الْعِزَّةَ بِغَيْرِ مَا أَعَزَّنَا اللَّهُ بِهِ أَذَلَّنَا الله"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ لاحْتِجَاجِهِمَا جَمِيعًا بِأيُّوبَ بْنِ عَائِذٍ الطَّائِيِّ وَسَائِرِ رُوَاتِهِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَش، عَنْ قَيس بْنِ مُسْلِمٍ:
(1)
إتحاف المهرة (13/ 217 - 16612).
(2)
إتحاف المهرة (12/ 204 - 15415)، وسيأتي في المناقب (4529).
208 -
حدثناه عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَاب قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ لَقِيَهُ الْجُنُودُ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ، وَخُفَّانِ، وَعِمَامَةٌ، وَهُوَ آخِذ بِرَأْس بَعِيرِهِ يَخُوضُ الْمَاءَ، فَقَالَ لَهُ - يَعْنِي قَائِلٌ -: يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، تَلْقَاكَ الْجُنُودُ وَبَطَارِقَةُ الشَّامِ وَأَنْتَ عَلَى حَالِكَ هَذِهِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّا قَوْمٌ أَعَزَّنَا اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ، فَلَنْ نَبْتَغِي الْعِزَّ بِغَيْرِهِ
(1)
.
209 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَبَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ
(2)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، فَقَدِ احْتَجَّ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ الْيَحْصِبِيِّ
(4)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَشَاهِدُهُ الْحَدِيثُ الْمَعْرُوفُ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَغَيْرهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَفِي حَدِيثِ
(1)
إتحاف المهرة (12/ 204 - 15415).
(2)
كذا في النسخ الخطية كلها والتلخيص، وقال عقبه:"على شرط مسلم فقد احتج بعبد الله بن عامر المحصبي" يعني: عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم، وقوله هذا وهم نشأ من تصحيف، وفى الإتحاف:"عبيد الله بن عامر" وهو الصواب فهو: عبيد الله بن عامر المكي أخرج له أبو داود (5/ 147) هذا الحديث.
(3)
إتحاف المهرة (9/ 584 - 11992).
(4)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: ليس هو اليحصبي وإنما هو المكي، وقرن بينهما غير واحد، وقد وثقه ابن معين. وابن أبي نجيح ليس له رواية عن اليحصبي".
عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:"وَيَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ". وَإِنَّمَا تَرَكْتُهُ؛ لِأَنَّ رَاوِيهِ
(1)
لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ.
210 -
حدثنا أَبُو أحْمَدَ حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْعَقَبِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ، ثَنَا وَارِثُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ
(3)
، قَالَا: ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنَا خَالِدُ بْنُ مِهْرَانَ الْحَذاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْبَرَكَةُ مَعَ أكَابِرِكُم"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
211 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا مُسَدَّدٌ.
وَثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَا: ثَنَا يَحْيَى - يَعْنِيَانِ ابْنَ سَعِيدٍ - ثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي
(1)
في (م) و (د): "رواية"، وفي (و) و (ح):"رواته".
(2)
قوله: "العقبى ببغداد، ثنا عبد الكريم بن الهيثم، ثنا نعيم بن حماد. وأخبرنا أبو العباس".
سقط من (و) و (د).
(3)
كذا في النسخ عدا (د) ففيها: "دارث" وفي الإتحاف: "عبد الوارث بن عبيد" وهو: عبد الوارث بن عبيد الله العتكي، من رجال التهذيب، وقال ابن حبان في الثقات (8/ 416):"وكان اسمه وارثا فسمى نفسه عبد الوارث".
(4)
إتحاف المهرة (7/ 601 - 8563).
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي أُحَرِّجُ عَلَيْكُمْ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتيمِ وَالْمَرْأَةِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
212 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّد بْنُ يَعْقُوبَ، أنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَليدِ بْنِ مَزْيْدٍ
(2)
الْبَيْرُوتِيُّ، أَخْبَرَنِي [أَبِي]
(3)
، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ الزُّبَيْدِيُّ
(4)
، عَنْ أَبِيهِ
(5)
- وَكَانَ يُجَالِسُ أَبَا ذَرٍّ - قَالَ: فَجَمَعَ حَدِيثًا، فَلَقِيَ أَبَا ذَرٍّ وَهُوَ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى وَحَوْلَهُ النَّاسُ، قَالَ: فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ حَتَّى مَسَّتْ رُكْبَتِي رُكْبَتَيْهِ، فَنَسِيتُ ذَلِكَ الْحَدِيثَ، وَتَفَلَّتَ مِنِّي كُلُّ شَيْءٍ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي إِلَى السَّمَاءِ، فَجَعَلْتُ أَتَذَكرُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلَ بِهِ الْعَبْدُ دَخَلَ الْجَنَّةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تُؤْمِنُ بِاللهِ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ مَعَ الْإِيمَانِ عَمَلًا؟ قَالَ:"يَرْضَخُ مِمَّا رَزَقَهُ اللهُ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنْ كَانَ مُعْدَمًا لَا شَيْء لَهُ؟ قَالَ: "يَقُولُ
(1)
إتحاف المهرة (14/ 676 - 18463).
(2)
في (ز): "مرثد".
(3)
قوله: "أبي" ساقط من (ز) ر (م)، وقوله:"أخبرني أبي" ساقط من (و) و (ح) و (د)، والمثبت من التلخيص والإتحاف، وهو: الوليد بن مزيد العذري. من رجال التهذيب.
(4)
كذا وقع للمصنف، ولعل هذا هو الذي جعله يظن أن الحديث على شرط مسلم، والصواب:"أبو كثير السحيمي" كما في الإتحاف، ومصادر تخريج الحديث، وانظر صحح ابن حبان (2/ 96)، وهو: أبو كثير السحيمي، الغبري اليمامي الأعمى، قيل: اسمه يزيد بن عبد الرحمن بن غفيلة، وقيل: بن أذينة، وقيل: يزيد بن عبد الله بن أذينة. من رجال التهذيب.
(5)
هو: عبد الرحمن بن غفيلة، أو أذينة، والد أبي كثير يزيد بن عبد الرحمن، ولم نجد من خصه بترجمة.
مَعْرُوفًا بِلِسَانِهِ". قُلْتُ: فَإِنْ كَانَ عَيِيًّا، لَا يُبْلِغ عَنْهُ لِسَانُهُ؟ قَالَ: "فَلْيُعِنْ مَغْلُوبًا". قُلْتُ: فَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا لَا قُوَّةَ لَهُ؟ قَالَ: "فَلْيَصْنَعْ لِأَخْرَقَ". قُلْتُ: فَإِنْ كَانَ أَخْرَقَ؟ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: "مَا ترِيدُ أَنْ تَدَع فِي صَاحِبِكَ خَيْرًا؟ ". قَالَ: "يَدَعُ النَّاسَ مِنْ أَذَاهُ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا لَيَسِيرٌ
(1)
كُلُّهُ، قَالَ:"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْهُنَّ خَصْلَةُ يَعْمَلُ بِهَا عَبْدٌ يَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ إِلَّا أَخَذَتْ بِيَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلَمْ تفَارِقْهُ حَتَّى تُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شرْطِ مُسْلِمٍ، فَقَدِ احْتَجَّ فِي كِتَابِهِ بِأَبِي كَثِيرٍ الزُّبَيْدِيِّ، وَاسْمُهُ: يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُذَيْنَةَ، وَهُوَ تَابِعِيٌّ مَعْرُوفٌ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو كَثِيرٍ الْأَعْمَى
(3)
، وَهَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يُخَرِّجَاهُ.
213 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الفَقِيهُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ، ثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ
(4)
، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ الْأَعْمَشُ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "التُّؤَدَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ خَيْرٌ إِلَّا فِي عَمَلِ الْآخِرَةِ"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
214 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْقَاضِي
(1)
في (ز): "اليسير".
(2)
إتحاف المهرة (14/ 162 - 17563).
(3)
نعم، ولكن مسلما لم يحتج بأبيه: عبد الرحمن بن غفيلة، ولا أحد من أصحاب الكتب الستة.
(4)
هو: مالك بن الحارث السلمي الرقي، ويقال الكوفي، احتج به مسلم دون البخاري.
(5)
إتحاف المهرة (5/ 134 - 5067).
بِمِصْرَ، ثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى الْقَاضِي، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ، وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ عَطَسَ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِهِ، فَحَمِدَ الله بِإِذْنِ اللهِ، فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ: رَحِمَكَ رَبُّكَ يَا آدَمُ، وَقَالَ لَهُ: يَا آدَمُ، اذْهَبْ إِلَى أُولَئِكَ الْمَلَائِكَةِ إِلَى مَلأٍ مِنْهُمْ جُلُوسٍ، فَقُلِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. فَذَهَبَ، فَقَالُوا: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ، فَقَالَ: هَذِهِ تَحِيَّتُكَ، وَتَحِيَّةُ بَنِيكَ وَبَنِيهِمْ
(1)
، فَقَالَ اللهُ لَهُ وَيَدَاهُ مَقْبُوضَتَانِ: اخْتَرْ أَيَّهُمَا شِئْتَ. فَقَالَ: اخْتَرْتُ يَمِينَ رَبِّي، وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ مُبَارَكَةُ، ثُمَّ بَسَطهَا، فَإِذَا فِيهَا آدَمُ وَذُرِّيَّتُهُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، مَا هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ، فَإِذَا كُلُّ إِنْسَانٍ مَكْتُوبٌ عُمْرُهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَإِذَا فِيهِمْ رَجُلٌ أَضْوَؤُهُمْ - أَوْ قَالَ: مِنْ أَضْوئِهِمْ - لَمْ يُكْتَبْ لَهُ إِلَّا أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ: يَا رَبِّ، زِدْ فِي عُمْرِهِ. قَالَ: ذَاكَ الَّذِي كُتِبَ لَهُ. قَالَ: فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ لَهُ مِنْ عُمْرِي سِتِّينَ سَنَةً، قَالَ: أَنْتَ وَذَاكَ. قَالَ: ثُمَّ أُسْكِنَ الْجَنَّةَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أهبِطَ مِنْهَا آدَمُ يَعُدُّ لِنَفْسِهِ، فَأَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: قَدْ عَجِلْتَ، قَدْ كُتِبَ لِي أَلْفُ سَنَةِ. قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّكَ جَعَلْتَ لابْنِكَ دَاوُدَ مِنْهَا سِتِّينَ سَنَةً، فَجَحَدَ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَتُهُ، وَنَسِيَ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ، لَيَوْمَئِذٍ أُمِرَ بِالْكِتَابِ وَالشُّهُودِ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، فَقَدِ احْتَجَّ بِالْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، وَقَدْ رَوَاهُ عَنْهُ غَيْرُ صَفْوَانَ، وَإِنَّمَا خَرَّجْتُهُ مِنْ
(1)
في التلخيص: "بينهم".
(2)
إتحاف المهرة (14/ 689 - 18497) عزاه لابن خزيمة فقط وفاته عزوه للحاكم.
حَدِيثِ صَفْوَانَ؛ لِأَنِّي عَلَوْتُ فِيهِ، وَلَهُ شَاهِدٌ صَحِيحٌ:
215 -
حدثناه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ الشَّاشِيُّ فِي آخَرِينَ، قَالُوا: ثَنَا أَبُو عَرُوبَةَ، ثَنَا مَخْلَدُ بْن مَالِكٍ
(1)
، ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(2)
نَحْوَهُ
(3)
.
216 -
أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ السَّدُوسِيُّ، ثَنَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيادٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَمُحَمَّد بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَتَعْجَبُونَ أَنْ تَكُونَ الْخُلَّةُ لإِبْرَاهِيمَ، وَالْكَلَامُ لِمُوسَى، وَالرُّؤْيَةُ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَلَهُ شَاهِدُ صَحِيحٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الرُّؤْيَةِ:
217 -
أخبرناه أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّرَغَاوَشُونِي
(5)
الْبُخَارِيَّانِ بِبُخَارَى، قَالَا: ثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
(1)
هو: مخلد بن مالك بن شيبان، القرشي. من رجال التهذيب.
(2)
زاد في التلخيص: "ومحمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة نحوه مرفوعا".
(3)
إتحاف المهرة (15/ 110 - 18975).
(4)
إتحاف المهرة (7/ 590 - 8538)، وسيأتي برقم (3149) و (3787).
(5)
أبو الحسن علي بن محمد هذا لم نعرفه، ولم نجد نسبة الشرغاوشوني هذه في كتب الأنساب ولا معجم البلدان، وقد ذكر ابن السمعاني (3/ 414):"الشرغي" وقال هذه نسبة إلى شرغ وهي قرية على أربع فراسخ من بخارى على طريق سمرقند، يقال لها جرغ"، والله أعلم.
حَبِيبٍ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ
(1)
.
وَحَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْخلْوَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّد بْنُ الصَّبَّاحِ الدَّوْلَابِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَى مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم رَبَّهُ
(2)
.
وَلَهُ شَاهِدٌ ثَالِثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ:
218 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو
(3)
، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدْ رَأَى محَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم رَبَّهُ
(4)
.
219 -
أخبرناه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ
(5)
، ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ
(6)
، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَآهَ مَرَّتَيْنِ
(7)
.
قَدِ [اعْتَمَدَ]
(8)
الشَّيْخَانِ فِي هَذَا الْبَابِ أَخْبَارَ عَائِشَةَ بِنْتِ الصِّدِّيقِ،
(1)
هو: محمد بن الصباح البزاز الدولابي، أبو جعفر البغدادي. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (7/ 317 - 7903).
(3)
هو: محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص. من رجال التهذيب.
(4)
إتحاف المهرة (8/ 163 - 9131).
(5)
هو: إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي.
(6)
هو: موسى بن مسعود النهدي. من رجال التهذيب.
(7)
إتحاف المهرة (7/ 434 - 8151)، ورواه مسلم (1/ 109) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن حفص يعني بن غياث عن عبد الملك يعني ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس: رآه بقلبه.
(8)
في النسخ كلها: "قد اعتمده" والمثبت المناسب للسياق.
وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى جِبْرِيلَ عليه السلام. وَهَذِهِ الْأَخْبَارُ الَّتِي ذَكَرْتُهَا صَحِيحَةٌ كُلُّهَا، وَاللهُ أَعْلَمُ.
220 -
حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرَّازِيُّ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِي الْحَافِظُ إِمْلَاءَ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا أَبُو الْمُوَجَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْفَزَارِيُّ، قَالُوا: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ، ثَنَا محَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْبُنَانِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لِلْأَنْبِيَاءِ مَنَابِرُ مِنْ ذَهَبٍ". قَالَ: "فَيَجْلِسُونَ عَلَيْهَا، وَيَبْقَى مِنْبَرِي لَا أَجْلِسُ عَلَيْهِ - أَوْ: لَا أَقْعُدُ عَلَيْهِ - قَائِمًا بَيْنَ يَدَيْ رَبِّي مَخَافَةَ أَنْ يَبْعَثَ بِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَتَبْقَى أُمَّتى مِنْ بَعْدِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتي أُمَّتِى. فَيَقُولُ اللهُ عز وجل: يَا مُحَمَّدُ، مَا تُرِيدُ أَنْ أَصْنَعَ بِأُمَّتِكَ؟ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ عَجِّلْ حِسَابَهُمْ. فَيُدْعَى بِهِمْ فَيُحَاسَبُونَ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَةِ اللهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِي، فَمَا أَزَالُ أَشْفَعُ حَتَّى أُعْطَى صِكَاكًا بِرِجَالٍ قَدْ بُعِثَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، وَمَالِكٌ خَازِنَ النَّارِ، فَيَقُولُ: يَا محَمَّدُ، مَا ترَكْتَ لِلنَّارِ لِغَضَبِ رَبِّكَ في أُمَّتِكَ مِنْ بَقِيَّةٍ"
(1)
.
(1)
إتحاف المهرة (7/ 328 - 7926).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ غَيْرَ أَنَّ الشَّيْخَيْنِ لَمْ يَحْتَجَّا بِمُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ يُجْمَعُ حَدِيثُهُ
(1)
، وَالْحَدِيثُ غَرِيبٌ فِي أَخْبَارِ الشَّفَاعَةِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
221 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ الْخَوْلَانِيُّ
(2)
، ثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيَّ يَقُولُ: نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلًا، فَاسْتَيْقَظْتُ مِنَ اللَّيْلِ، فَإِذَا لَا أَرَى شَيْئًا أَطْوَلَ مِنْ مُؤْخِرَةِ رَحْلِي، قَدْ لَصَقَ كُلُّ إِنْسَانٍ وَبَعِيرُهُ بِالْأَرْضِ، فَقُمْتُ أَتَخَلَّلُ النَّاسَ حَتَّى دُفِعْتُ إِلَى مَضْجَعِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا هُوَ لَيْسَ فِيهِ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى الْفِرَاشِ، فَإِذَا هُوَ بَارِدٌ، فَخَرَجْت أَتَخَلَّلُ النَّاسَ، وَأَقُولُ
(4)
: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، ذُهِبَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى خَرَجْتُ مِنَ الْعَسْكَرِ كُلِّهِ، فَنَظَرْتُ سَوَادًا فَمَضَيْتُ، فَرَمَيْتُ بِحَجَرٍ، فَمَضَيْتُ إِلَى السِّوَادِ، فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَإِذَا بَن أَيْدِينَا صَوْتٌ كَدَوِيِّ الرَّحَا، أَوْ كَصَوْتِ الْهَضْبَاءِ حِينَ يُصِيبُهَا الرِّيحُ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: يَا قَوْمِ، اثْبُتُوا
(5)
حَتَّى تُصْبِحُوا، أَوْ يَأْتِيَكُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَلَبِثْنَا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ نَادَى:"أَثَمَّ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ، وَعَوْفُ بْنُ مَالِكٍ؟ ". فَقُلْنَا: نَعَمْ. فَأَقْبَلَ إِلَيْنَا، فَخَرَجْنَا لَا نَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ وَلَا
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ضعفه غير واحد، والحديث منكر".
(2)
في الإتحاف: "الربيع بن سليمان" بدلا من بحر بن نصر.
(3)
هو: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. من رجال التهذيب.
(4)
في (و): "وأنا أقول".
(5)
من ها هنا يبدأ سقط في النسخة (ز) وينتهي أثناء الحديث رقم (226).
يُخْبِرُنَا حَتَّى قَعَدَ عَلَى فِرَاشِهِ، فَقَالَ:"أَتَدْرِي مَا خَيَّرَنِي رَبِّي اللَّيْلَةَ؟ ". فَقُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "فَإِنَّهُ خَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يُدْخِلَ نِصْفَ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ". فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ الله أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِهَا. قَالَ:"هِيَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، فَقَدِ احْتَجَّ بِسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، وَأَمَّا سَائِرُ رُوَاتِهِ فَمُتَّفَقٌ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدْ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَهِشَامُ بْنُ بَشِيرٍ
(2)
، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ.
أَمَّا حَدِيثُ سَعِيدٍ:
222 -
فحدثناه الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، ثَنَا يَحْيَى بْن أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْن عَطَاءٍ، ثَنَا سَعِيدٌ.
قَالَ
(3)
: وَثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، ثَنَا عَبْدَة بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَن قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا الْمَلِيحِ الْهُذَلِيَّ، حَدَّثَهُمْ أَنَّ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
(4)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ:
(1)
إتحاف المهرة (12/ 540 - 16051)، وعطفه على الحديث الأول رقم (36) فقال:"وأعاده في موضع آخر عن محمد بن يعقوب، به" ولم ينتبه أنه هنا عن محمد بن يعقوب عن بحر بن نصر، لا الربيع بن سليمان.
(2)
كذا في النسخ الخطية، والصواب:"بن سنبر" وهو الدستوائي كما سيأتي.
(3)
القائل هو الحسن بن يعقوب.
(4)
إتحاف المهرة (12/ 540 - 16051).
223 -
فحدثناه أَبُو زَكَرِيَا الْعَنْبَرِيُّ وَعَلِيُّ بْن عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ
(1)
.
حَدِيثُ قَتَادَةَ هَذَا صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدِ الْجَرْمِيُّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ:
224 -
أخبرني الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ
(2)
مَغَازِيهِ، فَانْتَبَهْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَلَمْ نَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَكَانِهُ، وَإِذَا أَصْحَابُنَا، وَإِذَا الْإِبِلُ قَدْ وَضعَتْ جِرَانَهَا، فَإِذَا أَنَا بِخَيَالٍ، فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَتَصَدَّى لِي وَتَصَدَّيْتُ لَهُ، فَقلْتُ: أَيْنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: وَرَائِي، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
(3)
.
وَهَذَا صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قِلَابَةَ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ:
(1)
إتحاف المهرة (12/ 540 - 16051).
(2)
في (و) و (د): "في مكانة بعض".
(3)
إتحاف المهرة (12/ 540 - 16051).
225 -
حدثناه أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَبَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْقَطَّانُ الرَّقِّيُّ بِالرَّقَّةِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَّادٍ أَبُو بَكْرٍ الْوَاسِطِيُّ
(1)
، ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِذِ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ
(2)
، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، قَالَ عَوْفٌ: فَسَمِعْت خَلْفِي هَزِيزًا كَهَزِيزِ الرَّحَى، فَإِذَا أَنَا بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ وَكَانَ عَلَيْهِ الْحَرَسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي يُخَيِّرُنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ شَطْرُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ". فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَرَفْتَ قَرَابَتِي، فَاجْعَلْنِي مِنْهُمْ. قَالَ:"أَنْتَ مِنْهُمْ". قَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ: يَا رَسُولَ اللهِ
(3)
، قَدْ عَرَفْتَ أَنَّا تَرَكْنَا قَوْمَنَا وَأَمْوَالَنَا رَغَبًا للهِ وَلرَسُولِهِ
(4)
، فَاجْعَلْنَا مِنْهُمْ. قَالَ:"أَنْتَ مِنْهُمْ". قَالَ: فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ وَقَدْ ثَارُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اقْعُدُوا". فَقَعَدُوا، كَأَنَّهُ لَمْ يَقُمْ أَحَدٌ مِنْهُمْ، قَالَ: "أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي، فَخَيَّرَنِي
(1)
هو: عبد الرحمن بن حماد بن سويد أبو بكر الواسطي، ذكره بحشل في تاريخ واسط - يروي عن خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد الطحان الواسطي - وهو غير عبد الرحمن بن خالد بن يزيد القطان، أبو بكر الرقي الواسطي المترجم له في التهذيب.
(2)
كذا في النسخ الخطية كلها، وفي التلخيص والإتحاف:"خالد بن عبد الله الواسطي عن حميد"، وكل ذلك خطأ، والصواب: خالد بن عبد الله الواسطي عن خالد عن حميد بن هلال، فخالد بن عبد الله هو ابن عبد الرحمن بن يزيد الواسطي يروي عن خالد بن مهران الحذاء عن حميد بن هلال البصري، وانظر التوحيد لابن خزيمة (2/ 465)، والمعجم الكبير للطبراني (18/ 72).
(3)
قوله: "قد عرفت قرابتي، فاجعلني منهم. قال: "أنت منهم". قال عوف بن مالك: يا رسول الله" سقط من (و) و (ح).
(4)
في (م): "ورسوله".
بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ شَطْرُ أُمَتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ". فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، اجْعَلْنَا مِنْهُمْ. فَقَالَ:"هِيَ لِمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا"
(1)
.
226 -
حدثنا أَبُو الْحَسَنِ
(2)
مُحمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، أَبَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، ثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ الشِّبَامِيُّ
(3)
، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ، فَعَلَقْنَا
(4)
طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ حَتَّى أَنَخْنَا بِالْبَابِ، وَمَا فِي النَّاسِ رَجُلٌ أَبْغَضُ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ نَلِجُ عَلَيْهِ، فَدَخَلْنَا وَسَلَّمْنَا وَبَايَعْنَا، فَمَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى مَا فِي النَّاسِ رَجُلٌ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا سَأَلْتَ رَبَّكَ مُلْكًا كَمُلْكِ سُلَيْمَانَ؟ فَضَحِكَ وَقَالَ: "لَعَلَّ لِصَاحِبِكُمْ عِنْدَ اللهِ أَفْضَلَ مِنْ مُلْكِ سُلَيْمَانَ، إِنَّ الله لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا أَعْطَاهُ دَعْوَةً، فَمِنْهُمْ مَنِ اتَّخَذَ بِهَا دُنْيَا فَأُعْطِيَهَا، وَمنْهُمْ مَنْ دَعَا بِهَا عَلَى قَوْمِهِ فَأُهْلِكُوا بِهَا، وَإِنَّ الله أَعْطَانِي دَعْوَةً فَاخْتَبَأْتُهَا عِنْدَ رَبِّي
(5)
شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ"
(6)
.
وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِعَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ
(1)
إتحاف المهرة (12/ 540 - 16051).
(2)
في (د) و (ح)، والإتحاف:"أبو الحسن".
(3)
في الإتحاف: "الشيباني".
(4)
في الإتحاف: "فبلغنا".
(5)
إلى هنا انتهى السقط من (ز).
(6)
إتحاف المهرة (10/ 624 - 13511).
صَحَابِيٌّ، قَدِ احْتَجَّ بِهِ أَئِمَّتُنَا فِي مَسَانِيدِهِمْ، فَأَمَّا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسٍ، فَإِنَّهُ مِمَنْ يُجْمَعُ حَدِيثُهُ، وَيُعَدُّ مَسَانِيدُهُ فِي الْكُوفِيِّينَ
(1)
.
227 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللهِ الصَّفَّارُ، ثنَا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْأَصبَهَانِيُّ.
وَأَخْبرني أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالُوا: ثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ الْبَهْرَانِيُّ، ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، ثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: "أُرِيتُ
(2)
مَا تَلْقَى أُمَّتِي بَعْدِي، وَسَفْكَ بَعْضِهِمْ دِمَاءَ بَعْضٍ، وَسَبَقَ ذَلِكَ مِنَ اللّهِ كَمَا سَبَقَ في الْأُمَمِ قَبْلَهُمْ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يُوليَنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفَاعَةً فِيهِمْ، فَفَعَلَ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَلَى شرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يخَرِّجَاهُ، وَالْعِلَّةُ عِنْدَهُمَا فِيهِ أَنَّ أَبَا الْيَمَانِ حَدِّثَ بِهِ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ مَرَّةً: عَنْ شُعَيْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، وَقَالَ مَرَّةُ: عَنْ شُعَيْبٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ
(4)
، عَنْ أَنَسِ، وَقَدْ قَدَّمْنَا
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: قواه بعضهم وكذبه أبو نعيم الملائي، وليس الحديث بثابت".
(2)
في (و): "رأيت".
(3)
إتحاف المهرة (16/ 960 - 21453).
(4)
هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين. من رجال التهذيب.
الْقَوْلَ فِي مِثْلِ هَذَا، أَنَّهُ لَا يُنْكَرُ أَنْ يَكُونَ الْحَدِيثُ عِنْدَ إِمَامِ مِنَ الْأَئِمَّةِ عَنْ شَيْخَيْنِ، فَمَرَّةً يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ هَذَا، وَمَرَّةً عَنْ ذَاكَ.
وَقَدْ حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، ثَنَا يَحْيَى بْن مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِئٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو الْيَمَانِ: الْحَدِيثُ حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ، وَالَّذِي حَدَّثْتُكُمْ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ غَلِطْتُ فِيهِ بِوَرَقَةٍ قَلَبْتُهَا.
قَالَ الْحَاكِمُ: هَذَا كَالْأَخْذِ بِالْيَدِ، فَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ هَانِئٍ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
228 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ.
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُوسَى بْن هَارُونَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُويَهْ
(1)
، وَأَبُو بَكْرِ بْن عَسْكَرٍ
(2)
، وَإِسْحَاقُ بْنُ زُرَيْقٍ
(3)
، قَالُوا: ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ.
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ
(4)
، ثَنَا مُحَمَّد بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَر، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أمَّتِي"
(5)
.
(1)
هو: محمد بن عبد الملك بن زنجويه البغدادي. من رجال التهذيب.
(2)
هو: محمد بن سهل بن عسكر التميمي مولاهم، البخاري. من رجال التهذيب.
(3)
في (ز): "رزيق".
(4)
هو: علي بن حمشاذ العدل.
(5)
إتحاف المهرة (1/ 563 - 747).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ، إِنَّمَا خَرَّجَا حَدِيثَ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ بِطُولِهِ، وَمَنْ تَوَهَّمَ أَنَّ هَذِهِ لَفْظَةٌ مِنَ الْحَدِيثِ فَقَدْ وَهَمَ، فَإِنَّ هَذِهِ شَفَاعَةٌ فِيهَا قَمْعُ الْمُبْتَدِعَةِ الْمُفَرِّقَةِ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ لِأَهْلِ الصَّغَائِرِ وَالْكَبَائِرِ، وَلَهُ شَاهِدٌ بِهَذَا اللَّفْظِ عَنْ قَتَادَةَ وَأَشْعَثَ بْنِ جَابِرٍ الْحُدَّانِيِّ.
أَمَّا حَدِيثُ قَتَادَةَ:
229 -
فحدثنا عَلِيُّ بْن حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمُجَوِّزُ وَالْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، قَالَا: ثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَبَحُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الشَّفَاعَة لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي"
(1)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَشْعَثَ بْنِ جَابِرٍ:
230 -
فأخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي وَأَبُو الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ، قَالَا: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا بِسْطَامُ بْنُ حُرَيْثٍ، عَنْ أَشْعَثَ الْحُدَّانِيُّ
(2)
، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي"
(3)
.
وَلَهُ شَاهِدٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ:
(1)
إتحاف المهرة (2/ 243 - 1630) وعزاه إلى ابن خزيمة والحاكم، ولكنه لم يذكر إلا طريق ابن خزيمة.
(2)
في (ز) و (و) و (د): "الحراني"، وهو: أشعث بن عبد الله بن جابر، الحداني. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (1/ 422 - 354).
231 -
حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْن يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى التِّنِّيسِيُّ
(1)
، ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(2)
، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ
(3)
، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي"
(4)
.
قَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِزُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيِّ، وَقَدْ تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْبُنَانِيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ:
232 -
حدثناه أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَإِسْحَاقُ بْن مَنْصُورٍ، قَالَا: ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْبُنَانِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي". قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَقَالَ لِي جَابِرٌ: يَا مُحَمَّدُ، مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ، فَمَا لَهُ وَللشَّفَاعَةِ؟
(5)
.
233 -
حدثنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ إِمْلَاءً فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ، عَنْ مُعَاوِيةَ بْنِ مُعَتِّبٍ
(6)
4 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ:
(1)
هو: أحمد بن عيسى بن زيد اللخمي التنيسي المصري الخشاب.
(2)
هو: زهير بن محمد، التميمي العنبري. من رجال التهذيب.
(3)
هو: محمد بن علي بن الحسين بن علي، أبو جعفر الباقر. من رجال التهذيب.
(4)
إتحاف المهرة (3/ 341 - 3158).
(5)
إتحاف المهرة (3/ 341 - 3158).
(6)
في (و): "مغيث".
سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَاذَا رَدَّ إِلَيْكَ رَبُّكَ فِي الشَّفَاعَةِ؟ فَقَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ ظنَنْتُ أَنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يَسْأَلُنِي عَنْ ذَلِكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْعِلْمِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَمَا يُهِمُّنِي مِنِ
(1)
انْقِصَافِهِمْ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ أَهَمُّ عِنْدِي مِنْ تَمَامِ شَفَاعَتِي، وَشَفَاعَتِي لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُخْلِصًا، يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ، وَلِسَانُهُ قَلْبَهُ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، فَإِنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ مُعَتِّبٍ مِصْرِيٌّ مِنَ التَّابِعِينَ، وَقَدْ خَرَّجَ الْبُخَارِيُّ حَدِيثَ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ؟ الْحَدِيثَ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ، وَالْمَعْنَى قَرِيبُ مِنْهُ.
234 -
حدثنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ القَاضِي، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ سَلَمَةَ الْجَارُودِيُّ، ثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، ثَنَا الْمُؤَمَّلُ، ثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ جَدِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ اللهُ عز وجل: أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَفي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةِ مِنَ الْإِيمَانِ، أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَفي قَلْبِهِ مِثْقَالُ بُرَّةٍ
(3)
مِنَ الْإِيمَانِ، أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَذَكَرَنِي
(4)
، أَوْ خَافَنِي فِي مَقَامٍ"
(5)
.
(1)
قوله: "من" غير موجود في (و) و (د).
(2)
إتحاف المهرة (15/ 607 - 19982).
(3)
في (و) و (د): "حبة برة".
(4)
في (ز) و (م)، والتلخيص:"أو ذكرني".
(5)
إتحاف المهرة (2/ 131 - 1382).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَا
(1)
قَوْلَهُ: "مَنْ ذَكرَنِي، أَوْ خَافَنِي فِي مَقَامٍ". وَقَدْ تَابَعَ أَبُو دَاوُدَ مُؤَمَّلًا عَلَى رِوَايَتِهِ، وَاخْتَصَرَهُ:
235 -
أخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورِ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْجَارُودِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: [يَعْنِي يَقُولُ اللهُ عز وجل]
(2)
: أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ ذَكَرَنِي يَوْمَا، أَوْ خَافَنِي فِي مَقَامٍ
(3)
.
236 -
أخبرنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ.
وَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ
(4)
، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا شُعْبَةُ
(5)
، ثَنَا خَالِدٌ
(6)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -يُقَالُ لَهُ: ابْنُ أَبِي الْجَدْعَاءِ
(7)
: قَالَ: سَمِعْتُ
(1)
في (ز) و (و) و (د): "يخرجاه".
(2)
ما بين المعقوفين غير موجود في النسخ الخطية والمثبت من شعب الإيمان (2/ 200)، حيث رواه البيهقي عن المصنف بسنده ومتنه سواء، وكذا رواه الترمذي (4/ 547) عن محمد بن رافع عن أبي داود الطيالسي به.
(3)
إتحاف المهرة (2/ 131 - 1382).
(4)
هو: إبراهيم بن الحسين بن علي، المعروف بابن ديزيل.
(5)
هذا الطريق الثاني فات الحافظ في الإتحاف.
(6)
هو: خالد بن مهران الحذاء. من رجال التهذيب.
(7)
في التلخيص: "ابن الجدعاء"، وهو: عبد الله بن أبي الجدعاء التميمي. صحابي. من رجال التهذيب.
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ"
(1)
.
هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الْجَدْعَاءِ صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ، مُخَرَّجٌ ذِكْرُهُ فِي الْمَسَانِيدِ، وَهُوَ مِنْ سَاكِنِي مَكَّةَ مِنَ الصَّحَابَةِ.
237 -
حدثنا بِصِحَّةِ مَا ذكَرْتُهُ أَبُو بَكرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا أَبُو المُثَنَّى، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثَنَا خَالِدُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى قَوْمِ أَنَا رَابِعُهُمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ". قَالَ: قُلْنَا: سِوَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "سِوَايَ". قُلْت: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. فَلَمَّا قَامَ قُلْتُ مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا ابْنُ أَبِي الْجَدْعَاءِ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، قَدِ احْتَجَّا بِرُوَاتِهِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ شَقِيقٍ تَابِعِيٌّ مُحْتَجٌّ بِهِ، وَإِنَّمَا تَرَكَاهُ لِمَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ مِنْ تَفَرُّدِ التَّابِعِيِّ، عَنِ الصَّحَابِيِّ.
238 -
أخبرنا
(3)
أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ وَأَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الزَّاهِدُ، قَالَا: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ
(4)
، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَسَدِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ أُقَيْشٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يُقَدِّمَانِ ثَلَاثَةً لَمْ
(1)
إتحاف المهرة (6/ 547 - 6967).
(2)
إتحاف المهرة (6/ 547 - 6967)، وعبد الله بن شقيق العقيلي لم يخرج له البخاري.
(3)
في (و) و (ث): "حدثنا".
(4)
هو: إبراهيم بن عير بن محمد بن آدم، أبو إسحاق الذهلي النيسابوري.
يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا أَدْخَلَهُمَا اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمَا". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَذُو الاثْنَيْنِ؟ قَالَ:"وَذُو الاثْنَيْنِ". وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ أَكثَرَ مِنْ مُضَرَ، وَإِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ سَيَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَكُونَ إِحْدَى زَوَايَاهَا"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ
(2)
، وَالْحَارِثُ بْنُ أَقَيْشٍ مُخَرَّجٌ حَدِيثُهُ فِي مَسَانِيدِ الْأَئِمَّةِ، وَهُوَ مِنَ النَّمَطِ الَّذِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ مِنْ تَفَرُّدِ التَّابِعِيِّ الْوَاحِدِ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَهَكَذَا رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ:
239 -
أخبرناه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ
(3)
، ثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ الْوَليدِ الْجَارُودِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي
(4)
، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ أُقَيْشٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِي لِيَدْخُلُ الْجَنَّةَ، فَيَشْفَعُ لِأَكْثَرَ مِنْ مُضَرَ"
(5)
.
240 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ الطُّوسِيُّ، ثَنَا أَبُو
(1)
إتحاف المهرة (4/ 188 - 4116).
(2)
عبد الله بن قيس النخعي لم يخرج له مسلم، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن المديني:"مجهول لم يرو عنه غير داود، ليس إسناده بالصافي"، وقال البخاري (2/ 261):"ليس إسناده بذاك المشهور"، وسيستدركه برقم (9008)، وأخرجه ابن ماجه.
(3)
في (و): "العمري".
(4)
هو: الوليد بن عبد الرحمن بن حبيب. من رجال التهذيب.
(5)
إتحاف المهرة (4/ 188 - 4116).
حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كُنْتُ إِمَامَ النَّبِيِّينَ، وَخَطِيبَهُمْ، وَصَاحِبَ شَفَاعَتِهِمْ، غَيْرَ فَخْرٍ"
(1)
.
241 -
حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقَيلٍ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كُنْتُ إِمَامَ النَّبِيِّينَ، وَخَطِيبَهُمْ، وَصَاحِبَ شَفَاعَتِهِمْ، غَيْرَ فَخْرٍ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ لِتَفَرُّدِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَلِمَا نُسِبَ إِلَيْهِ مِنْ سُوءِ الْحِفْظِ، وَهُوَ عِنْدَ الْمُتَقَدِّمِينَ مِنْ أَئِمَّتِنَا ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
242 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنِّي لأَعْلَمُ كلِمَةً لَا يَقُولهُا عَبْدٌ حَقًّا مِنْ قَلْبِهِ فَيَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا حُرِّمَ عَلَى النَّارِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ، وَلَا
(1)
إتحاف المهرة (1/ 212 - 51).
(2)
إتحاف المهرة (1/ 212 - 51).
(3)
إتحاف المهرة (12/ 327 - 15691)، وسيأتي في الجنائز (1312).
بِهَذَا الْإِسْنَادِ، إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ، الْحَدِيثَ الطَّوِيلُ فِي آخِرِهِ:"وَإِنَّ الله قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ".
وَقَدْ خَرَّجَاهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، وَبِشرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ الْوَليدِ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ حُمْرَانَ، عَنْ عُثْمَانَ، عنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ". وَلَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ عُمَرَ
(1)
.
وَلَهُ شَاهِدٌ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عُثْمَانَ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ:
243 -
حدثناه أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا الْحَسَنُ
(2)
بْنُ مُكْرَمٍ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَا: ثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدٍ
(3)
قَالَ: سَمِعْتُ حُمْرَانَ
(4)
بْنَ أَبَانٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم -عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ
(5)
: "مَنْ عَلِمَ أَنَّ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ حَقٌّ وَاجِبٌ دَخَلَ الْجَنَّةَ"
(6)
.
(1)
إتحاف المهرة (11/ 31 - 13650)، نقول: بلى انفرد به مسلم (1/ 41) دون البخاري من حديث بشر بن المفضل عن خالد الحذاء عن الوليد بن مسلم أبي بشر عن حمران عن عثمان، ومن حديث ابن علة عن خالد به، وقال المصنف عقب حديث رقم (1312):"انفرد به مسلم".
(2)
في التلخيص: "الحسين".
(3)
هو: عبد الملك بن عبيد السدوسي من رجال التهذيب، وقال ابن المديني: هو رجل مجهول.
(4)
في النسخ الحطية كلها: "عمران" والمثبت من التلخيص والإتحاف.
(5)
قوله: "عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، غير موجود في (و).
(6)
إتحاف المهرة (11/ 32 - 13651).
244 -
حدثنا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، ثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ الْأَعْرَجِ، أَنَّهُ سَمِعَ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْن عُمَرَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:"ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الْعَاقُّ بِوَالِدَيْهِ، وَالدَّيُّوثُ، وَرَجِلَةُ النِّسَاءِ"
(1)
.
245 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادِ، ثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَخِي
(2)
، عَنِ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ الْأَعْرَجِ، أَنَّهُ سَمِعَ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الْعَاقُّ بِوَالِدَيْهِ، وَالدَّيُّوثُ، وَرَجِلَةُ النِّسَاءِ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَالْقَلْبُ إِلَى رِوَايَةِ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ أَمْيَلُ حَيْثُ لَمْ يَذْكُرْ فِي إِسْنَادِهِ عُمَرَ.
246 -
أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ التَّاجِرُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ.
(1)
إتحاف المهرة (8/ 343 - 9520).
(2)
هو: عبد الحميد بن أبى أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (8/ 343 - 9520)، وسيأتي في الأشربة (7462) من حديث العباس بن الفضل الأسفاطي عن إسماعيل بن أبى أويس به بدون ذكر عمر رضي الله عنه.
وَأَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَارِئ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مُعَاوَيةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ صَاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَعَلَى كَنَفَيِ الصِّرَاطِ سُورَانِ فِيهِمَا أَبْوَابُ ففَتَّحَةٌ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وَعَلَى الصِّرَاطِ دَاعٍ يَدْعُو، يَقوُلُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اسْلُكُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا، وَلَا تَعْوَجُّوا، وَدَاعٍ يَدْعُو عَلَى الصِّرَاطِ، فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ فَتْحَ شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ، قَالَ: وَيْلَكَ لَا تَفْتَحْهُ؛ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ، فَالصِّرَاطُ: الْإِسْلَامُ، وَالسُّتُورُ: حُدُودُ اللهِ، وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ: مَحَارِمُ اللهِ، وَالدَّاعِي الَّذِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ: كِتَابُ اللهِ، وَالدَّاعِي مِنْ فَوْقٍ: وَاعِظُ اللهِ في كُلِّ مُسْلِمٍ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَا أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
247 -
أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، قَالَا: أَنَا
(2)
عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ الْبَزَّارُ، ثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(3)
بْنِ السَّائِبِ، أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
(1)
إتحاف المهرة (13/ 602 - 17209).
(2)
في (و) و (د): "ثنا".
(3)
كذا في النسخ الخطية كلها والتلخيص، وبه تصحيف وسقط:
أما التصحيف ففي قوله: عبد الله بن عبد الرحمن بن السائب، وصوابه: عبد الله.
وأما السقط؛ فقد سقط منه "جعفر بن ربيعة"، بين: نافع بن يزيد، وعبيد الله بن عبد الرحمن.
فقد رواه المصنف في الجنائز (1302) عن علي بن حمشاذ وحده عن عبيد بن شريك =
أَزْهَرَ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ
(1)
، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّمَا مَثَلُ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ حِينَ يُصِيبُهُ الْوَعْكُ وَالْحُمَّى، كَمَثَلِ حَدِيدَةٍ تَدْخُلُ النَّارَ، فَيَذْهَبُ خَبَثُهَا وَيَبْقَى طِيبُهَا"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهُمَا تَرَكَاهُ لِتَفَرُّدِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ أَبِيهِ بِالرِّوَايَةِ
(3)
.
= به فقال: "نافع بن يزيد حدثني جعفر بن ربيعة عن عيد الله بن عبد الرحمن "ثم رواه في المناقب (5952) من طريق أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي عن سعيد بن أبي مريم عن نافع بن يزيد قال: حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الله بن عبد الرحمن به، وكذا رواه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (ص 36) عن محمد بن سهل التميمي، والروياني (2/ 505) عن محمد بن إسحاق الصغاني، والبزار (8/ 379) عن محمد بن مسكين، والبيهقي في الكبرى (3/ 374)، من طريق يعقوب بن سفيان الفسوى، والطبراني في الكبير من طريق يحيى بن أيوب - كما سيأتي في كلام الحافظ بعد - كل هؤلاء وغيرهم عن سعيد بن أبي مريم بزيادة "جعفر بن ربيعة"، وعند الجميع عن "عبيد الله بن عبد الرحمن"، وكذا ترجم البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان لعبيد الله بن عبد الرحمن بن السائب بن عمير القارئ المدني بهذا الحديث.
(1)
في النسخ الخطية كلها: "عن أبيه عن عبد الرحمن بن أزهر" والمثبت من التلخيص، والإتحاف وغيرهما.
(2)
إتحاف المهرة (10/ 591 - 13469).
(3)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: وليس كما قال، بل قد روى عنه أيضا الزهري وغيره كما نراه في الحديث الذي قبله.
وروى الطبراني هذا الحديث في "معجمه": عن يحيى بن أيوب، عن ابن أبي مريم، عن نافع بن يزيد، عن جعفر بن ربيعة، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن السائب، به. فما أدري أسقط جعفر من أصل المستدرك؟ أم من ناسخه؟. ثم رأيته في الجنائز من المستدرك قال: ثنا علي بن حمشاذ، بإثباته وهو الصواب".
248 -
أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، قَالَا: ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الزُّبَيْرِ الْمَكِّيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَعْضِ أَهْلِهِ وَهُوَ وَجِعٌ بِهِ الْحُمَّى، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أُمُّ مِلْدَمٍ؟ ". قَالَتِ امْرَأَة: نَعَمْ، فَلَعَنَهَا اللهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَلْعَنِيهَا؛ فَإِنَّهَا تَغْسِلُ - أَوْ: تُذْهِبُ - ذُنُوبَ بَنِي آدَمَ كَمَا تُذْهِبُ
(1)
الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَا أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
249 -
حدثنا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيمُ بْن مُحَمَّدِ بن يَحَيْى وَأَبُو الحَسَنِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْعَدَوِيُّ
(4)
، قَالَا: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي
(5)
، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنِ الْحَجَّاجِ،
(1)
في (و): "كما يذهب".
(2)
إتحاف المهرة (3/ 379 - 3253).
(3)
أصله في مسلم (8/ 16) من حديث الحجاج بن أبي عثمان الصواف عن أبي الزبير عن جابر قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب أو أم المسيب، وفيه قالت: الحمى لا بارك الله فيها فقال: "لا تسبى الحمى فإنها تذهب
…
" فذكره بمثله، وانظر ما يأتي في الجنائز (1293).
(4)
كذا في النسخ الخطية كلها وفي الإتحاف: "على بن القاسم"، ونظن أن الصواب هو: أبو الحسين بن أبي القاسم، فهو الذي يروي عنه المصنف كما في شعب الإيمان (6/ 164)، وتاريخ دمشق (2/ 394)، فإن يكنه فهو: محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الحسن النيسابوري، وقد ذكره المصنف في تاريخ نيسابور في باب من أدرك السماع منهم كما في تلخيص تاريخ نيسابور.
وكذا ذكر المصف أيضا أنه روى عن "علي بن القاسم بن العباس بن الفضل، أبو الحسن الرازي"، والله أعلم.
(5)
هو: حفص بن عبد الله بن راشد. من رجال التهذيب.
عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْأَخِلَّاءُ ثَلَاثةٌ: فَأَمَّا خَلِيلٌ فَيَقُولُ: لَكَ مَا أَعْطَيْتَ، وَمَا أَمْسَكْتَ فَلَيْسَ لَكَ، فَذَلِكَ مَالُكَ، وَأَمَّا خَلِيلٌ، فَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ حَتَّى تَأْتِيَ بَابَ الْمَلِكِ، ثُمَّ أَرْجعُ وَأَتْرُكُكَ، فَذَلِكَ أَهْلُكَ وَعَشِيرَتُكَ، يُشَيِّعُونَكَ حَتَّى تَأْتِيَ قَبْرَكَ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ فَيَتْرُكُونَكَ، وَأَمَّا خَلِيلٌ، فَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ حَيْثُ دَخَلْتَ وَحَيْث خَرَجْتَ، فَذَلِكَ عَمَلُكَ، فَيَقُولُ: وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتَ مِنْ أَهْوَنِ الثَّلاثَةِ عَلِيَّ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِالْحَجَّاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ، وَلَا أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ عَلَى هَذِهِ السِّيَاقَةِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ قَدْ خَرَّجَاهُ:
250 -
حدثناه عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِّ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَبْلُغ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَتْبَعُ الْمُؤْمِنَ
(2)
بَعْدَ مَوْتهِ ثَلَاثَةٌ: أَهْلُهُ، وَمَالُهُ، وَعَمَلُهُ، فَيَرْجعُ اثْنَانِ وَتَبْقَى وَاحِدَةٌ، يَرْجعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ، وَيَبْقَى عَمَلُهُ"
(3)
.
وَقَدْ تَابَعَ عِمْرَانُ الْقَطَّانُ الْحَجَّاجَ، فَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ:
251 -
حدثناه عَلِيُّ بْنُ حَمْشاذ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا عَمْرُو بن مَرْزُوقٍ، أَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قتادَه، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَلَهُ ثَلَاثةُ أَخِلَّاءَ".
(1)
إتحاف المهرة (2/ 251 - 1649)، وسيأتي بعد حديث، وفي الجنائز (1389) من حديث عمران القطان عن قتادة به.
(2)
في التلخيص: "الميت".
(3)
إتحاف المهرة (2/ 95 - 1296)، وقال:"قلت هو في الصحيح فلا يستدرك"، البخاري (8/ 107) ومسلم (8/ 311)، وذكر المصنف في الجنائز (1389) أنهما اتفقا عليه.
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ نَحْوَ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، وَلَهُ شَاهِدٌ آخَرُ عَلَى شرْطِ مُسْلِمٍ:
252 -
أخبرناه أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سِمَاكٍ
(1)
، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَثَل الْمُؤْمِنِ، وَمَثَلُ الْأَجَلِ مَثَلُ رَجُلٍ لَهُ ثَلَاثة أَخِلَّاءَ، قَالَ لَهُ مَالُه: أَنَا مَالُكَ، خُذْ مِنِّي مَا شِئْتَ، وَدع مَا شِئْتَ، وَقَالَ الْآخَرُ: أَنَا مَعَكَ أَحْمِلُكَ وَأَضَعُكَ، فَإِذَا مِتَّ ترَكْتُكَ". قَالَ: "هَذَا عَشِيرَتُهُ، وَقَالَ الثَّالِث: أَنَا مَعَكَ، أَدْخُلُ مَعَكَ، وَأَخْرُجُ مَعَكَ مِتَّ أَوْ حَيِيتَ". قَالَ: "هَذَا عَمَلُهُ"
(2)
.
253 -
حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ بْنِ هَانِئٍ، ثنَا مُحَمَّد بْن عَمْرٍو الْحَرَشِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونسَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَهَّ بْنِ زيد بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ زيدُ بْنُ ثَابِتٍ: أَمَرَنِى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فتعَلَّمْتُ لَهُ كِتَابَةَ الْيَهُودِ، وَقَالَ:"إِنِّي وَاللَّهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي". فتَعَلَّمْتُهُ، فَلَمْ يَمُرَّ لِي
(3)
نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى حَذَقْتُهُ. قَالَ أَبِي: فَكُنْتُ أَكْتُبُ لَهُ إِذَا كَتَبَ، وَأَقْرَأُ لَهُ إِذَا كُتِبَ إِلَيْهِ.
(4)
قَدِ اسْتَشْهَدَا جَمِيعًا بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَلَا أَعْرِفُ فِي الرُّخْصَةِ لِتَعَلُّمِ كِتَابَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ.
(1)
في النسخ الخطية كلها: "ثنا حماد بن سماك"، والمثبت من التلخيص والإتحاف.
(2)
إتحاف المهرة (13/ 544 - 17115).
(3)
في التلخيص: "بي".
(4)
إتحاف المهرة (4/ 615 - 4750).
254 -
حدثنا أَبُو الْعَبَاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ شَاكِرٍ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ الْمُعَلِّمُ.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ
(1)
، عَنْ حُسَيْنِ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بريْدَةَ قَالَ: ذُكِرَ لِي أَنَّ أَبَا سَبْرَةَ بْنَ سَلَمَةَ الْهُذَلِيَّ
(2)
سَمِعَ ابْنَ زَيادِ
(3)
، يَسْأل عَنِ الْحَوْضِ حَوْضِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا أُرَاهُ حَقًّا بَعْدَمَا سَأَل أَبَا بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيَّ، وَالْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، وَعَائِذ بْنَ عَمْرٍو، فَقَالَ: مَا أُصَدِّقُ هَؤُلَاءِ. فَقَالَ أَبُو سَبْرَةَ: أَلا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ شِفَاءٍ؟ بَعَثَنِي أَبُوكَ بِمَالٍ إِلَى مُعَاوِيةَ، فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، فَحَدَّثَنِي بِفِيهِ، وَكَتَبْتُهُ بِقَلَمِي مَا سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ أَزِدْ حَرْفًا وَلَمْ أَنْقُصْ، حَدَّثَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِن اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَاحِشَ وَلَا الْمُتَفَحِّشَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا تَقومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ، وَالْتَّفَحُّشُ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ، وَسُوءُ الْمُجَاوَرَةِ، وَيُخَوَّنُ الْأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ الْخَائِنُ، وَمَثَلُ الْمُؤْمنِ كَمَثَلِ النَّحْلَةِ أَكلَتْ طَيِّبًا، وَوَضَعَتْ طَيِّبًا، وَوَقَعَتْ طَيِّبًا، فَلَمْ تُفْسِدْ وَلَمْ تُكْسَرْ، وَمَثَل الْعَبْدِ الْمُؤْمنِ مَثَلُ الْقِطْعَةِ الْجَيِّدَةِ مِنَ الذَّهَبِ نُفِخَ عَلَيْهَا، فَخَرَجَتْ طَيِّبَةً، وَوُزِنَتْ فَلَمْ تَنْقُصْ". وَقَالَ صلى الله عليه وسلم:
(1)
هو: محمد بن إبراهيم بن أبى عدي. من رجال التهذيب.
(2)
هو: سالم بن سلمة، أبو سبرة الهذلي، وثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: مجهول.
(3)
هو: عبيد الله بن زياد بن أبي سفيان، وبقال لأبيه: زياد بن أبيه. أمير العراق وهو ممن جمع له المصران الكوفة والبصرة وهو الذي أُتي برأس الحسين بن علي بن أو طالب لما قتل فنكت بالقضيب على ثناياه. انظر ترجمته في: تاربغ دمشق (37/ 433)، وسير أعلام النبلاء (3/ 545)، وتعجيل المنفعة (1/ 840).
"مَوْعِدُكُمْ حَوْضِي، عَرْضُهُ مِثْل طُولِهِ، وَهُوَ أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى مَكَّةَ، وَذَاكَ مَسِيرَةُ شَهْرٍ، فِيهِ أَمْثَالُ الْكَوَاكِبِ أَبَارِيقُ، مَاؤُه أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الْفِضَّة، مَنْ وَرَدَهُ، وَشَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَة أَبدًا". فَقَالَ ابْنُ زِيَادٍ: مَا حَدَّثَنِي أَحَدٌ بِحَدِيثٍ مِثْلِ هَذَا، أَشْهَدُ أَنَّ الْحَوْضَ حَقٌّ وَاجِبٌ، وَأَخَذَ الصَّحِيفَة الَّتِي جَاءَ بِهَا أَبُو سَبْرَة، وَفِي حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِي سَبْرَةَ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، فَقَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِجَمِيعِ رُوَاتِهِ غَيْرِ أَبِي سَبْرَةَ الْهُذَلِيِّ، وَهُوَ تَابِعِيٌّ كَبِيرٌ مُبَيِّنٌ ذِكْرُهُ فِي الْمَسَانِيدِ وَالتَّوَارِيخِ، غَيْرُ مَطْعُونٍ فِيهِ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ:
255 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْن إِسْحَاقَ، أَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِى، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، ثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قتادَةَ، عَنِ ابْنِ برَيْدَة، عَنْ أَبِي سَبْرَةَ الْهُذَلِيِّ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
(2)
256 -
حدثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالبٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا رَوْخ بْنُ أَسْلَمَ، ثَنَا شَدَّادٌ أَبُو طَلْحَةَ
(3)
، ثَنَا أَبُو الْوَازِعِ جَابِرُ بْنُ عَمْرٍو الرَّاسِبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَرْزَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "حَوْضِي مَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى صَنْعَاءَ، عَرْضُهُ كطُولهِ، فِيهِ مِيزَابَانِ يَصُبَّانِ مِنَ الْجَنَّةِ، أَحَدُهُمَا وَرِقٌ وَالْآخَرُ ذَهَبٌ، أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَشَدُّ بَيَاضَا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَلْيَنُ مِنَ الربْدِ، فِيهِ أَبَارِيقُ عَدَدَ نُجُومِ
(1)
إتحاف المهرة (9/ 650 - 12127).
(2)
إتحاف المهرة (9/ 650 - 12127)، وسيأتي برقم (8820).
(3)
هو: شداد بن سعيد. من رجال التهذيب.
السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ حَتى يَدْخلَ الْجَنَّةَ". قَالَ: وَزَادَ فِيهِ أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي الْوَازِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: "تَبْرُقُ
(1)
فِي أَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، فَقَدِ احْتَجَّ بِحَدِيثَيْنِ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الرَّاسِبِيِّ، عَنْ أَبِي الْوَازِعِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ
(3)
.
وَهُوَ غَرِيبٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ أَبِي الْوَازِعِ
(4)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
257 -
أخبرني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثَنَا عَمَّارُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا شُعْبَةُ.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَنْتُمْ جُزْءٌ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ
(1)
في (م): "ينزو"، وفي (و):"تبرقا".
(2)
إتحاف المهرة (13/ 503 - 17059).
(3)
كذا مال، ومسلم إنما أخرج لأبي طلحة الراسبي حديثا واحدا في المتابعات وقد استدركه المصنف كما تقدم برقم (193)، نعم أخرج لأبى الوازع عن أبي برزة حديثين الأول في الفضائل (7/ 190) من رواية مهدى بن ميمون عنه، والثاني في البر والصلة (8/ 34) من حديث أبا بن صمعة وشعيب بن الحبحاب عنه.
(4)
قوله: "عن أبي برزة، وهو غريب صحيح من حديث أيوب السختياني، عن أبى الوازع".
سقط من (و) و (ح).
جُزْءٍ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ". فَسَألوهُ: كَمْ كُنتمْ؟ قَالُوا: ثَمَانِمِائَةٍ أَوْ تِسْعَمِائَةٍ.
(1)
أَبُو حَمْزة الأَنْصَارِي، هَذا هُوَ طلحَة بْنُ يَزِيد، وَقدِ احْتجَّ بِهِ البُخارِيُّ.
258 -
حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيةَ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الهِسِنْجَانِي، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى
(2)
، ثَنَا جَرِيرٌ وَأَبُو مُعَاوِيةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَنْتُمْ بِجزْءٍ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ جُزْءٍ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". قَالَ: فَقُلْنَا لِزَيْدٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذ؟ قَالَ: مَا بَيْنَ السِّتِّمِائَةٍ إِلَى السَّبْعِمِائَةٍ
(3)
.
(4)
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَكِنَّهُمَا تَرَكَاهُ لِلْخِلَافِ الَّذِي فِي مَتْنِهِ مِنَ الْعَدَدِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَلَهُ شَاهِدٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ فِي ذِكْرِ الْحَوْضِ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ:
259 -
أخبرناه أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَن
(5)
بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
(1)
إتحاف المهرة (4/ 576 - 4680).
(2)
هو: يوسف بن موسى بن راشد القطان، أبو يعقوب. من رجال التهذيب.
(3)
في (م): "التسعمائة".
(4)
إتحاف المهرة (4/ 576 - 4680).
(5)
في الإتحاف: "الحسين".
عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أَنَا أَبُو حَيَّانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ بْنِ حَيَّانَ التَّيْمِى - تَيْمُ الرَّبَابِ - حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْن حَيَّانَ
(1)
التَّيْمِيُّ، قَالَ: شَهِدْتُ زيدَ بْنَ أَرْقَمَ وَبَعَثَ إِلَيْهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَيادٍ، فَقَالَ: مَا أَحَادِيثُ بَلَغَنِي عَنْكَ تُحَدِّثُ بِهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَزْعُمُ أَنَّ لَهُ حَوْضًا فِي الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا ذَاكَ
(2)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَوَعَدْنَاهُ، فَقَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ سَمِعَتْهُ أُذُنايَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "يَعْنِي - وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". وَمَا كَذَبْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(3)
260 -
حدثني أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَتكِيُّ، ثَنَا أَبُو سَهْلِ [بِشْرُ]
(4)
بْنُ سَهْلٍ اللَّبَّادُ، ثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
(5)
، عَنْ خَالِدٍ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ خَرَجَ مِنَ الْجَمَاعَةِ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ حَتَّى يُرَاجِعَهُ". قَالَ: "وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ عَلَيْهِ إِمَامُ جَمَاعَةٍ، فَإِنَّ مَوْتَته مَوْتَةٌ جَماهِليَّةٌ. وَخَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنَّ سَعَته مَا بَيْنَ الْكُوفَةِ إِلَى الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ، وَآنِيَتُهُ كَعَدَدِ
(1)
في التلخيص: "حبان".
(2)
في التلخيص: "ذلك".
(3)
إتحاف المهرة (4/ 593 - 4706).
(4)
في (ز) و (و) و (م) والإتحاف: "حسن"، وفي (د):"حسين"، وفي (ح):"محمد" والمثبت الصواب كما أشار إلى ذلك في حاشية (ز)، وكما في سائر أسانيد المصنف، وانظر الأحاديث رقم:(438) و (1303) ر (2968).
(5)
في الإتحاف: "ثنا الليث ويحيى بن سعيد"، ويحيى هو: يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري، وعنه الليث بن سعيد المصرى.
النُّجُومِ، وَإِنِّي رَأَيْتُ أُناسًا مِنْ أُمَّتِي لَمَّا دَنَوْا مِنِّي خَرَجَ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ، فَمَالَ بِهِمْ عَنِّي، ثُمَّ أَقْبَلَتْ زُمْرَةٌ أُخْرَى، فَفُعِلَ بِهِمْ كَذَلِكَ، فَلَمْ يَفْلِتْ مِنْهُمْ إِلَّا كَمَثَلِ النَّعَمِ". فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ لِعَلَّي مِنْهُمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ. قَالَ: "لَا، وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَخْرُجُونَ بَعْدَكُمْ يُضَيِّعُونَ، وَيَمْشونَ الْقَهْقَرَى"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ الْحَجَّاجُ بنُ محَمَّدٍ أَيْضًا، عَنِ اللَّيْثِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
261 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْن أَيُّوبَ، قَالَا: ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَاد وَهُمْ يَتَراجَعُونَ فِي ذِكْرِ الْحَوْضِ، قَالَ: فَقَالَ: جَاءَكُمْ أَنْسٌ، قَالَ: يَا أَنَسُ مَا تَقُولُ فِي الْحَوْضِ؟ قَالَ: قُلْتُ: مَا حَسِبْتُ أَنِّي أَعِيشُ حَتَّى أَرَى مِثْلَكمْ يَمْتَرُونَ فِي الْحَوْضِ، لَقَدْ تَرَكْتُ بَعْدِي عَجَائِزَ مَا تصَلِّى وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ صَلَاةً إِلَّا سَألتَ رَبَّهَا أَنْ يُورِدَهَا حَوْضَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
(2)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَهُ عَنْ حُمَيْدٍ شَاهِدٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا:
262 -
أخبرناه أَبُو الْعَبَّاسِ السَّيَّارِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، ثَنَا عَبْدَانُ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ
(3)
، ثَنَا حُمَيْا، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادِ وَهُمْ يَتَرَاجَعُونَ في ذِكْرِ الْحَوْضِ، ثُمَّ ذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ.
(4)
(1)
إتحاف المهرة (9/ 83 - 10517).
(2)
إتحاف المهرة (1/ 658 - 1016).
(3)
كذا في النسخ الخطية، والصواب: عبد الوهاب بن عبد المجيد؛ كما في كتب الرجال، وهو: عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت الثقفي. من رجال التهذيب.
(4)
إتحاف المهرة (1/ 658 - 1016).
263 -
حدثنا أَبُو الْعَبَاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، ثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ
(1)
، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَبَّابٍ
(2)
أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: أَخْبَرَني خَبَّابٌ، أَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا عَلَى بَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَخَرَجَ وَنَحْنُ قُعُودٌ، فَقَالَ:"اسْمَعُوا". قُلْنَا: سَمِعْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "إِنَّهُ سَيَكُونُ أُمَرَاءُ مِنْ بَعْدِي، فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَلَا تُعِينُوهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَنْ يَرِدَ عَلَيَّ الْحَوْضَ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(4)
، وَشَاهِدَهُ الْحَدِيثُ الْمَشْهُورُ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ مَعَ الْخِلَافِ عَلَيْهِ فِيهِ:
264 -
أخبرناه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، ثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ أَبِي حَصِيْنٍ
(5)
، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ
(1)
في (م): "حاتم بن أبي مغيرة"، وفي (و) و (ح) و (د):"حاتم بن مغيرة"، وهو: حاتم بن أبي صغيرة وهو ابن مسلم، أبو يونس القشيري. من رجال التهذيب.
(2)
هو: عبد الله بن خباب بن الأرت المدني، لم يخرج له سلم. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (4/ 417 - 4468).
(4)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: فيه انقطاع فإن عبد الله بن خباب قتل سنة ثمان وثلاثين عندما قاتل عليٌّ الحوارج، وسماك بن حرب لم يدركه فيما أظن، إلا أنه وقع عند الحاكم، عن سماك: أن عبد الله أخبره كما ترى، فيحرر هذا، فلعل خبابا كان له ابن آخر يسمى عبد الله عاش إلى أن أدركه سماك بن حرب وغيره"، وقال عبد الله بن أحمد في العلل (3/ 212) "قلت لأي: سماك بن حرب سمع من عبد الله بن خباب؟ قال: لا".
(5)
هو: عثمان بن عاصم بن حصين. من رجال التهذيب.
وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ خَمْسَة مِنَ الْعَرَبِ وَأَرْبَعَةٌ مِنَ الْعَجَمِ، فَقَالَ:"تَسْمَعُونَ؟ ". قُلْنَا: سَمِعْنَا - مَرَّتَيْنِ - قَالَ: "اسْمَعُوا، إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ، فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسَ مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْهُ، وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ، وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَهُوَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ، وَسَيَردُ عَلَى الْحَوْضَ"
(1)
.
رَوَاهُ مِسْعَرُ بْن كِدَامٍ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ.
أَمَّا حَدِيثُ الثَّوْرِيِّ:
265 -
فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَا: ثَنَا سُفْيَانُ.
(2)
وَأَمَّا حَدِيثُ مِسْعَرٍ:
266 -
فأخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْفِرَاييِنِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقَنَّادُ، ثَنَا سُفْيَانُ وَمسْعَرٌ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ
(3)
، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ تِسْعَةٌ وَبَيْنَنَا وَسَائِدُ مِنْ أَدَمٍ أَحْمَرَ، فَقَالَ: "إِنَّهُ سَيَكُونُ
(1)
إتحاف المهرة (13/ 25 - 16686).
(2)
إتحاف المهرة (13/ 25 - 16386).
(3)
في التلخيص: " عن حصين".
بَعْدِي أُمَرَاءُ، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسَ مِنِّي، وَلَستُ مِنْهُ، وَلَنْ يَرِدَ عَلَيَّ الْحَوْضَ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُم بِكَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَهُوَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ، وَسَيَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ"
(1)
.
وَقَدْ شَهِدَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا لِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ.
267 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرِّزِّاقِ، أَنَا مَعْمَر، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ
(2)
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ:"أَعَاذَكَ اللَّهُ يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ". قَالَ: وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ؟ قَالَ: "أُمَرَاءُ يَكُونونَ بَعْدِي
(3)
، لَا يَهتَدُونَ بِهَدْييِ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهمْ عَلَى طلْمِهِنم، فَأولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْهُمْ، وَلَا يَرِدُونَ حَوْضِي، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُمْ، وَسَيَردُرنَ عَلَيَّ حَوْضِي، يَا كعْبَ بْنَ عُجْرَةَ، لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نبَتَ مِنْ سُحْتٍ، النَّارُ أَوْلَى بِهِ، يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ، الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطفِئُ الْخَطِيئة، وَالصَّلَاةُ قُرْبَانٌ". أَوْ قَالَ:"بُرْهَانٌ".
(4)
268 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا يَحْيَى بْن مُحَمَّد بن يَحْيَى، ثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَليدِ الرَّقَّامُ، ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْن عَبْدِ الْأَعْلَى،
(1)
إتحاف المهرة (13/ 25 - 16386).
(2)
هو: عبد الله بن عثمان بن خثيم القاري. من رجال التهذيب.
(3)
في التلخيص: "من بعدي".
(4)
إتحاف المهرة (3/ 224 - 2892).
ثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِنَهْرٍ يَجْرِي، حَافَّتَاهُ خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى مَجْرَى الْمَاءِ، فَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ، فَقُلْتُ لِجِبْرِيلَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَهُ رَبُّكَ عز وجل"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ.
269 -
حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّد بْن يَعْقوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، ثَنَا فُلَيْح بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْجَنَّة مِائَةُ دَرَجَةِ بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالْفِرْدَوْسُ مِنْ أَعْلَاهَا دَرَجَةً، وَمنْهَا تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْألوهُ الْفِرْدَوْسَ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
وَلَهُ شَاهِد صَحِيحٌ بِمِثْلِ هَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ:
270 -
أخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْن عَبْد اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ نَاجِيةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرِ
(4)
، ثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثَنَا فُلَيْحٌ قَالَ: وَثَنَا ابْنُ نَاجِيَةَ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي فُلَيْحُ بْنُ
(1)
إتحاف المهرة (1/ 640 - 966)، وعياش بن الوليد أخرج له البخاري دون مسلم، وسيأتي هذا الحديث برقم (4020) من وجه آخر عن الزهري عن أخيه عن أنس.
(2)
إتحاف المهرة (15/ 407 - 19589).
(3)
بل أخرجه البخاري في الجهاد (4/ 16) عن يحيى بن صالح عن فليح به، وفي التوحيد (9/ 125) عن إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح عن أبيه به.
(4)
هو: محمد بن معمر بن ربعي القيسي. من رجال التهذيب.
سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءٍ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ.
(1)
وَكَذَلِكَ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ:
271 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَأَبُو الْوَليدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: ثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءٍ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالْفِرْدَوْسُ مِنْ أَعْلَاهَا دَرَجَةً، وَمنْهَا تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْألوهُ الْفِرْدَوْسَ"
(2)
.
272 -
أخبرني أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي حُيَيٌّ
(3)
، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(4)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا [يُرَى]
(5)
ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا رَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا". فَقَالَ أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَبَاتَ قَانِتًا وَالنَّاسُ نِيَامٌ"
(6)
.
(1)
إتحاف المهرة (5/ 333 - 5503).
(2)
إتحاف المهرة (6/ 456 - 6802).
(3)
هو: حيي بن عبد الله بن شريح المعافري. من رجال التهذلب، له أوهام ولم يخرج له الشيخان، وقال البخاري عنه في تاريخه (3/ 76):"فيه نظر".
(4)
هو: عبد الله بن يزيد المعافري. من رجال التهذيب.
(5)
ما بين المعقوفين ساقطة من النسخ الخطية، والمثبت من التلخيص، والإتحاف، ومن كتاب البعث والنشور للبيهقي (ص 171) حيث رواه عن المصنف بنفس السند.
(6)
إتحاف المهرة (9/ 570 - 11958).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِحُيَيٍّ، وَهُوَ أَبَو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَذْحِجِيُّ صَاحِبُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، ويُقَالُ: مَوْلَاهُ
(1)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
273 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قتادَةَ، عَنْ أَنَسٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى}
(2)
، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"رُفِعَتْ لِي سدْرَةٌ منتهَاهَا فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، نَبْقُهَا مِثْلُ قِلالِ هَجَرَ، وَوَرَقُهَا مِثْل آذَانِ الْفِيلَةِ، يَخْرُجُ مِنْ سَاقِهَا نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ". قَالَ: "قلْتُ: يَا جِبْرِبلُ، مَا هَذَانِ؟ قَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَفِى الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ: فَالنِّيلُ، وَالْفُرَاتُ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ، وَلَهُ شَاهِدٌ غَرِيِبٌ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، عَنْ قتادَةَ، عَنْ أَنسٍ، صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ:
(1)
كذا قال المصنف هنا وعقب حديث (2626)!، والصواب أن حُيي هو: حيى بن عبد الله بن شريح المعافري؛ كما سيأتي في كتاب صلاة التطوع (1213) من طريق أبي الطاهر عن ابن وهب به، وكما في مسند الإمام أحمد (11/ 186)، وحيي هذا لم يحتج به الشيخان ولا أحدهما، بل قال البخاري عنه في تاريخه (3/ 76):"فيه نظر"، أما حيي المذحجي الذي ذكره المصنف وقال أنهما احتجا به فهو أبو عبيد - لا أبو عبد الرحمن - حي ويقال حيي ويقال حوي بن أبي عمرو، أخرج له مسلم والبخاري تعليقا، وقد ذكر المصنف في المدخل إلى الصحيح (4/ 56) كنيته على الصواب.
(2)
(النجم:14)
(3)
إتحاف المهرة (2/ 231 - 1610).
274 -
حدثنا أَبُو عَبْد اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقوبَ الْحَافِظ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَنَسٍ
(1)
الْقُرَشِيُّ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسْلَمِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "رُفِعَتْ إِلَيَّ السِّدْرَةِ، فَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ: نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ، فَأَمَّا الظَّاهِرَانِ: فَالنِّيلُ، وَالْفُرَاتُ، وَأَمَّا الْبَاطِنَانِ: فَنَهَرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَأُتِيتُ بِثَلَاثةِ أَقْدَاحٍ: قَدَحٍ فِيهِ لَبَنٌ، وَقَدَحٍ فِيهِ عَسَلٌ، وَقَدَحٍ فِيهِ خَمْرٌ، فَأَخَذْتُ الَّذِي فِيهِ اللَّبَنُ، فَشرِبْتُ، فَقِيلَ لِي: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ أَنْتَ وَأُمَّتُكَ"
(2)
.
قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قُلْتُ لِشَيْخِنَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ: لِمَ لَمْ يُخَرِّجَا هَذَا الْحَدِيثَ؟ فَقَالَ: لِأَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ.
قَالَ الْحَاكِمُ: ثُمَّ نَظَرْتُ فَإِذَا الْأَحْرُفُ الَّتِي سَمِعَهَا مِنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ غَيْرُ هَذِهِ
(3)
.
وَلِيَعْلَمْ طَالِبُ هَذَا الْعِلْمِ أَنَّ حَدِيثَ الْمِعْرَاجِ قَدْ سَمِعَ أَنَسٌ بَعْضَهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَبَعْضَهُ مِنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ، وَبَعْضَهُ مِنْ مَالِكِ بْنِ صعْصَعَةَ، وَبَعْضَهُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
(1)
في الإتحاف: "ابن إدريس".
(2)
إتحاف المهرة (2/ 235 - 1617).
(3)
نقول: قد علقه البخاري في الأشربة (7/ 109)، عن إبراهيم بن طهمان به، وقال: قال هشام وسعيد وهمام عن قادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأنهار نحوه، ولم يذكروا "ثلاثة أقداح"، وانظر فتح الباري (10/ 75).
275 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، ثَنَا أَبُو سِنَانَ
(1)
ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ
(2)
، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمائَةُ صَفٍّ، هَذِهِ الْأُمَّةُ مِنْهَا ثَمَانُونَ صَفًّا"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرَجَاهُ، وَلَهُ شَاهِد مِنْ
حَدِيثِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ:
276 -
أخبرناه أَبُّو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا عَبْدَانُ الْأَهْوَازِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَارِثِ، ثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا سُفْيَانُ.
وَأَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ
(4)
، ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ، ثَمَانُونَ مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ"
(5)
.
(1)
في النسخ الخطية: "أبو سليمان" والمثبت من التلخيص.
(2)
هو: عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي المروزي، كما جاء مصرحا به عند أحمد في المسند (38/ 161)، أما علقمة بن مرثد، فإنه يرويه عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، كما في الحديث الذي بعده.
(3)
إتحاف المهرة (2/ 590 - 2329).
(4)
هو: عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان مشكدانة الكوفي. من رجال التهذيب.
(5)
إتحاف المهرة (2/ 542 - 2224).
أَرْسَلَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ الثَّوْرِيِّ.
وَقَدْ رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ:
277 -
أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ حَصيرَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ
(1)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ حَوْلَهُ: "كيْفَ أنْتُمْ رُبْعُ
(2)
أَهْلِ الْجَنَّةِ، لَكُمُ الرُّبعُ، وَلسَائِرِ الْأُمَمِ ثَلَاثةُ أَرْبَاعٍ؟ ". قَالَ: قُلْنَا: كَثِيرٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "كَيْفَ أَنتُمْ وَالثُّلُثُ؟ ". قَالَ: قُلْنَا: ذَلِكَ أَكْثَرُ. قَالَ: "كيْفَ أَنْتُمْ وَالشَّطْرُ؟ ". قُلْنَا: ذَاكَ أَكْثَرُ. قَالَ: "أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمائَةُ صَفٍّ
(3)
، أَنْتُمْ مِنْهَا ثَمَانُونَ صَفًا". قَالَ: قُلْنَا: فَذَاكَ الثُّلُثَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "أَجَلْ"
(4)
.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ فِي أَكْثَرِ الْأقَاوِيلِ.
278 -
أخبرني أَبُو قتيْبَةَ سَلْمُ
(5)
بْنُ الْفَضْلِ الْأَدَمِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
(6)
، عَنْ جَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ
(1)
هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود. من رجال التهذيب.
(2)
في التلخيص: "وربع".
(3)
في (و) و (ح) و (د): "مائة وعشرون صفا".
(4)
إتحاف المهرة (10/ 306 - 12814).
(5)
في (م): "سليم"، وفي (و) و (ح) ر (د):"سالم".
(6)
وضعه ابن حجر في الإتحاف في مسند أبي الزبير عن جابر!.
الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ"، قَالَ: "يَقُولُ اللَّهُ عز وجل: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا فَأَزِيدَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا وَمَا فَوْقَ مَا أَعْطَيْتَنَا؟ ". قَالَ: "يَقُولُ: رِضْوَانِي أَكبرُ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدْ تَابَعَ الْأَشْجَعِيُّ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيَّ عَلَى إِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ:
279 -
حدثناه أَبُّو عَلِيِّ الْحَافِظُ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ الْمُغِيرة الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
(2)
، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنّةَ، قَالَ اللَّهُ عز وجل أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكبَرَ مِنْ هَذَا؟ قَالُوا: بَلَى، وَمَا أَكْبَرُ مِنْ هَذَا؟ قَالَ: الرِّضْوَانُ"
(3)
.
280 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَاتِمٍ الْمُعَدِّلُ بِمَرْوَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي هَيْئَةِ كبْشٍ أَمْلَحَ، فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ وَجِلِينَ مَخَافَةَ أَنْ يَخْرُجُوا مِمَّا هُمْ فِيهِ، فَيُقَالُ: تَعْرِفونَ هَذَا؟ فَيَقولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ، ثمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ، فَيَطَّلِعُونَ مُسْتَبْشِرِينَ فَرِحِينَ أَنْ يَخْرُجُوا مِمَّا هُمْ فِيهِ، فَيُقَالُ: أَتَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ، فَيَأْمُرُ بِهِ فَيُذْبَحُ عَلَى الصِّرَاطِ، فَيُقَالُ لِلْفَرِيقَيْنِ: خُلُودٌ فِسمَا تَجِدُونَ، لَا مَوْتَ فِيهَا أَبَدًا"
(4)
.
(1)
إتحاف المهرة (3/ 403 - 3324).
(2)
وضعه ابن حجر في الإتحاف في مسند أبي الزبير عن جابر!.
(3)
إتحاف المهرة (3/ 403 - 3324).
(4)
إتحاف المهرة (16/ 185 - 20616)، وله أصل في صحيح البخاري (8/ 113) من=
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِ مُسْلِمٍ، فَإِنَّ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ ثَبْتٌ، وَقَدْ أَسْنَدَهُ فِي جَمِيعِ الرِّوَايَاتِ عَنْهُ، وَأَوْقَفَهُ
(1)
الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ
(2)
وَعَبْدُ الْوَهَابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ عَمْرٍو.
أَمَّا حَدِيثُ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى:
281 -
فأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَلِيمٍ
(3)
الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، ثَنَا [يُوسُفُ بْنُ عِيسَى]
(4)
، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو
(5)
، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مَوْقُوفًا.
(6)
وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ الْمَجِيدِ:
282 -
فأخبرناه أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ زِيَادٍ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،
= حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم "يقال لأهل الجنة: يا أهل الجنة خلود لا موت، ولأهل النار: يا أهل النار خلود لا موت"، وأخرجا نحوه كذلك من حديث الأعمش عن أبي صالح أبي سعيد الخدري، كما ذكر المصنف بعد.
(1)
في (و)(ح) و (د) و (م): "ووافقه".
(2)
في (د): "السيباني"، وفي (م):"الشياني".
(3)
في (و) و (د): "حكيم".
(4)
في النسخ الخطية كلها والإتحاف: "سفيان بن عيسى"، وهو خطأ لا محالة، والمثبت كما في سائر أسانيد المصنف، فإن هذا الإسناد يتكرر كثيرا عند المصنف وغيره، وانظر حديث رقم (446) و (713) و (781) وغيرها كثير، وهو: يوسف بن عيسى بن دينار الزهري، أبو يعقوب المروزي. من رجال التهذيب.
(5)
في (و) و (د) و (ح): "محمد بن عمر".
(6)
إتحاف المهرة (16/ 185 - 20616).
ثَنَا بُنْدَارٌ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ مَوْقُوفًا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
(1)
.
وَقَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى إِخْرَاجِ هَذَا الْحَدِيثِ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.
283 -
أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّد بْنِ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَليدِ الْأَزْرَقِيُّ، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ
(2)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ قَالَ: قَامَ فِينَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَقَالَ: يَا بَنِي أَوَدِ إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تَعْلَمُونَ الْمَعَادَ إِلَى اللَّهِ، ثُمَّ إِلَى الْجَنَّةِ أَوْ إِلَى النَّارِ، وَإِقامَةٌ لَا ظَعْنَ فِيهِ
(3)
، وَخُلُودٌ لَا مَوْت، فِي أَجْسَادٍ لَا تَموتُ.
(4)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، رُوَاتُهُ مَكِّيُّونَ، وَمُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ إِمَامُ أَهْلِ مَكَّةَ وَمُفْتِيهِمْ، إِلا أَنَّ الشَّيْخَين قَدْ نَسَبَاهُ إِلَى أَنَّ الْحَدِيثَ لَيْسَ مِنْ صَنَعْتِهِ
(5)
، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
284 -
حدثناه عَبْدَان بْنُ يَزِيدَ الدَّقَّاق بِهَمْذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِي وَأَبِي عِمْرَانَ
(6)
(1)
إتحاف المهرة (16/ 185 - 20616).
(2)
هو: عبد الرحمن بن سابط. من رجال التهذيب.
(3)
في (م) والتلخيص: "فيها".
(4)
إتحاف المهرة (13/ 274 - 16714).
(5)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: بلى قال البخاري ومسلم: إنه منكر الحديث".
(6)
في التلخيص: "وابن عمران".
الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}
(1)
. قَالَ: جَنَّتانِ مِنْ ذَهَبٍ لِلسَّابِقِينَ، وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةِ لِلتَّابِعِينَ.
(2)
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ هَكَذَا.
إِنَّمَا خَرَّجَا مِنْ حَدِيثِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدٍ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم "جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ" الْحَدِيثَ، وَلَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ السِّابِقِينَ وَالتَّابِعِينَ
(3)
.
سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِى بْنَ عُمَرَ الْحَافِظَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ الْوَزِيرَ
(4)
يَقُولُ: سَمِعْتُ مَأْمُونَ الْمِصْرِيَّ
(5)
يَقُولُ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِي: لِمَ تَرَكَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدِيثَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ أَخْيَرُ وَأَصْدَقُ مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، وَذَكَرَ حِكَايَةً طَوِيلَةً شَبِيهَةً بِالاسْتِبْدَالِ بِالْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ حَمَّادٍ.
285 -
حدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِي
(6)
الْجَوْهَرِيُّ بِمَرْوَ مِنْ أَصْلِ
(1)
(الرحمن: 46)
(2)
إتحاف المهرة (10/ 114 - 12377).
(3)
صحيح البخاري (6/ 145) و (4/ 117) و (9/ 132)، ومسملم (1/ 112) و (8/ 148) ورواية الحارث بن عبيد أبي قدامة إنما هي في ذكر "الخيمة" أخرجها البخاري تعليقا ووصلها مسلم، وتابعه عندهما همام بن يحيى وعبد العزيز بن عبد الصمد.
(4)
هو: جعفر بن الفضل بن جعفر، أبو الفضل، المعروف بابن حنزابة الوزير.
(5)
هو: الحسين بن محمد بن داود بن سليمان بن حيان، أبو القاسم القيسي المصري الحافظ، المعروف بمأمون.
(6)
هو: عبد الله بن عمر بن أحمد بن علي بن عبد الرحمن، أبو عبد الرحمن الجوهري المروزي، المعروف بابن علك.
كِتَابِهِ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَاسُويَهْ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، ثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قتادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"يَوْمُ الْقِيَامَةِ كَقَدْرِ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الْإِسْنَادِ عَلَى شرْطِ الشَّيْخَيْنِ إِنْ كَانَ سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ حَفِظَهُ عَلَى أَنَّهُ ثِقَة مَأْمُونٌ، فَقَدْ:
286 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَلِيمٍ
(2)
، أَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أَنَا عَبْدَانُ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ
(3)
مَعْمَرٍ، عَنْ قتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كَقَدْرِ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ
(4)
.
287 -
حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خزَيْمَةَ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْن جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ
(5)
، أَخْبَرَني أَبُو صَخْرٍ
(6)
، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ لابْنِ عُمَرَ صدِيقٌ مِنْ أَهلِ الشَّامِ يُكَاتِبُهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أنك تَكَلَّمْتَ فِي شَىْءٍ مِنَ الْقَدْرِ، فَإِيَّاكَ أَنْ
(1)
إتحاف المهرة (14/ 634 - 18377).
(2)
في (و) و (ح) و (د): "بن خليفة".
(3)
في النسخ الخطية: "بن"، والمثبت من التلخيص والإتحاف.
(4)
إتحاف المهرة (14/ 634 - 18377).
(5)
في النسخ الخطية كلها: "سعيد بن أيوب"، والمثبت من التلخيص والإتحاف.
(6)
هو: حميد بن زياد المدني. من رجال التهذيب.
تَكْتُبَ إِلَيَّ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، فَقَدِ احْتَجَّ بِأَبِي صَخْرٍ حُمَيْدِ بْنِ زِيَادٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
288 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ إِمْلَاءً، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ، ثَنَا موسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ
(2)
، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، إِنْ
(3)
مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوهُمْ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ إِنْ صَحَّ سَمَاعُ أَبِي حَازِمٍ مِنِ ابْنِ عُمَرَ
(5)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَشَاهِدُهُ مَا:
289 -
حدثناه أَبُو أحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصِّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُوبَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ
(6)
، حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ شَرِيكٍ
(1)
إتحاف المهرة (9/ 80 - 15505).
(2)
هو: سلمة بن دينار، أبو حازم الأعرج. من رجال التهذيب.
(3)
في التلخيص: "فإن".
(4)
إتحاف المهرة (8/ 464 - 9775).
(5)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: رواه زكريا بن منظور، عن عبد العزيز بن أبى حازم، عن نافع، عن ابن عمر، فهذه علة، لكن زعم ابن القطان أنها لا تغير هذا الخبر، وأنه صحيح من الوجهين معا، كذا قال، وقد جزم غير واحد قبله بأن أبا حازم هذا لم يدرك ابن عمر"، وانظر علل الدراقطنى (13/ 101).
(6)
هو: عطاء بن دينار الهذلي، أبو الريان، وقيل أبو طلحة المصري من رجال التهذيب،=
الْهُذَلِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ
(1)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ الْقَدَرِ، وَلَا تُفَاتِحُوهُمْ"
(2)
.
هَذَا آخِرُ كِتَابِ الإِيمَانِ.
* * *
= أخرج له أبو داود هذا الحديث عن حكيم بن شريك به، ولم يرو عن حكيم بن شريك غير عطاء.
(1)
هو: ربيعة بن عمرو، ويقال: ابن الحارث الدمشقى. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (12/ 415 - 15866).
كتَابُ العلمِ
كِتَابُ الْعِلْمِ
290 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَني أَبُو يَحْيَى فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ، لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لَيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ سَنَدُهُ، ثِقَاتٌ رُوَاتُهُ عَلَى شرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدْ أَسْنَدَهُ، وَوَصَلَهُ عَنْ فُلَيْحٍ جَمَاعَةٌ غَيْرُ ابْنِ وَهْبٍ:
291 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيادٍ السَّرِيُّ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّيَّارِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ
(2)
بِمَرْوَ، قَالَا: ثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، قَالُوا: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورِ الْمَكِّيُّ، ثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ
(3)
، عَنْ
(1)
إتحاف المهرة (15/ 16 - 18775).
(2)
في (و) و (د): "حكيم".
(3)
هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر. من رجال التهذيب.
سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لَيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا
(1)
مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ".
قَالَ فُلَيْحٌ: وَعَرْفُهَا رِيحُهَا
(2)
.
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ بِإِسْنَادَيْنِ صحِيحَيْنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ.
أَمَّا حَدِيثُ جَابِرٍ:
292 -
فأخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ
(3)
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْقَنْطَرِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَا: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ تُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ، وَلَا لِتَحِيزُوا بِهِ الْمَجْلِسَ
(4)
، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَالنَّارَ النَّارَ"
(5)
.
293 -
حدثناه أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ مِنْ أَصْلِ
(1)
في (ز) و (م): "غرضا".
(2)
إتحاف المهرة (15/ 16 - 18775).
(3)
في الإتحاف: "أبو الحسن".
(4)
في التلخيص: "المجالس".
(5)
إتحاف المهرة (3/ 457 - 3449).
كِتَابِهِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ زُغْبَةَ
(1)
التُّجِيبِيُّ بِمِصْرَ، ثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ
(2)
.
هَذَا إِسْنَادٌ حَفِظَهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمِصْرِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فَوَصَلَهُ، وَيَحْيَى مُتَّفَقٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَقَدْ أَرْسَلَهُ عَبْدُ اللهِ بْن وَهْبٍ، فَأَنَا عَلَى أَصْلِي الَّذِي أَصَّلْتُهُ فِي قَبُولِ الزِّيَادَةِ مِنَ الثِّقَةِ فِي الْأَسَانِيدِ وَالْمُتُونِ.
294 -
حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُباهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَلَا لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ، وَلَا لِتَتَحَدَّثُوا بِهِ فِي الْمَجَالِسِ، فَمَنْ فَعَلَى ذَلِكَ فَالنَّارَ النَّارَ"
(3)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ:
295 -
فحدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي أُويْسٍ، حَدَّثَنِي أَخِي
(4)
، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنِ ابْتَغَى الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ يُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ يُقْبِلَ أفَئِدَةَ النَّاسِ إِلَيْهِ، فَإِلَى النَّارِ"
(5)
.
(1)
في (م) و (و) و (ح) و (د): "زهبة"، وهو: أحمد بن حماد بن مسلم، أبو جعفر. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (3/ 457 - 3449).
(3)
إتحاف المهرة (3/ 457 - 3449).
(4)
هو: عبد الحميد بن أبى أويس، أخو إسماعيل. من رجال التهذيب.
(5)
إتحاف المهرة (13/ 52 - 16424)، وإسحاق ضعيف.
لَمْ يُخَرِّجَ الشَّيْخَانِ لإِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى شَيْئًا، وَإِنَّمَا جَعَلْتُهُ شَاهِدًا لِمَا قَدَّمْتُ مِنْ شرْطِهِمَا، وَإِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ.
296 -
حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أبُو الْأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي.
وَحَدَّثَنَا أبو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ - مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، وَسَأَلهُ عَنْهُ أَبَو عَلِيٍّ الْحَافِظُ - ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيد الدَّارِمِيُّ، قَالَا: ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْخَيْفِ، فَقَالَ:"نَضَّرَ اللهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، ثُمَّ أَدَّاهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَا فِقْهَ لَهُ، وَرَبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَه مِنْه، ثَلَاث لَا يُغِل عَلَيْهِنَّ قلْبُ مُؤْمِنٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ للهِ، وَالطَّاعَةُ لِذَوِي الْأَمْرِ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ. قَاعِدَةٌ مِنْ قَوَاعِدِ أَصْحَابِ الرِّوَايَاتِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، فَأَمَّا الْبُخَارِيُّ فَقَدْ رَوَى فِي الْجَامِعِ الصَّحِيحِ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ، وَهُوَ أَحَدُ أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ، وَلَهُ أَصْلٌ فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ مِنْ غَيْرِ حَدِيثِ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، فَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ مِنْ أَوْجُهٍ صَحِيحَةٍ عَنْهُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
297 -
أخبرناه أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي.
(1)
إتحاف المهرة (4/ 26 - 3909).
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا أَبُو يَعْلَى، ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَا: ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، ثَنَا أَبِي
(1)
، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ.
وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ
(2)
الْوَهْبِيُّ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ.
وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ
(3)
، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.
وَأَخْبَرَني أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُرَيْمٍ
(4)
الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى اللَّخْمِيُّ، ثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ.
وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ قَطَنٍ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْخَيْفِ مِنْ مِنًى، فَقَالَ: "نَضَّرَ اللهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، ثُمَّ أَدَّاهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَا فِقْهَ لَهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ
(1)
هو: إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. من رجال التهذيب.
(2)
في (و) و (ح) و (د): "خلف".
(3)
هو: سليمان بن عمر بن خالد بن صبيح الأقطع، وعنه محمد بن هارون بن عيسى الهاشمي.
(4)
في (م): "محمد بن خزيم".
عَلَيْهِنَّ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ للهِ، وَالنَّصِيحَةُ لِأُولِي الْأَمْرِ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ، فَإِن دَعْوَتَهُمْ تَكُنْ مِنْ وَرَائِهِمْ"
(1)
.
قَدِ اتَّفَقَ هَؤُلَاءِ الثِّقَاتُ عَلَى رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزَّهْرِيِّ، وَخَالَفَهُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَحْدَهُ، فَقَالَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ، وَهُوَ ابْنُ أَبِي الْجَنُوبِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَابْنُ نُمَيْرٍ ثِقَةٌ وَاللهُ أَعْلَمُ.
ثُمَّ نَظَرْنَاهُ، وَجَدْنَا للزُّهْرِيَ فِيهِ مُتَابِعًا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
298 -
أخبرناه أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، ثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ
(2)
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ بِالْخَيْفِ مِنْ مِنًى: "رَحِمَ اللهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، ثُمَّ أَدَّاهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَا فِقْهَ لَهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهِ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ، وَمُنَاصَحَةُ ذَوِي الْأَمْرِ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ؛ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تَكُونُ مِنْ وَرَائِهِمْ"
(3)
.
وَفِي الْبَابِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْهُمْ عُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ،
(1)
إتحاف المهرة (4/ 26 - 3909).
(2)
هو: عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث الأنصاري، ليس بالقوي.
(3)
إتحاف المهرة (4/ 26 - 3909).
وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَنَسٌ، وَغَيْرُهُمْ عِدَّةٌ، وَحَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ مِنْ شَرْطِ الصَّحِيحِ.
299 -
سمعت أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُولُ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكْرٍ الْمَرْوَزِيُّ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، ثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "نَضَرَ اللهُ وَجْهَ امْرِئٍ سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَمَلَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ
(1)
: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ للهِ، وَمُنَاصَحَهُّ وُلَاةِ الْأَمْرِ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ"
(2)
.
قَدِ احْتَّجَ مُسْلِمٌ فِي الْمُسْنَدِ الصَّحِيحِ بِحَدِيثِ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ نَبِيَّنَا صلى الله عليه وسلم وَمَا يَمْلأُ بَطْنَهُ مِنَ الدَّقَلِ، وَعَنْ سِمَاكٍ، عَنِ النُّعْمَانِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يسَوِّي صُفُوفَنَا، الْحَدِيثَ. وَحَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِي مُتَّفَقٌ عَلَى إِخْرَاجِهِمَا، وَقَدْ رُوِيَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ وَمُجَاهِدٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوُهُ.
300 -
حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللّهِ بْنُ جَعْفَرٍ النَّحْوِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْجَوْهَرِيُّ
(3)
.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى، ثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ
(1)
في (و) و (ح) و (د): "المؤمن".
(2)
إتحاف المهرة (13/ 544 - 17116).
(3)
هو: القاسم بن عبد الله بن المغيرة، أبو محمد البغدادي الجوهري.
الْحَافِظُ، قَالَا: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوصِينَا بِكُمْ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ثَابِتٌ لاتِّفَاقِ الشَّيْخَيْنِ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِسَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَعَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَالْجُرَيْرِيِّ، ثُمَّ احْتِجَاجِ مُسْلِمٍ بِحَدِيثِ أَبِي نَضْرَةَ، فَقدْ عَدَدْتُ لَهُ فِى الْمُسْنَدِ الصَّحِيحِ أَحَدَ عَشَرَ أَصْلًا لِلْجُرَيْرِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَا هَذَا الْحَدِيثَ الَّذِي هُوَ أَوَّلُ حَدِيثِ فِي فَضْلِ طُلَّابِ الْحَدِيثِ، وَلَا يُعْلَمُ لَهُ عِلَّةٌ.
وَلهَذَا الْحَدِيثِ طُرُقٌ يَجْمَعُهَا أهْل الْحَدِيثِ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبُو هَارُونَ مِمَّنْ سَكَتُوا عَنْهُ.
301 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، ثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ رَجُلٍ سَلَكَ
(2)
طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا، إِلَّا سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقَ الْجَنَّةِ، وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ"
(3)
.
تَابَعَهُ أَبُو مُعَاوِيةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ.
أَمَّا حَدِيثُ أَبِي مُعَاوِيةَ:
(1)
إتحاف المهرة (5/ 438 - 5725).
(2)
في (د) والتلخيص: "يسلك".
(3)
إتحاف المهرة (14/ 585 - 18276).
302 -
فحدثناه أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ وَسَلْمُ بْن جُنَادَةَ قَالَا: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ
(1)
.
وَأَمًا حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ:
303 -
فحدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْن يَعْقُوبَ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
، وَاللَّفْظَةُ الَّتِي أَسْنَدَهَا زَائِدَةٌ قَدْ وَقَفَهَا غَيْرُهُ، فَأَمَّا: طَلَبُ الْعِلْمِ، فَلَمْ يُخْتَلَفْ عَلَى الْأَعْمَشِ فِي سَنَدِهِ.
304 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو بَكْرَةَ بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ بْنِ بَكَّارٍ
(4)
الْقَاضِي بِمِصْرَ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَمَتَّ إِلَيْهِ بِرَحِمٍ بَعِيدَةٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اعْرِفوا أَنْسَابَكُمْ تَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّهُ لَا قُرْبَ لِرَحِمٍ إِذَا قُطِعَتْ، وَإِنْ كَانَت قَرِيبَةً، وَلَا بُعْدَ لَهَا إِذَا وُصِلَتْ، وَإِنْ كَانَتْ بَعِيدَةً"
(5)
.
(1)
لم يذكر الحافظ هذا الطريق في الإتحاف.
(2)
إتحاف المهرة (14/ 585 - 18276).
(3)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: وقد أخرجه مسلم في حديث طويل" مسلم (8/ 71).
(4)
كذا في النسخ، ولم نجد من سماه هكذا، إنما هو: بكار بن قتيبة بن عبيد الله، وقيل: بكار بن قتيبة بن أسد بن عبيد الله، كما ورد في مصادر ترجمته.
(5)
إتحاف المهرة (7/ 222 - 7694).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ
(1)
، وَلَمْ يُخَرِّجْهُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا، وَإِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ هُوَ ابْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِأَكْثَرِ رِوَايَاتِهِ عَنْ أَبِيهِ.
وَلهَذَا الْحَدِيثِ شَاهِدٌ مُخَرَّجٌ مِثْلُهُ فِي الشَّوَاهِدِ:
305 -
حدثناه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَلْمَانَ، ثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا أَبُو الْأَسْبَاطِ الْحَارِثِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تَعَلَّمُوا أَنْسَابَكمْ تَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ"
(2)
.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: أَبُو الْأَسْبَاطِ الْحَارثيُّ هُوَ بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ.
306 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثَنَا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ الرَّقِّيُّ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبَّادٍ، قَالَا: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ
(3)
، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَي الْبُلْدَانِ شرٌّ؟ قَالَ:"لَا أَدْرِي". فَلَمَّا أَتَاهُ جِبْرِيلَ، قَالَ: "يَا جِبْرِيلُ، أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ؟. قَالَ: لَا أَدْرِي حَتَّى أَسْأَلَ رَبِّي، فَانْطَلَقَ جِبْرِيلُ،
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: لكن لم يخرج لأبي داود الطيالسي"، وقال ابن الملقن في كتابه مختصر استدرك الذهبي (1/ 81):"وهو في مسنده"، يعني الطيالسي.
(2)
إتحاف المهرة (16/ 212 - 20671)، وانظر حديث رقم (7512).
(3)
هو: موسى بن مسعود النهدي.
فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَمْكُثَ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ سَأَلْتَني أَيُّ الْبِلَادِ شَرٌّ؟ وَإِنِّي قُلْتُ لَا أَدْرِي وَإِنِّي سَأَلْت رَبِّي، فَقلْتُ: أَيُّ الْبِلَادِ شَرٌّ، فَقَالَ: أَسْوَاقُهَا"
(1)
.
قَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِرُوَاةِ هَذا الْحَديثِ إِلَّا عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، وَقَدْ تَفَرَّدَ الْبُخَارِيُّ بِالاحْتِجَاجِ بِأَبِي حُذَيْفَةَ، وَهَذَا الْحَدِيثُ أَصْلٌ فِي قَوْلِ الْعَالِمِ: لَا أَدْرِي، وَلَهُ شَاهِدٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ:
307 -
حدثناه أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ
(2)
السُّلَمِيُّ
(3)
، ثَنَا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، وَسَعْدُ بْنُ يَزِيدَ الْفَرَّاءُ، قَالَا: ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْبِلَادِ شَرٌّ؟ قَالَ:"لَا أَدْرِي". فَلَمَّا أَتَى جِبْرِيلُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"يَا جِبْرِيلُ، أَيُّ الْبِلَادِ شَرٌّ؟ ". قَالَ: لَا أَدْرِي حَتَّى أَسْأَل رَبِّي، فَانْطَلَقَ جِبْرِيلُ، فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَمْكُثَ ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، سَأَلْتَنِي أَيُّ الْبِلَادِ شَرٌّ؟ وَإِنِّي قُلْتُ: لَا أَدْرِي، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي: أَيُّ الْبِلَادِ شَرٌّ؟ فَقَالَ: أَسْوَاقُهَا
(4)
.
(1)
إتحاف المهرة (4/ 33 - 3919)، وسيأتي برقم (2173) من حديث أبي حذيفة به، وقال الذهبي هناك:"زهير ذو مناكير هذا منها، وابن عقيل فيه لين".
(2)
كذا في النسخ الخطية كلها، والذي في مصادر ترجمته: بن مسعود بن عبد الله.
(3)
هو: محمد بن عبد الرحيم بن مسعود بن عبد الله بن رزين أبو عبد الله النيسابورى السلمي يعرف بحمش.
(4)
إتحاف المهرة (4/ 33 - 3919)، وعمرو بن ثابت بن أبي المقدام ليس بشيء.
عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ هَذَا هُوَ ابْنُ أَبِي الْمِقْدَامِ الْكُوفِيُّ، وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَإِنَّمَا ذَكَرْتُهُ شَاهِدًا، وَرِوَايَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْهُ حَثَّنِي عَلَى إِخْرَاجِهِ، فَإِنِّي قَدْ عَلَوْتُ فِيهِ مِنْ وَجْهٍ لَا يُعْتَمَدُ.
308 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ
(1)
.
وَعَبْدُ الصَّمَدِ لَيْسَ مِنْ شَرْطِ هَذَا الْكِتَابِ، وَلهَذَا الْحَدِيثِ شَاهِدٌ آخَرُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ:
309 -
حدثناه أَبُو حَفْصٍ عُمَر بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُمَحِيُّ
(2)
بِمَكَّةَ فِي دَارِ أَبِي بَكْرِ الصِّدِّيقِ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
(3)
، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْبِقَاعِ خَيْرٌ؟ فَقَالَ:"لَا أَدْرِي". فَقَالَ: أَيُّ الْبِقَاعِ شَرُّ؟ فَقَالَ: "لَا أَدْرِي". فَقَالَ: سَلْ رَبَّكَ. قَالَ: فَلَمَّا نَزَلَ جِبْرِيلُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي سُئِلْتُ: أَيُّ الْبِقَاعِ خَيْرٌ، وَأَيُّ الْبِقَاعِ شَرُّ؟ فَقُلْتُ: لَا أَدْرِي. فَقَالَ: جِبْرِيلُ: وَأَنَا لَا أَدْرِي حَتَّى أَسْأَلَ رَبِّي. قَالَ: فَانْتَفَضَ جِبْرِيلُ انْتِفَاضَةً كَادَ أَنْ يُصْعَقَ مِنْهَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ اللهُ: يَا جِبْرِيلُ يَسْأَلُكَ مُحَمَّدٌ: أَيُّ الْبِقَاعِ خَيْرٌ؟ فَقلْتَ: لَا أَدْرِي، فَسَأَلَكَ أَيُّ الْبِقَاعِ شَرٌّ، فَقُلْتَ: لَا أَدْرِي، وَإِنَّ خَيْرَ الْبِقَاعِ الْمَسَاجِدُ، وَشَرَّ الْبِقَاعِ الْأَسْوَاقُ"
(4)
.
(1)
إتحاف المهرة (4/ 33 - 3919).
(2)
في (و) و (ح) والإتحاف: "اللخمي".
(3)
هو: أبو يعقوب الطالقاني المعروف باليتيم، من رجال التهذيب.
(4)
إتحاف المهرة (8/ 654 - 10167)، وسيأتي برقم (2147).
310 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْن إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، قَالَا: ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيدِيُّ، ثَنَا سُفْيَان، ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا سُفْيَانُ.
وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْن سَلَمَةَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ النَّاسُ أَنْ يَضْرِبُوا أَكْبَادَ الْإِبِلِ فَلَا يَجِدُوا عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ الْمَدِينَةِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شْرْطِ مُسْلِمٍ
(2)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدْ كَانَ ابْن عُيَيْنَةَ رُبَّمَا يَجْعَلُهُ رِوَايَةً
(3)
.
311 -
كما حدثناه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجَرَّاحِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا عَبْدَانُ [بْنُ]
(4)
مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْحَافِظُ، ثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ
(5)
، قَالَا: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ
(1)
إتحاف المهرة (14/ 572 - 18242).
(2)
قال ابن الملقن في مختصر استدرك الذهبي (1/ 84): "قلت: إنما لم يخرجه مسلم لأنه سأل البخاري عنه، فقال: له علة؛ وهي أن أبا الزبير لم يسمع من أبي صالح"، وقد قال ابن الملقن في المقدمة:"وحيث أقول قلت فهو للذهبي"، لكن هذا النقل غير موجود في نسخ التلخيص، فلعله زيادة من ابن الملقن نفسه، والله أعلم.
(3)
في (و) و (ح): "رواته".
(4)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية والإتحاف، والمثبت كما في سائر أسانيد المصنف، وكتب الرجال.
(5)
هو: أبو عبد الله المكي الخياط البزاز، يروي عن ابن عيينة، من رجال التهذيب.
أَبِي هُرَيْرَةَ - رِوَايَةً - قَالَ: "يُوشِكُ النَّاسُ أَنْ يَضْربُوا أَكْبَادَ الْإِبِلِ". الْحَدِيثَ
(1)
.
وَلَيْسَ هَذَا مِمَّا يُوهِنُ الْحَدِيثَ، فَإِنَّ الْحُمَيْدِيَّ هُوَ الْحَكَمُ فِي حَدِيثِهِ لِمَعْرِفَتِهِ بِهِ وَكَثْرَةِ مُلَازَمَتِهِ لَهُ، وَقَذْ كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: نَرَى هَذَا الْعَالِمَ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ.
312 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ جَاءَ مَسْجِدَنَا هَذَا يَتَعَلَّمُ خَيْرًا وَيُعَلِّمُهُ فَهُوَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ جَاءَ لِغَيْرِ هَذَا كَانَ كَالرَّجُلِ يَرَى الشَّيْءَ يُعْجِبُهُ وَلَيْسَ لَهُ". وَرُبَّمَا قَالَ: "يَرَى الْمُصَلِّينَ وَلَيْسَ مِنْهُمْ، وَيَرَى الذَّاكِرِينَ وَلَيْسَ مِنْهُمْ"
(2)
.
313 -
حدثناه عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْخُزَاعِيُّ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ أَنَّ سَعِيدَ الْمَقْبُرِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ دَخَلَ مَسْجِدَنَا هَذَا لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يُعَلِّمَهُ كَانَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ دَخَلَهُ لِغَيْرِ ذَلِكَ كَانَ كَالنَّاظِرِ إِلَى مَا لَيْسَ لَهُ"
(3)
.
(1)
إتحاف المهرة (14/ 572 - 18242).
(2)
إتحاف المهرة (14/ 687 - 18490) وأبو صخر حميد بن زياد الخراط احتج به مسلم دون البخاري.
(3)
إتحاف المهرة (14/ 687 - 18490).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَقَدِ احْتَجَّا بِجَمِيعِ رُوَاتِهِ، ثُمَّ لَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَا أَعْلَمُ لَهُ عِلَّةً، بَلْ لَهُ شَاهِدٌ ثَالِثٌ عَلَى شَرْطِهِمَا جَمِيعًا.
314 -
أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْقَنْطَرِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُرِيدُ إِلَّا لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا، أَوْ يُعَلِّمَهُ كَانَ لَهُ أَجْرُ مُعْتَمِرٍ تَامِّ الْعُمْرَةِ، وَمَنْ رَاحَ إِلَى الْمَسْجدِ لَا يُرِيدُ إِلا لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا، أَوْ يُعَلِّمَهُ فَلَهُ أَجْرُ حَاجٍّ تَامِّ الْحَجَّةِ"
(2)
.
قَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ فِي الْأُصُولِ، وَخَرَّجَهُ مُسْلِمٌ فِي الشَّوَاهِدِ
(3)
، فَأَمَّا ثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ
(4)
الدِّيلِيُّ، فَإِنَّهُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
315 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ فِي مُسْنَدِ أَنَسٍ، ثَنَا أَبُو سَعْدٍ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْهَرَوِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَمْرٍ الْمُقْرِئُ النَّيْسَابُورِيُّ.
وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْإِمَامُ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ: مَنْهُومٌ فِي عِلْمٍ لَا يَشْبَعُ، وَمَنْهُومٌ فِي دُنْيَا لَا يَشْبَعُ"
(5)
.
(1)
في الإتحاف: "أبو الحسن".
(2)
إتحاف المهرة (6/ 213 - 6360).
(3)
ثور بن يزيد الكلاعي الشامي لم يخرج له مسلم، وقد ذكره المصنف في المدخل إلى الصحيح (2/ 193) فيمن أخرج لهم البخاري وحده.
(4)
في (و) و (د) و (ح): "يزيد".
(5)
إتحاف المهرة (2/ 266 - 1690).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَمْ أَجِدُ لَهُ عِلَّةً.
316 -
حدثنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ الْمُنَادِي، ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: جَاءَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِلَى كَعْبٍ يَسْأَلُ عَنْهُ وَكَعْبٌ فِي الْقَوْمِ، فَقَالَ كَعْبٌ: مَا ترِيدُ مِنْهُ؟ فَقَالَ: أَمَا إِنِّي لَا أَعْرِفُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَكونُ أَحْفَظَ لِحَدِيثهِ مِنِّي. فَقَالَ كَعْبٌ: أَمَا إِنَّكَ لَمْ تَجِدْ أَحَدَا يَطْلُبُ شَيْئًا إِلَّا سَيَشْبَعُ مِنْهُ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ إِلَّا طَالِبَ عِلْمٍ، وَطَالِبَ دُنْيَا. فَقَالَ: أَنْتَ كَعْبٌ، فَإِنِّي لِمِثْلِ هَذَا جِئْتُ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(2)
، وَقَوْلُ الصَّحَابِيِّ: إِنِّي لِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحْفَظُ مِنْ غَيْرِي، يُخَرَّجُ فِي مَسَانِيدِهِ.
317 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ، ثَنَا حَمْزَةُ بْنُ حَبِيبٍ الزَّيَّاتُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"فَضْل الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ، وَخَيْرُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ"
(3)
.
(1)
إتحاف المهرة (15/ 131 - 19013).
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: فيه انقطاع"، كذا قال الذهبي!، وقد سمع عبد الله بن شقيق العقيلي من أبي هريرة، وكعب هنا هو كعب الأحبار، وقال ابن الملقن في كتابه مختصر استدرك الذهبي (1/ 88):"عبد الله بن شقيق إنما خرج له مسلم فقط، ولم يخرج له البخاري، وهو من خيار الناس، وفيه نصب ويبغض عليا رضي الله عنه ".
(3)
إتحاف المهرة (5/ 109 - 5018).
318 -
وحدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُصعَبِ بْنِ سَعْدٍ، فَذَكَرَ بِنَحْوِهِ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْحَكَمَ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِى بْنِ عَفَّانَ ثِقَةٌ، وَقَدْ أَقَامَ الْإِسْنَادَ، وَقَدْ أَبْهَمَهُ بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ.
319 -
حدثناه أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدَانَ
(2)
وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ
(3)
، قَالَا: ثَنَا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، ثَنَا حَمْزَةُ الزَّيَّات، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ نَحْوَهُ
(4)
.
ثُمَ نَظَرْنَا، فَوَجَدْنَا خَالِدَ بْنَ مَخْلَدٍ أَثْبَتَ وَأَحْفَظَ وَأَوْثَقَ مِنْ بَكْرِ بْنِ بَكَّارٍ، فَحَكَمْنَا لَهُ بِالزِّيَادَةِ.
وَقَدْ رَوَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، عَنِ الْأَعْمَشِ بِإِسْنَادٍ آخَرَ.
320 -
حدثناه أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَن مُطَرِّفِ بْنِ
(1)
إتحاف المهرة (5/ 109 - 5018).
(2)
هو: إبراهيم بن سعدان بن إبراهيم المديني الأصبهاني أبو سعيد الكاتب.
(3)
لم نجد له ترجمة ولا ذكرا في سند غير هذا.
(4)
إتحاف المهرة (5/ 109 - 5018).
الشِّخِّيرِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "فَضْلُ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ، وَخَيْرُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ"
(1)
.
321 -
حدثنا أبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاق الْفَقِيهُ، أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ.
وَأَخْبَرَني إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا ابْنُ أَبِي أُويسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئسَ أَنْ
(2)
يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ، وَلَكِنَّهُ رَضِيَ أَنْ يُطَاعَ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِمَّا تُحَاقِرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَاحْذَرُوا يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا: كتَابَ اللهِ، وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم، إِنَّ كُلَّ مُسْلِمٍ أَخُ مُسْلِمِ
(3)
، الْمُسْلِمُونَ إِخْوَةٌ، وَلَا يَحِلُّ لامْرِئٍ مِنْ مَالِ أَخِيهِ إِلَّا مَا أَعْطَاهُ عَنْ طِيبِ نَفْسٍ، وَلَا تَظْلِمُوا، وَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ"
(4)
.
قَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِأَحَادِيثِ عِكْرِمَةَ، وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ بِأَبِي أُوَيْسٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُوَيْسٍ، وَسَائِرُ رُوَاتِهِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمْ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ لِخُطْبَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُتَّفَقٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ ترَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ
(5)
تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ: كِتَابَ اللهِ،
(1)
إتحاف المهرة (4/ 262 - 4231).
(2)
في (ز): "بأن".
(3)
في التلخيص: "أخو المسلم".
(4)
إتحاف المهرة (7/ 619 - 8607).
(5)
في (و) و (ح): "أن".
وَأَنْتُمْ مَسْئُولُونَ عَنِّي فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ "
(1)
.
وَذِكْرُ الاعْتِصَامِ بِالسُّنَّةِ فِي هَذِهِ الْخُطْبَةِ غَرِيبٌ، وَيُحْتَاجُ إِلَيْهَا، وَقَدْ وَجَدْتُ لَهُ شَاهِدًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ:
322 -
أخبرني أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى الطَّلْحِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلَّوا بَعْدَهُمَا: كِتَابَ اللهِ، وَسُنَّتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا
(2)
عَلَيَّ الْحَوْضَ"
(3)
.
323 -
أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْخُرَاسَانِيِّ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ أَخَوَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ أَحَدُهُمَا يَأْتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَالْآخَرُ يَحْتَرِفُ، فَشَكَا الْمُحْتَرِفُ أَخَاهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"لَعَلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَرُوَاتُهُ عَنْ آخِرِهِمْ أَثْبَاتٌ ثِقَاتٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
حديث خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع انفرد به مسلم (4/ 38) دون البخاري، من حديث حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد بن عير بن الحسين، عن أبيه، عن جابر.
(2)
في (ز): "تردا".
(3)
إتحاف المهرة (14/ 621 - 18364).
(4)
إتحاف المهرة (1/ 477 - 493).
324 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَاتِمٍ الدَّارْبَرْدِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، ثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، أَن مُعَاوَيةَ خَرَجَ مِنْ حَمَّامِ حِمْصَ، فَقَالَ لِغُلَامِهِ: ائْتِنِي بِسَبْتِيَّتَيَّ فَلَبِسَهُمَا، ثُمَّ دَخَلَ مَسْجِدَ حِمْصَ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا فَرَغَ إِذَا هُوَ بِنَاسٍ جُلُوسٌ، فَقَالَ لَهُمْ: مَا يُجْلِسُكُمْ؟ قَالُوا: صَلَّيْنَا صَلَاةَ الْمَكْتُوبَةِ، ثُمَّ قَصَّ الْقَاصُّ، فَلَمَّا فَرَغَ قَعَدْنَا نَتَذَاكَرُ سُنَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ مُعَاوِيةُ: مَا مِنْ رَجُلٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَقَل حَدِيثًا عَنْهُ مِنِّي، إِنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ بِخَصْلَتَيْنِ حَفِظْتُهُمَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"مَا مِنْ رَجُلٍ يَكُونُ عَلَى النَّاسِ، فَيَقُومُ عَلَى رَأْسِهِ الرِّجَالُ يُحِبُّ أَنْ تَكْثُرَ الْخصُومُ عِنْدَهُ فَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ". قَالَ: وَكُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هوَ بِقَوْمٍ فِي الْمَسْجِدِ قُعُودٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَا يُقْعِدُكُمْ؟ ". قَالُوا: صَلَّيْنَا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، ثُمَّ قَعَدْنَا نَتَذَاكَرُ كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ الله إِذَا ذَكَرَ شَيْئًا تَعَاظَمَ ذِكرُهُ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَقَدْ سَمِعَ عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَة الْأَسْلَمِيُّ مِنْ مُعَاوِيةَ غَيْرَ حَدِيثٍ.
325 -
حدثنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ - إِمْلَاءً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ
(2)
وَثَلَاثِمِائَةٍ - ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ
(1)
إتحاف المهرة (13/ 359 - 16842)، والحسين بن واقد المروزي استشهد به البخاري، واحتج به مسلم، وله أوهام.
(2)
في النسخ الخطية كلها: "وسبعين" وهو خطأ، والمثبت الصواب؛ كما ورد ذلك في عدة مواضع من الكتاب.
شُعْبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ أَصحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَلَسُوا كَانَ حَدِيثُهُمْ - يَعْنِي - الْفِقْهَ إِلَّا أَنْ يَقْرَأَ رَجُلٌ سُورَةً، أَوْ يَأْمُرَ رَجُلًا يَقْرَأُ سُورَةً
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَهُ شَاهِدٌ مَوْقُوفٌ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.
326 -
حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيةَ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ، فَإِنَّ مُذَاكَرَةَ الْحَدِيثِ تُهيِّجُ الْحَدِيثَ
(2)
.
وَقَدْ رُوِيَ فِي الْحَثِّ عَلَى مُطَالَبَةِ
(3)
الْحَديثِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ بِأَحَادِيثَ صَحِيحَةً عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
أَمَّا حَدِيثُ عَلِيٍّ:
327 -
فأخبرناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْن أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا كَهْمَسٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ؛ فَإِنَّكُمْ إِلَّا تَفْعَلُوا يَنْدَرِسُ
(4)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودِ:
(1)
إتحاف المهرة (5/ 440 - 5729) وعلي بن الحكم البناني البصري احتج به البخاري دون مسلم، وانظر المدخل إلى الصحيح للمصنف (3112).
(2)
إتحاف المهرة (5/ 425 - 5698).
(3)
في (م): "مذاكرة".
(4)
إتحاف المهرة (11/ 468 - 14449).
328 -
فحدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ
(1)
، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ
(2)
: تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ؛ فَإِنَّ ذِكْرَ الْحَدِيثِ حَيَاتُهُ
(3)
.
329 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، ثَنَا معَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: مَا كُلُّ الْحَدِيثِ سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُحَدِّثُنَا أَصْحَابُنَا، وَكُنَّا مُشْتَغِلِينَ فِي رِعَايَةِ الْإِبِلِ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ لَهُ طُرُقٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
330 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعُ، ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
(5)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
(6)
، عَنِ
(1)
في التلخيص: "الحمال" مصحف، وهو: عبد الحميد بن عبد الرحمن بشمين الكوفي. من رجال التهذيب.
(2)
رواه المصنف في معرفة علوم الحديث (ص 425) بهذا الإسناد فجعله من كلام علقمة ولم يرفعه إلى ابن مسعود، وقال البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (ص 289):"رفعه أبو عبد الله في كتاب المستدرك بهذا الإسناد إلى عبد الله، وهو غلط، إنما هو عن علقمة من قوله، كذلك رواه غيره بهذا الإسناد، وكذلك رواه الثوري وغيره عن الأعمش".
(3)
إتحاف المهرة (10/ 371 - 12951).
(4)
إتحاف المهرة (2/ 512 - 2153).
(5)
هو: عبد الله بن عبد الله أبو جعفر القاضي الرازي الهاشمي مولاهم، من رجال التهذيب، ولم يخرج له الشيخان.
(6)
في (و): "عن ابن سعيد بن جبير".
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تَسْمَعُونَ وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ، وَيُسْمَعُ مِنَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ مِنْكُمْ"
(2)
.
تَابَعَهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الْأَعْمَشِ:
331 -
حدثناه جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ.
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ، قَالَا: ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تَسْمَعُونَ وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ، وَيُسْمَعُ مِمَّنْ يَسْمَعُ مِنْكُمْ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَفِي الْبَابِ أَيْضًا عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَفِي حَدِيثِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ ذِكْرُ الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ أَيْضًا.
332 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، ثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارَيةَ قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا. قَالَ: "أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ،
(2)
إتحاف المهرة (7/ 192 - 7610).
(3)
إتحاف المهرة (7/ 192 - 7610).
فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ لَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ، وَقَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وَرَوَى هَذا الْحَدِيثَ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الاعْتِصَامِ بِالسُّنَّةِ
(2)
، وَالَّذِي عِنْدِى أَنَّهُمَا - رحمها الله - تَوَهَّمَا أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ رَاوٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ غَيْرَ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ.
وَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ الْمُخَرَّجُ حَدِيثُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ:
333 -
حدثناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ محَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارَيةَ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَقَامَ فَوَعَظَ النَّاسَ، وَرَغَّبَهُمْ،
(1)
إتحاف المهرة (11/ 143 - 13818).
(2)
لم يخرج البخاري لعبد الرحمن بن عمرو بن عبسة السلمي في الصحيح شيئا، وقد ذكر المصنف أن حديثه هذا ابتدأ به البخاري كتاب الإعتصام بالسنة. فلعله كتاب مفرد غير كتاب الاعتصام الذي في الصحيح، فإن البخاري رحمه الله قال في كتاب الاعتصام (9/ 91) حديث رقم (7271):"ينظر في أصل كتاب الاعتصام" وقال ابن حجر في الفتح (13/ 261): "فيه إشارة إلى أنه صنف كتاب الاعتصام مفردا، وكتب منه هنا ما يليق بشرطه في هذا الكتاب، كما صنع في كتاب الأدب المفرد".
وَحَذَّرَهُمْ، وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قَالَ: "اعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَطِيعُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكمْ
(1)
، وَلَا تُنَازِعُوا الْأَمْرَ أَهْلَهُ وَلَوْ كَانَ عَبْدًا أَسْوَدَ، وَعَلَيْكُمْ بِمَا تَعْرِفُونَ مِنْ سُنَّةِ نَبِيِّكُمْ وَالْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَضُّوا عَلَى نَواجِذِكُمْ
(2)
بِالْحَقِّ"
(3)
.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِهِمَا جَمِيعًا، وَلَا أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً، وَقَدْ تَابَعَ ضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ عَلَى رِوَايَةِ هَدا الْحَدِيثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ.
334 -
حدثناه أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(4)
، قَالَا: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوَيةَ بْنِ صَالِحٍ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِى ابْنَ مَهْدِيٍّ - عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَن عَبْدِ الرَّحْمِّنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ، قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُون، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدَّعٍ فَمَاذَا
(1)
في (و) و (ح) و (د): "من ولاة الأمور أمركم".
(2)
كذا في (د) والتلخيص، وفى سائر النسخ الخطية:"نواجذهم".
(3)
إتحاف المهرة (11/ 143 - 13818).
(4)
هو: الفضل بن محمد بن المسيب بن موسى، أبو محمد الشعراني البيهقي النيسابوري الريوذي.
تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: "قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ، وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ
(1)
فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي، وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ". فَكَانَ أَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ يَزِيدُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ:"فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ حَيْثُ مَا قِيدَ انْقَادَ"
(2)
.
وَقَدْ تَابَعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرٍو عَلَى رِوَايتهِ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الثِّقَاتِ الْأثبَاتِ مِنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ الشَّامِ، مِنْهُمْ حُجْرُ بْنُ حُجْرٍ الْكَلَاعِيُّ:
335 -
حدثناه أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى
(3)
بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النَّصيبِيُّ وَصَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَا: ثَنَا الْوَلِّيدُ بْنُ مُسْلِمٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ وَحُجْرُ بْنُ حُجْرٍ الْكَلَاعِيُّ، قَالَا: أَتَيْنَا الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ وَهُوَ مِمَّنْ نَزَلَ فِيهِ: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (92)}
(4)
. فَسَلَّمْنَا، وَقُلْنَا: أَتَيْنَاكَ زَائِرِينَ وَمُقْتَبِسِينَ. فَقَالَ الْعِرْبَاضُ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلْ عَلَيْنَا، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدَّعٍ، فَمَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟
(1)
في (ز) و (و) و (د) و (ح): "منهم".
(2)
إتحاف المهرة (11/ 143 - 13818).
(3)
في (و): "حدثناه أبو بكر ثنا يحيى".
(4)
(التوبة: 92).
فَقَالَ: "أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا؛ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، فَتَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ فحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ"
(1)
.
وَمِنْهُمْ يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيُّ:
336 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَيْدٍ التِّنِّيَسِيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ التِّنِّيسِيُّ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ
(2)
، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ قَالَ: سَمِعْتُ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً رَجَفَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْأَعْيُنُ. قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ وَعَظْتَنَا مَوْعِظَةَ مُوَدَّعٍ فَاعْهَدْ إِلَيْنَا. قَالَ: "عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ - أَظُنَّهُ قَالَ: - وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَسَيَرَى مَنْ بَعْدِي اخْتِلَافًا شَدِيدًا - أَوْ: كثِيرًا - فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ
(3)
، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمُحْدَثَاتِ؛ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ"
(4)
.
وَمِنْهُمْ مَعْبَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ الْقُرَشِيُّ، وَلَيْسَ الطَّرِيقُ إِلَيْهِ مِنْ شَرْطِ هَذَا الْكِتَابِ، فَتَرَكْتُهُ، وَقَدِ اسْتَقْصَيْت فِى تَصْحِيحِ هَذَا الْحَدِيثِ بَعْضَ الاسْتِقْصَاءِ عَلَى مَا أَدَّى إِلَيْهِ اجْتِهَادِى، وَكُنْتُ فِيهِ كَمَا قَالَ إِمَامُ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ شعْبَهُّ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ لَمَّا طَلَبَهُ بِالْبَصْرَةِ،
(1)
إتحاف المهرة (11/ 143 - 13818).
(2)
في الإتحاف: "بن زيد".
(3)
في (و) و (ح): "الراشدين المهديين".
(4)
إتحاف المهرة (11/ 143 - 13818).
وَالْكُوفَةِ، وَالْمَدِينَةِ، وَمَكَّةَ، ثُمَّ عَادَ الْحَدِيثُ إِلَى شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ فَتَرَكَهُ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: لأَنْ يَصِحَّ لِي مِثْلُ هَذَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ وَالِدِي وَوَلَدِي وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَقَدْ صَحَّ هَذَا الْحَدِيثُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ.
337 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مُعَاوَيةُ بْنُ صالِحٍ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّارِمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيةُ بْنُ صَالِحٍ، أَخْبَرَني رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمِيرَةَ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَوْصِنَا. قَالَ: أَجْلِسُونِي، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانَهُمَا، مَنِ الْتَمَسَهُمَا وَجَدَهُمَا - قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - فَالْتَمِسُوا الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةِ رَهْطٍ: عِنْدَ عُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعِنْدَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَعِنْدَ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ
(1)
، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إِنَّهُ عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَيَزِيدُ بْنُ عَمِيرَةَ السَّكْسَكِيَّانِ صَاحِبَا
(3)
مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَقَدْ شَهِدَ مَكْحُولٌ الدَمَشْقِيُّ ليَزِيدَ بِذَلِكَ، وَهُوَ مِمَّا
(1)
لم يذكر الرابع في جميع النسخ، وهو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، كما في الرواية التالية، وكما سيأتي (5259) و (5880).
(2)
إتحاف المهرة (13/ 295 - 16747).
(3)
كذا في النسخ الخطية، ولا ندري ما وجه التثنية هاهنا، والجادة أن يقول:" السكسكي صاحب" والله أعلم، ويزيد لم يحتج به الشيخان، بل قال البخاري (8/ 350):"لم يتابع عليه، يعرف بحديث واحد".
يُسْتَشْهَدُ لِمَكْحُولٍ عَنْ يَزِيدَ مُتَابَعَةً لِأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ.
338 -
حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، حَدَّثَنِي النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: وَجِعَ
(1)
مُعَاذ بْنُ جَبَلٍ يَوْمًا وَعِنْدَهُ يَزِيدُ بْنُ عَمِرَةَ الزُّبَيْدِيُّ، فَبَكَى عَلَيْهِ يَزِيدُ، فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: يُبْكِينِي مَا كُنْتُّ أَسْالُكَ كُلَّ يَوْمٍ يَنْقَطِعُ عَنِّي. فَقَالَ مُعَاذٌ: إِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ بَشَاشَتَانِ، قُمْ فَالْتَمِسْهُمَا. قَالَ يَزِيدُ: وَعِنْدَ مَنْ ألتَمِسُهُمَا؟ فَقَالَ مُعَاذٌ: عِنْدَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: عِنْدَ عُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعِنْدَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، فَإِنَّهُ كَانَ يُقَالُ: إِنَّهُ عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ يَزِيدُ: فَقُلْتُ: وَعِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَقَالَ: لَا تَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ، فَإِنَّهُ عَنْكَ مَشْغُولٌ
(2)
.
وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ طَرَفًا مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ:
339 -
حدثناه عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شرِيكٍ، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: الْعِلْمُ وَالْإِيمَانُ مَكَانَهُمَا، مَنِ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا
(3)
.
340 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ الْبَزَّارُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ
(4)
، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي
(1)
في (و): "قد وجع".
(2)
إتحاف المهرة (13/ 295 - 16747).
(3)
إتحاف المهرة (13/ 296 - 16748).
(4)
كذا في (ز) وفي سائر النسخ: "ابن بكر".
عَبْلَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ يَوْمًا، فَقَالَ:"هَذَا أَوَانُ يُرْفَعُ الْعِلْمُ". فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ ابْنُ لَبِيدٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يُرْفَعُ الْعِلْمُ وَقَدْ أثبِتَ فِي الْكُتُبِ وَوَعَتْهُ الْقُلُوبُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنْ كنْتُ لأَحْسَبُكَ مِنْ أَفْقَهِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ". ثُمَّ ذَكَرَ ضَلَالَةَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى عَلَى مَا فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: فَلَقِيتُ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ، فَحَدَّثْتُهُ بِحَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ: صَدَقَ عَوْفٌ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَوَّلِ ذَلِكَ يُرْفَعُ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: الْخُشُوعُ، حَتَّى لَا تَرَى خَاشِعًا
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، قَدِ احْتَجَّ الشَّيْخَانِ بِجَمِيعِ رُوَاتِهِ، وَالشَّاهِدُ لِذَلِكَ فِيهِ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ، فَقَدْ سَمِعَ جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ الْحَدِيثَ مِنْهُمَا جَمِيعًا، وَمِنْ ثَالِثٍ مِنَ الصَّحَابَة، وَهُوَ أَبُو الدَّرْدَاءِ:
341 -
حدثناه أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَارِئُ وَأَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ، قَالَا: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَشَخَصَ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ:"هَذَا أَوَانُ يُخْتَلَسُ الْعِلْمُ مِنَ النَّاسِ حَتَّى لَا يَقْدِرُوا مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ". قَالَ: فَقَالَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يُخْتَلَسُ مِنَّا وَقَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ، فَوَاللَّهِ لَنَقْرَ أَنَّهُ وَلَنُقْرِئَنَّهُ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا. فَقَالَ: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا زِيَادُ، إِنِّي كُنْتُ لأَعُدُّكَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينةِ، هَذَا التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ عِنْدَ
(1)
إتحاف المهرة (12/ 539 - 16050).
الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، فَمَاذَا
(1)
يُغْنى عَنْهُمْ؟ ". قَالَ جُبَيْرٌ: فَلَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ؟ وَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ. قَالَ: صَدَقَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، إِنْ شِئْتَ لأُحَدِّثُكَ بِأَوَّلِ عِلْمٍ يُرْفَعُ مِنَ النَّاسِ: الْخُشُوعُ، يُوشِكُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَ الْجَمَاعَةِ فَلَا تَرَى فِيهِ رَجُلًا خَاشِعًا
(2)
.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ الْمِصْرِيِّينَ، وَفِيهِ شَاهِدٌ رَايعٌ عَلَى صِحَّةِ الْحَدِيثِ، وَهُوَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، وَلَعَلَّ مُتَوَهِّمًا يَتَوَهَّمُ أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ رَوَاهُ مَرَّةً عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، وَمَرَّةً عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَيَصيرُ بِهِ الْحَدِيثُ مَعْلُولًا وَلَيْسَ كَذَلِكَ، فَإِنَّ رُوَاةَ الْإِسْنَادَيْنِ جَمِيعًا ثِقَاتٌ، وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ مِنْ أَكَابِرِ تَابِعِي الشَّامِ، فَإِذَا صَحَّ الْحَدِيثُ عَنْهُ بِالْإِسْنَادَيْنِ جَمِيعًا فَقَدَ ظَهَرَ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنَ الصَّحَابِيَّيْنِ جَمِيعًا، وَالدَّلِيلُ الْوَاضِحُ عَلَى مَا ذَكَرْتُهُ أَنَّ الْحَدِيثَ قَدْ رُوِىَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، الَّذِي ذَكَرَ مُرَاجَعَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْحَدِيثَيْنِ
(3)
.
342 -
أخبرني أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنِ ابْنِ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَذَا أَوَانُ ذَهَابِ الْعِلْمِ". قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: "أَوَانُ انْقِطَاعِ الْعِلْمِ". قَالُوا: كَيْفَ وَفِينَا كِتَابُ اللَّهِ نُعَلِّمُهُ أَبْنَاءَنَا، ويُعَلِّمُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ؟ قَالَ: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ابْنَ
(1)
في (و): "فما".
(2)
إتحاف المهرة (12/ 561 - 16084).
(3)
في (و) و (ح): "الحديث".
لَبِيدٍ، مَا كُنْتُ أَحْسَبُكَ إِلَّا مِنْ أَعْقِلِ أَهْلِ الْمَدِينةِ، أَليْسَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فِيهِمْ كِتَابُ اللَّهِ: التَّوْرَاةُ، وَالْإِنْجيلُ، لَمْ يَنْتَفِعُوا مِنْهُ بِشَيْءٍ؟ "
(1)
.
قَدْ ثَبَتَ الْحَدِيثُ بِلَا رَيْبٍ فِيهِ بِرِوَايَةِ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ بِمِثْلِ هَذَا الْإِسْنَادِ الْوَاضِحِ.
343 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ بُخْتٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ الْمُرَادِيِّ، أَنَّهُ جَاءَ لِيَسْأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، قَالَ: مَا أَعْمَلَكَ إِلَيَّ إِلَّا ذَلِكَ؟ قَالَ: مَا أَعْمَلْتُ إِلَيْكَ إِلَّا لِذَلِكَ. قَالَ: فَأَبْشِرْ، فَإِنَّهُ مَا مِنْ رَجُلٍ يَخْرُجُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، إِلَّا بَسَطَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا رِضًى بِمَا يَفْعَلُ حَتَّى يَرْجِعَ
(2)
.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، فَإِنَّ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ بُخْتٍ مِنْ ثِقَاتِ الْمَصْرِيِّينَ، وَأَثْبَاتِهِمْ مِمَّنْ يُجْمَعُ حَدِيثُه، وَقَدِ احْتَجَّا بِهِ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَا هَذَا الْحَدِيثَ.
وَمَدَارُ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، وَقَدْ أَعْرَضَا عَنْهُ بِالْكُلِّيَّةِ.
وَلَهُ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ شُهُودٌ ثِقَاتٌ غَيْرُ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، فَمِنْهُمُ الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو، وَقَدِ اتَّفَقَا عَلَيْهِ:
(1)
إتحاف المهرة (4/ 567 - 4668).
(2)
إتحاف المهرة (6/ 300 - 6550)،
(3)
كذا قال وعبد الوهاب بن بخت القرشي الأموي مولاهم مكي سكن الشام ثم تزوج بالمدينة وأقام بها، ولم يخرج له الشيخان، وقد ذكره المصنف في معرفة علوم الحديث في ثقات المكيين (ص 643).
344 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا عَارِمٌ، ثَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ مُرَادٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يُقَالُ لَهُ: صَفْوَانُ بْنُ عَسَّالٍ، وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ - فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَا جَاءَ بِكَ؟ ". قَالَ: ابْتِغَاءُ الْعِلْمِ. قَالَ: "فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًى بِمَا يَصْنَعُ". وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
(1)
.
عَارِمٌ هَذَا هُوَ أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّد بْنُ الْفَضْلِ الْبَصْرِيُّ حَافِظٌ ثِقَةٌ، اعْتَمَدَهُ الْبُخَارِيُّ فِي جُمْلَةٍ مِنَ الْحَدِيثِ رَوَاهَا عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ، وَقَدْ خَالَفَهُ شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخ فِي هِّذَا الْحَدِيثِ، فَرَوَاهُ عَنِ الصَّعْقِ
(2)
بْنِ حَزْنٍ:
345 -
أخبرناه أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالُوا: ثَنَا شَيْبَانُ، ثَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ، ثَنَا عِّلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَ صَفْوَانُ بْنُ عَسَّالٍ الْمُرَادِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
(3)
.
وَقَدْ أَوْقَفَهُ أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، وَأَبُو جَنَابٍ مِمَّنْ لَا يُحْتَجُّ بِرِوَايَتهِ فِي هَذَا الْكِتَابِ.
346 -
حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
(1)
إتحاف المهرة (6/ 300 - 6550).
(2)
في (ز): "الصعب".
(3)
إتحاف المهرة (6/ 300 - 6550).
عَفَّانَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ فَصِيلٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي أَبُو جَنَابٍ، حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، أَنَّ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ أَتَى صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ، فَقَالَ: مَا غَدَا بِكَ إِلَيَّ؟ قَالَ: غَدَا بِي الْتِمَاسُ الْعِلْمِ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ يَصْنَعُ مَا صَنَعْتَ أَحَدٌ إِلَّا وَضَعَتْ لَهُ الْمَلَائِكَة أَجْنِحَتَهَا رِضًى بِمَا يَصْنَعُ وَذَكَرَ بَاقِي الْحَدِيثِ
(1)
.
هَذَا مِمَّا
(2)
لَا يُوهِّنُ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَدْ أَسْنَدَهُ جَمَاعَةٌ، وَأَوْقَفَهُ جَمَاعَةٌ، وَالَّذِي أَسْنَدَهُ أَحْفَظُ، وَالزِّيَادَةُ مِنْهُمْ مَقْبُولَةٌ.
347 -
حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ إِمْلَاءً بِبَغْدَادَ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْنُ ثَوْرٍ، ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ: جَاءَ الْأَعْمَشُ إِلَى عَطَاءٍ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ فَحَدَّثَهُ، فَقُلْنَا لَهُ: تُحَدِّثُ هَذَا وَهُوَ عِرَاقِيٌّ؟ قَالَ: لِأَنِّي سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَة يُحَدِّث عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ جِيءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَهِّ وَقَدْ أُلْجِمَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ تَدَاوَلَهُ النَّاسُ بِأَسَانِيدَ كَثِيرَةٍ تُجْمَعُ وَيُذَاكَرُ بِهَا، وَهَذَا الْإِسْنَادُ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
348 -
ذاكرت شَيْخَنَا أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظَ بِهَذَا الْبَابِ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ: هَلْ يَصِحُّ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَسَانِيدِ عَنْ عَطَاءٍ؟ فَقَالَ: لَا. قُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّ عَطَاءً لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَخْبَرْنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا
(1)
إتحاف المهرة (6/ 300 - 6550)، وأبو جناب يحيى بن أبي حية الكوفي ضعفوه.
(2)
في (و): "ما".
(3)
إتحاف المهرة (15/ 387 - 19540).
أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، ثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ"
(1)
.
فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ أَخْطَأَ فِيهِ أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، أَوْ شَيْخُكُمُ ابْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ
(2)
، وَغَيْرُ مُسْتَبْدَعٍ مِنْهُمَا الْوَهَمُ.
349 -
فقد حَدَّثَنَا بِالْحَدِيثِ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، قَالَا: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ عِنْدَهُ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللَّهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"
(3)
.
فَاسْتَحْسَنَهُ أَبُو عَلِيٍّ، وَاعْتَرَفَ لِي بِهِ، ثمَّ لَمَّا جَمَعْتُ الْبَابَ وَجَدْتُ جَمَاعَةً ذَكَرُوا فِيهِ سَمَاعَ عَطَاءٍ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَوَجَدْنَا الْحَدِيثَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ لَا غُبَارَ عَلَيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
350 -
حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ كَتَمَ عِلْمًا أَلْجَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ"
(4)
.
(1)
إتحاف المهرة (15/ 387 - 19540).
(2)
قوله: "أحمد الواسطي" مكانها بياض في (و) و (ح) و (د).
(3)
إتحاف المهرة (15/ 387 - 19540).
(4)
إتحاف المهرة (9/ 566 - 11942)، وعبد الله بن عياش أخرج له مسلم وحده حديثا =
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ الْمِصْرِيِّينَ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ، وَفِي الْبَابِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ غَيْرِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
351 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يُحَدِّثُ عَنْ بَيَانٍ، عَنْ عَامِرٍ
(1)
الشَّعْبِيِّ، عَنْ قَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: خَرَجْنَا نُرِيدُ الْعِرَاقَ، فَمَشَى مَعَنَا عُمَرُ بْن الْخَطَّابِ إِلَى صِرَارِ
(2)
فتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ لِمَ مَشَيْتُ مَعَكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، نَحْنُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَشَيْتَ مَعَنَا. قَالَ: إِنَّكُمْ تَأْتُونَ أَهْلَ قَرْيَةٍ لَهُمْ دَوِيٌّ بِالْقُرْآنِ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، فَلَا تَبْدُونَهُمْ بِالْأَحَادِيِثِ فَيَشْغَلُونَكُمْ
(3)
، جَرِّدُوا الْقُرْآنِّ، وَأَقِلُّوا الرِّوَايَة عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَامْضُوا وَأَنَا شَرِيكُكُمْ. فَلَمَّا قَدِمَ قَرَظَةُ، قَالُوا: حَدِّثْنَا. قَالَ: نَهَانَا ابْنُ الْخَطَّابِ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، لَهُ طُرُقٌ تُجْمَعُ، ويُذَاكَرُ بِهَا، وَقَرَظَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيُّ صَحَابِيٌّ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمنْ شرْطِنَا فِي الصَّحَابَةِ أَنْ لَا نَطْوِيَهُمْ، وَأَمَّا سَائِرُ رُوَاتِهِ فَقَدِ احْتَجَّا بِهِ.
352 -
حدثني عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ
(5)
، عَنْ عَامِرِ بْنِ
= واحدا في الشواهد، وقاد أبو حاتم الرازي:"ليس بالمتين صدوق يكتب حديثه وهو قريب من ابن لهيعة"، وأبوه عياش بن العباس القتباني لم يخرج له البخاري.
(1)
في (و) و (ح) و (د): "بيان بن عامر"، وبيان هو: ابن بشر الأحمسي.
(2)
صرار: موضع على ثلاثة أميال من المدينة على طريق العراق. معجم البلدان (3/ 398).
(3)
كذا بالنسخ الخطية كلها، وقد وردت في بعض روايات الحديث الأخرى:"فتشغلونهم".
(4)
إتحاف المهرة (12/ 355 - 15752).
(5)
هو: عثمان بن المغيرة، أبو المغيرة الثقفي مولاهم، من رجال التهذيب، لكن قد رواه =
سَعْدٍ الْبَجَلِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى قَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ، وَأَبِي مَسْعُودٍ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَإِذَا عِنْدَهُمْ جَوَارٍ تُغَنِّينَ، فَقُلْتُ لَهُمْ: أَتَفْعَلُونَ هَذَا وَأَنْتُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالُوا: إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ وَإِلَّا فَامْضِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ لَنَا فِي اللَّهْوِ فِي الْعُرْسِ، وَفِي الْبُكَاءِ عِنْدَ الْمَيِّتِ
(1)
.
353 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَني سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي نُعَيْمَةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنِ اسْتَشَارَهُ أَخُوهُ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِغَيْرِ رُشْدِهِ فَقَدْ خَانَهُ، وَمَنْ أُفْتِيَ بِفُتْيَا غَيْرِ ثَبْتٍ، فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ"
(2)
.
تَابَعَهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو:
354 -
أخبرناه أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا يَحيَى بْنُ عُثمَان بْنِ صَالِحٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثنِي أَبِي، ثنا يَحيَى بن أَيُّوبَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي نُعَيْمَةَ - رَضِيعِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَكَانَ
= المصنف في: النكاح من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي عن شريك النخعي فقال عن أبي إسحاق - بدل عثمان - عن عامر بن سعد به، وكذا رواه النسائي (6/ 135) عن علي بن حجر عن شريك به، ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 294) عن فهد عن يحيى الحماني به، وكذا رواه شعبة عن أبي إسحاق، فلا ندري ممن الوهم، والله أعلم.
(1)
إتحاف المهرة (12/ 707 - 16318).
(2)
إتحاف المهرة (10/ 396 - 19965).
امْرَأَ صِدْقٍ - عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ
(1)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا فِي جَهَنَّمَ، وَمَنْ أَفْتَى بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ، وَمَنْ أَشَارَ عَلَى أَخِيهِ بِأَمْرٍ يَعْلَمُ أَنَّ الرُّشْدَ فِي غَيْرِهِ فَقَدْ خَانَهُ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ قَدِ احْتَجَّ الشَّيْخَانِ بِرُوَاتِهِ غَيْرِ عَمْرٍو هَذَا، وَقَدْ وَثَّقَهُ بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ، وَهُوَ أَحَدُ أَئِمَّةِ أَهْلِ مِصْرَ، وَالْحَاجَةُ بِنَا إِلَى لَفْظَةِ التَّثَبُّتِ فِي الْفُتْيَا شَدِيدَةٌ.
355 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَيي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي هَانِئٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ نَاسٌ مِنْ أمَّتِي يُحَدِّثُونَكُمْ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَاكُمْ وَإِيَاهُمْ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ ذَكَرَهُ مُسْلِمٌ فِي خِطْبَهِ الْكِتَابِ مَعَ الْحِكَايَاتِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ فِي أَبْوَابِ الْكِتَابِ، وَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا جَمِيعًا، وَمُحْتَاجٌ إِلَيْهِ فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ، وَلَا أَعْلَمُ لَهُ عِلَّةً.
(1)
كذا، والمعروف بكونه رضيع الخليفة عبد الملك بن مروان هو: مسلم بن يسار أبو عثمان الطنبذي المصرى، وكذا رواه على الجادة أبو داود (4/ 44) من حديث ابن وهب عن يحيى بن أيوب به، ولم يقل في ابن أبي نعيمة:"وكان امرأ صدق"، ومسلم بن يسار احتج به مسلم دون البخاري، وعمرو بن أبى نعيمة وثقه ابن حبان وقال الدارقطني: مجهول مصري يترك.
(2)
إتحاف المهرة (15/ 596 - 19965).
(3)
إتحاف المهرة (15/ 596 - 19963).
356 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا حَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ وَمَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ
(1)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: الاقْتِصَادُ فِي السُّنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ الاجْتِهَادِ فِي الْبِدْعَةِ
(2)
.
رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ:
357 -
أخبرناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(3)
، مِثْلَهُ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ مُسْنَدٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، إِنَّمَا خَرَّجَا فِي هَذَا النَّوْعِ حَدِيثَ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَإِنَّمَا هُمَا اثْنَتَانِ الْهَدْيُ وَالْكَلَامُ، فَأَفْضَلُ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ، وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدْىُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. الْحَدِيثَ
(5)
.
(1)
في (و): "عبد الرحمن بن بريدة".
(2)
إتحاف المهرة (10/ 335 - 12882).
(3)
كذا في النسخ الخطية: "عن مالك بن الحارث عن عبد الله" بدون ذكر: عبد الرحمن بن يزيد بينهما، ولم يشر الحافظ إلى ذلك في الإتحاف.
(4)
إتحاف المهرة (10/ 335 - 12882).
(5)
لم يخرجاه من حديث أبي إسحاق عن أبي الأحوص، بل انفرد البخاري بنحوه مختصرا من حديث مخارق عن طارق عن عبد الله (8/ 25)، ومن حديث عمرو بن مرة عن مرة الهمداني عن عبد الله (9/ 92):"إن أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهدى هدى محمد".
358 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، ثَنَا اللَّيْثُ.
وَأَخْبَرَني عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْعَدْلُ وَأَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، قَالَا: ثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّذُوسِيُّ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَني سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَخِيهِ عَبَّادِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو فَيَقُولُ: "اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْأَرْبَعِ: مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَقَلَبٍ لَا يَخْشَعُ، وَنَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَدُعَاءٍ لَا يسْمَعُ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَلَمْ يْخَرِّجَاهُ، فَإِنَّهُمَا لَمْ يُخَرِّجَا عَبَّادَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ، لَا لِجَرْحٍ فِيهِ، بَلْ لِقِلَّةِ حَدِيثِهِ وَقِلَّةِ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ، وَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ لَسعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَخَاهُ عَبَّادًا.
359 -
حدثناه أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْأَشْعَثِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ، وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالُوا: ثَنَا أبُو خَالِدٍ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْأَرْبَعِ: مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَقَلَبٍ لَا يَخْشَعُ، وَنَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَدُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ"
(2)
.
وَلَهُ شَاهِدُ صَحِيحٌ مِنْ رِوَايَةِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَلَى شرْطِ مُسْلِمٍ:
(1)
إتحاف المهرة (14/ 700 - 18522).
(2)
إتحاف المهرة (14/ 700 - 18522).
360 -
حدثناه عَلِيُّ بْن حَمْشَاذَ الْعَدْلى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ
(1)
، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ أَخِي أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَقَلَبٍ لَا يَخْشَعُ، وَنَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَدُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ". وَيَقُولُ فِي آخِرِ ذَلِكَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ"
(2)
.
وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ مُسْلِمَ بْنَ الْحَجَّاجِ أَخْرَجَهُ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(3)
.
361 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الضَّرِيرُ بِالرَّيِّ، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ سَلْمُ
(4)
بْنُ الْفَضْلِ الْأَدَمِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ، ثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ
(5)
، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَتْ لِي قُرَيْشٌ: تَكْتُبُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّمَا هُوَ بَشَرٌ يَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ الْبَشَرُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ قُرَيْشًا تقُولُ: تَكْتُبُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّمَا هُوَ بَشَرٌ
(1)
هو: محمد بن نعيم بن عبد الله، أبو بكر المديني النيسابوري.
(2)
إتحاف المهرة (1/ 600 - 854).
(3)
نعم أخرجه مسلم (8/ 81) من حديث عاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث وأبي عثمان النهدي عن زيد.
(4)
في (و) و (د) و (ح): "سالم".
(5)
هو: أبو عبد الرحم الجمحي السكسكي المصري الإسكندراني، من رجال التهذيب.
يَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ الْبَشَرُ. قَالَ: فَأَوْمَأَ إِلَيَّ شَفَتَيْهِ، فَقَالَ:"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا يَخْرُجُ مِمَّا بَيْنَهُمَا إِلَّا حَقٌّ، فَاكْتُبْ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الأَسَانِيدِ أَصْلٌ فِي نَسْخِ الْحَدِيثِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يُخَرجَاهُ.
وَقَدِ احْتَجَّا بِجَمِيعِ رُوَاتِهِ إِلَّا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ قَيْسٍ، وَهُوَ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَابْنُهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدِّمَشْقِيُّ أَحَدُ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ، وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَة مِنْهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ، وَوَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ، وَرَوَى عَنْهُ الْأَوْزَاعِيُّ أَحَادِيثَ
(2)
.
وَلهَذَا الْحَدِيثِ شَاهِدٌ قَدِ اتَّفَقَا عَلَى إِخْرَاجِهِ عَلَى سَبِيلِ الاخْتِصَارِ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ أَحَد مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنِّي إِلَّا عَبْدَ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَكُنْتُ لَا أَكْتُبُ.
وَعَن عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَخِيهِ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوَهُ
(3)
، فَأَمَّا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ قَيْسٍ وَحَدِيثُهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَدْ وَجَدْتُ لَهُ فِيهِ شَاهِدًا مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.
(1)
إتحاف المهرة (9/ 584 - 11991).
(2)
عبد الواحد بن قيس فيه ضعف، وقال أبو حاتم الرازي:"روى عن أبى هريرة مرسل، وعن عروة بن الزبير وقد أدركه"، وذكره ابن حبان في أتباع التابعين من الثقات (7/ 123): وهو الذي يرري عن أبي هريرة ولم يره ولا يعتبر بمقاطيعه ولا بمراسيله ولا برواية الضعفاء عنه"، فلا أراه أدرك واثلة ولا أبا أمامة.
(3)
بل قد انفرد به البخاري (1/ 34) من حديث عمرو بن دينار، عن وهب بن منبه، عن أخيه همام به، وقال البخاري تابعه معمر، عن همام.
وَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ حَسَّانَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ سُفْيَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيَّ يَقُولُ: إِذَا كَانَ الرَّاوِي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ثِقَةً فَهُوَ كَأَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
فَأَمَّا حَدِيثُ الشَّاهِدِ:
362 -
فحدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، أَنَّ شُعَيْبًا حَدَّثَهُ وَمُجَاهِدًا، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو حَدَّثَهُمْ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكْتُبُ مَا أَسْمَعُ مِنْكَ؟ قَالَ:"نَعَمْ". قُلْتُ: عِنْدَ الْغَضَبِ وَعِنْدَ الرِّضَا؟ قَالَ: "نَعَمْ، إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَقولَ إِلَّا حَقًّا"
(1)
.
فَلْيَعْلَمْ طَالِبُ هَذَا الْعِلْمِ أَنَّ أَحَدًا لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ فِي عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَإِنَّمَا تَكَلَّمَ مُسْلِمٌ فِي سَمَاعِ شُعَيْبٍ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَإِذَا جَاءَ الْحَدِيثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَإِنَّهُ صَحِيحٌ، عَلَى أَنِّي إِنَّمَا ذَكَرْتُهُ شَاهِدَا لِحَدِيثِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ قَيْسٍ.
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ بِعَيْنِهِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ:
363 -
أخبرنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْحَارِثِيُّ، ثَنَا يَحْيَ بْنُ سَعِيدٍ.
وَثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا
(1)
إتحاف المهرة (9/ 616 - 12061)، وعبد الرحمن بن سلمان الحجري الرعيني أخرج له مسلم، وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم الرازي:"مضطرب الحديث .... ما رأيت في حديثه منكرا وهو صالح الحديث أدخله، البخاري في كتل الضعفاء، يحول من هناك".
يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأُرِيدُ حِفْظَهُ، فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ، وَقَالُوا: تَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الرِّضَى وَالْغَضَبِ؟ قَالَ: فَأَمْسَكْتُ، فَذَكَرْتُ ذَلِك لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"اكْتُبْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا خَرَجَ مِنْهُ إِلَّا حَقٌّ". وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ
(2)
.
رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ قَدِ احْتَجَّا بِهِمْ، عَنْ آخِرِهِمْ غَيْرِ الْوَليدِ هَذَا، وَأَظُنُّهُ الْوَليدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ الشَّامِيِّ، فَإِنَّهُ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى أَبِيهِ الْكُنْيَةُ، فَإِنْ كَانَ كَذَلِكَ فَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِهِ، وَقَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ: قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ:
364 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ
(3)
يَقُولُ: قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ
(4)
.
(1)
هو: الوليد بن عبد الله بن أبى مغيث العبدرى مولاهم المكي من رجال التهذيب، وقد أخرج له أبو داود هذا الحديث، وليس كما ظن المصنف أنه الوليد بن أبى الوليد مولى ابن عمر أو مولى عثمان الذي أخرج له مسلم.
(2)
إتحاف المهرة (9/ 642 - 12113).
(3)
كذا في النسخ الخطية كلها، والإتحاف، وقد رواه ابن أبي شيبة (13/ 461)، والدارمي (1/ 437)، وغيرهما عن أبي عاصم النبيل به، وقالوا: عن عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان، عن عمه عمرو بن أبي سفيان، عن عمر.
(4)
إتحاف المهرة (12/ 319 - 18672).
وَكَذَلِكَ الرِّوَايَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ صَحِيحٌ مِنْ قَوْلِهِ، وَقَدْ أُسْنِدَ مِنْ وَجْهٍ غَيْرِ مُعْتَمَدٍ، فَأَمَّا الرِّوَايَةُ مِنْ قَوْلِهِ:
365 -
فحدثناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
التَّاجِرُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الرَّازِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لِبَنِيهِ: قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ
(2)
.
أَسْنَدَهُ بَعْضُ الْبَصْرِيِّينَ، عَنِ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَذَلِكَ أَسْنَدَهُ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ غَيْرُ مُعْتَمَدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ:
366 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ.
وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى، ثَنَا صالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَا: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن الْمؤَمَّلِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَيِّدُوا الْعِلْمَ". قُلْتُ: وَمَا تَقْيِيدُهُ؟ قَالَ: "كِتَابَتُهُ"
(3)
(4)
.
367 -
أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنٌ هَارُونَ، أَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ
(1)
في الإتحاف: "عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله".
(2)
إتحاف المهرة (1/ 544 - 685)، رضعه ابن حجر في مسند ثابت عن أنس، وجاء في مسند ثمامة عن أنس (1/ 572 - 777) فذكره، وعزاه إلى الدارمي والحاكم، ثم لم يسق إلا طريق الدارمي وحده.
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت ابن المؤمل ضعفوه".
(4)
إتحاف المهرة (9/ 590 - 12002).
عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: هَلُمَّ فَلْنَسْأَلْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُمُ الْيَوْمَ كَثِيرٌ. فَقَالَ: وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَتَرَى النَّاسَ يَفْتَقِرُونَ إِلَيْكَ وَفِي النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ فِيهِمْ؟ قَالَ: فَتَرَكْتُ ذَاكَ، وَأَقْبَلْتُ أَسْأَلُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنْ كَانَ يَبْلُغُنِي الْحَدِيثُ عَنِ الرَّجُلِ، فَآتِي بَابَهُ وَهُوَ قَائِلٌ، فَأَتَوَسَّدُ رِدَائِي عَلَى بَابِهِ تَسْفِي الرِّيحُ عَلَيَّ مِنَ التُّرَابِ، فَيَخْرُجُ فَيَرَانِي. فَيَقُولُ: يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مَا جَاءَ بِكَ؟ هَلَّا أَرْسَلْتَ إِلَى فَآتِيَكَ؟ فَأَقُولُ: لَا، أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ. قَالَ: فَأَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ، فَعَاشَ هَذَا الرَّجُلُ الْأَنْصَارِيُّ حَتَّى رَآنِي وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلِي يَسْأَلُونَنِي، فَيَقُولُ: هَذَا الْفَتَى كَانَ أَعْقَلَ مِنِّي
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَهُوَ أَصْلٌ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ وَتَوْقِيرِ الْمُحَدِّثِ.
368 -
حدثنا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ لَهُ نَاتِلٌ
(2)
أَخُو أَهْلِ الشَّامِ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، حَدِّثْنَا حَدِيثًا سِّمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِن أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثةٌ: رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: مَا
(1)
إتحاف المهرة (7/ 621 - 8611).
(2)
في (و) و (د) و (ح)، والتلخيص:"فاتك".
عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ. قَالَ: كَذَبْتَ، إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلَانٌ جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ، فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُسْحَبُ عَلَى وَجْهِهِ، حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: مَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْت الْعِلْمَ، وَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ، وَعَلَّمْتُهُ فِيكَ. قَالَ: كَذَبْتَ، إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلَانٌ عَالِمٌ، وَفُلَانٌ قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ، فَأُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَالِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: مَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا ترَكْتُ مِنْ شَيْءٍ تُحِبُّ أَنْ أُنْفِقَ فِيهِ إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهِ لَكَ. قَالَ: كَذَبْتَ، إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلَانٌ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ، فَأُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(2)
بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
ويُونُس بْنُ يُوسُفَ هُوَ ابْنُ عَمْرِو بْنِ حِمَاسٍ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ فِي الْمُوَطَّأِ، وَمَالِكٌ الْحَكَمُ فِي كُلِّ مَنْ رَوَى عَنْهُ، وَقَدْ خَرِّجَهُ مُسْلِمٌ.
369 -
أخبرني أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الْحَافِظُ الْمَعْرُوفُ بِالْعِجْلِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيادٍ سَبَلَانُ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ
(3)
، ثَنَا يُونُسُ - وَهُوَ ابْنُ عُبَيْدٍ - عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي
(1)
إتحاف المهرة (15/ 74 - 18895).
(2)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: بل أخرجه مسلم"، (6/ 47) من حديث خالد بن الحارث والحجاج بن محمد عن ابن جريج به.
(3)
هو: أبو عتبة الأرسوفي الرملي الخواص وثقه ابن معين والفسوي، وضعفه ابن حبان، ولم يحتج به الشيخان.
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثَةٌ يَهْلِكُونَ عِنْدَ الْحِسَابِ: جَوَادٌ، وَشُجَاعٌ، وَعَالِمٌ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسنَادِ عَلَى شَرْطِهِمَا، وَهُوَ غَرِيبٌ شَاذٌّ، إِلَّا أَنَّهُ مُخْتَصَرٌ مِنَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ، شَاهِدٌ لَهُ.
370 -
أخبرنا، أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَوْلَا أَخْذُ اللَّهِ عَلَى أَهْلِ الْكِتَابِ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيْءٍ، ثُمَّ تَلَا:{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ}
(2)
.
(3)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَا أَعْلَمُ لَهُ عِلَّةً، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
371 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى جَانِبِ الْمِنْبَرِ، فَيَطْرَحُ أَعْقَابَ نَعْلَيْهِ فِي ذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ يَقْبِضُ عَلَى رُمَّانَةِ الْمِنْبَرِ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قَالَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَقُولُ فِي بَعْضِ ذَلِكَ:"وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ". فَإِذَا سَمِعَ حَرَكَةَ بَابِ الْمَقْصُورَةِ بِخُرُوجِ الْإِمَامِ جَلَسَ
(4)
.
(1)
إتحاف المهرة (14/ 693 - 18506).
(2)
(آل عمران: 187).
(3)
إتحاف المهرة (15/ 657 - 20091).
(4)
إتحاف المهرة (15/ 514 - 19807).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(1)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ هَكَذَا، وَلَيْسَ الْغَرَضُ فِي تَصْحِيحِ حَدِيثِ:"وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ". فَقَدْ أَخْرَجَاهُ، إِنَّمَا الْغَرَضُ فِيهِ اسْتِحْبَابُ رِوَايَةِ الْحَدِيثِ عَلَى الْمِنْبَرِ قَبْلَ خُرُوجِ الْإِمَامِ.
372 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَنَا الشَّافِعِيُّ، أَنَا سُفْيَانُ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ - وَاللَّفْظُ لَهُ - أَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ سَالِمٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَأْتِيهِ الْأَمْرُ مِنْ أَمْرِي مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ، فَيَقُولُ: مَا أَدْرِي، مَا وَجَدْنَا فِي كتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ"
(2)
.
قَدْ أَقَامَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ هَذَا الْإِسْنَادَ، وَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهُمَا تَرَكَاهُ لِخِلَافٍ لِلْمِصْرِيِّينَ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ:
373 -
حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا أَعْرِفَنَّ الرَّجُلَ مُتَّكِئًا، يَأْتِيهِ الْأَمْرُ مِنْ أَمْرِي مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ، فَيَقُولُ: مَا نَدْرِي، هَذَا هُوَ كِتَابُ اللَّهِ، وَلَيْسَ هَذَا فِيهِ"
(3)
.
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: فيه انقطاع".
(2)
إتحاف المهرة (14/ 250 - 17718).
(3)
إتحاف المهرة (14/ 250 - 17718).
374 -
قال: وأخبرني عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: وَأَخبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ وَالنَّاسُ حَوْلَهُ:"لَا أَعْرِفَنَّ أَحَدَكُمْ يَأْتِيهِ الْأَمْرُ مِنْ أَمْرِي قَدْ أَمَرْتُ بِهِ، أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ، فَيَقُولُ: مَا وَجَدْنَا في كِتَابِ اللَّهِ عَمِلْنَا بِهِ وَإِلَّا فَلَا"
(1)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: أَنَا عَلَى أَصْلِي الَّذِي أَصَّلْتُهُ فِي خُطْبَةِ هَذَا الْكِتَابِ أَنَّ الزِّيَادَةَ مِنَ الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ حَافِظٌ ثِقَةٌ ثَبْتٌ، وَقَدْ مَيَّزَ وَحَفِظَ، فَاعْتَمَدْنَا حِفْظَهُ بَعْدَ أَنْ وَجَدْنَا لِلْحَدِيثِ شَاهِدَيْنِ بِإِسْنَادَيْنِ صَحِيحَيْنِ، أَمَّا أَحَدُهُمَا:
375 -
فأخبرناه أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِميُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ صَالِحٍ أَخْبَرَهُ.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - وَهُوَ ابْن مَهْدِيٍّ - ثَنَا مُعَاوَيةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ جَابِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيَّ، صَاحِبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: حَرَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَشْيَاءَ يَوْمَ خَيْبَرَ، مِنْهَا الْحِمَارُ الْأَهْلِيُّ وَغَيْرُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"يُوشِكُ أَنْ يَقْعُدَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدِّثُ بِحَدِيثِي، فَيَقُولُ: بَيْنِي وَبَيْنكُمْ كِتَابُ اللَّهِ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَلَالًا اسْتَحْلَلْنَاهُ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَرَامًا حَرَّمْنَاهُ، وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا حَرَّمَ اللَّهُ"
(2)
.
(1)
إتحاف المهرة (14/ 250 - 17718).
(2)
إتحاف المهرة (13/ 466 - 17015)، والحسن بن جابر أخرج حديثه هذا=
وَأَمَّا الْحَدِيثُ الثَّانِي:
376 -
فحدثناه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتَّابٍ الْعَبْدِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ الْعَاقُولِيُّ عَنْبَرٌ، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الشَّنِّيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: بَيْنَمَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ يُحَدِّثُ عَنْ سُنَّةِ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم إِذْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا نُجَيْدٍ، حَدِّثْنَا بِالْقُرْآنِ. فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ: أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ تَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، أَكُنْتَ مُحَدِّثِي عَنِ الصَّلَاةِ وَمَا فِيهَا وَحُدُودِهَا؟ أَكُنْتَ مُحَدِّثِي عَنِ الزَّكَاةِ فِي الذَّهَبِ، وَالْإِبِلِ، وَالْبَقَرِ، وَأَصْنَافِ الْمَالِ؟ وَلَكِنْ قَدْ شَهِدْتُ وَغِبْتَ أَنْتَ. ثُمَّ قَالَ: فَرَضَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الزَّكَاةِ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ الرَّجُلُ: أَحْيَيْتَنِي أَحْيَاكَ اللَّهُ. قَالَ الْحَسَنُ: فَمَا مَاتَ ذَلِكَ الرَّجُلُ حَتَّى صَارَ مِنْ فُقَهَاءِ الْمُسْلِمِينَ
(1)
.
عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الشَّنِّيُّ مِنْ ثِقَاتِ الْبَصْرِيِّينَ وَعُبَّادِهِمْ، وَهُوَ عَزِيزُ. الْحَدِيثِ، يُجْمَعُ حَدِيثُهُ، فَلَا يَبْلُغُ تَمَامَ الْعَشَرَةِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ.
377 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَنَا الشَّافِعِيُّ، أَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ قَالَ: كَانَ طَاوُسٌ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: اتْرُكْهُمَا. فَقَالَ: إِنَّمَا يُنْهَى
(2)
عَنْهُمَا أَنْ تُتَّخَذَ سُلُّمًا أَنْ يُوصِلَ ذَلِكَ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَى عَنْ صَلَاةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَمَا أَدْرِي أَتُعَذَّبُ عَلَيْهِ أَمْ تُؤْجَرُ؛ لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ:
= أبو داود والترمذي وقال: حسن غريب، ووثقه ابن حبان.
(1)
إتحاف المهرة (12/ 19 - 15010) وعقبة بن خالد وثقه ابن حبان.
(2)
في (ز): (تنهى)، وفي التلخيص:(نهي).
(1)
.
(2)
هَذَا حَدِيث صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، مُوَافِقٌ لِمَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ مِنَ الْحَثِّ عَلَى اتَّبَاعِ السُّنَّةِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
378 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا شُعْبَةُ.
وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ
(3)
، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لابْنِ مَسْعُودٍ، وَلِأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَلِأَبِي ذَرٍّ
(4)
: مَا هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَحْسَبُهُ حَبَسَهُمْ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى أُصِيبَ
(5)
.
379 -
حدثناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ الْبَرِّيُّ
(6)
، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَرْمَكِيُّ، ثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى.
وَحَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ،
(1)
(الأحزاب: 36).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 258 - 7776)، وهشام بن حجير ليس بالقوي، وإنما أخرج له البخاري حديثا واحدا له فيه متابع، وكذلك أخرج له مسلم في الشواهد.
(3)
هو: حفص بن عمر بن الحارث بن سخبرة، من رجال التهذيب.
(4)
قوله: "ولأبي ذر" غير موجود في (و) و (د) و (ح) والإتحاف.
(5)
إتحاف المهرة (12/ 78 - 15111).
(6)
في (و): "البرلي"، وفي (د):"البرني".
قَالَا: ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، ثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، ثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ شُعْبَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَإِنْكَارُ عُمَرَ أَمِيرٍ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الصَّحَابَةِ كَثْرَةَ الرِّوَايَةِ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِيهِ سُنَةٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
380 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا أَبَو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ حَدَّثَ يَوْمًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَارْتَعَدَ وَارْتَعَدَتْ ثِيَابُهُ. ثُمَّ قَالَ: أَوْ نَحْوَ هَذَا
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَهُ شَوَاهِدُ فِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
381 -
حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْن عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ
(3)
، ثَنَا شَرِيكٌ.
وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكِيمِيُّ
(4)
، ثَنَا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُّورٍ السَّلُولِيُّ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،
(1)
إتحاف المهرة (12/ 78 - 15111)، وسقط من الإتحاف ذكر علي بن عيسى الحيري؛ وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي.
(2)
إتحاف المهرة (10/ 479 - 13232).
(3)
هو: علي بن حكيم بن ذبيان الأودي، من رجال التهذيب.
(4)
في الإتحاف: "الحليمي".
عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَجْلِسُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ حَوْلًا لَا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَقْبَلَتْهُ الرِّعْدَةُ، ثُمَّ قَالَ: بَلْ كَذا، أَوْ نَحْوَ ذَا، أَوْ قَرِيبٌ مِنْ ذَا، أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ
(1)
.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكِيمِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ، ثَنَا شَرِيكٌ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ مِنْ أُصُولِ التَّوَقِّي عَنْ كَثْرَةِ الرِّوَايَةِ وَالْحَثِّ عَلَى الْإِتْقَانِ فِيهِ، وَقَدِ اتَّفَقَا عَلَى إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِشَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ أَهْلٌ أَنْ يُحْتَجَّ بِهِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَهُ شَاهِدٌ آخَرُ عَلَى شَرْطِهِمَا:
382 -
حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْعَدْلُ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، أَخْبَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: مَا أَخْطَأَنِي. وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: قَلَّ مَا أَخْطَأَنِي عَشِيَّةَ خَمِيسٍ إِلَّا أَتَيْتُ فِيهَا ابْنَ مَسْعُودٍ، فَمَا سَمِعْتُهُ لِشَيْءٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ عَشِيَّةٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ مَحْلُولٌ أَزْرَارُ قَمِيصِهِ، مُنْتَفِخٌ أَوْدَاجُهُ، مُغْرَوْرِقَةٌ عَيْنَاهُ. ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا، أَوْ فَوْقَ ذَا، أَوْ قَرِيبٌ مِنْ ذَا، أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(3)
.
(1)
إتحاف المهرة (10/ 216 - 12611)، وشريك بن عبد الله القاضي فيه ضعف، وذكر المصنف في المدخل إلى الصحيح (2/ 373) أن مسلما أخرج له في الشواهد.
(2)
هذا الإسناد مكرر، فهو نفس الإسناد السابق!.
(3)
إتحاف المهرة (10/ 409 - 13047).
383 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الضَّبِّيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.
وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ حَدَّثَهُمْ، ثَنَا أَبُو شِهَابٍ
(1)
.
وَحَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ السُّوسِيُّ، ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْحَرَشِيُّ، ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، ثَنَا أَبُو شِهَابٍ.
وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَوْدِيُّ
(2)
، ثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسْحَاقَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: "إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَدِيثِ عَنِّي، فَمَنْ قَالَ عَنِّي فَلَا يَقُولَنَّ عَنِّي إِلَّا حَقًّا، وَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"
(3)
.
وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ كَعْبٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسلِمٍ، وَفِيهِ أَلْفَاظٌ صَعْبَةٌ شَدِيدَةٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَهُ شَاهِدٌ بِإِسْنَادٍ آخَرَ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ:
384 -
حدثنيه عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى بْنِ خَتٍّ بِبَلْخٍ، ثَنَا عَتَّابُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَوْذَبٍ، ثَنَا كَعْبُ بْنُ
(1)
هو: عبد ربه بن نافع الكناني الحناط الأضغر من رجال التهذيب.
(2)
هو: محمد بن أحمد بن هارون، أبو الحسن العودي، نسبة إلى العود وهو خشبة تلقى على النار ليتضوع كريح المسك.
(3)
إتحاف المهرة (4/ 157 - 4086).
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي قَتَادَةَ: حَدِّثْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: أَخْشَى أَنْ يَزِلَّ لِسَانِي بِشَيْءٍ لَمْ يَقُلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ:"إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَدِيثِ عَنِّي، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"
(1)
.
385 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ الْمَدَائِنِيُّ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ"
(2)
.
قَدْ ذَكَرَ مُسْلِمٌ هَذَا الْحَدِيثَ فِي أَوْسَاطِ الْحِكَايَاتِ الَّتِي ذَكَرَهَا فِي خُطْبَةِ الْكِتَابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ، وَلَمْ يُخَرِّجْهُ مُحْتَجًّا بِهِ فِي مَوْضِعِهِ مِنَ الْكِتَابِ
(3)
، وَعَلِيُّ بْنُ حَفْصِ بْنِ الْمَدَائِنِيِّ ثِقَةٌ، وَقَدْ بَيَّنَّا فِي الْكِتَابِ
(4)
عَلَى الاحْتِجَاجِ بِزَيَادَاتِ الثِّقَاتِ، وَقَدْ أَرْسَلَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ شُعْبَةَ.
386 -
حدثناه أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ.
(1)
إتحاف المهرة (4/ 157 - 4086).
(2)
إتحاف المهرة (14/ 446 - 17980)، تفرد بوصله علي بن حفص المدائني.
(3)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: قد أخرجه في الجملة".
(4)
كذا في (د)، وفي سائر النسخ المخطوطة:"وقد بينا على الكتاب".
وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالُوا: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ"
(1)
.
387 -
أخبرني أَبُو عَمْرٍو إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ
(2)
رحمه الله، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ
(3)
الْعَوَقِيُّ، أَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوْسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسِ: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}
(4)
. فَقَالَ: كُنَّا نَحْفَظُ الْحَدِيثَ، وَالْحَدِيثُ يُحْفَظُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى رَكِبْتُمُ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ
(5)
.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَهُ شَاهِدٌ آخَرُ مِثْلُهُ:
388 -
حدثناه أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِطُ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيّ بْنِ الْمُثَنَّى، ثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنَّا نُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ لَمْ يُكْذَبْ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَكِبَ النَّاسُ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ تَرَكْنَا الْحَدِيثَ عَنْهُ
(6)
.
(1)
إتحاف المهرة (14/ 446 - 17980)، وكذا رواه مسلم (1/ 8) مرسلا من حديث معاذ العنبري وعبد الرحمن بن مهدي عن شعبة به، وانظر الإلزامات والتتبع ص (175).
(2)
في الإتحاف: (إسماعيل بن يوسف بن نجيد).
(3)
في (و) و (د): (شبيان).
(4)
(آل عمران: 7).
(5)
إتحاف المهرة (7/ 268 - 7790).
(6)
إتحاف المهرة (7/ 268 - 7790) أخرجه والذي قبله مسلم في خطبة كتابه (1/ 10).
وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ.
389 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ مَيْمُونٍ الْحَضْرَمِيَّ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي مُوسَى الْغَافِقِيِّ، قَالَ: آخِرُ مَا عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "عَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَسَتَرْجِعُونَ إِلَى قَوْمٍ يُحِبُّونَ الْحَدِيثَ عَنِّي - أَوْ كَلِمَةٌ تُشْبِهُهَا - فَمَنْ حَفِظَ شَيْئًا فَلْيُحَدِّثْ بِهِ، وَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"
(1)
.
رُوَاهُ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ مُحْتَجٌّ بِهِمْ، فَأَمَّا أَبُو مُوسَى مَالِكُ بْنُ عُبَادَةَ الْغَافِقِيُّ فَإِنَّهُ صَحَابِيٌّ سَكَنَ مِصْرَ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ جُمْلَةِ مَا خَرِّجْنَاهُ عَنِ الصَّحَابِيِّ إِذَا صَحَّ إِلَيْهِ الطَّرِيقُ.
عَلَى أَنَّ وَدَاعَةَ الْجَنْبِيِّ قَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ مَالِكِ بْنِ عُبَادَةَ الْغَافِقِيِّ
(2)
.
(1)
إتحاف المهرة (13/ 103 - 16478).
(2)
كذا قال، وفيه أمران، الأول: أن وداعة ضبط نسبته ابن نقطة وتبعه الذهبي وابن ناصر وابن حجر: "الحَمْدي" وحكاه ابن نقطة عن ابن يونس في تاريخ مصر، لكن نقل ابن ناصر عن ابن الفرضي وجادة أنه رآه بخط القطيعي في تاريخ ابن يونس "الجمدي" بالجيم وهو بطن من القيانة وهو جمد بن بادي، قال ابن ناصر: وقد وجدته بخط الحافظ ابن عساكر لتاريخ ابن يونس كذلك. اهـ ملخصا.
والثاني: أنه قد اختلف في رواية هذا الحديث فرواه كذلك الأمام أحمد (31/ 276)
والدولابي في الكنى (1/ 170) من حديث قتيبة بن سعيد عن الليث عن عمرو: بمثل رواية ابن عبد الحكم عن ابن وهب التي هنا، لكن رواه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 301) عن عبد المتعال بن طالب، والدولابي عن يونس بن عبد الأعلى كلاهما عن ابن وهب فزاد:"عن وداعة"، بين يحيى بن ميمون وأبي موسى، ورواه البخاري أيضا عن يحيى بن بكير عن الليث به فزاد:"عن رجل من غافق من حمدى" بينهما أيضا، فالحاصل أنه لم يرو عن مالك بن عبادة إلا واحد.
وَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ جَمَعَ لَفْظَتَيْنِ غَرِيبَتَيْنِ:
[إِحْدَاهُمَا]
(1)
قَوْلُهُ: "سَتَرْجِعُونَ إِلَى قَوْمٍ يُحِبُّونَ الْحَدِيثَ عَنِّي".
وَالْأُخْرَى: "فَمَنْ حَفِظَ شَيْئًا فَلْيُحَدِّثْ بِهِ".
وَقَدْ ذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ إِلَى أَنْ لَيْسَ لِلْمُحَدِّثِ أَنْ يُحَدِّثَ بِمَا لَا يَحْفَظُهُ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
390 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا الْعَبِّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ وَاللَّفْظُ لَهُ - أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيادٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى
(2)
، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي بُسْرُ
(3)
بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ [يَقُولُ]
(4)
: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخيرِ مِنْ شرٍّ؟ قَالَ:"نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ". قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: "قَوْمٌ يَهْدُونَ
(1)
في النسخ الخطية: "أحدهما"، والمثبت الجادة.
(2)
هو: إبراهيم بن موسى بن يزيد بن زاذان، أبو إسحاق الفراء الرازي الصغير، من رجال التهذيب.
(3)
في (و) و (د) و (م): "بشر"، وفي التلخيص:"بشير".
(4)
ما بين المعقوفين غير موجودة في النسخ الخطية، والمثبت من التلخيص.
بِغَيْرِ هَدْيِيِ تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ". قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شرٍّ؟ قَالَ: "نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهِ قَذَفُوهُ فِيهَا". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا. قَالَ:"هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا". قُلْتُ فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: "تَلْزَمْ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ". قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ إِمَامٌ وَلَا جَمَاعَةٌ؟ قَالَ: "فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ كَذَلِكَ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ هَكَذَا
(2)
، وَقَدْ خَرَّجَاهُ أَيْضًا مُخْتَصَرًا مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، وَإِنَّمَا خَرَّجْتُهُ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ، لِأَنِّي لَمْ أَجِدْ لِلشَّيْخَيْنِ حَدِيثًا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْإِجْمَاعَ حُجَّةٌ غَيْرَ هَذَا، وَقَدْ خَرَّجْتُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ أَحَادِيثَ مِنْ هَذَا الْبَابِ مَا لَمْ يُخَرِّجَاهُ.
الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ مِنْهَا:
391 -
حدثنا أَبُو أحْمَدَ بَكرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِلَالٍ الْبُوزَنْجِرْدِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ الْبُخَارِيُّ بِنَيْسَابُورَ، ثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أَنَا عَبْدَانُ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ.
(1)
إتحاف المهرة (4/ 246 - 4201).
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: وقد خرجاه" البخاري (4/ 199) و (9/ 51)، ومسلم (6/ 20).
وَحَدَّثَنَا بُكَيْرُ
(1)
بْنُ مُحَمَّدٍ الصُّوفِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ.
وَحَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَارِئُ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، أَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بِالْجَابِيَةِ، فَقَالَ: إِنِّي قُمْتُ فِيكُمْ كَمَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِينَا، فَقَالَ: "أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ وَلَا يُسْتَحْلَفُ، وَيَشْهَدَ الرَّجُلُ
(2)
وَلَا يُسْتَشْهَدُ، فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ بَحْبَحَةَ
(3)
الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَ هُوَ مِن الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ - قَالَهَا ثَلَاثًا - وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنْ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، أَلَا وَمَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ خِلَافًا بَيْنَ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ فِي إِقَامَةِ هَذَا الْإِسْنَادِ عَنْهُ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَهُ شَاهِدَانِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، قَدْ يُسْتَشْهَدُ
(5)
بِمِثْلِهِمَا فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
أَمَّا الشَّاهِدُ الْأَوَّلُ:
(1)
في الإتحاف: "بكر".
(2)
قوله: "الرجل" غير موجود في (و) و (د) و (ح)، والتلخيص.
(3)
في التلخيص: "بحبوحة".
(4)
إتحاف المهرة (12/ 275 - 15572).
(5)
في (و) و (ح) و (د): "قد استشهد".
392 -
فحدثناه أَبُو أَحْمَدَ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْهَاشِمِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ
(1)
، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُرِّيُّ
(2)
، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه خَطَبَ بِالْجَابِيَةِ، ققَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَقَامِي فِيكُمْ، فَقَالَ:"اسْتَوْصُوا بِأَصْحَابِي خَيْرًا"
(3)
.
فَذَكَرَ الْحدِيثَ بِنَحْوِهِ.
وَأَمَّا الشَاهِدُ الثَّانِي:
393 -
فحدثناه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الزَّاهِدُ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَا: ثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَجَلِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بِالْجَابِيَةِ، فَقَالَ: إِنِّي قُمْتُ فِيكُمْ كَمَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِينَا.
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ
(4)
.
وَأَمَّا الْخِلَافُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، فَإِنَّهُ مَجْمُوعٌ لِي فِي جُزْءٍ، وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّ الْإِمَامَيْنِ تَرَكَا هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ ذَلِكَ الْخِلَافِ بَيْنَ
(1)
هو: جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو عبد الله الحسني، والد أبي قيراط يحيى.
(2)
كذا في (د) والإتحاف، وفي سائر النسخ والتلخيص:"المزني".
(3)
إتحاف المهرة (12/ 275 - 15572).
(4)
إتحاف المهرة (12/ 275 - 15572).
الْأَئِمَّةِ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فِيهِ
(1)
، وَتِلْكَ الْأَسَانِيدُ لَا تُعَلَّلُ بِهَذِهِ الْأَسَانِيدِ الْخَارِجَةِ مِنْهَا.
وَقَدْ رُوِّينَاهُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ عُمَرَ:
394 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ.
وَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَذِّنُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ هَارُونَ الْقَزَّازُ بِمَكَّةَ، قَالَا: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ
(2)
، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَقَفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالْجَابِيَةِ، فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَفَ فِينَا كَمَقَامِي فِيكُمْ، ثُمَّ قَالَ:"احْفَظُونِي فِي أَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - ثَلَاثًا - ثُمَّ يَكْثُرُ الْهَرْجُ، وَيَظْهَرُ الْكَذِبُ، وَيَشْهَدُ الرَّجُلُ وَلَا يُسْتَشْهَدُ، وَيَحْلِفُ وَلَا يُسْتَحْلَفُ، مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَعَلَيْهِ بِالْجَمَاعَةِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنْ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا، مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ"
(3)
.
(1)
بل أعله البخاري في الكبير (1/ 102) والأوسط (2/ 1051) برواية الليث بن سعد عن ابن الهاد عن عبد الله بن دينار عن الزهري قال قال عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال:"هو بإرساله أصح"، وكذا أعله الدارقطني (2/ 65)، وأبو حاتم (5/ 217) و (6/ 352، 412)، وللحديث طرق أخرى كثيرة عن عمر رضي الله عنه.
(2)
كذا في النسخ الخطية والتلخيص والإتحاف، وزاد في التلخيص بعدها:"حدثني أبي" وهو خطأ، وليس في الرواة أحد يسمى: محمد بن مهاجر بن مسمار، والصواب: إبراهيم بن مهاجر بن مسمار عن أبيه عن عامر بن سعد؛ كما رواه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 90) و (2/ 619) عن شيخة إبراهيم بن المنذر الحزامي، عنه.
(3)
إتحاف المهرة (12/ 162 - 15310).
الْحَدِيثُ الثَّانِي فِيمَا احْتَجَّ بِهِ الْعُلَمَاءُ أَنَّ الْإِجْمَاعَ حُجَّةٌ حَدِيثٌ مُخْتَلَفٌ فِيهِ عَلَى الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ مِنْ سَبْعَةِ أَوْجُهٍ: فَالْوَجْهُ الْأَوَّلُ مِنْهَا:
395 -
ما حدثنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْأَصَمُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْقَرَنِيُّ
(1)
، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَجْمَعُ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ عَلَى الضَّلَالَةِ أَبَدًا". وَقَالَ: "يَدُ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ، فَاتَّبِعُوا السَّوَادَ الْأَعْظَمَ؛ فَإِنَّهُ مَنْ شَذَّ شَذَّ في النَّارِ"
(2)
.
خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْقَرَنِيُّ هَذا شَيْخٌ قَدِيمٌ لِلْبَغْدَادِيِّينَ، وَلَوْ حَفِظَ هَذَا الْحَدِيثَ لَحَكَمْنَا لَهُ بِالصِّحَّةِ.
وَالْخِلَافُ الثَّانِي فِيهِ عَلَى الْمُعْتَمِرِ:
396 -
ما حدثناه أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ الْمَدِينِيُّ
(3)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَجْمَعُ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ عَلَى الضَّلَالَةِ أَبَدًا، وَيَدُ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ، فَمَنْ شَذَّ شَذَّ في النَّارِ"
(4)
.
(1)
وقيل: خالد بن أبي يزيد - وهو الصواب - واسم أبي يزيد البهبذان بن يزيد، قال ابن معين: لم يكن به بأس. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (8/ 529 - 9907).
(3)
هو: سليمان بن سفيان القرشي التيمي مولاهم، منكر الحديث. من رجال التهذيب.
(4)
إتحاف المهرة (8/ 529 - 9907).
وَالْخِلَافُ الثَّالِثُ فِيهِ عَلَى الْمُعْتَمِرِ:
397 -
نا حدثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ
(1)
، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ الْمَدِينِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَجْمَعُ اللَّهُ أُمَّتِي عَلَى ضَّلَالَةٍ أَبَدًا"
(2)
.
وَالْخِلَافُ الرَّابعُ عَلَى الْمُعْتَمِرِ فِيهِ:
398 -
نا أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الدِّرْهَمِيُّ، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سُفْيَانَ - أَوْ أَبِي سُفْيَانَ
(3)
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَنْ يَجْمَعَ اللَّهُ أُمَّتِي عَلَى ضَلَالَةٍ أَبَدًا، وَيَدُ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ هَكَذَا - وَرَفَعَ يَدَيْهِ - فَإِنَّهُ مَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ"
(4)
.
قَالَ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: لَسْتُ أَعْرِفُ سُفْيَانَ أَوْ أَبَا سُفْيَانَ هَذَا.
وَالْخِلَافُ الْخَامِسُ عَلَى الْمُعْتَمِرِ فِيهِ:
399 -
نا حدثناه أَبُو الْحُسَيْنِ
(5)
عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُكْرَمٍ الْبَزَّازُ
(1)
هو: محمد بن أحمد بن نافع، العبدي القيسي، من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (8/ 529 - 9907).
(3)
هو: سليمان بن سفيان القرشي التيمي، أبو سفيان المدني، مولى آل طلحة بن عبيد الله. من رجال التهذيب.
(4)
إتحاف المهرة (8/ 529 - 9907).
(5)
في (و) و (د) و (ح): "أبو الحسن".
بِبَغْدَادَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(1)
، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ سَلْمِ بْنِ أَبِي الذَّيَّالِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَجْمَعُ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ - أَوْ قَالَ: أُمَّتِي - عَلَى الضَّلَالَةِ أَبَدًا، وَاتَّبِعُوا السَّوَادَ الْأَعْظَمَ؛ فَإِنَّهُ مَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ"
(2)
.
قَالَ لَنَا عُمَرُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَصْرِيُّ: هَكَذَا فِي كِتَابِ أَبِي الْحُسَيْنِ، عَنْ سَلْمِ بْنِ أَبِي الذَّيَّالِ. قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَهَذَا لَوْ كَانَ مَحْفُوظًا مِنَ الرَّاوِي لَكَانَ مِنْ شَرْطِ الصَّحِيحِ.
وَالْخِلَافُ السَّادِسُ عَلَى الْمُعْتَمِرِ فِيهِ:
400 -
نا أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاسِطِيُّ مِنْ كِتَابِهِ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو سُفْيَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ سُفْيَانَ الْمَدِينِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يَجْمَعُ اللَّهُ أُمَّتِي عَلَى ضَلَالَةٍ أَبَدًا، وَيَدُ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ هَكَذَا، فَاتَّبِعُوا السَّوَادَ الْأَعْظَمَ؛ فَإِنَّهُ مَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ"
(3)
.
وَالْخِلَافُ السَّابعُ عَلَى الْمعْتَمِرِ فِيهِ:
(1)
كذا في النسخ الخطية والتلخيص والإتحاف، وهو خطأ والصواب: خالد بن البهبذان القرنى؛ كما رواه الخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 408) من طريق محمد بن غالب، عنه، وقال ابن حجر في الإتحاف:"لا يعرف، أو هو خالد بن يزيد الأول" يعني القرني، فصح ظنه رحمه الله.
(2)
إتحاف المهرة (8/ 529 - 9907).
(3)
إتحاف المهرة (8/ 529 - 9907).
401 -
نا حدثناه أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَنْصُورٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ الْبَزَّازُ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ، ثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَجْمَعُ أُمَّتِي - أَوْ قَالَ: أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم عَلَى ضَلَالَةٍ أَبَدًا، وَيَدُ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ". وَقَالَ بِيَدِهِ يَبْسُطُهَا: "إِنَّهُ مَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ"
(1)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: فَقَدِ اسْتَقَرَّ الْخِلَافُ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَهُوَ أَحَدُ أَرْكَانِ الْحَدِيثِ مِنْ سَبْعَةِ أَوْجُهٍ لَا يَسَعُنَا أَنْ نَحْكُمَ أَنَّ كُلَّهَا مَحْمُولَةٌ عَلَى الْخَطَأِ، وَلَا أَنَّ كُلَّهَا مَحْمُولَةٌ عَلَى الصَّوَابِ، وَقَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ أَبَا عَلِيٍّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ الْحَافِظَ يَحْكُمُ بِالصَّوَابِ لِقَوْلِ مَنْ قَالَ عَنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُفْيَانَ الْمَدِينِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ
(2)
، وَنَحْنُ إِذَا قُلْنَا هَذَا الْقَوْلَ نَسَبْنَا الرَّاوِيَ إِلَى الْجَهَالَةِ، فَوَهَنَّا بِهِ الْحَدِيثَ، وَلَكِنَّا نَقُولُ: إِنَّ الْمُعْتَمِرَ بْنَ سُلَيْمَانَ أَحَدُ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثُ بِأَسَانِيدَ
(1)
إتحاف المهرة (8/ 529 - 9907).
(2)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: وبذلك جزم أبو الحسن الدارقطني في العلل، وهو الصواب عنده أيضا، وإن كان الحاكم يأبى ذلك؛ لأن بهذا تجتمع الأقوال كلها وترد إلى رجل واحد، ولا يشذ عنه إلا رواية خالد بن يزيد، الذي قال فيها: عن المعتمر، عن أبيه. وخالد بن يزيد ضعيف جدا فلا عبرة بكلامه - كذا قال -. وكذا رواية خالد بن عبد الرحمن الذي قال فيها: عن سلم بن أبي الذيال، قال: خالد هذا لا يعرف، أو هو خالد بن يزيد الأول، فلا عبرة بخلافه أيضا. ويظهر من هذا ضعف الحديث لا قوته؛ لأن سليمان بن سفيان ضعفه ابن معين وابن المديني وأبو حاتم وغيرهم". علل الدارقطني (12/ 392).
يَصِحُّ بِمِثْلِهَا الْحَدِيثُ، فَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَصْلٌ بِأَحَدِ هَذِهِ الْأَسَانِيدِ، ثُمَّ وَجَدْنَا لِلْحَدِيثِ شَوَاهِدَ مِنْ غَيْرِ حَدِيثِ الْمُعْتَمِرِ، لَا أَدَّعِي صِحَّتَهَا، وَلَا أَحْكُمُ بِتَوْهِينِهَا، بَلْ يَلْزَمُنِي ذِكْرُهَا لإِجْمَاعِ أَهْلِ السُّنَّةِ عَلَى هَذِهِ الْقَاعِدَةِ مِنْ قَوَاعِدِ الْإِسْلَامِ.
فَمِمَّنْ رُوِيَ عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثُ مِنَ الصَّحَابَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ:
402 -
حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ إِمْلَاءً وَقِرَاءَةً، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يُحَدِّثَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يَجْمَعُ اللَّهُ أُمَّتِي - أَوْ قَالَ: هَذِهِ الْأُمَّةَ - عَلَى الضَّلَالَةِ أَبَدًا، وَيَدُ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ"
(1)
.
403 -
حدثناه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ بَالُويَهْ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ الْعَدَنِيُّ - وَكَانَ يُسَمَّى قِدِّيسَ الْيَمَنِ
(2)
، وَكَانَ مِنَ الْعَابِدِينَ الْمُجْتَهِدِينَ - قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ: وَاللَّهِ لَقَدْ حَدَّثَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَجْمَعُ اللَّهُ أُمَّتِي عَلَى ضَلَالَةٍ أَبَدًا، وَيَدُ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ"
(3)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: فَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ الْعَدَنِيُّ هَذَا قَدْ عَدَّلَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَثْنَى
(1)
إتحاف المهرة (7/ 297 - 7848).
(2)
في (د) و (م): "قريش اليمن".
(3)
إتحاف المهرة (7/ 297 - 7848).
عَلَيْهِ
(1)
، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ إِمَامُ أَهْلِ الْيَمَنِ وَتَعْدِيلُهُ حُجَّةٌ
(2)
، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
404 -
حدثناه عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا مُبَارَكٌ أَبُو سُحَيْمٍ
(3)
مَوْلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ سَأَل رَبَّهُ أَرْبَعًا: سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ لَا تَمُوتَ أُمَّتُهُ جُوعًا
(4)
فَأُعْطِيَ ذَلِكَ، وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ لَا يَجْتَمِعُوا عَلَى ضَلَالَةٍ فَأُعْطِيَ ذَلِكَ، وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ لَا يَرْتَدُّوا كُفَّارًا، فَأُعْطِيَ ذَلِكَ، وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ لَا يَغْلِبَهُمْ عَدُوٌّ لَهُمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، فَأُعْطِيَ ذَلِكَ، وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ لَا يَكُونَ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ فَلَمْ يُعْطَ ذَلِكَ
(5)
.
أَمَّا مُبَارَكُ بْنُ سُحَيْمٍ، فَإِنَّهُ مِمَّنْ لَا يَمْشِي فِي مِثْلِ هَذَا الْكِتَابِ، لَكِنِّي ذَكَرْتُهُ اضطِرَارًا.
الْحَدِيثُ الثَّالِثُ فِي حُجَّهِ الْعلَمَاءِ بِأَنَّ الْإِجْمَاعَ حُجَّةٌ:
405 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ.
(1)
زاد الذهبي في التلخيص: "ووثقه ابن معين".
(2)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: لم يعدله عبد الرزاق بل ضعفه"، كذا قال!، وقد وثقه الدوري عن ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ في التقريب أيضا: ثقة.
(3)
في (و): "مبارك بن سحيم"، وهو مبارك بن سحيم وقيل: ابن عبد الله، أبو سحيم البصري، متروك. من رجال التهذيب.
(4)
في (ز) و (م): "أن لا يموت جوعا".
(5)
إتحاف المهرة (2/ 120 - 1347).
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ
(1)
، ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ وَهْبَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ"
(2)
.
تَابَعَهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الضَّبِّيُّ، عَنْ مُطَرِّفٍ:
406 -
حدثناه أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سَوَّارٍ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ وَهْبَانَ
(3)
، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ خَالَفَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ شِبْرًا، فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ"
(4)
.
خَالِدُ بْنُ وَهْبَانَ لَمْ يُذْكَرْ بِجَرْحٍ فِي رِوَايَاتِهِ، وَهُوَ تَابِعِيٌّ مَعْرُوفٌ إِلَّا أَنَّ الشَّيْخَيْنِ لَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْمَتْنُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَلَى شرْطِهِمَا:
407 -
أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ
(1)
هذا الطريق لم نجده في الإتحاف.
(2)
إتحاف المهرة (14/ 115 - 17492).
(3)
كذا في هذه الرواية والتي قبلها: "مطرف عن خالد بن وهبان"، وإنما يرويه مطرف بن طريف الحارثي عن أبي الجهم سليمان بن الجهم الجوزجاني عن خالد بن وهبان، كذا روه أبو بكر بن عياش وزهير عن مطرف به؛ عند الإمام أحمد (35/ 444، 445)، وأبي داود (5/ 78)، وقال البزار (9/ 445):"وخالد بن أهبان لا نعلم روى عنه إلا أبو الجهم"، وخالد هو ابن خالة أبي ذر رضي الله عنه، ووثقه ابن حبان.
(4)
إتحاف المهرة (14/ 115 - 17492).
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
(1)
، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ خَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ خَرَجَ مِنَ الْجَمَاعَةِ قِيدَ شِبْرٍ، فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ حَتَّى يُرَاجِعَهُ". وَقَالَ: "مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ عَلَيْهِ إِمَامُ جَمَاعَةٍ، فَإِنَّ مَوْتَتَهُ مَوْتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ"
(2)
.
الْحَدِيثُ الرَّابعُ فِيمَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ إِجْمَاعَ الْعُلَمَاءِ حُجَّةٌ:
408 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْقَاضِي بِمِصْرَ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ الْأَشْعَرِيُّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "آمُرُكُمْ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَمَرَنِي اللَّهُ بِهِنَّ: الْجَمَاعَةُ، وَالسَّمْع، وَالطَّاعَةُ، وَالِهجْرَةُ، وَالْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ، فَمَنْ خَرَجَ مِنَ الْجَمَاعَةِ قِيدَ شِبْرٍ، فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ رَأْسِهِ، إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ"
(3)
.
وَهَكَذَا رَوَاهُ بِطُولِهِ مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
أَمَّا حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ:
(1)
في الإتحاف: "حدثني الليث ويحيى بن سعيد".
(2)
إتحاف المهرة (9/ 83 - 10517) وعبد الله بن صالح المصري انفرد به البخاري، وخالد أبي عمران التجيبي انفرد به مسلم، وأصل الحديث عنده (6/ 22) من حديث نافع عن ابن عمر ولفظه:"من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتتة جاهلية".
(3)
إتحاف المهرة (4/ 105 - 4010).
409 -
فحدثناه عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، أَنَّ حَفْصَ بْنَ عُمَرَ الْعُمَرِيَّ، حَدَّثَهُمْ قَالَ: ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي زيدُ بْنُ سَلَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ الْأَشْعَرِيُّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِخَمْسٍ أَعْمَلُ بِهِنَّ". فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ
(1)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبَانِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ يَحْيَى:
410 -
فحدثناه عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا تَمِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ زيدًا حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا سَلَّامٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ الْحَارِثَ الْأَشْعَرِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسٍ". فَقَالَ: "يَعْمَلُ بِهِنَّ، وَأَمَرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ". فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ فِيهِ:"إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِخَمْسٍ". الْحَدِيثَ بِطُولِهِ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى مَا أَصَّلْنَاهُ فِي الصَّحَابَةِ، إِذَا لَمْ نَجِدْ لَهُمْ إِلَّا رَاوِيًا وَاحِدًا، فَإِنَّ الْحَارِثَ الْأَشْعَرِيَّ صَحَابِيٌّ مَعْرُوفٌ.
سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: الْحَارِثُ الْأَشْعَرِيُّ لَهُ صُحْبَةٌ.
وَلهَذِهِ اللَّفْظَةُ مِنَ الْحَدِيثِ شَاهِدٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
411 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
(1)
إتحاف المهرة (4/ 105 - 4010).
(2)
إتحاف المهرة (4/ 105 - 4010) وسيأتي مطولا برقم (1546).
غَنَّامِ بْنِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا دَخَلَ النَّارَ"
(1)
.
الْحَدِيثُ الْخَامِسُ فِيمَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْإِجْمَاعَ حُجَّةٌ.
412 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَاتِمٍ الدَّارَبَرْدِيُّ
(2)
بِمَرْوَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْبِرْتِيُّ
(3)
، ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ - وَاللَّفْظُ لَهُ - أَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، ثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ
(4)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ فَارَقَ أُمَّتَةُ، أَوْ عَادَ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ هِجْرَتِهِ فَلَا حُجَّةَ لَهُ"
(5)
.
قَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مَوْتَةً جَاهِلِيَّةً"
(6)
. وَهَذَا الْمَتْنُ غَيْرُ ذَاكَ.
الْحَدِيثُ السَّادِسُ فِيمَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْإِجْمَاعَ حُجَّةٌ:
(1)
إتحاف المهرة (13/ 355 - 16836).
(2)
في (ح)، والإتحاف، وفي سائر النسخ الدابردي".
(3)
في (و) و (ح) و (د): "المري".
(4)
في (و): "يزيد"، وهو ابن زيد بن أسلم، ضعيف.
(5)
إتحاف المهرة (8/ 266 - 9346).
(6)
بل انفرد به مسلم (1848) دون البخاري، والبخاري لم يخرج لزياد بن رياح أبي قيس القيسي شيئا.
413 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا حَامِدُ بْنُ أَبِي حَامِدِ الْمُقْرِئُ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْقَارِئ
(2)
، ثَنَا كَثِيرٌ [أَبُو] النَّضْرِ
(3)
، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ: أَتَيْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ لَيَالِيَ سَارَ النَّاسُ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ، وَاسْتَذَلَّ الْإِمَارَةَ، لَقِيَ اللَّهَ وَلَا حُجَّةَ لَهُ"
(4)
.
تَابَعَهُ أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ كَثِيرٍ:
414 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذٍ، ثَنَا أَبُّو عَاصِمٍ؛ ثَنَا كَثِيرُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ، أَنَّهُ أَتَى حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَزُورُهُ - وَكَانَور أُخْتُهُ تَحْتَ حُذَيْفَةَ - فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: يَا رِبْعِيُّ، مَا فَعَلَ قوْمُكَ؟ وَذَلِكَ زَمَنَ خَرَجَ النَّاسُ إِلَى عُثْمَانَ. قَالَ: قَدْ خَرَجَ مِنْهُمْ نَاسٌ. قَالَ: فَسَمَّى مِنْهُمْ نَفَرًا، فَقَالَ حُذَيْفَة: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ، وَاسْتَذَلَّ الْإِمَارَةَ لَقِىَ اللَّهَ وَلَا حُجَّهَّ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، فَإِنَّ كَثِرَ بْنَ أَبِي كَثِيرٍ كُوفِيٌّ سَكَنَ الْبَصْرَةَ، رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقطَّانُّ، وَعِيسَى بْنُ يُوُنُسَ، وَلَمْ يُذْكَرْ بِجَرْحٍ
(6)
.
(1)
في الإتحاف: "أبو عبيد الله".
(2)
كذا نسب، وفي الإتحاف:"المقرئ" ولم نر من نسبه كذالك في غير هذا الموضع، وهو، أبو يحيى الرازي العبدي الكوفي.
(3)
في النسخ كلها: "كثير بن النضر" والمثبت من التلخيص والإتحاف.
(4)
إتحاف المهرة (4/ 258 - 4220).
(5)
إتحاف المهرة (4/ 258 - 4220)، وسيأتي برقم (4609).
(6)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: ضعفه ابن معين، وأبو حاتم الرازي، وابن حبان"،=
الْحَدِيثُ السَّابْعُ فِيمَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْإِجْمَاعَ حُجَّةٌ:
415 -
أخبرنا أَبُو مُحَمَدِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْفَاكِهِيُّ
(1)
بِمَكَّةَ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنى أَبُو هَانِئٍ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْجَنْبِيَّ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، عِّنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:"ثَلَاثَةٌ لَا يُسْأل عَنْهُمْ: رَجُلٌ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ، وَعَصَى إِمَامَهُ، فَمَاتَ عَاصِيًا، وَأَمَةٌ أَوْ عَبْدٌ أَبَقَ مِنْ سَيِّدِهِ فَمَاتَ، وَامْرَأَةٌ غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَقَدْ كَفَاهَا مُؤْنَةَ الدُّنْيَا، فَتَبَرَّجَتْ بَعْدَهُ، فَلَا يُسْأل عَنْهُمْ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَقَدِ احْتَجَّا بِجَمِيعِ رُوَاتِهِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَا أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً.
الْحَدِيثُ الثامِنُ عَلَى أَنَّ الْإِجْمَاعَ حُجَّةٌ:
416 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ الْأَنْصَارِيِّ
(3)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ إِلَى
= كذا قال، وكثير بن أبي كثير التيمي، أبو النضر الكوفي، ضعفه ابن معين في رواية ابن أبي خيثمة عنه، وقال أبو حاتم:"شيخ مستقيم الحديث" الجرح والتعديل (7/ 156)، وذكره ابن حبان في الثقات (7/ 350). ذكره المزي تمييزا، وانظر حديث رقم (4609).
(1)
في الإتحاف: "عبد الله بن محمد الفاكهي".
(2)
إتحاف المهرة (12/ 662 - 16268)، ولم يحتج البخاري بأبي هانئ حميد بن هانئ الخولاني ولا بأبي علي الجنبي.
(3)
هو: عبد الله بن السائب الكندي الشيباني، من رجال مسلم، وقوله هنا "الأنصاري"=
الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ الَّتِي بَعْدَهَا كفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَالشَّهْرُ إِلَى الشَّهْرِ - مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى شَهْرِ رَمَضَانَ - كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا". ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ:"إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ". فَعَرَفْتُ أَن ذَلِكَ مِنْ أَمْرٍ حَدَثَ، فَقَالَ:"إِلَّا مِنَ الْإِشْرَاكِ بِاللَّهِ، وَنَكْثِ الصَّفْقَةِ، وَتَرْكِ السُّنَّةِ". قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَمَّا الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا نَكْثُ الصَّفْقَةِ، وَتَرْكُ السُّنَّةِ؟ قَالَ:"أَمَّا نَكْثُ الصَّفْقَةِ: أَنْ تُبَايعَ رَجُلًا بِيَمِينِكَ ثُمَ تخْالِفَ إِلَيْهِ فَتُقَاتِلَهُ بِسَيْفِكَ، وَأَمَّا تَرْكُ السُّنَّةِ: فَالْخُرُوجُ مِنَ الْجَمَاعَةِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، فَقَدِ احْتَجَّ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ الْأَنْصَارِيِّ، وَلَا أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً
(2)
.
الْحَدِيثُ التَّاسِعُ فِي أَنَّ الْإِجْمَاعَ حُجَّةٌ:
417 -
أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، قَالَا: ثَنَا
= وهم، وكذا قول المصنف عقبه أنه: عبد الله بن السائب بن أبي السائب الأنصاري؛ فإن عبد الله بن السائب بن أبي السائب له ولأبيه صحبة، ومات في زمن ابن الزبير، ثم هو مكي لا أنصاري!؛ وصوابه:"عن عبد الله بن السائب، عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة" كما رواه أحمد في مسند (16/ 338) عن يزيد بن هارون به.
(1)
إتحاف المهرة (15/ 126 - 19003).
(2)
قال ابن حجر في الإتحاف: "إلا أن عبد الله بن السائب لم يسمعه من أبي هريرة، ذكر ذلك البخاري في تاريخه - (5/ 103) - والدارقطني في العلل - (1/ 46) -، ورواه الإمام أحمد في مسنده - (16/ 338) - بزيادة رجل من الأنصار بين عبد الله بن السائب وأبي هريرة، ورواه أيضا بدونها - (12/ 30) - ثنا هشيم أنا العوام بن حوشب عنه به"، وسيأتي برقم (7898).
نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، ثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِالنَباةِ - أَوْ: بِالنَّبَاوَةِ يَقُولُ: "يُوشِكُ أَنْ تَعْرِفُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ". أَوْ قَالَ: "خِيَارَكُمْ مِنْ شرَارِكُمْ". قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِمَاذَا؟ قَالَ:"بِالثَّناءِ الْحَسَنِ، وَالثَّناءِ السَّيِّئِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءٌ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الْإِسْنَادِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: أَبُو زُهَيْرٍ الثَّقَفِيُّ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَاسْمُهُ: مُعَاذٌ
(2)
، فَأَمَّا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي زُهَيْرِ فَمِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ، وَإِسْنَادُ الْحَدِيثِ صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، فَقَدْ ذَكَرْنَا تِسْعَةَ أَحَادِيثَ بِأَسَانِيدَ صَحِيحَةٍ يُسْتَدَلُّ بِهَا عَلَى الْحجَّةِ بِالْإِجْمَاعِ، وَاسْتَقْصَيْت فِيهِ تَحَرِّيًا لِمَذَاهِبِ الْأَئِمَّةِ الْمُتَقَدِّمِين رضي الله عنهما.
هَذِهِ أَخْبَار صَحِيحَة فِي الْأَمْرِ بِتَوْقِيرِ الْعَالِمِ عِنْدَ الاخْتِلَافِ إِلَيْهِ وَالْقُعُودِ بَيْنِ يَدَيْهِ مِمَّا لَمْ يُخَرِّجَاهُ.
418 -
أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مَيْمُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَاشِمِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي
(1)
إتحاف المهرة (14/ 272 - 17742).
(2)
في كنى البخاري (ص 33): "أبو زهير بن معاذ بن رياح الثقفي" وقال: "قال موسى بن إسماعيل نا نافع بن عمر عن أمية بن صفوان عن أبي بكر بن أبي زهير عن أبيه شهدت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم، وحديثه عند ابن ماجه، وقال المزي: "قيل إنه أبو زهير بن معاذ بن رباح، وقيل: اسمه معاذ بن رباح، وقيل عمار بن حميد، وقيل: إنه عمارة بن رويبة الثقفي".
جِنَازة رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
(1)
.
قَدْ ثَبَتَ صحَّةُ هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ، وَأَنَّهُمَا لَمْ يُخَرِّجَاهُ.
419 -
أخبرنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَطِيبُ بِمَرْوَ
(2)
، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِلَالٍ الْبُوزَنْجِرْدِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ برَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا إِذَا قَعَدْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ نَرْفَعْ رُءُوسَنَا إِلَيْهِ إِعْظَامًا لَهُ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَا أَحْفَظُ لَهُ عِلَّةً، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
420 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزوقٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ. وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الزُّبَيْرِيُّ، ثَنَا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، ثَنَا شُعْبَةُ.
(1)
إتحاف المهرة (2/ 457 - 2063)، وتقدم برقم (107).
(2)
كذا في النسخ الخطية كلها، والإتحاف، وكذا رواه البيهقي في المدخل للسنن الكبرى (ص 381) عن المصنف، وهو: أحمد بن محمد بن العباس أبو حامد الخطيب السوسقاني المروزي، وهو إما أن يكون تحريف قديم في أصل المستدرك، أو أن اسم هذا الراوي: أحمد بن محمد بن العباس بن يحيى، أو: أحمد بن محمد بن يحيى بن العباس، ولم نستطع ترجيح أحد هذه الإحتمالات لأنا لم نجد له ترجمة، وذكره في الأسانيد عزيز، غير أن هذا السند متكرر عند أبي عبد الله الحاكم في أسانيده، وانظر: الحديث رقم (1548)، والسنن الكبرى للبيهقي (4/ 239)، وتفسير الثعلبي (1/ 80).
(3)
إتحاف المهرة (2/ 572 - 2284) وابن واقد لم يحتج به البخاري، وله أوهام.
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا شُعْبَةُ.
وَأَخْبَرَني أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، سَمِعَ أُسَامَةَ بْنَ شَرِيكٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَاُبهُ عِنْدَهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ، فَسَلَّمْتُ، وَقَعَدْتُ، فَجَاءَ أَعْرَاب يَسْألونَهُ عَنْ أَشْيَاءَ حَتَّى قَالُوا: أَنتَدَاوَى؟ قَالَ: "تَدَاوَوْا؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضِعَ لَهُ دَوَاءً". فَسَألوهُ عَنْ أَشْيَاءَ، فَقَالَ:"عِبَادَ اللَّهِ، وَضَعَ اللَّهُ الْحَرَجَ، إِلا امْرَأً اقْتَرَضَ امْرَأً ظُلْمًا، فَذَلِكَ حَرَجَ وَهَلَكَ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ النَّاسُ؟ قَالَ:"خُلُقٌ حَسَنٌ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَالْعِلَّةُ عِنْدَ مُسْلِمٍ فِيهِ أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ شرِيكٍ لَا رَاوِيَ لَهُ غَيْرُ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، وَقَدْ رُوِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ
(3)
، عَلَى أَنِّي قَدْ أَصَّلْتُ
(4)
كِتَابِي هَذَا عَلَى إِخْرَاجِ الصَّحَابَةِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ غَيْرُ رَاوٍ وَاحِدٍ، وَلِهَذا الْحَدِيثِ طُرُقٌ سَبِيلنا أَنْ نُخَرِّجَهَا بِمَشِيئَةِ اللَّهِ تَعَالَى فِي كِتَابِ الطِّبِّ.
421 -
أخبرني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَتَّابٍ الْعَبْدِيُّ
(1)
هو: يحيى بن محمد بن البختري، أبو زكريا الحنائي.
(2)
إتحاف المهرة (1/ 323 - 204).
(3)
وحكى المصنف في الطب الثاني بعد إيراده لهذا الحديث (8461) عن أبي الحسن الدارقطني: "وقد روى علي بن الأقمر ومجاهد عن أسامة بن شريك"، قلت زاد الدراقطني في الإلزامات (ص 114):"وفي روايتهما عنه نظر".
(4)
في (و) و (د) و (ح): "وصلت".
بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قُرْطٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا حَلْقَةٌ كَأَنَّمَا قُطِعَتْ رُءُوسُهُمْ، وَإِذَا رَجُلٌ يُحَدِّثُهُمْ، فَإِذَا هُوَ حُذَيْفَةُ، قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَسْألونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ
(1)
.
مَتْنُ هَذَا الْحَدِيثِ مُخَرَّجٌ فِي الْكِتَابَيْنِ، وَإنَّمَا خَرَّجْتُهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ لِلْإِصغَاءِ إِلَى الْمُحَدِّثِ وَكَيْفِيَّةِ التَّوْقِيرِ لَهُ، فَإِنَّ هَذِهِ اللَّفْظَةَ لَمْ يُخَرِّجَاهُ فِي الْكِتَابَيْنِ.
422 -
حدثنا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، أَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ لَمْ يَرْفَعْ أَحَدٌ مِنَا إِلَيْهِ
(2)
رَأْسَهُ غَيْرُ أَبي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَإِنَّهُمَا كَانَا يَتَبَسَّمَانِ إِلَيْهِ وَيتَبَسَّمُ إِلَيْهِمَا
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ هَذَا الشَّيْخُ الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ هَذَا الْكِتَابِ.
423 -
حدثنا أَبُو الْعَباسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقوبَ، ثَنَا الْخَضِرُ بْن أَبَانٍ الْهَاشِمِيُّ، ثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، ثَنَا جَعْفَر بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ فِي عِصَابَةِ يَذْكُرُونَ اللَّهَ، فَمَرَّ
(1)
إتحاف المهرة (4/ 246 - 4201)، وسيأتي مطولا في الفتن (8574) من حديث سعيد بن عامر به مطولا، وتقدم من وجه آخر (390).
(2)
قوله: "إليه" غير موجود في (و) و (ح) و (م) وفي (د) و (ح): "لم يرفع منا أحد".
(3)
إتحاف المهرة (1/ 453 - 433) وأخرجه الترمذي واستغربه.
بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ نَحْوَهُمْ قَاصِدًا حَتَّى دَنَا مِنْهُمْ، فَكَفُّوا عَنِ الْحَدِيثِ إِعْظَامًا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَا كنْتُمْ تَقُولُونَ؟ فَإِنِّي رَأَيْتُ الرَّحْمَةَ تَنْزِلُ عَلَيْكُمْ، فَأَحْبَبْت أَنْ أُشَارِككمْ فِيهَا"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدِ احْتَجَّا بِجَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ
(2)
، فَأَمَّا أَبُو سَلَمَةَ سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ الزَّاهِدُ، فَإِنَّهُ عَابِدُ عَصْرِهِ، وَقَدْ أَكْثَرَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ الرِّوَايَةَ عَنْهُ.
424 -
أخبرني أَبُو الْحَسَنِ عَلِيٍّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الزُّهْرِيُّ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أَنَا الْأَعْمَشُ
(3)
.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْصارِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا الْأَعْمَشُ.
حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْن النَّضْرِ الْجَارُودِيُّ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا جَرِير وَأَبُو مُعَاوِيَة، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَقَدْ سَأَلَنِي الْيَوْمَ رَجُلٌ عَنْ شَيْءِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَهُ، قَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا مُؤْدِيًا نَشِيطًا حَرِيِصًا عَلَى الْجِهَادِ، يَقُولُ: يَعْزِمُ عَلَيْنَا أُمَرَاؤُنَا أَشْيَاءَ لَا نُحْصِيهَا؟ قَالَ: فَقلْتُ: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ إِلَّا أَنَّا كُنَّا نَكُونُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَعَلَّهُ لَا يَأْمُرُ بِالشَّيْءِ إِلَّا فَعَلْنَاهُ، وَمَا أَشْبَهَ مَا غَبَرَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا كَالثَّغْبِ شُرِبَ صَفْوُهُ وَبَقِيَ كَدَرُهُ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَنْ يَزَالَ بِخَيْرٍ مَا اتَّقَى اللَّهَ
(1)
إتحاف المهرة (5/ 564 - 5950)، والخضر بن أبان بن زياد الهاشمي قال الحاكم عن الدراقطني: ضعيف.
(2)
بل انفرد به مسلم، وأخرج له البخاري في الأدب المفرد.
(3)
هذا الطريق فات الحافظ في الإتحاف.
عز وجل، وَإِذَا حَاكَ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ أَتَى رَجُلًا فَسَأَلهُ فَشَفَاهُ، وَايْمُ اللَّهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ لَا تَجِدُوهُ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَأَظُنُّهُ لِتَوْقِيفٍ
(2)
فِيهِ
(3)
.
425 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَني مَالِكُ بْنُ خيرٍ الزَّبَادِيُّ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ
(4)
، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُحلَّ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا"
(5)
.
مَالِكُ بْنُ خَيْرٍ الزَبَادِيُّ مِصْرِيٌّ ثِقَةٌ، وَأَبُو قَبِيلٍ تَابِعِيٌّ كَبِيرٌ.
426 -
حدثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ العَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ
(6)
، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا وَكِعٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:{أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}
(7)
. قَالَ: أُولي الْفِقْهِ وَالْخَيْرِ.
(8)
(1)
إتحاف المهرة (10/ 242 - 12662).
(2)
في (و) و (د) و (ح): "لتوقف".
(3)
بل أخرجه البخاري في الجهاد (4/ 51) عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير عن منصور عن أبي وائل به.
(4)
هو: حيى بن هانئ بن ناضر المصري، من رجال التهذيب.
(5)
إتحاف المهرة (6/ 431 - 6761)، وزاد في الإتحاف:"حقه" في آخر المتن.
(6)
هو: محمد بن عبد السلام بن بشار، أبو عبد الله النيسابوري الوراق.
(7)
(النساء: 59).
(8)
إتحاف المهرة (3/ 215 - 2863).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ لَهُ شَاهِدٌ، وَتَفْسِيرُ الصَّحَابِيِّ عِنْدَهُمَا مُسْنَدٌ.
427 -
أخبرني أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوَيةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ:{أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}
(1)
. يَعْنِي أَهْلَ الْفِقْهِ وَالدِّينِ، وَأَهْلَ طَاعَةِ اللَّهِ الَّذِينَ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ مَعَالِيَ دِينِهِمْ، وَيَأْمُرُونَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَوْنَهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَأَوْجَبَ اللَّهُ طَاعَتَهُمْ
(2)
.
وَهَذِهِ أَحَادِيثُ نَاطِقَةٌ بِمَا يَلْزَمُ الْعُلَمَاءَ مِنَ التَّوَاضُعِ لِمَنْ يُعَلِّمُونَهُمْ.
428 -
أخبرنا أَبُّو الْعَبَّاسِ الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ بِمَرْوَ، أَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أَنَا عَبْدَانُ، أَنَا عَبْدُ اللهِ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَخِيهِ
(3)
(4)
، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ حَفْصَةَ قَالَتْ لِعُمَرَ: أَلا تَلْبَسُ ثَوْبًا أليَنَ مِنْ ثَوْبِكَ، وَتَأْكُلُ مِنْ طَعَامٍ
(5)
أَطْيَبَ مِنْ طَعَامِكَ هَذا، وَقَدْ فتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْأَمْرَ، وَأَوْسَعَ
(1)
(النساء:59)
(2)
إتحاف المهرة (7/ 636 - 8650).
(3)
في (و) و (د) و (ح): "عن أبيه".
(4)
لإسماعيل أربعة إخوة يروي عنهم وهم أشعث وخالد وسعيد والنعمان، وقد سمي أخاه:"النعمان" عند ابن أبي شيبة (19/ 69)، والفسوى في المعرفة (2/ 188) من طريق محمد بن بشر عن إسماعيل. وقال الدارقطني في العلل (2/ 139):"رواه عبد الله بن المبارك ومحمد بن بشر العبدي، عن إسماعيل عن أخيه النعمان عن مصعب بن سعيد عن حفصة، وخالفهما أبو أسامة ويزيد بن هارون؛ فروياه عن إسماعيل عن مصعب بن سعيد، ولم يذكر بينهما أخا إسماعيل، وقول ابن المبارك ومحمد بن بشر، أولى بالصواب".
(5)
في (و) و (د) و (ح) والتلخيص: "وتأكل طعاما".
إِلَيْكَ
(1)
الرِّزْقَ؟ فَقَالَ: سَأُخَاصِمُكِ إِلَى نَفْسِكِ، فَذَكَرَ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا كَانَ يَلْقَى مِنْ شِدَّةِ الْعَيْشِ. فَلَمْ يَزَلْ يَذْكُرُ حَتَّى بَكَتْ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ قُلْتُ لأُشَارِكَنَّهُمَا
(2)
فِي مِثْلِ عَيْشِهِمَا الشَّدِيدِ لِعَلِّي أُدْرِكُ مَعَهُمَا عَيْشَهُمَا الرَّخِيَّ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِهِمَا
(4)
، فَإِنَّ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ مِنْ أَوْلَادِ الصَّحَابَةِ.
429 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَة.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدِ - هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ - ثَنَا أَبِي، قَالَا: ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ
(5)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"كرَمُ الْمُؤْمنِ دِينُهُ، وَمرُوءَتُهُ عَقْلُهُ، وَحَسَبُهُ خُلُقهُ"
(6)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(7)
وَلَهُ شَاهِدٌ.
430 -
حدثنا أَبُو سَعِيدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ بِالْبَصْرَةِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ
(8)
(1)
في (و): "عليك".
(2)
في (و): "لأشاركهما".
(3)
إتحاف المهرة (12/ 380 - 15801).
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: فيه انقطاع"، والنعمان لم يخرجا له.
(5)
في (و) و (ح): "العلاء بن أبيه".
(6)
إتحاف المهرة (15/ 314 - 19375).
(7)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل مسلم ضعيف، وما خرج له".
(8)
في (و) و (د) و (ح): "سعد".
[بْنِ]
(1)
أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"كَرَمُ الْمُؤْمِنِ دِينُهُ، وَمُرُوءَتُهُ عَقْلُهُ، وَحَسَبُهُ خُلُقُهُ"
(2)
.
431 -
حدثني أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، ثَنَا أَبُو عَمَارٍ
(3)
، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلْيَسَعْهُمْ
(4)
مِنْكُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ"
(5)
.
رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ.
432 -
حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ
(6)
بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُشْكَانَ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبيِهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَفَعَهُ - قَالَ:"إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِن لِيَسَعُهُمْ مِنْكُمْ بَسْط الْوَجْهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ"
(7)
.
هَذَا حَدِيثٌ مَعْنَاهُ يَقْرُبُ مِنَ الْأَوَلِ غَيْرَ أَنَّهُمَا لَمْ يُخَرِّجَاهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ
(8)
.
(1)
في النسخ الخطية كلها: "عن"، والمثبت من التلخيص والإتحاف، وعبد الله بن سعيد واهٍ.
(2)
إتحاف المهرة (15/ 470 - 19710).
(3)
هو: الحسن بن حريث بن الحسن المروزي، من رجال التهذيب.
(4)
في التلخيص: "فليسعهم".
(5)
إتحاف المهرة (14/ 683 - 18480).
(6)
في (و) و (د) و (ح): "الحسن".
(7)
إتحاف المهرة (14/ 683 - 18480).
(8)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: عبد الله واه"، وقال ابن حجر في الإتحاف: "قلت:=
433 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا سَمْعَانُ بْنُ بَحْرٍ الْعَسْكَرِيُّ أَبُو عَلِيٍّ
(1)
، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَمِّيُّ، ثَنَا أَبِي، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ إِلَى النَّاسِ تَقِي صَاحِبَهَا مَصَارَ السُّوءِ، وَالْآفَاتِ، وَالْهَلَكَاتِ، وَأَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ"
(2)
.
سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظَ يَقُولُ: هَذا الْحَدِيثُ لَمْ أَكْتُبْهُ إِلَّا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارِ. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُهُ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ لَمْ نَعْرِفْهُمَا بِجَرْحٍ، وَقَوْلُهُ:"أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا فمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ". قَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنِ الْمُنْكَدِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ
(3)
، وَالْمُنْكَدِرُ، وَإِنْ لَمْ يُخَرِّجَاهُ، فَإِنَّهُ يُذْكَرُ فِي الشَّوَاهِدِ.
434 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَطَرٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ،
= رواه محمد بن فضل، عن عبد الله، عن جده. ورواه ابن عدي - (5/ 270) - من طريق: سفيان، عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن جده. قلت: وعبد الله بن سعيد واه جدا".
(1)
اسمه: إسماعيل بن بحر، وسمعان لقب.
(2)
إتحاف المهرة (1/ 593 - 836).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بهذا وبما قبله انحطت رتبة هذا المصنف المسمى بالصحيح"، وقال البيهقى في الشعب (10/ 405): بعد أن رواه عن المصنف وغيره مطولا: "هذا إسناد ضعيف، والحمل فيه على العسكري والعمي" يعني: إسماعيل بن بحر الأصبهاني الملقب بسمعان، وإسحاق بن محمد العمى، وابيه محمد بن إسحاق لم نقف له على ترجمة.
عَنْ هِشَامٍ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{خُذِ الْعَفْوَ}
(1)
. قَالَ: أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْخُذَ الْعَفْوَ مِنْ أَخْلَاقِ النَّاسِ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَقَدِ احْتَجَّ بِالطُّفَاوِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدْ قِيلَ فِيهِ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ:
435 -
أخبرناه عَبْدَانُ
(3)
بْنُ يَزِيدَ الدَّقَّاقُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ إِلَّا فِي أَخْلَاقِ النَّاسِ: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ
(4)
وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
(5)
.
(6)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(7)
.
وَقَدْ قِيلَ فِي هَذَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَلَيْسَ مِنْ شَرَطِهِ.
436 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
(1)
(الأعراف: 199).
(2)
إتحاف المهرة (8/ 587 - 10009).
(3)
قوله: "عبدان" غير موجودة في (و) و (ح).
(4)
في (و) و (ح): "وأمر بالمعروف".
(5)
(الأعراف: 199)
(6)
هذا الطريق لم يذكره الحافظ بالإتحاف.
(7)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: هو في البخاري من حديث عبد الله بن الزبير"، البخاري (6/ 60).
جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَبَسَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهِ فِي تُهْمَةٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، عَلَامَ تَحْبِسُ جِيرَتِي؟ فَصَمَتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: إِنَّ أناسًا تَقُولُ
(1)
: إِنَّكَ تَنْهَى عَنِ الشَّرِّ وَتَسْتَحْلِي بِهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا يَقُولُ؟ ". فَجَعَلْتُ أُعَرِّضُ بَيْنَهُمَا بِالْكَلَامِ مَخَافَةَ أَنْ يَفْهَمَهَا فَيَدْعُو عَلَى قَوْمِي دَعْوَةً لَا يُفْلِحُوا
(2)
بَعْدَهَا، فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى فَهِمَهَا، فَقَالَ:"قَدْ قَالُوا؟ أَوَ قَائِلُهَا مِنْهمْ؟ وَاللَّهِ لَوْ فَعَلْتُ لَكَانَ عَلَيَّ مَا كَانَ عَلَيْهِمْ، خَلُّوا عَنْ جِيرَانِهِ"
(3)
.
وَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي صَحِيفَةِ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ مَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ عَلَى أَنَّ شَوَاهِدَ هَذَا الْحَدِيثِ مُخَرَّجَة فِي الصَّحِيحَيْنِ.
فَمِنْهَا حَدِيثُ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَسْمًا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: إِنَّ هَذِهِ قِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ. وَمنْهَا حَدِيثُ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَة، عَنْ أَنَسٍ: كُنْتُ أَمْشِى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَجَبَذَ أَعْرَابِيٌّ بُرْدَتَه. الحَدِيثَ.
وَمنْهَا حَدِيثُ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَنَسٍ فِي قِصَّةِ حُنَيْنٍ عَلَامَ تَضطَرُّونِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ؟
(4)
وَغَير هَذَا مِمَّا يَطُولُ ذِكْرُهُ.
(1)
في التلخيص: "يقولون".
(2)
في (و) و (د) و (ح): "يصلحوا".
(3)
إتحاف المهرة (13/ 332 - 16799).
(4)
لم يخرج الشيخان حديث أنس، وقد رواه سعيد بن منصور في سننه (2/ 322) عن صالح بن موسى الطلحي، عن شريك عن أنس به، وصالح متروك. =
437 -
حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتُويَهْ الْفَارِسِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا عُمَرُ
(1)
بْنُ رَاشِدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ هِشَامٍ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثَةٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ آوَاهُ اللَّهُ فِي كَنَفِهِ، وَسَتَرَ عَلَيْهِ بِرَحْمَتِهِ، وَأَدْخَلَهُ فِي مَحَبَّتِهِ". قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "مَنْ إِذَا أُعْطِي شَكَرَ، وَإِذَا قَدَرَ غَفَرَ، وَإِذَا غَضِبَ فَتَرَ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ، فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ رَاشِدٍ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْجَارِ
(3)
مِنْ نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، قَدْ رَوَى عَنْهُ أَكَابِرُ الْمُحَدِّثِينَ
(4)
.
438 -
حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا أَبُو سَهْلٍ بِشْرُ بْنُ سَهْلٍ
(5)
، ثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ صَالِحٌ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ
= وقد انفرد البخاري بمثله من حديث الزهري عن عمر بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده أخرجه في الجهاد (4/ 22) وفي فرض الخمس (4/ 94).
(1)
في (و): "عمرو".
(2)
إتحاف المهرة (8/ 52 - 8894).
(3)
في (م) والإتحاف: "الحجاز".
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل واه؛ فإن عمر قال فيه أبو حاتم: وجدت حديثه كذبا"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كتبت من حديثه ورقتين، ولم أسمع منه، لما رأيته كذبا وزورا. قال ابن أبي حاتم: والعجب من يعقوب بن سفيان كيف كتب عنه، وكيف خفي عليه أن أحاديثه موضوعة"، قلت: قال المصنف في المدخل إلى الصحيح: "عمر بن راشد الجاري روى عن مالك بن أنس أحاديث موضوعة، روى عنه يعقوب بن سفيان وغيره"! وقال ابن حبان: يضع الحديث وأورد حديثه هذا وقال: لا أصل له، وانظر شعب الإيمان (6/ 249).
(5)
في التلخيص والإتحاف: "بكر بن سهل"، وهو بشر بن سهل بن موسى اللباد النيسابوري.
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ الْأسْلَمِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: لَمَّا وَليَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ خَطَبَ النَّاسَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّها النَّاسُ، إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ تُؤْنِسُونَ مِنِّي شِدَّةً وَغِلْظَةً، وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكنْتُ عَبْدَهُ وَخَادِمَهُ، وَكَانَ كَمَا قَالَ اللَّهُ:{بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}
(1)
، فَكُنْتُ بَن يَدَيْهِ كَالسَّيْفِ الْمَسْلُولِ إِلَّا أَنْ يَغْمِدَنِي أَوْ يَنْهَانِي عَنْ أَمَرٍ فَأَكُفَّ وَإِلَّا، أَقدَمْتُ عَلَى النَّاسِ لِمَكَانِ ليِنِهِ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الْإِسْنَادِ
(3)
، وَأَبُو صَالِحٍ فَقَدِ احْتَجَّ بِهِ الْبُخَارِيُّ، فَأَمَّا سَمَاعُ سَعِيدٍ عَنْ عُمَرَ، فَمُخْتَلَفٌ فِمهِ، وَأَكْثَرُ أَئِمَّتِنَا عَلَى أَنَّهُ قَدْ سَمِعَ مِنْهُ
(4)
، وَهَذِهِ تَرْجَمَةٌ مَعْرُوفَةٌ فِي الْمَسَانِيدِ.
439 -
أخبرنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ شُعَيْبٍ الْفَقِيهُ، ثَنَا سَهْلُ بْن عَمَّارٍ، ثَنَا مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ، ثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ كَانَ أَنَّ هَيِّنًا لَيِّنًا قَرِيبًا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ
(6)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
في (ز) و (م): "رءوفا رحيما"، (التوبة:128).
(2)
إتحاف المهرة (12/ 177 - 15356).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: حديث منكر".
(4)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: لكنه لم يسمع منه هذه الخطبة لما خطبها؛ فإنه ولد بعد أن ولي عمر بسنتين".
(5)
إتحاف المهرة (15/ 603 - 19977).
(6)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: وسهل بن عمار ذكره الحاكم في "تاريخ نيسابور"=
440 -
أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ
(1)
أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ بَكرِ بْنِ عَمرٍو، عَنْ مُسْلِمٍ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَا أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً
(3)
.
441 -
أخبرنا أَبُو بَكرِ بْن إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا الْعَبَّاسُ بْن الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
(4)
، ثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ زيدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءٍ بْنِ يَسَارٍ،
= ونقل عن إبراهيم بن عبد الله السعدى أنه كذبه، فهذا عجب منه، كيف خفي عله حاله هنا؟ حتى أخرج حديثه في المستدرك؟! وفي الباب حديث عن ابن مسعود لا بأس بسنده، رواه الترمذي - (4/ 470) - وابن حبان" (2/ 215، 216) - ".
(1)
في (و) و (د) و (ح): "عن".
(2)
إتحاف المهرة (15/ 596 - 19965).
(3)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: علته الانقطاع، ودل على قلة استحضاره، حيث أخرجه قبل قليل (353، 354) يذكر عمرو بن أبي نعيمة واستثناه، ثم لما ساقه من الطريق الأخرى، جزم بأنه على شرط الشيخين.
ويستفاد منه أن مراده بالشرط المذكور الرواة فقط، مع قطع النظر عن الاتصال الذي هو الأصل الأول في الصحة، وكذا ما فيه علة قادحة، ومن ثم كان عندهم متساهلا.
على أنه اختلف فيه على المقرئ، فمنهم من أثبته في مسنده، ومنهم من حذفه، فممن حذفه: البخاري في "الأدب المفرد". وقال: ثنا المقرئ من كتابه، كأنه يشير إلى أن المقرئ حدث به من حفظه فزاد فيه عمرو بن أبي نعيمة، وممن رواه عن المقرئ: الحسن بن سلام السواق رويناه في الأول من الثالث من فوائد ابن السماك، ولم يذكر عمرو بن أبي نعيمة في سنده أيضا".
(4)
هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي من رجال التهذيب.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئا سِوَى الْقُرْآنِ، وَمَنْ كتَبَ عَنِّي شَيْئًا سِوَى الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(2)
.
وَقَدْ تَقَدَّمَ أَخْبَارُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فِي إِجَازَةِ الْكِتَابَةِ.
442 -
أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا بِشرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ الْمَفْلُوجُ
(3)
، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(4)
، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: لَيْسَ كُلُّنَا سَمِعَ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَتْ لَنَا صَنْعَةٌ وَأَشْغَالٌ، وَلَكِن النَّاسَ كَانوا لَا يَكْذِبُونَ يَوْمَئِذٍ، فَيُحَدِّثُ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللهِ مُحْتَجٌّ بِهِمَا
(6)
.
(1)
إتحاف المهرة (5/ 324 - 5482).
(2)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: بل أخرجه مسلم عن هدبة عن همام" مسلم (8/ 229).
(3)
كذا في النسخ الخطية كلها، وفي الإتحاف:"ثنا عبد الله بن محمد بن سالم المفلوج"، وكذا رواه الخطيب في الجامع (1/ 174) من طريق أبي بكر بن أبي عاصم عن عبد الله بن محمد بن سالم به، وهو الصواب.
(4)
قوله: "عن أبيه عن أبي إسحاق" ساقط من (و) و (د) و (ح).
(5)
إتحاف المهرة (2/ 512 - 2153).
(6)
كذا قال المصنف رحمه الله بناءً على روايته هذه، ومحمد بن سالم والد عبد الله، ليست له رواية أصلا في هذا الأثر ولا في غيره، ففلا عن توثيقه أو الإحتجاج به.
فَأَمَّا صحِيفَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ فَقَدْ أَخْرَجَهَا الْبُخَارِيُّ فِي الْجَامعِ الصَّحِيحِ.
443 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ
(1)
قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ، فَكَانَ فِي كِتَابِ اللَّهِ قَالَ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَكَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ شَيْءٌ قَالَ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ شَيْ ءٌ
(2)
، قَالَ بِمَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعمَرُ رضي الله عنهما، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِأَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ فِيهِ شَىْءٌ قَالَ بِرَأْيِهِ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَفِيهِ تَوْقِيفٌ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
444 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا جَرِير، عَنْ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيِّ
(4)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْكَذِبَ لَا يَصْلُحُ مِنْهُ جِدٌّ وَلَا هَزْلٌ، وَلَا أَنْ يَعِدَ الرَّجُلُ ابْنه، ثمَّ لَا يُنْجزُ لَهُ، إِن الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، إِنَّهُ يُقَالُ لِلصَّادِقِ: صَدَقَ وَبَرَّ، وَيُقَالُ لِلْكَاذِبِ: كَذَبَ
(1)
في (و) و (د) و (ح): "زيد"، وهو المكي مولى آل قرظة بن شيبة.
(2)
قوله: "فإن لم يكن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه شيء" ساقط من (و) و (د) و (ح).
(3)
إتحاف المهرة (7/ 393 - 8047).
(4)
في التلخيص: "عن أبي إدريس الأودي"!، وهو إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي.
وَفَجَرَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَيَكْذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذابًا"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الْإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(2)
.
وَإِنَّمَا تَوَاتَرَتِ الرِّوَايَاتُ بِتَوْقِيفِ أَكْثَرِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ، فَإِنْ صَحَّ سَنَدُهُ فَإِنَّهُ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا.
445 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَدِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ، ثَنَا عُثْمَان بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ وَوَهْبُ بْن بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيَّانِ، قَالَا: ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِنَ فِرْقَةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتي عَلَى ثَلَاثٍ
(3)
وَسَبْعِينَ فِرْقَةً"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَهُ شَوَاهِدُ فَمِنْهَا مَا:
446 -
أخبرناه أَبُو الْعَبَّاسِ قَاسِمُ بْن قَاسِمِ السَّيَّارِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْفَزَارِيُّ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ
(1)
إتحاف المهرة (10/ 431 - 13094).
(2)
قد أخرجه البخاري (8/ 25)، ومسلم (8/ 29) من حديث: منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله، ومسلم (8/ 29) من حديث: الأعمش عن شقيق عن عبد الله.
(3)
كذا في (ح) والتلخيص، وفي (ز) و (م):"أحد"، وفي (و) و (د) بياض.
(4)
إتحاف المهرة (16/ 158 - 20556).
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَفَرَّقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ، وَالنَّصَارَى مِثْلُ ذَلِكَ، وَتَفْرَّقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً"
(1)
.
وَمِنْهَا مَا:
447 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ الْبَهْرَانِيُّ، ثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ الْأَزْهَرِ بن عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لُحَيٍّ قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ أُخْبِرَ بِقَاصٍّ يَقُصُّ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ مَوْلًى لِبَنِي فَرُّوخَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مُعَاوِيةُ فَقَالَ: أُمِرْتَ بِهَذَا الْقَصَصِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تَقُصَّ بِغَيْرِ إِذْنٍ؟ قَالَ: نُنْشِئُ
(2)
عِلْمًا عَلَّمَنَاهُ اللَّهُ عز وجل. فَقَالَ مُعَاوَيةُ: لَوْ كُنْتُ تَقَدَّمْتُ إِلَيْكَ لَقَطَعْتُ مِنْد طَائِفَةً، ثُمَّ قَامَ حِينَ صلَّى الظُّهْرَ بِمَكَّةَ، فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ تَفَرَّقُوا فِي دِينِهِمْ عَلَى ثِنتيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْرَّقُ هَذِهِ الأُمَّةُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسبْعِينَ، كُلُّهَا في النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ، وَيَخْرُجُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَتَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الْأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلْبُ بِصَاحِبِهِ، فَلَا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلَا مَفْصِلٌ إِلا دَخَلَهُ، وَاللَّهِ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ، لَئِنْ لَمْ تَقُومُوا بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَدٌ صلى الله عليه وسلم لَغَيْرُ
(3)
ذَلِكَ أَحْرَى أَنْ لَا تَقُومُوا"
(4)
.
(1)
إتحاف المهرة (16/ 158 - 20556).
(2)
كذا في النسخ الخطية كلها، والتلخيص والذي في مصادر تخريج هذا الحديث:"ننشر".
(3)
في التلخيص: "فغير".
(4)
إتحاف المهرة (13/ 350 - 16826).
هَذِهِ أَسَانِيدُ تَقومُ بِهَا الْحُجَّةُ فِي تَصْحِيحِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعَمْرِو بْنِ عَوْفِ الْمُزَنِيِّ بِإِسْنَادَيْنِ، تَفَرَّدَ بِأَحَدِهِمَا عَبْدُ الرِّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ الْأَفْرِيقِيُّ، وَالْآخَرُ كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، وَلَا تَقومُ بِهِمَا الْحُجَّة.
أَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو:
448 -
فأخبرناه عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكِيمِيُّ
(1)
بِبَغْدَادَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَابِدُ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيَأْتِينَّ عَلَى أُمِّتي مَا أَتَى عَلَى بَني إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلَانِيَةً، كَانَ في أُمَّتِي مِثْلُهُ، إِنَّ بَني إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْترق أُمَّتى عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كلُّهَا في النَّارِ إِلا مِلَّةً وَاحِدَةً". فَقِيلَ لَه": مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ: "مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي"
(2)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ:
449 -
فأخبرناه عَلِى بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي وَالْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، قَالَا: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ زيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنَا قُعُودًا حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِهِ، فَقَالَ: "لتَسْلُكُن سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ حَذوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، وَلتَأخذُنَّ مِثْلَ أَخْذِهِمْ إِنْ شِبْرًا فَشِبْرٌ وَإِنْ ذِرَاعًا فَذِرَاعٌ،
(1)
في (و) و (د) والإتحاف: "الحليمي".
(2)
إتحاف المهرة (9/ 564 - 11935).
وَإِنْ بَاعًا فَبَاعٌ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمْ فِيهِ، أَلَا إِنَّ بَني إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى مُوسَى عَلَى سَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا ضَالَّةٌ إِلَّا فِرْقَةٌ وَاحِدَةٌ: الْإِسْلَامُ وَجَمَاعَتُهُمْ، وَإِنَّهَا افْتَرَقَتْ عَلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا ضَالَّةٌ إِلا فِرْقَةً وَاحِدَةً: الإِسْلَامُ وَجَمَاعَتُهمْ
(1)
، ثُمَّ إِنَّكُمْ تَكُونُونَ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا ضَالَّةٌ إلَّا فِرْقَةً وَاحِدَةً: الإِسْلَامُ وَجَمَاعَتُهُمْ"
(2)
.
آخِرُ كِتَابِ الْعِلْمِ.
* * *
(1)
قوله: "وإنها افترقت على عيسى ابن مريم على إحدى وسبعين فرقة، كلها ضالة إلا فرقة واحدة: الإسلام وجماعتهم" سقط من (و) و (ح).
(2)
إتحاف المهرة (12/ 519 - 16026).
كِتَابُ الطَّهَارَة
كِتَابُ الطَّهَارَةِ
(1)
450 -
حدثنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ - إِمْلَاءً فِي ذِي الْحِجَّةِ، سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ - ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، أَخْبَرَكَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْعَدْلُ بِمَرْوَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي، ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ فِيمَا قَرَأَ عَلَى مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ، فَمَضْمَضَ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ فِيهِ، فَإِذَا اسْتَنْثَرَ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ أَنْفِهِ، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ وَجْهِهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ
(2)
، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ يَدَيْهِ، حَتَّى تَخْرُجَ الْخَطَايَا مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ يَدَيْهِ، فَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رَأْسِهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ أُذنيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رِجْلَيْهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ كَانَ مَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَصَلَاُتهُ نَافِلَةً"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ، وَإِنَّمَا خَرَّجَا بَعْضَ هَذَا الْمَتْنِ مِنْ حَدِيثِ حُمْرَانَ، عَنْ عُثْمَانَ وَأَبِي صَالِحٍ،
(1)
في (و) و (د) و (ح): "باب الوضوء".
(2)
في التلخيص: "من تحت أشفار عينيه".
(3)
إتحاف المهرة (10/ 581 - 13455).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ غَيْرَ تَمَامٍ
(1)
، وَعَبْدُ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ
(2)
، وَمَالِكٌ الْإِمَامُ الْحَكَمُ فِي حَدِيثِ الْمَدَنِيِّينَ.
سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: يَرْوِي عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ
(3)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيٌّ، صَحَابِيٌّ، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(4)
.
وَالصُّنَابِحِيُّ صَاحِبُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدَّيقِ رضي الله عنه، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ. وَالصُّنَابِحِيُّ صَاحِبُ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، يُقَالُ لَهُ: الصُّنَابِحُ ابْنُ الْأَعْسَرِ.
451 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا شُعْبَةُ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، وَأَبُو عُمَرَ
(5)
، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالُوا: ثَنَا شُعْبَةُ.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ،
(1)
قلنا: إنما انفرد بهما مسلم (1/ 148) و (1/ 149) دون البخاري.
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "كذا قال، قلت: لا".
(3)
في الإتحاف: "ابن بشار".
(4)
تاريخ الدوري (3/ 7)، وليس فيه لفظة:"صحابي"، وقال عن ابن معين (3/ 39):"وعبد الله الصنابحي يروي عنه المدنيون ويشبه أن تكون له صحبة"، وعند الإمام البخاري أن الصنابحي هذا هو أبو عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة صاحب أبي بكر وحديثه مرسل، وهو غير الصنابح بن الأعسر الأحمسي الصحابي، وانظر التاريخ الكبير (5/ 321)، والأوسط (2/ 913 - 930) وعلل الترمذي (ص 21).
(5)
هو: حفص بن عمر بن الحارث بن سخبرة الحوضي، من رجال التهذيب.
حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ دِينِكُمُ الصَّلَاةُ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ"
(1)
.
452 -
[حدثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ]
(2)
الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي الزُّهْرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا الْأَعْمَشُ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَةْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ النَّصْرِ، ثَنَا مُعَاوِيَهُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ، وَلَنْ يُحَافِظَ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ"
(3)
.
وَقَدْ تَابَعَ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ الْأَعْمَشَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ عَنْ سَالِمٍ:
453 -
حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَسِيْدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ.
وَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، ثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا سُفْيَانُ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثَنَا
(1)
إتحاف المهرة (3/ 33 - 2486).
(2)
ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ كلها، وكذا بدأ ابن حجر في الإتحاف الإسناد فقال:"وعن الشيباني بالكوفة" والمثبت من شعب الإيمان للبيهقي (4/ 240) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(3)
إتحاف المهرة (3/ 33 - 2486).
يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَسْتُ أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً
(2)
يُعَلَّلُ بِمِثْلِهَا مِثْلُ هَذَا الْحَدِيثِ، إِلَّا وَهْمٌ مِنْ أَبِي بِلَالٍ الْأَشْعَرِيِّ
(3)
، وَهِمَ فِيهِ عَلَى أَبِي مُعَاوِيَةَ.
454 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ بَشَّارٍ
(4)
الْخَيَّاطُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اسْتَقِيمُوا، وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ، وَلَنْ يُوَاظِبَ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ"
(5)
.
455 -
حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ
(1)
إتحاف المهرة (3/ 33 - 2486).
(2)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: بل هو منقطع بين سالم وثوبان، وإسناد ابن حبان أوصل منه"، وقد أخرجه ابن حبان (3/ 311) من طريق حسان بن عطية عن أبي كبشة السلولي عن ثوبان، وقال الإمام أحمد:"لم يسمع سالم من ثوبان ولم يلقه، وبينهما معدان بن أبى طلحة، وليست هذه الأحاديث بصحاح" كما في الجرح والتعديل (4/ 181).
(3)
في (و) و (د) و (ح): "أبي مالك الأشعري"!، يقال اسمه مرداس بن محمد بن الحارث بن عبد الله بن أبي بردة، وقيل محمد بن محمد، والأصح أن اسمه وكنيته واحد، وفيه لين.
(4)
في الإتحاف: "الحسين بن يسار".
(5)
إتحاف المهرة (3/ 188 - 2792).
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، ثَنَا أَبُو ثَابِتٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ
(1)
، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يَسْهُو فِيهِمَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"
(2)
.
456 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، ثَنَا أَبُو ثَابِتٍ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَا أَحْفَظُ لَهُ عِلَّةً يُوهِنُهَا
(4)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدْ وَهِمَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ عَلَى زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ.
457 -
................ ابن صَالِحٍ
(5)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ
(6)
، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يَسْهُو فِيهِمَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"
(7)
.
(1)
هو: محمد بن عبيد الله بن محمد بن زيد بن أبي زيد القرشي الأموي. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (5/ 14 - 4879).
(3)
إتحاف المهرة (5/ 14 - 4879).
(4)
كذا في النسخ الخطية والجادة: "توهنه".
(5)
بياض في أول هذا الحديث في النسخ الخطية كلها، وكذالك في الإتحاف، والراجح عندنا أن ابن صالح هذا هو: عبد الحميد بن صالح، وأن السند الموصل إليه إما أن يكون عن: أبي العباس محمد بن يعقوب، عن العباس بن محمد الدوري، أو عن: أبي العباس محمد بن يعقوب، عن إبراهيم بن سليمان البرلسي، وذلك كما في سائر أسانيد المصنف، والله أعلم.
(6)
هو: محمد بن أبان بن صالح بن عمير، أبو عمر الجعفي جد مشكدانة عبد الله بن عمر.
(7)
إتحاف المهرة (5/ 14 - 4879)، وسيأتي في التفسير (3548) من وجه آخر عن عقبة بن =
هَذَا وَهْمٌ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ، وَهُوَ وَاهِي الْحَدِيثِ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِهِشَامِ بْنِ سَعْدٍ.
458 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي،
ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْمَدِينِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، أَنَّ أَبَا عُبَيْدٍ قَالَ لَهُ: حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرَ مَرَّةٍ، وَلَا مَرَّتَيْنِ، وَلَا ثَلَاثٍ - يَقُولُ:"إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ، فَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْثَرَ، خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ أَطْرَافِ فَمِهِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ تَنَاثَرَتِ الْخَطَايَا مِنْ أَظْفَارِهِ، فَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ تَنَاثَرَتِ الْخَطَايَا مِنْ أَطْرَافِ رَأْسِهِ، فَإِنْ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، يُقْبِلُ فِيهِمَا بِقَلْبِهِ وَطَرْفِهِ إِلَى اللَّهِ عز وجل، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُهُ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِهِمَا، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَأَبُو عُبَيْدٍ تَابِعِيٌّ قَدِيمٌ، لَا يُنْكَرُ سَمَاعُهُ مِنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ.
459 -
أخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخَوَّاصُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ.
وَأَخْبَرَني أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ - وَاللَّفْظُ لَهُ - أَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ
= عامر مطولا، وقال المصنف هناك:"وكان من حقنا أن نخرجه في كتاب الوضوء، فلم نقدر".
(1)
إتحاف المهرة (12/ 503 - 16002).
شُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ: مَنْ رَجُلٌ يُحَدِّثُنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ: أَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا مَرَّةً وَلَا مَرَّتَيْنِ - حَتَّى عَدَّ خَمْسَ مَرَّاتٍ - يَقُولُ: "إِذَا قَرَّبَ الْمُسْلِمُ وَضُوءَهُ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ، خَرَجَتْ ذُنُوبُهُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ وَأَطْرَافِ أَنَامِلِهِ، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ، خَرَجَتْ ذُنُوبُهُ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ، فَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ، خَرَجَتْ ذُنُوبُهُ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ ذُنُوبُهُ مِنْ بُطُونِ قَدَمَيْهِ"
(1)
.
460 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَبَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَدِينِيُّ، ثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَإِعْمَالُ الْأَقْدَامِ إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ تَغْسِلُ الْخَطَايَا غَسْلًا"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
461 -
[حدثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَلْخِيُّ بِبَغْدَادَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (ح)]
(3)
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
(1)
إتحاف المهرة (12/ 503 - 16002)، وأصله في مسلم (2/ 208) مطولا من حديث شداد بن عبد اللّه ويحيى بن أبي كثير عن أبى أمامة عن عمرو بن عبسة مطولا.
(2)
إتحاف المهرة (11/ 408 - 14311).
(3)
ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ الخطية كلها، والمثبت من الخلافيات للبيهقي (3/ 213) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، غير أنه وقع بنسخ الخلافيات تحريف فجائت هكذا:"حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الختلي" والمثبت كما بسائر أسانيد المصنف، وانظر حديث رقم (3012) و (5721) و (5952)، ودلائل=
أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ، قَالَا: ثَنَا أَبُو [عُمَرَ]
(1)
الضَّرِيرُ
(2)
، ثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الْوُضُوءُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَشَوَاهِدُهُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ كَثِيَرةٌ، فَقَدْ رَوَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، وَأَبُو مَالِكٍ النَّخَعِيُّ
(4)
، وَغَيْرُهُمْ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ
(5)
، وَأَشْهَرُ إِسْنَادٍ فِيهِ حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ، وَالشَّيْخَانِ قَدْ أَعْرَضَا عَنْ حَدِيثِ ابْنِ عَقِيلٍ أَصْلًا
(6)
.
= النبوة للبيهقي (2/ 230)، وتاريخ دمشق لابن عساكر (3/ 147) و (25/ 96) و (70/ 198)، وهو: عبيد الله بن محمد بن أحمد، أبو الحسين البلخي التاجر.
(1)
في النسخ كلها: "أبو عمرو" والمثبت من الخلافيات، والإتحاف.
(2)
هو: حفص بن عمر الضرير الأكبر البصرى. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (5/ 411 - 5676) وأخطأ حسان بن إبراهيم في قوله سعيد بن مسروق، وإنما هو أبو سفيان طريف بن شهاب، وهو ضعيف.
(4)
في (و) و (د) و (ح): "الأشجعي"، وهو: عبد الملك بن الحسين، وقيل عبادة بن الحسين، أو: ابن أبي الحسين الواسطي. من رجال التهذيب.
(5)
هو: طريف بن شهاب، وقيل: ابن سعد وقيل: ابن سفيان السعدي، من رجال التهذيب، وقد أخطأ حسان بن إبرهيم في تسميته إياه سعيد بن مسروق، والحديث حديث طريف وبه يعرف.
(6)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: لكن وهم حسان بن إبراهيم فيه فقال: عن سعيد بن مسروق، وإنما سمعه من أبى سفيان، فظن أنه والد سفيان الثوري، وليس كذلك"، وقال البيهقي في الخلافيات بعد ان رواه عن المصنف: "زعم أبو أحمد بن عدي الحافظ أن ابن =
462 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ.
وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى
(1)
، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ.
وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرُوَيهْ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا أَبُو أُسَامَةَ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمَاءِ يَكُونُ بِأَرْضِ الْفَلَاةِ وَمَا يَنُوبُهُ مِنَ السِّبَاعِ وَالدَّوَابِّ، فَقَالَ:"إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِجَمِيعِ رُوَاتِهِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَأَظُنُّهُمَا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - لَمْ يُخَرِّجَاهُ لِخِلَافٍ فِيهِ عَلَى أَبِي أُسَامَةَ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ.
463 -
كما أخبرناه دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ.
= صاعد كان يحمل الوهم فيه على أبي عمر الضرير، وأنه إنما حدثه حسان عن أبي سفيان، وهو طريف السعدي، فتوهم أنه أبو سفيان الثوري، فقال برايه عن سعيد بن مسروق الثوري، قال أبو أحمد: هذا الذي قاله ابن صاعد وهم، فقد رواه حبان بن هلال، عن حسان، عن سعيد بن مسروق، وإنما الوهم من حسان حدث به مرتين؛ مرة على الصواب فقال: عن أبي سفيان، ومرة قال: عن سعيد بن مسروق، رواه العبسي، عن حسان، عن أبي سفيان، والحديث معروف بأبي سفيان طريف السعدي".
(1)
هو: عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب، أبو محمد الكعبي النيسابوري.
(2)
إتحاف المهرة (8/ 540 - 9927).
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمَاءِ وَمَا يَنُوبُهُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالسِّبَاعِ، فَقَالَ:"إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلِ الْخَبَثَ"
(1)
.
وَهَكَذَا رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ فِي الْمَبْسُوطِ، عَنِ الثِّقَةِ، وَهُوَ أَبُو أُسَامَةَ بِلَا شَكٍّ فِيهِ.
464 -
حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ محَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَامَةَ الْفَقِيهُ بِمِصْرَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى الْمُزَنِيُّ، قَالَا: ثَنَا الشَّافِعِيُّ. وَقَالَ الرَّبِيعُ: أَنَا الشَّافِعِيُّ، أَنَا الثِّقَةُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلْ نَجِسًا". أَوْ قَالَ: "خَبَثًا"
(2)
.
هَذَا خِلَافٌ لَا يُوَهِّنُ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَدِ احْتَجَّ الشَّيْخَانِ جَمِيعًا بِالْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ [بْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَما مُحَمَّد بْنُ عَبَّادٍ فَغَيْرَ مُحْتَجٍ بِهِ]
(3)
،
(1)
إتحاف المهرة (8/ 540 - 9927).
(2)
إتحاف المهرة (8/ 540 - 9927).
(3)
ما بين المعقوفين مكانه بياض في (ز) و (م)، وساقط من سائر النسخ، والمثبت من الخلافيات للبيهقي (1/ 500) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، ونقله العراقي عنه في ذيل ميزان الإعتدال (ص 180).
وَإِنَّمَا قَرَنَهُ أَبُو أُسَامَةَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثُمَّ حَدَّثَ بِهِ مَرَّةَ عَنْ هَذَا وَمَرَّةً عَنْ ذَاكَ
(1)
.
وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ:
465 -
نا حدثنيه أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْإِسْفَرَايِنِيُّ - مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، وَأَنَا سَأَلْتُهُ - ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمَاءِ وَمَا يَنُوبُهُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالسِّبَاعِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلِ الْخَبَثَ"
(2)
.
وَقَدْ صَحَّ وَثَبَتَ بِهَذِهِ الرِّوَايَةِ صِحَّةُ الْحَدِيثِ، وَظَهَرَ أَنَّ أَبَا أُسَامَةَ سَاقَ الْحَدِيثَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْهُمَا جَمِيعًا، فَإِنَّ شُعَيْبَ بْنَ أَيُّوبَ الصَّرِيفِنِيَّ، ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، وَكَذَلِكَ الطَّرِيقُ إِلَيْهِ.
وَقَدْ تَابَعَ الْوَلِيدَ بْنَ كَثِيرٍ عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنُ يَسَارٍ الْقُرَشِيُّ:
(1)
قال البيهقي في الخلافيات بعد أن نقل كلام المصنف هذا: "قول شيخنا رحمه الله في محمد بن عباد بن جعفر: إنه غير محتج به، سهو منه، فقد أخرج البخاري ومسلم رحمهما الله حديثه - في غير القلتين - في الصحيح واحتجا به، والحديث محفوظ عن الوليد بن كثير عنهما جميعا".
(2)
إتحاف المهرة (8/ 540 - 9927).
466 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خَلِيٍّ الْحِمْصِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
(1)
.
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ
(2)
قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَسُئِلَ عَنِ الْمَاءِ يَكُونُ بِأَرْضِ الْفَلَاةِ وَمَا يَنُوبُهُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالسِّبَاعِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِذَا كَانَ الْمَاءُ قَدْرَ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلِ الْخَبَثَ"
(3)
.
وَهَكَذَا رَوَاهُ سُفْيَانُ الثوْرِيُّ، وَزَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ أَخُو حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
قَدْ حَدَّثَ
(4)
بِهِ عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعَبْدِ اللَّهِ جَمِيعًا
(5)
.
(1)
في (و) و (د) و (ح): "ومحمد بن إسحاق".
(2)
قوله: "عن ابن عمر" ساقط من (و) و (ح)، وفي (د):"محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبد الله بن عمر قال سمعت".
(3)
إتحاف المهرة (8/ 569 - 9979).
(4)
في (و) و (ح): "وحدث".
(5)
كذا وردت هذه العبارة في كافة النسخ الخطية، وبها خلل واضح، ويبدو أن صوابها:"قد حدث به عن عبد الله: عبيدُ الله بن عبد الله، وعبدُ الله جميعا"، ويؤيد ذلك قول البيهقي في معرفة السنن والآثار (2/ 86):"وكان شيخنا أبو عبد الله الحافظ يقول: الحديث محفوظ عنهما جميعا - يعني عبيد الله وعبد الله - وكلاهما رواه عن أبيه"، وقوله في الخلافيات نقلا عن المصنف (1/ 502):"فإن الحديث قد حدث به عبيد الله وعبد الله جميعا".
وَبِصِحَّةِ مَا ذَكَرْتُهُ:
467 -
حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: أَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزَّبَيْرِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بُسْتَانًا فِيهِ مَقْرَى مَاءٍ فِيهِ جِلْدُ بَعِيرٍ مَيِّتٍ، فَتَوَضَّأَ مِنْهُ، فَقُلْتُ: أَتَتَوَضأُ مِنْهُ وَفِيهِ جِلْدُ بَعِيرٍ مَيِّتٍ؟ فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا بَلَغَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ"
(1)
.
هَكَذَا ثَنَا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ، وَقَدْ رَوَاهُ عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَغَيْرُهُ مِنَ الْحُفَّاظِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ: أَوْ ثَلَاثًا.
468 -
أخبرنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بَيَانٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، ثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي عِيَاضٌ
(2)
، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، فَقُلْتُ: أَحَدُنَا يُصَلِّي فَلَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى، قَالَ: فَقَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، وَإِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ: إِنَّكَ أَحْدَثْتَ، فَلْيَقُلْ: كَذَبْتَ، إِلَّا مَا وَجَدَ رِيحًا بِأَنْفِهِ أَوْ سَمِعَ صَوْتًا بِأُذُنِهِ"
(3)
.
(1)
إتحاف المهرة (8/ 569 - 9979).
(2)
هو: عياض بن هلال، وقيل: هلال بن عياض، وقيل عياض بن أبي زهير الأنصاري، لم يرو عنه غير يحيى بن أبي كثير، ولم يحتج به الشيخان.
(3)
إتحاف المهرة (5/ 388 - 5634) وطرفه الأول أخرجه مسلم (2/ 84) بأطول مما هاهنا من حديث زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد، وليس عنده "وإذا جاء أحدكم الشيطان
…
".
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَإِنَّ عِيَاضًا هَذَا هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، وَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِهِ
(1)
، وَلَمْ يُخَرِّجَا هَذَا الْحَدِيثَ لِخِلَافٍ مِنْ
(2)
أَبَانِ بْنِ يَزِيدَ الْعَطَّارِ فِيهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، فَإِنَّهُ لَمْ يَحْفَظْهُ، فَقَالَ: عَنْ يَحْيَى، عَنْ هِلَالِ بْنِ عِيَاضٍ - أَوْ عِيَاضِ بْنِ هِلَالٍ - وَهَذَا لَا يُعَلِّلُهُ لإِجْمَاعِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَلَى إِقَامَةِ هَذَا الْإِسْنَادِ عَنْهُ، وَمُتَابَعَةِ حَرْبِ بْنِ شَدَّادٍ فِيهِ، كَذَلِكَ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدَّسْتُوَائِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَغَيْرُهُمْ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
أَمَّا حَدِيثُ هِشَامٍ:
469 -
فحدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِيَاضٍ، أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، فَذَكَرَ بِنَحْوِهِ
(3)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ:
470 -
فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَونَ
(4)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
(5)
،
(1)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: وقد وهم الحاكم في ذلك والسلام"، وقد قال ابن حجر ذلك لأن الحديث حديث عياض بن هلال وبه يعرف، وعياض هذا لم يحتج به الشيخان ولا أحدهما، وهو غير عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح القرشي المتفق عليه.
(2)
في (و): "لخلف بن أبان"، وفي (ح):"بخلاف بن أبان".
(3)
إتحاف المهرة (5/ 388 - 5634).
(4)
كذا في النسخ الخطية كلها، وفي الإتحاف:"محمد بن أحمد بن حمدان" يعني: أبا عمرو الحيري وهو المعروف بالرواية عن ابن خزيمة والسراج، أما: محمد بن أحمد بن حمدون أبو الطيب الذهلي، فهو شيخ للمصنف أيضا، يروي عنه عادة عن: جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ النيسابوري، وغير مستبعد أن تكون له رواية عن ابن خزيمة أو السراج، والله أعلم.
(5)
هو إما السراج، أو ابن خزيمة فكلاهما يروي عن سلم، لكن يرجح كونه الثاني أنه قد=
ثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِيَاضٍ، فَذَكَرَ بِنَحْوِهِ
(1)
(2)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ مَعْمَرٍ:
471 -
فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِيَاضٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ
(3)
.
قَدِ اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِ أَحَادِيثَ مُتَفَرقَةٍ فِي الْمُسْنَدَيْنِ الصَّحِيحَيْنِ يُسْتَدَلُّ بِهَا عَلَى أَنَّ اللَّمْسَ مَا دُونَ الْجِمَاعِ، مِنْهَا:
حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ: "فَالْيَدُ زِنَاهَا اللَّمْسُ". وَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ "لَعَلَّكَ مَسَسْتَ"
(4)
. وَحدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ: "أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ".
وَقَدْ بَقِيَ عَلَيْهِمَا أَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ فِي التَّفْسِيرِ وَغَيْرِهِ مِنْهَا:
472 -
حدثناه أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّاجِرُ، قَالَا: ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، ثَنَا
= أخرجه في صحيحه (1/ 19) لكن فيه: "سلم جنادة القرشي، ثنا وكيع" لا يزيد بن زريع ونظن أن ذكر يزيد بن زريع هنا وهم، أو إنتقال نظر، وذلك لأنا لم نر رواية لسلم بن جنادة عن يزيد بن زريع إلا في هذا الموضع، والله أعلم.
(1)
قوله: "بنحوه" أثبتناها من (م) فقط، ومكانها بياض في سائر النسخ.
(2)
إتحاف المهرة (5/ 388 - 5634).
(3)
إتحاف المهرة (5/ 388 - 5634).
(4)
كذا قال، ثم استدركه بعد عليهما في الحدود (8315) من طريق وهب بن جرير عن أبيه عن يعلى بن حكيم عن عكرمة عن ابن عباس، وقال:"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"!، وقد انفرد به البخاري (8/ 167) فرواه عن عبد الله بن محمد المسندي به.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا كَانَ يَوْمٌ - أَوْ: قَلَّ يَوْمٌ - إِلَّا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَطُوفُ عَلَيْنَا جَمِيعًا، فَيُقَبِّلُ وَيَلْمِسُ مَا دُونَ الْوِقَاعِ، فَإِذَا جَاءَ إِلَى الَّتِي هِيَ يَوْمُهَا ثَبَتَ عِنْدَهَا
(1)
.
وَمِنْهَا:
473 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ
(2)
، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ}
(3)
. قَالَ: هُوَ مَا دُونَ الْجِمَاعِ، وَفِيهِ الْوُضُوءُ
(4)
.
وَمِنْهَا مَا:
474 -
أخبرني إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ
(5)
، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
(6)
، عَنِ
(1)
إتحاف المهرة (17/ 305 - 22291).
(2)
أحال ابن حجر في الإتحاف هذا الإسناد على إسناد الدارقطني فقال: "ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش به"، ولم يتنبه إلى أنه هنا عن الأعمش عن عمرو بن مرة لا عن إبراهيم كما عند الدارقطني، وقد قال البيهقي في الخلافيات (1/ 268) بعد أن رواه من طريق هشيم عن الأعمش عن إبراهيم به:"هكذا رواه جماعة: الثوري وشعبة وغيرهم عن الأعمش، ورواه أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة".
(3)
(النساء: 43) و (المائدة: 6).
(4)
إتحاف المهرة (10/ 524 - 13337).
(5)
هو: إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة، أبو إسحاق الزبيري. من رجال التهذيب.
(6)
هو: محمد بن عبد الله بن مسلم، ابن أخي الزهري. من رجال التهذيب.
الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: إِنَّ الْقُبْلَةَ مِنَ اللَّمْسِ، فَتَوَضَّئُوا مِنْهَا
(1)
.
وَمِنْهَا:
475 -
أخبرني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى وَيَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ
(2)
، قَالَا: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَصَابَ مِنِ امْرَأَةٍ لَا تَحِلُّ لَهُ فَلَمْ يَدَعْ شَيْئًا [يُصِيبُهُ الرَّجُلُ مِنَ امْرَأَتِهِ إِلَّا وَقَدْ أَصَابَهُ مِنْهَا إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يُجَامِعْهَا. فَقَالَ: "تَوَضَّأْ]
(3)
وُضُوءًا حَسَنًا، ثُمَّ قُمْ فَصَلِّ". قَالَ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ}
(4)
الْآيَةَ.
قَالَ: فَقَالَ: هِيَ لِي خَاصَّةً أَمْ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً؟ قَالَ: "بَلْ هِيَ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً"
(5)
.
هَذِهِ الْأَحَادِيثُ وَالَّتِي ذَكَرْتُها أَنَّ الشَّيْخَيْنِ اتَّفَقَا عَلَيْهَا غَيْرَ أَنَهَا مُخَرَّجَةٌ فِي
(1)
إتحاف المهرة (12/ 258 - 15533).
(2)
هو: يحيى بن المغيرة السعدي الرازي.
(3)
ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ الخطية كلها، والمثبت من السنن الكبرى للبيهقي (1/ 125)، ومن الخلافيات له أيضا (1/ 269) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(4)
(هود: 114)، وأولها "وأقم الصلاة".
(5)
إتحاف المهرة (13/ 266 - 16694).
الْكِتَابَيْنِ بِالتَّفَارِيقِ
(1)
، وَكُلُّهَا صَحِيحَةٌ دَالَّةٌ عَلَى أَنَّ اللَّمْسَ الَّذِي يُوجِبُ الْوُضُوءَ دُونَ الْجِمَاعِ.
476 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَارِمٌ.
وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ - وَاللَّفْظُ لَهُ - أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، قَالُوا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّ عُرْوَةَ كَانَ عِنْدَ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ فَسُئِلَ عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ، فَلَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا، فَقَالَ عُرْوَةُ: إِنَّ بُسْرَةَ بِنْتَ صَفْوَانٍ حَدَّثَتْنِي، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا أَفْضَى أَحَدُكُمْ إِلَى ذَكَرِهِ فَلَا يُصَلِّ حَتَّى يَتَوَضَّأَ". فَبَعَثَ مَرْوَانُ حَرَسِيًّا إِلَى بُسْرَةَ فَرَجَعَ الرَّسُولُ، فَقَالَ: نَعَمْ، قَدْ كَانَ أَبِي يَقُولُ: إِذَا مَسَّ رُفْغَهُ أَوْ أُنْثَيَيْهِ أَوْ فَرْجَهُ فَلَا يُصَلِّ حَتَّى يَتَوَضَّأَ
(2)
.
هَكَذَا سَاقَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ هَذَا الْحَدِيثَ، وَذَكَرَ فِيهِ سَمَاعَ عُرْوَةَ مِنْ بُسْرَةَ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ ثِقَةٌ، وَهُوَ أَحَدُ أَئِمَّةِ الْقرَّاءِ.
وَممَّا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ رِوَايَةِ الْجُمْهُورِ مِنْ أَصْحَابِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بُسْرَةَ.
مِنْهُمْ أَيُّوبُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ السَّخْتِيَانِيُّ، وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ الْمَكِّيُّ، وَابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَحَمَّادُ بْنُ
(1)
في (و) و (ح): "فالتفاريق".
(2)
إتحاف المهرة (16/ 882 - 21362).
سَلَمَةَ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عَلْقَمَةَ، وَعَاصِمُ بْنُ هِلَالٍ الْبَارِقِيُّ، وَيحْيَى بْنُ ثَعْلَبَةَ الْمَازِنِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ الْهُنَائِيُّ، وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ .....
(1)
وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَيَزِيدُ بْن سِنَانٍ الْجَزَرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَجَارِيَةُ
(2)
بْنُ هَرِمٍ الْفُقَيْمِيُّ، وَأَبُو مَعْشَرٍ، وَعَبَّادُ بْنُ صُهَيْبٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَقَدْ خَالَفَهُمْ فِيهِ جَمَاعَةٌ، فَرَوَوْهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَرْوَانَ، عَنْ بُسْرَةَ.
مِنْهُمْ: سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، وَرِوَايَةٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، وَرِوَايَةٌ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَوُهَيْبِ بْنِ خَالِدٍ
(3)
، وَسَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ، وَعُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، وَعَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَقَدْ ظَهَرَ الْخِلَافُ فِيهِ عَلَى هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ، فَنَظَرْنَا فَإِذَا الْقَوْمُ الَّذِينَ أَثْبَتُوا سَمَاعَ عُرْوَةَ مِنْ بُسْرَةَ أَكْثَرُ، وَبَعْضُهُمْ أَحْفَظُ مِنَ الَّذِينَ جَعَلُوهُ عَنْ مَرْوَانَ.
(1)
بياض بالنسخ الخطية كلها.
(2)
في (و): "وحارثة".
(3)
في (و) و (د) و (ح) و (م): "وهب بن خالد".
إِلَّا أَنَّ جَمَاعَةً مِنَ الْأَئِمَّةِ الْحُفَّاظِ أَيْضًا ذَكَرُوا فِيهِ مَرْوَانَ، مِنْهُمْ: مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَالثَّوْرِيُّ وَنُظَرَاؤُهُمَا.
فَظَنَّ جَمَاعَةٌ مِمَّنْ لَمْ يُنْعِمِ النَّظَرَ فِي هَذَا الاخْتِلَافِ أَنَّ الْخَبَرَ وَاهٍ لِطَعْنِ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ عَلَى مَرْوَانَ.
فَنَظَرْنَا فَوَجَدْنَا جَمَاعَةً مِنَ الثِّقَاتِ الْحُفَّاظِ رَوَوْا هَذَا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَرْوَانَ، عَنْ بُسْرَةَ، ثُمَّ ذَكَرُوا فِي رِوَايَاتهِمْ أَنَّ عُرْوَةَ قَالَ: ثُمَّ لَقِيتُ بَعْدَ ذَلِكَ بُسْرَةَ، فَحَدَّثَتْنِي بِالْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا حَدَّثَنِي مَرْوَانُ عَنْهَا.
فَدَلَّنَا ذَلِكَ عَلَى صِحَّةِ الْحَدِيثِ وَثُبُوتِهِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَزَالَ عَنْهُ الْخِلَافُ وَالشُّبْهَةُ، وَثَبَتَ سَمَاعُ عُرْوَةَ مِنْ بُسْرَةَ.
فَمِمَّنْ بَيَّنَ مَا ذَكَرْنَا مِنْ سَمَاعِ عُرْوَةَ مِنْ بُسْرَةَ شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ الدِّمَشْقِيُّ:
477 -
حدثناه أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ، ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ مَرْوَانَ حَدَّثَهُ عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ - وَكَانَتْ قَدْ صَحِبَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا [مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ فَلا يُصَلِّيَنَّ حَتَّى يَتَوَضَّأَ"، قَالَ: فَأَنْكَرَ ذَلِكَ]
(1)
عُرْوَةُ: فَسَأَل بُسْرَةَ فَصَدَّقَتْهُ بِمَا قَالَ
(2)
.
(1)
ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ الخطية كلها، والمثبت من السنن الكبرى للبيهقي (1/ 129)، والخلافيات له أيضا (1/ 302) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(2)
إتحاف المهرة (16/ 882 - 21362).
وَمِنْهُمْ رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ:
478 -
حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ فِي آخَرِينَ، قَالُوا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، ثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ". قَالَ عُرْوَةُ: فَسَأَلْتُ بُسْرَةَ فَصَدَّقَتْهُ
(1)
.
وَمِنْهُمُ الْمُنْذِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحِزَامِيُّ الْمَدِينِيُّ:
479 -
أخبرني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ الْأَصْبَهَانِيُّ، [نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَاشِدٍ الأَصْبَهَانِيُّ]
(2)
ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَصْبَغَ بْنِ الْفَرَجِ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحِزَامِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَرْوَانَ، عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ".
فَأَنْكَرَ عُرْوَةُ، فَسَأَل بُسْرَةَ فَصَدَّقَتْهُ
(3)
.
وَمِنْهُمْ عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقُرَشِيُّ:
480 -
حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخَوَّاصُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، ثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَرْوَانَ، عَنْ بُسْرَةَ،
(1)
إتحاف المهرة (16/ 882 - 21362).
(2)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها والإتحاف، والمثبت من الخلافيات للبيهقي (1/ 303) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(3)
إتحاف المهرة (16/ 882 - 21362).
أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ، فَلَا يُصَلِّ حَتَّى يَتَوَضَّأَ". قَالَ: فَأَتَيْتُ بُسْرَةَ، فَحَدَّثَتْنِي كَمَا حَدَّثَنِي مَرْوَانُ عَنْهَا، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ذَلِكَ
(1)
.
وَمنْهُمْ أَبُو الْأَسْوَدِ حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْبَصْرِيُّ الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ:
481 -
أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينيِّ، وَذَكَرَ حَدِيثَ شُعَيْبِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ الَّذِي يَذْكُرُ فِيهِ سَمَاعَ عُرْوَةَ مِنْ بُسْرَةَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: هَذَا مِمَّا يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ قَدْ حَفِظَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي بُسْرَةُ.
قَالَ عَلِيٌّ: فَحَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَرْوَانَ، عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ - وَقَدْ كَانَتْ صَحِبَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ، فَلَا يُصَلِّ حَتَّى يَتَوَضَّأَ". فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عُرْوَةُ فَسَأَل بُسْرَةَ فَصَدَّقَتْهُ
(2)
.
[وَقَدْ تَابَعَ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ عَلَى رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ عُرْوَةَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ محَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ]
(3)
حَزْمٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، وَأَبُو الزِّنَادِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ الْقُرَشِيُّ، وَمُسْهِرُ
(4)
بْنُ
(1)
إتحاف المهرة (16/ 882 - 21362).
(2)
إتحاف المهرة (16/ 882 - 21362).
(3)
ما بين المعقوفين بياض في النسخ كلها، والمثبت من الخلافيات للبيهقي (1/ 305) حيث نقله عن المصنف.
(4)
كذا في النسخ كلها، وليس في الرواة من يسمى مسهر بن عبد الله بن عروة، ولعله تصحيف من مسلم بن عبد الله بن عروة أو غير ذلك.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، وَأَبُو الْأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ الْقُرَشِيُّ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ، وَغَيْرُهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ وَأَتْبَاعِهِمْ.
فَأَمَّا بُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ فَإِنَّهَا مِنْ سَيِّدَاتِ قُرَيْشٍ.
482 -
حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمُخَرِّمِيُّ، ثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: قَالَ لَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: أَتَدْرُونَ مَنْ بُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ؟ هِيَ جَدَّةُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، أُمُّ أُمِّهِ فَاعْرِفُوهَا
(1)
.
483 -
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْمُؤَذِّنُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ النَّسَوِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: وَبُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدٍ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَوَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ عَمُّهَا، وَلَيْسَ لِصَفْوَانَ بْنِ نَوْفَلٍ عَقِبُ إِلَّا مِنْ قِبَلِ بُسْرَةَ، وَهِيَ زَوْجَةُ مُعَاوِيَةَ
(2)
بْنِ مُغِيرَةَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ
(3)
.
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عن جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، عَنْ بُسْرَةَ، مِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ،
(1)
إتحاف المهرة (16/ 882 - 21362).
(2)
كذا في النسخ الخطية كلها، وكذا رواه البيهقي عن المصنف كما في معرفة السنن (1/ 396)، والخلافيات (1/ 306)، والصواب:"وهي أم معاوية" كما في أصل الرواية في كتاب نسب قريش لمصعب الزبيري (ص 209)، وكذا رواه عنه ابن أبي خيثمة في تاريخه السفر الثاني (2/ 781).
(3)
إتحاف المهرة (16/ 882 - 21362).
وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، [وَعَمْرَةُ بِنْتُ]
(1)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيَّةُ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى.
وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صفْوَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَمْسَةَ أَحَادِيثَ غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ.
فَقدْ ثَبَتَ بِمَا ذَكَرْنَاهُ اشْتِهَارُ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ، وَارْتَفَعَ عَنْهَا اسْمُ الْجَهَالَةِ بِهَذِهِ الرِّوَايَاتِ.
وَقَدْ رُوِّينَا إِيجَابَ الْوُضوءِ مِنْ مَسِّ الذكَرِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالصَّحَابِيَّاتِ، عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، مِنْهُمْ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وَأَبو هُرَيْرَةَ، وَزيدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ [وَغَيْرِهِمْ رضي الله عنهم، وَمِنَ النَّسَاءِ: عَنْ عَائِشَةَ]، وَأُمَّ حَبِيبَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَأَرْوَى [رضي الله عنهن]
(2)
.
484 -
[فحدثني أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثَنَا محَمَّدُ بْنُ أَصْبَغَ بْنِ الْفَرَجِ]
(3)
حدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا
(1)
في النسخ الخطية كلها: "عمرو بن بنت"، والمثبت من الخلافيات للبيهقي (1/ 307) حيث نقل كلام المصنف هاهنا بنصه.
(2)
ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ كلها، والمثبت من الخلافيات للبيهقي (1/ 307) حيث نقل كلام المصنف هاهنا بنصه.
(3)
ما بين المعقوفين مكانه في النسخ كلها، والمثبت من الخلافيات للبيهقي (1/ 307) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، ومن شرح مغلطاي لسنن ابن ماجه (1/ 429)، حيث حكاه عن المصنف أيضا، ومن الإتحاف.
نَافِعُ
(1)
بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ
(2)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
وَشَاهِدَهُ: الْحَدِيثُ الْمَشْهُورُ
(4)
عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَقَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ الصِّدِّيقِ رضي الله عنها، أَنَهَا قَالَتْ: إِذَا مَسَّتِ الْمَرْأَةُ فَرْجَهَا تَوَضأَتْ.
485 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ
(5)
.
(1)
كذا في النسخ كلها، والخلافيات وشرح مغلطاي:"أبي ثنا نافع"، وقد رواه ابن حبان في صحيحه (3/ 401) والطبراني في الصغير (1/ 84) من حديث أحمد بن سعيد الهمداني عن أصبغ فقال: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم عن نافع ويزيد بن عبد الملك النوفلي. فزاد عبد الرحمن بن القاسم بين أصبغ ونافع، وكذلك زاده ابن حجر في الإتحاف، في سند الحاكم، وليس هو فيه.
(2)
في (و) و (د) و (ح): "نافع عن أبي نعيم" خطأ، ونافع بن أبي نعيم هو: نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، أبو رويم، وقيل: أبو عبد الرحمن المدني القارئ، قد ينسب إلى جده، من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (14/ 656 - 18425).
(4)
في (و) و (د) و (ح): "المذكور".
(5)
كذا في النسخ الخطية كلها، وكذا في الخلافيات (1/ 325) عن المصنف بنفس السند، وكذا في أصل الإتحاف، وغيرها محققه إلى:"عبد الله بن عمر"، وقد رواه الخطيب البغدادى في تاريخه (4/ 207) فقال:"عن الربيع بن سليمان، حدثنا إسحاق بن أبي فروة، حدثنا عبد الله بن عمر، عن أخيه عبيد الله، عن القاسم بن محمد".
وَثَنَا أَبٌو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَنَا الشَّافِعِيُّ، أَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ
(1)
، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِذَا مَسَّتِ الْمَرْأَةُ فَرْجَهَا بِيَدِهَا فَعَلَيْهَا الْوُضُوءُ
(2)
.
486 -
حدثنا أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ الْأَصبَهَانِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا مُحْرِزُ بْنُ سَلَمَةَ الْعَدَنِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِذَا مَسَّتِ الْمَرْأَةُ فَرْجَهَا تَوَضَّأَتْ
(3)
.
وَهَذِهِ مُنَاظَرَةٌ جَرَتْ بَيْنَ أَئِمَّةِ الْحُفَّاظِ فِي هَذَا الْبَابِ:
487 -
حدثنا أَبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْجَرَّاحِ الْعَدْلُ الْحَافِظُ بِمَرْوَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى الْقَاضِي السَّرَخْسِيُّ
(4)
، ثَنَا رَجَاءُ بْنُ مُرَجًّى الْحَافِظُ، قَالَ: اجْتَمَعْنَا فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ أَنَا وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ،
(1)
كذا في النسخ الخطية كلها، والتلخيص والإتحاف والبدر المنير والخلافيات، وفي الأم (2/ 45):"القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، قال الربيع أظنه عن عبيد الله بن عمر"، وفي معرفة السنن (1/ 394) ومسند الشافعي (1/ 179):"أخبرنا القاسم بن عبد الله بن عمر أظنه عن عبيد الله بن عمر". ونظن أن هذا هو الصواب؛ فإن القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر قديم لم يدركه الشافعي مات في حدود الثلاثين ومائة، أما القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم ابن أخي عبيد الله بن عمر فمع كونه متروك الرواية، فقد روى عنه الشافعي كما في كتبه، والله أعلم.
(2)
إتحاف المهرة (17/ 440 - 22585).
(3)
إتحاف المهرة (17/ 440 - 22585).
(4)
هو: عبد الله بن يحيى بن موسى بن داود بن علي بن إبراهيم بن شيرزاذ القاضي، أبو محمد السرخسي الشيرزاذي العاصي.
وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، فَتَنَاظَرُوا فِي مَسِّ الذَّكَرِ، فَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: يُتَوَضَأُ مِنْهُ، وَتَقَلَّدَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَوْلَ الْكُوفِيِّينَ وَقَالَ بِهِ، فَاحْتَجَّ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ بِحَدِيثِ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ، وَاحْتَجَّ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ بِحَدِيثِ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: كَيْفَ تَتَقَلَّدُ إِسْنَادَ بُسْرَةَ وَمَرْوَانُ إِنَّمَا أَرْسَلَ شُرْطِيًّا حَتَّى رَدَّ جَوَابَهَا إِلَيْهِ؟ فَقَالَ يَحْيَى: ثُمَّ لَمْ يُقْنِعْ ذَلِكَ عُرْوَةَ حَتَّى أَتَى بُسْرَةَ، فَسَأَلَهَا وَشَافَهَتْهُ بِالْحَدِيثِ، ثُمَّ قَالَ يَحْيَى: وَلَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِي قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، وأَنَّهُ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثَهِ. فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رضي الله عنه: كِلَا الْأَمْرَيْنِ عَلَى مَا قُلْتُمَا. فَقَالَ يَحْيَى [مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، يُتَوَضَّأُ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ
(1)
. فَقَالَ عَلِيٌّ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَقُولُ]
(2)
: لَا يُتَوَضَّأُ مِنْهُ، وَإِنَمَا هُوَ بَضْعَةٌ مِنْ جَسَدِكَ. فَقَالَ يَحْيَى: هَذَا عَنْ مَنْ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، وَإِذَا اجْتَمَعَ ابْنُ مَسْعودِ وَابْنُ عُمَرَ وَاخْتَلَفَا فَابْن مَسْعُودٍ أَوْلَى أَنْ يُتَّبَعَ، فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: نَعَمْ، وَلَكِنْ أَبو قَيْسٍ الْأَوْدِيُّ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ
(3)
. فَقَالَ عَلِيٌّ: حَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ [عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمَّارٍ قَالَ: مَا أُبَالِي مَسِسْتُهُ أَوْ أَنْفِي
(4)
. فَقَالَ يَحْيَى: بَيْنَ]
(5)
عُمَيْر بْنِ سَعِيدٍ وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ مَفَازَةٌ.
(1)
إتحاف المهرة (9/ 275 - 11125).
(2)
ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ كلها، والمثبت من السنن الكبرى للبيهقي (1/ 136)، والخلافيات له أيضا (1/ 341)، حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(3)
إتحاف المهرة (18/ 430 - 23884)، وعزاه ابن حجر للدارقطني فقط ولم يعزه للحاكم، ولم يذكر إسناد الحاكم.
(4)
إتحاف المهرة (11/ 721 - 14931).
(5)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ كلها، والمثبت من التلخيص، ومن السنن الكبرى =
488 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ.
وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَا
(1)
نَتَوَضَّأُ مِنْ مَوْطِئٍ
(2)
.
تَابَعَهُ أَبُو مُعَاوِيةَ وَعَبْدُ اللهِ بْن إِدْرِيسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ.
أَمَّا حَدِيثُ أَبِي مُعَاوَيَةَ:
489 -
فحدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، ثَنَا أبو مُعَاوِيَةَ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ
(3)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ [ابْنِ]
(4)
إِدْرِيسَ:
490 -
فحدثنا أَبَو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا احْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، ثَنَا عَبْد اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، فَذَكَرَهُ نَحْوَهُ
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
491 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ وَاِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ، قَالَا: ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
= (1/ 136) والخلافيات (1/ 342) للبيهقي عن المصنف به.
(1)
في (و) و (د) و (ح): "ولا".
(2)
إتحاف المهرة (10/ 223 - 12626).
(3)
إتحاف المهرة (10/ 223 - 12626).
(4)
في النسخ الخطية كلها: "أبي" والمثبت الجادة كما في الحديث الذي بعده.
(5)
إتحاف المهرة (10/ 223 - 12626).
وَثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَا: ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُثَنَّى الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَخْلَعْ نَعْلَيْهِ فِي الصَّلَاةِ قَطُّ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً، خَلَعَ فَخَلَعَ النَّاسُ، فَقَالَ:"مَا لَكُمْ؟ ". قَالُوا: خَلَعْتَ، فَخَلَعْنَا. فَقَالَ:"إِن جِبْرِيلَ أَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا قَذَرًا". أَوْ: "أَذًى"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِ الْبُخَارِيِّ، فَقَد احْتَجَّ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُثَنَّى، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَشَاهِدُهُ الْحَدِيثُ الْمَشْهُورُ عَنْ مَيْمُونٍ الْأَعْوَرِ:
492 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ، قَالَا: ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ.
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَا: ثَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوَيةَ، ثَنَا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: خَلَعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَعْلَهُ ........
(2)
فَقَالَ: "إِن جِبْرِيلَ أَخْبَرَنِي أَنَّ ..............
(3)
"
(4)
.
(1)
إتحاف المهرة (1/ 575 - 783).
(2)
بياض بالنسخ كلها، ومكانه:"وهو يصلى، فخلع من خلفه فقال: ما حملكم على خلع نعالكم؟ فقالوا: يا رسول الله، رأيناك خلعت فخلعنا"، وذلك كما رواه كل من: ابن أبي شيبة في مسنده كما في إتحاف الخيرة (2/ 126)، والبزار (5/ 16)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 511)، والطبراني في الكبير (10/ 83) والأوسط (5/ 183) جميعهم من طريق مالك بن إسماعيل به.
(3)
بياض بالنسخ كلها، ومكانه:"في أحدهما قذرا، فإنما خلعتهما لذلك فلا تخلعوا نعالكم"، وذلك كما في المصادر سالفة الذكر.
(4)
إتحاف المهرة (10/ 353 - 12919) وقد تفرد به أبو حمزة ميمون الأعور القصاب الكوفي وهو ضعيف.
493 -
[أخبرني أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى]،
(1)
ثَنَا قَيْسُ بْنُ أُنيْفٍ، ثَنَا قتيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
وَاخبَرَني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدلَانِيُّ، ثَنَا محَمَّدُ بن أَيُّوبَ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَهَبَ الْمَذْهَبَ أَبْعَدَ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَشَاهِدُهُ حَدِيثُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ:
494 -
حدثنا أَبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا أَبو الْمُثَنَّى، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ أَبْعَدَ حَتَّى لَا يَرَاهُ أَحَدٌ
(3)
.
495 -
حدثنا أَبو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُعْمَانِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ
(1)
أول هذا الحديث بياض بالنسخ كلها، وهو كذلك في الإتحاف أيضا، والمثبت كما في سائر أسانيد المصنف، فالمصنف لم يخرج لقيس بن أنيف البخاري إلا عن أبي نصر أحمد بن سهل بن حمدويه الفقيه البخاري، كما في حديث رقم:(12) و (813) و (1159) و (2117) وغيرها.
(2)
إتحاف المهرة (13/ 450 - 16991).
(3)
إتحاف المهرة (3/ 356 - 3190)، وعزاه للدارمي والحاكم ولم يذكر سوى إسناد الدارمي.
مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ مَاءِ الْبَحْرِ، فَقَالَ:"مَاءُ الْبَحْرِ طَهُورٌ"
(1)
.
هَذَا حَدِيث صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمِ، وَشَوَاهِدُهُ كَثِيرَةٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، فَأَوَّلُ شَوَاهِدِهِ:
496 -
حدثناه أَبو الْعَبَّاسِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ وَبَحْرُ بْنُ نَصرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ.
وَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ.
وَأَخْبَرَنِي أَبو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، كُلُّهُمْ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ صفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ مَوْلًى لآلِ الْأَزْرَقِ، أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ - رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ - أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَأَل رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَرْكَبُ الْبَحْرَ، وَنَحْمِلُ مَعَنَا الْقَلِيلَ مِنَ الْمَاءِ، فَإِنْ تَوَضَّأْنَا بِهِ عَطِشْنَا، أَفَنَتَوَضَّأُ بِمَاءِ الْبَحْرِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"هُوَ الطَّهُورُ مَاؤهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ"
(2)
.
وَقَدْ تَابَعَ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَلَى رِوَايَتِهِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَنِيُّ.
(1)
إتحاف المهرة (8/ 96 - 9004)، وقال الدراقطني بعد أن أخرجه في السنن (1/ 45) من طريق سريج به:"كذا قال، والصواب موقوف"، وكذا رواه الإمام أحمد (4/ 314) عن عفان عن حماد به مطولا، وهذا الطرف منه موقوف.
(2)
إتحاف المهرة (15/ 610 - 19986).
أَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ الرحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ:
497 -
فحدثناه أَبَو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ زَاذَانَ
(1)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ.
قَالَ: وَأَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُريعٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ
(2)
، ثَنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ
(3)
.
498 -
[حدثنا أَبُو عَلِى الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صالِحٍ]،
(4)
الْكِيلِينِيُّ بِالرَّيِّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ
(5)
بْنِ يَحْيَى بْنِ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ الأنَصَارِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(6)
، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ الْمُغِيرةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ -[أَخِي بَنِي]
(7)
عَبْدِ الدَّارِ
(8)
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
(1)
في (و) و (د): "عن زاذان".
(2)
طريق يوسف بن يعقوب غير موجود بالإتحاف، وعبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث القرشي، ليس بالمعتمد.
(3)
إتحاف المهرة (15/ 610 - 19986).
(4)
ما بين المعقوفين بياض في النسخ كلها والإتحاف، والمثبت من معرفة السنن والآثار للبيهقي (1/ 225) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(5)
في الإتحاف: "سعيد بن أبي كثير".
(6)
هو: إسحاق بن إبراهيم بن سعيد الصواف، وهو لين.
(7)
ما بين المعقوفين بياض في النسخ كلها، والمثبت من معرفة السنن والآثار للبيهقى (1/ 225) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(8)
في (و) و (د) و (ح) و (م): "عبد الدايم".
قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَفَرٌ مِمَّنْ يَرْكَبُ الْبَحْرَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَرْكَبُ الْبَحْرَ وَنَتَزَوَّدُ شَيْئًا مِنَ الْمَاءِ، فَإِنْ تَوَضَّأَنَا بِهِ عَطِشْنَا، فَهَلْ يَصْلُحُ لَنَا أَنْ نَتَوَضأَ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ"
(1)
.
وَقَدْ تَابَعَ الْجُلَاحُ أَبُو كَثِيرٍ صَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ عَلَى رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ:
499 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، أَبَنَا عُبَيْدُ بْن عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ شَرِيكٍ، ثَنَا يَحْيَى بْن بُكَيْرٍ
(2)
، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، حَدَّثَنِي الْجُلَاحُ أَبُو كَثِيرٍ، أَنَّ ابْنَ سَلَمَةَ الْمَخْزوميَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ أَخْبَرَهُ، أنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَجَاءَهُ صَيَّادٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَنْطَلِقُ فِي الْبَحْرِ، نرِيدُ الصَّيْدَ، فَيَحْمِلُ مَعَهُ أَحَدُنَا الْإِدَاوَةَ وَهُوَ يَرْجُو أَنْ يَأَخُذَ الصَّيْدَ قَرِيبًا، فَرُبَّمَا وَجَدَهُ كَذَلِكَ، وَرُبَّمَا لَمْ يَجِدِ الصَّيْدَ حَتَّى نَبْلُغَ مِنَ الْبَحْرِ مَكَانًا لَمْ نَظُنَّ أَنْ نَبْلُغَهُ، فَلَعَلَّهُ يَحْتَلِمُ أَوْ يَتَوَضَّأُ، فَإِنِ اغْتَسَلَ أَوْ تَوَضَّأَ بِهَذَا الْمَاءِ، فَلَعَلَّ أَحَدَنَا يُهْلِكُهُ الْعَطَشُ، فَهَلْ تَرَى فِي مَاءِ الْبَحْرِ أَنْ نَغْتَسِلَ بِهِ أَوْ نَتَوَضَّأَ بِهِ إِذَا خِفْنَا ذَلِكَ؟ فزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اغْتَسِلُوا مِنْهُ، وَتَوَضَّئُوا بِهِ؟ فَإِنَّهُ الطَّهُورُ مَاؤُةُ"، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ"
(3)
.
قَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِالْجُلَاحِ أَبِي كَثِيرٍ، وَقَدْ تَابَعَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ
(1)
إتحاف المهرة (15/ 610 - 19986).
(2)
في (و) و (د) و (م): "يحيى بن بكر".
(3)
إتحاف المهرة (15/ 610 - 19986).
وَيَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ سَعِيدَ بْنَ سَلَمَةَ الْمَخْزُوميَّ عَلَى رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِيهِ:
500 -
أخبرنيه أَبُو مُحَمَّدِ بْن زَيادٍ الْعَدْلُ
(1)
، ثَنَا جَدِّي
(2)
، أَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ
(3)
.
501 -
أخبرناه أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ
(4)
.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرةِ، عَنْ أَبِيهِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ:
502 -
فحدثناه عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، ثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، أَنْ يَزِيدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيَّ
(5)
حَدَّثَهُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَى نَفَرٌ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: إِنَّا نَصِيدُ فِي الْبَحْرِ، وَمَعَنَا مِنَ الْمَاءِ [الْعَذْبِ، فَرُبَّمَا
(1)
هو: عبد الله بن محمد بن زياد السمذي، أبو محمد الدرورقي النيسابوري.
(2)
هو: أحمد بن إبراهيم بن عبر الله، أبو محمد النيسابوري، ابن ابنة نصر بن زياد القاضي، وهو جد عبد الله بن محمد بن علي بن زياد لأمه كما ذكر ابن السمعاني في مادة "السمذي" من الأنساب، وغيره.
(3)
إتحاف المهرة (16/ 661 - 21141).
(4)
إتحاف المهرة (16/ 661 - 21141)، واختلف فيه على يحيى بن سعيد الأنصاري.
(5)
هو: يزيد بن محمد بن قيس بن مخرمة القرشي المطلبي. من رجال التهذيب.
تَخَوَّفْنَا الْعَطَشَ فَهَلْ يَصْلُحُ أَنْ نَتَوَضَّأَ مِنَ الْبَحْرِ الْمَالِحِ؟]
(1)
فَقَالَ: "نَعَمْ، تَوَضَّئُوا مِنْهُ"
(2)
.
وَأَمَّا ......
(3)
الْبُخَارِيُّ، يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ هَذَا فِي التَّارِيخِ، وَأَنَّهُ قَدْ رَوَى عَنْهُ اللَّيْثُ، ..... بْنُ أَبِي بُرْدَةَ
(4)
، .....
(5)
فَمِنْهُمْ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:
503 -
حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ
(6)
بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ
(7)
بِمِصْرَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَهْمٍ
(8)
، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
(1)
ما بين المعقوفين بياض في النسخ كلها، والمثبت من السنن الكبرى للبيهقي (1/ 4) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(2)
إتحاف المهرة (15/ 610 - 19986).
(3)
بياض في النسخ كلها.
(4)
في النسخ كلها: "الليث بن أبي بردة"!، فإما أن يكون هناك سقط أو وهم؛ فقد ترجم البخاري في التاريخ (8/ 357) ليزيد بن محمد القرشى، وفيها: أن الليث بن سعد يروي عن يزيد بن أبي حبيب عن يزيد بن محمد القرشي عن عبد الله بن واقد، وعن محمد بن عمرو بن حلحلة، وفي آخر الترجمة قال:"وقال ابن أبي مريم قال يحيى بن أيوب حدثني خالد بن يزيد أن يزيد بن محمد القرشي حدثه عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة في ماء البحر هو طهور"، ولعل الكلام كان هكذا: وأنه يروي عن: المغيرة بن أبي بردة.
(5)
في النسخ كلها: "ابن أبي بردة فمنهم سعيد بن المسيب"!، وسياق الكلام غير مستقيم، فالظاهر أن هناك سقط، وأن المعنى:"وقد رواه عن أبي هريرة غير المغيرة بن أبي بردة".
(6)
في (و) و (ح): "ثنا إسحاق".
(7)
في (و) و (ح)، والإتحاف:"بن موسى"، وهو: إسحاق بن إبراهيم بن يونس بن موسى المنجنيقي الوراق. من رجال التهذيب.
(8)
هو: إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن سهم، أبو يعقوب الأنطاكي.
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ مَاءِ الْبَحْرِ: أَنَتَوَضَّأُ مِنْهُ؟ فَقَالَ: "الطَّهُورُ مَاؤُهُ"، الْحِلُ مَيْتَتُهُ"
(1)
.
وَمِنْهُمْ أَبُو سَلمَة بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
504 -
حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءِ بْنِ السِّنْدِيِّ، ثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْن غَزْوَانَ
(2)
، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْوُضُّوءِ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ، فَقَالَ:"هُوَ الطهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ"
(3)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: قَدْ رَويْتُ فِي مُتَابَعَاتِ الْإِمَامِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فِي طُرُقِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ ثَلَاثَةٍ لَيْسُوا مِنْ شَرْطِ هَذَا الْكِتَابِ، وَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، وَإِسْحَاقُ بْن إِبْرَاهِيمَ الْمُزَنِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُدَامِيُّ، وَإِنَّمَا
(1)
إتحاف المهرة (14/ 729 - 18598)، وعبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي واه؛ قال ابن حبان في المجروحين (1/ 533):"كان يقلب له الأخبار فيجيب فيها، كان آفته ابنه .... قلب له عن مالك أكثر من مائة حديث، ولعله أكثر من مائة وخمسين حديثا" ثم أخرج له هذا الحديث، وقال المصنف في المدخل إلى الصحيح (1/ 178):"روى عن مالك بن أنس وإبراهيم بن سعد أحاديث موضوعة".
(2)
محمد بن غزوان الشامي الدمشقي قال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال ابن حبان:"يقلب الأخبار، ويسند الموقوف" وأورد له هذا الحديث، وقد رواه مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن عبد الله بن عامر عن صفوان بن سليم عن أبي هريرة به، ورواه مالك - كما سبق - عن صفوان عن سعيد بن سلمة عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة به، وقال العقيلي (2/ 516):"وهو الصواب".
(3)
إتحاف المهرة (16/ 68 - 20394).
حَمَلَنِي عَلَى ذَلِكَ أَنْ يَعْرِفَ الْعَالِمُ
(1)
أَنَّ هَذِهِ الْمتَابَعَاتِ وَالشَّوَاهِدَ لِهَذَا الْأَصْلِ الَّذِي صَدَّرَ بِهِ مَالِكٌ كِتَابَ الْموَطَّأِ، وَتَدَاوَلَهُ فُقَهَاءُ الْإِسْلَامِ رضي الله عنهم مِنْ عَصْرِهِ إِلَى وَقْتِنَا هَذَا، وَأَنَّ مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ لَا [يُرَدُّ]،
(2)
بِجَهَالَةِ
(3)
سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ وَالْمُغِيرة بْنِ أَبِي برْدَةَ، عَلَى أَنَّ اسْمَ الْجَهَالَةِ مَرْفُوعٌ عَنْهُمَا بِهَذِهِ الْمُتَابَعَاتِ.
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ.
أَمَّا حَدِيثُ عَلِيٍّ:
505 -
فحدثناه أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّسَوِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ
(4)
، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْن بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ
(5)
، ثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ
(6)
، حَدَّثَنِي أَبِي
(7)
، عَنْ أَبِيهِ
(8)
، عَنْ
(1)
قوله: "العالم" غير موجود في (و) و (ح).
(2)
ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ كلها، والمثبت من البدر المنير لابن الملقن (1/ 355) حكاية عن المصنف.
(3)
في (و) و (د) و (ح): "الجهالة".
(4)
هو: أبو العباس ابن عقدة.
(5)
هو: أحمد بن الحسين بن عبد الملك، أبو جعفر الأودي الكوفي الشيعي، وليس له ترجمة في كتب أهل السنة.
(6)
هو: محمد بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو عبد الله الهاشمي العلوي المدني الكوفى، ليس له ترجمة في كتب أهل السنة.
(7)
هو: الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب، يقال له: حسين الأصغر، من رجال التهذيب.
(8)
هو: علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب، زين العابدين، من رجال التهذيب.
جَدِّهِ
(1)
، عَنْ عَلِي بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ مَاءِ الْبَحْرِ، فَقَالَ:"هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ"
(2)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَدْ ذَكَرْنَاهُ.
وَأَمَّا حَدِيثُ جَابِرٍ:
506 -
فحدثناه عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ [قَانِعٍ]
(3)
الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ
(4)
، ثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ فِي الْبَحْرِ:"هُوَ الطهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ"
(5)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو:
507 -
فحدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْهِقْلُ بْنُ زِيادٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ
(6)
، عَنْ
(1)
هو: الحسين بن علي بن أبى طالب، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2)
إتحاف المهرة (11/ 343 - 14161)، وأحمد بن عقدة شيعي ضُعف، وشيخه من رجال الشيعة، ومعاذ بن موسى لم نقف له على ترجمة.
(3)
في النسخ الخطية كلها: "نافع"!، والمثبت من الإتحاف، وهو الموافق لسائر أسانيد المصنف.
(4)
هو: الحسن بن بشر بن سلم الهمداني البجلى، أبو علي الكوفى. من رجال التهذيب.
(5)
إتحاف المهرة (3/ 438 - 3396).
(6)
ذكره ابن حجر في الإتحاف من رواية الدارقطني فقال: "عن هقل، عن المثنى"، ثم ذكر سند الحاكم وقال:"لكن قال: عن الأوزاعي بدل المثنى، وهو وهم منه أو من شيخه". سنن الدراقطني (1/ 44) عن الحسين بن إسماعيل عن محمد بن إسحاق به، ثم رواه (1/ 49) من طريق ابن عياش عن المثنى كذلك، والمثنى ضعيف.
عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَيْتَةُ الْبَحْرِ حَلَالٌ، وَمَاؤُهُ طَهُورٌ"
(1)
.
508 -
أخبرنا أَبُو اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْن حَرْبٍ.
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ [أَتَى]
(2)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ أَرْضِ أَهْلِ الكِتَابِ
(3)
يَشْرَبُونَ الْخُمُورَ
(4)
، ويأْكُلونَ الْخَنَازِيرَ، فَمَا تَرَى فِي آنِيَتِهِمْ وَقُدُورِهِمْ؟ فَقَالَ:"دَعُوهَا مَا وَجَدْتُمْ عَنْهَا بُدًّا، فَإِذَا لَمْ تَجِدُوا عَنْهَا بُدًّا فَاغْسِلُوهَا بِالْمَاءِ". أَوْ
(5)
قَالَ: "انْضَحُوهَا بِالْمَاءِ". ثمَّ قَالَ: "اطْبُخُوا فِيهَا، وَكُلُوا". قَالَ حَمَّادٌ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: "وَاشْرُبوا"
(6)
.
وَهَكَذَا رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ:
509 -
أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، وَأَحْمَدُ بن عمرِو بن حفْصٍ، قالوا: ثنَا عَمْرُو بن مَرْزُوقٍ، أَنَا شُعْبَةُ،
(1)
إتحاف المهرة (9/ 437 - 11701).
(2)
في النسخ الخطية: "أن"!، والمثبت من التلخيص.
(3)
كذا في (و)، وفي (ز) و (د) و (ح)، والتلخيص:"إن بأرض أرضنا أهل كتاب"، وفي (م):"إن بأرضنا أهل كتاب"، وفي الإتحاف:"إنا بأرض أهلها أهل كتاب".
(4)
في (و): "الخمر".
(5)
في (ز) و (و) و (ح) و (م): "وقال"، والمثبت من (د)، والتلخيص.
(6)
إتحاف المهرة (14/ 45 - 17414).
عَنْ أيوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَة الْخُشَنِيِّ، أَنَّهُ سَأَل النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّا بِأَرْضٍ، عَامَّتُهُ أَهْلُ كِتَابٍ، فَكَيْفَ نَصنَعُ بِآنِيَتِهِمْ؟ فَقَالَ:"دَعُوا مَا وَجَدْتُمْ مِنْهَا بُدًّا، فَإِذَا لَمْ تَجِدُوا مِنْهَا بُدًّا فَاغْسِلُوهَا بِالْمَاءِ، ثُمَ اطْبُخُوا"
(1)
.
وَهَكَذَا رَوَاهُ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:
510 -
حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ، ثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ
(2)
، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ آنِيَةِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ:"اغْسِلُوهَا، ثُمَ اطْبُخُوا فِيهَا"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(4)
.
فَإِنْ عَلَّلَاهُ بِحَدِيثِ حَمًادِ بْنِ سَلَمَةَ وَهُشَيْمٍ، عَنْ خَالِدٍ حَيْثُ زَادَ أَبَا أَسْمَاءَ الرَّحَبِيَّ فِي الْإِسْنَادِ، فَإِنَّهُ أَيْضًا صحِيحٌ، يَلْزَمُ إِخْرَاجُهُ فِي الصَّحِيحِ.
عَلَى أَنَّ أَبا قِلَابَةَ قَدْ سَمِعَ مِنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ.
أَمَّا حَدِيثُ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ:
511 -
فأخبرناه، أَبُو بَكْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ الْفَقِيهُ بِالرَّيِّ، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا أَبُو سَلَمَةَ
(5)
وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ
(1)
إتحاف المهرة (14/ 45 - 17414).
(2)
هو: محمد بن عبد الله بن الزبير، أبو أحمد الزبيري الحبال. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (14/ 45 - 17414).
(4)
قد أخرجاه بنحوه من حديث أبي أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة الخشني؛ البخاري (7/ 86، 88، 90)، ومسلم (6/ 58).
(5)
هو: موسى بن إسماعيل المنقري، أبو سلمة التبوذكي. من رجال التهذيب.
أَيُّوبَ، عنْ أبِي قِلابَة، عَنْ أبِي أسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ أبِي ثعْلبَة الخُشَنِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضِ أَهْلِ الْكِتَاب، فَنَطْبُخُ فِي قُدُورِهِمْ، وَنَشْرَبُ فِي آنِيَتِهِمْ؟ قَالَ:"فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَهَا فَارْحَضَوهَا"
(1)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ هُشَيْمٍ:
512 -
فحدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، [عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ قَالَ: سَألْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنَّا نَغْزُو وَنَسِيرُ فِي أَرْضِ]
(2)
الْمُشْرِكِينَ، فَنَحْتَاجُ إِلَى آنِيَةٍ مِنْ آنِيَتِهِمْ، فَنَطْبُخُ فِيهَا، فَقَالَ:"اغْسِلُوهَا بِالْمَاءِ، ثُمَّ اطْبُخُوا فِيهَا، وانْتَفِعُوا بِهَا"
(3)
.
كِلَا الْإِسْنَادَيْنِ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
513 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ جُلُودِ السِّبَاعِ
(4)
.
514 -
أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ،
(1)
إتحاف المهرة (14/ 45 - 17414).
(2)
ما بين المعقوفين بياض في النسخ كلها، والمثبت من السنن الكبرى للبيهقي (1/ 33) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(3)
إتحاف المهرة (14/ 45 - 17414).
(4)
إتحاف المهرة (1/ 334 - 218).
ويُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالُوا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثَنَا سَعِيدٌ، فَذَكَرَ بِنَحْوِهِ
(1)
.
رَوَاهُ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمِنْهَالِ، فَقَالَ فِيهِ: عَنْ شُعْبَةَ، وَهُوَ وَهْمٌ مِنْهُ، وَهَذَا الْإِسْنَادُ صَحِيحٌ، فَإِنَّ أَبَا الْمَلِيحِ اسْمُهُ: عَامِرُ بْنُ أُسَامَةَ، وَأَبُوهُ أُسَامَةَ بْنِ عُمَيْرٍ صَحَابِيٌّ مِنْ بَنِي لِحْيَانَ، مُخَرَّجٌ حَدِيثُهُ فِي الْمَسَانِيدِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
515 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ.
وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَا: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبيبِ بْنِ زيدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِثُلُثَيْ مُدٍّ مِنْ مَاءٍ فتوَضَّأَ، فَجَعَلَ يَدْلُكُ ذِرَاعَيْهِ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
516 -
أخبرنا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَا: ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَمْرَةَ
(3)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضهِ الَّذِي
(1)
إتحاف المهرة (1/ 334 - 218).
(2)
إتحاف المهرة (1/ 641 - 7136)، وحبيب بن زيد بن خلاد الأنصاري ثقة لكن لم يخرج له الشيخان، وسيستدركه المصنف على شرطهما (584).
(3)
في النسخ الخطية كلها: "عمرو"!، والمثبت من التلخيص والإتحاف، وقد اختلف فيه =
مَاتَ فِيهِ: "صُبُّوا عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَلْ أَوْكِيَتُهُن، لَعَلِّي أَعْهَدُ إِلَى النَّاسِ". قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَجْلَسْنَاهُ" فِي مِخْضبٍ لِحَفْصَةَ مِنْ نُحَاسٍ، وَسَكَبْنَا عَلَيْهِ الْمَاءَ، فَطَفِقَ يُشِيرُ إِلَيْنَا أَنْ قَدْ فَعَلْتُنَّ، ثُمَّ خَرَجَ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(2)
؛ لِأَنَّ هِشَامَ بْنَ يُوسُفَ الصَّنْعَانِيَّ وَمُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدٍ الْمَعْمَرِيَّ لَمْ يَذْكُرَا عَمْرَةَ فِي إِسْنَادِهِ.
أَمَّا حَدِيثُ هِشَامٍ:
517 -
فأخبرناه أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ.
وَأَخْبَرَني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلَانِيُّ، ثَنَا ........
(3)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ: "صُبُّوا عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ"
(4)
.
= على عبد الرزاق ففي مصنفه (1/ 60): "عن عروة عن عائشة"، وفي (5/ 430):"عن عروة عن غيره عن عائشة"، وفي المسند (42/ 97) و (43/ 87):"عروة أو عمرة" بالشك.
(1)
إتحاف المهرة (17/ 179 - 22094).
(2)
قد أخرجاه من طرق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة؛ البخاري (1/ 50) و (1/ 138) و (6/ 11) و (7/ 127)، ومسلم (2/ 20).
(3)
بياض في النسخ كلها والإتحاف، والطريق الأولى:"لأبي النضر محمد بن يوسف الفقيه عن عثمان بن سعيد الدارمي، يرويه الدارمي عن: علي بن المديني كما في الإتحاف، وابن المديني يرويه عن: هشام بن يوسف الصنعاني عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة" كما عند ابن حبان (14/ 569) عن الفضل بن الحباب عن علي به، وطريق الصيدلاني لم نقف على ما يصلها بهشام بن يوسف.
(4)
إتحاف المهرة (17/ 179 - 22094).
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي سُفْيَانَ الْمَعْمَرِيِّ:
518 -
فحدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَنَا مُحَمَّدُ بْن حُمَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: "صُبُّوا عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ"
(1)
.
كِلَا الْإِسْنَادَيْنِ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
519 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي.
وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى، ثَنَا الْفَضلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَا: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَمَعَهُ سِوَاكٌ يَسْتَنُّ بِهِ. فَقُلْتُ لَهُ: أَعْطِنِي هَذَا السِّوَاكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَأَعْطَانِيهِ، فَقَضَمْتُهُ، ثُمَّ مَضَغْتُهُ، فَأَعْطَيْتُهُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَنَّ بِهِ، وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى صَدْرِي
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيخَيْنِ، وَلمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
520 -
أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ عَلَّانُ، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ، ثَنَا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ
(1)
إتحاف المهرة (17/ 179 - 22094) والصواب ما في الصحيحين من حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة.
(2)
هذا الحديث لم نجده في الإتحاف.
(3)
بل أخرجه البخاري (2/ 4) و (6/ 13) عن إسماعيل بن أبي أويس أيضا.
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَسْتَاكُ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
521 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، ثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "فَضْل الصَّلَاةِ الَّتِي يُسْتَاكُ لَهَا عَلَى الصَّلَاةِ الَّتِى لَا يُسْتَاكُ لَهَا سَبْعِينَ ضِعْفًا"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
إتحاف المهرة (7/ 120 - 7441).
(2)
إتحاف المهرة (17/ 180 - 22095).
(3)
قال ابن الملقن في كتابه مختصر استدرك الذهبي (1/ 128): "ولم يعقبه الذهبي بشيء، وقد أنكر غير واحد من الحفاظ عليه ذلك، وقد أوضحت ذلك في كتابى المسمى بالبدر المنير في تخريج أحاديث الشرح الكبير للإمام أبي القاسم الرافعي"، نقول: وقد ذكر في البدر المنير (2/ 14) تعليل الدراقطني له في العلل (14/ 92) قال: "يرويه معاوية بن يحيى الصدفي عن الزهري عن عروة عن عائشة، ورواه محمد بن إسحاق قال: ذكر الزهرى عن عروة عن عائشة، ويقال: إن محمد بن إسحاق أخذه من معاوية بن يحيى؛ لأنه كان زميله إلى الري في صحابة المهدي، ومعاوية بن يحيى ضعيف" وذكر أن الشيخ ابن الصلاح وزكي الدين قالا: إسناده لا يقوى، قال: فحينئذ ينكر على الحاكم تصحيحه لأن ابن إسحاق أحد ما ينبز به التدليس، وقال: وفي تصحيحه على شرط مسلم نظر لأن ابن إسحاق لم =
522 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ.
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ، قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ السَّرَّاجُ
(1)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّتِي لَفَرَضْتُ عَلَيْهِمُ السِّوَاكَ مَعَ الْوُضُوءِ، وَلأَخَّرْتُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ"
(2)
.
[وَقَدْ خَرَّجَا]
(3)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي هَذَا الْبَابِ، وَلَمْ يُخَرِّجَا لَفْظَ الْفَرْضِ فِيهِ، وَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا جَمِيعًا، وَلَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ، وَلَهُ شَاهِدٌ بِهَذَا اللَّفْظِ.
523 -
أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ الْبَصْرِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَبَّارُ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، [عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الصَّيْقَلِ]،
(4)
، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ تَمَّامٍ، عَنْ
= يرو له مسلم شيئا محتجا به، وإنما روى له متابعة، وقال:"نعم هذه عادة أبي عبد الله الحاكم يطلق على من أخرج له في الصحيح استشهادا ونحوه أنه على شرطه، كذا استقرأته من مستدركه"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: وله شاهد موقوف، رواه محمد بن نصر المروزي من طريق: الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: ركعتان يركعهما العبد قد استن فيهما، أفضل من سبعين ركعة لم يستن فيهما".
(1)
هو: عبد الرحمن بن عبد الله السراج البصري. أخرج له مسلم دون البخاري.
(2)
إتحاف المهرة (14/ 662 - 18436).
(3)
بياض في النسخ الخطية كلها، والمثبت من البدر المنير (1/ 716) حيث حكاه عن المصنف.
(4)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من الإتحاف، وكذا رواه =
أَبِيهِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَفَرَضْتُ عَلَيْهِمُ السِّوَاكَ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، كَمَا فَرَضْتُ عَلَيْهِمُ الْوُضُوءَ"
(1)
.
524 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، قَالَا: ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. وَأَخْبَرَني أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(2)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْمَخْزُوميُّ
(3)
، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ
(4)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا ؤضوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ"
(5)
.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُديْكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْمَخْزُومِيِّ:
525 -
أخبرناه أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ
= البخاري في التاريخ الكبير (2/ 157)، وأبو يعلى (12/ 71)، والبزار (4/ 129) من طريق أبي حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار به، واختلف فيه على أبي علي الصيقل وانظر علل الدراقطني (13/ 476).
(1)
إتحاف المهرة (6/ 477 - 6848).
(2)
طريق أبي بكر بن عبد الله هذا غير موجود في الإتحاف.
(3)
هو: محمد بن موسى بن أبى عبد الله الفطري. من رجال التهذيب.
(4)
كذا في النسخ الخطية كلها والتلخيص، وفي الإتحاف:"يعقوب بن سلمة" وهو الصواب، كما في مصادر تخريج الحديث، وقد أخرج له أبو داود وابن ماجه هذا الحديث، وهو: يعقوب بن سلمة الليثي من رجال التهذيب، وليس هو الماجشون كما قال المصنف في تعليقه على الحديث، وأبوه سلمة الليثي، من رجال التهذيب أيضا، وليسا من شرط الشيخين في شيء، فقد قال البخاري في تاريخه (4/ 76):"لا يعرف لسلمة سماع من أبي هريرة ولا ليعقوب من أبيه".
(5)
إتحاف المهرة (15/ 69 - 18887).
سَعِيدٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَه، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِيَعْقُوبَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ، وَاسْمُ أَبِي سَلَمَةَ: دِينَارٌ
(2)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ:
526 -
حدثناه أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقوبَ، ثَنَا الحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفانَ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثَنَا كَثِيرُ بْن زيدٍ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ"
(3)
.
527 -
فأخبرني عَلِيُّ بْنُ بُنْدَارٍ الزَّاهِدُ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ
(4)
، ثَنَا أَبُو بَكرٍ الأثْرَمُ، قال: سَمِعْتُ أحْمَد بْنَ حَنبَلٍ، وَسُئِلَ عَمَّنْ يَتوَضأ وَلا يُسَمِّي،
(1)
إتحاف المهرة (15/ 69 - 18887).
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: صوابه: ثنا يعقوب بن سلمة الليثي، عن أبيه، عن أبي هريرة وهو في
…
وإسناده فيه لين" وقال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: وهم الحاكم، وإنما الحديث عن يعقوب بن سلمة الليثي، عن أبيه، وليس للماجشون هنا رواية، والله أعلم".
(3)
إتحاف المهرة (5/ 278 - 5403).
(4)
كذا في (ز) و (م)، وفي (و) ر (د) و (ح):"بن جبر"، وفي الإتحاف:"بن بحر" والصواب: "بن بجير"، وهو: عمر بن محمد بن بجير بن حازم بن راشد الهمداني أبو حفص السمرقندي.
فَقَالَ أَحْمَدُ: أَحْسَنُ مَا يُرْوَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ: كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ
(1)
.
528 -
أخبرني أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ الْعَنَزِيُّ، ثَنَا مُعَاذُ بْنُ نَجْدَةَ الْقُرَشِيُّ.
وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى الْأَسَدِيُّ، قَالَا: ثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى السُّلَمِيُّ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ [قَالَ قَالَ لَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتُحِبُّونَ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ]
(2)
فَدَعَا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ، فَاغْتَرَفَ غَرْفَةً، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ أَخَذَ أُخْرَى، فَجَمَعَ بِهَا يَدَيْهِ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ أَخَذَ أُخْرَى، فَغَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً أُخْرَى، فَغَسَلَ يَدَهُ الْيُسْرَى، ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً مِنَ الْمَاءِ، فَنَفَضَ يَدَهُ، فَمَسَحَ بِهَا رَأْسَهُ وَأُذنيْهِ، ثُمَّ اغْتَرَفَ غَرْفَةً أُخْرَى، فَرَشَّ عَلَى رِجْلَيْهِ وَفِيهِمَا النَّعْلُ، وَالْيُسْرَى مِثْلُ ذَلِكَ، وَمَسَحَ بِأَسْفَلِ النَّعْلَيْنِ. ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ، إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَأَ مَرَّةً مَرَّةً
(4)
، وَهُوَ مُجْمِلٌ. وَحَدِيثُ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ هَذَا مُفَسَّرٌ.
(1)
إتحاف المهرة (5/ 278 - 5403).
(2)
ما بين المعقوفين بياض في النسخ كلها، والتلخيص، والمثبت من السنن الكبرى للبيهقي (1/ 72) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(3)
إتحاف المهرة (7/ 458 - 8224).
(4)
بل انفرد به البخاري (1/ 43).
529 -
حدثنا، أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ
(1)
، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ عَاصمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ، عَنْ أَبيهِ، أَنَّهُ أَتى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ أَشْيَاءَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَسْبغِ الْوُضُوءَ، وَخَلِّلِ الْأَصَابعَ، وَإِذَا اسْتَنْشَقْتَ فَبَالِغْ، إِلا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَهُوَ فِي جُمْلَةِ مَا قُلْنَا: إِنَّهُمَا أَعْرَضَا عَنِ الصَّحَابِي الَّذِي لَا يَرْوِي عَنْهُ غيرُ الْوَاحِدِ
(3)
، وَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِبَعْضِ هَذا النَّوْعِ، فَأَمَّا أَبُو هَاشِمٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرِ الْقَارِئُ فَإِنَّهُ مِنْ كِبَارِ الْمَكِّيِّينَ، رَوَى عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ بِعَيْنِهِ غيرُ الثوْرِيِّ جَمَاعَةٌ، مِنْهمُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَدَاوُدُ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ، ويحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، وَغَيْرُهُمْ.
أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ جُرَيْجٍ:
530 -
فأخبرناه أَبُو بَكْرٍ مُحَمِّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الْبَزَّازُ بِبَغْدَادَ
(4)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ.
(1)
هو: محمد بن كثير العبدي. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (13/ 71 - 16441) و (13/ 73 - 16442).
(3)
يعني: على قول من فرق بين لقيط بن صبرة بن المنتفق هذا، وبن لقيط بن عامر بن صبرة أبي رزين العقيلي، وانظر تهذيب التهذيب (8/ 456).
(4)
هو: أبو بكر الشافعي.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ وَافِدَ بَنِي الْمُنتفِقِ - أَنَّهُ أَتَى عَائِشَةَ هُوَ وَصَاحِبٌ لَهُ يَطْلُبَانِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَجِدَاهُ، فَأَطْعَمَتْهُمَا عَائِشَةُ تَمْرًا وَعَصِيدًا، فَلَمْ يَلْبَثَا أَنْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَطَلَّعُ
(1)
، يَتكَفَّأُ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"هَلْ أَطْعَمَكُمَا أَحَدٌ؟ ". فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنَا عَنِ الصَّلَاةِ. قَالَ:"أَسْبغِ الْوُضوءَ، وَخَلِّلِ الْأَصَابعَ، وَإِذَا اسْتَنْشَقْتَ فَبَالِغْ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا"
(2)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارِ:
531 -
فأخبرناه جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ [زَيْدٍ]
(3)
الْمَكِّيُّ، ثَنَا سَعِيذُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِّ كَثِيرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ
(4)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا اسْتَنْشَقْتَ فَبَالِغْ، إِلا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا، وَلَا تضْرِبْ ظَعِينَتَكَ كَمَا تَضْرِبُ أَمَتَكَ"
(5)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ:
(1)
في التلخيص: "يتقلع".
(2)
إتحاف المهرة (13/ 71 - 16441).
(3)
في النسخ الخطية كلها: "برزيه"، والمثبت كما في الإتحاف، وسائر أسانيد المصنف.
(4)
في هذا الموضع بياض في (ز) و (د) و (م).
(5)
إتحاف المهرة (13/ 71 - 16441).
532 -
فحدثنا أَبو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ
(1)
، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ وَافِدَ بَنِي الْمُنْتَفِقِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْني عَنِ الْوُضُوءِ، فَقَالَ:"أَسْبغِ الْوُضوءَ، وَخَلِّلْ بَيْنَ الْأَصَابعِ، وَبَالِغْ في الاسْتِنْشَاقِ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا"
(2)
.
وَلهَذَا الْحَدِيثِ شَاهِدٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
533 -
أخبرناه بَكْرُ بْنُ مُحَمَدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا خَالِذ بْنُ مَخْلَدِ، ثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ قَارِظِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(3)
، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ الْمُرِّيِّ
(4)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اسْتَنْثِرُوا مَرَّتَيْنِ بَالِغَتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا"
(5)
.
534 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا إِسرَائِيلُ.
(1)
هو: يحيى بن سليم القرشي الطائفي. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (13/ 71 - 16441).
(3)
كذا في النسخ الخطية كلها، واسمه:"قارظ بن شيبة"، كما في الإتحاف، وكتب الرجال، وقد أخرج له أبو داود وابن ماجه والنسائي في الكبرى هذا الحديث، غير أن البيهقي قد روى له هذا الحديث في السنن الكبرى (1/ 82)، من طريق أبي داود الطيالسي، فقال:"عن قارظ يعني ابن عبد الرحمن" فلا ندرى إن كان ذلك تحريف أو أن شيبة لقب لعبد الرحمن اشتهر به، والله أعلم.
(4)
في (و) و (د) و (ح)، والتلخيص:"المزني".
(5)
إتحاف المهرة (8/ 166 - 9136).
وَأَخْبَرَنَا
(1)
أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِي - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ تَوَضَّأَ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَاسْتَنْشَقَ، وَمَضْمَضَ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ ظَاهِرِهِمَا وَبَاطِنِهِمَا، وَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ ثَلَاثًا حِينَ غَسَلَ وَجْهَهُ قَبْلَ أَنْ يَغْسِلَ قَدَمَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ الَّذِى رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ
(2)
.
قَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى إِخْرَاجِ طُرُقٍ لِحَدِيثِ عُثْمَانَ فِي ذِكْرِ وُضُوئِهِ، وَلَمْ يَذْكُرَا فِي رِوَايَاتهِمَا تَخْلِيلَ اللِّحْيَةِ ثَلَاثًا
(3)
، وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، قَدِ احْتَجَّا بِجَمِيعِ رُوَاتِهِ غَيْرِ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ، وَلَا أَعْلَمُ فِي عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ طَعْنًا بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ
(4)
، وَلَهُ فِي تَخْلِيلِ اللِّحْيَةِ شَاهِدٌ صَحِيحٌ
(5)
عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَعَائِشَةَ.
(1)
قوله: "أحمد المحبوبي، ثنا سعيد بن مسعود، ثنا عبيد الله بن مرسى، أنا إسرائيل وأخبرنا" ساقط من (و) و (د) و (ح).
(2)
إتحاف المهرة (11/ 47 - 13672).
(3)
قوله: "ثلاثا" غير موجود في (و) و (د) و (ح).
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ضعفه ابن معين".
(5)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: قوله: إنه صحيح غير صحيح؛ بل هو معلول، وما وقع عنده في نسب عبد الكريم وهم، وإنما هو أبو أمية، وقد ضعفه الجمهور. وقال الترمذي في جامعه: سمعت إسحاق بن منصور لقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: قال ابن عيينة: لم يسمع عبد الكريم من حسان حديث التخليل. وقال البخاري: لا يصح حديث سعيد.
وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: أهو صحيح؟ فقال: لو كان صحيحا لكان في مصنفات ابن أبي عروبة. قال ابن دقيق العيد: ليس هذا بعلة قوية.
قلت: قد بين ابن المدينى علة هذا الحديث، فقال: لم يسمعه قتادة إلا من عبد الكريم.
والله أعلم".
أَمَّا حَدِيثُ عَمَّارٍ:
535 -
فحدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ.
وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَنْصُورِيُّ
(1)
، ثَنَا هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ، ثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ
(2)
، عَنْ حَسَّانَ بْنِ بِلَالٍ، أَنَّهُ رَأَى عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَتَوَضَّأُ، فَخَلَّلَ اللَّحْيَةَ، فَقِيلَ لَهُ: تُخِلِّلُ لِحْيَتَكَ؟ فَقَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قتَادَةَ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ
(3)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:
536 -
فحدثناه عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ
(4)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ
(5)
، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ
(6)
، عَنِ
(1)
هو: محمد بن الحسن بن الحسين بن منصور، أبو الحسن التاجر المنصوري النصراباذى.
(2)
كذا قال، وأراد: عبد الكريم بن مالك أبو سعيد الجزري الحراني، وذلك وهم؛ فالحديث حديث عبد الكريم بن أبي المخارق أبي أمية البصري، وكذا سُمِّي عند الحميدي (1/ 233)، ورواه الترمذي (1/ 45) وابن ماجة (1/ 359) عن ابن أبي عمر به على الصواب، فلعل الوهم في نسبته "الجزري" من هارون بن يوسف الشطوي والله أعلم، وقال ابن حجر في الإتحاف:"كذا قال - ثم قال - وما وقع عنده في نسب عبد الكريم وهم، وإنما هو أبو أمية".
(3)
إتحاف المهرة (11/ 719 - 14930).
(4)
في (و) و (د) و (ح): "بن أبي كثير"، ولم نر لابن أبي كريمة رواية عن: محمد بن حرب الخولاني غير هذه، والمعروف بالرواية عنه هو: محمد بن وهب بن عطية السلمى.
(5)
هو: محمد بن حرب الخولاني الأبرش كاتب الزبيدى. من رجال التهذيب.
(6)
هو: محمد بن الوليد بن عامر أبو الهذيل الزبيدى. من رجال التهذيب.
الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ وَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ بِأَصَابِعِهِ مِنْ تَحْتِهَا، وَقَالَ:"بِهَذَا أَمَرَني رَبِّي"
(1)
(2)
.
537 -
وثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، نَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبٍ، نَا مَرْوَانُ بْن مُحَمَّدٍ
(3)
، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ، عَنْ مُوسَى
(4)
بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ أَنَس بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ وَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ، وَقَالَ:"بِهَذَا أَمَرَني رَبِّي"
(5)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ:
538 -
فحدثناه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، ئَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ،
(1)
قوله: "وقال: "بهذا أمرني ربي" غير موجودة في (و) و (د) و (ح).
(2)
إتحاف المهرة (2/ 295 - 1752)، ورواه الذهلي في الزهريات عن محمد بن خالد الصفار من أصله وكان صدوقا عن محمد بن حرب به، وقال الذهلى: ثنا يزيد بن عبد ربه ثنا محمد بن حرب عن الزبيدي أنه بلغه عن أنس، فهو معلول. كما في تلخيص الحبير (1/ 150).
(3)
هو: مروان بن محمد بن حسان الطاطري، وعنه محمد بن وهب بن عطية السلمي.
وكلاهما من رجال التهذيب.
(4)
في (و) و (د) و (ح): "يونس".
(5)
إتحاف المهرة (2/ 350 - 1865)، وقال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: رجاله ثقات، إلا أنه منقطع، فقد قال ابن أبي حاتم في العلل عن أبيه، قال: كنا نظن أن ذلك غريب ثم تبين لنا علته، فقد حدث به حسن بن صالح، عن موسى بن أبي عائشة، عن رجل، عن يزيد الرقاشي، عن أنس. قال أبو حاتم: وسقط من الإسناد الأول رجلان.
نقول: كذا رواه ابن أبي شيبة في مصنفه: عن يحيى بن آدم، عن حسن"، أخطأ في مروان بن محمد، وانظر علل ابن أبي حاتم (1/ 545، 420)، ومصنف ابن أبي شيبة (1/ 277) و (20/ 195).
ثَنَا هِلَالُ بْنُ فَيَّاضٍ، ثَنَا عُمَرُ
(1)
بْنُ أَبِي وَهْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ ثَرْوَانَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
(2)
بْنِ كُرَيْزٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا تَوَضَّأَ خَلَّلَ
(3)
(4)
.
وَهَذَا شَاهِدٌ صَحِيحٌ فِي مَسْحِ بَاطِنِ الْأُذُنيْنِ.
539 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ بَالويَهْ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الْأَزْدِيُّ، ثَنَا [مُعَاوَيةُ بْنُ عَمْرٍو]
(5)
، ثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ، فَمَسَحَ بَاطِنَ أُذُنَيْهِ وَظَاهِرَهُمَا
(6)
. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَأْمُرُ بِذَلِكَ
(7)
.
زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، قَدْ أَسْنَدَهُ عَنِ الثوْرِيِّ وَأَوْقَفَهُ [الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ عَنْهُ]
(8)
.
(9)
(1)
في التلخيص: "عمرو".
(2)
كذا في النسخ الخطية كلها، والتلخيص، والصواب:"طلحة بن عبيد الله" كما في الإتحاف
وكتب الرجال.
(3)
في الإتحاف: "خلل لحيته".
(4)
إتحاف المهرة (16/ 1124 - 21747).
(5)
في النسخ الخطية كلها: "محمد بن عمرو"!، والمثبت من الإتحاف، وسائر أسانيد المصنف، وهو: معاوية بن عمرو بن المهلب الأزدي المعني، جد محمد بن أحمد بن النضر من قبل أمه.
(6)
في التلخيص: "بظاهرهما".
(7)
إتحاف المهرة (1/ 603 - 863).
(8)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من الإتحاف.
(9)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: وجزم البيهقي بأن رواية زائدة غير محفوظة، وأن الصواب: حميد عن أنس عن ابن مسعود".
540 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ.
وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْأَصْبَهَانِي، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الأنَصَارِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ
…
…
(1)
ثَنَا زَيْدُ بْن الْحُبَابِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَشَاهِدُهُ الْحَدِيثُ الْمُرْسَلُ الْمَشْهُورُ، عَنْ مُعَاوَيةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضأَ مَرَّةً مَرَّةً، ثُمَّ قَالَ:"هَذَا وَظِيفَة الْوُضُوءِ". ثُمَّ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَّيْنِ، فَقَالَ:"هَذَا الْوَسَطُ مِنَ الْوُضُوءِ الَّذِي يُضَاعِف اللهُ الْأَجْرَ لِصَاحِبِهِ مَرَّتَيْنِ". الْحَدِيثَ بِطولِهِ
(3)
.
541 -
حدثنا أَبو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو الْوَليدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زيدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ مَرَّةَ مَرَّةً، وَجَمَعَ بَيْنَ الْمَضْمَضَةِ وَالاسْتِنْشَاقِ
(4)
.
(1)
بياض في النسخ كلها، ولا يوجد السند في الإتحاف أيضا.
(2)
إتحاف المهرة (15/ 174 - 19103).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: مداره على زيد العمي وهو واه".
(4)
إتحاف المهرة (7/ 458 - 8224).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا، وَلَمْ يُخَرِّجَا الْجَمَعَ بَيْنَ الْمَضْمَضَةِ وَالاسْتِنْشَاقِ.
542 -
أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ، ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَأَ بِغَرْفَةٍ غَرْفَةٍ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ
(2)
.
543 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَعْمَرِيُّ
(3)
بِالْمَدِينَةِ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ وَمَالِكِ بْنِ أَنسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ؛ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زيدٍ، عَنْ بِلَالٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْأَسْوَافَ
(4)
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَهَبَ لِحَاجَتِهِ، قَالَ: فَجَاءَ فَنَاوَلْتُهُ مَاءَ، فتوَضَّأَ، ثُمَّ ذَهَبَ ليُخْرِجَ ذِرَاعَيْهِ مِنْ جُبَّتِهِ فَلَمْ يَقْدِرْ، فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ، فتوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ
(5)
.
(1)
إتحاف المهرة (7/ 460 - 8225).
(2)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: قد أخرجه البخاري بلفظ: "توضأ مرة مرة"، وقوله: "مرة مرة" كقوله: "بغرفة غرفة" سواء، فلا وجه لاستدراكه" وانظر حديث رقم (528) وتعليق المصنف عليه.
(3)
كذا في النسخ الخطية كلها، وهو: محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن المسيب بن أبي السائب المسيبي القرشي المخزومي، من رجال التهذيب، ولم نر من نسبه معمريا في غير هذا الموضع.
(4)
قال ابن الأثير في النهاية (2/ 422): "الأسواف: هو اسم لحرم المدينة الذي حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد تكرر في الحديث".
(5)
إتحاف المهرة (2/ 644 - 2431).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنسٍ، وَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَفِيهِ فَائِدَةٌ كَبِيرَةٌ، وَهِيَ أَنَّهُمَا لَمْ يُخَرِّجَا حَدِيثَ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ فِي مَسْحِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْخُفَّيْنِ فِي الْحَضرِ، وَذِكْرُ التَّوْقِيتِ فِيهِ، إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى أَخْبَارِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
(1)
، وَالْمُغِير بْنِ شُعْبَةَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ ......
(2)
فَإِنِّ الْأَسْوَافَ مَحِلَّة مَشْهُورَةٌ مِنْ مَحَالِّ الْمَدِينَةِ، وَالْحَدِيثُ مَشْهُورٌ بِدَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ الْفَرَّاءِ.
544 -
حدثنا أَبُو جَعْفَرِ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِيء، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
(3)
، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ زيدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: دَخَلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم الْأَسْوَاقَ، فَذَهَبَ لِحَاجَتِهِ وَمَعَهُ بِلَالٌ، ثُمَّ خَرَجَا، فَسَأَلْتُ بِلَالًا: مَاذَا صَنَعَ؟ قَالَ: تَوَضَّأَ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ويدَيْهِ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ
(5)
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، فَقَدِ احْتَجَّ بِدَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ.
545 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ.
(1)
بل انفرد به مسلم (1/ 159) من حديث القاسم بن مخيمرة عن شريح بن هانيء عن علي.
(2)
بياض في النسخ الخطية كلها.
(3)
في (و) و (د) و (ح): "ثنا إبراهيم"! وأبو نعيم الفضل بن دكين يروي عن داود بن قيس الفراء، وعنه أحمد بن محمد بن نصر أبو نصر اللباد النيسابوري.
(4)
إتحاف المهرة (2/ 644 - 2431).
(5)
قوله: "حديث" غير موجود في (ز) و (و).
ثُمَّ حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَين بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ
(1)
بِمِصْرَ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مِقْلَاصٍ وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْن الْحَارِثِ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الأنصَارِيِّ قَالَ: رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأ، فَأَخَذَ مَاءً لِأُذُنَيْهِ خِلَافَ الْمَاءِ الَّذِي مَسَحَ بِهِ رَأْسَهُ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ إِذَا سَلِمَ مِنِ ابْنِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ هَذَا، فَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِجَمِيعِ رُوَاتِهِ، وَقَدْ حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ، وَشَاهِدُهُ:
546 -
حدثناه أَبُو الْوَليدِ الْفَقِيه غَيْرَ مَرَّةٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ وَاسِعٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ زَيْدٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَسَحَ أُذُنَيْهِ غَيْرَ الْمَاءِ الَّذِي مَسَحَ بِهِ رَأْسَهُ
(3)
.
وَهَذَا يُصَرِّحُ بِمَعْنَى الْأَوَّلِ، وَهُوَ صَحِيحٌ مِثْلُهُ.
547 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا بِشْر بْن الْمُفَضَّلِ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ
(1)
هو: محمد بن أحمد بن عثمان، أبو طاهر المديني نزيل مصر يعرف بابن أبي عبيد الله، يروي مناكير.
(2)
إتحاف المهرة (6/ 642 - 7138).
(3)
إتحاف المهرة (6/ 642 - 7138) أصله في مسلم (1/ 146) من حديث هارون بن معروف وهارون بن سعيد وأبي الطاهر عن ابن وهب، وفيه:"ومسح برأسه بماء غير فضل يده".
الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَسَحَ أُذُنيْهِ بَاطِنَهُمَا
(1)
وَظَاهِرَهُمَا
(2)
.
لَمْ يَحْتَجَّا بِابْنِ عَقِيلٍ، وَهُوَ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ، مُقَدَّمٌ فِي الشَّرَفِ.
548 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو دَاوُدَ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهيمَ، قَالُوا: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه، أَنَا وَرَجُلَانِ: رَجُلٌ مِنَّا، وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، قَالَ: فَبَعَثَهُمَا لِحَاجَتِهِ وَقَالَ: إِنَّكُمَا عِلْجَانِ، فَعَالِجَا عَنْ دِينِكُمَا. قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ الْمَخْرَجَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ جَعَلَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَكَأَنَّا أَنْكَرْنَا، فَقَالَ: كَأَنَّكُمَا أَنْكَرْتُمَا، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي الْحَاجَةَ، ويَقْرَأُ الْقُرْآنَ، ويأْكُلُ اللَّحْمَ، وَلَمْ يَكُنْ يَحْجُبُهُ عَنْ قِرَاءَتِهِ شَيْءٌ لَيْسَ الْجَنَابَةُ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَالشَّيْخَانِ لَمْ يَحْتَجَّا بِعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ، وَمَدَارُ الْحَدِيثِ عَلَيْهِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ سَلِمَةَ غَيْرُ مَطْعُونٍ فِيهِ.
549 -
أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ وَأَبُو عَوْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَاهَانَ الْخَزَّازُ بِمَكَّةَ فِي آخَرِينَ قَالُوا: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
(1)
في (و): "ظاهرهما وباطنهما".
(2)
إتحاف المهرة (16/ 940 - 21426).
(3)
إتحاف المهرة (11/ 496 - 14505).
عِيسَى الْقَاضِي، قَالَا: ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَعُودَ فَلْيَتَوَضَّأْ؛ فَإِنَّهُ أَنْشَط لِلْعَوْدِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ، إِنَّمَا خَرَّجَاهُ إِلَى قَوْلِهِ:"فَلْيَتَوَضَّأْ". فَقَطْ، وَلَمْ يَذْكُرَا فِيهِ:"فَإِنَّهُ أَنْشَطُ لِلْعَوْدِ"
(2)
. وَهَذِهِ لَفْظَةٌ تَفَرَّدَ بِهَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، وَالتَّفَرُّدُ مِنْ مِثْلِهِ مَقْبُولٌ عِنْدَهُمَا.
550 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَتَّابٍ، [ثَنَا]
(3)
أَبُو الْأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ وَيحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَا: ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِية بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ قَالَ: سَألتُ عَائِشَةَ، قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي الْجَنَابَةِ، أَكَانَ يَغْتَسِلُ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ، أَوْ يَنَامُ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ؟ قَالَتْ: كُل ذَلِكَ قَدْ كَانَ يَفْعَلُ، رُبَّمَا اغْتَسَلَ فَنَامَ، وَرُبَّمَا تَوَضَّأَ فَنَامَ. قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الْأَمْرِ سَعَةً
(4)
.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ قُتَيْبَةَ
(5)
، وَلَمْ يَذكُرْ شَوَاهِدَهُ بِألفَاظِهَا.
(1)
إتحاف المهرة (5/ 357 - 5581).
(2)
بل انفرد به مسلم (1/ 171) من حديث حفص بن غياث ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ومروان بن معاوية، عن عاصم به كما ذكر المصنف.
(3)
ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ الخطية كلها، والمثبت من الإتحاف.
(4)
إتحاف المهرة (17/ 66 - 21883).
(5)
صحيح مسلم (1/ 171)، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: فلا حاجة إذا لاستدراكه".
وَقَدْ تَابَعَهُ غُضَيْفُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَائِشَةَ.
551 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَسِيْدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الدَّارَبَرْدِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو حُذيْفَةَ، قَالَا: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ غُسْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجَنَابَةِ، فَقَالَتْ: رُبَّمَا اغْتَسَلَ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ، وَرُبَّمَا نَامَ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ
(1)
.
تَابَعَهُ كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ بُرْدٍ:
552 -
حدثناه أَبُو بَكرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا أَبُو مُسْلِمٍ
(2)
، ثنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن حَمَّادٍ، ثَنَا كَهْمَسٌ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ
(3)
، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَصَابَهُ الْجَنَابَةُ اغْتَسَلَ مِنْ أَوَّلٍ، أَوْ مِنْ آخِرِهِ؟ قَالَتْ: رُبَّمَا اغْتَسَلَ مِنْ أَؤَلهِ، وَرُبَّمَا اغْتَسَلَ مِنْ آخِرِهِ. قُلْتُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الْأَمْرِ سَعَةً
(4)
.
وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ.
(1)
إتحاف المهرة (17/ 436 - 22580).
(2)
في (و) و (د) و (ح): "ثنا أبو عامر"، وهو: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم، أبو مسلم الكشي.
(3)
هو: برد بن سنان. من رجال التهذيب.
(4)
إتحاف المهرة (17/ 436 - 22580).
553 -
وأخبرنا عَبْد اللَّهِ بْنُ مُوسَى
(1)
، أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ، ثَنَا الْمُعَافَى بْنِ سُلَيْمَانَ، ثَنَا زُهَيْرٌ.
وَثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضرَمِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ
(2)
، ثَنَا زُهَيرٌ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، وَلَا أَرَاهُ يُحْدِثُ وُضُوءًا بَعْدَ الْغُسْلِ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَهُ شَاهِدٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ مُلَخَّصٌ مُفَسَّرٌ، وَلَمْ يَشُكَّ فِيهِ الرَّاوِي:
554 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى شَرِيكٍ.
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يَتَوَضَّأُ بَعْدَ الْغُسْلِ
(4)
.
وَلَهُ شَاهِدٌ صَحِيحٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
555 -
حدثني عُمَرُ بْنُ جَعْفَرٍ
(5)
الْبَصْرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ،
(1)
هو: عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب، أبو محمد الكعبي النيسابوري الصيدلاني.
(2)
هو: أحمد بن عبد الله بن يونس، أبو عبد الله اليربوعي. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (16/ 1010 - 21523).
(4)
إتحاف المهرة (16/ 1010 - 21523).
(5)
في (و) و (د) و (خ)، والإتحاف:"حفص".
ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ، ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ
(1)
، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الْوُضُوءِ بَعْدَ الْغُسْلِ، فَقَالَ:"وَأَيُّ وُضُوءٍ أَفْضَلُ مِنَ الْغسْلِ؟ "
(2)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَزِيعٍ ثِقَةٌ، وَقَدْ أَوْقَفَهُ غَيْرُهُ
(3)
.
556 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قتيْبَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى شَرِيكٍ.
وَأَخْبَرَني عَبْدُ اللهِ بْنُ محَمَّدِ بْنِ مُوسَى، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا أَبُو الرَّبِيعِ
(4)
، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَا: ثَنَا حُرَيْثُ بْنُ أَبِي مَطَرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْتَدْفِيءُ بِهَا بَعْدَ الْغُسْلِ
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ
(6)
، وَلَمْ يُخَرجَاهُ.
وَشَوَاهِدُهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ [وَعُرْوَةَ]
(7)
عَنْ عَائِشَةَ، وَالطَّرِيقُ إِلَيْهِمَا فَاسِدٌ.
557 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
(1)
في (و) و (د) و (ح) و (م): "عبد الله بن عمر"، والمثبت من (ز) والتلخيص والإتحاف.
(2)
إتحاف المهرة (9/ 207 - 10903).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: وهو الصواب".
(4)
هو: الزهراني سليمان بن داود العتكي. من رجال التهذيب.
(5)
إتحاف المهرة (17/ 532 - 22743).
(6)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: حريث ضعيف لم يخرجه مسلم أصلا ولا شاهدا، نعم استشهد به البخاري في موضع تعليقا"، وقد استنكره عليه ابن عدي (2/ 474).
(7)
في النسخ الخطية كلها: "وعبدة". والمثبت كما في التلخيص.
ابْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَهُ خِرْقَةٌ يُنَشِّفُ بِهَا بَعْدَ الْوُضُوءِ
(1)
.
أَبُو مُعَاذٍ هَذَا هُوَ الْفَضْلُ
(2)
بْنُ مَيْسَرَةَ بَصْرِيٌّ
(3)
، رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَأَثنَى عَلَيْهِ، وَهُوَ حَدِيثٌ قَدْ رُوِيَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَغَيْرِهِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
558 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَكَّارُ بْنُ قتُيْبَةَ الْقَاضِي بِمِصْرَ، ثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ مَرْوَانَ الْأَصْفَرِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ أَناخَ رَاحِلتَهُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، ثُمَّ جَلَسَ يَبُولُ إِلَيْهَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَلَيْسَ قَدْ نُهِيَ عَنْ هَذَا؟ قَالَ: إِنَّمَا نُهِيَ عَنْ ذَلِكَ فِي الْفَضَاءِ، فَإِذَا كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ [شَيْءٌ يَسْتُرُكَ فَلَا بَأْسَ
(4)
]
(5)
.
(1)
إتحاف المهرة (17/ 168 - 22080).
(2)
كذا في النسخ الخطية كلها، والصواب:"الفضيل" بالتصغير، كما في الإتحاف ومصادر ترجمته.
(3)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: إنما هو سليمان بن أرقم كما قال الدارقطني، وكذا جزم به ابن عدي والبيهقي، وكذا حكاه الترمذى، ومما يؤيده: أن الفضيل بن ميسرة لم يقع له رواية عن الزهرى قط، وقال: الخلال عن مهنأ: سألت أحمد عن حديث أبي معاذ في التمندل بعد الوضوء؟ فقال: منكر منكر، وأبو معاذ، نا سفيان بن معاذ وهو ضعيف" انظر سنن الدراقطنى (1/ 197) والكامل (4/ 231) والسنن الكبرى للبيهقى (1/ 185) وسنن الترمذي (1/ 69).
(4)
إتحاف المهرة (8/ 676 - 10220)، والحسن بن ذكوان فيه ضعف، وإنما أخرج له البخاري حديثا واحدا له فيه متابع.
(5)
ما بين المعقوفين بياض في النسخ كلها، والمثبت من التلخيص، ومن السنن الكبرى للبيهقي (1/ 92) حيث رواه عن المصنف بسنده ومنه سواء.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، فَقَدِ احْتَجَّ بِالْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ عَنْ جَابِرٍ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ:
559 -
حدثناه أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْن بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، ثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَانَا أَنْ نَسْتَدْبِرَ الْقِبْلَةَ أوْ نَسْتَقْبِلَهَا بِفُرُوجِنَا إِذَا أَهْرَقْنَا الْمَاءَ، ثُمَّ رَأَيْنَاهُ قَبْلَ مَوْتِهِ وَهُوَ يَبُولُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ
(1)
.
560 -
حدثنا أَبُو حَفْصٍ
(2)
عُمَرُ بْن مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى، ثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ
(3)
، ثَنَا أَبُو كَامِلٍ
(4)
، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ
(5)
، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"ثَمَنُ الْكَلْبِ خَبِيثٌ، وَهُوَ أَخْبَثُ مِنْهُ"
(6)
.
(1)
إتحاف المهرة (3/ 313 - 3092).
(2)
في (و) و (د) و (ح): "أبو جعفر".
(3)
هو: صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب، أبو على الحافظ، جزرة.
(4)
هو: فضيل بن حسين بن طلحة البصرى، أبو كامل الجحدري. من رجال التهذيب، أخرج له مسلم دون البخارى.
(5)
كذا رواه المصنف هاهنا، وعنه البيهقي في سننه الكبرى (1/ 19)، والصواب:"الضحاك بن عباد"، كما رواه العقيلي في الضعفاء (3/ 146)، والدارقطني في سننه (1/ 102)، وقال العقيلي:"مجهول والراوي عنه متروك".
(6)
إتحاف المهرة (8/ 522 - 8372).
هَذَا حَدِيثٌ رُوَاتُهُ كلُّهمْ ثِقَاتٌ، فَإِنْ سَلِمَ مِنْ يُوسُفَ بْنِ خَالِدٍ السَّمْتِيِّ
(1)
، فَإِنَّهُ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَقَدْ خَرَّجْتُهُ لِشِدَّةِ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ، وَقَدِ اسْتَعْمَلَ مِثْلَهُ الشَّيْخَانِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ يَطُولُ بِشَرْحِهِ الْكِتَابُ.
561 -
حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقوبَ، أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدِ الْبَيْرُوتِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شعَيبِ بْنِ شَابُورَ، حَدَّثَنِي عُتْبَةُ
(2)
بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّونَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي هَذِهِ الْآيَةِ:{فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}
(3)
. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، إِن الله قَدْ أثنَى عَلَيْكم خَيْرًا فِي الطُّهُورِ، فَمَا طُهُورُكُمْ هَذَا؟ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَتَوَضَّأ لِلصَّلَاةِ، وَالْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"هَلْ مَعَ ذَلِكَ غَيرهُ؟ ". قَالُوا: لَا، غَيْرَ أَنَّ أَحَدَنَا إِذَا خَرَجَ مِنَ الْغَائِطِ أَحَبَّ أَنْ يَسْتَنْجِيَ بِالْمَاءِ. قَالَ:"هوَ ذَاكَ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ كَبِيرٌ صَحِيحٌ فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ، فَإِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ وَعُتْبَةَ بْنَ أَبِي حَكِيمِ مِنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ الشَّامِ
(5)
، وَالشَّيْخَانِ
(6)
إِنَّمَا أَخَذَا مُخَّ الرِّوَايَاتِ، وَمِثْلُ هَذَا الْحَدِيثِ لَا مَتْرَكَ لَهُ.
(1)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: يوسف كذبه يحيى بن معين".
(2)
في (و) و (د) و (ح): "عقبة".
(3)
(التوبة: 108).
(4)
إتحاف المهرة (3/ 158 - 2731).
(5)
في التلخيص: "من أئمة هذا الشأن".
(6)
بياض في (ز) و (د) ر (ح) و (م)، والعبارة متصلة في (و).
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ: مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ أَعْرَفُ النَّاسِ بِحَدِيثِ الشَّامِيِّينَ.
وَلَهُ شَاهِدٌ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ:
562 -
أخبرناه أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أويْسٍ، ثَنَا أَبِي، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ الْأَنَصَارِيِّ ثُمَّ الْعَجْلَانِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَهْلِ قُبَاءَ:"إِنَّ الله قَدْ أَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْكمْ فِي الطُّهُورِ"، وَقَالَ:{فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا}
(1)
. حَتَّى انْقَضَتِ الْآيَةُ، فَقَالَ لَهُمْ:"مَا هَذَا الطُّهُورُ؟ "
(2)
…
(3)
563 -
…
(4)
[ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، ثَنَا
(5)
] أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ الْأَنْصَارِيُّ، ثُمَّ الْمَازِنِيُّ: مَازِنُ بَنِي النَّجَّارِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَرَأَيْتَ وُضُوءَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ لِكُلِّ صلَاةٍ طَاهِرًا كَانَ أَوْ غيرَ طَاهِرٍ، عَنْ مَنْ هُوَ؟ قَالَ: حَدَّثَتْهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْغَسِيلَ حَدَّثَهَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَمَرَ بِالْوُضُوءِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، طَاهِرًا كَانَ أَوْ غَيْرَ طَاهِرٍ، فَلَمَّا شَقَّ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ
(1)
(التوبة:108)
(2)
إتحاف المهرة (12/ 556 - 16076).
(3)
بياض في النسخ كلها.
(4)
أول الحديث ساقط من النسخ كلها، والإتحاف.
(5)
ما بين المعقوفين مستدرك من الإتحاف.
صَلَاةٍ وَوَضَعَ عَنْهُمُ الْوُضُوءَ إِلا مِنْ حَدَثٍ. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَرَى أَنَّ بِهِ قُوَّةً عَلَى ذَلِكَ، فَفَعَلَهُ حَتَّى مَاتَ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ
(2)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صلَاةٍ، فَلَمَّا كَانَ عَامُ الْفَتْحِ صَلَّى الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا بِوَضُوءٍ وَاحِدٍ
(3)
.
564 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُوُنسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثَنَا مُحَمَّد بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي صدَقَةُ بْن يَسَارِ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ - وَهُوَ عَقِيلُ بْنُ جَابِرٍ، سَمَّاهُ سَلَمَةُ الْأَبْرَشُ - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْور ذَاتِ الرِّقَاعِ مِنْ نَخْل، فَأَصَابَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ امْرَأَةَ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم قَافِلًا أَتَى زَوْجُهَا وَكَانَ غَائِبًا، فَلَمَّا أُخْبِرَ الْخَبَرَ حَلَفَ لَا يَنْتَهِى حَتَّى يُهْرِيقَ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَمًا، فَخَرَجَ يَتَّبعُ أثَرَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَنزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلًا فَقَالَ:"مَنْ رَجُل يَكْلَؤُنَا لَيْلتنَا هَذِهِ؟ ". فَانْتُدِبَ رَجُلٌ مِنَ الْمهَاجِرِينَ، وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنَصَارِ، فَقَالَا: نَحْنُ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: "فَكُونَا بِفَمِ الشِّعْبِ". قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ قَدْ نَزَلُوا إِلَى الشِّعْبِ مِنَ الْوَادِي، فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ الرَّجُلَانِ إِلَى فَمِ الشِّعْبِ، قَالَ الأنَصَارِيُّ لِلْمُهَاجِرِيِّ: أَيُّ اللَّيْلِ أَحَبُّ
(1)
إتحاف المهرة (6/ 582 - 7017).
(2)
قوله: "على شرط مسلم" غير موجود في (و) و (د) و (ح).
(3)
بل انفرد به مسلم (1/ 232).
إِلَيْكَ أَنْ أَكْفِيَكَهُ، أَوَّلهِ أَوْ آخِرِهِ؟ قَالَ: بَلِ اكْفِنِي أَوَّلَهُ. قَالَ: فَاضْطَجَعَ الْمُهَاجِرِيُّ فَنَامَ، وَقَامَ الْأَنْصَارِيُّ يُصَلِّي. قَالَ: وَأَتَى زَوْجُ الْمَرْأَةِ، فَلَمَّا رَأَى شَخَصَ الرَّجُلِ عَرَفَ أَنَّهُ رَبِيِئَةُ
(1)
الْقَوْمِ. قَالَ: فَرَمَاهُ بِسَهْمٍ فَوَضَعَهُ فِيهِ، قَالَ: فَنزعَهُ فَوَضَعَهُ، وَثَبَتَ قَائِمًا يُصَلِّي، ثُمَّ رَمَاهُ بِسَهْمٍ آخَرَ، فَوَضعَهُ فِيهِ، فَنَزَعَهُ فَوَضَعَهُ، وَثَبَتَ قَائِمًا يُصَلِّي، ثُمَّ عَادَ لَهُ الثَّالِثَةَ، فَوَضَعَهُ فِيهِ، فَنَزَعَهُ، فَوَضَعَهُ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ أَهَبَّ صَاحِبَهُ، فَقَالَ: اجْلِسْ فَقَدْ أتِيتُ. فَوَثَبَ، فَلَمَّا رَآهُمَا الرَّجُلُ عَرَفَ أَنَّهُ قَدْ نُذِرَ بِهِ، فَهَرَبَ، فَلَمَّا رَأَى الْمُهَاجِرِيُّ مَا بِالْأَنْصَارِيِّ مِنَ الدِّمَاءِ، قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، أَفَلَا أَهْبَبْتَنِي أَوَّلَ مَا رَمَاكَ؟ قَالَ: كُنْتُ فِي سُورَةٍ أَقْرَؤُهَا فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ أَقْطَعَهَا حَتَّى أُنْفِذَهَا، فَلَمَّا تَابَعَ عَلَيَّ الرَّمْيَ رَكَعْتُ فَآذَنْتُكَ، وَايْمُ اللهِ لَوْلَا أَنْ أُضَيِّعَ ثَغْرًا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِهِ لَقُطِعَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَقْطَعَهَا، أَوْ أُنْفِذَهَا
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ، فَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِأَحَادِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، فَأَمَّا عَقِيلُ بْنُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، فَإِنَّهُ أَحْسَنُ حَالًا مِنْ أَخَوَيْهِ
(3)
مُحَمَّدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهَذِهِ سُنَّةٌ ضَيِّقَةٌ قَدِ اعْتَمَدَ أَئِمَّتُنَا هَذَا الْحَدِيثَ، أَنَّ خُرُوجَ الدَّمِ مِنْ غَيْرِ مَخْرَجِ الْحَدثِ لَا يُوجِبُ الْوُضُوءَ.
(1)
قال ابن الأثير في النهاية (2/ 179): "الربيئة: وهو العين والطليعة، الذي ينظر للقوم لئلا يدهمهم عدو، ولا يكون إلا على جبل أو شرف ينظر منه".
(2)
إتحاف المهرة (3/ 276 - 3006)، وعقيل بن جابر بن عبد الله الأنصارى لم يرو عنه غير صدقة ووثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: لا أعرفه، وعلق حديثه البخاري (1/ 46) فقال: "ويذكر عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة ذات الرقاع
…
".
(3)
في (و): "إخوته".
565 -
أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
، ثَنَا إِسْحَاقُ، أَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرِ
(2)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نحْوَهُ
(3)
.
566 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ لَقَبُهُ حَمْدَانُ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانَ الْمَرُّوذِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْن إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ - وَاللَّفْظُ لَهُ - أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ، ثَنَا قَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ الْجَرْمِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فِي الْمُتَغَوِّطَيْنِ أَنْ يَتَحَدَّثَا؛ فَإِنَّ الله يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ
(4)
.
567 -
حدثناه عَلِيُّ بْن حَمْشَاذَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ
(5)
، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيذَ الْجَرْمِيُّ وَزيدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمُتَغَوِّطَين أَنْ يَتَحَدَّثَا، وَقَالَ:"إِن الله يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ"
(6)
.
(1)
هو: عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن شيرويه، يروي مسند إسحاق بن راهويه.
(2)
قوله: "عن جابر" ساقط من (و) و (د) و (ح).
(3)
إتحاف المهرة (3/ 276 - 3006).
(4)
إتحاف المهرة (5/ 389 - 5635).
(5)
هو: موسى بن هارون بن عبد الله، أبو عمران البزاز، المعروف والده بالحمال.
(6)
إتحاف المهرة (5/ 389 - 5635) وعياض بن هلال لم يرو عنه غير يحيى بن أبي كثير، ووثقه ابن حبان.
هَذَا عِيَاضُ بْنُ هِلَالٍ الْأَنَصَارِيُّ شَيْخٌ عِنَ التَّابِعِينَ، مَشْهُورٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَقَعَ إِلَى الْيَمَامَةِ، وَبِصِحَّةِ مَا ذَكَرْتُهُ:
568 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَفِيدُ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، ثَنَا سَلْمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَرَّاقُ، ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَخْرُجُ الرَّجُلَانِ، يَضْرِبَانِ الْغَائِطَ كَاشِفَانِ عَنْ عَوْرَتهِمَا؛ فَإِنَّ الله يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ هِلَالٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَإِنَمَا أَهْمَلَاهُ لِخِلَافٍ بَيْنَ أَصْحَابِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ فِيهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِلَالُ بْن عِيَاضٍ، وَقَدْ حَكَمَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْن إِسْمَاعِيلَ فِي التَّارِيخِ
(2)
، أَنَّهُ عِيَاضُ بْنُ هِلَالٍ الْأَنْصَارِيِّ، سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ، سَمِعَ مِنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَهُ هِشَامٌ، وَمَعْمَرٌ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَحَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ
(3)
.
وَسَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حَمْشَاذَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ هَارُونَ يَقُولُ: رَوَاهُ الْأَوْزَاعِيُّ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ مَرَّةً عَنْ يَحْيَى، عَنْ هِلَالِ بْنِ عِيَاضٍ.
وَقَدْ حَدَّثَنَاهُ
(4)
مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا.
(1)
إتحاف المهرة (5/ 389 - 5635).
(2)
التاريخ الكبير (7/ 21).
(3)
قوله: "قاله هشام، ومعمر، وعلي بن المبارك، وحرب بن شداد، عن يحيى بن أبى كثير" ساقط من (و)، وغير موجودة في المطبوع من التاريخ الكبير.
(4)
القائل: "وقد حدثناه" هو: موسى بن هارون.
وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ عِيَاضِ بْنِ هِلَالٍ، ثُمَّ شَكَّ فِيهِ، فَقَالَ: أَوْ هِلَالُ بْنُ عِيَاضٍ، رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينيِّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، فَاتَّفَقُوا عَلَى عِيَاضِ بْنِ هِلَالٍ، وَهُوَ الصَّوَابُ.
قَالَ الْحَاكِمُ: وَقَدْ حَكَمَ بِهِ إِمَامَانِ مِنْ أَئِمَّتِنَا مِثْلُ الْبُخَارِيِّ، وَمُوسَى بْنُ هَارُونَ بِالصِّحَّةِ لِقَوْلِ مَنْ أَقَامَ هَذَا الْإِسْنَادَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ هِلَالٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ فِيهِ شَوَاهِدَ، فَصَحَّ بِهِ الْحَدِيثُ، وَقَدْ خَرَّجَ مُسْلِمٌ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زيدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"لَا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ، وَلَا تَنْظُرُ الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ". الْحَدِيثَ
(1)
.
569 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ
(2)
، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُوتِرْ؟ فَإِنَّ الله وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، أَمَا تَرَى السَّمَاوَاتِ سَبْعًا، وَالْأَرَضِينَ سَبْعًا، وَالطَّوَافَ". وَذَكَرَ أَشْيَاءَ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(4)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ الْأَلْفَاظِ، إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى:"مَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ" فَقَطْ.
(1)
إتحاف المهرة (5/ 389 - 5635)، صحيح مسلم (1/ 183).
(2)
في (و) و (د) و (ح): "أبو عمار القزاز"!، وهو صالح بن رستم، عن عطاء بن أبي رباح.
(3)
إتحاف المهرة (15/ 377 - 19515).
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: منكر، والحارث ليس بعمدة".
570 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، أَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَسَمِعْتُهَا تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجَ مِنَ الْغَائِطِ قَالَ: "غُفْرَانَكَ"
(1)
.
571 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ أحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، [ثنا يحيى بن أبي بكير]
(2)
، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ الْغَائِطِ قَالَ: "غُفْرَانَكَ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ، فَإِنَّ يُوسُفَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ مِنْ ثِقَاتِ آلِ أَبِي مُوسَى، وَلَمْ نَجِدْ أَحَدًا يَطْعُنُ فِيهِ، وَقَدْ ذَكَرَ سَمَاعَ أَبِيهِ مِنْ عَائِشَةَ.
572 -
حدثنا أَبُو عُمَرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ، ثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا قَبِيصَةُ، ثَنَا سُفْيَانُ.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ
(4)
الْمَرْوَزِيُّ، أَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ
(5)
، أَنَا عَبْدَانُ، أَنَا عَبْدُ اللهِ
(6)
، أَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ
(1)
إتحاف المهرة (17/ 594 - 22863).
(2)
ما بين المعقوفين بياض في النسخ الخطية كلها، والمثبت من الإتحاف، ومن السنن الكبرى للبيهقي (1/ 97) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(3)
إتحاف المهرة (17/ 594 - 22863).
(4)
في (و) و (د): "الحسن بن حاتم".
(5)
هو: محمد بن عمرو، أبو الموجه الفزاري المروزي الأديب.
(6)
هو: عبد الله بن المبارك الحنظلي الإمام.
امْرَأَةً مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اغْتَسَلَتْ مِنْ جَنَابَةٍ، فتَوَضَّأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَوِ اغْتَسَلَ - مِنْ فَضْلِهَا
(1)
.
تَابَعَهُ شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكٍ:
573 -
حدثناه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ
(2)
، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي.
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقَطِيعِيُّ
(3)
.
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ الْبَجَلِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالُوا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتَوَضَّأَ مِنْ إِنَاءِ
(4)
، فَقَالَتِ امْرَأَة مِنْ نِسَائِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ تَوَضَّأْتُ مِنْ هَذَا، فتَوَضَّأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:"الْمَاءُ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ"
(5)
.
قَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِأَحَادِيثِ عِكْرِمَةَ، وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ بِأَحَادِيثِ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ فِي الطَّهَارَةِ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ، وَلَا نَحْفَظُ لَهُ عِلَّةٌ.
(1)
إتحاف المهرة (7/ 465 - 8234).
(2)
في الإتحاف: "أحمد بن جعفر" بدلا من: "محمد بن أحمد بن بالويه".
(3)
كذا في النسخ الخطية كلها، والإتحاف، والصواب "القُطَعي" نسبة إلى بني قطيعة وهم قوم من زبيد، وهو: محمد بن يحيى بن أبى حزم القطعي الزبيدي البصري، أما "القطيعي" فهي نسبة لمحال وقطائع متفرقة ببغداد.
(4)
قوله: "من إناء" غير موجود في (و) و (د) و (ح).
(5)
إتحاف المهرة (7/ 465 - 8234).
574 -
حدثنا أَبُو سَعِيدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَسْقَلَانِيُّ، ثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عُتْبَةَ - وَهُوَ ابْنُ أَبِي حَكِيمٍ
(1)
- عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: حَدَّثْنَا عَنْ شَأْنِ سَاعَةِ الْعُسْرَةِ، فَقَالَ عُمَرُ: خَرَجْنَا إِلَى تَبُوكَ فِي قَيْظٍ شَدِيدٍ، فَنزَلْنَا مَنْزِلًا أَصَابَنَا فِيهِ عَطَشٌ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّ رِقَابَنَا سَتَنْقَطِعُ، حَتَّى أَنَّ الرَّجُلَ لَيَنْحَرُ بَعِيرَهُ، فَيَعْصِرُ فَرْثَهُ فَيَشْرَبُهُ، ويجْعَلُ مَا بَقِيَ عَلَى كَبِدِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الله قَدْ عَوَّدَكَ فِي الدُّعَاءِ خَيْرًا، فَادْعُ لَهُ، فَقَالَ:"أَتُحِبُّ ذَلِكَ؟ ". قَالَ: نَعَمْ. فَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمْ يُرْجِعْهُمَا حَتَّى قَالَتِ السَّمَاءُ، فَأَظَلَّتْ، ثُمَّ سَكَبَتْ، فَمَلئُوا مَا مَعَهُمْ، ثمَّ ذَهَبْنَا نَنْظُرُ فَلَمْ نَجِدْهَا جَازَتِ الْعَسْكَرَ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدْ ضَمَّنَهُ سُنَّةً غَرِيبَةً، وَهُوَ أَنَّ الْمَاءَ إِذَا خَالَطَهُ فَرْثُ مَا يُؤْكَل لَحْمُهُ
(3)
لَمْ يُنَجِّسْهُ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ يُنَجِّسُ الْمَاءَ لَمَا أَجَازَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمُسْلِمٍ أَنْ يَجْعَلَهُ عَلَى كَبِدِهِ حَتَّى يُنَجِّسَ بَدَنَهُ.
575 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ بِذَلِكَ ابْنُ أَنَسٍ.
(1)
كذا في النسخ الخطية كلها، وكذا رواه البيهقي عنه في الكبرى (9/ 357)، وعتبة بن أبي حكيم شامي فيه ضعف لا يروي عن نافع بن جبير، ولا روى عنه سعيد بن أبي هلال، والصواب: عتبة بن أبي عتبة مسلم المدني التيمي مولاهم - أخرج له الشيخان - كما عند ابن خزيمة في صحيحه (1/ 52).
(2)
إتحاف المهرة (12/ 230 - 15473).
(3)
قوله "لحمه" غير موجود في (و) و (د) و (ح).
وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ حُمَيْدَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ كَبْشَةَ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - وَكَانَتْ تَحْتَ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ - أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَسَكَبَتْ لَهُ وَضُوءًا، فَجَاءَتْ هِرَّةٌ لِتَشْرَبَ مِنْهُ، فَأَصْغَى لَهَا أَبُو قَتَادَةَ الْإِنَاءَ حَتَّى شَرِبَتْ. قَالَتْ كَبْشَةُ: فَرَآنِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَتَعْجَبِينَ يَا بِنْتَ أَخِي؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّهَا مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَاتِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ عَلَى أَنَّهُمَا عَلَى مَا أَصَّلَاهُ فِي تَرْكِهِ، غَيْرَ أَنَّهُمَا قَدْ شَهِدَا جَمِيعًا لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، أَنَّهُ الْحَكَمُ فِي حَدِيثِ الْمَدَنِيِّينَ، وَهَذَا الْحَدِيثُ مِمَّا صحَّحَهُ مَالِكٌ، وَاحْتَجَّ بِهِ فِي الْمُوَطَّأِ، وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّ لَهُ شَاهِدًا بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ:
576 -
حدثناه أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْقَاضِي بِبُخَارَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُسَافِعِ بْنِ شَيْبَةَ الْحَجَبِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ [أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الْهِرَّةِ:"إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، هِىَ كَبَعْضِ أَهْلِ الْبَيْتِ"
(2)
.]
(3)
(1)
إتحاف المهرة (4/ 116 - 4098).
(2)
إتحاف المهرة (17/ 702 - 23080)، وسليمان بن مسافع قال العقيلي: لا يتابع على حديثه.
(3)
ما بين المعقوفين بياض في النسخ كلها، والمثبت من الإتحاف، ومن السنن الكبرى للبيهقي (1/ 246) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
وَقَدْ صَحَّ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ضِدُّ هَذَا، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ أَيْضًا:
577 -
حدثناه أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ بِبُخَارَى، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ - إِمْلَاءً مِنْ كِتَابِهِ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ - ثَنَا أَبُو بَكْرَةَ بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ قَاضِي الْفُسْطَاطِ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"طُهُورُ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ أَنْ يُغْسَلَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، الْأُولَى بِالتُّرَابِ، وَالْهِرُّ مِثْلُ ذَلِكَ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَإِنَّ أَبَا بَكْرَةَ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، وَمَنْ تَوَهَّمَ أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ يَنْفَرِدُ بِهِ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ فَهُوَ وَهْمٌ، فَقَدْ حَدَّثَ بِهِ غَيْرُهُ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، وَإِنَّمَا تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو عَاصِمٍ، وَهُوَ حُجَّةٌ.
578 -
حدثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيادٍ الْفَقِيهُ، ثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ وَحَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ، قَالَا: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، ثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "طُهُورُ الْإِنَاءِ إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِيهِ أَنْ يُغْسَلَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، الْأُولَى بِالتُّرَابِ، وَالِهِرَّةُ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ"
(2)
.
قُرَّةُ يَشُكُّ.
579 -
أخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُقْرِئُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، ثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
(1)
إتحاف المهرة (15/ 515 - 19808).
(2)
إتحاف المهرة (15/ 515 - 19808).
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فِي الْهِرَّةِ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ". يَعْنِي غَسْلَ الْإِنَاءِ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ
(1)
…
(2)
وَقَدْ شَفَى عَلِيُّ بْنُ الْنَصْرِ الْجَهْضَمِيُّ، عَنْ قُرَّةَ فِي بَيَانِ هَذِهِ اللَّفْظَةِ.
580 -
حدثناه أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الْحَسَنُ بْنُ سُلَيْمَانَ الدَّارِميُّ، ثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"طهُورُ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ أَنْ يُغْسَلَ سَبْعَ مَرَاتٍ، أُولَاهُنَّ بِالتُّرَابِ". ثُمَّ ذَكَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ الْهِرَّ. لَا أَدْرِي قَالَ: مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ. قَالَ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ: وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ أَبِي فِي مَوْضِعٍ آخَرَ، عَنْ قُرَّةَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِى الْكَلْبِ مُسْنَدًا، وَفِي الْهِرَّةِ مَوْقُوفًا
(3)
.
تَابَعَهُ فِي تَوْقِيفِ ذِكْرِ الْهِرَّةِ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قُرَّةَ:
581 -
أخبرناه أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ [سَلْمَانَ]
(4)
الْفَقِيهُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ.
وَثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ.
(1)
إتحاف المهرة (15/ 515 - 19808).
(2)
بياض في (ز) و (م) و (د) و (ح)، والكلام متصل في (و).
(3)
إتحاف المهرة (15/ 515 - 19808).
(4)
في النسخ الخطية كلها، والإتحاف:"سهل" مصحف، والمثبت من السنن الكبرى للبيهقي (1/ 247) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، وهو: أحمد بن سلمان بن الحسن أبو بكر الفقيه البغدادي الحنبلي المعروف بالنجاد يروي عن أحمد بن محمد بن عيسى البرتي قاضي بغداد.
وَثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالُوا: ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا قُرَّةُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْهِرِّ يَلِغُ فِي الْإِنَاءِ، قَالَ: يُغْسَلُ مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ
(1)
.
وَقَدْ ثَبَتَ الرُّجُوعُ فِي حُكْمِ الشَّرِيعَةِ إِلَى حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فِي طَهَارَةِ الْهِرَّةِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
582 -
حدثناه أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَخِيهِ
(2)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتَوَضَّأَ مِنْ سِقَاءٍ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ مَيْتَةٌ، فَقَالَ:"دِبَاغُهُ يَذْهَبُ بِخَبَثِهِ".
أَوْ: "نَجَسِهِ". أَوْ: "رِجْسِهِ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَلَا أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
583 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، ثَنَا محَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ
(4)
، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يُجْزِئُ مِنَ الْوُضُوءِ الْمُدُّ، وَمَنَ الْجَنَابَةِ الصَّاعُ". فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: لَا يَكْفِينَا ذَلِكَ يَا جَابِرُ. فَقَالَ: قَدْ كَفَى مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ وَأَكْثَرُ شَعْرًا
(5)
.
(1)
إتحاف المهرة (15/ 515 - 19808).
(2)
هو: عبد الله بن أبي الجعد. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (7/ 324 - 7918).
(4)
في (و) و (د) و (ح): "فضل".
(5)
إتحاف المهرة (3/ 126 - 2654).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ.
584 -
حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زيدِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِثُلُثَيْ مُدٍّ، فتَوَضَّأَ، فَجَعَلَ يَدْلُكُ ذِرَاعَيْهِ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، فَقَدِ احْتَجَّ بِحَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(2)
.
585 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ.
وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَبَّانِيُّ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو خَالِدٍ
(3)
، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا نَتَوَضَّأُ رِجَالًا وَنِسَاءً، وَنَغْسِلُ أَيْدِيَنَا فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ
(5)
.
(1)
إتحاف المهرة (6/ 641 - 7136).
(2)
وأخرجه قبل ذلك برقم (515) وقال: "صحيح على شرط الشيخين"!، وحبيب بن زيد بن خلاد الأنصاري ثقة، أخرج له الأربعة، ولم يحتج به الشيخان.
(3)
هو: سليمان بن حيان الأحمر. من رجال التهذيب.
(4)
إتحاف المهرة (9/ 202 - 10888).
(5)
أخرجه البخاري (1/ 50) من حديث مالك عن نافع عن ابن عمر: كان الرجال والنساء يتوضئون في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعا.
إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ عَائِشَةَ فِي هَذَا الْبَابِ.
وَلهَذَا الْحَدِيثِ شَاهِدٌ يَنْفَرِدُ بِهِ خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، وَأَنَا أَذْكُرُهُ مُحْتَسِبًا لِمَا أُشَاهِدُهُ مِنْ كَثْرَةِ وَسْوَاسِ النَّاسِ فِي صَبِّ الْمَاءِ:
586 -
حدثناه عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ جَمِيلٍ، ثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، وَحَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيِّ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِن لِلْوُضُوءِ شَيْطَانًا يُقَالُ لَهُ: الْوَلْهَانُ، فَاحْذَرُوهُ، وَاتَّقُوا وَسْوَاسَ الْمَاءِ"
(1)
.
وَلَهُ شَاهِدٌ بِإِسْنَادٍ آخَرَ أَصَحُّ مِنْ هَذَا:
587 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْن إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ
(2)
، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُغَفَّلٍ سَمِعَ ابْنَهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْألُكَ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ عَنْ يَمِينِ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلْتُهَا، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، سَلِ الله الْجَنّةَ، وَتَعَوَّذْ بِهِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّهَا سَتَكُونُ
(3)
فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الطُّهُورِ وَالدُّعَاءِ"
(4)
.
(1)
إتحاف المهرة (1/ 247 - 99).
(2)
هو: قيس بن عباية الحنفي البصري.
(3)
في (م): "إنه سيكون".
(4)
إتحاف المهرة (10/ 565 - 13432)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: فيه إرسال"، وسيأتي في الدعاء (1998).
588 -
حدثنا أبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ
(1)
حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ وَبُطُونِ الْأَقْدَامِ مِنَ النَّارِ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَا ذِكْرَ بُطُونِ الْأَقْدَامِ.
589 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، ثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُدْخَلَ الْمَاءَ
(3)
إِلا بِمِئْزَرٍ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
590 -
أخبرنا أَبُو أَحْمَدٍ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيُّ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُصْعَبُ
(5)
بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ، أَنَّ
(1)
يوجد بياض في النسخ الخطية في هذا الموضع، ولا معنى له، فقد رواه البيهقي في الكبرى (1/ 70) عن المصنف وفيه:"الليث عن حيوة".
(2)
إتحاف المهرة (6/ 564 - 6999).
(3)
في (د): "أن يدخل الرجل الماء".
(4)
إتحاف المهرة (3/ 388 - 3282)، والحسن بن بشر بن سلم قال الإمام أحمد:"روى عن زهير أشياء مناكير"، ولم يخرج له مسلم، وإنما أخرج له البخاري حديثين توبع فيهما، وانظر حديث رقم (8012).
(5)
في النسخ الخطية كلها: "زكريا بن أبي زائدة ومصعب" خطأ، والمثبت من الإتحاف، ومن السنن الكبرى للبيهقي (1/ 299) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، ومصعب بن شيبة الحجبي وإن كان من رجال مسلم إلا أن فيه ضعف.
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يُغْتَسَلُ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنَ الْجَنَابَةِ، وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَمنْ غَسْلِ الْمَيِّتِ وَالْحِجَامَةِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(2)
.
591 -
حدثنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ - إِمْلَاءَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ - أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ:"يَا بُنَيَّةُ، مَا يُبْكِيكِ؟ ". قَالَتْ: يَا أَبَةِ، مَا لِي لَا أَبْكِي وَهَؤُلَاءِ الْمَلأُ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الْحِجْرِ يَتَعَاقَدُونَ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةِ الْأُخْرَى، لَوْ قَدْ رَأَوْكَ لَقَامُوا إِلَيْكَ فَيَقْتُلُونَكَ، وَلَيْسَ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا وَقَدْ عَرَفَ نَصِيبَهُ مِنْ دَمِكَ، فَقَالَ:"يَا بُنَيَّةُ، ائْتِنِي بِوَضُوءٍ". فَتوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: هَا هُوَ ذَا، فَطَأْطَئُوا رُءُوسَهُمْ، وَسَقَطَتْ أَذْقَانُهُمْ بَيْنَ ثَدَيْهِمْ
(3)
، فَلَمْ يَرْفَعُوا أَبْصَارَهُمْ، فَتنَاوَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْضَةً مِنْ تُرَاب، فَحَصَبَهُمْ بِهَا وَقَال:"شَاهَتِ الْوُجُوهُ". فَمَا أَصَابَ رَجُلًا مِنْهُمْ حَصَاةٌ مِنْ حَصَاتِهِ إِلَّا قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا
(4)
.
(1)
إتحاف المهرة (17/ 11 - 21789).
(2)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: ليس هو على شرط البخاري".
(3)
في (د)، والتلخيص:"أيديهم".
(4)
إتحاف المهرة (7/ 144 - 7488).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، فَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِيَحْيَى بْنِ سُلَيمٍ، وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وَلَا أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً.
وَأَهْلُ السُّنَّةِ مِنْ أَحْوَجِ النَّاسِ لِمُعَارَضَةِ مَا قِيلَ: إِنَّ الْوُضُوءَ لَمْ يَكُنْ قَبْلَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ، وَلَا خِلَافَ بَيْنَ أَصْحَابِ التَّوَارِيخِ أَنَّ هَذَا الْوُضُوءَ فِي ابْتِدَاءِ الْإِسْلَامِ قَبْلَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ، وَإِنَّمَا نُزُولُ الْمَائِدَةِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَاتٍ.
وَلَهُ شَاهِدٌ صَحِيحٌ نَاطِقٌ بِأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَوَضَّأُ، وَيَأْمُرُ بِالْوُضُوءِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ:
592 -
أخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتُويَهْ الْفَارِسِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَارِسِيُّ، ثَنَا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ
(1)
، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَوَّلِ مَا بُعِثَ وَهُوَ بِمَكَّةَ، وَهُوَ حِينَئِذٍ مُسْتَخْفٍ، فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: "أَنَا نَبِيٌّ". قُلْتُ: وَمَا نَبِيٌّ؟ قَالَ: "رَسُولُ اللهِ". قُلْتُ: اللهُ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قُلْتُ: بِمَا أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: "أَنْ يُعْبَدَ الله، وَتُكْسَرَ الْأَوْثَانَ وَالْأَدْيَانَ، وَتُوصَلَ الْأَرْحَامَ". قُلْتُ: نِعْمَ مَا أَرْسَلَكَ بِهِ. قُلْتُ: فَمَنْ تَبِعَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: "عَبْدُ وَحُرٌّ". يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ وَبِلَالًا، فَكَانَ عَمْرٌو يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي
(2)
وَأَنَا [رُبُعُ]
(3)
أَوْ: رَابعُ الْإِسْلَامِ قَالَ: فَأَسْلَمْتُ،
(1)
هو: ممطور الأسود الحبشي، أبو سلام الدمشقي. من رجال التهذيب.
(2)
في (و) و (د) و (ح): "يقول له ورأيتني".
(3)
في النسخ الخطية: "رابع"، والمثبت من التلخيص ومن السنن الصغرى للبيهقي (1/ 324) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
قُلْتُ: أَتْبَعُكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "لَا، وَلَكِنِ الْحَقْ بِقَوْمِكَ، فَإِذَا أُخْبِرْتَ أَنِّي قَدْ خَرَجْتُ فَاتْبَعْنِي". قَالَ: فَلَحِقْتُ بِقَوْمِي، وَجَعَلْتُ أَتَوَقَّعُ خَبَرَهُ وَخُرُوجَهُ، حَتَّى أَقْبَلَتْ رُفْقَةٌ مِنْ يَثْرِبَ فَلَقِيتُهُمْ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنِ الْخَبَرِ، فَقَالُوا: قَدْ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، قُلْتُ: وَقَدْ أَتَاهَا؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَارْتَحَلْتُ حَتَّى أَتَيْتُهُ، قُلْتُ: أَتَعْرِفُنِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "نَعَمْ، أَنْتَ الرَّجُلُ الَّذِي أَتَانِي بِمَكَّةَ". فَجَعَلْتُ أَتَحَيَّنُ خَلْوَتَهُ، فَلَمَّا خَلَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللهُ وَأَجْهَلُ. قَالَ:"فَسَلْ عَمَّ شِئْتَ". قُلْتُ: أَيُّ اللَّيْلِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: "جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرِ، فَصَلِّ مَا شِئْتَ؟ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ، مَكْتُوبَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الصُّبْحَ، ثُمَّ أَقْصِرْ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَتَرْتَفِعَ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَيُصَلِّي لَهَا الْكُفَّارُ، ثُمَّ صَلِّ مَا شِئْتَ؛ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَكْتُوبَةٌ، حَتَّى يَعْدِلَ الرُّمْحُ ظِلَّهُ، ثُمَّ أَقْصِرْ، فَإِنَّ جَهَنَّمَ تُسْجَرُ وَتُفْتَحُ أَبْوَابُهَا، فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَصَلِّ مَا شِئْتَ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَكْتُوبَةٌ، ثُمَّ صَلِّ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، ثُمَّ أَقْصِرْ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ؛ فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَتُصَلِّي لَهَا الْكُفَّارُ، وَإِذَا تَوَضَّأْتَ فَاغْسِلْ يَدَيْكَ؛ فَإِنَّكَ إِذَا غَسَلْتَ يَدَيْكَ، خَرَجَتْ خَطَايَاكَ مِنْ أَظْفَارِ أَنَامِلِكِ، ثُمَّ إِذَا غَسَلْتَ وَجْهَكَ، خَرَجَتْ خَطَايَاكَ مِنْ وَجْهِكَ، ثُمَّ إِذَا مَضْمَضْتَ وَاسْتَنْثَرْتَ، خَرَجَتْ خَطَايَاكَ مِنْ مَنَاخِرِكَ، ثُمَّ إِذَا غَسَلْتَ يَدَيْكَ، خَرَجَتْ خَطَايَاكَ مِنْ ذِرَاعَيْكَ، ثُمَّ إِذَا مَسَحْتَ بِرَأْسِكَ، خَرَجَتْ خَطَايَاكَ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِكَ، ثُمَّ إِذَا غَسَلْتَ رِجْلَيْكَ، خَرَجَتْ خَطَايَاكَ مِنْ رِجْلَيْكَ، فَإِنْ ثَبَتَّ فِي مَجْلِسِكَ كَانَ لَكَ حَظًّا
مِنْ وُضُوئِكَ، وَإِنْ قُمْتَ فَذَكَرْتَ رَبَّكَ، وَحَمِدْتَهُ، وَرَكَعْتَ
(1)
رَكْعَتَيْنِ مُقْبِلًا عَلَيْهِمَا بِقَلْبِكَ كُنْتَ مِنْ خَطَايَاكَ كَيَوْمِ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ". قَالَ: قُلْتُ: يَا عَمْرُو، اعْلَمْ مَا تَقُولُ، فَإِنَّكَ تَقُولُ أَمْرًا عَظِيمًا. فَقَالَ: وَاللهِ لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَدَنَا أَجَلِي، وَإِنِّي لِغَنِيٍّ عَنِ الْكَذِبِ، وَلَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا مَرَّةَ أَو مَرَّتَيْن مَا حَدَّثْتُهُ، وَلَكِنْ قَدْ سَمِعْتُهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، هَكَذَا حَدَّثَنِي أَبُو سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، إِلَّا أَنْ أُخْطِئَ شَيْئًا أَوْ أَزِيدَهُ، وَأَسْتَغْفِرُ الله، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
(2)
.
قَدْ خَرَّجَ مُسْلِمٌ بَعْضَ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ مِنْ حَدِيثِ النَّضْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُرَشِيِّ
(3)
، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ شَدَّادٍ [بْنِ]
(4)
عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ
(5)
.
وَحَدِيثُ الْعَبَّاسِ بْنِ سَالِمٍ هَذَا أَشْفَى، وَأَتَمَّ مِنْ حَدِيثِ عِكْرِمَةَ.
593 -
حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَني الْوَلِيدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، أَنَّ عَطَاءً حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا أَجْنَبَ فِي شِتَاءِ، فَسَأَلَ فَأُمِرَ بِالْغُسْلِ فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"مَا لَهُمْ قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللهُ - ثَلاثًا - قَدْ جَعَلَ اللَّهُ الصَّعِيدَ - أَوِ: التَّيَمُّمَ - طَهُورًا"
(6)
.
(1)
في (ز) و (و) و (م): "وركعته".
(2)
إتحاف المهرة (12/ 504 - 16003).
(3)
في (و)، و (ح):"القرشي".
(4)
في النسخ الخطية كلها: "أبي"، والمثبت الصواب كما في صحيح مسلم وكتب الرجال.
(5)
مسلم (2/ 208) بطوله.
(6)
إتحاف المهرة (7/ 406 - 8075)، والوليد بن عبيد الله وثقه ابن معين وابن حبان، وضعفه الدارقطني.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، فَإِنَّ الْوَليدَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ هَذَا ابْنُ أَخِي عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ جِدًّا.
وَقَدْ رَوَاهُ الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، وَهُوَ مُخَرَّجٌ بَعْدَ هَذَا.
وَلَهُ شَاهِدٌ آخَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
594 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَبنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَهُ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ}
(1)
. قَالَ: "إِذَا كَانَ بِالرَّجُلِ الْجِرَاحَةُ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوِ الْقُرُوحُ، أَوِ الْجُدَرِيُّ فَيَجْنُبُ، فَيَخَافُ إِنِ اغْتَسَلَ أَنْ يَمُوتَ فَلْيَتَيَمَّمْ"
(2)
.
595 -
حدثنا أَبُو عَمْرٍو غُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْحَارِثِيُّ، ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيْهِ
(3)
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي بَوْلِ الرَّضِيعِ:"يُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلَامِ، وَيُغْسَلُ بَولُ الْجَارِيَةِ"
(4)
.
(1)
(النساء: 43) و (المائدة: 6)
(2)
إتحاف المهرة (7/ 70 - 7354).
(3)
قوله: "عن أبيه" ساقط من (ز) و (و) و (م) و (ح) والتلخيص، والمثبت من (د) والإتحاف، وهو الموافق لتعليق المصنف على الحديث.
(4)
إتحاف المهرة (11/ 429 - 14353) ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به موقوفا، وانظر علل الدراقطني (4/ 185).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، فَإِنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ الدِّيلِيَّ صَحِيحٌ سَمَاعُهُ مِنْ عَلِيٍّ، وَهُوَ عَلَى شَرْطِهِمَا صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَهُ شَاهِدَانِ صَحِيحَانِ.
أَمَّا أَحَدُهُمَا:
596 -
فحدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ قَابُوسِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، عَنْ لُبَابَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ قَالَتْ: بَالَ الْحُسَيْنُ فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: هَاتِ ثَوْبَكَ حَتَّى أَغْسِلَهُ، فَقَالَ:"إِنَّمَا يُغْسَلُ بَولُ الْأُنْثَى، وَيُنْضَحُ بَولُ الذَّكَرِ"
(1)
.
وَالشَّاهِدُ الثَّانِي:
597 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو السَّمْحِ، قَالَ: كُنْتُ خَادِمَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجِيءَ بِالْحَسَنِ - أَوِ الْحُسَيْنِ - فَبَالَ عَلَى صَدْرِهِ، فَأَرَادُوا أَنْ يَغْسِلُوهُ، فَقَالَ:"رُشُّوهُ رَشًّا؛ فَإِنَّهُ يُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ، وَيُرَشُّ بَوْلُ الْغُلَامِ"
(2)
.
قَدْ خَرَّجَ الشَّيْخَانِ فِي بَوْلِ الصَّبِيِّ حَدِيثَ عَائِشَةَ وَأُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِمَاءٍ فَصُبَّ عَلَى بَوْلِ الصَّبِيِّ.
فَأَمَّا ذِكْرُ بَوْلِ الصِّبِيَّةِ، فَإِنَّهُمَا لَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
إتحاف المهرة (18/ 58 - 23340).
(2)
إتحاف المهرة (14/ 292 - 17754)، ويحيى بن الوليد الطائي وثقه ابن حبان، وقال النسائي: ليس به بأس.
598 -
أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْبَزَّازُ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَا: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْمِصِّيِصِيُّ، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا وَطِئَ أَحَدُكُمْ بِنَعْلَيْهِ في الْأَذَى، فَإِنَّ التُّرَابَ لَهُ طَهُورٌ"
(1)
.
599 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ، أَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، قَالَ: أُنْبِئْتُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ حَدَّثَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا وَطِئَ أَحَدُكُمْ بِنَعْلِهِ فِي الْأَذَى، فَإِنَّ التُّرَابَ لَهَا طَهُورٌ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، فَإِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيَّ هَذَا صَدُوقٌ، وَقَدْ حَفِظَ فِي إِسْنَادِهِ ذِكْرُ ابْنِ عَجْلَانَ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
600 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خَيْرَانَ، ثَنَا شُعْبَةُ
(4)
. قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا
(1)
إتحاف المهرة (15/ 471 - 19714).
(2)
إتحاف المهرة (15/ 471 - 19714).
(3)
كذا قال المصنف رحمه الله، وقد قال ابن عدي في الكامل (9/ 351):"ومحمد بن كثير له روايات عن معمر والأوزاعي خاصة، أحادث عداد، مما لا يتابعه أحد عليه"، وقال البيهقي في الخلافيات (1/ 75) بعد أن روى عن المصنف الرواية الثانية:"وكذلك رواه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، وعُمر بن عبد الواحد، وهم أعرف بالأوزاعي من الصنعاني؛ فصار الحديث بذلك معلولًا".
(4)
كذا في النسخ الخطية والتلخيص، والإتحاف، والصواب:"سعيد"، وهو ابن أبي عروبة؛ كما عند ابن خزيمة (1/ 103)، وابن حبان (3/ 82) في صحيحيهما.
عَيَّاشُ
(1)
بْنُ الْوَلِيدِ الرَّقَّامُ، ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثَنَا شُعْبَةُ
(2)
، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حُضَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَبُولُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى تَوَضَّأَ، ثُمَّ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ، وَقَال:"إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ الله إِلَّا عَلَى طُهْرٍ". أَوْ قَالَ: "عَلَى طَهَارَةٍ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ، إِنَّمَا أَخْرَجَ مُسْلِمٌ حَدِيثَ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَبُولُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ.
601 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْفَقِيهُ بِالرَّيِّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الْأَزْرَقِ، ثَنَا حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ حُكَيْمَةَ بِنْتِ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ، عَنْ أُمِّهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدَحٌ مِنْ عَيْدَانٍ تَحْتَ سَرِيرِهِ يَبُولُ فِيهِ بِاللَّيْلِ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَسُنَّةٌ غَرِيبَةٌ، وَأُمَيْمَةُ بِنْتُ رُقَيْقَةَ صَحَابِيَّةٌ مَشْهُورَةٌ، مُخَرَّجٌ حَدِيثُهَا
(5)
فِي الْوُحْدَانِ لِلْأَئِمَّةِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
602 -
حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، أَنَّ أَبَا
(1)
في (ز) و (م): "عباس".
(2)
كذا في النسخ الخطية والتلخيص، والصواب:"سعيد"، وهو ابن أبي عروبة؛ كما أوضحنا في الحاشية السابقة.
(3)
إتحاف المهرة (13/ 479 - 17035)، وحضين أبو ساسان أخرج له مسلم دون البخاري.
(4)
إتحاف المهرة (16/ 877 - 21359).
(5)
في (م): "حديثهما".
سَعِيدٍ الْحِمْيَرِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثَّلَاثَ: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ، وَقَارِعَةَ الطَّرِيقِ، وَالظِّلَّ لِلْخِرَأَةِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، إِنَّمَا تَفَرَّدَ مُسْلِمٌ بِحَدِيثِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:"اتَّقُوا اللَّاعِنَيْنِ". قَالُوا: وَمَا اللَّاعِنَانِ؟ قَالَ: "الَّذِي يَتَخَلَّى فِي الطَّرِيقِ".
603 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ، أَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْفَزَارِيُّ، أَنَا عَبْدَانُ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنَا مَعْمَرٌ.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنِي أَشْعَثُ
(2)
، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ مُغَفَّلٍ
(3)
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي مُسْتَحَمِّهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ، أَوْ يَتَوَضَّأُ فِيهِ
(4)
؛ فَإِنَّ عَامَّةَ الْوَسْوَاسِ مِنْهُ"
(5)
. وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ أَحْمَدَ.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(6)
، وَلَهُ شَاهِدٌ:
(1)
إتحاف المهرة (13/ 299 - 16755)، وقال أبو داود عقبه (1/ 160) من طبعة عوامة "هذا مرسل - يعني منقطع بين أبي سعيد ومعاذ - وهو مما انفرد به أهل مصر"، وقال ابن القطان: أبو سعيد هذا شامي مجهول الحال.
(2)
هو: أشعث بن عبد الله الحداني. من رجال التهذيب.
(3)
في (و)، والتلخيص:"معقل".
(4)
في (و) و (د) و (ح): "منه".
(5)
إتحاف المهرة (10/ 557 - 13418).
(6)
أصله في البخاري (6/ 136) من حديث شعبة عن قتادة عن عقبة بن صهبان قال =
604 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّيَّارِيُّ، ثَنَا أَبُو الْمُوجِّهِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا زُهَيرٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ أَظُنُّهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَمْتَشِطَ أَحَدُنَا كُل يَوْمٍ، أَوْ يَبُولَ فِي مُغْتَسَلِهِ
(1)
.
605 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ، ثَنَا الْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا زُهَيْرٌ ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّهُ خَرَجَ حَاجًّا، أَوْ مُعْتَمِرًا، وَمَعَهُ النَّاسُ وَهُوَ يَؤُمُّهُمْ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَقَامَ الصَّلَاةَ: صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ قَالَ: ليَتَقَدَّمْ أَحَدُكُمْ، وَذَهَبَ إِلَى الْخَلَاءِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى الْخَلَاءِ وَقَامَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيَبْدَأْ بِالْخَلَاءِ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَهُ شُهُودٌ بِأَسَانِيدَ صَحِيحَةٍ:
606 -
حدثنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْمَرْوَالرُّوذِيُّ، ثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ
= سمعت عبد الله بن المغفل المزني "في البول من المغتسل يأخذ منه الوسواس" وسيستدركه المصنف بنحوه من حديث سعيد بن أبي عروبة (674)، قال أبو داود (1/ 161) طبعة عوامة:"وحديث شعبة أولى".
(1)
إتحاف المهرة (14/ 464 - 18008)، وقال:"كذا قال والمحفوظ عن حميد، عن رجل صحب النبي صلى الله عليه وسلم كما صحبه أبو هريرة. وكذلك أخرجه أبو داود: عن أحمد بن يونس، به"، سنن أبي داود (1/ 28).
(2)
إتحاف المهرة (6/ 492 - 6879).
ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُصَلِّيَ وَهُوَ حَقِنٌ، حَتَّى يُخَفِّفَ
(1)
".
607 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّد بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا مُسَدَّدٌ.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي حَزْرَةَ
(2)
، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَائِشَةَ
(3)
، فَجِيءَ بِطَعَامِهَا، فَقَامَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يُصَلَّى بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ، وَلَا وَهُوَ يُدَافِعُ الْأَخْبَثَانِ
(4)
"
(5)
.
(1)
إتحاف المهرة (15/ 722 - 20259)، ووقع فيه:"حتى يتخفف".
(2)
هو: يعقوب بن مجاهد. من رجال التهذيب.
(3)
كذا!، وفي المسند (40/ 195، 318) أصل رواية المصنف: "عن أبي حرزة قال حدثني عبد الله بن محمد قال سمعت عائشة"، وعند أبي داود (1/ 56) عن أحمد بن حنبل ومسدد ومحمد بن عيسى قالوا حدثنا يحيى بن سعيد عن أبى حرزة حدثنا عبد الله بن محمد قال ابن عيسى في حديثه: ابن أبي بكر - ثم اتفقوا -: أخو القاسم بن محمد، قال كنا عند عائشة، ورواه مسلم (2/ 78) من طريق حاتم بن إسماعيل وإسماعيل بن جعفر عن أبى حزرة عن عبد الله بن أبي عتيق قال تحدثت أنا والقاسم عند عائشة.
فيعقوب بن مجاهد إنما يرويه عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر والمعروف بعبد الله بن أبى عتيق قال كنت أنا والقاسم عند عائشة به، كما أخرجه مسلم وصححه الدراقطني في العلل (14/ 369) فما هاهنا وهم، لا ندري ممن، والله أعلم.
(4)
كذا بالرفع، والجادة:"الأخبثين" أو: "يدافعه الأخبثان".
(5)
إتحاف المهرة (17/ 450 - 22608) وأخرجه مسلم كما تقدم.
608 -
أخبرنا، أَزْهَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدُونَ الْمُنَادِي بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، ثَنَا أَبُو عَتَّابٍ سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى
(1)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْرَجْنَا لَهُ مَاءً فِي تَوْرٍ مِنْ صُفْرٍ، فتَوَضَّأَ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْن، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ:
609 -
حدثناه عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيادٍ، ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي تَوْرٍ مِنْ شَبَهٍ
(4)
.
610 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، فَأَصَابَهُمُ الْبَرْدُ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُمْ أَنْ يَمْسَحُوا عَلَى الْعَصَائِبِ وَالتَّسَاخِينِ
(5)
.
(1)
هو: عمرو بن يحيى بن عمارة المازني. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (6/ 644 - 7141).
(3)
قال ابن حجر فِي الإتحاف: "قلت: قد أخرجه البخاري" البخاري (1/ 50).
(4)
إتحاف المهرة (17/ 279 - 22252).
(5)
إتحاف المهرة (3/ 31 - 2482)، وراشد بن سعد المقرائي ثقة، لكن لم يخرج له مسلم.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ، إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى الْمَسْحِ عَلَى الْعِمَامَةِ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.
وَلهَذَا شَاهِدٌ:
611 -
حدثناه أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مُعَاوَيةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ
(1)
، عَنِ أَبِي مَعْقِلٍ
(2)
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ قِطْرِيَّةٌ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِ الْعِمَامَةِ، فَمَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ، وَلَمْ يَنْقُضِ الْعِمَامَةَ
(3)
.
هَذَا الْحَدِيثُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ إِسْنَادُهُ مِنْ شَرْطِ الْكِتَابِ، فَإِنَّ فِيهِ لَفْظَةً غَرِيبَةً، وَهِىَ أَنَّهُ مَسَحَ عَلَى بَعْضِ الرَّأْسِ، وَلمْ يَمْسَمحْ عَلَى عِمَامَتِهِ
(4)
.
612 -
حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقوبَ، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانِ الْقَزَّازُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الدِّرْهَمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، أَنَّ جَرِيرًا بَالَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ،
(1)
هو: عبد العزيز بن مسلم الأنصاري المدني، مولى آل رفاعة. من رجال التهذيب.
(2)
كذا في (ح)، والتلخيص والإتحاف، وفي سائر النسخ:"ابن معقل"، وأبو معقل لا يعرف اسمه، وهو مجهول، وحديثه عن أبي دارد وابن ماجه.
(3)
إتحاف المهرة (2/ 406 - 1996).
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: لو صح لدل على مسح بعض الرأس".
وَقَالَ: مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَمْسَحَ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ. قَالُوا: إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ قَبْلَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ. قَالَ: مَا أَسْلَمْتُ إِلَّا بَعْدَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ الْمُحْتَاجِ إِلَيْهِ.
إِنَّمَا اتَفَقَا عَلَى حَدِيثِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ جَرِيرٍ، وَفِيهِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: كَانَ يُعْجِبُهُمْ حَدِيثُ جَرِيرٍ؛ لِأَنَّهُ أَسْلَمَ بَعْدَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ.
وَبُكَيْرُ بْنُ عَامِرٍ الْبَجَلِيُّ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ، عَزِيزُ الْحَدِيثِ، يُجْمَعُ حَدِيثُهُ فِي ثِقَاتِ الْكُوفِيِّينَ.
613 -
أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا شُعْبَةُ.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُعَدِّلُ
(2)
، ثَنَا يَحْيَى بْن مُحَمَّدٍ
(3)
، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللهِ مَوْلَى بَنِي تَمِيْمِ بْنِ مُرَّةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(4)
، أَنَّهُ شَهِدَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يَسْأَلُ بِلَالًا عَنْ وُضُوءِ
(1)
إتحاف المهرة (4/ 45 - 3936)، وبكير بن عامر البجلي ضعيف.
(2)
هو: محمد بن جعفر بن محمد بن مطر النيسابوري، أبو عمرو المعدل.
(3)
هو: يحيى بن محمد بن البختري، أبو زكريا الحنائي.
(4)
وقع خلاف على هذا الراوي والذي قبله، فقد قلبه ابن جريج فقال: عن أبي عبد الرحمن عن أبي عبد الله. كما قال ابن حجر في التهذيب (12/ 155)، وفي علل الدارقطني (7/ 176):"قيل للشيخ في رواية شعبة: عن أبي بكر بن حفص، عن أبي عبد الرحمن، عن أبي عبد الله، من هما؟ فقال: ما سماهما أحد إلا ابن أبجر، فقال: عن أبي عبد الرحمن مسلم بن يسار، وليس عندي كما قال". =
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: كَانَ يَخْرُجُ يَقْضِي حَاجَتَهُ، فَآتِيهِ بِالْمَاءِ فَيَتَوَضَّأُ، وَيَمْسَحُ عَلَى عِمَامَتِهِ وَمُوقَيْهِ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، فَإِنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ مَوْلَى التَّيْمِيِّينَ مَعْرُوفٌ بِالصِّحَّةِ وَالْقَبُولِ، فَأَمَّا الشَّيْخَانِ فَإِنَّهُمَا لَمْ يُخَرِّجَا ذِكْرَ الْمَسْحِ عَلَى الْمُوقَيْنِ.
614 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَامِرٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ نَسِيتَ؟ قَالَ: "لَا، بَلْ أَنْتَ نَسِيتَ، بِهَذَا أَمَرَنِي رَبِّي عز وجل"
(2)
.
قَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى إِخْرَاجِ طُرُقِ حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ فِي الْمَسْحِ، وَلَمْ يُخَرِّجَا
(3)
قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: "بِهَذَا أَمَرَنِي رَبِّي"، وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ.
615 -
أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ السَّهْمِيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ.
= وعند أبي داود (1/ 81) من حديث معاذ العنبري، والشاشي في مسنده (2/ 361) من حديث شبابة، كلاهما عن شعبة به:"عن أبي عبد الرحمن السلمي"، وليس هو من عبد الله بن حبيب السلمي المقرئ بسبيل، وقال ابن حجر:"قال ابن عبد البر: مرة يقولون عن أبي عبد الله عن أبي عبد الرحمن، ومرة: عن أبي عبد الرحمن عن أبي عبد الله، وكلاهما مجهول لا يعرف".
(1)
إتحاف المهرة (2/ 642 - 2427).
(2)
إتحاف المهرة (13/ 420 - 16946).
(3)
في (ز) و (د): "ولم يخرجاه قوله".
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ، أَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَزِينٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: قَالَ يَحْيَى - شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ - عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ عِمَارَةَ - وَقَدْ كَانَ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقِبْلَتَيْنِ - أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟ قَالَ:"نَعَمْ". قَالَ: يَوْمًا؟ قَالَ: "وَيَوْمَيْنِ". قَالَ: وَثَلَاثَةٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ، مَا شِئْتَ"
(1)
.
أُبَيُّ بْنُ عِمَارَةَ صَحَابِيٌّ مَعْرُوفٌ، وَهَذَا إِسْنَادٌ مِصْرِيٌّ لَمْ يُنْسَبْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ إِلَى جَرْحٍ
(2)
، وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
616 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَا: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ الْحَكَمِ - أَوِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ - قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا بَالَ تَوَضَّأَ، وَيَنْتَضِحُ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(4)
، وَإِنَّمَا تَرَكَاهُ لِلشَّكِ فِيهِ، وَلَيْسَ
(1)
إتحاف المهرة (1/ 177 - 5).
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل مجهول"، يعني محمد بن يزيد.
(3)
إتحاف المهرة (4/ 315 - 4320).
(4)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: فيه اختلاف كثير على مجاهد، وقد أعل بالاضطراب".
ذَلِكَ مِمَّا يُوهِنُهُ، وَقَدْ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ، وَقَدْ تَابَعَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ عَلَى رِوَايَتِهِ أَيْضًا بِالشَّكِّ:
617 -
حدثناه عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَالَ، ثُمَّ نَضَحَ فَرْجَهُ
(1)
.
618 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو يَحْيَى السَّمَرْقَنْدِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ.
وَثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ - وَاللَّفْظُ لَهُ - أَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْصَارِيُّ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا شَرِيكٌ وَجَرِيرٌ، كُلُّهُمْ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: كُنَّا لَا نَتَوَضَّأُ مِنْ مَوْطِئٍ، وَلَا نَكُفُّ شَعْرًا وَلَا ثَوْبًا
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرجَا ذِكْرَ الْمَوْطِئِ.
619 -
أخبرنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ.
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَا: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ أَبِي
(1)
إتحاف المهرة (4/ 315 - 4320).
(2)
إتحاف المهرة (10/ 223 - 12626).
زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُجَيٍّ
(1)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تَدْخُلِ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ، وَلَا كَلْبٌ، وَلَا جُنُبٌ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، فَإِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ نُجَيٍّ مِنْ ثِقَاتِ الْكُوفِيِّينَ، وَلَمْ يُخَرِّجَا فِيهِ ذِكْرَ الْجُنُبِ.
620 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، قَالَا: ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(3)
، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، قَالَ:"يَتَصَدَّقُ بِدِينَارٍ، أَوْ بِنِصْفِ دِينَارٍ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، فَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِمِقْسَمِ بْنِ نَجْدَةَ، فَأَمَّا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَإِنَّهُ أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَزَرِيُّ مَأْمُونٌ ثِقَةٌ
(5)
.
(1)
في (د) و (ح) و (م): "عبد الله بن يحيى".
(2)
إتحاف المهرة (11/ 638 - 14780).
(3)
هو: عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب القرشي العدوي، أبو عمر المدني الأعرج، وعنه الحكم بن عتيبة الكوفي.
(4)
إتحاف المهرة (8/ 69 - 8935)، وقد رجع شعبة بعد عن رفعه، وانظر السنن الكبرى للبيهقي (2/ 314 - 319).
(5)
مقسم مولى ابن عباس أخرج له البخاري دون مسلم، وقال ابن حجر في التهذيب (12/ 73) مستشكلا قول الحاكم: "وقال الحاكم في المستدرك: أبو الحسن هذا اسمه=
وَشَاهِدَهُ وَدَليلُهُ مَا:
621 -
حدثناه عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَذْلُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو ظَفَرٍ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مطَهَّرٍ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِذَا أَصَابَهَا فِي الدَّمِ فَدِينَارٌ، وَإِذَا أَصَابَهَا فِي انْقِطَاعِ الدَّمِ فَنِصْفُ دِينَارٍ
(1)
.
قَدْ أُرْسِلَ هَذَا الْحَدِيثُ وَأُوقِفَ أَيْضًا، وَنَحْنُ عَلَى أَصْلِنَا الَّذِي أَصَّلْنَاهُ، أَنَّ الْقَوْلَ قَوْلُ الَّذِي يُسْنِدُ وَيَصِلُ إِذَا كَانَ ثِقَةً.
622 -
حدثني عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ قَطَنٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنَا فِي فَوْرِ حَيْضَتِنَا أَنْ نَتَّزِرَ، ثُمَّ يُبَاشِرَنَا، وَأَيُّكُمْ يَمْلِكُ إِرْبَهُ، كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْلِكُ إِرْبَهُ
(2)
؟.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ
(3)
.
إِنَّمَا خَرَّجَا فِي هَذَا الْبَابِ حَدِيثَ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ
= عبد الحميد بن عبد الرحمن ثقة مأمون؛ كذا قال".
وذلك أن عبد الحميد هذا هو أبو عمر العدوي كما أسلفنا، أما أبو الحسن الجزري الآتي في الرواية التالية فلم يرو عنه غير علي بن الحكم البناني، ولا يعرف له اسم، وجهله ابن المديني.
(1)
إتحاف المهرة (8/ 69 - 8935).
(2)
إتحاف المهرة (16/ 1018 - 21532).
(3)
بل أخرجاه بلفظه وبسنده من حديث سليمان بن أبي سليمان الشيباني به، البخاري (1/ 67)، ومسلم (1/ 166).
عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ إِحْدَانَا إِذَا كَانَتْ حَائِضًا أَنْ تَتَّزِرَ، ثُمَّ يُضَاجِعُهَا
(1)
.
623 -
حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْن يَعْقوبَ، ثَنَا العَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِي، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ.
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْن الْقَاضِي، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمهِ عِمْرَانَ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أُمِّهِ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتْ: كُنْتُ أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَبِيرَةً شَدِيدَةً، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسْتَفْتِيهِ، وَأُخْبِرُهُ، فَوَجَدْتُهُ فِي بَيْتِ أُخْتِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي امْرَأَة أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَبِيرَةً شَدِيدَةً، فَمَا تَرَى فِيهَا، قَدْ مَنَعْتَنِي الصَّلَاةَ وَالصَّوْمَ؟ قَالَ: "أَنْعَتُ لَكِ الْكُرْفُسْ
(2)
؛ فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الدَّمَ". قَالَتْ: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ
(3)
، إِنَّمَا أَثُجُّ ثَجًّا. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"سَآمُرُكِ بِأَمْرَيْنِ، أَيُّهُمَا فَعَلْتِ أَجْزَأَ عَنْكِ مِنَ الْآخَرِ، وَإِنْ قَوِيتِ عَلَيْهِمَا فَأَنْتِ أَعْلَمُ". قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا هَذِهِ رَكْضَةٌ مِنْ رَكَضَاتِ الشَّيْطَانِ، فَتَحَيَّضِي سِتَّةَ أَيَّامٍ، أَوْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي عِلْمِ اللهِ عز وجل، ثُمَّ اغْتَسِلِي، حَتَّى إِذَا رَأَيْتِ أَنَّكِ قَدْ طَهُرْتِ وَاسْتَنْقَأْتِ، فَصَلِّي ثَلَاثًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، أَوْ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَأَيَّامَهَا،
(1)
بل انفرد به مسلم من هذا الوجه.
(2)
كذا في النسخ كلها، وفي التلخيص:"الكرسف"، والكرفس، والكرسف واحد بمعنى القطن.
(3)
زاد في التلخيص في هذا الموضع: "قال: فاتخذي ثوبا، قالت: هو أكثر من ذلك".
وَصُومِي، فَإِنَّ ذَلِكَ يُجْزِئُكِ، وَكَذَلِكَ فَافْعَلِي كُلَّ شَهْرٍ كَمَا تَحِيضُ النِّسَاءُ، وَكَمَا يَطْهُرْنَ مِيقَاتَ حَيْضِهِنَّ وَطُهْرِهِنَّ، وَإِنْ قَوِيتِ عَلَى أَنْ تُؤَخِّرِي الظُّهْرَ، وَتُعَجِّلِي الْعَصْرَ، فَتَغْتَسِلِينَ وَتَجْمَعِينَ بَيْنَ الصَّلَاتيْنِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَتُؤَخِّرِينَ الْمَغْرِبَ، وَتُعَجِّلِينَ العِشَاءَ، ثُمَّ تَغْتَسِلِينَ وَتَجْمَعِينَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فَافْعَلِي وَصُومِي، إِنْ قَدَرْتِ عَلَى ذَلِكَ". قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"وَهَذَا أَعْجَبُ الْأَمْرَيْنِ إِلَيَّ"
(1)
.
قَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِ المُسْتَحَاضَةِ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَلَيْسَ فِيهِ هَذِهِ الْأَلْفَاظُ الَّتِي فِي حَدِيثِ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَرِوَايَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَهُوَ مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ وَأَكْثَرِهِمْ رِوَايَةً، غَيْرَ أَنَّهُمَا لَمْ يَحْتَجَّا بِهِ، وَشَوَاهِدُهُ حَدِيثُ الشَّعْبِيِّ، عَنْ قَمِيرٍ امْرَأَةِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، وَحَدِيثُ أَبِي عَقِيلٍ يَحْيَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ بُهَيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَذِكْرُهَا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ يَطُولُ.
624 -
وقد حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَني عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَعَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ جَحْشٍ كَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَأَنَّهَا اسْتُحِيضَتْ سَبْعَ سِنِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِالْحَيْضَةِ، وَلَكِنَّهَا عِرْقٌ فَاغْتَسِلِي"
(2)
.
(1)
إتحاف المهرة (16/ 920 - 21407).
(2)
إتحاف المهرة (17/ 175 - 22087).
625 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ
(1)
، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ وَعَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ: اسْتُحِيضَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ وَهِيَ تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ سَبْعَ سِنِينَ، فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"إِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْتَسِلِي وَصَلِّي"
(2)
.
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ وَالْأَوْزَاعِيِّ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
، إِنَّمَا خَرَّجَ مُسْلِمٌ حَدِيثَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ، وَقَدْ تَابَعَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ الْأَوْزَاعِيَّ عَلَى رِوَايَتِهِ هَذِهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَلَى هَذِهِ الْألفَاظِ، وَهوَ صحِيحٌ عَلَى شرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاه:
626 -
أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
(4)
زِيَادٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ
(5)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي حُبَيْشٍ، أَنَّهَا كَانَتْ تُسْتَحَاضُ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَانَ دَمُ الْحَيْضَةِ فَإِنَّهُ دَمٌ أَسْوَدُ
(1)
هو: عبد القدوس بن الحجاج الخولاني. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (17/ 175 - 22087).
(3)
بل أخرج مسلم (1/ 181) حديث عمرو بن الحارث عن ابن شهاب به، ثم أخرج حديث إبراهيم بن سعد وقال: بمثل حديث عمرو بن الحارث، ثم أخرج حديث ابن عيينة، وقال: بنحو حديثهم.
(4)
في (و) و (د) و (ح): "عن".
(5)
هو: محمد بن إبراهيم بن أبى عدي. من رجال التهذيب.
يُعْرَفُ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَأَمْسِكِي عَنِ الصَّلَاةِ، وَإِذَا كانَ الْآخَرُ فَتَوَضَّئِي وَصَلِّي، فَإِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ"
(1)
.
627 -
أخبرنا أَبُو سَهْلِ بْنُ زَيادٍ الْقَطَّانُ
(2)
بِبَغْدَادَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ
(3)
، ثَنَا عَدِيُّ بْنُ عَاصِمٍ
(4)
، ثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَطَرٍ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، ثَنَا خَالِدُ بْن عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صالِحٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ اسْتُحِيضَتْ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، فَلَمْ تُصَلِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"سُبْحَانَ اللهِ، هَذَا مِنَ الشَّيْطَانِ، لِتَجْلِسْ فِي مِرْكَنٍ، فَإِذَا رَأَتِ الصَّفَارَةَ فَوْقَ الْمَاءِ فَلْتَغْتَسِلْ لِلظُّهْرِ وَالْعَصْرِ غُسْلًا وَاحِدًا، وَتَغْتَسِلُ لِلْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ غسْلًا وَاحِدًا، وَتَغْتَسِلُ لِلْفَجْرِ غُسْلًا، وَتَتَوَضَّأُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ الْألفَاظِ.
(1)
إتحاف المهرة (18/ 28 - 23323).
(2)
هو: أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد، أبو سهل النحوي القطان.
(3)
هو: يحيى بن أبي طالب جعفر بن عبد الله الزبرقان، أبو بكر الهاشمي.
(4)
كذا في النسخ الخطية كلها، وهو تحريف، والصواب كما في الإتحاف: علي بن عاصم يعني: ابن صهيب الواسطي. من رجال التهذيب وهو معروف بالرواية عن سهيل بن أبي صالح وبرواية يحيى بن أبي طالب عنه.
(5)
إتحاف المهرة (16/ 862 - 21329).
628 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، جَمِيعًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: كُنَّا لَا نَعُدُّ الْكُدْرَةَ وَالصُّفْرَةَ شَيْئًا
(1)
.
629 -
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أُمِّ الْهُذَيْلِ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ - وَكَانَتْ بَايَعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كُنَّا لَا نَعُدُّ الْكُدْرَةَ وَالصُّفْرَةَ بَعْدَ الطُّهْرِ شَيْئًا
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
وَأُمُّ الْهُذَيْلِ هِيَ حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ، فَإِنَّ اسْمَ ابْنِهَا الْهُذَيْلُ، وَاسْمَ زَوْجِهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَقَدْ أَسْنَدَ الْهُذيْلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ.
630 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ
(4)
الْمَرْوَزِيُّ، أَبَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أَنَا عَبْدَانُ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زِيادٍ أَبِي سَهْلٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي مُسَّةُ الْأَزْدِيَّةُ، قَالَتْ: حَجَجْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ
(1)
إتحاف المهرة (18/ 92 - 23385).
(2)
إتحاف المهرة (18/ 92 - 23385).
(3)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: قد أخرجه البخاري"، صحيح البخاري (1/ 72) عن قتيبة عن إسماعيل بن علية عن أيوب به، بمثل الأول.
(4)
في (و) و (د): "حكيم".
الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ يَأْمُرُ النَسَاءَ يَقْضِينَ صَلَاةَ الْمَحِيضِ، فَقَالَتْ: لَا يَقْضِينَ، كَانَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَقْعُدُ فِي النِّفَاسِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَا يَأْمُرُهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَضَاءِ صَلَاةِ النِّفَاسِ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَا أَعْرِفُ فِي مَعْنَاهُ غَيرَ هَذَا، وَشَاهِدُهُ مَا:
631 -
حدثناه أَبُو جَعْفَرِ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يونُسَ، ثَنَا زُهَيْرٌ
(2)
، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي سَهْلٍ
(3)
، عَنْ مُسَّةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَانَتِ النُّفَسَاءُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَقْعُدُ بَعْدَ نِفَاسِهَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَكُنَّا نَطْلِي عَلَى وُجُوهِنَا الْوَرْسَ. تَعْنِي: مِنَ الْكَلَفِ
(4)
.
632 -
أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْقَنْطَرِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ الرَّقَاشِيُّ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ
(5)
الْقُرَشِيُّ، ثَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: جَاءَتْ خَالَتِي فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَقَعَ فِي النَّارِ، إِنِّي أَدَعُ الصَّلَاةَ السَّنَةَ وَالسَّنَتَيْنِ لَا أُصَلِّي. فَقَالَتِ: انْتَظِرِي حَتَّى يَجِيءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: هَذِهِ فَاطِمَةُ تَقُولُ كَذَا
(1)
إتحاف المهرة (18/ 219 - 23587)، ومسة الأزدية لم يرو عنها غير أبي سهل كثير بن زياد، وحكى الذهبي عن الداقطني أنه قال:"لا يحتج بها".
(2)
هو: زهير بن معاوية. من رجال التهذيب.
(3)
هو: كثير بن زياد. من رجال التهذيب.
(4)
إتحاف المهرة (18/ 219 - 23587).
(5)
في التلخيص: "سعيد"، وهو أبو بكر الكاتب البصري، ضعيف باتفاقهم عدا المصنف!.
وَكَذَا. فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "قولِي لهَا فَلْتَدَع الصَّلَاةَ فِي كُلِّ شَهْرٍ أَيَّامَ قُرْئِهَا، ثُمَّ لْتَغْتَسِلْ فِي كُلِّ يَوْمٍ غُسْلًا وَاحِدًا، ثُمَّ الطُّهُورُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَلْتُنَظِّفْ وَلْتَحْتَشِي، فَإِنَّمَا هُوَ دَاءٌ عَرَضٌ، أَوْ رَكْضَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، أَوْ عِرْقٌ انْقَطَعَ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ
(2)
، وَعُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ الْكَاتِبُ بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ
(3)
، عَزِيزُ الْحَدِيثِ، يُجْمَعُ حَدِيثُهُ.
633 -
أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى التَّمِيمِيُّ، ثَنَا أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ
(4)
، ثَنَا أَبُو شِهَابٍ
(5)
، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ
(6)
، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَّتَ لِلنِّسَاءِ فِي نِفَاسِهِنَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا
(7)
.
هَذِهِ سُنَّةٌ عَزِيزَةٌ، فَإِنْ سَلِمَ هَذَا الْإِسْنَادُ مِنْ أَبِي بِلَالٍ، فَإِنَّهُ مُرْسَلٌ صحِيحٌ، فَإِنَّ الْحَسَنَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ بِإِسْنَادٍ مِثْلِهِ:
(1)
إتحاف المهرة (19/ 162 - 24614).
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: صورته مرسل".
(3)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: هو متفق على ضعفه".
(4)
يقال اسمه مرداس بن محمد بن الحارث، وقيل: محمد بن محمد، والراجح أن اسمه وكنيته واحد، وثقه ابن حبان، وضعفه الدارقطني.
(5)
هو: عبد ربه بن نافع الكناني الحناط، أبو شهاب الأصغر الكوفي. من رجال التهذيب.
(6)
في (و) و (م): "حبان".
(7)
إتحاف المهرة (10/ 691 - 13614).
634 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَفِيدُ، ثَنَا
(1)
مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا الْتُسْتَرِيُّ، وَثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُلَاثَةَ
(2)
، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تَنْتَظِرُ النُّفَسَاءُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَإِنْ رَأَتِ الطُّهْرَ قَبْلَ ذَلِكَ فَهِيَ طَاهِرٌ، وَإِنْ جَاوَزْتِ الْأَرْبَعِينَ فَهِيَ بِمَنْزِلَةِ الْمُسْتَحَاضَةِ، تَغْتَسِلُ وَتُصَلِّي، فَإِنْ غَلَبَهَا الدَّمُ تَوَضَّأَتْ لِكُلِّ صَلَاةٍ"
(3)
.
عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُلَاثَةَ
(4)
لَيْسَا مِنْ شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَإِنَّمَا ذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ شَاهِدًا مُتَعَجِّبًا.
635 -
أخبرنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّحْوِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحِمْصِيُّ - وَلَقَبُهُ: سُلَيْمٌ - ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَني الْأَسْوَدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ
(5)
، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ
(1)
في الإتحاف: "بن".
(2)
في (و) و (د) و (ح): "علاقة".
(3)
إتحاف المهرة (9/ 542 - 11885).
(4)
في (و) و (د) و (ح): "علاقة"، وقال المصنف في المدخل إلى الصحيح في ابن علاثة (1/ 219):"روى عن الأوزاعى وخصيف الجزري والنضر بن عربي أحاديث موضوعة، مدار حديثه على عمرو بن الحصين العقيلي"، وابن علاثة وثقه ابن معين، والبلاء في أحاديثه من عمرو بن الحصين العقيلي، فإنه متروك، وكذبه الخطيب.
(5)
كذا في النسخ كلها، وكذا رواه البيهقي في الكبرى (1/ 342) عن المصنف به، ورواه الدراقطني في سننه (1/ 412) عن أبي سهل بن زياد شيخ المصنف به فقال:"بقية بن الوليد، أنا علي بن علي، عن الأسود" به، فزاد بينهما: علي بن علي الشامي، ولما أورده الحافظ في الإتحاف ساق رواية المصنف والدارقطني مساقا واحدا بزيادة الدراقطني، ولم ينبه للفرق. =
نُسَيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ
(1)
، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا مَضَى لِلنُّفَسَاءِ سَبْعٌ، ثُمَّ رَأَتِ الطُّهْرَ فَلْتَغْتَسِلْ وَلْتُصَلِّ"
(2)
.
وَقَدِ اسْتَشْهَدَ مُسْلِمٌ بِبَقِيَّةَ بْنِ الْوَليدِ، وَأَمَّا الْأَسْوَدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ فَإِنَّهُ شَامِيٌّ مَعْرُوفٌ، وَالْحَدِيثُ غَرِيبٌ فِي الْبَابِ.
636 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ
(3)
، أَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا خَالِدٌ
(4)
، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ
(5)
، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: اجْتَمَعَتْ غَنِيمَةٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"يَا أَبَا ذَرٍّ، ابْدُ فِيهَا". فَبَدَوْتُ إِلَى الرَّبَذَةِ، فَكَانَتْ تُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ، فَأَمْكُثُ الْخَمْسَةَ وَالسِّتَّةَ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَبُو ذَرٍّ" فَسَكَتُّ
(6)
، فَقَالَ: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ [يَا]
(7)
أَبَا ذَرٍّ، لِأُمِّكَ الْوَيْلُ". فَدَعَا بِجَارَيةٍ، فَجَاءَتْ بِعُسٍّ مِنْ مَاءٍ، فَسَتَرَتْنِي بِثَوْبٍ
= وقال الدراقطني: "الأسود: هو ابن ثعلبة، شامي"، وكذا قال المصنف عقبه، لكن الأسود بن ثعلبة لم يرو عنه غير عبادة بن نسي، حديثا واحدا يأتي برقم (2304)، وقال فيه ابن المديني:"لا أحفظ عنه غير هذا الحديث"، وهو هنا يروي عن عبادة!، فإن كان ما هاهنا محفوظا، فهو من أمثلة المُدبَّج.
(1)
في النسخ الخطية كلها: "عبد الرحمن بن عثمان"، والمثبت من التلخيص، والإتحاف، ومن السنن الكبرى للبيهقي (1/ 342) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(2)
إتحاف المهرة (13/ 259 - 16680).
(3)
في (و) و (د) و (ح): "أبو بكر بن أحمد بن إسحاق الفقيه".
(4)
هو: خالد بن عبد الله الواسطي. من رجال التهذيب.
(5)
في (ز) و (م): "نجدان".
(6)
في (ح): "فسألت".
(7)
ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ كلها، والمثبت من السنن الكبرى (1/ 220) للبيهقي حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
وَاسْتَتَرْتُ بِالرَّاحِلَةِ، فَاغْتَسَلْتُ فَكَأَنِّي أَلْقَيْتُ عَنِّي جَبَلًا، فَقَالَ:"الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ وَلَوْ إِلَى عَشْرِ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمِسَّهُ جِلْدَكَ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، إِذْ
(2)
لَمْ يَجِدَا لِعَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ
(3)
رَاوِيًا غَيْرَ أَبِي قِلَابَةَ الْجَرْمِيَّ، وَهَذَا مِمَّا شَرَطْتُ فِيهِ، وَبَيَّنْتُ أَنَّهُمَا قَدْ أَخْرَجَا مِثْلَ هَذَا فِي مَوَاضِعَ مِنَ الْكتَابَيْنِ.
637 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَرَجُلٌ آخَرُ
(4)
، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ [جُبَيْرٍ]
(5)
، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ كَانَ عَلَى سَرِيَّةٍ، وَأَنَّهُمْ أَصَابَهُمْ بَرْدٌ شَدِيدٌ لَمْ يُرَ مِثْلُهُ، فَخَرَجَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ: وَاللهِ لَقَدِ احْتَلَمْتُ الْبَارِحَةَ، وَلَكِنِّي وَاللهِ مَا رَأَيْتُ بَرْدًا مِثْلَ هَذَا، هَلْ مَرَّ عَلَى وُجُوهِكُمْ مِثْلُهُ؟ قَالُوا: لَا. فَغَسَلَ مَغَابِنَهُ، وَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَيْفَ وَجَدْتُمْ عَمْرًا
(1)
إتحاف المهرة (14/ 175 - 17588).
(2)
في (و) و (م) و (د) و (ح): "إذا".
(3)
في (ز): "نجدان".
(4)
قال البيهقي في الكبرى (1/ 226): "وأظنه: ابن لهيعة".
(5)
في النسخ الخطية كلها، والتلخيص:"حبيش" مصحف، والمثبت من السنن الكبرى للبيهقي (1/ 226) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، وهو: عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي.
وَصَحَابَتَهُ؟ ". فَأثْنَوْا عَلَيْهِ خَيْرًا، وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، صَلَّى بِنَا وَهُوَ جُنُبٌ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَمْرٍو فَسَأَلهُ، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ وَبِالَّذِي لَقِيَ مِنَ الْبَرْدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الله قَالَ:{وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ}
(1)
. وَلَوِ اغْتَسَلْتُ مِتُّ. فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَمْرٍو
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهُمَا عَلَّلَاهُ بِحَدِيثِ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ الَّذِي:
638 -
أخبرناه أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، ثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يَحيَى بْنَ أَيُّوبَ يُحَدِّثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِمرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: احْتَلَمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، فَأَشْفَقْتُ إِنِ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلِكَ، فَتَيَمَّمْتُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِي الصُّبْحَ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"يَا عَمْرُو، صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ؟ ". فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي مَنَعَنِي مِنْ الاغْتِسَالِ، وَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ الله يَقُولُ: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}
(3)
. فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا
(4)
.
(1)
(النساء: 29).
(2)
إتحاف المهرة (12/ 480 - 15956)
(3)
(النساء:29)
(4)
إتحاف المهرة (12/ 480 - 15956)، وعلقه البخاري في صحيحه (1/ 77) قال: "ويذكر أن عمرو بن العاص أجنب في ليلة باردة فتيمم
…
"، وانظر فتح الباري (1/ 454) وتغليق التعليق (2/ 188).
حَدِيثُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ هَذَا لَا يُعَلِّلُ حَدِيثَ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ الَّذِي وَصَلَهُ بِذِكْرِ أَبِي قَيْسٍ، فَإِنَّ أَهْلَ مِصْرَ أَعْرَفُ بِحَدِيثهِمْ مِنْ أَهْلِ الْبَصرَةِ.
639 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، ثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ يُخْبِرُ، أَنَّ رَجُلًا أَصَابَهُ جُرْحٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَصَابَهُ احْتِلَامٌ، فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"قَتَلُوهُ، قَتَلَهُمُ اللهُ، أَلَمْ يَكُنْ شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالَ؟ "
(1)
.
بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، وَقَدْ أَقَامَ إِسْنَادَهُ، وَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
640 -
فحدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ محَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَليدِ بْنِ مَزْيَدٍ، أَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: بَلَغَنِي عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يُخْبِرُ، أَنَّ رَجُلًا أَصَابَهُ جُرْحٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَصَابَهُ احْتِلَامٌ، فَأُمِرَ بِالاغْتِسَالِ، فَاغْتَسَلَ
(2)
فَمَاتَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"قَتَلُوهُ، قَتَلَهُمُ اللهُ، أَلَمْ يَكُنْ شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالَ؟ ". فَبَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:"لَوْ غَسَلَ جَسَدَهُ، وَترَكَ رَأْسَهُ حَيْثُ أَصَابَهُ الْجُرْحُ"
(3)
.
(1)
إتحاف المهرة (7/ 406 - 8075).
(2)
في (و) و (د) و (ح): "ثم اغتسل".
(3)
إتحاف المهرة (7/ 406 - 8075).
وَقَدْ رَوَاهُ الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، وَهُوَ مِنْ أَثْبَتِ أَصحَابِ الْأَوْزَاعِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْ سَمَاعَ الْأَوْزَاعِيِّ مِنْ عَطَاءٍ.
641 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
(1)
بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ الْجَوْهَرِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا هِقْلُ بْنُ زِيَادٍ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا هِقْلٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا أَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ فَاسْتَفْتَى، فَأُمِرَ بِالْغسْلِ، فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"قَتَلُوهُ، قَتَلَهُمُ اللهُ، أَلمْ يَكُنْ شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالَ؟ ". قَالَ عَطَاءٌ: فَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ:"لَوْ غَسَلَ جَسَدَهُ، وَتَرَكَ حَيْثُ أَصَابَهُ الْجِرَاحُ أَجْزَأَهُ"
(2)
.
642 -
حدثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَسَدِيُّ بِهَمَذَانَ، ثَنَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ
(3)
، ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ
(4)
، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
(1)
في النسخ الخطية كلها: "عبد الله بن محمد بن أحمد" والمثبت كما في الإتحاف، وسائر أسانيد المصنف، وكتب الرجال، غير أن محقق الإتحاف غيرها بها في مطبوعة المستدرك الهندية.
(2)
إتحاف المهرة (7/ 406 - 8075).
(3)
هو: عبد الله بن نافع بن أبي نافع الصائغ القرشي المخزومي أخرج له مسلم دون البخاري، وقال البخاري:"في حفظه شيء".
(4)
في (و): "سواد".
الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَرَجَ رَجُلَانِ فِي سَفَرٍ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَلَيْسَ مَعَهُمَا مَاءٌ، فَتَيَمَّمَا صَعِيدًا طَيِّبًا، فَصَلَّيَا، ثُمَّ وَجَدَا الْمَاءَ فِي الْوَقْتِ، فَأَعَادَ أَحَدُهُمَا الصَّلَاةَ وَالْوُضُوءَ وَلَمْ يُعِدِ الْآخَرُ، ثُمَّ أَتَيَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لِلَّذِي لَمْ يُعِدْ:"أَصَبْتَ السُّنَّةَ، وَأَجْزَأَتْكَ صَلَاتُكَ". وَقَالَ لِلَّذِي تَوَضَّأَ وَأَعَادَ: "لَكَ الْأَجْرُ مَرَّتَيْنِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَإِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ نَافِعٍ ثِقَةٌ، وَقَدْ وَصَلَ هَذَا الْإِسْنَادَ عَنِ اللَّيْثِ، وَقَدْ أَرْسَلَهُ غَيْرُهُ.
643 -
أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ أَبِي نَاجِيَةَ
(2)
، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ، وَاللهُ أَعْلَمُ
(3)
.
644 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْحَرَشِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ ظَبْيَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"التَّيَمُّمُ ضَرْبَتَانِ: ضَرْبَةٌ لِلْوَجْهٍ، وَضَرْبَةٌ لِلْيَدَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ"
(4)
.
(1)
إتحاف المهرة (5/ 314 - 5466).
(2)
كذا في النسخ كلها، وقال البيهقي في الكبرى (1/ 231) بعد ما رواه عن المصنف به:"كذا في كتابي، والصواب عميرة بن أبي ناجية".
(3)
إتحاف المهرة (5/ 314 - 5466)، وقال أبو داود:"ذكر أبي سعيد في هذا الحديث وهم، وليس بمحفوظ، وهو مرسل".
(4)
إتحاف المهرة (9/ 206 - 10900).
قَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى حَدِيثِ الْحَكَمِ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ فِي التَّيَمُّمِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ.
وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَسْنَدَهُ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، غَيْرَ عَلِيِّ بْنِ ظَبْيَانَ، وَهُوَ صَدُوقٌ
(1)
.
وَقَدْ أَوْقَفَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ وَغَيْرُهُمَا.
وَقَدْ أَوْقَفَهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ فِي الْمُوَطَّأِ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ، غَيْرَ أَنَّ شَرْطِي فِي سَنَدِ الصَّدُوقِ الْحَدِيثَ إِذَا أَوْقَفَهُ غَيْرُهُ.
645 -
حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ [عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ]
(2)
بْنِ مَنْصُورٍ - أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي دَارِ الْمَنْصُورِ بِبَغْدَادَ - ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ
(3)
، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تَيَمَّمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَضَرَبْنَا بِأَيْدِينَا عَلَى الصَّعِيدِ الطَّيِّبِ، ثُمَّ نَفَضْنَا أَيْدِيَنَا فَمَسَحْنَا بِهَا وُجُوهَنَا، ثُمَّ ضَرَبْنَا ضَرْبَةً أُخْرَى الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ، ثُمَّ نَفَضْنَا أَيْدِيَنَا، فَمَسَحْنَا بِأَيْدِينَا مِنَ الْمَرَافِقِ
(4)
إِلَى الْأَكُفِّ عَلَى مَنَابِتِ الشَّعْرِ مِنْ ظَاهِرٍ وَبَاطِنٍ
(5)
.
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل واه، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة".
(2)
في النسخ الخطية كلها، والإتحاف: عبد الله بن إبراهيم بن إسماعيل، وهو قلب في الاسم، والمثبت من سائر أسانيد المصنف، ومصادر ترجمته.
(3)
في (و) و (د) و (ح): "الهيثم بن خلف"، وهو: الهيثم بن خالد بن يزيد أبو صالح الكوفي وراق أبي نعيم ذكره المزي تمييزا.
(4)
في (ز) و (م): "المرفق".
(5)
إتحاف المهرة (8/ 364 - 9567).
هَذَا حَدِيثٌ مُفَسَّرٌ، وَإِنَّمَا ذَكَرْتُهُ شَاهِدًا؛ لِأَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ أَرْقَمَ لَيْسَ مِنْ شَرْطِ هَذَا الْكِتَابِ، وَقَدِ اشْتَرَطْنَا إِخْرَاجَ مِثْلِهِ فِي الشَّوَاهِدِ.
646 -
أخبرنا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْعَقَبِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْمَدَائِنِيُّ، ثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ.
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ
(1)
، ثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
(2)
، ثَنَا شَبَابَةُ
(3)
، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ سَالِمٍ وَنَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ فِي التَّيَمُّمِ:"ضَرْبَتَينِ: ضَرْبَةٌ لِلْوَجْهٍ، وَضَرْبَةٌ لِلْيَدَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْن"
(4)
.
سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ أَيْضًا لَمْ يُخَرِّجَاهُ
(5)
، وَإِنَّمَا ذَكَرْنَاهُ فِي الشَّوَاهِدِ.
وَقَدْ رُوِّيْنَا مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ:
647 -
حدثناه عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، قَالَا: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
(6)
، ثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ،
(1)
هو: إبراهيم بن إسحاق بن يوسف، أبو إسحاق الأنماطي.
(2)
هو: هارون بن عبد الله بن مروان، أبو موسى البزاز، المعروف بالحمال. من رجال التهذيب.
(3)
في (و) و (د) و (ح): "ثنا عبدة".
(4)
إتحاف المهرة (8/ 364 - 9567).
(5)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: قال ابن أبي حاتم في العلل: سألت أبا زرعة عنه، يعني: حديث سليمان بن أبي داود هذا، فقال: هذا حديث باطل"، علل الحديث (1/ 605).
(6)
في (و) و (د) و (ح): "ثنا إبراهيم".
عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ، وَإِنِّي تَمَعَّكْتُ فِي التُّرَابِ، فَقَالَ: اضْرِبْ. فَضَرَبَ بِيَدَيْهِ الْأَرْضَ، فَمَسَحَ وَجْهَهُ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدَيْهِ، فَمَسَحَ بِهِمَا يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ
(1)
.
648 -
وحدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ بَالويَهْ، قَالَا: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُّ مُحَمَّدٍ الْأَنْمَاطِيُّ، ثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَزْرَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"التَّيَمُّمُ ضَرْبَةٌ لِلْوَجْهٍ، وَضَرْبَةٌ لِلْيَدَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ"
(2)
.
649 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ
(3)
بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَيَمَّمُ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ: مِرْبَدُ النَّعَمِ وَهُوَ يَرَى بُيُوتَ الْمَدِينَةِ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ، وَهُوَ صَدُوقٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدْ أَوْقَفَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
(1)
إتحاف المهرة (3/ 487 - 3535).
(2)
إتحاف المهرة (3/ 487 - 3535)، وقال الدراقطني:"رجاله كلهم ثقات، والصواب موقوف" يعني كما في رواية أبي نعيم السابقة.
(3)
في (و) و (د) و (ح): "عبد الله".
(4)
إتحاف المهرة (9/ 207 - 10902)، وقال البيهقي في الكبرى (1/ 224):"وليس بمحفوظ".
650 -
أخبرناه أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الزَّاهِدُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّنْعَانِيُّ
(1)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ
(2)
، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: تَيَمَّمَ ابْنُ عُمَرَ عَلَى رَأْسِ مِيلٍ أَوْ مِيلَيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَصَلَّى الْعَصْرَ، فَقَدِمَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ، وَلَمْ يُعِدِ الصَّلَاةَ
(3)
.
651 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ الْخَوْلَانِيُّ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ مِنَ الشَّامِ إِلَى الْمَدِينَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَدَخَلْتُ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَدَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ لِي: مَتَى أَوْلَجْتَ خُفَّيْكَ فِي رِجْلَيْكَ؟ قُلْتُ: يَوْمَ الْجُمُعَةِ. قَالَ: فَهَلْ نَزَعْتَهُمَا؟ قُلْتُ: لَا. فَقَالَ: أَصَبْتَ السُّنَّةَ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ آخَرُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ:
652 -
حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْإِسْفَرَائِينِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ، ثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَ
(1)
في (ز) و (و): "الصغاني"، وهو: محمد بن إسحاق بن الصباح الصنعاني.
(2)
في (و) و (ح): "جهشم" وفي (د): "جهشيم"، وفي الإتحاف:"محمد بن الهيثم"، وهو: محمد بن شرحبيل بن جعشم الصنعاني.
(3)
إتحاف المهرة (9/ 370 - 11461).
(4)
إتحاف المهرة (12/ 333 - 15704).
الْمُفَضَّلُ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَكَمِ الْبَلَوِيُّ
(1)
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَامًا. قَالَ عُقْبَةُ: وَعَلَيَّ خُفَّانِ مِنْ تِلْكَ الْخِفَافِ الْغِلَاظِ، فَقَالَ لِي عُمَرُ: مَتَى عَهْدُكَ بِلِبَاسِهِمَا؟ فَقُلْتُ: لَبِسْتُهُمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَهَذَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ. فَقَالَ لِي عُمَرُ: أَصَبْتَ السُّنَّةَ
(2)
.
وَقَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ أَفْتَى بِهِ، وَلَمْ يُسْنِدْهُ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الْإِمَامُ.
653 -
أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ لَا يُوَقِّتُ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَقْتًا
(3)
.
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ رُوَاتُهُ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ، إِلَّا أَنَّهُ شَاذٌّ بِمَرَّةٍ:
654 -
حدثناه أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا الْمِقْدَامُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ تَلِيدٍ الرُّعَيْنِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ
(1)
روى حديثه هذا ابن ماجة (1/ 446) من طريق أبي عاصم عن حيوة عن يزيد فقلب اسمه فقال: "الحكم بن عبد الله البلوي"، والصواب ما هنا، وكذا رواه الليث بن سعد وعمرو بن الحارث وابن لهيعة.
(2)
إتحاف المهرة (12/ 333 - 15704).
(3)
إتحاف المهرة (9/ 208 - 10904).
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ وَلَبِسَ خُفَّيْهِ، فَلْيُصَلِّ فِيهِمَا، وَلْيَمْسَحْ عَلَيْهَا، ثُمَّ لَا يَخْلَعْهُمَا إِنْ شَاءَ إِلَّا مِنْ جَنَابَةٍ"
(1)
.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَعَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ ثِقَةٌ، غَيْرَ أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عَنْ حَمَّادٍ.
655 -
حدثناه أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَكْرٍ الْعَدْلُ، وَأَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَتكِيُّ، قَالَا: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ، ثَنَا مُعَاذُ بْنُ نَجْدَةَ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ
(2)
.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا بَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا مُنْذُ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْفُرْقَانُ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدِ اتَّفَقَا عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا.
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: مَا بُلْتُ قَائِمًا مُنْذُ أَسْلَمْتُ.
(1)
إتحاف المهرة (1/ 479 - 503)، وعبد الغفار بن داود أخرج له البخاري دون مسلم.
(2)
هذا الطريق طريق أحمد بن محمد بن سلمة لم نجده في الإتحاف.
(3)
إتحاف المهرة (16/ 1116 - 21731).
وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ
(1)
عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: مِنَ الْجَفَاءِ أَنْ تَبُولَ وَأَنْتَ قَائِمٌ.
وَقَدْ رُوِيَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ الْعُذرُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَوْلِهِ قَائِمًا:
656 -
حدثناه أبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ سَعِيدِ الْحَنْظَلِيُّ بِهَمَذَانَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَاهَانَ الْكَرَابِيسِيُّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ غَسَّانَ الْجُعْفِيُّ، ثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، ثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَالَ قَائِمًا مِنْ جُرْحٍ كَانَ بِمَأْبِضِهِ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ حَمَّادُ بْنُ غَسَّانَ، وَرُوَاتُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ
(3)
.
657 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا الْحَسَنُ بْن عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى
(4)
، ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
(5)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مِنْ كَفٍّ وَاحِدٍ، فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثًا
(6)
.
(1)
في (و) و (د) و (ح): "بن".
(2)
إتحاف المهرة (15/ 181 - 19116)، وقد قال ابن الأثير في النهاية (1/ 15): "المأبض: باطن الركبة هاهنا، وهو من الإباض. الحبل الذي يشد به رسغ البعير إلى عضده.
والمأبض مفعل منه: أي موضع الإباض. والعرب تقول: إن البول قائما يشفي من تلك العلة".
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: حماد ضعفه الدارقطني".
(4)
هو: إبراهيم بن موسى بن يزيد بن زاذان التميمي، أبو إسحاق الفراء الرازي. من رجال التهذيب.
(5)
هو: خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن الطحان الواسطي، عن عمرو بن يحيى بن عمارة المازني.
(6)
إتحاف المهرة (6/ 645 - 7143).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ
(1)
.
وَقَدْ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْن يَعْقُوبَ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: إِنْ جَمَعَهُمَا مِنْ كَفٍّ وَاحِدٍ فَهُوَ جَائِزٌ، وَإِنْ فَرَّقَهُمَا فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيْنَا
(2)
.
658 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ.
وَأَخْبَرَنَا بَكْرُ
(3)
بْنُ مُحَمَّدِ الصَّيْرَفِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا قَبِيصَةُ، ثَنَا سُفْيَانُ.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْد اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا وَكِيعٌ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ
(4)
، عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا تَوَضَّأْتَ فَخَلِّلِ الْأَصَابعَ"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ قَدِ احْتَجَّا بِأَكْثَرِ رُوَاتِهِ، ثُمَّ لَمْ يُخَرِّجَاهُ لِتَفَرُّدِ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَبِرَةَ عَنْ أَبِيهِ بِالرِّوَايَةِ، وَقَدْ قَدَّمْنَا الْقَوْلَ فِيهِ
(6)
.
وَلَهُ شَاهِدٌ:
(1)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: قد أخرجه الشيخان مطولا"، من حديث خالد بن عبد الله وغيره عن عمرو بن يحيى بن عمارة به مطولا، البخاري (1/ 51، 49، 48)، ومسلم (1/ 145).
(2)
إتحاف المهرة (6/ 645 - 7143).
(3)
في (ز): "بكير".
(4)
هو: إسماعيل بن كثير الحجازي، أبو هاشم المكي. من رجال التهذيب.
(5)
إتحاف المهرة (13/ 73 - 16442).
(6)
عقب حديث رقم (529).
659 -
أخبرناه عَبْد الصَّمَدِ بْن عَلِيِّ بْنِ مُكْرَمٍ الْبَزَّازُ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا تَوَضَّأْتَ فَخَلِّلْ أَصَابِعَ يَدَيْكَ وَرِجْلَيْكَ"
(1)
.
صَالِحٌ هَذَا أَظُنُّهُ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ
(2)
، فَإِنْ كَانَ كَذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ هَذَا الْكِتَابِ، وَإِنَّمَا أَخْرَجْتُهُ شَاهِدًا.
660 -
أخبرنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُسَيَّبِ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِي دَارَ قَوْمِ مِنَ الْأَنْصَارِ وَدُونَهُمْ دُورٌ لَا يَأْتِيهَا، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، تَأْتِي دَارَ فُلَانٍ وَلَا تَأْتِي دَارَنَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ فِي دَارِكُمْ كَلْبًا". قَالُوا فَإِنَّ فِي دَارِهِمْ سِنَّوْرًا. فَقَالَ: النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "السِّنَّوْرُ سَبُعٌ"
(3)
.
661 -
حدثناه عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُسَيَّبِ.
وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُسَيَّبِ، بِنَحْوِهِ
(4)
.
(1)
إتحاف المهرة (7/ 244 - 7748).
(2)
الحديث عند أحمد والترمذي وابن ماجه، وفيه:"صالح مولى التوأمة"، كما ظن المصنف.
(3)
إتحاف المهرة (16/ 38 - 20337).
(4)
إتحاف المهرة (16/ 38 - 20337).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَعِيسَى بْنُ الْمُسَيَّبِ تَفَرَّدَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، إِلَّا أَنَّهُ صَدُوقٌ، وَلَمْ يُجَرِّحْ قَطُ
(1)
.
662 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ الدُّورِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ فِي سَفَرٍ، فَقَضَى حَاجَتَهُ، فَقُلْنَا لَهُ: تَوَضَّأْ حَتَّى نَسْأَلكَ عَنْ آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: سَلُونِي، إِنِّي لَسْتُ أَمَسُّهُ، فَقَرَأَ عَلَيْنَا مَا أَرَدْنَا، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ مَاءٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ لِتَوْقِيفِهِ.
وَقَدْ رَوَاهُ أَيْضًا جَمَاعَةٌ مِنَ الثِّقَاتِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَلْمَانَ.
حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الضَّبِّيُّ، ثَنَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ
(2)
.
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: قال أبو داود: ضعيف، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي".
وقال ابن معين: ضعيف، وفي موضع: ليس بشيء، وضعفه النسائي ولينه أحمد واستنكر حديثه هذا العقيلي وابن عدي، وقال أبو زرعة في علل الحديث (1/ 548):"لم يرفعه أبو نعيم وهو أصح، وعيسى ليس بالقوي"، وقال العقيلي:"لا يتابعه إلا من هو مثله أو دونه"، وقال ابن عدي والدارقطني:"وهو صالح فيما يرويه".
وقد جمع المصنف بين رواية أبي نعيم ووكيع على رفعه، فالله أعلم.
(2)
إتحاف المهرة (5/ 552 - 5918) وفاته هذا الموضع إذ إنه التبس عليه فجعل هذه الأسانيد لمتن آخر وهو: "قال المشركون: إنا نرى صاحبكم يعلمكم، حتى يعلمكم الخراءة"، وهذا المتن لم يأت في المستدرك أصلا، وانظر الإتحاف (5/ 550 - 5916)، وسيأتي في التفسير (3822).
663 -
وأخبرنا أَبُو الْوَليدِ الْفَقِيهُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثَنَا أَبِي، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَلْمَانَ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ
(1)
.
664 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ وَلَقَبُهُ حَمْدَانُ، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِى صالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَا أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ:
665 -
أخبرناه عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى
(3)
، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"عَامَّةُ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ"
(4)
.
666 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ بِالرَّيِّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الْأَزْرَقُ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَة قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَحْدَثَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاِتِهِ فَلْيَأْخُذْ بِأَنْفِهِ، ثُمَّ لْيَنْصَرِفْ"
(5)
.
(1)
إتحاف المهرة (5/ 552 - 5918) وفاته هذا الموضع، انظر الحاشية السابقة، وسيأتي في التفسير (3822).
(2)
إتحاف المهرة (14/ 485 - 18059).
(3)
هو: زاذان، وقيل دينار أبو يحيى القتات، فيه لين. من رجال التهذيب.
(4)
إتحاف المهرة (8/ 7 - 8779).
(5)
إتحاف المهرة (17/ 283 - 22258).
تَابَعَهُ عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْن بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ وَغَيْرُهُمَا، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِهِمَا، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
667 -
وحدثناه إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الشَعْرَانِيُّ، ثَنَا جَدِّي
(1)
، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا أَحْدَثَ أَحَدُكُمْ في صَلَاِتهِ فَلْيَأْخُذْ عَلَى أَنْفِهِ
(2)
وَلْيَنْصَرِفْ فَلْيَتَوَضَّأْ"
(3)
.
سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيَّ الْحَافِظَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الشَّافِعِيَّ الصَّيْرَفِيَّ
(4)
يَقُولُ: كُلُّ مَنْ أَفْتَى مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِنَ مِنَ الْحِيَلِ إِنَّمَا أَخَذَهُ مِنْ هذَا الْحَدِيثِ.
668 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْأَعْمَشُ.
وَثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَان، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ حَسَنَةَ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا
(1)
هو: الفضل بن محمد بن المسيب، أبو محمد الشعراني البيهقي النيسابوري الريوذي.
(2)
في (و) و (د) و (ح): "بأنفه".
(3)
إتحاف المهرة (17/ 283 - 22258)، وقال البيهقي في الكبرى (2/ 254):"ورواه الثوري وشعبة وزائدة وابن المبارك وشعيب بن إسحاق وعبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، قال أبو عيسى الترمذي: وهذا أصح من حديث الفضل بن موسى".
(4)
هو: محمد بن عبد الله الصيرفي الشافعي له تصانيف في أصول الفقه، قال الخطيب (3/ 472): لكنه لم يرو كبير شيء.
وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبِيَدِهِ دَرَقَةٌ، أَوْ شَبِيهٌ بِالدَّرَقَةِ، فَاسْتَتَرَ بِهَا فَبَالَ وَهُوَ جَالِسٌ، فَقُلْتُ لِصَاحِبِى: أَلا تَرَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَيْفَ يَبُولُ كَمَا تَبُولُ الْمَرْأَةُ. قَالَ: فَأَتَانَا، فَقَالَ:"أَلا تَدْرُونَ مَا لَقِىَ صَاحِبُ بَنى إِسْرَائِيلَ؟ كَانَ إِذَا أَصَابَ أَحَدًا شَيْءٌ، مِنَ الْبَوْلِ قَرَضَهُ بِالْمِقْرَاضِ". قَالَ: "فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ، فَعُذِّبَ في قَبْرِهِ"
(1)
.
669 -
أخبرناه عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْحَرَشِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَنَا أَبُو مُعَاوِيَةُ.
وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، ثَنَا مُعَاوِيةُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا زَائِدَةُ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا أَبُو الْمُثَنَى، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيادٍ، كُلُّهُمْ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ حَسَنَةَ قَالَ: بَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُسْتَترٌ بِحَجَفَةٍ، فَقَالُوا: تَبُولُ كَمَا تَبُولُ الْمَرْأَةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ بَني إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَصَابَ أَحَدَهُمُ الْبَوْلُ قَرَضَهُ بِالْمَقَارِيضِ، وَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ فَهُوَ يُعَذَّبُ في قَبْرِهِ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَمنْ شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ إِلَى أَنْ يَبْلُغَ تَفَرَّدَ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ بِالرِّوَايَةِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ حَسَنَةَ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ.
670 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَسِيْدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثَنَا
(1)
إتحاف المهرة (10/ 598 - 13481).
(2)
إتحاف المهرة (10/ 598 - 13481).
الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ
(1)
.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَتَكِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ
(2)
، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ
(3)
، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: مَا بَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا مُنْذُ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ الْفُرْقَانُ
(4)
.
671 -
أخبرناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تُقْسِمُ بِاللَّهِ مَا رَأَى أَحَدٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبُولُ قَائِمًا مُنْذُ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْفُرْقَانُ
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَالَّذِى عِنْدِي أَنَّهمَا لَمَّا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أتَى سُبَاطَةَ
(6)
قَوْمٍ، فَبَالَ قَائِمًا، وَجَدَا حَدِيثَ الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مُعَارِضًا لَهُ، فَتَرَكَاهُ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
(1)
طريق أبو العباس هذا لم نجده في الإتحاف.
(2)
هو: أحمد بن محمد بن نصر، أبو نصر اللباد النيسابوري الفقيه.
(3)
ذكر ابن حجر في الإتحاف: "أبو النضر الفقيه" بدلا منه.
(4)
إتحاف المهرة (16/ 1116 - 21731).
(5)
إتحاف المهرة (16/ 1116 - 21731).
(6)
في (ز) و (م): "سباط".
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ الْمَكِّيِّينَ:
672 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْن إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَهْدِيٍّ
(1)
، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبُولُ قَائِمًا، فَقَالَ:"يَا عُمَرُ، لَا تَبُلْ قَائِمًا". قَالَ: فَمَا بُلْتُ قَائِمًا بَعْدُ
(2)
.
وَرُوِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي النَّهْيِ عَنْهُ.
673 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ
(3)
الْمَرْوَزِيُّ، أَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أَنَا عَبْدَانُ، أَنَا عَبْدُ اللهِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكمْ في مُسْتَحَمِّهِ؛ فَإنَّ عَامَّةَ الْوَسْوَاسِ مِنْهُ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَهُ شَاهِدٌ عَلَى شَرْطِهِمَا:
674 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْن إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أبَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُريْعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ
(1)
هو: أبو عبد الله الأبلي.
(2)
إتحاف المهرة (12/ 260 - 15537)، وعبد الكريم بن أبي المخارق ضعيف.
(3)
في (و) و (د): "حكيم".
(4)
إتحاف المهرة (10/ 557 - 13418).
صُهْبَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: نُهِيَ - أَوْ: زُجِرَ - أَنْ يُبَالَ فِي الْمُغْتَسَلِ
(1)
.
675 -
حدثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْعَدْلُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أويْسٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْن بِلَالٍ.
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ
(2)
، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، كِلَاهُمَا عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اتَّقُوا اللَّاعِنَيْنِ". قَالُوا: وَمَا اللَّاعِنَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ الْمسْلِمِينَ وَفي ظِلِّهِمْ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ عَنْ قُتَيْبَةَ، وَلَهُ شَاهِدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ، وَلَفْظُهُ غَيْرُ هَذَا، وَلَمْ يُخَرِّجْهُ:
676 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، ثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ
(4)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ
(5)
، ثَنَا مُحَمَّد بْنُ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: أَفْتَيْتَنَا فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تُوشِكَ أَنْ تُفْتِينَا فِي الْخِرَاءِ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو
(1)
إتحاف المهرة (10/ 557 - 13418)، وأصله في البخارى (6/ 136) من حديث شعبة عن قتادة عن عقبة بن صهبان قال سمعت عبد الله بن المغفل المزني "في البول من المغتسل يأخذ منه الوسواس"، وانظر ما تقدم عقب حديث رقم (603).
(2)
هو: محمد بن نعيم بن عبد الله، أبو بكر المديني النيسابوري.
(3)
إتحاف المهرة (15/ 282 - 19310)، وأخرجه مسلم (1/ 156).
(4)
في (و) و (د): "كامل بن أبي طلحة".
(5)
هو: محمد بن عمرو بن عبيد بن حنظلة الأنصاري الواقفي ذكره المزي تمييزا، وهو ضعيف، واستنكر عليه حديثه هذا ابن عدي، وعنه كامل بن طلحة الجحدري البصري.
هُرَيْرَةَ
(1)
: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ سَلَّ سَخِيمَتَهُ عَلَى طَرِيقٍ عَامِرٍ
(2)
مِنْ طُرُقِ الْمُسْلِمِينَ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ"
(3)
.
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ مِمَّنْ يُجْمَعُ حَدِيثُهُ فِي الْبَصْرِيِّينَ، وَهُوَ عَزِيزُ الْحَدِيثِ جِدًّا
(4)
.
677 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ الوَاسِطِيُّ، ثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارِ وَعَبَّاسُ الْعَنْبَرِيُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَنَا. وَقَالَ الآخَرُونَ: ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سرْجِسَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْجُحْرِ، وَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ؛ فَإِنَّ الْفَأْرَةَ تَأْخذُ الْفَتِيلَةَ فَتُحْرِق عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ، وَأَوْكُوا الأسْقِيَةَ، وَخَمِّرُوا الشَّرَابَ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ". فَقِيلَ لِقَتَادَةَ: وَمَا يُكْرَهُ مِنَ الْبَوْلِ فِي الْجُحْرِ؟ فَقَالَ: إِنَّهَا مَسَاكِنُ الْجِنِّ
(5)
.
سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيَّ
(6)
يَحْيَى بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ
(1)
من قوله: "أفتيتنا في كل" إلى هاهنا ساقط من (و) و (د) و (ح).
(2)
في (و) و (د) و (ح) والتلخيص: "عام".
(3)
إتحاف المهرة (15/ 519 - 19811).
(4)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: لكنه ضعيف".
(5)
إتحاف المهرة (6/ 666 - 7168).
(6)
في (و): "العنزي".
إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ يَقُولُ: أَنْهَى عَنِ الْبَوْلِ فِي الْأَجْحِرَةِ لِخَبَرِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْجُحْرِ". وَقَالَ قَتَادَةُ: إِنَّهَا مَسَاكِنُ الْجِنِّ، وَلَسْتُ أَبُتُ الْقَوْلَ أَنَّهَا مَسْكَنُ الْجِنِّ؛ لِأَنَّ هَذَا مِنْ قَوْل قَتَادَةَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَقَدِ احْتَجَّا بِجَمِيعِ رُوَاتِهِ.
وَلَعَلَّ مُتَوَهِّمًا يَتَوَهَّمُ أَنَّ قَتَادَةَ لَمْ يَذكُرْ سَمَاعَهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ، وَلَيْسَ هَذَا بِمُسْتَبْدَعٍ، فَقَدْ سَمِعَ قَتَادَةُ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلُ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِحَدِيثِ عَاصمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ وَهُوَ مِنْ سَاكِنِي الْبَصْرَةِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
678 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْن غَالِبٍ، قَالَا: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ هَذِهِ الْخُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا أَحَدُكُمْ دَخَلَ الْغَائِطَ فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الرِّجْس النَّجِسِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"
(1)
.
قَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِحَدِيثٍ لِقَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَاحْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِعَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ مُخْتَلَفٌ فِيهِ عَلَى قَتَادَة، رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زيْدِ بْنِ أَرْقَمَ:
(1)
إتحاف المهرة (4/ 585 - 4693).
679 -
أخبرناه أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَنَا سَعِيدٌ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا أَحَدُكُمْ دَخَلَهَا فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ"
(1)
.
كِلَا الْإِسْنَادَيْنِ مِنْ شَرْطِ الصَّحِيحِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ، وَإِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ بِذِكْرِ الاسْتِعَاذَةِ فَقَطْ.
680 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ زَاذَانَ الضَّرِيرُ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَا: ثَنَا هُدْبَةُ بْن خَالِدٍ، ثَنَا هَمَّامٌ، ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلا عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ وَضَعَ خَاتَمَهُ
(2)
.
681 -
وحدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ
(3)
، ثَنَا
(1)
إتحاف المهرة (4/ 585 - 4693).
(2)
إتحاف المهرة (2/ 289 - 1744)، وأنكروه على همام بن يحيى، وقال أبو داود (1/ 25):"إنما يعرف عن ابن جريج عن زياد بن سعد عن الزهرى عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من ورق ثم ألقاه، والوهم من همام، ولم يروه إلا همام".
(3)
في (و) و (د): "عبيد الله بن عبد الواحد".
يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ الْأَنْطَاكِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْبَصْرِيُّ
(1)
، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَبِسَ خَاتَمًا نَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، فَكَانَ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ وَضَعَهُ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، إِنَّمَا خَرَّجَا حَدِيثَ نَقْشِ الْخَاتَمِ فَقَطْ.
682 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خَلِيٍّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا}
(3)
. قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ، فَقَالَ: "مَا هَذَا الطُّهُورُ
(4)
الَّذِي أثنَى اللهُ عَلَيْكُمْ بِهِ؟ ". فَقَالَ: لَا نَبِيَّ اللهِ، مَا خَرَجَ مِنَّا رَجُلٌ وَلَا امْرَأَة مِنَ الْغَائِطِ إِلَّا غَسَلَ دُبُرَهُ - أَوْ قَالَ: مَقْعَدَتَهُ - فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَفِي هَذَا"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ
(1)
يحيى بن المتوكل أبو بكر البصري ذكره المزي تمييزا، وقال ابن معين: لا أعرفه، وذكره ابن حبان في الثقات وقال:"كان يخطئ"، وأخرج الشيخان حديث الزهري عن أنس أنه رأى في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ورق يوما واحدا، ثم إن الناس اصطنعوا الخواتيم من ورق ولبسوها فطرح رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتمه. وهو مما يعلل هذا الحديث، وانظر علل الدراقطني (12/ 175).
(2)
إتحاف المهرة (2/ 289 - 1744).
(3)
(التوبة: 108).
(4)
في (و) و (د) و (ح): "الطهر".
(5)
إتحاف المهرة (8/ 7 - 8781).
هَكَذَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.
وَحَدِيثُ أَبِي أَيُّوبَ شَاهِدُهُ:
683 -
حدثناه أَبُو بَكرِ بْن إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ.
وَأَخْبَرَني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَا: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ
(1)
بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ السَّائِبِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَابْنِ سَوْرَةَ
(2)
، عَنْ عَمِّهِ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}
(3)
قَالَ: "كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ، وَكَانُوا لَا يَنَامُونَ اللَّيْلَ كُلَّهُ"
(4)
.
هَذَا آخِرُ مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ كِتَابِ الطَّهَارَةِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ رضي الله عنهما مِمَّا لَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
في التلخيص: "عبد الرحمن".
(2)
كذا في النسخ الخطية كلها والتلخيص، والصواب:"وأبي سورة" يعني: ابن أخي أبي أيوب الأنصاري كما في الإتحاف، وهو من رجال التهذيب، وواصل بن السائب الراوي عنه منكر الحديث، واستنكره عليه ابن عدي.
(3)
(التوبة: 108).
(4)
إتحاف المهرة (4/ 389 - 4421)، وقال:"قلت: واصل ضعيف".
كتاب الصلاة
أَوَّلُ كِتَابِ الصَّلَاةِ
بَابٌ: فِي مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ
684 -
حدثنا أَبُو عَمْرِو عُثْمَان بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّمَّاكِ الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ الْبَزَّازُ.
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ
(1)
، ثَنَا عُثْمَان بْن عُمَرَ
(2)
، ثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الْوَليدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الصَّلَاةُ في أَوَّلِ وَقْتِهَا". قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: "الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ". قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: "بِرُ الْوَالِدَيْنِ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ يُعْرَفُ بِهَذَا اللَّفْظِ بِمُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ بُنْدَارٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ، وَبُنْدَارٌ مِنَ الْحُفَّاظِ الْمتْقِنِينَ الْأثبَاتِ.
685 -
حدثناه عَلِيُّ بْنُ عِيسَى فِي آخَرِينَ قَالوا: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا بُنْدَارٌ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الْوَليدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سَأَلْتُ
(1)
قوله: "وحدثنا علي بن عيسى، ثنا أبو العباس محمد بن إسحاق، حدثنا الحسن بن مكرم" ساقط من (و) و (د) و (ح).
(2)
هو: عثمان بن عمر بن فارس بن لقيط. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (10/ 213 - 12609).
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا"
(1)
.
فَقَدْ صَحَّتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ بِاتِّفَاقِ الثِّقَتَيْنِ بُنْدَارِ بْنِ بَشَّارٍ وَالْحَسَنِ بْنِ مُكْرَمِ عَلَى رِوَايَتِهِمَا عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ، وَهُوَ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(2)
.
وَلَهُ شَوَاهِدُ فِي هَذَا الْبَابِ مِنْهَا مَا:
686 -
حدثناه أَبُو سَعِيدٍ إِسْمَاعِيلُ بْن أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ
(3)
بْنِ مُكْرَمٍ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ الْمَدَائِنِيُّ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ، قَالَ: ثَنَا صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ - وَأَشَارَ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَلَمْ يُسَمِّهِ - قَالَ: سَألتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَل؟ قَالَ: "الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا". قُلْت: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ". قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "بِرُّ الْوَالِدَيْنِ". وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي
(4)
.
قَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ جَمَاعَةٌ عَنْ شُعْبَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ هَذِهِ اللَّفْظَةَ غَيْرُ حَجَّاجِ بْنِ الشَّاعِرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَفْصٍ، وَحَجَّاج حَافِظٌ ثِقَةٌ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِعَلِيِّ بْنِ حَفْصٍ الْمَدَايِنِيِّ.
(1)
إتحاف المهرة (10/ 213 - 12609).
(2)
قد أخرجاه بلفظ: "الصلاة على"، و "الصلاة لوقتها"؛ البخاري (1/ 112) و (4/ 14)(9/ 156)، ومسلم (1/ 62) و (1/ 63) واللفظ الذي استدركه المصنف أخص، وانظر علل الدارقطني (5/ 335)، وفتح الباري (2/ 13).
(3)
في (د): "الحسن".
(4)
إتحاف المهرة (10/ 213 - 12609).
وَمِنْهَا مَا:
687 -
حدثنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِي، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبِ الْمَعْمَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَني عُبَيْدٌ الْمُكْتِبُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا"
(1)
.
الرَّجُلُ هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ لإِجْمَاعِ الرُّوَاةِ فِيهِ عَلَى [أَبِي]
(2)
عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ.
وَمِنْهَا مَا:
688 -
أخبرناه أَبُو جَعْفَرِ محَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صالِحٍ السَّهْمِيُّ بِمِصْرَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ الْأَعْمَالِ الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا"
(3)
.
يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ هَذَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ سَكَنَ بَغْدَادَ، وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ هَذَا الْكِتَابِ
(4)
، إِلَّا أَنَّ لَهُ شَاهِدًا عَنْ عُبَيْدِ اللهِ.
(1)
إتحاف المهرة (10/ 213 - 12609).
(2)
في النسخ الخطية كلها: "على عمرو الشيباني" بدون أبي، والمثبت الصواب.
(3)
إتحاف المهرة (9/ 210 - 10912).
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: يعقوب كذاب"، وهو: يعقوب بن الوليد بن عبد الله بن أبي هلال الأزدي المدني، قالل الإمام أحمد: "كان من الكذابين الكبار يضع =
689 -
حدثني أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَدْلُ النَّحْوِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الرَّقِّيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَةَ الْعَامِرِيُّ
(1)
فِي كِنْدَةَ فِي مَجْلِسِ الْأَشَجِّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ الْحِمْصِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
(2)
بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الصَّلَوَاتُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا"
(3)
.
وَمِنْهَا مَا:
690 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا أَبُو سلَمَةَ مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، ثَنَا [عَبْدُ اللهِ]
(4)
بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ جَدَّتِهِ الدُّنْيَا، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ فَرْوَةَ - وَكَانَتْ
= الحديث"، وقال المصنف في المدخل إلى الصحيح: "روى عن هشام بن عروة ومالك بن أنس وموسى بن عقبة وغيرهم من المدنيين مناكير"، وعنه علي بن معبد بن شداد الرقي.
(1)
ضعفه الدارقطني.
(2)
في (ز) و (م): "عبد الله".
(3)
إتحاف المهرة (9/ 210 - 10912) ذكر الدارقطني في العلل (12/ 318) رواية محمد بن حمير عن عبيد الله به وقال: "وقيل عنه عن عبد الله بن عمر - أخي عبيد الله بن عمر - عن نافع عن ابن عمر وهو وهم، والمحفوظ: عن عبيد الله وعن عبد الله عن القاسم بن غنام عن أم فروة عن النبي صلى الله عليه وسلم"، يعني كما في الرواية التالية.
(4)
في النسخ الخطية كلها "عبيد الله" مصحف، والمثبت من التلخيص والإتحاف، والسنن الكبرى للبيهقي (1/ 434) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، وهو الموافق لأصل الرواية في تاريخ الدوري عن ابن معين (3/ 184)، وكذا رواه الإمام أحمد (45/ 65) عن منصور بن سلمة الخزاعي عن عبد الله به، وذكر الدارقطني:"منصور بن سلمة" فيمن قال عن "عبد الله" كما سيأتي تمام النقل عنه.
مِمَّنْ بَايَعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ - أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَسُئِلَ عَنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ، فَقَالَ:"الصَّلَاةُ لِأَوَّلِ وَقْتِهَا"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ رَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَالْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَقَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ
(2)
بْنِ عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّامٍ.
أَمَّا حَدِيثُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ:
(1)
إتحاف المهرة (18/ 289 - 23656).
(2)
كذا في النسخ الخطية كلها، وفي التلخيص والإتحاف:"عبد الله"، ولنورد هنا الخلاف الذي ذكره الدارقطني رحمه الله في العلل (15/ 429) ليستبين تقييد ذلك الحرف، ويعرف مخرج الحديث قال: "يرويه عبد الله بن عمر وأخوه عبيد الله بن عمر عن القاسم بن غنام، فأما عبيد الله؛ فقال معتمر عنه عن القاسم بن غنام عن جدته عن أم فروة، وقال محمد بن بشر: عن عبيد الله عن القاسم عن بعض أهله عن أم فروة لم يذكر بينهما أحدا.
وخالفهما أبو نعيم وعبد الله بن سعيد بن عبد الملك أبو صفوان وحماد الحناط ويزيد بن هارون ووكيع وإسحاق بن سليمان الرازي وأبو عاصم وعثمان بن عمرو، رووه عن عبد الله بن عمر عن القاسم بن غنام عن بعض أهله عن أم فروة، وقال عيسى بن يونس عن العمري عن القاسم بن غنام عن بعض عماته عن بعض أمهاته عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال محمد بن مناذر الشاعر عن العمري عن القاسم عن بعض جداته عن أم فروة، وقال منصور بن سلمة عن عبد الله بن عمر عن القاسم عن جدته الدنيا عن أم فروة، وكذلك قال الليث بن سعد عن العمري، وقال أبو عقيل يحيى بن المتوكل عن العمري عن نافع عن ابن عمر ووهم فيه، ورواه الضحاك بن عثمان عن القاسم بن غنام عن امرأة من المبايعات ولم يسمها عن النبي صلى الله عليه وسلم، والقول قول من قال: عن القاسم بن غنام عن جدته عن أم فروة".
وعبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم العمري فيه ضعف، وجدة القاسم قال عنها الحافظ ابن حجر في التقريب:"لم أقف على اسمها ولا على حالها".
691 -
فحدثناه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الزَّاهِدُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَعَافِرِيُّ بِمِصْرَ
(1)
، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَّانُ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ، ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ [عَبْدِ اللهِ]
(2)
بْنِ عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّامٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ أَبِيهِ الدُّنْيَا، عَنْ أُمِّ فَرْوَةَ جَدَّتِهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ
(3)
.
سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: قَدْ رَوَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّامٍ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ أَخُوهُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ.
692 -
حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، ثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا الآخِرِ حَتَّى قَبَضهُ اللهُ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَعِنْدَ اللَّيْثِ فِيهِ إِسْنَادٌ آخَرُ:
693 -
حدثناه مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، ثَنَا
(1)
لم نجد له ترجمة ولا ذكرا في سند غير هذا.
(2)
في النسخ الخطية كلها: "عبيد الله" والمثبت من التلخيص والإتحاف ويؤيدهما قول الدراقطني السابق وكذا رواه الإمام أحمد (45/ 66) من طريق الليث عن عبد الله به، غير أن محققوا المسند غيروه إلى "عبيد الله"!.
(3)
إتحاف المهرة (18/ 289 - 23656).
(4)
إتحاف المهرة (17/ 729 - 23133).
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(1)
، ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عُمَرَ
(2)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا الْآخِرِ مَرَّتَيْنِ
(3)
حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ
(4)
.
وَلَهُ شَاهِدٌ آخَرُ مِنْ حَدِيثِ الْوَاقِدِيِّ، وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ هَذَا الْكِتَابِ:
694 -
أخبرناه أَبُو بَكْرِ إِسْمَاعِيلُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْفَقِيهُ بِالرَّيِّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَزْرَقُ
(5)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِى سَلَمَه، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَّرَ صَلَاةً إِلَى الْوَقْتِ الْآخِرِ حَتَّى قَبَضَهُ الله
(6)
.
695 -
أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْن جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ - وَهُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا
(1)
في (و) و (د) و (ح): "قتيبة بن شعبة".
(2)
أخرج له الترمذى هذا الحديث الواحد وقال: "غريب وليس إسناده بمتصل".
(3)
في التلخيص: "إلا مرتين".
(4)
إتحاف المهرة (16/ 1008 - 21519)، وقال:"قلت: رواه الترمذى عن قتيبة، وقال: ليس إسناده بمتصل".
(5)
كذا في النسخ الخطية كلها والصواب: "محمد بن الفرج الأزرق" كما في الإتحاف وكتب الرجال، وهو: محمد بن الفرج بن محمود، أبو بكر الأزرق.
(6)
إتحاف المهرة (17/ 613 - 22891).
أَبُو أَيُّوبَ غَازِيًا وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ يَوْمَئِذٍ عَلَى مِصْرَ، فَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ، فَقَامَ إِلَيْنَا أَبُو أَيُّوبَ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الصَّلاةُ يَا عُقبَةُ؟ فقال: شُغِلنَا. فقال: أمَا وَاللهِ مَا آسَى إِلا أَنْ يَظُنَّ النَّاسُ أَنَّكَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ هَكَذَا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ - أَوْ: عَلَى الْفِطْرَةِ - مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ حَتَّى تَشْتَبِكَ النُّجُومُ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَهُ شَاهِدٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
696 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيادِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ عُمَرَ
(2)
بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَمَعْمَرٍ
(3)
، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يَزَالُ أَمْرُ أُمَّتى عَلَى الْفِطْرَةِ مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ حَتَّى تَشْتَبِكَ النُّجُومُ"
(4)
.
(1)
إتحاف المهرة (4/ 384 - 4410).
(2)
في (و): "عمرو" مصحف، وهو أبو حفص البصري العبدي من رجال التهذيب، وفى حديثه عن قتادة ضعف.
(3)
كذا، وفي السنن الكبرى للبيهقي (1/ 448) عن المصنف به قال:"عن عمر بن إبراهيم عن معمر"، ورواه الدرامي (2/ 772) وابن ماجة (2/ 20) وغيرهما من طريق إبراهيم بن موسى الفراء به لم يذكروا معمرا، وقال الطبراني في الأوسط (2/ 214):"لم يروه عن قتادة إلا عمر"، واستنكره على عمر بن إبراهيم البصرى الإمامُ أحمدُ، والعقيلي (4/ 120)، وابن عدي (6/ 89).
(4)
إتحاف المهرة (6/ 477 - 6850).
697 -
حدثنا أبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحْرِزٍ
(1)
- أَصْلُهُ بَغْدَادِيٌّ بِالْفُسْطَاطِ - ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُبَيْرِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْفَجْرُ فَجْرَانِ: فَجْرٌ يَحْرُمُ فِيهِ الطَّعَامُ، وَتَحِلُّ فِيهِ الصَّلَاةُ، وَفَجْرٌ تَحْرُمُ فِيهِ الصَّلَاةُ، وَيَحِلُّ فِيهِ الطَّعَامُ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ فِي عَدَالَةِ الرُّوَاةِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَأَظُنُّ أنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ مِنْ حَدِيثِ
(3)
عَبْدِ اللهِ بْنِ الْوَليدِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ مَوْقُوفًا
(4)
، وَاللهُ أَعْلَمُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ بِلَفْظٍ مُفَسَّرٍ وَإِسْنَادٍ صحِيحٍ:
698 -
حدثناه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْن أَحْمَدَ بْنِ حَاتِمٍ الدَّارَبَرْدِي بِمَرْوَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْفَجْر فَجْرَانِ: فَأَمَّا الْفَجْرُ الَّذِي
(1)
في (ز) و (م): غير منقوطة، وفي (و) و (د) و (ح):"محر".
(2)
إتحاف المهرة (7/ 418 - 8103).
(3)
قوله: "حديث" غير موجود في (و).
(4)
قال الدراقطني في سننه (3/ 116): "لم يرفعه غير أبي أحمد الزبيري عن الثوري ووقفه الفريابي وغيره عن الثوري، ووقفه أصحاب ابن جريج عنه أيضا"، وقال البيهقي (1/ 377):"هكذا رواه أبو أحمد مسندا، ورواه غيره موقوفا والموقوف أصح"، ثم رواه من حديث الحسين بن حفص عن الثوري موقوفا، و "عبد الله بن الوليد" - الذي ذكره المصنف - هو: ابن ميمون أبو محمد المكي المعروف بالعدني.
يَكُونُ كَذَنَبِ السَّرْحَانِ فَلَا يُحِلُّ الصَّلَاةَ وَلَا يُحَرِّمُ الطَّعَامُ، وَأَمَّا الَّذِي يَذْهَبُ مُسْتَطِيلًا فِي الْأُفُقِ فَإِنَّهُ يُحِلُّ الصَّلَاةَ، ويُحَرِّمُ الطَّعَامَ"
(1)
.
699 -
أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْن عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ الْبَجَلِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّب، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يُكَفِّرُ اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَزِيدُ فِي الْحَسَنَاتِ؟ ". قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: "إِسْبَاغ الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، مَا مِنْكُمْ مِنْ رَجُلٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ فَيُصَلِّي مَعَ الْإِمَامِ، ثُمَّ يَجْلِسُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ الْأُخْرَى إِلَّا وَالْمَلَائِكَة تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظَ يَقُولُ: تَفَرَّدَ بِهِ أَبٌو عَاصِمٍ النَّبِيلُ عَنِ الثَّوْرِيِّ.
700 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ الْجَلَّابُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ
(3)
، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيحٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيِّ
(4)
قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ عَلِيٍّ رضي الله عنه فِي الْمَسْجِدِ الْأَعْظَمِ، وَالْكُوفَةُ
(1)
إتحاف المهرة (3/ 324 - 3120).
(2)
إتحاف المهرة (5/ 225 - 5267).
(3)
هو: سليمان بن أبي سليمان: فيروز، أبو إسحاق الشيباني الكوفي. من رجال التهذيب.
(4)
كذا في النسخ الخطية كلها، وصوابه:"زياد بن عبد الله النخعي" كما في الإتحاف، وكما =
يَوْمَئِذٍ أَخْصَاصٌ
(1)
، فَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ، فَقَالَ: الصَّلَاةُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِلْعَصْرِ
(2)
. فَقَالَ: اجْلِسْ. فَجَلَسَ، ثُمَّ عَادَ فَقَالَ ذَلِكَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: هَذَا الْكَلْبُ يُعَلِّمُنَا بِالسُّنَّةِ. فَقَامَ عَلِى فَصَلَّى بِنَا الْعَصْرَ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا، فَرَجَعْنَا إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كُنَّا فِيهِ جُلُوسَا، فَجَثَوْنَا لِلرُّكَبِ، تَتَزَوَّرُ
(3)
الشَّمْسُ لِلْمَغِيبِ نَتَرَاءَاهَا
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بَعْدَ احْتِجَاجِهِمَا بِرُوَاتِهِ.
701 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَليدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ، أَخْبَرَني [أَبِي]
(5)
، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو النَّجَاشِيِّ
(6)
، قَالَ: حَدَّثَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ، ثُمَّ نَنْحَرُ الْجَزُورَ، فَتُقْسَمُ عَشْرَ قِسَمٍ، ثُمَّ تُطْبَخُ فَنَأْكُلُ لَحْمًا نَضِيجًا قَبْلَ أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ
(7)
.
قَدِ اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمُ عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي
= في سنن الدراقطني (1/ 471) وبذا ذكره ابن سعد والبخارى وابن أبي حاتم وابن حبان، وقال الدراقطني في السنن "مجهول"، وقال البرقاني عنه:"يعتبر به"، وقال الحافظ في اللسان:"وغلط الحاكم فزعم أن الشيخين أخرجا له".
(1)
أخصاص: جمع خص بالضم، وهو: بيت يعمل من الخشب والقصب.
(2)
في (و) و (د) و (ح) و (م): "العصر"، والمثبت من (ز)، والتلخيص.
(3)
أي: تميل.
(4)
إتحاف المهرة (11/ 390 - 14269).
(5)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من الإتحاف، ومن معرفة السنن والآثار للبيهقي (2/ 282) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(6)
هو: عطاء بن صهيب الأنصاري. من رجال التهذيب.
(7)
إتحاف المهرة (4/ 469 - 4529).
النَّجَاشِيِّ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الْعَصْرَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ نَنْصَرِفُ وَأَحَدُنَا يُبْصِرُ مَوَاقِعَ نَبْلِهِ
(1)
.
وَلَهُ شَاهِدَينِ صَحِيحَينِ
(2)
فِي تَعْجِيلِ الصَّلَاةِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
فَالشَّاهِدُ الْأَوَّلُ مِنْهُمَا:
702 -
أخبرناه أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ الْعَنَزِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْن صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: سَمِعْتُ بَشِيرَ بْنَ أَبِي مَسْعودٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّهُ كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ مُرْتَفِعَةٌ، ثُمَّ يَسِيرُ الرَّجُلُ حَتَّى يَنْصَرِفَ مِنْهَا إِلَى ذِي الْحُلَيْفَة، وَهِيَ سِتَّةُ أَمْيَالٍ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ
(3)
.
قَدِ اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ بَشِيرِ بْنِ أَبِي مَسْعُودٍ في آخِرِ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.
وَأَمَّا الشَّاهِدُ الثَّانِي:
703 -
فأخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَطَّانُ، ثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي النَّجَاشِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلا
(1)
بل اتفقا أيضا على إخراج الحديث الذي أخرجه المصنف بلفظه عن الأوزاعي؛ البخاري (3/ 138)، ومسلم (2/ 110).
(2)
كذا في النسخ الخطية كلها والجادة: "شاهدان صحيحان".
(3)
إتحاف المهرة (11/ 246 - 13979).
أُخْبِرُكُمْ بِصَلَاةِ الْمُنَافِقِ، أَنْ يُؤَخِّرَ الْعَصْرَ حَتَّى كَانَتِ الشَّمْسُ كفَرْثِ
(1)
الْبَقَرَةِ صَلَّاهَا"
(2)
.
أَخْرَجَ مُسْلِمٌ حَدِيثَ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِ، يَجْلِسُ أَحَدُهُمْ حَتَّى إِذَا اصْفَرَّتِ الشَّمْسُ". الْحَدِيثَ.
704 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ
(3)
قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ أَبْعَدَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَارًا أَبُو لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ وَأَهْلُهُ بِقُبَاءَ، وَأَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ، وَمَسْكَنُهُ فِي بَنِي حَارِثَةَ، فَكَانَا يُصَلِّيَانِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ، ثُمَّ يَأْتِيَانِ قَوْمَهُمَا وَمَا صَلَّوْا لِتَعْجِيلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِهَا
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
705 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ
(1)
كذا في النسخ الخطية كلها والتلخيص، وكذا رواه البيهقي عن المصنف في الخلافيات (2/ 200)، ورواه الدارقطنى في السنن (1/ 474) فوقعت فيه:"كثرب"، وكتب في حاشية التلخيص:"صوابه: كثرب"، والثرب: هو الشحم الرقيق الذي يغشى الكرش والأمعاء، تشبه الشمس به إذا رق ضوؤها.
(2)
إتحاف المهرة (4/ 471 - 4532).
(3)
في (ز) و (و) و (م) و (ح): "عن"، وأشار في حاشية (ز) إلى أنها في نسخة:"بن"، وقد سقط أوّل الإسناد من (د)، والمثبت من التلخيص والإتحاف.
(4)
إتحاف المهرة (2/ 66 - 1239).
الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيَّانِ بِمَرْوَ، قَالَا: ثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْفَزَازِيُّ، أَنَا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، ثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: قُمْ يَا مُحَمَّدُ فَصَلِّ الظُّهْرَ، فَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ مَكَثَ حَتَّى كَانَ فَيْءُ الرَّجُلِ مِثْلَهُ، فَجَاءَهُ لِلْعَمْرِ فَقَالَ: قُمْ يَا مُحَمَّدُ فَصَلِّ الْعَصْرَ. فَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ مَكَثَ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: قُمْ فَصَلِّ الْمَغْرِبَ. فَقَامَ فَصَلَّاهَا حِينَ غَابَتْ سَوَاءً، ثُمَّ مَكَثَ حَتَّى ذَهَبَ الشَّفَقُ فَجَاءَهُ، فَقَالَ: قُمْ فَصَلِّ الْعِشَاءَ. فَقَامَ فَصَلَّاهَا، ثُمَّ جَاءَهُ حِينَ سَطَعَ بِالصُّبْحِ، فَقَالَ: قُمْ يَا مُحَمَّدُ فَصَلِّ. فَقَامَ فَصَلَّى الصُّبْحَ، ثُمَّ جَاءَهُ مِنَ الْغَدِ حِينَ كَانَ فَيْءُ الرَّجُلِ مِثْلَهُ، فَقَالَ: قُمْ يَا مُحَمَّدُ فَصَلِّ الظُّهْرَ. فَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ جَاءَهُ حِينَ كَانَ فَيْءُ الرَّجُلِ مِثْلَيْهِ، فَقَالَ: قُمْ يَا مُحَمَّدُ فَصَلِّ. فَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ جَاءَهُ الْمَغْرِبَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ وَقْتًا وَاحِدًا لَمْ تَزُلْ عَنْهُ، فَقَالَ: قُمْ فَصَلِّ. فَقَامَ
(1)
فَصَلَّى الْمَغْرِبَ، ثُمَّ جَاءَهُ الْعِشَاءَ حِينَ ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ، فَقَالَ: قمْ فَصَلِّ. فَصَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ جَاءَهُ الصُّبْحَ حِينَ أَسْفَرَ جِدًّا، فَقَالَ: قُمْ فَصَلِّ الصُّبْحَ، ثُمَّ قَالَ: مَا بَيْنَ هَذَيْنِ كُلُّهُ وَقْتٌ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مَشْهُورٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وَالشَّيْخَانِ لَمْ يُخَرِّجَاهُ لِقِلَّةِ حَدِيثِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْأَصْغَرِ.
(1)
قوله: "فقام" غير موجود في (ز).
(2)
إتحاف المهرة (3/ 587 - 3807).
وَقَدْ رَوَى [عَنْهُ]
(1)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ وَغَيْرُهُ.
وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَقِيقِيُّ
(2)
، أَخْبَرَني [جَدِّي]
(3)
، ثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنِي أَبِي
(4)
وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِنَا، قَالُوا: كَانَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَشْبَهَ وَلَدِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِهِ فِي التَّأَلُّهِ وَالتَّعَبُّدِ
(5)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: لِهَذَا الْحَدِيثِ شَاهِدَانِ مِثْلُ ألْفَاظِهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ.
أَمَّا الشَّاهِدُ الْأَوَّلُ:
706 -
فحدثني أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا عَبْدَانُ الْأَهْوَازِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْن إِبْرَاهِيمَ الصَّوَّافُ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ بِشْرٍ الْحَارِثِيُّ، ثَنَا بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُهُ الصَّلَاه، فَسَاقَ الْمَتْنَ بِمِثْلِ حَدِيثِ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ سَوَاءٌ
(6)
.
وَأَمَّا الشَّاهِدُ الثَّانِي:
707 -
فأخبرنا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ
(1)
ما بين المعقوفين غير موجود بالنسخ الخطية وسياق الكلام يقتضيه.
(2)
في الإتحاف: "العقيلي".
(3)
في النسخ الخطية كلها: "أبي"، والمثبت من الخلافيات للبيهقي (2/ 18) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(4)
هو: عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، أبو محمد المدنى. من رجال التهذيب.
(5)
إتحاف المهرة (3/ 587 - 3807).
(6)
إتحاف المهرة (3/ 244 - 2930).
مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي، ثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَمَّنِي جِبْرِيلُ بِمَكَّةَ مَرَّتَيْنِ"
(1)
.
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ.
عَبْدُ الْكَرِيمِ هَذَا هُوَ ابْنُ أَبِى الْمُخَارِقِ بِلَا شَكٍّ، وَإنَّمَا خَرَّجْتُهُ شَاهِدًا.
708 -
حدثنا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُلَمِيُّ، ثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى بِهِ الصَّلَوَاتِ وَقْتَيْنِ، إِلَّا الْمَغْرِبَ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بِطُولِهِ، وَاخْتَصَرَ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ فَائِدَةَ الْحَدِيثِ بِهَذِهِ اللَّفْظَةِ، فَأَمَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ فَإِنَّهُ ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُوميُّ مِنْ أَشرَافِ قُرَيْشٍ وَالْمَقْبُولِينَ فِي الرِّوَايَةِ، وَحَكِيمُ بْنُ حَكِيمٍ هُوَ ابْن عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَكِلَاهُمَا مَدَنِيَّانِ.
أَمَّا حَدِيثُ الثَّوْرِيِّ:
(1)
إتحاف المهرة (3/ 244 - 2930).
(2)
إتحاف المهرة (8/ 111 - 9030).
709 -
فحدثناه عَلِيُّ بْن حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ، ثَنَا الْأَشْجَعِيُّ
(1)
، عَنْ سُفْيَانَ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْن مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ وَمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنيفٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَمَّ جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ الْبَيْتِ مَرَّتَيْنِ، فَصَلَّى بِهِ الظُّهْرَ حِينَ مَالَتِ الشَّمْسُ وَكَانَتْ قَدْرَ الشِّرَاكِ، ثُمَّ صَلَّى بِهِ الْعَصْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ بِقَدرِهِ، وَصَلَّى بِهِ الْمَغْرِبَ حِينَ أَفْطَرَ الصَّائِمُ، ثُمَّ صَلَّى بِهِ الْعِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ صَلَّى بِهِ الْفَجْرَ حِينَ حَرُمَ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ عَلَى الصَّائِمِ، ثُمَّ صَلَّى بِهِ الظُّهْرَ مِنَ الْغَدِ حِينَ كَانَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ بِقَدْرِهِ كَوَقْتِ الْعَصْرِ بِالْأَمْسِ، ثُمَّ صَلَّى بِهِ الْعَصْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَيْهِ، ثُمَّ صَلَّى بِهِ الْمَغْرِبَ حِينَ أَفْطَرَ الصَّائِمُ، ثُمَّ صَلَّى بِهِ الْعِشَاءَ لَثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ صَلَّى بِهِ الْفَجْرَ حِينَ أَسْفَرَ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا وَقْتُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِكَ، مَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ
(2)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ:
(1)
هو: عبيد الله بن عبيد الرحمن، أبو عبد الرحمن الكوفي. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (8/ 111 - 9030).
710 -
فأخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا جَدِّي
(1)
، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ
(2)
.
711 -
أخبرنا أَبُو عَبْد اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ الْبَرِّيُّ
(3)
، ثَنَا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ التُّوزِيُّ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَمِرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيد بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ عَمِّهِ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ، فَقَدَّمَ ثُمَّ أَخَّرَ، وَقَالَ:"بَيْنَهُمَا وَقْتٌ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَعُبَيْدُ اللهِ هَذَا هُوَ ابْنُ عَبْد اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي صُعَيْرٍ الْعُذْرِيُّ
(5)
.
712 -
حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسِيْدٍ
(6)
،
(1)
هو: الفضل بن محمد بن المسيب، أبو محمد الشعراني البيهقى النيسابوري الريوذي.
(2)
إتحاف المهرة (8/ 111 - 9030).
(3)
في النسخ الخطية كلها: "الحسن بن علي بن يحيى البرني"!، والمثبت من الإتحاف، وسائر أسانيد المصنف.
(4)
إتحاف المهرة (13/ 122 - 16490).
(5)
من رجال التهذيب ويقال فيه: "عبد الله بن عبيد الله بن ثعلبة الأنصاري" قال ابن حجر في تهذيب التهذيب (7/ 21): "زعم الحاكم أنه ابن ثعلبة بن صعير وليس بصواب".
(6)
يعني: ابن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يجرحاه.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَذِّنِ
(1)
، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُخْبِرُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُمْ، أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَاهُ، فَصَلَّى بِهِ الصَّلَوَاتِ فِي وَقْتَيْنِ وَقْتَيْنِ
(2)
إِلا الْمَغْرِبَ. قَالَ: فَجَاءَنِي، فَصَلَّى بِهِ سَاعَةَ غَابَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ جَاءَنِي مِنَ الْغَدِ فَصَلَّى بِي سَاعَةَ غَابَتِ الشَّمْسُ لَمْ يُغَيِّرْهُ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
فَإِنَّهُمَا لَمْ يُخَرِّجَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ.
وَقَدْ قَدَّمْتُ لَهُ شَاهِدَيْنِ، وَوَجَدْتُ لَهُ شَاهِدًا آخَرَ صَحِيحًا عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ:
713 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ، ثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
(1)
كتب في حاشية التلخيص: "صوابه محمد بن عمار بن سعد، كما رواه البخاري في التاريخ" التاريخ الكبير (1/ 185)، وقال ابن حجر في الإتحاف:"ولكن وقع عنده: عن محمد بن عباد بن جعفر المؤذن، وقال عقبه: هذا صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، لأنهما لم يخرجا عن محمد بن عباد بن جعفر. قلت: ووهم فيه، فإنما هو عند أبي نعيم من طريق: محمد بن عمار بن سعد. وقوله: إن الشيخين لم يخرجا لمحمد بن عباد. وهم منه، فقد أخرجا له، هق - يعني البيهقي في الكبرى (1/ 369) - عن الحاكم بسنده ولم ينسب محمدا، وقال في آخره محمد هو ابن عمار بن سعد القرظ".
ورواه الدراقطني (1/ 491) عن أبي عمر القاضي محمد بن يوسف بن يعقوب عن العباس بن محمد الدروي عن أبي نعيم به على الصواب بمثل رواية البخاري له عن أبي نعيم.
(2)
في (م): "وقتين" بدون تكرار.
(3)
إتحاف المهرة (15/ 584 - 19941).
عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "هَذَا جِبْرِيلُ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ". فَذَكَرَ مَوَاقِيتَ الصَّلَاةِ، ثُمَّ ذَكَرَ أنَّهُ صلَّى الْمَغْرِبَ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ لَمَّا جَاءَهُ مِنَ الْغَدِ صَلَّى الْمَغْرِبَ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ
(1)
.
714 -
أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِىٍ بِشْرٍ
(2)
، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ قَالَ: إِنِّي لأَعْلَمُ النَّاسِ بِوَقْتِ هَذِهِ الصَّلَاةِ: صَلَاةِ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّيهَا لِسُقُوطِ الْقَمَرِ لِثَالِثَةٍ
(3)
.
تَابَعَهُ رَقَبَةُ بْنُ مَسْقَلَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ.
هَكَذَا اتَّفَقَ رَقَبَةُ وَهُشَيْمٌ عَلَى رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ وَهُوَ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
وَخَالَفَهُمَا شُعْبَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ، فَقَالَا: عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ ثَابِتٍ
(4)
، عَنْ
(1)
إتحاف المهرة (16/ 74 - 20407).
(2)
هو: جعفر بن أبي وحشية إياس اليشكري. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (13/ 515 - 17082).
(4)
كذا في النسخ الخطية كلها - في هذا الموضع، والآتيين بعده -:"بشر بن ثابت"، والصواب:"بشير بن ثابت" كما في الإتحاف، وكذا رواه أحمد (30/ 365) وأبو داود (1/ 210) والترمذي (1/ 208)، والنسائي (1/ 264) من حديث أبي عوانة، وأحمد أيضًا (30/ 345) من حديث شعبة به على الصواب، وبشير بن ثابت الأنصاري هو مولى النعمان بن بشير، أما بشر بن ثابت فهو بصري متأخر يروي عن شعبة وأبي خلدة وصالح بن أبي الأخضر وغيرهم، ووثقه ابن معين وابن حبان، وقال: ومن زعم أنه بشر بن ثابت فقد وهم.
حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ.
أَمَّا حَدِيثُ شُعْبَةَ:
715 -
فأخبرناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بشْرٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ ثَابِتٍ
(1)
، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: إِنِّي لأَعْلَمُ النَّاسِ بِوَقْتِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّيهَا لِسُقُوطِ الْقَمَرِ لِثَالِثَةٍ، أَوْ رَابِعَةٍ. شَكَّ شُعْبَةُ
(2)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي عَوَانَةَ:
716 -
فأْخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ ثَابِتٍ
(3)
، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: إِنِّي لأَعْلَمُ النَّاسِ بِوَقْتِ هَذِهِ الصَّلَاةِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّيهَا لِسُقُوطِ الْقَمَرِ لِثَالِثَةٍ
(4)
.
(1)
قد رواه البيهقي في الخلافيات (2/ 30) عن المصنف بسنده ومتنه سواء فجعله على الصواب: "بشير بن ثابت"، ولم نصوبه في متن الكتاب لغلبة ظننا أن هذا الخطأ من المصنف نفسه لا من النساخ.
(2)
إتحاف المهرة (13/ 515 - 17082).
(3)
قد رواه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 373) عن المصنف بسنده ومتنه سواء فجعله على الصواب: "بشير بن ثابت"، ولم نصوبه في متن الكتاب لغلبة ظننا أن هذا الخطأ من المصنف نفسه لا من النساخ.
(4)
إتحاف المهرة (13/ 515 - 17082)، وقال:"ورجح أبو زرعة حديث شعبة وهو الأظهر"، وكذا رجح الترمذي.
717 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو المُثَنَّى، ثَنَا مُسَدَّدٌ.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَا: ثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ
(1)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنْتُ أُصلِّي الظُّهْرَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَآخُذُ قَبْضَةً مِنَ الْحَصَى ليَبْرُدَ فِي كَفِّي، أَضَعُهَا لِجَبْهَتِي، أَسْجُدُ عَلَيْهَا لِشِدَّةِ الْحَرِّ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
718 -
أخبرني أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ.
وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ، ثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ قَطَنٍ، قَالَا: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ قَدْرُ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّيْفِ ثَلَاثَةَ أَقْدَامٍ، وَفِي الشِّتَاءِ خَمْسَةَ أَقْدَامٍ إِلَى سَبْعَةِ أَقْدَامِ
(3)
.
(1)
في الإتحاف: "حدثنى أبي، عن محمد بن بشر وخلف بن الوليد، قالا: ثنا عباد بن عباد"، ورواه أبو داود (1/ 204) ومن طريقه البيهقي في الكبرى (1/ 439)، عن أحمد بن حنبل عن عباد بن عباد بلا واسطة كما هنا، وفي المسند (22/ 387) قال:"حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا عباد بن عباد"، وخلف وعباد كلاهما من مشايخ الإمام أحمد، فكأن أحمد قد حدث به مرتين؛ مرة بواسطة وأخرى عن عباد مباشرة، والله أعلم.
(2)
إتحاف المهرة (3/ 133 - 2669)، ومحمد بن عمرو أخرج له مسلم في الشواهد، وقد تقدم مرارا.
(3)
إتحاف المهرة (10/ 150 - 12462).
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، فَقَدِ احْتَجَّ بِأَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ وَكَثِيرِ بْنِ مُدْرِكٍ، وَلَمْ يخَرِّجَاهُ.
719 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ يَحْيَى بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زِيَادٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثَنَا هُشَيْمٌ، أَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ.
وَأَخْبَرَني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَطَرٍ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ فِيمَا عَلِّمَنِي:"حَافِظْ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ". فَقُلْتُ: إِنَّ هَذِهِ سَاعَاتٌ لِي فِيهَا أَشْغَالٌ، فَمُرْنِي بِأَمْرٍ جَامِعٍ إِذَا أَنَا فَعَلْتُهُ أَجْزَأَ عَنِّي. فَقَالَ:"حَافِظْ عَلَى الْعَصْرَيْنِ". وَمَا كَانَتْ مِنْ لُغَتِنَا، فَقُلْتُ: وَمَا الْعَصْرَانِ؟ قَالَ: "صَلَاةٌ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَصَلَاةٌ قَبْلَ غُرُوبِهَا"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَعَبْدُ اللهِ هُوَ ابْن فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَقَدْ خُرِّجَ لَهُ فِي الصَّحِيحِ حَدِيثَانِ
(2)
.
* * *
(1)
إتحاف المهرة (12/ 667 - 16277)، وقد تقدم برقم (51)، وسيأتي (6821).
(2)
كذا قال المصنف، وكلامه عليه عدة مؤاخذات؛ أولها: أن راوى هذا الحديث هو عبد الله بن فضالة الليثي الزهراني، يرويه عن أبيه: فضالة الليثي، ولم يخرج لهما الشيخان شيئا، وإنما يعرفان بهذا الحديث، وفي إسناده اختلاف، وثانيها: أن فضالة بن عبيد بن نافذ الأنصاري ليس له ابن يسمى عبد الله يروى عنه، وثالثها: أن الذي خرج له مسلم حديثان هو: فضالة بن عبيد بن نافذ.
بَابٌ: فِي فَضْل الصَّلَوَاتِ الْخَمْس
720 -
حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، ثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ بْنُ أَخِي رِشْدِينَ
(1)
وَأبُو الطَّاهِرِ
(2)
، قَالَا: أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَخْرَمَة بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا وَنَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُونَ: كَانِّ رَجُلَانِ أَخَوَانِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ أَحَدُهُمَا أَفْضَلَ مِنَ الْآخَرِ، فَتُوُفِّيَ الَّذِي هُوَ أَفْضَلُهُمَا، ثُمَّ عُمِّرَ الآخَرُ بَعْدَهُ
(3)
أَرْبَعِنَ لَيْلَةَ، ثُمَّ تُوُفِّيَ، فَذَكَرُوا لِرَسُّولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَضِيلَةَ الْأَوَّلى عَلَى الْآخَرِ، فَقَالَ:"أَلَمْ يَكُنِ يُصَلِّى؟ ". قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَانَ لَا بَأْسَ بِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"فَمَا يُدْرِيكُمْ مَاذَا بَلَغَتْ بِهِ صَلَاتُهُ، إِنَّمَا مَثَلُ الصَّلَاةِ كَمَثَلِ نَهْرٍ جَارٍ بِبَابِ رَجُلٍ غَمْرٍ عَذْبٍ يَقْتَحِمُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَمَاذا ترَوْنَ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ؟ لَا تَدْرُونَ مَاذَا بَلَغَتْ بِهِ صَلَاُتهُ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
فَإِنَّهُمَا لَمْ يُخَرِّجَا مَخْرَمَةَ بْنَ بُكَيْرٍ
(5)
.
(1)
هو: سليمان بن داود المصري. من رجال التهذيب.
(2)
هو: أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح. من رجال التهذيب.
(3)
في (ز) و (د): "بعد".
(4)
إتحاف المهرة (5/ 112 - 5024).
(5)
بل أخرج له مسلم عن أبيه أحاديث منها في الشواهد، ومنها احتجاجا كحديث أبي موسى في "وقت ساعة الجمعة"(3/ 6)، وحديث عائشة "في ذكر يوم عرفة" =
وَالْعِلَّةُ فِيهِ أَنَّ طَائِفَةً مِنْ أَهْلِ مِصْرَ ذَكَرُوا أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ لِصِغَرِ سِنِّهِ، وَأثبَتَ بَعْضُهُمْ سَمَاعَهُ مِنْهُ.
721 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَبَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ ابْنَ أَبِي هِلَالٍ
(1)
حَدَّثَهُ، [أَنَّ نعَيْمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْمُجْمِرَ حَدَّثَهُ]
(2)
أَنَّ صُهَيْبًا مَوْلَى الْعُتْوَارِيِّينَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ وَأَبَا هُرَيْرَةَ يُخْبِرَانِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، ثمَّ قَالَ:"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ". ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ سَكَتَ، فَأَكَبَّ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا يَبْكِي حَزِينًا ليَمِينِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ:"مَا مِنْ عَبْدٍ يَأْتي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَيَصُومُ رَمَضَانَ، وَيَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ السَّبْعَ، إِلَّا فتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى إِنَّهَا لَتَصْطفِقُ". ثُمَّ تَلَا: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}
(3)
.
(4)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهُمَا أَهْمَلَاهُ
= (4/ 107) وقد استدركه المصنف في الحج (1707)، وقال:"صحيح الإسناد"!.
ثم خرج المصنف له أيضًا عن أبيه عن سهيل (1624) حديثًا وقال: "على شرط مسلم"!، فتناقض في ذلك، وذكره في المدخل إلى الصحيح (4/ 153) وقال:"روى له مسلم في الشواهد". والصحيح ما تقدم، والله أعلم.
(1)
هو: سعيد بن أبي هلال، أبو العلاء المصري.
(2)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من التلخيص والإتحاف والسنن الكبرى للبيهقي (10/ 187) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، كما أن تعليق المصنف على الحديث يؤكد ذلك.
(3)
(النساء: 31).
(4)
إتحاف المهرة (15/ 95 - 18947)، وصهيب العتواري وثقه ابن حبان.
لِذِكْرِ صُهَيْبٍ مَوْلَى الْعُتْوَارِيِّينَ بَيْنَ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، فَإِنَّهُمَا قَدِ اتَّفَقَا عَلَى صحَّةِ رِوَايَةِ نُعَيْمٍ عَنِ الصَّحَابَةِ.
722 -
حدثنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، ثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمِ افْتَرَضَ اللهُ عَلَى عِبَادِهِ مِنَ الصَّلَوَاتِ؟ قَالَ:"خَمْسُ صَلَوَاتٍ". قَالَ: هَلْ قَبْلَهُنَّ أَوْ بَعْدَهُنَّ؟ قَالَ: "افْتَرَضَ اللهُ عَلَى عِبَادِهِ صَلَوَاتٍ خَمْسًا". فَحَلَفَ الرَّجُلُ بِاللَّهِ لَا يَزِيدُ عَلَيْهِنَّ وَلَا يَنْقُصُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنْ صَدَقَ دَخَلَ الْجَنَّةَ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدْ حَدَّثَ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ بِثَلَاثَةِ أُصُولِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
723 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ - رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا بَلَغَ أَوْلَادُكمْ سَبْعَ سِنِينَ فَفَرِّقُوا بَيْنَ فُرُشِهِمْ
(2)
، وَإِذَا بَلَغُوا عَشْرَ سِنِينَ فَاضْربُوهُمْ عَلَى الصَّلَاةِ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، فَقَدِ احْتَجَّ بِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ آبَائِهِ، ثُمَّ لَمْ يُخَرِّجْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا هَذَا الْحَدِيثَ.
وَشَاهِدُهُ مَعْرُوفٌ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ:
(1)
إتحاف المهرة (2/ 165 - 1474).
(2)
في (ز) و (و) و (ح): "فرشهن".
(3)
إتحاف المهرة (5/ 60 - 4952)، وسيأتي برقم (959).
724 -
حدثناه أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنُ هَانِئٍ، ثَنَا سَهْلُ بْنُ مِهْرَانَ
(1)
الدَّقَّاقُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، ثَنَا سَوَّارُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو حَمْزَةَ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مُرُوا الصِّبْيَانَ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا فِي عَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجعِ"
(2)
.
سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ ثِقَةٌ.
قَالَ الْحَاكِمُ: وَإِنَّمَا قَالُوا فِي هَذهِ التَّرْجَمَةِ لِلْإِرْسَالِ، فَإِنَّهُ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وَشُعَيْبٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو.
سَمِعْتُ الْأُسْتَاذَ أَبَا الْوَلِيد يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ سُفْيَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيَّ يَقُولُ: إِذَا كَانَ الرَّاوِي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبِ ثِقَةً فَهُوَ كَأَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
* * *
(1)
في الإتحاف: "بن مروان".
(2)
إتحاف المهرة (9/ 476 - 11708) وسوار وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ، وقال الدراقطني:"لا يتابع على أحاديثه، فيعتبر به"، وذكره العقيلي في الضعفاء وأورد له هذا الحديث وقال:"ليس يروى من وجه يثبت".
وَمِنْ أَبْوَابِ الْأَذَانِ والْإِقَامَةِ
725 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّرَسُوسِيُّ
(1)
، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا شُعْبَةُ.
وَثَنَا أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خَيْرَانَ، ثَنَا شُعْبَة.
وَأَخْبَرَنَا
(2)
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الدَّارَبَرْدِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أَنَا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، قَالَا: ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدٌ - وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ - ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَدِينِيِّ، عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي الْمُثَنَّى الْقَارِئُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: كَانَ الْأَذَانُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وَالْإِقَامَةُ مَرَّةَ، غَيْرَ أنَّهُ يَقُولُ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ مَرَّتَيْنِ، فَإِذَا سَمِعْنَا الْإِقَامَةَ تَوَضَّأْنَا، ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الصَّلَاةِ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، فَإِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ هَذَا عُمَيْرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ حَبِيبٍ الْخَطْمِيُّ
(4)
، وَقَدْ رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَعُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ،
(1)
في (و) و (د): "الطرطوسي".
(2)
في (و) و (د): "وثنا".
(3)
إتحاف المهرة (8/ 678 - 10223).
(4)
كذا قال المصنف، وليس الأمر كما قال، إنما هو: محمد بن إبراهيم بن أبي المثنى: =
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَغَيْرُهُمْ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ.
وَأَمَّا أَبُو الْمُثَنَّى الْقَارِئُ فَإِنَّهُ مِنْ أُسْتَاذَيِّ نَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ، وَاسْمُهُ: مُسْلِمُ بْنُ الْمُثنَّى، رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَغَيْرُهُمَا مِنَ التَّابِعِينَ.
726 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِلَالًا أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ، ويُوتِرَ الْإِقَامَةَ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ أَسْنَدَهُ إِمَامُ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَمُزَكِّي الرُّوَاةِ بِلَا مُدَافَعَةٍ، وَقَدْ تَابَعَهُ عَلَيْهِ الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ قتيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، كَمَا:
727 -
حدثناه أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْخَضِرِ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصٍ الْهَرَوِيُّ، قَالَا: ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الحَافِظ البَلخِيُّ، ثنَا قُتَيْبَة بْن سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عن أَيُّوب، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِلَالًا أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ، ويُوتِرَ الْإِقَامَةَ
(2)
.
= مسلم بن مهران بن المثنى القرشي، أبو جعفر مؤذن مسجد العريان، كما هو منصوص عليه في مصادر تخريج الحديث وكتب الرجال، وانظر سنن النسائي (2/ 20)، وسنن أبي داود (1/ 250، 249)، وقد قال شعبة بعد أن روى هذا الحديث:"لم أسمع من أبي جعفر غير هذا الحديث" وذلك كما في الكنى للدولابي (3/ 985) وغيره.
(1)
إتحاف المهرة (2/ 70 - 1249).
(2)
إتحاف المهرة (2/ 70 - 1249).
وَالشَّيْخَانِ لَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذهِ السِّيَاقَةِ
(1)
، وَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا.
728 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْن مِهْرَانَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، ثَنَا أَبُو حَازِمٍ، أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ثِنْتَانِ لَا تُرَدَّانِ - أَوْ: قَلَّمَا تُرَدَّانِ
(2)
-: الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَعِنْدَ الْبَأْسِ حِينَ يُلْحِمُ
(3)
بَعْضُهُمْ بَعْضًا"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ يَتَفَرَّدُ بِهِ مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، وَقَدْ يُرْوَى عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، وَمُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، مِمَّنْ يُؤْخَدُ عَنْهُ التَّفَرُّدُ، وَلَهُ شُهُودٌ، مِنْهَا حَدِيثُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، وَحَدِيثُ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَحَدِيثُ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَنَسٍ.
729 -
وقد حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُنْقِذٍ الْخَوْلَانِيُّ بِمِصْرَ، حَدَّثَنِي إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْمُخْتَارِ
(5)
، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الدُّعَاءُ مُسْتَجَابٌ مَا بَيْنَ النِّدَاءِ"
(6)
.
730 -
حدثنا أَبُو عَبْد اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ
(1)
قال ابن حجر في الإتحاف: "يعنى قوله: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا".
(2)
في (ح)، والتلخيص:"أو قال: ما يردان".
(3)
أي: حين تشتبك الحرب بينهم، ويقتل بعضهم بعضا.
(4)
إتحاف المهرة (6/ 99 - 6193)، وسيأتي في الجهاد برقم (2563) وصحح المصنف إسناده هناك فانظره.
(5)
فضل بن المختار أبو سهل البصري منكر الحديث.
(6)
لم نجد هذا الحديث في الإتحاف.
الْهِلَالِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَليدِ الْعَدَنِيُّ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ الْمَسْعُودِيُّ
(1)
، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقُولَ عِنْدَ آذَانِ الْمَغْرِبِ: "اللَّهُمَّ هَذَا إِقْبَالُ لَيْلِكَ، وَإِدْبَارُ نَهَارِكَ، وَأَصْوَاتُ دُعَاتِكَ؛ فَاغْفِرْ لِي"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَالْقَاسِمُ بْنُ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ مِنْ أَشْرَافِ الْكُوفِيِّينَ وَثقَاتِهِمْ مِمَّنْ يُجْمَعُ حَدِيثُهُ، وَلَمْ أَكْتُبْهُ عَاليًا إِلا عَنْ شَيْخِنَا أَبِي عَبْدِ اللهِ رحمه الله.
731 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّد وَأَنَا أَسْمَعُ، ثَنَا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ وَأَبُو رَبِيعَةَ
(3)
قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ
(4)
،
(1)
كذا، وكذا رواه البيهقي في الكبرى (1/ 410) عن المصنف به، وقال عقبه:"كذا في كتابي، وقال غيره: عن القاسم بن معن قال: ثنا المسعودي"، وفي حاشية التلخيص:"سقط منه ثنا المسعودي، وهو كذلك في سنن أبي داود - (1/ 258) - والدعاء للطبراني - (2/ 1001) "، كلاهما من طريق مؤمل بن إهاب عن عبد الله بن الوليد به، فالقاسم بن معن يرويه عن جده عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن أبي كثير، وأبو كثير لم يوثق.
(2)
إتحاف المهرة (18/ 190 - 23541).
(3)
هو: فهد بن عوف، واسمه: زيد بن عوف، أبو ربيعة البصري القطعي، وفهد لقب.
(4)
هو: يزيد بن عبد الله بن الشخير. من رجال التهذيب.
عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، أنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اجْعَلْنِي إِمَامَ قَوْمِي. قَالَ:"أَنْتَ إِمَامُهُمْ، وَاقْتَدِ بِأَضْعَفِهِمْ، وَاتَّخِذْ مُؤَذِّنًا لَا يَتَّخِذ عَلَى أَذَانِهِ أَجْرًا"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ هَكَذَا، إِنَّمَا خَرَّجَ مُسْلِمٌ حَدِيثَ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا أَمَمْتَ قَوْمًا". الْحَدِيثَ.
732 -
حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْن مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، ثَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ بِلَالٌ يُؤَذِّنُ، ثُمَّ يُمْهِلُ، فَإِذَا رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ خَرَجَ أَقَامَ الصَّلَاةَ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
إِنَّمَا ذَكَرَ مُسْلِمٌ حَدِيثَ زُهَيْرٍ، عَنْ سِمَاكٍ: كَانَ بِلَالٌ يُؤَذِّنُ إِذَا دَحَضَتِ الشَّمْسُ.
733 -
حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى،
(1)
إتحاف المهرة (10/ 695، 13619).
(2)
إتحاف المهرة (3/ 96 - 2581).
(3)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: قد أخرج مسلم معناه في حديث"، صحيح مسلم (2/ 102) من حديث زهير عن سماك كما قال المصنف في تعليقه على الحديث.
ثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ وَدَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قَالَا: ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مَسْعُودٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ حِينَ
(1)
تُقَامُ الصَّلَاةُ، فَإِذَا رَآهُمْ قَلِيلًا جَلَسَ، ثُمَّ صلَّى، وَإِذَا رَآهُمْ جَمَاعَةً صَلَّى
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَمَسْعُودٌ هَذَا ابْنُ الْحَكَمِ
(3)
الزُّرَقِيُّ.
734 -
حدثنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - إِمْلَاءً فِي رَجَبٍ
(4)
، سَنَةَ أَرْبَعٍ وتسْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ - ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّد بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَسِيْدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ
(5)
.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ الْقَطِيعِيُّ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ: رَأَيْتُ بِلَالًا يُؤَذِّنُ وَيَدُورُ، ويُتْبعُ فَاهُ هَهُنَا وَهَهُنَا، وَأُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ، فَخَرَجَ بِلَالٌ بَيْنَ يَدَيْهِ بِالْعَنَزَةِ، فَرَكَزَهَا بِالْبَطْحَاءِ، فَصَلَّى إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ الْكَلْبُ
(1)
في (و) و (د): "حتى".
(2)
إتحاف المهرة (11/ 625 - 14758).
(3)
في (ز) و (ح) و (م): "أبو الحكم"، ولم يخرج له البخاري، وأخرجه أبو أبو داود (1/ 263)، والبيهقي في الكبرى (2/ 19).
(4)
في (م): "في شهر رجب".
(5)
هذا الطريق - طريق أبي العباس محمد بن يعقوب - لم نجده في الإتحاف.
وَالْحِمَارُ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَرِيقِ سَاقَيْهِ
(1)
.
735 -
أخبرناه أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ وَمَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ بِالْأَبْطَحِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ
(2)
.
قَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، وَعُمَرَ بْنِ أَبِي زَائِدَة، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ فِي ذِكْرِ نُزُولهِ صلى الله عليه وسلم الْأَبْطَحَ، غَيْرَ أَنَّهُمَا لَمْ يَذْكُرَا فِيهِ إِدْخَالَ الْأُصْبُعِ فِي الْأُذُنَيْنِ وَالاسْتِدَارَةَ فِي الْأَذَانِ، وَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا جَمِيعًا، وَهُمَا سُنَّتَانِ مَسْنُونَتَانِ.
736 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ الْعَدْلُ بِمَرْوَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَاسُويَهْ، ثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ
(3)
، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ إِذَا رَأَى الْمُؤَذِّنَ لَا يُدْخِلُ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ يَصيحُ بِهِ: أنفست بكوش
(4)
، أنفست بكوش
(5)
.
(1)
إتحاف المهرة (13/ 686 - 17307)، وقد أخرجاه من حديث الثوري وغيره عن عون به، ومن حديث الحكم عن أبي جحيفة بنحوه، البخاري (1/ 129) ومسلم (2/ 56).
(2)
إتحاف المهرة (13/ 687 - 17308).
(3)
في (و) و (د): "اليشكري" وقوله: "بن محمد" يبدو تصحيفًا، فهو: عبد الكريم بن عبد الله السكري المروزي السرخسي، انظر: ملحق رجال المستدرك.
(4)
كذا بالنسخ الخطية كلها، ولعلها قد تصحفت من:"أنكشت بكوش" وهي بالفارسية تعني: إصبع بأذن.
(5)
إتحاف المهرة (13/ 687 - 17308).
737 -
حدثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْدِيُّ
(1)
.
وَحَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ، قَالُوا: ثَنَا قُتَيْبَةُ، ثَنَا اللَّيْث بْنُ سَعْدٍ، عَنِ [الْحُكَيْمِ]
(2)
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْمَدِينِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَاصٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ قَالَ حِينَ سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ: وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللَّهِ رِبًّا وَبِمُحَمَّدِ نَبِيًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، غفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ"
(3)
.
صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(4)
.
وَالْحُكَيْمُ
(5)
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ أَخُو مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ الْقُرَشِيُّ، وَفِي الثَّبْتِ فَوْقَ عَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيِّ.
738 -
حدثنا أَبُو الْعَبَاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا عَفَّانُ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَفْصٍ، ثَنَا
(1)
هو: محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي، أبو عبد الله العبدي. من رجال التهذيب.
(2)
في النسخ الخطية كلها: "الحكم"، والمثبت من التلخيص والإتحاف وتعليق المصنف عقب الحديث، وحديثه هذا عند الجماعة عدا البخاري.
(3)
إتحاف المهرة (5/ 113 - 5026).
(4)
قال ابن الملقن في كتابه مختصر استدرك الذهبي (1/ 163): "رواه مسلم، وهو عجب من الحاكم"، أخرجه مسلم (2/ 4) عن قتيبة به، وعن محمد بن رمح عن الليث أيضًا.
(5)
في (و) و (د) و (ح): "والحكم".
عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالْإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ، فَلَا يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ"
(1)
.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ
(2)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِمِثْلِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ
(3)
عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
739 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الضَّبِّيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ، عَنْ لَيْلَى بِنْتِ مَالِكٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِد
(4)
الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ الْأَنْصَارِيَّةِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:"انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الشَّهِيدَةِ فَنَزُورُهَا". وَأَمَرَ أَنْ يُؤَذَّنَ لَهَا ويُقَامَ، وَتَؤُمَّ أَهْلَ دَارهَا فِي الْفَرَائِضِ
(5)
.
قَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِالْوَليدِ بْنِ جُمَيْعٍ، وَهَذِهِ سُنَّةٌ غَرِيبَةٌ، لَا أَعْرِفُ فِي الْبَابِ حَدِيثًا مُسْنَدًا غَيْرَ هَذَا.
(1)
إتحاف المهرة (16/ 119 - 20479).
(2)
في (و) و (م) و (ح): "حماد بن عمار".
(3)
كلمة: "صحيح" مكانها بياض في (ز) و (و) و (م).
(4)
كذا في النسخ الخطية، والسنن الكبرى للبيهقي (1/ 406) عن المصنف به، ثم رواه البيهقي بعد في إمامة المرأة (3/ 130) عن المصنف به فقال:"عبد الرحمن يعني ابن خلاد"، وهو الصواب، أخرج له أبو داود (1/ 281) هذا الحديث، وهو مجهول، وليلى بنت مالك هي جدة الوليد بن جميع لا تعرف أيضًا، وفي هذا الحديث اضطراب.
(5)
إتحاف المهرة (18/ 323 - 23687).
وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ تُؤَذِّنُ، وَتُقِيمُ، وَتَؤُمُّ النِّسَاءَ:
740 -
حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ تُؤَذِّنُ، وَتُقِيمُ، وَتَؤُمُّ النِّسَاءَ، وَتَقُومُ وَسْطَهُنَّ
(1)
.
741 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا عَلِيٍّ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
(2)
، ثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ نُعَيْمٍ الرِّيَاحِيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ فَائِدٍ الْأُسْوَارِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُسْلِمٍ
(3)
، عَنِ الْحَسَنِ وَعَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِبِلَالٍ:"إِذَا أَذنْتَ فَتَرَسَّلْ فِي أَذَانِكَ، وَإِذَا أَقَمْتَ فَاحْدُرْ، وَاجْعَلْ بَيْنَ أَذَانِكَ وَإِقَامَتِكَ قَدْرَ مَا يَفْرُغُ الْآكِلُ مِنْ أَكْلِهِ، وَالشَّارِبُ مِنْ شُرْبِهِ، وَالْمُعْتَصِرُ إِذَا دَخَلَ لِقَضَاءِ حَاجَتِهِ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ فِي إِسْنَادِهِ مَطْعُونٌ فِيهِ غَيْرُ عَمْرِو بْنِ فَائِدٍ
(5)
، وَالْبَاقُونُ
(1)
إتحاف المهرة (17/ 414 - 22534)، وليث بن أبي سليم ضعيف، وانظر تعليق المصنف على حديث رقم (8505).
(2)
كذا، وهو علي بن أبي طالب حماد البصري، أبو الحسن البزاز.
(3)
وكذا رواه العقيلي (4/ 340) عن علي بن عبد العزيز البغوي به، لكن رواه الترمذي (1/ 246) من طريق معلى بن أسد عن عبد المنعم عن يحيى بن مسلم، فلم يذكر عمرو بن فائد، وكذا رواه ابن عدي في ترجمة يحيى بن مسلم من طريق معلى بن مهدي به، ورواه الخطيب في تلخيص المتشابه (1/ 57)، والبيهقي في الكبرى (2/ 19) من طريق عبد الرحمن بن المبارك فقال: عن عبد المنعم ختن عمرو بن فائد عن يحيى به، وعبد المنعم وعمرو منكرا الحديث، ويحيى مجهول.
(4)
إتحاف المهرة (3/ 114 - 2622).
(5)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: قال الدارقطني: عمرو بن فائد متروك".
شُيُوخُ الْبَصْرَةِ، وَهَذِهِ سُنَّةٌ غَرِيبَةٌ، لَا أَعْرِفُ لَهَا إِسْنَادًا غَيْرَ هَذَا، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
742 -
حدثنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ.
وَأَخْبَرَني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ.
وَحَدثنا أَحْمَد بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثنا محَمَّدُ بن أَيُّوبَ، ثَنَا أبو الوَلِيدِ
(1)
، قَالُوا: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ
(2)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمَلِيحِ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ
(3)
، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَمِعَ الْمؤَذِّنَ قَالَ كَمَا يَقُولُ حَتَّى يَسْكُتَ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ:
743 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامٍ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ قَالَ:"وَأَنَا، وَأَنَا"
(5)
.
(1)
هو: الطيالسي هشام بن عبد الملك.
(2)
هو: جعفر بن أبي وحشية. من رجال التهذيب.
(3)
عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان فيه جهالة ولم يخرج له الشيخان، وحديثه هذا عند ابن ماجة والنسائي في اليوم والليلة وصححه له ابن خزيمة.
(4)
إتحاف المهرة (16/ 952 - 21441).
(5)
إتحاف المهرة (17/ 299 - 22279).
744 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ خَالِدٍ الدُّؤَليِّ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُفْيَانَ
(1)
الدُّوليِّ، أنهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَا هُرَيْرَةَ يَقولُ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ بِلَالٌ يُنَادِي، فَلَمَّا سَكَتَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ قَالَ مِثْلَ هَذَا يَقِينًا دَخَلَ الْجَنَّةَ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ هَكَذَا.
745 -
أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ
(3)
أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْأَدَمِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ أَذَّنَ اثْنَتَيْ عَشرَةَ سَنَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَكُتِبَ لَهُ بِتَأْذِينِهِ في كُلِّ مَرَّةٍ سِتُّونَ حَسَنَةً، وَبِإِقَامَتِهِ ثَلَاثونَ حَسَنةً"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شرْطِ الْبُخَارِيِّ
(5)
.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ، وَقَدِ اسْتَشْهَدَ بِهِ مُسْلِمٌ رحمه الله:
(1)
في التلخيص: "النضر بن شفير"، وثقه ابن حبان، وأخرج له النسائي هذا الحديث.
(2)
إتحاف المهرة (15/ 634 - 20041).
(3)
في (د) والإتحاف: "أبو الحسن".
(4)
إتحاف المهرة (9/ 150 - 10750).
(5)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: وقد ذكره البخاري، وذكر أن يحيى بن المتوكل رواه عن ابن جريج، عمن حدثه، عن نافع قال: وهذا أشبه بالصواب". التاريخ الكبير (8/ 306) وعنه البيهقي في الكبرى (1/ 433).
746 -
حدثناه مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، ثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ
(1)
وَأَبُو الرَّبِيعِ
(2)
، قَالَا: ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَني ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
(3)
بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ أَذَّنَ اثْنَتَيْ عَشرَةَ سَنَةً، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّة، وَكتِبَ لَهُ بِكُلِّ أَذَانٍ سِتُّونَ حَسَنَةً، وَبِكُلِّ إِقَامَةِ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً"
(4)
.
747 -
حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يُؤَذِّنُ فِي شَيْءٍ مِنَ الصَّلَوَاتِ فِي السَّفَرِ، وَلَا يُقِيمُ إِلَّا لِلصُّبْحِ، فَإِنَّهُ كَانَ يُؤَذِّنُ ويُقِيمُ
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، فَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَاحْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِنُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ.
وَالْمَشْهُورُ مِنْ فِعْلِ ابْنِ عُمَرَ:
748 -
حدثناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَدِ بْنِ زَكَرِيَّا الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا مُحْرِزُ بْنُ سَلَمَةَ الْعَدَنِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ لَا يُؤَذِّنُ فِي السَّفَرِ، وَلَا يُقِيمُ فِي شَيْءٍ مِنْ صَلَوَاتِهِ
(6)
.
(1)
هو: أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح. من رجال التهذيب.
(2)
هو: سليمان بن داود بن حماد بن سعيد المهري المصري. من رجال التهذيب.
(3)
في التلخيص: "عبد الله".
(4)
إتحاف المهرة (9/ 159 - 10778).
(5)
إتحاف المهرة (9/ 214 - 10925).
(6)
إتحاف المهرة (9/ 214 - 10925)، وكذا رواه مالك في الموطأ رواية يحيى بن يحيى=
749 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا عَفَّانُ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَفْصٍ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَ حَمَّادٌ: وَثَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ، وَالْإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ فَلَا يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتهُ مِنْهُ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(2)
.
750 -
حدثنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْإِسْفَرَائِينِيُّ، ثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْن يُوسُفَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَا بَيْن الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَإِنَّ شعَيْبَ بْنَ أَيُّوبَ ثِقَةٌ، وَقَدْ أَسْنَدَهُ.
= (1/ 120) عن نافع من فعل ابن عمر، فالظاهر أن رفع نعيم بن حماد له وهم منه.
(1)
إتحاف المهرة (16/ 119 - 20479).
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: مر هذا"(738).
(3)
إتحاف المهرة (9/ 212 - 10917)، ويعقوب بن يوسف الواسطي لم نقف له على ترجمة، وتفرد به عن شعيب بن أيوب.
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُجَبَّرٍ وَهُوَ ثِقَةٌ
(1)
، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مُسْنَدًا:
751 -
أخبرناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُجَبَّرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ قَدْ أَوْقَفَهُ جَمَاعَةٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
752 -
حدثنا عَلِيُّ بْن حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازِ
(3)
، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيد الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَسِيرٍ - أَوْ: سَيْرٍ - فَأَظَلَّ لَنَا غَيْمٌ، فَتَحَيَّرْنَا فَاخْتَلَفْنَا في الْقِبْلَةِ، فَصَلَّى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا عَلَى حِدَةٍ، فَجَعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا يَخُطُّ بَيْنَ يَدَيْهِ لِنَعْلَمَ أَمْكِنَتَنَا، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يْأَمُرْنَا بِالْإِعَادَةِ، وَقَالَ:"قَدْ أَجْزَأَتْ صَلَاتُكُمْ"
(4)
.
(1)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: بل ضعفه ابن معين والبخاري وأبو زرعة".
(2)
إتحاف المهرة (9/ 329 - 11318)، وقال البيهقي في الكبرى (2/ 9): تفرد بالأول يعقوب بن يوسف الخلال، وتفرد بالثاني: ابن مجبر، والمشهور رواية الجماعة حماد بن سلمة وزائدة بن قدامة ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم عن نافع عن ابن عمر عن عمر من قوله.
(3)
في (ز): "الخراز"، وهو: أحمد بن علي بن الفضيل، أبو جعفر الخزاز المقرئ البغدادي.
(4)
إتحاف المهرة (3/ 264 - 2974).
هَذَا حَدِيثٌ مُحْتَجٌّ بِرُوَاتِهِ كُلِّهِ
(1)
غيرَ مُحَمَّدٍ بْنِ سَالِمٍ، فَإِنِّي لَا أَعْرِفُهُ بِعَدَالَةِ وَلَا جَرْحٍ
(2)
، وَقَدْ تَأَمَّلْتُ كِتَابَ الشَّيْخَيْنِ فَلَمْ يُخَرِّجَا فِي هَذَا الْبَابِ شَيْئًا.
* * *
(1)
كذا في النسخ.
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: هو أبو سهل واه"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: وهو معروف بالضعف".