الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَفْسِيرُ سُورَةِ الرَّحْمَنِ
بسم الله الرحمن الرحيم
3806 -
حدثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَأَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَا: ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَمَّا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُورَةَ الرَّحْمَنِ عَلَى أَصْحَابِهِ حَتَّى فَرَغَ، قَالَ: "مَا لِي أَرَاكُمْ سُكُوتًا، لَلْجِنُّ كَانُوا أَحْسَنَ مِنْكُمْ رَدًّا، مَا قَرَأْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ مَرَّةٍ:{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}
(1)
. إِلَّا قَالُوا: وَلَا بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ، فَلَكَ الْحَمْدُ"
(2)
. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3807 -
أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ، أَنَا وَكِيعٌ وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَا: ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي قَوْلِهِ عز وجل:{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}
(3)
. قَالَ: لَا يُسَمَّى أَحَدٌ الرَّحْمَنَ غَيْرُهُ
(4)
.
(1)
وقد تكررت هذه الآية في سورة (الرحمن) فوق الثلاثين مرة بداية من الآية رقم 13.
(2)
إتحاف المهرة (3/ 545 - 3707)، وزهير بن محمد التميمي يروي عنه أهل الشام مناكير.
(3)
(مريم: آية 65).
(4)
إتحاف المهرة (7/ 575 - 8495)، وهذا الحديث مكرر مع الحديث رقم (3458) سندا ومتنا.
صَحِيحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3808 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْن عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ الْعَدْلُ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو غَسَّانَ، قَالَا: ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:{الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ}
(1)
. قَالَ: بِحِسَابٍ وَمَنَازِلَ
(2)
. صَحِيحُ الْإسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3809 -
أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ، أَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، ثَنَا الْمِنْهَالُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ
(3)
، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ}
(4)
. قَالَ: النَّجْمُ: مَا أَنْجَمَتِ الْأَرْضُ، وَالشَّجَرُ: مَا كَانَ عَلَى سَاقٍ
(5)
. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(6)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3810 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْن عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْن مُوسَى، أَنَا إِسْرَائِيلُ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ
(7)
، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: السَّمُومُ: الَّتِي خُلِقَ مِنْهَا الْجَانُّ، جُزْءٌ مِنْ
(1)
(الرحمن: آية 5).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 582 - 8514).
(3)
قوله: "عن حجاج" ساقط من التلخيص.
(4)
(الرحمن: آية 6).
(5)
إتحاف المهرة (7/ 435 - 8152).
(6)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: منهال ضعفه ابن معين".
(7)
هو: عمرو بن عبد الله الأصم الوادعي الكلوفي، تفرد عنه أبو إسحاق السبيعي، ولم يخرج له الشيخان.
سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ
(1)
.
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3811 -
أخبرنا، أَبُو بَكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَفِيدُ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}
(2)
. قَالَ: إِنَّ مِمَّا خَلَقَ اللهُ لَلَوْحًا مَحْفُوظًا مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ، دَفَّتَاهُ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، قَلَمُهُ بُرٌ
(3)
، وَكِتَاُبهُ نُورٌ، يَنْظُرُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ
(4)
نَظْرَةً - أَوْ: مَرَّةً - فَفِي كُلِّ نَظْرَةٍ مِنْهَا يَخْلُقُ، وَيَرْزُقُ، وَيُحْيِي وَيُمِيتُ، وَيُعِزُّ وَيُذِلَّ، وَيَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ:{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}
(5)
. صَحِيحُ الْإسْنَادِ
(6)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3812 -
أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْعَدْلُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ:{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}
(7)
. قَالَ: جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ لِلسَّابِقِينَ، وَجَنَّتَانِ
(1)
إتحاف المهرة (4/ 29 - 3913).
(2)
(الرحمن: آية 29).
(3)
كذا في النسخ كلها، ولعل الصواب:"نور" أو: "برق"، كما في مصادر تخريج الحديث.
(4)
في التلخيص: "ثلاثة وستين".
(5)
إتحاف المهرة (7/ 182 - 7587).
(6)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: اسم أبي حمزة ثابت، وهو واه بمرة"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: بل الثمالي ضعيف"، وسيأتي برقم (3959).
(7)
(الرحمن: آية 46).
مِنْ فِضَّةٍ لِلتَّابِعِينَ
(1)
.
(2)
3813 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ
(3)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ}
(4)
. قَالَ: أُخْبِرْتُمْ بِالْبَطَائِنِ، فكَيْفَ بِالظَّهَائِرِ؟
(5)
. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3814 -
حدثني أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصرِيُّ الْحَافِظُ بِمَكَّةَ، ثَنَا عَلَّانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ
(6)
، ثَنَا
(7)
عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ السَّرْحِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ عز وجل:{كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ}
(8)
. قَالَ: "يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ
(9)
فِي خَدِّهَا أَصْفَى مِنَ الْمِرْآةِ، وَإِنَّ أَدْنَى لُؤْلُؤَةٍ عَلَيْهَا لَتُضِيءُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَإِنَّهَا يَكونُ عَلَيْهَا سَبْعُونَ ثَوْبًا، يَنْفُذُهَا
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: مسلم" أي على شرط مسلم.
(2)
إتحاف المهرة (10/ 114 - 12377).
(3)
في (ز)(و)(ص): "هبيرة بن مريم" مصحف، وهبيرة لم يخرج له الشيخان.
(4)
(الرحمن: آية 54).
(5)
إتحاف المهرة (10/ 499 - 13281).
(6)
في (و) و (ص): "غيلان"، وعلان لقب: علي بن أحمد بن سليمان بن ربيعة، أبو الحسن المصري.
(7)
قوله: "ثنا" ساقط من (و) و (ص).
(8)
(الرحمن: آية 58).
(9)
في (ز) و (م)، والتلخيص:"وجهها".
بَصَرُهُ حَتَّى يَرَى مُخَّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ"
(1)
. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(2)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3815 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ - إِمْلَاءً - ثَنَا حَامِدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، ثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(3)
وَعَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل:{وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}
(4)
. قًالَ: كَانَ عَرْشُ اللهِ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ جَنَّةً، ثُمَّ اتَّخَذَ دُونَهَا أُخْرَى، ثُمَّ أَطْبَقَهُمَا بِلُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ، فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ:{وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ}
(5)
. قَالَ: وَهِيَ الَّتِي لَا يَعْلَمُ الْخَلَائِقُ مَا فِيهَا. قَالَ: وَهِيَ الَّتِي قَالَ اللهُ عز وجل: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
(6)
. يَأْتِيهِمْ مِنْهَا كُلَّ يَوْمٍ تُحْفَةٌ
(7)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3816 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ الزَّاهِدُ، ثَنَا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَوْلُهُ عز وجل: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ}
(8)
.
(1)
إتحاف المهرة (5/ 246 - 5323).
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: دراج صاحب عجائب".
(3)
هو: عنبسة بن سعيد بن الضريس، الأسدي، أبو بكر الكوفي ثم الرازي.
(4)
(هود: آية 7).
(5)
(الرحمن: آية 62).
(6)
(السجدة: آية 17).
(7)
إتحاف المهرة (7/ 182 - 7588).
(8)
(الرحمن: آية 68).
قَالَ: نَخْلُ الْجَنَّةِ جُذُوعُهَا زُمُرُّدٌ
(1)
أَخْضَرَ، وَكَرَانِيفُهَا ذَهَبٌ أَحْمَرُ، وَسَعَفُهَا كِسْوَةٌ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ، مِنْهَا مُقَطَّعَاتُهُمْ وَحُلَلُهُمْ، وَثَمَرُهَا أَمْثَالُ الْقِلَالِ أَوِ الدَّلَاءِ، أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ، وَلَيْسَ لَهَا عَجْمٌ
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
في (ز): "جذوعها من زمرد".
(2)
إتحاف المهرة (7/ 183 - 7589).
وَمِنْ تَفْسِيرِ سُورَةِ الْوَاقِعَةِ
بسم الله الرحمن الرحيم
3817 -
أخبرني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: مَا شَيَّبَكَ؟ قَالَ: "سُورَةُ هُودٍ، وَالْوَاقِعَةُ، وَالْمُرْسَلاتُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ"
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3818 -
حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، ثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُونَ: إِنَّ اللهَ يَنْفَعُنَا بِالْأَعْرَابِ وَمَسَائِلِهِمْ، أَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ يَوْمًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فِي الْقُرْآنِ شَجَرَةٌ مُؤْذِيَةٌ، وَمَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً تُؤْذِي صَاحِبَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"وَمَا هِيَ؟ ". قَالَ: السِّدْرَةُ، فَإِنَّ لَهَا شَوْكًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28)}
(2)
، يَخْضِدُ اللهُ شَوْكَهُ، فَيُجْعَلُ مَكَانَ شَوْكِهِ ثَمَرَةً، فَإِنَّهَا تُنْبِتُ ثَمَرًا يُفْتَقُ الثَّمَرُ مَعَهَا
(1)
إتحاف المهرة (8/ 243 - 9304)، وقد تقدم في تفسير هود (3351) من مسند ابن عباس.
(2)
(الواقعة: آية 28).
عَنِ اثْنينِ وَسَبْعِينَ لَوْنًا، طَعَامٌ، مَا مِنْهَا لَوْنٌ يُشْبِهُ الآخَرَ"
(1)
. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3819 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ
(2)
، ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ}
(3)
. قَالَ: مِنْ دُخَانٍ أَسْوَدَ
(4)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3820 -
حدثنا الْأُسْتَاذ الإِمَامُ أَبُو الْوَلِيدِ رضي الله عنه، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبُوشَنْجِيُّ
(5)
، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ بِشْرِ بْنِ جَابَانَ
(6)
الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ حُجْرِ بْنِ قَيْسٍ الْمَدَرِيِّ قَالَ: بِتُّ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، يَقْرَأُ فَمَرَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ:{أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ}
(7)
. قَالَ: بَلْ أَنْتَ يَا
(1)
إتحاف المهرة (6/ 226 - 6390).
(2)
في (و) و (ص): "الحسين" مصحف، فهو: إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي.
(3)
(الواقعة: آية 43).
(4)
إتحاف المهرة (8/ 137 - 9084).
(5)
يعني: محمد بن إبراهيم بن سعيد العبدي الفقيه، من رجال التهذيب.
(6)
في (ز): "بشر بن خاقان"، وفي (ص):"بشر بن خابان"، وفي سائر النسخ، والتلخيص، والإتحاف، والسنن الكبرى (2/ 311)، وشعب الإيمان (1/ 398)، للبيهقي عن المصنف:"بشر بن جابان"، لكن في مصنف عبد الرزاق (2/ 452) الذي روى الحاكم من طريقه:"شداد بن جابان"، وبذا ذكره الإمام أحمد في العلل (1/ 318)، والبخاري في تاريخه (4/ 228)، وابن أبي حاتم في الجرح (4/ 331) وابن حبان في الثقات (6/ 441).
(7)
(الواقعة: آية 58 و 59).
رَبِّ - ثَلَاثًا - ثُمَّ قَرَأَ: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ}
(1)
. قَالَ: بَلْ أَنْتَ يَا رَبِّ، بَلْ أَنْتَ يَا رَبِّ، ثُمَّ قَرَأَ:{أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ}
(2)
. قَالَ: بَلْ أَنْتَ يَا رَبِّ - ثَلَاثًا - ثُمَّ قَرَأَ: {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ}
(3)
. قَالَ: بَلْ أَنْتَ يَا رَبِّ، ثَلَاثًا
(4)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3821 -
أخبرني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا هُشَيْمٌ، أَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مِنَ السَّمَاءِ الْعُلْيَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا جُمْلَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ فُرِقَ فِي السِّنِينَ. قَالَ: وَتَلَا هَذ الْآيَةَ: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}
(5)
. قَالَ: نَزَلَ مُتَفَرِّقًا
(6)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3822 -
أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ، أَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كُنَّا مَعَ سَلْمَانَ، فَانْطَلَقَ إِلَى حَاجَةٍ، فتَوَارَى عَنَّا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا وَلَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ مَاءٌ،
(1)
(الواقعة: آية 63 و 64).
(2)
(الواقعة: آية 68 و 69).
(3)
(الواقعة: آية 71 و 72).
(4)
إتحاف المهرة (11/ 334 - 14143).
(5)
(الواقعة: آية 75).
(6)
إتحاف المهرة (7/ 127 - 7453)، وانظر حديث رقم (4001).
قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ
(1)
، لَوْ تَوَضَّأْتَ فَسَأَلنَاكَ عَنْ أَشْيَاءَ مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ: فَقَالَ: سَلُوا، فَإِنِّي لَسْتُ أَمَسُّهُ، إِنَّمَا يَمَسُّهُ الْمُطَهَّرُونَ. ثُمَّ تَلَا:{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}
(2)
.
(3)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3823 -
حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا السَّرِيُّ بْن خُزَيْمَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ
(4)
الْمُقْرِئُ، ثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ الْغَافِقِيُّ، حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ عَامِرٍ الْغَافِقِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٌ
(5)
الْجُهَنِيَّ يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَتْ: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}
(6)
. قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ". فَلَمَّا نَزَلَتْ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}
(7)
قَالَ: "اجْعَلُوهَا فِي سُجُودِكُمْ"
(8)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
في التلخيص: "يا أبا عبد الرحمن".
(2)
(الواقعة: آية 77 إلى 79).
(3)
إتحاف المهرة (5/ 552 - 5918).
(4)
في (و) و (ص): "زيد" مصحف.
(5)
في (ز): "سمعت عامر".
(6)
(الواقعة: آية 74 و 96).
(7)
(الأعلى: آية 1).
(8)
إتحاف المهرة (11/ 185 - 13866).
وَمِنْ تَفْسِيرِ سُورَةِ الْحَدِيدِ
بسم الله الرحمن الرحيم
3824 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ العَدْلُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ دِيزِيلَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ، ثَنَا اللَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ بْنِ نُفَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ وَأَبَا الدَّرْدَاءِ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا أَوَّلُ مَنْ يُؤْذَنُ لَهُ فِي السُّجُودِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُؤْذَنُ لَهُ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيَّ، فَأَعْرِفُ أُمَّتِي مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ، وَأَنْظُرُ عَنْ يَمِينِي فَأَعْرِفُ أُمَّتِي مِنْ بَيْنِ الْأُمَمِ، وَأَنْظُرُ عَنْ شِمَالِي، فَأَعْرِفُ أُمَّتِي مِنْ بَيْنِ الْأُمَمِ". فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ تَعْرِفُ أُمَّتَكَ مِنْ بَيْنِ الْأُمَمِ، مَا بَيْنَ نُوحٍ إِلَى أُمَّتِكَ؟ قَالَ: "غُرٌّ مُحَجَّلُونَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ، وَلَا يَكُونُ لِأحَدٍ
(1)
مِنَ الْأُمَمِ غَيْرُهُمْ، وَأَعْرِفهُمْ أَنَّهُمْ يُؤْتَوْنَ كُتُبَهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ، وَأَعْرِفُ
(2)
بِسِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ، وَأَعْرِفُهُمْ بِنُورِهِمُ الَّذِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ، وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ"
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3825 -
أخبرنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو
(1)
في (و): "لأحدهم".
(2)
في (م) والتلخيص: "وأعرفهم".
(3)
إتحاف المهرة (12/ 583 - 16139).
بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ
(1)
، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ قَيْسِ بْنِ السَّكَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ}
(2)
. قَالَ: يُؤْتَوْنَ نُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، مِنْهُمْ مَنْ نُورُهُ مِثْلُ الْجَبَلِ، وَأَدْنَاهُمْ نُورًا مَنْ نُورُهُ عَلَى إِبْهَامِهِ يُطْفَأُ
(3)
مَرَّةً وَيوُقَدُ أُخْرَى
(4)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3826 -
حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدِ الرَّازِيُّ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَاشِمٍ الرَّمْلِيُّ
(5)
، ثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ بِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللهِ مُؤَذِّنِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ: رَأَيْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ فِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ مُسْتَقْبِلَ الْمَشْرِقِ
(6)
- أَوِ: السُّورِ، أَنَا أَشُكُّ - وَهُوَ يَبْكِي، وَهُوَ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ:{فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ}
(7)
. ثُمَّ قَالَ: هَهُنَا أَرَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَهَنَّمَ
(8)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(9)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
يعني: إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الكوفي.
(2)
(الحديد: آية 12).
(3)
في (ز)، و (م):"يطفأه".
(4)
إتحاف المهرة (10/ 453 - 13162).
(5)
هو: أحمد بن هاشم بن أبي العباس الرملي، من رجال التهذيب.
(6)
في (و) و (ص) و (م): "الشرق".
(7)
(الحديد: آية 13).
(8)
إتحاف المهرة (6/ 442 - 6780)، وسيأتي برقم (9042).
(9)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل منكر، وآخره باطل؛ لأنه ما اجتمع عبادة برسول الله هناك، ثم من هو ابن ميمون وشيخه؟ وفي نسخة أبي مسهر: عن سعيد، =
3827 -
حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدلَانِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ البَزَّارُ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعودٍ أَخْبَرَهُ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ بَيْنَ إِسْلَامِهِمْ وَبَيْنَ أَنْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فَعَاتَبَهُمُ اللهُ إِلَّا أَرْبَعُ سِنِينَ: {وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ} (1). إِلَى آخِرِ الْآيَةِ
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
3828 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ
(4)
، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ: إِنَّمَا الطِّيَرَةُ فِي الْمَرْأَةِ، وَالدَّابَّةِ، وَالدَّارِ". ثُمَّ قَرَأَتْ: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ
= عن زياد بن أبي سودة قال: رئى عبادة على سور بيت المقدس يبكي، وقال: من ها هنا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى جهنم. فهذا المرسل أجود". (1)(الحديد: آية 16)، وهذه قراءة رويس وحده {تَكُونُوا} بالخطاب، وقرأ الباقون {يَكُونُوا} بالغيب، انظر شرح طيبة النشر في القراءات العشر لابن الجزري (ص 317).
(2)
إتحاف المهرة (10/ 282 - 12765).
(3)
قد أخرجه مسلم (8/ 243) من طريق عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه عن ابن مسعود بنحوه.
(4)
هو: مسلم بن عبد الله البصري، مشهور بكنيته، من رجال التهذيب.
نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ}
(1)
.
(2)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3829 -
أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الصَّيْدَلَانِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}
(3)
. قَالَ: لَيْسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوَ يَحْزَنُ وَيَفْرَحُ، وَلَكِنْ مَنْ جَعَلَ الْمُصِيبَةَ صَبْرًا، وَجَعَلَ الْفَرَحَ
(4)
شُكْرًا
(5)
. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3830 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا يَحْيَىَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الشَّهِيدُ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ يَحْيَى
(6)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: {وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا
(1)
(الحديد: آية 22).
(2)
إتحاف المهرة (17/ 604 - 22877).
(3)
(الحديد: آية 23).
(4)
في (ز) و (م)، والتلخيص:"الحزن".
(5)
إتحاف المهرة (7/ 583 - 8516).
(6)
هو: عقيل بن يحيى الجعدي، أنكروا عليه هذا الحديث، وقال أبو حاتم الرازي:"ويشبه أن يكون أعرابيا إذا روى عن الحسن البصري قال دخلت على سلمان الفارسي! فلا يحتاج أن يُسألَ عنه".
مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}
(1)
. قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: قَالَ لِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعودٍ". قُلْتُ: لَبَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ
(2)
- ثَلَاثَ مِرَارٍ - قَالَ: "هَلْ تَدْرِي أَيُّ عُرَى الإِيمَانِ أَوْثَقُ؟ ". قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمْ، قَالَ:"أَوْثَقُ الإِيمَانِ الْوَلَايَةُ فِي اللهِ بِالْحَبِّ فِيهِ وَالْبُغْضِ فِيهِ، يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ". قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ
(3)
- ثَلَاثَ مِرَارٍ - قَالَ: "هَل تَدْرِي أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ ". قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:"فَإِنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ أَفْضَلُهُم عَمَلًا إِذَا فَقِهُوا فِي دِينِهِمْ، يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ". قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ - ثَلَاثَ مِرَارٍ - قَالَ: "هَلْ تَدْرِي أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ ". قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "فَإِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ أَبْصَرُهُمْ بِالْحَقِّ إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ، وَإِنْ كَانَ مُقَصِّرًا فِي الْعَمَلِ، وَإِنْ كَانَ يَزْحَفُ عَلَى اسْتِهِ، وَاخْتَلَفَ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، نَجَا مِنْهَا ثَلاثٌ، وَهَلَكَ سَائِرُهَا، فِرْقَةٌ آَزَتِ
(4)
الْمُلُوكَ، وَقَاتَلَتْهُمْ عَلَى دِينِ اللهِ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ حَتَّى قُتِلُوا، وَفِرْقَةٌ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ طَاقَةٌ بِمُوَازَاةِ الْمُلُوكِ، فَأَقَامُوا بَيْنَ ظَهْرَانَيْ قَوْمِهِمْ، فَدَعَوْهُمْ إِلَى دِينِ اللهِ وَدِينِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَقَتَلَتْهُمُ الْمُلُوكُ، وَنَشَرَتْهُمْ بِالْمَنَاشِيرِ، وَفِرْقَةٌ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ طَاقَةٌ بِمُوَازَاةِ الْمُلُوكِ وَلَا بِالْمُقَامِ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ قَوْمِهِمْ، فَدَعَوْهُمْ إِلَى اللهِ وَإِلَى دِينِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَسَاحُوا فِي الْجِبَالِ، وَتَرَهَّبُوا فِيهَا، فَهُمُ الَّذِينَ قَالَ اللهُ: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا
(1)
(الحديد: آية 27).
(2)
في (و) والتلخيص: "لبيك رسول الله" بدون حرف النداء.
(3)
في (و) والتلخيص: "لبيك رسول" الله، بدون حرف النداء.
(4)
قال ابن الأثير في النهاية (1/ 47): "أي قاومتهم. يقال: فلان إزاء لفلان: إذا كان مقاوما له".
كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا}. إِلَى قَوْلِهِ: {فَاسِقُونَ}
(1)
. فَالْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِي وَصَدَّقُونِي، وَالْفَاسِقُونَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِي وَجَحَدُونِي"
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
(الحديد: آية 27).
(2)
إتحاف المهرة (10/ 220 - 12620).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ليس بصحيح؛ فإن الصعق وإن كان موثقا؛ فإن شيخه منكر الحديث، قاله البخاري".
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمِنْ تَفْسِيرِ سُورَةِ المُجَادَلَةِ
3831 -
حدثنا الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ
(1)
الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: تَبَارَكَ الَّذِي وَسَعَ سَمْعُهُ كُلَّ شَيْءٍ، إِنِّي لَأَسْمَعُ كَلَامَ خَوْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ وَيَخْفَى عَلَيَّ بَعْضُهُ، وَهِيَ تَشْتَكِي زَوْجَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ تَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَكَلَ شَبَابِي، وَنَثَرْتُ لَهُ بَطْنِي، حَتَّى إِذَا كَبِرَتْ سِنِّي، وَانْقَطَعَ لَهُ وَلَدِي ظَاهَرَ مِنِّي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى نَزَلَ جِبْرِيلُ عليه السلام بِهَؤُلَاءِ الْآيَاتِ: {قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}
(2)
. قَالَ: وَزَوْجُهَا أَوْسُ بْنُ الصَّامِتِ
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مُخْتَصَرًا:
3832 -
حدثناه أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلَالِيُّ، ثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ
(1)
في (و) و (ص): "عن معن" مصحف، فهو: محمد بن أبي عبيدة عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي.
(2)
(المجادلة: آية 1).
(3)
إتحاف المهرة (17/ 110 - 21961).
هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ جَمِيلَةَ كَانَتِ امْرَأَةَ أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ، وَكَانَ أَوْسٌ امْرَءًا بِهِ لَمَمٌ، فَإِذَا اشْتَدَّ بِهِ لَمَمُهُ ظَاهَرَ امْرَأتَهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ فِيهِ كَفَّارَةَ الظِّهَارِ
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3833 -
حدثنا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ، قَالَا: ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي كَرِيمَةَ
(2)
، قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}
(3)
. قَالَ: يَرْفَعُ اللهُ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُؤْتَوُا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ
(4)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3834 -
أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ السَّعْدِيُّ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْن أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: إِنَّ فِي كِتَابِ اللهِ لَآيَةً، مَا عَمِلَ بِهَا أَحَدٌ، وَلَا يَعْمَلُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي، آيَةُ النَّجْوَى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً}
(5)
. الْآيَةَ. قَالَ: كَانَ عِنْدِي دِينَارٌ فَبِعْتُهُ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، فَنَاجَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَكُنْتُ كُلَّمَا
(1)
إتحاف المهرة (17/ 333 - 22348).
(2)
هو: السكن بن أبي كريمة بن زيد التجيبي الزميلي.
(3)
(المجادلة: آية 11).
(4)
إتحاف المهرة (7/ 583 - 8517).
(5)
(المجادلة: آية 12).
نَاجَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدَّمْتُ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَايَ دِرْهَمًا، ثُمَّ نُسِخَتْ فَلَمْ يَعْمَلْ بِهَا أَحَدٌ، فَنَزَلَتْ:{أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ}
(1)
. الْآيَةَ
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3835 -
حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، ثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ظِلِّ حُجْرَةٍ، وَقَدْ كَادَ الظِّلُّ أَنْ يَتَقَلَّصَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّهُ سَيَأْتِيكُمْ إِنْسَانٌ، فَيَنْظُرُ إِلَيْكُمْ بِعَيْنِ شَيْطَانٍ، فَإِذَا جَاءَكُمْ فَلا تُكَلِّمُوهُ". فَلَمْ يَلْبَثُوا أَنْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ أزْرَقُ أَعْوَرُ، فَقَالَ: حِينَ رَآهُ دَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"عَلَامَ تَشْتُمُنِي أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ؟ ". فَقَالَ: ذَرْنِي آتِكَ بِهِمْ، فَانْطَلَقَ فَدَعَاهُمْ فَحَلَفُوا مَا قَالُوا وَمَا فَعَلُوا حَتَّى يَنْجُونَ
(3)
، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ}
(4)
.
(5)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3836 -
حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا زَائِدَةُ، أَنَا السَّائِبُ بْنُ حُبَيْشٍ
(6)
(1)
(المجادلة: آية 13).
(2)
إتحاف المهرة (11/ 541 - 14585).
(3)
هذه الكلمة غير واضحة في كافة المخطوطات، والتلخيص والمثبت هو قراءة إجتهادية.
(4)
(المجادلة: آية 18).
(5)
إتحاف المهرة (7/ 183 - 7590).
(6)
في (و): "خنيس"، وفي التلخيص:"حنش".
الْكَلَاعِيُّ، عَنْ مَعْدَانِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيِّ
(1)
قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَيْنَ مَسْكَنُكَ؟ فَقُلْتُ: فِي قَرْيَةٍ دُونَ حِمْصَ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ، وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَاةُ إِلَّا قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ؛ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ"
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
(1)
في (و): "العمري".
(2)
إتحاف المهرة (12/ 597 - 16164).
(3)
وقد تقدم برقم (817)، وفي (857) بإسناده ومتنه.
حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ الْفَاضِلُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ إِمْلَاءً فِي ذِي الْحِجَّةِ، سَنَةَ أَرْبَعِمِائَةٍ.
وَمِنْ سُورَةِ الْحَشْرِ
بسم الله الرحمن الرحيم
3837 -
أخبرني أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ غَزْوَةُ بَنِي النَّضِيرِ - وَهُمْ طَائِفَةٌ مِنَ الْيَهُودِ - عَلَى رَأْسِ سِتَّةِ أَشْهُرٍ مِنْ وَقْعَةِ بَدْرٍ، وَكَانَ مَنْزِلُهُمْ وَنَخْلُهُمْ بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، فَحَاصَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى نَزَلُوا عَلَى الْجَلَاءِ، وَعَلَى أَنَّ لَهُمُ مَا أَقَلَّتِ الْإِبِلُ مِنَ الْأَمْتِعَةِ وَالْأَمْوَالِ إِلَّا الْحَلْقَةَ - يَعْنِي: السِّلَاحَ - فَأَنْزَلَ اللهُ فِيهِمْ: {سَبَّحَ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} . إِلَى قَوْلِهِ: {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا}
(1)
. فَقَاتَلَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى صَالَحَهُمْ عَلَى الْجَلَاءِ، فَأَجْلَاهُمْ إِلَى الشَّامِ، وَكَانُوا مِنْ سِبْطٍ لَمْ يُصِبْهُمْ جَلَاءٌ فِيمَا خَلَا، وَكَانَ اللهُ قَدْ كَتَبَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا بِالْقَتْلِ وَالسَّبْيِ، وَأَمَّا قَوْلُهُ:{لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} . فَكَانَ جَلَاؤُهُمْ ذَلِكَ أَوَّلَ حَشْرٍ فِي الدُّنْيَا إِلَى الشَّامِ
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
(1)
(الحشر: آية 1 و 2).
(2)
إتحاف المهرة (17/ 258 - 22215).
(3)
قال البيهقي في دلائل النبوة (3/ 178) بعد أن رواه عن المصنف: "كذا قال عن =
3838 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْن هَارُونَ، أَنَا مَنْصُورُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَمْرٍو وَابْنِ عَبَّاسٍ، أنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} "
(1)
.
(2)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ الزِّيَادَةِ.
3839 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ السُّكَّرِيُّ بِهَمَذَانَ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْعْرَنِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ
(4)
، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أُهْدِيَ لِرَجُلٍ
(5)
مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسُ شَاةٍ، فَقَالَ:"إِنَّ أَخِي فُلَانًا وَعِيَالَهُ أَحْوَجُ إِلَى هَذَا مِنَّا". قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ يَبْعَثُ بِهِ وَاحِدٌ إِلَى آخَرَ، حَتَّى تَدَاوَلَهَا سَبْعَةُ أَبْيَاتٍ، حَتَّى رَجَعَتْ إِلَى الْأَوَّلِ، فَنزَلَتْ:{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}
(6)
. إِلَى آخِرِ الآيةِ
(7)
.
= الزهري عن عروة عن عائشة، وذكر عائشة فيه غير محفوظ، والله أعلم".
(1)
(الحشر: آية 7).
(2)
إتحاف المهرة (8/ 449 - 9746) و (7/ 184 - 7591).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: منصور خرج له مسلم".
(4)
هو: أبو إسماعيل الوصافي. من رجال التهذيب.
(5)
في (ز): "أهدى رجل".
(6)
(الحشر: آية 9).
(7)
إتحاف المهرة (8/ 656 - 10172).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(1)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3840 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الضَّبِّيُّ، ثَنَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْن الْوَلِيدِ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ زُبَيْدٍ
(2)
، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ
(3)
بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: النَّاسُ عَلَى ثَلَاثِ مَنَازِلَ، فَمَضَتْ مِنْهُ
(4)
اثْنَتَانِ، وَبَقِيَتْ وَاحِدَةٌ، فَأَحْسَنُ مَا أَنْتُمْ كَائِنُونَ عَلَيْهِ أَنْ تَكُونُوا بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ الَّتِي بَقِيَتْ. ثُمَّ قَرَأَ:{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ} .
(5)
الْآيَةَ. ثُمَّ قَالَ: هَؤُلَاءِ الْمُهَاجِرُونَ، وَهَذِهِ مَنْزِلَةٌ قَدْ مَضتْ. ثُمَّ قَرَأَ:{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ}
(6)
. الآيَةَ. ثُمَّ قَالَ: هَؤُلَاءِ الْأَنْصَارُ، وَهَذِهِ مَنْزِلَةٌ، وَقَدْ مَضَتْ. ثُمَّ قَرَأَ:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ}
(7)
. الْآيَةَ. قَالَ: فَقَدْ مَضَتْ هَاتَانِ الْمَنْزِلَتَانِ، وَبَقِيَتْ هَذِهِ الْمَنْزِلَةُ، فَأَحْسَنُ مَا أَنْتُم كَائِنُونَ عَلَيْهِ أَنْ تَكُونُوا بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ الَّتِي بَقِيَتْ
(8)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: عبيد الله ضعفوه".
(2)
هو: عبد الله بن زبيد بن الحارث اليامي الكوفي، وثقه ابن حبان.
(3)
قوله: "عن سعد" سقط من (ز) و (و) و (ص).
(4)
في (م): "منهم".
(5)
(الحشر: آية 8).
(6)
(الحشر: آية 9).
(7)
(الحشر: آية 10).
(8)
إتحاف المهرة (5/ 131 - 5057).
3841 -
أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ السَّلُولِيِّ
(1)
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَاهِبٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ وَأَنَّ امْرَأَةً زَيَّنَتْ لَهُ نَفْسَهَا، فَوَقَعَ عَلَيْهَا، فَحَمَلَتْ، فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ: اقْتُلْهَا؛ فَإِنَّهُمْ إِنْ ظَهَرُوا عَلَيْكَ افْتُضِحْتَ، فَقَتَلَهَا، فَدَفَنَهَا، فَجَاءُوهُ فَأَخَذُوهُ، فَذَهَبُوا بِهِ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَمْشُونَ إِذْ جَاءَهُ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ: أَنَا الَّذِي زَيَّنْتُ لَكَ فَاسْجُدْ لِي سَجْدَةً أُنْجِيكَ، فَسَجَدَ لَهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ}
(2)
. الْآيَةَ
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
وكذا في شعب الإيمان عن المصنف (6/ 319)، وكذا رواه إسحاق بن راهويه في مسنده كما في إتحاف الخيرة (6/ 284)، والمطالب العالية (15/ 326) - وقع في المطالب: عن أبي حميد بن عبد الله السلولي! -، وقال البوصيري:"هذا إسناد فيه مقال؛ حميد بن عبد الله السلولي لم أقف له على ترجمة"، وهو تصحيف قديم، وصوابه: نهيك بن عبد الله السلولي، كما في أصل الرواية في تفسير عبد الرزاق (3/ 300) وترجم له بذلك ابن سعيد والبخاري وابن أبي حاتم وابن حبان، وانظر ما كتبناه عليه في ملحق رجال الحاكم.
(2)
(الحشر: آية 16).
(3)
إتحاف المهرة (11/ 365 - 14206).
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمِنْ تَفْسِيرِ سُورَةِ الِامْتِحَانِ
3842 -
أخبرني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ عز وجل:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} . إِلَى قَوْلِهِ: {وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
(1)
. فِي مُكَاتَبَةِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ وَعَنْ مَعَهُ إِلَى كُفَّارِ قُرَيْشٍ يُحَذِّرُونَهُمْ. وَقَوْلُهُ: {إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ}
(2)
. نُهُوا أَنْ يَتَأَسَّوْا بِاسْتِغْفَارِ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ، فَيَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ. وَقَوْلُهُ:{رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا}
(3)
. لَا تُعَذِّبْنَا بِأَيْدِيهِمْ، وَلَا بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِكِ، فَيَقُولُونَ: لَوْ كَانُوا هَؤُلَاءِ عَلَى الْحَقِّ مَا أَصَابَهُمْ هَذَا
(4)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3843 -
أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْن عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ، أَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ
(5)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي
(1)
(الممتحنة: آية 1 إلى 3).
(2)
(الممتحنة: آية 4).
(3)
(الممتحنة: آية 5).
(4)
إتحاف المهرة (8/ 36 - 8853).
(5)
في (ز) و (و) و (ص): "جرير بن عطاء بن السائب"!.
قَوْلِهِ عز وجل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}
(1)
. قَالَ: فِي صُنْعِ إِبْرَاهِيمَ كُلِّهِ إِلَّا فِي الِاسْتِغْفَارِ
(2)
لِأَبِيهِ وَهُوَ مُشْرِكٌ
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3844 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّيَّارِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَلِيٍّ الْغَزَّالُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ
(4)
بْنِ شَقِيقٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَدِمَتْ قُتَيْلَهُ بِنْتُ [عَبْدِ]
(5)
الْعُزَّى بِنْتُ أَسْعَدَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ حِسْلٍ عَلَى ابْنَتِهَا
(6)
أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ طَلَّقَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَدِمَتْ عَلَى ابْنَتِهَا بِهَدَايَا: ضِبَابًا، وَسَمْنًا، وَأَقِطًا، فَأَبَتْ أَسْمَاءُ أَنْ تَقْبَلَ مِنْهَا أَوْ تُدْخِلَهَا مَنْزِلَهَا، حَتَّى أَرْسَلَتْ إِلَى عَائِشَةَ أَنْ سَلِي عَنْ هَذَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَتْهُ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَقْبَلَ هَدَايَاهَا وَتُدْخِلَهَا مَنْزِلَهَا. فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ}
(7)
. إِلَى آخِرِ الْآيَتَيْنِ
(8)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
(الممتحنة: آية 6).
(2)
في (و) و (ص): "استغفاره".
(3)
إتحاف المهرة (7/ 184 - 7592).
(4)
في (ز) و (و) و (ص): "علي بن الحسين" والمثبت من (م).
(5)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت كما في مصادر التخريج وكتب التواريخ.
(6)
في (ز) و (م) والتلخيص: "أمها".
(7)
(الممتحنة: آية 8).
(8)
إتحاف المهرة (6/ 614 - 7081).
3845 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ
(1)
أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي. وَحَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، قَالَا: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْن أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَخِي
(2)
، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنَ عُتْبَةَ أَتَى بِهَا وَبِهِنْدٍ بِنْتِ عُتْبَةَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نُبَايِعُهُ، فَقَالَتْ: أَخَذَ عَلَيْنَا فَشَرَطَ عَلَيْنَا، قَالَتْ: قُلْتُ لَهُ: يَا ابْنَ عَمِّ، وَهَلْ عَلِمْتَ في قَوْمِكَ مِنْ هَذِهِ الْعَاهَاتِ أَوِ الْهَنَّاتِ شَيْئًا؟ قَالَ أَبُو حُذَيْفَةَ: إِيهِنْ فَبَايِعْنَهُ، فَإِنَّ بِهَذَا يُبَايعُ
(3)
، وَهَكَذَا يَشْتَرِطُ، فَقَالَتْ هِنْدٌ: لَا أُبَايِعُكَ عَلَى السَّرِقَةِ، إِنِّي أَسْرِقُ مِنْ مَالِ زَوْجِي، فَكَفَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ، وَكَفَّتْ يَدَهَا حَتَّى أَرْسَلَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ، فتحَلَّلَ لَهَا مِنْهُ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَمَّا الرَّطْبُ فَنَعَمْ، وَأَمَّا الْيَابِسُ فَلَا وَلَا نِعْمَةَ. قَالَتْ: فَبَايَعْنَاهُ، ثُمَّ قَالَتْ فَاطِمَةُ: مَا كَانَتْ فِئَةٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ فِئَتِكِ وَلَا أَحَبَّ أَنْ يُبِيحَهَا اللهُ وَمَا فِيهَا، وَاللهِ مَا مِنْ فِئَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يُعَمِّرَهَا اللهُ وَيُبَارِكَ فِيهَا مِنْ فِئَتِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"وَأَيْضًا وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ"
(4)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
قوله: "بكر" غير موجود في (ز).
(2)
هو: عبد الحميد بن أبي أويس. من رجال التهذيب
(3)
في (و) و (ص): "قال هكذا نبايع".
(4)
إتحاف المهرة (18/ 30 - 23324).
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمِنْ تَفْسِيرِ سُورَةِ سَبّحْ الصَّفِّ
3846 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ. وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: اجْتَمَعْنَا فَتَذَاكَرْنَا، فَقُلْنَا: أَيُّكُمْ يَأْتِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُهُ
(1)
: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَا وَهِبْنَا أَنْ يَأْتِيَهُ مِنَّا أَحَدٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَمَعَنَا
(2)
فَجَعَلَ يُومِئُ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ، فَقَرَأَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " {سَبَّحَ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ}
(3)
". إِلَى آخِرِ السُّورَةِ. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا، قَالَ يَحْيَى: فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا أَبُو سَلَمَةَ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا، قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، وَقَرَأَهَا عَلَيْنَا الْأَوْزَاعِيُّ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى
(1)
في (م): "ليسأله".
(2)
قوله: "فجمعنا" غير موجود في (ز).
(3)
(الصف: آية 1 و 2).
آخِرِهَا
(1)
، قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو: وَقَرَأَهَا عَلَيْنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَزْدِيُّ: وَقَرَأَهَا عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا، قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ: وَقَرَأَهَا عَلَيْنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا، قَالَ الْحَاكِمُ: وَأَنَا أَقُولُ: قَرَأَهَا عَلَيْنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا، وَقَدْ قَرَأَهَا عَلَيْنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3847 -
أخبرني أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ، أَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَاعَدَ عِيسَى عليه السلام أَصْحَابَهُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا فِي بَيْتٍ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ مِنْ عَيْنٍ مِنْ جَانِبِ الْبَيْتِ يَنْفُضُ رَأْسَهُ، وَذَكَرَ حَدِيثًا، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}
(3)
.
(4)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
قوله: "قال أبو إسحاق الفزاري: وقرأها علينا الأوزاعي من أولها إلى آخرها" ساقط من (و) و (ص).
(2)
إتحاف المهرة (6/ 678 - 7184).
(3)
(الصف: آية 14).
(4)
إتحاف المهرة (7/ 181 - 7585).
وَمِنْ تَفْسِيرِ سُورَةِ الْجُمُعَةِ
بسم الله الرحمن الرحيم
3848 -
أخبرنا، أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْمُزَكِّي بِمَرْوَ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حَاتِمٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُقْرِئُ
(1)
، ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مَيْسَرَةَ
(2)
، أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ مَكْتُوبَةٌ فِي التَّوْرَاةِ بِسَبْعِمِائَةِ آيَةٍ:{يُسَبِّحُ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} . أَوَّلُ سُورَةِ الْجُمُعَةِ
(3)
.
3849 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ. وَحَدَّثَنِى عَلِيُّ بْنُ عِيسَى - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثَنَا الْحُسَيْنُ بْن مُحَمَّدٍ الْقَبَّانِيُّ، ثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّ أَبُو جَهْلٍ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ أَنْ تُصَلِّيَ يَا مُحَمَّدُ؟ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا بِهَا أَحَدٌ أَكْثَرَ نَادِيًا مِنِّي، فَانْتَهَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ جِبْرِيلُ عليه السلام:{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ}
(4)
. وَاللهِ لَوْ دَعَا نَادِيَهُ لَأَخَذَتْهُ زَبَانِيَةُ الْعَذَابِ
(5)
.
(1)
هو: ابن سعيد بن عثمان الدشتكي. عن رجال التهذيب.
(2)
هو: أبو صالح الكندي الكوفي.
(3)
إتحاف المهرة (19/ 570 - 25373).
(4)
(العلق: آية 17).
(5)
إتحاف المهرة (7/ 586 - 8525)، وانظر صحيح البخاري (6/ 147).
صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
3850 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أَطِيلُوا هَذِهِ الصَّلَاةَ، وَأَقْصِرُوا هَذِهِ الْخُطْبَةَ. يَعْنِي صَلَاةَ الْجُمُعَةِ
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3851 -
أخبرنا، بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةِ طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ
(2)
"
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(4)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
إتحاف المهرة (10/ 452 - 13160).
(2)
في (ز): "طبع على قلبه".
(3)
إتحاف المهرة (4/ 130 - 4046).
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: يعقوب واه".
وَمِنْ تَفْسِيرِ سُورَةِ الْمُنَافِقِينَ
بسم الله الرحمن الرحيم
3852 -
أخبرنا، أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ
(1)
بْنُ مُوسَى، أَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْأَزْدِيِّ
(2)
، ثَنَا زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ مَعَنَا نَاسٌ مِنَ الْأَعْرَابِ، فَكُنَّا نَبْتَدِرُ الْمَاءَ، وَكَانَ الْأَعْرَابُ يَسْبِقُونَا، فَيَسْبِقُ الْأَعْرَابِيُّ أَصْحَابَهُ، فَيَمْلَأُ الْحَوْضَ، وَيَجْعَلُ حَوْلَهُ حِجَارَةً، وَيَجْعَلُ النِّطْعَ عَلَيْهِ حَتَّى يَجِيءَ أَصْحَابُهُ، فَأَتَى رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ الْأَعْرَابِيَّ، فَأَرْخَى زِمَامَ نَاقَتِهِ لِتَشْرَبَ، فَأَبَى أَنْ يَدَعَهُ، فَانْتَزَعَ حَجَرًا، فَفَاضَ، فَرَفَعَ الْأَعْرَابِيُّ خَشَبَةً، فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَ الْأَنْصَارِيِّ، فَشَجَّهُ، فَأَتَى عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ رَأْسَ الْمُنَافِقِينَ، فَأَخْبَرَهُ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِهِ - فَغَضِبَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ، ثُمَّ قَالَ: لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِهِ. يَعْنِي الْأَعْرَابَ، وَكَانُوا يُحَدِّثُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ الطَّعَامِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ لِأَصْحَابِهِ: إِذَا انْفَضُّوا مِنْ عِنْدِ مُحَمَّدٍ، فَأْتُوا مُحَمَّدًا بِالطَّعَامِ، فَلْيَأْكُلْ هُوَ وَمَنْ عِنْدَهُ، ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ، لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، قَالَ زَيْدٌ: وَأَنَا رِدْفُ عَمِّي، فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ وَكُنَّا
(1)
في (ز): "عبد الله".
(2)
ويقال فيه: أبو سعيد، وثقه ابن حبان، وأخرج له الترمذي وابن ماجة، وعنه إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي.
أَخْوَالَهُ
(1)
، فَأَخْبَرْتُ عَمِّي، فَانْطَلَقَ، فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَلَفَ، وَجَحَدَ، فَصَدَّقَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَذَّبَنِي، فَجَاءَ إِلَيَّ عَمِّي، فَقَالَ: مَا أَرَدْتَ أَنْ مَقَتَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَذَّبَكَ الْمُسْلِمُونَ، فَوَقَعَ عَلَيَّ مِنَ الْغَمِّ مَا لَمْ يَقَعْ عَلَى أَحَدٍ قَطُّ، فَبَيْنَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، وَقَدْ خَفَقْتُ بِرَأْسِي مِنَ الْهَمِّ، فَأَتَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَعَرَكَ أُذُنِي وَضَحِكَ في وَجْهِي. فَمَا كَانَ يَسُرُّنِي أَنَّ لِيَ بِهَا الْخُلْدَ أَوِ الدُّنْيَا، ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَحِقَنِي، فَقَالَ: مَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: مَا قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا غَيْرَ أَنْ عَرَكَ أُذُنِي وَضَحِكَ فِي وَجْهِي، فَقَالَ: أَبْشِرْ، ثُمَّ لَحِقَنِي عُمَرُ، فَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ قَوْلِي لِأَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُورَةَ الْمُنَافِقِينَ:{قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ}
(2)
. حَتَّى بَلَغَ: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا}
(3)
. حَتَّى بَلَغَ: {لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ}
(4)
.
(5)
قَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى إِخْرَاجِ أَحْرُفٍ يَسِيرَةٍ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ.
وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ مُتَابِعًا لِأَبِي إِسْحَاقَ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ
(1)
في (و) و (ص): "وكنا حوله".
(2)
(المنافقون: آية 1).
(3)
(المنافقون: آية 7).
(4)
(المنافقون: آية 8).
(5)
إتحاف المهرة (4/ 594 - 4709).
مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ
(1)
. وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِطُولِهِ، وَالْإِسْنَادُ صَحِيحٌ.
(1)
البخاري في التفسير (6/ 152)، وأخرج هو ومسلم (8/ 119) حديث أبي إسحاق عن زيد بن أرقم كما ذكر المصنف.
وَمِنْ تَفْسِيرِ سُورَةِ التَّغَابُنِ
بسم الله الرحمن الرحيم
3853 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كُنَاسَةَ
(1)
يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللهِ عز وجل:{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ}
(2)
. فَقَالَ: ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ"
(3)
. قَدْ أَخْرَجَ
(4)
مسْلِمٌ حَدِيثَ الْأَعْمَشِ، وَلَمْ يُخَرِّجْهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ
(5)
.
3854 -
أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(6)
، أَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ
(7)
، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {إِنَّ مِنْ
(1)
هو: محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى، المعروف بابن كناسة. من رجال التهذيب.
(2)
(التغابن: آية 2).
(3)
إتحاف المهرة (3/ 167 - 2750).
(4)
في (ز): "أخرج" بغير قد.
(5)
مسلم (8/ 165) من حديث جرير والثوري عن الأعمش به بدون ذكر الآية، وانظر حديث رقم (1272) و (3728).
(6)
في (ز): "يحيى بن إبراهيم"!.
(7)
هو: العنقزي.
أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ}
(1)
. فِي قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ أَسْلَمُوا، فَأَبَى أَزْوَاجُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ أَنْ يَدَعُوهُمْ، فَأَتَوُا الْمَدِينَةَ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَوْهُمْ قَدْ فَقِهُوا
(2)
، فَهَمُّوا أَنْ يُعَاقِبُوهُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا}
(3)
.
(4)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3855 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى
(5)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَسَأَلَهُ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ:{وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
(6)
. وَإِنِّي امْرُؤٌ مَا قَدَرْتُ، وَلَا يَخْرُجُ مِنْ يَدَيَّ شَيْءٌ، وَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَصَابَتْنِي هَذِهِ الآيَةُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: ذَكَرْتَ الْبُخْلَ، وَبِئْسَ الشَّيْءُ الْبُخْلُ، وَأَمَّا مَا ذَكَرَ اللهُ فِي الْقُرْآنِ فَلَيْسَ كَمَا قُلْتَ، ذَلِكَ أَنْ تعْمِدَ إِلَى مَالِ غَيْرِكَ أَوْ مَالِ أَخِيكَ فَتَأْكُلَهُ
(7)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
(التغابن: آية 14).
(2)
يعني: رأو الناس ممن شقوهم إلى الهجرة قد فقهوا في دين الله، وكانوا قد تخلفوا عن الهجرة بسبب منع أزواجهم وأولادهم لهم.
(3)
(التغابن: آية 14).
(4)
إتحاف المهرة (7/ 583 - 8518).
(5)
في (و) و (ص): "ابن المثنى"، وهو معاذ بن المثنى العنبري.
(6)
(التغابن: آية 16).
(7)
إتحاف المهرة (10/ 148 - 12457).
3856 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ
(1)
، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ اللهُ عز وجل: اسْتَقْرَضْتُ عَبْدِي فَأَبَى أَنْ يُقْرِضَنِي، وَلَا يَدْرِي، يَقُولُ: وَادَهْرَاهْ، وَادَهْرَاهْ، وَأَنَا الدَّهْرُ". ثُمَّ تَلَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَوْلَ اللهِ عز وجل: {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ}
(2)
.
(3)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
في (ز): "سلمة"، وهو: محمد بن مسلمة بن الوليد، أبو جعفر الواسطي.
(2)
(التغابن: آية 17).
(3)
إتحاف المهرة (15/ 280 - 19305).
وَمِنْ تَفْسِيرِ سُورَةِ الطَّلَاقِ
بسم الله الرحمن الرحيم
3857 -
أخبرنا
(1)
أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ
(2)
بِمَكَّةَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ
(3)
، ثَنَا زَيْدُ
(4)
بْنُ الْمُبَارَكِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ
(5)
بْنِ أَبِي رَافِعٍ - مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: طَلَّقَ عَبْدُ يَزِيدَ أَبُو رُكَانَةَ أُمَّ رُكَانَةَ، ثُمَّ نَكَحَ امْرَأَةً مِنْ مُزَيْنَةَ، فَجَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا يُغْنِي عَنِّي إِلَّا مَا تُغْنِي عَنِّي هَذِهِ الشَّعْرَةُ - لِشَعْرَةٍ أَخَذَتْهَا مِنْ رَأْسِهَا - فَأَخَذَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَمِيَّةٌ عِنْدَ ذَلِكَ، فَدَعَا رُكَانَةَ وَإِخْوَتَهُ، ثُمَّ قَالَ لِجُلَسَائِهِ: أَتَرَوْنَ كَذَا مِنْ كَذَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعَبْدِ يَزِيدَ: "طَلِّقْهَا". فَفَعَلَ، فَقَالَ لِأَبِي رُكَانَةَ:"ارْتَجِعْهَا". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي طَلَّقْتُهَا، فَقَالَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم:"قَدْ عَلِمْتُ ذَلِكَ فَارْتَجِعْهَا". فَنَزَلَتْ {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ}
(6)
.
(7)
(1)
في (و) و (ص): "أخبرني".
(2)
في (ز): "أخبرنا محمد بن عبد الله الصنعاني".
(3)
قوله: "ثنا علي بن المبارك الصنعاني" ساقط من (ز) و (و) و (ص)، والمثبت من (م) والإتحاف.
(4)
في جميع النسخ: "يزيد".
(5)
في (و) و (ص): "محمد بن عبد الله".
(6)
(الطلاق: آية 1).
(7)
إتحاف المهرة (7/ 584 - 8519).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(1)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3858 -
أخبرني الْأُسْتَاذُ أَبُو الْوَلِيدِ
(2)
، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:{إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ}
(3)
. قَالَ: خُرُوجُهَا مِنْ بَيْتِهَا فَاحِشَةٌ مُبَيِّنَةٌ
(4)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(5)
.
3859 -
أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَيْسِيُّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ ضُرَيْبِ بْنِ نُفَيْرٍ الْقَيْسِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتْلُو هَذِهِ الآيَةَ: " {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (5) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}
(6)
". قَالَ: فَجَعَلَ يُرَدِّدُهَا حَتَّى نَعَسْتُ، فَقَالَ: "يَا
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: محمد واه، والخبر خطأ؛ عبد يزيد لم يدرك الإسلام"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: بل منكر"، وقد تقدم في الطلاق (2841، 2842) من حديث عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة ونافع بن عجير أن ركانة بن عبد يزيد طلق امرأته البتة فجعله النبي صلى الله عليه وسلم واحدة، وقال أبو داود (3/ 71):"وهو أصح لأنهم ولد الرَّجُل؛ وأهله أعلم به".
(2)
هو: حسان بن محمد.
(3)
(الطلاق: آية 1).
(4)
إتحاف المهرة (9/ 358 - 11419).
(5)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: كامل قال أبو داود: رميت بكتبه، وقال أحمد: ما أعلم أحدا يدفعه بحجة"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: لفظ المتن بيت موزون من غير قصد".
(6)
(الطلاق: آية 2 و 3).
أَبَا ذَرٍّ، لَوْ أَنَّ النَّاسَ أَخَذُوا بِهَا لَكَفَتْهُمْ"
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3860 -
أخبرني أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ [الْحَسَنِ]
(2)
بْنِ عُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ كَثِيرٍ
(3)
الْعَامِرِيُّ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، ثَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي مُعَاوِيَةَ
(4)
، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (5) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}
(5)
. فِي رَجُلٍ مِنْ أَشْجَعَ، كَانَ فَقِيرًا، خَفِيفَ ذَاتِ الْيَدِ، كَثِيرَ الْعِيَالِ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ، فَقَالَ لَهُ
(6)
: "اتَّقِ اللهَ وَاصْبِرْ". فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ، قَالُوا: مَا أَعْطَاكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: مَا أَعْطَانِي شَيْئًا، قَالَ لِي:"اتَّقِ اللهَ وَاصْبِرْ". فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى جَاءَ ابْنٌ لَهُ بِغَنَمٍ لَهُ كَانَ الْعَدُوُّ أَصَابُوهُ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ عَنْهَا، وَأَخْبَرَهُ خَبَرَهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"كُلْهَا". فَنَزَلَتْ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ
(1)
إتحاف المهرة (14/ 218 - 17660)، وأبو السليل ضريب بن نقير، ويقال: نفير، ويقال: نفيل، لم يدرك أبا ذر.
(2)
في النسخ الخطية كلها: "الحسين"، والمثبت من سائر أسانيد المصنف، وهو الموافق لمصادر الترجمة.
(3)
في (ز) و (و) و (ص): "محمد بن كثير"، والمثبت من (م) والتلخيص والإتحاف.
(4)
في الإتحاف: "عمار بن معاوية"، وكلاهما صحيح، وهو الدهني الكوفي، والد معاوية بن عمار.
(5)
(الطلاق: آية 2 و 3).
(6)
قوله: "له" غير موجود في (ز)، و (م).
يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(2)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3861 -
أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ، أَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ
(3)
الْآيَةِ الَّتِي فِي سُورَةُ الْبَقَرَةِ فِي عِدَدٍ مِنْ عِدَدِ النِّسَاءِ، قَالُوا: قَدْ بَقِيَ عِدَدٌ مِنْ عِدَدِ النِّسَاءِ لَمْ يُذْكَرْنَ الصِّغَارُ وَالْكِبَارُ، وَاللَّاتِي
(4)
انْقَطَعَتْ عَنْهُنَّ الْحَيْضُ، وَذَوَاتُ الْأَحْمَالِ. فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل الْآيَةَ الَّتِي فِي النِّسَاءِ:{وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}
(5)
.
(6)
صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(7)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3862 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ
(8)
النَّخَعِيُّ، أَنَا
(1)
إتحاف المهرة (3/ 132 - 2666).
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل منكر، وعباد رافضي جبل، وعييد متروك، قاله الأزدي" وكذا تركه ابن حبان، والدارقطني في سؤالات المصنف له!.
(3)
قوله: "هذه" غير موجود في (ز)، و (م) والتلخيص.
(4)
كتبت في (ز) و (م): "ولاتين" وضبب عليها في (ز).
(5)
(الطلاق: آية 4).
(6)
إتحاف المهرة (1/ 254 - 110).
(7)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: لكنه منقطع"، يعني بين عمرو بن سالم، ويقال عمر، أبي عثمان الأنصاري وبين أبي بن كعب قال أبو حاتم الرازي في المراسيل (ص 144) ولم يدرك أُبيا إنما يحدث عن القاسم بن محمد".
(8)
في (و): "عبد الله بن غنام"، وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"عبيد"، وفي =
عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ، أَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ:{اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ}
(1)
. قَالَ: سَبْعُ أَرَضِينَ، فِي كُلِّ أَرْضٍ نَبِيٌّ كَنَبِيِّكُمْ، وَآدَمُ كآدمَ، وَنُوحٌ كَنُوحٍ، وَإِبْرَاهِيمُ كَإِبْرَاهِيمَ، وَعِيسَى كَعِيسَى
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3863 -
حدثناه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ}
(3)
. قَالَ: فِي كُلِّ أَرْضٍ نَحْوُ إِبْرَاهِيمَ
(4)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(5)
.
= (ص): "عبيد بن عبد الله بن غنام"، وهو: عبد الله بن غنام بن حفص بن غياث، أبو محمد النخعي الكوفي، يقال له: عبيد، وانظر ملحق رجال الحاكم.
(1)
(الطلاق: آية 12).
(2)
إتحاف المهرة (8/ 65 - 8922).
(3)
(الطلاق: آية 12).
(4)
إتحاف المهرة (8/ 65 - 8922).
(5)
قال البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 268) بعد أن رواه والذي قبله عن المصنف: "إسناد هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما صحيح، وهو شاذ بمرة، لَا أعلم لأبي الضحى عليه متابعا، والله أعلم"، وقال ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 43):"وهو محمول - إن صح نقله عنه - على أن ابن عباس رضي الله عنه أخذه عن الإسرائيليات، والله أعلم".
وَمِنْ تَفْسِيرِ سُورَةِ التَّحْرِيمِ
بسم الله الرحمن الرحيم
3864 -
حدثني أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ يَطَؤُهَا، فَلَمْ تَزَلْ بِهِ حَفْصَةُ حَتَّى جَعَلَهَا عَلَى نَفْسِهِ حَرَامًا، فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الْآيَةَ:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ}
(1)
. إِلَى آخِرِ الْآيَةِ
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3865 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْن عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: جَعَلْتُ امْرَأَتِي عَلَيَّ حَرَام، فَقَالَ: كَذَبْتَ، لَيْسَتْ عَلَيْكَ بِحَرَامٍ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ}
(3)
.
(4)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
(التحريم: آية 1).
(2)
إتحاف المهرة (1/ 532 - 651).
(3)
(التحريم: آية 1).
(4)
إتحاف المهرة (7/ 165 - 7542).
3866 -
أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}
(1)
. قَالَ: عَلِّمُوا أَهْلِيكُمُ الْخَيْرَ
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3867 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ الْحِجَارَةَ الَّتِي سَمَّى اللهُ فِي الْقُرْآنِ: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}
(3)
، حِجَارَةٌ مِنْ كِبْرِيتٍ، خَلَقَهَا اللهُ عِنْدَهُ كَيْفَ شَاءَ، أَوْ كَمَا شَاءَ
(4)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3868 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْن عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ حَمْزَةَ الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، أَظُنُّهُ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ دَخَلَتْهُ خَشْيَةٌ مِنَ النَّارِ، فَكَانَ يَبْكِي عِنْدَ ذِكْرِ النَّارِ، حَتَّى حَبَسَهُ ذَلِكَ فِي الْبَيْتِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَهُ فِي الْبَيْتِ، فَلَمَّا
(1)
(التحريم: آية 6).
(2)
إتحاف المهرة (11/ 378 - 14236).
(3)
(التحريم: آية 6).
(4)
إتحاف المهرة (10/ 405 - 13039)، وقد تقدم برقم (3069)، وعبد الرحمن بن سابط، وقيل: عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط، أخرج له مسلم دون البخاري.
دَخَلَ عَلَيْهِ اعْتَنَقَهُ الْفَتَى وَخَرَّ مَيِّتًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"جَهِّزُوا صَاحِبَكُمْ؛ فَإِنَّ الْفَرَقَ فَلَذَ كَبِدَهُ"
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(2)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3869 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ - عَلَى إِثْرِهِ - ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ. وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى - إِمْلَاءً - ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْأَنْصَارِيُّ
(3)
، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: حَجَجْتُ حَجَّةً، فَنَزَلْتُ سِكَّةً مِنْ سِكَكِ الْكُوفَةِ، فَخَرَجْتُ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، فَإِذَا بِصَارِخٍ يَصْرُخُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَهُوَ يَقُولُ: إِلَهِي وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ مَا أَرَدْتُ بِمَعْصِيَتِي إِيَّاكَ مُخَالَفَتَكَ، وَلَقَدْ عَصَيْتُكَ إِذْ
(1)
إتحاف المهرة (6/ 114 - 6218).
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: هذا البخاري وأبوه لَا ندر من هما، والخبر شبه موضوع"، قال ابن حجر في اللسان تعليقا على كلام الذهبي (2/ 55):"قلت بل إسحاق ذكره ابن حبان في الثقات - (8/ 177) - فقال: "إسحاق بن حمزة بن يوسف بن فروخ أبو محمد من أهل بخارى، روى عن أبي حمزة السكري وغنجار، روى عنه أبو بكر بن حريث وأهل بلده"، وذكره الخليلي في الإرشاد - (3/ 966) - وقال: "كان من المكثرين من أصحاب غنجار روى عنه البخاري - المطبوع: وهو ثقة - وإسحاق بن إبراهيم بن عمار وعلي بن الحسين البخاريان، وأعاده في موضع آخر - (3/ 968) - فقال:"إسحاق بن حمزة الحافظ البخاري الراوي عن غنجار، رضيه محمد بن إسماعيل البخاري وأثنى عليه لكنه لم يخرجه في تصانيفه". نقول: وأما ابنه محمد فلم نجد من تكلم عليه، ووضعه ابن حجر في اللسان.
(3)
كذا في النسخ الخطية كلها، وفي الإتحاف:"الرمادي"، وهو الموافق لمصادر ترجمته، ولم نر من نسبه أنصاريا إلا في هذا الموضع، ولعله تصحيف، والله أعلم.
عَصَيْتُكَ وَأَنَا بِذَلِكَ جَاهِلٌ، وَلَكِنْ خَطِيئَةٌ عَرَضَتْ أَعَانَنِي عَلَيْهَا شَقَائِي، وَغَرَّنِي سِتْرُكَ الْمُرْخَى عَلَيَّ، وَقَدْ عَصَيْتُكَ بِجَهْدِي، وَخَالَفْتُكَ بِجَهْلِي، فَالْآنَ مِنْ عَدْلِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُنِي
(1)
، وَبِحَبْلِ مَنْ أَتَّصِلُّ إِنْ أَنْتَ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّي، وَاشَبَابَاهْ وَاشَبَابَاهْ. قَالَ: فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَوْلِهِ تَلَوْتُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ: {نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ}
(2)
. الْآيَةَ. فَسَمِعْتُ حَرَكَةً شَدِيدَةً، ثُمَّ لَمْ أَسْمَعْ بَعْدَهَا حِسًّا، فَمَضَيْتُ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ رَجَعْتُ فِي مَدْرَجَتِي، فَإِذَا أَنَا بِجِنَازَةٍ قَدْ وُضِعَتْ، وَإِذَا عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ، فَسَأَلْتُهَا عَنْ أَمْرِ الْمَيِّتِ - وَلَمْ تَكُنْ عَرَفَتْنِي - فَقَالَتْ: مَرَّ هَهُنَا رَجُلٌ - لَا جَزَاهُ اللهُ إِلَّا جَزَاءَهُ - مَرَّ بِابْنِي الْبَارِحَةَ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَتَلَا آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ، فَلَمَّا سَمِعَهَا ابْنِي تَفَطَّرَتْ مَرَارَتُهُ، فَوَقَعَ مَيِّتًا
(3)
.
3870 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ:{تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}
(4)
. قَالَ: أَنْ يُذْنِبَ الْعَبْدُ، ثُمَّ يَتُوبَ، فَلَا يَعُودُ فِيهِ
(5)
. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3871 -
حدثني عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا
(1)
في (و) و (ص): "أن يستنقذني".
(2)
(التحريم: آية 6).
(3)
إتحاف المهرة (6/ 114 - 6218).
(4)
(التحريم: آية 8).
(5)
إتحاف المهرة (12/ 390 - 15819).
ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ
(1)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ الْأَسَدِيِّ
(2)
قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: التَّوْبَةُ النَّصُوحُ تُكَفِّرُ كُلَّ سَيِّئَةٍ، وَهُوَ فِي الْقُرْآنِ. ثُمَّ قَرَأَ:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}
(3)
. الْآيَةَ.
(4)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(5)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3872 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ
(6)
، ثَنَا عُتْبَةُ بْنُ يَقْظَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل:{يَوْمَ لَا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا}
(7)
. قَالَ: لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ إِلَّا يُعْطَى نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَمَّا الْمُنَافِقُ فَيُطْفَئُ نُورُهُ، وَالْمُؤْمِنُ مُشْفِقٌ مِمَّا رَأَى مِنْ إِطْفَاءِ نُورِ الْمُنَافِقِ، فَهُوَ يَقُولُ:{رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا}
(8)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(9)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3873 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
(1)
هو: عمر بن سعيد بن مسروق الثوري. من رجال التهذيب.
(2)
هو: عباية بن ربعي، وهو شيعي غال، لم يخرج له الشيخان، ولا بقية الستة.
(3)
(التحريم: آية 8).
(4)
إتحاف المهرة (10/ 275 - 12749).
(5)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: عباية لَا ذكر له في الكتب الستة".
(6)
هو: عبد الحميد بن عبد الرحمن. من رجال التهذيب.
(7)
(التحريم: آية 8).
(8)
إتحاف المهرة (7/ 585 - 8520).
(9)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: عتبة واه".
الْحَسَنِ، ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثَنَا
(1)
سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ ابْنِ قَتَّةَ
(2)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{فَخَانَتَاهُمَا}
(3)
. قَالَ: مَا زَنَتَا
(4)
، أَمَّا امْرَأَةُ نُوحٍ، فَكَانَتْ تَقُولُ لِلنَّاسِ
(5)
: إِنَّهُ مَجْنُونٌ، وَأَمَّا امْرَأَةُ لُوطٍ، فَكَانَتْ تَدُلُّ عَلَى الضَّيْفِ، فَذَلِكَ خِيَانَتُهُمَا
(6)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3874 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
(7)
، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
(8)
، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ تُعَذَّبُ بِالشَّمْسِ، فَإِذَا انْصَرَفُوا عَنْهَا أَظَلَّتْهَا الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا، وَكَانَتْ تَرَى بَيْتَهَا فِي الْجَنَّةِ
(9)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3875 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ
(1)
قوله: "ثنا" ساقط من (ز) و (و) و (ص)، والمثبت من (م) والإتحاف.
(2)
هو: سليمان ابن قتة المقرئ الشاعر البصري التيمي مولاهم، وهو: سليمان بن حبيب، وقتة أمه، وثقه ابن معين وابن حبان.
(3)
(التحريم: آية 10).
(4)
في (و) و (ص): "مازنيا".
(5)
قوله: "للناس" ساقط من (ز).
(6)
إتحاف المهرة (7/ 230 - 7707).
(7)
هو: إبراهيم بن عبد الله بن سليمان بن يزيد، أبو إسحاق التميمي السعدي النيسابوري، يلقب بالبز.
(8)
هو: عبد الرحمن بن مل بن عمرو النهدي.
(9)
إتحاف المهرة (5/ 560 - 5938).
الْبَجَلِيُّ، ثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَمَّا أُسْرِيَ بِي مَرَّتْ بِي رَائِحَةٌ طَيْبَةٌ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ؟ قَالُوا: هَذِهِ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ وَأَوْلَادِهَا، كَانَتْ تَمْشِطُهَا، فَوَقَعَ الْمُشْطُ مِنْ يَدِهَا، فَقَالَتْ: بِسْمِ اللهِ، فَقَالَتِ ابْنَتُهُ: أَبِي؟ فَقَالَ: لَا، بَلْ رَبِّي، وَرَبُّكِ، وَرَبُّ أَبِيكِ، فَقَالَتْ: أُخْبِرُ بذَلِكَ أَبِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَأَخْبَرَتْهُ، فَدَعَا بِهَا وَبِوَلَدِهَا، فَقَالَتْ: لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ، فَقَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَتْ: تَجْمَعُ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي فَتَدْفِنُهُ جَمِيعًا، فَقَالَ: ذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا مِنَ الْحَقِّ، فَأَتَى بِأَوْلَادِهَا، فَأَلْقَى وَاحِدًا وَاحِدًا حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ وَلَدِهَا، وَكَانَ صَبِيًّا مُرْضَعًا، فَقَالَ: اصْبِرِي يَا أُمَّاهْ؛ فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ، ثُمَّ أُلْقِيَتْ مَعَ وَلَدِهَا". قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ وَهُمْ صِغَارٌ: هَذَا، وَشَاهِدُ يُوسُفَ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ، وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام"
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3876 -
حدثنا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ. وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَا: ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ عِلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَ خُطُوطٍ، ثُمَّ قَالَ:"أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ ". قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "إِنَّ أَفْضَلَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ،
(1)
إتحاف المهرة (7/ 86 - 7388).
وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ مَعَ مَا قَصَّ اللهُ عَلَيْنَا مِنْ خَبَرِهَا فِي الْقُرْآنِ:{قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} "
(1)
.
(2)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ. إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى الْحَدِيثِ الَّذِي:
3877 -
حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّيَّارِيُّ، ثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(3)
، ثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرَيْشٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ عَمِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ نِسَائِهَا: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا: خَدِيجَةُ"
(4)
.
(1)
(التحريم: آية 11).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 594 - 8546).
(3)
كذا في النسخ الخطية كلها: "صدقة بن محمد"، وكذلك في التعليق على الحديث، وهو خطأ، وهو: صدقة بن الفضل أبو الفضل المروزي شيخ البخاري، وقد رواه البيهقي في السنن الكبرى (6/ 367) عن المصنف، فقال:"خبرنا صدقة" فقط ولم يزد ولم ينسبه، تجنبا لخطأ شيخه، والله أعلم.
(4)
إتحاف المهرة (11/ 469 - 14451)، ولم يعزه إلى هذا الموضع، ولا ذكر هذا السند.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ
(1)
، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ
(2)
.
(1)
انظر الحاشية السابقة، وأخرجه البخاري (5/ 38)، ومسلم (7/ 132).
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: فلماذا أوردته؟! ".
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْمُلْكِ
بسم الله الرحمن الرحيم
3878 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُشَمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ سُورَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ مَا هِيَ إِلَّا ثَلَاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنَ النَّارِ، وَأَدْخَلَتْهُ الْجَنَّةَ"
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدْ سَقَطَ لِي فِي سَمَاعِي هَذَا حَرْفٌ، وَهِيَ سُورَةُ الْمُلْكِ.
3879 -
أخبرني الْحَسَنُ بْن حَلِيمٍ
(2)
الْمَرْوَزِيُّ، أَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أَنَا عَبْدَانُ، أَنَا عَبْدُ اللهِ، أَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ
(3)
، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: يُؤْتَى الرَّجُلُ فِي قَبْرِهِ فَتُؤْتَى رِجْلَاهُ، فَتَقُولُ رِجْلَاهُ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ، كَانَ يَقْرَأُ بِي سُورَةَ
(4)
الْمُلْكِ، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ صَدْرِهِ - أَوْ قَالَ: بَطْنِهِ - فَيَقُولُ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ، كَانَ يَقْرَأُ بِي سُورَةَ الْمُلْكِ، ثُمَّ يُؤْتَى رَأْسُهُ، فَيَقُولُ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ، كَانَ يَقْرَأُ بِي سُورَةَ الْمُلْكِ، قَالَ: فَهِيَ الْمَانِعَةُ، تَمْنَعُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَهِيَ فِي التَّوْرَاةِ سُورَةُ الْمُلْكِ، مَنْ قَرَأَهَا فِي
(1)
إتحاف المهرة (15/ 116 - 18985).
(2)
في (و) و (ص): "حكيم".
(3)
هو: عاصم بن بهدلة، وهو: ابن أبي النجود.
(4)
في التلخيص: "يقوم بسورة".
لَيْلَةٍ فَقَدْ أَكْثَرَ وَأَطْيَبَ
(1)
.
(2)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
كذا في (م) وفي شعب الإيمان للبيهقي (4/ 125) عن المصنف، وفي سائر النسخ غير منقوطة، ويؤيد كونها بالياء روايةُ النسائي في الكبرى من وجه آخر عن عاصم بن أبي النجود به مختصرا (9/ 262) قال:"فقد أكثر وأطاب".
(2)
إتحاف المهرة (10/ 195 - 12564).
بسم الله الرحمن الرحيم
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْقَلَمِ
3880 -
أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ
(1)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ خَلْقَهُ اللهُ الْقَلَمُ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ، فَقَالَ: وَمَا أَكْتُبُ؟ فَقَالَ: الْقَدَرُ، فَجَرَى مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ. قَالَ: وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، فَارْتَفَعَ بُخَارُ الْمَاءِ، فَفُتِقَتْ مِنْهُ السَّمَاوَاتُ، ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ
(2)
، فَبُسِطَتِ الْأَرْضُ عَلَيْهِ، وَالْأَرْضُ عَلَى ظَهْرِ النُّونِ فَاضطَرَبَ النُّونُ فَمَادَتِ الْأَرْضُ، فَأُثْبِتَتْ بِالْجِبَالِ، فَإِنَّ الْجِبَالَ تَفْخَرُ عَلَى الْأَرْضِ
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3881 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ الرَّقِّيُّ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}
(4)
.
(1)
هو: حصين بن جندب. من رجال التهذيب.
(2)
في التلخيص: "ثم خلق منه النون".
(3)
إتحاف المهرة (7/ 43 - 7291).
(4)
(القلم: آية 1).
قَالَ: وَمَا يَكْتُبُونَ
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3882 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل:{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}
(2)
، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْبِئِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَتْ: إِنَّ خُلُقَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ الْقُرْآنَ
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(4)
.
3883 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا إِسْرَائِيلُ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ}
(5)
. قَالَ: يُعْرَفُ بِالشَّرِّ كَمَا تُعْرَفُ الشَّاةُ بِزَنَمَتِهَا
(6)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(7)
.
(1)
إتحاف المهرة (7/ 41 - 7287).
(2)
(القلم: آية 4).
(3)
إتحاف المهرة (16/ 1093 - 21680).
(4)
بل أخرجه مسلم (2/ 168) مطولا، وسيأتي برقم (4266).
(5)
(القلم: آية 13).
(6)
إتحاف المهرة (7/ 166 - 7543).
(7)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: هو في صحيح البخاري من هذا الوجه، بمعناه"، =
3884 -
أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ
(1)
بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ:{مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ}
(2)
. قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَهْلُ النَّارِ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ جَمَّاعٍ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ الضُّعَفَاءُ الْمَغْلُوبُونَ"
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
قَدْ أَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ وَالثَّوْرِيِّ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُخْتَصَرًا.
3885 -
حدثنا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَبَّانِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ عز وجل:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}
(4)
.
قَالَ: إِذَا خَفِي عَلَيْكُمْ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ فَابْتَغُوهُ فِي الشِّعْرِ، فَإِنَّهُ دِيوَانُ الْعَرَبِ، أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
= كذا قال، وقد أخرجه البخاري في التفسير (6/ 159) من حديث عبيد الله بن موسى - بإسناد أخر - عن إسرائيل عن أبي حصين عن مجاهد عن ابن عباس بنحوه، وانظر فتح الباري (8/ 662).
(1)
في (ز): "عبيد الله".
(2)
(القلم: آية 12 و 13).
(3)
إتحاف المهرة (9/ 596 - 12017)، وانظر حديث رقم (202)، و (6781).
(4)
(القلم: آية 42).
اصْبِرْ عَنَاقَ إِنَّهُ شَرٌّ بَاقٍ
قَدْ سَنَّ قَوْمَكَ ضَرْبُ الْأَعْنَاقْ
وَقَامَتِ
(1)
الْحَرْبُ بِنَا عَلَى سَاقْ
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَذَا يَوْمُ كَرْبٍ وَشِدَّةٍ
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
وَهُوَ أَوْلَى مِنْ حَدِيثٍ رُوِيَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ لَمْ أَسْتَجِزْ رِوَايَتَهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ
(3)
.
(1)
في (ز): "وفاحت".
(2)
إتحاف المهرة (7/ 576 - 8498).
(3)
تقدم برقم (3463)، ويأتي أيضًا في (8769) و (9007) و (9027)، ومعناه في الصحيحين من حديث أبي سعيد.
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْحَاقَّةِ
بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ قَتَادَةُ: {الْحَاقَّةُ} : حَقَّتْ لِكُلِّ عَامِلٍ عَمَلَهُ. {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ}
(1)
: تَعْظِيمًا لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ.
3886 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ
(2)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا}
(3)
. قَالَ: مُتَتَابِعَاتٍ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3887 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَاشَانِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً}
(5)
. قَالَ: يَصِيرَانِ غَبَرَةً عَلَى وُجُوهِ الْكُفَّارِ لَا
(1)
(الحاقة: آية 3).
(2)
هو: عبد الله بن سخبرة. من رجال التهذيب.
(3)
(الحاقة: آية 7).
(4)
إتحاف المهرة (10/ 286 - 12772).
(5)
(الحاقة: آية 14).
عَلَى وُجُوهِ الْمُؤْمِنِينَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ عز وجل
(1)
: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ}
(2)
.
(3)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3888 -
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَيْدَانِيُّ
(4)
، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}
(5)
. قَالَ: ثَمَانِيَةُ أَمْلَاكٍ عَلَى صُورَةِ الْأَوْعَالِ بَيْنَ أَظْلَافِهِمْ إِلَى رُكَبِهِمْ مَسِيرَةُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً
(6)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدْ أَسْنَدَ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شُعَيْبُ بْنُ خَالِدٍ الرَّازِيُّ، وَالْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ، وَعَمْرُو بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَلَمْ يَحْتَجَّ الشَّيْخَانِ يوَاحِدٍ مِنْهُمْ.
وَقَدْ ذَكَرْتُ حَدِيثَ شُعَيْبِ بْنِ خَالِدٍ؛ إِذْ هُوَ أَقْرَبُهُمْ إِلَى الِاحْتِجَاجِ بِهِ
(7)
:
(1)
من قوله: "عز وجل" الأولى إلى هاهنا ساقط من (ز) و (و) و (ص)، والمثبت من (م) والتلخيص.
(2)
(عبس: آية 41 و 41).
(3)
إتحاف المهرة (1/ 188 - 21).
(4)
هو: محمد بن الحسن بن علي بن بكر بن هانئ، أبو الحسن الميداني النيسابوري العدل، ابن بنت إبراهيم بن محمد بن هانئ.
(5)
(الحاقة: آية 17).
(6)
إتحاف المهرة (6/ 484 - 6861)، ولم يعزه للحاكم.
(7)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ثم ساقه من حديث يحيى بن العلاء عنه كما مر =
3889 -
أخبرناه أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ عَمِّهِ شُعَيْبِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبَطْحَاءِ إِذْ مَرَّتْ سَحَابَةٌ، فَنَظَرُوا إِلَيْهَا
(1)
، فَقَالَ لَهُمْ: "هَلْ تَدْرُونَ
(2)
مَا اسْم هَذِهِ؟ ". قَالُوا: نَعَمْ، هَذِهِ السَّحَابُ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالْمُزْنُ". قَالُوا: وَالْمُزْنُ. قَالَ: "وَالْعَنَانَةُ". ثُمَّ قَالَ: "هَلْ تَدْرُونَ بُعْدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ؟ ". قَالُوا: لَا. قَالَ: "فَإِنَّ بُعْدَ مَا بَيْنَهُمَا إِمَّا وَاحِدًا، وَإِمَّا اثْنَتَيْنِ، وَإِمَّا ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَالسَّمَاءُ فَوْقَهَا كَذَلِكَ، وَاللهُ فَوْقَ ذَلِكَ، لَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ شَيْءٌ، وَفِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ بَيْنَ أَظْلَافِهِنَّ وَرُكَبِهِنَّ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ"
(3)
.
3890 -
أخبرنا عَبْدُ اللهِ بْن عُمَرَ الْجَوْهَرِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ
(4)
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَاءٍ كَالْمُهْلِ. قَالَ: كَعَكَرِ الزَّيْتِ، فَإِذَا قُرِّبَ إِلَيْهِ سَقَطَتْ فَرْوَةُ وَجْهِهِ، وَلَوْ أَنَّ دَلْوًا مِنْ غِسْلِينَ يُهَرَاقُ فِي الدُّنْيَا لَأَنْتَنَ بِأَهْلِ الدُّنْيَا
(5)
.
= - برقم (3172) -، ويحيى واه، بل حديث الوليد أجود".
(1)
في (و) و (ص): "فنظر إليها".
(2)
أشار ناسخ (و) إلى أنها في نسخة أخرى: "أتدرون".
(3)
إتحاف المهرة (6/ 480 - 6853)، وقد مر برقم (3172) و (3467) و (3587).
(4)
هو: سليمان بن عمرو العتواري. من رجال التهذيب.
(5)
إتحاف المهرة (5/ 243 - 5319).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3891 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ}
(1)
. قَالَ: نِيَاطُ الْقَلْبِ
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3892 -
أخبرني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في
(3)
قَوْلُهُ عز وجل: {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ}
(4)
. قَالَ: حَبْلُ الْقَلْبِ الَّذِي فِي الظُّهْرِ
(5)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3893 -
أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
(6)
، ثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ وَيَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ
(7)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا الْخَاطُونَ؟ إِنَّمَا هُوَ
(1)
(الحاقة: آية 46).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 166 - 7544).
(3)
قوله: "في" سقط من (ز).
(4)
(الحاقة: آية 46).
(5)
إتحاف المهرة (8/ 36 - 8854).
(6)
هو: القاسم بن سلام، عن محمد بن إبراهيم بن أبي عدي.
(7)
في (ز): "معمر".
الْخَاطِئُونَ، مَا الصَّابُونَ؟ إِنَّمَا هُوَ الصَّابِئُونَ
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
إتحاف المهرة (8/ 136 - 9082).
بسم الله الرحمن الرحيم
تَفْسِيرُ سُورَةِ: سَأَلَ سَائِلٌ
3894 -
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ الْغِفَارِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} . قَالَ: كَائِنٌ. {لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللهِ ذِي الْمَعَارِجِ}
(1)
: ذُو الدَّرَجَاتِ. {سَأَلَ سَائِلٌ} : قَالَ: هُوَ النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ. قَالَ: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ}
(2)
.
(3)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3895 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ
(1)
(المعارج: آية 1 إلى 3).
(2)
(الأنفال: آية 32).
(3)
إتحاف المهرة (7/ 166 - 7545)، أورده في مسند ابن عباس، وتصحيح المصنف له على شرط الشيخين يدل على ذلك، ولكنه هكذا في جميع النسخ عن سعيد بن جبير قوله بدون ذكر ابن عباس، وقد رواه النسائي في الكبرى (10/ 213) من طريق أبي أسامة عن الثوري عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مختصرا، ورواه ابن أبي حاتم في التفسير من طريق عيسى بن جعفر عن الثوري عن الأعمش عن رجل عن سيد بن جبير عن ابن عباس، ورواه الطبري (11/ 144) وسعيد بن منصور وابن أبي حاتم من طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير قوله، فالله أعلم.
الصَّائِغُ بِعَسْقَلَانَ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ بُسْرِ
(1)
بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ: تَلَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الْآيَةَ: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ}
(2)
. ثُمَّ بَزَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى كَفِّهِ، فَقَالَ:"يَا ابْنَ آدَمَ، أَنَّى تُعْجِزُنِي، وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ، وَعَدَّلْتُكَ مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ، وَلِلْأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ - يَعْنِي شَكْوَى - فَجَمَعْتَ، وَمَنَعْتَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ وَقُلْتُ: أَتَصَدَّقُ، وَأَنِّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ"
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3896 -
حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ
(4)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا}
(5)
. قَالَ: وَجْهُهُ إِلَى الْعَرْشِ، وَقَفَاهُ إِلَى
(1)
في (م): "بشر"، وقال البيهقي في شعب الإيمان (5/ 136) بعد أن رواه عن المصنف به:"وبشر بن جحاش كان في كتابي مقيدا بالشين، واختلفوا فيه فمنهم من قال هكذا، ومنهم من قال: بسر بالسين غير معجمة".
(2)
(المعارج: آية 36 إلى 39).
(3)
إتحاف المهرة (2/ 613 - 2395).
(4)
كذا، وقال الإمام أحمد وأبو حاتم: لَا أعلم أحدا روى عن يوسف بن مهران غير علي بن زيد بن جدعان، وجزم بذلك أبو داود، ويونس بن عبيد البصري يروي عن علي بن زيد بن جدعان؛ فيبدو أن ابن جدعان سقط من هذا السند، وهو ضعيف، ويوسف بن مهران لم يخرج له مسلم.
(5)
(نوح: آية 16).
الْأَرْضِ
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
إتحاف المهرة (8/ 144 - 9091).
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْجِنِّ
بسم الله الرحمن الرحيم
3897 -
أخبرنا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ
(1)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْجِنِّ وَلَا رَآهُمْ، وَلَكِنَّهُ انْطَلَقَ مَعَ طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظَ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ، فَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ، فَقَالُوا: مَا هَذَا إِلَّا شَيْءٌ قَدْ حَدَثَ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ، فَانْظُرُوا هَذَا الَّذِي قَدْ حَدَثَ، فَانْطَلَقُوا يَضْرِبُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، يَبْتَغُونَ مَا هَذَا الَّذِي قَدْ حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَهُنَاكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ، فَقَالُوا:{إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}
(2)
، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} . وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(4)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
(1)
هو: جعفر بن أبي وحشية.
(2)
(الجن: آية 1 و 2).
(3)
إتحاف المهرة (7/ 145 - 7490).
(4)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: قد أخرجه البخاري ومسلم"، البخاري (1/ 154) و (6/ 160)، ومسلم (2/ 35) من حديث أبي عوانة به.
إِنَّمَا أَخْرَجَ مُسْلِمٌ وَحْدَهُ حَدِيثَ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بِطُولِهِ بِغَيْرِ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ
(1)
. وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ حَدِيثَ شُعْبَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَأَلْتُ عَلْقَمَةَ: هَلْ كَانَ عَبْدُ اللهِ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ليْلَةَ الْجِنِّ؟ فَذَكَرَ أَحْرُفًا يَسِيرَةً
(2)
. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ حَدِيثٌ تَدَاوَلَهُ الْأَئِمَّهُ الثِّقَاتُ عَنْ رَجُلٍ مَجْهُولٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليْلَةَ الْجِنِّ:
3898 -
حدثناه أَبُو الْحُسَيْنِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ - مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ - ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، ثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عُثْمَانَ بْنُ سَنَّةَ الْخُزَاعِيُّ - وَكَانَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ - أنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لِأَصْحَابِهِ وَهُوَ بِمَكَّةَ: "مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَحْضُرَ اللَّيْلَةَ أَمْرَ الْجِنِّ فَلْيَفْعَلْ". فَلَمْ يَحْضُرْ مِنْهُمْ أَحَدٌ غَيْرِي، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِأَعْلَى مَكَّةَ خَطَّ لِي بِرِجْلِهِ خَطًّا، ثُمَّ أَمَرَنِي أَنْ أَجْلِسَ فِيهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى قَامَ، فَافْتَتَحَ الْقُرْآنَ، فَغَشِيَتْهُ أَسْوِدَةٌ كَثِيرَةٌ حَالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ حَتَّى مَا أَسْمَعُ صَوْتَهُ، ثُمَّ انْطَلِقُوا وَطَفِقُوا يَتَقَطَّعُونَ مِثْلَ قِطَعِ
(1)
مسلم (2/ 36).
(2)
لم يخرجه البخاري، وانظره في مصنف ابن أبي شيبة (18/ 394)، ومسند الشاشي (1/ 350)، وفيه قال علقمة:"وددت أن صاحبنا كان ذلك"، لكن أخرج البخاري ومسلم من حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود سألت مسروقا من آذن النبي صلى الله عليه وسلم بالجن ليلة استمعوا القرآن فقال: حدثني أبوك - يعني عبد الله بن مسعود - أنه آذنت بهم شجرة. فلعله اشتبه على المصنف.
السَّحَابِ ذَاهِبِينَ حَتَّى بَقِيَتْ مِنْهُمْ رَهْطٌ، وَفَرَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ الْفَجْرِ، وَانْطَلَقَ فَبَرَزَ، ثُمَّ أتَانِي، فَقَالَ:"مَا فَعَلَ الرَّهْطُ؟ ". فَقُلْتُ
(1)
: هُمْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَخَذَ عَظْمًا وَرَوْثًا، فَأَعْطَاهُمْ إِيَّاهُ زَادًا، ثُمَّ نَهَى أَنْ يَسْتَطِيبَ أَحَدٌ بِعَظْمٍ أَوْ بِرَوْثٍ
(2)
.
(3)
3899 -
حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا}
(4)
. قَالَ: جَبَلًا فِي جَهَنَّمَ
(5)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3900 -
أخبرني أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنِي جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، ثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبرَنِي مُغِيرَةُ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ:{كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا}
(6)
. قَالَ: كَانُوا يَرْكَعُونَ بِرُكُوعِهِ وَيَسْجُدُونَ بِسُجُودِهِ، يَعْنِي: الْجِنَّ
(7)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
في (و) و (ص): "قلت".
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: هو صحيح عند جماعة".
(3)
إتحاف المهرة (10/ 537 - 13377).
(4)
(الجن: آية 17).
(5)
إتحاف المهرة (7/ 577 - 8500).
(6)
(الجن: آية 19).
(7)
إتحاف المهرة (7/ 167 - 7546).
وَمِنْ تَفْسِيرِ سُورَةِ الْمُزَّمِّلِ
بسم الله الرحمن الرحيم
3901 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْن إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، ثَنَا الْحَكَمُ
(1)
بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها: أَخْبِرِينِي عَنْ قِرَاءَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِ
(2)
: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا}
(3)
. قَامُوا سَنَةً حَتَّى وَرِمَتْ أَقْدَامُهُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى}
(4)
.
(5)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(6)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3902 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ
(7)
، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ: حَجَجْتُ، فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَسَأَلْتُهَا عَنْ قِيَامِ
(1)
في (ص)، وكذا أشار ناسخ (و) إلى أنه في نسخة أخرى:"الحاكم".
(2)
في (و) و (ص): "لما نزلت عليه سورة".
(3)
(المزمل: آية 1 و 2).
(4)
(المزمل: آية 20).
(5)
إتحاف المهرة (16/ 1093 - 21678).
(6)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: الحكم ضعيف"، وأصل الحديث عند مسلم (2/ 168) مطولا.
(7)
هو: حدير بن كريب.
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ
(1)
، فَقَالَتْ: أَلَسْتَ تَقْرَأُ: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَتْ: هُوَ قِيَامُهُ
(2)
.
(3)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3903 -
حدثنا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ، قَالَا: ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} . قَالَ: زُمِّلْتَ هَذَا الْأَمْرَ، فَقُمْ بِهِ
(4)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3904 -
أخبرنا الْحُسَيْنُ
(5)
بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا بِمَكَّةَ، ثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ سِمَاكٍ الْحَنَفِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ أَوَّلُ الْمُزَّمِّلِ كَانُوا يَقُومُونَ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِمْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى نَزَلَ آخِرُهَا، قَالَ: وَكَانَ بَيْنَ أَوَّلِهَا وَآخِرِهَا نَحْوًا مِنْ سَنَةٍ
(6)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3905 -
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِي بِمَكَّةَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ
(1)
قوله: "بالليل" غير موجود في (و) و (ص) و (م).
(2)
في (و): "هو ما فيه"، وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"قيامه".
(3)
إتحاف المهرة (16/ 1058 - 21615).
(4)
إتحاف المهرة (7/ 577 - 8501).
(5)
في الإتحاف: "الحسن".
(6)
إتحاف المهرة (7/ 234 - 7717).
الصَّنْعَانِيُّ، ثَنَا زَيْدُ
(1)
بْنُ الْمُبَارَكِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أُوحِيَ إِلَيْهِ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ وَضَعَتْ جِرَانَهَا، فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَتَحَرَّكْ، وَتَلَتْ قَوْلَ اللهِ عز وجل:{إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا}
(2)
.
(3)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3906 -
أخبرنا
(4)
أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ، ثَنَا حَامِدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، ثَنَا أَبُو غَسَّانَ
(5)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ:{إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ}
(6)
. قَالَ: هِيَ بِالْحَبَشِيَّةِ قِيَامُ اللَّيْلِ
(7)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3907 -
أخبرني أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَنْظَلِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ شَيْبَةَ
(8)
، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
(1)
في (و) و (ص): "يزيد".
(2)
(المزمل: آية 5).
(3)
إتحاف المهرة (17/ 336 - 22356).
(4)
في (و) و (ص): "أخبرني".
(5)
كذا في النسخ الخطية كلها والتلخيص والإتحاف، وصوابه "أبو سنان" كما في مصنف ابن أبي شيبة (15/ 449) وهو: أبو سنان سعيد بن سنان، من رجال التهذيب.
(6)
(المزمل: آية 6).
(7)
إتحاف المهرة (10/ 402 - 13030).
(8)
كذا في النسخ الخطية كلها، والتلخيص، والبعث والنشور للبيهقي (ص 305) عن المصنف به، وشبيب بن شيبة اثنان كلاهما لَا يروي عن عكرمة ولا عنهما أبو =
(1)
. قَالَ: شَوْكٌ يَأْخُذُ بِالْحَلْقِ لَا يَدْخُلُ وَلَا يَخْرُجُ. وَفِي قَوْلِهِ: {كَثِيبًا مَهِيلًا}
(2)
. قَالَ: المَهِيلُ الَّذي إِذَا أَخَذْتَ مِنْهُ شَيْئًا تَبِعَكَ آخِرُهُ، وَالْكَثِيبُ مِنَ الرَّمْلِ
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(4)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
= عاصم، وفي الإتحاف:"شبيب بن بشر"، وهو البجلي الكوني، يروي عن عكرمة وعنه أبو عاصم، وقد رواه الطبري في تفسيره (23/ 384) عن إسحاق بن وهب، ومحمد بن سنان القزاز، عن أبي عاصم، عن شبيب بن بشر على الصواب، وشبيب بن بشر وثقه ابن معين والعجلي وابن خلفون وابن حبان وقال: يخطئ كثيرا، وقال أبو حاتم الرازي: لين الحديث حديثه حديث الشيوخ، وانظر حديث رقم (6454).
(1)
(المزمل: آية 13).
(2)
(المزمل: آية 14).
(3)
إتحاف المهرة (7/ 578 - 8503).
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: شبيب ضعفوه".
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْمُدَّثِّرِ
بسم الله الرحمن الرحيم
3908 -
حدثنا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ، قَالَا: ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا وُهَيْبٌ
(1)
، عَنْ دَاودَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}
(2)
. قَالَ: دُثِّرْتَ هَذَا الْأَمْرَ، فَقُمْ بِهِ
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3909 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْن عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ
(4)
، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}
(5)
. قَالَ: مِنَ الْإِثْمِ
(6)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3910 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَالْأَنْصَارِيُّ
(7)
، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَسْلَمَ
(1)
في (و) و (ص): "وهب".
(2)
(المدثر: آية 1).
(3)
إتحاف المهرة (7/ 578 - 8502).
(4)
في (ص): "المزني"، وفي (م) والإتحاف:"البرقي".
(5)
(المدثر: آية 4).
(6)
إتحاف المهرة (7/ 445 - 8179).
(7)
هو: محمد بن عبد الله بن المثنى.
الْعِجْلِيِّ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ
(1)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا الصُّورُ؟ قَالَ: "قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ"
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3911 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(3)
، ثَنَا [عَتَّابُ]
(4)
بْن الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: أَمَّنَا زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى فِي مَسْجِدِ بَنِي قُشَيْرٍ، فَقَرَأَ الْمُدَّثِّرَ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ:{فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ}
(5)
. خَرَّ مَيِّتًا. قَالَ بَهْزٌ: فَكُنْتُ فِيمَنْ حَمَلَهُ
(6)
.
3912 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ. فَكَأَنَّهُ رَقَّ لَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَهْلٍ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: يَا عَمِّ، إِنَّ قَوْمَكَ يَرَوْنَ أَنْ يَجْمَعُوا لَكَ مَالًا، قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لِيُعْطُوكَهُ، فَإِنَّكَ أَتَيْتَ مُحَمَّدًا لِتَعْرِضَ لِمَا قِبَلَهُ، قَالَ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِهَا مَالًا، قَالَ: فَقُلْ فِيهِ قَوْلًا يَبْلُغُ قَوْمَكَ أَنَّكَ مُنْكِرٌ لَهَا، أَوْ أَنَّكَ كَارِهٌ لَهُ. قَالَ: وَمَاذَا أَقُولُ: فَوَاللهِ مَا فِيكُمْ رَجُلٌ
(1)
في (و) و (ص): "بن معاذ".
(2)
إتحاف المهرة (9/ 437 - 11631)، وانظر حديث رقم (3671).
(3)
هو: إسحاق بن أبي إسرائيل إبراهيم بن كامجرا، أبو يعقوب المروزي. من رجال التهذيب.
(4)
في النسخ الخطية كلها، والإتحاف:"غياث"، والمثبت من التلخيص.
(5)
(المدثر: آية 8).
(6)
إتحاف المهرة (18/ 581 - 24201).
أَعْلَمَ بِالْأَشْعَارِ مِنِّي، وَلَا أَعْلَمَ بِرَجَزِهِ، وَلَا بِقَصِيرِهِ مِنِّي، وَلَا بِأَشْعَارِ الْجِنِّ، وَاللهِ مَا يُشْبِهُ الَّذِي يَقُولُ شَيْئًا مِنْ هَذَا، وَوَاللهِ إِنَّ لِقَوْلِهِ الَّذِي يَقُولُ حَلَاوَةً، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلَاوَةً، وَإِنَّهُ لَمُنِيرٌ
(1)
أَعْلَاهُ، [مُغْدِقٌ]
(2)
أَسْفَلُهُ، وَإِنَّهُ لَيَعْلُو وَمَا يُعْلَى، وَإِنَّهُ لَيَحْطِمُ [مَا تَحْتَهُ]
(3)
. قَالَ: لَا يَرْضَى عَنْكَ قَوْمُكَ حَتَّى تَقُولَ فِيهِ. قَالَ: فَدَعْنِي حَتَّى أُفَكِّرَ، فَلَمَّا فَكَّرَ
(4)
قَالَ: هَذَا سِحْرٌ يُؤْثَرُ، يَأْثُرُهُ عَنْ غَيْرِهِ. فَنَزَلَتْ:{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا}
(5)
.
(6)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3913 -
حدثني أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، حَدَّثَنِي [أَبِي]
(7)
، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدِ اللهِ الْوَهْبِيُّ
(8)
، حَدَّثَنِي عَمِّي، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ
(9)
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ
(1)
في التلخيص: "لمثمر".
(2)
في (ز) و (و) و (ص): "يصدق"، وفي (م):"فصدق"، والمثبت من التلخيص، وكذا كتب ناسخ (و) و (ص):"ظ مغدق" يعني أظنها.
(3)
في النسخ الخطية كلها: "فاتحته"، والمثبت من التلخيص.
(4)
في (ز) و (و): "أفكر".
(5)
(المدثر: آية 11).
(6)
إتحاف المهرة (7/ 582 - 8515).
(7)
في النسخ الخطية كلها والإتحاف: "جدي"، والمثبت من البعث والنشور للبيهقي (ص 271)، حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، وهو الصواب الموافق لسائر أسانيد المصنف.
(8)
هو: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم القرشي المصري، ولقبه بحشل، يروي عن عمه عبد الله بن وهب المصري.
(9)
هو: سليمان بن عمرو العتواري.
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْوَيْلُ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ، يَهْوِي فِيهِ الْكَافِرُ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَهُ، [والصَّعُودُ]
(1)
: جَبَلٌ فِي النَّارِ، فَيَصْعَدُ فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا، ثُمَّ يَهْوِي وَهُوَ كَذَلِكَ"
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3914 -
أخبرنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَارِثِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ [عُثْمَانَ أَبِي الْيَقْظَانِ]
(3)
، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل:{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ}
(4)
. قَالَ: هُمْ أَطْفَالُ الْمُسْلِمِينَ
(5)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3915 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
(6)
بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُوسَى الْمُزَكِّي
(7)
، ثَنَا أَبُو
(1)
في النسخ الخطية كلها: "والصعيد"!، والمثبت من التلخيص، وكذا قال ناسخ (ص):"أظنه الصعود".
(2)
إتحاف المهرة (5/ 244 - 5320).
(3)
في النسخ الخطية كلها والتلخيص والإتحاف: "عمران القطان" مصحف، والمثبت من القضاء والقدر للبيهقي (ص 357) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، فهو: عثمان بن عمير، ويقال: ابن قيس أبو اليقظان البجلي، وقد استنكر عليه العقيلي وابن عدي وابن حبان هذا الحديث.
(4)
(المدثر: آية 38 و 39)،
(5)
إتحاف المهرة (11/ 382 - 14247).
(6)
قوله: "محمد" سقط من (ز).
(7)
في الإتحاف: "أبو جعفر المزكي"، خطأ، وهو: محمد بن جعفر بن أحمد بن موسى، أبو بكر المزكي.
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى الْأَنْطَاكِيُّ، ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ قَالَ: ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: تَفْتَرِقُونَ أَيُّهَا النَّاسُ بِخُرُوجِهِ ثَلَاثَ فِرَقٍ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: يَا أَيُّهَا الْكُفَّارُ {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ}
(1)
. ثُمَّ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَلَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ مِنْ خَيْرٍ أَلَّا يُتْرَكَ فِيهَا، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ لَا يَخْرُجَ مِنْهَا أَحَدٌ غَيَّرَ وُجُوهَهُمْ وَأَلْوَانَهُمْ، فَيَخِرُّ الرَّجُلُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: مَنْ عَرَفَ رَجُلًا فَلْيُخْرِجْهُ، فَيَنْظُرَ فَلَا يَعْرِفُ أَحَدًا، فَيُنَادِيهِ الرَّجُلُ: يَا فُلَانُ، أَنَا فُلَانٌ
(2)
، فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُولُونَ:{رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ}
(3)
. فَيَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ}
(4)
، فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ أُطْبِقَتْ عَلَيْهِمْ جَهَنَّمُ، فَلَا يَخْرُجُ بَعْدَ ذَلِكَ أَحَدٌ
(5)
.
(6)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3916 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
(1)
(المدثر: آية 42 إلى 48).
(2)
في (و) و (ص): "أنا فلان بن فلان".
(3)
(المؤمنون: آية 107).
(4)
(المؤمنون: آية 108).
(5)
في جميع النسخ: "أحدا" بالنصب!، عدا (م) ففيها:"أبدا"، وسيأتي مطولا (8769) وفيه:"فلا يخرج منهم بشرٌ".
(6)
إتحاف المهرة (10/ 516 - 13319).
عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى فِي قَوْلِهِ عز وجل:{فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ}
(1)
. قَالَ: الْقَسْوَرَةُ: الرُّمَاةُ رِجَالُ الْقَنْصِ
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3917 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ
(3)
، ثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، ثَنَا سُهَيْلُ
(4)
بْنُ أَبِي حَزْمٍ، ثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ: {وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ}
(5)
. قَالَ: يَقُولُ رَبُّكُمْ عز وجل: أَنَا أَهْلٌ أَنْ أُتَّقَى أَنْ يُجْعَلَ مَعِي إِلَهٌ آخَرُ، وَأَنَا أَهْلٌ لِمَنِ اتَّقَى أَنْ يَجْعَلَ مَعِي إِلَهًا آخَرَ أَنْ أَغْفِرَ لَهُ
(6)
. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(7)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
(المدثر: آية 15).
(2)
هذا الحديث لم نجده في الإتحاف.
(3)
في (و) و (ص): "الموصلي"، وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"البجلي".
(4)
في التلخيص: "سهل".
(5)
(المدثر: آية 56).
(6)
إتحاف المهرة (1/ 536 - 667).
(7)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: بل هو ضعيف لضعف سهيل، وقد ذكر البزار والترمذي أنه تفرد به"، وكذا استنكره عليه العقيلي وابن عدي.
بسم الله الرحمن الرحيم
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْقِيَامَةِ
3918 -
أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ تَمِيمٍ الضَّبِّيِّ
(1)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ يَقُولُ: اخْتَلَفْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ سَنَةً لَا أُكُلِّمُهُ، وَلَا يَعْرِفُنِي، فَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: مَنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، قَالَ: مِنْ أَيِّهِمْ؟ قُلْتُ: مِنْ بَنِي أَسَدٍ، قَالَ: مِنْ حَرُورِيَّتِهِمْ، أَوْ مِمَّنْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ؟ قُلْتُ: مِمَّنْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ، قَالَ: سَلْ، قُلْتُ:{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} . قَالَ: يُقْسِمُ رَبُّكَ بِمَا شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ. قُلْتُ: {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} . قَالَ: مِنَ النَّفْسِ الْمَلُومِ. قُلْتُ: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (2) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ}
(2)
. قَالَ: لَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ خُفًّا أَوْ حَافِرًا. قُلْتُ: {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ}
(3)
. قَالَ: الْمُسْتَقَرُّ: فِي الرَّحِمِ، وَالْمُسْتَوْدَعُ: فِي الصُّلْبِ
(4)
.
(1)
كذا في النسخ الخطية كلها، والإتحاف، والصواب:"عن أبي جبر بن تميم الضبي"، كما رواه ابن جرير في تفسيره (23/ 467) من طريق محمد بن حميد الرازي عن جرير به، وقد وقع في مطبوعة التفسير:"عن أبي الخير بن تميم الضبي" مصحفا، وهو: أبو جبر، وقيل: أبو جبير عبد الرحمن بن تميم بن حذلم الضبي، وثقه ابن حبان، وانظر مصادر ترجمته في ملحق رجال الحاكم.
(2)
(القيامة: آية 1 إلى 4).
(3)
(الأنعام: آية 98).
(4)
إتحاف المهرة (7/ 167 - 7547).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3919 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} . يَقُولُ: سَوْفَ أَتُوبُ. {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}
(1)
. فَبَيَّنَ لَهُ إِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3920 -
أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ، أَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ}
(3)
. قَالَ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا. ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ}
(4)
.
(5)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3921 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ
(6)
، عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنِ ابْنِ
(1)
(القيامة: آية 5 و 6).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 168 - 7548).
(3)
(الأنعام: آية 158).
(4)
(القيامة: آية 9 و 10).
(5)
إتحاف المهرة (10/ 473 - 13216).
(6)
هو: عبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبجر. من رجال التهذيب.
عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَرَجُلٌ يَنْظُرُ فِي مُلْكٍ
(1)
أَلْفَيْ سَنَةٍ، يَرَى أَقْصَاهُ كَمَا يَرَى أَدْنَاهُ، يَنْظُرُ فِي أَزْوَاجِهِ وَخَدَمِهِ
(2)
وَسُرُرِهِ، وَإِنَّ أَفْضَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَنْظُرُ فِي وَجْهِ اللهِ تَعَالَى كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ"
(3)
. تَابَعَهُ إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ ثُوَيْرٍ:
3922 -
حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَنْظُرُ فِي مُلْكٍ أَلْفَيْ سَنَةٍ، وَإِنَّ أَفْضَلَهُمْ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَنْظُرُ فِي وَجْهِ اللهِ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ". ثُمَّ تَلَا: " {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} ". قَالَ: "بِالْبَيَاضِ وَالصَّفَاءِ". {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}
(4)
. قَالَ: "يَنْظُرُ كُلَّ يَوْمٍ فِي وَجْهِ اللهِ عز وجل"
(5)
. هَذَا حَدِيثٌ مُفَسَّرٌ فِي الرَّدِّ عَلَى الْمُبْتَدِعَةِ. وَثُوَيْرُ بْنُ أَبي فَاخِتَةَ، وَإِنْ لَمْ يُخَرِّجَاهُ، فَلَمْ يُنْقَمْ عَلَيْهِ غَيْرُ التَّشَيُّعِ
(6)
.
3923 -
حدثني عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ
(7)
(1)
في التلخيص: "ملكه".
(2)
في (و) و (ص): "في خدمه وأزواجه".
(3)
إتحاف المهرة (8/ 284 - 9385).
(4)
(القيامة: آية 22 و 23).
(5)
إتحاف المهرة (8/ 284 - 9385).
(6)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل هو واهي الحديث".
(7)
في (و) و (ص): "إسماعيل بن أبي إسحاق".
الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَارِمٌ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى}
(1)
. أَشَيْءٌ قَالَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ شَيْءٌ أَنْزَلَهُ اللهُ؟ قَالَ: قَالَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَنْزَلَهُ اللهُ
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3924 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ
(3)
، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي الْيَسَعِ
(4)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَرَأَ:{أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}
(5)
. قَالَ: "بَلَى". وَإِذَا قَرَأَ: {أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ}
(6)
. قَالَ: "بَلَى"
(7)
.
(1)
(القيامة: آية 34).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 168 - 7549).
(3)
في (و) و (ص): "عياش"، ويزيد بن عياض بن جعدبة منكر الحديث، وكذبه مالك.
(4)
كذا قال يزيد بن عياض، ورواه ابن عيينة عن إسماعيل بن أمية فقال: سمعت رجلا بدويا أعرابيا، ورواية ابن عيينة أخرجها الإمام أحمد (12/ 353)، وأبو داود (2/ 12)، والترمذي (5/ 537) وقال:"هذا حديث إنما يروى بهذا الإسناد عن هذا الأعرابي، عن أبي هريرة ولا يُسمى"، وترجم الذهبي في الميزان وتبعه الحافظ في اللسان لأبي اليسع هذا، وقال:"أبو اليسع لَا يدرى من هو، والسند بذلك مضطرب"، وعلى الرغم من ذلك سكت عنه في التلخيص!.
(5)
(القيامة: آية 40).
(6)
(التين: آية 8).
(7)
إتحاف المهرة (16/ 283 - 20787).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
تَفْسِيرُ: هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ
بسم الله الرحمن الرحيم
3925 -
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ الْغِفَارِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا}
(1)
. حَتَّى خَتَمَهَا، ثُمَّ قَالَ:"إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ، أَطَّتِ السَّمَاءُ، وَحُقَّ لهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ قَدَمِ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا مَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا للهِ، وَاللهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللهِ، وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي شَجَرَةٌ تُعْضَدُ"
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3926 -
أخبرنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ
(1)
(الإنسان: آية 1).
(2)
إتحاف المهرة (14/ 201 - 17630)، وسيأتي برقم (8888) و (8980) و (8982)، وإبراهيم بن مهاجر فيه لين، وقال الترمذي (4/ 351):"هذا حديث حسن غريب ويروى من غير هذا الوجه أن أبا ذر قال لوددت أني كنت شجرة تعضد، ويروى عن أبي ذر موقوفا"، وقال ابن أبي حاتم في المراسيل (ص 216):"قيل لأبي زرعة مورق العجلي عن أبي ذر قال: مرسل لم يسمع مورق من أبي ذر شيئا".
الْحَارِثِ، ثَنَا أَبُو غَسَّانَ
(1)
، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا}
(2)
. قَالَ: ذُلِّلَتْ لَهُمْ، فَيَتَنَاوَلُونَ مِنْهَا كَيْفَ شَاءُوا
(3)
.
(4)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3927 -
أخبرني بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أنَّهُ ذَكَرَ مَرَاكِبَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ تَلَا:{وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا}
(5)
. ذَكَرَ مَرَاكِبَهُمْ
(6)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإسْنَادِ
(7)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
هو: مالك بن إسماعيل النهدي. من رجال التهذيب.
(2)
(الإنسان: آية 14).
(3)
في (ز) و (و): "شاء"، وسقطت من (م).
(4)
إتحاف المهرة (2/ 513 - 2156).
(5)
(الإنسان: آية 20).
(6)
إتحاف المهرة (7/ 578 - 8504).
(7)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: حفص واه"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: حفص منكر الحديث".
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْمُرْسَلَاتِ
بسم الله الرحمن الرحيم
3928 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ قَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمٍ السَّيَارِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَاشَانِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا}
(1)
. قَالَ: هِيَ الْمَلَائِكَةُ أُرْسِلَتْ بِالْعُرُوفِ
(2)
.
(3)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3929 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْن عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، ثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه، فَقَالَ: مَا الْعَاصِفَاتِ عَصْفًا؟ قَالَ: الرِّيَاحُ
(4)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3930 -
أخبرني أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَسُئِلَ عَنْ هَذِهِ
(1)
(المرسلات: آية 1).
(2)
العروف جمع عُرْف، وفي إتحاف المهرة:"بالمعروف"، والمراد: أرسلت بأمر الله ونهيه.
(3)
إتحاف المهرة (14/ 622 - 18366).
(4)
هذا الحديث لم نجده في الإتحاف.
الْآيَةِ: {تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} . قَالَ: كُنَّا فِىٍ الْجَاهِلِيَّةِ نَقْصُرُ ذِرَاعَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً، فَنَرْفَعُهُ فِي الشِّتَاءِ، فَنُسَمِّيهِ الْقَصْرَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَسُئِلَ عَنْ:{جِمَالَتٌ صُفْرٌ}
(1)
. قَالَ: حِبَالُ السُّفُنِ، يُجْمَعُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ حَتَّى تَكُونَ كَأَوْسَاطِ الرِّجَالِ
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
(1)
(المرسلات: آية 32 و 33).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 357 - 7984).
(3)
بل أخرجه البخاري (6/ 165) من حديث يحيى القطان عن الثوري به بنحوه.
تَفْسِيرُ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ
بسم الله الرحمن الرحيم
3931 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ، ثَنَا حَامِدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ
(1)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ أَرْسَلَ الرِّيحَ، فَتَسْحَبُ الْمَاءَ، حَتَّى أَبْدَتْ عَنْ خَشَفَةٍ، وَهِيَ الَّتِي تَحْتَ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ مَدَّ الْأَرْضَ حَتَّى بَلَغَتْ مَا شَاءَ اللهُ مِنَ الطُّوَلِ وَالْعَرْضِ. قَالَ: وَكَانَتْ هَكَذَا تَمِيدُ، وَأَرَانِي ابْنُ عَبَّاسٍ بِيَدِهِ: هَكَذَا وَهَكَذَا، قَالَ: فَجَعَلَ اللهُ الْجِبَالَ رَوَاسِيَ أَوْتَادًا، فكَانَ أَبُو قُبَيْسٍ مِنْ أَوَّلِ جَبَلٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3932 -
حدثنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبُوشَنْجِيُّ
(4)
، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثَنَا هُشَيْمٌ، أَنَا أَبُو بَلْجٍ
(5)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَن عَبْدِ اللهِ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا}
(6)
. قَالَ: الْحُقْبُ: ثَمَانُونَ سَنَةً
(7)
.
(1)
في (و): "عكرمة"، وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"عطاء"، وفي (ص):"عكرمة عن عطاء"!.
(2)
إتحاف المهرة (7/ 445 - 8180).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: طلحة ضعفوه".
(4)
هو: محمد بن إبراهيم بن سعيد بن عبد الرحمن العبدي.
(5)
هو: يحيى الفزاري. من رجال التهذيب.
(6)
(النبأ: آية 23).
(7)
إتحاف المهرة (10/ 408 - 13045).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3933 -
حدثنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبُوشَنْجِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثَنَا هُشَيْمٌ، أَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَكَأْسًا دِهَاقًا}
(1)
. قَالَ: هِيَ الْمُتَتَابِعَةُ الْمُمْتَلِئَةُ. قَالَ: وَرُبَّمَا سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ يَقُولُ: اسْقِنَا، وَادْهَقْ لَنَا
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(4)
.
3934 -
حدثنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ نَعُودُهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ
(5)
سَعِيدُ بْنُ حَسَّانَ الْمَخْزُومِيُّ، وَكَانَ قَاصَّ جَمَاعَتِنَا، وَكَانَ يَقُومُ بِنَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ: كَيْفَ الْحَدِيثُ الَّذِي حَدَّثْتَنِي عَنْ أُمِّ صَالِحٍ؟ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ صَالِحٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَلَامُ ابْنِ آدَمَ كُلُّهُ عَلَيْهِ لَا لَهُ، إِلَّا أَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ، أَوْ ذِكْرُ اللهِ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: قُلْتُ: مَا أَشَدَّ هَذَا، فَقَالَ سُفْيَانُ: وَمَا شِدَّةُ هَذَا الْحَدِيثِ، إِنَّمَا جَاءَتْ بِهِ امْرَأَةٌ عَنِ امْرَأَةٍ، عَنِ امْرَأَةٍ، هَذَا فِي
(1)
(النبأ: آية 34).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 585 - 8521).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: على شرط البخاري".
(4)
بل أخرجه البخاري في مناقب الأنصار (5/ 43) من حديث يحيى بن المهلب عن حصين بن عبد الرحمن به بنحوه.
(5)
في (و) و (ص)، والإتحاف:"علينا"، وأشار في حاشية (و) إلى أنها في نسخة أخرى:"عليه".
كِتَابِ اللهِ عز وجل الَّذِي أَرْسَلَ بِهِ نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}
(1)
. وَقَالَ: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} . وَقَالَ: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}
(2)
. الْآيَةَ
(3)
.
(1)
(النبأ: آية 38).
(2)
(النساء: آية 114).
(3)
إتحاف المهرة (16/ 955 - 21446).
تَفْسِيرُ
(1)
سُورَةِ النَّازِعَاتِ
بسم الله الرحمن الرحيم
3935 -
أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا}
(2)
قَالَ: الْمَوْتُ
(3)
. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3936 -
أخبرنا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثَنَا مُعَاذُ بْنُ نَجْدَةَ الْقُرَشِيُّ، أَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَهَبَ رُبْعُ اللَّيْلِ، قَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اذْكُرُوا اللهَ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اذْكُرُوا اللهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ
(4)
". فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ مِنْ صَلَاتِي؟ قَالَ: "مَا شِئْتَ"
(5)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
قوله: "تفسير" غير موجود في (و) و (م).
(2)
(النازعات: آية 1 و 2).
(3)
إتحاف المهرة (8/ 37 - 8855).
(4)
قوله: "جاء الموت بما فيه" الثاني غير موجود في (و) و (ص) و (م)، والتلخيص.
(5)
إتحاف المهرة (1/ 211 - 49)، وتقدم برقم (3618).
3937 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى الْأَسَدِيُّ، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم يُسْأَلُ عَنِ السَّاعَةِ حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}
(2)
قَالَ: فَانْتَهَى
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. فَإِنَّ ابْنَ عُيَيْنَةَ كَانَ يُرْسِلُهُ بِأَخَرَةٍ
(4)
.
(1)
في (و) و (ص): "رسول الله".
(2)
(النازعات: آية 42 إلى 44).
(3)
إتحاف المهرة (17/ 261 - 22223).
(4)
وقال الدارقطني في علله (14/ 126) بعد ذكر الخلاف فيه على ابن عيينة: "ولعل ابن عيينة وصله مرة وأرسله أخرى"، وقال أبو زرعة في علل الحديث لابن أبي حاتم (4/ 633):"الصحيح مرسل بلا عائشة".
تَفْسِيرُ سُورَةِ عَبَسَ وَتَوَلَّى
بسم الله الرحمن الرحيم
3938 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، ثَنَا أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أُنْزِلَتْ: {عَبَسَ وَتَوَلَّى} فِي ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى، قَالَتْ: أَتَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يَقُولُ: أَرْشِدْنِي. قَالَتْ
(1)
: وَعِنْدَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
مِنْ عُظَمَاءُ الْمُشْرِكِينَ، قَالَتْ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْرِضُ عَنْهُ، وَيُقْبِلُ عَلَى الْآخَرِ، وَيَقُولُ:"أَتَرَى بِمَا أَقُولُ بَأْسًا؟ ". فَيَقُولُ: لَا، فَفِي هَذَا نَزَلَتْ
(3)
{عَبَسَ وَتَوَلَّى}
(4)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. فَقَدْ أَرْسَلَهُ جَمَاعَةٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ
(5)
.
3939 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التَّمِيمِيُّ
(6)
، أَنَا
(7)
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ.
(1)
قوله: "قالت" غير موجود في (و) و (ص) والتلخيص.
(2)
بعدها بياض في (و) و (ص) وكتبا فوقه: "كذا".
(3)
في (و) و (ص) و (م): "أنزلت".
(4)
إتحاف المهرة (17/ 315 - 22307).
(5)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: وهو الصواب".
(6)
في (و) و (ص): "التيمي".
(7)
في (و) و (ص): "ثنا".
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي
(1)
، ثَنَا إِسْحَاقُ
(2)
، أَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، ثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ
(3)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(4)
، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقْرَأُ:{فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}
(5)
. فَكُلُّ هَذَا قَدْ عَرَفْنَا، فَمَا الْأَبُّ؟ ثُمَّ نَفَضَ عَصًا كَانَتْ فِي يَدِهِ، فَقَالَ: هَذَا لَعَمْرُ اللهَ التَّكَلُّفُ، اتَّبِعُوا مَا تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ
(6)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3940 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ
(7)
، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُويْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ
(8)
، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَوْدَةَ - زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يُبْعَثُ النَّاسُ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا، يُلْجِمُهُمُ الْعَرَقُ، وَيَبْلُغُ شَحْمَةَ الْآذَانِ". قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاسَوْءَتَاهْ يَنْظُرُ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ، قَالَ:"شُغِلَ النَّاسُ عَنْ ذَلِكَ". وَتَلَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34)
(1)
يعني: يعقوب بن يوسف بن يعقوب، أبو يوسف الشيباني.
(2)
في (و) و (ص): "أبو إسحاق"!، وهو: ابن راهويه.
(3)
هو: ابن كيسان.
(4)
في (ز): "عن ابن عباس".
(5)
(عبس: آية 27 إلى 31).
(6)
إتحاف المهرة (12/ 112 - 15200).
(7)
هو: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم.
(8)
في (و) و (ص): "محمد بن عياش"، وهو: محمد بن أبي موسى، ويقال: ابن أبي عياش، ذكره البخاري وابن أبي حاتم ووثقه ابن حبان، ولم يخرج له مسلم.
وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} "
(1)
.
(2)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ، إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ حَاتِمِ بْنِ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ مُخْتَصَرًا
(3)
.
3941 -
أخبرنا، أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً}
(4)
. قَالَ: تَصِيرَانِ غَبَرَةً عَلَى وُجُوهِ الْكُفَّارِ لَا عَلَى وُجُوهِ الْمُؤْمِنِينَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ عز وجل:{وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ}
(5)
،
(6)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
(عبس: آية 34 إلى 37).
(2)
إتحاف المهرة (16/ 984 - 21481).
(3)
البخاري (8/ 109)، ومسلم (8/ 156).
(4)
(الحاقة: آية 14).
(5)
(عبس: آية 40 و 41).
(6)
إتحاف المهرة (1/ 188 - 21).
تَفْسِيرُ سُورَةِ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ
بسم الله الرحمن الرحيم
3942 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ
(1)
، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَلْيَقْرَأْ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} "
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3943 -
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْخَطْمِيُّ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، أَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل:{وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ}
(3)
. قَالَ: حَشْرُ الْبَهَائِمِ مَوْتُهَا، وَحَشْرُ كُلِّ شَيْءٍ الْمَوْتُ غَيْرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ
(4)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3944 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ،
(1)
هو: أبو محمد الصنعاني القاص. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (8/ 565 - 9973).
(3)
(التكوير: آية 5).
(4)
إتحاف المهرة (7/ 585 - 8522).
ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}
(1)
. قَالَ: هُمَا الرَّجُلَانِ يَعْمَلَانِ الْعَمَلَ، يَدْخُلَانِ بِهِ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، الْفَاجِرُ مَعَ الْفَاجِرِ، وَالصَّالِحُ مَعَ الصَّالِحِ
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3945 -
أخبرنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْخُزَاعِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، ثَنَا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثَنَا زَكَرِيَا بْنَ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ عز وجل: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}
(3)
. قَالَ: هِيَ بَقَرُ الْوَحْشِ
(4)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3946 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ
(5)
، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رضي الله عنه ذَعَرَنِي ذَلِكَ ذُعْرًا شَدِيدًا، فَأَتَيْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه، فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ سَأَلَهُ رَجُلٌ: مَا الْجِوَارِ الْكُنَّسِ؟ قَالَ: "الْكَوَاكِبُ"
(6)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3947 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا أَبُو
(1)
(التكوير: آية 7).
(2)
هذا الحديث لم نجده في الإتحاف.
(3)
(التكوير: آية 15 و 16).
(4)
إتحاف المهرة (10/ 402 - 13031).
(5)
هو: محمد بن محمد بن الحسن.
(6)
إتحاف المهرة (11/ 371 - 14220).
غَسَّانَ
(1)
، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ
(2)
. وَعَنْ أَبِي حَصِيْنٍ
(3)
، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كِلَاهُمَا عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، أَنَّهُ خَرَجَ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، فَقَالَ: نِعْمَ سَاعَةُ الْوِتْرِ هَذهِ. ثُمَّ تَلَا: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}
(4)
.
(5)
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
هو: مالك بن إسماعيل النهدي. من رجال التهذيب.
(2)
هو: عبد خير بن يزيد، ويقال: ابن يحمد أبو عمارة الكوفي، وعنه أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي.
(3)
أبو حصين هو: عثمان بن عاصم الأسدي، والراوي عنه شريك بن عبد الله النخعي القاضي.
(4)
(التكوير: آية 17 و 18).
(5)
إتحاف المهرة (11/ 528 - 14562).
تَفْسِيرُ سُورَةِ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ
بسم الله الرحمن الرحيم
3948 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ
(1)
الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أَنَا عَبْدَانُ، أَنَا عَبْدُ اللهِ، أَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: قَامَ سَائِلٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَ، فَسَكَتَ الْقَوْمُ، ثُمَّ إِنَّ رَجُلًا أَعْطَاهُ، فَأَعْطَاهُ الْقَوْمُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَنِ اسْتَنَّ خَيْرًا فَاسْتُنَّ بِهِ فَلَهُ أَجْرُهُ، وَمِثْلُ أُجُورِ مَنِ اتَّبَعَهُ، غَيْرَ مُنْتَقِصٍ مِنْ أُجُورِهِمْ، وَمَنِ اسْتَنَّ شَرًّا فَاسْتُنَّ بِهِ، فَعَلَيْهِ وِزْرُهُ، وَمِثْلُ أَوْزَارِ مَنِ اتَّبَعَهُ غَيْرَ مُنْتَقِصٍ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا". قَالَ: وَتَلَا حُذيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ}
(2)
.
(3)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ. إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ:"مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ"، فَقَطْ
(4)
.
(1)
في (و) و (ص): "حكيم".
(2)
(الانفطار: آية 5).
(3)
إتحاف المهرة (4/ 246 - 4200).
(4)
بل انفرد به مسلم في الزكاة (3/ 86)، وفي العلم:(8/ 61).
تَفْسِيرُ سُورَةِ المُطَفِّفِينَ
بسم الله الرحمن الرحيم
3949 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ، ثَنَا حَامِدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقْرَأُ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} وَهُوَ يَبْكِي، قَالَ: هُوَ الرَّجُلُ يَسْتَأْجِرُ الرَّجُلَ أَوِ الْكَيَّالَ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَحِيفُ فِي كَيْلِهِ، فَوِزْرُهُ عَلَيْهِ
(1)
.
(2)
3950 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْقَاضِي بِمِصْرَ، ثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْبًا كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ سُقِلَ
(3)
مِنْهَا قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ، حَتَّى يَعْلَقَ بِهَا قَلبُهُ، فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللهُ فِي كتَابِهِ:{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} "
(4)
.
(5)
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: إبراهيم واه"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: إبراهيم هو الخوزي، متروك".
(2)
إتحاف المهرة (8/ 564 - 9970).
(3)
وكذا عند الترمذي (5/ 526) بالسين، وهي لغة في "صقل" بمعنى: جَلَّا قلبه، وعند البيهقي في السنن الكبرى (10/ 188) وشعب الإيمان (9/ 373)، والآداب (ص 337) عن المصنف به، بالصاد.
(4)
(المطففين: آية 14).
(5)
إتحاف المهرة (14/ 564 - 18228).
هَذَا حَدِيثٌ عَالٍ، صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3951 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ
(1)
، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:{خِتَامُهُ مِسْكٌ}
(2)
. قَالَ: خَلْطٌ، وَلَيْسَ بِخَاتَمٍ يَخْتِمُ
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
زيد بن معاوية العبسي الكوفي، ذكره البخاري وابن أبي حاتم ووثقه ابن حبان.
(2)
(المطففين: آية 26).
(3)
إتحاف المهرة (10/ 369 - 12947).
بسم الله الرحمن الرحيم
تَفْسِيرُ سُورَةِ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، وَالسُّجُودُ فِيهَا
أَمَّا حَدِيثُ السُّجُودِ فِيهَا، فَقَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَمَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ.
3952 -
أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} . قَالَ: سَمِعَتْ. {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ} . قَالَ: يَوْمُ الْقِيَامَةِ. {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ}
(1)
. قَالَ: أَخْرَجَتْ مَا فِيهَا مِنَ الْمَوْتَى
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3953 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى
(3)
، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ الْبَيْتُ قَبْلَ الْأَرْضِ بِأَلْفَيْ سَنَةٍ. {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ}
(4)
. قَالَ: مِنْ
(1)
(الانشقاق: آية 1 إلى 4).
(2)
إتحاف المهرة (8/ 37 - 8856).
(3)
هو: زاذان، وقيل دينار القتات الكوفي الكناسي. من رجال التهذيب.
(4)
(الانشقاق: آية 3).
تَحْتِهِ مَدًّا
(1)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3954 -
حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيمَانَ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْيَمَامِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ حَاسَبَهُ اللهُ حِسَابًا يَسِيرًا، وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ"، قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "تُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَتَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ". قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ، فَمَا لِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ:"أَنْ تُحَاسَبَ حِسَابًا يَسِيرًا، وَيُدْخِلَكَ اللهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ"
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3955 -
أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ بِالْكُوفَةَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ}
(4)
. قَالَ: السَّمَاءُ
(5)
.
(1)
إتحاف المهرة (8/ 637 - 10118).
(2)
إتحاف المهرة (16/ 214 - 20676).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: سليمان ضعيف"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: سليمان ضعيف".
(4)
(الانشقاق: آية 19).
(5)
إتحاف المهرة (10/ 371 - 12953).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(1)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3956 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا هُشَيْمٌ، أَنَا أَبُو بِشْرٍ
(2)
، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ}
(3)
. قَالَ: يَعْنِي نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: حَالًا بَعْدَ حَالٍ
(4)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(5)
.
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: كذا قال، ولم يخرجا للحسن شيئا، وفيه ضعف".
(2)
يعني: جعفر بن أبي وحشية.
(3)
(الانشقاق: آية 19).
(4)
إتحاف المهرة (8/ 32 - 8842).
(5)
بل أخرجه البخاري (6/ 168) عن سعيد بن النضر عن هشيم به.
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْبُرُوجِ
بسم الله الرحمن الرحيم
3957 -
أخبرنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدٌ - وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ - عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ
(1)
وَيُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ، يُحَدِّثَانِ عَنْ عَمَّارٍ - مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ
(2)
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَمَّا عَلِيٌّ فَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَّا يُونُسُ، فَلَمْ يَعْدُ أَبَا هُرَيْرَةَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ:{وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}
(3)
. قَالَ: "الشَّاهِدُ: يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ، وَالْمَشْهُودُ: هُوَ الْمَوْعُودُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ"
(4)
. حَدِيثُ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3958 -
حدثنا
(5)
مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَرْفَجَةَ
(6)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَسَمٌ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ}
(7)
. {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ
(1)
هو: ابن جدعان.
(2)
هو: عمار بن أبي عمار. من رجال التهذيب.
(3)
(البروج: آية 3).
(4)
إتحاف المهرة (15/ 430 - 19639).
(5)
في (و) و (ص): "حدثني".
(6)
هو: عرفجة بن عبد الله الكوفي. من رجال التهذيب.
(7)
(البروج: آية 1).
لَشَدِيدٌ}
(1)
. إِلَى آخِرِهَا
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3959 -
حدثني عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ
(3)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ مِمَّا خَلَقَ اللهُ لَلَوْحًا مَحْفُوظًا مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ، دَفَّتَاهُ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، قَلَمُهُ بُرٌ
(4)
، وَكِتَابُهُ نُورٌ يَنْظُرُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ نَظْرَةً - أَوْ: مَرَّةً - فَفِي كُلِّ نَظْرَةٍ مِنْهَا يَخْلُقُ وَيَرْزُقُ، وَيُحْيِي وَيُمِيتُ، وَيُعِزُّ وَيُذِلُّ، وَيَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ:{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}
(5)
.
(6)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، فَإِنَّ أَبَا حَمْزَةَ الثُّمَالِيَّ لَمْ يُنْقَمْ عَلَيْهِ إِلَّا الْغُلُوُّ فِي مُذْهَبِهِ فَقَطْ
(7)
.
(1)
(البروج: آية 12).
(2)
إتحاف المهرة (10/ 348 - 12911).
(3)
زاد في التلخيص في هذا الموضع: "ثنا ثابت"، وهو خطأ، وأبو حمزة الثمالي اسمه ثابت بن أبي صفية.
(4)
كذا في النسخ كلها، ولعل الصواب:"نور" أو: "برق"، كما في مصادر تخريج الحديث.
(5)
(الرحمن: آية 29).
(6)
إتحاف المهرة (7/ 182 - 7587).
(7)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: بل الثمالي ضعيف"، وانظر حديث رقم (3811).
تَفْسِيرُ سُورَةِ الطَّارِقِ
بسم الله الرحمن الرحيم
3960 -
حدثني أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنِي جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، ثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي
(1)
، ثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}
(2)
. قَالَ: الصُّلْبُ هُوَ الصُّلْبُ، وَالتَّرَائِبُ: أَرْبَعَةُ أَضْلَاعٍ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ مِنْ أَسْفَلِ الْأَضْلَاعِ
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3961 -
أخبرني إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الزَّاهِدُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّنْعَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ
(4)
، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ}
(5)
. قَالَ: الْمَطَرُ. {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}
(6)
. قَالَ: ذَاتُ النَّبَاتِ
(7)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
هو: يعقوب بن إبراهيم بن حبيب، أبو يوسف القاضي، صاحب أبي حنيفة.
(2)
(الطارق: آية 7).
(3)
إتحاف المهرة (7/ 186 - 7596).
(4)
هو: محمد بن عبد الله بن جعشم. من رجال التهذيب.
(5)
(الطارق: آية 11).
(6)
(الطارق: آية 12).
(7)
إتحاف المهرة (7/ 586 - 8523).
تَفْسِيرُ سُورَةِ: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى
بسم الله الرحمن الرحيم
3962 -
حدثني أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ السَّهْمِيُّ، ثَنَا أَبِي وَعَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالُوا: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النِّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، وَفِي الثَّانِيَةِ:{قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَفِي الثَّالِثَةِ:{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ هَكَذَا.
إِنَّمَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَحْدَهُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ
(2)
، وَإِنَّمَا تُعْرَفُ هَذِهِ الزِّيَادَةُ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ فَقَطْ. وَقَدْ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ صَحِيحٍ:
3963 -
أخبرناه أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا
(1)
إتحاف المهرة (17/ 733 - 23140).
(2)
تعقبه ابن الملقن في البدر المنير (4/ 334) فقال: "لم يخرجه البخاري من هذا الطريق ولا من غيره"، وقد تقدم في الوتر (1155) وصححه هناك على شرط الشيخين وقال: ولم يخرجاه.
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(1)
، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْجَزَرِيُّ، ثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَأَلْنَا عَائِشَةَ
(2)
: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَقْرَأُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْوِتْرِ؟ فَقَالَتْ: كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى: بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، وَفِي الثَّانِيَةِ: بِـ {قُلْ يَآيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَفِي الثَّالِثَةِ بِـ {قُلْ هُوَ اَللَّهُ أَحَدٌ} ، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ
(3)
. قَدْ أَتَى إِمَامُ أَهْلِ مِصرَ فِي الْحَدِيثِ وَالرِّوَايَةِ سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ. طَلَبْتُهَا وَقْتَ إِمْلَائِي كِتَابَ الْوِتْرِ، فَلَمْ أَجِدْهَا، فَوَجَدْتُهَا بَعْدُ
(4)
:
3964 -
حدثناه أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ الْمِصْرِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ يُوتِرُ بَعْدَهُمَا بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِكَ الأَعْلَى} وَ {قُلْ يَآأَيُهَا الْكَافِرُونَ} ، وَيَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ: بِـ {قُلْ هُوَ اللهُ
(1)
في (و) و (ص): "أخبرناه أبو زكريا العنبري، ثنا محمد بن عبد الوهاب، ثنا كهمس بن إبراهيم".
(2)
عبد العزيز بن جريج والد عبد الملك قال البخاري: "لَا يتابع على حديثه"، وقال ابن حبان والعجلي والدارقطني: لم يسمع من عائشة، وقول خصيف بن عبد الرحمن الجزري عنه سألنا عائشة، خطأ منه، وانظر الضعفاء للعقيلي (3/ 468)، وبيان الوهم والإيهام (3/ 384).
(3)
إتحاف المهرة (17/ 88 - 21922).
(4)
بل تقدم في كتاب الوتر (1154) عن الحسين بن الحسن بن أيوب عن أبي حاتم الرازي عن سعيد بن عفير به!.
أَحَدٌ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}
(1)
.
3965 -
حدثنا أَبُو الْوَليدِ الْفَقِيهُ
(2)
، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
(3)
وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَا: ثَنَا هُشَيْمٌ، أَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَرَأَ:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} . قَالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى. قَالَ: وَهُوَ
(4)
قِرَاءَةُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
(5)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3966 -
حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ
(6)
، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا هُشَيْمٌ، أَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ
(7)
قَالَ: كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ إِذَا قَرَأَ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} . قَالَ: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى}
(8)
. قَالَ: يَتَذَكَّرُ الْقُرْآنَ مَخَافَةَ أَنْ يَنْسَى. قَالَ: وَسَمِعْتُ سَعْدًا يَقْرَأُ: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} . قُلْتُ: فَإِنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقْرَأُ: {أَوْ نَنْسَأَهَا}
(9)
، فَقَالَ سَعْدٌ: إِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَنْزِلْ عَلَى الْمُسَيَّبِ، وَلَا عَلَى آلِ
(1)
إتحاف المهرة (17/ 733 - 23140).
(2)
هو: حسان بن محمد.
(3)
الدورقي. من رجال التهذيب.
(4)
في التلخيص: "وهي".
(5)
إتحاف المهرة (8/ 447 - 9743).
(6)
هو: حسان بن محمد.
(7)
هو: القاسم بن عبد الله بن ربيعة بن قائف الثقفي، أخرج له النسائي وأبو داود في الناسخ والمنسوخ هذا الحديث، ووثقه ابن حبان، ولم يرو عنه غير يعلى بن عطاء.
(8)
(الأعلى: آية 6).
(9)
(البقرة: آية 106)، وهي قراءة: ابن كثير وأبي عمرو، والباقون بضم النون وكسر =
الْمُسَيِّبِ
(1)
، قَالَ اللهُ عز وجل:{سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى} . وَقَالَ: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ}
(2)
.
(3)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
= السين، انظر حجة القراءات ص (109).
(1)
في (ز) و (و) و (ص): "ولا إلى المسيب".
(2)
(الكهف: آية 24).
(3)
إتحاف المهرة (5/ 107 - 5013)، وانظر حديث رقم (2987).
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْغَاشِيَةِ
بسم الله الرحمن الرحيم
3967 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانٍ الْهَاشِمِيُّ، ثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ
(1)
يَقُولُ: مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِدَيْرِ رَاهِبٍ، قَالَ: فَنَادَاهُ: يَا رَاهِبُ، يَا رَاهِبُ، قَالَ: فَأَشْرَفَ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَبْكِي، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا يُبْكِيكَ مِنْ هَذَا؟ قَالَ: ذَكَرْتُ قَوْلَ اللهِ فِي كِتَابِهِ: {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ
(2)
تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} (5). فَذَلِكَ الَّذِي أَبْكَانِي
(3)
. هَذِهِ حِكَايَةٌ فِي وَقْتِهَا
(4)
، فَإِنَّ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ لَمْ يُدْرِكْ زَمَانَ عُمَرَ.
3968 -
حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ الْحَفَرِىُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا
(5)
عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ
(6)
(1)
هو: عبد الملك بن حبيب. من رجال التهذيب.
(2)
(الغاشية: آية 3 إلى 5).
(3)
إتحاف المهرة (12/ 318 - 15671).
(4)
في التلخيص: "في موضعها".
(5)
في (و) و (ص): "فإذا قالوا".
(6)
حرف العطف غير موجود في (ز) و (و) و (ص).
عَلَى اللهِ". ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24)}
(1)
.
(2)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ الزِّيَادَةِ
(3)
.
* * *
(1)
(الغاشية: آية 22 إلى 24).
(2)
إتحاف المهرة (3/ 403 - 3326).
(3)
بل أخرجه مسلم في الإيمان (1/ 39).
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْفَجْرِ
بسم الله الرحمن الرحيم
3969 -
حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَغَرِّ
(1)
، [عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ قَيْسٍ]
(2)
، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{وَالْفَجْرِ} . قَالَ: فَجْرُ النَّهَارِ. {وَلَيَالٍ عَشْرٍ}
(3)
. قَالَ: عَشْرُ الْأَضْحَى
(4)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. وَأَبُو نَصْرٍ هَذَا هُوَ الْأَسْوَدُ بْنُ هِلَالٍ
(5)
.
3970 -
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ القَاضِي، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عِصَامٍ - شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ - عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ، فَقَالَ:
(1)
هو: الأغر بن الصباح التميمي، من رجال التهذيب.
(2)
في النسخ الخطية كلها والتلخيص: "عن الأغر بن خليفة، عن حصين بن عقبة"، والمثبت من الإتحاف، وشعب الإيمان (5/ 305)، وفضائل الأوقات للبيهقي (ص 337) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(3)
(الفجر: آية 1 و 2).
(4)
إتحاف المهرة (8/ 172 - 9150).
(5)
قال ابن حجر في الإتحاف: "كذا قال! ". يعني أن أبا نصر هو الأسدي البصري لَا يعرف اسمه، وثقه أبو زرعة الرازي، وقال البخاري في صحيحه (7/ 10):"وأبو نصر هذا لم يعرف بسماعه من ابن عباس"، أما الأسود بن هلال المحاربي فيكنى أبا سلام.
"هِيَ الصَّلَاةُ مِنْهَا شَفْعٌ، وَمِنْهَا وَتْرٌ"
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(2)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3971 -
حدثنا أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَكْرٍ الْعَدْلُ
(3)
، ثَنَا الحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَكِّيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ
(4)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل:{ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ}
(5)
. قَالَ: وَتَّدَ فِرْعَوْنُ لِامْرَأَتِهِ أَرْبَعَةَ أَوْتَادٍ، ثُمَّ جَعَلَ عَلَى ظَهْرِهَا رَحًى عَظِيمًا حَتَّى مَاتَتْ
(6)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3972 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ قَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِلَالٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثَنَا أَبُو حَمْزَةَ
(7)
، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ:{وَاَلفَجْرِ} . قَالَ: قَسَمٌ {إِنَّ رَبَّكَ
(1)
إتحاف المهرة (12/ 39 - 15043).
(2)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: ابن عصام مجهول ولم يسمعه من عمران، بينهما رجل. كذلك أخرجه الترمذي من طريق: أبي داود وغيره عن همام عن قتادة عن عمران بن عصام عن رجل من أهل البصرة عن عمران بن حصين". الترمذي (5/ 534) من حديث عبد الرحمن بن مهدي وأبي داود به، واستغربه من حديث قتادة.
(3)
هو: محمد بن الحسن بن علي بن بكر بن هانئ، أبو الحسن الميداني النيسابوري.
(4)
هو: نفيع، أبو رافع الصائغ المدني. من رجال التهذيب.
(5)
(الفجر: آية 10) و 11).
(6)
إتحاف المهرة (10/ 497 - 13277).
(7)
هو: محمد بن ميمون المروزي، أبو حمزة السكري.
لَبِالْمِرْصَادِ}
(1)
. [مِنْ وَرَاءِ] الصِّرَاطِ ثَلَاثَةُ جُسُورٍ
(2)
: جِسْرٌ عَلَيْهِ الْأَمَانَةُ، وَجِسْرٌ عَلَيْهِ الرَّحِمُ، وَجِسْرٌ عَلَيْهِ الرَّبُّ عز وجل
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
(الفجر: آية 14).
(2)
في (ز) و (م) والتلخيص: "مرور الصراط جسور"، وفي (و) و (ص):"مرور الصراط ثلاثة جسور"، والمثبت من الأسماء والصفات للبيهقي (2/ 344) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(3)
لم نجده في الإتحاف، وقال الييهقي: هذا موقوف على عبد الله، قيل: هو ابن مسعود رضي الله عنه، ومرسل بينه وبين سالم بن أبي الجعد، ورواه أبو فزراة عن سالم بن أبي الجعد من قوله غير مرفوع إلى عبد الله".
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْبَلَدِ
بسم الله الرحمن الرحيم
3973 -
أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{لَاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنتَ حِلُّ بِهَذَا الْبَلَدِ}
(1)
. قَالَ: أَحَلَّ لَهُ أَنْ يَصْنَعَ فِيهِ مَا شَاءَ
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3974 -
أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}
(3)
. قَالَ: يَعْنِي بِالْوَالِدِ آدَمَ، وَمَا وَلَدَ وَلَدَهُ
(4)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3975 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
(1)
(البلد: آية 1 و 2).
(2)
إتحاف المهرة (8/ 33 - 8843).
(3)
(البلد: آية 3).
(4)
إتحاف المهرة (8/ 34 - 8845).
{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَنَ في كَبَدٍ}
(1)
. قَالَ: فِي شِدَّةِ خَلْقٍ فِي وِلَادَتِهِ وَنَبْتِ أَسْنَانِهِ وَسَرَرِهِ وَمَعِيشَتِهِ وَخِتَانِهِ
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3976 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، ثَنَا عَاصِمٌ
(3)
، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ:{وَهَدَيْنَهُ النَّجْدَيْنِ}
(4)
. قَالَ: الْخَيْرُ وَالشَّرُّ
(5)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3977 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا حَامِدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عَمْرٍو، وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللهِ:{أَوْ إِطْعَامٌ في يَوْمٍ ذِى مَسْغَبَةٍ}
(6)
، فَقَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مِنْ مُوجِبَاتِ الْمَغْفِرَةِ إِطْعَامُ الْمُسْلِمِ السَّغْبَانِ"
(7)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3978 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
(1)
(البلد: آية 4).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 449 - 8189).
(3)
هو: عاصم بن بهدلة، وهو: ابن أبي النجود.
(4)
(البلد: آية 10).
(5)
إتحاف المهرة (10/ 197 - 12572).
(6)
(البلد: آية 14).
(7)
هذا الحديث لم نجده في الإتحاف، والسغبان: الجوعان، والمسغبة: المجاعة.
أَبِي اللَّيْثِ، ثَنَا الْأَشْجَعِيُّ
(1)
، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ}
(2)
. قَالَ: الْمَطْرُوحُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ بَيْتٌ
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3979 -
أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ، أَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، ثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{أَوْ مِسِكِنًا ذَا مَتْرَبَةٍ}
(4)
. قَالَ: التَّرِبُ
(5)
: الَّذِي لَا يَقيهِ مِنَ التُّرَابِ شَيْءٌ
(6)
.
* * *
(1)
هو: عبيد الله بن عبيد الرحمن، ويقال: ابن عبد الرحمن، أبو عبد الرحمن الكوفي الأشجعي. من رجال التهذيب.
(2)
(البلد: آية 16).
(3)
هذا الحديث لم نجده في الإتحاف.
(4)
(البلد: آية 16).
(5)
في (و) و (ص): "المترب".
(6)
إتحاف المهرة (8/ 34 - 8848).
تَفْسِيرُ سُورَةِ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا
بسم الله الرحمن الرحيم
3980 -
أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} . قَالَ: ضَوْؤُهَا. {وَالقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا} . تَبِعَهَا. {وَاَلنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا}
(1)
. قَالَ: أَضَاءَهَا. {وَاَلسَّمَآءِ وَمَا بَناَهَا} . قَالَ: اللهُ بَنَى السَّمَاءَ. وَقَوْلُهُ: {وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}
(2)
. قَالَ: دَحَاهَا {فَأَلْهَمَهَا فُجُوُرَهَا وَتَقْوَاهَا}
(3)
. قَالَ: عَرَّفَهَا شَقَاءَهَا وَسَعَادَتَهَا. {وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}
(4)
. قَالَ: أَغْوَاهَا
(5)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3981 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَنْظَلَةَ
(6)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ
(1)
(الشمس: آية 1 إلى 3).
(2)
(الشمس: آية 5 إلى 6).
(3)
(الشمس: آية 8).
(4)
(الشمس: آية 10).
(5)
إتحاف المهرة (8/ 34 - 8846).
(6)
هو: حنظلة بن أبي سفيان بن عبد الرحمن. من رجال التهذيب.
عز وجل: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}
(1)
. قَالَ: أَلْزَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
(الشمس: آية 8).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 186 - 7597).
تَفْسِيرُ سُورَةِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى
بسم الله الرحمن الرحيم
3982 -
حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبٍ الْحَافِظُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ
(1)
يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رضي الله عنهم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "سِتَّةٌ لَعَنْتُهُمْ لَعَنَهُمُ اللهُ، وَكُلُّ نَبِيٍّ مُجَابٍ: الزَّائِدُ فِي كِتَابِ اللهِ، وَالْمُكَذِّبُ بِقَدَرِ اللهِ، وَالْمُتَسَلِّطُ بِالْجَبَرُوتِ لِيُذِلَّ مَنْ أَعَزَّ اللهُ وَيُعِزَّ مَنْ أَذَلَّ اللهُ، وَالتَّارِكُ لِسُنَّتِي، وَالْمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتِي مَا حَرَّمَ اللهُ، وَالْمُسْتَحِلُّ لِحُرُمِ اللهِ". قَالَ سُفْيَانُ: اقْرَءُوا سُورَةَ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}
(2)
.
(3)
هَكَذَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ. وَلَهُ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ أَخْشَى أَنِّي ذَكَرْتُهُ فِيمَا تَقَدَّمَ.
(1)
هو: ابن علي بن أبي طالب.
(2)
(الليل: آية 5 إلى 10).
(3)
هذا الحديث غير موجود في الإتحاف، ورجح أبو زرعة الرازي والترمذي أن صوابه عن علي بن الحسين مرسلا.
3983 -
حدثناه عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتُويَهْ الْفَارِسِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ
(1)
، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ عَمْرَةَ
(2)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "سِتَّةٌ لَعَنْتُهُمْ لَعَنَهُمُ اللهُ، وَكُلُّ نَبِيٍّ مُجَابٍ: الزَّائِدُ فِي كِتَابِ اللهِ، وَالْمُكَذِّبُ بِأَقْدَارِ
(3)
اللهِ، وَالْمُتَسَلِّطُ بِالْجَبَرُوتِ لِيُذِلَّ مَنْ أَعَزَّ اللهُ وَيُعِزَّ مَنْ أَذَلَّ اللهُ، وَالْمُسْتَحِلُّ لِحُرُمِ اللهِ، وَالْمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتِي مَا حَرَّمَ اللهُ، وَالتَّارِكُ لِسُنَّتِي"
(4)
. قَدِ احْتَجَّ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ بِإِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الرِّجَالِ فِي: الْجَامِعِ الصَّحِيحِ
(5)
. وَهَذَا أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِنَ الْإِسْنَادِ الْأَوَّلِ.
(1)
كذا، وذكر عقبه أن البخاري احتج بعبد الرحمن بن أبي الرجال!، وهذا وهم؛ فسيأتي في الأحكام (7229) بنفس هذا السند وفيه "عبد الرحمن بن أبي الموالي"، وكذا قد تقدم في الإيمان (102) من هذا الوجه وغيره من طريق ابن أبي الموال به على الصواب، فالحديث حديث عبد الرحمن بن أبي الموالي وهو الذي احتج به البخاري، ولم يخرج البخاري لعبد الرحمن بن محمد أبي الرجال الأنصاري، وانظر لزاما التعليق عليه في كتاب الإيمان.
(2)
كذا، وقد مر في الإيمان (102)، وكذا سيأتي في الأحكام (7229) بزيادة "أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم" بين عبيد الله بن موهب وعمرة، وهو المعروف في رواية الفروي.
(3)
في (و)(ص): "بقدر"، وأشار في حاشية (و) إلى أنها في نسخة أخرى:"بأقدار".
(4)
إتحاف المهرة (17/ 767 - 23197) وقال: "قلت: ذكر أبو زرعة أن الصواب عن ابن موهب عن علي بن الحسين مرسلا".
(5)
بل لم يخرج لابن أبي الرجال أصلا، والصواب عبد الرحمن بن أبي الموال كما تقدم، وأيضا فعبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب لم يحتج به الشيخان.
3984 -
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى، ثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنِي عَمِّي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
(1)
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ أَبُو قُحَافَةَ لِأَبِي بَكْرٍ: أَرَاكَ تُعْتِقُ رِقَابًا ضِعَافًا، فَلَوْ أَنَّكَ إِذْ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ أَعْتَقَتْ رِجَالًا جُلْدًا يَمْنَعُونَكَ وَيَقُومُونَ دُونَكَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا أَبَهْ، إِنِّي إِنَّمَا أُرِيدُ مَا أُرِيدُ، إِنَّمَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ فِيهِ:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}
(2)
. إِلَى قَوْلِهِ عز وجل: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى}
(3)
.
(4)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
هو: ابن الطفيل البكائي.
(2)
(الليل: آية 5 إلى 7).
(3)
(الليل: آية 19 إلى 21).
(4)
إتحاف المهرة (8/ 218 - 9243).
تَفْسِيرُ سُورَةِ وَالضُّحَى
بسم الله الرحمن الرحيم
3985 -
حدثني أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَدْلُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَسْقَلَانِيُّ، ثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادِ بْنِ الْجَرَّاحِ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُرِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا يُفْتَحُ عَلَى أُمَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ، فَسُرَّ بِذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} إِلَى قَوْلِهِ: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)}
(1)
. قَالَ: فَأَعْطَاهُ أَلْفَ قَصْرٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ لُؤْلُؤٍ، تُرَابُهُ الْمِسْكُ فِي كُلِّ قَصْرٍ مِنْهَا مَا يَنْبَغِي لَهُ
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3986 -
حدثنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي - إِمْلَاءً - ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ
(4)
، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْجَرَّاحِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "سَأَلْتُ اللهَ مَسْأَلَةً وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَأَلْتُهُ؛ ذَكَرْتُ رُسُلَ رَبِّي، فَقُلْتُ: سَخَّرْتَ لِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ، وَكَلَّمْتَ مُوسَى، فَقَالَ تبارك وتعالى: أَلَمْ أَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَيْتُكَ، وَضَالًّا
(1)
(الضحى: آية 1 إلى 5).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 642 - 8659).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: تفرد به عصام بن رواد عن أبيه، وقد ضعفا".
(4)
هو: أبو الفضل البزاز المعدل النيسابوري.
فَهَدَيْتُكَ، وَعَائِلًا فَأَغْنَيْتُكَ؟ "، قَالَ: "فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَسْأَلْهُ"
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3987 -
أخبرنا إِسْحَاقُ بْن مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ
(2)
بِالْكُوفَةِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} . إِلَى: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} (5). قَالَ: فَقِيلَ لِامْرَأَةِ أَبِي لَهَبٍ: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ هَجَاكِ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَلَأِ، فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ، عَلَى مَا تَهْجُونِي؟ قَالَ: فَقَالَ: "إِنِّي وَاللهِ مَا هَجَوتُكِ، مَا هَجَاكِ إِلَّا اللهُ". قَالَ: فَقَالَتْ: هَلْ رَأَيْتَنِي أَحْمِلُ حَطَبًا، أَوْ رَأَيْتَ فِيَ جِيدِي حَبْلًا مِنْ مَسَدٍ؟ ثُمَّ انْطَلَقَتْ، فَمَكَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَيَّامًا لَا يُنَزَّلُ عَلَيْهِ، فَأَتَتْهُ، فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ، مَا أَرَى صَاحِبَكَ إِلَّا قَدْ وَدَّعَكَ وَقَلَاكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى
(3)
مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}
(4)
.
(5)
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، كَمَا حَدَّثَنَاهُ هَذا الشَّيْخُ إِلَّا أَنِّي وَجَدْتُ لَهُ عِلَّةً:
3988 -
أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زَيْدٍ
(6)
قَالَ:
(1)
إتحاف المهرة (7/ 185 - 7594).
(2)
في التلخيص: "القاسمي".
(3)
(المسد: آية 1 إلى 5).
(4)
(الضحى: آية 1 إلى 3).
(5)
إتحاف المهرة (4/ 596 - 4712).
(6)
في (و) و (ص): "يزيد بن أبي زيد"، وأشار في الحاشية إلى أنه في نسخة أخرى: "بن =
لَمَّا نَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَهُ حَرْفًا بِحَرْفٍ
(1)
. قَوْلُ اللهِ عز وجل: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}
(2)
. لَمْ أَجِدْ فِيهِ حَرْفًا مُسْنَدًا، وَلَا قَوْلًا لِلصَّحَابَةِ، فَذَكَرْتُ فِيهِ حَرْفَيْنِ لِلتَّابِعِينَ:
3989 -
أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ اللَّيْثِ، ثَنَا عَلِيُّ بْن هَاشِمٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ
(3)
قَالَ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، اغْتَنِمُوا، قَلَّمَا تَمُرُّ بِي لَيْلَةٌ إِلَّا وَأَقَرَأُ فِيهَا أَلْفَ آيَةٍ، وَإِنِّي لَأَقْرَأُ الْبَقَرَةَ فِي رَكْعَةٍ، وَإِنِّي لَأَصُومُ أَشْهُرَ الْحُرُمِ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ عِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ، ثُمَّ تَلَا:{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}
(4)
.
(5)
3990 -
وأخبرنا أَبُو سَعِيدٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ اللَّيْثِ، ثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا هُشَيْمٌ، أَنَا أَبُو بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: كَانَ يَلْقَى الرَّجُلُ مِنْ إِخْوَانِهِ، فَيَقُولُ: لَقَدْ رَزَقَ اللهُ الْبَارِحَةَ مِنَ الصَّلَاةِ كَذَا، وَرَزَقَ مِنَ الْخَيْرِ كَذَا
(6)
. فَرَحِمَ اللهُ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللهِ السَّبِيعِيَّ وَعَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيَّ؛ فَلَقَدْ نَبَّهَا لِمَا يُرَغِّبُ الشَّبَابَ فِي الْعِبَادَةِ.
= زيد"، ويزيد بن زيد السوائي الكوفي، قال ابن المديني: مجهول، لم يرو عنه غير أبي إسحاق.
(1)
إتحاف المهرة (4/ 596 - 4712).
(2)
(الضحى: آية 11).
(3)
هو: سلام بن سليم.
(4)
(الضحى: آية 11).
(5)
إتحاف المهرة (19/ 327 - 24940).
(6)
إتحاف المهرة (19/ 330 - 24944).
تَفْسِيرُ سُورَةِ أَلَمْ نَشْرَحْ
بسم الله الرحمن الرحيم
قَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى حَدِيثِ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ
(1)
فِي حَدِيثِ الْمِعْرَاجِ فِي شَقِّ بَطْنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَاسْتِخْرَاجِ مَا أُخْرِجَ مِنْهُ، وَقَدْ أَتَى بِهِ ثَابِتٌ الْبُنَانِي عَنْ أَنَسٍ دُونَ ذِكْرِ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ خَارِجَ الْمِعْرَاجِ بِزِيَادَاتِ أَلْفَاظٍ، كَمَا:
3991 -
حدثناه عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ
(2)
وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقَزَّازُ، قَالَا: ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ جِبْرِيلُ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الصَّبْيَانِ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً، فَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، قَالَ: فَغَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لَأَمَهُ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ، قَالَ: وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ - يَعْنِي ظِئْرَهُ - فَقَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ، فَأَقْبَلَتْ ظِئْرُهُ تُرِيدُهُ، فَاسْتَقْبَلَهَا رَاجِعًا. قَالَ أَنَسٌ: وَقَدْ كُنَّا نَرَى أَثَرَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ
(3)
. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(4)
.
(1)
في (ز) و (و) و (ص): "أنس بن مالك بن صعصعة"، وفي (م):"أنس بن مالك عن صعصعة"، والمثبت الصواب كما في بقية عبارة المصنف.
(2)
هو: إبراهيم بن عبد الله الكجي.
(3)
إتحاف المهرة (1/ 478 - 497).
(4)
بل أخرجه مسلم في الإيمان (1/ 101) عن شيبان بن فروخ عن حماد به.
وَقَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ:"لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ". وَقَدْ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ مُرْسَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
3992 -
أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
(1)
إِبْرَاهِيمَ الصَّنْعَانِيُّ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل:{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} . قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا مَسْرُورًا فَرِحًا وَهُوَ يَضْحَكُ، وَهُوَ يَقُولُ:"لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا"
(2)
.
* * *
(1)
قوله: "إسحاق بن" ساقط من (و) و (ص).
(2)
إتحاف المهرة (18/ 495 - 23991).
تَفْسِيرُ سُورَةِ وَالتِّينِ
بسم الله الرحمن الرحيم
3993 -
أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} . قَالَ: الْفَاكِهَةُ الَّتِي يَأْكُلُهَا النَّاسُ. {وَطُورِ سِينِينَ}
(1)
. قَالَ: الطُّورُ الْجَبَلُ العظيم
(2)
. وَسِينِينَ، قَالَ: الْمُبَارَكُ
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3994 -
حدثني عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ لَمْ يُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ
(4)
شَيْئًا، وَذَلِكَ قَوْلُهُ عز وجل:{ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا}
(5)
. قَالَ: إِلَّا الَّذِينَ قَرَءُوا الْقُرْآنَ
(6)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
(التين: آية 1 و 2).
(2)
قوله: "العظيم" ساقط من (ز) و (م) والتلخيص.
(3)
إتحاف المهرة (8/ 34 - 8847).
(4)
في (و): "يعلم من بعد علم".
(5)
(التين: آية 5 و 6).
(6)
إتحاف المهرة (7/ 586 - 8524).
تَفْسِيرُ سُورَةِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ
بسم الله الرحمن الرحيم
3995 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ
(1)
الرَّمْلِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَوَّلُ سُورَةٍ نَزَلَتْ مِنَ الْقُرْآنِ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
(2)
. فَإِذَا ابْنُ عُيَيْنَةَ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ:
3996 -
أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، قَالَا: ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَوَّلُ سُورَةٍ نَزَلَتْ مِنَ الْقُرْآنِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3997 -
حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ
(4)
، أَنَا عَلِيُّ بْنُ سَلْمٍ الْحَافِظُ
(5)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ
(6)
، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ؛
(1)
في (م): "سنان".
(2)
إتحاف المهرة (17/ 257 - 22213).
(3)
إتحاف المهرة (17/ 257 - 22213).
(4)
هو: الحسين بن علي بن يزيد بن داود بن يزيد، أبو علي النيسابوري.
(5)
هو: علي بن الحسن بن سلم، أبو الحسن النخعي الكوفي الرازي الأصبهاني الحافظ.
(6)
هو: أبو عبد الله الزاهد الأبيوردي. من رجال التهذيب.
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ بِحِرَاءَ إِذْ أَتَاهُ مَلَكٌ
(1)
بِنَمَطٍ مِنْ دِيبَاجٍ فِيهِ، مَكْتُوبٌ:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} . إِلَى: {مَا لَمْ يَعْلَمْ}
(2)
.
(3)
فَسَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظَ يَقُولُ: ذِكْرُ جَابِرٍ فِي إِسْنَادِهِ وَهْمٌ فَقَدْ:
3998 -
أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجُويَهْ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ بِحِرَاءَ، فَذَكَرَهُ
(4)
. الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ الْمُتَّصِلُ رُوَاتُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، وَإِنَّمَا بَنَيْتُ هَذَا الْكِتَابَ عَلَى أَنَّ الزِّيَادَةَ مِنَ الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ. فَأَمَّا السُّجُودُ فِي: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ. فَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
(5)
. وَقَدْ:
3999 -
حدثناه أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: عَزَائِمُ السُّجُودِ فِي الْقُرْآنِ: الم تَنْزِيلُ، وَ: حم تَنْزِيلُ السَّجْدَةُ، وَ: النَّجْمِ، وَ:
(1)
في (م): "الملك".
(2)
(العلق: آية 1 إلى 5).
(3)
إتحاف المهرة (3/ 299 - 3051).
(4)
إتحاف المهرة (3/ 299 - 3051).
(5)
مسلم في المساجد ومواضع الصلاة (2/ 89) عن حرملة بن يحيى عن ابن وهب به، لَا عن أبي الطاهر.
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ
(1)
.
(2)
وَأَنَا أَتَعَجَّبُ مَنْ حَدَّثَنِي: لَا يَسْجُدُ فِي الْمُفَضَّلِ
(3)
.
* * *
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: صحيح".
(2)
إتحاف المهرة (11/ 387 - 14261).
(3)
وانظر سنن أبي داود (2/ 244)، والسنن الكبرى للبيهقي (2/ 313).
تَفْسِيرُ سُورَةِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ
بسم الله الرحمن الرحيم
4000 -
أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، أَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}
(1)
. قَالَ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ جُمْلَةً وَاحِدَةً إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، وَكَانَ بمَوْقِعِ النُّجُومِ، فَكَانَ اللهُ يُنَزِّلُهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم بَعْضَهُ فِي إِثْرِ بَعْضٍ. قَالَ عز وجل: {لَوْلَا نُزِّلَ
(2)
عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32)}
(3)
.
(4)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4001 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا محمد بْنُ عِيسَى الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَزَلَ الْقُرْآنُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مِنَ السَّمَاءِ الْعُلْيَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا جُمْلَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ فُرِّقَ فِي السِّنِينَ. قَالَ: وَتَلَا هَذِه الْآيَةَ: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)}
(5)
.
(6)
(1)
(القدر: آية 1).
(2)
في النسخ الخطية كلها: "أنزل".
(3)
(الفرقان: آية 32).
(4)
إتحاف المهرة (7/ 127 - 7453).
(5)
(الواقعة: آية 75 و 76).
(6)
إتحاف المهرة (7/ 127 - 7453)، وحكيم بن جبير ضعيف، ولم يحتج به الشيخان.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4002 -
أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ
(1)
، أَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ الْيَمَامِيُّ، عَنْ أَبِي زُمَيْلٍ سِمَاكٍ الْحَنَفِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ مَرْثَدٍ
(2)
، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي ذَرٍّ: هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ أَفِي رَمَضَانَ، أَمْ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ؟ قَالَ:"بَلْ فِي رَمَضَانَ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنِي، أَهِيَ مَعَ الأَنْبِيَاءِ مَا كَانُوا، فَإذَا قُبِضَ الْأَنْبِيَاءُ رُفِعَتْ أَمْ هِيَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: "لَا
(3)
، بَلْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي فِي أَيِّ رَمَضَانَ هِيَ؟ قَالَ:"فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ لَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا". فَقُلْتُ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فِي أَيِّ عَشْرٍ هِيَ؟ قَالَ: فَغَضِبَ عَلَيَّ غَضَبًا مَا غَضِبَ عَلَيَّ قَبْلُ وَلَا بَعْدُ مِثْلَهُ، وَقَالَ: "لَوْ شَاءَ اللهُ لَأَطْلَعَكُمْ عَلَيْهِ
(4)
، الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ، لَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا"
(5)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاه.
4003 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ
(1)
هو: ابن راهويه.
(2)
في التلخيص: "مالك بن مزيد"، وهو مالك بن مرثد بن عبد الله الزماني، ويقال: الذماري.
(3)
قوله: "لَا" ساقط من (و) و (ص)، والتلخيص.
(4)
في التلخيص: "عليها".
(5)
إتحاف المهرة (14/ 187 - 17607)، وقد تقدم برقم (1609).
يَحْيَى، أَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَتْ قُرَيشٌ لِلْيَهُودِ: أَعْطُونَا شَيْئًا نَسْأَلُ عَنْهُ هَذَا الرَّجُلَ. فَقَالُوا: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ. فَنَزَلَتْ: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)}
(1)
. قَالُوا: نَحْنُ لَمْ نُؤْتَ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا؟! وَقَدْ أُوتِينَا التَّوْرَاةَ فِيهَا حُكْمُ اللهِ، وَمَنْ أُوتِيَ التَّوْرَاةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا. قال: فَنَزَلَتْ: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}
(2)
.
(3)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
(الإسراء: آية 85).
(2)
(الكهف: آية 109).
(3)
إتحاف المهرة (7/ 604 - 8570).
تَفْسِيرُ سُورَةِ لَمْ يَكُنْ
بسم الله الرحمن الرحيم
4004 -
حدثنا أَبُو الْعبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ عَلَيْهِ لَمْ يَكُنْ، وَقَرَأَ فِيهَا: إِنَّ ذَاتَ الدِّينِ عِنْدَ اللهِ الْحَنِيفِيَّةُ لَا الْيَهُودِيَّةُ وَلَا النَّصْرَانِيَّةُ وَلَا الْمَجُوسِيَّةُ، مَنْ يَعْمَلْ خَيْرًا فَلَنْ يُكْفَرَهُ
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4005 -
أخبرنا، أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ، أَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ
(2)
بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ لِأَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ: أَسَمِعْتَ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: مَنْ قَالَ: إِنِّي مُؤْمِنٌ. فَلْيَقُلْ: إِنِّي فِي الْجَنَّةِ؟ فقالَ: نَعَمْ. فَقَالَ الْمُغِيرَةُ: وَقَرَأَ أَبُو وَائِلٍ شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} حَتَّى بَلَغَ: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} . إِلَى قَوْلِهِ: {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}
(3)
. قَرَأَهَا وَهُوَ يُعَرِّضُ بِالْمُرْجِئَةِ
(4)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
إتحاف المهرة (1/ 199 - 36) وفاته هذا الموضع، وقد تقدم في التفسير (2923).
(2)
في (ص) والإتحاف: "الفضل".
(3)
(البينة: آية 1 إلى 5).
(4)
إتحاف المهرة (10/ 200 - 12580).
تَفْسِيرُ سُورَةِ إِذَا زُلْزِلَتْ
بسم الله الرحمن الرحيم
4006 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ وَالْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَا: ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، ثَنَا عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقَتْبَانِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ الصَّدَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو
(1)
قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَقْرِئْنِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"اقْرَأْ ثَلَاثًا مِنْ ذَوَاتِ الرَّاءِ". فَقَالَ الرَّجُلُ: كَبِرَتْ سِنِّي، وَاشْتَدَّ قَلْبِي، وَغَلُظَ لِسَانِي. قَالَ:"اقْرَأْ ثَلاثًا مِنْ ذَوَاتِ حم". فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ الْأُولَى، فَقَالَ:"اقْرَأْ ثَلَاثًا مِنَ الْمُسَبِّحَاتِ". فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقْرِئْنِي سُورَةً جَامِعَةً. فَأَقْرَأَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:{إِذَا زُلْزِلَتِ} . حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا. فَقَالَ الرَّجُلُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بالْحَقِّ، لَا أَزِيدُ عَلَيْهَا أَبَدًا. ثُمَّ أدْبَرَ الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَفْلَحَ الرُّويْجِلُ". ثُمَّ ذَكَرَ مَا يُقِيمُهُ.
(2)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4007 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ وَالْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَا: ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ،
(1)
في (و) و (ص): "عن عبد الله" فقط.
(2)
إتحاف المهرة (9/ 607 - 12038).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل صحيح فقط"، زاد ابن الملقن (2/ 981):"وصححه النسائي"، وعيسى بن هلال الصدفي المصري لم يحتج به الشيخان.
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هذِهِ الآيَةَ: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا}
(1)
. قَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا أَخْبَارُهَا؟ ". قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "فَإِنَّ أَخْبَارَهَا أَنْ تَشْهَدَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ وَأَمَةٍ بِمَا عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا أَنْ تَقُولَ عَمِلَ كَذَا وَكَذَا فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا؛ فَذَلِكَ أَخْبَارُهَا"
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4008 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، قَالَ: بَيْنَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه، يَتَغَدَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {فَمَنْ
(4)
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}
(5)
. فَأمْسَكَ أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَكُلُّ مَا عَمِلْنَا مِنْ سُوءٍ رَأَيْنَاهُ؟ فَقَالَ:"مَا تَرَونَ مِمَّا تَكْرَهُونَ فَذَلِك مَا تُجزَوْنَ، يُؤَخَّرُ الخَيْرُ لِأَهْلِهِ فِي الآخِرَةِ"
(6)
.
(1)
(الزلزلة: آية 4).
(2)
إتحاف المهرة (14/ 701 - 18525).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: يحيى هذا منكر الحديث، قاله البخاري"، وانظر حديث رقم (876) و (1023).
(4)
في النسخ الخطية كلها، والتلخيص:"من يعمل".
(5)
(الزلزلة: آية 7 و 8).
(6)
إتحاف المهرة (8/ 243 - 9303).
صَحِيحُ الإِسْنَادِ
(1)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: مرسل".
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْعَادِيَاتِ
بسم الله الرحمن الرحيم
4009 -
أخبرنا، مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} . قَالَ: هِيَ الْخَيْلُ. {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا} . قَالَ: الرَّجُلُ إِذَا أَوْرَى زَنْدَهُ. {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا} . الْخَيْلُ تُصَبِّحُ الْعَدُوَّ. {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا} . قَالَ: التُّرَابُ. {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا} . قَالَ: الْعَدُوُّ: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}
(1)
. قَالَ: الْكَفُورُ
(2)
.
* * *
(1)
(العاديات: آية 1 إلى 6).
(2)
إتحاف المهرة (8/ 35 - 8849).
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْقَارِعَةِ
بسم الله الرحمن الرحيم
4010 -
أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دِيزِيلَ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا مَاتَ الْعَبْدُ تَلْقَى رُوحَهُ أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ، فَيَقُولُوا
(1)
لَهُ: مَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ فَإِذَا قَالَ: مَاتَ. قَالُوا: ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ، فَبِئْسَتِ الأُمُّ وَبِئْسَتِ الْمُرَبِيَّةُ"
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(3)
.
فَإِنِّي لَمْ أَجِدْ لِهَذِهِ السُّورَةِ تَفْسِيرًا عَلَى شَرْطِ الْكِتَابِ؛ فَأَخْرَجْتُهُ إِذْ لَمْ أَسْتَجِزْ إِخْلَاءَهُ مِنْ حَدِيثٍ.
* * *
(1)
في (ز) و (و) والتلخيص: "فيقول" وفي (ص): "فتقول" والمثبت من (م).
(2)
إتحاف المهرة (18/ 495 - 23993).
(3)
قوله: "صحيح الإسناد" ساقط من (و) و (ص)، وقوله:"مرسل" ساقط من (م).
تَفْسِيرُ سُورَةِ أَلْهَاكُمْ
بسم الله الرحمن الرحيم
4011 -
حدثنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ السَّمَّاكِ، بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْحَارِثيُّ، ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْن عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقْرَأُ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} . وَهُوَ يَقُولُ: "يَقُولُ ابْنُ آدَمَ مَالِي مَالِي. وَهَلْ لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ؟ "
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَلَيْسَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ رَاوٍ غَيْرُ ابْنِهِ مُطَرِّفٍ، نَظَرْتُ فَإِذَا مُسْلِمٌ قَدْ أَخْرَجَهُ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ مُخْتَصَرًا
(2)
.
4012 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ الْأَصَمِّ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْفَقْرَ وَلكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ التَّكَاثُرَ، وَمَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْخَطَأَ، وَلكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ التَّعَمُّدَ"
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
إتحاف المهرة (6/ 689 - 7201).
(2)
مسلم (8/ 211) بمثله، وقد روى عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه أيضًا ابناه هانئ ويزيد.
(3)
إتحاف المهرة (15/ 715 - 20240).
تَفْسِيرُ سُورَةِ وَالْعَصْرِ
بسم الله الرحمن الرحيم
4013 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، ثَنَا عبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو ذِي مُرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّهُ قَرَأَ: وَالْعَصْرِ وَنَوَائِبِ الدَّهْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِىِ خُسْرٍ
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
إتحاف المهرة (11/ 589 - 14683)، وعمرو ذو مر لم يرو عنه غير أبي إسحاق، وقال البخاري لَا يعرف، وضعفه العقيلي وابن عدي وابن حبان، ووثقه العجلي!.
تَفْسِيرُ سُورَةِ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ
بسم الله الرحمن الرحيم
4014 -
حدثنا أَبُو حَفْصٍ أَحْمَدُ بْن أَحْيَدَ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى، ثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ
(1)
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ:{وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَة}
(2)
. قَالَ: الْوَيْلُ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ يَهْوِي فِيهِ الْكَافِرُ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أَنْ يُفْرَغَ مِنْ حِسَابِ النَّاسِ
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4015 -
حدثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثَنَا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ ذَكَرَ النَّارَ، فَعَظَّمَ أَمْرَهَا وَذَكَرَ مِنْهَا مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَذكُرَ، ثُمَّ قَالَ:{إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)}
(4)
.
(5)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
هو: سليمان بن عمرو العتواري.
(2)
(الهمزة: آية 1).
(3)
إتحاف المهرة (5/ 244 - 5320).
(4)
(الهمزة: آية 8 و 9).
(5)
إتحاف المهرة (11/ 436 - 14366).
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْفِيلِ
بسم الله الرحمن الرحيم
4016 -
أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِىُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسِ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ
(1)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقْبَلَ أَصْحَابُ الْفِيلِ حَتَّى إِذَا
(2)
دَنَوْا مِنْ مَكَّةَ اسْتَقْبَلَهُمْ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ لِمَلِكِهِمْ: مَا جَاءَ بِك إِلَيْنَا، مَا عَنَّاكَ يَا رَبَّنَا
(3)
؟، أَلَا بَعَثْتَ فَنَأْتِيَكَ بِكُلِّ شَيْءٍ أَرَدْتَ؟ فَقَالَ: أُخْبِرْتُ بِهَذَا الْبَيْتِ الَّذِي لَا يَدْخُلُهُ أَحَدٌ إِلَّا أَمِنَ، فَجِئْتُ أُخِيفُ أَهْلَهُ. فَقَالَ: إِنَّا نَأْتِيكَ بِكُلِّ شَيْءٍ تُرِيدُ فَارْجِعْ. فَأَبَى إِلَّا أَنْ يَدْخُلَهُ وَانْطَلَقَ يَسِيرُ نَحْوَهُ، وَتَخَلَّفَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، فَقَامَ عَلَى جَبَلٍ، فَقَالَ: لَا أَشْهَدُ مَهْلِكَ هَذَا الْبَيْتِ وَأَهْلِهِ، ثُمَّ قَالَ:
اللَّهُمَّ إِنَّ لِكُلِّ إِلَهٍ حَلَالًا
…
فَامْنَعْ حَلَالَكْ
لَا يَغْلِبَنَّ مِحَالُهُمْ
…
[أَبَدًا]
(4)
مِحَالَكْ
اللَّهُمَّ فَإِنْ فَعَلْتَ
…
فَأَمْرٌ مَا بَدَا لَكْ
(1)
في (ص) و (و): "أنا جرير، ثنا عامر بن أبي ظبيان"، وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"أنا جرير، عن قابوس بن أبي ظبيان".
(2)
قوله: "إذا" ساقط من (و) و (ص).
(3)
قوله:"يا ربنا" مكانه بياض في (و) و (ص)، وساقط من التلخيص والدلائل.
(4)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها والتلخيص، والمثبت من دلائل النبوة للبيهقي (1/ 122) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
فَأَقْبَلَتْ مِثْلُ السَّحَابَةِ مِنْ نَحْوِ الْبَحْرِ حَتَّى أَظَلَّتْهُمْ طَيْرٌ أَبَابِيلُ الَّتِي قَالَ اللهُ عز وجل: {تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4)} . قَالَ: فَجَعَلَ الْفِيلُ يَعجُّ عَجًّا، {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)}
(1)
.
(2)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
(الفيل: آية 4 و 5).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 40 - 7283).
تَفْسِيرُ سُورَةِ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ
بسم الله الرحمن الرحيم
4017 -
حدثنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيرَفِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَعْدَةَ
(1)
بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"فَضَّلَ اللهُ قُرَيْشًا بِسَبْعِ خِلالٍ؛ أَنِّي فِيهِمْ وَأَنَّ النُّبُوَّةَ فِيهِمْ، وَالْحِجَابةَ فِيهِمْ، وَالسِّقَايَةَ فِيهِمْ، وأَنَّ اللهَ نَصَرَهُمْ عَلَى الْفِيلِ، وَأَنَّهُمْ عَبَدُوا اللهَ عَشْرَ سِنِينَ لَا يَعْبُدُهُ غَيْرُهُمْ، وَأَنَّ اللهَ أَنْزَلَ فِيهِمْ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ". ثُمَّ تَلَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
في التلخيص: "جعد".
(2)
إتحاف المهرة (18/ 20 - 23309).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: يعقوب ضعيف، وإبراهيم صاحب مناكير، هذا أنكرها"، واستنكره عليه ابن عدي (1/ 424).
سُورَةُ أَرَأَيْتَ
بسم الله الرحمن الرحيم
4018 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:{الْمَاعُونَ}
(1)
الْعَارِيَةُ
(2)
. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4019 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَلِيٍّ:{وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}
(3)
. قَالَ: هِيَ الزَّكَاةُ الْمَفْروضَةُ، يُرَاءُونَ بِصَلَاتِهِمْ وَيمْنَعُونَ زَكَاتَهُمْ.
(4)
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مُرْسَلٌ، فَإِنَّ مُجَاهِدًا لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَلِيٍّ
(5)
.
(1)
(الماعون: آية 7).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 185 - 7593).
(3)
(الماعون: آية 7).
(4)
إتحاف المهرة (11/ 603 - 14711).
(5)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: بل سمع منه كما ثبت في الصحيح"، كذا قال، وقد جزم ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم بأنه لم يسمع من علي رضي الله عنه، وقال ابن خراش:"أحاديث مجاهد عن علي مراسيل لم يسمع منها شيئ"، وذكر الحافظ في التهذيب قول من نفى سماعه، ولم يعترضه، والثابت في صحيح البخاري سماعه من عائشة رضي الله عنها، فلعل قول الحافظ هنا ذهول منه، والله أعلم.
تَفْسِيرُ سُورَةِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ
بسم الله الرحمن الرحيم
4020 -
حدثنا الشَّيْخ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ وَأَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ وَعَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْعَدْلُ الْخَتَنُ
(1)
، قَالُوا: ثَنَا عُمَرُ
(2)
بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ
(3)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، عَنِ الْكَوْثَرِ، قَالَ: "هُوَ نَهَرٌ أَعْطَانِيهِ اللهُ فِي الْجَنَّةِ، تُرَابُهَا مِسْكٌ، أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، يَرِدُهُ طَائِرٌ
(4)
أعْنَاقُهَا مِثْلُ أَعْنَاقِ الْجُزُرِ". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا لَنَاعِمَةٌ. فَقَالَ: "أُكُلُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا"
(5)
.
قَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسٍ، لَمَّا نَزَلَتْ:{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}
(6)
. أَتَمَّ وَأَطْوَلَ مِنْهُمَا لَكِنِّي أَخْرَجْتُهُ فِي أَفْرَادِ عَاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ، فَإِنَّ أَبَا أُوَيْسٍ ثِقَةٌ، وَلَا
(1)
في (و) و (ص): "الحسن".
(2)
في (و) و (ص): "عمرو".
(3)
هو: عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي. من رجال التهذيب.
(4)
في التلخيص: "طير".
(5)
إتحاف المهرة (2/ 94 - 1295).
(6)
صحيح مسلم (2/ 12).
يُحْفَظُ لِلزُّهْرِيِّ عَنْ أَخِيِهِ حَدِيثًا مُسْنَدًا غَيْرَ هَذَا، وَالْمَشْهُورُ هَذَا مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِيهِ.
4021 -
أخبرني إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَدْلُ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَنَا هُشَيْمٌ، أَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}. قَالَ: الْكَوْثَرُ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ الَّذِي أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ. قَالَ أَبُو بِشْرٍ: فَقُلْتُ لِسَعِيدٍ: إِنَّ نَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ: وَالنَّهَرُ مِنَ الْخَيْرِ الْكَثِيرِ
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(2)
.
فَأَمَّا قَوْلُهُ عز وجل: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}
(3)
. فَقَدِ اخْتَلَفَ الصَّحَابَةُ فِي تَأْوِيلِهَا، وَأَحْسَنُهَا مَا رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه فِي رِوَايَتَيْنِ؛ الْأُولَى مِنْهُمَا مَا:
4022 -
حدثناه عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَا: ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْجَحْدَرِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ صُهْبَانَ
(4)
، عَنْ عَلِيٍّ: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ
(1)
إتحاف المهرة (7/ 185 - 7595).
(2)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: ذا أخرجه البخاري". (6/ 178) و (8/ 119).
(3)
(الكوثر: آية 2).
(4)
كذا، وقال البيهقي في الكبرى بعد أن رواه عن المصنف به (2/ 29):"كذا قال شيخنا عاصم الجحدري عن عقبة بن صهبان" ثم رواه من طريق البخاري في التاريخ الكبير (6/ 437) عن موسى بن إسماعيل عن حماد عن عاصم الجحدري - وهو: عاصم بن العجاج أبا مجشر الجحدري - عن أبيه عن عقبة بن ظبيان به - فزاد عن أبيه - ثم رواه =
وَانْحَرْ}
(1)
. قَالَ: هُوَ وَضْعُكَ يَمِينَكَ على شِمَالِك فِي الصَّلَاةِ
(2)
. وَالرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ:
4023 -
حدثناه أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلَّابُ بِهَمَذَانَ، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْريسَ الرَّازِيُّ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ أَبِي مَرْحُومٍ
(3)
، ثَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ حَاتِمٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} . قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لِجِبْرِيلَ: "مَا هَذِهِ النَّحِيرَةُ الَّتِي أَمَرَنِي بِهَا رَبِّي؟ ". قَالَ: إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَحِيرَةٍ وَلَكِنَّهُ يَأْمُرُكَ إِذَا تَحَرَّمْتَ لِلصَّلَاةِ أَنْ تَرْفَعَ يَدَيْكَ إِذَا كَبَّرْتَ، وَإِذَا رَكَعْتَ، وَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ، فَإِنَّهَا صَلَاتُنَا وَصَلَاةُ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ فِي السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "رَفْعُ الأَيْدِي مِنْ الِاسْتِكَانَةِ الَّتِي قَالَ اللهُ عز وجل: {فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}
(4)
"
(5)
.
= البخاري من طريق حميد بن عبد الرحمن عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن عاصم الجحدري عن عقبة من أصحاب علي بنحوه. وانظر الجرح والتعديل (6/ 313)، وعلل الدراقطني (4/ 99)، وعقبة بن ظبيان ويقال ابن ظهير غير عقبة بن صهبان، والله أعلم.
(1)
(الكوثر: آية 2).
(2)
إتحاف المهرة (11/ 572 - 14643).
(3)
هو: وهب بن إبراهيم بن أبي مرحوم، أبو علي الرازي الفامي، وثقه ابن أبي حاتم وابن حبان.
(4)
(المؤمنون: آية 76).
(5)
إتحاف المهرة (11/ 300 - 14054)، وقال الذهبي في التلخيص: "قلت: إسرائيل =
* * *
= صاحب عجائب لَا يعتمد عليه، وأصبغ شيعي متروك عند النسائي"، وقال ابن حجر في الإتحاف "قلت: لم يتكلم عليه، وإسرائيل منكر الحديث"، وقال ابن حبان في المجروحين (1/ 200): "وهذا متن باطل إلا ذكر رفع اليدين فيه، وهذا خبر رواه عمر بن صبح عن مقاتل بن حيان، وعمر بن صبح يضع الحديث فظفر عليه إسرائيل بن حاتم فحدث به عن مقاتل بن حيان".
تَفْسِيرُ سُورَةِ قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ
بسم الله الرحمن الرحيم
4024 -
حدثنا أَبُو مُحَمَّدِ أَحْمَدُ بْن عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْحَضرَمِيُّ
(1)
، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مُرْنِي بِشَيْءٍ أَقُولُهُ. فَقَالَ: "إِذَا أَوَيْتَ إِلَى مَضْجَعِكَ فَاقْرَأْ: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}. إِلَى خَاتِمَتِهَا، فَإنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ"
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
هو: محمد بن عبد الله بن سليمان مطين، يروي عن أحمد بن عبد الله بن يونس.
(2)
إتحاف المهرة (13/ 609 - 17217).
تَفْسِيرُ سُورَةِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ
بسم الله الرحمن الرحيم
4025 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: "سُبْحَانَكَ رَبَّنا وَبِحَمْدِكَ". فَلَمَّا نَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} . قَالَ: "سُبْحَانَكَ رَبَّنا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
إتحاف المهرة (10/ 525 - 13340).
تَفْسِيرُ سُورَةِ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ
بسم الله الرحمن الرحيم
4026 -
أخبرني أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْمُزَكِّي بِمَرْوَ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَنْصَارِيُّ، ثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلِ بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ
(1)
، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ لَهَبُ بْنُ أَبِي لَهَبٍ يَسُبُّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْهِ كَلْبَكَ". فَخَرَجَ فِي قَافِلَةٍ تُرِيدُ الشَّامَ، فَنَزَلَ مَنْزِلًا، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ دَعْوَةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، قَالُوا لَهُ: كَلَّا. فَحَطُّوا مَتَاعَهُ حَوْلَهُ وَقَعَدُوا يَحْرُسُونَهُ، فَجَاءَ الْأَسَدُ فَانْتَزَعَهُ، فَذَهَبَ بِهِ
(2)
. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4027 -
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وأَنَا شَاهِدٌ: الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}
(3)
. قَالَ: كَسْبُهُ وَلَدُهُ
(4)
. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَمْ يَذْكُرْ ابْنُ عُيَيْنَةَ سَمَاعَهُ فِيهِ، ثُمَّ بَلَغَنِي أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ
(5)
.
(6)
(1)
في (و) و (ص): "عن أبي عقرب".
(2)
إتحاف المهرة (14/ 329 - 17784)، وعباس بن الفضل متروك.
(3)
(المسد: آية 2).
(4)
في (ز): "وولده".
(5)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: وهو واه".
(6)
إتحاف المهرة (7/ 368 - 8001).
4028 -
وأخبرني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثَنَا الْفَضْلُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ
(1)
، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ يَوْمًا، فَجَاءَهُ بَنُو أَبِي لَهَبٍ يَخْتَصِمُونَ فِي شَيْءٍ لَهُمْ، فَقَامَ يُصْلِحُ بَيْنَهُمْ، فَدَفَعَهُ بَعْضُهُمْ، فَوَقَعَ عَلَى الْفِرَاشِ، فَغَضِبَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَالَ: أَخْرِجُوا عَنِّي
(2)
الْكَسْبَ الْخَبِيثَ - يَعْنِي وَلَدَهُ - {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}
(3)
.
* * *
(1)
هو: عبد الله بن عثمان بن خثيم. من رجال التهذيب.
(2)
في (و) و (ص) و (م): "أخرجوا عن".
(3)
إتحاف المهرة (7/ 318 - 7907)، قال الذهبي في التلخيص:"قلت: على شرط البخاري ومسلم".
بسم الله الرحمن الرحيم
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْإِخْلَاصِ
قَدْ ذَكَرْتُ فَضَائِلَ هَذِهِ السُّورَةِ فِي كِتَابِ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ.
4029 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
(1)
، قَالَا: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضلِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْن سَابِقٍ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ
(2)
، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، انْسِبْ لَنَا رَبَّكَ. فَأَنْزَلَ اللهُ:{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (1) اللهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} . لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُولَدُ إِلَّا سَيَمُوتُ، وَلَيْسَ شَيْءٌ يَمُوتُ إِلَّا سَيُورَثُ، وَإِنَّ اللهَ لَا يَمُوتُ وَلَا يُورَثُ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. لَمْ يَكُنْ لَهُ شَبِيهٌ وَلَا عَدْلٌ، وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
ابن دحيم الشيباني.
(2)
هو: عيسى بن أبي عيسى عبد الله بن ماهان. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (1/ 186 - 18).
بسم الله الرحمن الرحيم
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْفَلَقِ
4030 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثَنَا أَبِي، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ يُحَدِّثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ التُّجِيبِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقْرَأُ مِنْ سُورَةِ يُوسُفَ وَسُورَةِ هُودٍ؟ قَالَ:"يَا عُقْبَةُ، اقْرَأْ بِأَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، فَإِنَّكَ لَنْ تَقْرَأَ بِسُورَةٍ أَحَبَّ إِلَى اللهِ، وَأَبْلَغَ عِنْدَهُ مِنْهَا، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تَفُوتَكَ فَافْعَلْ"
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4031 -
حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ خَالِهِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِهَا فَأَشَارَ بِهَا إِلَى الْقَمَرِ، فَقَالَ:"اسْتَعِيذِي بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا، فَإِنَّهُ الْغَاسِقُ إِذَا وَقَبَ"
(2)
. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4032 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ السُّكَّرِيُّ،
(1)
إتحاف المهرة (11/ 220 - 13917).
(2)
إتحاف المهرة (17/ 626 - 22909).
ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ
(1)
، عَنْ زِيادِ بْنِ ثَوْبٍ
(2)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي، فَقَالَ:"أَلَا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةٍ رَقَانِي بِهَا جِبْرِيلُ عليه السلام؟ ". فَقُلْتُ: بَلَى، بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ
(3)
. قَالَ: "بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، وَاللهُ يَشْفِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ
(4)
، {مِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}
(5)
". فَرَقَى بِهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
(6)
.
* * *
(1)
هو: عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب. وهو ضعيف.
(2)
كذا في النسخ الخطية كلها: "ثوب"، وفي التلخيص:"أيوب"، وفي الإتحاف:"ثويب"، وقال البزار في مسنده (15/ 113):"زياد بن ثويب، ويقال: ثوب، عن أبي هريرة"، وزياد بن ثويب لم يرو عنه غير عاصم بن عبيد الله العمري، ولم يوثقه غير ابن حبان، وهو من رجال التهذيب.
(3)
قوله: "يا رسول الله" ساقط من (ز) و (م).
(4)
في (و): "من كل داء يؤذيك أرقيك" وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى: "من كل داء فيك".
(5)
(الفلق: آية 4 و 5).
(6)
إتحاف المهرة (14/ 635 - 18378).
بسم الله الرحمن الرحيم
تَفْسِيرُ سُورَةِ النَّاسِ
4033 -
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ سَعِيِدِ بْنِ جُبَيْرٍ
(1)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا مِنْ
(2)
مَوْلُودٍ إِلَّا عَلَى قَلْبِهِ الْوَسْوَاسُ، فَإِنْ ذَكَرَ اللهَ خَنَسَ، وَإِنْ غَفَلَ وَسْوَسَ، وَهُوَ قَوْلُهُ عز وجل:{الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ}
(3)
.
(4)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(5)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
آخِرُ كِتَابِ التَّفْسِيرِ وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيَدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ.
* * *
(1)
قوله: "عن سعيد بن جبير" غير موجود في التلخيص.
(2)
قوله: "من" ساقط من (ز) و (و) و (ص) والمثبت من (م) والتلخيص.
(3)
(الناس: آية 4).
(4)
إتحاف المهرة (7/ 168 - 7550).
(5)
قال ابن حجر في الإتحاف: "كذا قال: وقد ذكره البخاري في صحيحه تعليقا بلا جزم، وحكيم لم يخرجا له". البخاري في التفسير (6/ 181)، وانظر فتح الباري (8/ 741).
كتاب تواريخ المُتَقَدِّمينَ
حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بن عبد الله الحافظ إِمْلَاءً فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِمِائَةٍ
كِتِاَبُ تَوَارِيخ الْمُتَقَدِّمِينَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ
وَذِكْرِ مَنَاقِبِهِمْ وَأَخْبَارِهِمْ مَعَ الأُمَمِ عَلَى لِسَانِ سَيِّدِنَا الْمُصْطفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ؛ فَإِنَّ الْإِمَامَ أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ أَخْرَجَهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مِنَ: الْجَامِعِ الصَّحِيحِ قَبْلَ بَدْءِ الشَّرِيعَةِ وَذَكرَ الصَّحَابةَ، فَاقْتَدَيْتُ بِهِ.
ذِكْرُ مَا رُوِيَ بِالْأَسَانِيدِ الصَّحِيحَةِ مِنْ ذِكْرِ آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَامْرَأَتِهِ حَوَّاءَ حِينَ أُهْبِطَا إِلَى الْأَرْضِ مِمَّا لَمْ يُخَرِّجَاهُ الشَّيْخَانِ.
4034 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ وَمُوسَى بْنُ الْحَسَنِ
(1)
بْنِ عَبَّادٍ، قَالَا: ثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَمَّا صَوَّرَ اللهُ آدَمَ تَرَكَهُ فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ، يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ، قَالَ: ظَفِرْتُ بِهِ خَلْقٌ لَا يَتَمَالَكُ"
(2)
.
(1)
في (و) و (ص): "بن الحسين".
(2)
إتحاف المهرة (1/ 510 - 586).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(1)
.
4035 -
حدثني أَبُو بَكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الْأَزْدِيُّ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا زَائِدَةُ، ثَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي مُعَاوِيَةَ
(2)
الْبَجَلِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا أُسْكِنَ آدَمُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَا بَيْنَ صلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4036 -
أخبرني أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثَنَا عَمْرُو بْن عَلِيٍّ، ثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، أَنَا عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا أَهْبَطَ اللهُ آدَمَ إِلَى أَرْضِ الْهِنْدِ
(4)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4037 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ
(5)
،
(1)
وتقدم في الإيمان برقم (105) وقال هناك: صحيح على شرط مسلم، وبلغني أنه أخرجه في الكتاب"، وتعقبه الحافظ في الإتحاف بقوله: "قلت: أظنه في حال تصنيف المستدرك كان يتكل على حفظه فلأجل هذا كثرت أوهامه، والحديث فقد أخرجه مسلم كما ظن". مسلم (8/ 31).
(2)
في التلخيص: "عمار أبو معاوية"، وهو: عمار بن معاوية أو ابن أبي معاوية، أبو معاوية الدهني البجلي الكوفي. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (7/ 161 - 7529).
(4)
إتحاف المهرة (7/ 162 - 7530).
(5)
وكذا في البعث والنشور للبيهقي (ص 141) عن المصنف به، لكن يوسف بن مهران =
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَطْيَبُ رِيحٍ فِي الْأَرْضِ الْهِنْدُ، أُهْبِطَ بِهَا آدَمُ صلى الله عليه وسلم، فَعَلَقَ شَجَرُهَا مِنْ رِيحِ الْجَنَّةِ
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4038 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، ثَنَا عَوْفٌ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: إِنَّ اللهَ لَمَّا أَخْرَجَ آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ زَوَّدَهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، وَعَلَّمَهُ صَنْعَةَ كُلِّ شَيْءٍ، فَثِمَارُكُمْ هَذِهِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، غَيْرَ أَنَّ هَذِهِ تَغَيَّرُ وَتِلْكَ لَا تَغَيَّرُ
(2)
. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4039 -
أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَحْمَسِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، ثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ
(3)
، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ الْيَهُودَ أتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَتْهُ
= البصري لم يرو عنه غير علي بن زيد بن جدعان كما قال الإمام أحمد وأبو داود وأبو حاتم الرازي، وقد أخرجه أبو عبد الله محمد بن إسحاق الفاكهي في أخبار مكة (2/ 43) عن الحسن بن علي الحلواني عن حماد بن سلمة فقال: عن على بن زيد بن جدعان عن يوسف، به مطولا، ولم يخرج مسلم ليوسف بن مهران، وانظر حديث رقم (3896)، ولعل المصنف ممن يجمع بين يوسف بن مهران ويوسف بن ماهك، فقد جمع بينهما يعقوب بن سفيان، ورجح ابن عساكر التفرقة بينهما فقال:"والصحيح أن الذي روى عنه علي بن زيد يوسف بن مهران لم يحدث عنه غيره" انظر تاريخ دمشق لابن عساكر (74/ 257) فقد نقل كلام أهل العلم في المسألة، والله أعلم.
(1)
إتحاف المهرة (11/ 508 - 14526).
(2)
إتحاف المهرة (10/ 111 - 12372).
(3)
هو: سعيد بن المرزبان البقال. من رجال التهذيب.
عَنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، فَقَالَ:"خَلَقَ اللهُ الْأَرْضَ يَوْمَ الْأَحَدِ وَالاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ اللهُ الْجِبَالَ يَوْمَ الثُّلَاَثاءِ وَمَا فِيهِنَّ مِنْ مَنَافِعَ، وَخَلَقَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ الشَّجَرَ وَالْمَاءَ وَالْمَدَائِنَ وَالْعُمْرَانَ وَالْخَرَابَ، فَهَذِه أَرْبَعَةٌ". فَقَالَ عز وجل: {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا} . إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. قَالَ اللهُ عز وجل: {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ}
(1)
. وَخَلَقَ يَوْمَ الْخَمِيسِ السَّمَاءَ، وَخَلَقَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ النُّجُومَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْمَلَائِكَةَ إِلَى ثَلَاثِ سَاعَاتٍ بَقِينَ مِنْهُ، فَخَلَقَ فِي أَوَّلِ سَاعَةٍ مِنْ هَذِهِ الثَّلَاثِ السَّاعَاتِ الْآجَالَ حِينَ يَمُوتُ مَنْ مَاتَ، وَفِي الثَّانِيَةِ أَلْقَى الْآفَة عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مِمَّا يَنْتَفِعُ بِهِ النَّاسَ، وَفِي الثَّالِثَةِ آدَمَ وَأَسْكَنَهُ الْجَنَّةَ، وَأَمَرَ إِبْلِيسَ بِالسُّجُودِ لَهُ، وَأَخْرَجَهُ مِنْهَا فِي آخِرِ سَاعةٍ". ثُمَّ قَالَتِ الْيَهُودُ: ثُمَّ مَاذَا يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: "ثُمَّ اسْتوَى عَلَى الْعَرْشِ". قَالوا: قَدْ أَصَبْتَ لَوْ أَتْمَمْتَ.
قَالُوا: ثُمَّ اسْتَراحَ. قَالَ: فَغَضِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غَضَبًا شَدِيدًا، فَنَزَلَتْ:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ}
(2)
.
(3)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(4)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4040 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ
(1)
(فصلت: آية 9 و 10).
(2)
(ق: آية 38 و 39).
(3)
إتحاف المهرة (7/ 604 - 8572)، وقد تقدم برقم (3723).
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: أبو سعد البقال، قال ابن معين: لَا يكتب حديثه".
الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيٍّ السَّعْدِيِّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ آدَمُ رَجُلًا طُوَالًا كَثِيرَ شَعْرِ الرَّأْسِ كَأَنَّهُ نَخْلَةٌ جَوْفَاءُ
(1)
.
(2)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4041 -
حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو
(3)
، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتِ الشَّمْسُ فِيهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِيهِ
(4)
خُلِقَ آدم، وَفيهِ أُهبِطَ إِلَى الْأَرْضِ"
(5)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ. وَقَدْ أَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ
(6)
.
4042 -
أخبرنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُكْرَمٍ بِبَغْدَادَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ
(7)
، ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ
(1)
في التلخيص: "سحوقا".
(2)
إتحاف المهرة (1/ 249 - 103).
(3)
هو: ابن علقمة.
(4)
قوله: "فيه" غير موجود في (ز).
(5)
إتحاف المهرة (16/ 87 - 20428).
(6)
بل انفرد به مسلم (3/ 6) من حديث الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا وسياقه: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها"، وانظر تعليق المصنف على حديث رقم (1041).
(7)
في النسخ الخطية كلها: "المروزي"، والمثبت من الأسماء والصفات للبيهقي (2/ 149) عن المصنف، فهو: الحسين بن محمد بن بهرام التميمي البغدادي، من مرو الروذ.
جَبْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَخَذَ اللهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ عليه السلام بِنَعْمَانَ - يَعْني بِعَرَفَةَ - فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قُبُلًا، وَقَالَ:{أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} . إِلَى قَوْلهِ: {بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}
(1)
".
(2)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4043 -
أخبرنا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ وَأَبُو الْحَسَنِ الْعَنَزِيُّ
(4)
، قَالَا: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}
(5)
. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَمِينِهِ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً، فَقَالَ:
(1)
(الأعراف: آية 172 و 173).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 198 - 7625).
(3)
قال ابن الملقن في كتابه مختصر استدراك الذهبي (2/ 997): "قلت: على شرط البخاري ومسلم"، وقوله:"قلت" يوحي أنه من كلام الذهبي، ولم نجده في التلخيص، والبخاري لم يحتج بكلثوم، وقد أخرجه المصنف قبل ذلك في الإيمان (75) من طريق وهب بن جرير عن أبيه به، وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتج مسلم بكلثوم بن جبر"، وأخرجه النسائي في الكبرى (10/ 102)، وقال:"وكلثوم هذا ليس بالقوي، وحديثه ليس المحفوظ".
(4)
في (و) و (ص): "العنبري"، وهو: أحمد بن محمد بن عبدوس، وأبو النضر هو: محمد بن محمد بن يوسف الفقيه الشافعي.
(5)
(الأعراف: آية 172).
هَؤُلاءِ لِلْجَنَّةِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَعْمَلُونَ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً، فَقَالَ: خَلَقْتُ هَؤُلاءِ لِلنَّارِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ يَعْمَلُونَ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ قَالَ: إِنَّ اللهَ إِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلْجَنَّةِ اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
(1)
، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وَإِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلنَّارِ اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلَ النَّارَ"
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4044 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صالِحٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ}
(3)
. قَالَ: أَيْ رَبِّ أَلَمْ تخْلُقْنِي بِيَدِكَ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: أَيْ رَبِّ، أَلمْ تَنْفُخْ فِيَّ مِنْ رُوحِكَ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: أَيْ رَبِّ، أَلمْ تُسْكِنِّي جَنَّتَكَ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: أَيْ رَبِّ، أَلَمْ تَسْبِقْ رَحْمَتُكَ غَضَبَكَ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ تُبْتُ وَأَصْلَحْتُ أَرَاجِعِي أَنْتَ إِلَى الْجَنَّةِ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَهُوَ قَوْلُهُ: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ}
(4)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4045 -
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْأَدَمِيُّ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو
(1)
في (و): "بعمل الجنة".
(2)
إتحاف المهرة (7/ 162 - 7531)، وقد تقدم في الإيمان (74)، وقال الذهبي هناك:"قلت: فيه إرسال"، وانظر حديث رقم (3293).
(3)
(البقرة: آية 37).
(4)
إتحاف المهرة (7/ 168 - 7550).
قِلَابَةَ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كَانَتْ حَوَّاءُ لَا يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ، فَنَذَرَتْ لَئِنْ
(1)
عَاشَ لهَا وَلَدٌ لَتُسَمِّيَنَّهُ
(2)
عَبْدَ الْحَارِثِ، فَعَاشَ لهَا وَلَدٌ فَسَمَّتْهُ عَبْدَ الْحَارِثِ، وإنَّمَا كَانَ ذَلِكَ عَنْ وَحْيِ الشَّيْطَانِ
(3)
"
(4)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4046 -
حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيِّ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَمَّا تُوُفِّيَ آدَمُ غَسَّلَتْهُ الْمَلاِئكَةُ بِالْمَاءِ وِتْرًا وَأَلْحَدُوا لَهُ، وَقَالُوا: هَذِهِ سُنَّةُ آدَمَ فِي وَلَدِه"
(5)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
في (و) و (ص): "إن".
(2)
في (و) و (ص): "لتسميه" وفي التلخيص: "تسميه".
(3)
في (و) و (ص): "عن وحي من الشيطان"، وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"عن وحي الشيطان".
(4)
إتحاف المهرة (6/ 47 - 6105)، وعمر بن إبراهيم أبو حفص العبدي ينفرد عن قتادة بمناكير.
(5)
إتحاف المهرة (1/ 248 - 100).
ذِكْرُ نُوحٍ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
-
وَاخْتَلَفُوا فِي نُوحٍ وَإِدْرِيسَ فَقِيلَ: إِنَّ إِدْرِيسَ قَبْلَهُ، وَأَكْثَرُ الصَّحَابَةِ عَلَى أَنَّ نُوحًا قَبْلَ إِدْرِيسَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمَا
4047 -
حدثنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَحْمَسِيُّ، ثَنَا الْحُسَينُ
(1)
بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "بَعَثَ اللهُ نُوحًا لِأَرْبَعِينَ سَنَةً وَلَبِثَ فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا يَدْعُوهُمْ، وَعَاشَ بَعْدَ الطُّوفَانِ سِتِّينَ سَنَةً حَتَّى كَثُرَ النَّاسُ، وَفَشَوْا"
(2)
.
قَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ، فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ: أَنْتَ أَوَّلُ رَسُولٍ أُرْسِلَ إِلَى الْأَرْضِ.
4048 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَتَّابٍ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ
(3)
، ثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ الرَّقَّامُ، ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ،
(1)
في (م): "الحسن".
(2)
إتحاف المهرة (8/ 144 - 9093).
(3)
هو: جعفر بن محمد بن أبي عثمان، أبو محمد، وقيل: أبو الفضل الطيالسي البغدادي.
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "وَلَدُ نُوحٍ ثَلَاثَة: سَامُ وَحَامُ، وَيَافِثُ أَبُ الرُّومِ"
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(2)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4049 -
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الدَّقِيقِيُّ
(3)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ النَّسَوِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، ثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَيِّدُ الْأَنْبِيَاءِ خَمْسَةٌ، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم سَيِّدُ الْخَمْسَةِ: نُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَعِيسَى وَمُحَمَّدٌ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ
(4)
.
(5)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَإِنْ كَانَ مَوْقُوفًا عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ.
4050 -
حدثني عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ، ثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ قَطَنٍ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيبَةَ
(6)
وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ
(1)
إتحاف المهرة (6/ 31 - 6079).
(2)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: غريبة، قال أحمد - (33/ 392) - عن عبد الوهاب عن سعيد به، ولم يذكر عمران"، نقول: وكذا رواه غير واحد عن سعيد، ورواه الطبراني في الكبير (18/ 145) من طريق أزهر بن مروان الرقاشي، وعياش بن الوليد الرقام - جَمعهُما - عن عبد الأعلى به فقال: عن عمران بن حصين وسمرة، والله أعلم.
(3)
هو: محمد بن يوسف بن إبراهيم، أبو عبد الله المؤذن الدقاق.
(4)
في (و) و (ص): "صلى الله عليهم"، وفي (م):"صلوات الله وسلامه عليهم".
(5)
إتحاف المهرة (15/ 47 - 18837).
(6)
في التلخيص: "ابن أبي أنيسة"!، وكتب ابن الوزير في (و) فوقها:"أظنه ليلى"، وظنه خطأ، فهو: محمد بن عبد الرحمن ابن أبي لبيبة، ويقال: ابن لبيبة، وقد أدخل بعضهم جده أبا لبيبة أو لبيبة في الصحابة، وقيل: لبيبة أمه، وأبو لبيبة أبوه واسمه وردان، ومحمد ضعيف يرسل.
جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ ذَكَرَ قَوْلَ اللهِ عز وجل:{إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ}
(1)
. فَذَكَرَ أَنَّ نُوحًا اغْتَسَلَ، فَرَأَى ابْنَهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: تَنْظُرُ إلَيَّ وَأَنَا أَغْتَسِلُ حَارَ اللهُ لَوْنَكَ. قَالَ: فَاسْوَدَّ، فَهُوَ أَبُو السُّودَانِ
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4051 -
أخبرني أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْخَفَّافُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ
(4)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ نُوحٍ وَآدَمَ عَشَرَةُ قُرُونٍ كُلُّهُمْ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْحَقِّ، فَاخْتَلَفُوا فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ. قَالَ: وَكَذَلِكَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللهِ: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فاختَلَفُوا}
(5)
.
(6)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4052 -
أخبرنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاتِي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، ثَنَا فَائِدٌ مَوْلَى عُبَيْدِ اللهِ
(7)
بْنِ عَلِيٍّ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْ رَحِمَ اللهُ أَحَدًا مِنْ قَوْمِ نُوحٍ لَرَحِمَ أُمَّ
(1)
(نوح: آية 1).
(2)
إتحاف المهرة (10/ 542 - 13387).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: محمد ضعفوه".
(4)
هو: ابن عبد الله، أبو الفضل البزاز المعدل النيسابوري.
(5)
(البقرة: آية 213).
(6)
إتحاف المهرة (7/ 574 - 8491)، وقد تقدم في التفسير (3694).
(7)
في (ز) و (م) والتلخيص: "عبد الله".
الصَّبِيِّ". قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَانَ نُوحٌ مَكَثَ فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ حَتَّى كَانَ آخِرُ زَمَانِهِ غَرَسَ شَجَرَةً، فَعَظُمَتْ وَذَهَبَتْ كُلَّ مَذْهَبٍ، ثُمَّ قَطَعَهَا، ثُمَّ جَعَلَ لَعْمَلُ سَفِينَةً، فَيَسْخَرُونَ مِنْهُ، وَيَقُولُونَ: يَعْمَلُ سَفِينَةً في الْبَرِّ، فكَيْفَ تَجْرِي؟ فَيَقُول: سَوْفَ تَعْلَمُونَ. فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهَا وَفَارَ التَّنُّورُ وَكَثُرَ الْمَاءُ فِي السِّكَكِ خَشِيَتْ أُمُّ الصَّبِىِّ عَلَيْهِ، وَكَانَتْ تُّحِبُّهُ حُبًّا شَدِيدًا، فَخَرَجَتْ إِلَى الْجَبَلِ حَتَّى بَلَغَتْ ثُلُثَهُ، فَلَمَّا بَلَغَهَا الْمَاءُ خَرَجَتْ بِهِ حَتَّى بَلَغَتْ ثُلُثَيِ الْجَبَلِ، فَلَمَّا بَلَغَهَا خَرَجَتْ حَتَّى اسْتَوَتْ عَلَى الْجَبَلِ، فَلَمَّا بَلَغَ الْمَاءُ رَقَبَتَهَا رَفَعَتْهُ بِيَدِهَا حَتَّى ذَهَبَ بِهِ الْمَاءُ، فَلَوْ رَحِمَ اللهُ مِنْهُمْ أَحَدًا لَرَحِمَ أُمَّ الصَّبِيِّ"
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4053 -
أخبرني أَبُو سَعِيدٍ الْأَحْمَسِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حسَّانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ
(2)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: جَمَعَ رَبُّنَا عز وجل لِنُوحٍ عِلْمَ الْمَاضِينَ كُلِّهِمْ وَأَيَّدَهُ بِرُوحٍ مِنْهُ، فَدَعَا قَوْمَهُ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِائَةٍ وَخَمْسِينَ
(3)
سَنَةً، كُلَّمَا مَضَى قَرْنٌ اتَّبَعَهُ قَرْنٌ، فَزَادَهُمْ كُفْرًا وَطُغْيَانًا
(4)
.
(1)
إتحاف المهرة (16/ 1003 - 21507)، وقد تقدم في التفسير (3347)، وقال الذهبي هناك:"قلت: إسناده مظلم، وموسى ليس بذاك".
(2)
هو: ابن محمد بن علي الباقر ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، ومحمد بن حسان وابن أخيه الحسين بن علي، لم نقف لهما على ترجمة.
(3)
كذا في النسخ الخطية كلها، والتلخيص، وهو خطأ.
(4)
إتحاف المهرة (11/ 617 - 14746).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4054 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، ثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: وَذَكَرَ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ سَبْعَةِ رَهْطٍ شَهِدُوا بَدْرًا، قَالَ وَهْبٌ: وَقَدْ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، كُلُّهُمْ رَفَعُوا الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ اللهَ يَدْعُو نُوحًا وَقَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوَّلَ النَّاسِ، فَيَقُولُ: مَاذَا أَجَبْتُمْ نُوحًا؟ فَيَقُولُونَ: مَا دَعَانَا وَمَا بَلَّغَنَا وَلَا نَصَحَنَا وَلَا أَمَرَنَا وَلَا نَهَانَا. فَيَقُولُ نُوحٌ: دَعَوْتُهُمْ يَا رَبِّ دُعَاءً فَاشِيًا فِي الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ. أُمَّةً بَعْدَ أُمَّةٍ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى خَاتَمِ النَّبِيِّينَ أَحْمَدَ فَانْتَسَخَهُ وَقَرَأَهُ وَآمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ، فَيَقُولُ اللهُ لِلْمَلائِكَةِ: ادْعُوا أَحْمَدَ وَأُمَّتَهُ". فَيَأْتِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأُمَّتُهُ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، فَيَقُولُ نُوحٌ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَأُمَّتِهِ: هَلْ تَعْلَمُونَ أنِّي بَلَّغْتُ قَوْمِي الرِّسَالَةَ وَاجْتَهَدْتُ لَهُمْ بِالنَّصِيحَةِ، وَجَهِدْتُ أَنْ أَسْتَنْقِذَهُمْ مِنَ النَّارِ سِرًّا وَجِهَارًا، فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا؟ فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأُمَّتُهُ: "فَإِنَّا نَشْهَدُ بِمَا نَشَدْتَنَا
(1)
بِهِ أَنَّكَ فِي جَمِيعِ مَا قُلْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ". فَيَقُولُ قَوْمُ نُوحٍ: وَأَنَّى عَلِمْتَ هَذَا يَا أَحْمَدُ أَنْتَ وَأُمَّتُكَ وَنَحْنُ أَوَّلُ الْأُمَمِ وَأَنْتَ وَأُمَّتُكَ آخِرُ الْأُمَمِ؟ فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. قَرَأَ السُّورَةَ حَتَّى خَتَمَهَا، فَإِذَا خَتَمَهَا، قَالَتْ أُمَّتُهُ نَشْهَدُ أَنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ، وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللهُ، وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ".
(1)
في التلخيص: "أشهدتنا".
فَيَقُولُ اللهُ عز وجل عِنْدَ ذَلِكَ: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ}
(1)
فَهُمْ أَوَّلُ مَنْ يَمْتَازُ فِي النَّارِ
(2)
.
(3)
* * *
(1)
(يس: آية 59).
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: إسناده واه"، نقول: إدريس بن سنان ابن بنت وهب بن منبه تركه الدراقطني، وابنه عبد المنعم قال فيه البخاري: ذاهب الحديث، وكذبه الإمام أحمد ويحيى بن معين.
(3)
إتحاف المهرة (8/ 128 - 9057).
ذِكْرُ إِدْرِيسَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
-
4055 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ السَّدُوسِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، ثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ
(1)
، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ تَلَا
(2)
هَذِهِ الْآيَةَ: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}
(3)
. قَالَ: كَانَتْ فِيمَا بَيْنَ نُوحٍ وَإِدْرِيسَ أَلْفُ سَنَةٍ، وَأَنَّ بَطْنَيْنِ مِنْ وَلَدِ آدَمَ كَانَ أَحَدُهُمَا يَسْكُنُ السَّهْلَ، وَالْآخَرُ يَسْكُنُ الْجَبَلَ، وَكَانَ رِجَالُ الْجَبَلِ صِبَاحًا، وَفِي النِّسَاءِ دَمَامَةٌ، وَكَانَتْ نِسَاءُ السَّهْلِ صِبَاحًا، وَفِي الرِّجَالِ دَمَامَةٌ، وَإِنَّ إِبْلِيسَ أَتَى رَجُلًا مِنْ أَهْلِ السَّهْلِ فِي صُورَةِ غُلَامِ الرُّعَاةِ، فَجَاءَ فِيهِ بِصَوْتٍ لَمْ يَسْمَعِ النَّاسُ مِثْلَهُ، فَاتَّخَذُوا عِيدًا يَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ فِي السَّنَةِ، وَإِنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَبَلِ هَجَمَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ فِي عِيدِهِمْ ذَلِكَ، فَرَأَى النِّسَاءَ وَصبَاحَتَهُنَّ، فَأَتَى أَصْحَابَهُ، فَأَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ، فَتَحَوَّلُوا إِلَيْهِنَّ، وَنَزَلُوا مَعَهُنَّ، فَظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِيهِمْ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عز وجل:{وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}
(4)
.
4056 -
فأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْفَرَائِيِنِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ البَرَاءِ، أَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنبِّهٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ
(1)
في (و) و (ص): "أحمد"، وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"أحمر".
(2)
في (و): "قرأ"، وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"تلا".
(3)
(الأحزاب: آية 33).
(4)
إتحاف المهرة (7/ 574 - 8491).
إِدْرِيسَ، مَنْ هُوَ وَفِي أَيِّ زَمَانٍ هُوَ؟ قَالَ: هُوَ جَدُّ نُوحٍ الَّذِي يُقَالُ لَهُ خَنُوخُ، وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ حَيٌّ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْن إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ: كَانَ إِدْرِيسُ أَوَّلَ بَنِي آدَمَ
(1)
أُعْطِيَ النُّبُوَّةَ، وَهُوَ أَخْنُوخُ بْنُ يَرْدَ
(2)
بْنِ أَهْلَالِيلَ
(3)
بْنِ قَينَانَ بْنِ يَانَشَ بْنِ شِيثَ بْنِ آدَمَ
(4)
.
(5)
4057 -
أخبرني أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَحْمَسِيّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرٍ السَّمُرِيُّ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مُعَاذٍ الْيَشْكُرِيُّ، ثَنَا مُدْرِكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَنَزِيُّ
(6)
، [ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ]
(7)
، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ
(8)
قَالَ: ثُمَّ كَانَ نَبِيُّ اللهِ إِدْرِيسَ رَجُلًا أَبْيَضَ طَوِيلًا، ضَخْمَ الْبَطْنِ، عَرِيضَ الصَّدْرِ، قَلِيلَ شَعْرِ الْجَسَدِ، كَثِيرَ
(9)
(1)
في (ز) و (م) والتلخيص: "أول نبي أعطي".
(2)
تقرأ في جميع النسخ: "يزيد"، والمثبت من سيرة ابن هشام (ص 3)، وغيرها ممن نقل عن ابن إسحاق، وكذا ضبطه ابن ماكولا في الإكمال (1/ 257)، وسماه الكلبي كما في طبقات ابن سعد (ص 36):"يارد".
(3)
في سيرة ابن هشام والتاريخ الكبير (1/ 6): "مهلاليل"، وسماه الكلبي:"مهلائيل"، وقال الصالحي في سبل الهدى والرشاد (1/ 379):"بميم مفتوحة فهاء ساكنة فلام فألف، وقد يقال: بالباء بعد اللام الأولى".
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: عبد المنعم كذبه أحمد".
(5)
إتحاف المهرة (19/ 598 - 25411).
(6)
في (و) و (ص): "العنبري".
(7)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والإتحاف، والمثبت من سائر أسانيد المصنف، فهذا حديث كبير في أخبار الأنبياء قد أورده المصنف مقطعا، وذكر في كل مرة سنده إليه.
(8)
قوله: "عن الحسن البصري، عن سمرة بن جندب" مكانه بياض في (و) و (ص).
(9)
في (م): "كبير".
شَعْرِ الرَّأْسِ، وَكَانَتْ إِحْدَى عَيْنَيْهِ أَعْظَمَ مِنَ الأُخرَى، وَكَانَتْ فِي صَدْرِهِ نَكْتَةُ بَيَاضٍ مِنْ غَيْرِ بَرَصٍ، فَلَمَّا رَأَى اللهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ مَا رَأَى مِنْ جَوْرِهِمْ وَاعْتِدَائِهِمْ فِي أَمْرِ اللهِ رَفَعَهُ اللهُ إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ فَهُوَ حَيْثُ يَقُولُ {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}
(1)
.
(2)
4058 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ الْأَصْبَهَانيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ التَّمِيمِيُّ، ثَنَا الْحُسَينُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ
(3)
، قَالَ: وَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ عَلَى رَأْسِي، فَقَالَ:"هَذَا الْغُلَامُ يَعِيشُ قَرْنًا". قَالَ: فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: لِقَوْلُ اللهُ عز وجل: {وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا}
(4)
. فَكَانَ
(5)
بَيْنَ نُوحِ وَآدَمَ عَشَرَةُ قُرُونٍ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ إِبْرَاهِيمَ عَشَرَةُ قُرُونٍ، فَوُلِدَ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ عَلَى رَأْسِ أَلْفَي سَنَةٍ مِنْ خَلْقِ آدَمَ.
(6)
* * *
(1)
(مريم: آيه 57).
(2)
إتحاف المهرة (6/ 44 - 6099)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: إسناده مظلم لَا تقوم به حجة"، ويأتي برقم (4085) وغيره من رواية سمرة عن كعب الأحبار.
(3)
في (و): "بشر".
(4)
(الفرقان: آية 38).
(5)
في (و): "فقال".
(6)
إتحاف المهرة (6/ 535 - 6949)، ثم قال:"قلت: لم يتكلم عليه، وهو ضعيف جدا، ولكن رواه بإسناد أمثل من هذا"، برقم (8774) والذي بعده.
ذِكْرُ إِبرَاهِيمَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَلِيلِ اللهِ عز وجل
وَبيْنَهُ وَبَيْنَ نُوحٍ هُودٌ وَصَالِحٌ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا
4059 -
أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ
(1)
، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "فَيَقُولُونَ يَا إِبْرَاهِيمُ، أَنْتَ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ، قَدْ سَمِعَ بِخَلَّتِكُما أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلُ الْأَرْضِ"
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
4060 -
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ
(4)
الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ الرَّقِّيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: ثَنَا جُنْدُبٌ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ قَبْلَ أَنْ يُتَوَفَّى: "إِنَّ اللهَ قَدْ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا
(5)
"
(6)
.
(1)
قوله: "محمد بن عبد السلام، ثنا" مكانه بياض في (و) و (ص).
(2)
إتحاف المهرة (16/ 44 - 20347).
(3)
بل أخرجه مسلم بتمامه (1/ 129) عن زهير بن حرب عن جرير به، وقال فيه:"وساق الحديث بمعنى حديث أبي حيان عن أبي زرعة"، واتفق هو والبخاري (4/ 141، 134) و (6/ 84) على حديث أبي حيان يحيى بن سعيد التيمي عن أبي زرعة به بطوله.
(4)
في (و) و (ص): "سليمان".
(5)
زاد في التلخيص في هذا الموضع: "كما اتخذ إبراهيم خليلا".
(6)
إتحاف المهرة (4/ 86 - 3990).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(1)
.
4061 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِي، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، لَمَّا رَأَى الصُّوَرَ فِي الْبَيْتِ لَمْ يَدْخُلْ حَتَّى أَمَرَ بِهَا فَنُحِّيَتْ. وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ بِأَيْدِيهِمَا الْأَزْلَامَ، فَقَالَ:"قَاتَلَهُمُ اللهُ، وَاللهِ إِنِ اسْتَقْسَمَا بِالأَزْلامِ قَطُّ"
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيَّ
(3)
.
4062 -
فحدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَإِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ وَصَفِيُّهُ وَنَبِيُّهُ صلى الله عليه وسلم ابْنُ آزَرَ
(4)
بْنِ نَاحُورَ
(5)
بْنِ شَارُوخَ بْنِ رَاعُوا
(6)
بْنِ فَالِخِ بْنِ
(1)
بل أخرجه مسلم في كتاب المساجد (2/ 67) من حديث زكرياء بن عدي عن عبيد الله بن عمرو الرقي به مطولا.
(2)
إتحاف المهرة (7/ 509 - 8336).
(3)
قد أخرجه في كتاب الحج (2/ 150) وأحاديث الأنبياء (4/ 139) والمغازي (5/ 148) من حديث عبد الوراث بن سعيد ومعمر بن راشد، وعلقه وهيب عن عكرمة.
(4)
قوله: "ابن آزر" ساقط من (و) و (ص).
(5)
في (و): "ناخور" وفي (م): "ماجور".
(6)
كذا، وفي (ص) وحدها:"راغوا" بالمعجمة، وقال الصالحي في سبل الهدى والرشاد (1/ 370):"راغو: بغين معجمة مضمومة، وحكى التوزري إهمالها، وأرغو بفتح الهمزة وسكون الراء وضم الغين المعجمة أو المهملة، ويقال: رغو بفتح الراء وسكون الغين المعجمة".
عَابَرِ
(1)
بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخْشَذَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ صَلَوَاتُ اللهُ عَلَيْهِ
(2)
.
4063 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْفَرَائِينِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، ثَنَا الْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَرَّانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ
(3)
، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ
(4)
، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: طَلَعَتْ كَفٌّ مِنَ السَّمَاءِ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهَا شَعْرَةٌ بَيْضَاءُ، فَجَعَلَتْ تَدْنُو مِنْ رَأْسِ إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ تَدْنُو، فَأَلْقَتْهَا فِي رَأْسِهِ، وَقَالَتِ: اشْتَعِلْ وَقَارًا. ثُمَّ أَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ أَنْ يَتَطَهَّرَ، فتَوَضَّأَ ثُمَّ أَوْحَى اللهُ أَنْ تَطَهَّرَ
(5)
فَاغْتَسَلَ
(6)
، ثُمَّ أَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ أَنْ تَطَهَّرَ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ شَابَ وَاخْتَتَنَ، وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ مِمَّا أَنْزَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ فِي الْقُرْآنِ، فَكَانَ فِيمَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِ
(7)
(8)
. وَ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} . إِلَى قَوْلِهِ: {الَّذِينَ
(1)
في (و)(ص) والتلخيص: "عامر".
(2)
إتحاف المهرة (19/ 415 - 25122).
(3)
هو: خالد بن أبي يزيد، ويقال: ابن يزيد الحراني.
(4)
هو: علي بن يزيد بن أبي هلال الألهاني، ضعيف يروي عن القاسم بن عبد الرحمن الشامي.
(5)
قوله: "أن تطهر" سقطت من (و) و (ص).
(6)
من قوله: "وقارا" إلى هنا غير موجود في (م)، والتلخيص، والدر المنثور (1/ 600) نقلا عن المصنف.
(7)
في (و) و (ص): "إليه".
(8)
(التوبة: آية 112).
يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
(1)
. وَالَّتِي فِي الْأَحْزَابِ: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ}
(2)
. إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَالَّتِي فِي سَأَلَ سَائِلٌ:{الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} . إِلَى قَوْلِهِ: {وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ}
(3)
. فَلَمْ يَفِ
(4)
بِهَذِهِ السِّهَامِ
(5)
إِلَّا إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللهِ، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمَا
(6)
.
4064 -
حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ الْبَزَّازُ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ بِعْدَ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ بِالْقَدُومِ، وَمَاتَ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ مِائَتَيْ سَنَةٍ
(7)
.
4065 -
فحدثناه أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا تَمِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ. وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْأَحْمَسِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَا: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ بَعْدَ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ بِالْقَدُومِ،
(1)
(المؤمنون: آية 1 إلى 11).
(2)
(الأحزاب: آية 35).
(3)
(الفرقان: آية 23 إلى 33).
(4)
قوله: "فلم يف" ساقط من (و) و (ص).
(5)
في (ص): "الشهادة".
(6)
إتحاف المهرة (6/ 245 - 6435).
(7)
إتحاف المهرة (14/ 785 - 18714).
ثُمَّ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَمَانِينَ سَنَةً
(1)
.
4066 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَيَّاشٍ الرَّمْلِيُّ، ثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
(2)
، ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا أُمِرَ إِبْرَاهِيمُ بِبِنَاءِ الْبَيْتِ خَرَجَ مَعَهُ إِسْمَاعِيلُ
(3)
وَهَاجَرُ، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ رَأَى عَلَى رَأْسِهِ فِي مَوْضِعِ الْبَيْتِ مِثْلَ الْغَمَامَةِ فِيهِ مِثْلُ الرَّأْسِ فَكَلَّمَهُ، فَقَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ ابْنِ عَلَى ظِلِّي أَوْ عَلَى قَدْرِي، وَلَا تَزِدْ وَلَا تَنْقُصْ. فَلَمَّا بَنَى خَرَجَ، وَخَلَّفَ إِسْمَاعِيلَ وَهَاجَرَ، وَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ
(4)
(5)
.
(6)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4067 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ،
(1)
إتحاف المهرة (14/ 785 - 18714)، لكن أخرج البخاري (4/ 140) و (8/ 66)، ومسلم (7/ 97) من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا "اختتن إبراهيم وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم"، فيُحمل هذا على أنه حسب من مبدأ نبوته، وما استدركه المصنف - إن صح - على أنه حسب من مبدأ مولده، وانظر فتح الباري (6/ 390) و (11/ 88).
(2)
قوله: "مؤمل" غير موجود في (و).
(3)
قوله: "إسماعيل" ساقط من (ز).
(4)
في (و) و (ص): "أنزل".
(5)
(الحج: آية 26).
(6)
إتحاف المهرة (11/ 330 - 14132)، وحارثة بن مضرب العبدي وُثق، ولم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، ولم يخرج له الشيخان.
ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافَعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ كَثِيرَ بْنَ كَثِيرٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام، فَوَجَدَ إِسْمَاعِيلَ يُصْلِحُ بَيْتًا
(1)
لَهُ مِنْ وَرَاءِ زَمْزَمَ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: يَا إِسْمَاعِيلُ، إِنَّ رَبَّكَ قَدْ أَمَرَنِي. فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ: فَأَطِعْ رَبَّكَ فِيمَا أَمَرَكَ. قَالَ: فَأَعِنِّي عَلَيْهِ. قَالَ: فَقَامَ مَعَهُ، فَجَعَلَ إِبْرَاهِيمُ يَبْنِيهِ وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ، وَيَقُولَانِ:{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
(2)
.
(3)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(4)
.
4068 -
أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ، أَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا بَنَى إِبْرَاهِيمُ الْبَيْتَ أَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: أَنْ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ. قَالَ: فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ قَدِ اتَّخَذَ بَيْتًا وَأَمَرَكُمْ أَنْ تَحُجُّوهُ، فَاسْتَجَابَ لَهُ مَا سَمِعَهُ
(5)
مِنْ
(6)
حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ أَكَمَةٍ أَوْ تُرَابٍ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ
(7)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
كذا، وعند البخاري:"نبلا".
(2)
(البقرة: آية 127).
(3)
إتحاف المهرة (7/ 162 - 7532).
(4)
بل أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء (4/ 144) من حديث أبي عامر العقدي عن إبراهيم بن نافع به مطولا، وفي (3/ 112) و (4/ 142) من حديث أيوب وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وادعة به بطوله.
(5)
قوله: "ما سمعه" مكانه بياض في (و) و (ص).
(6)
في (و) و (ص): "كل".
(7)
إتحاف المهرة (7/ 163 - 7533).
4069 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عطاءٍ، أَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْإِسْلَامُ ثَلَاثُونَ سَهْمًا وَمَا ابْتُلِيَ بِهَذا الدِّينِ أَحَدٌ فَأَقَامَهُ، إِلَّا إِبْرَاهِيمُ عليه السلام، قَالَ اللهُ:{وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}
(1)
. فَكَتَبَ اللهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4070 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْخَلِيلِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: اسْتَغْفَرَ رَجُلٌ لِأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ، فَقُلْتُ: أَتَسْتَغْفِرُ لَهُمَا وَهُمَا مُشْرِكَانِ؟ فَقَالَ: اسْتَغْفَرَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ. فَذَكَرْتُ
(3)
ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللهُ:{وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ}
(4)
.
(5)
* * *
(1)
(النجم: آية 37).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 581 - 8512).
(3)
في (م): "فذكر".
(4)
(التوبة: آية 114).
(5)
إتحاف المهرة (11/ 489 - 14492)، وقد تقدم برقم (3326) من حديث أبي نعيم وأبي حذيفة ووكيع عن الثوري به.
ذِكْرُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللهِ
(1)
عَلَيْهِمَا
4071 -
أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي [مَسَرَّةَ]
(2)
، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ
(3)
، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
(4)
بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ
(5)
، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ نَطَقَ بِالْعَرَبِيَّةِ، وَوُضِعَ الْكِتَابُ عَلَى لَفْظِهِ وَمَنْطِقِهِ، ثُمَّ جَعَلَهُ كِتَابًا وَاحِدًا مِثْلَ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْمَوْصُولُ، حَتَّى فَرَّقَ بَيْنَهُ وَلَدُهُ
(6)
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللهِ
(7)
عَلَيْهِمَا
(8)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(9)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4072 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، أَظُنُّهُ عَنْ
(1)
في (و): "صلاة الله".
(2)
في النسخ الخطية كلها: "ميسرة" مصحف، والمثبت من سائر أسانيد المصنف.
(3)
هو: عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز، يعرف بابن أبي ثابت. من رجال التهذيب.
(4)
في النسخ الخطية كلها: "إسماعيل بن إبراهيم"، والمثبت من الإتحاف، ومن شعب الإيمان للبيهقي (3/ 164) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، وهو الصواب، وابن أبي حبيبة وعبد العزيز ابن أبي ثابت متروكان.
(5)
قوله: "بن إبراهيم بن أبي حبيبة" مكانه بياض في (و) و (ص).
(6)
في التلخيص: "حتى فرق بينه وبين ولده".
(7)
في (و): "صلاة الله".
(8)
إتحاف المهرة (7/ 588 - 8530).
(9)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: عبد العزيز واه".
مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ وُلاةً مِنَ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ وَلِيِّي وَخَلِيلِي أَبِي إِبْرَاهِيمُ". ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ}
(1)
. الْآيَةَ
(2)
.
4073 -
حدثناه أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ بُطَّةَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ وُلاةً مِنَ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ وَلِيِّي مِنْهُمْ أَبِي وَخَلِيلِي". ثُمَّ قَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ}
(3)
. إِلَى آخِرِ الْآيَةِ
(4)
. حَدِيثُ أَبِي نُعَيْمٍ إِذَا جُمِعَ بَيْنَهُ، وَبَيْنَ حَدِيثِ الْوَاقِدِيِّ صَحَّ، فَإِنَّهُ لَابُدَّ مِنْ مَسْرُوقٍ.
4074 -
أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ
(5)
، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ
(1)
(آل عمران: آية 68).
(2)
إتحاف المهرة (10/ 474 - 13219) ثم قال: "قلت: ليس في رواية أبي نعيم ذكر مسروق، كذا رواه الترمذي - (5/ 248) - عن محمود، عنه. وقال: إنه أصح من حديث من ذكره، وإن المحفوظ رواية من رواه عن الثوري من غير ذكر مسروق فيه. انتهى. وهذه رواية وكيع، عن سفيان، بغير ذكر مسروق. وأثبت ذكر مسروق فيه أبو أحمد الزبيري"، نقول: وقد تقدم (3187) من حديث محمد بن عبيد الطنافسي عن الثوري به متصلا بذكر مسروق!، فانظره.
(3)
(آل عمران: آية 68).
(4)
إتحاف المهرة (10/ 474 - 13219).
(5)
قوله: "أنا الحسن بن علي بن زياد" مكانه بياض (و) و (ص).
كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ
(1)
، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا افْتَتَحْتُمْ مِصْرَ فَاسْتَوْصُوا بالْقِبْطِ خَيْرًا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا". قَالَ: الزُّهْرِيُّ قَالَ: الرَّحِمُ؛ أَنَّ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ مِنْهُمْ
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4075 -
أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَحْمَسِيُّ، بِالْكُوفَةِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرٍ السَّمُرِيُّ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنِي مُدْرِكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ
(3)
: كَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نَبِيَّ اللهِ الَّذِي سَمَّاهُ صَادِقَ الْوَعْدِ، فَكَانَ رَجُلًا فِيهِ حِدَّةٌ يُجَاهِدُ أَعْدَاءَ اللهِ وَيُعْطِيهِ اللهُ النَّصْرَ عَلَيْهِمْ وَالظَّفَرَ، وَكَانَ شَدِيدَ الْحَرْبِ عَلَى الْكُفَّارِ لَا يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، صَغِيرَ الرَّأْسِ، غَلِيظَ الْعُنُقِ، طَوِيلَ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ، يَضْرِبُ بِيَدَيْهِ رُكْبَتَيْهِ وَهُوَ قَائِمٌ، صَغِيرَ الْعَيْنَيْنِ، طَوِيلَ الْأَنْفِ، عَرِيضَ الْكَتِفِ، طَوِيلَ الْأَصَابِعِ، بَارِزَ الْخَلْقِ، قَوِيٌّ شَدِيدٌ عَنِيفٌ عَلَى الْكُفَّارِ، وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا. قَالَ: وَكَانَتْ زَكَاتُهُ الْقُرْبَانُ إِلَى اللهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَكَانَ لَا يَعِدُ أَحَدًا شَيْئًا إِلَّا أَنْجَزَهُ، فَسَمَّاهُ اللهُ صَادِقَ الْوَعْدِ، وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا
(4)
.
(5)
(1)
في (و) و (ص): "عن ابن كعب عن مالك" وكتب في الحاشية: "صوابه كعب بن مالك"، وقد سمي إسحاقُ ابن راشد: ابنَ كعب "عبدَ الله"، وسماه الوليد بن مسلم عن مالك "عبد الرحمن"، وانظر المعجم الكبير للطبراني (9/ 61).
(2)
إتحاف المهرة (13/ 53 - 16425).
(3)
في (و): "فإن".
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: إسناده ضعيف".
(5)
إتحاف المهرة (6/ 45 - 6100).
4076 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الذَّبِيحُ إِسْمَاعِيلُ
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4077 -
حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ
(2)
، ثَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ
(3)
بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ ثُوَيْرِ
(4)
بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:{وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}
(5)
. قَالَ: إِسْمَاعِيلُ عَنْهُ ذَبَحَ إِبْرَاهِيمُ الْكَبْشَ
(6)
.
4078 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ حَاتِمٍ الْحَافِظُ الْعِجْلِيُّ
(7)
، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ بنِ أَبِي كَرِيمَةَ الْحَرَّانِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدُ الرَّحِيمِ الْخَطَّابِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُتْبِيُّ مِنْ وَلَدِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ
(8)
، [عَنِ الصُّنَابِحِيِّ]
(9)
، قَالَ: حَضَرْنَا مَجْلِسَ
(1)
إتحاف المهرة (7/ 317 - 7904).
(2)
هو: ابن كسيب الحضرمي سجادة. من رجال التهذيب.
(3)
في (ز) و (م): "عبد الرحمن".
(4)
في (و) و (ص): "نور"، وفي (م):"نوير".
(5)
(الصافات: آية 107).
(6)
إتحاف المهرة (8/ 632 - 10111)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: ثوير واه".
(7)
كذا، وهو: الحافظ الحسين بن محمد بن حاتم المعروف بعبيد العجل.
(8)
هو: ابن فروة البجلي مولاهم الدمشقي الكاتب، قال أبو حاتم الرازي مجهول، وقال أبو الحسن بن القطان:"لم يرو عنه غير الأوزاعي".
(9)
في النسخ الخطية كلها، والتلخيص:"ثنا عبد الله بن سعيد الضبابي"، والمثبت من =
مُعَاوَيةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فتَذَاكَرَ الْقَوْمُ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ بَعْضُهُمُ: الذَّبِيحُ إِسْمَاعِيلُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ إِسْحَاقُ الذَّبِيحُ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: سَقَطْتُمْ عَلَى الْخَبِيرِ، كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، خَلَّفْتُ الْبِلادَ يَابِسَةً، وَالْمَاءَ يَابِسًا هَلَكَ الْعِيَالُ
(1)
، وَضَاعَ الْعِيَالُ، فَعُدْ عَلَيَّ بِمَا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الذَّبِيحَيْنِ. قَالَ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ. فَقُلْنَا
(3)
: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَا الذَّبِيحَانِ؟ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ لَمَّا أُمِرَ بِحَفْرِ زَمْزَمَ نَذرَ للهِ إِنْ سَهَّلَ اللهُ أَمْرَهَا أَنْ يَنْحَرَ بَعْضَ وَلَدِهِ، فَأَخْرَجَهُمْ، فَأَسْهَمَ بَيْنَهُمْ، فَخَرَجَ السَّهْمُ لِعَبْدِ اللهِ، فَأَرَادَ ذَبْحَهُ، فَمَنَعَهُ أَخْوَالُهُ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ، وَقَالُوا: ارْضِ رَبَّكَ وَافِدِ ابْنَكَ. قَالَ: فَفَدَاهُ بِمِائَةِ نَاقَةٍ. قَالَ: فَهُوَ الذَّبِيحُ، وَإِسْمَاعِيلُ الثَّانِي
(4)
.
= الإتحاف، والصنابحي هو: عبد الرحمن بن عسيلة أبو عبد الله المرادي. من رجال التهذيب.
(1)
قوله: "هلك العيال" مكانها بياض في (و) و (ص).
(2)
في (و): "فتبسم النبي"، وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"رسول الله".
(3)
في (و) و (ص): "فقالوا".
(4)
إتحاف المهرة (13/ 363 - 16852)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: إسناده واه"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"رويناه في الخلعيات وفيه: ثنا عبيد الله بن محمد العتبي، عن أبيه، عن عبد الله بن سعد"، نقول: وكذلك رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (5/ 2499) وابن عساكر في تاريخ دمشق (56/ 200)، وعند الطبري في التفسير (19/ 597)، والتاريخ (1/ 263):"عبد الله - مكبرا - بن محمد العتبي، عن أبيه" وكذا ذكره ابن حزم في جمهرة أنساب العرب (1/ 111)، وأبوه: محمد بن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان الأموي العتبي من فصحاء أهل قومه، وعمر بن عبد الرحيم الخطابي، وعبيد الله العتبي لم نجد من أفردهما بترجمة.
4079 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ
(1)
، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: الْمُفَدَّى إِسْمَاعِيلُ، وَزَعَمَتِ الْيَهُودُ أَنَّهُ إِسْحَاقُ وَكَذَبَتِ الْيَهُودُ
(2)
.
4080 -
حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا شُعْبَةُ. وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْفَقِيهُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى
(3)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ فِي الَّذِي فَدَاهُ اللهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ، قَالَ: هُوَ إِسْمَاعِيلُ
(4)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4081 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ
(5)
كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ يَقُولُ: إِنَّ الَّذِي أَمَرَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ بِذَبْحِهِ مِنِ ابْنَيْهِ إِسْمَاعِيلُ، وَإِنَّا لَنَجِدُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ فِي قِصَّةِ الْخَبَرِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَمَا أُمِرَ بِهِ مِنْ ذَبْحِ ابْنِهِ أَنَّهُ إِسْمَاعِيلُ، وَذَلِكَ أَنَّ اللهَ يَقُولُ حِينَ فَرَغَ مِنْ قِصَّةِ الْمَذْبُوحِ مِنِ ابْنَيْ إِبْرَاهِيمَ،
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "وهو هالك".
(2)
إتحاف المهرة (7/ 449 - 8190).
(3)
في (و) و (ص): "المفتي".
(4)
إتحاف المهرة (7/ 317 - 7904)، وقد تقدم قريبا (4076).
(5)
قوله: "سمعت محمد بن" مكانها بياض في (و) و (ص).
قَالَ: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ}
(1)
. ثُمَّ يَقُولُ: {فَبَشَّرْنَاهَا
(2)
بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ}
(3)
. يَقُولُ: بِابْنٍ وَابْنِ ابْنٍ، فَلَمْ يَكُنْ يَأْمُرُ بِذَبْحِ إِسْحَاقَ وَلَهُ فِيهِ مِنَ اللهِ مَوْعُودٌ بِمَا وَعَدَهُ وَمَا الَّذِي أَمَرَ بِذَبْحِهِ إِلَّا إِسْمَاعِيلُ
(4)
.
4082 -
فحدثناه أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ
(5)
، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْوَاقِدِيُّ، قَالَ: قَدِ
(6)
اخْتُلِفَ عَلَيْنَا فِي إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَيُّهُمَا أَرَادَ إِبْرَاهِيمُ أَنْ يَذْبَحَ، وَأَيْنَ أَرَادَ ذَبْحَهُ بِمِنًى أَوْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَكَتَبْتُ كُلَّ مَا سَمِعْتُ مِنْ ذَلِكَ مِنْ أَخْبَارِ الْحَدِيثِ، فَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ مِنْ وَلَدِ مَالِكِ الدَّارِ، وَكَانَ مَوْلًى لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: سَأَلْتُ خَوَّاتَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ ذَبِيحِ اللهِ، أَيُّهُمَا كَانَ؟ فَقَالَ: إِسْمَاعِيلُ، لَمَّا بَلَغَ إِسْمَاعِيلُ سَبْعَ سِنِينَ رَأَى إِبْرَاهِيمُ فِي النَّوْمِ فِي مَنْزِلِهِ بِالشَّامِ أَنْ يَذْبَحُ إِسْمَاعِيلَ، فَرَكِبَ إِلَيْهِ عَلَى الْبُرَاقِ حَتَّى جَاءَهُ فَوَجَدَهُ عِنْدَ أُمِّهِ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ وَمَضَى بِهِ لِمَا أُمِرَ بِهِ، وَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ يَعْرِفُهُ، فَقَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: في حَاجَتِي. قَالَ: تُرِيدُ أَنْ تَذْبَحَ إِسْمَاعِيلَ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: أَرَأَيْتَ وَالِدًا يَذْبَحُ وَلَدَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَنْتَ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَلِمَ؟
(1)
(الصافات: آية 112).
(2)
في النسخ الخطية كلها، والتلخيص:"وبشرناه".
(3)
(هود: آية 71).
(4)
إتحاف المهرة (19/ 473 - 25225).
(5)
هو: الحسن بن جهم بن جبلة بن مصقلة.
(6)
قوله: "قد" غير موجود في (و) و (ص) والتلخيص.
قَالَ: تَزْعُمُ أَنَّ اللهَ أَمَرَكَ بِذَلِكَ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَإِنْ كَانَ اللهُ أَمَرَنِي بِذَلِكَ فَقَدْ أَطَعْتُ اللهَ وَاحْتَسَبْتُ. فَانْصَرَفَ عَنْهُ، وَجَاءَ إِبْلِيسُ إِلَى هَاجَرَ، فَقَالَ: أَيْنَ ذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ بِابْنِكِ؟ قَالَتْ: ذَهَبَ بِهِ فِي حَاجَتِهِ. قَالَ: فَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَهُ. قَالَتْ: وَهَلْ رَأَيْتَ وَالِدًا يَذْبَحُ وَلَدَهُ؟ قَالَ: هُوَ يَزْعُمُ أَنَّ اللهَ أَمَرَهُ بِذَلِكَ. قَالَتْ: فَقَدْ أَحْسَنَ حَيْثُ أَطَاعَ اللهَ. ثُمَّ أَدْرَكَ إِسْمَاعِيلَ، فَقَالَ: يَا إِسْمَاعِيلُ، أَيْنَ يَذْهَبُ بِكَ أَبُوكَ؟ قَالَ: لِحَاجَتِهِ. قَالَ: فَإِنَّهُ يَذْهَبُ بِكَ لِيَذْبَحَكَ. قَالَ: وَهَلْ رَأَيْتَ وَالِدًا قَطُّ يَذْبَحُ وَلَدَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، هُوَ. قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: يَزْعُمُ أَنَّ اللهَ أَمَرَهُ بِذَلِكَ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ: فَقَدْ أَحْسَنَ، حَيْثُ أَطَاعَ رَبَّهُ. قَالَ: فَخَرَجَ بِهِ حَتَّى انْتَهَى بِهِ إِلَى مِنًى حَيْثُ أُمِرَ، ثُمَّ انْتَهَى إِلَى مَنْحَرِ الْبُدْنِ الْيَوْمَ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنَّ اللهَ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ أَذْبَحَكَ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ: فَأَطِعْ رَبَّكَ، فَإِنَّ فِي طَاعَةِ رَبِّكَ كُلَّ خَيْرٍ. ثُمَّ قَالَ إِسْمَاعِيلُ: هَلْ أَعْلَمْتَ أُمِّي بِذَلِكَ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: أَصَبْتَ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَحْزَنَ، وَلَكِنْ إِذَا قَرَّبْتَ السِّكِّينَ مِنْ حَلْقِي فَأَعْرِضْ عَنِّي، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ تَصْبِرَ وَلَا تَرَانِي. فَفَعَلَ إِبْرَاهِيمُ، فَذَهَبَ يَحُزُّ فِي حَلْقِهِ، فَإِذَا يَحُزُّ
(1)
فِي نُحَاسٍ مَا يَحْتَكُّ الشَّفْرَةُ، فَشَحَذَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً بِالْحَجَرِ كُلُّ ذَلِكَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحُزَّ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ مِنَ اللهِ. فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَإِذَا بِوَعْلٍ وَاقِفٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: قُمْ يَا بُنَيَّ، فَقَدْ نَزَلَ فِدَاكَ. فَذَبَحَهُ هُنَاكَ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أُسَامَةَ
(2)
، عَنْ
(1)
في (م): "الحز".
(2)
في (ص) و (و): "بن السماك"، وأشار في الحاشية على أنها في نسخة أخرى:"بن أسامة"، وهو: هلال بن علي بن أسامة، ويقال: هلال بن أبي ميمونة، وهلال بن أبي هلال القرشي العامري المدني. من رجال التهذيب.
عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، أَنَّهُ قَالَ: الذَّبِيحُ هُوَ إِسْمَاعِيلُ
(1)
.
* * *
(1)
إتحاف المهرة (4/ 448 - 4509)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: ما للواقدي وللصحاح! "، نقول: وأبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة متهم بالوضع، وأبو مالك لم نعرفه.
ذِكْرُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللهِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا
4083 -
حدثنا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَّابِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "قَالَ نَبِيُّ اللهِ دَاوُدُ: يَا رَبِّ، أَسْمَعُ النَّاسَ يَقُولُونَ: رَبُّ إِسْحَاقَ. قَالَ: إِنَّ إِسْحَاقَ جَادَ لِي بِنَفْسِهِ"
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ رَوَاهُ النَّاسُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ تَفَرَّدَ بِهِ.
4084 -
أخبرني
(2)
أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَدْلُ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ سَارَةُ بِنْتَ تِسْعِينَ سَنَةً، وَإِبْرَاهِيمُ ابْنَ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ، فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ، وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى بِإِسْحَاقَ، وَأَمِنَ مِمَّنْ كَانَ يَخَافُهُ، قَالَ:{الْحَمْدُ للهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ}
(3)
. فَجَاءَ جِبْرِيلُ عليه السلام إِلَى سَارَةَ بِالْبُشْرَى، فَقَالَ: أَبْشِرِي بِوَلَدٍ يُقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ. {وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ}
(4)
. قَالَ: فَضَرَبَتْ جَبْهَتَهَا عَجَبًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ:{فَصَكَّتْ وَجْهَهَا}
(5)
. وَقَالَتْ:
(1)
إتحاف المهرة (6/ 484 - 6863).
(2)
قوله: "أخبرني" مكانه بياض في (و) و (ص).
(3)
(إبراهيم: آية 39).
(4)
(هود: آية 71).
(5)
(الذاريات: آية 29).
(1)
.
(2)
قَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِعِكْرِمَةَ وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ بِالسُّدِيِّ، وَالْحَدِيثُ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4085 -
أخبرني أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَحْمَسِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرٍ السَّمُرِيُّ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مُعَاذٍ، ثَنَا مُدْرِكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ قَالَ: ثُمَّ كَانَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي جَعَلَهُ اللهُ نُورًا وَضِيَاءً وَقُرَّةَ عَيْنٍ لِوَالِدَتِهِ، فَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا، وَأَكْثَرَهُ جَمَالًا، وَأَحْسَنَهُ مَنْطِقًا، فَكَانَ أَبْيَضَ، جَعْدَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ مُشْبِهًا بِإِبْرَاهِيمَ خَلْقًا وَخُلُقًا، وَوُلِدَ لِإِسْحَاقَ يَعْقُوبُ وَعِيصَا
(3)
، فَكَانَ يَعْقُوبُ أَحْسَنَهُمَا وَأَنْطَقَهُمَا وَأَكْثَرَهُمَا جَمَالًا وَظُرْفًا، وَكَانَ عِيصَا
(4)
كَثِيرَ شَعْرِ الْجَسَدِ وَالْوَجْهِ وَالرَّأْسِ، وَكَانَ يَسْكُنُ الرُّومَ. فِيمَا
(5)
حَدَّثَ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ
(6)
.
4086 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
(هود: آية 72 و 73).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 587 - 8526).
(3)
في (و): "وعيضا".
(4)
في (و): "عيضا".
(5)
في (ص): "كما"، وكذا أشار في حاشية (و) إلى أنها في نسخة أخرى:"كما".
(6)
إتحاف المهرة (19/ 376 - 25040)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: بإسناد واه".
الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا سُنَيْدُ
(1)
بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ}
(2)
. قَالَ: بُشْرَى نُبُوَّةٍ بُشِّرَ بِهِ مَرَّتَيْنِ حِينَ وُلِدَ وَحِينَ نُبِّئَ
(3)
. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
في الإتحاف: "سعيد".
(2)
(الصافات: آية 112).
(3)
إتحاف المهرة (7/ 587 - 8527).
ذِكْرُ مَنْ قَالَ إِنَّ الذَّبِيحَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام
-
4087 -
حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ
(1)
عَمْرَو بْنَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أَسِيْدِ بْنِ جَارِيَةَ
(2)
الثَّقَفِيَّ، أَخْبَرَهُ أَنَّ كَعْبًا قَالَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: أَلَا أُخْبِرُكَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ النَّبِيِّ؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: بَلَى. قَالَ كَعْبٌ: لَمَّا أُمِرَ
(3)
إِبْرَاهِيمُ بِذَبْحِ إِسْحَاقَ، قَالَ الشَّيْطَانُ: وَاللهِ
(4)
لَئِنْ لَمْ أَفْتِنَ عِنْدَ هَذَا آلَ إِبْرَاهِيمَ لَا أَفْتِنُ أَحَدًا مِنْهُمْ أَبَدًا. فَتَمَثَّلَ الشَّيْطَانُ لَهُمْ رَجُلًا يَعْرِفُونَهُ. قَالَ: فَأَقْبَلَ حَتَّى إِذَا خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بِإِسْحَاقَ لِيَذْبَحَهُ دَخَلَ عَلَى سَارَةَ امْرَأَةِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لَهَا: أَيْنَ أَصبَحَ إِبْرَاهِيمُ غَادِيًا بِإِسْحَاقَ؟ قَالَتْ سَارَةُ: غَدَا لِبَعْضِ حَاجَتِهِ. قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا، وَاللهِ مَا غَدَا لِذَلِكَ. قَالَتْ سَارَةُ: فَلِمَ غَدَا بِهِ؟ قَالَ
(5)
: غَدَا بِهِ لِيَذْبَحَهُ. قَالَتْ سَارَةُ: وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ، لَمْ يَكُنْ لَيَذْبَحَ ابْنَهُ. قَالَ الشَّيْطَانُ: بَلَى وَاللهِ. قَالَتْ سَارَةُ: وَلِمَ يَذْبَحُهُ؟ قَالَ: زَعَمَ أَنَّ رَبَّهُ أَمَرَهُ بِذَلِكَ. فَقَالَتْ
(6)
سَارَةُ: فَقَدْ أَحْسَنَ أَنْ يُطِيعَ رَبَّهُ إِنْ كَانَ أَمَرَهُ بِذَلِكَ. فَخَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ عِنْدِ سَارَةَ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَ إِسْحَاقَ وَهُوَ يَمْشِي عَلَى
(7)
أَثَرِ أَبِيهِ، قَالَ: أَيْنَ أَصْبَحَ أَبُوكَ
(1)
في (و) و (ص): "عن".
(2)
في (و) و (ص) و (م): "حارثة".
(3)
في (و): "لما رأى"، وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"لما أمر".
(4)
لفظ الجلالة غير موجود في (و) و (ص).
(5)
في (و) و (ص): "فقال".
(6)
في (و)(ص): "قالت".
(7)
في (و): "أعلى".
غَادِيًا؟ قَالَ: غَدَا بِي لِبَعْضِ حَاجَتِهِ. قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا وَاللهِ مَا غَدَا بِكَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، وَلَكِنَّهُ غَدَا بِكَ لِيَذْبَحَكَ. قَالَ إِسْحَاقُ: فَمَا كَانَ أَبِي لِيَذْبَحَنِي. قَالَ: بَلَى. قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: زَعَمَ أَنَّ اللهَ أَمَرَهُ بِذَلِكَ. قَالَ إِسْحَاقُ: فَوَاللهِ، إِنْ أَمَرَهُ لَيُطِيعَنَّهُ. فَتَرَكَهُ الشَّيْطَانُ وَأَسْرَعَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: أَيْنَ أَصْبَحْتَ غَادِيًا بِابْنِكَ. قَالَ: غَدَوْتُ لِبَعْضِ حَاجَتِي. قَالَ: لَا وَاللهِ، مَا غَدَوْتَ بِهِ إِلَّا لِتَذْبَحَهُ. قَالَ: وَلِمَ أَذْبَحُهُ؟ قَالَ: زَعَمْتَ أَنَّ اللهَ أَمَرَكَ بِذَلِكَ. قَالَ: فَوَاللهِ لَئِنْ كَانَ أَمَرَنِي لَأَفْعَلَنَّ. قَالَ: فَلَمَّا أَخَذَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ لِيَذبَحَهُ، وَسَلَّمَ إِسْحَاقُ عَافَاهُ اللهُ وَفَدَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِإِسْحَاقَ: قُمْ أَيْ بُنَيَّ فَإِنَّ اللهَ أَعْفَاكَ وَأَوْحَى اللهُ إِلَى إِسْحَاقَ: إِنِّي أَعْطَيْتُكَ دَعْوَةً أَسْتَجِيبُ لَكَ فِيهَا. قَالَ إِسْحَاقُ: فَإِنِّي أَدْعُوكَ أَنْ تَسْتَجِيبَ لِي أَيُّمَا عَبْدٍ لَقِيَكَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ لَا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئًا فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ
(1)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: سِيَاقَةُ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ كَلَامِ كَعْبِ - ابْنِ مَاتِعِ - الْأَحْبَارُ، وَلَوْ ظَهَرَ فِيهِ سَنَدٌ لَحَكَمْتُ بِالصِّحَّةِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَإِنَّ هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ لَا غُبَارَ عَلَيْهِ.
4088 -
حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: هُوَ إِسْحَاقُ. يَعْنِي الذَّبِيحَ.
وَحَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
(1)
إتحاف المهرة (19/ 376 - 25042).
جُبَيْرٍ
(1)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الَّذِي أَرَادَ إِبْرَاهِيمُ ذَبْحَهُ إِسْحَاقُ
(2)
.
4089 -
حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، أَنَا جَدِّي، ثَنَا سُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: الذَّبِيحُ إِسْحَاقُ
(3)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(4)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4090 -
حدثناه أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ بُطَّةَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، ثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
(5)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ الصَّخْرَةَ الَّتِي فِي أَصْلِ ثَبِيرٍ الَّتِي ذَبَحَ عَلَيْهَا إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ هَبَطَ عَلَيْهِ كَبْشٌ أَغْبَرُ لَهُ ثُؤَاجٌ مِنْ ثَبِيرٍ قَدْ بَوَّحَهُ
(6)
. فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا
(7)
.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْأَوْسِيُّ
(8)
، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ
(1)
في الإتحاف: "عكرمة" بدلا من: "سعيد".
(2)
إتحاف المهرة (7/ 587 - 8528)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: صحيح"، وقد تقدم (4076، 4080) من حديث بيان عن الشعبي عن ابن عباس أنه إسماعيل، وصححه على شرط الشيخين.
(3)
إتحاف المهرة (10/ 440 - 13122).
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: قال أبو داود: سنيد لم يكن بذاك".
(5)
في التلخيص: "عن شعبة".
(6)
ثبير: جبل معروف عند مكة، والثؤاج: صوت الغنم، والبوح: الظهور.
(7)
إتحاف المهرة (7/ 163 - 7535).
(8)
لم نجد له ترجمة.
جَابِرٍ، قَالَ: لَمَّا رَأَى إِبْرَاهِيمُ فِي الْمَنَامِ أَنْ يَذْبَحَ إِسْحَاقَ أَخَذَ بِيَدِهِ، فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ
(1)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: وَقَدْ ذَكَرَهُ الْوَاقِدِيُّ بِأَسَانِيدِهِ
(2)
هَذَا الْقَوْلَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، وَعُمَيْرِ بْنِ قَتَادَةَ اللَّيْثِيِّ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
وَقَدْ كُنْتُ أَرَى مَشَايِخَ الْحَدِيثِ قَبْلَنَا وَفِي سَائِرِ الْمُدُنِ الَّتِي طَلَبْنَا الْحَدِيثَ فِيهِ وَهُمْ لَا يَخْتَلِفُونَ أَنَّ الذَّبِيحَ إِسْمَاعِيلُ، وَقَاعِدَتُهُم فِيهِ قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"أَنَا ابْنُ الذَّبِيحَيْنِ". إِذْ لَا خِلَافَ أَنَّهُ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَأَنَّ الذَّبِيحَ الْآخَرَ أَبُوهُ الْأَدْنَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
وَالْآنَ إِنِّي أَجِدُ مُصَنِّفِي
(3)
هَذِهِ [الْأَزْمِنَةَ]
(4)
يَخْتَارُونَ قَوْلَ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ إِسْحَاقُ. فَأَمَّا الرِّوَايَةُ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، وَهُوَ بَابُ هَذِهِ الْعُلُومِ:
4091 -
فأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْفَرَائِيِنِيُّ، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبَرَاءِ
(5)
، ثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: حَدِيثُ إِسْحَاقَ حِينَ أَمَرَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ أَنْ يَذْبَحَهُ وَهَبَ اللهُ لِإِبْرَاهِيمَ إِسْحَاقَ فِي اللَّيْلَةِ
(1)
إتحاف المهرة (3/ 514 - 3614).
(2)
في (و) و (ص): "بأسانيد"، وفي (م):"بأسانيده وهذا".
(3)
قوله: "مصنفي" مكانه بياض في (و) و (ص).
(4)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من التلخيص.
(5)
هو: محمد بن أحمد بن البراء أبو الحسن البغدادي.
الَّتِي فَارَقَتْهُ الْمَلَائِكَةُ، فَلَمَّا كَانَ ابْنَ سَبْعِ سِنِينَ أَوْحَى اللهُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ أَنْ يَذْبَحَهُ وَيَجْعَلَهُ قُرْبَانًا، وَكَانَ الْقُرْبَانُ يَوْمَئِذٍ يُتَقَبَّلُ وَيُرْفَعُ، فَكَتَمَ إِبْرَاهِيمُ ذَلِكَ إِسْحَاقَ وَجَمِيعَ النَّاسِ، وَأَسَرَّهُ إِلَى خَلِيلٍ لَهُ، فَقَالَ لَهُ الْعَازِرُ الصِّدِّيقُ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِإِبْرَاهِيمَ وَقَوْلِهِ، فَقَالَ لَهُ الصِّدِّيقُ: إِنَّ اللهَ لَا يَبْتَلِي بِمِثْلِ هَذَا مِثْلَكَ، وَلَكِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُجَرِّبَكَ وَيَخْتَبِرَكَ، فَلا تَسُوءَنَّ بِاللهِ ظَنَّكَ، فَإِنَّ اللهَ يَجْعَلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِلَّا بِاللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
فَذَكَرَ وَهْبٌ حَدِيثًا طَوِيلًا إِلَى أَنْ قَالَ وَهْبٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَقَدْ سَبَقَ إِسْحَاقُ النَّاسَ إِلَى دَعْوَةٍ مَا سَبَقَهُ إِلَيْهَا أَحَدٌ
(1)
، وَلَيَقُومَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَيَشْفَعَنَّ لِأَهْلِ هَذِهِ الدَّعْوَةِ، وَأَقْبَلَ اللهُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فِي ذَلِكَ الْمَقَامِ
(2)
، فَقَالَ: اسْمَعْ مِنِّي يَا إِبْرَاهِيمُ، يَا
(3)
أَصْدَقَ الصَّادِقِينَ. وَقَالَ لِإِسْحَاقَ: اسْمَعْ مِنِّي يَا أَصْبِرَ الصَّابِرِينَ، فَإِنِّي قَدِ ابْتَلَيْتُكُمَا الْيَوْمَ بِبَلاءٍ عَظِيمٍ لَمْ ابْتَلِ بِهِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِي، ابْتَلَيْتُكَ يَا إِبْرَاهِيمُ بِالْحَرِيقِ، فَصَبَرْتَ صَبْرًا لَمْ يَصْبِرْ مِثْلَهُ أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِينَ، وَابْتَلَيْتُكَ بِالْجهَادِ فِيَّ وَأَنْتَ وَحِيدٌ ضَعِيفٌ، فَصَدَّقَتْ وَصَبَرَتْ صَبْرًا وَصِدْقًا لَمْ يُصَدِّقْ مِثْلَهُ أَحَدٌ
(4)
مِنَ الْعَالَمِينَ، وَابْتَلَيْتُكَ يَا إِسْحَاقُ بِالذَّبْحِ، فَلَمْ تَبْخَلْ بِنَفْسِكَ، وَلَمْ تُعَظِّمْ ذَلِكَ
(5)
فِي طَاعَةِ أَبِيكَ، وَرَأَيْتَ ذَلِكَ هَيْنًا صَغِيرًا
(1)
في (ز) و (م): "إلى دعوة ما سبقها إليه أحد".
(2)
قوله: "ذلك المقام" مكانه بياض في (و) و (ص).
(3)
يوجد بياض في (و) و (ص) بين "إبراهيم" و"يا"، وفي (ز) و (م):"إني" بدل: "يا".
(4)
في (و) و (ص): "أحد مثله".
(5)
في (و) و (ص): "ولم يعظم ذلك عليك".
فِي اللهِ، بِمَا تَرْجُو مِنْ حُسْنِ ثَوَابِهِ، وَيَسَّرَ بِهِ حُسْنَ لِقَائِهِ، وَإِنِّي أُعَاهِدُكُمَا الْيَوْمَ عَهْدًا لَا أَخِيسُ بِهِ، أَمَّا أَنْتَ يَا إِبْرَاهِيمُ، فَقَدْ وَجَبَتْ لَكَ الْخُلَّةُ عَلَى نَفْسِي، فَأَنْتَ خَلِيلِي مِنْ بَيْنِ أَهْلِ الْأَرْضِ دُونَ رِجَالِ الْعَالَمِينَ، وَهِيَ فَضِيلَةٌ لَمْ يَنَلْهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ، وَلَا أَحَدٌ بَعْدَكَ
(1)
. فَخَرَّ إِبْرَاهِيمُ سَاجِدًا تَعْظِيمًا لِمَا سَمِعَ مِنْ قَوْلِ اللهِ، مُتَشَكِّرًا
(2)
للهِ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِسْحَاقُ، فَتَمَنَّ عَلَيَّ بِمَا شِئْتَ وَسَلْنِي وَاحْتَكِمْ أُوتِكَ سُؤَالَكَ. قَالَ: أَسْأَلُكَ يَا إِلَهِي أَنْ تَصْطَفِيَنِي لِنَفْسِكَ، وَأَنْ تُشَفِّعَنِي فِي عِبَادِكَ الْمُوَحِّدِينَ، فَلَا يَلْقَاكَ عَبْدٌ لَا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئًا إِلَّا أَجَرْتَهُ مِنَ النَّارِ. قَالَ لَهُ رَبُّهُ: قَدْ أَوْجَبْتُ لَكَ مَا سَأَلْتَ، وَحَتَّمْتُ لَكَ وَلِأَبِيكَ مَا وَعَدْتُكُمَا
(3)
عَلَى نَفْسِي وَعْدًا لَا أُخْلِفُهُ، وَعَهْدًا لَا أَخِيسُ بِهِ، وَعَطَاءً هَنِيئًا لَيْسَ بِمَرْدُودٍ"
(4)
.
4092 -
حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ
(5)
، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ
(6)
، عَنِ ابْنِ
(1)
في (ز) و (و) و (م): "ولا يد أحد بعدك"، وفي (ص): "ولا
…
أحد بعدك" وقال الناسخ في الحاشية: "أظنه يدركها.
(2)
في (و) و (ص): "مستشكرا".
(3)
قوله: "ولأبيك ما وعدتكما" مكانها بياض في (و) و (ص).
(4)
إتحاف المهرة (19/ 596 - 25398)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: وعبد المنعم لَا شيء، ووهب إن صح عن وهب فمن أين له هذه الخرافات إلا من كتب تداول نقلها اليهود الذين بدلوا التوراة، فما ظنك بغيرها".
(5)
في (و) و (ص): "الفهدي".
(6)
هو: أربدة، ويقال: أربد، التميمي البصري المفسر. من رجال التهذيب.
عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ}
(1)
. قَالَ: مَنَاسِكُ الْحَجِّ
(2)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَشَوَاهِدُهُ كَثِيرَةٌ قَدْ خَرَّجْتُهَا فِي كِتَابِ الْمَنَاسِكِ.
* * *
(1)
(البقرة: آية 124).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 8 - 7221).
ذِكْرُ لُوطٍ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
-
قَدِ اتَّفَقَتِ الرِّوَايَاتُ أَنَّهُ مِنْ بَيْتِ إِبْرَاهِيمَ
(1)
صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ اخْتَلَفُوا أَهُوَ مِنْ وَلَدِهِ أَوْ مِنْ وَلَدِ أَخِيهِ.
4093 -
فأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْفَرَائِيِنِيُّ
(2)
، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ ابْنُ
(3)
الْبَرَاءِ، ثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ
(4)
، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَتْ سَارَةُ تَزَوَّجَ إِبْرَاهِيمُ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا: حَجُورَا، فَوَلَدَتْ لَهُ سَبْعَةَ نَفَرٍ؛ يَافِشْ، وَمَدْيَنَ، وَكَيْسَانَ، وَلُوطَ، وَسَرْخَ، وَأُمَيْمَ، وَنَعْشَانَ. وَذَكَرَ أَيْضًا فِي هَذَا الْكِتَابِ - وَهْبٌ -: مَدْيَنَ ذُرِّيَاتٍ لِإِبْرَاهِيمَ، وَأَنَّ لُوطًا كَانَ مِنْهُمْ
(5)
.
4094 -
وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ، ثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَلُوطٌ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَانَ ابْنَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ عَلَيْهِما
(6)
السَّلَامُ
(7)
. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
(1)
في (و) و (ص): "أنه ابن بنت إبراهيم".
(2)
في الإتحاف: "الزعفراني".
(3)
في (و) و (ص): "عن".
(4)
في (و): "ابنه" خطأ.
(5)
إتحاف المهرة (19/ 596 - 25399).
(6)
قوله: "أخي إبراهيم الخليل عليهما" مكانه بياض في (و) و (ص).
(7)
إتحاف المهرة (19/ 598 - 25412).
وَفِي كِتَابِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مَعْقَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ: خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بِامْرَأَتِهِ سَارَةَ وَمَعَهَا أَخُوهَا لُوطٌ إِلَى أَرْضِ الشَّامِ. وَهُوَ قَوْلٌ ثَالِثٌ.
4095 -
حدثنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ شَبُّويَهْ الرَّئِيسُ، ثَنَا [يَحْيَى]
(1)
بْنُ سَاسُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَلُوطٌ النَّبِيُّ عليه السلام هُوَ لُوطُ بْنُ فَارَانَ بْنِ آزَرَ بْنِ نَاحُورَ ابْنُ أَخِي إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ
(2)
الرَّحْمَنِ، وَالْمُؤْتَفِكَةُ هُمْ قَوْمُ لُوطٍ
(3)
.
4096 -
حدثنا أَحْمَدُ
(4)
بْنُ يَعْقُوبَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الصَّيْدَلَانِيُّ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ}
(5)
. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "رَحِمَ اللهُ لُوطًا كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، وَمَا بَعَثَ اللهُ بَعْدَهُ نَبِيًّا إِلَّا فِي ثَرْوَةٍ مِنْ قَوْمِهِ"
(6)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ الزِّيَادَةِ. إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
(1)
ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ الخطية كلها، والمثبت كما في سائر أسانيد المصنف.
(2)
في (ز): "ابن أخي إبراهيم، إبراهيم خليل".
(3)
إتحاف المهرة (19/ 415 - 25123).
(4)
في (م): "محمد".
(5)
(هود: آية 80).
(6)
إتحاف المهرة (16/ 160 - 20559).
مُخْتَصَرًا.
4097 -
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، {أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ
(1)
}
(2)
. قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ لَمْ يُبْعَثْ نَبِيٌّ قَطُّ بَعْدَ لُوطٍ إِلَّا فِي ثَرْوَةٍ مِنْ قَوْمِهِ
(3)
.
4098 -
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ، ثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: انْطَلَقَ لُوطٌ وَنَزَلَ عَلَى أَهْلِ سَدُومَ فَوَجَدَهُمْ يَنْكِحُونَ الرِّجَالَ، فَنَزَلَ فِيهِمْ، فَبَعَثَهُ اللهُ إِلَيْهِمْ، فَدَعَاهُمْ وَوَعَظَهُمْ، وَكَانَ مِنْ خَبَرِهِمْ مَا قَصَّ
(4)
اللهُ فِي كِتَابِهِ
(5)
.
4099 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَحْمَسِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنِي مُدْرِكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا الْحَسَنُ
(6)
بْنُ ذَكْوَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ قَالَ: كَانَ لُوطٌ نَبِيَّ اللهِ، وَكَانَ ابْنَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ، وَكَانَ رَجُلًا أَبْيَضَ حَسَنَ الْوَجْهِ دَقِيقَ الْأَنْفِ، صَغِيرَ الْأُذُنِ، طَوِيلَ الْأَصَابِعِ، جَيِّدَ الثَّنَايَا، أَحْسَنَ النَّاسِ مَضْحَكًا إِذَا ضَحِكَ، وَأَحْسَنَهُ وَأَرْزَنَهُ وَأَحْكَمَهُ وَأَقَلَّهُ أَذًى لِقَوْمِهِ، وَهُوَ
(1)
مكان الآية بياض في (و) و (ص).
(2)
(هود: آية 80).
(3)
إتحاف المهرة (16/ 160 - 20559)، وفاته ذكر هذا السند.
(4)
في (و) و (ص): "ما نص".
(5)
إتحاف المهرة (18/ 443 - 23890).
(6)
في (و) و (ص): "الحسين"، وفي (م):"أبجر".
حِينَ بَلَغَهُ عَنْ قَوْمِهِ مَا بَلَغَهُ مِنَ الْأَذَى الْعَظِيمِ الَّذِي أَرَادُوهُ عَلَيْهِ حِينَ يَقُولُ: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ}
(1)
.
(2)
4100 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ بُطَّةَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا الْوَاقِدِيُّ، قَالَ: وَبَلَغَنَا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الشَّامِ
(3)
، وَأَخْرَجُوهُ مِنْهَا طَرِيدًا فَانْطَلَقَ وَمَعَهُ سَارَةُ، وَقَالَتْ لَهُ: إِنِّي قَدْ وَهَبَتْ نَفْسِي لَكَ. فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا، فَكَانَ أَوَّلَ وَحْيٍ أَنْزَلَهُ عَلَيْهِ
(4)
: وَآمَنَ بِهِ لُوطٌ. فِي رَهْطٍ مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ، وَقَالَ:{إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
(5)
. فَأَخْرَجُوهُ مِنْ أَرْضِ بَابِلَ آمِّينَ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ حَتَّى وَرَدَ حَرَّانَ، فَأَخْرَجُوهُ مِنْهَا حَتَّى دُفِعُوا
(6)
إِلَى الْأُرْدُنِّ وَفِيهَا جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَّارِينَ، حَتَّى قَصَمَهُ اللهُ، ثُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ رَجَعَ إِلَى الشَّامِ وَمَعَهُ لُوطٌ فَنَبَّأَ اللهُ لُوطًا وَبَعَثَهُ إِلَى الْمُؤْتَفِكَاتِ رَسُولًا وَدَاعِيًّا إِلَى اللهِ وَهِيَ خَمْسَةُ مَدَائِنَ أَعْظَمُهَا سَدُومَا، ثُمَّ عَمُورَا، ثُمَّ أَرُومَا، ثُمَّ صَعُورَا، ثُمَّ صَابُورَا، وَكَانَ أَهْلُ هَذِهِ الْمَدَائِنِ أَرْبَعَةَ آلَافِ أَلْفِ إِنْسَانٍ، فَنَزَلَ لُوطٌ سَدُومًا، فَلَبِثَ فِيهِمْ بِضْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً يَأْمُرُهُمْ وَيَنْهَاهُمْ، وَيَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ، وَإِلَى عِبَادَتِهِ، وَتَرْكِ مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْفَوَاحِشِ
(1)
(هود: آية 80).
(2)
إتحاف المهرة (19/ 371 - 25017)، وقال الذهبي في التلخيص:"وعن سمرة عن كعب بذاك الإسناد المظلم".
(3)
قوله: "لما هاجر إلى أرض الشام" مكانه بياض في (و) و (ص).
(4)
في (و): "أنزل عليه".
(5)
(العنكبوت: آية 26).
(6)
في (و) و (ص): "دفعوه".
وَالْخَبَائِثِ، وَكَانَتِ الضِّيَافَةُ مُفْتَرَضَةً عَلَى لُوطٍ كَمَا افْتُرِضَتْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ، فَكَانَ قَوْمُهُ لَا يُضَيِّفُونَ أَحَدًا وَكَانُوا يَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَيَدَعُونَ النِّسَاءَ، فَعَيَّرَهُمُ اللهُ بِذَلِكَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ فِي الْقُرْآنِ، فَقَالَ:{أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ}
(1)
. قَالَ وَهْبٌ: وَذَكَرَ عَبْدُ اللهِ
(2)
بْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ الَّذِي حَمَلَهُمْ عَلَى إِتْيَانِ الرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ أَنَّهُمْ كَانَتْ لَهُمْ بَسَاتِينُ وَثِمَارٌ فِي مَنَازِلِهِمْ، وَبَسَاتِينُ وَثِمَارٌ خَارِجَةٌ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ، وَأَنَّهُمْ أَصَابَهُمْ قَحْطٌ شَدِيدٌ وَجُوعٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّكُمْ إِنْ مَنَعْتُمْ ثِمَارَكُمْ هَذِهِ الظَّاهِرَةَ مِنْ أَبْنَاءِ السَّبِيلِ كَانَ لَكُمْ فِيهَا مَعَاشٌ، فَقَالُوا: كَيْفَ نَمْنَعُهَا؟ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالُوا: اجْعَلُوا سُنَّتُكُمْ فِيهَا مَنْ أَحْدَثَكُمْ فِي بِلَادِكُمْ غَرِيبًا لَا تَعْرِفُوهُ، فَاسْلُبُوهُ وَانْكِحُوهُ، وَشُجُّوهُ، فَإِنَّ النَّاسَ لَا يَطَئُونَ بِلَادَكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ، فَجَاءَهُمْ إِبْلِيسُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فِي هَيْئَةِ صَبِيٍّ وَضِيءٍ أَحْلَى صَبِيٍّ رَآهُ النَّاسُ وَأَوْسَمَهُ، فَعَمَدُوا فَنَكَحُوهُ، وَسَلَبُوهُ وَشَجُّوهُ، ثُمَّ ذَهَبَ، فَكَانَ لَا يَأْتِيهِمْ غَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا فَعَلُوا بِهِ ذَلِكَ، فَكَانَ تِلْكَ سُنَّتُهُمْ حَتَّى بَعَثَ اللهُ إِلَيْهِمْ لُوطًا، فَنَهَاهُمْ لُوطٌ عَنْ ذَلِكَ وَحَذَّرَهُمُ الْعَذَابَ وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ}
(3)
. ثُمَّ ذَكَرَ بَاقِي الْحَدِيثَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
(4)
.
(1)
(الشعراء: آية 165 و 166).
(2)
قوله: "وهب: وذكر عبد الله" مكانه بياض في (و) و (ص).
(3)
(العنكبوت: آية 28).
(4)
هذا الحديث لم نجده في الإتحاف.
4101 -
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ، ثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ
(1)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ
(2)
، وَعَنْ أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَمَّا خَرَجَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ عِنْدِ إِبْرَاهِيمَ نَحْوَ قَرْيَةِ لُوطٍ فَأَتَوْهَا نِصْفَ النَّهَارِ، فَلَمَّا بَلَغُوا نَهَرَ سَدُومٍ لَقَوُا ابْنَةَ لُوطٍ تَسْتَقِي مِنَ الْمَاءِ لِأَهْلِهَا، وَكَانَ لَهُ ابْنَتَانِ، فَقَالُوا لَهَا: يَا جَارِيَةُ، هَلْ مِنْ مَنْزِلٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. مَكَانَكُمْ لَا تَدْخُلُوا حَتَّى آتِيَكُمْ. فَأَتَتْ أَبَاهَا، فَقَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ، أَرَادَكَ فِتْيَانٌ عَلَى بَابِ الْمَدِينَةِ مَا رَأَيْتُ وُجُوهَ قَوْمٍ هِيَ أَحْسَنُ مِنْهُمْ، لَا يَأْخُذُهُمْ قَوْمُكَ فَيَفْضَحُوهُمْ. وَقَدْ كَانَ قَوْمُهُ نَهَوْهُ أَنْ يُضيِّفَ رَجُلًا، حَتَّى قَالُوا: خَلِّ عَنَّا، فَلْنُضَيِّفِ الرِّجَالَ. فَجَاءَهُمْ وَلَمْ يُعْلِمْ أَحَدًا إِلَّا أَهْلَ بَيْتِ لُوطٍ، فَخَرَجَتِ امْرَأَتُهُ فَأَخْبَرَتْ قَوْمَهُ، قَالَتْ: إِنَّ فِي بَيْتِ لُوطٍ رِجَالًا مَا رَأَيْتُ مِثْلَ وُجُوهِهِمْ قَطُّ. فَجَاءَهُ قَوْمُهُ
(3)
يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا أَتَوْهُ، قَالَ لَهُمْ لُوطٌ: يَا قَوْمِ، اتَّقُوا اللهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رُشَيْدٌ؟ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهُرُ لَكُمْ مِمَّا تُرِيدُونَ
(4)
. قَالُوا لَهُ: أَوَ لَمْ نَنْهَكَ أَنْ تُضَيِّفَ الرِّجَالَ، قَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ، وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ. فَلَمَّا لَمْ يَقْبَلُوا مِنْهُ شَيْئًا عَرَضَهُ عَلَيْهِمْ، قَالَ: لَوْ أَنَّ لِيَ بِكُمْ قُوَّةً، أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ. يَقُولُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ: لَوْ أَنَّ لِي أَنْصَارًا يَنْصُرُونِي عَلَيْكُمْ أَوْ عَشِيرَةً تَمْنَعُنِي مِنْكُمْ لَحُلْتُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ مَا جِئْتُمْ تُرِيدُونَهُ مِنْ أَضْيَافِي. وَلَمَّا
(1)
هو: غزوان الغفاري، أبو مالك الكوفي. من رجال التهذيب.
(2)
قوله: "وعن مرة، عن ابن مسعود" مكانه بياض في (و) و (ص).
(3)
في (ز): "قوم".
(4)
في (و) و (ص): "فما تريدون".
قَالَ لُوطٌ: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ. بَسَطَ حِينَئِذٍ جِبْرِيلُ جَنَاحَهُ فَفَقَأَ أَعْيُنَهُمْ وَخَرَجُوا يَدُوسُ بَعْضُهُمْ فِي آثَارِ بَعْضٍ عُمْيَانًا، يَقُولُونَ: النَّجَاءَ النَّجَاءَ، فَإِنَّ فِي بَيْتِ لُوطٍ أَسْحَرَ قَوْمٍ فِي الْأَرْضِ. فَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عز وجل:{وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ}
(1)
(2)
، فَاتَّبِعْ آثَارَ أَهْلِكَ. يَقُولُ: سِرْ بِهِمْ، {وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ}
(3)
، فَأَخْرَجَهُمُ اللهُ إِلَى الشَّامِ، وَقَالَ لُوطٌ: أَهْلِكُوهُمُ السَّاعَةَ. فَقَالُوا: إِنَّا لَمْ نُؤْمَرْ إِلَّا بِالصُّبْحِ، أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ؟ فَلَمَّا أَنْ كَانَ السَّحَرُ خَرَجَ لُوطٌ وَأَهْلُهُ مَعَهُ [إِلَّا]
(4)
امْرَأَتَهُ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عز وجل:{إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ}
(5)
.
(6)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
(القمر: آية 37).
(2)
(هود: آية 81).
(3)
(الحجر: آية 65).
(4)
ما بين المعقوفين غير موجود بالنسخ!، والسياق يقتضيه.
(5)
(القمر: آية 34).
(6)
إتحاف المهرة (8/ 169 - 9143) و (10/ 467 - 13199).
ذِكْرُ هُودٍ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَليْهِ
4102 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ زِيَادٍ، قَالَا: ثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ هُودٌ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا جَلْدًا
(1)
.
(2)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4103 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللهِ بْنِ عَتَّابٍ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، ثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ قَالَ: إِنَّهُ لَمْ تُهْلَكْ أُمَّةٌ إِلَّا لَحِقَ نَبِيُّهَا بِمَكَّةَ، فتعَبَّدَ فِيهَا حَتَّى يَمُوتَ، وَإِنَّ قَبْرَ هُودٍ بَيْنَ الْحِجْرِ وَزَمْزَمَ
(3)
.
4104 -
حدثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّويَهْ الرَّئِيسُ بِمَرْوَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ النَّيْسَابُورِيُّ
(4)
، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مِهْرَانَ الرَّازِيُّ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ لِرَجُلٍ مِنْ حَضْرَمَوْتَ: أَرَأَيْتَ كَثِيبًا أَحْمَرَ يُخَالِطُهُ مَدَرَةٌ حَمْرَاءُ، وَسِدْرٌ
(1)
قوله: "جلدا" مكانه بياض في (و).
(2)
إتحاف المهرة (10/ 404 - 13036).
(3)
إتحاف المهرة (19/ 186 - 24635).
(4)
هو: جعفر بن محمد بن الحارث، أبو الفضل النيسابوري نزيل مرو.
كَثِيرٌ
(1)
بِنَاحِيَةِ كَذَا وَكَذَا مِنْ أَرْضِ حَضْرَمَوْتَ، هَلْى رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: وَاللهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّكَ لَتَنْعَتُهُ نَعْتَ رَجُلٍ قَدْ رَآهُ. قَالَ: لَا، وَلَكِنْ حُدِّثْتُ
(2)
عَنْهُ. قَالَ الْحَضْرَمِيُّ: مَا شَأْنُهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: فِيهِ قَبْرُ هُودٍ صلى الله عليه وسلم
(3)
.
4105 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْفَرَائِينِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، ثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: وَسُئِلَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ عَنْ هُودٍ أَكَانَ أَبُو الْيَمَنِ الَّذِي وَلَدَهُمْ
(4)
؟ فَقَالَ وَهْبٌ: لَا، وَلَكِنَّهُ أَخُو الْيَمَنِ، فِي التَّوْرَاةِ يُنْسَبُ إِلَى نُوحٍ، فَلَمَّا كَانَتِ الْعَصَبِيَّةُ بَيْنَ الْعَرَبِ
(5)
وَفَخَرَتْ مُضَرُ بِأَبِيهَا إِسْمَاعِيلَ ادَّعَتِ الْيَمَنُ هُودًا أَبًا لِيَكُونَ وَالِدًا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَأَوْلَادُهُ
(6)
فِيهِمْ، وَلَيْسَ بِأَبِيهِمْ وَلَكِنَّهُ أَخُوهُمْ، وَإِنَّمَا بُعِثَ إِلَى عَادٍ. وَكَانَ وَهْبٌ لَا يُسَمِّي عَادًا وَرِجَالَهُمْ، وَلَا يَنْسِبُ قَبَائِلَهُمْ وَلَا يَأْثِرُ أَشْعَارَهُمْ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْأَرْضِ أُمَّةٌ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ عَدَدًا وَلَا أَعْظَمَ مِنْهُمْ أَجْسَامًا وَلَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا، فَلَمَّا رَأَوُا الرِّيحَ قَدْ أَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ، قَالُوا لِهُودٍ: تُخَوِّفُنَا بِالرِّيحِ فَجَمَعُوا ذَرَارِيَّهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَدَوَابَّهُمْ فِي شِعْبٍ، ثُمَّ قَامُوا عَلَى بَابِ ذَلِكَ الشِّعْبِ يَرُدُّونَ الرِّيحَ عَنْ أَمْوَالِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ، فَدَخَلَتِ الرِّيحُ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْأَرْضِ حَتَّى
(1)
في التلخيص: "كبير".
(2)
في (ز) و (م): "حدث".
(3)
إتحاف المهرة (11/ 463 - 14434).
(4)
في (ز): "ولد لهم"، وفي (و) و (ص):"ولدتهم"، وأشار في حاشيتهما إلى أنها في نسخة أخرى:"ولدهم".
(5)
قوله: "كانت العصبية بين" مكانها بياض في (و) و (ص).
(6)
في (ز)، و (م):"وولاده".
قَلَعَتْهُمْ. قَالَ وَهْبٌ: وَلَمَّا بَعَثَ اللهُ إِلَيْهِمْ هُودَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَزَاحِ
(1)
بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَادٍ بْنِ عُوصِ بْنِ إِرَمِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ كَانَ كُلُّ رَمْلٍ وَضَعَهُ اللهُ بِشَيْءٍ مِنَ الْبِلَادِ كَانَ مَسَاكِنَ عَادٍ فِي رِمَالِهَا، وَكَانَتْ بِلَادُ عَادٍ أَخْصَبَ بِلَادِ الْعَرَبِ، وَأَكْثَرَهَا رِيفًا وَأَنْهَارًا وَجِنَانًا، فَلَمَّا غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَعَتَوْا عَلَى اللهِ وَكَانُوا أَصْحَابَ أَوْثَانٍ يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللهِ أَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ
(2)
.
4106 -
أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَحْمَسِيُّ، بِالْكُوفَةِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنِي مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنِي مُدْرِكٌ
(3)
، ثَنَا الْحَسَنُ
(4)
بْنُ ذَكْوَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللهِ هُودٌ أَشْبَهَ النَّاسِ بِآدَمَ عليهما السلام
(5)
.
* * *
(1)
في (ز)، و (م):"رباح".
(2)
إتحاف المهرة (19/ 596 - 25400).
(3)
هو: ابن عبد الرحمن.
(4)
قوله: "مدرك ثنا الحسن" مكانه بياض في (و) و (ص).
(5)
إتحاف المهرة (19/ 371 - 25018)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: إسناده واه".
ذِكْرُ صَالِحٍ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
-
4107 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ نَوْفٍ الشَّامِيِّ
(1)
؛ أَنَّ صَالِحَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْعَرَبِ لَمَّا أَهْلَكَ اللهُ عَادًا وَانْقَضَى أَمْرُهَا عَمَّرَتْ ثَمُودُ بَعْدَهَا، فَاسْتُخْلِفُوا فِي الْأَرْضِ فَانْتَشَرُوا، ثُمَّ عَتَوْا عَلَى اللهِ، فَلَمَّا ظَهَرَ فَسَادُهُمْ وَعَبَدُوا غَيْرَ اللهِ بَعَثَ اللهُ إِلَيْهِمْ صَالِحًا - وَكَانُوا قَوْمًا عَرَبًا، وَهُوَ مِنْ أَوْسَطِهِمْ نَسَبًا، وَأَفْضَلِهِمْ مَوْضِعًا - رَسُولًا، وَكَانَتْ مَنَازِلُهُمُ الْحِجْرَ إِلَى فَرْعٍ، وَهُوَ وَادِي الْقُرَى ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِيلًا فِيمَا بَيْنَ الْحِجْرِ إِلَى الْحِجَازِ، فَبَعَثَهُ اللهُ إِلَيْهِمْ غُلَامًا شَابًّا، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللهِ حَتَّى شَمِطَ وَكَبِرَ، وَلَا يَتْبَعُهُ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ، فَهَلَكَتْ عَادٌ وَثَمُودُ وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ مِنْ تِلْكَ الْأُمَمِ، وَكَانُوا مِنْ وَلَدِ لَاوِذِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ نَبِيٌّ قَبْلَهُ - يَعْنِي قَبْلَ إِبْرَاهِيمَ - إِلَّا هُودٌ وَصَالِحٌ وَإِبْرَاهِيمُ عليهم السلام
(2)
.
4108 -
أخبرني أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَحْمَسِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنِي مُدْرِكٌ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: ثُمَّ كَانَ صَالِحٌ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ يُشْبِهُ عِيسَى
(3)
ابْنَ مَرْيَمَ أَحْمَرَ، إِلَى الْبَيَاضِ مَا هُوَ، سِبْطَ
(1)
هو: نوف بن فضالة الحميري الشامي ابن امرأة كعب الأحبار.
(2)
إتحاف المهرة (19/ 582 - 25385).
(3)
في (و) و (ص): "وكان شبيه بعيسى"، وفي التلخيص:"يشبه بعيسى".
الرَّأْسِ
(1)
.
4109 -
أخبرني الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْفَرَائِينِيُّ
(2)
، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبَرَاءِ، ثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: حَدِيثُ صَالِحِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ جَابِرِ بْنِ ثَمُودَ بْنِ جَابِرِ
(3)
بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ. قَالَ وَهْبٌ: إِنَّ اللهَ بَعَثَ صَالِحًا إِلَى قَوْمِهِ حِينَ رَاهَقَ الْحُلُمَ، وَكَانَ رَجُلًا أَحْمَرَ إِلَى الْبَيَاضِ سَبِطَ الشَّعْرِ، وَكَانَ يَمْشِي حَافِيًا كَمَا كَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام لَا يَتَّخِذُ حِذَاءً، وَلَا يَدَّهِنُ، وَلَا يَتَّخِذ بَيْتًا، وَلَا مَسْكَنًا، وَلَا يَزَالُ مَعَ نَاقَةِ رَبِّهِ حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ تَوَجَّهَ مَعَهَا، وَحَيْثُمَا نَزَلَتْ
(4)
نَزَلَ مَعَهَا، وَكَانَ قَدْ صَامَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا قَبْلَ أَنْ تُعْقَرَ النَّاقَةُ، وَكَانَتْ عَلَى يَدِهِ الْيُمْنَى شَامَةٌ عَلَامَةٌ، فَلَبِثَ فِيهِمْ أَرْبَعِينَ عَامًا يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ مِنْ لَدُنْ كَانَ غُلَامًا إِلَى أَنْ شَمِطَ، وَهُمْ لَا يَزْدَادُونَ إِلَّا طُغْيَانًا
(5)
.
4110 -
حدثنا أبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبُوشَنْجِيُّ
(6)
، ثَنَا
(1)
إتحاف المهرة (19/ 371 - 25019).
(2)
في الإتحاف: "الزعفراني".
(3)
كذا في (م)!، وبدون نقط في سائر النسخ، وسماه الطبري في التاريخ (1/ 226):"صالح بن عبيد بن أسف بن ماسخ بن عبيد بن خادر بن ثمود بن جاثر بن إرم بن سام بن نوح" ثم قال: "وقيل: صالح هو صالح بن أسف بن كماشج بن إرم بن ثمود بن جائر بن إرم بن سام بن نوح".
(4)
في (و) و (ص): "بركت".
(5)
إتحاف المهرة (19/ 596 - 25401)، وقال الذهبي في التلخيص:"وعن وهب بإسناد واه".
(6)
هو: محمد بن إبراهيم بن سعيد، أبو عبد الله الفقيه. من رجال التهذيب.
يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ الْحَلَبِيُّ، ثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: نَزَلْنَا الْحِجْرَ فِي غَزْوةِ تَبُوكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ عَمِلَ مِنْ هَذَا الْمَاءِ طَعَامًا فَلْيُلْقِهِ". قَالَ: فَمِنْهُمْ مَنْ عَجَنَ الْعَجِينَ، وَمِنْهُمْ مَنْ حَاسَ الْحَيْسَ فَأَلْقُوهُ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّاسَ نَزَلُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِجْرَ ثَمُودَ. بِغَيْرِ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ.
4111 -
حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا سُنَيْدٍ
(3)
، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
(4)
، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ: قُلْنَا لَهُ حَدِّثْنَا حَدِيثَ ثَمُودَ، فَقَالَ: أُحَدِّثُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ثَمُودَ وَكَانَتْ ثَمُودُ قَوْمَ
(5)
صَالِحٍ، أَعْمَرَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا، فَأَطَالَ أَعْمَارَهُمْ حَتَّى جَعَلَ أَحَدُهُمْ يَبْنِي الْمَسْكَنَ مِنَ الْمَدَرِ، فَيَنْهَدِمُ وَالرَّجُلُ مِنْهُمْ حَيٌّ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ اتَّخَذُوا مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَرِهِينَ، فَنَحَتُوهَا وَجَابُوهَا وَجَوَّفُوهَا، وَكَانُوا فِي سَعَةٍ مِن مَعَايِشِهِمْ، فَقَالُوا: يَا صالِحُ، ادْعُ لَنَا رَبَّكَ لِيُخْرِجَ لَنَا آيَةً نَعْلَمْ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ. فَدَعَا صَالِحٌ رَبَّهُ فَأَخْرَجَ لَهُمُ النَّاقَةَ، وَكَانَ شِرْبُهَا يَوْمًا وَشِرْبُهُمْ يَوْمًا مَعْلُومًا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ شِرْبِهَا خَلُّوا عَنْهَا، وَعَنِ الْمَاءِ
(1)
في (و) و (ص): "فقال لي النبي".
(2)
إتحاف المهرة (15/ 63 - 4957).
(3)
في (م): "مسد"!، وهو سنيد بن دواد المصيصي.
(4)
هو: ابن محمد بن أبي سبرة، ضعيف. من رجال التهذيب.
(5)
في (ز) و (م): "وقوم".
وَحَلَبُوهَا
(1)
، فَمَلَئُوا كُلَّ إِنَاءٍ وَوِعَاءٍ وَسِقَاءٍ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ شُرْبِهِمْ صَرَفُوهَا عَنِ الْمَاءِ فَلَمْ تَشْرَبْ مِنْهُ شَيْئًا فَمَلَئُوا كُلَّ إِنَاءٍ وَوِعَاءٍ وَسِقَاءٍ
(2)
فَأَوْحَى اللهُ إِلَى صَالِحٍ أَنَّ قَوْمَكَ سَيَعْقِرُونَ نَاقَتَكَ. فَقَالَ لَهُمْ، فَقَالُوا: مَا كُنَّا لَنَفْعَلَ. قَالَ: إِنْ لَمْ تَعْقِرُوهَا أَنْتُمْ يُوشِكُ أَنْ يُولَدَ فِيكُمْ مَوْلُودٌ يَعْقِرُهَا، قَالَوا: مَا عَلَامَةُ ذَلِكَ الْمَوْلُودِ فَوَاللهِ لَا نَجِدُهُ إِلَّا قَتَلْنَاهُ. قَالَ: فَإِنَّهُ غُلَامٌ أَشْقَرُ أَزْرَقُ أَصْهَبَ. قَالَ: وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ شَيْخَانِ عَزِيزَانِ مَنِيعَانِ لأَحَدِهِمَا ابْنٌ يَرْغَبُ لَهُ عَنِ الْمَنَاكِحِ، وَلِلْآخَرِ ابْنَةٌ لَا يَجِدُ لَهَا كُفُؤًا، فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا مَجْلِسٌ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُزَوِّجَ ابْنَكَ؟ قَالَ: لَا أَجِدُ لَهُ كُفُؤًا. قَالَ: فَإِنَّ ابْنَتِي كُفْءٌ لَهُ، وَأَنَا أُزَوِّجُهُ
(3)
. فَزَوَّجَهُ، فَوُلِدَ بَيْنَهُمَا ذَلِكَ الْمَوْلُودُ، وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ ثَمَانِيَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ، قَالَ لَهُمْ صَالِحٌ: إِنَّمَا يَعْقِرُهَا مَوْلُودٌ فِيكُمْ، فَاخْتَارَ
(4)
ثَمَانِيَةَ نِسْوَةٍ قَوَابِلَ مِنَ الْقَرْيَةِ وَجَعَلُوا مَعَهُمْ شُرْطِيًّا
(5)
فَكَانُوا يَطُوفُونَ فِي الْقَرْيَةِ، فَإِذَا وَجَدُوا امْرَأَةً تُمْخَضُ نَظَرُوا مَا وَلَدُهَا، فَإِنْ كَانَ غُلامًا قَلَّبْنَهُ يَنْظُرُنَ مَا هُوَ، وَإِنْ كَانَتْ جَارِيةً أَعْرَضْنَ عَنْهَا، فَلَمَّا وَجَدُوا ذَلِكَ الْمَوْلُودَ صَرَخْنَ النِّسْوَةُ، قُلْنَ هَذَا الَّذِي يُرِيدُ رَسُولُ اللهِ صَالِحٌ، فَأَرَادَ الشُّرَطُ أَنْ يَأْخُذُوهُ فَحَالَ جَدَّاهُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ، وَقَالَا: لَوْ أَنَّ صَالِحًا أَرَادَ هَذَا قَتَلْنَاهُ
(6)
. وَكَانَ
(1)
في (و) و (ص): "حلبوا" وبعدها بياض.
(2)
من "فإذا كان" إلى هاهنا ساقط من (م).
(3)
في (ز) و (م): "أزوجك".
(4)
في (ز) و (م): "اختار".
(5)
في (ز) و (م): "شرطا".
(6)
قوله: "أراد هذا قتلناه" مكانه بياض في (و) و (ص).
شَرَّ مَوْلُودٍ، وَكَانَ يَشُبُّ فِي الْيَوْمِ شَبَابَ غَيْرِهِ فِي الْجُمُعَةِ، وَيَشِبُّ فِي الْجُمُعَةِ شَبَابَ غَيْرِهِ فِي الشَّهْرِ، وَيَشِبُّ فِي الشَّهْرِ شَبَابَ غَيْرِهِ فِي السَّنَةِ، فَاجْتَمَعَ الثَّمَانِيَةُ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ وَالشَّيْخَانِ، فَقَالُوا: نَسْتَعْمِلُ عَلَيْنَا هَذَا الْغُلَامَ لِمَنْزِلَتِهِ وَشَرَفِ جَدَّيْهِ، فَكَانُوا تِسْعَةً، وَكَانَ صَالِحٌ لَا يَنَامُ مَعَهُمْ فِىِ الْقَرْيَةِ، كَانَ فِي الْبَرِّيَّةِ فِي مَسْجِدٍ، يُقَالَ لَهُ: مَسْجِدُ صَالِحٍ فِيهِ يَبِيتُ بِاللَّيْلِ، فَإِذَا أَصْبَحَ أَتَاهُمْ، فَوَعَظَهُمْ وَذَكَّرَهُمْ، وَإِذَا أَمْسَى خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَبَاتَ فِيهِ". قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَمْكُرُوا بِصَالِحٍ مَشَوْا حَتَّى أَتَوْا عَلَى سِرْبٍ عَلَى طَرِيقِ صَالِحٍ، فَاخْتَبَأَ فِيهِ ثَمَانِيَةٌ، وَقَالُوا: إِذَا خَرَجَ عَلَيْنَا قَتَلْنَاهُ، وَأَتيْنَا أَهْلَهُ فَبَيَّتْنَاهُمْ، فَأَمَرَ اللهُ الْأَرْضَ فَاسْتَوَتْ عَلَيْهِمْ، فَاجْتَمَعُوا وَمَشَوْا عَلَى النَّاقَةِ وَهِيَ عَلَى حَوْضِهَا قَائِمَةٌ، فَقَالَ الشَّقِيُّ لِأَحَدِهِمُ: إِيتِهَا فَاعْقِرْهَا، فَأَتَاهَا، فَتَعَاظَمَهُ ذَلِكَ، فَأَضْرَبَ عَنْ ذَلِكَ، فَبَعَثَ آخَرَ، فَأَعْظَمَ ذَلِكَ، فَجَعَلَ لَا يَبْعَثُ رَجُلًا إِلَّا تَعَاظَمَهُ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهَا، حَتَّى مَشَى إِلَيْهَا وَتَطَاوَلَ فَضَرَبَ عُرْقُوبَهَا، فَوَقَعَتْ تَرْكُضُ، فَأَتَى رَجُلٌ مِنْهُمْ صَالِحًا، فَقَالَ: أَدْرِكِ النَّاقَةَ، فَقَدْ عُقِرَتْ. فَأَقْبَلَ وَخَرَجُوا يَتَلَقَّوْنَهُ وَيَعْتَذِرُونَ
(1)
إِلَيْهِ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّمَا عَقَرَهَا فُلَانٌ لَا ذَنْبَ لَنَا. قَالَ: انْظُرُوا هَلْ تُدْرِكُونَ فَصِيلَهَا، فَإِنْ أَدْرَكْتُمُوهُ فَعَسَى اللهُ أَنْ يَرْفَعَ عَنْكُمُ الْعَذَابَ. فَخَرَجُوا يَطْلُبُونَهُ وَلَمَّا رَأَى الْفَصِيلُ أُمَّهُ تَضْطَرِبُ أَتَى جَبَلًا يُقَالَ لَهُ الْقَارَةُ قَصِيرًا، فَصَعِدَ وَذَهَبُوا يَأْخُذُوهُ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَى الْجَبَلِ، فَطَالَ فِي السَّمَاءِ حَتَّى مَا تَنَالُهُ الطَّيْرُ. قَالَ: وَدَخَلَ صَالِحٌ الْقَرْيَةَ،
(1)
قوله: "يتلقونه ويعتذرون" مكانه بياض في (و) و (ص).
فَلَمَّا رَآهُ الْفَصِيلُ بَكَى حَتَّى صَارَتْ دُمُوعُهُ، ثُمَّ
(1)
اسْتَقْبَلَ صَالِحًا، فَرَغَا رَغْوَةً، ثُمَّ رَغَا أُخْرَى
(2)
، ثُمَّ رَغَا أُخْرَى، فَقَالَ صَالِحٌ: لِكُلِّ رَغْوَةٍ أَجَلُ يَوْمٍ، تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ، إِلَّا أَنَّ آيَةَ الْعَذَابِ أَنَّ الْيَوْمَ الْأَوَّلَ تُصْبِحُ وُجُوهُهُمْ مُصْفَرَّةٌ، وَالْيَوْمَ الثَّانِي مُحْمَرَّةٌ، وَالْيَوْمَ الثَّالِثَ مُسْوَدَّةً. فَلَمَّا أَصْبَحُوا إِذَا وُجُوهُهُمْ كَأَنَّمَا طُلِيَتْ
(3)
بِالْخَلُوقِ، كَبِيرُهُمْ وَصَغِيرُهُمْ، ذَكَرُهُمْ وَأُنْثَاهُمْ، فَلَمَّا أَمْسَوْا صَاحُوا بِأَجْمَعِهِمْ: قَدْ مَضَى يَوْمٌ مِنَ الْأَجَلِ وَحَضَرَكُمُ الْعَذَابُ. فَلَمَّا أَصْبَحُوا الْيَوْمَ الثَّانِي إِذَا وُجُوهُهُمْ مُحْمَرَّةٌ كَأَنَّمَا خُضِبَتْ بِالدِّمَاءِ، فَصَاحُوا وَضَجُّوا وَبَكَوْا، وَعَرَفُوا أَنَّهُ الْعَذَابُ، فَلَمَّا أَمْسَوْا صَاحُوا بِأَجْمَعِهِمْ: أَلَا قَدْ مَضَى يَوْمَانِ مِنَ الْأَجَلِ، وَحَضَرَكُمُ الْعَذَابُ. فَلَمَّا أَصْبَحُوا الْيَوْمَ الثَّالِثَ، إِذَا وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ كَأَنَّمَا طُلِيَتْ بِالْقَارِ، فَصَاحُوا جَمِيعًا أَلَا قَدْ حَضَرَكُمُ الْعَذَابُ، فَتَكَفَّنُوا وَتَحَنَّطُوا. وَكَانَ حَنُوطَهُمُ الصَّبْرُ وَالْمُرُّ، وَكَانَتْ أَكْفَانُهُمُ الْأَنْطَاعَ، ثُمَّ أَلْقَوْا أَنْفُسَهُمْ بِالأَرْضِ، فَجَعَلُوا يُقَلِّبُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ مَرَّةً وَإِلَى الْأَرْضِ مَرَّةً لَا يَدْرُونَ مِنْ حَيْث يَأْتِيهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ مِنَ السَّمَاءِ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنَ الْأَرْضِ خُشَّعًا وَفُرُقًا، فَلَمَّا أَصْبَحُوا الْيَوْمَ الرَّابِعَ أَتَتْهُمْ صَيْحَةٌ مِنَ السَّمَاءِ فِيهَا صَوْتُ كُلِّ صَاعِقَةٍ وَصَوْتُ كُلِّ شَيْءٍ لَهُ صَوْتٌ
(4)
فِي الْأَرْضِ، فَتَقَطَعَتْ قُلُوبُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ، فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ
(1)
بين: "دموعه" و"ثم" بياض في (و) و (ص).
(2)
في (و): "ثم رغا رغوة أخرى".
(3)
في (ز) و (م) و (ص): "طويت"
(4)
في (و) و (ص): "كل من له صوت".
جَاثِمِينَ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ جَامِعٌ لِذِكْرِ هَلَاكِ آلِ ثَمُودَ تَفَرَّدَ بِهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَلَيْسَ لَهُ إِسْنَادٌ غَيْرُ هَذَا، وَلَمْ يُسْتَغْنَ عَنْ إِخْرَاجِهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ عَلَى سَبِيلِ الِاخْتِصَارِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ دَلَّ عَلَى صِحَّةِ الْحَدِيثِ الطَّوِيلِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ:
4112 -
حدثناه أَبُو بَكْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ بِالرَّيِّ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الْأَزْرَقُ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: ثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَتَى عَلَى الْحِجْرِ حَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ، فَلَا تَسْأَلُوا رَسُولَكُمُ الْآيَاتِ هَذَا قَوْمُ صَالِحٍ سَأَلُوا رَسُولَهُمُ الْآيَةَ، فَبَعَثَ اللهُ لَهُمْ النَّاقَةَ، فَكَانَتْ تَرِدُ مِنْ
(2)
هَذَا الْفَجِّ وَتَصْدُرُ مِنْ هَذَا الْفَجِّ، فَتَشْرَبُ مَاءَهُمْ يَوْمَ وِرْدِهَا"
(3)
.
* * *
(1)
إتحاف المهرة (12/ 474 - 15953)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: أبو بكر واه؛ وهو ابن أبي مريم"، نقول: بل هو أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة، قيل اسمه عبد الله وقيل محمد؛ قال الإمام أحمد:"قال لي حجاج - يعني بن محمد المصيصي الأعور - قال لي أبو بكر السبري عندي سبعون ألف حديث في الحلال والحرام، قال وليس حديثه بشيء كان يكذب ويضع الحديث"، وانظر العلل رواية عبد الله (1/ 510)، ورواية المروذي (ص 93)، والجرح والتعديل (7/ 298، 306)، وتهذيب الكمال، ولم يذكر أحدٌ أن ابن أبي مريم روى عنه حجاج الأعور.
(2)
قوله: "فكانت ترد من" مكانه بياض في (و) و (ص).
(3)
إتحاف المهرة (3/ 480 - 3519).
ذِكْرُ شُعَيْبٍ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
-
4113 -
أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ
(1)
، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مِهْرَانَ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَشُعَيْبُ بْنُ مِيكَائِيلَ النَّبِيُّ بَعَثَهُ اللهُ نَبِيًّا، فَكَانَ مِنْ خَبَرِهِ وَخَبَرِ قَوْمِهِ مَا ذَكَرَ اللهُ فِي الْقُرْآنِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذَا ذَكَرَهُ قَالَ:"ذَاكَ خَطِيبُ الْأَنْبِيَاءِ". لِمُرَاجَعَتِهِ
(2)
قَوْمَهُ
(3)
.
4114 -
حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ وَسَالِمٍ الْأَفْطَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا}
(4)
. قَالَ: كَانَ شُعَيْبٌ أَعْمَى
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
4115 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ
(6)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، ثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: إِنَّ اللهَ
(1)
هو: ابن الحارث، أبو الفضل.
(2)
في (و) و (ص): "المراجعة".
(3)
إتحاف المهرة (19/ 416 - 25134).
(4)
(هود: آية 91).
(5)
إتحاف المهرة (7/ 164 - 7536).
(6)
في الإتحاف: "الزعفراني".
بَعَثَ شُعَيْبًا إِلَى أَهْلِ مَدْيَنَ وَهُمْ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ، وَالْأَيْكَةُ الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ
(1)
، وَكَانُوا أَهْلَ كُفْرٍ بِاللهِ، وَبَخْسٍ لِلنَّاسِ فِي الْمَكَايِيلِ وَالْمَوَازِينَ، وَإِفْسَادٍ لِأَمْوَالِهِمْ، وَكَانَ اللهُ تَعَالَى وَسَّعَ عَلَيْهِمْ فِي الرِّزْقِ وَبَسَطَ لَهُمْ فِي الْعَيْشِ اسْتِدْرَاجًا مِنْهُ لَهُمْ مَعَ كُفْرِهِمْ بِهِ، فَقَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ:{يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ}
(2)
. فَكَانَ مِنْ قَوْلِ شُعَيْبٍ لِقَوْمِهِ وَجَوَابِ قَوْمِهِ لَهُ مَا قَدْ ذَكَرَ اللهُ فِي كِتَابِهِ
(3)
.
4116 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ أَخُو حَمَّادٍ بْنِ زَيْدٍ، ثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، حَدَّثَنِي بُرَيْرٌ
(4)
الْبَاهِلِيُّ
(5)
، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسِ، عَنْ هَلَاكِ قَوْمِ شُعَيْبٍ، وَقَوْلِ اللهِ:{فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}
(6)
. قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ: بَعَثَ اللهُ عَلَيْهِمْ رِمْدَةً وَحَرًّا شَدِيدًا، فَأَخَذَ بِأَنْفَاسِهِمْ فَدَخَلُوا أَجْوَافَ الْبُيُوتِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ أَجْوَافَ الْبُيُوتِ فَأَخَذَ بِأَنْفَاسِهِمْ، فَخَرَجُوا مِنَ الْبُيُوتِ هِرَابًا إِلَى الْبَرِّيَّةِ، فَبَعَثَ اللهُ سَحَابَةً فَأَظَلَّتْهُمْ
(1)
قوله: "الشجر الملتف" مكانه بياض في (و) و (ص).
(2)
(هود: آية 84).
(3)
إتحاف المهرة (19/ 597 - 25402).
(4)
في (و): "يزيد".
(5)
هو: برير بن ضمرة الباهلي، ضبطه الدارقطني والأزدي وابن ماكولا بضم الباء، ووثقه ابن حبان.
(6)
(الشعراء: آية 189).
مِنَ الشَّمْسِ، فَوَجَدُوا لَهَا بَرْدًا وَلَذَّةً فَنَادَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى إِذَا اجْتَمَعُوا تَحْتَهَا أَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِمْ نَارًا. قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ: فَذَاكَ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
(1)
.
4117 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ قَتَادَةَ يَقُولُ: بَعَثَ اللهُ شُعَيْبَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إلَى أُمَّتَيْنِ؛ إِلَى قَوْمِهِ أَهْلِ مَدْيَنَ وَإِلَى أَصْحَابِ الْأَيْكَةِ، وَكَانَتِ الْأَيْكَةُ مِنْ شَجَرٍ
(2)
مُلْتَفٍّ، فَلَمَّا أَرَادَ اللهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بَعَثَ اللهُ عَلَيْهِمْ حَرًّا شَدِيدًا، وَرَفَعَ لَهُمُ الْعَذَابَ كَأَنَّهُ سَحَابَةٌ، فَلَمَّا دَنَتْ مِنْهُمْ خَرَجُوا إِلَيْهَا رَجَاءَ بَرْدِهَا، فَلَمَّا كَانُوا تَحْتَهَا مَطَرَتْ عَلَيْهِمْ نَارًا، قَالَ: فَذَلِكَ قَوْلُهُ عز وجل: {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ}
(3)
.
(4)
4118 -
أخبرني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ:{عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ}
(5)
. قَالَ: ظِلَالُ الْعَذَابِ
(6)
.
4119 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُليْمَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي قَوْلِ اللهِ
(1)
إتحاف المهرة (7/ 20 - 7243).
(2)
في (ز) و (و) و (م): "شجرة".
(3)
(الشعراء: آية 189).
(4)
إتحاف المهرة (19/ 359 - 25004).
(5)
(الشعراء: آية 189).
(6)
إتحاف المهرة (19/ 403 - 25105).
(1)
. قَالَ: كَانَ مِمَا يَنْهَاهُمْ عَنْهُ حَذْفُ الدَّرَاهِمِ، أَوْ قَالَ: قَطْعُ الدَّرَاهِمِ، {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}
(2)
. قَالَ: بَعَثَ اللهُ إِلَيْهِمْ ظُلَّةً مِنْ سَحَابٍ
(3)
، وَبَعَثَ اللهُ إِلَى الشَّمْسِ، فَأَحْرَقَتْ عَلَى الْأَرْضِ، فَخَرَجُوا كُلُّهُمْ إِلَى تِلْكَ الظُّلَّةِ، حَتَّى إِذَا اجْتَمَعُوا كُلُّهُمْ، كَشَفَ اللهُ عَنْهُمُ الظُّلَّةَ، وَأَحْمَى عَلَيْهِمُ الشَّمْسَ فَاحْتَرَقُوا كَمَا يَحْتَرِقُ الْجَرَادُ فِي الْمَقْلَى
(4)
.
4120 -
أخبرني أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ السُّنِّيُّ، بِمَرْوَ، ثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أَنَا عَبْدَانُ، أَنَا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ جَابِرٍ
(5)
، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَنْ حَدَّثَكَ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَا عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ فَكَذِّبْهُ
(6)
.
* * *
(1)
(هود: آية 87).
(2)
(الشعراء: آية 189).
(3)
في (ز): "بعث إليهم ظلة في سحاب".
(4)
إتحاف المهرة (18/ 587 - 24213).
(5)
هو: ابن يزيد الجعفي، وعنه أبو حمزة محمد بن ميمون السكري.
(6)
إتحاف المهرة (7/ 313 - 7890).
ذِكْرُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ
4121 -
أخبرنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، بِمَرْوَ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ هُوَ إِسْرَائِيلُ
(1)
.
4122 -
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ
(2)
، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ، ثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: وَأَمَّا الْأَسْبَاطُ فَهُمْ بَنُو يَعْقُوبَ؛ يُوسُفُ
(3)
وَابْنُ يَامِينَ وَرُوبِيلُ
(4)
وَيَهُوذَا وَشَمْعُونُ وَلَاوِي وَدَانُ وَفَهَاتُ
(5)
، كَانُوا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا نَشَرَ اللهُ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ سِبْطًا لَا يَعْلَمُ أَنْسَابَهُمْ إِلَّا اللهُ عز وجل:{وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا}
(6)
.
(7)
(1)
إتحاف المهرة (7/ 588 - 8531).
(2)
في الإتحاف: "محمد بن محمد بن إسحاق".
(3)
في (ز) و (م): "فهم بنو يعقوب، قال الله: يوسف" وضبب في (ز) على لفظ الجلالة.
(4)
في (و): "ردبيل"، وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"روبيل"، وفي (ص):"رودبيل".
(5)
في (و) و (ص): "وفهمات"، وأشار ناسخ (و) إلى أنها في نسخة أخرى:"فهمان"، وفي التلخيص:"ومهات"، وفي تفسير الطبري (2/ 598):"وقهاث".
(6)
(الأعراف: آية 160).
(7)
إتحاف المهرة (10/ 467 - 13203).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4123 -
حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ
(1)
بْنُ إِسْحَاقَ الْغَسِيلِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ
(2)
، ثَنَا أَبِي، ثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: تَزَوَّجَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ امْرَأَةً فَحَمَلَتْ بِغُلَامَيْنِ فِي بَطْنٍ، فَلَمَّا أَرَادَتْ أَنْ تَضَعَ اقْتَتَلَ الْغُلامَانِ فِي بَطْنِهَا، فَأَرَادَ يَعْقُوبُ أَنْ يَخْرُجَ قَبْلَ عِيصَا، فَقَالَ عِيصَا: وَاللهِ إِنْ خَرَجْتَ قَبْلِي لِأَعْتَرِضَنَّ فِي بَطْنِ أُمِّي فَلَأَقْتُلَنَّهَا. فتَأَخَّرَ يَعْقُوبُ وَخَرَجَ عِيصَا قَبْلَهُ، وَأَخَذَ يَعْقُوبُ بِعَقِبِ عِيصَا فَخَرَجَ، فَسُمِّيَ عِيصَا لِأَنَّهُ عَصَا، وَسُمِّيَ يَعْقُوبُ لِأَنَّهُ خَرَجَ آخِذًا بِعَقِبِ عِيصَا
(3)
، وَكَانَ أَكْبَرَهُمَا فِي الْبَطْنِ، وَلَكِنَّهُ عَصَى
(4)
وَخَرَجَ قَبْلَهُ، وَكَبِرَ الْغُلَامَانِ وَكَانَ عِيصَا أَحَبَّهُمَا إِلَى أَبِيهِ، وَكَانَ يَعْقُوبُ أَحَبَّهُمَا إِلَى أُمِّهِ، وَكَانَ عِيصَا صَاحِبَ صَيْدٍ، فَلَمَّا كَبِرَ إِسْحَاق عَمِيَ. وَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا
(5)
.
* * *
(1)
قوله: "إبراهيم" مكانه بياض في (و) و (ص).
(2)
في (و) و (ص): "العنبري".
(3)
قوله: "فخرج، فسمي عيصا لأنه عصا، وسمي يعقوب لأنه خرج آخذا بعقب عيصا" سقط من (و) و (ص).
(4)
في (و) و (ص): "عض".
(5)
إتحاف المهرة (18/ 443 - 23891)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: سنده واه".
ذِكْرُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا
4124 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ
(1)
.
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ، قَالُوا: ثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أُعْطِيَ يُوسُفُ وَأُمُّهُ شَطْرَ الْحُسْنِ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4125 -
حدثنا مُكْرَمُ بْنُ أحمد الْقَاضِي، بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَيَّانَ بْنِ مُلاعِبِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ: يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ نَبِيُّ اللهِ ابْنُ نَبِيِّ اللهِ بْنِ نَبِيِّ اللهِ بْنِ خَلِيلِ اللهِ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(4)
.
(1)
هذا السند غير موجود في الإتحاف.
(2)
إتحاف المهرة (1/ 484 - 515).
(3)
إتحاف المهرة (16/ 159 - 20558).
(4)
اتفق الشيخان على حديث المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قالوا من أكرم الناس فقال: "يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله" الحديث، أخرجه البخاري (4/ 140، 149)، ومسلم (7/ 103)، وأخرج البخاري (4/ 149، 151، 184) =
4126 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: جَاءَ أَسْمَاءُ بْنُ خَارِجَةَ بَابَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: أَنَا ابْنُ الْأَشْيَاخِ الْكِرَامِ. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: ذَاكَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4127 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا هُدْبَةُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ يُوسُفَ عليه السلام أُلْقِيَ فِي الْجُبِّ وَهُوَ ابْنُ ثِنْتَيْ
(2)
عَشْرَةَ سَنَةً وَلَقِيَ أَبَاهُ بَعْدَ الثَّمَانِينَ
(3)
.
4128 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمِ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيَّ قَال: قُسِمَ الْحُسْنُ فَجُعِلَ لِيُوسُفَ وَسَارَةَ النِّصْفُ وَلِسَائِرِ النَّاسِ النِّصْفُ
(4)
.
4129 -
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ النَّسَوِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ غَانِمٍ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي هَارُونَ
(5)
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
= و (6/ 76) حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا: "الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم".
(1)
إتحاف المهرة (10/ 438 - 13116).
(2)
في (و): "اثنتي".
(3)
إتحاف المهرة (18/ 496 - 23994).
(4)
إتحاف المهرة (18/ 570 - 24191).
(5)
في (و) و (ص): "أبي هريرة"!، وهو: عمارة بن جوين أبو هارون العبدي البصري، =
الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ يَصِفُ يُوسُفَ حِينَ رَآهُ فِي السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، قَالَ:"رَأَيْتُ رَجُلًا صُورَتُهُ كَصُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ يُوسُفُ". قَالَ
(1)
ابْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ اللهُ قَدْ أَعْطَى يُوسُفَ مِنَ الْحُسْنِ وَالْهَيْئَةِ مَا لَمْ يُعْطِهِ
(2)
أَحَدًا مِنَ النَّاسِ قَبْلَهُ، وَلَا بَعْدَهُ حَتَّى كَانَ يُقَالَ وَاللهُ أَعْلَمُ: إِنَّهُ أُعْطِيَ نِصْفَ الْحُسْنِ وَقُسِمَ النِّصْفُ الْآخَرُ بَيْنَ النَّاسِ
(3)
.
4130 -
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى، ثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ بِأَعْرَابِيٍّ فَأَكْرَمَهُ، فَقَالَ لَهُ:"يَا أَعْرَابِيُّ، سَلْ حَاجَتَكَ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَاقَةً بِرَحْلِهَا وَأَعْنُزَ يَحْلُبُهَا
(4)
أَهْلِي. قَالَهَا مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَعَجَزْتَ أَنْ تَكُونَ مِثْلَ عَجُوزِ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ ". فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا عَجُوزُ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: "إِنَّ مُوسَى أَرَادَ أَنْ يَسِيرَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأُضِلَّ عَنِ الطَّرِيقِ، فَقَالَ لَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ: نَحْنُ نُحَدِّثُكَ أَنَّ يُوسُفَ أَخَذَ عَلَيْنَا مَوَاثِيقَ اللهِ أَنْ لَا نَخْرُجَ مِنْ مِصْرَ حَتَّى نَنْقُلَ عِظَامَهُ مَعَنَا. قَالَ: وَأَيُّكُمْ يَدْرِي
= متروك. من رجال التهذيب.
(1)
قوله: "قال" سقط من (و) و (ص).
(2)
في (و) و (ص): "ما لم يعط".
(3)
إتحاف المهرة (5/ 373 - 5612).
(4)
في (ص): "عليها".
أَيْنَ قَبْرُ يُوسُفَ؟ قَالُوا
(1)
: مَا نَدْرِي أَيْنَ قَبْرُ يُوسُفَ، إِلَّا عَجُوزُ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا، فَقَالَ لَهَا
(2)
: دُلِّينِي عَلَى قَبْرِ يُوسُفَ. قَالَتْ: لَا وَاللهِ لَا أَفْعَلُ حَتَّى أَكُونَ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: وَكَرِهَ
(3)
رَسُولُ اللهِ مَا قَالَتْ، فَقِيلَ لَهُ: أَعْطِهَا حُكْمَهَا. فَأَعْطَاهَا حُكْمَهَا، فَأَتَتْ بُحَيْرَةً، فَقَالَتْ: أَنْضِبُوا هَذَا الْمَاءَ، فَلَمَّا نَضَبُوهُ، قَالَتِ: احْفِرُوا هَهُنَا. فَلَمَّا حَفَرُوا إِذَا عِظَامُ يُوسُفَ، فَلَمَّا أَقَلُّوهَا مِنَ الْأَرْضِ فَإِذَا الطَّرِيقُ مِثْلُ ضَوْءِ النَّهَارِ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4131 -
أخبرني أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَحْمَسِيُّ، بِالْكُوفَةِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ
(5)
، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عِلْمُ اللهِ وَحِكْمَتُهُ فِي وَرَثَةِ إِبْرَاهِيمَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ آتَى اللهُ يُوسُفَ بْنَ يَعْقُوبَ مُلْكَ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، فَمَلَكَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَذَلِكَ قَوْلُهُ فِيمَا أَنْزَلَ مِنْ كِتَابِهِ
(6)
: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ}
(7)
. الْآيَةَ
(8)
.
(1)
في (و) و (ص): "فقالوا".
(2)
قوله: "لها" غير موجود في (و) و (ص) و (م).
(3)
في (و) و (ص): "فكره".
(4)
إتحاف المهرة (10/ 88 - 12319).
(5)
هو: ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
(6)
في (و) و (ص): "وذلك قوله عز وجل في كتابه".
(7)
(يوسف: آية 101).
(8)
إتحاف المهرة (18/ 470 - 23935)، وسيأتي بنفس السند مطولا برقم (4149)، =
4132 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، ثَنَا الْفُضَيْلُ
(1)
بْنُ عِيَاضٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ فِرَاقِ يُوسُفَ حِجْرَ يَعْقُوبَ إِلَى أَنِ الْتَقَيَا ثَمَانُونَ سَنَةً
(2)
.
4133 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ الْعَدْلُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ
(3)
، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: إِنَّمَا اشْترِيَ يُوسُفُ بِعِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَكَانَ أَهْلُهُ حِينَ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ بِمِصْرَ ثَلَاثَمِائَةٍ وَتِسْعِينَ
(4)
إِنْسَانًا رِجَالُهُمْ أَنْبِيَاءُ وَنِسَاؤُهُمْ صِدِّيقَاتٌ، وَاللهِ مَا خَرَجُوا مَعَ مُوسَى حَتَّى بَلَغُوا سِتَّمِائَةَ أَلْفٍ
(5)
وَسَبْعِينَ أَلْفًا
(6)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4134 -
أخبرني أَبُو سَعِيدٍ الْأَحْمَسِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرٍ السَّمُرِيُّ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنِي مُدْرِكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا الْحَسَنُ بْن ذَكْوَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: ثُمَّ وُلِدَ لِيَعْقُوبَ يُوسُفُ الصِّدِّيقُ الَّذِي اصْطَفَاهُ اللهُ وَاخْتَارَهُ وَأَكْرَمَهُ، وَقَسَمَ لَهُ
= وقال الذهبي في التلخيص: "قلت: لم يصح".
(1)
في (و) و (ص) و (م): "الفضل".
(2)
إتحاف المهرة (19/ 339 - 24952).
(3)
هو: أحمد بن محمد بن نصر، أبو نصر اللباد النيسابوري الفقيه.
(4)
في (ز) و (و) و (ص): "وتسعون".
(5)
من "وهم بمصر ثلاثمائة" إلى هاهنا ساقط من (م).
(6)
إتحاف المهرة (10/ 534 - 13365).
مِنَ الْجَمَالِ الثُّلُثَيْنِ وَقَسَمَ بَيْنَ عِبَادِهِ الثُّلُثَ، وَكَانَ يُشْبِهُ آدَمَ يَوْمَ خَلَقَهُ اللهُ وَصَوَّرَهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ قَبْلَ [أَنْ]
(1)
يُصِيبَ الْمَعْصِيَةَ، فَلَمَّا عَصَى آدَمُ نُزِعَ مِنْهُ النُّورُ وَالْبَهَاءُ وَالْحُسْنُ، وَكَانَ اللهُ أَعْطَى آدَمَ الْحُسْنَ وَالْجَمَالَ وَالنُّورَ وَالْبَهَاءَ يَوْمَ خَلَقَهُ، فَلَمَّا فَعَلَ مَا فَعَلَ وَأَصَابَ الذَّنْبَ نُزِعَ مِنْهُ ذَلِكَ، ثُمَّ وَهَبَ اللهُ لِآدَمَ الثُّلُثَ مِنَ الْجَمَالِ مَعَ التَّوْبَةِ الَّذِي تَابَ عَلَيْهِ، ثُمَّ إِنَّ اللهَ أَعْطَى يُوسُفَ الْحُسْنَ وَالْجَمَالَ وَالنُّورَ وَالْبَهَاءَ الَّذِي كَانَ نَزَعَهُ مِنْ آدَمَ حِينَ أَصَابَ الذَّنْبَ، وَذَلِكَ أَنَّ اللهَ أَحَبَّ أَنْ يُرِيَ الْعِبَادَ أَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى مَا يَشَاءَ، وَأَعْطَى يُوسُفَ مِنَ الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ مَا لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ، ثُمَّ أَعْطَاهُ اللهُ الْعِلْمَ بِتَأْوِيلِ الرُّؤْيَا، وَكَانَ يُخْبِرُ بِالْأَمْرِ الَّذِي رَآهُ فِي مَنَامِهِ أَنَّهُ سَيَكُونُ قَبْلَ أَنْ
(2)
يَكُونَ، عَلَّمَهُ اللهُ كَمَا عَلَّمَ آدَمَ
(3)
الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا، وَكَانَ إِذَا تَبَسَّمَ رَأَيْتَ النُّورَ فِي ضَوَاحِكِهِ، وَكَانَ إِذَا تَكَلَّمَ رَأَيْتَ شُعَاعَ النُّورِ فِي كَلامِهِ وَيَلْتَهِبُ الْتِهَابًا بَيْنَ ثَنَايَاهُ
(4)
.
قَدِ اخْتَصَرْتُ مِنْ أَخْبَارِ يُوسُفَ عليه السلام مَا صَحَّ إِلَيْهِ الطَّرِيقُ، وَلَوْ أَخَذْتُ فِي عَجَائِبِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الْوَاقِدِيِّ لَطَالَتِ التَّرْجَمَةُ بِهَا
(5)
.
* * *
(1)
ما بين المعقوفين غير موجود بالنسخ الخطية، ولا بد منه لكي يستقيم الكلام.
(2)
قوله: "أن" سقط من (و) و (ص).
(3)
قوله: "آدم" ساقط من (ز) و (م).
(4)
إتحاف المهرة (19/ 372 - 25020)، وقال الذهبي في التلخيص:"والسند واه".
(5)
في (و): "بهما"، وهنا ينتهي المجلد الأول من التلخيص.
ذِكْرُ النَّبِيِّ الْكَلِيمِ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ وَأَخِيهِ هَارُونَ بْنِ عِمْرَانَ
4135 -
حدثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْن أَحْمَدَ بْنِ شَبُّويَهْ الرَّئِيسُ بِمَرْوَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ
(1)
، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مِهْرَانَ
(2)
، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ
(3)
، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: وُلِدَ مُوسَى بْنُ مِنَشَا بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ، فتَنَبَّأَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قَبْلَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ، فِيمَا يَزْعُمُونَ وَيَزْعُمُ أَهْلُ التَّيَقُّنِ بِهَا أَنَّهُ
(4)
هُوَ الَّذِي طَلَبَ الْعَالِمَ، لِيَتَعَلَّمَ مِنْهُ حَتَّى أَدْرَكَهُ، الْعَالِمَ الَّذِي خَرَقَ السَّفِينَةَ، وَقَتَلَ الْغُلَامَ، وَبَنَى الْجِدَارَ وَمُوسَى بْنُ مِنَشَا مَعَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ حَتَّى بَلَغَ مَا بَلَغَ
(5)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: هَكَذَا يَذْكُرُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَيَسْتَدِلُّ بِالْحَدِيثِ الثَّابِتِ الصَّحِيحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَوْفًا الْبِكَالِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى صَاحِبَ الْخَضِرِ لَيْسَ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ صَاحِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنَّمَا هُوَ مُوسَى آخَرُ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَذَبَ عَدُوُّ اللهِ. حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"قَامَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ". الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ مُخَرَّجٌ في الصَّحِيحَيْنِ، وَإِنَّمَا حَمَلَنِي عَلَى ذِكْرِهِ لِأَنِّي تَرَكْتُ
(1)
هو: ابن الحارث، أبو الفضل.
(2)
في (و) و (ص): "ثنا أبو مهران".
(3)
في (و) و (ص): "الفضيل".
(4)
قوله: "أنه" مكانه بياض في (و) و (ص).
(5)
إتحاف المهرة (19/ 416 - 25125).
ذِكْرَهُ مِنَ الْوَسَطِ، فَأَمَّا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ الْكَلِيمُ:
4136 -
فحدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلَّابُ بِهَمْذَانَ، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاهِرِ
(1)
بْنِ يَحْيَى الرَّازِيُّ، ثَنَا أَبِي
(2)
، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبَايَةَ الْأَسَدِيِّ
(3)
، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ اللهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ لِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} . قَالَ: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا}
(4)
فَكَانَ مُوسَى يَرَى أَنَّ جَمِيعَ الْأَشْيَاءِ قَدْ أُثْبِتَتْ لَهُ كَمَا تَرَوْنَ أَنْتُمْ، أَنَّ عُلَمَاءَكُمْ قَدْ أَثْبَتُوا لَكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَكَمَا تُثْبِتُوهُ، فَلَمَّا انْتَهَى مُوسَى إِلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ لَقِيَ الْعَالِمَ فَاسْتَنْطَقَهُ، فَأَقَرَّ لَهُ بِفَضْلِ عِلْمِهِ، وَلَمْ يَحْسُدْهُ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى وَرَغِبَ إِلَيْهِ:{هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}
(5)
. فَعَلِمَ الْعَالِمُ أَنَّ مُوسَى لَا يُطِيقُ صُحْبَتَهُ، وَلَا يَصْبِرُ عَلَى عِلْمِهِ، فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ:{إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا} فَقَالَ لَهُ مُوسَى وَهُوَ يَعْتَذِرُ: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا}
(6)
. فَعَلِمَ أَنَّ مُوسَى لَا يَصْبِرُ عَلَى عِلْمِهِ، فَقَالَ لَهُ: {فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي
(1)
في (و) و (ص): "زاهر".
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: وهما رافضيان".
(3)
هو: عباية بن ربعي.
(4)
(الأعراف: آية 144 و 145).
(5)
(الكهف: آية 66).
(6)
(الكهف: آية 69).
شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا}
(1)
. فَرَكِبَا فِي السَّفِينَةِ، فَخَرَقَهَا الْعَالِمُ، وَكَانَ خَرَقَهَا لِلَّهِ رِضًا، وَلِمُوسَى سُخْطًا، وَلَقِيَ الْغُلَامَ فَقَتَلَهُ وَكَانَ قَتْلُهُ لِلَّهِ رِضًا. ثُمَّ ذَكَرَ بَعْضَ الْقِصَّةِ وَالْكَلَامِ، وَلَمْ يُجَاوِزِ ابْنُ عَبَّاسٍ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
4137 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثَنَا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "رَحْمَةُ الله عَلَيْنَا وَعَلَى مُوسَى، فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ، لَوْ كَانَ صَبَرَ لَقُصَّ عَلَيْنَا مِنْ خَبَرِهِ، وَلَكِنْ قَالَ:{قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا}
(4)
"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(6)
.
4138 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْفَرَائِينِيُّ
(7)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، ثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ سِنَانٍ الْيَمَانِيُّ
(8)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ
(1)
(الكهف: آية 70).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 323 - 7915).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: كلا".
(4)
(الكهف: آية 76).
(5)
إتحاف المهرة (1/ 223 - 66).
(6)
بل أخرجه مسلم (7/ 105) من حديث المعتمر بن سليمان التيمي عن أبيه عن رقبة بن مصقلة عن أبي إسحاق به مطولا.
(7)
في الإتحاف: "الزعفراني".
(8)
في (و): "ثنا عبد المنعم بن إدريس عن ابن سنان اليماني"، ثم أشار إلى أنها في نسخة =
مُنَبِّهٍ قَالَ: ذِكْرُ مَوْلِدِ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ قَاهَتَ بْنِ لَاوِي بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَحَدِيثِ عَدُوِّ اللهِ فِرْعَوْنَ حِينَ كَانَ يَسْتَعْبِدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي أَعْمَالِهِ بِمِصْرَ، وَأَمْرِ مُوسَى وَالْخَضِرِ، قَالَ وَهْبٌ: وَلَمَّا حَمَلَتْ أُمُّ مُوسَى بِمُوسَى
(1)
كَتَمَتْ أَمْرَهَا جَمِيعَ النَّاسِ، فَلَمْ يَطَّلِعْ عَلَى حَمْلِهَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ، وَذَلِكَ شَيْءٌ سَرَّهَا اللهُ بِهِ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَمُنَّ بِهِ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَلَمَّا كَانَتِ السَّنَةُ الَّتِي يُولَدُ
(2)
فِيهَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ بَعَثَ فِرْعَوْنُ الْقَوَابِلَ، وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِنَّ وَفَتَّشَ النِّسَاءَ تَفْتِيشًا لَمْ يُفَتِّشْهُنَّ قَبْلَ ذَلِكَ، وَحَمَلَتْ أُمُّ مُوسَى بِمُوسَى فَلَمْ يَنْتَ بَطْنُهَا
(3)
، وَلَمْ يَتَغَيَّرْ لَوْنُهَا، وَلَمْ يَفْسُدْ لَبَنُهَا، وَكُنَّ الْقَوَابِلُ لَا يَعْرِضْنَ لَهَا، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا مُوسَى وَلَدَتْهُ أُمُّهُ وَلَا رَقِيبَ عَلَيْهَا وَلَا قَابِلَ، وَلَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهَا أَحَدٌ إِلَّا أُخْتُهُ مَرْيَمُ، وَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهَا
(4)
(5)
. قَالَ: فَكَتَمَتْهُ أُمُّهُ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ تُرْضِعُهُ فِي حِجْرِهَا لَا يَبْكِي وَلَا يَتَحَرَّكُ، فَلَمَّا خَافَتْ عَلَيْهِ وَعَلَيْهَا عَمِلَتْ لَهُ تَابُوتًا مُطْبَقًا، وَمَهَّدَتْ لَهُ فِيهِ، ثُمَّ أَلقَتْهُ فِي الْبَحْرِ لَيْلًا كَمَا أَمَرَهَا اللهُ، وَعُمِلَ التَّابُوتُ عَلَى عَمَلِ سُفُنِ الْبَحْرِ خَمْسَةَ أَشْبَارٍ فِي خَمْسَةِ أَشْبَارٍ وَلَمْ يُقَيَّرْ، فَأَقْبَلَ التَّابُوتُ يَطْفُو عَلَى
= أخرى: "ثنا سنان اليماني"، وفي (ص):"عبد المنعم بن إدريس عن سيار اليماني".
(1)
في (و) و (ص): "حملت أم موسى به".
(2)
في (و) و (ص): "ولد".
(3)
من النتوء بمعنى العلو والظهور.
(4)
في (و) و (ص): "وأوحى الله إلى أم موسى".
(5)
(القصص: آية 7).
الْمَاءِ، فَألقَى الْبَحْرُ التَّابُوتَ بِالسَّاحِلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ فِرْعَوْنُ جَلَسَ فِي مَجْلِسِهِ عَلَى شَاطِئِ النِّيلِ فَبَصُرَ بِالتَّابُوتِ، فَقَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ مِنْ خَدَمِهِ: إِيتُونِي بِهَذَا التَّابُوتِ. فَأَتَوْهُ بِهِ، فَلَمَّا وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَتَحُوهُ فَوَجَدَ
(1)
فِيهِ مُوسَى، قَالَ: فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ فِرْعَوْنُ، قَالَ: عِبْرَانِيٌّ مِنَ الْأَعْدَاءِ، فَأَعْظَمَهُ ذَلِكَ وَغَاظَهُ، وَقَالَ: كَيْفَ أَخْطَأَ هَذَا الْغُلَامَ
(2)
الذَّبْحُ
(3)
، وَقَدْ أَمَرْتُ الْقَوَابِلَ أَنْ لَا يَكْتُمْنَ مَوْلُودًا يُولَدُ. قَالَ: وَكَانَ فِرْعَوْنُ قَدِ اسْتَنْكَحَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يُقَالَ لَهَا آسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ، وَكَانَتْ مِنْ خِيَارِ النِّسَاءِ الْمَعْدُودَاتِ وَمِنْ بَنَاتِ الْأَنْبِيَاءِ، وَكَانَتْ أُمًّا لِلْمُسْلِمِينَ تَرْحَمُهُمْ وَتتَصَدَّقُ عَلَيْهِمْ وَتُعْطِيهِمْ وَيَدْخُلُونَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ لِفِرْعَوْنَ وَهِيَ قَاعِدَةٌ إِلَى جَنْبِهِ هَذا الْوَلِيدُ أَكْبَرُ مِنِ ابْنِ سَنَةٍ، وَإِنَّمَا أَمَرْتَ أَنْ تَذْبَحَ الْوِلْدَانَ لِهَذِهِ السَّنَةِ، فَدَعْهُ يَكُنْ قُرَّةَ عَيْنٍ لِي وَلَكَ، {لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا}
(4)
. وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ أَنَّ هَلَاكَهُمْ عَلَى يَدَيْهِ، وَكَانَ فِرْعَوْنُ لَا يُولَدُ لَهُ إِلَّا الْبَنَاتُ، فَاسْتَحْيَاهُ فِرْعَوْنُ وَرَمَقَهُ وَألْقَى اللهُ عَلَيْهِ مَحَبَّتَهُ وَرَأْفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ، وَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: عَسَى أَنْ يَنْفَعَكِ أَنْتِ، فَأَمَّا أَنَا فَلَا أُرِيدُ نَفْعَهُ. قَالَ وَهْبٌ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَوْ أَنَّ عَدُوَّ اللهِ قَالَ فِي مُوسَى كَمَا قَالَتِ امْرَأَتُهُ آسِيَةُ: {عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا} . لَنَفَعَهُ اللهُ بِهِ، وَلَكِنَّهُ أَبَى لِلشَّقَاءِ الَّذِي كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْهِ وَحَرَّمَ اللهُ عَلَى مُوسَى الْمَرَاضِعَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ وَلَيَاليَهِنَّ، كُلَّمَا أُتِيَ بِمُرْضِعَةٍ لَمْ يَقْبَلْ ثَدْيَهَا، فَرَقَّ لَهُ فِرْعَوْنُ وَرَحِمَهُ، وَطُلِبَتْ لَهُ الْمَرَاضِعُ،
(1)
في (و) و (ص): "فوجدوا".
(2)
قوله: "الغلام" مكانه بياض في (و) و (ص).
(3)
في (و) و (ص): "من الذبح".
(4)
(القصص: آية 9).
وَذَكَرَ وَهْبُ حُزْنَ أُمِّ مُوسَى وَبُكَاءَهَا عَلَيْهِ حَتَّى كَادَتْ أَنْ تُبْدِيَ بِهِ، ثُمَّ تَدَارَكَهَا اللهُ بِرَحْمَتِهِ فَرَبَطَ عَلَى قَلْبِهَا إِلَى أَنْ بَلَغَهَا خَبَرُهُ، فَقَالَتْ لأُخْتِهِ تَنكَّرِي وَاذْهَبِي مَعَ النَّاسِ وَانْظُرِي مَاذَا يَفْعَلُونَ بِهِ، فَدَخَلَتْ أُخْتُهُ مَعَ الْقَوَابِلِ عَلَى آسِيَةَ بِنْتِ مُزَاحِمٍ، فَلَمَّا رَأَتْ وَجْدَهُمْ بِمُوسَى وَحُبَّهمْ لَه وَرِقَّتَهُمْ
(1)
عَلَيْهِ، قَالَتْ:{هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ}
(2)
. إِلَى أَنْ رُدَّ إِلَى أُمِّهِ، فَمَكَثَ مُوسَى عِنْدَ أُمِّهِ حَتَّى فَطَمَتْهُ، ثُمَّ رَدَّتْهُ إِلَيْهِ، فَنَشَأَ مُوسَى فِي حِجْرِ فِرْعَوْنَ وَامْرَأَتِهِ يُرَبِّيَانِهِ بِأَيْدِيهِمَا وَاتَّخَذَاهُ وَلَدًا، فَبَيْنَا هُوَ يَلْعَبُ يَوْمًا بَيْنَ يَدَيْ فِرْعَوْنَ وَبِيَدِهِ قَضِيبٌ لَهُ خَفِيفٌ صَغِيرٌ يَلْعَبُ بِهِ، إِذْ رَفَعَ الْقَضِيبَ فَضَرَبَ بِهِ رَأْسَ فِرْعَوْنَ فَغَضِبَ فِرْعَوْنُ وَتَطَيَّرَ مِنْ ضَرْبِهِ حَتَّى هَمَّ بِقَتْلِهِ، فَقَالَتْ آسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، لَا تَغْضَبْ وَلَا يَشُقَّنَّ عَلَيْكَ، فَإِنَّهُ صَبِيٌّ صَغِيرٌ لَا يَعْقِلُ، جَرِّبْهُ إِنْ شِئْتَ، اجْعَلْ فِي هَذَا الطَّسْتِ جَمْرَةً وَذَهَبًا فَانْظُرْ عَلَى أَيِّهِمَا يَقْبِضُ. فَأَمَرَ فِرْعَوْنُ بِذَلِكَ، فَلَمَّا مَدَّ مُوسَى يَدَهُ لِيَقْبِضَ عَلَى الذَّهَبِ قَبَضَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ عَلَى يَدِهِ، فَرَدَّهَا إِلَى الْجَمْرَةِ فَقَبَضَ عَلَيْهَا مُوسَى فَألْقَاهَا فِي فِيهِ، ثُمَّ قَذَفَهَا حِينَ وَجَدَ حَرَارَتَهَا، فَقَالَتْ آسِيَةُ لِفِرْعَوْنَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّهُ لَا يَعْقِلُ شَيْئًا وَلَا يَعْلَمُهُ. وَكَفَّ عَنْهُ فِرْعَوْنُ وَصَدَّقَهَا وَكَانَ أَمَرَ بِقَتْلِهِ، وَيُقَالُ: إِنَّ الْعُقْدَةَ الَّتِي كَانَتْ فِي لِسَانِ مُوسَى أَثَرُ تِلْكَ الْجَمْرَةِ الَّتِي الْتَقَمَهَا
(3)
.
(1)
في (و) و (ص): "ورأفتهم".
(2)
(القصص: آية 12).
(3)
إتحاف المهرة (19/ 597 - 25403).
قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: وَلَمَّا بَلَغَ مُوسَى أَشَدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً آتَاهُ اللهُ عِلْمًا وَحُكْمًا وَفَهْمًا، فَلَبِثَ بِذَلِكَ اثْنَتَيْ عَشْرَ سَنَةً فَلَمَّا تَمَّتْ لَهُ ثَلَاثُونَ سَنَةً دَعَى إِلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ وَشَرَائِعِهِ، وَإِلَى دِينِ إِسْحَاقَ وَيعْقُوبَ، فَآمَنَتْ به طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. ثُمَّ ذَكَرَ الْقِصَّةَ بِطُولِهَا
(1)
.
4139 -
حدثنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْن يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ
(2)
، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا
(3)
، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ اصْطَفَى مُوسَى بِالْكَلامِ وَإِبْرَاهِيمَ بِالْخُلَّةِ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4140 -
حدثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ العَنْبَرِيُّ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبُوشَنْجِيُّ
(5)
، ثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ
(6)
، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ، قَالَ: إِنَّ اللهَ عز وجل قَسَمَ رُؤْيَتَهُ وَكَلَامَهُ بَيْنَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ومُوسَى، فَرَآهُ مُحَمَّدٌ مَرَّتَيْنِ وَكَلَّمَهُ مُوسَى مَرَّتَيْنِ
(7)
.
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "فذكر قصة طويلة واهية".
(2)
هو: أبو جعفر الدولابي. من رجال التهذيب.
(3)
هو: أبو زياد الخلقاني شقوصا. من رجال التهذيب.
(4)
إتحاف المهرة (7/ 590 - 8538).
(5)
هو: محمد بن إبراهيم بن سعيد بن عبد الرحمن العبدي الفقيه.
(6)
هو: ابن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب. من رجال التهذيب.
(7)
إتحاف المهرة (19/ 375 - 25039).
4141 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ
(2)
، ثَنَا أَبُو ظَفَرٍ عَبْدُ السَّلَامِ بْنِ مُطَهَّرٍ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ صَفِيُّ اللهِ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4142 -
حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْجَلَّابُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثَنَا حَجَّاجٌ
(4)
، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: مَكَثَ مُوسَى بَعْدَ أَنْ كَلَّمَهُ اللهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا لَا يَرَاهُ أَحَدٌ إِلَّا مَاتَ
(5)
.
4143 -
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَدْلُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ، ثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ لَمَّا كَلَّمَهُ رَبُّهُ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ:{رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي}
(6)
. فَحَفَّ حَوْلَ الْجَبَلِ الْمَلَائِكَةَ، وَحَفَّ حَوْلَ الْمَلائِكَةِ بِنَارٍ،
(1)
في الإتحاف: "أبو العباس".
(2)
هو: علي بن الحسن بن أبي عيسى موسى بن ميسرة، أبو الحسن الهلالي النيسابوري الدرابجردي. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (1/ 446 - 412).
(4)
هو: ابن محمد المصيصي الأعور.
(5)
إتحاف المهرة (19/ 196 - 24650)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: إسناده لين".
(6)
(الأعراف: آية 143).
وَحَفَّ حَوْلَ النَّارِ بِمَلَائِكَةٍ، وَحَفَّ حَوْلَ الْمَلائِكَةِ بِنَارٍ، ثُمَّ تَجَلَّى رَبُّكَ
(1)
لِلْجَبَلِ، ثُمَّ تَجَلَّى مِنْهُ مِثْلُ الْخِنْصَرِ فَجَعَلَ الْجَبَلَ دَكًّا، وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا مَا شاءَ اللهُ، ثُمَّ إِنَّهُ أَفَاقَ، فَقَالَ:{سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}
(2)
. يَعْنِي: أَوَّلَ مَنْ آمَنَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4144 -
حدثنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا خَلْفُ بْنُ الْوَلِيدِ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: ذُكِرَتْ لِيَ الشَّجَرَةُ الَّتِي آوَى إِلَيْهَا مُوسَى نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسِرْتُ إِلَيْهَا يَوْمَيْنِ وَلَيْلَتَيْنِ، ثُمَّ صَبَّحْتُهَا، فَإِذَا هِيَ خَضْرَاءُ تَرِفُّ، فَصَلَّيْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وسَلَّمْتُ، فَأَهْوَى إِلَيْهَا بَعِيرِي وَهُوَ جَائِعٌ، فَأَخَذَ مِنْهَا مِلْءَ فِيهِ وَهُوَ جَائِعٌ
(4)
فَلَاكَهُ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُسِيغَهُ فَلَفَظَهُ، فَصَلَّيْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَانْصَرَفْتُ
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(6)
.
4145 -
حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ [الْخُطَبِيُّ]
(7)
بِبَغْدَادَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
(1)
في (و) و (ص): "ربه".
(2)
(الأعراف: آية 143).
(3)
إتحاف المهرة (7/ 588 - 8532).
(4)
قوله: "وهو جائع" غير موجود في (و) و (ص).
(5)
إتحاف المهرة (10/ 408 - 13044).
(6)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: على شرط البخاري ومسلم".
(7)
في (ز) و (م): "الخطمي"، وفي (و) و (ص):"الحنطبي"، والمثبت من الإتحاف، =
إِسْحَاقَ
(1)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخُزَاعِيُّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا}
(2)
. أَشَارَ حَمَّادٌ، وَوَضَعَ إِبْهَامَهُ عَلَى مَفْصِلِ الْخِنْصَرِ. قَالَ: فَسَاخَ الْجَبَلُ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4146 -
فحدثناه الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ، قَالَا: ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِنْ شَاءَ اللهُ - شَكَّ أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ - {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا}
(4)
. قَالَ: "سَاخَ الْجَبَلُ"
(5)
.
4147 -
فحدثناه أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَعِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْجُرْجَانِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالُوا: ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ نَحْوَ حَدِيثِ الْخُزَاعِيِّ وَلَمْ يَشُكَّ فِيهِ هُدْبَةُ
(6)
.
4148 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْفَرَائِينِيُّ
(7)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
= وسائر أسانيد المصنف.
(1)
هو: ابن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم القاضي.
(2)
(الأعراف: آية 143).
(3)
إتحاف المهرة (1/ 499 - 556).
(4)
(الأعراف: آية 143).
(5)
إتحاف المهرة (1/ 499 - 556).
(6)
إتحاف المهرة (1/ 499 - 556).
(7)
إتحاف: "الزعفراني".
الْبَرَاءِ، ثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: كَانَ هَارُونُ بْنُ عِمْرَانَ فَصِيحَ اللِّسَانِ، بَيِّنَ الْمَنْطِقِ يَتكَلَّمُ فِي تُؤَدَةٍ، وَيَقُولُ بِعِلْمٍ وَحِلْمٍ، وَكَانَ أَطْوَلَ مِنْ مُوسَى طُولًا، وَأَكْبَرَهُمَا فِي السِّنِّ، وَكَانَ أَكْثَرَهُمَا لَحْمًا وَأَبْيَضَهُمَا جِسْمًا وَأَغْلَظْهُمَا
(1)
أَلْوَاحًا، وَكَانَ مُوسَى رَجُلًا جَعْدًا آدَمَ طُوَالًا كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَلَمْ يَبْعَثِ اللهُ نَبِيًّا إِلَّا وَقَدْ كَانَتْ عَلَيْهِ شَامَةُ النُّبُوَّةِ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى، إِلَّا أَنْ يَكُونَ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ شَامَةَ النُّبُوَّةِ كَانَتْ بَيْنَ كَتِفَيْهِ وَقَدْ سُئِلَ نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ:"هَذِهِ الشَّامَةُ الَّتِي بَيْنَ كَتِفَيَّ شَامَةُ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي، لِأَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَلَا رَسُولَ"
(2)
.
4149 -
أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَحْمَسِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عِلْمُ اللهِ وَحِكْمَتُهُ فِي ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ آتَى اللهُ يُوسُفَ بْنَ يَعْقُوبَ مُلْكَ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، فَمَلَكَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ عز وجل فِيما أَنْزَلَ مِنْ كِتَابِهِ:{رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}
(3)
. الْآيَةَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ بَعَثَ اللهُ مُوسَى وَهَارُونَ، فَأَوْرَثَهُمَا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، وَمَلَّكْهُمَا مُلْكًا نَاعِمًا، فَمَلَكَ مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، ثُمَّ إِنَّ اللهَ أَرَادَ أَنْ يَرُدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، فَمَلَّكَهُمْ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا وَآتَاهُمْ
(1)
في التلخيص: "وأعظمهما".
(2)
إتحاف المهرة (19/ 597 - 25404).
(3)
(يوسف: آية 101).
مُلْكًا عَظِيمًا، حَتَّى سَأَلوا أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ، فَقَالُوا:{أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً}
(1)
. وَذَلِكَ حِينَ رَأَوْا مُوسَى كَلَّمَهُ رَبُّهُ وَسَمِعُوا، فَطَلَبُوا الرُّؤْيَةَ، وَكَانَ مُوسَى انْتَقَى خِيَارَهُمْ لِيَشْهَدُوا لَهُ عِنْدَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّ رَبَّهُ قَدْ كَلَّمَهُ، فَقَالُوا: لَنْ نَشْهَدَ لَكَ حَتَّى تُرِيَنَا اللهَ جَهْرَةً، فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ
(2)
.
4150 -
حدثنا عَلِيُّ بْن حَمْشَاذَ وَمُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، قالَا: ثنَا الحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ كَانَ يَأْتِي النَّاسَ عِيَانًا، فَأَتَى مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، فَلَطَمَهُ مُوسَى فَفَقَأَ عَيْنَهُ فَعَرَجَ مَلَكُ الْمَوْتِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، عَبْدُكَ مُوسَى فَعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا، وَلَوْلا كَرَامَتُهُ عَلَيْكَ لَشَقَقْتُ عَلَيْهِ. فَقَالَ اللهُ
(3)
: إِيتِ عَبْدِي مُوسَى فَخَيِّرْهُ بَيْنَ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ بِكلِّ شَعْرَةٍ وَارَتْهَا كَفُّهُ سَنَةٌ وَبَيْنَ أَنْ يَمُوتَ الْآنَ. فَأَتَاهُ فَخَيَّرَهُ، فَقَالَ مُوسَى: فَمَا بَعْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: الْمَوْتُ. قَالَ: فَالآنَ إِذًا، فَشَمَّه شَمَّةً فَقَبَضَ رُوحَهُ، وَرَدَّ اللهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ
(4)
، فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَأْتِي النَّاسَ فِي خِفْيَةٍ"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(6)
.
(1)
(النساء: آية 153).
(2)
إتحاف المهرة (18/ 470 - 23935)، وقد مر بنفس السند مختصرا برقم (4131).
(3)
في (و) و (ص): "فقال له".
(4)
في (و) و (ص): "ورد الله على ملك الموت بصره".
(5)
إتحاف المهرة (15/ 429 - 19635).
(6)
وأصل الحديث في الصحيحين من حديث عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة، وعن معمر عن همام عن أبي هريرة به بنحوه؛ البخاري في الجنائز (2/ 90) وأحاديث الأنبياء (4/ 157)، ومسلم (7/ 99).
ذِكْرُ وَفَاةِ هَارُونَ بْنِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُ مَاتَ قَبْلَ مُوسَى عليهما السلام
-.
4151 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْفَرَائِينِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، ثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهِ قَالَ: وَنَعَى اللهُ هَارُونَ لِمُوسَى حِينَ أَرَادَ
(1)
أَنْ يَقْبِضَهُ، فَلَمَّا نَعَاهُ لَهُ حَزِنَ، فَلَمَّا قُبِضَ جَزَعَ جَزَعًا شَدِيدًا وَبَكَى بُكاءً طَوِيلًا، فَلَمَّا تَمَادَى فِي ذَلِكَ أَقْبَلَ اللهُ عَلَيْهِ يُعَزِّيهِ وَيَعِظُهُ، فَقَالَ
(2)
لَهُ: يَا مُوسَى، مَا كَانَ يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَحِنَّ إِلَى فَقْدِ شَيْءٍ مَعِي وَلَا أَنْ تَسْتَأْنِسَ بِغَيْرِي، وَلَا أَنْ تَشُدَّ رُكْنَكَ إِلَّا بِي، وَلَا أَنْ يَكُونَ جَزَعُكَ هَذَا وَبُكَاؤُكَ الْآنَ عَلَى هَارُونَ إِلَّا لِي، وَكَيْفَ تَسْتَوْحِشُ إِلَى شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ، وَأَنْتَ تَسْمَعُ كَلَامِي، أَمْ كَيْفَ تَحِنُّ إِلَى فَقْدِ شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا بَعْدَ إِذِ اصْطَفَيْتُكَ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي. وَذَكَرَ مُنَاجَاةً طَوِيلَةً. قَالَ: وَقُبِضَ هَارُونُ وَمُوسَى ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةِ سَنَةٍ قَبْلَ أَنْ يَنْقَضِيَ التِّيهُ بِثَلَاثِ سِنِينَ، وَقُبِضَ هَارُونُ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ فَبَقِيَ مُوسَى بَعْدهُ ثَلَاثَ سِنِينَ حَتَّى تَمَّ لَهُ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً، وَبَنُو إِسْرَائِيلَ مُتَفَرِّقُونَ عَلَيْهِ يَجْتَمِعُونَ لَهُ مَرَّةً وَيتَفَرَّقُونَ عَنْهُ أُخْرَى
(3)
.
* * *
(1)
في (م): "أراد الله".
(2)
في (و) و (ص): "وقال".
(3)
إتحاف المهرة (19/ 597 - 25405).
ذِكْرُ وَفَاةِ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ
(1)
4152 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ الْعَدْلُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ
(2)
، ثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ، ثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، فِي خَبَرٍ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي مَالِكٍ
(3)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَعَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ. وَعَنْ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ: إِنِّي مُتَوَفِّي هَارُونَ، فَأْتِ بِهِ جَبَلَ كَذَا وَكَذَا. فَانْطَلَقَ مُوسَى وَهَارُونُ نَحْوَ ذَلِكَ الْجَبَلِ، فَإِذَا هُمْ فِيهِ بِشَجَرَةٍ فَلَمْ يُرَ شَجَرَةٌ مَثَّلُهَا وَإِذَا هُمْ بِبَيْتٍ مَبْنِيٍّ، وَإِذَا هُمْ فِيهِ بِسَرِيرٍ عَلَيْهِ فُرُشٌ، وَإِذَا فِيهِ رِيحٌ طَيِّبٌ، فَلَمَّا نَظَرَ هَارُونُ إِلَى ذَلِكَ الْجَبَلِ وَالْبَيْتِ وَمَا فِيهِ أَعْجَبَهُ، قَالَ: يَا مُوسَى، إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ أَنَامَ عَلَى هَذَا السَّرِيرِ. قَالَ لَهُ مُوسَى: فَنَمْ عَلَيْهِ. قَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَأْتِيَ رَبُّ هَذَا الْبَيْتِ فَيَغْضَبَ عَلَيَّ. قَالَ لَهُ مُوسَى: لَا تَرْهَبْ، أَنَا أَكْفِيكَ رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ فَنَمْ. فَقَالَ: يَا مُوسَى، بَلْ نَمْ مَعِي، فَإِنْ جَاءَ رَبُّ هَذَا الْبَيْتِ غَضِبَ عَلَيَّ وَعَلَيْكَ جَمِيعًا. فَلَمَّا نَامَا أَخَذَ هَارُونَ الْمَوْتُ، فَلَمَّا وَجَدَ حِسَّهُ، قَالَ: يَا مُوسَى، خَدَعْتَنِي. فَلَمَّا قُبِضَ رُفِعَ ذَلِكَ الْبَيْتُ وَذَهَبَتْ تِلْكَ الشَّجَرَةُ وَرُفِعَ السَّرِيرُ إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَيْسَ مَعَهُ هَارُون، قَالُوا: إِنَّ مُوسَى قَتَلَ هَارُونَ وَحَسَدَهُ حُبَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَهُ. وَكَانَ هَارُونُ أَكَفَّ عَنهُمْ
(4)
وَألْيَنَ لَهُمْ مِنْ مُوسَى، وَكَانَ
(1)
في (و): "صلاة الله عليه"، وفي (ز):"صلوات الله عليهما".
(2)
في (و) و (ص): "أحمد بن أبي نصر".
(3)
هو: غزوان الغفاري، أبو مالك الكوفي. من رجال التهذيب.
(4)
في التلخيص: "أكف عندهم".
فِي مُوسَى بَعْضُ الْغِلَظِ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا بَلَغَهُ ذَلِكَ، قَالَ لَهُمْ: وَيْحَكُمْ إِنَّهُ كَانَ أَخِي أَفَتَرَونِي أَقْتُلُهُ؟ فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ دَعَا اللهَ، فَنَزَلَ بِالسَّرِيرِ حَتَّى نَظَرُوا إِلَيْهِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَصَدَّقُوهُ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4153 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ
(2)
، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ
(3)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ، فِي قَوْلِهِ عز وجل:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا}
(4)
. قَالَ: صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ الْجَبَلَ فَمَاتَ هَارُونُ، فَقَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: أَنْتَ قَتَلْتَهُ كَانَ أَشَدَّ حُبًّا لَنَا مِنْكَ وَأَلْيَنَ لَنَا مِنْكَ. فَآذَوْهُ فِي ذَلِكَ، فَأَمَرَ اللهُ الْمَلَائِكَةَ فَحَمَلَتْهُ، فَمَرُّوا بِهِ عَلَى مَجَالِسِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، حَتَّى عَلِمُوا بِمَوْتِهِ، فَدَفَنُوهُ، وَلَمْ يَعْرِفْ قَبْرَهُ إِلَّا الرَّخَمُ وَإِنَّ اللهَ جَعَلَهُ أَصَمَّ أَبْكَمَ
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4154 -
حدثنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ شَبُّويَهْ، ثَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مِهْرَانَ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: كَانَ صفِيُّ اللهِ مُوسَى قَدْ كَرِهَ الْمَوْتَ وَأَعْظَمَهُ، فَلَمَّا كَرِهَهُ أَحَبَّ اللهُ أَنْ
(1)
إتحاف المهرة (8/ 169 - 9144).
(2)
هو: الواسطي الملقب بسعدويه. من رجال التهذيب.
(3)
هو: ابن عتيبة. من رجال التهذيب.
(4)
(الأحزاب: آية 69).
(5)
إتحاف المهرة (11/ 506 - 14522).
يُحَبِّبَ إِلَيْهِ الْمَوْتَ وَيُكَرِّهَ إِلَيْهِ الْحَيَاةَ، فَحُوِّلَتِ النُّبُوَّةُ إِلَى يُوشَعَ بْنِ نُونٍ، فَكَانَ يَغْدُو إِلَيْهِ وَيَرُوحُ، فَيَقُولُ لَهُ مُوسَى: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا أَحْدَثَ اللهُ إِلَيْكَ؟ فَيَقُولُ لَهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَلَمْ أَصْحَبْكَ كَذَا وَكَذَا سَنَةً، فَهَلْ كُنْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا أَحْدَثَ اللهُ إِلَيْكَ حَتَّى تَكُونَ أَنْتَ الَّذِي تَبْتَدِئُ بِهِ وَتَذْكُرُهُ. فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مُوسَى كَرِهَ الْحَيَاةَ وَأَحَبَّ الْمَوْتَ
(1)
.
4155 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْفَرَائِينِيُّ
(2)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، ثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: ذُكِرَ لِي أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَمْرِ وَفَاةِ صَفِيِّ اللهِ مُوسَى صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ
(3)
إِنَّمَا كَانَ يَسْتَظِلُّ فِي عَرِيشٍ وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ فِي نَقِيرٍ مِنْ حَجَرٍ، كَمَا تَكْرَعُ الدَّابَّةُ فِي ذَلِكَ النَّقِيرِ؛ تَوَاضُعًا لِلَّهِ حَتَّى أَكْرَمَهُ اللهُ بِمَا أَكْرَمَهُ بِهِ مِنْ كَلَامِهٍ، فَكَانَ مِنْ أَمْرِ وَفَاتِهِ أَنَّهُ خَرَجَ يَوْمًا مِنْ عَرِيشِهِ ذَلِكَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، وَلَا يَعْلَمُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ، فَمَرَّ بِرَهْطٍ مِنَ الْمَلَائِكَةَ يَحْفِرُونَ قَبْرًا فَعَرَفَهُمْ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِمْ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَإِذَا هُمْ يَحْفِرُونَ قَبْرًا، وَلَمْ يَرَ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ مِثْلَ مَا فِيهِ مِنَ الْخُضْرَةِ وَالنَّضْرَةِ وَالْبَهْجَةِ، فَقَالَ لَهُمْ: يَا مَلَائِكَةَ اللهِ، لِمَنْ تَحْفِرُونَ هَذَا الْقَبْرَ؟ قَالُوا: نَحْفِرُهُ وَاللهِ لِعَبْدٍ كَرِيمٍ عَلَى رَبِّهِ. فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الْعَبْدَ مِنَ اللهِ بِمَنْزِلٍ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ مَضْجَعًا وَلَا مُدْخَلًا وَذَلِكَ حِينَ حَضَرَ مِنَ اللهِ مَا حَضَرَ فِي قَبْضِهِ. فَقَالَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ: يَا صَفِيَّ اللهِ، أَتُحِبُّ أَنْ تَكُونَ ذَلِكَ؟ قَالَ: وَدِدْتُ. قَالُوا: فَانْزِلْ، فَاضْطَجِعْ فِيهِ
(1)
إتحاف المهرة (19/ 416 - 25125).
(2)
في الإتحاف: "الزعفراني".
(3)
قوله: "أنه" سقط من (و).
وَتَوَجَّهْ إِلَى رَبِّكَ، ثُمَّ تَنَفَّسْ أَسْهَلَ نَفَسٍ
(1)
تَنَفَسْتَهُ قَطُّ، فَنَزَلَ، فَاضْطَجَعَ فِيهِ وَتَوَجَّهَ إِلَى رَبِّهِ، ثُمَّ تَنَفَّسَ، فَقَبَضَ اللهُ رُوحَهُ، ثُمَّ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ، وَكَانَ صَفِيُّ اللهِ مُوسَى صلى الله عليه وسلم زاهِدًا فِي الدُّنْيَا رَاغِبًا فِي الْآخِرَةِ
(2)
.
* * *
(1)
في (و) و (ص) و (م): "تنفس".
(2)
إتحاف المهرة (19/ 597 - 25406)، وقال الذهبي في التلخيص:"وعن وهب فذكر وفاته مطولة تركتها لضعفها".
ذِكْرُ أَيُّوبَ بْنِ أَمُوصَ
(1)
نَبِيِّ اللَّهِ الْمُبْتَلَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ إِمْلَاءً فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِمِائَةٍ.
4156 -
أخبرني أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَحْمَسِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْن حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنِي مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرٍ السَّمُرِيُّ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ مُعَاذٍ، ثَنَا مُدْرِكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ بْنُ أَمُوصَ نَبِيَّ اللهِ الصَّابِرَ الِّذِي جَلَبَ عَلَيْهِ إِبْلِيسُ عَدُوُّ اللهِ بِجُنُودِهِ وَخَيْلِهِ وَرَجِلِهِ ليَفْتِنُوهُ وَيُزِيلُوهُ عَنْ ذِكْرِ اللهِ فَعَصَمَهُ اللهُ، وَلَمْ يَجِدْ إِبْلِيسُ إِلَيْهِ سَبِيلًا، فَأَلْقَى اللهُ عَلَى أَيُّوبَ السَّكِينَةَ وَالصَّبْرَ عَلَى بَلَائِهِ الَّذِي ابْتَلَاهُ بِهِ، فَسَمَّاهُ اللهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ، وَكَانَ أَيُّوبُ رَجُلًا طَوِيلًا جَعْدَ الشَّعْرِ، وَاسِعَ الْعَيْنَيْنِ، حَسَنَ الْخَلْقِ، وَكَانَ عَلَى جَبِينِهِ مَكْتُوبٌ الْمُبْتَلَى الصَّابِرُ، وَكَانَ قَصِيرَ الْعُنُقِ عَرِيضَ الصَّدْرِ غَلِيظَ السَّاقَيْنِ وَالسَّاعِدَيْنِ، وَكَانَ يُعْطِي الْأَرَامِلَ وَيَكْسُوهُمْ جَاهِدًا نَاصِحًا لِلَّهِ عز وجل
(2)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: قَدِ اخْتَلَفُوا فِي أَيُّوبَ أَنَّهُ فِي أَيِّ وَقْتٍ أُرْسِلَ.
فَقَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: إِنَّهُ مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ بَعْدَ يُوسُفَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ: حَدَّثَنِي مَنْ لَا أَتَّهِمُ، عَنْ وَهْبٍ، أَنَّهُ
(1)
في (و): "موص".
(2)
إتحاف المهرة (19/ 372 - 25021).
أَيُّوبُ بْنُ أَمُوصَ بْنِ رَزَاحَ
(1)
بْنِ عِيصَا بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ.
وَذُكِرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ، أَنَّهُ كَانَ قَبْلَ شُعَيْبٍ.
وَقَدِ احْتَجَّ أَبُو بَكْرِ بْنُ [أَبِي]
(2)
خَيْثَمَةَ، أَنَّهُ كَانَ بَعْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
4157 -
حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ امْرَأَةَ أَيُّوبَ قَالَتْ لَهُ: قَدْ وَاللهُ
(3)
نَزَلَ بِي مِنَ الْجَهْدِ وَالْفَاقَةِ مَا أَنْ بَعَتُ [قَرْنِي]
(4)
بِرَغِيفٍ، فَاَطْعَمْتُكَ فَادْعُ اللهَ أَنْ يَشْفِيَكَ. قَالَ: وَيْحَكِ كُنَّا فِي النَّعْمَاءِ سَبْعِينَ عَامًا، فَنَحْنُ في الْبَلَاءِ سَبْعَ سِنِينَ
(5)
.
4158 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ إِمْلَاءً، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، ثَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ أَيُّوبَ
(1)
وكذا في البداية والنهاية لابن كثير (1/ 506)، وفي تاريخ الطبري (1/ 322):"أيوب بن موص بن رازح بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم".
(2)
ما بين المعقوفين غير موجود في النسخ الخطية كلها، ولا بد منه.
(3)
في (ز): "قد والله قد".
(4)
في (ز): "بعت قومي"، وفي (م):"بعث قومي"، وفي (و) و (ص):"بعت" وقال ناسخ (و): "هنا بياض لاسم المبيع" وقال ناسخ (ص): "هنا بياض موضع بعت"، والمثبت من شعب الإيمان (12/ 340) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(5)
إتحاف المهرة (8/ 145 - 9095).
نَبِيَّ اللهِ لَبِثَ بِهِ بَلاؤُهُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ إِلَّا رَجُلَيْنِ مِنْ إِخْوَانِهِ كَانَا مِنْ أَخَصِّ إِخْوَانِهِ، قَدْ كَانَا يَغْدُوَانِ إِلَيْهِ وَيَرُوحَانَ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ ذَاتَ يَوْمٍ: تَعْلَمُ وَاللهِ لَقَدْ أَذْنَبَ أَيُّوبُ ذَنْبًا مَا أَذْنَبَهُ أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِينَ. فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: مُنْذُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً لَمْ يَرْحَمْهُ اللهُ، فَيَكْشِفَ عَنْهُ مَا بِهِ. فَلَمَّا رَاحَا إِلَى أَيُّوبَ لَمْ يَصْبِرِ الرَّجُلُ حَتَّى ذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ أَيُّوبُ: لَا أَدْرِي مَا تَقُولُ
(1)
غَيْرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَمُرُّ بِالرَّجُلَيْنِ فَيَتَنَازَعَانِ يَذْكُرَانِ اللهَ، فَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي، فَأُكَفِّرُ عَنْهُمَا كَرَاهِيَةَ أَنْ يُذْكَرَ اللهُ إِلَّا فِي حَقٍّ، وَكَانَ يَخْرُجُ لِحَاجَتِهِ، فَإِذَا قَضَى حَاجَتَهُ أَمْسَكَتِ امْرَأَتُهُ بِيَدِهِ حَتَّى يَبْلُغَ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَبْطَأَ عَلَيْهَا، فَأَوْحَى اللهُ إِلَى أَيُّوبَ فِي مَكَانِهِ أَنِ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ، فَاسْتَبْطَأَتْهُ فَتَلَقَّتْهُ يَنْضُو
(2)
وَأَقْبَلَ عَلَيْهَا قَدْ أَذْهَبَ اللهُ مَا بِهِ مِنَ الْبَلَاءِ، وَهُوَ أَحْسَنُ مَا كَانَ، فَلَمَّا رَأَتْهُ، قَالَتْ: أَيْ بَارَكَ اللهُ فِيكَ، هَلْ رَأَيْتَ نَبِيَّ اللهِ هَذَا الْمُبْتَلَى؟ وَاللهِ عَلَى ذَلِكَ مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَشْبَهَ بِهِ مِنْكَ إِذْ كانَ صَحِيحًا. قَالَ: فَإِنِّي
(3)
أَنَا هُوَ. قَالَ: وَكَانَ لَهُ أَنْدَرَانِ
(4)
؛ أَنْدَرٌ لِلْقَمْحِ وأَنْدَرٌ
(5)
(1)
في (و) و (ص): "يقول".
(2)
قال الزبيدي في تاج العروس (40/ 97): "ومن المجاز: نضا الفرس الخيل ينضوها نضوا ونضيا: تقدمها وسبق وانسلخ منها وخرج من بينها؛ وكذلك الناقة. ومنه حديث جابر: جعلت ناقتي تنضو الرفاق، أي تسبقهم"، فهي هنا بمعنى سرعة الخطو، وفي تفسير الطبري (20/ 109)، وشرح مشكل الآثار للطحاوي (11/ 535)، والأحاديث الطوال للطبراني (ص 276):"تنظر"، والله أعلم.
(3)
في (و) و (ص): "إني".
(4)
في (و): "أبدران" خطأ، والأندر: البيدر، وهو الكدس من القمح، والجمع أنادر.
(5)
في (و): "وأبدر".
لِلشَّعِيرِ، فَبَعَثَ اللهُ سَحَابَتَيْنِ، فَلَمَّا كَانَتْ إِحَدَاهُمَا عَلَى أَنْدَرِ الْقَمْحِ أَفْرَغَتْ فِيهِ الذَّهَبَ حَتَّى فَاضَ وَأَفرَغَتِ الْأُخْرَى فِي أَنْدَرِ الشَّعِيرِ الْوَرِقَ حَتَّى فَاضَ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4159 -
حدثنا أَبُو سَعِيدِ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ وَأَبُو مُسْلِمٍ
(2)
وَأَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَفْصٍ، قَالُوا: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، ثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَمَّا عَافَى اللهُ أَيُّوبَ أَمْطَرَ عَلَيْهِ جَرَادًا مِنْ ذَهَبٍ". وَقَالَ: "أَمْطَرَ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ يَأْخُذُهُ بِيَدِهِ وَيَجْعَلُهُ فِي ثَوْبِهِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَيُّوبُ أَمَا تَشْبَعُ؟ قَالَ: وَمَنْ يَشْبَعُ مِنْ رَحْمَتِكَ؟ "
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(4)
.
4160 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُودِيُّ
(5)
، ثَنَا
(1)
إتحاف المهرة (2/ 308 - 1772).
(2)
هو: إبراهيم بن عبد الله الكجي.
(3)
إتحاف المهرة (14/ 415 - 17903).
(4)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: بلى هو على شرطهما، وأخرجه البخاري من طريق: همام، عن أبي هريرة، وعلقه من طريق: عطاء بن يسار، عن أبي هريرة"(1/ 64) و (4/ 151) و (9/ 143).
(5)
كذا في جميع النسخ والإتحاف، وكذا في شعب الإيمان للبيهقي (12/ 239) طبعة الرشد، وقد ورد اسمه في طبعة دار الكتب (7/ 147) على الصواب؛ وهو:"محمد بن أحمد العودي".
مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا أَبُو هِلَالٍ
(1)
، عَنْ قتَادَةَ، قَالَ: ابْتُلِيَ أَيُّوبُ سَبْعَ سِنِينَ مُلْقًى عَلَى كُنَاسَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ
(2)
.
4161 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْفَرَائِينِيُّ
(3)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، ثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: كَانَ عُمْرُ أَيُّوبَ ثَلَاثًا وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَأَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ إِلَى ابْنِهِ حَوْمَلٍ
(4)
، وَقَدْ بَعَثَ اللهُ بَعْدَهُ ابْنَهُ بِشْرَ بْنَ أَيُّوبَ نَبِيًّا وَسَمَّاهُ ذَا الْكِفْلِ، وَأَمَرَهُ بِالدُّعَاءِ إِلَى تَوْحِيدِهِ، وَأَنَّهُ كَانَ مُقِيمًا بِالشَّامِ عُمْرَهُ حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ عُمْرُهُ خَمْسًا وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَإِنَّ بِشْرًا أَوْصَى إِلَى ابْنِهِ عَبْدَانَ ثُمَّ بَعَثَ اللهُ بَعْدَهُمْ شُعَيْبَ
(5)
.
(6)
* * *
(1)
هو: محمد بن سليم، أبو هلال الراسبي البصري. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (19/ 359 - 25005).
(3)
في إتحاف: "الزعفراني".
(4)
في (و) و (ص): "حرقل".
(5)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: في إسناده عبد المنعم وقد كذب".
(6)
إتحاف المهرة (19/ 597 - 25407).
ذِكْرُ نَبِيِّ اللَّهِ إِلْيَاسَ وَصِفَتِهِ عليه السلام
-
4162 -
أخبرني أَبُو سَعِيدٍ الْأَحْمَسِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنِي مُدْرِكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: ثُمَّ كَانَ إِلْيَاسُ نَبِيُّ اللهِ صَاحِبَ جِبَالٍ وَبَرِّيَّةٍ يَخْلُو فِيهَا يَعْبُدُ
(1)
رَبَّه، وَكَانَ ضَخْمَ الرَّأسِ خَمِيصَ الْبَطْنِ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ وَكَانَ فِي صَدْرِهِ شَامَةٌ حَمْرَاءُ، وَإِنَّمَا رَفَعَهُ اللهُ بَأَرْضِ الشَّامِ
(2)
وَلَمْ يَصْعَدْ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ، فَأَوْرَثَ الْيَسَعَ مِنْ بَعْدِهِ النُّبُوَّةَ
(3)
.
* * *
(1)
في (و) و (ص): "ويعبد".
(2)
في (م) والتلخيص: "إلى أرض الشام"، وأشار في (ز) إلى أنها في نسخة أخرى:"إلى أرض الشام".
(3)
إتحاف المهرة (19/ 371 - 25022).
ذِكْرُ نَبِيِّ اللَّهِ يُونُسَ بْنِ مَتَّى عليه السلام وَهُوَ الَّذِي سَمَّاهُ اللَّهُ ذَا النُّونِ
4163 -
أخبرني أَبُو سَعِيدٍ الْأَحْمَسِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنِي مُدْرِكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: وَكَانَ يُونُسُ بْنُ مَتَّى الَّذِي سَمَّاهُ اللهُ ذَا النُّونِ، فَقَالَ:{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}
(1)
. فَاسْتَجَابَ اللهُ لَهُ فَنَجَّاهُ مِنَ الْغَمِّ مِنْ ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ: ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، وَظُلْمَةِ الْبَحْرِ، وَظُلْمَةِ بَطْنِ الْحُوتِ، وَتَابَ عَلَى قَوْمِهِ، وَأَرْسَلَهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، فَآمَنُوا فَمَتَّعَهُمُ اللهُ إِلَى آجَالِهِمُ الَّتِي كَتَبَهَا لَهُمْ وَلَمْ يُهْلِكْهُمْ بِالْعَذَابِ
(2)
.
4164 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ الْبُرُلُّسِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، حَدَّثَنِي وَالِدِي مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "دَعْوَةُ ذِي النُّونِ
(3)
الَّتي دَعَا بِهَا فِي
(1)
(الأنبياء: آية 87).
(2)
إتحاف المهرة (19/ 371 - 25023).
(3)
في (و) و (ص): "ذا النون".
بَطْنِ الْحُوتِ: لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، لَمْ يَدْعُ مُسْلِمٌ بِهَا فِي كُرْبَةٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4165 -
حدثني أَبُو بَكْرِ بْن إِسْحَاقَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ، ثَنَا الْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ
(2)
، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ قَالَ: إِنِّي خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى فَقَدْ كَذَبَ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(4)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ.
إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ: إِنِّي خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى.
4166 -
حدثنا عَلِيُّ بْن حَمْشَاذَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْن غَالِبٍ، ثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَأَبُو سَلَمَةَ
(5)
، قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى ثَنِيَّةٍ، فَقَالَ:"مَا هَذِهِ؟ ". قَالُوا:
(1)
إتحاف المهرة (5/ 158 - 5116)، وقد تقدم في كتاب الدعاء برقم (1879) واللذين بعده.
(2)
قوله: "ثنا فليح بن سليمان" سقط من (و) و (ص).
(3)
إتحاف المهرة (15/ 409 - 19593).
(4)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: أخرجه البخاري في تفسير سورة النساء - (6/ 50) - من هذا الطريق بهذا اللفظ"، نقول: وكذا أخرجه في تفسير سورة الصافات (6/ 123)، ورواه في أحاديث الأنبياء (4/ 159) وتفسير سورة الأنعام (6/ 57) من طريق حميد بن عبد الرحمن الزهري عن أبي هريرة به بنحوه.
(5)
هو: موسى بن إسماعيل التبوذكي. من رجال التهذيب.
هَذِهِ ثَنِيَّةُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: "كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ بْنِ مَتَّى عَلَى نَاقَةٍ خِطَامُهَا لِيفٌ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ، وَهُوَ يَقُولُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ
(1)
"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
4167 -
أخبرني أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْن إِسْحَاقَ الْعَدْلُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ، ثَنَا أَسْبَاطُ بْن نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ
(4)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَكَثَ يُونُسُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا
(5)
.
4168 -
أخبرني أَبُو بَكْرِ بْن بَالُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا أَبُو حَمْزَةَ الْعَطَّارُ
(6)
، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللهِ عز وجل:{فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ}
(7)
. قَالَ: كَانَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ فِي الرَّخَاءِ
(8)
.
4169 -
أخبرني أَبُو سَعِيدٍ الْأَحْمَسِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ
(9)
بْنُ حُمَيْدٍ، ثَنَا
(1)
قوله: "اللهم لبيك" سقط من (و) و (ص).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 98 - 7414).
(3)
بل أخرجه مسلم (1/ 105) من حديث هشيم وابن أبي عدي عن داود به، وقد تقدم في التفسير برقم (3350).
(4)
هو: غزوان الغفاري. من رجال التهذيب.
(5)
إتحاف المهرة (8/ 168 - 9141).
(6)
هو: إسحاق بن الربيع البصري. من رجال التهذيب.
(7)
(الصافات: آية 143).
(8)
إتحاف المهرة (18/ 499 - 24007).
(9)
في (و) و (ص): "الحسن".
عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، ثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ يُونُسَ بْنَ مَتَّى الْتَقَمَهُ الْحُوتُ ضُحًى وَلَفَظَهُ عَشِيَّةً
(2)
.
4170 -
أخبرني أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ
(3)
الْمُزَنِيُّ
(4)
، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ
(5)
، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ دَعَا بِدُعَاءِ يُونُسَ الَّذِي دَعَا بِهِ فِي بَطْنِ الْحُوتِ اسْتُجِيبَ لَهُ"
(6)
.
هَذَا شَاهِدٌ لِمَا تَقَدَّمَهُ.
4171 -
أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْإسْفَرَائِينِيُّ
(7)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، ثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ أَنَّ يُونُسَ بْنَ مَتَّى كَانَ عَبْدًا صَالِحًا، وَكَانَ في خُلُقِهِ ضِيقٌ، فَلَمَّا حُمِلَتْ عَلَيْهِ أَثْقَالُ النُّبُوَّةِ، وَلَهَا أَثْقَالٌ لَا يَحْمِلُهَا إِلَّا قَلِيلٌ، تَفَسَّخَ تَحْتَهَا تَفَسُّخَ الرَّبْعِ تَحْتِ الْحِمْلِ، فَقَذَفَهَا مِنْ بَدَنِهِ، وَخَرَجَ هَارِبًا مِنْهَا يَقُولُ عز وجل لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم:{فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ}
(8)
. {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى
(1)
يعني: ابن أبي شيبة صاحب المصنف.
(2)
إتحاف المهرة (19/ 117 - 24527).
(3)
في (ز) و (و): "معقل"، وغير منقوطة في (ص).
(4)
هو: محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن بشر بن مغفل.
(5)
هو: سليمان بن حيان. من رجال التهذيب.
(6)
إتحاف المهرة (5/ 158 - 5116).
(7)
هو: الحسن بن محمد بن إسحاق.
(8)
(الأحقاف: آية 35).
وَهُوَ مَكْظُومٌ}
(1)
. أَي لَا تُلْقِ أَمْرِي كَمَا أَلْقَاهُ
(2)
.
4172 -
أخبرني إِسْمَاعِيلُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا سُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا وَقَعَ يُونُسُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ظَنَّ أَنَّهُ الْمَوْتُ، فَحَرَّكَ رِجْلَيْهِ، فَإِذَا هِيَ تَحَرَّكُ، فَسَجَدَ، وَقَالَ: يَا رَبِّ، اتَّخَذْتُ لَكَ مَسْجِدًا فِي مَوْضِعٍ لَمْ يَسْجُدْهُ أَحَدٌ
(3)
.
(4)
* * *
(1)
(القلم: آية 48).
(2)
إتحاف المهرة (19/ 597 - 25408).
(3)
في (و) و (ص): "لم يسجد فيه أحدا"، وفي التلخيص:"لم يسجد فيه أحد قط".
(4)
إتحاف المهرة (18/ 596 - 23996).
ذِكْرُ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ صَاحِبِ الزَّبُورِ عليه السلام
-
4173 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، ثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: وَكَانَ نَبِيُّ اللهِ دَاوُدُ بْنُ إِيشَا بْنِ عَوْبَدِ بْنِ بَاعِرِ بْنِ سَلْمُونَ بْنِ نَحْسُونَ بْنِ نَادِبَ بْنِ رَامِ
(1)
بْنِ حَصْرَونَ بْنِ فَارِط
(2)
بْنِ يَهُوذَا بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ، وَكَانَ رَجُلًا قَصِيرًا أَزْرَقَ قَلِيلَ الشَّعْرِ طَاهِرَ الْقَلْبِ فَقِيهًا
(3)
.
4174 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْن يَعْقُوبَ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، فِي قَوْلِ اللهِ:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ} . إِلَى قَوْلِهِ: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}
(4)
. قَالَ: أَوْحَى اللهُ إِلَى نَبِيِّهِمْ أَنَّ فِي وَلَدِ فُلَانٍ رَجُلًا يَقْتُلُ اللهُ بِهِ الْجَالُوتَ، وَمِنْ عَلَامَتِهِ هَذَا الْقَرْنُ تَضَعُهُ
(5)
عَلَى رَأْسِهِ، فَيَفِيضُ مَاءً، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنَّ فِي وَلَدِكَ رَجُلًا يَقْتُلُ اللهُ بِهِ جَالُوتَ. قَالَ: نَعَمْ، يَا نَبِيَّ اللهِ. قَالَ: فَأَخْرَجَ لَهُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا أَمْثَالَ السَّوَارِي وَفِيهِمْ رَجُلٌ بَارِعٌ عَلَيْهِمْ، فَجَعَلَ يَعْرِضُهُمْ عَلَى الْقَرْنِ فَلَا يَرَى
(1)
في (و) و (ص): "رامن".
(2)
كذا في جميع النسخ عدا (م) ففيها: "قابط"، وفي تاريخ الطبري (1/ 476)، وكذا ضبطه ابن ماكولا في الإكمال (7/ 40):"فارص" بالصاد المهملة.
(3)
إتحاف المهرة (19/ 598 - 25409).
(4)
(البقرة: آية 243 إلى 246).
(5)
في (و): "يضعه".
شَيْئًا. قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ لَكَ غَيْرَ هَؤُلاءِ الْوَلَدِ. قَالَ: نَعَمْ، يَا نَبِيَّ اللهِ، لِي وَلَدٌ قَصِيرٌ اسْتَحْيَيْتُ أَنْ يَرَاهُ النَّاسُ فَجَعَلْتُهُ فِي الْغَنَمِ. قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: هُوَ
(1)
فِي شِعْبِ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: هَذَا هُوَ لَا شَكَّ فِيهِ. قَالَ: فَوَضَعَ الْقَرْنَ عَلَى رَأْسِهِ فَقَامَ
(2)
.
(3)
4175 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَخَرَجَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَجَعَلَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ وَبِيصًا مِنْ نُورِهِمْ، ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ، قَالَ: فَرَأَى رَجُلًا مِنْهُمْ أَعْجَبَهُ وَبِيصُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، قَالَ: يَا رَبِّ، مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ آخِرِ الْأُمَمِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ يُقَالَ لَهُ دَاوُدُ، قَالَ: يَا رَبِّ، كَمْ جَعَلْتَ عُمْرَهُ؟ قَالَ: سِتُّونَ سَنَةً. قَالَ: أَيْ رَبِّ زِدْهُ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً. قَالَ: فَلَمَّا انْقَضَى عُمْرُ آدَمَ جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ. فَقَالَ: أَوَلَمْ يَبْقَ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً. قَالَ: أَوَلَمْ تُعْطِهَا ابْنَكَ دَاوُدَ. قَالَ: فَجَحَدَ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ وَنَسِيَ فَنَسِيتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَخَطِئَ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
قوله: "هو" غير موجود في (و) و (ص) و (م).
(2)
كذا في النسخ الخطية كلها والتلخيص!، وقال ناسخ (و) و (ص):"ظ: ففاض" يعني ظنا، وكذا في تاريخ الطبري.
(3)
إتحاف المهرة (18/ 587 - 24214).
(4)
إتحاف المهرة (14/ 512 - 18340).
4176 -
أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَحْمَسِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ
(1)
، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَبَيْنَ مُوسَى إِلَى دَاوُدَ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ وَتِسْعَةٌ
(2)
وَسِتُّونَ سَنَةً
(3)
.
4177 -
أخبرني أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْن إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ السُّلَمِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا عَمْرُو بْن طَلْحَةَ الْقَنَّادُ، ثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ}
(4)
. قَالَ: كَانَ يَحْرُسُهُ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَرْبَعَةُ أَلْفٍ
(5)
، أَرْبَعَةُ أَلفٍ
(6)
. قَالَ السُّدِّيُّ: وَكَانَ دَاودُ قَدْ قَسَمَ الدَّهْرَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، يَوْمًا يَقْضِي فِيهِ بَيْنَ النَّاسِ، وَيَوْمًا يَخْلُو فِيهِ لِعِبَادَتِهِ
(7)
، وَيَوْمًا يَخْلُو فِيهِ لِنِسَائِهِ، وَكَانَ لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ امْرَأَةً، وَكَانَ فِيمَا يَقْرَأُ مِنَ الْكُتُبِ أَنَّهُ كَانَ يَجِدُ فِيهِ فَضْلَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، فَلَمَّا وَجَدَ ذَلِكَ فِيمَا يَقْرَأُ مِنَ الْكُتُبِ، قَالَ: يَا رَبِّ، أَرَى الْخَيْرَ كُلَّهُ قَدْ ذَهَبَ بِهِ آبَائِيَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلِي، فَاعْطِنِي مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَهُمْ، وَافْعَلْ بِي مِثْلَ مَا فَعَلْتَ بِهِمْ. قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ أَنَّ آبَاءَكَ ابْتُلُوا بِبَلَايَا لَمْ تُبْتَلَ بِهَا أَنْتَ؛ ابْتُلِيَ إِبْرَاهِيمُ بِذَبْحِ ابْنِهِ، وَابْتُلِيَ إِسْحَاقُ بِذَهَابِ بَصَرِهِ، وَابْتُلِيَ يَعْقُوبُ بِحُزْنِهِ عَلَى يُوسُفَ، وَإِنَّكَ لَمْ تُبْتَلَ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ. قَالَ: يَا رَبِّ،
(1)
هو: محمد بن عبد الله بن نمير. من رجال التهذيب.
(2)
في (و) و (ص): "وتسع".
(3)
إتحاف المهرة (19/ 416 - 25127).
(4)
(ص: آية 20).
(5)
في (و) و (ص) والإتحاف والتلخيص: "آلاف".
(6)
قوله: "أربعة ألف" الثاني مكانه بياض في (و) و (ص).
(7)
في (و) و (ص): "لعبادة ربه".
ابْتَلِنِي بِمِثْلِ مَا ابْتَلَيْتَهُمْ بِهِ وَأَعْطِنِي مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَهُمْ. قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ إِنَّكَ مُبْتَلًى فَاحْتَرِسْ. قَالَ: فَمَكَثَ بَعْدَ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَمْكُثَ إِذْ جَاءَهُ الشَّيْطَانُ قَدْ تَمَثَّلَ فِي صُورةِ حَمَامَةٍ مِنْ ذَهَبٍ حَتَّى وَقَعَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي. قَالَ: فَمَدَّ إِلَيْهِ ليَأْخُذَة فَطَارَ مِنَ الْكُوَّةِ، فَنَظَرَ أَيْنَ يَقَعُ، فَبَعَثَ فِي أَثَرِهِ. قَالَ: فَأَبْصَرَ امْرَأَةً تَغْتَسِلُ عَلَى سَطْحٍ لَهَا، فَرَأَى امْرَأَةً مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ خَلْقًا، فَحَانَتْ مِنْهَا الْتِفَاتَةٌ فَأَبْصَرَتْهُ فأَلْقَتْ شَعْرَهَا فَاسْتَتَرَتْ بِهِ فَزَادَهُ ذَلِكَ فِيهَا رَغْبَةً. قَالَ: فَسَأَلَ عَنْهَا، فَأُخْبِرَ أَنَّ لَهَا زَوْجًا وَأَنَّ زَوْجَهَا غَائِبٌ بِمِسْلَحَةِ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَبَعَثَ إِلَى صَاحِبِ الْمِسْلَحَةِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَبْعَثَهُ إِلَى عَدُوِّي كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَبَعَثَهُ، فَفُتِحَ لَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يَبْعَثُهُ إِلَى أَنْ قُتِلَ فِي الْمَرَّةِ الثَّالِثَةِ، فَتَزَوَّجَ امْرَأَتَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا لَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى بَعَثَ اللهُ عَلَيْهِ مَلَكَيْنِ
(1)
فِي صُورَةِ إِنْسِيَّيْنِ
(2)
، فَطَلَبَا
(3)
أَنْ يَدْخُلَا عَلَيْهِ، فَوَجَدَاهُ في يَوْمِ عِبَادَتِهِ، فَمَنَعَهُمَا الْحَرَسُ أَنْ يَدْخُلَا عَلَيْهِ، فَتَسَوَّرَا عَلَيْهِ الْمِحْرَابَ. قَالَ: فَمَا شَعَرَ وَهُوَ يُصَلِّي إِذْ هُوَ بِهِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ جَالِسَيْنِ. قَالَ: فَفَزِعَ مِنْهُمَا، فَقَالَا: لَا تَخَفْ إِنَّمَا نَحْنُ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ، فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ، وَلَا تُشْطِطْ. يَقُولُ: لَا تَخَفْ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ فِي إِقْرَارِهِ بِخَطِيئَتِهِ
(4)
.
4178 -
أخبرني أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَحْمَسِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ
(1)
في (و) و (ص): "حتى بعث الله ملكين".
(2)
في التلخيص: "آدميين".
(3)
في (و) و (ص): "وطلبا".
(4)
إتحاف المهرة (18/ 444 - 23892).
مُحَمَّدٍ
(1)
، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اخْتَارَ اللهُ لِنُبُوَّتِهِ وَانْتَخَبَ لِرِسَالَتِهِ دَاوُدَ بْنَ إِيشَا، فَجَمَعَ اللهُ لَهُ
(2)
ذَلِكَ النُّورَ وَالْحِكْمَةَ وَزَادَهُ الزَّبُورَ مِنْ عِنْدِهِ، فَمَلَكَ دَاوُدُ بْنُ إِيشَا سَبْعِينَ سَنَةً، فَأَنْصَفَ النَّاسَ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ وَقَضَى بِالْفَصْلِ بَيْنَهُمْ بِالَّذِي عَلَّمَهُ اللهُ وَأَعْطَاهُ مِنْ حُكْمِهِ، وَأَمَرَ رَبُّنَا الْجِبَالَ فَأَطَاعَتْهُ، وَأَلَانَ لَهُ الْحَدِيدَ بِإِذْنِ اللهِ، وَأَمَرَ رَبُّنَا الْمَلَائِكَةَ تَحْمِلُ لَهُ التَّابوتَ، فَلَمْ يَزَلْ دَاوُدُ يُدَبِّرُ عِلْمَ اللهِ، وَنُورِهِ قَاضِيًا بِحَلَالِهِ نَاهِيًا عَنْ حَرَامِهِ، حَتَّى إِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَقْبِضَهُ إِلَيْهِ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنِ اسْتَوْدِعْ نُورَ اللهِ وَحِكْمَتَهُ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ إِلَى ابْنِكَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ. فَفَعَلَ
(3)
.
4179 -
أخبرني أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} . قَالَ: فِي زَبُورِ دَاوُدَ مِنْ بَعْدِ ذِكْرِ مُوسَى {أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}
(4)
. قَالَ: الْجَنَّةُ
(5)
.
* * *
(1)
قوله: "بن محمد" غير موجود في (و) و (ص)، وهو الباقر.
(2)
قوله: "له" سقط من (و) و (ص).
(3)
إتحاف المهرة (18/ 470 - 23935).
(4)
(الأنبياء: آية 105).
(5)
إتحاف المهرة (19/ 125 - 24562).
ذِكْرُ نَبِيِّ اللَّهِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَمَا آتَاهُ اللَّهُ مِنَ الْمُلْكِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
4180 -
حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْن صَالِحِ بْنِ هَانِي، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ إِمْلَاءً بِانْتِقَاءِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثَنَا حُسَيْن بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِى شِهَابُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: مَشَيْتُ مِّعَ عَمِّي
(1)
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، فَقُلْتُ: زَعَمَ النَّاسُ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَهَبَ لَهُ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنَّهَا الْعِشْرِينَ. فَقَالَ: مَا أَدْرِي مَا أَحَادِيثُ النَّاسِ، وَلَكِنْ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَمْ يُعَمِّرِ اللهُ مَلِكًا فِي أُمَّةِ نَبِيٍّ مَضَى قَبْلَهُ مَا بَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيُّ مِنَ الْعُمُرِ فِي أُمَّتِهِ"
(2)
(3)
.
4181 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا أبو
(4)
يَحْيَى زَكَرِيَا بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا
(1)
قال الذهبي في الميزان في ترجمة الحسين بن زيد بن علي (1/ 535): "كذا قال، والصواب أنه أخوه أبو جعفر"، ثم قال "رواه الحاكم في مستدركه، وما نبه على الخطأ في قوله: عمي".
(2)
إتحاف المهرة (11/ 347 - 14170).
(3)
قال ابن الملقن في كتابه ملخص استدراك الذهبي (2/ 1035): "قلت: لم يصح"، وقوله: قلت يوحي أنه من كلام الذهبي، ولم نجده في التلخيص.
(4)
في (و): "ابن".
يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ أَشْعَثَ
(1)
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودِ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ}
(2)
. قَالَ: كَرْمٌ أَنْبَتَتْ
(3)
عَنَاقِيدُهُ فَأَفْسَدَتْهُ. قَالَ: فَقَضَى دَاوُدُ بِالْغَنَمِ لِصَاحِبِ الْكَرْمِ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: غَيْرَ هَذَا يَا نَبِيَّ اللهِ. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: تَدْفَعُ الْكَرْمَ إِلَى صَاحِبِ الْغَنَمِ فَيَقُومُ عَلَيْهِ حَتَّى يَعُودَ كَمَا كَانَ، وَتَدْفَعُ الْغَنَمَ إِلَى صَاحِبِ الْكَرْمِ فَيُصِيبَ مِنْهَا حَتَّى إِذَا كَانَ
(4)
الْكَرْمُ كَمَا كَانَ دَفَعْتَ الْكَرْمَ إِلَى صَاحِبِهِ، وَدَفَعْتَ الْغَنَمَ إِلَى صَاحِبِهَا. قَالَ اللهُ عز وجل:{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}
(5)
.
(6)
4182 -
أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَحْمَسِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ أُعْطِيَ سُلَيْمَانُ بْن دَاوُدَ مُلْكَ مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا، فَمَلَكَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ سَبْعَمِائَةَ سَنَةٍ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ، مَلَكَ أَهْلَ الدُّنْيَا كُلَّهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالشَّيَاطِينِ وَالدَّوَابِّ وَالطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ، وَأُعْطِيَ عِلْمَ كُلِّ شَيْءٍ، وَمَنْطِقَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِي زَمَانِهِ صُنِعَتِ الصَّنَائِعُ الْمُعْجِبَةُ الَّتِي سَمِعَ بِهَا النَّاسُ، وَسُخِّرَتْ لَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُدَبِّرُ أَمْرَ اللهِ وَنُورِهِ وَحِكْمَتِهِ حَتَّى إِذَا
(1)
هو: ابن سوار.
(2)
(الأنبياء: آية 78).
(3)
في (و) والتلخيص: "قال: كرم قد أنبتت".
(4)
في التلخيص: "عاد".
(5)
(الأنبياء: آية 79).
(6)
إتحاف المهرة (10/ 460 - 13182).
أَرَادَ اللهُ أَنْ يَقْبِضَهُ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنِ اسْتَوْدِعْ عِلْمَ اللهِ وَحِكْمَتَهُ أَخَاهُ، وَوَلَدَ دَاوُدَ، وَكَانُوا أَرْبَعُمِائَةِ رَجُلٍ
(1)
أَنْبِيَاءٌ بِلَا رِسَالَةٍ
(2)
.
4183 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ
(3)
بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَرَّخَ بَنُو إِسْحَاقَ مِنْ مَبْعَثِ مُوسَى إِلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، قَالَ: وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ. قَالَ: أَحْدَثَ إِلَيْهِ النُّبُوَّةَ وَسَأَلَهُ
(4)
أَنْ يَهَبَ لَهُ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، فَسَخَّرَ لَهُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ وَالطَّيْرَ وَالرِّيحَ
(5)
.
4184 -
أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبُوشَنْجِيُّ
(6)
، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، عَن أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ، كَانَ عَسْكَرُهُ مِائَةَ فَرْسَخٍ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ مِنْهَا لِلْإِنْسِ، وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ لِلْجِنِّ، وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ لِلْوَحْشِ، وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ لِلطَّيْرِ، وَكَانَ لَهُ أَلْفُ بَيْتٍ مِنْ قَوَارِيرَ عَلَى الْخَشَبِ مِنْهَا ثَلَاثُمِائَةِ صَرِيحَةٍ
(7)
، وَسَبْعُمِائَةِ سَرِيَّةٍ فَأَمَرَ الرِّيحَ الْعَاصِفَ
(1)
في (م): "أربعمائة وثمانون رجلا".
(2)
إتحاف المهرة (18/ 470 - 23935)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: هذا باطل".
(3)
في (ص) و (و): "محمد"، وأشار في حاشية (و) إلى أنها في نسخة أخرى:"أحمد".
(4)
في (و) و (ص) و (م): "والرسالة".
(5)
هذا الحديث لم نجده في الإتحاف.
(6)
هو: محمد بن إبراهيم بن سعيد بن عبد الرحمن. من رجال التهذيب.
(7)
قوله: "صريحة" مكانه بياض في (و) وغير موجود في (ص)، والصريحة: الخالصة، والمراد: الزوجة.
فَرَفَعَتْهُ، فَأَمَرَ الرِّيحَ فَسَارَتْ بِهِ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَسِيرُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ: إِنِّي قَدْ زِدْتُ فِي مُلْكِكَ أَنَّهُ لَا يَتكَلَّمَ أَحَدٌ مِنَ الْخَلَائِقِ بِشَيْءٍ إِلَّا جَاءَتْ بِهِ
(1)
الرِّيحُ فَأَخْبَرَتْكَ
(2)
.
4185 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الفَضْلِ، ثَنَا الحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَبَّانِيُّ، ثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ يُوضَعُ لَهُ سِتُّمِائَةِ كُرْسِيٍّ، ثُمَّ يَجِيءُ أَشْرَافُ الْإِنْسِ فَيَجْلِسُونَ مِمَّا يَلِيهِ، ثُمَّ يَجِيءُ أَشْرَافُ الْجِنِّ فَيَجْلِسُونَ مِمَّا يَلِي أَشْرَافَ الْإِنْسِ، ثُمَّ يَدْعُو الطَّيْرَ فَتُظِلُّهُمْ، ثُمَّ يَدْعُو الرِّيحَ فَتَحْمِلُهُمْ، قَالَ: فَيَسِيرُ فِي الْغَدَاةِ
(3)
الْوَاحِدَةِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ
(4)
.
(5)
4186 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ العَدْلُ، ثَنَا الحُسَيْنُ
(6)
بْنُ الفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ الْوَادِعِيِّ
(7)
، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ
(1)
قوله: "به" غير موجود في (ز) و (م)، والتلخيص.
(2)
إتحاف المهرة (19/ 473 - 25226).
(3)
في (و) و (ص): "بالغداة".
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: صحيح"، وقد تقدم في التفسير (3566) وصححه هناك على شرط الشيخين
(5)
إتحاف المهرة (7/ 180 - 7582).
(6)
في (و) و (ص): "الحسن".
(7)
في (ص)، وكذا أشار في حاشية (و) إلى أنها في نسخة أخرى:"الوادى"!، وهو عمرو بن عيد الله الأصم الوادعي الهمداني الكوفي لم يرو عنه غير أبي إسحاق، ووثقه ابن حبان.
يَقُولُ: مَلَكَ الْأَرْضَ أَرْبَعَةٌ: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، وَذُو الْقَرْنَيْنِ، وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ حُلْوَانَ، وَرَجُلٌ آخَرُ، فَقِيلَ لَهُ: الْخَضِرُ؟ فَقَالَ: لَا
(1)
.
* * *
(1)
إتحاف المهرة (13/ 365 - 16855).
ذِكْرُ زَكَرِيَا بْنِ أَدْنَ النَّبِيِّ عليه السلام
-
4187 -
حدثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السُّلَمِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ الْقَنَّادُ، ثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ
(2)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَعَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالُوا: كَانَ آخِرَ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ زَكَرِيَا بْنُ أَدْنَ بْنِ مُسْلِمٍ، وَكَانَ مِنْ ذُرِّيَّةِ يَعْقُوبَ، قَالَ: يَرِثُنِي مُلْكِي، وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ النُّبُوَّةَ
(3)
.
4188 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ
(4)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"كَانَ زَكَرِيَّا نَجَّارًا"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ
(6)
.
* * *
(1)
في (و): "أخبرنا" وفي (ص): "أخبرني".
(2)
هو: غزوان الغفاري، أبو مالك الكوفي. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (10/ 460 - 13183).
(4)
هو: نفيع، أبو رافع الصائغ المدني. من رجال التهذيب.
(5)
إتحاف المهرة (15/ 654 - 20081).
(6)
وقد أخرجه (6/ 103) عن هداب بن خالد عن حماد به.
ذِكْرُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا نَبِيِّ اللَّهِ عليه السلام
-
4189 -
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ
(1)
بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ، ثَنَا أَسْبَاطُ بْن نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ
(2)
وَأَبِي صَالحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَعَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ سِرًّا، فَقَالَ:{رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي} . وَهُمُ الْعَصَبَةُ، {وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ}. يَقُولُ: يَرِثُ نُبُوَّتِي، وَنُبُوَّةَ آلِ يَعْقُوبِ، {وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}
(3)
. وَقَوْلُهُ: {هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} . يَقُولُ: مُبَارَكَةً. {إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}
(4)
. وَقَالَ: {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}
(5)
. {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ} وَهُوَ جِبْرِيلُ {قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ}
(6)
. {بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا}
(7)
. لَمْ يُسَمَّ قَبْلَهُ أَحَدٌ يَحْيَى، وَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ:{أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ} يُصَدِّقُ
(1)
في (ز)، و (م):"حماد".
(2)
هو: غزوان الغفاري، أبو مالك الكوفي. من رجال التهذيب.
(3)
(مريم: آية 4 إلى 6).
(4)
(آل عمران: آية 38).
(5)
(الأنبياء: آية 89).
(6)
(آل عمران: آية 39).
(7)
(مريم: آية 7).
بِعِيسَى. {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا}
(1)
وَالْحَصُورُ؛ الَّذِي لَا يُرِيدُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا سَمِعَ النِّدَاءَ جَاءَهُ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ لَهُ: يَا زَكَرِيَّا إِنَّ الصَّوْتَ الَّذِي سَمِعْتَ لَيْسَ مِنَ اللهِ إِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ سَخِرَ بِكَ، وَلَوْ كَانَ مِنَ اللهِ أَوْحَاهُ إِلَيْكَ كَمَا يُوحِي إِلَيْكَ غَيْرَهُ مِنَ الْأَمْرِ فَشَكَّ مَكَانَهُ. وَقَالَ:{أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ} يَقُولُ مِنْ أَيْنَ {وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}
(2)
، {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا}
(3)
.
(4)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يخَرِّجَاهُ.
4190 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْقَاضِي بِبُخَارَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ، قَالَ: دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ، فَقَالَ:{رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}
(5)
. {إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا}
(6)
. الْآيَاتِ، ثُمَّ قَالَ:{أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ}
(7)
(8)
أَعْلمُ
(1)
(آل عمران: آية 39).
(2)
(آل عمران: آية 40).
(3)
(مريم: آية 9).
(4)
إتحاف المهرة (10/ 460 - 13184).
(5)
(آل عمران: آية 38).
(6)
(مريم: آية 4).
(7)
(مريم: آية 8).
(8)
(مريم: آية 8 إلى 10).
أنَّكَ قَدِ اسْتَجَبْتَ. {قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا}
(1)
. قَالَ: فَخُتِمَ عَلَى لِسَانِهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ وَهُوَ صَحِيحٌ لَا يَتكَلَّمُ. {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11) يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} . الْآيَاتِ إِلَى: {يُبْعَثُ حَيًّا}
(2)
.
(3)
4191 -
حدثني مُحَمَّدُ بْن حَمْدُونَ الْوَرَّاقُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ غَانِمٍ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: كَانَ زَكَرِيَّا وَعِمْرَانُ تَزَوَّجَا أُخْتَيْنِ، فَكَانَتْ أُمُّ يَحْيَى عِنْدَ زَكَرِيَّا، وَكَانَتْ أُمُّ مَرْيَمَ عِنْدَ عِمْرَانَ، فَهَلَكَ عِمْرَانُ وَأُمُّ مَرْيَمَ حَامِلٌ بِمَرْيَمَ وَهِيَ جَنِينٌ فِي بَطْنِهَا، وَكَانَتْ فِيمَ يَزْعُمُونَ قَدْ أَمْسَكَ اللهُ عَنْهَا الْوَلَدَ حَتَّى أَيِسَتْ وَكَانُوا أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ اللهِ بِمَكَانٍ
(4)
.
4192 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا عَفَّانُ وَأَبُو سَلَمَةَ، قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ وَحُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَعَلِيِّ
(5)
بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا مِنْ آدَمِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَخْطَأَ، أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ، وَعَمِلَهَا إِلَّا أَنْ يَكُونَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، لَمْ يَهِمَّ بِخَطِيئَةٍ، وَلَمْ
(1)
(مريم: آية 10).
(2)
(مريم: آية 11 إلى 15).
(3)
إتحاف المهرة (19/ 582 - 25386).
(4)
إتحاف المهرة (19/ 416 - 25128).
(5)
"وعلي" معطوفة على: "حبيب"، أي أن الراوي عنه هو: حماد بن سلمة.
يَعْمَلْهَا"
(1)
.
4193 -
أخبرني أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَحْمَسِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنِي مُدْرِكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا سَيِّدًا وَحَصُورًا، وَكَانَ لَا يَقْرَبُ النِّسَاءَ وَلَا يَشْتَهِيهِنَّ، وَكَانَ شَابًّا حَسَنَ الْوَجْهِ وَالصُّورَةِ، لَيِّنَ الْجَنَاحِ، قَلِيلَ الشَّعْرِ، قَصِيرَ الْأَصَابِعِ، طَوِيلَ الْأَنْفِ، أَقْرَنَ الْحَاجِبَيْنِ، دَقِيقَ الصَّوْتِ، كَثِيرَ الْعِبَادَةِ، قَوِيًّا فِي طَاعَةِ اللهِ
(2)
.
4194 -
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا سَلْمُ
(3)
بْنُ جُنَادَةَ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَعَثَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا
(4)
مِنَ الْحَوَارِيِّينَ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ، قَالَ: وَكَانَ فِيمَا يَنْهَوْنَهُمْ عَنْهُ نِكَاحُ ابْنَةِ الْأَخِ، قَالَ: وَكَانَتْ لِمَلِكِهِمُ ابْنَةُ أَخٍ تُعْجِبُهُ يُرِيدُ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا، فَكَانَتْ لَهَا كُلَّ يَوْمٍ حَاجَةٌ يَقْضِيهَا، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ أُمَّهَا، قَالَتْ لَهَا: إِذَا دَخَلْتِ عَلَى الْمَلِكِ، فَسَأَلَكِ حَاجَتَكِ، فَقُولِي: حَاجَتِي أَنْ تَذْبَحَ لِي
(1)
إتحاف المهرة (8/ 146 - 9097)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: إسناده جيد".
(2)
إتحاف المهرة (19/ 372 - 25024).
(3)
في (و) و (ص) و (م): "مسلم".
(4)
كذا!، وقد تقدم في التفسير (3181) من حديث ابن راهوية عن أبي معاوية به وفيه:"في اثني عشر رجلا من الحواريين".
يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ سَأَلَهَا حَاجَتَهَا، فَقَالَتْ: حَاجَتِي أَنْ تَذْبَحَ
(1)
يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا، فَقَالَ: سَلِينِي غَيْرَ هَذَا، فَقَالَتْ: مَا أَسْألُكَ إِلَّا هَذَا، فَقَالَ: فَلَمَّا أَبَتْ عَلَيْهِ دَعَا يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا، وَدَعَا بِطَسْتٍ، فَذَبَحَهُ فَبَدَرَتْ قَطْرَةٌ مِنْ دَمِهِ عَلَى الْأَرْضِ، فَلَمْ تَزَلْ تَغْلِي حَتَّى بَعَثَ اللهُ بُخْتَ نَصَّرَ عَلَيْهِمْ، فَجَاءَتْهُ عَجُوزٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَدَلَّتْهُ عَلَى ذَلِكَ الدَّمِ، فَأَلْقَى اللهُ فِي قَلْبِهِ أَنْ يَقْتُلَ عَلَى ذَلِكَ الدَّمِ مِنْهُمْ حَتَّى يَسْكُنَ، فَقَتَلَ سَبْعِينَ أَلْفًا، مِنْهُمْ مِنْ سِنٍّ وَاحِدَةٍ حَتَّى سَكَنَ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ إِسْنَادُهُ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4195 -
فحدثنا أَبُو بَكْرِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادٍ الْمِسْمَعِيُّ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَوْحَى اللهُ إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي قَتَلْتُ بِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا سَبْعِينَ أَلْفًا، وَإِنِّي قَاتِلٌ بِابْنِ ابْنَتِكَ سَبْعِينَ ألْفًا وَسَبْعِينَ ألْفًا
(3)
.
وَقَدْ رَوَاهُ حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ الْخَزَّازُ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ
(4)
.
(1)
في (و) و (ص): "أن تذبح لي".
(2)
إتحاف المهرة (7/ 156 - 7517).
(3)
إتحاف المهرة (7/ 157 - 7519)، وقال:"أما حميد، فقال ابن عدي: كان يسرق الحديث. وأما المسمعي فضعفه الدارقطني".
(4)
وقد تقدم في التفسير (3182) والذي بعده، وسيأتي في مناقب الحسين (4875) من سبعة طرق عن أبي نعيم به، فانظره.
ذِكْرُ نَبِيِّ اللَّهِ وَرُوحِهِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ
4196 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ نَبِيٌّ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(2)
.
4197 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى
(3)
، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: حَنَّةُ وَلَدَتْ مَرْيَمَ، وَمَرْيَمُ وَلَدَتْ عِيسَى
(4)
.
4198 -
حدثني عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرٍو الْعَنْقَزِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ زَيْدٍ
(1)
إتحاف المهرة (15/ 156 - 19063).
(2)
قد أخرجه البخاري عن محمد بن سنان عن فليح به بنحوه (4/ 167)، وأخرجه هو ومسلم (7/ 69) من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة، ومسلم وحده من حديث معمر عن همام عن أبي هريرة به.
(3)
هو: معاذ بن المثنى العنبري.
(4)
إتحاف المهرة (15/ 88 - 18929).
الْعَمِّيِّ
(1)
قَالَ: وُلِدَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ
(2)
.
4199 -
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ الْعَدْلُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَعَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَا: خَرَجَتْ مَرْيَمُ إِلَى جَانِبِ الْمِحْرَابِ بِحَيْضٍ أَصَابَهَا، فَلَمَّا طَهُرَتْ إِذَا هِىَ بِرَجُلٍ مَعَهَا، وَهُوَ قَوْلُهُ:{فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا}
(3)
وَهُوَ جِبْرِيلُ عليه السلام، فَفَزِعَتْ مِنْهُ، فَقَالَتْ:{إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا}
(4)
. الْآيَةَ. فَخَرَجَتْ وَعَلَيْهَا جِلْبَابُهَا، فَأَخَذَ بِكُمِّهَا، فَنَفَخَ في جَيْبِ دِرْعِهَا - وَكَانَ مَشْقُوقًا مِنْ قُدَّامِهَا - فَدَخَلَتِ النَّفْخَةُ صَدْرَهَا، فَحَمَلَتْ، فَأَتَتْهَا أُخْتُهَا امْرَأَةُ زَكَرِيَّا لَيْلَةً تَزُورُهَا، فَلَمَّا فَتَحَتْ لَهَا الْبَابَ الْتَزَمَتْهَا، فَقَالَتِ امْرَأَةُ زَكَرِيَّا: يَا مَرْيَمُ، أَشَعَرْتِ أَنِّي حُبْلَى؟ فَقَالَتْ مَرْيَمُ: أَشَعَرْتِ أَيْضًا أَنِّي حُبْلَى؟ فَقَالَتِ امْرَأَةُ زَكَرِيَّا: فَإِنِّي وَجَدْتُ مَا فِي بَطْنِي سَجَدَ لِلَّذِي فِي بَطْنِكِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عز وجل:{مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ}
(5)
. فَوَلَدَتِ امْرَأَةُ زَكَرِيَّا يَحْيَى، وَلَمَّا بَلَغَ أَنْ تَضَعَ مَرْيَمُ خَرَجَتْ
(6)
إِلَى جَانِبِ الْمِحْرَابِ، {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ
(1)
في (و) و (ص): "عن جابر بن زيد العمي"!، وزيد هو: ابن الحواري العمي، وعنه جابر بن يزيد الجعفي، وكلاهما ضعيف.
(2)
إتحاف المهرة (18/ 584 - 24203)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: سنده واه".
(3)
(مريم: آية 17).
(4)
(مريم: آية 18 و 19).
(5)
(آل عمران: آية 39).
(6)
في (و) و (ص): "ولما بلغ مريم أن تضع فخرجت".
النَّخْلَةِ}. قَالَتِ اسْتِحْيَاءً مِنَ النَّاسِ: {يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا} . جِبْرِيلُ
(1)
(2)
. فَهَزَّتْهُ، فَأُجْرِيَ لَهَا فِي الْمِحْرَابِ نَهْرٌ. وَالسَّرِيُّ: النَّهَرُ فَتَسَاقَطَتِ النَّخْلَةُ رُطَبًا جَنِيًّا، فَلَمَّا وَلَدَتْهُ ذَهَبَ الشَّيْطَانُ، فَأَخْبَرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّ مَرْيَمَ وَلَدَتْ، فَلَمَّا أرَادُوهَا عَلَى الْكَلَامِ أَشَارَتْ إِلَى عِيسَى، فَتَكَلَّمَ عِيسَى، فَقَالَ:{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا}
(3)
. فَلَمَّا وُلِدَ عِيسَى لَمْ يَبْقَ فِي الْأَرْضِ صَنَمٌ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ إِلَّا وَقَعَ سَاجِدًا لِوَجْهِهِ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4200 -
حدثني عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ وَفْدَ نَجْرَانَ أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: مَا تَقُولُ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ؟ فَقَالَ: "هُوَ
(5)
رُوحُ اللهِ وَكلِمَتُهُ، وَعَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ". قَالُوا لَهُ: هَلْ لَكَ أَنْ نُلَاعِنَكَ أَنَّهُ لَيْسَ كَذَلِكَ؟ قَالَ: "وَذَاكَ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ؟ ". قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "فَإِذَا شِئْتُمْ". فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَجَمَعَ وَلَدَهُ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، فَقَالَ رَئِيسُهُمْ: لَا تُلَاعِنُوا هَذَا الرَّجُلَ، فَوَاللهِ لَئِنْ لَاعَنْتُمُوهُ لَيُخْسَفَنَّ بِأَحَدِ الْفَرِيقَيْنِ، فَجَاءُوا،
(1)
قوله: "جبريل" سقط من (و) و (ص).
(2)
(مريم: آية 24 و 25).
(3)
(مريم: آية 30).
(4)
إتحاف المهرة (10/ 461 - 13185).
(5)
قوله: "هو" غير موجود في (و) و (ص).
فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، إِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يُلَاعِنَكَ سُفَهَاؤُنَا وَإِنَّا نُحِبُّ أَنْ تُعْفِيَنَا، قَالَ:"قَدْ أَعْفَيْتُكُمْ"، ثُمَّ قَالَ:"إِنَّ الْعَذَابَ قَدْ أَظَلَّ نَجْرَانَ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ
(2)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4201 -
أخبرني إِسْمَاعِيل بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا أَبُو ثَابِتٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْمَدَنِيُّ
(3)
، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
(4)
قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ وَلَدِ آدَمَ الشَّيْطَان نَائِلٌ مِنْهُ تِلْكَ الطَّعْنَةَ، وَلِهَذَا يَسْتَهِلُّ الْمَوْلُودُ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ وَابْنِهَا، فَإِنَّ مَرْيَمَ حِينَ وَضَعَتْهَا، يَعْنِي أُمُّهَا. {قَالَتْ إِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} . فَضُرِبَ دُونَهَا الْحِجَابَ، فَطَعَنَ فِيهِ. {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا}
(5)
. وَهَلَكَتْ أُمُّهَا، فَضَمَّهَا إِلَى خَالَتِهَا أُمِّ يَحْيَى"
(6)
.
(1)
إتحاف المهرة (3/ 201 - 2832).
(2)
قال ابن حجر في الإتحاف: "بل ابن الأزهر: ضعيف، لكن روي من طريق أخرى، رواه ابن شاهين في تفسيره عن ابن أبي داود عن يحيى بن حاتم وأخرجه الطبراني: عن أحمد بن داود المكي، كلاهما عن بشر بن مهران عن محمد بن دينار عن داود بن أبي هند، بنحوه"، نقول: ورواه عن الطبراني أبو نعيم في معجم الصحابة (1/ 353)، وبشر بن مهران الخصاف قال فيه ابن أبي حاتم (2/ 367، 379): "ترك أبي حديثه وأمرني ألا أقرأه عليه"، وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 140) وقال:"روى عنه البصريون الغرائب".
(3)
في (ز): "المديني"، وفي (م):"المدائني".
(4)
في (و) و (ص): "عن".
(5)
(آل عمران: آية 36 و 37).
(6)
إتحاف المهرة (15/ 140 - 19030)، وأصله في الصحيحين؛ البخاري في بدء الخلق =
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4202 -
حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ
(1)
، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَيْسَرَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فَيَأْتُونَ عِيسَى بِالشَّفَاعَةِ، فَيَقُولُ
(2)
: هَلْ تَعْلَمُونَ أَحَدًا هُوَ كَلِمَةُ اللهِ وَرُوحُهُ، وَيُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ، وَيُحْيِي الْمَوْتَى غَيْرِي؟ فَيَقُولُونَ: لَا"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4203 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ
(4)
، ثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ.
4204 -
حدثنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعِيرِيُّ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ: عِيسَى ابْنُ
= وأحاديث الأنبياء (4/ 125، 164) والتفسير (6/ 34)، ومسلم في الفضائل (7/ 96).
(1)
هو: الحسن بن علي بن الوليد الجعفي الكوفي.
(2)
في (ز) و (م): "فيقولون".
(3)
إتحاف المهرة (7/ 589 - 8533).
(4)
في (و): "البوات"، وفي (ص):"البواب"!.
(5)
إتحاف المهرة (7/ 594 - 8546).
مَرْيَمَ، وَشَاهِدُ يُوسُفَ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ مَاشِطَةِ بِنْتِ فِرْعَوْنَ
(1)
"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4205 -
أخبرني أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عَطَاءِ مَوْلَى أُمِّ صُبَيَّةَ
(3)
، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيَهْبِطَنَّ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، وَإِمَامًا مُقْسِطًا، وَلَيَسْلُكَنَّ فَجًّا، حَاجًّا
(4)
، أَوْ مُعْتَمِرًا، أَوْ لَيُثَنِّيهِمَا، وَلَيَأْتِيَنَّ
(5)
قَبْرِي حَتَّى يُسَلِّمَ عَلَيَّ، وَلَأَرُدَّنَ عَلَيْهِ". يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَيْ بَنِي أَخِي، إِنْ رَأَيْتُمُوهُ، فَقُولُوا: أَبُو هُرَيْرَةَ يقْرِئُكَ السَّلَامَ
(6)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
4206 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ الْعَدْلُ، ثَنَا
(1)
كذا!، والصواب ما رواه أبو عبد الله البخاري في أحاديث الأنبياء (4/ 165) عن مسلم بن إبراهيم به فذكر عيسى عليه السلام، وجريج بقصته مطولة، والثالث: الصبي الذي كان يرضع من أمه فمر جبار فقال اللهم لا تجعلني مثله، بقصته، وكذا رواه الإمام مسلم (8/ 4) من طريق يزيد بن هارون عن جرير به، والإمام أحمد عن وهب بن جرير والحسين بن محمد عن جرير (13/ 434، 437)، فلا أدري الخطأ هنا ممن!، وقد تقدم في التفسير (3875) من حديث حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس تكلم أربعة وهم صغار، فذكر الأربعة المذكورين هنا، فلعله دخل على أحدهم حديث في حديث، والله أعلم.
(2)
إتحاف المهرة (15/ 555 - 19873).
(3)
لم يرو عنه غير المقبري، ووثقه ابن حبان.
(4)
في النسخ الخطية كلها: "أو حاجا"، والمثبت من التلخيص.
(5)
في (و) و (ص) والتلخيص: "أو ليأتين".
(6)
إتحاف المهرة (15/ 413 - 19598).
السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ وَالْحُسَيْنُ
(1)
بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: ثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا هَمَّامٌ، ثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ رُوحَ اللهِ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ نَازِلٌ فِيكُمْ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ، رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ، كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ، وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَيُهْلِكُ اللهُ فِي زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، وَتَقَعُ الْأَمَنَةُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ حَتَّى تَرْتَعَ
(2)
الْأُسُودُ مَعَ الْإِبِلِ، وَالنُّمُورُ مَعَ الْبَقَرِ، وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ مَعَ الْحَيَّاتِ، لا يَضُرُّهُنَّ، فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى، وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4207 -
حدثنا الْحَسَنُ بْن مُحَمَّدٍ الْإسْفَرَايِينِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، أَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: تَوَفَّى اللهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ثَلَاثَ سَاعَاتٍ مِنْ نَهَارٍ
(4)
حِينَ رَفَعَهُ إِلَيْهِ، وَالنَّصَارَى تَزْعُمُ أَنَّهُ تَوَفَّاهُ سَبْعَ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ، ثُمَّ أَحْيَاهُ. قَالَ وَهْبٌ: وَزَعَمَتِ النَّصَارَى أَنَّ مَرْيَمَ وَلَدَتْ عِيسَى لِمُضِيِّ ثَلَاثِمِائَةِ سَنَةٍ وَثَلَاثِ سِنِينَ مِنْ وَقْتِ وِلَادَةِ
(5)
(1)
في النسخ الخطية كلها: "الحسن"، والمثبت من الإتحاف، ومن سائر أسانيد المصنف.
(2)
في (ز): "ترتعن"، وفي (و) و (ص):"يرتعي"، وفي (م):"يربض"، وفي التلخيص:"ترعى"، وما بعد "حتى" إذا كان مستقبلا يجب نصبه.
(3)
إتحاف المهرة (15/ 143 - 19034).
(4)
في (و) و (ص): "نهار اليوم".
(5)
قوله: "ولادة" سقط من (و) و (ص).
الْإِسْكَنْدَرِ، وَزَعَمُوا أَنَّ مَوْلِدَ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا كَانَ قَبْلَ مَوْلِدِ عِيسَى بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ، وَزَعَمُوا أَنَّ مَرْيَمَ حَمَلَتْ بِعِيسَى، وَلَهَا ثَلَاثَ عَشْرَ سَنَةً، وَأَنَّ عِيسَى عَاشَ إِلَى أَنْ رُفِعَ اثْنَتَيْنِ
(1)
وَثَلَاثِينَ سَنَةً
(2)
، وَأَنَّ مَرْيَمَ بَقِيَتْ بَعْدَ رَفْعِهِ سِتَّ سِنِينَ، فَكَانَ جَمِيعُ عُمْرِهَا نَيِّفًا وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَكَانَ زَكَرِيَّا بْن بَرْخِيَا أَبُو يَحْيَى
(3)
بْنِ زَكَرِيَّا.
زَعَمُوا أن ابْنَ مَاتَانَ
(4)
، وَأُمُّ مَرْيَمَ حَامِلٌ بِمَرْيَمَ
(5)
، فَلَمَّا وَلَدَتْ مَرْيَمَ كَفَلَهَا زَكَرِيَّا بَعْدَ مَوْتِ أُمِّهَا لِأَنَّ
(6)
خَالتَهَا أُخْتَ أُمِّهَا كَانَتْ عِنْدَهُ، وَاسْمُ أُمِّ مَرْيَمَ: حَنَّةُ بِنْتُ قَافُوذَ بْنِ قِيلَ
(7)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: قَدِ اخْتَلَفَ الرِّوَايَاتُ فِي عَدَدِ الْمُرْسَلِينَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَسَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ، وَالَّذِي أَدَّى إِلَيْهِ الِاجْتِهَادُ مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى أَنْ بَعَثَ اللهُ نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم، فَقَدْ ذَكَرْتُهُمْ.
(1)
في (ص): "ثنتين".
(2)
في التلخيص: "رفع ابن ثلاثين سنة".
(3)
في (و) و (ص): "بن يحيى".
(4)
في (ص): "أن ماتان".
(5)
كذا في النسخ، والسياق غير مستقيم، وهذا الموضع به تصحيف وسقط، وصوابه كما في تاريخ الطبري (1/ 585):"وكان زكريا بن برخيا أبو يحيى بن زكريا وعمران بن ماثان أبو مريم متزوجين بأختين إحداهما عند زكريا وهي أم يحيى والأخرى منهما عند عمران بن ماثان وهي أم مريم فمات عمران بن ماثان وأم مريم حامل بمريم".
(6)
في (ز)، و (م):"بأن".
(7)
إتحاف المهرة (19/ 598 - 25410)، وقال الذهبي في التلخيص:"رواه عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عنه - يعني: عن وهب - قلت: وعبد المنعم ساقط".
وَقَدْ ذَكَرَ الْمُرْسَلِينَ مِنْهُمْ: وَهْبُ بْن مُنَبِّهٍ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي:
4208 -
حدثناه الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإسْفَرَايِينِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، ثَنَا عَبْدُ الْمُنعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ جَالِسٍ عِنْدَهُ وَهوَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ: ادْنُ مِنِّي، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أَبْقَاكَ اللهُ، وَاللهِ مَا أُحْسِنُ أَنْ أَسْأَلَكَ كَمَا سَأَلَ
(1)
هَؤُلَاءِ، فَقَالَ: ادْنُ مِنِّي، فَأُحَدِّثُكَ عَنِ الْأَنْبِيَاءِ الْمَذْكُورِينَ فِي كِتَابِ اللهِ، أُحَدِّثُكَ عَنْ آدَمَ أَنَّهُ كَانَ عَبْدًا حَرَّاثًا، وَأُحَدِّثُكَ عَنْ نُوحٍ أَنَّهُ كَانَ عَبْدًا نَجَّارًا، وَأُحَدِّثُكَ عَنْ إِدْرِيسَ أَنَّهُ كَانَ عَبْدًا خَيَّاطًا، وَأُحَدِّثُكَ عَنْ دَاوُدَ أنَّهُ كَانَ عَبْدًا زَرَّادًا، وَأُحَدِّثُكَ عَنْ مُوسَى أَنَّهُ كان عَبْدًا رَاعِيًا، وَأُحَدِّثُكَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ كَانَ عَبْدًا زَرَّاعًا، عَظِيمَ الضِّيَافةِ، يُؤْثِرُ الْمَسَاكِينَ عَلَى نَفْسِهِ، وَيُخَيِّرُهُمْ فِي مَالِهِ، وَأُحَدِّثُكَ عَنْ شُعَيْبٍ أنَّهُ كَانَ عَبْدًا رَاعِيًا، وَأُحَدِّثُكَ عَنْ لُوطٍ أَنَّهُ كَانَ عبدًا زَرَّاعًا، وَأُحَدِّثُكَ عَنْ صَالِحٍ أَنَّهُ كَانَ عَبْدًا تَاجِرًا، وَأُحَدِّثُكَ عَنْ سُلَيْمَانَ أَنَّهُ كَانَ عَبْدًا آتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ، وَكَانَ يَصُومُ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ سِتَّةَ أَيَّامٍ، وَفِي وَسَطِهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَفِي آخِرِهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَكَانَتْ لَهُ تِسْعُمِائَةِ سُرِّيَّةٍ، وَثَلَاثُمِائَةِ مَهْرِيَّةٍ، وَأُحَدِّثُكَ عَنِ ابْنِ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَخْبَأُ شَيْئًا لِغَدٍ، وَيَقُولُ: الَّذِي غَدَّانِي سَوْفَ يُعَشِّينِي، وَالَّذِي عَشَّانِي سَوْفَ يُغَدِّينِي، يَعْبُدُ اللهَ لَيْلَتَهُ كُلَّهَا، يُصَلِّي حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَهُوَ بِالنَّهَارِ سَائِحٌ، وَيَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ كُلَّهُ، وَأُحَدِّثُكَ عَنِ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَرْعَى غَنَمَ أَهْلِ بَيْتِهِ بِأَجْيَادَ، وَكَانَ يَصُومُ، فَنَقُولُ
(2)
: لَا
(1)
في (و) و (ص): "يسأل".
(2)
في (و) و (ص): "ونقول".
يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ، فَنَقُولُ: لَا يَصُومُ، وَكُلُّهَا مَا رَأَيْنَاهُ
(1)
صَائِمًا، وَيَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَكَانَ أَلْيَنَ النَّاسِ جَانِبًا، وَأَطْيَبَهُمْ خَبَرًا، وَأَطْوَلَهُمْ عِلْمًا، وَأُخْبِرُكَ عَنْ حَوَّاءَ أَنَّهَا كَانَتْ تَغْزِلُ الشَّعْرَ فَتَحُوكُهُ بِيَدِهَا، فَتَكْسُو نَفْسَهَا وَوَلَدَهَا، وَأَنَّ مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ كَانَتْ تَصْنَعُ ذَلِكَ
(2)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: فَأَمَّا الْحَدِيثُ الْمُسْنَدُ الْعَالِي الَّذِي يَدُلُّ عَلَى الْجُمْلَةِ مُفَسَّرًا فَهُوَ الَّذِي:
4209 -
حدثناه أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ إِدْرِيسَ السَّامِرِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ بْنِ يَزِيدَ الْعَبْديُّ، حَدَّثَنِى يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ السَّعْدِيُّ الْبَصْرِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَاغْتَنَمْتُ خَلْوَتَهُ، فَقَالَ لِي:"يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ لِلْمَسْجِدِ تَحِيَّةً"، قُلْتُ: وَمَا تَحِيَّتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "رَكْعَتَانِ"، فَرَكَعْتُهُمَا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالصَّلَاةِ، فَمَا الصَّلَاةُ؟ قَالَ:"خَيْرُ مَوْضُوعٌ، فَمَنْ شَاءَ أَقَلَّ، وَمَنْ شَاءَ أَكْثَرَ"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ:"الْإِيمَانُ بِاللهِ". ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمِ النَّبِيُّونَ؟ قَالَ:"مِائَةُ أَلْفِ نَبِيٍّ، وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ نَبِيٍّ". قُلْتُ: كَمِ الْمُرْسَلُونَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: "ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ". وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ
(3)
.
(1)
في (و) و (ص): "كلما رأيناه".
(2)
إتحاف المهرة (8/ 128 - 9058).
(3)
إتحاف المهرة (14/ 169 - 17577)، وقال الذهبي في التلخيص: "قلت: السعدي =
4210 -
حدثنا أَبُو عَوْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَاهَانَ الْخَزَّازُ
(1)
بِمَكَّةَ عَلَى الصَّفَا، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ثَمَانِيَةِ آلَافٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ
(2)
، مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ آلَافٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
(3)
.
4211 -
حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
(4)
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثَنَا مَرْوَانُ بْن مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ
(5)
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي خَاتَمُ أَلْفِ نَبِيٍّ أَوْ أَكْثَرَ"
(6)
.
4212 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْن يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أنَّهُ قَالَ: لَقَدْ سَلَكَ فَجَّ الرَّوْحَاءَ سَبْعُونَ نَبِيًّا حُجَّاجًا، عَلَيْهِمْ
= ليس بثقة"، واستنكره عليه العقيلي (6/ 363) وابن عدي (9/ 106) وابن حبان في المجروحين (2/ 482).
(1)
في (و) و (ص): "هامان الخراز".
(2)
في (و) و (ص): "ثمانية آلاف نبي من الأنبياء".
(3)
إتحاف المهرة (2/ 383 - 1950)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: إبراهيم ويزيد واهيان".
(4)
في (و): "أبو بكر بن محمد".
(5)
هو: جبر بن نوف الهمداني. من رجال التهذيب.
(6)
إتحاف المهرة (5/ 185 - 5167)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: مجالد ضعيف".
ثِيَابُ الصُّوفِ، وَلَقَدْ صَلَّى فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ سَبْعُونَ نَبِيًّا
(1)
.
4213 -
حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الشَّهِيدُ، ثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الزَّهْرَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ، ثَنَا مَعْبَدُ بْن خَالِدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَانَ فِيمَا خَلَا مِنْ إِخْوَانِي مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ثَمَانِيَةُ آلَافِ
(2)
نَبِيٍّ، ثُمَّ كَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، ثُمَّ كُنْتُ أَنَا بَعْدَهُ"
(3)
.
4214 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْن إِسْحَاقَ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ]
(4)
عِكْرِمَةَ، [وَ]
(5)
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
(1)
إتحاف المهرة (8/ 86 - 8974)، ورواه البيهقي (5/ 177) عن المصنف إملاءًا.
(2)
في (ز)، و (و):"ألف"، وفي (ص):"ثمانمائة ألف".
(3)
إتحاف المهرة (2/ 383 - 1950)، ثم قال:"قلت: يزيد ضعيف"، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: سنده واه"، نقول: ومعبد بن خالد ترجم له ابن حبان فقط، في الثقات (7/ 494)، واستنكر ابن عدي حديثه هذا على محمد بن ثابت العبدي (7/ 309) فقال:"لم يحدث به بهذا الإسناد غير محمد بن ثابت"، ويحتمل أن يكون هو معبد بن خالد بن أنس الأنصاري الذي ذكره المزي تمييزا ويروي عن جده أنس، وعنه عاصم بن سعيد المزني.
(4)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من الإتحاف، وكذا رواه ابن أبي حاتم (1/ 155) والطبري في تفسيرهما (2/ 175)، وانظر سيرة ابن هشام (1/ 538)، فمحمد بن أبي محمد هو: الأنصاري مولى زيد بن ثابت، من رجال التهذيب، لم يرو عنه غير محمد بن إسحاق، ووثقه ابن حبان.
(5)
في جميع النسخ: "عن"!، والمثبت من الإتحاف، وفي تفسير الطبري وابن أبي حاتم:"أو".
قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَالْيَهُودُ تَقُولُ: إِنَّمَا هَذِهِ الدُّنْيَا سَبْعَةُ آلَافِ
(1)
سَنَةٍ
(2)
.
4215 -
فحدثنا أَبُو حَفْصٍ
(3)
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى
(4)
، ثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ
(5)
، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"كَانَ عُمْرُ آدَمَ أَلْفَ سَنَةٍ". قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَبَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ أَلْفُ سَنَةٍ، وَبَيْنَ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ أَلْفُ سَنَةٍ، وَبَيْنَ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى
(6)
سَبْعُمِائَةِ سَنَةٍ، وَبَيْنَ مُوسَى وَعِيسَى خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ، وَبَيْنَ عِيسَى وَمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم سِتُمِائَةِ سَنَةٍ
(7)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: قَدْ قَدَّمْتُ الرِّوَايَةَ الصَّحِيحَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِيسَى نَبِيٌّ.
وَقَدْ رُويَتْ أَخْبَارٌ فِي خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ وَابْنَتِهِ الَّتِي دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَوْلُهُ:"ابْنَةُ أَخِي نَبِيٍّ ضَيَّعَهُ قَوْمُهُ":
4216 -
أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْن إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُلْدِيُّ،
(1)
في (ز) و (و): "ألف".
(2)
إتحاف المهرة (7/ 164 - 7537).
(3)
في (و) و (ص): "أبو الحسن"، وأشارا في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"أبو حفص".
(4)
هو: محمد بن أحمد بن موسى بن زيرك، أبو حفص التميمي البخاري.
(5)
في (و) و (ص): "الشامي".
(6)
في (و) و (ص): "وبين موسى".
(7)
إتحاف المهرة (8/ 147 - 9098).
قَالَا: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا مُعَلَّى
(1)
بْنُ مَهْدِيٍّ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَبْسٍ يُقَالُ لَهُ: خَالِدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ لِقَوْمِهِ: إِنِّي أُطْفِئُ عَنْكُمْ نَارَ الْحَدَثَانِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ - رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ -: وَاللهِ مَا قُلْتَ لَنَا يَا خَالِدُ قَطُّ إِلَّا حَقًّا، فَمَا شَأْنُكَ وَشَأَنُ نَارِ الْحَدَثَانِ، تَزْعُمُ أَنَّكَ تطْفِئُهَا؟ قَالَ: فَانْطلَقَ وَانْطَلَقَ مَعَا عُمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ فِي ثَلَاثِينَ مِنْ قَومِهِ، حَتَّى أَتَوْهَا وَهِيَ تَخْرُجُ مِنْ شَقِّ جَبَلٍ مِنْ حَرَّةٍ يُقَالُ لَهَا: حَرَّةُ أَشْجَعَ، فَخَطَّ لَهُمْ خَالِدٌ خِطَّةً فَأَجْلَسَهُمْ فِيهَا، فَقَالَ: إِنْ أَبْطَأْتُ عَلَيْكُمْ، فَلَا تَدْعُونِي بِاسْمِي، فَخَرَجَتْ كَأَنَّهَا خَيْلٌ شُقُرٌ، يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا، قَالَ: فَاسْتَقْبَلَهَا خَالِدٌ، فَضَرَبَهَا بِعَصَاهُ وَهُوَ يَقُولُ: بَدَا بَدَا بَدَا، كُلُّ هَذَا زَعَمَ ابْنُ رَاعِيَةِ الْمِعْزَى أَنِّي لَا أَخْرُجُ مِنْهَا وَثيَابِي تَنْدَى، حَتَّى دَخَلَ مَعَهَا الشِّقَّ، قَالَ: فَأَبْطَأَ عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَقَالَ عُمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ: وَاللهِ لَوْ كَانَ صَاحِبُكُمْ حَيًّا لَقَدْ خَرَجَ إِلَيْكُمْ بَعْدُ، قَالَ: فَقَالُوا: إِنَّهُ قَدْ نَهَانَا أَنْ نَدْعُوهُ بِاسْمِهِ، قَالُوا: ادْعُوهُ بِاسْمِهِ، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، وَقَدْ
(2)
أَخَذَ
(3)
بِرَأْسِهِ، فَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَدْعُونِيَ بِاسْمِي، قَدْ وَاللهِ قَتَلْتُمُونِي، فَادْفِنُونِي، فَإِذَا مَرَّتْ بِكُمُ الْحُمُرُ فِيهَا
(4)
حِمَارٌ أَبْتَرُ فَانْتَبِشُونِي، فَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونِي حَيًّا، قَالَ: فَدَفَنُوهُ، فَمَرَّتْ بِهِمُ الْحُمُرُ فِيهَا حِمَارٌ أَبْتَرُ، فَقُلْنَا: انْبُشُوهُ، فَإِنَّهُ أَمَرَنَا أَنْ نَنْبُشَهُ، قَالَ عُمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ: لَا تَحَدَّثُ مُضَرُ أَنَّا نَنْبُشُ مَوْتَانَا، وَاللهِ لَا تَنْبِشُوهُ أَبَدًا، قَالَ: وَقَدْ كَانَ أَخْبَرَهُمْ أَنَّ فِي عُكَنِ
(1)
في (ص): "يعلى"، وكذا أشار في حاشية (و) إلى أنها في نسخة أخرى:"يعلى".
(2)
قوله: "وقد" ساقط من (و) و (ص).
(3)
قوله: "أخذ" ساقط من النسخ الخطية كلها، وفي (و) بياض، والمثبت من التلخيص.
(4)
في (و) و (ص): "وفيها".
امْرَأَتِهِ لَوْحَيْنِ، فَإِذَا أَشْكَلَ عَلَيْكُمْ أَمْرٌ فَانْظُروا فِيهِمَا، فَإِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ مَا تَسْأَلُونَ عَنْهُ، وَقَالَ: لَا يَمَسُّهَا
(1)
حَائِضٌ، قَالَ: فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى امْرَأَتِهِ سَأَلُوهَا عَنْهُمَا، فَأَخْرَجَتْهُمَا وَهِيَ حَائِضٌ، قَالَ: فَذُهِبَ بِمَا كَانَ فِيهِمَا
(2)
مِنْ عِلْمٍ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو يُونُسَ: قَالَ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ: سُئِلَ عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"ذَاكَ نَبِيٌّ أَضَاعَهُ قَوْمُهُ". وَقَالَ
(3)
أَبُو يُونُسَ: قَالَ سِمَاكُ بْن حَرْبٍ: إِنَّ ابْنَ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ أَتَى النَّبِيَّ
(4)
صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"مَرْحَبًا بابْنِ أَخِي"
(5)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(6)
.
فَإِنَّ أَبَا يُونُسَ هَذَا
(7)
الَّذِي رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ هُوَ حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، وَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِهِ، وَاحْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِجَمِيعِ مَا يَصِحُّ عَنْ عِكْرِمَةَ.
فَأَمَّا مَوْتُ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ هَكَذَا
(8)
فَمُخْتَلَفٌ فِيهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْأَصْبَغِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ نَصْرٍ
(9)
، وَأَبَا عثْمَانَ سَعِيدَ بْنَ نَصْرٍ
(10)
، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بْنَ
(1)
في التلخيص: "لا يمسهما".
(2)
في (و) و (ص): "فيها".
(3)
في (و) و (ص): "قال: وقال".
(4)
في (و): "للنبي".
(5)
إتحاف المهرة (7/ 589 - 8534).
(6)
قوله: "ولم يخرجاه" ساقط من (ز) ر (و) و (ص)، والمثبت من (م)، ومعلى بن مهدي الموصلي قال فيه أبو حاتم الرازي:"يحدث أحيانا بالحديث المنكر".
(7)
في (ز) و (م): "هو".
(8)
في (و) و (ص): "هذا".
(9)
كذا في النسخ كلها، وكذا في الإصابة (3/ 364) في ترجمة خالد بن سنان نقلا عن المصنف، لكن المصنف يروي عن عبد العزيز بن عبد الملك بن نصر وهو المكنى بأبي الأصبغ كما في تلخيص تاريخ نيسابور (ص 94)، وتاريخ دمشق (36/ 312)، فصواب العبارة هكذا:"سمعت أبا الأصبغ بن عبد الملك"، والله أعلم.
(10)
ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور كما في تلخيصه (ص 88)، وله ترجمة في بغية الملتمس =
صَالِحٍ الْمَعَافِرِيَّ
(1)
- الْأَنْدَلُسِيُّونَ وَجَمَاعَتُهُمْ عِنْدِي ثِقَاتٌ - يَذْكُرُونَ أَنَّ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقَيْرَوَانِ بَحْرٌ، فِي وَسَطِهَا جَبَلٌ عَظِيمٌ لَا يَصْعَدُهُ أَحَدٌ، وَأَنَّ طَرِيقَهَا فِي الْبَحْرِ عَلَى الْجَبَلِ، وَأَنَّهُمْ رَأَوْا
(2)
فِي أَعْلَى الْجَبَلِ فِي غَارٍ هُنَاكَ رَجُلًا عَلَيْهِ صُوفٌ أَبْيَضُ، مُخْتَبِئًا فِي صُوفٍ أَبْيَضَ، وَرَأْسُهُ عَلَى يَدَيْهِ، كَأَنَّهُ نَائِمٌ، لَمْ يَتَغَيَّرْ مِنْهُ شَيْءٌ، وَأَنَّ جَمَاعَةَ أَهْلِ
(3)
النَّاحِيَةِ يَشْهَدُونَ أَنَّهُ خَالِدُ بْنُ سِنَانٍ
(4)
، وَاللهُ أَعْلَمُ.
* * *
= لأبي جعفر الضبي (ص 313)، وسير أعلام النبلاء (17/ 80).
(1)
في (ص)، وكذا أشار في حاشية (و) إلى أنها في نسخة أخرى:"الغفاري"!، وهو: محمد بن صالح بن محمد بن سعد، أبو عبد الله المعافري الأندلسي، قرطبي استوطن بخارى ومات بها، ذكره ابن الفرضي في تاريخ علماء الأندلس (2/ 91)، والذهبي في تاريخ الإسلام (8/ 458).
(2)
في (و): "زلوا"، وفي (ص):"لزلوا".
(3)
في (و) و (ص): "من أهل".
(4)
قال الحافظ في الإصابة: "قلت: وشهادة أهل تلك الناحية بذلك مردودة؛ فأين بلاد بني عبس من جبال المغرب".
بسم الله الرحمن الرحيم
ذِكْرُ أَخْبَارِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْمُصْطَفَى، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الطَّاهِرِينَ مِنْ وَقْتِ وِلَادَتِهِ إِلَى وَقْتِ وَفَاتِهِ، مَا يَصِحُّ مِنْهَا عَلَى مَا وَسَمْنَا فِي الْكِتَابِ، لَا عَلَى مَا أَجْرَيْنَا عَلَيْهِ أَخْبَارَ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَهُ، إِذْ لَمْ نَجِدِ السَّبِيلَ إِلَيْهَا إِلَّا عَلَى الشَّرْطِ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ.
4217 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنَا عَنْ نَفْسِكَ، فَقَالَ: "دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبُشْرَى عِيسَى، وَرَأَتْ أُمِّي حِينَ حَمَلَتْ
(1)
أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ بُصْرَى
(2)
، وَبُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ"
(3)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: خَالِدُ بْن مَعْدَانَ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ، صَحِبَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ
(4)
،
(1)
في التلخيص: "حملت بي".
(2)
في (و): "بصر"، وكتب فوقها:"كذا".
(3)
إتحاف المهرة (16/ 412 - 20930).
(4)
قال ابن أبي حاتم عن أبيه في المراسيل (ص 52): "خالد بن معدان عن معاذ بن جبل، مرسل؛ لم يسمع منه، وربما كان بينهما اثنان"، وروى البخاري في التاريخ الكبير =
فَمَنْ
(1)
بَعْدَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ، فَإِذَا أَسْنَدَ حَدِيثًا عَنِ الصَّحَابَةِ فَإِنَّهُ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَإِنْ لَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4218 -
أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْن مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ
(2)
، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْيَمَانِ: حَدَّثَكَ أَبُو بَكْرِ بْن أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ
(3)
، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنِّي عِنْدَ اللهِ
(4)
فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ في طِينَتِهِ، وَسَأُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِ ذَلِكَ: دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبِشَارَةُ عِيسَى قَوْمَهُ، وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(6)
، شَاهِدٌ لِلْحَدِيثِ الْأَوَّلِ.
= (3/ 176) عن عبدة بنت خالد: "أن خالد بن معدان أدرك سبعين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم"، والله أعلم.
(1)
في (و) و (ص): "ومن".
(2)
في (و) و (ص): "العنبري".
(3)
هو: الكلبي الشامي.
(4)
في (ز) والتلخيص: "عبد الله".
(5)
إتحاف المهرة (11/ 144 - 13819).
(6)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: أبو بكر ضعيف"، وقال البيهقي في دلائل النبوة (1/ 83) بعد أن رواه عن المصنف به:"قصر أبو بكر بن أبي مريم بإسناده؛ فلم يذكر فيه عبد الأعلى بن هلال، وقصر بمتنه؛ فجعل الرؤيا بخروج النور منها وحده"، وقد تقدم في التفسير (3606) من حديث معاوية بن صالح عن سعيد بن سويد به على الصواب، فراجعه.
4219 -
أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا هَاشِمُ بْنُ مَرْثَدٍ
(1)
الطَّبَرَانِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ
(2)
، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ
(3)
، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: قَدِمْنَا الْيَمَنَ فِي رِحْلَةِ الشِّتَاءِ، فَنَزَلْتُ عَلَى حَبْرٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الزَّبُورِ
(4)
: يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى بَدَنِكَ مَا لَمْ يَكُنْ عَوْرَةً؟ قَالَ: فَفَتَحَ إِحْدَى مَنْخَرَيَّ، فَنَظَرَ فِيهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي الْأُخْرَى، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ فِيَ إِحْدَى يَدَيْكَ مُلْكًا وَفِي الْأُخْرَى نُبُوَّةً، وَأَرَى ذَلِكَ فِي بَنِي زُهْرَةَ، فَكَيْفَ ذَلِكَ؟ فَقُلْتُ: لَا أَدْرِي: قَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ شَاعَةٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: وَمَا الشَّاعَةُ؟ قَالَ: زَوْجَةٌ، قُلْتُ: أَمَّا الْيَوْمَ فَلَا، قَالَ: إِذَا قَدِمْتَ فتَزَوَّجْ فِيهِنَّ
(5)
، فَرَجَعَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إِلَى مَكَّةَ، فَتَزَوَّجَ هَالَةَ بِنْتَ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، فَوَلَدَتْ حَمْزَةَ وَصَفِيَّةَ، وَتَزَوَّجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ، فَوَلَدَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ حِينَ تزَوَّجَ عَبْدُ اللهِ آمِنَةَ: فَلَجَ عَبْدُ اللهِ عَلَى أَبِيهِ
(6)
.
(1)
في (و) و (ص) و (م): "يزيد".
(2)
هو: عبد العزيز بن عمران بن عبر العزيز الأعرج، المعروف بابن أبي ثابت، متروك. من رجال التهذيب، يروي عن عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور المخرمي.
(3)
أبو عون بن أبي حازم مولى المسور قال فيه أبو زرعة الرازي: "مديني لا نعرفه"، قال أبو محمد بن أبي حاتم:"إذا لم يعرفه مثله فقد جعله مجهولا".
(4)
أشارا في حاشية (و) و (ص) إلى أنها في نسخة أخرى: "اليهود".
(5)
في التلخيص: "فيهم".
(6)
إتحاف المهرة (6/ 485 - 6864)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: يعقوب وشيخه ضعيفان".
4220 -
حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ
(1)
بْنُ جَعْفَرٍ الْفَارِسِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْن يَحْيَى الْكِنَانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي
(2)
، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ يَهُودِيٌّ قَدْ سَكَنَ مَكَّةَ يَتَّجِرُ بِهَا، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي مَجْلِسٍ مِنْ قُرَيْشٍ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، هَلْ وُلِدَ فِيكُمُ اللَّيْلَةَ مَوْلُودٌ؟ فَقَالَ الْقَوْمُ: وَاللهِ مَا نَعْلَمُهُ، قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، أَمَا إِذَا أَخْطَأَكُمْ فَلَا بَأْسَ، انْظُرُوا وَاحْفَظُوا مَا أَقُولُ لَكُمْ، وُلِدَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ نَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْأَخِيرَةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ عَلَامَةٌ فِيهَا شَعَرَاتٌ مُتَوَاتِرَاتٌ كَأَنَّهُنَّ عُرْفُ فَرَسٍ، لَا يَرْضَعُ لَيْلَتَيْنِ، وَذَلِكَ أَنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ أَدْخَلَ أُصْبُعَيْهِ
(3)
فِي فَمِهِ، فَمَنَعَهُ الرَّضَاعَ، فَتَصَدَّعَ الْقَوْمُ مِنْ مَجْلِسِهِمْ
(4)
، وَهُمْ مُتَعَجِّبُونَ مِنْ قَوْلِهِ وَحَدِيثِهِ، فَلَمَّا صَارُوا إِلَى مَنَازِلهِمْ أَخْبَرَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ أَهْلَهُ، فَقَالُوا: قَدْ وُلِدَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
(5)
غُلَامٌ سَمَّوْهُ مُحَمَّدًا، فَالْتَقَى الْقَوْمُ، فَقَالُوا: هَلْ سَمِعْتُمْ حَدِيثَ الْيَهُودِيِّ؟ وَهَلْ بَلَغَكُمْ مَوْلِدُ هَذَا الْغُلَامِ؟ فَانْطَلَقُوا حَتَّى جَاءُوا الْيَهُودِيَّ، فَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ، قَالَ: فَاذْهَبُوا مَعِي حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَخَرَجُوا بِهِ حَتَّى أَدْخَلُوهُ عَلَى آمِنَةَ، فَقَالَ:
(1)
في (و): "محمد بن عبد الله"، وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"أبو محمد عبد الله".
(2)
هو: يحيى بن علي بن عبد الحميد الكناني، ذكره البخاري، وقال أبو حاتم الرازي:"ادعى أنه سمع محمد بن إسحاق".
(3)
في (و) و (ص): "أصبعه".
(4)
في (و) و (ص): "مجالسهم".
(5)
في (و): "بن المطلب".
أَخْرِجِي إِلَيْنَا ابْنَكِ، فَأَخْرَجَتْهُ
(1)
، وَكَشَفُوا لَهُ عَنْ ظَهْرِهِ
(2)
، فَرَأَى تِلْكَ الشَّامَةَ، فَوَقَعَ الْيَهُودِيُّ مَغْشِيًا عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ، قَالُوا: وَيْلَكَ مَا لَكَ؟ قَالَ: ذَهَبَتْ وَاللهِ النُّبُوَّةُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَرُحْتُمْ بِهَا
(3)
يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَمَا وَاللهِ لَيَسْطُوَنَّ بِكُمْ سَطْوَةً يَخْرُجُ خَبَرُهَا مِنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
(4)
، وَكَانَ فِي النَّفَرِ يَوْمَئِذٍ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ الْيَهُودِيُّ مَا قَالَ: هِشَامٌ وَالْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَمُسَافِرُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو وَعُبَيْدَةُ بْن الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ شَابٌّ فَوْقَ الْمُحْتَلَمِ فِي نَفَرٍ مِنْ بَنِي مَنَافٍ، وَغَيْرُهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(6)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدْ تَوَاتَرَتِ الْأَخْبَارُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وُلِدَ مَخْتُونًا
(7)
مَسْرُورًا، وَوُلِدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الدَّارِ الَّتِي فِي
(8)
الزِّقَاقِ الْمَعْرُوفِ بِزِقَاقِ الْمُدَكَّكِ بِمَكَّةَ، وَقَدْ صَلَّيْتُ فِيهِ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي كَانَتْ بَعْدَ مُهَاجَرِ
(9)
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَدِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ثُمَّ فِي أَيْدِي وَلَدِهِ بَعْدَهُ، كَمَا:
(1)
في (ز): "فأخرجت".
(2)
في (و) و (ص): "في ظهره".
(3)
في (ز) و (م): "به"، وفي دلائل النبوة (1/ 108):"أفرحتم به".
(4)
في (و): "إلى المغرب".
(5)
إتحاف المهرة (17/ 333 - 22349).
(6)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: لا".
(7)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ما أعلم صحة ذلك، فكيف متواترا".
(8)
في (و) و (ص): "فيها".
(9)
في (و) و (ص): "مهاجرة".
4221 -
حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلَانِيُّ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ
(1)
، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ، أَخْبَرَهُ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَنْزِلُ فِي دَارِكَ بِمَكَّةَ؟ قَالَ:"وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مِنْ رِبَاعٍ أَوْ دُورٍ؟ ". وَكَانَ عَقِيلٌ وَرِثَ أَبَا طَالِبٍ، وَلَمْ يَرِثْهُ عَلِيٌّ وَلَا جَعْفَرٌ؛ لِأَنَّهُمَا كَانَا مُسْلِمَيْنِ
(2)
.
قَدْ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ هَذَا الْحَدِيثَ.
4222 -
أخبرنا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ بِبَغْدَادَ وَالْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ بِنَيْسَابُورَ، قَالَا: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَنَا سَعِيدٌ
(3)
، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ، قَالَ:"ذَاكَ الْيَوْمُ الَّذِي وَلِدْتُ فِيهِ، وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ"
(4)
.
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(5)
.
إِنَّمَا احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِحَدِيثِ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ:"صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ وَمَا قَبْلَهَا".
(1)
هو: ابن علي بن أبي طالب. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (1/ 307 - 177).
(3)
هو: ابن أبي عروبة. من رجال التهذيب.
(4)
إتحاف المهرة (4/ 146 - 4073).
(5)
قال ابن حجر في الإتحاف: "وقد غفل الحاكم حيث أخرجه، فإن مسلما أخرجه ضمن الحديث الطويل"(3/ 167).
4223 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وُلِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفِيلِ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4224 -
حدثناه أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَحْمَسِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وُلِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفِيلِ
(2)
.
تَفَرَّدَ حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ
(3)
بِهَذِهِ اللَّفْظَةِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ.
4225 -
حدثنا أَبُو الْحَسَنِ
(4)
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّويَهْ الرَّئِيسُ بِمَرْوَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(5)
النَّيْسَابُورِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مِهْرَانَ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وُلِدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ
(6)
.
(1)
إتحاف المهرة (7/ 165 - 7539).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 165 - 7539).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: وهو واه".
(4)
في (و) و (ص): "أبو الحسين".
(5)
في (و): "جعفر بن إسحاق"، وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"جعفر بن محمد"، وفي (ص):"جعفر بن محمد" وقال "ظ إسحاق" يعني أظنه ابن إسحاق، والمثبت هو الصواب، وهو: جعفر بن محمد بن الحارث، أبو الفضل النيسابوري.
(6)
إتحاف المهرة (19/ 417 - 25129).
4226 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ محَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفِيلِ كُنَّا لِدَيْنِ
(1)
.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ عُكَاظٍ ابْنَ عِشْرِينَ سَنَةً
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4227 -
حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ
(3)
- لَفْظًا - ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(4)
، عَنْ كِنْدِيرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَجَجْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ
(5)
وَهُوَ يَرْتَجِزُ، وَيَقُولُ:
رَبِّ رُدَّ إِلَيَّ رَاكِبِي مُحَمَّدًا
…
يَا رَبِّ رُدَّهُ إِلَيَّ وَاصْطَنِعْ عِنْدِي يَدَا
فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ بَعَثَ بِابْنِ ابْنِهِ مُحَمَّدٍ فِي طَلَبِ إِبِلٍ لَهُ، وَلَمْ يَبْعَثْهُ فِي حَاجَةٍ، إِلَّا أَنْجَحَ فِيهَا، وَقَدْ أَبْطَأَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ مُحَمَّدٌ وَالْإِبِلُ فَاعْتَنَقَهُ، وَقَالَ: يَا بُنَيَّ، لَقَدْ جَزِعْتُ عَلَيْكَ جَزَعًا لَمْ
(1)
قال السندي: "بكسر اللام، واللدان بكسر اللام هما اللذان ولدا معا"، وانظر حاشية مسند الإمام أحمد (29/ 422).
(2)
إتحاف المهرة (12/ 740 - 16365).
(3)
هو: محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة التاجر الجمال.
(4)
يعني: مولى بني هاشم. من رجال التهذيب، لم يرو عنه غير داود بن أبي هند.
(5)
في (و) و (ص): "يطوف حول البيت"، وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"بالبيت".
أَجْزَعْهُ عَلَى شَيْءٍ قَطُّ، وَاللهِ لَا أَبْعَثُكَ فِي حَاجَةٍ أَبَدًا، وَلَا تُفَارِقُنِي بَعْدَ هَذَا أَبَدًا
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ مِنْ أَسَامِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مُحَمَّدٍ، وَأَحْمَدَ، وَالْحَاشِرِ، وَالْعَاقِبِ، وَالْمَاحِي.
4228 -
فحدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَاتِمٍ الْمُزَكِّي بِمَرْوَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ حَاتِمٍ
(2)
، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ
(3)
، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: سَمَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ أَسْمَاءَ، فَمِنْهَا مَا حَفِظْنَا، وَمِنْهَا مَا نَسِينَا، قَالَ:"أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْمُقَفَّى، وَالْحَاشِرُ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ وَالْمَلْحَمَةِ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(5)
.
4229 -
أخبرني أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَحْمَسِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
(1)
إتحاف المهرة (5/ 534 - 5894)، ولم يخرج مسلم للعباس بن عبد الرحمن الهاشمي، ولا لكندير بن سعيد بن حيدة أو حيوة القشيري.
(2)
كذا في النسخ الخطية كلها والإتحاف، وهو خطأ، والصواب:"عبد العزيز بن حاتم"، فهو الذي يروي عنه: محمد بن أحمد بن محمد بن حاتم أبو بكر ابن أبي نصر الداربردي، كما في سائر أسانيد المصنف، وهو: عبد العزيز بن حاتم بن داود أبو عمر المعدل.
(3)
هو: ابن عبد الله بن مسعود. من رجال التهذيب.
(4)
إتحاف المهرة (10/ 121 - 12392).
(5)
بل أخرجه مسلم (7/ 90) من حديث الأعمش عن عمرو، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود به وفيه "ونبي الرحمة" بدلا من:"والملحمة".
حُمَيْدٍ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْمُقَفَّى، وَالْحَاشِرُ، وَالْخَاتَمُ، وَالْعَاقِبُ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4230 -
حدثنا الْأُسْتَاذُ أَبُو الوَلِيدِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ
(2)
، قَالَا: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ، اللهُ يُعْطِي وَأَنَا أَقْسِمُ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4231 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ شَرِيكٍ وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، قَالَا: ثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ وَعُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا وُلِدَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا إِبْرَاهِيمَ
(4)
.
4232 -
حدثني بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ
(1)
إتحاف المهرة (4/ 25 - 3907)، واتفق البخاري (4/ 185) و (6/ 151) ومسلم على حديث الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه مرفوعا وفيه: إن لي خمسة أسماء أنا محمد وأحمد والماحي والحاشر والعاقب.
(2)
يعني: أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه، وأبا بكر محمد بن عبد الله بن قريش الريونجي الوراق.
(3)
إتحاف المهرة (15/ 348 - 19446).
(4)
إتحاف المهرة (2/ 323 - 1799).
مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي أَبِي
(1)
، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:"مَنْ أَنَا؟ "، قُلْنَا: رَسُولُ اللهِ، قَالَ:"نَعَمْ، وَلَكِنْ مَنْ أَنَا؟ "، قُلْنَا: أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، قَالَ:"أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4233 -
حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي رَبِيبَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبُ، وَقُلْتُ لَهَا: أَخْبِرِينِي عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ كَانَ؟ مِنْ مُضَرَ كَانَ؟ قَالَتْ: فَمِمَّنْ كَانَ إِلَّا مِنْ مُضَرَ مِنْ وَلَدِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ
(4)
.
(1)
كذا في النسخ والتلخيص والإتحاف: "حدثني أبي" مكررة، والقاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقير يروي عن أبيه ويعني بالأب جده عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، قاله أبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل (7/ 119)، وقد روى حديثه هذا الطبراني في الأوسط (5/ 202) عن العباس بن محمد المؤدب عن عبيد بن إسحاق عن القاسم قال: حدثني أبي عبد الله بن محمد بن عقيل، قال وكنت أدعوا جدي أبي، فذكره مطولا، وقال الطبراني عقبه:"لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر إلا القاسم بن عبد الله، تفرد به عبيد بن إسحاق".
(2)
إتحاف المهرة (3/ 216 - 2866).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: لا والله، القاسم متروك تالف، وعبيد ضعفه غير واحد ومشاه أبو حاتم"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: بل فيه ثلاثة من الضعفاء".
(4)
إتحاف المهرة (16/ 970 - 31469).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(1)
.
4234 -
أخبرني إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَكِّي وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى
(2)
، ثَنَا صَدَقَةُ بْنُ سَابِقٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ ذَكَرَ وِلَادَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: تُوُفِّيَ أَبُوهُ وَأُمُّهُ حُبْلَى بِهِ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4235 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخُوَارِزْمِيُّ - بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ - ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم زَارَ قَبْرَ أُمِّهِ فِي أَلْفِ مُقَنَّعٍ، فَمَا رُئِيَ أَكْثَرُ بَاكِيًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
إِنَّمَا أَخْرَجَ مُسْلِمٌ وَحْدَهُ حَدِيثَ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ
(5)
، عَنْ
(1)
بل أخرجه البخاري في المناقب (4/ 178) عن قيس بن حفص، وموسى بن إسماعيل عن عبد الواحد قال: حدثنا كليب، به، وقال الحافظ في فتح الباري (6/ 528):"ورواه عفان عن عبد الواحد فقال عن عاصم بن كليب - أخرجه الإسماعيلي - وهو خطأ من عفان".
(2)
هو: محمد بن عبد الرحيم بن أبي زهير القرشي صاعقة. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (12/ 741 - 16366).
(4)
إتحاف المهرة (2/ 548 - 2229).
(5)
في (و): "يزيد".
أَبِيهِ: اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي الِاسْتِغْفَارِ [لِأُمِّي]
(1)
فَلَمْ يَأْذَنْ لِي.
4236 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ
(2)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: لَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، وَكَانَ يُعْرَفُ ذَاكَ مِنْهُ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
وَقَدْ أَخْرَجَا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَلَمْ يُخَرِّجَا هَذِهِ اللَّفْظَةَ
(4)
.
4237 -
أخبرني أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَحْمَسِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالطَّوِيلِ، وَلَا بِالْقَصِيرِ، شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، ضَخْمُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، مُشْرَبٌ حُمْرَةً، ضَخْمُ الْكَرَادِيسِ، طَوِيلُ الْمَسْرُبَةِ، إِذَا مَشَى
(1)
في النسخ الخطية كلها: "لأبي" مصحف يعلم من السياق، وقد تقدم مطولا في الجنائز (1405)، ورواه مسلم في الجنائز (3/ 65) وفي الصيد (6/ 82) وفي الأشربة (6/ 98) من حديث أبي سنان ضرار بن مرة عن محارب بن دثار بدون ذكر قصة أمه صلى الله عليه وسلم وفيه الإذن في زيارة القبور، وانظر لزاما ما مر في كتاب الجنائز.
(2)
هو: ابن خالد.
(3)
إتحاف المهرة (13/ 44 - 16411).
(4)
بل أخرجه البخاري في المناقب (4/ 189) عن يحيى بن بكير به بمثله، وأخرجه مطولا في المغازي (6/ 3)، وكذا مسلم (8/ 105).
تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا كَأَنَّمَا يَمْشِي يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ، لَمْ أَرْ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ الْأَلْفَاظِ.
4238 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ قَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، ثَنَا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَشْكَلَ الْعَيْنَيْنِ، ضَلِيعَ الْفَمِ. قُلْتُ: مَا أَشْكَلُ الْعَيْنَيْنِ؟ قَالَ: بَادَامْ جِسْم
(2)
.
(3)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(4)
.
4239 -
أخبرني أَبُو سَعِيدٍ الْأَحْمَسِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، ثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَضْحَكُ إِلَّا تَبَسُّمًا، وَكَانَ فِي سَاقِهِ حُمُوشَةٌ، وَكُنْتُ إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ، قُلْت: أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ
(5)
، وَلَيْسَ بِأَكْحَلَ
(6)
.
(1)
إتحاف المهرة (11/ 636 - 14777).
(2)
في (م): "باأدم جسم"، وفي (و) و (ص):"بادام الجسم"، وفي دلائل النبوة للبيهقي عن المصنف (1/ 211):"با أدم جشم"، وعند الطبراني في الكبير من طريق عبدان (2/ 219):"باذام جشم"، قال البيهقي:"وهذا التفسير من جهة سماك"، نقول: نظنه فارسيا، ورواه محمد بن جعفر عن شعبة به وفيه: قلت: ما أشكل العين؟ قال: "طويل شق العين"، أخرجه مسلم، وقال القاضي عياض في إكمال المعلم (7/ 306، 307): تفسير سماك الشكلة في العين بما ذكر وهم عند جميعهم، وصوابه ما تقدم لغيره من الشارحين أنها حمرة تخالط بياض العين" وقال أبو عبيد: الشهلة حمرة في سواد العين والشكلة حمرة في بياضها وهو محمود.
(3)
إتحاف المهرة (3/ 89 - 2575).
(4)
بل أخرجه مسلم (7/ 84).
(5)
في (م): "العين".
(6)
إتحاف المهرة (3/ 82 - 2560).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(1)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4240 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغُ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامِ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
4241 -
أخبرني أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْكَشِّيُّ، ثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَزْرَةَ بْنِ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ
(4)
الْيَشْكُرِيُّ
(5)
، عَنْ أَبِي زَيْدِ
(6)
قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَبَا زَيْدٍ، ادْن فَامْسَحْ ظَهْرِي". قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَمَسَحْتُ ظَهْرَهُ، وَوَضَعْتُ أَصَابِعِي عَلَى الْخَاتَمِ، فَغَمَزْتُهَا، فَقِيلَ لَهُ: مَا الْخَاتَمُ؟ قَالَ: شَعْرٌ مُجْتَمِعٌ عِنْدَ كَتِفِهِ
(7)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4242 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِي فِي آخَرِينَ، قَالُوا: ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا مَالِكُ بْنُ
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: حجاج لين الحديث" يعني حجاج بن أرطاة النخعي.
(2)
إتحاف المهرة (3/ 90 - 2576).
(3)
بل أخرجه مسلم في الفضائل (7/ 86).
(4)
في (و) و (ص): "علياء بن أحمد" وفي التلخيص: "علياء".
(5)
في (ص): "التستري"، وكذا أشار في (و) في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"التستري".
(6)
هو: عمرو بن أخطب بن رفاعة. من رجال التهذيب.
(7)
إتحاف المهرة (12/ 440 - 15903).
أَنَسٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَدَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَاصِيَتَهُ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ فَرَّقَ بَعْدُ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(2)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4243 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْن عَيَّاشٍ
(3)
، ثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ السُّلَمِيِّ: رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَكَانَ شَيْخًا؟ قَالَ: كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(5)
.
4244 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ
(6)
بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ الرَّقِّيُّ، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَيَّاشٍ الرَّقِّيُّ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ: قَدِمَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْمَدِينَةَ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَالِي، فَبَعَثَ إِلَيْهِ عُمَرُ، وَقَالَ لِلرَّسُولِ: سَلْهُ هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَإِنِّي رَأَيْتُ
(1)
إتحاف المهرة (2/ 311 - 1778).
(2)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: تفرد حماد بن خالد بوصله"، ثم هو في الصحيحين من حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس مطولا؛ البخاري (4/ 189) و (5/ 70) و (7/ 162)، ومسلم (7/ 82).
(3)
في (و) و (ص): "عباس"، وهي غير منقوطة في (ز).
(4)
إتحاف المهرة (6/ 536 - 6950).
(5)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ذا من ثلاثيات البخاري"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: بل أخرجه البخاري، وهو أحد ثلاثياته"، في المناقب (4/ 186) عن عصام بن خالد.
(6)
في (و): "أبو بكر بن أحمد".
شَعْرًا مِنْ شَعْرِهِ قَدْ لُوِّنَ، فَقَالَ أَنَسٌ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ قَدْ مُتِّعَ بِالسَّوَادِ، وَلَوْ عَدَدْتُ مَا أَقْبَلَ عَلَيَّ مِنْ شَيْبِهِ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ، مَا كُنْتُ أَزِيدُهُنَّ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ شَيْبَةً، وَإِنَّمَا هَذَا الَّذِي لُوِّنَ مِنَ الطِّيبِ الَّذِي كَانَ يُطَيِّبُ شَعْرَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4245 -
أخبرني أَبُو سَعِيدٍ الْأَحْمَسِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثَنَا حَمَّادُ بْن سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: مَا كَانَ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا شَعَرَاتٌ [بِيضٌ]
(2)
فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ إِذَا ادَّهَنَ وَارَاهُنَّ الدُّهْنُ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(4)
.
4246 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّيَّارِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَاتِمٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ
(5)
بْنِ شَقِيقٍ، أَنَا أَبُو حَمْزَةَ
(6)
، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ، وَلَهُ شَعْرٌ قَدْ عَلَاهُ الشَّيْبُ، وَشَيْبُهُ أَحْمَرُ مَخْضُوبٌ بِالْحِنَّاءِ
(7)
.
(1)
إتحاف المهرة (2/ 94 - 1292).
(2)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من التلخيص والإتحاف.
(3)
إتحاف المهرة (3/ 98 - 2585).
(4)
بل أخرجه مسلم في الفضائل (7/ 85، 86) من حديث شعبة وإسرائيل عن سماك به بنحوه.
(5)
أشارا في (و) و (ص) إلى أنها في نسخة: "الحسين".
(6)
هو: محمد بن ميمون المروزي، أبو حمزة السكري. من رجال التهذيب.
(7)
إتحاف المهرة (14/ 259 - 17727).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4247 -
حدثني مُحَمَّدُ بْن صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: هَلْ شَابَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: مَا شَانَهُ اللهُ بِبَيْضَاءَ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ مَحْفُوظٌ عَنْ هِشَامٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4248 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، أَنَا
(2)
أَبُو مُسْلِمٍ
(3)
، أَنَّ حَجَّاجَ بْنَ مِنْهَالٍ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ: قِيلَ لِأَنَسٍ: مَا كَانَ شَيْبُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مَا شَانَهُ اللهُ بِالشَّيْبِ، مَا كَانَ فِي رَأْسِهِ إِلَّا تِسْعَ عَشْرَةَ
(4)
أَوْ ثَمَانِ عَشْرَةَ
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ إِنَّمَا اشْتُهِرَتْ بِعَائِشَةَ رضي الله عنها، وَهِيَ مِنْ قَوْلِ أَنَسٍ غَرِيبَةٌ جِدًّا
(6)
.
(1)
إتحاف المهرة (17/ 374 - 22437).
(2)
في (و) و (ص): "ثنا".
(3)
هو: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي.
(4)
في التلخيص: "سبع عشرة".
(5)
إتحاف المهرة (1/ 470 - 480).
(6)
بل حديث أنس أخرجه مسلم في الفضائل (7/ 84، 85) من حديث خليد بن جعفر عن أبي إياس معاوية بن قرة عن أنس بنحوه، وله عنده متابعات، أما حديث عائشة فلم أر من تابع محمد بن عبد الله بن كناسة عليه، وهو مع توثيق يحيى ابن معين وابن المديني وأبو داود والعجلي وابن حبان له فقد قال فيه أبو حاتم الرازي: صاحب أخبار يكتب حديثه ولا يحتج به.!
4249 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا أَيُّوبُ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا عَائِشَةُ كِسَاءً مُلَبَّدًا، وَإِزَارًا غَلِيظًا، فَقَالَتْ: قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَيْنِ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(2)
.
4250 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ السُّكَّرِيُّ
(3)
، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَرَسٌ يُدْعَى الْمُرْتَجِزَ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يخَرِّجَاهُ.
4251 -
حدثناه أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْمُقْرِئُ بِالْكُوفَةِ
(5)
، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ غَنَّامٍ،
(1)
إتحاف المهرة (17/ 596 - 22867).
(2)
بل أخرجه البخاري في فرض الخمس (4/ 83) واللباس (7/ 147)، ومسلم (6/ 145).
(3)
هو: الحسن بن الحسين بن عبد الله بن عبد الرحمن بن العلاء بن أبي صفرة بن المهلب أبو سعيد السكري النحوي، وهو كثيرا ما يرد مقلوبا كما هاهنا.
(4)
إتحاف المهرة (7/ 134 - 7468)، وسليمان بن داود الشاذكوني مع حفظه، ضعيف.
(5)
قد رجح الشيخ مقبل رحمه الله أنه: أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي المقرئ، غير أن هذا عادة ما يروي عنه الحاكم في بغداد حيث يقول:"أخبرني أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي المقرئ ببغداد"، ولم نجد له رواية عن عبد الله بن غنام غير هذه.
ويحتمل أن يكون: أحمد بن محمد بن السري بن يحيى أبو بكر بن أبي دارم، فهو مكثر عن عبد الله بن غنام، غير أنه لم يوصف قط بالمقرئ. =
ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجُعْفِيُّ
(1)
، ثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيِّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ: الْمُرْتَجِزُ، وَنَاقَتُهُ الْقَصْوَى، وَبَغْلَتُهُ دُلْدُلٌ
(2)
، وَحِمَارُهُ عُفَيْرٌ، وَدِرْعُهُ الْفَضُولُ، وَسَيْفُهُ ذُو الْفَقَارِ
(3)
.
4252 -
حدثنا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ
(4)
، قَالَا: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ [ثَنَا] مُحَمَّدُ
(5)
بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ:"وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ"
(6)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَشَاهِدُهُ حَدِيثُ الْأَوْزَاعِيِّ الَّذِي:
4253 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَاشِمٍ الْبَعْلَبَكِّيُّ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
= ويحتمل أن يكون ثالثا ولا ندري من هو، والله أعلم.
(1)
هو: إبراهيم بن إسحاق أبو إسحاق الصيني الكوفي، قال الدارقطني: متروك الحديث.
(2)
في (و) و (ص): "ذلول".
(3)
إتحاف المهرة (11/ 660 - 14827)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: حبان ضعفوه".
(4)
في (و): "العنبري"، وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"العنزي".
(5)
في النسخ الخطية كلها: "عثمان بن سعيد الدارمي ومحمد"، والمثبت من الإتحاف، ومن دلائل النبوة للبيهقي (2/ 129) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(6)
إتحاف المهرة (13/ 482 - 17037).
أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَتَى وَجَبَتْ لَكَ النُّبُوَّةُ؟ قَالَ: "بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ وَنَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ"
(1)
.
4254 -
أخبرني عَبْدُ اللهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ الْعَدْلُ، ثَنَا الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ
(2)
، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لا تَسُبُّوا وَرَقَةَ؛ فَإِنِّي رَأَيْتُ لَهُ جَنَّةً، أَوْ جَنَّتَيْنِ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَالْغَرَضُ فِي إِخْرَاجِهِ:
4255 -
ما حدثنيه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ - وَكَانَ وَاعِيَةً - قَالَ: قَالَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، فِيمَا كَانَتْ خَدِيجَةُ ذَكَرَتْ لَهُ مِنْ أُمُورِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
يَا لِلرِّجَالِ وَصَرْفِ الدَّهْرِ وَالْقَدَرِ
…
وَمَا لِشَيْءٍ قَضَاهُ اللهُ مِنْ غِيَرٍ
حَتَّى خَدِيجَةُ تَدْعُونِي لِأُخْبِرَهَا
…
وَمَا لَهَا بِخَفِيِّ الْغَيْبِ مِنْ خَبَرِ
(1)
إتحاف المهرة (16/ 214 - 20677).
(2)
هو: عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (17/ 303 - 22286)، وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة ورقة (63/ 24):"رواه أحمد بن أبي الحواري عن أبي معاوية، وعبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة، فلم يذكر أبيه عن عائشة، ولم يذكر عبد الرحمن عروة".
جَاءَتْ لِتَسْأَلَنِي عَنْهُ
(1)
لِأُخْبِرَهَا
…
أَمْرًا أُرَاهُ سَيَأْتِي النَّاسَ مِنْ أُخَرِ
فَخَبَّرَتْنِي بِأَمْرٍ قَدْ سَمِعْتُ بِهِ
…
فِيمَا مَضَى مِنْ قَدِيمِ الدَّهْرِ وَالْعُصُرِ
بِأَنَّ أَحْمَدَ يَأْتِيهِ فَيُخْبِرُهُ
…
جِبْرِيلُ أَنَّكَ مَبْعُوثٌ إِلَى الْبَشَرِ
فَقُلْتُ عَلَّ الَّذِي تُرْجِينَ يُنْجِزُهُ
…
لَكِ الْإِلَهُ فَرَجِّي
(2)
الْخَيْرَ وَانْتَظِرِي
وَأَرْسِلِيهِ إِلَيْنَا كَيْ نُسَائِلَهُ
…
عَنْ أَمْرِهِ مَا يَرَى فِي النَّوْمِ وَالسَّهَرِ
فَقَالَ حِينَ أَتَانَا مَنْطِقًا
(3)
عَجَبًا
…
يَقِفُّ أَعَالِي الْجِلْدِ وَالشَّعْرِ
إِنِّي رَأَيْتُ أَمِينَ اللهَ وَاجَهَنِي
…
فِي صُورَةٍ أُكْمِلَتْ
(4)
مِنْ أَهْيَبِ الصُّوَرِ
ثُمَّ اسْتَمَرَّ
(5)
وَكَادَ
(6)
الْخَوْفُ يُذْعِرُنِي
…
مِمَّا يُسَلِّمُ مِنْ حَوْلِي مِنَ الشَّجَرِ
فَقُلْتُ ظَنِّي وَمَا تَدْرِي
(7)
أَيَصْدُقُنِي
…
أَنْ سَوْفَ يُبْعَثُ يَتْلُو مُنْزَلَ السُّوَرِ
وَسَوْفَ أُبْلِيكَ
(8)
إِنْ أَعْلَنْتَ دَعْوَتَهُمْ
…
مِنَ الْجِهَادِ بِلَا مَنٍّ وَلَا كَدَرِ
(9)
4256 -
أخبرني إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ الزُّهْرِيُّ، ثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ مُوسَى،
(1)
في (و) و (ص): "عمته"، وكتب فوقها في (ص):"ن عنه"، أي في نسخة: عنه.
(2)
في (و) و (ص): "فارج".
(3)
في التلخيص: "المصطفى".
(4)
في (و): "أحملت" وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة: "أكملت".
(5)
في (و): "استقر" وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة: "استمر".
(6)
في (و) و (ص): "فكاد"، وفي التلخيص:"فكان".
(7)
في (م): "يدري"، وفي التلخيص:"أدري".
(8)
في التلخيص: "آتيك".
(9)
إتحاف المهرة (13/ 680 - 17302).
عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ
(1)
، عَنْ قَبَاثِ بْنِ أَشْيَمَ الْكِنَانِيِّ، ثُمَّ اللَّيْثِيِّ قَالَ: تُنُبِّئَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم علَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ مِنَ الْفِيلِ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
إِنَّمَا أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ حَدِيثَ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: بُعِثَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ.
وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ حَدِيثِ قَبَاثِ بْنِ أَشْيَمَ اخْتِيَارُ سَيِّدِ التَّابِعِينَ هَذَا الْقَوْلَ، كَمَا:
4257 -
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثَنَا يَحْيَى بْن سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ
(4)
.
4258 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ
(5)
، عَنْ هِشَامٍ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَدِيجَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا أَبْطَأَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْوَحْيُ جَزَعَ مِنْ ذَلِكَ جَزَعًا شَدِيدًا، فَقُلْتُ: مِمَّا رَأَيْتُ مِنْ جَزَعِهِ: لَقَدْ قَلَاكَ رَبُّكَ لِمَا يَرَى مِنْ جَزَعِكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ:{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}
(6)
.
(7)
(1)
هو: عبد الرحمن بن معاوية الزرقي. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (12/ 687 - 16301).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: عبد العزيز واه".
(4)
إتحاف المهرة (19/ 23 - 24336).
(5)
في التلخيص: "ابن إسحاق".
(6)
(الضحى: آية 3).
(7)
إتحاف المهرة (16/ 923 - 21410).
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ لِإِرْسَالٍ فِيهِ
(1)
.
4259 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِجِبْرِيلَ:"مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزُورَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا؟ ". فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} . إِلَى قَوْلِهِ: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}
(2)
.
(3)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(4)
.
4260 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ، ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَسَّانَ
(5)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فُصِلَ الْقُرْآنُ مِنَ الذِّكْرِ، فَوُضِعَ فِي بَيْتِ الْعِزَّةِ فِي السَّمَاءِ
(6)
الدُّنْيَا، فَجَعَلَ جِبْرِيلُ عليه السلام يُنَزِّلُهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُرَتِّلُهُ تَرْتِيلًا. قَالَ سُفْيَانُ: خَمْسُ آيَاتٍ وَنَحْوُهَا
(7)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4261 -
حدثنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّحْوِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ
(1)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: لأن عروة ولد بعد موت خديجة بدهر طويل".
(2)
(مريم: آية 64).
(3)
إتحاف المهرة (7/ 200 - 7629).
(4)
بل أخرجه البخاري في التفسير (6/ 94) والتوحيد (9/ 135).
(5)
هو: حسان بن أبي الأشرس المنذر. من رجال التهذيب.
(6)
في (و) و (ص): "سماء"، وأشار في حاشية (و) إلى أنها في نسخة أخرى:"السماء".
(7)
إتحاف المهرة (7/ 127 - 7454)، وانظر حديث رقم (2915).
أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، ثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ، يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نُؤَلِّفُ الْقُرْآنَ مِنَ الرِّقَاعِ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يخَرِّجَاهُ.
وَفِيهِ الدَّلِيلُ الْوَاضِحُ أَنَّ الْقُرْآنَ إِنَّمَا جُمِعَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
4262 -
أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ الْغِفَارِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ
(2)
، ثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذَا نَزَلَ جِبْرِيلُ عليه السلام، فَقَالَ
(3)
: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ عَلِمَ أَنَّهَا سُورَةٌ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(5)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4263 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُحَارِبِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ وَأَنَا فِي بِيَاعَةٍ لِي، فَمَرَّ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ،
(1)
إتحاف المهرة (4/ 636 - 4806).
(2)
هو: ابن ذبيان الأودي. من رجال التهذيب.
(3)
في (ز)"فيقال" خطأ.
(4)
إتحاف المهرة (7/ 74 - 7365).
(5)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: لا"، وقال ابن الملقن في مختصر استدرك الذهبي (2/ 1073):"قال جامعه: سببه أن فيه المثنى ابن الصباح".
قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ تُفْلِحُوا"، وَرَجُلٌ يَتْبَعُهُ يَرْمِيهِ بِالْحِجَارَةِ قَدْ أَدْمَى كَعْبَيْهِ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تُطِيعُوا هَذَا
(1)
؛ فَإِنَّهُ كَذَّابٌ. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: هَذَا غُلَامٌ
(2)
مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَمَّا أَظْهَرَ اللهُ الْإِسْلَامَ خَرَجْنَا مِنَ الرَّبَذَةِ، وَمَعَنَا ظَعِينَةٌ لَنَا حَتَّى نَزَلْنَا قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ، فَبَيْنَا نَحْنُ قُعُودٌ
(3)
إِذْ أَتَانَا رَجُلٌ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ الْقَوْمُ؟ فَقُلْنَا: مِنَ الرَّبَذَةِ، وَمَعَنَا جَمَلٌ أَحْمَرُ، فَقَالَ: تَبِيعُونَنِي الْجَمَلَ؟ فَقُلْنَا: نَعَمْ، فَقَالَ: بِكَمْ؟ فَقُلْنَا: بِكَذَا وَكَذَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، قَالَ: أَخَذْتُهُ، وَمَا اسْتَقْصَى، فَأَخَذَ بِخِطَامِ الْجَمَلِ، فَذَهَبَ بِهِ حَتَّى تَوَارَى فِي حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ بَعْضنَا لِبَعْضٍ: تَعْرِفُونَ الرَّجُلَ؟ فَلَمْ يَكُنْ مِنَّا أَحَدٌ يَعْرِفُهُ، فَلَامَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَقَالُوا: تُعْطُونَ جَمَلَكُمْ مَنْ لَا تَعْرِفُونَ؟ فَقَالَتِ الظَّعِينَةُ: فَلَا تَلَاوَمُوا، فَلَقَدْ رَأَيْنَا وَجْهَ رَجُلٍ لَا يَغْدِرُ بِكُمْ، مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَشْبَهَ بِالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ مِنْ وَجْهِهِ، فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ أتَانَا رَجُلٌ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، أَأَنْتُمُ الَّذِينَ جِئْتُمْ مِنَ الرَّبَذَةِ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللهِ إِلَيْكُمْ، وَهُوَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ هَذَا التَّمْرِ حَتَّى تَشْبَعُوا، وَتَكْتَالُوا حَتَّى تَسْتَوْفُوا. فَأَكَلْنَا مِنَ التَّمْرِ حَتَّى شَبِعْنَا، وَاكْتَلْنَا حَتَّى اسْتَوْفَيْنَا، ثُمَّ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ مِنَ الْغَدِ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:"يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ: أُمَّكَ، وَأَباكَ، وَأُخْتَكَ، وَأَخَاكَ، وَأَدْنَاكَ أَدْنَاكَ". وَثَمَّ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا
(1)
في التلخيص: "لا تطيعوه".
(2)
في (و) و (ص): "هو غلام".
(3)
في (ز): "قعودا".
رَسُولَ اللهِ، هَؤُلَاءِ بَنُو ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعَ الَّذِينَ قَتَلُوا فُلَانًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَخُذْ لَنَا بِثَأْرِنَا. فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، فَقَالَ:"لا تَجْنِي أُمٌّ عَلَى وَلَدٍ، لَا تَجْنِي أُمٌّ عَلَى وَلَدٍ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ كَبِيرٌ
(2)
صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4264 -
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ بِالْمَوْقِفِ، فَيَقُولُ:"هَلْ مِنْ رَجُلٍ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ؛ فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي". قَالَ: فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَمْدَانَ، فَقَالَ: أَنَا. فَقَالَ: "وَهَلْ عِنْدَ قَوْمِكَ مَنَعَةٌ؟ ". وَسَأَلَهُ: مِنْ أَيْنَ هُوَ؟ فَقَالَ: مِنْ هَمْدَانَ، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ الْهَمْدَانِيَّ خَشِيَ أَنْ يَخْفِرَهُ
(3)
قَوْمُهُ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: ايْتِهِمْ فَأَخْبِرْهُمْ، ثُمَّ أَلْقَاكَ مِنْ عَامٍ قَابِلٍ؟ قَالَ:"نَعَمْ"، وَانْطَلَقَ، فَجَاءَ وَفْدُ الْأَنْصَارِ فِي رَجَبٍ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
آخِرُ كِتَابِ الْمَبْعَثِ.
(1)
إتحاف المهرة (6/ 344 - 6612)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: روى ابن أبي شيبة بعضه، وابن ماجه بعضه".
(2)
قوله: "كبير" غير موجود في (و) و (ص) و (م).
(3)
في (و): "تخفره".
(4)
إتحاف المهرة (3/ 128 - 2658).
حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ إِمْلَاءً فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِمِائَةٍ:
كِتَابُ الْمَسْرَى
وَفِيهِ أَخْبَارٌ بِزِيَادِاتٍ صَحِيحَةِ الأَسَانِيدِ، فَلَمْ أُخَرِّجْهَا.
إِذِ الْأَصْلُ فِي الْمِعْرَاجِ قَدْ خَرَّجَاهُ بِأَسَانِيدَ كَثِيرَةٍ.
وَمِنْ كتَابِ آيَاتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي هِيَ دَلَائِلُ النُّبُوَّةِ.
4265 -
أخبرني إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الأَخْلَاقِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4266 -
أخبرني أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِي، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ
(2)
بْنِ هِشَامٍ، أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ حَكِيمِ بْنِ أَفْلَحَ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها فَسَأَلَهَا، فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْبِئِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،
(1)
إتحاف المهرة (14/ 591 - 18282).
(2)
في (ص) و (و): "سعيد"، وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"سعد".
قَالَتْ: أَلَيْسَ
(1)
تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَتْ: فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنُ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
4267 -
حدثنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ابْنِ السَّمَّاكِ بِبَغْدَادَ، ثَنَا حَامِدُ بْنُ سَهْلٍ الثُّغْرِيُّ، ثَنَا عَارِمُ
(4)
بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ وَمَعْمَرٍ وَالنُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُسْلِمًا مِنْ لَعْنَةٍ تُذْكَرُ، وَلَا ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا أَنْ يَضْرِبَ بِهَا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قَطُّ فَمَنَعَهُ، إِلَّا أَنْ يُسْأَلَ مَأْثَمًا، فَإِنْ كَانَ مَأْثَمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، وَلَا انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ مِنْ شَيْءٍ قَطُّ يُؤْتَى إِلَيْهِ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرُمَاتُ اللهِ فَيَكُونَ لِلَّهِ يَنْتَقِمُ، وَلَا خُيِّرَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطُّ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا، وَكَانَ إِذَا أَحْدَثَ الْعَهْدَ بِجِبْرِيلَ عليه السلام
(5)
يُدَارِسُهُ كَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ
(6)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
وَمِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ غَرِيبٌ جِدًّا، فَقَدْ رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ حَمَّادٍ، وَلَمْ يَذْكُرُوا أَيُّوبَ، وَعَارِمٌ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
4268 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ،
(1)
في التلخيص: "ألست".
(2)
إتحاف المهرة (16/ 1087 - 21672).
(3)
بل أخرجه مسلم (2/ 168) مطولا، وقد تقدم برقم (3882).
(4)
في (و) و (م): "غارم"، وفي (ص):"حازم"!، وهو أبو النعمان محمد بن الفضل.
(5)
قوله: " عليه السلام" سقطت من (ز) و (م).
(6)
إتحاف المهرة (17/ 208 - 22133).
ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمْرٍو
(1)
، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكْتُوبٌ فِي الْإِنْجِيلِ: لَا فَظٌّ وَلَا غَلِيظٌ وَلَا سَخَّابٌ بِالْأَسْوَاقِ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ مِثْلَهَا، بَلْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4269 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَدَمِيُّ الْقَارِئُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ
(3)
، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مَالِكٍ الْخُزَاعِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ عَقِيلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ الذِّكْرَ، وَيَقِلُّ اللَّغْوَ، وَيُطِيلُ الصَّلَاةَ، وَيُقَصِّرُ الْخُطْبَةَ، وَلَا يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْعَبْدِ وَالْأَرْمَلَةِ حَتَّى يَفْرُغَ لَهُمْ مِنْ حَاجَتِهِمْ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4270 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن مَهْدِيٍّ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِى عُتْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ الذِّكْرَ، وَيَقِلُّ اللَّغْوَ، وَيُطِيلُ الصَّلَاةَ، وَيُقَصِّرُ الْخُطْبَةَ، وَلَا يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْعَبْدِ وَالْأَرْمَلَةِ حَتَّى يَفْرُغَ لَهُمْ مِنْ حَاجَتِهِمْ
(5)
.
(1)
في التلخيص: "يونس بن معمر" خطأ، وهو: ابن أبي إسحاق السبيعي.
(2)
إتحاف المهرة (17/ 434 - 22577).
(3)
في (و) و (ص): "الزورقي".
(4)
إتحاف المهرة (6/ 510 - 6898).
(5)
إتحاف المهرة (5/ 272 - 5391).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
قَالَ الْحَاكِمُ: قَدْ
(1)
قَدَّمْتُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ الصَّحِيحَةَ فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ مِنْ أَخْلَاقِ سَيِّدِنَا الْمُصْطَفَى لِقَوْلِ اللهِ عز وجل: {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}
(2)
. وَقَوْلِهِ عز وجل: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}
(3)
(4)
. فَاسْمَعِ الْآنَ الْآيَاتِ الصَّحِيحَةَ بَعْدَهَا.
4271 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ - إِمْلَاءً - ثَنَا هَارُونُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ، ثَنَا جَنْدَلُ بْنُ وَالِقٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَوْسٍ الْأَنْصَارِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَوْحَى اللهُ إِلَى عِيسَى عليه السلام: يَا عِيسَى، آمِنْ بِمُحَمَّدٍ، وَمُرْ مَنْ أَدْرَكَهُ مِنْ أُمَّتِكَ أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ، فَلَوْلَا مُحَمَّدٌ مَا خَلَقْتُ آدَمَ، وَلَوْلَا مُحَمَّدٌ مَا خَلَقْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَلَقَدْ خَلَقْتُ الْعَرْشَ عَلَى الْمَاءِ فَاضْطَرَبَ، فَكَتَبْتُ عَلَيْهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ [مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ]
(5)
، فَسَكَنَ
(6)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(7)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
قوله: "قد" غير موجود في (و) و (ص).
(2)
(الدخان: آية 32).
(3)
(الأنعام: آية 124).
(4)
(القلم: آية 1 إلى 4).
(5)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من التلخيص، وكتب ناسخي (و) و (ص) في الحاشية:"ظ: محمد رسول الله" أي أظن.
(6)
إتحاف المهرة (7/ 226 - 7700).
(7)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: أظنه موضوعا على سعيد"، وقال في كتابه =
4272 -
حدثنا أَبُو سَعِيدٍ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْعَدْلُ، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، ثَنَا أَبُو الْحَارِثِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ الْفِهْرِيُّ
(1)
، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْلَمَةَ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَمَّا اقْتَرَفَ آدَمُ الْخَطِيئَةَ، قَالَ: يَا رَبِّ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ لَمَا غَفَرْتَ لِي. فَقَالَ اللهُ: يَا آدَمُ، وَكَيْفَ عَرَفْتَ مُحَمَّدًا وَلَمْ أَخْلُقْهُ؟ قَالَ: يَا رَبِّ، لِأَنَّكَ لَمَّا خَلَقْتَنِي بِيَدِكَ، وَنَفَخْتَ فِيَّ مِنْ رُوحِكَ رَفَعْتُ رَأْسِي، فَرَأَيْتُ عَلَى قَوَائِمِ الْعَرْشِ مَكْتُوبًا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، فَعَلِمْتُ أَنَّكَ لَمْ تُضِفْ إِلَى اسْمِكَ إِلَّا أَحَبَّ الْخَلْقِ إِلَيْكَ. فَقَالَ اللهُ: صَدَقْتَ يَا آدَمُ، إِنَّهُ لَأَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَيَّ، [وَإِذْ سَأَلْتَنِي بِحَقِّهِ]
(2)
، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ، وَلَوْلَا مُحَمَّدٌ مَا خَلَقْتُكَ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(4)
.
= موضوعات في مستدرك الحاكم: "كلا والله ما تفوه به ابن أبي عروبة"، وقال في ميزان الإعتدال في ترجمة عمرو بن أوس:"يجهل حاله، أتى بخبر منكر أخرجه الحاكم في مستدركه وأظنه موضوعا".
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: رواه عبد الله بن مسلم الفهري ولا أدري من ذا"، وقال الحافظ في لسان الميزان:" لا أستبعد أن يكون هو الذي قبله، فإنه من طبقته" يعني: عبد الله بن مسلَّم بن رشيد أبا محمد الهاشمي النيسابوري المتهم بالوضع، ويروي عن مالك والليث.
(2)
في (ز) و (م): "إذ ما إلى حقه" وفي (و) و (ص): "إذ - بياض - حقه"، والمثبت من دلائل النبوة للبيهقي (5/ 488) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(3)
إتحاف المهرة (12/ 97 - 15163).
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل موضوع، وعبد الرحمن واه"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: أظنه موضوعا أيضًا"، وقال ابن حجر في =
وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ ذَكَرْتُهُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي هَذَا الْكِتَابِ.
4273 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ، أَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ إِلَى الشَّامِ، وَخَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَشْيَاخٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَلَمَّا أَشْرَفُوا عَلَى الرَّاهِبِ هَبَطُوا، فَحَلُّوا
(1)
رِحَالَهُمْ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ الرَّاهِبُ، وَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَمُرُّونَ بِهِ فَلَا يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ وَلَا يَلْتَفِتُ، قَالَ: وَهُمْ يَحِلُّونَ رِحَالَهُمْ، فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُهُمْ حَتَّى جَاءَ، فَأَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم، قَالَ: هَذَا سَيِّدُ الْعَالَمِينَ، هَذَا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، هَذَا يَبْعَثُهُ اللهُ رَحْمَةً للْعَالَمِينَ. فَقَالَ لَهُ أَشْيَاخٌ مِنْ قُرَيْشٍ: وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: إِنَّكُمْ حِينَ أَشْرَفْتُمْ مِنَ الْعَقَبَةِ لَمْ يَبْقَ شَجَرٌ، وَلَا حَجَرٌ، إِلَّا خَرَّ سَاجِدًا، وَلَا تَسْجُدُ إِلَّا لِنَبِيٍّ، وَإِنِّي أَعْرِفُهُ، خَاتَمُ النُّبُوَّةِ أَسْفَلَ مِنْ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ مِثْلُ التُّفَّاحَةِ، ثُمَّ رَجَعَ فَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا، ثُمَّ أتَاهُمْ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَعِيَّةِ الْإِبِلِ، قَالَ: أَرْسِلُوا إِلَيْهِ، فَأَقْبَلَ وَعَلَيْهِ غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ، قَالَ: انْظُرُوا إِلَيْهِ، غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْقَوْمِ
(3)
وَجَدَهُمْ قَدْ سَبَقُوهُ إِلَى فَيْءِ الشَّجَرَةِ، فَلَمَّا جَلَسَ مَالَ فَيْءُ الشَّجَرَةِ عَلَيْهِ، قَالَ: انْظُرُوا إِلَى فَيْءِ الشَّجَرَةِ مَالَ عَلَيْهِ، فَبَيْنَمَا
= الإتحاف: "قلت: عبد الرحمن متفق على تضعيفه"، وقال المصنف في المدخل إلى الصحيح (1/ 180):"روى عن أبيه أحاديث موضوعة لا تخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه".
(1)
في (و) و (ص): "وحلوا".
(2)
في (و) و (ص): "بيد النبي".
(3)
في (و) و (ص): "فلما قدم القوم".
هُوَ قَائِمٌ عَلَيْهِ وَهُوَ يُنَاشِدُهُمْ أَنْ لَا يَذْهَبُوا بِهِ إِلَى الرُّومِ، فَإِنَّ الرُّومَ إِنْ رَأَوْهُ عَرَفُوهُ بِالصِّفَةِ فَقَتَلُوهُ، فَالْتَفَتَ، فَإِذَا هُوَ بِسَبْعَةِ نَفَرٍ قَدْ أَقْبَلُوا مِنَ الرُّومِ فَاسْتَقْبَلَهُمْ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قَالُوا: جِئْنَا فَإِنَّ هَذَا النَّبِيَّ خَارِجٌ فِي هَذَا الشَّهْرِ، فَلَمْ يَبْقَ طَرِيقٌ إِلَّا قَدْ بُعِثَ نَاسٌ، وَإِنَّا بُعِثْنَا إِلَى طَرِيقِهِ هَذَا، فَقَالَ لَهُمُ الرَّاهِبُ: هَلْ خَلَّفْتُمْ خَلْفَكُمْ أَحَدًا هُوَ خَيْرٌ مِنْكُمْ؟ قَالُوا: لَا، قَالُوا
(1)
: إِنَّمَا أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ، بَعَثنَا طَرِيقُكَ
(2)
هَذَا، قَالَ: أَفَرَأَيْتُمْ أَمْرًا أَرَادَهُ اللهُ أَنْ يَقْضِيَهُ، هَلْ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ رَدَّهُ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَبَايِعُوهُ. فَبَايَعُوهُ، وَأَقَامُوا مَعَهُ، قَالَ: فَأَتَاهُمُ الرَّاهِبُ، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللهَ، أَيُّكُم وَلِيُّهُ؟ قَالُوا: أَبُو طَالِبٍ، فَلَمْ يَزَلْ يُنَاشِدُهُ حَتَّى رَدَّهُ، وَبَعَثَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ بِلَالًا، وَزَوَّدَهُ الرَّاهِبُ مِنَ الْكَعْكِ وَالزَّيْتِ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(4)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4274 -
حدثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ
(1)
قوله: "قالوا" غير موجود في (و) و (ص).
(2)
في (و) و (ص): "لطريقك".
(3)
إتحاف المهرة (10/ 109 - 12369).
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: أظنه موضوعا فبعضه باطل"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"وأنا أحسبه غير صحيح؛ فإن فيه ما يعلم بطلانه، وهو قوله: وبعث معه أبو بكر بلالا، وزوده من الكعك والزيت، فأبو بكر كان إذ ذاك أصغر من النبي صلى الله عليه وسلم وكان صبيا، وكان بلال لم يولد بعد"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: تفرد به قراد"، رواه الترمذي (6/ 215) وقال:"حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه"!.
سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ [مَعْدَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ]
(1)
عَمْرٍو السُّلَمِيُّ
(2)
، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ - أَوْ: مَا كَانَ
(3)
- أَوَّلُ شَأْنِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "كَانَتْ حَاضِنَتِي مِنْ بَنِي سَعْدٍ بْنِ بَكْرٍ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَابْنٌ لَهَا فِي بَهْمٍ لنَا، وَلَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا زَادًا، فَقُلْتُ: يَا أَخِي، اذْهَبْ فَأْتِنَا بِزَادٍ مِنْ عِنْدِ أُمِّنَا، فَانْطَلَقَ أَخِي، وَكُنْتُ عِنْدَ الْبَهْمِ، فَأَقْبَلَ طَيْرَانِ أَبْيَضَانِ كَأَنَّهُمَا نَسْرَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَهُوَ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَقْبَلَا يَبْتَدِرَانِي، فَأَخَذَانِي، فَبَطَحَانِي لِلْقَفَا، فَشَقَّا بَطْنِي، ثُمَّ اسْتَخْرَجَا قَلْبِي، فَشَقَّاهُ، فَأَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَتَيْنِ سَوْدَاوَيْنِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: حِصْهُ - يَعْنِي: حُطَّهُ - وَخَتَمَ عَلَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: اجْعَلْهُ فِي كِفَّةٍ، وَاجْعَلْ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِهِ فِي كِفَّةٍ، فَإِذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْأَلْفِ فَوْقِي، أُشْفِقُ أَنْ يَخِرُّوا عَلَيَّ، فَقَالَا: لَوْ أَنَّ أُمَّتَهُ وُزِنَتْ بِهِ لَمَالَ بِهِمْ، ثُمَّ انْطَلَقَا وَتَركَانِي، وَفَرِقْتُ فَرَقًا شَدِيدًا، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى أُمِّي، فَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي رَأَيْتُ، فَأَشْفَقَتْ أَنْ يَكُونَ قَدِ الْتُبِسَ بِي، فَقَالَتْ: أُعِيذُكَ بِاللهِ، فَرَحَّلَتْ بَعِيرًا لَهَا، فَجَعَلَتْنِي عَلَى الرَّحْلِ، وَرَكَبَتْ خَلْفِي حَتَّى بَلَغْنَا أُمِّي، فَقَالَتْ: أَدَّيْتُ أَمَانَتِي وَذِمَّتِي، وَحَدَّثَتْهَا بِالَّذِي لَقِيتُ، فَلَمْ يَرُعْهَا ذَلِكَ، قَالَتْ: إِنِّي رَأَيْتُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها والتلخيص، والمثبت من الإتحاف، ومن دلائل النبوة للبيهقي (2/ 7) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(2)
هو: عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وثقه ابن حبان، ولم يخرج له مسلم.
(3)
في التلخيص: "كيف كان".
(4)
إتحاف المهرة (10/ 675 - 13586).
4275 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَعْدَانِيُّ بِبُخَارَى، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَحْمُودٍ
(1)
، ثَنَا عَبْدَانُ بْنُ سَيَّارِ
(2)
، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَرْقِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ الْبَلَوِيُّ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَإِذَا رَجُلٌ فِي الْوَادِي يَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ الْمَرْحُومَةِ الْمَغْفُورَةِ، الْمُثَابِ لَهَا، قَالَ: فَأَشْرَفْتُ عَلَى الْوَادِي، فَإِذَا رَجُلٌ طُولُهُ أَكْثَرُ مِنْ ثَلَاثِمِائَةِ ذِرَاعٍ، فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ
(3)
خَادِمُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: أَيْنَ هُوَ؟ قُلْتُ: هُوَ ذَا يَسْمَعُ كَلَامَكَ. قَالَ: فَأْتِهِ، وَأَقْرِهِ السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: أَخُوكَ إِلْيَاسُ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُهُ، فَجَاءَ حَتَّى لَقِيَهُ، فَعَانَقَهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَعَدَا يَتَحَدَّثَانِ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي إِنَّمَا آكُلُ فِي سَنَةٍ يَوْمًا، وَهَذَا يَوْمُ فِطْرِي، قآكُلُ أَنَا وَأَنْتَ، فَنزَلَتْ عَلَيْهِمَا مَائِدَةٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَيْهَا خُبْزٌ وَحُوتٌ وَكَرَفْسٌ، فَأَكَلَا، وَطَعَّمَانِي، وَصَلَّيَا الْعَصْرَ، ثُمَّ وَدَّعَهُ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ مَرَّ عَلَى السَّحَابِ نَحْوَ السَّمَاءِ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(5)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
في (ص) و (و): "بن محمد"، وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"بن محمود"، وهو: أبو عبد الرحمن السعدي المروزي.
(2)
ترجم له الذهبي في الميزان بهذا الحديث وسماه: "عبدان بن يسار"، وتبعه الحافظ في لسان الميزان.
(3)
في (و) و (ص): "قلت: أنا أنس بن مالك".
(4)
إتحاف المهرة (2/ 345 - 1850).
(5)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل موضوع، قبح الله من وضعه، وما كنت أحسب ولا أجوز أن الجهل يبلغ بالحاكم إلى أن يصحح هذا، وإسناده حدثنا أحمد بن سعيد =
4276 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ
(1)
قَالَ: سَافَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا عَجَبًا، نَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَقَالَ:"انْطَلِقْ إِلَى هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ، فَقُلْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَكُمَا أَنْ تَجْتَمِعَا". فَانْطَلَقْتُ، فَقُلْتُ لَهُمَا ذَلِكَ، فَانْتُزِعَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِنْ أَصْلِهَا، فَمَرَّتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ إِلَى صَاحِبَتِهَا فَالْتَقَتَا
(2)
جَمِيعًا، فَقَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَاجَتَهُ مِنْ وَرَائِهِمَا، ثُمَّ قَالَ:"انْطَلِقْ، فَقُلْ لَهُمَا لِتَعُودَ كُلُ وَاحِدَةٍ إِلَى مَكَانِهَا". فَأَتَيْتُهُمَا، فَقُلْتُ ذَلِكَ لَهُمَا، فَعَادَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ إِلَى مَكَانِهَا وَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنِي هَذَا بِهِ لَمَمٌ مُنْذُ سَبْعِ سِنِينَ يَأْخُذُهُ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَدْنِهِ
(3)
"، فَأَدْنَتْهُ مِنْهُ، فَتَفَلَ فِي فِيهِ، وَقَالَ: "اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ، أَنَا رَسُولُ اللهِ"، ثُمَّ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا رَجَعْنَا فَأَعْلِمِينَا مَا صَنَعَ". فَلَمَّا
= المعداني ببخارى، حدثنا عبد الله بن محمود، ثنا عبدان بن سيار، ثنا أحمد بن عبد الله البرقي، ثنا يزيد البلوي، فإما هذا افتراه، وإما ابن سيار"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم: "قلت: بل هذا كذب، فقاتل الله من وضعه، وما كنت أظن أن الجهل يبلغ بأبي عبد الله إلى أن يصحح هذا"، وقال ابن حجر في الإتحاف: "قال الذهبي في تلخيص المستدرك: هذا حديث موضوع".
(1)
قال ابن حجر في الإتحاف: "كذا فيه، وأظنه عن ابن يعلى بن مرة عن أبيه، فيكون من مسند يعلى ولست أعرف لمرة صحبة"، نقول: رواه الإمام أحمد (29/ 105) وعلي بن محمد الطنافسي عند ابن ماجه (1/ 296) كلاهما عن وكيع عن الأعمش بمثل إسناد يونس بن بكير، وانظر الآحاد والمثاني (3/ 250) وترجمة مرة بن وهب بن جابر الثقفي والد يعلى في تهذيب الكمال (27/ 382)، وتهذيب التهذيب (10/ 89)، ورواية المنهال عن يعلى بن مرة مرسلة.
(2)
في التلخيص: "فالتقيا".
(3)
في (و): "أدنيه".
رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَقْبَلَتْهُ وَمَعَهَا كَبْشَانِ، وَأَقِطٌ، وَسَمْنٌ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"خُذْ هَذَا الْكَبْشَ فَاتَّخِذْ مِنْهُ مَا أَرَدْتَ". فَقَالَتْ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ مَا رَأَيْنَا بِهِ شَيْئًا مُنْذُ فَارَقْتَنَا، ثُمَّ أَتَاهُ بَعِيرٌ، فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَرَأَى عَيْنَاهُ تَدْمَعَانِ، فَبَعَثَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ:"مَا لِبَعِيرِكُمْ هَذَا يَشْكُوكُمْ؟ "، فَقَالُوا: كُنَّا نَعْمَلُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا كَبِرَ، وَذَهَبَ عَمَلُهُ تَوَاعَدْنَا عَلَيْهِ لِنَنْحَرَهُ غَدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لا تَنْحَرُوهُ، وَاجْعَلُوهُ فِي الْإِبِلِ يَكُونُ مَعَهَا"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
4277 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ
(2)
، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ قَصْعَةً كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ النَّاسُ يَأْكُلُونَ مِنْهَا، فَكُلَّمَا شَبِعَ قَوْمٌ جَلَسَ مَكَانَهُمْ أُناسٌ آخَرُونَ، قَالَ كَذَلِكَ إِلَى صَلَاةِ الْأُولَى
(3)
، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّهَا تُمَدُّ بِشَيْءٍ؟ فَقَالَ سَمُرَةُ: مَا كَانَتْ تُمَدُّ إِلَّا مِنَ السَّمَاءِ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4278 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى اللَّخْمِيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ
(1)
إتحاف المهرة (13/ 732 - 17358).
(2)
هو: محمد بن الفضل السدوسي عارم. من رجال التهذيب.
(3)
في (و) و (ص): "الصلاة الأولى"، وأشارا في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"صلاة الأولى".
(4)
إتحاف المهرة (6/ 23 - 6068).
عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ، فَأَصَابَ النَّاسَ مَخْمَصَةٌ، فَاسْتَأْذَنَ النَّاسُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَحْرِ بَعْضِ ظُهُورِهِمْ، وَقَالُوا: يُبَلِّغُنَا اللهُ بِهِمْ، فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ هَمَّ بِأَنْ يَأْذَنَ لَهُمْ فِي نَحْرِ بَعْضِ ظَهْرِهِمْ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ بِنَا إِذَا نَحْنُ لَقِينَا الْعَدُوَّ غَدًا جِيَاعًا رِجَالًا، وَلَكِنْ إِنْ رَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ تَدْعُوَ النَّاسَ بِبقَايَا أَزْوَادِهِمْ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَجِيئُونَ بِالْحَفْنَةِ مِنَ الطَّعَامِ، وَفَوْقَ ذَلِكَ، فَكَانَ أَعْلَاهُمْ مَنْ جَاءَ بِصَاعِ تَمْرٍ، فَجَمَعَهَا، ثُمَّ قَامَ، فَدَعَا بِمَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدْعُوَ، ثُمَّ دَعَا الْجَيْشَ بِأَوْعِيَتِهِمْ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يُجَيِّشُوا مَا بَقِيَ مِنَ الْجَيْشِ، فَمَا تَرَكُوا وِعَاءً إِلَّا مَلَأُوهُ، وَبَقِيَ مِثْلُهُ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، فَقَالَ:"أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ، لَا يَلْقَى اللهَ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ بِهَا إِلَّا حُجِبَ عَنِ النَّارِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4279 -
أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ الْغِفَارِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ سَفِينَةَ قَالَ: رَكِبْتُ الْبَحْرَ فِي سَفِينَةٍ فَانْكَسَرَتْ، فَرَكِبْتُ لَوْحًا مِنْهَا، فطَرَحَنِي فِي أَجَمَةٍ فِيهَا أَسَدٌ، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا بِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْحَارِثِ، أَنَا مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ، وَغَمَزَ بِمَنْكِبِهِ شِقِّي، فَمَا زَالَ يَغْمِزُنِي، وَيَهْدِينِي إِلَى الطَّرِيقِ حَتَّى وَضَعَنِي عَلَى الطَّرِيقِ، فَلَمَا وَضَعَنِي هَمْهَمَ، فَظَنَنْتُ
(1)
إتحاف المهرة (14/ 332 - 17788).
أَنَّهُ يُوَدِّعُنِي
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4280 -
حدثني أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسْلَمِيُّ الْفَارِسِيُّ - مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ - ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ دَرَسْتُويَهْ، ثَنَا الْيَمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الْمِصِّيصِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمِصْرِيُّ
(2)
، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ جَهْوَرِيٌّ بَدَوِيٌّ يَمَانِيٌّ عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ، فَأَنَاخَ بِبَابِ الْمَسْجِدِ، فَدَخَلَ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَعَدَ، فَلَمَّا قَضَى نَحْبَهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ النَّاقَةَ الَّتِي تَحْتَ الْأَعْرَابِيِّ سَرِقَةٌ. قَالَ:"أَثَمَّ بَيِّنَةٌ؟ ". قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: "يَا عَلِيُّ، خُذْ حَقَّ اللهِ مِنَ الْأَعْرَابِيِّ إِنْ قَامَتْ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةُ، وَإِنْ لَمْ تَقُمْ فَرُدَّهُ
(3)
إِلَيَّ". قَالَ: فَأَطْرَقَ الْأَعْرَابِيُّ سَاعَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "قُمْ
(4)
يَا أَعْرَابِيُّ لِأَمْرِ اللهِ وَإِلَّا فَادْلُ بِحُجَّتِكَ". فَقَالَتِ
(5)
النَّاقَةُ مِنْ خَلْفِ الْبَابِ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْكَرَامَةِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا مَا سَرَقَنِي، وَلَا مَلَكَنِي
(6)
أَحَدٌ سِوَاهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"يَا أَعْرَابِيُّ، بِالَّذِي أَنْطَقَهَا بِعُذْرِكَ، مَا الَّذِي قُلْتَ؟ ". قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ لَسْتَ بِرَبٍّ اسْتَحْدَثْنَاكَ، وَلَا مَعَكَ إِلَهٌ أَعَانَكَ عَلَى خَلْقِنَا،
(1)
إتحاف المهرة (5/ 546 - 5907).
(2)
في (ز) والإتحاف: "البصري".
(3)
في (و) و (ص): "فردوه".
(4)
في (ز): "فمر".
(5)
في (و) و (ص): "قالت".
(6)
في (و) و (ص): "ولا يملكني".
وَلَا مَعَكَ رَبٌّ فَنَشُكُّ فِي رُبُوبِيَّتِكَ، أَنْتَ رَبُّنَا كَمَا نَقُولُ، وَفَوْقَ مَا يَقُولُ الْقَائِلُونَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُبَرِّئَنِي بِبَرَاءَتِي، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْكَرَامَةِ يَا أَعْرَابِيُّ لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَلائِكَةَ يَبْتَدِرُونَ أَفْوَاهَ الْأَزِقَّةِ، يَكْتُبُونَ مَقَالَتَكَ، فَأَكْثِرِ الصَّلَاةَ عَلَيَّ"
(1)
.
رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمِصْرِيُّ هَذَا لَسْتُ أَعْرِفُهُ بِعَدَالَةٍ، وَلَا جَرْحٍ
(2)
.
4281 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَن سِمَاكٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ
(3)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: بِمَ أَعْرِفُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: "أَرَأَيْتَ إِنْ دَعَوْتُ هَذَا الْعِذْقَ مِنْ هَذِهِ النَّخْلَةِ، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ ". قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَدَعَا الْعِذْقَ، فَجَعَلَ الْعِذقُ يَنْزِلُ مِنَ النَّخْلَةِ حَتَّى سَقَطَ فِي
(1)
إتحاف المهرة (8/ 393 - 9623)، وقال الذهبي في التلخيص:"وهو كذب".
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: هو الذي اختلقه"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: هو الذي وضع هذا، لا نجاه الله"، وقال في الميزان:"ذكر حديثا باطلا بيقين، فلعله افتراه" وقال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: والراوي عنه يمان بن سعيد المصيصي، ضعفه الدارقطني، وذكره ابن حبان في: الثقات، فقال: ربما خالف. انتهى. وهذا السند مقلوب، فلعله كان عند المصيصي بسند [
…
]، وأخرجه الطبراني في: الدعوات - (3/ 1291) - من رواية سعيد بن موسى الأزدي الجهني، وهو متهم بالوضع، عن الثوري عن عمرو بن دينار عن نافع عن ابن عمر، نحو هذه القصة فلعل اليمان حمله عن سعيد، فانقلب والله أعلم"، وذكر في لسان الميزان أنه حديث ظاهر النكارة بإسناد الصحيح، وأنه بسعيد بن موسى الأزدي أشبه، ولعل سنده انقلب على اليمان.
(3)
هو: حصين بن جندب. من رجال التهذيب.
الْأَرْضِ، فَجَعَلَ يَنْقُزُ حَتَّى أتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: ثُمَّ قَالَ لَهُ: "ارْجِعْ"، فَرَجَعَ حَتَّى عَادَ إِلَى مَكَانِهِ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4282 -
حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْمَرُّوْذِيُّ
(2)
، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ
(3)
، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
(4)
، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ، فَخَرَجَ فِي بَعْضِ نَوَاحِيهَا، فَمَا اسْتَقْبَلَهُ شَجَرٌ، وَلَا جَبَلٌ إِلَّا قَالَ: عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا رَسُولَ اللهِ
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(6)
.
(1)
إتحاف المهرة (7/ 46 - 7298)، ثم قال:"وقال: صحيح على شرط مسلم. ثم تابعها محمد بن أبي عبيدة بن معمر، عن الأعمش، في: فوائد الجوهري، وقال عبد الواحد بن زباد: عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عباس".
(2)
في (و) و (ص) والإتحاف: "المروزي".
(3)
هو: الوليد بن عبد الله بن أبي ثور، ضعيف، يروي عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي.
(4)
وكذا في دلائل النبوة للبيهقي (2/ 153) عن المصنف به، ثم رواه البيهقي من طريق يونس بن بكير عن عنبسة بن الأزهر عن السدي فقال: عن عباد ولم يسم أباه، ورواه الترمذي (6/ 19) عن عباد بن يعقوب به فقال:"عباد بن أبي يزيد" به، وقال الترمذي:"هذا حديث غريب، وروى غير واحد عن الوليد بن أبي ثور، وقال: عن عباد بن أبي يزيد، منهم فروة بن أبي المغراء"، وقال الذهبي في عباد هذا: لا يدرى من هو، وقال الحافظ: مجهول.
(5)
إتحاف المهرة (11/ 465 - 14441).
(6)
قال ابن حجر في الإتحاف: "تابعه محمد بن بكار بن الريان، ثنا الوليد في: فوائد =
4283 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: مَرِضْتُ، فَأَتَى عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا أَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَجَلِي قَد حَضَرَ فَأَرِحْنِي، وَإِنْ كَانَ مُتَأَخِّرًا فَارْفَعْنِي، وَإِنْ كَانَ الْبَلَاءُ فَصَبِّرْنِي، فَقَالَ:"مَا قُلْتَ؟ ". فَأَعَدْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ اشْفِهِ، اللَّهُمَّ عَافِهِ". ثُمَّ قَالَ: "قمْ". فَقُمْتُ، فَمَا عَادَ لِي ذَلِكَ الْوَجَعُ بَعْدُ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4284 -
أخبرنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الدَّقَّاقُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، أَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، ثَنَا أَبُو كَثِيرٍ الْغُبَرِي
(2)
، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مُؤْمِنٌ وَلَا مُؤْمِنَةٌ، إِلَّا وَهُوَ يُحِبُّنِي، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ فَتَأْبَى، وَإِنِّي دَعَوْتُهَا ذَاتَ
= عبد العزيز الخرقي، ورواه زياد بن خيثمة عن السدي فقال: عن أبي عمارة الخيواني عن علي في: فوائد ابن المقرئ"، نقول: وكذا رواه الطبراني في الأوسط (5/ 322) من طريق شجاع بن الوليد السكوني عن زياد بن خيثمة به، وأبو عمارة الخيواني اسمه عبد خير بن يزيد الكوفي وهو ثقة، لكن ذكر الدارقطني في العلل (4/ 24) أنه اختلف فيه على السدي؛ فرواه الوليد بن أبي ثور وعنبسة بن الأزهر عن السدي عن عباد بن أبي يزيد، قال: "ورواه زياد بن خيثمة عن السدي عن أبي يزيد الخيواني عن علي". كذا قال: عن أبي يزيد الخيواني، فالله أعلم.
(1)
إتحاف المهرة (11/ 498 - 14507)، وعبد الله بن سلمة المرادي لم يخرج له الشيخان.
(2)
في (و) و (ص): "العنزي".
يَوْمٍ، فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَكْرَهُ، فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ، فَتَأْبَى عَلَيَّ، وَإِنِّي دَعَوْتُهَا، فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ فَادْعُ اللهَ يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَدَعَا لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَجَعْتُ إِلَى أُمِّي أُبَشِّرُهَا بِدَعْوَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كُنْتُ عَلَى الْبَابِ، إِذَا الْبَابُ مُغْلَقٌ، فَدَقَقْتُ الْبَابَ، فَسَمِعَتْ حِسِّي، فَلَبِسَتْ ثِيَابَهَا، وَجَعَلَتْ عَلَى رَأْسِهَا خِمَارَهَا، وَقَالَتْ: أَرْفِقْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَفَتَحَتْ لِيَ، فَلَمَّا دَخَلْتُ قَالَتْ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ، كَمَا كُنْتُ أَبْكِي مِنَ الْحُزْنِ، وَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَبْشِرْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَدِ اسْتَجَابَ اللهُ دَعَوْتَكَ، وَهَدَى اللهُ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَقُلْتُ: ادْعُ اللهَ أَنْ يُحَبِّبَنِيَ وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ، وَيُحَبِّبَهُمْ
(1)
إِلَيْنَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ، وَحَبِّبْهُمْ إِلَيْهِمَا". فَمَا عَلَى الْأَرْضِ مُؤْمِنٌ، وَلَا مُؤْمِنَةٌ إِلَّا وَهُوَ يُحِبُّنِي وَأُحِبُّهُ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
4285 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبُرُلُّسِيُّ
(4)
، ثَنَا ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ، ثَنَا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي
(1)
في (ز): "وحببهم".
(2)
إتحاف المهرة (16/ 257 - 20737).
(3)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت أخرجه مسلم"، في الفضائل (7/ 165).
(4)
في (و) و (ص): "البرنسي".
خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ
(1)
، عَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: كَانَ فُلَانٌ يَجْلِسُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ اخْتَلَجَ بِوَجْهِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"كُنْ كَذَلِكَ". فَلَمْ يَزَلْ يُخْتَلِجُ حَتَّى مَاتَ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الْإِسْنَادِ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4286 -
حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ
(4)
الزَّاهِدُ، ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بنِ الْأَشْعَثُ
(5)
الْكُوفِيُّ بِمِصْرَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ
(6)
بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي أَبِي إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَبِيهِ مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ
(7)
بْنِ أَبِي
(1)
كذا في النسخ الخطية والتلخيص والإتحاف ودلائل النبوة للبيهقي (6/ 239) عن المصنف، ورواه الطبراني في الكبير (3/ 240)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 712)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (57/ 270) كلهم من طريق ضرار به، فسموه: عبد الله المدني. ولم ندر من هو، ويغلب على الظن أن هذا تصحيف قديم، وأن صوابه: عبد الله البهي، وانظر مسند البزار (6/ 241)، والله أعلم.
(2)
إتحاف المهرة (10/ 595 - 13473).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ضرار واه"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: بل ضرار وعائذ ضعيفان"، نقول: وفيهما تشيع.
(4)
في (و) و (ص): "سلمة".
(5)
في (ز) و (م) و (ص): "محمد بن محمد الأشعث"، وقد ذكر ابن عدي أنه كتب عنه قريبا من ألف حديث بهذا الإسناد، عامتها أو كلها مناكير، وأنه لم يكن له فيها أصل؛ كان كتابه بخط طري وكاغد جديد، وقال الدارقطني:"آية من آيات الله!، ذلك الكتاب هو وَضَعهُ، أعني العلويات".
(6)
في (و) و (ص): "محمد بن إسماعيل".
(7)
في (و) و (ص): "عن جده علي بن الحسين بن علي عن علي"!.
طَالِبٍ، أَنَّ يَهُودِيًّا - كَانَ يُقَالُ لَهُ: جُرَيْجِرَةُ - كَانَ لَهُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَنَانِيرُ، فَتَقَاضَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ:"يَا يَهودِيُّ، مَا عِنْدِي مَا أُعْطِيكَ". قَالَ: فَإِنِّي لَا أُفَارِقُكَ يَا مُحَمَّدُ حَتَّى تُعْطِيَنِي، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"إِذًا أَجْلِسُ مَعَكَ". فَجَلَسَ مَعَهُ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ الظُّهْرَ، وَالْعَصْرَ، وَالْمَغْرِبَ، وَالْعِشَاءَ الْآخِرَةَ وَالْغَدَاةَ، وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ
(1)
اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَهَدَّدُونَهُ وَيَتَوَعَّدُونَهُ، فَفَطِنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"مَا الَّذِي تَصْنَعُونَ بِهِ؟ ". فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، يَهُودِيٌّ يَحْبِسُكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنَعَني رَبِّي أَنْ أَظْلِمَ مُعَاهَدًا وَلا غَيْرَهُ". فَلَمَّا تَرَحَّلَ النَّهَارُ، قَالَ الْيَهُودِيُّ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ محَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَشَطْرُ مَالِي في سَبِيلِ اللهِ، أَمَا وَاللهِ مَا فَعَلْتُ الَّذِي فَعَلْتُ بِكَ إِلَّا لِأَنْظُرَ إِلَى نَعْتِكَ في التَّوْرَاةِ: مُحَمَّدُ بْن عَبْدِ اللهِ، مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ، وَمُهَاجَرُهُ بِطَيْبَةَ، وَمُلْكُهُ بِالشَّامِ، لَيْسَ بِفَظٍّ، وَلَا غَلِيظٍ، وَلَا سَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَا مُتَزَيِّنٍ بِالْفُحْشِ، وَلَا قَوْلِ الْخَنَا، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، هَذَا مَالِي فَاحْكُمْ فِيهِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ، وَكَانَ الْيَهُودِيُّ كَثِيرَ الْمَالِ
(2)
.
* * *
(1)
في (و) و (ص): "أصحاب النبي".
(2)
إتحاف المهرة (11/ 347 - 14171)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: حديث منكر بمرة، وآفته من موسى أو ممن بعده"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: لعله من وضع موسى"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: ولم يتكلم عليه، وأبو علي بن الأشعث كذبه جماعة".
وَمِنْ كِتَابِ الْهِجْرَةِ الْأُولَى إِلَى الْحَبَشَةِ
تَوَاتَرَتِ الْأَخْبَارُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا مَاتَ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ لَقِيَ هُوَ وَالْمُسْلِمُونَ أَذًى مِنَ الْمُشْرِكِينَ بَعْدَ مَوْتِهِ، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ ابْتُلُوا وَسَطَتْ بِهِمْ عَشَائِرُهُمْ:"تَفَرَّقُوا"، وَأَشَارَ قِبَلَ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَكَانَتْ أَرْضًا دَفِيَّةً، تَرْحَلُ إِلَيْهَا قُرَيْشٌ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ، فَكَانَتْ أَوَّلَ هِجْرَةٍ فِي الْإِسْلَامِ، وَإِنَّمَا أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ بِالْخُرُوجِ إِلَى النَّجَاشِيِّ لِعَدْلِهِ.
4287 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثَنَا [عُقْبَةُ الْمُجَدَّرُ]
(1)
، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا زَالَتْ قُرَيْشٌ كَاعَّةً [عَنِّي]
(2)
حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(4)
.
(1)
في النسخ الخطية كلها، والإتحاف:"عقبة بن المجدر"، والمثبت من دلائل النبوة للبيهقي (2/ 349) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، ومن تاريخ يحيى بن معين رواية الدوري (3/ 43) أصل رواية المصنف، وهو: عقبة بن خالد بن عقبة السكوني المجدر.
(2)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من تاريخ الدوري ودلائل النبوة، والكاعة: جمع كاع، وهو الجبان. يقال: كع الرجل عن الشيء يكع كعا فهو كاع، إذا جبن عنه وأحجم، أراد أنهم كانوا يجبنون عن أذى النبي صلى الله عليه وسلم في حياة أبي طالب، فلما مات اجترأوا عليه، ويروى بتخفيف العين. قاله ابن الأثير (4/ 180).
(3)
إتحاف المهرة (17/ 375 - 22439).
(4)
قلت: ليس في تاريخ ابن معين: "عن عائشة"!، وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق =
4288 -
حدثنا أَبُو الْعَبَاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ اسْمُ النَّجَاشِيِّ [مَصْحَمَةَ]
(1)
، وَهُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ: عَطِيَّةُ، وَإِنَّمَا النَّجَاشِيُّ اسْمُ الْمَلِكِ، كَقَوْلِكَ: كِسْرَى، وَهِرَقْلُ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: هَذَا كِتَابٌ مِنَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إِلَى النَّجَاشِيِّ: "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا كِتَابُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ إِلَى النَّجَاشِيِّ الْأَصْحَمِ، عَظِيمِ الْحَبَشِ، سَلَامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى وَآمَنَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَشَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَدْعُوكَ بِدُعَاءِ اللهِ، فَإِنِّي أَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَسْلِمْ تَسْلَمْ، {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}
(2)
. الْآيَةَ. فَإِنْ أَبَيْتَ فَعَلَيْكَ إِثْمُ النَّصَارَى"
(3)
.
لَمْ يُتَابَعْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُرَشِيُّ عَلَى اسْمِ النَّجَاشِيِّ أَنَّهُ مَصْحَمَةُ، فَإِنَّ الْأَخْبَارَ الصَّحِيحَةَ الْمُخَرَّجَةَ فِي الْكِتَابَيْنِ الصَّحِيحَيْنِ بِالْأَلِفِ، وَالْكِتَابُ إِلَيْهِ فِي كِتَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
= (66/ 339) بعد إخراجه من طريق البيهقي عن الحاكم: "والمحفوظ مرسل" ثم رواه من طريق يحيى بن معين عن عقبة، ومن طريق يونس بن يزيد؛ عن هشام به مرسلا، فراجعه للفائدة.
(1)
في النسخ الخطية كلها: "مسحمة"، والمثبت من الإتحاف، ومن دلائل النبوة للبيهقي (2/ 310) عن المصنف، ومما يأتي في تعليق المصنف عليه.
(2)
(آل عمران: آية 64).
(3)
إتحاف المهرة (19/ 417 - 25130).
4289 -
حدثنا أَبُو الْحُسَيْنِ
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْقَنْطَرِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ القَرْنِيُّ
(2)
، ثَنَا حُدَيْجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى النَّجَاشِيِّ وَنَحْنُ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِينَ رَجُلًا. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، كَمَا أَخْرَجْتُهُ فِي التَّفْسِيرِ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(4)
.
فَلْيَعْلَمْ طَالِبُ الْعِلْمِ أَنَّ النَّجَاشِيَّ كَانَ مُشْرِكًا قَبْلَ وُرُودِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِكِتَابِهِ عَلَيْهِ، الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ إِخْرَاجُهُمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ وَأُمَّ حَبِيبَةَ ذَكَرَتَا كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فِيهَا تَصَاوِيرُ، الْحَدِيثَ.
4290 -
أخبرني إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، وَامْرَأَتَهُ رُقَيَّةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَا مُهَاجِرَيْنِ مِنْ مَكَةَ إِلَى الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الْأُولَى، ثُمَّ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، ثُمَّ هَاجَرَا
(5)
إِلَى الْمَدِينَةِ
(6)
.
(1)
في الإتحاف: "أبو الحسن".
(2)
هو: خالد بن يزيد، وقيل: ابن أبي يزيد المزرفي القطربلي، وقرْن قرية بين قطربل والمزرفة.
(3)
برقم (3245) لكن من طريق عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى، وانظر دلائل النبوة للبيهقي (2/ 297 - 300).
(4)
إتحاف المهرة (10/ 291 - 12784).
(5)
في (ز) و (و) و (ص): "هاجر".
(6)
إتحاف المهرة (19/ 480 - 25251).
قَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ وَغَيْرِهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ فِي خُرُوجِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَسَاقَا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ
(1)
؛ فَلِذَلِكَ اقْتَصَرْتُ عَلَى رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ.
وَذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي الْمَغَازِي أَنَّ رُقَيَّةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا ذَكَرُوا لَمْ يُرَ فِي الْعَرَبِ وَلَا فِي الْحَبَشِ أَحْسَنَ مِنْهَا.
4291 -
فحدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ أَبُو طَالِبٍ أَبْيَاتًا لِلنَّجَاشِيِّ يَحُضُّهُمْ عَلَى حُسْنِ جِوَارِهِمْ وَالدَّفْعِ عَنْهُمْ:
تَعْلَمُ خِيَارُ النَّاسِ أَنَّ مُحَمَّدًا
…
وَزِيرٌ لِمُوسَى وَالْمَسِيحِ ابْنِ مَرْيَمْ
أَتَى بِهَدْيٍ مِثْلِ الَّذِي أَتَيَا بِهِ
…
فَكُلٌّ بِأَمْرِ اللهِ يَهْدِي وَيَعْصِمْ
وَإِنَّكُمْ تَتْلُونَهُ فِي كِتَابِكَمْ
…
بِصِدْقِ حَدِيثٍ لَا حَدِيثَ الْمُتَرْجَمِ
(2)
وَإِنَّكَ مَا تَأْتِيكَ مِنَّا عِصَابَةٌ
…
بِفَضْلِكَ إِلَّا أُرْجِعُوا بِالتَّكَرُّمْ
(3)
4292 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ السَّعِيدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ قَالَتْ: قَدِمْتُ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَأَنَا جُوَيْرِيَةٌ
(4)
، فَكَسَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
بل انفرد به البخاري دون مسلم، فأخرجه في الفضائل (5/ 14)، ومناقب الأنصار (5/ 49) و (5/ 66).
(2)
كتب الناسخ في حاشية (و) و (ص): "ظ: المرجم" أي أظنها.
(3)
إتحاف المهرة (19/ 417 - 25131).
(4)
في (و): "وأنا جويرة لله"، وفي (ص):"جويرة".
خَمِيصَةً لَهَا أَعْلَامٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ الْأَعْلَامَ بِيَدِهِ، وَيَقُولُ:"سَنَاهْ، سَنَاهْ". يَعْنِي: حَسَنٌ، حَسَنٌ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(2)
.
4293 -
أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، ثَنَا الْأَجْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَدْرِى بِأَيِّهِمَا أَنَا أَفْرَحُ
(3)
، بِفَتْحِ خَيْبَرَ، أَمْ بِقُدُومِ جَعْفَرٍ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4294 -
حدثني أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْن إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي
(5)
، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ
(6)
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: كُنَّا أَحَدَ عَشَرَ
(7)
فِي الْعَقَبَةِ الْأُولَى مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ، فَبَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْعَةَ النِّسَاءِ
(1)
إتحاف المهرة (18/ 253 - 23622).
(2)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: قد أخرجه البخاري من هذا الوجه"، في مناقب الأنصار (5/ 50)، وقد تقدم في البيوع برقم (2395)، وسيأتي في المناقب (5163)، واللباس (7620).
(3)
في (و) و (ص): "بأيها أفرح".
(4)
إتحاف المهرة (3/ 199 - 2827).
(5)
في (و) و (ص): "المزني".
(6)
في (و) و (ص): "البرني".
(7)
في (ز): "عشرة".
قَبْلَ أَنْ يَفْرِضَ عَلَيْنَا الْحَرْبَ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4295 -
حدثني مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمُقْرِئُ
(2)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ
(3)
، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَبِثَ عَشْرَ سِنِينَ يَتْبَعُ النَّاسَ فِي مَنَازِلهِمْ فِي الْمَوْسِمِ، وَمَجَنَّةَ، وَعُكَاظٍ، وَمَنَازِلِهِمْ مِنْ مِنًى:"مَنْ يُؤْوِينِي، مَنْ يَنْصُرُنِي، حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَاتِ رَبِّي، فَلَهُ الْجَنَّةُ؟ ". فَلَا يَجِدُ أحَدًا يَنْصُرُهُ، وَلَا يَؤْوِيهِ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْحَلُ مِنْ مِصْرَ، أَوْ مِنَ الْيَمَنِ إِلَى ذِي رَحِمِهِ فَيَأْتِيهِ قَوْمُهُ، فَيَقُولُونَ لَهُ: احْذَرْ غُلَامَ قُرَيْشٍ، لَا يَفْتِنْكَ، وَيَمْشِي بَيْنَ رِحَالِهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ عز وجل يُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ حَتَّى بَعَثَنَا اللهُ مِنْ يَثْرِبَ، فَيَأْتِيهِ الرَّجُلُ مِنَّا فَيُؤْمِنُ بِهِ، وَيُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ، فَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ، فَيُسْلِمُونَ بِإِسْلَامِهِ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ دَارٌ مِنْ دُورِنَا
(4)
إِلَّا فِيهَا رَهْطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، يُظْهِرُونَ الْإِسْلَامَ، وَبَعَثَنَا اللهُ إِلَيْهِ فَائْتَمَرْنَا وَاجْتَمَعْنَا، وَقُلْنَا: حَتَّى مَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُطْرَدُ فِي جِبَالِ مَكَّةَ وَيَخَافُ، فَرَحَلْنَا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَيْهِ فِي الْمَوْسِمِ، فَوَاعَدَنَا بِبَيْعَةِ الْعَقَبَةِ، فَقَالَ لَهُ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ: يَا ابْنَ أَخِي، لَا أَدْرِي [مَا هَؤُلَاءِ]
(5)
الْقَوْمُ الَّذِينَ جَاءُوكَ، إِنِّي ذُو مَعْرِفَةٍ بِأَهْلِ يَثْرِبَ،
(1)
إتحاف المهرة (6/ 447 - 6788).
(2)
هو: محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل بن الحجاج بن الجراح، أبو الحسين النيسابوري الحجاجي الحافظ المقرئ، وهو مكثر عن: محمد بن إسحاق الثقفي السراج.
(3)
هو: عبد الله بن عثمان بن خثيم.
(4)
في (ز) و (م): "دار من دور يقول"، وفي التلخيص:"دار من دور".
(5)
في النسخ الخطية كلها: "ما هذا"، والمثبت من التلخيص.
فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ مِنْ رَجُلٍ وَرَجُلَيْنِ، فَلَمَّا نَظَرَ الْعَبَّاسُ فِي
(1)
وُجُوهِنَا، قَالَ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا نَعْرِفُهُمْ، هَؤُلَاءِ أَحْدَاثٌ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلَى مَا نُبَايِعُكَ؟ قَالَ:"تُبَايعُونِي عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ، وَعَلَى النَّفَقَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَلَى أَنْ تَقُولُوا فِي اللهِ، لَا تَأْخُذْكُمْ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَعَلَى أَنْ تَنْصُرُونِيَ إِذَا قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ، وَتَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَزْوَاجَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ، وَلَكُمُ الْجَنَّةُ". فَقُمْنَا نُبَايِعُهُ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، وَهُوَ أَصْغَرُ السَّبْعِينَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: رُوَيْدًا يَا أَهْلَ يَثْرِبَ، إِنَّا لَمْ نَضْرِبْ إِلَيْهِ أَكبَادَ الْمَطِيِّ إِلَّا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ، وَأَنَّ إِخْرَاجَهُ الْيَوْمَ مُفَارَقَةُ الْعَرَبِ كَافَّةً، وَقَتْلُ خِيَارِكُمْ، وَأَنْ يَعَضَّكُمُ السَّيْفُ، فَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَصْبِرُونَ عَلَيْهَا إِذَا مَسَّكُمْ، وَعَلَى قَتْلِ خِيَارِكُمْ وَمُفَارَقَةِ الْعَرَبِ كَافَّةً، فَخُذُوهُ وَأَجْرُكُمْ عَلَى اللهِ، وَإِمَّا أَنْتُمْ تَخَافُونَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خِيفَةً، فَذَرُوهُ، فَهُوَ أَعْذَرُ عِنْدَ اللهِ عز وجل، فَقَالُوا: يَا أَسْعَدُ، أَمِطْ عَنَّا يَدَكَ، فَوَاللهِ لَا نَذَرُ هَذِهِ الْبَيْعَةَ وَلَا نَسْتَقِيلُهَا. قَالَ: فَقُمْنَا إِلَيْهِ رَجُلًا رَجُلًا، فَأَخَذَ عَلَيْنَا لِيُعْطِيَنَا بِذَلِكَ الْجَنَّةَ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، جَامِعٌ لِبَيْعَةِ الْعَقَبَةِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4296 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ
(3)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ لَيْلَةِ الْعَقَبَةِ وَبَيْنَ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم[ثَلَاثَةُ]
(4)
أَشْهُرٍ أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا، وَكَانَتْ بَيْعَةُ
(1)
قوله: "في" غير موجود في (و) و (ص).
(2)
إتحاف المهرة (3/ 417 - 3364).
(3)
هو: ابن خالد.
(4)
ما بين المعقوفين مكانه بياض في (و) و (ص)، وساقط من (ز) و (م) والتلخيص، =
الْأَنْصَارِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ، وَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ
(1)
.
4297 -
حدثنا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْعَقَبِيُّ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ وَغَيْرِهِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلنُّقَبَاءِ مِنَ الْأَنْصَارِ: "تُؤْوُونِي وَتَمْنَعُونِي؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، فَمَا لَنَا؟ قَالَ:"الْجَنَّةُ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
4298 -
حدثنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعِيرِيُّ، ثَنَا [مَحْمِشُ]
(4)
بْنُ عِصَامٍ، ثَنَا حَفْصُ بْن عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا الْمَدِينَةَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَكَانُوا يُقْرِءُونَنَا، فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقَدْ قَرَأْتُ:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، وَسُوَرًا مِنَ الْمُفَصَّلِ، ثُمَّ قَدِمَ سَعْدُ بْن مَالِكٍ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، ثُمَّ قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ، ثُمَّ قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،
= والمثبت من دلائل النبوة (2/ 511).
(1)
إتحاف المهرة (19/ 487 - 25286).
(2)
إتحاف المهرة (3/ 199 - 2825).
(3)
قوله: "ولم يخرجاه" ساقط من (ز)، و (م).
(4)
في النسخ الخطية كلها، والإتحاف: محمد، وهو خطأ، والمثبت من سائر أسانيد المصنف.
فَجَعَلَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ يَسْعَوْنَ، يَقُولُونَ: هَذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ
(2)
.
4299 -
أخبرنا أَبُو الصَّقْرِ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الْكَاتِبُ بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دِيزِيلَ
(3)
، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قُلْتُ لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: كَمْ لَبِثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ؟ قَالَ: عَشْرُ سِنِينَ. قُلْتُ: فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَبِثَ بِضْعَ عَشْرَةَ حَجَّةً. قَالَ: إِنَّمَا أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ. قَالَ سُفْيَانُ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَجُوزًا مِنَ الْأَنْصَارِ تَقُولُ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَخْتَلِفُ إِلَى صرْمَةِ بْنِ قَيْسٍ، يَتَعَلَّمُ مِنْهُ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ:
ثَوَى فِي قُرَيْشٍ بِضْعَ عَشْرَةَ حَجَّةً
…
يُذَكِّرُ لَوْ أَلْفَى صَدِيقًا مُوَاتِيًا
وَيَعْرِضُ فِي أَهْلِ الْمَوَاسِمِ نَفْسَهُ
…
فَلَمْ يَرَ مَنْ يُؤْوِي وَلَمْ يَرَ دَاعِيًا
فَلَمَّا أتَانَا وَاسْتَقَرَّتْ بِهِ النَّوَى
…
وَأَصْبَحَ مَسْرُورًا بِطَيْبَةَ رَاضِيًا
وَأَصْبَحَ مَا يَخْشَى ظُلَامَةَ ظَالِمٍ
…
بَعِيدٍ وَلَا
(4)
يَخْشَى مِنَ النَّاسِ بَاغِيًا
بَذَلْنَا لَهُ الْأَمْوَالَ مِنْ حِلِّ مَالِنَا
…
وَأَنْفُسَنَا عِنْدَ الْوَغَى وَالتَّأَسِّيَا
نُعَادِي الَّذِي عَادَى مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ
…
بِحَقٍّ
(5)
وَإِنْ كَانَ الْحَبِيبَ الْمُوَاتِيَا
وَنَعْلَمُ
(6)
أَنَّ اللهَ لَا شَيْءَ غَيْرَهُ
…
وَأَنَّ كِتَابَ اللهِ أَصْبَحَ هَادِيًا
(7)
.
(1)
إتحاف المهرة (2/ 514 - 2158)، إلا أنه عزاه للهجرة.
(2)
بل أخرجه البخاري في مناقب الأنصار (5/ 65، 66) والتفسير (6/ 168، 185).
(3)
قوله: "ثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل" ساقط من (ص) ومضروب عليه في (و)!.
(4)
في (و) و (ص) والتلخيص: "وما".
(5)
قوله: "بحق" غير موجود في (و) والتلخيص وفي (ص) مكانه: "جميعا".
(6)
في (و) و (ص) والتلخيص: "فنعلم".
(7)
إتحاف المهرة (6/ 279 - 6532).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(2)
.
وَهُوَ أَوْلَى
(3)
مَا تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ عَلَى مَقَامِ سَيِّدَنَا الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَلَهُ شَاهِدٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ:
4300 -
حدثناه أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، سَبْعًا وَثَمَانِيًا يَرَى الضَّوْءَ، وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ، وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرًا
(4)
.
(5)
* * *
(2)
بل أخرجه مسلم في الفضائل (7/ 87) عن إسماعيل بن إبراهيم الهذلي وابن أبي عمر عن ابن عيينة به، بدون ذكر الأبيات، وأخرج هو والبخاري (5/ 57) من حديث زكريا بن إسحاق عن عمرو بن دينار عن ابن عباس: مكث بمكة ثلاث عشرة سنة.
(3)
في (و): "أول".
(4)
إتحاف المهرة (7/ 645 - 8668)، وأخرجه مسلم في الفضائل (7/ 89) من حديث روح عن حماد به وفيه:"يسمع الصوت ويرى الضوء سبع سنين ولا يرى شيئا، وثمان سنين يوحى إليه".
(5)
هنا آخر المجلد الثاني من النسخة (ز)، وكتب ناسخها:"آخر المجلد الثاني، والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، يتلوه إن شاء الله تعالى في المجلد الثالث كتاب الهجرة".
ثم كتب محمد بن الحسن اللخمي تحتها: "بلغ مقابلته بأصل صحيح مقابل، فصح حسب الجهد والطاقة، وفيه مواضع يسيرة علمت عليها في الحاشية بصورة (ظ) .... فليعلم ذلك .... محمد بن ..... ".
بسم الله الرحمن الرحيم
وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
كِتَابٌ: الْهِجْرَةُ
وَقَدْ صَحَّ أَكْثَرُ أَخْبَارِهَا عِنْدَ الشَّيْخَيْنِ، وَأَخْرَجَا جَمِيعًا اخْتِلَافَ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم فِي مُقَامِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ.
4301 -
حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا جَدِّي
(1)
، ثنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ
(2)
، عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ
(3)
، قَالَ: مَشَيْتُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ
(4)
، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ أَبِي
(5)
حَدَّثَنِي، عَنْ أَبِيهِ
(6)
، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنهم، أَنَّ اللهَ عز وجل عَمَّرَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً
(7)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدِ اتَّفَقَتِ الرِّوَايَاتُ عَلَى هَذِهِ مَعَ
(8)
الرِّوَايَاتِ الَّتِي أَخْرَجَاهَا
(9)
، عَنْ
(1)
هو: الفضل بن محمد بن المسيب.
(2)
هو: الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. من رجال التهذيب.
(3)
هو: عمر بن على بن الحسين بن علي بن أبي طالب. من رجال التهذيب.
(4)
هو: محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. من رجال التهذيب.
(5)
هو: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. من رجال التهذيب.
(6)
هو: الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(7)
إتحاف المهرة (11/ 348 - 14172).
(8)
قوله: "مع" ساقط من (و) و (ص).
(9)
في (ص): "خرجاها".
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، فَأَمَّا خَبَرُ أَنَسٍ وَمُعَاوِيَةَ، وَإِنْ صَحَّتْ أَسَانِيدُهَا فِي عَشْرِ سِنِينَ، فَلَيْسَ عَلَيْهَا الْقَوْلُ وَالْعَمَلُ.
4302 -
أخبرنا الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِلَالٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثَنَا عِيسَى بْنُ عُبَيْدٍ الْكِنْدِيُّ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْعَامِرِيِّ
(2)
، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو بنِ جَرِيرٍ
(3)
، [عَنْ جَرِيرٍ]
(4)
، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ اللهَ عز وجل أَوْحَى إِلَيَّ: أَيُّ هَؤُلاءِ الْبِلَادِ الثَّلَاثِ نَزَلْتَ فَهِيَ دَارُ هِجْرَتِكَ: الْمَدِينَةُ، أَوِ الْبَحْرَيْنِ، أَوْ قِنَّسْرِينُ"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4303 -
أخبرنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسِ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ
(6)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ، فَأُمِرَ بِالْهِجْرَةِ، وَأُنْزِلَ عَلَيْهِ:
(2)
غيلان لم يرو عنه غير عيسى بن عبيد الكندي، واستغرب الترمذي حديثه هذا (6/ 419)، وذكره ابن حبان في الثقات (7/ 311) وقال:"يروي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير حديثا منكرا" وذكر هذا الحديث.
(3)
في (ك): "أبي زرعة عن عمرو بن حريث"، وفي (ص):"أبي زرعة عن عمرو بن جرير"، وهو: أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي، قيل: اسمه هرم، وقيل: عمرو، وقيل غير ذلك. من رجال التهذيب.
(4)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والتلخيص والمثبت من الإتحاف، ودلائل النبوة للبيهقي (2/ 458) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(5)
إتحاف المهرة (4/ 58 - 3956).
(6)
هو: حصين بن جندب. من رجال التهذيب.
(1)
.
(2)
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4304 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْن عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ
(3)
، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَرُّوذِيُّ، ثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ: قَوْلُهُ: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ}
(4)
. فَأَخْرَجَهُ اللهُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْهِجْرَةِ بِالْمَدِينَةِ مُخْرَجَ صِدْقٍ، وَأَدْخَلَهُ الْمَدِينَةَ مُدْخَلَ صِدْقٍ، قَالَ: وَنَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ عَلِمَ أَنَّهُ لَا طَاقَةَ لَهُ بِهَذَا الْأَمْرِ إِلَّا بِسُلْطَانٍ، فَسَأَلَ سُلْطَانًا نَصِيرًا لِكِتَابِ اللهِ وَحُدُودِ اللهِ، وَلِفَرَائِضِ اللهِ، وَلِإِقَامَةِ كِتَابِ اللهِ، وَأَنَّ السُّلْطَانَ عِزَّةٌ مِنَ اللهِ، جَعَلَهَا بَيْنَ أَظْهُرِ عِبَادِهِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَأَغَارَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَأَكَلَ شَدِيدُهُمْ ضَعِيفَهُمْ
(5)
.
4305 -
أخبرنا، الْأُسْتَاذُ أَبُو الْوَلِيدِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ
(6)
قَالَا: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا أَبُو مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ
(7)
، ثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي
(1)
(الإسراء: آية 80).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 41 - 7288).
(3)
هو: إسحاق بن الحسن بن ميمون أبو يعقوب الحربي، عن الحسين بن محمد بن بهرام التميمي.
(4)
(الإسراء: آية 80).
(5)
إتحاف المهرة (19/ 359 - 25006).
(6)
يعني: أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه، وأبا بكر محمد بن عبد الله بن قريش.
(7)
هو: إسحاق بن موسى بن عبد الله، يروي عن سعد بن سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري.
أَخِي
(1)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَخْرَجْتَنِي مِنْ أَحَبِّ الْبِلَادِ إِلَيَّ، فَأَسْكِنِّي أَحَبَّ الْبِلَادِ إِلَيْكَ". فَأَسْكَنَهُ اللهُ الْمَدِينَةَ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ
(3)
رُوَاتُهُ مَدَنِيُّونَ مِنْ بَيْتِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ
(4)
.
4306 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ
(5)
صلى الله عليه وسلم لِلْمُسْلِمِينَ: "قَدْ أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ، أُرِيتُ سَبِخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ، وَهُمَا الْحَرَّتَانِ"
(6)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(7)
.
4307 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ التُّسْتَرِيُّ، ثَنَا
(1)
يعني: عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، وهو وأخوه سعد ضعيفان، ثم إن عبد الله إنما يروي عن أبيه عن أبي هريرة، وقد زيد في الإتحاف:"عن أبيه" لكنها غير موجودة في جميع النسخ ولا في التلخيص ولا في دلائل النبوة للبيهقي (2/ 519) عن المصنف.
(2)
إتحاف المهرة (14/ 679 - 18469).
(3)
في (و) و (ص): "حديث صحيح".
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: لكنه موضوع، فقد ثبت أن أحب البلاد إلى الله مكة، وسعد ليس بثقة" وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم: "قلت: سعيد ليس بثقة، وصح أن أحب البلاد إلي الله مكة"، وقال الحافظ في الإتحاف:"لكن ابن سعيد ضعيف جدا، وهذا الحديث من منكراته".
(5)
في (ص) والتلخيص: "رسول الله".
(6)
إتحاف المهرة (17/ 244 - 22188).
(7)
بل أخرجه البخاري مطولا (1/ 102) و (6/ 69، 88، 98) و (5/ 58، 106) و (7/ 145) و (8/ 21).
كَثِيرُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ
(1)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: شَرَى عَلِيٌّ نَفْسَهُ، وَلَبِسَ ثَوْبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ نَامَ
(2)
مَكَانَهُ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَرْمُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَلْبَسَهُ بُرْدَهُ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلُوا يَرْمُونَ عَلِيًّا، وَيَرَوْنَهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ لَبِسَ بُرْدَهُ، وَجَعَلَ عَلِيٌّ رضي الله عنه يَتَضَوَّرُ، فَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ، فَقَالُوا: إِنَّكَ لَلَئِيمٌ، إِنَّكَ لتَتَضوَّرُ، وَكَانَ صَاحِبُكَ لَا يَتَضَوَّرُ، وَلَقَدِ اسْتَنْكَرْنَاهُ مِنْكَ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ بِزِيَادَةِ
(4)
أَلْفَاظٍ.
4308 -
وقد حدثنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ قُنْفُذٍ الْبَزَّارُ
(5)
، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، ثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثَنَا حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ شَرَى نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَقَالَ عَلِيٌّ عِنْدَ مَبِيتِهِ عَلَى فِرَاشِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
وَقِيتُ بِنَفْسِي خَيْرَ مَنْ وَطِئَ الْحَصَا
…
وَمَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ وَبِالْحَجَرِ
رَسُولَ إِلَهٍ خَافَ أَنْ يَمْكُرُوا بِهِ
…
فَنَجَّاهُ ذُو الطَّوْلِ الْإِلَهُ مِنَ الْمَكْرِ
(1)
هو: يحيى بن سليم بن بلج، أو ابن أبي سليم، أو ابن أبي الأسود، الفزاري، من رجال التهذيب.
(2)
في التلخيص: "قام".
(3)
إتحاف المهرة (7/ 660 - 8709)، وكثير بن يحيى بن كثير أبو مالك صاحب البصري شيعي، ضُعِّف.
(4)
في (و) و (ك) و (ص): "بزيادات".
(5)
قال فيه الذهبي في الميزان: "مجهول"، وانظر حديث رقم (3404).
وَبَاتَ رَسُولُ اللهِ فِي الْغَارِ آمِنًا
…
مُوقًى وَفِي
(1)
حِفْظِ الْإِلَهِ وَفِي سِتْرٍ
وَبِتُّ أُرَاعِيهِمْ وَمَا يُثْمِنُونَنِي
(2)
…
وَقَدْ وَطَّنْتُ نَفْسِي عَلَى الْقَتْلِ وَالْأَسْرِ
(3)
4309 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقُرَشِيُّ
(4)
، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ، ثَنَا أَبُو مَرْيَمَ الْأَسَدِيُّ
(5)
، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ اللَّيْلَةَ
(6)
الَّتِي أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَبِيتَ عَلَى فِرَاشِهِ، وَخَرَجَ مِنْ مَكَّةَ مُهَاجِرًا، انْطَلَقَ بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْأَصْنَامِ، فَقَالَ:"اجْلِسْ"، فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ صعِدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قَالَ:"انْهَضْ". فَنَهَضْتُ بِهِ، فَلَمَّا رَأَى ضَعْفِي تَحْتَهُ، قَالَ:"اجْلِسْ"، فَجَلَسْتُ، فَأَنْزَلْتُهُ عَنِّي، وَجَلَسَ
(7)
لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ لِي:"يَا عَلِيُّ، اصْعَدْ عَلَى مَنْكِبِي". فَصَعِدْتُ عَلَى مَنْكِبَهِ، ثُمَّ نَهَضَ بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، خُيِّلَ إِلَيَّ أَنِّي لَوْ شِئْتُ نِلْتُ السَّمَاءَ، وَصَعِدْتُ إِلَى الْكَعْبَةِ، وَتَنَحَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَلْقَيْتُ صَنَمَهُمُ الْأَكْبَرَ، وَكَانَ مِنْ نُحَاسٍ مَوَتَّدًا بِأَوْتَادٍ مِنْ حَدِيدٍ إِلَى الْأَرْضِ، فَقَالَ لِي
(8)
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "عَالِجْهُ". فَعَالَجْتُ، فَمَا زِلْتُ أُعَالِجُهُ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
في (و) و (ك) و (ص): "ففي".
(2)
في التلخيص: "يتهمونني".
(3)
إتحاف المهرة (11/ 576 - 14653).
(4)
هو: محمد بن يونس بن موسى، أبو العباس الكديمي، وعنه أحمد بن إسحاق بن أيوب أبو بكر النيسابوري.
(5)
هو: أبو مريم الثقفي المدائني سماه البخاري وابن أبي حاتم قيسا، وهو يروي عن علي وعمار وذكره ابن حبان في الثقات.
(6)
كذا، وفي التلخيص:"لما كانت الليلة".
(7)
في (و) و (ص): "فجلس".
(8)
قوله: "لي" غير موجود في (و) و (ص).
يَقُولُ: "إِيهٍ، إِيهِ". فَلَمْ أَزَلْ أُعَالِجُهُ حَتَّى اسْتَمْكَنْتُ
(1)
مِنْهُ، فَقَالَ:"دُقَّهُ". فَدَقَقْتُهُ فَكَسَرْتُهُ، وَنَزَلْتُ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4310 -
حدثنا عَلِيُّ بْن مُحَمَّدٍ الْحَمَّادِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّرْخَسِيُّ
(3)
، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلْقَمَةَ الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ شُعْبَةَ وَمِسْعَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ
(4)
، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِجِبْرِيلَ عليه السلام:"مَنْ يُهَاجِرُ مَعِي؟ ". قَالَ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، غَرِيبُ الْإِسْنَادِ وَالْمَتْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4311 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَسْمَاءَ
(6)
بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قَالَتْ: لَمَّا تَوَجَّهَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ إِلَى
(1)
في (و) و (ص): "استكملت".
(2)
إتحاف المهرة (11/ 690 - 14876)، وقد تقدم برقم (3425) والذي بعده، وقال الذهبي هناك:"إسناده نظيف والمتن منكر"، نقول: أبو مريم هو الثقفي المدائني، اسمه قيس يروي عن علي وعمار، مختلف فيه، وثقه ابن حبان، وقال البرقاني عن الدارقطني: أبو مريم الثقفي عن عمار مجهول متروك.
(3)
لم ندر من هو، ولعله: إسحاق بن إبراهيم بن مزيز السرخسي.
(4)
هو: سعيد بن فيروز الطائي.
(5)
إتحاف المهرة (11/ 405 - 14299).
(6)
كذا، منقطع بين يحيى، وجدة أبيه أسماء رضي الله عنها، وهو عند الإمام أحمد (44/ 519) وفي سيرة ابن هشام متصلا بذكر أبيه عباد بينهما.
الْمَدِينَةِ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، حَمَلَ أَبُو بَكْرٍ مَعَهُ جَمِيعَ مَالِهِ خَمْسَةَ آلَافٍ، أَوْ سِتَّةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَأَتَانِي جَدِّي أَبُو قُحَافَةَ، وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا وَاللهِ قَدْ فَجَعَكُمْ بِمَالِهِ مَعَ نَفْسِهِ، فَقُلْتُ: كَلَّا يَا أَبَهْ، قَدْ تَرَكَ لَنَا خَيْرًا كَثِيرًا، فَعَمَدْتُ إِلَى أَحْجَارٍ، فَجَعَلْتُهُنَّ فِي كَوَّةِ الْبَيْتِ - وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَجْعَلُ أَمْوَالَهُ فِيهَا - وَغَطَّيْتُ عَلَى الْأَحْجَارِ بِثَوْبٍ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَوَضَعْتُهَا عَلَى الثَّوْبِ، فَقَالَ: أَمَّا إِذَا تَرَكَ هَذَا فَنَعَمْ. قَالَتْ: وَوَاللهِ مَا تَرَكَ لَنَا قَلِيلًا
(1)
وَلَا كَثِيرًا
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4312 -
أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبَّادٍ، ثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، قَالَ: ذَكَرَ رِجَالٌ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رضي الله عنه، فَكَأَنَّهُمْ فَضَّلُوا عُمَرَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رضي الله عنه، فَقَالَ: وَاللهِ لَيْلَةٌ
(3)
مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ آلِ عُمَرَ، وَلَيَوْمٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ آلِ عُمَرَ
(4)
، لَقَدْ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيَنْطَلِقَ إِلَى الْغَارِ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَجَعَلَ يَمْشِي سَاعَةً بَيْنَ يَدَيْهِ، وَسَاعَةً خَلْفَهُ حَتَّى فَطِنَ لَهُ
(5)
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا لَكَ تَمْشِي سَاعَةً بَيْنَ يَدَيْ وَسَاعَةً خَلْفِي؟ ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَذَكُرُ الطَّلَبَ، فَأَمْشِي خَلْفَكَ، ثُمَّ أَذَكَرُ الرَّصْدَ، فَأَمْشِي بَيْنَ يَدَيْكَ، فَقَالَ:"يَا أَبَا بَكْرٍ، لَوْ كَانَ شَيْءٌ أَحْبَبْتَ أَنْ يَكُونَ بِكَ دُونِي؟ ". قَالَ:
(1)
في (و): "لا قليلا".
(2)
إتحاف المهرة (16/ 848 - 21302).
(3)
في التلخيص: "لليلة".
(4)
قوله: "وليوم من أبي بكر خير من آل عمر" سقط من (و)، و (ك).
(5)
قوله "له" ساقط من (و).
نَعَمْ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا كَانَتْ لِتَكُونَ مِنْ مُلِمَّةٍ إِلَّا أَنْ تَكُونَ بِكَ دُونِي، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْغَارِ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَكَانَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، حَتَّى أَسْتَبْرِئَ لَكَ الْغَارَ، فَدَخَلَ، وَاسْتَبْرَأَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي أَعْلَاهُ ذَكَرَ أَنَّهُ لَمْ يَسْتَبْرِئِ الْحُجْرَةَ، فَقَالَ: مَكَانَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، حَتَّى أَسْتَبْرِئَ الْحُجْرَةَ، فَدَخَلَ وَاسْتَبْرَأَ، ثُمَّ قَالَ: انْزِلْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَنَزَلَ، فَقَالَ عُمَرُ: وَالَّذِى نَفْسِي بِيَدِهِ لَتِلْكَ اللَّيْلَةُ خَيْرٌ مِنْ آلِ عُمَرَ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، لَوْلَا إِرْسَالٌ فِيهِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4313 -
أخبرني أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ بْنِ جَبَلَةَ الْيَمَنِيُّ
(2)
، ثَنَا مُوسَى بْنُ الْمُسَاوِرِ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكٍ الْمُدْلِجِيُّ - وَهُوَ ابْنُ أَخِي سُرَاقَةَ بْنِ جُعْشُمٍ - أَنَّ أَبَاهُ
(3)
أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشُمٍ يَقُولُ: جَاءَتْنَا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، يَجْعَلُونَ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأَبِي بَكْرٍ دِيَةً، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِمَنْ قَتَلَهُمَا أَوْ أَسَرَهُمَا، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قَوْمِي مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ، أَقْبَلَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: يَا سُرَاقَةُ، إِنِّي رَأَيْتُ آنِفًا أَسْوِدَةً بِالسَّاحِلِ، أُرَاهَما مُحَمَّدًا وَأَصحَابَهُ، قَالَ سُرَاقَةُ: فَعَرَفْتُ
(4)
أَنَّهُمْ هُمْ، فَقُلْتُ لَهُمْ
(5)
: إِنَّهُمْ لَيْسُوا
(1)
إتحاف المهرة (12/ 369 - 15775).
(2)
كذا في النسخ كلها، وإنما هو تيمي وَاذاري، وواذار قرية من قرى أصبهان.
(3)
هو: مالك بن مالك بن جعشم. من رجال التهذيب.
(4)
قوله: "فعرفت" غير موجود في (ك) و (ص).
(5)
قوله: "لهم" غير موجود في (ص).
بِهِمْ، وَلَكِنِّي
(1)
رَأَيْتُ فُلَانًا وَفُلَانًا انْطَلَقُوا بُغَاةً، قَالَ: ثُمَّ مَا لَبِثْتُ فِي الْمَجْلِسِ إِلَّا سَاعَةً حَتَّى قُمْتُ، فَدَخَلْتُ بَيْتِي، فَأَمَرْتُ جَارِيَةً
(2)
أَنْ تُخْرِجَ إِلَيَّ فَرَسِي وَهِيَ وَرَاءَ أَكَمَةٍ فَحَبَسَتْهَا عَلَيَّ، وَأَخَذْتُ رُمْحِي، فَخَرَجْتُ مِنْ ظَهْرِ الْبَيْتِ، فَخَطَطْتُ بِزُجِّهِ إِلَى الْأَرْضِ
(3)
، وَخَفَضْتُ عَالِيَةَ الرُّمْحِ حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِي، فَرَكِبْتُهَا، فَدَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ بِي
(4)
حَتَّى رَأَيْتُ أَسْوَدَتَهُمَا، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُمْ حَيْثُ أَسْمَعَهُمُ الصَّوْتُ عَثَرَ فَرَسِي، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، فَقُمْتُ فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي إِلَى كِنَانَتِي، فَاسْتَخْرَجْتُ الْأَزلَامَ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ أَنْ لَا أَضُرَّهُمْ، فَعَصَيْتُ الْأَزْلَامَ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي، فَدَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ بِي حَتَّى إِذَا دَنَوْتُ مِنْهُمْ سَمِعْتُ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ لَا يَلْتَفِتُ، وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الِالْتِفَاتَ، فَسَاخَتْ يَدَا فَرَسِي فِي الْأَرْضِ حَتَّى بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْنِ، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، ثُمَّ زَجَرْتُهَا، فَنَهَضَتْ، فَلَمْ تَكَدْ تَخْرُجُ يَدَاهَا، فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً إِذَا لِيَدَيْهَا غُبَارٌ سَاطِعٌ فِي السَّمَاءِ - قَالَ عَبْدُ اللهِ: يَعْنِي الدُّخَانَ الَّذِي يَكُونُ مِنْ غَيْرِ نَارٍ - ثُمَّ أَخْرَجْتُ الْأَزْلَامَ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ أَنْ لَا أَضُرَّهُمَا، فَنَادَيْتُهُمَا بِالْأَمَانِ فَوَقَفَا، فَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّى جِئْتُهُمَا، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي حِينَ لَقِيتُ مَا لَقِيْتُ مِنَ الْحَبْسِ
(5)
أَنْ سَيَظْهَرَ أَمْرُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَعَلُوا فِيكَ الدِّيَةَ، وَأَخْبَرْتُهُمْ مِنْ أَخْبَارِ سَفَرِهِمْ، وَمَا يُرِيدُ النَّاسُ بِهِمْ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمُ الزَّادَ وَالْمَتَاعَ، فَلَمْ يَرْزَؤُنِي شَيْئًا، وَلَمْ يَسْأَلُونِي إِلَّا أَنْ
(1)
في (و) و (ك) و (ص): "ولكن".
(2)
في (ك) و (و) و (ص): "جاريتي".
(3)
في (و): "للأرض".
(4)
في (ص): "تقر بي".
(5)
في (م): "الحبس عليهم"، وضرب عليها في (ز)، وفي (و) و (ص) بياض.
قَالُوا
(1)
: أَخْفِ عَنَّا، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابَ مُوَادَعَةٍ آمَنُ بِهِ، فَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، فَكَتَبَ لِي فِي رُقْعَةٍ مِنْ أَدَمٍ، ثُمَّ مَضِيَا
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
4314 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثَنَا اللَّيْثُ، عَن عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
(4)
بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِالْحَزْوَرَةِ يَقُولُ: "وَاللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَى اللهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4315 -
أخبرني أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ
(6)
، ثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُخْرِجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. لَيَهْلِكُنَّ. قَالَ:
(1)
في (ص): "قال".
(2)
إتحاف المهرة (5/ 68 - 4964).
(3)
بل أخرجه البخاري في مناقب الأنصار (5/ 58)، وانظر الحديث الآتي برقم (4472).
(4)
في التلخيص: "عبيد الله".
(5)
إتحاف المهرة (8/ 255 - 9332).
(6)
في (ك): "أخبرني أبو أحمد الحسين بن علي بن سعيد" خطأ، فأبو أحمد الحسين بن علي يعني: ابن محمد بن يحيى التميمي النيسابوري، يروي عن علي بن سعيد بن عبد الله أبي الحسن العسكري.
فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ}
(1)
. عَرَفَ أَبُو بَكْرٍ أَنَّهُ سَيَكُونُ قِتَالٌ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4316 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلِ بْنِ خَلَفٍ الْقَاضِي، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم منَ الْغَارِ إِلَى اللهِ تَعَالَى مُهَاجِرًا وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مُرْدِفُهُ
(3)
أَبُو بَكْرٍ خَلْفَهُ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ اللَّيْثيُّ، فَسَلَكَ بِهِمَا أَسْفَلَ مِنْ مَكَّةَ، ثُمَّ مَضَى بِهِمَا حَتَّى هَبَطَ بِهِمَا عَلَى السَّاحِلِ أَسْفَلَ مِنْ عُسْفَانَ، ثُمَّ اسْتَجَازَ بِهِمَا عَلَى أَسْفَلَ أَمَجَ، ثُمَّ عَارَضَ الطَّرِيقَ بَعْدَ أَنْ أَجَازَ قُدَيْدًا، ثُمَّ سَلَكَ بِهِمَا الْحِجَازَ، ثُمَّ أَجَازَهُمَا
(4)
ثَنِيَّةَ الْمِرَارِ، ثُمَّ سَلَكَ الْحَفْيَاءَ
(5)
، ثُمَّ أَجَازَ
(6)
بِهِمَا مُدْلِجَةَ
(7)
ثَقَفٍ
(8)
، ثُمَّ اسْتَبْطَنَ بِهِمَا مُدْلِجَةَ صِحَاحٍ، ثُمَّ سَلَكَ
(1)
(الحج: آية 39).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 202 - 7636)، وقد تقدم (2404) و (3003) و (3509).
(3)
في (ص): "يردفه".
(4)
في التلخيص: "أجاز بهما".
(5)
في التلخيص: "الجعفا".
(6)
في (و) و (ص): "جاز".
(7)
في (ك): "مولجة".
(8)
في (ص): "ثقيف".
بِهِمَا مَذْحِجَ، ثُمَّ بِبَطْنِ
(1)
مَذْحِجَ
(2)
مِنْ ذِي الْغُصُونِ، ثُمَّ بِبَطْنِ
(3)
ذِي كَشْدٍ، ثُمَّ أَخَذَ الْجُبَاجِبَ، ثُمَّ سَلَكَ ذِي سَلْمٍ مِنْ بَطْنٍ أَعْلَى مُدْلِجَةَ
(4)
، ثُمَّ أَخَذَ الْقَاحَةَ، ثُمَّ هَبَطَ الْعَرْجَ
(5)
، ثُمَّ سَلَكَ ثَنِيَّةَ الْغَابِرِ عَنْ يَمِينِ رُكُوبِهِ، ثُمَّ هَبَطَ بَطْنَ رِيمٍ، فَقَدِمَ قُبَاءً عَلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ
(6)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4317 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ [بْنِ أَيُّوبَ قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ قَالَ]
(7)
ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، ثَنَا إِيَادُ بْنُ لَقِيطٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: لَمَّا انْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ مُسْتَخْفِيانِ مَرُّوا بِعَبْدٍ يَرْعَى غَنَمًا، فَاسْتَسْقَيَاهُ مِنَ اللَّبَنِ، فَقَالَ: مَا عِنْدِي شَاةٌ تُحْلَبُ، غَيْرَ أَنَّ هَهُنَا عَنَاقًا حَمَلَتْ أَوَّلَ الشِّتَاءِ، وَقَدِ أَخْدَجَتْ، وَمَا بَقِيَ لَهَا لَبَنٌ، فَقَالَ:"ادْعُ بِهَا". فَدَعَا بِهَا، فَاعْتَقَلَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَمَسَحَ ضَرْعَهَا، وَدَعَا حَتَّى أَنْزَلَتْ، قَالَ: وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه بِمِجَنٍّ، فَحَلَبَ، فَسَقَى أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ حَلَبَ فَسَقَى الرَّاعِيَ،
(1)
في (و): "بطن".
(2)
في (ك) و (و) و (ص): "بوحج".
(3)
في (و) و (ك) و (ص): "بطن".
(4)
في (ك) و (و): "أعلاي مولجة"، وفي التلخيص:"أعلى بن مدلجة".
(5)
في (و) و (ك) و (ص): "ثم أحدر الراحة ثم هبط الصرح"، وأشار في حاشية (و) إلى أنها في نسخة أخرى:"العرج".
(6)
إتحاف المهرة (17/ 155 - 22045).
(7)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها والإتحاف، والمثبت من دلائل النبوة للبيهقي (2/ 497) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، ومحمد بن غالب بن حرب الضبي المعروف بتمتام يروي عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك.
ثُمَّ حَلَبَ فَشَرِبَ، فَقَالَ الرَّاعِي: بِاللهِ مَنْ أَنْتَ؟ فَوَاللهِ مَا رَأَيْتُ مِثْلَكَ قَطُّ. قَالَ: "أَوَ تُرَاكَ تَكْتُمُ عَلَيَّ حَتَّى أُخْبِرَكَ؟ ". قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "فَإِنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ". فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ قُرَيْشٌ أَنَّهُ صَابِئٌ؟ قَالَ: "إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ ذَلِكَ". قَالَ: فَأَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيٌّ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ حَقٌّ، وَأَنَّهُ لَا يَفْعَلُ مَا فَعَلْتَ إِلَّا نَبِيٌّ، وَأَنَا مُتَّبِعُكَ. قَالَ:"إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ ذَلِكَ يَوْمَكَ، فَإِذَا بَلَغَكَ أَنِّي قَدْ ظَهَرْتُ فَأْتِنَا"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4318 -
حدثنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَحْمَسِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْخَزَّازُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ بَشَّارٍ الْخُزَاعِيُّ، ثَنَا أَخِي أَيُّوبُ بْنُ الْحَكَمِ وَسَالِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ جَمِيعًا، عَنْ حِزَامِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ هِشَامِ بْنِ حُبَيْشِ بْنِ خُوَيْلِدٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ، وَأَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، وَمَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَدَلِيلُهُمَا اللَّيْثِيُّ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ مَرُّوا عَلَى خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ، وَكَانَتِ امْرَأَةً بَرْزَةً جَلْدَةً، تَحْتَبِي بِفِنَاءِ الْخَيْمَةِ، ثُمَّ تَسْقِي وَتُطْعِمُ، فَسَأَلُوهَا لَحْمًا وَتَمْرًا لِيَشْتَرُوا مِنْهَا، فَلَمْ يُصِيبُوا عِنْدَهَا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، وَكَانَ الْقَوْمُ مُرْمِلِينَ مُسْنِتِينَ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى شَاةٍ فِي كَسْرِ الْخَيْمَةِ، فَقَالَ:"مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ؟ ". قَالَتْ: شَاةٌ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الْغَنَمِ، قَالَ: "هَلْ بِهَا مِنْ
(1)
إتحاف المهرة (12/ 742 - 16367).
(2)
وكذا ذكر ابن حبان أن هشاما له صحبة، ثم أعاده في التابعين.
لَبَنٍ؟ ". قَالَتْ: هِيَ أَجْهَدُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: "أَتَأْذَنِينَ لِي أَنْ أَحْلُبَهَا؟ ". قَالَتْ: بِأَبِي وَأُمِّي، إِنْ رَأَيْتَ بِهَا حَلْبًا فَاحْلُبْهَا، فَدَعَا بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَسَحَ بِيَدِهِ ضَرْعَهَا، وَسَمَّى اللهَ تَعَالَى، وَدَعَا لَهَا فِي شَاتِهَا، فتَفَاجَّتْ عَلَيْهِ وَدَرَّتْ، فَاجْتَرَّتْ
(1)
، فَدَعَا بِإِنَاءٍ يُرْبِضُ
(2)
الرَّهْطَ، فَحَلَبَ فِيهِ ثَجًّا
(3)
حَتَّى عَلَاهُ الْبَهَاءُ، ثُمَّ سَقَاهَا حَتَّى رَوِيَتْ، وَسَقَى أَصْحَابَهُ حَتَّى رَوَوْا، حَتَّى أَرَاضُوا، وَشَرِبَ
(4)
آخِرُهُمْ، ثُمَّ حَلَبَ فِيهِ الثَّانِيَةَ عَلَى بَدْءٍ، حَتَّى مَلَأَ الْإِنَاءَ، ثُمَّ غَادَرَهُ عِنْدَهَا، ثُمَّ بَايَعَهَا وَارْتَحَلُوا عَنْهَا، فَقَلَّ مَا لَبِثَتْ حَتَّى جَاءَهَا زَوْجُهَا أَبُو مَعْبَدٍ يَسُوقُ أَعْنُزًا عِجَافًا تَسَاوَكْنَ
(5)
هُزَالًا مُخُّهُنَّ
(6)
قَلِيلٌ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو مَعْبَدٍ اللَّبَنَ أَعْجَبَهُ، قَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا يَا أُمَّ مَعْبَدٍ وَالشَّاءُ عَازِبٌ حَائِلٌ، وَلَا حَلُوبَ فِي الْبَيْتِ؟ قَالَتْ: لَا، وَاللهِ إِلَّا أَنَّهُ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ مِنْ حَالِهِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: صِفِيهِ لِي يَا أُمَّ مَعْبَدٍ. قَالَتْ: رَأَيْتُ رَجُلًا ظَاهِرَ الْوَضَاءَةِ، أَبْلَجَ الْوَجْهِ، حَسَنَ الْخَلْقِ، لَمْ تَعِبْهُ ثَجْلَةٌ، وَلَمْ تُزْرِيهِ صَعْلَةٌ، وَسِيمٌ قَسِيمٌ، فِي عَيْنَيْهِ
(7)
دَعِجٌ، وَفِي أَشْفَارِهِ
(1)
في (ص): "فاحترف".
(2)
يعني: يُرويهم حتى يثقلوا ويناموا، وتصحفت في (و) و (ص) إلى:"يرفط"، وفي (ك) إلى:"يرفض".
(3)
في (ص): "نحا".
(4)
في (و) و (ك) و (ص): "وشربوا".
(5)
قال ابن الأثير في النهاية (2/ 425): "يقال تساوكت الإبل إذا اضطربت أعناقها من الهزال، أراد أنها تتمايل من ضعفها، ويقال أيضًا: جاءت الإبل ما تساوك هزالا: أي ما تحرك رؤسها".
(6)
في (و) و (ص): "يجمنن".
(7)
في (ك): "عقبه".
وَطَفٌ، وَفِي صَوْتِهِ صَهَلٌ، وَفِي عُنُقِهِ سَطَعٌ
(1)
، وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ، أَزَجُّ أَقْرَنُ، إِنْ صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ، وَإِنْ تَكَلَّمَ سَمَاهُ وَعَلَاهُ الْبَهَاءُ، أَجْمَلُ النَّاسِ وَأَبْهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ، وَأَحْسَنُهُ وَأَجْمَلُهُ مِنْ قَرِيبٍ، حُلْوُ الْمَنْطِقِ فَصْلٌ، لَا نَزْرٌ فِيهِ
(2)
وَلَا هَذْرٌ، كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَتَحَدَّرْنَ
(3)
، رَبْعَةٌ لَا تَشْنَأَهُ مِنْ طُولٍ، وَلَا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ، غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ، فَهُوَ أَنْضَرُ
(4)
الثَّلَاثَةِ مَنْظَرًا، وَأَحْسَنُهُمْ قَدْرًا، لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ، إِنْ قَالَ اسْتَمَعُوا لِقَوْلِهِ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ، مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ، لَا عَابِسٌ وَلَا مُفَنَّدٌ. قَالَ أَبُو مَعْبَدٍ: هَذَا وَاللهِ صَاحِبُ قُرَيْشٍ الَّذِي ذُكِرَ لَنَا مِنْ أَمْرِهِ مَا ذُكِرَ، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَصْحَبَهُ، وَلَأَفْعَلَنَّ إِنْ وَجَدْتُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا، وَأَصْبَحَ صَوْتٌ بِمَكَّةَ عَالِيًا يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ، وَلَا يَدْرُونَ مَنْ صَاحِبُهُ، وَهُوَ يَقُولُ:
جَزَى اللهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ
…
رَفِيقَيْنِ حَلَّا خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدِ
هُمَا نَزَلَا بِالْهُدَى وَارْتَحَلَا بِهِ
…
فَقَدْ فَازَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ
فَيَالَقُصَيٍّ مَا زَوَى اللهُ عَنْكُمُ
…
بِهِ مِنْ فَعَالٍ لَا تُجَارَى وَسُؤْدُدِ
لِيَهْنِ أَبَا
(5)
بَكْرٍ سَعَادَةُ جَدِّهِ
…
بِصُحْبَتِهِ مَنْ يُسْعِدُ اللهُ يَسْعَدِ
وَيَهْنِ أَبَا بَكْرِ مَقَامُ فَتَاتِهِمْ
…
وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ
سَلُوا أُخْتَكُمْ عَنْ شَائِهَا وَإِنَائِهَا
…
فَإِنَّكُمُ إِنْ تَسْأَلُوا الشَّاةَ تَشْهَدِ
(1)
في (ص): "صدع".
(2)
قوله: "فيه" ساقط من (و) و (ص) و (م) و (ك).
(3)
في (ص): "تتحدر".
(4)
في (ك) و (و) و (ص): "أنظر".
(5)
في (ص): "أبو"، وفي (م):"أبي".
دَعَاهَا بِشَاةٍ حَائِلٍ فتَحَلَّبَتْ
…
عَلَيْهِ صَرِيحًا
(1)
ضَرَّةَ الشَّاةِ مَزْبَدِ
فَغَادَرَهُ رَهْنًا
(2)
لَدَيْهَا لِحَالِبٍ
…
يُرَدِّدُهَا فِي مَصْدَرٍ بَعْدَ مَوْرِدِ
فَلَمَّا سَمِعَ حَسَّانُ بِذَلِكَ شَبَّبَ يُجَاوِبُ الْهَاتِفَ، فَقَالَ:
لَقَدْ خَابَ قَوْمٌ زَالَ عَنْهُمْ نَبِيُّهُمْ
…
وَقُدِّسَ مَنْ يَسْرِي إِلَيْهِمْ وَيَغْتَدِ
تَرَحَّلَ عَنْ قَوْمٍ فَزَالَتْ عُقُولُهُمْ
…
وَحَلَّ عَلَى قَوْمٍ بِنُورٍ مُجَدَّدِ
هَدَاهُمْ بِهِ بَعْدَ الضَّلَالَةِ
…
رَبُّهُمْ فَأَرْشَدَهُمْ مَنْ يَتْبَعِ الْحَقَّ يَرْشُدِ
وَهَلْ يَسْتَوِي ضُلَّالُ قَوْمٍ تَسَفَّهُوا
…
عَمًى وَهُدَاةٌ يَهْتَدُونَ بِمُهْتَدِ
وَقَدْ نَزَلَتْ مِنْهُ عَلَى أَهْلِ يَثْرِبٍ
…
رِكَابُ هُدًى حَلَّتْ عَلَيْهِمْ بِأَسْعَدِ
نَبِيٌّ يَرَى مَا لَا يَرَى النَّاسُ حَوْلَهُ
…
وَيَتْلُو كِتَابَ اللهِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ
وَإِنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مَقَالَةَ غَائِبٍ
…
فَتَصْدِيقُهَا فِي الْيَوْمِ أَوْ فِي ضُحَى الْغَدِ
(3)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَيُسْتَدَلُّ عَلَى صِحَّتِهِ وَصِدْقِ رُوَاتِهِ بِدَلَائِلَ
(4)
:
فَمِنْهَا نُزُولُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالْخَيْمَتَيْنِ مُتَوَاتِرٌ فِي أَخْبَارٍ صَحِيحَةٍ ذَوَاتِ عَدَدٍ.
وَمِنْهَا أَنَّ الَّذِينَ سَاقُوا الْحَدِيثَ عَلَى وَجْهِهِ أَهْلُ الْخَيْمَتَيْنِ مِنَ الْأَعَارِبِ
(1)
في (و): "صرع" وأشار إلى أنها في نسخة أخرى: "صريح".
(2)
في (و) و (ص) و (ك): "وهنا".
(3)
إتحاف المهرة (13/ 624 - 17225)، سليمان بن الحكم، وأيوب بن الحكم، وحزام بن هشام وثقهم ابن حبان ولم يخرج لهم الشيخان، وانظر تعليق ابن الملقن على حديث (4320) والحسين بن حميد بن الربيع صاحب التاريخ متهم لكن لم ينفرد به.
(4)
في (و): "بدليل".
الَّذِينَ لَا يُتَّهَمُونَ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ وَالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ، وَقَدْ أَخَذُوهُ لَفْظًا بَعْدَ لَفْظٍ عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، وَأُمِّ مَعْبَدٍ.
وَمِنْهَا أَنَّ لَهُ أَسَانِيدَ كَالْأَخْذِ بِالْيَدِ أَخَذَهُ الْوَلَدُ عَنْ أَبِيهِ، وَالْأَبُ عَنْ جَدِّهِ، لَا إِرْسَالٌ، وَلَا وَهَنٌ فِي الرُّوَاةِ.
وَمِنْهَا أَنَّ الْحُرَّ بْنَ الصَّيَّاحِ النَّخَعِيَّ أَخَذَهُ عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ كَمَا أَخَذَهُ وَلَدُهُ عَنْهُ.
فَأَمَّا الْإِسْنَادُ الَّذِي رَوَيْنَاهُ بِسِيَاقَةِ الْحَدِيثِ عَنِ الْكَعْبِيِّينَ، فَإِنَّهُ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَالٍ لِلْعَرَبِ الْأَعَارِبَةِ.
وَقَدْ عَلَوْنَا فِي حَدِيثِ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ:
4319 -
حدثناه
(1)
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ - عَوْدًا عَلَى بَدْءٍ - أَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَدَ بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ وَهْبٍ الْمَذْحِجِيُّ، ثَنَا الْحُرُّ بْنُ الصَّيَّاحِ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ
(2)
الْخُزَاعِيِّ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ هَاجَرَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ مِثْلَ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ
(3)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ الْخَيْمَتَيْنِ الْمَعْرُوفُ بِرُوَاتِهِ فَقَدْ:
4320 -
حدثناه أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
(1)
في (ك) و (م): "حدثنا".
(2)
في (و) و (ك) و (ص): "سعيد"!، وقال البخاري في ترجمة بشر بن محمد بن أبان أبي أحمد البصري (2/ 84):"الحر ما أدري أدرك أبا معبد؟، أبو معبد قتل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم".
(3)
إتحاف المهرة (14/ 379 - 17845).
مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَّارٍ.
وَأَخْبَرَنِي
(1)
عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّوْرَقِيُّ فِي آخَرِينَ قَالُوا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْإِمَامُ.
وَأَخْبَرَنِي مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَاقَرْحِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالُوا: ثَنَا مُكْرَمُ بْنُ مُحْرِزٍ. ثُمَّ سَمِعْتُ الشَّيْخَ الصَّالِحَ أَبَا بَكْرٍ [أَحْمَدَ]
(2)
بْنَ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْبَزَّارَ الْقَطِيعِيَّ يَقُولُ: ثَنَا مُكْرَمُ بْنُ مُحْرِزٍ، عَنْ أَبِيهِ
(3)
، فَذَكَرُوا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ بِنَحْوٍ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ
(4)
.
فَقُلْتُ لِشَيْخِنَا أَبِي بَكْرٍ الْقَطِيعِيِّ: سَمِعَهُ الشَّيْخُ مِنْ مُكْرَمٍ؟ قَالَ: إِيْ وَاللهِ، حَجَّ بِي أَبِي وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ، فَأَدْخَلَنِي عَلَى مُكْرَمِ بْنِ مُحْرِزٍ
(5)
.
4321 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا مُوسَى بْنُ الْمُسَاوِرِ
(6)
، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الصَّنْعَانِيُّ، ثَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ الزُّبَيْرَ
(1)
في (ك) و (و) و (ص): "أخبرني".
(2)
في النسخ الخطية كلها: "محمد"!، والمثبت من سائر أسانيد المصنف.
(3)
هو: محرز بن مهدي بن عبد الرحمن بن عمرو بن خويلد، ومكرم يروي عن أبيه عن حزام بن هشام بن حبيش عن أبيه عن جده.
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ما في هذه الطرق شيء على شرط الصحيح"، وقال ابن الملقن في كتابه مختصر استدرك الذهبي بعدما ساق كلام الذهبي (2/ 1092):"ذكره معترضا على قول الحاكم أن ذلك متواترا، لوجوه ذكرها. نعم له طريق على شرط البخاري ومسلم أقره الذهبي عليه وهو أول طرقه". كذا قال!.
(5)
إتحاف المهرة (13/ 624 - 17225).
(6)
في الإتحاف: "موسى بن مشاور".
يَذْكُرُ، أَنَّهُ لَقِيَ الرَّكْبَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا تُجَّارًا بِالشَّامِ قَافِلِينَ مِنْ مَكَّةَ عَارَضُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ بِثِيَابٍ بَيَاضٍ حِينَ سَمِعُوا بِخُرُوجِهِمْ، فَلَمَّا سَمِعَ الْمُسْلِمُونَ بِالْمَدِينَةِ بِمَخْرَجِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانُوا يَغْدُونَ كُلَّ غَدَاةٍ إِلَى الْحَرَّةِ، فَيَنْتَظِرُونَهُ حَتَّى يُؤْذِيَهُمْ حَرُّ الظَّهِيرَةِ، فَانْقَلَبُوا يَوْمًا بَعْدَمَا أَطَالُوا انْتِظَارَهُ، فَلَمَّا آوَوْا إِلَى بُيُوتِهِمْ أَوْفَى رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ أُطُمًا مِنْ آطَامِهِمْ لِيَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَبَصُرَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ مُبَيَّضِينَ يَزُولُ بِهِمُ السَّرَابُ، فَلَمْ يَمْلِكِ الْيَهُودِيُّ أَنْ قَالَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ، هَذَا صَاحِبُكُمُ الَّذِي تَنْتَظِرُونَ، فَثَارَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى السِّلَاحِ، فَتَلَقَّوْا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى تَلَقَّوْهُ بِظَهْرِ الْحَرَّةِ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(2)
.
4322 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَسْجِدَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَهُوَ مَسْجِدُ قُبَاءٍ يُصَلِّي فِيهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رِجَالٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَدَخَلَ مَعَهُمْ صُهَيْبٌ، فَسَأَلْتُهُ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ إِذَا سُلِّمَ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: كَانَ يُشِيرُ بِيَدِهِ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
إتحاف المهرة (4/ 551 - 4641).
(2)
بل أخرجه البخاري في مناقب الأنصار (5/ 59).
(3)
إتحاف المهرة (6/ 313 - 6560).
4323 -
أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَنْطَرِيُّ بِبَغْدَادَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ، قَالَا: ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، ثَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحِزَامِيُّ
(1)
، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ - يَعْنِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ - فَيُصَلِّيَ فِيهِ كَانَتْ كَعَدْلِ
(2)
عُمْرَةٍ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4324 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَدِينِيُّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، ثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ
(4)
، قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ سَعْدٍ وَعَائِشَةَ بِنْتَ سَعْدٍ يَقُولَانِ: سَمِعْنَا سَعْدًا يَقُولُ: لَأَنْ أُصَلِّيَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ فِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4325 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ السَّدُوسِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:
(1)
كذا في النسخ الخطية كلها والتلخيص، وفي شعب الإيمان للبيهقي (6/ 69) عن المصنف:"الخزامي"، وهو: محمد بن سليمان القبائي الكرماني من رجال التهذيب، ولم نجد من نسبه حزاميا إلا في هذا السند، والله أعلم.
(2)
في (ك): "تعدل".
(3)
إتحاف المهرة (6/ 84 - 6166).
(4)
هو: ابن عتبة بن أبي وقاص. من رجال التهذيب.
(5)
إتحاف المهرة (5/ 131 - 5059).
شَهِدْتُ يَوْمَ دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَلَمْ أَرَ يَوْمًا أَحْسَنَ وَلَا أَضْوَءَ مِنْهُ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجْهُ
(2)
.
4326 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه قَالَ: وَمَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ، وَخَرَجَ النَّاسُ حَتَّى دَخَلْنَا فِي الطَّرِيقِ، وَصَاحَ النِّسَاءُ وَالْخُدَّامُ وَالْغِلْمَانُ: جَاءَ مُحَمَّدٌ جَاءَ رَسُولُ اللهِ، اللهُ أَكْبَرُ، جَاءَ مُحَمَّدٌ جَاءَ رَسُولُ اللهِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ انْطَلَقَ، فَنَزَلَ حَيْثُ أُمِرَ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(4)
.
4327 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الحُسَيْنُ بْنُ الفَضْلِ، ثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، ثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا وَرَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: وَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ، فَلَمَّا تَبَيَّنْتُ وَجْهَهُ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ يَتَكَلَّمُ أَنْ
(1)
إتحاف المهرة (1/ 495 - 542).
(2)
في (و) و (ك): "يخرجاه".
(3)
إتحاف المهرة (8/ 214 - 9240).
(4)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: قد أخرجه بطوله البخاري، وأخرج مسلم بعضه". نقول أخرجه البخاري (3/ 127) و (4/ 201) و (5/ 3، 64) و (7/ 108) مطولا بدون ذكر هذه القصة، ومسلم في الأشربة مختصرا (6/ 104)، وفي الزهد والرقائق (8/ 236) مطولا بتمامه.
قَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4328 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثَنَا حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ - مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَمَّا بَنَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ رضي الله عنه بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ رضي الله عنه بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"هَؤُلَاءِ وُلَاةُ الْأَمْرِ بَعْدِي"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4329 -
حدثنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْخَيَّاطُ
(3)
بِبَغْدَادَ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ الْبَزَّارُ، ثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ
(4)
، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: أَخْطَأَ النَّاسُ فِي الْعَدَدِ مَا عَدُّوا مِنْ بَيْعَتِهِ، وَلَا مِنْ وَفَاتِهِ، إِنَّمَا عَدُّوا مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ
(5)
.
(1)
إتحاف المهرة (6/ 676 - 7179)، وسيأتي في البر (7505).
(2)
إتحاف المهرة (5/ 544 - 5901)، واستنكره البخاري في تاريخه الكبير (3/ 117) على حشرج وقال:"وهذا لم يتابع عليه؛ لأن عمر بن الخطاب وعليا قالا: لم يستخلف النبي صلى الله عليه وسلم"، وانظر لتمام الفائدة الكامل لابن عدي (3/ 372)، وتعقب الحافظ له في تهذيب التهذيب (3/ 377)، والحديث الآتي برقم (4581).
(3)
هو: محمد بن أحمد بن تميم القنطري الخياط، يروي عن عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزاز.
(4)
هو: إسماعيل بن إبراهيم القطيعي. من رجال التهذيب.
(5)
إتحاف المهرة (6/ 118 - 6227).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(1)
.
4330 -
حدثني مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ
(2)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ
(3)
عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ التَّارِيخُ فِي السَّنَةِ الَّتِي قَدِمَ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وَفِيهَا وُلِدَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4331 -
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ
(5)
بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: جَمَعَ عُمَرُ النَّاسَ، فَسَأَلَهُمْ: مِنْ أَيِّ يَوْمٍ يُكْتَبُ التَّارِيخُ؟ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: مِنْ يَوْمِ هَاجَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَتَرَكَ أَرْضَ الشِّرْكِ، فَفَعَلَهُ
(6)
عُمَرُ رضي الله عنه
(7)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4332 -
أخبرنا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا
(1)
بل أخرجه البخاري في مناقب الأنصار (5/ 68) عن عبد الله بن مسلمة عن ابن أبي حازم به.
(2)
هو: سعيد بن الحكم بن محمد المصري، عن محمد بن مسلم الطائفي.
(3)
في (ص): "بن".
(4)
إتحاف المهرة (7/ 657 - 8700).
(5)
في الإتحاف: "عبد الله"، وعثمان وثقه ابن حبان.
(6)
في (ك): "فيفعله".
(7)
إتحاف المهرة (11/ 407 - 14309).
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْحَارِثِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ صالِحِ بْنِ حَيٍّ، عَن حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا وَرَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ آخَى بَيْنَ أَصْحَابِهِ، فَجَاءَ عَلِيٌّ رضي الله عنه تَدْمَعُ عَيْنَاهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، آخَيْتَ بَيْنَ أَصْحَابِكَ، وَلَمْ تُؤَاخِ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحَدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا عَلِيُّ، أَنْتَ أَخِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"
(1)
.
تَابَعَهُ سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ جُمَيْعٍ بِزِيَادَةٍ فِي السِّيَاقَةِ:
4333 -
حدثناه أَبُو سَهْلٍ أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّحْوِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ الْكَاهِلِيُّ
(2)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ التَّيْمِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَ أَصْحَابِهِ، فَآخَى بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَبَيْنَ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ، وَبَيْنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ قَدْ آخَيْتَ بَيْنَ أَصْحَابِكَ فَمَنْ أَخِي؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَمَا تَرْضَى يَا عَلِيُّ أَنْ أَكُونَ أَخُوكَ؟ ".
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عَلِيٌّ رضي الله عنه جَلْدًا شُجَاعًا، فَقَالَ عَلِيٌّ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنْتَ أَخِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"
(3)
.
(1)
إتحاف المهرة (8/ 290 - 9398)، وقال الذهبي في كتاب موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: حكيم وشيخه ضعفاء، وهذا الحديث منكر".
(2)
في (و) و (ص) و (ك): "الكاملي".
(3)
إتحاف المهرة (8/ 290 - 9398)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: جميع اتهم، والكاهلي هالك"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"الكاهلي ليس بقوي"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"لم يتكلم عليه. وجميع، وسالم، وإسحاق، وحكيم ضعفاء يذكرون بالرفض"، وقال البخاري في جُميع: فيه نظر، واستنكر عليه =
4334 -
حدثنا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقَطَّانُ، قَالَا: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ.
وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو الْحَرَشِيُّ
(1)
، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ النَّصْرِيُّ
(2)
، قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا إِذَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَكَانَ لَهُ بِهَا عَرِيفٌ نَزَلَ عَلَى عَرِيفِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ بِهَا عَرِيفٌ نَزَلَ الصُّفَّةَ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَلَمْ يَكُنْ لِي بِهَا عَرِيفٌ، فَكَانَ يُجْرَى عَلَيْنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّ يَوْمٍ مُدٌّ مِنْ تَمْرٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ، وَيَكْسُونَا الْخُنُفَ، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْضَ صَلَوَاتِ النَّهَارِ، فَلَمَّا سَلَّمَ نَادَاهُ أَهْلُ الصُّفَّةِ يَمِينًا وَشِمَالًا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَحْرَقَ بُطُونَنَا التَّمْرُ، وَتَخَرَّقَتْ عَنَّا
(3)
الْخُنُفُ، فَمَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مِنْبَرِهِ فَصَعِدَهُ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَكَرَ شِدَّةَ مَا لَقِيَ مِنْ قَوْمِهِ، وَحَتَّى قَالَ: "فَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ وَعَلَى صَاحِبِي بِضْعَ عَشْرَةَ، وَمَا لِي وَلَهُ طَعَامٌ إِلَّا الْبَرِيرَ - قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي حَرْبٍ: وَأَيُّ شَيْءٍ الْبَرِيرُ؟ قَالَ: طَعَامُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، تَمْرُ الْأَرَاكِ - فَقَدِمْنَا عَلَى إِخْوَانِنَا هَؤُلَاءِ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَعُظْمُ طَعَامِهِمُ التَّمْرُ، فَوَاسَوْنَا فِيهِ، وَاللهِ لَوْ أَجِدُ لَكُمُ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ لَأَشْبَعْتُكُمْ مِنْهُ، وَلَكِنْ عَسَى أَنْ تُدْرِكُوا زَمَانًا
= ابن عدي حديثه هذا وقال: "وعامة ما يرويه لا يتابع عليه"، لكن أخرجه الترمذي (6/ 292) من حديث علي بن قادم به، وقال: حسن غريب.
(1)
في الإتحاف: "الحربي".
(2)
هو: طلحة بن عمرو، ويقال: ابن عبد الله النصري.
(3)
في التلخيص: "علينا".
حَتَّى يُغْدَى عَلَى أَحَدِكُمْ بِجَفْنَةٍ وَيُرَاحُ عَلَيْهِ بِأُخْرَى". قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَحْنُ الْيَوْمَ خَيْرٌ، أَمْ ذَاكَ الْيَوْمَ؟ قَالَ: "بَلْ أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ، أَنْتُمُ الْيَوْمَ مُتَحَابُّونَ، وَأَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ - أُرَاهُ قَالَ: - مُتَبَاغِضُونَ"
(1)
.
هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي سَهْلٍ الْقَطَّانِ، وَحَدِيثُ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى عَلَى الِاخْتِصَارِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(2)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4335 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، قَالَ: ثَنَا مُجَاهِدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ أَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافَ الْإِسْلَامِ، لَا يَأْوُونَ إِلَى أَهْلٍ وَلَا مَالٍ، وَوَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنْ كُنْتُ لَأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي إِلَى الْأَرْضِ مِنَ الْجُوعِ، وَأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنَ الْجُوعِ، وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمُ الَّذِي يَخْرُجُونَ فِيهِ
(3)
، فمَرَّ بِي أَبُو بَكرٍ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ، مَا أَسْأَلُهُ إِلَّا لِيَسْتَتْبِعَنِي، فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ عُمَرُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ تَعَالَى مَا أَسْأَلُهُ إِلَّا لِيَسْتَتْبِعَنِي، فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِي، وَقَالَ:"أَبَا هِرٍّ". قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ:"الْحَقْ"، وَمَضَى، فَاتَّبَعْتُهُ، وَدَخَلَ مَنْزِلَهُ، فَاسْتَأْذَنْتُهُ، فَأَذِنَ لِي، فَوَجَدَ لَبَنًا فِي قَدَحٍ، فَقَالَ: "مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هَذَا
(1)
إتحاف المهرة (6/ 368 - 6660)، وسيأتي في الفتن (8903).
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: سمعه جماعة من داود وهو في مسند أحمد".
(3)
في (و): "منه".
اللَّبَنُ؟ ". فَقِيلَ: أَهْدَاهُ لَنَا فُلَانٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَبَا هِرٍّ". فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ، فَقَالَ: "الْحَقْ أَهْلَ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ، فَهُمْ أَضْيَافُ الْإِسْلَامِ، لَا يَأْوُونَ عَلَى أَهْلٍ، وَلَا عَلَى مَالٍ". إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ، وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئًا، وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فَأَصَابَ مِنْهَا، وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا
(1)
، فَسَاءَنِي ذَلِكَ، وَقُلْتُ: مَا هَذَا الْقَدَحُ بَيْنَ أَهْلِ الصُّفَّةِ وَأَنَا رَسُولُهُ إِلَيْهِمْ، فَيَأْمُرُنِي
(2)
أَنْ أُدَوِّرَهُ عَلَيْهِمْ، فَمَا عَسَى أَنْ يُصِيبَنِي مِنْهُ، وَقَدْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يُصِيبَنِي مِنْهُ مَا يُغْنِينِي، وَلَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ طَاعَةِ اللهِ، وَطَاعَةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ، وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ، قَالَ:"أَبَا هِرٍّ، خُذِ الْقَدَحَ فَأَعْطِهِمْ". فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ، فَجَعَلْتُ أُنَاوِلُهُ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يُرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّهُ، وَيَشْرَبُ الْآخَرُ
(3)
، حَتَّى انْتَهَيْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ رُوِيَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقَدَحَ، فَوَضَعَهُ عَلَى يَدَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ فَتَبَسَّمَ، وَقَالَ:"أَبَا هِرٍّ"، فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ:"اقْعُدْ فَاشْرَبْ"، فَشَرِبْتُ، ثُمَّ قَالَ:"اشْرَبْ"، فَشَرِبْتُ، ثُمَّ قَالَ:"اشْرَبْ"، فَشَرِبْتُ، فَلَمْ أَزَلْ أَشْرَبُ وَيَقُولُ:"اشْرَبْ"، حَتَّى قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا، فَأَخَذَ الْقَدَحَ، فَحَمِدَ اللهَ، وَسَمَّى، ثُمَّ شَرِبَ
(4)
.
(1)
قوله: "فيها" سقط من (ك).
(2)
في (ك): "ويأمرني".
(3)
في النسخ الخطية كلها: "ويشرب أوله الآخر"، وقد ضرب على كلمة:"أوله" في (و)، وارتأينا حذفها ليستقيم المعنى، والله أعلم.
(4)
إتحاف المهرة (15/ 488 - 19743).
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ
(1)
.
4336 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَتَّابٍ الْعَبْدِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، ثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَقَدْ كَانَ أَصْحَابُ الصُّفَّةِ سَبْعِينَ رَجُلًا مَا لَهُمْ أَرْدِيَةٌ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: تَأَمَّلْتُ هَذِهِ الْأَخْبَارَ الْوَارِدَةَ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ، فَوَجَدْتُهُمْ مِنْ أَفَاضِلِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم وَرَعًا، وَتَوَكُّلًا عَلَى اللهِ عز وجل، وَمُلَازَمَةً لِخِدْمَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، اخْتَارَ اللهُ تَعَالَى لَهُمْ مَا اخْتَارَهُ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَسْكَنَةِ، وَالْفَقْرِ، وَالتَّفَرُّغِ لِعِبَادَةِ اللهِ عز وجل، وَتَرْكِ الدُّنْيَا لِأَهْلِهَا، وَهُمُ الطَّائِفَةُ الْمُنْتَمِيَةُ إِلَيْهُمُ الصُّوفِيَّةُ قَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ، فَمَنْ جَرَى عَلَى سُنَّتِهِمْ وَصَبْرِهِمْ عَلَى تَرْكِ الدُّنْيَا وَالْأُنْسِ بِالْفَقْرِ، وَتَرْكِ التَّعَرُّضِ لِلسُّؤَالِ، فَهُمْ فِي كُلِّ عَصْرٍ بِأَهْلِ الصُّفَّةِ مُقْتَدُونَ، وَعَلَى خَالِقِهِمْ مُتَوَكِّلُونَ.
(1)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: وهذا الحديث عند البخاري أخرجه بعلو: عن أبي نعيم، عن عمر بن ذر" البخاري في الاستئذان والرقاق من حديث أبي نعيم وابن المبارك عن عمر بن ذر (8/ 55، 96) وأخرجه في الأطعمة (7/ 68) مختصرا من وجه آخر.
(2)
إتحاف المهرة (15/ 40 - 18824).
(3)
بل أخرجه البخاري في الصلاة (1/ 96) من حديث محمد بن فضيل عن أبيه به: "رأيت سبعين من أصحاب الصفة ما منهم رجل عليه رداء إما إزار وإما كساء، قد ربطوا في أعناقهم فمنها ما يبلغ نصف الساقين، ومنها ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته".
4337 -
وقد حدثنا شَيْخُ التَّصَوُّفِ فِي عَصْرِهِ أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجُرَيْرِيُّ
(1)
، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيَّ يَقُولُ: لَمَّا بَعَثَ اللهُ عز وجل النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي الدُّنْيَا سَبْعَةُ أَصْنَافٍ مِنَ النَّاسِ: الْمُلُوكُ، وَالْمُزَارِعُونَ
(2)
، وَأَصْحَابُ الْمَوَاشِي، وَالتُّجَّارُ، وَالصُّنَّاعُ، وَالْأُجَرَاءُ، وَالضُّعَفَاءُ، وَالْفُقَرَاءُ، لَمْ يُؤْمَرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنْ يَنْتَقِلَ مِمَّا هُوَ فِيهِ، وَلَكِنْ أَمَرَهُمْ بِالْعِلْمِ وَالْيَقِينِ وَالتَّقْوَى وَالتَّوَكُّلِ فِي جَمِيعِ مَا كَانُوا فِيهِ. قَالَ سَهْلٌ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ: وَيَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَقُولَ: مَا يَنْبَغِي لِي بَعْدَ عِلْمِي بِأَنِّي عَبْدُكَ أَنْ أَرْجُوَ، أَوْ أُؤَمِّلَ
(3)
غَيْرَكَ، وَلَا أَتَوَهُّمَ عَلَيْكَ إِذْ خَلَقْتَنِي وَصَيَّرْتَنِي
(4)
عَبْدًا لَكَ أَنْ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي، أَوْ تُوَلِّي أُمُورِي غَيْرَكَ
(5)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: وَقَدْ وَصَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الطَّائِفَةَ بِمَا خَصَّهُمُ اللهُ تَعَالَى بِهِ مِنْ بَيْنِ الطَّوَائِفِ
(6)
بِصِفَاتٍ، فَمَنْ وُجِدَتْ فِيهِ تِلْكَ الصِّفَاتُ اسْتَحَقَّ بِهَا اسْمَ التَّصَوُّفِ.
(1)
يعني: الزاهد شيخ الصوفية، قيل اسمه أحمد بن محمد بن حسين، وقيل: عبد الله بن يحيى، وقيل: حسن بن محمد.
(2)
في (ص) و (و): "الزارعون"، وأشار في حاشية (و) إلى أنها في نسخة:"المزارعون".
(3)
في (ك): "آمل"، وفي (ص):"وأمل".
(4)
في (م): "وصورتني".
(5)
إتحاف المهرة (19/ 62 - 24383) إلا أنه أشار أنه في باب دلائل النبوة، وهو هنا في الهجرة.
(6)
في (و): "الخلائق".
4338 -
أخبرنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ حَقًّا ابْنُ السَّمَّاكِ بِبَغْدَادَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ
(1)
، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ
(2)
وَضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ
(3)
، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خِيَارُ أُمَّتِي فِيمَا أَنْبَأَنِي الْمَلَأُ الْأَعْلَى، قَوْمٌ
(4)
يَضْحَكُونَ جَهْرًا فِي سَعَةِ رَحْمَةِ رَبِّهِمْ عز وجل، وَيَبْكُونَ سِرًّا مِنْ خَوْفِ شِدَّةِ عَذَابِ رَبِّهِمْ عز وجل، يَذْكُرُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ فِي الْبُيُوتِ الطَّيِّبَةِ الْمَسَاجِدِ، وَيَدْعُونَهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ رَغَبًا وَرَهَبًا، وَيَسْأَلُونَهُ بِأَيْدِيهِمْ خَفْضًا وَرَفْعًا، وَيُقْبِلُونَ بِقُلُوبِهِمْ عَوْدًا وَبَدْأً، فَمَئُونَتُهُمْ عَلَى النَّاسِ خَفِيفَةٌ، وَعَلَى أَنْفُسِهِمْ ثَقِيلَةٌ، يَدِبُّونَ فِي الْأَرْضِ حُفَاةً عَلَى أَقْدَامِهِمْ كَدَبِيبِ النَّمْلِ، بِلَا مَرَحٍ وَلَا بَذَخٍ، يَمْشُونَ بِالسَّكِينَةِ، وَيَتَقَرَّبُونَ بِالْوَسِيلَةِ، وَيَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، وَيُقَرِّبُونَ الْقُرْبَانَ، وَيَلْبَسُونَ الْخُلْقَانَ، عَلَيْهِمْ مِنَ اللهِ تَعَالَى شُهُودٌ حَاضِرَةٌ، وَعَيْنٌ حَافِظَةٌ يَتَوَسَّمُونَ الْعِبَادَ، وَيَتَفَكَّرُونَ فِي الْبِلَادِ، أَرْوَاحُهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَقُلُوبُهُمْ فِي الْآخِرَةِ، لَيْسَ لَهُمْ هَمٌّ إِلَّا إِمَامُهُمْ، أَعَدُّوا الْجِهَازَ
(5)
لِقُبُورِهِمْ، وَالْجَوَازَ لِسَبِيلِهِمْ، وَالِاسْتِعْدَادَ لِمُقَامِهِمْ"، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {ذَلِكَ
(1)
هو: إبراهيم بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع، ابن عم الإمام الشافعي.
(2)
في التلخيص: "الوليد بن مسلمة"!.
(3)
هو: محمد بن أبي حميد: إبراهيم، أبو إبراهيم المدني، لقبه حماد. ضعيف من رجال التهذيب.
(4)
في (ك): "يوم".
(5)
في (و) و (ك) و (ص): "الجهاد".
لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ}
(1)
.
(2)
قَالَ الْحَاكِمُ: فَمَنْ وُفِّقَ لِاسْتِعْمَالِ هَذَا الْوَصْفِ مِنْ مُتَصَوِّفَةِ زَمَانِنَا فَطُوبَاهُ، فَهُوَ الْمُقَفِّي لِهَدْيِ مَنْ تَقَدَّمَهُ، وَالصُّوفِيَّةُ: طَائِفَةٌ مِنْ طَوَائِفِ الْمُسْلِمِينَ، فَمِنْهُمْ أَخْيَارٌ، وَمِنْهُمْ أَشْرَارٌ، لَا كَمَا يَتَوَهَّمُهُ رِعَاعُ النَّاسِ وَعَوَامُّهُمْ، وَلَوْ عَلِمُوا مَحَلَّ الطَّبَقَةِ الْأُولَى مِنْهُمْ مِنَ الْإِسْلَامِ، وَقُرْبِهِمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَأَمْسَكُوا عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الْوَقِيعَةِ فِيهِمْ، فَأَمَّا أَهْلُ الصُّفَّةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ أَسَامِيَهُمْ فِي الْأَخْبَارِ الْمَنْقُولَةِ إِلَيْنَا مُتَفَرِّقَةٌ، وَلَوْ ذَكَرْتُ كُلَّ حَدِيثٍ مِنْهَا بِإِسْنَادِهِ وَسِيَاقَةِ مَتْنِهِ لَطَالَ بِهِ الْكِتَابُ، وَلَمْ يَجِئْ بَعْضُ أَسَانِيدِهَا عَلَى شَرْطِي فِي هَذَا الْكِتَابِ، فَذَكَرْتُ الْأَسَامِيَ مِنْ تِلْكَ الْأَخْبَارِ عَلَى سَبِيلِ الِاخْتِصَارِ، وَهُمْ: أَبُو عَبْدِ اللهِ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَأَبُو الْيَقْظَانِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ، وَالْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ - وَقَدْ كَانَ الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ تَبَنَّاهُ، فَقِيلَ: الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْكِنْدِيُّ - وَخَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ،
(1)
(إبراهيم: آية 14). قال البيهقي في الشعب (2/ 214) بعد أن رواه عن المصنف: "تفرد به حماد بن أبي حميد، وليس بالقوي في الحديث عند أهل العلم"، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: هذا عجيب منكر، وحماد ضعيف، ولكن لا يحتمل مثل هذا، وأحسبه أدخل على ابن السماك، ولا وجه لذكره في هذا الكتاب"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: هذا حديث منكر، لا يحتمله هذا الإسناد مع ضعف حماد، وعياض لا يدرى من هو، ومكحول يدلس"، نقول ذكره الحافظ في الإصابة وقال:"ذكره أبو موسى المديني في الصحابة وأخرج له هذا الحديث، وأخرج أبو نعيم في الحلية - (1/ 16) - نحو هذا الحديث من وجه آخر - فيه مجاهيل - عن مكحول فقال: عياض بن غنم" اهـ. من الإصابة بزيادة وتصرف.
(2)
إتحاف المهرة (12/ 639 - 16237)، ثم قال:"قلت: إسناد ضعيف منقطع".
وَبِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ، وَصُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ، وَزَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ أَخُو عُمَرَ، وَأَبُو كَبْشَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو مَرْثَدٍ كَنَّازُ بْنُ حُصَيْنٍ الْعَدَوِيُّ، وَسَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَمِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيُّ، وَمَسْعودُ بْنُ الرَّبِيعِ الْقَارِىُّ، وَعُمَيْرُ بْنُ عَوْفٍ مَوْلَى سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَصَفْوَانُ بْنُ بَيْضَاءَ، وَأَبُو عَبْسِ
(1)
بْنُ جَبْرٍ، وَعُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ، وَأَبُو لُبَابَةَ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، وَسَالِمُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ ثَابِتٍ - وَكَانَ أَحَدُ الْبَكَّائِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَفِيهِ نَزَلَتْ:{وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ}
(2)
- وَأَبُو الْيَسَرِ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو، وَخُبَيْبُ بْنُ يَسَافٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ، وَأَبُو ذَرٍّ جُنْدُبُ بْنُ جُنَادَةَ الْغِفَارِيُّ، وَعُتْبَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ - وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنهما مِمَّنْ يَأْوِي إِلَيْهِمْ، وَيَبِيتُ مَعَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ أَيْضًا مِمَّنْ يَأْوِي إِلَيْهِمْ، وَيَبِيتُ مَعَهُمْ - وَأَبُو الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرُ بْنُ عَامِرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرٍ الْجُهَنِيُّ، وَالْحَجَّاجُ بْنُ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيُّ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّ، وَثَوْبَانُ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمُعَاذُ بْنُ الْحَارِثِ الْقَارِيُّ، وَالسَّائِبُ بْنُ خَلَّادٍ، وَثَابِتُ بْنُ وَدِيعَةَ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ.
قَالَ الْحَاكِمُ رضي الله عنه: عَلَّقْتُ هَذِهِ الْأَسَامِيَ مِنْ أَخْبَارٍ
(3)
كَثِيرَةٍ مُتَفَرِّقَةٍ، فِيهَا ذِكْرُ أَهْلِ الصُّفَّةِ وَالنَّازِلِينَ مَعَهُمُ الْمَسْجِدَ، فَمِنْهُمْ مَنْ تَقَدَّمَتْ هِجْرَتُهُ، مِثْلُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَسَلْمَانَ، وَبِلَالٍ، وَصُهَيْبٍ، وَالْمِقْدَادِ، وَغَيْرِهِمْ، وَمِنْهُمْ مَنْ
(1)
في (و) و (ك): "عيسى".
(2)
(التوبة: آية 92).
(3)
في (و): "كتب" وأشار إلى أنها في نسخة أخرى: "أخبار".
تَأَخَّرَتْ هِجْرَتُهُ، فَسَكَنَ الْمَسْجِدَ فِي جُمْلَةِ أَهْلِ الصُّفَّةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَسْلَمَ عَامَ الْفَتْحِ، ثُمَّ وَرَدَ مَعَهُ
(1)
، وَقَعَدَ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ، إِذْ لَمْ يأوِ بِالْمَدِينَةِ إِلَى أَهْلٍ وَلَا مَالٍ، وَلَا يُعَدُّ فِي الْمُهَاجِرِينَ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم:"لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ". وَإِنَّ مِمَّا أَرْجُو مِنْ فَضْلِ اللهِ عز وجل أَنَّ كُلَّ مَنْ جَرَى عَلَى سُنَّتِهِمْ فِي التَّوَكُّلِ وَالْفَقْرِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَنَّهُ مِنْهُمْ، وَمِمَّنْ يُحْشَرُ مَعَهُمْ، وَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَحَبَّهُمْ، وَإِنْ كَانَ يَرْجِعُ إِلَى دُنْيَا وَثَرْوَةٍ فَمَرْجُوٌّ لَهُ ذَلِكَ أَيْضًا لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ أَحَبَّ قَوْمًا حُشِرَ مَعَهُمْ".
4339 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: مَا كَانَ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} نَزَلَ بِالْمَدِينَةِ، وَمَا كَانَ:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ} فَبِمَكَّةَ
(2)
.
4340 -
أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْن مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا وَكِيعٌ، أَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَرَأْنَا الْمُفَصَّلَ حِينًا وَحِجَجًا بِمَكَّةَ لَيْسَ فِيهَا: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
في (ز) و (م): "مع"، وهي ساقطة من (ك).
(2)
إتحاف المهرة (10/ 382 - 12979)، ثم قال:"قلت: صحيح على شرط الشيخين".
(3)
إتحاف المهرة (10/ 335 - 12884)، وقد تقدم في التفسير (2922) من حديث يحيى بن آدم عن إسرائيل به.
حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ إِمْلَاءً فِي ذِي الْحِجَّةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِمِائَةٍ:
وَمِنْ كِتَابِ الْمَغَازِي وَالسَّرَايَا وَسَائِرِ الْوَقَائِعِ مِنَ الْهِجْرَةِ وَوَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
وَقَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى أَكْثَرِ مَا يَصِحُّ فِي هَذَا الْكِتَابِ، وَفِيهِ أَخْبَارٌ كَثِيرَةٌ مَدَارُهَا عَلَى أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، وَقَدْ تَفَرَّدَ بِإِخْرَاجِهَا
(1)
مُسْلِمٌ رحمه الله، وَقَدْ بَقِيَ عَلَيْهِمَا أَخْبَارٌ يَسِيرَةٌ رُوَاتُهَا ثِقَاتٌ مِمَّنْ لَمْ يُخَرِّجُوا عَنْهُمْ، فَمِنْهَا:
4341 -
نا حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْن رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَا: رَأَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنها فِيمَا يَرَى النَّائِمُ [قَبْلَ مَقْدَمِ]
(2)
ضَمْضَمُ بْنُ عَمْرٍو الْغِفَارِيُّ عَلَى فَرَسٍ بِمَكَّةَ بِثَلَاثِ لَيَالٍ رُؤْيَا، فَأَصْبَحَتْ عَاتِكَةُ فَأَعْظَمَتْهَا، فَبَعَثَتْ إِلَى أَخِيهَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَخِي، لَقَدْ رَأَيْتُ رُؤْيَا اللَّيْلَةَ، لَيَدْخُلَنَّ عَلَى قَوْمِكَ مِنْهَا شَرٌّ وَبَلَاءٌ، فَقَالَ: وَمَا هِيَ؟ فَقَالَتْ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى
(1)
في (ز) و (ك): "بإخراجهما".
(2)
ما بين المعقوفين مكانه في النسخ الخطية: "أقبل"، والمثبت من دلائل النبوة للبيهقي (3/ 29) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
النَّائِمُ أَنَّ رَجُلًا أَقْبَلَ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ، فَوَقَفَ بِالْأَبْطَحِ، فَقَالَ: انْفِرُوا يَا آلَ غُدَرٍ لِمَصَارِعِكُمْ
(1)
فِي ثَلَاثٍ، فَأَرَى النَّاسَ اجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، ثُمَّ أَرَى بَعِيرَهُ دَخَلَ بِهِ الْمَسْجِدَ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ، ثُمَّ مَثَلَ بِهِ بَعِيرُهُ، فَإِذَا هُوَ عَلَى رَأْسِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: انْفِرُوا يَا آلَ غُدَرٍ لِمَصَارِعِكُمْ
(2)
فِي ثَلَاثٍ
(3)
، ثُمَّ أَرَى بَعِيرَهُ مَثُلَ بِهِ عَلَى رَأْسِ أَبِي قُبَيْسٍ، فَقَالَ: انْفِرُوا يَا آلَ غُدَرٍ لِمَصَارِعِكُمْ فِي ثَلَاثٍ، ثُمَّ أَخَذَ صَخْرَةً، فَأَرْسَلَهَا مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ، فَأَقْبَلَتْ تَهْوِي حَتَّى إِذَا كَانَتْ فِي أَسْفَلَ، ثُمَّ ارْفَاضتْ، فَمَا بَقِيَتْ دَارٌ مِنْ دُورِ قَوْمِكَ، وَلَا بَيْتٌ إِلَّا دَخَلَ فِيهِ بَعْضُهَا، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: وَاللهِ، إِنَّ هَذهِ لَرُؤْيَا
(4)
فَاكْتُمِيهَا، قَالَتْ: وَأَنْتَ فَاكْتُمْهَا، لَئِنْ بَلَغَتْ هَذِهِ قُرَيْشًا لَيُؤْذُونَا
(5)
، فَخَرَجَ الْعَبَّاسُ مِنْ عِنْدِهَا، وَلَقِيَ الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ، وَكَانَ لَهُ صَدِيقًا، فَذكَرَهَا لَهُ، وَاسْتكْتَمَهُ إِيَّاهَا، فَذَكَرَهَا الْوَلِيدُ لِأَبِيهِ، فَتَحَدَّثَ بِهَا، فَفَشَا الْحَدِيثُ. قَالَ الْعَبَّاسُ: وَاللهِ، إِنِّي لَغَادٍ
(6)
إِلَى الْكَعْبَةِ لِأَطُوفَ بِهَا إِذْ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا أَبُو جَهْلٍ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ يَتَحَدَّثُونَ عَنْ رُؤْيَا عَاتِكَةَ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يَا أَبَا الْفَضْلِ، مَتَى حَدَّثَتْ هَذِهِ النَّبِيَّةُ فِيكُمْ؟ قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: رُؤْيَا رَأَتْهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَمَا رَضِيتُمْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنْ تَنَبَّأَ رِجَالُكُمْ حَتَّى تَنَبَّأَ نِسَاؤُكُمْ، فَسَنَتَرَبَّصُ بِكُمْ هَذِهِ الثَّلَاثَ الَّتِي ذَكَرَتْ
(1)
في (ك): "بمصارعكم".
(2)
في (ك): "بمصارعكم".
(3)
قوله: "في ثلاث" غير موجود في (ك) و (ص).
(4)
في (ص): "رؤيا".
(5)
في (و): "ليؤذنا"، وفي (ص):"لتؤذنا".
(6)
في (ك): "أجاد".
عَاتِكَةُ، فَإِنْ كَانَ حَقًّا فَسَيَكُونُ، وَإِلَّا كَتَبْنَا عَلَيْكُمْ كِتَابًا أَنَّكُمْ أَكْذَبُ أَهْلِ بَيْتٍ فِي الْعَرَبِ، فَوَاللهِ مَا كَانَ إِلَيْهِ مِنِّي مِنْ كَبِيرٍ إِلَّا أَنِّي أَنْكَرْتُ مَا قَالَتْ، فَقُلْتُ: مَا رَأَتْ شَيْئًا، وَلَا سَمِعْتُ بِهَذا، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ لَمْ تَبْقَ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَّا أَتَتْنِي، فَقُلْنَ: صَبَرْتُمْ لِهَذَا الْفَاسِقِ الْخَبِيثِ أَنْ يَقَعَ فِي رِجَالِكُمْ، ثُمَّ تَنَاوَلَ النِّسَاءَ وَأَنْتَ تَسْمَعُ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ غِيَرًا؟ فَقُلْتُ: قَدْ وَاللهِ صَدَقْتُنَّ، وَمَا كَانَ عِنْدِي فِي ذَلِكَ مِنْ غِيَرٍ إِلَّا أَنِّي قَدْ أَنْكَرْتُ مَا قَالَ، فَإِنْ عَادَ لَأَكْسَعَنَّهُ، فَغَدَوْتُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أَتَعَرَّضُهُ لِيَقُولَ شَيْئًا فَأُشَاتِمَهُ، فَوَاللهِ إِنِّي لَمُقْبِلٌ نَحْوَهُ، وَكَانَ رَجُلًا حَدِيدَ الْوَجْهِ، حَدِيدَ الْمَنْظَرِ، حَدِيدَ اللِّسَانِ، إِذْ وَلَّى نَحْوَ بَابِ الْمَسْجِدِ يَشْتَدُّ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: اللَّهُمَّ الْعَنْهُ، أَكُلُّ هَذَا فَرَقَا أَنْ أُشَاتِمَهُ، وَإِذَا هُوَ قَدْ سَمِعَ مَا لَمْ أَسْمَعْ صَوْتَ ضَمْضَمِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ بِالْأَبْطَحِ قَدْ حَوَّلَ رَحْلَهُ، وَشَقَّ قَمِيصَهُ، وَجَدَعَ بَعِيرَهُ، يَقولُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، اللَّطِيمَةَ اللَّطِيمَةَ، أَمْوَالُكُمْ مَعَ أَبِي سُفْيَانَ، وَتِجَارَتُكُمْ قَدْ عَرَضَ لَهَا مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ، فَالْغَوْثَ، فَشَغَلَهُ ذَلِكَ عَنِّي، فَلَمْ يَكُنْ إِلَّا الْجِهَازُ
(1)
، حَتَّى خَرَجْنَا، فَأَصَابَ قُرَيْشًا مَا أَصَابَهَا يَوْمَ بَدْرٍ مِنْ قَتْلِ أَشْرَافِهِمْ، وَأَسْرِ خِيَارِهِمْ، فَقَالَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ:
أَلَمْ تَكُنِ الرُّؤْيَا بِحَقٍّ وَعَابَكُمْ
(2)
…
بِتَصْدِيقِهَا فَلٌّ
(3)
مِنَ الْقَوْمِ هَارِبٌ
فَقُلْتُمْ وَلَمْ أَكْذِبْ كَذَبْتِ وَإِنَّمَا
…
يُكَذِّبُنَا بِالصِّدْقِ مَنْ هُوَ كَاذِبٌ
(1)
في (و)، و (ك):"الجهاد".
(2)
في (ك) و (و) و (ص): "رعابكم".
(3)
قال ابن الأثير (3/ 473): "الفَل: القوم المنهزمون من الفل: الكسر، وهو مصدر سمي به، ويقع على الواحد والاثنين والجميع، وربما قالوا: فلول وفلال".
وَذَكَرَ قِصَّةً طَوِيلَةً
(1)
.
4342 -
أخبرنا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ لَهُ: مَا كَانَ مَعَنَا إِلَّا فَرَسَانِ؛ فَرَسٌ لِلزُّبَيْرِ، وَفَرَسٌ لِلْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ. يَعْنِي: يَوْمَ بَدْرٍ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَإِنَّ أَبَا ثَابِتٍ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْمَدِينِيُّ، وَأَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، وَأَبُو مُعَاوِيةَ الْبَجَلِيُّ عَمَّارُ الدُّهْنِيُّ، وَكُلُّهُمْ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
4343 -
حدثنا
(4)
أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ
(5)
، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا يَوْمَ بَدْرٍ كُلَّ ثَلَاثَةٍ عَلَى بَعِيرٍ، قَالَ: وَكَانَ عَلِيٌّ وَأَبُو لُبَابَةَ زَمِيلَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: وَكَانَ إِذَا كَانَتْ عَقَبَتُهُ قُلْنَا: ارْكَبْ حَتَّى نَمْشِيَ، فَيَقُولُ: "مَا أَنْتُمَا
(6)
بِأَقْوَى مِنِّي، وَمَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمْ"
(7)
.
(1)
إتحاف المهرة (7/ 560 - 8453)، وقال الذهبي في التلخيص:"وحسين ضعيف".
(2)
إتحاف المهرة (11/ 503 - 14518).
(3)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: تفرد مسلم بأبي معاوية، والبخاري بأبي ثابت".
(4)
في (ك): "أخبرنا".
(5)
هو: عاصم بن بهدلة، ابن أبي النجود المقرئ أخرج له الشيخان كل منهما حديثا متابعة.
(6)
في (و) و (ص): "أنتم".
(7)
إتحاف المهرة (10/ 194 - 12562)، وقد تقدم في الجهاد (2481)، وقال:"صحيح الإسناد" فحسب.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4344 -
حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ
(1)
، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ: تَحَرُّوهَا لِإِحْدَى عَشْرَةَ يَبْقَيْنَ، صَبِيحَتُهَا يَوْمُ بَدْرٍ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4345 -
حدثنا
(3)
أَبُو إِسْحَاقَ وَأَبُو الْحُسَيْنِ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدٌ، ثَنَا قُتَيْبَةُ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: الْتَمِسُوهَا
(4)
لَيْلَةَ الْقَدْرِ لِتِسْعَ عَشْرَةَ صَبِيحَةَ يَوْمِ بَدْرٍ، يَوْمَ الْفُرْقَانِ، يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4346 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ
(6)
بْنِ أَبِي عِيسَى
(7)
، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُدِّيُّ
(8)
، ثَنَا شُعْبَةُ،
(1)
هو: محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل النيسابوري.
(2)
إتحاف المهرة (10/ 156 - 12475)، ورواه ابن أبي شيبة (6/ 29، 270) و (20/ 301) عن أبي معاوية عن الأعمش به موقوفا.
(3)
في (و) و (ك) و (ص): "وحدثنا".
(4)
في (و) و (ص)، والتلخيص:"التمسوا" وأشار في حاشية (و) إلى أنها في نسخة: "التمسوها".
(5)
إتحاف المهرة (10/ 156 - 12475) رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 92) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن حجير التغلبي عن الأسود به موقوفا.
(6)
في (و): "الحسين" وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة الحسن.
(7)
هو: علي بن الحسن بن موسى بن ميسرة الهلالي. من رجال التهذيب.
(8)
في (و) و (ك) و (ص): "الهدي".
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَوْمَ بَدْرٍ نَيِّفًا وَثَمَانِينَ، وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ نَيِّفًا وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(2)
.
4347 -
أخبرني أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا ابْنُ الْغَسِيلِ
(3)
، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ حِينَ صَفَّنَا لِلْقِتَالِ لِقُرَيْشٍ وَصُفُّوا لَنَا: "إِذَا أَكْثَبُوكُمْ فَارْمُوهُمْ بِالنَّبْلِ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(5)
.
4348 -
أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
(1)
إتحاف المهرة (2/ 514 - 2159).
(2)
بل أخرجه البخاري في المغازي (5/ 73) من طريق وهب بن جرير عن شعبة به وفيه: "المهاجرون يوم بدر نيفا على ستين" وهي موافقة لإجمال رواية زهير وإسرائيل والثوري عن أبي إسحاق في أن أهل بدر كانوا بضعة عشر وثلاثمائة، وقال الحافظ في فتح الباري:"وقع عند الحاكم من طريق عبد الملك بن إبراهيم الجدي عن شعبة في هذا الحديث أن المهاجرين كانوا نيفا وثمانين وهو خطأ في هذه الرواية لإطباق أصحاب شعبة على ما وقع في البخاري".
(3)
هو: عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الأنصاري. من رجال التهذيب.
(4)
إتحاف المهرة (13/ 95 - 16466).
(5)
بل أخرجه البخاري في الجهاد (4/ 38) عن أبي نعيم به، وفي المغازي (5/ 78)، وقد تقدم في الجهاد (2499) وصححه المصنف هناك على شرط الشيخين وقال: وقد أخرجه البخاري.
مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ، قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا تَقُولُونَ فِي هَؤُلَاءِ الْأُسَارَى؟، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ: ايْتِ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْحَطَبِ فَأَضْرِمْ نَارًا، ثُمَّ أَلْقِهِمْ
(1)
فِيهَا، فَقَالَ الْعَبَّاسُ رضي الله عنه: قَطَعَ اللهُ رَحِمَكَ. فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: قَادَتُهُمْ وَرُءَسَاؤُهُمْ قَاتَلُوكَ، وَكَذَّبُوكَ فَضَرْبُ
(2)
أَعْنَاقِهِمْ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: عَشِيرَتُكَ وَقَوْمُكَ، ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: الْقَوْلُ مَا قَالَ عُمَرُ. قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "مَا تَقُولُونَ فِي هَؤُلَاءِ؟ إِنَّ مَثَلَ هَؤُلاءِ كَمَثَلِ إِخْوَةٍ لَهُمْ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ، قَالَ نُوحٌ:{رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا}
(3)
. وَقَالَ مُوسَى: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ}
(4)
. الْآيَةَ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: رَبِّ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. وَقَالَ عِيسَى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
(5)
. وَأَنْتُمْ قَوْمٌ بِكُمْ عِيلَةٌ، فَلَا يَنْفَلِتَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَّا بِفِدَاءٍ أَوْ بِضَرْبَةِ عُنُقٍ". قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَقُلْتُ: إِلَّا سُهَيْلَ بْنَ بَيْضَاءَ، فَإِنَّهُ لَا يُقْتَلُ، وَقَدْ سَمِعْتُهُ يَتَكَلَّمُ بِالْإِسْلَامِ، فَسَكَتَ، فَمَا كَانَ يَوْمٌ أَخْوَفُ عِنْدِي أَنْ يلْقَى عَلَيَّ حِجَارَةٌ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ يَوْمِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِلَّا سُهَيْلَ بْنَ بَيْضَاءَ"
(6)
.
(1)
في (ص): "فألقهم".
(2)
في (ص): "فاضرب".
(3)
(نوح: آية 26).
(4)
(يونس: آية 88).
(5)
(المائدة: آية 118).
(6)
إتحاف المهرة (10/ 527 - 13344)، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4349 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ
(1)
، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ
(2)
، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُدِمَ بِالْأُسَارَى حِينَ قُدِمَ بِهِمُ الْمَدِينَةَ، وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ آلِ عَفْرَاءَ فِي صِيَاحِهِمْ عَلَى عَوْفٍ وَمُعَوِّذٍ ابْنَي عَفْرَاءَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ عَلَيْهِنَّ الْحِجَابُ، قَالَتْ سَوْدَةُ: فَوَاللهِ إِنِّي لَعِنْدَهُمْ إِذْ أَتَيْنَا، فَقِيلَ: هَؤُلَاءِ الْأُسَارَى قَدْ أُتِيَ بِهِمْ، فَرَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ، فَإِذَا أَبُو يَزِيدَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي نَاحِيَةِ الْحُجْرَةِ، مَجْمُوعَتَانِ يَدَاهُ
(3)
إِلَى عُنُقِهِ بِحَبْلٍ، فَوَاللهِ مَا مَلَكْتُ حِينَ رَأَيْتُ أَبَا يَزِيدَ كَذَلِكَ، أَنْ قُلْتُ: أَيْ أَبَا يَزِيدَ، أَعْطَيتُمْ بِأَيْدِيكُمْ، أَلَا مُتُّمْ كِرَامًا؟ فَمَا انْتَهَيْتُ إِلَّا بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْبَيْتِ:"يَا سَوْدَةُ، عَلَى اللهِ وَعَلَى رَسُولِهِ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا مَلَكْتُ حِينَ رَأَيْتُ أَبَا يَزِيدَ مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ بِالْحَبْلِ أَنْ قُلْتُ مَا قُلْتُ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ
(5)
: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رِجَالًا مِنَ
(1)
في التلخيص: "عبد الله بن أبي بكير"، وهو: عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. من رجال التهذيب.
(2)
في (ك): "زوارة".
(3)
قوله: "يداه" غير موجود في (ز) و (م).
(4)
إتحاف المهرة (10/ 592 - 13470).
(5)
قوله: "قال" غير موجود في (و) و (ك).
الْأَنْصَارِ اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، ايْذَنْ لَنَا فَلْنَتْرُكْ لِابْنِ أُخْتِنَا الْعَبَّاسِ فِدَاءَهُ، فَقَالَ:"وَاللهِ لَا تَذَرُونَ دِرْهَمًا"
(1)
.
4350 -
حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نَا
(2)
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا بَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ فِي فِدَاءِ أُسَارَاهُمْ، بَعَثَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي فِدَاءِ أَبِي الْعَاصِ بِمَالٍ، وَبَعَثَتْ فِيهِ بِقِلَادَةٍ كَانَتْ خَدِيجَةُ رضي الله عنها أَدْخَلَتْهَا بِهَا عَلَى أَبِي الْعَاصِ حِينَ بَنَى عَلَيْهَا، فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَقَّ لَهَا رِقَّةً شَدِيدَةً، وَقَالَ:"إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا". وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَخَذَ عَلَيْهِ، وَوَعَدَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُخَلِّيَ زَيْنَبَ إِلَيْهِ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجْهُ
(4)
.
4351 -
أخبرني أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ
(5)
، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
(1)
كذا قال، وسيستدركه برقم (5500) على شرط الشيخين، وقال: ولم يخرجاه!، نقول بل انفرد به البخاري، في المغازي (5/ 85) من حديث محمد بن فليح به، وفي العتق (3/ 147) والجهاد (4/ 69) من حديث إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن موسى بن عقبة به.
(2)
في (ز) و (ك): "ثنا".
(3)
إتحاف المهرة (16/ 1133 - 21763)، وسيأتي برقم (5103) و (5501) و (7054).
(4)
في (و) و (ك): "يخرجاه".
(5)
أبو صالح المصري، كاتب الليث بن سعد. من رجال التهذيب.
طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي قَوْلِهِ عز وجل:{إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ}
(1)
. يَعْنِي بِالْفُرْقَانِ: يَوْمَ بَدْرٍ، يَوْمَ فَرَّقَ اللهُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4352 -
أخبرني أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ الْمَكِّيُّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْكَفَأَ الْمُشْرِكُونَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"اسْتَوُوا حَتَّى أُثْنِيَ عَلَى رَبِّي عز وجل". فَصَارُوا خَلفَهُ صُفوفًا، قَالَ: "اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كلُّهُ، اللَّهُمَّ لَا قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلَا بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ
(3)
، وَلَا هَادِيَ لِمَنْ أَضْلَلْتَ، وَلا مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا مَانِعَ لِمَا أَنْطَيْتَ
(4)
، وَلا مُقَرِّبَ لَمَّا بَعَّدْتَ، وَلَا مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ، اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ، وَرَحْمَتِكَ، وَفَضْلِكَ، وَرِزْقِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِي لَا يَحُولُ وَلا يَزُولُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْأَمْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ، اللَّهُمَّ عَائِذٌ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا، وَشَرِّ مَا مَنَعْتَنَا، اللَّهمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ، وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ، اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمَيْنِ،
(1)
(الأنفال: آية 41).
(2)
إتحاف المهرة (7/ 636 - 8651).
(3)
قوله: "ولا باسط لما قبضت" ساقط من (و) و (ك) والتلخيص.
(4)
في (ك) و (م): "أعطيت".
وَأَحْيِنَا مُسْلِمَيْنِ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلا مَفْتُونِينَ، اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ
(1)
، وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ إِلَهَ الْحَقِّ، آمِينَ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
4353 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: وَزَعَمَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: جَاءَ عَلِيٌّ رضي الله عنه بِسَيْفِهِ يَوْمَ أُحُدٍ قَدِ انْحَنَى، فَقَالَ لِفَاطِمَةَ رضي الله عنها: هَاكِ السَّيْفَ حَمِيدًا؛ فَإِنَّهَا قَدْ شَفَتْنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَئِنْ كُنْتَ أَجَدْتَ
(4)
الضَّرْبَ بِسَيْفِكَ لَقَدْ أَجَادَهُ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، وَأَبُو دُجَانَةَ، وَعَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَقْلَحُ، وَالْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ صحِيحٌ فِي الْمَغَازِي:
4354 -
حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
(1)
في التلخيص: "رسولك".
(2)
إتحاف المهرة (4/ 514 - 4588).
(3)
وكذا قال في الدعاء (1855)!، فانظر الكلام عليه هناك لزاما.
(4)
في التلخيص: "أخذت".
(5)
هذا الحديث لم نجده في الإتحاف، وسيأتي برقم (5856) من حديث أحمد بن صالح المصري عن ابن عيينة.
عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أُحُدٍ أَعْطَى فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ سَيْفَهُ، فَقَالَ:"يَا بُنَيَّةُ، اغْسِلِي عَنْ هَذَا الدَّمَ". فَأَعْطَاهَا عَلِيٌّ سَيْفَهُ، فَقَالَ
(1)
: وَهَذَا فَاغْسِلِي عَنْهُ دَمَهُ، فَوَاللهِ لَقَدْ صَدَقَنِي الْيَوْمَ الْقِتَالَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لَئِنْ كُنْتَ صَدَقْتَ الْقِتَالَ الْيَوْمَ لَقَدْ صَدَقَ مَعَكَ الْقِتَالَ الْيَوْمَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، وَسِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ أَبُو دُجَانَةَ". قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه حِينَ نَاوَلَ فَاطِمَةَ عليها السلام السَّيْفَ:
أَفَاطِمُ هَاكِ السَّيْفَ غَيْرَ ذَمِيمٍ
…
فَلَسْتُ بِرِعْدِيدٍ وَلَا بِلَئِيمٍ
لَعَمْرِي لَقَدْ أَعْذَرْتُ فِي نَصْرِ أَحْمَدَ
…
وَمَرْضَاةِ رَبٍّ بِالْعِبَادِ رَحِيمٍ
(2)
4355 -
أخبرني أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْقَنْطَرِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ الطَّلْحِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي
(3)
، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ طَلْحَةَ
(4)
بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ ارْتَجَزْتُ بِهَذَا الشِّعْرِ:
نَحْنُ حُمَاةُ غَالِبٍ وَمَالِكٍ
…
نَذُبُّ عَنْ رَسُولِنَا الْمُبَارَكِ
نَضْرِبُ عَنْهُ الْيَوْمَ فِي الْمَعَارِكِ
…
ضَرْبَ صِفَاحِ الْكَوْمِ فِي الْمَبَارِكِ
فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، قَالَ لِحَسَّانَ:"قُلْ فِي طَلْحَةَ". فَأَنْشَأَ
(1)
في (و) و (ك) و (ص): "وقال".
(2)
هذا الحديث لم نجده في الإتحاف، والحسين ضعيف.
(3)
هو: سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، وثقه ابن حبان.
(4)
في (ص): "عن طلحة".
حَسَّانُ، وَقَالَ:
طَلْحَةُ يَوْمَ الشِّعْبِ آسَى مُحَمَّدًا
…
عَلَى سَالِكٍ ضَاقَتْ عَلَيْهِ وَشَقَّتْ
يَقيهِ بِكَفَّيْهِ الرَّمَّاحَ وَأَسْلَمَتْ
…
أَشَاجِعُهُ تَحْتَ السُّيُوفِ فَشُلَّتْ
وَكَانَ إِمَامَ النَّاسِ إِلَّا مُحَمَّدًا
…
أَقَامَ رَحَى الْإِسْلَامِ حَتَّى اسْتَقَلَّتْ
(1)
4356 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنه قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ ذَهَبَ لِيَنْهَضَ إِلَى الصَّخْرَةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ ظَاهَرَ بَيْنَ دِرْعَيْنِ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَنْهَضَ إِلَيْهَا، فَجَلَسَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ
(2)
تَحْتَهُ، فَنَهَضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى اسْتَوَى عَلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَوْجَبَ طَلْحَةُ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4357 -
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى
(4)
، ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى
(5)
، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ، أَنَّ طَلْحَةَ رَجَعَ بِسَبْعٍ وَثَلَاثِينَ - أَوْ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ - بَيْنَ ضَرْبَةٍ وَطَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ، يَرْصَعُ جَبِينُهُ، وَقُطِعَتْ سَبَّابَتُهُ، وَشُلَّتِ الْإِصْبَعُ الَّتِي
(1)
إتحاف المهرة (6/ 359 - 6636).
(2)
في (و) و (م): "عبد الله".
(3)
إتحاف المهرة (4/ 945 - 4623).
(4)
هو: الحسن بن عيسى بن ماسرجس الماسرجسي مولى ابن المبارك.
(5)
هو: إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، أبو محمد المدني، ضعيف، ولم يخرج له الشيخان.
تَلِيهَا
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4358 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(2)
، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهَا سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا جَالَ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تِلْكَ الْجَوْلَةَ يَوْمَ أُحُدٍ، تَنَحَّيْتُ، فَقُلْتُ: أَذُودُ عَنْ نَفْسِي، فإِمَّا أَنْ أُسْتَشْهَدَ، وَإِمَّا أَنْ أَنْجُوَ حَتَّى أَلْقَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذَا بِرَجُلٍ مُخَمِّرٍ وَجْهُهُ مَا أَدْرِي مَنْ هُوَ، فَأَقْبَلَ الْمُشْرِكُونَ حَتَّى قُلْتُ: قَدْ رَكِبُوهُ، مَلَأَ يَدَهُ مِنَ الْحَصَى، ثُمَّ رَمَى بِهِ فِي وُجُوهِهِمْ، فَتَنَكَّبُوا عَلَى أَعْقَابِهِمُ الْقَهْقَرَى، حَتَّى يَأْتُوا الْجَبَلَ، فَفَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا، وَلَا أَدْرِي مَنْ هُوَ، وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ، فَبَيْنَا أَنَا أُرِيدُ أَسْأَلُ الْمِقْدَادَ عَنْهُ إِذْ قَالَ الْمِقْدَادُ: يَا سَعْدُ، هَذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُوكَ، فَقُلْتُ: وَأَيْنَ هُوَ؟ فَأَشَارَ لِيَ الْمِقْدَادُ إِلَيْهِ، فَقُمْتُ، وَكَأَنَّهُ لَمْ يُصِبْنِي شَيْءٌ مِنَ الْأَذَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَيْنَ كُنْتَ الْيَوْمَ يَا سَعْدُ؟ "، فَقُلْتُ: حَيْثُ رَأَيْتَ يا رَسُولَ اللهِ، فَأَجْلَسَنِي أَمَامَهُ، فَجَعَلْتُ أَرْمِي، وَأَقُولُ: اللَّهُمَّ سَهْمَكَ فَارْمِ بِهِ عَدُوَّكَ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ، اللَّهُمَّ سَدِّدْ لِسَعْدٍ رَمْيَتَهُ، إِيهًا سَعْدُ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي". فَمَا مِنْ سَهْمٍ أَرْمِي بِهِ إِلَّا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ سَدِّدْ رَمْيَتَهُ، وَأَجِبْ دَعْوَتَهُ، إِيهًا
(1)
إتحاف المهرة (6/ 360 - 6640).
(2)
هو: عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن أبي وقاص، متروك، أخرج له الترمذي، ولم يخرج له مسلم.
سَعْدُ". حَتَّى إِذَا فَرَغْتُ مِنْ كِنَانَتِي، نَثَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ما فِي كِنَانَتِهِ، فَنَبَلَنِي سَهْمًا نَضِيًّا، قَالَ: وَهُوَ الَّذِي قَدْ رَيَّشَ، وَكَانَ أَشَدَّ مِنْ غَيْرِهِ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: إِنَّ السِّهَامَ الَّتِي رَمَى بِهَا سَعْدٌ يَوْمَئِذٍ كَانَتْ أَلْفَ سَهْمٍ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4359 -
حدثني أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ
(2)
الرَّازِيُّ
(3)
، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ [عِيسَى] بْنِ طَلْحَةَ
(4)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه: لَمَّا جَالَ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ: كُنْتُ فِي
(5)
أَوَّلِ مَنْ فَاءَ إِلَيْهِ، فَبَصُرْتُ بِهِ مِنْ بُعْدٍ، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ قَدِ اعْتَقَبَنِي مِنْ خَلْفِي مِثْلِ الطَّيْرِ، يُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا هُوَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ يَرْفَعُهُ مَرَّةً، وَيَضَعُهُ أُخْرَى، فَقُلْتُ: أَمَا إِذْ أَخْطَأَنِي أَنْ أَكُونَ أَنَا، هُوَ وَيْحِي طَلْحَةُ، فَذَاكَ أَنَا وَأَبَرُّ
(6)
، فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ، فَإِذَا طَلْحَةُ يَرْفَعُهُ
(1)
إتحاف المهرة (5/ 132 - 5061).
(2)
في (ص): "بن بكر".
(3)
هو: علي بن أبي بكر بن سليمان بن نفيع. من رجال التهذيب.
(4)
في النسخ الخطية كلها: "عن موسى بن طلحة"، وهي ساقطة من التلخيص، والمثبت من الإتحاف، وكذا سيأتي في المناقب (5235) و (5717) من حديث ابن المبارك وسعيد بن سليمان الواسطي عن إسحاق به.
(5)
قوله: "في" ساقط من (م) و (ص).
(6)
في (ز) و (م) و (ك) والتلخيص: "وأمر"، والمثبت من (و) و (ص)، وأشارا في حاشيتهما إلى أنها في نسخة أخرى:"وأمر"، ومعنى العبارة أنه: إن كان فاتني شرف الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن طلحة مثلي وأبر مني.
مَرَّةً وَيَضَعُهُ أُخْرَى، وَإِذَا بِطَلْحَةَ سِتٌّ وَسِتُّونَ جِرَاحَةً، وَقَدْ قَطَعَتْ إِحْدَاهُنَّ أَكْحَلَهُ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ ضُرِبَ عَلَى وَجْنَتَيْهِ، فَلَزِقَتْ حَلَقَتَانِ مِنْ حِلَقِ الْمِغْفَرِ فِي وَجْنَتَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو عُبَيْدَةَ مَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَاشَدَنِي اللهَ
(1)
لَمَا أَنْ خَلَّيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْتَهَرَ
(2)
إِحْدَاهُمَا بِثَنِيَّتِهِ، فَمَدَّهَا فَنَدَرَتْ وَنَدَرَتْ
(3)
ثَنِيَّتُهُ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْأُخْرَى فَنَاشَدَنِي اللهَ لَمَا أَنْ خَلَّيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْتَهَرَهَا
(4)
بِالثَّنِيَّةِ الْأُخْرَى، فَمَدَّهَا
(5)
، فَنَدَرَتْ
(6)
وَنَدَرَتْ ثَنِيَّتُهُ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَثْرَمَ الثَّنَايَا
(7)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(8)
.
4360 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رضي الله عنه قَالَ: وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَنْظُرُ إِلَى هِنْدٍ بِنْتِ عُتْبَةَ وَصَوَاحِبَاتِهَا
(9)
مُشَمِّرَاتٍ هَوَارِبَ، مَا دُونَ
(1)
في (ز) و (و): "ناشد نبي الله" و (ك): "ناشدني نبي الله".
(2)
في التلخيص: "فانتزع".
(3)
في (ص): "فبدرت وبدرت".
(4)
في التلخيص: "فانتهزها".
(5)
في (ك) و (ص): "فبدرها".
(6)
قوله: "فندرت" غير موجود في (ص).
(7)
إتحاف المهرة (8/ 231 - 9270).
(8)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: إسحاق متروك"، وكذا سيعلق عليه الذهبي في المناقب (5717)، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قال البزار - (1/ 132) - لا نعلم له إسناد غير هذا، وإسحاق قد روى عنه ابن المبارك وغيره".
(9)
في (ص) والتلخيص: "وصواحبها".
أَخْذِهِنَّ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ، إِذْ مَالَتِ الرُّمَاةُ إِلَى الْعَسْكَرِ، حَتَّى كَشَفَنَا الْقَوْمُ عَنْهُ يُرِيدُونَ النَّهْبَ، وَخَلَّوْا ظَهْرَنَا لِلْخَيْلِ، فَأُتَينَا مِنْ أَدْبَارِنَا، وَصَرَخَ صَارِخٌ: أَلَا إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ، فَانْكَفَأْنَا، وَانْكَفَأَ الْقَوْمُ بَعْدَ أَنْ أَصَبْنَا اللِّوَاءَ حَتَّى مَا يَدْنُو مِنْهُ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يخَرِّجَاهُ.
4361 -
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَارِئُ
(2)
، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ عَمْرَو بْنَ أُقَيْشٍ كَانَ لَهُ رِبًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَكَانَ يَمْنَعُهُ ذَلِكَ الرِّبَا مِنَ الْإِسْلَامِ حَتَّى يَأْخُذَهُ ثُمَّ يُسْلِمَ، فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ بِأُحُدٍ، فَقَالَ: أَيْنَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ؟ فَقِيلَ: بِأُحُدٍ، فَقَالَ: أَيْنَ بَنُو أَخِيهِ؟ فَقِيلَ: بِأُحُدٍ، فَسَأَلَ عَنْ قَوْمِهِ، فَقَالُوا: بِأُحُدٍ، فَأَخَذَ سَيْفَهُ وَرُمْحَهُ، وَلَبِسَ لَأْمَتَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أُحُدٍ، فَلَمَا رَأَوْهُ الْمُسْلِمُونَ قَالُوا: إِلَيْكَ عَنَّا يَا عَمْرُو، قَالَ: إِنِّي قَدْ آمَنْتُ، فَحَمَلَ فَقَاتَلَ
(3)
، فَحُمِلَ إِلَى أَهْلِهِ جَرِيحًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ لَهُ: جِئْتَ غَضَبًا
(4)
لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ أَمْ حَمِيَّةً وَغَضَبًا لِقَوْمِكَ؟ فَقَالَ: بَلْ
(5)
جِئْتُ غَضَبًا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَدَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَا صَلَّى لِلَّهِ صَلَاةً
(6)
.
(1)
إتحاف المهرة (4/ 551 - 4642).
(2)
هو: محمد بن محمد الحسن، أبو الحسن الكارزي المكاتب.
(3)
قوله: "فحمل فقاتل" غير موجودة في (ك).
(4)
في (ص): "مجيبا".
(5)
قوله: "بل" ساقط من (و) و (ك) و (ص).
(6)
إتحاف المهرة (16/ 213 - 20673).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4362 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَكَرَ أَصْحَابَ أُحُدٍ [يَقُولُ]
(1)
: "أَمَا وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي غُودِرْتُ مَعَ أَصْحَابِي نُحْصَ
(2)
الْجَبَلِ"، يَقُولُ: قُتِلْتُ مَعَهُمْ
(3)
.
4363 -
أخبرنا
(4)
أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَارُ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ
(5)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ
(6)
، أَنَّ أَبَاهُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ تَزُورُ قَبْرَ عَمِّهَا حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي الْأَيَّامِ، فَتُصَلِّي، وَتَبْكِي عِنْدَهُ
(7)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(8)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من التلخيص.
(2)
قال ابن الأثير (5/ 28): "النحص أجل الجبل وسفحه، تمنى أن يكون استشهد معهم يوم أحد".
(3)
إتحاف المهرة (3/ 223 - 2889)، وقوله:"قتلت معهم" هو تفسير من بعض الرواة لمعنى الحديث.
(4)
في (ك): "حدثنا"، وأشار في حاشية (و) إلى أنها في نسخة أخرى:"حدثنا".
(5)
هو: سليمان بن داود بن قيس المدني الفراء، قال أبو حاتم: لا أفهمه كما ينبغي، ووثقه ابن حبان.
(6)
هو: محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر.
(7)
إتحاف المهرة (18/ 23 - 23313).
(8)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: سليمان مدني تكلم فيه".
4364 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْفَقِيهُ بِالرَّيِّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ السُّكَّرِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلْقَمَةَ الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم زَارَ قُبُورَ الشُّهَدَاءِ بِأُحُدٍ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنَّ عَبْدَكَ وَنَبِيَّكَ يَشْهَدُ
(1)
أَنَّ هَؤُلَاءِ شُهَدَاءُ، وَأَنَّهُ مَنْ زَارَهُمْ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ رَدُّوا عَلَيْهِ". قَالَ الْعَطَّافُ: وَحَدَّثَتْنِي
(2)
خَالَتِي، أَنَّهَا زَارَتْ قُبُورَ الشُّهَدَاءِ، قَالَتْ: وَلَيْسَ مَعِي إِلَّا غُلَامَانِ يَحْفَظَانِ عَلَيَّ الدَّابَّةَ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ، فَسَمِعْتُ رَدَّ السَّلَامِ، قَالُوا: وَاللهِ إِنَّا نَعْرِفُكُمْ كَمَا نَعْرِفُ بَعْضُنَا بَعْضًا، قَالَتْ: فَاقْشَعْرَرْتُ، فَقُلْتُ: يَا غُلَامُ، ادْنِ بَغْلَتِي، فَرَكِبْتُ
(3)
.
هَذَا إِسْنَادٌ مَدِيْنِيٌّ صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(4)
.
4365 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ
(5)
، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ لِعَبْد اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما: يَا ابْنَ أُخْتِي، أَمَا وَاللهِ إِنَّ أَبَاكَ وَجَدَّكَ - تَعْنِي أَبَا بَكْرٍ وَالزُّبَيْرَ رضي الله عنهما لَمِنَ الَّذِينَ قَالَ اللهُ عز وجل:
(1)
في التلخيص: "نشهد".
(2)
في (ك): "وحدثني".
(3)
إتحاف المهرة (19/ 170 - 24623)، ورواه البيهقي في الدلائل عن المصنف وعنده:"ادنني بغلتي".
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: مرسل"، أي: عبد الله بن أبي فروة كيسان المدني والد عبد الأعلى وعبد الحكيم وإسحاق ليست له صحبة.
(5)
هو: محمد بن مسلم بن أبي الوضاح القضاعي، وعنه أبو النضر هاشم بن القاسم.
{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ}
(1)
.
(2)
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
4366 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذٍ، ثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَارِمٌ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ
(4)
، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَاتَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُحَارِبَ خَصَفَةَ بِنَخْلٍ، فَرَأَوْا مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِرَّةً، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: غَوْرَكُ
(5)
بْنُ الْحَارِثِ حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالسَّيْفِ، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: "اللهُ". قَالَ
(6)
: فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم السَّيْفَ، فَقَالَ:"مَنْ يَمْنَعُكَ؟ ". قَالَ: كُنْ خَيْرَ آخِذٍ، قَالَ:"تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ ". قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: أُعَاهِدُكَ أَنْ لَا أُقَاتِلَكَ، وَلَا أَكُونَ مَعَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ. قَالَ: فَخَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبِيلَهُ، فَجَاءَ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ صلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْخَوْفِ، وَكَانَ النَّاسُ طَائِفَتَيْنِ؛ طَائِفَةٌ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ، وَطَائِفَةٌ تُصَلِّي مَعَ
(1)
(آل عمران: آية 172).
(2)
إتحاف المهرة (17/ 360 - 22405).
(3)
تقدم في التفسير (3202) بهذا الإسناد، وقال هناك:"على شرط الشيخين ولم يخرجاه"!، وقد أخرجه البخاري (5/ 102)، ومسلم (7/ 129)، وسيستدركه المصنف في المناقب (5664) أيضًا.
(4)
هو: جعفر بن أبي وحشية إياس اليشكري الواسطي.
(5)
في (و) و (ك): بياض مكان كلمة: "غورك"، والمشهور:"غورث" وقال الحافظ في الفتح (7/ 428) ووقعت عند الخطيب بالكاف بدل المثلثة".
(6)
قوله: "قال" غير موجود في (و) و (ك).
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى بِالطَّائِفَةِ الَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَتَيْنِ، فَانْصَرَفُوا، فَكَانُوا مَعَ أُولَئِكَ الَّذِينَ بِإِزَاءِ عَدُوِّهِمْ، وَجَاءَ أُولَئِكَ، فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ، فَكَانَتْ لِلنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، وَلِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(2)
.
4367 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ النَّضْرِ أَبِي عُمَرَ
(3)
، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ، فَلَقِيَ الْمُشْرِكِينَ بِعُسْفَانَ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ، فَرَأَوْهُ يَرْكَعُ وَيَسْجُدُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: كَانَ هَذِهِ فُرْصَةً لَكُمْ لَوْ أَغَرْتُمْ
(4)
عَلَيْهَا
(5)
، مَا عَلِمُوا بِكُمْ حَتَّى تُوَاقِعُوهُمْ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: فَإِنَّ لَهُمْ صَلَاةً أُخْرَى هِيَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، فَاسْتَعِدُّوا حَتَّى تُغِيرُوا
(6)
عَلَيْهِمْ فِيهَا، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم:{وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ}
(7)
. إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَأَعْلَمَهُ
(8)
مَا ائْتَمَرَ بِهِ
(1)
إتحاف المهرة (3/ 145 - 2698).
(2)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: أخرجه البخاري" في المغازي (5/ 115) فقال: "وقال مسدد عن أبي عوانة عن أبي بشر اسم الرجل غورث ابن الحارث وقاتل فيها محارب خصفة"، وأصل الحديث أخرجه الشيخان.
(3)
في (و) و (ص): "عمرو"، وهو: النضر بن عبد الرحمن، أبو عمر الخزاز، متروك، وقال البخاري:"منكر الحديث"، ولم يخرج له، وأخرج له الترمذي.
(4)
في (م): "أغرتكم".
(5)
كذا في النسخ كلها.
(6)
في (ك) و (و) و (ص): "حتى تغدوا".
(7)
(النساء: آية 102).
(8)
في (ك): "فأعلمه".
الْمُشْرِكُونَ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ، وَكَانُوا قِبَالَتَهُ فِي الْقِبْلَةِ جَعَلَ الْمُسْلِمِينَ خَلْفَهُ صَفَّيْنِ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَبَّرُوا مَعَهُ، فَذَكَرَ صَلَاةَ الْخَوْفِ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ الْمُشْرِكُونَ يَسْجُدُ بَعْضُهُمْ وَيَقُومُ بَعْضُهُمْ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، قَالُوا: لَقَدْ أُخْبِرُوا بِمَا أَرَدْنَاهُمْ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4368 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ. وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْمُقْرِئُ
(2)
- وَاللَّفْظُ لَهُ - ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(3)
، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، ثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: لَمَّا حُفِرَ الْخَنْدَقُ رَأَيْتُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَمَصًا شَدِيدًا، قَالَ: فَانْكَفَأْتُ إِلَى امْرَأَتِي، فَقُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خمَصًا شَدِيدًا، فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ جِرَابًا فِيهِ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ، وَلَنَا بُهَيْمَةٌ دَاجِنٌ، قَالَ: فَذَبَحَتْهَا وَطَحَنَتْ
(4)
، فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فسَارَرْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ ذَبَحْنَا بَهِيمَةً لَنَا، وَطَحَنْتُ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ كَانَ عِنْدَنَا، فَتَعَالَ أَنْتَ وَنَفَرٌ مَعَكَ. قَالَ: فَصَاحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ، إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُؤْرًا
(5)
فَحَي هَلَا بِكُمْ". فَقَالَ
(1)
إتحاف المهرة (7/ 488 - 8246).
(2)
في الإتحاف: "عن أبي عمرو، عن أبي جعفر المقرئ"، وهو: محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد الله بن سنان أبو عمرو بن أبي جعفر الحيري.
(3)
هو: ابن شيرويه، أبو محمد الفقيه.
(4)
زاد في (م): "صاعا".
(5)
كتب الناسخ في حاشية (ك): "سؤرا: أي طعاما، وهي لفظة فارسية".
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ، وَلَا تَخْبِزُنَّ عَجِينَتَكُمْ حَتَّى أَجِيءَ". قَالَ: فَجِئْتُ وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْدُمُ
(1)
النَّاسَ حَتَّى جِئْتُ امْرَأَتِي، فَأَخْرَجَتْ لَهُ عَجِينًا، فَبَصَقَ فِيهِ وَبَارَكَ، ثُمَّ قَالَ:"ادْعُو لِي خَابِزَةً فَلْتَخْبِزْ مَعَكِ، وَأَفْرِغُوا مِنْ بُرْمَتِكُمْ، وَلَا تُنْزِلُوهَا". وَهُمْ أَلْفٌ، فَأَقْسَمَ جَابِرٌ بِاللهِ لَأَكَلُوا حَتَّى تَرَكُوا وَانْصَرَفُوا، وَإِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ كَمَا هِيَ، وَإِنَّ عَجِينَنَا لَيُخْبَزُ كَمَا هُوَ
(2)
.
هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي عَمْرٍو وَفِي حَدِيثِ أَبِي الْعَبَّاسِ اخْتِصَارٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
4369 -
أخبرنا أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، ثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الطَّيَالِسِيُّ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ [أَبِي] الْمُخْتَارِ
(4)
، عَنْ بِلَالٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّاسَ تَفَرَّقُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فَأَتَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا جَاثِي مِنَ الْبَرْدِ، قَالَ:"ابْنَ الْيَمَانِ، قُمْ فَانْطَلِقْ إِلَى عَسْكَرِ الْأَحْزَابِ فَانْظُرْ إِلَى حَالِهِمْ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا قُمْتُ إِلَيْكَ إِلَّا حَيَاءً مِنْكَ مِنَ الْبَرْدِ، قَالَ: "فَابْرُزِ
(1)
في (ك): "مقدم".
(2)
إتحاف المهرة (3/ 139 - 2681).
(3)
بل أخرجه البخاري في الجهاد (4/ 74) والمغازي (5/ 108)، ومسلم في الأشربة (6/ 117).
(4)
في النسخ الخطية كلها، والتلخيص والإتحاف:"موسى بن المختار"، والمثبت من دلائل النبوة للبيهقي (3/ 450) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، وهو والد عبيد الله بن موسى العبسي، يروي عن بلال بن يحيى العبسي، ووثقه ابن حبان.
الْحَرَّةَ وَبَرْدَ الصُّبْحِ، انْطَلِقْ يَا ابْنَ الْيَمَانِ، وَلَا
(1)
بَأْسَ عَلَيْكَ مِنْ حَرٍّ وَلا بَرْدٍ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ". قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى عَسْكَرِهِمْ فَوَجَدْتُ أَبَا سُفْيَانَ يُوقِدُ النَّارَ فِي عُصْبَةٍ حَوْلَهُ قَدْ تَفَرَّقَ الْأَحْزَابُ عَنهُ، قَالَ: حَتَّى إِذَا جَلَسْتُ فِيهِمْ، قَالَ: فَحَسَّ أَبُو سُفْيَانَ أَنَّهُ دَخَلَ فِيهِمْ مِن غَيْرِهِمْ. قَالَ: يَأْخُذُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِيَدِ جَلِيسِهِ، قَالَ: فَضَرَبْتُ بِيَدِي عَلَى الَّذِي عَنْ يَمِينِي، وَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، ثُمَّ ضَرَبْتُ بِيَدِي عَلَى الَّذِي عَنْ يَسَارِي فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَلَبِثْتُ فِيهِمْ هُنَيَّةً، ثُمَّ قُمْتُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَأَوْمَأَ إِلَيَّ بِيَدِهِ أَنِ ادْنُ، فَدَنَوْتُ، ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَيَّ أَيْضًا أَنِ ادْنُ فَدَنَوْتُ، حَتَّى أَسْبَلَ عَلَيَّ مِنَ الثَّوْبِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، قَالَ: "ابْنَ الْيَمَانِ اقْعُدْ، مَا الْخَبَرُ؟ ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا عُصْبَةٌ تُوقِدُ النَّارَ، قَدْ صَبَّ اللهُ عَلَيْهِ مِنَ الْبَرْدِ مِثْلَ الَّذِي صَبَّ عَلَيْنَا، وَلَكِنَّا نَرْجُو مِنَ اللهِ مَا لَا يَرْجُوا
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4370 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(3)
، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قُتِلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَطَلَبُوا أَنْ يُوَارُوهُ، فَأَبَى
(4)
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَعْطَوْهُ الدِّيَةَ، وَقُتِلَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ
(1)
في (و) و (ص) و (ك): "فلا".
(2)
إتحاف المهرة (4/ 266 - 4244)، وأصله في صحيح مسلم (5/ 177) من وجه آخر عن حذيفة رضي الله عنه.
(3)
هو: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. من رجال التهذيب.
(4)
في (ك) و (ز) و (م): "فأتى".
عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ، قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مُبَارَزَةً
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ عَجِيبٌ:
4371 -
حدثنا لُؤْلُؤُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُقْتَدِرِيُّ
(2)
- فِي قَصْرِ الْخَلِيفَةِ بِبَغْدَادَ - ثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْمِصْرِيُّ بِدِمَشْقَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى
(3)
الْخَشَّابُ بِتِنِّيسَ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَمُبَارَزَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لِعَمْرِو بْنِ عَبْدِ وُدٍّ يَوْمَ الْخَنْدَقِ أَفْضَلُ مِنْ أَعْمَالِ أُمَّتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"
(4)
.
(1)
إتحاف المهرة (8/ 82 - 8963).
(2)
في (و) و (ك): "العبدري".
(3)
في (ك): "عتيق" مصحف.
(4)
إتحاف المهرة (13/ 331 - 16798)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: قبح الله رافضيا افتراه"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: قبح الله من وضعه"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: هذا خبر موضوع"، نقول: أحمد بن عيسى الخشاب له مناكير، وقد كُذِّب، ثم قد اختلف فيه على لؤلؤ بن عبد الله القيصري فرواه الخطيب أيضًا في ترجمته (14/ 548) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (50/ 333)؛ عن علي بن عبد العزيز الطاهري عنه فقال:"حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد النصيبي الصوفي بالموصل، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن شداد، قال: حدثني محمد بن سنان الحنظلي، قال: حدثني إسحاق بن بشر القرشي، عن بهز" به، وقال ابن عساكر:"هذا حديث منكر، وفي إسناده غير مجهول، وإسحاق بن بشر: كذاب"، ومع اختلاف لؤلؤ القيصري في إسناده فقد قال فيه البرقاني:"لا أخبره" وقال الخطيب: "ولم أسمع أحدا من شيوخنا يذكره إلا بالجميل".
4372 -
فحدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قُتِلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ، قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه
(1)
.
إِسْنَادُ هَذَا الْمَغَازِي
(2)
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
4373 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ ثَالِثَ قُرَيْشٍ، وَكَانَ قَدْ قَاتَلَ يَوْمَ بَدْرٍ حَتَّى أَثْبَتَتْهُ
(3)
الْجِرَاحَةُ، وَلَمْ يَشْهَدْ أُحُدًا، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ خَرَجَ مُعْلِمًا لِيُرَى مَشْهَدُهُ، فَلَمَّا وَقَفَ هُوَ وَخَيْلُهُ، قَالَ لَهُ عَلِيُّ: يَا عَمْرُو، قَدْ كُنْتَ تُعَاهِدُ اللهَ لِقُرَيْشٍ أَنْ لَا يَدْعُوكَ
(4)
رَجُلٌ إِلَى خُلَّتَيْنِ إِلَّا قَبِلْتَ مِنْهُ إِحْدَاهُمَا، فَقَالَ عَمْرٌو: أَجَلْ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رضي الله عنه: فَإِنِّي أَدْعُوكَ إِلَى اللهِ عز وجل، وَإِلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَالْإِسْلَامِ، فَقَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ، قَالَ: فَإِنِّي أَدْعُوكَ إِلَى الْبِرَازِ، قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، لِمَ؟ فَوَاللهِ مَا
(5)
أُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَكَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: لَكِنِّي وَاللهِ أُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَكَ، فَحَمِيَ عَمْرٌو، فَاقْتَحَمَ عَنْ فَرَسِهِ فَعَقَرَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ، فَجَاءَ إِلَى عَلِيٍّ، وَقَالَ: مَنْ يُبَارِزُ؟ فَقَامَ عَلِيٌّ وَهُوَ مُقَنَّعٌ فِي الْحَدِيدِ، فَقَالَ: أَنَا لَهُ يَا نَبِيَّ اللهِ، فَقَالَ:"إِنَّهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ اجْلِسْ"، فَنَادَى عَمْرٌو:
(1)
إتحاف المهرة (19/ 488 - 25287).
(2)
كذا في النسخ.
(3)
في (و) و (ك) و (ص): "أثبت".
(4)
في (ز) و (م) و (ك): "تدعو".
(5)
في (و) و (ص): "لا".
أَلَا رَجُلٌ؟ فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَشَى إِلَيْهِ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ وَهُوَ يَقُولُ:
لَا تَعْجَلَنَّ فَقَدْ أَتَاكَ
…
مُجِيبُ صَوْتِكَ غَيْرُ عَاجِزٍ
ذُو نِيَّةٍ وَبَصِيرَةٍ
…
وَالصِّدْقُ مَنْجَا كُلِّ فَائِزٍ
إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أُقِيمَ
…
عَلَيْكَ نَائِحَةَ الْجَنَائِزِ
مِنْ ضَرْبَةٍ نَجْلَاءَ يَبْـ
…
ــقَى ذِكْرُهَا عِنْدَ الْهَزَاهِزِ
فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: ابْنُ مَنْ؟ قَالَ: ابْنُ عَبْدِ مَنَافٍ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: عِنْدَكَ يَا ابْنَ أَخِي مِنْ أَعْمَامِكَ مَنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْكَ، فَانْصَرِفْ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُهَرِيقَ دَمَكَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: لَكِنِّي وَاللهِ مَا أَكْرَهُ أَنْ أُهَرِيقَ دَمَكَ، فَغَضِبَ، فَنَزَلَ، فَسَلَّ سَيْفَهُ كَأَنَّهُ شُعْلَةُ نَارٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ نَحْوَ عَلِيٍّ مُغْضَبًا، وَاسْتَقْبَلَهُ عَلِيٌّ بِدَرَقَتِهِ، فَضَرَبَهُ عَمْرٌو فِي الدَّرَقَةِ، فَقَدَّهَا، وَأَثْبَتَ فِيهَا السَّيْفَ، وَأَصَابَ رَأْسَهُ فَشَجَّهُ، وَضَرَبَهُ عَلِيٌّ رضي الله عنه عَلَى حَبْلِ
(1)
الْعَاتِقِ، فَسَقَطَ، وَثَارَ الْعَجَاجُ، فَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم التَّكْبِيرَ، فَعَرَفَ أَنَّ عَلِيًّا قتَلَهُ، فَثَمَّ يَقُولُ عَلِيٌّ رضي الله عنه:
أَعَلِيٌّ يَقْتَحِمُ الْفَوَارِسُ هَكَذَا
…
عَنِّي وَعَنْهُمْ أَخْبِرُوا أَصْحَابِي
الْيَوْمَ يَمْنَعُنِي الْفِرَارُ حَفِيظَتِي
…
وَمُصَمِّمٌ فِي الرَّأْسِ لَيْسَ بِنَابِي
آلَى ابْنَ عَبْدٍ حِينَ شَدَّ أَلِيَّةً
…
وَحَلَفْتُ فَاسْتَمِعُوا مَنْ الْكَذَّابِ
إِنِّي لَأَصْدَقُ مَنْ يُهَلِّلُ بِالتُّقَى
…
رَجُلَانِ يَضْطَّرِبَانِ كُلَّ ضِرَابِ
فَصَدَرْتُ حِينَ تَرَكْتُهُ مُتَجَنْدِلًا
(2)
…
كَالْجَذَعِ بَيْنَ دَكَادِكٍ
(3)
وَرَوَابِي
(1)
في (ز) و (م): "حبق".
(2)
في (ز) و (م) و (ك): "متجدلا".
(3)
في (ص): "دكاك".
وَعَفَفْتُ عَنْ أَثْوَابِهِ وَلَوْ أَنَّنِي
…
كُنْتُ الْمُقْطِرَ بَزَّنِي
(1)
أَثْوَابِي
عَبَدَ الْحِجَارَةَ مِنْ سَفَاهَةِ عَقْلِهِ
…
وَعَبَدْتُ رَبَّ مُحَمَّدٍ بِصَوَابِ
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلِيٌّ رضي الله عنه نَحْوَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَوَجْهُهُ يَتَهَلَّلُ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: هَلَّا أَسْتَلَبْتَهُ دِرْعَهُ، فَلَيْسَ لِلْعَرَبِ دِرْعًا خَيْرًا مِنْهَا، فَقَالَ: ضَرَبْتُهُ، فَاتَّقَانِي بِسَوْءَتِهِ، وَاسْتَحْيَيْتُ
(2)
ابْنَ عَمِّي أَنِ اسْتَلِبَهُ، وَخَرَجَتْ خَيْلُهُ مُنْهَزِمَةً حَتَّى أُقْحِمَتْ مِنَ الْخَنْدَقِ
(3)
.
4374 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ، ثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ اللَّخْمِيُّ، ثَنَا أَبِي
(4)
، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالَ: لَمَّا قَتَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه عَمْرَو بْنَ عَبْدِ وُدٍّ أَنْشَأَتْ أُخْتُهُ عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ وُدٍّ تَرْثِيهِ، فَقَالَتْ:
لَوْ كَانَ قَاتِلُ عَمْرٍو غَيْرَ قَاتِلِهِ
…
بَكَيْتُهُ مَا أَقَامَ الرُّوحُ فِي جَسَدِي
لَكِنَّ قَاتِلَهُ مَنْ لَا يُعَابُ بِهِ
…
وَكَانَ يُدْعَى قَدِيمًا بَيْضَةَ الْبَلَدِ
(5)
4375 -
سمعت أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيَّ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ آدَمَ يَقُولُ - قُرِئَ عَلَيْهِ وَلَمْ يُمْلِهِ: مَا
(1)
في (ز) و (م): "بز في".
(2)
في (و)، و (ك):"فاستحييت".
(3)
إتحاف المهرة (19/ 417 - 25132).
(4)
هو: محمد بن المنذر بن سعيد بن أبي الجهم، وابنه المنذر: أخباري متروك، ويحيى بن محمد بن عباد الشجري كذلك.
(5)
يعني: واحد البلد الذي يجتمع إليه ويقبل قوله، والخبر لم نجده في الإتحاف.
شَبَّهْتُ قَتْلَ عَلِيٍّ عَمْرًا إِلَّا بِقَوْلِ اللهِ عز وجل: {وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ} ، {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ}
(1)
.
(2)
4376 -
أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا أَبِي
(3)
، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، [عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ]
(4)
قَالَ: قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: وَقُتِلَ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ يَوْمَ الْخَنْدَقِ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، ثُمَّ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ حِسْلٍ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلٍ، قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه
(5)
.
قَدْ ذَكَرْتُ فِي مَقْتَلِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ وُدٍّ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْمُسْنَدَةِ [وَمَغَازِي]
(6)
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ مَا بَلَغَنِي لِيَتَقَرَّرَ عِنْدَ الْمُنْصِفِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ وُدٍّ لَمْ يَقْتُلْهُ، وَلَمْ يَشْتَرِكْ فِي قَتْلِهِ غَيْرُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، وَإِنَّمَا حَمَلَنِي عَلَى هَذَا الِاسْتِقْصَاءِ فِيهِ قَوْلُ مَنْ قَالَ مِنَ الْخَوَارِجِ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ
(1)
(البقرة: آية 251).
(2)
لم نجده في الإتحاف.
(3)
هو: عمرو بن خالد بن فروخ. من رجال التهذيب.
(4)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من الإتحاف، ومن سائر أسانيد المصنف، وأبو الأسود هو: محمد بن عبد الرحمن بن الأسود القرشي يتيم عروة، وسيتكرر هذا الإسناد في المناقب كثيرا.
(5)
إتحاف المهرة (19/ 232 - 24704).
(6)
هذه الكلمة وردت محرفة في كافة النسخ، ففي (ز) و (م):"ومعا ان" وفي (و) و (ك): "ان".
مَسْلَمَةَ أَيْضًا ضَرَبَهُ ضَرْبَةً، وَأَخَذَ بَعْضَ السَّلْبِ، وَوَاللهِ
(1)
مَا بَلَغَنَا هَذَا عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ رضي الله عنهم، وَكَيْفَ يَجُوزُ هَذَا وَعَلِيٌّ عليه السلام يَقُولُ مَا بَلَغَنَا: إنِّي تَرَفَّعْتُ عَنْ سَلْبِ ابْنِ عَمِّي، فَتَرَكْتُهُ. وَهَذَا جَوَابُهُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بِحَضْرَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
4377 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ الْبَرْبَرِيُّ
(2)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمُسَيَّبِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ
(3)
، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَخِيهِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ عِنْدَهَا، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا رَجُلٌ وَنَحْنُ فِي الْبَيْتِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَزِعًا، فَقُمْتُ فِي أَثَرِهِ، فَإِذَا دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ، فَقَالَ:"هَذَا جِبْرِيلُ عليه السلام يَأْمُرُنِي أَنْ أَذْهَبَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَقَالَ: قَدْ وَضَعْتُمُ السِّلَاحَ، لَكِنَّا لَمْ نَضَعْ، قَدْ طَلَبْنَا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى بَلَغْنَا حَمْرَاءَ الْأَسَدِ". وَذَلِكَ حِينَ رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْخَنْدَقِ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَزِعًا، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ:"عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تُصَلُّوا صَلَاةَ الْعَصْرِ حَتَّى تَأْتُوا بَنِي قُرَيْظَةَ". فَغَرَبَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَأْتُوهُمْ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُرِدْ أَنْ تَدَعُوا الصَّلَاةَ فَصَلُّوا، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: إِنَّا لَفِي عَزِيمَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَا عَلَيْنَا مِنْ إِثْمٍ، فَصَلَّتْ طَائِفَةٌ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، وَتَرَكَتْ طَائِفَةٌ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، وَلَمْ يَعِبِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَاحِدًا مِنَ الْفَرِيقَيْنِ،
(1)
في (ك) و (م): "والله".
(2)
في (ك) و (و): "البريدي".
(3)
هو: ابن أبي نافع الصائغ. من رجال التهذيب.
وَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَمَرَّ بِمَجَالِسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَنِي قُرَيْظَةَ فَقَالَ:"هَلْ مَرَّ بِكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ ". قَالُوا: مَرَّ عَلَيْنَا دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ تَحْتَهُ قَطِيفَةُ دِيبَاجٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَيْسَ ذَلِكَ بِدِحْيَةَ، وَلَكِنَّهُ جِبْرِيلُ عليه السلام أُرْسِلَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ لَيُزَلْزِلَهُمْ وَيَقْذِفَ في قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ". فَحَاصَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَسْتَتِرُوا بِالْحَجَفِ حَتَّى يُسْمِعَهُمْ كَلَامَهُ، فَنَادَاهُمْ:"يَا إِخْوَةَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ". قَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، لَمْ تَكُ فَحَّاشًا، فَحَاصَرَهُمْ حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَكَانُوا حُلَفَاءَهُ، فَحَكَمَ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ، وَتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَإِنَّهُمَا قَدِ احْتَجَّا بِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ فِي الشَّوَاهِدِ
(2)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4378 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا أَبُو
(3)
مُسْلِمٍ
(4)
، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ الْقُرَظِيُّ قَالَ: عُرِضْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ قُرَيْظَةَ، فَمَنْ كَانَ مِنَّا مُحْتَلِمًا أَوْ
(1)
إتحاف المهرة (17/ 473 - 22641)، وكذا سيأتي في اللباس (7642) من حديث روح بن عبادة عن العمري به، ورواه في الحديث الذي قبله من حديث ابن وهب عنه فقال:"عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة" مختصرًا، وقال المصنف هناك:"صحيح الإسناد فحسب"، وقال الحافظ في الإتحاف:"عبد الله بن عمر العمري ضعيف، وقد اختلف عليه فيه كما ترى".
(2)
بل العمري ضعيف، أخرج له مسلم في الشواهد، ولم يخرج له البخاري، وقد ذكره المصنف على الصواب في المدخل إلى الصحيح (4/ 137).
(3)
قوله: "أبو" غير موجود في (ك).
(4)
هو: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي.
نَبَتَتْ عَانَتُهُ قُتِلَ، فَنَظَرُوا إِلَيَّ، فَلَمْ تَكُنْ نَبَتَتْ عَانَتِي، فَتُرِكْتُ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَلَهُ طُرُقٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، مِنْهُمُ: الثَّوْرِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَزُهَيْرٌ.
4379 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: مَا قَتَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةً مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ إِلَّا امْرَأَةً وَاحِدَةً، وَاللهِ إِنَّهَا لَعِنْدِي تَضْحَكُ
(2)
ظَهْرًا لِبَطْنٍ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيَقْتُلُ رِجَالَهُمْ بِالسُّيُوفِ، إِذْ يَقُولُ هَاتِفٌ بِاسْمِهَا: أَيْنَ فُلَانَةُ؟ فَقَالَتْ: أَنَا وَاللهِ، قُلْتُ: وَيْلَكِ مَا لَكَ؟ فَقَالَتْ: أُقْتَلُ وَاللهِ، فَقُلْتُ
(3)
: وَلِمَ؟ قَالَتْ: لِحَدَثٍ أَحْدَثْتُهُ، فَانْطُلِقَ بِهَا، فَضُربَتْ
(4)
عُنُقُهَا، فَمَا أَنْسَى عَجَبًا مِنْهَا طِيبَةَ نَفْسِهَا، وَكَثْرَةَ ضَحِكِهَا، وَقَدْ عَرَفَتْ أَنَّهَا تُقْتَلُ
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4380 -
أخبرني أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ.
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثَنَا
(1)
إتحاف المهرة (11/ 170 - 13847).
(2)
في (ص): "عندي لتضحك".
(3)
في (ص) والتلخيص: "قلت".
(4)
في (و) و (ص): "فضرب".
(5)
إتحاف المهرة (17/ 156 - 22046).
أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا أَبُو عَامِرٍ
(1)
، ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنهما قَالَ: أَمَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه، فَغَزَوْنَا نَاسًا مِنْ بَنِي فَزَارَةَ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْمَاءِ، أَمَرَنَا أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَعَرَّسْنَا، فَلَمَّا صَلَّيْنَا الصُّبْحَ أَمَرَنَا أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَشَنَنَّا الْغَارَةَ، قَالَ: فَوَرَدْنَا الْمَاءَ، فَقَتَلْنَا بِهِ مَنْ قَتَلْنَا، قَالَ: فَانْصَرَفَ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ، وَفِيهِمُ الذَّرَارِيُّ وَالنِّسَاءُ، قَدْ كَادُوا يَسْبِقُونَ إِلَى الْجَبَلِ، فَطَرَحْنَا سَهْمًا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْجَبَلِ، فَلَمَّا رَأَوُا السَّهْمَ وَقَفُوا، فَجِئْتُ بِهِمْ أَسُوقُهُمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، وَفِيهِمُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ عَلَيْهَا قَشْعٌ مِنْ أَدَمٍ، مَعَهَا ابْنَةٌ لَهَا مِنْ أَحْسَنِ الْعَرَبِ، قَالَ: فَنَفَّلَنِي أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه ابْنَتَهَا، قَالَ: فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالسُّوقِ، فَقَالَ لِي:"يَا سَلَمَةُ، لِلَّهِ أَبُوكَ، هَبْ لِي الْمَرْأَةَ". فَقُلْتُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا، وَهِيَ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَبَعَثَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَكَّةَ، فَفَادَى بِهَا أُسَارَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا فِي أَيْدِي الْمُشْرِكِينَ
(2)
.
قَدْ أخْرَجَهُ مُسْلِمٌ بِغَيْرِ هَذِهِ السِّيَاقَةِ
(3)
.
4381 -
أخبرنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَارِثِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
(1)
هو: عبد الملك بن عمرو، أبو عامر العقدي. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (5/ 596 - 6007).
(3)
مسلم في الجهاد (5/ 150) من حديث عمر بن يونس اليمامي عن عكرمة بن عمار به بنحوه.
أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي
(1)
، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ بِالْحُدَيْبِيَةِ، فَقَالَ:"لَا تُوقِدُوا نَارًا بِلَيْلٍ". فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ: "أَوْقِدُوا وَاصْطَنِعُوا، أَمَا إِنَّهُ لَا يُدْرِكُ قَوْمٌ بَعْدَكُمْ صَاعَكُمْ وَلَا مُدَّكُمْ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4382 -
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيادٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، ثَنَا الفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ خُثَيْمِ
(3)
بْنِ عِرَاكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ اسْتَعْمَلَ سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ الْغِفَارِيَّ بِالْمَدِينَةِ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4383 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ [فَرْوَةَ]
(5)
الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَكْوَعِ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ
(1)
هو: سمعان، أبو يحيى الأسلمي. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (5/ 498 - 5842).
(3)
في (ص): "خيثم"، وهو: خثيم بن عراك بن مالك الغفاري.
(4)
إتحاف المهرة (15/ 363 - 19490).
(5)
في النسخ الخطية كلها، والتلخيص والإتحاف:"ابن بريدة"، والمثبت من دلائل النبوة للبيهقي (4/ 209) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، وهو الصواب الموافق لمصادر ترجمته، وبريدة ليس بالقوي، أخرج له النسائي، وأبوه سفيان بن فروة بن مسعود الأسلمي وثقه ابن حبان.
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه إِلَى بَعْضِ حُصُونِ خَيْبَرَ، فَقَاتَلَ وَجَهِدَ، وَلَمْ يَكُنْ فَتْحٌ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4384 -
أخبرنا أَبُو قُتَيْبَةَ سَلْمُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَدَمِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عَمِّي أَبُو بَكْرٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ
(2)
، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ وَعِيسَى
(3)
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: يَا أَبَا لَيْلَى، أَمَا كُنْتَ مَعَنَا بِخَيْبَرَ؟ قُلْتُ: بَلَى، وَاللهِ كُنْتُ مَعَكُمْ، قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ إِلَى خَيْبَرَ، فَسَارَ بِالنَّاسِ، وَانْهَزَمَ حَتَّى رَجَعَ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4385 -
حدثنا مَيْمُونُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ مُسْلِمٍ الْأَزْدِيُّ
(5)
، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رُبَّمَا أَخَذَتْهُ الشَّقِيقَةُ، فَيَلْبَثُ الْيَوْمَ وَالْيَوْمَيْنِ لَا يَخْرُجُ، فَلَمَّا نَزَلَ بِخَيْبَرَ أَخَذَتْهُ الشَّقِيقَةُ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَى النَّاسِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه أَخَذَ رَايَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ نَهَضَ، فَقَاتَلَ قِتَالًا شَدِيدًا، ثُمَّ رَجَعَ
(6)
.
(1)
إتحاف المهرة (5/ 588 - 5990).
(2)
هو: علي بن هاشم بن البريد، أبو الحسن الكوفي، صدوق يتشيع، يروي عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي.
(3)
يعني: الحكم بن عتيبة، وعيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
(4)
إتحاف المهرة (11/ 544 - 14590).
(5)
المسيب لم نجد له ترجمة.
(6)
إتحاف المهرة (2/ 577 - 2299)، ورواه الطبري في تاريخه (3/ 12) مطولا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4386 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْحَنَفِيِّ
(1)
، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: سَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ، فَلَمَّا أتَاهَا بَعَثَ عُمَرَ رضي الله عنه ومَعَهُ النَّاسُ إِلَى مَدِينَتِهِمْ، أَوْ قَصْرِهِمْ، فَقَاتَلُوهُمْ، فَلَمْ يَلْبَثُوا أَنْ هَزَمُوا عُمَرَ وَأَصْحَابَهُ، فَجَاءُوا يُجَبِّنُونَهُ وَيُجَبِّنُهُمْ، فَسَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4387 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى
(3)
، ثَنَا مَعْقِلُ بْن عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَفَعَ الرَّايَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ إِلَى عُمَرَ رضي الله عنه، فَانْطَلَقَ، فَرَجَعَ يُجَبِّنُ أَصْحَابَهُ وَيُجَبِّنُونَهُ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ
(5)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
كذا في النسخ الخطية كلها والتلخيص والإتحاف، ولم نجد في الرواة من يسمى هكذا، وهو تصحيف، وصوابه: أبو مريم الحنفي، فقد رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (20/ 446)، والبزار في مسنده (3/ 22) من طريق: عبيد الله بن موسى، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم، عن علي، وهو الصواب، وأبو مريم هذا هو قيس الثقفي المدائني، ويقال: الحنفي الكوفي، وثقه ابن حبان وقال الدارقطني: مجهول متروك، وهو من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (11/ 692 - 14883).
(3)
هو: يحيى بن يعلى القطواني الأسلمي ضعيف يتشيع، وعنه القاسم بن محمد بن أبي شيبة أخو أبي بكر وعثمان، وهو ضعيف أيضًا.
(4)
إتحاف المهرة (3/ 520 - 3639).
(5)
في (و) و (ص): "صحيح الإسناد على شرط مسلم"، وقال الذهبي في التلخيص: =
4388 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ - إِمْلَاءً - ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنُ مَرْوَانَ
(1)
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السَّوْطِيُّ
(2)
، قَالَا: ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا فَجَبُنَ، فَجَاءَ
(3)
مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ قَطُّ، قُتِلَ مَحْمُودُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ:"لا تَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ؛ فَإِنَّكُمْ لا تَدْرُونَ مَا تُبْتَلُونَ مَعَهُمْ، وَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبُّنَا وَرَبُّهُمْ، وَنَوَاصِينَا وَنَوَاصِيهِمْ بِيَدِكَ، وَإِنَّمَا تَقْتُلْهُمْ أَنْتَ، ثُمَّ الْزَمُوا الْأَرْضَ جُلُوسًا، فَإِذَا غَشَوْكُمْ فَانْهَضُوا وَكَبِّرُوا". ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَأَبْعَثَنَّ غَدًا رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبَّانِهِ، لَا يُوَلِّي الدُّبُرَ، يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ". فتَشَرَّفَ لَهَا النَّاسُ، وَعَلِيٌّ رضي الله عنه يَوْمَئِذٍ أَرْمَدُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"سِرْ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أُبْصِرُ مَوْضِعًا، فتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ، وَعَقَدَ لَهُ، وَدَفَعَ إِلَيْهِ الرَّايَةَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلَامَ أُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ:"عَلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ حَقَنُوا دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ عز وجل". قَالَ: فَلَقِيَهُمْ، فَفَتَحَ اللهُ
= "قلت: القاسم واه".
(1)
هو: زكريا بن يحيى بن عبد الملك بن مروان بن عبد الله، أبو يحيى الناقد.
(2)
نسبة إلى السوط وعمله، وتصحفت في (ص) إلى:"السيوطي"، قال الحاكم عن الدارقطني:"لا بأس به".
(3)
قوله: "فجاء" ساقط من (ك).
عَلَيْهِ
(1)
.
قَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِ الرَّايَةِ، يَعْنِي وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
4389 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، ثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ حِينَ بَصَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي عَيْنَيْ عَلِيٍّ، فَبَرَأَ، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَبَرَزَ مَرْحَبٌ وَهُوَ يَقُولُ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرَ أَنِّي مَرْحَبٌ
شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
إِذَا الْحُرُوبُ
(2)
أَقبَلَتْ تَلَهَّبُ
قَالَ: فَبَرَزَ لَهُ عَلِيٌّ رضي الله عنه وَهُوَ يَقُولُ:
أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ
كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ
أُوَفِّيكُمْ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ
قَالَ: فَضَرَبَ مَرْحَبا، فَفَلَقَ رَأْسَهُ فَقَتَلَهُ، وَكَانَ الْفَتْحُ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ
(4)
.
(1)
إتحاف المهرة (3/ 294 - 3038)، والخليل بن مرة الضبعي ضعيف.
(2)
في التلخيص: "إذا الليوث".
(3)
إتحاف المهرة (5/ 586 - 5985).
(4)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: هو طرف من حديث طويل أخرجه مسلم" =
4390 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ
(1)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ
(2)
بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: تَنَفَّلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ يَوْمَ بَدْرٍ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَإِنَّمَا أَخْرَجْتُهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ لِأَخْبَارٍ وَاهِيَةٍ أَنَّ ذَا الْفَقَارَ مِنْ خَيْبَرَ.
4391 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ
(4)
، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَتْ صَفِيَّةُ رضي الله عنها مِنَ الصَّفِيِّ
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4392 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ
(6)
، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: وَلَّانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خُمُسَ الْخُمُسِ، فَوَضَعْتُهُ مَوَاضِعَهُ حَيَاةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ
= (5/ 189 - 195) من طرق عن عكرمة بن عمار.
(1)
هو: عبد الرحمن بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان. من رجال التهذيب.
(2)
في (ص): "عبيد الله بن عتبة".
(3)
إتحاف المهرة (7/ 374 - 8014)، وقد تقدم (2617).
(4)
هو: محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري.
(5)
إتحاف المهرة (17/ 365 - 22417)، وقد تقدم (2616).
(6)
هو: عيسى بن أبي عيسى عبد الله بن ماهان، عن مطرف بن طريف الكوفي.
رضي الله عنهما
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4393 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَالِمٍ - مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: انْصَرَفْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ خَيْبَرَ إِلَى وَادِي الْقُرَى، وَمَعَهُ غُلَامٌ لَهُ أَهْدَاهُ لَهُ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ الْجُذَامِيُّ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَضَعُ رَحْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ مُغَيْرِبِ الشَّمْسِ أَتَاهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَقَتَلَهُ - وَهُوَ السَّهْمُ الَّذِى لَا يُدْرَى مَنْ رَمَى بِهِ - فَقُلْنَا لَهُ: هَنِيئًا لَهُ الْجَنَّةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَلَّا، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ شَمْلَتَهُ الْآن لَتَحْتَرِقُ
(2)
عَلَيْهِ فِي النَّارِ، غَلَّهَا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ خَيْبَرَ". فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَزِعًا حِينَ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصَبْتُ شِرَاكَيْنِ لِنَعْلَيْنِ لِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يُقَدُّ لَكَ مِثْلَهُمَا
(3)
فِي النَّارِ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ مَالِكٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ: خَرَجْنَا إِلَى خَيْبَرَ، فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةَ. الْحَدِيثَ
(5)
.
(1)
إتحاف المهرة (11/ 545 - 14592)، وقد تقدم (2615).
(2)
في (ك) و (و) و (ص) والتلخيص: "لتحرق".
(3)
في (ز) و (م): "مثلها".
(4)
إتحاف المهرة (14/ 694 - 18410).
(5)
البخاري في المغازي (5/ 138) والأيمان والنذور (8/ 143)، ومسلم في الإيمان =
4394 -
حدثني زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُونُسَ الْخُزَاعِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ الْبَجَلِيُّ
(1)
، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ
(2)
، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ
(3)
، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا أُتِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَتْلُ جَعْفَرٍ دَاخَلَهُ مِنْ ذَلِكَ، فَأتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام، فَقَالَ: إنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ لِجَعْفَرٍ جَنَاحَيْنِ مُضَرَّجَيْنِ بِالدَّمِ، يَطِيرُ بِهِمَا مَعَ الْمَلَائِكَةِ
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ
(5)
لَهُ طُرُقٌ عَنِ الْبَرَاءِ
(6)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4395 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا أَتَاهُ وَفَاةُ جَعْفَرٍ رضي الله عنه عَرَفْنَا فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحُزْنَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ دَاخِلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إنَّ النِّسَاءَ قَدْ فَتَنَّنَا أَوْ
= (1/ 75).
(1)
كذا في النسخ الخطية، والإتحاف، ولم نجد من نسبه هكذا، ولعلها مصحفة من: السنجي.
(2)
هو: أحمد بن داود بن زياد الضبي وقيل: الضني، فهو الذي يروي عنه: الحسين بن محمد بن مصعب، كما في الثقات لابن حبان (8/ 39)، وقال ابن حبان:"حديثه يشبه حديث الثقات، يغرب"، وقال مرة:"مستقيم الأمر في الحديث".
(3)
يعني: الفقيمي رافضي متروك الحديث، واستنكره عليه ابن عدي، وتصحف في (ص) إلى:"عمر بن عبد الغفار".
(4)
إتحاف المهرة (2/ 494 - 2115).
(5)
زيد في (ص): "صحيح".
(6)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: كلها ضعيفة عن البراء".
غَلَبْنَنَا، قَالَ:"فَارْجِعْ إِلَيْهِنَّ فَأَسْكِتْهُنَّ". فَذَهَبَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ، فَرَدَّهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: "فَارْجِعْ إِلَيْهِنَّ، فَإِنْ أَبَيْنَ فَاحْثُ فِي وُجُوهِهِنَّ
(1)
التُّرَابَ". قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي لِلرَّجُلِ: أَبْعَدَكَ اللهُ، إِنِّي لَأَعْلَمُ مَا أَنْتَ بِمُطِيعٍ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا تَرَكْتَ نَفْسَكَ حَتَّى
(2)
عَرَفْتَ أَنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَحْثِيَ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(4)
.
4396 -
حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ
(5)
، ثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: مَا احْتَذَى النِّعَالَ، وَلَا انْتَعَلَ، وَلَا رَكِبَ الْمَطَايَا بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَفْضَلُ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه
(6)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4397 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، ثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ
(1)
في التلخيص: "أفواههن".
(2)
في (ز) و (ك)، و (و):"حين".
(3)
إتحاف المهرة (17/ 490 - 22675).
(4)
وسيستدركه المصنف أيضًا برقم (5009) من حديث يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة مختصرا، وقد أخرجه البخاري في الجنائز (2/ 82، 84) وفي المغازي (5/ 143)، ومسلم (3/ 45) من هذا الوجه.
(5)
هو: عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي.
(6)
إتحاف المهرة (15/ 422 - 19618)، وسيستدركه أيضًا برقم (4990).
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا اشْتَدَّ جَزَعُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَنْ قُتِلَ يَوْمَ مُؤْتَةَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيُدْرِكَنَّ الدَّجَّالُ قَوْمًا مِثْلَكُمْ أَوْ خَيْرًا مِنْكُمْ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - وَلَنْ يُخْزِيَ
(1)
اللهُ أُمَّةً أَنَا أَوَّلُهَا وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ آخِرُهَا"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
4398 -
حدثنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ
(4)
، ثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ
(5)
عَامِرٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما إِذَا حَيَّا عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ رضي الله عنهما، قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ ذِي الْجَنَاحَيْنِ
(6)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(7)
.
وَقَدْ أَخَّرْتُ فَضَائِلَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه لِأَذْكُرَهَا فِي فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ.
4399 -
حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
(1)
في التلخيص: "يجزي".
(2)
هذا الحديث لم نجده في الإتحاف.
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ذا مرسل، سمعه عيسى بن يونس من صفوان، وهو خبر منكر"، وجبير بن نفير الحضرمي أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه مرسلًا.
(4)
هو: محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي، عن عمه عمر بن علي.
(5)
في (و) و (ك) و (ص): "بن".
(6)
إتحاف المهرة (8/ 486 - 9822).
(7)
بل أخرجه البخاري في المغازي (5/ 143) عن محمد بن أبي بكر، وفي فضائل الصحابة (5/ 20) من حديث يزيد بن هارون؛ عن عمر بن علي به.
عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْأَشْعَثِيُّ، ثَنَا عَبْثَرٌ، عَنْ حُصَيْنٍ
(1)
، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهما قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ رضي الله عنه، فَجَعَلَتْ أُخْتُهُ عَمْرَةُ تَبْكِي: وَاخَيَّاهْ، وَاكَذَا، وَاكَذَا، تَعِدُّ عَلَيْهِ، فَقَالَ حِينَ أَفَاقَ: مَا قُلْتِ شَيْئًا إِلَّا قِيلَ لِي: أَنْتَ كَذلِكَ
(2)
.
صحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
4400 -
حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ: لَقَدِ انْدَقَّ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ
(4)
أَسْيَافٍ، فَمَا بَقِيَ فِي يَدِي إِلَّا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَةٌ
(5)
.
(6)
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(7)
.
وَقَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى حَدِيثِ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ: أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، أَخَذَهَا فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، ثُمَّ
(1)
هو: حصين بن عبد الرحمن السلمي. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (6/ 596 - 7033).
(3)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: على شرط مسلم"، نقول: بل وأخرجه البخاري في المغازي (5/ 144).
(4)
في (و) و (ك): "سبعة"، وهي ساقطة من (م)، وفي (ز) ملبسة، والمثبت من الإتحاف.
(5)
في (م) والتلخيص: "ثمانية".
(6)
إتحاف المهرة (4/ 403 - 4445).
(7)
بل أخرجه البخاري في المغازي (5/ 144) من حديث الثوري ويحيى بن سعيد القطان عن إسماعيل به.
إنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رضي الله عنه إِلَى مُؤْتَةَ
(1)
.
4401 -
فحدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ لِامْرَأَةِ سَلَمَةَ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ: مَا لِي لَا أَرَى سَلَمَةَ يَحْضُرُ الصَّلَاةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَ الْمُسْلِمِينَ؟ قَالَتْ: وَاللهِ مَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْرُجَ، كُلَّمَا خَرَجَ صَاحَ بِهِ النَّاسُ: يَا فُرَّارُ، أَفَرَرْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل حَتَّى قَعَدَ فِي بَيْتِهِ فَمَا يَخْرُجُ، وَكَانَ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رضي الله عنه
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4402 -
أخبرنا
(3)
أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا الْوَاقِدِيُّ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاس، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: لَقَدْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ عَمٍّ لِي كَلَامٌ، فَقَالَ: إِلَّا فِرَارَكَ يَوْمَ مُؤْتَةَ، فَمَا دَرَيْتُ أَيَّ شَيْءٍ أَقُولُ لَهُ
(4)
.
4403 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
(1)
بل انفرد به البخاري، فأخرجه في الجنائز (2/ 72) والجهاد، والمناقب (4/ 17، 72، 205)، والفضائل، والمغازي (5/ 27، 143).
(2)
إتحاف المهرة (18/ 124 - 23433).
(3)
في (ك): "حدثنا".
(4)
إتحاف المهرة (15/ 298 - 19339)، وجعله ابن حجر في مسند عبد الرحمن بن يعقوب عن أبي هريرة، بدلا من مسند الأعرج عن أبي هريرة.
بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنهما قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما، فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى مَكَانِ الْحَرْبِ أَمَرَهُمْ عَمْرٌو أَنْ لَا يُنَوِّرُوا نَارًا، فَغَضِبَ عُمَرُ، وَهَمَّ أَنْ يَنَالَ مِنْهُ، فَنَهَاهُ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، وَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمْ يَسْتَعْمِلْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْكَ
(1)
إِلَّا لِعِلْمِهِ بِالْحَرْبِ، فَهَدَأَ عَنْهُ عُمَرُ
(2)
رضي الله عنه
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4404 -
حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الْأَزْدِيُّ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْن عَمْرٍو، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ الْفَتْحُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ
(4)
.
4405 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: مَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ عَامَ الْفَتْحِ حَتَّى نَزَلَ مَرَّ الظَّهْرَانِ فِي عَشَرَةِ آلَافٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَسَبَّعَتْ
(5)
سُلَيْمٌ، وَأَلَّفَتْ مُزَيْنَةُ، وَفِي كُلِّ الْقَبَائِلِ عَدَدٌ وَإِسْلَامٌ، وَأَوْعَبَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، فَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَقَدْ عَمِيَتِ الْأَخْبَارُ
(1)
قوله "عليك" غير موجود في (و) و (ك) و (ص).
(2)
في (و) و (ص): "فهدأ عمر عنه".
(3)
إتحاف المهرة (2/ 577 - 2300).
(4)
إتحاف المهرة (7/ 371 - 8008).
(5)
في (و) و (ص): "فشيعت".
عَلَى قُرَيْشٍ، فَلَا يَأْتِيهِمْ خَبَرُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا يَدْرُونَ مَا هُوَ صَانِعٌ، وَكَانَ أَبُو سُفْيَانُ بْنُ الْحَارِثِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَدْ لَقِيَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِثَنِيَّةِ الْعِقَابِ فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَالْتَمَسَا الدُخُولَ عَلَيْهِ، فَكَلَّمَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْنُ عَمِّكَ، وَابْنُ عَمَّتِكَ وَصِهْرُكَ، فَقَالَ:"لا حَاجَةَ لِي فِيهِمْ، أَمَّا ابْنُ عَمِّي فَهَتَكَ عِرْضِي، وَأَمَّا ابْنُ عَمَّتِي وَصِهْرِي فَهُوَ الَّذِي قَالَ لِي بِمَكَّةَ مَا قَالَ". فَلَمَّا خَرَجَ الْخَبَرُ إِلَيْهِمَا بِذَلِكَ وَمَعَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ ابْنٌ لَهُ، فَقَالَ: وَاللهِ لَيَأْذَنَنَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَوْ لَآخُذَنَّ بِيَدِ ابْنِي هَذَا، ثُمَّ لَنَذْهَبَنَّ فِي الْأَرْضِ حَتَّى نَمُوتَ عَطَشًا وَجُوعًا، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَقَّ لَهُمَا، فَدَخَلَا عَلَيْهِ، فَأَنْشَدَهُ أَبُو سُفْيَانَ قَوْلَهُ فِي إِسْلَامِهِ وَاعْتِذَارِهِ مِمَّا كَانَ مَضَى مِنْهُ، فَقَالَ:
لَعَمْرُكَ إِنِّي يَوْمَ أَحْمِلُ رَايَةً
…
لِتَغْلِبَ خَيْلُ اللَّاتِ خَيْلَ مُحَمَّدِ
لَكَالْمُدْلِجِ الْحَيْرَانِ أَظْلَمَ لَيْلُهُ
…
فَهَذَا أَوَانُ الْحَقِّ أُهْدَى وَأَهْتَدِي
فَقُلْ لِثَقِيفٍ لَا أُرِيدُ قِتَالَكُمْ
…
وَقُلْ لِثَقِيفٍ تِلْكَ عِنْدِي فَاوْعَدِي
هَدَانِي هَادٍ غَيْرُ نَفْسِي وَدَلَّنِي
…
إِلَى اللهِ مَنْ طَرَدْتُ كُلَّ مَطْرَدِ
أَفِرُّ سَرِيعًا جَاهِدًا عَنْ مُحَمَّدِ
…
وَأَدَّعِي وَلَوْ لَمْ أَنْتَسِبْ لِمُحَمَّدِ
هُمْ عُصْبَةُ مَنْ لَمْ يَقُلْ بِهَواهُمْ
…
وَإِنْ كَانَ ذَا رَأْيٍ يُلَمْ وَيُفَنَّدِ
أُرِيدُ لِأُرْضِيَهُمْ وَلَسْتُ بِلَائِطِ
(1)
…
مَعَ الْقَوْمِ مَا لَمْ أُهْدَ فِي كُلِّ مَقْعَدِ
فَمَا كُنْتُ فِي الْجَيْشِ الَّذِي نَالَ عَامِرًا
…
وَلَا كَلَّ عَنْ خَيْرٍ لِسَانِي وَلَا يَدِي
قَبَائِلُ جَاءَتْ مِنْ بِلَادٍ بَعِيدَةٍ
…
تَوَابِعُ جَاءَتْ مِنْ سِهَامٍ وَسُؤْدُدِ
(2)
(1)
في (و): "بلاقط" وأشار إلى أنها في نسخة أخرى: "بلائط".
(2)
في (و) و (ص): "وسردد".
وَإِنَّ الَّذِي أَخَرَجْتُمُ وَشَتَمْتُمُ
…
سَيَسْعَى لَكُمْ سَعْيَ امْرِئٍ غَيْرِ قَعْدَدِ
قَالَ: فَلَمَّا أَنْشَدَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِلَى اللهِ مَنْ طَرَدْتُ كُلَّ مَطْرَدِ، ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَدْرِهِ، فَقَالَ:"أَنْتَ طَرَدْتَنِي كُلَّ مَطْرَدِ".
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: مَاتَتْ أُمُّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْأَبْوَاءِ، وَهِيَ تَزُورُ أَخْوَالَهَا مِنْ بَنِي النَّجَّارِ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ أَخُو رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الرَّضَاعَةِ، أَرْضَعَتْهُمَا حَلِيمَةُ، وَابْنُ عَمِّهِ، ثُمَّ عَامَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِمُعَامَلَاتٍ قَبِيحَةٍ، وَهَجَاهُ غَيْرَ مَرَّةٍ حَتَّى أَجَابَهُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه بِقَصِيدَتِهِ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا
(2)
:
هَجَوْتَ مُحَمَّدًا وَأَجَبْتُ عَنْهُ
…
وَعِنْدَ اللهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ
الْحَدِيثُ وَالْقَصِيدَةُ بِطُولِهِمَا مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحِ لِمُسْلِمٍ رحمه الله تَعَالَى
(3)
، وَقَدْ كَانَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه يَسْتَأْذِنُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَهْجُوَهُ فَلَا يَأْذَنُ لَهُ.
4406 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ أحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: زَعَمَ السُّدِّيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ
(4)
، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ اخْتَبَأَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ
(1)
إتحاف المهرة (7/ 372 - 8009).
(2)
في (ص): "بقصيدته التي أولها".
(3)
مسلم (7/ 164).
(4)
قوله: "بن سعد" ساقط من (ص).
عَفَّانَ رضي الله عنه، فَجَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَايِعْ عَبْدَ اللهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: "أَمَا كَانَ
(1)
فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حِينَ
(2)
رَآنِي
(3)
كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ؟ ". فَقَالُوا: مَا نَدْرِي يَا رَسُولَ اللهِ مَا فِي نَفْسِكَ، أَلَا أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ؟ فَقَالَ: "إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنةُ الْأَعْيُنِ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4407 -
حدثناه بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِلَالٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَرْحٍ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَزَلَّهُ الشَّيْطَانُ، فَلَحِقَ بِالْكُفَّارِ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقْتَلَ، فَاسْتَجَارَ لَهُ عُثْمَانُ رضي الله عنه، فَأَجَارَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(5)
.
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4408 -
فحدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ،
(1)
قوله: "كان" ساقط من (ك).
(2)
قوله: "حين" سقط من (و) و (ك) و (ص).
(3)
في (و) و (ك) و (ص): "وإني".
(4)
إتحاف المهرة (5/ 141 - 5082)، وأخرجه أبو داود (3/ 296) و (5/ 65)، وتقدم مختصرًا برقم (2357).
(5)
إتحاف المهرة (7/ 562 - 8459)، ولم يحتج البخاري بالحسين بن واقد ولا بيزيد بن أبي سعيد النحوي، وقد تقدم هذا الحديث في التفسير (3399) وقال هناك:"صحيح الإسناد" فحسب.
ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ}
(1)
. فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ فَرَّ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه، وَكَانَ أَخَاهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَغَيَّبَهُ عِنْدَهُ حَتَّى اطْمَأَنَّ أَهْلُ مَكَّةَ، ثُمَّ أَتَى بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَأْمَنَ
(2)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: قَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَاتُ فِي الْكِتَابَيْنَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ قَبْلَ دُخُولِهِ مَكَّةَ بِقَتْلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ خَطَلٍ، فَمَنْ نَظَرَ فِي مَقْتَلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه وَجِنَايَاتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ عَلَيْهِ بِمِصْرَ إِلَى أَنْ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ عَلِمَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَعْرَفَ بِهِ
(3)
.
4409 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ،
(1)
(الأنعام: آية 93).
(2)
إتحاف المهرة (19/ 65 - 24386).
(3)
كذا زعم هنا! وانظر ما سيأتي أيضًا في مقتل عثمان رضي الله عنه قبل حديث رقم (4594)، وكأن مجازفة المصنف هذه لما كان فيه من تشيع، فأما ابن أبي سرح فكان قد ارتد ثم أسلم وحسن إسلامه وولاه عثمان مصر، وفتحَ إفريقية وغزا النوبة وذات الصواري واعتزل الفتنة ومات أيام صفين وهو يصلي رضي الله عنه، وأما زعمه أنه صح في الكتابين الأمر بقتله هو وابن خطل، فهو وهم فالذي فيهما من حديث الزهري عن أنس الأمر بقتل ابن خطل وحده، البخاري (3/ 17) و (4/ 67) و (5/ 148)، ومسلم (4/ 111)، نعم رواه الحسن بن بشر البجلي عن الحكم بن عبد الملك القرشي - وهو ضعيف - عن قتادة عن أنس قال:"أمَّن النبي صلى الله عليه وسلم الناس يوم فتح مكة إلا أربعة نفر: عبد العزى بن خطل ومقيس بن ضبابة الكناني وعبد الله بن سعد بن أبي سرح وأم سارة" الحديث، رواه الطبراني في الأوسط والدارقطني واستنكره العقيلي، وانظر ترجمة ابن أبي سرح رضي الله عنه مطولة في تاريخ دمشق (29/ 19 - 44).
ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنهما قَالَتْ: لَمَّا كَانَ عَامُ الْفَتْحِ وَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَا طُوًى، قَالَ أَبُو قُحَافَةَ لِابْنَةٍ لَهُ - وَكَانَتْ أَصْغَرَ وَلَدِهِ -: أَيْ بُنَيَّةُ، أَشْرِفِي بِي عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ، وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ، فَأَشْرَفْتُ بِهِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّةُ، مَاذَا تَرَيْنَ؟ قَالَتْ: أَرَى سَوَادًا مُجْتَمِعًا، وَأَرَى رَجُلًا يَسْرِي بَيْنَ ذَلِكَ السَّوَادِ مُقْبِلًا، فَقَالَ: تِلْكَ الْخَيْلُ يَا بُنَيَّةُ، ثُمَّ قَالَ: مَاذَا تَرَيْنَ؟ فَقَالَتْ: أَرَى السَّوَادَ قَدِ انْتَشَرَ، فَقَالَ: إِذًا وَاللهِ دُفِعَتِ الْخَيْلُ، فَأَسْرِعِي بِي يَا بُنَيَّةُ إِلَى بَيْتِي، فَخَرَجَتْ سَرِيعًا حَتَّى إِذَا هَبَطَتْ بِهِ إِلَى الْأَبْطَحِ، وَكَانَ فِي عُنُقِهَا طَوْقٌ لَهَا مِنْ وَرِقٍ، فَاقْتَطَعَهُ إِنْسَانٌ مِنْ عُنُقِهَا، فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه حَتَّى جَاءَ بِأَبِيهِ يَقُودُهُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"هَلَّا تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى أَجِيئَهُ". فَقَالَ: يَمْشِي هُوَ إِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَحَقُّ مِنْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَيْهِ، فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَدْرَهُ، وَقَالَ:"أَسْلِمْ تَسْلَمْ". فَأَسْلَمَ، ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَأَخَذَ بِيَدِ أُخْتِهِ، فَقَالَ: أَنْشُدُ بِاللهِ وَالْإِسْلَامِ طَوْقَ أُخْتِي، فَوَاللهِ مَا جَاءَ بِهِ أَحَدٌ، ثُمَّ قَالَ الثَّانِيَةَ: أَنْشُدُ بِاللهِ وَالْإِسْلَامِ طَوْقَ أُخْتِي، فَمَا جَاءَ بِهِ أَحَدٌ، فَقَالَ: يَا أُخَيَّةُ، احْتَسِبِي طَوْقَكِ، فَوَاللهِ إنَّ الْأَمَانَةَ فِي النَّاسِ لَقَلِيلٌ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4410 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ
(2)
بْنِ أَيُّوبَ الطُّوسِيُّ، ثَنَا
(1)
إتحاف المهرة (16/ 845 - 21297).
(2)
في (ص): "بن الحسين".
أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثَنَا أيُّوبُ، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ، ثُمَّ قَالَ: هُوَ حَيٌّ، أَلَا تَلْقَاهُ فَتَسْمَعَ مِنْهُ؟ فَلَقِيتُ عَمْرًا، فَحَدَّثَنِي بِالْحَدِيثِ، قَالَ: كُنا بِمَمَرِّ النَّاسِ فَتُحَدِّثُنَا الرُّكْبَانُ، فَنَسْأَلُهُمْ مَا هَذَا الْأَمْرُ، وَمَا لِلنَّاسِ؟ فَيَقُولُونَ: نَبِيٌّ زَعَمَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَرْسَلَهُ، وَأَنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيْهِ كَذَا وَكَذَا، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَلَّوَمُ
(1)
بِإِسْلَامِهَا الْفَتْحَ، وَيَقُولُونَ: أَنْظِرُوهُ، فَإِنْ ظَهَرَ فَهُوَ نَبِيٌّ فَصَدِّقُوهُ، فَلَمَّا كَانَ وَقْعَةُ الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلَامِهِمْ، فَانْطَلَقَ أَبِي بِإِسْلَامِهِمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَدِمَ فَأَقَامَ عِنْدَهُ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ جَاءَ مِنْ عِنْدِهِ فَتَلَقَّيْنَاهُ، فَقَالَ: جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَقًّا، وَإِنَّهُ يَأْمُرُكُمْ بِكَذَا وَكَذَا، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ
(2)
أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا، فَنَظَرُوا فَلَمْ يَجِدُوا أَكْثَرَ قُرْآنًا مِنِّي، فَقَدَّمُونِي وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ أَوْ سِتِّ سِنِينَ، فَكُنْتُ أُصَلِّي، فَإِذَا سَجَدْتُ تَقَلَّصَتْ
(3)
بُرْدَةٌ عَلَيَّ، تَقُولُ امْرَأَةٌ مِنَ الْحَيِّ: غَطُّوا عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ، قَالَ: فَكُسِيتُ
(4)
مُعَقَّدَةً مِنْ مُعَقَّدْ
(5)
الْيَمَنِ بِسِتَّةِ دَرَاهِمَ أَوْ سَبْعَةٍ، فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ كَفَرَحِي بِذَلِكَ
(6)
.
قَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ مُخْتَصَرًا، فَأخْرَجْتُهُ بِطُولِهِ
(7)
.
(1)
أي: تنتظر، والأصل تتلوم فحذفت إحدى التائين تخفيفا.
(2)
في (و) و (ص): "فليؤذن لكم".
(3)
في (ز) و (م): "تقلدت".
(4)
في (و): "فكسيت بعد"، وفي (ص):"فكسيت بعده".
(5)
في (م): "مقعد"، وفي التلخيص:"معقدات".
(6)
إتحاف المهرة (5/ 611 - 6032).
(7)
بل أخرجه البخاري مطولا بنحوه في المغازي (5/ 150).
4411 -
أخبرني دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ
(1)
، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَذَقْنُهُ عَلَى رَحْلِهِ مُتَخَشِّعًا
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4412 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، أَنَّ رَجُلًا كَلَّمَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ، فَأَخَذَتْهُ الرِّعْدَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"هَوِّنْ عَلَيْكَ، فإِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4413 -
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: نَدَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ الْأَنْصَارَ، فَقَالَ:"يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ". فَأَجَابُوهُ: لَبَّيْكَ بِأَبِينَا أَنْتَ وَأُمِّنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: "أَقْبِلُوا بِوُجُوهِكُمْ إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ يُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ".
(1)
في (ك) و (ص): "المقرئ"، وعبد الله هو أخو محمد بن أبي بكر المقدمي ضعيف لم يخرج له مسلم، غير أن ابن عدي قال (6/ 425):"قد رأيت من رواه عن جعفر غير المقدمي".
(2)
إتحاف المهرة (1/ 445 - 409).
(3)
إتحاف المهرة (11/ 273 - 14024)، وإسماعيل بن أبي الحارث أسد بن شاهين البغدادي لم يخرجا له، وانظر لزاما ترجمته في تهذيب الكمال (3/ 42).
فَأَقْبَلُوا، وَلَهُمْ حَنِينٌ حَتَّى أَحْدَقُوا بِهِ كَبْكَبَةً
(1)
تُحَاكُ مَنَاكِبُهُمْ، يُقَاتِلُونَ حَتَّى هَزَمَ اللهُ الْمُشْرِكِينَ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَشَاهِدُهُ حَدِيثُ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ الَّذِي:
4414 -
حدثناه أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، ثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: الْتَقَى يَوْمَ حُنَيْنٍ أَهْلُ مَكَّةَ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ، وَاشْتَدَّ الْقِتَالُ، فَوَلُّوا مُدْبِرِينَ، فَنَدَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْأَنْصَارَ، فَقَالَ:"يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أَنَا رَسُولُ اللهِ". فَقَالُوا: إِلَيْكَ وَاللهِ جِئْنَا، فَنَكَّسُوا رُءُوسَهُمْ، ثُمَّ قَاتَلُوا حَتَّى فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِمْ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4415 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَارَ إِلَى حُنَيْنٍ لَمَّا فَرَغَ مِنْ فَتْحِ مَكَّةَ، جَمَعَ مَالِكَ بْنَ عَوْفٍ النَّصْرِيَّ
(4)
(1)
في (و) و (ص) والتلخيص: "كبكة"، والكبكبة:"الجماعة المتضامة من الناس وغيرهم". النهاية لابن الأثير (4/ 144).
(2)
إتحاف المهرة (3/ 557 - 3731).
(3)
إتحاف المهرة (1/ 592 - 830).
(4)
في (ص): "النضري".
مِنْ بَنِي نَصْرٍ، وَجُشَمَ، وَمِنْ
(1)
سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، وأَوْزَاعَ مِنْ بَنِي هِلَالٍ، وَنَاسًا مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَامِرٍ، وَأَوْعَبَ
(2)
مَعَهُمْ ثَقِيفٌ الْأَحْلَافُ، وَبَنُو مَالِكٍ، ثُمَّ سَارَ بِهِمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَسَارَ مَعَهُ
(3)
الْأَمْوَالُ وَالنِّسَاءُ وَالْأَبْنَاءُ، فَلَمَّا سَمِعَ بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعَثَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيَّ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَادْخُلْ بِالْقَوْمِ حَتَّى تَعْلَمَ لَنَا مِنْ عِلْمِهِمْ، فَدَخَلَ، فَمَكَثَ فِيهِمْ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه:"أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ ابْنُ أَبِي حَدْرَدٍ؟ ". فَقَالَ عُمَرُ: أَلَا تَسْمَعُ يَا ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ مَا يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ ابْنُ أَبِي حَدْرَدٍ: قَدْ كُنْتَ يَا عُمَرُ ضالًّا فَهَدَاكَ اللهُ عز وجل، ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، فَسَأَلَهُ أَدْرَاعًا مِائَةَ دِرْعٍ، وَمَا يُصْلِحُهَا مِنْ عُدَّتِهَا، فَقَالَ: أَغَصْبًا يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: "بَلْ عَارِيَةٌ مَضْمُونَةٌ حَتَّى نُؤَدِّيَهَا لَكَ
(4)
". ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَائِرًا
(5)
.
صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4416 -
حدثنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ
(6)
، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَهْضَمٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
(1)
في (و) و (ك) و (ص): "بن".
(2)
في (ز) و (م) و (ك): "وأودعت".
(3)
في (ز) و (م): "مع".
(4)
في (م): "عليك".
(5)
إتحاف المهرة (3/ 223 - 2888)، وانظره بسياقة أحسن وأتم في دلائل النبوة للبيهقي (5/ 119).
(6)
في (ص): "الشجري".
الْحَارِث
(1)
، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى الْأَشْدَقِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ
(2)
، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنِ وَبَرَةً مِنْ جَنْبِ بَعِيرٍ، ثُمَّ قَالَ:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِي مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْكُمْ قَدْرَ هَذِهِ إِلَّا الْخُمُسَ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ، فَأَدُّوا الْخَيْطَ والْمَخِيطَ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُولَ؛ فَإِنَّهُ عَارٌ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل؛ فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، يُذْهِبُ اللهُ بِهِ الْهَمَّ وَالْغَمَّ". قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَكْرَهُ الْأَنْفَالَ، وَيَقُولُ:"لِيَرُدَّ قَوِيُّ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى ضَعِيفِهِمْ"
(3)
.
4417 -
أخبرنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ، ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي نَجِيحٍ السُّلَمِيِّ
(4)
رضي الله عنه قَالَ: حَاصَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَصْرَ الطَّائِفِ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"مَنْ بَلَغَ بِسَهْمٍ فَلَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ". فَبَلَغْتُ يَوْمَئِذٍ سِتَّةَ عَشَرَ سَهْمًا، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ عَدْلُ مُحَرَّرٍ، وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَيُّمَا
(1)
هو: عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش المخزومي، وعنه إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري.
(2)
في (ز) و (م): "أبي سلام الباهلي"، وفي (ص):"عن ابن أبي سلام" وهو: ممطور الأسود الحبشي ويقال: النوبي، ويقال: الباهلي.
(3)
إتحاف المهرة (6/ 449 - 6792).
(4)
هو: عمرو بن عبسة بن عامر السلمي رضي الله عنه.
رَجُلٍ أَعْتَقَ رَجُلًا مُسْلِمًا، فَإِنَّ اللهَ وَقَى كُلَّ عَظْمٍ بِعَظْمٍ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَعْتَقَتِ امْرَأَةً مُسْلِمَةً، فَإِنَّ اللهَ جَاعِلٌ كُلَّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِهَا وِقَاءَ كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِ
(1)
مُحَرِّرِهَا مِنَ النَّارِ"
(2)
.
صَحِيحٌ عَالٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4418 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ: عُمْرَةُ الْحُدَيْبِيَةِ، وَعُمْرَةُ الْقَضَاءِ مِنْ قَابِلٍ، وَالثَّالِثَةُ مِنَ الْجِعْرَّانَةِ، وَالرَّابِعَةُ الَّتِي مَعَ حَجَّتِهِ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4419 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ
(4)
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا سَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى تَبُوكَ جَعَلَ لَا يَزَالُ يَتَخَلَّفُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَخَلَّفَ فُلَانٌ، فَيَقُولُ: "دَعُوهُ، إِنْ يَكُ فِيهِ خَيْرٌ فَسَيُلْحِقُهُ اللهُ بِكُمْ،
(1)
في (ك) و (و) و (ص): "من عظامها".
(2)
إتحاف المهرة (14/ 449 - 17850).
(3)
إتحاف المهرة (7/ 507 - 8326).
(4)
في النسخ الخطية كلها والتلخيص: "يزيد بن سفيان"، والمثبت من الإتحاف ودلائل النبوة للبيهقي (5/ 221) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، فهو: بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي، ليس بالقوي. من رجال التهذيب.
وَإِنْ يَكُ غَيْرَ ذَلِكَ، فَقَدْ أَرَاحَكُمُ اللهُ مِنْهُ". حَتَّى قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَخَلَّفَ أَبُو ذَرٍّ، وَأَبْطَأَ بِهِ بَعِيرُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"دَعُوهُ، إِنْ يَكُ فِيهِ خَيْرٌ فَسَيُلْحِقُهُ اللهُ بِكُمْ، وَإِنْ يَكُ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ أَرَاحَكُمُ اللهُ مِنْهُ". فَتَلَوَّمَ أَبُو ذَرٍّ رضي الله عنه عَلَى بَعِيرِهِ، فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَبْطَأَ عَلَيْهِ أَخَذَ مَتَاعَهُ، فَجَعَلَهُ عَلَى ظَهْرِهِ، فَخَرَجَ
(1)
يَتْبَعُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ماشِيًا، وَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ مَنَازِلِهِ، وَنَظَرَ نَاظِرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إنَّ هَذَا الرَّجُلَ يَمْشِي عَلَى الطَّرِيقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"كُنْ أَبَا ذَرٍّ". فَلَمَّا تَأَمَّلَهُ الْقَوْمُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هُوَ وَاللهِ أَبُو ذَرٍّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"رَحِمَ اللهُ أَبَا ذَرٍّ يَمْشِي وَحْدَهُ، وَيَمُوتُ وَحْدَهُ، وَيُبْعَثُ وَحْدَهُ". فَضَرَبَ الدَّهْرُ
(2)
مِنْ ضَرْبَتِهِ، وَسُيِّرَ أَبُو ذَرٍّ إِلَى الرَّبَذَةِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى امْرَأَتَهُ وَغُلَامَهُ: إِذَا مِتُّ اغْسِلَانِي وَكَفِّنَانِي، ثُمَّ احْمِلَانِي، فَضَعَانِي عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ، فَأَوَّلُ رَكْبٍ يَمُرُّونَ بِكُمْ، فَقُولُوا: هَذَا أَبُو ذَرٍّ، فَلَمَّا مَاتَ فَعَلُوا بِهِ كَذَلِكَ
(3)
، فَاطَّلَعَ رَكْبٌ، فَمَا عَلِمُوا حَتَّى كَادَتْ رَكَائِبُهُمْ تُوطِئُ سَرِيرَهُ، فَإِذَا ابْنُ مَسْعُودٍ فِي رَهْطٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَقَالُوا: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ: جِنَازَةُ أَبِي ذَرٍّ، فَاسْتَهَلَّ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه يَبْكِي، فَقَالَ: صَدَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَرْحَمُ اللهُ أَبَا ذَرٍّ، يَمْشِي وَحْدَهُ، وَيَمُوتُ وَحْدَهُ، وَيُبْعَثُ وَحْدَهُ". فَنَزَلَ، فَوَلِيَهُ بِنَفْسِهِ حَتَّى أَجَنَّهُ، فَلَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ ذُكِرَ لِعُثْمَانَ قَوْلُ
(1)
في (و) و (ص): "فجعل".
(2)
في (و) و (ص) و (ك): "يضرب الدهر".
(3)
في (ك) والتلخيص: "ذلك"، وأشار ناسخي (و) و (ص) إلى أنها في نسخة أخرى:"ذلك".
عَبْدِ اللهِ، وَمَا وَلِيَ مِنْهُ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(2)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4420 -
حدثنا أَحْمَدُ بْن كَامِلٍ الْقَاضِي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْبِرْتِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ الْكَاهِلِيُّ
(3)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، فَسَأَلْتُهُ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، فَانْتَهَرَنِي، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكَ عَنْ عَلِيٍّ؟ هَذَا بَيْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، وَهَذَا بَيْتُ عَلِيٍّ رضي الله عنه، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما بِبَرَاءَةٍ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَانْطَلَقَا، فَإِذَا هُمَا بِرَاكِبٍ، فَقَالَا: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَنَا عَلِيٌّ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، هَاتِ الْكِتَابَ الَّذِي مَعَكَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمَا لِي يَا عَلِيُّ؟ قَالَ: وَاللهِ مَا عَلِمْتُ إِلَّا خَيْرًا، فَأَخَذَ عَلِيٌّ الْكِتَابَ، فَذَهَبَ بِهِ، وَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَا: مَا لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "مَا لَكُمَا إِلَّا خَيْرٌ، وَلَكِنْ قِيلَ لِي: إِنَّهُ لا يُبَلِّغُ عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ شَاذٌّ، وَالْحَمْلُ فِيهِ عَلَى جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَبَعْدَهُ عَلَى إِسْحَاقَ بْنِ بِشْرٍ
(5)
.
(1)
إتحاف المهرة (10/ 458 - 13177).
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: فيه إرسال".
(3)
في (ك): "الكاملي".
(4)
إتحاف المهرة (8/ 291 - 9399) وقال: "تكلم عليه فأجاد".
(5)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: فلِمَ تورد الموضوع هنا"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: قد كفانا الحاكم المؤنة، لكن لِمَ يذكره هاهنا"، نقول: جميع شيعي عامة حديثه لا يتابع عليه، أما إسحاق بن بشر الكاهلي فلم ينفرد به فقد رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (9/ 220) من طريق محمد بن عمران الأخنسي =
4421 -
حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْن أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ المَعْمَرِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ سَبَلَانُ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا بَكْرِ رضي الله عنه، وَأمَرَهُ أَنْ يُنَادِيَ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ فَأَتْبَعَهُ عَلِيًّا، فَبَيْنَا أَبُو بَكْرٍ ببَعْضِ الطَّرِيقِ إِذْ سَمِعَ رُغَاءَ نَاقَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فَزِعًا، فَظَنَّ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا
(1)
عَلِيٌّ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَمَّرَهُ عَلَى الْمَوْسِمِ، وَأَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يُنَادِيَ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ، فَقَامَ عَلِيٌّ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، فَنَادَى: "إِنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكينَ وَرَسُولُهُ، فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، لَا يَحُجَّنَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفَنَّ
(2)
بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ، وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ". فَكَانَ عَلِيٌّ يُنَادِي بِهَا، فَإذَا بُحَّ قَامَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَنَادَى
(3)
.
صَحِيحُ الْإسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَنْ عَلِيٍّ بِشَرْحِ هَذَا النِّدَاءِ.
4422 -
حدثناه
(4)
أَبُو بَكْرٍ أحْمَدُ بْن إِسْحَاقَ وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، قَالَا: أَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ قَالَ: سَأَلْنَا عَلِيًّا رضي الله عنه بِأَيِّ شَيْءٍ بُعِثْتَ فِي الْحَجَّةِ؟ قَالَ: بُعِثْتُ
= ومحمد بن سعيد ابن الأصبهاني عن ابن فضيل به.
(1)
في (و) و (ص): "فإذا هو".
(2)
في (و) و (ك) و (ص): "ولا يطوف".
(3)
إتحاف المهرة (8/ 83 - 8965).
(4)
في (و) و (ك) و (ص): "حدثنا".
بِأَرْبَعٍ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ، وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ، وَلَا يَجْتَمِعُ مُؤْمِنٌ وَكَافِرٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا، وَمَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَهْدٌ فَعَهْدُهُ إِلَى مُدَّتِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَهْدٌ فَأَجَلُهُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ
(1)
.
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(2)
.
4423 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْن يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْن عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُعَيْمِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ حِينَ جَاءَهُ رَسُولُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ بِكِتَابِهِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَهُمَا:"وَأَنْتُمَا تَقُولَانِ بِمِثْلِ مَا يَقُولُ؟ ". قَالَا: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"وَاللهِ لَوْلَا أَنَّ الرُّسُلَ لا تُقْتَلُ لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَكُمَا"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4424 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّ هَهُنَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ عَلَى قِرَاءَةِ مُسَيْلِمَةَ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَكِتَابٌ غَيْرُ كِتَابِ اللهِ، أَوْ رَسُولٌ غَيْرُ
(1)
إتحاف المهرة (11/ 395 - 14280).
(2)
زيد بن يثيع الهمداني لم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي وهو ثقة، لكن لم يخرج له الشيخان، وسيأتي حديثه هذا في اللباس (7582) وقال المصنف هناك:"صحيح الإسناد" فحسب.
(3)
إتحاف المهرة (13/ 553 - 17130).
رَسُولِ اللهِ بَعْدَ فُشُوِّ الْإِسْلَامِ؟ فَرَدَّهُ، فَجَاءَ إِلَيْهِ بَعْدُ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ، وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّهُمْ فِي الدَّارِ لَيَقْرَءُونَ عَلَى قِرَاءَةِ مُسَيْلِمَةَ، وَإِنَّ مَعَهُمْ لَمُصْحَفًا فِيهِ قِرَاءَةُ مُسَيْلِمَةَ، وَذَلِكَ فِي زَمَانِ عُثْمَانَ رضي الله عنه، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ لَقَرَظَةَ - وَكَانَ صَاحِبَ خَيْلٍ
(1)
-: انْطَلِقْ حَتَّى تُحِيطَ بِالدَّارِ فَتَأْخُذَ مَنْ فِيهَا، فَفَعَلَ، فَأَتَاهُ بِثَمَانِينَ رَجُلًا، فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ اللهِ: وَيْحَكُمْ، أَكِتَابٌ غَيْرُ كِتَابِ اللهِ، أَوْ رَسُولٌ غَيْرُ رَسُولِ اللهِ؟ فَقَالُوا: نَتُوبُ إِلَى اللهِ، فَإِنَّا قَدْ ظَلَمْنَا، فَتَرَكَهُمْ عَبْدُ اللهِ لَمْ يُقَاتِلْهُمْ، وَسَيَّرَهُمْ إِلَى الشَّامِ، غَيْرَ رَئِيسِهِمُ ابْنِ النَّوَّاحَةِ أَبَى أَنْ يَتُوبَ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ لَقَرَظَةَ: اذْهَبْ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، وَاطْرَحْ رَأْسَهُ فِي حِجْرِ أُمِّهِ، فَإِنِّي أُرَاهَا قَدْ عَلِمَتْ فِعْلَهُ، فَفَعَلَ، ثُمَّ أَنْشَأَ
(2)
عَبْدُ اللهِ يُحَدِّثُ، فَقَالَ: إنَّ هَذَا جَاءَ هُوَ وَابْنُ أُثَالٍ رَسُولَيْنِ مِنْ عِنْدِ مُسَيْلِمَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ ". فَقَالَ لِرَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: تَشْهَدُ أَنَّ مُسَيْلِمَةَ رَسُولُ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْلا أنَّكَ رَسُولٌ لَقَتَلْتُكَ". فَجَرَتِ السُّنَّةُ يَوْمَئِذٍ أَنْ لَا يُقْتَلَ رَسُولٌ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4425 -
حدثنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ الْأنْصَارِيُّ
(4)
، ثَنَا شَيْبَانُ
(5)
بْنُ فَرُّوخَ، ثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، ثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ
(1)
في التلخيص: "حيل".
(2)
في (ص): "فأنشأ".
(3)
إتحاف المهرة (10/ 312 - 12830).
(4)
هو: محمد بن محمد بن حيان البصري التمار، قال الدارقطني: لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ.
(5)
في (ص): "سنان".
أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَقِيَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مُسَيْلِمَةَ، فَقَالَ لَهُ مُسَيْلِمَةُ: تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "آمَنْتُ بِاللهِ وَبِرُسُلِهِ". ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ هَذَا رَجُلٌ أُخِّرَ لِهَلَكَةِ قَوْمِهِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4426 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْن يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ
(2)
، عَنْ كُرَيْبٍ - مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: بَعَثَتْ
(3)
بَنُو سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ضِمَامَ
(4)
بْنَ ثَعْلَبَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَدِمَ عَلَيْنَا، فَأَنَاخَ بَعِيرَهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَعَقَلَهُ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ". فَقَالَ: مُحَمَّدٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي سَائِلُكَ وَمُغَلِّظٌ عَلَيْكَ فِي الْمَسْأَلَةِ، فَلَا تَجِدَنَّ فِي نَفْسِكَ، فَإِنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي، قَالَ:"سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ". قَالَ: أَنْشُدُكَ اللهَ، إِلَهَكَ وَإِلَهَ مَنْ قَبْلَكَ، وَإِلَهَ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللهُ بَعَثَكَ إِلَيْنَا رَسُولًا؟ فَقَالَ
(5)
: "اللَّهُمَّ نَعَمْ". قَالَ: أَنْشُدُكَ
(6)
اللهَ
(1)
إتحاف المهرة (1/ 590 - 825).
(2)
هو: محمد بن الوليد بن نويفع، وثقه ابن حبان، وقال الدارقطني: يعتبر به، وأخرج له أبو داود هذا الحديث مقرونا بسلمة بن كهيل.
(3)
في التلخيص: "بعث".
(4)
في (ص): "ضمضام".
(5)
في (ص) و (م) والتلخيص: "قال".
(6)
في التلخيص: "فأنشدك".
إِلَهَكَ، وَإِلَهَ مَنْ قَبْلَكَ، وَإِلَهَ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللهُ أَمَرَكَ أَنْ نَعْبُدَهُ لَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ نَخْلَعَ هَذِهِ الْأَوْثَانَ وَالْأَنْدَادَ الَّتِي كَانَ آبَاؤُنَا يَعْبُدُونَ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ نَعَمْ". ثُمَّ جَعَلَ يَذْكُرُ فَرَائِضَ الْإِسْلَامِ فَرِيضَةً
(1)
فَرِيضَةً؛ الصَّلَاةَ، وَالزَّكَاةَ، وَالصِّيَامَ، وَالْحَجَّ، وَفَرَائِضَ الْإِسْلَامِ كُلَّهَا، يَنْشُدُهُ عِنْدَ كُلِّ فَرِيضَةٍ كَمَا أَنْشَدَهُ فِي الَّتِي كَانَ قَبْلَهَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ، قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّكَ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَسَأُؤَدِّي هَذِهِ الْفَرَائِضَ، وَأَجْتَنِبُ مَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ، لَا أَزِيدُ وَلَا أَنْقُصُ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى بَعِيرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ وَلَّى:"إِنْ يَصْدُقْ ذُو الْعَقِيصَتَيْنِ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ". وَكَانَ ضِمَامٌ رَجُلًا جَلْدًا، أَشْعَرَ، ذَا غَدِيرَتَيْنِ، ثُمَّ أَتَى بَعِيرَهُ، فَأَطْلَقَ عِقَالَهُ حَتَّى قَدِمَ عَلَى قَوْمِهِ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ وَهُوَ يَسُبُّ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، فَقَالُوا: مَهْ يَا ضِمَامُ، اتَّقِ الْبَرَصَ، وَالْجُذَامَ، وَالْجُنُونَ، فَقَالَ: وَيْلَكُمْ، إِنَّهُمَا وَاللهِ مَا
(2)
يَضُرَّانِ وَلَا يَنْفَعَانِ، إنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ رَسُولًا، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابًا اسْتَنْقَذَكُمْ بِهِ مِمَّا كُنْتُمْ فِيهِ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِهِ بِمَا أَمَرَكُمْ بِهِ
(3)
وَنَهَاكُمْ عَنْهُ. فَوَاللهِ مَا أَمْسَى ذَلِكَ الْيَوْمَ مِنْ حَاضِرَتِهِ رَجُلًا وَلَا امْرَأةً إلَّا مُسْلِمٌ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: فَمَا سَمِعْنَا بِوَافِدِ قَوْمٍ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ رضي الله عنه
(4)
.
(1)
قوله "فريضة" ساقط من (و) و (ك) و (ص).
(2)
في (و) و (ص): "لا".
(3)
في (ص): "فيه".
(4)
إتحاف المهرة (7/ 674 - 8739).
قَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى إِخْرَاجِ وُرُودِ ضِمَامٍ الْمَدِينَةَ، وَلَمْ يَسُقْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَهَذَا صحِيحٌ.
4427 -
حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْن أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ
(1)
، ثَنَا أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ
(2)
، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَجَّ سَنَةَ عَشْرٍ مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ، فَأَفْرَدَ الْحَجَّ
(3)
.
4428 -
أخبرني أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ، ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ شُجَاعٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا قَاسِمُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَجَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ حِجَجًا، وَحَجَّ بَعْدَمَا هَاجَرَ الْوَدَاعَ، وَكَانَ جَمِيعُ مَا جَاءَ بِهِ مِائَةُ بَدَنَةٍ، فِيهَا جَمَلٌ كَانَ فِي أَنْفِهِ بُرَّةٌ مِنْ فِضَّةٍ، نَحَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ، وَنَحَرَ عَلِيٌّ رضي الله عنه مَا غَبَرَ. فَقِيلَ لِلثَّوْرِيِّ: مَنْ ذَكَرَهُ؟ فَقَالَ: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابرٍ وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما
(4)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: أَمَّا الْأَحَادِيثُ الْمَأْثُورَةُ الْمُفَسَّرَةُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى إِخْرَاجِهَا بِأَسَانِيدَ صَحِيحَةٍ عَلَى شَرْطِهِمَا، وَأَصَحُّهَا وَأَتَمُّهَا حَدِيثُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه الَّذِي تَفَرَّدَ
(1)
في (و) و (ك) و (ص): "العمري".
(2)
يعني: ابن أبي نافع الصائغ، عن عبد الله بن عمر بن حفص العمري، والعمري فيه ضعف.
(3)
إتحاف المهرة (9/ 134 - 10697) وفاته عزوه للحاكم.
(4)
إتحاف المهرة (3/ 336 - 3149) و (8/ 77/ 8945).
بِإِخْرَاجِهِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ.
وَقَدِ انْتَهَيْنَا بِمَشِيئَةِ اللهِ وَعَوْنِهِ إِلَى:
* * *
ابْتِدَاءِ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
-
4429 -
حدثنا أَبو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الرِّيَاحِيُّ أَبُو حَفْصٍ
(1)
، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ
(2)
بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ
(3)
، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ
(4)
- مَوْلَى الْحَكمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو
(5)
بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، عَنْ أَبِي مُوَيْهِبَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: طَرَقَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ: "يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ، انْطَلِقْ، فَإِنِّي قَدْ
(6)
أُمِرْتُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأَهْلِ هَذَا الْبَقِيعِ". فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا بَلَغَ الْبَقِيعَ، قَالَ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْبَقِيعِ، لِيَهْنِ لَكُمْ مَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَنْجَاكُمُ اللهُ مِنْهُ، أَقْبَلَتِ الْفِتَنُ
(1)
في (ص): "نا أبو حفص".
(2)
من قوله: "سعد بن إبراهيم" إلى هنا ساقط من (ك).
(3)
كذا قال المصنف، وهو وهم، والصواب: عبد الله بن عمر بن عَليّ بن عدي العبلي، فهو الذي روى عنه ابن إسحاق هذا الحديث، كما في مسند أحمد (25/ 376)، وسنن الدارمي (1/ 215)، وسيرة ابن هشام (2/ 642) وغير ذلك، وقد قال ابن حجر في الإتحاف معلقا على المصنف:"كذا قال، وكأنه وهم في قوله: ابن حفص".
(4)
كذا، وفي (ك) و (ص):"عبيد بن حسين"، وكلاهما تصحيف، والصواب: عبيد بن جبير تصغير جبر، قال الدارقطني في المؤتلف (1/ 365):"وهذا عبيد بن جبير مولى الحكم بن أبي العاص، روى حديثه محمد بن إسحاق عن عبد الله بن عمر العبلي عن عبيد بن جبير، ومن قال في هذا: عبيد بن حنين فهو وهم".
(5)
في (ص): "بن عمر".
(6)
قوله "قد" ساقط من (و) و (ك) و (ص) والتلخيص.
كقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يَتْبَعُ أَوَّلُهَا أَخِرَهَا"، ثُمَّ قَالَ: "يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ، إِنَّ اللهَ خَيَّرَنِي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَزَائِنَ الْأَرْضِ وَالْخُلْدَ فِيهَا وَالْجَنَّةَ وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّي عز وجل". فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَخُذْ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الْأَرْضِ وَالْخُلْدَ فِيهَا ثُمَّ الْجَنَّةَ، قَالَ:"كَلَّا يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ، لَقَدِ اخْتَرْتُ لِقَاءَ رَبِّي عز وجل"، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ لِأَهْلِ الْبَقِيعِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ بَدَأَهُ شَكْوَاهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ إِلَّا أَنَّهُ عَجَبٌ
(2)
بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
4430 -
فقد حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ - مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ - ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ رَبِيعَةَ
(3)
، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ
(4)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِي مُوَيْهِبَةَ رضي الله عنهم، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ
(5)
.
4431 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْجَارُودِ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي
(1)
إتحاف المهرة (14/ 384 - 17848).
(2)
في (و) و (ص): "عجيب"، وقد عرفت الصواب فيه، وأنه يرويه عبد الله بن عمر العبلي عن عبد بن جبير، وقد وثقهما ابن حبان، لم يخرج لهما مسلم.
(3)
هو: عبد الله بن عمر بن عبد الله بن علي بن عدي بن ربيعة ابن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي أبو عدي القرشي العبشمي العبلي الشاعر، نسب إلى جده، وانظر ترجمته مطولة في تاريخ دمشق (31/ 207).
(4)
في (ك): "عن ابن الحكم"، وفي (م):"عبيد بن عبد الحكم"، وكل ذلك تصحيف، إنما هر: عبيد مولى الحكم كما في الحديث السابق.
(5)
إتحاف المهرة (14/ 384 - 17848)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: هذا أشبه، رواه أحمد في المسند"، وكلامه إشارة إلى ما في المسند (25/ 376).
يَحْيَى بْنُ الْمِقْدَادِ
(1)
، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ
(2)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَأَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَعُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، كُلَّهُمْ يُخْبِرُهُ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بدَأَهُ مَرَضُهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ رضي الله عنها، فَخَرَجَ عَاصِبًا رَأْسَهُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلَاهُ الْأَرْضَ، عَنْ يَمِينِهِ الْعَبَّاسُ، وَعَنْ يَسَارِهِ رَجُلٌ. قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ الَّذِي عَنْ يَسَارِهِ عَلِيٌّ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(4)
.
وَقَدْ ذَكَرْت فِيمَا تَقَدَّمَ اخْتِلَافَ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم فِي مَبْلَغِ سِنِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ تُوُفِّيَ فِيهِ.
4432 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْن يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، ثَنَا أَبِي وَشُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ
(5)
، عَنْ مُوسَى بْنِ سَرْجِسَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمُوتُ، وَعِنْدَهُ قَدَحٌ فِيهِ مَاءٌ، يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْقَدَحِ، ثُمَّ يَمْسَحُ
(1)
في (ز) و (م): "يحيى بن المقدام" بالميم، وكذا ذكره ابن حبان في الثقات، وقال وقد قيل:"يحيى بن المقداد بالدال" وهو ما في سائر النسخ.
(2)
هو: عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة القرشي.
(3)
إتحاف المهرة (17/ 91 - 21926) و (17/ 601 - 22689).
(4)
أصله في الصحيحين من حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة، وانظر ما تقدم عند حديث رقم (516).
(5)
في التلخيص: "يزيد بن أبي حبيب"، خطأ.
وَجْهَهُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى سَكْرَةِ
(1)
الْمَوْتِ"
(2)
.
صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4433 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، ثَنَا [الْحَسَنُ]
(3)
بْنُ عَلِيِّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْبَزَّازُ الْفَارِسِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ: "جَلَالُ
(4)
رَبِّي الرَّفِيعِ، فَقَدْ بَلَّغْتُ". ثُمَّ قَضَى صلى الله عليه وسلم
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ إِلَّا أَنَّ هَذَا الْفَارِسِيَّ وَاهِمٌ فِيهِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى.
4434 -
فقد حدثناه أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ [الْعَنَزِيُّ]
(6)
، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا النُّفَيْلِيُّ
(7)
، ثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ آخِرُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ:
(1)
في التلخيص: "سكرات".
(2)
إتحاف المهرة (17/ 489 - 22674)، وقد تقدم في التفسير (3771)، واستغربه الترمذي.
(3)
في النسخ الخطية كلها، والإتحاف:"الحسين" مصحف، والمثبت كما في سائر أسانيد المصنف، وانظر دلائل النبوة للبيهقي (4/ 314) و (7/ 255)، وهو: الحسن بن على بن عبد الصمد بن يونس بن مهران أبو سعيد البصري الأزمي الفارسي.
(4)
في (ص): "جلالي".
(5)
إتحاف المهرة (2/ 36 - 1158).
(6)
في (ز) و (م) و (و) و (ص) والإتحاف: "العنبري"، وفي (ك):"العفيري"، والمثبت الصواب كما في سائر أسانيد المصنف.
(7)
هو: عبد الله بن محمد بن علي النفيلي، عن زهير بن معاوية الجعفي.
"الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ - مَرَّتَيْنِ - وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ". وَمَا زَالَ يُغَرْغِرُ بِهَا فِي صَدْرِهِ، وَمَا يَفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ
(1)
.
قَدِ اتَّفَقَا عَلَى إِخْرَاجِ هَذَا الْحَدِيثِ
(2)
.
وَعَلَى حَدِيثِ عَائِشَةَ: آخِرُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا: "الرَّفِيقُ الْأَعْلَى"
(3)
.
4435 -
أخبرنا الْحُسَيْنُ
(4)
بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ، ثَنَا
(5)
أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا أَبُو ظَفَرٍ
(6)
، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَظْلَمَ مِنَ الْمَدِينَةِ كُلُّ شَيْءٍ
(7)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4436 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا هِشَامُ بْن عَلِيٍّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخُزَاعِيُّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: شَهِدْتُ
(1)
إتحاف المهرة (2/ 36 - 1158).
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: فلماذا أوردته"، ونقله عنه ابن الملقن في مختصر استدراك الذهبي (2/ 1130). نقول: وهذا عجب منهم جميعًا؛ فإن الشيخين لم يخرجاه، بل لم يسمعه التيمي من أنس، وفي إسناده اختلاف، وانظر السنن الكبرى للنسائي (6/ 387 - 389)، وتحفة الأشراف (1/ 234، 319، 448)، وقال البزار (13/ 364):"لا نعلم أحدا تابع التيمي على روايته عن قتادة عن أنس، وإنما يرويه غير التيمي عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن سفينة عن أم سلمة".
(3)
هو كما قال، لكن سيستدركه برقم (6908)!، وتقدم أيضًا في الطهارة (516)، وهو طرف من الحديث الذي قبل هذا بحديثين.
(4)
في (ص): "الحسن".
(5)
في (و) و (ك): "قال".
(6)
هو: عبد السلام بن مطهر بن حسام الأزدي البصري. من رجال التهذيب.
(7)
إتحاف المهرة (1/ 443 - 403).
الْيَوْمَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ أَرَ يَوْمًا كَانَ أَقْبَحَ مِنْهُ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4437 -
أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ
(2)
بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُرْتَعِدِ
(3)
الصَّنْعَانِيُّ، ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ، ثَنَا أنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ
(4)
، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَزَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَسْمَعُونَ الْحِسَّ، وَلَا يَرَوْنَ الشَّخْصَ، فَقَالَتِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، إِنَّ فِي اللهِ عَزَاءً مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ، وَخَلَفًا مِنْ كُلِّ فَائِتٍ، فَبِاللهِ فَثِقُوا، وَإِيَّاهُ فَارْجُوا، فَإِنَّمَا الْمَحْرُوم مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
(5)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
إتحاف المهرة (1/ 495 - 542)، وأشار إلى أن الحاكم قد رواه مقطعا في موضعين، يقصد الحديث رقم (4325)، وهذا الموضع، ولم يتنبه إلى أن الحاكم في هذه الرواية قال عن هشام بن علي، عن محمد بن عبد الله الخزاعي، لا عن موسى بن إسماعيل، كما في الموضع السابق.
(2)
قوله: "بن محمد" ساقط من (ص).
(3)
في (و) و (ك) و (ص) بياض مكان كلمة: "المرتعد"، والمثبت من (ز) و (م)، وكذا من دلائل النبوة للبيهقي (7/ 268) عن المصنف، وأورد الحافظ ابن كثير هذا الحديث في البداية والنهاية (8/ 166) فقال:"قد رواه الحافظ البيهقي، عن الحاكم، عن أبي جعفر البغدادي، حدثنا عبد الله بن الحارث أو عبد الرحمن بن المرتعد الصنعاني"، ولم يثبت ما قاله في رواية البيهقي ولا في المستدرك نفسه؛ فلعل الشك من ابن كثير نفسه في الرواية، وابن المرتعد لم نجد له ترجمة، وقد ضعف البيهقي إسناد هذا الحديث.
(4)
هو: محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر.
(5)
إتحاف المهرة (3/ 334 - 3143).
وَالْمَخْزُومِيُّ هَذَا لَيْسَ بِخَالِدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْكُوفِيُّ؛ إِنَّمَا هُوَ: هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْصَنْعَانِيُّ، وَهوَ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ
(1)
.
(1)
كذا زعم المصنف رحمه الله، ولا نظنه أصاب؛ وذلك لأن هشام بن إسماعيل هذا الذي يعنيه المصنف إنما هو: هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أبو الوليد المخزومي، له ترجمة في التاريخ الكبير (8/ 192)، والجرح والتعديل (9/ 52)، والثقات (5/ 501)، وتاريخ دمشق (73/ 377)، وكان واليا على المدينة، وهو قليل الرواية، ولا يذكر له رواية عن أنس بن عياض، ولم يكن صنعانيا، ولم يوثقه أحد سوى أن ابن حبان ذكره في ثقاته.
وقال العراقي في تخريجه لأحاديث الإحياء (6/ 2558) تعليقا على هذا الحديث: "قلت: هكذا أخرجه الحاكم، وزعم أن أبا الوليد المخزومي هو هشام بن إسماعيل الصغاني ثقة مأمون، كذا قال، وقال الداودي كما وُجِدَ بخطه: والذي أظن أنه خالد بن إسماعيل وهو كذاب، قلت: أنس بن عياض مدني ثقة روى له الجماعة مات سنة مائتين عن ست وتسعين، والراوي عنه أبو الوليد إن كان كما زعم الحاكم فهو دمشقي يكنى أبا عبد الملك، ووفاته سنة ست عشرة، فقد أدرك من عمره نحو اثنتي عشرة سنة، وكون راويه عبد الله بن عبد الرحمن صغانيًا يقوي أنه هو، وإن كان هو خالد بن إسماعيل فهو مدني، قال ابن عدي: كان يضع الحديث، ولهم رجل آخر مسمى بهذا الاسم، ويروى عن عوف، وهو مجهول، قال الذهبي: ولعله المخزومي".
نقول: ظن العراقي أن الذي يعنيه الحاكم هو: هشام بن إسماعيل بن يحيى الحنفي، وقيل الخزاعي، أبو عبد الملك الدمشقي العطار، وهو من رجال التهذيب، وهذا ظن بعيد؛ فهذا يكنى أبو عبد الملك، وليس بصنعاني.
وهناك راو يسمى: هاشم بن إبراهيم الصنعاني، ترجم له ابن حبان في الثقات (9/ 243)، وذكر أنه يروي عن: أبي ضمرة أنس بن عياض، ويروي عنه: عبيد بن محمد الكشوري، والكشوري صنعاني أيضًا كابن المرتعد، فلعله هو الذي يعنيه الحاكم، غير أن اسمه يخالف ما ذكره الحاكم، ولم يذكر ابن حبان كنيته، ولا أنه كان مخزوميا، ثم إننا لم نجد لهذا الراوي الذي ذكره ابن حبان ترجمة في مكان آخر، ولا رواية في كتب السنة، ولا ندري إن كان ابن حبان ضبطه أم لا. =
4438 -
حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ
(1)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَطَرٍ، ثَنَا كَامِلُ بْن طَلْحَةَ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أحْدَقَ بِهِ أَصْحَابُهُ، فَبَكَوْا حَوْلَهُ، وَاجْتَمَعُوا، فَدَخَلَ رَجُلٌ أَشْهَبُ اللِّحْيَةِ، جَسِيمٌ، صَبِيحٌ، فَتَخَطَّا رِقَابَهُمْ فَبَكَى، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ فِي اللهِ عَزَاءً مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ، وَعِوَضًا مِنْ كُلِّ فَائِتٍ، وَخَلَفًا مِنْ كُلِّ هَالِكٍ، فَإِلَى اللهِ فَأَنِيبُوا، وَإِلَيْهِ فَارْغَبُوا، وَنَظَرُهُ إِلَيْكُمْ فِي الْبَلَاءِ فَانْظُرُوا، فَإِنَّمَا الْمُصَابُ مَنْ لَمْ يُجْبَرْ. وَانْصَرَفَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: تَعْرِفُونَ الرَّجُلَ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعَلِيٌّ رضي الله عنهما: نَعَمْ، هَذَا أَخُو رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْخَضِرُ عليه السلام
(2)
.
هَذَا شَاهِدٌ لِمَا تَقَدَّمَ، وَإِنْ كَانَ عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ لَيْسَ مِنْ شَرْطِ هَذَا الْكِتَابِ
(3)
.
= وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (4/ 357) بعد أن ذكر هذا الحديث: "وأما أبو الوليد
…
واسمه خالد بن إسماعيل"، وهذا ما رجحه الداودي كما سبق من كلام العراقي، وهو ما رجحه الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (11/ 644)، وهو ما نميل إليه، بخلاف كلام المصنف، وخالد هذا متروك الحديث متهم بالوضع، والله أعلم.
(1)
في (ز): "محمد بن أحمد بن محمد بن بالويه"، وفي (م):"أحمد بن محمد بن بالويه".
(2)
إتحاف المهرة (2/ 69 - 1246).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: عباد هالك"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: قبله حديث لجابر، قال: لما توفي رسول الله عزتهم الملائكة يسمعون الحس ولا يرون الشخص الحديث، وهو غريب، وأتى به أبو ضمرة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده".
4439 -
أخبرني أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْأَشْقَرُ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْمَرُّوذِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْن صَالِحٍ، ثَنَا عَنْبَسَةُ، ثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ
(1)
عُرْوَةُ: كَانَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ: "يَا عَائِشَة، إِنِّي أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُهُ بِخَيْبَرَ، فَهَذَا أَوَانُ انْقِطَاعِ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: وَقَالَ يُونُسُ
(3)
.
4440 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ يْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ
(4)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: لَأَنْ أَحْلِفَ تِسْعًا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُتِلَ قَتْلًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ [وَاحِدَةً]
(5)
أَنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ، وَذَلِكَ أَنَّ اللهَ عز وجل اتَّخَذَهُ نَبِيًّا وَاتَّخَذَهُ شَهِيدًا
(6)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يخَرِّجَاهُ.
(1)
في (و) و (ص): "قال لي".
(2)
إتحاف المهرة (17/ 224 - 22156).
(3)
أي أخرجه معلقًا، انظر صحيح البخاري (9/ 6)، وفتح الباري (8/ 131) وتغليق التعليق (4/ 162).
(4)
هو: عوف بن مالك بن نضلة. من رجال التهذيب.
(5)
في (ز)، و (م):"والله"، ومكانها في (و) و (ك) و (ص) بياض، والمثبت من التلخيص، ومن دلائل النبوة للبيهقي (7/ 172) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(6)
إتحاف المهرة (10/ 423 - 13076).
4441 -
فحدثنا
(1)
أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْن مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ غَيْرَ مَرَّةٍ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ، ثَنَا مَكِّيُّ بْن إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَوْدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: وَاللهِ لَقَدْ سُمَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَسُمَّ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَقُتِلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ صَبْرًا، وَقُتِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ صَبْرًا، وَقُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ صَبْرًا، وَسُمَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَقُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ صَبْرًا، فَمَا نَرْجُو بَعْدَهُمْ؟
(2)
.
4442 -
حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَكَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ:"يَا أَبَتَاهْ، مِنْ رَبِّهِ مَا أَدْنَاهْ، يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ أَنْعَاهْ، يَا أَبَتَاهْ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(4)
.
4443 -
حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلَّابُ بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ الرَّازِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ دِيزِيلَ، قَالَا: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: غَسَّلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ مَا يَكُونُ مِنَ الْمَيِّتِ، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، وَكَانَ
(1)
في (و) و (ص): "فحدثناه".
(2)
إتحاف المهرة (19/ 118 - 24532)، وسيأتي برقم (4458) بهذا الإسناد غير أنه قال:"عن السري بن إسماعيل" بدل داود بن يزيد الأودي.
(3)
إتحاف المهرة (1/ 567 - 762).
(4)
وكذا قال في الجنائز (1422)!، وقد أخرجه البخاري (6/ 15) من حديث سليمان بن حرب عن حماد بن زيد به بنحوه.
طَيِّبًا حَيًّا وَمَيِّتًا صلى الله عليه وسلم
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4444 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْن يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْن عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أَرَدْنَا غُسْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاخْتَلَفَ الْقَوْمُ فِيهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَنُجَرِّدُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كمَا نُجَرِّدُ مَوْتَانَا، أَوْ نُغَسِّلُهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ، فَأَلْقَى اللهُ عَلَيْهُمُ السِّنَةَ حَتَّى مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا نَائِمٌ ذَقْنُهُ عَلَى صَدْرِهِ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ: أَمَا تَدْرُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُغَسَّلُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ؟ فَغَسَّلُوهُ وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ، يَصُبُّونَ الْمَاءَ عَلَيْهِ وَيَدْلِكُونَهُ مِنْ فَوْقِهِ. قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: وَايْمُ اللهِ، لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا غَسَّلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا نِسَاؤُهُ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4445 -
حدثنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْعَقَبِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، ثَنَا سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَدَائِنِيُّ، ثَنَا سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ الطَّوِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ طَلِيقٍ، عَنْ مُرَّةَ بْنِ شَرَاحِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُلْنَا: مَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَبَكَى وَبَكَيْنَا، وَقَالَ: "مَهْلًا، غَفَرَ اللهُ لَكُمْ، وَجَزَاكُمْ عَنْ نَبِيِّكُمْ خَيْرًا، إِذَا غَسَّلْتُمُونِي، وَحَنَّطْتُمُونِي،
(1)
إتحاف المهرة (11/ 408 - 14312)، وتقدم في الجنائز (1353).
(2)
إتحاف المهرة (16/ 1135 - 21768)، ويحيى بن عباد ثقة لكن لم يخرج به مسلم.
وَكَفَّنْتُمُونِي، فَضَعُونِي عَلَى شَفِيرِ قَبْرِي، ثُمَّ اخْرُجُوا عَنِّي سَاعَةً، فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُصَلِّي عَلَيَّ خَلِيلِي وَجَلِيسِي جِبْرَائِيلُ وَمِيكَائِيلُ، ثُمَّ إِسْرَافِيلُ، ثُمَّ مَلَكُ الْمَوْتِ مَعَ جُنُودٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، ثُمَّ لْيَبْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَيَّ رِجَالُ أَهْلِ بَيْتِي، ثُمَّ نِسَاؤُهُمْ، ثُمَّ ادْخُلُوا أَفْوَاجًا وَفُرَادَى، وَلَا تُؤْذُونِي بِبَاكِيةٍ، وَلَا بِرَنَّةٍ، وَلَا بِصَيْحَةٍ، وَمَنْ كانَ غَائِبًا مِنْ أَصْحَابِي فَأَبْلِغُوهُ مِنِّي السَّلَامَ، فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ عَلَى أَنِّي قَدْ سَلَّمْتُ عَلَى مَنْ دَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَابَعَنِي عَلَى دِينِي هَذَا مُنْذُ الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"
(1)
.
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الَّذِي فِي هَذَا الْإِسْنَادِ مَجْهُولٌ، لَا نَعْرِفُهُ بِعَدَالَةٍ، وَلَا جَرْحٍ
(2)
، وَالْبَاقُونَ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ
(3)
.
4446 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، قَالَا:
(1)
إتحاف المهرة (10/ 461 - 13186).
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل كذبه الفلاس"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: بل كذبه الفلاس، والحمل فيه عليه"، نقول: بل عبد الملك بن عبد الرحمن: أصبهانيٌّ، ذكره أبو نعيم في تاريخه (2/ 95) ولم يذكر فيه جرحًا، وقد خلطه الذهبي بعبد الملك بن عبد الرحمن أبي العباس الشامي نزيل البصرة الراوي عن الأوزاعي وإبراهيم بن أبي عبلة وكذبه عمرو بن علي الفلاس، وانظر التاريخ الكبير (5/ 422)، وضعفاء العقيلي (3/ 490)، وجمع الذهبي أيضًا في الميزان (2/ 657) بين أبي العباس الشامي وبين الذماري الذي وثقه الفلاس!، وانظر لسان الميزان (5/ 267)، على أن سلام بن سليم المدائني الطويل الراوي عن ابن الأصبهاني متروك الحديث، وأشعث بن طليق ضعفه الأزدي وانظر لسان الميزان (2/ 202).
(3)
كذا قال!، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: وهذا شأن الموضوع؛ يكون كل رواته ثقات سوى واحد، فلو استحيا الحاكم لما أورد مثل هذا الحديث".
ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يُحَدِّثُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: رَأَيْتُ كَأَنَّ ثَلَاثَةَ أَقْمَارٍ سَقَطَتْ فِي حُجْرَتِي، فَسَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه، فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، إِنْ تَصْدُقْ رُؤياكِ يُدْفَنْ فِي بَيْتِكِ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ ثَلَاثَةٌ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَدُفِنَ، قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ: يَا عَائِشَةُ، هَذَا خَيْرُ أَقْمَارِكِ، وَهُوَ أَحَدُهَا
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدْ كَتَبْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مُسْنَدًا:
4447 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا جُنَيْدُ
(2)
بْنُ حَكِيمٍ الدَّقَّاقُ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيُّ
(3)
، ثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَبَحُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي
(4)
عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تعْجِبُهُ الرُّؤْيَا، قَالَ:"هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا الْيَوْمَ؟ ". قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: رَأَيْتُ كَأَنَّ ثَلَاثَةَ أَقْمَارٍ سَقَطْنَ فِي حُجْرَتِي، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ دُفِنَ فِي بَيْتِكِ ثَلَاثَةٌ هُمْ أَفْضَلُ أَوْ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ". فَلَمَّا تُوُفَيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَدُفِنَ فِي بَيْتِهَا، قَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: هَذَا أَحَدُ أَقْمَارِكِ، وَهُوَ خَيْرُهَا، ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَدُفِنَا فِي بَيْتِهَا
(5)
.
(6)
(1)
إتحاف المهرة (8/ 229 - 9268).
(2)
قوله: "جنيد" ساقط من (ص)، وقال الحاكم عن الدارقطني:"ليس بالقوي".
(3)
هو: موسى بن عبد الله بن عبد الرحمن البصري الأسلع.
(4)
في (ص): "عن أبي".
(5)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: هو من رواية عمر بن حماد بن سعيد الأبح، أحد الضعفاء، تفرد به عنه موسى بن عبد الله السلمي، لا أدري من هو"، وقد عرفه بعد ذلك وترجم له في تاريخه (5/ 945)، ولم يذكر فيه جرحًا، وعمر بن حماد منكر الحديث.
(6)
إتحاف المهرة (2/ 261 - 1674).
4448 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، أَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كُنْتُ أَدْخُلُ بَيْتِي الَّذِي فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنِّي وَاضِعٌ ثَوْبِي، وَأَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ زَوْجِي وَأَبِي، فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ مَعَهُمْ فَوَاللهِ مَا دَخَلْتُ إِلَّا وَأَنَا مَشْدُودَةٌ عَلَيَّ ثِيَابِي حَيَاءً مِنْ عُمَرَ رضي الله عنه
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
إتحاف المهرة (17/ 262 - 22224)، وسيستدركه أيضًا برقم (6909).
كتابُ مَعْرفَةِ الصَّحَابَةِ
بسم الله الرحمن الرحيم
كِتَابٌ: مَعْرِفَةُ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم
-
أَمَّا الشَّيْخَانِ فَإِنَّهُمَا لَمْ يَزِيدَا عَلَى الْمَنَاقِبِ، وَقَدْ بَدَأْنَا فِي أَوَّلِ ذِكْرِ الصَّحَابِيِّ بِمَعْرِفَةِ نَسَبِهِ وَوَفَاتِهِ، ثُمَّ
(1)
بِمَا يَصِحُّ عَلَى شَرْطِهِمَا مِنْ مَنَاقِبِهِ مِمَّا لَمْ يُخَرِّجَاهُ، فَلَمْ أَسْتَغْنِ عَنْ ذِكْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيِّ وَأَقْرَانِهِ فِي الْمَعْرِفَةِ
(2)
.
فَمِنْ فَضَائِلِ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ الصِّدِّيقُ رضي الله عنهما مِمَّا لَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4449 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ، ثَنَا حَجَّاجُ بْن أَبِي مَنِيعٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ اسْمُهُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ
(3)
.
4450 -
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، ثَنَا
(1)
قوله: "ثم" ساقط من (ص).
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: حذفت من ذلك كثيرًا لضعفه ولم أسق الأنساب ولا الوفيات غالبًا".
(3)
إتحاف المهرة (19/ 488 - 25288).
شَبَابَةُ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى الطَّلْحِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ
(1)
، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنهما قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه".
وَإِنَّ اسْمَهُ الَّذِي سَمَّاهُ أَهْلُهُ: لَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرٍو حَيْثُ وُلِدَ، فَغَلَبَ عَلَيْهِ اسْمُ عَتِيقٍ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4451 -
أخبرني أَحْمَدُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ وَاصِلٍ الْمُطَّوِّعِيُّ بِبِيكَنْدَ، حَدَّثَنِي أَبِي
(4)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ
(5)
، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ، سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْسَعِيدِيَّ
(6)
يُحَدِّثُ، عَنْ
(1)
هو: معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي.
(2)
إتحاف المهرة (17/ 719 - 23112)، وقد تقدم (3597) من حديث الحسين بن الفضل البجلي عن شبابة فقال: عن إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه موسى بن طلحة" عن عائشة بنت طلحة به، وسيأتي برقم (5718) من حديث ابن وهب عن إسحاق بن يحيى عن عيسى بن طلحة عن عائشة بنت طلحة به!.
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: صالح ضعفوه، والسند مظلم".
(4)
هو: محمد بن واصل بن إبراهيم بن نجاح البيكندي، يروي عن البخاري، ولم نجد من أفرده بترجمة، وانظر حديث رقم (1206).
(5)
كذا في النسخ الخطية كلها والإتحاف، غير أن أصل الرواية في تاريخ البخاري الكبير (1/ 99) هكذا:"قال لي أحمد بن سعيد: حدثنا إسحاق السلولي"، وهو أحمد بن سعيد الدارمي.
(6)
كذا في النسخ الخطية كلها، والتلخيص، والإتحاف، وهو خطأ وصوابه: العيذي كما في أصل الرواية، وكذا ضبطه الدارقطني وابن ماكولا وابن السمعاني، نسبة إلى: عيذ الله بن سعد العشيرة، ووثقه ابن حبان.
هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِي تِحْيَى
(1)
، سَمِعَ عَلِيًّا يَحْلِفُ لَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى اسْمَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه مِنَ السَّمَاءِ صِدِّيقًا
(2)
.
لَوْلَا مَكَانُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْسَعِيدِيِّ مِنَ الْجَهَالَةِ لَحَكَمْتُ لِهَذَا الْإِسْنَادِ بِالصِّحَّةِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام:
4452 -
حدثناه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلَّابُ، ثَنَا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ
(3)
، ثَنَا أَبُو سِنَانٍ
(4)
، عَنِ الضَّحَّاكِ، ثَنَا النَّزَّالُ بْنُ سَبْرَةَ، قَالَ: وَافَقْنَا عَلِيًّا رضي الله عنه طَيِّبَ النَّفْسِ وَهُوَ يَمْزَحُ، فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِكَ، قَالَ: كُلُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابِي، فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: ذَاكَ امْرُؤٌ سَمَّاهُ اللهُ صِدِّيقًا عَلَى لِسَانِ جِبْرِيلَ وَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمَا
(5)
.
4453 -
أخبرني مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ، ثَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ
(1)
هو: حكيم بن سعد. وعمران بن ظبيان الراوي عنه شيعي ضعيف.
(2)
إتحاف المهرة (11/ 670 - 14842).
(3)
هو: إسحاق بن يوسف بن مرداس، أبو محمد الأزرق.
(4)
هو: سعيد بن سنان الشيباني الأصغر، عن الضحاك بن مزاحم الهلالي.
(5)
إتحاف المهرة (11/ 641 - 14785)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: العلاء منكر الحديث"، كذا ورد تعليق الذهبي في النسخة التي بخطه، وورد في نسختين أخريين من التلخيص هكذا:"قلت: هلال بن العلاء منكر الحديث"، وهكذا نقله ابن الملقن في كتابه مختصر استدراك الذهبي (3/ 1143)، وقد استنكر الذهبي في تلخيصه حديثًا آخر برقم (7967) على العلاء لا على ابنه، وهذا هو الصواب الموافق لما في كتب التراجم.
عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى أَصْبَحَ يَتَحَدَّثُ
(1)
النَّاسُ بِذَلِكَ، فَارْتَدَّ نَاسٌ مِمَّنْ كَانُوا آمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوهُ، وَسَعَوْا بِذَلِكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، فَقَالُوا: هَلْ لَكَ إِلَى صَاحِبِكَ يَزْعُمُ أَنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ اللَّيْلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ قَالَ: أَوَ قَالَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: لَئِنْ كَانَ قَالَ ذَلِكَ لَقَدْ صَدَقَ. قَالُوا: أَوَ تُصَدِّقُهُ أَنَّهُ ذَهَبَ اللَّيْلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَجَاءَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ؟! قَالَ: نَعَمْ، إِنِّي لَأَصُدِّقُهُ فِيمَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ، أُصَدِّقُهُ بِخَبَرِ السَّمَاءِ فِي غَدْوَةٍ أَوْ رَوْحَةٍ؛ فَلِذَلِكَ سُمِّيَ أَبُو
(2)
بَكْرٍ الصِّدِّيقَ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4454 -
حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَفِيدُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ
(4)
، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمِّهِ
(5)
، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَكَانَ الْوَزِيرِ، فَكَانَ يُشَاوِرُهُ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ، وَكَانَ ثَانِيَهُ فِي الْإِسْلَامِ، وَكَانَ ثَانِيَهُ فِي الْغَارِ، وَكَانَ ثَانِيَهُ فِي الْعَرِيشِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ ثَانِيَهُ فِي الْقَبْرِ، وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَدِّمُ عَلَيْهِ أَحَدًا
(6)
.
(1)
في التلخيص: "يحدث".
(2)
في (و) و (ص): "أبا".
(3)
إتحاف المهرة (17/ 259 - 22216)، وسيأتي برقم (4505).
(4)
هو: عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر العائشي، وعنه محمد بن زكريا بن دينار الغلابي.
(5)
هو: عبيد الله بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر، أبا عثمان القرشي التيمي، ضعفه العقيلي ووثقه ابن حبان.
(6)
إتحاف المهرة (19/ 24 - 24337)، وقال الذهبي في التلخيص: "قلت: في رواته =
4455 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ
(1)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَةَ، ثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَنْقَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ
(2)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى، سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَكَانَ مَرَضُهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا، وَكَانَ سَبَبُ مَرَضِهِ أَنَّهُ اغْتَسَلَ فِي يَوْمٍ بَارِدٍ، فَحُمَّ خَمْسَةَ عَشَرَ لَيْلَةً لَمْ يَخْرُجْ إِلَى الصَّلَاةِ، فَكَانَ عُمَرُ رضي الله عنه يُصَلِّي بِالنَّاسِ وَهُوَ فِي دَارِهِ الَّتِي قَطَعَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وِجَاهَ دَارِ عُثْمَانَ الْيَوْمَ، وَأَوْصَى أَنْ تُغَسِّلَهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ امْرَأَتُهُ، وَإِنَّهَا ضَعُفَتْ فَاسْتَعَانَتْ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكُفِّنَ فِي ثَوْبَيْنَ أَحَدُهُمَا غَسِيلٌ، وَيُقَالُ: فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ، وَحُمِلَ عَلَى سَرِيرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ سَرِيرُ عَائِشَةَ رضي الله عنها، الَّذِي كَانَتْ تَنَامُ عَلَيْهِ، فَحُمِلَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ فِي الْمَسْجِدِ بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ، وَدُفِنَ فِي الْبَيْتِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلًا، وَجُعِلَ رَأْسُهُ بَيْنَ كَتِفَيِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(3)
.
4456 -
حدثني أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ
(4)
، أَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
(5)
، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ، ثَنَا عَمِّي، ثَنَا سَيْفُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(6)
، عَنْ يُونُسَ بْنِ
= مجهول".
(1)
هو: محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني.
(2)
يعني: ابن واقد الوقدي.
(3)
إتحاف المهرة (17/ 260 - 22219)، ثم قال:"قلت: الواقدي متروك".
(4)
هو: الحسين بن علي بن يزيد بن داود بن يزيد الحافظ، أبو علي النيسابوري الصائغ.
(5)
هو: القاسم بن إسماعيل بن محمد بن أبان، أبو عبيد المحاملي.
(6)
كذا في النسخ الخطية كلها، والتلخيص، والإتحاف، وقد رواه أبو نعيم في الطب =
الْفَضْلِ
(1)
، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ سَبَبَ مَوْتِ أَبِي بَكْرٍ مَوْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مَا زَالَ جِسْمُهُ يَحْرِي
(2)
حَتَّى مَاتَ
(3)
.
4457 -
حدثني الْأُسْتَاذُ أَبُو الْوَلِيدِ
(4)
، ثَنَا عَبْدُ اللهِ
(5)
بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ عُقَيْلٍ
(6)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ؛ أَنَّ رَجُلًا أَهْدَى يَوْمًا لِأَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه صَحْفَةً مِنْ خَزِيرَةٍ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: الْحَارِثُ بْنُ كَلَدَةَ، وَعِنْدَهُ عِلْمٌ، فَلَمَّا أَكَلَا مِنْهَا، قَالَ ابْنُ كَلَدَةَ: فِيهَا سُمُّ سَنَةٍ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَمْ يَمُرَّ الْحَوْلُ حَتَّى مَاتَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ رَأْسِ السَّنَةِ
(7)
.
4458 -
فحدثني بَكْرُ بْن مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ
= النبوي (1/ 318) فقال: "ثنا سيف بن عمر"، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد عم عبيد الله بن سعد مكثر من الرواية عن سيف بن عمر الضبي، أما سيف بن محمد الثوري فلم نجد له رواية عنه سوى هذه، فهو تصحيف، ومن السهل أن تتصحف "عمر" إلى "محمد" والعكس كما يعلم ذلك كل من عمل بالمخطوطات، وسيف بن عمر ضعيف الحديث جدًّا حتى قال فيه المصنف في المدخل إلى الصحيح (1/ 171):"اتهم بالزندقة وهو ساقط في رواية الحديث".
(1)
كذا، وفي الطب النبوي:"مبشر بن الفضل"، ولم نعرفه.
(2)
قال ابن الأثير في النهاية (1/ 375): "يقال: حرى الشيء يحري إذا نقص".
(3)
إتحاف المهرة (8/ 429 - 9707)، ثم قال:"لم يتكلم عليه، وإسناده واه"، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: إسناده واه".
(4)
هو: حسان بن محمد الفقيه.
(5)
في (و) و (ص): "أبو عبد الله".
(6)
هو: ابن خالد الأيلي.
(7)
إتحاف المهرة (19/ 488 - 25289)، وقال الذهبي في التلخيص:"وهو مرسل".
الْفَضْلِ، ثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: مَاذَا يُتَوَقَّعُ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ، وَقَدْ سُمَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَسُمَّ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَقُتِلَ عُمَرُ حَتْفَ أَنْفِهِ، وَكَذَلِكَ قُتِلَ عُثْمَانُ وَعَلِيٌّ، وَسُمَّ الْحَسَنُ، وَقُتِلَ الْحُسَيْنُ حَتْفَ أَنْفِهِ
(1)
.
(2)
4459 -
حدثني أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْن عُبَيْدٍ الْحَافِظُ بِهَمَذَانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ زِيَادٍ، ثَنَا غَالِبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقُرْقُسَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ حَبِيبِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: "قُلْتَ فِي أَبِي بَكْرٍ شَيْئًا؟ قُلْ حَتَّى أَسْمَعَ". قَالَ: قُلْتُ:
وَثَانِيَ اثْنَيْنِ فِي الْغَارِ الْمَنِيفِ وَقَدْ
…
طَافَ الْعَدُوُّ بِهِ إِذْ صَاعَدَ الْجَبَلَا
وَكَانَ حِبَّ رَسُولِ اللهِ قَدْ عَلِمُوا
…
مِنَ الْخَلَائِقِ لَمْ يَعْدِلْ بِهِ بَدَلَا
فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(3)
.
4460 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ الْجَوْهَرِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سُئِلَ الشَّعْبِيُّ: مَنْ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ؟ فَقَالَ: أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ حَسَّانَ رضي الله عنه:
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: السري متروك".
(2)
إتحاف المهرة (19/ 118 - 24532)، وفاته هذا الموضع وقد تقدم برقم (4441) فانظره.
(3)
إتحاف المهرة (4/ 200 - 4130)، ثم قال:"قلت: عمرو متروك"، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: وعمرو يضع الحديث"، وغالب: لا يعرف، وسيأتي برقم (4509)، وانظر الإصابة (2/ 453)، ولسان الميزان (6/ 296 - 299).
إِذَا تَذَكَّرْتَ شَجْوًا مِنْ أَخِي ثِقَةٍ
…
فَاذْكُرْ أَخَاكَ أَبَا
(1)
بَكْرٍ بِمَا فَعَلَا
خَيْرَ الْبَرِيَّةِ أَتْقَاهَا وَأَعْدَلَهَا
…
بَعْدَ النَّبِيِّ وَأَوْفَاهَا بِمَا حَمَلَا
الثَّانِيَ التَّالِيَ الْمَحْمُودُ مَشْهَدُهُ
…
وَأَوَّلُ النَّاسِ مِنْهُمْ صَدَّقَ الرُّسُلَا
(2)
4461 -
حدثني عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: سَأَلَنِي أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: فِي كَمْ كَفَّنْتُمْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقُلْتُ: فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ. قَالَ: فَفِيهَا فَكَفِّنُونِي
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4462 -
أخبرني أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ
(4)
، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ
(5)
بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: فِي كَمْ كَفَّنْتُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقُلْتُ: فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ يَمَانِيَّةٍ جُدُدٍ، لَيْسَ فِيهَا
(6)
قَمِيصٌ، وَلَا عِمَامَةٌ، قَالَ: اغْسِلُوا ثَوْبِي هَذَا، وَفِيهِ رَدْعُ
(7)
زَعْفَرَانٍ وَمِشْقٌ
(8)
، فَاجْعَلُوهُ مَعَ ثَوْبَيْنَ جَدِيدَيْنِ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ
(1)
في (ك): "أبي".
(2)
هذا الحديث لم نجده في الإتحاف.
(3)
إتحاف المهرة (17/ 327 - 22337).
(4)
في (و) و (ك) و (ص): "العمري".
(5)
في (ص): "عبد الرحمن".
(6)
في (و) و (ك) و (ص): "فيهم".
(7)
قال ابن الأثير في النهاية (2/ 216): "وثوب رديع: مصبوغ بالزعفران"، ثم قال:"ردع من زعفران: أي لطخ لم يعمه كله".
(8)
قال ابن الأثير في النهاية (4/ 334): "المشق بالكسر: المغرة. وثوب ممشق: مصبوغ =
خَلَقٌ، فَقَالَ
(1)
: الْحَيُّ أَحَقُّ بِالْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ، إِنَّهُ لِلْمُهْلِ
(2)
.
4463 -
قال عَبْدُ الرَّحِيمُ: وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه صُلِّيَ عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ، وَدُفِنَ لَيْلًا إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حُجْرَةِ عَائِشَةَ رضي الله عنها
(3)
.
4464 -
أخبرني
(4)
أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، [ثَنَا]
(5)
الْمَعْمَرِيُّ
(6)
، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ
(7)
، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ
(8)
: [وَلِيَ]
(9)
أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فِي خِلَافَتِهِ سَنَتَيْنِ وَسَبْعَةَ أَشْهُرٍ
(10)
.
4465 -
حدثنا الْحَاكِمُ الْفَاضِلُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ
= به"، والمغرة هو المدر الأحمر الذي تصبغ به الثياب.
(1)
في (ص): "قال".
(2)
إتحاف المهرة (17/ 327 - 22337)، وقد أخرجه البخاري (2/ 57، 102)، ومسلم (3/ 49).
(3)
إتحاف المهرة (17/ 327 - 22337)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: على شرط البخاري ومسلم".
(4)
في (و): "حدثني" وأشار الناسخ إلى أنها في نسخة أخرى: "أخبرني".
(5)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من الإتحاف.
(6)
في (ك) و (ص) و (و): "العمري"!، وهو الحسن بن علي بن شبيب.
(7)
هو: نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارئ. من رجال التهذيب.
(8)
قوله: "قال" ساقط من (و) و (ص) و (ك).
(9)
ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ الخطية كلها، وفي الإتحاف:"أقام"، والمثبت من التلخيص.
(10)
إتحاف المهرة (9/ 361 - 11429).
إِمْلَاءً، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتُويَهْ الْفَارِسِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ الْحَلَبِيُّ
(1)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ
(2)
، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَوَّلِ مَا بُعِثَ وَهُوَ بِمَكَّةَ وَهُوَ حِينَئِذٍ مُسْتَخْفٍ، فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: "أَنَا نَبِيٌّ". قُلْتُ: وَمَا النَّبِيُّ؟ قَالَ: "رَسُولُ اللهِ". قُلْتُ: اللهُ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قُلْتُ: بِمَا أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: "أَنْ تَعْبُدَ اللهَ، وَتَكْسِرَ الْأَوْثَانَ، وَتَصِلَ الْأَرْحَامَ". قُلْتُ: نِعْمَ مَا أَرْسَلَكَ بِهِ، فَمَنْ تَبِعَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ:"عَبْدٌ وَحُرٌّ". يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ وَبِلَالًا، وَكَانَ عَمْرٌو يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا رُبْعُ الْإِسْلَامِ، قَالَ: فَأَسْلَمْتُ قُلْتُ: أَتَّبِعُكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "لَا، وَلَكِنِ الْحَقْ بِقَوْمِكَ، فَإِذَا أُخْبِرْتَ أَنِّي قَدْ خَرَجْتُ فَاتَّبِعْنِي"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدْ تَابَعَ أَبَا سَلَّامٍ عَلَى رِوَايَتِهِ ضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، وَأَبُو طَلْحَةَ الرَّاسِبِيُّ
(4)
، وَشَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو عَمَّارٍ.
أَمَّا حَدِيثُ ضَمْرَةَ وَأَبِي طَلْحَةَ:
4466 -
فحدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ
(1)
في (و) و (ص): "الحليمي".
(2)
هو: ممطور الأسود الحبشي، وعنه العباس بن سالم بن جميل الدمشقي.
(3)
إتحاف المهرة (12/ 504 - 16003).
(4)
كذا قال المصنف رحمه الله، وراوي هذا الحديث عن أبي أمامة هو أبو طلحة الشامي نعيم بن زياد الأنماري، أما أبو طلحة الراسبي فهو: شداد بن سعيد البصري، لم يدرك أحدًا من الصحابة.
الْخَوْلَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى
(1)
، وَضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، وَأَبُو طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهُوَ نَازِلٌ بِعُكَاظٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنِ اتَّبَعَكَ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ:"اتَّبَعَنِي عَلَيْهِ رَجُلَانِ حُرٌّ وَعَبْدٌ؛ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ". قَالَ: فَأَسْلَمْتُ عِنْدَ ذَلِكَ
(2)
.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي عَمَّارٍ:
4467 -
فحدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، ثَنَا شَدَّادُ بْن عَبْدِ اللهِ أَبُو عَمَّارٍ - وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: يَا عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ، بِأَيِّ شَيْءٍ تَدَّعِي أَنَّكَ رُبُعُ الْإِسْلَامِ؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ
(3)
.
4468 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ سَيِّدَنَا، وَخَيْرَنَا، وَأَحَبَّنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(4)
.
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
هو: سليم بن عامر الكلاعي الحمصي.
(2)
إتحاف المهرة (12/ 504 - 16003).
(3)
إتحاف المهرة (12/ 504 - 16003)، وقد أخرجه مسلم (2/ 208) من حديث عكرمة بن عمار عن شداد بن عبد الله أبي عمار ويحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة به بطوله، وانظر ما تقدم في كتاب الإيمان (592).
(4)
إتحاف المهرة (12/ 431 - 15895)، وانظر الحديث الآتي برقم (5321).
4469 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَيْهَقِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَعْدِ
(1)
بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ كَانَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، وَأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ كَسَرَ سَيْفَ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ، فَخَطَبَ النَّاسَ، وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِمْ، وَقَالَ: وَاللهِ مَا كُنْتُ حَرِيصًا عَلَى الْإِمَارَةِ يَوْمًا وَلَا لَيْلَةً قَطُّ، وَلَا كُنْتُ فِيهَا رَاغِبًا
(2)
، وَلَا سَأَلْتُهَا اللهَ عز وجل فِي سِرٍّ وَلَا عَلَانِيَةٍ، وَلَكِنِّي أَشْفَقْتُ مِنَ الْفِتْنَةِ، وَمَا لِي فِي الْإِمَارَةِ مِنْ رَاحَةٍ، وَلَكِنْ قُلِّدْتُ أَمْرًا عَظِيمًا مَا لِي بِهِ مِنْ طَاقَةٍ وَلَا يَدَانِ إِلَّا بِتَقْوِيَةِ اللهِ عز وجل، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ أَقْوَى النَّاسِ عَلَيْهَا مَكَانِي الْيَوْمَ. فَقَبِلَ الْمُهَاجِرُونَ مِنْهُ مَا قَالَ وَمَا اعْتَذَرَ بِهِ. قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه وَالزُّبَيْرُ: مَا غَضِبْنَا
(3)
إِلَّا أَنَّا قَدْ أُخِّرْنَا
(4)
عَنِ الْمُشَاوَرَةِ، وَإِنَّا نَرَى أَبَا بَكْرٍ أَحَقَّ النَّاسِ بِهَا بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِنَّهُ لِصاحِبُ الْغَارِ، وَثَانِيَ اثْنَيْنِ، وَإِنَّا لَنَعْلَمُ بِشَرَفِهِ وَكِبَرِهِ، وَلَقَدْ أَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالصَّلَاةِ بِالنَّاسِ وَهُوَ حَيٌّ
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4470 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَبْدُ اللهِ بْنُ
(1)
في (ك): "سعيد" وأشار الناسخ في حاشية (و) إلى أنها في نسخة أخرى: "سعيد".
(2)
في (ك): (داعيا).
(3)
في (ز) و (و) و (ك) و (م): "عصينا"، والمثبت من (ص) والتلخيص والسنن الكبرى (8/ 152) والإعتقاد (ص 492) للبيهقي عن المصنف.
(4)
في التلخيص: "أخرجنا".
(5)
إتحاف المهرة (8/ 201 - 9207).
مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
(1)
رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتِ الْأَنْصَارُ: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ. قَالَ: فَأَتَاهُمْ عُمَرُ رضي الله عنه، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ يَؤُمُّ النَّاسَ، فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه؟ فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: نَعُوذُ بِاللهِ أَنْ نَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4471 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثَثَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ
(3)
، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ
(4)
، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَقَدْ ضَرَبُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَجَعَلَ يُنَادِي وَيَقُولُ: وَيْلَكُمْ، {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ}
(5)
؟ قَالُوا: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ الْمَجْنُونُ
(6)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4472 -
حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْفَارِسِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ
(1)
قوله: "عن عبد الله" سقط من التلخيص.
(2)
إتحاف المهرة (12/ 299 - 15630).
(3)
هو: عبد الملك بن معن، أبو عبيدة المسعودي.
(4)
هو: طلحة بن نافع القرشي الواسطي.
(5)
(غافر: آية 28).
(6)
إتحاف المهرة (2/ 59 - 1222).
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكٍ الْمُدْلَجِيِّ
(1)
- وَهُوَ ابْنُ أَخِي سُرَاقَةَ بْنُ جُعْشُمٍ - أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشُمٍ يَقُولُ: جَاءَتْنَا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ يَجْعَلُونَ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم دِيَةً
(2)
، وَلِمَنْ قَتَلَهُمَا فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا دِيَةٌ أَوْ أَسَرَهُمَا
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(4)
.
4473 -
أخبرنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ بِبَغْدَادَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ
(5)
.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ قَيْسِ الْخَارِفِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: سَبَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَصَلَّى
(6)
أَبُو بَكْرٍ، وَثَلَّثَ عُمَر، ثُمَّ خَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ، وَيَعْفُو اللهُ عَمَّنْ يَشَاءُ
(7)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
في (ك): "الدلجي"، وعبد الرحمن بن مالك أخرج له البخاري هذا الحديث الواحد مطولًا ولم يخرج له مسلم.
(2)
كذا في النسخ الخطية كلها، وفي التلخيص:"يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي أبي بكر ديتهما".
(3)
إتحاف المهرة (5/ 68 - 4964).
(4)
وقد تقدم مطولا برقم (4313) وصححه على شرطهما!، وقد أخرجه البخاري في مناقب الأنصار (5/ 58)، ولم يخرج مسلم لعبد الرحمن بن مالك المدلجي.
(5)
هذا الطريق - طريق أبي عمرو بن السماك - غير موجود في الإتحاف.
(6)
قال ابن الأثير في النهاية (3/ 50): "المصلى في خيل الحلبة: هو الثاني، سمي به لأن رأسه يكون عند صلا الأول، وهو ما عن يمين الذنب وشماله".
(7)
إتحاف المهرة (11/ 599 - 14703).
4474 -
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَا: ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ الْقُرَشِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
(1)
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: لَمَّا وُضِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه عَلَى سَرِيرِهِ، فَتَكَنَّفَهُ
(2)
النَّاسُ، يَدْعُونَ لَهُ وَأَنَا فِيهِمْ، فَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، فَقَالَ: إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللهُ تَعَالَى مَعَ صَاحِبَيْكَ، وَذَاكَ أَنِّي كُنْتُ أَكْثَرَ أَنْ أَسْمَعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"ذَهَبْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ". وَإِنِّي كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللهُ مَعَهُمَا
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(4)
.
4475 -
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَدْلُ الصَّيْدَلَانِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرِ بْنِ بَرِّيٍّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقُرَشِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ وَإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَالْأُخْرَى عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ:"هَكَذَا نُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"
(5)
.
(1)
هو: عبد الله بن عبيد الله. من رجال التهذيب.
(2)
في (و): "تكنفه".
(3)
إتحاف المهرة (11/ 510 - 14531).
(4)
قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: قد أخرجه مسلم في الصحيح"(7/ 111)، وكذا أخرجه البخاري (5/ 9، 11).
(5)
إتحاف المهرة (9/ 20 - 10302)، وقال الذهبي في التلخيص: "قلت: سعيد =
4476 -
أخبرنا
(1)
عَبْدَانُ بْنُ يَزِيدَ الدَّقِيقِيُّ بِهَمَذَانَ، ثَنَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ، ثَنَا عَاصِمُ
(2)
بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ أَنَا، ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ آتِي الْبَقِيعَ، فَتَنْشَقُّ عَنْهُمْ، فَأُبْعَثُ بَيْنَهُمْ
(3)
"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ
(5)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4477 -
حدثني عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ
(6)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَخَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: ثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ
(7)
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَلِأَبِي بَكْرٍ: "مَعَ أَحَدِكُمَا جِبْرِيلُ، وَمَعَ الْآخَرِ مِيكَائِيلُ، وَإِسْرَافِيلُ مَلَكٌ عَظِيمٌ يَشْهَدُ الْقِتَالَ، وَيَكُونُ فِي الصَّفِّ"
(8)
.
= ضعف"، وسيأتي برقم (7979).
(1)
في (و) و (ص): "حدثنا".
(2)
في (و) و (ص): "عبد الله".
(3)
قوله: "فأبعث بينهم" غير موجودة في (و) و (ك) و (ص).
(4)
إتحاف المهرة (8/ 510 - 9871).
(5)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: عاصم هو أخو عبيد الله ضعفوه"، وقد تقدم في التفسير (3772) من حديث عاصم بن عمر فقال عن أبي بكر بن سالم عن أبيه عن ابن عمر به!.
(6)
قوله: "العدل" غير موجود في (و) و (ك) و (ص).
(7)
في (و) و (ك) و (ص): "أبي عوف الثقفي"! وهو: محمد بن عبيد الله بن سعيد الثقفي، يروي عن أبي صالح عبد الرحمن بن قيس الحنفي.
(8)
إتحاف المهرة (11/ 684 - 14865)، وسيأتي برقم (4702) وصححه هناك على شرط مسلم.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4478 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُوَيْرِثِ
(1)
، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا رضي الله عنه خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْتَحُ
(2)
مِنْ قَلِيبٍ بِبَدْرٍ إِذْ جَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ لَمْ أَرَ مِثْلَهَا قَطُّ، ثُمَّ ذَهَبَتْ، ثُمَّ جَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ لَمْ أَرَ مِثْلَهَا قَطُّ
(3)
، إِلَّا الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا، [وَأَظُنُّهُ ذَكَرَ: ثُمَّ جَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ]
(4)
: فَكَانَتِ الرِّيحُ الْأُولَى جِبْرِيلَ، نَزَلَ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَتِ الرِّيحُ الثَّانِيَةُ مِيكَائِيلَ، نَزَلَ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَكَانَتِ الرِّيحُ الثَّالِثَةُ إِسْرَافِيلَ، نَزَلَ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَنْ مَيْسَرَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا فِي الْمَيْسَرَةِ، فَلَمَّا هَزَمَ اللهُ تَعَالَى أَعْدَاءَهُ حَمَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فَرَسِهِ، فَخَرَّتْ
(5)
بِي، فَوَقَعْتُ عَلَى عَقِبِي، فَدَعَوْتُ اللهَ عز وجل فَأَمْسَكَنِي، فَلَمَّا اسْتَوَيْتُ عَلَيْهَا طَعَنْتُ بِيَدِي هَذِهِ فِي الْقَوْمِ حَتَّى اخْتَضَبَ هَذَا مِنِّي دَمًا. وَأَشَارَ إِلَى إِبْطِهِ
(6)
.
(1)
هو: عبد الرحمن بن معاوية الزرقي.
(2)
قال الزبيدي في تاج العروس (7/ 107): "ومتح الدلو متحا، إذا جذبها مستقيا لها".
(3)
من قوله: "ثم ذهبت" إلى ههنا ساقط من (و) و (ص).
(4)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والتلخيص، والمثبت من دلائل النبوة للبيهقي (3/ 54) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.
(5)
في (م): "فجرت".
(6)
إتحاف المهرة (11/ 604 - 14713).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(1)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4479 -
حدثني أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَافِظُ بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ الْعَسْقَلَانِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْن إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَطِيَّةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما، فَقَالَ:"هَذَانِ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
4480 -
أخبرني بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ الرَّقَاشِيُّ، ثَنَا أَبُو عَتَابٍ سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ قَوْلِ اللهِ عز وجل: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل منكر عجيب، وأبو الحويرث عبد الرحمن قال مالك: ليس بثقة، وموسى فيه شيء".
(2)
إتحاف المهرة (6/ 581 - 7016).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: حسن"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: هذا حديث مضطرب الإسناد، اختلف فيه على ابن أبي فديك اختلافا كثيرا، وقد جمعته في معرفة الصحابة"، يعني الإصابة (6/ 107)، وانظر معرفة الصحابة لأبي نعيم (2/ 886)، نقول: والحسن بن عبد الله لم نعرفه، ورواه الترمذي (6/ 252) عن قتيبة بن سعيد عن ابن أبي فديك عن عبد العزيز عن أبيه عن جده عبد الله بن حنطب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى أبا بكر وعمر فقال، بمثله، ولم يذكر الحسن بن عطية، ولا: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الترمذي:"هذا حديث مرسل، وعبد الله بن حنطب لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم".
الْمُؤْمِنِينَ}
(1)
. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ أَنَّهُ كَمَا قَالَ: اللهُ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ، وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ
(2)
.
صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4481 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ.
وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ الرُّؤَاسِيُّ
(4)
، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنْ تُوَلُّوا أَبَا بَكْرٍ تَجِدُوهُ زَاهِدًا فِي الدُّنْيَا، رَاغِبًا فِي الْآخِرَةِ، وَإِنْ تُوَلُّوا عُمَرَ تَجِدُوهُ قَوِيًّا أَمِينًا، لَا تَأْخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَإِنْ تُوَلُّوا عَلِيًّا تَجِدُوهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا يَسْلُكُ بِكُمُ الطَّرِيقَ"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(6)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَشَاهِدَهُ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ:
(1)
(التحريم: آية 4).
(2)
إتحاف المهرة (6/ 261 - 6487).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: موسى واه" يعني: أبا هارون القرشي الكوفي، وكذبه أبو حاتم.
(4)
في (ك): "الرياشي" وأشار في حاشية (و) إلى أنها في نسخة أخرى: "الرياشي".
(5)
إتحاف المهرة (11/ 396 - 14281).
(6)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: فضيل ضعفه ابن معين، وقد خرج له مسلم، لكن هذا الخبر منكر"، وسيأتي برقم (4753) فانظره.
4482 -
حدثناه عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَكِيمِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرِ شَاذَانَ، ثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْنَا؟ قَالَ:"إِنْ أَسْتَخْلِفْ عَلَيْكُمْ خَلِيفَةً فَتَعْصُوهُ يَنْزِلِ الْعَذَابُ". قَالُوا: لَوِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْنَا أَبَا بَكْرٍ. قَالَ: "إِنْ أَسْتَخْلِفْهُ عَلَيْكُمْ تَجِدُونَهُ قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللهِ ضَعِيفًا فِي جَسَدِهِ". قَالُوا: لَوِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْنَا عَلِيًّا. قَالَ: "إِنَّكُمْ لَا تَفْعَلُوا، وَإِنْ تَفْعَلُوا تَجِدُوهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا، يَسْلُكُ بِكُمُ الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ"
(1)
.
عُثْمَانُ بْنُ عُمَيْرٍ هَذَا هُوَ أَبُو الْيَقْظَانِ
(2)
.
4483 -
أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(3)
الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْعَلَّافُ بِمِصْرَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}
(4)
. قَالَ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4484 -
أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ التَّاجِرُ
(6)
، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ
(1)
إتحاف المهرة (4/ 255 - 4213).
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ضعفوه، وشريك شيعي لين الحديث".
(3)
في (م): "أحمد".
(4)
(آل عمران: آية 159).
(5)
إتحاف المهرة (7/ 654 - 8689).
(6)
هو: محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الوزير، أبو عبد الرحمن الجحافي التاجر =
الرَّازِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، ثَنَا أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحُمْرَانِيُّ
(1)
، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ رَأَى مِنْكُمْ رُؤْيَا؟ ". فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا رَأَيْتُ كَأَنَّ مِيزَانًا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، فَوُزِنْتَ أَنْتَ وَأَبُو بَكْرٍ فَرَجَحْتَ أَنْتَ بِأَبِي بَكْرٍ، وَوُزِنَ عُمَرُ وَأَبُو بَكْرٍ فَرَجَحَ أَبُو بَكْرٍ، وَوُزِنَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَحَ عُمَرُ، ثُمَّ رُفِعَ الْمِيزَانُ، فَرَأَيْنَا الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَشَاهِدَهُ حَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ الَّذِي:
4485 -
حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَيَّاشٍ الرَّمْلِيُّ، ثَنَا الْمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ - مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ قَالَ: "أَيُّكُمْ رَأَى اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟ ". قَالَ: فَصَلَّى ذَاتَ يَوْمٍ الصُّبْحَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ:"أَيُّكُمْ رَأَى رؤْيَا؟ ". فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْتُ كَأَنَّ مِيزَانًا دُلِّيَ مِنَ السَّمَاءِ، فَوُضِعْتَ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَ
(4)
أَبُو بَكْرٍ فِي كِفَّةٍ أُخْرَى
(5)
،
= النيسابوري.
(1)
في (و) و (ص): "الحراني".
(2)
إتحاف المهرة (13/ 588 - 17177).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: أشعث هذا ثقة، لكن ما احتجا به"، وسيأتي برقم (8429) وقال هناك:"صحيح الإسناد" فحسب.
(4)
قوله: "ووضع" غير موجود في (ص).
(5)
قوله: "أخرى" غير موجود في: (و) و (ص).
فَرَجَحْتَ بِأَبِي بَكْرٍ، فَرُفِعْتَ وَتُرِكَ أَبُو بَكْرٍ مَكَانَهُ، فَجِيءَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَوُضِعَ فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى، فَرَجَحَ أَبُو بَكْرٍ بِعُمَرَ، فَرُفِعَ أَبُو بَكْرٍ وَتُرِكَ عُمَرُ مَكَانَهُ، فَجِيءَ بِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَوُضِعَ فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى، فَرَجَحَ عُمَرُ بِعُثْمَانَ، ثُمَّ رُفِعَا، وَرُفِعَ الْمِيزَانُ. قَالَ: فتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ:"خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ ثَلَاثُونَ عَامًا، ثُمَّ يَكُونُ مُلْكٌ".
قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ: فَقَالَ لِي سَفِينَةُ: أَمْسِكْ سَنَتَي أَبِي بَكْرٍ، وَعَشْرًا عُمَرَ، وَثِنْتَيْ عَشْرَةَ عُثْمَانَ، وَسِتًّا عَلِيٍّ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ
(1)
.
وَقَدْ أُسْنِدَتْ هَذِهِ الرِّوَايَاتُ بِإِسْنَادٍ صحِيحٍ مَرْفُوعًا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
4486 -
أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ رُسْتُمَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الْبُرْدِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ
(2)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبَانِ بْنِ
(3)
عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أُرِيَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ صَالِحٌ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه نِيطَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَنِيطَ عُمَرُ بِأَبِي بَكْرٍ، وَنِيطَ عُثْمَانُ بِعُمَرَ". قَالَ جَابِرٌ: فَلَمَّا قُمْنَا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُلْنَا: الرَّجُلُ الصَّالِحُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَّا مَا ذُكِرَ مِنْ نَوْطِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا، فَهُمْ وُلَاةُ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي بَعَثَ اللهُ بِهِ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم
(4)
.
(1)
إتحاف المهرة (5/ 544 - 5902) و (5/ 545 - 5905) لطرفه الأخير، وقال في هذا الموضع:"وهو عند الحاكم في أثناء الحديث الثالث" يشير إلى رقم (5902) في الإتحاف، فهو الثالث عنده من مسند سفينة، وسيأتي طرفه الأخير برقم (4746).
(2)
هو: محمد بن الوليد بن عامر الحمصي.
(3)
في التلخيص: "عن".
(4)
إتحاف المهرة (3/ 282 - 3015)، تفرد بوصله محمد بن حرب، وانظر ما سيأتي =
وَلِعَاقِبَةِ هَذَا الْحَدِيثِ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ:
4487 -
حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْن أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ مِنْ أَصلِ كِتَابِهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثَنَا
(1)
هُشَيْمٌ
(2)
، عَنِ
(3)
الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ
(4)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْخِلَافَةُ بِالْمَدِينَةِ، وَالْمُلْكُ بِالشَّامِ"
(5)
.
4488 -
حدثنا أَبُو العَبَّاسِ
(6)
مُحَمَّدُ بْن يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ، ثَنَا أَبُو عَتَّابٍ سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا المُخْتَارُ بْنُ نَافِعٍ، ثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ
(7)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "رَحِمَ اللهُ أَبَا بَكْرٍ، زَوَّجَنِي ابْنَتَهُ، وَحَمَلَنِي إِلَى دَارِ الْهِجْرَةِ"
(8)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
= برقم (4600).
(1)
في (ص): "نا".
(2)
في (ك): "هشام".
(3)
في (و) و (ص): "بن".
(4)
يعني: القرشي مولى عبد الله بن عباس، قال يحيى بن معين: لا أعرفه، ووثقه ابن حبان، وهو من رجال التهذيب، ووالده لم نجد من أفرده بترجمة.
(5)
إتحاف المهرة (16/ 228 - 20687)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: "سليمان بن أبي سليمان وأبوه مجهولان".
(6)
في (ك): "أبو بكر العباس".
(7)
هو: يحيى بن سعيد بن حيان. من رجال التهذيب.
(8)
إتحاف المهرة (11/ 410 - 14316)، والمختار بن نافع التيمي منكر الحديث لم يخرج له مسلم، وأخرج له الترمذي هذا الحديث واستغربه.
4489 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الصَّقْرِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عامَ الْفَتْحِ رَأَى النِّسَاءَ يَلْطِمْنَ وُجُوهَ الْخَيْلِ بِالْخُمُرِ، فَتَبَسَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، وَقَالَ:"يَا أَبَا بَكْرٍ، كَيْفَ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ؟ ". فَأَنْشَدَهُ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه:
عَدِمْتُ بُنَيَّتِي إِنْ لَمْ تَرَوْهَا
…
تُثِيرُ النَّقْعَ مِنْ كَنَفَيْ كَدَاءْ
(1)
يُنَازِعْنَ الْأَسِنَّةَ مُشْرِعَاتٍ
…
يُلَطِّمُهُنَّ بِالْخُمُرِ النِّسَاءْ
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ادْخُلُوا مِنْ حَيْثُ قَالَ حَسَّانُ"
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4490 -
حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ وَأَبُو سَعِيدِ الثَّقَفِيُّ
(3)
، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ
(4)
، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ". فَاطَّلَعَ أَبُو بَكْرٍ، فَسَلَّمَ، ثُمَّ جَلَسَ
(5)
.
(1)
كتب الناسخ في حاشية (ك): "صوابه ما رواه في السيرة: عدمنا خيلنا إذ لم تروها تثير النقع موعدها كداء" كذا قال!، والصواب ما هاهنا، فكذا رواه البيهقي في دلائل النبوة (5/ 66) من غير طريق المصنف، وأصل الحديث في صحيح مسلم من حديث عائشة وقد ذكره المصنف عقب حديث رقم (4405)، وانظر حديث رقم (6205).
(2)
إتحاف المهرة (9/ 125 - 10667) وعبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم فيه ضعف.
(3)
يعني: أحمد بن عبد الله بن محمد المزني، وأحمد بن يعقوب الثقفي السراج.
(4)
هو: المرادي الكوفي صدوق تغير، ولم يخرج له مسلم، واستغرب حديثه هذا الترمذي.
(5)
إتحاف المهرة (10/ 346 - 12906).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4491 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا أَبُو مُسْلِمٍ
(1)
، ثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، ثَنَا الْمُحَارِبِيُّ
(2)
، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الدَّالَانِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ
(3)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَخَذَ جِبْرِيلُ بِيَدِي فَأَرَانِي بَابَ الْجَنَّةِ الَّذِي تَدْخُلُ مِنْهُ أُمَّتِي". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مَعَكَ حَتَّى أَرَاهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَمَا إِنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4492 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ
(5)
قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: لَمَّا مَاتَتْ خَدِيجَةُ رضي الله عنها، جَاءَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: أَلَا تَزَوَّجُ؟ قَالَ: "مَنْ؟ ". قَالَتْ:
(1)
هو: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي البصري.
(2)
هو: عبد الرحمن بن محمد بن زياد. من رجال التهذيب.
(3)
كذا: "عن أبي حازم" يعني سلمان الأشجعي المدني، وهو مقتضى تصحيح المصنف له على شرطهما، لكننا لم نجد لأبي خالد الدالاني الكوفي عنه رواية، وقد رواه أبو داود (5/ 207) وعبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة (1/ 221،392) كلاهما من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي به فقال: "عن أبي خالد مولى آل جعدة بن هبيرة" وهو مجهول، وفي الموضع الثاني من الفضائل عن أبي يحيى مولى آل جعدة!.
(4)
إتحاف المهرة (15/ 60 - 18861).
(5)
قوله: "بن حاطب" ساقط من (ك).
إِنْ شِئْتَ بِكْرًا، وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبًا، قَالَ:"وَمَنِ الْبِكْرُ، وَمَنِ الثَّيِّبُ؟ ". قَالَتْ: أَمَّا الْبِكْرُ: فَابْنَةُ أَحَبِّ خَلْقِ اللهِ إِلَيْكَ
(1)
عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، وَأَمَّا الثَّيِّبُ فَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4493 -
حدثنا أَبُو عَبْد اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا يَحْيَى، ثَنَا كَهْمَسٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها: أَيُّ النَّاسِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4494 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا
(4)
أَبُو مُسْلِمٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ
(5)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أَرْوَى الدَّوْسِيِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَاطَّلَعَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَيَّدَنِي بِهِمَا
(6)
"
(7)
.
(1)
في (و) و (ك): "أحب الخلق إليك".
(2)
إتحاف المهرة (17/ 585 - 22843).
(3)
إتحاف المهرة (17/ 28 - 21809)، وعبد الله بن شقيق العقيلي لم يحتج به البخاري.
(4)
في (ص): "نا".
(5)
يعني: الشاذكوني، وعنه أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي.
(6)
في التلخيص: "بكما".
(7)
إتحاف المهرة (14/ 6 - 17378).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(1)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4495 -
أخبرنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ
(2)
، ثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَ إِلَى الْآفَاقِ رِجَالًا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السُّنَنَ وَالْفَرَائِضَ، كَمَا بَعَثَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ الْحَوَارِيِّينَ". قِيلَ لَهُ: فَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ قَالَ: "إِنَّهُ لَا غِنًى بِي عَنْهُمَا، إِنَّهُمَا مِنَ الدِّينِ كَالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، عَنْ مِسْعَرٍ
(4)
.
4496 -
حدثني أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّلْحِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، ثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ الْأَحْمَسِيُّ، ثَنَا مُخَارِقٌ
(5)
، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى}
(6)
. قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: فَآلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لَا أُكَلِّمَ
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: عاصم واه".
(2)
هو: حفص بن عمر بن دينار أبو إسماعيل الأبلي مولى علي بن أبي طالب، كذبه أبو حاتم واستنكر عليه ابن عدي هذا الحديث (3/ 288)، وقول المصنف بعد أنه العدني يعني حفص بن عمر بن ميمون الصنعاني وهم، وانظر (4498).
(3)
إتحاف المهرة (4/ 265 - 4241).
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: وهو واه".
(5)
هو: ابن خليفة، وقيل: ابن عبد الله الأحمسي، وحصين بن عمر الراوي عنه متروك.
(6)
(الحجرات: آية 3).
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا كَأَخِي السِّرَارِ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(2)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4497 -
أخبرني أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ الصَّلَاحُ بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ:{مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}
(3)
. فَكُلُّ سُوءٍ عَمِلْنَاهُ جُزِينَا بِهِ؟ قَالَ: "غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ - قَالَهُ ثَلَاثًا - يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَسْتَ تَمْرَضُ، أَلَسْتَ تَحْزَنُ، أَلَسْتَ تَنْصَبُ، أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللَّأْوَاءُ؟ ". قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "فَهُوَ
(4)
مَا تُجْزَوْنَ بِهِ فِي الدُّنْيَا"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4498 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلَانِيُّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ بِبَغْدَادَ وَأَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، قَالُوا: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْأُبُلِّيُّ
(6)
، ثَنَا
(1)
إتحاف المهرة (8/ 202 - 9210).
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: حصين واه".
(3)
(النساء: آية 123).
(4)
قوله: "فهو" ساقط من (و) و (ص).
(5)
إتحاف المهرة (8/ 228 - 9267) وأبو بكر بن أبي زهير عن أبي بكر مرسل قاله أبو حاتم.
(6)
في (م): "الأيلي"، وهو واه.
مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي؛ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَاهْتَدُوا بِهَدْي عَمَّارٍ، وَتَمَسَّكُوا
(1)
بِعَهْدِ
(2)
ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ"
(3)
.
4499 -
حدثناه أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ، قَالَا: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السَّوْطِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ وَمِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي؛ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ، وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ"
(4)
.
4500 -
وأخبرني أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ، ثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، ثَنَا وَكِيعٌ، ثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي؛ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ
(1)
قوله: "وتمسكوا" ساقط من (ز) و (م) و (ك).
(2)
في (ص): "بهدي".
(3)
هذا الحديث لم نجده في الإتحاف، ويحيى بن عبد الحميد الحماني متكلم فيه، والمعروف في هذ الحديث أن الثوري يرويه عن عبد الملك بن عمير عن مولى لربعي - واسمه هلال وهو مجهول - عن ربعي، وانظر سنن الترمذي (6/ 247، 344) وابن ماجه (1/ 117).
(4)
لم نجده في الإتحاف من هذا الوجه.
عَمَّارٍ، وَإِذَا حَدَّثَكُمُ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ فَصَدِّقُوهُ"
(1)
.
4501 -
فحدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، قَالَا: ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ هِلَالٍ - مَوْلَى رِبْعِيٍّ - عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي؛ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ"
(2)
.
4502 -
وقد حدثنيه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْفَقِيهُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُونَ بْنِ خَالِدٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ النُّفَيْلِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ
(3)
، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنهما؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي؛ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَاهْتَدُوا بِهَدْي عَمَّارٍ، وَبِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ مِنْ أَجَلِّ مَا رُوِيَ فِي فَضَائِلِ الشَّيْخَيْنِ، وَقَدْ أَقَامَ هَذَا الْإِسْنَادَ عَنِ الثَّوْرِيِّ وَمِسْعَرٍ أَبُو يَحْيَى
(5)
الْحِمَّانِيُّ، وَأَقَامَهُ أَيْضًا عَنْ مِسْعَرٍ وَكِيعٌ
(1)
لم نجده في الإتحاف من هذا الوجه.
(2)
إتحاف المهرة (4/ 273 - 4257)، وفي مسند الحميدي (1/ 413) أصل رواية المصنف:"ابن عيينة عن زائدة بن قدامة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي به".
(3)
في (ك): "عن مسعود"، وابن عيينة إنما يرويه عن زائدة عن عبد الملك بن عمير، قال الترمذي (6/ 247):"وكان سفيان بن عيينة يدلس في هذا الحديث فربما ذكره عن زائدة عن عبد الملك بن عمير، وربما لم يذكر فيه عن زائدة" والأصح رواية الثوري بزيادة مولى ربعي، وانظر علل ابن أبي حاتم (6/ 435، 444).
(4)
إتحاف المهرة (4/ 273 - 4257).
(5)
في (ك): "بن يحيى".
وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ الأَبُلِّيُّ، ثُمَّ قَصَّرَ بِرِوَايَتِهِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ الْحُمَيْدِيُّ وَغَيْرُهُ، وَأَقَامَ الْإِسْنَادَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، فَثَبَتَ بِمَا ذَكَرْنَا صِحَّةُ هَذَا الْحَدِيثِ، وَإِنْ لَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدْ وَجَدْنَا لَهُ شَاهِدًا بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ:
4503 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ
(1)
، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، ثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ
(2)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي؛ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ، وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ مَسْعُودٍ"
(3)
.
4504 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا وُهَيْبٌ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، ثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ خُطَبَاءُ الْأَنْصَارِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْكُمْ قَرَنَ مَعَهُ رَجُلًا
(4)
مِنَّا، فَنَرَى أَنْ يَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا مِنْكُمْ وَالْآخَرُ مِنَّا، قَالَ: فَتَتَابَعَتْ خُطَبَاءُ الْأَنْصَارِ عَلَى ذَلِكَ، فَقَامَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَإِنَّ الْإِمَامَ يَكُونُ
(1)
قوله: "الفقيه" غير موجود في (ز) و (م) و (ك).
(2)
هو: عبد الله بن هانئ الكندي. من رجال التهذيب.
(3)
إتحاف المهرة (10/ 517 - 13322)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: سنده واهٍ"، يحيى بن سلمة وابنه إسماعيل متروكان، وإبراهيم بن إسماعيل ضعيف.
(4)
في (و) و (ص): "قرنه برجل".
مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ كَمَا كُنَّا أَنْصَارَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَقَالَ: جَزَاكُمُ اللهُ خَيْرًا يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، وَثَبَّتَ قَائِلَكُمْ، ثُمَّ قَالَ: أَمَا لَوْ فَعَلْتُمْ غَيْرَ ذَلِكَ لَمَا صَالَحْنَاكُمْ، ثُمَّ أَخَذَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ بِيَدِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: هَذَا صَاحِبُكُمْ، فَبَايَعُوهُ، ثُمَّ انْطَلَقُوا، فَلَمَّا قَعَدَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْمِنْبَرِ، نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ فَلَمْ يَرَ عَلِيًّا، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَامَ نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَأَتَوْا بِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَخَتَنَهُ، أَرَدْتَ أَنْ تَشُقَّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ؟ فَقَالَ: لَا تَثْرِيبَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَايَعَهُ، ثُمَّ لَمْ يَرَ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، فَسَأَلَ عَنْهُ حَتَّى جَاءُوا بِهِ، فَقَالَ: ابْنَ عَمَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَحَوَارِيَّهُ، أَرَدْتَ أَنْ تَشُقَّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ لَا تَثْرِيبَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَايَعَاهُ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4505 -
حدثنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ الزَّاهِدُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ، ثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ
(2)
صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى أَصْبَحَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ بِذَلِكَ، فَارْتَدَّ نَاسٌ مِمَّنْ كَانُوا آمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوهُ، وَسَعَى رِجَالٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، فَقَالُوا: هَلْ لَكَ إِلَى صَاحِبِكِ، يَزْعُمُ أَنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ اللَّيْلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ قَالَ: أَوَ قَالَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: لَئِنْ قَالَ ذَلِكَ لَقَدْ صَدَقَ، قَالُوا: وَتُصَدِّقُهُ أَنَّهُ ذَهَبَ اللَّيْلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَجَاءَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، إِنِّي لَأَصُدِّقُهُ بِمَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْ
(1)
إتحاف المهرة (4/ 659 - 4857).
(2)
في (و) و (ص): "برسول الله".
ذَلِكَ؛ أُصَدِّقُهُ فِي خَبَرِ السَّمَاءِ فِي غَدْوَةٍ أَوْ رَوْحَةٍ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، فَإِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيَّ صَدُوقٌ
(2)
.
4506 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، ثَنَا عُمَرُ بْن عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ
(3)
، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: أَذَّنَ بِلَالٌ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ، فَجَاءَ الصَّيَّاحُ قِبَلَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ قَدْ وَقَعَ بَيْنَهُمْ شَرٌّ حَتَّى تَرَامَوْا بالْحِجَارَةِ، فَأَتَاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ
(4)
فَتَقَدَّمْ فَصَلِّ بِالنَّاسِ". فَقَالَ: نَعَمْ
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ هَكَذَا
(6)
.
إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى ذَلِكَ في مَرَضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي مَاتَ فِيهِ.
4507 -
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ
(1)
إتحاف المهرة (17/ 259 - 22216).
(2)
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: ذكر أبي محمد بن كثير فضعفه جدا، وضعف حديثه عن معمر جدا، انظر تهذيب الكمال (26/ 331)، ولم يخرج له الشيخان، وقد تقدم هذا الحديث برقم (4453) وقال:"صحيح الإسناد" فحسب.
(3)
في (ك): "القدمى".
(4)
قوله: "الصلاة" غير موجود في (و) و (ص) و (ك) والتلخيص.
(5)
إتحاف المهرة (6/ 102 - 6196).
(6)
أصله في الصحيحين من حديث أبي حازم الأعرج عن سهل بن سعد غير أن بلالا هو الذي أشار على أبي بكر بالصلاة، البخاري (1/ 137) و (2/ 70، 62، 66) و (3/ 182) و (9/ 74)، ومسلم (2/ 25).
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، ثَنَا نَصْرُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ، ثَنَا عَلِيُّ بْن مُسْهِرٍ، ثَنَا الْمُخْتَارُ بْنُ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَنِي بَنُو الْمُصْطَلِقِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: سَلْ لَنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَنْ نَدْفَعُ صَدَقَاتِنَا بَعْدَكَ؟ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ:"إِلَى أَبِي بَكْرٍ". فَأَتَيْتُهُمْ فَأَخْبَرْتُهُمْ، قَالُوا: ارْجِعْ إِلَيْهِ فَسَلْهُ، فَإِنْ حَدَثَ بِأَبِي بَكْرٍ حَدَثٌ فَإِلَى مَنْ؟ فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ:"إِلَى عُمَرَ". فَقَالُوا
(1)
: ارْجِعْ إِلَيْهِ
(2)
فَسَلْهُ، فَإِنْ حَدَثَ بِعُمَرَ حَدَثٌ فَإِلَى مَنْ؟ فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ:"إِلَى عُثْمَانَ". فَأَتَيْتُهُمْ فَأَخْبَرْتُهُمْ، فَقَالُوا: ارْجِعْ إِلَيْهِ فَسَلْهُ، فَإِنْ حَدَثَ بِعُثْمَانَ حَدَثٌ فَإِلَى مَنْ؟ فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ:"إِنْ حَدَثَ بِعُثْمَانَ حَدَثٌ، فَتَبًّا لَكُمْ آخِرَ الدَّهْرِ، فَتَبًّا"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(4)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4508 -
أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الطَّحَّانُ، ثَنَا مُوسَى بْنُ نَاصِحٍ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: "لَا يَتَأَمَّرُ عَلَيْكُمَا أَحَدٌ بَعْدِي"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
في (ز) و (ص): "قالوا".
(2)
قوله: "إليه" غير موجود في (و).
(3)
إتحاف المهرة (2/ 332 - 1817).
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: صحيح"، ولم نجد في نصر بن منصور أبي الفتح جرحا ولا تعديلا.
(5)
إتحاف المهرة (9/ 252 - 11043).
4509 -
حدثني أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ الْحَافِظُ بِهَمَذَانَ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ زِيَادٍ، ثَنَا غَالِبٌ الْقُرْقُسَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ
(1)
، عَنْ جَدِّهِ حَبِيبِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ
(2)
لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: "هَلْ قُلْتَ فِي أَبِي بَكْرٍ شَيْئًا؟ قُلْ حَتَّى أَسْمَعَ". قَالَ: قُلْتُ:
وَثَانِيَ اثْنَيْنِ فِي الْغَارِ الْمَنِيفِ وَقَدْ
…
طَافَ الْعَدُوُّ بِهِ إِذْ صَاعَدَ الْجَبَلَا
وَكَانَ حِبَّ رَسُولِ اللهِ قَدْ عَلِمُوا
…
مِنَ الْخَلَائِقِ لَمْ يَعْدِلْ بِهِ أَحَدًا
(3)
(4)
4510 -
أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، ثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ الْكِنْدِيِّ
(5)
، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ قَالَ: جَاءَ أَبو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، فَقَالَ: مَا بَالُ هَذَا الْأَمْرِ فِي أَقَلِّ قُرَيْشٍ قِلَّةً، وَأَذَلِّهَا ذُلًّا - يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ -؟ وَاللهِ لَئِنْ شِئْتُ لَأَمْلَأَنَّهَا عَلَيْهِ خَيْلًا وَرِجَالًا، فَقَالَ عَلِيٌّ: لَطَالَمَا عَادَيْتَ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ يَا أَبَا سُفْيَانَ، فَلَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ شَيْئًا، إِنَّا وَجَدْنَا أَبَا بَكْرٍ لَهَا أَهْلًا
(6)
.
(1)
قوله: "عن أبيه" ساقط من (و) و (ص).
(2)
في (ك): "قال".
(3)
في (ك): "بدلا".
(4)
إتحاف المهرة (4/ 200 - 4130)، ثم قال:"قلت: عمرو متروك"، وقال الذهبي في كتاب موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: عمرو يضع الحديث"، وقد تقدم برقم (4459).
(5)
هو: يزيد بن مهاصر الكوفي.
(6)
إتحاف المهرة (11/ 621 - 14750)، وقال الذهبي في التلخيص: "قلت: سنده =
4511 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ دُبَيْسٌ الْخَيَّاطُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْخُتُلِّيُّ، ثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ الْكِلَابِيُّ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَهُ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ، فَتَكَلَّمَ بَعْضُهُمْ بِكَلَامٍ لَغَا فِي الْكَلَامِ، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي بَكْرٍ، وَقَالَ:"يَا أَبَا بَكْرٍ، سَمِعْتَ مَا قَالُوا؟ ". قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، وَفَهِمْتُهُ، قَالَ:"فَأَجِبْهُمْ". قَالَ: فَأَجَابَهُمْ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه بِجَوَابٍ، وَأَجَادَ الْجَوَّابَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا أَبَا بَكْرٍ، أَعْطَاكَ اللهُ الرِّضْوَانَ الْأَكْبَرَ". فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: وَمَا الرِّضْوَانُ الْأَكْبَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "يَتَجَلَّى اللهُ لِعِبَادِهِ فِي الْآخِرَةِ عَامَّةً، وَيَتَجَلَّى لِأَبِي بَكْرٍ خَاصَّةً"
(1)
.
4512 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَوْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُسْتَخْلِفًا لَاسْتَخْلَفَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما
(2)
.
= صحيح".
(1)
إتحاف المهرة (3/ 557 - 3732)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: تفرد به محمد بن خالد الختلي، عن كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن ابن سوقة، وأحسب محمدا وضعه"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: هذا موضوع، والآفة محمد بن خالد، ذكره ابن الجوزي فقال: كذبوه، كذا قال في الموضوعات"(2/ 41 - 45).
(2)
إتحاف المهرة (17/ 46 - 21838).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(1)
.
4513 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَا: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، ثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: مَا رَأَى الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللهِ حَسَنٌ، وَمَا رَأَوْهُ سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللهِ سَيِّءٌ، وَقَدْ رَأَى أَصْحَابُهُ جَمِيعًا أَنْ يَسْتَخْلِفَ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ بِأَصَحَّ مِنْهُ إِلَّا أَنَّ فِيهِ إِرْسَالًا:
4514 -
أخبرناه أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَحْبُوبِيُّ
(3)
، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم اجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ إِلَى سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ فِي بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ، فَأَتَيْتُ أُمَّ سَلَمَةَ، فَقُلْتُ لَهَا: بَايَعَ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ
(4)
.
4515 -
أخبرني
(5)
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُزَكِّي بِمَرْوَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، ثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(6)
قَالَ: قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
(1)
بل أخرجه مسلم (7/ 109) من حديث جعفر بن عون عن أبي عميس عتبة بن عبد الله المسعودي.
(2)
إتحاف المهرة (10/ 196 - 12568).
(3)
هو: محمد بن أحمد بن محبوب بن فضيل.
(4)
إتحاف المهرة (10/ 274 - 12745).
(5)
في (و) و (ص): "أخبرنا".
(6)
في (ص): "عن ابن أبي وائل"، وأبو وائل هو: شقيق بن سلمة.
رضي الله عنه: أَلَا تَسْتَخْلِفُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: مَا اسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَسْتَخْلِفُ، وَلَكِنْ إِنْ يُرِدِ اللهُ بِالنَّاسِ خَيْرًا، فَسَيَجْمَعْهُمْ بَعْدِي عَلَى خَيْرِهِمْ، كَمَا جَمَعَهُمْ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ صلى الله عليه وسلم علَى خَيْرِهِمْ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
* * *
(1)
إتحاف المهرة (11/ 422 - 14338)، وشعيب بن ميمون الواسطي، ضعيف وقال فيه البخاري:"فيه نظر" واستنكر عليه ابن عدي والعقيلي هذا الحديث.
ذِكْرُ الرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةِ عَنِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه بِإِجْمَاعِهِمْ فِي مُخَاطَبَتِهِمْ إِيَّاهُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
-.
4516 -
حدثنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ
(1)
، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ
(2)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ رضي الله عنهما قَالَ: وَلِيَنَا أَبُو بَكْرٍ، فَكَانَ خَيْرَ خَلِيفَةِ اللهِ
(3)
، وَأَرْحَمَهُ بِنَا، وَأَحْنَاهُ عَلَيْنَا
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4517 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: طُفْنَا بِغُرْفَةٍ فِيهَا أَبُو بَكْرٍ حِينَ أَصَابَهُ وَجَعُهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، فَاطَّلَعَ عَلَيْنَا اطِّلَاعَةً، فَقَالَ: أَلَيْسَ تَرْضَوْنَ بِمَا أَصْنَعُ؟ قُلْنَا: بَلَى يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
في (ك): "سليمان"، وهو: ابن سليم الطائفي، من رجال التهذيب.
(2)
هو: محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر.
(3)
لفظ الجلالة: "الله" غير موجود في (و) و (ص) والتلخيص.
(4)
إتحاف المهرة (6/ 559 - 6984).
(5)
إتحاف المهرة (8/ 204 - 9215)، عاصم بن علي الواسطي لم يخرج له مسلم.
4518 -
أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه لَمَّا بَعَثَ الْجُيُوشَ نَحْوَ الشَّامِ - يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَشُرَحْبِيلَ بْنَ حَسَنَةَ - مَشَى مَعَهُمْ حَتَّى بَلَغَ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ، فَقَالُوا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ
(1)
، تَمْشِي وَنَحْنُ رُكْبَانٌ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4519 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي خِلَافَتِهِ
(4)
.
4520 -
وبإسناده، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَنَا مَالُ الْبَحْرَيْنِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ
(5)
.
4521 -
حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ،
(1)
زاد في (ك): "صلى الله عليك".
(2)
إتحاف المهرة (8/ 203 - 9213).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: مرسل"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: إلا أن فيه انقطاعا"، وفي حاشية (ز) كتب محمد بن الحسن اللخمي:"قلت كيف يكون صحيحا وابن المسيب لم يدرك الصديق، ولا رآه، والله أعلم، كتبه اللخمي"، واللخمي هذا هو من قابل النسخة على أصل صحيح وله بعض الحواشي على النسخة.
(4)
إتحاف المهرة (3/ 214 - 2860)، وانظره مطولا في إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (3/ 429).
(5)
إتحاف المهرة (3/ 214 - 2860).
ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ قَالَ: جَاءَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، فَقَالُوا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
(2)
4522 -
أخبرني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَغَزَوْتُ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ
(3)
.
4523 -
أخبرنا
(4)
بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثَنَا أَسْلَمُ الْكُوفِيُّ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَبَكَى، فَقُلْنَا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ، مَا هَذَا الْبُكَاءُ؟
(5)
.
4524 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا أَبِي وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَا: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: أَجْمَعَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَاسْتَخْلَفُوا أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه
(6)
.
(1)
في (ك) و (ص): "صلى الله عليك".
(2)
إتحاف المهرة (8/ 203 - 9214)، وانظره مطولا في سنن البيهقي الكبرى (7/ 20).
(3)
إتحاف المهرة (6/ 342 - 6607).
(4)
في (ص): "حدثنا".
(5)
إتحاف المهرة (8/ 205 - 9218).
(6)
هذا الحديث لم نجده في الإتحاف، وقد كتب ناسخ النسخة (ز) في هذا الموضع:"أول الجزء العشرون بأجزاء أبي القاسم العطار".
وَمِنْ مَنَاقِبِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه
-
4525 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقوبَ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ، عَنْ جَدِّهِ - وَهُوَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الرُّصَافِيُّ - عَنِ الزُّهْرِيِّ
(1)
.
وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَا: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنُ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ، لَفْظًا وَاحِدًا. قَالَا: وَأُمُّهُ حَنْتَمَةُ بِنْتُ هَاشِمِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَأُمُّهَا الشِّفَاءُ بِنْتُ عَبْدِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ، يُكَنَّى أَبَا حَفْصٍ، اسْتُخْلِفَ يَوْمَ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنهما، وَهُوَ يَوْمُ الثُّلَاثَاءِ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ
(2)
.
4526 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ رضي الله عنهما عَلَى رَأْسِ سَنَتَيْنِ وَثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ وَاثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ يَوْمًا مِنْ مُتَوَفَّى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(3)
.
(1)
إتحاف المهرة (19/ 488 - 25288).
(2)
إتحاف المهرة (19/ 528 - 25326).
(3)
إتحاف المهرة (19/ 418 - 25135).
4527 -
أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّحْوِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَرَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَمْشِي حَافِيًا، شَيْخٌ أَصْلَعُ، آدَمُ، أَعْسَرُ يُسْرٍ، طُوَالًا مُشرِفًا عَلَى النَّاسِ كَأَنَّهُ عَلَى دَابَّةٍ بِبُرْدٍ قَطَرِيٍّ، يَقُولُ: عِبَادَ اللهِ، هَاجِرُوا وَلَا تَهْجُرُوا، وَلْيَتَّقِ أَحَدُكُمُ الْأَرْنَبَ، يَخْذِفُهَا بِالْحَصَى، أَوْ يَرْمِيهَا بِالْحَجَرِ، فَيَأْكُلُهَا، وَلَكِنْ لِيُذَكِّ لَكُمُ الْأَسَلُ الرِّمَاحُ وَالنَّبْلُ
(1)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: وَكَانَ السَّبَبُ فِي تَلْقِيبِهِ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ.
4528 -
نا حدثناه عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَأَلَ أَبَا بَكْرِ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثَمَةَ: لِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يُكْتَبُ مِنْ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، ثُمَّ كَانَ عُمَرُ كَتَبَ أَوِّلًا مِنْ خَلِيفَةِ أَبِي بَكْرٍ، فَمَنْ أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ فقَالَ: حَدَّثَتْنِي الشِّفَاءُ - وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلُ - أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه كَتَبَ إِلَى عَامِلِ الْعِرَاقِ بِأَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ رَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ يَسْأَلُهُمَا عَنِ الْعِرَاقِ وَأَهْلِهِ، فَبَعَثَ عَامِلُ الْعِرَاقِ بِلَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، فَلَمَّا قَدِمَا الْمَدِينَةَ، أَنَاخَا رَاحِلَتَيْهِمَا بِفِنَاءِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ دَخَلَا الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُمَا بِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَالَا: اسْتَأْذِنْ لَنَا يَا عَمْرُو عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ عَمْرٌو: أَنْتُمَا وَاللهِ أَصَبْتُمَا اسْمَهُ هُوَ الْأَمِيرُ وَنَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ،
(1)
إتحاف المهرة (12/ 147 - 15274)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: صحيح".
فَوَثَبَ عَمْرٌو، فَدَخَلَ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا بَدَا لَكَ فِي هَذَا الِاسْمِ يَا ابْنَ الْعَاصِ؟ رَبِّي يَعْلَمُ لَتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ. قَالَ: إِنَّ لَبِيدَ بْنَ رَبِيعَةَ وَعَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ قَدِمَا، فَأَنَاخَا رَاحِلتَيْهِمَا بِفِنَاءِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ دَخَلَا عَلَيَّ، فَقَالَا لِي: اسْتَأْذِنْ لَنَا يَا عَمْرُو عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَهُمَا وَاللهِ أَصَابَا اسْمَكَ، نَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَنْتَ أَمِيرُنَا. قَالَ: فَمَضَى بِهِ الْكِتَابُ مِنْ يَوْمِئِذٍ.
قَالَ: وَكَانَتِ الشِّفَاءُ جَدَّةَ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ
(1)
.
4529 -
أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا أيُّوبُ الطَّائِيُّ
(2)
، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ عَرَضَتْ لَهُ مَخَاضَةٌ فَنزَلَ عُمَرُ عَنْ بَعِيرِهِ، وَنَزَعَ خُفَّيْهِ أَوْ قَالَ: مُوقَيْهِ، وَأَخَذَ بِخِطَامِ رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ خَاضَ الْمَخَاضَةَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ: لَقَدْ فَعَلْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِعْلًا عَظِيمًا عِنْدَ أَهْلِ الْأَرْضِ، نَزَعْتَ خُفَّيْكَ، وَقُدْتَ رَاحِلَتَكَ، وَخُضْتَ الْمَخَاضَةَ. قَالَ: فَصَكَّ عُمَرُ بِيَدِهِ فِي صَدْرِ أَبِي عُبَيْدَةَ، فَقَالَ: أَوَّهْ، لَوْ غَيْرُكَ يَقُولُهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، أَنْتُمْ كُنْتُمْ أَقَلَّ النَّاسِ، وَأَذَلَّ النَّاسِ، فَأَعَزَّكُمُ اللهُ بِالْإِسْلَامِ، فَمَهْمَا تَطْلُبُوا الْعِزَّ بِغَيْرِهِ يُذِلُّكُمُ اللهُ تَعَالَى
(3)
.
(1)
إتحاف المهرة (12/ 430 - 15893)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: صحيح".
(2)
هو: أيوب بن عائذ بن مدلج الطائي.
(3)
إتحاف المهرة (12/ 204 - 15415)، ونقر ابن الملقن في مختصر استدراك الذهبي عنه (3/ 1220):"قال: صحيح. قلت: قيس بن مسلم تركوه" ولم يعلق عليه الحاكم هنا ولا اعترض عليه الذهبي!، فالظاهر أنه انتقال نظر إلى الحديث التالي الذي =
4530 -
وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أَنَا أَبُو الْمُثَنَّى
(1)
، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، ثَنَا مُسْلِمٌ الْأَعْوَرُ
(2)
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ عُمَرَ رضي الله عنه الشَّامَ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَجَاءَ دِهْقَانٌ يَسْتَدِلُّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى أَتَاهُ، فَلَمَّا رَأَى الدِّهْقَانُ عُمَرَ سَجَدَ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا هَذَا السُّجُودُ؟ فَقَالَ: هَكَذا نَفْعَلُ بِالْمُلُوكِ، فَقَالَ عُمَرُ: اسْجُدْ لِرَبِّكَ الَّذِي خَلَقَكَ. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي قَدْ صَنَعْتُ لَكَ طَعَامًا فَأْتِنِي. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: هَلْ فِي بَيْتِكَ مِنْ تَصَاوِيرِ الْعَجَمِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِي بَيْتِكَ، وَلَكِنِ انْطَلِقْ فَابْعَثْ لَنَا بِلَوْنٍ مِنَ الطَّعَامِ، وَلَا تَزِدْنَا عَلَيْهِ. قَالَ: فَانْطَلَقَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِطَعَامٍ، فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ لِغُلَامِهِ: هَلْ فِي إِدَاوَتِكَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ النَّبِيذِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَأَتَاهُ، فَصَبَّهُ فِي إِنَاءٍ، ثُمَّ شَمَّهُ، فَوَجَدَهُ مُنْكَرَ الرِّيحِ، فَصَبَّ عَلَيْهِ مَاءً، ثُمَّ شَمَّهُ فَوَجَدَهُ مُنْكَرَ الرِّيحِ
(3)
، فَصَبَّ عَلَيْهِ الْمَاءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ شَرِبَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِذَا رَابَكُمْ مِنْ شَرَابِكُمْ شَيْءٌ فَافْعَلُوا بِهِ هَكَذَا. ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تَلْبَسُوا الدِّيبَاجَ وَالْحَرِيرَ، وَلا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ
(4)
؛ فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَلَنَا فِي الْآخِرَةِ"
(5)
.
= صححه المصنف وتعقبه الذهبي بأن مسلما تركوه؛ أما قيس بن مسلم الجدلي فهو ثقة لم ينقم عليه غير الإرجاء، وقد تقدم هذا الحديث في الإيمان (207، 208) وصححه المصنف هناك على شرط الشيخين.
(1)
هو: معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري، وعنه أحمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي الفقيه.
(2)
هو: مسلم بن كيسان الكوفي الأعور وهو واه، وعنه سلام بن سليم الحنفي أبي الأحوص.
(3)
من قوله: "فصبه" إلى هاهنا ساقط من (و) و (ك) و (ص).
(4)
في (ص): "الذهب والفضة".
(5)
إتحاف المهرة (12/ 197 - 15403).
صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(1)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4531 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، ثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اللَّهُمَّ أَيِّدِ الدِّينَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ"
(2)
.
4532 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:"اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدْ صَحَّ شَاهِدُهُ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ الصِّدِّيقِ رضي الله عنهما:
4533 -
حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْفَارِسِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن عَبْدِ اللهِ
(4)
الْأُوَيْسِيُّ، ثَنَا الْمَاجِشُونُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ خَاصَّةً"
(5)
.
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: مسلم تركوه".
(2)
إتحاف المهرة (7/ 347 - 7971).
(3)
إتحاف المهرة (7/ 347 - 7971).
(4)
في (و) و (ص): "بن عبد العزيز" وأشارا في الحاشية إلى أنه في نسخة أخرى: "بن عبد الله".
(5)
إتحاف المهرة (17/ 304 - 22290) أورده من صحيح ابن حبان وفيه: =
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَمَدَارُ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ:"اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ".
وَقَدْ تَفَرَّدَ بِهِ مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَلَمْ أَذْكُرَ لِمُجَالِدٍ فِيمَا قَبْلُ رِوَايَةً.
4534 -
حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عُبَيْدُ بْنُ حَاتِمٍ الْعِجْلِيُّ الْحَافِظُ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيُّ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا
(1)
بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَوْ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ"
(2)
.
فَجَعَلَ اللهُ دَعْوَةَ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ رضي الله عنه، فَبَنَى عَلَيْهِ مُلْكَ الْإِسْلَامِ، وَهَدَمَ بهِ الْأَوْثَانَ.
4535 -
حدثني أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ، ثَنَا عَاصِمُ بْن عَلِيٍّ، ثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: وَاللهِ مَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نُصَلِّيَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ ظَاهِرِينَ حَتَّى أَسْلَمَ عُمَرُ
(3)
.
= "عبد الملك بن الماجشون حدثني مسلم بن خالد عن هشام به، ثم أورده من المستدرك وقال: "كذا قال، وأظنه سقط عليه مسلم بن خالد"، نقول: ذلك إذا كان الماجشون الذي هنا هو عبد الملك بن عبد العزيز، لكن الظاهر أنه أبوه عبد العزيز بن أبي سلمة، فهو الذي يروي عنه الأويسي، ويروي عن هشام بن عروة.
(1)
قوله: "بن زكريا" غير موجود في (ك)، والراوي عنه هو: محمد بن الحسن بن الزبير.
(2)
إتحاف المهرة (10/ 471 - 13211).
(3)
إتحاف المهرة (10/ 313 - 12831).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4536 -
أخبرني أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَا: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ الْإِسْلَامُ فِي زَمَانِ عُمَرَ كَالرَّجُلِ الْمُقْبِلِ لَا يَزْدَادُ إِلَّا قُرْبًا، فَلَمَّا قُتِلَ عُمَرُ كَانَ كَالرَّجُلِ الْمُدْبِرِ لَا يَزْدَادُ إِلَّا بُعْدًا
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4537 -
أخبرنا عَبْدُ اللهِ بْن إِسْحَاقَ ابْنِ الْخُرَاسَانِيِّ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْجُعْفِيُّ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ جُبَيْرٍ الْوَرَّاقُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا الْخَلْقَانِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْت النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَوَّلُ مَنْ يُعَانِقُهُ الْحَقُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُمَرُ، وَأَوَّلُ مَنْ يُصَافِحُهُ الْحَقُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُمَرُ، وَأَوَّلُ مَنْ يُؤْخَذُ بِيَدِهِ فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه"
(2)
.
(1)
هذا الحديث لم نجده في الإتحاف.
(2)
إتحاف المهرة (1/ 202 - 41)، قال الذهبي في التلخيص:"قلت: موضوع، وفي إسناده كذاب"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"بإسناد مظلم"، ثم قال:"هذا موضوع"، قلت: عنى بالكذاب أحمد بن محمد بن عبد الحميد الجعفي فإنه اتهمه بالحديث الآتي برقم (4604)!، كذا قال، مع قول الدارقطني فيه في سؤالات المصنف له:"صالح الحديث" وتوثيق الخطيب له، وأيضًا فقد تابعه محمد بن غالب بن حرب تمتام عن الفضل بن جبير به، بذكر السلام بدل المعانقة، أخرجه من هذا الوجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 158)، فخرج أحمد الجعفي من عهدته، أما الفضل فقد ضعفه العقيلي. =
4538 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلَالِيُّ
(1)
، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(3)
.
4539 -
حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْن عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ
(4)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خِرَاشٍ، أَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام، فَقَالَ: قَدِ اسْتَبْشَرَ أَهْلُ السَّمَاءِ بِإِسْلَامِ عُمَرَ"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ
(6)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
= ورواه كذلك داود بن عطاء المدني وهو منكر الحديث عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب، ومحمدُ بن أبي حميد الأنصاري وهو ضعيف عن ابن شهاب، عن ابن المسيب به بنحو رواية تمتام، وانظر سنن ابن ماجه (1/ 122) وتاريخ دمشق.
(1)
في (و) و (ك) و (ص): "علي بن الحسن بن الحسين الهلالي".
(2)
إتحاف المهرة (10/ 451 - 13159).
(3)
بل أخرجه البخاري (5/ 48) عن محمد بن كثير عن الثوري به.
(4)
في الإتحاف: "المدني".
(5)
إتحاف المهرة (7/ 138 - 7474).
(6)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: عبد الله ضعفه الدارقطني". وقال البخاري وأبو حاتم: "منكر الحديث"، وزاد أبو حاتم:"ذاهب الحديث ضعيف الحديث"، وكذبه محمد بن عمار الموصلي، واستنكره عليه ابن عدي.
4540 -
حدثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ سَعْدٍ الْحَافِظُ
(1)
، قَالَا: ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْن إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا النُّفَيْلِيُّ
(2)
، ثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهم؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ صَدْرَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِيَدِهِ حِينَ أَسْلَمَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَهُوَ يَقُولُ:"اللَّهُمَّ أَخْرِجْ مَا فِي صَدْرِهِ مِنْ غِلٍّ وَأَبْدِلْهُ إِيمَانًا". يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثًا
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ مُسْتَقِيمُ الْإِسْنَادِ
(4)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4541 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، قَالُوا: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَاتَلَ عُمَرُ الْمُشْرِكِينَ فِي مَسْجِدِ مَكَّةَ، فَلَمْ يَزَلْ يُقَاتِلُهُمْ مُنْذُ غَدْوَةٍ، حَتَّى صَارَتِ الشَّمْسُ حِيَالَ رَأْسِهِ. قَالَ: وَأُعْيِيَ وَقَعَدَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ عَلَيْهِ بُرْدٌ أَحْمَرُ وَقَمِيصٌ قُومِسِيٌّ حَسَنُ الْوَجْهِ، فَجَاءَ حَتَّى أَفْرَجَهُمْ، فَقَالَ: مَا تُرِيدُونَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالُوا، لَا وَاللهِ إِلَّا أَنَّهُ صَبَأَ، قَالَ: فَنِعْمَ رَجُلٌ اخْتَارَ لِنَفْسِهِ دِينًا، دَعُوهُ وَمَا اخْتَارَ لِنَفْسِهِ، تَرَوْنَ بَنِي عَدِيٍّ تَرْضَى أَنْ يُقْتَلَ عُمَرُ؟ لَا وَاللهِ لَا تَرْضَى بَنُو عَدِيٍّ. قَالَ: وَقَالَ عُمَرُ يَوْمَئِذٍ: يَا أَعْدَاءَ اللهِ، وَاللهِ لَوْ قَدْ بَلَغْنَا ثَلَاثَمِائَةٍ لَقَدْ أَخْرَجْنَاكُمْ مِنْهَا. قُلْتُ
(1)
هو: عبد الله بن أحمد بن سعد، أبو محمد النيسابوري الحاجي البزاز.
(2)
هو: عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل النفيلي.
(3)
إتحاف المهرة (8/ 337 - 9505).
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: قال البخاري: خالد له مناكير".
لِأَبِي بَعْدُ
(1)
: مَنْ ذَاكَ الرَّجُلُ الَّذِي رَدَّهُمْ عَنْكَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: ذَاكَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ أَبُو عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4542 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْن عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا أَبِي، عَنِ النَّضْرِ أَبِي عُمَرَ الْخَزَّازِ
(3)
، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ رضي الله عنه، قَالَ الْمُشْرِكُونَ: الْيَوْمَ انْتُصِفَ مِنَّا
(4)
.
صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4543 -
أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ إِسْحَاقَ الْخُزَاعِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ
(5)
، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئ، ثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ"
(6)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4544 -
حدثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَدْلُ
(7)
، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ
(1)
في (و) و (ص): "بعد ذلك".
(2)
إتحاف المهرة (9/ 239 - 10999).
(3)
هو: النضر بن عبد الرحمن الكوفي متروك الحديث.
(4)
إتحاف المهرة (7/ 609 - 8583).
(5)
في (ص): "ميسرة".
(6)
إتحاف المهرة (11/ 224 - 13924).
(7)
محمد بن محمد بن الحسن بن الحارث، أبو الحسن الكارزي المكاتب.
عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَكْرِ بْنَ سَالِمٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنِّي رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ
(1)
أَنِّي أُعْطِيتُ عُسًّا مَمْلُوءًا لَبَنًا، فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى تَمَلَّأْتُ
(2)
، حَتَّى رَأَيْتُهُ فِي عِرْقٍ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ، فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ فَأَعْطَيْتُهَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ". فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، هَذَا عِلْمٌ أَعْطَاكَهُ اللهُ فَمُلِأْتَ مِنْهُ، فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ فَأَعْطَيْتَهَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَ:"أَصَبْتُمْ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(4)
.
4545 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ
(5)
، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَوْ وُضِعَ عِلْمُ عُمَرَ في كِفَّةِ مِيزَانٍ، وَوُضِعَ عِلْمُ النَّاسِ فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى لَرَجَحَ عِلْمُ عُمَرَ
(6)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4546 -
حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا
(1)
في (و) و (ص): "المنام".
(2)
في (ك): "حتى ملأت".
(3)
إتحاف المهرة (8/ 431 - 9709).
(4)
أصله في الصحيحين من حديث الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه به غير أن فيه: "قالوا فما أولت يا رسول الله؟ قال: العلم"، البخاري (1/ 28) و (5/ 10) و (9/ 35، 40)، ومسلم (7/ 112)، وانظر فتح الباري (7/ 46).
(5)
هو: أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي الكوفي.
(6)
إتحاف المهرة (10/ 255 - 12688).
خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ
(1)
، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رضي الله عنه كَانَ أَتْقَانَا لِلرَّبِّ، وَأَقْرَأَنَا لِكِتَابِ اللهِ عز وجل
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4547 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا شُعَيْبُ
(3)
بْنُ اللَّيْثِ، ثَنَا أَبِي.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، ثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَا: ثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ سَعْدٍ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَانَ فِي الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(5)
.
4548 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
في (و) و (ك) و (ص): "عمر".
(2)
إتحاف المهرة (10/ 208 - 12598).
(3)
في (ص): "سعيد".
(4)
إتحاف المهرة (17/ 621 - 22903).
(5)
بل أخرجه مسلم (7/ 115) من حديث ابنِ عجلان، وعبدِ الله بن وهب عن إبراهيم بن سعيد، كلاهما عن سعيد بن إبرهيم به، وأخرجه البخاري (4/ 174) و (5/ 12) عن الأويسي ويحيى بن قزعة عن إبراهيم بن سعيد به فقال عن أبي هريرة بدل عائشة، وانظر فتح الباري (7/ 50).
الدُّورِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا أَبُو شِهَابٍ
(1)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خُطْبَةً خَفِيفَةً، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ خُطْبَتِهِ قَالَ:"يَا أَبَا بَكْرٍ، قُمْ فَاخْطُبْ". فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ، فَخَطَبَ، فَقَصَرَ دُونَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا فَرَغَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ خُطْبَتِهِ قَالَ:"يَا عُمَرُ، قُمْ فَاخْطُبْ". فَقَام عُمَرُ رضي الله عنه، فَقَصَرَ دُونَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَدُونَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيْحُ الْإِسْنَادِ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4549 -
حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثَنَا عَبْدَانُ الْأَهْوَازِيُّ، ثَنَا هَارُونُ بنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ هِشَامٍ بْنِ الْغَازِ وَابْنِ عَجْلَانَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: مَرَّ فَتًى عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: نِعْمَ الْفَتَى، قَالَ: فَتَبِعَهُ أَبُو ذَرٍّ، فَقَالَ: يَا فَتًى، اسْتَغْفِرْ لِي، فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، أَسْتَغْفِرُ لَكَ وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي. قَالَ: لَا، أَوْ تُخْبِرْنِي. فَقَالَ: إِنَّكَ مَرَرْتَ عَلَى عُمَرَ رضي الله عنه، فَقَالَ: نِعْمَ الْفَتَى، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ اللهَ
(1)
هو: عبد ربه بن نافع الكناني الحناط، وعنه أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي، وقد رواه علي بن محمد بن سعيد الثقفي عن أحمد بن يونس عند أبي نعيم في معرفة الصحابة (4/ 1769) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (33/ 121)، وكذا محمد بن جعفر الوركاني عند ابن عساكر، كلاهما (أحمد بن يونس، ومحمد بن جعفر الوركاني) عن أبي شهاب عن محتسب الأعمى البصري عن محمد بن واسع به، فزادا محتسب البصري وقد وثقه ابن حبان.
(2)
إتحاف المهرة (12/ 571 - 16107).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: منقطع". سعيد بن جبير لم يدرك أبا الدرداء قاله ابن عساكر، وقال البخاري في ترجمة محتسب:"مرسل".
جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
4550 -
حدثنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُكْرَمٍ الْبَزَّازُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه جَاءَ وَالصَّلَاةُ قَائِمَةٌ، وَنَفَرٌ ثَلَاثَةٌ جُلُوسٌ، أَحَدُهُمْ أَبُو جَحْشٍ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: قُومُوا فَصَلُّوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ اثْنَانِ وَأَبَى أَبُو جَحْشٍ أَنْ يَقُومَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: صَلِّ يَا أَبَا جَحْشٍ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ
(2)
: لَا أَقُومُ حَتَّى يَأْتِيَنِي رَجُلٌ هُوَ أَقْوَى
(3)
مِنِّي ذِرَاعَيْنِ
(4)
، وَأَشَدُّ مِنِّي بَطْشًا فَيَصْرَعُنِي، ثُمَّ يَدُسُّ وَجْهِي فِي التُّرَابِ. قَالَ عُمَرُ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَكُنْتُ أَشَدَّ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَأَقْوَى بَطْشًا، فَصَرَعْتُهُ، ثُمَّ دَسَسْتُ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ، فَأَتَى عَلَيَّ عُثْمَانُ فَحَجَزَنِي، فَخَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مُغْضَبًا حَتَّى انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ
(5)
صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَرَأَى الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، قَالَ
(6)
: "مَا رَابَكَ
(7)
يَا أَبَا حَفْصٍ؟ ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَيْتُ عَلَى نَفَرٍ جُلُوسٍ عَلَى
(1)
إتحاف المهرة (14/ 178 - 17591).
(2)
في (ك): "فقال".
(3)
في (و) و (ص): "أندى".
(4)
في (و) و (ص) و (ك): "ذراعا".
(5)
في (ص): "رسول الله".
(6)
في (ص): "فقال".
(7)
في التلخيص: "ما بك".
بَابِ الْمَسْجِدِ، وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَفِيهِمْ أَبُو جَحْشٍ اللَّيْثِيُّ، فَقَامَ الرَّجُلَانِ، فَأَعَادَ الْحَدِيثَ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كَانَتْ مَعُونَةُ عُثْمَانَ إِيَّاهُ إِلَّا أَنَّهُ ضَافَهُ لَيْلَةً فَأَحَبَّ أَنْ يَشْكُرَهَا لَهُ، فَسَمِعَهُ عُثْمَانُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ لَنَا عُمَرُ عِنْدَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ رِضَى عُمَرَ رَحْمَةٌ، واللهِ
(1)
لَوَدِدْتُ أَنَّكَ كُنْتَ جِئْتَنِي بِرَأْسِ الْخَبِيثِ". فَقَامَ عُمَرُ، فَلَمَّا بَعُدَ نَادَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "هَلُمَّ يَا عُمَرُ، أَيْنَ أَرَدْتَ أَنْ تَذْهَبَ؟ ". فَقَالَ: أَرَدْتُ أَنْ آتِيَكَ بِرَأْسِ الْخَبِيثِ. فَقَالَ: "اجْلِسْ حَتَّى أُخْبِرَكَ بِغِنَى الرَّبِّ عَنْ صَلاةِ أَبِي جَحْشٍ اللَّيْثِيِّ، إِنَّ لِلَّهِ فِي سَمَائِهِ
(2)
الدُّنْيَا مَلَائِكَةً خُشُوعًا، لَا يَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِذَا قَامَتِ السَّاعَةُ رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ، قَالُوا: رَبَّنَا مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ، وَإِنَّ لِلَّهِ فِي سَمَائِهِ الثَّانِيَةِ مَلَائِكَةً سُجُودًا، لا يَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِذَا قَامَتِ السَّاعَةُ رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ، ثُمَّ قَالُوا: رَبَّنَا مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ". فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: وَمَا يَقُولُونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "أَمَّا أَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ، وَأَمَّا أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ ذِي الْعِزِّ وَالْجَبَرُوتِ، وَأَمَّا أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، فَقُلْهَا يَا عُمَرُ فِي صَلَاتِكَ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَكَيْفَ بِالَّذِي عَلَّمْتَنِي وَأَمَرْتَنِي أَن أَقُولَهُ فِي صَلَاتِي؟ قَالَ:"قُلْ هَذِهِ مَرَّةً، وَهَذِهِ مَرَّةً". وَكَانَ الَّذِي أُمِرَ
(3)
بِهِ أَنْ
(4)
قَالَ: أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقَابِكَ،
(1)
في (و) و (ك) و (ص): " رحمه الله".
(2)
في (ص): "سماء".
(3)
في (ك) و (و): "أمره".
(4)
قوله: "به أن" ساقط من (و) ومكانه بياض.
وَأَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ جَلَّ وَجْهُكَ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ
(2)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4551 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقوبَ، ثَنَا الرَّبِيعُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(3)
، أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: مَا سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ لِشَيْءٍ قَطُّ إِنِّي لَأَظُنُّ كَذا وَكَذَا، إِلَّا كَانَ كَمَا يَظُنُّ، بَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ جَالِسٌ إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ، فَقَالَ لَهُ: أَخْطَأَ ظَنِّي أَوْ إِنَّكَ عَلَى دِينِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَلَقَدْ
(4)
كُنْتَ كَاهِنَهُمْ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ. قَالَ عُمَرُ: فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ إِلَّا أَخْبَرْتَنِي. قَالَ: كُنْتُ كَاهِنُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: فَمَاذَا أَعْجَبُ مَا جَاءَ بِكَ
(5)
؟.
فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا لَيْسَ لَهُ سَنَدٌ
(6)
.
(1)
إتحاف المهرة (8/ 516 - 9882).
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: منكر غريب، وما هو على شرط البخاري، وعبد الملك ضعيف، تفرد به ابن ماجه".
(3)
هو: ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. من رجال التهذيب.
(4)
في (ك) و (و) و (ص): "وقد".
(5)
كذا في النسخ الخطية كلها، والصواب:"فما أعجب ما جاءتك به جنيتك"، كما في مصادر تخريج الحديث.
(6)
إتحاف المهرة (12/ 287 - 15599)، وقال الذهبي في التلخيص:"كذا قال الحاكم، والحديث في صحيح البخاري بهذا الإسناد بطوله"، البخاري (5/ 48) عن يحيى بن سليمان عن ابن وهب به، وانظر الحديث الآتي في ترجمة سواد بن قارب (6742).
4552 -
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ الْأَصْبَهَانِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ، ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ الزُّبَيْدِيُّ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ الزُّبَيْدِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَالِمٍ الْأَشْعَرِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَامِرٍ الزُّبَيْدِيُّ، ثَنَا رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّ أَبَا رَاشِدٍ حَدَّثَهُمْ، يَرُدُّهُ إِلَى مَعْدِي كَرِبَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ: سَافَرْنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه آخِرَ سَفَرَةٍ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا شَارَفَهَا أُخْبِرَ أَنَّ الطَّاعُونَ فِيهَا، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَهْجِمَ عَلَيْهِ، كَمَا أَنَّهُ لَوْ وَقَعَ وَأَنْتَ بِهَا مَا كَانَ لَكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا، فَرَجَعَ مُتَوَجِّهًا إِلَى الْمَدِينَةِ. قَالَ: فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ بِاللَّيْلِ إِذْ قَالَ لِي: أَعْرِضْ عَنِ الطَّرِيقِ، فَعَرَضَ، وَعَرَضْتُ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى ذِرَاعِ جَمَلِهِ، فَنَامَ وَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنَامُ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُولُ لِي: مَا لِي وَلَهُمْ، رَدُّونِي عَنِ الشَّامِ، ثُمَّ رَكِبَ فَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا ظَنَنْتُ أَنَّا مُخَالِطُوا النَّاسِ، قُلْتُ لَهُ: لِمَ قُلْتَ مَا قُلْتَ حِينَ انْتَبَهْتَ مِنْ نَوْمِكَ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَيُبْعَثَنَّ مِنْ بَيْنِ حَائِطِ
(1)
حِمْصَ وَالزَّيْتُونِ فِي الْبَرْثِ
(2)
الْأَحْمَرِ سَبعِينَ
(3)
أَلْفًا لَيْسَ عَلَيْهِمْ حِسَابٌ". وَلَئِنْ رَجَعَنِي اللهُ مِنْ سَفَرِي هَذَا، لَأَحْتَمِلَنَّ عِيَالِي وَأَهْلِي وَمَالِي حَتَّى أَنْزِلَ حِمْصَ، فَرَجَعَ مِنْ سَفَرِهِ ذَلِكَ وَقُتِلَ رِضْوَانُ اللهِ
(1)
في (و) و (ص): "من بين يدي حائط".
(2)
في التلخيص: "الترب"، وقال ابن الأثير في النهاية (1/ 112):"البرث: الأرض اللينة، وجمعها براث، يريد بها أرضا قريبة من حمص، قتل بها جماعة من الشهداء والصالحين".
(3)
في التلخيص: "سبعون" وكذا في (ص) وكتب في الحاشية: "في الأم سبعين".
عَلَيْهِ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(2)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4553 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ حَاتِمٍ الْحَافِظُ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنِ اتَّخِذْ لِلْمُسْلِمِينَ دَارَ هِجْرَةٍ وَمَنْزِلَ جِهَادٍ، فَبَعَثَ سَعْدٌ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: الْحَارِثُ بْنُ سَلَمَةَ، فَارْتَادَ لَهُمْ مَوْضِعَ الْكُوفَةِ الْيَوْمَ، فَنزَلَهَا سَعْدٌ بِالنَّاسِ، فَخَطَّ مَسْجِدَهَا، وَخَطَّ فِيهِ الْخُطَطَ. قَالَ الشَّعْبِيُّ: وَكَانَ ظَهْرُ الْكُوفَةِ يُنْبِتُ الْخُزَامَى، وَالشِّيحَ، وَالْأُقْحُوانَ، وَشَقَائِقَ النُّعْمَانِ، فَكَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّيهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خَدُّ الْعَذْرَاءِ، فَارْتَادُوا، فَكَتَبُوا إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَكَتَبَ أَنِ انْزِلُوهُ، فَتَحَوَّلَ النَّاسُ إِلَى الْكُوفَةِ
(3)
.
4554 -
أنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَمَّارِ الدُّهْنِيِّ
(4)
، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: الْكُوفَةُ قُبَّةُ الْإِسْلَامِ، وَأَرْضُ الْبَلَاءِ
(5)
.
(1)
إتحاف المهرة (12/ 294 - 15616).
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل منكر، وإسحاق هو ابن زبريق كذبه محمد بن عوف الطائي، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة".
(3)
إتحاف المهرة (12/ 216 - 15444)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: والهيثم ساقط".
(4)
في (ك): "الدمني"، وهو عمار بن معاوية الكوفي، وعنه شريك بن عبد الله القاضي.
(5)
لم نجده في الإتحاف.
4555 -
حدثنا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يُوسُفَ الْمَرْوَرُّوْذِيُّ، ثَنَا بَقِيَّةُ، ثَنَا بَحِيرُ
(1)
بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، أَنَّهُ عَرَّضَتْ مَوْلَاتُهُ بِصَبْغِ
(2)
لِحْيَتِهِ، فَقَالَ: مَا رَابَكِ إِلَى
(3)
أَنْ تُطْفِئِي نُورِي
(4)
كَمَا يُطْفِئُ فُلَانٌ نُورَهُ
(5)
.
4556 -
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَمِّهِ
(6)
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ذَاتَ يَوْمٍ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنهما: يَا خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَا إِنَّكَ إِنْ قُلْتَ ذَاكَ، فَلَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ عَلَى رَجُلٍ خَيْرٍ مِنْ عُمَرَ"
(7)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(8)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
في (ص): "عمير".
(2)
في (ص): "تصبغ"، وفي (م):"لصبغ".
(3)
في (و) و (ص): "إلا".
(4)
في (ز): "نورك".
(5)
إتحاف المهرة (12/ 126 - 15231).
(6)
قوله: "عمه" ساقط من (ك)، وفي (م):"عمر".
(7)
إتحاف المهرة (8/ 205 - 9219).
(8)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: عبد الله ضعفوه، وعبد الرحمن متكلم فيه، والحديث شبه موضوع"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم: "قلت: عبد الله هالك، =
4557 -
أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ رضي الله عنه: إِنَّ أَفْرَسَ النَّاسِ ثَلَاثَةٌ: الْعَزِيزُ حِينَ تَفَرَّسَ فِي يُوسُفَ، فَقَالَ
(1)
لِامْرَأَتِهِ: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ}
(2)
، وَالْمَرْأَةُ الَّتِي رَأَتْ مُوسَى عليه السلام، فَقَالَتْ لِأَبِيهَا:{يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ}
(3)
، وَأَبُو بَكْرٍ حِينَ اسْتَخْلَفَ عُمَرَ رضي الله عنهما
(4)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: فَرَضِيَ اللهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، لَقَدْ أَحْسَنَ فِي الْجَمْعِ بَيْنَهُمْ بِهَذَا الْإِسْنَادِ الصَّحِيحِ.
* * *
= وهذا باطل"، وقال الحافظ في الإتحاف: "قلت: رواه البزار - (1/ 159، 194) - عن محمد بن المثنى، عن عبد الله بن داود الواسطي، قال محمد: وكان صاحب سنة
…
فذكره، وقال: لا نعلمه يروى إلا من هذا الوجه، ولا نعلمه حدث عن ابن أخي محمد بن المنكدر سوى عبد الله بن داود"، نقول: وقال أيضًا: "وابن أخي محمد بن المنكدر ليس بالمعروف"، وأخرجه الترمذي واستغربه، وعبد الله بن داود الواسطي ضعيف.
(1)
في (ك): "وقال".
(2)
(يوسف: آية 21).
(3)
(القصص: آية 26).
(4)
إتحاف المهرة (10/ 534 - 13366)، وتقدم في التفسير (3358) من حديث الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله به.
مَقْتَلُ
(1)
عُمرَ رضي الله عنه عَلَى الِاخْتِصَارِ
4558 -
حدثنا الْأُسْتَاذُ أَبُو الْوَلِيدِ
(2)
، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ
(3)
، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ
(4)
، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيِّ قَالَ: أُصِيبَ عُمَرُ رضي الله عنه يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ
(5)
.
4559 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، قَالَا: ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ صُبَيْحٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ عَلَى الْمِنْبَرِ: إِنِّي
(6)
رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ دِيكًا نَقَرَنِي ثَلَاثَ نَقَرَاتٍ، فَقُلْتُ: أَعْجَمِيٌّ، وَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ الَّذِينَ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ: عُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فَمَنِ اسْتُخْلِفَ فَهُوَ الْخَلِيفَةُ
(7)
.
(1)
في (ص): "ذكر مقتل".
(2)
هو: حسان بن محمد الفقيه.
(3)
في (ص): "البرنسي" وفي (م): "الترسي".
(4)
في (و) و (ص): "زيلع".
(5)
هذا الحديث لم نجده في الإتحاف.
(6)
قوله: "إني" غير موجود في (و) و (ص) والتلخيص.
(7)
إتحاف المهرة (12/ 382 - 15804)، وأخرجه مسلم (2/ 81) و (5/ 61).
4560 -
حدثنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، قَالَا: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ
(1)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ
(2)
، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: كَانَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَكَانَ يَصْنَعُ الرَّحَاءَ، وَكَانَ الْمُغِيرَةُ يَسْتَعْمِلُهُ كُلَّ يَوْمٍ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ، فَلَقِيَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عُمَرَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَ الْمُغِيرَةَ قَدْ أَكْثَرَ عَلَيَّ، فَكَلِّمْهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنِّي، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اتَّقِ اللهَ، وَأَحْسِنْ إِلَى مَوْلَاكَ. قَالَ: وَمِنْ نِيَّةِ عُمَرَ أَنْ يَلْقَى الْمُغِيرَةَ فَيُكَلِّمَهُ فِي التَّخْفِيفِ عَنْهُ. قَالَ: فَغَضِبَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ، وَكَانَ اسْمُهُ فَيْرُوزَ، وَكَانَ نَصَرَانِيًّا، فَقَالَ: يَسَعُ النَّاسَ كُلَّهُمْ عَدْلُهُ غَيْرِي. قَالَ: فَغَضِبَ، وَعَزَمَ عَلَى أَنْ يَقْتُلَهُ، قَالَ: فَصَنَعَ خِنْجَرًا لَهُ رَأْسَانِ، قَالَ: فَشَحَذَهُ وَسَمَّهُ. قَالَ: وَكَبَّرَ عُمَرُ، وَكَانَ عُمَر لَا يُكَبِّرُ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ حَتَّى يَتَكَلَّمَ، وَيَقُولَ: أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، فَجَاءَ، فَقَامَ في الصَّفِّ بِحِذَاهُ مِمَّا يَلِي عُمَرَ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ، فَلَمَّا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ تَكَلَّمَ عُمَرُ، وَقَالَ: أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، ثُمَّ كَبَّرَ، فَلَمَّا كَبَّرَ وَجَأَهُ عَلَى كَتِفِهِ، وَوَجَأَهُ
(3)
عَلَى مَكَانٍ آخَرَ، وَوَجَأَهُ في خَاصِرَتِهِ، فَسَقَطَ عُمَرُ. قَالَ: وَوَجَأَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مَعَهُ، فَأَفْرَقَ مِنْهُمْ سَبْعَةً، وَمَاتَ مِنْهُمْ سِتَّةٌ، وَاحْتُمِلَ عُمَرُ رضي الله عنه، فَذُهِبَ بِهِ، وَمَاجَ النَّاسُ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ تَطْلُعُ، قَالَ: فَنَادَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَيُّهَا النَّاسُ، الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، فَفُزِعَ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: فتَقَدَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَصَلَّى
(1)
في (ك): "العمرى".
(2)
في (ص): "حسان".
(3)
في (ز) و (م): "وجأه".
بِهِمْ، فَقَرَأَ بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ، قَالَ: فَلَمَّا انْصَرَفَ تَوَجَّهَ النَّاسُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، قَالَ: فَدَعَا بِشَرَابٍ لِيَنْظُرَ مَا مَدَى جُرْحِهِ، فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ، قَالَ: فَخَرَجَ، فَلَمْ يَدْرِ أَدَمٌ هُوَ أَمْ نَبِيذٌ، قَالَ: فَدَعَا بِلَبَنٍ، فَأُتِيَ بِهِ فَشَرِبَهُ، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، فَقَالُوا: لَا بَأْسَ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: إِنْ كَانَ الْقَتْلُ بَأْسًا فَقَدْ قُتِلْتُ
(1)
.
4561 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ قَالَا: ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: لَمَّا صَدَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ
(2)
عَنْ مِنًى فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ، ثُمَّ كَوَّمَ كَوْمَةً بِبَطْحَاءَ، ثُمَ طَرَحَ عَلَيْهَا صِنْفَةَ رِدَائِهِ، ثُمَّ اسْتَلْقَى وَمَدَّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ كَبِرَ سِنِّي، وَضَعُفَتْ قُوَّتِي، وَانْتَشَرَتْ رَعِيَّتِي
(3)
، فَاقْبِضْنِي
(4)
إِلَيْكَ غَيْرَ مُضَيِّعٍ وَلَا مُفَرِّطٍ. ثُمَّ قَدِمَ فِي ذِي الْحِجَّةِ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ قَدْ سُنَّتْ لَكُمُ السُّنَنُ، وَفُرِضَتْ لَكُمُ الْفَرَائِضُ، وَتُرِكْتُمْ عَلَى الْوَاضِحَةِ - وَضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى - إِلَّا أَنْ تَمِيلُوا بِالنَّاسِ يَمِينًا وَشِمَالًا. فَمَا انْسَلَخَتْ ذُو الْحِجَّةِ حَتَّى قُتِلَ عُمَرُ رضي الله عنه، قَالَ: وَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: طَعَنَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ الَّذِي قَتَلَ عُمَرَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا بِعُمَرَ، فَمَاتَ مِنْهُمْ سِتَّةٌ، وَأَفْرَقَ مِنْهُمْ سِتَّهٌّ، وَكَانَ مَعَهُ سِكِّينٌ لَهُ
(1)
إتحاف المهرة (12/ 403 - 15847).
(2)
قوله: "بن الخطاب" سقط من (و) و (ص).
(3)
في (ص): "رغبتي".
(4)
في (ص): "فاقبلني".
طَرَفَانِ، فَطَعَنَ بِهِ نَفْسَهُ، فَقَتَلَهَا
(1)
.
4562 -
حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
(2)
بْنِ بَالُويَهْ الْجَلَّابُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ لَيْثٍ
(3)
، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: عَاشَ عُمَرُ ثَلَاثًا بَعْدَ أَنْ طُعِنَ، ثُمَّ مَاتَ، فَغُسِّلَ وَكُفِّنَ
(4)
.
4563 -
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ حِينَ طُعِنَ، فَقُلْتُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَسْلَمْتَ حِينَ كَفَرَ النَّاسُ، وَجَاهَدْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم -حينَ خَذَلَهُ النَّاسُ، وَقُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، وَلَمْ يَخْتَلِفْ فِي خِلَافَتِكَ اثْنَانِ، وَقُتِلْتَ شَهِيدًا، فَقَالَ: أَعِدْ عَلَيَّ، فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، لَوْ أَنَّ لِي مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ
(5)
.
4564 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا وُهَيْبٌ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما؛ أَنَّ عُمَرَ صُلِّيَ عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ، صَلَّى عَلَيْهِ صُهَيْبٌ رضي الله عنهما
(6)
.
(1)
إتحاف المهرة (12/ 179 - 15361).
(2)
في (ص): "أحمد بن محمد".
(3)
يعني: ابن أبي سليم. من رجال التهذيب.
(4)
إتحاف المهرة (12/ 288 - 15602).
(5)
إتحاف المهرة (7/ 317 - 7902).
(6)
إتحاف المهرة (6/ 314 - 6563).
4565 -
حدثناه أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ
(1)
، أَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، ثَنَا قَاسِمٌ أَخِي، ثَنَا عُبَيْدَةُ
(2)
، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُمَرُ ابْتَدَرَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ لِلصَّلَاةِ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمَا صُهَيْبٌ: إِلَيْكُمَا عَنِّي، فَقَدْ وُلِّيتُ مِنْ أَمْرِكُمَا أَكْثَرَ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى عُمَرَ، وَأَنَا أُصَلِّي بِكُمُ الْمَكْتُوبَةَ، فَصَلَّى عَلَيْهِ صُهَيْبٌ
(3)
.
4566 -
أخبرني مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَاقَرْحِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(4)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ
(5)
، عَنِ الْوَاقِدِيِّ؛ أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه حَجَّ بِالنَّاسِ عَشْرَ حِجَجٍ مُتَوَالِيَاتٍ، مِنْهُنَّ حَجَّةً فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَتِسْعًا فِي خِلَافَتِهِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ رضي الله عنهم، وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ
(6)
عَشْرَ سِنِينَ، وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ، وَتِسْعَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا
(7)
.
4567 -
حدثنا أَبُو سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ
(8)
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، قَالَا: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ
(9)
، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَ أَبُو سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ،
(1)
هو: الحسين بن علي بن يزيد بن داود بن يزيد بن الحافظ، أبو علي النيسابوري.
(2)
كذا، ولعله: عبيدة بن معتب الضبي الكوفي الضعيف، وإلا فلا ندري من هو.
(3)
إتحاف المهرة (6/ 314 - 6563).
(4)
هو: الحارث ابن أبي أسامة التميمي.
(5)
في (و) و (ك) و (ص): "ثنا الحارث بن محمد بن سعد".
(6)
في (و) و (ص) و (ك): "خلافة عمر".
(7)
لم نجده في الإتحاف.
(8)
هو: أحمد بن يعقوب.
(9)
في (ك): "العمري".
وَأَشْيَاخُنَا، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه لَمَّا طُعِنَ قَالَ لِعَبْدِ اللهِ: اذْهَبْ إِلَى عَائِشَةَ فَأَقْرِئْ عَلَيْهَا مِنِّي السَّلَامَ، وَقُلْ: إِنَّ عُمَرَ يَقُولُ لَكِ: إِنْ كَانَ لَا يَضُرُّكِ وَلَا يُضَيِّقُ عَلَيْكِ، فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيَّ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ يَضُرُّكِ أَوْ يُضَيِّقُ عَلَيْكِ، فَلَعَمْرِي لَقَدْ دُفِنَ فِي هَذَا الْبَقِيعِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْ عُمَرَ. فَجَاءَهَا الرَّسُولُ، فَقَالَتْ: إِنَّ ذَلِكَ لَا يَضُرُّنِي وَلَا يُضَيِّقُ عَلَيَّ. قَالَ: فَادْفِنُونِي مَعَهُمَا
(1)
.
4568 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ هَانِئٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: اطَّلَعْتُ فِي الْقُبُورِ؛ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْ حُجْرَةِ عَائِشَةَ رضي الله عنها، فَرَأَيْتُ عَلَيْهَا حَصْبَاءَ حَمْرَاءَ
(2)
.
4569 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا بِشْرُ بْنُ الوَلِيدِ الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي
(3)
، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قُبِضَ عُمَرُ رضي الله عنه وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً
(4)
.
4570 -
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
(5)
بْنِ بَالُويَهْ الْعَفْصِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
(1)
هذا الحديث لم نجده في الإتحاف.
(2)
إتحاف المهرة (19/ 346 - 24976).
(3)
يعني: يعقوب بن إبراهيم بن حبيب القاضي صاحب أبي حنيفة.
(4)
إتحاف المهرة (2/ 377 - 1932).
(5)
في (و) و (ص): "محمد بن أحمد".
عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، ثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ
(1)
يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: إِنْ كَانَ عُمَرُ حِصنًا حَصِينًا يُدْخَلُ الْإِسْلَامُ فِيهِ، وَلَا يُخْرَجُ مِنْهُ، فَلَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ انْثَلمَ الْحِصْنُ، فَالْإِسْلَامُ يُخْرَجُ مِنْهُ، وَلَا يُدْخَلُ فِيهِ، إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّ هَلَا بِعُمَرَ
(2)
.
4571 -
حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ المُزَنِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الحَضْرَمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ
(3)
، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما، أَنَّ عَلِيًّا دَخَلَ عَلَى عُمَرَ وَهُوَ مُسَجًّى، فَقَالَ: صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ
(4)
، ثُمَّ قَالَ: مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ
(5)
أَلْقَى اللهَ بِمَا فِي صَحِيفَتِهِ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى
(6)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: أَخْبَارُ الشُّورَى مَا يَصِحُّ مِنْهَا مُخَرَّجَةٌ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه مَوْصُولَةٌ بِأَخْبَارِ سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ.
4572 -
حدثنا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ
(7)
إِمْلَاءً، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا
(1)
في (و) و (ص): "بن".
(2)
إتحاف المهرة (10/ 510 - 13306)، ويزيد بن أبي زياد القرشي الكوفي ضعيف الحديث.
(3)
هو: محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر.
(4)
زاد في (ك): "وسلم".
(5)
في (و) و (ص): "من أن".
(6)
إتحاف المهرة (11/ 308 - 14073).
(7)
هو: أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد النيسابوري عن عبد الملك بن محمد الرقاشي.
جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ [عَنْ]
(1)
مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سُمِعَ صَوْتٌ بِجَبَلِ تَبَالَةَ حِينَ قُتِلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ:
لِيَبْكِ عَلَى الْإِسْلَامِ مَنْ كَانَ بَاكِيًا
…
فَقَدْ أَوْشَكُوا هَلْكَى
(2)
وَمَا قَدُمَ الْعَهْدُ
وَأَدْبَرَتِ الدُّنْيَا وَأَدْبَرَ خَيْرُهَا
…
قَدْ مَلَّهَا مَنْ كَانَ يُوقِنُ بِالْوَعْدِ
فَنَظَرُوا فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا
(3)
.
4573 -
حدثنا
(4)
أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، ثَنَا أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ، ثَنَا ابْنُ عَوْنٍ
(5)
، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: وَرَثَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ عُمَرَ رضي الله عنه
(6)
، فَقَالَتْ:
عَيْنَيَّ جُودِي بِعَبْرَةٍ وَنَحِيبِ
…
لَا تَمَلِّي عَلَى الْإِمَامِ الصَّلِيبِ
فَجَعَتْنِي الْمَنُونُ بِالْفَارِسِ الْمُعْـ
…
ــلَمِ يَوْمَ الْهَيَاجِ وَالتَّأْنِيبِ
عِصْمَةِ الدِّينِ وَالْمُعِينِ عَلَى
…
الدَّهْرِ وَغَيْثِ الْمَلْهُوفِ وَالْمَكْرُوبِ
قُلْ لِأَهْلِ الضَّرْاءِ وَالْبُؤْسِ مُوتُوا
…
إِذْ سَقَتْهُ
(7)
الْمَنُونُ كَأْسَ شَعُوبِ
(1)
في النسخ الخطية كلها: "ومالك بن دينار" بواو العطف، والمثبت من التلخيص والإتحاف، وانظر حلية الأولياء (2/ 376)، وهواتف الجنان لابن أبي الدنيا (ص 41).
(2)
في التلخيص: "صرعى".
(3)
إتحاف المهرة (19/ 392 - 25068).
(4)
في (ك) و (ص): "وحدثنا".
(5)
في (ك): "عوف"، وهو: عبد الله بن عون المزني.
(6)
قوله: "عمر رضي الله عنه" ساقطة من (و) و (ص).
(7)
في التلخيص: "إذ سقتنا".
وَقَالَتْ عَاتِكَةُ أَيْضًا:
فَجَّعَنِي فَيْرُوزٌ لَا دَرَّ درُّهُ
…
بِأَبْيَضَ تَالٍ لِلْكِتَابِ مُنِيبِ
رَءُوفٍ عَلَى الْأَدْنَى غَلِيظٍ عَلَى الْعِدَى
…
أَخِي ثِقَةٍ فِي النَّائِبَاتِ نَجِيبِ
مَتَى مَا يَقُلْ لَا يَكْذِبُ الْقَوْلَ فِعْلُهُ
…
سَرِيعٌ إِلَى الْخَيْرَاتِ غَيْرُ قَطُوبِ
(1)
حَدِيثُ الشُّورَى مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ، لَكِنِّي قَدْ أَوْرَدْتُ هَاهُنَا أَحْرُفًا صحِيحَةَ الْإِسْنَادِ
(2)
مُفِيدَةً غَرِيبَةً.
4574 -
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْجَلَّابُ، قَالَا: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ
(3)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَاحِ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ
(4)
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِأَصْحَابِ الشُّورَى: لِلَّهِ دَرُّهُمْ لَوْ وَلُّوهَا الْأُصَيْلِعَ، كَيْفَ يَحْمِلُهُمْ عَلَى الْحَقِّ، وَإِنْ حُمِلَ عَلَى عُنُقِهِ بِالسَّيْفِ. قَالَ: فَقُلْتُ: تَعْلَمُ ذَاكَ مِنْهُ وَلَا تُوَلِّيهِ؟ قَالَ: إِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، وَإِنْ أَتْرُكْ [فَقَدْ تَرَكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي]
(5)
.
(6)
(1)
إتحاف المهرة (16/ 1001 - 21504).
(2)
في (و): "الأسانيد".
(3)
في (و) و (ك) و (ص): "العمري"!، يروي عن محمد بن الصباح بن سفيان الجرجرائي.
(4)
هو: عمر بن عبد الله أبو حفص مولى غفرة بنت رباح، ضعيف الحديث، واستنكره عليه ابن عدي (6/ 69).
(5)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من التلخيص.
(6)
إتحاف المهرة (12/ 271 - 15564).
وَمِنْ فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ذِي النُّورَيْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه
-
4575 -
حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَنْصُورِ - أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْخَزَّازُ، ثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَوْمَ الْجَمَلِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ، وَلَقَدْ طَاشَ عَقْلِي يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ، وَأَنْكَرْتُ نَفْسِي وجَاءُونِي لِلْبَيْعَةِ، فَقُلْتُ: وَاللهِ
(1)
إِنِّي لَأَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَنْ أُبَايِعَ قَوْمًا قَتَلُوا رَجُلًا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أَسْتَحْيِي مِمَّنْ تَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ". وَإِنِّي لَأَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَنْ أُبَايَعَ وَعُثْمَانُ قَتِيلُ الْأَرْضِ لَمْ يُدْفَنْ بَعْدُ. فَانْصَرَفُوا، فَلَمَّا دُفِنَ رَجَعَ النَّاسُ، فَسَأَلُونِي الْبَيْعَةَ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنِّي مُشْفِقٌ مِمَّا أَقْدُمُ عَلَيْهِ، ثُمَّ جَاءَتْ عَزِيمَةٌ فَبَايَعْتُ، فَلَقَدْ قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَكَأَنَّمَا صُدِعَ قَلْبِي، وَقُلْتُ: اللَّهُمَّ خُذْ مِنِّي لِعُثْمَانَ حَتَّى تَرْضَى
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4576 -
حدثني مُحَمَّدُ بْن صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ الْمُسَيَّبِ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ،
(1)
لفظ الجلالة: "والله" غير موجودة في (و).
(2)
إتحاف المهرة (11/ 597 - 14699)، وسيأتي برقم (4605).
عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ، وَأُمُّ عُثْمَانَ: أَرْوَى بِنْتُ كُرَيْزٍ، وَأُمُّ أَرْوَى: أُمُّ حَكِيمٍ، وَهِيَ الْبَيْضَاءُ عَمَّةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
قَدِ اخْتَلَفُوا فِي كُنْيَةِ عُثْمَانَ، فَقِيلَ: أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَقِيلَ أَبُو عَمْرٍو:
4577 -
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثَنَا الْفَضْل بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ
(2)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ
(3)
.
4577 (م)
(4)
- سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْقَارِئُ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ يَقُولُ
(5)
: عُثْمَانُ بْن عَفَّانَ يُكَنَّى أَبَا عَمْرٍو وَأَبَا عَبْدِ اللهِ، قُتِلَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ
(6)
.
4578 -
أخبرني
(7)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، ثَنَا أَبُو هِلَالٍ
(8)
، عَنْ قَتَادَةَ؛ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ
(1)
إتحاف المهرة (19/ 489 - 25294).
(2)
هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان، وعنه أبو داود سليمان بن داود الطيالسي.
(3)
إتحاف المهرة (11/ 11 - 13631).
(4)
فاتنا ترقيم هذا الأثر في أول العمل فأعطيناه رقم الذي قبله مكررا.
(5)
زاد في (ك): "سمعت".
(6)
فات الحافظ ذكره في الإتحاف، واستدركه المحقق في الحاشية (19/ 174 - 1).
(7)
في (و) و (ك): "أخبرنا".
(8)
هو: محمد بن سليم الراسبي. من رجال التهذيب.
عَفَّانَ قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِينَ أَوْ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ
(1)
.
4579 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: قُتِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ بَقِيَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً
(2)
.
4580 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْن يَعْقُوبَ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ
(3)
، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مَوْلَى شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ عَدَنِيٌّ غَلِيظٌ، قِيمَتُهُ أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ أَوْ خَمْسَةٌ، وَرَيْطَةٌ كُوفِيَّةٌ مُمَشَّقَةٌ، ضَرْبُ اللَّحْمِ، طَوِيلُ اللِّحْيَةِ، حَسَنُ الْوَجْهِ
(4)
.
4581 -
حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ
(5)
، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللهِ
(6)
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمِّي، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا هِشَامُ بْن عرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أَوَّلُ حَجَرٍ حَمَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ حَمَلَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ حَمَلَ عُمَرُ حَجَرًا آخَرَ، ثُمَّ حَمَلَ عُثْمَانُ حَجَرًا آخَرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَرَى إِلَى هَؤُلَاءِ،
(1)
إتحاف المهرة (19/ 359 - 25007).
(2)
لم نجده في الإتحاف.
(3)
هو: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، يتيم عروة، عن أبي عبد الله سالم بن عبد الله سبلان مولى شداد.
(4)
إتحاف المهرة (11/ 100 - 13761).
(5)
هو: الحسين بن علي بن يزيد بن داود بن يزيد بن الحافظ، أبو علي النيسابوري.
(6)
في (و) و (ص): "ثنا أبو عبيد"
كَيْفَ يُسْعِدُونَكَ؟ فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ، هَؤُلَاءِ الْخُلَفَاءُ مِنْ بَعْدِي"
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(2)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَإِنَّمَا اشْتُهِرَ بِإِسْنَادٍ وَاهٍ رِوَايَةُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ؛ فَلِذَلِكَ هُجِرَ
(3)
.
4582 -
حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا مُصْعَبُ بْن عَبْدِ اللهِ، قَالَ: وَكَانَتْ بَيْعَةُ عُثْمَانَ رضي الله عنه يَوْمَ الِاثْنَيْنِ غُرَّةَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ
(4)
.
4583 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْن إِسْحَاقَ، أَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ
(5)
قَالَ: لَمَّا جَاءَتْ بَيْعَةُ
(1)
إتحاف المهرة (17/ 334 - 22350).
(2)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: أحمد منكر الحديث، وهو ممن نقم على مسلم إخراجه في الصحيح، ويحيى وإن كان ثقة فقد ضعف، ثم لو صح هذا لكان نصا في خلافة الثلاثة، ولا يصح بوجه؛ فإن عائشة لم تكن يومئذ دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي محجوبة صغيرة فقولها هذا يدل على بطلان الحديث"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: لم يرو البخاري لأحمد شيئا، وهو ذو مناكير هذا منها، ويحيى وإن كان من رجال الصحيحين فقد ضعف، وهذا الحديث غير صحيح، ولم يكن نبي الله وقت بناء المسجد دخل بعائشة حتى يحاورها"، وانظر للفائدة حديث رقم (4328).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ابن عطية متروك"، وقال المصنف:"روى أحاديث موضوعة".
(4)
لم نجده في الإتحاف.
(5)
يعني: الجهني الكوفي.
عُثْمَانَ رضي الله عنه، قَالَ عَبْدُ اللهِ: مَا أَلوْنَا عَنْ أَعْلَاهَا ذَا فُوَقٍ
(1)
.
4584 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا شَيْبَان بْنُ فَرُّوخَ، ثَنَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّانَ
(2)
، عَنْ عَطَاءٍ الْكَيْخَارَانِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي بَيْتِ ابْنِ خَشَفَةَ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنهم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لِيَنْهَضْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ إِلَى كُفْئِهِ". فَنَهَضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى عُثْمَانَ فَاعْتَنَقَهُ، وَقَالَ:"أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"
(3)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ
(4)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4585 -
حدثنا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ
(5)
بَالطَّابِرَانِ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَوْسٍ الْأَنْصَارِيُّ،
(1)
إتحاف المهرة (10/ 299 - 12801)، والمعنى: ولينا أعلانا سهما، "ذا فوق": أراد خيرنا وأكملنا تاما في الإسلام والسابقة والفضل، قاله ابن الأثير (3/ 480).
(2)
كذا في النسخ الخطية كلها، والإتحاف، وصوابه:"عبيدة بن حسان"، كما في مصادر تخريج الحديث، وكما ضبطه الخطيب البغدادي في تالي تلخيص المتشابه (1/ 198):"عبيدة" بفتح العين، ثم روى حديثه هذا من طريق أبي يعلى الموصلي (4/ 44) عن شيبان به على الصواب، وقد صوبه محقق الإتحاف.
(3)
إتحاف المهرة (3/ 275 - 3003).
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل ضعيف فيه طلحة بن زيد وهو واه عن عبيد بن حسان شويخ مقل عن عطاء الكيخاراني"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: بل غير صحيح؛ فإن طلحة واه".
(5)
هو: محمد بن محمد بن يوسف، أبو النضر الطوسي الفقيه الشافعي النيسابوري.
حَدَّثَنِي أَبُو عُبَادَةَ الزُّرَقِيُّ
(1)
، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدْتُ عُثْمَانَ يَوْمَ حُصِرَ فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللهَ يَا طَلْحَةُ، أَتَذْكُرُ يَوْمَ كُنْتُ أَنَا وَأَنْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، وَلَيْسَ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ غَيْرِي وَغَيْرُكَ، فَقَالَ لَكَ:"يَا طَلْحَةُ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَلَهُ رَفِيقٌ مِنْ أُمَّتِهِ مَعَهُ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ عُثْمَانَ رَفِيقِي وَمَعِي فِي الْجَنَّةِ؟ " فَقَالَ طَلْحَةُ: اللَّهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: ثُمَّ انْصَرَفَ طَلْحَةُ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4586 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ كُلَيْبَ بْنَ وَائِلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، فَقَالَ: أَشَهِدَ عُثْمَانُ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَشَهِدَ بَدْرًا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَكَانَ مِمَّنِ اسْتَزَلَّهُ الشَّيْطَانُ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَامَ الرَّجُلُ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ الْآنَ أَنَّكَ وَقَعْتَ فِي عُثْمَانَ. قَالَ: كَذَلِكَ يَقُولُ. قَالَ: رُدُّوا عَلَيَّ الرَّجُلَ، فَقَالَ: عَقَلْتَ مَا قُلْتُ لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَأَلْتُكَ هَلْ شَهِدَ عُثْمَانُ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ؟ قُلْتَ: لَا، وَسَأَلْتُكَ هَلْ شَهِدَ بَدْرًا؟ فَقُلْتَ: لَا، وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ مِمَّنِ اسْتَزَلَّهُ الشَّيْطَانُ؟ فَقُلْتَ: نَعَمْ. فَقَالَ: أَمَّا بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ،
(1)
هو: عيسى بن عبد الرحمن الأنصاري، متروك. من رجال التهذيب.
(2)
إتحاف المهرة (11/ 16 - 13637).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: قاسم هذا قال البخاري: لا يصح حديثه، وقال أبو حاتم: مجهول"، نقول: قال البخاري: "سمع أبا عبادة الزرقي، ولم يصح حديث أبي عبادة".
فَقَالَ: "إِنَّ عُثْمَانَ انْطَلَقَ فِي حَاجَةِ اللهِ وَحَاجَةِ رَسُولِهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم وَإِنِّي أُبَايِعُ لَهُ". فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى، وَأَمَّا يَوْمُ بَدْرٍ، فَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فَقَالَ: "إِنَّ عُثْمَانَ انْطَلَقَ فِي حَاجَةِ اللهِ وَحَاجَةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم". فَضَرَبَ
(2)
لَهُ بِسَهْمٍ، وَلَمْ يَضْرِبْ لِأَحَدٍ غَابَ غَيْرَهُ، وَأَمَّا الَّذِينَ تَوَلَّوْا يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ، {إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}
(3)
.
(4)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(5)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4587 -
حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا الْجُرَيْرِيُّ
(6)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ذَاتَ يَوْمٍ تَهْجُمُونَ عَلَى رَجُلٍ مُعْتَجِرٍ بِبُرْدَةٍ، يُبَايِعُ النَّاسَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ". فَهَجَمْتُ عَلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه، وَهُوَ مُعْتَجِرٌ بِبُرْدَةٍ حِبَرَةٍ يُبَايِعُ النَّاسَ
(7)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
في (ص): "رسول الله".
(2)
في (و) و (ص): "فيضرب".
(3)
(آل عمران: آية 155).
(4)
إتحاف المهرة (8/ 295 - 9409).
(5)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: صحيح"، نقول: أصله في صحيح البخاري من حديث عثمان بن موهب عن ابن عمر بنحوه (4/ 88) و (5/ 15، 99).
(6)
هو: سعيد بن إياس. من رجال التهذيب.
(7)
إتحاف المهرة (6/ 586 - 7022)، وليس في سنن أبي داود.
4588 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ
(1)
، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ بْنِ أَبِي الدُّمَيْكِ، ثَنَا الْحَسَنُ
(2)
بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَفِي الْجَنَّةِ بَرْقٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ عُثْمَانَ لَيَتَحَوَّلُ مِنْ مَنْزِلٍ إِلَى مَنْزِلٍ فَتَبْرُقُ لَهُ الْجَنَّةُ"
(3)
.
إِنْ كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ هَذَا حِفْظَهُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ فَإِنَّهُ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
(4)
.
4589 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا مُوسَى وَمُحَمَّدٌ وَإِبْرَاهِيمُ، بَنُو عُقْبَةَ، قَالُوا: ثَنَا أَبُو أُمِّنَا أَبُو حَسَنَةَ
(5)
، قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ
(1)
هو: أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد بن عبد الرحمن بن نوح، أبو بكر النيسابوري الشافعي الفقيه.
(2)
كذا في النسخ الخطية كلها، والتلخيص والإتحاف، وكذا سيأتي في كلام المصنف عليه، والصواب:"الحسين" كما في مصادر تخريج الحديث، وكتب الرجال.
(3)
إتحاف المهرة (6/ 119 - 6228).
(4)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ذا موضوع، وهذا هو الحسين بن عبيد الله العجلي الذي يروي عن مالك وغيره الموضوعات، أفيحتج عاقل بمثله فضلا عن أن يورد له في الصحاح! "، وقال في كتابه مرضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: هذا من وضع العجلي"، نقول: وقال الدارقطني في الحسين بن عبيد الله العجلي: "متروك الحديث كان يضع الحديث على الثقات"، واستنكر عليه ابن عدي (3/ 239) هذا الحديث، وقال: وهذا باطل بهذا الإسناد، ثم أخرج له حديثا آخر وقال: أيضًا باطل، والحسين يشه أن يكون ممن يضع الحديث.
(5)
كذا في النسخ الخطية كلها، والتلخيص، والإتحاف، والصواب:"أبو حبيبة" يعني: مولى الزبير بن العوام، كما في مصادر التخريج والترجمة، وكما سيأتي برقم (8579)، من =
فِي الدَّارِ، وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي الْكَلَامِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ وَاخْتِلَافٌ"، أَوِ:"اخْتِلَافٌ وَفِتْنَةٌ". قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ:"عَلَيْكُمْ بِالْأَمِيرِ وَأَصْحَابِهِ". وَأَشَارَ إِلَى عُثْمَانَ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4590 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلْقَمَةَ - مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ
(2)
- قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ
(3)
بْنُ الصَّلْتِ، قَالَ: أَغْفَى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ فَاسْتَيْقَظَ، فَقَالَ: لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ: تَمَنَّى عُثْمَانُ الْفِتْنَةَ لَحَدَّثْتُكُمْ. قَالَ: قُلْنَا: أَصْلَحَكَ اللهُ فَحَدِّثْنَا، فَلَسْنَا نَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَنَامِي هَذَا، فَقَالَ:"إِنَّكَ شَاهِدٌ مَعَنَا الْجُمُعَةَ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4591 -
حدثنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْحَارِثِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ
= حديث موسى بن إسماعيل عن وهيب بن خالد عن موسى بن عقبة به.
(1)
إتحاف المهرة (16/ 28 - 20317).
(2)
أبو علقمة لم نجد من أفرده بترجمة، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 469):"لم أعرفه" وعزا حديثه لأبي يعلى في الكبير.
(3)
في (ك) و (ص): "كعب".
(4)
إتحاف المهرة (11/ 99 - 13721).
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي سَهْلَةَ
(1)
- مَوْلَى عُثْمَانَ - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"ادْعُو لِي - أَوْ: لَيْتَ عِنْدِي - رَجُلًّا مِنْ أَصْحَابِي". قَالَتْ: قُلْتُ: أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: "لَا". قُلْتُ: عُمَرُ؟ قَالَ: "لَا". قُلْتُ: ابْنُ عِّمِّكَ عَلِيٌّ؟ قَالَ: "لَا". قُلْتُ: فَعُثْمَانُ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: فَجَاءَ عُثْمَانُ، فَقَالَ:"قُومِي". قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُسِرُّ إِلَى عُثْمَانَ، وَلَوْنُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّرُ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ، قُلْنَا: أَلَا تُقَاتِلُ؟ قَالَ: لَا، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيَّ أَمْرًا، فَأَنَا صَابِرٌ نَفْسِي عَلَيْهِ
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4592 -
أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، ثَنَا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعُثْمَانَ: "إِنَّ اللهَ سَيُقَمِّصُكَ
(3)
قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ
(5)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4593 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، قَالَا: ثَنَا بِشْرُ بْنُ
(1)
في (و): "سهل"، وفي (ك) و (ص):"سلمة".
(2)
إتحاف المهرة (17/ 649 - 22968).
(3)
في التلخيص: "مقمصك".
(4)
إتحاف المهرة (17/ 263 - 22227).
(5)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: أنى له الصحة ومداره على فرج بن فضالة".
مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ عَلَى الْمِنْبَرِ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ دِيكًا نَقَرَنِي ثَلَاثَ نَقَرَاتٍ، أو نَفَذَنِي ثَلَاثَ نَفَذَات، فَقُلْتُ: أَعْجَمِيٌّ، وَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ هَذَا الأَمْرَ بَعْدِي إِلَى هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ الَّذِينَ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ؛ عُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَسَعْدٌ
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(2)
.
* * *
(1)
إتحاف المهرة (12/ 382 - 15804).
(2)
بل أخرجه مسلم (2/ 81) و (5/ 61)، وتقدم برقم (4559).
ذِكْرُ مَقْتَلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رضي الله عنه
-
وَأَوَّلُ مَا لَا يَسَعُ الْعَالِمَ جَهْلُهُ مِنْ ذَلِكَ الْوُقُوفِ عَلَى السَّبَبِ الَّذِي حَدَثَ ذَلِكَ مِنْهُ وَهُوَ شَأْنَ عَبْدِ اللهِ بْنَ سَعْدٍ بْنِ أَبِي سَرْحٍ وَهُوَ ابْنُ خَالَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَالْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، وَهُوَ أَخُو عُثْمَانَ لِأُمِّهِ فَأَمَّا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ
(1)
بْنِ أَبِي سَرْحِ فَإِنَّ الْأَخْبَارَ الصَّحِيحَةَ نَاطِقَةٌ بِأَنَّهُ كَانَ كَاتِبًا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَظَهَرَتْ خِيَانَاتُهُ فِي الْكِتَابَةِ فَعَزَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فارْتَدَّ عَنِ الْإِسْلَامِ وَلَحِقَ بِأَهْلِ مَكَّةَ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَاحَ دَمَهُ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَلَمْ يُقْتَلْ حَتَّى جَاءَ بِهِ عُثْمَانُ، وَقَدْ رَاجَعَ الْإِسْلَامَ، فَأَمَّنَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَحَقَنَ دَمَهُ.
4594 -
فحدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ
(2)
، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: اسْمُ أَبِي سَرْحٍ الْحُسَامُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ
(3)
خُزَيْمَةَ
(4)
.
قَالَ الْحَاكِمُ: وَلَمَّا اسْتَوْلَى عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ عَلَى مِصْرَ، أَعْقَبَ وَمِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ السَّرْحِيُّ صَاحِبُ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ.
(1)
قوله: "بن سعد" سقط من (ك) و (و) و (ص)، وانظر لزاما ما تقدم عقب حديث رقم (4408).
(2)
قوله: "ثنا الحسن بن الجهم" ساقط من (و) و (ك) و (ص)، وفي (ز) و (م):"ثنا الحسين بن الجهم"، والمثبت من سائر أسانيد المصنف ومن كتب الرجال.
(3)
في (و) و (ك) و (ص): "أبو".
(4)
غير موجود في الإتحاف.
وَأَمَّا الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ فَإِنَّهُ وُلِدَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَحُمِلَ إِلَيْهِ، فَحُرِمَ بَرَكَتُهُ صلى الله عليه وسلم.
4595 -
حدثنا بِصحَّةِ مَا ذَكَرْتُهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا فَيَّاضُ بْنُ [مُحَمَّدٍ]
(1)
الرَّقِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْكِلَابِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْهَمْدَانِيِّ
(2)
، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ جَعَلَ أَهْلُ مَكَّةَ يَأْتُونَ بِصِبْيَانِهِمْ، فَيَمْسَحُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رُءُوسِهِمْ، وَيَدْعُو لَهُمْ، فَخَرَجَ بِي أَبِي إِلَيْهِ
(3)
، وَإِنِّي مُطَيَّبٌ بِالْخَلُوقِ، فَلَمْ يَمْسَحْ عَلَى رَأْسِي، وَلَمْ يَمَسَّنِي، وَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّ أُمِّي خَلَّقَتْنِي بِالْخَلُوقِ، فَلَمْ يَمَسَّنِي مِنْ أَجْلِ الْخَلُوقِ
(4)
.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رضي الله عنه: وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ سَلَحَ يَوْمَئِذٍ، فَتَقَذَّرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَمَسَّهُ، وَلَمْ يَدْعُ لَهُ.
وَالْخَلُوقُ لَا يَمْنَعُ مِنَ الدُّعَاءِ، لَا جَرَمَ أَيْضًا لِطِفْلٍ فِي فِعْلِ غَيْرِهِ، لَكِنَّهُ مُنِعَ بَرَكَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِسَابِقِ عِلْمِ اللهِ تَعَالَى فِيهِ وَاللهُ أَعْلَمُ.
(1)
في النسخ الخطية كلها: فياض بن زهير، والمثبت من الإتحاف، ومن السنن الكبرى (9/ 55)، ودلائل النبوة (6/ 397) للبيهقي حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، وهو الموافق لأصل الرواية في مسند أحمد (26/ 304).
(2)
عبد الله الهمداني أبو موسى قال البخاري: "لم يصح حديثه"، وفيه اضطراب ونكارة.
(3)
كذا، والصواب:"فجيء بي إليه" كما في أصل الرواية في مسند أحمد، أو:"فخرجت بي أمي إليه" كما رواه البيهقي في دلائل النبوة عن المصنف، وانظر كلام الذهبي الآتي.
(4)
إتحاف المهرة (13/ 682 - 17303)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: وأين أبوه؟! كان قد قتل كافرا، فلعله أمي، وكان الوليد أخا عثمان لأمه فولاه الكوفة وعزل سعدا، ثم عزل الوليد لما ضجوا منه بسعيد بن العاص".
4596 -
حدثنا أَبُو زَكَرِيَّا الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءِ بْنِ السِّندِيِّ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، حَدَّثَنِي طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ الْأَحْمَسِيُّ، قَالَ: اسْتَعْمَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، وَكَانَ أَخَاهُ لِأُمِّهِ عَلَى الْكُوفَةِ وَأَرْضِهَا وَبِهَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فَقَدِمَ عَلَى سَعْدٍ فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ، وَلَا يَعْلَمُ بِعِلْمِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَبَا وَهْبٍ، مَا أَقْدَمَكَ؟ قَالَ: قَدِمْتُ عَامِلًا. قَالَ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: عَلَى عَمَلِكَ. فَقَالَ: وَاللهِ مَا أَدْرِي أَكِسْتَ بَعْدِي، أَمْ حَمُقْتُ بَعْدَكَ؟ فَقَالَ: وَاللهِ مَا كِسْتُ بَعْدَكَ، وَلَا حَمُقْتَ بَعْدِي، وَلَكِنَّ الْقَوْمَ اسْتَأْثَرُوا عَلَيْكَ بِسُلْطَانِهِمْ. فَقَالَ: صَدَقْتَ. ثُمَّ قَالَ سَعْدٌ:
[خُذِيْنِي وَجُرِّيْنِي ضِبَاعُ وَأَبْشِرِي]
(1)
بِلَحْمِ امْرِئٍ [لَمْ يَشْهَدِ]
(2)
اليَوْمَ نَاصِرُهْ أَيَا عُمَرَاهُ ضِبَاعُ الشَّرِّ.
قَالَ الْهَيْثَمُ: وَلَمَّا عَزَلَ عُثْمَانُ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ عَنِ الْكُوفَةِ وَوَلَّاهَا سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، قَالَ الْهَيْثَمُ: فَحَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ
(3)
قَالَ: اغْسِلُوا الْمِنْبَرَ لِأَصْعَدَ عَلَيْهِ - أَوْ يُطَهَّرُ - فَغُسِلَ الْمِنْبَرُ حَتَّى صَعِدَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ
(4)
.
4597 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
(1)
تحرف هذا الشطر في النسخ الخطية كلها إلى: "حدثني بحديثي ضياع واشتري"، وانظر الأوائل للعسكري (ص 186).
(2)
في النسخ الخطية كلها: "لو شهد"، وهذا البيت مشهور معروف يتمثل به كثيرا، ويروى بألفاظ أخرى.
(3)
من قوله: "قال الهيثم" إلى هاهنا ساقط من (و) و (ك).
(4)
إتحاف المهرة (11/ 50 - 13675)، والهيثم بن عدي الطائي الأخباري متروك الحديث.
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي وَشُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، قَالَا: ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ لَقِيطٍ التُّجِيبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ الْأَسَدِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ نَجَا مِنْ ثَلَاثٍ فَقَدْ نَجَا". قَالُوا: مَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "مَوْتِي، وَقَتْلِ خَلِيفَةٍ مُصْطَبِرٍ بِالْحَقِّ يُعْطِيهِ، وَمِنَ الدَّجَّالِ"
(1)
.
صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4598 -
أخبرني أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ
(2)
، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ
(3)
، عَنِ الْبرَاءِ بْنِ نَاجِيَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ رَحَى الْإِسْلَامِ سَتَزُولُ
(4)
بَعْدَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، فَإِنْ يَهْلِكُوا فَسَبِيلُ مَنْ هَلَكَ، وَإِنْ بَقِيَ لَهمْ دِينُهُمْ يَقُمْ سَبْعِينَ". قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: يَا نَبِيَّ اللهِ، بِمَا مَضَى أَوْ بِمَا بَقِيَ. قَالَ:"لَا، بَلْ بِمَا بَقِيَ"
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ
(6)
.
وَفِيهِ الْبَيَانُ
(7)
الْوَاضِحُ لِمَقْتَلِ عُثْمَانَ، كَمَا قَدَّمْتُ ذِكْرَهُ مِنْ تَارِيخِ الْمَقْتَلِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ.
(1)
إتحاف المهرة (6/ 586 - 7023).
(2)
في (ك): "عروة".
(3)
في (ك): "حواش".
(4)
في التلخيص: "ستدور".
(5)
إتحاف المهرة (10/ 167 - 12500).
(6)
كذا قال! وسيأتي برقم (4643) و (8843) وصحح إسناده فيهما فحسب، والبراء بن ناجية الكاهلي لم يخرج له مسلم، وإنما أخرج له أبو داود هذا الحديث ووثقه العجلي وابن حبان، وقال البخاري:"لم يذكر سماعا من ابن مسعود".
(7)
في (ز) و (ك): "لبيان".
4599 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَكَانَ أَخَا عُثْمَانَ لِأُمِّهِ، وَأُمُّهُمَا أَرْوَى بِنْتُ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَأُمُّهَا أُمُّ حَكِيمٍ الْبَيْضَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ عَمَّةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَتَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ فِي رُجُوعِهِ، وَكَانَ الْوَلِيدُ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا، وَكَانَ يُكَنَّى أَبَا وَهْبٍ
(1)
.
4600 -
حدثنا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ وَأَبُو الْحَسَنِ الْعَنَزِيُّ
(2)
، قَالَا: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجُرْجُسِيُّ
(3)
، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ
(4)
، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أُرِيَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ صَالِحٌ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ نِيطَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَنِيطَ عُمَرُ بِأَبِي بَكْرٍ، وَنِيطَ عُثْمَانُ بِعُمَرَ". فَلَمَّا قُمْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُلْنَا: أَمَّا الرَّجُلُ الصَّالِحُ، فَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَّا مَا ذُكِرَ مِنْ نَوْطِ
(5)
بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ فَهُمْ وُلَاةُ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي بَعَثَ اللهُ نَبِيَّهُ [بِهِ]
(6)
صلى الله عليه وسلم
(7)
.
(1)
إتحاف المهرة (19/ 528 - 25327).
(2)
يعني: أبا النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، وأبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس.
(3)
كذا في سائر النسخ عدا (م) ففيها: "سعيد بن عبد الله الجرجسي"، والصواب: يزيد بن عبد ربه، كما في الإتحاف وكتب الرجال، وهو: أبو الفضل الحمصي المؤذن، كان ينزل بحمص عند كنيسة جرجس، وهو من رجال التهذيب.
(4)
في (و): "عفان".
(5)
في (و) و (ك) و (ص): "نيط".
(6)
ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من التلخيص.
(7)
إتحاف المهرة (3/ 282 - 3015)، وقد تقدم برقم (4486).
قَالَ الدَّارِمِيُّ: فَسَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ يُسْنِدُ هَذَا الْحَدِيثَ، وَالنَّاسُ يُحَدِّثُونَ بِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ مُرْسَلًا؛ إِنَّمَا هُوَ عُمَرُ بْنُ أَبَانٍ، وَلَمْ يَكُنْ لِأَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ عَمْرٌو
(1)
.
4601 -
حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا وُهَيْبٌ، ثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ
(2)
، عَنْ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا
(3)
، فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ فِي ثَوْبٍ، فَقَالَ:"هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْهُدَى". فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه، فَأَقْبَلْتُ إِلَيْهِ بِوَجْهِهِ، فَقُلْتُ: هُوَ هَذَا؟ قَالَ: "نَعَمْ"
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4602 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ
(5)
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ كَثِيرٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: جَاءَ عُثْمَانُ رضي الله عنه إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِأَلْفِ دِينَارٍ حِينَ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ، فَفَرَّغَهَا عُثْمَانُ فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُقَلِّبُهَا، وَيَقُولُ: "مَا
(1)
عمرو بن أبان وثقه ابن حبان وقال: "لا أدري سمع من جابر بن عبد الله أم لا"، وأخرج له أبو داود (4/ 197) هذا الحديث وقال:"ورواه يونس وشعيب ولم يذكرا عمرو بن أبان".
(2)
هو: شراحيل بن آدة الصنعاني.
(3)
في (و) و (ص): "يقربها".
(4)
إتحاف المهرة (13/ 168 - 16540)، وسيأتي برقم (8578) من وجه آخر.
(5)
هو: عبد الله بن شوذب الخراساني.
ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ". قَالَهَا مِرَارًا
(1)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4603 -
أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلَّابُ بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مِهْرَانَ الرَّازِيُّ، ثَنَا إِسْحَاق بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ
(2)
، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما؛ أَنَّ عُثْمَانَ أَصْبَحَ فَحَدَّثَ
(3)
، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَامِ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ، أَفْطِرْ عِنْدَنَا. فَأَصْبَحَ عُثْمَانُ صَائِمًا، فَقُتِلَ مِنْ يَوْمِهِ رضي الله عنه
(4)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4604 -
حدثنا
(5)
أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ القَاضِي، ثَنَا أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْجُعْفِيُّ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ جُبَيْرٍ
(6)
الْوَرَّاقُ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانُ الْمُزَنِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَقْبَلَ عُثْمَانَ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ قَالَ: "يَا عُثْمَانُ، تُقْتَلُ وَأَنْتَ تَقْرَأُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَتَقَعُ قَطْرَةٌ مِنْ دَمِكَ عَلَى:{فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ}
(7)
، يَغْبِطُكَ أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَأَهْلُ الْمَغْرِبِ، وَتَشْفَعُ
(1)
إتحاف المهرة (10/ 609 - 13493)، وأخرجه الترمذي وقال:"حسن غريب".
(2)
هو: عيسى بن أبي عيسى عبد الله بن ماهان.
(3)
في (ص) و (ك): "يحدث".
(4)
إتحاف المهرة (11/ 61 - 13693).
(5)
في (ك): "أخبرنا".
(6)
في الإتحاف: "الفضل بن حسن"!.
(7)
(البقرة: آية 137). زاد في (ص): "وهو السميع العليم".
فِي عَدَدِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ وَتُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمِيرًا
(1)
عَلَى كُلِّ مَخْذُولٍ"
(2)
.
(3)
قَالَ الْحَاكِمُ: قَدْ ذَكَرْتُ الْأَخْبَارَ
(4)
الْمَسَانِيدَ فِي هَذَا الْبَابِ فِي كِتَابِ مَقْتَلِ عُثْمَانَ رضي الله عنه، فَلَمْ أَسْتَحْسِنْ ذِكْرَهَا عَنْ آخِرِهَا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، فَإِنَّ فِي هَذَا الْقَدْرِ كِفَايَةً، فَأَمَّا الَّذِي ادَّعَتْهُ الْمُبْتَدِعَةُ مِنْ مَعُونَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَى قَتْلِهِ، فَإِنَّهُ كَذِبٌ وَزُورٌ، فَقَدْ تَوَاتَرَتِ الْأَخْبَارُ بِخِلَافِهِ.
4605 -
حدثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْخَزَّازُ، ثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ السَّدُوسِيُّ، سَمِعَ الْحَسَنَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَوْمَ الْجَمَلِ يَقُولُ
(5)
: اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ، وَلَقَدْ طَاشَ عَقْلِي يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ، وَأَنْكَرْتُ نَفْسِي، وَأَرَادُونِي عَلَى الْبَيْعَةِ، فَقُلْتُ: وَاللهِ إِنِّي لِأَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَنْ أُبَايِعَ قَوْمًا قَتَلُوا رَجُلًا، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَلَا أَسْتَحْيِي مِمَّنْ تَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ". وَإِنِّي لَأَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَنْ أُبَايِعَ وَعُثْمَانُ قَتِيلُ الْأَرْضِ
(1)
في (ك): "أميرا أميرا".
(2)
إتحاف المهرة (7/ 141 - 7479)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: هو كذب بحت، وفي الإسناد أحمد بن محمد بن عبد الحميد الجعفي وهو المتهم به"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: هذا كذب، والآفة في إسناده من أحمد بن محمد بن عبد الحميد الجعفي". نقول: بل أحمد بن محمد الجعفي قال الدارقطني فيه: "صالح الحديث" ووثقه الخطيب البغدادي - وانظر ما تقدم عند حديث رقم (4537) - ولعل الآفة فيه من الفضل بن جبير فإن العقيلي قال فيه: "لا يتابع على حديث".
(3)
(الإسراء: آية 80).
(4)
في (و) و (ص): "هذه الأخبار".
(5)
في (م): "يقول كذا".
لَمْ يُدْفَنْ بَعْدُ. فَانْصَرَفُوا، فَلَمَّا دُفِنَ رَجَعَ النَّاسُ إِلَيَّ، فَسَأَلُونِي الْبَيْعَةَ، فَكَأَنَّمَا
(1)
صُدِعَ عَنْ قَلْبِي. فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ خُذْ مِنَي لِعُثْمَانَ حَتَّى تَرْضَى
(2)
.
4606 -
حدثني عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ العَدْلُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا بَشَّارُ بْنُ مُوسَى الْخَفَّافُ
(3)
، ثَنَا الْحَاطِبِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ
(4)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَمَلِ خَرَجْتُ أَنْظُرُ فِي الْقَتْلَى، قَالَ: فَقَامَ عَلِيٌّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَزَيْدُ بْنُ صُوحَانَ يَدُورُونَ فِي الْقَتْلَى، قَالَ: فَأَبْصَرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَتِيلًا مَكْبُوبًا عَلَى وَجْهِهِ، فَقَلَبَهُ عَلَى قَفَاهُ، ثُمَّ صَرَخَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، فَرْخُ قُرَيْشٍ وَاللهِ. فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ: مَنْ هُوَ يَا بُنَيَّ؟ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ. فَقَالَ
(5)
: إِنَا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أَمَا وَاللهِ لَقَدْ كَانَ شَابًّا صَالِحًا. ثُمَّ قَعَدَ كَئِيبًا حَزِينًا، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: يَا أَبَهْ، قَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا الْمَسِيرِ، فَغَلَبَكَ عَلَى رَأْيِكَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ. قَالَ: قَدْ كَانَ ذَاكَ يَا بُنَيَّ، وَلَوَدِدْتُ لَوْ أَنِّي مِتُّ
(6)
قَبْلَ هَذَا بِعِشْرِينَ سَنَةً. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ: فَقُمْتُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّا قَادِمُونَ الْمَدِينَةَ، وَالنَّاسُ سَائِلُونَا عَنْ عُثْمَانَ، فَمَاذَا نَقُولُ فِيهِ؟ قَالَ:[فَتَكَلَّمَ]
(7)
عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَا وَقَالَا.
(1)
في (و) و (ص): "كأنما".
(2)
إتحاف المهرة (11/ 597 - 14699)، وقد تقدم برقم (4575).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: واه".
(4)
هو: عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الجمحي الحاطبي، ضعفه أبو حاتم وقال في ترجمة أبيه: روى ابنه عبد الرحمن أحاديث منكرة.
(5)
في (ص): "قال".
(6)
قوله: "مت" ساقط من (و) و (ك) و (ص).
(7)
ما بين المعقوفين مكانه بياض في (و) و (ك) و (ص)، وفي (ز) و (م):"فاغتم"، والمثبت من التلخيص.
فَقَالَ لَهُمَا عَلِيٌّ: يَا عَمَّارُ، وَيَا مُحَمَّدُ، تَقُولَانِ إِنَّ عُثْمَانَ اسْتَأْثَرَ وَأَسَاءَ الْإِمْرَةَ، وَعَاقَبْتُمْ وَاللهِ، فَأَسَأْتُمُ الْعُقُوبَةَ، وَسَتَقْدُمُونَ عَلَى حَكَمٍ عَدْلٍ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ. ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ، إِذَا قَدِمْتَ الْمَدِينَةَ وَسُئِلْتَ عَنْ عُثْمَانَ، فَقُلْ: كَانَ وَاللهِ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا، وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا، وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
(1)
.
4607 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْخَطْمِيُّ الْقَاضِي بِالرَّيِّ، ثَنَا الْمُسَيِّبُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ سَوَّارٍ
(2)
، عَنْ عَمْرِو
(3)
بْنِ سُفْيَانَ
(4)
، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ يَوْمَ الْجَمَلِ،
(1)
إتحاف المهرة (11/ 604 - 14714).
(2)
كذا في النسخ الخطية كلها، والإتحاف، والصواب:"مساور"، كما رواه النسائي في مسند علي، ونقله عنه المزي في تهذيب الكمال (24/ 92)، وكما رواه الآجري في الشريعة (4/ 1718)، وقد رواه النسائي مهملا غير منسوب مما جعل المزي يفرد له ترجمة (27/ 427)، فقال:"مساور غير منسوب عَن: عَمْرو بْن سفيان"، وتبعه على ذلك ابن حجر في تهذيب التهذيب (10/ 103)، غير أنه قد زاد الطين بلة فقال:"قلتُ: قال أَبو حاتم مجهول"، والذي قال فيه أبو حاتم مجهول إنما هو: مساور أبو يحيى التميمي العنبري، انظر الجرح (8/ 351)، أما هذا فهو: مساور الوراق الكوفي كما نسبه الآجري في روايته لهذا الحديث، وهو ثقة من رجال التهذيب، والله أعلم.
(3)
في (ص): "عمر".
(4)
هو عمرو بن سفيان الذي يروي عنه الأسود بن قيس ترجم له البخاري (6/ 334)، وابن أبي حاتم (6/ 234)، والمزي في تهذيب الكمال (22/ 43)، ونسبه ثقفيا، ولم ينسبه أحد ممن ترجم له قبله، ولم نجده منسوبا في أغلب مروياته، ونسبه الطبري في تفسيره في بعض الروايات بصريا، والله أعلم، وانظر الاختلاف في حديثه في ترجمة قيس العبدي من تهذيب الكمال (24/ 92).
فَقَالَ: أَيْنَ مُرَوِّحِي الْقَوْمِ؟ قَالَ
(1)
: قُلْنَا
(2)
: هُمْ صَرْعَى حَوْلَ الْجَمَلِ. قَالَ: فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ هَذِهِ الْإِمَارَةَ لَمْ يَعْهَدْ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيهَا عَهْدًا يُتْبَعُ أَثَرُهُ، وَلَكِنَّا رَأَيْنَاهَا تِلْقَاءَ أَنْفُسِنَا، اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ، فَأَقَامَ وَاسْتَقَامَ، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ، فَأَقَامَ وَاسْتَقَامَ، ثُمَّ ضَرَبَ الدَّهْرَ بِجِرَانِهِ
(3)
.
4608 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ الْهَاشِمِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، ثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ
(4)
، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: شَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ صِفِّينَ ثَمَانُونَ بَدْرِيًّا، وَخَمْسُونَ وَمِائَتَانِ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ
(5)
.
4609 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْن يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ
(6)
، ثَنَا حَامِدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، سَمِعْتُ كَثِيرًا أَبَا النَّضْرِ
(7)
يَقُولُ: سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ، يَقُولُ: انْطَلَقْتُ إِلَى حُذَيْفَةَ بِالْمَدَائِنِ لَيَالِيَ سَارَ النَّاسُ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ مَا فَعَلَ قَوْمُكَ؟ قَالَ: عَنْ أَيِّ حَالِهِمْ تَسْأَلُ؟ قَالَ: مَنْ خَرَجَ مِنْهُمْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ؟ فَسَمَّيْتُ لَهُ رَجُلًا مِمَّنْ خَرَجَ،
(1)
قوله: "قال" ساقط عن (ص) و (و).
(2)
في (ص) و (و): "فقلنا".
(3)
إتحاف المهرة (11/ 588 - 14679).
(4)
هو: يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن الحكم بن عتيبة الكوفي.
(5)
إتحاف المهرة (18/ 538 - 24143).
(6)
في الإتحاف: "أبو عبيد الله بن محمد بن يعقوب"!.
(7)
هو: كثير بن أبي كثير، وثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: شيخ مستقيم الحديث، وضعفه ابن معين في رواية ابن أبي خيثمة عنه، وصحح له المصنف حديث رقم (414) وقال فيه:"لم يذكر بجرح"!.
فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ، وَاسْتَذَلَّ
(1)
الْإِمَارَةَ، لَقِيَ اللهَ وَلَا حُجَّةَ لَهُ عِنْدَهُ"
(2)
.
4610 -
حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ
(3)
، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ قَحْطَبَةَ الصِّلْحِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، سَمِعْتُ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ يَذْكُرُ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا يَسُرُّنِي إِنْ أَخَذْتُ سَيْفِي فِي قَتْلِ عُثْمَانَ، وَأَنَّ لِي الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
(4)
.
4611 -
حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ
(5)
، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا [يَحْيَى]
(6)
بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقُمِّيُّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه بِالْخَوَرْنَقِ وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ، وَعِنْدَهُ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ، فَقَالَ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَأَبُوكَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللهُ عز وجل: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}
(7)
.
(8)
(1)
في (ص): "واستبدل".
(2)
إتحاف المهرة (4/ 258 - 4320).
(3)
هو: الحسين بن علي بن يزيد، أبا علي النيسابوري، عن عبد الله بن محمد بن قحطبة.
(4)
إتحاف المهرة (11/ 633 - 14772).
(5)
هو: أحمد بن عبد الله المزني.
(6)
في النسخ الخطية كلها، والإتحاف:"على"، وهو تحريف، والمثبت كما في سائر أسانيد المصنف، وانظر حديث رقم (352) و (4170) و (4653) وغيرها كثير، وهو: يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني، من رجال التهذيب.
(7)
(الحجر: آية 47).
(8)
إتحاف المهرة (11/ 592 - 14689).
4612 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُسْلِمٍ
(1)
الْقُرَشِيُّ بِالسَّاوَةِ
(2)
، حَدَّثَنِي أَبِي
(3)
، عَنْ أَبِيهِ
(4)
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَغْرَاءَ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ يَذْكُرُ عَنْ شُيُوخِهِ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ زَوْجَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَجَّهَتْ رَسُولًا إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ أَخُو عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، رَسُولًا يُخْبِرُهُ بِقَتْلِ عُثْمَانَ، وَوَجَّهَتْ إِلَيْهِ بِقَمِيصِهِ
(5)
الَّذِي قُتِلَ فِيهِ
(6)
، وَأَثْوَابُهُ مُضَرَّجَاتٌ بِدَمِهِ، فَلَمَّا وَرَدَ عَلَيْهِ الرَّسُولُ، خَرَجَ إِلَى النَّاسِ، وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، وَأَخْبَرَهُمْ بِقَتْلِهِ، وَنَشَرَ قَمِيصَهُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَبَكَى، وَبَكَى النَّاسُ مَعَهُ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
أَتَانِيَ أَمَرٌ فِيهِ لِلنَّاسِ غُمَّةٌ
…
وَفِيهِ بُكَاءٌ لِلْعُيُونِ طَوِيلُ
وَفِيهِ مَتَاعٌ لِلْحَيَاةِ بِذِلَّةٍ
…
وَفِيهِ اجْتِدَاعٌ لِلْأُنُوفِ أَصِيلُ
مُصَابُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَهَذِهِ
…
يُعَادُ لَهَا شُمُّ الْجِبَالِ تَزُولُ
تَدَاعَتْ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ عُصْبَةٌ
…
فَرِيقَانِ مِنْهُمْ قَاتِلٌ وَخَذُولُ
سَأُبْقِي أَبَا عَمْرٍو بِكُلِّ مُهَنَّدٍ
…
وَبِيضٍ لَهَا فِي الدَّارِعِينَ هَلِيلُ
(1)
في (ك): "أسلم".
(2)
في الإتحاف: "بالسائرة"، وهو: محمد بْن عَبْد الله بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن أمية بن آدم بن مسلم أبو عبد الله، ويقال: أبو أحمد، القرشي الساوي.
(3)
هو: أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن أمية بن آدم بن مسلم أبو الحسين الساوي، وهو جد المذكور قبله وليس أبيه، غير أن محمد بن عبد الله كان كثيرا ما يحدث عنه فيقول حدثني أبي، حتى ظن بعض أهل العلم أن اسمه: محمد بن أحمد بن محمد بن أمية.
(4)
هو: محمد بن أمية بن آدم بن مسلم القرشي، أبو أحمد الساوي. من رجال التهذيب.
(5)
في (ص): "قميصه".
(6)
في (ز): "فيه قتل".
وَلَا نَوْمَ حَتَّى يُثْخَنَ
(1)
الْقَوْمُ بِالْقَنَا
…
وَيُشْفَى مِنَ الْقَوْمِ الْغُوَاةِ غَلِيلُ
وَلَسْتُ مُقِيمًا مَا حَيِيتُ بِبَلْدَةٍ
…
أَجُرُّ بِهَا ذَيْلًا وَأَنْتَ قَتِيلُ
قَالَ: فَخَرَجَ لِنُصْرَتِهِ
(2)
بِمَنْ كَانَ مَعَهُ، فَلَمَّا قَرُبَ مِنْ مَكَّةَ سَقَطَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَمَاتَ
(3)
.
4613 -
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنُ أَبِي الْأَحْوَصِ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَلْخِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: مَا سَمِعْتُ مِن مَرَاثِي عُثْمَانَ رضي الله عنه شَيْئًا
(4)
أَحْسَنَ مِنْ قَوْلِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ:
فَكَفَّ يَدَيْهِ ثُمَّ أَغْلَقَ بَابَهُ
…
وَأَيْقَنَ أَنَّ اللهَ لَيْسَ بِغَافِلِ
وَقَالَ لِأَهْلِ الدَّارِ لَا تَقْتُلُوهُمُ
…
عَفَا اللهُ عَنْ كُلِّ امْرِئٍ لَا يُقَاتِلِ
فَكَيْفَ رَأَيْتَ اللهَ صَبَّ عَلَيْهِمُ
…
الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ بَعْدَ التَّوَاصُلِ
وَكَيْفَ رَأَيْتَ الْخَيْرَ أَدْبَرَ بَعْدَهُ
…
عَنِ النَّاسِ إِدْبَارَ الرِّيَاحِ الْحَوَافِلِ
(5)
4614 -
حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَهْ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشَّاذَكُونِيُّ، ثَنَا عِيسَى بْنُ
(1)
في (ز) و (م) و (ك): "يسجن".
(2)
قوله: "لنصرته" ساقط من (م).
(3)
إتحاف المهرة (6/ 591 - 7028).
(4)
قوله "شيئا" ساقط من (م) والتلخيص.
(5)
إتحاف المهرة (13/ 53 - 16426)، ومحمد بن إسحاق بن حرب البلخي لا يوثق في علمه.
يُونُسَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ عُثْمَانَ مَا كَانَ عَلَى فَصِّ خَاتَمِهِ؟ قَالَ: كَانَ عَلَى فَصِّ خَاتَمِهِ مِنْ صِدْقِ نِيَّتِهِ: اللَّهُمَّ أَحْينِي سَعِيدًا، وَأَمِتْنِي شَهِيدًا، فَوَاللهِ لَقدْ عَاشَ سَعِيدًا، وَمَاتَ شَهِيدًا
(1)
.
4615 -
حدثني أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا
(2)
هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، ثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حُصَيْنٍ الْحَارِثيِّ
(3)
قَالَ: جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنهما يَعُودُهُ وَعِنْدَهُ قَوْمٌ، فَقَالَ عَلِيٌّ: اسْكُنُوا وَاسْكُتُوا، فَوَاللهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ. فَقَالَ زَيْدٌ: أَنْشُدُكَ اللهَ، أَنْتَ قَتَلْتَ عُثْمَانَ؟ فَأَطْرَقَ عَلِيٌّ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِى فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ مَا قَتَلْتُهُ، وَلَا أَمَرْتُ بِقَتْلِهِ.
قَالَ هَارُونُ: وَحَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رضي الله عنهما أُخْرِجَ مِنْ دَارِ عُثْمَانَ جَرِيحًا
(4)
.
4616 -
أخبرنا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْخُرَاسَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوْحِ
(1)
إتحاف المهرة (11/ 61 - 13691).
(2)
أداة التحديث سقطت من (ك).
(3)
يعني: حصين بن عبد الرحمن الحارثي يروي عن الشعبي ولم يرو عنه غير إسماعيل والحجاج بن أرطاة، وقال الإمام أحمد:"أحاديثه مناكير"، ووثقه ابن حبان، وروايته هذه مرسلة.
(4)
إتحاف المهرة (4/ 299 - 4283)، و (11/ 361 - 14198).
الْمَدَائِنِيُّ، ثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، ثَنَا كِنَانَةُ الْعَدَوِيُّ
(1)
، قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ حَاصَرَ عُثْمَانَ. قَالَ: قلْتُ: مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَتَلَهُ؟ قَالَ: لَا، قَتَلَهُ جَبَلَةُ بْنُ الْأَيْهَمِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ
(2)
.
قَالَ: وَقِيلَ: قَتَلَهُ كَبِيرَةُ السَّكُونِيُّ، فَقُتِلَ فِي الْوَقْتِ، وَقِيلَ: قَتَلَهُ كِنَانَةُ بْنُ بِشْرٍ التُّجِيبِيُّ، وَلَعَلَّهُمُ اشْتَرَكُوا فِي قَتْلِهِ لَعَنَهُمُ اللهُ.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ
(3)
:
أَلَا إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ نَبِيِّهِ
(4)
قَتِيلُ التُّجِيبِيِّ الَّذِي جَاءَ مِنْ مِصْرَ
(5)
يَعْنِي بِالتُّجِيبِيِّ قَاتِلَ عُثْمَانَ رضي الله عنه
(6)
.
4617 -
أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنِي أَبُو سِيدَانَ
(7)
[عُبَيْدُ]
(8)
بْنُ
(1)
كذا قال المصنف رحمه الله، وإنما هو: كنانة مولى صفية، كما في مصادر تخريج هذا الأثر، وانظر: تاريخ دمشق (39/ 407)، والاستيعاب لابن عبد البر (3/ 1046)، وتاريخ المدينة لابن شبة (4/ 1298) وهو الذي يروي عنه محمد بن طلحة، وهو من رجال التهذيب.
(2)
في (ك): "مضر".
(3)
قال في التلخيص: "وللوليد بن عقبة بلا سند".
(4)
في التلخيص: "نبيهم".
(5)
في التلخيص: "مضر".
(6)
إتحاف المهرة (19/ 381 - 25048).
(7)
في (ك): "أبو سفيان"، وكذا في (ص) وذكر في الحاشية أنها في نسخة:"أبو سيدان"، وفي التلخيص:"أبو أسيدان".
(8)
في النسخ الخطية كلها، والتلخيص:"لبيد"، والمثبت من الإتحاف، ومن دلائل النبوة للبيهقي (3/ 159) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، وعبيد ذكره المزي =
طُفَيْلٍ، حَدَّثَنِي رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه؛ أَنَّهُ خَطَبَ إِلَى عُمَرَ ابْنَتَهُ، فَرَدَّهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَنْ رَاحَ إِلَيْهِ عُمَرُ قَالَ: "يَا عُمَرُ، أَدُلُّكَ عَلَى خَتَنٍ خَيْرٍ لَكَ مِنْ عُثْمَانَ، وَأَدُلُّ عُثْمَانَ عَلَى خَتَنٍ
(1)
خَيْرٍ لَهُ مِنْكَ؟ ". قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: "زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ، وَأُزَوِّجُ عُثْمَانَ ابْنَتِي"
(2)
.
صَحِيحُ الْإسْنَادِ
(3)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4618 -
حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْدَهْ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا بَكْز بْنُ بَكَّارٍ
(4)
، ثَنَا عِيسَى بْن الْمُسَيَّبِ الْبَجَلِيُّ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ
(5)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: اشْتَرَى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه الْجَنَّةَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مرَّتَيْنِ بَيْعَ الخَلْقِ
(6)
حَيْثُ حَفَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِئْرَ مَعُونَةَ، وَحَيْثُ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ
(7)
.
= تمييزا، ووثقه العجلي وابن حبان، وقال ابن معين: صويلح، وقال أبو زرعة وأبو حاتم: لا بأس به.
(1)
قوله: "ختن" غير موجود في (ز) و (م) و (ك) والتلخيص.
(2)
إتحاف المهرة (11/ 35 - 13655).
(3)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ما في الصحيحين بخلاف هذا، من أن عمر هو الذي عرضها على عثمان فامتنع"، بل انفرد به البخاري في المغازي (5/ 83) والنكاح (7/ 13، 16، 19) من حديث الزهري عن سالم عن أبيه.
(4)
في (ك): "بن مرار"، وهو: أبو عمرو القيسي البصري، قال ابن معين ليس بشيء، واستنكر عليه ابن عدي هذا الحديث.
(5)
يعني: ابن عمرو بن جرير البجلي.
(6)
قال ابن سيدة في المحكم (4/ 537): "وأخلقه خلقا: أعطاه إياه. وحكى ابن الأعرابي: باعه بيع الخلق، ولم يفسره، وأنشد: أبلغ فزارة أني قد شريت لها
…
مجد الحياة بسيفي بيع ذي الخلق".
(7)
إتحاف المهرة (16/ 56 - 20373).
صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
(1)
، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4619 -
حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ
(2)
، قَالَ: أَرَادَ عَلِيٌّ أَنْ يَسِيرَ إِلَى الشَّامِ إِلَى صِفِّينَ، اجْتَمَعَتِ النَّخْعُ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى الْأَشْتَرِ بَيْتَهُ، فَقَالَ: هَلْ فِي الْبَيْتِ إِلَّا نَخَعِيٌّ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ عَمَدَتْ
(3)
إِلَى خَيْرِ أَهْلِهَا فَقَتَلُوهُ - يَعْنِي عُثْمَانَ - وَإِنَّا قَاتَلْنَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ بِبَيْعَةٍ
(4)
تَأَوَّلْنَا عَنْهُ
(5)
، وَإِنَّكُمْ
(6)
تَسِيرُونَ إِلَى قَوْمٍ لَيْسَ لَنَا عَلَيْهِمْ بَيْعَةٌ، فَلْيَنْظُرْ امْرُؤٌ أَيْنَ يَضَعُ سَيْفَهُ
(7)
.
هَذَا حَدِيثٌ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ سَنَدٌ، فَإِنَّهُ مُعَقَّدٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ
(8)
.
* * *
(1)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: عيسى ضعفه أبو داود وغيره"، وانظر قول المصنف فيه عقب حديث رقم (661).
(2)
في (ص): "سعد"، وقيل فيه أيضًا: ابن سعد، أبو يحيى النخعي الصهباني.
(3)
في (و) و (ك) و (ص): "عهدت".
(4)
في (ص): "ببيعته".
(5)
كذا في النسخ الخطية كلها، والتلخيص، وهو تحريف، والصواب:"لنا عليهم"، وانظر مصنف ابن أبي شيبة (16/ 97)، (21/ 378).
(6)
في (ص): "وأنتم".
(7)
إتحاف المهرة (18/ 448 - 23900).
(8)
قال الذهبي في التلخيص: "قلت: على شرط مسلم".