المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌وَمِنْ مَنَاقِبِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله - المستدرك على الصحيحين - ط المنهاج القويم - جـ ٦

[أبو عبد الله الحاكم]

فهرس الكتاب

‌وَمِنْ مَنَاقِبِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه مِمَّا لَمْ يُخْرِجَاهُ

4620 -

سمعت الْقَاضِي أَبَا الْحَسَنِ

(1)

عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ الْجَرَّاحِيَّ وَأَبَا الْحُسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظِ، يَقُولَانِ: سَمِعْنَا أَبَا حَامِدٍ مُحَمَّدَ بْنَ هَارُونَ الْحَضْرَمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَنْصُورٍ الطُّوسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: مَا جَاءَ

(2)

لِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْفَضَائِلِ مَا جَاءَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

(3)

.

4621 -

سمعت أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: اسْمُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدُ مَنَافٍ

(4)

.

قَالَ الْحَاكِمُ: وَهَكَذَا ذَكَرَهُ زِيادٌ [عَنْ]

(5)

مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَقَدْ تَوَاتَرَتِ الْأَخْبَارُ بِأَنَّ أَبَا طَالِبٍ كُنْيَتُهُ اسْمُهُ، وَاللهُ أَعْلَمُ.

(1)

في (ص): "أبا الحسين".

(2)

في التلخيص: "ما كان".

(3)

إتحاف المهرة (18/ 431 - 23885).

(4)

لم نجده في الإتحاف.

(5)

ما بين المعقوفين مكانه بياض في (ك) و (ز) و (م)، وفي (و) و (ص):"بن"، وهو تحريف، فزياد: هو ابن عبد الله البكائي.

ص: 7

4622 -

سمعت أَبَا الْعَبَّاسِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أُمُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ

(1)

.

4623 -

حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: كَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ أَوَّلَ هَاشِمِيَّةٍ وَلَدَتْ مِنْ هَاشِمِيٍّ، وَكَانَتْ بِمَحَلٍّ عَظِيمٍ مِنَ الْإِيْمَانِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَتْ فِي حَياةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَصَلَّى عَلَيْهَا، وَكَانَ اسْمُ عَلِيٍّ أَسَدًا، وَلِذَلِكَ يَقُولُ: أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ

(2)

.

4624 -

حدثني بُكَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَدَّادُ الصُّوفِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ

(3)

، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ الْبَاهِلِيُّ، ثَنَا أَبِي، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيِّ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ فَمَرَّ بِنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَلَمْ أَرَ هَاشِمِيًّا قَطُّ كَانَ أَعْبَدَ لِلَّهِ مِنْهُ، فَقَامَ إِلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَقُمْنَا

(4)

مَعَهُ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْنَا، فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَخْبِرْنَا عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ أُمِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما. قَالَ: نَعَمْ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: لَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ كَفَّنَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي قَمِيصِهِ وَصَلَّى

(1)

لم نجده في الإتحاف.

(2)

إتحاف المهرة (19/ 528 - 25328).

(3)

في (و) و (ك) و (ص): "العمري".

(4)

في (ك): "وأقمنا معه".

ص: 8

عَلَيْهَا، فَكَبَّرَ عَلَيْهَا سَبْعِينَ تَكْبِيرَةً، وَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا فَجَعَلَ يُوْمِئُ فِي نَوَاحِي الْقَبْرِ، كَأَنَّهُ يُوَسِّعُهُ وَيُسَوِّي عَلَيْهَا، وَخَرَجَ مِنْ قَبْرِهَا وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ، وَحَثَا فِي قَبْرِهَا، فَلَمَّا ذَهَبَ قَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْتُكَ فَعَلْتَ عَلَى هَذِهِ الْمَرْأَةِ شَيْئًا لَمْ تَفْعَلْهُ عَلَى أَحَدٍ. فَقَالَ:"يَا عُمَرُ، إِنَّ هَذِهِ الْمَرْأَةَ كَانَتْ أُمِّي بَعْدَ أُمِّي الَّتِي وَلَدَتْنِي، إِنَّ أَبَا طَالِبٍ كَانَ يَصْنَعُ الصَّنِيعَ، وَتَكُونُ لَهُ الْمَأْدُبَةُ، وَكَانَ يَجْمَعُنَا عَلَى طَعَامِهِ، فَكَانَتْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ تَفْصِلُ مِنْهُ كُلِّهِ نَصِيبَنَا، فَأَعُودُ فِيهِ، وَإِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَخْبَرَنِي عَن رَبِّي عز وجل أنَّهَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ عليه السلام أَنَّ اللهَ تبارك وتعالى أَمَرَ سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ يُصَلُّونَ عَلَيْهَا"

(1)

.

4625 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ.

وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ

(2)

، ثَنَا بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنهما: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَسُبَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ؟ قَالَ: فَقَالَ: لَا أَسُبُّهُ، مَا ذَكَرْتُ ثَلَاثًا قَالَهُنَّ لَهُ

(3)

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لِأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ. قَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: مَا هُنَّ يَا أَبَا إِسْحَاقَ؟ قَالَ: لَا أَسُبُّهُ مَا ذَكَرْتُ حِينَ نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ،

(1)

إتحاف المهرة (11/ 351 - 14180)، وعبد الرحمن بن عمرو بن جبلة متروك، وكذبه أبو حاتم، وأبوه لم نجد له ترجمة، والزبير بن سعيد القرشي ضعيف.

(2)

هو: عبد الكبير بن عبد المجيد، أخو أبي علي عبيد الله.

(3)

قوله: "له" غير موجود في (ز) و (م).

ص: 9

فَأَخَذَ عَلِيًّا وَابْنَيْهِ وَفَاطِمَةَ، فَأَدْخَلَهُمْ تَحْتَ ثَوْبِهِ، ثُمَّ قَالَ:"رَبِّ، هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي". وَلَا أَسُبُّهُ حِينَ خَلَّفَهُ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ غَزَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: خَلَّفْتَنِي مَعَ الصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ. قَالَ: "أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلَّا أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي". وَلَا أَسُبُّهُ مَا ذَكَرْتُ يَوْمَ خَيْبَرَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ". فتَطَاوَلْنَا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"أَيْنَ عَلِيٌّ؟ ". فَقَالُوا: هُوَ أَرْمَدُ. فَقَالَ: "ادْعُوهُ". فَدَعَوْهُ، فَبَسَقَ

(1)

فِي عَيْنَيْهِ

(2)

، ثُمَّ أَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَلَا وَاللهِ مَا ذَكَرَهُ مُعَاوِيَةَ بِحَرْفٍ حَتَّى خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ

(3)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(4)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ، وَقَدِ اتَّفَقَا جَمِيعًا عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِ الْمُؤَاخَاةِ وَحَدِيثِ الرَّايَةِ.

4626 -

حدثنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْحَنْظَلِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ.

وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ محَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَزَّارُ

(5)

، قَالَا: ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ.

(1)

في (و) و (ك): "فبصق".

(2)

في (ز)، و (م)، والتلخيص:"وجهه".

(3)

إتحاف المهرة (11/ 351 - 5035).

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: على شرط مسلم فقط"، نقول بل أخرجه مسلم (7/ 121) من حديث حاتم بن إسماعيل عن بكير بن مسمار به.

(5)

هو القطيعي كما نص عليه ابن حجر في الإتحاف، وكذا سينسبه المصنف في (4668) و (4680) وهي نسبة لمن يخرج الدهن من البزر أو يبيعه، إلا أننا لم نجد من نسبه هكذا غير المصنف، والله أعلم.

ص: 10

وَثَنَا أَبُو نَصْرِ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى، ثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا خَلَفُ بْنُ سَالِمٍ الْمُخَرِّمِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، قَالَ: ثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَنَزَلَ غَدِيرَ خُمٍّ أَمَرَ بِدَوْحَاتٍ فَقُمِمْنَ، قَالَ:"كَأَنِّي قَدْ دُعِيتُ فَأَجَبْتُ، إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ، كِتَابُ اللهِ تَعَالَى، وَعِتْرَتِي، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا، فَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ". ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ اللهَ عز وجل مَوْلَايَ، وَأَنَا وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ". ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ رضي الله عنه، فَقَالَ: "مَنْ كُنْتُ وَلِيُّهُ فَهَذَا

(1)

وَلِيُّهُ، اللَّهُمَّ وَالِ". وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِطُولِهِ.

شَاهِدُهُ حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ أَيْضًا صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا

(3)

.

4627 -

حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَدَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السَّجْزِيُّ، قَالَا: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ

(4)

بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ

(5)

بْنِ وَاثِلَةَ، أَنَّهُ

(1)

في (و) و (ك) و (ص): "من كنت مولاه - بياض - وليه".

(2)

إتحاف المهرة (4/ 591 - 4705).

(3)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: لم يخرجا لمحمد - يعني ابن سلمة بن كهيل - وقد وهاه السعدي".

(4)

في (ك): "مسلمة".

(5)

في (ز) و (م) و (و) و (ك): "عن أبي الطفيل، عن عامر"، والمثبت من (ص)، والتلخيص والإتحاف.

ص: 11

سَمِعَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ رضي الله عنه يَقُولُ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ عِنْدَ سَمُرَاتٍ خَمْسِ دَوْحَاتٍ عِظَامٍ

(1)

، فَكَنَسَ النَّاسُ مَا تَحْتَ السَّمُرَاتِ، ثُمَّ رَاحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشِيَّةً، فَصَلَّى، ثُمَّ قَامَ خَطِيبًا، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَذَكَرَ وَوَعَظَ، فَقَالَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قَالَ:"أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا إِنِ اتَّبَعْتُمُوهُ، وَهُمَا كِتَابُ اللهِ، وَأَهْلُ بَيْتِي عِتْرَتِي". ثُمَّ قَالَ: "أَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ". ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالُوا: نَعَمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ"

(2)

.

وَحَدِيثُ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(3)

.

4628 -

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ

(4)

.

وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ الْغِفَارِيُّ.

وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعُمَرِيُّ

(5)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ

(6)

، قَالُوا: ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ

(7)

، عَنِ

(1)

في التلخيص: "عطاف".

(2)

إتحاف المهرة (4/ 591 - 4705)، وفي صحيح مسلم (7/ 122) من حديث أبي حيان يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم وفيه:"وأنا تارك فيكم ثقلين؛ أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به". فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: "وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي" ثلاثا.

(3)

في (ز): "الصحيحين".

(4)

هو: ابن زياد القرشي النيسابوري المقرئ. من رجال التهذيب.

(5)

هو: محمد بن عبد الله بن محمد بن صبيح، أبو الحسن الجوهري.

(6)

يعني: محمد بن يحيى بن خالد الذهلي، وأحمد بن يوسف بن خالد أبا الحسن الأزدي المهلبي، المعروف بحمدان.

(7)

في (و) و (ص): "عتبة"، وهو: عبد الملك بن حميد بن أبي غنية الكوفي، عن =

ص: 12

الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ عَلِيٍّ إِلَى الْيَمَنِ فَرَأَيْتُ مِنْهُ جَفْوَةً، فَقَدِمْتُ

(1)

عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ عَلِيًّا فَتَنَقَّصْتُهُ، فَرَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يتَغَيَّرُ، فَقَالَ:"يَا بُرَيْدَةُ، أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ ". قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: "مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ، فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ". وَذَكَرَ الْحَدِيثَ

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4629 -

حدثنا أبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبِي وَمُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ، قَالَا: ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، فَمَضَى عَلِيُّ فِي السَّرِيَّةِ فَأَصَابَ جَارِيَةً، فَأَنْكَرُوا ذَلِكَ عَلَيْهِ فَتَعَاقَدَ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا لَقِينَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أخْبَرْنَاهُ بِمَا صَنَعَ عَلِيٌّ. قَالَ عِمْرَانُ: وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا قَدِمُوا مِنْ سَفَرٍ بَدَءُوا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرُوا إِلَيْهِ وَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ إِلَى رِحَالِهِمْ، فَلَمَّا قَدِمَتِ السَّرِيَّةُ سَلَّمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَمْ تَرَ عَلِيًّا صَنَعَ كَذَا وَكَذَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَامَ الثَّانِي، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَامَ الثَّالِثُ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَامَ الرَّابِعُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَمْ تَرَ أَنَّ

(3)

عَلِيًّا صَنَعَ كَذَا

= الحكم بن عتيبة.

(1)

في (ز) و (م): "قدمت".

(2)

إتحاف المهرة (2/ 605 - 2382)، وقد تقدم من وجه آخر (2618) فانظره.

(3)

قوله: "أن" غير موجود في (و).

ص: 13

وَكَذَا. فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ:"مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ؟ إِنَّ عَلِيًّا مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ وَوَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (12/ 52 - 15070).

ص: 14

‌ذِكْرُ إِسْلَامِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ رضي الله عنه

-

4630 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ؛ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ

(1)

رضي الله عنه أَسْلَمَ وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ

(2)

.

4631 -

أخبرني أَبُو إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، وَأَبُو الْحُسَيْنِ الْحَافِظُ

(3)

قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ

(4)

، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَسْلَمَ عَلِيٌّ وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ، أَوِ ابْنُ سِتَّ

(5)

عَشْرَةَ سَنَةً

(6)

.

هَذَا الْإِسْنَادُ أَوْلَى مِنَ الْأَوَّلِ، وَإِنَّمَا قَدَّمْتُ ذَلِكَ لِأَنِّي عَلَوْتُ فِيهِ.

4632 -

حدثنا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الزَّاهِدُ صَاحِبُ ثَعْلَبٍ إِمْلَاءً بِبَغْدَادَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنِي الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ

(7)

، حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ

(1)

قوله: "بن أبي طالب" ساقط من (و) و (ك).

(2)

إتحاف المهرة (19/ 418 - 25136).

(3)

يعني: أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه المزكي النيسابوري، وأبا الحسين محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل النيسابوري المقرئ.

(4)

هو: محمد بن منصور بن داود بن إبراهيم الطوسي، أبو جعفر البغدادي.

(5)

في (و) و (ك): "ستة".

(6)

إتحاف المهرة (18/ 501 - 24019).

(7)

كذا وقع بهذا السند، وإنما الحديث حديث المفضل بن صالح الأسدي، كذا رواه عنه =

ص: 15

عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لِعَلِيٍّ أَرْبَعُ خِصَالٍ لَيْسَتِ الْأَرْبَعُ

(1)

: هُوَ أَوَّلُ عَرَبِيٍّ وَأَعْجَمِيٍّ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ الَّذِي كَانَ لِوَاؤُهُ مَعَهُ فِي كُلِّ زَحْفٍ، وَهُوَ الَّذِي تَصَبَّرَ

(2)

مَعَهُ يَوْمَ الْمِهْرَاسِ، وَهُوَ الَّذي غَسَّلَهُ وَأَدْخَلَهُ قَبْرَهُ

(3)

.

4633 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ السُّكَّرِيُّ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْعُرَنِيُّ، ثَنَا مِسْعَرٌ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ

(4)

، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَفَعَ الرَّايَةَ إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه يَوْمَ بَدْرٍ، وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً

(5)

.

= كلا من: محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي، وأحمد بن عبد الله الدقاق كما في تاريخ دمشق (42/ 72، 73)، والاستيعاب لابن عبد البر (3/ 1090)، والمفضل بن صالح منكر الحديث كما قال البخاري.

(1)

كذا بالنسخ الخطية كلها، ولعل مراده أن له صفات أخرى غير هذه الأربع، ولكن هذا ما حضره الآن، وفي الإتحاف بدون هذا الاستثناء، وعند ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 1090):"لعلي أربع خصال ليست لأحد غيره"، والله أعلم.

(2)

في (م): "بصر".

(3)

إتحاف المهرة (7/ 608 - 8580)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: فيه زكريا بن يحيى الوقار وهو متهم"، كذا قال، وإنما قال ذلك لأن الوقار مصري، نقول: لو افترضنا أن قوله في السند: "عن المفضل بن فضالة" محفوظ، فإن زكريا الذي يروي عن مفضل بن فضالة هو: زكريا بن يحيى بن صالح المصري روى الإمام مسلم عنه عن مفضل، وقال الصدفي سألت العقيلي عنه فقال: ثقة حدث عن المفضل بأحاديث مستقيمة، أما نحن فنرى أن زكريا هاهنا هو: زكريا بن يحيى الكسائي الكوفي، فهو الذي يروي عنه: محمد بن عثمان ابن أبي شيبة، وهو شيعي هالك كذاب، ولا يغرنك ما وقع في السند من قوله:"المصري"، فالذي صحف: المفضل بن صالح، ليصبح: المفضل بن فضالة، جعل الكسائي مصريا، والله أعلم.

(4)

في (ك): "عن عتيبة".

(5)

إتحاف المهرة (8/ 83 - 8966).

ص: 16

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(1)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4634 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ.

وَثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعَبْسِيُّ، قَالَا: ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَسَدِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: أَنَا

(2)

عَبْدُ اللهِ، وَأَخُو رَسُولِهِ، وَأَنَا الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ لَا يَقُولُهَا بَعْدِي إِلَّا كَاذِبٌ، صَلَّيْتُ قَبْلَ النَّاسِ بِسَبْعِ سِنِينَ

(3)

.

صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(4)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

وَشَاهِدُهُ:

4635 -

حدثناه أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ

(5)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا أَبُو

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: هذا نص في أنه أسلم وله أقل من عشر سنين، بل نص في أنه أسلم ابن سبع سنين أو ثمان وهو قول عروة".

(2)

في (ز)، و (م):"إني".

(3)

إتحاف المهرة (11/ 465 - 14442).

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: كذا قال، وما هو على شرط واحد منهما، بل ولا هو بصحيح، بل حديث باطل فتدبره، وعباد قال ابن المديني: ضعيف"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: بل ذا كذب على علي، وعباد ضعفه ابن المديني"، نقول: وقال الحافظ في التهذيب: قال ابن الجوزي: ضرب ابن حنبل على حديثه عن علي: أنا الصديق الأكبر، وقال: هو منكر"، ولعله اشتبه على المصنف بعباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي، فصححه لذلك على شرطهما!.

(5)

هو: محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم.

ص: 17

إِبْرَاهِيمَ الْتَّرْجُمَانِيُّ

(1)

، ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ صَفْوَانَ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حَبَّةَ بْنِ جُوَيْنٍ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: عَبَدْتُ اللهَ تَعَالَى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ سِنِينَ قَبْلَ أَنْ يَعْبُدَهُ أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ

(2)

.

4636 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: انْطَلَقَ أَبُو ذَرٍّ وَنُعَيْمُ ابْنُ عَمِّ أَبِي ذَرٍّ، وَأَنَا مَعَهُمْ نَطْلُبُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِالْجَبَلِ

(3)

مُكْتَتِمٌ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: يَا مُحَمَّدُ، أَتَيْنَاكَ نَسْمَعُ مَا تَقُولُ، وَإِلَى مَا تَدْعُو. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَإِنِّي رَسُولُ اللهِ". آمَنَ بِهِ أَبُو ذَرٍّ وَصَاحِبُهُ وَآمَنْتُ بِهِ، وَكَانَ عَلِيٌّ فِي حَاجَةٍ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَهُ فِيهَا، وَأُوحِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَصَلَّى عَلِيٌّ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ

(4)

.

(1)

هو: إسماعيل بن إبراهيم بن بسام. من رجال التهذيب.

(2)

إتحاف المهرة (11/ 330 - 14134)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: وهذا باطل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم من أول ما أوحي إليه آمن به خديجة وأبو بكر وبلال وزيد مع علي، قبله بساعات أو بعده بساعات، وعبدوا الله مع نبيه، فأين السبع سنين، ولعل السمع أخطأ، فيكون أمير المؤمنين قال: عبدت الله مع رسول الله ولي سبع سنين، ولم يضبط الراوي ما سمع، ثم حبة شيعي جبل، قد قال ما يعلم بطلانه من أن عليا شهد معه صفين ثمانون بدريا، وذكره أبو إسحاق الجوزجاني فقال: هو غير ثقة، وقال الدارقطني وغيره: ضعيف، وشعيب والأجلح متكلم فيهما"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: وهذا باطل، وحبة قال السعدي: غير ثقة، والأجلح وشعيب تكلم فيهما".

(3)

في (ص): "بالحبل".

(4)

إتحاف المهرة (2/ 590 - 2331).

ص: 18

صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(1)

.

4637 -

حدثني أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْن عَمْرٍو الْأَحْمَسِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَحْمَنِ بْنُ دُبَيْسٍ الْمُلَائِيُّ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْمُلَائِيِّ

(2)

، عَنْ أَنسٍ رضي الله عنه، قَالَ: نُبِّئَ النَّبِيُّ

(3)

صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَأَسْلَمَ عَلِيٌّ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ

(4)

.

4638 -

حدثني أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ

(5)

حَمَّادٍ البَرْبَرِيُّ

(6)

، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ صالِحٍ

(7)

صاحِبُ الْمُصَلَّى

(8)

، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ

(9)

، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(10)

بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: قُتِلَ عَلِيٌّ رضي الله عنه يَوْمَ الْجُمُعَةِ، لِسَبْعِ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ خَمْسَ سِنِينَ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ، قَتَلَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ الْمُرَادِيُّ، وَهُوَ يَوْمَ قُتِلَ ابْنُ ثَلَاثٍ

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: صحيح".

(2)

يعني: مسلم بن كيسان، وهو وعلي بن عابس ضعيفان.

(3)

في (و): "نبئ نبي الله"، وفي (ص):"نبأ الله النبي".

(4)

إتحاف المهرة (2/ 336 - 1828).

(5)

في (و) و (ك) و (ص): "ثنا".

(6)

في (و) و (ص) و (ك) و (م): "المرثدي"، والمثبت كما قد تقرأ في (ز)، وهو الصواب الموافق ما في مصادر ترجمته.

(7)

في (ز) و (و) و (ك) و (ص): "يعقوب بن إبراهيم - بياض - بن صالح".

(8)

في (ك): "صاحب المهلى".

(9)

في (ك) و (و) و (ص): "بن معين"، وهو: القاسم بن معن بن عبد الرحمن المسعودي.

(10)

في (ز): "عبد الرحيم".

ص: 19

وَسِتِّينَ سَنَةً، أَوْ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً

(1)

(2)

.

4639 -

سمعت أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْقَارِيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ يَقُولُ: وَلِيَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ خَمْسَ سِنِينَ، وَقُتِلَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، قُتِلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَمَاتَ يَوْمَ الْأَحَدِ، وَدُفِنَ بِالْكُوفَةِ

(3)

.

4640 -

أخبرنا إِبْرَاهِيم بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَارِئُ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ أَبَا سِنَانٍ الدُّؤَلِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ عَادَ عَلِيًّا رضي الله عنه فِي شَكْوَى لَهُ اشْتَكَاهَا، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ تَخَوَّفْنَا عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي شَكْوَاكَ هَذَا، فَقَالَ: لَكِنِّي وَاللهِ مَا تَخَوَّفْتُ عَلَى نَفْسِي مِنْهُ، لِأَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ، يَقُولُ:"إِنَّكَ سَتُضْرَبُ ضَرْبةً هَهُنَا وَضَرْبَةً هَهُنَا - وَأَشَارَ إِلَى صُدْغَيْهِ - فَيَسِيلُ دَمُهَا حَتَّى تَخْتَضِبَ لِحْيَتُكَ، وَيَكُونُ صَاحِبُهَا أَشْقَاهَا، كمَا كَانَ عَاقِرُ النَّاقَةِ أَشْقَى ثَمُودَ"

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ

(5)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

(1)

قوله: "سنة" غير موجود في (ز) و (م).

(2)

إتحاف المهرة (19/ 194 - 24648).

(3)

فات الحافظ في الإتحاف، واستدركه المحقق في الحاشية (19/ 174 - 3).

(4)

إتحاف المهرة (11/ 682 - 14861).

(5)

أبو سنان يزيد بن أمية الدؤلي ثقة لكن لم يخرج له البخاري.

ص: 20

4641 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ السَّهْمِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي الوَسَّامِ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَدِمْتُ دِمَشْقَ وَأَنَا أُرِيدُ الْغَزْوَ، فَأَتَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ لِأُسَلِّمَ عَلَيْهِ، فَوَجَدْتُهُ فِي قُبَّةٍ عَلَى فَرْشٍ

(1)

بِقُرْبِ الْقَائِمِ، وَتَحْتَهُ سِمَاطَانِ، فَسَلَّمْتُ، ثُمَّ جَلَسْتُ، فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ شِهَابٍ، أَتَعْلَمُ مَا كَانَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ صَبَاحَ قُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: هَلُمَّ. فَقُمْتُ مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ حَتَّى أَتَيْتُ خَلْفَ الْقُبَّةِ، فَحَوَّلَ إِلَيَّ وَجْهَهُ، فَأَحْنَا عَلَيَّ، فَقَالَ: مَا كَانَ؟ فَقُلْتُ: لَم يُرْفَعْ حَجَرٌ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِلَّا وُجِدَ تَحْتَهُ دَمٌ. فَقَالَ: لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ يَعْلَمُ هَذَا غَيْرِي وَغَيْرُكَ لَا يَسْمَعَنَّ مِنْكَ أَحَدٌ. فَمَا حَدَّثْتُ بِهِ حَتَّى تُوُفِّيَ

(2)

.

(3)

4642 -

أخبرني أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْن مُحَمَّدٍ الْأَحْمَسِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ

(4)

بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ

(5)

، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ الْقُرَشِيِّ

(1)

في (ك): "فرشى".

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: حفص لا أعرفه والخبر مرسل"، وسيأتي من وجه ضعيف عن الزهري عن أسماء الأنصارية (4743)، وقال البيهقي في دلائل النبوة (6/ 440):"وروي بإسناد أصح من هذا عن الزهري: أن ذلك كان من قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما"، ثم رواه في (6/ 471).

(3)

إتحاف المهرة (19/ 489 - 25295).

(4)

في الإتحاف - الموضع الثاني -: "الحسن".

(5)

هو: اللؤلؤي صاحب أبي حنيفة، متروك الحديث، وكذبه ابن معين، والحسين بن حميد بن الربيع صاحب التاريخ، ضعيف وكذبه مطين، ولم نجد لمن بينهما ترجمة.

ص: 21

قَالَ: اسْتُخْلِفَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً وَأَشْهُرٍ، فَلَمَّا حَضَرَ الْمَوْسِمُ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، بَعَثَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ عَلَى الْمَوْسِمِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، وَسَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، وَسَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ، وَسَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ، وَسَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ، وَحَضَرَ الْمَوْسِمَ، وَتَشَاغَلَ عَلِيٌّ رضي الله عنه بِالْقِتَالِ، فَاصْطَلَحَ النَّاسُ عَلَى شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ الْحَجَبِيِّ، فَشَهِدَ بِالنَّاسِ، فَلَمَّا كَانَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ قُتِلَ عَلِيٌّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعِينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً

(1)

.

قَالَ الْحَاكِمُ: فَنَظَرْنَا فَوَجَدْنَا لِهَذِهِ التَّوَارِيخِ بُرْهَانًا ظَاهِرًا بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ:

4643 -

حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، ثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ نَاجِيَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تَدُورُ رَحَى الْإِسْلَامِ عَلَى خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، فَإِنْ يَهْلِكُوا فَسَبِيلُ مَنْ هَلَكَ، وَإِنْ يَبْقَى لَهُمْ دِينُهُمْ فَسَبْعِينَ عَامًا". قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مِمَّا بَقِيَ أَوْ مِمَّا مَضَى؟ قَالَ:"مِمَّا بَقِيَ"

(2)

(3)

.

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

* * *

(1)

إتحاف المهرة (11/ 415 - 14326) و (19/ 65 - 24385).

(2)

قوله: "قال مما بقي" ساقط من (ك).

(3)

إتحاف المهرة (10/ 167 - 12500)، وقد تقدم (4598) وسيأتي (8843).

ص: 22

‌ذِكْرُ بَيْعَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ.

حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ إِمْلَاءً فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِمَائَةٍ، قَالَ: اخْتَلَفَتِ الرِّوَايَاتُ فِي وَقْتِهِ، فَقِيلَ: أَنَّهُ بُويِعَ بَعْدَ أَرْبَعَةِ أيَّامٍ مِنْ قَتْلِ عُثْمَانَ رضي الله عنه، وَقِيلَ بَعْدَ خَمْسٍ، وَقِيلَ بَعْدَ ثَلَاثٍ، وَقِيلَ بُويِعَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَقِيلَ بُويِعَ عُقَيْبَ قَتْلِ عُثْمَانَ فِي دَارِ عَمْرِو بْنِ مِحْصَنٍ الْأَنْصَارِيِّ أَحَدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ، وَأَصحُّ الرِّوَايَاتِ أَنَّهُ امْتَنَعَ عَنِ الْبَيْعَةِ إِلَى أَنْ دُفِنَ عُثْمَانُ، ثُمَّ بُويِعَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ظاهِرًا، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ بَايَعَهُ طَلْحَةُ، فَقَالَ: هَذِهِ بَيْعَةٌ تُنْكَثُ.

4644 -

فحدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْن إِسْحَاقَ التَّمِيمِيُّ، ثَنَا وَضَّاحُ بْنُ يَحْيَى النَّهْشَلِيُّ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ، قَالَ: لَمَّا بُويِعَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، وَهُوَ وَاقِفٌ بَيْنَ يَدَيِ الْمِنْبَرِ:

إِذَا نَحْنُ بَايَعْنَا عَلِيًّا فَحَسْبُنَا

أَبُو حَسَنٍ مِمَّا نَخَافُ مِنَ الْفِتَنْ

وَجَدْنَا أَوْلَى النَّاسِ بِالنَّاسِ

إِنَّهُ أَطَبُّ قُرَيْشٍ بِالْكِتَابِ وَبِالسُّنَنْ

وَإِنَّ قُرَيْشًا مَا تَشُقُّ غُبَارَهُ

إِذَا مَا جَرَى يَوْمًا عَلَى الضَّمْرِ الْبَدَنْ

ص: 23

وَفِيهِ الَّذِي فِيهِمْ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ

وَمَا فِيهِمْ كُلُّ الَّذِي فِيهِ مِنْ حَسَنْ

(1)

4645 -

حدثنا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ

(2)

، ثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ

(3)

، قَالَ: لَمَّا جَاءَتْ بَيْعَةُ عَلِيٍّ إِلَى حُذَيْفَةَ قَالَ: لَا أُبَايِعُ بَعْدَهُ إِلَّا أَصْغَرَ أَوْ أَبْتَرَ

(4)

.

قَالَ الْحَاكِمُ: هَذِهِ الْأَخْبَارُ الْوَارِدَةُ فِي بَيْعَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ كُلُّهَا صَحِيحَةٌ مُجْمَعٌ عَلَيْهَا، فَأَمَّا

(5)

قَوْلُ

(6)

مَنْ زَعَمَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ وَأَبَا مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيَّ وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَأَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ وَمُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيَّ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ قَعَدُوا عَنْ بَيْعَتِهِ، فَإِنَّ هَذَا قَوْلُ مَنْ يَجْحَدُ حَقِيقَةَ تِلْكَ الْأَحْوَالِ، فَاسْمَعِ الْآنَ حَقِيقَتَهَا:

4646 -

حدثنا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّكُونِيُّ

(7)

بِالْكُوفَةِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أُمَيٍّ الصَّيْرَفِيِّ

(8)

، عَنْ أَبِي قَبِيصَةَ عُمَرَ بْنِ قَبِيصَةَ

(9)

، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ:

(1)

إتحاف المهرة (4/ 438 - 4497)، وضاح النهشلي، قال ابن حبان: منكر الحديث، وقال أبو حاتم الرازي: شيخ صدوق، ونقل عنه الذهبي: ليس بالمرضي.

(2)

هو: محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي الكوفي.

(3)

هو: صاحب عمار، وثقه ابن حبان، وهو من رجال التهذيب.

(4)

هذا الحديث لم نجده في الإتحاف.

(5)

في (ك): "وأما".

(6)

قوله: "قول" غير موجود في (و) و (ص).

(7)

في (و) و (ص): "السكري".

(8)

هو: أمي بن ربيعة المرادي الصيرفي، أبو عبد الرحمن الكوفي. من رجال التهذيب.

(9)

كذا وقع هاهنا وفي أنساب الأشراف للبلاذري (2/ 236)، وصوابه: "صفوان بن =

ص: 24

رَأَيْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه عَلَى رَحْلٍ رَثٍّ بِالرَّبَذَةِ، وَهُوَ يَقولُ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ: مَا لَكُمَا تَخِنَّانِ خَنِينَ الْجَارِيَةِ، وَاللهِ

(1)

لَقَدْ ضَرَبْتُ هَذَا الْأَمْرَ ظَهْرًا لِبَطْنٍ، فَمَا وَجَدْتُ بُدًّا مِنْ قِتَالِ الْقَوْمِ، أَوِ الْكُفْرِ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

(2)

.

فَأَمَّا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ:

4647 -

فحدثنا بِصِحَّةِ حَالِهِ فِيهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ رُسْتُمَ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنِّي وَاللهِ لَقَدْ حَرَصْتُ أَنْ

(3)

أَتَسَمَّتُ بِسَمْتِك، وَأَقْتَدِي بِكَ فِي أَمْرِ فُرْقَةِ النَّاسِ، وَأَعْتَزِلُ الشَّرَّ مَا اسْتَطَعْتُ، وَأَنِّي أَقْرَأُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ مُحْكَمَةً قَدْ أَخَذَتْ بِقَلْبِي فَأَخْبِرْنِي عَنْهَا، أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللهِ عز وجل:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}

(4)

. أَخْبِرْنِي عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: مَا لَكَ وَلِذَلِكَ، انْصَرِفْ عَنِّي. فَانْطَلَقَ حَتَّى تَوَارَى عَنَّا سَوَادُهُ، أَقْبَلَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ،

= قبيصة"، كما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (21/ 389)، وعنه البخاري في التاريخ (4/ 309) وقال أبو حاتم مجهول، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يروي عن طارق إن كان سمع منه.

(1)

القسم "والله" ساقط من (ص).

(2)

إتحاف المهرة (11/ 428 - 14351).

(3)

في (و) و (ك) و (ص): "على أن".

(4)

(الحجرات: آية 9).

ص: 25

فَقَالَ: مَا وَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْ شَيْءٍ فِي أَمْرِ هَذِهِ الْآيَةِ مَا وَجَدْتُ فِي نَفْسِي أَنِّي لَمْ أُقَاتِلْ هَذِهِ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ كَمَا أَمَرَنِي اللهُ عز وجل

(1)

.

هَذَا بَابٌ كَبِيرٌ قَدْ رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ جَمَاعَةٌ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ، وَإِنَّمَا قَدَّمْتُ حَدِيثَ شُعَيْبَ بْنَ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَاقْتَصَرْتُ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَأَمَّا مَا ذُكِرَ مِنْ إِمْسَاكِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْقِتَالِ:

4648 -

فحدثناه أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ، ثَنَا حَامِدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ الدَّشْتَكِيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ الرَّازِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ

(2)

، عَنْ عَمِّهِ

(3)

، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَاسْتَبَقْنَا أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى الْعَدُوِّ، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ كَبَّرَ، فَطَعَنْتُهُ فَقَتَلْتُهُ، وَرَأَيْتُ أَنَّهُ إِنَّمَا فَعَلَ لِيُحْرِزَ دَمَهُ، فَلَمَّا رَجَعْنَا سَبقَنِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَا فَارِسَ خَيْرٌ مِنْ فَارِسِكُمْ، إِنَّا اسْتَلْحَقْنَا رَجُلًا فَسَبَقَنِي إِلَيْهِ، فَكَبَّرَ، فَلَمْ يَمْنَعْهُ ذَلِكَ أَنْ قَتَلَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"يَا أُسَامَةُ، مَا صَنَعْتَ الْيَوْمَ؟ ". فَقُلْتُ: حَمَلْتُ عَلَى رَجُلٍ فَكَبَّرَ، فَرَأَيْتُ أَنَّهُ إِنَّمَا فَعَلَ لِيُحْرِزَ دَمَهُ فَقَلْتُهُ. فَقَالَ:"كَيْفَ بَعْدَ اللهُ أَكْبَرُ، فَهَلَّا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ فَقُلْتَ مَا قَالَ". فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ لِي يَوْمَئِذٍ، فَلَا أُقَاتِلُ رَجُلًا يَقُولُ اللهُ أَكْبَرُ، كَمَا

(4)

نَهَانِي

(1)

إتحاف المهرة (8/ 305 - 9431)، وقد تقدم في التفسير (3762).

(2)

هو: سليم بن أسود المحاربي. من رجال التهذيب.

(3)

هو: عبيد بن خالد المحاربي. من رجال التهذيب.

(4)

في (ز) و (م): "فما".

ص: 26

عَنْهُ حَتَّى أَلْقَاهُ

(1)

.

4649 -

حدثناه أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ الْقَاضِي

(2)

، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ نَصْرٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ

(3)

، ثَنَا هَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ

(4)

، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ

(5)

.

وَأَمَّا مَا ذُكِرَ مِنَ اعْتِزَالِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنِ الْقِتَالِ:

4650 -

فحدثناه أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذرِ، ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، ثَنَا مُسْلِمٌ الْمُلَائِيُّ

(6)

، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّ عَلِيًّا يَقَعُ فِيكَ أَنَّكَ تَخلَّفْتَ عَنْهُ. فَقَالَ سَعْدٌ: وَاللهِ إِنَّهُ لَرَأْيٌ رَأَيْتُهُ، وَأَخْطَأَ رَأْيِي، إِنَّ

(7)

عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أُعْطِيَ ثَلَاثًا لِأَنْ أَكُونَ أُعْطِيتُ إِحْدَاهُنَّ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا

(1)

إتحاف المهرة (1/ 280 - 143)، وأصله في الصحيحين من حديث أبي ظبيان حصين بن جندب الكوفي عن أسامة به بنحوه، البخاري (5/ 144) و (9/ 4)، ومسلم (1/ 67).

(2)

هو: محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق، أبو أحمد الحاكم العدل الكرابيسي، صاحب كتاب الكنى.

(3)

الرازي. من رجال التهذيب.

(4)

لم يذكر ابن حجر: "إبراهيم النخعي" في الإتحاف، وإبراهيم بن مهاجر سمع أبا الشعثاء، ويروي أيضًا عن إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي عنه.

(5)

إتحاف المهرة (1/ 280 - 143).

(6)

هو: مسلم بن كيسان، وهو واه، وعنه: محمد بن فضيل بن غزوان الضبي.

(7)

من قوله: "إن عليا يقع" إلى هاهنا ساقط من (و) و (ك).

ص: 27

فِيهَا، لَقَدْ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ غَدِيرٍ خُمٍّ بَعْدَ حَمْدِ اللهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ:"هَلْ تَعْلَمُونَ أنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ ". قُلْنَا: نَعَمْ

(1)

. قَالَ: "اللَّهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ، فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ". وَجِيءَ بِهِ يَوْمَ خَيْبَرَ وَهُوَ أَرْمَدُ مَا يُبْصِرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَرْمَدُ. فَتَفَلَ فِي عَيْنِهِ، وَدَعَا لَهُ فَلَمْ يَرْمَدْ حَتَّى قُتِلَ، وَفُتِحَ عَلَيْهِ خَيْبَرُ، وَأَخْرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَمَّهُ الْعَبَّاسَ وَغَيْرَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: تُخْرِجُنَا وَنَحْنُ عَصَبَتُكَ وَعُمُومَتُكَ وَتُسْكِنُ عَلِيًّا؟ فَقَالَ: "مَا أَنَا أُخْرِجُكُمْ وَأُسْكِنُهُ، وَلَكِنَّ اللهَ أَخْرَجَكُمْ وَأَسْكَنَهُ"

(2)

.

(3)

وَأَمَّا مَا ذُكِرَ مِنَ اعْتِزَالِ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ رضي الله عنه وَجَّهَ إِلَى الْكُوفَةِ لِأَخْذِ الْبَيْعَةِ لَهُ مُحَمَّدًا ابْنَهُ وَمُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ عَلَى الْكُوفَةِ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، وَأَبُو مَسْعُودٍ فَامْتَنَعَ أَبُو مُوسَى أَنْ يُبَايِعَ، فَرَجَعَا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنينَ، فَبَعَثَ الْحَسَنَ ابْنَهُ وَمَالِكًا الْأَشْتَرَ:

4651 -

فحدثنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ مُجَالِدٍ [وَابْنِ] عَيَّاشٍ

(4)

وإسماعيل بن أبي خالد، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ، وَبُويِعَ

(1)

قوله: "نعم" ساقط من (ز).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "سكت الحاكم عن تصحيحه، ومسلم متروك".

(3)

إتحاف المهرة (5/ 119 - 5035).

(4)

في النسخ الخطية كلها: "وأبي عياش"، والمثبت من التلخيص والإتحاف، وهو: أبو الجراح عبد الله بن عياش بن عبد الله الهمداني الكوفي الأخباري صاحب أبي جعفر المنصور، ويعرف بالمنتوف.

ص: 28

لعَلِيٍّ رضي الله عنهما، خَطَبَ أَبُو مُوسَى وَهُوَ عَلَى الْكُوفَةِ، فَنَهَى النَّاسَ عَنِ الْقِتَالِ، وَالدُّخُولِ فِي الْفِتْنَةِ، فَعَزَلَهُ عَلِيٌّ عَنِ الْكُوفَةِ مِنْ ذِي قَارٍ، وَبَعَثَ

(1)

إِلَيْهِ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ فَعَزَلَاهُ، وَاسْتَعْمَلَ قَرَظَةَ بْنَ كَعْبٍ، فَلَمْ يَزَلْ عَامِلًا حَتَّى قَدِمَ عَلِيٌّ مِنَ الْبَصْرَةِ بَعْدَ أَشْهُرٍ، فَعَزَلَهُ حَيْثُ قَدِمَ، فَلَمَّا سَارَ إِلَى صِفِّينَ اسْتَخْلَفَ عُقْبَةَ بْنَ عَمْرٍو أَبَا مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيَّ حِينَ قَدِمَ مِنْ صِفِّينَ

(2)

.

4652 -

أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ

(3)

، قَالَ: دَخَلَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ وَأَبُو مَسْعُودٍ الْبَدْرِيُّ عَلَى عَمَّارٍ وَهُوَ يَسْتَنْفِرُ النَّاسَ، فَقَالَا لَهُ: مَا رَأَيْنَا مِنْكَ أَمْرًا مُنْذُ أَسْلَمْتَ أَكْرَهَ عِنْدَنَا مِنْ إِسْرَاعِكَ فِي هَذَا الْأَمْرِ. فَقَالَ عَمَّارٌ: مَا رَأَيْتُ مِنْكُمَا مُنْذُ أَسْلَمْتُمَا أَمْرًا أَكْرَهَ عِنْدِي مِنْ إِبْطَائِكُمَا عَنْ هَذَا الْأَمْرِ. قَالَ: فَكَسَاهُمَا عَمَّارٌ حُلَّةً حُلَّةً، وَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

(4)

.

وَأَمَّا قِصَّةُ

(5)

اعْتِزَالِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيِّ عَنِ الْبَيْعَةِ:

(1)

في (و) و (ك) و (ص): "قاره بعث".

(2)

إتحاف المهرة (10/ 37 - 12231). وقال الذهبي في التلخيص: "قلت: الهيثم متروك".

(3)

هو: شقيق بن سلمة. من رجال التهذيب.

(4)

إتحاف المهرة (11/ 736 - 14955)، وقد أخرجه البخاري في الفتن (9/ 56) عن بدل بن المحبر عن شعبة به بنحوه، وسيستدركه المصنف من هذا الوجه (6098)!، وأخرجه البخاري أيضًا من حديث الأعمش عن أبي وائل وفيه:"قال أبو مسعود وكان موسرا: يا غلام هات حلتين، فأعطى إحداهما أبا موسى والأخرى عمارا".

(5)

في (و) و (ك) و (ص): "قضية".

ص: 29

4653 -

فحدثناه عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ

(1)

، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ أَصْنَعُ إِذَا اخْتَلَفَ الْمُصَلُّونَ؟ قَالَ: "تَخْرُج بِسَيْفِكَ إِلَى الْحَرَّةِ فَتَضْرِبُهَا بِهِ

(2)

، ثُمَّ تَدْخُلُ بَيْتَكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ مَنِيَّةٌ أَوْ قَالَ: مِيتَةٌ قَاضِيَةٌ، أَوْ يَدٌ خَاطِئَةٌ"

(3)

.

4654 -

وحدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مَحْمُودٍ

(4)

- مِنْ وَلَدِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيِّ - عَنْ سَعْدِ

(5)

بْنِ يَزِيدَ

(6)

بْنِ سَعْدٍ الْأَشْهَلِيِّ، أَنَّهُ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَيْفًا مِنْ نَجْرَانَ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ أَعْطَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ، وَقَالَ: "جَاهِدْ

(7)

بِهَذَا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِذَا اخْتَلَفَتْ أَعْنَاقُ النَّاسِ فَاضْرِبْ بِهِ الْحَجَرَ، ثُمَّ ادْخُلْ بَيْتَكَ،

(1)

في (ك): "الحربي".

(2)

قوله: "به" سقط من (ك).

(3)

إتحاف المهرة (13/ 145 - 16513).

(4)

هو: سليمان بن محمد بن محمود بن عبد الله بن محمد بن مسلمة الأنصاري الحارثي، وثقه ابن حبان. من رجال التهذيب.

(5)

في (ص) والإتحاف: "سعيد"، وذكر ابن حجر في الإصابة أن سعدا أرجح، وقال أبو القاسم البغوي: ولا أعلم لسعد الأشهلي عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث.

(6)

كذا في النسخ الخطية كلها، والتلخيص، والإتحاف، والصواب:"زيد" كما سماه البخاري في التاريخ الكبير (4/ 48)، وغيره عن عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي به.

(7)

في (ك): "مجاهد".

ص: 30

وَكُنَّ حِلْسًا مُلْقًى حَتَّى تَقْتُلَكَ يَدٌ خَاطِئَةٌ، أَوْ تَأْتِيَكَ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ"

(1)

.

قَالَ الْحَاكِمُ: فَهَذِهِ الْأَسْبَابِ وَمَا جَانَسَهَا كَانَ اعْتِزَالُ مَنِ اعْتَزَلَ عَنِ

(2)

الْقِتَالِ مَعَ عَلِيٍّ رضي الله عنه، وَبِضدِّهَا كَانَ قِتَالُ مَنْ قَاتَلَهُ:

4655 -

فحدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، قَالَا: ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا أَبُو مُوسَى يَعْنِي إِسْرَائِيلَ بْنَ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: جَاءَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَقَالَ لَهُمُ النَّاسُ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قَالُوا: نَطْلُبُ دَمَ عُثْمَانَ. قَالَ الْحَسَنُ: أَيَا سُبْحَانَ اللهِ، أَفَمَا كَانَ لِلْقَوْمِ عُقُولٌ، فَيَقُولُونَ وَاللهِ مَا قَتَلَ عُثْمَانَ غَيْرُكُمْ؟ قَالَ: فَلَمَّا جَاءَ عَلِيٌّ إِلَى الْكُوفَةِ، وَمَا كَانَ لِلْقَوْمِ عُقُولٌ، فَيَقُولُونَ: أيُّهَا الرَّجُلُ إِنَّا وَاللهِ مَا ضَمَنَّاكَ

(3)

.

4656 -

فحدثني أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُصْعَبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيُّ: لَمَّا خَرَجَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ لِطَلَبِ دَمِ عُثْمَانَ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ، كَانَتْ عَائِشَةُ خَطِيبَةَ الْقَوْمِ بِهَا وَهُمْ لَهَا تَبَعٌ، فَعَرَضُوا مَنْ مَعَهُمْ بِذَاتِ عِرْقٍ، فَاسْتَصْغَرُوا عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَأَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، فَرَدُّوهُمَا. قَالَ: وَرَأَيْتُ طَلْحَةَ، وَأَحَبُّ الْمَجَالِسِ إِلَيْهِ أَخْلَاهَا، وَهُوَ ضَارِبٌ

(1)

إتحاف المهرة (5/ 533 - 5893).

(2)

في (و) و (ك) و (ص): "من".

(3)

إتحاف المهرة (18/ 499 - 24010).

ص: 31

بِلِحْيَتِهِ عَلَى زَوْرِهِ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنِّي أَرَاكَ وَأَحَبُّ الْمَجَالِسِ إِلَيْكَ أَخْلَاهَا، وَأَنْتَ ضَارِبٌ بِلِحْيَتِكَ عَلَى زَوْرِكَ إِنْ كُنْتَ تَكْرَهُ هَذَا الْأَمْرَ فَدَعْهُ، فَلَيْس يُكْرِهُكَ عَلَيْهِ أَحَدٌ. قَالَ: يَا عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ، لَا تَلُمْنِي كُنَّا أَمْسِ يَدًا وَاحِدَةً عَلَى مَنْ سِوَانَا

(1)

، فَأَصْبَحْنَا الْيَوْمَ جَبَلَيْنِ مِنْ حَدِيدٍ، يَزْحَفُ أَحَدُنَا إِلَى صَاحِبِهِ

(2)

.

4657 -

فحدثني أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ

(3)

، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: عَصَمَنِي اللهُ بِشَيءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا هَلَكَ كِسْرَى، قَالَ:"مَنِ اسْتَخْلَفُوا؟ ". قَالُوا: ابْنَتَهُ. قَالَ: فَقَالَ: "لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً". قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَتْ عَائِشَةُ ذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَعَصَمَنِي اللهُ بِهِ

(4)

.

4658 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَفِيدُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْن نَصْرٍ

(5)

،

(1)

في النسخ الخطية كلها: "سواها"، والمثبت من التلخيص.

(2)

إتحاف المهرة (6/ 352 - 6620)، وسيأتي برقم (5702) وقال الذهبي هناك: إسناده جيد"، نقول: عبد الله بن مصعب أبو بكر الزبيري قال فيه ابن معين: ضعيف الحديث لم يكن عنده كتاب إنما كان يحفظ، وقال أبو حاتم الرازي: "شيخ، بابة عبد الرحمن بن أبي الزناد".

(3)

هو: الحسين بن علي بن يزيد بن داود النيسابوري.

(4)

إتحاف المهرة (13/ 582 - 17167)، واستدركه في الأدب (8024) على شرطهما أيضًا، ثم صحح إسناده في الفتن من حديث عوف عن الحسن (8853)!، وقد أخرجه البخاري في المغازي (6/ 8) والفتن (9/ 55) من هذا الوجه.

(5)

هو: أحمد بن محمد بن نصر، أبو نصر اللباد النيسابوري الفقيه.

ص: 32

ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خُرُوجَ بَعْضِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَضَحِكَتْ عَائِشَةُ، فَقَالَ:"انْظُرِى يَا حُمَيْرَاءُ أَنْ لَا تَكُونِي أَنْتِ". ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ:"إِنْ وُلِّيتَ مِنْ أَمْرِهَا شَيْئًا فَارْفُقْ بِهَا"

(1)

.

(2)

4659 -

حدثني أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ

(3)

، ثَنَا عَبْدُ الْرَّحْمَنِ

(4)

بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ

(5)

، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَتْ: لَمَّا سَارَ عَلِيٌّ إِلَى الْبَصْرَةِ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُوَدِّعُهَا، فَقَالَتْ: سِرْ

(6)

فِي حِفْظِ اللهِ وَفِي كَنَفِهِ، فَوَاللهِ إِنَّكَ لِعَلَى الْحَقِّ، وَالْحَقُّ مَعَكَ، وَلَوْلَا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَعْصِي اللهَ وَرَسُولَهُ، فَإِنَّهُ أَمَرَنَا صلى الله عليه وسلم أَنْ نَقَرَّ فِي بُيُوتِنَا؛ لَسِرْتُ مَعَكَ، وَلَكِنْ وَاللهِ لِأُرْسِلَنَّ مَعَكَ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ عِنْدِي وَأَعَزُّ عَلَيَّ مِنْ نَفْسِي ابْنِي عُمَر

(7)

.

(8)

(1)

صححه المصنف على شرطهما عقب الحديث التالي، وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال:"قلت: عبد الجبار لم يخرجا له"، نقول: وعمار بن معاوية الدهني أخرج له مسلم دون البخاري، وفيه تشيع، وفي سماع سالم من أم سلمة شك.

(2)

إتحاف المهرة (18/ 105 - 23404) وقال: "وما أظنه - يعني سالما - سمع منها".

(3)

في (و) و (ك) و (ص): "العمري".

(4)

في (م): "عبد الله".

(5)

قد يكون: سعيد بن مسلم بن بانك، فهو الذي يروي عن عمرة، وكذلك سماه الحافظ في الإتحاف، لكنه مدني، وهو ثقة لكن لم يخرج له الشيخان، وقد يكون: سعيد بن مسلم بن جماز المكي، وانظر ملحق رجال الحاكم.

(6)

في (ك): "سير".

(7)

في (ص): "عمرو".

(8)

إتحاف المهرة (18/ 217 - 23583).

ص: 33

هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الثَّلَاثَةُ كُلُّهَا صَحِيحَةٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.

4660 -

حدثنا الْحَسَنُ بْن يَعْقُوبَ العَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ

(1)

، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ ثَكِلْتُ عَشْرَةَ مِثْلَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَأَنِّي لَمْ أَسِرْ مَسِيرِي مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ

(2)

.

4661 -

وحدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ

(3)

، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، ثَنَا عَبْد السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: جَاءَ الزُّبَيْرُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْغَزْوِ، فَقَالَ عُمَرُ

(4)

: اجْلِسْ فِي بَيْتِكَ فَقَدْ غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَرَدَّدَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ

(5)

فِي الثَّالِثَةِ

(6)

أَوِ الَّتِي

(7)

تَلِيهَا: اقْعُدْ فِي بَيْتِكَ، فَوَاللهِ إِنِّي لَأَجِدُ بِطَرَفِ الْمَدِينَةِ مِنْكَ وَمِنْ أَصْحَابِكَ أَنْ تَخْرُجُوا، فَتُفْسِدُوا عَلَيَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

(8)

.

(1)

في (ز) و (م): "عبد الوهاب - بياض - ثنا جعفر".

(2)

هذا الحديث لم نجده في الإتحاف.

(3)

هو: الحسين بن علي بن يزيد بن داود النيسابوري.

(4)

قوله: "عمر" غير موجود في (و) و (ك) و (ص).

(5)

قوله: "عمر" غير موجود في (و) و (ك) و (ص).

(6)

في (و) و (ك): "عند الثالثة".

(7)

في (و) و (ص): "والتي".

(8)

إتحاف المهرة (12/ 356 - 15753)، وإسماعيل بن موسى الفزاري يخطئ، وكان غاليا في التشيع.

ص: 34

4662 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: لَمَّا بَلَغَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها بَعْضَ دِيَارِ بَنِي عَامِرٍ نَبَحَتْ عَلَيْهَا الْكِلَابُ، فَقَالَتْ: أَيُّ مَاءٍ هَذَا؟ قَالُوا: الْحَوْأَبُ. قَالَتْ: مَا أَظُنُّنِي إِلَّا رَاجِعَةً، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: لَا بَعْدُ، تَقَدَّمِي وَيَرَاكِ النَّاسُ، وَيُصْلِحُ اللهُ ذَاتَ بَيْنِهِمْ. قَالَتْ

(1)

: مَا أَظُنُّنِي إِلَّا رَاجِعَةً، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"كَيْفَ بِإِحْدَاكُنَّ إِذْ نَبَحَتْهَا كِلَابُ الْحَوْأَبِ"

(2)

.

4663 -

أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ

(3)

وَهَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا خَرَجْنَا مِنْ مَكَّةَ اتَّبَعَتْنَا ابْنَةُ حَمْزَةَ، فَنَادَتْ: يَا عَمِّ، يَا عَمِّ

(4)

. فَأَخَذْتُ بِيَدِهَا فَنَاوَلْتُهَا

(5)

فَاطِمَةَ، قُلْتُ: دُونَكِ ابْنَةَ عَمِّكِ. فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ اخْتَصَمْنَا فِيهَا أَنَا وَزَيْدٌ وَجَعْفَرٌ. فَقُلْتُ: أَنَا أَخَذْتُهَا

(6)

وَهِيَ ابْنَةُ عَمِّي، وَقَالَ زَيْدٌ: ابْنَةُ أَخِي. وَقَالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ عَمِّي وَخَالَتُهَا عِنْدِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِجَعْفَرٍ: "أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي". وَقَالَ لِزَيْدٍ: "أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلَانَا". وَقَالَ لِي: "أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ، ادْفَعُوهَا إِلَى

(1)

في (ك) و (و) و (ص): "فقالت".

(2)

إتحاف المهرة (17/ 509 - 22696).

(3)

في (و) و (ك) و (ص): "مريم".

(4)

في التلخيص: "يا عمر، يا عمر".

(5)

في (ك): "فناولها".

(6)

في (و) و (ك) و (ص): "آخذها".

ص: 35

خَالَتِهَا، فَإِنَّ الْخَالَةَ أُمٌّ". فَقُلْتُ: أَلا تَزَوَّجْهَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ الْأَلْفَاظِ.

إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبرَاءِ مُخْتَصَرًا.

4664 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ

(2)

، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ

(3)

، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، فَقَالَتْ لِي: أَيُسَبُّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيكُمْ؟ فَقُلْتُ: مَعَاذَ اللهِ أَوْ سُبْحَانَ اللهِ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا. قَالَتْ

(4)

: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ سَبَّ عَلِيًّا فَقَدْ سَبَّنِي"

(5)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

وَقَدْ رَوَاهُ بُكَيْرُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بِزِيَادَةِ أَلْفَاظٍ:

4665 -

حدثناه أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَافِظُ بِهَمْذَانَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ التَّمِيمِيُّ، ثَنَا جَنْدَلُ بْنُ وَالْقٍ، ثَنَا بُكَيْرُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيَّ يَقُولُ: حَجَجْتُ وَأَنَا غُلَامٌ، فَمَرَرْتُ بِالْمَدِينَةِ وَإِذَا النَّاسُ عُنُقٌ وَاحِدٌ، فَاتَّبَعْتُهُمْ، فَدَخَلُوا عَلَى أُمِّ

(1)

إتحاف المهرة (11/ 648 - 14800)، وسيأتي برقم (4995) و (8241).

(2)

في (ك): "بكر".

(3)

في (و) و (ك) و (ص): "الهذلي".

(4)

في (ك): "فقالت".

(5)

إتحاف المهرة (18/ 143 - 23459).

ص: 36

سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْتُهَا تَقُولُ: يَا شِبْثَ

(1)

بْنَ رِبْعِيٍّ، فَأَجَابَهَا رَجُلٌ جِلْفٌ جَافٍ: لَبَّيْكِ يَا أُمَّتَاهُ. قَالَتْ: يُسَبُّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَادِيكُمْ؟ قَالَ: وَأَنَّى ذَلِكَ؟ قَالَتْ: فَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: إِنَّا لَنَقُولُ أَشْيَاءَ نُرِيدُ عَرَضَ الدُّنْيَا. قَالَتْ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ سَبَّ عَلِيًّا فَقَدْ سَبَّنِي، وَمَنْ سَبَّنِي فَقَدْ سَبَّ اللهَ تَعَالَى"

(2)

.

4666 -

أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّد

(3)

الشَّيْبَانِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ الرَّازِيُّ بِمِصْرَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى

(4)

، ثَنَا بَسَّامٌ الصَّيْرَفِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَ عَلِيًّا فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى عَلِيًّا فَقَدْ عَصَانِي"

(5)

.

(1)

في (و) و (ص): "يا شبيب"، وشبث من رجال التهذيب، وأورد مغلطاي هذا الحديث في ترجمته فانظره.

(2)

إتحاف المهرة (18/ 143 - 23459)، وبكير ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا، وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة في مسائله (ص 73):"سمعت أبي يقول سألت محمد بن بشر العبدي عن بكير بن عثمان العبدي فقال: كان هذا رجلا منا، ولم يكن بالمحمود في قومه".

(3)

قوله: "بن محمد" غير موجود في (ك)، وهو: محمد بن محمد بن الحسين، أبو أحمد الشيباني.

(4)

يعني: أبا زكريا الأسلمي، وهو ضعيف شيعي، واستنكر عليه ابن عدي هذا الحديث (9/ 87)، وسيأتي برقم (4690).

(5)

إتحاف المهرة (14/ 193 - 17617).

ص: 37

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4667 -

أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْقَنْطَرِيُّ، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ الرَّقَاشِيُّ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمؤَمِّلِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَسَبَّ

(1)

عَلِيًّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَحَصَبَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ

(2)

، فَقَالَ: يَا عَدُوَّ اللهِ، آذَيْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا}

(3)

. لَوْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَيًّا لَآذَيْتَهُ

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(5)

.

4668 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ

(6)

، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ.

وَأَخْبَرْنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ الْبَزَارُ

(7)

، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، ثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ

(1)

في (و) و (ك): "يسب".

(2)

قوله: "فحصبه ابن عباس" ساقط من (و) و (ك).

(3)

(الأحزاب: آية 57).

(4)

إتحاف المهرة (7/ 335 - 7942).

(5)

كذا قال، وعبد الله بن المؤمل بن وهب القرشي منكر الحديث.

(6)

قوله: "ثنا أبو زرعة الدمشقي" ساقطة من الإتحاف، وهو: عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان النصري الدمشقي الحافظ صاحب التاريخ.

(7)

هو القطيعي، إلا أننا لم نقف على من نسبه "البزار" ممن ترجموا له، وانظر حديث رقم (4626).

ص: 38

أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ

(1)

، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نِيَارٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَصحَابِ الْحُدَيْبِيَةِ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَلِيٍّ رضي الله عنه إِلَى الْيَمَنِ، فَجَفَانِي فِي سَفَرِهِ ذَلِكَ حَتَّى وَجَدْتُ فِي نَفْسِي، فَلَمَّا قَدِمْتُ أَظْهَرْتُ شِكَايَتَهُ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى بَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ذَاتَ غَدَاةٍ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا رَآنِي أَبَّدَنِي عَيْنَيْهِ. قَالَ: يَقُولُ: حَدَّدَ إِلَيَّ النَّظَرَ حَتَّى إِذَا جَلَسْتُ، قَالَ:"يَا عَمْرُو، أَمَا وَاللهِ لَقَدْ آذَيْتَنِي". فَقُلْتُ: أَعوذُ بِاللهِ أَنْ أُوْذِيَكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: "بَلَى، مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي"

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4669 -

حدثنا عَبْدَانُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ يَعْقُوبَ الدَّقَّاقُ

(3)

مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دِيزِيلَ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ، ثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ:"أَنْتَ تُبَيِّنُ لِأُمَّتِي مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ بَعْدِي"

(4)

.

(1)

كذا في النسخ الخطية كلها والتلخيص والإتحاف، وفي مسند أحمد (25/ 320):"بن سنان"، وكذا سماه البخاري وابن أبي حاتم ونسباه:"الأشجعي"، وسماه ابن حبان في الثقات: الفضل بن عبد الله بن معقل بن سنان الأشجعي، وقال: ومن قال الفضل بن معقل فقد نسبه إلى جده، وقال في صحيحه:"نسبه ابن إسحاق إلى جده"، وعليه فهو حفيد معقل بن سنان بن مظهر الأشجعي رضي الله عنه.

(2)

إتحاف المهرة (12/ 478 - 15955).

(3)

هو: عبد الله بن يزيد بن يعقوب، وقيل: اسمه الحسن بن يزيد، وعبدان لقب.

(4)

إتحاف المهرة (1/ 586 - 813).

ص: 39

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(1)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4670 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، ثَنَا أَبُو غَسَّانَ، ثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه.

قَالَ ابْنُ أَبِي غَرَزَةَ: وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْن مُوسَى، ثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ

(2)

، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْقَطَعَتْ نَعْلُهُ فَتَخَلَّفَ عَلِيٌّ يُصْلِحُهَا

(3)

، فَمَشَى قَلِيلًا، ثُمَّ قَالَ:"إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ يُقَاتِلُ عَلَى تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ كَمَا قَاتَلْتُ عَلَى تَنْزِيلِهِ". فَاسْتَشْرَفَ لَهَا الْقَوْمُ، وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا هُوَ. قَالَ: "لَا". قَالَ عُمَرُ: أَنَا هُوَ. قَالَ: "لَا، وَلَكِنْ خَاصِفُ النَّعْلِ". يَعْنِي عَلِيًّا، فَأَتَيْنَاهُ فَبَشَّرْنَاهُ

(4)

، فَلَمْ يَرْفَعْ بِهِ رَأْسَهُ كَأَنَّهُ قَدْ كَانَ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(5)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4671 -

حدثني أَبُو قُتَيْبَةَ سَلْمُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَدَمِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل هو فيما أعتقد من وضع ضرار، قال ابن معين: كذاب"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: كلا؛ فقد كذب ابن معين ضرار، ولعله واضعه"، واستنكره عليه ابن حبان في المجروحين.

(2)

طريق: "ابن أبي غرزة، عن عبيد الله" ساقط من التلخيص.

(3)

في (و) و (ك): "حتى يصلحها"، وفي التلخيص:"يخصفها".

(4)

في (ك): "وبشرناه".

(5)

إتحاف المهرة (5/ 216 - 5249)، ورجاء بن ربيعة أبو إسماعيل الزبيدي أخرج له مسلم دون البخاري.

ص: 40

عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عَمِّي أَبُو بَكْرٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الدَّهَّانُ، ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ

(1)

، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِذٍ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "يَا عَلِيُّ إِنَّ فِيكَ مِنْ عِيسَى عليه الصلاة والسلام مَثَلًا، أَبْغَضَهُ

(2)

الْيَهُودُ حَتَّى بَهَتُوا أُمَّهُ وَأَحَبَّتْهُ النَّصَارَى حَتَّى أَنْزَلُوهُ بِالْمَنْزِلَةِ الَّتي لَيْسَ بِهَا". قَالَ: وَقَالَ عَلِيٌّ: أَلَا وَإِنَّهُ يَهْلِكُ فِيَّ مُحِبٌّ مُطْرِي يُقَرِّظُنِي بِمَا لَيْسَ فِيَّ وَمُبْغِضٌ مُفْتَرٍ يَحْمِلُهُ شَنَآنِي عَلَى أَنْ يَبْهَتَنِي، أَلَا وَإِنِّي لَسْتُ بِنَبِيٍّ، وَلَا يُوحَى إِلَيَّ، وَلَكِنِّي أَعْمَلُ بِكِتَابِ اللهِ، وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا اسْتَطَعْتُ، فَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ مِنْ طَاعَةِ اللهِ تَعَالَى فَحَقٌّ عَلَيْكُمْ طَاعَتِي فِيمَا أَحْبَبْتُمْ أَوْ كَرِهْتُمْ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِمَعْصِيَةٍ أَنَا وَغَيْرِي فَلَا طَاعَةَ لِأَحَدٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ عز وجل إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ

(3)

.

صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(4)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4672 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى، ثَنَا أَبُو عِصْمَةَ سَهْلُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْبُخَارِيُّ، ثَنَا عَفَّانُ، وَسُلَيْمَانُ بْن حَرْبٍ قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي

(1)

في التلخيص و (ص): "حضيرة"، والحارث غال في تشيعه، وقال العقيلي:"له غير حديث منكر في الفضائل"، ويروي عن أبي صادق مسلم بن يزيد، وقيل: عبد الله بن ناجد.

(2)

في التلخيص: "أبغضته".

(3)

إتحاف المهرة (11/ 379 - 14239).

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: الحكم وهاه ابن معين".

ص: 41

الطُّفَيْلِ

(1)

، أَظُنُّهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا عَلِيُّ إِنَّ لَكَ كَنْزًا فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّكَ ذُو قَرْنَيْهَا، فَلا تُتْبِعَنَّ نَظْرَةً

(2)

نَظْرَةً، فَإِنَّ لَكَ الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ"

(3)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4673 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ثَنَا عَامِرُ بْنُ السِّبْطِ

(4)

، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَوْفٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَا عَلِيُّ، مَنْ فَارَقَنِي فَقَدْ فَارَقَ اللهَ، وَمَنْ فَارَقَكَ يَا عَلِيُّ، فَقَدْ فَارَقَنِي"

(5)

.

صحِيحُ الْإِسْنَادِ

(6)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4674 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذٍ، ثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ الرَّاسِبِيُّ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ

(7)

، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ،

(1)

سلمة بن أبي الطفيل عامر بن واثلة وثقه ابن حبان، وقال ابن خراش: مجهول، وروى البخاري حديثه في تاريخه من طريق حماد به، ثم رواه من طريق عبد الأعلى عن ابن إسحاق عمن سمع أبا الطفيل به، ثم قال:"ولا يصح".

(2)

في التلخيص: "النظرة".

(3)

إتحاف المهرة (11/ 463 - 14435).

(4)

في (م) و (و) و (ك) و (ص): "البسط"، وفي الإتحاف:"السمط"، قال المزي: "عامر بن السمط، ويقال: ابن السبط، والأول أصح، التميمي السعدي.

(5)

إتحاف المهرة (14/ 193 - 17618) وسيأتي برقم (4752).

(6)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل منكر"، وانظر حديث رقم (4666).

(7)

هو: جعفر بن إياس أبي وحشية اليشكري الواسطي.

ص: 42

وَعَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَرَبِ"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَفِي إِسْنَادِهِ عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ، وَأَرْجُو أَنَّهُ صَدُوقٌ

(2)

، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَحَكَمْتُ بِصِحَّتِهِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(3)

.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ:

4675 -

أخبرناه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَارِئُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُلْوَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ

(4)

، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ادْعُوا لِي سَيِّدَ الْعَرَبِ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَسْتَ سَيِّدَ الْعَرَبِ؟ فَقَالَ

(5)

: "أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَعَلِيٌّ سَيِّدِ الْعَرَبِ"

(6)

.

ولَهُ شَاهِدٌ آخَرُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ رضي الله عنه:

4676 -

حدثناه أبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أحْمَدَ

(7)

بْنِ مُوسَى الْقَاضِي الْخَازِنُ

(1)

إتحاف المهرة (16/ 1096 - 21688).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: أظن أنه هو الذي وضع هذا"، وقال في الميزان:"لا يعرف وأتى بخبر باطل".

(3)

في (و) و (ك): "الصحيحين"، وهي غير واضحة في (ز).

(4)

قوله: "عن أبيه" ساقطة من (و) و (ك) و (ص).

(5)

قوله: "فقال" ساقطة من (و) وفي (ص): "قال".

(6)

إتحاف المهرة (17/ 332 - 22345)، ثم قال:"قلت: والحسين ضعيف، وفي الإسناد خلل"، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: وضعه ابن علوان"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: ابن علوان كذاب"، وقال المصنف فيه في المدخل إلى الصحيح (1/ 158):"روى عن هشام بن عروة أحاديث أكثرها موضوعة".

(7)

قوله: "بن أحمد" ساقطة من (ك).

ص: 43

مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَالِكٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ، ثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ شَرِيكٍ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ مُوسَى الْوَجِيهِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ادْعُوا لِي سَيِّدَ الْعَرَبِ". فَقَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: أَلَسْتَ سَيِّدَ الْعَرَبِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: "أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَعَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَرَبِ"

(1)

.

4677 -

أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَفِيدُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي ثَابِتٍ مَوْلَى أَبِي ذَرٍّ

(2)

، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ رضي الله عنه يَوْمَ الْجَمَلِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ عَائِشَةَ وَاقِفَةً دَخَلَنِي بَعْضُ مَا يَدْخُلُ النَّاسَ، فَكَشَفَ اللهُ عَنِّي ذَلِكَ صَلَاةَ الظُّهْرِ، فَقَاتَلْتُ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا فَرَغَ ذَهَبْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَأَتَيْتُ أُمَّ سَلَمَةَ، فَقُلْتُ: إِنِّي وَاللهِ مَا جِئْتُ أَسْأَلُ طَعَامًا وَلَا شَرَابًا وَلَكِنِّي مَوْلًى لِأَبِي ذَرٍّ. فَقَالَ: مَرْحَبًا، فَقَصَصْتُ عَلَيْهَا قِصَّتِي

(3)

، فَقَالَتْ: أَيْنَ كُنْتَ حِينَ طَارَتِ الْقُلُوبُ مَطَائِرَهَا؟ قُلْتُ: إِلَى حَيْثُ كَشَفَ اللهُ ذَلِكَ عَنِّي عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ. قَالَتْ: أَحْسَنْتَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "عَلِيٌّ مَعَ الْقُرْآنِ، وَالْقُرْآنُ مَعَ عَلِيٍّ لَنْ يَتَفَرَّقَا

(1)

إتحاف المهرة (3/ 491 - 3546)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: عمر وضاع".

(2)

ذكره ابن منده في فتح الباب، وروى حديثه هذا الطبراني في الأوسط (5/ 135)، والصغير (2/ 28) من طريق صالح بن أبي الأسود عن هاشم به، فقال:"عن ثابت مولى أبي ذر".

(3)

في (و): "القصة".

ص: 44

حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَأَبُو سَعِيدٍ التَّيْمِيُّ هُوَ عُقَيْصَاءُ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4678 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، ثَنَا أَبُو عَتَّابٍ سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا الْمُخْتَارُ بْنُ نَافِعٍ التَّمِيمِيُّ، ثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ

(3)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "رَحِمَ اللهُ عَلِيًّا اللَّهُمَّ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ"

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(5)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4679 -

أخبرني أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَانِئٍ الْعَدْلُ

(6)

، ثَنَا

(1)

إتحاف المهرة (18/ 179 - 23520).

(2)

وذكره ابن حبان أيضًا في الثقات (4/ 219) و (5/ 286)، وعقيصاء بالتصغير: كرشة صغيرة مقرونة بالكرش الكبرى، وهي لقب لأبي سعيد دينار الكوفي الرافضي صاحب الكرش، وقد ضعفه ابن معين، وقال البخاري: يتكلمون فيه، وقال السعدي: غير ثقة، وقال أبو حاتم: هو لين، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال مرة: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك، وقال في المتروكين: روى عن علي مناكير، رماه أبو بكر بن عياش بالكذب، وضعفه العقيلي وابن عدي.

(3)

هو: يحيى بن سعيد بن حيان.

(4)

إتحاف المهرة (11/ 410 - 14317).

(5)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: كذا قال، ومختار ساقط، قال النسائي وغيره: ليس بثقة"، وقد تقدم طرف من حديثه في مناقب أبي بكر (4488) وقال المصنف هناك:"على شرط مسلم"!.

(6)

كذا في النسخ الخطية كلها والإتحاف، وهو تحريف، والصواب: محمد بن علي بن هانئ، فهو جزما: محمد بن الحسن بن علي بن بكر بن هانئ أبو الحسن النيسابوري العدل ابن بنت إبراهيم بن محمد بن هانئ، يروي عن الحسين بن الفضل البجلي.

ص: 45

الْحُسَيْنُ

(1)

بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، ثَنَا عَوْفٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ الْجَمَلِيِّ، قَالَ: سَمِعْت عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْطَانِي، وإِذَا سَكَتُ ابْتَدَأَنِي

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(3)

.

4680 -

أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَزَّارُ

(4)

بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا عَوْفٌ، عَنْ

(5)

مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كَانَتْ لِنَفَرٍ مِنْ أَصحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبْوَابٌ شَارِعَةٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ يَوْمًا:"سُدُّوا هَذِهِ الْأَبْوَابَ إِلَّا بَابَ عَلِيٍّ". قَالَ: فَتَكَلَّمَ فِي ذَلِكَ نَاسٌ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَمَرْتُ بِسَدِّ هَذِهِ الْأَبْوَابِ غَيْرَ بَابِ عَلِيٍّ، فَقَالَ فِيهِ قَائِلُكُمْ، وَاللهِ مَا سَدَدْتُ شَيْئًا وَلَا فَتَحْتُهُ، وَلَكِنِّي

(6)

أُمِرْتُ بِشَيْءٍ فَاتَّبَعْتُهُ"

(7)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4681 -

أخبرني الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْإِسْفَرَايينِيُّ، ثَنَا أَبُو

(1)

في (ك): "الحسن".

(2)

إتحاف المهرة (11/ 514 - 14540).

(3)

عبد الله بن عمرو بن هند لم يحتج به الشيخان، وروى حديثه هذا النسائي والترمذي وقال:"حسن غريب"، ولم يسمع من علي.

(4)

يعني: أبا بكر القطيعي، وانظر حديث رقم (4626).

(5)

في (و): "بن".

(6)

في (ز) و (م): "ولكن".

(7)

إتحاف المهرة (4/ 589 - 4700)، وميمون أبو عبد الله مولى عبد الرحمن بن سمرة ضعيف.

ص: 46

الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ

(1)

، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ

(2)

، ثَنَا أَبِي، أَخْبرَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: لَقَدْ أُعْطِيَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ثَلَاثَ خِصَالٍ لِأَنْ تَكُونَ فِيَّ خَصْلَةٌ مِنْهَا

(3)

أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْطَى حُمْرَ النَّعَمِ. قِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: تَزَوُّجُهُ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَسُكْنَاهُ الْمَسْجِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَحِلُّ لَهُ فِيهِ مَا يَحِلُّ لَهُ، وَالْرَايَةُ يَوْمَ خَيْبَرَ

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(5)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4682 -

حدثنا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا النُّفَيْلِيُّ

(6)

، ثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ.

قَالَ عُثْمَانُ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ

(7)

الْوَاسِطِيُّ، قَالَا: ثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَأَلْتُ قُثَمَ بْنَ الْعَبَّاسِ: كَيْفَ وَرِثَ عَلِيٌّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دُونَكُمْ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ كَانَ أَوَّلَنَا بِهِ لُحُوقًا، وَأَشَدَّنَا بِهِ لُزُوقًا

(8)

.

(1)

في (و) و (ك): "البزاز".

(2)

في (و): "الليثي" وأشار الناسخ في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى: "المديني".

(3)

قوله: "منها" ساقط من (ص).

(4)

إتحاف المهرة (12/ 413 - 15863).

(5)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل المديني عبد الله بن جعفر ضعيف".

(6)

هو: عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل الحراني، عن زهير بن معاوية الجعفي.

(7)

في (ك): "عوف".

(8)

إتحاف المهرة (12/ 701 - 16314).

ص: 47

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(1)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4683 -

سمعت قَاضِي الْقُضَاةَ أَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ صَالِحٍ الْهَاشِمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ الْقَاضِي

(2)

، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، يَقُولُ: وَذُكِرَ لَهُ قَوْلُ قُثَمَ هَذَا، فَقَالَ: إِنَّمَا يَرِثُ الْوَارِثُ بِالنَّسَبِ أَوْ بِالْوَلَاءِ، وَلَا خِلَافَ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ ابْنَ الْعَمِّ لَا يَرِثُ مَعَ الْعَمِّ، فَقَدْ ظَهَرَ

(1)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: هذا الحديث اختلف فيه على أبي إسحاق السبيعي اختلافا كثيرا؛ وأخرجه النسائي في خصائص علي - الكبرى (7/ 447) - من طريق: حسين بن [عياش] عن زهير فقال: عن أبي إسحاق قال: سأل عبد الرحمن قثم بن العباس: من أين ورث علي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إنه كان أولنا به لحوقا، وأشدنا لزوقا. وأخرجه الطبراني - (19/ 40) - عن طريق: المعافى بن سليمان عن زهير عن أبي إسحاق قال: قيل لقثم

فذكره، وقال أبو نعيم - (4/ 2356) -: رواه حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي عن زهير مثله. قال: وقيل: إن عبد الرحمن بن خالد هو الذي سأل قثما. وأخرجه ابن منده في "المعرفة" من طريق: عمرو بن ثابت عن أبي إسحاق عن إسماعيل بن أبي خالد قال: قلت لقثم: ما شأن علي كان له من رسول الله صلى الله عليه وسلم[ما] لم يكن للعباس؟ قال: كان

فذكر الحديث. قال ابن منده: رواه غيره عن أبي إسحاق، فلم يذكر إسماعيل. وروى زهير عن أبي إسحاق قال: سأل عبد الرحمن بن خالد قثم بن العباس: بأي شيء ورث؟

فذكره. وقال النسائي: أخبرني هلال بن العلاء ثنا أبي، ثنا عبيد الله هو ابن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن خالد بن قثم أنه قيل له: ما لعلي ورث رسول الله صلى الله عليه وسلم دون جدك وهو عمه؟ فقال ذلك. قلت: هذه الرواية غلط، فإن الزبير بن بكار لما ذكر أولاد العباس في كتاب "النسب"، قال: وقثم بن العباس ليس له عقب وقد أردفه رسول الله صلى الله عليه وسلم معه وهو راكب، واستعمله على المدينة، واستشهد بسمرقند، كان توجه إليها في زمن معاوية. وقد تقدم في ترجمة: أخيه تمام في حرف التاء - إتحاف (3/ 5) -".

(2)

هو: محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم.

ص: 48

بِهَذَا الْإِجْمَاعِ أَنَّ عَلِيًّا وَرِثَ الْعِلْمَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم دُونَهُمْ

(1)

.

وَبِصِحَّةِ مَا ذَكَرَهُ الْقَاضِي:

4684 -

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ

(2)

، ثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ، ثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ اللهَ يَقُولُ: {أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}

(3)

. وَاللهِ لَا نَنْقَلِبُ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللهُ، وَاللهِ لَئِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ لَأُقَاتِلَنَّ عَلَى مَا قَاتَلَ عَلَيْهِ حَتَّى أَمُوتَ، وَاللهِ إِنِّي لَأَخُوهُ، وَوَلِيُّهُ، وَابْنُ عَمِّهِ، وَوَارِثُ عِلْمِهِ، فَمَنْ أَحَقُّ بِهِ مِنِّي

(4)

.

4685 -

حدثناه أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ [سَلَمَةَ]

(5)

، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي خُطْبَةٍ خَطَبَهَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ:"لَأَقْتُلَنَّ الْعَمَالِقَةَ فِي كَتِيبَةٍ". فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام: أَوْ عَلِيٌّ. قَالَ: "أَوْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ"

(6)

.

(7)

(1)

لم نجده في الإتحاف.

(2)

هو: أحمد بن محمد بن نصر، أبو نصر اللباد النيسابوري الفقيه.

(3)

(آل عمران: آية 144).

(4)

إتحاف المهرة (11/ 511 - 14532) في مسند علي رضي الله عنه.

(5)

في النسخ الخطية كلها: "أسامة"، والمثبت من التلخيص والإتحاف.

(6)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: إسماعيل وأبوه متروكان"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: بل إسماعيل وأبوه تالفان".

(7)

إتحاف المهرة (8/ 35 - 8850).

ص: 49

4686 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْهَرَوِيُّ

(1)

بِالرَّمْلَةِ، ثَنَا أَبُو الصَّلْتِ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا، فَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ

(2)

فَلْيَأْتِ الْبَابَ".

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(3)

، وَلَمْ يخَرِّجَاهُ، وَأَبُو الصَّلْتِ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ

(4)

.

فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ فِي التَّارِيخِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ، يَقُولُ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، عَنْ أَبِي الصَّلْتِ الْهَرَوِيِّ، فَقَالَ: ثِقَةٌ فَقُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ: أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ؟ فَقَالَ: قَدْ حَدَّثَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْفَيْدِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ

(5)

.

سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ أَحْمَدَ بْنَ سَهْلٍ الْفَقِيهَ الْقَبَّانِيَّ إِمَامَ عَصْرِهِ بِبُخَارَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ

(6)

الْحَافِظَ، يَقُولُ: وَسُئِلَ عَنْ أَبِي الصَّلْتِ الْهَرَوِيِّ، فَقَالَ: دَخَلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَنَحْنُ مَعَهُ عَلَى أَبِي الصَّلْتِ

(1)

هو: محمد بن عبد الرحمن أبو عبد الله السامي الهروي، وكذا كان يسميه الطحاوي أحيانا:"محمد بن عبد الرحيم الهروي".

(2)

في (ز) و (م): "المدينة".

(3)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل موضوع".

(4)

وقال الذهبي في التلخيص: "قلت: لا والله لا ثقة ولا مأمون"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: كلا والله، بل رافضي غير ثقة، وإن وثقه ابن معين"، وقال المصنف في المدخل إلى الصحيح (1/ 197):"روى عن حماد بن زيد وأبي معاوية وعباد بن العوام وغيرهم أحاديث مناكير".

(5)

ورواه الخطيب في تاريخه (12/ 320) من طريق المصنف به، ولم نجده في المطبوع من تاريخ ابن معين رواية الدوري، وانظر التاريخ رواية ابن محرز (1/ 79) و (2/ 242).

(6)

في (و): "صالح بن حبيب بن محمد".

ص: 50

فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا خَرَجَ تَبِعْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا تَقُولُ رَحِمَكَ اللهُ فِي أَبِي الصَّلْتِ؟ فَقَالَ: هُوَ صَدُوقٌ. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ يَرْوِي حَدِيثَ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ، وَعَلِيٌّ بَابُهَا، فَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْيَأْتِهَا مِنْ بَابِهَا". فَقَالَ: قَدْ رَوَى هَذَا ذَاكَ الْفَيْدِيُّ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، كَمَا رَوَاهُ أَبُو الصَّلْتِ

(1)

.

4687 -

حدثنا بِصِحَّةِ مَا ذَكَرَهُ الْإِمَامُ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْقَنْطَرِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ

(2)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الضُّرَيْسِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْفَيْدِيُّ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا، فَمَنْ أَرَادَ الْمَدِينَةَ، فَلْيَأْتِ الْبَابَ". قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، حَدَّثَنَاهُ أَبُو الصَّلْتِ الْهَرَوِيُّ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ

(3)

.

قَالَ الْحَاكِمُ: لِيَعْلَمَ الْمُسْتَفِيدُ لِهَذَا الْعِلْمِ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ فَهْمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(4)

ثِقَةٌ مَأْمُونٌ حَافِظٌ، وَلِهَذَا الْحَدِيثِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ بَإِسْنَادٍ صَحِيحٍ:

4688 -

حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ الْإِمَامُ الشَّاشِيُّ الْقَفَّالُ بِبُخَارَى وَأَنَا سَأَلْتُهُ، حَدَّثَنِي النُّعْمَانُ بْنُ هَارُونَ الْبَلَدِيُّ بِبَلَدٍ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثَنَا

(1)

إتحاف المهرة (8/ 40 - 8865).

(2)

هو: الحسن بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم بن محرز، أبو علي البغدادي الحافظ.

(3)

إتحاف المهرة (8/ 40 - 8865).

(4)

كذا سماه، والصواب ما تقدم، وهو صاحب محمد بن سعد كاتب الواقدي.

ص: 51

أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ، وَعَلِيٌّ بَابُهَا، فَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْيَأْتِ الْبَابَ"

(1)

.

4689 -

حدثنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَبَّانِيُّ.

وَحَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْخَضِرِ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ.

وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُمَيَّةَ الْقُرَشِيُّ بِالسَّاوَةِ

(2)

، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ الْحُلْوَانِيُّ، قَالُوا: ثَنَا أَبُو الْأَزْهَرِ

(3)

.

وَقَدْ حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الْمُذَكِّر

(4)

، عَنْ أَبِي الْأَزْهَرِ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا

(1)

إتحاف المهرة (3/ 229 - 2898)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: العجب من الحاكم وجرأته في تصحيحه هذا وأمثاله من البواطيل، وأحمد هذا دجال كذاب"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: وتمامه: علي إمام البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله. قطعه الحاكم وصححه، قلت: فهذا كذب، وأحمد دجال"، وسيأتي برقم (4693)، وقال ابن عدي في أحمد: يضع الحديث وأخرج له هذا الحديث ثم قال: هذا حديث منكر موضوع لا أعلم رواه عن عبد الرزاق إلا أحمد بن عبد الله المؤدب"، واستنكره عليه أيضًا ابن حبان في المجروحين.

(2)

هو: محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أمية بن آدم بن مسلم أبو عبد الله، ويقال: أبو أحمد، القرشي الساوي.

(3)

هو: أحمد بن الأزهر بن منيع بن سليط النيسابوري. من رجال التهذيب.

(4)

في الإتحاف: "المزكي"، وهو: محمد بن علي بن عمر النيسابوري.

ص: 52

مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ

(1)

بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيَّ عَلِيٍّ، فَقَالَ:"يَا عَلِيُّ، أَنْتَ سَيِّدٌ فِي الدُّنْيَا، سَيِّدٌ فِي الْآخِرَةِ، حَبِيبُكَ حَبِيبِي، وَحَبِيبِي حَبِيبُ اللهِ، وَعَدُوُّكَ عَدُوِّي، وَعَدُوِّي عَدُوُّ اللهِ، وَالْوَيْلُ لِمَنْ أَبْغَضَكَ بَعْدِي".

صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(2)

، وَأَبُو الْأَزْهَرِ بِإِجْمَاعِهِمْ ثِقَةٌ

(3)

.

وَإِذَا تَفَرَّدَ الثِّقَةُ بِحَدِيثٍ فَهُوَ عَلَى أَصْلِهِمْ صَحِيحٌ.

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يَحْيَى الْحُلْوَانِيَّ يَقُولُ: لَمَّا وَرَدَ أَبُو الْأَزْهَرِ مِنْ صَنْعَاءَ وَذَاكَرَ أَهْلَ بَغْدَادَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْكَرَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ مَجْلِسِهِ، قَالَ فِي آخِرِ الْمَجْلِسِ: أَيْنَ هَذَا الْكَذَّابُ النَّيْسَابُورِيُّ الَّذِي يَذْكُرُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ هَذَا الْحَدِيثَ؟ فَقَامَ أَبُو

(1)

في (ك): "عن عبد الله".

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: هذا وإن كان رواته ثقات فهو منكر، ليس ببعيد من الوضع، وإلا لأي شيء حدث به عبد الرزاق سرا ولم يجسر أن يتفوه به لأحمد وابن معين والخلق الذين رحلوا إليه، وابن الأزهر ثقة ذكر أنه رافق عبد الرزاق من قرية له إلى صنعاء، قال فلما ودعته قال قد وجب حقك علي وأني أحدثك بحديث لم يسمعه مني غيرك فحدثني والله بهذا الحديث لفظا"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"هذا موضوع مع ثقة إسناده؛ كأنه أدخل على معمر، وإلا فلأي شيء كتمه عبد الرزاق وحدث به سرا لأبي الأزهر، وما جسر أن يرويه كل وقت مع كون إسناده كالشمس، ثم إنه يقول لأبي الأزهر: ما حدثت به غيرك"، وقال أبو حامد ابن الشرقي: هذا حديث باطل والسبب فيه أن معمرا كان له ابن أخ رافضي وكان معمر يمكنه من كتبه فأدخل عليه هذا الحديث، فسمعه عبد الرزاق في كتاب ابن أخي معمر" تاريخ بغداد (5/ 69).

(3)

في (و): "ثقة بإجماعهم".

ص: 53

الْأَزْهَرِ، فَقَالَ: هُوَ ذَا أَنَا. فَضَحِكَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ مِنْ قَوْلِهِ، وَقِيَامِهِ فِي الْمَجْلِسِ، فَقَرَّبَهُ وَأَدْنَاهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: كَيْفَ حَدَّثَكَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِهَذَا، وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ غَيْرَكَ؟ فَقَالَ: اعْلَمْ يَا أَبَا زَكَرِيَّا، أَنِّي قَدِمْتُ صَنْعَاءَ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ غَائِبٌ فِي قَرْيَةٍ لَهُ بَعِيدَةٍ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، وَأَنَا عَلِيلٌ، فَلَمَّا وَصَلْتُ إِلَيْهِ سَأَلَنِي عَنْ أَمْرِ خُرَاسَانَ، فَحَدَّثْتُهُ بِهَا، وَكَتَبْتُ عَنْهُ، وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ إِلَى صَنْعَاءَ، فَلَمَّا وَدَّعْتُهُ، قَالَ لِي: قَدْ وَجَبَ عَلَيَّ حَقُّكَ، فَأَنَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنِّي غَيْرُكَ، فَحَدَّثَنِي وَاللهِ بِهَذَا الْحَدِيثِ، لَفْظًا فَصَدَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ

(1)

.

4690 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبُرُلُّسِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(2)

، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، ثَنَا بَسَّامٌ الصَّيْرَفِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: "مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَكَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَاكَ فَقَدْ عَصَانِي"

(3)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4691 -

حدثنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْأَسْلَمِيُّ، ثَنَا عَمَّارُ بْنُ

(1)

إتحاف المهرة (7/ 387 - 8036).

(2)

يعني: أبا عبد الله البخاري الإمام، عن يحيى بن يعلى الأسلمي الشيعي الضعيف.

(3)

إتحاف المهرة (14/ 193 - 17617)، وقد تقدم برقم (4666).

ص: 54

رُزَيْقٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مُطَرِّفٍ

(1)

، عَنْ زيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَحْيَى حَيَاتِي، وَيَمُوتَ مَوْتَتِي

(2)

، وَيَسْكُنَ جَنَّةَ الْخُلْدِ الَّتِي وَعَدَنِي رَبِّي، فَلْيَتَوَلَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَإِنَّهُ لَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ هُدًى، وَلَنْ يُدْخِلَكُمْ فِي ضَلَالَةٍ"

(3)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(4)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4692 -

حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَافِظُ بِهَمَذَانَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَسَوِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ الْكَاهِلِيُّ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: مَا كُنَّا نَعْرِفُ الْمُنَافِقِينَ إِلَّا بِتَكْذِيبِهِمُ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَالتَّخَلُّفِ عَنِ الصَّلَوَاتِ، وَالْبُغْضِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

(5)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ

(6)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4693 -

حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ الْإِمَامُ الشَّاشِيُّ بِبُخَارَى، ثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ هَارُونَ الْبَلَدِيُّ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ،

(1)

في (ك): "بن أبي مطرف"، وزياد لم يوثق.

(2)

في (ز) و (م): "موتي".

(3)

إتحاف المهرة (4/ 574 - 4677).

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: أنى له الصحة، والقاسم متروك، وشيخه ضعيف، واللفظ ركيك؛ فهو للوضع أقرب".

(5)

إتحاف المهرة (4/ 219 - 17663).

(6)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل إسحاق متهم بالكذب"، وقال ابن عدي: يضع الحديث، وأبو عبد الله الجدلي عبد بن عبد ثقة شيعي ولم يخرج له مسلم.

ص: 55

ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَهُوَ آخِذٌ بِضَبْعِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ رضي الله عنه وَهُوَ يَقُولُ: "هَذَا أَمِيرُ الْبَرَرَةِ، وَقَاتِلُ الْفَجَرَةِ، مَنْصُورٌ مَنْ نَصَرَهُ، وَمَخْذُولٌ مَنْ خَذَلَهُ". ثُمَّ مَدَّ بِهَا صَوْتَهُ

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4694 -

حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَانَ التِّرْمِذِيُّ، ثَنَا سُرَيْجُ

(3)

بْنُ يُونُسَ، ثَنَا أَبُو حَفْصٍ اْلأَبَّارُ

(4)

، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَتْ فَاطِمَةُ رضي الله عنها: يَا رَسُولَ اللهِ، زَوَّجْتَنِي مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ فَقِيرٌ لَا مَالَ لَهُ. فَقَالَ:"يَا فَاطِمَةُ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنَّ اللهَ عز وجل اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، فَاخْتَارَ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبُوكِ، وَالْآخَرُ بَعْلَكِ"

(5)

.

(1)

إتحاف المهرة (3/ 229 - 2899).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل والله موضوع، وأحمد كذاب، فما أجهلك على سعة معرفتك"، وقد تقدم طرف منه (4688) بهذا الإسناد فانظره.

(3)

في (م) و (ص) والتلخيص: "شريح".

(4)

هو: عمر بن عبد الرحمن بن قيس. من رجال التهذيب.

(5)

إتحاف المهرة (14/ 613 - 18342)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: بل موضوع على سريج"، وقال في الميزان في ترجمة محمد بن أحمد بن سفيان:"روى عن سريج بن يونس حديثا موضوعا هو المتهم به".

ثم ذكر الذهبي في التلخيص حديثا غير موجود في جميع النسخ ولا في الإتحاف فقال: "أبو الصلت عبد السلام بن صالح ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن أبي نجيح عن مجاهد =

ص: 56

4695 -

أخبرنا أَبُو عَمْرِو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ابْنِ السَّمَّاكِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْحَارِثِيُّ، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْأَشْقَرُ، ثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَسَدِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ:{إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}

(1)

. قَالَ عَلِيٌّ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمُنْذِرُ، وَأَنَا الْهَادِي

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(3)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4696 -

حدثنا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُكْرَمٍ الْقَاضِي، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثَنَا حُسَيْنٌ الْأَشْقَرُ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ مُخَوَّلٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ

= عن ابن عباس قالت فاطمة: زوجتني من عائل لا مال له، فذكر نحوه، خ م - يعني: قال الحاكم: على شرط البخاري ومسلم - قلت: - الذهبي -: والآخر كذب"، زاد ابن الملقن في مختصر الاستدراك (3/ 1429): "فيه أبو الصلت عبد السلام: كذاب"، وقال الذهبي في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم: "قلت: بل موضوع على سريج رحمه الله، وسرقه أبو الصلت ولصقه بعبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس"، نقول: وقد رواه المصنف في فضائل فاطمة الزهراء (ص 99) عن علي بن حمشاذ العدل ومحمد بن أحمد بن بالويه وأحمد بن يعقوب الثقفي، قالوا: ثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري، ثنا عبد السلام بن صالح به، وكذا رواه الطبراني في الكبير (11/ 94) عن الحسن بن علي المعمري به.

(1)

(الرعد: آية 7).

(2)

إتحاف المهرة (11/ 466 - 14443).

(3)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل كذب قبح الله واضعه"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: هذا من وضع الأشقر"، وعباد الأسدي قال البخاري: فيه نظر، وانظر حديثه المتقدم برقم (4634).

ص: 57

إِذَا غَضِبَ لَمْ يَجْتَرِئْ أَحَدٌ مِنَّا يُكَلِّمُهُ غَيْرَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4697 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْعَوَّامِ الرِّيَاحِيُّ، ثَنَا أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ الْأَنْصَارِيُّ

(3)

، ثَنَا عَوْفٌ، عَنْ

(4)

أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِسَلْمَانَ

(5)

: مَا أَشَدَّ حُبُّكَ لِعَلِيٍّ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ أَحَبَّ عَلِيًّا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَ عَلِيًّا فَقَدْ أَبْغَضَنِي"

(6)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4698 -

حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، ثَنَا شَرِيكٌ.

وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ الْإِيَادِيِّ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ

(7)

، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ

(1)

إتحاف المهرة (18/ 164 - 23499).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: الأشقر وثق وقد اتهمه ابن عدي، وجعفر تكلم فيه".

(3)

ذكر الحافظ مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال (5/ 258) أن المصنف لما أخرج له بهذا الإسناد قال فيه: "كان عالما بالنحو واللغة ثقة ثبتا"، وهذا غير موجود في النسخ ولا في التلخيص، وسيأتي له حديث بإسناد آخر برقم (4892)، ولم يخرج له الشيخان.

(4)

في (و) و (م): "بن".

(5)

في (و): "يا سلمان" وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى: "لسلمان".

(6)

إتحاف المهرة (5/ 559 - 5936).

(7)

هو: عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي.

ص: 58

تَعَالَى أَمَرَنِي بِحُبِّ أَرْبَعَةٍ مِنْ أَصْحَابِي، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ". قَالَ: قُلْنَا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ وَكُلُّنَا

(1)

نُحِبُّ أَنْ نَكُونَ مِنْهُمْ. فَقَالَ: "أَلَا إِنَّ عَلِيًّا مِنْهُمْ". ثُمَّ سَكَتَ، ثُمَّ قَالَ:"أَمَا إِنَّ عَلِيًّا مِنْهُمْ". ثُمَّ سَكَتَ

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ

(3)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4699 -

حدثني

(4)

أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ

(5)

، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الصَّفَّارُ وَحُمَيْدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ الزَّيَّاتُ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَبِي طَيْبَةَ [ثَنَا أَبِي]

(6)

، ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُدِّمَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرْخٌ مَشْوِيٌّ، فَقَالَ:"اللَّهُمُ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِي مِنْ هَذَا الطَّيْرِ". قَالَ: فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ. فَجَاءَ عَلِيٌّ رضي الله عنه، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَاجَةٍ.

(1)

في (و): "وكنا".

(2)

إتحاف المهرة (2/ 578 - 2301).

(3)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ما خرج مسلم لأبي ربيعة"، نقول: واسمه عمر بن ربيعة، قال الدارمي عن ابن معين: كوفي ثقة، وحسن له الترمذي، وقال أبو حاتم: منكر الحديث.

(4)

في (ك): "حدثنا".

(5)

هو: الحسين بن علي بن يزيد بن داود النيسابوري.

(6)

ما بين المعقوفين ساقط من النسخ كلها والتلخيص والإتحاف، والمثبت من ميزان الاعتدال ولسان الميزان (6/ 533) حكاية عن المصنف، وكذا رواه الطبراني في الأوسط (6/ 335) عن محمد بن أبي غسان الفرائضي، حدثني أبي أحمد بن عياض بن أبي طيبة به.

ص: 59

ثُمَّ جَاءَ، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَاجَةٍ. ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"افْتَحْ". فَدَخَلَ، فَقَالَ:"مَا حَبَسَكَ عَلَيَّ". فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ آخِرَ ثَلَاثِ كَرَّاتٍ يَرُدَّنِي أَنَسٌ يَزْعُمُ إِنَّكَ عَلَى حَاجَةٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، سَمِعْتُ دُعَاءَكَ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ:"إِنَّ الرَّجُلَ قَدْ يُحِبُّ قَوْمَهُ"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ أَنَسٍ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ زِيَادَةٌ عَلَى ثَلَاثِينَ نَفْسًا، ثُمَّ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَنْ عَلِيٍّ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَسَفِينَةَ، وَفِي حَدِيثِ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسٍ زِيَادَةُ

(3)

أَلْفَاظٍ كَمَا:

(1)

إتحاف المهرة (2/ 378 - 1935).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ابن عياض لا أعرفه ولقد كنت زمانا طويلا أظن أن حديث الطير لم يجسر الحاكم أن يودعه في مستدركه فلما علقت هذا الكتاب رأيت الهول من الموضوعات التي فيه وإذا حديث الطير بالنسبة إليها سماء"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: حتى يصح أن يحيى بن حسان رواه"، وقال في الميزان: "الكل ثقات إلا هذا - يعني محمد بن أحمد بن عياض - فأنا أتهمه به، ثم ظهر لي أنه صدوق، روى عنه الطبراني وعلي بن محمد الواعظ ومحمد بن جعفر الرافقي وحميد بن يونس الزيات وعدة .... وكان رأسا في الفرائض

فأما أبوه فلا أعرفه" ورد عليه الحافظ في اللسان فقال: "قلت: ذكره ابن يونس في تاريخ مصر قال: أحمد بن عياض بن عبد الملك بن نصير المفرض مولى جنب من مراد يكنى أبا غسان يروي عن يحيى بن حسان مات سنة 237، هكذا ذكره، ولم يذكر فيه جرحا، ثم أسند له حديثا فقال: حدثنا المعافى بن عمر بن حفص المرادي حدثنا أبو غسان أحمد بن عياض الجنبي حدثنا يحيى بن حسان عن سليمان بن بلاد عن يحيى بن سعيد عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يلام الرجل على حب قومه) وهذا طرف من حديث الطير".

(3)

في (و) و (ك) و (ص): "زيادات".

ص: 60

4700 -

حدثنا بِهِ

(1)

الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ [الْحَسَنِ]

(2)

بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ

(3)

بْنِ [عُقْبَةَ]

(4)

بْنِ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ

(5)

بِالْكُوفَةِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَامِرِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ دُبَيْسٍ.

وَحَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، قَالَا: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ ثَابِتٍ الْبَصْرِيُّ

(6)

الْقَصَّارُ

(7)

، ثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه كَانَ شَاكِيًا، فَأَتَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ يَعُودُهُ فِي أَصْحَابٍ لَهُ، فَجَرَى الْحَدِيثُ حَتَّى ذَكَرُوا عَلِيًّا رضي الله عنه فَتَنَقَّصَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، فَقَالَ أَنَسٌ: مَنْ هذَا؟ أَقْعِدُونِي، فَأَقْعَدُوهُ،

(1)

في (ص): "حدثناه".

(2)

في النسخ الخطية كلها: "الحسين" والمثبت كما في سائر أسانيد المصنف، وهو الصواب.

(3)

قوله: "بن إسماعيل بن محمد بن الفضل" كذا في النسخ، وغلبة الظن أنه مقحم، ولم يرد اسم هذا الراوي بهذه الزيادة في موضع غير هذا، سواء في الأسانيد أو في مصادر ترجمته، وقد أورد المصنف في أحد أسانيده ما يدل على أن هذه الزيادة مقحمة، وذلك قوله في حديث رقم (7348):"حدثني أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسن بن عقبة بن خالد السكوني بالكوفة، حدثني أبي، عن أبيه الحسن بن عقبة، عن أبيه عقبة بن خالد"، فهذا يدل على أنه لا زيادة في اسمه عما ورد في هذا السند، والله أعلم.

(4)

في النسخ الخطية كلها: "علية" والمثبت كما في سائر أسانيد المصنف، وهو الصواب.

(5)

في (و) و (ص): "السكري".

(6)

في (ص): "النضري".

(7)

كذا، وسماه العقيلي: إبراهيم بن باب، وروى حديثه عن موسى بن إسحاق الأنصاري عن مشكدانه عبد الله بن عمر به.

ص: 61

فَقَالَ: يَا ابْنَ الْحَجَّاجِ، أَلَا أَرَاكَ تَنْقُصُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِالْحَقِّ، لَقَدْ كُنْتُ خَادِمَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْهِ، وَكَانَ كُلَّ يَوْمٍ يَخْدُمُ بَيْنَ يَدَي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غُلَامٌ مِنْ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، فَكَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمِي، فَجَاءَتْ أُمُّ أَيْمَنَ مَوْلَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِطَيْرٍ، فَوَضَعَتْهُ بَيْنَ يَدَي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا أُمَّ أَيْمَنَ، مَا هَذَا الطَّائِرُ؟ ". قَالَتْ

(1)

: هَذَا الطَّائِرُ أَصَبْتُهُ فَصَنَعْتُهُ لَكَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ جِئْنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ وَإِلَيَّ يَأْكُلُ مَعِي مِنْ هَذَا الطَّائِرِ

(2)

". فَضَرَبَ

(3)

الْبَابَ، فَقَالَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا

(4)

أَنَسُ، انْظُرْ مَنْ عَلَى الْبَابِ". قُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ. فَذَهَبْتُ فَإِذَا عَلِيٌّ بِالْبَابِ، قُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَاجَةٍ. فَجِئْتُ حَتَّى قُمْتُ مَقَامِي، فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ ضَرَبَ الْبَابَ، فَقَالَ:"يَا أَنَسُ، انْظُرْ مَنْ عَلَى الْبَابِ". فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ. فَذَهَبْتُ فَإِذَا عَلِيٌّ بِالْبَابِ، قُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم علَى حَاجَةٍ. فَجِئْتُ حَتَّى قُمْتُ مَقَامِي، فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ ضرَبَ الْبَابَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا أَنَسُ اذْهَبْ فَأَدْخِلْهُ، فَلَسْتَ بِأَوَّلِ رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمَهُ لَيْسَ هُوَ مِنَ الْأَنْصَارِ". فَذَهَبْتُ فَأَدْخَلْتُهُ، فَقَالَ:"يَا أَنَسُ قَرِّبْ إِلَيْهِ الطَّيْرَ". قَالَ: فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَكَلَا جَمِيعًا، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ: يَا أَنَسُ، كَانَ هَذَا بِمَحْضرٍ مِنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ:

(1)

في التلخيص: "قال".

(2)

في (و) و (ك) و (ص) والتلخيص: "الطير".

(3)

في (و) و (ص) و (ك) والتلخيص: "وضرب".

(4)

قوله: "يا" ساقط من (و) و (ص).

ص: 62

أُعْطِي بِاللهِ

(1)

عَهْدًا أَلَّا أَنْتَقِصَ عَلِيًّا بَعْدَ مَقَامِي هَذَا، وَلَا أَسْمَعُ

(2)

أَحَدًا يَنْتَقِصُهُ إِلَّا أَشَنْتُ

(3)

لَهُ وَجْهَهُ

(4)

.

4701 -

أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْقَطِيعِيُّ بِبَغْدَادَ مِنْ أَصلِ كِتَابِهِ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، ثَنَا أَبُو بَلْجٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، إِذْ أَتَاهُ تِسْعَةُ رَهْطٍ، فَقَالُوا: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، إِمَّا أَنْ تَقُومَ مَعَنَا، وَإِمَّا أَنْ تَخْلُوَ بِنَا مِنْ بَيْنِ هَؤُلَاءِ. قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَلْ أَنَا أَقُومُ مَعَكُمْ. قَالَ: وَهُوَ يَوْمَئِذٍ صَحِيحٌ قَبْلَ أَنْ يَعْمَى، قَالَ: فَابْتَدَءُوا فَتَحَدَّثُوا فَلَا نَدْرِي مَا قَالُوا، قَالَ: فَجَاءَ يَنْفُضُ ثَوْبَهُ وَيَقُولُ: أُفٍّ وَتُفٍّ، وَقَعُوا فِي رَجُلٍ لَهُ بِضْعَ عَشْرَةَ

(5)

فَضَائِلَ لَيْسَتْ لِأَحَدٍ غَيْرَهُ، وَقَعُوا فِي رَجُلٍ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَأَبْعَثَنَّ رَجُلًا لَا يُخْزِيهِ اللهُ أَبَدًا، يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ". فَاسْتَشْرَفَ لَهَا

(1)

في (ك) و (ص) والتلخيص: "الله".

(2)

في (ك): "يسمع".

(3)

في (ص): "أسبت".

(4)

إتحاف المهرة (1/ 440 - 395)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: إبراهيم بن ثابت ساقط"، وقال في الميزان:"وما ذا بعمده ولا أعرف حاله جيدا"، وقال في إبراهيم بن باب:"واه لا يكاد يعرف، وقال في المغني: "تالف لا أدري لم سكتوا عن تضعيفه"، وقال العقيلي: "ليس لهذا الحديث من حديث ثابت أصل، وقد تابع هذا الشيخ معلى بن عبد الرحمن ورواه عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس

ومعلى عندهم يكذب، ولم يأت به ثقة عن حماد بن سلمة، ولا عن ثقة عن ثابت، وهذا الباب الرواية فيها لين وضعف، لا أعلم فيه شيئا ثابتا وهكذا قال محمد بن إسماعيل البخاري".

(5)

في النسخ الخطية كلها والإتحاف: "عشر" والمثبت من التلخيص.

ص: 63

مُسْتَشْرِفٌ، فَقَالَ:"أَيْنَ عَلِيٌّ؟ ". فَقَالُوا: إِنَّهُ فِي الرَّحَى يَطْحَنُ. قَالَ: وَمَا كَانَ أَحَدُهُمْ لِيَطْحَنَ. قَالَ: فَجَاءَ وَهُوَ أَرْمَدُ لَا يَكَادُ أَنْ يُبْصِرَ. قَالَ: فَنَفَثَ فِي عَيْنَيْهِ، ثُمَّ هَزَّ الرَّايَةَ ثَلَاثًا فَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ، فَجَاءَ عَلِيٌّ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فُلَانًا بِسُورَةِ التَّوْبَةِ، فَبَعَثَ عَلِيًّا خَلْفَهُ فَأَخَذَهَا مِنْهُ وَقَالَ:"لَا يَذْهَبُ بِهَا إِلَّا رَجُلٌ هُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ". قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لبَنِي عَمِّهِ: "أَيُكُمْ يُوَالِينِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟ ". قَالَ: وَعَلِيٌّ جَالِسٌ مَعَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَقْبَلَ عَلَى رَجُلٍ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَقَالَ:"أَيُّكُمْ يُوَالِينِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟ ". فَأَبَوْا، فَقَالَ لِعَلِيٍّ:"أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ". قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَكَانَ عَلِيٌّ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ خَدِيجَةَ رضي الله عنها. قَالَ: وَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَوْبَهُ، فَوَضَعَهُ عَلَى عَلِيٍّ، وَفَاطِمَةَ، وَحَسَنٍ، وَحُسَيْنٍ، وَقَالَ:{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}

(1)

. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَشَرَى عَلِيٌّ نَفْسَهُ، فَلَبِسَ ثَوْبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ نَامَ مَكَانَهُ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَرْمُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه وَعَلِيٌّ نَائِمٌ، قَالَ: وَأَبُو بَكْرٍ يَحْسَبُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدِ انْطَلَقَ نَحْوَ بِئْرِ مَيْمُونٍ فَأَدْرِكْهُ. قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ فَدَخَلَ مَعَهُ الْغَارَ. قَالَ: وَجَعَلَ عَلِيٌّ رضي الله عنه يُرْمَى بِالْحِجَارَةِ كَمَا كَانَ يُرْمَى نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَتَضَوَّرُ، وَقَدْ لَفَّ رَأْسَهُ فِي الثَّوْبِ لَا يُخْرِجُهُ حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ كَشَفَ عَنْ رَأْسِهِ، فَقَالُوا: إِنَّكَ لَلَئِيمٌ، وَكَانَ صَاحِبُكَ لَا يَتَضَوَّرُ وَنَحْنُ نَرْمِيهِ، وَأَنْتَ تَتَضَوَّرُ، وَقَدِ اسْتَنْكَرْنَا ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ

(1)

(الأحزاب: آية 33).

ص: 64

صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَخَرَجَ بِالنَّاسِ مَعَهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَخْرُجُ مَعَكَ؟ قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا". فَبَكَى عَلِيٌّ، فَقَالَ لَهُ:"أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ، إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ أَذْهَبَ إِلَّا وَأَنْتَ خَلِيفَتِي". قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي وَمُؤْمِنَةٍ". قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ

(1)

: وَسَدَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبْوَابَ الْمَسْجِدِ غَيْرَ بَابِ عَلِيٍّ، فَكَانَ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ جُنُبًا، وَهُوَ طَرِيقُهُ لَيْسَ لَهُ طَرِيقٌ غَيْرُهُ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كُنْت مَوْلَاهُ، فَإِنَّ مَوْلَاهُ عَلِيٌّ". قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَقَدْ أَخْبَرَنَا اللهُ عز وجل فِي الْقُرْآنِ إِنَّهُ رَضِيَ عَنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ، فَهَلْ أَخْبَرَنَا أَنَّهُ سَخِطَ عَلَيْهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ؟. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَقَالَ

(2)

نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ رضي الله عنه حِينَ قَالَ: ائْذَنْ لِي فَأَضْرِبْ عُنُقَهُ. قَالَ: "وَكُنْتَ فَاعِلًا؟ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ قَدِ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ"

(3)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ وَقَدْ:

حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الْأَوْحَدُ أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْدِيُّ رضي الله عنه، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرُويَهْ الْقَزْوِينِيُّ الْقَطَّانُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيُّ يَقُولُ: كَانَ يُعْجِبُهُمْ أَنْ يَجِدُوا الْفَضَائِلَ مِنْ رِوَايَةِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ

(1)

زاد في (ك): "وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم".

(2)

في (ص): "فقال".

(3)

إتحاف المهرة (7/ 660 - 8710)، وفي حاشية التلخيص:"منكر جدا"، وهو في المسند (5/ 178)، وأبو بلج يحيى بن أبي سليم الفزاري قال البخاري فيه نظر، واستغرب حديثه الترمذي، واستنكره عليه ابن عدي، وسيأتي مختصرا برقم (4704).

ص: 65

رضي الله عنه

(1)

.

4702 -

حدثنا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ

(2)

، عَنْ أَبِي صالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ لِي وَلِأَبِي بَكْرٍ: "عَنْ يَمِينِ أَحَدِكُمَا جِبْرِيلُ، وَالْآخَرُ مِيكَائِيلُ، وَإِسْرَافِيلُ مَلَكٌ عَظِيمٌ يَشْهَدُ الْقِتَالَ وَيَكُونُ فِي الصَّفِّ"

(3)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلمْ يُخَرِّجَاهُ.

4703 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، ثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ

(4)

، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ أَبُو

(5)

طُوَالَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَعِيدٍ

(6)

، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: شَكَا عَلِيِّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ فِينَا خَطِيبًا، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَشْكُوا عَلِيًّا، فَوَاللهِ إِنَّهُ

(1)

لم نجده في الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 414 - 1).

(2)

هو: محمد بن عبيد الله بن سعيد الثقفي الأعور، عن أبي صالح عبد الرحمن بن قيس.

(3)

إتحاف المهرة (11/ 684 - 14865) وقد تقدم برقم (4477).

(4)

في (ص): "عن عثمان بن إسحاق"!.

(5)

في (و) و (ص): "بن".

(6)

كذا قال المصنف رحمه الله، وصوابها:"زوج أبي سعيد"، كما في مصادر الترجمة والتخريج، وفي مسند أحمد (18/ 337) أصل رواية المصنف:"عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة وكانت عند أبي سعيد الخدري"، وكذا ترجم لها ابن حجر في الإتحاف فقال:"زينب أخت أبي إسحاق بن كعب بن عجرة عن زوجها أبي سعيد"، وسليمان وثقه أبو زرعة وابن حبان.

ص: 66

لِأُخَيْشِنٌ فِي ذَاتِ اللهِ وَفِي سَبِيلِ اللهِ"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4704 -

حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ التُّسْتَرِيُّ، ثَنَا كَثِيرُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَيُّكُمْ" يَتَوَلَّانِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟ ". فَقَالَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ: "أَتَتَوَلَّانِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟ ". فَقَالَ: لَا. حَتَّى مَرَّ عَلَى أَكْثَرِهِمْ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَتَوَلَّاكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. فَقَالَ: "أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4705 -

أخبرني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ أَقْضَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

(3)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4706 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، عَن عَلِيِّ بْنِ حَزَوَّرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَرْيَمَ الثَّقَفِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رضي الله عنه، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ

(1)

إتحاف المهرة (5/ 503 - 5856).

(2)

إتحاف المهرة (7/ 660 - 8710)، وقد تقدم قريبا (4701) مطولا فانظره.

(3)

إتحاف المهرة (10/ 373 - 12961).

ص: 67

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِعَلِيٍّ: "يَا عَلِيُّ، طُوبَى لِمَنْ أَحَبَّكَ وَصَدَّقَ فِيكَ، وَوَيْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وَكَذَّبَ فِيكَ"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4707 -

حدثني عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ

(3)

قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَجُلٌ شَابٌّ، وَأَنَّهُ يَرِدُ عَلَيَّ مِنَ الْقَضَاءِ مَا لَا عِلْمَ لِي بِهِ. قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي، وَقَالَ:"اللَّهُمَّ ثَبِّتْ لِسَانَهُ، وَاهْدِ قَلْبَهُ". فَمَا شَكَكْتُ فِي الْقَضَاءِ أَوْ فِي قَضَاءٍ بَعْدُ

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(5)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4708 -

أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْخَلِيلِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ

(1)

إتحاف المهرة (11/ 734 - 14951).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل سعيد وعلي متروكان"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: بل سعيد وعلي متروكان، والله يغفر لأحمد، أنا أتعجب منه كيف روى هذا؟! والله أعلم"، نقول: ليس في المسند، وإنما أخرجه في فضائل الصحابة (2/ 680)، وأبو مريم الثقفي اسمه قيس وثقه ابن حبان وقال البرقاني عن الدارقطني: مجهول متروك"، وانظر حديث رقم (4309).

(3)

هو: سعيد بن فيروز الطائي، عن علي مرسل.

(4)

إتحاف المهرة (11/ 404 - 14297).

(5)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: أخرجا لرجاله، إلا أن أبا البختري، عن علي منقطع".

ص: 68

جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَيُخْبِرُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَى عَلِيًّا رضي الله عنه ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَخْتَصِمُونَ فِي وَلَدٍ وَقَعُوا عَلَى امْرَأَةٍ فِي طُهْرٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ: لِاثْنَيْنِ طِيبَا نَفْسًا بِهَذَا الْوَلَدِ. ثُمَّ قَالَ: أَنْتُمْ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ، إِنِّي مُقْرِعٌ بَيْنَكُمْ، فَمَنْ قُرِعَ فَلَهُ الْوَلَدُ، وَعَلَيْهِ ثُلُثَا الدِّيَةِ لِصَاحِبَيْهِ

(1)

. فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فَقُرِعَ أَحَدُهُمْ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ الْوَلَدَ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ أَوْ قَالَ: أَضْرَاسُهُ

(2)

.

4709 -

حدثناه عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا الْأَجْلَحُ بِهَذَا وَزَادَ فِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَا أَعْلَمُ فِيهَا إِلَّا مَا قَالَ عَلِيٌّ".

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدْ زَادَ الْحَدِيثُ تَأْكِيدًا بِرِوَايَةِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَقَدْ تَابَعَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ الْأَجْلَحَ فِي رِوَايَتِهِ

(3)

.

4710 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا زَائِدَةُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْد اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: مَشَيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى امْرَأَةٍ فَذَبَحَتْ لَنَا شَاةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لَيَدْخُلَنَّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ". فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، ثُمَّ قَالَ:"لَيَدْخُلَنَّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ". فَدَخَلَ عُمَرُ

(1)

في (و): "لصاحبه".

(2)

إتحاف المهرة (4/ 579 - 4684).

(3)

إتحاف المهرة (4/ 579 - 4684)، وعبد الله بن الخليل وثقه ابن حبان، وقال البخاري "لا يتابع على حديثه"، وقد تقدم هذا الحديث في الطلاق (2863) وسيأتي في الأحكام (7255).

ص: 69

رضي الله عنه، ثُمَّ قَالَ:"لَيَدْخُلَنَّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَاجْعَلْهُ عَلِيًّا". قَالَ: فَدَخَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4711 -

حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عُبَيْدُ بْنُ حَاتِمٍ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُؤَدِّبُ، ثَنَا سَيْفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنِ الْأَغَرِّ

(2)

، عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُكُمْ وَارِدًا عَلَيَّ الْحَوْضَ، أَوَّلُكُمْ إِسْلَامًا؛ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ"

(3)

.

4712 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْن جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ

(4)

، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

(5)

.

(1)

إتحاف المهرة (3/ 216 - 2864).

(2)

كذا، ولم نعرفه، وسيف بن محمد كذبوه، ورواه عبد الرحمن بن قيس أبو معاوية الزعفراني وقد كُذِّب أيضًا، عن الثوري به فلم يذكر بين أبي صادق مسلم بن يزيد وسلمان أحدا، أخرجه ابن عدي (5/ 475) وقال عقبه:"ورواه مع أبي معاوية سيف بن محمد ابن أخت الثوري وسيف لعله أشر من أبي معاوية الزعفراني"، ورواه قيس بن الربيع الأسدي عند ابن أبي شيبة (17/ 125) و (19/ 577) عن سلمة عن أبي صادق عن عُليم عن سلمان به، وكذا رواه يحيى بن يمان عن الثوري، وعليم وثقه ابن حبان، وفي الحديث اضطراب.

(3)

إتحاف المهرة (5/ 559 - 5937)، وقال:"قلت: لم يتكلم عليه، وسيف متروك".

(4)

هو: طلحة بن يزيد الأنصاري الأيلي. من رجال التهذيب.

(5)

إتحاف المهرة (4/ 577 - 4681).

ص: 70

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَإِنَّمَا الْخِلَافُ فِي هَذَا الْحَرْفِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه كَانَ أَوَّلُ الرِّجَالِ الْبَالِغِينَ إِسْلَامًا، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ تَقَدَّمَ إِسْلَامُهُ قَبْلَ الْبُلُوغِ.

4713 -

أخبرني أَبُو بَكْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْفَقِيةُ بِالرَّيِّ، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثَنَا كَثِيرُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ

(1)

، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ

(2)

، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ يَقُولُ: ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رضي الله عنه؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ رضي الله عنها، فَقَالَ: "إِنِّي وَإِيَّاكِ وَهَذَا النَّائِمُ

(3)

- يَعْنِي عَلِيًّا - وَهُمَا - يَعْنِي الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ - لَفِي مَكَانٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4714 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا سَيَّارُ

(5)

بْنُ حَاتِمٍ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مَنْ كَانَ حَامِلَ رَايَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيَّ، وَقَالَ: كَأَنَّكَ رَخِيُّ الْبَالِ. فَغَضِبْتُ وَشَكَوْتُهُ إِلَى إِخْوَانِهِ مِنَ الْقُرَّاءِ، فَقُلْتُ: أَلَا تَعْجَبُونَ مِنْ سَعِيدٍ؟ أَنِّي سَأَلْتُهُ مَنْ كَانَ حَامِلَ رَايَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ إِلَيَّ، وَقَالَ: إِنَّكَ لَرَخِيُّ الْبَالِ. قَالُوا: إِنَّكَ

(1)

في الإتحاف: "داود بن عوف".

(2)

ويقال: ابن زياد مولى بني هاشم، وثقه العجلي وابن حبان. من رجال التهذيب.

(3)

في (و) و (ص): "القائم".

(4)

إتحاف المهرة (5/ 263 - 5370).

(5)

في (و) و (ك) و (ص): "شيبان".

ص: 71

سَأَلْتُهُ وَهُوَ خَائِفٌ مِنَ الْحَجَّاجِ، وَقَدْ لَاذَ بِالْبَيْتِ فَسَلْهُ الْآنَ. فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: كَانَ حَامِلَهَا عَلِيٌّ رضي الله عنه. هَكَذَا سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلِهَذَا الْحَدِيثِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ زَنْفَلَ

(2)

الْعَرَفِيِّ، وَفِيهِ طُولٌ فَلَمْ أُخَرِّجْهُ.

4715 -

حدثنا أَبُو بَكرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ

(3)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَيٍّ، عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ الْإِيَادِيِّ

(4)

، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اشْتَاقَتِ الْجَنَّةُ إِلَى ثَلَاثَةٍ؛ عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَسَلْمَانَ"

(5)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4716 -

حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ بِنَيْسَابُورَ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا عُقْبَةُ بْنُ قَبِيصَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى

(6)

رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "سَأَلْتُ رَبِّي عز وجل أَنْ لَا أُزَوِّجَ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي، وَلَا أَتَزَوَّجُ

(1)

إتحاف المهرة (7/ 165 - 7540)، وهو في فضائل الصحابة (2/ 680).

(2)

في (ص): "زبيد العرفي"، وهو زنفل بن شداد، ويقال ابن عبد الله المكي، نزل عرفة، وهو ضعيف.

(3)

هو: أبو عمر الكوفي. من رجال التهذيب.

(4)

اسمه: عمر بن ربيعة وثقه ابن معين، وأخرج له الترمذي هذا الحديث من طريق الحسن بن صالح بن صالح بن حي عنه به وقال حسن غريب، وقال أبو حاتم: منكر الحديث.

(5)

إتحاف المهرة (1/ 594 - 838).

(6)

هو: عبد الله. من رجال التهذيب.

ص: 72

إِلَّا كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ فَأَعْطَانِي"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4717 -

حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ الْعُقَيْلِيُّ، أَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ الرَّازِيُّ، ثَنَا هِلَالُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أُوحِيَ إِلَيَّ فِي عَلِيٍّ ثَلَاثٌ؛ أَنَّهُ سَيِّدُ الْمُؤْمِنِيْنَ

(3)

، وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ، وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ"

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(5)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4718 -

أخبرني عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى السَّبِيعِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَكَمِ الْحِبَرِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَشْقَرُ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ الْهِلَالِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ يَسَارٍ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: حَجَجْنَا فَمَرَرْنَا عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بِالْمَدِينَةِ، وَمَعَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ، فَقِيلَ لِلْحَسَنِ: إِنَّ هَذَا مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ السَّبَّابُ لِعَلِيٍّ، فَقَالَ: عَلَيَّ بِهِ. فَأُتِيَ بِهِ، فَقَالَ: أَنْتَ السَّبَّابُّ لِعَلِيٍّ؟ فَقَالَ: مَا فَعَلْتُ. فَقَالَ: وَاللهِ إِنْ لَقِيتَهُ، وَمَا أَحْسَبُكَ

(1)

إتحاف المهرة (6/ 518 - 6911).

(2)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: عمار ضعيف جدا"، وقال فيه المصنف في المدخل إلى الصحيح (1/ 203):"روى عن إسماعيل بن أبي خالد والثوري المناكير".

(3)

في التلخيص: "المسلمين".

(4)

إتحاف المهرة (1/ 344 - 234).

(5)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: أحسبه موضوعا وعمرو وشيخه متروكان". وقال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: بل هو ضعيف جدا، ومنقطع أيضًا"، نقول: وفي إسناده اضطراب كبير انظره في الموضح للخطيب (1/ 182).

ص: 73

تَلَقَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَتَجِدَهُ قَائِمًا عَلَى حَوْضِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذُودُ عَنْهُ رَايَاتِ الْمُنَافِقِينَ، بِيَدِهِ عَصًا مِنْ عَوْسَجٍ. حَدَّثَنِيهِ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4719 -

أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا إِسْرَائِيلُ.

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ يَحْيَى وَالسَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ النَّضْرِ

(3)

، قَالُوا: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ

(4)

، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا عَلِيُّ، أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، إِنْ قُلْتَهُنَّ غُفِرَ لَكَ عَلَى أَنَّهُ مَغْفُورٌ لَكَ: لَا إِلَهَ إِلَا اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"

(5)

.

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

(1)

إتحاف المهرة (4/ 297 - 4278).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل منكر واه، فيه غير واحد من الضعفاء"، نقول: سعيد بن خثيم وإن وثق فهو شيعي قال فيه ابن عدي أحاديثه ليست بمحفوظه، وقال الأزدي: كوفي منكر الحديث، والوليد بن يسار ذكره ابن ماكولا ولم يذكر فيه جرحا، وعلي بن أبي طلحة لم نجد له ترجمة.

(3)

في الإتحاف: "محمد بن أحمد بن النضر".

(4)

هو: أحمد بن عبد الله بن يونس. من رجال التهذيب.

(5)

إتحاف المهرة (11/ 542 - 14586).

ص: 74

4720 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ - قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ

(1)

مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ - قَالَ: ثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ [أُمِّ مُوسَى]

(2)

، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: وَالَّذِي أَحْلِفُ بِهِ، إِنْ كَانَ عَلِيٌّ لَأَقْرَبَ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عُدْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَدَاةً، وَهُوَ يَقُولُ:"جَاءَ عَلِيٌّ، جَاءَ عَلِيٌّ". مِرَارًا، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ رضي الله عنها: كَأَنَّكَ بَعَثْتَهُ فِي حَاجَةٍ. قَالَتْ: فَجَاءَ بَعْدُ. قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ حَاجَةً، فَخَرَجْنَا مِنَ الْبَيْتِ فَقَعَدْنَا عِندَ الْبَابِ، وَكُنْتُ مِنْ أَدْنَاهُمْ إِلَى الْبَابِ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعَلَ يُسَارِرُهُ وَيُنَاجِيهِ، ثُمَّ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ، فَكَانَ عَلِيٌّ أَقْرَبَ النَّاسِ عَهْدًا

(3)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4721 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَدِينِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، قَالَا: ثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ عَمِيرَةَ، أَخْبَرَنِي مَيْمُونٌ الْكُرْدِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم آخِذٌ بِيَدِي وَنَحْنُ

(1)

قوله: "عبد الله بن" ساقط من (و) و (ك).

(2)

في النسخ الخطية كلها: "أبي موسى"، والمثبت من الإتحاف، ومن أصل الرواية في مسند أحمد (44/ 190)، وأصلها في مصنف ابن أبي شيبة (6/ 365)، وهي: أم موسى سرية علي بن أبي طالب، قيل: اسمها حبيبة، وقيل: اسمها فاختة، وثقها العجلي، وقال الدارقطني: حديثها مستقيم، يخرج اعتبارا، وهي من رواة التهذيب.

(3)

إتحاف المهرة (18/ 226 - 23599).

ص: 75

فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ، إِذْ مَرَرْنَا بِحَدِيقَةٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَحْسَنَهَا مِنْ حَدِيقَةٍ. قَالَ:"لَكَ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْهَا"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4722 -

حدثني دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْبَصْرِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ، ثَنَا نَاصِحُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُحَلِّمِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه يَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ، وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما، فتَحَوَّلَا حَتَّى جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا أُرَاهُ إِلَّا هَالِكٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهُ لَنْ يَمُوتَ إِلَّا مَقْتُولًا، وَلَنْ يَمُوتَ حَتَّى يُمْلَأَ غَيْظًا"

(2)

.

(3)

4723 -

حدثنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ

(4)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَتَّابِ بْنِ ثَعْلَبَةَ

(5)

، حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ فِي خِلَافَةِ

(1)

إتحاف المهرة (11/ 549 - 14604).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: إسناده واه"، وناصح المحلمي رافضي منكر الحديث.

(3)

إتحاف المهرة (2/ 142 - 1412).

(4)

في (و) و (ك): "العمري".

(5)

قال الذهبي في الميزان: "عداده في التابعين روى عنه أبو زيد الأحول حديث قتال الناكثين والإسناد مظلم والمتن منكر"، نقول: أبو زيد هو: ثابت بن يزيد البصري ثقة، وسلمة بن الفضل الأبرش عنده مناكير، ومحمد بن حميد الرازي على حفظه فيه ضعف.

ص: 76

عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ بِقِتَالِ النَّاكِثِينَ، وَالْقَاسِطِينَ، وَالْمَارِقِينَ

(1)

.

4724 -

حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي فَاطِمَةَ

(2)

، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: "تُقَاتِلُ النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ، وَالْمَارِقِينَ بِالطُّرُقَاتِ، وَالنَّهْرَوَانَاتِ، وَبِالشَّعَفَاتِ". قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَعَ مَنْ تُقَاتِلُ هَؤُلَاءِ الْأَقْوَامَ؟ قَالَ:"مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ"

(3)

.

4725 -

حدثنا أَبُو حَفْصٍ

(4)

عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُمَحِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا هُشَيْمٌ

(5)

، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْأَوْدِيِّ

(6)

، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ مِمَّا عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ الْأُمَّةَ سَتَغْدِرُ بِي بَعْدَهُ

(7)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

(1)

إتحاف المهرة (4/ 373 - 4392).

(2)

هو: علي بن الحزور، شيعي غال متروك. من رجال التهذيب.

(3)

إتحاف المهرة (4/ 353 - 4359)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: لم يصح، وساقه الحاكم بإسنادين مختلفين إلى أبي أيوب ضعيفين".

(4)

في (ك) و (ص): "أبو جعفر".

(5)

في (ك): "هشام".

(6)

هو: إِبراهيم بن أَبي حديد، وقيل: ابن حديد، أَبو إِدريس الأودي.

(7)

إتحاف المهرة (11/ 666 - 14836).

ص: 77

4726 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيةُ بِبُخَارَى، ثَنَا سَهْلُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ

(1)

، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ: "أَمَا إِنَّكَ سَتَلْقَى بَعْدِي جَهْدًا". قَالَ: فِي سَلَامَةٍ مِنْ دِينِي؟ قَالَ: "فِي سَلَامَةٍ مِنْ دِينِكَ"

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4727 -

حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا أَبُو مُسْلِمٍ

(3)

، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: أتَانِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ، وَقَدْ وَضَعْتُ رِجْلِي فِي الْغَرْزِ، وَأَنَا أُرِيدُ الْعِرَاقَ، فَقَالَ: لَا تَأْتِ الْعِرَاقَ، فَإِنَّكَ إِنْ أَتَيْتَهُ أَصَابَكَ بِهِ ذُبَابُ السَّيْفِ. قَالَ عَلِيٌّ: وَايْمُ اللهِ لَقَدْ قَالَهَا لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَكَ. قَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: تَااللهِ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ رَجُلَ مُحَارِبٍ يُحَدِّثُ النَّاسَ بمِثْلِ هَذَا

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(5)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4728 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرِ بْنِ بَرِّيٍّ، ثَنَا أَبِي.

(1)

هو: يحيى بن سعيد بن حيان. من رجال التهذيب.

(2)

إتحاف المهرة (7/ 165 - 7541).

(3)

في الإتحاف: "أنا مسلم"، هو: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي البصري.

(4)

إتحاف المهرة (11/ 430 - 14354)، و (6/ 683 - 7192).

(5)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ابن بشار ذو مناكير وابن أعين غير مرضي"، تفرد به عبد الملك بن أعين وهو شيعي.

ص: 78

وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرِ بْنِ بَرِّيٍّ، ثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خُثَيْمٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خُثَيْمٍ أَبِي

(1)

يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَعَلِيٌّ رَفِيقَيْنِ فِي غَزْوَةِ ذِي

(2)

الْعُشَيْرَةِ

(3)

، فَلَمَّا نَزَلَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَقَامَ بِهَا، رَأَيْنَا نَاسًا مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ يَعْمَلُونَ فِي عَيْنٍ لَهمْ فِي نَخْلٍ، فَقَالَ لِي

(4)

عَلِيٌّ: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ، هَلْ لَكَ أَنْ

(5)

تَأْتِيَ هَؤُلَاءِ فَنَنْظُرَ كَيْفَ يَعْمَلُونَ؟ فَجِئْنَاهُمْ، فَنَظَرْنَا إِلَى عَمَلِهِمْ سَاعَةً، ثُمَّ غَشِيَنَا النَّوْمُ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَعَلِيٌّ فَاضْطَجَعْنَا فِي صُورٍ مِنَ النَّخْلِ فِي دَقْعَاءَ مِنَ التُّرَابِ، فَنِمْنَا فَوَاللهِ مَا أَيْقَظَنَا إِلَّا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحَرِّكُنَا بِرِجْلِهِ، وَقَدْ تَتَرَّبْنَا مِنْ تِلْكَ الدَّقْعَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا أَبَا تُرَابٍ". لِمَا يَرَى عَلَيْهِ مِنَ التُّرَابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَلَا أُحَدِّثُكُمَا بِأَشْقَى النَّاسِ رَجُلَيْنِ؟ ". قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: "أُحَيْمِرُ ثَمُودَ الَّذِي عَقَرَ النَّاقَةَ، وَالَّذِي يَضْرِبُكَ يَا عَلِيُّ عَلَى هَذِهِ - يَعْنِي قَرْنَهُ - حَتَّى تُبَلَّ مِنَ الدَّمِ". يَعْنِي لِحْيَتَهُ

(6)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ

(7)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ الزِّيَادَةِ، إِنَّمَا

(1)

في (و) و (ك): "ابن يزيد".

(2)

في (ص) و (و): "ذات".

(3)

في (و) و (ك) و (ص): "العسيرة".

(4)

في (و) و (ص) و (ك): "له".

(5)

في (و) و (ك) و (ص): "لك في أن".

(6)

إتحاف المهرة (11/ 740 - 14967).

(7)

لم يخرج مسلم لمحمد بن خثيم المحاربي، ولا لابنه يزيد، وقال البخاري: "وهذا =

ص: 79

اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: قُمْ أَبَا تُرَابٍ.

4729 -

حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جُرَيِّ

(2)

بْنِ كُلَيْبٍ

(3)

الْعَامِرِيِّ

(4)

قَالَ: لَمَّا سَارَ عَلِيٌّ إِلَى صِفِّينَ كَرِهْتُ الْقِتَالَ، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَدَخَلْتُ عَلَى مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، فَقَالَتْ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. قَالَتْ: مِنْ أَيِّهِمْ؟ قُلْت: مِنْ بَنِي عَامِرٍ. قَالَتْ: رُحْبًا

(5)

عَلَى رُحْبٍ، وَقُرْبًا عَلَى قُرْبٍ، مَجِيءٌ مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: سَارَ عَلِيٌّ إِلَى صِفِّينَ وَكَرِهْتُ الْقِتَالَ، فَجِئْنَا إِلَى هَهُنَا. قَالَتْ: أَكُنْتَ بَايَعْتَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَتْ: فَارْجِعْ إِلَيْهِ، فَكُنْ مَعَهُ، فَوَاللهِ مَا ضَلَّ، وَلَا ضُلَّ بِهِ

(6)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(7)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

= إسناد لا يعرف سماع يزيد من محمد ولا محمد بن كعب من ابن خثيم ولا ابن خثيم من عمار".

(1)

في (و) و (ص): "ثنا".

(2)

في (و) و (ك): "جوي".

(3)

في (ز) و (م): "كريب".

(4)

هو: النهدي الكوفي على تفرقة المزي تبعا لأبي داود بينه وبين السدوسي البصري صاحب قتادة، وجمع بينهما البخاري وأبو حاتم وابن حبان، ورواه الطبراني (24/ 9) من حديث يوسف بن إسحاق السبيعي عن جده فقال: عن جري بن سمرة به، وجري بن سمرة ذكره ابن حبان في الثقات.

(5)

في (ك): "مرحبا".

(6)

إتحاف المهرة (18/ 76 - 2361).

(7)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: على شرط البخاري ومسلم"، نقول: لم يحتج الشيخان بجري.

ص: 80

4730 -

حدثنا دَعْلَجُ بْنُ أحْمَدَ السِّجْزِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجُعْفِيُّ

(1)

، ثَنَا

(2)

عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الْعِجْلِيُّ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "النَّظَرُ إِلَى عَلِيٍّ عِبَادَةٌ"

(3)

.

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ

(4)

، وَشَوَاهِدُهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ صَحِيحَةٌ:

4731 -

حدثناه عَبْدُ البَاقِي بْنُ قَانِعٍ الحَافِظُ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ مُقَاتِلِ بْنِ صَالِحٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُتْبَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ

(5)

، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ عَلِيٍّ عِبَادَةٌ"

(6)

.

(7)

(1)

هو: إبراهيم بن إسحاق أبو إسحاق الصيني الكوفي، فهو الذي يروي عن: عبد الله بن عبد ربه العجلي، كما في المجالس العشرة للحسن الخلال (ص 21)، وهو متروك الحديث، والعجلي هذا لم ندر من هو.

(2)

في (و): "ثنا علي بن العزيز" مقحمة بين إبراهيم وعبد الله.

(3)

إتحاف المهرة (12/ 31 - 15028).

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ذا موضوع".

(5)

وقيل: اسمه عبد الله بن سالم، أبو محمد الكوفي القزاز المفلوج. من رجال التهذيب.

(6)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: وهذا موضوع"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: بئس الشاهد والمشهود له، كلاهما موضوع، وصالح كذاب جبل" نقول: اشتبه عليه بصالح بن أبي مقاتل أحمد البغدادي قال الحاكم عن الدارقطني متروك، وقال السلمي عنه: كذاب، أما صالح بن مقاتل هذا فقال فيه الحاكم عن الدارقطني ليس بالقوي، وضعفه البيهقي.

(7)

إتحاف المهرة (10/ 390 - 13001).

ص: 81

تَابَعَهُ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ:

4732 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى الْغَازِيُّ

(1)

، ثَنَا الْمُسَيِّبُ بْنُ زُهَيْرٍ الضَّبِّيُّ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ

(2)

، ثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ عَلِيٍّ عِبَادَةٌ"

(3)

.

4733 -

حدثنا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ الْمُعَدِّلَانِ، قَالَا: ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا مُعَلَّى

(4)

بْنُ أَسَدٍ، ثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه خَطَبَ إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه أُمَّ كُلْثُومٍ، فَقَالَ: أَنْكِحْنِيهَا. فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنِّي أَرْصُدُهَا لِابْنِ أَخِي عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ. فَقَالَ عُمَرُ: أَنْكِحْنِيهَا، فَوَاللهِ مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ يَرْصُدُ مِنْ أَمْرِهَا مَا أَرْصُدُهُ. فَأَنْكَحَهُ عَلِيٌّ، فَأَتَى عُمَرُ الْمُهَاجِرِينَ، فَقَالَ: أَلَا تُهَنُّونَنِي؟ فَقَالُوا: بِمَنْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: بِأُمِّ كُلْثُومَ بِنْتِ عَلِيٍّ وَابْنَةِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "كُلُّ نَسَبٍ وَسَبَبٍ يَنْقَطِعُ

(5)

(1)

كذ في النسخ، وإنما هو: محمد بن أحمد بن محمد أبو بكر بن أبي الحسين الغازي النيسابوري، قال الحاكم:"حدث بأحاديث لم يتابع عليها، ولم يكن بالمحمود عند أصحابنا"، كما في لسان الميزان (6/ 510).

(2)

هو: عاصم بن علي بن عاصم الواسطي، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود.

(3)

إتحاف المهرة (10/ 390 - 13001).

(4)

في (ك): "يعلى".

(5)

في (ك): "منقطع".

ص: 82

يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ سَبَبِي وَنَسَبِي". فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَسَبٌ وَسَبَبٌ

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4734 -

حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ

(3)

، أَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هَيَّاجٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَرْحَبِيُّ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَيَّانُ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "عَهْدٌ مَعْهُودٌ أَنَّ الْأُمَّةَ سَتَغْدِرُ بِكَ بَعْدِي وَأَنْتَ تَعِيشُ عَلَى مِلَّتِي وَتُقْتَلُ عَلَى سُنَّتِي، مَنْ أَحَبَّكَ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَبْغَضَكَ أَبْغَضَنِي، وَإِنَّ هَذِهِ سَتُخْضَبُ مِنْ هَذَا". يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ رَأْسِهِ

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4735 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، قَالَا: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، قَالَا: ثَنَا

(1)

إتحاف المهرة (12/ 339 - 15716).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: منقطع"، وقال ابن الملقن في مختصر استدراك الذهبي عقبه (3/ 1534):"أخرجه الحاكم بعد ذلك بأوراق في ترجمة فاطمة رضي الله عنها من حديث المسور بن مخرمة مرفوعا - (4800) -: إن الأنساب تنقطع يوم القيامة، غير نسبي، وسببي، وصهري، ثم قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي عليه".

(3)

هو: الحسين بن علي بن يزيد بن داود النيسابوري.

(4)

إتحاف المهرة (11/ 296 - 14043)، ذكره ابن حجر في مسند أبان الأسدي عن علي، وهو خطأ، وأبان بن إسحاق متأخر، إنما هو: حيان بن حصين أبو الهياج الأسدي يروي عن علي.

ص: 83

عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا النُّعْمَانُ

(1)

بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنْ وَلَّيْتُمُوهَا أَبَا بَكْرٍ فَزَاهِدٌ فِي الدُّنْيَا، رَاغِبٌ فِي الْآخِرَةِ، وَفِي جِسْمِهِ ضَعْفٌ، وَإِنْ وَلَّيْتُمُوهَا عُمَرَ فَقَوِيُّ أَمِينٌ، لَا يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَإِنْ وَلَّيْتُمُوهَا عَلِيًّا فَهَادٍ مُهْتَدٍ، يُقِيمُكُمْ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

* * *

(1)

في الإتحاف: "عثمان" خطأ.

(2)

إتحاف المهرة (4/ 255 - 4215)، وتقدم برقم (4481) والذي بعده.

ص: 84

‌ذِكْرُ مَقْتَلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه بِأَصَحِّ الْأَسَانِيدِ عَلَى سَبِيلِ الِاخْتِصَارِ

4736 -

حدثني أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الذُّهْلِيُّ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الْحَافِظُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ

(1)

، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: قَدِمَ عَلَى عَلِيٍّ وَفْدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَفِيهِمْ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ يُقَالُ لَهُ: الْجَعْدُ بْنُ نَعْجَةَ

(2)

، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: اتَّقِ اللهَ يَا عَلِيُّ، فَإِنَّكَ مَيِّتٌ. فَقَالَ عَلِيٌّ: لَا، وَلَكِنْ مَقْتُولٌ

(3)

، ضَرْبَةً عَلَى هَذِه تُخَضِّبُ هَذِهِ. قَالَ: وَأَشَارَ عَلِيٌّ إِلَى رَأْسِهِ

(4)

وَلِحْيَتِهِ بِيَدِهِ قَضَاءٌ مَقْضِيٌّ، وَعَهْدٌ مَعْهُودٌ، وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى. ثُمَّ عَابَ عَلِيًّا فِي لِبَاسِهِ، فَقَالَ

(5)

: لَوْ لَبِسْتَ لِبَاسًا خَيْرًا مِنْ هَذَا. فَقَالَ: إِنَّ لِبَاسِي هَذَا أَبْعَدُ لِي مِنَ الْكِبْرِ، وَأَجْدَرُ أَنْ يَقْتَدِيَ بِي الْمُسْلِمُونَ

(6)

.

4737 -

حدثني الْأُسْتَاذُ أَبُو الْوَلِيدِ

(7)

، ثَنَا

(8)

الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا

(1)

هو عثمان بن المغيرة الثقفي الأعشى.

(2)

في الإتحاف: "بعجة".

(3)

في (و) و (ك) و (ص): "فقال له علي ولكن مقتول".

(4)

في (و) و (ك) و (ص): "وأشار على رأسه".

(5)

في (و) و (ص): "فقال له".

(6)

إتحاف المهرة (11/ 394 - 14275).

(7)

هو: حسان بن محمد الفقيه.

(8)

أداة التحديث ساقطة من (ز) و (م).

ص: 85

سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ قَالَ: قَالَ أَبِي: حَدَّثَنَا الْحُرَيْثُ بْنُ مُخَشَّى

(1)

؛ أَنَّ عَلِيًّا قُتِلَ صَبِيحَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ. قَالَ: فَسَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ، وَهُوَ يَخْطُبُ وَذَكَرَ مَنَاقِبَ عَلِيٍّ، فَقَالَ: قُتِلَ لَيْلَةَ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ، وَلَيْلَةَ أُسْرِيَ بِعِيسَى، وَلَيْلَةَ قُبِضَ مُوسَى. قَالَ: وَصَلَّى عَلَيْهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما السلام

(2)

.

4738 -

وحدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الرَّبِيعِ الْأَنْصارِيُّ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ، عَنْ مَوْلًى لِعَلِيٍّ أَنَّ الْحَسَنَ صلَّى عَلَى عَلِيٍّ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا

(3)

.

4739 -

فحدثني أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ

(4)

بْنُ مُحَمَّدٍ النَّخَعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي

(5)

، ثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ، ثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: كَانَ

(1)

ضبطه الدارقطني وابن ماكولا بتشديد الشين من غير ياء، وكذا هو في تاريخي البخاري والجرح والتعديل، وقال الذهبي في المشتبه: بياء خفيفة والشين ثقيلة"، وقال الحافظ في تبصير المنتبه: "بتخفيف الياء وقد تحذف"، ووثقه ابن حبان وذكره هو وابن سعد بياء خفيفة.

(2)

إتحاف المهرة (4/ 298 - 4280) وساق متن هذا الحديث بإسناد الحديث التالي!.

(3)

إتحاف المهرة (4/ 298 - 4280) لم يورد متن هذا الخبر، وإنما ساق إسناده بمتن الخبر المتقدم!، وأبو روح وعلي بن الربيع لم نعرفهما.

(4)

في (و) و (ك) و (ص): "وأحمد"، وهو أحمد بن محمد بن رميح بن وكيع أبو سعيد النخعي.

(5)

قوله: "حدثني أبي" ساقطة من (و) و (ك) و (ص) والإتحاف، وهو محمد بن إدريس الرازي الإمام يروي عن عمرو بن حماد بن طلحة القناد.

ص: 86

عَبْدُ الرَّحْمَنِ

(1)

بْنُ مُلْجَمٍ الْمُرَادِيُّ عَشِقَ امْرَأَةً مِنَ الْخَوَارِجِ مِنْ تَيْمِ الرَّبَابِ يُقَالُ لَهَا: قَطَامٌ، فَنَكَحَهَا، وَأَصْدَقَهَا ثَلَاثَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَقَتَلَ عَلِيٍّ رضي الله عنه. وَفِي ذَلِكَ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

فَلَمْ

(2)

أَرَ مَهْرًا سَاقَهُ ذُو سَمَاحَةٍ

كَمَهْرِ قَطَامٍ بَيِّنًا غَيْرَ مُعْجَمِ

ثَلَاثَةُ آلافٍ وَعَبْدٌ وَقَيْنَةٌ

وَضَرْبُ عَلِيٍّ بِالْحُسَامِ الْمُصَمَّمِ

فَلَا مَهْرَ أَغْلَى مِنْ عَلِيٍّ وَإِنْ غَلَا

وَلَا فَتْكَ إِلَّا دُونَ فَتْكِ ابْنِ مُلْجَمِ

(3)

4740 -

أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا ضَرَبَ ابْنُ مُلْجَمٍ عَلِيًّا تِلْكَ الضَّرْبَةَ أَوْصَى فَقَالَ: قَدْ ضَرَبَنِي، فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِ، وَأَلْينُوا لَهُ فِرَاشَهُ، فَإِنْ أَعِشْ فَهَضْمٌ أَوْ قِصَاصٌ، وَإِنْ مِتُّ فَعَاجِلُوهُ، فَإِنِّي مُخَاصِمُهُ عِنْدَ رَبِّي عز وجل

(4)

.

4741 -

حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ، ثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِي [تِحْيَى]

(5)

، قَالَ: لَمَّا جَاءُوا بِابْنِ مُلْجَمٍ إِلَى عَلِيٍّ قَالَ: اصْنَعُوا بِهِ مَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ جُعِلَ لَهُ عَلَى أَنْ يَقْتُلَهُ، فَأَمَرَ أَنْ يُقْتَلَ وَيُحَرَّقَ بِالنَّارِ

(6)

.

(1)

في التلخيص: "عبد الله".

(2)

في (ص): "ولم".

(3)

إتحاف المهرة (18/ 444 - 23893).

(4)

إتحاف المهرة (11/ 451 - 14408).

(5)

في النسخ الخطية كلها: "يحيى"، والمثبت من التلخيص والإتحاف، وهو: حكيم بن سعد. من رجال التهذيب.

(6)

إتحاف المهرة (11/ 671 - 14843)، وعمران بن ظبيان شيعي ضعيف.

ص: 87

4742 -

فأخبرني أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ الْإِمَامُ، حَدَّثَنَا رَافِعُ بْنُ حَرْبٍ اللَّيْثِيُّ

(1)

، ثَنَا حَكِيمُ بْنُ زَيْدٍ

(2)

، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ قَاتِلَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يُحَرَّقُ بِالنَّارِ فِي أَصْحَابِ الرَّمَاحِ

(3)

.

4743 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ بَالُويَهْ الْعَفْصِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا نُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ أَسْمَاءَ الْأَنْصَارِيَّةَ قَالَتْ: مَا رُفِعَ حَجَرٌ بِإِيلِيَاءَ

(4)

لَيْلَةَ قُتِلَ عَلِيٍّ إِلَّا وَوُجِدَ تَحْتَهُ دَمٌ عَبِيطٌ

(5)

.

(6)

قَالَ الْحَاكِمُ: قَدِ اخْتَلَفَتِ الرِّوَايَاتُ فِي مَبْلَغِ سِنِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حِينَ قُتِلَ.

4744 -

فحدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، قَالَا: أَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا جَعْفَرُ بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ

(1)

كذا في النسخ الخطية كلها والإتحاف، وهو تصحيف أو نسبة لجد بعيد، وإنما هو رافع بن أشرس المروزي، فهو الذي يروي عنه أحمد بن سيار كما في حديث رقم (4937)، وكما في الكنى للدولابي (2/ 547) و (3/ 954)، وتاريخ دمشق (66/ 306)، وهو الذي يروي عن حكيم بن زيد كما نص على ذلك ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 482)، والله أعلم.

(2)

قال الأزدي: "فيه نظر"، وقال أبو حاتم:"صالح هو شيخ".

(3)

إتحاف المهرة (19/ 327 - 24941).

(4)

في (و) و (ك): "بإليل".

(5)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: نوح كذاب"، وأسماء لا ندري من هي، وقد تقدم عن الزهري مرسلا (4641) فانظره لزاما.

(6)

إتحاف المهرة (19/ 682 - 25506).

ص: 88

قَالَ: قُتِلَ عَلِيٌّ رضي الله عنه وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ

(1)

.

4745 -

وحدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ فِي السَّنَّةِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا حِينَ دَخَلَتْ إِحْدَى وَثَمَانِينَ قَالَ: هَذِهِ لِي خَمْسٌ وَسِتُّونَ جَاوَزْتُ سِنَّ أَبِي، مَاتَ أَبِي وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَمَاتَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ

(2)

.

قَالَ الْحَاكِمُ: فَأَمَّا مُدَّةُ خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنه فَعَلَى مَا حَكَمَ بِهِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم.

4746 -

حدثنا

(3)

أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ بِمِصْرَ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ ثَلَاثُونَ سَنَةً".

قَالَ سَعِيدٌ: أَمْسِكْ أَبُو بَكْرٍ سَنَتَيْنِ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَشْرَ سِنِينَ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً

(4)

، وَعَلِيٌّ سِتَّ سِنِينَ

(5)

.

(1)

إتحاف المهرة (19/ 453 - 25208).

(2)

إتحاف المهرة (19/ 458 - 15217)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: فيه الواقدي".

(3)

في (و) و (ك): "أخبرنا".

(4)

قوله: "سنة" غير موجود في (و).

(5)

إتحاف المهرة (5/ 545 - 5905)، ولم يتنبه الحافظ لهذا الموضع، وانظر آخر الحديث المتقدم برقم (4485).

ص: 89

4747 -

حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَوْدِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُطَيْرٍ، عَنْ صَعْصَعَةَ

(1)

بْنِ صُوحَانَ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ رضي الله عنه حِينَ ضَرَبَهُ ابْنُ مُلْجَمٍ، فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا. فَقَالَ: أَتْرُكُكُمْ كَمَا تَرَكَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا. فَقَالَ:"إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِيكُمْ خَيْرًا يُوَلِّ عَلَيْكُمْ خِيَارَكُمْ". قَالَ عَلِيٌّ: فَعَلِمَ اللهُ فِينَا خَيْرًا، فَوَلَّى عَلَيْنَا أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه

(2)

.

4748 -

حدثناه بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ، ثَنَا نَائِلُ بْنُ نَجِيحٍ، ثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: دَخَلَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ عَلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَنْ تَسْتَخْلِفُ؟ قَالَ: إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يَسْتَخْلِفْ

(3)

عَلَيْكُمْ خَيْرَكُمْ. قَالَ صَعْصَعَةُ: فَعَلِمَ اللهُ فِي قُلُوبِنَا شَرًّا

(4)

فَاسْتَخْلَفَ عَلَيْنَا

(5)

.

4749 -

حدثنا أَبُو نَصْرٍ أحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى، ثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ:

(1)

كذا، ورواه ابن عساكر (30/ 289) من طريق محمد بن بشر العبدي عن موسى بن مطير عن أبيه عن صعصعة به، وموسى بن مطير كذبه يحيى، وهو يروي عن أبيه مطير بن أبي خالد، وقال المصنف في المدخل إلى الصحيح (1/ 210):"روى عن أبيه عن أبي هريرة أحاديث موضوعة".

(2)

إتحاف المهرة (11/ 424 - 14344).

(3)

في (و) و (ك): "استخلف".

(4)

في (و) و (ص): "خيرا".

(5)

إتحاف المهرة (11/ 424 - 14344)، ونائل بن نجيح الحنفي ومحمد بن يونس الكديمي ضعيفان.

ص: 90

سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَمْرٍو الْأَصَمِّ

(1)

، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: إِنَّ هَذِهِ الشِّيعَةَ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا مَبْعُوثٌ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ: كَذَبُوا وَاللهِ مَا هَؤُلَاءِ بِشِيعَةٍ، لَوْ عَلِمْنَا أَنَّهُ مَبْعُوثٌ مَا زَوَّجْنَا نِسَاءَهُ وَلَا اقْتَسَمْنَا مَالَهُ

(2)

.

4750 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(3)

، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: قَالُوا لِأَبِي: يَا مَهْدِيُّ، السَّلَامُ عَلَيْكَ. قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، أَلَمْ أَنْهَكُمْ عَنْ هَذَا؟ إِنَّمَا الْمَهْدِيُّ مَنْ هَدَى اللهُ عز وجل

(4)

.

* * *

(1)

هو: ابن عبد الله الأصم، وثقه ابن حبان، ولم يرو عنه غير السبيعي.

(2)

لم نجد هذا الحديث في الإتحاف.

(3)

هو: أبو الهيثم الطائي، ذكره البخاري وابن أبي حاتم وسكتوا عنه وذكره ابن حبان في الثقات.

(4)

إتحاف المهرة (19/ 457 - 25215).

ص: 91

ذِكْرُ الْبَيَانِ الْوَاضِحِ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه نَفَى مِنْ خَوَاصِّ أَوْلِيَائِهِ جَمَاعَةً، وَهَجَرَهُمْ لِذِكْرِهِمْ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ رضي الله عنهم بِمَا لَيْسُوا لَهُ بِأَهْلٍ، وَسَبِّهِمْ غَيْرَهُمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى فَارَقُوهُ، وَتَوَجَّهُوا إِلَى حَرُورَاءَ مِنْهُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْكَوَّاءِ الْيَشْكُرِيُّ، وَشَبْثُ بْنُ رِبْعِيٍّ الْتَّمِيمِيُّ.

4751 -

حدثني أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنِ مُحَمَّدِ النَّخَعِيُّ، ثَنَا عَبْدَانُ الْأَهْوَازِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ؛ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْكَوَّاءِ الْيَشْكُرِيِّ وَشِبْثَ

(1)

بْنَ رِبْعِيٍّ وَنَاسًا مَعَهُمَا اعْتَزَلُوا عَلِيًّا بَعْدَ انْصِرَافِهِ مِنْ صِفِّينَ إِلَى الْكُوفَةِ لِمَا أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِّ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما، فَمَنْ بَعْدَهُمَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَالَفُوهُ، وَخَرَجُوا عَلَيْهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ عَلِيٌّ وَحَاجَّهُمْ وَرَجَعَ عَنْ غَيْرِ قِتَالٍ

(2)

.

وَفِي حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ زِيَادَةُ أَلْفَاظٍ مِنْهَا: أَيْمَانُ عَلِيٍّ: أَنِّي لَا أُسَاكِنُكُمْ فِي بَلْدَةٍ حَتَّى أَلْقَى اللهَ عز وجل.

4752 -

وأخبرني أَبُو سَعِيدٍ النَّخَعِيُّ، ثَنَا عَبْدَانُ الْأَهْوَازِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ

(3)

، أَنَا عَامِرُ بْنُ السَّرِيِّ

(4)

، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ

(5)

، عَنْ

(1)

في الإتحاف: "شيث".

(2)

إتحاف المهرة (11/ 422 - 14339).

(3)

في الإتحاف: "محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه"، وهو خطأ.

(4)

كذا بالنسخ الخطية كلها، والصواب:"عامر بن السمط" كما في الإتحاف ومصادر الترجمة، وهو من رجال التهذيب.

(5)

هو: داود بن أبي عوف الكوفي شيعي، ربما أخطأ. من رجال التهذيب.

ص: 92

مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ: "مَنْ فَارَقَنِي فَقَدْ فَارَقَ اللهَ، وَمَنْ فَارَقَكَ فَقَدْ فَارَقَنِي"

(1)

.

4753 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِي تِحْيَى

(2)

، قَالَ: نَادَى رَجُلٌ مِنَ الْغَالِينَ عَلِيًّا وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَقَالَ:{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}

(3)

. فَأَجَابَهُ عَلِيٌّ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ}

(4)

.

(5)

هَذِهِ أَحَادِيثٌ صحِيحَةُ الْأَسَانِيدِ، وَلَيْسَتْ بِمُسْنَدَةٍ، فَكُنْتُ أَحْكُمُ عَلَيْهَا عَلَى مَا جَرَى بِهِ الرَّسْمُ.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (14/ 193 - 17618).

(2)

في النسخ الخطية كلها: "أبي يحيى"، والمثبت من الإتحاف، ومن السنن الكبرى للبيهقي (2/ 245) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.

(3)

(الزمر: آية 65).

(4)

(الروم: آية 60).

(5)

إتحاف المهرة (11/ 670 - 14841).

ص: 93

‌وَمِنْ مَنَاقِبِ أَهْلِ بيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

-

4754 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ وَأَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَا: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ الْبَزَّازُ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: فِي بَيْتِي نَزَلَتْ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}

(1)

. قَالَتْ: فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَلِيٍّ، وَفَاطِمَةَ، وَالْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ، فَقَالَ:"هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي"

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4755 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ وَبَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَا: ثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ

(3)

، حَدَّثَنِي وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ، قَالَ: أَتَيْتُ عَلِيًّا، فَلَمْ أَجِدْهُ، فَقَالَتْ لِي فَاطِمَةُ: انْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُوهُ، فَجَاءَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَا وَدَخَلْتُ مَعَهُمَا، فَدَعَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، فَأَقْعَدَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى فَخِذِهِ، وَأَدْنَى فَاطِمَةَ مِنْ حِجْرِهِ وَزَوْجَهَا، ثُمَّ لَفَّ عَلَيْهِمْ ثَوْبًا، وَقَالَ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ

(1)

(الأحزاب: آية 33).

(2)

إتحاف المهرة (18/ 149 - 23472)، وقد تقدم في التفسير (3598).

(3)

هو: شداد بن عبد الله الأموي الدمشقي. من رجال التهذيب.

ص: 94

تَطْهِيرًا}

(1)

. ثُمَّ قَالَ: "هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي، اللَّهُمَّ أَهْلِي أَحَقُّ"

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4756 -

أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ رضي الله عنها، قَالَتْ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ، فَجَاءَ الْحَسَنُ فَأَدْخَلَهُ مَعَهُ، ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَأَدْخَلَهُ مَعَهُ، ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا مَعَهُمْ

(3)

، ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ مَعَهُمْ، ثُمَّ قَالَ:{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}

(4)

.

(5)

هَذَا حَديثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(6)

.

4757 -

كتب إلي أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ النَّحْوِيُّ يَذْكُرُ، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَرَفَةَ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ، ثَنَا بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ مَوْلَى عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ

(7)

بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: قَالَ سَعْدٌ: نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْوَحْيُ فَأَدْخَلَ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَابْنَيْهِمَا تَحْتَ ثَوْبِهِ، ثُمَّ

(1)

(الأحزاب: آية 33).

(2)

إتحاف المهرة (13/ 643 - 17242) وقد تقدم في التفسير (3599).

(3)

في (ز) و (ك): "معه".

(4)

(الأحزاب: آية 33).

(5)

إتحاف المهرة (17/ 702 - 23081).

(6)

بل أخرجه مسلم في اللباس (6/ 145) والفضائل (7/ 130)، وسيأتي في اللباس (7618).

(7)

في (و): "مولى عامر".

ص: 95

قَالَ: "اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي وَأَهْلُ بَيْتِي"

(1)

.

4758 -

حدثني أَبُو الْحَسَنِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شَيْبَةَ الْحِزَامِيُّ

(2)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُلَيْكِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الرَّحْمَةِ هَابِطَةً، قَالَ:"ادْعُوا لِي، ادْعُوا لِي". فَقَالَتْ صَفِيَّةُ: مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "أَهْلَ بَيْتِي عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ". فَجَاءَ بِهِمْ، فَأَلْقَى عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كِسَاءَهُ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:"اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ آلِي فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ". وَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}

(3)

.

(4)

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(5)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدْ طَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ أَنَّهُ عَلَّمَهُمُ الصَّلَاةَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ كَمَا عَلَّمَهُمُ الصَّلَاةَ عَلَى آلِهِ.

4759 -

حدثناه أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ

(1)

إتحاف المهرة (5/ 133 - 5065)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: علي وبكير تكلم فيهما"، وقد استدركه المصنف مطولا برقم (4625) على شرط الشيخين، وأخرجه مسلم (7/ 120) من حديث حاتم بن إسماعيل عن بكير به بطوله، وسيستدركه المصنف أيضًا على شرطهما من حديث حاتم به مختصرا (4768، 4770)!.

(2)

هو: عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة، وقيل: ابن محمد بن شيبة. من رجال التهذيب.

(3)

(الأحزاب: آية 33).

(4)

إتحاف المهرة (6/ 559 - 6985).

(5)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: المليكي ذاهب الحديث".

ص: 96

زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، ثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثَنَا أَبُو فَرْوَةَ

(1)

، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، يَقُولُ: لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ فَقَالَ: أَلَا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً سَمِعْتُهَا مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَاهْدِهَا إِلَيَّ. قَالَ: سَأَلْنَا

(2)

رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ؟ قَالَ:"قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ"

(3)

.

وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ بِإِسْنَادِهِ وَأَلْفَاظِهِ حَرْفًا بَعْدَ حَرْفٍ الْإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ فِي: الْجَامِعِ الصَّحِيحِ.

وَإِنَّمَا خَرَّجْتُهُ لِيَعْلَمَ الْمُسْتَفِيدُ أَنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ وَالْآلَ جَمِيعًا هُمْ.

وَأَبُو فَرْوَةَ هُوَ عُرْوَةُ بْنُ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِيُّ مِنْ أَوْثَقِ التَّابِعِينَ بِالْكُوفَةِ.

4760 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُصْلِحٍ

(4)

الْفَقِيهُ بِالرَّي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ السَّعْدِيُّ، ثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ،

(1)

هو: مسلم بن سالم النهدي أبو فروة الأصغر، وكذا سُمي في رواية البخاري في التفسير (4/ 146) عن قيس بن حفص وموسى بن إسماعيل به، وقول المصنف عقبه أنه عروة بن الحارث الهمداني يعني أبا فروة الأكبر، وهم.

(2)

في (و): "سألت".

(3)

إتحاف المهرة (13/ 13 - 16376)، وأخرجه البخاري (6/ 120) و (8/ 77) ومسلم (2/ 16) من حديث الحكم عن ابن أبي ليلى بنحوه.

(4)

هو: محمد بن أحمد بن الحسين بن مصلح.

ص: 97

عَنِ الْحَسَنِ بْنِ [عُبَيْدِ اللهِ]

(1)

النَّخَعِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ؛ كِتَابَ اللهِ، وَأَهْلَ بَيْتِي، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ"

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4761 -

حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْن عُبَيْدِ

(3)

بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ الْأَسَدِيُّ بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دِيزِيلَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، ثَنَا أَبِي، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنِّي سَأَلْتُ اللهَ لَكُمْ ثَلَاثًا؛ أَنْ يُثَبِّتُ قَائِمَكُمْ

(4)

، وَأَنْ يَهْدِيَ ضَالَّكُمْ، وَأَنْ يُعَلِّمَ جَاهِلَكُمْ، وَسَأَلْتُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَكُمْ جُوَدَاءَ نُجَدَاءَ رُحَمَاءَ، فَلَوْ أَنَّ رَجُلًا صَفَنَ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ فَصَلَّى وَصَامَ، ثُمَّ لَقِيَ اللهَ وَهُوَ مُبْغِضٌ لِأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ النَّارَ"

(5)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4762 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا تَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا أَبُو الْجَحَّافِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ

(6)

، عَنْ أَبِي

(1)

في النسخ الخطية كلها: "الحسن بن عبد الله"، والمثبت من التلخيص والإتحاف.

(2)

إتحاف المهرة (4/ 591 - 4705)، وانظر حديث رقم (4626) والذي بعده.

(3)

في (ص): "بن عبد".

(4)

في التلخيص: "قائلكم".

(5)

إتحاف المهرة (7/ 425 - 8119).

(6)

في (ص): "بن أبي حازم"، وهو: سلمان الأشجعي.

ص: 98

هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، فَقَالَ:"أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ اللهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ تَلِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، فَإِنِّي لَمْ أَجِدْ لَهُ رِوَايَةً غَيْرَهَا

(2)

.

وَلَهُ شَاهِدٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ:

4763 -

حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ صُبَيْحٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَحَسَنِ وَحُسَيْنِ:"أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ"

(3)

.

4764 -

حدثنا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْأَرْكُونِ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ أَبُو

(4)

عَمْرٍو السَّدُوسِيُّ، أَظُنُّهُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ مِنَ الْغَرَقِ، وَأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأُمَّتِي

(1)

إتحاف المهرة (15/ 60 - 18862).

(2)

تليد رافضي كذبه أحمد ويحيى، وقال المصنف في المدخل إلى الصحيح (1/ 154):"رديء المذهب منكر الحديث روى عن أبي الجحاف - داود بن أبي عوف - أحاديث موضوعة، كذبه جماعة من أئمتنا".

(3)

إتحاف المهرة (4/ 574 - 4678) وصبيح وثقه ابن حبان وصحح حديثه هذا، واستغربه الترمذي وقال: صبيح ليس بمعروف، وحكى الحافظ عن البخاري: لم يذكر سماعا من زيد.

(4)

في (و)، و (ك):"بن".

ص: 99

مِنْ الِاخْتِلَافِ، فَإِذَا خَالَفَهَا قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ اخْتَلَفُوا، فَصَارُوا حِزْبَ إِبْلِيسَ"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4765 -

أخبرنا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ وَأَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزَيُّ، قَالَا: ثَنَا

(3)

عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرِ بْنِ بَرِّيٍّ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ الصَّنْعَانِيُّ.

وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ

(4)

الْفَقِيهُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكَاتِبُ

(5)

الْبُخَارِيَّانِ

(6)

بِبُخَارَى، قَالَا: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَحِبُّوا اللهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّونِي لِحُبِّ اللهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي"

(7)

.

(1)

إتحاف المهرة (7/ 425 - 8121).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل موضوع، وابن أركون ضعفوه وكذا خليد ضعفه أحمد وغيره"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: كلا؛ فخليد واه، وابن أركون أوهى منه".

(3)

في (و): "سمعنا".

(4)

في (و) و (ك): "حنبل".

(5)

هو: محمد بن أحمد بن علي الغجدواني البخاري، فقد رواه البيهقي في الشعب (2/ 503) عن المصنف بسنده ومتنه سواء، فسماه هكذا، ولم نجد له ترجمة، وغجدوان قرية من قرى بخارى.

(6)

في (و) و (ك): "البخاري".

(7)

إتحاف المهرة (7/ 642 - 8660).

ص: 100

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(1)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4766 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْن فُضَيْلٍ الضَّبِّيُّ، ثَنَا أَبَانُ بْنُ تَغْلِبٍ

(2)

، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ

(3)

، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَبْغَضُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ النَّارَ"

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4767 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ

(5)

، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ رُسْتُمَ، ثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَبَحُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وَعَدَنِي رَبِّي فِي أَهْلِ بَيْتِي مَنْ أَقَرَّ مِنْهُمْ بِالتَّوْحِيدِ وَلِي بِالْبَلَاغِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ"

(6)

.

قَالَ عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَبَحُّ: وَمَاتَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ يَوْمَ الْخَمِيسِ،

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: صحيح"، نقول: أخرجه الترمذي وقال: "حسن غريب"، وعبد الله بن سليمان قال فيه الذهبي في الميزان: فيه جهالة.

(2)

في (و): "ثعلب".

(3)

هو: المنذر بن مالك بن قطعة العبدي. من رجال التهذيب.

(4)

إتحاف المهرة (5/ 365 - 5593).

(5)

زاد في المطبوع من الإتحاف في هذا الموضع: "ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسن الأصبهاني"، وقال المحقق عن هذه الزيادة: إنها سقطت من الأصل، وكلامه خطأ، والمثبت الصواب، كما في سائر أسانيد المصنف.

(6)

إتحاف المهرة (2/ 264 - 1683).

ص: 101

وَكَانَ حَدَّثَ بِهَذَا

(1)

الْحَدِيثِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، مَاتَ بَعْدَهُ بِسَبْعَةِ أَيَّامٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ قَوْمٌ: لَا جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا صَاحِبَ رَفْضٍ

(2)

وَبَلَاءٍ. وَقَالَ قَوْمٌ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا صَاحِبَ سُنَّةٍ وَجَمَاعَةٍ، أَدَّيْتَ مَا سَمِعْتَ.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(3)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4768 -

أخبرني جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}

(4)

. دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا رضي الله عنهم، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي"

(5)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4769 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الزَّاهِدُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَرَاطِيسِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ، ثَنَا مُفَضَّلُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَنَشٍ الْكِنَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ رضي الله عنه، يَقُولُ وَهُوَ

(1)

في (و): "هذا".

(2)

في (ز) و (م): "رحض".

(3)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل منكر لم يصح"، وعمر بن سعيد ويقال: ابن حماد بن سعيد الأبح قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي:"وقوله: (في أهل بيتي) في هذا المتن منكر بهذا الإسناد".

(4)

(آل عمران: آية 61).

(5)

إتحاف المهرة (5/ 133 - 5065)، وأخرجه مسلم مطولا من حديث حاتم به وانظر حديث رقم (4757).

ص: 102

آخِذٌ بِبَابِ الْكَعْبَةِ: مَنْ عَرَفَنِي فَأَنَا مَنْ عَرَفَنِي، وَمَنْ أَنْكَرَنِي فَأَنَا أَبُو ذَرٍّ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ

(1)

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَلَا إِنَّ مَثَلَ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مَثَلُ سَفِينَةِ نُوحٍ، مَنْ رَكِبَهَا نَجَا، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ"

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(3)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4770 -

حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُلْدِيُّ وأَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، قَالَا: ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ}

(4)

. دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِ بَيْتِي"

(5)

.

اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى صِحَّةِ هَذَا الْإِسْنَادِ، احْتَجَّا بِهِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، إِنَّمَا خَرَّجَا بِهَذَا الْإِسْنَادِ قِصَّةَ أَبِي تُرَابٍ

(6)

.

4771 -

حدثنا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ الْحَافِظُ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ مَنْصُورٍ سَجَّادَةُ، ثَنَا

(7)

عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاهِرٍ الرَّازِي، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ،

(1)

في (و) و (ص): "رسول الله".

(2)

إتحاف المهرة (14/ 113 - 17489).

(3)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: مفضل واه"، وقد تقدم برقم (3349) وصححه المصنف هناك على شرط مسلم!.

(4)

(آل عمران: آية 61).

(5)

إتحاف المهرة (5/ 133 - 5065) وانظر (4768).

(6)

بل انفرد به مسلم، وقد سبق أن استدركه المصنف على شرطهما (4725).

(7)

من "عبد الباقي" إلى هاهنا ساقط من (و) و (ك) و (ص) ومخطوطة الإتحاف، وأثبته محققه من المخطوطة (ز).

ص: 103

عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ وَهُوَ آخِذٌ بِعُضَادَتَيِ الْكَعْبَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي، وَمَنْ أَنْكَرَنِي فَأَنَا أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مَثَلُ سَفِينَةِ نُوحٍ فِي قَوْمِهِ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ، وَمَثَلُ حِطَّةٍ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ"

(1)

.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (14/ 113 - 17489)، وعبد الله بن داهر الرازي الأحمري رافضي قال ابن عدي:"عامة ما يرويه في فضائل علي وهو فيهم متهم".

ص: 104

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

-

4772 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "نَزَلَ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ، فَاسْتَأْذَنَ اللهَ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ لَمْ يَنْزِلْ قَبْلَهَا، فَبَشَّرَنِي أَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ"

(1)

.

تَابَعَهُ أَبُو مَرْيَمَ

(2)

الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ الْمِنْهَالِ:

4773 -

أخبرناه عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَكَمِ الْحِبَرِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعُرَنِيُّ، ثَنَا أَبُو مَرْيَمَ

(3)

الْأَنْصَارِيُّ

(4)

، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكٌ، فَاسْتَأْذَنَ اللهَ يُسَلِّمَ عَلَيَّ لَمْ يَنْزِلْ قَبْلَهَا، فَبَشَّرَنِي أَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ"

(5)

(6)

.

(1)

إتحاف المهرة (4/ 268 - 4246)، وقد تقدم طرف منه برقم (1189)، وسيأتي آخر برقم (5738).

(2)

في (ز) و (م) والتلخيص: "أبو مري".

(3)

في (ز) و (م): "أبو مري"!، وهو: عبد الغفار بن القاسم بن قيس الغفاري الأنصاري رافضي وليس بثقة.

(4)

قوله: "ثنا الحسن بن الحسين العرني، ثنا أبو مريم الأنصاري" ساقط من الإتحاف.

(5)

في (ص): "نساء الجنة".

(6)

إتحاف المهرة (4/ 268 - 4246).

ص: 105

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(1)

.

4774 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، ثَنَا الْأَجْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْكِنْدِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أبي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَّ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَنَا، وَفَاطِمَةُ، وَالْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمُحِبُّونَا؟ قَالَ:"مِنْ وَرَائِكُمْ"

(2)

.

صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(3)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4775 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعَوَّامِ الرِّيَاحِيِّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَ رِجْلَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ فَاطِمَةَ رضي الله عنها، فَعَلَّمَنَا مَا نَقُولُ إِذَا أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَقَالَ:"يَا فَاطِمَةُ، إِذَا كُنْتُمَا بِمَنْزِلَتِكُمَا هَذِهِ فَسَبِّحَا اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ". قَالَ عَلِيٌّ: وَاللهِ مَا تَرَكْتُهُمَا بَعْدُ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ كَانَ فِي نَفْسِهِ عَلَيْهِ شَيْءٌ: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ قَالَ عَلِيٌّ: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ

(4)

.

(1)

هذه العبارة ساقطة من (و) و (ك) و (ص).

(2)

إتحاف المهرة (11/ 442 - 14380).

(3)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: إسماعيل وشيخه وعاصم ضعفوا، والحديث منكر من القول يشهد القلب بوضعه"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: هذا منكر جدا، وفيه ثلاثة تكلم فيهم".

(4)

إتحاف المهرة (11/ 538 - 14579).

ص: 106

صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(1)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4776 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْقَاضِي بِمِصْرَ

(2)

، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ

(3)

، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فَاطِمَةَ عليها السلام وَأَنَا مَعَهُ، وَقَدْ أَخَذَتْ مِنْ عُنُقِهَا سِلْسِلَةً مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَتْ

(4)

: هَذِهِ أَهْدَاهَا إِلَيَّ

(5)

أَبُو حَسَنٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا فَاطِمَةُ، أَيَسُرُّكِ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَفِي يَدِكِ سِلْسِلَةٌ مِنْ نَارٍ". ثُمَّ خَرَجَ، وَلَمْ يَقْعُدْ، فَعَمَدَتْ فَاطِمَةُ إِلَى السِّلْسِلَةِ، فَاشْتَرَتْ غُلَامًا فَأَعْتَقَتْهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّى فَاطِمَةَ مِنَ النَّارِ"

(6)

.

صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4777 -

أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الْأَدَمِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْأَهْوَازِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ [عُقْبَةَ]

(7)

السَّدُوسِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: على شرط البخاري ومسلم"، نقول: وقد أخرجاه من حديث الحكم ومجاهد عن ابن أبي ليلى به؛ البخاري (4/ 84) و (5/ 19) و (7/ 65) و (8/ 70)، ومسلم (8/ 48).

(2)

في (ك): "بمر".

(3)

هو: ممطور الأسود الحبشي الدمشقي، عن أبي أسماء عمرو بن مرثد الرحبي، وقيل: لم يسمع يحيى منه.

(4)

في (ك): "فقال".

(5)

في (و) و (ك): "لي".

(6)

إتحاف المهرة (3/ 51 - 2509) وسيأتي برقم (4780).

(7)

في النسخ الخطية كلها، والإتحاف:"يعقوب"، وهو تصحيف، والمثبت من فضائل =

ص: 107

الْقَيْسِيُّ

(1)

، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ.

وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ

(2)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَا: ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ

(3)

، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ.

وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْمُطَرِّزُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُثَنَّى الطُّهَوِيُّ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ غِيَاثٍ

(4)

، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ فَاطِمَةَ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَ اللهُ ذُرِّيَتَهَا عَلَى النَّارِ"

(5)

.

= فاطمة الزهراء للمصنف (ص 58) حيث رواه بسنده ومتنه سواء، وهو الموافق لمصادر تخريج الحديث، وهو: محمد بن عقبة بن هرم السدوسي، أبو عبد الله البصري، وثقه ابن حبان، وتركه أبو زرعة وأبو حاتم، وهو من رجال التهذيب.

(1)

رواه المصنف في فضائل فاطمة بنفس السند عن: محمد بن عقبة السدوسي، عن: معاوية بن هشام، بدون ذكر: محمد بن حمران، وكذلك في أغلب مصادر تخريج الحديث، ومحمد بن عقبة سمع معاوية بن هشام، وهو: محمد بن حمران بن عبد العزيز القيسي. من رجال التهذيب.

(2)

هو: أحمد بن عبد الله المزني.

(3)

في الإتحاف: "أبو بكر بن أبي شيبة"! وقد تُكلم في أبي كريب محمد بن العلاء بسبب وصله لهذا الحديث لأنه عند جماعة مرسل عن معاوية، ذكره ابن عدي (6/ 119) عن:"ابن سعيد"، يعني: أبو العباس أحمد بن محمد بن عقدة.

(4)

ضبب الذهبي في التلخيص على الواو من "عمرو" ووضع فوق العين ضمة وكذلك سماه البخاري وابن أبي حاتم عُمرا، ويقال فيه: عَمرا، وهو منكر الحديث، وقال البخاري: ولم يذكر سماعا من عاصم، يعني ابن أبي النجود.

(5)

إتحاف المهرة (10/ 201 - 12582).

ص: 108

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(1)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4778 -

أخبرنا

(2)

أَحْمَدُ بْنُ بَالُويَهْ الْعَفْصِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ قَائِدُ الْأَعْمَشِ

(3)

، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تُبْعَثُ الْأَنْبِيَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الدَّوَابِّ لِيُوافُوا بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ قَوْمِهِمُ الْمَحْشَرَ، وَيُبْعَثُ صَالِحٌ عَلَى نَاقَتِهِ، وَأُبْعَثُ عَلَى الْبُرَاقِ خَطْوُهَا عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهَا، وَتُبْعَثُ فَاطِمَةُ أَمَامِي"

(4)

.

هذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ

(5)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4779 -

أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَتَّابٍ الْعَبْدِيُّ بِبَغْدَادَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ بِالْكُوفَةِ وَأَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ وَأَبُو الْحُسَيْنِ

(6)

بْنُ مَاتِي

(7)

بِالْكُوفَةِ وَالْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، قَالُوا: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعَبْسِيُّ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ بَكَّارٍ الضَّبِّيُّ، ثَنَا

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل ضعيف، تفرد به معاوية وفيه ضعف، عن ابن غياث وهو واه بمرة"، نقول: أنكروه على ابن غياث، وأخرجه ابن عدي من طريق أبي نعيم عن ابن غياث به مرسلا.

(2)

في (و) و (ك): "حدثني".

(3)

هو: عبيد الله بن سعيد بن مسلم الجعفي ضعيف، أخرج له البخاري تعليقا.

(4)

إتحاف المهرة (14/ 611 - 18337).

(5)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: أبو مسلم لم يخرجوا له، قال البخاري: فيه نظر، وقال غيره: متروك".

(6)

في (و): "الحسن" وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى: "الحسين".

(7)

هو: علي بن عبد الرحمن بن عيسى الكوفي السبيعي.

ص: 109

خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُبِ: يَا أَهْلَ الْجَمْعِ، غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَمُرَّ"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4780 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثَنَا هَمَّامٌ

(3)

، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: جَاءَتِ ابْنَةُ هُبَيْرَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَفِي يَدِهَا فَتَخٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ خَوَاتِيمُ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَضْرِبُ بِيَدِهَا، فَأَتَتْ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَشَكَتْ إِلَيْهَا مَا صَنَعَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ ثَوْبَانُ: فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فَاطِمَةَ وَأَنَا

(1)

إتحاف المهرة (11/ 657 - 14821).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: لا والله بلى مرضوع، والعباس قال الدارقطني: كذاب، ثم أورده الحاكم بعد ورقتين - (4810) -: أخبرنا القطيعي، ثنا الكجي ثنا عبد الحميد بن بحر ثنا خالد الطحان فذكره وزاد: فتمر وعليها ريطتان خضراوان. وعبد الحميد قال ابن حبان: كان يسرق الحديث"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم نحو هذا الكلام، والعباس هذا قال فيه المصنف في المدخل إلى الصحيح (1/ 203):"روى عن خالد بن عبد الله الواسطي حديثا منكرا لم يتابع عليه، وحدث عن غيره بالمعضلات"، وقال في عبد الحميد بن بحر (1/ 195):"عن مالك وشريك بن عبد الله بأحاديث مقلوبة"، ثم هو يصحح لهما هنا!.

(3)

هو: همام بن يحيى بن دينار العوذي، وتقدم (4476) بهذا الإسناد وفيه مكان همام: هشام يعني ابن أبي عبد الله الدستوائي، وكذا هو في مسند الطيالسي (2/ 331)، وقد رواه كلاهما: همام وهشام عن يحيى.

ص: 110

مَعَهُ، وَقَدْ أَخَذَتْ مِنْ عُنُقِهَا سِلْسِلَةً مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَتْ: هَذِهِ أَهْدَاهَا أَبُو حَسَنٍ. فَدَخَلَ

(1)

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم والسِّلْسِلَةُ فِي يَدِهَا، فَقَالَ: "يَا فَاطِمَةُ، أَيَسُرُّكِ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَفِي يَدِكِ

(2)

سِلْسِلَةٌ مِنْ نَارٍ؟ ". ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَعَمَدَتْ فَاطِمَةُ إِلَى السِّلْسِلَةِ فَاشْتَرَتْ بِهَا غُلَامًا فَأَعْتَقَتْهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ

(3)

صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"الْحَمْدُ للهِ الَّذِي نَجَّى فَاطِمَةَ مِنَ النَّارِ"

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4781 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ.

وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ

(5)

، قَالَا: ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ

(6)

، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِفَاطِمَةَ: "إِنَّ اللهَ يَغْضَبُ لِغَضَبِكِ وَيَرْضَى لِرِضَاكِ"

(7)

.

(1)

في (ص): "ودخل".

(2)

في (و) و (ص): "يدها".

(3)

في (ص): "رسول الله".

(4)

إتحاف المهرة (3/ 51 - 2509).

(5)

في (ك) و (ص): "عروة".

(6)

ويقال عبد الله بن سالم القزاز المفلوج، من رجال التهذيب، وثقه ابن حبان وقال: ربما خالف وقال الذهبي في الميزان (2/ 492): "ما علمت به بأسا .... إلا أنه أتى بما لا يعرف" وأورد له هذا الحديث.

(7)

إتحاف المهرة (11/ 345 - 14166).

ص: 111

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(1)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4782 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ الشَّاشِيُّ، ثَنَا أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الْحَافِظُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أُمِّي عَلَى عَائِشَةَ فَسَمِعْتُهَا مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ وَهِيَ تَسْأَلُهَا عَنْ عَلِيٍّ، فَقَالَتْ: تَسْأَلُنِي عَنْ رَجُلٍ وَاللهِ مَا أَعْلَمُ رَجُلًا كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَلِيٍّ، وَلَا فِي الْأَرْضِ امْرَأَةٌ كَانَتْ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ امْرَأَتِهِ

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(3)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4783 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، [ثَنَا مُحَمَّدُ]

(4)

بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ

(5)

، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل حسين منكر الحديث لا يحل أن يحتج به"، وقال في كتابه موضوعات في مستدرك الحاكم:"قلت: بل غير صحيح، وحسين تالف" نقول: كذا قال في حسين!، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن المديني: فيه ضعف، وقال أبو حاتم: تعرف وتنكر، واستنكر عليه ابن عدي هذا الحديث وغيره وقال: أرجوا أنه لا بأس به إلا أني وجدت في بعض حديثه النكرة، ورثقه الدارقطني.

(2)

إتحاف المهرة (16/ 1060 - 21619).

(3)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: جميع متهم، ولم تقل عائشة هذا أصلا"، وسيأتي من حديث أبي الجحاف عن جميع به (4797)، وانظر ما تقدم عن عائشة برقم (4493).

(4)

ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من الإتحاف (17/ 719)، ومن سائر أسانيد المصنف.

(5)

في (و) و (ص) و (م): "الصنعاني" وأشار ناسخا الأولين في الحاشية إلى أنها في نسخة =

ص: 112

الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشْبَهَ كَلَامًا، وَحَدِيثًا مِنْ فَاطِمَةَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ رَحَّبَ بِهَا، وَقَامَ إِلَيْهَا

(1)

فَأَخَذَ

(2)

بِيَدِهَا، فَقَبَّلَهَا، وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ

(3)

.

هَذَا

(4)

حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(5)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4784 -

حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الصَّائِغُ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُنَيْنِ

(6)

، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الدَّهَّانُ

(7)

، ثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ

(8)

، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ"

(9)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، إِنَّمَا تَفَرَّدَ مُسْلِمٌ بِإِخْرَاجِ

= أخرى: "الصغاني".

(1)

قوله: "إليها" ساقط من (و) و (ك) و (ص).

(2)

في (ص): "وأخذ".

(3)

إتحاف المهرة (17/ 718 - 23110).

(4)

قوله: "هذا" غير موجود في (ك).

(5)

قال الذهبي في التلخيص: "كذا قال، بل صحيح"؛ أي فقط وليس على شرطهما فميسرة لم يخرجا له، والمنهال أخرج له البخاري دون مسلم، وسيستدركه المصنف برقم (4806) على شرطهما أيضًا.

(6)

في (و) و (ك) و (م) و (ص): "الحسين".

(7)

في (ز) و (م): "الديان".

(8)

في النسخ الخطية كلها: "نعيم"، والمثبت من التلخيص، والإتحاف.

(9)

إتحاف المهرة (5/ 293 - 5432).

ص: 113

حَدِيثِ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ"

(1)

.

4785 -

حدثنا أَبُو سَهْلٍ أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَوِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ

(2)

، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ

(3)

بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا فَاطِمَةُ شُجْنَةٌ مِنِّي يَبْسُطُنِي مَا يَبْسُطَهَا، وَيَقْبِضُنِي مَا يَقْبِضُهَا"

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(5)

.

4786 -

حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا شَاذَانُ الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ

(1)

كذا قال، وحديث أبي موسى أخرجه البخاري (4/ 158، 164) و (5/ 29) و (7/ 75)، ومسلم (7/ 132، 133) من طرق عن شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة عن أبي موسى وفيه: "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون" وليس فيه ذكر فاطمة رضي الله عنها، نعم رواه الطبري في التفسير (5/ 395) عن شيخ له اسمه المثنى بن إبراهيم الآملي عن آدم عن شعبة به فزاد: فاطمة وخديجة رضي الله عنهما، وقد رواه البخاري عن آدم فلم يذكرهما، وسيستدرك المصنف حديث أنس (4798) بنحو ما ذكر هنا، فلعله اشتبه عليه.

(2)

هو: عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، وسيأتي عنه (4800) بوجه آخر، فانظره.

(3)

وكذا رواه أبو نعيم في الحلية (3/ 206) في ترجمة جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الصادق عن عبيد الله بن أبي رافع المدني به، وزيد بينهما في الإتحاف:"عن أبيه"!.

(4)

إتحاف المهرة (13/ 184 - 16557).

(5)

أصله في الصحيحين من حديث ابن أبي مليكة، وعلي بن الحسين عن المسور؛ البخاري (4/ 83) و (5/ 21، 22، 29)، ومسلم (7/ 141).

ص: 114

عَبْدِ اللهِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ أَحَبَّ النَّاسِ

(1)

إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةُ، وَمِنَ الرِّجَالِ عَلِيٌّ

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4787 -

حدثنا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الْهَمَذَانِيُّ

(3)

، ثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عَلِيٍّ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا فَاطِمَةُ، وَاللهِ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحَبُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْكِ، وَاللهِ مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ أَبِيكِ صلى الله عليه وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكِ

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(5)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4788 -

أخبرني أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو السَّمَّاكُ وَأَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ

(6)

بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَا: ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنِي

(1)

كذا، وبوجه على أن: أحب الناس إليه من النساء فاطمة، وسيأتي (4793) بإسناده وفيه:"أحب النساء".

(2)

إتحاف المهرة (2/ 578 - 2302).

(3)

هو: أحمد بن يوسف بن خالد أبو عبد الله التغلبي، فهو الذي يروي عنه مكرم بن أحمد القاضي كما نصوا على ذلك في ترجمته، غير أننا لم نجد من نسبه همذانيا، أو همدانيا إلا في هذا السند، وقد قال ابن خراش عنه: ثقة مأمون.

(4)

إتحاف المهرة (12/ 96 - 15161).

(5)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: غريب عجيب"، ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 360) عن ابن أبي شيبة عن محمد بن بشر العبدي عن عبيد الله بن عمر به.

(6)

في (و): "الحسن".

ص: 115

سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، ثَنَا عُقْبَةُ بْنُ رويم

(1)

، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ رضي الله عنه يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَجَعَ مِنْ غَزَاةٍ أَوْ سَفَرٍ أَتَى الْمَسْجِدَ، فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ ثَنَّى بِفَاطِمَةَ رضي الله عنها، ثُمَّ يَأْتِي أَزْوَاجَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ

(2)

خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ تَلَقَّتْهُ فَاطِمَةُ عِنْدَ بَابِ الْبَيْتِ تَلْثَمُ فَاهُ وَعَيْنَيْهِ، تَبْكِي، فَقَالَ لَهَا:"يَا بُنَيَّةُ مَا يُبْكِيكِ؟ ". قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أَرَاكَ شَعِثًا نَصِبًا قَدِ اخْلَوْلَقَتْ ثِيَابُكَ. قَالَ: فَقَالَ: "فَلَا تَبْكِي، فَإِنَّ اللهَ عز وجل بَعَثَ أَبَاكِ لِأَمْرٍ لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ

(3)

الْأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ، وَلا شَعَرٍ إِلَّا أَدْخَلَ اللهُ بهِ عِزًّا أَوْ ذُلًّا حَتَّى يَبْلُغَ حَيْثُ بَلَغَ اللَّيْلُ"

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(5)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4789 -

حدثنا الْحَاكِمُ الْفَاضِلُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ إِمْلَاءً غُرَّةَ ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِمَائَةٍ، ثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُكْرَمِ ابْنِ أَخِي الْحَسَنِ بْنِ مُكْرَمٍ الْبَزَّازُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ عِيسَى

(1)

كذا، وتقدم في الحج (1813) من حديث يونس بن بكير عن يزيد بن سنان فقال:"ثنا عروة بن رويم" يعني الشامي اللخمي، وقد سماه البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان والعقيلي:"عقبة بن يريم"، وقال البخاري:"عن أبي ثعلبة، روى عنه عروة بن رويم الشامي، في صحة خبره نظر"، وأخرجه كما ذكر أبو عبد الله البخاري ابن عساكر في تاريخه (40/ 537) من حديث ابن الطباع عن يحيى بن سعيد القرشي عن عروة بن رويم عن عقبة بن يريم به.

(2)

قوله: "رجع" غير موجود في (و).

(3)

في التلخيص: "وجه".

(4)

إتحاف المهرة (14/ 42 - 17411).

(5)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: يزيد هو الرهاوي، ضعفه أحمد وغيره، وعقبة نكرة لا يعرف".

ص: 116

الصَّفَّارُ الْعَسْكَرِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ، ثَنَا شِهَابُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام بِسَفَرْجَلَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ، فَأَكْلْتُهَا، فَعَلِقَتْ خَدِيجَةُ بِفَاطِمَةَ، فَكُنْتُ إِذَا اشْتَقْتُ إِلَى رَائِحَةِ الْجَنَّةِ شَمِمْتُ رَقَبَةَ فَاطِمَةَ"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبُ الْإِسْنَادِ وَالْمَتْنِ، وَشِهَابُ بْنُ حَرْبٍ مَجْهُولٌ

(2)

، وَالْبَاقُونَ مِنْ رُوَاتِهِ ثِقَاتٌ

(3)

.

4790 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قُعَيْسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذَا سَافَرَ كَانَ آخِرُ النَّاسِ عَهْدًا بِهِ فَاطِمَةَ، وَإِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ كَانَ أَوَّلُ النَّاسِ بِهِ عَهْدًا فَاطِمَةَ رضي الله عنها

(4)

.

4791 -

أخبرنيه الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا

(1)

إتحاف المهرة (5/ 134 - 5066).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: هو من وضع مسلم بن عيسى الصفار على الخريبي عن شهاب"، وقال الدارقطني في سؤالات الحاكم له "مسلم بن عيسى الصفار بغدادي مسند متروك".

(3)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: هذا كذب جلي؛ لأن فاطمة ولدت قبل النبوة فضلا عن الإسراء"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: الوضع عليه ظاهر؛ فإن فاطمة ولدت قبل ليلة الإسراء بالإجماع".

(4)

إتحاف المهرة (9/ 7 - 10254)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: إبراهيم ضعيف".

ص: 117

[أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ]

(1)

بْنِ الْمُعَلَّى

(2)

الْأدَمِيُّ بِالْبَصْرَةِ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قُعَيْسٍ. فَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ وَزَادَ فِيهِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"فِدَاكِ أَبِي وَأُمِّي"

(3)

رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ فِي الصَّحِيحِ غَيْرَ إِبْرَاهِيمَ قُعَيْسٍ

(4)

.

4792 -

حدثني إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَكَمِ الْحِبَرِيُّ

(5)

، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَهُوَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ:"يَا فَاطِمَةُ، أَلَا تَرْضَيْنَ أَنَّكِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، وَسَيِّدَةُ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَسَيِّدَةُ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ؟ "

(6)

.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ هَكَذَا

(7)

.

4793 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا شَاذَانُ الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ

(1)

في النسخ الخطية كلها: "محمد بن أحمد" والمثبت من الإتحاف، وكذا أورده الحافظ عن محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأحمد بن المعلى من رجال التهذيب.

(2)

في (ك): "بن العلى"، وفي (م):"بن العلاء".

(3)

إتحاف المهرة (9/ 7 - 10254)، وقد تقدم برقم (1814).

(4)

وهو: إبراهيم بن إسماعيل، أبو إسماعيل قعيس مولى بني هاشم وصاحب مطبخ عبد الحميد، وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم.

(5)

في (ك) و (ص): "الجدى".

(6)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (17/ 563 - 2).

(7)

أخرجه البخاري (4/ 203) و (8/ 64)، ومسلم (7/ 142) من حديث زكريا وأبي معاوية عن فراس به مطولا، وفيه: بأو بدل واو العطف.

ص: 118

عَبْدِ اللهِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ أَحَبَّ النِّسَاءِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةُ، وَمِنَ الرِّجَالِ عَلِيٌّ

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4794 -

أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ الرَّقِّيُّ، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَيَّاشٍ، ثَنَا زُهَيْرٌ

(2)

، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: أَتَتْ فَاطِمَةُ رضي الله عنها رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَسْأَلُهُ خَادِمًا، فَقَالَ لَهَا:"الَّذِي جِئْتِ تَطْلُبِينَ أَحَبُّ إِلَيْكِ أَمْ خَيْرٌ مِنْهُ؟ ". قَالَ: فَحَسِبْتُ أَنَّهَا سَأَلَتْ عَلِيًّا. قَالَ: قُولِي مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ. قَالَ: "قولي اللَّهُمَّ رَبِّ السَّمَاوَاتِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، مُنَزِّلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ

(3)

كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ"

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(5)

.

4795 -

أخبرني أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا وَضَّاحُ بْنُ يَحْيَى النَّهْشَلِيُّ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

(1)

إتحاف المهرة (2/ 578 - 2302)، وقد تقدم (4786) بهذا السند.

(2)

هو: زهير بن معاوية، عن سليمان بن مهران الأعمش.

(3)

قوله: "شر" ساقط من (و) و (ك) و (ص).

(4)

إتحاف المهرة (14/ 588 - 18280).

(5)

بل أخرجه مسلم في الذكر والدعاء (8/ 78).

ص: 119

عَنْ فَاطِمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: اجْتَمَعَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ فِي الْحِجْرِ، فَقَالُوا إِذَا مَرَّ مُحَمَّدٌ ضَرَبَهُ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا ضَرْبَةً. فَسَمِعَتْهُ، فَدَخَلَتْ عَلَى أَبِيهَا فَقَالَتْ: يَا أَبَهْ، اجْتَمَعَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ. فَقَالَ: "يَا بُنَيَّةُ اسْكُنِي

(1)

". ثُمَّ خَرَجَ، فَدَخَلَ عَلَيْهُمُ الْمَسْجِدَ، فَرَفَعُوا رُءُوسَهُمْ، ثُمَّ نَكَّسُوا، فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَرَمَى بِهَا

(2)

نَحْوَهُمْ، ثُمَّ قَالَ:"شَاهَتِ الْوُجُوهُ". فَمَا أَصَابَ رَجُلًا مِنْهُمْ إِلَّا قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ

(3)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4796 -

أخبرني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الذُّهْلِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ الْأَنْصَارِيَّةِ قَالَتْ: زَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ لَا يَدْخُلَ عَلَى فَاطِمَةَ حَتَّى يَجِيئَهُ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ

(4)

.

صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(5)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4797 -

حدثني أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعَبْسِيُّ

(6)

،

(1)

في (و) و (ك): "اسكتي".

(2)

في (ك): "رمى به".

(3)

إتحاف المهرة (18/ 24 - 23314).

(4)

إتحاف المهرة (18/ 231 - 23605).

(5)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: مرسل"، وقال أبو حاتم الرازي في العلل (4/ 44):"هذا حديث منكر، وعمر ضعيف الحديث"، وهو عمر بن صالح بن أبي الزاهرية أبو حفص الأزدي الدمشقي الأوقص، قال البخاري: منكر الحديث.

(6)

هو: أبو شيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة.

ص: 120

ثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ، ثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ

(1)

، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَمَّتِي عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها، فَسُئِلَتْ: أَيُّ النَّاسِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: فَاطِمَةُ. قِيلَ: فَمَنِ الرِّجَالِ؟ قَالَتْ: زَوْجُهَا إِنْ كَانَ مَا عَلِمْتُهُ صَوَّامًا قَوَّامًا

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4798 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ.

وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ.

وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ وَعَبْدُ اللهِ بْن مُحَمَّدٍ

(3)

، قَالَا: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ؛ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ

(4)

امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ"

(5)

.

هَذَا الْحَدِيثُ فِي الْمُسْنَدِ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ هَكَذَا.

4799 -

وأخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ - فِي فَضَائِلِ أَهْلِ الْبَيْتِ تَصْنِيفُ أَبِي

(1)

هو: داود بن أبي عوف. من رجال التهذيب.

(2)

إتحاف المهرة (16/ 1060 - 21619)، وقد تقدم برقم (4782) فانظره.

(3)

هو: عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن شيرويه.

(4)

زاد في (و) و (ك): "بنت مزاحم".

(5)

إتحاف المهرة (2/ 214 - 1578)، وهو في المسند (19/ 383)، والمصنف (11/ 340).

ص: 121

عَبْدِ اللهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ - ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ؛ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ، فَإِنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم:"حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ". يُسَوِّي بَيْنَ نِسَاءِ الدُّنْيَا

(2)

.

4800 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ

(3)

، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ

(4)

، حَدَّثَتْنَا أُمُّ بَكْرِ بِنْتُ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ، أَنَّهُ بَعَثَ إِلَيْهِ حَسَنَ بْنَ حَسَنٍ

(5)

يَخْطُبُ ابْنَتَهُ، فَقَالَ لَهُ: قُلْ لَهُ فَيَلْقَانِي فِي الْعَتَمَةِ. قَالَ: فَلَقِيَهُ، فَحَمِدَ اللهَ الْمِسْوَرُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَا بَعْدُ، أَمَا واللهِ مَا مِنْ نَسَبٍ وَلَا سَبَبٍ وَلَا صِهْرٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَسَبِكُمْ وَصِهْرِكُمْ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"فَاطِمَةُ مُضْغَةٌ مِنِّي يَقْبِضُنِي مَا قَبَضَهَا، وَيَبْسُطُنِي مَا بَسَطَهَا، وَإِنَّ الْأَنْسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَنْقَطِعُ غَيْرَ نَسَبِي وَسَبَبِي وَصِهْرِي". وَعِنْدَكَ ابْنَتُهَا وَلَوْ زَوَّجْتُكَ لَقَبَضَهَا ذَلِكَ، فَانْطَلَقَ عَاذِرًا لَهُ

(6)

.

(1)

إتحاف المهرة (2/ 323 - 1800)، وهو في الفضائل (2/ 758، 760).

(2)

في (و) و (ك): "بين نساء سائر الدنيا".

(3)

هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري. من رجال التهذيب.

(4)

هو: عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة المخرمي.

(5)

في (ك): "حسين".

(6)

إتحاف المهرة (13/ 184 - 16557)، وقد تقدم (4785) من حديث إسحاق الفروي عن المخرمي عن جعفر بن محمد الصادق عن عبيد الله بن أبي رافع به دون قوله: =

ص: 122

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4801 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَفِيدُ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، ثَنَا عَفَّانُ بْن مُسْلِمٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ

(1)

، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمُرُّ بِبَابِ فَاطِمَةَ رضي الله عنها سِتَّةَ أَشْهُرٍ إِذَا خَرَجَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ، يَقُولُ: "الصَّلاةُ يَا أَهْلَ الْبَيْتِ {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}

(2)

".

(3)

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4802 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا يَحْيَى بْن زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ

(4)

، قَالَ: خَطَبَ عَلِيٌّ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ إِلَى عَمِّهَا الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، فَاسْتَشَارَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"أَعَنْ حَسَبِهَا تَسْأَلُنِي؟ ". قَالَ عَلِيٌّ: قَدْ أَعْلَمُ

= "وإن الأنساب يوم القيامة تنقطع

"، وأصل الحديث في الصحيحين من حديث ابن أبي مليكة وعلي بن الحسين عن المسور، وفيه: "فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني"، وبدون الزيادة التي هنا.

(1)

كذا جمعهما الحسين بن الفضل، ورواه الإمام أحمد (21/ 434)، وعبدُ بن حميد عند الترمذي (5/ 422) كلاهما عن عفان عن حماد عن علي بن زيد فقط، وقال الترمذي: حسن غريب.

(2)

(الأحزاب: آية 33).

(3)

إتحاف المهرة (1/ 660 - 1022) و (2/ 146 - 1427).

(4)

كذا، وفي فضائل الصحابة للإمام أحمد (2/ 754) أصل رواية المصنف بدون ذكر سويد بن غفلة!، وكذا رواه عبدُ الرزاق (11/ 301)، ومحمدُ بن بشر العبدي عند ابن أبي شيبة (17/ 215) عن زكريا عن الشعبي مرسلا.

ص: 123

مَا حَسَبُهَا، وَلَكِنْ أتَأْمُرُنِي بِهَا؟ فَقَالَ:"لَا، فَاطِمَةُ مُضْغَةٌ مِنِّي، وَلا أَحْسِبُ إِلَّا وَأَنَّهَا تَحْزَنُ أَوْ تَجْزَعُ". فَقَالَ عَلِيٌّ: لَا آتِي شَيْئًا تَكْرَهُهُ

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.

4803 -

أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.

وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْن جَعْفَرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي حَنْظَلَةَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ

(3)

؛ أَنَّ عَلِيًّا خَطَبَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ، فَقَالَ لَهُ أَهْلُهَا: لَا نُزَوِّجُكَ عَلَى ابْنَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"إِنَّمَا فَاطِمَةُ مُضْغَةٌ مِنِّي، فَمَنْ آذَاهَا فَقَدْ آذَانِي"

(4)

.

4804 -

حدثنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ سَهْلِ بْنِ كَثِيرٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، ثَنَا أيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ؛ أَنَ عَلِيًّا رضي الله عنه ذَكَرَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ، فَبَلَغَ دلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"إِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا وَيُنْصِبُنِي مَا أَنْصَبَهَا"

(5)

.

(1)

إتحاف المهرة (6/ 156 - 6295) في مسند سويد، وقال: يأتي (11/ 414 - 14324).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: مرسل قوي".

(3)

كذا، وفي فضائل الصحابة (2/ 755) أصل رواية المصنف:"عن أبي حنظلة أنه أخبره رجلٌ من أهل مكة"، وكذا رواه أبو أحمد الحاكم في الكنى (4/ 71) من طريق يزيد بن هارون به، وأبو حنظلة هو الحذاء ذكره البخاري رمسلم وابن أبي حاتم وأبو أحمد في الكنى، وسماه ابن منده: حكيم، ووثقه ابن خلفون.

(4)

إتحاف المهرة (19/ 646 - 25470).

(5)

إتحاف المهرة (6/ 617 - 7092)، وأصله في الصحيحين من حديث عمرو بن دينار =

ص: 124

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4805 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْبَزَّارُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدِينيِّ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: كُنْتُ فِي زِفَافِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَصبَحْنَا جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْبَابِ، فَقَالَ:"يَا أُمَّ أَيْمَنَ، ادْعِي لِي أَخِي". فَقَالَتْ: هُوَ أَخُوكَ وَتُنْكِحُهُ. قَالَ: "نَعَمْ، يَا أُمَّ أَيْمَنَ". فَجَاءَ عَلِيٌّ، فَنَضَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ، وَدَعَا لَهُ، ثُمَّ قَالَ:"ادْعِي لِي فَاطِمَةَ". قَالَتْ: فَجَاءَتْ تَعْثُرُ مِنَ الْحَيَاءِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"اسْكُنِي، فَقَدْ أَنْكَحْتُكِ أَحَبَّ أَهْلِ بَيْتِي إِلَيَّ". قَالَتْ: وَنَضَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهَا مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَأَى سَوَادًا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ:"مَنْ هَذَا؟ ". فَقُلْتُ: أَنَا أَسْمَاءُ. قال: "أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ؟ ". قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "جِئْتِ فِي زِفَافِ ابْنَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ ". قُلْتُ: نَعَمْ. فَدَعَا لِي

(1)

.

4806 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا

(2)

عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو

(3)

، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها،

= عن ابن أبي مليكة عن المسور، وانظر التعليق على حديث رقم (4800) و (4785).

(1)

إتحاف المهرة (16/ 861 - 21325)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: حاتم خرجا له، وصالح من شيوخ مسلم، ولكن الحديث غلط؛ فإن أسماء كانت ليلة زفاف فاطمة بالحبشة".

(2)

في (ك) و (ص): "أنا".

(3)

في (و) و (ك): "عمر".

ص: 125

أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشْبَهَ كَلَامًا وَحَدِيثًا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فَاطِمَةَ، وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا، وَرَحَّبَ بِهَا، وَأَخَذَ بِيَدِهَا فَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ، وَكَانَتْ هِيَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَتْ إِلَيْهِ مُسْتَقْبِلَةً

(1)

وَقَبَّلَتْ يَدَهُ

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4807 -

أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ عِلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، ثُمَّ قَالَ:"أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ ". فَقَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ"

(3)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4808 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَيُّويَهْ بْنِ الْمُؤَمَّلِ الْهَمَذَانِيُّ

(4)

، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي

(1)

في (و) و (ص): "تستقبله".

(2)

إتحاف المهرة (17/ 718 - 23110)، وقد تقدم (4783) وبينا أنه ليس على شرط الشيخين.

(3)

إتحاف المهرة (7/ 594 - 8546)، وسيأتي برقم (4915).

(4)

قال البرقاني: كان غير موثق عندهم، وقال: لم يكن ثبتا.

ص: 126

أَبِي

(1)

، عَنْ مِينَاءَ بْنِ أَبِي مِينَاءَ

(2)

مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: خُذُوا عَنِّي قَبْلَ أَنْ تُشَابَ الْأَحَادِيثُ بِالْأَبَاطِيلِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"أَنَا الشَّجَرَةُ، وَفَاطِمَةُ فَرْعُهَا، وَعَلِيٌّ لِقَاحُهَا، وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ثَمَرَتُهَا، وَشِيعَتُنَا وَرَقُهَا، وَأَصْلُ الشَّجَرَةِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ، وَسَائِرُ ذَلِكَ فِي سَائِرِ الْجَنَّةِ"

(3)

.

هَذَا مَتْنٌ شَاذٌّ، وَإِنْ كَانَ كَذَلِكَ، فَإِنَّ إِسْحَاقَ الدَّبَرِيُّ صَدُوقٌ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ أَبُوهُ، وَجَدُّهُ ثِقَاتٌ، وَمِينَاءُ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَسَمِعَ مِنْه

(4)

، وَاللهُ أَعْلَمُ.

(1)

كذا بذكر نافع جد عبد الرزاق، ثم وثقه المصنف عقبه!، والمعروف أن هماما والد عبد الرزاق هو الذي يروي عن مينا، ورواه كذلك ابن عدي (3/ 192) و (8/ 219) عن عمر بن سنان عن الحسن بن علي أبي عبد الغني الأزدي وهو هالك أيضًا، عن عبد الرزاق عن أبيه عن مينا، وقال الحافظ في ترجمة مينا من الإصابة (10/ 587) متعقبا المصنف:"فيه زيادة راو .... ، وجد عبد الرزاق مما يستغرب فإنه لا رؤية له ولا رواية".

(2)

في (ك): "ميناء بن ميناء"، وسقط من (م):"بن أبي ميناء".

(3)

إتحاف المهرة (13/ 485 - 17039)، وقال زعم الحاكم أن له صحبة.

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ما قال هذا بشر سوى الحاكم، وإنما ذا تابعي ساقط، قال أبو حاتم كان يكذب، وقال ابن معين ليس بثقة، ولكن أظن أن هذا وضع على الدبري فإن ابن حيوية متهم بالكذب، فما استحييت أيها المؤلف أن تورد هذه الأخلوقات من أقوال الطرقية، فبما تستدرك على الشيخين! ".

وقال ابن حجر في الإصابة (10/ 587) مناقشا للمصنف: "قوله: إن مينا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه، مردود؛ لأن ميناء أخبر عن نفسه أنه ولد بعد النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أنه احتلم حين بويع لعثمان وذلك في آخر سنة ثلاث وعشرين من الهجرة يكون مولد مينا في آخر العصر النبوي"، وانظر التاريخ الكبير (8/ 31).

وقال الحافظ في الإتحاف: "قلت: قد رواه ابن عدي في "الكامل" في ترجمة: =

ص: 127

4809 -

حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّويَهْ الرَّئِيسُ الْفَقِيهُ بِمَرْوَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ النَّيْسَابُورِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مِهْرَانَ

(1)

الرَّازِيُّ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَبْرَشُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا ذُكِرَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْهَا إِلَّا أَنْ يَكُونَ الَّذِي وَلَدَهَا

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4810 -

حدثنا أَبُو الْفَضْلِ

(3)

الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَتَّابٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ

(4)

الْحَافِظُ، قَالُوا: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعَبْسِيُّ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ بَكَّارٍ الضَّبِّيُّ، ثَنَا خَالِدٌ الْوَاسِطِيُّ.

= الحسن بن علي بن عيسى ابن أبي عبد الغني الأزدي، عن عمر بن سعيد بن سنان، عنه، عن عبد الرزاق، عن أبيه، عن ميناء بن أبي ميناء، عن عبد الرحمن بن عوف، به. وميناء لا أعلم أحدا ذكر أن له صحبة إلا الحاكم، بل ضعفه الأئمة، وقد أوضحت حاله في مختصر التهذيب".

وقال في تهذيب التهذيب (10/ 397): "وأغرب الحاكم فزعم في المستدرك أن له صحبة وسماعا".

(1)

في (ك) و (ص): "بن مالك".

(2)

إتحاف المهرة (16/ 1137 - 21771)، وعلي بن مهران الرازي الطبري وثقه ابن حبان، وقال الجوزجاني كان رديء المذهب غير ثقة، وضعفه الدولابي، وسلمة بن الفضل الأبرش كثير المناكير، ولم يخرج له مسلم.

(3)

قوله: "الفضل" ساقط من (و) و (ك) و (ص).

(4)

في (و) و (ك) و (ص): "أبو بكر بن الفضل بن أبي دارم".

ص: 128

وَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْبَصْرِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَحْرٍ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قِيلَ: يَا أَهْلَ الْجَمْعِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ تَمُرَّ

(1)

فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَمُرُّ وَعَلَيْهَا رَيْطَتَانِ خَضْرَاوَانِ"

(2)

.

قَالَ أَبُو مُسْلِمٍ: قَالَ لِي أَبُو قِلَابَةَ: وَكَانَ مَعَنَا عِنْدَ عَبْدِ الْحَمِيدِ، أَنَّهُ قَالَ:"حَمْرَاوَانِ".

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(3)

.

* * *

(1)

في (و) و (ك) و (ص): "حتى تمر"، وفي (م):"وتمر".

(2)

إتحاف المهرة (11/ 657 - 14821)، وهو في فضائل الصحابة لأحمد (2/ 763).

(3)

عبد الحميد بن بحر البصري يسرق الحديث، والعباس بن الوليد كُذِّب، وقد تقدم برقم (4779) فانظره لزاما.

ص: 129

‌ذِكْرُ مَا ثَبَتَ عِنْدَنَا مِنْ أَعْقَابِ فَاطِمَةَ وَوَفَاتِهَا رضي الله عنها

-

4811 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ

(1)

مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: وَلَدَتْ خَدِيجَةُ رضي الله عنها لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غُلَامَيْنِ وَأَرْبَعَ نِسْوَةٍ؛ الْقَاسِمَ، وَعَبْدَ اللهِ، وَفَاطِمَةَ، وَأُمَّ كُلْثُومٍ، وَرُقَيَّةَ، وَزَيْنَبَ

(2)

.

4812 -

أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمِهْرَجَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ دِينَارٍ الْبَصْرِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَأَلْتُ أُمِّي عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: كَانَتْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، أَوْ كَشَمْسٍ كَفَرَ غَمَامًا إِذَا خَرَجَ مِنَ السَّحَابِ، بَيْضَاءَ مُشَرَّبَةً حُمْرَةً، لَهَا شَعْرٌ أَسْوَدٌ، مِن أَشَدِّ النَّاسِ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَبَهًا، وَاللهِ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:

بَيْضَاءُ تَسْحَبُ مِنْ قِيَامٍ شَعْرَهَا

وَتَغِيبُ فِيهِ وَهْوَ جَثْلٌ

(3)

أَسْحَمُ

(1)

في (و) و (ك): "بن"، وأشار ناسخ (و) في الحاشية أنها في نسخة:"عن".

(2)

إتحاف المهرة (8/ 83 - 8967)، وقال:"قلت: لم يتكلم عليه، وإبراهيم هو أبو شيبة الواسطي - يعني جد أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة -، ضعيف". وسيأتي في مناقب خديجة (4892) من وجه آخر ضعيف عن الحكم بن عتيبة.

(3)

في (ز) و (م): "حبل"، والجثل من الشعر: أشده سوادا وأغلظه، وقيل: الملتف.

ص: 130

فَكَأَنَّهَا فِيهِ نَهَارٌ مُشْرِقٌ

وَكَأَنَّهُ لَيْلٌ عَلَيْهَا مُظْلِمُ

(1)

(2)

4813 -

أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيَّ يَذْكُرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: وُلِدَتْ فَاطِمَةُ رضي الله عنها سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ مِنْ مَوْلِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(3)

.

* * *

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: موضوع، وفي إسناده محمد بن زكريا الغلابي".

(2)

إتحاف المهرة (18/ 266 - 23636).

(3)

إتحاف المهرة (19/ 49 - 24358)، ورواه ابن عساكر في تاريخه (3/ 157) عن المصنف، فلم يذكر: عن جده يعني سليمان بن جعفر بن سليمان، وما هاهنا أصح.

ص: 131

‌ذِكْرُ وَفَاةِ فَاطِمَةَ رضي الله عنها وَالِاخْتِلَافُ فِي وَقْتِهِ

4814 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: تُوُفِّيَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لِثَلَاثِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَهِيَ ابْنَةُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوَهَا.

وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي وَقْتِ وَفَاتِهَا، فَرُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: تُوُفِّيَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ. وَأَمَّا عَائِشَةُ فَإِنَّهَا قَالَتْ فِيمَا رُوِيَ عَنْهَا: أَنَّهَا تُوُفِّيَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِسِتَّةِ

(1)

أَشْهُرٍ. وَأَمَّا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ فَإِنَّهُ قَالَ فِيمَا رَوَى يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْهُ، قَالَ: تُوُفِّيَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ.

وَحَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ رضي الله عنها تُوُفِّيَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ

(2)

.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا الثَّبْتُ

(3)

عِنْدَنَا.

4815 -

أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، ثَنَا

(1)

في (ك): "لستة".

(2)

إتحاف المهرة (17/ 260 - 22220).

(3)

في (م): "أثبت".

ص: 132

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَكَثَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّةَ أَشْهُرٍ

(1)

.

تَابَعَهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَعُقَيْلُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَالْمُوَقَّرِيُّ

(2)

، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، وَابْنُ جُرَيْجٍ كُلُّهُمْ نَحْوَهُ.

4816 -

أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ابْنِ أَخِي طَاهِرٍ الْعَقِيقِيِّ الْعَلَوِيِّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا جَدِّي يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ

(3)

، ثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَابِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، ثَنَا [عُمَرُ بْنُ]

(4)

مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ

(5)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَتْ فَاطِمَةُ رضي الله عنها، قَدْ مَرِضَتْ مَرَضًا شَدِيدًا، فَقَالَتْ لِأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: أَلَا تَرَيْنَ إِلَى مَا بَلَغْتُ أُحْمَلُ عَلَى السَّرِيرِ ظَاهِرًا؟ فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: أَلَا لَعَمْرِي، وَلَكِنْ أَصْنَعُ لَكِ نَعْشًا كَمَا رَأَيْتُهُ يُصْنَعُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ. قَالَتْ: فَأَرِنِيهِ. قَالَ: فَأَرْسَلَتْ

(1)

إتحاف المهرة (17/ 260 - 22220)، وقال:"وهو طرف من الحديث الطويل المذكور في مسند أبي بكر"(8/ 225 - 9262)، نقول: وقد أخرجه الشيخان مطولا؛ البخاري (4/ 79) و (5/ 20، 90، 139) و (8/ 149)، ومسلم (5/ 153).

(2)

يعني: الوليد بن محمد وهو متروك، وتصحف في (و) إلى:"المرقري"، وفي (ك) و (ص) إلى:"المرقدي"!.

(3)

في (و) و (ص): "الحسين".

(4)

ما بين المعقوفين مكانه في (ز) و (م): "محمد بن"، وساقط من سائر النسخ والإتحاف، والمثبت من الطبقات الكبرى لابن سعد (10/ 29)، والذرية الطاهرة للدولابي (ص 111).

(5)

في (ك): "الحسن"!.

ص: 133

أَسْمَاءُ إِلَى جَرَائِدَ رَطْبَةٍ، فَقُطِّعَتْ مِنَ الْأَسْوَافِ

(1)

وَجُعِلَتْ عَلَى السَّرِيرِ نَعْشًا، وَهُوَ أَوَّلُ مَا كَانَ النَّعْشُ، فَتَبَسَّمَتْ فَاطِمَةُ رضي الله عنها، وَمَا رَأَيْتُهَا مُتَبَسِّمَةً بَعْدَ أَبِيهَا إِلَّا يَوْمَئِذٍ، ثُمَّ حَمَلْنَاهَا فَدَفَنَّاهَا لَيْلًا

(2)

.

4817 -

أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى وَأَبُو الْحُسَيْنِ

(3)

بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، قَالَا: ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: دُفِنَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلًا دَفَنَهَا عَلِيٌّ، وَلَمْ يَشْعُرْ بِهَا أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه حَتَّى دُفِنَتْ، وَصَلَّى عَلَيْهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

(4)

.

4818 -

أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الثَّقَفِيُّ

(5)

، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَقِيلِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعَلَوِيُّ

(6)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ الْحَسَنِ بِنْتِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَخِيهَا جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: مَاتَتْ فَاطِمَةُ رضي الله عنها وَهِيَ ابْنَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ،

(1)

وهو: اسم لحرم المدينة، وقيل موضع بعينه بناحية البقيع، قاله ياقوت في معجم البلدان (1/ 191)، وتحرفت في (و) و (ص) إلى:"الأسواق".

(2)

إتحاف المهرة (18/ 24 - 22315).

(3)

في (و): "الحسن" وأشار الناسخ في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى: "الحسين".

(4)

إتحاف المهرة (19/ 233 - 24710).

(5)

هو: محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران السراج.

(6)

هو: عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال المصنف في المدخل إلى الصحيح (1/ 192):"روى عن أبيه عن آبائه أحاديث موضوعة"، وعلي بن عقيل لم نجد له ترجمة.

ص: 134

وَوُلِدَتْ عَلَى رَأْسِ سَنَةِ

(1)

إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ مِنْ مَوْلِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(2)

.

4819 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ حَمْدَانُ الْوَرَّاقُ، ثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ بَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ فَاطِمَةَ شَهْرَيْنِ

(3)

.

4820 -

حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الوَاسِطِيُّ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو غَسَّانَ

(4)

، قَالَا: ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ الْمَكِّيُّ.

وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْن حَنْبَلٍ، ثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه؛ أَنَّ فَاطِمَةَ لَمْ تَمْكُثْ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا شَهْرَيْنِ

(5)

.

4821 -

حدثني أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَسَدِيُّ الْحَافِظُ بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، ثَنَا مُوسَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ

(6)

رضي الله عنهم؛ أَنَّ فَاطِمَةَ رضي الله عنها لَمَّا تُوُفِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ تَقُولُ: وَا أَبَتَاهُ، مِنْ رَبِّهِ مَا أَدْنَاهُ، وَا أَبَتَاهُ، جِنَانُ الْخُلْدِ مَأْوَاهُ، وَا أَبَتَاهُ، رَبُّهُ يُكْرِمُهُ

(1)

قوله: "سنة" غير موجود في (و) و (ص).

(2)

إتحاف المهرة (18/ 471 - 23936).

(3)

إتحاف المهرة (17/ 45 - 21836).

(4)

يعني: الفضل بن دكين، ومالك بن إسماعيل النهدي.

(5)

إتحاف المهرة (3/ 433 - 3384)، وعبد الله بن المؤمل بن وهب القرشي ضعيف.

(6)

علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، قال أبو زرعة في المراسيل (ص 139):"لم يدرك عليا رضي الله عنه".

ص: 135

إِذَا أَتَاهُ، وَا أَبَتَاهُ، الرَّبُّ وَرُسُلُهُ يُسَلِّمُ

(1)

عَلَيْهِ حِينَ يَلْقَاهُ

(2)

.

فَلَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما:

لِكُلِّ اجْتِمَاعٍ مِنْ خَلِيلَيْنِ فُرْقَةٌ

وَكُلُّ الَّذِي دُونَ الْفِرَاقِ قَلِيلُ

وَإِنَّ افْتِقَادِي وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ

دَلِيلٌ عَلَى أَنْ لَا يَدُومَ خَلِيلُ

(3)

4822 -

أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا النُّفَيْلِيُّ

(4)

، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ

(5)

، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَوْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عُمَارَةُ بْنُ الْمُهَاجِرِ

(6)

، عَنْ أُمِّ جَعْفَرٍ أُمِّ

(7)

مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ

(8)

، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ قَالَتْ: غَسَّلْتُ أَنَا وَعَلِيٌّ

(1)

في (ص): "تسلم".

(2)

إتحاف المهرة (18/ 22 - 23312).

(3)

إتحاف المهرة (11/ 577 - 14654).

(4)

هو: عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل.

(5)

قوله: "بن محمد" ساقط من (ص)، وهو الدراوردي.

(6)

كذا في النسخ الخطية كلها، وكذا رواه البيهقي في الكبرى (3/ 396، 397) والمعرفة (5/ 231) عن المصنف به، ولعل الأصوب أن يقال: عون بن محمد بن علي وعمارة بن المهاجر، وذلك أن أم جعفر هذه هي أم عون بن محمد وهو يروي عنها دائما بلا واسطة، وكذلك فإن محمد بن موسى يروي عن عمارة بن المهاجر أيضًا بلا واسطة، وقد ذكر بعض أصحاب كتب الرجال رواية عون بن محمد عن عمارة بن المهاجر، ولكن الظن أنهم قد أخذوا ذلك من بعض الروايات الخاطئة كهذه الرواية والله أعلم.

(7)

في (و): "بن" وأشار الناسخ في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى: "أم".

(8)

كذا في النسخ الخطية كلها، والإتحاف، والصواب: زوجة محمد بن علي، فهي: أم عون ويقال أم جعفر بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب القرشية الهاشمية، وزوجة محمد بن الحنفية، وهي من رواة التهذيب، وانظر الحديث الآتي برقم (4827).

ص: 136

فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (16/ 862 - 21328).

ص: 137

‌وَمِنْ مَنَاقِبِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ابْنَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آلِهِ

4823 -

حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنِي عَمِّي الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لِكُلِّ بَنِي أُمٍّ عَصَبَةٌ يَنْتَمُونَ إِلَيْهِمْ إِلَّا ابْنَيْ فَاطِمَةَ، فَأَنَا وَلِيُّهُمَا وَعَصَبَتُهُمَا"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4824 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَطْحَاءَ، ثَنَا عَفَّانُ.

وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا وُهَيْبٌ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ

(3)

يَعْلَى بْنِ مُنْيَةَ الثَّقَفِيِّ

(4)

، قَالَ: جَاءَ الْحَسَنُ

(1)

إتحاف المهرة (3/ 334 - 3144).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل ليس بصحيح، فإن يحيى قال أحمد: كان يضع الحديث والقاسم متروك".

(3)

من قوله: "حدثني أبي" إلى هاهنا ساقط من (و) و (ك) و (ص).

(4)

كذا قال محمد بن علي بن بطحاء؛ فقد رواه البيهقي في الكبرى (10/ 202) عن المصنف من طريقه وحده به، ويعلى ابن منية، ومنية أمه، هو يعلى بن أمية بن أبي عبيدة، وهو تميمي لا ثقفي، أما الإمام أحمد فرواه في فضائل الصحابة (2/ 772) =

ص: 138

وَالْحُسَيْنُ يَسْتَبِقَانِ إلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَضَمَّهُمَا إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:"إِنَّ الْوَلَدَ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ مَحْزَنَةٌ"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4825 -

حدثنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ النَّحْوِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ

(2)

، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مِهْرَانَ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: دَخَلَ يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ عَلَى الْحَجَّاجِ.

وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ

(3)

بْنِ خَالِدِ الْهَاشِمِيِّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ التَّمِيمِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ النَّحَّاسُ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى الطَّلْحِيُّ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، قَالَ: اجْتَمَعُوا عِنْدَ الْحَجَّاجِ، فَذُكِرَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: لَمْ يَكُنْ مِنْ ذُرِّيَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَعِنْدَهُ يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ، فَقَالَ لَهُ: كَذَبْتَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ. فَقَالَ: لَتَأْتِيَنِّي عَلَى مَا قُلْتَ بِبَيِّنَةٍ وَمِصدَاقٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ عز وجل أَوْ لَأَقْتُلَنَّكَ. قَالَ: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ

= فقال: عن يعلى، ولم ينسبه، وأخرجه في المسند (29/ 104) في مسند يعلى بن مرة الثقفي أبي المرازم العامري، وكذا رواه أبو بكر بن أبي شيبة (17/ 162) وعنه ابن ماجه (5/ 254) عن عفان به، وانظر حديث رقم (4873) وترجمة يعلى بن منية الثقفي عند حديث رقم (5911).

(1)

إتحاف المهرة (13/ 727 - 17353)، وسعيد بن أبي راشد وثقه ابن حبان ولم يرو عنه غير ابن خثيم، ولم يخرج له مسلم.

(2)

في (و): "بن سالم" وأشار الناسخ في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى: "ابن شاكر".

(3)

زاد في النسخ الخطية كلها في هذا الموضع: "بن علي"، والمثبت كما في الإتحاف، وسائر أسانيد المصنف.

ص: 139

وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ}

(1)

. إِلَى قَوْلِهِ عز وجل: {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى}

(2)

. فَأَخْبَرَ اللهُ

(3)

عز وجل أَنَّ عِيسَى مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ بِأُمِّهِ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ مِنْ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم بِأُمِّهِ. قَالَ: صَدَقْتَ، فَمَا حَمَلَكَ عَلَى تَكْذِيبِي فِي مَجْلِسي. قَالَ: مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ لَيُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا يَكْتُمُونَهُ، قَالَ اللهُ عز وجل:{فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا}

(4)

. قَالَ: فَنَفَاهُ إِلَى خُرَاسَانَ

(5)

.

4826 -

أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا

(6)

سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا وَلَدَتْ فَاطِمَةُ الْحَسَنَ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ ". قَالَ: قُلْتُ: سَمَّيْتُهُ حَرْبًا. قَالَ: "بَلْ هُوَ حَسَنٌ". فَلَمَّا وَلَدَتِ الْحُسَيْنَ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "أَرُونِي

(7)

، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: سَمَّيْتُهُ حَرْبًا. فَقَالَ: "بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ". ثُمَّ لَمَّا وَلَدَتِ الثَّالِثَ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ ". قُلْتُ: سَمَّيْتُهُ حَرْبًا. قَالَ: "بَلْ هُوَ مُحَسِّنٌ". ثُمَّ قَالَ: "إِنَّمَا سَمَّيْتُهُمْ بِاسْمِ وَلَدِ

(1)

(الأنعام: آية 84).

(2)

(الأنعام: آية 85).

(3)

في (و): "فأخبرنا" وفي (ص): "فأخبرنا عز وجل".

(4)

(آل عمران: آية 187).

(5)

إتحاف المهرة (19/ 618 - 25445).

(6)

في (و) و (ص): "وثنا".

(7)

في (ك) و (ص): "أروني ابني".

ص: 140

هَارُونَ شَبَّرُ وشَبِيرٌ وَمُشَبِّرٌ"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4827 -

حدثني عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ بُرْدٍ الْأَنْطَاكِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْمَخْزُومِيُّ، ثَنَا عَوْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ

(2)

، عَنْ أُمِّ جَعْفَرٍ أُمِّهِ، عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ، عَنْ فَاطِمَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَاهَا يَوْمًا، فَقَالَ:"أَيْنَ ابْنَايَ؟ ". فَقَالَتْ: ذَهَبَ بِهِمَا عَلِيٌّ. فَتَوَجَّهَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَهُمَا يَلْعَبَانِ فِي شِرْبَةٍ، وَبَيْنَ أَيْدِيهِمَا فَضْلٌ مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ:"يَا عَلِيُّ، أَلَا تَقْلِبُ ابْنِي قَبْلَ الْحَرِّ"

(3)

.

وَذَكَرَ بَاقِي الْحَدِيثِ، مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى هَذَا هوَ ابْنُ مَسْمُولٍ

(4)

مَدِينِيٌّ ثِقَةٌ، وَعَوْنُ هَذَا هُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، هُوَ وَأَبُوهُ

(5)

ثِقَتَانِ

(6)

، وَأُمُّ

(1)

إتحاف المهرة (11/ 647 - 14797)، وسيأتي من حديث يونس بن أبي إسحاق (4836).

(2)

كذا رواه المصنف، وقوله:"عن أبيه" خطأ، فقد رواه الطبراني في الكبير (22/ 422)، والدولابي في الذرية الطاهرة (ص 104) والمصنف في فضائل فاطمة الزهراء (ص 145) فقالوا: عن عون بن محمد عن أمه أم جعفر.

(3)

إتحاف المهرة (18/ 21 - 23311).

(4)

كذا قال المصنف رحمه الله، وهو خطأ، وابن مسمول هذا اسمه: محمد بن سليمان، والصواب أنه: محمد بن موسى بن أبي عبد الله الفطري المخزومي، فهو الذي يروي عن عون بن محمد، وقد رواه المصنف نفسه في كتابه فضائل فاطمة الزهراء (ص 145) من طريق جعفر بن مسافر عن ابن أبي فديك فقال:"عن محمد بن موسى بن أبي عبد الله"، ومحمد بن موسى هذا من رجال التهذيب.

(5)

في (و) و (ك) و (ص): "وابنه".

(6)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل محمد ضعفوه"، كذا قال، على أنه محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، وهو خطأ كما سنبين ذلك فيما يلي!.

ص: 141

جَعْفَرٍ هِيَ ابْنَةُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِّيقِ، وَجَدْتُهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ

(1)

رضي الله عنهم

(2)

وَكُلُّهُمْ أَشْرَافٌ ثِقَاتٌ.

4828 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُنَادِي، ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنُ أَبِي يَعْقُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ حَامِلٌ أَحَدَ ابْنَيْهِ الْحَسَنَ أَوِ الْحُسَيْنَ، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَوَضعَهُ عِنْدَ قَدَمِهِ الْيُمْنَى، فَسَجَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَجْدَةً أَطَالَهَا، قَالَ أَبِي: فَرَفَعْتُ رَأْسِي مِنْ بَيْنِ النَّاسِ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ،

(1)

لم يكن المصنف رحمه الله موفقا في تعيين رواة هذا السند، فقد أدى خطأه في تعيين محمد بن موسى الذي أشرنا إليه في الحاشية السابقة، إلى خطأه في تعيين سائر رواة السند، فقد قال أن عون بن محمد الذي في السند هو بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، وليس في الرواة عون بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، ولكن عون بن عبيد الله بن أبي رافع الذي يروى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، ويقال عون بن علي بن عبيد الله، وليس هو الذي في هذا السند، أما الذي في سندنا هذا فهو: عون بن محمد بن علي بن أبي طالب، كما ورد في سند الرواية التي رواها المصنف في كتابه فضائل فاطمة الزهراء، والتي أشرنا إليها في الحاشية السابقة، ثم قال المصنف:"وأم جعفر هي ابنة القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق"، وهذا أيضًا خطأ، بل هي: أم جعفر ويقال: أم عون بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب، فهي التي يروي عنها ابنها عون بن محمد، وهي زوجة محمد بن الحنفية، وهي من رواة التهذيب، ثم قال:"وجدتها أسماء بنت أبي بكر الصديق"، وهذا أيضًا خطأ، فإن جدة أم عون بنت محمد بن جعفر هي: أسماء بنت عميس رضي الله عنها، فهي جدتها أم أبيها محمد بن جعفر بن أبي طالب، وقد ساق ابن حجر في الإتحاف كلام المصنف هذا ولم يعلق عليه بشيء، وانظر حديث رقم (4822)، والطبقات الكبرى (4/ 31) و (7/ 94).

(2)

قوله: "وجدتها أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم" ساقط من (ك) و (ص) و (و).

ص: 142

وَإِذَا الْغُلَامُ رَاكِبٌ عَلَى ظَهْرِهِ، فَعُدْتُ فَسَجَدْتُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ سَجَدْتَ فِي صَلَاتِكَ هَذِهِ سَجْدَةً مَا كُنْتَ تَسْجُدُهَا، أَفَشَيْءٌ أُمِرْتَ بِهِ؟ أَوْ كَانَ يُوحَى إِلَيْكَ؟ قَالَ:"كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ، إِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي، فَكَرِهْتُ أَنْ أُعْجِلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4829 -

أخبرني أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ السَّبِيعِيُّ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ

(2)

، عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ابْنَيَّ مَنْ أَحَبَّهُمَا أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي أَحَبَّهُ اللهُ، وَمَنْ أَحَبَّهُ اللهُ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا أَبْغَضَنِي، وَمَنْ أَبْغَضَنِي أَبْغَضَهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُ اللهُ أَدْخَلَهُ النَّارَ"

(3)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(4)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4830 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْن جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ

(1)

إتحاف المهرة (6/ 180 - 6324)، وسيأتي في ترجمة شداد (6815).

(2)

هو: حصين بن جندب. من رجال التهذيب.

(3)

إتحاف المهرة (5/ 566 - 5954).

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: هذا حديث منكر وإنما رواه بقي بن مخلد بإسناد آخر واه عن زاذان عن سلمان"، نقول: محمد بن الحسن السبيعي لم نعرفه، ورواه الطبراني في الكبير (3/ 43) و (6/ 241) من طريق يحيى الحماني وهو ضعيف، عن قيس بن الربيع الأسدي عن محمد بن رستم عن زاذان عن سلمان به بنحوه.

ص: 143

إِيَاسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ

(1)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ومَعَهُ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، هَذَا عَلَى عَاتِقِهِ، وَهَذَا عَلَى عَاتِقِهِ، وَهُوَ يَلْثُمُ هَذَا مَرَّةً وَهَذَا مَرَّةً، حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُحِبُّهُمَا؟ فَقَالَ:"مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي"

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4831 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ، ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ

(3)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:"الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا ابْنَيِ الْخَالَةِ"

(4)

.

(5)

هَذَا حَدِيثٌ قَدْ صَحَّ مِنْ أَوْجُهٍ كَثِيرَةٍ، وَأَنَا أَتَعْجَبُ أَنَهُمَا لَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4832 -

حدثنا أَبُو سَعِيدٍ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْعَدْلُ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُرِّيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمٍ

(6)

، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْهُمَا"

(7)

.

(1)

هو: عبد الرحمن بن بشر بن مسعود المدني الأزرق.

(2)

إتحاف المهرة (15/ 162 - 19082).

(3)

تقرأ في (م) و (و) و (ص): "نعيم".

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: الحكم فيه لين".

(5)

إتحاف المهرة (5/ 292 - 5431).

(6)

هو: عاصم بن بهدلة، وعنه علي بن صالح بن صالح بن حي الهمداني.

(7)

إتحاف المهرة (10/ 188 - 12550).

ص: 144

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ بِهَذِهِ الزِّيَادَةِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وَشَاهِدَهُ مَا:

4833 -

حدثناه أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صُبَيْحٍ الْعُمَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ الْإِمَامُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، ثَنَا مُعَلَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْهُمَا"

(1)

.

4834 -

حدثنا أَحْمَدُ بْنُ قَانِعِ بْنِ مَرْزُوقٍ الْقَاضِي بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَسَنِ

(2)

الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا مُوسَى

(3)

بْنُ أَعْيَنَ، ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ: "أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَكُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ". ثُمَّ يَقُولُ: "هَكَذَا كَانَ يُعَوِّذُ إِبْرَاهِيمُ ابْنَيْهِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ"

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(5)

.

(1)

إتحاف المهرة (9/ 325 - 11301)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: معلى متروك"، وهو رافضي متهم بالوضع، أخرج له ابن ماجه هذا الحديث.

(2)

في (ك) و (ص): "الحسين"، وهو: عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب.

(3)

كذا، ولا نظن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب سمع موسى بن أعين الجزري المتوفي سنة 175، وقيل: 177، وإنما يروي عنه جد أبي شعيب: أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب الحراني، وقد روى عبد الله ابن أبي شعيب عن جده عن موسى بن أعين روايات كثيرة، فلعل:"أبي" في هذه الرواية مصحفة عن: "جدي"، والله أعلم.

(4)

إتحاف المهرة (7/ 90 - 7399).

(5)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: وهم في استدراكه؛ فإنه عند البخاري"، في أحاديث الأنبياء (4/ 147).

ص: 145

4835 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا كَامِلُ بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ، فَكَانَ يُصَلِّي، فَإِذَا سَجَدَ وَثَبَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَى ظَهْرِهِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ أَخَذَهُمَا فَوَضَعَهُمَا وَضْعًا رَفِيقًا

(1)

، فَإِذَا عَادَ عَادَا، فَلَمَّا صَلَّى جَعَلَ وَاحِدًا هَهُنَا وَوَاحِدًا هَهُنَا، فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أَذْهَبُ بِهِمَا إِلَى أُمِّهِمَا؟ قَالَ:"لَا". فَبَرَقَتْ بَرْقَةٌ، فَقَالَ:"الْحَقَا بِأُمِّكُمَا". فَمَا زَالَا يَمْشِيَانِ فِي ضَوْئِهَا حَتَّى دَخَلَا

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4836 -

حدثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ

(3)

الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الزُّهْرِيُّ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا أَنْ وُلِدَ الْحَسَنُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ

(4)

صلى الله عليه وسلم: "مَا سَمَّيْتَ ابْنِي؟ ". قُلْتُ: حَرْبًا. قَالَ: "هُوَ الْحَسَنُ". فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَا سَمَّيْتَ ابْنِي؟ ". قُلْتُ: حَرْبًا. قَالَ: "هُوَ الْحُسَيْنُ". فَلَمَّا أَنْ وُلِدَ مُحَسِّنٌ، قَالَ:"مَا سَمَّيْتَ ابْنِي؟ ". قُلْتُ: حَرْبًا. قَالَ: "هُوَ مُحَسِّنٌ". ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي سَمَّيْتُ بَنِيَّ هَؤُلَاءِ

(1)

في (م): "رقيقا".

(2)

إتحاف المهرة (14/ 499 - 18089)، وكامل فيه ضعف.

(3)

في الإتحاف: "محمد بن علي".

(4)

في (ص) و (و): "رسول الله".

ص: 146

بِتَسْمِيَةِ هَارُونَ بَنِيهِ شَبَّرًا، وَشَبِيرًا، وَمُشَبِّرًا"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (11/ 647 - 14797).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: مر من حديث إسرائيل"(4826).

ص: 147

‌وَمِنْ فَضَائِلِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه وَذِكْرُ مَوْلِدِهِ وَمَقْتَلِهِ

4837 -

أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَنْطَرِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه لَقِيَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رضي الله عنهما فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ: بِأَبِي شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ لَيْسَ شَبِيهًا بِعَلِيٍّ. وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(3)

.

4838 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ الْهَاشِمِيُّ، ثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ السَّمَّانُ، ثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ

(4)

، عَنْ أَبِي

(1)

في (و) و (ص): "الحسن".

(2)

إتحاف المهرة (8/ 235 - 9281)، وقال:"قلت: ذا في البخاري"، في المناقب (4/ 187) وفضائل الصحابة (5/ 26).

(3)

زيد في (و) و (ك) و (ص): "ولم يخرجاه".

(4)

كذا قال الخضر بن أبان وهو ضعيف، ورواه يحيى بن يحيى النيسابوري عن أزهر عن عبد الله بن عون فقال عن عمير بن إسحاق عن أبي هريرة، أخرجه البيهقي في الكبرى (2/ 232)، وكذا رواه غير واحد عن ابن عون، وعمير بن إسحاق القرشي يكنى أبا محمد، فلعله سقط لفظ:"أبي" على الخضر، ولم يهتد لذلك المصنف، فظنه محمد بن سيرين فصححه على شرطهما، وعمير لم يرو عنه غير ابن عون، واستنكر عليه ابن عدي هذا الحديث (6/ 132)، ووثقه ابن حبان وصحح حديثه (12/ 405) و (15/ 420).

ص: 148

هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ لَقِيَ الْحَسَنَ

(1)

بْنَ عَلِيٍّ، فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبَّلَ بَطْنَكَ، فَاكْشِفِ الْمَوْضِعَ الَّذِي قَبَّلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أُقَبِّلَهُ. قَالَ: وَكَشَفَ لَهُ الْحَسَنُ فَقَبَّلَهُ

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4839 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا أَبَا جُحَيْفَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُشْبِهُهُ

(3)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(4)

.

وَلَهُ شَاهِدٌ صحِيحٌ:

4840 -

حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الدِّمَشْقِيُّ

(5)

، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمْ يَكُنْ فِي وَلَدِ عَلِيٍّ أَشْبَهُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْحَسَنِ

(6)

.

(1)

في النسخ الخطية كلها: "عن أبي هريرة قال لقي الحسن"، والمثبت من التلخيص والإتحاف.

(2)

إتحاف المهرة (15/ 569 - 19909).

(3)

إتحاف المهرة (13/ 694 - 17318).

(4)

بل أخرجاه، البخاري (4/ 187)، ومسلم (7/ 85).

(5)

هو: يزيد بن محمد بن عبد الصمد، أبو القاسم الدمشقي من رجال التهذيب.

(6)

إتحاف المهرة (2/ 209 - 1773)، وقد أخرجه البخاري (5/ 29) من حديث هشام بن يوسف عن معمر، وعلقه عن عبد الرزاق عن معمر، وأخرجه أيضًا (5/ 26) من حديث ابن سيرين عن أنس أنه قال نحو ذلك في الحسين رضي الله عنهما، وانظر الجمع بين الروايتين في فتح الباري (7/ 96، 97).

ص: 149

4841 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ

(1)

، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: لَقَدْ حَجَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ خَمْسًا وَعِشْرِينَ حَجَّةً مَاشِيًا، وَإِنَّ النَّجَائِبَ لَتُقَادُ مَعَهُ

(2)

.

4842 -

أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلَاءِ

(3)

، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: وَلَدَتْ فَاطِمَةُ رضي الله عنها حَسَنًا بَعْدَ أُحُدٍ بِسَنَتَيْنِ وَكَانَ بَيْنَ وَقْعَةِ أُحُدٍ وَبَيْنَ قُدُومِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةِ سَنَتَانِ وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ وَنِصْفٍ، فَوَلَدَتِ الْحَسَنَ لِأَرْبَعِ سِنِينَ وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ

(4)

مِنَ التَّارِيخِ

(5)

.

4843 -

أخبرني إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنِي ابْنُ وَاقِدٍ

(6)

، قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ

(7)

.

(1)

في (و): "عبد الله بن الوليد"، وهو عبيد الله بن الوليد الوصافي، ضعيف الحديث، وقال المصنف في المدخل إلى الصحيح (1/ 182):"روى عن محارب بن دثار أحاديث موضوعة"، وقد تقدم له عنه حديث في التفسير (3839) وصححه المصنف!.

(2)

إتحاف المهرة (4/ 302 - 4289).

(3)

زهير بن العلاء العبدي البصري، وثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم في العلل (6/ 399):"أحاديثه موضوعة، لا يشتغل به"، وعنه أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي.

(4)

زاد في (ك) و (ص) و (و): "ونصف".

(5)

إتحاف المهرة (19/ 352 - 24977).

(6)

يعني: محمد بن عمر بن واقد الواقدي الأسلمي المدني.

(7)

هذا الحديث لم نجده في الإتحاف.

ص: 150

4844 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: لَا أَزَالُ أُحِبُّ هَذَا الرَّجُلَ بَعْدَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ مَا يَصْنَعُ، رَأَيْتُ الْحَسَنَ فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهُوَ يُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي لِحْيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُدْخِلُ لِسَانَهُ في فَمَهِ، ثُمَّ قَالَ:"اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4845 -

أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْمَدِينِيُّ

(2)

، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَسَلَّمَ، فَرَدَدْنَا عليه السلام، وَلَمْ يَعْلَمْ بِهِ أَبُو هُرَيْرَةَ، فَقُلْنَا لَهُ

(3)

: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَذَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَدْ سَلَّمَ عَلَيْنَا. فَلَحِقَهُ، وَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ يَا سَيِّدِي. ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّهُ سَيِّدٌ"

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

(1)

إتحاف المهرة (15/ 570 - 19910)، وأصل المرفوع منه في الصحيحين من حديث نافع بن جبير بن مطعم عن أبي هريرة بقصة أخرى؛ البخاري في البيوع (3/ 66) واللباس (7/ 156)، ومسلم في الفضائل (7/ 129).

(2)

يعني: أبا عبد الله الأزرق، قال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في الثقات، ثم أعاده في المجروحين وقال:"شيخ يروي المناكير عن المشاهير، لا يجوز الإحتجاج بخبره إذا انفرد".

(3)

قوله: "له" غير موجود في (و) و (ص) و (ك).

(4)

إتحاف المهرة (14/ 683 - 18478).

ص: 151

4846 -

أخبرنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ

(1)

، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبَّلَ حَسَنًا وَضَمَّهُ إِلَيْهِ، وَجَعَلَ يَشُمُّهُ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: إِنَّ لِي ابْنًا قَدْ بَلَغَ، مَا قَبَّلْتُهُ قَطُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ اللهُ نَزَعَ الرَّحْمَةَ مِنْ قَلْبِكَ، فَمَا ذَنْبِي؟ "

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(3)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4847 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِىُّ، ثَنَا زَمْعَهُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: أَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَحْمِلُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى رَقَبَتِهِ، قَالَ: فَلَقِيَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: نِعْمَ الْمَرْكَبُ رَكِبْتَ يَا غُلَامُ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وَنِعْمَ الرَّاكِبُ هُوَ"

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(5)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4848 -

أخبرني أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعُمَرِيُّ

(6)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

(1)

يعني: حميد بن زياد أبي المخارق المدني الخراط.

(2)

إتحاف المهرة (4/ 551 - 4643)، وقد أخرجا المرفوع منه عن الزبير عن عائشة؛ البخاري (8/ 7) ومسلم (7/ 77).

(3)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: على شرط البخاري ومسلم".

(4)

إتحاف المهرة (7/ 200 - 7855)، وزمعة ضعيف.

(5)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: لا".

(6)

هو: محمد بن عبد الله بن محمد بن صبيح الجوهري العمري.

ص: 152

إِسْحَاقَ الْإِمَامُ، ثَنَا أَبُو مُوسَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ خُمَيْرٍ

(1)

يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّكَ تُرِيدُ الْخِلَافَةَ، فَقَالَ: قَدْ كَانَ جَمَاجِمُ الْعَرَبِ فِي يَدِي يُحَارِبُونَ مَنْ حَارَبْتُ، وَيُسَالِمُونَ مَنْ سَالَمْتُ، تَرَكْتُهَا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ تَعَالَى، وَحَقْنَ دِمَاءِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَبْتَزُهَا بِأَتْيَاسِ أَهْلِ الْحِجَازِ

(2)

.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4849 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرُويَهْ الصَّفَّارُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ.

وَأَخْبَرَنِي [أَبُو الْحَسَنِ الْعُمَرِيُّ]

(3)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْإِمَامُ، ثَنَا أَبُو طَالِبٍ زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ الطَّائِيُّ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا يُوسُفُ بْن مَازِنٍ الرَّاسِبِيُّ، قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، فَقَالَ: يَا مُسَوِّدَ وَجْهِ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ الْحَسَنُ: لَا تُؤَنِّبْنِي رَحِمَكَ اللهُ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ

(1)

في (و): "حميد" مصحف وأشار الناسخ في الحاشية إلى أنها في نسخة: "خمير"، وهو: يزيد بن خمير بن يزيد، أبو عمر الرحبي الشامي.

(2)

إتحاف المهرة (4/ 303 - 4291)، وجماجم العرب أي ساداتها، لأن الجمجمة الرأس، وهو أشرف الأعضاء، وقيل جماجم العرب: التي تجمع البطون فينسب إليها دونهم، وأتياس جمع تيس.

(3)

في النسخ الخطية كلها: "أبو الحسين اليعمري" مصحف، والمثبت من شعب الإيمان (5/ 257)، ودلائل النبوة (6/ 509) للبيهقي حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، وأبو الحسن العمري هو: محمد بن عبد الله بن محمد بن صبيح.

ص: 153

صلى الله عليه وسلم قَدْ رَأَى بَنِي أُمَيَّةَ يَخْطُبُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ رَجُلًا رَجُلًا، فَسَاءَهُ ذَلِكَ، فَنَزَلَتْ:{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} . نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ، وَنَزَلَتْ:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} . يَمْلُكُهُ بَنُو أُمَيَّةَ فَحَسَبْنَا ذَلِكَ، فَإِذَا هُوَ لَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ

(1)

.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ

(2)

، وَهَذا الْقَائِلُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ هَذَا الْقَوْلَ هُوَ: سُفْيَانُ بْنُ اللَّيْلِ صَاحِبُ أَبِيهِ.

4850 -

حدثناه أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَجَلِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ سُفيَانَ بْنِ اللَّيْلِ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ حِينَ بَايَعَ مُعَاوِيَةَ، فَقُلْتُ: يَا مُسَوِّدَ وُجُوهِ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ ذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ

(3)

.

(1)

إتحاف المهرة (4/ 302 - 4290)، وسيأتي برقم (4864).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: وروى عن يوسف نوحُ بن قيس أيضًا، وما علمت أن أحدا تكلم فيه، والقاسم وثقوه، ورواه عنه أبو داود والتبوذكي، وما أدرى آفته من أين"، نقول: يوسف بن مازن الراسبي قال ابن معين مشهور، وذكره ابن حبان في تابعي التابعين من الثقات وقال يروي المقاطيع"، وأخرج له الترمذي (5/ 539) هذا الحديث من طريق الطيالسي به فسمي: يوسف بن سعد، وقال الترمذي: "غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث القاسم بن الفضل، وقد قيل عن القاسم بن الفضل عن يوسف بن مازن .... ويوسف بن سعد رجل مجهول"، وقال ابن كثير في البداية والنهاية (9/ 272): "ولكن في شهوده - يعني يوسف - قضية الحسن ومعاوية نظر، وقد يكون أرسلها عمن لا يعتمد عليه، والله أعلم. وقد سألت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي رحمه الله عن هذا الحديث فقال: هو حديث منكر" ثم شرع في تعليل متنه فانظره لزاما.

(3)

إتحاف المهرة (4/ 302 - 4290)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: السري واه"، نقول: وسفيان بن الليل ذكره ابن حبان في الثقات، وقال العقيلي (3/ 35):"كان ممن يغلوا في الرفض، لا يصح حديثه" وأخرج له هذا الحديث.

ص: 154

4851 -

وحدثني نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَدْلُ

(1)

، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَافِظُ

(2)

، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى البَجَلِيِّ

(3)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَلْخِيُّ

(4)

، ثَنَا نُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنِ الْبَهِيِّ

(5)

، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ اللَّيْلِ قَالَ: لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ مَا كَانَ قَدِمْتُ عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. قَالَ: فَتَذَاكَرْنَا عِنْدَهُ الْأَذَانَ، فَقَالَ بَعْضُنَا: إِنَّمَا كَانَ بَدْءُ الْأَذَانِ رُؤْيَا عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ

(6)

بْنُ عَلِيٍّ: إِنَّ شَأْنَ الْأَذَانِ أَعْظَمُ مِنْ ذَاكَ، أَذَّنَ جِبْرِيلُ عليه السلام فِي السَّمَاءِ مَثْنَى مَثْنَى، وَعَلَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَقَامَ مَرَّةً مَرَّةً، فَعَلَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَذَّنَ الْحَسَنُ

(7)

حِينَ وَلِيَ

(8)

.

4852 -

أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ:

(1)

هو: نصر بن محمد بن أحمد بن يعقوب، أبو الفضل الطوسي.

(2)

يعني: أبا العباس بن عقدة الكوفي الحافظ.

(3)

في (و) و (ص): "البلخي" مصحف، وهو: أحمد بن يحيى بن إسحاق، أبو جعفر البجلي.

(4)

هو: محمد بن إسحاق بن حرب، أبو عبد الله اللؤلؤي البلخي.

(5)

كذا في النسخ الخطية كلها، ونصب الراية (1/ 261)، وهو: عبد الله البهي، أبو محمد مولى مصعب بن الزبير القرشي، من رجال التهذيب، وفي الإتحاف:"عن الشعبي"، وأجلح يروي عن الشعبي، والله أعلم.

(6)

في (ص) و (و): "فقال الحسن".

(7)

في (و) و (ك) و (ص): "فأذن به الحسن".

(8)

إتحاف المهرة (4/ 302 - 4290)، وقال الذهبي في التلخيص:"قال أبو داود: نوح كذاب".

ص: 155

سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، يَقُولُ: إِنِّي لَشَاهِدٌ يَوْمَ مَاتَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَرَأَيْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ لِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَيَطْعَنُ فِي عُنُقِهِ، وَيَقُولُ: تَقَدَّمْ فَلَوْلَا أَنَّهَا سُنَّةٌ مَا قُدِّمْتَ. وَكَانَ بَيْنَهُمْ شَيْءٌ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَتَنْفُسُونَ عَلَى ابْنِ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم بِتُرْبَةٍ تَدْفِنُونَهُ فِيهَا، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ:"مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4853 -

حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ بْنِ هَانِئٍ وَأَبُو سَعِيدٍ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَا: ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شَيْبَةَ

(2)

الْحِزَامِيُّ، ثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وِتْرِي إِذَا رَفَعْتُ رَأْسِي وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا السُّجُودُ: "اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا آتَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ"

(3)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ إِلَّا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَدْ خَالَفَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ فِي إِسْنَادِهِ:

(1)

إتحاف المهرة (4/ 309 - 4309).

(2)

في الإتحاف: "ثنا أبو بكر عبد الملك بن شيبة" خطأ.

(3)

إتحاف المهرة (4/ 293 - 4275).

ص: 156

4854 -

حدثناه أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ الصَّفَّارُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ.

وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْبَزَّارُ وَالْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَيْهَقِيُّ، قَالُوا: ثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ

(1)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ

(2)

، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ في الْوِتْرِ: "اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا آتَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ"

(3)

.

4855 -

حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ابْنِ أَخِي طَاهِرٍ الْعَقِيقِيُّ الْحَسَنِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي عَمِّي عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ

(4)

، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: خَطَبَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ النَّاسَ حِينَ قُتِلَ عَلِيٌّ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ قُبِضَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ لَا يَسْبِقُهُ الْأَوَّلُونَ بِعَمَلٍ وَلَا يُدْرِكُهُ الْآخِرُونَ، وَقَدْ

(1)

هو: سعيد بن الحكم بن محمد الجمحي.

(2)

هو: ربيعة بن شيبان السعدي البصري، أخرج له أصحاب السنن الأربعة هذا الحديث.

(3)

إتحاف المهرة (4/ 293 - 4275)، وقال:"قلت: ورواه يحيى بن عبد الله بن سالم، عن موسى بن عقبة، فخالف ما قال: عن عبد الله بن علي، عن الحسن بن علي" أخرجه النسائي (3/ 248).

(4)

هو: الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، من رجال التهذيب.

ص: 157

كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِيهِ رَايَتَهُ فَيُقَاتِلُ، وَجِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِهِ، وَمِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِهِ، فَمَا يَرْجِعُ حَتَّى يَفْتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، وَمَا تَرَكَ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ إِلَّا سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَضَلَتْ مِنْ عَطَايَاهُ أَرَادَ أَنْ يَبْتَاعَ بِهَا خَادِمًا لِأَهْلِهِ. ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي فَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَا ابْنُ النَّبِيِّ، وَأَنَا ابْنُ الْوَصِيِّ، وَأَنَا ابْنُ الْبَشِيرِ، وَأَنَا ابْنُ النَّذِيرِ، وَأَنَا ابْنُ الدَّاعِي إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ، وَأَنَا ابْنُ السِّرَاجِ الْمُنِيرِ، وَأَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ الَّذِي كَانَ جِبْرِيلُ يَنْزِلُ إِلَيْنَا وَيَصْعَدُ مِن عِنْدِنَا، وَأَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ الَّذِي أَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيرًا، وَأَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ الَّذِينَ افْتَرَضَ اللهُ مَوَدَّتَهُمْ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، فَقَالَ تبارك وتعالى لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم:{قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا}

(1)

. فَاقْتِرَافُ الْحَسَنَةِ مَوَدَّتُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ

(2)

.

(3)

4856 -

أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَمَّي الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَأَنَّهُ اشْتَقَّ مِنِ اسْمِ حَسَنٍ اسْمَ حُسَيْنٍ، وَذَكَرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا إِلَّا الْحَبَلُ

(4)

.

4857 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الحَسَنُ بْنُ الجَهْمِ، ثَنَا

(1)

(الشورى: آية 23).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ليس بصحيح"، الحسن العقيقي رافضي كُذب.

(3)

إتحاف المهرة (4/ 289 - 4279).

(4)

إتحاف المهرة (19/ 453 - 25209).

ص: 158

الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ

(1)

، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمِسْوَرِ قَالَتْ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ سُمَّ مِرَارًا، كُلُّ ذَلِكَ يَفْلِتُ حَتَّى كَانَتِ الْمَرَّةُ الْآخِرَةُ الَّتِي مَاتَ فِيهَا، فَإِنَّهُ كَانَ يَخْتَلِفُ كَبِدُهُ، فَلَمَّا مَاتَ أَقَامَ نِسَاءُ بَنِي هَاشِمٍ النَّوْحَ عَلَيْهِ شَهْرًا.

قَالَ ابْنُ عُمَرَ

(2)

: وَثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ

(3)

، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ

(4)

قَالَ: مَكَثَ النَّاسُ يَبْكُونَ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَمَا تَقُومُ الْأَسْوَاقُ.

قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَتْنَا

(5)

عُبَيْدَةُ بِنْتُ نَابِلٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: حَدَّ نِسَاءُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ سَنَةً.

قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَثَنَا دَاوُدُ بْنُ سِنَانٍ، سَمِعْتُ ثَعْلَبَةَ بْنَ أَبِي مَالِكٍ، قَالَ: شَهِدْنَا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ يَوْمَ مَاتَ وَدَفَنَّاهُ بِالْبَقِيعِ، وَلَوْ طُرِحَتْ

(6)

إِبْرَةٌ مَا وَقَعَتْ إِلَّا عَلَى رَأْسِ إِنْسَانٍ.

قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ

(7)

، حَدَّثَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ مُحَارِبٍ قَالَ: مَاتَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ سَنَةَ خَمْسِينَ لخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ وَكَانَ يَبْكِي، وَكَانَ

(1)

هو: عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، أبو محمد المدني.

(2)

يعني: الواقدي، وصحف في الإتحاف إلى:"بن عمرو".

(3)

هو: حفص بن عمر بن ميمون مولى علي بن أبي طالب الهاشمي.

(4)

يعني: الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

(5)

في (و)، و (ك):"وحدثنا".

(6)

في (ز) و (م): "طرفت".

(7)

هو: علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف، أبو الحسن المدائني الأخباري.

ص: 159

مَرَضُهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا

(1)

.

4858 -

أخبرنا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ الْعَقَبِيُّ

(2)

بِبَغْدَادَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَلَّامٍ السَّوَّاقُ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، ثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ

(3)

أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: بُويِعَ لِأَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِالْكُوفَةِ عُقَيْبَ قَتْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَخَذَ الْبَيْعَةَ عَلَى

(4)

أَصحَابِهِ، فَحَدَّثَنِي حَارِثَةُ بْنُ مُضَرِّبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: وَاللهِ لَا أُبَايِعُكُمْ إِلَّا عَلَى مَا أَقُولُ لَكُمْ. قَالُوا: مَا هِيَ؟ قَالَ: تُسَالِمُونَ مَنْ سَالَمْتُ، وَتُحَارِبُونَ مَنْ حَارَبْتُ. وَلَمَّا تَمَّتِ الْبَيْعَةُ خَطَبَهُمْ

(5)

.

4859 -

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، ثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ يُحَدِّثُ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ الْأَقْمَرِ

(6)

- رَجُلٍ مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ - قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَلِيٌّ قَامَ الْحَسَنُ يَخْطُبُ النَّاسَ

(7)

، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاضِعَهُ فِي حَبْوَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ: "مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّهُ، وَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ". وَلَوْلَا كَرَامَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا حَدَّثْتُ بِهِ

(1)

إتحاف المهرة (4/ 301 - 4288).

(2)

هو: حمزة بن محمد بن العباس بن الفضل، أبو أحمد الدهقان.

(3)

في (و): "بن".

(4)

في (ز) و (و): "عن".

(5)

إتحاف المهرة (4/ 301 - 4287).

(6)

يعني: أبا كثير الزبيدي، وقيل اسمه عبد الله بن مالك، من رجال التهذيب.

(7)

قوله: "الناس" غير موجود في (ر)، و (ك).

ص: 160

أَبَدًا

(1)

.

(2)

4860 -

حدثني عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي

(3)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى

(4)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي السَّرِيِّ

(5)

، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ

(6)

قَالَ: لَمَّا وَقَعَتِ الْبَيْعَةُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ جَدَّ فِي مُكَاشَفَةِ مُعَاوِيَةَ وَالتَّوَجُّهِ نَحْوَهُ، فَجَعَلَ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ الطَّيَّارَ فِي عَشْرَةِ آلَافٍ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِقَيْسِ بْنِ سَعْدٍ فِي جَيْشٍ عَظِيمٍ، فَرَاسَلَ مُعَاوِيَةُ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ، وَضَمِنَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ عَلَى أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِ خَمْسَمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ عِنْدَ مَصِيرِهِ إِلَيْهِ وَخَمْسَمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ إِذَا صَارَ إِلَى الْحِجَازِ، فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ، وَخَلَّى مَسِيرَهُ، وَتَوَجَّهَ إِلَى مُعَاوِيةَ فَوَفَّى لَهُ، وَتَفَرَّقَ الْعَسْكَرُ، وَأَقَامَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ عَلَى حِدَةٍ، وَانْضَمَّ إِلَيْهِ كَثِيرٌ مِمَّنْ كَانَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَرَاسَلَهُ مُعَاوِيَةُ وَأَرْغَبَهُ، فَلَمْ يُفِئْهُ ذَلِكَ إِلَى

(7)

أَنْ صَالَحَ الْحَسَنُ مُعَاوِيَةَ، وَسَلَّمَ إِلَيْهِ الْأَمْرَ، وَتَوَجَّهَ الْحَسَنُ وَأَصْحَابُهُ لِلِقَاءِ مُعَاوِيَةَ، وَقَدْ جُرِحَ الْحَسَنُ غِيلَةً فِي مَطْلَعِ سَابَاطَ، جَرَحَهُ

(1)

في التلخيص: "أحدا".

(2)

إتحاف المهرة (16/ 435 - 20949).

(3)

يغلب على الظن أنه: علي بن الحسن بن عبد الرحمن القاضي أبو الحسن البخاري السردري، وقد يكون: علي بن الحسن بن علي بن مطرف، أبو الحسن القاضي الجراحي، والله أعلم.

(4)

هو: محمد بن موسى بن حماد، أبو أحمد البربري الأخباري البغدادي.

(5)

هو: محمد بن أبي السري سهل بن بسام، أبو جعفر الأزدي البغدادي، روى عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي مصنفاته.

(6)

هو: لوط بن يحيى بن سعد بن مخنف الرافضي الأخباري الأزدي، تالف.

(7)

في (و): "إلا".

ص: 161

سِنَانُ بْنُ الْجَرَّاحِ الْأَسَدِيُّ أَحَدُ بَنِي نَصْرِ بْنِ قَعِيدٍ

(1)

، طَعَنَهُ فِي فَخِذِهِ بِمِعْوَلٍ طَعْنَةً مُنْكَرَةً، وَكَانَ يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ، فَاعْتَنَقَهُ الْحَسَنُ فِي يَدِهِ، وَصَارَ مَعَهُ فِي الْأَرْضِ، وَوَثَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْأَخْطَلِ الْقَارِيُّ، فَنَزَعَ الْمِعْوَلَ مِنْ يَدِ الْجَرَّاحِ، فَطَعَنَهُ بِهِ، وَوَثَبَ عَبْدُ اللهِ بْنُ ظَبْيَانَ بْنِ عُمَارَةَ التَّمِيمِيُّ، فَعَضَّ وَجْهَهُ حَتَّى قَطَعَ أَنْفَهُ، وَشَدَخَ رَأْسَهُ بِحَجَرٍ، فَمَاتَ مِنْ وَقْتِهِ، فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ الشَّقَاءِ، وَحُمِلَ الْحَسَنُ عَلَى سَرِيرٍ إِلَى الْمَدَائِنِ، فَنَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ عَمِّ الْمُخْتَارِ، وَكَانَ عَامِلَ عَلِيٍّ رضي الله عنه عَلَى الْمَدَائِنِ، فَجَاءَهُ بِطَبِيبٍ، فَعَالَجَهُ حَتَّى صَلُحَ رضي الله عنه

(2)

.

4861 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، قَالَا: ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا أَبُو مُوسَى

(3)

، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: اسْتَقْبَلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مُعَاوِيَةَ بِكتَائِبَ أَمْثَالِ الْجِبَالِ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: وَاللهِ إِنِّي لَأَرَى كَتَائِبَ لَا تُوَلِّي أَوْ تَقْتُلَ أَقْرَانُهَا، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ - وَكَانَ خَيْرَ الرَّجُلَيْنِ -: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَ هَؤُلَاءِ هَؤُلَاءِ؟ مَنْ لِي بِدِمَائِهِمْ؟ مَنْ لِي بِأُمُورِهِمْ؟ مَنْ لِي بِنِسَائِهِمْ؟ قَالَ: فَبَعَثَ مُعَاوِيَةُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ بْنِ حَبِيبِ

(4)

بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ - قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - فَصَالَحَ الْحَسَنُ مُعَاوِيَةَ، وَسَلَّمَ الأَمْرَ لَهُ، وَبَايَعَهُ بِالْخِلَافَةِ عَلَى شُرُوطٍ وَوَثَائِقَ، وَحَمَلَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْحَسَنِ مَالًا عَظِيمًا، يُقَالُ: خَمْسُمِائَةِ أَلْفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَذَلِكَ فِي

(1)

في (و) و (ك) و (ص): "بعيد".

(2)

إتحاف المهرة (4/ 304 - 4292).

(3)

يعني: إسرائيل بن موسى البصري.

(4)

في (و): "جندب" وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى: "حبيب".

ص: 162

جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ، وَإِنَّمَا كَانَ وَلِيَ إِلَى

(1)

أَنْ يُسَلِّمَ الْأَمْرَ لِمُعَاوِيَةَ

(2)

سَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَأَحَدَ عَشَرَ يَوْمًا

(3)

.

4862 -

فأخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ

(4)

، قَالَا: ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأنْصَارِيُّ، ثَنَا أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، لَعَلَّ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَظِيمَتَيْنِ"

(5)

.

4863 -

وحدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا عَفَّانُ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ إِذْ جَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، فَصَعِدَ إِلَيْهِ، فَضَمَّهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: "أَلَا إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَإِنَّ اللهَ عز وجل عَلَّهُ

(6)

أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَظِيمَتَيْنِ"

(7)

.

(1)

في (ز)، و (م) و (و):"كان والى".

(2)

في (و) و (ص): "إلى معاوية".

(3)

إتحاف المهرة (4/ 304 - 4292)، قال:"قلت: ذا رواه البخاري". في الصلح (3/ 186) والمناقب (4/ 204) وفضائل الصحابة (5/ 26) والفتن (9/ 56).

(4)

في (و) و (ك) و (ص): "والحسن بن علي" خطأ، فهو: الحسين بن الحسن بن أيوب، أبو عبد الله الطوسي التوقاني الأديب.

(5)

إتحاف المهرة (13/ 586 - 17174)

(6)

قوله: "عله" مكانه بياض في (و) و (ك) و (ص).

(7)

إتحاف المهرة (13/ 586 - 17174)، وقال الذهبي في التلخيص:"أخرجهما البخاري وأبي داود والترمذي والنسائي، لكن البخاري من طريق أبي موسى إسرائيل عن الحسن".

ص: 163

4864 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا قُرَادُ أَبُو نُوحٍ

(1)

، أَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَازِنٍ قَالَ: عَرَضَ رَجُلٌ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ بَايَعَ مُعَاوِيَةَ، فَأَنَّبَهُ، وَقَالَ: سَوَّدْتَ وُجُوهَ الْمُؤْمِنِينَ، وَفَعَلْتَ وَفَعَلْتَ، فَقَالَ: لَا تُؤَنِّبْنِي، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى بَنِي أُمَيَّةَ يَتَوَاثَبُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ رَجُلًا رَجُلًا، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَاهْتَمَّ

(2)

، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} . نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ، وَ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} . يَقِفُونَ

(3)

بَعْدَكَ

(4)

.

4865 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شَاذَانُ، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثَنَا أَبُو رَوْقٍ الْهَمْدَانِيُّ

(5)

، ثَنَا أَبُو الْغَرِيفِ

(6)

، قَالَ: كُنَّا فِي مُقَدِّمَةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، تَقْطُرُ أَسْيَافُنَا مِنَ الْحِدَّةِ عَلَى قِتَالِ أَهْل الشَّامِ، وَعَلَيْنَا أَبُو الْعُمَرَّطَةِ، فَلَمَّا أَتَانَا صُلْحُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ كَأنَّمَا كُسِرَتْ ظُهُورُنَا مِنَ الْحَرَدِ وَالْغَيْظِ، فَلَمَّا قَدِمَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفَةَ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَّا يُكَنَّى أَبَا عَامِرٍ سُفْيَانَ بْنَ لَيْلٍ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُذِلَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ الْحَسَنُ: لَا تَقُلْ ذَاكَ يَا أَبَا

(1)

يعني: عبد الرحمن بن غزوان الضبي، وقراد لقب، وتصحف في (و) و (ك) و (ص) إلى:"قراد بن نوح".

(2)

قوله: "واهتم" مكانه بياض في (و) و (ك) و (ص).

(3)

في (ك) و (ص) و (و): "يقول".

(4)

إتحاف المهرة (4/ 302 - 4290)، وقد تقدم برقم (4849).

(5)

هو: عطية بن الحارث الكوفي، من رجال التهذيب.

(6)

هو: عبيد الله بن خليفة الهمداني الأرحبي، من رجال التهذيب، وتصحف في (ك) إلى:"ثنا الغريف".

ص: 164

عَامِرٍ، لَمْ أَذِلَّ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَكِنْ كَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَهُمْ فِي طَلَبِ الْمُلْكِ

(1)

.

4866 -

حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، قَالَا: ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: خَطَبَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ بِالنَّخِيلَةِ

(2)

حِينَ صَالَحَ مُعَاوِيَةَ، فَقَامَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَكْيَسَ الْكَيْسِ التُّقَى، وَإِنَّ أَعْجَزَ الْعَجْزِ الْفُجُورُ، وَإِنَّ هَذَا الْأَمْرَ الَّذِي اخْتَلَفْتُ فِيهِ أَنَا وَمُعَاوِيَةُ حَقٌّ لِامْرِئٍ، كَانَ أَحَقَّ بِحَقِّهِ مِنِّي، أَوْ حَقٌّ لِي تَرَكْتُهُ لِمُعَاوِيَةَ إِرَادَةَ اسْتِصْلَاحِ الْمُسْلِمِينَ وَحَقْنِ دِمَائِهِمْ، {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}

(3)

، أَقُولُ قَولِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ

(4)

.

4867 -

حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْهَاشِمِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا عِيسَى بْنُ مِهْرَانَ الْقَيْسِيُّ

(5)

، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى

(6)

الْعَبْسِيُّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ وَاصِلٍ

(7)

، حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ الحَارِثِ

(8)

، عَنْ أَبِيهَا، أَنَّ عَلِيًّا كَانَ يَقُولُ

(1)

إتحاف المهرة (4/ 302 - 4290)، وقد تقدم برقم (4850، 4851).

(2)

في (و) و (ك) و (ص): "بالمخيلة"، وقال ابن الوزير في حاشية (و):"صوابه النخيلة"، وهو موضع قرب الكوفة على سمت الشام، قاله ياقوت في معجم البلدان (5/ 278).

(3)

(الأنبياء: آية 111).

(4)

إتحاف المهرة (4/ 302 - 4290).

(5)

هو: عيسى بن مهران، أبو موسى البغدادي الرازي المستعطف، رافضي كذاب.

(6)

في (و) و (ك) و (ص): "مؤمل".

(7)

هو: حماد بن واصل البكري الكوفي، شيعي، ليس له ترجمة في كتب أهل السنة.

(8)

كذا في النسخ الخطية كلها: "فاطمة بنت الحارث"، وفي الإتحاف:"فاطمة بنت الحسين" يعني بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.

ص: 165

لِلْحَسَنِ رضي الله عنهما: خَالِعٌ سِرْبَالَهُ

(1)

.

4868 -

أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلَاءِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ السَّدُوسِيُّ قَالَ: سَمَّتِ ابْنَةُ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ

(2)

الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، وَكَانَتْ تَحْتَهُ وَرُشِيَتْ عَلَى ذَلِكَ مَالًا

(3)

.

4869 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ غَسَّانَ الْأَنْصَارِيُّ

(4)

، ثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ وَأَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ

(5)

، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ قَالَ: لَقَدْ بُلْتُ طَائِفَةً مِنْ كَبِدِي، [قَلَبْتُهَا بِعُوْدٍ]

(6)

كَانَ مَعِي، وَلَقَدْ سُقِيتُ السُّمَّ مِرَارًا، فَمَا سُقِيتُ مِثْلَ هَذَا

(7)

.

4870 -

حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ قَحْطَبَةَ

(8)

، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ

(1)

إتحاف المهرة (11/ 351 - 14179).

(2)

اسمها: جعدة، كما ورد في الكثير من المصادر التاريخية.

(3)

إتحاف المهرة (19/ 360 - 25008).

(4)

كذا في النسخ الخطية كلها والإتحاف وهو تصحيف، والصواب:"المفضل بن غسان الغلابي"، فهو الذي يروي عن معاذ بن معاذ كما في حلية الأولياء (3/ 31)، وليس في الرواة من يسمى الفضل بن غسان الأنصاري، والله أعلم.

(5)

يعني: أبا محمد مولى بني هاشم، لم يرو عنه غير عبد الله بن عون. من رجال التهذيب.

(6)

في (ز) و (م): "قبل بعد"، وفي سائر النسخ:"قبيل بعد"!، والمثبت من مصادر التخريج.

(7)

إتحاف المهرة (4/ 305 - 4295).

(8)

هو: عبد الله بن محمد بن قحطبة بن مرزوق الصلحي.

ص: 166

أَبِي كَبْشَةَ

(1)

، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ

(2)

قَالَ: رَأَى الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبًا: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، فَقَصَّهَا عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، فَقَالَ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ فَقَدْ حَضَرَ أَجَلُكَ. قَالَ: فَسُمَّ فِي تِلْكَ السَّنَةِ، وَمَاتَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ

(3)

.

* * *

(1)

هو: الحسين بن سلمة بن إسماعيل بن يزيد بن أبي كبشة الأزدي اليحمدي، وتصحف في (و) و (ص) إلى:"الحسن".

(2)

هو: عمران بن عبد الله بن طلحة الخزاعي البصري.

(3)

إتحاف المهرة (19/ 21 - 42327).

ص: 167

‌أَوَّلُ فَضَائِلِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّهِيدِ

(1)

ابْنِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وعَلَى آلِهِ

4871 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ شَدَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ، أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَأَيْتُ حُلْمًا مُنْكَرًا اللَّيْلَةَ، قَالَ:"وَمَا هُوَ؟ ". قَالَتْ: إِنَّهُ شَدِيدٌ، قَالَ:"ومَا هُوَ؟ ". قَالَتْ: رَأَيْتُ كَأَنَّ قِطْعَةً مِنْ جَسَدِكَ قُطِعَتْ وَوُضِعَتْ فِي حِجْرِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"رَأَيْتِ خَيْرًا، تَلِدُ فَاطِمَةُ إِنْ شَاءَ اللهُ غُلَامًا، فَيَكُونُ فِي حِجْرِكِ". فَوَلَدَتْ فَاطِمَةُ الْحُسَيْنَ، فَكَانَ فِي حِجْرِي كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلْتُ يَوْمًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعْتُهُ فِي حِجْرِهِ، ثُمَّ حَانَتْ مِنِّي الْتِفَاتَةٌ، فَإِذَا عَيْنَا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُهْرِيقَانِ الدُّمُوعَ. قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا لَكَ؟ قَالَ:"أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ أُمَّتِي سَتَقْتُلُ ابْنِي هَذَا". فَقُلْتُ: هَذَا؟ قَالَ: "نَعَمْ". وَأتَانِي بِتُرْبَةٍ مِنْ تُرْبَتِهِ حَمْرَاءَ

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(3)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

(1)

في (و)، و (ك):"الحسين بن الشهيد".

(2)

إتحاف المهرة (18/ 60 - 23341) وسيأتي مختصرا برقم (4877).

(3)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل منقطع ضعيف؛ فإن شدادا لم يدرك أم الفضل، ومحمد بن مصعب ضعيف".

ص: 168

4872 -

أخبرني أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحيَى الْمُزَكِّي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ

(1)

، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلَاءِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: وَلَدَتْ فَاطِمَةُ حُسَيْنًا بَعْدَ الْحَسَنِ لِسَنَةٍ وَعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، فَوَلَدَتْهُ

(2)

لِسِتِّ سِنِينَ وَخَمْسَةِ أَشْهُرٍ وَنِصْفٍ مِنَ التَّارِيخِ، وَقُتِلَ الْحُسَيْنُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لِعَشْرٍ مَضَيْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً

(3)

.

وَقَدْ ذَكَرْتُ هَذِهِ الْأَخْبَارَ بِشَرْحِهَا فِي كِتَابِ مَقْتَلِ الْحُسَيْنِ، وَفِيهِ كِفَايَةٌ لِمَنْ سَمِعَهُ وَوَعَاهُ.

4873 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، ثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ.

وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا وُهَيْبٌ

(4)

، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ يَعْلَى الْعَامِرِيِّ

(5)

، أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى طَعَامٍ دُعُوا لَهُ، قَالَ: فَاسْتَمْثَلَ

(6)

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَامَ الْقَوْمِ وَحُسَيْنٌ مَعَ غِلْمَانٍ

(1)

هو: أحمد بن المقدام بن سليمان العجلي البصري.

(2)

في (ك) و (و) و (ص): "فولدت".

(3)

إتحاف المهرة (19/ 355 - 24986)، وقد تقدم طرف منه في ترجمة الحسن رضي الله عنه برقم (4842) فانظره.

(4)

يعني: ابن خالد الباهلي البصري، وتصحف في (و) و (ص) إلى:"وهب" وفي (ك) إلى: "بن وهب".

(5)

هو: يعلى بن مرة بن وهب، أبو المرازم الثقفي العامري، رضي الله عنه.

(6)

في (ز) و (م): "فأسمل"، ومكانها بياض في (ك) و (ص)، وفي التلخيص:"فاستقبل"، =

ص: 169

يَلْعَبُ، فَأَرَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْخُذَهُ، فَطَفِقَ الصَّبِيُّ يَفِرُّ هَهُنَا مَرَّةً، وَهَهُنَا مَرَّةً، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُضَاحِكُهُ حَتَّى أَخَذَهُ، قَالَ: فَوَضَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ تَحْتَ قَفَاهُ، وَالْأُخْرَى تَحْتَ ذَقَنِهِ، فَوَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ يُقَبِّلُهُ، فَقَالَ:"حُسَيْنٌ مِنِّي، وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الْأَسْبَاطِ"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4874 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلَالِيُّ

(2)

، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، ثَنَا سُفْيَانُ.

وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ

(3)

، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ حَامِلٌ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، وَهُوَ يَقُولُ:"اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ"

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدْ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ فِي الْحَسَنِ مِثْلُهُ، وَكِلَاهُمَا مَحْفُوظَانِ.

4875 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثَنَا

= والمثبت من (و)، ومعناه: تقدم.

(1)

إتحاف المهرة (13/ 738 - 17370).

(2)

هو: علي بن الحسن بن موسى، أبو الحسن بن أبي عيسى الهلالي النيسابوري، من رجال التهذيب.

(3)

هو: داود بن أبي عوف سويد البرجمي التميمي الكوفي، من رجال التهذيب.

(4)

إتحاف المهرة (15/ 65 - 18879).

ص: 170

مُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادٍ الْمِسْمَعِيُّ

(1)

، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ.

وَحَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ السَّبِيعِيُّ

(2)

الْحَافِظُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ

(3)

، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ.

وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ

(4)

بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ابْنُ أَخِي طَاهِرٍ الْعَقِيقِيِّ الْعَلَوِيِّ فِي كِتَابِ: النَّسَبِ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَدَمِيُّ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ.

وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَحْمَسِيُّ مِنْ كِتَابِ: التَّارِيخِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرٍو الْعَنْقَزِيُّ وَالْقَاسِمُ بْنُ دِينَارٍ

(5)

، قَالَا: ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ.

وَأَخْبَرَنَا

(6)

أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ سَهْلٍ التَّمَّارُ، ثَنَا

(1)

هو: محمد بن شداد بن عيسى، أبو يعلى المعروف بزرقان قال الحاكم عن الدارقطني: ضعيف، وقال البرقاني عنه: لا يكتب حديثه.

(2)

في (ز) و (م): "أبو محمد الحسن بن محمد"، وضرب في (ص) و (و) على هذه الزيادة،، وحذفها ناسخ (ك)، وكذا تقدم في التفسير (3183) بدونها، وهو: الحسن بن أحمد بن صالح الكوفي ثم الحلبي.

(3)

هو: حميد بن الربيع بن حميد بن مالك اللخمي والد الحسين، قال ابن عدي: كان يسرق الأحاديث.

(4)

في (ز) و (و) و (ك): "الحسين" مصحف، وهو: الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رافضي كذب.

(5)

الحسين هو: ابن عمرو بن محمد العنقزي، والقاسم هو: بن زكريا بن دينار القرشي الكوفي الطحان، والعنقزي وحميد بن الربيع صاحب التاريخ ضعيفان والثاني كذبه مطين.

(6)

في (ك): "أخبرنا".

ص: 171

الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْعَرْزَمِيُّ

(1)

، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ.

وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، ثَنَا كَثِيرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو أَنَسٍ الْكُوفِيُّ

(2)

، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْن حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم: أَنِّي قَتَلْتُ بِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا سَبْعِينَ أَلْفًا، وَإِنِّي قَاتِلٌ بِابْنِ ابْنَتِكَ سَبْعِينَ أَلْفًا وَسَبْعِينَ أَلْفًا

(3)

.

هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ الشَّافِعِيِّ، وَفِي حَدِيثِ الْقَاضِي أَبِي بَكْرِ بْنِ كَامِلٍ:"إِنِّي قَتَلْتُ عَلَى دَمِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، وَإِنِّي قَاتِلٌ عَلَى دَمِ ابْنِّ ابْنَتِكَ".

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(4)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4876 -

حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ

(5)

، ثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، ثَنَا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرِ

(6)

بْنِ الْخِمْسِ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُجْمِرُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: مَا رَأَيْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ إِلَّا فَاضَتْ عَيْنِي دُمُوعًا، وَذَاكَ أَنَّ

(1)

القاسم بن إسماعيل، ويوسف بن سهل لم نقف لهما على ترجمة.

(2)

هو: كثير بن محمد بن عبد الله بن عبادة التميمي لم نجد من وثقه، وعنه عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي وهو ثقة، وأحمد بن كامل بن خلف بن شجرة شيخ المصنف لينه الدارقطني.

(3)

إتحاف المهرة (7/ 157 - 7519).

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: على شرط مسلم"، كذا قال وقد علمت ما في طرقه، وقد تقدم من حديث محمد بن شداد وحميد بن الربيع (3182) و (4159) فانظره.

(5)

في (ك) و (ص): "العمري" مصحف.

(6)

في (و) و (ك) و (ص): "مالك بن سعد" مصحف.

ص: 172

رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خرَجَ يَوْمًا، فَوَجَدَنِي فِي الْمَسْجِدِ، فَأَخَذَ بِيَدِي، وَاتَّكَأَ عَلَيَّ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى جَاءَ سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعَ، قَالَ: وَمَا كَلَّمَنِي، فَطَافَ وَنَظَرَ، ثُمَّ رَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ، فَجَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ، وَاحْتَبَى، وَقَالَ لِي:"ادْعُ لِي لُكَاعَ". فَأُتِيَ

(1)

بِحُسَيْنٍ يَشْتَدُّ حَتَّى وَقَعَ فِي حِجْرِهِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي لِحْيَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يفْتَحُ فَمَ الْحُسَيْنِ، فَيُدْخِلُ فِيهِ

(2)

فِي

(3)

فِيهِ وَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ"

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4877 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ

(5)

أَبِي سَمِينَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ

(6)

، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْحُسَيْنُ فِي حِجْرِهِ: "إِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَخْبرَنِي أَنَّ أُمَّتِي تَقْتُلُ الْحُسَيْنَ"

(7)

.

قَدِ اخْتَصَرَ ابْنُ أَبِي سَمِينَةَ هَذا الْحَدِيثَ، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ بِالتَّمَامِ.

(1)

في (و): "فأتا".

(2)

قوله: "فيه" مكانه بياض في (و) و (ك) و (ص).

(3)

في (ز)، و (م):"من".

(4)

إتحاف المهرة (15/ 638 - 20049).

(5)

في (و): "ثنا"!.

(6)

يعني: شداد بن عبد الله القرشي، وقد تقدم (4871) عن حديث محمد بن الهيثم القاضي عن محمد بن مصعب به مطولا، فانظره، وانظر تعليق الذهبي عليه.

(7)

إتحاف المهرة (18/ 60 - 23342).

ص: 173

4878 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ

(1)

، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، ثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، فَجَاءَ قَوْمٌ مِنَ الْكُوفِيِّينَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، أَحِبُّونَا حُبَّ الْإِسْلَامِ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَرْفَعُونِي فَوْقَ قَدْرِي؛ فَإِنَّ اللهَ اتَّخَذَنِي عَبْدًا قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَنِي نَبِيًّا". فَذَكَرْتُهُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، فَقَالَ: وَبَعْدَ مَا اتَّخَذَهُ نَبِيًّا

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4879 -

حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ

(3)

، ثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: مَا كُنَّا نَشُكُّ وَأَهْلُ الْبَيْتِ مُتَوَافِرُونَ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ يُقْتَلُ بِالطَّفِّ

(4)

.

(5)

4880 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ

(6)

، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ

(7)

بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَذَّنَ فِي أُذُنِ

(1)

في (ص): "عروة" مصحف، وهو أحمد بن حازم بن محمد بن يونس الغفاري.

(2)

إتحاف المهرة (4/ 309 - 4307).

(3)

يعني: أبا محمد القيسي البصري، وتصحف في (ك) إلى:"حجاج بن نصر".

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: حجاج ترك".

(5)

إتحاف المهرة (8/ 65 - 8923).

(6)

في (و) و (ك) و (ص): "عبد الله"، وهو عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب، ضعيف.

(7)

في النسخ الخطية كلها: "عبد الله" مصحفا، والمثبت من التلخيص والإتحاف.

ص: 174

الْحُسَيْنِ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ رضي الله عنها

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4881 -

حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ

(3)

بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ

(4)

، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ الْعَلَوِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ فَاطِمَةَ رضي الله عنها، فَقَالَ:"زِنِي شَعْرَ الْحُسَيْنِ، وَتَصَدَّقِي بِوَزْنِهِ فِضَّةً، وَأَعْطِي الْقَابِلَةَ رِجْلَ الْعَقِيقَةِ"

(5)

.

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ

(6)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4882 -

أخبرني أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، ثَنَا عَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ

(1)

إتحاف المهرة (14/ 250 - 17717).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: عاصم ضعف".

(3)

في (و) و (ص): "الحسن" وأشارا في الحاشية إلى أنها في نسخة: "الحسين".

(4)

يعني: أبا عبيد الله المكي، من رجال التهذيب، يروي عن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وغيره.

(5)

إتحاف المهرة (11/ 577 - 14655).

(6)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: لا"، نقول: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لم يدرك عليا رضي الله عنه، قاله أبو زرعة في المراسيل (ص 139)، وقال البيهقي في الكبرى (9/ 304) بعد أن رواه عن المصنف به:"كذا في هذه الرواية، وروى الحميدي عن الحسين بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أعطى القابلة رجل العقيقة، ورواه حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا"، وانظر الحديث الآتي في الذبائح (7822).

ص: 175

عِكْرِمَةَ

(1)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أُرْضِعُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ بِلَبَنِ ابْنٍ كَانَ يُقَالُ لَهُ: قُثَمُ، قَالَتْ: فتَنَاوَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَنَاوَلْتُهُ إِيَّاهُ، فَبَالَ عَلَيْهِ، قَالَتْ: فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لَا تَزْرِمِي ابْنِي". قَالَتْ: فَرَشَّهُ بِالْمَاءِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَوْلُ الْغُلَامُ الَّذِي لَمْ يَأْكُلْ يُرَشُّ، وَبَوْلُ الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ قَدْ رُوِيَ بِأَسَانِيدَ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، فَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَعَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ فَإِنَّهُمَا لَمْ يُخَرِّجَاهُمَا.

4883 -

أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ ابْنِ الْخُرَاسَانِيِّ

(3)

بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ

(4)

الرِّيَاحِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ

(5)

، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ

(6)

، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا وَلَدَتْ فَاطِمَةُ الْحَسَنَ

(7)

جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"أَرُونِي ابْنِي مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ ". وَذَكَرَ الْحَدِيثَ

(8)

.

(1)

هو: عكرمة بن خالد المخزومي.

(2)

إتحاف المهرة (18/ 58 - 23340).

(3)

هو: عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد العزيز يعرف بابن الخراساني، وفي (ص):"عبد الله بن إسحاق الخراساني" بدون "ابن".

(4)

في (و): "زيد" مصحف، وأشار الناسخ في الحاشية إلى أنها في نسخة:"يزيد". فهو: محمد بن أحمد بن أبي العوام بن يزيد بن دينار.

(5)

هو: عبد العزيز بن أبان بن محمد القرشي متروك، وقد تقدم برقم (4826) و (4836) من حديث إسرائيل ويونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق به.

(6)

يعني: السبيعي عمرو بن عبد الله، وفي (و):"عن إسحاق" خطأ.

(7)

في (و) و (ك) و (ص): "الحسين".

(8)

إتحاف المهرة (11/ 647 - 14797).

ص: 176

هَذَا آخِرُ مَا أَدَّى إِلَيْهِ الِاجْتِهَادُ مِنْ ذِكْرِ مَنَاقِبِ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْأَسَانِيدِ الصَّحِيحَةِ مِمَّا لَمْ يُخَرِّجْهُ الشَّيْخَانِ الْإِمَامَانِ، وَقَدْ أَمْلَيْتُ مَا أَدَّى إِلَيْهِ اجْتَهَادِي مِنْ فَضَائِلِ الْخُلَفَاءِ الْأَرْبَعَةِ وَأَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا يَصِحُّ مِنْهَا بِالْأَسَانِيدِ، ثُمَّ رَأَيْتُ الْأَوْلَى لِنَظْمِ هَذَا الْكِتَابِ التَّرْتِيبَ بَعْدَهُمْ عَلَى التَّوَارِيخِ لِلصَّحَابَةِ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ مِنْ أَوَّلِ الْإِسْلَامِ إِلَى آخِرِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ، وَاللهُ الْمُعِينُ عَلَى ذَلِكَ بِرَحْمَتِهِ.

* * *

ص: 177

‌فَمِنْهُمْ: إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ الْأَشْهَلِيُّ رضي الله عنه تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ

4884 -

حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْن عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ أَخُو أَبِي عَبْدِ اللهِ الْأَشْهَلِيِّ

(1)

، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أَخِي أَبِي عَبْدِ اللهِ الْأَشْهَلِيِّ

(2)

قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو الْحَيْسَرِ أَنَسُ بْنُ رَافِعٍ مَكَّةَ، وَمَعَهُ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، فِيهِمْ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ يَلْتَمِسُونَ الْحِلْفَ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى قَوْمِهِمْ مِنَ الْخَزْرَجِ، فَسَمِعَ بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَاهُمْ، فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ:"هَلْ لَكُمْ إِلَى خَيْرٍ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ؟ ". قَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: "أَنَا رَسُولُ اللهِ، بَعَثَنِي اللهُ إِلَى الْعِبَادِ أَدْعُوَهُمْ إِلَى أَنْ يَعْبُدُوا اللهَ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْزَلَ عَلَيَّ الْكِتَابَ". ثُمَّ ذَكَرَ لَهُمُ الْإِسْلَامَ، وَتَلَا عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، فَقَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ وَكَانَ غُلَامًا حَدَثًا: أَيْ قَوْمِ، هَذَا وَاللهِ خَيْرٌ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ، قَالَ: فَيَأْخُذُ أَبُو الْحَيْسَرِ

(3)

حَفْنَةً مِنَ الْبَطْحَاءِ، فَضَرَبَ بِهَا وَجْهَ إِيَاسِ بْنِ مُعَاذٍ، وَقَالَ: دَعْنَا مِنْكَ فَلَعَمْرِي لَقَدْ جِئْنَا لِغَيْرِ هَذَا، فَصمَتَ إِيَاسٌ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ

(1)

هو: حصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ من بني عبد الأشهل، فقوله:"أخو أبي عبد الله الأشهلي" لا ندري ما وجهه، وصوابه:"أخو بني عبد الأشهل".

(2)

كذا في النسخ: "أخي أبي عبد الله الأشهلي"، وفي دلائل النبوة (2/ 420):"أخي بني عبد الأشهل" وهو الصواب.

(3)

في (و) و (ص): "الحبش".

ص: 178

صلى الله عليه وسلم، فَانْصَرَفُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكَانَتْ وَقْعَةُ بُعَاثٍ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ، قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ أَنْ هَلَكَ.

قَالَ مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ: فَأَخْبَرَنِي مَنْ حَضَرَهُ مِنْ قَوْمِي عِنْدَ مَوْتِهِ أَنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا يَسْمَعُونَهُ يُهَلِّلُ اللهَ، وَيُكَبِّرُهُ، وَيَحْمَدُهُ، وَيُسَبِّحُهُ حَتَّى مَاتَ، قَالَ: فَمَا كَانُوا يَشُكُّونَ أَنْ قَدْ مَاتَ مُسْلِمًا، لَقَدْ كَانَ اسْتَشْعَرَ الْإِسْلَامَ فِي

(1)

ذَلِكَ الْمَجْلِسِ حِينَ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا سَمِعَ

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ

(3)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

* * *

(1)

قوله: "في" مكانه بياض في (و) و (ص) و (ك) وفي (ز): "حتى" وضبب فوقه.

(2)

إتحاف المهرة (13/ 149 - 16516).

(3)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: مرسل".

ص: 179

‌وَمِنْهُمُ: الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ، أَوَّلُ نَقِيبٍ كَانَ فِي الْإِسْلَامِ رضي الله عنه

-

4885 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَهْمٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ

(1)

يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ مَوْتُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ فِي صَفَرٍ قَبْلَ قُدُومِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِشَهْرٍ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ مِنَ النُّقَبَاءِ

(2)

.

4886 -

أخبرني الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ

(3)

، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ

(4)

، ثَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، ثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ أَوَّلَ مَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْبَيْعَةِ لَهُ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ فِي السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَامَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْرَمَنَا بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَجَاءَنَا بِهِ، وَكَانَ

(5)

أَوَّلَ مَنْ أَجَابَ، وَآخَرَ مَنْ دَعَا، فَأَجَبْنَا اللهَ عز وجل، وَسَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، يَا مَعْشَرَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ، قَدْ أَكْرَمَكُمُ اللهُ تَعَالَى

(1)

محمد بن عمر هو الواقدي، وفي (و) و (ك) و (ص):"محمد بن عمر بن يحيى" خطأ.

(2)

إتحاف المهرة (4/ 134 - 4055).

(3)

هو: الحسين بن علي بن محمد بن يحيى أبو أحمد بن أبي الحسن النيسابوري التميمي.

(4)

يعني: أبا العباس الماسرجسي النيسابوري.

(5)

في (و)، و (ك) و (ص):"وكنا".

ص: 180

بِدِينِهِ، فَإِنْ أَخَذْتُمُ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ وَالْمُؤَازَرَةَ بِالشُّكْرِ فَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ. ثُمَّ جَلَسَ

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (7/ 609 - 8581).

ص: 181

‌وَمِنْهُمُ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى رضي الله عنها

-

4887 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلَالِيُّ

(1)

، ثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ الْعَمِّيُّ، ثَنَا حَمَّادٌ وَالرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ

(2)

، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: اسْتَأْجَرَتْ خَدِيجَةُ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَفْرَتَيْنِ إِلَى جُرَشَ، كُلُّ سَفْرَةٍ بِقَلُوصٍ

(3)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4888 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خَلِيٍّ

(4)

الْحِمْصِيُّ، ثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ

(5)

، حَدَّثَنِي جَدِّي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ امْرَأَةٍ تزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، تزَوَّجَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَنْكَحَهَا أَبُوهَا خُوَيْلِدُ بْنُ أَسَدٍ

(6)

.

(1)

هو: علي بن الحسن بن موسى، أبو الحسن بن أبي عيسى الهلالي الدرابجردي النيسابوري، من رجال التهذيب.

(2)

كذا رواه البيهقي في الكبرى عن المصنف (6/ 118)، وحماد هنا هو: ابن زيد، فإن معلى يروي عنه كما في مستخرج أبي عوانة (3/ 360)، أما الربيع بن بدر فهو ابن عمرو بن جراد، أبو العلاء التميمي البصري، المعروف بعليلة متروك الحديث، واستنكر عليه ابن عدي هذا الحديث مع ثلاثة آخرين بها الإسناد وقال:"وهذه الأحاديث معروفة بالربيع بن بدر، فحديث خديجة أغربها ينفرد به الربيع".

(3)

إتحاف المهرة (3/ 375 - 3245).

(4)

في (و) و (ك) و (ص): "علي" مصحف، وهو أبو الحسين الكلاعي الحمصي.

(5)

هو: الحجاج بن يوسف بن أبي منيع عبيد الله بن أبي زياد، أبو محمد الرصافي.

(6)

إتحاف المهرة (19/ 490 - 25296).

ص: 182

4889 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ

(1)

قَالَ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ رضي الله عنها قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ

(2)

.

4890 -

أخبرني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ محَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ

(3)

، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَنَّ أَبَا طَالِبٍ وَخَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ هَلَكَا فِي عَامٍ وَاحِدٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ مُهَاجِرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ، وَدُفِنَتْ خَدِيجَةُ بِالْحَجُونِ، وَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ لَهَا يَوْمَ تزَوَّجَهَا ثَمَانٍ وَعِشْرُونَ

(4)

سَنَةً.

قَالَ مُحَمَّدٌ: وَكُنْيَةُ خَدِيجَةَ رضي الله عنها أُمُّ هِنْدٍ، وَكَانَ لَهَا ابْنٌ وَابْنَةٌ حَيْثُ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأُمُّ خَدِيجَةَ: فَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ بْنِ الْأَصَمِّ، وَأُمُّهَا: هَالَةُ بنْتُ عَبْدِ مَنَافٍ

(5)

.

4891 -

حدثني أَبُو الْوَلِيدِ الْإِمَامُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ

(6)

بْنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ

(7)

، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ

(1)

يعني: أبا معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني.

(2)

إتحاف المهرة (19/ 576 - 25379).

(3)

يعني: أبا جعفر الوراق المعروف بصاحب المغازي.

(4)

في (و): "وعشرين".

(5)

إتحاف المهرة (19/ 418 - 25137).

(6)

في (و) و (ك) و (ص): "الحسين"، وهو أبو عبد الله الصوفي البغدادي.

(7)

هو: محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المسيب القرشي.

ص: 183

عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ رضي الله عنها وَهِيَ ابْنَةُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً

(1)

.

هَذَا قَوْلُ شَاذُّ، فَإِنَّ الَّذِي عِنْدِي أَنَّهَا لَمْ تَبْلُغْ سِتِّينَ سَنَةً.

4892 -

حدثني أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: وَلَدَتْ خَدِيجَةُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غُلَامَيْنِ وَأَرْبَعَ نِسْوَةٍ: الْقَاسِمَ، وَعَبْدَ اللهِ، وَفَاطِمَةَ، وَزَيْنَبَ، وَرُقَيَّةَ، وَأُمَّ كُلْثُومٍ

(2)

.

4893 -

حدثني بُكَيْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ الصُّوفِيُّ

(3)

بِمَكَّةَ، ثَنَا سَهْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ النِّيلِيُّ

(4)

بِوَاسِطٍ، ثَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ

(5)

، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي الْخَمِيرَ، وَأَلْبَسَنِي الْحَرِيرَ، وَزَوَّجَنِي خَدِيجَةَ، وَكُنْتُ لَهَا عَاشِقًا

(6)

".

(7)

(1)

إتحاف المهرة (19/ 589 - 25393).

(2)

إتحاف المهرة (8/ 83 - 8967)، وقال:"قلت: محمد بن يونس هو الكديمي. تكلموا عليه"، وقد تقدم (4811) من حديث إبراهيم بن عثمان الواسطي وهو ضعيف عن الحكم به.

(3)

هو: أحمد بن محمد بن أحمد بن سهل بن عبد الرحمن البغدادي، يعرف ببكير الحداد.

(4)

كذا، وفي (ص):"النبلى"، ولم نجد له ترجمة.

(5)

هو: أبو إبراهيم اللخمي الواسطي الكذاب صاحب حديث الهريسة!.

(6)

في (ز): "عاسفا" والعسيف الأجير، والحديث مع إرسالة ونكارة لفظه، إسناده تالف، فلا ندري كيف أخرجه المصنف، وكيف استساغ الحافظَيْن السكوت عليه.

(7)

إتحاف المهرة (19/ 484 - 25267).

ص: 184

4894 -

أخبرني أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَحْمَسِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، ثَنَا مُخَوَّلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّهْدِيُّ

(1)

، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ

(2)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي رَافِعٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَصَلَّتْ مَعَهُ خَدِيجَةُ رضي الله عنها، وَأَنَّهُ عَرَضَ عَلَى عَلِيٍّ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ الصَّلَاةَ، فَأَسْلَمَ وَقَالَ: دَعْنِي أُؤَامِرُ أَبَا طَالِبٍ فِي الصَّلَاةِ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا هُوَ أَمَانَةٌ". قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ: فَأُصَلِّي إِذًا، فَصَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ

(3)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(4)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4895 -

حدثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ العَنْبَرِيُّ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ

(5)

بْنِ

(1)

هو: مخول بن إبراهيم بن مخول بن راشد النهدي الكوفي الشيعي، والحسين بن حميد صاحب التاريخ ضعيف.

(2)

هو: عبد الرحمن بن الأسود بن المأمول، البصري الهاشمي مولاهم.

(3)

إتحاف المهرة (14/ 253 - 17722).

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: محمد بن عبيد الله ضعيف"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: فيه جماعة من الضعفاء".

(5)

كذا في النسخ الخطية كلها، والتلخيص، والإتحاف، وثمة سقط في هذا السند، والصواب:"عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن أبي الأشعث، عن إسماعيل" كما في مسند الإمام أحمد (3/ 306)، وتاريخ ابن أبي خيثمة السفر الثاني (1/ 428)، والسفر الثالث (1/ 166) وغير ذلك.

ص: 185

عَمْرِو

(1)

بْنِ عَفِيْفٍ، عَنْ جَدِّهِ

(2)

عَفِيْفِ بْنِ عَمْرٍو

(3)

قَالَ: كُنْتُ امْرَأً تَاجِرًا، وَكُنْتُ صَدِيقًا لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي الْجَاهِليَّةِ، فَقَدِمْتُ لِتِجَارَةٍ، فَنزَلْتُ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِمِنًى، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَنَظَرَ إِلَى الشَّمْسِ حِينَ مَالَتْ، فَقَامَ يُصَلِّي، ثُمَّ جَاءَتِ امْرَأَةٌ، فَقَامَتْ تُصَلِّي، ثُمَّ جَاءَ غُلَامٌ حِينَ رَاهَقَ الْحُلُمَ، فَقَامَ يُصَلِّي، فَقُلْتُ لِلْعَبَّاسِ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ

(1)

كذا في النسخ الخطية كلها والتلخيص والإتحاف، والصواب: إسماعيل بن إياس، كما في أصلي المصنف، وقال ابن حجر في الإصابة (7/ 199) بعد أن ذكر أن البخاري في التاريخ والبغوي وابن أبي خيثمة وابن مندة وصاحب الغيلانيات، أخرجوه من طريق يعقوب به قال:"ورواه الحاكم في المستدرك من هذا الوجه إلا أنه وقع عنده عن إسماعيل بن عمرو بن عفيف، أبدل إياسا بعمرو".

(2)

كذا في النسخ الخطية كلها، والتلخيص، والإتحاف، والصواب:"عن أبيه عن جده" كما في أصول هذه الرواية وانظر: مسند الإمام أحمد (3/ 306)، وتاريخ ابن أبي خيثمة السفر الثاني (1/ 428)، والسفر الثالث (1/ 166).

(3)

كذا سماه المصنف: "عفيف بن عمرو"، وذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان بدون تسمية أبيه: عفيف الكندي، وكذا هو غير مسمى في أصول المصنف السابقة، وقد سماه الطبراني وغيره: عفيف بن معد يكرب، وسماه ابن منده والطبري: شرحبيل بن معد يكرب، وقالا: عفيف لقب، وقال الجاحظ: اسمه شراحيل ولقب عفيفا لقوله في أبيات:

وقالت لي هلم إلى التصابي

فقلت عففت عما تعلمينا

وقال ابن قانع وأبو نعيم إنه أخو الأشعث بن قيس لأمه؛ وقيل: هو ابن عمه وقيل عمه.

وعلى كل حال، فهو غير عفيف بن عمرو الذي روى عن رجل عن أبي أيوب وعنه بكير بن الأشج، وغير عفيف بن معد يكرب الذي روى عن عمر، وعنه هارون بن عبد الله.

ص: 186

عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنُ أَخِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَلَمْ يُتَابِعْهُ عَلَى أَمْرِهِ غَيْرُ هَذِهِ الْمَرْأَةِ وَهَذَا الْغُلَامِ، وَهَذِهِ الْمَرْأَةُ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ امْرَأَتُهُ، وَهَذَا الْغُلَامُ ابْنُ عَمِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ عُفَيْفُ بْنُ عَمْرٍو - أَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ -: لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ أَسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ فَيَكُونُ لِي رُبْعُ الْإِسْلَامِ

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَهُ شَاهِدٌ مُفَسَّرٌ عَنْ أَوْلَادِ عَفِيْفِ بْنِ عَمْرٍو.

4896 -

حدثني عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ

(2)

، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنِ مُعَاذٍ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهَا قَالَتْ: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ، كَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْهُ مِثْلُ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ، فَكَانَ يَأْتِي جَبَلَ حِرَاءٍ، فَيَتَحَنَّثُ - وَهُوَ التَّعَبُّدُ - حَتَّى فَاجَأَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فِيهِ، فَقَالَ: اقْرَأْ، قَالَ: فَقُلْتُ: "مَا أَنَا بِقَارِئٍ". قَالَ: "فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ لِي: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)

(1)

إتحاف المهرة (11/ 175 - 13849)، وقال البخاري في ترجمة إسماعيل بن إياس (1/ 345):"فيه نظر"، وروى العقيلي عن آدم عن البخاري:"لم يصح حديثه ولم يثبت"، وقال البخاري في ترجمة إياس بن عفيف (1/ 441):"فيه نظر"، وقال في ترجمة والده عفيف الكندي (7/ 74) بعد أن روى حديثه هذا من طريق يعقوب بن إبراهيم به على الصواب:"لا يتابع في هذا".

(2)

هو: محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن المسيب القرشي.

ص: 187

عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}. قَالَ: فَرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ، فَقَالَ:"زَمِّلُونِي، زَمِّلُونِي". فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ:"يَا خَدِيجَةُ، مَا لِي؟ "، فَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ، وَقَالَ:"قَدْ خَشِيتِ عَلَيَّ؟ ". فَقَالَتْ لَهُ: كَلَّا، أَبْشِرْ

(1)

، فَوَاللهِ لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ فِي الْحَدِيثِ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ، ثُمَّ انْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَهُوَ عَمُّ خَدِيجَةَ أَخُو أَبِيهَا، وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْعَرَبِيَّةَ، وَيَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ مِنَ الْإِنْجِيلِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ. قَالَتْ خَدِيجَةُ: أَيْ عَمُّ، اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ. قَالَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ: يَا ابْنَ أَخِي، مَاذَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَبَرَ مَا رَأَى، فَقَالَ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى صلى الله عليه وسلم

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ

(3)

.

4897 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ

(4)

، ثَنَا حَجَّاجُ بْن أَبِي مَنِيعٍ

(5)

، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَتْ خَدِيجَةُ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ النِّسَاءِ

(6)

.

(1)

في (و)، و (ك) و (ص):"أبشر كلا أبشر".

(2)

إتحاف المهرة (17/ 222 - 22152).

(3)

أخرجه البخاري في بدئ الوحي (1/ 7) وأحاديث الأنبياء (4/ 151) والتفسير (6/ 173، 174) والتعبير (9/ 29) ومسلم في الإيمان (1/ 97).

(4)

هو: عبد الله بن محمد بن بهلول بن أبي أسامة، أبو أسامة الحلبي.

(5)

واسم أبي منيع يوسف بن عبيد الله بن أبي زياد، وقيل عبيد الله، من رجال التهذيب.

(6)

إتحاف المهرة (19/ 490 - 25279).

ص: 188

4898 -

أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْن فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: كَانَتْ خَدِيجَةُ رضي الله عنها أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَصَدَّقَ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم قبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَاةُ

(1)

.

4899 -

حدثني أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَجَبٍ الْأَنْبَارِيُّ

(2)

، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الضُّرَيْسِ

(3)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ

(4)

، عَنْ رَبِيعَةَ السَّعْدِيِّ

(5)

قَالَ: أَتَيْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ سَابِقَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ إِلَى الْإِيمَانِ بِاللهِ وَبِمُحَمَّدٍ

(6)

صلى الله عليه وسلم"

(7)

.

(1)

إتحاف المهرة (19/ 490 - 25297).

(2)

هو: سعيد بن عبد الله بن أبي رجاء، أبو عثمان الأنباري، يعرف بابن عجب.

(3)

هو: محمد بن يحيى بن ضريس الفيدي، عن محمد بن جعفر بن أبي مواتية المعروف بالفيدي.

(4)

عمران أبو اليقظان، لم نجد له على ترجمة.

(5)

هو: ربيعة بن شيبان السعدي، أبو الحوراء البصري، وقد روى أبو يعلى حديثه هذا كما في جامع المسانيد (3/ 326)، والمطالب العالية (16/ 547) من وجه آخر مظلم، عن الضحاك الشيباني - وفي جامع المسانيد (البناني) - عن ربيعة السعدي عن حذيفة بنحوه.

(6)

في (ك) و (ص): "ومحمد".

(7)

إتحاف المهرة (4/ 263 - 4234) هنا تنتهي مناقب أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها في جميع النسخ، ثم يأتي في ترجمة سعد بن خيثمة الأنصاري رضي الله عنه عشر أحاديث متعلقة بأم المؤمنين بداية من (4910) إلى (4919)، وقد أوردها الذهبي في تلخيصه عقب هذا الحديث.

ص: 189

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ رضي الله عنه

-

4900 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَهْمٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، قَالَ: مَاتَ أَسْعَدُ

(1)

بْنُ زُرَارَةَ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ تِسْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَمَسْجِدُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُبْنَى يَوْمَئِذٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ بَدْرٍ، فَجَاءَتْ بَنُو النَّجَّارِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: قَدْ مَاتَ نَقِيبُنَا فَنَقِّبْ عَلَيْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَنَا نَقِيبُكُمْ". قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ دُفِنَ بِالْبَقِيعِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ

(2)

.

4901 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ

(3)

عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ، قَالَ: كُنْتُ قَائِدَ أَبِي بَعْدَمَا ذَهَبَ بَصَرُهُ، فَكَانَ لَا يَسْمَعُ الْأَذَانَ بِالْجُمُعَةِ إِلَّا قَالَ: رَحْمَةُ اللهِ عَلَى أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، فَقُلْتُ بَعْدَ حِينٍ: لَوْ سَأَلْتُ أَبِي مَا

(1)

في (ص): "سعد".

(2)

لم نجد هذا الحديث في الإتحاف.

(3)

في (و) و (ك): "بن" مصحف، وأشار الناسخان في الحاشية إلى أن صوابه "أن".

ص: 190

شَأْنُهُ إِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ قَالَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَى أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ؟ فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ، إِنَّهُ لَتُعْجِبُنِي صَلَاتُكَ عَلَى أَبِي أُمَامَةَ كُلَّمَا سَمِعْتَ الْأَذَانَ بِالْجُمُعَةِ، قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ جَمَّعَ لَنَا الْجُمُعَةَ بِالْمَدِينَةِ فِي هَزْمٍ مِنْ حَرَّةِ بَنِي بَيَاضَةَ فِي نَقِيعٍ يُقَالُ لَهُ: الْخَضِمَاتِ. قُلْتُ: وَكَمْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ رَجُلًا

(1)

.

4902 -

حدثني عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَا: ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَوَى أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ مِنَ الشَّوْكَةِ

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4903 -

أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْن مُحَمَّدٍ الْمُزَكِّي وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ

(3)

، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ

(4)

، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ نُبَيْطٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَلَّى

(5)

أُمَّهَا وَخَالَتَهَا

(6)

، وَكَانَ أَبُوهُمَا أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ أَوْصَى بِهِمَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَلَاهُمَا رِعَاثًا مِنْ تِبْرِ ذَهَبٍ فِيهِ لُؤْلُؤٌ. قَالَ زَيْنَبُ: وَقَدْ أَدْرَكْتُ الْحُلِيَّ أَوْ بَعْضَهُ

(7)

.

(1)

إتحاف المهرة (13/ 34 - 16398).

(2)

إتحاف المهرة (2/ 310 - 1776)، وسيستدركه في الرقى (8530).

(3)

هو: محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل، أبو الحسين النيسابوري.

(4)

هو: محمد بن عمارة بن عمرو بن الأنصاري المدني، من رجال التهذيب.

(5)

في التلخيص: "جلى".

(6)

أم زينب بنت نبيط امرأة أنس بن مالك هي الفريعة بنت أسعد بن زرارة، ولها خالتان كبشة وحبيبة بنتا أسعد، وانظر طبقات ابن سعد (10/ 409).

(7)

إتحاف المهرة (18/ 344 - 23703).

ص: 191

صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(1)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

* * *

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: مرسل"، وقال ابن الملقن في كتابه مختصر استدراك الذهبي (4/ 1713):"زينب هذه صحابية، لا أعلم في ذلك خلافا، وقد ذكرها ابن منده، وأبو نعيم، وأبو موسى في الصحابة، فإن لم تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو مرسل صحابي لا يقدح في صحته"، نقول بل مختلف في صحبتها، فقد ذكرها ابن حبان في ثقات التابعين (4/ 272)، وصوب ذلك ابن حجر في الإصابة (13/ 453) وقال:"تقدم ذكر من خلطها بزينب بنت جابر الأحمسية، وأنه وهم، وأن ابن سعد ذكرها في المبايعات، وأن ابن حبان ذكرها في ثقات التابعين، وهو الصواب"، وقال في التقريب:"يقال لها صحبة".

ص: 192

‌وَمِنْ مَنَاقِبِ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.

4904 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْن سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَوَّلُ لِوَاءٍ عَقَدَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، ثُمَّ لِوَاءُ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى رَابِغٍ بَيْنَ الْجُحْفَةِ وَقَدِيدٍ

(1)

.

4905 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ وَغَيْرِهِ مِنْ عُلَمَائِنَا، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ذَكَرَ حَدِيثَ الْمُبَارَزَةِ، وَأَنَّ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ قَتَلَ عُبَيْدَةَ بْنَ الْحَارِثِ بمُبَارَزَةٍ، ضَرَبَهُ عُتْبَةُ

(2)

عَلَى سَاقِهِ فَقَطَعَهَا، فَحَمَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَاتَ بِالصَّفْرَاءِ مُنْصَرَفَهُ مِنْ بَدْرٍ، فَدَفَنَهُ هُنَالِكَ

(3)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4906 -

أخبرني إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ

(4)

، حَدَّثَنَا جَدِّي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: اخْتَلَفَ عُتْبَةُ وَعُبَيْدَةُ

(5)

بَيْنَهُمَا ضَرْبَتَيْنِ، كِلَاهُمَا أَثْبَتَ صَاحِبَهُ،

(1)

لم نجده في الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 470 - 113).

(2)

في (ز) و (م) والتلخيص: "ضرب".

(3)

إتحاف المهرة (7/ 400 - 8062).

(4)

في (و) و (ك) و (ص): "بن الفضل فليح الشعراني" مقحمة.

(5)

في (ص): "عبيد".

ص: 193

صاحِبَهُ، وَكَرَّ حَمْزَةُ وَعَلِيٌّ عَلَى عُتْبَةَ فَقَتَلَاهُ، وَاحْتَمَلَا صَاحِبَهُمَا عُبَيْدَةَ، فَجَاءَا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ

(1)

صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ قُطِعَتْ رِجْلُهُ، وَمُخُّهَا يَسِيلُ، فَلَمَّا أَتَوْا بِعُبَيْدَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَلَسْتُ شَهِيدًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "بَلَى". فَقَالَ عُبَيْدَةُ: لَوْ كَانَ أَبُو طَالِبٍ حَيًّا لَعَلِمَ أَنَّا أَحَقُّ بِمَا قَالَ مِنْهُ حَيْثُ يَقُولُ:

وَنُسْلِمُهُ حَتَّى نُصَرَّعَ حَوْلَهُ

وَنَذْهَلَ عَنْ أَبْنَائِنَا وَالْحَلَائِلِ

(2)

* * *

(1)

في (و) و (ك): "فجاءا به النبي".

(2)

إتحاف المهرة (19/ 477 - 25239).

ص: 194

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ عُمَيْرِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَخُو سَعْدٍ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ رضي الله عنه

-

4907 -

أخبرني مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَاقَرْحِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، أَنَا إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ

(1)

، عَنْ

(2)

عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ

(3)

، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عَرَضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَيْشَ بَدْرٍ، فَرَدَّ عُمَيْرَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فَبَكَى عُمَيْرٌ، فَأَجَازَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَقَدَ عَلَيْهِ حَمَائِلَ سَيْفِهِ

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(5)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

* * *

(1)

يعني: ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي، من رجال التهذيب.

(2)

في (و) و (ك) و (ص): "بن" مصحف.

(3)

هو: عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة المدني.

(4)

إتحاف المهرة (5/ 132 - 5060).

(5)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: يعقوب ضعفوه".

ص: 195

‌وَمِنْ مَنَاقِبِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ عَقَبِيٌّ وَأَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَي عَشْرَ قَتَلَهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ يَوْمَ بَدْرٍ

4908 -

حدثنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيُّ

(1)

، ثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الْأَنْصَارِيُّ الْمَدِينِيُّ

(2)

، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي عُمَرُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ

(3)

، قَالَ: اسْتَصْغَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَسَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(5)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

(1)

هو: أحمد بن عبيد الله بن إدريس بن زيد، أبو بكر البغدادي، يعرف بالنرسي.

(2)

كذا في النسخ الخطية كلها: "عمر بن عبيد الله بن زيد"، وصوابه:"عثمان بن عبيد الله"، كما عند البخاري في الأوسط (2/ 896)، والدارقطني في المؤتلف (1/ 440)، والطبراني في الكبير (5/ 164) و (5/ 224)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 1180) وابن ماكولا في الإكمال (2/ 6).

(3)

كذا هنا وفي الذي قبله: "حارثة"، وقد ذكره البخاري والدارقطني بالجيم:"جارية"، وزيد هو الأنصاري الأوسي جد مجمع بن يزيد.

(4)

إتحاف المهرة (12/ 434 - 15898) ذكره في مسند "عمر بن زيد بن جارية"!.

(5)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: منكر كيف يستصغر من هو نقيب"، وعثمان بن عبيد الله وعمه عمر لم نجد من وثقهما.

ص: 196

4909 -

أخبرني الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ [الْحَلِيمِيُّ]

(1)

بِمَرْوَ، أَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أَنَا عَبْدَانُ، أَنَا عَبْدُ اللهِ، أَنَا رَجُلٌ

(2)

، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ؛ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ أَبَانٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا خَرَجَ إِلَى بَدْرٍ أَرَادَ سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ وَأَبُوهُ جَمِيعًا الْخُرُوجَ مَعَهُ، فَذُكِرَ

(3)

ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ أَنْ يَخْرُجَ أَحَدُهُمَا، فَاسْتَهَمَا، فَقَالَ خَيْثَمَةُ بْنُ الْحَارِثِ لِابْنِهِ سَعْدٍ: إِنَّهُ لَا بُدَّ لِأَحَدِنَا مِنْ أَنْ يُقِيمَ، فَأَقِمْ مَعَ نِسَائِكَ، فَقَالَ سَعْدٌ: لَوْ كَانَ غَيْرُ الْجَنَّةِ آثَرْتُكَ بِهِ، إِنِّي أَرْجُو الشَّهَادَةَ فِي وَجْهِي هَذَا، فَاسْتَهَمَا فَخَرَجَ سَهْمُ سَعْدٍ، فَخَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ، فَقَتَلَهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ

(4)

.

4910 -

حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ.

وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْن جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا وَكِيعٌ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ

(1)

في النسخ الخطية كلها: "الحكيمي"، والمثبت كما في سائر أسانيد المصنف، فهو الحسن بن حليم بن محمد بن حليم، أبو محمد المروزي الصائغ، وقد أكثر المصنف من التخريج له.

(2)

رواه سعيد بن منصور في سننه (2/ 215) عن عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث به، وعلقه البخاري في التاريخ (4/ 3) عنه، فلعل ابن وهب هو هذا الرجل الذي أبهمه ابن المبارك.

(3)

في (و) و (ك) و (ص): "فذكروا".

(4)

إتحاف المهرة (18/ 384 - 23737)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: مرسل وفي إسناده ضعيف"، وقال البخاري وابن حبان في سليمان بن أبان:"حديثه مرسل"، وانظر حديث رقم (4975).

ص: 197

عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "خَيْرُ نِسَائِهَا: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا: خَدِيجَةُ"

(1)

.

قَدِ اتَّفَقَ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ

(2)

.

وَإِنَّمَا أَرَدْتُ:

4911 -

نا أخبرناه أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا أَبُو عَمْرٍو نَصَرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي هِشَام بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أَنْ أُبَشِّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ"

(3)

.

4912 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أَنْ أُبَشِّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ"

(4)

.

(1)

إتحاف المهرة (11/ 469 - 14451)، وهذا الحديث وما بعده إلى (4819) متعلق بفضائل أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وكانت قد انتهت فضائلها في جميع النسخ بعد حديث رقم (4899).

(2)

البخاري في أحاديث الأنبياء (4/ 164)، ومناقب الأنصار (5/ 38)، ومسلم (7/ 132).

(3)

إتحاف المهرة (6/ 554 - 6976)، وهو في فضائل الصحابة لأحمد (2/ 855).

(4)

إتحاف المهرة (6/ 554 - 6976)، وهو في المسند (3/ 283).

ص: 198

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4913 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَبُو الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أُمِرْتُ أَنْ أُبَشِّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ"

(1)

.

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَقُلْتُ لِأَبِي: إِنَّ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَطْعَنُ عَلَى عَامِرِ بْنِ صالِحٍ هَذَا، قَالَ: يَقُولُ مَاذَا؟ قُلْتُ: رَآهُ سَمِعَ مِنَ الْحَجَّاجِ

(2)

، قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ أَنَا

(3)

حَجَّاجَ يَسْمَعُ مِنْ هُشَيْمٍ، وَهَذَا عَيْبٌ أَنْ

(4)

يَسْمَعَ الرَّجُلُ مِمَّنْ هُوَ أَصْغَرُ مِنْهُ أَوْ أَكْبَرُ؟!.

4914 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْن جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْكَ، وَمَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ، أَوْ طَعَامٌ، أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ

(1)

إتحاف المهرة (6/ 554 - 6976)، وهو بتمامه في فضائل الصحابة (2/ 853)، وأصله في الصحيحين من حديث هشام بن عروة، وسيأتي بعد ثلاثة أحاديث برقم (4817).

(2)

يعني: ابن محمد الأعور، قال ابن محرز عن ابن معين في عامر:"كذاب خبيث عدو الله هو زبيري قد كتبت عنه، فقلت ليحيى: إن أحمد بن حنبل يحدث عنه، فقال له: ماله؟! وهو يعلم أنا تركنا هذا الشيخ في حياته، فقلت ولم؟ قال: قال لي حجاج يعني ابن محمد الأعور: جائني فكتب عني حديث هشام بن عروة عن ابن لهيعة وليث بن سعد ثم ذهب فادعاها فحدث بها عن هشام"(1/ 52).

(3)

في (م): "رأيت أن حجاج".

(4)

في (ص): "عيبه من أن يسمع".

ص: 199

عليها السلام مِنْ رَبِّهَا، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهَا وَلَا نَصَبَ

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ

(2)

، فَأَمَّا قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم:"بَشِّرْ خَدِيجَةَ"، فَقَدِ اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى مُخْتَصَرًا.

4915 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ عِلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، وَقَالَ:"أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ ". فَقَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ

(3)

عِمْرَانَ، وَأَحْسَبُهُ: وَامْرَأَةُ

(4)

فِرْعَوْنَ"

(5)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.

4916 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: ثَنَا سَعْدُ

(6)

بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ وَيَعْقُوبُ بْنُ

(1)

إتحاف المهرة (16/ 36 - 20331)، وقد عزاه لأبي عوانة وابن حبان وأحمد، وفاته المستدرك.

(2)

بل أخرجاه من حديث محمد بن فضيل به؛ البخاري في مناقب الأنصار (5/ 39) والتوحيد (9/ 144)، ومسلم (7/ 133).

(3)

في (ص): "ابنة".

(4)

في (و) و (ص): "وآسية امرأة".

(5)

إتحاف المهرة (7/ 594 - 8546)، وقد مر برقم (4807).

(6)

في (ك) و (ص): "سعيد" مصحف.

ص: 200

إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: ثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ لِفَاطِمَةَ رضي الله عنهما بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَلَا أُبَشِّرُكِ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "سَيِّدَاتُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَرْبَعٌ: مَرْيَمُ بِنْتُ

(1)

عِمْرَانَ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَآسِيَةُ"

(2)

.

4917 -

أخبرني عَبْدُ اللهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو عَمَّارٍ

(3)

، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا حَسَدْتُ امْرَأَةً مَا حَسَدْتُ خَدِيجَةَ، وَمَا تزَوَّجَنِي إِلَّا بَعْدَمَا مَاتَتْ؛ وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَشَّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(5)

.

4918 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمْ يَتَزَوَّجِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم علَى خَدِيجَةَ رضي الله عنها حَتَّى مَاتَتْ. قَالَتْ عَائِشَةُ: مَا

(1)

في (ص): "ابنة".

(2)

إتحاف المهرة (17/ 264 - 22228)، وهو في فضائل الصحابة لأحمد (2/ 760، 851) وفيهما: "عن صالح قال يقال قالت عائشة لفاطمة" مرسل، بدون ذكر ابن شهاب ولا عروة.

(3)

هو: الحسين بن حريث بن الحسن المروزي.

(4)

إتحاف المهرة (17/ 312 - 22303).

(5)

بل أخرجاه؛ البخاري في مناقب الأنصار (5/ 38) والنكاح (7/ 36) والأدب (8/ 9) والتوحيد (9/ 141)، ومسلم (7/ 134).

ص: 201

رَأَيْتُ خَدِيجَةَ قَطُّ، وَلَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ أَشَدَّ مِنْ غَيْرَتِي عَلَى خَدِيجَةَ، وَذَلِكَ مِنْ كَثْرَةِ مَا كَانَ يَذْكُرُهَا

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(2)

.

4919 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ ببُخَارَى، ثَنَا قَيْسُ بْنُ أُنَيْفٍ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا جَعْفرُ بْنُ سُليْمَانَ، عَنْ ثابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ عليه السلام إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدَهُ خَدِيجَةُ رضي الله عنها، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ يُقْرِئُ خَدِيجَةَ السَّلَامَ، فَقَالَتْ: إِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ

(3)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

رَجَعْنَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذي بَلَغْنَا فِي الْمَجْلِسِ الْمَاضِي.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (17/ 259 - 22218)، ولم نجده في المسند ولا الفضائل، وهو في مصنف عبد الرزاق (7/ 492).

(2)

بل أخرجه مسلم في صحيحه (7/ 134) عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق به، مفرقا في حديثين.

(3)

إتحاف المهرة (1/ 448 - 420).

ص: 202

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ وَكُنْيَتُهُ: أَبُو السَّائِبِ، هَاجَرَ الْهِجْرَتَيْنِ، وَشَهِدَ بَدْرًا وَمَاتَ بَعْدَ بَدْرٍ بِأَشْهُرٍ، رضي الله عنه

-

4920 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الحَسَنُ بْنُ الجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ

(1)

، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ

(2)

، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْتَادُ لِأَصْحَابِهِ مَقْبَرَةً يُدْفَنُونَ فِيهَا، فَكَانَ قَدْ طَلَبَ نَوَاحِيَ الْمَدِينَةِ وَأَطْرَافِهَا، ثُمَّ قَالَ:"أُمِرْتُ بِهَذَا الْمَوْضِعِ". يَعْنِي الْبَقِيعَ، وَكَانَ يُقَالُ: بَقِيعُ الْخَبْخَبَةِ، وَكَانَ أَكْثَرَ نَبَاتِهِ الْغَرْقَدُ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قُبِرَ هُنَاكَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ رضي الله عنه، فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ حَجَرًا عِنْدَ رَأْسِهِ، وَقَالَ:"هَذَا قَبْرُ فَرَطِنَا". وَكَانَ إِذَا مَاتَ الْمُهَاجِرُ بَعْدَهُ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْنَ نَدْفِنُهُ؟ فَيَقُولُ:"عِنْدَ فَرَطِنَا عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ"

(3)

.

(1)

هو: أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة بن أبي رهم القرشي، متروك، وقال السجزي عن المصنف:"يروي الموضوعات عن الأثبات"، وهو من رجال التهذيب.

(2)

في (و) و (ك) و (ص) و (م): "عبد الله" مصحف، وهو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب، وهو ضعيف.

(3)

إتحاف المهرة (14/ 240 - 17701)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: سنده واه كما ترى".

ص: 203

4921 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَبَّلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ بَعْدَمَا مَاتَ

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4922 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ قَالَتِ امْرَأَتُهُ: هَنِيئًا لَكَ الْجَنَّةُ يَا عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"وَمَا يُدْرِيكِ؟ ". قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَارِسُكَ وَصَاحِبُكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنِّي رَسُولُ اللهِ، وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي". فَأَشْفَقَ النَّاسُ عَلَى عُثْمَانَ، فَلَمَّا مَاتَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْحَقِي

(3)

بِسَلَفِنَا الْخَيْرِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ". فَبَكَتِ النِّسَاءُ، فَجَعَلَ

(4)

عُمَرُ يَضْرِبُهُنَّ بِسَوْطِهِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ

(5)

، وَقَالَ:"مَهْلًا يَا عُمَرُ"

(6)

.

(1)

إتحاف المهرة (17/ 474 - 22642).

(2)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: بل عاصم ضعيف".

(3)

في (ز): "الحقا"، وفي (م):"الحقنا"، وفي التلخيص:"الحقوها".

(4)

في (و): "فكان".

(5)

في (م): "بسوطه".

(6)

إتحاف المهرة (8/ 147 - 9099)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: سنده صالح"، نقول: يوسف بن مهران البصري لم يرو عنه غير علي بن زيد بن جدعان، وابن جدعان ضعيف.

ص: 204

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ الْمَخْزُومِيِّ

(1)

رضي الله عنه

-

4923 -

حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: جَعْدَةُ بْن هُبَيْرَةَ بْنِ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ [عَائِذِ]

(2)

بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخزُومٍ، وَكَانَتْ أُمُّهُ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ، نَكَحَهَا هُبَيْرَةُ

(3)

، وَلَهَا يَقُولُ هُبَيْرَةُ حِينَ أَسْلَمَتْ:

أَشَاقَتْكَ هِنْدٌ أَنْ نَآكَ سُؤَالُهَا

كَذَاكَ النَّوَى أَسْبَابُهَا وَانْفِتَالُهَا

وَقَدْ أَرَّقَتْ فِي رَأْسِ حِصْنٍ مُمَرَّدٍ

بِنَجْرَانَ يَسْرِي

(4)

بَعْدَ نَوْمٍ خَيَالُهَا

(1)

كذا أدخله المصنف في الصحابة، وذكر في آخر الترجمة أنه اشتبه عليه بوفاة أبيه هبيرة، وهبيرة ذاك كان زوجا لأم هانئ بنت أبي طالب فولدت له جعدة، وفارقته بعد إسلامها، ومات كافرا، وقد ذكر المصنف جعدة في تاريخ نيسابور - كما في تلخيصه (ص 13) - في باب من دخل نيسابور من التابعين، وقد جزم المزي كذلك بصحبته فتعقبه الحافظ بقوله:"قلت في جزم المؤلف أن له صحبة نظر؛ فقد ذكره في التابعين البخاري وأبو حاتم وابن حبان، وذكره البغوي في الصحابة لكن قال يقال إنه ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وليست له صحبة سكن الكوفة، وقال الحاكم في التاريخ يقال إن له رؤية ولم يصح ذلك، وقال الآجري عن أبي داود: لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، وقال العجلي: مدني تابعي ثقة، وذكره العسكري فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ولم يلقه"، وقال الدوري عن ابن معين: لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، وقال ابن حبان في الثقات:"ولا أعلم لصحبته شيئا صحيحا فلذلك أدخلناه في التابعين، وقال في المشاهير: "لا يصح له صحبة" وذكر هو والبخاري في الأوسط أنه مات في ولاية معاوية.

(2)

في النسخ كلها: "ابن علية"، والمثبت من الإتحاف ومصادر ترجمته.

(3)

زاد في (م) في هذا الموضع: "ابن أبي وهب".

(4)

في (ز) و (م): "كسرى".

ص: 205

فَإِنْ كُنْتِ قَدْ تَابَعْتِ دِينَ مُحَمَّدٍ

وَقَطَّعَتِ الْأَرْحَامَ مِنْكِ حِبَالُهَا

فَكُونِي عَلَى أَعْلَى سَحِيقٍ بِهَضْبَةٍ

مُمَنَّعَةٍ لَا يُسْتَطَاعُ تِلَالُهَا

(1)

قَالَ مُصْعَبٌ

(2)

: وَجَعْدَةُ الَّذِي يَقُولُ:

وَمَنْ ذَا الَّذِي ينْأَى عَلَيَّ بِخَالِهِ

وَخَالِي عَلِيٌّ ذُو النَّدَى وَعَقِيلِ

قَالَ مُصْعَبٌ: وَمَاتَ هُبَيْرَةُ بِنَجْرَانَ مُشْرِكًا، وَأَمَّا جَعْدَةُ فَإِنَّهُ تَزَوَّجَ ابْنَةَ خَالِهِ أُمَّ الْحَسَنِ بِنْتَ عَلِيٍّ، وَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ الَّذِي قِيلَ فِيهِ بِخُرَاسَانَ:

لَوْلَا ابْنُ جَعْدَةَ لَمْ يُفْتَحْ قُهُنْدُزُكُمْ

(3)

وَلَا خُرَاسَانُ حَتَّى يُنْفَخَ الصُّوَرُ

قَالَ مُصْعَبٌ: وَاسْتَعْمَلَ عَلِيٌّ عَلَى خُرَاسَانَ جَعْدَةَ بْنَ هُبَيْرَةَ الْمَخْزُومِيَّ، وَانْصَرَفَ إِلَى الْعِرَاقِ، ثَمَّ حَجَّ، وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ، وَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(4)

.

4924 -

حدثنا بِصِحَّةِ مَا ذَكَرَ

(5)

مُصْعَبٌ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ

(6)

بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو الْبَزَّارُ بِبَغْدَادَ

(7)

، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْجُعْفِيُّ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ

(8)

، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ جَعْدَةَ بْنِ

(1)

في (و) و (ص) و (ك): "قلالها".

(2)

قوله: "مصعب" ساقط من (ك).

(3)

في (ز) و (م) و (و): "مهندزكم"، وفي (ص):"قهيدزكم".

(4)

إتحاف المهرة (19/ 529 - 25329).

(5)

في (ص): "ذكره".

(6)

في (و) و (ص): "أبو بكر بن محمد".

(7)

هو: أبو بكر الشافعي.

(8)

هو: إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود الأودي.

ص: 206

هُبَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ

(1)

: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الْآخَرُونَ أَرْدَى

(2)

"

(3)

.

4925 -

أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ

(4)

، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ

(5)

، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ: يَا خَالُ، قَتَلْتَ عُثْمَانَ؟ قَالَ: لَا وَاللهِ مَا قَتَلْتُهُ، وَلَا أَمَرْتُ بِهِ، وَلَكِنِّي

(6)

غُلِبْتُ

(7)

.

جَعْدَةُ بْنُ هُبَيْرَةَ تُوُفِّيَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّمَا اشْتَبَهَ عَلَيَّ بِوَفَاةِ أَبِيهِ هُبَيْرَةَ بْنِ أَبِي وَهْبٍ.

* * *

(1)

كذا، وهذا صريح في إثبات صحبته!، لكن في مصنف ابن أبي شيبة (17/ 302) أصل رواية المصنف، وعنه عبد بن حميد (1/ 148) وابن أبي عاصم (2/ 47) ومطين عند الطبراني (2/ 285) ومحمد بن العباس المؤدب عند ابن قانع (1/ 153) من غير ذكر سماع؛ "جعدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وكذا ذكره ابن أبي حاتم في المراسيل (ص 24) عن أبيه عن أبي نعيم عن داود بن يزيد به فقال أبو حاتم:"جعدة بن هبيرة تابعي".

(2)

كذا، والصواب:"أردأ" بالهمز، من قولك: أردأ الرجل إذا فعل شيئا رديئا، ويروى:"أرذل".

(3)

إتحاف المهرة (4/ 75 - 3977).

(4)

هو: محمد بن يونس بن موسى بن سليمان، أبو العباس الكديمي.

(5)

في (ك) و (ص) و (ك): "مهران".

(6)

في (و) و (ك) و (ص): "ولكن".

(7)

إتحاف المهرة (11/ 310 - 14077).

ص: 207

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ، كُنْيَتُهُ: أَبُو سَهْلٍ رضي الله عنه

-

4926 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا، ثَنَا سُلَيْمَانَ بْنُ دَاوُدَ

(1)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْن عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدِ السَّاعِدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: تَجَهَّزَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ ليَخْرُجَ إِلَى بَدْرٍ، فَمَرِضَ، فَمَاتَ، فَمَوْضِعُ قَبْرِهِ عِنْدَ دَارِ ابْنِ قَارِظٍ، فَضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ

(2)

.

* * *

(1)

يعني: أبا أيوب المنقري الشاذكوني.

(2)

إتحاف المهرة (6/ 133 - 6264)، وقال:"قلت: سليمان هو الشاذكوني، وشيخه هو الواقدي، وحسبك بهما في الضعف".

ص: 208

‌ذِكْرُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَخِيهِ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأَسَدِ اللَّهِ، وَأَسَدِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

كَانَتْ لَهُ كُنْيَتَانِ: أَبُو يَعْلَى، وَأَبُو عُمَارَةَ، لِابْنَيْهِ يَعْلَى وَعُمَارَةَ، أَسْلَمَ حَمْزَةُ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ مِنَ النُّبُوَّةِ، وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَرْبَعِ سِنِينَ، وَقُتِلَ يَوْمَ السَّبْتِ فِي الْمَغْزَى

(1)

بِأُحُدٍ لِسَبْعٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالِ، سَنَةَ ثَلَاثٍ مِنَ الْهِجْرَةِ

4927 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ

(2)

، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ

(3)

، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَأَنَسَةُ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو كَبْشَةَ، وَأَبُو مَرْثَدٍ، وَابْنُهُ مَرْثَدٍ

(4)

.

4928 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ الْمُنَادِي، ثَنَا إِسْحَاقُ بْن يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ حَمْزَةُ يُقَاتِلُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بسَيْفَيْنِ،

(1)

في (و) و (ص): "السبت بالمغزى".

(2)

هو: محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة، أبو جعفر التاجر الجمال، يروي عن أبي علاثة محمد بن عمرو بن خالد الحراني المصري.

(3)

هو: محمد بن عبد الرحمن بن الأسود القرشي يتيم عروة.

(4)

إتحاف المهرة (19/ 232 - 24705).

ص: 209

وَيَقُولُ: أَنَا أَسَدُ اللهِ

(1)

.

4929 -

وحدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ

(2)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ

(3)

، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَزَوَّرِ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: إِنَّ أَفْضَلَ الْخَلْقِ يَوْمَ يَجْمَعُهُمُ اللهُ الرُّسُلُ، وَأَفْضَلَ النَّاسِ بَعْدَ الرُّسُلِ الشُّهَدَاءُ، وَإِنَّ أَفْضَلَ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَقَدْ تَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال:"سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِب"

(4)

.

4930 -

أخبرني أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ

(5)

بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ [الْمُخَرَّمِيُّ]

(6)

، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِيهَا، أَنَّ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ أُمَّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ فِي حِجْرِ عَمِّهَا أُهَيْبَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، وَإِنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنَ هَاشِمٍ جَاءَ بِابْنِهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَزَوَّجَ عَبْدُ اللهِ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ، وَتَزَوَّجَ

(1)

إتحاف المهرة (19/ 332 - 24964).

(2)

هو: عبد الله بن محمد بن بهلول بن أبي أسامة، أبو أسامة الحلبي.

(3)

هو: محمد بن سليمان بن عبد الله ابن الأصبهاني، أبو علي الكوفي، من رجال التهذيب، وعنه محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري.

(4)

إتحاف المهرة (11/ 301 - 14055)، وعلي بن الحزور وأصبغ رافضيان متروكان.

(5)

في (ص): "الحسن" مصحف.

(6)

في النسخ الخطية كلها: "المخزومي" مصحف، والمثبت الصواب، فهو: عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة القرشي.

ص: 210

عَبْدُ الْمُطَّلِبِ هَالَةَ بِنْتَ أَهْيَبَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ - وَهِيَ أُمُّ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ قَرِيبَ السِّنِّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَخُوهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ

(1)

.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (13/ 193 - 16570).

ص: 211

‌ذِكْرُ إِسْلَامِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.

4931 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ - وَكَانَ وَاعِيَةً - أَنَّ أَبَا جَهْلٍ اعْتَرَضَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ الصَّفَا، فَآذَاهُ وَشَتَمَهُ، وَقَالَ فِيهِ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْعَيْبِ لِدِينِهِ، وَالتَّضْعِيفِ لَهُ، فَلَمْ يُكَلِّمْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَوْلَاةٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيِّ فِي مَسْكَنٍ لَهَا فَوْقَ الصَّفَا تَسْمَعُ ذَلِكَ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ، فَعَمَدَ إِلَى نَادِي قُرَيْشٍ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَجَلَسَ مَعَهُمْ، وَلَمْ يَلْبَثْ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْ أَقْبَلَ مُتَوَشِّحًا قَوْسَهُ رَاجِعًا مِنْ قَنْصٍ لَهُ، وَكَانَ إِذَا جَعَلَ ذَلِكَ لَمْ يَمُرَّ عَلَى نَادِي قُرَيْشٍ إِلَّا وَقَفَ وَسَلَّمَ، وَتَحَدَّثَ مَعَهُمْ، وَكَانَ أَعَزَّ قُرَيْشٍ، وَأَشَدَّهَا شَكِيمَةً

(1)

، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكًا عَلَى دِينِ قَوْمِهِ، فَجَاءَتْهُ الْمَوْلَاةُ، وَقَدْ قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ، فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا عُمَارَةُ، لَوْ رَأَيْتَ مَا لَقِيَ ابْنُ أَخِيكَ مُحَمَّدٍ مِنْ أَبِي الْحَكَمِ آنِفًا وَجَدَهُ هَهُنَا

(2)

، فَآذَاهُ وَشَتَمَهُ، وَبَلَغَ مَا يَكْرَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ وَلَمْ يُكَلِّمْهُ مُحَمَّدٌ، فَاحْتَمَلَ حَمْزَةَ الْغَضَبُ لِمَا أَرَادَ اللهُ مِنْ كَرَامَتِهِ، فَخَرَجَ سَرِيعًا لَا يَقِفُ عَلَى أَحَدٍ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ، يُرِيدُ الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ مُتَعَمِّدًا

(3)

لِأَبِي جَهْلٍ أَنْ يَقَعَ بِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ الْمَسْجِدَ نَظَرَ إِلَيْهِ جَالِسًا فِي الْقَوْمِ، فَأَقْبَلَ نَحْوَهُ حَتَّى إِذَا قَامَ عَلَى رَأْسِهِ رَفَعَ

(1)

في (ز) و (م): "سكينة".

(2)

في (ص): "ههنا وحده".

(3)

في (و) و (ص): "معتمدا".

ص: 212

الْقَوْسَ فَضَرَبَهُ عَلَى رَأْسِهِ ضَرْبَةً مَمْلُوءَةً، وَقَامَتْ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ إِلَى حَمْزَةَ لِيَنْصُرُوا أَبَا جَهْلٍ، فَقَالُوا: مَا نَرَاكَ يَا حَمْزَةُ إِلَّا صَبَأْتَ، فَقَالَ حَمْزَةُ: وَمَا يَمْنَعُنِي وَقَدِ اسْتَبَانَ لِي ذَلِكَ مِنْهُ، أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ، وَأَنَّ الَّذِي يَقُولُ حَقٌّ، فَوَاللهِ لَا أَنْزِعُ، فَامْنَعُونِي امْنَعُونِي

(1)

إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: دَعُوا أَبَا عُمَارَةَ، لَقَدْ سَبَبْتُ ابْنَ أَخِيهِ سَبًّا قَبِيحًا، وَمَرَّ حَمْزَةُ عَلَى إِسْلَامِهِ، وَبَايَعَ رَسُولَ اللهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَسْلَمَ حَمْزَةُ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ عَزَّ وَامْتَنَعَ، وَأَنَّ حَمْزَةَ سَيَمْنَعُهُ، فَكَفُّوا عَنْ بَعْضِ مَا كَانُوا يَتَنَاوَلُونَهُ وَيَنَالُونَ

(3)

مِنْهُ، فَقَالَ فِي ذَلِكَ سَعْدٌ حِينَ ضَرَبَ أَبَا جَهْلٍ، فَذَكَرَ رَجْزًا

(4)

غَيْرَ مُسْتَقَرٍّ، أَوَّلُهُ

(5)

: ذُقْ أَبَا جَهْلٍ بِمَا غَشِيَتْ.

قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ حَمْزَةُ إِلَى بَيْتِهِ، فَأَتَاهُ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ: أَنْتَ سَيِّدُ قُرَيْشٍ اتَّبَعْتَ هَذَا الصَّابِئَ، وَتَرَكْتَ دِينَ آبَائِكَ، لَلْمَوْتُ

(6)

خَيْرٌ لَكَ مِمَّا صَنَعْتَ، فَأَقْبَلَ عَلَى حَمْزَةَ بَثُّهُ، فَقَالَ: مَا صَنَعْتُ، اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ رُشْدًا فَاجْعَلْ تَصْدِيقَهُ فِي قَلْبِي وَإِلَّا فَاجْعَلْ لِي مِمَّا وَقَعْتُ فِيهِ مَخْرَجًا، فَبَاتَ بِلَيْلَةٍ [لم يبت]

(7)

بِمِثْلِهَا مِنْ وَسْوَسَةِ الشَّيْطَانِ، حَتَّى أَصْبَحَ، فَغَدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:

(1)

في (و)، و (ك) و (ص):"فامنعوني" بدون تكرار.

(2)

في (ز) و (م): "وبايع يخفف رسول الله".

(3)

في (و): "ويتناولون".

(4)

قوله: "فذكر رجزا" ساقط من (و) و (ك) و (ص).

(5)

في (ص): "غير مستقل وله".

(6)

في (ص): "الموت".

(7)

ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من دلائل النبوة للبيهقي (2/ 214) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.

ص: 213

ابْنَ أَخِي، إِنِّي وَقَعْتُ

(1)

فِي أَمْرٍ لَا أَعْرِفُ الْمَخْرَجَ مِنْهُ، وَإِقَامَةُ مِثْلِي عَلَى مَا لَا أَدْرِي مَا هُوَ أَرُشْدٌ هُوَ أَمْ غَيٌّ شَدِيدٌ، فَحَدِّثْنِي حَدِيثًا، فَقَدِ اشْتَهَيْتُ يَا ابْنَ أَخِي أَنْ تُحَدِّثَنِي، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَّرَهُ، وَوَعَظَهُ، وَخَوَّفَهُ وَبَشَّرَهُ، فَأَلْقَى اللهُ فِي نَفْسِهِ الْإِيمَانَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَشْهَدُ إِنَّكَ لَصَادِقٌ، وَشَهَادَةُ الْمُصَدِّقِ

(2)

وَالْعَارِفِ، فَأَظْهِرْ يَا ابْنَ أَخِي دِينَكَ، فَوَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي مَا [أَظَلَّتِ]

(3)

الشَّمْسُ، وَأَنِّي عَلَى دِينِي الْأَوَّلِ. قَالَ: فَكَانَ حَمْزَةُ مِمَّنْ أَعَزَّ اللهُ بِهِ الدِّينَ

(4)

.

4932 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عُمَرَ

(5)

الْحُجْوَانِيُّ

(6)

، ثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، ثَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى الْجُمَحِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: جَاءَ عَلِيٌّ وَحَمْزَةُ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدِ اغْتَسَلَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"كَيْفَ صَنَعْتُمَا؟ ". قَالَ

(7)

أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ اللهِ، سَتَرْتُهُ بِالثَّوْبِ، وَقَالَ الْآخَرُ: فَعَلْتُ

(8)

مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لَوْ فَعَلْتُمَا غَيْرَ ذَلِكَ لَسَتَرْتُكُمَا"

(9)

.

(1)

في (و) و (ص): "إني قد وقعت".

(2)

في (ص): "لصادق شهادة المصدق".

(3)

ما بين المعقوفين مكانه بياض في (و) و (ك) و (ص)، وغير واضح في (ز).

(4)

إتحاف المهرة (19/ 675 - 25498)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: وساق إسلامه من السيرة لابن إسحاق، قال حدثني رجل من أسلم فذكره معضلا".

(5)

كذا في النسخ الخطية كلها، وصوابه:"أبو عثمان" كما في مصادر ترجمته.

(6)

هو: سعيد بن سعيد بن محمد بن بشر بن حجوان الحجواني.

(7)

في (ص) والتلخيص: "فقال".

(8)

في (م) والتلخيص: "جعلت".

(9)

إتحاف المهرة (4/ 310 - 4310)، وعمر بن إسحاق القرشي لم يرو عنه غير عبد الله بن عون، ولم يخرج له الشيخان.

ص: 214

صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4933 -

حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: كَانَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يُقَاتِلُ يَوْمَ أُحُدٍ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَيَقُول: أَنَا أَسَدُ اللهِ

(1)

.

صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4934 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُيُوخِهِ قَالُوا: لَمَّا أُصِيبَ حَمْزَةُ جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَنْ أُصَابَ بِمِثْلِكَ أَبَدًا". ثُمَّ قَالَ لِفَاطِمَةَ وَلِعَمَّتِهِ صَفِيَّةَ رضي الله عنهما: "أَبْشِرَا، أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ حَمْزَةَ مَكْتُوبٌ فِي أَهْلِ السَّمَاوَاتِ: حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَسَدُ اللهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم"

(2)

.

4935 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "نَادِ حَمْزَةَ". فَكَانَ أَقْرَبَهُمْ إِلَى الْمُشْرِكِينَ مِنْ صَاحِبِ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ، وَمَاذَا يَقُولُ لَهُمْ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ يَأْمُرُ بِخَيْرٍ، فَعَسَى يَكُونُ

(3)

صَاحِبَ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ". فَقَالَ لِي حَمْزَةُ: هُوَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَهُوَ يَنْهَى عَنِ الْقِتَالِ،

(1)

إتحاف المهرة (5/ 111 - 5022).

(2)

إتحاف المهرة (19/ 676 - 25499).

(3)

في (ص) و (و) و (ك): "أن يكون".

ص: 215

وَهُوَ يَقُولُ: يَا قَوْمِ، إِنِّي أَرَى قَوْمًا لَا تَصِلُونَ إِلَيْهِمْ وَفِيكُمْ خَيْرٌ، يَا قَوْمِ، اعْصِبُوهَا الْيَوْمَ بِي، وَقُولُوا: جَبُنَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي لَسْتُ بِأَجْبَنِكُمْ، فَسَمِعَ بِذَلِكَ أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ: أَنْتَ تَقُولَ هَذَا، لَوْ غَيْرُكَ قَالَ، قَدْ

(1)

مُلِئْتَ رُعْبًا، فَقَالَ: إِيَّايَ تَعْنِي يَا مُصَفِّرَ اسْتِهِ، قَالَ: فَبَرَزَ عُتْبَةُ، وَأَخُوهُ شَيْبَةَ وَابْنُهُ الْوَلِيدُ، فَقَالُوا

(2)

: مَنْ يُبَارِزُ؟ فَخَرَجَ فِتْيَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ شَبَبَةٌ، فَقَالَ عُتْبَةُ: لَا نُرِيدُ هَؤُلَاءِ، وَلَكِنْ يُبَارِزُنَا مِنْ أَعْمَامِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"قُمْ يَا حَمْزَةُ، قُمْ يَا عُبَيْدَةُ، قُمْ يَا عَلِيُّ"، فَبَرَزَ حَمْزَةُ لِعُتْبَةَ، وَعُبَيْدَةُ لِشَيْبَةَ، وَعَلِيٌّ لِلْوَلِيدِ، فَقَتَلَ حَمْزَةُ عُتْبَةَ، وَقتَلَ عَلِيٌّ الْوَلِيدَ، وَقَتَلَ عُبَيْدَةُ شَيْبَةَ، وَضَرَبَ شَيْبَةُ رِجْلَ عُبَيْدَةَ فَقَطَعَهَا، فَاسْتَنْقَذَهُ حَمْزَةُ وَعَلِيٌّ حَتَّى تُوُفِّيَ بِالصَّفْرَاءِ

(3)

.

صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(4)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4936 -

أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، فَسَمِعَ نِسَاءَ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ يَبْكِيْنَ عَلَى هَلْكَاهُنَّ، فَقَالَ:"لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ". فَجِئْنَ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ، فَبَكَيْنَ عَلَى حَمْزَةَ عِنْدَهُ، وَرَقَدَ

(5)

فَاسْتَيْقَظَ

(6)

وَهُنَّ يَبْكِينَ، فَقَالَ: "يَا وَيْلَهُنَّ، إِنَّهُنَّ لَهَهُنَا

(1)

في (ص): "قلنا قد".

(2)

في (ص): "وقالوا".

(3)

إتحاف المهرة (11/ 329 - 14128).

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: لم يخرجا لحارثة، وقد وهاه ابن المديني".

(5)

في (ك) و (ص) و (و): "فرقد".

(6)

في (ك): "واستيقظ".

ص: 216

حَتَّى الْآنَ، مُرُوهُنَّ فَلْيَرْجِعْنَ، وَلَا يَبْكِينَ عَلَى هَالِكٍ بَعْدَ الْيَوْمِ"

(1)

.

صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4937 -

حدثني أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا أَحْمَدُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بِسْطَامٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْن اللَّيْثِ

(2)

، قَالَا: ثَنَا رَافِعُ بْنُ أَشْرَسَ الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا حُفَيْدٌ الصَّفَّارُ

(3)

، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ

(4)

، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَجُلٌ قَامَ إلَى إِمَامٍ جَائِرٍ، فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقَتَلَهُ"

(5)

.

صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(6)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4938 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ دَنُوقَا

(7)

، ثَنَا مُعَلَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قُتِلَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمُّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جُنُبًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"غَسَّلَتْهُ الْمَلَائِكَةُ"

(8)

.

(1)

إتحاف المهرة (9/ 11 - 10266)، وقد تقدم (1421) من حديث أسامة بن زيد الليثي أيضًا فقال عن الزهري عن أنس به، وأسامة أخرج له الشيخان استشهادا.

(2)

هو: محمد بن الليث بن حفص بن مرزوق، أبو عبد الله المروزي.

(3)

كذا، ولم نجد له ترجمة، وقال الذهبي، لا يدرى من هو.

(4)

هو: إبراهيم بن ميمون، أبو إسحاق المروزي الصائغ، من رجال التهذيب.

(5)

إتحاف المهرة (3/ 264 - 2973).

(6)

قال الذهبي في التلخيص: "الصفار لا يدرى من هو".

(7)

في (ك): "ديوفا" مصحف، فهو: إبراهيم بن عبد الرحيم بن عمر، يعرف بابن دنوقا.

(8)

إتحاف المهرة (8/ 75 - 8902).

ص: 217

صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(1)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4939 -

أخبرنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ اللَّهَبِيُّ

(2)

، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَغَرِّ

(3)

، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

(4)

، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ بَيْتَ

(5)

حَمْزَةَ فَتَبِعْتُهُ

(6)

، حَتَّى وَقَفَ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ:"السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، أَثَمَّ أَبُو عُمَارَةَ؟ ". قَالَ: فَقَالَتْ:

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: معلى هالك"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: بل معلى ضعيف جدًّا".

(2)

في (و) و (ك) و (ص) والإتحاف: "الليثي"، والمثبت من (ز) و (م) والتلخيص، "وأحمد بن عبد الله" كذا ورد في النسخ كلها والتلخيص والإتحاف، وهو تصحيف، وليس في الرواة أحمد بن عبد الله اللهبي، إنما هو: أحمد بن حسين اللهبي، كذا رواه الحسن بن سفيان في مسنده عنه، ونقله عنه الزبيدي في إتحاف السادة المتقين (10/ 505)، وهو: أحمد بن الحسين بن جعفر، أبو الفضل اللهبي المدني.

(3)

كذا في النسخ الخطية كلها والتلخيص والإتحاف: "عبد الرحمن الأغر"!، والصواب:"الأعرج" فهو ابن هرمز، كما عند الطبري في التفسير (24/ 689)، والبزار (4/ 117)، والطبراني في الكبير (3/ 166)، وأبو نعيم في المعرفة (2/ 679) والحسن بن سفيان، وغيرهم من طرق عن الدراوردي.

(4)

كذا في النسخ الخطية كلها، والتلخيص، والإتحاف: وقد رواه والطبراني في الكبير وعنه أبو نعيم في المعرفة، والطبري في التفسير عن عبد الرحمن الأعرج عن أسامة بن زيد بلا واسطة، ورواه البزار في مسنده، والحسن بن سفيان في مسنده، وبقي بن مخلد في الحوض والكوثر (ص 103)، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (ص 263)، فجعلوا بينهما: المسور بن مخرمة، لا أبا سلمة كما هاهنا، والله أعلم.

(5)

في (م): "بنت".

(6)

في (م): "قبيصة".

ص: 218

لَا وَاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، خَرَجَ عَامِدًا نَحْوَكَ، فَأَظُنُّهُ أَخْطَأَكَ فِي بَعْضِ أَزِقَّةِ بَنِي النَّجَّارِ، أَفَلَا تَدْخُلُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ:"فَهَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟ ". قَالَتْ: نَعَمْ، فَذَخَلَ فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ [صَحْنًا فِيهِ دَسٌ]

(1)

، فَقَالَتْ: كُلْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، هَنِيئًا لَكَ وَمَرِيئًا، فَقَدْ جِئْتَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ

(2)

آتِيَكَ وَأُهْنِيَكَ وَأُمْرِيَكَ، أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَارَةَ أَنَّكَ أُعْطِيتَ نَهَرًا فِي الْجَنَّةِ يُدْعَى الْكَوْثَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"وَآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ، وَأَحَبُّ وَارِدِهِ عَلَيَّ قَوْمُكِ"

(3)

.

صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(4)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4940 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ

(5)

، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِحَمْزَةَ يَوْمَ أُحُدٍ وَقَدْ جُدِعَ وَمُثِّلَ بِهِ، وَقَالَ: "لَوْلَا أَنَّ صَفِيَّةَ تَجِدُ

(6)

لَتَرَكْتُهُ حَتَّى يَحْشُرَهُ اللهُ مِنْ بُطُونِ الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ". فَكَفَّنَهُ فِي نَمِرَةٍ

(7)

.

(1)

هذه قرائتنا لما وقع في النسخة (ز) وهي غير واضحة، وفي (م):"فقربت إليه صعنا فيه دسن"، ولعل المراد:"دسم"، وفي سائر النسخ:"فقربت إليه صعنا"، وفي التلخيص:"فقربت إليه شيئا"، وفي مصادر التخريج:"فقدمت إليه حيسا".

(2)

لفظة: "أن" ساقطة من (و)، و (ك).

(3)

إتحاف المهرة (1/ 318 - 194).

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: أين الصحة وحرام فيه"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: حرام بن عثمان ضعيف جدًّا"، مع اضطرابه فيه.

(5)

في (ص): "الصنعاني".

(6)

في (و): "تحزن" وأشار الناسخ في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى: "تجد".

(7)

إتحاف المهرة (2/ 320 - 1791)، وقد تقدم في الجنائز (1365).

ص: 219

صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ

(1)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4941 -

حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ

(2)

، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ، فَقَالُوا: مَا نُسَمِّيهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ

(3)

صلى الله عليه وسلم: "بِأَحَبِّ الْأَسْمَاءِ إِلَيَّ؛ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ"

(4)

.

صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(5)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4942 -

حدثناه عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ ابْنِ الْخرَسَانِيِّ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَلْمَانَ الْمَازِنِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ رَجُلًا بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ: جَاءَ جَدِّي بِأَبِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: هَذَا وَلَدِي، فَمَا أُسَمِّيهِ؟ قَالَ:"سَمِّهِ بِأَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ؛ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ"

(6)

.

(1)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: حكى الترمذي في العلل - (ص 145) - أنه سأل البخاري عنه، فقال: هو خطأ غلط فيه أسامة، والمحفوظ حديث الليث، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن جابر. قلت: وهو مخرج في الصحيح"، وانظر سنن الترمذي (2/ 499).

(2)

هو: عبد الله بن صالح بن عبد الله بن الضحاك، أبو محمد البغدادي، يعرف بالبخاري.

(3)

في (ك): "رسول الله".

(4)

إتحاف المهرة (3/ 298 - 3049).

(5)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: يعقوب ضعيف"، وزاد ابن الملقن في كتابه مختصر استدراك الذهبي (4/ 1756) قال:"وصوابه مرسل".

(6)

إتحاف المهرة (3/ 298 - 3049).

ص: 220

قَدْ قَصَّرَ هَذَا الرَّاوِي الْمَجْهُولُ بِرِوَايَةِ الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَالْقَوْلُ فِيهِ قَوْلُ يَعْقُوبَ بْنِ حُمَيْدٍ، وَقَدْ كَانَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ يُنَاظِرُنِي أَنَّ الْبُخَارِيَّ قَدْ رَوَى عَنْهُ فِي الْجَامِعِ الصَّحِيحِ، وَكُنْتُ آبَى عَلَيْهِ

(1)

.

4943 -

أخبرني أَحْمَدُ بْن كَامِلٍ الْقَاضِي، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ، ثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ

(2)

، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ

(1)

ذكروا أن البخاري رحمه الله أخرج في الصلح وفي المغازي في باب فضل من شهد بدرا عن يعقوب عن إبراهيم بن سعد، فقل يعقوب هو: ابن حميد بن كاسب، وقيل: ابن إبراهيم الدورقي، وجزم المصنف عقب حديث رقم (3141) أنه: ابن محمد الزهري، وقيل: ابن إبراهيم ابن سعد، قال المزي:"والأول أشبه، فإنه قد روى عنه في كتاب: أفعال العباد .... ، وباقي الأقوال محتملة، إلا قول من قال يعقوب بن إبراهيم بن سعد فإنه ليس بصحيح، فإن البخاري لم يلقه فإنه مات سنة ثمان ومئتين كما ذكرنا، وأول ما كانت رحلة البخاري سنة عشر ومئتين"، واختلفت ترجيحات الحافظ وانظر الهدي (ص 241، 454) والفتح (5/ 302) و (7/ 308)، وانظر أيضًا المدخل إلى الصحيح (4/ 241)، وتقييد المهمل (3/ 1062).

(2)

كذا: "ربيعة بن كلثوم"، ولم نجد أحدا ذكر أنه يروي عن سلمة بن وهرام، أو يروي عنه عبيد الله بن عبد المجيد، وسيأتي (4989) عن أبي محمد المزني أحمد بن عبد الله بن محمد، عن الهيثم به فقال:"عن زمعة بن صالح" بدلا من ربيعة، وكذا رواه ابن عدي في الكامل (4/ 198) عن علي بن إبراهيم بن الهيثم أبي الحسن البلدي، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (ص 260) عن محمد بن إبراهيم الأنماطي، كلاهما عن محمد بن المثنى به، ورواه الطبراني في الكبير (2/ 107) و (3/ 160) من طريق الحسن بن علي الحلواني، عن عبيد الله به، فانحصر الوهم في ذكر ربيعة في المصنف أو شيخه، مع ترجيح الثاني، والعجب أن الحافظ ابن حجر في الإتحاف جمع بين رواية أحمد بن كامل، وأبي محمد المزني على قول الأول في تسمية ربيعة، ولم يتنبه إلى الفرق بينهما.

ص: 221

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "دَخَلْتُ الْجَنَّةَ الْبَارِحَةَ، فَنَظَرْتُ فِيهَا، فَإِذَا جَعْفَرٌ رضي الله عنه يَطِيرُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ، وَإِذَا حَمْزَةُ مُتَّكِئٌ عَلَى سَرِيرٍ"

(1)

.

صحِيحُ الْإِسْنَادِ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.

هَذِهِ أَحَادِيثُ تَرَكْتُهَا فِي الْإِمْلَاءِ:

4944 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةُ، ثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، فَسَمِعَ نِسَاءَ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ يَبْكِينَ عَلَى هَلْكَاهُنَّ، فَقَالَ:"لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ"

(3)

.

4945 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ رضي الله عنه فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا [مَعَ]

(4)

رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ

(5)

(6)

.

4946 -

حدثنا أَحْمَدُ بْن يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ [عَبْدِ الله] الْحَضْرَمِيُّ

(7)

، ثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي

(1)

إتحاف المهرة (7/ 609 - 8582).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: سلمة ضعفه أبو داود".

(3)

إتحاف المهرة (9/ 11 - 10266)، تقدم قريبا (4936) فانظره.

(4)

ما بين المعقوفين غير موجود بالنسخ الخطية، ولا يستقيم الكلام إلا به.

(5)

في (ص) و (ك): "أربع وخمسين سنة".

(6)

إتحاف المهرة (19/ 232 - 24705).

(7)

في النسخ الخطية كلها: "محمد بن عبد الوهاب الحضرمي" خطأ، والمثبت من =

ص: 222

حَمَّادٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ

(1)

بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا جَرَّدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَمْزَةَ بَكَى، فَلَمَّا رَأَى مِثَالَهُ شَهِقَ

(2)

.

4947 -

حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ

(3)

، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ نَظَرَ إِلَى حَمْزَةَ وَقَدْ قُتِلَ وَمُثِّلَ بِهِ، فَرَأَى مَنْظَرًا لَمْ يَرَ مَنْظَرًا قَطُّ أَوْجَعَ لِقَلْبِهِ مِنْهُ وَلَا أَوْجَلَ، فَقَالَ: "رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْكَ، قَدْ

(4)

كُنْتَ وَصُولًا لِلرَّحِمِ، فَعُولًا لِلْخَيْرَاتِ، وَلَوْلَا حُزْنُ مَنْ بَعْدِكَ عَلَيْكَ لَسَرَّنِي أَنْ أَدَعَكَ حَتَّى تَجِيءَ مِنْ أَفْوَاجٍ شَتَّى". ثُمَّ حَلَفَ وَهُوَ وَاقِفٌ مَكَانَهُ:"وَاللهِ لَأُمَثِّلَنَّ بِسَبْعِينَ مِنْهُمْ مَكَانَكَ"، فَنَزَلَ الْقُرْآنُ وَهُوَ وَاقِفٌ فِي مَكَانِهِ لَمْ يَبْرَحْ:{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ}

(5)

. حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ، وَكَفَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَمْسَكَ عَمَّا أَرَادَ

(6)

.

(7)

= الإتحاف، وسائر أسانيد المصنف، ورواه عنه الطبراني في الكبير (3/ 155)، وهو: محمد بن عبد الله بن سليمان أبو جعفر الحافظ المعروف بمطين.

(1)

في (و) و (ك) و (ص): "عبيد الله" مصحف.

(2)

إتحاف المهرة (3/ 216 - 2865)، وقد تقدم في الجهاد (2586) وسيأتي (4953) من حديث أبي إسحاق الفزاري عن أبي حماد به مطولا، وأبو حماد هو المفضل بن صدقة ضعيف.

(3)

هو: صالح بن بشير بن وادع، أبو بشر البصري القاص، ضعيف. من رجال التهذيب.

(4)

في (و) و (ص): "لقد".

(5)

(النحل: آية 126).

(6)

في (و) و (ص): "عما كان أراد".

(7)

إتحاف المهرة (15/ 166 - 19089)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: صالح واه".

ص: 223

4948 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الشَّهِيدُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا قُتِلَ حَمْزَةُ أَقْبَلَتْ صَفِيَّةُ تَطْلُبُهُ، لَا تَدْرِي مَا صَنَعَ، فَلَقِيتْ عَلِيًّا وَالزُبَيْرَ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِلزُّبَيْرِ: اذْكُرْ لِأُمِّكَ، وَقَالَ الزُّبَيْرُ لِعَلِيٍّ: لَا، اذْكُرْ أَنْتَ لِعَمَّتِكَ. قَالَتْ: مَا فَعَلَ حَمْزَةُ؟ فَأَرَيَاهَا أَنَّهُمَا لَا يَدْرِيَانِ، فَجَاءَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"إِنِّي أَخَافُ عَلَى عَقْلِهَا". فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهَا، وَدَعَا فَاسْتَرْجَعَتْ وَبَكَتْ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَامَ عَلَيْهِ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ، فَقَالَ:"لَوْلَا جَزَعُ النِّسَاءِ لَتَرَكْتُهُ حَتَّى يُحْشَرَ مِنْ حَوَاصِلِ الطَّيْرِ وبُطُونِ السِّبَاعِ". ثُمَّ أَمَرَ بِالْقَتْلَى، فَجَعَلَ يُصَلِّي عَلَيْهِمْ، فَيَضَعُ تِسْعَةً وَحَمْزَةَ رضي الله عنهم، فَيُكَبِّرُ

(1)

عَلَيْهِمْ سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ، ثُمَّ يُرْفَعُونَ وَيُتْرَكُ حَمْزَةُ، ثُمَّ يُؤْتَوْا بتِسْعَةِ فَيُكَبِّرُ عَلَيْهِمْ سَبْعَ

(2)

تَكْبِيرَاتٍ

(3)

، حَتَّى فَرَغَ مِنْهُمْ

(4)

.

4949 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، قَالَ: "رَأَيْتُ كَأَنِّي مُرْدِفٌ كَبْشًا، وَكَأَنَّ ظُبَةَ

(5)

سَيْفِي

(1)

في (ص): "ويكبر".

(2)

في (ص): "تسع".

(3)

زاد في (م) في هذا الموضع: "ثم يرفعون ويترك حمزة، ثم يؤتوا بتسعة فيكبر عليهم سبع تكبيرات".

(4)

إتحاف المهرة (8/ 84 - 8968)، وقال الذهبي في التلخيص:"سمعه أبو بكر بن عياش من يزيد، قلت: ليسا بمعتمدين"، نقول: ويزيد بن أبي زياد القرشي شيعي ضعيف.

(5)

يعني: طرفه، وفي (م) والتلخيص:"ضبة".

ص: 224

انْكَسَرَتْ، فَأَوَّلْتُ

(1)

أَنْ أَقْتُلَ كَبْشَ الْقَوْمِ، وَأَوَّلْتُ أَنَّ ظُبَةَ سَيْفِي رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي". فَقُتِلَ حَمْزَةُ، وَقتَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَلْحَةَ

(2)

، وَكَانَ صاحِبَ الْقَوْلِ

(3)

.

(4)

4950 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْن إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن عِمْرَانَ

(5)

، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُخَرِّمِيِّ

(6)

، عَنْ أَبِي عَوْنٍ مَوْلَى الْمِسْوَرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تَزَوَّجَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ هَالَةَ بِنْتَ أُهَيْبَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، فَوَلَدَتْ حَمْزَةَ وَصَفِيَّةَ

(7)

.

4951 -

أخبرني إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [بْنِ أَبِي

(1)

في (ك): "فأولته".

(2)

هو: طلحة بن أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان ابن عبد الدار، والد عثمان بن طلحة الحجبي الصحابي.

(3)

كذا في جميع النسخ، وفي التلخيص:"صاحب اللواء"، وكذا عند الطبراني في الكبير (3/ 163).

(4)

إتحاف المهرة (2/ 146 - 1428)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: هو طلحة بن أبي طلحة العبدري، كان حامل لواء المشركين فقتل".

(5)

هو: عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، متروك، من رجال التهذيب

(6)

في (و) و (ك) و (ص): "المخزومي" مصحف، فهو: عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة.

(7)

إتحاف المهرة (6/ 485 - 6865)، وأبو عون بن أبي حازم قال ابن المديني:"مديني لا نعرفه" ووثقه ابن خلفون.

ص: 225

لَبِيبَةَ]

(1)

، عَنْ جَدِّهِ

(2)

، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَمَكْتُوبٌ عِنْدَهُ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ: حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَسَدُ اللهِ، وَأَسَدُ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم"

(3)

.

4952 -

حدثنا جَعْفَرُ بْنُ الْحَارِثِ

(4)

، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صالِحٍ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ قَالَ: كَانَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يُكَنَّى أَبَا عُمَارَةَ

(5)

.

4953 -

حدثنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ إِمْلَاءً فِي الْمُحَرَّمِ، سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْقَنْطَرِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، ثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ

(6)

، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ

(1)

في النسخ الخطية كلها: "بن لبيب" بدون تاء في آخره، والمثبت من التلخيص والإتحاف، وهو: يحيى بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة وقيل ابن لبيبة، قال البخاري في ترجمة أبيه محمد (1/ 151):"ويقال ابن لبيبة، ولبيبة أمه .... قال إبراهيم بن المنذر اسم أبي لبيبة وردان"، ويحيى ينسب إلى جده كثيرا.

(2)

وكذا في المعجم الكبير للطبراني (3/ 163) ومعجم الصحابة للبغوي (2/ 4)، وغيرهم، وفي الإتحاف، ومجمع الزوائد (9/ 434):"يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، عن أبيه، عن جده".

(3)

إتحاف المهرة (19/ 661 - 25489)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: يحيى واه".

(4)

هو: جعفر بن محمد بن الحارث، أبو محمد المراغي، يروي عن جعفر بن محمد بن الحسن، أبو بكر الفريابي قاضي الدينور.

(5)

إتحاف المهرة (19/ 473 - 25227).

(6)

هو: محبوب بن موسى الأنطاكي، يروي عن إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء، أبو إسحاق الفزاري.

ص: 226

الْفَزَارِيُّ، عَنْ أَبِي حَمَّادٍ الْحَنَفِيِّ

(1)

، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: فَقَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ حَمْزَةَ حِينَ فَاءَ النَّاسُ مِنَ الْقِتَالِ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: رَأَيْتُهُ عِنْدَ تِلْكَ الشَّجَرَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا أَسَدُ اللهِ، وَأَسَدُ رَسُولِهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤلَاءِ - لِأَبِي سُفْيَانَ وَأَصْحَابِهِ - وَأَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ وَمِنِ انْهِزَامِهِمْ، فَسَارِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ، فَلَمَّا رَأَى جَبْهَتَهُ بَكَى، وَلَمَّا رَأَى مَا مُثِّلَ بِهِ شَهِقَ، ثُمَّ قَالَ:"أَلَا كُفِّنَ؟ "، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَرَمَى بِثَوْبٍ، قَالَ جَابِرٌ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "سَيَّدُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَمْزَةُ"

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4954 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ

(3)

، أَنَا

(4)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ثَنَا كَثِيرٌ النَّوَّاءُ

(5)

، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ نَجَبَةَ، عَنْ عَلِيِّ

(6)

بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

(1)

هو: مفضل بن صدقة الكوفي.

(2)

إتحاف المهرة (3/ 216 - 2865)، وقد تقدم برقم (2586) و (4946) فراجعه.

(3)

في (م): "المصري"، وفي (ز): غير واضحة، وهو إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز، أبو مسلم البصري الكجي.

(4)

في (ص): "ثنا".

(5)

يعني: أبا إسماعيل التيمي الكوفي، يقال كثير بن إسماعيل، ويقال: ابن نافع، شيعي ضعيف، من رجال التهذيب.

(6)

وكذا رواه عبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة (2/ 789) عن الرمادي به، لكن أخرجه الترمذي (6/ 334) عن ابن أبي عمر محمد بن يحيى العدني عن سفيان فقال عن كثير عن أبي إدريس يعني المرهبي الكوفي الهمداني، عن المسيب به، وقال: =

ص: 227

قَالَ: "كُلُّ نَبِيٍّ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ، وَأُعْطِيتُ بِضْعَةَ عَشَرَ". فَقِيلَ لِعَلِيٍّ: مَنْ هُمْ؟ فَقَالَ: أَنَا وَحَمْزَةُ وَابْنَايَ، ثُمَّ ذَكَرَهُمْ

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

* * *

= "حسن غريب من هذا الوجه وقد روي عن علي موقوفا"، ورُوي عن كثير النواء وسالم بن أبي حفصة عن عبد الله بن مُليل عن علي، وقال الدارقطني في العلل (3/ 262):"والمحفوظ حديث عبد الله بن مليل".

(1)

إتحاف المهرة (11/ 627 - 14761).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: بل كثير واه، وابن بشار صاحب عجائب عن ابن عيينة".

ص: 228

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشِ بْنِ رِئَابِ بْنِ يَعْمَرَ حَلِيفِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ، رضي الله عنه

-

قَتَلَهُ أَبُو الْحَكَمِ بْنُ الْأَخْنَسِ بْنِ شُرَيْقٍ الثَّقَفِيُّ، وَهُوَ ابْنُ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً يَوْمَ أُحُدٍ.

4955 -

حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ

(1)

بْنُ دَاوُدَ الزَّاهِدُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ

(2)

، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَحْشٍ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ أَنْ أَلْقَى الْعَدُوَّ غَدًا فَيقْتُلُونِي، ثُمَّ يَبْقُرُوا بَطْنِي، وَيَجْدَعُوا أَنْفِي وَأُذُنِي، ثُمَّ تَسْأَلُنِي بِمَا ذَاكَ؟ فَأَقُولُ: فِيكَ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَبَرَّ اللهُ آخِرَ قَسَمِهِ كَمَا أَبَرَّ أَوَّلَهُ

(3)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، لَوْلَا إِرْسَالٌ فِيهِ

(4)

.

4956 -

حدثنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ،

(1)

في (و): "أبو بكر بن محمد" خطأ، فهر: محمد بن داود بن سليمان النيسابوري.

(2)

في (و) و (ك) و (ص): "سعد" مصحف، وهو الأنصاري.

(3)

إتحاف المهرة (6/ 546 - 6965).

(4)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: فيه انقطاع، لكن له طريق أخرى موصولة، أخرجها الحاكم في الجهاد"، يشير إلى (2437) من حديث يزيد بن قسيط عن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه.

ص: 229

عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: أَوَّلُ رَايَةٍ عُقِدَ

(1)

فِي الْإِسْلَامِ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

* * *

(1)

كذا، وهو جائز في اللغة.

(2)

لم نجده في الإتحاف.

ص: 230

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ مُصْعَبِ الْخَيْرِ، وَهُوَ ابْنُ عُمَيْرِ بْنِ هَاشِمٍ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ رضي الله عنه

-.

4957 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَهْمٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدَرِيِّ

(1)

، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ فَتَى مَكَّةَ شَبَابًا وَجَمَالًا، وَكَانَ أَبَوَاهُ يُحِبَّانِهِ، وَكَانتْ أُمُّهُ تَكْسُوهُ أَحْسَنَ مَا يَكونُ مِنَ الثِّيَابِ وَأَرَقَّهُ، وَكَانَ أَعْطَرَ أَهْلِ مَكَّةَ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُهُ، وَيَقُولُ:"مَا رَأَيْتُ بِمَكَّةَ أَحْسَنَ لِمَّةً، وَلَا أَرَقَّ حُلَّةً، وَلَا أَنْعَمَ نِعْمَةً مِنْ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ"

(2)

.

4958 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الشَّهِيدُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ، ثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ قَطَنِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ مَرَّ عَلَى مُصْعَبٍ

(3)

الْأَنْصَارِيِّ مَقْتُولًا عَلَى طَرِيقِهِ، فَقَرَأَ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا

(1)

في (و) و (ص) و (ك) و (م): "العبدي"، والمثبت من (ز) والتلخيص، وهو: إبراهيم بن محمد بن ثابت بن شرحبيل، من بني عبد الدار بن قصي العبدري.

(2)

إتحاف المهرة (19/ 511 - 25310).

(3)

في (ص) و (ك) و (و): "مصعب بن عمير".

ص: 231

اللَّهَ عَلَيْهِ}

(1)

الْآيَةَ

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

* * *

(1)

(الأحزاب: آية 23).

(2)

إتحاف المهرة (14/ 168 - 17576).

ص: 232

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرٍو الْخَزْرَجِيِّ الْعَقَبِيِّ.

أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، وَكَان كَاتِبًا، شَهِدَ بَدْرًا، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ رضي الله عنه

4959 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ

(1)

، ثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الطَّوِيلُ

(2)

، ثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ

(3)

، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ لِطَلَبِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَقَالَ لِي:"إِنْ رَأَيْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: يَقولُ لَكَ رَسُولُ اللهِ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ "، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَطُوفُ بَيْنَ

(4)

الْقَتْلَى، فَأَصَبْتُهُ وَهُوَ فِي آخِرِ رَمَقٍ، وَبِهِ سَبْعُونَ ضَرْبَةً مَا بَيْنَ طَعْنَةٍ بِرُمْحٍ وَضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ وَرَمْيَةٍ بِسَهْمٍ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا

(5)

سَعْدُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ لَكَ:"خَبِّرْنِي كَيْفَ تَجِدُكَ؟ "، قَالَ: عَلَى رَسُولِ اللهِ السَّلَامُ، وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، قُلْ لَهُ: يَا

(1)

هو: محمد بن يونس بن موسى أبو العباس الكديمي البصري، متروك، فإنه هو الذي يروي عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه النيسابوري.

(2)

كذا في النسخ كلها، ودلائل النبوة (3/ 248) عن المصنف:"عبد الرحمن بن عبد الله"، وفي الإتحاف:"عبد الله بن عبد الرحمن" ولم نجد له ترجمة.

(3)

في (ز) و (م): "أبو حاتم"، ولعل أبا حازم هذا هو الأعرج، ولم نجد أحدا ذكر أن بكير بن عبد الله يروي عن أبي حازم أو أن أبا حازم يروي عن خارجة، والسند إليه تالف، والله أعلم.

(4)

كذا في (ز) و (م) ودلائل النبوة: "أطوف بين القتلى" وفي (ك): "أطوف في"، وفي (و) و (ص):"أطوف على".

(5)

قوله: "يا" ساقط من (ك) و (ص).

ص: 233

رَسُولَ اللهِ، أَجِدُنِي أَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ، وَقُلْ لِقَوْمِي الْأَنْصَارِ: لَا عُذْرَ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ إِنْ خُلِصَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَفِيكُمْ شُفْرٌ يَطْرِفُ

(1)

. قَالَ: وَفَاضَتْ عَيْنُهُ رحمه الله

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4960 -

أخبرناه الْحَسَنُ بْنُ [حَلِيمٍ]

(3)

الْمَرْوَزِيُّ، أَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أَنَا عَبْدَانُ، أَنَا عَبْدُ اللهِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْن إِسْحَاقَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ يَنْظُرُ لِي مَا فَعَلَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ؟ ". فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوٍ مِنْهُ، وَقَالَ: فَقَالَ سَعْدٌ: أَخْبِرْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي فِي الْأَمْوَاتِ، وَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: يَقُولُ سَعْدٌ: جَزَاكَ اللهُ عَنَّا وَعَنْ جَمِيعِ الْأُمَّةِ خَيْرًا

(4)

.

* * *

(1)

في (و) و (ك) و (ص) والتلخيص: "عين تطرف"، وقال ابن الأثير في النهاية (2/ 484):"الشفر بالضم، وقد يفتح: حرف جفن العين الذي ينبت عليه الشعر".

(2)

إتحاف المهرة (4/ 612 - 4743).

(3)

في النسخ الخطية كلها: "حكيم"، والمثبت من الإتحاف، وسائر أسانيد المصنف.

(4)

إتحاف المهرة (4/ 612 - 4743)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: مرسل".

ص: 234

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ الْيَمَانِ بْنِ حِسْلٍ أَبِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَهُوَ مِمَّنْ شَهِدَ أُحُدًا رضي الله عنه

-

4961 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: مَا مَنَعَنَا أَنْ نَشْهَدَ بَدْرًا إِلَّا أَنِّي وَأَبِي أَقْبَلْنَا نُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَتْنَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ، فَقَالُوا: إِنَّكُمْ تُرِيدُونَ مُحَمَّدًا، فَقُلْنَا: مَا نُرِيدُ، إِنَّمَا نُرِيدُ الْمَدِينَةَ، فَأَخَذُوا عَلَيْنَا عَهْدَ اللهِ وَمِيثَاقَهُ لَتَصِيرُونَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَلَا تُقَاتِلُوا مَعَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا جَاوَزْنَاهُمْ أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْنَا لَهُ مَا قَالُوا وَمَا قُلْنَا لَهُمْ، فَمَا تَرَى؟ قَالَ

(1)

: "نَسْتَعِينُ اللهَ عَلَيْهِمْ، وَنَفِي بِعَهْدِهِمْ"، فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَذَاكَ الَّذِي مَنَعَنَا أَنْ نَشْهَدَ بَدْرًا

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(3)

.

4962 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أُحُدٍ وَقَعَ الْيَمَانُ بْنُ

(1)

في (ز) و (م): "قلت"، وفي التلخيص:"فقال".

(2)

إتحاف المهرة (4/ 263 - 4235).

(3)

بل أخرجه مسلم في الجهاد (5/ 176) من حديث أبي أسامة عن الوليد به.

ص: 235

حِسْلِ بْنِ جَابِرِ أَبُ حُذَيْفَةَ، وَثَابِتُ بْن وَقْشِ بْنِ [زَعُورَاءَ]

(1)

فِي الْآطَامِ مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ - وَهُمَا شَيْخَانِ كَبِيرَانِ -: لَا أَبَا لَكَ، مَا نَنْتَظِرُ، فَوَاللهِ مَا بَقِيَ لِوَاحِدٍ مِنَّا مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا ظِمْءِ [حِمَارٍ]

(2)

، إِنَّمَا نَحْنُ هَامَةُ الْيَوْمِ

(3)

، أَلَا نَأْخُذُ أَسْيَافَنَا، ثُمَّ نَلْحَق بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَا فِي الْمُسْلِمِينَ وَلَا يَعْلَمُونَ بِهِمَا، فَأَمَّا ثَابِتُ بْن وَقْشٍ، فَقَتَلَهُ الْمُشْرِكُونَ، وَأَمَّا أَبُو حُذَيْفَةَ فَاخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ أَسْيَافُ الْمُسْلِمِينَ، فَقَتَلُوهُ وَلَا يَعْرِفُوهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَبِي أَبِي، فَقَالُوا: وَاللهِ إِنْ عَرَفْنَاهُ، وَصُدِّقوا، فَقَالَ حُديْفَةُ:{يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}

(4)

، فَأَرَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَدِيَهُ، فَتَصَدَّقَ بِهِ حُذَيْفَةُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَزَادَهُ ذَلِكَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(5)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

* * *

(1)

في النسخ الخطية كلها: "عوراء"، والمثبت من مصادر ترجمته، ومصادر تخريج الحديث.

(2)

ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من التلخيص، قال ابن الأثير في النهاية (3/ 162):"والظمء بالكسر: ما بين الوردين، وهو حبس الإبل عن الماء إلى غاية الورد، والجمع: الأظماء، وفي حديث بعضهم: "حين لم يبق من عمري إلا ظمء حمار"، أي شيء يسير، وإنما خص الحمار لأنه أقل الدواب صبرا عن الماء".

(3)

كذا في (ص) والتلخيص، وفي سائر النسخ:"هامة القوم"، وقال الزبيدي في تاج العروس (34/ 133):"وهو هامة اليوم أو غد، أي: مشف على الموت".

(4)

(يوسف: آية 92).

(5)

إتحاف المهرة (13/ 153 - 16526).

ص: 236

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ

يُكَنَّى أَبَا جَابِرٍ، وَهُوَ أَبُ جَابِرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ السَّلَمِيُّ الأَنْصَارِيُّ، وَأَحَدُ النُّقَبَاءِ مِمَّنْ بَايَعَ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، وَأَوَّلُ قَتِيلٍ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، قَتَلَهُ سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ شَمْسٍ أَبُو الْأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ، وَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ الْهَزِيمَةِ رضي الله عنه

(1)

.

4963 -

حدثني بِجَمِيعِ مَا ذَكَرْتُهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُيُوخِهِ.

4964 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْن يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: اصْطَبَحَ وَاللهِ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ الْخَمْرَ، ثُمَّ غَدَا فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأُحُدٍ شَهِيدًا

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(3)

.

(1)

إتحاف المهرة (19/ 676 - 25500).

(2)

إتحاف المهرة (3/ 590 - 3811).

(3)

أصله في صحيح البخاري؛ في الجهاد (4/ 21) والمغازي (5/ 95) والتفسير (6/ 53) من طرق عن ابن عيينة عن ابن دينار عن جابر اصطبح ناس الخمر يوم أحد ثم قتلوا شهداء.

ص: 237

4965 -

حدثني أَبُو بَكْرِ مُحَمَّدُ

(1)

بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ

(2)

، ثَنَا فَيْضُ بْنُ وَثِيقٍ، ثَنَا أَبُو عُمَارَةَ

(3)

الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِجَابِرٍ: "يَا جَابِرُ، أَلَا أُبَشِّرُكَ؟ "، قَالَ: بَلَى، بَشِّرْنِي بَشَّرَكَ اللهُ

(4)

بالْخَيْرِ، قَالَ:"شَعُرْتُ أَنَّ اللهَ عز وجل أَحْيَا أَبَاكَ فَأَقْعَدَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: تَمَنَّ عَلَيَّ عَبْدِي، مَا شِئْتَ أُعْطِيكَهُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، مَا عَبَدْتُكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ، أَتَمَنَّى أَنْ تَرُدَّنِي إِلَى الدُّنْيَا، فَأُقْتَلَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَرَّةً أُخْرَى، فَقَالَ: سَبَقَ مِنِّي أَنَّكَ إِلَيْهَا لَا تَرْجِعُ"

(5)

.

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ

(6)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4966 -

أخبرني أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرُويَهْ الصَّفَّارُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، ثَنَا أَبُو هِلَالٍ

(7)

، ثَنَا سَعِيدٌ

(1)

في (ز) و (م) و (ك): "أبو بكر بن محمد" خطأ.

(2)

في (و): "الخراز" مصحف، وهو: أحمد بن علي بن الفضيل أبو جعفر المقرئ.

(3)

كذا في النسخ الخطية كلها والتلخيص والإتحاف "أبو عمارة"، وهو تصحيف، فقد رواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 298) عن المصنف من طريق محمد بن إسحاق الصاغاني عن فيض فقال:"ثنا أبو عبادة"، وكذا رواه ابن أبي الدنيا في المتمنين (ص 20) وأحمد بن يحيى الحلواني عند أبي نعيم في معرفة الصحابة (3/ 1719) وحلية الأولياء (2/ 4) عن فيض به، وهو: أبو عبادة عيسى بن عبد الرحمن بن فروة، وقيل بن سبرة الأنصاري الزرقي، متروك. من رجال التهذيب.

(4)

لفظ الجلالة غير موجود في (ز) و (م).

(5)

إتحاف المهرة (17/ 264 - 22230).

(6)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: فيض كذاب"، كذبه ابن معين، ووثقه ابن حبان، وروى عنه أبو حاتم وأبو زرعة ولم يجرحاه.

(7)

هو: محمد بن سليم الراسبي البصري، ليس بالقوي ولم يحتج به الشيخان.

ص: 238

- يُكَنَّى

(1)

أَبَا [مَسْلَمَةَ]

(2)

- عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: يَا بُنَيَّ، لَا أَدْرِي لِعَلِّي أَنْ أَكُونَ

(3)

فِي أَوَّلِ مِنْ يُصَابُ غَدًا، وَذَاكَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَأُوصِيكَ بِبُنَيَّاتِ عَبْدِ اللهِ خَيْرًا، فَالْتَقَوْا فَأُصِيبَ ذَلِكَ الْيَوْمَ

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4967 -

أخبرنا أَبُو بَكْرِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ

(5)

، ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا بِشْرُ بْن الْمُفَضَّلِ، ثَنَا أَبُو مَسْلَمَةَ

(6)

، ثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا حَضَرَ قِتَالُ أُحُدٍ دَعَانِي أَبِي مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: إِنِّي

(7)

لَا أُرَانِي إِلَّا مَقْتُولًا فِي أَوَّلِ مَنْ يُقْتَلُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنِّي وَاللهِ مَا أَدَعُ أَحَدًا - يَعْنِي

(8)

- أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْكَ بَعْدَ نَفْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّ عَلَيَّ دَيْنًا فَاقْضِ عَنِّي دَيْنِي، وَاسْتَوْصِ بِأَخَوَاتِكَ خَيْرًا، قَالَ: فَأَصْبَحْنَا، فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ، فَدَفَنْتُهُ مَعَ آخَرَ فِي قَبْرٍ، ثُمَّ لَمْ تَطِبْ نَفْسِي أَنْ أَتْرُكَهُ مَعَ آخَرَ فِي قَبْرٍ، فَاسْتَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَإِذَا هُوَ كَيَوْمِ وَضَعْتُهُ غَيْرَ أُذُنِهِ

(9)

.

(1)

في (و) و (ص): "سعيد بن بكير".

(2)

في النسخ الخطية كلها: "سلمة"، والمثبت من التلخيص والإتحاف وهو: سعيد بن يزيد بن مسلمة الأزدي، أبو مسلمة البصري.

(3)

في (و): "لعلي أكون".

(4)

إتحاف المهرة (3/ 577 - 3784).

(5)

هو: أحمد بن إسحاق بن أيوب، أبو بكر النيسابوري الشافعي الفقيه.

(6)

في (و): "أبو سلمة" مصحف، وهو سعيد بن يزيد البصري.

(7)

قوله: "إني" غير موجود في (و).

(8)

قوله: "يعني" مكانه بياض في (و)، و (ك) و (ص).

(9)

إتحاف المهرة (3/ 577 - 3784).

ص: 239

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ

(1)

، وَبَيَانُهُ مَا:

4968 -

أخبرنيه عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْإِمَامُ، أَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ وَعَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخُزَاعِيُّ، قَالَا: ثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ يُحَدِّثُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يُكَلِّمُ أَحَدًا إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَأَنَّهُ كَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحًا، فَقَالَ: تَمَنَّ عَلَيَّ". وَذَكَرَ الْحَدِيثَ

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4969 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أحْمَدَ الْأصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَهْمٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُيُوخِهِ قَالُوا: وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ قَبْلَ أُحُدٍ كَأَنِّي رَأَيْتُ مُبَشِّرَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ يَقُولُ لِي: أَنْتَ قَادِمٌ عَلَيْنَا فِي الْأَيَّامِ، فَقُلْتُ: وَأَيْنَ أَنْتَ؟ قَالَ: فِي الْجَنَّةِ نَسْرَحُ فِيهَا كَيْفَ نَشَاءُ، قُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تُقْتَلْ يَوْمَ بَدْرٍ؟ قَالَ: بَلَى، ثُمَّ أُحْيِيتُ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"هَذِهِ الشَّهَادَةُ يَا أَبَا جَابِرٍ"

(3)

.

* * *

(1)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: رواه البخاري: عن مسدد عن بشر بن المفضل عن حسين عن عطاء عن جابر، فلعل لبشر فيه إسنادين". في الجنائز (2/ 93).

(2)

إتحاف المهرة (3/ 156 - 2728).

(3)

إتحاف المهرة (9/ 433 - 11622).

ص: 240

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ حَنْظَلَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَكُنْيَةُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَامِرِ ابْنُ عَبْدِ عَمْرٍو

(1)

الْأَنْصَارِيُّ الَّذِي غَسَّلَتْهُ الْمَلَائِكَةُ رضي الله عنه

-

4970 -

حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى بْنِ مَسْلَمَةَ

(2)

بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرِ بْنِ عَبْدِ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ حَنْظَلَةَ بْنَ أَبِي عَامِرٍ تَزَوَّجَ، فَدَخَلَ بِأَهْلِهِ اللَّيْلَةَ الَّتِي كَانَتْ صَبِيحَتُهَا يَوْمَ أُحُدٍ، فَلَمَّا صَلَّى الصُّبْحَ لَزِمَتْهُ جَمِيلَةُ، فَعَادَ فَكَانَ مَعَهَا فَأَجْنَبَ مِنْهَا، ثُمَّ إِنَّهُ لَحِقَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(3)

.

4971 -

فأخبرني أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

(1)

كذا سماه المصنف: "حنظلة بن عبد الله أبي عامر بن عبد عمرو" ولعله اعتمد على الرواية الآتية والتي فيها: "حنظلة بن أبي عامر بن عبد عمرو"، وإسنادها تالف، وسماه ابن سعد (4/ 290):"حنظلة بن أبي عامر واسمه عبد عمرو، وهو الراهب" ونحوه قال ابن حجر في الإصابة (2/ 645): "حنظلة بن أبي عامر بن صيفي .... وكان أبوه في الجاهلية يعرف بالراهب واسمه عمرو، ويقال: عبد عمرو".

(2)

في (و): "سلمة"، وقد اختلف في اسمه كما في تاريخ بغداد (6/ 538)، وإسحاق وهاه ابن حبان وعاب المصنف على شيخه ابن الأخرم أن أخرج له في المستخرج على الصحيح - ثم أخرج هو له هنا!، وأبوه إسحاق بن إبراهيم وجده إبراهيم بن عيسى لم نجد لهما ترجمة.

(3)

إتحاف المهرة (19/ 525 - 25323)، وقال الذهبي في التلخيص:"روي بإسناد مظلم".

ص: 241

إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عِنْدَ قَتْلِ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ بَعْدَ أَنِ الْتَقَى هُوَ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ، ثُمَّ عَلَاهُ شَدَّادُ بْنُ الْأَسْوَدِ بِالسَّيْفِ فَقَتَلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ صَاحِبَكُمْ تُغَسِّلُهُ الْمَلَائِكَةُ"، فَسَأَلُوا صَاحِبَتَهُ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ خَرَجَ لَمَّا سَمِعَ الْهَائِعَةَ وَهُوَ جُنُبٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لِذَلِكَ غَسَّلَتْهُ الْمَلَائِكَةُ"

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4972 -

أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْقَاسِمُ

(2)

بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَلِيٍّ الْغَزَّالُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه لَمَّا فَرَضَ لِلنَّاسِ فَرَضَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْظَلَةَ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ، فَأَتَاه حَنْظَلَةُ

(3)

بِابْنِ أَخٍ لَهُ، فَفَرَضَ لَهُ دُونَ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَضَّلْتَ هَذَا الْأَنْصَارِيَّ عَلَى ابْنِ أَخِي؟ فَقَالَ: نَعَمْ، لِأَنِّي رَأَيْتُ أَبَاهُ يَوْمَ أُحُدٍ يَسْتَنُّ بِسَيْفِهِ كَمَا يَسْتَنُّ الْجَمَلُ

(4)

.

(1)

إتحاف المهرة (4/ 548 - 4632).

(2)

قوله: "القاسم" ساقط من (ص).

(3)

كذا!، وفي الجهاد لابن المبارك:"طلحة" يعني بن عبيد الله القرشي التيمي، وابن أخيه أظنه عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله.

(4)

إتحاف المهرة (12/ 150 - 15281).

ص: 242

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرامِ بْنِ كَعْبٍ الْخَزْرَجِيِّ

4973 -

وكان سَيِّدَ قَبِيلَتِهِ

(1)

، وَكَانَ أَعْرَجَ، فَقُتِلَ هُوَ وَابْنُهُ خَلَّادُ بْنُ عَمْرٍو يَوْمَ أُحُدٍ، حَمَلَا جَمِيعًا عَلَى الْمُشْرِكِينَ، وَانْكَشَفَ الْمُشْرِكُونَ، فَقُتِلَا جَمِيعًا وَمَعَهُمَا أَبُو نَمِرٍ مَوْلَى عَمْرٍو

(2)

.

حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُيُوخِهِ.

* * *

(1)

قوله: "وكان سيد قبيلته" ساقط من (ك).

(2)

إتحاف المهرة (19/ 676 - 25500).

ص: 243

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ، وَكَانَ مِنَ النُّقَبَاءِ رضي الله عنه

-

4974 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ

(1)

، ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: النُّقَبَاءُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، مِنْهُمْ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَسَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَسَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ، فَذَكَرَهُمْ

(2)

.

4975 -

أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ

(3)

الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أَنَا عَبْدَانُ، أَنَا عَبْدُ اللهِ، أَنَا رَجُلٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ أَبَانٍ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ

(4)

، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا خَرَجَ إِلَى بَدْرٍ أَرَادَ سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ وَأَبُوهُ جَمِيعًا الْخُرُوجَ مَعَهُ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ أَنْ يَخْرُجَ أَحَدُهُمَا، فَاسْتَهَمَا، فَخَرَجَ سَعْدٌ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ، فَقُتِلَ بِبَدْرٍ، ثُمَّ قُتِلَ خَيْثَمَةُ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ يَوْمَ أُحُدٍ

(5)

.

(1)

هو: محمد بن الصباح بن سفيان بن أبي سفيان أبو جعفر الجرجرائي.

(2)

لم نجده في الإتحاف، وقد تقدم ذكر سعد بن خيثمة قريبا قبل حديث رقم (4908).

(3)

في (ز) و (م): "حكيم" مصحف.

(4)

كذا في النسخ كلها والإتحاف: "سليمان بن أبان عن أبيه" وقد تقدم هذا الحديث من هذا الوجه (4909) وليس فيه زيادة عن أبيه، وكذا هو في الجهاد لابن المبارك (ص 70)، وعند أبي نعيم من طريقه (3/ 1253) بدونها، وكذا رواه سعيد بن منصور في سننه (2/ 215) عن ابن وهب عن عمرو به مرسلا، وقال البخاري وابن حبان في ترجمة سليمان بن أبان: حديثه مرسل، ولم يترجما هما ولا غيرهما لأبيه، فزيادة "عن أبيه" وهم لا محالة، ولعل ابن وهب هو هذا الرجل الذي روى عنه ابن المبارك ولم يسمه، والله أعلم.

(5)

إتحاف المهرة (18/ 384 - 23737).

ص: 244

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ الْخَزْرَجِيِّ الْأَنْصَارِيِّ

4976 -

وكان سَعْدٌ يُكْنَى أَبَا عَمْرٍو وَكَانَ لِوَاءُ الْأَوْسِ مَعَهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَرُمِيَ فِي أَكْحَلِهِ بِسَهْمٍ فَقُطِعَ وَنَزَفَ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ

(1)

.

حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُيُوخِهِ.

4977 -

حدثنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَحْمَدَ

(2)

بْنِ شَبُّويَهْ الرَّئِيسُ بِمَرْوَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ

(3)

، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مِهْرَانَ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ

(4)

قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الَّذِي رَمَى سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ يَوْمَ الْخَنْدَقِ حِبَّانُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الْعَرَقَةِ أَحَدُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَلَمَّا أَصابَهُ قَالَ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْعَرَقَةِ، فَقَالَ سَعْدٌ

(5)

: عَرَّقَ اللهُ وَجْهَكَ فِي النَّارِ، ثُمَّ عَاشَ سَعْدٌ بَعْدَمَا أَصَابَهُ سَهْمٌ نَحْوًا مِنْ شَهْرٍ، حَتَّى حَكَمَ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ بِأَمْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَجَعَ

(1)

إتحاف المهرة (19/ 676 - 25500).

(2)

في (ص): "أبو الحسن أحمد" خطأ، فهو محمد بن أحمد بن شبويه.

(3)

هو: جعفر بن محمد بن الحارث، أبو الفضل النيسابوري نزيل مرو.

(4)

في (ص): "عن" مصحف.

(5)

في (و) و (ك) و (ص): "فقال له سعد".

ص: 245

إِلَى مَدِينَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ انْفَجَرَ كَلْمُهُ، فَمَاتَ لَيْلًا، فَأَتَى جِبْرِيلُ عليه الصلاة والسلام رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ: مَنْ هَذَا الَّذِي فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَاهْتَزَ لَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ؟ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى سَعْدٍ، فَوَجَدَهُ قَدْ مَاتَ

(1)

.

4978 -

حدثنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ

(2)

، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ عَوْفٍ

(3)

قَالَ: ثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ

(4)

سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ"

(5)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدْ صَحَّ سَنَدُهُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما.

4979 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ.

وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو عَمَّارٍ

(6)

، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ

(1)

إتحاف المهرة (19/ 171 - 24624).

(2)

يعني: أبا سعيد البصري الحارثي الملقب بكربزان.

(3)

يعني: ابن أبي جميلة الأعرابي، وتصحف في (و) و (ك) و (ص) إلى:"عون".

(4)

في (و) و (ك) و (ص): "بموت".

(5)

إتحاف المهرة (5/ 439 - 5726).

(6)

هو: الحسين بن حريث المروزي، يروي عن الفضل بن موسى السيناني.

ص: 246

يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِسَعْدٍ وَهُوَ يُدْفَنُ: "إِنَّ هَذَا الْعَبْدَ الصَّالِحَ تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ"

(1)

.

4980 -

أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ

(2)

، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: اهْتَزَّ لِحُبِّ لِقَاءِ اللهِ الْعَرْشُ - يَعْنِي السَّرِيرَ - قَالَ: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ}

(3)

: تَفَسَّخَتْ أَعْوَادُهُ.

قَالَ: وَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْرَهُ فَاحْتبَسَ، فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا حَبَسَكَ؟ قَالَ:"ضُمَّ سَعْدٌ فِي الْقَبْرِ ضَمَّةً، فَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُ"

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4981 -

أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ

(5)

، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ

(6)

الْأَنْصَارِيَّةِ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا مَاتَ

(1)

إتحاف المهرة (3/ 571 - 3768)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: صحيح".

(2)

في (و): "ابن الفضل"، وفي (ك) و (ص):"أبو فضيل" كلاهما خطأ وهو: محمد بن فضيل بن غزوان.

(3)

(يوسف: آية 100).

(4)

إتحاف المهرة (8/ 650 - 10158).

(5)

هو: إسحاق بن راشد الكوفي، وثقه ابن حبان، وذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب تمييزا، وقال:"وهو أقدم طبقة من الجزري".

(6)

في (ك): "السكين" وفي (و) و (ص): "المسكين".

ص: 247

سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ صَاحَتْ أُمُّهُ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَلَا يَرْقَأُ دَمْعُكِ، وَيَذْهَبُ حُزْنُكِ؛ فَإِنَّ ابْنَكِ أَوَّلُ مَنْ ضَحِكَ اللهُ إِلَيْهِ، وَاهْتَزَّ لَهُ الْعَرْشُ"

(1)

.

صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.

4982 -

أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْإِمَامُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى - وَقَدْ كَانَ أَبُو مُوسَى ثَنَا بِهِ عَنْهُ فِي الرِّحْلَةِ الْأُولَى فَلَمَّا قَدِمْتُ سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى فَحَدَّثَنِي بِهِ

(2)

- قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا حُمِلَتْ جِنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ الْمُنَافِقُونَ: مَا أَخَفَّ جِنَازَتَهُ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِحُكْمِهِ

(3)

فِي بَنِي قُرَيْظَةَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"لَا، وَلَكِنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانَتْ تَحْمِلُهُ"

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4983 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، أَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ

(5)

، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَدِمْنَا مِنْ سَفَرٍ، فَتَلَقَّوْنَا بِذِي الْحُلَيْفَةِ، وَكَانَ غِلْمَانُ الْأَنْصَارِ يَتَلَقَّوْنَ بِهِمْ إِذَا قَدِمُوا، فَلَقَوْا

(1)

إتحاف المهرة (16/ 865 - 21333).

(2)

يعني: أن الإمام ابن خزيمة رواه في رحلته الأولى إلى البصرة عن أبي موسى محمد بن المثنى العنزي عن محمد بن يحيى الذهلي عن عبد الرزاق، فلما قدم من البصرة إلى نيسابور سأل عنه الذهلي، فحدثه به عن عبد الرزاق.

(3)

في (و): "بحكمه".

(4)

إتحاف المهرة (2/ 215 - 1579).

(5)

هو: علقمة بن وقاص بن محصن الليثي العتواري المدني.

ص: 248

أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ، فَنَعَوْا إِلَيْهِ امْرَأتَهُ، فَتَقَنَعَ يَبْكِي، قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: سُبْحَانَ اللهِ، أَنْتَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكَ مِنَ السَّابِقَةِ مَا لَكَ، تَبْكِي عَلَى امْرَأَةٍ؟ فَكَشَفَ عَنْ رَأْسِهِ، فَقَالَ: صَدَقْتِ، لَعَمْرُو اللهِ، وَاللهِ لَيَحِقُّ لِي أَنْ لَا أَبْكِيَ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا قَالَ، قَالَتْ لَهُ: وَمَا قَالَ لَهُ؟ قَالَ: قَالَ: "لَقَدِ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ". قَالَتْ: وَهُوَ يَسِيرُ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4984 -

أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنِي أَبُو الْمُسَاوِرِ الْفَضْلُ بْنُ مُسَاوِرٍ

(2)

، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، ثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ". قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ لِجَابِرٍ: فَإِنَّ الْبَرَاءَ يَقُولُ: اهْتَزَّ السَّرِيرُ، فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْحَيَّيْنِ - الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ - ضَغَائِنُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ"

(3)

. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(4)

.

(1)

إتحاف المهرة (1/ 370 - 267)، وسيستدركه المصنف على شرط مسلم (5348)!.

(2)

في التلخيص: "مسافر" مصحف.

(3)

إتحاف المهرة (3/ 121 - 2640).

(4)

بل أخرجه البخاري في مناقب الأنصار (5/ 35) عن أبي موسى محمد بن المثنى به، وأخرجه هو ومسلم (7/ 150) من حديث الأعمش عن أبي سفيان عن جابر، ومسلم وحده من حديث أبي الزبير عن جابر.

ص: 249

‌ذَكْرُ مَنَاقِبِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ

وَهُوَ ابْنُ نُفَيْعٍ

(1)

أَحَدُ بَنِي غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللهِ، شَهِدَ بَدْرًا فَاسْتُشْهِدَ رضي الله عنه

(2)

4985 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَوْصِلِيُّ

(3)

، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ فِيهَا قِرَاءَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، كَذَلِكُمُ الْبِرُّ، كَذَلِكُمُ الْبِرُّ"

(4)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4986 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مَلَّاسٍ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ. وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي،

(1)

كذا بالفاء مصغرا، وقد ورد بالقاف وبالفاء مكبرا.

(2)

لم يتنبه المصنف رحمه الله إلى التفرقة بين أبي عبد الله حارثة بن النعمان بن نقع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، الذي شهد بدرا، وعمي وعمر حتى مات في خلافة معاوية رضي الله عنهما وبين حارثة بن الربيع - والربيع أمه وهي عمة أنس بن مالك - وهو ابن سراقة بن الحارث بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، الذي شهد بدرا وجاءه فيها سهم غرب فمات منه رضي الله عنه، فكان الصواب أن يترجم لحارثة بن سراقة - لتقدمه - ويورد في ترجمتة حديث أنس، ثم يترجم لحارثة بن النعمان بعد ذلك في بابه.

(3)

هو: أحمد بن سليمان بن أيوب بن إسحاق بن عبدة، أبو بكر العباداني الموصلي.

(4)

إتحاف المهرة (17/ 768 - 23198)، وسيأتي في البر (7475).

ص: 250

ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: انْطَلَقَ حَارِثَةُ ابْنُ عَمَّتِي نَظَّارًا يَوْمَ بَدْرٍ وَمَا انطَلَقَ لِقِتَالٍ، فَأَصَابَهُ سَهْمٌ فَقَتَلَهُ، فَجَاءَتْ عَمَّتِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْنِي حَارِثَةُ إِنْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ أصْبِرْ وَأَحْتَسِبْ، وَإِلَّا فَتَرَى مَا أَصنَعُ، فَقَالَ:"يَا أُمِّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّ حَارِثَةَ فِي الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى"

(1)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ الَّتِي رَوَاهَا ثَابِثٌ، إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى رِوَايَةِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ مُخْتَصَرًا

(2)

.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (1/ 526 - 629)، و (1/ 648 - 987).

(2)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: أخرجه البخاري لحميد ولغيره". نقول: قد انفرد به البخاري دون مسلم، فأخرجه في الجهاد (4/ 20) من حديث قتادة عن أنس، وفي المغازي (5/ 77) والرقاق (8/ 116، 114) من حديث حميد عنه به.

ص: 251

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ

(1)

قُتِلَ بِمؤْتَةَ شَهِيدًا فِي سَنَةِ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ رضي الله عنه

4987 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ

(2)

قَالَ: ضَرَبَ جَعْفَرَ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَجُلٌ

(3)

مِنَ الرُّومِ، فَقَطَعَهُ

(4)

بِنِصْفَيْنِ، فَوَقَعَ أَحَدُ نِصْفَيْهِ فِي كَرْمٍ، فَوُجِدَ في نِصْفِهِ ثَلَاثُونَ أَوْ بِضْعٌ وَثَلَاثُونَ جُرْحًا، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجرَةِ الثَّانِيَةِ وَمَعَهُ امْرَأتُهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، فَلَمْ يَزَلْ بِأَرْضِ

(5)

الْحَبَشَةِ حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى

(1)

في (ز)، و (م):"هشام".

(2)

كذا: "عن أبيه" محمد بن عمر بن علي مرسل، وكذا هو في الطبقات الكبرى (4/ 35) وتاريخ الطبري (11/ 494)، وأورده الذهبي في السير (1/ 210)، وزيد في المطبوعة الهندية:"عن جده رضي الله عنه"!، وزادوها أيضًا في التلخيص الذي بحاشيتها، ولا ندري من أين جاؤوا بها.

(3)

في (ز): "رجلا" بالنصب على أن جعفرا الضارب، وهو خطأ، وعند ابن سعد والطبري:"ضربه - قال الطبري: يعني جعفرا - رجل من الروم"، وينتهي حديث محمد بن عمر عندهما عند قوله:"أو بضع وثلاثون جرحا"، فلعل قصة هجرته مدرج من كلام الواقدي.

(4)

في (ك) و (ص) و (م): "قطعه".

(5)

في (و) و (ص): "في أرض".

ص: 252

الْمَدِينَةِ، ثُمَّ هَاجَرَ إِلَيْهِ وَهُوَ بِخَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أَنَا أَفْرَحُ، بِفَتْحِ خَيْبَرَ أَوْ بِقُدُومِ جَعْفَرٍ". قَالَ: وَكَانَ جَعْفَرٌ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللهِ

(1)

.

4988 -

حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَرَّادٍ

(2)

الْأَشْعَرِىُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي - الَّذِي كَانَ أَرْضَعَنِي مِنْ بَنِي مُرَّةَ - قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه يَوْمَ مُؤْتَةَ نَزَلَ عَنْ فَرَسٍ لَهُ فَعَرْقَبَهَا، ثُمَّ مَضَى فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ

(3)

.

4989 -

حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَنِىُّ، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ، ثَنَا زَمْعَةُ

(4)

بْنُ صَالِحٍ

(5)

، عَنْ سَلَمَةَ

(6)

بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "دَخَلْتُ الْجَنَّةَ الْبَارِحَةَ، فَنَظَرْتُ فِيهَا، فَإِذَا جَعْفَرٌ يَطِيرُ مَعَ الْمَلاِئكَةِ، وَإِذَا حَمْزَةُ مُتَّكِئٌ عَلَى سَرِيرٍ"

(7)

.

(1)

إتحاف المهرة (19/ 460 - 25219)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: مع انقطاعه فيه الواقدي".

(2)

في (و): "عبد الله بن أبي براد" خطأ، فهو: عبد الله بن براد بن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى، أبو عامر الأشعري الكوفي.

(3)

إتحاف المهرة (16/ 509 - 21014).

(4)

في (و): "ربيعة" مصحف.

(5)

جمع الحافظ في الإتحاف بين رواية أحمد بن كامل وأبو محمد المزني عن الهيثم الدوري به، على رواية الأول والتي فيها:"ربيعة بن كلثوم" بدلا من "زمعة بن صالح"، ولم يتنبه للفرق بينهما، وانظر حديث رقم (4943).

(6)

في (و) و (ك) و (ص): "مسلمة".

(7)

إتحاف المهرة (7/ 609 - 8582).

ص: 253

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4990 -

أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْإِمَامُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَارٍ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، ثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: مَا احْتَذَى النِّعَالَ وَلَا انْتَعَلَ، وَلَا رَكِبَ الْمَطَايَا، وَلَا رَكِبَ الْكَوْرَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَفْضَلُ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

(1)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4991 -

حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أُرِيتُ

(2)

جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ مَلَكًا يَطِيرُ مَعَ الْمَلائِكَةِ بِجَنَاحَيْنِ"

(3)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(4)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4992 -

أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيُّ ابْنُ أَخِي طَاهِرٍ، ثَنَا جَدِّي

(5)

، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ الشَّجَرِيُّ

(6)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ

(1)

إتحاف المهرة (15/ 422 - 19618)، وقد تقدم برقم (4396).

(2)

في (ص): "ارتبت".

(3)

إتحاف المهرة (15/ 308 - 19364).

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: المديني واه".

(5)

هو: يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين، العلوي النسابة.

(6)

هو: إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد بن هانئ المدني الشجري، وهو وأبوه ضعيفان.

ص: 254

زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: لَمَّا أَتَى نَعْيُ جَعْفَرٍ عَرَفْنَا فِي وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحُزْنَ

(1)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4993 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، ثَنَا سَعْدَانُ بْنُ الْوَلِيدِ بَيَّاعُ السَّابِرِيِّ

(2)

، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جالِسٌ وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ قَرِيبَةٌ إِذْ رَدَّ السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَ:"يَا أَسْمَاءُ، هَذَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مَعَ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، سَلَّمُوا عَلَيْنَا، فَرُدِّي عليهم السلام". وَقَدْ أَخْبَرَني أَنَّهُ لَقِيَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا قَبْلَ مَمَرِّهِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِثَلَاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ، فَقَالَ: لَقِيتُ الْمُشْرِكِينَ فَأُصِبْتُ فِي جَسَدِي مِنْ مَقَادِيمِي ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ بَيْنَ رَمْيَةٍ وَطَعْنَةٍ وَضَرْبَةٍ، ثُمَّ أَخَذْتُ اللِّوَاءَ بِيَدِي الْيُمْنَى فَقُطِعَتْ، ثُمَّ أَخَذْتُ بِالْيَدِ الْيُسْرَى فَقُطِعَتْ، فَعَوَّضَنِي اللهُ مِنْ يَدِي جَنَاحَيْنِ أَطِيرُ بِهِمَا مَعَ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ، أَنْزِلُ مِنَ

(3)

الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْتُ، وَآكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا مَا شِئْتُ، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: هَنِيئًا لِجَعْفَرٍ مَا رَزَقَهُ اللهُ مِنَ الْخَيْرِ، وَلَكِنْ أَخَافُ أَنْ لَا يُصَدِّقُ النَّاسُ، فَاصْعَدِ الْمِنْبَرَ فأَخْبِرْ بِهِ، فَصعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللهَ

(1)

إتحاف المهرة (17/ 490 - 22675).

(2)

سيأتي هذا الحديث برقم (5003) من طريق أخرى عن الحسن بن بشر، وفيها سمي سعدان:"سعدان بن يحيى"، وما هاهنا هو الصواب، فالحديث حديث سعدان بن الوليد، وسعدان هذا لم يرو عنه غير الحسن بن بشر بن سلم، وقال المصنف:"قليل الحديث"، ولم نر من أفرده بترجمة.

(3)

في (و) و (ص): "في".

ص: 255

وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ جَعْفَرًا مَعَ جِبْرِيلَ وَميكَائِيلَ، لَهُ جَنَاحَانِ عَوَّضَهُ اللهُ مِنْ يَدَيْهِ، سَلَّمَ عَلَيَّ"، ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ كَيْفَ كَانَ أَمْرُهُ حَيْثُ لَقِيَ الْمُشْرِكِينَ، فَاسْتبَانَ لِلنَّاسِ بَعْدَ الْيَوْمِ الَّذِي أَخْبَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ جَعْفَرًا لَقِيَهُمْ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَ الطَّيَّارُ فِي الْجَنَّةِ

(1)

.

4994 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُنَيْنَ

(2)

، ثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ حَسَّانَ، ثَنَا مَعْنُ

(3)

بْنُ زَائِدَةَ الْأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ قَائِدُ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ أَنِّي دَخَلْتْ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ لِجَعْفَرٍ دَرَجَةً فَوْقَ دَرَجَةِ زَيْدٍ، فَقُلْتُ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ زَيْدًا يَدُونُ أَحَدًا، فَقِيلَ: يَا مُحَمَّدُ، تَدْرِي بِمَ رُفِعَتْ دَرَجَةُ جَعْفَرٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: لِقَرَابةِ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ"

(4)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(5)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4995 -

أخبرني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن حَمْزَةَ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ،

(1)

إتحاف المهرة (7/ 450 - 8192)، وسيأتي برقم (5003).

(2)

في (و) و (ك): "سفيان" مصحف، وهو: إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن خازم بن سنين، أبو القاسم الختلي، قال الحاكم عن الدراقطني: ليس بالقوي، وقال مرة أخرى: ضعيف.

(3)

كذا في النسخ الخطية كلها والتلخيص والإتحاف: "معن"، والصواب "معمر"، وهو: معمر بن زائدة الأسدي الكوفي قائد الأعمش، قال العقيلي:"لَا يتابع على حديثه"، والمنذر بن عمار وثقه ابن حبان.

(4)

إتحاف المهرة (7/ 55 - 7318).

(5)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: منكر وإسناده مظلم".

ص: 256

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَافِعِ بْنِ عُجَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ نَافِع، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي قِصَّةِ بِنْتِ حَمْزَةَ، قَالَ: فَقَالَ جَعْفَرٌ: أَنَا أَحَقُّ بِهَا، إِنَّ خَالَتَهَا عِنْدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَمَّا أَنْتَ يَا جَعْفَرُ فَأَشْبَهْتَ

(1)

خَلْقِي وَخُلُقِي، وَأَنْتَ مِنْ شَجَرَتِي الَّتِي أَنَا مِنْهَا"، قَالَ: قَدْ رَضِيتُ يَا رَسُولَ اللهِ بِذَلِكَ. "وَأَمَّا الْجَارِيَةُ فَأَقْضِي بِهَا لِجَعْفَرٍ، فَإِنَّ خَالَتَهَا عِنْدَهُ، وَإِنَّمَا الْخَالَةُ أُمٌّ"، فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ عَلَى وَجْهٍ أَحَبَّ إِلَيَّ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم منْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي"

(2)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4996 -

أخبرني مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْعَوَّامِ

(3)

الرِّيَاحِيُّ، ثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيادٍ الْيَمَامِيُّ

(4)

، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"نَحْنُ بَنو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَادَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ: أَنَا وَعَلِيٌّ، وَجَعْفَرٌ، وَحَمْزَةُ، وَالْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ، وَ الْمَهْدِيُّ"

(5)

.

(1)

في (ك) و (و) و (ص): "أشبهت".

(2)

إتحاف المهرة (11/ 637 - 14778)، ومحمد بن نافع بن عجير بن عبد يزيد الهاشمي وثقه ابن حبان، ولم يخرج له مسلم.

(3)

في (و) و (ص): "بكر بن العوام" خطأ، وهو: محمد بن أحمد بن أبي العوام بن يزيد، أبو بكر التميمي.

(4)

عبد الله هذا قال فيه البخاري: منكر الحديث، وأخرج له ابن ماجة هذا الحديث (5/ 532) وسمي عنده من طريق هدية بن عبد الوهاب عن سعد:"علي بن زياد"، والصواب عبد الله.

(5)

إتحاف المهرة (1/ 400 - 304).

ص: 257

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ

(1)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

4997 -

أخبرني عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى السَّبِيعِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَكَمِ الْحِبَرِيُّ

(2)

، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعُرَنِيُّ، ثَنَا أَجْلَحُ

(3)

بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ خَيْبَرَ قَدِمَ جَعْفَرٌ رضي الله عنه مِنَ الْحَبَشَةِ تَلَقَّاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ، ثُمَّ قَالَ:"وَاللهِ مَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أَنَا أَفْرَحُ بِفَتْحِ خَيْبَرَ، أَمْ بِقُدُومِ جَعْفَرٍ"

(4)

. أَرْسَلَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَزَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ:

4998 -

فيما حدثناه عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ وَزَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم منْ خَيْبَرَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ

(5)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، إِنَّمَا ظَهَرَ بِمِثْلِ هَذَا الْإِسْنَادِ الصَّحِيحِ مُرْسَلًا

(6)

، وَقَدْ وَصَلَهُ أَجْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللهِ.

4999 -

أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلَّابُ بِهَمَذَانَ، ثَنَا هِلَالُ بْنُ

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ذا موضوع".

(2)

في (ك) و (ص): "الجدي" مصحف.

(3)

يعني: أبا حجية الكوفي، وتصحف في (و) و (ك) و (ص) إلى:"صالح".

(4)

إتحاف المهرة (3/ 199 - 2827)، وقد تقدم برقم (4293) من حديث أجلح به، وتابعه علي وصله إسماعيل بن مجالد عن أبيه وهو ضعيف عن الشعبي به، عند أبي يعلى في مسنده (3/ 398).

(5)

إتحاف المهرة (3/ 199 - 2827).

(6)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: وهو الصواب".

ص: 258

الْعَلَاءِ الرَّقِّيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ

(1)

، ثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: لَقِيَ عُمَرُ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ، فَقَالَ: أَنْتُمْ نِعْمَ الْقَوْمُ، لَوْلَا أنَّكُمْ سُبِقْتُمْ بِالْهِجْرَةِ

(2)

، فَنَحْنُ أَفْضَلُ مِنْكُمْ، كُنَّا

(3)

مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(4)

يَحْمِلُ رَاجِلَكُمْ، وَيُعَلِّمُ جَاهِلَكُمْ، فَفَرَرْنَا بِدِينِنَا، فَقَالَتْ: لَسْتُ بِرَاجِعَةٍ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَقِيتُ عُمَرَ قَالَ كَذا وَكَذَا، فَقَالَ:"بَلَى، لَكُمْ هِجْرَتَانِ: هِجْرَتُكُمْ إِلَى الحَبَشَةِ، وَهِجْرَتُكُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ"

(5)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(6)

(7)

.

5000 -

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَرَّ بِي

(1)

يعني: الغداني البصري، يروي عن المسعودي عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة.

(2)

في (و): "في الهجرة".

(3)

كذا في النسخ الخطية كلها، والصواب:"قالت: كنتم" كما في الصحيحين، وكذا أشار ناسخ (و).

(4)

في هذا الموضع بياض في النسخ كلها، وزاد في (ك):"قالت" وبعدها بياض.

(5)

إتحاف المهرة (10/ 101 - 12348).

(6)

بل أخرجاه من حديث أبي أسامة عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى مطولا؛ البخاري (4/ 90) و (5/ 137، 51) ومسلم (7/ 171).

(7)

قال ابن الملقن في مختصر استدرك الذهبي (4/ 1830): "قلت: صحيح"، ظنا منه أن قول الذهبي عقب هذا الحديث:"صحيح" من كلام الذهبي، وإنما هو اختصار منه لكلام الحاكم، فإن عادة الذهبي أن يقدم تعليقه بقوله:"قلت".

ص: 259

جَعْفَرٌ اللَّيْلَةَ فِي مَلَأٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ، وَهُوَ مُخَضَّبُ الْجَنَاحَيْنِ بِالدَّمِ، أَبْيَضُ الْفُؤَادِ"

(1)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5001 -

حدثني عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو ثَابِتٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ

(2)

، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ بَدْرٍ

(3)

بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ

(4)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5002 -

أخبرنا عَلِيُّ

(5)

بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّبِيعِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَكَمِ

(6)

، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ، ثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ

(7)

، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا بِمُؤْتَةَ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَوَجَدْنَاهُ فِي الْقَتْلَى، فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَسَبْعِينَ

(8)

.

(1)

إتحاف المهرة (15/ 570 - 19911)، رواه ابن سعد في الطبقات (4/ 36) عن سليمان بن حرب وأبي النعمان عارم بن الفضل، عن حماد بن زيد عن عبد الله بن المختار مرسلا.

(2)

هو: محمد بن عبيد الله بن محمد بن زيد بن أبي زيد الأموي.

(3)

بين "أبي طالب" و"يوم بدر"، بياض في (ص).

(4)

إتحاف المهرة (3/ 333 - 3140).

(5)

في (و): "عبد الله" خطأ.

(6)

هو: الحسين بن الحكم بن مسلم الحبري، يروي عن إسماعيل بن أبان الوراق.

(7)

هو: عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن عامر الأصبحي المدني.

(8)

إتحاف المهرة (9/ 125 - 10668)، وأصله في صحيح البخاري في المغازي (5/ 143).

ص: 260

5003 -

أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرِ بْنِ سَلْمٍ الْعِجْلِيُّ، ثَنَا سَعْدَانُ بْنُ يَحْيَى

(1)

، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ قَرِيبَةٌ

(2)

مِنْهُ إِذْ رَدَّ السَّلَامَ، فَأَشَارَ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ:"يَا أَسْمَاءُ، هَذَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مَعَ جِبْرِيلَ عليه السلام وَمِيكَائِيلَ، مَرُّوا فَسَلَّمُوا عَلَيْنَا، فَرُدِّى عليهم السلام". وَقَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ لَقِيَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا قَبْلَ ثَلَاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ، ققَالَ

(3)

: لَقِيتُ الْمُشْرِكِينَ فَأُصِبْتُ مِنْ مَقَادِيمِي ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ بَيْنَ طَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ، فَأَخَذْتُ اللِّوَاءَ بِيَدِي الْيُمْنَى فَقُطِعَتْ، ثُمَّ أَخَذْتُهُ بِيَدِي الْيُسْرَى فَقُطِعَتْ، فَعَوَّضَنِي اللهُ

(4)

مِنْ يَدِيَّ جَنَاحَيْنِ أَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ مَعَ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمَا، فَآكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا مَا شِئْتُ، قَالَتْ أَسْمَاءُ: هَنِيئًا لِجَعْفَرٍ مَا رَزَقَهُ اللهُ مِنَ الخَيْرِ، قَالَ

(5)

: ثُمَّ صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمِنْبَرَ، فَأَخْبَرَ بِهِ النَّاسَ، قَالَ: فَاسْتبَانَ النَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ مَا أَخْبَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ

(1)

كذا، وقد تقدم (4993) من حديث عباس بن محمد الدوري عن الحسن بن بشر فقال:"سعدان بن الوليد بياع السابري" وسعدان بن الوليد لم يرو عنه غير الحسن بن بشر بن سلم، وقال فيه المصنف عقب حديث رقم (7288):"كوفي قليل الحديث"، ولم نر من أفرد له ترجمة، وهو غير سعيد بن يحيى بن صالح اللخمي، الكوفي ثم الدمشقي الملقب بسعدان، فإنه لَا تعرف له رواية عن عطاء، ولا للحسن بن بشر رواية عنه، وكثيرا ما يأتي الراوي مهملا في السند فينسبه المصنف اجتهادا منه، وقد يخطئ في هذا الاجتهاد، وقد تكرر هذا في المستدرك كثيرا.

(2)

في (ك) و (ص) و (و): "قريب".

(3)

في (و): "فقالت".

(4)

في (ص) و (و): "ربى".

(5)

قوله: "قال" ساقط من (ك) و (ص) و (و).

ص: 261

صلى الله عليه وسلم، فَسُمِّيَ جَعْفَرٌ الطَّيَّارَ

(1)

* * *

(1)

إتحاف المهرة (7/ 450 - 8192).

ص: 262

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ زَيْدٍ الْحِبِّ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى حِبِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

-

أَسَرَهُ بَنُو الْقَيْنِ، فَاشْتَرَتْهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ خوَيْلِدٍ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَلَمَّا تَزَوَّجَهَا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهَبَتْهُ لَهُ.

5004 -

حدثني أَبُو زُرْعَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفِيُّ

(1)

بِالرَّىِّ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ

(2)

بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَصْرِ بْنِ هِلَالٍ الدِّمَشْقِيُّ بِدِمَشْقَ، ثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي عِقَالِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ عَوْفِ بْنِ كِنَانَةَ، حَدَّثَنِي عَمِّي زَيْدُ بْنُ أَبِي عِقَالِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي

(3)

، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ حَارِثَةُ بْنُ شَرَاحِيلَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً فِي طَيِّئٍ مِنْ نَبْهَانَ، فَأَوْلَدَهَا: جَبَلَةَ وَأَسْمَاءَ، وَزَيْدًا، فَتُوُفِّيَتْ، وَأَخْلَفَتْ وَلَدَهَا فِي حِجْرِ جَدِّهِمْ لِأَبِيهِمْ، وَأَرَادَ حَارِثَةُ حَمْلَهُمْ، فَأَتَى جَدُّهُمَا، فَقَالَ: مَا عِنْدَنَا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُمْ، فَتَرَاضَوْا إِلَى أَنْ حَمَلَ جَبَلَةَ وَأَسْمَاءَ، وَخَلَّفَ زَيْدًا، وَجَاءَ

(4)

خَيْلٌ مِنْ تِهَامَةَ مِنْ فَزَارَةَ، فَأَغَارَتْ عَلَى طَيِّئٍ، فَسَبَتْ زَيْدًا فَصَيَّرُوهُ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ قَبْلِ أَنِ يُبْعَثَ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ رضي الله عنها: "يَا خَدِيجَةُ، رَأَيْتُ فِي السُّوقِ

(1)

هو: أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن الحكم، أبو زرعة الرازي الصغير.

(2)

في (و): "محمد" خطأ.

(3)

يعنى: أبا عقال، واسمه هلال بن زيد بن الحسن بن أسامة بن زيد. من رجال التهذيب.

(4)

في (ص) و (و): "فجاء".

ص: 263

غُلَامًا مِنْ صِفَتِهِ كَيْتَ وَكَيْتَ"، يَصِفُ عَقْلًا وَأَدَبًا وَجَمَالًا، لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَاشْتَرَيْتُهُ، فَأَمَرَتْ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ فَاشْتَرَاهُ مِنْ مَالِهَا، فَقَالَ: "يَا خَدِيجَةُ، هَبِي لِي هَذَا الْغُلَامَ بِطِيبٍ مِنْ نَفْسِكِ"، فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ، أَرَى غُلَامًا وَضِيئًا، وَأَخَافُ أَنْ تَبِيعَهُ أَوْ تَهَبَهُ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: "يَا مُوَفَّقَةُ، مَا أَرَدْتُ إِلَّا لِأَتبَنَّاهُ"، فَقَالَتْ: نَعَمْ، يَا مُحَمَّدُ فَرَبَّيَاهُ وَتَبَنَّيَاهُ، فَكَانَ يُقَالُ لَهُ": زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ، فَنَظَرَ إِلَى زَيْدٍ فَعَرَفَهُ، فَقَالَ: أَنْتَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، قَالَ: لَا، أَنَا زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: لَا، بَلْ أَنْتَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ مِنْ صِفَةِ أَبِيكَ وَعُمُوَمَتِكَ وَأَخْوَالِكَ: كَيْتَ وَكَيْتَ، قَدْ أَتْعَبُوا الْأَبْدَانَ، وَأَنْفَقُوا الْأَمْوَالَ فِي سَبِيلِكَ، فَقَالَ زَيْدٌ:

أَحِنُّ إِلَى قَوْمِي وَإِنْ كُنْتُ نَائِيًا

(1)

فَإِنِّي قَطِينُ الْبَيْتِ عِنْدَ الْمَشَاعِرِ

وَكُفُّوا مِنَ

(2)

الْوَجْهِ الَّذِي قَدْ شَجَاكُمُ

وَلَا تَعْمَلُوا فِي الْأَرْضِ فِعْلَ الْأَبَاعِرِ

فَإِنِّي بِحَمْدِ اللهِ فِي خَيْرِ أُسْرَةٍ

خِيَارُ مَعْدٍ كَابِرًا بَعْدَ كَابِرٍ

فَقَالَ حَارِثَةُ لَمَّا وَصَلَ إِلَيْهِ خَبَرُهُ:

بَكَيْتُ عَلَى زَيْدٍ وَلَمْ أَدْرِ مَا فَعَلْ

أَحَيٌّ فَيُرْجَى

(3)

أَمْ أَتَى دُونَهُ الْأَجَلْ

(1)

في (و): "مائيا"، وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"نائيا".

(2)

في (و) و (ك) و (ص): "عن".

(3)

في (ك): "يرجى".

ص: 264

فَوَاللهِ مَا أَدْرِي وَإِنِّي لَسَائِلٌ

أَغَالَكَ سَهْلُ الْأَرْضِ أَمْ غَالَكَ الْجَبَلْ

فَيَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ لَكَ الدَّهْرُ رَجْعَةٌ

فَحَسْبِي مِنَ الدُّنْيَا رُجُوعُكَ لِي بَجَلْ

(1)

تُذَكِّرُنِيهِ الشَّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا

وَيَعْرِضُ لِي ذِكْرَاهُ إِذْ عَسْعَسَ الطَّفَلْ

وَإِنْ هَبَّتِ الْأَرْوَاحُ هَيَّجْنَ

(2)

ذِكْرَهُ

فَيَا طُولَ أَحْزَانِيَ عَلَيْهِ وَيَا وَجَلْ

سَأُعْمِلُ نَصَّ الْعِيسِ فِي الْأَرْضِ جَاهِدًا

وَلَا أَسْأَمُ التَّطْوَافَ أَوْ تَسْأَمُ الْإِبِلْ

فَيَأْتِيَ أَوْ تَأْتِي عَلَيَّ مَنِيَّتِي

وَكُلُّ امْرِئٍ فَانٍ وَإِنْ غَرَّهُ الْأَمَلْ

فَقَدِمَ حَارِثَةُ بْنُ شَرَاحِيلَ إِلَى مَكَّةَ فِي إِخْوَتِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي فِنَاءِ الْكَعْبَةِ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فِيهِمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَى زَيْدٍ عَرَفُوهُ وَعَرَفَهمْ، وَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِمْ إِجْلَالًا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا لَهُ: يَا زَيْدُ، فَلَمْ يُجِبْهُمْ، فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ هَؤُلَاءِ يَا زَيْدُ؟ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا أَبِي، وَهَذَا عَمِّي، وَهَذَا أَخِي، وَهَؤُلَاءِ عَشِيرَتِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"قُمْ فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ يَا زَيْدُ"، فَقَامَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالُوا لَهُ: امْضِ مَعَنَا يَا زَيْدُ،

(1)

هذا البيت ساقط من (و) و (ك) و (ص).

(2)

في (و) و (ك) و (م): "هيمن".

ص: 265

فَقَالَ: مَا أُرِيدُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَدَلًا وَلَا غَيْرَهُ أَحَدًا، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّا مُعْطُوكَ بِهَذَا الْغُلَامِ دِيَاتٍ، فَسَمِّ مَا شِئْتَ، فَإِنَّا حَامِلُوهُ إِلَيْكَ، فَقَالَ:"أَسْأَلُكُمْ أَنْ تَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي خَاتَمُ أَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَأُرْسِلُهُ مَعَكُمْ"، فَأَبَوْا وَتَلَكَّئُوا وَتَلَجْلَجُوا، فَقَالُوا: تَقْبَلُ مِنَّا مَا عَرَضْنَا عَلَيْكَ مِنَ الدَّنَانِيرِ؟ فَقَالَ لَهُمْ: "هَهُنَا خَصْلَةٌ غَيْرُ هَذِهِ، قَدْ جَعَلْتُ الأمْرَ إِلَيْهِ، فَإِنْ شَاءَ فَلْيَقُمْ، وِإِنْ شَاءَ فَلْيَدْخُلْ

(1)

"، قَالُوا: مَا بَقِيَ شَيْءٌ؟ قَالُوا: يَا زَيْدُ، قَدْ أَذِنَ لَكَ الْآنَ مُحَمَّدٌ فَانْطَلِقْ مَعَنَا، قَالَ: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ مَا أُرِيدُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَدَلًا، وَلَا أُؤْثِرُ عَلَيْهِ وَالِدًا وَلَا وَلَدًا، فَأَدَارُوهُ وَأَلْاصُوهُ وَاسْتَعْطَفُوهُ وَأَخْبَرُوهُ خَبَرَ مَنْ وَرَاءَهُ مِنْ وَجْدِهِمْ، فَأَبَى وَحَلَفَ أَنْ لَا يَلْحَقَهُمْ. قَالَ حَارِثَةُ: أَمَّا أَنَا فَأُوَاسِيكَ بِنَفْسِي، أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَبَى الْبَاقُونَ

(2)

.

5005 -

فحدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُيُوخِهِ قَالَ: كَانَ حَارِثَةُ بْنُ شَرَاحِيلَ حِينَ فَقَدَ ابْنَهُ زَيْدًا يَبْكِيهِ، فَيَقُولُ

(3)

: بَكَيْتُ عَلَى زَيْدٍ وَلَمْ أَدْرِ مَا فَعَلْ. ثُمَّ ذَكَرَ الْقَصِيدَةَ بِطُولِهَا

(4)

.

(1)

في (ك) و (ص): "فليرحل".

(2)

إتحاف المهرة (1/ 279 - 141)، وقال في ترجمة هلال بن زيد بن الحسن من التهذيب (11/ 79): روى حديثه - يعني هذا - تمام بن محمد الرازي في فوائده عن أبي الحسين محمد بن يحيى بن أيوب بن أبي عقال عن أبيه ...... ، وهو حديث منكر جدا فيه طول قد أورده الحافظ أبو عبد الله بن منده في معرفة الصحابة في ترجمته وقال إنه لَا يروى إلا بهذا الإسناد، ثم رأيته في المستدرك للحاكم لكنه لم يصرح بتصحيحه".

(3)

في (ك) و (ص) و (و): "فيقول له".

(4)

إتحاف المهرة (19/ 676 - 25501).

ص: 266

5006 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللهِ

(1)

بْنِ الزُّبَيْرِ الْمَوْصِلِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، حَدَّثَنِي جَبَلَةُ بْنُ حَارِثَةَ أَخُو

(2)

زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْعَثْ مَعِي أَخِي زَيْدًا، فَقَالَ: "هُوَ ذَا هُوَ

(3)

، إِنْ أَرَادَ لَمْ أَمْنَعْهُ". فَقَالَ زَيْدٌ: لَا، وَاللهِ لَا أَخْتَارُ عَلَيْكَ أَحَدًا، قَالَ جَبَلَةُ: فَقُلْتُ: إِنَّ رَأْيَ أَخِي أَفْضَلُ مِن رَأْيِيِ

(4)

. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَهُوَ شَاهِدٌ لِلْحَدِيثِ الْمَاضِي.

5007 -

حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بِنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْن عَبْدِ الجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ الْكَلْبِيُّ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(5)

.

5008 -

حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ الْبَغْدَادِيُّ

(6)

، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ

(7)

.

5009 -

حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ المُزَنِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا

(1)

في (ز) و (م) والإتحاف: "بن عبيد الله"، خطأ، وهو أبو نصر التمار الزبيري.

(2)

في (ك) و (ص) و (و): "أخى".

(3)

قوله: "هو" غير موجود في (و) و (ك) و (ص).

(4)

إتحاف المهرة (4/ 12 - 3894).

(5)

إتحاف المهرة (19/ 417 - 25133).

(6)

هو: محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة، يروي عن أبي علاثة محمد بن عمرو بن خالد الحراني.

(7)

إتحاف المهرة (19/ 233 - 24712).

ص: 267

الْعَلَاءُ بْنُ عَمْرٍو الْحَنَفِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، سَمِعْتُ عَمْرَةَ

(1)

بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ تَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: لَمَّا قُتِلَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبِكِيهِمْ، وَيعْرَفُ فِيهِ الْحُزْنُ

(2)

.

5010 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْثَهُ إِلَى مُؤْتَةَ، فَقَاتَلَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بِرَايَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي جُمَادَى الْأُولَى، سَنَةَ ثَمَانٍ حَتَّى شَاطَ فِي رِمَاحِ الْقَوْمِ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ

(3)

.

5011 -

أخبرنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ [عَلِيٍّ] الزَّاهِدُ

(4)

، ثَنَا سَهْلُ بْنُ عَمَّارٍ الْعَتَكِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، ثَنَا وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ، سَمِعْتُ الْبَهِيَّ

(5)

يُحَدِّثُ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها كَانَتْ تَقُولُ: مَا بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ

(1)

في (ص) و (ك): "عميرة" مصحف.

(2)

إتحاف المهرة (17/ 764 - 23193) وقد أخرجه البخاري ومسلم من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري به مطولا، وانظر حديث رقم (4395)، والعلاء بن عمرو ضعيف.

(3)

إتحاف المهرة (19/ 230 - 24695).

(4)

في النسخ الخطيه كلها: "محمد بن أحمد الزاهد"، والمثبت كما في سائر أسانيد المصنف، وهو: محمد بن علي بن الحسن، أبو الطيب الخياط النيسابوري الصوفي الزاهد، وكذا سيأتي في حديث رقم (5024) عن سهل بن عمار العتكي النيسابوري.

(5)

يعني: عبد الله أبو محمد، مولى مصعب بن الزبير، يقال اسم أبيه يسار.

ص: 268

فِي جَيْشٍ إِلَّا أَمَّرَهُ، وَلَوْ بَقِيَ بَعْدَهُ لَاسْتَخْلَفَهُ

(1)

.

(2)

صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(3)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5012 -

حدثني عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَلومُونَا عَلَى حُبِّ زَيْدٍ". يَعْنِى ابْنَ حَارِثَةَ

(4)

.

5013 -

قال إِسْمَاعِيلُ: وَسَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: مَا بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً قَطُّ وَفِيهِمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ إِلَّا أَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ.

5014 -

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ، ثَنَا الْحَسَنُ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَائِذُ بْنُ يَحْيَى

(5)

، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ أُمَرَاءِ السَّرَايَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، أَقْسَمُهُمْ بِالسَّوِيَّةِ، وَأَعْدَلُهُمْ فِي الرَّعِيَّةِ"

(6)

.

(1)

في (و): "ولا بقي بعده إلا سيخلفه" وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخه: "ولو بقي بعده لاستخلفه".

(2)

إتحاف المهرة (17/ 78 - 21906).

(3)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: سهل قال الحاكم في تاريخه كذاب، وهنا يصحح له، فأين الدين".

(4)

إتحاف المهرة (19/ 123 - 24551).

(5)

عائذ بن يحيى الزرقي لم نجد من أفرد له ترجمة، وقد ذكره المزي في ترجمة شيخه أبي الحويرث عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث، وتكررت رواية الواقدي عنه في مغازيه.

(6)

إتحاف المهرة (4/ 35 - 3924)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: في سنده الواقدي".

ص: 269

5015 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ - مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ - ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رضي الله عنهما قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُرْدِفِي إِلَى نُصُبٍ مِنَ الْأَنْصَابِ، فَذَبَحْنَا لَهُ شَاةً، وَوَضَعْنَاهَا فِي التَّنُّورِ حَتَّى إِذَا نَضِجَتِ اسْتَخْرَجْنَاهَا، فَجَعَلْنَاهَا فِي سُفْرَتِنَا، ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ وَهُوَ مُرْدِفِي فِي أَيَّامِ الْحَرِّ مِنْ أَيَّامِ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِأَعْلَى الْوَادِي لَقِيَ فِيهِ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَحَيَّا أَحَدُهُمَا الْآخَرَ بِتَحِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا لِي أَرَى قَوْمَكَ قَدْ شَنِفُوكَ

(1)

؟ "، قَالَ: أَمَا وَاللهِ إِنَّ ذَلِكَ مِنِّي

(2)

لَبِغَيْرِ نَائِرَةٍ كَانَتْ مِنِّي إِلَيْهِمْ، وَلَكِنِّي أَرَاهُمْ عَلَى ضَلَالَةٍ، قَالَ: فَخَرَجْتُ أَبْتَغِي هَذَا الدِّينَ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى أَحْبَارِ يَثْرِبَ، فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ اللهَ وَيُشْرِكُونَ بِهِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا بِالدِّينِ الَّذِي أَبْتَغِي، فَخَرَجْتُ حَتَّى أُقْدِمَ عَلَى أَحْبَارِ خَيْبَرَ، فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ اللهَ وَيُشْرِكُونَ بِهِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا بِالدِّينِ الَّذي أَبْتَغِي، فَخَرَجْتُ حَتَّى أُقْدِمَ عَلَى أَحْبَارِ أَيْلَةَ، فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ اللهَ وَيُشْرِكُونَ بِهِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا بِالدِّينِ الَّذِي أَبْتَغِي

(3)

، فَقَالَ لِي حَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ الشَّامِ: إِنَّكَ تَسْأَلُ عَنْ دِينٍ مَا نَعْلَمُ أَحَدًا يَعْبُدُ اللهَ [بِهِ]

(4)

إِلَّا شَيْخًا بِالْجَزِيرَةِ، فَخَرَجْتُ حَتَّى قَدِمْتُ إِلَيْهِ، فَأَخْبَرْتُهُ الَّذِي

(1)

أي: أبغضوك، وتصحفت في (و) و (ص) و (ك) والتلخيص إلى:"سبقوك".

(2)

قوله: "مني" ساقط من (م).

(3)

من: "فخرجت حتى أقدم على أحبار أيلة" إلى هاهنا ساقط من (و) و (ك) و (ص).

(4)

في (ز) و (م) والتلخيص: "بغيره"، وفي (و) و (ك) و (ص): طمس، والمثبت من دلائل النبوة للبيهقي (2/ 125) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.

ص: 270

خَرَجْتُ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّ كُلَّ

(1)

مَنْ رَأَيْتَهُ فِي ضَلَالَةٍ، إِنَّكَ تَسْأَلُ عَنْ دِينٍ هُوَ دِينُ اللهِ وَدِينُ مَلَائِكَتِهِ، وَقَدْ خَرَجَ فِي أَرْضِكَ نَبِيٌّ - أَوْ: هُوَ خَارِجٌ - يَدْعُو إِلَيْهِ، ارْجِعْ إِلَيْهِ، وَصَدِّقْهُ، وَاتَّبِعْهُ، وَآمِنَ بِمَا جَاءَ بِهِ، فَرَجَعْتُ فَلَمْ أُحِسَّ شَيْئًا بَعْدُ، فَأَنَاخَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْبَعِيرَ الَّذِى كَانَ تَحْتَهُ، ثُمَّ قَدَّمْنَا إِلَيْهِ السُّفْرَةَ الَّتِي كَانَ فِيهَا الشِّوَاءُ، فَقَالَ:"مَا هَذَا؟ "، فَقُلنَا: هَذِهِ شَاةٌ ذَبَحْنَاهَا لِنُصُبِ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ:"إِنِّي لَا آكُلُ مَا ذُبِحَ لِغَيْرِ اللهِ"، وَكَانَ صَنَمًا مِنْ نُحَاسٍ يُقَالُ لَهُ: إسَافُ وَنَائِلَةُ، يَتَمَسَّحُ بِهِا

(2)

الْمُشْرِكُونَ إِذَا طَافُوا، فَطَافَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَطُفْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا مَرَرْتُ مَسَحْتُ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لَا تَمَسَّهُ". قَالَ زَيْدٌ: فَطُفْنَا، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَأَمَسَّنَّهُ حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَقُولُ، فَمَسَحْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَمْ تُنْهَ

(3)

؟ "، قَالَ زَيْدٌ: فَوَالَّذِي أَكْرَمَهُ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ مَا اسْتَلَمْتُ

(4)

صَنَمًا

(5)

حَتَّى أَكْرَمَهُ اللهُ بِالَّذِي أَكْرَمَهُ

(6)

، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، وَمَاتَ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ"

(7)

.

صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَمَنْ تَأَمَّلَ هَذَا الْحَدِيثَ عَرَفَ فَضْلَ زَيْدِ وَتَقَدُّمَهُ فِي الْإِسْلَامِ قَبْلَ الدَّعْوَةِ.

(1)

قوله: "إن" ساقط من (ك).

(2)

في (و): "به".

(3)

في (و) و (ص): "تنته".

(4)

في (ك): "بياض" وفي (ص): "مسست" وكتب فوقها كذا.

(5)

في (و): "فوالذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب ما - بياض - صنما".

(6)

قوله: "بالذي أكرمه" غير موجودة في (و) و (ص).

(7)

إتحاف المهرة (5/ 6 - 4870).

ص: 271

5016 -

حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ إِمْلَاءً، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ الرَّازِيُّ بِمِصْرَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ الْحَرَّانِيُّ

(1)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ

(2)

بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبيهِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: اجْتَمَعَ جَعْفَرٌ وَعَلِيٌّ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَقَالَ جَعْفَرٌ: أَنَا أَحَبُّكُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَحَبُّكُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ زَيْدٌ: أَنَا أَحَبُّكُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَانْطَلِقُوا بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَخَرَجْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ، فَقُلْتُ: هَذَا جَعْفَرٌ، وَعَلِيٌّ، وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَسْتَأْذِنُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"ائْذَنْ لَهُمْ"، فَدَخَلُوا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، جِئْنَاكَ

(3)

نَسْأَلُكَ مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟ قَالَ: "فَاطِمَةُ"، قَالُوا: نَسْأَلُكَ عَنِ الرِّجَالِ، قَالَ:"أَمَّا أَنْتَ يَا جَعْفَرُ، فَيُشْبِهُ خَلْقَكَ خَلْقِي، وَيُشبِهُ خُلُقَكَ خُلُقِي، وَأَنْتَ إِلَيَّ وَمِنْ شَجَرَتِي، وَأَمَّا أَنْتَ يَا عَلِيُّ فَأَخِي وَأَبُو وَلَدَيَّ، وَمِنِّي وَإِلَيَّ، وَأَمَا أَنْتَ يَا زَيْدُ فَمَوْلَايَ، وَمِنِّي وَإِلَيَّ، وَأَحَبُّ الْقَوْمِ إِلَيَّ"

(4)

. صَحِيحٌ

(5)

عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5017 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التَّاجِرُ

(6)

، ثَنَا يَحْيَى بْنُ

(1)

يعني: أبا أحمد إسماعيل بن عبيد بن عمر بن أبي كريمة الأموي مولاهم الحراني.

(2)

في (ك) و (ص): "زيد" مصحف.

(3)

في (و): "جئنا".

(4)

إتحاف المهرة (1/ 315 - 190)، ومحمد بن أسامة ثقة لكن لم يخرج له مسلم، وانظر حديث رقم (3602) و (6710).

(5)

في (ص) و (و): "صحيح الإسناد".

(6)

هو: محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة بن جميل التاجر البغدادي.

ص: 272

عُثْمَانَ بْنِ صالِحِ، ثَنَا أَبِي عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُقَيْلٍ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ

(1)

رضي الله عنهم، عَنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ أَتَاهُ فِي أَوَّلِ مَا أُوحِيَ إِلَيْهِ، فَأَرَاهُ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ، وَعَلَّمهُ الْإِسْلَامَ

(2)

(3)

.

5018 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ

(4)

، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ وَصالِحُ بْنُ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم منْ بَدْرٍ بَعَثَ بَشِيرَيْنِ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ

(5)

، بَعَثَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ إِلَى أَهْلِ السَّافِلَةِ

(6)

، وَبَعَثَ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ إِلَى أَهْلِ الْعَالِيَةِ يُبَشِّرُونَهُمْ بِفَتْحِ اللهِ عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَافَقَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ ابْنَهُ أُسَامَةَ حِينَ سَوَّى عَلَى رُقْيَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،

(1)

كذا في النسخ الخطية كلها، والحديث غير موجود في التلخيص، وفي الإتحاف:"عن أسامة بن زيد، عن أبيه".

(2)

كذا في جميع النسخ من مسند أسامة بن زيد وبهذا اللفظ، وقد رواه الطبراني في الأوائل (ص 45) عن يحيى بن عثمان بن صالح عن أبيه به فقال:"عن أسامة بن زيد عن أبيه زيد بن حارثة قال: أول ما علم جبريل النبي صلى الله عليه وسلم الوضوء فلما فرغ أخذ كفا من ماء فنضح به فرجه"، وهذا المتن هو المعروف من حديث ابن لهيعة، ومن مسند زيد بن حارثة، وكذا أخرجه أحمد (29/ 25) وابن ماجه (1/ 377) وغيرهم من طرق عن ابن لهيعة به، وخالف ابنَ لهيعة رشدينُ بن سعد فرواه عن عقيل وقرة عن الزهري به فجعله من مسند أسامة، أخرجه الدارقطني (1/ 198).

(3)

إتحاف المهرة (5/ 5 - 4869) أورده في مسند زيد رضي الله عنه!.

(4)

هو: يونس بن بكير بن واصل الشيباني.

(5)

في (ز) و (م): "إلى أهل مكة".

(6)

في التلخيص: "السالفة".

ص: 273

فَقِيلَ لَهُ: ذَاكَ أَبُوكَ حِينَ قَدِمَ، قَالَ أُسَامَةُ: فَجِئْتُ وَهُوَ

(1)

وَاقِفٌ لِلنَّاسِ، يَقُولُ: قُتِلَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ، وَنَبِيهٌ، وَمُنَبِّهٌ، وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ، أَحَقٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَاللهِ يَا بُنَيَّ

(2)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5019 -

أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ

(3)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْإِمَامُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، ثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ حَارِثَةَ أَخِي زَيْدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا لَمْ يَغْزُ لَمْ يُعْطِ سِلَاحَهُ إِلَّا عَلِيًّا، أَوْ زَيْدًا رضي الله عنهما

(4)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5020 -

أخبرني أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَّنْطَرِيُّ

(5)

بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، ثَنَا أَبُو عَاصمٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ، وَمَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ تِسْعَ

(6)

غَزَوَاتٍ، يُؤَمِّرُهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا

(7)

.

(1)

في (و): "وقد".

(2)

إتحاف المهرة (1/ 317 - 193) أورده في مسند أبي أمامة عن أسامة، والظاهر أنه مرسل عن أبي أمامة أسعد بن سهل بن حنيف وعبد الله بن أبي بكر بن حزم.

(3)

هو: عبد الله بن محمد بن علي بن زياد، أبو محمد السمذي النيسابوري الدورقي.

(4)

إتحاف المهرة (4/ 12 - 3859).

(5)

هو: محمد بن أحمد بن تميم، يروي عن أبي قلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي.

(6)

في التلخيص: "سبع".

(7)

إتحاف المهرة (5/ 593 - 6000).

ص: 274

صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(1)

.

5021 -

حدثنا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ بِبُخَارَى، ثَنَا سَهْلُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ

(2)

، ثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم زَيْدًا فِي سَرِيَّةٍ إِلَّا أَمَّرهُ عَلَيْهِمْ

(3)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5022 -

أخبرنا، أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ التَّمِيمِيُّ بِالْكُوفَةِ

(4)

، ثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَمْرٍو الْحَنَفِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ حَارِثَةَ أَخِي زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ قَالَ: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حُلَّتَيْنِ، فَأَخَذَ أَحَدَهُمَا، وَأَعْطَى زَيْدًا الْآخَرَ

(5)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(6)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: هو في البخاري في الثلاثيات، ولفظه: (غزوت مع زيد كان يؤمره علينا) ". نقول: أخرجه في المغازي (5/ 144) عن أبي عاصم به، وفيه:"ومع ابن حارثة" لم يصرح باسمه، وأخرجه هو ومسلم (5/ 200) من حديث حاتم بن إسماعيل، وعلقه البخاري من حديث عمر بن حفص بن غياث عن أبيه، كلاهما عن يزيد بن بن أبي عبيد به وفيه:"ومرة علينا أسامة" يعني بن زيد، وانظر فتح الباري (7/ 518، 498).

(2)

هو: سهل بن المتوكل بن حجر، أبو عصمة البخاري.

(3)

إتحاف المهرة (17/ 550 - 22775).

(4)

في (و) و (ص): "في الكوفة"، وهو أبو جعفر الحمار.

(5)

إتحاف المهرة (4/ 13 - 3896).

(6)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: بل العلاء ضعيف"، ولم يحتج به الشيخان.

ص: 275

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ بِشْرِ بِنْ الْبَرَاءِ بِنْ مَعْرُورٍ رضي الله عنه

-

5023 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْن يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي سَلَمَةَ، ثُمَّ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَلَمَةَ: بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ

(1)

.

5024 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ

(2)

بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى

(3)

. وَأَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الزَّاهِدُ

(4)

وَأَبُو حَامِدٍ [أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ]

(5)

بْنِ شُعَيْبٍ الْفَقِيهُ، قَالَا: ثَنَا سَهْلُ بْنُ عَمَّارٍ الْعَتَكِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ

(6)

بْنُ

(1)

إتحاف المهرة (19/ 14 - 25134).

(2)

في (م): "أحمد" مصحف، وهو: أبو بكر محمد بن إسحاق بن جعفر، من رجال التهذيب.

(3)

هو: محمد بن يعلى، أبو علي السلمي الكوفي، يعروف بزنبور، ضعيف. من رجال التهذيب.

(4)

هو: محمد بن علي بن الحسن، أبو الطيب الخياط النيسابوري الصوفي الزاهد.

(5)

في النسخ الخطية كلها والإتحاف: "محمد بن أحمد"، والمثبت كما في سائر أسانيد المصنف، وهو: أحمد بن محمد بن شعيب، أبو حامد الرجاني الجلاباذي النيسابوري الشعيبي الفقيه، يروي عن سهل بن عمار العتكي، وسهل كذبه المصنف.

(6)

كذا في النسخ كلها: "سهل بن عمار العتكي ثنا محمد" وفي الإتحاف: "سهل بن عمار العتكي ثنا .... ثنا محمد"، وكتب فوق البياض (صحـ)، فكأن الحافظ استبعد رواية سهل عن محمد بن يعلى وظن أنه ثمة سقط في السند، وسهل قد حدث عن يزيد بن هارون وشبابة والواقدي وعبيد الله بن موسى والطبقة، فلا يبعد أن يكون روى عن =

ص: 276

يَعْلَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلَمَةَ؟ "، قَالُوا: الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ إِلَّا أَنَّ فِيهِ بُخْلًا، قَالَ: "وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى

(1)

مِنَ الْبُخْلِ، سَيِّدُكُمْ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ"

(2)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ

(3)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5025 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ

(4)

، ثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ

(5)

رضي الله عنها

= محمد بن يعلى السلمي الذي توفي سنة 205، كما أن سهلا أيضًا متهم بالكذب، والله أعلم.

(1)

في (و): "أودى".

(2)

إتحاف المهرة (16/ 181 - 20608)، وسيستدركه على شرط مسلم أيضًا في البر (7521) من حديث سعيد بن محمد الوراق وهو ضعيف عن محمد بن عمرو به.

(3)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: له شاهد صحيح من حديث: أبي الزبير، عن جابر".

(4)

هو: إبراهيم بن خالد بن عبيد الصنعاني المؤذن، يروي عن رباح بن زيد الصنعاني، وكلاهما من رجال التهذيب.

(5)

كذا، ورواه أبو داود (5/ 138) عن الإمام أحمد به فقال:"عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أمه أم مبشر .... ، قال عن أمه!، والصواب عن أبيه عن أم مبشر"، وفي المسند (39/ 356):"عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أمه عن أم مبشر"، ورواه عبد الرزاق (11/ 29) عن معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك أن أم مبشر، ورواه أبو داود عن مخلد عن عبد الرزاق به وفيه:"ابن كعب بن مالك عن أبيه أن أم مبشر"، ففيه اختلاف، وقد تقدم طرف منه من حديث الزهري عن عروة عن عائشة (4439) فانظره.

ص: 277

قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ

(1)

يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تَتَّهِمُ بِنَفْسِكَ؟ فَإِنِّي لَا أَتَّهِمُ بِابْنِي إِلَّا الطَّعَامَ الَّذِي أَكَلَهُ مَعَكَ بِخَيْبَرَ - وَكَانَ ابْنُهَا بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ، مَاتَ قَبْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"وَأَنَا لَا أَتَّهِمُ غَيْرَهَا، هَذَا أَوَانُ انْقِطَاعِ أَبْهَرِي"

(2)

. هَذَا صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5026 -

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ

(3)

، ثَنَا حَمَّادُ

(4)

بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو اللَّيْثيِّ

(5)

، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً دَعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابًا لَهُ عَلَى شَاةٍ مَصْلِيَّةٍ، فَلَمَّا قَعَدُوا يَأْكُلُونَ أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لُقْمَةً فَوَضَعَهَا، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:"أَمْسِكُوا، إِنَّ هَذِهِ الشَّاةَ مَسْمُومَةٌ"، فَقَالَ لِلْيَهُودِيَّةِ:"وَيْلَكِ، لِأَيِّ شَيْءٍ سَمَّمْتِني؟ "، قَالَت: أَرَدْتُ أَنْ أَعْلَمَ إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا، فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّكَ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ أَنْ أُرِيحَ النَّاسَ مِنْكَ، فَأَكَلَ مِنْهَا بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ

(1)

في (و) و (ك) و (ص): "بأبي وأمي أنت".

(2)

إتحاف المهرة (18/ 311 - 23681).

(3)

كذا في النسخ كلها وسنن البيهقي (8/ 46) عن المصنف: "عبد العزيز" وهو أخو أبي صالح عبد الغفار بن داود، يروي عن حماد بن سلمة وزهير بن معاوية ووثقه أبو حاتم وابن حبان، وعبد الغفار أخوه أشهر منه، وهو من رجال التهذيب، وفي الإتحاف:"ثنا عبد الغفار بن داود"، فلا ندري إن كان وقع هكذا في نسخة الحافظ، أم التبس عليه، والله أعلم.

(4)

في (ك): "محمد" مصحف.

(5)

في (ص): "المثنى" خطأ، فهو: ابن علقمة بن وقاص الليثي.

ص: 278

فَمَاتَ، فَقَتَلَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (16/ 177 - 20597)، وأصله في صحيح البخاري من حديث الليث عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مطولا (4/ 99) و (5/ 141) و (7/ 139) بدون قصة بشر بن البراء.

(2)

في (ك) و (ص): "الشيخين".

ص: 279

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ أَبِي مَرْثَدٍ كَنَّازٍ بْنِ الْحُصَيْنِ الْعَدَوِيِّ

(1)

وَقِيلَ: كَنَّازُ بْن حُصَيْنِ بْنِ يَرْبُوعٍ

5027 -

كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، شَهِدَ

(2)

بَدْرًا وَأُحُدًا وَالْخَنْدَقَ، وَهُوَ أَبُو مَرْثَدِ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ، أَمَّرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّرِيَّةِ الَّتِي وَجَّهَهَا إِلَى الرَّجِيعِ، فَقُتِلَ بِهَا. أخبرنا بِجَمِيعِ مَا ذَكَرْتُهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُيُوخِهِ

(3)

.

5028 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا ابْنُ رُسْتَةَ

(4)

، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: مَاتَ أَبُو مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ كَنَّازُ بْنُ الْحُصَيْنِ حَلِيفُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - وَكَانَ مَرْثَدٌ مَاتَ

(5)

- بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه سَنَةَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: بَلْى قُتِلَ بِأَجْنَادِينَ

(6)

.

5029 -

أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ

(7)

، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ

(1)

كذا في النسخ، والصواب:"الغنوي"، وسيأتي في ترجمة ابنه على الصواب.

(2)

في (ك): "فشهد".

(3)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 677 - 1).

(4)

هو: محمد بن عبد الله بن رستة بن الحسن، يروي عن سليمان بن داود الشاذكوني.

(5)

يعني: أن مرثدا ابن كناز مات قبل أبيه، فإنه استشهد يوم الرجيع، وذلك في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.

(6)

لم نجد هذا الحديث في الإتحاف.

(7)

هو: أبو الحسين النيسابوري محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل بن الحجاج.

ص: 280

الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو يُونُسَ الْمَدِينِيُّ

(1)

، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: مَاتَ أَبُو مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ كَنَّازُ بْنُ الْحُصَيْنِ حَلِيفُ حَمْزَةَ - وَكَانَ مَرْثَدٌ مَاتَ - بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ سَنَةَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: قُتِلَ بِأَجْنَادِينَ

(2)

.

5030 -

أخبرنا الْحَسَنُ

(3)

بْنُ حَلِيمٍ

(4)

، أَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أَنَا عَبْدَانُ، أَنَا عَبْدُ اللهِ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ

(5)

، سَمِعْتُ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مَرْثَدٍ الْغَنَوِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تَجْلِسُوا عَلَى الْقُبُورِ، وَلَا تُصَلُّوا إِلَيْهَا"

(6)

(7)

.

(1)

هو: محمد بن أحمد بن يزيد بن عبد الله أبو يونس القرشي الجمحي، المدني مفتيها. من رجال التهذيب.

(2)

كذا في النسخ كلها يتطابق هذا المتن مع الذي قبله تطابقا تاما!، مما يوحي بحدوث انتقال نظر للناسخ، وقد ألمحنا في المقدمة إلى أن كافة النسخ الموجودة الآن بل ومنذ عصر الذهبي منقولة من نسخة واحدة، وأن هذه النسخة يشوبها التصحيف والسقط وانتقال النظر، والله المستعان، وهو غير موجود بالإتحاف، وصواب هذا المتن هكذا:"مات أبو مرثد الغنوي كناز بن الحصين حليف حمزة بن عبد المطلب، ودفن بالمدينة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في سنة ثنتي عشرة"، وذلك أن المصنف سوف يعيده بنفس السند برقم (5034).

(3)

في النسخ الخطية كلها: "الحسين" خطأ، والمثبت من الإتحاف، وسائر أسانيد المصنف، وهو الحسن بن محمد بن حليم بن محمد الحليمي.

(4)

في (ز) و (م): "حكيم".

(5)

في (و) و (ك) و (ص): "بشر بن عبد الله"، وفي (م):"بشر بن عبيد الله".

(6)

في (ك): "عليها".

(7)

إتحاف المهرة (13/ 64 - 16436)، وقد أخرجه مسلم كما سيأتي.

ص: 281

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ مَرْثِدِ بْنِ أَبِي مَرْثِدٍ الْغَنَوِيِّ قُتِلَ مَعَ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ وَكَانُوا سِتَّةَ نَفَرٍ رضي الله عنهم

-

5031 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ

(1)

، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ

(2)

رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَبُو مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ حَلِيفُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

(3)

.

5032 -

أخبرني أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الزُبَيْرِيَّ يَقُولُ: مَاتَ أَبُو مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ فِي سَنَهِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَسِتِّينَ سَنَةً

(4)

.

5033 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ قَالَ: أَبُو مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ اسْمُهُ كَنَّازُ بْنُ حُصَيْنِ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ خَرَشَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ جِلَّانَ بْنِ غَنْمِ بْنِ أَعْصَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ عَيْلَانَ

(5)

.

(1)

هو: محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة، أبو جعفر التاجر الجمال، يروي عن أبي علاثة محمد بن عمرو بن خالد الحراني المصري.

(2)

قوله: "مع" ساقط من (و) و (ك) و (ص) و (ز).

(3)

إتحاف المهرة (19/ 232 - 24707) و (19/ 234 - 24713).

(4)

لم نجده في الإتحاف.

(5)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 557 - 1).

ص: 282

5034 -

أخبرني أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو يُونُسَ الْمَدِينِيُّ

(1)

، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، قَالَ: مَاتَ أَبُو مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ كَنَّازُ بْنُ الْحُصَيْنِ حَلِيفُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَدُفِنَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِّيقِ رضي الله عنه في سَنَةِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ

(2)

.

5035 -

حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا هَارُون بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، سَمِعْتُ بُسْرَ

(3)

بْنَ عُبَيْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيَّ، سَمِعْتُ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ، سَمِعْتُ أَبَا مَرْثَدٍ الْغَنَوِيَّ رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تَجْلِسُوا عَلَى الْقُبُورِ، وَلَا تُصَلُّوا إِلَيْهَا"

(4)

. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(5)

.

وَقَدْ تَفَرَّدَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ بِذِكْرِ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ فِيهِ بَيْنَ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ

(6)

وَوَاثِلَةَ، فَقَدْ رَوَاهُ بِشْرُ

(7)

بْنُ بَكْرٍ وَالْوَلِيدُ

(8)

بْنُ مَزْيَدٍ

(9)

[وصدقة بن

(1)

هو: محمد بن أحمد بن يزيد بن عبد الله. تقدم وهو من رجال التهذيب.

(2)

لم نجده في الإتحاف، وقد مر برقم (5029).

(3)

في (م) و (ك) و (ص): "بشر" مصحف.

(4)

إتحاف المهرة (13/ 64 - 16436).

(5)

بل أخرجه مسلم (3/ 62) من حديث ابن المبارك هكذا، ومن حديث الوليد بن مسلم بمثل رواية بشر بن بكر وصدقة بن خالد كما سيأتي.

(6)

في (ص): "عبد الله".

(7)

في (ز) و (ك): "بسر".

(8)

في (و): "أبو الوليد".

(9)

كذا في النسخ كلها والإتحاف، وهو خطأ، صوابه:"الوليد بن مسلم"، وحديثه عند =

ص: 283

خالد، عن عبد الرحمن]

(1)

، عَنْ بُسْرٍ، سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ. أَمَّا حَدِيثُ بِشْرٍ:

5036 -

فحدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ بُسْرِ

(2)

بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ صاحِبَ النَّبِيِّ

(3)

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَا تَجْلِسُوا عَلَى الْقُبُورِ، وَلَا تُصَلُّوا إِلَيْهَا

(4)

. وَقَدْ تَابَعَهُ صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ عَلَيْهِ:

5037 -

حدثناه أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَافِظُ بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، ثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ بُسْرِ

(5)

بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ، سَمِعْتُ أَبَا مَرْثَدٍ الْغَنَوِيَّ رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تَجْلِسُوا عَلَى الْقُبُورِ، وَلا تُصَلُّوا إِلَيْهَا"

(6)

.

5038 -

حدثنا مَكِّيُّ بْنُ بُنْدَارٍ الزَّنْجَانِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ

= مسلم (972)، والترمذي (2/ 530)، والنسائي (2/ 67)، وأحمد (28/ 450) وغيرهم، وانظر علل ابن أبي حاتم (2/ 57) و (3/ 496)، والدارقطني (7/ 43).

(1)

ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من الإتحاف (13/ 65).

(2)

في (ص) و (و) و (ز) و (م): "بشر" مصحف.

(3)

في (ك) و (ص) و (و): "رسول الله".

(4)

إتحاف المهرة (13/ 64 - 16436).

(5)

في (ص) و (و) و (م): "بشر".

(6)

إتحاف المهرة (13/ 64 - 16436) وقال: "قلت: ذكر الخطيب: أن ابن المبارك وهم فيه، وأن هذا من المزيد في متصل الأسانيد".

ص: 284

يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الدِّمَشْقِيُّ

(1)

، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، وَبَلَغَنِي عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ، عَنْ - أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ حَارِسًا، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ أَقْبَلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"هَذَا صَاحِبُكُمْ قَدْ أَقْبَلَ يَقْطَعُ عَلَيْكُمْ"، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"أَنَزَلْتَ اللَّيْلَةَ عَنْ فَرَسِكَ؟ "، قَالَ: لَا وَاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ، إِلَّا قَاضِيَ حَاجَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَا تُبَالِ أَنْ لَا تَعْمَلَ بَعْدَ هَذَا". قَالَ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِأَبِي عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيِّ، فَحَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ أَنَّ حَسَّانَ بْنَ عَطِيَّةَ كَانَ يُحَدِّثُ بِذَلِكَ

(2)

. هَذِهِ فَضِيلَهٌّ سَنِيَّةٌ لِأَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ، تَفَرَّدَ بِهِ أَوْلَادُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ آبَائِهِمْ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، وَكُلُّهُمْ ثِقَاتٌ.

5039 -

أخبرني أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ فَرَسَانِ: أَحَدُهُمَا لِمَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ، وَالْآخَرُ لِلزُّبَيْرِ رضي الله عنهما

(3)

.

5040 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ،

(1)

لم نجد له ترجمة، وشيخه أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، قال فيه أبو أحمد الحاكم:"فيه نظر"، وإنما ذكرنا ذلك لقول المصنف في آخره:"أولاد يحيى بن حمزة كلهم ثقات"!.

(2)

إتحاف المهرة (13/ 66 - 16437).

(3)

إتحاف المهرة (19/ 232 - 24708).

ص: 285

أَنَّ نَاسًا مِنْ عَضَلٍ وَالْقَارَةِ، وَهُمَا حَيَّانِ مِنْ جَدِيلَةَ، أتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أُحُدٍ، فَقَالُوا: إِنَّ بِأَرْضِنَا إِسْلَامًا، فَابْعَثْ مَعَنَا نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِكَ يُقْرِئُونَ الْقُرْآنَ، وَيُفَقِّهُونَ فِي الْإِسْلَامِ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُمْ سِتَّةَ نَفَرٍ، مِنْهُمْ: مَرْثَدُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ حَلِيفُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهُوَ أَمِيرُهُمْ، وَخَالِدُ بْنُ الْبُكَيْرِ اللَّيْثيُّ حَلِيفُ بَنِي عَدِيٍّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ طَارِقٍ الظَّفَرِيُّ، وَزيدُ بْنُ الدِّثِنَّةِ

(1)

، وَخُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ، وَعَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي

(2)

الْأَفْلَحِ، فَخَرَجُوا وَأَمِيرُهُمْ مَرْثَدُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالرَّجِيعِ أتَتْهُمُ هُذَيْلُ، فَلَمْ يَرَعِ الْقَوْمُ فِي رِحَالِهِمْ إِلَّا الرِّجَالَ في أَيْدِيهِمُ السُّيُوفُ قَدْ غَشُوهُمْ بِهَا، فَأَخَذَ الْقَوْمُ أَسْيَافَهُمْ لِيُقَاتِلُوهُمْ، فَقَالُوا: اللَّةُمَ مَا نُرِيدُ قَتْلَكُمْ، وَلَكِنَّا نُرِيدُ أَنْ نُصِيبَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَلَكُمْ

(3)

عَهْدُ اللهِ وَمِيثَاقُهُ، فَأَمَّا عَاصِمٌ وَمَرْثَدٌ وَخَالِدٌ فَقَاتَلُوا حَتَّى قُتِلُوا، وَقَالُوا: وَاللهِ مَا

(4)

نَقْبَلُ

(5)

مِنْ مُشْرِكٍ عَهْدًا وَلَا عَقْدًا أَبَدًا

(6)

.

5041 -

فحدثنا

(7)

أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَةَ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سَعدُ

(8)

بْنُ مَالِكٍ الْغَنَوِيُّ،

(1)

في (ك) و (ص): "الدقية"، وفي (و):"الدفنة".

(2)

قوله: "أبي" ساقط من (و) و (ك) و (ص).

(3)

في (ص): "ولكم".

(4)

في (ك) و (م) و (ز): "لَا".

(5)

في (و): "نأخذ".

(6)

إتحاف المهرة (19/ 104 - 24474).

(7)

في (و): "فحدثناه".

(8)

في (و) و (ك) و (ص) و (م)، والإتحاف:"سعيد"، والمثبت من (ز)، وأصل الرواية من مغازي الواقدي (ص 27)، وعنه ابن سعد في الطبقات (3/ 45).

ص: 286

عَنْ أَبِيهِ

(1)

، أَنَّهُ شَهِدَ مَرْثَدَ بْنَ أَبِي مَرْثَدٍ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى فَرَسٍ يُقَالُ لَهُ: السَّيْلُ

(2)

. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَاسْتُشْهِدَ

(3)

مَرْثَدُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ

(4)

فِيمَا بَيْنَ أُحُدٍ وَالْخَنْدَقِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ

(5)

. هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَرْثَدًا اسْتُشْهِدَ قَبْلَ أَبِيهِ أَبِي مَرْثَدٍ رضي الله عنهما بِثَمَانِ سِنِينَ، فَإِنَّ أَبَا مَرْثَدٍ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ

(6)

رضي الله عنه سَنَةَ ثِنْتَيْ

(7)

عَشْرَةَ. جَهِدْتُ فِي طَلَبِ حَدِيثٍ يُسْنِدُهُ مَرْثَدٌ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ أَجِدْ إلَّا، الْحَدِيثَ الَّذِي:

5042 -

أخبرناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، عَنِ الْقَاسِمِ

(8)

الشَّامِيُّ

(9)

،

(1)

كذا في النسخ الخطية كلها، والإتحاف:"عن أبيه"، وفي مغازي الواقدي والطبقات لابن سعد:"عن آبائه" ولم نجد لسعد ولا لأبيه ترجمة.

(2)

في الإتحاف: "الشبل"، إتحاف المهرة (13/ 164 - 16536).

(3)

في (ك): "فاستشهد".

(4)

قوله: "الغنوي" ساقط من (ك) و (ص).

(5)

لم نجده في الإتحاف.

(6)

في (ص): "أبي بكر الصديق".

(7)

في (ص) و (و): "اثنتى".

(8)

كذا في النسخ كلها، والإتحاف:"يحيى بن يعلى - يعنى الأسلمي - عن القاسم"، وعند ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 250)، والبغوي في معجم الصحابة (3/ 70)، والطبراني في الكبير (20/ 328)، والدارقطني في سننه (2/ 464) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (5/ 2562):"يحيى بن يعلى عن عبد الله بن موسى عن القاسم"، وقال الدارقطني:"إسناد غير ثابت، وعبد الله بن موسى ضعيف".

(9)

في (و) و (ص) و (ك): "الشيباني"، وفي (م):"الشباني"، والمثبت من (ز)، وهو الموافق =

ص: 287

عَنْ مَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ - وَكَانَ بَدْرِيًّا - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنْ سَرَّكُمْ أَنْ تُقْبَلَ صَلَاتُكُمْ فَلْيَؤُمَّكُمْ خِيَاركُمْ؛ فَإِنَّهُمْ وَفْدُكُمْ فِيمَا بَيْنكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ عز وجل"

(1)

.

* * *

= لسائر المصادر السابقة، ويقويه ما عند ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 1384):"عن القاسم أبي عبد الرحمن الشامي"، لكن نسب في سنن الدارقطني:"السامي"، ثم زاد، "من ولد سامة بن لؤي"، ونحن نظن أن هذه الزيادة من الدارقطني رحمه الله، بناءا على ما ورد في روايته، والصواب ما أثبناه، وهو: القاسم بن عبد الرحمن الشامي، كما عينه الحافظ في الإصابة (10/ 106)، وهو من رجال التهذيب.

(1)

إتحاف المهرة (13/ 164 - 16535) وقال: "فيه انقطاع".

ص: 288

‌ذِكْرُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رِئَابِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانٍ

(1)

5043 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ رِئَابٍ - مِنْ بَنِي سَلَمَةَ - شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(2)

.

5044 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا هَمَّامٌ، ثَنَا الْكَلْبِيُّ قَالَ:{يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ}

(3)

. قَالَ: يَمْحُو مِنَ الرِّزْقِ، وَيَزِيدُ فِيهِ. قَالَ: أَبُو صَالِحٍ

(4)

حَدَّثَنِيهِ، عن جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رِئَابِ الْأَنْصَارِيُّ

(5)

، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(6)

.

* * *

(1)

هذا العنوان والخبرين الذين تحته سقطا من النسخة (م) وقد ذُكروا في حاشية (ز) وكتب الناسخ بعدهما: "إن هذا في الحاشية ليس هو في الأصل".

(2)

إتحاف المهرة (19/ 234 - 24714).

(3)

سورة الرعد (آية: 39).

(4)

قوله: "صالح" مكانه بياض في (و) و (ك)، وغير موجود في (ص).

(5)

في (ز) و (ص) و (ك): "حدثنيه جابر بن عبد الله بن رئاب الأنصاري"، وفي (و) والإتحاف:"حدثنيه جابر بن عبد الله عن جابر بن عبد الله بن رئاب الأنصاري"!، وقد رواه ابن سعد في الطبقات (3/ 531)، والطبري في تفسيره (13/ 565) من حديث عفان به، وعندهما:"فقلت له - يعني للكلبي - من حدثك؟ قال: حدثني أبو صالح عن جابر".

(6)

إتحاف المهرة (3/ 106 - 2603).

ص: 289

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ جَبَّارِ بْنِ صَخْرٍ رضي الله عنه

-.

5045 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم[جَبَّارُ بْنُ صَخْرِ]

(1)

.

(2)

5046 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، قَالَ: تُوُفِّيَ جَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْنُ ثْنتَيْنِ

(3)

وَسِتِّينَ سَنَةً

(4)

.

5047 -

أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ

(5)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْن خَلَفٍ الْبَزَّارُ الْعَسْقَلَانِيُّ، ثَنَا مُعَاذُ بْنُ خَالِدٍ

(6)

، ثَنَا [زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ

(1)

ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، وكتب في (ص) هنا بياض، والمثبت من الإتحاف.

(2)

إتحاف المهرة (19/ 234 - 24715).

(3)

قوله: "ثنتين" مكانه بياض (و) و (ك) و (ص)، والمثبت من (م)، وقال ناسخ (ز) في لحق:"لعله ثنتين"، وكذا قال أبو نعيم ني معرفة الصحابة (2/ 526)، لكن ذكر ابن سعد (3/ 533) أن جبارا شهد بدرا وهو ابن اثنتين وثلاثين سنة، وتوفي في خلافة عثمان سنة ثلاثين، وعليه فقد عاش ستين سنة فقط، والله أعلم.

(4)

لم نجد هذا الحديث في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 557 - 2).

(5)

في (و) و (ص): "يسار" مصحف، وهو أبو الحسن المروزي.

(6)

هو: معاذ بن خالد العسقلاني، قال فيه أبو حاتم:"شيخ تشبه أحاديثه أحاديث إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى"، انظر الجرح والتعديل (8/ 250) وعلل الحديث (6/ 73).

ص: 290

شُرَحْبِيْلَ بْنِ سَعْدٍ]

(1)

، أَنَّهُ سَمِعَ جَبَّارَ بْنَ صَخْرٍ رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّا

(2)

نُهِينَا أَنْ نُرِي

(3)

عَوْرَاتُنَا"

(4)

.

* * *

(1)

في النسخ الخطية كلها والتلخيص والإتحاف: "زهير بن شراحيل"، والمثبت من شعب الإيمان (10/ 189) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، وزهير هو: ابن محمد أبو المنذر التميمي الخراساني، وشرحبيل بن سعد هو: أبو سعد الخطمي الأنصاري.

(2)

في (و) و (ك) و (ص): "إنما".

(3)

في التلخيص: "ترى".

(4)

إتحاف المهرة (4/ 11 - 3892).

ص: 291

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ أَبِي حُذَيْفَةَ هُشَيْمُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيِعَةَ بِنْ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ

حَبِيبُ اللهِ، وَابْنُ عَدُوِّ اللهِ وَعَدُوِّ رَسُولِ اللهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم قُتِلَ يَوْمَ الْيِمَامَةِ سَنَةَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً

5048 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ إِسْلَامُ أَبِي حُذَيْفَةَ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ، وَكَانَ مِمَّنْ هَاجَرَ الْهِجْرَتَيْنِ

(2)

.

5049 -

وحدثني

(3)

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدَ أَبُو حُذَيْفَةَ بَدْرًا، وَدَعَا أَبَاهُ عُتْبَةَ إِلَى الْبِرَازِ، فَقَالَتْ لَهُ أُخْتُهُ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ لَمَّا دَعَا أَبَاهُ إِلَى الْبِرَازِ:

الْأَحْوَلُ الْأثْعَلُ

(4)

الْمَلْعُونُ طَائِرُهُ

أَبُو حُذَيْفَةَ شَرُّ النَّاسِ فِي الدِّينِ

أَمَا شَكَرْتَ أَبًا رَبَّاكَ فِي صِغَر

حَتَّى شَبَبْتَ شَبَابًا غَيْرَ مَحْجُونِ

(5)

(1)

في (ص) و (و): "رسوله".

(2)

لم نجده في الإتحاف.

(3)

القائل: "وحدثني"، هو محمد بن عمر الواقدي.

(4)

في (و) و (ص): "الأبعد".

(5)

إتحاف المهرة (19/ 147 - 24587).

ص: 292

5050 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ بُطَّةَ

(1)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَةَ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ قَالَ: وَكَانَ

(2)

أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ

(3)

رَجُلًا طُوَالًا حَسَنَ الْوَجْهِ، وَأُمُّهُ أُمُّ صَفْوَانَ

(4)

.

5051 -

أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْبَدٍ

(5)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قُتِلَ أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا

(6)

.

5052 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ: "مَنْ لَقِيَ مِنْكُمُ الْعَبَّاسَ فَلْيَكْفُفْ

(7)

عَنْهُ؛ فَإِنَّهُ خَرَجَ مُسْتَكْرَهًا". فَقَالَ أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ: أَنَقْتُلُ آبَاءَنَا وَإِخْوَانَنَا وَعَشَائِرَنَا وَنَدَعُ الْعَبَّاسَ، وَاللهِ لَأَدُعَّنَّهُ

(8)

بِالسَّيْفِ، فَبَلَغَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ:"يَا أَبَا حَفْصٍ"، قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: إِنَّهُ لَأوَّلُ يَوْمٍ

(1)

هو: محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني.

(2)

في (ك) و (ص) و (و): "كان".

(3)

قوله: "بن عتبة" ساقط من (ك) و (ص) و (و).

(4)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 467 - 90).

(5)

هو: العباس بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب، والجادة أن يروي عن أبيه، أو عن بعض أهله، عن ابن عباس، فنظن أن روايته عن عم أبيه مرسلة.

(6)

إتحاف المهرة (7/ 323 - 7914).

(7)

في (ز) و (م): "فيكفف".

(8)

مكانها بياض في (و) و (ك) و (ص).

ص: 293

كَنَّانِي فِيهِ بِحَفْصٍ، أَيُضْرَبُ وَجْهُ عَمِّ رَسُولِ اللهِ بِالسَّيْفِ، فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنِي فَلْأَضْرِبْ عُنُقَهُ، فَإِنَّهُ قَدْ نَافَقَ، فَكَانَ أَبُو حُذَيْفَةَ يَقُولُ: مَا أَنَا بِآمِنٍ مِنْ تِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي قُلْتُ، وَلَا أَزَالُ خَائِفًا حَتَّى يُكَفِّرَهَا اللهُ عَنِّي بِالشَّهَادَةِ. قَالَ: فَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا

(1)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5053 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ

(2)

، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ مُعَاوِيَةَ دَخَلَ عَلَى أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَوَجَدَهُ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ أَوَجَعٌ أَوْ حِرْصٌ عَلَى الدُّنْيَا؟ فَقَالَ: كَلَّا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا، فَقُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَعَلَّكَ يُدْرِكُكُ زَمَانٌ، وَسَيَجْمَعُونَ جَمْعًا وَأَنْتَ فِيهٍ"، وَإِنِّي قَدْ كُنْتُ فِيهِ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ

(3)

وَآلِهِ وَسَلَّمَ

(4)

.

فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَهْمٌ فَاحِشٌ، وَهُوَ أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ اسْتُشْهِدَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ مُعَاوِيَةُ

(5)

، وَإِنَّمَا قَالَ مُعَاوِيَةُ هَذَا الْقَوْلَ لِعَمِّهِ أَبِي

(1)

إتحاف المهرة (8/ 68 - 8932).

(2)

في النسخ الخطية كلها: "أبي زرعة بن عمرو بن جابر"، والمثبت من الإتحاف، وهو الصواب.

(3)

في (ص): "سيدنا محمد".

(4)

إتحاف المهرة (14/ 77 - 17446)، وقوله:"وصلى الله على محمد وآله وسلم"، لَا ندري هل هو من متن الرواية، أو من كلام المصنف.

(5)

كذا قال وهو وهم، ومعاوية أسلم يوم الفتح، وقيل قبله، وأبو حذيفة توفي يوم اليمامة، =

ص: 294

هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ يَوْمَ صِفِّينَ.

5054 -

حدثنا بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْتُهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو

(1)

، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: دَخَلَ مُعَاوِيَةُ عَلَى أَبِي هَاشِمٍ، فَذَكَرَ الْقِصَّةَ بِمِثْلِهِ

(2)

. قَدِ اخْتَلَفُوا فِي اسْمِ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ: فَقِيلَ: اسْمُهُ هُشَيْمٌ:

5055 -

كما أخبرناه أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ يَحْيَى

(3)

وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ يَعْقُوبَ

(4)

، قَالَا: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا أبو يُونُسُ

(5)

، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ اسْمُهُ: هُشَيْمٌ

(6)

. وَقِيلَ: اسْمُ أَبِي حُذَيْفَةَ حِسْلٌ:

5056 -

سمعت أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ، سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ

= وعليه فقد عاش بعد إسلام معاوية أربع سنين على الأقل، وكان الصواب أن يقول: فإن أبا حذيفة مات قبل أن تفتح الفتوح وتقسم الأموال.

وحديث أبي وائل عن أبي هاشم بن عتبه أخي أبي حذيفة الذي أعل به المصنف الرواية السابقة أخرجه أيضًا الترمذي والنسائي وابن ماجه، وسيأتي برقم (6876).

(1)

هو: محمد بن أحمد بن النضر بن عبد الله، يروي عن جده معاوية بن عمرو المعني.

(2)

إتحاف المهرة (14/ 390 - 17853).

(3)

هو: إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه النيسابوري المزكي.

(4)

هو: محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل النيسابوري المقرئ.

(5)

هو: محمد بن أحمد بن يزيد بن عبد الله. من رجال التهذيب.

(6)

لم نجد هذا الحديث في الإتحاف.

ص: 295

اسْمُهُ حِسْلٌ

(1)

. أَنَا أَخْشَى أَنَّهُ وَهِمَ فِيهِ

(2)

، فَإِنَّ الْيَمَانَ وَالِدُ حُذَيْفَةَ يُلَقَّبُ

(3)

بِحِسْلٍ. وَقِيلَ: إِنَّ

(4)

اسْمُهُ عِسْلٌ:

5057 -

حدثناه أَبُو إِسْحَاقَ

(5)

وَأبُو الحُسَيْنِ

(6)

، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا هُشَيْمٌ، قال يُونُسُ

(7)

أَنَا عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنَ عُتْبَةَ كَانَ يُقَالُ لَهُ: حِسْلٌ، أَوْ عِسْلٌ

(8)

. وَقِيلَ إِنَّ

(9)

اسْمَهُ مِقْسَمٌ:

5058 -

أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْفَقِيهُ

(10)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُصَيْرٍ بِإِسْنَادِهِ

(11)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: يُقَالُ: إِنَّ اسْمَ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ:

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 615 - 3).

(2)

ينظر ممن الوهم، فإن الذي في تاريخ ابن معين رواية الدروي (3/ 528):"سمعت يحيى يقول: "أبو حذيفة اسمه حسل بن جابر"، وليس فيه: "أبو حذيفة بن عتبة

" كما ذكر المصنف!.

(3)

قوله: "يلقب" ساقط من (ك).

(4)

قوله: "إن" غير موجود في (و) و (ص).

(5)

هو: إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه، أبو إسحاق النيسابوري المزكي.

(6)

هو: محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل، أبو الحسين النيسابوري المقرئ.

(7)

هو يونس بن عبد بن دينار البصري، وفي (ز):"ثنا يونس أنا عن".

(8)

إتحاف المهرة (19/ 292 - 24880).

(9)

قوله: "إن" غير موجود في (ص).

(10)

هو: محمد بن أحمد بن شعيب بن هارون بن موسى الشعيبي الفقيه.

(11)

كذا في النسخ كلها، ومحمد بن نصر هذا لم نعرفه، ولم نجد إسنادا كهذا في كتب المصنف إلا في هذا الموضع، وقد روى المصنف لمحمد بن سعد بن منيع من طريق =

ص: 296

هُشَيْمٌ، وَيُقَالُ: مِقْسَمٌ

(1)

.

5059 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِالْقَلِيبِ فَطُرِحُوا فِيهِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"يَا أَهْلَ الْقَلِيبِ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا". فَقَالَ أَصْحَابُهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، تُكَلِّمُ أَقْوَامًا مَوْتَى؟ فَقَالَ:"لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقٌّ". فَلَمَّا أَمَرَ بِهِمْ فَسُحِبُوا عُرِفَ فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ الْكَرَاهِيَةُ وَأَبُوهُ يُسْحَبُ إِلَى الْقَلِيبِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا أَبَا حُذَيْفَةَ، وَاللهِ لَكَأَنَّهُ سَاءَكَ مَا كَانَ فِي أَبِيكَ". فَقَالَ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا شَكَكْتُ فِي اللهِ وَفِي رَسُولِ اللهِ، وَلَكِنْ أَنْ كَانَ حَلِيمًا سَدِيدًا ذَا رَأْيٍ، فَكُنْتُ أَرْجُو أَنْ لَا يَمُوتَ حَتَّى يَهْدِيَهُ اللهُ عز وجل إِلَى الْإِسْلَامِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ أَنْ قَدْ فَاتَ ذَلِكَ، وَوَقَعَ

(2)

حَيْثُ وَقَعَ أَحْزَنَنِي ذَلِكَ. قَالَ: فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِخَيْرٍ

(3)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

* * *

= الحارث بن أبي أسامة والحسين بن الفرج عنه، ثم إن ابن سعد في الطبقات (3/ 80) لم يذكر في تسمية أبي حذيفة إلا "هشيم"، والله أعلم.

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 425 - 3).

(2)

في (و) و (ك) و (ص): "وقع".

(3)

إتحاف المهرة (17/ 393 - 22470).

ص: 297

‌ذِكْرُ قُطْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه

-

5060 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: وَقُطْبَةُ بْن عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَدْرًا، وَهُوَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ: {وَلَيْسَ

(1)

الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى}

(2)

. وَأَخُوهُ يَزِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ، وَيُكْنَى يَزِيدُ أَبَا الْمُنْذِرِ

(3)

.

5061 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ قَوْمِهِ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَوْسِمِ الَّذِي لَقِيَهُ فِيهِ النَّفَرُ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَعَرَضَ نَفْسَهُ عَلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَاجِعِينَ إِلَى بِلَادِهِمْ، قَدْ آمَنُوا وَصَدَّقُوا؛ مِنْهُمْ قُطْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ

(4)

.

5062 -

حدثنا أَبُو عَبْد اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ

(5)

، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي ابْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ

(1)

في النسخ كلها: "ليس".

(2)

سورة البقرة (آية: 189).

(3)

إتحاف المهرة (19/ 234 - 24716).

(4)

إتحاف المهرة (16/ 493 - 20998).

(5)

هو: أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة بن أبي رهم القرشي.

ص: 298

قُطْبَةَ بْنَ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ فِي عِشْرِينَ رَجُلًا إِلَى حَيٍّ مِنْ خَثْعَمَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ

(1)

.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (19/ 171 - 24625)، وقال:"قلت: فيه ثلاثة متروكون على نسق، مع إرساله".

ص: 299

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ سَالِمِ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ رضي الله عنه

-

5063 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ

(1)

، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ

(2)

رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَمَنْ مُعَاذٍ، وَمَنْ أُبَيٍّ، وَمَنْ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ"

(3)

. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(4)

.

(1)

كذا في النسخ كلها، ولعله أراد: محمد بن مسلم بن أبي الوضاح الجزري، لكنه وإن روى عن الأعمش، فلم يذكروا أن إبراهيم بن مهدي المصيصي يروي عنه، وعند البزار (4/ 332)، وابن الأعرابي في معجمه (2/ 735):"ثنا أبو إسماعيل المؤدب" يعني: "إبراهيم بن سليمان بن رزين المصيصي" وقال البزار: "لم نسمعه إلا من إبراهيم بن سعيد عن إبراهيم بن مهدي عن أبي إسماعيل المؤدب".

(2)

زاد في (و) و (ك) و (ص): "بن مسعود" وكذا وضعه ابن حجر في مسند ابن مسعود من الإتحاف، وهو المتبادر عند الإطلاق في حديث الكوفيين.

(3)

إتحاف المهرة (10/ 377 - 12969).

(4)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: هو في الصحيح من طريق: عمرو بن مرة، عن إبراهيم، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو المحفوظ". أخرجه البخاري في فضائل الصحابة (5/ 36، 27) وفضائل القرآن (6/ 186)، وكذا أخرجه مسلم (7/ 148) من حديث عمرو بن مرة عن إبراهيم به - كما ذكر الحافظ -، وأخرجه هو والبخاري (5/ 28) أيضًا من حديث الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عبد الله بن عمرو، وهذه الطريق أصرح في تخطئة رواية المؤدب، وكذا سيستدركه المصنف (6404) من طريق مجاهد عن عبد الله بن عمرو، وقال ابن حجر في الفتح (8/ 664): "جاء عن إبراهيم وهو النخعي فيه شيخ آخر، أخرجه الحاكم من طريق أبي سعيد المؤدب عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله، وهو مقلوب، فإن =

ص: 300

5064 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ بُطَّةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُسْتَهْ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُيُوخِهِ قَالَ: سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ كَانَ مَوْلَى لِثُبَيْتَةَ بِنْتِ يَعَارٍ الْأَنْصَارِيَّةِ، وَكَانَتْ تَحْتَ أَبِي حُذَيْفَةَ فَتَبَّنَاهُ، فَكَانَ يُقَالُ: سَالِمُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ، فَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ}

(1)

. قِيلَ لِسَالِمٍ: مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ. قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَوُجِدَ رَأْسُهُ عِنْدَ رِجْلِ أَبِي حُّذَيْفَةَ، أَوْ رِجْلُ أَبِي حُذَيْفَةَ عِنْدَ رَأْسِهِ

(2)

. وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: هُوَ سَالِمُ بْنُ مَعْقِلٍ مِنْ أَهْلِ إِصْطَخْرَ.

5065 -

أخبرنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُكْرَمٍ، أَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الْبُرْدِيُّ

(3)

، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَابِطٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أَبْطَأْتُ لَيْلَةً عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الْعِشَاءِ، ثُمَّ جِئْتُ، فَقَالَ لِي:"أَيْنَ كُنْتِ؟ ". قُلْتُ: كُنَّا نَسْمَعُ قِرَاءَةَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِكَ فِي الْمَسْجِدِ لَمْ أَسمَعْ مِثْلَ صَوْتِهِ، وَلَا قِرَاءَةً مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِكَ، فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى اسْتَمَعَ إِلَيْهِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: "هَذَا سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مِثْلَ

= المحفوظ في هذا عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق، كما تقدم في المناقب، ويحتمل أن يكون إبراهيم حمله عن شيخين، والأعمش حمله عن شيخين".

(1)

سورة الأحزاب (آية: 5).

(2)

لم نجد هذا الحديث في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 677 - 10).

(3)

في (و): "البزدي، وهو: موسى بن هارون بن بشير المعروف بالبني، قال المزي: "وقيل إن البردي لقب، لقب به؛ لبردة كان يلبسها".

ص: 301

هَذَا"

(1)

.

صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ هَكَذَا، إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ الْمُهَاجِرِينَ لَمَّا أَقْبَلُوا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ كَانَ يَؤُمُّهُمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا.

5066 -

أخبرنا أَبُو الْعَبَّاس الْمَحبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ تُحَدِّثُ، أَنَّ امْرَأَةَ أَبِي حُذَيْفَةَ ذَكَرَتْ. وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ تُحَدِّثُّ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ امْرَأَةَ أَبِي حُذَيْفَةَ ذَكَرَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم دُخُولَ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَرْضِعِيهِ". فَأَرْضَعَتْهُ بَعْدَ أَنْ شَهِدَ بَدْرًا، فَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا

(3)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(4)

.

(1)

إتحاف المهرة (17/ 82 - 21912).

(2)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: أخرجه ابن ماجه والبزار من طريق: الوليد بن مسلم، ورجاله من رجال الصحيح. رواه عبد الله بن المبارك - وهو أتقن من الوليد - عن حنظلة، فقال: عن ابن سابط، أن عائشة قالت

فذكر نحوه، أخرجه في كتاب الجهاد، وهو أشبه".

(3)

إتحاف المهرة (17/ 740 - 23151).

(4)

وأصله في الصحيحين؛ البخاري في المغازي (5/ 81) والنكاح (7/ 7)، ومسلم (4/ 169).

ص: 302

5067 -

حدثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَكْرٍ الْعَدْلُ

(1)

، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا عَفِّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنِي أَبِي

(2)

، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ قَالَ: جَعَلَتْ أُمُّ سَالِمٍ الْأَنْصَارِيَّةُ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ سَائِبَةً للهِ، وَأَنَّهُ قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ، وَوَرِثَتْ سِلَاحًا وَفَرَسًا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَنْ خُذِيهِ، فَأَنْتِ أَحَقُّ النَّاسِ بِهِ. فَقَالَتْ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ، إِنِّي كُنْتُ جَعَلْتُهُ للهِ تَعَالَى حِينَ أَعْتَقْتُهُ. فَأَخَذَهُ عُمَرُ رضي الله عنه، فَجَعَلَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل

(3)

.

(4)

5068 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا قُتِلَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، قَالُوا: ذَهَبَ رُبْعُ الْقُرْآنِ

(5)

.

(6)

صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.

5069 -

حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ

(7)

، ثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ

(1)

هو: محمد بن الحسن بن علي بن بكر بن هانئ الميداني النيسابوري.

(2)

هو: غياث بن طلق بن معاوية النخعي.

(3)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: لم يصح ذا".

(4)

إتحاف المهرة (12/ 329 - 15697).

(5)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: على تقدير مضاف حذف". يعني ربع علم القرآن.

(6)

إتحاف المهرة (4/ 637 - 4811).

(7)

في التلخيص: "المقبري" مصحف.

ص: 303

حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: تَمَنَّوْا. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّ هَذِهِ الدَّارَ مَمْلُوءَةٌ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: تَمَنَّوْا. فَقَالَ رَجُلٌ: أتَمَنَّى لَوْ أَنَّهَا مَمْلُوءَةٌ لُؤْلُؤًا، وَزَبَرْجَدًا، وَجَوْهَرًا فَأُنْفِقَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأَتَصَدَّقُ. ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: تَمَنَّوْا. فَقَالُوا: مَا نَدْرِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ عُمَرُ: أتَمَنَّى لَوْ أَنَّهَا مَمْلُوءَةٌ رِجَالًا مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ

(1)

.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (12/ 92 - 15149)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: على شرط البخاري ومسلم". كذا قال!، وأبو صخر حميد بن أبي المخارق لم يحتج به البخاري.

ص: 304

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ

أَخُو أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ أَخِيهِ عُمَرَ، وَأَسْلَمَ قَبْلَهُ، آخَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَعْنِ بْنِ عَدِيٍّ، وَقُتِلَا جَمِيعًا بِالْيَمَامَةِ شَهِيدَيْنِ.

5070 -

حدثنا بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ بُطَّةَ، ثَنَا الحَسَنُ بْنُ الجَهْمِ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْجَحَّافُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - مِنْ وَلَدِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ - عَنْ أَبِيهِ

(1)

قَالَ: كَانَ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ يَحْمِلُ رَايَةَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ، وَقَدِ انْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى غَلَبَتْ حَنِيفَةُ عَلَى الرِّحَالِ

(2)

، فَجَعَلَ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ: أَمَّا الرِّحَالُ فَلَا رِحَالَ، وَأَمَّا الرِّجَالُ فَلَا رِجَالَ. ثُمَّ جَعَلَ يَصِيحُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِنْ فِرَارِ أَصحَابِي، وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ مُسَيْلِمَةُ، وَمُحْكَمُ بْنُ الطُّفَيْلِ. وَجَعَلَ يَشْتَدُّ بِالرَّايَةِ يَتَقَدَّمُ

(3)

بِهَا فِي نَحْرِ الْعَدُوِّ، ثُمَّ ضَارَبَ بِسَيْفِهِ حَتَّى قُتِلَ - رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ - وَوَقَعَتِ الرَّايَةُ، فَأَخَذَهَا سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ،

(1)

كذا، وكذا عند ابن سعد في الطبقات (3/ 350)، وهو إن شاء الله: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب العدوي، فهو الذي يروي عنه الواقدي كما في الطبقات الكبرى (7/ 55)، وتاريخ دمشق (34/ 371)، وقال ابن حجر في النزهة (1/ 162):"الجحاف الخطابي: هو عبد الرحمن بن زيد، من ذرية عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب"، كذا وقع في المطبوع ولعله تصحيف، ولعل صوابه:"عبد الرحمن بن عبد الله"، وأبوه هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب.

(2)

في الإتحاف: "الرجال".

(3)

في (ص) و (ك): "فتقدم".

ص: 305

فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: يَا سَالِمُ، نَخَافُ

(1)

أَنْ نُؤْتَى مِنْ قِبَلِكَ. فَقَالَ: بِئْسَ حَامِلُ الْقُرْآنِ أَنَا إِنْ أُتِيتُمْ مِنْ قِبَلِي. وَقُتِلَ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ سَنَةَ اثْنَتَي عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ

(2)

.

5071 -

أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْن إِسْحَاقَ، أَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ

(3)

خَامِسَ خَمْسَةٍ رُفْقَةٍ فِي غَزَاةِ مُسَيْلِمَةَ، فَقُتِلُوا غَيْرَهُ

(4)

، قُتِلَ: زَيْدُ بْن الْخَطَّابِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَخْرَمَةَ، وَاثْنَانِ آخَرَانِ

(5)

.

(6)

5072 -

أخبرني أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ

(7)

، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو

(8)

، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ يُصَابُ بِالْمُصِيبَةِ فَيَقُولُ: أُصَبْتُ بِزَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ فَصَبَرْتُ. وَأَبْصَرَ عُمَرُ رضي الله عنه قَاتِلَ أَخِيهِ زَيْدٍ، فَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ، لَقَدْ قَتَلْتَ لِي أَخًا مَا هَبَّتِ الصَّبَا إِلَّا ذَكَرْتُهُ

(9)

.

(1)

كذا في (ز)، وفي سائر النسخ:"أنخاف".

(2)

إتحاف المهرة (5/ 30 - 4902).

(3)

في (ز) و (م) و (ص): "قال: قال ابن عمر".

(4)

في (و): عدة"، وفي (ك): "عنده".

(5)

في (و) و (ك) و (ص): "وعبد الله بن مخرمة - بياض - واثنان آخران".

(6)

إتحاف المهرة (19/ 210 - 24660).

(7)

هو: محمد بن الصباح بن سفيان، أبو جعفر التاجر الجرجرائي.

(8)

قوله: "عن عمرو" ساقط من (و) و (ر) و (ص).

(9)

إتحاف المهرة (12/ 304 - 15642).

ص: 306

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَثِيرٍ أَبِو مِحْصَنٍ

شَهِدَ بَدْرًا، وأُحدًا، وَالْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

5073 -

حدثني أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصبَهَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَهْ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا الْوَاقِدِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ

(1)

، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ أُمِّ قَيْسِ بِنْتِ مِحْصَنٍ قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعُكَّاشَةُ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً

(2)

، وَقُتِلَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَنَةٍ بِبُزَاخَةَ

(3)

فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه سَنَةَ

(4)

ثِنْتَيْ عَشْرَةَ، وَكَانَ عُكَّاشَةُ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ

(5)

.

5074 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثَنَا يَزِيد بْنُ هَارُونَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ وُجُوهُهُم عَلَى ضَوْءِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ إِضَاءَةً

(1)

كذا في النسخ والطبقات لابن سعد (3/ 86)، وفي الإتحاف:"الحجبي"، مصحف، وهو: عمر بن عثمان بن عبد الله بن جحش، ولم نجد له ترجمة.

(2)

كذا، وفي الطبقات:"ابن أربع رأربعين سنة".

(3)

بزاخة: ماء لطيء بأرض نجد، وقيل: ماء لبني أسد، كانت فيه وقعة عظيمة مع طليحة بن خويلد، وكان قد تنبأ بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، وانظر معجم البلدان (1/ 408).

(4)

في (و) و (ص): "لسنة".

(5)

إتحاف المهرة (18/ 297 - 23662).

ص: 307

فِي السَّمَاءِ". فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ: "اللَّهمُ اجْعَلْهُ مِنْهمْ". فَقَامَ رَجُلٌ آخِرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ: "سَبَقَكَ إِلَيْهَا عُكَّاشَةُ"

(1)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(2)

.

5075 -

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ

(3)

، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

(4)

بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: كُنَّا نَحْنُ الْمُقَدِّمَةَ مِائَتَيْ فَارِسٍ، وَعَلَيْنَا زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَكَانَ ثَابِتُ بْنُ أَقْرَمَ وَعُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَمَامَنَا، فَلَمَّا مَرَرْنَا بِهِمَا مَقْتُولَيْنِ سَرَيْنَا

(5)

وَخَالِدٌ وَالْمُسْلِمُونَ وَرَاءَنَا، فَوَقَفْنَا عَلَيْهِمَا، فَأَمَرَ خَالِدٌ، فَحُفِرَ لَهُمَا وَدَفَنَّاهُمَا بِدِمَائِهِمَا

(6)

.

(1)

إتحاف المهرة (16/ 176 - 20592).

(2)

بل أخرجاه من حديث الزهري عن سعيد عن أبي هريرة، البخاري (7/ 146) و (8/ 113)، ومسلم (1/ 136)، وأخرجه مسلم من حديث محمد بن زياد عن أبي هريرة.

(3)

كذا في النسخ الخطية كلها والإتحاف: "عبد الله بن سليمان"، وفي أصل الرواية عند ابن سعد في الطبقات في ترجمتي عكاشة وثابت بن أقرم (3/ 87، 433): "عبد الملك بن سليمان"، وهو الصواب، وعبد الملك هو: فليح بن سليمان بن أبي المغيرة الخزاعي، وقيل الأسلمي، وفليح لقب غلب عليه - قاله الواقدي وغيره - وانظر الطبقات (7/ 594)، وتقييد المهمل (3/ 1131)، وتهذيب الكمال (23/ 317)، ونزهة الألباب (3/ 73)، ولم ينتبه ابن حبان فغاير بينهما في الثقات (7/ 324) و (8/ 385).

(4)

في (ص) و (ك): "مسلمة".

(5)

في (و): "سرنا".

(6)

إتحاف المهرة (16/ 326 - 20862).

ص: 308

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ مَعْنِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ العَجْلَانَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه

-

5076 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَمَعْنُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ

(1)

بْنِ الْعَجْلَانِ حَلِيفٌ مِنْ بَلِيٍّ

(2)

، شَهِدَ الْعَقَبَةَ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَمَشَاهِدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

(3)

.

5077 -

أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قُتِلَ مَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ بِالْيَمَامَةِ يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ

(4)

.

* * *

(1)

قوله: "بن الجد" مضروب عليه في (و)، وحذف من (ك) و (ص)، ولا إشكال فيه.

(2)

يعني: بلي بن عمرو بن إلحاف بن قضاعة، وهو حلفاء لبني زيد بن مالك بن عوف، وفي (ز) و (و):"بن بلي" مصحف.

(3)

لم نجد هذا الحديث في الإتحاف.

(4)

إتحاف المهرة (19/ 230 - 24697).

ص: 309

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ عبَّادِ بْنِ بِشْرِ بْنِ وَقْشٍ

(1)

الْأَشْهَلِيِّ رضي الله عنه

-

5078 -

أخبرني إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: كَانَ عَبَّادُ بْنُ بِشْرِ بْنِ وَقْشٍ أَحَدُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ يُكْنَى أَبَا بِشْرٍ، وَيُقَالُ: أَبَا الرَّبِيعِ

(2)

.

5079 -

وحدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ بُطَّةَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْن عُمَرَ قَالَ: عَبَّادُ بْنُ بِشْرِ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ يُكْنَى: أَبَا بِشْرٍ. وَقَالَ

(3)

عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ

(4)

: كَانَ يُكْنَى أَبَا الرَّبِيعِ أَسْلَمَ بِالْمَدِينَةِ عَلَى يَدَيْ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ إِسْلَامِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَشَهِدَ عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ بَدْرًا، وَكَانَ فِيمَنْ قَتَلَ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ وَشَهِدَ أَيْضًا أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ

(5)

مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ أَيْضًا يَوْمَ الْيَمَامَةِ، وَكَانَ لَهُ يَوْمَئِذٍ بَلَاءٌ، وَعَنَاءٌ، وَمُبَاشَرَةٌ لِلْقِتَالِ حَتَّى قُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، وَذَلِكَ سَنَةَ

(6)

ثْنَتَيْ

(7)

عَشْرَةَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ

(1)

في (و) و (ص): "قيس"، وفي (ك):"رقش"، وكلاهما تصحيف.

(2)

لم نجد هذا الحديث في الإتحاف.

(3)

في (ك) و (ص) و (و): "قال".

(4)

هو: أبو محمد المعروف بابن القداح الأنصاري المدني النسابة.

(5)

في (و) و (ك) و (ص): "والمشاهد كلها".

(6)

في (و) و (ص): "في سنة".

(7)

في (ص) و (و):"اثنتى".

ص: 310

وَأَرْبَعِينَ سَنَةً

(1)

.

5080 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ ثَلَاثَةٌ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْهُمْ: سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ. قَالَ عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: وَاللهِ مَا سَمَّانِي أَبِي عَبَّادًا إِلَّا بِهِ

(2)

. هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

* * *

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 467 - 84).

(2)

إتحاف المهرة (16/ 1173 - 21773).

ص: 311

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ أَبِي دُجَانَةَ سِمِاكَ بْنِ خَرَشَةَ الْخَزْرَجِيِّ رضي الله عنه

-.

5081 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُيُوخِهِ: اسْمُ أَبِي دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ، آخَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ، وَشَهِدَ أَبُو دُجَانَةَ بَدْرًا وَأُحُدًا، وَثَبَتَ يَوْمَئِذٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ، وَشَهِدَ الْيَمَامَةَ، وَكَانَ فِيمَنْ شَرِكَ فِي قَتْلِ مُسَيْلِمَةَ، وَقُتِلَ أَبُو دُجَانَةَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا

(1)

.

5082 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ. وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ سَيْفًا يَوْمَ أُحُدٍ وَأَصْحَابُهُ حَوْلَهُ، فَقَالَ:"مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ؟ ". فَبَسَطُوا أَيْدِيَهُمْ، يَقُولُ: هَذَا أَنَا. وَيَقُولُ: هَذَا أَنَا. فَقَالَ: "مَنْ يَأْخُذُهُ بِحَقِّهِ؟ ". فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ، فَقَالَ سِمَاكٌ أَبُو دُجَانَةَ: أَنَا آخُذُهُ بِحَقِّهِ. فَدَفَعَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ، فَفَلَقَ بِهِ يَوْمَئِذٍ هَامَ الْمُشْرِكِينَ

(2)

.

5083 -

حدثنا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي إِمْلَاءً، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ الرَّقَاشِيُّ، ثَنَا

(1)

إتحاف المهرة (19/ 677 - 25503).

(2)

إتحاف المهرة (1/ 483 - 513)، وقال:"قلت: رواه مسلم من حديث حماد بن سلمة بهذا الإسناد". يعني في الفضائل (7/ 151).

ص: 312

عَمْرُو بْنُ عَاصِمُ الْكِلَابِيُّ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْوَازِعِ بْنِ ثَوْرٍ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه قَالَ: عَرَضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَيْفًا يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ:"مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ؟ ". فَقُمْتُ، فَقُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. فَأَعْرَضَ عَنِّي، ثُمَّ قَالَ:"مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ؟ ". فَقُمْتُ، فَقُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. فَأَعْرَضَ عَنِّي، ثُمَّ قَالَ:"مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ؟ ". فَقَامَ

(1)

أَبُو دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ، فَقَالَ: أَنَا آخُذُهُ يَا رَسُولَ اللهِ بِحَقِّهِ، فَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ:"أَنْ لَا تَقْتُلَ بِهِ مُسْلِمًا، وَلا تَفِرَّ بِهِ عَنْ كَافِرٍ". قَالَ: فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ، وَكَانَ إِذَا أَرَادَ الْقِتَالَ أَعْلَمَ بِعِصَابَةٍ، قَالَ: قُلْتُ: لَأَنْظُرَنَّ الْيَوْمَ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ قَالَ: فَجَعَلَ لَا يَرْتَفِعُ لَهُ شَيْءٌ إِلَّا هَتَكَهُ وَأَفْرَاهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى نِسْوَةٍ فِي سَفْحِ جَبَلٍ مَعَهُنَّ

(2)

دُفُوفٌ لَهُنَّ فِيهِنَّ امْرَأَةٌ، وَهِيَ تَقُولُ:

نَحْنُ بَنَاتُ طَارِقٍ

نَمْشِي عَلَى النَّمَارِقِ

إِنْ تُقْبِلُوا نُعَانِقْ

وَنَبْسُطُ النَّمَارِقَ

أَوْ تُدْبِرُوا نُفَارِقْ

فِرَاقَ غَيْرَ وَامِقٍ

قَالَ: فَأَهْوَى بِالسَّيْفِ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَضْرِبَهَا، ثُمَّ كَفَّ عَنْهَا، فَلَمَّا انْكَشَفَ الْقِتَالُ، قُلْتُ لَهُ: كُلَّ عَمَلِكَ قَدْ رَأَيْتُ، مَا خَلَا رَفْعَكَ السَّيْفَ عَلَى الْمَرْأَةِ ثُمَّ لَمْ تَضْرِبْهَا. قَالَ

(3)

: إِنِّي وَاللهِ أَكْرَمْتُ سَيْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقْتُلَ بِهِ امْرَأَةً

(4)

. صحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

(1)

من قوله: "فقمت" الثانية إلى هاهنا ساقط من (و) و (ك) و (ص).

(2)

في (ص) و (و): "ومعهن".

(3)

في (ص): "فقال".

(4)

إتحاف المهرة (4/ 541 - 4617).

ص: 313

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَنَمَةَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه

-

5084 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَنِي عَدِيٍّ، وَثَعْلَبَةُ بْنُ عَنَمَةَ بْنِ عَدِيٍّ، وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ

(1)

.

5085 -

أخبرني إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الزَّاهِدُ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ

(2)

، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ وَأَبِي جَابِرٍ

(3)

، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ ثَعْلَبَةَ بْنَ عَنَمَةَ وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهُوَ جَالِسٌ، وَفِي إِصْبَعِ ثَعْلَبَةَ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ، [فَسَلَّمَ]

(4)

فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ سَلَّمَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ سَلَّمَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ

(5)

، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ: سَلَّمَ عَلَيْكَ ثَعْلَبَةُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمْ تُرَدَّ عَلَيْهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ

(6)

(1)

إتحاف المهرة (19/ 234 - 24717).

(2)

هو: إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة، أبو إسحاق الزبيري المدني.

(3)

أبو عتيق هو: عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله، وأبو جابر يشبه أن يكون هو: محمد بن جابر بن عبد الله، فهو وإن لم يذكروا أنه يكنى بأبي جابر، إلا أن ابن سعد لم يذكر لجابر بن عبد الله رضي الله عنه أبناءا ذكورا سوى عبد الرحمن ومحمد، نعم ترجم البخاري وابن حبان لمحمود بن جابر بن عبد الله، لكن قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (8/ 291):"لَا أعرف محمود بن جابر، أعرف محمد بن جابر بن عبد الله". والله أعلم.

(4)

ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من التلخيص.

(5)

قوله: "ثم سلم" الثالثة غير موجود في (و) و (ك) و (ص) والتلخيص.

(6)

قوله: "رسول الله" غير موجود في (ك) و (ز) والتلخيص، وفي (م):"النبي".

ص: 314

صلى الله عليه وسلم: "أَوَ لَا تَرَاهُ يَنْضَحُ وَجْهِي بِجَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فِي يَدِهِ". فَرَمَى ثَعْلَبَةُ بِالْخَاتَمِ

(1)

.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (3/ 612 - 3867)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: حرام هالك، فليت شعري أما سمع المؤلف قول الشافعي رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: الرواية عن حرام حرام، ثم إن الحديث باطل بقوله وفد وإنما هو من أهل المدينة، وأيضا إنما حرم الذهب في أواخر الأمر والله أعلم، وهو: ثعلبة بن عنمة بن عدي بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الخزرجي".

ص: 315

‌ذِكْر مَنَاقِبِ رَافِعِ بْنِ مَالِكٍ الزُّرَقِيِّ رضي الله عنه

-

5086 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا

(1)

مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَنِي زُرَيْقِ [بْنِ]

(2)

عَامِرٍ، ثُمَّ مِنْ بَنِي الْعَجْلَانِ: رَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ الزُّرَقِيُّ

(3)

.

5087 -

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ وَأَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالُوا: ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا رِفَاعَةُ بْنُ يَحْيىَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَمِّ أَبِيهِ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَطَسْتُ، فَقُلْتُ: الْحَمْدُ للهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، مُبَارَكًا عَلَيْهِ

(4)

كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى. فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ، فَقَالَ:"مَنِ الْمُتَكَلِّمُ فِي الصَّلاةِ؟ ". فَقَالَ رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: "فَكَيْفَ قُلْتَ؟ ". قَالَ: قُلْتُ: الْحَمْدُ للهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدِ ابْتَدَرَهَا بِضْعًا وَثَلَاثُونَ مَلَكًا أَيُّهُمْ يَصْعَدُ بِهَا"

(5)

.

(1)

وقال الواقدي: شهد العقبة ولم يشهد بدرا.

(2)

ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت الصواب كما في كتب السيرة.

(3)

لم نجد هذا الحديث في الإتحاف.

(4)

قوله: "مباركا عليه" ساقط من (و) و (ك) و (ص) والتلخيص.

(5)

إتحاف المهرة (4/ 497 - 4571).

ص: 316

5088 -

حدثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ

(2)

بْنُ يَحْيَى، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمَا كَتَبْنَاهُ إِلَّا عَنْهُ، فَذَكَرَ الحَدِيثَ بِمِثْلِهِ

(3)

.

5089 -

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذرِ الْحِزَامِيُّ، أَنَا عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ

(4)

، حَدَّثَنِي رِفَاعَةُ بْنُ يَحْيَىَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ تَجَمَّعَ النَّاسُ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، فَأَقْبَلْتُ إِلَيْهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى قِطْعَةٍ مِنْ دِرْعِهِ قَدِ انْقَطَعَتْ مِنْ تَحْتِ إِبْطِهِ، قَالَ: فَأَطْعَنُهُ بِالسَّيْفِ فِيهَا طَعْنَةً فَقَطَعْتُهُ، وَرُمِيتُ بِسَهْمٍ يَوْمَ بَدْرٍ فَفُقِئَتْ عَيْنِي، فَبَصَقَ فِيهَا رَسُولُ اللهِ

(1)

في (ك) و (و): "حدثناه".

(2)

قوله: "محمد" مكانه بياض في (و) و (ك) و (ص).

(3)

إتحاف المهرة (4/ 497 - 4571)، وقال: "قلت: رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد، فاتفقوا على أنه: معاذ بن رفاعة بن رافع، عن أبيه، لم يقل: عن جده. وهذا هو المشهور عن قتيبة، وكذلك رواه عنه (

)، والظاهر أن الوهم فيه من الحاكم، فقد رواه البيهقي، عن (

)، ومما يؤكد أنه من رواية رفاعة بن رافع، لَا من رواية أبيه أن البخاري وأبا داود والترمذي وابن خزيمة وغيرهم أخرجوه من حديث مالك، عن نعيم المجمر، عن علي بن يحيى بن خلاد الزرقي - في الإتحاف: حماد الدورقي، مصحف -، عن أبيه، عن رفاعة بن رافع، بمعناه، وسيأتي، وقد وهم فيه الحاكم أيضًا فاستدركه كما سننبه عليه إن شاء الله تعالى".

انظر صحيح البخاري في الأذان (1/ 159)، وكذا رواه سعيد بن عبد الجبار عند أبي داود (1/ 502) والبيهقي (2/ 95) بنحو رواية قتيبة فقال:"عن أبيه".

(4)

هو: عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر الزهري الأعرج، المعروف بابن أبي ثابت.

ص: 317

صلى الله عليه وسلم، وَدَعَا لِي فَمَا آذَانِي مِنْهَا شَيْءٌ

(1)

. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5090 -

حدثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ العَدْلُ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفصٍ السَّدُوسِيُّ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ

(3)

، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَجْلَانَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رِفَاعَةَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَقْبَلْتُ يَوْمَ بَدْرٍ، فَفَقَدْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَادَتِ الرِّفَاقُ بَعْضُهَا بَعْضًا: أَفِيكُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَوَقَفُوا حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَدْنَاكَ

(4)

. فَقَالَ: "إِنَّ أَبَا حَسَنٍ وَجَدَ مَغَصًا في بَطْنِهِ، فَتَخَلَّفْتُ عَلَيْهِ"

(5)

.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (4/ 515 - 4590).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: عبد العزيز ضعفوه".

(3)

هو: نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني.

(4)

في (و) و (ص): "قد فقدناك".

(5)

إتحاف المهرة (4/ 516 - 4592).

نقول: كذا أورد المصنف هذا الحديث والذي قبله في ترجمة رافع، ثم ترجم بعد ذلك مباشرة لابنه رفاعة بن رافع، وكان الواجب إيرادهما في ترجمته، كما أن الحديث المتقدم عليهما حديث رفاعة أيضًا، وقد جعله المصنف من مسند أبيه، ولعل الوهم منه، والله أعلم.

ص: 318

‌ذِكْرُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيُّ رضي الله عنه

-

5091 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْن لَهِيعَةَ، ثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، ثَنَا عُرْوَةُ فِىِ تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ: رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَهُوَ نَقِيبٌ، وَذَكَرَهُ أَيْضًا فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا

(1)

.

5092 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا التُّسْتَرِيُّ

(2)

، ثَنَا شَبَابٌ

(3)

الْعُصْفُرِيُّ قَالَ: رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ، أُمُّهُ وَأُمُّ أَخِيهِ خَلَّادِ بْنِ رَافِعٍ، أُمُّ مَالِكِ بِنْتُ أُبَيَّ؟ [ابْنِ] سَلُولٍ

(4)

، وَمَاتَ رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ حِينَ قَامَ مُعَاوِيَةُ

(5)

.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (19/ 234 - 24718).

(2)

في (ص) و (و): "القشيرى" مصحف.

(3)

هو: خليفة بن خياط، وتصحف في (و) و (ك) و (ص) إلى:"شهاب".

(4)

في النسخ الخطية كلها "بنت أبي سلول" خطأ، والمثبت من أصل الرواية في طبقات خليفة بن خياط (ص 170)، وهي: أم مالك بنت أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم الحبلي، أخت عبد الله بن أبي ابن سلول.

(5)

يعني: في أول خلافته، ولم يورد الحافظ في الإتحاف هذا الأثر، واستدركه محققه في الحاشية (18/ 557 - 3).

ص: 319

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاسِ الْخَزْرَجِيِّ الْخَطِيبِ رضي الله عنه

-

5093 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ بُطَّةَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكٍ خَطِيبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا

(1)

.

5094 -

حدثنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ يَعْقُوبَ

(2)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ، ثَنَا أَبِي

(3)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: اسْتُشْهِدَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ يَوْمَ الْيَمَامَةِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ قَدَّمَهُ عَلَى الْأَنْصَارِ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رضي الله عنه

(4)

.

5095 -

أخْبرني مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ بِمَرْوَ

(5)

، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سَيَّارٍ، يَقُولُ: كُنْيَةُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(6)

.

(1)

لم نجده في الإتحاف.

(2)

هو: محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل النيسابوري.

(3)

هو: محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي، هو وابنه من رجال التهذيب.

(4)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 418 - 1).

(5)

لم نجد له ترجمة.

(6)

لم نجد هذا الحديث في الإتحاف.

ص: 320

5096 -

حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"نِعْمَ الرَّجلُ أَبُو بَكْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ، نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، نِعْمَ الرَّجُلُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْن جَبَلٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، بِئْسَ الرَّجُلُ فُلَانٌ وَفُلَانٌ". سَبْعَةُ رِجَالٍ سَمَّاهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يُسَمِّهِمْ لَنَا سُهَيْلٌ

(1)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5097 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ التَّاجِرُ

(2)

، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، ثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، ثَنَا مُوسَى بْنُ أَنَسٍ

(3)

، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ جِئْتُ إِلَى ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَهُوَ يَتَحَنَّطُ، فَقُلْتُ: يَا عَمُّ، أَلَا تَرَى مَا يَلْقَى النَّاسُ؟ فَلَبِسَ أَكْفَانَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ، وَهُوَ يَقُولُ: الْآنَ، الْآنَ، وَجَعَلَ يَقولُ بِالْحَنُوطِ - وَأَوْمَأَ الْأَنْصَارِيُّ عَلَى سَاقِهِ هَكَذَا - عَنْ وُجُوهِ الْقَوْمِ نُقَارِعُ

(4)

الْقَوْمَ، بِئْسَ مَا عَوَّدَتْكُمْ

(5)

أَقْرَانَكُمْ، مَا هَكَذَا كُنَّا نُقَاتِلُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ

(6)

.

(1)

إتحاف المهرة (14/ 555 - 18211)، وسيأتي برقم (5242) و (5346) و (5921).

(2)

هو: محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الوزير الجحافي النيسابوري.

(3)

في (و): "موسى بن يونس" وأشار الناسخ في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى: "موسى بن أنس".

(4)

في (و) و (ك) و (ص): "فقارع".

(5)

في (م) و (و) و (ص) و (ك): "دعوتكم".

(6)

إتحاف المهرة (3/ 20 - 2476).

ص: 321

صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(1)

.

5098 -

أخبرني الْإِمَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ قُرَيْشٍ

(2)

الْوَرَّاقُ، قَالَا: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أَنَا خَالِدٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: خَطَبَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ عِنْدَ مَقْدَمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ

(3)

، فَقَالَ: نَمْنَعُكَ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أَنْفُسَنَا وَأَوْلَادَنَا، فَمَا لَنَا؟ قَالَ:"الْجَنَّةُ". قَالَ: رَضِينَا

(4)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5099 -

أخبرني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ بِمَرْوَ

(5)

، ثَنَا عَبْدَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْحَافِظُ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ الْبَغْدَادِيُّ - وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: الْأَعْرَجُ - ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ هَلَكَتُ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"وَلِمَ؟ ". قَالَ: نَهَانَا اللهُ أَنْ نُحِبَّ أَنْ نُحْمَدَ بِمَا لَمْ نَفْعَلْ، وَأَجِدُنِي أُحِبُّ الْحَمْدَ، وَنَهَانَا عَنِ الْخُيَلَاءِ، وَأَجِدُنِي أُحِبُّ الْجَمَالَ، وَنَهَانَا أَنْ نَرْفَعَ أَصْوَاتَنَا فَوْقَ صَوْتِكَ، وَأَنَا جَهِيرُ الصَّوْتِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا ثَابِتُ، أَلَا تَرْضَى أَنْ تَعِيشَ حَمِيدًا، وَتُقْتَلَ شَهِيدًا، وَتَدْخُلَ الْجَنَّةَ؟ ". قَالَ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللهِ.

(1)

بل أخرجه البخاري في الجهاد (4/ 27) من حديث خالد بن الحارث عن ابن عون نحوه.

(2)

في (و) و (ص): "قيس".

(3)

في (و) و (ص): "في المدينة".

(4)

إتحاف المهرة (1/ 666 - 1045).

(5)

لم نجد له ترجمة.

ص: 322

قَالَ: فَعَاشَ حَمِيدًا، وَقُتِلَ شَهِيدًا يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ

(1)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ، إِنَّمَا أَخْرَجَ مُسْلِمٌ وَحْدَهُ حَدِيثَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَسُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا أُنْزِلَتْ

(2)

: {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}

(3)

. جَاءَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ مُخْتَصَرًا

(4)

.

5100 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادٌ، ثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنسٍ، أَنَّ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ جَاءَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ وَقَدْ تَحَنَّطَ وَلَبِسَ أَكْفَانَهُ، وَقَدِ انْهَزَمَ أَصحَابُهُ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلَاءِ

(5)

، وَأَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ، فَبِئْسَ مَا عَوَّدْتُمْ أَقْرَانَكُمْ، خلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَقْرَانِنَا سَاعَةً. ثُمَّ حَمَلَ فَقَاتَلَ سَاعَةً فَقُتِلَ، وَكَانَتْ دِرْعُهُ قَدْ سُرِقَتْ، فَرَآهُ رَجُلٌ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، فَقَالَ: إِنَّ دِرْعِي فِي قِدْرٍ تَحْتَ إِكَافٍ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، وَأَوْصَى بِوَصَايَا، فَطُلِبَ الدِّرْعُ فَوُجِدَ حَيْثُ قَالَ، فَأَنْفَذُوا وَصِيَّتَهُ

(6)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلِحَدِيثِ وَصَايَاهُ قِصَّةٌ عَجِيبَةٌ

5101 -

كما حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ

(1)

إتحاف المهرة (3/ 19 - 2473).

(2)

في (ك) و (ص) و (و): "نزلت".

(3)

سورة الحجرات (آية: 2).

(4)

مسلم في الإيمان (1/ 77)، وكذا أخرجه البخاري في المناقب (4/ 201) والتفسير (6/ 137) من حديث أزهر بن سعد عن ابن عون عن موسى بن أنس عن أنس.

(5)

في (ز) و (م): "مما جاءوا هؤلاء".

(6)

إتحاف المهرة (3/ 20 - 2476).

ص: 323

الْخَوْلَانِيُّ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَتَيْتُ ابْنَةَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ

(1)

، فَذَكَرَتْ قِصَّةَ أَبِيهَا، قَالَتْ: لَمَّا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم: {لَا تَرْفَعُوَاْ اَصْوَاتَكُمْ فَوقَ صَوتِ النَّبِيِ} . الْآيَةَ، وَ:{إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}

(2)

. جَلَسَ أَبِي فِي بَيْتِهِ يَبْكِي، فَفَقَدَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلهُ عَنْ أَمْرِهِ، فَقَالَ: إِنِّي امْرُؤٌ جَهِيرُ الصَّوْتِ، وَأَخَافُ أَنْ يَكونَ قَدْ حَبِطَ عَمَلِي. فَقَالَ:"بَلْ تَعِيشُ حَمِيدًا، وَتَمُوتُ شَهِيدًا، وَيُدْخِلُكَ اللهُ الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ". فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ اسْتُشْهِدَ، فَرَآهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي مَنَامِهِ، فَقَالَ: إِنِّي لَمَّا قُتِلْتُ انْتَزَعَ دِرْعِيَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَخَبَّأَهُ فِي أَقْصَى الْعَسْكَرِ وَهُوَ عِنْدَهُ، وَقَدْ أَكَبَّ عَلَى الدِّرْعِ بُرْمَةَ، وَجَعَلَ عَلَى الْبُرْمَةِ رَحْلًا، فَائْتِ الْأَمِيرَ فَأَخْبِرْهُ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ: هَذَا حُلْمٌ فَتُضَيِّعَهُ، وَإِذَا أَتَيْتَ الْمَدِينَةَ فَائْتِ، فَقُلْ لِخَلِيفَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ كَذَا، وَغُلَامِي فُلَانٌ مِنْ رَقِيقِي عَتِيقٌ، وِإِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ: هَذَا حُلْمٌ فَتُضَيِّعَهُ. قَالَ: فَأَتَاهُ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، فَوَجَدَ الْأَمْرَ عَلَى مَا أَخْبَرَهُ، وَأَتَى أَبَا بَكْرٍ فَأَخْبَرَهُ فَأَنْفَذَ وَصِيَّتَهُ، فَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا بَعْدَمَا مَاتَ أَنْفَذَ وَصِيَّتَهُ غَيْرَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ

(3)

.

(1)

ابنة ثابت ذكرها أبو نعيم الحافظ فيمن لم يسمين من الصحابة (6/ 3590)، وكذا لم يعرفها الخطيب فقال في المتفق والمفترق (2/ 136) في ترجمة ثابت:"حدث عنه أنس بن مالك وابناه إسماعيل ومحمد وبنت له" وأورد لها هذا الحديث، وكذا لم يعرفها الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 536) واستظهر أنها صحابية، ثم إن البخاري قال في تاريخه (2/ 167):"إسناده ليس بالقوي".

(2)

سورة لقمان (آية: 18).

(3)

إتحاف المهرة (3/ 20 - 2476).

ص: 324

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبيعِ خَتَنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

-

5102 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَةَ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشَّاذَكُونِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: وَأَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَاسْمُ أَبِي الْعَاصِ: مِقْسَمٌ، وَأُمُّهُ: هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَخَالَتُهُ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَوَّجَهُ ابْنتَهُ زَيْنَبَ قَبْلَ الْإِسْلَامِ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَلِيًّا وَأُمَامَةَ، فَتُوُفِّيَ عَلِيٌّ وَهُوَ صَغِيرٌ، وَبَقِيَتْ أُمَامَةُ إِلَى أَنْ تَزَوَّجَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ وَفَاةِ فَاطِمَةَ رضي الله عنهما، وَكَانَ أَبُو الْعَاصِ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ

(1)

الْمُشْرِكِينَ، فَأَسَرَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيُّ رضي الله عنهما، فَلَمَّا بَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ فِي فِدَاءِ أُسَارَاهُمْ قَدِمَ فِي فِدَاءِ أَبِي الْعَاصِ أَخُوهُ عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ

(2)

. قَدْ ذَكَرْتُ فِيمَا تَقَدَّمَ مَا وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَنِ اسْتُشْهِدَتْ زَيْنَبُ، فَاسْمِعِ الْآنَ حُسْنَ عَاقِبَةِ أَبِي الْعَاصِ وَحُسْنَ إِسْلَامِهِ، وَانْتِقَالَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى تُوُفِّيَ بِحَضْرَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

5103 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَن مُحَمَّد بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ

(1)

في (ز) و (م): "بعد".

(2)

لم نجد هذا الحديث في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 468 - 91).

ص: 325

عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: لَمَّا بَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ فِي فِدَاءِ أُسَارَاهُمْ بَعَثَتَ زَيْنَبُ ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي فِدَاءِ أَبِي الْعَاصِ بِمَالٍ، وَبَعَثَتْ فِيهِ بِقِلَادَةٍ كَانَتْ خَدِيجَةُ أَدْخَلَتْهَا بِهَا عَلَى أَبِي الْعَاصِ حِينَ بَنَى عَلَيْهَا، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تِلْكَ الْقِلَادَةَ رَقَّ لَهَا رِقَّةً شَدِيدَةً، وَقَالَ:"إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطلِقُوا أَسِيرَهَا وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا فَافْعَلُوا". فَقَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَطْلَقُوهُ وَرَدُّوا عَلَيْهَا

(1)

الَّذِي لَهَا، وَلَمْ يَزَلْ أَبُو الْعَاصِ مُقِيمًا عَلَى شِرْكِهِ حَتَّى إِذَا كَانَ قُبَيْلَ

(2)

فَتْحِ مَكَّةَ خَرَجَ بِتِجَارَةٍ إِلَى الشَّامِ بِأَمْوَالٍ مِنْ أَمْوَالِ قُرَيْشٍ أَبْضَعُوهَا مَعَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ تِجَارَتهِ، وَأَقْبَلَ قَافِلًا لَقِيَتْهُ سَرِيَّةٌ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقِيلَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ هُوَ الَّذِي وَجَّهَ السَّرِيَّةَ لِلْعِيرِ الَّتِي فِيهَا أَبُو الْعَاصِ قَافِلَةً مِنَ الشَّامِ، وَكَانُوا سَبْعِينَ وَمِائَةَ رَاكِبٍ، أَمِيرُهُمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْأُولَى فِي سَنَةِ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَأَخَذُوا مَا فِي تِلْكَ الْعِيرِ مِنَ الْأثقَالِ، وَأَسَرُوا أُنَاسًا مِنَ الْعِيرِ، فَأَعْجَزَهُمْ أَبُو الْعَاصِ هَرَبًا، فَلَمَّا قَدِمَتِ السَّرِيَّةُ بِمَا أَصَابُوا أَقْبَلَ أَبُو الْعَاصِ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى دَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ ابْنَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَجَارَ بِهَا فَأَجَارَتْهُ فِي طَلَبِ مَالِهِ، فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَكَبَّرَ

(3)

، وَكَبَّرَ النَّاسُ مَعَهُ

(4)

.

(1)

في (ز) و (م): "عليه".

(2)

في (و)(ك) و (ص): "قبل".

(3)

في (ك): "كبر".

(4)

إتحاف المهرة (16/ 1133 - 21763)، وقد مر برقم (4350)، وسيأتي برقم (5501) و (7054).

ص: 326

5104 -

قال ابْنُ إِسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي

(1)

يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: صَرَخَتْ زَيْنَبُ رضي الله عنها: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ. قَالَ: فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ صَلَاتِهِ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: "أَيُّهَا

(2)

النَّاسُ، هَلْ سَمِعْتُمْ مَا سَمِعْتُ؟ ". قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ

(3)

. قَالَ: "أَمَا

(4)

وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا عَلِمْتُ بِشَيْءٍ كَانَ حَتَّى سَمِعْتُ مِنْهُ مَا سَمِعْتُمْ، إِنَّهُ يُجِيزُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ". ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ عَلَى ابْنَتِهِ زَيْنَبَ، فَقَالَ: "أَيْ بُنَيَّةُ، أَكْرِمِي مَثْوَاهُ، وَلا يَخْلُصُ إِلَيْكِ فَإِنَّكَ لاتَحَلِّينَ لَهُ"

(5)

.

5105 -

قال ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِىِ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ إِلَى السَّرِيَّةِ الَّذِينَ أصَابُوا مَالَ أَبِي الْعَاصِ، وَقَالَ لَهُمْ:"إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ وَقَدْ أَصَبْتُمْ لَهُ مَالًا، فَإِنْ تُحْسِنُوا تَرُدُّوا عَلَيْهِ الَّذِي لَهُ، فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ، وَإِنْ أَبَيْتُمْ ذَلِكَ فَهُوَ فَيْءُ اللهِ الَّذِي أَفَاءَهُ عَلَيْكُمْ فَأَنْتُمْ أَحَقُّ بِهِ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، بَلْ نَرُدَّهُ عَلَيْهِ. قَالَ: فَرَدُّوا عَلَيْهِ مَالَهُ. حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِي بِالْحَبْلِ وَيَأْتِي الرَّجُلُ بِالشَّنَّةِ وَالْإِدَاوَةِ حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَأْتِي بِالشِّظَاظِ

(6)

حَتَّى رَدُّوا

(1)

في (ك) و (ص) و (و): "حدثني".

(2)

في (و) و (ك) و (ص): "يا أيها".

(3)

قوله: "يا رسول الله" غير موجود في (ز) و (م).

(4)

قوله: "أما" غير موجود في (ص).

(5)

إتحاف المهرة (17/ 395 - 22476).

(6)

قال ابن الأثير في النهاية (2/ 476): "الشظاظ: خشبة محددة الطرف تدخل في عروتي الجولقين لتجمع بينهما عند حملهما على البعير، والجمع أشظة".

ص: 327

عَلَيْهِ مَالَهُ بِأَسْرِهِ لَا يَفْقِدُ مِنْهُ شَيْئًا، ثُمَّ احْتَمَلَ إِلَى مَكَّةَ، فَأَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي مَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ مَالَهُ مِمَّنْ كَانَ أَبْضَعَ مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، هَلْ بَقِيَ لِأَحَدٍ مِنْكُمْ عِنْدِي مَالٌ لَمْ يَأْخُذْهُ؟ قَالُوا: لَا، فَجَزَاكَ اللهَ خَيْرًا، فَقَدْ وَجَدْنَاكَ وَفِيًّا كَرِيمًا، قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدَا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَمَا مَنَعَنِي مِنَ الْإسْلَامِ عِنْدَهُ إِلَّا تَخَوُّفًا أَنْ تَظُنُّوا أَنِّي إِنَّمَا أَرَدْتُ أَخْذَ أَمْوَالِكُمْ، فَلَمَّا أَدَّاهَا اللهُ عز وجل إِلَيْكُمْ، وَفَرَغْتُ مِنْهَا أَسْلَمْتُ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

.

5106 -

قال ابْنُ إِسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَدَّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبَ بِالنِّكَاحِ الْأَوَّلِ لَمْ يُحْدِثْ شَيْئًا بَعْدَ سِتِّ سِنِينَ. ثُمَّ إِنَّ أَبَا الْعَاصِ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ بَعْدَ مَا أَسْلَمَ، فَلَمْ يَشْهَدْ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَشْهَدًا، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَتُوُفِّيَ فِي ذِي الْحِجَّةِ مِنْ

(2)

سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكرٍ رضي الله عنه، وَأَوْصَى إِلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه

(3)

.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (17/ 736 - 23144).

(2)

قوله: "من" غير موجود في (و) و (ص).

(3)

إتحاف المهرة (7/ 547 - 8428).

ص: 328

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ الْأَسَدِيِّ الشَّاعِرِ رضي الله عنه

-

5107 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُيُوخِهِ، أَنَّ ضِرَارَ بْنَ الْأَزْوَرِ الشَّاعِرَ - إسْمُ الْأَزْوَرِ: مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَكَانَ ضِرَارُ فَارِسًا شَاعِرًا - شَهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ، فَقَاتَلَ أَشَدَّ الْقِتَالِ حَتَّى قُطِعَتْ سَاقَاهُ جَمِيعًا، فَجَعَلَ يَجْثُو

(1)

عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَيُقَاتِلُ وَتَطَؤُهُ الْخَيْلُ حَتَّى غَلَبَهُ الْمَوْتُ

(2)

.

5108 -

أخبرني إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قُتِلَ ضِرَارُ بْنُ الْأَزْوَرِ الْأَسَدِيُّ يَوْمَ أَجْنَادِينَ

(3)

.

5109 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْبُرِّيِّ

(4)

، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ

(5)

، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

(1)

في (ص) و (و): "يحبو".

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 677 - 2).

(3)

لم نجد هذا الحديث في الإتحاف.

(4)

في (ك) و (ص): "السري"، مصحف، فهو محمد بن الحسن بن علي بن بحر بن بري البري البابسيري.

(5)

وكذا تقدم في البيوع (2394) من حديث عبد الله بن داود الخريبي عن الأعمش عن يعقوب به، ويعقوب لَا يعرف، لكن سيأتي في ترجمة ضرار مرة أخرى (6729) من =

ص: 329

بِلَقُوحٍ مِنْ أَهْلِي، فَقَالَ لِي:"احْلِبْهَا". فَذَهَبْتُ لِأُجْهِدَهَا، فَقَالَ:"لَا تُجْهِدْهَا، دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ"

(1)

. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَا يُحْفَظُ لِضِرَارٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ هَذَا، فَأَمَّا فَضِيلَتُهُ فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَهُ لَمَّا أَنْشَدَهُ قَصِيدَتَهُ الَّتِي.

5110 -

حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو عُمَرَ

(2)

أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ضِرَارَ بْنَ الْأَزْوَرِ رضي الله عنه لَمَّا أَسْلَمَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:

تَرَكْتُ الْقِدَاحَ وَعَزْفَ الْقِيَانِ

وَالْخَمْرَ تَصْلِيَةً وَابْتِهَالَا

وَكَرِّي الْمُحَبَّرِ فِي غَمْرَةٍ

وَجَهْدِي عَلَى الْمُشْرِكِينَ الْقِتَالَا

وَقَالَتْ جَمِيلَةُ بَدَّدْتَنَا

وَطَرَّحْتَ أَهْلَكَ شَتَّى شَلَالَا

فَيَا رَبِّ لَا أُغْبَنَنْ صَفْقَتِي

فَقَدْ بِعْتُ أَهْلِي وَمَالِي بِدَالَا

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا غُبِنَتْ صَفْقَتُكَ يَا ضِرَارُ"

(3)

.

(4)

* * *

= حديث قبيصة عن الثوري عن الأعمش فقال: عن عبد الله بن سنان يعني الأسدي عن ضرار به، والله أعلم.

(1)

إتحاف المهرة (6/ 332 - 6593).

(2)

في (و): "أبو عامر" خطأ، وهو: أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن عمير العطاردي.

(3)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: صحيح".

(4)

إتحاف المهرة (7/ 610 - 8584).

ص: 330

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ أَبِي كَبْشَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

-

5111 -

أخبرني أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا التُّسْتَرِىُّ، ثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ الْعُصْفُرِيُّ قَالَ: مَاتَ أَبُو كَبْشَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ

(1)

.

5112 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُيُوخِهِ، قَالُوا: أَبُو كَبْشَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْمُهُ: سُلَيْمٌ، وَكَانَ مِنْ مُوَلَّدِي أَرْضِ دَوْسٍ، شَهِدَ أَبُو كَبْشَةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا، وَتُوُفِّيَ أَوَّلَ يَوْمٍ اسْتُخْلِفَ فِيهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَذَلِكَ يَوْمُ الثُّلَاثَاءِ لِثَمَانِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ

(2)

.

5113 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، [ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ]

(3)

، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ أَبُو كَبْشَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(4)

.

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 557 - 4).

(2)

لم نجده في الإتحاف.

(3)

ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من الإتحاف، وسائر أسانيد المصنف، فهو يروي عن أبي جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي عن أبي علاثة محمد بن عمرو بن خالد الحراني المصري عن أبيه عن ابن لهيعة.

(4)

إتحاف المهرة (19/ 234 - 24719).

ص: 331

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ طُلَيْبِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ وَهْبِ

(1)

بْنِ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ يُكَنَّى أَبَا عَدِيٍّ

5114 -

وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي قَوْلِ جَمِيعِ أَهْلِ السِّيَرِ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَقُتِلَ يَوْمَ أَجْنَادِينَ بِالشَّامِ شَهِيدًا فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً. حدثنا بِجَمِيعِ ذَلِكَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُيُوخِهِ

(2)

.

5115 -

أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ الْفَرْوِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَسْلَمَ طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرٍ فِي دَارِ الْأَرْقَمِ، ثُمَّ خَرَجَ فَدَخَلَ عَلَى أُمِّهِ وَهِيَ: أَرْوَى بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: تَبِعْتُ مُحَمَّدًا، وَأَسْلَمْتُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ جَلَّ ذِكْرُهُ. فَقَالَتْ أُمُّهُ: إِنَّ أَحَقَّ مَنْ وَازَرْتَ وَمَنْ عَاضَدْتَ ابْنُ خَالِكَ، وَاللهِ لَوْ كُنَّا نَقْدِرُ عَلَى مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ الرِّجَالُ لَتَبِعْنَاهُ وَلَذَبَبْنَا عَنْهُ. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أُمَّاهُ، وَمَا يَمْنَعُكِ أَنْ تُسْلِمِي وَتَتَّبِعِيهِ، فَقَدْ أَسْلَمَ أَخُوكِ حَمْزَةُ؟ فَقَالَتْ: أَنْظُرُ مَا يَصنَعُ أَخَوَاتِي، ثُمَّ أَكُونُ إِحْدَاهُنَّ. قَالَ: قُلْتُ: أَسْأَلُكِ بِاللهِ، إِلَّا أتَيْتِهِ فَسَلَّمْتِ عَلَيْهِ، وَصَدَّقْتِهِ

(1)

في (و) و (ص): "وهيب" مصحف.

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 677 - 3).

ص: 332

وَشَهِدْتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ. قَالَتْ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ. وَكَانَتْ بَعْدُ تُعَضِّدُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِلِسَانِهَا

(1)

، وَتَحُضُّ ابْنَهَا عَلَى نُصْرَتِهِ، وَبِالْقِيَامِ بِأَمْرِهِ

(2)

. صَحِيحٌ غَرِيبٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ

(3)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

* * *

(1)

قوله: "بلسانها" مكانه بياض في (ك) و (ص) و (و).

(2)

إتحاف المهرة (6/ 379 - 6676).

(3)

قال ابن حجر قى الإتحاف: "قلت: بل موسى ضعيف، وأظن فيه انقطاعا؛ لأن طليب بن عمير، ذكر الواقدي أنه مات سنة 13، وإنما أخرجته في مسند طليب لقوله فيه: قال: فقلت: يا أماه".

ص: 333

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ

5116 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ، ثَنَا الْحُسَيْنُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ

(1)

.

5117 -

فحدثني عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ

(2)

، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَصنَعَ بِهِ أَبُوهُ أَبُو أُحَيْحَةَ

(3)

مَا صَنَعَ فَلَمْ يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ، وَلَزِمَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ ابْنُهُ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ عَلَى دِينِهِ، فَلَمَّا أَسْلَمَ عَمْرُو وَلَحِقَ بِأَخِيهِ خَالِدٍ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَمَعَهُ امْرَأتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ

(4)

.

5118 -

قال مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ

(5)

، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّ خَالِدِ بِنْتِ خَالِدِ، قَالَتْ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَمْرُو

(6)

بْنُ سَعِيدٍ أَرْضَ الْحَبَشَةِ بَعْدَ مَقْدَمِ أَبِي بِسَنَتَيْنِ، فَلَمْ يَزَلْ هُنَالِكَ حَتَّى حُمِلَ فِي السَّفِينتَيْنِ

(1)

لم نجد هذا الحديث في الإتحاف.

(2)

هو: أبو عبد الله المدني، أخو عبد الأعلى وإسحاق وصالح.

(3)

في (و) و (ك) و (ص): "وصنع به أبو أحيحة"، وفي (م):"وصنع به أبوه أحيحة".

(4)

إتحاف المهرة (18/ 254 - 23623).

(5)

هو: جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير بن العوام الأسدي.

(6)

في (و) و (ك) و (ص) وكذا في طبقات ابن سعد (4/ 95): "عمي عمرو".

ص: 334

مَعَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِخَيْبَرَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَشَهِدَ عَمْرُو مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْفَتْحَ، وَحُنَيْنًا، وَالطَّائِفَ، وَتَبُوكَ، فَلَمَّا خَرَجَ الْيَهُودُ إِلَى الشَّامِ كَانَ فِيمَنْ خَرَجَ، فَقُتِلَ يَوْمَ أَجْنَادِينَ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَكَانَ عَلَى النَّاسِ يَوْمَئِذٍ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رضي الله عنه

(1)

.

5119 -

أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو الْبَاهِلِيُّ

(2)

، ثَنَا الْأَصْمَعِيُّ

(3)

قَالَ: كَانَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ مِنْ أَهْلِ السَّوَابِقِ فِي الْإِسْلَامِ، وَأُحَيْحَةُ وَالْعَاصُ ابْنَا سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قُتِلَا يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرِينَ، وَإِنَّمَا قَتَلَهُمَا جَمِيعًا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ رضي الله عنه لِمَا

(4)

ذَكَرْتُهُ فِي ذِكْرِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ

(5)

.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (18/ 254 - 23623).

(2)

هو: محمد بن عمرو بن العباس، أبو بكر الباهلي البصري.

(3)

هو: عبد الملك بن قريب بن عبد الملك الباهلي البصري الأديب الأخباري.

(4)

في (ص) و (و) و (ك): "بما".

(5)

لم نجده في الإتحاف.

ص: 335

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ هِشَامِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ رضي الله عنه

-

5120 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا التُّسْتَرِيُّ، ثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ قَالَ: هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ أُمُّهُ [أُمُّ حَرْمَلَةَ]

(1)

بِنْتُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ

(2)

.

5121 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَن شُيُوخِهِ، قَالَ: هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ [بْنِ وَائِل]

(3)

بْنِ هَاشِمِ

(4)

بْنِ سُعَيْدِ

(5)

بْنِ سَهْمٍ، وَأُمِّهُ: أُمُّ حَرْمَلَةَ بِنْتُ

(6)

هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَ هِشَامُ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَخِيهِ عَمْرٍو، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، ثُمَّ قَدِمَ مَكَّةَ حِينَ بَلَغَهُ مُهَاجِرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، وَأَرَادَ الِّلَحَاقَ بِهِ، فَحَبَسَهُ أَبُوهُ وَقَوْمُهُ بِمَكَّةَ حَتَّى قَدِمَ بَعْدَ الْخَنْدَقِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَشَهِدَ

(7)

مَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْمَشَاهِدِ كُلِّهَا، وَكَانَ أَصْغَرَ سِنًّا مِنْ أَخِيهِ

(1)

في النسخ الخطية كلها: "أمه حرملة"، والمثبت من أصل رواية المصنف في طبقات خليفة (ص 26)، وكذا سيأتي عن الواقدي هنا، وعند ابن سعد (4/ 178)، وهو الصواب، وهي أخت أبي جهل عمرو بن هشام.

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهي مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 557 - 5).

(3)

ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من ترجمة أخيه عمرو بن العاص بهذا الإسناد (6041).

(4)

في النسخ: "هشام" خطأ، والمثبت من ترجمة "عمرو بن العاص".

(5)

في (ز) و (م) و (ك) و (ص): "سعد" مصحف.

(6)

في (ز) و (و) و (م) و (ك): "بن".

(7)

في (ك): "وشهد".

ص: 336

عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ

(1)

.

5122 -

قال ابْنُ عُمَرَ: فَحَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: لَمَّا انْهَزَمَتِ الرُّومُ يَوْمَ أَجْنَادِينَ انْتَهَوْا إِلَى مَوْضِعٍ لَا يَعْبُرُ إِلَّا إِنْسَانٌ إِنْسَانٌ، فَجَعَلَتِ الرُّومُ تُقَاتِلُ عَلَيْهِ وَقَدْ تَقَدَّمُوهُ وَعَبَرُوهُ، فَتَقَدَّمَ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ فَقَاتَلَهُمْ عَلَيْهِ حَتَّى قُتِلَ، وَذَلِكَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ

(2)

.

5123 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلِ بْنِ خَلَفٍ الْقَاضِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، ثَنَا أَبِي

(3)

، ثَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ

(4)

، عَنْ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَتْ: كَانَ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ رَجُلًا صَالِحًا رَأَى يَوْمَ أَجْنَادِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بَعْضَ النُّكُوصِ عَنْ عَدُوِّهِمْ، فَأَلْقَى الْمِغْفَرَ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، إِنَّ هَؤُلَاءِ الْغُلْفَانَ

(5)

لَا صَبْرَ لَهُمْ عَلَى السَّيْفِ، فَاصنَعُوا كَمَا أَصْنَعُ. قَالَ: فَجَعَلَ يَدْخُلُ وَسْطَهُمْ فَيَقْتُلُ النَّفْرَ مِنْهُمْ، جَعَلَ يَتَقَدَّمُ فِي نَحْرِ الْعَدُوِّ وَهُوَ يَصِيحُ: إِلَيَّ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، إِلَيَّ أَنَا هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ، أَمِنَ الْجَنَّةِ تَفِرُّونَ؟ حَتَّى قُتِلَ رضي الله عنه

(6)

.

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 677 - 4).

(2)

إتحاف المهرة (18/ 355 - 24174).

(3)

هو: سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي.

(4)

كذا، وكذا رواه ابن سعد (4/ 180) عن الواقدي عن مخرمة عن أم بكر، وفي التلخيص:"بكر بن الأشج عن أم بكر" فأسقط مخرمة.

(5)

قال الزبيدي في تاج العروس (24/ 225): "ورجل أغلف بين الغلف، محركة: أي أقلف نقله الجوهري، وهو الذي لم يختتن"، يريد بذلك الانتقاص من شأنهم.

(6)

إتحاف المهرة (13/ 629 - 17227).

ص: 337

5124 -

أخبرني حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُذَكِّرُ

(1)

، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو

(2)

، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ: هِشَامٌ وَعَمْرٌو"

(3)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5125 -

حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَشِيرٍ

(4)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا نَقُولُ: مَا لِأَحَدٍ تَوْبَةٌ إِنْ تَرَكَ دِينَهُ بَعْدَ إِسْلَامِهِ وَمَعْرِفَتِهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ فِيهِمْ:{يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ}

(5)

. فَكَتَبْتُهَا بِيَدِي، ثُمَّ بَعَثْتُ بِهَا إِلَى هِشَامِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ، فَصَاحَ بِهَا فَجَلَسَ عَلَى بَعِيرِهِ، ثُمَّ لَحِقَ بِالْمَدِينَةِ رضي الله عنه

(6)

.

(7)

* * *

(1)

هو: حامد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن معاذ، أبو علي الرفاء الهروي الواعظ.

(2)

في (و) و (ص): "عمر".

(3)

إتحاف المهرة (16/ 178 - 20598).

(4)

هو: أبو أحمد الشيباني الدمشقي، روى عنه سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى، أبو أيوب ابن بنت شرحبيل الدمشقي.

(5)

سورة الزمر (آية: 53).

(6)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: عبد الرحمن منكر الحديث قاله: أبو حاتم".

(7)

إتحاف المهرة (9/ 317 - 11270).

ص: 338

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ وَاسْمُ أَبِيهِ مَشْهُورٌ

5126 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، حَدَّثَهُ عَنْ

(1)

مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ مَوْلَى الزُّبَيْرِ، [عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ]

(2)

، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ هَرَبَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ أُمُّ حَكِيمِ بِنْتِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ امْرَأَةً عَاقِلَةً أَسْلَمَتْ، ثُمَّ سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهَا بِرَدِّهِ، وَقَالَتْ لَهُ: جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ أَوْصَلِ النَّاسِ، وَأَبَرِّ النَّاسِ، وَخَيْرِ النَّاسِ، وَقَدِ اسْتَأْمَنْتُ لَكَ فَأَمَّنَكَ. فَرَجَعَ مَعَهَا، فَلَمَّا دَنَا مِنْ مَكَّةَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ:"يَأْتِيِكُمْ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ مُؤْمِنًا مُهَاجِرًا، فَلَا تَسُبُّوا أَبَاهُ، فَإِنَّ سَبَّ الْمَيِّتِ يُؤْذِي الْحَيَّ، وَلَا يَبْلُغُ الْمَيِّتَ". فَلَمَّا بَلَغَ بَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَبْشَرَ، وَوَثَبَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا عَلَى رِجْلَيْهِ فَرِحًا بِقُدُومِهِ

(3)

.

5127 -

أخبرناه

(4)

مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: فَرَّ

(1)

قوله: "عن" غير موجود في (ز) و (م).

(2)

ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والتلخيص والإتحاف، والمثبت من أصل الرواية، في مغازي الواقدي (2/ 850)، وكذا رواه ابن سعد (6/ 85) عن الواقدي، وأبو حبيبة مولى الزبير هو جد موسى بن عقبة بن أبي عياش، من قبل أمه.

(3)

إتحاف المهرة (19/ 644 - 25469).

(4)

في (و) و (ص): "أخبرنا".

ص: 339

عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ يَوْمَ الْفَتْحِ عَامِدًا إِلَى الْيَمَنِ، وَأَقْبَلَتْ أُمُّ حَكِيمِ بِنْتِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ مَسْلَمَةٌ، وَهِيَ تَحْتَ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ، فَاسْتَأْذَنَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي طَلَبِ زَوْجِهَا، فَأَذِنَ لَهَا وَأَمَّنَهُ، فَخَرَجَتْ بِرُومِيٍّ لَهَا، فَرَاوَدَهَا عَنْ نَفْسِهَا، فَلَمْ تَزَلْ تُمَنِّيهِ وَتُقَرِّبُ لَهُ حَتَّى قَدِمَتْ عَلَى أُنَاسٍ مِنْ عَكٍّ

(1)

، فَاسْتَغَاثَتْهُمْ عَلَيْهِ فَأَوْثَقُوهُ، فَأَدْرَكَتْ زَوْجَهَا بِبَعْضِ تِهَامَةَ، وَقَدْ كَانَ رَكِبَ فِي سَفِينَةٍ، فَلَمَّا جَلَسَ فِيهَا نَادَى بِاللَاتِ وَالْعُزَّى، فَقَالَ أَصْحَابُ السَّفِينَةِ: لَا يَجُوزُ هَا هُنَا أَحَدٌ يَدْعُو شَيْئًا إِلَّا اللهَ وَحْدَهُ مُخْلِصًا. فَقَالَ عِكْرِمَةُ: وَاللهِ لَئِنْ كَانَ فِي الْبَحْرِ وَحْدَهُ

(2)

إِنَّهُ فِي الْبِرِّ وَحْدَهُ، أُقْسِمُ بِاللهِ لَأَرْجِعَنَّ إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَرَجَعَ عِكْرِمَةُ مَعَ امْرَأَتِهِ، فَدَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَبَايَعَهُ، فَقَبِلَ مِنْهُ، وَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ - حِينَ هُزِمَتْ بَنُو بَكْرٍ - عَلَى امْرَأَتِهِ فَارًّا، فَلَامَتْهُ وَعَجَّزَتْهُ وَعَيَّرَتْهُ بِالْفِرَارِ، فَقَالَ:

وَأَنْتِ لَوْ رَأَيْتِنَا بِالْخَنْدَمَةْ

(3)

إِذْ فَرَّ صَفْوَانُ وَفَرَّ عِكْرِمَةْ

وَأَلْحَمُونَا بِالسُّيُوفِ الْمُسْلِمَةْ

يَقْطَعْنَ كُلَّ سَاعِدٍ وَجُمْجُمَةْ

لَمْ تَنْطِقِي فِي اللَّوْمِ أَدْنَى كَلِمَةْ

قَالَ عُرْوَةُ: وَاسْتُشْهِدَ يَومَ أَجْنَادِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ مِنْ قُرَيْشٍ، ثُمَّ

(1)

كذا في (ز)، وفي سائر النسخ:"عكة"، وقال ابن الوزير في حاشية (و): أظنه: "مكة".

(2)

قوله: "وحده" ساقط من (و) و (ك) و (ص).

(3)

في (و) و (ص): "بالحندمة".

ص: 340

مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ

(1)

.

5128 -

حدثنا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى، ثَنَا سَهْلُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أويْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ: لَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ هَذِهِ أَخْبَرَتْنِي أَنَّكَ أَمَّنْتَنِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَنْتَ آمِنٌ". فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنْتَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، وَأَنْتَ أَبَرُّ النَّاسِ، وَأَصْدَقُ النَّاسِ، وَأَوْفَى النَّاسِ. قَالَ عِكْرِمَةُ: أَقُولُ ذَلِكَ وَإِنِّي لَمُطَأْطِئُ رَأْسِي اسْتِحْيَاءً مِنْهُ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَغْفِرْ لِي كُلَّ عَدَاوَةٍ عَادَيْتُكَهَا، أَوْ مَرْكِبٍ أَوْضَعْتُ فِيهِ أُرِيدُ فِيهِ إِظْهَارَ الشِّرْكِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمُ اغْفِرْ لِعِكْرِمَةَ كُلَّ عَدَاوَةٍ عَادَانِيهَا، أَوْ مَرْكِبٍ أُوْضِعَ فِيهِ يُرِيدُ أَنْ يُصَدَّ عَنْ سَبِيلِكَ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مُرْنِي بِخَيْرِ مَا تَعْلَمُ فَأَعْمَلَهُ. قَالَ: "قُلْ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدَا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَتُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ

(2)

". ثُمَّ قَالَ عِكْرِمَةُ: أَمَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، لَا أَدَعُ نَفَقَةً كُنْتُ أُنْفِقُهَا فِي صَّدِّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِلَّا أبْلَيْتُ ضِعْفَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَا قَاتَلْتُ قِتَالًا فِي الصَّدِّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِلَّا أَبْلَيْتُ ضِعْفَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ. ثُمَّ

(3)

اجْتَهَدَ فِي الْقِتَالِ حَتَّى قُتِلَ يَوْمَ أَجْنَادِينَ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَهُ عَامَ حَجِّهِ عَلَى هَوَازِنَ يُصَدِّقُهَا، فَتُوُفِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعِكْرِمَةُ يَوْمَئِذٍ بِتَبَالَةَ

(4)

.

(1)

إتحاف المهرة (19/ 235 - 24720) و (11/ 283 - 14033).

(2)

في (و) و (ص): "سبيل الله".

(3)

من: "ولا قاتلت" إلى هاهنا ساقط من (و) و (ك) و (ص).

(4)

إتحاف المهرة (11/ 283 - 14033)، وقال: "قلت: فيه انقطاع، ففي هذا الخبر أن =

ص: 341

5129 -

أخبرني أَبُو الْحَسَنِ الْعُمَرِيُّ

(1)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو يُونُسَ الْقُشَيْرِيُّ

(2)

، حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابتٍ، أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ، وَعِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ ارْتُثُّوا

(3)

يَوْمَ الْيَرْمُوكِ، فَدَعَا الْحَارِثُ بِمَاءٍ يَشْرَبَهُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ عِكْرِمَةُ، فَقَالَ الْحَارِثُ: ادْفَعُوهُ إِلَى عِكْرِمَةَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، فَقَالَ عِكْرِمَةُ: ادْفَعوهُ إِلَى عَيَّاشٍ، فَمَا وَصَلَ إِلَى عَيَّاشٍ وَلَا إِلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ حَتَّى مَاتُوا وَمَا ذَاقُوهُ

(4)

.

5130 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ

(5)

صلى الله عليه وسلم يَوْمَ جِئْتُ: "مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ، مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ، مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ". فَقُلْتُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، لَا أَدَعُ نَفَقَةً أَنْفَقْتُهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ مِثْلَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل

(6)

.

= عكرمة توفي في خلافة أبي بكر، ولم يكن عروة إذ ذاك موجودا".

(1)

هو: محمد بن عبد الله بن محمد بن صبيح الجوهري النيسابوري.

(2)

هو: حاتم بن أبي صغيرة مسلم الباهلي البصري.

(3)

الرثيث: الجريح، والارتثاث: أن يحمل الجريح من المعركة وهو ضعيف قد أثخنته الجراح، وأصل اللفظة من الرث: الثوب الخلق، وانظر النهاية (2/ 195).

(4)

إتحاف المهرة (18/ 479 - 23945).

(5)

في (ص) و (و): "رسول الله".

(6)

إتحاف المهرة (11/ 284 - 14034).

ص: 342

صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(1)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5131 -

أخبرني أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ أَبَا جَهْلٍ أَتَانِي فَبَايَعَنِي". فَلَمَّا أَسْلَمَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قَدْ صدَقَ اللهُ رُؤيَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا كَانَ إِسلامُ خَالِدٍ. فَقَالَ:"لَيَكُونَنَّ غَيْرُهُ". حَتَّى أَسْلَمَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَكَانَ ذَلِكَ تَصْدِيقَ رُؤْيَاهُ

(2)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5132 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، ثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ كَثِيرٍ، ثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ مُوسَى

(3)

، عَنْ مُصعَبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: لكنه منقطع"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: بل فيه انقطاع، فإن: عكرمة لما مات ما كان مصعب ولد بعد".

(2)

إتحاف المهرة (17/ 602 - 22870)، ورواه ابن المبارك في الجهاد (ص 57)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (41/ 61) عن معمر عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن مرسلا، لم يذكر عائشة رضي الله عنها.

(3)

قال البخاري (3/ 412): لَا أدري هو الزبير بن موسى بن ميناء أم لَا، وجزم ابن حبان في الثقات (6/ 332) و (9/ 193) بأنه هو، وقال مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال (5/ 52):"الظاهر أنه هو، لأني لم أر له شريكا في اسمه واسم أبيه في هذه الطبقة"، ولم يذكر ابن أبي حاتم ولا المزي في ترجمة الزبير بن موسى بن ميناء أنه يروي عنه المطلب بن كثير، والله أعلم.

ص: 343

"رَأَيْتُ لِأبِي جَهْلٍ عَذْقًا فِي الْجَنَّةِ". فَلَمَّا أَسْلَمَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ قَالَ: "يَا أُمَّ سَلَمَةَ هَذَا هُوَ". قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَكَا إِلَيْهِ عِكْرِمَةُ أَنَّهُ إِذَا مَرَّ بِالْمَدِينَةِ قِيلَ لَهُ: هَذَا ابْنُ عَدُوِّ اللهِ أَبِي جَهْلٍ

(1)

، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا، فَقَالَ:"النَّاسُ مَعَادِنُ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ في الإسْلامِ إِذَا فَقِهُوا، لَا تُؤْذُوا مُسْلِمًا بِكَافِرٍ"

(2)

. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(3)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5133 -

أخبرني أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَانَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ يَأْخُذُ الْمُصْحَفَ فَيَضَعُهُ عَلَى وَجْهِهِ وَيَبْكِي، وَيَقُولُ: "كَلَامُ رَبِّي، كِتَابُ رَبِّي

(4)

"

(5)

.

* * *

(1)

في (ص) و (و) و (ك): "بن أبي جهل".

(2)

إتحاف المهرة (18/ 162 - 23494).

(3)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: لَا، فيه ضعيفان" يعني محمد بن سنان ويعقوب بن محمد.

(4)

في التلخيص: "كلام ربي".

(5)

إتحاف المهرة (11/ 283 - 14032)، وقال:"قلت: فيه انقطاع شديد، فإن عكرمة لما قتل ما كان ابن أبي مليكة ولد"، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: مرسل".

ص: 344

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ أَبِي قُحَافَةَ وَالدِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما

-

5134 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا التُّسْتَرِيُّ، ثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ قَالَ: وَأَمَّا أَبُو قُحَافَةَ التَّيْمِيُّ فَإِنَّهُ عُثْمَانُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَتُوُفِّيَ بِمَكَّةَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً

(1)

.

5135 -

حدثني الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَلْمِ ابْنِ الْجِعَابِيِّ الْحَافِظُ الْأَوْحَدُ، ثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ، ثَنَا جَدِّي الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ

(2)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ

(3)

، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ بِأَبِيهِ أَبِي قُحَافَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ قَرَرْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ

(4)

لَأَتَيْنَاهُ"

(5)

.

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 557 - 6).

(2)

كذا في النسخ كلها والإتحاف: "ثنا جدي الحسن بن أحمد"، والحسن هو والد أبو شعيب عبد الله بن الحسن أبي مسلم بن أحمد أبي الحسن بن عبد الله بن أبي شعيب مسلم الحراني، لَا جده، وأبو شعيب يروي عن أبيه الحسن وجده أحمد، وكلاهما يروي عن محمد بن سلمة الحراني، فإما أن يكون قوله:"جده" خطأ لَا معنى له، وإما أن يكون صواب العبارة: "ثنا جدي أبو الحسن أحمد

"، ويرجح الأول أن البزار (13/ 237)، وأبو يعلى (5/ 216)، وابن حبان (12/ 286)، أخرجوه عن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب، والله أعلم.

(3)

في النسخ الخطية كلها: "محمد بن أبي سلمة" خطأ، والمثبت من الإتحاف والتلخيص.

(4)

في (و) و (ك) و (ص): "بيت".

(5)

إتحاف المهرة (2/ 284 - 1731).

ص: 345

صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5136 -

حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْفِهْرِيُّ

(1)

، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهم، قَالَ: جِئْتُ بِأَبِي قُحَافَةَ رضي الله عنه إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"هَلَّا تَرَكْتَ الشَّيْخَ حَتَّى آتِيْهِ؟ ". فَقُلْتُ: بَلْ هُوَ أَحَقُّ أَنْ يَأْتِيَكَ. قَالَ: "إِنَّا لَنَحْفَظَهُ لِأَيَادٍ لِابْنِهِ عِنْدَنَا"

(2)

. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(3)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5137 -

حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْفَارِسِيُّ، ثَنَا يَعْقوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنيِعٍ، ثَنَا جَدِّي، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: اسْمُ أَبِي قُحَافَةَ: عُثْمَانُ بْنُ عَامِرِ بْنِّ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَمَاتَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً

(4)

.

5138 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ بُطَّةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَهْ، ثَنَا

(1)

هو: عبد الله بن عبد الملك بن كرز بن جابر القرشي الفهري.

(2)

إتحاف المهرة (8/ 206 - 9220).

(3)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: وعبد الله منكر الحديث، والقاسم لم يدرك أباه ولا أبوه أبا بكر"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: بل منقطع، رواه البزار: عن إبراهيم بن سعيد، عن حسين، وقال: لَا أحسب عبد الله بن عبد الملك سمع من القاسم، ولا نعلمه يروى عن أبي بكر إلا من هذا الوجه".

(4)

إتحاف المهرة (19/ 481 - 25254).

ص: 346

سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشَّاذَكُونِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو قُحَافَةَ أَبُو أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَأَرْبَعُ سِنِينَ

(1)

.

5139 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَخَذَ بِيَدِ أَبِي قُحَافَةَ، فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا وَقَفَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"غَيِّرُوهُ وَلا تُقَرِّبُوهُ سَوَادًا"

(2)

.

(3)

5140 -

قال ابْنُ وَهْبٍ: وَأَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ

(4)

، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَنَّأَ أَبَا بَكْرٍ بِإِسلِامِ أَبِيهِ

(5)

.

5141 -

حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ

(6)

، ثَنَا عَبْدَانُ الْأَهْوَازِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ بِأَبِي قُحَافَةَ، وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَالثَّغَامَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"اخْضِبُوا لِحْيَتَهُ"

(7)

.

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 468 - 92).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: على شرط مسلم". نقول: بل أخرجه مسلم (2102) من حديث ابن وهب وأبي خيثمة زهير بن معاوية عن أبي الزبير، بدون ذكر عمر.

(3)

إتحاف المهرة (3/ 473 - 3496).

(4)

هو: عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أبو حفص العمري.

(5)

هذا الحديث لم يذكره ابن حجر في الإتحاف.

(6)

هو: إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال، أبو العباس الأديب النيسابوري، سمع من عبدان عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد الأهوازي كتابا خصه به.

(7)

إتحاف المهرة (3/ 488 - 3537).

ص: 347

5142 -

أخبرني أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْقَاضِي بْنِ الْقَاضِي، حَدَّثَنِي أَبِي

(1)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ

(2)

، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ

(3)

، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى لِحْيَةِ أَبِي قُحَافَةَ كَأَنَّهُ [ضِرَامُ] عَرْفجٍ

(4)

مِنْ شِدَّةِ حُمْرَتِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي بَكْرٍ:"لَوْ أَقْرَرْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ لَأَتَيْنَاهُ تَكْرِمَةً لِأَبِي بَكْرٍ"

(5)

.

(1)

هو: أحمد بن موسى بن يزداذ القاضي القمي.

(2)

هو: محمد بن شجاع البغدادي، أبو عبد الله ابن الثلجي القاضي، صاحب الحسن بن زياد أبي علي اللؤلؤي، صاحب أبي حنيفة النعمان بن ثابت. وهو من رجال التهذيب.

(3)

كذا، وفي (ص) وحدها:"يزيد بن أبي خالد"، وأورده أبو نعيم في مسند أبي حنيفة (ص 262) عن يزيد بن عبد الرحمن، وقال إنه: أبو خالد الدالاني، وقال:"يقال إن يزيدا هذا هو غير الدالاني هو تابعي"، وأورده ابن خسرو مرتين، أولاهما: في مسند أبي حنيفة عن يزيد بن خالد - كذا - (2/ 888) والثانية: عن يزيد بن عبد الرحمن (2/ 908)، وكذا رواه ابن سعد في الطبقات (6/ 80) عن عمرو بن الهيثم أبو قطن، عن أبي حنيفة عن يزيد بن عبد الرحمن عن أنس به، ويزيد: رجّح الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (4/ 421) والإيثار بمعرفة رواة الآثار (ص 192) بأنه: "يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود الأودي"، وترجم له أيضًا في تعجيل المنفعة (2/ 370) بهذا الحديث، وقال:"يزيد بن خالد ويقال: ابن عبد الرحمن .... لَا أعرفه"!، وقد تقدم قول أبي نعيم، ويحتمل أيضًا أن يكون هو: يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك والد خالد الهمداني الدمشقي، والله أعلم.

(4)

في النسخ الخطية: "صراح عرفج"!، والمثبت من الإتحاف، ومن مسند أبي حنيفة لابن خسرو (2/ 888)، وقال ابن الأثير (3/ 218، 86): "الضرام لهب النار، شبهت به؛ لأنه كان يخضبها بالحناء"، و"العرفج: شجر معروف صغير سريع الاشتعال بالنار، وهو من نبات الصيف".

(5)

إتحاف المهرة (2/ 391 - 1968).

ص: 348

5143 -

أخبرني أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّصْرَابَاذِيُّ

(1)

، ثَنَا هَارُونُ بْنُ [يُوسُفَ]

(2)

، ثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَيَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَلَغَ أهْلَ مَكَّةَ الْخَبَرُ؟ قَالَ: فَسَمِعَ أَبُو قُحَافَةَ الْهَائِعَةَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: أَمَرٌ جَلِيلٌ، فَمَنْ قَامَ بِالْأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ؟ قَالُوا: ابْنُكَ. قَالَ: وَرَضِيَتْ

(3)

بَنُو مَخْزُومٍ، وَبَنُو الْمُغِيرَةِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: اللَّهُمَّ لَا وَاضِعَ لِمَا رَفَعْتَ، وَلَا رَافِعَ لِمَا وَضَعْتَ. فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ رَأْسِ الْحَوْلِ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، قَالَ: فَبَلَغَ أَهْلَ مَكَّةَ الْخَبَرُ، فَسَمِعَ أَبُو قُحَافَةَ الْهَائِعَةَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: تُوُفِّيَ ابْنُكَ

(4)

. قَالَ: أَمْرٌ جَلِيلٌ، وَالَّذِي كَانَ قَبْلَهُ أَجَلُّ مِنْهُ، قَالَ: فَمَنْ قَامَ بِالْأَمْرِ بَعْدَهُ؟ قَالُوا: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه. قَالَ: هُوَ صَاحِبُهُ

(5)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(6)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

* * *

(1)

هو: محمد بن الحسن بن الحسين بن منصور النيسابوري التاجر.

(2)

في النسخ الخطية كلها: "هارون بن سيف"، والمثبت من الإتحاف، فهو أبو أحمد الشطوي المعروف بابن مقراض.

(3)

في (و) و (ك) و (ص): "رضيت"، وفي التلخيص:"فرضيت".

(4)

في (ص): "ابنك أبو بكر".

(5)

إتحاف المهرة (14/ 788 - 18721).

(6)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: لم يخرجا لعمارة شيئا".

ص: 349

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ

وَكَانَ يُكَنَّى أَبَا الْحَارِثِ بِابْنِهِ الْحَارِثِ وَكَانَ أَسَنَّ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، وَمِنْ عَمَّيْهِ حَمْزَةَ وَالْعَبَّاسِ، وَمِنْ إِخْوَتِهِ رَبِيعَةَ، وَأَبِي سُفْيَانَ، وَعَبْدِ شَمْسٍ بَنِي الْحَارِثِ.

5144 -

حدثنا بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ بُطَّةَ بِإِسْنَادِهِ، وقَالَ: فَحَدَّثَنَا ابْنُ عُمَرَ، عَنْ شُيُوخِهِ، قَالَ: تُوُفِّيَ نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ بَعْدَ أَنِ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بِسَنَةٍ وَثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ، فَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ، ثُمَّ مَشَى مَعَهُ إِلَى الْبَقِيعِ حَتَّى دُفِنَ هُنَالِكَ

(1)

.

5145 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو يُونُسَ

(2)

، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: تُوُفِّيَ نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَيُكَنَّى أَبَا الْحَارِثِ لِسَنَتيْنِ مَضَتَا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بالْمَدِينَةِ

(3)

.

5146 -

حدثني أَبُو أَحْمَدَ بْنُ شُعَيْبٍ الْعَدْلُ

(4)

، ثَنَا أَسَدُ بْنُ نُوحٍ

(5)

، ثَنَا

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 677 - 5).

(2)

هو: محمد بن أحمد بن يزيد القرشي الجمحي، مفتي المدينة. من رجال التهذيب.

(3)

لم نجده في الإتحاف.

(4)

هو: محمد بن أحمد بن شعيب بن هارون الشعيبي الفقيه المعدل.

(5)

كذا في النسخ الخطية كلها، والإتحاف، وكذا رواه البيهقي في الدلائل (3/ 144) عن =

ص: 350

هِشَامُ بْنُ يَحْيَى

(1)

، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَا عَليُّ بْنُ عِيسَى النَّوْفَلِيُّ، [عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ: إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الله بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ]

(2)

قَالَ: لَمَّا أُسِرَ نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ بِبَدْرٍ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"افْدِ نَفْسَكَ يَا نَوْفَلُ". قَالَ: مَا لِي شَيْءٌ أَفْدِي بِهِ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:"افْدِ نَفْسَكَ بِرِمَاحِكَ الَّتِي بِجُدَّةَ". قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، فَفَدَى نَفْسَهُ بِهَا، وَكَانَتْ أَلْفَ رُمْحٍ، قَالَ: وَآخَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ نَوْفَلٍ وَالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَا قَبْلَ ذَلِكَ شَرِيكَيْنِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مُتَفَاوِضَيْنِ فِي الْمَالَيْنِ مُتَحَابَّيْنِ، وَشَهِدَ نَوْفَلٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَتْحَ مَكَّةَ، وَحُنَيْنًا، وَالطَّائِفَ، وَثَبَتَ يَوْمَ حُنَيْنٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رِمَاحِكَ تُقْصَفُ فِي أَصْلابِ الْمُشْرِكِينَ"

(3)

.

5147 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، ثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ

(4)

، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ

(5)

، عَنْ

= المصنف، وهو: صالح بن نوح بن منصور أبو الفضل الفرهاذجردي النيسابوري، فهو الذي يروي عنه أبو أحمد بن شعيب، كما في الأنساب لابن السمعاني (4/ 375)، فلعل "أسد" لقب له، والله أعلم.

(1)

هشام هذا لم نعرفه، وهو يروي عن محمد بن سعد بن منيع كاتب الواقدي.

(2)

ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها والإتحاف، والمثبت من دلائل النبوة للبيهقي (3/ 144) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، وكذا هو عند ابن سعد في الطبقات (4/ 42) أصل رواية المصنف، وعلي بن عيسى لم نجد له ترجمة، وأبوه عيسى بن عبد الله ذكره المزي فيمن روى عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، ولم نقف على من أفرد له أيضًا ترجمة.

(3)

إتحاف المهرة (19/ 306 - 24901).

(4)

هو: حسان بن عبد الله بن سهل الكندي، أبو علي المصري.

(5)

كذا في النسخ والتلخيص والإتحاف، ودلائل النبوة (6/ 114) للبيهقي عن المصنف =

ص: 351

سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَدِّهِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ اسْتَعَانَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي التَّزْوِيجِ، فَأَنْكَحَهُ امْرَأَةً، فَالْتَمَسَ شَيْئًا فَلَمْ يَجِدْهُ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا رَافِعٍ، وَأَبَا أَيُّوبَ بِدِرْعِهِ، فَرَهَنَاهُ عِنْدَ رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ بِثَلَاثِينَ صاعًا مِنْ

(1)

شَعِيرٍ، فَدَفَعَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم[إِلَيْهِ، قَالَ]

(2)

: فَطَعِمْنَا مِنْهُ نِصْفَ سَنَةٍ، ثُمَّ كِلْنَاهُ فَوَجَدْنَاهُ كَمَا أَدْخَلْنَاهُ، قَالَ نَوْفَلٌ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"لَوْ لَمْ تَكِلْهُ لَأَكَلْتَ مِنْهُ مَا عِشْتَ". وَأَمَّا رَبِيعَةُ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلَبِ، وَالطُّفَيْلُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَحُصَيْنُ بْنُ الْحَارِثِ، فَإِنَّهُمْ قُتِلُوا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(3)

.

5148 -

أخبرنا بِصحَّةِ مَا ذَكَرْتُهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: كَانَ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ ثَلَاثُمِائَةِ رَجُلٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا

(4)

. قَالَ: وَمِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ: عُبَيْدَةُ، وَالطُّفَيْلُ،

= به: "ثنا أبو إسحاق"، ونسبه ابن حجر في الإصابة (11/ 139) في ترجمة نوفل بن الحارث:"السبيعي" يعني عمرو بن عبد الله!، وقد روى المصنف في ترجمة سراقة (6783) عن أبي جعفر البغدادي عن يحيى بن عثمان بن صالح السهمي فقال:"ثنا حسان بن غالب، ثنا ابن لهيعة، حدثني يونس بن يزيد، عن محمد بن إسحاق"، فنخشى أن يكون الصواب:"عن ابن إسحاق" لَا "أبو إسحاق"، وقد روى عن ابن لهيعة: حسان بن عبد الله بن سهل وحسان بن غالب المصريان، والله أعلم.

(1)

قوله: "من" ساقط من (و) و (ك) و (ص).

(2)

ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من دلائل النبوة للبيهقي (6/ 114) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.

(3)

إتحاف المهرة (13/ 606 - 17215).

(4)

قوله: "رجلا" غير موجود في (و) و (ك) و (ص).

ص: 352

وَحُصَيْنُ بَنُو الْحَارِثِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَقَدِ اخْتَلَفُوا فِي رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ

(1)

، فَقِيلَ: إِنَّهُ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ وَأَدْرَكَ

(2)

أَيَّامَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَرَوَى عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(3)

.

5149 -

حدثناه عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: بَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ قَوْمًا نَالُوا مِنْهُ، وَقَالُوا لَهُ: إِنَّمَا مَثَلُ مُحَمَّدٍ كَمَثَلِ نَخْلَةٍ نبَتَتْ فِي كِنَاسٍ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ:"أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ خَلَقَ خَلْقَهُ، فَجَعَلَهُمْ فِرْقَتَيْنِ، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ الْفِرْقَتَيْنِ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ قَبَائِلَ، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ قَبِيلًا، ثُمَّ جَعَلَهُمْ بُيُوتًا، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ بَيْتًا". قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا خَيْرُكُمْ قَبِيلًا، وَخَيْرُكُمْ بَيْتًا"

(4)

.

5150 -

قرأت فِي تَارِيخِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَرْقِيُّ

(5)

، ثَنَا أَبُو عُبَيْدِ الْقَاسِمِ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْكَلْبِيِّ فِي قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُهُ دَمَ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ". كَانَ مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِي لَيْثٍ فَقَتَلَتْهُ

(6)

هُذَيْلٌ. قَالَ

(1)

من قوله: "ابن عبد المطلب" إلى هاهنا ساقط من (و) و (ك) و (ص).

(2)

في (و) و (ك) و (ص): "أو أدرك".

(3)

إتحاف المهرة (19/ 235 - 24721).

(4)

إتحاف المهرة (4/ 500 - 4573).

(5)

كذا في (ز)، وفي سائر النسخ:"البرتي" خطأ، وهو: أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم أبو بكر ابن البرقي الحافظ الأخباري.

(6)

في (ص): "فقتله".

ص: 353

هِشَامٌ: لَمْ يُقْتَلْ رَبِيعَةُ فَإِنَّهُ عَاشَ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى خِلَافَةِ عُمَرَ، وَالَّذِي قَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ غَيْرَهُ

(1)

.

* * *

(1)

وفي صحيح مسلم (1218): "دم ابن ربيعة"، فقيل: هو آدم بن ربيعة، وقيل: بل آدم تصحفت من دم ربيعة، وقيل اسمه:"إياس بن ربيعة"، وقال ابن سعد (4/ 44):"قال هشام بن محمد بن السائب: كان أبي والهاشميون لَا يسمونه ويقولون: كان غلاما صغيرا فلم يعقب ولم يحفظ اسمه"، وانظر ترجمة آدم بن ربيعة في الإصابة (1/ 336).

ص: 354

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ

(1)

سَعِيدِ فْيٍ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه

-

5151 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ

(2)

أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدِمَ الشَّامَ فِي عَهْدِ مُعَاوِيَةَ، فَلَقِيَهُ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَقَالُوا: مَا قَرَابَةُ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ مُعَاذٍ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: ابْنُ عَمٍّ. قَالُوا: أَفَلَا نُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ حَدَّثَنَا بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ، وَلَمْ يَكُنْ حَدَّثَنَا بِهِ قَبْلَ ذَلِكَ؟ فَقُلْتُ: بَلَى. فَقَالَ: حَدَّثَنَا قَبْلَ مَوْتِهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ

(3)

دَخَلَ الْجَنَّةَ"

(4)

.

5152 -

قال مُوسَى بْنُ جُبَيْرٍ: فَحَدَّثْتُ [سَلْمَانَ]

(5)

الْأَغَرَّ بِحَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ هَذَا، فَقَالَ: أَشْهَدُ لَحَدَّثَنِي

(6)

سَعِيدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ مَا حَدَّثَ بِهِ الشَّامِيُونَ عَنْ مُعَاذٍ رضي الله عنه

(7)

.

(1)

قوله: "مناقب" غير موجود في (ز) و (م).

(2)

قوله: "بن حنيف" غير موجود في (ص) و (ك).

(3)

في (ص) و (ك): "لَا يشرك به شيئا".

(4)

إتحاف المهرة (13/ 307 - 16769).

(5)

في النسخ الخطية كلها: "سليمان"، والمثبت من التلخيص والإتحاف، وأورد حديثه هذا الذهبي في السير (1/ 202)، وابن حجر في الإصابة (4/ 330)، وقال الذهبي:"له حديث واحد؛ فيمن لقي الله مؤمنا دخل الجنة، رواه عنه: سلمان الأغر، لكن في إسناده ابن لهيعة، ذكره الحاكم في الصحابة من صحيحه، وما رأيت من ذكره غيره".

(6)

في (و) و (ك) و (ص): "لحدثني هذا".

(7)

إتحاف المهرة (13/ 307 - 16769).

ص: 355

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ رضي الله عنه

-

5153 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَمِمَّنْ خَرَجَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مُهَاجِرًا إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ، فَوَلَدَتْ لَهُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ ابْنَهُ سَعِيدَ بْنَ خَالِدٍ

(1)

.

5154 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ قَالَ: أُمُّ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: لُبَيْنَةُ الْمَعْرُوفَةُ بِأُمِّ خَالِدِ بِنْتِ خَبَّابِ

(2)

بْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ نَاشِبِ بْنِ غِيَرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ

(3)

.

5155 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: كَانَ

(4)

إِسْلَامُ خَالِدٍ

(1)

لم نجده في الإتحاف.

(2)

في (ز): "جناب".

(3)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 557 - 7).

(4)

قوله: "كان" غير موجود في (و) و (ك) و (ص).

ص: 356

قَدِيمًا، وَكَانَ أَوَّلَ إِخْوَتِهِ أَسْلَمَ قَبْلُ، وَكَانَ بُدُوُّ إِسْلَامِهِ، أَنَّهُ رَأَى فِي النَّوْمَ أَنَّهُ وُقِفَ بِهِ عَلَى شَفِيرِ النَّارِ، فَذَكَرَ مِنْ سَعَتِهَا مَا اللهُ أَعْلَمُ، وَيَرَى فِي النَّوْمِ كَأَنَّ أَبَاهُ يَدْفَعُهُ

(1)

فِيهَا، وَيَرَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم آخِذٌ بِحِقْوَيْهِ لَا يَقَعُ، فَفَزعَ مِنْ نَوْمِهِ، فَقَالَ: أَحْلِفُ بِاللهِ، إِنَّ هَذِهِ لَرُؤيَا حَقٌّ. فَلَقِيَ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي قُحَافَةَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أُرِيدَ بِكَ خَيْرٌ، هَذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاتَّبِعْهُ فَإِنَّكَ سَتَتَّبِعُهُ وَتَدْخُلُ مَعَهُ فِي الْإِسْلِامِ، وَالْإِسْلَامُ يَحْجِزُكَ أَنْ تَدْخُلَ فِيهَا، وَأَبُوكَ وَاقِعٌ فِيهَا، فَلَقِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهوَ بِأَجْيَادَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِلَامَ تَدْعُو؟ فَقَالَ:"أَدْعُو إِلَى اللهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه"، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَتَخْلَعُ مَا كُنْتَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ حَجَرٍ لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ، وَلا يَدْرِي مَنْ عَبَدَهُ مِمَّنْ لَمْ يَعْبُدْهُ".

قَالَ خَالِدٌ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَسُرَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِإِسْلَامِهِ، وَتَغَيَّبَ خَالِدٌ وَعَلِمَ أَبُوهُ بِإِسْلَامِهِ فَأَرْسَلَ فِي [طَلَبِهِ]

(2)

مَنْ بَقِيَ مِنْ وَلَدِهِ مِمَّنْ لَمْ يُسْلِمْ وَرَافِعًا مَوْلَاهُ، فَوَجَدُوهُ فَأَتَوْا بِهِ أَبَاهُ أَبَا أُحَيْحَةَ فَأَنَّبَهُ، وَبَكَّتَهُ، وَضَرَبَهُ [بِمِقْرَعَةٍ]

(3)

في يَدِهِ حَتَّى كَسَرَهَا عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: اتَّبَعْتَ مُحَمَّدًا وَأَنْتَ تَرَى خِلَافَهُ قَوْمَهُ، وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عَيْبِ آلِهَتِهِمْ، وَعَيْبِهِ مَنْ مَضَى مِنْ آبَائِهِمْ؟ فَقَالَ خَالِدٌ: قَدْ صَدَقَ وَاللهِ وَاتَّبَعْتُهُ. فَغَضِبَ أَبُو أُحَيْحَةَ، وَنَالَ مِنْهُ، وَشَتَمَهُ، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ يَا لُكَعُ حَيْثُ شِئْتَ، وَاللهِ لَأَمْنَعَنَّكَ

(1)

قوله: "يدفعه" مكانه بياض في (ك) و (ص) و (و).

(2)

في النسخ الخطية كلها: "طلب"، والمثبت من دلائل النبوة للبيهقي (2/ 173) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.

(3)

في (ز) و (م): "بصريمة"، وضرب عليها في (ز)، ومكانها بياض في (ك) و (ص) و (و)، والمثبت من دلائل النبوة للبيهقي.

ص: 357

الْقُوتَ. فَقَالَ خَالِدٌ: إِنْ مَنَعْتَنِي فَإِنَّ اللهَ عز وجل يَرْزُقَنِي مَا أَعِيشُ بِهِ. فَأَخْرَجَهُ، وَقَالَ لِبَنِيهِ: لَا يُكَلِّمُهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَّا صَنَعْتُ بِهِ مَا صَنَعْتُ بِهِ. فَانْصَرَفَ خَالِدٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ يُكْرِمُهُ وَيَكُونُ مَعَهُ

(1)

.

5156 -

أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْخُزَاعِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ

(2)

، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَىَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ جَدِّهِ

(3)

، عَنْ عَمِّهِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ مَرِضَ، فَقَالَ: لَإِنْ رَفَعَنِي اللهُ مِنْ مَرَضِي هَذَا لَا يُعْبَدُ إِلَهُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ بِبَطْنِ مَكَّةَ. فَقَالَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عِنْدَ ذَلِكَ: اللَّهُمَّ لَا تَرْفَعْهُ

(4)

. فَأَمَّا وَفَاةُ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ وَكُنْيَتُهُ:

5157 -

فأخبرناه أَبُو سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ

(5)

، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا التُّسْتَرِيُّ، ثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ

(6)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: اسْتُشْهِدَ يَوْمَ مَرْجِ الصُّفْرِ خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ. قَالَ خَلِيفَةُ: وَهُوَ

(1)

إتحاف المهرة (19/ 442 - 25188).

(2)

في (و) و (ك) و (ص): "مرة"، وفي الإتحاف:"يحيى بن أبي ميسرة" وكلاهما خطأ، وهو: عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث المكي

(3)

هو: سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص الأموي، روى عن عمه خالد مرسلا.

(4)

إتحاف المهرة (4/ 396 - 4436).

(5)

هو: أحمد بن يعقوب بن أحمد بن مهران النيسابوري الزاهد.

(6)

هو: الوليد بن هشام بن قحذم بن سليمان بن ذكوان البصري الأخباري.

ص: 358

فِي سَنَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ. قَالَ: وَتُوُفِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَامِلُهُ عَلَى الْيَمَنِ

(1)

.

5158 -

فحدثني أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا سَلْمُ

(2)

بْنُ جُنَادَةَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ أَعْمَامَهُ خَالِدًا، وَأَبَانَ، وَعَمْرَو

(3)

بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ رَجَعُوا عَنْ أَعْمَالِهِمْ حِينَ بَلَغَهُمْ وَفَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَحَدٌ أَحَقَّ بِالْعَمَلِ مِنْ عُمَّالِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ارْجِعُوا إِلَى أَعْمَالِكُمْ. فَقَالُوا

(4)

: لَا نَعْمَلُ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَحَدٍ. فَخَرَجُوا إِلَى الشَّامِ فَقُتِلُوا

(5)

عَنْ آخِرِهِمْ

(6)

.

5159 -

أخبرني أَبُو نُعَيْمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الرَّحْمَنِ الْغِفَارِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا عَبْدَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْحَافِظُ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُسْلِمٍ يَذْكُرُ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ

(7)

وَغَيْرِهِ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَسْلَمَ قَبْلَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ

(1)

إتحاف المهرة (19/ 666 - 25494).

(2)

في التلخيص: "سلمه"، وفي (م):"سالم" مصحف، فهو: سلم بن جنادة بن سلم بن خالد، أبو السائب الكوفي.

(3)

في (ص): "وعمر".

(4)

في (ز) و (م): "فقلنا".

(5)

في (ز): "فقتلوهم".

(6)

إتحاف المهرة (8/ 207 - 9222).

(7)

عبد الله بن مسلم، هو ابن قتيبة أبو محمد الكاتب الدينوري، يروي عن: سحيم بن حفص، أبو اليقظان العجيفي الأخباري، وسحيم لقب واسمه عامر، وبينهما انقطاع، فهو يروي عنه بواسطة، وانظر تاريخ دمشق (39/ 19)، (42/ 573)(59/ 235).

ص: 359

رضي الله عنهما

(1)

. هَذَا وَهْمٌ مِنْ قَائِلِهِ، فَقَدْ قَدَّمْتُ الرِّوَايَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه هُوَ الَّذِي دَعَاهُ إِلَى الْإِسْلَامِ حَتَّى أَسْلَمَ.

5160 -

وحدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ

(2)

، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ حِينَ وَلَّاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْيَمَنَ قَدِمَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَتَرَبَّصَ بِبَيْعَتِهِ شَهْرَيْنِ، يَقُولُ: قَدْ أَمَّرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ لَمْ يَعْزِلْنِي حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ عز وجل. وَقَدْ لَقِيَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَعُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، فَقَالَ: يَا بَنِي عَبْدَ مَنَافٍ، طِبْتُمْ نَفْسًا عَنْ إِمْرَتِكُمْ يَلِيهِ غَيْرُكُمْ. قَالَ: فَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَلَمْ يَجْعَلْهَا عَلَيْهِ، وَأَمَّا عُمَرُ فَاصْطَنَعَهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ الْجُنُودَ إِلَى الشَّامِ، فَكَانَ أَوَّلُ مَنِ اسْتَعْمَلَ عَلَى رَبْعٍ مِنْهَا خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ، فَأَخَذَ عُمَرُ يَقُولُ: أَتُؤَمِّرُهُ وَقَدْ صَنَعَ مَا صَنَعَ، وَقَالَ مَا قَالَ؟ فَلَمْ يَزَلْ بِأَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه حَتَّى عَزَلَهُ، وَأَمَّرَ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ

(3)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ

(4)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5161 -

أخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ الْغِفَارِيُّ بِمَرْوَ مُحَمَّدُ

(5)

بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا

(1)

لم نجد هذا الحديث في الإتحاف.

(2)

هو: محمد بن عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.

(3)

إتحاف المهرة (19/ 139 - 24578).

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ذا منقطع".

(5)

في (ز) و (م): "ومحمد"، وقال ابن الوزير في حاشية (و):"أظنها ثنا"، وفي (ص):"ثنا محمد" خطأ، فأبو نعيم الغفاري هو: محمد بن عبد الرحمن بن نصر الغفاري.

ص: 360

عَبْدَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْحَافِظُ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سَيَّارٍ، يَقُولُ: خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وُلِدَ لِأَبِيهِ سَعِيدٍ عِشْرِينَ ابْنًا وَعِشْرِينَ ابْنَةً، فَأَمَّا الْعَاصُ بْنُ سَعِيدٍ فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَتَلَهُ مُشْرِكًا يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَمَّا خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، فَإِنَّهُ قُتِلَ يَوْمَ مَرْجِ الصُّفْرِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

(1)

.

5162 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِيهِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَفِي يَدِهِ خَاتَمٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَا هَذَا الْخَاتَمُ؟ ". فَقَالَ: خَاتَمٌ اتَّخَذْتُهُ. قَالَ: "فَاطْرَحْه". فَطَرَحْتُهُ

(2)

إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَا نَقَشْتَهُ؟ ". قُلْتُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ. فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فتَخَتَّمَ بِهِ حَتَّى مَاتَ، فَهُوَ الْخَاتَمُ الَّذِي كَانَ فِي يَدِهِ

(3)

. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(4)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5163 -

حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، ثَنَا خَالِدُ بْن سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ، عَنْ عَمِّهِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ الْأَكْبَرِ، أَنَّهُ قَدِمَ

(1)

لم نجد هذا الحديث في الإتحاف.

(2)

في (ص) و (و): "وطرحته".

(3)

إتحاف المهرة (4/ 396 - 4437).

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: يحيى ضعيف"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: فيه انقطاع، ويحيى مضعف، لكن لم ينفرد به".

ص: 361

عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَمَعَهُ ابْنَتُهُ أُمُّ خَالِدٍ، فَجَاءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وعَلَيْهَا قَمِيصٌ أَصْفَرُ، وَقَدْ أَعْجَبَ الْجَارَيةَ قَمِيصُهَا، وَقَدْ كَانَتْ فَهِمَتْ بَعْضَ كَلَامِ الْحَبَشَةِ، فَرَاطَنَهَا

(1)

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِكَلَامِ الْحَبَشَةِ سَنَهْ سَنَهْ، وَهِيَ بِالْحَبَشَةِ: حَسَنٌ حَسَنٌ. ثُمَّ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَبْلِي وأَخْلِقِي، أَبْلِي وأَخْلِقِي". قَالَ: فَأَبْلَتْ وَاللهِ، ثُمَّ أَخْلَقَتْ، ثُمَّ مَالَتْ إِلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَضعَتْ يَدَهَا عَلَى مَوْضِعِ خَاتَمِ النُّبُوَّةِ فَأَخَذَهَا أَبُوهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"دَعْهَا"

(2)

. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(3)

.

فَقَدِ

(4)

اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى إِخْرَاجِ أَحَادِيثَ لِإِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ، عَنْ آبَائِهِ وَعُمُوَمَتِهِ، وَهَذِهِ أُمُّ خَالِدِ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الَّتِي حَمَلَهَا أَبُوهَا صغِيرَةً إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، صَحِبَتْ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ رَوَتْ عَنْهُ.

5164 -

حدثني بِصِحَّةِ ذَلِكَ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاوُدَ

(5)

وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْبَلَاذُرِّيُّ

(1)

في (و) و (ك): "فراطها".

(2)

إتحاف المهرة (4/ 397 - 4438).

(3)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: لكنه منقطع، سعيد ما أدرك خالدا"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: فيه انقطاع". نقول: والصواب فيه ما أخرجه البخاري من حديث خالد بن سعيد (4/ 74) و (8/ 7)، وإسحاق بن سعيد (5/ 50)(7/ 153، 148) عن أبيهما عن أم خالد - وهي أمة - بنت خالد بن سعيد بن العاص.

(4)

في (م): "قد".

(5)

هو: محمد بن داود بن سليمان النيسابوري الزاهد.

ص: 362

الْحَافِظُ

(1)

وَأَبُو سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ

(2)

، قَالُوا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ، ثَنَا جُنَادَةُ بْنُ سَلْمٍ

(3)

الْقُرَشِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، سَمِعْتُ أُمَّ خَالِدِ بِنْتَ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الْأَكْبَرِ، تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ

(4)

.

* * *

(1)

هو: أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هاشم البلاذري الطوسي.

(2)

هو: أحمد بن يعقوب بن أحمد بن مهران النيسابوري.

(3)

في (و) و (ك) و (ص) و (م): "سالم".

(4)

إتحاف المهرة (18/ 252 - 23621).

نقول: أخرجه البخاري في الدعاء (8/ 78) من حديث موسى بن عقبة عن أم خالد به، واستدركه المصنف من هذا الوجه في ترجمة أم خالد (7148)!.

ص: 363

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ

(1)

صَفْوَانَ بْنِ مَخْرَمَةَ الزُّهْرِيِّ

5165 -

حدثني أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا مُصعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: وَمِنْ بَنِي زُهَيْرٍ صَفْوَانُ بْنُ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، وَبِهِ يُكَنَّى مَخْرَمَةُ، وَهُوَ أَخُو الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَوْفٍ أُخْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ

(2)

.

5166 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامُ

(3)

، ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثَنَا بَشِيرُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ

(4)

، سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ صَفْوَانَ الزُّهْرِيَّ يَذْكُرُ، عَنْ أَبِيهِ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَبْرِدُوا بِصَلاةِ الظُّهْرِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَوْرِ جَهَنَّمَ"

(5)

.

* * *

(1)

قوله: "مناقب" غير موجود في (ز) و (م).

(2)

إتحاف المهرة (6/ 304) في بداية مسند صفوان بن مخرمة بدون إسناد، واستدركه المحقق في الحاشية (19/ 529 - 2).

(3)

هو: أحمد بن عصام بن عبد المجيد بن كثير بن أبي عمرة الأنصاري، أبو يحيى الأصبهاني.

(4)

هو: بشير بن سلمان الكندي الكوفي.

(5)

إتحاف المهرة (6/ 304 - 6552).

ص: 364

أَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ قَالَ

(1)

:

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ سَلَمَةَ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ رضي الله عنه

-

5167 -

كَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ، فَحَبَسَهُ أَبُو جَهْلٍ، وَضَرَبَهُ، وَأَجَاعَهُ، وَعَطَّشَهُ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو لَهُ فِي الصَّلَواتِ وَالْقُنُوتِ. كَمَا أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ

(2)

، عَنِ الْوَاقِدِيِّ

(3)

.

5168 -

فحدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَهْ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: ثُمَّ إِنَّ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ أَفْلَتَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَلَحِقَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالْمَدِينَةِ، وَذَلِكَ بَعْدَ الْخَنْدَقِ، فَقَالَتْ أُمُّهُ ضُبَاعَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ قُرْطِ

(4)

بْنِ سَلَمَةَ بْنِ قُشَيْرِ

(5)

بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ:

(1)

قوله: "أخبرنا الحاكم

الخ" غير موجود في (و) و (ك) و (ص).

(2)

في (ص): "سعيد" مصحف، وهو ابن منيع.

(3)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 470 - 114).

(4)

كذا في (ز) مع عدم الوضوح، وفي سائر النسخ:"قسيط".

(5)

في (و) و (ك) و (ص): "بشير".

ص: 365

اللَّهُمَّ رَبَّ الْكَعْبَةِ الْمُحَرَّمَهْ

أَظْهِرْ عَلَى كُلِّ عَدُوٍّ سَلَمَهْ

لَهُ يَدَانِ فِي الْأُمُورِ الْمُبْهَمَهْ

كَفٌّ بِهَا يُعْطِي وَكَفٌّ مُنْعِمَهْ

فَلَمْ يَزَلْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَخرَجَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الشَّامِ حِينَ بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه الْجُيُوشَ لِجِهَادِ الرُّومِ، فَقُتِلَ سَلَمَةُ رضي الله عنه شَهِيدًا بِمَرْجِ الصُّفْرِ في الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ رضي الله عنه

(1)

.

(2)

(1)

لم نجد هذا الحديث في الإتحاف.

(2)

كتب ناسخ النسخة (و): "نجز المجلد الرابع بحمد الله وعونه وحسن توفيقه ويتلوه في أول الجزء [الخامس]: ذكر مناقب سعد بن عبادة الخزرجي رضي الله عنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، كلما ذكره الذاكرون، وسها وغفل عن ذكره الغافلون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ونعم المولى ونعم النصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".

وكتب تحته السيد محمد بن إبراهيم بن الوزير رحمه الله: "بلغ مقابلته على غير أصله المنسوخ منه، في شهر شعبان سنة 834، على يد العبد الفقير إلى الله تعالى: محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى، سامحه الله تعالى، وختم له برضاه، آمين آمين آمين".

وكتب ناسخ النسخة (ك): "نجز المجلد الرابع بحمد الله وعونه وحسن توفيقه ويتلوه في أول الخامس: ذكر مناقب سعد بن عبادة الخزرجي النقيب رضي الله عنه".

وكتب ناسخ النسخة (ص): "نجز الجزء الرابع بمنة الله سبحانه وعونه ويتلوه في أول الخامس [كلام مطموس]، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم، [كلمة غير واضحة] شهر شوال أحد شهور سنة اثنتين وأربعين وألف، برسم مولانا ومالك أمرنا وخليفة عصرنا، أمير المؤمنين المؤيد بالله رب العالمين، محمد بن أمير المؤمنين القاسم بن محمد بن علي، ابن رسول الله، حفظه الله وأيده، ومد مدته وأسعده نحو جده محمد صلى الله عليه وسلم، بخط أفقر عباد الله إليه: عبد الله بن صلاح الصمدي الحيمي لاطفه الله تعالى وغفر له وحشره في زمرة محمد وآله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله".

ص: 366

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ الْخَزَرَجِيِّ النَّقِيبِ

(1)

رضي الله عنه

-

5169 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ؛ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ حَزِيْمَةَ، وَهُوَ نَقِيبٌ، وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا

(2)

.

5170 -

أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ كَانَ حَامِلَ رَايَةِ الْأَنْصَارِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ وَغَيْرِهِ

(3)

.

5171 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأصْبَهَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَهْ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي حَزِيْمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ يُكَنَّى أَبَا ثَابِتٍ، وَكَانَ مِنَ الْكَمَلَةِ

(4)

، وَهُوَ أَحَدُ السَّبْعِينَ الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْأَنْصَارِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ فِي رِوَايَةِ

(1)

قوله: "النقيب" غير موجود في (و).

(2)

إتحاف المهرة (19/ 235 - 24722).

(3)

لم نجد هذا الحديث في الإتحاف.

(4)

تصحفت في (و) و (ك) إلى: "العملة"، وفي (م) إلى:"الكلمة".

ص: 367

جَمِيعِهِمْ، وَأَحَدُ النُّقَبَاءِ الْاثْنَيْ عَشَرَ، وَكَانَ سَيِّدَا جَوَادًا، وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا، ذُكِرَ أَنَّهُ كَانَ يَتَأَهَّبُ لِلْخُرُوجِ إِلَيْهِمْ، وَيَأْتِي دُورَ الْأَنْصَارِ يَحُضُّهُمْ عَلَى الْخُرُوجِ، فَنُهِشَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ فَأَقَامَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لَئِنْ كَانَ سَعْدٌ لَمْ يَشْهَدْهَا، لَقَدْ كَانَ عَلَيْهَا حَرِيصًا". وَقَدْ شَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا

(1)

.

5172 -

أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ - وَكَانَ يُكَنَّى: أَبَا ثَابِتٍ - بِحُورَانَ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ لِسَنَتَيْنِ وَنِصْفٍ مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ رضي الله عنه، وَذَلِكَ

(2)

آخِرُ سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ

(3)

.

5173 -

أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ الْحَمَوِيُّ

(4)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ، يَقُولُ: تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بِحُورَانَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ

(5)

.

5174 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ،

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 468 - 94).

(2)

في (و): "قال ابن نمير ذلك".

(3)

لم نجد هذا الحديث في الإتحاف.

(4)

كذا في النسخ كلها: "عبد الله بن محمد الحموي"، والصواب:"عبد الله أبو محمد الحمويي"، وهو: عبد الله بن غانم بن حمويه بن الحسين بن معاذ، أبو محمد الصيدلاني النيسابوري، فقد روى المصنف تاريخ يحيى بن بكير عنه عن محمد بن إبراهيم العبدي، أبي عبد الله البوشنجي كما في (5200) و (5375) و (5570) وغير ذلك، وانظر الأنساب لابن السمعاني (2/ 268).

(5)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 611 - 8).

ص: 368

ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ أَخِيهِ

(1)

، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَخْرِجُوا إِلَيَّ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا". فَأَخْرَجْنَا لَهُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي خُزَيْمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، وَكَانَ نَقِيبَ بَنِي سَاعِدَةَ

(2)

.

5175 -

حدثني أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ

(3)

، ثَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ [أَبِي] عَبْسِ بْنِ جَبْرٍ

(4)

، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعَتْ قُرَيْشٌ قَائِلًا يَقُولُ فِي اللَّيْلِ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ:

فَإِنْ يُسْلِمِ السَّعْدَانِ يُصْبِحْ مُحَمَّدٌ

بِمَكَّةَ لَا يَخْشَى خِلَافَ المُخَالِفِ

فَلَمَّا أَصْبَحُوا قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَنِ السَّعْدَانِ، سَعْدُ بَكْرِ، وَسَعْدُ هُذَيْمٍ؟ فَلَمَّا كَانَتْ فِي اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ سَمِعُوهُ يَقُولُ:

(1)

سُمي في رواية الطبراني في الكبير (6/ 15) من طريق مطين عن محمد بن عبد الله نمير عن يونس به: "عبد الله"، وانظر حديث رقم (5619) و (5994).

(2)

إتحاف المهرة (13/ 46 - 16413).

(3)

هو: أحمد بن المقدام بن سليمان العجلي البصري.

(4)

في (ز) و (ك): "عبد الحميد بن عبس بن جبر"، وفي (و):"عبد الحميد بن عيسى بن جبر"، وفي (م):"عبد الحميد بن عيش بن حبر"، وما بين المعقوفين مثبت من الإتحاف، ومن دلائل النبوة للبيهقي (2/ 428) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، وهو: عبد المجيد بن أبي عبس بن محمد بن أبي عبس بن جبر الأنصاري، ذكر البخاري وأبو حاتم وغيرهما في ترجمة أبيه أبي عبس أنه يروي عنه ابنه عبد المجيد، وترجموا لعبد المجيد، ولم نر من سماه عبد الحميد غير المصنف فقد تكرر في المستدرك هكذا عدة مرات.

ص: 369

أَيَا سَعْدُ سَعْدَ الْأَوْسِ [كُنْ أَنْتَ]

(1)

نَاصِرًا

وَيَا سَعْدُ سَعْدَ الْخَزْرَجِينَ الْغَطَارِفِ

أَجِيبَا إِلَى دَاعِي الْهُدَى وَتَمَنَّيَا

عَلَى اللهِ فِي الْفِرْدَوْسِ مُنْيَةَ عَارِفِ

فَإِنَّ ثَوَابَ اللهِ لِلطَّالِبِ الْهُدَى

جِنَانٌ مِنَ الْفِرْدَوْسِ ذَاتُ رَفَارِفِ

فَلَمَّا أَصْبَحُوا قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: هُوَ وَاللهِ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ

(2)

.

5176 -

حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ

(3)

، ثَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ، ثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا

(4)

فَخَرَّ مَيِّتًا، فَقَالَتِ الْجِنُّ: نَحْنُ قَتَلْنَا سَيِّدَ الْخَزْرَجِ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةْ وَرَمَيْنَاهُ بِسَهْمَيْنِ فَلَمْ نُخْطِ فُؤَادَهْ

(5)

5177 -

أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: أَقَامَ سَعْدُ بْنُ

(1)

في (ز) و (م) و (ك): "كنت أنت"، وفي (و):"إن كنت"، وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة أخرى:"كنت أنت"، والمثبت من دلائل النبوة للبيهقي عن المصنف.

(2)

إتحاف المهرة (19/ 655 - 25483).

(3)

هو: الكجي إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز البصري، يروي عن بكار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين.

(4)

قوله: "فبال قائما" غير موجودة في (م).

(5)

إتحاف المهرة (19/ 430 - 25157).

ص: 370

عُبَادَةَ لَا يَبُولُ

(1)

، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: إِنِّي لَأَجِدُ فِي ظَهْرِي شَيْئًا، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ، فَنَاحَتِ الْجِنُّ، فَقَالُوا:

نَحْنُ قَتَلْنَا سَيِّدَ الْخَزْرَجِ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةْ

وَرَمَيْنَاهُ بِسَهْمَيْنِ فَلَمْ يُخْطِ فُؤَادَهْ

(2)

5178 -

حدثني عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، قَالَا: ثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ

(3)

، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ بَلَغَهُ إِقْبَالُ أَبِي سُفْيَانَ، فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ عُمَرُ رضي الله عنه فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نَخُوضَ الْبَحْرَ لَخُضْنَاهَا، وَلَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نَضْرِبَ أَكْبَادَهَا إِلَى بَرْكِ الْغِمَادِ لَفَعَلْنَا. فَنَدَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى نَزَلُوا بَدْرًا

(4)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(5)

.

5179 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ هَبْ لِي مَجْدًا وَلَا مَجْدَ إِلَّا بِفِعَالٍ، وَلَا فِعَالَ إِلَّا بِمَالٍ، اللَّهُمَّ لَا

(1)

في الإتحاف: "قام سعد بن عبادة ليبول".

(2)

إتحاف المهرة (19/ 360 - 25009).

(3)

في (و): "مسلمة" مصحف.

(4)

إتحاف المهرة (1/ 506 - 579).

(5)

بل أخرجه مسلم في المغازي (5/ 170) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان به مطولا.

ص: 371

يُصْلِحُنِي الْقَلِيلُ، وَلَا أَصْلُحُ عَلَيْهِ، وَكَانَ لَهُ مُنَادِيًا

(1)

يُنَادِي عَلَى أَطَمَةٍ: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الشَّحْمَ وَاللَّحْمَ، فَلْيَأْتِ سَعْدًا

(2)

.

5180 -

أخبرني عَبْدَانُ بْنُ يَزِيدَ الدَّقَّاقُ بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ

(3)

، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ

(4)

، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخَذَ الْمُشْرِكُونَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، فَرَبَطُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ، وَأَدْخَلُوةُ مَكَّةَ يَضْرِبُونَهُ، وَيَجُرُّونَهُ بِنَاصِيَتِهِ، وَكَانَ ذَا جُمَّةٍ طَوِيلَةٍ

(5)

.

5181 -

حدثنا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْمَدَايِنِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رضي الله عنه، أَنَّ أُمَّهُ تُوُفِّيَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمٌ، قَالَ: فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَنِي أَنْ أَقْضِيَهُ عَنْهَا

(6)

. قَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى إِخْرَاجِ هَذَا الْحَدِيثِ، أَنَّ أُمَّ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ تُوُفِّيَتْ وَلَمْ يَصِلَاهُ عَنْهُ، وَهَذَا صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا

(7)

.

* * *

(1)

في (ز) و (م): "ولو كان مناديا".

(2)

إتحاف المهرة (5/ 86 - 4983).

(3)

هو: عتيق بن يعقوب بن صديق بن موسى بن عبد الله بن الزبير بن العوام.

(4)

هو: عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، أبو طاهر الحزمي المدني.

(5)

لم نجد هذا الحديث في الإتحاف.

(6)

إتحاف المهرة (5/ 85 - 4981).

(7)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: المدايني ضعيف".

ص: 372

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه

-

5182 -

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ

(1)

بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، وَكَانَ أَخَا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَابْنَ عَمِّهِ أَرْضعَتْهُ حَلِيمَةُ أَيَّامًا، فَكَانَ يَأْلَفُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَادَاهُ وَهَجَاهُ، وَهَجَا أَصْحَابَهُ، فَمَكَثَ عِشْرِينَ سَنَةً مُنَاصِبًا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَتَخَلَّفُ عَنْ مَوْضِعٍ تَسِيرُ فِيهِ قُرَيْشٌ لِقِتَالِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا ذُكِرَ شُخُوصُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ أَلْقَى اللهُ عز وجل فِي قَلْبِهِ الْإِسْلَامَ، فَتَلَقَّى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ نُزُولِهِ الْأَبْوَاءَ، فَأَسْلَمَ هُوَ وَابْنُهُ جَعْفَرٌ، وَخَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَشَهِدَ فَتْحَ مَكَّةَ وَحُنَيْنً، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَلَمَّا لَقِينَا الْعَدُوَّ بِحُنَيْنٍ اقْتَحَمْتُ عَنْ فَرَسِي وَبِيَدِي السَّيْفُ صَلْتًا، وَاللهُ يَعْلَمُ أَنِّي أُرِيدُ المَوْتَ دُونَهُ

(2)

وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيَّ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا أَخُوكَ وَابْنُ عَمِّكَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ فَارْضَ عَنْهُ. قَالَ:"قَدْ فَعَلْتُ، يَغْفِرُ اللهُ لَهُ كُلَّ عَدَاوَةٍ عَادَانِيهَا". ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: "أَخِي لَعَمْرِي". فَقَبَّلْتُ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ.

قَالُوا: وَمَاتَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ أَخِيهِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بِأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ إِلا ثَلَاثَةَ عَشَرَ لَيْلَةَ، وَيُقَالُ: مَاتَ سَنَةَ عِشْرِينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَقُبِرَ فِي رُكْنِ دَارِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِالْبَقِيعِ، وَهُوَ الَّذِي

(1)

في (و): "الحسن" مصحف.

(2)

في التلخيص: "دون رسول الله".

ص: 373

حَفَرَ قَبْرَ نَفْسِهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ

(1)

. قَدْ ذَكَرْتُ إِسْلَامَ أَبِي سُفْيَانَ فِي فَتْحِ مَكَّةَ فِيمَا تَقَدَّمَ.

5183 -

أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّل، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْمُنْذرِ، يَقُولُ: أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ اسْمُهُ الْمُغِيرَةُ، تُوُفِّيَ سَنَةَ عِشْرِينَ، وَصلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

(2)

.

5184 -

سمعت أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْد الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه كَانَ أَحَبَّ قُرَيْشٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ شَدِيدًا عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَسْلَمَ كَانَ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيْهِ

(3)

.

5185 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلَالِيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصمٍ الْكِلَابِيُّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي حَبَّةَ

(4)

الْبَدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ خَيْرُ أَهْلِي"

(5)

.

(1)

لم نجده في الإتحاف.

(2)

لم نجد هذا الحديث في الإتحاف.

(3)

إتحاف المهرة (19/ 239 - 24750).

(4)

في (و): "أبو حية"، وقال أبو عمر بن عبد البر:"أبو حبة الأنصاري البدري، ويقال: أبو حية بالياء، يعني المثناة من تحت، وأبو حنة بالنون، وصوابه: أبو حبة - بالباء بواحدة" وهو صحابي من رجال التهذيب.

(5)

إتحاف المهرة (14/ 73 - 17441)، ورواه الطبراني في الكبير (22/ 327)، والأوسط (6/ 330) من حديث إسحاق بن الضيف عن عمرو بن عاصم، فزاد:"علي بن زيد بن جدعان" بين حماد بن سلمة وعمار بن أبي عمار، وابن جدعان ضعيف.

ص: 374

صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5186 -

أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا سَعيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ

(1)

، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "سَيِّدُ فَتَيَانِ الْجَنَّةِ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ". حَلَقَهُ الْحَلَّاقُ بِمِنًى وَفِي رَأْسِهِ ثُؤْلُولٌ فَقَطَعَهُ فَمَاتَ، فَيُروْنَ أَنَّهُ شَهِيدٌ

(2)

.

5187 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ وَمَا مَعَهُ إِلَّا أَنَا وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهُوَ آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ رَاكِبُهَا، وَأَبُو سُفْيَانَ لَا يَأْلُوا أَنْ يُسْرِعَ نَحْوَ الْمُشْرِكِينَ

(3)

. صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(4)

.

5188 -

حدثنا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ

(5)

وَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ مُوسَى الْفَقِيهُ

(6)

، قَالَا: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي

(1)

بعد كلمة: "أبيه" بياض في (ك).

(2)

إتحاف المهرة (19/ 339 - 24751).

(3)

إتحاف المهرة (6/ 481 - 6856)، وسيستدركه على شرطهما مطولا برقم (5510).

(4)

بل أخرجه مسلم (5/ 166، 167) مطولا.

(5)

هو: يحيى بن محمد بن عبد الله النيسابوري.

(6)

هو: محمد بن موسى بن عمران الصيدلاني النيسابوري الفقيه.

ص: 375

سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ ابْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه

(1)

، قَالَ: كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَمْرٌ، فَأَتَاهُ يَتَقَاضَاهُ، فَاسْتَقْرَضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ تَمْرًا فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَقَالَ: "أَمَا إِنَّهُ كَانَ عِنْدِي تَمْرٌ وَلَكِنَّهُ كَانَ

(2)

عَثَرِيًّا". ثُمَّ قَالَ: "كَذَلِكَ يَفْعَلُ عِبَادُ اللهِ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنَّ

(3)

اللهَ لَا يَتَرَحَّمُ عَلَى أُمَّةٍ لَا يَأْخُذُ الضَّعِيفُ مِنْكُمْ حَقَّهُ غَيْرَ مُتَعْتَعٍ"

(4)

.

لَمْ يُسْنِدْ أَبُو سُفْيَانَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ، وَلَمْ يُقِمْ إِسْنَادَهُ عَنْ شُعْبَةَ غَيْرُ غُنْدَرٍ

(5)

.

5189 -

فقد أخبرناه أَبُو الْعَبَّاسِ السَّيَّارِيُّ

(6)

، أَنَا أَبُو الْمُوَجِّهُ، أَنَا عَبْدَانُ،

(1)

كذا: "عن أبيه"، وأخرجه المصنف بعد (5193) من حديث محمد بن صالح بن هانئ عن إبراهيم بن أبي طالب به، فجعله من مسند عبد الله بن أبي سفيان، وعبد الله بن أبي سفيان قال ابن منده:"ذكر في الصحابة، ولا يصح له رؤية ولا صحبة"، وقد رواه المصنف أيضًا من حديث عبد الله بن عثمان بن جبلة عن شعبة عن سماك عن رجل عن أبي سفيان، وذكر أن المبهم هو عبد الله بن أبي سفيان، ثم ذكر رواية محمد بن صالح بن هانئ المرسلة، وقد قال فيها البيهقي في الكبرى (10/ 93):"هذا مرسل وهو الصحيح"، وقال ابن حجر في الإتحاف في زيادة "عن أبيه":"فإن كان محفوظا فهو صحيح متصل"، وصنيع المصنف كذلك يقتضي تصحيح المتصل، وفيه نظر، وانظر التلخيص الحبير (4/ 338).

(2)

قوله: "كان" غير موجود في (و).

(3)

في (و) و (ك): "فإن".

(4)

إتحاف المهرة (14/ 284 - 17749).

(5)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: لم يقم إسناده سوى غندر، وغيره يقول: عن سماك، حدثني شيخ، عن أبي سفيان"، ولولا قول الذهبي:"قلت" لعددنا هذا الكلام اختصارا لكلام الحاكم، لَا تعليقا للذهبي، ونحن لَا نورد إختصارات الذهبي لكلام المصنف، والله أعلم.

(6)

هو: القاسم بن القاسم بن عبد الله بن مهدي السياري المروزي.

ص: 376

أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ مُدْرِكِ بْنِ الْمُهَلَّبِ بِسِجِسْتَانَ، فَسَمِعْتُ شَيْخًا يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَهُ

(1)

. وَلَمْ يَسْمَعْ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ

(2)

.

5190 -

حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: وَمِمَّنْ صَحِبَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ وَلَدِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّهُ مِنْ خَيْرِ أَهْلِي". أَوْ: "إِنَّهُ خَيْرُ أَهْلِي". وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهُ سَيِّدُ فَتَيَانِ أَهْلِ الْجَنَّةِ". وَصَبَرَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَأَبْصَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي عَمَايَةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ:"مَنْ هَذَا؟ ". قَالَ: ابْنُ أُمِّكِ يَا رَسُولَ اللهِ. حَلَقَهُ الْحَلَّاقُ فَقَطَعَ ثُؤْلُولًا مِنْ رَأْسِهِ فَلَمْ يَرْقَأْ عَنْهُ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ، وَذَلِكَ

(3)

فِي سَنَةِ عِشْرِينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب رضي الله عنه، وَكَانَ يَلْقَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِبَعْضِ الطَّرِيقِ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَارِجٌ إِلَى مَكَّةَ لِلْفَتْحِ، فَأَسْلَمَ قَبْلَ الْفَتْحِ

(4)

.

5191 -

أخبرني أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو يُونُسَ

(5)

، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ

(1)

إتحاف المهرة (14/ 284 - 17749).

(2)

أي: من النبي صلى الله عليه وسلم، يقصد أنه ليس له صحبة، وكذا قال ابن منده كما سبق.

(3)

قوله: "وذلك" غير موجود في (و).

(4)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 529 - 3).

(5)

هو: محمد بن أحمد بن يزيد بن عبد الله القرشي الجمحي المدني. من رجال التهذيب.

ص: 377

عَبْدِ الْمُطَّلِبِ اسْمُهُ: الْمُغِيرَةُ، تُوُفِّيَ

(1)

سَنَةَ عِشْرِينَ وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ

(2)

.

5192 -

أخبرني أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ، ثَنَا عَبْد اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَا

(3)

شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ مُدْرِكِ بْنِ الْمُهَلَّبِ بِسِجِسْتَانَ فِي سُرَادِقِةٍ، فَسَمِعْتُ شَيْخًا يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"إِنَّ اللهَ لَا يُقَدِّسُ أُمَّةً لَا يَأْخُذُ الضَّعِيفُ حَقَّهُ مِنَ الْقَوِيِّ، وَهوَ غَيْرُ مُتَعْتَعٍ"

(4)

. فَإِذَا الشَّيْخُ الَّذِي لَمْ يُسَمِّهِ عُثْمَانُ بْنُ جَبَلَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، قَدْ سَمَّاهُ غُنْدَرٌ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ أَبَا سُفْيَانَ فِي الْإِسْنَادِ.

5193 -

أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا أَبُو مُوسَى وَبِنْدَارٌ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَمْرٌ فَأتَاهُ يَتَقَاضَاهُ، فَاسْتَقْرَضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ تَمْرًا، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَقالَ:"أَمَا أَنَّهُ قَدْ كَانَ عِنْدِي تَمْرٌ لَكِنَّهُ قَدْ كَانَ عَثَرِيًّا". ثُمَّ قَالَ: "كَذَلِكَ يَفْعَلُ عَبِيدُ اللهِ

(5)

الْمُؤْمِنُونَ، إِنَّ اللهَ لَا يَتَرَحَّمُ عَلَى أُمَّةٍ لَا يَأْخُذُ

(1)

في (ك) و (و): "وتوفى".

(2)

لم نجد هذا الحديث في الإتحاف.

(3)

في (و): "نا"، وفي (ك):"ثنا".

(4)

إتحاف المهرة (14/ 284 - 17749).

(5)

في (ز) و (و): "عبد الله".

ص: 378

الضَّعِيفُ مِنْهُمْ

(1)

حَقَّهُ غَيْرَ مُتَعْتَعٍ"

(2)

.

* * *

(1)

في (و): "فيهم".

(2)

إتحاف المهرة (14/ 284 - 17749).

ص: 379

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيَاضٍ الزُّهْرِيِّ رضي الله عنه

-

5194 -

حدثني أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ أَبِي ذُهْلٍ

(1)

، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَاسِينَ

(2)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ السَّمَّاكُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ الثَّوْبَانِيُّ مِنْ وَلَدِ ثَوْبَانَ

(3)

، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ لَبِيبٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيَاضٍ الزُّهْرِيِّ

(4)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيَاضٍ، قَالَ: رُفِعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صِغَرِي وَعَلَيَّ خِرْقَةٌ وَقَدْ كُشِفَتْ عَوْرَتِي، فَقَالَ:"غَطُّوا حُرْمَةَ عَوْرَتِهِ، فَإِنَّ حُرْمَةَ عَوْرةِ الصَّغِيرِ كَحُرْمَةِ عَوْرَةِ الْكَبِيرِ، وَلا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى كَاشِفِ عَوْرَةٍ"

(5)

.

* * *

(1)

هو: محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن عصم النيسابوري.

(2)

في (ك) و (و): "ياسر" مصحف، وهو أبو إسحاق الهروي صاحب تاريخها، وهو متهم بالكذب.

(3)

في (و): "اليوناني من ولد يونان"!، ومحمد بن حبيب وشيخه لم نقف لهما على ترجمة، وقال ابن حجر في الإصابة في ترجمة محمد بن عياض الزهري (10/ 50): "وقع ذكره في مستدرك الحاكم

وفي السند مع ابن لهيعة غيره من الضعفاء".

(4)

كذا: لبيب"، وكذا قيده ابن معين، فقال: لبيب مولى محمد بن عياض، ليس لبيد" ذكر ذلك ابن ناصر في توضيح المشتبه (7/ 261) عن ابن أبي خيثمة عن يحيى.

(5)

لم نجد هذا الحديث في الإتحاف، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: إسناده مظلم، ومتنه منكر".

ص: 380

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ

(1)

عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَخِي عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهما

-

5195 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ: فِيمَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مَعَ جَعْفَرٍ رضي الله عنه مِنْ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ؛ عُتْبَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَخُوهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنهما

(2)

.

5196 -

أخبرني أَبُو الْحُسَيْنِ

(3)

الْحَافِظُ

(4)

، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ الثَّقَفِيُّ

(5)

، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ

(6)

، ثَنَا أَبُو عُمَيْسٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ

(7)

بْنِ مَسْعُودٍ

(8)

، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا مَاتَ عُتْبَةُ بْنُ مَسْعُودٍ بَكَى عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنهما، فَقِيلَ لَهُ: أَتَبْكِى؟ فَقَالَ: "أَخِي

(1)

قوله: "مناقب" غير موجود في (ز) و (م).

(2)

إتحاف المهرة (19/ 235 - 24723).

(3)

في (و): "الحسن"، وفي (م): مكانها بياض.

(4)

هو: محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل النيسابوري.

(5)

في (ز) و (م): "أنا محمد بن إسحاق الحافظ، أنا محمد بن إسحاق الثقفي" كذا، وهما واحد.

(6)

هو: أبو عبد الله الكلابي الرؤاسي، يروي عن أبي العميس عتبة بن عبد الله المسعودي.

(7)

في (و) و (ك): "عقبة" مصحف.

(8)

في النسخ الخطية كلها: "بن عتبة بن عبد الله بن مسعود"، والمثبت من التلخيص والإتحاف، وهو الصواب.

ص: 381

وَصَاحِبِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالثَّالِثُ، وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه "

(1)

.

(2)

5197 -

حدثنا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ:"لَمَّا مَاتَ عُتْبَةُ بْنُ مَسْعُودٍ انْتَظَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أُمَّ عَبْدٍ فَجَاءَتْ فَصَلَّتْ عَلَيْهِ"

(3)

.

5198 -

أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلٍ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَعْلَى عِنْدَنَا مِنْ أَخِيهِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، وَلَكِنَّهُ مَاتَ سَرِيعًا

(4)

.

5199 -

حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ

(5)

مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْد اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: قَامَ

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: إسناده صحيح".

(2)

إتحاف المهرة (10/ 291 - 12785).

(3)

إتحاف المهرة (12/ 352 - 15744).

(4)

إتحاف المهرة (19/ 479 - 25244).

(5)

قوله: "البغدادي" كذا في النسخ كلها، ونرى أن زيادة هذه النسبة وهم، والصواب:"أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي"، وفي الإتحاف:"ثنا أبو جعفر البغدادي، ثنا محمد بن أحمد بن سعيد"!، وهى تركيبة غريبة؛ فأبو جعفر البغدادي هو: محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة بن جميل البغدادي نزيل سمرقند يروي عن أبي زرعة الدمشقي، وأبي علاثة المصري وغيرهم، أما محمد بن أحمد بن سعيد فهو أبو جعفر المذكر الرازي قد تكررت رواية المصنف عنه عن أبي زرعة الرازي الإمام كما في رقم (220) و (3645) و (3826).

ص: 382

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي صَلَاةَ الْغَدَاةِ فَأَهْوَى بِيَدِهِ قُدَّامَهُ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ حِينَ قَضَى الصَّلَاةَ، فَقَالَ:"جَاءَ الشَّيْطَانُ فَانْتَهَرْتُهُ، وَلَوْ أَخَذْتُهُ لَرَبَطْتُهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى يَطُوفَ بِهِ وُلْدَانُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ"

(1)

.

5200 -

أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ غَانِمٍ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبُوشَنْجِيُّ

(2)

، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ، يَقُولُ: تُوُفِّيَ عُتْبَةُ بْنُ مَسْعُودٍ سَنَةَ أَرْبَعَ وَأَرْبَعِينَ، وَلَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ

(3)

.

5201 -

حدثنا بِالْحَدِيثِ الَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ بُكَيْرٍ أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَارِثيُّ

(4)

، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، ثَنَا أَبُو مَعْدَانَ الْمِنْقَرِيُّ - يَعْنِي: عَامِرَ بْنَ مَسْعُودٍ

(5)

- ثَنَا عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَمَةٍ سَوْدَاءَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عَلَيَّ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، أَفَتُجْزِئُ عَنِّي هَذِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ رَبُّكِ؟ ". قَالَتْ: رَبِّيَ اللهُ. قَالَ: "فَمَا دِينُكِ؟ ". قَالَتِ: الْإِسْلَامُ. قَالَ: "فَمَنْ أَنَا؟ ". قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ. قَالَ: "فَتُصَلِّينَ الْخَمْسَ، وَتُقِرِّينَ بِمَا جِئْتُ مِنْ عِنْدِ اللهِ؟ ". قَالَتْ: نَعَمْ. فَضَرَبَ عَلَى ظَهْرِهَا

(6)

، وَقَالَ:

(1)

إتحاف المهرة (10/ 685 - 13606).

(2)

هو: محمد بن إبراهيم بن سعيد العبدي الأديب النيسابوري.

(3)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 610 - 1).

(4)

هو: عبيد الله بن محمد بن يحيى، أبو الربيع الحارثي الأهوازي، وتصحف في (و): إلى "عبد الله".

(5)

لم نجد له ترجمة، وقد رواه الطبراني في الكبير (17/ 136) من وجه آخر عن أبي عاصم عن أبي معدان المنقري، ولم يسمه.

(6)

في (و): "صدرها".

ص: 383

"أَعْتِقِيهَا"

(1)

. وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وسَمِعَ مِنْهُ.

5202 -

حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ

(2)

، أَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عَوْنٍ بْنِ

(3)

عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، حَدَّثَتْنِي

(4)

جَدَّتِي أُمُّ عَبْدِ اللهِ بِنْتُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، سَمِعْتُ أَبِي حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَأَلْتُ أَبِي عَبْدَ اللهِ بْنَ عُتْبَةَ بْنَ مَسْعُودٍ: أَيُّ شَيْءٍ تَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: أَذَكُرُ أَنَّهُ أَخَذَنِي وَأَنَا خُمَاسِيٌّ أَوْ سُدَاسِيٌّ، فَأَجْلَسَنِي فِي حِجْرِهِ، وَمَسَحَ رَأْسِي، وَدَعَا لِي وَلِذُرِّيَّتِي بِالْبَرَكَةِ

(5)

.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (10/ 685 - 13607).

(2)

هو: محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة بن جميل التاجر.

(3)

في (و) و (ك) والإتحاف: "عن" مصحفة، وموسى لم نجد له ترجمة، وقال الطبراني في الأوسط (1/ 99):"تفرد به موسى بن عون"، وقال أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 1736) متعقبا من قال بتفرد موسى:"ووهم فيما حكى، فقد رواه حمزة بن عون، والفضل بن عون المسعوديان عن أم عبد الله بنت حمزة، واسم أم عبد الله عبيدة"، ثم رواه من طريقهما عن أم عبد الله عن جدتها، وكانت أم ولد عن عبد الله بن عتبة، وانظر أخبار القضاة لوكيع (2/ 403).

(4)

في (و): "وحدثتني".

(5)

إتحاف المهرة (8/ 194 - 9192).

ص: 384

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ نُعَيْمِ بْنِ النَّحَّام الْعَدَوِيِّ رضي الله عنه

-

5203 -

أخبرني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ

(1)

الْمَعْمَرِيَّ

(2)

، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيَّ، يَقُولُ: نُعَيْمُ بْنُ النَّحَّامِ؛ هُوَ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدِ

(3)

بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُوَيْجِ

(4)

بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَسْلَمَ قَبْلَ هِجْرَةِ مَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: النَّحَّامُ، وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ ذَلِكَ؛ لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"سَمِعْتُ نَحْمَةً فِي الْجَنَّةِ"، وَالنَّحْمَةُ: الصَّوْتُ

(5)

.

5204 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، فِي تَسْمِيَةِ مَنِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أَجْنَادِينَ مِنْ قُرَيْشٍ، ثُمَّ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ: نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ النَّحَّامِ، قَالَ: وَذَلِكَ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ

(6)

.

5205 -

فحدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصبَهَانِيُّ، بِإِسْنَادِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ نُعَيْمَ بْنَ النَّحَّامِ قُتِلَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ شَهِيدًا فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ

(7)

.

(1)

في (و): "سبت" مصحف.

(2)

في (و) و (ك): "العمرى" مصحف.

(3)

في (و): "أسد".

(4)

في (و) و (ك): "عريج".

(5)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 537 - 120).

(6)

إتحاف المهرة (19/ 235 - 24724).

(7)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 461 - 2).

ص: 385

5206 -

أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نُعَيْمٍ النَّحَّامِ

(1)

قَالَ: أَذَّنَ مُؤَذِّنُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً فِيهَا بَرْدٌ، وَأَنَا تَحْتَ لِحَافِي، فتمَنَّيْتُ أَنْ يُلْقِيَ اللهُ تَعَالَى عَلَى لِسَانِهِ: وَلَا حَرَجَ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: وَلَا حَرَجَ

(2)

. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(3)

.

* * *

(1)

قوله: "النحام" ساقط من (ك) و (و).

(2)

إتحاف المهرة (13/ 551 - 17129).

(3)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: إن كان الدبري حفظه فهو على شرطهما"، وهو في المصنف كذلك (1/ 502)، وكذا رواه ابن قانع في معجم الصحابة (3/ 153) من حديث عمر بن نافع عن أبيه به، ورُوي كذلك من وجه آخر عن نعيم، لكن رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 67) عن الحسن بن علي الحلواني عن عبد الرزاق به فقال: عن نافع عن عبد الله بن نعيم بن النحام به، فجعله من مسند ابن عبد الله بن نعيم.

ص: 386

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ الطُّفَيْل بْنِ عمرٍو الدُّوسِيِّ رضي الله عنه

-

5207 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الحَسَنُ بْنُ الجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَسْلَمَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَتَبعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ مِنْ أَرْضِ دَوْسٍ، فَلَمْ يَزَلْ مُقِيمًا بِهَا حَتَّى هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ بَعْدَ بَدْرٍ، وَأُحُدٍ، وَالْخَنْدَقِ حِينَ قَدِمَ بِمَنْ أَسْلَمَ مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ، ثُمَّ لَحِقَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بخَيْبَرَ فَأَسْهَمَ لَهُمْ مَعَ الْمُسْلِمِينَ

(1)

.

5208 -

أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَتَكِيُّ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ

(2)

، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ الْفَرْوِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُخَرِّمِيُّ

(3)

، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الدَّوْسِيِّ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، اجْعَلْنَا مَيْمَنَتَكَ، وَاجْعَلْ شِعَارَنَا: يَا مَبْرُورُ. فَفَعَلَ صلى الله عليه وسلم، فَشِعَارُ الْأَزْدِ كُلِّهَا إِلَى الْيَوْمِ: مَبْرُورٌ

(4)

. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، إنَّ لَمْ يَكُنْ مُرْسَلًا

(5)

، وَقَدْ أَدْرَكَ عَمْرُو بْنُ

(1)

لم نجد هذا الحديث في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 461 - 3).

(2)

هو: الفضل بن محمد بن المسيب بن موسى، أبو محمد البيهقي الشعراني.

(3)

في (ز) و (م): "المخزومي" مصحف، فهو: عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة.

(4)

إتحاف المهرة (6/ 350 - 6618).

(5)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: هو مرسل كما ظن" اهـ. وعبد الواحد بن أبي عون =

ص: 387

الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

5209 -

حدثنا

(1)

أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ، ثَنَا

(2)

الْحُسَيْنُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَعَمْرُو بْنُ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْأَزْدِيُّ، وَكَانَ أَبُوهُ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قُبِضَ، فَلَمَّا ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ خَرَجَ، فَجَاهَدَ حَتَّى فَرَغَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ طُلَيْحَةَ وَأَرْضِ نَجْدٍ كُلِّهَا، ثُمَّ سَارَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْيَمَامَةِ وَمَعَهُ ابْنُهُ عَمْرُو بْنُ الطُّفَيْلِ، فَخَرَجَ عَمْرُو بْنُ الطُّفَيْلِ

(3)

، فَجُرِحَ وَقُطِعَتْ يَدُهُ، ثُمَّ اسْتَبَلَّ

(4)

وَصَحَّتْ يَدُهُ، فَبَيْنَا هُوَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه إِذْ أُتِيَ بِطَعَامٍ فَتَنَحَّى عَنْهُ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا لَكَ تَنَحَّيْتَ بِمَكَانِ يَدِكَ؟ قَالَ: أَجَلْ. قَالَ: وَاللهِ، لَا أَذُوقُهُ حَتَّى [تُسَوِّطُ]

(5)

بِيَدِكَ فِيهِ، فَوَاللهِ مَا فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ بَعْضُهُ فِي الْجَنَّةِ غَيْرُكَ. ثُمَّ خَرَجَ عَامَ الْيَرْمُوكِ فِي عَهْدِ عُمَرَ رضي الله عنه مَعَ الْمُسْلِمِينَ، فَقُتِلَ شَهِيدًا رضي الله عنه

(6)

.

= من رجال التهذيب، يروي عن الزهري وسعد بن إبراهيم وذكوان مولى عائشة وغيرهم ممن في طبقتهم، وقد رواه ابن سعد (4/ 223) عن الواقدي عن المخرمي عن عبد الواحد قال: كان الطفيل، فذكر قصة إسلامه مطولة، واستشهاده هو وابنه عمرو.

(1)

في (و): "أخبرنا".

(2)

في (و): "بن".

(3)

قوله: "فخرج عمرو بن الطفيل" ساقط من (و).

(4)

في (و): "استشهد" مصحف. يقال: بلّ فلان من مرضه وأبل واستبل، يعني برأ منه.

(5)

في النسخ الخطية كلها: "أسوي"، والمثبت من الطبقات الكبرى (4/ 226)، وتاريخ دمشق (25/ 13) و (46/ 108)، فقد روياه عن الواقدي، وقال الزبيدي في تاج العروس (19/ 392):"ساط الشيء سوطا، وسوطه: خاضه وخلطه".

(6)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 461 - 4).

ص: 388

‌ذِكْرُ سَعْدٍ الْقَارِئ رضي الله عنه

-

5210 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ، ثَنَا الْحَسَنُ، ثَنَا

(1)

الْحُسَيْنُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَعْدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: سَعْدٌ الْقَارِئ، وَيُكَنَّى: أَبَا زَيْدٍ

(2)

، وَهُوَ أَحَدُ السِّتَّةِ الَّذِينَ جَمَعُوا الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ شَهِيدًا سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً رضي الله عنه

(3)

.

* * *

(1)

في (و): "بن".

(2)

في (و): "يزيد" مصحف.

(3)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 461 - 5).

ص: 389

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ الَّذِي بَصَّرَ

(1)

الْبَصْرَةَ

5211 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ بْنِ جَابِرِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خُصَيْفَةَ

(2)

بْنِ قَيْسِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارٍ

(3)

.

5212 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ بُطَّةَ، ثَنَا الحَسَنُ، ثَنَا الحُسَيْنُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُيُوخِهِ فِي ذِكْرِ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ رضي الله عنه، قَالُوا: كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَقِيلَ: أَبُو غَزْوَانَ، وَكَانَ فِيمَا ذُكِرَ رَجُلًا طُوَالًا جَمِيلًا، وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ، وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ الَّذِي بَصَّرَ الْبَصْرَةَ، وَمَاتَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنهما بِمَعْدِنِ بَنِي سُلَيْمٍ، وَهُوَ مَاضٍ إِلَى الْبَصْرَةِ وَالِيًا عَلَيْهَا مِنْ قِبَلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَقَدِمَ غُلَامُهُ سُوَيْدٌ عَلَى عُمَرَ بِمَتَاعِهِ وَتَرِكَتِهِ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَإِنَّمَا مَاتَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَيُقَالُ: سَبْعَ عَشْرَةَ

(4)

، وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ

(5)

.

(6)

(1)

في التلخيص: "مصر".

(2)

قوله: "خصيفة" ساقط من (و) و (ك).

(3)

إتحاف المهرة (19/ 235 - 24725).

(4)

قوله: "ويقال سبع عشرة" غير موجود في (و) و (ك).

(5)

زيد في (و) و (ك): "سنة".

(6)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 677 - 6).

ص: 390

5213 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

.

5214 -

حدثني أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ

(2)

. وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: مَاتَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَمَاتَ وَلَهُ سَبْعٌ وَخَمْسُونَ سَنَةً رضي الله عنه

(3)

.

5215 -

أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ الْغِفَارِيُّ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ. وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا وَكِيعٌ، ثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ. وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى

(4)

، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ: خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَا بَعْدُ، فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنتْ بِصَرْمٍ وَوَلَّتْ حَذَّاءَ، وَإِنَّمَا بَقِيَ مِنْهَا

(1)

لم نجده في الإتحاف.

(2)

هو: عبد الله بن غنام بن حفص بن غياث، أبو محمد النخعي.

(3)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 443 - 2).

(4)

كذا في النسخ الخطية كلها: "سليمان بن موسى" وهو خطأ، والصواب:"سليمان بن المغيرة" فقد رواه الطبراني في الكبير (17/ 113) عن المقدام بن داود عن أسد بن موسى عن سليمان بن المغيرة به، وكذا أخرجه مسلم (8/ 215، 216) وغيره من حديث سليمان بن المغيرة به.

ص: 391

صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ يَصْطَبُّهَا صَاحِبُهَا، وَإِنَّكُمْ مُنْتَقِلُونَ مِنْهَا إِلَى دَارٍ لَا زَوَالَ لَهَا، فَانْتَقِلُوا مِنْهَا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ، فَإِنَّهُ قَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الْحَجَرَ يُلْقَى مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ فَيَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ عَامًا، وَمَا يُدْرِكُ لَهَا قَعْرًا، فَوَاللهِ لتمْلَأُنَّهُ، أَفَعَجِبْتُمْ وَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ بَيْنَهُمَا أَرْبَعُونَ سَنَةَ، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظُ الزِّحَامِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لَسَابعُ

(1)

سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقَ الشَّجَرِ حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا، وَإِنِّي الْتَقَطْتُ بُرْدَةً فَشَقَقْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَارِسِ الْإِسْلَامِ، فَاتَّزَرْتُ بِنِصْفِهَا وَاتَّزِرْ سَعْدٌ بِنِصْفِهَا، وَمَا أَصْبَحَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ حَيٌّ إِلَّا أَصْبَحَ أَمِيرَ مِصْرٍ مِنَ الْأَمْصَارِ، وَإِنَّنِي أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا وَعِنْدَ اللهِ صَغِيرًا، وَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ قَطُّ إِلَّا تَنَاقَصَتْ، حَتَّى يَكُونَ عَاقِبَتُهَا مُلْكًا، وَسَتُجَرِّبُونَ أَوْ تُبْلَوْنَ الْأُمَرَاءَ بَعْدِي"

(2)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(3)

.

5216 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ وَأَنَا سَأَلتُهُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ

(4)

شَبِيبٍ الْمَعْمَرِىُّ

(5)

، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ بَشِيرٍ النَّسَائِيُّ

(6)

،

(1)

في (و) و (ك): "سابع".

(2)

إتحاف المهرة (10/ 682 - 13604).

(3)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: هو في مسلم". من حديث قرة وسليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال به (8/ 215، 216).

(4)

قوله: "بن" ساقط من (و).

(5)

في (ك): "العمرى".

(6)

كذا في النسخ الخطية كلها والإتحاف: "النسائي"، والصواب:"السامي" كما في مصادر ترجمته، انظر ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 343)، والسامي نسبة =

ص: 392

ثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ الْفَضْلِ السُّلَمِيُّ، ثَنَا عُتْبَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ

(1)

، عَنْ جَدِّهِ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ يَوْمًا لِقُرَيْشٍ:"هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِكمْ؟ "، قَالُوا: ابْنُ أُخْتِنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ، فَقَالَ:"ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ"

(2)

. ذِكْرُ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ غَرِيبٌ جِدًّا

(3)

، وَفَضائِلُهُ كَثِيرَةٌ، وَهَذَا مِنْ أَجَلِّ فَضَائِلِهِ. وَمَسَانِيدُ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَزِيزَةٌ، وَقَدْ كَتَبْنَا مِنْ ذَلِكَ حَدِيثًا اسْتَغْرَبْنَاهُ جِدًّا، فَأَنَا ذَاكِرُهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْغَلَابِيُّ مِنْ شَرْطِ هَذَا الْكِتَابِ:

5217 -

حدثناه

(4)

أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ بِهَمَذَانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلَابِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ الْفَضْلِ السُّلَمِيُّ، ثَنَا غَزْوَانُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ

(5)

: سَمِعْتُ

= إلى سامة بن لؤي بن غالب، وجل المنتسبين إليها بصريين، وهذا إسناد بصري.

(1)

إبراهيم بن عتبة لم نجد له ترجمة، وقد ذكر البخاري (6/ 527) وأبو حاتم (6/ 369) وابن حبان (5/ 249) في ترجمة عتبة بن إبراهيم أنه يروي عن جده عتبة بن غزوان، وتبعهم المزي في ترجمة عتبة بن غزوان (19/ 317)، ولكن هكذا جاءت الرواية هاهنا.

(2)

إتحاف المهرة (10/ 682 - 13603).

(3)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: إسناده مظلم وبعده حديث آخر فيه محمد الغلابي وليس بثقة".

(4)

في (ك): "حدثنا".

(5)

قوله: "قال" غير موجود في (ك) و (م)، وقوله:" رضي الله عنه قال" غير موجود في (و).

ص: 393

رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"

(1)

.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (10/ 684 - 13605).

نقول: قد توبع فيه الغلابي، فرواه العقيلي (5/ 70) عن أحمد بن محمد بن عاصم الرازي عن عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة به، واستنكره على غزوان بن عتبة فقال:"لَا يتابع عليه ولا يعرف إلا به"، هذا مع كون ابن جبلة قال فيه أبو حاتم (5/ 267):"كان يكذب"، وقال الدارقطني: يضع الحديث. انظر لسان الميزان (5/ 116).

ص: 394

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رضي الله عنه

-

5218 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ الصُّدَائِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: أَبُو عُبَيْدَةَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْجَرَّاحِ بْنِ هِلَالِ بْنِ أُهَيْبَ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، وَأُمُّهُ أُمُّ غَنْمٍ بِنْتِ جَابِرِ بْنِ الْعَدْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عُمَيْرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ

(1)

.

5219 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا التُّسْتَرِيُّ، ثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، فَذَكَرَ هَذَا النَّسَبَ وَقَالَ: أَدْرَكَتْ أُمُّ أَبِي عُبَيْدَةَ الْإِسْلَامَ

(2)

.

5220 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه لِأَصْحَابِهِ: تَمَنَّوْا، فَجَعَلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ يَتَمَنَّى شَيْئًا، فَقَالَ: لَكِنِّي أتَمَنَّى بَيْتًا مَمْلُوءًا رِجَالًا مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، فَقَالُوا لَهُ: مَا أَلَوْتَ الْإِسْلَامَ خَيْرًا، قَالَ: ذَلِكَ أَرَدْتُ

(3)

.

5221 -

أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ

(4)

قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يَقُولُ:

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 420 - 20).

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 557 - 9).

(3)

إتحاف المهرة (12/ 301 - 15633).

(4)

هو: ابن عبد الله بن مسعود، ولم يسمع من أبيه.

ص: 395

كَانَ أَخِلَّائِي مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ثَلَاثَةً، وَلَمْ آلُ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ

(1)

.

(2)

5222 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَائِذٍ الطَّائِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ

(3)

، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ: لَمَّا وَقَعَ الْوَبَاءُ بِالشَّامِ، فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ: إِنَّهُ قَدْ عَرَضَتْ لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ لَا غِنًى لِي بِكَ عَنْهَا، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يَرْحَمُ اللهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، يُرِيدُ بَقَاءَ قَوْمٍ لَيْسُوا بِبَاقِينَ، قَالَ: ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو عُبَيْدَةَ

(4)

: إِنِّي فِي جَيْشٍ مِنْ جُيُوشِ الْمُسْلِمِينَ، لَسْتُ أَرْغَبُ بِنَفْسِي عَنِ الَّذِي أَصَابَهُمْ، فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ اسْتَرْجَعَ، فَقَالَ النَّاسُ: مَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ، قَالَ: لَا، وَكَانَ

(5)

كَتَبَ إِلَيْهِ بالْعَزِيمَةِ، فَاظْهَرْ مِنْ أَرْضِ الْأُرْدُنِّ؛ فَإِنَّهَا عَمِقَةٌ وَبِيْئَةٌ إِلَى أَرْضِ الْجَابِيَةِ نَزِهَةٌ نَدِيَّةٌ، فَلَمَّا أَتَاهُ الْكِتَابُ بِالْعَزِيمَةِ أَمَرَ مُنَادِيَهُ: أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ، فَلَمَّا قُدِّمَ إِلَيْهِ لِيَرْكَبَهُ

(6)

وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، وَثَنَى

(7)

رِجْلَهُ، فَقَالَ: مَا أَرَى ذَاكُمْ إِلَّا قَدْ أَصَابَنِي، قَالَ: وَمَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ، وَرُفِعَ الْوَبَاءُ عَنِ النَّاسِ

(8)

.

(1)

في (ك): "أبي عبيدة".

(2)

إتحاف المهرة (10/ 530 - 13350)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: وكذا رواه المسعودي عن أبي إسحاق، وزاده زهير بن معاوية عن أبي إسحاق فقال: عن أبي الأحوص عن عبد الله، فالله أعلم".

(3)

قوله: "عن قيس بن مسلم" سقط من الإتحاف.

(4)

من قوله: "يرحم الله" إلى هاهنا ساقط من (و) و (ك).

(5)

في التلخيص: "ولكن".

(6)

في (و) و (ك): "قدم إليه - بياض - ليركبه".

(7)

في (ز) و (م)، والتلخيص:"ثنى".

(8)

إتحاف المهرة (12/ 203 - 15412) و (6/ 401 - 6707).

ص: 396

رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، وَهُوَ عَجِيبٌ بِمَرَّةٍ

(1)

.

5223 -

أخبرني أَبُو الْعَبَّاسِ السَّيَّارِيُّ فِي كِتَابِ الرِّقَاقِ لِابْنِ الْمُبَارَكِ، أَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أَنَا عَبْدَانُ، أَنَا عَبْدُ اللهِ، أَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ، عَنْ حَدِيثِ الْحَارِثِ بْنِ عَمِيْرَةَ الْحَارِثيِّ قَالَ: أَخَذَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يُرْسِلُ الْحَارِثَ بْنَ عَمِيْرَةَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ يَسْأَلُهُ: كَيْفَ هُوَ وَقَدْ طُعِنَ، فَأَرَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ طَعْنَةً خَرَجَتْ فِي كَفِّهِ، [فَتَكَابَرَ] شَأْنُهَا

(2)

، وَفَرَقَ مِنْهَا حِينَ رَآهَا، فَأَقْسَمَ أَبُو عُبَيْدَةَ لَهُ بِاللهِ: مَا يُحِبُّ أَنَّ لَهُ مَكَانَهَا حُمْرُ النَّعَمِ

(3)

.

5224 -

أخبرني عَلِيُّ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى، ثَنَا أَبِي، ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ

(4)

، ثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدِ بْنِ عَاصمِ بْنِ عَمْرِو بْنَ عُثْمَانَ

(5)

، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ

(6)

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: على شرط البخاري ومسلم".

(2)

في النسخ الخطية كلها والتلخيص: "فنكأته شأنها"، والمثبت من أصل رواية المصنف، في الزهد والرقائق لابن المبارك (ص 307).

(3)

إتحاف المهرة (6/ 403 - 6713).

(4)

هو: عمرو بن محمد بن يحيى بن عثمان، أبو عثمان القاضي المكي.

(5)

كذا، ولم أعرفه، وفي الإتحاف:"عمرو بن خالد عن عاصم بن عمرو بن عثمان" فنخشى أن يكون عمرا هو ابن خالد القرشي المتروك، لكن قد روى المصنف بهذا السند حديثًا آخر برقم (5234)، وقال الذهبي هناك:"إسناده مظلم". وروى ابن عساكر (25/ 486) خطبة أبي عبيدة وبوادر خطبة معاذ من وجه آخر تالف عن عبد الملك بن نوفل عن سعيد بن أبي سعيد المقبري!.

(6)

في (ك): "المقرى".

ص: 397

قَالَ: لَمَّا طُعِنَ أَبُو عُبَيْدَةَ، قَالَ: يَا مُعَاذُ، صَلِّ بِالنَّاسِ، فَصَلَّى مُعَاذٌ بِالنَّاسِ، ثُمَّ مَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَقَامَ مُعَاذٌ فِي النَّاسِ، فَقَالَ: يَا أيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى اللهِ مِنْ ذُنُوبِكُمْ تَوْبَةً نَصُوحًا، فَإِنَّ عَبْدَ اللهِ لَا يَلْقَى اللهَ تَائِبًا مِنْ ذَنْبِهِ، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ، ثُمٌ قَالَ: إِنَّكُمْ أيُّهَا النَّاسُ قَدْ فُجِعْتُمْ بِرَجُلٍ، وَاللهِ مَا أَزْعُمُ أنِّي رَأَيْتُ مِن عِبَادِ اللهِ عَبْدًا قَطُّ أَقَلَّ غِمْرًا

(1)

، وَلَا أَبَرَّ صَدْرًا، وَلَا أَبْعَدَ

(2)

غَائِلَةً، وَلَا أَشَدَّ حُبًّا لِلْعَافِيَةِ، وَلَا أَنْصَحَ لِلْعَامَّةِ مِنْهُ، فَترَحَّمُوا عَلَيْهِ رحمه الله، ثُمَّ أَصْحِرُوا

(3)

لِلصَّلَاةِ عَلَيْهِ، فَوَاللهِ لَا يَلِي عَلَيْكُمْ مِثْلَهُ أَبَدًا. فَاجْتَمَعَ النَّاسُ، وَأُخْرِجَ أَبُو عُبَيْدَةَ، وَتَقَدَّمَ مُعَاذٌ، فَصَلَّى عَلَيْهِ حَتَّى إِذَا أَتَى بِهِ قَبْرَهُ دَخَلَ قَبْرَهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ، فَلَمَّا وَضَعُوهُ فِي لَحْدِهِ وَخَرَجُوا فَسَنُّوا عَلَيْهِ التُّرَابَ، قَالَ مُعَاذ بْنُ جَبَلٍ: يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، لَأُثْنِيَنَّ عَلَيْكَ، وَلَا أَقُولُ بَاطِلًا أَخَافُ أَنْ يَلْحَقَنِي بِهَا مِنَ اللهِ مَقْتٌ، كُنْتَ وَاللهِ مَا عَلِمْتُ مِنَ الذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا، وَمِنَ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا، وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا، وَمَنِ الَّذِينَ إِذَا أَنْفِقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا، وَكُنْتَ وَاللهِ مِنَ الْمُخْبَتِينَ الْمُتَوَاضِعِينَ الَّذِينَ يَرْحَمُونَ الْيَتِيمَ وَالْمِسْكِينَ، وَيبْغُضُونَ الْخَائِنِينَ الْمُتكَبِّرِينَ

(4)

.

(1)

كذا في التلخيص، وفي (ز) و (م) تقرأ:"عمدا"، وهى ساقطة من (و) و (ك)، والغمر بالكسر هو: الحقد والضغينة. النهاية لابن الأثير (3/ 384).

(2)

في (و): "أقل".

(3)

في (و) و (ك): "أصبحوا"، وقال الزبيدي في تاج العروس (12/ 287):"أصحروا: إذا برزوا إلى فضاء لَا يواريهم شيء".

(4)

إتحاف المهرة (13/ 277 - 16721).

ص: 398

5225 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأصْبَهَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَةَ، ثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشَّاذَكُونِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، ثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ

(1)

، أَنَّهُ وَصَفَ أَبَا عُبَيْدَةَ، فَقَالَ: رَجُلٌ نَحِيفٌ، مَعْرُوقُ الْوَجْهِ، خَفِيفُ اللِّحْيَةِ طُوَالٌ، أَجْنَى، أَثْرَمُ الثَّنِيَّتيْنِ

(2)

.

5226 -

أخبرني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ

(3)

، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُويمٍ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ بِفَحْلٍ مِنَ الْأُرْدُنِّ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ

(4)

.

5227 -

أخْبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: وَمِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً

(5)

.

5228 -

فحدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى

(6)

، ثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: جَعَلَ أَبُو

(1)

في (ك): "عامر".

(2)

إتحاف المهرة (19/ 393 - 25069).

(3)

هو: يحيى بن حمزة بن واقد، أبو عبد الرحمن الحضرمي الدمشقي.

(4)

إتحاف المهرة (19/ 225 - 24676).

(5)

إتحاف المهرة (19/ 235 - 24726).

(6)

من قوله: "محمد بن يعقوب" إلى هنا ساقطة من (ك).

ص: 399

أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ ينْصِبُ [الآلِهَةَ]

(1)

لِأَبِي عُبَيْدَةَ

(2)

يَوْمَ بَدْرٍ، وَجَعَلَ أَبُو عُبَيْدَةَ يَحِيدُ عَنْهُ، فَلَمَّا أَكْثَرَ الْجَرَّاحُ، قَصَدَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ فَقَتَلَهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ تعَالَى فِيهِ هَذِهِ الآيةَ حِينَ قَتَلَ أَبَاهُ:{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ}

(3)

. الْآيَةَ إِلَى آخِرِهَا

(4)

.

5229 -

حدثنا أَبُو بَكرٍ مُحَمَّدُ بْن دَاوُدَ الزَّاهِدُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ قَحْطَبَةَ

(5)

، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثَنَا أَبِي، سَمِعْتُ بَشَّارَ بْنَ أَبِي سَيْفٍ

(6)

يُحَدِّثُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ غُطَيْفٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ نَعُودُهُ، وَامْرَأَتُهُ نَحِيفَةٌ جَالِسَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَهُوَ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى الْجِدَارِ، فَقُلْنَا لَهَا: كَيْفَ بَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ اللَّيْلَةَ؟ قَالَتْ: بَاتَ بِأَجْرٍ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَبِتْ بِأَجْرٍ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تَسْأَلُونَ عَمَّا قُلْتُ؟ فَقُلْنَا: مَا أَعْجَبَنَا مَا قُلْتَ، فَنَسْأَلُكَ عَنْهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللهِ فَبِسَبْعِمِائَةٍ، وَمَنْ أنْفَقَ عَلَى نَفْسِهِ

(1)

في النسخ الخطية كلها والتلخيص: "الآل"، والمثبت من السنن الكبرى للبيهقي (9/ 27) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.

(2)

في الإتحاف: "ينتصب لأبي عبيدة".

(3)

سورة المجادلة (آية: 22).

(4)

إتحاف المهرة (19/ 157 - 24610).

(5)

هو: عبد الله بن محمد بن قحطبة بن مرزوق الصلحي.

(6)

هو: بشار بن أبي سيف الجرمي، أخرج له النسائي هذا الحديث عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي به مختصرا:"الصوم جنة ما لم يخرقها".

ص: 400

وَأَهْلِهِ، أَوْ عَادَ مَرِيضًا، أَوْ مَازَ أَذًى

(1)

فَالْحَسَنةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا، وَمَنِ ابْتَلَاهُ اللهُ بِبَلاءٍ فِي جَسَدِهِ فَهُوَ لَهُ حِطَّةٌ"

(2)

.

5230 -

أخبرني خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبُخَارِيُّ

(3)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُرَيْثٍ

(4)

، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: مَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً

(5)

.

5231 -

أخْبرنا أَحْمَدُ الْعَنَزِيُّ

(6)

، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ بِالْأُرْدُنِّ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ، وَصَلَّى عَلَيهِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي الله عنهما

(7)

.

5232 -

حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ

(8)

، ثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُمْ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: مَا تَعَرَّضْتُ لِلْإمَارَةِ وَمَا أَحْبَبْتُهَا، يُشِيرُ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ أتَوْا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاشْتكَوْا إِلَيْهِ عَامِلَهُمْ، فَقَالَ:

(1)

في (م) والتلخيص: "أو ما زاد".

(2)

إتحاف المهرة (6/ 399 - 6703) و (6/ 401 - 6705).

(3)

هو: خلف بن محمد بن إسماعيل، أبو صالح الخيام البخاري، وهاه المصنف وغيره.

(4)

هو: محمد بن حريث بن عبد الرحمن، أبو بكر البخاري الملقب بحم.

(5)

لم نجده في الإتحاف.

(6)

هو: أحمد بن محمد بن عبدوس بن سلمة، أبو الحسن العنزي النيسابوري.

(7)

إتحاف المهرة (18/ 611 - 24267).

(8)

هو: عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، ضعيف، ولم يحتج به البخاري.

ص: 401

"لأَبْعَثَنَّ عَلَيْكُمُ الأَمِينَ". قَالَ عُمَرُ: فَكُنْتُ فِيمَنْ تَطَاوَلَ رَجَاءَ أَنْ يَبْعَثَنِي، فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ

(1)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5233 -

أخْبرنا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ

(2)

، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، ثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ أَصْحَابِي أَحَدٌ إِلَّا وَلَوْ شِئْتُ لأَخَذْتُ عَلَيْهِ فِي بَعْضِ خُلُقِهِ غَيْرَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ"

(3)

. هَذَا مُرْسَلٌ غَرِيبٌ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

5234 -

أخبرني عَلِيُّ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ

(4)

، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ ثَابِتٍ

(5)

، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ لِأَبِي عُبَيْدَةَ لَمَّا وَجَهَّهُ إِلَى الشَّامِ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَعْلَمَ كَرَامَتَكَ عَلَيَّ وَمَنْزِلَتَكَ مِنِّي

(6)

، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا عَلَى الْأَرْضِ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَلَا غَيْرِهِمْ أَعْدِلُهُ بِكَ وَلَا هَذَا - يَعْنِي عُمَرَ - وَلَهُ مِنَ الْمَنْزِلَةِ

(1)

إتحاف المهرة (12/ 288 - 15604).

(2)

هو: حمزة بن محمد بن العباس بن الفضل، أبو أحمد العقبي الدهقان.

(3)

إتحاف المهرة (18/ 512 - 24072).

(4)

انظر ما تقدم عند حديث على رقم (5224).

(5)

محمد بن يوسف، لم نجد له ترجمة، وقد روى عنه أيضًا أبو مخنف لوط بن يحيى الأخباري المتروك، والبون بينه وبين سهل بن سعد شاسع، وانظر تاريخ الطبري (4/ 547) و (5/ 102).

(6)

في (و) و (ك): "إني تعلم بكرامتك علي ومنزلتك مني".

ص: 402

عِنْدِي إِلَّا دُونَ مَا لَكَ

(1)

.

(2)

5235 -

أخْبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي أَوَّلِ مَنْ فَاءَ يَوْمَ أُحُدٍ وَبَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ يقَاتِلُ عَنْهُ - وَأُرَاهُ قَالَ: وَيَحْمِلُهُ

(3)

- قَالَ: فَقُلْتُ: كُنْ طَلْحَةَ حِينَ فَاتَنِي مَا فَاتنِي

(4)

، قَالَ: وَبَيْنِي وَبَيْنَ الْمَشْرِقِ رَجُلٌ لَا أَعْرِفُهُ، أَنَا أَقْرَبُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُ، وَهُوَ يَخْطَفُ السَّعْيَ خَطْفًا لَا أَخْطَفُهُ

(5)

، فَدَفَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَمِيعًا، فَإِذَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"عَلَيْكُمْ بِصَاحِبِكُمْ"، يُرِيدُ طَلْحَةَ، وَقَدْ نَزَفَ

(6)

فَلَمْ نَنْظُرْ إِلَيهِ، فَأَقْبَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَأَرَادَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ، وَطَلَبَ إِلَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى تَرَكْتُهُ، وَكَانَ عَلَى حَلَقَتِهِ قَدْ نَشِبَتْ

(7)

، وَكَرِهَ أَنْ يُزَعْزِعَهَا فَيَشْتَدُّ

(8)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَزَمَّ

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: سنده مظلم".

(2)

إتحاف المهرة (8/ 207 - 9223).

(3)

كذا، وعند ابن المبارك - أصل رواية المصنف - في الجهاد (ص 106):"ويحميه".

(4)

قوله: "ما فاتني" ساقطة من (و).

(5)

قوله: "أخطفه" مكانه بياض في (و) و (ك).

(6)

في (ك) و (و): "نزر".

(7)

كذا في النسخ الخطية كلها، والمعنى غير واضح، وفي الجهاد لابن المبارك بعد قوله: فلم يزل بي حتى تركته: "فأكب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ حلقة قد نشبت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم "، فكره أن يزعزعها فيشتكي.

(8)

كذا في كافة النسخ الخطية، وفي الجهاد لابن المبارك:"فيشتكي".

ص: 403

عَلَيْهِ بِثَنِيَّتِهِ، وَنَهَضَ وَنَزَعَهَا، وَانْتَدَرَتْ ثَنِيَّتَاهُ، فَطَلَبَ إِلَيَّ وَلَمْ يَدَعْنِي حَتَّى تَرَكْتُهُ، فَأَكَارَ

(1)

عَلَى الْأُخْرَى، فَصَنَعَ مِثْلَ ذَلِك وَنَزَعَهَا، وَانْتَدَرَتْ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَهْتَمَ الثَّنَايَا

(2)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(3)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5236 -

فحدثنا بِشَرْحِ هَذَا الْحَدِيثِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ، ثَنَا الْحُسَيْنُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ

(4)

، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: أَسْلَمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَأَصْحَابِهِمْ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ، وَهَاجَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ، وَشَهِدَ أَبُو عُبَيْدَةَ بَدْرًا وَأُحُدًا، وَثَبَتَ يَوْمَ أُحُدٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ انْهَزَمَ النَّاسُ، وَهُوَ الَّذِي نَزَعَ - عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه بِثَنِيَّتيه

(5)

حَلْقَتَيْ

(6)

مِغْفَرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم اللَّتَيْنِ كَانَتَا دَخَلتَا فِي وَجْنتَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ، وَذَلَكَ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم رُمِيَ يَوْمَئِذٍ فِي وَجْهِهِ حَتَّى دَخَلَتْ فِي وَجْنتَيْهِ

(1)

في (و): "فأدار"، وفي الجهاد:"فأكب". وأكار بمعنى: جرى وأسرع، وانظر تاج العروس (14/ 84)،

(2)

إتحاف المهرة (8/ 231 - 9270).

(3)

إسحاق بن يحيى بن طلحة ضعيف، ولم يخرج له الشيخان، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قال البزار - (1/ 132، 186) -: لَا نعلم له إسنادا غير هذا، واسحاق قد روى عنه ابن المبارك وغيره"، وقد تقدم في المغازي (4359)، وسيأتي (5717) من حديث إسحاق.

(4)

هو: محمد بن صالح بن دينار التمار، أبو عبد الله المدني، من رجال التهذيب.

(5)

في (ز) و (م): "ثنيتيه".

(6)

في (ز) و (م): "حلقي".

ص: 404

حَلَقَتَانِ مِنَ الْمِغْفَرِ، فَسَقَطَتْ ثَنِيَّتَا أَبِي عُبَيْدَةَ رضي الله عنه بِنَزْعِهِ ذَلِكَ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَثْرَمَ

(1)

5237 -

حدثني أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ

(2)

، ثَنَا عَمْرُو بْنُ إِدْرِيسَ الْغَيْفيِّ

(3)

بِمِصْرَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نُصيْرٍ

(4)

، ثَنَا أَبُو يَحْيَى الْوَقَارُ

(5)

، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ وَهْبٍ يَقُولُ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ: الْوَفَاءُ عَزِيزٌ

(6)

.

5238 -

حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ الْعَاقِبُ وَالسَّيِّدُ

(7)

صَاحِبَا نَجْرَانَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُرِيدَانِ

(8)

أَنْ يُلَاعِنَاهُ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لَا تَفْعَلْ، فَوَاللهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَعَنَنَا لَا نُفْلِحُ

(9)

نَحْنُ وَلَا عَقِبُنَا مِنْ بَعْدِنَا، فَقَالَا: بَلْ نُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَ، وَابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ، قَالَ: فَاسْتَشْرَفَ لَهَا أَصحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"قُمْ يَا أَبا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ"، فَلَمَّا قَفَّى قَالَ رَسُولُ اللهِ

(1)

إتحاف المهرة (19/ 623 - 25447).

(2)

هو: أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم الحافظ الرازي الصغير.

(3)

في (ز) ملبسة قد تقرأ: "الضبعي" وقد تقرأ: "الغيفي"، وفي سائر النسخ:"الضبعي"، وهو: عمرو بن إدريس بن عبد الكبير، أبو الطيب الغيفي المصري.

(4)

: إسحاق بن إبراهيم بن موسى بن نصير الجلاب، أبو يعقوب المصري فقيقيعة.

(5)

هو: زكريا بن يحيى بن إبراهيم المصري المالكي، عابد، متهم في الحديث.

(6)

لم نجده في الإتحاف.

(7)

في (ك): "وأسيد".

(8)

في (و) و (ك): "يريد".

(9)

وله: "نفلح" مكانه بياض في (و)، وملبس في (ز)، وفي (م):"نصلح".

ص: 405

صلى الله عليه وسلم: "هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ"

(1)

.

قَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى إِخْرَاجِ هَذَا الْحَدِيثِ مُخْتَصَرًا فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ وَشُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ

(2)

. وَقَدْ خَالَفَهُمَا إِسْرَائِيلُ، فَقَالَ: عَنْ صِلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ أَتَمَّ مِمَّا عِنْدَ الثَّوْرِيِّ وَشُعْبَةَ، فَأَخْرَجْتُهُ لِأَنَّهُ عَلَى شَرْطِهِمَا صَحِيحٌ.

5239 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ

(3)

، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا يُعَلِّمُنَا الْقُرْآنَ، فَأَخَذَ بِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ، [فَأَرْسَلَهُ]

(4)

مَعَهُمْ، وَقَالَ:"هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ"

(5)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِذِكْرِ الْقُرْآنِ

(6)

.

5240 -

أخبرنا أَبُو عَمْرِو بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(7)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا

(1)

إتحاف المهرة (19/ 623 - 25447).

(2)

البخاري (5/ 26، 172) و (9/ 88) من حديث شعبة فقط، ومسلم (7/ 129) من حديث شعبة والثوري به، وقد أخرجه البخاري في المغازي (5/ 171) عن عياش بن الحسين البغدادي عن يحيى بن آدم عن إسرائيل به بتمامه وجعله كذلك من مسند حذيفة، وانظر الإلزامات والتتبع (ص 255)، وفتح الباري (7/ 269).

(3)

هو: محمد بن عبد الله بن أحمد، أبو عبد الله الأصبهاني ثم النيسابوري.

(4)

في النسخ الخطية كلها: "فأرسل"، والمثبت من التلخيص.

(5)

إتحاف المهرة (1/ 488 - 526).

(6)

أخرجه مسلم من حديث عمرو الناقد عن عفان عن حماد به، وفيه:"يعلمنا السنة والإسلام"، وأخرجه هو والبخاري (5/ 25) من حديث خالد عن أبي قلابة عن أنس.

(7)

هو: محمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل الفامي النيسابوري، يروي عن أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة الإمام.

ص: 406

زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ

(1)

بْنُ سُمَيْعٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ

(2)

قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ لِأَبِي عُبَيْدَةَ رضي الله عنهما: هَلْ أُبَايِعُكَ؟ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّك أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ"، فَقَال أَبُو عُبَيْدَةَ: كَيْفَ أُصَلِّي بَيْنَ يَدَيْ رَجُلٍ أَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَؤُمَّنَا حِينَ

(3)

قُبِضَ؟

(4)

. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(5)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5241 -

أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ

(6)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثَنَا جَعْفَر بْنُ بُرْقَانَ، ثَنَا ثَابِتُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: لَوْ أَدْرَكْتُ أَبَا عُبَيدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ لَاسْتَخْلَفْتُهُ وَمَا شَاوَرْتُ

(7)

، فَإِنْ سُئِلْتُ عَنْهُ قُلْتُ: اسْتَخْلَفْتُ أَمِينَ اللهِ وَأَمِينَ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم

(8)

.

5242 -

أخْبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا زِيادُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثَنَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي

(1)

من قوله: "ثنا محمد بن إسحاق" إلى هنا ساقط من (و).

(2)

هو: سعيد بن فيروز الطائي الكوفي.

(3)

في التلخيص:"حتى".

(4)

إتحاف المهرة (6/ 401 - 6706).

(5)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: منقطع".

(6)

هو: محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل، أبو الحسين النيسابوري الحافظ.

(7)

في النسخ كلها: "وما شاورته"، والمثبت من التلخيص والإتحاف.

(8)

إتحاف المهرة (12/ 427 - 15887).

ص: 407

هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ، نِعْمَ الرَّجُلُ أبو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ"

(1)

. صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5243 -

حدثنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، ثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ فَهِدُ بْنُ عَوْفٍ

(2)

، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَ أَبِي طَلْحَةَ وَبَيْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ

(3)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ

(4)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(5)

.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (14/ 555 - 18211)، وقد تقدم برقم (5096)، وسيأتي برقم (5346) و (5921).

(2)

هو: زيد بن عوف البصري القطعي، وفهد لقب.

(3)

إتحاف المهرة (1/ 511 - 588).

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: فهد تركوه".

(5)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: قد أخرجه مسلم". (7/ 183) عن حجاج بن الشاعر عن عبد الصمد عن حماد به.

ص: 408

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ أَحَدِ الْفُقَهَاءَ السِّتِّةِ مِنَ الصَّحَابَةِ؛ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه

-

5244 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ

(1)

بْنِ سَعْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَسَدِ بْنِ سَارِدَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جُشَمٍ، وَكَانَ فِي بَنِي سَلَمَةَ، شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا، وَمَاتَ بِعَمْوَاسَ عَامِّ الطَّاعُونِ بِالشَّامِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، وَإِنَّمَا ادَّعَتْهُ بَنُو سَلَمَةَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ آخَى رَجُلًا مِنْهُمْ

(2)

.

5245 -

سمعت أَبَا الْعَبَّاسِ، سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ

(3)

، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يَقُولُ: كُنْيَةُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(4)

.

5246 -

أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَارِسِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ، سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: إِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ هَلَكَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ

(1)

في (و) و (ك): "تميم".

(2)

لم نجد هذا الحديث في الإتحاف.

(3)

هو: ابن محمد الدوري، وعنه الأصم محمد بن يعقوب.

(4)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 615 - 4).

ص: 409

وَعِشْرِينَ

(1)

سَنَةً، وَهُوَ إِمَامُ الْعُلَمَاءِ بِرَتْوَةٍ

(2)

.

5247 -

أخْبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ أَدَّى بْنِ سَعْدِ بْنِ عَدِيِّ

(3)

بْنِ أَسَدِ بْنِ سَارِدَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جُشَمٍ، شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(4)

.

5248 -

أخْبرني إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ بْنِ عَمْرٍو أَحَدُ بَنِي سَلَمَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ، يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ سنَةً

(5)

.

5249 -

فحدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ

(6)

، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ

(1)

في (و) و (ك): "وعشرون".

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 389 - 36)، وسيأتي برقم (5251)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: هذا غلط؛ فإنه شهد بدرا وعاش بعدها ست عشرة سنة، والصواب: قال موسى بن عقبة: معاذ بن جبل بن عمرو أحد بني سلمة بن الخزرج مات في طاعون عمواس وهو ابن ثمان وثلاثين سنة". وبرتوة أي: بدرجة ومنزلة، ويقال: بخطوة، وقل: برمية سهم، وقيل: بميل، وقيل: مدى البصر.

(3)

في (و): "بن علي".

(4)

لم نجده أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 249 - 75).

(5)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 569 - 1).

(6)

هو: محمد بن محمد بن الحسن، أبو الحسن الكارزي.

ص: 410

الْمُسَيَّبِ قَالَ: رُفِعَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَمَاتَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً رضي الله عنه

(1)

.

5250 -

وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: تُوُفِّيَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَالَّذِى يُرْفَعُ فِي سِنِّهِ أَنَّهُ ابْنُ ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ

(2)

.

5251 -

أخْبرني أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ

(3)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بُكَيْرِ، سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ رضي الله عنه يَقُولُ: إِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ هَلَكَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ، وَهُوَ إِمَامُ الْعُلَمَاءِ رَتْوَةً

(4)

.

5252 -

أخْبرني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ

(5)

، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قُبِضَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً

(6)

.

(1)

إتحاف المهرة (19/ 21 - 24328).

(2)

إتحاف المهرة (19/ 606 - 25430).

(3)

في (ك): "أبو الحسن" مصحف، وهو: محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل النيسابوري المقرئ، يروي عن أبي العباس محمد بن إسحاق الثقفي السراج.

(4)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 389 - 36)، وتقدم قريبا برقم (5246).

(5)

كذا، ولم ندر من إبراهيم هذا، ويحيى هو: الأنصاري.

(6)

إتحاف المهرة (19/ 606 - 25430).

ص: 411

هَذَا الْقَوْلُ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَقْرَبُ إِلَى الصِّحَّةِ مِنَ الّذِي تَقَدَّمَ.

5253 -

حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ بَرَّاقِ الثَّنَايَا، طَوِيلِ الصَّمْتِ، وإِذَا النَّاسُ مَعَهُ إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَسْنَدُوهُ إِلَيْهِ، وَصَدَرُوا عَنْ رَأْيِهِ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَقِيلَ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي الله عنه

(1)

.

5254 -

أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا الثَّقَفِيُّ

(2)

، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ بَغْدَادِيُّ

(3)

، ثَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ

(4)

يَعْقُوبَ بْنِ

(5)

عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُبِرَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي الله عنه بقَصْرِ خَالِدٍ

(6)

.

5255 -

حدثني عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي

(1)

إتحاف المهرة (13/ 248 - 16663)، وسيأتي برقم (7543) والذي بعده.

(2)

هو: محمد بن إسحاق بن إبراهيم أبا العباس السراج، وعنه أبو إسحاق المزكي.

(3)

هو: علي بن سعيد بن قتيبة، أبو الحسن الشامي النسائي الرقي الرملي، فهو الذي يروي عن ضمرة بن ربيعة الرملي، ويروي عنه السراج، فقد قال أبو أحمد الحاكم في الكنى (المخطوطة الأزهرية 268/ ب) في ترجمة ضمرة بن ربيعة:"أخبرنا أبو العباس الثقفي، حدثنا علي بن سعيد بغدادي كان ينزل مدينة الداخل"، وقال المزي في تهذيب الكمال (13/ 318) في ترجمة ضمرة بن ربيعة:"روى عنه ..... وعلي بن سعيد بن قتيبة الشامي الرقي، ويقال: الرملي، المقرئ، كان ينزل مدينة الداخل وعكة"، فثبت بذلك أنه هو، والحمد لله، وانظر ترجمته في ملحق رجال الحاكم.

(4)

في (و) و (ك): "بن".

(5)

في (و) و (ك): "عن" مصحف، وهو يعقوب بن عطاء بن أبي رباح، وهو ضعيف.

(6)

إتحاف المهرة (19/ 273 - 24841).

ص: 412

أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي الله عنه شَابًّا جَمِيلًا سَمْحًا مِنْ خَيْرِ شَبَابِ قَوْمِهِ، لَا يُسْأَلُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ حَتَّى ادَّانَ دَيْنًا أَغْلَقَ مَالَهُ

(1)

.

5256 -

أخبرني أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبَ

(2)

، عَنْ قَيْسِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ مَرَّ بِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى بَابِهِ يُشِيرُ بِيَدِهِ كَأَنَّهُ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ: مَا شَأْنُكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كَأَنَّكَ تُحَدِّثُ نَفْسَكَ؟

(3)

.

5257 -

أخْبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ

(4)

لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَخْلِفُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رضي الله عنه عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ حِينَ خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ، وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُعَلِّمَ النَّاسَ الْقُرْآنَ، وَأَنْ يُفَقَّهُوا فِي الدِّينِ، ثُمَّ صَدَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَخَلَّفَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ

(5)

.

5258 -

أخْبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ

(6)

، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا شَاذُّ بْنُ

(1)

لم نجد هذا الحديث في الإتحاف.

(2)

هو: الحارث بن يعقوب بن ثعلبة، وقال: ابن عبد الله الأنصاري المصري، والد عمرو بن الحارث، يروي عن قيس بن رافع القيس الأشجعي المصري.

(3)

إتحاف المهرة (13/ 253 - 16670)، وقد تقدم في الصلاة (859) مطولا.

(4)

قوله: "ابن" ساقط من (و) و (ك).

(5)

إتحاف المهرة (19/ 227 - 24680).

(6)

هو: أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد النيسابوري الصبغي الفقيه.

ص: 413

الْفَيَّاضِ، ثَنَا أَبُو قَحْذَمٍ

(1)

النَّضْرُ بنُ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنهما وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَدْنَى الرِّيَاءَ شِرْكٌ، وَأَحَبَّ الْعَبِيدِ إِلَى اللهِ تبارك وتعالى الأَتْقِياءُ الأَخْفِيَاءُ، الَّذِينَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا

(2)

، وَإِذَا شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا، أُولَئِكَ أَئِمَّةُ الْهُدَى، وَمَصَابِيحُ الْعِلْمِ"

(3)

. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(4)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5259 -

أخْبرنا أَبُو نُعَيْمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَصْرٍ الْغِفَارِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا عَبْدَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْحَافِظُ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمِيرَةَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رضي الله عنه الْمَوْتُ قِيلَ لَهُ: أَوصِنَا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَجْلِسُونِي، فَإِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانَهُمَا، مَنِ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا - يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - فَالْتَمِسُوا الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةٍ: عِنْدَ عُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعِنْدَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ أَنَّهُ عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ"

(5)

.

(6)

(1)

في (ك) و (و): "محدم" مصحف، وهو النضر بن معبد الجرمي الأزدي.

(2)

في (و): "يفقدوا".

(3)

إتحاف المهرة (13/ 252 - 16669).

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: أبو قحذم، قال أبو حاتم يكتب حديثه، وقال النسائي ليس بثقة".

(5)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: صحيح".

(6)

إتحاف المهرة (13/ 295 - 16747).

ص: 414

5260 -

حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ

(1)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ الْمِصِّيصِيُّ، حَدَّثَنِي عُبَيدُ بْنُ تَمِيمٍ

(2)

، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنِ ابْنِ غَنْمٍ

(3)

، سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ وَعُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَنَحْنُ عِنْدَ أَبِي عُبَيْدَةَ يَقُولَانِ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ أَعْلَمُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، وَإِنَّ اللهَ يُبَاهِي بِهِ الْمَلائِكَةَ"

(4)

.

(5)

5261 -

أخْبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا الْمُؤَمَّلُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ تَفَلَ عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ قَالَ: مَا فَعَلْتُ هَذَا مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَصَحِبْتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(6)

.

5262 -

حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْن يَعْقُوبَ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ

(7)

، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رضي الله عنه قَامَ فِي

(1)

في (ك): "الحسن بن علي" مصحف، فهو الحسين بن علي بن محمد بن يحيى، أبو أحمد التميمي المعروف بحسينك النيسابوري، يروي عن محمد بن المسيب بن إسحاق، أبو عبد الله الأرغياني.

(2)

عبيد بن تميم، قال فيه الذهبي في الميزان (3/ 19):"خرج له الحاكم في مستدركه حديثا باطلا هو المتهم به في فضل معاذ بن جبل، رواه عنه يوسف بن سعيد بن مسلم، ولا يدرى من هو عبيد".

(3)

هو: عبد الرحمن بن غنم الأشعري الشامي.

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: أحسبه موضوعا، ولا أعرف عبيدا هذا".

(5)

إتحاف المهرة (6/ 406 - 6721).

(6)

إتحاف المهرة (13/ 232 - 16634).

(7)

هو: عطاء بن أبي مسلم الخراساني.

ص: 415

الْجَيْشِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ حِينَ وَقَعَ الْوَبَاءُ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَذِهِ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَتَحَبُّبُ

(1)

الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، ثُمَّ قَالَ مُعَاذٌ وَهُوَ يَخْطُبُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلَى آلِ مُعَاذٍ نَصِيبَهُمُ الْأَوْفَى مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ. فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أُتِيَ فَقِيلَ: طُعِنَ ابْنُكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَلَمَّا أَنْ رَأَى أَبَاهُ مُعَاذًا، قَالَ: يَقُولُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: يَا أَبَه، {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}

(2)

. قَالَ: يَقُولُ مُعَاذٌ: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}

(3)

، فَمَاتَ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ آلُ مُعَاذٍ كُلُّهُمْ، ثُمَّ كَانَ هُوَ آخِرَهُمْ

(4)

.

5263 -

حدثني أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثَنَا مُوسَى بْن عَلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْقُرْآنِ فَلْيَأْتِ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ فَلْيَأْتِ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْمَالِ فَلْيَأْتِنِي؛ فَإِنَّ اللهَ تعَالَى جَعَلَنِي خَازِنًا

(5)

.

5264 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ يَحْيَى الشَّهِيدُ، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(6)

،

(1)

في (ك) و (و): "ووفاة".

(2)

سورة البقرة (آية: 147).

(3)

سورة الصافات (آية: 102).

(4)

إتحاف المهرة (13/ 272 - 16709).

(5)

إتحاف المهرة (12/ 340 - 15719)، وسيأتي قريبا (5267).

(6)

هو: الغداني البصري الأشل، من رجال التهذيب.

ص: 416

عَنِ الشَّعْبِيِّ، حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بْنُ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَ: قَالَ ابن مَسْعُودٍ: إِنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِيفًا. فَقلْتُ فِي نَفْسِي: غَلِطَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّمَا قَالَ اللهُ عز وجل:{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ}

(1)

. الْآيَةَ، قَالَ: أتَدْرِي مَا الْأُمَّةُ؟ وَمَا الْقَانِتُ؟ فَقُلْتُ: اللهُ أَعْلَمُ، قَالَ: الأُمَّةُ: الَّذِي يُعَلِّمُ الخَيْرَ، وَالْقَانِتُ: الْمُطِيعُ للهِ وَلرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَذَلِكَ كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ كَانَ مُعَلِّمَ الْخَيْرِ، وَكَانَ مُطِيعًا للهِ وَلِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم

(2)

. هَكَذَا رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، وَأَسْنَدَهُ فِي آخِرِهِ:

5265 -

أخبرناه أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ فِرَاسًا يُحَدِّثُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: إِنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا. قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ - يُقَالُ لَهُ: فَرْوَةُ بْنُ نَوْفَلٍ -: نَسِيَ، إِنَّمَا ذَاكَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: مَنْ نَسِيَ؟ إِنَّا كُنَّا نُشَبِّهُهُ بِإبْرَاهِيمَ، وَسُئِلَ عَبْدُ اللهِ عَنِ الْأُمَّةِ، فَقَالَ: مُعَلِّمُ الْخَيْرِ، وَالْقَانِتُ الْمُطِيعُ للهِ وَلِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم

(3)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5266 -

فحدثني أَبُو الْقاسِمِ الْحَسَنُ بْن مُحَمَّدٍ السَّكُونيُّ بِالْكُوفَهِ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامِ بْنِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ النَّخَعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ

(1)

سورة النحل (آية: 120).

(2)

إتحاف المهرة (10/ 445 - 13139).

(3)

إتحاف المهرة (10/ 470 - 13209)، وقد تقدم في التفسير (3405).

ص: 417

الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَاسْتَخْلَفُوا أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه وَكَانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ، فَاسْتَعْمَلَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ رضي الله عنهما عَلَى الْمَوْسِمِ، فَلَقِيَ مُعَاذًا بِمَكَّةَ وَمَعَهُ رَقِيقٌ، فَقَالَ: مَا هَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ أُهْدُوا لِي، وَهَؤُلَاءِ لِأَبِي بَكْرٍ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنِّي أَرَى لَكَ أَنْ تَأْتِيَ بِهِمْ أَبَا بَكْرٍ، قالَ: فَلَقِيَهُ مِنَ الْغَدِ، فَقالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي الْبَارِحَةَ وَأَنَا أَنْزُو إِلَى النَّارِ، وَأَنْتَ آخِذٌ بِحُجْزَتِي، وَمَا أُرَانِي إِلَّا مُطِيعَكَ. قَالَ: فَأتى بِهِمْ أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ: هَؤُلَاءِ أُهْدُوا لِي، وَهَؤُلَاءِ لَكَ. قَالَ: فَإِنَّا قَدْ سَلَّمْنَا لَكَ هَدِيَّتَكَ، فَخَرَجَ مُعَاذٌ إِلَى الصَّلَاةِ، فَإِذَا هُمْ يُصَلُّونَ خَلْفَهُ، فَقَالَ مُعَاذٌ: لِمَنْ تُصَلُّونَ؟ قَالُوا: للهِ عز وجل، قَالَ: فَأَنْتُمْ لَهُ، فَأَعْتَقَهُمْ

(1)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5267 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ

(2)

، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَهْلٍ الْمُجَوِّزُ

(3)

، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، ثَنَا

(4)

مُوسَى بْنُ عَلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْقُرْآنِ فَلْيَأْتِ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ فَلْيَأْتِ معَاذَ بْنَ جَبَلٍ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْفَرَائِضِ فَلْيأْتِ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْمَالِ فَلْيَأْتِنِي؛ فَإِنِّي لَهُ خَازِنٌ

(5)

.

(1)

إتحاف المهرة (10/ 355 - 12689).

(2)

زاد في (ز) في هذا الموضع: "ثنا الحسن"، خطأ.

(3)

هو: الحسن بن سهل بن عبد العزيز المجوز البصري.

(4)

قوله: "ثنا" ساقط من (و).

(5)

إتحاف المهرة (12/ 340 - 15719)، وقد تقدم (5263).

ص: 418

صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5268 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْإِمَامُ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى

(1)

، ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي الله عنه شَابًّا حَلِيمًا سَمْحًا مِنْ أَفْضلِ شَبَابِ قَوْمِهِ، وَلَمْ يَكُنْ يُمْسِكُ شَيْئًا، فَلَمْ يَزَلْ يَدَّانُ حَتَّى أُغْرِقَ مَالُهُ كُلُّهُ في الدَّيْنِ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَكَلَّمَ غُرَمَاءَه، فَلَوْ تَرَكُوا أَحَدًا مِنْ أَجْلِ أَحَدٍ لَتَرَكُوا مُعَاذًا مِنْ أَجْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَاعَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَالَهُ حَتَّى قَامَ مُعَاذٌ بِغَيْرِ شَيْءٍ

(2)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5269 -

حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْقَطَّانُ بِالرَّقَّةِ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ

(3)

السَّكْسَكِيُّ، ثَنَا مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو الْأَسَدِيُّ، ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّهُ مَاتَ لَهُ ابْنٌ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَزَّيهِ عَلَيْهِ: "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، سَلامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْك اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ: فَأَعْظَمَ اللهُ لَكَ الْأَجْرَ، وَأَلْهَمَكَ الصَّبْرَ، وَرَزَقَنَا وَإِيَّاكَ الشُّكْرَ، فَإِنَّ أَنْفُسَنَا

(1)

هو: إبراهيم بن موسى بن يزيد، أبو إسحاق الرازي الفراء الصغير.

(2)

إتحاف المهرة (13/ 34 - 16410).

(3)

في (ك): "بكير" مصحف، فهو: عمرو بن بكر بن تميم الشامي، متروك، من رجال التهذيب.

ص: 419

وَأَمْوَالَنَا وَأَهَلِينَا وَأَوْلادَنَا مِنْ مَوَاهِبِ اللهِ عز وجل الْهَنِيَّةِ وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ، مَتَّعَكَ بِهِ فِي غِبْطَةٍ وَسُرُورٍ، وَقَبَضَهُ مِنْكَ بِأَجْرٍ كَبِيرِ، الصَّلَاةَ وَالرَّحْمَةَ وَالْهُدَى، إِنِ احْتَسَبْتَهُ فَاصْبِرْ، وَلا يُحْبِطْ جَزَعُكَ أَجْرَكَ فَتَنْدَمَ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْجَزَعَ لَا يَرُدُّ شَيْئًا، وَلا يَدْفَعُ حُزْنًا، وَمَا هُوَ نَازِلٌ

(1)

فَكَأَنْ قَدْ

(2)

، وَالسَّلامُ"

(3)

. غَرِيبٌ حَسَنٌ إِلَّا أَنَّ مُجَاشِعَ بْنَ عَمْرٍو لَيْسَ مِنْ شَرْطِ هَذَا الْكِتَابِ

(4)

.

5270 -

أخْبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ، ثَنَا أَبُو يَحْيىَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيحٍ، سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ

(5)

، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي يَوْمًا، ثُمَّ قَالَ:"يَا مُعَاذُ، وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ". فَقُلْتُ لَهُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَنَا وَاللهِ أُحِبُّكَ، فَقَالَ:"أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ، لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ"، وَأَوْصَى بِذلِكَ مُعَاذٌ الصُّنَابِحِيَّ، وَأَوْصَى الصُّنَابِحِيُّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، وَأَوْصَى أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ

(6)

.

(1)

في (ك): "تارك".

(2)

يعني: فكأنه قد نزل، وكلمة:"فكأن" غير واضحة في (و).

(3)

إتحاف المهرة (13/ 285 - 16734).

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ذا من وضع مجاشع"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: مجاشع كذبه يحيى بن معين"، وانظر حلية الأولياء (1/ 242).

(5)

هو: عبد الرحمن بن عسيلة المرادي.

(6)

إتحاف المهرة (13/ 358 - 16678)، وقد تقدم برقم (1021).

ص: 420

صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5271 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ

(1)

بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ النُّعْمَانِ

(2)

، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا، وَأَحْسَنِهِمْ خُلُقًا، وَأَسْمَحِهِمْ كَفًّا، فَادَّانَ دَيْنًا كَثِيرًا، فَلَزِمَهُ غُرَمَاؤُهُ حَتَّى تَغَيَّبَ عَنْهُمْ أَيَّامًا فِي بَيْتِهِ، حَتَّى اسْتَأْدَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غُرَمَاؤُهُ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مُعَاذٍ يَدْعُوهُ، فَجَاءَ وَمَعَهُ غُرَمَاؤُهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ

(3)

، خُذْ لَنَا حَقَّنَا مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(4)

: "رَحِمَ اللهُ مَنْ تَصَدَّقَ عَلَيْهِ"، فَتَصَدَّق عَلَيْهِ نَاسٌ، وَأَبَى آخَرُونَ، وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، خُذْ لَنَا بِحَقِّنَا مِنْهُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"اصْبِرْ لَهُمْ يَا مُعَاذُ"، قالَ: فَخَلَعَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَالِهِ، فَدَفَعَهُ إِلَى غُرَمَائِهِ، فَاقْتَسَموهُ بَيْنَهُمْ، فَأَصَابَهُمْ خَمْسَةُ أَسْبَاعِ حُقُوقِهِمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، بِعْهُ لَنَا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَلُّوا عَنْهُ

(5)

، فَلَيْسَ لَكُمْ عَلَيْهِ سَبِيلٌ". فَانْصَرَفَ مُعَاذٌ إِلَى بَنِي سَلَمَةَ، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لَوْ سَأَلْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَدْ أَصْبَحْتَ الْيَوْمَ مُعْدِمًا،

(1)

في الإتحاف: "الحسن" مصحف، وهو: أبو علي، وقيل: أبو صالح البغدادي ثم الأصبهاني، ويعرف بابن الخياط.

(2)

هو: عيسى بن النعمان بن رفاعة بن رافع الزرقي الأنصاري، يروي عن عمه معاذ بن رفاعة.

(3)

في (ك): "فقالوا يا رسول الله صلى الله عليك".

(4)

قوله. "خذ لنا حقنا منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ساقط من (ك).

(5)

في (م): "عليه".

ص: 421

فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأَسْأَلَهُ. قَالَ: فَمَكَثَ أَيَّامًا ثُمَّ دَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ، وَقَالَ:"لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَجْبُرَكَ وَيؤَدِّيَ عَنْكَ دَيْنَكَ". قَالَ: فَخَرَجَ مُعَاذٌ إِلَى الْيَمَنِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى تُّوُفِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَافَى السَّنَةَ الَّتِي حَجَّ فِيهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه مَكَّةَ، فَاسْتَعْمَلَهُ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَى الْحَجِّ، فَالْتَقَيَا يَوْمَ التَّرْوِيَةِ بِهَا، فَاعْتَنَقَا وَعَزَّى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَخْلَدَا إِلَى الْأَرْضِ يَتَحَدَّثَانِ، فَرَأَى عُمَرُ عِنْدَ مُعَاذٍ غِلْمَانًا، فَقَالَ: مَا هَؤُلَاءِ؟ ثمَّ ذَكَرَ الْأَحْرُفَ الَّتِي ذَكَرْتُهَا فِيمَا تَقَدَّمَ

(1)

.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (3/ 572 - 3769).

ص: 422

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنهما

-

5272 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا التُّسْتَرِيُّ، ثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، قَالَ: وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، يُكَنَّى: أَبَا مُحَمَّدٍ، غَزَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ وَحُنَيْنًا، وَثَبَتَ مَعَهُ حِينَ وَلَّى النَّاسُ مُنْهَزِمِينَ، وَشَهِدَ مَعَهُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ، وَكَانَ فِيمَنْ غَسَّلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَوَلِيَ دَفْنَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا بِنَاحِيَةِ الْأُرْدُنِّ في طَاعونِ عَمَوَاسٍ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

(1)

.

5273 -

سمعت أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ، سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: قُتِلَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ في عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

(2)

.

5274 -

أخبرني أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، أَنَا الثَّقَفِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، ثَنَا عَمِّي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ [ابْنِ]

(3)

إِسْحَاقَ قَالَ: الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، كُنْيَتُهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ الْفَضْلِ، وَاسْمُهَا: لُبَابَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ، قُتِلَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ

(4)

.

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 558 - 10).

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 514 - 5).

(3)

ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من التلخيص، فهو: محمد بن إسحاق بن يسار، يروي عنه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.

(4)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 421 - 18).

ص: 423

قَدْ حَدَّثَ الْعَبَّاسُ

(1)

بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ. أَمَا حَدِيثُ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ عَنْهُ:

5275 -

فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا أَيُّوبُ بْن سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ

(2)

، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ قَالَ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّ أَبَا مَعْبَدٍ - مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ - أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُ، عَنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ وَالْفَضْلُ رَدِيفُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ كَثِيرٌ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَثُرَ النَّاسُ، قُلْتُ: سَيُحَدِّثُنِي الْفَضْلُ عَمَّا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ الْفَضْلُ: دَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَدَفَعَ النَّاسُ مَعَهُ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُمْسِكُ بِزِمَامِ بَعِيرِهِ، وَجَعَلَ يُنَادِي النَّاسَ:"عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ"، فَلَمَّا بَلَغَ الْمُزْدَلِفَةَ نَزَلَ، فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ الْآخِرَةَ جَمِيعًا، حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ صلَّى الصُّبْحَ، ثُمَّ وَقَفَ بِالْمُزْدَلِفَةِ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ، ثُمَّ دَفَعَ وَدَفَعَ النَّاسُ مَعَهُ يُمْسِكُ بِرَأْسِ بَعِيرِهِ وَجَعَلَ يَقُولُ:"أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ". حَتَّى إِذَا بَلَغَ مُحَسِّرًا أَوْضَعَ شَيْئًا، وَجَعَلَ يَقُولُ:"عَلَيْكُمْ بِحَصَى الْخَذْفِ"

(3)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَقَدْ رَوَى غَيْرُ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

(1)

في (ز) و (م): "أبو العباس".

(2)

هو: عبد الحميد بن أبي أويس عبد الله بن عبد الله الأصبحي.

(3)

إتحاف المهرة (12/ 677 - 16286).

ص: 424

وَأَمَّا حَدِيثُ أَخِيهِ

(1)

عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْهُ، فَإِنَّهُ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ عَطَاءٍ وَأَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِلَفْظَتَيْنِ:"عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ"، وَكَانَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ

(2)

، وَهَذَا لَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5276 -

حدثنا أَبُو الطَّيِّبِ الشَّعِيرِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا مَحْمِشُ بْنُ عِصَامٍ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللهِ

(3)

، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ جَمْعٍ، فَلَمَّا أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ

(4)

؛ فَإِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ بِإِيضَاعِ الْخَيْلِ وَالإِبلِ"

(5)

.

* * *

(1)

قوله: أخيه" غير موجود في (و) و (ك).

(2)

حديث عطاء عن ابن عباس عن الفضل: "لم يزل يلبي حتى رمى الجمرة" أخرجه البخاري (2/ 166) ومسلم (4/ 71)، وحديث أبي الزبير عن أبي معبد نافذ عن ابن عباس عن الفضل أخرجه مسلم دون البخاري، أما زيادة العباس في حديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي الزبير فقد قال البزار (6/ 104): لَا نعلم رواه عنه إلا سليمان بن بلال.

(3)

هو: حفص بن عبد الله بن راشد السلمي النيسابوري.

(4)

في (ك): "السكينة".

(5)

إتحاف المهرة (12/ 677 - 16286).

ص: 425

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ رضي الله عنه

-

5277 -

حدثني أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا مُصعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: شُرَحْبِيلُ ابْنُ حَسَنَةَ، قِيلَ: أُمُّهُ كَانَتْ تَحْتَ سُفْيَانَ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ، وَهَاجَرَتْ مَعَ سُفْيَانَ، وَأَمَّا شُرَحْبِيلُ فَهُوَ [ابْنُ]

(1)

عَبْدِ اللهِ بْنُ [الْمُطَاعِ بْنِ عَمْرٍو]

(2)

مِنَ الْيَمَنِ، وَسُفْيَانُ هَذَا هُوَ جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ، وَكَانَ يُقَالُ لِجَمِيلٍ: ذُو الْقَلْبَيْنِ مِنْ عَقْلِهِ، حَتَّى قَالَ اللهُ:{مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}

(3)

. وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُنَيْنًا، وَمَاتَ شُرَحْبِيلُ ابْنُ حَسَنَةَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ رضي الله عنه سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ

(4)

.

5278 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ، ثَنَا الْحُسَيْنُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: وَشُرَحْبِيلُ ابْنُ حَسَنَةَ، وَحَسَنَةُ أُمُّهُ، وَهِيَ عَدْوَلِيَّةٌ

(5)

، وَأَبُو شُرَحْبِيلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُطَاعِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ كِنْدَةَ حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ، يُكَنَّى: أَبَا عَبْدِ اللهِ، وَهُوَ مِنْ مُهَاجِرِي الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ

(6)

.

(1)

في النسخ الخطية كلها: "أبو"، والمثبت من التلخيص، وهو الصواب.

(2)

في النسخ الخطية كلها: "عمرو بن المطاع"، والمثبت من التلخيص، وهو الصواب.

(3)

سورة الأحزاب (آية: 4).

(4)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 529 - 4).

(5)

قال المزي في تهذيب الكمال (12/ 426): "وهي من أهل عدول، التي تنسب إليها السفن العدولية وهي من ناحية البحرين".

(6)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 462 - 6).

ص: 426

5279 -

أخبرني الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ

(1)

، ثَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، ثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَكَّائِيُّ، عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ إِسْحَاقَ فِي تَسْمِيَةِ مَنْ هَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ: شُرَحْبِيلُ ابْنُ حَسَنَةَ، هَاجَرَتْ أُمُّهُ حَسَنَةُ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مَعَ زَوْجِهَا سُفْيَانَ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ

(2)

.

5280 -

أخبرني

(3)

أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، قَالَ: شُرَحْبِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُطَاعِ بْنِ [عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى]

(4)

، وَأُمُّهُ حَسَنَةُ، وَوَلَاؤُهَا لِمَعْمَرِ

(5)

بْنِ حَبِيبٍ، وَتُوُفِّيَ شُرَحْبِيلُ ابْنُ حَسَنَةَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً

(6)

.

5281 -

أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْد الرَّحْمَنِ الْعَتَكِيُّ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ النَّجَاشِيَّ بَعَثَ أُمَّ حَبِيبَةَ رضي الله عنها إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَعَ شُرَحْبِيلَ ابْنِ

(1)

هو: أبو العباس الماسرجسي النيسابوري، يروي عنه الحسين بن علي بن محمد يحيى أبو أحمد التميمي المعروف بحسينك.

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، الإتحاف وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 419 - 2).

(3)

في (ك): "أخبرنا".

(4)

في النسخ الخطية كلها: "عمر بن عبد العزيز"، والمثبت من أصل الرواية من الطبقات لخليفة بن خياط (ص 17).

(5)

في (ك) و (م): "لعثمان".

(6)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 558 - 11).

ص: 427

حَسَنَةَ

(1)

.

5282 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ شُرَحْبِيلُ ابْنُ حَسَنَةَ رضي الله عنه مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَغَزَا مَعَهُ غَزَوَاتٍ، وَهُوَ أَحَدُ الْأُمَرَاءِ الَّذِينَ عَقَدَ لَهُمْ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه عَلَى الشَّامِ

(2)

.

5283 -

أخبرني حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ

(3)

، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا هَمَّامٌ، ثَنَا قَتَادَةُ وَمَطَرٌ الْوَرَّاقُ، عَنْ شَهْرِ

(4)

بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ قَالَ: وَقَعَ الطَّاعُونُ بِالشَّامِ، فَخَطَبَنَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الطَّاعُونَ رِجْسٌ، فَفِرُّوا مِنْهُ فِي الْأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ شُرَحْبِيلَ ابْنَ حَسَنَةَ، فَقَالَ: كَذَبَ عَمْرٌو، صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَمْرٌو أَضَلُّ مِنْ جَمَلِ أَهْلِهِ، وَلَكِنَّهُ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم، وَوَفَاةُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ

(5)

.

(1)

إتحاف المهرة (19/ 227 - 24682).

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 461 - 6).

(3)

هو: حامد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن معاذ، أبو علي الرفاء.

(4)

في (ك): "مسهر".

(5)

إتحاف المهرة (6/ 183 - 6328).

ص: 428

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ أَبِي جَنْدَلِ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه

-

5284 -

أخبرني أَحْمَدُ بْن يَعْقُوبَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، قَالَ: أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو اسْمُهُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكٍ بنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأُمُّ أَبِي جَنْدَلٍ: فَاخِتَةُ مِنْ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، شَهِدَ بَدْرًا، وَكَانَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ، فَلَمَّا نَزَلَ بِبَدْرٍ

(1)

هَرَبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، اسْتُشْهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ

(2)

.

(3)

هَكَذَا وَجَدْتُ وَفَاتَهُ فِي تَارِيخِ شَبَابٍ، وَأَظُنُّهُ وَاهِمٌ فِي وَقْتِ وَفَاتِهِ

(4)

.

5285 -

فقد حدثناه أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ، ثَنَا الْحُسَيْنُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو أَسْلَمَ قَدِيمًا بِمَكَّةَ، فَحَبَسَهُ أَبُوهُ سُهَيْلُ بْن عَمْرٍو، وَأَوْثَقَهُ فِي الْحَدِيدِ، وَمَنَعَهُ الْهِجْرَةَ، فَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحُدَيْبِيَةَ، وَأتَاهُ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، فَقَاضَاهُ عَلَى مَا قَاضَاهُ عَلَيْهِ، أَقْبَلَ أَبُو جَنْدَلٍ يَرْسُفُ في قُيُودِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَدَّهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِيهِ؛ لِأَنَّ

(1)

في (و) و (ك): "إلى بدر".

(2)

قوله: "اليمامة" ساقط من (و).

(3)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 558 - 12)، وهو في طبقات خليفة (ص 26).

(4)

نقول: دخل الوهم على شبابة وعلى غيره ممن جمع بين أبي جندل وأخيه عبد الله بن سهيل بن عمرو، فأبو جندل هو صاحب قصة الحديبية، وقد استشهد سنة ثمان عشرة في طاعون عمواس، أما أخوه عبد الله فقد شهد بدرا، واستشهد يوم اليمامة سنة اثنتي عشرة.

ص: 429

الصُّلْحَ كَانَ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ أَفْلَتَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَلَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ وَهُوَ بِالْعِيصِ، وَقَدِ تَجَمَّعَ إِلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِيِنَ، وَكَانُوا كُلَّمَا مَرَّتْ بِهِمْ عِيرٌ لِقُرَيْشٍ اعْتَرَضُوهَا، فَقَتَلُوا مَنْ قَدَرُوا عَلَيْهِ مِنْهُمْ، وَأَخَذُوا مَا قَدَرُوا عَلَيْهِ مِنْ مَتَاعِهِمْ، فَلَمْ يَزَلْ أَبُو جَنْدَلٍ مَعَ أَبِي بَصِيرٍ حَتَّى مَاتَ أَبُو بَصِيرٍ، فَقَدِمَ أَبُو جَنْدَلٍ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْمَدِينَةَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَزَلْ يَغْزُو مَعَهُ وَيُجَاهِدُ بَعْدَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى مَاتَ بِالشَّامِ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

(1)

.

* * *

(1)

لم نجده في الإتحاف.

ص: 430

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ رضي الله عنه

-

5286 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: الْحَارِثُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ

(1)

.

5287 -

فحدثني سَلِيطُ بْنُ مُسْلِمٍ

(2)

، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِكْرِمَةَ

(3)

قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ دَخَلَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ عَلَى أُمِّ هَانِئِ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، فَاسْتَجَارَا بِهَا، فَقَالَا: نَحْنُ فِي جِوَارِكِ، فَأَجَارَتْهُمَا، فَدَخَلَ عَلَيْهِمَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا، فَشَهَرَ عَلَيْهِمَا السَّيْفَ، فَتَفَلَّتَ عَلَيْهِمَا وَاعْتَنَقَتْهُ، وَقَالَتْ: تَصْنَعُ بِي هَذَا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ، لَتَبْدَأَنَّ بِي قَبْلَهُمَا، فَقَالَ: تُجِيرِينَ الْمُشْرِكِينَ؟ فَخَرَجَ، قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَقِيتُ مِنِ ابْنِ أُمِّي عَلِيٍّ مَا كِدْتُ أَفْلِتُ مِنْهُ، أَجَرْتُ حَمْوَيْنِ لِي مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَتَفَلَتَ عَلَيْهِمَا لِيَقْتُلَهُمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"مَا كَانَ ذَلِكَ لَهُ، قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ، وأَمَّنَّا مَنْ أَمَّنْتِ". فَرَجَعْتُ إِلَيْهِمَا فَأَخْبَرْتُهُمَا، فَانْصَرَفَا إِلَى مَنَازِلِهِمَا، فَقِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ جَالِسَانِ فِي نَادِيهِمَا مُنْتَضِلَيْنِ فِي الْمُلَاءِ الْمُزَعْفَرِ،

(1)

لم نجده في الإتحاف.

(2)

سليط روى عنه أيضًا القعنبي، وقال أبو طالب عن الإمام أحمد: لَا أعرفه وقال ابن عدي: وأنا أيضًا لَا أعرفه.

(3)

هو: عبد الله بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أبو محمد المخزومي المدني.

ص: 431

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا سَبِيلَ إِلَيْهِمَا، قَدْ أَمَّنَّاهُمَا". قَالَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ: وَجَعَلْتُ أسْتَحْيِي أَنْ يَرَانِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَذْكُرُ

(1)

رُؤْيَتَهُ إِيَّايَ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ مَع الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ أَذْكُرُ بِرَّهُ وَرَحْمَتَهُ، فَأَلْقَاهُ وَهُوَ دَاخِلٌ الْمَسْجِدَ، فَتَلَقَّانِي بِالْبِشْرِ، وَوَقَفَ حَتَّى جِئْتُهُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَشَهِدْتُ شَهَادَةَ الْحَقِّ، فَقَالَ:"الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَاكَ مَا كَانَ مِثْلُكَ يَجْهَلُ الإِسْلامَ". قَالَ الْحَارِثُ: فَوَاللهِ مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الإِسْلَامِ جُهِلَ

(2)

.

5288 -

قال ابْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِىِ الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ يُحَدِّثُ أَبِي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَهُوَ يَقُولُ:"وَاللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ الأَرْضِ وَأَحَبُّ الأَرْضِ إِلَى اللهِ، وَلَوْلا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ". قال: فَقُلْتُ: يَا ليْتَنَا لمْ نَفعَلْ، فارْجِعْ إِليْهَا، فَإِنَّهَا مَنْبَتُكَ وَمَوْلِدُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي عز وجل، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَخْرَجْتَنِي مِنْ أَحَبِّ أَرْضِكَ إِلَيَّ، فَأَنْزِلْنِي أَحَبَّ أَرْضِكَ إِلَيْكَ، فَأَنْزَلَنِي الْمَدِينَةَ"

(3)

.

(1)

في (و) و (ك) و (م): "وأنكر"، والمثبت من (ز)، ومن طبقات ابن سعد (6/ 83) أصل رواية المصنف.

(2)

إتحاف المهرة (18/ 13 - 23300).

(3)

إتحاف المهرة (4/ 185 - 4113)، ثم قال:"قلت: ما كان الواقدي يستحي من الكذب، في صدر الحديث: أن مكة أحب الأرض إلى الله، وفي آخره: أن المدينة أحب الأرض إلى الله، فسبحان من خذله حتى روى هذه الأشياء المتناقضة، والعجب من الحاكم يدخل في الصحيح هذه الأباطيل مع معرفته بضعف رواتها".

ص: 432

5289 -

قال ابْنُ عُمَرَ: وَلَمْ يَزَلِ الْحَارِثُ مُقِيمًا بِمَكَّةَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا جَاءَ كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه يَسْتَنْفِرُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى غَزْوِ الرُّومِ قَدِمَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْمَدِينَةَ، فَأَتَاهُمْ فِي مَنَازِلِهِمْ، فَرَحَّبَ بِهِمْ، وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَسُرَّ بِمَكَانِهِمْ، ثُمَّ خَرَجُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ غُزَاةً إِلَى الشَّامِ، فَشَهِدَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ فِحْلَ وَأَجْنَادَيْنَ، وَمَاتَ بِالشَّامِ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ، فَخَلَفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَبِيبًا خَيْرًا مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ

(1)

.

5290 -

أخبرني الْحَسَنُ

(2)

بْن حَلِيمٍ الدِّهْقَانُ

(3)

بِمَرْوَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْفَزَارِيُّ، أَنَا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلِ بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ قَالَ: خَرَجَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ رضي الله عنه مِنْ مَكَّةَ، فَجَزِعَ

(4)

أَهْلُ مَكَّةَ جَزَعًا شَدِيدًا، وَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلَّا خَرَجَ يُشَيِّعُهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِأَعْلَى صُوَاءِ الْبَطْحَاءِ، أَوْ حَيْثُ شَاءَ اللهُ مِنْ ذَلِكَ، وَقَفَ وَوَقَفَ النَّاسُ حَوْلَهُ يَبْكُونَ، فَلَمَّا رَأَى جَزَعَ النَّاسِ، قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَا خَرَجْتُ رَغْبَةً بِنَفْسِي

(1)

إتحاف المهرة (4/ 185 - 4113).

(2)

في (و): "الحسين" مصحف.

(3)

"الدهقان": هذه اللفظة لمن كان مقدم ناحية من القرى، ومن يكون صاحب الضيعة والكرم.

(4)

في التلخيص: "فخرج".

ص: 433

عَنْ أَنْفُسِكُمْ، وَلَا اخْتِيَارَ بَلَدٍ عَلَى بَلَدِكُمْ، وَلَكِنَّ هَذَا الْأَمْرَ قَدْ كَانَ خَرَجَ فِيهِ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَاللهِ مَا كَانُوا مِنْ ذَوِي أَنْسَابِهِا، وَلَكِنْ مِنْ عَرَبَاتِهَا

(1)

، فَأَصْبَحْتُ وَاللهِ لَوْ أَنَّ جِبَالَ مَكَّةَ ذَهَبًا، فَأَنْفَقْنَا

(2)

فِي سَبِيلِ اللهِ مَا أَدْرَكْنَا مِنْ أَيَّامِهِمْ، وَايْمُ اللهِ، لَئِنْ بَايَنُونَا فِي الدُّنْيَا لَنَلْتَمِسَنَّ أَنْ نُشَارِكَهُمْ فِي الْأَجْرِ، فَاتَّقَى اللهَ امْرُؤٌ

(3)

خَرَجَ غَازِيًا، [فَتَوَجَّهَ غَازِيًا]

(4)

إِلَى الشَّامِ فَأُصِيبَ شَهِيدًا

(5)

.

5291 -

حدثنا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الزَّاهِدُ صَاحِبُ ثَعْلَبٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُلَيْلٍ الْعَنَزِيُّ

(6)

، ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ

(7)

قَالَ: كَانَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ، فَانْهَزَمَ فِيمَنِ انْهَزَمَ، فَعَيَّرَهُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ، فَقَالَ:

إِنْ كُنْتِ كَاذِبَةَ الَّذِي حَدَّثَتِنِي

فَنَجَوْتُ مَنْجَى الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ

تَرَكَ الْأَحِبَّةَ أَنْ يُقَاتِلَ دُونَهُمْ

وَنَجَا بِرَأْسِ طَمْرَةَ وَلِجَامِ

(1)

كذا، والعربات: بلاد العرب، وفي الجهاد لابن المبارك (ص 114) أصل رواية المصنف:"ولا في بيوتاتها".

(2)

في (و) و (ك): "فأنفقت".

(3)

قوله: "امرؤ" ساقط من (و).

(4)

ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من الجهاد لابن المبارك (ص 114) أصل رواية المصنف.

(5)

إتحاف المهرة (4/ 186 - 4114).

(6)

في (و): "الحسن العنزي"، وفي (ك):"الحسن بن العنزي"، وهو: الحسن بن عليل بن الحسين بن علي، أبو علي العنزي، الأخباري الأديب، واسم أبيه علي، ولقبه عليل وهو الغالب عليه. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (6/ 737).

(7)

هو: عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، أبو بكر الأسدي.

ص: 434

فَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ رضي الله عنه يَعْتَذِرُ مِنْ فِرَارِهِ يَوْمَئِذٍ:

اللهُ يَعْلَمُ مَا تَرَكْتُ قِتَالَهُمْ

حَتَّى رَمَوْا فَرَسِي بِأَشْقَرَ مُزْبَدِ

فَعَلِمْتُ أَنِّي إِنْ أُقَاتِلْ وَاحِدًا

أُقْتَلْ وَلَا يَنْكَأْ عَدُوِّي مَشْهَدِي

فَصَدَرْتُ عَنْهُمْ وَالْأَحِبَّةُ بَيْنَهُمْ

طَمَعًا لَهُمْ بِعِقَابِ يَوْمٍ مُفْسِدِ

ثُمَّ غَزَا أُحُدًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ وَلَمْ يَزَلْ مُتَمَسِّكًا بِالشِّرْكِ حَتَّى أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ رضي الله عنه

(1)

. قَدْ رَوَتْ عَائِشَةُ عَنِ الْحَارِثِ.

5292 -

حدثنا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ يَنْزِلُ عَلَيْكَ

(2)

الْوَحْيُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، فَيَفْصِمُ عَنِّي، وَقَدْ وَعَيْتُ مَا قَالَ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ، وَأَحْيَانًا يَأْتِينِي الْمَلَكُ، فَيَتَمَثَّلُ لِي، فَيُكَلِّمُني فَأَعِي مَا يَقُولُ"

(3)

. لَا أَعْلَمُ أَحَدًا قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ الْحَارِثِ غَيْرَ

(4)

عَامِرِ بْنِ صَالِحٍ، وَقَدْ رَوَاهُ أَصْحَابُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ سَأَلَ

(5)

.

(1)

لم نجده في الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 176 - 1).

(2)

قوله: "عليك" غير موجود في (و) و (ك).

(3)

إتحاف المهرة (4/ 186 - 4115).

(4)

في (ز) و (م): "عن" خطأ.

(5)

وأخرجه بذلك البخاري (1/ 6) و (4/ 112)؛ ومسلم (7/ 82).

ص: 435

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعَدَوِيِّ رضي الله عنه

-

5293 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، أَنَّ

(1)

الزُّهْرِيَّ حَدَّثَهُمْ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعُدوِيِّ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ خَطِيبًا، وَأَمَرَ بِصَدَقَةِ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ، أَوْ عَنْ كُلِّ رَأْسٍ، عَنْ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَالْحُرِّ وَالْعَبْدِ

(2)

.

5294 -

حدثناه أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ [الشَّعِيرِيُّ]

(3)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَشْرَسَ

(4)

، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الزَّيَّاتُ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ كُنَيْزٍ، ثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ فَرَضَ صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَنِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ مُدَّيْنِ مِنْ قَمْحٍ

(5)

. هَذَا حَدِيثٌ رَوَاهُ أَكْثَرُ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ عَنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، لَمْ يَذْكُرُوا أَبَاهُ.

* * *

(1)

قوله: "أن" ساقط من (ز) ر (م).

(2)

إتحاف المهرة (3/ 25 - 2479).

(3)

في (ز) و (و) و (ك): "السعيدي"، وفي الإتحاف:"السفري"، والحديث ساقط من (م)، والمثبت من سائر أسانيد المصنف، ومصادر ترجمته.

(4)

هو: محمد بن أشرس بن موسى، أبو عبد الله السلمي النيسابوري.

(5)

إتحاف المهرة (3/ 25 - 2479).

ص: 436

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ رضي الله عنه

-

5295 -

حدثني أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: وَعَبْدُ اللهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرِ بْنِ أَبِي صُعَيْرٍ الْعَدَوِيُّ وُلِدَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ، حُمِلَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَسَحَ وَجْهَهُ، وَبَرَّكَ عَلَيْهِ عَامَ الْفَتْحِ، وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً

(1)

، وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ، وَكُنْيَتُهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ سَنَةَ تِسْعَ وَثَمَانِينَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً

(2)

.

5296 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ

(3)

، ثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، ثَنَا شعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مسَحَ عَلَى رَأْسِهِ

(4)

.

5297 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الشَّيْبَانِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعُدوِيِّ، وَكَانَ وُلِدَ عَامَ الْفَتْحِ، فَأُتِيَ بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَسَحَ وَجْهَهُ، وَبَرَّكَ عَلَيْهِ

(5)

.

(1)

قوله: "سنة" ساقط من (م).

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 529 - 5).

(3)

في الإتحاف: "ثنا أبو العباس محمد بن إسحاق الصغاني" وهو تحريف وانتقال نظر.

(4)

إتحاف المهرة (6/ 541 - 6960).

(5)

إتحاف المهرة (6/ 541 - 6960) نقول: قد علقه البخاري في المغازي عن الليث (5/ 150)، ورواه في الدعاء (8/ 67) عن أبي اليمان به مختصرا.

ص: 437

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ رضي الله عنه

-

5298 -

حدثني أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ

(1)

الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ الزُّهْرِيُّ، وَأُمُّهُ ابْنَةُ شَرِيقِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَهْبِ بْنِ شَرِيقٍ، وَكُنْيَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَدِيٍّ: أَبُو عَمْرٍو

(2)

.

5299 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ بُطَّةَ، ثَنَا الْحَسَنُ، ثَنَا الْحُسَيْنُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو عَبْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ الْخُزَاعِيِّ، فَذَكَرَ بُنْيَانَ الْكَعْبَةِ

(3)

.

5300 -

قال ابْنُ عُمَرَ: وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَدِيٍّ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

(4)

.

5301 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ [يَعْقُوبَ]

(5)

الْحَافِظُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ قَالَا: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ

(1)

في (و): "عبيد الله".

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 529 - 6).

(3)

إتحاف المهرة (8/ 256 - 9333).

(4)

إتحاف المهرة (8/ 256 - 9333).

(5)

في النسخ الخطية كلها: "ابن عبد الله"، والمثبت من الإتحاف، وسائر أسانيد المصنف.

ص: 438

مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْحَزْوَرَةِ، فَقَالَ: "وَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكِ خَيْرُ أَرْضِ اللهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَيَّ، وَلَوْلا أَنِّي أُخْرِجْتُ

(1)

مِنْكِ مَا خَرَجْتُ"

(2)

.

* * *

(1)

في (ز) و (م): "خرجت".

(2)

إتحاف المهرة (8/ 255 - 9332).

ص: 439

‌ذِكْرُ مَنَاقبِ خَالِدٍ بنِ عُرْفُطَةَ رضي الله عنه

-

5302 -

حدثنا [أَبُو]

(1)

عَبْدِ اللهِ بْنُ بُطَّةَ، ثَنَا الْحَسَنُ، ثَنَا الْحُسَيْنُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: وَخَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ بْنِ أَبْرَهَةَ بْنِ شَيْبَانَ بْنِ صَيْلِ بْنِ هِنْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَيْلَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ عُذْرَةَ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ، وَكَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَلَّاهُ الْقَادِسِيَّةَ

(2)

.

5303 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ

(3)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ

(4)

، عَنْ مُسْلِمٍ مَوْلَى خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ عُرْفُطَةَ قَالَ لِلْمُخْتَارِ: هَذَا رَجُلٌ كَذَّابٌ، فَلَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَؤَأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"

(5)

.

5304 -

حدثني أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "سَتكُونُ أَحْدَاثٌ وَفِتْنَةٌ وَفُرْقَةٌ وَاخْتِلَافٌ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَإِنِ اسْتَطعْتَ أَنْ تَكُونَ الْمَقْتُولَ لَا الْقَاتِلَ، فَافْعَلْ"

(6)

.

(1)

ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت كما في سائر أسانيد المصنف، وهو: محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني.

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، هو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 462 - 10).

(3)

هو: عبد الله بن محمد بن شاكر العبدي البغدادي.

(4)

هو: خالد بن سلمة بن العاص، أبو سلمة الكوني المعروف بالفأفاء.

(5)

إتحاف المهرة (4/ 401 - 4442).

(6)

إتحاف المهرة (4/ 401 - 4441).

ص: 440

‌ذِكْرُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ

5305 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، قَالَ: سُهَيْلُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ، وَقَالَ: سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو يُكَنَّى

(1)

: أَبَا يَزِيدَ

(2)

.

5306 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ، ثَنَا الْحُسَيْنُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ سُهَيْلُ

(3)

بْنُ عَمْرٍو مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ وَرُؤَسَائِهِمْ، وَشَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ، فَأَسَرَهُ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ، فَقَالَ:

أَسَرْتُ سُهَيْلًا فَلَمْ أَبْتَغِي

بِهِ غَيْرَهُ مِنْ جَمِيعِ الْأُمَمْ

وَخِنْدَفُ تَعْلَمُ أَنَّ الْفَتَى

سُهَيْلًا فَتَاهَا إِذَا مَا انْتَظَمْ

ضَرَبْتُ بِذِي الشِّفْرِ حَتَّى انحَنَى

وَأَكْرَهْتُ نَفْسِي عَلَى ذِي النَّعَمْ

(4)

قَالَ: وَمَنْ وَلَدِهِ عَبْدُ اللهِ، وَهُوَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأَبُو جَنْدَلٍ، وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَعُتْبَةُ الْأَصْغَرُ

(5)

.

(1)

في (و): "ويكنى".

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف؛ وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 558 - 13).

(3)

في (ك): "سهل".

(4)

كذا في النسخ كلها، وفي طبقات ابن سعد (6/ 121):"على الأعلم"، ثم قال:"ويروى: على ذي العلم، وهو أجود"، نقول: وهي كذلك في المطبوع من مغازي الواقدي (1/ 143) وهو أصل الرواية، والعلم هو الشق في الشفة العليا، والشفة علماء، وكان سهيل كذلك.

(5)

لم نجده في أصل الإتحاف؛ وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 462 - 11).

ص: 441

5307 -

قال ابْنُ عُمَرَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ

(1)

، عَنْ [عُبَيْدِ اللهِ]

(2)

بْنِ مِقْسَمٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: لَقِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم علَى رَاحِلَتِهِ، فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو مَجْبُوبٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ

(3)

.

قَالَ سُهَيْلٌ: وَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ اقْتَحَمْتُ بَيْتِي، وَأَغْلَقْتُ عَلَيَّ بِابِي، وَأَرْسَلْتُ إِلَى ابْنِي

(4)

عَبْدِ اللهِ: أَنِ اطْلُبْ لِي جِوَارًا مِنْ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَإِنِّي لَا آمَنْ أَنْ أُقْتَلَ، فَذَهَبَ عَبْدُ اللهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبِي تُؤَمِّنْهُ؟ قَالَ:"نَعَمْ، هُوَ آمِنٌ بِأَمَانِ اللهِ فَلْيَظْهَرْ"، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ حَوْلَهُ: "مَنْ لَقِيَ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو فَلَا يَشُدَّ [النّظَرَ]

(5)

إِلَيْهِ، فَلَعَمْرِي إِنَّ سُهَيْلًا لَهُ عَقْلٌ وَشَرَفٌ، وَمَا مِثْلُ سُهَيْلٍ جَهِلَ الإِسْلامَ". فَخَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سُهَيْلٍ إِلَى أَبِيهِ، فَخَبَّرَهُ بِمَقَالَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ سُهَيْلٌ: كَانَ وَاللهِ بَرًّا صَغِيرًا وَكَبِيرًا،

(1)

هو: إسحاق بن حازم، وقيل: ابن أبي حازم البزاز المدني، من رجال التهذيب.

(2)

في النسخ الخطية كلها: "عبد الله" مصحف، والمثبت من الطبقات الكبرى (6/ 121) أصل رواية المصنف، ومن الإتحاف.

(3)

كذا جاء الكلام متصلا في النسخ الخطية كلها، والذي في أصل الرواية في طبقات ابن سعد (6/ 121) أن بقية هذا الحديث هو:"فلما نظر إليه أسامة، قال: يا رسول الله، أبو يزيد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، هذا الذي كان يطعم بمكة الخبز"، أما الرواية الآتية فإنها في مغازي الواقدي (2/ 847) هكذا: "قال: فحدثني موسى بن محمد عن أبيه قال: قال سهيل بن عمرو

"، فالظاهر أنه ثمة سقط في هذا المكان من النسخ، والله أعلم.

(4)

في (ز) و (م): "أبي".

(5)

ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من أصل الرواية في مغازي الواقدي (2/ 847).

ص: 442

وَكَانَ سُهَيْلٌ يُقْبِلُ وَيُدْبِرُ آمِنًا، وَخَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى شِرْكِهِ حَتَّى أَسْلَمَ بِالْجِعِرَّانَةِ، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ

(1)

. وَقَدْ رَوَى سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

5308 -

حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمِّدٍ الْهَاشِمِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ

(2)

، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِينَاءَ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ فَضَالَةَ الْأَنْصَارِيِّ

(3)

- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ رضي الله عنه قَالَ: اصْطَحَبْتُ أَنَا وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو لَيَالِيَ [أَغْزَانَا]

(4)

أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَسَمِعْتُ سُهَيْلًا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَقَامُ أَحَدِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ سَاعَةً خَيْرٌ لَهُ مِنْ عَمَلِهِ عُمُرَهُ فِي أَهْلِهِ". قَالَ سُهَيْلٌ: وَأَنَا أُرَابِطُ حَتَّى أَمُوتَ، وَلَا أَرْجِعُ إِلَى مَكَّةَ أَبَدًا، فَبَقِيَ بِهَا مُرَابِطًا بِالشَّامِ إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا فِي طَاعُونِ عَمَوَاسٍ، وَإِنَّمَا وَقَعَ هَذا الطَّاعُونُ بِالشَّامِ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ

(5)

.

5309 -

أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ

(6)

الْمَرْوَزِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْفَزَارِيُّ، ثَنَا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ

(7)

،

(1)

إتحاف المهرة (3/ 234 - 2910).

(2)

هو: جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان الأوسي المدني.

(3)

هو: أبو سعيد بن فضالة بن أبي فضالة، وقيل: أبو سعيد بن أبي فضالة.

(4)

في (ز) و (م): "أعزره"، مصحف، ومكانها بياض في (و) و (ك)، والمثبت من الطبقات الكبرى لابن سعيد (6/ 126).

(5)

إتحاف المهرة (6/ 151 - 6288).

(6)

في (ز) و (و) و (م): "حكيم".

(7)

من قوله: "أنا محمد بن عمرو" إلى هاهنا ساقط من (و) و (ك).

ص: 443

سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ، يَقُولُ: حَضَرَ أُنَاسٌ بَابَ عُمَرَ، وَفِيهِمْ: سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، وَالشُّيُوخُ مِنْ قُرَيْشٍ، فَخَرَجَ إِذْنُهُ، فَجَعَلَ يَأْذَنُ لِأَهْلِ بَدْرٍ لِصُهَيْبٍ وَبِلَالٍ وَأَهْلِ بَدْرٍ. قَالَ: وَكَانَ وَاللهِ بَدْرِيًّا، وَكَانَ يُحِبُّهُمْ، وَكَانَ قَدْ أَوْصَى بِهِ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ أَنَّهُ يُؤْذَنُ لِهَذِهِ الْعَبِيدِ وَنَحْنُ جُلُوسٌ لَا يُلْتَفَتُ إِلَيْنَا، فَقَالَ سَهْيلُ بْنُ عَمْرٍو، وَيَا لَهُ

(1)

مِنْ رَجُلٍ، مَا كَانَ أَعْقَلَهُ: أَيُّهَا الْقَوْمُ، إِنِّي وَاللهِ قَدْ أَرَى الَّذِي فِي وُجُوهِكُمْ، فَإِنْ كُنْتُمْ غِضَابًا فَاغْضَبُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، دُعِيَ الْقَوْمُ وَدُعِيتُمْ، فَأَسْرَعُوا وَأَبْطَأْتُمْ، أَمَا وَاللهِ لَمَا سَبَقُوكُمْ بِهِ مِنَ الْفَضْلِ فِيمَا تَرَوْنَ أَشَدَّ عَلَيْكُمْ فَوْتًا مِنْ تَأَبِّيكُمْ عَلَى الَّذِينَ تَنَافَسُونَ عَلَيْكُمْ. قَالَ: إِنَّ هَذَا الْقَوْمَ قَدْ سَبَقُوكُمْ بِمَا تَرَوْنَ، وَلَا سَبِيلَ لَكُمْ وَاللهِ إِلَى مَا سَبَقُوكُمْ إِلَيْهِ، فَانْظُرُوا هَذَا الْجِهَادَ فَالْزَمُوهُ، عَسَى اللهُ عز وجل أَنْ يَرْزُقَكُمُ الْجِهَادَ وَالشَّهَادَةَ، ثُمَّ نَفَضَ ثَوْبَهُ، فَقَامَ فَلَحِقَ بِالشَّامِ. قَالَ الْحَسَنُ: فَصَدَقَ اللهَ، لَا يَجْعَلُ اللهُ عَبْدًا أَسْرَعَ إِلَيْهِ كَعَبْدٍ أَبْطَأَ عَنْهُ

(2)

.

5310 -

حدثني عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ

(3)

قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي أَنْزِعْ ثَنِيَّتَيْ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، فَلَا يَقُومُ خَطِيبًا فِي قَوْمِهِ أَبَدًا، فَقَالَ:"دَعْهَا، فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسُرُّكَ يَوْمًا". قَالَ سُفْيَانُ: فَلَمَّا مَاتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَفَرَ مِنْهُ أَهْلُ مَكَّةَ، فَقَامَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: مَنْ كَانَ مُحَمَّدٌ

(1)

في (ز) و (و) و (ك) والتلخيص: "ويل له"، والمثبت من (م)، ومن كتاب الجهاد لابن المبارك (ص 113) أصل رواية المصنف.

(2)

إتحاف المهرة (6/ 151 - 6289).

(3)

هو: الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي.

ص: 444

صلى الله عليه وسلم إلَهَهُ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَاللهُ حَيٌّ لَا يَمُوتُ

(1)

* * *

(1)

إتحاف المهرة (18/ 532 - 24130).

ص: 445

‌ذِكْرُ بِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ مُؤَذِّنٍ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما

-

5311 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ

(1)

الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَةَ الْأَصبَهَانِيُّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشَّاذَكُونِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنهما، وَيُكَنَّى: أَبَا عَبْدِ اللهِ، وَكَانَ مِنْ مُوَلَّدِي السُّرَاةِ، مَاتَ بِدِمَشْقَ سَنَةَ عِشْرِينَ، فَدُفِنَ عِنْدَ الْبَابِ الصَّغِيرِ فِي مَقْبَرَةِ دِمَشْقَ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً

(2)

.

5312 -

سمعت شُعَيْبَ بْنَ طَلْحَةَ

(3)

يَقُولُ: كَانَ بِلَالٌ تِرْبَ أَبِي بَكْرٍ، وَشُعَيْبٌ أَعْلَمُ بِمِيلَادِ بِلَالٍ

(4)

.

5313 -

وحدثنا

(5)

سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى بِلَالًا رَجُلًا آدَمَ شَدِيدَ الْأَدَمَةِ، نَحِيفًا طُوَالًا، أَحْنَأَ، لَهُ شَعْرٌ كَثِيرٌ، خَفِيفُ الْعَارِضَيْنِ، بِهِ شَمَطٌ كَثِيرٌ وَلَا يُغَيِّرُ

(6)

، وَشَهِدَ بِلَالٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، آخَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُبَيْدَةَ بْنِ

(1)

في (و) و (ك): "أحمد بن محمد بن بطة".

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 468 - 95).

(3)

هو: شعيب بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.

(4)

لم نجده في الإتحاف.

(5)

في (و): "حدثنا".

(6)

في (ك) و (و): "ولا يغر".

ص: 446

الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

(1)

5314 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ حُسَيْنٍ [الْجُعْفِيِّ]

(2)

قَالَ: بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ أَبُو عَمْرٍو، وَأُمُّ بِلَالٍ حَمَامَةُ بَلَغَ سَبْعًا وَسِتِّينَ سَنَةً، وَدُفِنَ عِنْدَ بَابِ الصَّغِيرِ فِي مَقْبَرَةِ دِمَشْقَ

(3)

.

5315 -

حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اشْتَرَى بِلَالًا مِنْ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَأَنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ أَسْوَدَ مُوَلَّدًا اشْتراهُ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه مِنْ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، أَعْطَاهُ أَبُو بَكْرٍ غُلَامًا، وَأَخَد بَدَلَهُ بِلَالًا، وَكَانَتْ أُمُّهُ اسْمُهَا حَمَامَةُ، وَكَانَا أَسْلَمَا جَمِيعًا، وَكَانَ يُكَنَّى: أَبَا عَبْدِ اللهِ، تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ سَنَةَ عِشْرِينَ، وَيُقَالُ: ثَمَانِ عَشْرَةَ

(4)

.

5316 -

أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْفَرَائِنِيُّ

(5)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ يَذْكُرُ، عَنْ قَيْسٍ، [عَنْ] مُدْرِكِ بْنِ عَوْفٍ

(6)

الْأَحْمَسِيِّ قَالَ: مَرَرْتُ بِبِلَالٍ

(1)

إتحاف المهرة (2/ 651 - 2439).

(2)

تقرأ في (ز): "الجنفي" أو "الجيفي"، وفي سائر النسخ:"الحنفي" وهو تحريف؛ والمثبت من مصادر ترجمته، وهو: الحسين بن علي بن الوليد الجعفي، فهو الذي يروي عنه: علي بن عبد الله بن جعفر ابن المديني. من رجال التهذيب.

(3)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 534 - 3).

(4)

لم نجده في الإتحاف.

(5)

هو: الحسن بن محمد بن إسحاق بن الأزهر، أبو محمد الإسفراييني.

(6)

في النسخ الخطية كلها والإتحاف: "قيس بن مدرك" والصواب: "قيس - يعني ابن =

ص: 447

وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَا يُجْلِسُكَ؟ فَقَالَ: أَنْتَظِرُ طُلُوعَ الشَّمْسِ

(1)

.

5317 -

أخبرني أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ

(2)

، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ أَبُو عَبْدِ الْكَرِيمِ، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَيُقَالُ: أَبُو عَمْرٍو مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه

(3)

.

5318 -

أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ

(4)

، أَنَا الثَّقَفِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ [سَعْدٍ]

(5)

، ثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ أُمُّهُ حَمَامَةُ، وَأُخْتُهُ غُفْرَةُ، الَّذِي يُقَالُ: عُمَرُ بْن عَبْدِ اللهِ الْمَدَنِيُّ مَوْلَى غُفْرَةَ

(6)

.

5319 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي، ثَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ

= أبي حازم - عن مدرك بن عوف الأحمسي" كذا رواه الطبراني في الكبير (1/ 338) عن أبي خليفة الفضل بن الحباب عن ابن المديني به، وهو عند ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 443) عن محمد بن بشر به.

(1)

إتحاف المهرة (2/ 651 - 2441).

(2)

هو: محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق، أبا أحمد الحاكم.

(3)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 421 - 1).

(4)

هو: إبراهيم بن محمد يحيى بن سختويه المزكي النيسابوري، يروي عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي السراج.

(5)

في النسخ الخطية كلها: "سعيد" مصحف، والمثبت الصواب كما في سائر أسانيد المصنف، فهذا سند مطرد يروي به المصنف مغازي ابن إسحاق، وعبيد الله بن سعد هو: ابن إبراهيم بن سعد الزهري.

(6)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 419 - 3).

ص: 448

زِيَادٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنِي [أَبِي]

(1)

أَنَّ أَخًا لِبِلَالٍ كَانَ يَنْتَمِي إِلَى الْعَرَبِ، وَيَزْعُمُ أَنَّهُ مِنْهُمْ، فَخَطَبَ امْرَأَةً مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالُوا: إِنْ حَضَرَ بِلَالٌ زَوَّجْنَاكَ، قَالَ: فَحَضَرَ بِلَالٌ، فَقَالَ: أَنَا بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ، وَهَذَا أَخِي وَهُوَ امْرُؤُ سَوْءٍ، سَيِّءُ الْخُلُقِ وَالدِّينِ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ تُزَوِّجُوهُ فَزَوِّجُوهُ، وَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ تَدَعُوا فَدَعُوا، فَقَالُوا: مَنْ تَكُنْ أَخَاهُ نُزَوِّجُهُ، فَزَوَّجُوهُ

(2)

. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. وَأَخُو بِلَالٍ هَذَا لَهُ رِوَايَةٌ.

5320 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، ثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَصُهَيْبٌ، وَالْمِقْدَادُ، وَبِلَالٌ

(3)

، فَأَمَّا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَنَعَهُ اللهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَمَنَعَهُ اللهُ تَعَالَى بِقَوْمِهِ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ، فَألْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ، وَأَوْقَفُوهُمْ فِي الشَّمْسِ، فَمَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا قَدْ وَاتَاهُمْ كُلَّمَا أَرَادُوا غَيْرَ بِلَالٍ، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللهِ عز وجل، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فَأَعْطُوهُ الْوِلْدَانَ، فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ، وَجَعَلَ يَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ

(4)

.

(1)

ما بين المعقوفين ساقط من (ز) و (م) ومكانه بياض في (و) و (ك) والتلخيص، والمثبت من الإتحاف، ومن السنن الكبرى للبيهقي (7/ 137) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، وأبوه هو: ميمون بن مهران الجزري.

(2)

إتحاف المهرة (2/ 651 - 2441).

(3)

قوله: "وبلال" ساقط من (ز) و (م) والتلخيص.

(4)

إتحاف المهرة (10/ 191 - 12556).

ص: 449

صحِيحُ الإِسْنَادِ

(1)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5321 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ [مُحَمَّدُ]

(2)

بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ. وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَا: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا؛ يَعْنِي بِلَالًا

(3)

. صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(4)

.

5322 -

أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا الثَّقَفِيُّ

(5)

، ثَنَا قُتَيْبَةُ، ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: ذَكَرَ عُمَرُ فَضْلَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما، فَجَعَلَ يَصِفُ مَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: وَهَذَا سَيِّدُنَا بِلَالٌ حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ أَبِي بَكْرٍ

(6)

.

5323 -

حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: صحيح".

(2)

في النسخ الخطية كلها: "أحمد"، والمثبت من سائر أسانيد المصنف، وهو: محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار الأصبهاني النيسابوري.

(3)

إتحاف المهرة (12/ 121 - 15219).

(4)

بل أخرجه البخاري (5/ 27) عن أبي نعيم عن عبد العزيز به.

(5)

زاد في (م) والإتحاف: "ثنا أحمد الثقفي" خطأ، وإنما هو "محمد" يعني: ابن إسحاق بن إبراهيم أبا العباس الثقفي السراج.

(6)

إتحاف المهرة (12/ 393 - 15827).

ص: 450

قَالَتْ: أَعْتَقَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه سَبْعَةً مِمَّنْ كَانَ يُعَذَّبُ فِي اللهِ عز وجل، مِنْهُمْ: بِلَالٌ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ

(1)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(2)

.

5324 -

أخبرني إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا جَدِّي

(3)

، ثَنَا الْحَكَمُ

(4)

، عَنِ الْهِقْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ

(5)

، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ السُّودَانِ ثَلَاثَةٌ: لُقْمَانُ، وَبِلَالٌ، وَمِهْجَعٌ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم "

(6)

. صحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(7)

.

(1)

إتحاف المهرة (17/ 369 - 22424).

(2)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: هو في مصنف ابن أبي شيبة مرسل ليس فيه عائشة"(17/ 34) عن أبي معاوية به مطولا، وكذا ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 203)، وعبيد بن غنام عند الطبراني في الكبير (1/ 336)، عن أبي بكر بن أبي شيبة به مرسلا، ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 374) من طريق حاتم بن إسماعيل عن هشام عن أبيه مرسلا.

(3)

هو: الفضل بن محمد بن المسيب، أبا محمد الريوذي النيسابوري.

(4)

هو: الحكم بن موسى بن أبي زهير، أبو صالح القنطري.

(5)

هو: شداد بن عبد الله الأموي القرشي الدمشقي. من رجال التهذيب.

(6)

إتحاف المهرة (13/ 647 - 17250).

(7)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: كذا قال: مولى رسول الله، ولا أعرف ذا". نقول: المعروف أن مهجع هو ابن صالح مولى عمر بن الخطاب، وقد استشهد يوم بدر، وعلة الحديث - إن سلم من الفضل - أن الطبري رواه في التفسير (18/ 547) عن العباس بن الوليد بن مزيد عن أبيه عن الأوزاعي عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب قوله، وفيه:"مهجع مولى عمر".

ص: 451

5325 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "السُّبَّاقُ أَرْبَعَةٌ: أَنَا سَابِقُ الْعَرَبِ، وَسَلْمَانُ سَابِقُ فَارِسَ، وَبِلالٌ سَابِقُ الْحَبَشَةِ، وَصُهَيْبٌ سَابِقُ الرُّومِ"

(1)

. تَفَرَّدَ بِهِ عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، عَنْ ثَابِتٍ.

5326 -

أخبرني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا حُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ

(2)

، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ الْمَرْءُ بِلَالٌ، هُوَ سَيِّدُ الْمُؤَذِّنِينَ، وَلَا

(3)

يَتَّبِعُهُ إِلَّا مُؤَذِّنٌ، وَالْمُؤَذِّنُونَ أَطْوُلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ"

(4)

. تَفَرَّدَ بِهِ حُسَامٌ.

5327 -

أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَاشَانِيُّ

(5)

، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ

(6)

بْنِ شَقِيقٍ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، ثَنَا

(1)

إتحاف المهرة (1/ 550 - 705)، ثم قال:"قال البزار: لَا نعلم رواه عن ثابت إلا عمارة"، وسيأتي برقم (5833) فانظره.

(2)

هو: حسام بن مصك بن ظالم بن شيطان، أبو سهل الأزدي، ضعيف، من رجال التهذيب.

(3)

في (ك): "فلا".

(4)

إتحاف المهرة (4/ 586 - 4694).

(5)

الباشاني والفاشاني، نسبة إلى قرية من قرى مرو، وهو محمد بن موسى بن حاتم المروزي.

(6)

في (و) و (ك): "الحسن" مصحف.

ص: 452

عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَدَعَا بِلَالًا، فَقَالَ:"يَا بِلالُ، بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الْجَنَّةِ، إِنِّي دَخَلْتُ الْبَارِحَةَ الْجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي، فَأَتَيْتُ عَلَى قَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ مُرَبَّعٍ مُشْرِفٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ فَقَالُوا: لِرَجُلٍ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: أَنَا مُحَمَّدٌ، لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ، فَقُلْتُ: إِنِّي عَرَبِيٌّ، لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ: فَقُلْتُ: أَنَا قُرَشِيٌّ، لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ". فَقَالَ بِلَالٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَذَّنْتُ قَطُّ إِلَّا صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، وَمَا أَصَابَنِي حَدَثٌ قَطُّ إِلَّا تَوَضَّأْتُ عِنْدَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"بِهَذَا"

(1)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5328 -

أخبرني إِبْرَاهِيمُ بْنُ فِرَاسٍ الْفَقِيهُ

(2)

بِمَكَّةَ، ثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ رضي الله عنه قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ نَازِلٌ بِعُكَاظٍ، فَقُلْتُ: مَنْ مَعَكَ عَلَى هَذا الْأَمْرِ؟ فَقَالَ: "رَجُلَانِ: أَبُو بَكْرٍ، وَبِلَالٌ". فَأَسْلَمْتُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا رُبْعُ الْإِسْلَامِ

(3)

. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(4)

.

5329 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ

(1)

إتحاف المهرة (2/ 567 - 2273).

(2)

هو: إبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد بن فراس، أبو إسحاق العبقسي المكي.

(3)

إتحاف المهرة (12/ 504 - 16003).

(4)

بل أخرجه مسلم (2/ 208) من حديث شداد بن عبد الله ويحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة به مطولا.

ص: 453

عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَةَ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: مَاتَ بِلَالٌ رضي الله عنه سَنَةَ عِشْرِينَ

(1)

.

5330 -

وحدثني أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: وَبِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ مَاتَ بِالشَّامِ بِدِمَشْقَ سَنَةَ عِشْرِينَ

(2)

.

* * *

(1)

لم نجده في الإتحاف.

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 529 - 7).

ص: 454

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ الْأَشْهَلِيِّ رضي الله عنه

-

5331 -

أخبرني أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ النَّسَوِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ

(1)

، ثَنَا عَمَّارُ بْنُ الْحَسَنِ

(2)

، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ الْأُولَى وَالثَّانِيَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ، ثُمَّ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ: أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ، وَاسْمُهُ مَالِكٌ، حَلِيفٌ لَهُمْ، وَهُوَ نَقِيبٌ، شَهِدَ بَدْرًا، وَلَا عَقِبَ لَهُ

(3)

.

5332 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُيُوخِهِ: وَأَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ اسْمُهُ مَالِكٌ مِنْ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو

(4)

بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ حَلِيفٌ لِبَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَقَالَ: أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ وَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ مِنْ أَوَّلِ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ، وَمِنْ أَوَّلِ مَنْ لَقِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ قَوْمِهِمْ، وَقَدِمُوا الْمَدِينَةَ بِذَلِكَ، وَشَهِدَ أَبُو الْهَيْثَمِ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَهُوَ أَحَدُ النُّقبَاءِ الاثْنَيْ عَشَرَ لَا خِلَافَ بَيْنَهُمْ فِي ذَلِكَ، وَآخَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ وَعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَشَهِدَ أَبُو الْهَيْثَمِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ

(1)

هو: أبو الفضل النيسابوري نزيل مرو، وعنه محمد بن أحمد بن شبويه أبو الحسن الرئيس النسوي.

(2)

هو: عمار بن الحسن بن بشير، أبو الحسن الرازي، كان عنده عن سلمة بن الفضل الأبرش مغازي محمد بن إسحاق بن يسار.

(3)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 418 - 4).

(4)

في (و) و (ك): "عمر".

ص: 455

كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

.

5333 -

حدثنا سَعِيدُ بْنُ رَاشِدٍ

(2)

، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بِالْمَدِينَةِ

(3)

.

5334 -

وحدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، سَمِعْتُ شُيُوخَ أَهْلِ الدَّارِ - يَعْنِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ - يَقُولُونَ: مَاتَ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ سَنَةَ عِشْرِينَ بِالْمَدِينَةِ

(4)

.

5335 -

أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْعَدْلُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا هِلَالُ بْنُ بِشْرٍ، ثَنَا أَبُو خَلَفٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ عِيسَى

(5)

، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ بَيْتِهِ عِنْدَ الظَّهِيْرَةِ، فَرَأَى أَبَا بَكْرٍ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ:"مَا أَخْرَجَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ ". قَالَ: أَخْرَجَنِي الَّذي أَخْرَجَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ، فَقَالَ:"مَا أَخرَجَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ ". فَقَالَ: الَّذِي أَخْرَجَكُمَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَعَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَحَدَّثَ مَعَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: "هَلْ بِكُمَا مِنْ قُوَّةٍ فَتَنْطَلِقَانِ

(6)

إِلَى هَذَا

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 676 - 7).

(2)

كذا في النسخ الخطية كلها: "سعيد بن راشد"، وفي أصل الرواية عند ابن سعد (3/ 413):"سعيد بن راشد"، وانظر أيضًا (5/ 63)، ومغازي الواقدي (3/ 1042)، ويبدو أنه الصواب، ولم نجد له ترجمة.

(3)

لم نجده في الإتحاف.

(4)

لم نجده في الإتحاف.

(5)

هو: عبد الله بن عيسى بن خالد، أبو خلف البصري، ضعيف، يروي عنه هلال بن بشر بن محبوب، أبو الحسن البصري، وكلاهما من رجال التهذيب.

(6)

في (و): "تنطلقان"، وفي التلخيص:"فتنطلقا".

ص: 456

النَّخْلِ

(1)

- وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى دُورِ الْأَنْصَارِ - تُصْيبَانِ طَعَامًا وَشَرَابًا وَظِلًّا

(2)

إِنْ شَاءَ اللهُ؟ "، قُلْنَا: نَعَمْ. فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَانْطَلَقْنَا مَعَهُ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ

(3)

.

* * *

(1)

في (ك) و (ز) و (م): "هذه النخل".

(2)

قوله: "وظلا" غير موجود في (و).

(3)

إتحاف المهرة (7/ 613 - 8596).

ص: 457

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ سَعِيدِ بْنِ عَامِرِ بنِ حِذْيَمٍ رضي الله عنه

-

5336 -

حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا مُصْعَبُ بْن عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: سَعِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ جُمَحٍ - وَكَانَ بَاهِرًا

(1)

- وَلَّاهُ عُمَرُ بَعْضَ أَجْنَادِ الشَّامِ، فَمَاتَ وَهُوَ عَلَى عَمَلِهِ بِالشَّامِ سَنَةَ عِشْرِينَ

(2)

.

5337 -

حدثنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الطُّفَيْلِ

(3)

، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ لِسَعِيدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ: مَا لِأَهْلِ الشَّامِ يُحِبُّونَكَ؟ قَالَ: أُغَازِيهِمْ وَأُواسِيهُمْ، فَأَعْطَاهُ عَشَرَةَ آلَافٍ فَرَدَّهَا، وَقَالَ: إِنَّ لِي أَعْبُدًا وَأَفْرَاسًا وَأَنَا بِخَيْرٍ، وَأُرِيدُ أَنْ يَكُونَ عَمَلِي صدَقَةً عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ عُمَرُ: لَا تَفْعَلْ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْطَانِي مَالًا دُونَهَا، فَقُلْتُ: نَحْوًا مِمَّا قُلْتَ، فَقَالَ لِي: "إِذَا أَعْطَاكَ اللهُ مَالًا لَمْ تَسْأَلْهُ وَلَمْ تَشْرَهُ نَفْسُكَ إِلَيْهِ فَخُذْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقُ اللهِ أَعْطَاكَ إِيَّاهُ

(4)

"

(5)

.

* * *

(1)

قال الزبيدي في تاج العروس (10/ 262): "وبهر فلان، إذا برع وفاق نظراءه".

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 529 - 8).

(3)

هو: محمد بن الطفيل بن مالك، أبو جعفر النخعي، ابن عم شريك بن عبد الله القاضي.

(4)

في (و): "أعطاك إياه الله".

(5)

إتحاف المهرة (12/ 151 - 15282).

ص: 458

‌ذِكْرُ أَنَسٍ بْنِ مَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ رضي الله عنه

-

5338 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: وَأَنَسُ بْنُ مَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ، يُكَنَّى: أَبَا يَزِيدَ، حَلِيفُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ مَوْتُهُ سَنَةَ عِشْرِينَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِيهِ فِي السِّنِّ إِحْدَى وَعِشْرِينَ

(1)

سَنَةً. قَدْ ذَكَرْتُ فِيمَا تَقَدَّمَ أَبَا مَرْثَدٍ الْغَنَوِيَّ، وَبَعْدَهُ ابْنَهُ مَرْثَدٌ، وَهَذَا الْحَفِيدُ، وَكُلُّهُمْ مِنَ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم

(2)

.

* * *

(1)

كذا في (م) و (ز) و (ك)، وفي (و):"أحد وعشرون".

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 461 - 12).

ص: 459

‌ذِكْرُ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه

-

5339 -

أخبرني أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرَّئِيسُ بِمَرْوَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ

(1)

، ثَنَا عَمَّارُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرِ بْنِ سِمَاكِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبدِ الْأَشْهَلِ، وَيُكَنَّى أَبَا يَحْيَى، تُوُفِّيَ سَنَةَ عِشْرِينَ

(2)

.

5340 -

أخبرنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: مَاتَ أَبُو يَحْيَى أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ سَنَةَ عِشْرِينَ، وَكَانَ قَدْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ، ثُمَّ كَانَ نَقِيبًا صَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالْمَدِينَةِ، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ، وَلَهُ كُنْيَتَانِ: أَبُو يَحْيَى، وَأَبُو حُصَيْنٍ، وَأَبُوهُ: حُضَيْرُ

(3)

الْكَتَائِبِ

(4)

، وَلَمْ يُعْقِبْ أُسَيْدٌ

(5)

.

5341 -

حدثنا أبو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الحَسَنُ بْنُ الجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأُسَيْدُ بْن الْحُضَيْرِ بْنِ سِمَاكٍ، يُكَنَّى أَبَا يَحْيَى، وَيُقَالُ: أَبُو الْحُصَيْنِ، وَيُقَالُ: أَبَا بَحْرٍ، وَكَانَ أُسَيْدٌ شَرِيفًا فِي قَوْمِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ، يُعَدُّ مِنْ عُقَلَائِهِمْ وَذَوِي آرَائِهِمْ، وَكَانَ مِنَ الْكَمَلَةِ،

(1)

هو: أبو الفضل النيسابوري، يروي عن عمار بن الحسن بن بشير، وعنه محمد بن أحمد بن شبويه أبو الحسن الرئيس النسوي.

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 419 - 5).

(3)

في (ك) و (م): "حصين".

(4)

في (ز) و (م): "الكاتب".

(5)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 443 - 3).

ص: 460

وَكَانَ أَبُوهُ الْحُضَيْرُ الْكَتَائِبُ كَذَلِكَ مِنْ قَبْلِهِ، وَكَانَ رَئيسَ الْأَوْسِ يَوْمَ بُعَاثٍ، وَقُتِلَ حُضَيْرٌ يَوْمَئِذٍ، وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ أَحَدُ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليْلَةَ الْعَقَبَةِ فِي رِوَايَةِ جَمِيعِهِمْ، وَأَحَدُ النُّقبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، وَآخَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بيْنَ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَلَمْ يَشْهَدْ أُسَيْدٌ بَدْرًا، تَخَلَّفَ هُوَ وَغَيْرُهُ مِنْ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ مِنَ النُّقبَاءِ وَغَيْرِهِمْ عَنْ بَدْرٍ؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَظُنُّوا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَلْقَى حَرْبًا وَلَا قِتَالًا، وَشَهِدَ أُسَيْدٌ أُحُدًا، وَجُرِحَ يَوْمَئِذٍ سَبْعَ جِرَاحَاتٍ، وَثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ انْكَشَفَ النَّاسُ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

.

5342 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ عَلَى ظَهْرِ بَيْتِهِ وَهُوَ حَسَنُ الصَّوْتِ، قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا أَقْرَأُ إِذْ غَشِيَنِي شَيْءٌ كَالسَّحَابِ، وَالْمَرْأَةُ فِي الْبَيْتِ، وَالْفَرَسُ فِي الدَّارِ، فتخَوَّفْتُ أَنْ تُسْقِطَ الْمَرْأَةَ، فَانْصَرَفْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اقْرَأْ فَإِنَّمَا هُوَ مَلَكٌ اسْتَمَعَ الْقُرْآنَ"

(2)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ؛ لِأَنَّ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ أَرْسَلَهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ

(3)

.

(1)

هذا الحديث غير موجود في أصل الإتحاف وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 462 - 13).

(2)

إتحاف المهرة (1/ 371 - 268).

(3)

وقد تقدمت رواية ابن عيينة في فضائل القرآن (2053) عن الزهري عن ابن كعب بن مالك أن أسيد بن حضير، فذكره، لكن قد أخرجه مسلم (2/ 194) من حديث =

ص: 461

5343 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ وَمُحَمَّدُ بنُ الْمُؤَمَّلِ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ

(1)

، قَالُوا: ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ

(2)

، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ قَالَا: ثَنَا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ

(3)

، عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو

(4)

بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ مِنْ أَفَاضِلِ النَّاسِ، فَكَانَ يَقُولُ: لَوْ أَنِّي أَكُونُ كَمَا أَكُونُ مَحَلَّ حَالٍ مِنْ أَحْوَالٍ ثَلَاثٍ لَكُنْتُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَا شَكَكْتُ فِي ذَلِكَ حِينَ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَحِينَ أَسْمَعُهُ، وَإِذَا سَمِعْتُ خُطْبَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِذَا شَهِدْتُ جِنَازَةً، فَمَا شَهِدْتُ جِنَازَةً قَطُّ، فَحَدَّثْتُ نَفْسِي سِوَى مَا هُوَ مَفْعُولٌ بِهَا، وَمَا هِيَ صَائِرَةٌ إِلَيْهِ. هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5344 -

حدثني عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ وَإِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَا: ثَنَا عَفَّان بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ حِنْدِسٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَا أَضَاءَتْ عَصَا أَحَدِهِمَا، فَمَشِيَا فِي ضَوْئِهَا، فَلَمَّا افْتَرَقَا

= يزيد بن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري عن أسيد، وعلقه البخاري (6/ 190) عن ابن الهاد، وعلقه أيضًا عن الليث، عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أسيد.

(1)

هو: محمد بن القاسم بن عبد الرحمن، أبو منصور العتكي النيسابوري.

(2)

هو: الفضل بن محمد بن المسيب النيسابوري الشعراني نسبة لإرسال شعره، وتصحفت في الإتحاف إلى:"الشوكاني".

(3)

في (ك): "عرفة" مصحف.

(4)

في (ك): "عمر" مصحف، وهو ابن عثمان بن عفان القرشي الأموي.

ص: 462

أَضَاءَتْ عَصَا الْآخَرُ

(1)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(2)

.

5345 -

أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا عَمَّارُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ

(3)

، ثَنَا وَرْقَاءُ

(4)

، عَنْ حُصَيْنٍ. وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ السَّعْدِيُّ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ أُسَيْدُ بْن حُضَيْرٍ رَجُلًا ضَاحِكًا مَلِيحًا، فَبَيْنَمَا هُوَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ الْقَوْمَ وَيُضْحِكُهُمْ، فَطَعَنَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي خَاصِرَتِهِ

(5)

، فَقَالَ:"أَوْجَعَتْنِي"، قَالَ:"اقْتَصَّ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عَلَيْكَ قَمِيصًا

(6)

، وَلَمْ يَكُنْ عَلَيَّ قَمِيصٌ، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَمِيصَهُ، فَاحْتَضَنَهُ، ثُمَّ جَعَلَ يُقَبِّلُ كَشْحَيْهِ

(7)

، فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ أَرَدْتُ

(1)

إتحاف المهرة (1/ 508 - 583).

(2)

أصله في البخاري (1/ 100) و (5/ 36) بدون تسمية الرجلين من حديث قتادة عن أنس، وقد علق البخاري رواية حماد التي سميا فيها.

(3)

في (و): "ثنا عبد الجبار"، وهذا السند به سقط، فإن المحبوبي لم يدرك عمار بن عبد الجبار، وبينهما راو على الأقل، ولما روى البيهقي هذا الحديث في السنن الكبرى (8/ 49) عن شيخه الحاكم، تجنب هذا الطريق، واكتفى بطريق عبد الله بن محمد الصيدلاني، وهو: عمار بن عبد الجبار أبو الحسن المروزي، يروي عن شعبة مات سنة (210 هـ)، وقيل:(212 هـ)، والمحبوبي ولد سنة (249 هـ)، والله أعلم.

(4)

هو: ورقاء بن عمر اليشكري، يروي عن حصين بن عبد الرحمن السلمي الكوفي.

(5)

قوله: "في خاصرته" ساقطة من (و).

(6)

في (و): "لقميص".

(7)

في (م) والتلخيص: "كشحه".

ص: 463

هَذَا

(1)

. هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ جَرِيرٍ عَنْ حُصَيْنٍ، فَإِنَّ حَدِيثَ وَرْقَاءَ مُخْتَصَرٌ، صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5346 -

حدثني أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا قُتَيْبَةُ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ"

(2)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5347 -

أخبرني الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ - فِيمَا قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ - قَالَ: أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ [الْحُسَيْنِ]

(3)

اللَّهَبِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ

(4)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ

(5)

، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، أَنَّهُ كَانَ تَأَوَّهَ، وَكَانَ

(1)

إتحاف المهرة (14/ 353 - 17817).

(2)

هذا الحديث لم نجده في الإتحاف، وقد تقدم برقم (5069) و (5242)، وسيأتي برقم (5921).

(3)

في النسخ الخطية كلها: "الحصين"، والمثبت من الإتحاف، وهو: أحمد بن الحسين بن جعفر، أبو الفضل اللهبي المدني، روى عنه الحسن بن علي بن زياد السري.

(4)

هو: محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن طلحة بن عبد الله، أبو عبد الله القرشي التيمي.

(5)

هو: الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ. والمراد بجده: عبد الرحمن بن عمرو بن سعيد بن معاذ، وقد روى حديثه هذا أبو داود (1/ 436) من طريق محمد بن صالح المدني عن الحصين عن أسيد بدون واسطة، وقال أبو داود:"هذا الحديث ليس بمتصل"، والله أعلم.

ص: 464

يَؤُمُّنَا فَصَلَّى بِنَا قَاعِدًا، فَعَادَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُسَيْدًا إِمَامُنَا، وَإِنَّهُ مَرِيضٌ، وَإِنَّهُ صَلَّى بِنَا قَاعِدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"فَصَلُّوا وَرَاءَهُ قُعُودًا؛ فَإِنَّ الإِمَامَ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا خَلْفَهُ قُعُودًا"

(1)

. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5348 -

أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَدِمْنَا مِنْ سَفَرٍ، فَتُلُقِّينَا بِذِي الْحُلَيْفَةِ، وَكَانَ غِلْمَانُ الْأَنْصَارِ يَتَلَقَّوْنَ بِهِمْ إِذَا قَدِمُوا، فَلَقُوا أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ، فَنَعَوْا إِلَيْهِ امْرَأَتَهُ، فَتَقَنَّعَ يَبْكِي، قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: سُبْحَانَ اللهِ، أَنْتَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكَ السَّابِقَةُ، مَا لَكَ تَبْكِي عَلَى امْرَأَةٍ؟ فَكَشَفَ عَنْ رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: صَدَقْتِ، لَعَمْرُ اللهِ، وَاللهِ لَيَحِقُّ أَنْ

(2)

لَا أَبْكِيَ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا قَالَ، قُلْتُ لَهُ: وَمَا قَالَ؟ قَالَ: "لَقَدِ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ". قَالَتْ عَائِشَةُ: وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ يَسِيرُ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(3)

. صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (1/ 372 - 269).

(2)

في (و): "ليحق لي أن".

(3)

إتحاف المهرة (1/ 370 - 267)، وقد تقدم برقم (4983).

ص: 465

‌ذِكْرُ عِيَاضِ بْنِ غنْمٍ الْأَشْعَرِيِّ

5349 -

حدثني أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ

(1)

، ثَنَا مُصعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: عِيَاضُ بْنُ غَنْمِ بْنِ زُهَيْرٍ كَانَ مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ، وَذَكَرَهُ ابْنُ قَيْسٍ الرُّقَيَّات، فَقَالَ: وَعِيَاضٌ مِنَّا عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ عِصْمَةُ الدِّينِ حِينَ حُبُّ الْوَفَاءِ وَهُوَ

(2)

أَوَّلُ مَنْ أَجَازَ الدَّرْبَ إِلَى الرُّومِ

(3)

.

5350 -

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ سَلَمَةَ الْجَارُودِيُّ، ثَنَا

(4)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، عَنْ شُيُوخِهِ، أَنَّهُمْ قَالُوا: عِيَاضُ بْنُ غَنْمِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي

(5)

شَدَّادِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ أَهْيَبَ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ أَسْلَمَ قَبْلَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَشَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ عِنْدَهُ أُمُّ الْحَكَمِ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ، فَلَمَّا حَضَرَتْ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ الْوَفَاةُ اسْتَخْلَفَ عِيَاضًا عَلَى مَا كَانَ يَلِيهِ، وَكَانَ عِيَاضٌ رَجُلًا صالِحًا، فَلَمَّا نُعِيَ إِلَى عُمَرَ أَبُو

(6)

عُبَيْدَةَ أَكْثَرَ الِاسْتِرْجَاعَ

(7)

وَالتَّرَحُّمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: لَا يَسُدُّ مَسَدَّكِ أَحَدٌ، وَسَأَلَ مَنِ

(1)

هو: إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير بن عبد الله بن ديسم، أبو إسحاق الحربي.

(2)

في (ز) و (م): "هو".

(3)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 529 - 9).

(4)

في (و) و (ك): "أنا".

(5)

قوله: "أبي" ساقط من (و).

(6)

في (و) و (ك): "أبي".

(7)

في (و): "أكثر من الاسترجاع".

ص: 466

اسْتُخْلِفَ عَلَى عَمَلِهِ، فَقَالُوا: عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ، فَأَقَرَّهُ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنِّي قَدْ وَلَّيْتُكَ مَا كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ يَلِيهِ

(1)

، فَاعْمَلْ بِالَّذِي يَحِقُّ للهِ عَلَيْكَ، فَمَاتَ عِيَاضٌ يَوْمَ مَاتَ، وَمَا لَهُ مَالٌ، وَلَا عَلَيْهِ دَيْنٌ لِأَحَدٍ

(2)

، وَتُوُفِّيَ بِالشَّامِ سَنَةَ عِشْرِينَ، وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً

(3)

.

5351 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، قَالَ: مَاتَ عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ سَنَةَ عِشْرِينَ

(4)

.

5352 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَغْدَادِيُّ - فِيمَا انْتَقَى

(5)

عَلَيْهِ أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ - ثَنَا عَمْرُو بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاّهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِبْرِيقٍ

(6)

الْحِمْصِيُّ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَالِمٍ

(7)

، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، ثَنَا الْفُضَيْلُ

(8)

بْنُ فَضَالَةَ، يَرُدُّهُ إِلَى [ابْنِ] عَائِذٍ، يَرُدُّهُ [ابْنُ]

(9)

عَائِذٍ إِلَى جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، أَنَّ عِيَاضَ بْنَ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيَّ

(10)

وَقَعَ عَلَى

(1)

في (و): "إليه"، وفي (م):"عليه".

(2)

في (ز) و (م): "ولا لأحد عليه دين".

(3)

هذا الحديث لم نجده في الإتحاف.

(4)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 558 - 14).

(5)

في (م): "اتفقا".

(6)

في (ز) و (م) والإتحاف: "زريق".

(7)

هو: الأشعري الوحاظي، عن محمد بن الوليد الزبيدي.

(8)

في (و) و (ك) و (م): "الفضل".

(9)

ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها والتلخيص، والمثبت من الإتحاف والسنن الكبرى للبيهقي (8/ 164) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، وهو: عبد الرحمن بن عائذ الأزدي الثمالي، من رجال التهذيب.

(10)

قال ابن حجر في الإصابة (7/ 583) تعليقا على نسبة الأشعري في هذا الحديث: =

ص: 467

صَاحِبٍ دَارَا

(1)

حِينَ فُتِحَتْ، فَأَتَاهُ هِشَامُ بْنُ حَكِيمٍ، فَأَغْلَظَ لَهُ الْقَوْلَ، وَمَكَثَ هِشَامٌ لَيَالِيَ، فأَتَاهُ هِشَامٌ مُعْتَذِرًا، فَقَالَ لَهُ:[يَا]

(2)

عِيَاضُ

(3)

، أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا لِلنَّاسِ فِي الدُّنْيَا"، فَقَالَ لَهُ عِيَاضٌ: يَا هِشَامُ، إِنَّا قَدْ سَمِعْنَا الَّذِي قَدْ سَمِعْتَ، وَرَأَيْنَا الَّذِي قَدْ

(4)

رَأَيْتَ، وَصَحِبْنَا مَنْ صَحِبْتَ، أَلمْ تَسْمَعْ

(5)

يَا هِشَامُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ نَصِيحَةٌ لِذِي سُلْطَانٍ فَلا يُكَلِّمْهُ بِهَا عَلَانِيَةً، وَلْيَأْخُذْ بِيَدِهِ، وَلْيَخْلُ

(6)

بِهِ، فَإِنْ قَبِلَهَا قَبِلَهَا، وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ وَالَّذِي لَهُ

(7)

"، وَإِنَّكَ يَا هِشَامُ، لَأَنْتَ الْمُجْتَرِئُ، أَنْ تَجْتَرِئَ

(8)

عَلَى سُلْطَانِ اللهِ، فَهَلَّا خَشِيتَ أَنْ يَقْتُلَكَ سُلْطَانُ اللهِ، فَتَكُونَ قَتِيلَ سُلْطَانِ اللهِ؟

(9)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(10)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(11)

.

= "وأظن الأشعري وهما، والله أعلم؛ فإن الذي ولي الإمرة حيث كان هشام بالشام هو الفهري لَا الأشعري".

(1)

كذا في النسخ الخطية كلها والكبرى للبيهقي عن المصنف به، وفي الإتحاف:"داريا"، وداريا قال ياقوت في معجم البلدان (2/ 431):"قرية كبيرة مشهورة من قرى دمشق بالغوطة، والنسبة إليها داراني على غير قياس".

(2)

ما بين المعقوفين ساقط من النسخ، والمثبت من السنن الكبرى للبيهقي.

(3)

في (و) و (ك): "هشام".

(4)

قوله: "قد" في الموضعين غير موجود في (و) و (ك) والتلخيص.

(5)

في التلخيص: "ألم تعلم".

(6)

في (ك) و (و) والتلخيص: "فليخل".

(7)

قوله: "له" غير موجود في (ز) و (م).

(8)

قوله: "أن تجترئ" غير موجود في (و) و (ك).

(9)

إتحاف المهرة (12/ 640 - 16238).

(10)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ابن زبريق واه".

(11)

أخرج مسلم (8/ 32) حديث هشام بن حكيم مرفوعا: "إن الله يعذب الذين يعذبون =

ص: 468

5353 -

حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَزْهَرِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، ثَنَا دَاهِرُ

(1)

بْنُ نُوحٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ يَحْيَى الصَّدَفِيَّ يَقُولُ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ

(2)

، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ غَنْمٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ: "يَا عِيَاضُ، لَا تَزَّوَّجَنَّ عَجُوزًا، وَلَا عَاقِرًا؛ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ"

(3)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(4)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

* * *

= الناس في الدنيا" من حديث هشام بن عروة عن أبيه عنه.

(1)

في (ز) و (و): "زاهر"، وفي (م):"أزهر"، والمثبت من (ك) والإتحاف.

(2)

كذا قال داهر بن نوح، ورواه عبيد الله بن عمر عن عمرو بن الوليد عن معاوية بن يحيى فقال:"نا يزيد بن جابر"، أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (2/ 277)، وأبو نعيم في المعرفة (4/ 2163) وعلق رواية داهر هذه.

(3)

إتحاف المهرة (12/ 640 - 16239) وقال: "قلت: عمرو بن الوليد هو الأغضف، متروك، ومعاوية شيخه ضعيف"، كذا قال في عمرو بن الوليد، ولم يذكر في لسان الميزان أن أحدا تركه، بل قال ابن معين:"ما أرى به بأسا"، ووثقه ابن حبان، وأورد له ابن عدي هذا الحديث في الكامل، وقال:"وعمرو بن الوليد له أحاديث حسان غرائب، وأرجوا أنه لَا بأس به".

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: معاوية ضعيف".

ص: 469

‌ذِكْرُ الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ أَخُو أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه

-

5354 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَأُمُّهُ: أُمُّ سُلَيْمِ بِنْتُ مِلْحَانَ، وَهُوَ أَخُو أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ، شَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ شُجَاعًا لَهُ فِي الْحَرْبِ مَكَانَةٌ

(1)

.

5355 -

ذكر عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّهُ قَالَ

(2)

: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، أَنْ لَا تَسْتَعْمِلُوا الْبَرَاءَ بْنَ مَالِكٍ عَلَى جَيْشٍ مِنْ جُيُوشِ الْمُسْلِمِينَ؛ إِنَّهُ مَهْلَكَةٌ مِنَ الْمَهَالِكِ يَقْدُمُ بِهِمْ

(3)

.

5356 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، ثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَخِيهِ الْبَرَاءِ وَهُوَ مُسْتَلْقٍ وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى، يَتَغَنَّى، فَنَهَاهُ، فَقَالَ

(4)

: أَتَرْهَبُ أَنْ أَمُوتَ عَلَى فِرَاشِي، وَقَدْ تَفَرَّدْتُ بِقَتْلِ مِائَةٍ مِنَ الْكُفَّارِ سِوَى مَنْ شَرَكَنِي فِيهِ النَّاسُ؟

(5)

.

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 462 - 14).

(2)

قوله: "قال" غير موجود في (و) و (ك).

(3)

لم نجده في الإتحاف.

(4)

في (ك) والتلخيص: "قال".

(5)

إتحاف المهرة (2/ 539 - 2218).

ص: 470

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5357 -

أخبرني أَبُو نُعَيْمٍ

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ بِمَرْوَ، ثَنَا عَبْدَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَغْرَاءَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ

(2)

قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ الْبرَاءُ بْنُ مَالِكٍ رَجُلًا حَسَنَ الصَّوْتِ، فَكَانَ يَزجُزُ

(3)

لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَرْجُزُ إِذْ قَارَبَ النِّسَاءَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِيَّاكَ وَالْقَوَارِيرَ". قَالَ: فَأَمْسَكَ. قَالَ مُحَمَّدٌ: كَرِهَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَسْمَعَ النِّسَاءُ صَوْتَهُ

(4)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5358 -

أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ الْأَيْلِيُّ - أَمْلَاهُ عَلَيَّ - قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ

(1)

في (م): "أبو معين".

(2)

هو: عبد الله بن المثنى بن أنس بن مالك، فقد رواه أبو نعيم في الحلية (1/ 350)، والبيهقي في شعب الإيمان (7/ 124) من حديث عبدة بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن المثنى بن أنس بن مالك عن عمه ثمامة بن عبد الله عن أنس به، أما ابن حجر فقد ذكره في الإتحاف من مسند عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، وكذا سماه أيضًا في الإصابة (1/ 522) وعزاه للمصنف، كأنه استغرب رواية عبد الله عن أنس فظنها عبيد الله، وعلى هذا فيكون ثمامة بن عبد الله قد سقط من إسنادنا هذا، والله أعلم.

(3)

في التلخيص: "يزجر".

(4)

إتحاف المهرة (2/ 133 - 1387).

ص: 471

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَمْ مِنْ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ ذِي طِمْرَيْنِ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّ قَسَمَهُ، مِنْهُمُ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ، فَإِنَّ

(1)

الْبَرَاءَ لَقِيَ زَحْفًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَقَدْ أَوْجَعَ الْمُشْرِكُونَ في الْمُسْلِمِينَ". فَقَالُوا: يَا بَرَاءُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّكَ لَوْ أَقْسَمْتَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّكَ"، فَأَقْسِمْ عَلَى رَبِّكَ، فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يَا رَبِّ لَمَا مَنَحْتَنَا أَكْتَافَهُمْ، ثُمَّ الْتَقَوْا عَلَى قَنْطَرَةِ السُّوسِ، فَأَوْجَعُوا فِي الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا لَهُ: يَا بَرَاءُ، أَقْسِمْ عَلَى رَبِّكَ، فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يَا رَبِّ لَمَا مَنَحْتَنَا أَكْتَافَهُمْ، وَألحَقْتَنِي بِنَبِيِّي صلى الله عليه وسلم، فَمُنِحُوا أَكْتَافَهُمْ، وَقُتِلَ الْبَرَاءُ شَهِيدًا

(2)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5359 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثَنَا أَزْهَرُ

(3)

بْنُ جَمِيلٍ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْعَقَبَةِ بِفَارِسٍ وَقَدْ زُوِيَ النَّاسُ، قَامَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ، فَرَكِبَ فَرَسَهُ وَهِيَ تُوجَى

(4)

، ثُمَّ

(5)

قَالَ لِأَصْحَابِهِ: بِئْسَ مَا عَوَّدْتُمْ أَقْرَانَكُمْ عَلَيْكُمْ، فَحَمَلَ عَلَى الْعَدُوِّ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَاسْتُشْهِدَ الْبَرَاءُ يَوْمَئِذٍ. قَالَ أَبُو عِمْرَانَ

(1)

في (ك) و (و) والتلخيص: "وإن".

(2)

إتحاف المهرة (2/ 321 - 1792).

(3)

في التلخيص: "الهيثم".

(4)

في (و) و (ك) و (م): غير منقوطة ولكنها بالراء، أي تقرأ:"برحا" أو "ترجا"، وفي التلخيص:"ترجا"، والمثبت من (ز)، قال الزبيدي في تاج العروس (40/ 166):"الوجى: الحفا، أو أشد منه، وهو أن يرق القدم أو الحافر أو الفرسن وينسحج".

(5)

قوله: "ثم" غير موجود في (و).

ص: 472

مُوسَى بْنُ هَارُونَ: إِنَّ الْبَرَاءَ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ تُسْتَرَ، وَهِيَ مِنْ فَارِسَ، وَإِنَّمَا اسْتُشْهِدَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ

(1)

.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (2/ 539 - 2219).

ص: 473

‌ذِكْرُ النُّعْمَانٍ بنِ مُقَرِّنٍ، وَهُوَ النُّعْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيُّ رحمه الله

5360 -

أخبرني أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ الْقَاضِي

(1)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: النُّعْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُقَرِّنِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَكْرِ بْنِ

(2)

هَجِينِ بْنِ نَصْرِ الْمُزَنِيُّ

(3)

.

5361 -

حدثني أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ

(4)

مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيَّ قُتِلَ وَهُوَ أَمِيرُ النَّاسِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ

(5)

.

5362 -

أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ

(6)

، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ،

(1)

هو: الفضل بن الحباب، واسم الحباب: عمرو بن محمد بن شعيب بن عبد الرحمن، أبو خليفة الجمحي البصري الأعمى الأديب الأخباري.

(2)

قوله: "بن" ساقط في (و) و (ك).

(3)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 549 - 1).

(4)

قوله: "سعد عن" ساقطة من (و) و (ك).

(5)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 419 - 6).

(6)

في الإتحاف: "سعيد".

ص: 474

عَنْ أَبِي عُثْمَانَ

(1)

قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ

(2)

بِنَعْيِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِهِ، وَجَعَلَ يَبْكِي

(3)

.

5363 -

وزاد فِيهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ بُطَّةَ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: ابْنُ مُقَرِّنِ بْنُ عَائِذِ بْنِ مَنْجَا بْنِ هُجَيْرِ بْنِ نَصْرِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ ثَوْرِ بْنِ هَدْمَةَ بْنِ لَاطِمِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ مُزَيْنَةَ، وَيُكَنَّى: أَبَا عَمْرٍو، وَكَانَ هُوَ وَسِتَّةُ إِخْوَةٍ لَهُ شَهِدُوا الْخَنْدَقَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ النُّعْمَانُ أَحَدَ مَنْ حَمَلَ إِحْدَى

(4)

أَلُوِيَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَصَاحِبَ لِوَاءِ مُزَيْنَةَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَقَدَهَا لَهُمْ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَكَانَ النُّعْمَانُ أَمِيرَ الْجَيْشِ يَوْمَ نَهَاوَنْدَ، فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ

(5)

.

5364 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ العَدْلُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه شَاوَرَ الْهُرْمُزَانَ فِي أَصْبَهَانَ وَفَارِسَ وَأَذْرَبِيجَانَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَصْبَهَانُ الرَّأْسُ، وَفَارِسُ وَأَذْرَبِيجَانَ الْجَنَاحَانِ، فَإِذَا قَطَعْتَ إِحْدَى الْجَنَاحَيْنِ، نَاءَ الرَّأْسُ بِالْجَنَاحِ، وَإِنْ قَطَعْتَ الرَّأْسَ وَقَعَتِ الْجَنَاحَانِ، فَابْدَأْ بأَصْبَهَانَ، فَدَخَلَ عُمَرُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ بِالنُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ يُصَلِّي، فَانْتَظَرَهُ حَتَّى قَضَى صلَاتَهُ،

(1)

هو: عبد الرحمن بن مل بن عمرو النهدي. من رجال التهذيب.

(2)

في (م): "ابن عمر".

(3)

إتحاف المهرة (12/ 313 - 15661).

(4)

قوله: "إحدى" ساقط من (و) و (ك).

(5)

لم نجده في أصل الإتحاف وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 462 - 15).

ص: 475

فَقَالَ: إِنِّي مُسْتَعْمِلُكَ، فَقَالَ: أَمَّا جَابِيًا فَلَا، وَأَمَّا غَازِيًا فَنَعَمْ؟ قَالَ: فَإِنَّكَ غَازٍ، فَسَرَّحَهُ، وَبَعَثَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ، أَنْ يَمُدُّوهُ وَيَلْحَقُوا بِهِ، وَفِيهِمْ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شَعْبَةَ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَالْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، وَعَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، فَأَتَاهُمُ النُّعْمَانُ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ نَهَرٌ، فَبَعَثَ إِلَيْهُمُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ رَسُولًا، وَمَلِكُهُمْ ذُو الْجَنَاحَيْنِ

(1)

، فَاسْتَشَارَ أَصحَابَهُ، فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ أَقْعُدُ لَهُمْ فِي هَيْئَةِ الْحَرْبِ أَوْ فِي هَيْئَةِ الْمَلِكِ وَبَهْجَتِهِ؟ فَجَلَسَ فِي هَيْئَةِ الْمَلِكِ وَبَهْجَتِهِ عَلَى سَرِيرٍ، وَوَضَعَ التَّاجَ عَلَى رَأْسِهِ وَحَوْلَهُ سِمَاطَيْنِ عَلَيْهِمْ ثِيَابُ الدِّيبَاجِ، وَالْقُرْطَةِ، وَالْأَسْوَرَةِ، فَجَاءَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، فَأَخَذَ بِضَبْعَيْهِ وَبِيَدِهِ الرُّمْحُ وَالتُّرْسُ، وَالنَّاسُ حَوْلَهُ سِمَاطَيْنِ عَلَى بِسَاطٍ لَهُ، فَجَعَلَ يَطْعَنُهُ بِرُمْحِهِ، فَخَرَّقَهُ لِكَيْ يَتَطَيَّرُوا، فَقَالَ لَهُ ذُو الْجَنَاحَيْنِ

(2)

: إِنَّكُمْ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ أَصَابَكُمْ جُوعٌ شَدِيدٌ وَجَهْدٌ فَخَرَجْتُمْ، فَإِنْ شِئْتُمْ مِرْنَاكُمْ وَرَجَعْتُمْ إِلَى بِلَادِكُمْ، فَتَكَلَّمَ الْمُغِيرَةُ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: إِنَّا كُنَّا مَعْشَرَ الْعَرَبِ نَأْكُلُ الْجِيفَةَ وَالْمَيْتَةَ، وَكَانَ النَّاسُ يَطئُونَا، وَلَا نَطَؤُهُمْ، فَابْتَعَثَ

(3)

اللهُ مِنَّا رَسُولًا فِي شَرَفٍ مِنَّا، أَوْسَطُنَا حَيًّا، وَأَصدَقُنَا حَدِيثًا، وَإِنَّهُ قَدْ وَعَدَنَا أَنْ هَهُنَا سَتُفْتَحُ عَلَيْنَا، وَقَدْ وَجَدْنَا جَمِيعَ مَا وَعَدَنَا حَقًّا، وَإِنِّي لَأَرَى هَهُنَا بَزَّةً وَهَيْئَةً مَا أَرَى مَنْ مَعِي بِذَاهِبِينَ حَتَّى يَأْخُذُوهُ، فَقَالَ

(4)

الْمُغِيرَةُ: فَقَالَتْ

(1)

في (ك) و (و) والتلخيص: "ذو الحاجبين"!، وزِيد في (ك) و (و):"يجلس في هيئة الملك وبهجته"، والظاهر أنه انتقال نظر.

(2)

في (ك) والتلخيص: "ذو الحاجبين".

(3)

غير مقروءة في (و).

(4)

في (ك) و (و) والتلخيص: "قال".

ص: 476

لِي نَفْسِي: لَوْ جَمَعْتَ جَرَامِيزَكَ، فَوَثَبْتَ وَثْبَةً، فَجَلَسْتَ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، إِذْ وَجَدْتُ غَفَلَةً فَزَجَرُونِي وَجَعَلُوا يَجَؤُونَهُ

(1)

، فَقُلْتُ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ أَنَا اسْتَحْمَقْتُ

(2)

، فَإِنَّ هَذَا لَا يُفْعَلُ بِالرُّسُلِ، وَإِنَّا لَا نَفْعَلُ هَذَا بِرُسُلِكُمْ إِذَا أتَوْنَا، فَقَالَ: إِنْ شِئْتُمْ قَطَعْنَا إِلَيْكُمْ، وَإِنْ شِئْتُمْ قَطَعْتُمْ إِلَيْنَا، فَقُلْتُ: بَلْ

(3)

نَقْطَعُ إِلَيْكُمْ، فَقَطَعْنَا إِلَيْهِمْ، وَصَافَفْنَاهُمْ، فَتَسَلْسَلُوا كُلُّ سَبْعَةٍ فِي سِلْسِلَةٍ، وَخَمْسَةٍ فِي سِلْسِلَةٍ حَتَّى لَا يَفِرُّوا، قَالَ: فَرَامُونَا حَتَّى أَسْرَعُوا فِينَا، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ لِلنُّعْمَانِ: إِنَّ الْقَوْمَ قَدْ أَسْرَعُوا فِينَا فَاحْمِلْ، فَقَالَ: إِنَّكَ ذُو مَنَاقِبَ، وَقَدْ شَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنِّي أَنَا شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا لَمْ يُقَاتِلْ أَوَّلَ النَّهَارِ أَخَّرَ الْقِتَالَ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ، وَتَهُبَّ الرِّيَاحُ وَيَنْزِلَ النَّصْرُ

(4)

. فَقَالَ النُّعْمَانُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اهْتَزُّوا

(5)

ثَلَاثَ هَزَّاتٍ، فَأَمَّا

(6)

الْهَزَّةُ الْأُولَى: فَلْيَقْضِ الرَّجُلُ حَاجَتَهُ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ: فَلْيَنْظُرِ الرَّجُلُ فِي سِلَاحِهِ وَسَيْفِهِ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ: فَإِنِّي حَامِلٌ فَاحْمِلُوا، فَإِنْ

(7)

قُتِلَ أَحَدٌ، فَلَا يَلْوِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَإِنْ قُتِلْتُ فَلَا تَلْوُوا

(8)

عَلَيَّ، وَإِنِّي دَاعٍ اللهَ بِدَعْوَةٍ، فَعَزَمْتُ عَلَى كُلِّ امْرِئٍ مِنْكُمْ لَمَا أَمَّنَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: اللَّهُمُ ارْزُقِ الْيَوْمَ النُّعْمَانَ شَهَادَةً بِنَصْرِ الْمُسْلِمِينَ، وَافْتَحْ

(1)

في التلخيص: "يحثونه".

(2)

في (م) والتلخيص: "استجمعت".

(3)

في (و): "لَا بل".

(4)

في التلخيص: "الصبر".

(5)

في (ك) و (و) والتلخيص: "اهتز".

(6)

في (ك): "أما".

(7)

في (ك) و (و): "وإن".

(8)

في (ك) و (ز): "تولوا"، وفي (م):"يولوا".

ص: 477

عَلَيْهِمْ، فَأَمَّنَ الْقَوْمُ، وَهَزَّ لِوَاءَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ حَمَلَ، فَكَانَ أَوَّلَ صَرِيعٍ رضي الله عنه، فَمَرَرْتُ بِهِ

(1)

فَذَكَرْتُ وَصيَّتُهُ فَلَمْ ألْوِ عَلَيْهِ، وَأَعْلَمْتُ مَكَانَهُ، فَكُنَّا إِذَا قَتَلْنَا رَجُلًا مِنْهُمْ شُغِلَ عَنَّا أَصْحَابُهُ يَجُرُّونَهُ، وَوَقَعَ ذُو الْجَنَاحَيْنِ

(2)

مِنْ بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ، فَانْشَقَّ بَطْنُهُ، وَفَتَحَ اللهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَأَتَيْتُ النُّعْمَانَ وَبِهِ رَمَقٌ، فَأَتَيْتُهُ بِمَاءٍ، فَجَعَلْتُ أَصُبُّهُ عَلَى وَجْهِهِ أَغْسِلُ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ النَّاسُ؟ فَقُلْتُ: فَتْحَ اللهُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: الْحَمْدُ للهِ، اكْتُبُوا بِذَلِكَ إِلَى عُمَرَ، وَفَاضَتْ نَفْسُهُ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَى الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: فَأَتَيْنَا أُمَّ وَلَدِهِ، فَقُلْنَا: هَلْ

(3)

عَهِدَ إِلَيْكَ عَهْدًا؟ قَالَتْ: لَا، إِلَّا سُفَيْطٌ لَهُ فِيهِ كِتَابٌ، فَقَرَأْتُهُ: فَإِذَا فِيهِ: إِنْ قُتِلَ فُلَانٌ فَفُلَانٌ، وَإِنْ قُتِلَ فُلَانٌ

(4)

.

5365 -

قال حَمَّادٌ: فَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، ثَنَا أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، أنَّهُ أَتَى عُمَرَ رضي الله عنه، فَقَالَ: مَا فَعَلَ النُّعْمَانُ بْنُ مُقَرِّنٍ؟ فَقَالَ: قُتِلَ، قَالَ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، ثُمَّ قَالَ: مَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ قُلْتُ: قُتِلَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَآخَرِينَ لَا نَعْلَمُهُمْ، قَالَ: قُلْتُ: لَا نَعْلَمُهُمْ، لَكِنَّ اللهَ يُعَلِّمُهُمْ

(5)

.

* * *

(1)

قوله: "فمررت به" ساقط من (ز) و (م).

(2)

في (ك) و (و) والتلخيص: "ذو الحاجبين".

(3)

في (و) و (ك): "قد".

(4)

إتحاف المهرة (13/ 548 - 17124).

(5)

هذا الحديث لم نجده في الإتحاف.

ص: 478

‌ذِكْرُ أَخِيهِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ رضي الله عنه

-

(1)

5366 -

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِي، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ

(2)

قَالَ: كُنَّا بَنِي مُقَرِّنٍ سَبْعَةً عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَنَا خَادِمٌ، فَلَطَمَهُ أَحَدُنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَعْتِقُوهَا".

(3)

* * *

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "لم يزد الحاكم في ترجمته على حديث رواه".

(2)

قوله: "عن سويد بن مقرن" ساقط من التلخيص.

(3)

إتحاف المهرة (6/ 160 - 6297)، وسيأتي في الحدود (8342) من حديث هلال بن يساف عن سويد بن مقرن به مطولا، وقال الحافظ في الإتحاف:"قلت: قد أخرجه مسلم - (5/ 91) - من الوجهين، فلا يستدرك".

ص: 479

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ الظَّفَرِيِّ، وَهُوَ أَخُو أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لِأُمَّهِ

5367 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ

(1)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُسْتَةَ الْأَصْبَهَانِيُّ

(2)

، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشَّاذَكُونِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: وَقتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ

(3)

بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظَفَرٍ، وَاسْمُ ظَفَرٍ: كَعْبُ

(4)

بْنُ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ، وَكَانَ قَتَادَةُ يُكَنَّى أَبَا عَمْرٍو، وَهُوَ جَدُّ عَاصِمٍ وَيَعْقُوبَ ابْنَيْ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَكَانَ عَاصمُ بْنُ عُمَرَ مِنَ الْعُلَمَاءِ بِالسِّيَرِ وَغَيْرِهَا، وَشَهِدَ قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، شَهِدَ بَدْرًا وَأُحُدًا، وَرُمِيَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، فَسَالَتْ حَدَقَتُهُ عَلَى وَجْنَتِهِ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عِنْدِي امْرَأَةً أُحِبُّهَا، وَإِنْ هِيَ رَأَتْ عَيْنِي خَشِيتُ تَقَذُّرَهَا، فَرَدَّهَا رَسُولُ اللهِ بِيَدِهِ، فَاسْتَوَتْ وَرَجَعَتْ، وَكَانَتْ أَقْوَى عَيْنَيْهِ وَأَصَحَّهُمَا بَعْدَ أَنْ كَبِرَ، وَشَهِدَ أَيْضًا الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ بَنِي ظَفَرٍ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ

(5)

.

(1)

هو: محمد بن أحمد بن بطة.

(2)

قوله: "ثنا محمد بن رستة الأصبهاني" ساقط من (و).

(3)

قوله: "بن النعمان" ساقط من (و) و (ك).

(4)

في (و) و (ك): "واسمه ظفر بن كعب".

(5)

لم نجده في الإتحاف.

ص: 480

5368 -

قال مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: مَاتَ قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ سَنَةَ ثَلَاثِ وَعِشْرِينَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالْمَدِينَةِ فَنَزَلَ فِي قَبْرِهِ أَخُوهُ لِأُمِّهِ أَبُو سَعِيدِ الْخُدْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَالْحَارِثُ بْنُ خَزَمَةَ

(1)

.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (19/ 104 - 24476).

ص: 481

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ رضي الله عنه

-

5369 -

حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: اسْمُ الْحَضْرَمِيِّ وَالِدُ الْعَلَاءِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَتَّابِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عُوَيْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ حَلِيفَ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ الْحَضْرَمِيُّ؛ لِأَنَّهُ أَتَى مِنْ حَضْرَ مَوْتَ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْبَحْرَيْنِ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْبَحْرَيْنِ، فَتُوُفِّيَ بِهَا، فَاسْتَعْمَلَ مَكَانَهُ أَبَا هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيَّ، قَالَ: وَإِنَّمَا تُوُفِّيَ الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ بِالْبَحْرَيْنِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ

(1)

.

* * *

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 530 - 10).

ص: 482

‌ذِكْرُ الْأَسْوَدِ بْنِ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ رضي الله عنه

-

5370 -

أخبرني أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَاهُ الْأَسْوَدَ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُبَايِعُ النَّاسَ يَوْمَ الْفَتْحِ، قَالَ: فَجَلَسَ عِنْدَ قُرْبِ دَارِ ابْنِ سَمُرَةَ، قَالَ الْأَسْوَدُ: فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ، فَجَاءَهُ النَّاسُ الصِّغَارُ وَالْكِبَارُ وَالنِّسَاءُ فَبَايَعُوهُ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالشَّهَادَةِ، فَقُلْتُ

(1)

: وَمَا الشَّهَادَةُ؟ قَالَ: "عَلَى الإِيمَانِ بِاللهِ وَشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ"

(2)

.

5371 -

قال: أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ حُسَيْنًا فَقَبَّلَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: "إِنَّ الْوَلَدَ مَبْخَلَةٌ، مَجْبَنَةٌ، مَجْهَلَةٌ

(3)

، مَحْزَنَةٌ"

(4)

.

5372 -

حدثني أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ

(5)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ

(6)

، ثَنَا

(1)

في (ك) و (و): "قلت".

(2)

إتحاف المهرة (1/ 363 - 257).

(3)

قوله: "مجهلة" غير موجود في (ك)، ومضروب عليه في (و).

(4)

إتحاف المهرة (1/ 363 - 256)، وهو في مصنف عبد الرزاق (11/ 140) عن معمر عن عبد الله بن عثمان بن خثيم يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حسنا وحسينا، بنحوه مرسلا، ثم إنه قد تقدم (4824) من حديث وهيب عن عبد الله بن عثمان بن خثيم فقال: عن سعيد بن أبي راشد عن يعلى الثقفي رضي الله عنه، به.

(5)

هو: أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الحاكم.

(6)

هو: ابن فارس، عن محمد بن إسماعيل البخاري.

ص: 483

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ الْقُرَشِيُّ عِدَادُهُ فِي الْمَكِّيِّينَ

(1)

* * *

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 421 - 2).

ص: 484

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ خَالدِ بْنِ الْوَلِيدِ رضي الله عنه

-

5373 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَةَ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ بِحِمْصَ

(1)

.

5374 -

فحدثنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَأُمُّهُ: لُبَابَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنٍ الْهِلَاليَّةُ أُخْتُ: مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ خَالِدٌ يُكَنَّى أَبَا سُلَيْمَانَ، اسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه عَلَى الرُّهَا، وَحَرَّانَ، وَالرَّقَّةَ، وآمِدَ، فَمَكَثَ سَنَةً، وَاسْتَعْفَى، فَأَعْفَاهُ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَأَقَامَ بِهَا فِي مَنْزِلِهِ حَتَّى مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ

(2)

.

5375 -

أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ غَانِمٍ الصَّيْدَلَانِيُّ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبُوشَنْجِيُّ

(3)

، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ يَقُولُ: خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ يُكَنَّى أَبَا سُلَيْمَانَ

(4)

.

5376 -

أخبرنا مُحَمَّدُ بْن عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 462 - 14).

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 443 - 4).

(3)

هو: محمد بن إبراهيم، أبو عبد الله الفقيه. من رجال التهذيب.

(4)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 610 - 2).

ص: 485

عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ

(1)

قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: إِنَّ [نِسْوَةً]

(2)

مِنْ بَنِي الْمُغِيرَةِ قَدِ اجْتَمَعْنَ فِي دَارِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَبَكَيْنَ، وَإِنَّا نَكْرَهُ أَنْ يُؤْذِينَكَ، فَلَوْ نَهَيْتَهُنَّ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا عَلَيْهِنَّ أَنْ يُهْرِقْنَ مِنْ دُمُوعِهِنَّ سَجْلًا أَوْ سَجْلَيْنِ مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ، وَلَا لَقْلَقَةٌ

(3)

. يَعْنِي بِالنَّقْعِ: اللَّطْمُ، وبِالْلَقْلَقَةِ: الصُّرَاخُ

(4)

.

5377 -

أخبرني أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: لَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْأَحْزَابِ، أَقَامَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِدَارِ الْأَحْزَابِ، وَأَرْسَلَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِإِسْلَامِهِ

(5)

.

5378 -

حدثنا - بِصِحَّةِ مَا ذَكَرَهُ الزُّهْرِيِّ

(6)

مِنْ إِسْلَامِ خَالِدِ بْنِ الوَلِيدِ قَبْلَ خَيْبَرَ - أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أَنَا

(7)

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي

(1)

هو: شقيق بن سلمة. من رجال التهذيب.

(2)

في النسخ الخطية كلها: "ستة"، والمثبت من التلخيص.

(3)

إتحاف المهرة (12/ 197 - 15404).

(4)

قال ابن الأثير في النهاية (5/ 109): "النقع: رفع الصوت. ونقع الصوت واستنقع، إذا ارتفع. وقيل: أراد بالنقع شق الجيوب. وقيل: أراد به وضع التراب على الرءوس، من النقع: الغبار، وهو أولى؛ لأنه قرن به اللقلقة، وهي الصوت، فحمل اللفظين على معنيين أولى من حملهما على معنى واحد"، وقال (4/ 265):"اللقلقة: أراد الصياح والجلبة عند الموت".

(5)

إتحاف المهرة (19/ 479 - 25246).

(6)

في (ز) و (م): "الزبيدي".

(7)

في (ك): "ثنا".

ص: 486

السَّرِيِّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ، فَبَعَثَنِيُ أُنَادِي:"الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ"

(1)

.

5379 -

أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنذِرِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: كَانَ فَتْحُ خَيْبَرَ سَنَةَ سِتٍّ

(2)

. وَأَمَّا الرِّوَايَةُ بِضِدِّ هَذَا.

5380 -

أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ

(3)

، أَنَا

(4)

أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ

(5)

، ثَنَا [عَمْرُو]

(6)

بْنُ زُرَارَةَ، ثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ رَاشِدٍ - مَوْلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ

(7)

- عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ، حَدَّثَنِي

(1)

إتحاف المهرة (4/ 408 - 4453)، وصالح بن يحيى بن المقدام قال البخاري:"فيه نظر"، وقال موسى بن هارون: لَا يعرف هو ولا أبوه إلا بجده، وذكره ابن حبان في الثقات وقال:"يخطئ"، وقال ابن حزم في المحلى (6/ 82):"أما حديث صالح بن يحيى بن المقدام بن معدي كرب فهالك؛ لأنهم مجهولون كلهم، ثم فيه دليل الوضع؛ لأن فيه عن خالد بن الوليد قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر، وهذا باطل؛ لأنه لم يسلم خالد إلا بعد خيبر بلا خلاف"، يعني قبيل الفتح كما سيأتي.

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 569 - 2).

(3)

هو: أبو أحمد التميمي.

(4)

في (و) و (ك): "نا".

(5)

هو: الماسرجسي.

(6)

في النسخ الخطية كلها: "عمر"، والمثبت عن الإتحاف، وسائر أسانيد المصنف.

(7)

في (ك): "أوسى".

ص: 487

عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ مِنْ فِيهِ، قَالَ: خَرَجْتُ عَامِدًا

(1)

إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَقِيتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَذَلِكَ قُبَيْلَ الْفَتْحِ وَهوَ مُقْبِلٌ مِنْ مَكَّةَ، فَقُلْتُ: أَيْنَ

(2)

يَا أَبَا سُلَيْمَانَ؟ فَقَالَ: وَاللهِ لَقَدِ اسْتَقَامَ الْمَنْسَمُ

(3)

، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَنَبِيٌّ، أَذْهَبُ فَأُسْلِمُ، فَحَتَّى مَتَى، قَالَ: فَقَدِمْنَا الْمَدينَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَتَقَدَّمَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَأَسْلَمَ وَبَايَعَ، ثُمَّ دَنَوْتُ فَبَايَعْتُ وَانْصَرَفْتُ

(4)

.

5381 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ في جُزْءِ انْتِقَاءِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَلَى عَلِيِّ بْنِ بَحْرِ بْنِ بَرِّيٍّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَرِّيٍّ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا وَحشِيُّ بْنُ حَرْبِ بْنِ وَحْشِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ وَجَّهَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فِي قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ، فَكُلِّمَ

(5)

فِي ذَلِكَ، فَأَبَى أَنْ يَرُدَّهُ، وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَذَكَرَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، فَقَالَ:"نِعْمَ عَبْدُ اللهِ، وَأَخُو الْعَشِيرَةِ، وَسَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ"

(6)

.

5382 -

أخبرنا، أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ

(1)

في الإتحاف: "عائدا".

(2)

في التلخيص: "أين تريد".

(3)

قال في تاج العروس (33/ 490): "أي تبين الطريق، وهو مجاز، والمنسم: المذهب والوجه".

(4)

إتحاف المهرة (12/ 486 - 15967).

(5)

في التلخيص: "فتكلم".

(6)

إتحاف المهرة (8/ 213 - 9236).

ص: 488

أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا نَعَى أَهْلَ مُؤْتَةَ، قَالَ:"ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ"

(1)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5383 -

وقد أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قالَ: نَعَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ مُؤْتَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ، ثُمَّ قَالَ:"فَأَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَهُوَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ"

(2)

. هَذَا حَدِيثٌ عَالٍ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ

(3)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5384 -

حدثناه عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيُّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبٍ، ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ

(4)

، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى

(5)

، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تُؤْذُوا خَالِدًا؛ لِأَنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ، صَبَّهُ

(6)

عَلَى الْكُفَّارِ"

(7)

.

(1)

إتحاف المهرة (6/ 558 - 6981).

(2)

إتحاف المهرة (1/ 429 - 373).

(3)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: لم يسمع أيوب من أنس"، وانظر تعليق المصنف على حديث رقم (4400).

(4)

هو: إبراهيم بن سليمان، وقيل: إسماعيل. من رجال التهذيب.

(5)

في (ك): "عبد الله بن أوفى".

(6)

في التلخيص: "صبه الله".

(7)

إتحاف المهرة (6/ 506 - 6893).

ص: 489

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ

(1)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5385 -

أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَا عَبْدَانُ الْأَهْوَازِيُّ، ثَنَا أَبُو السِّكِّينِ

(2)

زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الطَّائِيُّ، ثَنَا عَمُّ أَبِي زَحْرُ بْنُ حِصْنٍ

(3)

، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ مُنْهِبٍ، قَالَ: قَالَ جَدِّي أَوْسُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ لَامٍ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَعْدَى لِلْعَرَبِ مِنْ هُرْمُزَ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ مُسَيْلِمَةَ وَأَصْحَابِهِ، أَقْبَلْنَا إِلَى نَاحِيَةِ الْبَصْرَةِ، فَلَقِينَا هُرْمُزَ بِكَاظِمَةٍ فِي جَمْعٍ عَظِيمٍ، فَبَرَزَ لَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَدَعَا إِلَى الْبِرَازِ، فَبَرَزَ لَهُ هُرْمُزُ، فَقَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَنَفَّلَهُ سَلَبَهُ، فَبَلَغَتْ قَلَنْسُوَةُ هُرْمُزَ مِائَةَ ألفِ دِرْهَمٍ، وَكَانَتِ الْفُرْسُ إِذَا شَرُفَ فِيهمُ الرَّجُلُ جَعَلُوا قَلَنْسُوَتَهُ بمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ

(4)

.

5386 -

حدثني عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا هُشَيْمٌ، ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَقَدَ قَلَنْسُوَةً لَهُ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ، فَقَالَ: اطْلُبُوهَا فَلَمْ يَجِدُوهَا، ثُمَّ طَلَبُوهَا فَوَجَدُوهَا، وَإِذَا

(5)

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: رواه ابن إدريس عن ابن أبي خالد عن الشعبي مرسلا وهو أشبه" اهـ. ورواية عبد الله بن إدريس رواها أبو زرعة الرازي في العلل (6/ 355) وقال: "الصحيح حديث ابن إدريس". نقول: وكذا رواه محمد بن عبيد الطنافسي عن إسماعيل عن الشعبي مرسلا، أخرجه من طريقه الإمام أحمد في فضائل الصحابة (1/ 55) و (2/ 733).

(2)

في (و)، والتلخيص و (ك):"أبو المسكين".

(3)

في (و) و (ك): "حصين"، وفي التلخيص:"عمران بن زحر بن حصن"!، وزحر بن حصن كنيته أبو المفرج ولم يرو عنه غير زكريا بن يحيى، ووثقه ابن حبان، وقال الذهبي: لَا يعرف.

(4)

إتحاف المهرة (8/ 212 - 9234).

(5)

في (ك) و (و): "فإذا".

ص: 490

هِيَ قَلَنْسُوَةٌ خَلِقَةٌ، فَقَالَ خَالِدٌ: اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَحَلَقَ رَأْسَهُ، وَابْتَدَرَ النَّاسُ جَوَانِبَ شَعْرِهِ، فَسَبَقْتُهُمْ إِلَى نَاصِيَتِهِ، فَجَعَلْتُهَا فِي هَذِهِ الْقَلَنْسُوَةِ، فَلَمْ أَشْهَدْ قِتَالًا وَهِيَ مَعِي إِلَّا رُزِقْتُ النَّصْرَ

(1)

.

5387 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ العَدْلُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي

(2)

وَائِلٍ قَالَ: كَتَبَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى أَهْلِ فَارِسَ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى رُسْتُمَ، وَمِهْرَانَ، وَمَلَأِ فَارِسَ، سَلَامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّا نَدْعُوكُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَأَعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَأَنْتُمْ صَاغِرُونَ، وَإِنْ أَبَيْتُمْ فَإِنَّ مَعِيَ قَوْمًا يُحِبُّونَ الْقَتْلَ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَا تُحِبُّ فَارِسُ الْخَمْرَ، والْسَّلَامُ

(3)

. قَدِ اخْتَلَفُوا فِي وَقْتِ وَفَاةِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَقَدْ قَدَّمْتُهُ عَنِ الْوَاقِدِيِّ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ.

5388 -

فحدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا مُصعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: تُوُفِّيَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ

(4)

.

5389 -

وأخبرني أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا التُّسْتَرِيُّ،

(1)

إتحاف المهرة (4/ 406 - 4451)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: منقطع".

(2)

قوله: "أبي" ساقط من (و).

(3)

إتحاف المهرة (4/ 406 - 4449).

(4)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 530 - 11).

ص: 491

ثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ قَالَ: مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِالشَّامِ، وَقِيلَ: بِحِمْصَ، سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ

(1)

.

5390 -

قال

(2)

يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، أَوْ ثَمَانِ عَشْرَةَ

(3)

.

* * *

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 558 - 15).

(2)

في (و) و (ك): "وقال".

(3)

لم نجده في الإتحاف.

ص: 492

‌ذِكْرُ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ الْلَّخْمِيِّ

5391 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ

(1)

، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ

(2)

، عَنْ عُرْوَةَ فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى: حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ حَلِيفٌ لَهُمْ

(3)

.

5392 -

حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ قالَ: كَانَ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ

(4)

.

5393 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْن الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ قَالَ: حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ يُكْنَى: أَبَا مُحَمَّدٍ، وَهُوَ فِيمَا قِيلَ مِنْ لَخْمٍ، ثُمَّ

(5)

أَحَدُ بَنِي رَاشِدَةَ، شَهِدَ بَدْرًا وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ إِلَى الْمُقَوْقَسِ صَاحِبِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَكَانَ فِيمَا ذُكِرَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَكَانَ تَاجِرًا يَبِيعُ الطَّعَامَ، وَكَانَ حَسَنَ الْجِسْمِ، خَفِيفَ اللِّحْيَةِ، أَجْنَى، إِلَى الْقِصَرِ مَا هُوَ، شَثْنُ الْأَصَابعِ

(6)

.

(1)

هو: محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة، عن محمد بن عمرو بن خالد أبي علاثة.

(2)

هو: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، يتيم عروة. من رجال التهذيب.

(3)

إتحاف المهرة (19/ 235 - 24727).

(4)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 558 - 16).

(5)

قوله: "ثم" غير موجود في (و) و (ك).

(6)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 462 - 16).

ص: 493

5394 -

أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ حَمُّويَهْ الصَّيْدَلَانِيُّ

(1)

، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبُوشَنْجِيُّ

(2)

قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ، يَقُولُ: تُوُفِّيَ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ، وَصلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَكَانَ يُكْنَى: أَبَا مُحَمَّدٍ

(3)

.

5395 -

أخبرني أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْخَفَّافُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَرَوِيُّ، ثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ يَحْيَى بْنِ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو رَبِيعَةَ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي أَنَسٍ

(4)

، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ، يَقُولُ: إِنَّهُ طَلَعَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِأُحُدٍ، وَهُوَ يَشْتَدُّ، وَفِي يَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ التُّرْسُ فِيهِ مَاءٌ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْسِلُ وَجْهَهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ، فَقَالَ لَهُ حَاطِبٌ: مَنْ فَعَلَ بِكَ هَذَا؟ قَالَ: "عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ هَشَّمَ وَجْهِي، وَدَقَّ رُبَاعِيَتِي بِحَجَرٍ رَمَانِي". قُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ صَائِحًا يَصِيحُ عَلَى الْجَبَلِ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ. فَأَتَيْتُ إِلَيْكَ، وَكَأَنْ قَدْ ذَهَبَتْ رُوحِي. قُلْتُ: أَيْنَ تَوَجَّهَ عُتْبَةُ؟ فَأَشَارَ إِلَى حَيْثُ تَوَجَّهَ، فَمَضَيْتُ حَتَّى ظَفِرْتُ بِهِ، فَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ فَطَرَحْتُ

(5)

رَأْسَهُ، فَهَبَطْتُ، فَأَخَذْتُ رَأْسَهُ وَسَلَبَهُ وَفَرَسَهُ، وَجِئْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَسَلَّمَ ذَلِكَ إِلَيَّ، وَدَعَا لِي، فَقَالَ: "رَضِيَ اللهُ عَنْكَ، رَضِيَ اللهُ

(1)

هو: عبد الله بن غانم بن حمويه بن الحسين بن معاذ، أبو محمد الصيدلاني.

(2)

هو: محمد بن إبراهيم بن سعيد بن عبد الرحمن. من رجال التهذيب.

(3)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 611 - 9).

(4)

هو: عبد الحميد بن أنس المرائي، وقيل: عبد الحميد بن أبي أنس.

(5)

في (ك): "وطرحت".

ص: 494

عَنْكَ"

(1)

.

5396 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ، ثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، ثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ عَبْدًا لِحَاطِبٍ جَاءَ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشْكُو حَاطِبًا، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، لَيَدْخُلَنَّ حَاطِبٌ النَّارَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"كَذَبْتَ، لَا يَدْخُلُهَا أَبَدًا، وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ"

(2)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(3)

.

5397 -

حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثَنَا هَاشمُ بْنُ الْحَارِثِ الْحَرَّانِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَاهُ، كَتَبَ إِلَى كُفَّارِ قُرَيْشٍ كِتَابًا، وَهُوَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ رضي الله عنهما، فَقَالَ:"انْطَلِقَا حَتَّى تُدْرِكَا امْرَأَةً مَعَهَا كِتَابٌ، فَأْتِيَانِي بِهِ". فَانْطَلَقَا حَتَّى أَتَيَاهَا

(4)

، فَقَالَا: أَعْطِينَا الْكِتَابَ الَّذِي مَعَكِ. وَأَخْبَرَاهَا أَنَّهُمَا غَيْرُ مُنْصَرِفِينَ حَتَّى يَنْزِعَا كُلَّ ثَوْبٍ عَلَيْهَا، فَقَالَ: أَلسْتُمَا رَجُلَيْنِ مُسْلِمَيْنِ؟ قَالَا: بَلَى، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

إتحاف المهرة (4/ 195 - 4123). وهارون بن يحيى بن هارون الحاطبي قال العقيلي: "لم يتابع على حديثه"، وأبو ربيعة الحراني لم نعرفه، وعبد الحميد بن أبي أنس جهله العقيلي في ترجمة نصر بن قديد.

(2)

إتحاف المهرة (3/ 504 - 3581).

(3)

بل أخرجه مسلم (7/ 169) عن قتيبة ومحمد بن رمح عن الليث به.

(4)

في (و) و (ك) والتلخيص: "لقياها".

ص: 495

حَدَّثَنَا أَنَّ مَعَكِ كِتَابًا. فَلَمَّا أَيْقَنَتْ أَنَّهَا غَيْرُ مُنْفَلِتَةٍ مِنْهُمَا حَلَّتِ الْكِتَابَ مِنْ رَأْسِهَا، فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِمَا، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَاطِبًا حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، فَقَالَ:"أَتَعْرِفُ هَذَا الْكِتَابَ؟ ". قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ ".

قَالَ: كَانَ هُنَاكَ وَلَدِي وَذُو قَرَابَتِي، وَكُنْتُ امْرَأً غَرِيبًا فِيكُمْ مَعْشَرَ قُرَيْشٍ. فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي في قَتْلِ حَاطِبٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ:"لَا، إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَإِنَّكَ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَإِنِّي غَافِرٌ لَكُمْ"

(1)

.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (4/ 195 - 4124)، ثم قال:"فذكره وصورته مرسل"، وانظر الحديث الآتي برقم (7184).

ص: 496

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيُّ رضي الله عنه

-

5398 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِئَابِ

(1)

بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، شَهِدَ بَدْرًا

(2)

.

5399 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، فَذَكَرَ هَذَا النَّسَبَ وَزَادَ فِيهِ: وَأُمُّ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ؛ صُقَيْلَةُ

(3)

- وَقَالَ غَيْرُهُ: صُهُيْبَةُ - بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَهِيَ عَمَّةُ أَبِي طَلْحَةَ

(4)

.

5400 -

أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: مَاتَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ

(5)

.

(1)

كذا في النسخ الخطية كلها، وأصل الإتحاف:"بن رئاب"، والصواب:"بن زيد"، كما رواه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 197) عن محمد بن عمرو بن خالد أبي علاثة به، وكذا هو في طبقات خليفة (ص 88) والطبقات لابن سعيد كاتب الواقدي (3/ 462) وغيرهما، وقد أحال المصنف بعد ذكر خليفة والواقدي له على هذا النسب.

(2)

إتحاف المهرة (19/ 236 - 24728).

(3)

كذا!، وفي طبقات خليفة أصل رواية المصنف:"صهيلة"، وكذا في الطبقات الكبرى لابن سعيد.

(4)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 558 - 17).

(5)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 443 - 5).

ص: 497

5401 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَهْ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، فَذَكَرَ النَّسَبَ بِنَحْوِهِ، وَزَادَ

(1)

: وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ فِي السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكَانَ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْوَحْيَ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي وَقْتِ وَفَاتِهِ، فَقِيلَ: إِنَّهُ مَاتَ في خِلَافَةِ عُمَرَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ. وَقِيلَ: مَاتَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ

(2)

. وَهَذَا أَثْبَتُ الْأَقاوِيلِ، وذلك بِأَنَّ عُثْمَانَ أَمَرَ

(3)

بِأَنْ يَجْمَعَ الْقُرْآنَ.

5402 -

حدثني عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ وَمُبَارَكٍ

(4)

، عَنِ الْحَسَنِ، ثَنَا عُتَيٌّ السَّعدِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، لَا يَخْضِبُ

(5)

.

5403 -

حدثني عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ الْقَضَاءِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّةً: عُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَعَبْدُ اللهِ، وَأُبَيٌّ، وَزَيْدٌ، وَأَبُو مُوسَى رضي الله عنهما

(6)

.

هَكَذَا حَدَّثَنَا، وَفِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ وَأَصَحِّهَا: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ بَدَلَ أَبِي مُوسَى.

(1)

في (و): "وزاد فيه".

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 468 - 98).

(3)

كذا في النسخ، ولعل الأنسب للسياق:"أمره".

(4)

هو: ابن فضالة. من رجال التهذيب.

(5)

إتحاف المهرة (1/ 247 - 98)، وعتي بن ضمرة السعدي قد تقدم ذكره في حديث رقم (1289).

(6)

إتحاف المهرة (19/ 519 - 25314).

ص: 498

5404 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ مُظَفَّرٍ، ثَنَا أَبُو الْجَهْمِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ

(1)

قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ، يَقُولُ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ سَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَيِّدَ الْأَنْصَارِ، فَلَمْ يَمُتْ [حَتَّى]

(2)

قَالُوا: سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ

(3)

.

5405 -

أخبرنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: وَمَاتَ أُبَيٌّ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ لسَنَةِ اثْنتَيْنِ وَعِشْرِينَ

(4)

.

5406 -

أخبرني الثَّقَفِيُّ

(5)

، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا خَلِيفَةُ قَالَ: مَاتَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ

(6)

. الْخِلَافُ ظَاهِرٌ فِي وَقْتِ وَفَاةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ.

5407 -

فحدثني أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: تُوُفِّيَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ يَزِيدَ

(7)

بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ، وَكَانَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، قُتِلَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ، وَقِيلَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ. وَقِيلَ: إِنَّهُ مَاتَ

(1)

هو: أبو إسحاق الجوزجاني، عن أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر.

(2)

ما بين المعقوفين غير موجود في النسخ الخطية كلها، وكلمة:"يمت" مكانها بياض في (و) و (ك)، وأثبتنا ما تستقيم به العبارة.

(3)

لم نجده في الإتحاف.

(4)

لم نجده في أصل الإتحاف وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 443 - 5).

(5)

هو: أحمد بن يعقوب.

(6)

لم نجده في أصل الإتحاف وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 558 - 18).

(7)

كذا في النسخ الخطية كلها: "بن يزيد"، والصواب:"بن زيد"، كما تقدم.

ص: 499

فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ، وَذُكِرَ

(1)

أَنَّهُ كَانَ يُكْنَى: أَبَا الطُّفَيْلِ، وَكَانَتْ لَهُ كُنْيَتَانِ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بِمَدِينَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ ظَهَرَ الطَّعْنُ عَلَى عُثْمَانَ

(2)

.

5408 -

أخبرني أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ

(3)

، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِيُّ

(4)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحُسَيْنِ

(5)

بْنِ إِشْكَابَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْكُوفِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: كَانَتْ

(6)

فِي أُبَيٍّ شَرَاسَةٌ

(7)

.

5409 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، ثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا وَقَعَ النَّاسُ فِي أَمْرِ عُثْمَانَ رضي الله عنه، قُلْتُ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، مَا الْمَخْرَجُ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: كِتَابُ اللهِ وَسُنَّةُ نَبِيِّهِ، مَا اسْتَبَانَ لَكُمْ فَاعْمَلُوا بِهِ، وَمَا أَشْكَلَ عَلَيْكُمْ، فَكِلُوهُ إِلَى عَالِمِهِ

(8)

.

5410 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ

(9)

الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ

(1)

في (و) و (ك): "ويذكر".

(2)

لم نجده في الإتحاف.

(3)

في (و) و (ك): "أخبرني محمد المزكي"، وهو: أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله.

(4)

هو: محمد بن عبد الله بن سليمان.

(5)

في (ز) و (م): "بن الحسن".

(6)

في (و): "كان".

(7)

إتحاف المهرة (1/ 194 - 31).

(8)

إتحاف المهرة (1/ 237 - 86)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: صحيح".

(9)

في (ز): "سليمان".

ص: 500

مُكْرَمٍ، ثَنَا يَزِيدُ

(1)

بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَ أَصْحَابِهِ، فَآخَى بَيْنَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ

(2)

.

5411 -

أخبرنا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ الْبَجَلِيُّ، ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتادَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ قَالَ: شَهِدْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَمَّا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ تَقَدَّمْتُ، فَقُمْتُ في الصَّفِّ الْأَوَّلِ، فَخَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَشَقَّ الصُّفُوفَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ وَخَرَجَ مَعَهُ رَجُلٌ آدَمُ خَفِيفُ اللِّحْيَةِ، فَنَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ، فَلَمَّا رَآنِي دَفَعَنِي، وَقَامَ مَكَانِي وَاشْتَدَّ

(3)

ذَلِكَ عَلَيَّ، فَلَمَّا انْصَرَفَ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: لَا يَسُوءُكَ وَلَا يَحْزُنُكَ، أَشَقَّ عَلَيْكَ؟ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، يَقُولُ:"لَا يَقُومُ فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ إِلَّا الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ". فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ

(4)

. هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، وَهُوَ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(5)

.

5412 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا

(1)

في (و) و (ك): "زيد".

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 419 - 7).

(3)

في (ك) والتلخيص: "فاشتد".

(4)

إتحاف المهرة (1/ 256 - 113)، وقد تقدم في الصلاة (871) من حديث التيمي عن أبي مجلز عن قيس بن عباد، وسيأتي في الفتن (8858) من حديث أبي جمرة عن إياس بن قتادة عن قيس بمعناه.

(5)

قوله: "الإسناد" غير موجود في (و) و (ك).

ص: 501

قَبِيصَةُ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ

(1)

أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ

(2)

، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أُنْزِلَتْ عَلَيَّ سُورَةٌ، وَأُمِرْتُ أَنْ أُقْرِئَكَهَا". قَالَ: قُلْتُ: أَسُمِّيتُ لَكَ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قُلْتُ لِأُبَيٍّ: أَفَرِحْتَ بِذَلِكَ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ؟ قَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي، وَاللهُ تبارك وتعالى، يَقُولُ:{قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}

(3)

.

(4)

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5413 -

حدثنا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ

(5)

بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ الْإِمَامُ بِمَكَّةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ بْنَ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: قَرَأْتُ عَلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسْطَنْطِينَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ:{وَالضُّحَى} . قَالَ لِي: كَبِّرْ عِنْدَ خَاتِمَةِ كُلِّ سُورَةٍ حَتَّى تَخَتِمَ، فَإِنِّى قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ، فَلَمَّا بَلَغْتُ:{وَالضُّحَى} . كَبَّرَ حَتَّى خَتَمَ. وَأَخْبَرَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ كَثِيرٍ، أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى مُجَاهِدٍ فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ، وَأَخْبَرَهُ مُجَاهِدٌ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَمَرَهُ بِذَلِكَ، وَأَخْبَرَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ أَمَرَهُ

(6)

بِذَلِكَ، وَأَخْبَرَهُ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُ بِذَلِكَ

(7)

.

(1)

في (و): "بن".

(2)

قوله: "عن أبيه" غير موجود في (ز) و (م).

(3)

سورة يونس (آية: 58).

(4)

إتحاف المهرة (1/ 237 - 85).

(5)

عبارة: "محمد بن عبد الله" الثانية غير موجودة في (ك).

(6)

في (و) و (ك): "أخبره".

(7)

إتحاف المهرة (1/ 231 - 76).

ص: 502

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(1)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5414 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا سَعِيدُ بْنُ إِيَاسِ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ

(2)

، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَبَا الْمُنْذِرِ، أَيُّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ ". قَالَ: قُلْتُ: {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} . قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرِي، وَقَالَ:"لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ"

(3)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(4)

.

5415 -

أخبرني أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ جُنْدُبٍ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ لِأَطْلُبَ الْعِلْمَ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَجُلٌ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ

(5)

، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا

(6)

: هَذَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ.

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: البزي قد تكلم فيه"، نقول: هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزة، ثبت في القراءة، وقال أبو حاتم الرازي:"ضعيف في الحديث ولست أحدث عنه"، وقال العقيلي:"منكر الحديث ويوصل الأحاديث"، وسأل ابن أبي حاتم أباه في العلل (4/ 669) عن هذا الحديث فقال:"هو حديث منكر"، وقال الذهبي في الميزان:"هذا حديث غريب، وهو مما أنكر على البزي".

(2)

هو: ضريب بن نقير. من رجال التهذيب.

(3)

إتحاف المهرة (1/ 222 - 65).

(4)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: هو في مسلم، فلا يستدرك"، (2/ 199) من حديث عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن الجريري به.

(5)

في (و): "إليه".

(6)

في (و) و (ك): "فقالوا".

ص: 503

فَخَرَجَ فَتَبِعْتُهُ، فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ، فَضَرَبْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ، فَخَرَجَ فزَبَرَنِي وَكَهَرَنِي، فَاسْتَقْبَلْتُ الْقِبْلَةَ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُوهُمْ إِلَيْكَ، نُنْفِقُ نَفَقَاتِنَا، وَنُتْعِبُ أَبْدَانَنَا، وَنُرَحِّلُ مَطَايَانَا؛ ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ، فَإِذَا لَقِينَاهُمْ كَهَرُونَا

(1)

. فَقَالَ: لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ لَأَتَكلَّمَنَّ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَا أَخَافُ فِيهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ

(2)

الْخَمِيسِ، غَدَوْتُ فَإِذَا الطُّرُقُ

(3)

غَاصَّةٌ، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ الْيَوْمَ؟ قَالُوا: كَأَنَّكَ غَرِيبٌ؟ قُلْتُ: أَجَلْ. قَالُوا: مَاتَ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ

(4)

.

5416 -

أخبرنا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ

(5)

، ثَنَا مُعَاذُ بْنُ نَجْدَةَ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: عَلِيٌّ أَقْضَانَا، وَأُبَيٌّ أَقَرَأُنَا، وَإِنَّا لَنَدَعُ بَعْضَ مَا يَقُولُ أُبَيٌّ، وَأُبَيٌّ يَقُولُ: أَخَذْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا أَدَعُهُ، وَقَدْ قَالَ اللهُ تبارك وتعالى:{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا}

(6)

.

(7)

5417 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ

(1)

في (ز) و (م): "كرهونا".

(2)

قوله: "يوم" ساقط من (و).

(3)

في (و): "الطريق".

(4)

إتحاف المهرة (1/ 184 - 15)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: مر هذا في العلم"، نقول: بل في أوائل التفسير (2926).

(5)

هو: محمد بن محمد بن يوسف.

(6)

سورة البقرة (آية: 106).

(7)

إتحاف المهرة (12/ 242 - 15494)، وأخرجه البخاري (6/ 19، 187) من حديث يحيى بن سعيد عن الثوري به بنحوه، فلا حاجة إلى استدراكه.

ص: 504

عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ

(1)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، ثَنَا أَبُو سَلَمَةَ

(2)

، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ قَالَا: مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِرَجُلٍ، وَهُوَ يَقُولُ: {وَالسَّابِقُونَ

(3)

الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}

(4)

. إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. فَوَقَفَ عَلَيْهِ عُمَرُ، فَقَالَ

(5)

: انْصَرِفْ. فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ لَهُ عُمَرُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ الْآيَةَ؟ قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ. فَقَالَ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَيْهِ. فَانْطَلَقُوا إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى وِسَادَةٍ يُرَجِّلُ رَأْسَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلَامَ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ. قَالَ: لَبَّيْكَ. قَالَ: أَخْبَرَنِي هَذَا أَنَّكَ أَقْرَأْتَهُ هَذِهِ الْآيَةَ. قَالَ: صَدَقَ، تَلَقَّيْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ عُمَرُ: أَنْتَ تَلَقَّيْتَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، أَنَا تَلَقَّيْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُهُ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ وَهُوَ غَضْبَانُ: نَعَمْ، وَاللهِ لَقَدْ أَنْزَلَهَا اللهُ عَلَى جِبْرِيلَ، وَأَنْزَلَهَا جِبْرِيلُ عَلَى مُحَمَّدٍ، فَلَمْ يَسْتَأْمِرْ

(6)

فِيهَا الْخَطَّابَ وَلَا ابْنَهُ. فَخَرَجَ عُمَرُ وَهوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ، وَهُوَ يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ

(7)

.

(1)

هو: حماد بن أسامة. من رجال التهذيب.

(2)

هو: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعنه محمد بن عمرو بن علقمة.

(3)

في النسخ الخطية كلها: "السابقون" بغير الواو.

(4)

سورة التوبة (آيه: 100).

(5)

في (و): "وقال".

(6)

في (و) و (ك): "يستأمن".

(7)

إتحاف المهرة (1/ 255 - 111)، ثم قال:"قلت: صورته مرسل"، ورواه محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 524، 525) من طريق حماد بن زيد به، ورواه من طريق حماد بن سلمة فقال: عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب، بنحوه.

ص: 505

5418 -

حدثني عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، أَنَّ رَوْحَ بْنَ عُبَادَةَ حَدَّثَهُمْ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ:{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}

(1)

. فَأَتَى أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَسَأَلَهُ: أيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ؟ فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا ذَاكَ الشِّرْكُ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ لُقْمَانَ لَابْنِهِ:{يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}

(2)

.

(3)

* * *

(1)

سورة الأنعام (آية: 82).

(2)

سورة لقمان (آية: 13).

(3)

لم نجده في الإتحاف.

ص: 506

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ رضي الله عنه

-

5419 -

أخبرني أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ الْقَاضِي

(1)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامِ الْجُمَحِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْن غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ

(2)

.

5420 -

وحدثني مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ، وَأُمُّهُ وَأُمُّ أَخِيهِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَوْفٍ: الشِّفَاءُ بِنْتُ عَوْفِ

(3)

بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، وَكَانَتْ قَدْ هَاجَرَتْ قَبْلَ الْفَتْحِ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ اسْمُهُ: عَبْدُ عَمْرٍو، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ الرَّحْمَنِ

(4)

.

5421 -

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ لِتِسْعٍ مِنْ سِنِي عُثْمَانَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ، وَكَانَ

(5)

قَدْ بَلَغَ خَمْسًا وَسَبْعِينَ سَنَةً

(6)

.

(1)

هو: الفضل بن الحباب، واسم الحباب: عمرو بن محمد بن شعيب بن عبد الرحمن، أبو خليفة الجمحي البصري الأعمى الأديب الأخباري.

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 549 - 2).

(3)

في (و): "عون".

(4)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 537 - 118).

(5)

في (ك): "وقد كان"، وفي (م):"وكان قد".

(6)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 632 - 1).

ص: 507

5422 -

حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ قَارِظٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ حِينَ مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَدْرَكْتَ صَفْوَهَا وَسَبَقْتَ رَنَقَهَا

(1)

.

5423 -

أخبرني أَحْمَدُ بْن يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، فَذَكَرَ هَذا النَّسَبَ

(2)

، وَزَادَ: وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُكْنَى: أَبَا مُحَمَّدِ، وَكَانَ اسْمُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: عَبْدَ الْكَعْبَةِ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: عَبْدَ الرَّحْمَنِ

(3)

.

5424 -

فأخبرناه الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ الْوَاسِطِيُّ

(4)

، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: كَانَ اسْمِي في الْجَاهِلِيَّةِ عَبْدَ عَمْرٍو، فَسَمَّانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: عَبْدَ الرَّحْمَنِ

(5)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5425 -

أخبرني أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى

(1)

إتحاف المهرة (11/ 297 - 14046)، والرنق: الكدر، وسيأتي برقم (5453) من حديث إبراهيم سعد بن إبراهيم عن أبيه، عن أبيه: سمعت عليا به.

(2)

في (ك): "السبب".

(3)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 558 - 19).

(4)

هو: محمد بن موسى بن أبي نعيم، فيه ضعف. من رجال التهذيب.

(5)

إتحاف المهرة (10/ 629 - 13518).

ص: 508

الْقَاضِي، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ

(1)

فِيمَا قَرَأَ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ

(2)

بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: "كَيْفَ صَنَعْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ فِي اسْتِلَامِ الرُّكْنِ؟ ". يَعْنِي: الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: اسْتَلَمْتُ وَتَرَكْتُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَصَبْتَ"

(3)

. لَسْتُ أَشُكُّ فِي لُقِيِّ

(4)

عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَإِنْ كَانَ سَمِعَ مِنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ، فَإِنَّهُ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5426 -

أخبرنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عَبْدِ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ

(5)

: حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ فِي جِنَازَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: اذْهَبِ ابْنَ عَوْفٍ بِبَطْنَتِكَ

(6)

لَمْ يَتَغَضْغَضْ

(7)

مِنْهَا شَيْءٌ

(8)

.

(1)

هو: القعنبي، وتصحف في (ك) و (م) إلى:"عبد الله بن سلمة"، وفي (و):"مسلمة"، وضرب عليها وكتب في الحاشية:"سلمة".

(2)

في (و) و (ك): "بن هشام".

(3)

إتحاف المهرة (19/ 239 - 24752).

(4)

في (و): "لقاء".

(5)

قوله: "قال" غير موجود في (و) و (ك)، ومضروب عليه في (ز).

(6)

في (ز) و (و) و (ك): "ببطينك"، وفي (م):"بعطينك"!، والمثبت من الإتحاف، وفضائل الصحابة للإمام أحمد (2/ 731).

(7)

قال ابن الأثير (1/ 173): "ضرب البطنة مثلا في أمر الدين، أي خرج من الدنيا سليما لم يثلم دينه شيء، وتغضغض الماء: نقص، وقد يكون ذما ولم يرد هنا إلا المدح"، وانظر أيضًا (3/ 371).

(8)

إتحاف المهرة (5/ 110 - 5020)، وفي فضائل الصحابة لأحمد - أصل رواية المصنف - عن غندر به: سمعت أبي يحدث: "أنه سمع عمرو بن العاص قال لما =

ص: 509

5427 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ

(1)

بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ:"كَيْفَ صَنَعْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ فِي اسْتِلَامِ الْحَجَرِ؟ ". قَالَ: اسْتَلَمْتُ وَتَرَكْتُ. قَالَ: "أَصَبْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ"

(2)

.

5428 -

أخبرنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً

(3)

.

5429 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمُ الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ غُشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي وَجَعِهِ غَشْيَةً، ظَنُّوا أَنَّهَا قَدْ فَاضَتْ نَفْسُهُ فِيهَا، حَتَّى قَامُوا مِنْ عِنْدِهِ وَجَلَّلُوهُ ثَوْبًا، وَخَرَجَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ امْرَأتُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ تَسْتَعِينُ فِيمَا أُمِرَ بِهِ مِنَ الصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ، فَلَبِثُوا سَاعَةً وَهُوَ فِي غَشْيَتِهِ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ

= ما عبد الرحمن بن عوف قال: اذهب

"، وكذا رواه ابن أبي شيبة (17/ 157) عن غندر به، وابن سعد في الطبقات (3/ 126) من طريق إبراهيم بن سعد عن أبيه به، من قول عمرو بن العاص لَا سعد بن أبي وقاص، وفي الفضائل بعده بحديث حديثا آخر بهذا الإسناد: "لقد رأيت سعد بن أبي وقاص في جنازة عبد الرحمن بن عوف عند قائمتي السرير فجعل يقول: واجبلاه"، وسيأتي أيضًا برقم (5431)، فالله أعلم.

(1)

في (ك): "بن هشام".

(2)

إتحاف المهرة (19/ 239 - 24752).

(3)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 443 - 6).

ص: 510

أَنْ كَبِّرْ، فَكَبَّرَ أَهْلُ الْبَيْتِ، وَمَنْ يَلِيهِمْ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: غُشِيَ عَلَيَّ آنِفًا؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَقَالَ: صَدَقْتُمْ. فَقَالَ: إِنَّهُ انْطَلَقَ بِي فِي غَشْيَتِي رَجُلَانِ؛ أَحَدُهُمَا فِيهِ شِدَّةٌ وَفَظَاظَةٌ، فَقَالَا: انْطَلِقْ نُحَاكِمْكَ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ، فَانْطَلَقَا بِي حَتَّى لَقِينَا رَجُلًا، فَقَالَ: أَيْنَ تَذْهَبَانِ بِهَذَا؟ فَقَالَا: نُحَاكِمُهُ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ. فَقَالَ: أَرْجِعَاهُ فَإِنَّهُ مِنَ الَّذِينَ كَتَبَ اللهُ لَهُمُ السَّعَادَةَ وَالْمَغْفِرَةَ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَأَنَّهُ سَيَتَمَتَّعُ بِهِ بَنَوْهُ إِلَى مَا شَاءَ اللهُ، فَعَاشَ بَعْدَ ذلِكَ شَهْرًا، ثُمَّ تُوُفِّيَ رضي الله عنه، وَأَقَامَ الْحَجَّ فِيهَا عُثْمَانَ رضي الله عنه

(1)

.

5430 -

أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو ثَابِتٍ

(2)

، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونُ، أَنَا صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ

(3)

، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ لِي

(4)

أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ: كَاتِبْنِي بِاسْمِكَ الَّذِي كُنْتَ تُكَاتِبْنِيهِ عَبْدِ عَمْرٍو

(5)

.

(1)

إتحاف المهرة (10/ 636 - 13526)، وقد تقدم برقم (3101).

(2)

هو: محمد بن عبيد الله بن محمد بن زيد بن أبي زيد القرشي الأموي. من رجال التهذيب.

(3)

قوله: "بن عبد الرحمن بن عوف" ساقط من (و) و (ك)، ثم إن الصواب أن صالحا إنما يرويه عن أبيه إبراهيم بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن عوف كما سيأتي، فلا ندري إن كان سقط من النسخ:"عن أبيه" أم أنه كذلك منقطع في هذه الرواية، وقد ضبب الذهبي في التلخيص على لفظة:"عوف" إشارة إلى انقطاعه.

(4)

قوله: "لي" غير موجود في (ز) و (م).

(5)

إتحاف المهرة (10/ 546 - 13539) وهذا طرف من قصة قتل أمية بن خلف، وقد أخرجه البخاري مطولا (3/ 98) و (5/ 75) من حديث يوسف بن الماجشون عن صالح عن أبيه عن جده مطولا، وقال البخاري عقبه:"سمع يوسف صالحا وإبراهيم أباه"، وأورده الحافظ في الإتحاف ضمن قصة قتل أبي جهل!، وقال:"ولا معنى لاستدراكه؛ لأنَّه في الصحيح"، وسيأتي مقتل أبي جهل برقم (5922).

ص: 511

5431 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى، ثَنَا صالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، حِينَ مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، يَقُولُ: وَاجَبَلَاهُ

(1)

.

5432 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَهْ، ثَنَا أَبُو أَيُّوبَ

(2)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ، قَالَ: وُلِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ بَعْدَ الْفِيلِ بِعَشْرِ سِنِينَ، وَمَاتَ يَرْحَمُهُ اللهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَكَانَتْ كُنْيَتَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ، وَكَانَ رَجُلًا طَوِيلًا رَقِيقَ الْبَشَرَةِ، يَعْنِي: رَقِيقَ الْجِلْدِ، أَبْيَضَ مُشْرَبَ حُمْرَةٍ

(3)

.

5433 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاق، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ، ثَنَا يَعْقُوبُ

(4)

، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ جُرِحَ يَوْمَ أُحُدٍ إِحْدَى

(5)

وَعِشْرِينَ جِرَاحَةً، وَجُرِحَ فِي رِجْلِهِ، فَكَانَ يَعْرُجُ مِنْهَا

(6)

.

(1)

إتحاف المهرة (5/ 109 - 5019).

(2)

هو: سليمان بن داود المنقري الشاذكوني، عن محمد بن عمر الواقدي.

(3)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 632 - 6).

(4)

هو: يعقوب بن إبراهيم بن سعد. من رجال التهذيب.

(5)

في (ز) و (ك) و (م): "أحد" وفي (و): "احدا"، وفي التلخيص:"يوم أحد وعشرين"!، والمثبت من الإتحاف.

(6)

إتحاف المهرة (18/ 387 - 23739).

ص: 512

5434 -

أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، أَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ. وَثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمُ الْقَاضِي، ثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ

(1)

، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ مُهَاجِرًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَآخَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ

(2)

. هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(3)

.

5435 -

أخبرني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلَّابُ بِهَمْذَانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُرْدٍ، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ

(4)

قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يَوْمَ مَاتَ: اذْهَبْ إِلَيْهِ يَا ابْنَ عَوْفٍ، فَقَدْ أَدْرَكْتَ صَفْوَهَا وَسَبَقْتَ رَنَقَهَا

(5)

.

5436 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ

(6)

، ثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أَعْتَقَ ثَلَاثِينَ ألفَ بَيْتٍ

(7)

.

(1)

هو: سعيد بن الحكم المصري، عن يحيى بن أيوب الغافقي.

(2)

إتحاف المهرة (1/ 629 - 930).

(3)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: بل أخرجه البخاري"(3/ 53، 96) و (5/ 31، 69) و (7/ 24، 4،21) و (8/ 22)، وكذا مسلم (4/ 144) من حديث حميد عن أنس.

(4)

في (و): "سعيد".

(5)

إتحاف المهرة (11/ 297 - 14045)، وقد تقدم برقم (5422).

(6)

هو: ابن إبراهيم بن مهران الثقفي، عن أبي همام الوليد بن شجاع.

(7)

إتحاف المهرة (18/ 469 - 23932).

ص: 513

5437 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْفَقِيهُ

(1)

، أَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، أَنَا

(2)

ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ [عَنْ عُرْوَةَ]

(3)

فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ؛ عَبْدُ الرَّحْمَنِ

(4)

بْنُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ

(5)

.

(6)

.

5438 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الشَّرِيدِ

(7)

قَالَ: تَرَكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَلْفَ بَعِيرٍ وَثَلَاثَةَ آلَافِ شَاةٍ بِالنَّقِيعِ، وَمِائَةَ فَرَسٍ تَرْعَى بِالنَّقِيعِ

(8)

، وَكَانَ

(1)

هو: محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة بن جميل، أبو جعفر البغدادي، قال الحاكم:"هو محدث عصره بخراسان، وأكثر رحلة، وأثبت أصولا، واتجر إلى الري وسكنها مدة فقيل له الرازي، وكان صاحب جِمال فقيل له الجمال"، ولم ينسبه المصنف إلى الفقه إلا في هذا الحديث. انظر تاريخ دمشق (55/ 179)، وتاريخ الإسلام (7/ 841).

(2)

في (و): "ثنا".

(3)

ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من الإتحاف، وسائر أسانيد المصنف، وهذا إسناد مغازي عروة بن الزبير، وقد روى به المصنف في كتابه هذا كثيرا من الأخبار.

(4)

في (و): "بن عبد الرحمن".

(5)

في (ز) و (م): "زهير".

(6)

إتحاف المهرة (19/ 236 - 24729).

(7)

لم نجد له ترجمة، وهو غير عثمان بن عثمان بن الشريد المخزومي المعروف بشماس، فإنه صحابي استشهد بأحد، ثم إن أبا بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة متهم.

(8)

في التلخيص: "بالبقيع".

ص: 514

يَزْرَعُ بِالْجُرُفِ عَلَى عِشْرِينَ نَاضِحًا، وَكَانَ يَدَّخِرُ

(1)

قُوتَ أَهْلِهِ مِنْ ذَلِكَ سَنَةً، وَأَسْلَمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي

(2)

الْأَرْقَمِ، وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا، وَثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِبَدْرٍ وَأُحُدٍ وَالْخَنْدَقِ حِينَ وَلَّى النَّاسُ

(3)

.

5439 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ

(4)

، ثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِيهِ

(5)

، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، كَانَ يُقَالُ لَهُ: حَوَارِيُّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(6)

.

5440 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: كُنْتُ أَسِيرُ فِي رَكْبٍ بَيْنَ عُثْمَانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَقَالَ عُثْمَانُ: مَنْ صَاحِبُ الْخَمِيصَةِ؟ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَنَا. فَقَالَ عُثْمَانُ: هَا يَا مِسْوَرُ، مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ

(1)

في (ز): "يدخل" وعليها ضبة، ومكانها بياض في (و)، وغير موجودة في (ك)، والمثبت من (م).

(2)

قوله: "أبي" ساقط من (ز) و (م).

(3)

إتحاف المهرة (19/ 224 - 24675).

(4)

في (و): "سعيد".

(5)

هو: إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وزيد في التلخيص:"عن أبيه"! وضبب على "أبيه"، وزيادتها وهم؛ فقد رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 121) من حديث الثقفي به، من قول إبراهيم بن سعد أيضًا كما هنا.

(6)

إتحاف المهرة (18/ 387 - 23738).

ص: 515

خَيْرٌ مِنْ خَالِكَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي الْهِجْرَةِ الْأُولَى فَقَدْ كَذَبَ

(1)

.

5441 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، ثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ

(2)

بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ

(3)

، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّهِ

(4)

أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بُسْرَةَ وَهِيَ تُمَشِّطُ عَائِشَةَ، فَقَالَ:"يَا بُسْرَةُ، مَنْ يَخْطُبُ أُمَّ كُلْثُومٍ؟ ". قَالَتْ: فَسَمَّتْ رَجُلًا أَوْ رَجُلَيْنِ، قَالَ:"فَأَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ سَيِّدِ الْمُسْلِمِينَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ؟ "

(5)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(6)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5442 -

أخبرنا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْخُرَاسَانِيُّ الْمُعَدِّلُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا أَبُو الْمُعَلَّى الْجَزَرِيُّ

(7)

، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ قَالَ لِأَصْحَابِ الشُّورَى: هَلْ لَكُمْ أَنَّ أَخْتَارَ لَكُمْ وَأَنْتَقِلَ مِنْهَا؟ فَقَالَ

(1)

إتحاف المهرة (11/ 86 - 13736).

(2)

في (ك): "أبو عبد العزيز"، وهو إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز، قال البخاري: منكر الحديث.

(3)

هو: يعقوب بن محمد بن عبد العزيز.

(4)

قوله: "أمه" غير موجود في (و) و (ك).

(5)

إتحاف المهرة (18/ 303 - 23671).

(6)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: في إسناده يعقوب بن محمد الزهري وهو ضعيف".

(7)

هو: فرات بن السائب، منكر الحديث، وقال المصنف في المدخل إلى الصحيح (1/ 205):"حدث عن ميمون بن مهران أحاديث موضوعة".

ص: 516

عَلِيٌّ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ رَضِيَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَكَ:"أَنْتَ أَمِينٌ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ، أَمِينٌ فِي أَهْلِ الأرْضِ"

(1)

.

(2)

حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبُرلُّسِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ

(3)

.

5443 -

وأخبرني أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ: كُنْتُ مُحْرِمًا، فَرَأَيْتُ ظَبْيًا، فَرَمَيْتُهُ فَأَصَبْتُ خُشَشَاءَهُ، يَعْنِي: أَصْلَ قَرْنِهِ. فَمَاتَ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ، فَأتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَسْأَلُهُ، فَوَجَدْتُ إِلَى جَنْبِهِ رَجُلًا أَبْيَضَ رَقِيقَ الْوَجْهِ، فَإِذَا هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَسَأَلْتُ عُمَرَ، فَالْتَفَتَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: تَرَى شَاةً تَكْفِيهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَأَمَرَنِي أَنْ أَذْبَحَ شَاةً، فَلَمَّا قُمْنَا مِنْ عِنْدِهِ، قَالَ صَاحِبٌ لِي: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يُحْسِنْ أَنْ يُفْتِيَكَ حَتَّى سَأَل الرَّجُلَ. فَسَمِعَ عُمَرُ بَعْضَ كَلَامِهِ، فَعَلَاهُ عُمَرُ بِالدِّرَّةِ ضَرْبًا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ لِيَضْرِبَنِي، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي لَمْ أَقُلْ شَيْئًا، إِنَّمَا هُوَ قَالَهُ. قَالَ: فَتَرَكَنِي، ثُمَّ قَالَ: أَرَدْتَ أَنْ تَقْتُلَ الْحَرَامَ، وَتَتَعَدَّى الْفُتْيَا، ثُمَّ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنه: إِنَّ في الإِنْسَانِ

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: أبو المعلى هو فرات بن السائب، تركوه".

(2)

إتحاف المهرة (11/ 513 - 14538).

(3)

كذا في النسخ، وزيد في (ز):"في"، ولا نرى لهذا الإسناد علاقة بالحديث التالي، ولم يذكره الذهبي في التلخيص، ولا أورده الحافظ في الإتحاف، والله أعلم.

ص: 517

عَشْرَةَ أَخْلَاقٍ، تِسْعَةٌ حَسَنَةٌ، وَوَاحِدٌ

(1)

سَيِّئٌ، ويُفْسِدُهَا ذَلِكَ السَّيِّئُ، ثُمَّ قَالَ: إِيَّاكَ وَعَثْرَةَ

(2)

الشَّبَابِ

(3)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5444 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مَنْصُورُ بْن سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ بَكْرٍ بِنْتُ الْمِسْوَرِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ بَاعَ أَرْضًا لَهُ بِأَرْبَعِينَ أَلْفِ دِينَارٍ، فَقَسَمَهَا فِي بَنِي زُهْرَةَ، وَفُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ، وَأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَ إِلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها بِمَالٍ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: مَنْ بَعَثَ بِهَذَا الْمَالِ؟ قُلْتُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ. قَالَ: وَقَصَّ الْقِصَّةَ، فَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَحْنُو عَلَيْكُنَّ

(4)

بَعْدِي إِلَّا الصَّابِرُونَ، سَقَى اللهُ ابْنَ عَوْفٍ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ"

(5)

. هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ

(6)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

(1)

في (و) و (ك): "وواحدة".

(2)

في النسخ الخطية كلها: "وعشر"، وأشار ناسخ (ز) إلى أنها في نسخة أخرى:"وعثرة" وكذا هي في التلخيص والكبرى للبيهقي (5/ 181) عن المصنف به.

(3)

إتحاف المهرة (12/ 353 - 15746)، وقبيصة بن جابر بن وهب الأسدي ثقة، لكن لم يحتج به الشيخان.

(4)

زيد في (ز) و (م): "مِن" وعليها ضبة في (ز)، وهي غير موجودة في سائر النسخ ولا التلخيص.

(5)

إتحاف المهرة (17/ 379 - 23241).

(6)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت ليس بمتصل"، وقال ابن حجر في الإتحاف: "كذا وقع فيه، وفيه انقطاع، وقد رواه الطبراني في الأوسط - (9/ 56) - من طريق: إسحاق بن =

ص: 518

5445 -

وحدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَحْمَدُ بْن مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ، قَالَا: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحُصَيْنِ [عَنْ]

(1)

عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِأَزْوَاجِهِ: "إِنَّ الَّذِي يَحْنُو عَلَيْكُمْ بَعْدِي هُوَ الصَّادِقُ الْبَارُّ، اللَّهُمَّ اسْقِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ"

(2)

. قَدْ صَحَّ الْحَدِيثُ عَنْ عَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنهما.

5446 -

حدثنا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ

= جعفر بن محمد، عن عبد الله بن جعفر المخرمي، عن أم بكر، عن المسور، أتم من سياقه، وقال فيه: قال المسور: فأتيت عائشة

فذكر الحديث، وإسناده حسن"، وكذا رواه الإمام أحمد (41/ 247، 484).

(1)

في النسخ الخطية كلها: "بن"، ولم يذكره الذهبي في التلخيص ولا الحافظ في الإتحاف، وقد رواه الإمام أحمد عن يونس بن محمد المؤدب ومعاوية بن عمرو (44/ 183، 204)، وابن سعد في الطبقات (3/ 123) عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وأحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي، والبزار (2/ 907) عن جعفر بن محمد الوركاني، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 615) من طريق محمد بن الحسن الأسدي، والطبراني في الكبير (23/ 288) من طريق محمد بن سليمان لوين، جميعهم عن إبراهيم بن سعد به على الصواب، ومحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين التميمي لم يذكروا له راويا غير ابن إسحاق، وقال عنه: كان صواما قواما، وذكره ابن حبان في الثقات، وعوف بن الحارث هو ابن الطفيل بن سخبرة الأزدي رضيع عائشة رضي الله عنها، وخالف إبراهيم بن سعد سليمانُ بن عبيد الله الأنصاري - وهو ضعيف - فرواه عن محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن محمد بن عبد الرحمن عن عوف بن مالك الأشجعي عن أم سلمة به، أخرجه ابن أبي عاصم (2/ 615)، والطبراني (23/ 378).

(2)

إتحاف المهرة (18/ 154 - 23480) وعزاه لأحمد، ولم يعزه للمصنف.

ص: 519

إِسْمَاعِيلَ الْمُقْرِئُ، قَالَا: ثَنَا عُثْمَانُ بْن سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:"يَا ابْنَ عَوْفٍ، إِنَّكَ مِنَ الأغْنِيَاءِ، وَلَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا زَحْفًا، فَأَقْرِضِ اللهَ يُطْلِقْ قَدَمَيْكَ". قَالَ ابْنُ عَوْفٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا الَّذِي أُقْرِضُ اللهَ؟ قَالَ:"تَتَبَرَّأُ مِمَّا أَنْتَ فِيهِ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مِنْ كُلِّهِ أَجْمَعَ؟ قَالَ:"نَعَمْ". فَخَرَجَ ابْنُ عَوْفٍ وَهُوَ يَهُمُّ بِذَلِكَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: مُرِ ابْنَ عَوْفٍ فَلْيُضِفِ الضَّيْفَ، وَلْيُطْعِمِ الْمِسْكِينَ، وَلْيُعْطِ السَّائِلَ، وَيَبْدَأْ بِمَنْ يَعُولُ، فَإِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ تَزْكِيَةَ مَا هُوَ فِيهِ"

(1)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5447 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الحَافِظُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي مِنْ

(3)

بَعْدِي". قَالَ قُرَيْشٌ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَاهُ أَوْصَى لِأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِحَدِيقَةٍ بِيعَتْ بَعْدَهُ بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ

(4)

.

(1)

إتحاف المهرة (10/ 637 - 13528).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: خالد ضعفه جماعه، وقال النسائي: ليس بثقة"، واستنكره عليه ابن عدي.

(3)

قوله: "من" غير موجود في (و).

(4)

إتحاف المهرة (16/ 217 - 20683).

ص: 520

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَهُ شَاهِدٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.

5448 -

حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، ثَنَا بَكْرُ بْن مُضَرَ، ثَنَا صَخْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها، فَقَالَتْ لِي: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ لِي:"أَمْرُكُنَّ مِمَّا يُهِمُّنِي بَعْدِي، وَلَنْ يَصْبِرَ عَلَيْكُنَّ إِلَّا الصَّابِرُونَ". ثُمَّ تَقُولُ: فَسَقَى

(1)

اللهُ أَبَاكَ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ

(2)

. وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ قَدْ وَصلَهُنَّ بِمَالٍ، فَبِيعَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفٍ

(3)

.

(1)

في (ك): "سقى".

(2)

قوله: "الجنة" غير موجود في (ز) و (م) والتلخيص.

(3)

إتحاف المهرة (17/ 634 - 22927)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: صخر صدوق ولم يخرجا له"، لم يرو عنه غير بكر بن مضر المصري ووثقه ابن حبان والعجلي، وأخرجه له الترمذي وقال:"حسن غريب".

ص: 521

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه

-

5449 -

أخبرني جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ رضي الله عنه، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنُ رِشْدِينَ الْمَهْرِيُّ

(1)

بِمِصْرَ قَالَ: أَمْلى عَلَيَّ مُوسَى بْنُ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ كَاهِلِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ تَامِرِ بْنِ مَخْزُومِ عَنْ آبَائِهِ نَسَبَهُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ كَاهِلِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ تَامِرِ

(2)

بْنِ مَخْزُومِ بْنِ صَاهِلَةَ بْنِ كَاهِلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارٍ

(3)

.

5450 -

فحدثنا بِهَذَا مُحَمَّدُ بْنُ صالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٌ الْقَبَّانِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ

(4)

بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ الصُّدَائِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ شَمْخِ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ كَاهِلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ مِنْ حُلَفَاءِ بَنِي زُهْرَةَ

(5)

. قَدْ خَالَفَهُمَا الْوَاقِدِيُّ فِي هَذَا النَّسَبِ كَمَا.

(1)

في (ك) و (م): "بن رشد بن المهري".

(2)

كذا في (ز) و (م)، وتقرأ في (و) و (ك) في الموضعين:"ثابر" بدون نقط، وفي المعجم الكبير للطبراني (9/ 57) عن أحمد بن محمد بن رشدين:"تامر" كذلك، ورواه عنه أبو نعيم في معرفة الصحابة (4/ 1765) وفيها:"بن زايد".

(3)

لم نجده في الإتحاف.

(4)

في (ز) و (م): "الحسن".

(5)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 419 - 8).

ص: 522

5451 -

حدثناه أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ

(1)

بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ غَافِلِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ شَمْخِ بْنِ فَارِّ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ صَاهِلَةَ بْنِ كَاهِلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ، وَكَانَ يُكْنَى بِابْنِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ أَبُوهُ

(2)

مَسْعُودُ بْنُ غَافِلٍ حَالَفَ عَبْدَ الْحَارِثِ بْنَ زُهْرَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَسْلَمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم دارَ الْأَرْقَمِ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ عِنْدَ جَمِيعِ أَهْلِ السِّيَرِ بَدْرًا، وأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهَاجَرَ هِجْرَتَيْنِ، وَكَانَ صَاحِبَ

(3)

سِرِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَسَوَادِهِ، وَسِوَاكِهِ، وَنَعْلِهِ، وَطَهُورَهُ، وَكَانَ رَجُلًا نَحِيفًا قَصِيرًا شَدِيدَ الْأَدَمَةِ، وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ اثْنتَيْنِ وَثَلَاثِينَ، فَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ، وَكَانَ يَوْمَ تُوُفِّيَ فِيمَا قِيلَ: ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً

(4)

.

5452 -

أخبرنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: مَاتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ اثْنتَيْنِ وَثَلَاثِينَ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ، وَكَانَ أَوْصَى إِلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ صَلَّى عَلَيْهِ، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ لَيْلًا، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً

(5)

.

(1)

في (ك): "الحسين".

(2)

في (و) و (ك): "أباه".

(3)

قوله: "صاحب" ساقط من (ك).

(4)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 462 - 17).

(5)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 443 - 7).

ص: 523

5453 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ

(1)

، ثَنَا عَبيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ

(2)

، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَنَّاهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَلَمْ يُولَدْ لَهُ

(3)

.

5454 -

حدثني عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُمُّ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أُمُّ عَبْدٍ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ

(4)

.

5455 -

سمعت أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنَ يَعْقُوبَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: كُنْيَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(5)

.

5456 -

وحدثنا

(6)

أَبُو الْعَبَّاسِ، ثَنَا سَعِيدُ

(7)

بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ، ثَنَا

(1)

في (و): "ابن كريب"، وفي (ك):"بكريب"، وهو: محمد بن العلاء، من رجال التهذيب.

(2)

هو: أبو محمد البصري القافلاني كما سينسب بعد حديثين، وهو ضعيف، وسماه العقيلي (2/ 499): سليمان بن الخوزي وقال: "كوفي، في حديثه وهم، ولا يتابع على حديثه" وأخرج له هذا الحديث، وفرق بينه وبين القافلاني، وذكر الدارقطني القافلاني في الضعفاء (ص 140) وقال:"روى عنه عبيد الله بن موسى فقال: سليمان الخوزى". يروي عن أبي هاشم يحيى بن دينار الرماني الواسطي.

(3)

إتحاف المهرة (10/ 391 - 13003)، وسيأتي برقم (5456).

(4)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 176 - 2).

(5)

لم نجده في الإتحاف.

(6)

في (و)(ك): "حدثنا".

(7)

في (و) و (ك): "سعد".

ص: 524

الْخَصيبُ بْنُ نَاصِحٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْقَافِلَانِيُّ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَنَّى عَلْقَمَةَ أَبَا شِبْلٍ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ لَهُ، قَالَ: فَسُئِلَ، فَحَدَّثَ أَنَّ عَلْقَمَةَ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَنَّاهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَبْلَ أَنْ يُولَدَ لَهُ

(1)

.

5457 -

أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ لَطِيفًا فَطِنًا، وَكَانَتْ أُمُّهُ: أُمَّ عَبْدٍ بِنْتَ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ، وَيُقَالُ: إِنَّهَا كَانَتْ مِنَ الْقَارَةِ

(2)

.

5458 -

أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْإِمَامُ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَادِسَ سِتَّةٍ مَا عَلَى الْأَرْضِ مُسْلِمٌ غَيْرَنَا

(3)

. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5459 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ حُلَفَاءِ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ

(4)

: عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ. قَالَ عُرْوَةُ: وَمِمَّنْ هَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ

(1)

لم نجده في الإتحاف.

(2)

إتحاف المهرة (10/ 143 - 12439).

(3)

إتحاف المهرة (10/ 310 - 12824).

(4)

في (ك): "عن كلاب".

ص: 525

الْأُولَى قَبْلَ خُرُوجِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؛ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ

(1)

.

5460 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، ثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذُبَابٍ

(2)

، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَخْبرَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَكَانَ رَجُلًا آدَمَ، عَلَيْهِ مَسْحَةٌ، لَطِيفَ الْجِسْمِ، ضَعِيفَ اللَّحْمِ

(3)

.

5461 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا خَلِيفَةُ

(4)

قَالَ: مَاتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ بِالْمَدِينَةِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ

(5)

.

5462 -

حدثني يَحْيَى بْنُ مَنْصورٍ الْقَاضِي، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سُّفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: آخَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ

(6)

. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5463 -

أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ،

(1)

إتحاف المهرة (19/ 236 - 24730).

(2)

هو: الحارث بن عبد الرحمن. من رجال التهذيب.

(3)

إتحاف المهرة (10/ 284 - 12769).

(4)

في النسخ الخطية كلها: "ثنا خلف بن خليفة"!، والمثبت من سائر أسانيد المصنف، وهو خليفة بن خياط، وقوله هذا في طبقاته (ص 36، 16).

(5)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو عما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 558 - 20).

(6)

إتحاف المهرة (7/ 32 - 7265).

ص: 526

ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ

(1)

، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، ذَكَرَ مَا أَوْصَى بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إِنْ حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ في مَرَضِهِ هَذَا، أَنْ يُرْجِعَ وَصِيَّتَهُ إِلَى اللهِ، ثُمَّ إِلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَابْنِهِ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ، وَإِنَّهُمَا فِي حِلٍّ وَبِلٍّ

(2)

فِيمَا وَلِيَا وَقَضِيَا، وَلَا تَزَّوَّجُ بَنَاتُ عَبْدِ اللهِ إِلَّا بِإِذْنِهِمَا، وَلَا يُخَصُّ

(3)

ذَلِكَ عَنْ زَيْنَبَ

(4)

.

5464 -

أخبرني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعُمَيْسِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ تَأْتِي عَلَيْهِ السَّنَةُ، لَا يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَدَّثَ ذَاتَ يَوْمٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحَدِيثٍ، فَعَلَتْهُ كَآبَةٌ، وَجَعَلَ الْعَرَقُ يَتَحَادَرُ عَلَى جَبْهَتِهِ، وَيَقُولُ: نَحْوَ هَذَا، أَوْ قَرِيبًا مِنْ هَذَا

(5)

. هَذَا حَدِيثٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5465 -

أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ

(1)

هو: عتبة بن عبد الله بن عتبة المسعودي. من رجال التهذيب.

(2)

الحل: الحلال ضد الحرام، والبل: المباح، وقيل: الشفاء من قولهم بل من مرضه وأبل. النهاية لابن الأثير (1/ 429، 154).

(3)

كذا في النسخ كلها والتلخيص، وهى مجودة في (ز)، وعند البيهقي في الكبرى (6/ 282) من حديث وكيع عن أبي العميس به:"لَا تحضن"، وقال البيهقي:"قوله: لَا تحضن يعني: لَا تحجب عنه ولا يقطع دونها، قاله أبو عبيد القاسم".

(4)

إتحاف المهرة (10/ 275 - 12747).

(5)

إتحاف المهرة (10/ 409 - 13047)، وقد تقدم في العلم (382).

ص: 527

أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنِ الْأَسْوَدِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مُوسَى، يَقُولُ: قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنَ الْيَمَنِ، فَمَكَثْنَا حِينًا مَا نَرَى إِلَّا أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِمَّا نَرَى مِنْ دُخُولِهِ وَدُخُولِ أُمِّهِ

(1)

. هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(2)

.

5466 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ

(3)

، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ، يَقُولُ: إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ هَدْيًا، وَسَمْتًا، وَدَلًّا بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، مِنْ حِينِ يَخْرُجُ إِلَى حِينِ يَرْجِعُ، مَا أَدْرِي مَا فِي بَيْتِهِ، وَلَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ مِنْ أَقْرَبِهِمْ وَسِيلَةً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

(4)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(5)

.

5467 -

أخبرني الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ، أَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ

(6)

، أَنَا عَبْدَانُ، أَنَا عَبْدُ اللهِ، أَنَا مِسْعَرٌ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ إِذَا هَدَأَتِ الْعُيُونُ سَمِعْتُ لَهُ دَوِيًّا كَدَوِيِّ النَّحْلِ حَتَّى يُصْبِحَ

(7)

.

(1)

إتحاف المهرة (10/ 7 - 12179).

(2)

بل أخرجه البخاري (5/ 28، 173)، ومسلم (7/ 147).

(3)

هو: محمد بن خازم الضرير، وفي الإتحاف:"ثنا معاوية"!.

(4)

إتحاف المهرة (4/ 234 - 4171).

(5)

بل أخرجه البخاري (5/ 28) و (8/ 25)، وقد تقدم معناه في التفسير (3253).

(6)

في الإتحاف: "نا الموجه"!.

(7)

إتحاف المهرة (10/ 291 - 12786).

ص: 528

5468 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الضَّبِّيُّ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثَنَا شُعْبَةُ، أَنَا جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مِرْدَاسٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يَخْطُبُنَا كُلَّ خَمِيسٍ عَلَى رِجْلَيْهِ، فَيَتَكَلَّمُ بِكَلِمَاتٍ وَنَحْنُ نَشْتَهِي أَنْ يَزِيدَ

(1)

.

5469 -

وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الضَّبِّيُّ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ

(2)

، عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ عُمَرَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ: أَمَّا بَعْدُ، فَأَنْتُمْ رَأْسُ الْعَرَبِ وَجُمْجُمَتُهَا، وَأَنْتُمْ سَهْمِي الَّذِي أَرْمِي بِهِ، إِنْ جَاءَ شَيْءٌ مِنْ هَا هُنَا أَوْ هَا هُنَا، وَقَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَبْدَ اللهِ وَاخْتَرْتُهُ لَكُمْ، وآثَرْتُكُمْ بِهِ عَلَى نَفْسِي

(3)

.

5470 -

حدثني أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ بَالُويَهْ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ، أَنَّ نَاسًا أَتَوْا عَلِيًّا، فَأَثْنَوْا عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: أَقُولُ فِيهِ مِثْلَ مَا قَالُوا وَأَفْضَلَ، قَرَأَ الْقُرْآنَ، وَأَحَلَّ حَلَالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، فَقِيهٌ فِي الدِّينِ، عَالِمٌ بِالسُّنَّةِ

(4)

.

5471 -

حدثني أَبُو بَكرِ بْنُ بَالُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي

(1)

إتحاف المهرة (10/ 295 - 12793).

(2)

في (و) و (ك): "جميل".

(3)

إتحاف المهرة (12/ 132 - 15243).

(4)

إتحاف المهرة (11/ 331 - 14136).

ص: 529

مَسْعُودٍ

(1)

عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: مَا أَرَى رَجُلًا أَعْلَمَ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ. فَقَالَ أَبُو مُوسَى: إِنْ تَقُلْ ذَلِكَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَسْمَعُ حِينَ لَا يُسْمَعُ، وَيَدْخُلُ حِينَ لَا يُدْخَلُ

(2)

.

(3)

5472 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَحْرُ

(4)

بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: لَوْ تَعْلَمُونَ ذُنُوبِي مَا وَطِئَ عَقِبِي رَجُلَانِ، وَلَحَثَيْتُمْ عَلَى رَأْسِي التُّرَابَ، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ اللهَ غَفَرَ لِي ذَنْبًا مِنْ ذُنُوبِي، وَإِنِّي دُعِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوْثَةَ

(5)

.

5473 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ

(6)

، قَالَا: ثَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ، فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قُلْتُ: اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا، فَلَقِيتُ قَوْمًا فَجَلَسْتُ، فَإِذَا بِوَاحِدٍ جَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِي، فَقُلْتُ: مَنْ ذَا؟ قَالَ: أَبُو الدَّرْدَاءِ. فَقُلْتُ: إِنِّي

(1)

كذا، ولم يذكروا أن مالك بن الحارث السلمي يروي عن أبي مسعود البدري أو عن أبي موسى الأشعري، ورواه الطبراني في الكبير (9/ 90) عن محمد بن أحمد بن النضر الأزدي به فزاد بينهما:"عن أبي الأحوص" يعني: عوف بن مالك بن نضلة، وهو يروي عن أبي مسعود وأبي موسى.

(2)

في التلخيص: "حين لَا نسمع" و"لَا ندخل" بالنون.

(3)

إتحاف المهرة (11/ 265 - 14004).

(4)

قوله: "بحر" ساقط من (ك).

(5)

إتحاف المهرة (10/ 509 - 13304).

(6)

هو: أحمد بن محمد بن نصر، أبو نصر اللباد النيسابوري الفقيه.

ص: 530

دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُيَسِّرَ لِي جَلِيسًا صَالِحًا، فَيَسَّرَ لِي. فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. قَالَ: أَوَلَيْسَ عِنْدَكُمُ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالْوِسَادَةِ وَالْمِطْهَرَةِ، وَفِيكُمُ الَّذِي أَجَارَهُ اللهُ مِنَ الشَّيْطَانِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم، وَفِيكُمْ صَاحِبُ سِرِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ؟

(1)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(2)

، وَالْأَسَانِيدُ الَّتِي قَبْلَهُ كُلُّهَا صَحِيحَةٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهَا، وَإِنَّمَا تَرَكْتُ الْكَلَامَ عَلَيْهَا؛ لِأَنَّهَا غَيْرُ مُسْنَدَةٍ، وَهَذَا مُسْنَدٌ.

5474 -

حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، قَالَا: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ

(3)

. وَثَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّصْرِيُّ

(4)

، ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ظَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "عَشْرَةٌ فِي الْجَنَّةِ". فَذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيًّا، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ،

(1)

إتحاف المهرة (12/ 587 - 16147).

(2)

بل أخرجاه؛ البخاري (4/ 125) و (5/ 25، 28) و (6/ 170) و (8/ 52)، ومسلم (2/ 206).

(3)

هو: موسى بن مسعود النهدي. من رجال التهذيب.

(4)

كذا في النسخ الخطية كلها: "النصري" بالنون!، ولم يذكر الحافظ في الإتحاف نسبته، وهو: عبد العزيز بن معاوية بن عبد الله بن خالد بن أسيد القرشي العتابي أبو خالد البصري، من رجال التهذيب.

ص: 531

وَعَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ

(1)

. هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِذِكْرِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِيهِ أَبُو حُذَيْفَةَ، وَقَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِأَبِي حُذَيْفَةَ، إِلَّا أَنَّهُمَا لَمْ يَحْتَجَّا بِعَبْدِ اللهِ بْنِ ظَالِمٍ

(2)

.

5475 -

أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيِّ، وَأَنَا أَسْمَعَ، ثَنَا أَبُو

(3)

عَتَّابٍ سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ عَلَى شَجَرَةٍ يَجْتَنِي لَهُمْ مِنْهَا، فَهَبَّتِ الرِّيحُ وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقِيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ"

(4)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5476 -

حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا جَرِيرٌ، عَنْ

(5)

عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الصَّهْبَانِيِّ، عَنْ كُمَيْلِ

(6)

بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، وَمَنْ شَاءَ اللهُ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَمَرَرْنَا بِعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَ النَّبِيُّ

(1)

إتحاف المهرة (5/ 523 - 5878).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ذكر البخاري عبد الله بن ظالم فقال: لم يصح حديثه"، التاريخ الكبير (5/ 2124)، وانظر الضعفاء للعقيلي (3/ 253)، والكامل لابن عدي (5/ 370)، وسيأتي من وجه آخر (5989).

(3)

قوله: "أبو" ساقط من (ك).

(4)

إتحاف المهرة (12/ 714 - 16333).

(5)

في (ك): "بن".

(6)

في (و) و (ك): "جميل".

ص: 532

صلى الله عليه وسلم: "مَنْ هَذَا؟ ". فَقِيلَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ. فَقَالَ: "إِنَّ عَبْدَ اللهِ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ غَضًّا كمَا أُنْزِلَ". فَأَثْنَى عَبْدُ اللهِ عَلَى رَبِّهِ

(1)

وَحَمِدَهُ، فَأَحْسَنَ فِي حَمْدِهِ عَلَى رَبِّهِ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَأَجْمَلَ الْمَسْأَلَةَ، وَسَأَلَهُ كَأَحْسَنِ مَسْأَلَةٍ سَأَلهَا عَبْدٌ رَبَّهُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ

(2)

، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ، فِي جِنَانِكَ جِنَانِ الْخُلْدِ. قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "سَلْ تُعْطَ، سَلْ تُعْطَ". مَرَّتَيْنِ، فَانْطَلَقْتُ لِأُبَشِّرَهُ، فَوَجَدْتُ أَبَا بَكْرٍ قَدْ سَبَقَنِي، وَكَانَ سَبَّاقًا بِالْخَيْرِ

(3)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5477 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ حَمْدَانُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْمُحَارِبِيُّ، ثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "رَضِيتُ لِأُمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ"

(4)

. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَهُ عِلَّةٌ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَإِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ مَنْصُورٍ

(5)

. أَمَّا حَدِيثُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ:

5478 -

فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ

(6)

عِمْرَانَ الْفَقِيهُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي

(1)

في (و): "فأثنى على ربه عبد الله".

(2)

قوله: "لَا يرتد" غير موجود في (ك) وخرج مكانه بلحق ولم يكتبه.

(3)

إتحاف المهرة (11/ 600 - 14706).

(4)

إتحاف المهرة (10/ 210 - 12604).

(5)

قوله: "عن منصور" ساقط من (ك).

(6)

في (ك): "عن".

ص: 533

طَالِبٍ، ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ

(1)

. وَأَمَّا حَدِيثُ إِسْرَائِيلَ:

5479 -

فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا إِسْرَائِيلُ جَمِيعًا، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"رَضِيتُ لِأمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ"

(2)

.

5480 -

أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا الْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَرَّانِيُّ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ كُنْتُ مُسْتَخْلِفًا أَحَدًا مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ، لَاسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ"

(3)

. هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ

(4)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5481 -

أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ"

(5)

.

(1)

إتحاف المهرة (10/ 210 - 12604).

(2)

إتحاف المهرة (10/ 210 - 12604).

(3)

إتحاف المهرة (11/ 443 - 14381).

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: عاصم ضعيف".

(5)

إتحاف المهرة (12/ 336 - 15712)، وقد استدركه (2928) على شرط الشيخين، وقال: وأتوهمهما لم يصح عندهما سماع علقمة بن قيس من عمر، والله أعلم.

ص: 534

هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5482 -

أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْعَدْلُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْأَعْمَشِ: عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ نحيفٌ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ، ثُمَّ قَالَ: كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْمًا، كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْمًا يَعْنِي: عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ

(1)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ

(2)

عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5483 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قِيلَ لَهُ: أَخْبِرْنَا عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: عَنْ أَيِّهِمْ؟ قَالَ: أَخْبِرْنَا عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ: عَلِمَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ، ثُمَّ انْتَهَى، وَكَفَى بِهِ. وَذَكَرَ بَاقِي الْحَدِيثِ

(3)

. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(4)

.

5484 -

أخبرني أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ

(5)

، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا

(1)

إتحاف المهرة (12/ 153 - 15287).

(2)

قوله: "صحيح" غير موجود في (ز).

(3)

إتحاف المهرة (11/ 405 - 14300).

(4)

قوله: "ولم يخرجاه" غير موجود في (و)، ومضروب عليه في (ك)، وعليه في (ز):"خـ"، إشارة إلى أنه من نسخة أخرى، ثم إن أبا البختري سعيد بن فيروز الطائي الكوفي كثير الإرسال، وقال أبو زرعة الرازي في المراسيل (ص 74):"لم يسمع من علي ولم يدركه".

(5)

هو: الحسين بن علي بن يزيد بن داود بن يزيد بن الحافظ، أبو علي النيسابوري.

ص: 535

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا سُفْيَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ:{وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}

(1)

. قَالَ: نَزَلَتْ فِي خَمْسٍ

(2)

مِنْ قُرَيْشٍ: أَنَا وَابْنُ مَسْعُودٍ فِيهِمْ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ طَرَدْتَ هَؤُلَاءِ عَنْكَ جَالَسْنَاكَ، تُدْنِي هَؤُلَاءِ دُونَنَا؟ فَنَزَلَتْ:{وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} . إِلَى قَوْلِهِ: {بِالشَّاكِرِينَ}

(3)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(4)

.

5485 -

أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْعَبْدِيُّ، أَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: "اقْرَأْ". قَالَ: أَقْرَأُ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ. قَالَ: "إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي". قَالَ: فَافْتَتَحَ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى بَلَغَ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)}

(5)

. فَاسْتَعْبَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَفَّ عَبْدُ اللهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"تَكَلَّمْ". فَحَمِدَ اللهَ فِي أَوَّلِ كَلَامِهِ، وَأَثْنَى عَلَى اللهِ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ شَهَادَةَ الْحَقِّ، وَقَالَ: رَضِينَا

(6)

بِاللهِ رَبًّا،

(1)

سورة الأنعام (آية: 52).

(2)

في (و) و (ك): "خمسة".

(3)

إتحاف المهرة (5/ 136 - 5072).

(4)

بل أخرجه مسلم (7/ 127).

(5)

سورة النساء (آية: 41).

(6)

في (و) و (ك): "رضيت".

ص: 536

وَبِالْإِسْلَامِ دَيْنًا، وَرَضِيتُ لَكُمْ مَا رَضيَ اللهُ وَرَسُولُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"رَضِيتُ لَكُمْ مَا رَضِيَ لَكُمُ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ"

(1)

. هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5486 -

أخبرني أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعُمَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو عَمَّارٍ

(2)

، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: كَانَ شَقِيقٌ يَذْكُرُ صَحَابَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَذْكُرِ ابْنَ مَسْعُودٍ، فَقُلْتُ لَهُ: لَا أَرَاكَ تَذْكُرُ ابْنَ مَسْعُودٍ؟ قَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ لَا أُفَضِّلُ عَلَيْهِ أَحَدًا

(3)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5487 -

حدثنا مَيْمُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَاشِمِيُّ مَوْلَاهُمْ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يَشَّبَّهُ بِالنَّبِيِّ

(4)

صلى الله عليه وسلم فِي هَدْيِهِ، وَدَلِّهِ، وَسَمْتِهِ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَكَانَ عَلْقَمَةُ يَشَّبَّهُ بِعَبْدِ اللهِ

(5)

. هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5488 -

أخبرنا

(6)

أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَن إِسْحَاقَ بْنِ

(1)

إتحاف المهرة (12/ 458 - 15930).

(2)

هو: الحسين بن حريث المروزي. من رجال التهذيب.

(3)

إتحاف المهرة (19/ 80 - 24422).

(4)

في (ك): "النبي".

(5)

إتحاف المهرة (19/ 297 - 24888).

(6)

في (ك): "ثنا".

ص: 537

رَاشِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَابِصةَ الْأَسَدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنِّي بِالْكُوفَةِ فِي دَارِي، إِذْ سَمِعْتُ عَلَى بَابِ الدَّارِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، أَلِجُ

(1)

؟ فَقُلْتُ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، فَلِجْ. فَلَمَّا دَخَلَ، فَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَيَّةُ سَاعَةِ زِيَارَةٍ هَذِهِ؟ وَذَلِكَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، قَالَ: طَالَ عَلَيَّ النَّهَارُ، فتَذَكَّرْتُ مَنْ أتَحَدَّثُ إِلَيْهِ، قَالَ: فَجَعَلَ يُحَدِّثُنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأُحَدِّثُهُ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنِي، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: "تَكُونُ

(2)

فِتْنَةٌ، النَّائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمُضْطَجِعِ، وَالْمُضْطَجِعُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَاعِدِ، وَالْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي خَيْرٌ مِنَ الرَّاكِبِ، وَالرَّاكِبُ خَيْرٌ مِنَ الْمُجْرِي، قَتْلَاهَا كُلُّهَا فِي النَّارِ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَتَى ذَلِكَ؟ قَالَ:"ذَلِكَ أَيَّامَ الْهَرْجِ". قُلْتُ: وَمَتَى أيَّامُ الْهَرْجِ؟ قَالَ: "حِينَ لَا يَأْمَنُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ". قُلْتُ: فَبِمَ تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ الزَّمَانَ؟ قَالَ: "اكْفُفْ نَفْسَكَ وَيَدَكَ، وَادْخُلْ دَارَكَ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ عَلَيَّ دَارِي؟ قَالَ:"فَادْخُلْ بَيْتَكَ". قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي؟ قَالَ: "فَادْخُلْ مَسْجِدَكَ، فَاصْنَعْ هَكَذَا - وَقَبَضَ بِيَمِينِهِ عَلَى الْكُوعِ - وَقُلْ: رَبِّي اللهُ حَتَّى تَمُوتَ عَلَى ذَلِكَ"

(3)

.

(1)

قوله: "ألج" ساقط من (ك).

(2)

قوله: "تكون" غير موجود في (و) و (ك).

(3)

إتحاف المهرة (10/ 504 - 13294)، وسيأتي في الفتن (8558) بهذا الإسناد.

ص: 538

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ الْعَبَّاسِ بنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشمٍ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آلِهِ أَجْمَعِينَ

5489 -

حدثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ

(1)

قَالَ: قِيلَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: أَيُّمَا أَكْبَرُ، أَنْتَ

(2)

أَمِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي

(3)

، وَأَنَا وُلِدْتُ قَبْلَهُ

(4)

.

5490 -

فأخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْخُزَاعِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا جَدِّي، ثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ

(5)

قَالَ: كَانَ الْعَبَّاسُ أَسَنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِثَلَاثِ سِنِينَ، أُتِيَ إِلَى أُمِّي

(6)

، فَقِيلَ لَهَا: وَلَدَتْ آمِنَةُ غُلَامًا، فَخَرَجَتْ بِي حِينَ أَصْبَحَتْ، آخِذَةً بِيَدِي حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهَا، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَمْصَعُ رِجْلَيْهِ فِي

(1)

هو: مسعود بن مالك، أبو رزين الأسدي الكوفي. من رجال التهذيب.

(2)

في (و): "أيما أنت أكبر".

(3)

في (ز) و (م): "منه".

(4)

إتحاف المهرة (6/ 488 - 6873).

(5)

في (و) و (ك): "الزبيري بكار".

(6)

قائل ذلك هو العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، أرسله عنه الزبير، فقد رواه ابن عساكر في تاريخه (26/ 282) من طريق أحمد بن سليمان الطوسي عن الزبير، وفيه: "بثلاث سنين، وسئل العباس بن عبد المطلب: بكم أنت أكبر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هو أكبر مني، وأنا أسن منه، مولده أبعد عقلي، أتي إلى أمي

".

ص: 539

عَرَصَتِهِ

(1)

، وَجَعَلَ النِّسَاءُ تُحَدِّثْنِي، ويَقُلْنَ: قَبِّلْ أَخَاكَ. قَالَ: وَمَاتَ الْعَبَّاسُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً

(2)

.

5491 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَهْ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُيُوخِهِ، أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ عَمَّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أُمُّهُ: نُتَيْلَةُ بِنْتُ جِنَابِ

(3)

بْنِ كُلَيْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَامِرٍ الْخَزْرَجِيَّةُ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ يُكْنَى: أَبَا الْفَضْلِ، وَكَانَ الْفَضْلُ أَكْبَرَ وَلَدِهِ

(4)

، وَكَانَ أَكْبَرَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِثَلَاثِ سِنِينَ، وَشَهِدَ الْعَبَّاسُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَتْحَ مَكَّةَ، وَحُنَيْنًا، وَالطَّائِفَ، وَتَبُوكَ، وَمَكَثَ مَعَهُ يَوْمَ حُنَيْنٍ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ حِينَ انْكَشَفَ النَّاسُ عَنْهُ

(5)

.

5492 -

قال ابْنُ عُمَرَ: ثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَيَاضِيُّ، أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ الْعَبَّاسُ مُعْتَدِلَ الْقَنَاةِ، وَكَانَ يُخْبِرُنَا عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ مَاتَ وَهُوَ أَعْدَلُ قَنَاةً مِنْهُ، وَتُوُفِّيَ الْعَبَّاسُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ اثْنتَيْنِ وَثَلَاثِينَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ فِي مَقْبَرَةِ بَنِي هَاشِمٍ

(6)

.

(1)

المصع: التحريك، والعرصة: كل موضع واسع لَا بناء فيه.

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 578 - 1).

(3)

في (م): "خباب"، وفي سائر النسخ بدون نقط، والمثبت من ضبط الدارقطني (1/ 466)، وابن ماكولا (2/ 137)، وطبقات ابن سعد (4/ 5).

(4)

في (ز) و (م): "أكبر من ولده".

(5)

إتحاف المهرة (6/ 488 - 6874).

(6)

إتحاف المهرة (6/ 488 - 6874).

ص: 540

5493 -

أخبرنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: أُمُّ الْعَبَّاسِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ نُتَيْلَةُ بِنْتُ جِنَابِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ، وُلِدَ الْعَبَّاسُ قَبْلَ الْفِيلِ بِثَلَاثِ سِنِينَ

(1)

.

5494 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثَنَا زُهَيْرٌ

(2)

، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ

(3)

قَالَ: أَعْتَقَ الْعَبَّاسُ عِنْدَ مَوْتِهِ سَبْعِينَ مَمْلُوكًا

(4)

.

(5)

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 443 - 8).

(2)

هو: زهير بن معاوية، أبو خيثمة، عن الليث بن أبي سليم.

(3)

في (و) و (ك) والإتحاف (6/ 488): "عن عبد الله بن عباس"، والمثبت من (ز) و (م)، وفضائل الصحابة للإمام أحمد (2/ 945).

(4)

ذكر الذهبي هذا الحديث في التلخيص في آخر مسند العباس.

(5)

إتحاف المهرة (6/ 488 - 6875).

ص: 541

‌ذِكْرُ إِسْلَامِ الْعَبَّاسِ رضي الله عنه وَاخْتِلَافِ الرِّوَايَاتِ فِي وَقْتِ إِسْلَامِهِ

5495 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ - مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ - ثَنَا أَبُو عِمْرَانَ

(1)

مُوسَى بْنُ هَارُونَ الْحَافِظُ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهُويَهْ. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَمُحَمَّدُ بْن نُعَيْمٍ، قَالُوا: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ

(2)

، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: كُنْتُ غُلَامًا لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكُنْتُ قَدْ أَسْلَمْتُ، وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الْفَضْلِ، وَأَسْلَمَ الْعَبَّاسُ، وَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلَامَهُ مَخَافَةَ قَوْمِهِ، وَكَانَ أَبُو لَهَبٍ قَدْ تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ، وَبَعَثَ مَكَانَهُ الْعَاصَ بْنَ هِشَامٍ، وَكَانَ لَهُ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَقَالَ لَهُ: اكْفِنِي هَذَا الْغَزْوَ، وَأَتْرُكُ لَكَ مَا عَلَيْكَ، فَفَعَلَ، فَلَمَّا جَاءَ الْخَبَرُ، وَكَبَتَ اللهُ أَبَا لَهَبٍ، وَكُنْتُ رَجُلًا ضعِيفًا أَنْحِتُ هَذِهِ الْأَقْدَاحَ في حُجْرَةٍ، فَوَاللهِ إِنِّي جَالِسٌ فِي الْحُجْرَةِ أَنْحِتُ أَقْدَاحِي، وَعِنْدِي أُمُّ الْفَضْلِ إِذِ الْفَاسِقُ أَبُو لَهَبٍ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ - أُرَاهُ قَالَ: عِنْدَ طُنْبِ الْحُجْرَةِ - وَكَانَ ظَهْرُهُ إِلَى ظَهْرِي، فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ. فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: هَلُمَّ

(1)

في (ك): "بن عمران".

(2)

هو: ابن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب. من رجال التهذيب.

ص: 542

إِلَيَّ يَا ابْنَ أَخِي، فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ حَتَّى جَلَسَ عِنْدَهُ، فَجَاءَ النَّاسُ، فَقَامُوا عَلَيْهِمَا، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، كَيْفَ كَانَ أَمَرُ النَّاسِ؟ فَقَالَ: لَا شَيْءَ، وَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ لَقِينَاهُمْ فَمَنَحْنَاهُمْ أَكْتَافَنَا يَقْتُلُونَنَا كَيْفَ شَاءُوا، وَيَأْسِرُونَنَا كَيْفَ شَاءُوا، وَايْمُ اللهِ مَا لُمْتُ النَّاسَ. قَالَ: وَلِمَ

(1)

؟ قَالَ: رَأَيْتُ رِجَالًا بِيضًا عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ، لَا وَاللهِ مَا تُلِيقُ شَيْئًا، وَلَا يَقُومُ لَهَا شَيْءٌ، قَالَ: فَرَفَعْتُ طَرْفَ

(2)

الْحُجْرَةِ، فَقُلْتُ: وَاللهِ تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ

(3)

، فَرَفَعَ أَبُو لَهَبٍ يَدَهُ، فَلَطَمَ وَجْهِي وَثَاوَرْتُهُ، فَاحْتَمَلَنِي فَضَرَبَ بِيَ الْأَرْضَ حَتَّى نَزَلَ

(4)

إِلَيَّ، فَقَامَتْ أُمُّ الْفَضْلِ فَاحْتَجَزَتْ، وَأَخَذَتْ عَمُودًا مِنْ عُمَدِ الْحُجْرَةِ، فَضَرَبَتْهُ بِهِ، فَفَلَقَتْ فِي رَأْسِهِ شَجَّةً مُنْكَرَةً، وَقَالَتْ: يَا عَدُوَّ اللهِ، اسْتَضْعَفْتَهُ، أَنْ رَأَيْتَ سَيِّدَهُ غَائِبًا عَنْهُ، فَقَامَ ذَلِيلًا، فَوَاللهِ مَا عَاشَ إِلَّا سَبْعَ لَيَالٍ حَتَّى ضَرَبَهُ اللهُ بِالْعَدَسَةِ

(5)

فَقَتَلَتْهُ، فَلَقَدْ تَرَكَهُ ابْنَاهُ لَيْلتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً مَا يَدْفِنَانِهِ

(6)

حَتَّى أَنْتَنَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لَابْنَيْهِ: أَلَا تَسْتَحِيَانِ، إِنَّ أَبَاكُمَا قَدْ أَنْتَنَ فِي بَيْتِهِ؟ فَقَالَا: إِنَّا نَخْشَى هَذِهِ الْقُرْحَةَ. وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَتَّقِي الْعَدَسَةَ كَمَا تَتَّقِي الطَّاعُونَ، فَقَالَ رَجُلٌ: انْطَلِقَا فَأَنَا مَعَكُمَا، قَالَ: فَوَاللهِ مَا غَسَّلُوهُ إِلَّا قَذْفًا بِالْمَاءِ عَلَيْهِ مِنْ بَعِيدٍ، ثُمَّ احْتَمَلُوهُ فَقَذَفُوهُ فِي أَعْلَى مَكَّةَ إِلَى

(1)

في (و) و (ك): "وكيف".

(2)

قوله: "طرف" ساقط من (ك).

(3)

في (و): "تلك والله الملائكة".

(4)

في (ك): "ترك".

(5)

قال ابن الأثير (3/ 190): "هي بثرة تشبه العدسة، تخرج في مواضع من الجسد، من جنس الطاعون، تقتل صاحبها غالبا".

(6)

في (ك): "ما يدفناه".

ص: 543

جِدَارٍ، وَقَذَفُوا عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ

(1)

.

5496 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه قَدْ أَسْلَمَ، وَأَقَامَ عَلَى سِقَايَتِهِ وَلَمْ يُهَاجِرْ

(2)

.

5497 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ، ح وَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ بِبَغْدَادَ، ثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الطَّيَالِسِيُّ، ح وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالُوا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُحَمَّدُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمَّارِ الدُّهْنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: حَمَلَنِي خَالِي جَدُّ بْنُ قَيْسٍ وَمَا أَقْدِرُ أَنْ أَرْمِيَ بِحَجَرٍ فِي السَّبْعِينَ رَاكِبًا مِنَ الأَنْصَارِ، الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ، فَقَالَ:"يَا عَمُّ، خُذْ لِي عَلَى أَخْوَالِكَ". فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، سَلْ لِرَبِّكَ وَلِنَفْسِكَ مَا شِئْتَ. فَقَالَ:"أَمَّا الَّذِي أَسْأَلُكُمْ لِنَفْسِي، فَتَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَمْوَالَكُمْ وَأَنْفُسَكُمْ". قَالُوا: فَمَا لَنَا إِذَا فَعَلْنَا ذَلِكَ؟ قَالَ: "الْجَنَّةُ"

(3)

.

هَذِهِ الرِّوَايَاتُ كُلُّهَا بِلَفْظٍ وَاحِدٍ، وَفِي حَدِيثِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ، حَدَّثَنَا

(1)

إتحاف المهرة (14/ 245 - 17708).

(2)

إتحاف المهرة (19/ 233 - 24711).

(3)

إتحاف المهرة (3/ 490 - 3543).

ص: 544

مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ إِلَّا مِنْهُ، هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَيْسَ لِلْعَبَّاسِيَّةِ رضي الله عنهم فِي تَقَدُّمِ إِسْلَامِ الْعَبَّاسِ أَصَحُّ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ.

5498 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عُمَرَ

(1)

الْعُطَارِدِيُّ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنِي أَبُو رَافِعٍ: كُنَّا آلَ الْعَبَّاسِ قَدْ دَخَلْنَا الْإِسْلَامَ، وَكُنَّا نَسْتَخْفِي إِسْلَامَنَا، وَكُنْتُ غُلَامًا لِلْعَبَّاسِ أَنْحِتُ الْأَقْدَاحَ، فَلَمَّا سَارَتْ قُرَيْشٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ جَعَلْنَا نَتَوَقَّعُ الْأَخْبَارَ، فَقَدِمَ عَلَيْنَا الضَّمَانُ

(2)

الْخُزَاعِيُّ بِالْخَبَرِ، فَوَجَدْنَا فِي أَنْفُسِنَا قُوَّةً وَسَرَّنَا مَا جَاءَنَا مِنَ الْخَبَرِ مِنْ ظُهُورِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَاللهِ إِنِّي لَجَالِسٌ فِي صُفَّةِ زَمْزَمَ أَنْحِتُ الْأَقْدَاحَ، وَعِنْدِي أُمُّ الْفَضْلِ جَالِسَةٌ، وَقَدْ سَرَّنَا مَا جَاءَنَا مِنَ الْخَبَرِ مِنْ ظُهُورِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَبَلَغَنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَقْبَلَ الْخَبِيثُ أَبُو لَهَبٍ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ قَدْ أكْبَتَهُ اللهُ وَأَخْزَاهُ؛ لِمَا جَاءَهُ مِنَ الْخَبَرِ حَتَّى جَلَسَ عَلَى طُنْبِ الْحُجْرَةِ، وَقَالَ النَّاسُ: هَذَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ قَدْ قَدِمَ وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو لَهَبٍ: هَلُمَّ إِلَيَّ يَا ابْنَ أَخِي. فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ النَّاسِ. قَالَ: نَعَمْ،

(1)

كذا في النسخ الخطية كلها: "عمر"، وليست في الإتحاف ولا دلائل النبوة (3/ 145) عن المصنف، وصوابه:"ابن عمير"، فهو: أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن عمير بن عطارد الكوفي. من رجال التهذيب.

(2)

قوله: "الضمان" غير موجود في (و) و (ك)، ومضبب عليه في (ز)، وفي الدلائل:"الحيسمان".

ص: 545

وَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ لَقِينَا الْقَوْمَ، فَمَنَحْنَاهُمْ أَكْتَافَنَا يَضَعُونَ السِّلَاحَ مِنَّا حَيْثُ شَاءُوا، وَوَاللهِ مَعَ ذَلِكَ مَا لُمْتُ النَّاسَ، لَقِينَا رِجَالًا بِيضًا عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ، وَاللهِ مَا تُبْقِي شَيْئًا. قَالَ: فَرَفَعْتُ طُنْبَ الْحُجْرَةِ، فَقُلْتُ: تِلْكَ وَاللهِ الْمَلَائِكَةُ. قَالَ: فَرَفَعَ أَبُو لَهَبٍ يَدَهُ، فَضَرَبَ وَجْهِي ضَرْبَةً مُنْكَرَةً، وَثَاوَرْتُهُ، وَكُنْتُ رَجُلًا ضَعِيفًا، فَاحْتَمَلَنِي، فَضَرَبَ بِيَ الْأَرْضَ، وَبَرَكَ عَلَى صَدْرِي، وَضَرَبَنِي، وَتَقُومُ أُمُّ الْفَضْلِ إِلَى عَمُودٍ مِنْ عُمْدِ الْخَيْمَةِ

(1)

فَأَخَذَتْهُ، وَهِيَ تَقُولُ: اسْتَضْعَفْتَهُ أَنْ غَابَ عَنْهُ سَيِّدُهُ، وَتَضْرِبُهُ بِالْعَمُودِ عَلَى رَأْسِهِ، وَتُدْخِلُهُ

(2)

شَجَّةً مُنْكَرَةً، وَقَامَ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ ذَلِيلًا، وَرَمَاهُ اللهُ بِالْعَدَسَةِ، فَوَاللهِ مَا مَكَثَ إِلَّا سَبْعًا حَتَّى مَاتَ، فَلَقَدْ تَرَكَهُ ابْنَاهُ فِي بَيْتِهِ ثَلَاثًا، مَا يَدْفِنَانِهِ حَتَّى أَنْتَنَ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَتَّقِي هَذِهِ الْعَدَسَةَ كَمَا تَتَّقِي الطَّاعُونَ، حَتَّى قَالَ لَهُمَا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: وَيْحَكُمَا، أَلَا تَسْتَحِيَانِ، إِنَّ أَبَاكُمَا قَدْ أَنْتَنَ فِي بَيْتِهِ لَا تَدْفِنَانِهِ، فَقَالَا: إِنَّنَا نَخْشَى عَدْوَى هَذِهِ الْقُرْحَةِ. فَقَالَ: انْطِلِقَا، فَأنَا أُعِينُكُمَا عَلَيْهِ. فَوَاللهِ مَا غَسَّلُوهُ إِلَّا قَذْفًا بِالْمَاءِ عَلَيْهِ مِنْ بَعِيدٍ مَا يَدْنُونَ مِنْهُ، ثُمَّ احْتَمَلُوهُ إِلَى أَعْلَى مَكَّةَ فَأَسْنَدُوهُ إِلَى جِدَارٍ، ثُمَّ رَضَفُوا عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ

(3)

.

5499 -

وأخبرني أَبُو أَحْمَدَ التَّمِيمِيُّ

(4)

، ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو

(1)

في (و) و (ك): "الحجرة".

(2)

في (ك): "فتدخله".

(3)

إتحاف المهرة (14/ 245 - 17708).

(4)

هو: الحسين بن علي بن محمد بن يحيى.

ص: 546

رَافِعٍ: كُنْتُ غُلَامًا لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ الْإِسْلَامُ دَخَلَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، فَأَسْلَمَ الْعَبَّاسُ، وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الْفَضْلِ، وَأَسْلَمْتُ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ يَهَابُ قَوْمَهُ، وَيَكْرَهُ خِلَافَهُمْ، وَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلَامَهُ

(1)

.

(2)

وَلَمْ يَزِدْ

(3)

أَبُو أَحْمَدَ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ عَلَى هَذَا الْمَتْنِ، وَأَتَى بِهِ مُرْسَلًا. هَذَا الَّذِي انْتَهَى إِلَيْنَا مِنَ الْأَخْبَارِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى تَقَدَّمِ إِسْلَامِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَبْلَ بَدْرٍ، فَاسْمَعِ الْآنَ الْأَخْبَارَ الَّتِي تُضَادُّهَا.

5500 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ العَدْلُ، ثَنَا الحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقَبَّانِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ السَّرِيُّ، وَصَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، قَالُوا: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رِجَالًا مِنَ الْأَنْصَارِ اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: ائْذَنْ لَنَا فَنَتْرُكَ لَابْنِ أُخْتِنَا الْعَبَّاسِ فِدَاءَهُ، فَقَالَ:"وَاللهِ لَا تَذَرُونَ دِرْهَمًا"

(4)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(5)

.

5501 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: حسين واه".

(2)

إتحاف المهرة (14/ 245 - 17708).

(3)

في (و) و (ك): "لم يزد".

(4)

إتحاف المهرة (2/ 303 - 1763).

(5)

بل أخرجه البخاري (5/ 85) من حديث محمد بن فليح به، وفي (3/ 147) و (4/ 69) من حديث إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن موسى به.

ص: 547

الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا بَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ فِي فِدَاءِ أَسْرَاهُمْ، بَعَثَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي فِدَاءِ أَبِي الْعَاصِ، وَبَعَثَتْ فِيهِ بِقِلَادَةٍ كَانَتْ خَدِيجَةُ أَدْخَلَتْهَا بِهَا عَلَى أَبِي الْعَاصِ حِينَ بَنَى عَلَيْهَا، فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَقَّ رِقَّةً شَدِيدَةً، وَقَالَ:"إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا، وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لهَا فَافْعَلُوا". قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. وَرُدُّوا عَلَيْهَا

(1)

الَّذِي لَهَا. قَالَ: وَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ مُسْلِمًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللهُ

(2)

أَعْلَمُ بِإِسْلامِكَ، فَإِنْ يَكُنْ كَمَا تَقُولُ فَاللهُ يَجْزِيكَ، فَافْدِ نَفْسَكَ وَابْنَيْ أَخَوَيْكَ: نَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَحَلِيفَكَ عُتْبَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ جَحْدَمٍ أَخُو

(3)

بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ". فَقَالَ: مَا ذَاكَ عِنْدِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "فَأَيْنَ الْمَالُ الَّذِي دَفَنْتَ أَنْتَ وَأُمُّ الْفَضْلِ، فَقُلْتَ لَهَا: إِنْ أُصِبْتُ فَهَذَا الْمَالُ لِبَنِيَّ

(4)

: الْفَضْلِ، وَعَبْدِ اللهِ، وَقُثَمَ؟ ". فَقَالَ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَشْهَدُ

(5)

أَنَّكَ رَسُولُهُ، إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ مَا عَلِمَهُ أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُ أُمِّ الْفَضْلِ، فَاحْسِبْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَصَبْتُمْ مِنِّي عِشْرِينَ أُوقِيَّةً مِنْ مَالٍ كَانَ مَعِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَفْعَلْ". فَفَدَى الْعَبَّاسُ نَفْسَهُ، وَابْنَيْ أَخَوَيْهِ وَحَلِيفَهُ، وَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ

(1)

في (ز): "عليه".

(2)

لفظ الجلالة: "الله" غير موجود في (ك).

(3)

كذا في النسخ الخطية كلها: "أخو" بالواو، والصحيح:"أخا" منصوبة بالألف على أنه بدل من حليفك مفعول: افد.

(4)

في (و): "لابني".

(5)

قوله: "إني أشهد" ساقط من (و) و (ك).

ص: 548

الأُسَارَى

(1)

إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

(2)

. فَأعْطَانِي مَكَانَ الْعِشْرِينِ الْأُوقِيَّةِ فِي الْإِسْلَامِ عِشْرِينَ عَبْدًا كُلَّهُمْ فِي يَدِهِ مَا يَضْرِبُ بِهِ مَعَ مَا أَرْجُو مِنْ مَغْفِرَةِ اللهِ عز وجل

(3)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5502 -

أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، ثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُجِلُّ الْعَبَّاسَ إِجْلَالَ الْوَلَدِ وَالِدَهُ، خَاصَّةً خَصَّ اللهُ الْعَبَّاسَ بِهَا

(4)

مِنْ

(5)

بَيْنِ النَّاسِ

(6)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5503 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ

(7)

، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ

(1)

هذه قراءة أبي عمرو وأبي جعفر، وفي (ك):"الأسرى" كما في قراءة حفص.

(2)

سورة الأنفال (آية: 70).

(3)

إتحاف المهرة (16/ 1133 - 21763)، ويحيى بن عباد ثقة، لكن لم يخرج له مسلم، وقد مر برقم (4350) و (5103)، وسيأتي برقم (7054).

(4)

في (و): "خص الله بها العباس".

(5)

قوله: "من" ساقط من (ك).

(6)

إتحاف المهرة (7/ 691 - 8767) ورواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة (2/ 936)، والبغوي في معجم الصحابة (4/ 382) عن داود بن عمرو الضبي، وابن عساكر في تاريخ دمشق (26/ 334) من طريق بكار بن محمد بن الجارست المدني، فقالا: عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن محمد بن عقبة - وفي رواية عبد الله بن أحمد ورواية للبغوي: موسى بن عقبة - عن كريب مولى ابن عباس، مرسلا.

(7)

في (و): "عبد الله الأصبهاني".

ص: 549

مِهْرَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى

(1)

، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْعَبَّاسُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ"

(2)

. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5504 -

أخبرني أَبُو قُتيْبَةَ سَلْمُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَدَمِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ

(3)

مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَبِيرِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَنْبَسَةَ الْوَرَّاقُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ

(4)

بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَكَ مِنَ

(5)

اللهِ حَتَّى تَرْضَى"

(6)

. هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ

(7)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

(1)

هو: ابن عامر الثعلبي. من رجال التهذيب.

(2)

إتحاف المهرة (7/ 169 - 7551)، وسيأتي قريبا (5531).

(3)

قوله: "بن" ساقط من (و) و (ك).

(4)

في (م) ونسخة من التلخيص، ومختصر استدراك الذهبي لابن الملقن (4/ 1997):"عبد الله".

(5)

كذا في النسخ الخطية كلها ومختصر استدراك الذهبي، وفي التلخيص بياض قبل:"لك من"، وأثبت محققوا الطبعة الهندية مكانه:"يا أبا الفضل"، وليس ذلك في شيء من النسخ، وروى ابن عساكر هذا الحديث في تاريخه (26/ 340) من طريق عبد العزيز بن الخطاب عن علي بن هاشم به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس:"ولك يا عم من الله حتى ترضى".

(6)

هذا الحديث غير موجود في الإتحاف.

(7)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: محمد واه".

ص: 550

5505 -

أخبرني أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: كُنْتُ يَوْمًا فِي الْمَسْجِدِ، فَأَقْبَلَ أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ: إِنَّ للهِ عَلَيَّ إِنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدًا سَاجِدًا أَنْ أَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ. فَخَرَجْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ أَبِي جَهْلٍ، فَخَرَجَ غَضْبَانَ حَتَّى جَاءَ الْمَسْجِدَ، فَعَجِلَ أَنْ يَدْخُلَ مِنَ الْبَابِ، فَاقْتَحَمَ الْحَائِطَ، فَقُلْتُ: هَذَا يَوْمُ شَرٍّ. فَاتَّزَرْتُ، ثُمَّ اتَّبَعْتُهُ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ

(1)

يَقْرَأُ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)} . فَلَمَّا بَلَغَ شَأْنَ أَبِي جَهْلٍ: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7)} . قَالَ إِنْسَانٌ لِأَبِي جَهْلٍ: يَا أَبَا الْحَكَمِ، هَذَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم

(2)

-. فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: أَلَا تَرَوْنَ مَا أَرَى، وَاللهِ لَقَدْ سُدَّ أُفُقَ السَّمَاءِ عَلَيَّ. فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم آخِرَ السُّورَةِ سَجَدَ

(3)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(4)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5506 -

حدثنا الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ

(1)

قوله: "وهو" غير موجود في (و) و (ك) والتلخيص، ومضبب عله في (ز).

(2)

في (ز) و (م): "هذا محمد رسول الله"، وضبب ناسخ (ز) على:"رسول الله" وفيهما وفي (و) و (ك) زيادة: "صلى الله علي وسلم"، وكلاهما ليسا في التلخيص ولا دلائل النبوة للبيهقي (2/ 191) عن المصنف به.

(3)

إتحاف المهرة (6/ 485 - 6867).

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: فيه عبد الله بن صالح وليس بعمدة، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك".

ص: 551

أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ فِي آخَرِينَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ، ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ

(1)

، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، مَوْلَى الْعَبَّاسِ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ رضي الله عنه، يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ

(2)

، فَقَالَ لِي:"انْظُرْ، هَلْ تَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ شَيْءٍ؟ ". قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "مَا تَرَى؟ ". قُلْتُ: الثُّرَيَّا فَقَالَ

(3)

: "أَمَا إِنَّهُ يَمْلِكُ

(4)

هَذِهِ الأُمَّةَ بِعَدَدِهَا مِنْ صُلْبِكَ"

(5)

.

هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ، عَنِ اللَّيْثِ، وَإِمَامُنَا أَبُو زَكَرِيَّا رحمه الله لَوْ لَمْ يَرْضَهُ

(6)

لَمَا حَدَّثَ عَنْهُ بِمِثْلِ هَذَا الْحَديثِ

(7)

.

5507 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ العَدْلُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ القَاضِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي زَمَانِ الْقَيْظِ، فَنَزَلَ مَنْزِلَا، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ، فَقَامَ الْعَبَّاسُ بْنُ

(1)

هو: حيى بن هانئ بن ناضر المصري المعافري. من رجال التهذيب.

(2)

في التلخيص بنسخه: "ذات يوم".

(3)

في (و) و (ك): "فقلت".

(4)

في (ز) و (م): "يهلك"!.

(5)

إتحاف المهرة (6/ 489 - 6876).

(6)

في (و) و (ك): "يضره".

(7)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: لم يصح هذا"، نقول: قال ابن الجنيد عن ابن معين في عبيد بن أبي قرة: لَا بأس به، وقال أبو حاتم الرازي: صدوق، ووثقه ابن حبان، وقال البخاري: لَا يتابع على حديثه، وقال العقيلي: حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا به، واستنكره عليه أيضًا ابن عدي.

ص: 552

عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَسَتَرَهُ بِكِسَاءٍ مِنْ صُوفٍ، قَالَ سَهْلٌ: فَنَظَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ جَانِبِ الْكِسَاءِ، وَهوَ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَهُوَ يَقُولُ:"اللَّهُمُ اسْتُرِ الْعَبَّاسَ وَوَلَدَهُ مِنَ النَّارِ"

(1)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5508 -

أخبرني مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْفَحَّامُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ أبِيهِ، [عَنْ]

(3)

عَبْدِ اللهِ بْنِ حَارِثَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ صَفْوَانُ بْنُ خَلَفِ بْنِ أُمَيَّةَ

(4)

الْجُمَحِيُّ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا أَبَا وَهْبٍ، عَلَى مَنْ نَزَلْتَ؟ ". قَالَ: عَلَى الْعَبَّاسِ. قَالَ: "نَزَلْتَ عَلَى أَشَدِّ قُرَيْشٍ لِقرَيْشٍ حُبًّا"

(5)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

(1)

إتحاف المهرة (6/ 119 - 6229).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: إسماعيل ضعفوه"، وقال البخاري: منكر الحديث.

(3)

ما بين المعقوفين غير موجود في (ز) و (م)، وسقط هذا الحديث بتمامه وما بعده إلى حديث (5513) من (و) و (ك)، ولم يورد الحافظ هذه الأحاديث أيضًا في الإتحاف أي أنها كانت ساقطة من نسخته أيضًا.

(4)

كذا في النسخ الخطية كلها، وهو خطأ، وإنما هو: صفوان بن أمية بن خلف، كما في مصادر تخريج الحديث المشار إليها في الحاشية السابقة، وكما في مصادر ترجمته.

(5)

رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 263)، والطبراني في المعجم الكبير (13/ 131)، والدولابي في الكنى والأسماء (1/ 282) وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 118) من طريق ابن أبي أويس وإبراهيم بن المنذر عن محمد بن طلحة بن عبد الرحمن التيمي به.

ص: 553

5509 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْخَزَّازُ، ثَنَا عَمُّ أَبِي زَحْرُ بْنُ حِصْنٍ، عَنْ جَدِّهِ حُمَيْدِ بْنِ مُنْهِبٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي خُرَيْمَ بْنَ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لَامٍ يَقُولُ: هَاجَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُنْصَرَفَهُ مِنْ تَبُوكَ، فَأَسْلَمْتُ، فَسَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَمْتَدِحَكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"قُلْ لَا يُفْضِضُ اللهُ فَاكَ". قَالَ: فَقَالَ الْعَبَّاسُ:

مِنْ قَبْلِهَا طِبْتَ فِي الظِّلَالِ وَفِي

مُسْتَوْدَعِ حِينَ يُخْصَفُ الْوَرَقُ

ثُمَّ هَبَطْتَ الْبِلَادَ لَا بَشَرٌ

أَنْتَ وَلَا مُضْغَةٌ وَلَا عَلَقُ

بَلْ نُطْفَةً تَرْكَبُ السَّفِينَ وَقَدْ

أَلْجَمَ نَسْرًا وَأَهْلَهُ الْغَرَقُ

تُنْقَلُ مِنْ صَالبٍ إِلَى رَحِمٍ

إِذَا مَضَى عَالَمٌ بَدَا طَبَقُ

حَتَّى احْتَوَى بَيْتَكَ الْمُهَيْمِنُ مِنْ

خِنْدِفَ عَلْيَاءَ تَحْتَهَا النُّطُقُ

وَأَنْتَ لَمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ الْأَ

رْضُ وَضَاءَتْ بِنُورِكَ الْأُفُقُ

فَنَحْنُ فِي ذَلِكَ الضِّيَاءِ وَفِى

النُّورِ وَسُبِلِ الرَّشَادِ نَخْتَرِقُ

(1)

(2)

هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ رُوَاتُهُ الْأَعْرَابُ عَنْ آبَائِهِمْ، وَأَمْثَالُهُمْ مِنَ الرُّوَاةِ لَا يُضَعَّفُونَ.

5510 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(3)

، حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ

(1)

في نسخة من التلخيص: "تخترق"، وفي نسخة الذهبي:"نحترق".

(2)

لم يورده الحافظ في الإتحاف، وزحر بن حصن لم يرو عنه غير زكريا بن يحيى الطائي، وانظر حديث رقم (5385).

(3)

في (ز) و (م): "الزبيري"، والمثبت من التلخيص.

ص: 554

الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قال: قَالَ الْعَبَّاسُ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَلَزِمْتُ أَنَا، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ نُفَارِقْهُ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ بَيْضَاءَ، أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ بْنُ نُفَاثَةَ الْجُذَامِيُّ، فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارُ وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ، فَطَفِقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْكُضُ بِبَغْلَتِهِ

(1)

قِبَلَ الْكُفَّارِ، قَالَ الْعَبَّاسُ: وَأَنَا آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكُفُّهَا إِرَادَةَ أَنْ لَا يُسْرِعَ، وَأَبُو سُفْيَانَ آخِذٌ بِرِكَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَيْ عَبَّاسُ، نَادِ أَصْحَابَ السَّمُرَةِ". قَالَ: فَوَاللهِ لَكَأنَّمَا عَطَفْتُهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَةَ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلَادِهَا، فَقَالُوا: يَا لَبَّيْكَاهُ، يَا لَبَّيْكَاهُ. قَالَ: فَاقْتَتَلُوا هُمْ وَالْكُفَّارُ، وَالدَّعْوَةُ فِي الْأَنْصَارِ، يَقُولُونَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ. ثُمَّ قَصُرَتِ الدَّعْوَةُ عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَقَالُوا: يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ كَالْمُتَطَاوِلِ عَلَيْهَا إِلَى قِتَالِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ". قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَصَيَاتٍ، فَرَمَى بِهِنَّ فِي وُجُوهِ الْكُفَّارِ، ثُمَّ قَالَ:"انْهَزَمُوا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ". فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ، فَإِذَا الْقِتَالُ عَلَى هَيْئَتِهِ فِيمَا أَرَى، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَمَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحَصَيَاتِهِ، فَمَا زِلْتُ أَرَى حَدَّهُمْ

(2)

كَلِيلًا وَأَمْرَهُمْ مُدْبِرًا

(3)

.

(1)

في (م) والتلخيص: "بغلته".

(2)

في (ز) و (م): "جدهم" بالجيم، والمثبت من التلخيص، ودلائل النبوة للبيهقي (5/ 137) عن المصنف به، وقال ابن الأثير في النهاية (4/ 189):"وفي حديث حنين: فما زلت أرى حدهم كليلا، كل السيف يكل كلالا فهو كليل، إذا لم يقطع. وطرف كليل، إذا لم يحقق المنظور".

(3)

إتحاف المهرة (6/ 481 - 6856) وفاته هذا الموضع، وقد تقدم برقم (5187).

ص: 555

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(1)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5511 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْن مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ، ثَنَا أَبُو سُهَيْلِ

(2)

بْنُ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُجَهِّزُ، أَوْ كَانَ يَعْرِضُ جَيْشًا بِنَقِيعِ الْجَبَلِ، فَاطَّلَعَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"هَذَا الْعَبَّاسُ عَمُّ نَبِيِّكُمْ، أَجْوَدُ قُرَيْشٍ كَفًّا، وَأَحْنَاهُ عَلَيْهَا"

(3)

. هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ

(4)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5512 -

وقد حدثناه الشَّيِخُ أَبُو بَكرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرِ بْن دَاوُدَ الزَّاهِدُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْن الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ، ثَنَا أَبُو سُهَيْلِ

(5)

بْنُ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُجَهِّزُ جَيْشًا، فَنَظَرَ إِلَى الْعَبَّاسِ، فَقَالَ:"هَذَا الْعَبَّاسُ عَمُّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ قُرَيْشٍ كَفًّا وَأَوْصَلُهَا لَهَا"

(6)

.

(7)

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: أخرجه مسلم"(5/ 166).

(2)

في (ز) و (م): "أبو سهل"، والمثبت من الإتحاف، وهو: أبو سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي.

(3)

إتحاف المهرة (5/ 123 - 5040) وفاته عزوه للمصنف.

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: فيه يعقوب بن محمد الزهري، ولكنه ساقه أيضًا من حديث أحمد بن صالح متابعا".

(5)

في (ز) و (م): "أبو سهل"! كذلك.

(6)

هنا ينتهي السقط الواقع في (و) و (ك)، والذي ابتدأ من أول حديث رقم (5508).

(7)

إتحاف المهرة (5/ 123 - 5040) وفاته عزوه للمصنف.

ص: 556

5513 -

أخبرني

(1)

أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْن أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى

(2)

، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا ذَكَرَ أَبَا الْعَبَّاسِ، فَنَالَ مِنْهُ، فَلَطَمَهُ الْعَبَّاسُ فَاجْتَمَعُوا، فَقَالُوا: وَاللهِ لَيُلْطَمَنَّ

(3)

الْعَبَّاسُ كَمَا لَطَمَهُ. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخَطَبَ، فَقَالَ:"مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ عَلَى اللهِ؟ ". قَالُوا: أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: "فَإِنَّ الْعَبَّاسَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، لَا تَسُبُّوا أَمْوَاتَنَا فَتُؤْذُوا بِهِ الأَحْيَاءَ"

(4)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5514 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضلِ الْبَجَلِيُّ، ثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَبَّاسِ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَقَدْ تَحَلَّقَتْ عِنْدَهُ بُطُونُ قُرَيْشٍ، فَسَأَلَهُ مُعَاوِيَةُ عَنْ آبَائِهِمْ، إِلَى أَنْ قَالَ: فَمَا تَقُولُ فِي أَبِيكَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فَقَالَ: رَحِمَ اللهُ أَبَا الْفَضْلِ، كَانَ وَاللهِ عَمَّ نَبِيِّ اللهِ، وَقُرَّةَ عَيْنِ رَسُولِ اللهِ، سَيِّدُ الْأَعْمَامِ وَالْأَخْدَانِ، جَدُّ الْأَجْدَادِ، وآبَاؤُهُ الْأَجْوَادُ، وَأَجْدَادُهُ الْأَنْجَادُ، لَهُ عِلْمٌ بِالْأُمُورِ، قَدْ زَانَهُ حَلِمٌ، وَقَدْ عَلَاهُ فَهْمٌ، كَانَ يَكْسِبُ حِيَالَهُ كُلُّ مُهَنَّدٍ، وَيَكْسِبُ لِرَأْيِهِ كُلُّ مُخَالِفٍ رِعْدِيدٍ، تَلَاشَتِ الْأَخْدَانُ عِنْدَ ذِكْرِ فَضِيلَتِهِ، وَتَبَاعَدَتِ الْأَنْسَابُ عِنْدَ ذِكْرِ عَشِيرَتِهِ، صَاحِبُ

(1)

في (و) و (ك): "حدثنا".

(2)

هو: ابن عامر الثعلبي. من رجال التهذيب.

(3)

كذا في (ز) و (م)، وفي التلخيص:"لنلطمن"، وغير منقوطة في (و) و (ك).

(4)

إتحاف المهرة (7/ 169 - 7551)، وقد تقدم مختصرا برقم (5503).

ص: 557

الْبَيْتِ وَالسِّقَايَةِ وَالنَّسَبِ وَالْقَرَابَةِ، وَلِمَ لَا يَكُونُ كَذَلِكَ؟ وَكَيْفَ لَا يَكُونُ كَذَلِكَ؟ وَمُدَبِّرُ سِيَاسَتِهِ أَكْرَمُ مَنْ دَبَّرَ، وَأَفْهَمُ مَنْ مشَى

(1)

مِنْ

(2)

قُرَيْشٍ وَرَكِبَ

(3)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجْهُ.

5515 -

أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ سَهْلِ بْنِ كَثِيرٍ، ثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى

(4)

الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ الْعَلَاءَ ابْنَ الْحَضْرَمِيِّ بَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْبَحْرَيْنِ بِثَمَانِينَ أَلْفًا، فَمَا أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَالٌ أَكْثَرُ مِنْهُ لَا قَبْلَهَا، وَلَا بَعْدَهَا، فَأَمَرَ بِهَا، فَنُثِرَتْ عَلَى حَصِيرٍ، وَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمِيلُ عَلَى الْمَالِ قَائِمًا، فَجَاءَ النَّاسُ وَجَعَلَ يُعْطِيهِمْ، وَمَا كَانَ يَوْمَئِذٍ عَدَدٌ، وَلَا وَزْنٌ، مَا كَانَ إِلَّا قَبْضًا، فَجَاءَ الْعَبَّاسُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَعْطَيْتُ فِدَائِي وَفِدَاءَ عَقِيلٍ يَوْمَ بَدْرٍ، وَلَمْ يَكُنْ لِعَقِيلٍ مَالٌ، أَعْطِنِي مِنْ هَذَا الْمَالِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"خُذْ". فَحَثَى فِي خَمِيصَةٍ كَانَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَهَبَ يَنْصَرِفُ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ

(5)

: يَا رَسُولَ اللهِ، ارْفَعْ عَلَيَّ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَقُولُ: "أَمَّا أَحَدُ

(6)

مَا وَعَدَ اللهُ فَقَدْ

(1)

في التلخيص: "نشا".

(2)

قوله: "من" ساقط من (و) و (ك).

(3)

إتحاف المهرة (7/ 400 - 8064).

(4)

كذا، قال الحافظ في الإتحاف:"ولم يقل عن أبي بردة"، وزاده بينهما الحسين بن الحسن الأهوازي في الرواية التالية.

(5)

في (و) و (ك): "قال"، وفي التلخيص:"وقال".

(6)

في التلخيص: "أخذ"!.

ص: 558

أَنْجَزَ لِي، وَلَا أَدْرِي الأُخْرَى:{قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ}

(1)

. هَذَا خَيْرٌ مِمَّا أُخِذَ مِنِّي، وَلَا أَدْرِي مَا يُصْنَعُ فِي الْمَغْفِرَةِ"

(2)

.

5516 -

أخبرنيه أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَا عَبْدَانُ الْأَهْوَزِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَارِثِ

(3)

الْأَهْوَازِيُّ، ثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى؛ أَنَّ الْعَلَاءَ ابْنَ الْحَضْرَمِيِّ بَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ

(4)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5517 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: ثَنَاهُ مُوسَى بْنُ دَاودَ الضَّبِّيُّ، ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ

(5)

(1)

سورة الأنفال (آية: 70).

(2)

إتحاف المهرة (10/ 102 - 12349).

(3)

كذا في النسخ الخطية كلها، والصواب:"الحسن بن الحارث"، كما في حديث رقم (276)، والعديد من الأسانيد، ولم نجد من خصه بترجمة.

(4)

إتحاف المهرة (10/ 102 - 12349)، والحسن بن الحارث لم ندر ما حاله، وخالفه أبو أسامة حماد بن أسامة عند ابن أبي شيبة (19/ 523)، وعمرو بن عاصم الكلابي عند الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 503) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (16/ 294) فروياه عن سليمان عن حميد مرسلا، وموسى بن سهل بن كثير الوشاء - صاحب الرواية السابقة - قال المصنف عن الدارقطني: ضعيف لَا يحتج به، وخالفه ابن سعد في الطبقات (4/ 14) فرواه عن أبي النضر هاشم بن القاسم عن سليمان عن حميد مرسلا كذلك، وانظر فتح الباري (1/ 615).

(5)

في (و): "بشير".

ص: 559

الْخَثْعَمِيِّ

(1)

، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَقْبَلَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ، وَلَهُ ضَفِيرَتَانِ وَهُوَ أَبْيَضُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَبَسَّمَ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَضْحَكَكَ، أَضْحَكَ اللهُ سِنَّكَ؟ فَقَالَ:"أَعْجَبَنِي جَمَالُ عَمِّ النَّبِيِّ". فَقَالَ الْعَبَّاسُ: مَا الْجَمَالُ فِي الرِّجَالِ؟ قَالَ: "اللِّسَانُ"

(2)

.

(3)

5518 -

أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ الْعَبَّاسُ بِالْمَدِينَةِ، فَطَلَبَتِ الْأَنْصَارُ ثَوْبًا يُلْبِسُونَهُ، فَلَمْ يَجِدُوا قَمِيصًا يَصْلُحُ عَلَيْهِ إِلَّا قَمِيصَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ، فَكَسَوْهُ إِيَّاهُ، قَالَ جَابِرٌ: وَكَانَ الْعَبَّاسُ أَسِيرَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ، وَإِنَّمَا أُخْرِجَ كَرْهًا، فَحُمِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكَسَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ قَمِيصَهُ؛ فَلِذَلِكَ كَفَّنَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي قَمِيصِهِ مُكَافَأَةً لِمَا فَعَلَ بِالْعَبَّاسِ

(4)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5519 -

فحدثني عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ

(5)

، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَمَّا أُسِرَ

(1)

كذا في النسخ الخطية كلها والإتحاف، والصواب: عمر بن بشر الخثعمي، وانظر: فضائل الصحابة لأحمد (2/ 917)، والغيلانيات (ص 268)، وتاريخ دمشق (26/ 345).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "مرسل".

(3)

إتحاف المهرة (19/ 300 - 24895).

(4)

إتحاف المهرة (3/ 557 - 3733).

(5)

هو: محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني. من رجال التهذيب.

ص: 560

الْعَبَّاسُ لَمْ يُوجَدْ لَهُ قَمِيصٌ يَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلَّا قَمِيصَ ابْنِ أُبَيٍّ

(1)

. وَهَذَا صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.

5520 -

وحدثنا

(2)

أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ عِيسَى الْهَاشِمِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى الْهَاشِمِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، فَرَأَيْتُ لَهُ جُمَّةً، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى حُسْنِهَا، فَقَالَ: كَانَ لِأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ جُمَّةٌ، وَحَدَّثَنِي أَنَّ أَبَاهُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللهِ كَانَتْ لَهُ جُمَّةٌ، وَحَدَّثَنِي أَنَّ أَبَاهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْعَبَّاسِ

(3)

كَانَتْ لَهُ جُمَّةٌ، وَحَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ لَهُ جُمَّةٌ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَكَانَتْ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ جُمَّةٌ، وَكَانَتْ

(4)

لَعَبْدِ الْمُطَّلِبِ جُمَّةٌ، وَكَانَ لِهَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ جُمَّةٌ، فَقُلْتُ لِأَبِي: إِنِّي لَأَعْجَبُ مِنْ حُسْنِهَا، فَقَالَ: ذَلِكَ نُورُ الْخِلَافَةِ.

قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: إِنَّ اللهَ إِذْا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقًا لِلْخِلَافَةِ، مَسَحَ يَدَهُ عَلَى نَاصِيَتِهِ، فَلَا تَقَعُ عَلَيْهِ عَيْنُ أَحَدٍ إِلَّا أَحَبَّهُ

(5)

.

(6)

(1)

إتحاف المهرة (3/ 289 - 3026)، وأصله في الصحيحين؛ البخاري (2/ 92)، ومسلم (8/ 120) من حديث ابن عيينة عن عمرو عن جابر.

(2)

في (و) و (ك): "حدثنا"، وقد ضبب في (ز) على الواو.

(3)

في (و): "وحدثني أن أبا عبد الله بن عباس"، وفي (ك):"وحدثني أنا عبد الله بن عباس".

(4)

في (و) و (ك): "وكان".

(5)

في (و) و (ك): "فلا تقع عين إلا أحبه"، وفي (م):"فلا تقع عليه إلا أحبه".

(6)

إتحاف المهرة (7/ 642 - 8661) و (7/ 643 - 8662).

ص: 561

رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ هَاشِمِيُّونَ، مَعْرُوفُونَ بِشَرَفِ الْأَصْلِ

(1)

.

5521 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ بِمِصْرَ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى الضَّرِيرُ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ [الْمِصْرِيُّ]

(2)

، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ قَالَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِب رضي الله عنهما: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: نَزِدْ فِي الْمَسْجِدِ. وَدَارُكَ قُرَيْبَةٌ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَأَعْطِنَاهَا نَزِدْهَا فِي الْمَسْجِدِ وَأَقْطَعُ لَكَ أَوْسَعَ مِنْهَا. قَالَ: لَا أَفْعَلُ. قَالَ: إِذًا أَغْلِبُكَ عَلَيْهَا. قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ لَكَ، فَاجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ مَنْ يَقْضِي بِالْحَقِّ. قَالَ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ. قَالَ: فَجَاءُوا إِلَى حُذَيْفَةَ فَقَصُّوا عَلَيْهِ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: عِنْدِي فِي هَذَا خَبَرٌ. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: إِنَّ دَاوُدَ النَّبِيَّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ أَرَادَ أَنْ يَزِيدَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَقَدْ كَانَ بَيتٌ قَرِيبٌ مِنَ الْمَسْجِدِ لِيَتيمٍ، فَطَلَبَ إِلَيْهِ فَأَبَى، فَأَرَادَ دَاوُدُ أَنْ يَأْخُذَهَا مِنْهُ، فَأَوْحَى اللهُ عز وجل إِلَيْهِ أَنَّ أَنْزَهَ الْبُيُوتِ عَنِ الظُّلْمِ لِبَيْتِي. قَالَ:

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: ليسوا بمعتمدين"، وقال ابن حجر في الإتحاف:"قلت: إلا أن شيخ الحاكم ضعيف، وهو من الحفاظ". نقول: هو أحمد بن محمد بن السري ابن أبي دارم الشيعي الحافظ، قال الحاكم: رافضي غير ثقة، وانظر ترجمته في اللسان (1/ 609)، وشيخه محمد بن هارون يعرف بابن بريه، قال الدارقطني:"لَا شيء"، وقال الخطيب: في أحاديثه مناكير كثيرة"، ويعقوب بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس لم نقف على من أفرده بترجمة.

(2)

في النسخ الخطية كلها: "البصري" مصحف، قال الدراقطني: كان يسكن سوق البربر بمصر، وضعفه هو وابن يونس وأبو أحمد الحاكم والذهبي. انظر ترجمته في: الضعفاء للدارقطني (ص 215)، لسان الميزان (3/ 550).

ص: 562

فَتَرَكَهُ. فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: فَبَقِيَ شَيْءٌ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا مِيزَابُ الْعَبَّاسِ شَارعٌ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيلُ مَاءُ الْمَطَرِ مِنْهُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَقَلَعَ الْمِيزَابَ، فَقَالَ: هَذَا الْمِيزَابُ لَا يَسِيلُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ إِنَّهُ هُوَ الَّذِي وَضَعَ الْمِيزَابَ فِي هَذَا الْمَكَانِ

(1)

، وَنَزَعْتَهُ أَنْتَ يَا عُمَرُ. فَقَالَ عُمَرُ: ضَعْ رِجْلَيْكَ عَلَى عُنُقِي لِتَرُدَّهُ إِلَى مَا كَانَ. قَالَ: فَفَعَلَ ذَلِكَ الْعَبَّاسُ، ثُمَّ قَالَ الْعَبَّاسُ: قَدْ أَعْطَيْتُكَ الدَّارَ تَزِيدُهَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فزادَهَا عُمَرُ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ قَطَعَ لِلْعَبَّاسِ دَارًا أَوْسَعَ مِنْهَا بِالزَّوْرَاءِ

(2)

. هَذَا حَدِيثٌ كَتَبْنَاهُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَلِيٍّ الْحَافِظِ عَلَيْهِ، وَلَمْ نَكْتُبْهُ

(3)

إِلَّا، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَالشَّيْخَانِ رضي الله عنهما لَمْ يَحْتَجَّا بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. وَقَدْ وَجَدْتُ لَهُ شَاهِدًا مِنْ حَدِيثِ أَهْلِ الشَّامِ:

5522 -

حدثناه أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ رحمه الله، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، ثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ عِيسَى بْنُ مُحمَّدِ ابْنِ النَّحَّاسِ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا شُعَيْبٌ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَزِيدَ في مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَعَتْ سَاقِيَةٌ

(4)

عَلَى دَارِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوٍ مِنْهُ

(5)

.

(1)

زيد في (ز) في هذا الموضع: "بيده".

(2)

إتحاف المهرة (12/ 90 - 15142).

(3)

في (و) و (ك): "نكتب" بدون نقط، وفي (م):"يكتبه".

(4)

كذا في (و) و (ك)، وفي (ز) و (م):"وقف ساقيه"!، ورواه البيهقي في الكبرى (6/ 168)، وابن عساكر في تاريخه (26/ 368) من طريق محمد بن عمرو بن الجراح عن الوليد به فقال:"وقعت زيادته".

(5)

إتحاف المهرة (12/ 172 - 15343).

ص: 563

5523 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثَنَا قَبِيْصَةُ بْن عُقْبَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ لِلْعَبَّاسِ: سَلِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَسْتَعْمِلَكَ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ:"مَا كُنْتُ لِأَسْتَعْمِلَكَ عَلَى غُسَالَةِ ذُنُوبِ النَّاسِ"

(1)

.

5524 -

وبإسناده عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ لِلْعَبَّاسِ: سَلْ لَنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم الْحِجَابَةَ، فَقَالَ:"أُعْطِيكُمْ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْهَا؛ السِّقَايَةَ تَرْزَؤُكُمْ، وَلَا تَرْزَؤُنَهَا"

(2)

. كِلَا

(3)

الْحَدِيثَيْنِ صَحِيحَا الإسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُمَا.

5525 -

حدثنا عَلِيُّ بْن عِيسَى الْحِيرِيُّ

(4)

، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصورٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ حُجَيَّةَ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَأَلَ

(1)

إتحاف المهرة (11/ 623 - 14754).

(2)

إتحاف المهرة (11/ 624 - 14755)، وعبد الله بن أبي رزين مسعود بن مالك الأسدي لم يرو عنه غير موسى بن أبي عائشة، ووثقه ابن حبان، وقال البخاري في التاريخ (5/ 91):"مرسل"، ولم يذكر في ترجمة أبيه أبي رزين أنه روى عن علي، وقال أبو حاتم الرازي:"يقال إنه شهد صفين مع علي"، ثم إن في صحيح مسلم (3/ 118) أن ربيعة بن الحارث والعباس بن عبد المطلب أرادا أن يبعثا عبد المطلب بن ربيعة والفضل بن العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأمرهما على الصدقات فقال لهما علي:"لَا تفعلا فوالله ما هو بفاعل".

(3)

في (و) و (ك): "كل".

(4)

في (ك): "الحربي".

ص: 564

رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ تَعْجِيلِ صَدَقَتِهِ قَبْلَ أَنْ تَحِلَّ، فَرَخَّصَ لَهُ فِي ذَلِكَ

(1)

.

(2)

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5526 -

أخبرنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالُوا: ثَنَا

(3)

جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: جَاءَ الْعَبَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُغْضَبٌ، فَقَالَ:"مَا شَأْنُكَ؟ ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَنَا وَلِقُرَيْشٍ؟ فَقَالَ:"مَا لَكَ وَلَهُمْ؟ ". قَالَ: يَلْقَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِوُجُوهٍ مُشْرِقَةٍ، فَإِذَا لَقُونَا، لَقُونَا بِغَيْرِ ذَلِكَ. قَالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى اسْتَدَرَّ

(4)

عِرْقٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، قَالَ: فَلَمَّا أَسْفَرَ عَنْهُ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَدْخُلُ قَلْبَ امْرِئٍ الإيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمَ للهِ وَلِرَسُولهِ". قَالَ: ثُمَّ قَالَ: "مَا بَالُ رِجَالٍ يُؤْذُونَنِي

(5)

فِي الْعَبَّاسِ، عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ"

(6)

.

هَذَا حَدِيثٌ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، وَيَزِيدُ وَإِنْ لَمْ يُخَرِّجَاهُ

(7)

فَإِنَّهُ أَحَدُ أَرْكَانِ الْحَدِيثِ فِي الْكوفِيِّينَ:

(1)

قوله: "في ذلك" غير موجود في (و).

(2)

إتحاف المهرة (11/ 334 - 14144).

(3)

في (ز) و (م)"أنا"، والمثبت من (و) و (ك) والتلخيص.

(4)

في (و): "استدار".

(5)

في (و): "يؤذوننا".

(6)

إتحاف المهرة (10/ 659 - 13571).

(7)

في (ز) و (م): "ويزيد ولم يخرجاه"، وفي (و):"ويزيد لم يخرجاه"، والمثبت من (ك) والتلخيص، ويزيد بن أبي زياد الكوفي علق له البخاري موضعا واحدا وقال المصنف =

ص: 565

5527 -

حدثناه أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ابْنِ السَّمَّاكِ الزَّاهِدُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ يَزِيدَ

(1)

بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ قُرَيْشًا إِذَا لَقِيَ بَعْضُهَا

(2)

بَعْضًا لَقُوهَا

(3)

بِبِشْرٍ حَسَنٍ، وَإِذَا لَقُونَا لَقُونَا بِوُجُوهٍ لَا نَعْرِفُهَا، قَالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ:"وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ للهِ وَلرَسُولِهِ"

(4)

. قَدْ ذَكَرْتُ فِي مَنَاقِبِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رضي الله عنهما طَرَفًا فِي فَضَائِلِ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَبَيَّنْتُ عِلَلَ هَذَا الْحَدِيثِ بِذِكْرِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ وَمَنْ أَسْقَطَهُ مِنَ الْإِسْنَادِ

(5)

، فَأَغْنَى ذَلِكَ عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ.

5528 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ قَالَ: الْعَبَّاسُ

(6)

بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَارِثُ النَّبِيِّ،

= في المدخل إلى الصحيح (3/ 408): "خرج له مسلم في الشواهد"، والجمهور على تضعيفه.

(1)

في (ك): "زيد".

(2)

في (ك): "بعضهم".

(3)

في (و): "لقوهم"، وفي (م):"لقي".

(4)

إتحاف المهرة (6/ 486 - 6870).

(5)

وهذا الحديث لم يتقدم، وسيأتي برقم (7179).

(6)

في (ز) و (م): "للعباس"، والمثبت من (و) و (ك) والتلخيص والإتحاف.

ص: 566

وَعَمُّهُ

(1)

.

5529 -

أخبرني أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الحَسَنِ الْقَاضِي بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ أَبَا صالِحٍ قَالَ: أَرْسَلَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى عُثْمَانَ رضي الله عنهما فَأَتيْتُهُ، فَإِذَا هُوَ يُغَدِّي النَّاسَ، فَدَعَوْتُهُ فَأَتَاهُ، فَقَالَ: أَفْلَحَ الْوُجُوهُ أَبَا الْفَضْلِ. فَقَالَ: وَوَجْهُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: مَا زِدْتُ عَلَى أَنْ أتَانِي رَسُولُكَ وَأَنَا أُغَدِّي فَغَدَّيْتُهُمْ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ

(2)

.

5530 -

أخبرني أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ

(3)

، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنهما وَهُوَ يَأْكُلُ، فَقَالَ: ادْنُ فَكُلْ. قَالَ: إِنِّي قَدْ أَكَلْتُ. قَالَ: عِنْدَ مَنْ؟ قَالَ: عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: أَمَا إِنَّ أَبَاهُ كَانَ سَيِّدَ قُرَيْشٍ

(4)

.

(1)

إتحاف المهرة (19/ 22 - 24329).

(2)

إتحاف المهرة (11/ 34 - 13653)، وإسناده مشكل؛ فإننا لم نر أحدا ذكر أن ذكوان أبا صالح السمان المتوفي سنة (101 هـ) سمع عن عثمان أو العباس، بل قال أبو زرعة الرازي في المراسيل:"لم يلق أبا ذر"، وأبو ذر رضي الله عنه مات بالربذة في خلافة عثمان سنة (32 هـ).

(3)

هو: عمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز الكوفي، ضعيف رافضي، روى العقيلي (4/ 294) عن أبي غسان محمد بن عمرو زنيج قال:"كان جرير يخرج حديث عمرو بن ثابت فيقولون: لَا نريده، فيقول: أدركته صالحا!، فيقولون: تغير بعدك".

(4)

إتحاف المهرة (4/ 310 - 4311).

ص: 567

5531 -

حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ

(1)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَيْرُوتِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُزَيْزٍ، حَدَّثَنِي سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَوْصَانِي اللهُ بِذِي الْقُرْبَى، وَأَمَرَنِي أَنْ أَبْدَأَ بِالْعَبَّاسِ"

(2)

.

5532 -

أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ، ثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي سَاعِدَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَطَاءٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: اسْتَسْقَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَامَ الرَّمَادَةِ بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَذَا عَمُّ نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم، نَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِهِ، فَاسْقِنَا. فَمَا بَرِحُوا حَتَّى سَقَاهُمُ اللهُ عز وجل قَالَ: فَخَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَرَى لِلْعَبَّاسِ مَا يَرَى الْوَلَدُ لِوَالِدِهِ، يُعَظِّمُهُ، ويُفَخِّمُهُ، وَيَبَرُّ قَسَمَهُ، فَاقْتَدُوا أَيُّهَا النَّاسُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي عَمِّهِ الْعَبَّاسِ، وَاتَّخِذُوهُ وَسِيلَةً إِلَى اللهِ فِيمَا نَزَلَ بِكُمْ

(3)

.

(4)

(1)

هو: الحسين بن علي بن يزيد بن داود بن يزيد بن الحافظ، أبو علي النيسابوري.

(2)

إتحاف المهرة (6/ 542 - 6961)، ومحمد بن عزيز الأيلي قال الحافظ في التقريب:"فيه ضعف وقد تكلموا في صحة سماعه من عمه سلامة".

(3)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: وفي جزء البانياسي بعلو، وصح نحوه من حديث أنس، فأما داود فمتروك"، نقوله: قال البخاري وأبو زرعة: "منكر الحديث"، وساعدة بن عبيد الله المزني لم نجد له ترجمة، وحديث أنس أخرجه البخاري (2/ 72) و (5/ 20) ولفظه قال عمر:"اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا".

(4)

إتحاف المهرة (12/ 289 - 15605).

ص: 568

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَرْقَمِ رضي الله عنه

-

5533 -

حدثني أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ الْأَرْقَمِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ أَهْيَبَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، أُمُّهُ: عَمْرَةُ بِنْتُ الْأَرْقَمِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَكَانَ قَدْ عَمِيَ قَبْلَ وَفَاتِهِ، تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ

(1)

.

5534 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا التُّسْتَرِيُّ، ثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، فَذَكَرَ نِسْبَةَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَرْقَمِ، وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْأَرْقَمِ كَاتِبًا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ رضي الله عنهما

(2)

.

5535 -

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ البَيْهَقِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كِتَابُ رَجُلٍ، فَقَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَرْقَمِ:"أَجِبْ عَنِّي". فَكَتَبَ جَوَابَهُ، ثُمَّ قَرَأَهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ:"أَصَبْتَ وَأَحْسَنْتَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ". فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ كَانَ يُشَاوِرُهُ

(3)

. هَذَا حَدِيثٌ صحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 530 - 13).

(2)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 558 - 21)، وهو في الطبقات لخليفة (ص 16) وفيها:"وهب" بدل "أهيب".

(3)

إتحاف المهرة (8/ 623 - 10088).

ص: 569

5536 -

أخبرني

(1)

أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ، ثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْأَرْقَمِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ زَمَنَ

(2)

عُمَرَ وَصَدْرًا مِنْ وِلَايَةِ عُثْمَانَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ

(3)

.

5537 -

أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَرْقَمِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، وَيَأْخُذُكُمُ الْغَائِطُ

(4)

، فَلْيُبْدَأْ بِالْغَائِطِ"

(5)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

(1)

في (و): "أخبرنا".

(2)

في (ز) و (م): "في زمن".

(3)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 578 - 2).

(4)

كذا في (ز) و (م) بإعجام الخاء من: "يأخذكم"، وفي (و) و (ك) بدون نقط، وكأنها:"بأحدكم الغائط"، وفي مصنف عبد الرزاق (1/ 451) أصل رواية المصنف:"وأراد أحدكم الغائط"، وكذا في رواية الطبراني في الكبير (14/ 409) عن الدبري عن عبد الرزاق به.

(5)

إتحاف المهرة (6/ 492 - 6879)، وقد تقدم برقم (605) من حديث زهير عن هشام.

ص: 570

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الْأَنْصَارِيِّ، صَاحِبِ الْأَذَانِ

5538 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُس بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا وَالْعَقَبَةِ، مِنْ بَنِي جُشَمِ بْنِ الْحَارِثِ، وَزَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ، وَهُمَا التَّوْأَمَانِ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَهُوَ الَّذِي أُرِيَ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ، فَجَاءَ بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ بِهِ

(1)

.

5539 -

أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ حَاتِمٍ

(2)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ صَاحِبُ النِّدَاءِ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ

(3)

.

5540 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا وَالْعَقَبَةِ مِنْ بَنِي جُشَمِ بْنِ الْحَارِثِ وَزَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ، وَهُمَا التَّوْأَمَانِ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَأَخُوهُ حَارِثُ بْنُ زَيْدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدِ هُوَ الَّذِي أُرِيَ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ

(4)

.

(1)

لم نجده في الإتحاف.

(2)

كذا في النسخ الخطية كلها، وصوابه:"عبد الله بن غانم"، كما في الإتحاف ومصادر ترجمته.

(3)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 610 - 3).

(4)

إتحاف المهرة (19/ 236 - 24731).

ص: 571

5541 -

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنَا الحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيِدِ بْنِ الْحَارِثِ، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ فِي السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ فِي رِوَايَةِ جَمِيعِهِمْ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ، وَهُوَ الَّذِي أُرِيَ الْأَذَانَ

(1)

.

5542 -

قال ابْنُ عُمَرَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبِي عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ اثْنتَيْنِ وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه

(2)

.

إِنَّمَا اشْتَهَرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ بِحَدِيثِ الْأَذَانِ الَّذِي تَدَاوَلَهُ فُقَهَاءُ الإِسْلَامِ بِالْقَبُولِ، وَلَمْ يُخَرَّجْ فِي الصَّحِيحَيْنِ؛ لَاخْتِلَافِ النَّاقِلِينَ فِي أَسَانِيدِهِ، وَأَمْثَلُ الرِّوَايَاتِ فِيهِ رِوَايَةُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَقَدْ تَوَهَّمَ بَعْضُ أَئِمَّتِنَا أَنَّ سَعِيدًا لَمْ يَلْحَقْ عَبْدَ اللهِ بْنَ زَيْدٍ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، فَإِنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ كَانَ فِيمَنْ يَدْخُلُ بَيْنَ عَلِيٍّ وَبَيْنَ

(3)

عُثْمَانَ فِي التَّوَسُّطِ، وَإِنَّمَا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ فِي أَوَاخِرِ خِلَافَةِ عُثْمَانَ، وَحَدِيثُ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ مَشْهُورٌ، رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 462 - 18).

(2)

إتحاف المهرة (19/ 441 - 25187).

(3)

قوله: "بين" غير موجود في (و) و (ك)، ومضبب عليه في (ز).

ص: 572

وَغَيْرُهُمْ، وَأَمَّا أَخْبَارُ الْكُوفِيِّينَ فِي هَذَا الْبَابِ، فَمَدَارُهَا عَلَى حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ زَيْدٍ. وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ. وَأَمَّا وَلَدُ عَبْدِ اللهِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ آبَائِهِمْ، عَنْهُ فَإِنَّهَا غَيْرُ مُسْتَقِيمَةِ الْأَسَانِيدِ، وَقَدْ أَسْنَدَ عَبْدُ اللهِ

(1)

بْنُ زَيْدٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ:

5543 -

حدثناه عَلِيُّ بْن حَمْشَاذَ العَدْلُ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الَّذِي أُرِيَ النِّدَاءَ، أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَائِطِي هَذَا صَدَقَةٌ، وَهُوَ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ. فَجَاءَ أَبَوَاهُ، فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ قِوَامَ عَيْشِنَا. فَرَدَّهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمَا، ثُمَّ مَاتَا، فَوَرِثَهُمَا ابْنُهُمَا بَعْدُ

(2)

.

(3)

(1)

في (و): "عبيد الله".

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: فيه إرسال".

(3)

إتحاف المهرة (6/ 652 - 7155)، وسيأتي برقم (8258)، وقال البيهقي في الكبرى (6/ 163) بعدما رواه عن المصنف إملاء:"أبو بكر بن حزم لم يدرك عبد الله بن زيد، وروي من أوجه أخر عن عبد الله بن زيد كلهن مراسيل".

ص: 573

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ أَبِي الدَّرْدَاءَ عُوَيْمِرِ بْنٍ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنهما

-

5544 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: وَأَبُو الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرُ بْنُ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خُنَاسَةَ

(1)

بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. وَقِيلَ: إِنَّ اسْمَ أَبِي الدَّرْدَاءِ: عَامِرٌ، وَلَكِنَّهُ صُغِّرَ، فَقِيلَ: عُوَيْمِرٌ. وَأُمُّهُ: مُحِبَّةُ بِنْتُ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْإِطْنَابَةِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ

(2)

بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبٍ، وَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فِيمَا ذُكِرَ آخِرَ دَارِهِ إِسْلَامًا، لَمْ يَزَلْ مُتَعَلِّقًا بِصَنَمٍ لَهُ، قَدْ وَضَعَ عَلَيْهِ مِنْدِيلًا، وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ

(3)

، فَيَأْبَى فَيَجِيئُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ - وَكَانَ لَهُ أَخًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ - عَنِ الْإِسْلَامِ. فَلَمَّا رَآهُ قَدْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ خَالَفَهُ، فَدَخَلَ بَيْتَهُ وَأَعْجَلَ امْرَأَتَهُ وَإِنَّهَا لَتُمَشِّطُ رَأْسَهَا، فَقَالَ: أَيْنَ أَبُو الدَّرْدَاءِ؟ فَقَالَتْ: خَرَجَ أَخُوكَ آنِفًا، فَدَخَلَ بَيْتَهُ الَّذِي كَانَ فِيهِ الصَّنَمُ وَمَعَهُ الْقَدُومُ، فَأَنْزَلَهُ وَجَعَلَ يَفْلِذُهُ فَلْذًا فَلْذًا وَهُوَ يَرْتَجِزُ.

(1)

كذا في (ز) و (م)، وفي (و) و (ك):"حاسة"، وفي طبقات ابن سعد (9/ 395)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (47/ 99):"عائشة"، وفي طبقات خليفه (ص 95، 303): "عابسة"، ولم يذكر إبراهيم بن المنذر هذا الاسم في نسبه فقال:"قيس بن أمية" كما في التاريخ الكبير للبخاري (7/ 76).

(2)

في (و) و (ك): "بن مناة".

(3)

قوله: "إلى الإسلام" غير موجود في (و) و (ك).

ص: 574

تَبَرّأَ

(1)

مَنْ أَسْمَا الشَّيَاطِينَ كُلَّهَا

أَلَا كُلُّ مَا

(2)

يُدْعَى مَعَ اللهِ بَاطِلٌ ثُمَّ خَرَجَ، وَسَمِعَتِ الْمَرْأَةُ صَوْتَ الْقَدُومُ وَهُوَ يَضْرِبُ ذَلِكَ الصَّنَمَ، فَقَالَتْ: أَهْلَكْتَنِي يَا ابْنَ رَوَاحَةَ. فَخَرَجَ عَلَى ذَلِكَ فَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ حَتَّى أَقْبَلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَدَخَلَ فَوَجَدَ الْمَرْأَةَ قَاعِدَةً تَبْكِي شَفَقًا مِنْهُ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: أَخُوكَ عَبْدُ اللهِ بْن رَوَاحَةَ دَخَلَ عَلَيَّ فَصَنَعَ مَا تَرَى. فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، ثُمَّ فَكَّرَ فِي نَفْسِهِ، فَقَالَ: لَوْ كَانَ عِنْدَ هَذَا خَيْرٌ لَدَفَعَ عَنْ نَفْسِهِ. فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ ابْنُ رَوَاحَةَ، فَأَسْلَمَ، وَقِيلَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ وَالنَّاسُ مُنْهَزِمُونَ كُلَّ وَجْهٍ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: نِعْمَ الْفَارِسُ عُوَيْمِرٌ غَيْرَ أَنَّهُ - يَعْنِى غَيْرَ ثَقِيلٍ - قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ لَمْ يَشْهَدْ أُحُدًا، وَقَدْ كَانَ مِنْ عِلْيَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ شَهِدَ مَعَهُ مَشَاهِدَ كَثِيرَةً. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَتُوُفِّيَ أَبُو الدَّرْدَاءِ بِدِمَشْقَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

(3)

.

5545 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَطَرٍ

(4)

، ثَنَا

(1)

كذا في (و) والطبقات لابن سعد، وفي تاريخ دمشق (47/ 106):"تبرأت"، وفي (ز) و (م):"سرا"، وتقرأ في (ك):"يسرا" بدون نقط.

(2)

في (ك): "من".

(3)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 462 - 19).

(4)

في (م): "محمد بن بشر ثنا مطر"، وفي الإتحاف:"محمد بن بشر ثنا فطر"، ومحمد بن بشر بن مطر أَبُو بكر الوراق البغدادي يروي عن عاصم بن علي ومحمد بن عبد الله بن نمير وشيبان بن فروخ وغيرهم من أصحاب طبقة أَبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم بن بسام الترجماني.

ص: 575

أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ شَيْخًا بِدِمَشْقَ، يُقَالُ لَهُ: إِسْحَاقُ أَبُو حَرْبٍ

(1)

مَوْلًى لِبَنِي هَبَّارٍ الْقُرَشِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرَ بْنَ قَيْسِ بْنِ خُنَاسَةَ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَشْهَلَ، أَقْنَى، يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ، وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ قَلَنْسُوَةً مُضَرَّبَةً صَغِيرَةً، وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ عِمَامَةَ قَدْ أَلْقَاهَا عَلَى كَتِفَيْهِ. قَالَ الْعَبَّاسُ

(2)

: فَسَمِعْتُ رَجُلًا كَانَ مَعِي يَقُولُ لَهُ: مُذْ كَمْ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: رَأَيْتُهُ

(3)

مُنْذُ أَكْثَرِ مِنْ مِائَةِ سَنَةٍ. قَالَ: وَكَانَ عَلَيْهِ جَوْرَبَانِ وَنَعْلَانِ. قَالَ: وَكَانَ أَتَى عَلَى إِسْحَاقَ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ

(4)

.

(5)

* * *

(1)

كذا في النسخ الخطية كلها والتلخيص، والصواب:"أَبُو الحارث".

(2)

كذا في (ز) و (م)، وفي (و) و (ك):"إسحاق"، وقائل ذلك هو: إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، وانظر تاريخ دمشق (8/ 197).

(3)

في (و) و (ك): "قد رأيته".

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: أخاف لَا يكون سقط من سنده"، وقال في الميزان في إسحاق بن الحارث أَبُو الحارث:"دمشقي معمر ادعى أنه رأى أبا الدرداء وحدث عنه أَبُو إبراهيم الترجماني فيكون لقاؤه له في حدود السبعين ومائة، فلا يقبل مثل هذا من مجهول"، قال الحافظ في اللسان:"وشرح هذا الكلام أن أبا الدراداء مات سنة اثنتين وثلاثين على المشهور وقيل بعدها بقليل، وأول ما طلب الترجماني في حدود السبعين، لكن قال ابن أَبي خيثمة في تاريخه: حدثني الترجماني ثنا إسحاق بن الحارث وكان له مائة وعشرون سنة قلت: فعلى هذا لَا يصح لقيه لأبي الدراداء لأن طلب الترجماني كما تقدم في حدود السبعين فيكون مولد إسحاق في حدود الخمسين، وذلك بعد موت أَبي الدرداء بمدة".

(5)

إتحاف المهرة (12/ 603 - 16173).

ص: 576

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رضي الله عنه

-

5546 -

حدثني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ

(1)

الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: أَبُو ذَرٍّ جُنْدُبُ بْنُ جُنَادَةَ. وَقِيلَ: يَزِيدُ بْنُ جُنَادَةَ، تُوُفِّيَ بِالرَّبَذَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ، وَاخْتَلَفُوا فِيمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ، فَقِيلَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَقِيلَ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيُّ

(2)

.

5547 -

أخبرنا الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الْأَزْدِيُّ، ثَنَا مُعَاوِيةُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، ثَنَا مُجَاهِدٌ، قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ لِنَفَرٍ عِنْدَهُ: إِنَّهُ قَدْ حَضَرَنِي مَا تَرَوْنَ مِنَ الْمَوْتِ، وَلَوْ كَانَ لِي ثَوْبٌ يَسَعُنِي كَفَنًا أَوْ لِصَاحِبَتِي لَمْ أُكَفَّنْ إِلَّا فِي ذَلِكَ، وَإِنِّي أَنْشُدُكُمْ أَنْ لَا يُكَفِّنِّي مِنْكُمْ رَجُلٌ كَانَ عَرِيفًا، أَوْ نَقِيبًا، أَوْ أَمِيرًا، أَوْ بَرِيدًا. وَكَانَ الْقَوْمُ أَشْرَافًا، كَانَ حُجْرٌ الْمَدَرِيُّ، وَمَالِكٌ الْأَشْتَرُ فِي نَفَرٍ فِيهِمْ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكُلُّ الْقَوْمِ قَدْ أَصَابَ لِذَلِكَ مَنْزِلًا إِلَّا الْأَنْصَارِيَّ، فَقَالَ: أَنَا أُكَفِّنُكَ فِي رِدَائِي هَذَا وَفِي ثَوْبَيْنِ فِي عَيْبَتِي مِنْ غَزْلِ أُمِّي، حَاكَتْهَا

(3)

لِي حَتَّى أُحْرِمَ فِيهِمَا. فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: كَفَانِي

(4)

.

(1)

في (و): "عبيد الله".

(2)

إتحاف المهرة (14/ 100) بداية الترجمة.

(3)

كذا في (ز) و (م) و (ك)، وفي (ر) فقط:"حاكتهما".

(4)

إتحاف المهرة (14/ 185 - 17601)، وسيأتي برقم (5564) من حديث يحيى بن سليم عن ابن خثيم عن مجاهد فقال: عن إبراهيم الأشتر عن أبيه عم أم ذر، به مطولا.

ص: 577

5548 -

أخبرني أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ

(1)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، ثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ جُنْدُبُ بْنُ جُنَادَةَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ حَرَامٍ. قَالَ ابْنُ سَلَّامٍ: وَيُقَالُ: اسْمُهُ بُرَيْرُ

(2)

(3)

.

5549 -

أخبرنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَبُو ذَرٍّ جُنْدُبُ بْنُ جُنَادَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ صُعَيْرِ

(4)

بْنِ حَرَامِ بْنِ غِفَارٍ، وَأُمُّهُ: رَمْلَةُ بِنْتُ رَقِيعَةَ

(5)

[مِنْ]

(6)

غِفَارٍ

(7)

. وَأَمَّا ذِكْرُ بُرَيْرَ

(8)

فَقَدْ رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَمَّاهُ بِهِ:

5550 -

حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، ثَنَا

(1)

هو: الفضل بن الحباب، واسم الحباب: عمرو بن محمد بن شعيب بن عبد الرحمن، أَبُو خليفة الجمحي البصري الأعمى الأديب الأخباري.

(2)

في (ز) و (م): "يزيد".

(3)

إتحاف المهرة (14/ 100) بداية الترجمة، واستدركه المحقق في الحاشية (19/ 549 - 3)!.

(4)

في (ك): "سعد"، وفي الإتحاف:"سعيد".

(5)

كذا في (ز) و (م)، وفي (و) و (ك) والإتحاف:"ربيعة"، وفي طبقات خليفة (ص 31):"أمه رملة بنت الوقيعة من بني غفار بن مليل"، وكذا في تهذيب الكمال.

(6)

في النسخ الخطية كلها: "بن"، والمثبت من الإتحاف.

(7)

إتحاف المهرة (14/ 100) بداية الترجمة؛ واستدركه المحقق في الحاشية (19/ 443 - 9)!.

(8)

في (ز) و (م) و (ك): "يزيد".

ص: 578

يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَبِي ذَرٍّ: "كَيْفَ بِكَ يَا بُرَيْرُ

(1)

؟ ". فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ

(2)

.

5551 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَا: ثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ الْقَصِيرُ، حَدَّثَنِي أَبُو جَمْرَةَ

(3)

، قَالَ: قَالَ لَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِإِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ؟ قَالَ: قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: كُنْتُ رَجُلًا مِنْ غِفَارٍ، فَبَلَغَنَا أَنَّ رَجُلًا خَرَجَ بِمَكَّةَ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَقُلْتُ لِأَخِي: انْطَلِقْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَكَلِّمْهُ وَائْتِنِي بِخَبَرِهِ. فَانْطَلَقَ، فَلَقِيَهُ، ثُمَّ رَجَعَ، فَقُلْتُ: مَا عِنْدَكَ؟ فَقَالَ: وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَأْمُرُ بِالْخَيْرِ وَيَنْهَى عَنِ الشَّرِّ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: لَمْ تَشْفِنِي مِنَ الْخَبَرِ. قَالَ: فَأَخَذْتُ جِرَابًا وَعَصًا، ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ، فَجَعَلْتُ لَا أَعْرِفُهُ، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْأَلَ عَنْهُ، وَأَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، وَأَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ: فَمَرَّ بِي عَلِيٌّ، فَقَالَ: كَأَنَّ الرَّجُلَ غَرِيبٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَانْطَلِقْ إِلَى الْمَنْزِلِ. فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ لَا يَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ، وَلَا أُخْبِرُهُ. قَالَ: ثُمَّ أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ لِأَسْأَلَ

(4)

عَنْهُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يُخْبِرُنِي عَنْهُ

(5)

بِشَيْءٍ، فَمَرَّ بِي عَلِيٌّ، فَقَالَ: أَمَا آنَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْرِفَ مَنْزِلَهُ بَعْدُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: انْطَلِقْ مَعِي، فَقَالَ: مَا أَقْدَمَكَ هَذِهِ الْبَلْدَةَ؟

(1)

في (ز) و (م) و (ك): "يزيد"، والمثبت من (و) والإتحاف.

(2)

إتحاف المهرة (18/ 586 - 24209).

(3)

هو: نصر بن عمران الضبعي. من رجال التهذيب.

(4)

في (و) و (ك): "لَا أسأل".

(5)

قوله: "عنه" ساقط من (و) و (ك).

ص: 579

قُلْتُ لَهُ: إِنْ كَتَمْتَ عَلَيَّ أَخْبَرْتُكَ؟ قَالَ: فَإِنِّي أَفْعَلُ. قُلْتُ لَهُ: بَلَغَنَا أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ هَهُنَا رَجُلٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَأَرْسَلْتُ أَخِي لِيُكَلِّمَهُ، فَرَجَعَ وَلَمْ يَشْفِنِي مِنَ الْخَبَرِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَلْقَاهُ. قَالَ: أَمَا إِنَّكَ قَدْ رَشَدْتَ، هَذَا وَجْهِي، فَاتَّبِعْنِي، وَادْخُلْ حَيْثُ أَدْخُلُ، فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ أَحَدًا أَخَافُهُ عَلَيْكَ قُمْتُ إِلَى الْحَائِطِ كَأَنِّي أُصْلِحُ نَعْلِي وَامْضِ أَنْتَ. قَالَ: فَمَضَى وَمَضَيْتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلَ، وَدَخَلْتُ مَعَهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اعْرِضْ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ. فَعَرَضَ عَلَيَّ

(1)

، فَأَسْلَمْتُ مَكَانِي. قَالَ: فَقَالَ لِي: "يَا أَبَا ذَرٍّ، اكْتُمْ هَذَا الأَمْرَ، وَارْجِعْ إِلَى بَلَدِكَ، فَإِذَا بَلَغَكَ ظُهُورُنَا فَأَقْبِلْ

(2)

". قَالَ: فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَصْرُخَنَّ بِهَا بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ

(3)

. فَجَاءَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَقُرَيْشٌ فِيهِ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَقَالُوا: قُومُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئِ، فَقَامُوا فَضُرِبْتُ لِأَمُوتَ، فَأَدْرَكَنِي الْعَبَّاسُ، فَأَكَبَّ عَلَيَّ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: وَيْلَكُمْ تَقْتُلُونَ رَجُلًا مِنْ غِفَارٍ، وَمَتْجَرُكُمْ وَمَمَرُّكُمْ عَلَى غِفَارٍ. فَأَقْلَعُوا عَنِّي، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ الْغَدَ، رَجَعْتُ فَقُلْتُ مِثْلَ مَا قُلْتُ بِالْأَمْسِ، فَقَالُوا: قُومُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئِ. فَأَدْرَكَنِي الْعَبَّاسُ، فَأَكَبَّ عَلَيَّ، وَقَالَ: مِثْلَ مَقَالَتِهِ بِالأَمْسِ، فَكَانَ هَذَا أَوَّلَ إِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ

(4)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(5)

.

(1)

زيد في (ز) و (م): "الإسلام"، وكتب فوقها في (ز):"خـ" أي نسخة.

(2)

من قوله: "قال فقال لي" إلى هنا ساقط من (و) و (ك).

(3)

في التلخيص: "ظهرانيهم".

(4)

إتحاف المهرة (14/ 160 - 17561).

(5)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: قد أخرجه البخاري، وسياقه يشير إلى أنه من مسند =

ص: 580

فَأَمَّا الْحَدِيثُ الْمُفَسَّرُ فِي إِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ حَدِيثُ الشَّامِيِّينَ:

5552 -

أخبرناه أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ بِدِمَشْقَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ

(1)

بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا أَبُو طَرَفَةَ عَبَّادُ بْنُ الرَّيَّانِ اللَّخْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ رُوَيْمٍ اللَّخْمِيَّ الْأَشْعَرِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَامِرُ بْن لُدَيْنٍ الْأَشْعَرِيُّ - وَكَانَ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ - قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا لَيْلَى الْأَشْعَرِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو ذَرٍّ، قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا دَعَانِي إِلَى الْإِسْلَامِ أَنَّا كُنَّا قَوْمًا عُربًا فَأَصَابَتْنَا السَّنَةُ، فَاحْتَمَلْتُ أُمِّي وَأَخِي، وَكَانَ اسْمُهُ أُنَيْسًا إِلَى أَصْهَارٍ لَنَا بِأَعْلَى نَجْدٍ، فَلَمَّا حَلَلْنَا بِهِمْ أَكْرَمُونَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ مَشَى إِلَى خَالِي، فَقَالَ: تَعْلَمُ أَنَّ أُنَيْسًا يُخَالِفُكَ إِلَى أَهْلِكَ؟ قَالَ: فَخَفِقَ فِي قَلْبِهِ، فَانْصَرَفْتُ في رَعْيَةِ إِبِلِي، فَوَجَدْتُهُ كَئِيبًا يَبْكِي

(2)

، فَقُلْتُ: مَا بَكَّاكَ يَا خَالُ؟ فَأَعْلَمَنِي الْخَبَرَ، فَقُلْتُ: حَجَزَ اللهُ مِنْ ذَلِكَ، إِنَّا نَخَافُ الْفَاحِشَةَ، وَإِنْ كَانَ الزَّمَانُ قَدْ أَخَلَّ بِنَا، وَلَقَدْ كَدَّرْتَ عَلَيْنَا صَفْوَ مَا ابْتَدَأْتَنَا بِهِ، وَلَا سَبِيلَ إِلَى اجْتِمَاعٍ، فَاحْتَمَلْتُ أُمِّي وَأَخِي حَتَّى نَزَلْنَا بِحَضْرَةِ مَكَّةَ. فَقَالَ أَخِي: إِنِّي رَجُلٌ مُدَافِعٌ عَلَى الْمَاءِ بِشِعْرٍ، وَكَانَ رَجُلًا شَاعِرًا، فَقُلْتُ: لَا تَفْعَلْ، فَخَرَجَ بِهِ اللَّجَاجُ حَتَّى دَافَعَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ صِرْمَتَهُ إِلَى صِرْمَتِهِ، وَايْمُ اللهِ لَدُرَيْدٌ يَوْمَئِذٍ أَشْعَرُ مِنْ أَخِي، فَتَقَاضَيَا إِلَى خَنْسَاءَ

(3)

،

= ابن عباس، وقد تقدم في ترجمته"، البخاري (4/ 182) و (5/ 47)، وكذا أخرجه مسلم (7/ 155).

(1)

في (و) و (ك): "أَبُو الوليد".

(2)

في التلخيص: "كئيبا حزينا يبكي".

(3)

في (و) و (ك): "فتقاضيا إلي"، وفوق الياء في (و) شدة، وفي التلخيص: "فتقاضينا إلى =

ص: 581

فَفَضَّلْتْ أَخِي عَلَى دُرَيْدٍ، وَذَلِكَ أَنَّ دُرَيْدًا خَطَبَهَا إِلَى أَبِيهَا، فَقَالَتْ: شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ، فَحَقَدْتْ عَلَيْهِ، فَضَمَّ صِرْمَتَهُ إِلَى صِرْمَتِنَا، فَكَانَتْ لَنَا هَجْمَةٌ. قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ مَكَّةَ فَابْتَدَأْتُ بِالصَّفَا، فَإِذَا عَلَيْهَا رِجَالَاتُ قُرَيْشٍ، وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ بِهَا صَابِئًا، أَوْ مَجْنُونًا، أَوْ شَاعِرًا، أَوْ سَاحِرًا، فَقُلْتُ: أَيْنَ هَذَا الَّذِي تَزْعُمُونَهُ؟ فَقَالُوا: هَا هُوَ ذَاكَ حَيْثُ تَرَى. فَانْقَلَبْتُ إِلَيْهِ، فَوَاللهِ مَا جُزْتُ عَنْهُمْ قِيدَ حَجَرٍ حَتَّى أَكَبُّوا عَلَى كُلِّ عَظْمٍ وَحَجَرٍ وَمَدَرٍ، فَضَرَّجُونِي بِدَمِي، وَأَتَيْتُ الْبَيْتَ فَدَخَلْتُ بَيْنَ السُّتُورِ وَالْبِنَاءِ، وَصُمْتُ فِيهِ ثَلَاثِينَ يَوْمًا، لَا آكُلُ وَلَا أَشْرَبُ إِلَّا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ حَتَّى كَانَتْ لَيْلَةٌ قَمْرَاءُ إِضْحِيَانُ، أَقْبَلَتِ امْرَأَتَانِ مِنْ خُزَاعَةَ طَافَتَا بِالْبَيْتِ، ثُمَّ ذَكَرَتَا إِسَافًا وَنَائِلَةَ، وَهُمَا وَثَنَانِ كَانَ يَعْبُدُونَهُمَا

(1)

، فَأَخْرَجْتُ رَأْسِي

(2)

مِنْ تَحْتِ السُّتُورِ، فَقُلْتُ: احْمِلَا أَحَدَهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ، فَغَضِبَتَا، ثُمَّ قَالَتَا: أَمَا وَاللهِ لَوْ كَانَتْ رِجَالُنَا حُضُورًا مَا تَكَلَّمْتَ بِهَذَا. ثُمَّ وَلَّتَا، فَخَرَجْتُ أَقْفُو آثَارَهُمَا حَتَّى لَقِيَتَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"مَا أَنْتُمَا، وَمِنْ أَيْنَ أَنْتُمَا؟ وَمِنْ أَيْنَ جِئْتُمَا؟ وَمَا جَاءَ بِكُمَا؟ ". فَأَخْبَرَتَاهُ

(3)

الْخَبَرَ، فَقَالَ:"أَيْنَ تَرَكْتُمَا الصَّابِئَ؟ ". فَقَالَتَا: تَرَكْنَاهُ بَيْنَ السُّتُورِ وَالْبِنَاءِ. فَقَالَ لَهُمَا: "هَلْ قَالَ لَكُمَا شَيْئًا؟ ". قَالَتَا: نَعَمْ. وَأَقْبَلْتُ حَتَّى جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عِنْدَ

= حبا"، وفي (ز) و (م): "فتقاضيا إلى حبا"، وضرب عليها في (ز) وكتب في الحاشية: "خنسا صح"، وكذا في المعجم الأوسط للطبراني (1/ 23)، وتاريخ دمشق (26/ 224).

(1)

في (و): "كان يعبدهما"، وقوله:"كان" غير موجود في التلخيص.

(2)

في (و) و (ك): "برأسي".

(3)

في (ك) والتلخيص: "فأخبراه".

ص: 582

ذَلِكَ، فَقَالَ:"مَنْ أَنْتَ؟ وَمِمَّنْ أَنْتَ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ وَمنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ وَمَا جَاءَ بِكَ؟ ". فَأَنْشَأْتُ أُعْلِمُهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ:"مِنْ أَيْنَ كُنْتَ تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ؟ ".

فَقُلْتُ

(1)

: مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ. فَقَالَ: "أَمَا إِنَّهُ طَعَامُ طُعْمٍ". وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي أَنْ أُعَشِّيَهُ. قَالَ:"نَعَمْ". ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي، وَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِي حَتَّى وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِبَابِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ بَيْتَهُ، ثُمَّ أَتَى بِزَبِيبٍ مِنْ زَبِيبِ الطَّائِفِ، فَجَعَلَ يُلْقِيهِ لَنَا قَبْضًا قَبْضًا، وَنَحْنُ نَأْكُلُ مِنْهُ حَتَّى تَمَلَّأْنَا مِنْهُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا أَبَا ذَرٍّ". فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ. فَقَالَ لِي: "إِنَّهُ قَدْ رُفِعَتْ لِي أَرْضٌ، وَهِيَ ذَاتُ

(2)

مَالٍ، وَلَا أَحْسَبُهَا إِلَّا تِهَامَةَ، فَاخْرُجْ إِلَى قَوْمِكَ فَادْعُهُمْ إِلَى مَا دَخَلْتَ فِيهِ". قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ أُمِّي وَأَخِي فَأَعْلَمْتُهُمُ الْخَبَرَ، فَقَالَا: مَا لَنَا رَغْبَةٌ عَنِ الدِّينِ الَّذِي دَخَلْتَ فِيهِ، فَأَسْلَمَا، ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى أَتَيْنَا الْمَدِينَةَ فَأَعْلَمْتُ قَوْمِي، فَقَالُوا: إِنَّا قَدْ صَدَّقْنَاكَ، وَلَعَلَّنَا نَلْقَى مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم. فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَقِينَاهُ، فَقَالَتْ لَهُ غِفَارٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا ذَرٍّ أَعْلَمَنَا مَا أَعْلَمْتَهُ، وَقَدْ أَسْلَمْنَا

(3)

وَشَهِدْنَا أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ تَقَدَّمَتْ أَسْلَمُ، وَخُزَاعَةُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا قَدْ رَغِبْنَا، وَدَخَلْنَا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ إِخْوَانُنَا وَحُلَفَاؤُنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ، وَغِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا". ثُمَّ أَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِي، فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ. قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ. فَقَالَ: هَلْ كُنْتَ تَأْلَهُ في

(1)

في (و) و (ك): "قلت".

(2)

في (و) و (ك): "ذا".

(3)

في (ك): "أعلمنا".

ص: 583

جَاهِلِيَّتِكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَقُومُ عِنْدَ الشَّمْسِ، فَلَا أَزَالُ مُصَلِّيًا حَتَّى يُؤْذِيَنِي حَرُّهَا فَأَخِرُّ كَأَنِّي خِفَاءٌ. فَقَالَ لِي: فَأَيْنَ كُنْتَ تَوَجَّهُ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي إِلَّا

(1)

حَيْثُ وَجَّهَنِي اللهُ حَتَّى أَدْخَلَ اللهُ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ

(2)

.

(3)

5553 -

حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى اللَّخْمِيُّ بِتِنِّيسَ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَهَ، ثَنَا صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَخِيهِ

(4)

، عَنِ ابْنِ عَائِذٍ

(5)

، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي رُبْعَ الْإِسْلَامِ، لَمْ يُسْلِمْ قَبْلِي إِلَّا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو بَكْرٍ، وَبِلَالٌ

(6)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(7)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5554 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ ابْنُ الرُّومِيِّ

(8)

، ثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ

(1)

في (و): "إلى".

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: إسناده صالح"، نقول: وأصله في صحيح مسلم (7/ 152 - 155) من حديث حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أَبي ذر بنحوه.

(3)

إتحاف المهرة (14/ 220 - 17665).

(4)

هو: محفوظ بن علقمة. من رجال التهذيب.

(5)

هو: عبد الرحمن. من رجال التهذيب.

(6)

إتحاف المهرة (14/ 110 - 17485).

(7)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: بل صدقة ضعيف جدا" يعني: أبا معاوية السمين الدمشقي.

(8)

هو: عبد الله بن محمد، ويقال: عبد الله بن عمر اليمامي، أَبُو محمد، المعروف بابن الرومي، عن النضر بن محمد بن مرسى الجرشي.

ص: 584

عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي زُمَيْلٍ سِمَاكِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنْتُ رُبْعَ الْإِسْلَامِ، أَسْلَمَ قَبْلِي ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، وَأَنَا الرَّابِعُ، أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَرَأَيْتُ الِاسْتِبْشَارَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

.

5555 -

أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي

(2)

، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، ثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا تُقِلُّ الْغَبْرَاءُ، وَلَا تُظِلُّ الْخَضْرَاءُ مِنْ ذِي لَهْجَةٍ

(3)

أَصْدَقَ وَلَا أَوْفَى مِنْ أَبِي ذَرٍّ، شَبِيهِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ". فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَنَعْرِفُ ذَلِكَ لَهُ؟ قَالَ: "نَعَمْ، فَاعْرِفُوهُ لَهُ"

(4)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ. أَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو:

5556 -

فحدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ

(5)

، عَنِ الْأَعْمَشِ.

(1)

إتحاف المهرة (14/ 188 - 17608).

(2)

في (ز) و (م) و (ك): "المزني"، والمثبت من (و) والإتحاف.

(3)

قوله: "من ذي لهجة" غير موجود في (و).

(4)

إتحاف المهرة (14/ 190 - 17612)، ومالك بن مرثد بن عبد الله الذماري وأبوه أخرج لهما البخاري في الأدب المفرد، ولم يحتج بهما هو ولا مسلم.

(5)

هو: عبد الحميد بن عبد الرحمن. من رجال التهذيب.

ص: 585

وَأَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ

(1)

، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ قَيْسٍ الْبَجَلِيِّ

(2)

، عَنْ أَبِي حَرْبٍ الدِّيلِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ عَلَى رَجُلٍ أَصْدَقَ لَهجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ"

(3)

. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ:

5557 -

فحدثناه الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْن حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ"

(4)

.

* * *

(1)

في (و) و (ك): "عمانة"!، وهو: الوضاح بن عبد الله اليشكري.

(2)

ويقال: عثمان بن عمير، أبو اليقظان البجلي، شيعي ضعيف، وقال المصنف عن الدارقطني:"زائغ لم يحتج به".

(3)

إتحاف المهرة (9/ 647 - 12122).

(4)

إتحاف المهرة (12/ 558 - 16078).

ص: 586

‌مِحْنَةُ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه

-

قَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ مِنْ أَوْجُهٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:"أَشَدُّ النَّاسِ بَلاءً الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْعُلَمَاءُ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ".

5558 -

أخبرنا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَارِئُ الزَّاهِدُ، قَالَا: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ

(1)

، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَبَا ذَرٍّ، كَيْفَ

(2)

أَنْتَ إِذَا كُنْتَ فِي حُثَالَةٍ؟ ". وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: "اصْبِرْ، اصْبِرْ، اصْبِرْ، خَالِقُوا النَّاسَ بِأَخْلاقِهِمْ، وَخَالِفُوهُمْ فِي أَعْمَالِهِمْ"

(3)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(4)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5559 -

أخبرناه

(5)

أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُكْرَمٍ ابْنُ أَخِي

(1)

هو: شراحيل بن آدة، عن أَبي عثمان عبد الرحمن بن مل النهدي.

(2)

قوله: "كيف" ساقط من (ز) و (م)، ومكانه في (و) و (ك):"يا باذر"، وكتب فوقه في (و):"كذا - صح"، والمثبت من التلخيص والزهد الكبير للبيهقي (ص 111) عن المصنف به.

(3)

إتحاف المهرة (14/ 166 - 17572).

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: يزيد لم يخرجوا له، قال النسائي وغيره: متروك" يعني: يزيد بن ربيعة أبا كامل الرحبي الصنعاني، وقال البخاري:"حديثه منكر".

(5)

في (و) و (ك): "أخبرني".

ص: 587

الْحَسَنِ بْنِ مُكْرَمٍ

(1)

الْبَزَّازُ بِبَغْدَادَ، أَنَا

(2)

عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَسْكَرِيُّ، ثَنَا سَيْفُ بْنُ مِسْكِينٍ الْأُسْوَارِيُّ، ثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْمُنْتَصِرِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ كَثُرَ لُبْسُ الطَّيَالِسَةِ، وَكَثُرَتِ التِّجَارَةُ، وَكَثُرَ الْمَالُ، وَعَظُمَ رَبُّ الْمَالِ بِمَالِهِ، وَكَثُرَتِ الْفَاحِشَةُ، وَكَانَتْ إِمَارَةُ الصِّبْيَانِ، وَكَثُرَ النِّسَاءُ، وَجَارَ السُّلْطَانُ

(3)

، وَطُفِّفَ فِي الْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ، وَيُرَبِّي الرَّجُلُ جَرْوَ كَلْبٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُرَبِّيَ وَلَدًا لَهُ، وَلَا يُوَقَّرُ كَبِيرٌ، وَلَا يُرْحَمُ صَغِيرٌ، وَيَكْثُرُ أَوْلادُ الزِّنَا، حَتَّى أَنَّ الرَّجُلَ لَيَغْشَى الْمَرْأَةَ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ، فَيَقُولُ أَمْثَلُهُمْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ: لَوِ اعْتَزَلْتُمَا عَنِ الطَّرِيقِ، وَيَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ، أَمْثَلُهُمْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ الْمُدَاهِنُ"

(4)

.

هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ سَيْفُ بْنُ مِسْكِينٍ

(5)

، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، وَالْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ثِقَةٌ.

5560 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ الْأَنْطَاكِيُّ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي الْمُحَجَّلِ

(6)

، عَنْ

(1)

في (و) ضرب على قوله: "ابن أخي الحسن بن مكرم"، وهو غير موجود في (ك).

(2)

في (و): "ثنا".

(3)

في (ك): "الشيطان".

(4)

إتحاف المهرة (14/ 174 - 17586).

(5)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: هو واه، ومنتصر وأبوه مجهولان".

(6)

هو: رديني بن مرة، وقيل: ابن خالد.

ص: 588

صَدَقَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ [عَنْ عِمْرَانَ] بْنِ حِطَّانَ

(1)

قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ فَوَجَدْتُهُ

(2)

فِي الْمَسْجِدِ مُحْتَبِيًا بِكِسَاءٍ أَسْوَدَ وَحْدَهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ، وَمَا هَذِهِ الْوَحْدَةُ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْوَحْدَةُ خَيْرٌ مِنْ جَلِيسِ السُّوءِ، وَالْجَلِيسُ الصَّالِحُ خَيْرٌ مِنَ الْوَحْدَةِ، وَإِمْلاءُ الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنَ السُّكُوتِ، وَالسُّكُوتُ خَيْرٌ مِنْ إِمْلاءِ الشَّرِّ"

(3)

.

5561 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ، فَسَائَلَهُ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ يَسِيرُ إِلَى الرَّبَذَةِ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، لَوْ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ قَطَعَ لِي عُضْوًا أَوْ يَدًا مَا هَجَّنْتُهُ بَعْدَمَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ مِنْ رَجُلٍ

(1)

في النسخ الخطية كلها: "عن صدقة بن أَبي عمران بن حطان"، والمثبت من شعب الإيمان للبيهقي (7/ 58) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء، ومن الإتحاف وفيه:"عن صدقة، عن عمران بن حطان". وقد رواه الدولابي في الكنى والأسماء (3/ 989)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 246)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 237) من طرق عن الهيثم بن جميل به فقال:"عن معفس بن عمران بن حطان عن ابن الشَّنِيَّة عن أبي ذر"، ورواه ابن أَبي شيبة في مصنفه (7/ 123)، وعنه ابن أَبي عاصم في الزهد (ص 41) من طريق سفيان عن أَبي المحجل عن ابن عمران بن حطان عن أبيه عن أَبي ذر".

(2)

في (ك): "فوجد".

(3)

إتحاف المهرة (14/ 174 - 17587)، وقال الذهبي في التلخيص:"قلت: لم يصح ولا صححه الحاكم".

ص: 589

أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ"

(1)

.

(2)

5562 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلِ بْنِ خَلَفٍ الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ ابْنُ الرَّقَاشِيِّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، ثَنَا أَبُو عَامِرٍ وَهُوَ صَالِحُ بْنُ رُسْتُمٍ الْخَزَّازُ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ ذَرٍّ

(3)

: وَاللهِ مَا سَيَّرَ عُثْمَانُ أَبَا ذَرٍّ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا بَلَغَ الْبِنَاءُ سَلْعًا فَاخْرُجْ مِنْهَا". قَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَلَمَّا بَلَغَ الْبِنَاءُ سَلْعًا، وَجَاوَزَ خَرَجَ أَبُو ذَرٍّ إِلَى الشَّامِ. وَذَكَرَ بَاقِي الْحَدِيثِ بِطُولِهِ

(4)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَالْحَدِيثُ الْمُفَسَّرُ فِي هَذَا الْبَابِ حَدِيثُ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حَلَّامِ بْنِ جَزْلٍ

(5)

الْغِفَارِيِّ تَرَكْتُهُ لِأَلْفَاظٍ فِيهِ وَلِطُولِهِ أَيْضًا، وَاقْتَصَرْتُ عَلَى الْإسْنَادَيْنِ الصَّحِيحَيْنِ.

5563 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، قَالَ: مَاتَ أَبُو ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: سنده جيد".

(2)

إتحاف المهرة (12/ 584 - 16140)،

(3)

قوله: "ذر" مكانه بياض في (و) و (ك)، والمثبت من (ز) و (م) والتلخيص والإتحاف ودلائل النبوة للبيهقي (6/ 401) عن المصنف به.

(4)

إتحاف المهرة (18/ 132 - 23445)، وصالح بن رستم احتج به مسلم، وأخرج له البخاري في المتابعات، وليس بالقوي.

(5)

في (ك): "بن حدف" بدون نقط، وفي (م):"بن جندل"، وسيأتي حديثه برقم (8728) مختصرا.

ص: 590

عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَفِيهَا أَيْضًا مَاتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ

(1)

. صَلَاةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَلَيْهِ لَا تَبْعُدُ، فَقَدْ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ أَنَّهُ كَانَ فِي الرَّهْطِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ الَّذِينَ وَقَفُوا لِلصَّلَاةِ عَلَيْهِ.

5564 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَدِينِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشتَرِ

(2)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ ذَرٍّ قَالَتْ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا ذَرٍّ الْوَفَاةُ بَكَيْتُ، فَقَالَ لِي: مَا يُبْكِيكِ؟ فَقُلْتُ: وَمَا لِيَ لَا أَبْكِي وَأَنْتَ تَمُوتُ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَنًا لِي وَلَا لَكَ، وَلَا يَدَيْنِ لِي بِنَعْشِكَ

(3)

. قَالَ: فَأَبْشِرِي، وَلَا تَبْكِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"لَا يَمُوتُ بَيْنَ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ وَلَدَانِ أَوْ ثَلَاثةٌ فَيَحْتَسِبَانِ، فَيَرَيَانِ النَّارَ أَبَدًا". وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمْ: "لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِفَلَاةٍ مِنَ الأَرْضِ تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ".

وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفْرِ أَحَدٌ إِلَّا وَقَدْ مَاتَ فِي قَرْيَةٍ وَجَمَاعَةٍ، فَأَنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ، وَاللهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ فَأَبْصِرِي الطَّرِيقَ. فَقُلْتُ: أَنَّى وَقَدْ ذَهَبَ الْحَاجُّ، وَتَقَطَّعَتِ الطَّرِيقُ. فَقَالَ: اذْهَبِي فَتَبَصَّرِي. قَالَتْ: فَكُنْتُ أَشْتَدُّ إِلَى الْكَثِيبِ، ثُمَّ أَرْجِعُ فَأُمَرِّضُهُ، فَبَيْنَمَا أَنَا وَهُوَ كَذَلِكَ إِذَا أَنَا بِرِجَالٍ عَلَى رِحَالِهِمْ كَأَنَّهُمُ الرَّخَمُ تُخَدُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ - قَالَ عَلِيٌّ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ: تُخَدُّ أَوْ تُخَبُّ؟ قَالَ:

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 558 - 22).

(2)

في (و): "الأشقر"، وهو: إبراهيم بن مالك بن الحارث.

(3)

أي: لَا أجد ثمنه.

ص: 591

بِالدَّالِ - قَالَتْ: فَأَلَحْتُ بِثَوْبِي، فَأَسْرَعُوا إِلَيَّ حَتَّى وَقَفُوا عَلَيَّ، فَقَالُوا: وَمَنْ هُوَ؟ قُلْتُ: أَبُو ذَرٍّ. قَالُوا: صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَفَدَوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، وَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ حَتَّى دَخَلُوا عَلَيْهِ

(1)

، فَقَالَ لَهُمْ: أَبْشِرُوا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمْ:"لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنَ الأَرْضِ تَشهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ". مَا مِنْ أُولَئِكَ النَّفْرِ رَجُلٌ إِلَّا وَقَدْ هَلَكَ فِي قَرْيَةٍ وَجَمَاعَةٍ، وَاللهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ، أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ أَنَّهُ لَوْ كَانَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُنِي كَفَنًا أَوْ لِامْرَأَتِي لَمْ أُكَفَّنْ إِلَّا فِي ثَوْبٍ لِي أَوْ لَهَا، إِنِّي أَنْشُدُكُمُ اللهَ، ثُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكُمُ اللهَ أَنْ لَا

(2)

يُكَفِّنَنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ أَمِيرًا، أَوْ عَرِيفًا، أَوْ بَرِيدًا، أَوْ نَقِيبًا، وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفْرِ إِلَّا وَقَدْ قَارَفَ مَا قَالَ إِلَّا فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: أَنَا أُكَفِّنُكَ يَا عَمُّ، أُكَفِّنُكَ فِي رِدَائِي هَذَا، أَوْ فِي ثَوْبَيْنِ فِي عَيْبَتِي مِنْ غَزْلِ أُمِّي. قَالَ: أَنْتَ فَكَفِّنِّي. فَكَفَّنَهُ الْأَنْصَارِيُّ فِي النَّفْرِ الَّذِينَ حَضَرُوهُ، وَقَامُوا عَلَيْهِ، وَدَفَنُوهُ فِي نَفَرٍ كُلِّهِمْ يَمَانٌ

(3)

.

* * *

(1)

في (و) والتلخيص: "فأسرعوا إليَّ حتى وقفوا علي"، وفي (ك):"وأسرعوا عليه حتى دخلوا عليه".

(2)

قوله: "لَا" ثابت في (و)، وغير موجود في سائر النسخ والتلخيص والدلائل.

(3)

إتحاف المهرة (14/ 235 - 17693).

ص: 592

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ حَبِيبٍ بْنِ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيِّ رضي الله عنه

-

5565 -

حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ مَالِكٍ الْأَكْبَرُ بْنُ وَهْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَاثِلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، كَانَ شَرِيفًا قَدْ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: حَبِيبُ الرُّومِ؛ مِنْ كَثْرَةِ دُخُولِهِ عَلَيْهِمْ. قَالَ: وَفِيهِ يَقُولُ شُرَيْحُ بْنُ الْحَارِثِ:

أَلَا كُلُّ مَنْ يَدَّعِي حَبِيبًا وَلَوْ بَدَتْ

مُروءَتُهُ تَفْدِي حَبِيبَ بَنِي

(1)

فِهْرِ

هُمَامٌ يَقُودُ الْخَيْلَ حَتَّى كَأَنَّمَا

يَطَأْنَ بِرَضْرَاضِ

(2)

الْحَصَى جَاحِمَ

(3)

الْجَمْرِ

(4)

5566 -

أخبرنا الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ

(5)

، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْغَسَّانِيُّ،

(1)

في النسخ الخطية كلها: "بن"، ومضبب عليها في (ز)، والمثبت من التلخيص، ونسب قريش لمصعب الزبيري (ص 447).

(2)

في (و) و (ك): "برضواض".

(3)

كذا في (ز) و (م) والتلخيص، وفي (و) و (ك):"جماجم"!، وفي نسب قريش لمصعب:"فاحم"، قال الزبيدي في تاج العروس (31/ 374):"جاحم النار: توقدها والتهابها".

(4)

إتحاف المهرة (4/ 202) في بداية الترجمة.

(5)

هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث، عن أَبي بكر بن عبد الله بن أَبي مريم، وأبو بكر ضعيف.

ص: 593

عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَا: سَارَتِ الرُّومُ إِلَى حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ وَهُوَ بِأَرْمِينِيَّةَ، فَكَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ يَسْتَمِدُّهُ، فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُثْمَانَ بِذَلِكَ، فَكَتَبَ عُثْمَانُ إِلَى أَمِيرِ الْعِرَاقِ يَأْمُرُهُ أَنْ يَمُدَّ حَبِيبًا، فَأَمَدَّهُ بِأَهْلِ الْعِرَاقِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ سَلْمَانَ بْنَ رَبِيعَةَ الْبَاهِلِيَّ، فَسَارُوا يَرُودُونَ

(1)

غِيَاثَ حَبِيبٍ، فَلَمْ يَبْلُغُوهُمْ حَتَّى لَقِيَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ الْعَدُوَّ، فَفَتَحَ اللهُ لَهُمْ، فَلَمَّا قَدِمَ سَلْمَانُ وَأَصْحَابُهُ عَلَى حَبِيبٍ سَأَلُوهُمْ أَنْ يُشْرِكُوهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ، وقَالُوا: قَدْ أَمْدَدْنَاكُمْ. وَقَالَ أَهْلُ الشَّامِ: لَمْ تَشْهَدُوا الْقِتَالَ، لَيْسَ لَكُمْ مَعَنَا شَيْءٌ. فَأَبَى حَبِيبٌ أَنْ يُشْرِكَهُمْ، وَحَوَى هُوَ وَأَصْحَابُهُ عَلَى غَنِيمَتِهِمْ، فتَنَازَعَ أَهْلُ الشَّامِ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ فِي ذَلِكَ حَتَّى كَادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمْ فِي ذَلِكَ كَوْنٌ

(2)

. فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِرَاقِ شِعْرًا:

إِنْ تَقْتُلُوا سَلْمَانَ نَقْتُلْ حَبِيبَكُمْ

وَإِنْ تَرْحَلُوا نَحْوَ ابْنِ عَفَّانَ نَرْحَلْ

قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْغَسَّانِيُّ: وَسَمِعْتُ أَنَّهَا

(3)

أَوَّلُ عَدَاوَةٍ وَقَعَتْ بَيْنَ أَهْلِ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ

(4)

.

5567 -

أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ

(5)

النَّسَوِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:

(1)

في (م): "يردون"!، وفي التلخيص:"يريدون"، ويرودون أي يطلبون.

(2)

ضبب عليها في (ز)، وفي التلخيص:"أمر".

(3)

في (و): "أنا".

(4)

إتحاف المهرة (11/ 71 - 13711).

(5)

في (ك): "عمر".

ص: 594

حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(1)

.

5568 -

حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جَارِيَةَ

(2)

، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ

(3)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَفَّلَ الثُّلُثَ

(4)

.

5569 -

حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ بِالرَّيِّ، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ لُحَيٍّ

(5)

، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ الْغِفَارِيَّ وَالنَّاسَ كَانُوا يُسَمُّونَ حَبِيبَ بْنَ مَسْلَمَةَ حَبِيبَ الرُّومِ؛ لِكَثْرَةِ مُجَاهَدَتِهِ الرُّومَ

(6)

(7)

.

5570 -

أخبرني عَبْدُ اللهِ بْن غَانِمٍ

(8)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا

(1)

إتحاف المهرة (4/ 202) في بداية الترجمة، واستدركه المحقق في الحاشية (18/ 582 - 1)!.

(2)

في (ز) و (م): "يزيد بن حارثة"، وضبب في (ز) على:"يزيد"، وفي (ك):"زياد بن حارثة"، وبدون نقط في (و)، وهو زياد بن جارية التميمي، وقيل: يزيد، وقيل: زيد، قال البخاري: الصحيح زياد".

(3)

قوله: "مع" غير موجود في (و) و (ك).

(4)

إتحاف المهرة 4/ 203 - 4132) وقد تقدم حديثه برقم (2629)، وسيأتي برقم (5957) في مناقب حبيب بن مسلمة مرة أخرى.

(5)

تقرأ في جميع النسخ: "يحيى"، وضبب عليها في (ز)، والمثبت من الإتحاف.

(6)

في (ك): "للروم".

(7)

إتحاف المهرة (14/ 139 - 17533)، وسيأتي معلقا في مناقب حبيب مرة أخرى عقب حديث رقم (5956).

(8)

في الإتحاف: "عبد الله بن حاتم".

ص: 595

يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: تُوُفِّيَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ بِأَرْمِينِيَّةَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسِينَ سَنَةً

(1)

.

5571 -

حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَزَّارُ

(2)

، ثَنَا أَزْهَرُ بْنُ زُفَرٍ الْمِصْرِيُّ

(3)

، ثَنَا أَبُو أَسْلَمَ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الرُّعَيْنِيُّ

(4)

، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ قَزَعَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا"

(5)

.

5572 -

أخبرنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ

(6)

، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُبَيْرَةَ

(7)

، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيِّ وَكَانَ مُجَابُ الدَّعْوَةِ، أَنَّهُ أُمِّرَ عَلَى جَيْشٍ، فَدَرَّبَ الدُّرُوبَ، فَلَمَّا أَتَى الْعَدُوَّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَجْتَمِعُ مَلَأٌ فَيَدْعُو بَعْضُهُمْ، وَيُؤَمِّنُ الْبَعْضُ

(8)

، إِلَّا أَجَابَهُمُ اللهُ". ثُمَّ إِنَّهُ حَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى

(1)

إتحاف المهرة (4/ 202) في بداية الترجمة، واستدركه المحقق في الحاشية (19/ 610 - 4)!.

(2)

كذا في (ز) و (م): "البزار"، وفي (و) و (ك) غير منقوطة، وهو: أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان، أَبُو حامد المقرئ التاجر المعروف بالحسنوي، النيسابوري.

(3)

في (و) و (ك): "البصري".

(4)

في (ك): "الوعيني".

(5)

إتحاف المهرة (4/ 205 - 4133) ومحمد بن مخلد الرعيني وسليمان بن أَبي كريمة الدمشقيان ضعيفان.

(6)

هو: عبد الله بن يزيد القرشي العدوي المصري. من رجال التهذيب.

(7)

هو: عبد الله بن هبيرة بن أسعد. من رجال التهذيب.

(8)

في (و): "بعضهم"، وفي (ك) والتلخيص:"بعض".

ص: 596

عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَنَا، وَاجْعَلْ أُجُورَنَا أُجُورَ الشُّهَدَاءِ. فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ نَزَلَ الْهَنْبَاطُ

(1)

أَمِيرُ الْعَدُوِّ، فَدَخَلَ عَلَى حَبِيبٍ سُرَادِقَهُ

(2)

.

* * *

(1)

في (ز) و (م): "الهباط"!، وفي (و) و (ك):"الهيباط"، وقال الفيروزابادي في القاموس المحيط (ص 693):"الهَيباط: ملك الروم"، وفي دلائل النبوة للبيهقي (7/ 113) عن المصنف به:"الهياط"!، والمثبت من التلخيص، وكذا في رواية الطبراني في الكبير (4/ 21) عن بشر بن موسى به، وعند ابن عساكر في تاريخ دمشق (12/ 77) من طريق البيهقي عن المصنف ومن طريق الطبراني أيضًا، وقال الطبراني:"الهنباط بالرومية: صاحب الجيش"، وقال ابن الأثير في النهاية (5/ 278):"قيل هو صاحب الجيش بالرومية"، وقال مرتضى الزبيدي في تاج العروس (20/ 191):"الهَيباط بالفتح ملك الروم نقله الصاغاني هنا، والصواب أنه الهنباط بالنون"، وانظر (20/ 197).

(2)

إتحاف المهرة (4/ 205 - 4134).

ص: 597

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو الْكِنْدِيُّ، وَهُوَ الَّذِي قِيلَ لَهُ: ابْنُ الْأَسْوَدِ

5573 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَمِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَنِي زُهْرَةَ وَمِنْ حُلَفَائِهِمُ: الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَمْعَةَ

(1)

بْنِ ثُمَامَةَ بْنِ مَطْرُودِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ زُهَيْرِ

(2)

بْنِ نَمِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكٍ

(3)

.

5574 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، وَمِنْ حُلَفَائِهِمُ: الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو

(4)

.

5575 -

أخبرني أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا التُّسْتَرِيُّ،

(1)

كذا في النسخ الخطية كلها، والصواب:"ربيعة" كما في طبقات خليفة (ص 16)، وطبقات ابن سعد (3/ 148)، وتاريخ الطبري (11/ 506)، والمعجم الكبير (20/ 235)، وتاريخ دمشق (60/ 145).

(2)

كذا في النسخ الخطية كلها والمعجم الكبير وتاريخ دمشق، وفي طبقات خليفة وابن سعد وتهذيب الكمال:"دَهير"، وكذا ضبطه الدارقطني في المؤتلف (2/ 988)، وقال: وقد قال بعضهم: ابن سعد بن زهير".

(3)

لم نجده في الإتحاف.

(4)

إتحاف المهرة (19/ 236 - 24732).

ص: 598

ثَنَا شَبَابٌ الْعُصْفُرِيُّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: نُسِبَ الْمِقْدَادُ إِلَى الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ؛ لِأَنَّهُ تَبَنَّاهُ، وَيُقَالُ: إِلَى الْأَسْوَدِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ زُهْرَةَ

(1)

.

5576 -

فحدثنا بِصِحَّةِ ذَلِكَ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو الزِّنْبَاعِ رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ الْمِصْرِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ

(2)

[ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ صَهْبَانَةَ الْمَهْرِيِّ]

(3)

، قَالَ: كُنْتُ صَاحِبًا لِلْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَصَابَ فِيهِمْ دَمًا، فَهَرَبَ إِلَى كِنْدَةَ فَحَالَفَهُمْ، ثُمَّ أَصَابَ فِيهِمْ دَمًا، فَهَرَبَ إِلَى مَكَّةَ، فَحَالَفَ الْأَسْوَدَ بْنَ عَبْدِ يَغُوثَ؛ فَلِذَلِكَ نُسِبَ

(4)

إِلَيْهِ

(5)

.

5577 -

أخبرنا الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَيُكْنَى

(6)

أَبَا مَعْبَدٍ مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ، بَلَغَ

(7)

نَحْوًا مِنْ سَبْعِينَ سَنَةً، وَكَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ، مَاتَ بِالْجُرُفِ، فَحُمِلَ عَلَى رِقَابِ الرِّجَالِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه،

(1)

لم نجده في الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 419 - 9)، وانظر طبقات خليفة (ص 16).

(2)

في (ك): "ثنا سعيد عفير".

(3)

ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من المعجم الكبير للطبراني (20/ 236) عن أبي الزنباع به، ولا بد من ذكره حتى يستقيم الإسناد.

(4)

في (و): "نسبه".

(5)

لم نجده في الإتحاف.

(6)

في (و) و (ك): "يكنى".

(7)

في (و) و (ك): "فبلغ".

ص: 599

وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ

(1)

.

5578 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الحَسَنُ بْنُ الجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ وَذَكَرَ إِلَى قُضَاعَةَ كَانَ

(2)

يُكْنَى أَبَا مَعْبَدٍ، وَكَانَ حَالَفَ الْأَسْوَدَ بْنَ عَبْدِ يَغُوثَ الزُّهْرِيَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَتَبَنَّاهُ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ، فَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ:{ادْعُوهُم لِأَبَآءِهِم}

(3)

. قِيلَ لَهُ: الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو، وَهَاجَرَ الْمِقْدَادُ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ فِي رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَشَهِدَ الْمِقْدَادُ بَدْرًا، وأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(4)

.

5579 -

قال ابْنُ عُمَرَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَمَّتِهِ كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ

(5)

، أَنَّهَا وَصَفَتْ أَبَاهَا لَهُمْ، فَقَالَتْ: كَانَ رَجُلًا طُوَالًا، آدَمَ، أَبْطَنَ، كَثِيرَ شَعْرِ الرَّأْسِ، يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ، وَهِيَ حَسَنَةٌ، لَيْسَتْ بِالْعَظِيمَةِ وَلَا بِالْخَفِيفَةِ، أَعْيَنَ، مَقْرُونَ الْحَاجِبَيْنِ، أَقْنَى. قَالَتْ: وَمَاتَ الْمِقْدَادُ بِالْجُرُفِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ

(6)

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 443 - 10).

(2)

في (و) و (ك): "وكان".

(3)

سورة الأحزاب (آية: 5).

(4)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 462 - 20).

(5)

كذا في النسخ الخطية كلها والتلخيص والإتحاف!، وفي طبقات ابن سعد (3/ 150) عن الواقدي عن موسى بن يعقوب عن عمته عن أمها كريمة بنت المقداد به، فزاد:"عن أمها" وهو الصواب؛ فعمة موسى بن يعقوب الزمعي إنما هي: قريبة بنت عبد الله بن وهب بن زمعة، وهي تروي عن أمها كريمة بنت المقداد.

(6)

قوله: "أميال" ساقط من (و) و (ك).

ص: 600

مِنَ الْمَدِينَةِ، فَحُمِلَ عَلَى رِقَابِ الرِّجَالِ وَدُفِنَ بِالْمَدِينَةِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَذَلِكَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ سَبْعِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوَهَا

(1)

.

5580 -

قال ابْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، عَنْ

(2)

عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ. وَعَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ

(3)

بِالْمُؤَاخَاةِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَ الْمِقْدَادِ وَجَبْرِ

(4)

بْنِ عَتِيكٍ

(5)

.

5581 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَدِمَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ، فَقَالَ

(6)

: لَأُحَالِفَنَّ أَعَزَّ أَهْلِهَا. فَحَالَفَ الْأَسْوَدَ بْنَ عَبْدِ يَغُوثَ، وَقِيلَ: مِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَإِنَّمَا هُوَ مِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو الْبَهْرَانِيُّ، وَلَيْسَ بِابْنِ الْأَسْوَدِ الْكِنْدِيِّ

(7)

.

5582 -

أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ

(1)

إتحاف المهرة (13/ 455) بداية الترجمة.

(2)

في (و) و (ك): "بن"، ومحمد هو: ابن صالح بن دينار التمار، يروي عن عاصم بن عمر بن قتادة المدني.

(3)

هو: عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور المخرمي، والرواي عنه هو الواقدي.

(4)

في (م): "وجبير"، وفي (و) و (ك):"وبين جبير".

(5)

لم نجده في الإتحاف.

(6)

كذا في النسخ الخطية كلها والتلخيص، والمراد أنه قدم مكة.

(7)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 599 - 1).

ص: 601

مَسْعُودٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ

(1)

بْنُ مُوسَى، أَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ مَشْهَدًا لَأَنْ أَكُونَ صاحِبَهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَدْعُو عَلَى الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا وَاللهِ لَا نَقُولُ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِمُوسَى اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ، وَلَكِنَّا نُقَاتِلُ عَنْ يَمِينِكَ، وَعَنْ شِمَالِكَ، وَمِنْ بَيْنَ يَدَيْكَ وَمِنْ خَلْفِكَ. فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُشْرِقُ لِذَلِكَ وَسَرَّهُ ذَلِكَ

(2)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(3)

.

5583 -

أخبرني الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ الْحَوْطِيُّ، ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيُّ

(4)

، قَالَ: رَأَيْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ حَارِسَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا عَلَى تَابُوتٍ مِنْ تَوَابِيتِ الصَّيَارِفَةِ بِحِمْصَ، قَدْ أَفْضَلَ عَلَى التَّابُوتِ مِنْ عِظَمِهِ يُرِيدُ الْغَزْوَ، فَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ أَعْذَرَ اللهُ إِلَيْكَ. فَقَالَ: أَبَتْ عَلَيْنَا سُورَةُ الْبُحُوثِ: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا}

(5)

. قَالَ بَقِيَّةُ: سُورَةُ الْبُحُوثِ سُورَةُ التَّوْبَةِ

(6)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

(1)

في (و) و (ك): "عبد الله".

(2)

إتحاف المهرة (10/ 266 - 12718).

(3)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: بل أخرجه البخاري"(5/ 73) و (6/ 51).

(4)

في (ك): "الحداني".

(5)

سورة التوبة (آية: 41).

(6)

إتحاف المهرة (13/ 461 - 17007)، وقد تقدم (2580) و (3319).

ص: 602

5584 -

وقد ذَكَرْتُ فِي أَوَّلِ مَنَاقِبِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه حَدِيثَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَه سَبْعَةٌ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلَالٌ، وَالْمِقْدَادُ. حدثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، ثَنَا مُعَاوِيةُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ

(1)

.

5585 -

ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمفَضَّلِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَبْعَثًا، فَلَمَّا رَجَعْتُ قَالَ لِي:"كَيْفَ تَجِدُ نَفْسَكَ؟ ". قُلْتُ: مَا زِلْتُ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ مَعِي خَوَلِي

(2)

، وَايْمُ اللهِ لَا أَعْمَلُ عَلَى رَجُلَيْنِ بَعْدَهَا

(3)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

* * *

(1)

إتحاف المهرة (10/ 191 - 12556)، ولم يتقدم في مناقب الصديق كما ذكر المصنف، وإنما تقدم في مناقب بلال برقم (5320).

(2)

في التلخيص: "أن من معي خولي"، والخول: حشم الرجل وأتباعه، وأحدهم خائل، وقد يكون واحدا، ويقع على العبد والأمة، وهو مأخوذ من التخويل: التمليك، وقيل من الرعاية. النهاية (2/ 88).

(3)

إتحاف المهرة (13/ 462 - 17008) وعمير بن إسحاق أبو محمد القرشي لم يرو عنه غير عبد الله بن عون.

ص: 603

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ أَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرٍ الْأَنْصَارِيِّ الْخَزْرَجِيِّ رضي الله عنه

-

5586 -

حدثنا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ: أَبُو عَبْسِ بْنِ جَبْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ

(1)

.

(2)

5587 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبُو عَبْسِ بْنِ جَبْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ

(3)

.

5588 -

أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى يَعْقُوبَ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا: أَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ، وَاسْمُهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَبْرٍ

(4)

.

(5)

5589 -

أخبرنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَبُو عَبْسِ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَبْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ وَكَعْبُ الْأَحْبَارِ، مَاتَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ

(6)

.

(1)

في (و) و (ك): "ابن جشم بن الحارثة".

(2)

لم نجده في الإتحاف.

(3)

إتحاف المهرة (19/ 236 - 24733).

(4)

في (و): "جبير".

(5)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 632 - 2).

(6)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 443 - 11).

ص: 604

5590 -

وأخبرنا

(1)

أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا أَبُو يُونُسَ

(2)

، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: مَاتَ أَبُو عَبْسِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَبْرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً

(3)

.

5591 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَهْ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ، وخُنَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ

(4)

، وَشَهِدَ أَبُو عَبْسٍ بَدْرًا، وأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ فِيمَنْ قَتَلَ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ

(5)

.

5592 -

قال ابْنُ عُمَرَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ

(6)

بْنُ أَبِي عَبْسٍ مِنْ وَلَدِ أَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: مَاتَ أَبُو عَبْسٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ، وَنَزَلَ فِي قَبْرِهِ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ، وَقَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَسَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ

(7)

.

(1)

في (ك): "أخبرنا".

(2)

هو: محمد بن أحمد بن يزيد بن عبد الله بن يزيد القرشي. من رجال التهذيب.

(3)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (18/ 387 - 5).

(4)

في (و) و (ك): "التميمي"، وأشار في (ز) إلى أنها في نسخة أخرى:"التميمي"، والمراد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بينهما كما في الطبقات (3/ 415).

(5)

لم نجده في الإتحاف.

(6)

كذا في النسخ الخطية كلها!، وفي طبقات ابن سعد (3/ 416):"عبد المجيد"، وهو الصواب، فهو: عبد المجيد بن أبي عبس بن محمد بن أبي عبس بن جبر أبو محمد الحارثي، لينه أبو حاتم الرازي.

(7)

لم نجده في الإتحاف.

ص: 605

5593 -

حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ

(1)

بْنُ أَبِي عَبْسٍ الْأَنْصَارِيُّ، [مِنْ بَنِي حَارِثَةَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا مَيْمُونُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي عَبْسٍ]

(2)

، أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ أَبَا عَبْسٍ كَانَ يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلَوَاتِ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى بَنِي حَارِثَةَ، فَخَرَجَ لَيْلَةً

(3)

مُظْلِمَةٍ مَطِيرَةٍ، فَنُوِّرَ لَهُ فِي عَصَاهُ حَتَّى دَخَلَ دَارَ بَنِي حَارِثَةَ

(4)

.

(5)

5594 -

أخبرني أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُمَيَّةَ

(6)

الْقُرَشِيُّ بِالسَّاوَةِ

(7)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ النُّعْمَانِ الشَّيْبَانِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ،

(1)

كذا في النسخ الخطية كلها والتلخيص ودلائل النبوة للبيهقي (6/ 78) عن المصنف، والصواب "عبد المجيد" كما تقدم.

(2)

ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها والتلخيص والإتحاف، والمثبت من دلائل النبوة للبيهقي (6/ 78) حيث رواه عن المصنف بسنده ومتنه سواء.

(3)

في (ز) و (م): "فخرج ذات ليلة"، بزيادة:"ذات"، وكتب ناسخ (ز) فوقها:"خـ" أي نسخة، وهي غير موجودة في (و) و (ك) والتلخيص والدلائل.

(4)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: مرسل"، وإنما قال الذهبي ذلك بسبب السقط الحادث في نسخ المستدرك في هذا الحديث، ورواية البيهقي عن المصنف متصلة؛ حيث أن زيد بن أبي عبس يروي عن أبيه وسيأتي في الأطعمة (7348) من وجه آخر قال فيه الذهبي:"مظلم" عن موسى به بنحوه.

(5)

إتحاف المهرة (19/ 656 - 25484).

(6)

في (و): "بن أبي أمية".

(7)

هو: محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أمية بن آدم بن مسلم أبو عبد الله، ويقال: أبو أحمد، القرشي الساوي.

ص: 606

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَعَا أَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ الْأَنْصارِيُّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَهُ لَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"اخْلَعُوا نِعَالَكُمْ عِنْدَ الطَّعَامِ؛ فَإِنَّهَا سُنَّةٌ جَمِيلَةٌ"

(1)

.

(2)

5595 -

أخبرني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجَرَّاحِيُّ الْعَدْلُ بِمَرْوَ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَطِيَّةَ الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَةَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ بِسْطَامِ بْنِ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، ثَنَا أَبُو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ الْفَضْلُ بْنُ خَالِدٍ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ

(3)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ أَبْعَدَ رَجُلَيْنِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَارًا أَبُو لُبَابَةَ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، وَأَهْلُهُ بِقُبَاءٍ، وَأَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ، وَمَسْكَنُهُ فِي بَنِي حَارِثَةَ، وَكَانَا يُصَلِّيَانِ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ، ثُمَّ يَأْتِيَانِ قَوْمَهُمَا وَمَا صَلَّوْا لِتَعْجِيلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِصَلَاتِهِ

(4)

.

* * *

(1)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: يحيى وشيخه متروكان".

(2)

إتحاف المهرة (2/ 276 - 1711).

(3)

هو: النعمان بن ثابت التيمي أبا حنيفة الكوفي الإمام، فقد روى أبو معاذ النحوي عنه عن محمد بن إسحاق بن يسار عن عاصم بن عمر بن قتادة حديثا آخر، في مسند أبي حنيفة لأبي نعيم الأصبهاني (ص 41)، ومسند أبي حنيفة للحارثي (2/ 495).

(4)

إتحاف المهرة (2/ 66 - 1239)، وقد تقدم في الصلاة (704) من حديث أحمد بن خالد الوهبي عن ابن إسحاق به.

ص: 607

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ أَبِي طَلْحَةَ زَيْدِ بْنِ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه

-

5596 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: أَبُو طَلْحَةَ زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامٍ، شَهِدَ بَدْرًا، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ مَاتَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ

(1)

.

5597 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِطُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ آلِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ كَانَ يَقُولُ:

أَنَا أَبُو طَلْحَةَ وَاسْمِي زَيْدٌ

وَكُلُّ يَوْمٍ فِي سِلَاحِي صَيْدٌ

(2)

5598 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَبُو طَلْحَةَ زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْأَسْودِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ

(3)

.

5599 -

حدثني يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيُّ

(4)

، عَنْ أَبِيهِ، وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ

(1)

لم نجده في الإتحاف.

(2)

إتحاف المهرة (5/ 39 - 4917).

(3)

لم نجده في الإتحاف.

(4)

هو: يونس بن محمد بن فضالة بن أنس الظفري، والراوي عنه هو محمد بن عمر الواقدي.

ص: 608

مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ

(1)

، عَنْ عَاصمِ بْنِ عُمَرَ، وَحَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فِيمَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ: أَبُو طَلْحَةَ زَيْدُ

(2)

بْنُ سَهْلِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو

(3)

بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، شَهِدَ بَدْرًا وَلَهُ عَقِبٌ، وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ رَجُلًا آدَمَ مَرْبُوعًا، وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً

(4)

.

5600 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ

(5)

، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَيْعَةَ الْعَقَبَةِ، ثُمَّ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ: أَبُو طَلْحَةَ، وَهُوَ زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ

(6)

.

5601 -

أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ

(7)

، ثَنَا زِيَادُ الْبَكَّائِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رضي الله عنهما فِي حَدِيثِ الْحَفْرِ قَالَ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ

(1)

هو: محمد بن صالح بن دينار التمار، عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري.

(2)

في (و) و (ك): "أبو طلحة وهو زيد".

(3)

قوله: "بن عمرو" غير موجود في (ز).

(4)

لم نجده في الإتحاف.

(5)

هو: محمد بن عمرو بن خالد الحراني المصري، وتصحف في (و) و (ك) إلى:"أبو قلابة".

(6)

إتحاف المهرة (19/ 236 - 24734).

(7)

هو: علي بن مسلم بن سعيد الطوسي. من رجال التهذيب.

ص: 609

زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ يَحْفِرُ

(1)

.

5602 -

سمعت أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ

(2)

: أَبُو طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ

(3)

.

5603 -

حدثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَأَنَا أَسْمَعُ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ وَاصِلٍ

(4)

، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"هَذَا خَالِي، فَمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ فَلْيُخْرِجْ خَالَهُ". يَعْنِي: أَبَا طَلْحَةَ زَوْجَ أُمِّ سُلَيْمٍ. قَالَ: فِي الْكَرَمِ قَالَ هَذَا.

سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الدَّغُولِيُّ

(5)

، يَقُولُ: سَمِعْتُ صَالِحَ الْحَافِظَ جَزْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ لِي فَضْلَكَ الرَّازِيُّ

(6)

: إِذَا دَخَلْتَ نيسَابُورَ يَسْتَقْبِلُكَ شَيْخٌ حَسَنُ الْوَجْهَ، حَسَنُ الثِّيَابَ، حَسَنُ الرَّكُوبِ، حَسَنُ الْكَلَامِ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ،

(1)

إتحاف المهرة (5/ 40 - 4918).

(2)

قوله: "يقول" غير موجود في (و) و (ك).

(3)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق في الحاشية (19/ 615 - 7).

(4)

هو: البصري الجرشي، لين الحديث، وفي (و):"سعيد بن عامر" وهو خطأ، وفي (ك):"شعبة بن - بياض -".

(5)

هو: محمد بن عبد الرحمن بن محمد السرخسي، عن صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب الحافظ، المعروف بجزرة.

(6)

هو: الفضل بن العباس، أبو بكر الرازي الصائغ.

ص: 610

فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَسْأَلْهُ عَنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ صُبَيْحٍ، وَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ قَالَ: فَقُضِيَ أَنِّي أَوَّلَ مَا دَخَلْتُ نَيْسَابُورَ اسْتَقْبَلَنِي بِهَذَا الْوَصْفِ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَقَالُوا: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ الْجَوَابَ، فَتَبِعْتُهُ إِلَى أَنْ نَزَلَ، فَقُلْتُ: يُخْرِجُ الشَّيْخُ إِلَيَّ كُتَبَهُ، فَأَخْرَجَ أَجْزَاءً، وَقَالَ: انْتَظِرْنِي لِخُرُوجِي لِصَلَاةِ الظُّهْرِ. فَلَمَّا خَرَجَ، أَذَّنَ، وَأَقَامَ، وَصَلَّى، وَجَلَسَ فِي مِحْرَابِهِ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ مَا كَتَبْتُهُ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: حَدِيثٌ أَفَادَنِي فَضْلَكَ الرَّازِيُّ عَنِ الشَّيْخِ، فَقَالَ: هَاتِ. فَقُلْتُ: حَدَّثَكُمْ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، وَذَكَرْتُ

(1)

الْحَدِيثَ، فَتَبَسَّمَ، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا فَتًى، مَنْ يَنْتَخِبُ مِثْلَ هَذَا الِانْتِخَابِ الَّذِي انْتَخَبْتَهُ، وَيَقْرَأُ مِثْلَ مَا قَرَأْتَ، يَعْلَمُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ عَامِرٍ لَا يُحَدِّثُ بِمِثْلِ هَذَا؟ فَقُلْتُ

(2)

: نَعَمْ، حَدَّثَكُمْ سَعِيدُ بْنُ وَاصِلٍ، فَقَالَ: نَعَمْ، حَدَّثَنَاهُ سَعِيدُ بْنُ وَاصِلٍ

(3)

.

5604 -

أخبرني أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا مُطَيَّنٌ

(4)

، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ أَوَ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ"

(5)

.

(1)

في (و) و (ك): "وذكر".

(2)

في (ك): "فقال".

(3)

إتحاف المهرة (2/ 285 - 1735).

(4)

هو: محمد بن عبد الله بن سليمان، أبو جعفر الحضرمي.

(5)

إتحاف المهرة (2/ 94 - 1293)، ورواه محمد بن سعد في الطبقات (3/ 468) عن محمد بن عبد الله الأسدي وقبيصة بن عقبة، عن الثوري به، ورواه الإمام أحمد (20/ 375) عن يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس به بنحوه.

ص: 611

لَمْ نَكْتُبْهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَرُوَاتُهُ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ، وَإِنَّمَا يُعْرَفُ هَذَا الْمَتْنُ مِنْ حَدِيثِ عَلِيَّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَنَسٍ:

5605 -

حدثناه عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدلُ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ. وَثَنَا عَلِيٌّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَدِينيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالُوا: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "صَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ فِئَةٍ"

(1)

.

5606 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ:"مَنْ قَتَلَ كَافِرًا فَلَهُ سَلَبُهُ". فَقَتَلَ أَبُو طَلْحَةَ يَوْمَئِذٍ عِشْرِينَ رَجُلًا

(3)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5607 -

أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثَنَا أَبِي

(4)

، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ صَامَ بَعْدَ رَسُولِ

(5)

اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعِينَ سَنَةً، لَا يُفْطِرُ إِلَّا يَوْمَ

(1)

إتحاف المهرة (2/ 147 - 1431).

(2)

قوله: "أبو العباس" غير موجود في (ك).

(3)

إتحاف المهرة (1/ 398 - 301)، إلا أنه عزاه للمصنف في قسم الفيء!، وقد تقدم في قسم الفيء (2620) من حديث روح بن عبدة عن حماد مطولا.

(4)

هو: محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي، المعروف بالتل.

(5)

في (و): "صام بعد صام رسول الله".

ص: 612

فِطْرٍ وَأَضْحىً

(1)

.

(2)

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(3)

.

5608 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ قَالَ: لَا أَتَأَمَّرُ

(4)

عَلَى اثْنَينِ، وَلَا أَذُمُّهُمَا

(5)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5609 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ وَثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ:{انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} .

(6)

. فَقَالَ: اسْتَنْفَرَنَا اللهُ، أَوْ أَمَرَنَا اللهُ، وَاسْتَنْفَرَنَا شُيُوخًا وَشَبَابًا، جَهِّزُونِي. فَقَالَ بَنَوْهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، إِنَّكَ قَدْ غَزَوْتَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَنَحْنُ نَغْزُو عَنْكَ الْآنَ. فَغَزَا الْبَحْرَ، فَمَاتَ، فَطَلَبُوا جَزِيرَةً يَدْفِنُونَهُ، فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ إِلَّا بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ وَمَا تَغَيَّرَ

(7)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. وَالَّذِي عِنْدَنَا أَنَّ

(1)

كذا في النسخ بالعطف، وفي التلخيص:"أو أضحى".

(2)

إتحاف المهرة (5/ 38 - 4913).

(3)

بل أخرجه البخاري في الجهاد (4/ 24) عن آدم عن شعبة عن ثابت به بمعناه.

(4)

في التلخيص بنسخه: "لَا أتأمرن".

(5)

لم نجده في الإتحاف، وسقط أيضًا بأكمله من (و) و (ك).

(6)

سورة التوبة (آية: 41).

(7)

إتحاف المهرة (5/ 38 - 4912).

ص: 613

أَقَاوِيلَ الْأَئِمَّةِ الَّتِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهَا، أَنَّهُ صلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنهما، لَا يَدْفَعُ أَحَدُ الْقَوْلَيْنِ الْآخَرَ، فَلَعَلَّهُ رُدَّ إِلَى الْمَدِينَةِ مَيِّتًا حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ.

5610 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا فَهْدُ

(1)

بْنُ عَوْفٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ الْنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَ أَبِي طَلْحَةَ وَبَيْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ

(2)

. هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(3)

.

5611 -

أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَلِيٍّ الْغَزَّالُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ كَانَ يَرْمِي بَيْنَ يَدَيْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنْ خَلْفِهِ لَيَنْظُرَ أَيْنَ يَقَعُ نَبْلُهُ، فَيَتَطَاوَلُ أَبُو طَلْحَةَ بِصَدْرِهِ يَقِي بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: هَكَذَا يَا نَبِيَّ اللهِ، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكَ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ

(4)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

(1)

في (و): "فهر"!، وفهد لقب، وهو زيد بن عوف أبو ربيعة البصري ضعيف.

(2)

إتحاف المهرة (1/ 511 - 588).

(3)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: قد أخرجه مسلم"، (7/ 183) من حديث عبد الصمد عن حماد به، وقد استدركه المصنف قبل ذلك في مناقب أبي عبيدة (5243) على شرط مسلم أيضًا!، وسقط هذا الحديث بأكمله من (م).

(4)

إتحاف المهرة (1/ 645 - 977)، وأصله في الصحيحين؛ البخاري (4/ 38) و (5/ 37،97)، ومسلم (5/ 196).

ص: 614

‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه

-

5612 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ؛ فِي تَسْمِيَةِ السَّبْعِينَ الَّذِينَ شَهِدُوا الْعَقَبَةَ، قَالَ: وَمِنْ بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو

(1)

بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ بَهْزِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمٍ، نَقِيبٌ، شَهِدَ بَدْرًا، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(2)

.

5613 -

سمعت أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَحْمَدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ عَقِبِيٌّ شَجَرِيٌّ، وَهُوَ نَقِيبٌ

(3)

.

5614 -

أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ شَجَرِيٌّ عَقِبِيٌّ نَقِيبٌ

(4)

.

5615 -

أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ فِي تَسْمِيَةِ الَّذِينَ شَهِدُوا الْعَقَبَةَ فَبَايِعُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَمِنْ بَنِي عَوْفٍ، ثُمَّ مِنْ بَنِي

(1)

في (ك): "عوف وعمرو"!.

(2)

إتحاف المهرة (6/ 423) بداية الترجمة.

(3)

إتحاف المهرة (6/ 423) بداية الترجمة.

(4)

لم نجده في الإتحاف.

ص: 615

سَالِمِ بْنِ جَعْفَرٍ: عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، وَهُوَ نَقِيبٌ، وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا

(1)

.

5616 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ العَدْلُ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ عَلَى الصَّدَقَاتِ، فَقَالَ:"يَا أَبَا الْوَلِيدِ"

(2)

. هَذَا حَدِيثٌ صحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(3)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5617 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْهَاذَانِيُّ، ثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، ثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنِ الْمُخْدَجِيِّ

(4)

، قَالَ: قِيلَ لِعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ

(5)

.

5618 -

أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ

(6)

، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: كَانَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، وَشَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ يَسْكُنَانِ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَكَانَ عُبَادَةُ يُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ

(7)

.

(1)

إتحاف المهرة (19/ 237 - 24735).

(2)

إتحاف المهرة (6/ 440 - 6776).

(3)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: منقطع"، وقال ابن الملقن في كتابه مختصر استدرك الذهبي (4/ 2056):"قلت: منقطع؛ لأنه عن ابن طاوس عن أبيه عنه".

(4)

في (و): "عن ابن المخدجي" وفي (ك): "عن المخرجى"، وهو: أبو رفيع الفلسطيني، ولم يرو عنه غير عبد الله بن محيريز، ووثقه ابن حبان.

(5)

إتحاف المهرة (6/ 435 - 6768).

(6)

في (ك): "ثور بن زيد".

(7)

إتحاف المهرة (6/ 440 - 6775) وأحاله على مسند شداد (6/ 167) بداية الترجمة.

ص: 616

5619 -

أخبرنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَخُو بَنِي سَلِمَةَ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: خَرَجْنَا فِي الْحِجَّةِ الَّتِي بَايَعْنَا فِيهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْعَقَبَةِ، فَكَانَ نَقِيبُ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ

(1)

.

5620 -

حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِيُّ

(2)

، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ ابْنُ نَائِلَةَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ [ابْنِ] عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِيهِ

(3)

، أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَالَ لَهُمْ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، مَا لَكمْ لَمْ تَلْقَوْنِي مَعَ إِخْوَانِكُمْ مِنْ قُرَيْشٍ؟. قَالَ عُبَادَةُ: الْحَاجَةُ. قَالَ: فَهَلَّا عَلَى النَّوَاضِحِ؟ قَالَ: أَنْضَيْنَاهَا

(4)

يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ

(1)

هذا الحديث غير موجود في الإتحاف.

(2)

في (م): "أبو عبد الله محمد بن عبد الله"، وفي الإتحاف:"أبو عبد الله الأصبهاني"، وهو ابن بطة، يروي عن إبراهيم بن محمد بن الحارث بن ميمون أبو سحاق المعروف بابن نائلة.

(3)

في (ز) و (م): "عطاء بن السائب عن عبادة بن الصامت عن أبيه"!، وفي (و) و (ك):"عطاء بن السائب - بياض - أن معاوية"، وفي الإتحاف عطاء بن السائب عن عبادة، ولم يذكر الذهبي هذا الحديث في التلخيص، والمثبت من رواية الطبراني - كما في جامع المسانيد (4/ 592) - عن إبراهيم بن نائلة به، وكذا رواه الشاشي في مسنده (3/ 129) من طريق عمر بن عبد الوهاب الرياحي عن معتمر به، ورواه ابن عساكر في تاريخه (26/ 201) من طريق أبي حمزة السكري عن عطاء فقال عن الوليد بن عبادة عن أبيه به.

(4)

في النسخ الخطية كلها: "أمضيناها"، والمثبت من الإتحاف، وهي كذلك في رواية الطبراني والشاشي، والمعنى: جعلناها هزيلة، والنضو: الدابة التي أهزلتها الأسفار وأذهبت لحمها، وانظر النهاية (5/ 27)، وفي تاريخ دمشق:"أنصبناها" أي أتعبناها.

ص: 617

رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

.

5621 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ العَدْلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ

(2)

عَطَاءٍ، قَالَ: قُبِرَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ

(3)

.

5622 -

حدثني أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَافِظُ بِهَمَذَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، ثَنَا عَبَّادٌ الْخَوَّاصُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ

(4)

، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْأَسْوَدِ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ نَزَلْتُ عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ

(5)

.

5623 -

أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ غَانِمٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ: مَاتَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ بِالشَّامِ فِي أَرْضِ فِلَسْطِينَ بِالرَّمْلَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ ابْنُ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً

(6)

.

5624 -

حدثني أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الشَّهِيدُ رحمه الله، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَزِينٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرُوَيهْ

(7)

، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ:

(1)

إتحاف المهرة (6/ 438 - 6772).

(2)

في (و) و (ك): "عن".

(3)

إتحاف المهرة (6/ 423) في بداية الترجمة.

(4)

في (ز) والتلخيص: "الشيباني".

(5)

إتحاف المهرة (6/ 423)، في بداية الترجمة.

(6)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق عليه في الحاشية (19/ 610 - 5).

(7)

هو: محمد بن عمرو بن الحكم، أبو عبد الله الهروي، يعرف بابن عمرويه، وعنه أحمد بن محمد بن علي بن رزين أبو علي الباشاني الهروي.

ص: 618

تُوُفِّيَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَدُفِنَ بِهَا سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً

(1)

.

5625 -

حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُبَارَكٍ الصُّورِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، ثَنَا بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ

(2)

، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ؟ أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ أَنْكَرَ عَلَى مُعَاوِيَةَ أَشْيَاءَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: لَا أُسَاكِنُكَ بِأَرْضٍ. فَرَحَلَ

(3)

إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ

(4)

: مَا أَقْدَمَكَ إِلَيَّ؟ لَا يَفْتَحُ اللهُ

(5)

أَرْضًا لَسْتَ فِيهَا أَنْتَ وَأَمْثَالُكَ، فَانْصَرِفْ لَا إِمْرَةَ لِمُعَاوِيَةَ عَلَيْكَ

(6)

.

5626 -

أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ وَوَكِيعٌ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ

(7)

عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ وَكَانَ قَدْ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّ غَزَوَاتٍ

(8)

.

(1)

لم نجده في أصل الإتحاف، وهو مما استدركه المحقق عليه في الحاشية (19/ 591 - 2).

(2)

كتب في حاشية التلخيص: "برد ثقة".

(3)

في (و) و (ك): "فدخل".

(4)

في (و): "فقال عمر".

(5)

في (و) و (ك): "لَا فتح"، والمثبت من (ز) و (م) والتلخيص، وضبب في (ز) والتلخيص على:"يفتح".

(6)

إتحاف المهرة (6/ 458 - 6808) ولم يذكر إسناده وأحاله على ترجمة قبيصة بن ذؤيب عن عمر (12/ 253 - 355) ولم يذكره فيها!.

(7)

قوله: "عن" ساقط من (و).

(8)

إتحاف المهرة (6/ 459 - 6809).

ص: 619

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5627 -

أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ الدَّوْسِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَكَانَ قَدْ تَفَقَّهَ فِي دَيْنِ اللهِ

(1)

.

5628 -

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ

(2)

، ثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ

(3)

، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَنْ لَا نَخَافَ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ

(4)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ

(5)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5629 -

حدثني أَبُو عَمْرِو بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(6)

، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ

(1)

إتحاف المهرة (6/ 459 - 6810).

(2)

هو: حسين بن محمد بن بهرام، أبو أحمد التميمي المروزي، عن شيبان بن عبد الرحمن.

(3)

هو: شراحيل بن آدة، وعنه سليمان بن قيس اليشكري.

(4)

إتحاف المهرة (6/ 449 - 6790)، وسليمان بن قيس اليشكري ثقة ولكن لم يحتج به الشيخان، ولم يسمع منه قتادة، إنما هو كتاب.

(5)

قال ابن حجر في الإتحاف: "قلت: هو طرف من حديث النهي عن بيع الذهب بالذهب، وقد أخرجناه"(6/ 451)، وأصل حديث المبايعة أخرجه البخاري (9/ 47،77)، ومسلم (6/ 16).

(6)

هو: محمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل الفامي النيسابوري.

ص: 620

الْمِهْرَجَانِيُّ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ، ثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ

(1)

، ثَنَا بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ، حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ نُسَيٍّ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شُغِلَ، فَإِذَا قَدِمَ الرَّجُلُ وَقَدْ أَسْلَمَ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ مِنَّا لِيُعَلِّمَهُ الْقُرْآنَ، فَدَفَعَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا كَانَ مَعِي فِي الْبَيْتِ، وَكُنْتُ أَقْرَأْتُهُ الْقُرْآنَ، فَرَأَى أَنَّ لِي عَلَيْهِ حَقًّا، فَأَهْدَى إِلَيَّ قَوْسًا مَا رَأَيْتُ أَجْوَدَ مِنْهَا، وَلَا أَحْسَنَ مِنْهَا عِطَافًا، فَأتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: مَا تَرَى يَا رَسُولَ اللهِ فِيهَا، فَقَالَ:"جَمْرَةٌ بَيْنَ كَتِفَيْكَ تَقَلَّدْتَهَا أَوْ تَعَلَّقْتَهَا"

(2)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

5630 -

أخبرنا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْعَقَبِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْمِصِّيصِيُّ

(3)

، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ

(4)

بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: "سَيَلِيكُمْ أُمَرَاءُ بَعْدِي يُعَرِّفُونَكُمْ مَا تُنْكِرُونَ، وَيُنْكِرُونَ عَلَيْكُمْ

(5)

مَا

(1)

هو: عبد القدوس بن الحجاج الخولاني. عن رجال التهذيب.

(2)

إتحاف المهرة (6/ 459 - 6811)، وقد تقدم (2304) من حديث مغيرة بن زياد عن عبادة بن نسي عن الأسود بن ثعلبة عن عبادة بنحوه.

(3)

في (ك): "الصيصي".

(4)

في (ز) و (م): "عبد الرحمن".

(5)

في (و): "وتنكرون عليهم".

ص: 621

تَعْرِفُونَ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلا طَاعَةَ لِمَنْ عَصَى اللهَ"

(1)

. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

(2)

، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدْ رَوَاهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَمُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ

(3)

بِزِيَادَاتٍ فِيهِ.

5631 -

فأخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْعَدْلُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ، ثَنَا الْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَرَّانِيُّ، ثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدٍ

(4)

.

(1)

إتحاف المهرة (6/ 460 - 6812).

(2)

قال الذهبي في التلخيص: "قلت: تفرد به عبد الله بن واقد وهو ضعيف"، نقول: ذكره العقيلي في الضعفاء (3/ 358) وروى من طريق الدوري عن ابن معين: "عبد الله بن واقد عن قتادة وأبي الزبير ليس بشيء" ثم أخرج له هذا الحديث عن محمد بن أحمد بن الوليد الكرابيسي عن محمد بن كثير به، فلم يذكر ابن خثيم بين عبد الله بن واقد وأبي الزبير، وعبد الله بن واقد الذي يروي عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، وعنه محمد بن كثير المصيصي هو: عبد الله بن واقد أبو رجاء الخراساني، والذي في المطبوع من تاريخ ابن معين رواية الدوري (4/ 91):"عبد الله بن واقد الذي يحدث عن قتادة ليس بشيء" لم يذكر أبا الزبير، وكذا قال الأزدي - كما في اللسان (5/ 34) -:"عبد الله بن واقد عن قتادة، عنده مناكير"، فالحاصل أنه إن كانت زيادة عبد الله بن عثمان بن خثيم محفوظة بين عبد الله بن واقد وأبي الزبير فإن ابن واقد هو: عبد الله بن واقد أبو رجاء الخراساني وهو ثقة، ومحمد بن كثير المصيصي فيه ضعف، والله أعلم.

(3)

كذا قال، وفيه وفي سياق الإسناد التالي قلب؛ فإسماعيل بن عبيد بن رفاعة قال البخاري كما حكى مغلطاي (2/ 193)، والحافظ (1/ 318):"لم يرو عنه غير عبد الله بن عثمان بن خثيم"، وإسماعيل يروي عن أبيه عبيد بن رفاعة عن عبادة.

(4)

إتحاف المهرة (6/ 460 - 6812)، والصواب أن زهير بن معاوية يرويه عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن عبادة، أخرجه كذلك =

ص: 622

وَأَمَّا حَدِيثُ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ:

5632 -

فأخبرناه أَبُو عَوْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَاهَانَ الْخَزَّازُ بِمَكَّةَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ قَامَ قَائِمًا فِي وَسَطِ دَارِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُحَمَّدًا أَبَا الْقَاسِمِ، يَقُولُ:"سَيَلِي أُمُورَكُمْ مِنْ بَعْدِي رِجَالٌ يُعَرِّفُونَكُمْ مَا تُنْكِرُونَ، وَيُنْكِرُونَ عَلَيْكُمْ مَا تَعْرِفُونَ، فَلَا طَاعَةَ لِمَنْ عَصَى اللهَ". فَلَا تَغْبِنُوا

(1)

أَنْفُسَكُمْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ مُعَاوِيَةَ مِنْ أُولَئِكَ، فَمَا رَاجَعَهُ عُثْمَانُ حَرْفًا

(2)

. وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ فِي وُرُودِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَلَى

(3)

عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ مُتَظَلِّمًا بِمَتْنٍ مُخْتَصَرٍ:

5633 -

حدثناه أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ

= الدولابي في الكنى (1/ 4) من طريق حسين بن عياش، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (1/ 189) من طريق المصنف وغيره عن محمد بن أحمد بن سعيد الرازي عن محمد بن مسلم بن وارة عن عمرر بن عثمان الكلابي، كلاهما - حسين وعمرو بن عثمان - عن زهير به على الصواب، وكذا رواه الإمام أحمد (37/ 428،449) من طريق إسماعيل به عياش ويحيى بن سليم، والبزار (7/ 164) من طريق يوسف بن خالد السمتي عن ابن خثيم.

(1)

كذا في التلخيص، وفي النسخ الخطية كلها غير منقوطة.

(2)

إتحاف المهرة (6/ 460 - 6812)، ومسلم بن خالد الزنجي ضعيف.

(3)

في (ز)، و (م):"عن".

ص: 623

عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُكْمِلٍ

(1)

، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: أَقْبَلَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ حَاجًّا مِنَ الشَّامِ فَحَجَّ، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَأَتَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ مُتَظَلِّمًا، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ

(2)

.

* * *

(1)

كذا في النسخ الخطية كلها والتلخيص، والصواب:"عن الأعشى بن عبد الرحمن بن مكمل"، كذا رواه البخاري في التاريخ (1/ 458)، وابن أبي شيبة في مصنفه (7/ 526)، ومن طريقه الشاشي في مسنده (3/ 223).

(2)

إتحاف المهرة (6/ 460 - 6813) والأعشى سعيد بن عبد الرحمن بن مكمل، وأزهر بن عبد الله وثقهما ابن حبان، وقال أبو حاتم الرازي في أزهر: لَا أدري من هو، ولم يحتج بهما الشيخان.

ص: 624