المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

المُصَنَّفُ للإمام الحافظ أبى بكر عبد الرزاق بن همام الصنعانى - المصنف - عبد الرزاق - ط التأصيل الثانية - جـ ١٠

[عبد الرزاق الصنعاني]

فهرس الكتاب

المُصَنَّفُ

للإمام الحافظ أبى بكر عبد الرزاق بن همام الصنعانى

ص: 1

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو أي جزء منه أو نقله بأي وسيلة من الوسائل سواء كانت إلكترونية أو ميكانيكية بما في ذلك النسخ أو التصوير أو المسح الضوئي أو التسجيل أو التخزين بما يمكن من استرجاع الكتاب أو أي جزء منه، ولا يُسمح باقتباس أيّ جزء من الكتاب أو ترجمته إلى أي لُغَة، كما لا يُسمح بتعديل المادة الموجودة في الكتاب أو أيّ جزء منه دون الحصول على إذن خطّي مُسْبَق من النَّاشِر.

الطَّبْعَة الثَّانِيَةُ

1437 هـ / 2016 م

All right reserved.No part of this publication may be reproduced

distributed، or transmitted

in any form or by any means، including

copying، photocopying or other electronic،mechanical methods،it

also includes scanning، recording، storing by a mean or another that

could be retrived. it is also not allowed to quote or translate any

part of this book into any language، and it is not allowed to amend

the existing material of this book or any parts of it without the prior

written permission of the publisher.

الناشر

دار التأصيل

مركز البحوث وتقنية المعلومات

34 ش أحمد الزمر - مدينة نصر - القاهرة - جمهورية مصر العربية

تلفون: 22741017 - 22870935 - 00202 - المحمول: 01223138910 - 002

لبنان - بيروت - ساقية الجنزير - شارع برلين - بناية الزهور

هاتف: 9611807488 فاكس: 9611807477 ص ب: 513614 الرمز البريدي: 11052020

www.taaseel.com - mail 2 tsl@yahoo.com - admin@taaseel.com

ص: 2

ديوان الحديث النبوي

(22)

المُصَنَّفُ

للإمام الحافظ أبي بكر عبد الرزاق بن همَّام الصّنعاني

الطبعة الثانية

طبعة مزيدة موثقة أعيد تحقيقها على سبع نسخ خطية

تحوي (161) رواية جديدة

المُجَلَّد العَاشِر

تَحْقِيق ودِرَاسَة

مَرْكَز البُحُوث وَتَقْنِيَةِ المَعْلُومَات

دَار التأصيل

ص: 3

بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 4

بسم الله الرحمن الرحيم

صَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ

‌32 - كِتَابُ الْجَامِع

‌1 - بَابُ وُجُوبِ الاسْتِئْذَانِ

[20470] حدثنا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: ثَلَاثُ آيَاتٍ مُحْكَمَاتٌ لَا يُعْمَلُ بِهِنَّ الْيَوْمَ، تَرَكَهُنَّ النَّاسُ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ

(1)

وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ} [النور: 58]، وَهَذِهِ الْآيَةُ:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] فَأَبَيْتُمْ إِلَّا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ، وَفُلَانَ بْنَ فُلَانٍ

(2)

.

[20471] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: الْمَمْلُوكُونَ، وَمَنْ لَمْ يَبْلُغِ الْحُلُمَ يَسْتَأْذِنُونَ فِي هَذِهِ الثَّلَاثِ سَاعَاتٍ: قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَنِصْفَ النَّهَارِ، وَبَعْدَ الْعِشَاءِ، {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [النور: 59].

(1)

ملك اليمين: الإماء. (انظر: غريب القرآن لابن قتيبة)(ص 124).

(2)

كذا ورد الأثر في (ف)، (س) و"تفسير عبد الرزاق"(3/ 62)، وفي "التفسير لابن أبي حاتم"(8/ 2632) من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس زاد:"والآية التي في سورة النساء {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} [النساء: 8] ".

ص: 5

[20472] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَزِيدَ

(1)

أَنَّ حُديْفَةَ سُئِل: أَيَسْتَأْذِنُ الرَّجُل عَلى وَالِدَتِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّكَ إِنْ لمْ تَفْعَلْ رَأَيْتَ مِنْهَا مَا تَكْرَهُ.

‌2 - بَابُ الاِسْتِئْذَانِ ثَلَاثًا

[20473] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ إِذَا سَلَّمْتَ ثَلَاثًا فَلَمْ تُجَبْ، فَانْصرِفْ.

° [20474] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَن سعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ

(2)

، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَلَّمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَه، فَرَجَعَ، فَأَرْسَلَ

(3)

عُمَرُ فِي أَثَرِهِ

(4)

، فَقَالَ: لِمَ رَجَعْتَ؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِذَا سَلَّمَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا

(5)

فَلَمْ يُجَبْ فَلْيَرْجِعْ"، فَقَالَ عُمَرُ: لَتَأْتِيَنِّي عَلَى مَا تَقُولُ بِبَيِّنَةٍ، أَوْ لأَفْعَلَنَّ بِكَ كَذَا

(6)

، غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ أَوْعَدَه، فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى مُنْتَقِعًا لَوْنُه، وَأَنَا فِي حَلْقَةٍ جَالِسٌ، فَقُلْنَا: مَا شَأْنُكَ

(7)

؟ فَقَالَ: سَلَّمْتُ عَلَى عُمَرَ، فَأَخْبَرَنَا خَبَرَه، فَهَلْ سَمِعَ

[20472][شيبة: 17891].

(1)

كذا في (ف)، (س)، وعند المصنف في "تفسيره"(2/ 444)، وباقي مصادر التخريج:"نذير"، والوجهان وردا في ترجمته. ينظر:"تهذيب الكمال"(27/ 546).

(2)

تصحف في (س): "أبي بصرة"، والمثبت من (ف)، ينظر:"مسند أحمد"(19510) عن عبد الرزاق، به.

(3)

في (ف)، (س):"فأقبل"، وهو تصحيف، والتصويب من "مسند أحمد"(19819)، "السنن الكبرى" للبيهقي (13691) من طريق المصنف، به.

(4)

في أثره: في تتبع أثره. (انظر: اللسان، مادة: أثر).

(5)

في (س): "ثلاث مرات"، والمثبت من (ف) موافق لما في "المسند".

(6)

قوله: "بلى كذا" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(7)

قوله:": ما شأنك" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

ص: 6

أَحَدٌ مِنْكُمْ مِن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَائوا: كُلُّنَا قدْ سَمِعَه، فَأَرْسَلُوا مَعَة رَجُلًا مِنْهُمْ، حَتَّى (*) أَتَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ ذَلِكَ.

[20475] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سَلَيمَانَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: سَلَّمْتُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ثَلَاثًا، فَلَمْ يُجِبْنِي أَحَدٌ، فَتَنَحَّيْتُ فِي نَاحِيَةِ الدَّارِ، فَإِذَا رَسُولٌ قَدْ خَرَجَ إِلَيَّ، فَقَالَ: ادْخُلْ، فَلَمَّا دَخَلْت، قَالَ لِي أَبُو سَعِيدٍ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ زِدْتَ لَمْ آذَنْ لَكَ.

° [20476] أخبرنا عَبْد الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَن ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، أَوْ غَيْرِهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَأْذَنَ عَلَى سَعدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ:"السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ"، فَقَالَ سَعْدٌ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ، وَلَمْ يَسْمَعِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى سَلَّمَ ثَلَاثًا، وَرَدَّ عَلَيْهِ سَعْدٌ ثَلَاثًا، وَلَمْ يُسْمِعْه، فَرَجَعَ، وَأَتَّبَعَهُ سَعْدٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ، مَا سَلَّمْتَ تَسْلِيمَةً إِلَّا وَهِيَ بِأُذُنِي، وَلَقَدْ رَدَدْتُ عَلَيْكَ، وَلَمْ أُسْمِعْكَ، أَحْبَبْتُ أَنْ أَسْتَكْثِرَ مِنْ سَلَامِكَ، وَمِنَ الْبَرَكَةِ، ثُمَّ أَدْخَلَهُ الْبَيْتَ، فَقَرَّبَ إِلَيْهِ زَبِيبًا، فَأَكَلَ مِنْهُ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ:"أَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَار، وَصَلَّت عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَة، وَأَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ".

° [20477] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: سَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ثَلَاثًا، فَلَمْ يَأْذَنْ لَه، كَانَ عَلَى حَاجَةٍ، فَرَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(1)

، فَقَامَ سَعْدٌ سَرِيعًا فَاغتَسَلَ، ثُمَّ تَبِعَه، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ عَلَى حَاجَةٍ، فَقمْتُ فَاغْتَسَلْت، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ".

(*)[ف/91 ب].

° [20476][الإتحاف: حم 733].

(1)

قوله: "سلم النبي صلى الله عليه وسلم على سعد بن عبادة ثلاثا، فلم يأذن له، كان على حاجة، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

ص: 7

‌3 - بَابُ الاِسْتِئْذَانِ بَعْدَ السَّلَامِ

(1)

° [20478] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَدْخُلُ

(2)

؟ فَدَخَلَ

(3)

وَلَمْ يُسَلِّمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِبَعْضِ أَهْلِ الْبَيْتِ:"مُرُوهُ فَلْيُسَلِّمْ"، فَسَمِعَهُ الْأَعْرَابِيُّ، فَسَلَّمَ، فَأَذِنَ

(4)

لَهُ.

[20479] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ: أَدْخُلُ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَا (*)، فَأَمَرَ بَعْضهُمُ الرَّجُلَ أَنْ يُسَلِّمَ، فَسَلَّمَ، فَأَذِنَ لَهُ.

[20480] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ قَوْمًا جَلَسُوا إِلَى حُذَيْفَةَ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ اسْتَأْذَنَهُمْ.

[20481] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: مَرَّ ابْنُ عُمَرَ بِدَارٍ، فَإِذَا عَلَى بَابِهَا امْرَأَةٌ، وَأَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ الدَّارَ، فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: أَدْخُلُ

(5)

؟ فَقَا لَتِ: ادْخُلْ بِسَلَامٍ، فَمَضى وَكَرِهَ أَنْ يَدْخُلَ (*).

‌4 - بَابُ الرَّجُلِ يطَّلِعُ فِي بَيْتِ الرَّجُلِ

° [2482] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ

(1)

قوله: "بعد السلام" وقع في (س): "بعده سلام"، والمثبت من (ف).

(2)

بعده في (ف)، (س):"فدخل"، وينظر:"شعب الإيمان" للبيهقي (11/ 214).

(3)

من (س).

(4)

قوله: "فسلم، فأذن" وقع في (ف)، (س):"فلم يأذن"، وهو تصحيف، والتصويب من المصدر السابق.

(*)[س/265].

(5)

تصحف في (س) إلى: "ادخلي"، والمثبت من (ف).

(*)[ف/92 أ].

° [20482][الإتحاف: مي جا عه حب ش حم 6275].

ص: 8

أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ

(1)

سُتْرَةِ

(2)

الْحُجْرَةِ، وَفِي يَدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِدْرَى

(3)

، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا يُنْظِرُنِي حَتَّى آتِيَه، لَطَعَنْتُ بِالْمِدْرَى

(4)

فِي عَينِهِ، وَهَل جُعِلَ الاِسْتِئْذَانُ إِلَّا مِنْ أَجْلِ النَّظَرِ! ".

° [20483] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ

(5)

عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حُجْرَتِهِ، فَخَتَلَهُ

(6)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعُودٍ، فَأَخْطَأَهُ.

° [20484] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اطَّلَعَ عَلَى قَوْمٍ فِي

(7)

بَيْتِهِمْ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَقَدْ حَلَّ لَهُمْ أَنْ يَفْقَئُوا عَيْنَهُ".

‌5 - بَابٌ كَيْفَ السَّلَامُ وَالرَّدُّ؟

° [20485] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيرِيِّ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ قَالَ: سَلَّمَ أَبُو جُرَيٍّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: عَلَيْكُمُ السَّلَام، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"عَلَيْكُمُ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى، وَلَكِنْ قُلْ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ".

(1)

مكانه بياض في (ف)، وليس في (س) والمثبت من "مسند أحمد"(23297) من طريق المصنف، به.

(2)

الستر: الستار، وهو: ما يستر به، وما أسدل على نوافذ البيت وأبوابه حجبًا للنظر، والجمع: أَسْتَار وستور وستر. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: ستر).

(3)

في (ف)، (س):"مزرى" والمثبت من "المسند".

المدرى والمدراة: شيء يُصنع من خشب أو حديد، على شكل سن من أسناد المشط، يسرح به لشعر المتلبد. (انظر: النهاية، مادة: درى).

(4)

في (ف)، (سر):"بالمزرى" والمثبت من "المسند".

(5)

سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).

(6)

قال ابن فارس في "مقاييس اللغة"(2/ 245): ""ختل" الخاء والتاء واللام أصيل فيه كلمة واحدة، وهي الختل، قال قوم: هو الخدع. وكان الخليل يقول: تخاتل عن غفلة".

الختل: الخداع والمراوغة. (انظر: النهاية، مادة: ختل).

° [20484][الإتحاف: عه حم 18358][شيبة: 26759، 37409].

(7)

ليس في (س)، والمثبت من (ف)، وينظر:"مسند أحمد"(7616) عن المصنف، به.

ص: 9

° [20486] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَلَقَ اللهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا

(1)

، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلَمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ

(2)

وَهُمْ نَفَرٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ، فَاسْتَمِعْ إِلَى مَا يجِيبُونَكَ بِهِ

(3)

، فَإِنَّهَا تَحِيتكَ، وَتَحِيَّةُ ذرِّيَّتِكَ، قَالَ: فَذَهَبَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللهِ، قَالَ: فَكُلُّ مَن يَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ طُولُهُ

(4)

سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الْآنَ".

° [20487] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ إِذَا سُلِّمَ عَلَيْهِ

(5)

فَرَدَّ، قَالَ: وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ. وَذَكَرَ أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسرٍ سَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم السَّلَامَ، فَقَالَ:"وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ". قَالَ

(6)

: وَكَانَ الْحَسَنُ إِذَا رَدَّ السَّلَامَ، قَالَ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ.

[20488] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ الحُصَيْنِ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: أَنْعَمَ اللهُ بِكَ عَيْنًا، وَأَنْعَمَ صَبَاحًا، فَلَمَّا كَانَ الْإِسْلَامُ نُهِينَا عَنْ ذَلِكَ.

قَالَ مَعْمَرٌ: فَيُكرَهُ (*) أَنْ يَقُولَ

(7)

: أَنْعَمَ اللهُ بِكَ عَيْنًا

(8)

، وَلَا بَأْسَ أَنْ يَقُولَ: أَنْعَمَ اللهُ عَيْنَكَ

(9)

.

[20486][الإتحاف: خز حب حم 20123].

(1)

الذراع: مقياس طوله: 48 سنتيمترًا، والجمع: أذرع. (انظر: المقادير الشرعية)(ص 260).

(2)

النفر: الجماعة من ثلاثة إلى عشرة. (انظر: المعجم العربي الأساسي، مادة: نفر).

(3)

من (س).

(4)

ليس في (س)، والمثبت من (ف). وينظر:"صحيح مسلم"(2946) من طريق عبد الرزاق، به.

(5)

ليس في (ف)، (س) وأثبتناه ليستقيم السياق.

(6)

ليس في (س)، والمثبت من (ف).

(*)[ف/ 92 ب].

(7)

بعده في "سنن أبي داود": "الرجل"(5138) من طريق المصنف، به.

(8)

من قوله: "وأنعم صباحًا" إلى قوله: "أنعم الله بك عينًا" ليس في (س)، والمثبت من (ف).

(9)

في (ف): "بك عينًا"، والتصويب من "سنن أبي داود"(5227).

ص: 10

‌6 - بَابُ إِفْشَاءِ

(1)

السَّلَامِ

° [20489] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَن يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "دَبَّ

(2)

إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ: الْحَسَد، وَالبَغضَاءُ وَهِيَ الْحَالِقَةُ

(3)

، لَا أَقُولُ: إِنَّهَا

(4)

تَحْلِقُ الشَّعْرَ، وَلَكِنَّهَا تَحْلِقُ الدِّينَ، وَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تَؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلَا أُخْبِرُكمْ بِشَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ".

[20490] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَبِي

(5)

إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: الْإِنْفَاقُ مِنَ الْإِقْتَارِ، وَإِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفسِكَ، وَبَذْل السَّلَامِ لِلْعَالَمِ.

° [20491] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا معْمَرٌ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا تَحَابُّونَ عَلَيْهِ، أَفْشُوا السَّلَامَ بَينَكُمْ".

[20492] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَبَانٍ، يَرْويهِ عَنْ بَعْضِهِمْ

(6)

قَالَ: مَنْ سَلَّمَ عَلَى سَبْعَةِ فَهُوَ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ.

(1)

الإفشاء: نشر الشيء وإظهاره. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: فشا).

° [20489][الإتحاف: حم 4655][شيبة: 26258].

(2)

دب: سرى ومشى على هينته. (انظر: اللسان، مادة: دبب).

(3)

الحالقة: التي تُهْلِك وتستأصل الدين. (انظهـ: النهاية، مادة: حلق).

(4)

من (س).

[20490][شيبة:31080].

(5)

سقط من (س)، وأثبتناه من (ف)، وينظر:"مسند البزار"(1396) من طريق عبد الرزاق به.

(6)

قوله: "يرويه عن بعضهم" ليس في (ف)، (س) والمثبت من "شعب الإيمان" للبيهقي (11/ 206)، "سير أعلام النبلاء"(6/ 478) ص طريق المصنف، به.

ص: 11

[20493] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَبِي عَمْرٍو النَّدَبِيِّ

(1)

، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ إِلَى السُّوقِ، فَمَا لَقِيَ صغِيرًا وَلَا كَبِيرًا إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ، وَلَقَدْ مَرَّ بِعَبْدٍ أَعْمَى، فَجَعَلَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، وَالْآخَرُ لَا يَرُدُّ عَلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ أَعْمَى.

‌7 - بَابُ سَلَامِ الْقَلِيلِ عَلَى الْكَثِيرِ

° [20494] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرٍ، وَالصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ

(2)

، وَإِذَا مَرَّ الْقَوْمُ بِالْقَوْمِ فَسَلَّمَ مِنْهُمْ وَاحِدٌ أَجْزَأَ عَنْهُمْ، وَإِذَا رَدَّ مِنَ الْآخِرِينَ وَاحِدٌ أَجْزَأَ عَنْهُمْ".

° [20495] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ: أَنْ عَلِّمِ النَّاسَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَمَعَهُمْ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(3)

يَقُولُ: "تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ، فَإِذَا تَعَلَّمْتُمُوهُ فَلَا تَغْلُوا فِيهِ وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ

(4)

، وَلَا تَأْكُلُوا بِهِ، وَلَا تَسْتَكثِرُوا بِهِ"، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ التُّجَّارَ هُمُ الْفُجَّارُ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَيْسَ قَدْ أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا؟ قَالَ: "بَلَى، وَلَكِنَّهُمْ يَحْلِفُونَ وَيَأثَمُونَ"، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ الْفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنِ (*) الْفُسَّاقُ؟ قَالَ: "النِّسَاءُ"، قَالُوا: أَوَ لَيْسَ بِأُمَّهَاتِنَا (*)

(1)

تصحف في (ف)، (س):"النهدي"، والتصويب من "شعب الإيمان" للبيهقي (11/ 206) من طريق المصنف، به، وينظر:"تهذيب الكمال"(4/ 110).

(2)

قوله: "والصغير على الكبير" سقط من (ف)، (س) والمثبت من "شعب الإيمان" للبيهقي (11/ 268) من طريق المصنف، به.

° [20495][الإتحاف: طح حم 13498، كم حم 13499، كم حم 13500][شيبة: 7825].

(3)

قوله: "فجمعهم، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم" سقط من (ف)، (س) واستدركناه من "مسند أحمد"(15906) من طريق المصنف، به.

(4)

لا تجفوا عنه: لا تبعدوا عن تلاوته. (انظر: النهاية، مادة: جفا).

(*)[ف/ 93 أ].

(*)[س/ 266].

ص: 12

وَبَنَاتِنَا وَأَخَوَاتِنَا؟ قَالَ: "بَلَى، وَلَكِنَّهُنَّ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ، وَإِذَا ابْتُلِينَ

(1)

لَمْ يَصْبِرْنَ، ثُمَّ لِيُسَلِّمِ الرَّاكِبُ عَلَى الرَّاجِلِ

(2)

، وَالرَّاجِلُ عَلَى الْجَالِسِ، وَالْأَقَلُّ عَلَى الْأَكْثَرِ، فَمَنْ أَجَابَ السَّلَامَ كَانَ لَه، وَمَنْ لَمْ يُجِبْ فَلَا شَيْء لَهُ".

° [20496] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُول: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لِيُسَلِّمِ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ، وَالْمَارُّ عَلَى الْقَاعِدِ، وَالقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ".

[20497] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ كَانَ الرَّجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُجْتَمِعَيْنِ، فَتُفَرِّقُ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ، ثُمَّ يَجْتَمِعَانِ، فَيُسَلِّمُ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ.

‌8 - بَابُ تَسْلِيمِ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ

[20498] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَقَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ:{فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [النور: 61]، قَالَا: بَيْتُكَ إِذَا دَخَلْتَهُ فَقُلْ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ.

‌9 - بَابُ التَّسْلِيمِ عَلَى النِّسَاءِ

[20499] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ بَلَغَنِي أَنَّهُ يُكْرَهُ أَنْ يُسَلِّمَ الرِّجَالُ عَلَى النِّسَاءِ، وَالنِّسَاءُ عَلَى الرِّجَالِ.

[20500] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: أَمَّا امْرَأَةٌ مِنَ الْقَوَاعِدِ، فَلَا بَأْسَ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْهَا، وَأَمَّا الشَّابَّةُ فَلَا.

‌10 - بَابُ التَّسْلِيمِ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتٍ

° [20501] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا دَخَلْتُمْ بَيْتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهِ، وَإِذَا خَرَجْتُمْ فَأَوْدِعُوا أَهْلَهُ السَّلَامَ".

(1)

البلية والبلاء والابتلاء: الاختبار والامتحان، ويكون في الخير والشر معا. (انظر: النهاية، مادة: بلا).

(2)

الراجل: الماشي. (انظر: النهاية، مادة: رجل).

ص: 13

[20502] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَا: إِذَا دَخَلْتَ بَيْتًا لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، فَقُلِ: السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُرَدُّ عَلَيْكَ.

‌11 - بَابُ انْتِهَاءِ السَّلَامِ

° [20503] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، قالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ عليه السلام:"عَشَرَةٌ"، فَجَاءَ آخَر، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَقَالَ:"عِشرُونَ"، فَجَاءَ آخَر، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه، فَقَالَ:"ثَلَاثُونَ"، يَقُولُ: ثَلَاثُونَ حَسَنَةً.

[20504] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَو غَيْرِهِ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَلْقَى ابْنَ عُمَرَ (*)، فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ وَمُعَافَاتُه، قَالَ: يُكْثِرُ مِنْ هَذَا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: وَعَلَيْكَ مِائَةَ مَرَّةٍ، لَئِنْ عُدْتَ إِلَى هَذَا لأَسُوءنَّكَ.

‌12 - بَابُ السَّلَامِ عَلَى الْأُمَرَاءِ

[20505] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَلَّمَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْأَمِير، وَعِنْدَهُ رَهْطٌ

(1)

مِنْ أَهْلِ

(2)

الشَّامِ، فَقَالُوا: مَنْ هَذَا الْمُنَافِقُ الَّذِي قَصَّرَ فِي تَحِيَّةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ لِمُعَاوِيَةَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ عَابُوا عَلَيَّ شيْئًا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ، أَمَا إِنِّي قَدْ حَيَّيْتُ بِهَا

[20502][شيبة: 26357].

(*)[ف/93 ب].

(1)

الرهط: ما دون العشرة من الرجال. وقيل إلى الأربعين ولا تكون فيهم امرأة، ولا وأحد له من لفظه، ويجمع على أرهط وأرهاط. (انظر: النهاية، مادة: رهط).

(2)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

ص: 14

أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: إِنِّي لَا إِخَالُهُ

(1)

إِلَّا قَدْ كَانَ بَعْضُ مَا يَقُول، وَلَكِنَّ أَهْلَ الشَّامِ حِينَ وَقَعَتِ الْفِتَن، قَالُوا: وَاللهِ لَيُعْرَفَنَّ

(2)

دِينُنَا وَلَا نَنْقُصُ تَحِيَّةَ خَلِيفَتِنَا، وَإِنِّي لَا إِخَالُكُمْ

(3)

يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ تَقُولُونَ لِعَامِلٍ الصَّدَقَةِ: أَيُّهَا الْأَمِيرُ.

[20506] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ يُقَالُ لَهُ: ذَوَّادٌ

(4)

، يُحَدِّثُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ

(5)

بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَدَخَلْنَا عَلَيهِ بِالرُّصَافَةِ، فَقَالَ: دَخَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ! فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: فَهَلَّا غَيْرَ ذَلِكَ! أَنْتُمُ الْمُؤْمِنُونَ، وَأَنَا أَمِيرُكُمْ، فَقَالَ سَعْدٌ: نَعَمْ إِنْ كُنَّا أَمَّرْنَاكَ، قَالَ

(6)

: فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَا يَبْلُغُنِي أَنَّ أَحَدًا يَقُولُ: إِنَّ سَعْدًا لَيْسَ مِنَ قرَيشٍ إِلَّا فَعَلْتُ بِهِ، وَفَعَلْت، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: لَعَمْرِي إِنَّ سَعْدًا لَفِي السُّطَّةِ

(7)

مِنْ قُرَيْشٍ، ثَابِتُ النَّسَبِ.

[20507] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، أَنَّ ابْنَ سِيرِينَ دَخَلَ عَلَى ابْنِ هُبَيْرَةَ فَلَمْ يُسَلِّمْ عَلَيهِ بِالْإِمَارَةِ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ

(8)

وَرَحْمَةُ اللهِ.

(1)

قوله: "لا إخاله" وقع في (س): "إخالك له"، والمثبت من (ف).

(2)

في (س): "ليغرقن". والمثبت من (ف) موافق لما في "المعجم الكبير" للطبراني (9/ 29) من طريق المصنف، به.

(3)

قوله: "لا إخالكم" في (ف): "لإخالكم"، والمثبت من (س) وينظر:"المعجم الكبير".

(4)

في (ف): "داود"، (س)، والمثبت من "تاريخ دمشق" لابن عساكر (17/ 324) من طريق المصنف، به. في ترجمة "ذواد العقيلي".

(5)

قوله: "بن عبد الله" ليس في (ف)، (س) والمثبت من المصدر السابق.

(6)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(7)

في (س): "السبطة"، وفي "تاريخ دمشق":"الوسط"، وفي "مختصر تاريخ دمشق" (8/ 210):"لموسط"، والمثبت من (ف) موافق لما في "فضائل الصحابة" لأحمد (1933) من طريق المصنف، به. "السطة: مصدر من قولك: وسطهم". ينظر: "معجم ديوان الأدب" (3/ 221).

(8)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

ص: 15

‌13 - بَابُ السَّلَامِ عَلَى أَهْلِ الشِّرْكِ وَالدُّعَاءَ لَهُمْ

° [20508] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَبْتَدِئُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى بِالسَّلَامِ، وَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهَا".

[20509] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ

(1)

عُمَرَ سَلَّمَ عَلَى يَهُودِيٍّ لَمْ يَعْرِفْه، فَأُخْبِرَ، فَرَجَعَ، فَقَالَ: رُدَّ عَلَيَّ سَلَامِي، فَقَالَ: قَدْ فَعَلْتُ.

[20510] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: التَّسْلِيمُ عَلَى أَهْلِ الْكِتَابِ إِذَا دَخَلْتَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمُ السَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى.

° [20511] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (*)، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَفَهِمْتُهَا، فَقُلْتُ: عَلَيكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ

(2)

، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَهْلًا

(3)

، يَا عَائِشَة، إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ (*)"، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "فَقَدْ قُلْتُ: عَلَيْكُمْ".

[20512] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: إِذَا مَرَرْتَ بِمَجْلِسٍ فِيهِ مُسْلِمُونَ وَكُفَّار، فَسَلَّمْ عَلَيْهِمْ.

° [20508][الإتحاف: عه طح حب حم 18326].

(1)

سقط من (س)، وأثبتناه من (ف)، وينظر:"الأدب المفرد" للبخاري (1115)، و"شرح السنة" للبغوي (12/ 269).

° [20511][الإتحاف: مي عه حب حم 22150].

(*)[ف/94 أ].

(2)

اللعن: الطرد والإبعاد من رحمة الله، ومن الخَلْق: السّبّ والدعاء. (انظر: النهاية، مادة: لعن).

(3)

الإمهال: الانتظار والتأجيل. (انظر: اللسان، مادة: مهل).

(*)[س/267].

ص: 16

° [20513] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَلَبَ يَهُودِيٌّ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَعْجَةً، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ جَمِّلْهُ"، فَاسْوَدَّ شَعْرُهُ حَتَّى صَارَ أَشَدَّ سَوَادًا مِنْ كَذَا وَكَذَا، قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ قَتَادَةَ يَذْكُرْ أَنَّهُ عَاشَ نَحْوًا مِنْ سَبْعِينَ سَنَةَ لَمْ يَشِبْ.

° [20514] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ أَخْبَرَه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلَاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَالْيَهُودِ، وَالْمُشْرِكِينَ، وَعَبَدَةِ الْأَوْثَانِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ.

‌14 - بَابُ رِسَالَةِ السَّلَامِ

° [20515] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ فَوَجَدَهُ يَعْجِن، فَقَالَ: أَيْنَ الْخَادِمُ؟ فَقَالَ: أَرْسَلْتُهُ فِي حَاجَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ لِنَجْمَعَ عَلَيْهِ ثِنْتَيْنِ، أَنْ نُرْسِلَهُ وَلَا نَكْفِيَهُ عَمَلَه، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّ أَبَا الدَّرْدَاء يَقْرَأُ

(1)

عَلَيْكَ السَّلَامَ، قَالَ: مَتَى قَدِمْتَ؟ قَالَ: مُنْذُ ثَلَاثٍ، قَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَم تُؤَدِّهَا

(2)

كَانَتْ أَمَانَةَ عَنْدَكَ. قَالَ: وَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِلَالًا، فَأَذُّنَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَوْقَ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشِ لِلْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ: أَلَا تَرَى إِلَى هَذَا الْعَبْدِ كَيْفَ صَعِدَ؟ قَالَ: دَعْه، فَإِنْ يَكُنِ اللهُ يَكْرَهُهُ فَسَيُغَيِّرُهُ.

‌15 - بَابُ الْخَاتَمِ

° [20516] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ

(3)

، فَنَقَشَ فِيهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، ثُمَّ قَالَ:"لَا تَنْقُشُوا عَلَيْهِ".

° [20513][شيبة: 26340، 30453، 32416].

° [20515][شيبة: 38080].

(1)

في (ف)، (س):"يقول"، والمثبت من "شعب الإيمان"(11/ 267) من طريق المصنف، به.

(2)

في (س): "تردها"، والمثبت من (ف)، وينظر:"شعب الإيمان".

° [20516][الإتحاف: حم 737].

(3)

الورق: الفضة. (انظر: النهاية، مادة: ورق).

ص: 17

° [20517] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ خَاتَمَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي يَدِهِ حِينَ اصطَنَعَهُ لَيْلَةً، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بِرِيقِهِ حِينَ صَلَّى، حَسِبْتُهُ قَالَ: الْعِشَاءَ، قَالَ مَعْمَرٌ: ثُمَّ أُخْبِرْتُ أَنَّهُ وَضَعَهُ بَعْدَ ذَلِكَ.

[20518] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ ابْنِ طَاوُس، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ لِأَبِي حَاتَمٌ، وَكَانَ نَقْشُهُ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَكَانَ لَا يَلْبَسُهُ.

[20519] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ *، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ اصْطَنَعَ خَاتَمًا، ثُمَّ وَضَعَه، فَكَانَ لَا يَلْبَسُهُ.

° [20520] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ أَنَّهُ أَخْرَجَ خَاتَمًا، فَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَخَتَّمُ

(1)

بِهِ، فِيهِ تِمْثَالُ أَسَدٍ.

[20521] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَوْ أَبِي مُوسَى الْأَشعَرِيِّ، كَانَ نَقْشُ خَاتَمِهِ كُرْكِيٌّ لَهُ رَأْسَانِ.

[20522] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الْجُعْفِيِّ، أَنَّ نَقْشَ خَاتَمِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِمَّا شَجَرَةٌ، وإِمَّا شَيْءٌ بَيْنَ ذُبَابَيْنِ

(2)

.

[20523] قال عبد الرزاق: وَرَأَيْتُ لِمَعْمَرٍ خَاتَمًا، وَكَانَ لَا يَلْبَسُه، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْتِمَ دَعَا بِهِ لَا يَدْرِي أَبُو بَكْرِ مَا كَانَ نَقْشُهُ.

‌16 - بَابُ مَا يكرَهُ مِنَ الْخَوَاتِيمِ

[20524] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ

* [ف/ 94 ب].

(1)

في (س): "يختتم، والمثبت من (ف).

(2)

الذبابان: مثنى: الذباب، وذباب السيف: طرفه الذي يُضرب به. (انظر: النهاية، مادة: ذبب).

[20524][شيبة:25659].

ص: 18

الْخَطَّابِ رَأَى عَلَى رَجُلٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُلْقِيَه، فَقَالَ زِيَادٌ

(1)

: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ خَاتَمِي مِنْ حَدِيدٍ، قَالَ: ذَلِكَ أَنْتَنُ وَأَتتَنُ.

° [20525] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ

(2)

، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ وَجَعَلَ فَصَّهُ مِنْ دَاخِلٍ، قَالَ: فَبَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ ذَاتَ يَوْمٍ، قَالَ:"إِنِّي صَنَعْتُ خَاتَمًا، وَكُنْتُ أَلْبَسُهُ"، قَالَ: فَنَبَذَهُ

(3)

وَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِمَهُمْ.

° [20526] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّهُ سَمِعَ نَافِعًا يُحَدِّث، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ.

° [20527] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ التَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ، وَعَنْ لِبَاسِ الْقِسِّيِّ

(4)

، وَعَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، وَعَنْ لِبَاسِ الْمُعَصْفَرِ

(5)

.

(1)

ليس في (س)، وفي "كنز العمال" (17394) معزوًّا للمصنف:"رجل"، وفي "إتحاف الخيرة"(4072)، و"المطالب العالية" (2268) معزوًّا لمسدد:"قال أبو موسى"، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "شعب الإيمان"(5937) من طريق المصنف، به.

° [20525][الإتحاف: عه حم 10369].

(2)

قوله: "عن نافع" ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "مسند أحمد"(6007) من طريق عبد الرزاق، به.

(3)

النبذ: الرمي والإبعاد والإلقاء. (انظر: النهاية، مادة: نبذ).

° [20527][الإتحاف: عه حم حب ط 14487].

(4)

القسي والقسية: ثياب مضلعة، أي: بها خطوط عريضة كالأضلاع، تتخذ من الكتان المخلوط بالحرير، نسبت إلى قرية مصرية قريبة من تنيس، يقال لها: القس. (انظر: معجم الملابس)(ص 390).

(5)

المعصفر والمعصفرة: المصبوغ والمصبوغة بالعُصْفر من الثياب، وهو: نبات يُستخرج منه صبغ أصفر. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: عصفر).

ص: 19

° [20528] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَجُلٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَضَرَبَ إِصْبَعَهُ حَتَّى رَمَى بِهِ. قَالَ: وَرَأَى ابْنُ عُمَرَ عَلَى رَجُلٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَأَخَذَهُ فَخَذَفَ

(1)

بِهِ.

[20529] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى نَقَشَ خَاتَمِ الْحَسَنِ خُطُوطًا مَثَلَ خَاتَمِ سُلَيْمَانَ.

‌17 - الْقَوْلُ إِذَا رَكِبْتَ

[20530] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَكِبَ، قَالَ: بِاسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا مِنْ مَنِّكَ وَفَضْلِكَ عَلَيْنَا، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّنَا، ثُمَّ يَقُولُ:{سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا} [الزخرف: 13] الْآيَةَ.

° [20531] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، أَنَّهُ شَهِدَ عَلِيًّا حِينَ رَكِبَ، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرّكَابِ

(2)

*، قَالَ: بِاسْمِ اللهِ، فَلَمَّا اسْتَوَى قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ ثُمَّ قَالَ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا} الْآيَةَ، حَتَّى:{لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف: 13، 14]، ثُمَّ حَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا، وَكَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْنَا: مَا يُضْحِكُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلْت، وَقَالَ مِثْلَ مَا قُلْت، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْنَا: مَا يُضْحِكُكَ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: "الْعَبْدُ"، أَوْ قَالَ:"عَجِبْتُ لِلْعَبْدِ إِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا هُوَ".

(1)

الخذف: الرمي بحصاة أو نواة أو أي شيء. (انظر: النهاية، مادة: خذف).

° [20531][الإتحاف: حب كم حم 14663].

* [ف/ 95 أ].

(2)

الركاب: حلقة من حديد جهتها السفلى مفلطحة معلقة بالسرج يجعل الفارس فيها رجله، والجمع: رُكُبٌ. (انظر: العجم العربي الأساسي، مادة: ركب).

* [س/ 268].

ص: 20

‌18 - بَابُ رُكُوبِ الثَّلَاثَةِ عَلَى الدَّابَّةِ

[20532] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا رَكِبَ الرَّجُلُ الدَّابَّةَ فَلَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ رَدِفَهُ

(1)

الشَّيْطَان، فَقَالَ لَهُ: تَغَنَّ فَإِنْ لَمْ يُحْسِنْ قَالَ لَهُ: تَمَنَّ!

° [20533] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: رَكِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دَابَّةَ، وَحَمَلَ قُثَمَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَرْدَفَ

(2)

الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ خَلْفَهُ.

‌19 - بَابُ التَّمَاثِيلِ وَمَا جَاءَ فِيهِ

° [20534] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا طَلْحَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ

(3)

: "لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةُ تَمَاثِيلَ".

° [20535] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمُّدٍ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ مُسْتَتِرَةٌ بِقِرَامٍ

(4)

فِيهِ صُورَةُ تَمَاثِيلَ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ ثُمَّ أَهْوَى إِلَى الْقِرَامِ فَهَتَكَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ:"إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُشَبِّهُونَ بِخَلْقِ اللهِ".

(1)

ردفه الشيطان: أتبعه. (انظر: اللسان، مادة: ردف).

(2)

الردف والرديف: الراكب خلف الراكب، ويحتمل أن يكونا على بعير واحد، أو يكونا على بعيرين لكن أحدهما يتلو الآخر. (انظر: ذيل النهاية، مادة: ردف).

° [20534][الإتحاف: ط عه حب طح حم 4906][شيبة: 20317، 25701].

(3)

قوله: "سمعت أبا طلحة

يقول" سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).

° [20535][الإتحاف: عه طح حم 22685][شيبة: 25718].

(4)

القرام: الستر رقيق، وقيل: الصفيق من صوف ذي ألوان، وقيل: الستر الرقيق وراء الستر الغليظ. (انظر: النهاية، مادة: قرم).

ص: 21

° [20536] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا رَأَى الصُّوَرَ فِي الْبَيْتِ، يَعْنِي: الْكَعْبَةَ، لَمْ يَدْخُلْ حَتَّى أَمَرَ بِهَا فَمُحِيَتْ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ، وإسْمَاعِيلَ عليهما السلام بِأَيْدِيهِمَا الْأَزْلَامُ

(1)

، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "قَاتَلَهُمُ

(2)

الله، وَاللَّهِ مَا اسْتَقْسَمَا

(3)

بِالْأَزلَامِ قَطُّ".

[20537] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ حِينَ قَدِمَ الشَّامَ صنَعَ

(4)

لَهُ رَجُلٌ مِنَ * النَّصارَى طَعَامًا، فَقَالَ لِعُمَرَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَجِيئَنِي فَتُكْرِمَنِي أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ، وَهُو رَجُلٌ مِنْ عُظَمَاءِ أَهْلِ

(5)

الشَّامِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رضي الله عنه: إِنَّا لَا نَدْخُلُ كَنَائِسَكُمْ مِنْ أَجْلِ الصُّوَرِ الَّتِي فِيهَا يَعْنِي: التَّمَاثِيلَ.

[20538] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ: إِمَامٌ مُضِلٌّ يُضِلُّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ، أَوْ رَجُلٌ قَتَلَ نَبِيًّا، أَوْ رَجُلٌ قَتَلَهُ نَبِيٌّ، أَوْ رَجُلٌ مُصَوِّرٌ، يُصَوِّرُ هَذِهِ التَّمَاثِيلَ.

° [20539] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ جِبْرِيلَ، جَاءَ فَسَلَّمَ

(6)

عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَعَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَوْتَه، فَقَالَ:

° [20536][الإتحاف: حب كم حم 8336].

(1)

الأزلام: جمع: الزلم، وهي: قداح (خشب السهام) كانوا في الجاهلية، يكتوبون عليها الأمر والنهي: افعل ولا تفعل. (انظر: النهاية، مادة: زلم).

(2)

تصحف في (ف)، (س) إلى "قاتلهما"، والتصويب من "مسند أحمد"(3523) من طريق المصنف، به.

(3)

الاستقسام: نوع من الاقتراع. (انظر: النهاية، مادة: قسم).

(4)

في (س): "اصطنع"، والمثبت من (ف).

* [ف/ 95 ب].

(5)

ليس في (سر).

° [20539][الإتحاف: طح حب حم 19741].

(6)

طمس في (ف)، وليس في (س)، وينظر:"مسند أحمد"(8194) من طريق المصنف، به.

ص: 22

"ادْخُلْ". فَقَالَ: إِنَّ فِي الْبَيْتِ سِتْرًا فِي الْحَائِطِ فِيهِ تَمَاثِيل، فَاقْطَعُوا رُءُوسَهَا، وَاجْعَلُوهُ بِسَاطًا أَوْ وَسَائِدَ

(1)

فَأَوْطِئُوهُ

(2)

؛ فَإِنَّا لَا نَدْخلُ بَيْتًا فِيهِ تَمَاثِيلُ.

[20540] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: مَا عُفِّرَ فِي الْأَرْضِ فَلَا بَأْسَ بِهِ.

[20541] قال مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ مُجَاهِدًا يَقُولُ مِثْلَ قَوْلِ عِكْرِمَةَ.

° [20542] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْمُصَوِّرُونَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقتُمْ".

° [20543] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: لَا أَعْلَمُ إِلَّا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ صَوَّرَ صُورَةً كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا أَبَدًا، وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ كَارِهُونَ صُبَّ الْآنُكُ

(3)

فِي سِمَاخِهِ

(4)

، وَمَنْ كَذَبَ فِي حُلْمِهِ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ شَعِيرَةً، أَوْ قَالَ: بَينَ شَعِيرَتَيْنِ، وَيُعَذَّبُ عَلَى ذَلِكَ، وَلَيسَ بِفَاعِلٍ".

[20544] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ كَعْبًا قَالَ: يَطْلُعُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: أُمِرْتُ أَنْ آخُذَ ثَلَاثَةً: مَنْ دَعَا مَعَ اللهِ إِلَهًا، وَكُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، قَالَ مَعْمَرٌ: وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ، قَالَ: فَيَأْخُذُهُمْ، قَالَ: ثُمَّ يَطْلُعُ عُنُقٌ آخَر، فَيَقُولُ: أُمِرْتُ أَنْ آخُذَ ثَلَاثَةً: مَنْ كَذَّبَ اللَّهَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ، وَمَنْ آذَى اللَّهَ،

(1)

الوسائد: جمع الوِسادة، وهي: المِخَدَّة. (انظر: النهاية، مادة: وسد).

(2)

ليس في (س)، والمثبت من (ف)، وينظر:"مسند أحمد".

الوطء والتوطؤ: الدوس بالقدم. (انظر: النهاية، مادة: وطأ).

° [20542][الإتحاف: عه طح حم 10410][شيبة: 25720].

(3)

الأنك: الرصاص الأبيض. وقيل: الأسود. وقيل: هو الخالص منه. (انظر: النهاية، مادة: أنك).

(4)

في (س): "صماخه". والمثبت من (ف)، وينظر:"المعجم الكبير" للطبراني (11855) عن الدبري، عن عبد الرزاق به.

ص: 23

فَأَمَّا مَنْ كَذَّبَ اللَّهَ

(1)

: فَمَنْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَبْعَثُه، وَأَمَّا مَنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ: فَمَنْ دَعَا لَهُ وَلَدًا، وَأَمَّا مَنْ آذَى اللهَ: فَالَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصُّوَرَ، فَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ، فَيَلْتَقِطُهُمْ كَمَا يَلْتَقِطُ الطَّائِرُ الْحَبُّ.

[20545] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: يُكْرَهُ مِنَ التَّمَاثِيلِ مَا فِيهِ الرُّوح، فَأَمَّا الشَّجَرُ فَلَا بَأْسَ بِهِ.

[20546] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ *، أَنَّ عُثْمَانَ رَأَى أُتْرُنْجَةَ مِنْ جَصٍّ فِي الْمَسْجِدِ فَأَمَرَ بِهَا فَقُطِعَتْ.

[20547] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بَعْضِهِمْ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ * ابْنِ مَسْعُودٍ نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ صَوَّرَ فِي الْأَرْضِ عُصفُورًا فَضَرَبَ يَدَهُ.

[20548] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّهُ كَانَ فِي بَابِ صُفَّتِهِ تَمَاثِيل، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا الْخَطَّابِ، مَا هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا شَيْءٌ لَمْ آمُرْ بِهِ، وَلَمْ أَصْنَعْه، أَمَرَ بِهِ غَيْرِي، وَشُنِّعْتُ بِهِ.

‌20 - بَابٌ كَمِ الشَّهْرُ؟

° [20549] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَقْسَمَ أَلَّا يَدْخُلَ عَلَى أَزْوَاجِهِ شَهْرًا، قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ، عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعَشْرُونَ لَيْلَة أَعُدُّهُن، دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: بَدَأَ بِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ أَقْسَمْتَ أَلَّا تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا، وإنَّكَ دَخَلْتَ مِنْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ أَعُدُّهُنَّ، قَالَ:"إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ".

(1)

زاد بعده في (س): "فالذين يعملون الصور"، والمثبت من (ف).

* [ف/ 96 أ].

* [س/ 269].

° [20549][الإتحاف: عه حم حب 22076].

ص: 24

° [20550] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّمَا الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ".

‌21 - بَابُ الطِّيَرَةِ

(1)

[20551] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّا لَوَاقِفُونَ مَعَ عُمَرَ عَلَى الْجَبَلِ بِعَرَفَةَ، إِذْ سَمِعْتُ رَجُلًا يَقُولُ: يَا خَلِيفَة، فَقَالَ رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ خَلْفِي مِنْ لِهْبٍ: مَا لِهَذَا الصَّوْتِ؟ قَطَعَ اللهُ لَهْجَتَه، وَاللَّهِ لَا يَقِفُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَاهنَا بَعْدَ هَذَا الْعَامِ أَبَدًا، قَالَ: فَشَتَمْتُهُ وَآذَيْتُه، قَالَ: فَلَمَّا رَمَيْنَا الْجَمْرَةَ مَعَ عُمَرَ، أَقْبَلَتْ حَصَاةٌ فَأَصَابَتْ رَأْسَه، فَفَتَحَتْ عِرْقًا مِنْ رَأْسِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَشْعَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، لَا وَاللهِ لَا يَقِفُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ هَاهُنَا أَبَدا، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ ذَلِكَ اللِّهْبِيُّ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا حَجَّ عُمَرُ بَعْدَهَا.

° [20552] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ، أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مِنَّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ، قَالَ: "ذَاكَ شَيْءٌ تَجِدُونَهُ فِي أَنْفُسِكُمْ، فَلَا يَصُدُّنَّكُمْ

(2)

"، قَالَ: وَمِنَّا رِجَالٌ يَأْتُونَ الْكُهَّانَ، قَالَ: "فَلَا تَأْتُوا كَاهِنًا".

° [20553] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مِنا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ قَالَ: "ذَاكَ شَيْءٌ تَجِدُونَهُ فِي أَنْفُسِكُمْ، فَلَا

° [20550][شيبة: 9701].

(1)

الطيرة والتطير: التشاؤم بالشيء. (انظر: النهاية، مادة: طير).

° [20552][الإتحاف: ط خز عه حم 16787].

(2)

في (ف)، (س):"يضرنكم"، وهو تصحيف، والتصويب من "مسند أحمد"(24269)"معرفة السنن والآثار" للبيهقي (14/ 72) من طريق المصنف، به.

° [20553][الإتحاف: ط خز عه حم 16787][شيبة: 23990].

ص: 25

يَضُرَّنَّكُمْ"، قَالَ: قُلْتُ *: وَمِنَّا

(1)

رِجَال يَأْتُونَ الْكُهَّانَ، قَالَ:"فَلَا تَأْتُوهُمْ"، قَالَ: قُلْتُ: وَمِنَّا رِجَالٌ يَخُطُّونَ

(2)

، قَالَ:"خَطَّ نَبِيٌّ، فَمَنْ وَافَقَ عِلْمهُ عَلِمَ".

° [20554] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَوْفٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ حَيَّانَ، عَنْ قَطَنِ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْعِيَافَةُ

(3)

، وَالطَّرْقُ

(4)

، وَالطِّيَرَةُ مِنَ الْجِبْتِ

(5)

".

° [20555] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَألُ" قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ:"الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ".

° [20556] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثٌ لَا يَعْجَزُهُنَّ ابْنُ آدَمَ: الطِّيَرَة، وَسُوءُ الظَّنِّ، وَالْحَسَد، قَالَ: فَيُنْجِيكَ مِنَ الطِّيَرَةِ أَلَّا تَعْمَلَ بِهَا، وَيُنْجِيكَ مِنْ سُوءِ الظَّنِّ أَلَّا تَتَكَلَّمَ بِهِ، وَيُنْجِيكَ مِنَ الْحَسَدِ أَلَّا تَبْغِي أَخَاكَ سُوءًا".

* [ف/ 96 ب].

(1)

في (ف): "ومثل"، والمثبت من (س)، وينظر:"المعجم الكبير" للطبراني (19/ 399) من طريق المصنف، به.

(2)

تصحف في (س): "يتطيرون"، والمثبت من (ف).

الخط: أن يخط ثلاثة خطوط، ثم يضرب عليهن بشعير أو نوى ويقول يكون كذا وكذا، وهو ضرب من الكهانة. (انظر: النهاية، مادة: خطط).

° [20554][شيبة: 26931].

(3)

العيامة: زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها. (انظر: النهاية، مادة: عيف).

(4)

الطرق: الضَّرب بالحصا الذي يفعله النساء، وقيل هو: الخط في الرمل. (انظر: النهاية، مادة: طرق).

(5)

الجبت: كل ما يعبد من دون الله، وقيل: الكاهن والشيطان. (انظر: مجمع البحار، مادة: جبت).

° [20555][الإتحاف: خز عه حب حم 19400].

ص: 26

[20557] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنْ مَضَيْتَ فَمُتَوَكِّلٌ، وإِنْ نَكصْتَ

(1)

فَمُتَطَيِّرٌ.

[20558] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ كَانَ غَازِيًا، فبَيْنَا هُوَ يَسِير، إِذْ أَقْبَلَ فِي وُجُوهِهِمْ ظِبَاءٌ يَسْعَيْنَ، فَلَمَّا اقْتَرَبْنَ مِنْهُمْ [وَلَّيْنَ مُدْبِرَاتٍ]

(2)

، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: انْزِلْ أَصْلَحَكَ الله، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مِنْ مَاذَا تَطَيَّرْتَ؟ أَمِنْ قُرُونِهَا حِينَ أَقْبَلَتْ؟ أَمْ مِنْ أَذْنَابِهَا حِينَ أَدْبَرَتْ؟ إِنَّ هَذِهِ الطِّيَرَةَ لَبَابٌ

(3)

مِنَ الشِّرْكِ، قَالَ: فَلَمْ يَنْزِلْ سَعْدٌ، وَمَضَى.

‌22 - بَابُ الْمَجْذُومِ

(4)

وَالْعَدْوَى

° [20559] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا عَدْوَى

(5)

وَلَا صَفَرَ

(6)

وَلَا هَامَةَ

(7)

" قَالَ: فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ:

(1)

في (س): "تلقيت"، والمثبت من (ف) موافق لما في "شرح السنة"(12/ 170)، وبإسناده في "الترغيب والترهيب" لقوام السنة (ص: 417).

النكوص: الرجوع إلى الوراء، وهو القهقرى. (انظر: النهاية، مادة: نكص).

[20558][شيبة: 26927].

(2)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(3)

في (س): "كتاب"، والمثبت من (ف). وينظر:"الترغيب والترهيب"(ص: 415) من طريق المصنف، به.

(4)

المجذوم: المصاب بالجذام، وهو: مرض تتآكل منه الأعضاء وتتساقط. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: جذم).

° [20559][الإتحاف: خز عه حب حم 20653].

(5)

العدوى: أن يصيبه مثل ما بصاحب الداء. (انظر: النهاية، مادة: عدا).

(6)

الصفر: اسم حيَّة تزعم العرب أنها في بطن الإنسان تصيبه إذا جاع وتؤذيه، وأنها تُعدي، وقيل غير ذلك. (انظر: النهاية، مادة: صفر).

(7)

الهامة: اسم طائر كانوا يتشاءمون بها، وهي من طير الليل، وقيل هي: البومة. (انظر: النهاية، مادة: هوم).

ص: 27

فَمَا بَالُ

(1)

الْإِبِلِ تَكُونُ فِي الرَّمْلِ، كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ؟ فَيُخَالِطُهَا الْبَعِيرُ

(2)

الْأَجْرَبُ فَيُجْرِبُهَا، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ".

° [20560] قال الزُّهْرِيُّ، وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحِّ"

(3)

قَالَ: فَرَاجَعَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ حَدَّثْتَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ"؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَمْ أُحَدِّثْكُمُوه، قَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَ لِي أَبُو سَلَمَةَ: بَلَى قَدْ حَدَّثَ بِهِ، وَمَا سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ * نَسِيَ حَدِيثًا قَطُّ غَيْرَهُ.

‌23 - بَابُ الْمَجْذُومِ

° [20561] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ وَخَالِدٍ، عَنْ

(4)

أَبِي قِلَابَةَ، أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"فِرُّوا مِنَ الْمَجْذُومِ فِرَارَكُمْ مِنَ الْأَسَدِ".

[20562] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ أَنَّ أَبَا بَكْرِ كَانَ يَأْكُلُ مَعَ الْأَجْذَمِ.

[20563] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي * الزِّنَادِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ لِمُعَيْقِيبٍ الدَّوْسِيَّ: ادْنُ فَلَوْ كَانَ غَيْرُكَ مَا قَعَدَ مِنِّي إِلَّا كَقِيدِ

(5)

رُمْحٍ، وَكَانَ أَجْذَمَ

(6)

.

(1)

البال: الحال والشأن. (انظر: النهاية، مادة: بول).

(2)

البعير: يقع على الذكر والأنثى من الإبل، وسمي بعيرا؛ لأنه يبعر، والجمع: أبعرة وبُعران.

(انظر: حياة الحيوان للدميري)(1/ 193).

(3)

في (ف)، (س):"صحيح"، وهو تصحيف، والتصويب من "سنن أبي داود"(3863) من طريق المصنف، به. وقال الخطابي في "معالم السنن" (4/ 234):"الممرض: الذي مرضت ماشيته، والمصح: هو صاحب الصحاح منها".

* [ف/ 97 أ].

(4)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"بن"، والتصويب من "إمتاع الأسماع"(8/ 27) معزوا للمصنف.

* [س/ 270].

(5)

القيد: القَدْر. (انظر: النهاية، مادة: قيد).

(6)

الأجذم: يقال: رجل أجذم ومجذوم إذا تهافتت أطرافه من الجذام، وهو الداء المعروف. (انظر: النهاية، مادة: جذم).

ص: 28

° [20564] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلًا أَجْذَمَ أَتَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّهُ سَائِلٌ، فَلَمْ يُعْجِلْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَجَهَّزَه، وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَا عَدْوَى".

[20565] قال مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي: أَنَّ رَجُلًا أَجْذَمَ جَاءَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَسَأَلَهُ فَقَامَ ابْنُ عُمَرَ فَأَعْطَاهُ دِرْهَمًا، فَوَضَعَهُ فِي يَدِهِ، وَكَانَ رَجُلٌ قَدْ قَالَ لابْنِ عُمَرَ: أَنَا أُعْطِيهِ، فَأَبَى ابْنُ عُمَرَ أَنْ يُنَاوِلَهُ الرَّجُلُ الدِّرْهَمَ.

‌24 - بَابُ الطِّيَرَةِ أيْضًا

° [20566] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَصْدَقُ الطِّيَرَةِ الْفَأْلُ الْحَسَنُ

(1)

، وَلَا تَرُدُّ مُسْلِمًا، فَمَنْ رَأَى مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ لَا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيَئَاتِ إِلَّا أَنْتَ، لَا حَوْلَ

(2)

وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ يَمْضِي لِحَاجَتِهِ".

[20567] عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، أَوْ غَيْرِهِ، أَن رَجُلًا كَانَ يَسِيرُ مَعَ طَاوُسٍ، فَسَمِعَ غُرَابًا نَعَبَ، فَقَالَ: خَيْرٌ، فَقَالَ طَاوُسٌ: أَيُّ خَيْرٍ عِنْدَ هَذَا أَوْ شَرٍّ، لَا تَصْحَبْنِي، أَوْ لَا تَسِرْ مَعِي.

‌25 - بَابُ الْكَيِّ

(3)

[20568] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: اكْتَوَى عَمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ، فَقِيلَ لَهُ: اكْتَوَيْتَ يَا أَبَا نُجَيْدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَلَمْ يُفْلِحْنَ وَلَمْ يُنْجِحْنَ، قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ، أَوْ غَيْرَه، يَقُولُ: أُمْسِكَ عَنْ عِمْرَانَ التَّسْلِيمُ سَنَةً حِينَ اكْتَوَى، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ.

° [20569] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ

(1)

من (س).

(2)

الحول: الحركة، والمراد: لا حركة ولا قوة إلا بمشيئة الله تعالى، وقيل الحول: الحيلة، والأول أشبه. (انظر: المصباح المنير، مادة: حول).

(3)

الكي: إحراق الجلد في مواضع معينة بجسم حارق للتداوي. (انظر: معجم لغة الفقهاء)(ص 386).

ص: 29

حُنَيْفٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم علَى أَسْعَدَ

(1)

بْنِ زُرَارَةَ وَبِهِ وَجَعٌ، يُقَالُ لَهُ: الشَّوْكَةُ

(2)

، فَكَوَاهُ حَوْرَانَ

(3)

عَلَى عُنُقِهِ فَمَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"بِئْسَ الْمَيِّتُ لِلْيَهُودِ، يَقُولُونَ: قَدْ دَاوَاهُ صَاحِبُه، أَفَلا نَفَعَهُ".

[20570] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ اكْتَوَى مِنَ اللَّقْوَةِ، وَكَوَى ابْنَهُ وَاقِدًا.

° [20571] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ * ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: جَاءَ نَفَرٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ صَاحِبًا لَنَا اشْتَكَى أَفَنَكْوِيهِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: "إِنْ شِئْتُمْ فَاكْوُوه، وَإِنْ شِئْتُمْ فَارْضِفُوهُ

(4)

" يَعْنِي: بِالْحِجَارَةِ.

° [20572] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْكِمَادُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْكَيِّ، وَاللَّدُودُ

(5)

أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ النَّفْخِ، وَالسَّعُوطُ

(6)

أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْعَلَقِ، وَالْفَأْلُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الطِّيَرَةِ".

(1)

تصحف في (ف) إلى: "سعد"، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "المعجم الكبير" للطبراني (6/ 83) من طريق المصنف، به.

(2)

الشوكة: الحمرة تعلو الوجه والجسد، وكذلك إذا دخل في جسمه شوكة. (انظر: النهاية، مادة: شوك).

(3)

كذا وقع في (ف)، (س) ولعل الصواب:"حوراء"، قال في "لسان العرب" (4/ 222):"والكية يقال لها الحوراء، سميت بذلك؛ لأن موضعها يبيض، ويقال: حور عين بعيرك. أي: حجر حولها بكي، وحور عين البعير: أدار حولها مِيسمًا، وفي الحديث: "أنه كوى أسعد بن زرارة على عاتقه حوراء"، وفي رواية: "وجد وجعًا في رقبته فحوره رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديدة". وأخرج أحمد بنحوه في "المسند" (17238) عن أسعد بن زرارة وفيه "كوي بخطين".

° [20571][الإتحاف: حم 13108].

* [ف/ 97 ب].

(4)

الرضف: الحجارة المُحماة على النار، والمراد: عالجوه بالرضْف. (انظر: النهاية، مادة: رضف).

(5)

اللدود: من الأدوية ما يُسقاه المريض في أحد شِقَّي الفَم. ولَدِيدَا الفم: جانباه. (انظر: النهاية، مادة: لدد).

(6)

السعوط: ما يجعل من الدواء في الأنف. (انظر: النهاية، مادة: سعط).

ص: 30

° [20573] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أَكْثَرْنَا الْحَدِيثَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، ثُمَّ غَدَوْنَا

(1)

، فَقَالَ: "عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأَنْبِيَاءُ اللَّيْلَةَ بِأُمَمِهَا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمُرُّ وَمَعَهُ الثَّلَاثَة، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ

(2)

، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ النَّفَر، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، حَتَّى مَرَّ عَلَيَّ مُوسَى وَمَعَهُ كَبْكَبَةٌ

(3)

مِنْ بَنِي إِسْرَائيلَ، فَأَعْجَبُونِي، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَقِيلَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى وَمَعَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ، قَالَ: قُلْتُ: فَأَينَ أُمَّتِي؟ قَالَ: فَقِيلَ: انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا الظِّرَابُ

(4)

قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا الْأُفُقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، فَقِيلَ لِي: أَرَضِيتَ؟ فَقُلْتُ: رَضِيتُ يَا رَبِّ، رَضِيتُ يَا رَبِّ! قَالَ: فَقِيلَ لِي: مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ"، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فِدَاكُمْ أَبِي وَأُمِّي! إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ أَلْفًا فَافْعَلُوا، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الظِّرَابِ، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الْأُفُقِ، فَإِنِّي رَأَيْتُ ثَمَّ نَاسًا يَتَهَاوَشُونَ

(5)

"، قَالَ: فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصنٍ الْأَسَدِيُّ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ لِي يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنَ السَّبْعِينَ، قَالَ: فَدَعَا لَه، قَالَ: فَقَامَ رَجُل آخَر، فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ لِي يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: "قَدْ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ"، قَالَ: ثُمَّ تَحَدَّثْنَا، فَقُلْنَا: مَنْ تَرَوْنَ هَؤُلَاءِ السَّبْعِينَ الْألفَ؟ قَالَ

(6)

: قَوْمٌ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ لَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا حَتَّى مَاتُوا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم،

° [20573][الإتحاف: حب كم حم 13021][شيبة: 24091].

(1)

الغدو: الذهاب غدوة (أول النهار) ثم كثر حتى استعمل في الذهاب والانطلاق أي وقت كان. (انظر: التاج، مادة: غدو).

(2)

العصابة والعصبة: الجماعة من الناس. (انظر: النهاية، مادة: عصب).

(3)

الكبكبة: الجماعة. (انظر: اللسان، مادة: كبب).

(4)

الظراب: جمع الظرب، وهو الجبل الصغير. (انظر: النهاية، مادة: ظرب).

(5)

التهاوش والهوش: الاختلاط، أي يدخل بعضهم في بعض. (انظر: النهاية، مادة: هوش).

(6)

من (س).

ص: 31

فَقَالَ: "هُمُ الَّذِينَ لَا يَكْتَوُونَ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ

(1)

، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ".

‌26 - بَابُ الْغَيْرَةِ

(2)

° [20574] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ عُمَرَ غَيُورٌ، وَأَنَا أَغْيَرُ مِنْه، وَاللهُ أَغْيَرُ مِنَّا".

قَالَ مَعْمَرٌ: وَزَادَ قَتَادَةُ: وَمِنْ غَيْرَتِهِ، حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا، وَمَا بَطَنَ.

° [20575] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ *: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْغَيْرَةَ مِنَ الْإِيمَانِ، وَإِنَّ الْمَذَاءَ مِنَ النِّفَاقِ" وَالْمَذَاءُ: الدَّيُّوثُ.

° [20576] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الْأَزْرَقِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "غَيْرَتَانِ: إِحْدَاهُمَا يُحِبُّهَا

(3)

الله، وَالْأُخْرَى يُبْغِضُهَا الله، وَمَخِيلَتَانِ

(4)

: إِحْدَاهُمَا يُحِبُّهَا الله، وَالْأُخْرَى يُبْغِضُهَا الله، الْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ

(5)

يُحِبُّهَا الله، وَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ الرِّيبَةِ يُبْغِضُهَا الله، وَالْمَخِيلَةُ إِذَا تَصَدَّقَ الرَّجُلُ يُحِبُّهَا الله، وَالْمَخِيلَةُ فِي الْكِبْرِ يُبْغِضُهَا اللهُ".

(1)

الاسترقاء: طلب الرقية أو طلب من يرقي، والرقية: العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات. (انظر: النهاية، مادة: رقى).

(2)

الغيرة: الحمية والأنفة. (انظر: اللسان، مادة: غير).

* [ف/ 98 أ][س/ 271].

° [20576][الإتحاف: خز كم حم 13892].

(3)

في (ف)، (س):"أحب إلى"، وهو تصحيف، والتصويب من "شرح السنة" للبغوي (10/ 381) من طريق المصنف، به.

(4)

المخيلتان: مثنى المخيلة، والمخيلة والخيلاء: الكِبْر والعجب. (انظر: النهاية، مادة: خيل).

(5)

الريب والريبة: الشك. (انظر: النهاية، مادة: ريب).

ص: 32

° [20577] وقال: "ثَلَاثٌ تُسْتَجَابُ دَعْوَتُهُمُ: الْوَالِد، وَالْمُسَافِر، وَالْمَظْلُومُ".

° [20578] وقال: "إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ الْجَنَّةَ ثَلَاثَةً: صَانِعَه، وَالْمُمِدَّ بِهِ

(1)

، وَالرَّامِيَ بِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ".

° [20579] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ، فَقَالَ:"يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَاللَّهِ مَا أَحَدٌ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ أَنْ يَرَى عَبْدَهُ يُزَانِي أَمَتَه، وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا".

[20580] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَمَّنْ سَمِعَ، الْحَسَنَ يَقُولُ مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ مَعَهُ نِسْوَةٌ قَدْ أَلْقَيْنَ لَهُ وِسَادَةً، فَهُنَّ يُحَدِّثْنَهُ وَهُوَ يَخْضَعُ لَهُنَّ بِالْقَوْلِ، فَضَرَبَهُ بِعَصًا كَانَتْ مَعَهُ حَتَّى شَجَّه، فَذَهَبَ بِهِ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَرَّ عَلَيَّ هَذَا، وَأَنَا مَعَ نِسْوَةٍ لِي أُحَدِّثُهُنَّ، فَضَرَبَنِي بِعَصًا حَتَّى شَجَّنِي، فَقَالَ عُمَرُ: لِمَ ضَرَبْتَهُ؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَرَرْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ مَعَ نِسْوَةٍ لَا أَعْرِفُهُنَّ يُحَدِّثْنَه، وَهُوَ يَخْضَعُ لَهُنَّ، فَلَمْ أَمْلِكْ نَفْسِي، فَقَالَ عُمَرُ: أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الضَّارِبُ فَيَرْحَمُكَ الله، وَأَمَّا أَنْتَ أَيُهَا الْمَضْرُوبُ فَأَصَابَتْكَ عَيْنٌ مِنْ عُيُونِ اللهِ.

° [20581] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ، وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَه، وَمَا أَحَدٌ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ".

‌27 - بَابُ الشُّؤْمِ

(2)

° [20582] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ

° [20577][شيبة: 30449].

° [20578][شيبة: 19898].

(1)

الممد به: الذي يقوم عند الرامي فيناوله سهمًا بعد سهم. (انظر: النهاية، مادة: مدد).

(2)

الشؤم والتشاؤم: كراهية الأمر وخوف عاقبته. (انظر: اللسان، مادة: شأم).

ص: 33

الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، سَكَنَّا

(1)

دَارَنَا، وَنَحْنُ كَثِيرٌ فَهَلَكْنَا، وَحَسَنٌ ذَاتُ بَيْنِنَا، فَسَاءَتْ أَخْلَاقُنَا، وَكَثِيرَةٌ أَمْوَالُنَا فَافْتَقَرْنَا، قَالَ: "أَفَلَا تَنْتَقِلُونَ عَنْهَا

(2)

ذَمِيمَةً؟ " قَالَتْ: فَكَيْفَ نَصْنَعُ بِهَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "تَبِيعُونَهَا أَوْ تَهَبُونَهَا".

° [20583] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، أَوْ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَوْ كِلَيهِمَا، شَكَّ مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ * قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الشُّؤْمُ فِي ثَلَاثَةٍ: فِي الْفَرَسِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالدَّارِ"، قَالَ: وَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: "وَالسَّيفِ"، قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ مَنْ يُفَسِّرُ هَذَا الْحَدِيثَ يَقُولُ: شُؤْمُ الْمَرْأَةِ إِذَا كَانَتْ غَيْرَ وَلُودٍ، وَشُؤْمُ الْفَرَسِ إِذَا لَمْ يُغْزَ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَشُؤْمُ الدَّارِ جَارُ السُّوءِ.

[20584] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيءٍ فَهُوَ فِيمَا بَيْنَ اللَّحْيَيْنِ، يَعْنِي اللِّسَانَ، وَمَا شَيءٌ أَحْوَجُ إِلَى سِجْنٍ طَوِيلٍ مِنَ اللِّسَانِ.

‌28 - بَابُ اللَّعْنِ

[20585] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَانُوا يَضْرِبُونَ رَقيقَهُمْ، وَلَا يَلْعَنُونَهُمْ.

° [20586] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يُرْسِلُ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاء، فَتَبِيتُ عَنْدَ نِسَائِهِ، وَيُسَائِلُهَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقَامَ

(1)

قبله في (ف)، (س):"ما"، والصواب بدونها كما عند البيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 242)، "التمهيد" لابن عبد البر (24/ 69)، كلاهما من طريق عبد الرزاق، به.

(2)

ليس في (ف)، (س)، والمثبت من "السنن الكبرى"، وفي "التمهيد":"منها".

* [ف/ 98 ب].

° [20586][الإتحاف: عه حب كم حم 16207].

ص: 34

لَيْلَةً فَدَعَا خَادِمَه، فَأَبْطَأَتْ عَلَيْهِ فَلَعَنَهَا فَقَالَتْ: لَا تَلْعَنْ فَإِنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ حَدَّثَنِي أَنَّهُ سَمِعَ

(1)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُول: "إِنَّ اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ شُفعَاءَ وَلا شُهَدَاءَ".

° [20587] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ رَفَعَ الْحَدِيثَ، قَالَ:"لَا تَلَاعَنُوا بِلَعْنَةِ اللهِ، وَلَا بِغَضَبِ اللهِ، وَلَا بِجَهَنَّمَ".

° [20588] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: لَعَنَتِ امْرَأَةٌ نَاقَةً لَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّهَا مَلْعُونَةٌ فَخَلُّوا عَنْهَا"، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا تَتْبَعُ الْمَنَازِلَ مَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ، نَاقَةٌ وَرْقَاءُ.

[20589] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَرَادَ ابْنُ عُمَرَ أَنْ يَلْعَنَ خَادِمَه، فَقَالَ: اللَّهُمَّ الْعَ! فَلَمْ يُتِمَّهَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ مَا أُحِبُّ أَنْ أَقُولَهَا.

[20590] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ قَالَ: مَا لَعَنَ ابْنُ عُمَرَ خَادِمًا لَهُ قَطُّ إِلَّا وَاحِدًا، فَأَعْتَقَهُ.

[20591] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، أَنَّ حُذَيْفَةَ قَالَ: مَا تَلَاعَنَ قَوْمٌ قَطُّ إِلَّا حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ.

‌29 - بَابُ الْمَيْتَةِ

[20592] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: مَنِ اضْطُرَّ إِلَى الْمَيْتَةِ، وَالدَّمِ، وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ، فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ حَتَّى يَمُوتَ، دَخَلَ النَّارَ.

(1)

من قوله: "النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فقام" إلى هنا سقط من (ف)، (س)، واستدركناه من "مسند أحمد"(28176)، "مسند عبد بن حميد"(203)، من طريق المصنف، به.

° [20588][الإتحاف: مي عه حب حم 15097].

[20591][شيبة: 38496].

ص: 35

[20593] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: يَأْكُلُ مِنَ الْمَيْتَةِ مَا يُبَلِّغُه، وَلَا يَتَضَلَّعْ مِنْهَا، قَالَ مَعْمَرٌ: لَيْسَ فِي الْخَمْرِ رُخْصَةٌ.

‌30 - أَكْلُ الشِّبَعِ فَوْقَ الشِّبَعِ

° [20594] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم * قَالَ لِعَائشَةَ:"إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِقَوْمِ خَيْرًا رَزَقَهُمُ الرِّفْقَ فِي مَعِيشَتِهِمْ، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِهِمْ سُوءًا * أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، سَلَّطَ عَلَيْهِمُ الْخَرَقَ فِي مَعِيشَتِهِمْ".

[20595] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ لُقْمَانَ قَالَ لاِبْنِهِ: يَا بُنَيَّ، لَا تَأْكُلْ شِبَعًا فَوْقَ شِبَعٍ، فَإِنَّكَ إِنْ تَنْبِذْهُ إِلَى الْكَلْبِ خَيْرٌ لَكَ، وَيَا بُنَيَّ لَا تَكُونَنَّ أَعْجَزَ مَنْ هَذَا الذَيكِ الَّذِي يُصَوِّتُ بِالْأَسْحَارِ وَأَنْتَ نَائِمٌ عَلَى فِرَاشِكَ.

[20596] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَقَدْ كَانَ يَأْتي عَلَيْنَا الشَّهْرُ مَا نُوقِدُ فِيهِ نَارًا، وَمَا هُوَ إِلَّا الْمَاءُ وَالتَّمْرُ، غَيْرَ أَنْ جَزَى اللهُ نِسَاءً مِنَ الْأَنْصَارِ خَيْرًا، كُنَّ رُبَّمَا أَهْدَيْنَ لَنَا الشَّيْءَ مِنَ اللَّبَنِ.

‌31 - الْأَكْلُ بِيَمِينِهِ وَالْأكْلُ وَشِمَالُهُ فِي الْأرْضِ

° [20597] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ".

° [20598] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: زَجَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَعْتَمِدَ الْإِنْسَانُ عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى إِذَا كَانَ يَأْكُلُ.

* [س/ 272].

* [ف/ 99 أ].

° [20597][الإتحاف: حب حم 9670].

ص: 36

° [20599] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، أَنَّ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَكَلَ احْتَفَزَ

(1)

، وَقَالَ:"آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْد، وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْد، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ".

‌32 - بَابُ الْأَكْلِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ

° [20600] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ:"ادْنُ يَا بُنَيَّ، فَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَسَمِّ اللهَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ".

° [20601] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إِذَا قُرِّبَ الثَّرِيدُ

(2)

فَكُلُوا مِنْ نَوَاحِيهَا، فَإِن الْبَرَكَةَ تَنْحَدِرُ مِنْ أَعْلَاهَا".

° [20602] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ وَغَيْرِهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا سَقَطَ مِنْ أَحَدِكُمْ لُقْمَتُهُ فَلْيَأْخُذْهَا، أَوْ ليُمِطْ عَنْهَا الْأَذَى، وَلَا يَتْرُكْهَا لِلشَّيْطَانِ".

‌33 - بَابُ الْكِبْرِ

° [20603] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ عليه السلام قَالَ: "الْكِبْرِيَاءُ رِدَاءُ

(3)

اللهِ، فَمَنْ نَازَعَ اللهَ رِدَاءَهُ قَصَمَهُ

(4)

".

[20604] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: دَخَلَ ابْنٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَيْهِ، وَقَدْ تَرَجَّلَ

(5)

، وَلَبِسَ ثِيَابًا حِسَانا، فَضَرَبَهُ عُمَرُ

(1)

احتفز: استوى جالسا على وركيه. (انظر: تهذيب اللغة، مادة: حفز).

(2)

الثريد والثريدة: ما يهشم من الخبز ويبل بماء القدر وغيره وغالبا لا يكون إلا من لحم. (انظر: اللسان، مادة: ثرد).

(3)

الرداء: ما يُلبس فوق الثياب كالجبة والعباءة، والثوب الذي يستر الجزء الأعلى من الجسم، واللباس أيضًا، والجمع: أردية. (انظر: معجم الملابس)(ص 194).

(4)

القصم: كسر الشيء. (انظر: النهاية، مادة: قصم).

(5)

الترجل والترجيل: تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه. (انظر: النهاية، مادة: رجل).

ص: 37

بِالدِّرَّةِ

(1)

حَتَّى أَبْكَاه، فَقَالَتْ لَهُ حَفْصَةُ: لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا

(2)

، لِمَ ضَرَبْتَهُ؟ فَقَالَ: رَأَيْتُهُ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُه، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُصَغِّرَهَا إِلَيْهِ.

‌34 - الْأَكْلُ مُتَّكِئًا

(3)

[20605] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ، عَنِ الْأَكْلِ مُتَّكِئًا، فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ.

[20606] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ لَا يَرَى بَأْسا بِالْأَكْلِ وَالرَّجُلُ مُتَّكِئٌ.

° [20607] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قالَ: جَاءَ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ * وَسَلَّمَ مَلَكٌ لَمْ يَأْتِهِ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا، فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يُخَيِّرُكَ بَيْنَ أَنْ تَكُونَ نَبِيًّا مَلِكًا أَوْ نَبِيًّا عَبْدًا، قَالَ: فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلَى جِبْرِيلَ كَالْمُسْتَشِيرِ لَه، فَأَشَارَ إِلَيهِ: أَنْ تَوَاضَعْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"بَلْ نَبِيًّا عَبْدًا"، فَمَا رُئيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بعْدَ ذَلِكَ مُتَّكِئًا.

° [20608] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بُعِثَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ملَكٌ لَمْ يَعْرِفْه، فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يُخَيِّرُكَ بَيْنَ أَنْ تَكُونَ نَبِيًّا عَبْدًا، أَمْ نَبِيًّا مَلِكًا؟ فَأَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ أَنْ تَوَاضَعْ، فَقَالَ:"بَلْ نَبِيًّا عَبْدًا".

[20609] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى ابْنَ عَبَّاسٍ يَأْكُلُ مُتَّكِئًا.

(1)

الدِّرة: التي يُضرب بها. (انظر: اللسان، مادة: درر).

(2)

الفاحش: ذو الفحش (وهو كل ما يشتد قبحه من الذنوب والمعاصي) في كلامه وفعاله. (انظر: النهاية، مادة: فحش).

(3)

الاتكاء والتوكؤ: الاعتماد والتحامل على الشيء. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: وكأ).

* [ف/ 99 ب].

[20609][شيبة:25003].

ص: 38

° [20610] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "آكُلُ

(1)

كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْد، وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْد، فَإِنَّا أَنَا عَبْدٌ".

‌35 - لَعْقُ الْأصَابِعِ

° [20611] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:"إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَمْسَحْ أَصَابِعَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ كَانَتِ الْبَرَكَةُ". قَالَ: وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يُغْلِقُ دُونَهُ الْأَبْوَابَ، وَلَا يَقُومُ دُونَهُ الْحَجَبَةُ

(2)

، وَلَا يُغْدَى عَلَيْهِ بِالْجِفَانِ

(3)

، وَلَا يُرَاحُ

(4)

عَلَيْهِ بِهَا. كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَارِزًا، مَنْ أَرَادَ أَنْ يَلْقَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَقِيَه، كَانَ يَجْلِسُ بِالْأَرْضِ، وَيُوضَعُ طَعَامُهُ بِالْأَرْضِ، وَيَلْبَسُ الْغَلِيظَ، وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ، وَيُرْدِفُ خَلْفَه، وَيَلْعَقُ وَاللَّهِ يَدَهُ صلى الله عليه وسلم.

° [20612] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم * كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا يَلْعَقُ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ: الْإِبْهَامَ، وَاللَّتَيْنِ تَلِيَانِهَا، يُدْخِلُهُنَّ فِي فِيهِ، وَاحِدَةً وَاحِدَةً.

‌36 - طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الاِثْنَيْنِ

° [20613] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ

(1)

في (ف): "كل"، وهو تصحيف، والتصويب من (س)، "شعب الإيمان" للبيهقي (5572) من طريق المصنف، به.

(2)

الحجبة: جمع الحاجب، والمراد: حَجَبة الكعبة الذين يتولون سدانتها وحفظها، وبأيديهم مفتاحها. (انظر: النهاية، مادة: حجب).

(3)

الجفان: جمع جفنة، وهي أعظم ما يكون من القصاع. (انظر: اللسان، مادة: جفن).

(4)

الرواح: السير في أي وقت كان، وقيل: أصل الرواح أن يكون بعد الزوال (زوال الشمس ظُهرًا). (انظر: النهاية، مادة: روح).

* [س/ 273].

ص: 39

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الاِثْنَيْنِ، وَطَعَامُ الاِثْنَيْنِ يَكْفِي الْأَرْبَعَةَ، وَطَعَامُ الْأَرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ".

‌37 - بَابُ الْمُؤْمِنِ يَأْكُلُ فِي مِعًى

(1)

وَاحِدٍ

° [20614] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَالْمُؤْمِنَ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ".

° [20615] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَإِنَّ الْكَافِرَ يَأكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ" *.

‌38 - بَابُ اسْمِ اللهِ عَلَى الطَّعَامِ

[20616] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ شَيْطَانَ الْمُؤْمِنِ يَلْقَاهُ

(2)

شَيْطَانُ الْكَافِرِ، فَيَرَى شَيْطَانَ الْمُؤْمِنِ شَاحِبًا، أَغْبَرَ

(3)

مَهْزُولًا، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانُ الْكَافِرِ: مَا لَكَ؟ وَيْحَكَ

(4)

! قَدْ هَلَكْتَ، فَيقُولُ شَيْطَانُ الْمُؤْمِنِ: لَا وَاللهِ مَا أَصِلُ مَعَهُ إِلَى شَيءٍ، إِذَا طَعِمَ ذَكَرَ اسْمَ اللهِ، وَإِذَا شَرِبَ ذَكَرَ اسْمَ اللهِ، وإِذَا نَامَ ذَكَرَ اسْمَ اللهِ، وَإِذَا دَخَلَ بَيتَهُ ذَكَرَ اسْمَ اللهِ، فَيَقُولُ الْآخَرُ: لكنِّي آكُلُ مِنْ طَعَامِهِ، وَأَشْرَبُ مِنْ شَرَابِهِ، وَأَنَامُ عَلَى فِرَاشِهِ، فَهَذَا سَاحٌّ، وَهَذَا مَهْزُولٌ.

° [20617] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ

(5)

جَابِرٍ، عَنْ

(1)

المعى: واحد الأمعاء وهي المصارِين. (انظر: النهاية، مادة: معا).

° [20614][الإتحاف: عه حم 10387][شيبة: 25036].

° [20615][الإتحاف: عه حم 10387][شيبة: 25034].

* [ف/ 100 أ].

(2)

في (ف): "يلقى"، والمثبت من (س).

(3)

الأغبر: الذي علاه الغبار. (انظر: اللسان، مادة: غبر).

(4)

الويح: كلمة ترحم وتوجع، تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها، وقد تقال بمعنى المدح والتعجب. (انظر: النهاية، مادة: ويح).

(5)

كذا في (ف)، (س) على الإفراد، وقد تكرر هذا الإسناد عند المصنف في أكثر من موضع على =

ص: 40

جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا جِئْتَ بَابَ حُجْرَتِكَ فَاذْكُرِ اللهَ، يَرْجِعْ قَرِينُكَ، وَإِذَا دَخَلْتَ بَيْتَكَ فَاذْكُرِ اللهَ، يَخْرُجْ سَاكنُه، وَإِذَا قُرِّبَ طَعَامُكَ فَاذْكُرِ اللهَ، لَا يُشَارِكُوكُمْ فِي طَعَامِكُمْ"، قَالَ: وَحَسِبْتُهُ قَالَ: "وَإِذَا اضْطَجَعَ أَحَدُكُمْ فَلْيَذْكُرِ اللَّهَ، لَا يَنَامُوا عَلَى فُرُشِكُمْ".

[20618] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِذَا غَدَا الْإِنْسَانُ تَبِعَهُ الشَّيْطَان، فَإِذَا دَخَلَ مَنْزِلَهُ فَسَلَّمَ، قَامَ بِالْبَابِ، فَإِذَا أُتِيَ بِطَعَامِهِ فَذَكَرَ اللَّهَ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَقِيلَ وَلَا عَشَاءَ، فَإِنْ لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ حِينَ يَدْخُلُ، وَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عَلَى طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: مَقِيلٌ وَغَدَاءٌ، وَكَذَلِكَ فِي الْعِشَاءِ.

° [20619] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا إِذَا دُعِينَا إِلَى طَعَامٍ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَنَا، لَمْ نَضَعْ أَيْدِيَنَا حَتَّى يَضَعَ يَدَه، قَالَ: فَأُتِينَا بِجَفْنَةٍ، فَكَفَّ يَدَه، فَكَفَفْنَا أَيْدِيَنَا، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ كَأَنَّمَا يُطْرَدُ

(1)

، فَوَضَعَ يَدَهُ فِيهَا، فَأَخَذَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، فَأَجْلَسَه، ثُمَّ جَاءَتْ جَارِيَةٌ فَوَقَعَتْ بِهَا، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهَا

(2)

، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ طَعَامَ الْقَوْمِ إِذَا لَمْ يَذْكُرُوا عَلَيْهِ اسْمَ اللهِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَمَّا رَآنَا كَفَفْنَا أَيْدِيَنَا جَاءَ بِهَذَا الرَّجُلِ وَهَذِهِ الْجَارِيَةِ ليَسْتَحِلَّ بِهِمَا طَعَامَنَا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ يَدَهُ لَمَعَ أَيْدِعِمَا فِي يَدِي".

‌39 - بَابُ الْقَزَعِ

(3)

° [20620] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ

= التثنية، وعنده أيضًا برقم (8002)، (14827)، (17080) تسميتهما بأنهما عبد الرحمن ومحمد ابني جابر.

(1)

يطرد: يسير بسرعة كأن أحدا يجري خلفه. (انظر: اللسان، مادة: طرد).

(2)

ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "أخلاق النبي" لأبي الشيخ (596) من طريق معمر، به.

(3)

القزع: أن يحلق رأس الصبي ويترك منه مواضع متفرقة غير محلوقة، تشبيها بقزع (قطع) السحاب. (انظر: النهاية، مادة: قزع).

ص: 41

رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى غُلَامًا قَدْ حُلِقَ بَعْضُ رَأْسِهِ وَتُرِكَ بَعْضُه، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ، وَقَالَ:"احْلِقُوا كُلَّه، أَوْ ذَرُوا كُلَّهُ".

‌40 - أَكْلُ الْخَادِمِ

° [20621] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ * الزُّهْرِيِّ ومُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا أَتَى أَحَدَكُمُ الْخَادِمُ بِطَعَامِهِ، قَدْ وَلِيَ حَرَّهُ وَمَشَقَّتَه، وَدُخَانَهُ وَمَئُونَتَهُ

(1)

فَلْيُجْلِسْهُ مَعَه، فَإِنْ أَبَى فَلْيُنَاوِلْهُ أَكْلَةً فِي يَدِهِ".

‌41 - بَابُ الرَّجُلِ يَقْرُنُ

(2)

، أوْ يَأْكُلُ وَهُوَ قَائِمٌ، أَوْ مَاشِي

° [20622] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: نَهَى، يَعْنِي: رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْلَتَيْنِ: أَنْ يُقْرَنَ

(3)

بَيْنَ تَمْرَتَيْنِ، وَالْأُخْرَى أَنْ يَأْكُلَ وَهُوَ قَائِمٌ.

[20623] قال أبو بكر: وَسَأَلْتُ مَعْمَرًا، عَنِ الرَّجُلِ يَأْكُلُ وَهُوَ مَاشِي، فَقَالَ: قَدْ كَانَ الْحَسَنُ يُرَخِّصُ فِيهِ لِلْمُسَافِرِ.

‌42 - بَابُ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ

[20624] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ ثَلَاثُ نَفَخَاتٍ يُكْرَهْنَ: نَفْخَةٌ فِي الطَّعَامِ، وَنَفْخَةٌ فِي الشَّرَابِ، وَنَفْخَةٌ فِي السُّجُودِ.

‌43 - فِي الزَّيْتِ

° [20625] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ائْتَدِمُوا

(4)

بِالزَّيْتِ، وَادَّهِنُوا بِهِ، فَإِنَّهُ يَخْرُجُ مِن شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ".

° [20620][الإتحاف: عه حم عبد الرزاق 10362].

° [20621][الإتحاف: مي طح حب حم 19772].

* [ف/ 100 ب].

(1)

مئونته: القيام عليه. (انظر: اللسان، مادة: مأن).

(2)

القران: الجمع بين التمرتين في الأكل. (انظر: النهاية، مادة: قرن).

(3)

كأنه في (ف)، (س):"يقرف"، والمثبت هو الموافق لترجمة الباب.

(4)

الائتدام: أكل الخبز بأي شيء كان مما يصلحه ويطيبه. (انظر: النهاية، مادة: أدم).

ص: 42

‌44 - بَابُ الْخَلِّ

° [20626] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "نِعْمَ الْإِدَامُ

(1)

الْخَلُّ".

° [20627] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم * قَالَ: "لَيسَ بَيْتٌ مُفْقَرٌ مِنْ أُدْم

(2)

فِيهِ خَلٌّ".

‌45 - فِي الثَّرِيدِ

° [20628] مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبَرَكَةِ فِي السَّحُورِ وَالثَّرِيدِ.

° [20629] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ وَأَبَانٍ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ عَائِشَةَ فِي النِّسَاءِ مَثَلُ الثَّرِيدِ وَاللَّحْمِ فِي الطَّعَامِ".

‌46 - شُكْرُ الطَّعَامِ

° [20630] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ غِفَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ يُحَدِّث، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ كَالصَّائِم الصَّابِرِ".

° [20631] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو

(3)

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْحَمْدُ رَأْسُ الشُّكْرِ، مَا شَكَرَ اللَّهَ عَبْدٌ لَا

(4)

يَحْمَدُهُ".

(1)

الإدام: ما يُؤكل مع الخبز أي شيء كان. (انظر: النهاية، مادة: أدم).

* [س/ 274].

(2)

في (س): "إدام"، والمثبت من (ف).

° [20628][الإتحاف: عه حم 19530].

° [20630][الإتحاف: خز حب كم حم 18458].

(3)

صحف في (ف)، (س) إلى "عمر"، والتصويب من "شعب الإيمان" للبيهقي (6/ 230) من طريق المصنف، "شرح السنة" للبغوي (5/ 50) معزوا للمصنف.

(4)

في (ف): "إلا"، وهو خطأ، والتصويب من (س)، المصادر السابقة.

ص: 43

[20632] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَى عَبْدِ نِعْمَةً، فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَيْهَا، إِلَّا كَانَ حَمْدُهُ أَعْظَمَ مِنْهَا، كَائِنَةً مَا كَانَتْ.

[20633] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ

(1)

وَالْحَسَنِ قَالَا عُرِضَتْ عَلَى آدَمَ ذُرِّيَّتُه، فَرَأَى فَضْلَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ! أَفَهَلَّا سَوَّيْتَ * بَيْنَهُمْ؟ قَالَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُشْكَرَ.

[20634] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: شُكْرُ الطَّعَامِ أَنْ تُسَمِّيَ إِذَا أَكَلْتَ، وَتَحْمَدَ إِذَا فَرَغْتَ.

[20635] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ إِذَا فَرَغَ مِنَ الطَّعَامِ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا الْمَئُونَةَ

(2)

، وَأَوْسَعَ لَنَا الرِّزْقَ.

° [20636] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا قَالَ: "الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي رَزَقَنَا وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ، الْحَمْدُ لِلهِ غَيْرَ مُوَدَّعٍ

(3)

، وَلَا مَكْفُورٍ

(4)

، وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ".

° [20637] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مِنْ شُكْرِ النِّعْمَةِ إِفْشَاؤُهَا".

[20633][شيبة: 36375].

(1)

قوله: "عن قتادة" وقع في (ف)، (س):"وقتادة"، وهو خطأ، والتصويب من "الشعب" للبيهقي (6/ 253) من طريق المصنف، به، و"شرح صحيح البخاري" لابن بطال (9/ 509) عن معمر.

* [ف/ 101 أ].

[20635][شيبة:24991، 30178].

(2)

المؤنة والمئونة: القوت، والجمع: مُؤَن. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: مأن).

(3)

المودع: متروك الطلب إلى الله والرغبة فيما عنده. (انظر: النهاية، مادة: ودع).

(4)

المكفور: المجحود نعمة الله فيه. (انظر: المشارق)(1/ 345).

ص: 44

° [20638] قال مَعْمَرٌ وَقَالَ الْحَسَنُ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَه، قَالَ:"مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ، لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ".

‌47 - بَابُ شُرْبِ الْأَيْمَنِ فَالْأَيْمَنِ

° [20639] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي دَارِنَا، فَحُلِبَ لَهُ دَاجِنٌ

(1)

، فَشَابُوا

(2)

لَبَنَهَا بِمَاءَ الدَّارِ، ثُمَّ نَاوَلُوهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَشَرِبَ، قَالَ: وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَسَارِهِ، وَأَعْرَابِيٌّ عَنْ يَمِينِهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَعْطِ أَبَا بَكْرٍ عَنْدَكَ، وَخَشِيَ أَنْ يُعْطِيَهُ الْأَعْرَابِيَّ، فَأَبَى، فَأَعْطَاهُ الْأَعْرَابِيَّ، ثُمَّ قَالَ:"الْأَيْمَنَ فَالْأَيْمَنَ".

‌48 - بَابُ أَيِّ الشَّرَابِ أَطْيَبُ

° [20640] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الشُّرَابِ أَطْيَبُ؟ قَالَ: "الْحُلْوُ الْبَارِدُ".

‌49 - بَابُ النَّفَسِ فِي الْإِنَاءِ

° [20641] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُتَنَفَّسَ فِي الْإِنَاءِ.

[20642] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ خَالِدِ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: لَا تَشْرَبُوا نَفَسًا وَاحِدًا، فَإِنَّهُ شَرَابُ الشَّيْطَانِ.

° [20639][الإتحاف: كم حم 1765، مي عه حم حب 1782].

(1)

الداجن والداجنة: الشاة يعلفها الناس في منازلهم، وقد يقع على غير الشاء من كل ما يألف البيوت من الطير وغيرها. (انظر: النهاية، مادة: دجن).

(2)

الشوب: الخلط. (انظر: النهاية، مادة: شوب).

° [20641][شيبة: 24648، 24665].

ص: 45

[20643] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَحِبُّ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثَ نَفَسَاتٍ، قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ أَيْضًا يَسْتَحِبُّ ذَلِكَ.

[20644] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ لَمْ يَرَ بَأْسًا بِالنَّفَسِ الْوَاحِدِ.

‌50 - بَابُ الشَّرَابِ قَائِمًا

° [20645] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ يَعْلَمُ الَّذِي يَشرَبُ وَهُوَ قَائِمٌ مَا فِي بَطْنِهِ لَاسْتَقَاءَهُ".

° [20646] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم * مِثْلَه، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا فَدَعَا بِمَاءٍ فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ.

[20647] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا، عَنِ الشُّرْبِ قَائِمًا، فَكَرِهَه، قُلْتُ: فَالْأَكْلُ؟ قَالَ: هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ.

[20648] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَائِشَةَ كَانَا لَا يَرَيَانِ بِالشُّرْبِ بَأْسًا وَهُمَا قَائِمَانِ.

‌51 - بَابُ ثُلْمَةِ

(1)

الْقَدَحِ

(2)

وَعُرْوَتِهِ

[20649] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْرِ الْقَدَحِ، أَوْ يَتَوَضَّأَ مِنْهُ.

° [20645][الإتحاف: حم 20838].

* [ف/ 101 ب].

[20647][شيبة: 24601].

[20648][شيبة: 24583].

(1)

الثلمة: موضع الكسر من الشيء. (انظر: النهاية، مادة: ثلم).

(2)

القدح: إناء يشرب به الماء أو النبيذ أو نحوهما، والجمع: أقداح. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: قدح).

ص: 46

[20650] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ سَمِعَ، عِكْرِمَةَ يُحَدِّث، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَرِهَ الشُّرْبَ مِنْ كَسْرِ الْقَدَحِ.

° [20651] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَمُصَّ مَصًّا، وَلَا يَعُبَّ

(1)

عَبًّا، فَإِنَّ الْكُبَادَ

(2)

مِنَ الْعَبِّ".

[20652] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: يُكْرَهُ أَنْ يُشْرَبَ مِنْ حَذْوِ عُرْوَةِ الْقَدَحِ، أَوْ مِنْ كَسْرِهِ.

‌52 - الشُّرْبُ مِنْ

(3)

فِي السِّقَاءِ

(4)

° [20653] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِغَدِيرٍ

(5)

، فَقَالَ:"اشْرَبُوا وَلَا تَكْرَعُوا، ليَغْسِلْ أَحَدُكُمْ يَدَيْهِ، ثُمَّ ليَشْرَبْ، وَأَيُّ إِنَاءٍ أَنْقَى وَأَنْظَفُ مِنْ يَدَيْهِ إِذَا غَسَلَهُمَا *".

[20654] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سُئِلَ عَنِ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقَاءِ، قَالَ: يُنْهَى عَنْه، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ لِعِكْرِمَةَ: فَمِنَ الرُّصَاصَةِ تُجْعَلُ فِي السِّقَاءِ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، إِنَّمَا تُمَصُّ مِثْلَ الثَّدْيِ.

° [20655] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُشْرَبَ مِنْ فِي السِّقَاءِ، قَالَ هِشَامٌ: فَإِنَّهُ يُنْتِنُهُ ذَلِكَ.

(1)

العب: الشرب بلا تنفس. (انظر: النهاية، مادة: عبب).

(2)

تصحف في (ف)، (س):"الكماد" وهو خطأ، والتصويب من "السنن الكبرى" للبيهقي (14774) من طريق المصنف، به. وينظر:"مختار الصحاح" لزين الدين الحنفي (265).

(3)

ليس في (ف)، (س)، والصواب إثباتها، وينظر الأحاديث والآثار الواقعة تحت هذه الترجمة.

(4)

السقاء: ظرف (وعاء) للماء من الجلد، والجمع: أسقية. (انظر: النهاية، مادة: سقا).

(5)

الغدير: مستنقع ماء المطر صغيرا كان أو كبيرا. (انظر: اللسان، مادة: غدر).

* [س/ 275].

ص: 47

° [20656] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَوْ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، مَعْمَرٌ شَكَّ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ

(1)

.

° [20657] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ، أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَقَلَ مَجَّةً

(2)

مَجَّهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ دَلْوٍ كَانَ فِي دَارِهِمْ.

‌53 - الْأَكْلُ رَاكِبًا

[20658] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا بَعَثَ أُمَرَاءَ كَتَبَ إِلَيْهِمْ: إِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ فُلَانًا فَأَمَرْتُهُ بِكَذَا وَكَذَا، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا فَلَمَّا بَعَثَ حُذَيْفَةَ إِلَى الْمَدَائِنِ كَتَبَ إِلَيْهِمْ *: إِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ فُلَانًا فَأَطِيعُوه، فَقَالُوا: هَذَا رَجُلٌ لَهُ شَأْن، فَرَكِبُوا إِلَيْهِ لِيتَلَقَّوْهُ

(3)

، فَلَقَوْهُ عَلَى بَغْلٍ تَحْتَهُ إِكَافٌ

(4)

، وَهُوَ مُعْتَرِضٌ عَلَيْهِ، رِجْلَاهُ مِنْ جَانِبٍ وَاحِدٍ، فَلَمْ يَعْرِفُوه، وَأَجَازُوه، فَلَقِيَهُمُ النَّاس، فَقَالُوا: أَيْنَ الْأَمِيرُ؟ قَالُوا: هُوَ الَّذِي لَقِيتُمْ، قَالَ: فَجَعَلُوا يَرْكُضُونَ فِي أَثَرِهِ، وَأَدْرَكُوهُ وَفِي يَدِهِ رَغِيفٌ، وَفِي يَدِهِ الْأُخْرَى عِرْقٌ، وَهُوَ يَأْكُل، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَى عَظِيمِ مِنْهُمْ، فَنَاوَلَهُ الْعِرْقَ وَالرَّغِيفَ، قَالَ: فَلَمَّا غَفَلَ حُذَيْفَةُ أَلْقَاه، أَوْ أَعْطَاهُ خَادِمَهُ.

° [20656][الإتحاف: مي عه طح حب حم 5440][شيبة: 24605].

(1)

اختناث الأسقية: ثني فم السقاء إلى الخارج والشرب منه، وإنما نهى عنه لأنه ينتنها. (انظر: النهاية، مادة: خنث).

(2)

المج: الأصل فيه إرسال الماء من الفم مع نفخ. (انظر: التاج، مادة: مجج).

* [ف/ 102 أ].

(3)

تصحف في (ف)، (س):"لقوه"، والتصويب من "الزهد" لأبي داود (ص 248)، "تاريخ دمشق"(12/ 286) من طريق المصنف، به.

(4)

الإكاف: البرذعة ونحوها لذوات الحافر، والجمع: أكف. (انظر: المشارق)(1/ 30).

ص: 48

‌54 - بَابُ السِّوَاكِ

° [20659] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"لَقَدْ أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى خَشِيتُ أَنَّ يُحْفِيَنِي"، قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ اسْتَنَّ

(1)

قَبْلَ الْوُضُوءِ.

[20660] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ فِي السِّوَاكِ: مَطْيَبَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ.

° [20661] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَسَوَّكُ وَعَنْدَهُ رَجُلَانِ، فَأُوحِيَ إِلَيْهِ أَنْ كَبِّرْ، يَقُولُ: أَعْطِهِ أكبَرَهُمَا.

° [20663] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُرِدْ يَشُقُّ عَلَى أُمَّتِهِ، لأَمَرَهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ

(2)

.

‌55 - الصَّحَابَةُ فِي السَّفَرِ

[20663] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَرِهَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُسَافِرَ الرَّجُلُ وَحْدَهُ وَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ مَاتَ مَنْ أَسْأَلُ عَنْهُ؟

[20664] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَغَيْرِهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: لَا يُسَافِرَنَّ رَجُلٌ وَحْدَه، وَلَا يَنَامَنَّ فِي بَيْتٍ وَحْدَهُ.

° [20665] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا فِي سَفَرٍ، فَقَالَ:"شَيْطَانٌ"، ثُمَّ رَأَى رَجُلَيْنِ، فَقَالَ:"شَيْطَانَانِ"، ثُمَّ رَأَى ثَلَاثَةً، فَصَمَتَ، وَقَالَ:"سَفَرٌ".

‌56 - بَابُ قَتْلِ الْكِلَابِ

° [20666] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ.

(1)

الاستنان: استعمال السواك، وهو افتعال من الأسنان، أي: يمره عليها. (انظر: النهاية، مادة: سنن).

(2)

هذا الحديث تأخر في (ف)، (س) إلى آخر باب الصحابة في السفر.

ص: 49

° [20667] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ بِالْمَدِينَةِ، فَأُخْبِرَ بِامْرَأَةٍ لَهَا كَلْبٌ فِي نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقُتِلَ.

° [20668] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ * أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنِ اتخَذَ كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ

(1)

مَاشِيَةٍ، أَوْ صَيْدٍ انْتُقِصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ

(2)

".

° [20669] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ مَاشِيَةٍ، أَوْ صَيْدٍ، أَوْ زَرْعٍ، انْتُقِصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ

(3)

يَوْمٍ قِيرَاطٌ"، قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَذُكِرَ لاِبْنِ عُمَرَ قَوْلُ أَبِي هُرَيْرةَ، قَالَ: يَرْحَمِ اللهُ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ صَاحِبَ زَرْعٍ.

[20670] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ دَارًا فِيهَا كَلْبٌ.

[20671] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ هُبَيْرَةَ

(4)

° [20668][الإتحاف: طح حم 9671، طح حم 10359].

* [ف/ 102 ب].

(1)

قوله: "إلا كلب" مطموس في (ف)، وأثبتناه من (س)، "مستخرج أبي عوانة"(5322) من طريق المصنف، به.

(2)

القيراط: عبارة عن ثواب معلوم عند الله تعالى، والجمع: قراريط. (انظر: مجمع البحار، مادة: قرط).

° [20669][شيبة: 37413].

(3)

قبله في (ف)، (س):"منه"، والمثبت من "صحيح مسلم"(1610/ 1)، "سنن الترمذي"(1572) وغيرهما، من طريق المصنف، به.

(4)

قبله في (ف): "ابن"، وهو خطأ، وينظر الأسانيد السابقة بأرقام (5636، 7256).

ص: 50

يَقُولُ: جَاءَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إِلَى رَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ

(1)

يَعُودُونَه، فَلَمَّا فَتَحَ الْبَابَ ثَارَتْ فِي وُجُوهِهِمْ أَكْلُبٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا يُبْقِيَنَّ هَؤُلَاءِ مِن عَمَلِ فُلَانٍ، كُلُّ كَلْبٍ مِنْهَا يُنْقِصُ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطًا.

° [20672] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ وَاجِمًا

(2)

، فَقَالَتْ مَيْمُونَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّا اسْتَنْكَرْنَا هَيْئَتَكَ الْيَوْمَ؟ فَقَالَ:"إِنَّ جِبْرِيلَ وَعَدَنِي أَنْ يَأْتِيَنِي *، وَوَاللهِ مَا أَخْلَفَنِي" قَالَتْ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِهِ جِرْوُ

(3)

كَلْبٍ لَهُمْ تَحْتَ نَضَدٍ

(4)

لَهُمْ، فَأَمَرَ بِهِ، فَأُخْرِجَ وَنَضَحَ

(5)

مَكَانَه، فَجَاءَ جِبْرِيل، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ تَأْتِيَنِي؟ " فَقَالَ جِبْرِيلُ: إِنَّ جِرْوَ كَلْبٍ كَانَ فِي الْبَيْتِ، وإِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ، قَالَ مَعْمَرٌ: وَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِ الْكِلَابِ.

‌57 - بَابُ قَتْلِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ

° [20673] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ، وَاقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ

(6)

، وَالْأَبْتَرَ

(7)

، فَإِنَّهُمَا يُسْقِطَانِ الْحَبَلَ، وَيَطْمِسَانِ الْبَصَرَ".

(1)

خزاعة: قبيلة من الأزد من القحطانية، كانوا بأنحاء مكة في مر الظهران وما يليه. (انظر: العالم الأثيرة) (ص 108).

(2)

الواجم: الساكت من الهم والكآبة. (انظر: النهاية، مادة: وجم).

* [س/276].

(3)

الجرو: الصغير من كل شيء. والجمع: أَجْرٍ، وجِراء. (انظر: اللسان، مادة: جرا).

(4)

النضد: سرير تُنْضَد عليه الثياب، أي: يجعل بعضها فوق بعض. (انظر: النهاية، مادة: نضد).

(5)

النضح والانتضاح: الرش والبل. (انظر: المصباح المنير، مادة: نضح).

° [20673][الإتحاف: عه حب 4901، عه حب حم 9668، عه حب ط حم 17809].

(6)

ذو الطفيتين: حية خبيثة. والطفية: خوصة المُقل (شجرة الدوم) في الأصل، فشبه الخطين اللذين على ظهر الحية بخوصتين من خوص المقل. (انظر: حياة الحيوان للدميري) (2/ 131).

(7)

الأبتر: الثعبان القصير الذنب. (انظر: ذيل النهاية، مادة: بتر).

ص: 51

قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَرَآنِي أَبُو لُبَابَةَ، أَوْ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَأَنَا أُطَارِدُ حَيَّةً لِأَقْتُلَهَا، فَنَهَانِي، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَمَرَ بِقَتْلِهِنَّ، قَالَ: إِنَّهُ قَدْ نَهَى بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ قَتْلِ ذَوَاتِ الْبُيُوتِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَهُنَّ الْعَوَامِرُ

(1)

.

[20674] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَ الْحَدِيثَ، أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ، وَقَالَ:"مَنْ تَرَكَهُن خَشْيَةَ أَوْ مَخَافَةَ ثَائِرٍ، فَلَيْسَ مِنَّا".

قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ الْحَيَّاتِ مَسِيخُ الْجِنِّ، كَمَا مُسِخَتِ الْقِرَدَةُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ.

[20675] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي الْعَدَبَّسِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: فَرِّقُوا عَنِ الْمَنِيَّةِ، وَاجْعَلُوا

(2)

الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ، وَلَا تُلِثُّوا

(3)

بِدَارِ مَعْجَزَةٍ، وَأَصلِحُوا مَثَاوِيَكُمْ، وَأَخِيفُوا الْحَيَّاتِ قَبْلَ أَنْ تُخِيفَكُمْ.

قَالَ مَعْمَرٌ: اجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ أَنْصَافَ عَبْدَيْنِ.

قال عبد الرزاق: وَالْمَثَاوِي: الْبُيُوت، وَفَرِّقُوا عَنِ الْمَنِيَّةِ: فَرِّقُوا الضِّيَاعَ.

(1)

العوامر والعمار: الحيات التي تكون في البيوت وقيل: سميت عوامر لطول أعمارها. (انظر: اللسان، مادة: عمر).

[20674][الإتحاف: حم 8621، حم 8623][شيبة: 20269].

[20675][شيبة: 26854].

(2)

[ف/ 103 أ]. غير واضح في (ف)، (س)، وأثبتناه من تعليق معمر في آخر الحديث، ومن الحديث المتقدم برقم (9580).

(3)

تصحف في (ف)، (س):"تلبثوا"، والتصويب من الحديث المتقدم برقم (9580)، ومن "مصنف ابن أبي شيبة"(26854) من طريق عاصم، به.

ص: 52

° [20676] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَتْلِ الْجَانِّ

(1)

.

° [20677] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: لَدَغَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَقْرَبٌ، فَنَفَضَ يَدَه، وَقَالَ:"لَعَنَكِ الله، إِنْ تُبَالنَ نَبِيًّا، وَلَا غَيْرَهُ".

[20678] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بَعْضِ الْكُوفِيِّينَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: مَنْ قَتَلَ حَيَّةً فَكَأَنَّمَا قَتَلَ كَافِرًا، وَمَنْ قَتَلَ عَقْرَبًا

(2)

فَكَأَنَّمَا قَتَلَ كَافِرًا.

‌58 - بَابُ حُبِّ الْمَالِ

° [20679] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ

(3)

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوه، وَمَنْ دَعَاكُمْ إِلَى خَيْرٍ فَأَجِيبُوه، وَمَنْ صَنَعَ لَكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوه، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَادْعُوا لَه، حَتَّى يُرَى أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ".

° [20680] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالِ، تَمَنَّى إِلَيْهِمَا وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَاب، ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ".

° [20681] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنَ

° [20676][لإتحاف: حم 10437].

(1)

في (س): "الحيات"، والمثبت من (ف)، والجان: واحد الجنان، وهي الحيات التي تكون في البيوت. ينظر:"النهاية"(مادة: جنن).

(2)

في (س): "عقرابا"، وهو أسم جنس للعقرب. ينظر:"تاج العروس" للزبيدي (مادة: عقرب)، والمثبت من (ف).

(3)

قوله: "أبي صالح" كذا وقع في (ف)، (س)، وهذا الحديث رواه الأعمش واختلف عليه فيه، وينظر:"علل الدارقطني" برقم (2212)، (2801).

° [20680][الإتحاف: مي عه حب حم 1601].

° [20681][الإتحاف: مي عه حب حم 1601].

ص: 53

الْوَحْيِ: لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالِ، تَمَنَّى إِلَيْهِمَا وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا

(1)

التُّرَاب، ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ.

[20682] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطابِ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، لَا تَتَّخِذُوا الْأَمْوَالَ بِمَكَّةَ، وَاتَّخِذُوهَا بِالْمَدِينَةِ، فَإِنَّ قَلْبَ الرَّجُلِ مَعَ مَالِهِ.

‌59 - الْعِتْقُ أَفْضَلُ أَمْ صِلَةُ الرَّحِمِ؟

° [20683] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَعْتَقَتْ مَيمُونَةُ أَمَةً لَهَا سَوْدَاءَ، فَذَكَرَتْهَا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"أَلَا كُنْتِ أَعْطيْتِهَا أُخْتَكِ الْأَعْرَابِيَّةَ"، قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: "فَتَرْعَى عَلَيْهَا".

° [20684] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِم ثِنْتَيْنِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ".

° [20685] أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ذَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ

(2)

أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بَنِي أَبِي سَلَمَةَ فِي حَجْرِي

(3)

، وَلَيْسَ لَهُمْ إِلَّا مَا أَنْفَقْتُ عَلَيْهِمْ *، وَلَسْتُ بِتَارِكَتِهِمْ كَذَا وَلَا كَذَا، أَفَلَا أُؤْجَرُ مَا أَنْفَقْتُ عَلَيْهِمْ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَنْفِقِي عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ لَكِ أَجْرَ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ".

(1)

بعده في (س): "من"، والمثبت من (ف).

° [20685][الإتحاف: عه حب حم 23571].

(2)

قوله: "عن أم سلمة" سقط من (ف)، (س)، وأثبتناه من "مسند أحمد"(27284)، "المعجم الكبير" للطبراني (911)، "السنن الكبرى" للبيهقي (7836)، كلهم من طريق المصنف، به.

(3)

الحجر: الحضانة والتربية. (انظر: المشارق)(1/ 181).

* [ف/103 ب].

ص: 54

[20686] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَمَّنْ سَمِعَ، عِكْرِمَةَ يُحَدِّث، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَيْسَ الْوَصْلُ أَنْ تَصِلَ مَنْ وَصَلَكَ، ذَلِكَ الْقِصَاصُ

(1)

، وَلكنَّ الْوَصْلَ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ.

‌60 - بَابُ الدُّعَاءِ

° [20687] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَتَعَوَّذُ

(2)

مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ، قَالَ: فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَكْثَرَ مَا تَعَوَّذُ مِنَ الْمَغْرَمِ، قَالَ:"إِنَّهُ مَنْ غَرِمَ وَعَدَ فَأَخلَفَ، وَحَدَّثَ فَكَذَبَ".

° [20688] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم * كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ

(3)

، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ

(4)

، اللَّهُمَّ نَقِّ قَلْبِي مِنْ خَطِيئَتِي كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطِيئَتِي كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ، وَالْهَرَمِ

(5)

، وَالْمَأْثَمِ، وَالْمَغْرَمِ".

(1)

القصاص والاقتصاص: إذا مكنه الحاكم من أخذ القصاص، وهو أن يفعل به مثل فعله؛ من قتل، أو قطع، أو ضرب، أو جرح. (انظر: النهاية، مادة: قصص).

(2)

التعوذ والاستعاذة: اللجوء والملاذ والاعتصام. (انظر: النهاية، مادة: عوذ).

° [20688][الإتحاف: عه كم خ م حم 22254][شيبة: 29741، 29745، 29815].

* [س/ 277].

(3)

فتنة القبر: يريد مسألة منكر ونكير، من الفتنة: الامتحان والاختبار. (انظر: النهاية، مادة: فتن).

(4)

الدجال: الكذاب، قيل: سمي دجّالا لتلبيسه وتمويهه على الناس؛ من دَجَلَ: إذا لبَّس ومَوَّه، وقيل: مأخوذ من الدَّجل، وهو طَلْيُ الجرب بالقَطِران وتغطيته به، فكأن الرجل يغطِّي الحق ويستره. (انظر: جامع الأصول) (10/ 338).

(5)

الهرم: الكبر. (انظر: النهاية، مادة: هرم).

ص: 55

° [20689] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:"اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى شُكْرِكَ، وَذِكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ يَغْلِبَنِي دَيْنٌ، أَوْ عَدُوٌّ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الرِّجَالِ".

[20690] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غِنًى مُبْطِرٍ، وَفَقْرٍ مُلِبٍّ، أَوْ مُرِبٍّ

(1)

.

° [20691] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُنُونِ، وَالْبَرَصِ

(2)

، وَالْجُذَامِ، وَسَيِّئِ الْأَسْقَامِ

(3)

".

° [20692] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَقُولُ:"اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَع، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَع، وَمِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَع، وَمِنْ قَوْلٍ لَا يُسْمَع، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَؤُلَاءِ الْأَرْبعِ".

° [20693] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الْجُوعِ، فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ

(4)

، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ *، فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ

(5)

"، قَالَ: وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ: إِنَّهُ كَسْلَان، أَوْ يَقُولَ لِصَاحِبِهِ: إِنَّكَ لكسْلَانُ.

° [20689][شيبة: 30444].

(1)

قوله: "ملب أو مرب" تصحف في (ف)، (س):"ملث أو مرث"، والمثبت هو الصواب، قال ابن الأثير في "النهاية" (مادة: ربب) بعد أن ساق متن هذا الحديث: "مرب، أو قال: ملب، أي: لازم غير مفارق، من أرب بالمكان وألب: إذا أقام به ولزمه".

(2)

البرص: مرض جلدي خبيث يأتي على شكل بقع بيضاء في الجسد. (انظر: المعجم العربي الأساسي، مادة: برص).

(3)

الأسقام: جمع السقم، وهو: المرض. (انظر: النهاية، مادة: سقم).

° [20692][شيبة: 29738].

(4)

الضجيع: الصاحب. (انظر: مجمع البحار، مادة: ضجع).

* [ف/104 أ].

(5)

البطانة: السريرة وباطن الأمر. (انظر: اللسان، مادة: بطن).

ص: 56

[20694] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ شَهَادَةً فِي سَبِيلِكَ، فِي مَدِينَةِ رَسُولِكَ.

° [20695] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ وَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْمُغِيرَةِ أَنِ اكْتُبْ إِلَيَّ بِشَيءٍ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ ثَلَاثٍ: مِنْ عُقُوقِ

(1)

الأُمَّهَاتِ، وَمِنْ وَأْدِ الْبَنَاتِ، وَمِنْ مَنْعٍ وَهَاتِ

(2)

. وَسَمِعْتُهُ يَنْهَى عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ قِيلَ وَقَالَ

(3)

، وإضَاعَةِ الْمَالِ، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ.

° [20696] وسمعته يَقُولُ: "اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا رَادَّ لِمَا قَضَيْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ

(4)

مِنْكَ الْجَدُّ".

° [20697] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ

(5)

الشِّقَاقِ

(6)

، وَالنِّفَاقِ، وَمِنْ سَيِّئِ الْأَخْلَاقِ".

° [20698] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ مَتِّعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي، وَاجْعَلْهُمَا الْوَارِثَ

(7)

مِنِّي، اللَّهُمَّ لَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ عَدُوِّي، وَأَرَنِي مِنْهُ ثَأرَي".

° [20695][الإتحاف: مي عه حب حم 16987].

(1)

العقوق: عصيان الوالدين وأذيتهما، وهو ضد البر بهما. (انظر: النهاية، مادة: عقق).

(2)

منع وهات: منع ما عليه إعطاؤه، وطلب ما ليس له. (انظر: النهاية، مادة: منع).

(3)

القيل والقال: فضول ما يتحدث به المتجالسون، من قولهم: قيل كذا، وقال كذا. (انظر: النهاية، مادة: قول).

° [20696][شيبة: 29870].

(4)

الجد: الحظ والغنى. (انظر: اللسان، مادة: جدد).

(5)

بعده في (س): "الشيطان و"، والمثبت من (ف).

(6)

الشقاق: مخالفة الحق. (انظر: المرقاة)(4/ 1710).

(7)

الوارث: أي: أبقهما صحيحين سليمين إلى أن أموت، وقيل: أراد بقاءهما وقوتهما عند الكبر وانحلال القوى النفسانية، فيكون السمع والبصر وارثي سائر القوى، والباقيين بعدها. (انظر: النهاية، مادة: ورث).

ص: 57

° [20699] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَقُولُ أَحَدُكُمُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي إِنْ شِئْتَ، وَلَكِنْ لِيَعْزِمْ مَسْأَلَتَه، إِنَّهُ يَفْعَلُ مَا شَاءَ، لَا مُكْرِهَ لَهُ".

[20700] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَسْأَلَ فَلْيَبْدَأْ بِالْمِدْحَةِ وَالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُه، ثُمَّ لِيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ لِيُصَلِّ بَعْد، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ يَنْجَحَ.

° [20701] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، فَيَقُولُ: إِنِّي قَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي".

[20702] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَن أَبَا الدَّرْدَاء قَالَ: مَنْ يُكْثِرُ قَرْعَ الْبَابِ، بَابِ الْمَلِكِ، يُوشِكُ أَنْ يُفْتَحَ لَه، وَمَنْ يُكْثِرُ الدُّعَاءَ يُوشِكُ أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ.

[20703] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: دَعْوَةٌ فِي السِّرِّ تَعْدِلُ سَبْعِينَ دَعْوَةً فِي الْعَلَانِيَةِ.

° [20704] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "يَا مُثَبِّتَ

(1)

الْقُلُوبِ *، ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ" فَقَالَتْ لَهُ أُمُّ سَلَمَةَ: مَا أَكْثَرَ مَا تَقُولُ: "يَا مُثَبِّتَ

(2)

الْقُلُوبِ"، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ يُقَلِّبُهَا

(3)

".

(1)

كذا في (ف)، (س) وفي "التمهيد" لابن عبد البر (24/ 405) من طريق المصنف، به:"مقلب".

* [ف/104 ب].

(2)

في (ف): "مقلب"، ولم نقف من حديث أم سلمة على هذا اللفظ، وهو قوله:"يا مثبت القلوب"، وإنما جاء من حديث عائشة والنواس بن سمعان، والذي جاء عن أم سلمة من رواية عروة بن الزبير وشهر بن حوشب وغيرهما عنها "يا مقلب".

(3)

في (س): "يقلبهما"، والمثبت من (ف).

ص: 58

° [20705] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرِ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يُحَدِّث، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ زَيِّنَّا

(1)

بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ، اللَّهُمَّ اهْدِنَا وَاهْدِ بِنَا، وَانْصُرْنَا وَانْصُرْ بِنَا، اللَّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ، اللَّهُمَّ وَأَسْألكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَقُرَّةَ عَيْنِ

(2)

لَا تَنْقَطِع، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَشَوْقًا إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ

(3)

بَعْدَ * الْمَوْتِ".

° [20706] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الْعَبْدُ إِلَيْهِ يَدَهُ أَنْ يَرُدَّهَا صِفْرًا

(4)

، حَتَّى يَجْعَلَ فِيهَا خَيْرًا".

° [20707] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ مَعْمَرٌ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَه، قَالَ:"دُعَاءُ الْمُؤْمِنِ عَلَى ثَلَاثٍ: خَيْرِ يُعَجَّل، أَوْ ذَنْبٍ يُغْفَر، أَوْ خَيْرٍ يُدَّخَرُ".

° [20708] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا مِنْ دَاعٍ يَدْعُو إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ دَعْوتَه، أَوْ صَرَفَ عَنْهُ مِثْلَهَا سُوءًا، أَوْ حَطَّ

(5)

مِنْ ذُنُوبِهِ بِقَدْرِهَا، مَا لَمْ يَدْع بِإِثْمٍ أَوْ قَطْعِ رَحمٍ".

[20709] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، أَنَّهُ كَانَ

(1)

الزين: الجمال والحسن. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: زين).

(2)

قرة العين: أي يسر بذلك ويفرح. وحقيقته أبرد الله دمعة عينيه؛ لأن دمعة الفرح والسرور باردة، وقيل: معنى أقر الله عينك: بلغك أمنيتك حتى ترضى نفسك وتسكن عينك فلا تستشرف إلى غيره. (انظر: النهاية، مادة: قرر).

(3)

برد العيش: طيبه وحسنه. (انظر: المرقاة)(5/ 368).

* [س/278].

(4)

الصفر: الخالية. (انظر: النهاية، مادة: صفر).

(5)

الحط: الإزالة والإسقاط. (انظر: المشارق)(1/ 192).

ص: 59

يَقُولُ: ثَلَاثٌ مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ الْخَيْرَ يَحْفَظْهُنَّ، ثُمَّ لَا يَنْسَهُنَّ: اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّ فِي رِضَاكَ ضعْفِي، وَخُذْ إِلَى الْخَيْرِ بِنَاصِيَتِي، وَاجْعَلِ الْإِسْلَامَ مُنْتَهَى رِضَائِي.

‌61 - بَابُ مُنَادِي السَّحَرِ

(1)

[20710] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: إِذَا خَفَقَتِ الطَّيْرُ بِأَجْنِحَتِهَا، يَعْنِي: السَّحَرَ، نَادَى مُنَادِي: يَا بَاغِيَ

(2)

الْخَيْرِ هَلُمَّ

(3)

، وَيَا فَاعِلَ الشَّرِّ انْتَهِ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَه، هَلْ مِنْ تَائِبٍ يُتَابُ عَلَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا

(4)

، وَأَعْطِ مُمْسِكًا

(5)

تَلَفًا، حَتَّى الصُّبْحِ.

° [20711] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالْأَغَرُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ

(6)

، صَاحِبَا أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَنْزِلُ رَبُّنَا تبارك وتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ، حَتَّى يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي

(7)

فَأُعْطِيَهُ؟ ".

° [20712] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي * هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا كَانَ

(1)

السحر: آخر الليل، والجمع: الأسحار. (انظر: مجمع البحار، مادة: سحر).

(2)

في (س): "أهل"، والمثبت من (ف).

(3)

هلم: أقبِل وتعال، أو: هات وقرب. (انظر: مجمع البحار، مادة: هلم).

(4)

الخلف: العِوَض. (انظر: النهاية، مادة: خلف).

(5)

الممسك: البخيل. (انظر: اللسان، مادة: مسك).

° [20711][الإتحاف: مي خز حب حم 20414].

(6)

أخرجه الترمذي برقم (3825)، وقال:"وأبو عبد الله الأغر، اسمه: سلمان".

(7)

في (ف): "يسائلني"، والتصويب من (س)، "مسند أحمد"(7737) من طريق عبد الرزاق، به.

° [20712][شيبة: 30172].

* [ف/ 105 أ].

ص: 60

ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرِ نَزَلَ إِلَى هَذِهِ السَّمَاءِ، فَيُنَادِي فَيَقُولَ: هَلْ مِنْ مُذْنِبٍ

(1)

فَيَتُوبَ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ إِلَى الْفَجْرِ".

‌62 - الْقَوْلُ إِذَا رَأيْتَ الْمُبْتَلَى

[20713] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِذَا اسْتَقْبَلَ الرَّجُلُ شَيْئًا مِنْ هَذَا الْبَلَاءِ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلَاءُ أَبَدًا، كَائِنًا مَا كَانَ، قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ أَيُّوبَ يَذْكُرُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلَاءُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

‌63 - أسْمَاءُ اللهِ تبارك وتعالى

° [20714] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "لِلهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا مِائَةٌ إِلَّا وَاحِدٌ، مَنْ أَحْصَاهَا

(2)

دَخَلَ الْجَنَّةَ". وَزَادَ هَمَّامُ بْنُ مُنَبِّهٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِترَ".

‌64 - أَسْمَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

° [20715] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ لِي أَسْمَاءَ: أَنَا أَحْمَد، وَأَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا المَاحِي: الَّذِي يَمْحُو

(3)

اللهُ بِهِ الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ: الَّذِي يُحْشَرُ

(1)

مطموس في (ف)، وفي (س):"تائب"، والمثبت من "مسند أحمد"(12073) من طريق المصنف، به.

° [20714][الإتحاف: عه حب كم حم 19837].

(2)

الإحصاء: العدّ والحفظ. (انظر: النهاية، مادة: حصا).

° [20715][الإتحاف: مي عه حب كم حم 3907][شيبة: 32349].

(3)

المحو: ذهاب أثر الشيء. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: محو).

ص: 61

النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا الْعَاقِبُ"، قَالَ مَعْمَرٌ: قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: وَمَا الْعَاقِبُ؟ قَالَ: الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ شَيءٌ.

‌65 - بَابُ هَدِيَّةِ الْمُشْرِكِ

° [20716] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ مُلَاعِبُ الْأَسِنَّةِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِهَدِيَّةٍ، فَعَرَضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم علَيْهِ الْإِسْلَامَ، فَأَبَى أَنْ يُسْلِمَ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:"فَإِنِّي لَا أَقْبَلُ هَدِيَّةَ مُشْرِكٍ".

° [20717] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا آخُذُ مِنْ رَجُلِ أَظُنُّهُ قَالَ: مُشرِكٍ زَبْدًا" يَعْنِي: رِفْدًا.

قَالَ: وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا حَاجَةَ لِي فِي زَبْدِ

(1)

الْمُشْرِكِينَ".

‌66 - بَابُ الْوَلِيمَةِ

° [20718] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْوَلِيمَةِ: "أَوَّلُ يَوْمٍ حَقٌّ، وَالثَّانِي مَعْرُوفٌ، وَالثَّالِثُ رِيَاءٌ وَسُمْعَةٌ

(2)

".

[20719] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: دُعِيَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ أَوَّلَ يَوْمٍ فَأَجَابَ، وَالْيَوْمَ الثَّانِي فَأَجَابَ، وَدُعِيَ الْيَوْمَ الثَّالِثَ فَحَصبَهُمْ

(3)

بِالْبَطْحَاءِ

(4)

، وَقَالَ: اذْهَبُوا أَهْلَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ.

[20720] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ وَالْأَعْرَجِ،

(1)

الزبد: الرفد والعطاء. (انظر: النهاية، مادة: زبد).

° [20718][شيبة: 37064، 37144].

(2)

السمعة: أي ليسمعه الناس ويروه. (انظر: النهاية، مادة: سمع).

(3)

الحصب: الرمي بالحصى الصغار. (انظر: النهاية، مادة: حصب).

(4)

البطحاء: مسيل فيه دقاق الحصى، والقصود بطحاء مكة، ولم يبق اليوم بطحاء؛ لأن الأرض كلها معبدة. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 49).

[20720][الإتحاف: حب حم 18654، مي حب حم ط 19159].

ص: 62

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ * قَالَ: شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ

(1)

، يُدْعَى الْغَنِيُّ وَيُتْرَكُ الْمِسْكِينُ وَالْفَقِيرُ

(2)

، وَهِيَ حَقٌّ، مَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ عَصَى، وَكَانَ مَعْمَرٌ رُبَّمَا قَالَ: وَمَنْ لَمْ يُجِبْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ.

[20721] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ دُعِيَ يَوْمًا إِلَى طَعَامٍ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَمَّا أَنَا فَأَعْفِنِي مِنْ هَذَا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: لَا عَافِيَةَ لَكَ مِنْ هَذَا، فَقُمْ.

[20722] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: دُعِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى طَعَامٍ *، وَهُوَ يُعَالِجُ مِنْ أَمْرِ السِّقَايَةِ

(3)

شَيْئًا، فَقَالَ لِلْقَوْمِ: قُومُوا إِلَى أَخِيكُمْ، أَوْ

(4)

أَجِيبُوا أَخَاكُم، فَاقْرَءُوا عليه السلام، وَأَخْبِرُوهُ أَنِّي مَشْغُولٌ.

[20723] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: تَزَوَّجَ أَبِي فَدَعَا النَّاسَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ، فَدَعَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فِيمَنْ دَعَا، فَجَاءَ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ صَائِمٌ فَصَلَّى، يَقُولُ: دَعَا بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ خَرَجَ.

° [20724] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا دَعَا أَحَدَكُمْ أَخُوهُ فَلْيُجِبْ، عُرْسًا كَانَ أَوْ نَحْوَهُ".

* [ف/105 ب].

(1)

الوليمة: الطعام الذي يصنع عند العرس. (انظر: النهاية، مادة: ولم).

(2)

من (س).

* [س/279].

(3)

سقاية الحاج: ما كانت قريش تسقيه الحجاج من الزبيب المنبوذ في الماء، وكان يليها العباس بن عبد المطلب في الجاهلية والإسلام. (انظر: النهاية، مادة: سقي).

(4)

في (ف)، (س):"و"، والمثبت من "سنن البيهقي الكبرى"(7/ 431) من طريق المصنف، به.

° [20724][الإتحاف: حب حم 10394].

ص: 63

‌67 - بَابُ الدُّبَّاءِ

(1)

° [20725] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتِ الْبُنَانِيِّ، وَعَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَرَّبَ لَهُ ثَرِيدًا قَدْ صُبَّ عَلَئهِ لَحْمٌ فِيهِ دُبَّاءٌ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يأْخُذُ الدُّبَّاءَ فَيَأْكُلُه، قَالَ: وَكَانَ يُحِبُّ الدُّبَّاءَ، قَالَ ثَابِتٌ: فَسَمِعْتُ أَنَسًا، يَقُولُ: فَمَا صُنِعَ لِي طَعَامٌ بَعْدُ أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أَصْنَعَ فِيهِ دُبَّاءً إِلَّا صُنِعَ.

‌68 - بَابُ الْهَدِيَّةِ

° [20726] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "لَوْ أُهْدِيَتْ لِي كُرَاعٌ

(2)

لَقَبِلْتُهَا، وَلَوْ دُعِيتُ إِلَيْهَا

(3)

لأَجَبْتُ".

° [20727] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَحْقِرَنَّ امْرَأَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ

(4)

شَاةٍ

(5)

"، قَالَ زَيْدٌ: الظِّلْفُ

(6)

.

° [20728] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَقِيَ امْرَأَةً تَخْرُجُ مِنْ عَنْدِ عَائِشَةَ، وَمَعَهَا شَيْءٌ تَحْمِلُه، فَقَالَ لَهَا:"مَا هَذَا؟ " قَالَتْ: أَهْدَيْتُهُ لِعَائِشَةَ فَأَبَتْ أَنْ تَقْبَلَه، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لعَائِشَةَ حِينَ دَخَلَ عَلَيهَا:"هَلَّا قَبِلْتِيهِ مِنْهَا"،

(1)

الدباء: القرع، واحدها: دباءة، كانوا يجعلونها كالوعاء فينتبذون فيها فتسرع الشدة في الشراب. (انظر: النهاية، مادة: دبب).

(2)

الكراع: مستدق الساق العاري من اللحم. (انظر: اللسان، مادة: كرع).

(3)

في (ف): "عليها"، والمثبت من (س).

(4)

الفرسن: عظم قليل اللحم، وهو: خف البعير، كالحافر للدابة، وقد يستعار للشاة، فيقال: فرسن شاة، والذي للشاة هو: الظلف. (انظر: النهاية، مادة: فرسن).

(5)

الشاة: النعجة، أنثى الضأن، مذكّرها خروف. والجمع: شاء وشياهٌ. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: شوه).

(6)

الظلف: الظفر الشقوق، للبقرة والشّاة والظبي ونحوهم، وهو بمنزلة الحافر للفرس والظفر للإنسان. والجمع: أظلاف. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: ظلف).

ص: 64

قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا مُحْتَاجَةٌ، وَهِيَ كَانَتْ أَحْوَجَ إِلَيْهِ مِنِّي، قَالَ:"فَهَلَّا قَبِلْتِيهِ مِنْهَا، وَأَعْطَيْتِهَا خَيْرًا مِنْهُ".

° [20729] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اشْتَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم * لَحْمًا، فَأَرْسَلَ إِلَى امْرَأَةٍ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ عِنْدَنَا شَيءٌ إِلَّا عَنَاقًا

(1)

، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أُهْدِيَهَا لَكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"وَلِمَ؟ أَوَلَيْسَتْ أَقْرَبَهَا إِلَى الْخَيْرَاتِ وَأَبْعَدَهَا مِنَ الْأَذَى".

‌69 - إِذَا أحَبَّ اللهُ عَبْدًا أَثْنَى عَلَيْهِ النَّاسُ

° [20730] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مُرَّ بِجِنَازَةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَثْنُوا عَلَيْهِ" فَقَالُوا: كَانَ مَا عَلِمْنَا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَه، وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ خَيْرًا، فَقَالَ:"وَجَبَتْ"، ثُمَّ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ أُخْرَى، فَقَالَ:"أَثْنُوا عَلَيْهِ" فَقَالُوا: بِئْسَ الْمَرْءُ كَانَ فِي دِينِ اللهِ، فَقَالَ:"وَجَبَتْ، أَنْتُمْ شُهُودُ اللهِ فِي الْأَرْضِ".

° [20731] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا، قَالَ لِجِبْرِيلَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْه، قَالَ: فَيَقُولُ جِبْرِيلُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ رَبَّكُمْ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ

(2)

أَهْلُ السَّمَاءِ، وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ فَمِثْلُ ذَلِكَ".

* [ف/106 أ].

(1)

في (ف): "أعناقًا" وهو خطأ، والمثبت من (س) هو الصواب.

العناق: الأنثى من ولد المعز والجمع أعنق وعنوق. (انظر: حياة الحيوان للدميري)(2/ 211).

° [20730][الإتحاف: حم 744].

° [20731][الإتحاف: عه حب ط حم 18305].

(2)

في (ف)، (س):"فيحبوه"، وهو وجه صحيح، على لغة (أكلوني البراغيث)، والمثبت من "مسند أحمد"(7740)، "مسند أبي يعلى"(6685) من طريق المصنف، به.

ص: 65

[20732] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِيَّاكُمْ وَفِرَاسَةَ

(1)

الْمُؤْمِنِ، فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللهِ.

[20733] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كَتَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِلَى مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ سَلَامٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْد، فَإِنّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ بِطَاعَةِ اللهِ أَحَبَّهُ

(2)

الله، فَإِذَا أَحَبَّهُ اللهُ حَبَّبَهُ إِلَى عَبَادِهِ، وإِنَّ

(3)

الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ بِمَعْصِيَةِ اللهِ أَبْغَضَ الله، فَإِذَا أَبْغَضَ بَغَّضَهُ إِلَى عِبَادِهِ.

[20734] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، أَنَّ كَعْبًا قَالَ: مَا اسْتَقَرَّ ثَنَاءٌ فِي الْأَرْضِ حَتَّى يَسْتَقِرَّ فِي السَّمَاءِ.

‌70 - بَابُ الْعُطَاسِ

[20735] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ شِخِّيرٍ، قَالَ: عَطَسَ رَجُلٌ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ، فَقَالَ عُمَرَ: وَعَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ، أَمَا يَعْلَمُ أَحَدُكُمْ مَا يَقُولُ إِذَا عَطَسَ؟ إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلْيَقُلِ الْقَوْمُ يَرْحَمُكَ الله، وَلْيَقُلْ هُوَ: يَغْفِرُ اللهُ لكُمْ.

‌71 - وُجُوبُ التَّشْمِيتِ

(4)

° [20736] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، أَنَّ أَنَسًا قَالَ: عَطَسَ

(1)

الفراسة: ما يوقعه الله - تعالى - في قلوب أوليائه فيعلمون أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات وإصابة الظن والحدس. (انظر: النهاية، مادة: فرس).

[20733][شيبة: 26379، 35747].

(2)

في (ف): "أحب"، وهو خطأ، والتصويب من "الأسماء والصفات" للبيهقي (1041) من طريق المصنف، به.

(3)

قوله: "العبد إذا عمل بطاعة الله أحبه الله فإذا أحبه الله حببه إلى عباده وإن" سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).

[20734][شيبة: 36442].

(4)

التشميت والتسميت: الدعاء بالخير والبركة، والمعجمة أعلاهما. (انظر: النهاية، مادة: شمت).

° [20736][شيبة: 26495].

ص: 66

عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلَانِ، فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا، وَلَمْ يُشَمِّتِ الْآخَرَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَمَّتَّ فُلَانًا وَلَمْ تُشَمِّتْنِي؟! قَالَ:"إِنَّهُ حَمِدَ اللَّهَ، وَإِنَّكَ لَمْ تَحْمَدْهُ".

° [20737] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ: رَدُّ السَّلَامِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ، وَإجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَعِيَادَةُ

(1)

الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ".

[20738] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، ذَكَرَهُ عَنْ بَعْضِهِمْ قَالَ: حَقٌّ عَلَى الرَّجُلِ إِذَا عَطَسَ أَنْ يَحْمَدَ اللَّهَ، وَيَرْفَعَ بِذَلِكَ صَوْتَهُ فَيُسْمِعَ مَنْ عِنْدَه، وَحَقٌّ عَلَيْهِمْ إِذَا حَمِدَ اللَّهَ * أَنْ يُشَمِّتُوهُ.

[20739] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: شَمِّتِ الْعَاطِسَ

(2)

إِذَا تَتَابَعَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا. وَقَالَ رَجُلٌ * لِمَعْمَرٍ: هَلْ يُشَمِّتُ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ إِذَا عَطَسَتْ؟ قَالَ: نَعَمْ

(3)

، لَا بَأْسَ بِذَلِكَ.

° [20740] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ

(4)

يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "شَمِّتْهُ ثَلَاثًا، فَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ زُكَامٌ".

‌72 - حَدِيتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

° [20741] قرأنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "هَلْ

(1)

عيادة المريض: زيارته. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: عود).

* [س/ 280].

(2)

في (ف): "العطاس"، والمثبت من (س)، وفي "فتح الباري" لابن حجر (10/ 604)، "كنز العمال" (25798) منسوبًا فيهما للمصنف:"يشمت العاطس إذا تتابع عليه العطاس ثلاثًا".

* [ف/ 106 ب].

(3)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(4)

قوله: "عن أبيه" سقط من (ف)، (س)، واستدركناه من "فتح الباري" لابن حجر (10/ 604) معزوًا للمصنف، وكذا أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(8918) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، به.

ص: 67

عَسَى أَحَدُكُمْ أَنْ يُكَذِّبَنِي، وَهُوَ مُرْتَفِقٌ"، قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ

(1)

: "يُحَدَّثُ عَنِّي بِالْحَدِيثِ، فَيَقُولُ: مَا قَالَ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم".

° [20742] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "هَلْ عَسَى أَحَدُكُمْ أَنْ يُكَذِّبَنِي وَهُوَ مُتَّكئٌ عَلَى حَشَايَاهُ

(2)

، يُحَدَّثُ عَنِّي بِالْحَدِيثِ، فَيَقُولُ: مَا قَالَ هَذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَنْ لَنَا بِذَلِكَ".

° [20743] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ أُمُورًا كُنْتُ أَتَحَنَّثُ

(3)

بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ عَتَاقَةٍ، وَصِلَةِ رَحِمٍ، هَلْ لِيَ فِيهَا مِنْ أَجْرٍ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَسْلَمْتَ عَلَى مَا سَلَفَ لَكَ مِنْ خَيْرٍ

(4)

".

° [20744] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يُحْسِنُ فِي الْإِسْلَامِ، أَيُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ أَحْسَنَ فِي الْإِسْلَامِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ أَسَاءَ فِي الْإِسْلَامِ أُخِذَ بِالْأَوَّلِ وَالآخِرِ".

° [20745] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،

(1)

قوله: "إلا قال" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(2)

الحشايا: جمع الحشِّية، أي: الفراش. (انظر: النهاية، مادة: حثا).

° [20743][الإتحاف: عه حب حم كم 4236].

(3)

تحرف في (س) إلى "أتبحث"، والمثبت من (ف).

التحنث: التقرب إلى الله. (انظر: النهاية، مادة: حنث).

(4)

في (ف): "الأجر"، وفي (س):"أجر"، والمثبت من "المعجم الكبير" للطبراني (3/ 191) عن الدبري، عن عبد الرزاق، به، وهو موافق لما في "صحيح مسلم"(115/ 2)، و"مسند أحمد"(15552)، وغيرهم، من طريق عبد الرزاق، به.

° [20744][الإتحاف: مي حب حم 12680].

ص: 68

فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي كَانَ يَكْفُلُ

(1)

الْأَيْتَامَ، وَيَصِلُ الْأَرْحَامَ، وَيَفْعَلُ كَذَا، فَأَيْنَ مُدْخَلُهُ؟ قَالَ:"هَلَكَ أَبُوكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَمُدْخَلُهُ

(2)

النَّارُ"، قَالَ: فَغَضِبَ الْأَعْرَابِيُّ، وَقَالَ: فَأَيْنَ مُدْخَلُ أَبِيكَ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "حَيْثُمَا مَرَرْتَ بِقَبْرِ كَافِرٍ فَبَشِّرْهُ بِالنِّارِ" فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: لَقَدْ كَلَّفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَغَبًا

(3)

، مَا مَرَرْتُ بِقَبْرِ كَافِرٍ إِلَّا بَشَّرْتُهُ بِالنَّارِ.

‌73 - بَابُ هَدِيَّةِ الْأعْرَابِ

° [20746] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ

(4)

كَانَ اسْمُهُ زَاهِرَ بْنَ حَرَامٍ أَوْ حِزَامٍ

(5)

، وَكَانَ يُهْدِي لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْهَدِيَّةَ * مِنَ الْبَادِيَةِ، فَيُجَهِّزُهُ

(6)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ زَاهِرًا بَادِينَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ"، قَالَ: وَكَانَ يُحِبُّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(7)

، وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا

(8)

، فَأَتَاهُ

(1)

الكفل: الرعاية، والالتزام بالشيء. (انظر: اللسان، مادة: كفل).

(2)

في (س): "مدخله في"، والمثبت من (ف).

(3)

في (س): "لهبًا" وهو تصحيف، والمثبت من (ف)، واللغوب: التعب والإعياء. لغَب يَلْغُب، بالضم، لغويا ولغبا، ولغِب - بالكسر - لغة ضعيفة: أعيا أشد الإعياء، وألغبته أنا، أي: أنصبته. ينظر: "اللسان"(1/ 742، لغب).

° [20746][الإتحاف: حب حم 731].

(4)

البادية: الصحراء والبرية. (انظر: مجمع البحار، مادة: بدا).

(5)

قوله: "زاهر بن حرام أو حزام" وقع في (ف)، (س):"زاهر أو حرام بن حجال" وهو تحريف، فالحديث قد أخرجه البزار في "مسنده"(6922) عن الحسين بن مهدي، والبغوي في "معجم الصحابة"(2/ 518) عن ابن زنجويه، والبيهقي في "الكبرى"(21214) من طريق أحمد بن منصور، ثلاثتهم عن عبد الرزاق، به كما أثبتناه، وينظر:"الإصابة" لابن حجر (4/ 6، 7)، والله أعلم.

* [ف/ 107 أ].

(6)

في (س): "فجهزه"، والمثبت من (ف).

(7)

قوله: "إذا أراد أن يخرج فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن زاهرا بادينا ونحن حاضروه قال وكان يحبه النبي صلى الله عليه وسلم" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(8)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"ذميما"، والمثبت من المصادر السابقة.

الدميم: قبيح المنظر كريه الصورة. (انظر: المرقاة)(8/ 623).

ص: 69

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يوْمًا وَهُوَ يَبِيعُ

(1)

مَتَاعَه، فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ، وَهُوَ لَا يُبْصِرُه، فَقَالَ: أَرْسِلْنِي، مَنْ هَذَا؟ فَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ لَا يَأْلُو

(2)

مَا أَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ عَرَفَه، وَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ؟ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِذَنْ وَاللَّهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ"، أَوْ قَالَ:"لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ أَنْتَ غَالٍ".

‌74 - مَا أُصِيبَ مِنْ أرْضِ الرَّجُلِ

° [20747] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ أَحْيَا

(3)

مِنَ الْأَرْضِ شَيْئًا، فَإِنَّهُ يُؤْجَرُ مَا أَكَلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ، أَوْ دَابَّةٌ، أَوْ طَائِرٌ، مَا قَامَ عَلَى أُصُولِهِ".

° [20748] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أُمِّ مُبَشِّرٍ، وَهِيَ فِي نَخْلٍ، فَقَالَ:"مَنْ غَرَسَ هَذَا النَّخْلَ، مُسْلِمٌ أَوْ كَافِرٌ؟ "، قَالَتْ: بَلْ مُسْلِمٌ، قَالَ:"مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ نَخْلًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَائِرٌ، أَوْ دَابَّةٌ، أَوْ إِنْسَانٌ إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةً".

‌75 - بَابُ سَقْيِ الْمَاءِ

° [20749] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي كُدَيْرٌ

(4)

الضَّبِّيّ، أَنَّ رَجُلًا أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُقَرِّبُنِي مِنَ

(5)

الْجَنَّةِ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَوَهُمَا أَعْمَلَتَاكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ

(6)

، قَالَ: "تَقُولُ

(1)

تصحف في (ف) إلى: "يتبع"، والمثبت من (س)، وهو موافق لما في المصادر السابقة.

(2)

الألو: التقصير. (انظر: النهاية، مادة: ألى).

(3)

(في (ف): "أجنا"، والمثبت من (س).

° [20748][الإتحاف: خز حم مي 23678].

(4)

(في (س): "كرير"، والمثبت من (ف).

(5)

(في (س): "إلى"، والمثبت من (ف).

(6)

قوله: "قال نعم" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

ص: 70

الْعَدْلَ، وَتُعْطِي الْفَضْلَ

(1)

"، قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُولَ الْعَدْلَ كُلَّ سَاعَةٍ، وَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُعْطِيَ فَضْلَ مَالِي، قَالَ: "فَتُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتُفْشِي السَّلَامَ"، قَالَ: هَذِهِ أَيْضًا شَدِيدَةٌ، قَالَ: "فَهَلْ لَكَ إبلٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَانْظُرْ إِلَى بَعِيرٍ مِنْ إبلِكَ وَسِقَاءٍ، ثُمَّ انْظُرْ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ لَا يَشْرَبُونَ الْمَاءَ إِلَّا غِبًّا

(2)

فَاسْقِهِمْ، فَلَعَلَّكَ ألَّا يَهْلِكَ

(3)

بَعِيرُكَ، وَلَا يَنْخَرِقَ سِقَاؤُكَ حَتَّى تَجِبَ لَكَ الْجَنَّةُ" قَالَ: فَانْطَلَقَ الْأَعْرَابِيُّ يُكَبِّر، فَمَا انْخَرَقَ سِقَاؤُه، وَلَا هَلَكَ بَعِيرُه، حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا.

° [20750] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ جَاءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ ضَالَّةً

(4)

تَرِدُ عَلَى حَوْضِ إِبِلِي، فَهَلْ

(5)

لِي أَجْرٌ إِنْ سَقَيْتُهَا

(6)

؟ فَقَالَ: "نَعَمْ، فِي الْكَبِدِ الْحَارَّةِ أَجْرٌ".

‌76 - نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ

° [20751] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ،

(1)

الفضل: مأخوذ من الفضلة وهي: بقية الشيء. (انظر: التاج، مادة: فضل).

(2)

في (س): "غما"، والمثبت من (ف).

الغب: أن تفعل الشيء يومًا وتدعه أيامًا. (انظر: مجمع البحار، مادة: غبب).

(3)

في (س): "يهنك"، والمثبت من (ف).

° [20750][الإتحاف: حم 4960].

(4)

قوله: "أرأيت ضالة ترد" وقع في (س): "أرأيت يرد"، والمثبت من (ف).

الضالة: الضائع أو الضائعة من كل ما يُقتنى من الحيوان وغيره، والجمع: الضوال. (انظر: النهاية، مادة: ضلل).

(5)

غير واضح في (ف)، وأثبتناه من "المعجم الكبير" للطبراني (7/ 128)، "شرح السنة" للبغوي (6/ 167) من طريق المصنف، به.

(6)

قوله: "حوض إبلي فهل لي أجر إن سقيتها" مكانه في (س) بياض بمقدار خمس أو ست كلمات، والمثبت من (ف).

° [20751][الإتحاف: حم عه 21994، حب حم 22177].

ص: 71

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُنِي *، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَأَخَذَتْهَا فَشَقَّتْهَا بَيْنَ بِنْتَيْهَا، وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا شَيْئًا، ثُمَّ قَامَتْ، فَخَرَجَتْ هِيَ وَابْنَتَاهَا

(1)

، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى هَيْئَةِ ذَلِكَ

(2)

، فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، كُنَّ لَهُ سِتْرًا

(3)

مِنَ النَّارِ".

° [20752] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا دِينَارٌ أَفْضَلَ مِنْ دِينَارٍ أَنْفَقَهُ رَجَلٌ عَلَى عِيَالِهِ، أَوْ عَلَى دَابَّتِهِ، أَوْ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ".

[20753] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: مَا أَنْفَقْتَ عَلَى نَفْسِكَ، أَوْ عَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ فِي غَيْرِ سَرَفٍ

(4)

، وَلَا تَبْذِيرٍ فَلَكَ، وَمَا تَصَدَّقْتَ فَلَكَ، وَمَا تَصَدَّقْتَ رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَذَلِكَ حَظُّ الشَّيْطَانِ.

° [20754] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ امْرَأَةَ عَبْدِ اللَّهِ

(5)

كَانَتْ تَصْنَعُ الشَّيْءَ تَصَدَّقُ بِهِ، فَقَالَتْ لابْنِ مَسْعُودٍ: لَقَدْ حُلْتَ أَنْتَ

* [س/ 281].

(1)

في (ف): "وابنتيها"، وفي (س):"وبنتيها"، والمثبت من "تحفة المودود" لابن القيم (ص 26) نقلًا عن عبد الرزاق، به، وهو الموافق لما في "مسند أحمد"(25969)، "منتخب عبد بن حميد"(1473)، "مكارم الأخلاق" للخرائطي (186) وغيرهم، من طريق عبد الرزاق، به.

(2)

قوله: "هيئة ذلك" وقع في (س): "منهه" كذا رسمه، والمثبت من (ف).

(3)

الستر: الاختفاء والتغطي. (انظر: التاج، مادة: ستر).

° [20752][الإتحاف: عه حب حم 2502].

(4)

السرف والإسراف: مجاوزة القصد، وقيل: وضع الشيء في غير موضعه. (انظر: التاج، مادة: سرف).

(5)

قوله: "عبد الله" ليس في (س)، والمثبت من (ف).

ص: 72

وَوَلَدُكَ بَيْنِي وَبَيْنَ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ لَهَا ابْنُ مَسْعُودٍ: مَا أُحِبُّ - إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكِ فِي ذَلِكَ أَجْرٌ - أَنْ تَفْعَلِي، فَاذْهَبِي فَسَلِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ

(1)

صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:"أَنْفِقِي عَلَيْهِمْ فَإِنَّ لَكِ أَجْرَ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ".

° [20755] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ

(2)

، فَكَفَلَهُنَّ وَآوَاهُنَّ وَرَحِمَهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ"، قَالُوا: أَوِ اثْنَتَيْنِ

(3)

؟ قَالَ: "أَوِ اثْنَتَيْنِ

(4)

"، قَالُوا: حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُمْ قَالُوا: أَوْ وَاحِدَةً

(5)

؟

‌77 - بَابُ الْأَجْرَاسِ

° [20756] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ

(6)

، عَنِ الْجَرَّاحِ مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَصْحَبُ رُفْقَة فِيهَا جَرَسٌ".

[20757] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يُحَدِّثُ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ قَالَ: دَخَلَتْ جَارِيَةٌ عَلَى عَائِشَةَ وَفِي رِجْلِهَا جَلَاجِلُ فِي الْخَلْخَالِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَخْرِجُوا عَنِّي مُفَرِّقَةَ الْمَلَائِكَةِ.

° [20758] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ تُجْعَلَ الْجَلَاجِلُ

(7)

عَلَى الْخَيْلِ.

(1)

في (س): "رسول الله"، والمثبت من (ف).

(2)

في (س): "إخوة"، والمثبت من (ف).

(3)

قوله: "أو اثنتين" وقع في (س): "وابنتين"، والمثبت من (ف).

(4)

قوله: "أو اثنتين" وقع في (س): "أو ابنتين"، والمثبت من (ف).

(5)

قوله: "أو واحدة" وقع في (س): "وواحدة"، والمثبت من (ف).

(6)

قوله: "عن نافع" ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "المعجم الكبير" للطبراني (23/ 240) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به.

(7)

قوله: "تجعل الجلاجل" وقع في (س): "يجعل الخلاخل"، والمثبت من (ف). =

ص: 73

‌78 - باب الكبائر

*

[20759] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ عَامِرٍ أَبِي

(1)

الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَالْأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ، وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ.

[207560] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قِيلَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: الْكَبَائِرُ سَبْعٌ؟ قَالَ: هِيَ إِلَى السَّبْعِينَ أَقْرَبُ.

[20761] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ

(2)

قَالَ: مَا عُصِيَ اللَّهُ بِهِ فَهُوَ كَبِيرَةٌ، وَقَدْ ذَكَرَ الطَّرْفَةَ، فَقَالَ:{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} [النور: 30].

[20762] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: الْكَبَائِرُ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَأَكْلُ الرِّبا، وَقَذْفُ

(3)

الْمُحْصَنَةِ

(4)

، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالْيَمِينُ الْفَاجِرَة، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ.

= الجلاجل: جمع الجلجل، وهو: الجرس الصغير يُعلق في رقاب الدواب وغيرها. (انظر: النهاية، مادة: جلجل).

* [ف/ 108 أ].

الكبائر: جمع كبيرة، وهي: الفعلة القبيحة من الذنوب المنهي عنها شرعًا، العظيم أمرها؛ كالقتل والزنا والفرار من الزحف. (انظر: النهاية، مادة: كبر).

(1)

في (ف): "بن"، والمثبت من (س) هو الصواب.

(2)

في (ف): "عمرة"، وفي (س):"عمر" وكلاهما تحريف، والمثبت من "تفسير ابن كثير"(6/ 42) نقلًا عن عبد الرزاق، به، وكذا أخرجه ابن المنذر في "تفسيره"(1668) عن الدبري، والبيهقي في "شعب الإيمان"(289) من طريق أحمد بن منصور، كلاهما عن عبد الرزاق، به.

(3)

القذف: الرمي بالزنا، أو ما كان في معناه. (انظر: النهاية، مادة: قذف).

(4)

الإحصان: الحصان بالفتح. المرأة العفيفة. (انظر: النهاية، مادة: حصن).

ص: 74

[20763] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، أَن رَجُلًا جَاءَ ابْنَ عُمَرَ

(1)

فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَكُونُ مَعَ النَّجَدَاتِ

(2)

، وَقَالَ

(3)

: أَصَبْتُ

(4)

ذُنُوبًا، وَأُحِبُّ

(5)

أَنْ تَعُدَّ عَلَيَّ الْكَبَائِرَ، قَالَ: فَعَدَّ عَلَيْهِ

(6)

سَبْعًا أَوْ ثَمَانِيًا: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، وَالْيَمِينُ الْفَاجِرَة، ثُمَّ قَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: هَلْ لَكَ مِنْ وَالِدَةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَطْعِمْهَا مِنَ الطَّعَامِ، وَأَلِنْ لَهَا الْكَلَامَ، فَوَاللَّهِ لَتَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ.

[20764] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْن سَلَامٍ قَالَ: الرِّبَا اثْنَانِ وَسَبْعُونَ حُوبًا

(7)

، أَصْغَرُهَا حُوبًا كَمَنْ أَتَى أُمَّهُ فِي الْإِسْلَامِ، وَدِرْهَمٌ

(8)

مِنَ الرِّبَا أَشَدُّ مِنْ بِضْعٍ وَثَلَاثِينَ زَنْيَةً، قَالَ: وَيَأْذَنُ اللَّهُ بِالْقِيَامِ لِلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ

(9)

يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا لآِكِلِ الرِّبَا، فَإِنَّهُ لَا يَقُومُ إِلَّا كَمَا

(10)

يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ.

° [20765] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا

(1)

قوله: "ابن عمر" سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).

(2)

قوله: "كنت أكون مع النجدات" تحرف في (س) إلى: "كنت مع الحداث"،، والمثبت من (ف) وهو الموافق لما في "شعب الإيمان" للبيهقي (7539) من طريق المصنف.

(3)

في "شعب الإيمان": "وقد".

(4)

في (س): "أصيب"، و، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما في "شعب الإيمان".

(5)

في (س): "أحب"، وفي "شعب الإيمان":"فأحب"، والمثبت من (ف).

(6)

في (س): "علي"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما في "شعب الإيمان".

(7)

الحوب والحوبة: الإثم. (انظر: الفائق)(1/ 329).

(8)

قوله: "ودرهم" وقع في (س): "وزن درهم"، والمثبت من (ف) وهو الموا فق لما في "شعب الإيمان" للبيهقي (5126) من طريق المصنف.

(9)

قوله: "ويأذن الله بالقيام للبر والفاجر" وقع في (س): "ويأذن الله بالقيام للبرة الفاجرة"، وفي "شعب الإيمان":"ويأذن الله لهم بالقيام للبر والفاجر"، والمثبت من (ف).

(10)

سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).

ص: 75

أُخْبِرُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ"، ثُمَّ قَالَ: "أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ

(1)

، أَلَا وَقَوْلُ الزُّورَ".

° [20766] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمُوجِبَتَيْنِ، فَقَالَ: "مَنْ لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ

(2)

دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ النَّارَ"، وَسُئِلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: هَلْ فِي الْمُصَلَينَ مُشْرِكٌ؟ قَالَ: لَا.

° [20767] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ زَيْدٍ

(3)

، أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ أَخْبَرَه، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ بِمِثْلِهِ.

‌79 - بَابُ مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ وَمَنْ قَتَلَ نَفْسًا

° [20768] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضحَّاكِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم* قَالَ: "مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ، وَمَنْ شَهِدَ عَلَى مُسْلِمٍ - أَوْ قَالَ: عَلَى مُؤْمِنٍ - بِكُفْرٍ، فَهُوَ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ لَعَنَهُ فَهُوَ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ حَلَفَ * عَلَى مِلَّةٍ

(4)

غَيْرِ الْإِسْلَامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا حَلَفَ".

[20769] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ وَلَمْ يُصِبْ دَمًا فَارْجُ لَهُ.

° [20770] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ

(1)

الزور: الكذب والباطل والتهمة. (انظر: النهاية، مادة: زور).

(2)

بعده في (س): "شيئًا"، والمثبت من (ف). وينظر:"التفسير" للمصنف (2/ 86).

(3)

تحرف في (ف)، (س) إلى:"ذر"، والمثبت من "التفسير" للمصنف (2/ 86) وهو الصواب.

° [20768][الإتحاف: مي ش حم 2470].

* [ف/ 108 ب].

* [س/ 282].

(4)

الملة: الشريعة والدين، والجمع: الملل. (انظر: المعجم العربي الأساسي، مادة: ملل).

° [20770][الإتحاف: مي خز جا حب كم حم عم 17157][شيبة: 28525].

ص: 76

أَبِي بَكْرَةَ

(1)

قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ مِائَةِ عَامٍ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَقْتُلُ نَفْسًا مُعَاهَدَةً

(2)

بِغَيْرِ حَقِّهَا، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَرَائِحَتَهَا أَنْ يَجِدَهَا"، قَالَ أَبُو بَكْرَةَ

(3)

: أَصَمَّ اللَّهُ أُذُنَيَّ إِنْ لَمْ أكُنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ هَذَا

(4)

.

[20771] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مَنْ قَتَلَ نَفْسًا، وَأَحْيَا

(5)

نَفْسًا فَلَعَلَّهُ.

[20772] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، أَخِي الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِي نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ: ضرَبَ الْأَمِيرُ آنِفًا

(6)

رَجُلًا أَسْوَاطًا فَمَاتَ، فَقَالَ سَالِمٌ: عَاتَبَ

(7)

اللهُ عَلَى مُوسَى فِي نَفْسٍ كَافِرَةٍ قَتَلَهَا.

(1)

في (ف)، (س):"بكر" وهو تصحيف، والمثبت هو الصواب؛ فالحديث أخرجه أحمد في "مسنده"(20799)، والبزار في "مسنده"(3640)، والحاكم في "المستدرك"(2615)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(193) كلهم من طرق عن عبد الرزاق، به كالمثبت.

(2)

المعاهد: من كان بينك وبينه عهد، وأكثر ما يطلق على اليهود والنصارى، وقد يطلق على غيرهم إذا صولحوا على ترك الحرب مدة ما. (انظر: النهاية، مادة: عهد).

(3)

في (ف)، (س):"بكر" وهو تصحيف.

(4)

في (س): "هكذا"، والمثبت من (ف).

(5)

في (س): "أو أحيا" وهو خطأ، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما في "شرح السنة" للبغوي (10/ 149) عن الحسن معلقًا.

(6)

الآنِف: الماضي القريب، يقال: فعله آنفا قريبا، أو أول هذه الساعة، أو أول وقت كنا فيه. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: أنف).

(7)

كذا في (ف)، (س)، وفي "شعب الإيمان" للبيهقي (4963) من طريق المصنف، به، "تاريخ دمشق" (20/ 60) من طريق المصنف:"عاب"، وكذا هو عند البخاري في "تاريخه الكبير"(3/ 209)، "تاريخه الأوسط"(3/ 8) من طريق معمر، به.

ص: 77

° [20773] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا نَذْرَ

(1)

فِيمَا لَا يَمْلِكُ

(2)

. وَلَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ. وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ

(3)

بِشَيْءٍ فِي الدُنْيَا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَمَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الْإِسْلَامِ كَاذِبًا، فَهُوَ كَمَا قَالَ. وَمَنْ قَالَ لِمُؤْمِنٍ: يَا كَافِر، فَهُوَ كَقَتْلِهِ".

° [20774] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ يَجَأُ

(4)

بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِتَرَدِّي فَهُوَ يَتَرَدَّى

(5)

فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِسُمٍّ، فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ

(6)

فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا".

[20775] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ.

° [20776] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ

° [20773][التحفة: ع 2062، خ م د 2063][الإتحاف: مي ش حم 2470][شيبة: 12281].

(1)

النذر: التزام مسلم مكلف قربة ولو تعليقا. (انظر: معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية)(3/ 408).

(2)

في (ف): "تملك"، والمثبت من (س).

(3)

ليس في (س)، والمثبت من (ف).

° [20774][الإتحاف: مي عه حب حم 18174].

(4)

الوجء: الضرب والطعن. (انظر: النهاية، مادة: وجأ).

(5)

التردي: السقوط. (انظر: النهاية، مادة: ردا).

(6)

الحسو: الشرب شيئا بعد شيء من نفس الشراب. (انظر: التاج، مادة: حسو).

[20775][الإتحاف: عه حب حم 12640][شيبة: 37017].

° [20776][الإتحاف: عه حب حم 12644][شيبة: 28334، 37126].

ص: 78

مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقْتُلُ

(1)

نَفْسًا نَفْسٌ ظُلْمًا إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْقَاتِلِ كِفْلٌ

(2)

مِنْ إِثْمِهَا، لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ

(3)

الْقَتْلَ".

° [20777] أخبرنا

(4)

مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ

(5)

، أَوْ قَالَهُ

(6)

غَيْرِي، أَيُّ * الذُّنُوبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ؟ قَالَ: "أَنْ تَجْعَلَ لَهُ نِدًّا

(7)

وَهُوَ خَلَقَكَ"، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ"، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ

(8)

جَارِكَ"، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَر} [الفرقان: 68] الْآيَةَ.

° [20778] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ

مِثْلَهُ بِإِسْنَادِهِ.

(1)

في (س): "يقتل"، والمثبت من (ف).

(2)

ليس في (س)، والمثبت من (ف).

الكفل: الحظ والنصيب. (انظر: النهاية، مادة: كفل).

(3)

سن الشيء: عمله ليقتدى به فيه، وكل من ابتدأ أمرا عمل به قوم بعده قيل: هو الذي سنه. (انظر: اللسان، مادة: سنن).

° [20777][الإتحاف: حب حم 13027].

(4)

كذا أول الحديث في (ف)، (س)، وقد أخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(461)، و"اعتلال القلوب"(169)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(8/ 2728)، والثعلبي في "تفسيره"(7/ 148)، والخطيب في "الفصل للوصل"(2/ 825) كلُهم من طرق عن عبد الرزاق، عن معمرٍ به.

(5)

بعده بياض في (س) بمقدار أربع كلمات، والمثبت من (ف).

(6)

في (س): "قال"، والمثبت من (ف).

* [ف/ 109 أ].

(7)

الند: مثل الشيء الذي يضاده في أموره. والراد: ما يُعبد من دون الله، والجمع: أنداد. (انظر: النهاية، مادة: ندد).

(8)

الحليلة: الزوجة. (انظر: النهاية، مادة: حلل).

ص: 79

‌80 - بَابُ اللَّعِبِ

° [20779] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ عَلَى بَابِ حُجْرَتِي، وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بِالْحِرَابِ فِي الْمَسْجِدِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ، لِأَنْظُرَ إِلَى لَعِبِهِمْ مِنْ بَيْنِ أُذُنِهِ

(1)

وَعَاتِقِهِ

(2)

، ثُمَّ يَقُومُ مِنْ أَجْلِي حَتَّى أكُونَ أَنَا الَّتِي

(3)

أَنْصَرِف، فَاقْدُرُوا

(4)

قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السّنِّ، الْحَرِيصَةِ لِلُّهْوِ

(5)

.

° [20780] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ بِاللُّعَبِ، فَيَأْتِينِي صَوَاحِبِي، فَإِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَرْنَ مِنْه، فَيَأْخُذُهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيَرْدُدُهُنَّ إِلَيَّ.

[20781] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ لَعِبَ الْحَبَشُ بِحِرَابِهِمْ فَرَحًا بِقُدُومِهِ.

° [20782] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

(6)

قَالَ: بَيْنَا الْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحِرَابِهِمْ، إِذْ دَخَلَ عُمَرُ بْنُ

° [20779][الإتحاف: عه حم 22131].

(1)

في (س): "أذنيه"، والمثبت من (ف).

(2)

العاتق: ما بين المنكب والعنق. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: عتق).

(3)

في (س): "الذي"، والمثبت من (ف).

(4)

التقدير: النظر والتفكر. (انظر: النهاية، مادة: قدر).

(5)

في (س): "اللهو"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند الطبراني في "الكبير"(23/ 179) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، وقد رواه جمعٌ من طرقٍ عن عبد الرزاق، ومن طرقٍ عن معمر:"على اللهو".

° [20780][الإتحاف: عه حب حم 22380].

[20781][الإتحاف: حم 742].

° [20778][الإتحاف: عه حم 18685].

(6)

قوله: "عن ابن المسيب عن أبي هريرة" سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).

ص: 80

الْخَطَّابِ، فَأَهْوَى

(1)

إِلَى الْحَصْبَاءِ

(2)

فَحَصَبَهُمْ بِهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"دَعْهُمْ يَا عُمَرُ".

‌81 - بَابُ الْقِمَارِ

[20783] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَلْعَبَ أَحَدٌ

(3)

مِنْ أَهْلِهِ بِهَذِهِ الْجَهَارِدَةِ الَّتِي يَلْعَبُ بِهَا النُّاسُ.

[20784] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: مَرَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ غَالِبٍ - رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ - بِقَوْمٍ يَلْعَبُونَ بِالشِّطْرَنْجِ، فَقَالَ لِلْحَسَنِ: مَرَرْتُ بِقَوْمٍ قَدْ عَكَفُوا عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ.

[20785] قال مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّ الشَّعْبِيَّ كَانَ يَلْعَبُ بِالشِّطْرَنْجِ، وَيَلْبَسُ مِلْحَفَةَ

(4)

حَمْرَاءَ، وَيَرْمِي بِالْجَلَاهِقِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ (3) مُتَوَارِيًا مِنَ الْحَجَّاجِ.

[20786] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَدَحْوًا بِالْكَعْبَيْنِ، فَإِنَّهُمَا مِنَ الْمَيْسِرِ

(5)

.

[20787] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: الْمَيْسِرُ الْقِمَارُ كُلُّه، حَتَّى الْجَوْزُ الَّذِي يَلْعَبُ

(6)

بِهِ الصِّبْيَانُ *.

[20788] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ

(1)

الإهواء: مد اليد إلى الشيء لأخذه. (انظر: النهاية، مادة: هوا).

(2)

الحصباء: الحَصى الصِّغار. (انظر: النهاية، مادة: حصب).

(3)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(4)

الملحفة: كل ما يُلْتَحف ويُتغطى به. (انظر: اللسان، مادة: لحف).

(5)

الميسر: القمار. (انظر: النهاية، مادة: يسر).

(6)

في (س): "تلعب"، والمثبت من (ف).

* [س/ 283].

ص: 81

قَالَ: مَنْ لَعِبَ بِالْكَعْبَيْنِ عَلَى الْقِمَارِ، فَكَأَنَّمَا * أَكَلَ لَحْمَ خِنْزِيرٍ، وَمَنْ لَعِبَ بِهَا عَلَى غَيْرِ قِمَارٍ، فَكَأَنَّمَا

(1)

ادَّهَنَ بِشَحْمِ خِنْزِيرٍ.

° [20789] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ

(2)

، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ لَعِبَ بِالْكِعَابِ

(3)

فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ".

‌82 - بَابُ الْكِلَابِ وَالْحمَامِ

° [20790] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا أَطْلَقَ حَمَامًا مِنَ الْحِرَافِ، فَجَعَلَ يُتبِعُه

(4)

بَصَرَه، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "شَيطَانٌ يَتْبَعُ

(5)

شَيطَانًا".

° [20791] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

مِثْلَهُ

(6)

.

[20792] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ

(7)

كَانَ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْكِلَابِ وَالْحَمَامِ.

* [ف/ 109 ب].

(1)

في (س): "كأنما"، والمثبت من (ف).

° [20789][الإتحاف: حب ط كم حم قط 12212][شيبة:26665].

(2)

قوله: "أيوب، عن نافع" كذا وقع في (ف)، (س)، ووقع الإسناد في "مسند أحمد"(19730)، و"مسند عبد بن حميد"(548)، و"جامع المسانيد والسنن" لابن كثير (14/ 683)، من طريق عبد الرزاق بدونه.

(3)

الكعاب: جمع كعب، وكعبة، وهو من أنواع القمار، وتعرف عند العامة بـ (الطاولة)، وهي معرب من الفارسية (النردشير). (انظر: المعجم الوسيط، مادة: كعب).

(4)

تصحف في (س) إلى: "يبيعه"، والمثبت من (ف).

(5)

تصحف في (س) إلى: "يبيع"، والمثبت من (ف).

(6)

هذا الإسناد ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

[20792][شيبة: 20285].

(7)

قوله: "بن عفان" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

ص: 82

[20793] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ قَالَ: يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ، اكْفُونِي

(1)

الدَّجَاجَ وَالْكِلَابَ

(2)

، لَا تَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الْقُرَى، يَعْنِي: أَهْلَ الْبَوَادِي.

‌83 - بَابُ الْغنَاءِ وَالدُّفِّ

° [20794] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدَ عَائِشَةَ قَيْنَتَانِ

(3)

تُغَنِّيَانِ فِي أَيَّامِ مِنًى

(4)

، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُضْطَجِعٌ، مُسَجًّى

(5)

ثَوْبُهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَعِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصْنَعُ هَذَا؟ فَكَشَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ

(6)

وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ:"دَعْهُنَّ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ وَذِكرِ اللهِ".

° [20795] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَه، إِلَّا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"دَعْهَا يَا أَبَا بَكرٍ، فَإِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا".

[20796] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: الْغِنَاءُ يُنْبِتُ

(7)

النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ.

(1)

تحرف في (س) إلى: "العون" كذا رسمه، والمثبت من (ف).

(2)

تحرف في (س) إلى: "والكلام"، والمثبت من (ف).

(3)

في (س): "فتيتان" كذا، والمثبت من (ف).

(4)

أيام منى: أيام التشريق، أضيفت إلى منى لإقامة الحاج بها لرمي الجمار. (انظر: القاموس الفقهي) (ص 341).

(5)

التسجية: التغطية. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: سجو).

(6)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

[20796][شيبة: 21545].

(7)

في (ف)، (س):"يثبت"، والمثبت من "شرح السنة" للبغوي (12/ 382)، قال رحمه الله: وقال معمر: عن المغيرة، عن إبراهيم، قال: الغناء ينبت النفاق في القلب. ويروى عن ابن مسعود مثله.

ص: 83

[20797] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ إِذَا سَمِعَ صَوْتًا، أَوْ دُفًّا قَالَ: مَا هَذَا؟ فَإِذَا قَالُوا: عُرْسٌ أَوْ خِتَانٌ

(1)

، صَمَتَ.

[20798] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ

(2)

نَوْفَلٍ قَالَ: رَأَيْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ، رَافِعًا

(3)

إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى، رَافِعًا عَقِيرَتَهُ

(4)

، قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: يَتَغَنَّى

(5)

النَّصْبَ

(6)

.

[20799] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِخِّيرٍ، قَالَ: صَحِبْتُ عِمْرَانَ بْنَ الْحُصيْنِ مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَكَانَ يُنْشِدُ فِي كُلِّ يَوْمٍ، ثُمَّ قَالَ لِي: إِنَّ الشِّعْرَ كَلَامٌ

(7)

، وإِنَّ مِنَ * الْكَلَامِ حَقًّا وَبَاطِلًا

(8)

.

[20797][شيبة: 16659].

(1)

الاختتان والختان: موضع القطع من ذكر الغلام وفرج الجارية، ويقال لقطعهما: الإعذار والخفض. (انظر: النهاية، مادة: ختن).

[20798][شيبة: 26020].

(2)

في (ف)، (س):"عن" وهو تحريف، والمثبت من "سنن البيهقي الكبرى - ط هجر"(21056) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، به، وهو من أوهام معمر كما قال الإمام مسلم رحمه الله نقله عنه البيهقي (21057)؛ فقد خالفه أصحاب الزهري فقالوا: محمد بن عبد الله بن نوفل.

(3)

في (س): "رادفا"، والمثبت من (ف).

(4)

العقيرة: الصوت. (انظر: النهاية، مادة: عقر).

(5)

في (س): "يسعى"، والمثبت من (ف).

(6)

قال الأزهري في "تهذيب اللغة"(12/ 148): "قال شمر: غناء النصب: هو غناء الركبان، وهو العقيرة، يقال: رفع عقيرته إذا غنى النصب. وقال أبو عمرو: النصب: حداء يشبه الغناء".

(7)

قوله: "إن الشعر كلام" وقع في (س): "إن من الشعر لحكم"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند البيهقي في "الكبرى"(21162) من طريق عبد الرزاق.

* [ف/ 110 أ].

(8)

قوله: "حقا وباطلا" وقع في (س) على صورة المرفوع، والمثبت من (ف).

ص: 84

[20800] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ: مَا أَعْلَمُ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ إِلَّا قَدْ سَمِعْتُهُ يَتَرَنَّمُ.

[20801] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: اسْتَلْقَى الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ عَلَى ظَهْرِهِ، ثُمَّ تَرَنَّمَ، فَقَالَ لَهُ أَنَسٌ: اذْكُرِ اللَّهَ أَيْ

(1)

أُخَيَّ! فَاسْتَوَى جَالِسًا، وَقَالَ: أَيْ أَنَسُ! أَتُرَانِي أَمُوتُ عَلَى فِرَاشِي وَقَدْ قَتَلْتُ مِائَةً مِنَ الْمُشْرِكِينَ مُبَارَزَةً، سِوَى مَنْ شَارَكْتُ فِي قَتْلِهِ.

[20802] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: إِنِّي لأُبْغِضُ الْغِنَاءَ، وَأُحِبُّ الرَّجَزَ.

[20803] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: صَوْتَانِ فَاجِرَانِ فَاحِشَانِ، قَالَ: حَسِبْتُهُ قَالَ

(2)

: مَلْعُونَانِ

(3)

، صَوْتٌ عِنْدَ نِعْمَةِ، وَصَوْتٌ عِنْدَ مُصِيبَةٍ، فَأَمَّا الصَّوْتُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ فَخَمْشُ الْوُجُوهِ، وَشَقُّ الْجُيُوبِ

(4)

، وَنَتْفُ الْأَشْعَارِ، وَرَنُّ شَيْطَانٍ، وَأَمَّا الصَّوْتُ عِنْدَ النِّعْمَةِ فَلَهْوٌ وَبَاطِلٌ، وَمِزْمَارُ شَيْطَانٍ.

° [20804] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ".

° [207805] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ

(5)

، مَنْ كَانَ

(1)

في (س): "يا"، والمثبت من (ف).

(2)

ليس في (س)، والمثبت من (ف).

(3)

في (س): "ملعونا"، والمثبت من (ف).

(4)

الجيوب: جمع الجيب؛ وهو الفرجة أو الشق الذي يدخل الإنسان منه رأسه للبس الثوب أو نحوه. (انظر: ذيل النهاية، مادة: جيب).

° [207805][الإتحاف: حب حم 20663][شيبة: 25927].

(5)

قوله: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" ليس في (س)، والمثبت من (ف).

ص: 85

يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِيَنَّ

(1)

جَارَه، مَنْ

(2)

كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ".

° [20806] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ

(3)

". قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ الْحَسَنُ: وَكَيْفَ تَكُونُ مُؤْمِنًا وَلَا يَأْمَنُكَ جَارُكَ؟ وَكَيْفَ تَكُونُ مُؤْمِنًا وَلَا يَأْمَنُكَ النَّاسُ؟

° [20807] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ لَا أَنَّهِمُ مِنَ الْأَنْصَارِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ أَوْ تَنَخَّمَ

(4)

ابْتَدَرُوا

(5)

نُخَامَتَه، وَوُضُوءَه، فَمَسَحُوا

(6)

بِهَا وُجُوهَهُمْ وَجُلُودَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لِمَ تَفْعَلُونَ هَذَا؟ "، قَالُوا: نَلْتَمِسُ بِهِ الْبَرَكَةَ

(7)

، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُحِبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَلْيَصْدُقِ الْحَدِيثَ، وَلْيُؤَدِّ الْأَمَانَةَ، وَلَا يُؤْذِي جَارَهُ رضي الله عنه".

° [20808] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ * إِذَا أَحْسَنْتُ أَوْ إِذَا

(8)

أَسَأْت، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ: قَذ أَحْسَنْتَ فقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ: قَدْ أَسَأْتَ فَقَدْ أَسَأْتَ".

(1)

في (س): "يؤذي"، والمثبت من (ف).

(2)

في (س): "ومن"، والمثبت من (ف).

(3)

البوائق: الغوائل والشرور، واحدها بائقة، وهي: الداهية. (انظر: النهاية، مادة: بوق).

(4)

النخامة: البَزْقَة التي تخرج من أقصى الحلق. (انظر: النهاية، مادة: نخم).

(5)

الابتدار: الإسراع إلى الشيء والتسابق إليه. (انظر: العجم العربي الأساسي، مادة: بدر).

(6)

قوله: "ووضوءه فمسحوا" وقع في (س): "ووضوء منه ومسحوا"، والمثبت من (ف).

(7)

قوله: "فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تفعلون هذا قالوا نلتمس به البركة" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

° [20808][الإتحاف: حب عه حم 12700].

* [س/ 284].

(8)

قوله: "أو إذا" وقع في (س): "وإذا"، والمثبت من (ف).

ص: 86

‌84 - بَابُ الحِمَى

(1)

° [20809] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ *: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا حِمَى إِلّا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ". قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَقَدْ كَانَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حِمًى، بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يَحْمِيهِ لإِبِلِ الصَّدَقَةِ.

[20810] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِهَانِئِ بْنِ هُنَيٍّ مَوْلًى لَهُ كَانَ يَبْعَثُهُ عَلَى الْحِمَى: أَدْخِلْ

(2)

صاحِبَ الْغُنَيْمَةِ

(3)

وَالصُّرَيْمَةِ

(4)

، وإيَّايَ وَنَعَمَ

(5)

ابْنِ عَوْفٍ

(6)

، وَنَعَمَ ابْنِ عَفَّانَ، فَإِنَّهُمَا إِنْ تَهْلِكْ نَعَمُهُمَا يَرْجِعَانِ

(7)

إِلَى أَهْلٍ وَمَالٍ، وإِنْ تَهْلِكْ نَعَمُ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ!؛ الْمَاءُ وَالْكَلأُ

(8)

أَيْسَرُ عَلَيَّ مِنَ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ.

(1)

تصحف في (ف) إلى: "الحيا"، والمثبت من (س).

الحمى: الشيء المحمي، أي: محظور لا يقرب، وحميته حماية إذا دفعت عنه ومنعت منه من يقربه. (انظر: النهاية، مادة: حما).

° [20809][شيبة:23651].

* [ف/ 110 ب].

(2)

في (س): "يدخل"، والمثبت من (ف).

(3)

في (ف): "الصبية"، وفي (س):"العبية" وكلاهما تصحيف، والتصويب من "صحيح البخاري"(3070) وغيره عن عمر رضي الله عنه.

الغنيمة: العدد القليل من الغنم. (انظر: اللسان، مادة: غنم).

(4)

في (س): "والصرمة"، والمثبت من (ف).

الصُّرَيْمَةِ: تصغير الصِّرمة، وهي الإبل القليلة. (انظر: النهاية، مادة: صرم).

(5)

النعم والأنعام: الإبل، والبقر، والغنم، وقيل: الأنعام للثلاثة، والنعم للإبل خاصة. (انظر: ذيل النهاية، مادة: نعم).

(6)

في (س): "عفا" كذا، والمثبت من (ف).

(7)

في (س): "يزحفان"، والمثبت من (ف).

(8)

الكلأ: النبات والعشب، رطبه ويابسه. (انظر: النهاية، مادة: كلأ).

ص: 87

‌85 - بَابُ قَطْعِ الأَرْضِ

[20811] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قَطَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَاشْتَرَطَ الْعِمَارَةَ ثَلَاثَ سِنِينَ، وَقَطَعَ عُثْمَانُ وَلَمْ يَشْتَرِطْ.

° [20812] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَن مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ

(1)

رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: قَطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَقِيقَ

(2)

لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ كَثُرَ عَلَيْهِ فَأَعْطَاهُ بَعْضَه، وَقَطَعَ سَائِزَ لِلنَّاسِ.

‌86 - سَرِقَةُ الْأَرْضِ

[20813] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَنْ أَخَذَ مِنَ الْأَرْضِ شِبْرًا طُوِّقَهُ

(3)

مِنْ سَبْعِ أَرَضينَ.

° [20814] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّ امْرَأَةً خَاصَمَتْ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ إِلَى مَرْوَانَ فِي حُدُودِ أَرْضِهِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: أَنَا أُغَيِّرُ حُدُودَهَا، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ سَرَقَ مِنَ الْأَرْضِ

(4)

شِبْرًا طُوِّقَهُ مِنْ

(1)

في (ف): "وعن" وهو خطأ، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "سنن البيهقي الكبرى - ط هجر"(11946) من طريق عبد الرزاق به، وفي "الخراج" ليحيى بن آدم (ص 74) عن ابن المبارك، عن معمر، عن ابن طاوس، عن رجل من أهل المدينة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطع رجلًا أرضًا، فلما كان عمر، ترك في يديه منها ما يُعمره، وأقطع بقيتها غيره" ومن طريقه أخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 151) وعنده:"أقطع بلالًا"، ويراد به بلال بن الحارث بن عكيم المزني، فهو الذي أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم العقيق كما في ترجمته من "الإصابة"، و"أسد الغابة" وغيرهما.

(2)

العقيق: من أشهر أودية المدينة المنورة، يأتيها من الشمال، على قرابة (140) كيلو مترًا شمال المدينة. (انظر: العالم الجغرافية) (ص 213).

[20813][شيبة:22448].

(3)

(في (س): "إلا طوقه الله"، والمثبت من (ف).

التطويق: أي: يخسف الله به الأرض؛ فتصير البقعة المغصوية منها في عنقه كالطوق، وقيل: يُطوق حملها يوم القيامة، أي: يُكلَّف. (انظر: النهاية، مادة: طوق).

(4)

قوله: "من الأرض" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

ص: 88

سَبْعِ أَرَاضِينَ

(1)

"؟! قَالَ: فَقَالَ مَرْوَانُ: فَذَلِكَ إِلَيْكَ إِذَنْ، فَقَالَ سَعِيدٌ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَأَعْمِ بَصَرَهَا، وَاقْتُلْهَا فِي أَرْضِهَا، قَالَ: فَعَمِيَتْ، ثُمَّ ذَهَبَتْ تَمْشِي فِي أَرْضِهَا، فَوَقَعَتْ فِي بِئْرٍ لَهَا، فَمَاتَتْ، ثُمَّ جَاءَ السَّيْلُ بَعْدَ ذَلِكَ فَكَسَحَ الْأَرْضَ، فَخَرَجَتِ الْأَعْلَامُ كَمَا قَالَ سَعِيدٌ.

‌87 - بَابُ قَطْعِ السِّدْرِ

(2)

° [20815] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فِي الَّذِي يَقْطَعُ السِّدْرَ، قَالَ:"يُصَبُّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ"، أَوْ قَالَ

(3)

: "يُكَوَّسُ

(4)

رَأْسُهُ فِي النَّارِ"، قَالَ: فَسَأَلتُ بَنِي عُرْوَةَ عَنْ ذَلِكَ، فَأَخْبَرُونِي

(5)

أَنَّ عُرْوَةَ قَطَعَ سِدْرَةً كَانَتْ فِي حَائِطِهِ

(6)

فَجَعَلَ مِنْهَا بَابًا لِلْحَائِطِ.

° [20816] قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَسَمِعْتُ الْمُثَنَّى يُحَدِّثُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لعَلِيٍّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: "اخْرُجْ يَا عَلِيُّ! فَقُلْ عَنِ اللَّهِ، لَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ: لَعَنَ

(7)

اللهُ مَنْ يَقْطَعُ

(8)

السِّدْرَ".

(1)

في (س): "أرضين"، والمثبت من (ف).

(2)

السدر: شجر النَّبْق، واحدتها سِدْرَة، وورقه غسول. (انظر: اللسان، مادة: سدر).

(3)

قوله: "أو قال" وقع في (س): "وقال"، والمثبت من (ف).

(4)

في (س): "يكون"، والمثبت من (ف)، وفي "السنن الكبرى" للبيهقي (11878)، والبغوي في "شرح السنة"(8/ 249) كلاهما من طريق عبد الرزاق، به:"يصوَّب"، قال الجوهري في "الصحاح"(3/ 972، مادة: كوس): "كوّسته على رأسه تكويسًا، أي قلبته، وفي الحديث: والله لو فعلت ذلك لكوسك الله في النار، أي: لجعل رأسك أسفلك".

(5)

في (ف): "فأخبرني"، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما "الكبرى"، "شرح السنة".

(6)

الحائط: البستان، وجمعه: حيطان وحوائط. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: حوط).

(7)

اللعن: الطرد والإبعاد من رحمة الله، ومن الخَلْق: السّبّ والدعاء. (انظر: النهاية، مادة: لعن).

(8)

في (ف): "اقتطع"، وكان في (س):"قطع" ثم كأنه عُدل ليصير كالأصل، والمثبت من "سنن البيهقي الكبرى"(11884) من طريق المصنف، به.

ص: 89

° [20817] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ *، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: أَدْرَكْتُ شَيْخًا مِنْ ثَقِيفٍ قَدْ أَفْسَدَ السِّدْرُ زَرْعَه، فَقُلْتُ: أَلَا تَقْطَعُهُ؟ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ قَالَ

(1)

: "إِلَّا مِنْ زَرْعٍ"، فَقَالَ: أَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ قَطَعَ سِدْرًا، إِلَّا مِنْ زَرْعٍ، صُبَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ صَبًّا، فَأَنَا أَكرَهُ أَنْ أَقْتَلِعَهُ مِنَ الزَّرْعِ، أَوْ مِنْ غَيْرِهِ".

‌88 - بَابُ الْمَعَادِنِ

° [20818] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، قَالَ: أَحْسِبُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِقِطْعَةٍ مِنْ فِضَّةٍ، فَقَالَ: خُذْ مِنِّي زَكَاتَهَا، فَقَالَ:"مِنْ أَيْنَ جِنتَ بِهَا؟ "، فَقَالَ: مِنْ مَعْدِنٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَمَا نُعْطِيكَ مِثْلُ مَا جِئْتَ بِهِ، وَلَا تَرْجِعْ إِلَيْهِ".

° [20819] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَمَلَ

(2)

عَنْ رَجُلٍ بِحَمَالَةٍ

(3)

، فَلَمَّا جَاءَ الْأَجَلُ جَاءَ بِقِطْعَةٍ مِنْ فِضَّةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مِنْ أَيْنَ جِئْتَ بِهَا؟ "، فَقَالَ: "مِنْ مَعْدِنٍ اسْتَخْرَجَهُ

(4)

قَوْمِي"، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا قَضَيتَ وَمَا تَرَكْتَ، فَارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَانْهَهُمْ".

[20820] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَتَظْهَرَنَّ

(5)

مَعَادِنُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَخْرُجُ إِلَيْهِ شِرَارُ النَّاسِ.

* [ف/ 111 أ].

(1)

قوله: "قد قال" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(2)

الحمل: الكفالة والضمان، والحميل: الكفيل والضامن. (انظر: النهاية، مادة: حمل).

(3)

الحمالة: ما يتحمله الإنسان عن غيره من ديَة أو غرامة. (انظر: النهاية، مادة: حمل).

(4)

في (س): "استخرجته"، والمثبت من (ف).

(5)

في (س): "ليظهرن"، والمثبت من (ف).

ص: 90

‌89 - بابُ النَّشْرِ ومَا جَاءَ فِيهِ

[20821] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ أَخْبَرَنَا عَقِيلُ بْنُ مَعْقِلٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: سُئِلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّشْرِ، فَقَالَ: مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ.

[20822] قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَقَالَ

(1)

الشَّعْبِيُّ: لَا بَأْسَ بِالنُّشْرَةِ الْعَرَبِيَّةِ الَّتِي لَا تَضُرُّ إِذَا وُطِئَتْ، وَالنُّشْرَةُ الْعَرَبِيَّةُ: أَنْ يَخْرُجَ الْإِنْسَانُ فِي مَوْضِعِ عِضَاهٍ

(2)

، فَيَأْخُذُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ مِنْ كُلِّ ثَمَرٍ

(3)

، يَدُقُّهُ وَيَقْرَأُ فِيهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ بِهِ.

وَفِي كُتُبِ وَهْبٍ: أَنْ تُؤْخَذَ سَبْعُ وَرَقَاتٍ مِنْ سِدْرٍ أَخْضَرَ فَيَدُقُّهُ بَينَ حَجَرَيْنِ، ثُمَّ يَضْرِبُهُ فِي الْمَاءِ، وَيَقْرَأُ فِيهِ

(4)

آيَةَ الْكُرْسِيِّ، وَذَوَاتِ قُلْ، ثُمَّ يَحْسُو

(5)

مِنْهُ * ثَلَاثَ حَسَوَاتٍ

(6)

، وَيَغْتَسِلُ بِهِ، فَإِنَّهُ يَذْهَبُ عَنْهُ كُلُّ مَا بِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَهُوَ جَيِّدٌ لِلرَّجُلِ إِذَا حُبِسَ عَنْ

(7)

أَهْلِهِ.

قال عبد الرزاق: وَحُبِسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ

(8)

عَائِشَةَ خَاصَّةً، حَتَّى أَنْكَرَ بَصَرَهُ.

° [20823] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ يَهُودَ بَنِي زُرَيْقٍ سَحَرُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلُوهُ فِي بِئْرٍ، حَتَّى كَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

[20821][الإتحاف: حم 3831].

(1)

في (س): "قال" بغير واو، والمثبت من (ف).

(2)

العضاه: جمع العضة، وهي: كل شجر عظيم له شوك. (انطر: النهاية، مادة: عضه).

(3)

قوله: "كلِّ ثمرٍ" كذا في (ف)، (س)، والأثر نقله عن المصنِّف: ابنُ بطال في "شرح صحيح البخاري"(9/ 446)، وابن حجر في "فتح الباري"(233/ 10)، وابن طولون في "الطب النبوي" (ص 293) وعند ثلاثتهم:"كلِّ ثُم".

(4)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(5)

في (س): "يحثو"، والمثبت من (ف).

* [س/ 285].

(6)

في (س): "حثوات"، والمثبت من (ف).

(7)

في (ف)، (س):"من"، والمثبت من عند ابن بطال وابن حجر، وهو الأليق.

(8)

في (ف)، (س):"من"، والمثبت من "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" للقاضي عياض (2/ 182) نقلًا عن عبد الرزاق به، وهو الأليق.

ص: 91

يُغَضُّ بَصَرُه، ثُمَّ دَلَّهُ اللَّهُ عَلَى مَا صَنَعُوا، فَأَرْسَلَ إِلَى الْبِئْرِ، فَانْتُزِعَتِ الْعُقَدُ الَّتِي فِيهَا السِّحْرُ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِيمَا بَلَغَنَا: "سَحَرَنِي

(1)

يَهُودُ بَنِي زُرَيْقٍ".

° [20824] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ: حُبِسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَائِشَةَ سَنَةً، فَبَيْنَا هُوَ نَائِمٌ أَتَاهُ * مَلَكَانِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عَنْدَ رَأْسِهِ، وَالْآخَرُ عَنْدَ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: سُحِرَ مُحَمَّدٌ؟ فَقَالَ الْآخَرُ: أَجَلْ، وَسِحْرُهُ فِي بِئْرِ آلِ فُلَانٍ، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِذَلِكَ السِّحْرِ فَأُخْرِجَ مِنْ تِلْكَ الْبِئْرِ.

[20825] قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ: قَالَ مَعْمَرٌ فِي الرَّجُلِ يَجْمَعُ الشَّجَرَ

(2)

: يَغْتَسِلُ بِهِ، إِذَا قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ فَلَا بَأْسَ بِهِ.

‌90 - بَابُ الرُّقَى وَالْعَيْنِ

(3)

وَالنَّفْثِ

(4)

° [208246] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: رَأَى عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَغْتَسِل، فَعَجِبَ مِنْه، فَقَالَ: تَاللَّهِ مَا

(5)

رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ

(1)

في (س): "سحرنا"، والمثبت من (ف).

* [ف/ 111 ب].

(2)

في (ف): "السحر"، والمثبت من (س).

(3)

العين: نظر الحسود أو العدو للشخص بما يؤثر فيه، فيمرض بسببها. (انظر: النهاية، مادة: عين).

(4)

في (س): "والغضب" وهو تحريف، والمثبت من (ف).

(5)

في (ف): "إن" وكذا هو عند البيهقي في "شعب الإيمان"(10710) من طريق عبد الرزاق، به.

والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "المعجم الكبير" للطبراني (6/ 79) عن الدبري، عن عبد الرزاق، به.

ص: 92

مُخَبَّأَةً

(1)

فِي خِدْرِهَا

(2)

، قَالَ: فَلُبِجَ

(3)

بِهِ، حَتَّى

(4)

مَا يَرْفَعُ رَأْسَه، قَالَ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "هَلْ تَتَّهِمُونَ أَحَدًا؟ "، فَقَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِلَّا أَنَّ عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ قَالَ لَهُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَدَعَاهُ وَدَعَا عَامِرًا، فَقَالَ: "سُبْحَانَ اللهِ، عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ إِذَا رَأَى مِنْهُ شَيْئًا يُعْجِبُهُ

(5)

فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ"، قَالَ

(6)

: ثُمَّ أَمَرَهُ يَغْسِلُ لَه، فَغَسَلَ وَجْهَه، وَظَاهِرَ كَفَّيْهِ، وَمِرْفَقَيْهِ

(7)

، وَغَسَلَ صَدْرَه، وَدَاخِلَةَ

(8)

إِزَارِهِ

(9)

، وَرُكْبَتَيْهِ، وَأَطْرَافَ قَدَمَيْهِ، ظَاهِرِهِمَا فِي الْإِنَاءِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَصُبَّ عَلَى رَأْسِهِ، وَكَفَأَ الْإِنَاءَ مِنْ خَلْفِهِ، حَسِبْتُهُ قَالَ: وَأَمَرَهُ فَحَسَى مِنْهُ حَسَوَاتٍ، فَقَامَ فَرَاحَ مَعَ الرَّاكِبِ

(10)

، فَقَالَ لَهُ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ: مَا كُنَّا نَعُدُّ هَذَا إِلَّا جَفَاءً

(11)

، فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: بَلْ هِيَ السُّنَّةُ.

° [208247] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَهُمْ يَرْقُونَ بِرُقًى يُخَالِطُهَا الشِّرْك، فَنَهَى عَنِ الرُّقَى، قَالَ: فَلُدِغَ

(12)

رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ

(1)

المخبأة: الجارية التي في خدرها لم تتزوج بعد؛ لأن صيانتها أبلغ ممن قد تزوجت. (انظر: النهاية، مادة: خبأ).

(2)

الخدر: الستر، وهو الموضع الذي تُصان فيه المرأة. والجمع: خُدور. (انظر: جامع الأصول)(6/ 152).

(3)

عند الطبراني: "فلبط"، وينظر:"غريب الحديث" لابن قتيبة (2/ 111 - 113، مادة: لبط).

(4)

قوله: "به حتى" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(5)

قوله: "منه شيئا يعجبه" وقع في (س): "منه ما يعجبه شيئا"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند البيهقي والطبراني.

(6)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(7)

المرفقان: مثنى المرفق، وهو: موصل الذراع في العضد. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: رفق).

(8)

في (س): "وداخل"، والمثبت من (ف).

(9)

داخلة الإزار: طرفه وحاشيته من داخل. (انظر: النهاية، مادة: دخل).

(10)

كذا في (ف)، (س)، وهو موافق لما عند البيهقي، ووقع عند الطبراني:"الركب".

(11)

الجفاء: غلظ الطبع. (انظر: النهاية، مادة: جفا).

(12)

في (س): "فلذع"، والمثبت من (ف).

ص: 93

لَدَغَتْهُ

(1)

الْحَيَّةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"هَلْ مِنْ رَاقٍ يَرْقِيهِ؟ "، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنِّي كُنْتُ أَرْقِي رُقْيَةً، فَلَمَّا نَهَيْتَ عَنِ الرُّقَى تَرَكْتُهَا، قَالَ:"فَاعْرِضْهَا عَلَيَّ"، فَعَرَضْتُهَا عَلَيْهِ فَلَمْ يَرَ بِهَا بَأْسًا، فَأَمَرَهُ فَرَقَاهُ

(2)

.

° [20828] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لاِمْرَأَةٍ: "أَلَا تُعَلِّمِينَ هَذِهِ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ

(3)

- يُريدُ حَفْصَةَ زَوجهُ

(4)

- كمَا عَلَّمْتِهَا

(5)

الْكِتَابَةَ"؟

° [20829] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَارِيَةً بِهَا نَظْرَةٌ، فَقَالَ:"اسْتَرْقُوا لَهَا".

° [20830] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ

(6)

طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْعَينُ حَقٌ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ يَسْبِقُ الْقَدَرَ سَبَقَهُ

(7)

الْعَيْن، وَإِذَا اسْتُغْسِلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَغتَسِلْ".

° [20831] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ أَبِي عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ

(8)

، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا مِنَ الْأَوْجَاعِ

(1)

(في (س): "لذعته"، والمثبت من (ف).

(2)

(في (س): "فرقا"، والمثبت من (ف).

(3)

النملة: قروح تخرج في الجنب تُرقى وتبرأ بإذن الله. (انظر: مرقاة المفاتيح)(7/ 2884).

(4)

(في (س): "فروحه" وهو تحريف، والمثبت من (ف).

(5)

(في (ف)، (س):"علمها"، والمثبت من "الجامع" لابن وهب (712) عن يونس، عن الزهري بلاغًا.

(6)

سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).

(7)

في "شرح السنة" للبغوي (12/ 165) من طريق عبد الرزاق، به:"سبقته".

° [20831][الإتحاف: كم حم 8469][شيبة: 24045، 30115].

(8)

تحرف في (س) إلى: "الحسين"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند الطبراني في "الدعاء"(1098) عن الدبري، عن عبد الرزاق به. وينظر ما سيأتي عند المصنف برقم (20841).

ص: 94

كُلِّهَا، وَمِنَ الْحُمَّى هَذَا الدُّعَاءَ: "بِاسْمِ اللَّهِ الْكَبِيرِ، أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ مِنْ شَرِّ

(1)

كُلِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ

(2)

، وَمِنْ شَرِّ حَرِّ النَّارِ".

° [20832] أخبرنا * عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ

(3)

عَنْ أَبَانٍ، عَنِ الْحَسَنِ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ، قَالَ:"مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً فِيهَا رُقْيَةٌ فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ كفَرَ، وَمَنْ عَلَّقَ عَلَقَة وُكِلَ إِلَيْهَا".

[20833] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: نُهِيَ عَنِ الرُّقَى، إِلَّا أَنَّهُ أُرْخِصَ فِي ثَلَاثٍ: فِي رُقْيَةِ النَّمْلَةِ، وَالْحُمَةِ

(4)

، يَعْنِي الْعَقْرَبَ، وَالنَّفْس، يَعْنِي الْعَيْنَ.

[20834] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: اكْتَوَى ابْنُ عُمَرَ مِنَ اللَّقْوَةِ

(5)

، وَرُقِيَ مِنَ الْعَقْرَبِ.

[20835] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَرَجُلٌ بَرْبَرِيٌّ يَرْقِي عَلَى رِجْلِهِ مِنْ حُمْرَةٍ بِهَا، أَوْ شِبْهِهِ.

° [20836] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَقْرَبُ الرُّقَى إِلَى الشِّرْكِ رُقْيَةُ الْحَيَّةِ وَالْجُنُونِ

(6)

".

(1)

قوله: "من شر" وقع في (س): "وشر"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند الطبراني.

(2)

في (س): "يعاد" وهو تحريف، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند الطبراني.

نعر العرق بالدم: إذا ارتفع وعلا، وجرح نعّار ونعُور، إذا صوّت دمُه عند خروجه. (انظر: النهاية، مادة: نعر).

* [ف/ 112 أ].

(3)

قوله: "قال: أخبرنا معمر" ليس في (ف، س)، واستدركناه من عند المصنف فيما سيأتي برقم (21417).

(4)

في (س): "والحية" وهو تحريف، والمثبت من (ف).

(5)

قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار"(1/ 362، مادة: لقو): "بفتح اللام، هي الريح التي تميل أحد جانبي الفم"، وقال الرازي في "مختار الصحاح"(ص 284، مادة: لقي): "داء في الوجه".

(6)

في (ف): "والمجنون"، والمثبت من (س) أليق.

ص: 95

° [20837] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ اتِّقَاءَ نَتَّقِيهِ، وَدَوَاءَ نَتَدَاوَى

(1)

بِهِ، وَرُقًى نَسْتَرْقِي

(2)

بِهَا، أَتُغْنِي

(3)

مِنَ القَدَرِ؟ فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "هِيَ

(4)

مِنَ الْقَدَرِ".

° [20839] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "العَيْنُ حَقٌّ، وَنَهَى عَنِ الْوَشْمِ

(5)

".

[20839] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ مَعْمَرٌ: الرُّقْيَةُ الَّتِي رَقَى بِهَا جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، وَاللَّهُ يَشْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءِ يُؤْذِيكَ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ وَحَاسِدٍ، بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ.

° [20840] قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَرْقِي

(6)

، يَقُولُ:"أَعُودُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ عَلَى كُل مَا يَشَاءُ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ فِيكَ *".

° [20841] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ وَأَسْنَدَهُ لَنَا، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَرْقِي فَيقُولُ: "بِاسْمِ اللهِ الْعَظِيمِ، أَعُوذُ بِاللهِ الْكَبِيرِ مِنْ شَرِّ كُلِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ

(6)

، وَمِنْ شَرِّ حَرِّ النَّارِ"

(7)

.

(1)

في (س): "يتداوى"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(1094) من طريق المصنف به، كالمثبت.

(2)

في (س): "يسترقى"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند الخرائطي.

(3)

في (س): "أيغني"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند الخرائطي.

(4)

في (س): "هو"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند الخرائطي.

(5)

الوشم: غرز الجلد بإبرة ثم يحشى بكحل أو نيل فيزرق أثره أو يخضر، ومن تفعله هي الواشمة، والمفعول بها هي الستوشمة. (انظر: النهاية، مادة: وشم).

(6)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

* [س/ 286].

(7)

انظر ما سبق برقم (20831).

ص: 96

° [20842] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْفُثُ

(1)

بِالْقُرْآنِ عَلَى كَفَّيْهِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ

(2)

.

° [20843] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ

(3)

، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ قَالَ: "أَذْهِبِ الْبَأْسَ

(4)

رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، اشْفِ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ

(5)

سَقَمًا". قَالَتْ: فَلَمَّا اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وثَقُلَ

(6)

، أَسْنَدْتُهُ إِلَى صَدْرِي، ثُمَّ مَسَحْتُ بِيَدِي عَلَى وَجْهِهِ وَقُلْتُ: أَذْهِبِ الْبَأْسَ، كَمَا كَانَ يَقُول، قَالَتْ: وَأَخَّرَ

(7)

يَدِي عَنْه، وَقَالَ: "رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَاجْعَلْنِي فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى

(8)

"، قَالَتْ: ثُمَّ ثَقُلَ عَلَيَّ، وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

° [20844] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ بَغْلَةً، فَنَفَرَتْ بِهِ

(9)

، فَقَالَ لِرَجُلٍ: "اقْرَأْ عَلَيْهَا

(10)

: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ".

° [20845] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ

(1)

النفث: شبيه بالنفخ، وهو أقل من التفل. (انظر: النهاية، مادة: نفث).

(2)

هذا الخبر وقع في (س) بعد الخبر التالي.

(3)

قوله: "عن مسلم" ليس في (س)، (ف)، واستدركناه من "الدعاء" للطبراني (1100) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به.

(4)

البأس: المرض. (انظر: ذيل النهاية، مادة: بأس).

(5)

قوله: "يغادر سقما" وقع في (س): "يغادره سقما"، والمثبت من (ف).

(6)

الثقل: اشتداد المرض. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: ثقل).

(7)

تحرف في (س) إلى: "وإحدى"، والمثبت من (ف).

(8)

الرفيق الأعلى: جماعة الأنبياء الذين يسكنون أعلى عليين، وهو اسم جاء على فعيل، ومعناه: الجماعة، كالصديق والخليط، يقع على الواحد والجمع. (انظر: النهاية، مادة: رفق).

(9)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(10)

بعده في (س): "واقرأ"، والمثبت من (ف)، وسيأتي عند المصنف برقم (22039)، ولفظه:"امسحها واقرأ عليها".

ص: 97

قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ينْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي الْمَرَضِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ

(1)

بِالْمُعَوِّذَاتِ

(2)

قَالَ مَعْمَرٌ: فَسَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ: كَيْفَ كَانَ يَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ؟ فَقَالَ: كَانَ يَنْفُثُ عَلَى يَدَيْهِ، وَيَمْسَحُ بِهِمَا * وَجْهَه، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا ثَقُلَ جَعَلْتُ أَتْفُلُ

(3)

عَلَيْهِ بِهِنَّ، وَأَمْسَحُهُ بِيَدِ

(4)

نَفْسِهِ.

‌91 - بَابُ مَجَالِسِ الطَّرِيقِ

° [20846] قرأنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطَّرِيقِ - وَرُبَّمَا قَالَ: الصُّعُدَاتِ

(5)

"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا بُدَّ مِنْ مَجَالِسِنَا، قَالَ: "فَأَدُّوا حَقَّهَا" قَالُوا: وَمَا حَقُّهَا؟ قَالَ: "رَدُّ السَّلَامِ، وَغَضُّ الْبَصَرِ، وَإرْشَادُ السَّائِلِ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ".

[20847] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: قَلَّ مَا تَرَى الْمُسْلِمَ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: فِي مَسْجِدٍ يَعْمُرُه، أَوْ بَيْتٍ

(6)

يُكِنُّه، أَوِ ابْتِغَاءِ رِزْقٍ مِنْ فَضْلِ رَبِّهِ.

° [20848] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ رَفَعَ الْحَدِيثَ قَالَ: "مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ قَطُّ فَيَقُومُوا قَبْلَ أَنْ يَذْكُرُوا

(7)

اللَّهَ إِلَّا كَأَنَّمَا تَفَرَّقُوا عَنْ جِيفَةٍ

(8)

".

(1)

في (س): "منه"، والمثبت من (ف).

(2)

المعوذات: سورتا الفلق والناس على أن أقل الجمع اثنان، وقد تدخل معهما سورة الإخلاص.

(انظر: مجمع البحار، مادة: عوذ).

* [ف / 112 ب].

(3)

التفل: نفخ معه أدنى بزاق، وهو أكثر من النفث. (انظر: النهاية، مادة: تفل).

(4)

في (س): "بيده"، والمثبت من (ف).

° [20846][الإتحاف: حم 5852].

(5)

الصعدات: جمع الصعيد، وهو: الطريق. (انظر: النهاية، مادة: صعد).

(6)

قوله: "أو بيت" وقع في (س): "وبيت"، والمثبت من (ف).

(7)

في (س): "يذكر"، والمثبت من (ف).

(8)

الجيفة: جثة الميت إذا أنتن. (انظر: النهاية، مادة: جيف).

ص: 98

[20849] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: إِذَا حَدَّثْتَ بِاللَّيْلِ فَاخْفِضْ صَوْتَكَ، وإِذَا حَدَّثْتَ بِالنَّهَارِ فَانْظُرْ مَنْ حَوْلَكَ.

[20850] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِشْرُ

(1)

بْنُ رَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهِ يَقُولُ: إِنِّي

(2)

وَجَدْتُ فِي حِكْمَةِ آلِ دَاوُدَ: عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ

(3)

لَا يَشْتَغِلَ عَنْ أَرْبَعِ سَاعَاتٍ: سَاعَةٍ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّه، وَسَاعَةٍ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَه، وَسَاعَةٍ يُفْضِي

(4)

فِيهَا إِلَى إِخْوَانِهِ الَّذِينَ يَصْدُقُونَهُ عُيُوبَه، وَيَنْصَحُونَهُ فِي نَفْسِهِ، وَسَاعَةٍ يُخَلِّي فِيهَا بَينَ نَفْسِهِ وَبَيْنَ لَذَّتِهَا مِمَّا يَحِلُّ وَيَجْمُلُ

(5)

، فَإِنَّ هَذِهِ السَّاعَةَ عَوْنٌ لِهَذِهِ السَّاعَاتِ، وَاسْتِجْمَامٌ لِلْقُلُوبِ، وَفَضْلٌ وَبُلْغَةٌ، وَعَلَى الْعَاقِلِ أَلَّا يَكُونَ ظَاعِنًا إِلَّا فِي إِحْدَى ثَلَاثٍ: تَزَوُّدٍ لِمَعَادٍ، أَوْ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ، أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ، وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ عَالِمًا بِزَمَانِهِ، مُمْسِكًا لِلِسَانِهِ، مُقْبِلًا عَلَى شَأْنِهِ.

‌92 - بَابُ الْمَجَالِسِ بِالْأمَانَةِ

° [20851] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا يَتَجَالَسُ الْمُتَجَالِسَانِ

(6)

بِأَمَانَةِ اللَّهِ، فَلَا يَحِلُّ لِأَحَدِهِمَا أَنْ يُفْشِيَ عَنْ

(7)

صَاحِبِهِ مَا يَكْرَهُ".

(1)

في (س): "بشير" وهو تصحيف، والمثبت من (ف).

(2)

في (ف): "لأبي"، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "شعب الإيمان" للبيهقي (4353) من طريق عبد الرزاق، به.

(3)

ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "شعب الإيمان".

(4)

يفضي: يأوي. (انظر: التاج، مادة: فضو).

(5)

في (ف): "ويجهل" وهو تصحيف، وفي (س) بالحاء المهملة، والتصويب من المصدر السابق.

(6)

قوله: "يتجالس المتجالسان" وقع في (ف): "مجالس المتجالسون"، وفي (س):"يجالس المتجالسون"، والمثبت من "شعب الإيمان"(10677)، و"الآداب" كلاهما للبيهقي (106) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به، وكذا هو في "المقاصد الحسنة" للسخاوي (1/ 593) منسوبًا للمصنف.

(7)

في "الشعب" و"الآداب" و"المقاصد": "على".

ص: 99

‌93 - بَابُ الرَّجُلِ أَحَقُّ بِوَجْهِهِ

(1)

° [20852] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ".

° [20853] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا يُقِيمُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ"، قَالَ: وَكَانَ الرَّجُلُ يَقُومُ لاِبْنِ عُمَرَ مِنْ نِيَّةِ

(2)

نَفْسِهِ، فَمَا يَجْلِسُ فِي مَجْلِسِهِ.

° [20854] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ في الْوَرْدِ

(3)

، عَنْ أَبَانٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ اثْنَيْنِ فِي مَجْلِسٍ تَكَبُّرًا عَلَيْهِمَا، فَلْيَتَبَوَّأْ

(4)

مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

[20855] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ سَمِعْتُ وُهَيْبًا

(5)

، يَقُولُ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَنْ عَدَّ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلَامُهُ.

‌94 - كَفَّارَةُ

(6)

الْمَجَالِسِ

° [20856] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ

(1)

بعضه مطموس في (ف)، والمثبت من (س)، ولعل صوابه:"بمجلسه".

° [20852][الإتحاف: مي خز عه حب حم 18110].

° [20853][الإتحاف: عه حم 9658][شيبة: 26089].

(2)

في (س): "نيته"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(260) من طريق المصنف.

* [ف/ 113 أ].

(3)

في (س): "المورد" وهو تحريف، والمثبت من (ف).

(4)

التبوُّء: النزول، أي: لينزل منزله من النار. (انظر: النهاية، مادة: بوأ).

(5)

في (س): "وهبًا" وهو خطأ، والمثبت من (ف).

(6)

الكفارة: الفعلة والخصلة التي من شأنها أن تكفر الخطيئة، أي: تسترها وتمحوها، وهي فعالة للمبالغة، والجمع: كفارات. (انظر: النهاية، مادة: كفر).

ص: 100

الْفَقِيرِ، أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام عَلَّمَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ أَنْ يَقُولَ:"سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ". قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ غَيْرَهُ يَقُولُ: هَذَا الْقَوْلُ كَفَّارَةُ الْمَجَالِسِ.

[20857] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: ابْتَدِئُوا بِلَا إِلَهَ إِلَّا الله بَيْنَ الْكَلَامِ.

[20858] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَوْ غَيْرِهِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ جَالِسًا فِي نَفَرٍ، فَأَرَادُوا الْقِيَامَ، فَقَالَ رَجُلٌ: قُومُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ، وَقَالَ: قُومُوا بِاسْمِ اللَّهِ.

‌95 - بَابُ الْجُلُوسِ فِي الظِّلِّ * وَالشَّمْسِ

[20859] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرِةَ قَالَ إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الْفَيءِ فَقَلَصَ

(1)

عَنْه، فَلْيَقُمْ فَإِنَّهُ مَجْلِسُ الشَّيْطَانِ.

[20860] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: يُكْرَهُ أَنْ يَجْلِسَ الْإِنْسَانُ بَعْضُهُ فِي الظِّلِّ، وَبَعْضُهُ فِي الشَّمْسِ.

[20861] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَكُنْتُ جَالِسًا فِي الظِّلِّ وَبَعْضِي فِي الشَّمْسِ، قَالَ: فَقُمْتُ حِينَ سَمِعْتُه، فَقَالَ لِيَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ: اجْلِسْ، لَا بَأْسَ عَلَيْكَ، إِنَّكَ هَكَذَا

(2)

جَلَسْتَ

(3)

.

* [س/ 287].

(1)

في (ف): "فغاض"، وفي (س):"فعاص"، والمثبت من "السنن الكبرى" للبيهقي (5989)، "شرح السنة" للبغوي (12/ 301) كلاهما من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به.

القلوص والتقلص: أي: ارتفع وذهب. (انظر: النهاية، مادة: قلص).

(2)

في (س): "هنا"، والمثبت من (ف).

(3)

هذا الأثر كذا موضعه في (ف)، (س)، والأليق أن يكون عقب حديث ابن المنكدر عن أبي هريرة، =

ص: 101

‌96 - بَابُ الضَّجْعَةِ

(1)

عَلَى الْبَطْنِ

° [20862] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ قَالَ: دَعَانِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَنْزِلِهِ، وَرَهْطٌ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ

(2)

، فَدَخَلْنَا مَنْزِلَه، فَقَالَ:"أَطْعِمِينَا يَا عَائِشَةُ"، فَأَتَتْ بِشَيءٍ فَأَكَلُوه، ثُمَّ قَالَ:"زِيدِينَا يَا عَائِشَةُ"، فَزَادَتْهُمْ شَيْئًا يَسِيرًا أَقَلَّ مِنَ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ:"اسْقِينَا يَا عَائِشَةُ"، فَجَاءَتْ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ، فَشَرِبُوا، ثُمَّ قَالَ:"زِيدِينَا يَا عَائِشَةُ"، فَجَاءَتْ بِقَعْبٍ

(3)

مِنْ لَبَنٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنْ شِئْتُمْ رَقَدْتُمْ هَاهُنَا، وَإِنْ شِئْتُمْ فِي الْمَسْجِدِ"، قَالُوا: بَلْ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَخَرَجْنَا فَنِمْنَا فِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى إِذَا كَانَ السَّحَرُ كَظَّنِي بَطْنِي، فَنِمْتُ عَلَى بَطْنِي

(4)

، فَإِذَا رَجُلٌ يُحَرِّكُنِي بِرِجْلِهِ وَيَقُولُ: "هَكَذَا، فَإِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ

(5)

يُبْغِضُهَا اللَّهُ" قَالَ: فَرَفَعْتُ

(6)

رَأْسِي، فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

[20863] أخبرنا * عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: يُكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى بَطْنِهِ، وَالْمَرْأَةِ عَلَى قَفَاهَا.

= كما أوردهما البيهقي في "السنن الكبرى"(5989، 5990) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، متعاقبين.

(1)

الاضطجاع: الاستلقاء ووضع الجَنْب على الأرض أو نحوها. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: ضجع).

° [20862][شيبة:27215].

(2)

الصفة: موضع مظلل في مسجد المدينة كان يأوي إليه فقراء المهاجرين الذين لم يكن لهم منزل يسكنونه. (انظر: النهاية، مادة: صفف).

(3)

القعب والقعبة: إناء من خشب ضخم مدور مقعر. (انظر: المشارق)(2/ 190).

(4)

قوله: "على بطني" ليس في (س)، والمثبت من (ف).

(5)

في (س): "الضجعة"، والمثبت من (ف).

(6)

بعضه مطموس في (ف)، وأثبتناه من (س)، وهو موافق لما في "إكرام الضيف" للحربي (63) من طريق المصنف، به.

* [ف/ 113 ب].

ص: 102

‌97 - بَابٌ فِي

(1)

الشَّهَادَةِ وَغَيْرِهَا وَالْفَخِذِ

[20864] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ فِي الرَّجُلِ يَجِيءُ مَعَ الْخَصْمِ يَرَى أَنَّ عِنْدَهُ شَهَادَةً، وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ شَهَادَةٌ، قَالَ: هُوَ

(2)

شَاهِدُ زُورٍ.

[20865] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ قَوْمًا يَحْسِبُونَ أَبَا جَادٍ، وَيَنْظُرُونَ فِي النُّجُومِ، وَلَا أَرَى لِمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ خَلَاقٍ

(3)

.

° [20866] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَيَانِ

(4)

اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ إِلَّا بِإِذْنِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ".

° [20867] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

(5)

بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

مِثْلَهُ.

(1)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(2)

في (س): "هذا"، والمثبت من (ف).

[20865][شيبة: 26161].

(3)

الخلاق: الحظ والنصيب. (انظر: النهاية، مادة: خلق).

° [20866][الإتحاف: حب حم 9442، حب ط حم 9874، حم 10218، عه حم 10390، عه حم 10950، عه حم 10562، عه حم 10947، عه حم 11086، عه ط 11245، حم 11277، حم 11534].

(4)

كذا في (ف)، (س)، ويمكن توجيهه. ينظر:"تفسير أبي حيان الأندلسي"(1/ 456 - 457) تفسير قوله تعالى: {لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ} [البقرة: 83]. وعند البغوي في "شرح السنة"(13/ 90) من طريق الدبري، عن المصنف:"يتناجى"، والله أعلم.

° [20867][الإتحاف: حب حم 9442، حب ط حم 9874، حم 10218، عه حم 10390، عه حم 10450، عه حم 10562، عه حم 10947، عه حم 11086، عه ط 11245، حم 11277، حم 11534].

(5)

قوله: "أخبرنا عبد الرزاق عن عبد الله" ليس في (س)، والمثبت من (ف)، والحديث جاء من طريق عبد الله، وعبيد الله ابني عمر، عن نافع، به.

ص: 103

° [20868] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جَرْهَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِرَجُلٍ وَهُوَ كَاشِفٌ عَنْ فَخِذِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"غَطِّ فَخِذَكَ؛ فَإِنُّهَا مِنَ الْعَوْرَةِ".

‌98 - قَوْلُ الرَّجُلِ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ

[20869] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي الْحَلَالِ الْعَتَكِيِّ

(1)

قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى عُثْمَانَ فَكَلَّمْتُهُ فِي حَاجَةٍ، فَقَالَ لِي حِينَ كَلَّمْتُهُ: مَا شِئْتَ، ثُمَّ قَالَ: بَلِ اللَّهُ أَمْلَك، بَلِ اللَّهُ أَمْلَكُ.

° [20870] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَقُولُ: مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى

(2)

، قَالَ: فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَعْنِي حَتَّى

(3)

يَقُولَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ.

[20871] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ وَبِكَ، حَتَّى يَقُولَ: ثُمَّ بِكَ.

[20872] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَقُولَ: مَاشَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئْتَ.

° [20873] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ

(4)

أَنَّ رَجُلًا رَأَى فِي

(1)

في (ف)، (س):"العتكلي" وهو تحريف، والمثبت هو الصواب؛ إذ الحديث أخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة"(3/ 968)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(3/ 211) كلاهما من طريق غيلان بن جرير، عن أبي الحلال العتكي، به، وهو: زرارة بن ربيعة أبو الحلال العتكي، ينظر:"التاريخ" للبخاري (3/ 285)، "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (3/ 474).

° [20870][شيبة: 30191].

(2)

الغراية: الضلال. (انظر: النهاية، مادة: غوا).

(3)

ليس في (س)، والمثبت من (ف).

(4)

في (س): "عمر" وهو خطأ، والمثبت من (ف).

ص: 104

زَمَانِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَامِ: أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ مِنَ الْيَهُودِ فَأَعْجَبَتْهُ

(1)

هَيْئَتُهُمْ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَقَوْم لَوْلَا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ، قَالُوا: وَأَنْتُمْ لَقَوْمٌ لَوْلَا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللَّه، وَشَاءَ مُحَمَّدٌ، وَمَرَّ بِهِ قَوْمٌ مِنَ النَّصَارَى فَأَعْجَبَتْهُ

(1)

هَيْئَتُهُمْ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَقَوْمٌ لَوْلَا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ، فَقَالُوا: وَأَنْتُمْ إِنَّكُمْ لَقَوْمٌ لَوْلَا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ، فَغَدَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَه، فَقَالَ:"قَدْ كنْتُ أَسْمَعُهَا مِنْكُمْ فَتُؤْذِينِي، فَلَا تَقُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ، وَقُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ".

‌99 - بَابُ الْحِجَامَةِ

(2)

وَمَا جَاءَ فِيهِ

(3)

° [20874] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةَ أَهْدَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَاةً مَصْلِيَّةً

(4)

بِخَيْبَرَ، فَقَالَ:"مَا هَذِهِ؟ " قَالَتْ: هَدِيَّةٌ، وَحَذِرَتْ أَنْ تَقُولَ: هِيَ مِنَ الصَّدَقَةِ

(5)

، فَلَا يَأْكُلْ، قَالَ: فَأَكَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَأَكَلَ أَصْحَابُه، ثُمَّ قَالَ:"أَمْسِكُوا"، فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ:"هَلْ سَمَمْتِ هَذِهِ الشَّاةَ؟ " قَالَتْ: مَنْ أَخْبَرَكَ؟ قَالَ: "هَذَا الْعَظْمُ" لِسَاقِهَا وَهُوَ فِي يَدِهِ، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ:"لِمَ؟ " قَالَتْ: أَرَدْتُ إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا أَنْ يَسْتَرِيحَ مِنْكَ النَّاس، وإِنْ كنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ، قَالَ: فَاحْتَجَمَ * النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم علَى الْكَاهِلِ

(6)

، وَأَمَرَ أَصحَابَهُ

(1)

في (س): "فأعجبه"، والمثبت من (ف).

(2)

الحجامة والاحتجام: مصّ الدم من الجرح أو القيح بالفم أو بآلة كالكأس. (انظر: معجم لغة الفقهاء)(ص 153).

(3)

وقع هذا التبويب في (س) بلفظ: "باب ما جاء في الحجامة وما جاء فيه"، والمثبت من (ف).

(4)

في (س): "مصلتة" وهو تصحيف، والمثبت من (ف).

المصلية: المشوية. (انظر: النهاية، مادة: صلا).

(5)

قوله: "هي من الصدقة" وقع في (س): "هي صدقة"، والمثبت من (ف).

* [س/ 288].

(6)

الكاهل: ما بين كتفي الإنسان. وقيل: موصل العنق في الصلب. (انظر: المشارق)(1/ 348).

ص: 105

فَاحْتَجَمُوا، فَمَاتَ بَعْضُهُمْ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَسْلَمَتْ فَتَرَكَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَمَّا النَّاسُ فَيَقُولُونَ: قَتَلَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

° [20875] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أُمَّ مُبَشِّرٍ

(1)

، قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: مَا تَتَّهِمُ بِنَفْسِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنِّي لَا أَتَّهِمُ بِابْنِي إِلَّا الشَّاةَ الْمَسْمُومَةَ

(2)

الَّتِي أَكَلَ مَعَكَ بِخَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"وَأَنَا لَا أَتَّهِمُ إِلَّا ذَلِكَ بِنَفْسِي، هَذَا أَوَانُ قَطْعِ أَبْهَرِي" يَعْنِي: عِرْقَ الْوَرِيدِ.

° [20876] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنِ احْتَجَمَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَيَوْمَ السَّبْتِ فَأَصَابَهُ وَضَحٌ

(3)

، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ".

° [20877] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ:

(1)

قوله: "عن كعب بن مالك أن أم مبشر" كذا في (ف)، (س). والحديث أخرجه أبو داود (رواية ابن الأعرابي). ينظر:"السنن"(4455)، رمن طريقه ابن حزم في "المحلى"(11/ 229)، عن مخلد بن خالد، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، أن أم مبشر

فذكره. قال أبو داود: وربما حدث عبد الرزاق بهذا الحديث مرسلًا عن معمر، عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وربما حدث به عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب. وذكر عبد الرزاق أن معمرًا كان يحدثهم بالحديث مرة مرسلًا فيكتبونه، ويحدثهم مرة فيسنده فيكتبونه، فلما قدم عليه ابن المبارك أسند له معمر أحاديث كان يوقفها. اهـ. وأخرجه أحمد في "مسنده"(24564)، ومن طريقه الحاكم في "المستدرك"(5041)، من طريق رباح، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن أم مبشر

فذكره. وأخرجه أبو داود (رواية ابن الأعرابي، انظر الموضع السابق)، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى"، كلاهما من طريق معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أمه، أن أم مبشر

فذكره. قال ابن الأعرابي: كذا قال: عن أمه. والصواب: عن أبيه، عن أم مبشر. أهـ. فاللَّه أعلم، هل هو عند عبد الرزاق كذلك، أم في النسخ سقط؟!

(2)

في (ف): "المشوية"، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "المحلى".

(3)

في (س): "مرض" وهو تحريف، والمثبت من (ف).

ص: 106

الْمُغِيرَةُ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدْتُ بِهَا شَيْخًا يَحْتَجِمُ فِي رَأْسِهِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ حَجْمَةٌ مُبَارَكَةٌ احْتَجَمَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: "إِنَّهَا تَنْفَعُ مِنَ الجُذَامِ وَالْبَرَصِ، وَوَجَعِ الْأَضْرَاسِ

(1)

، وَوَجَعِ الْعَيْنَيْنِ، وَوَجَعِ الرَّأْسِ، وَمِنَ النُّعَاسِ، وَلَا يَمُصُّ إِلَّا ثَلَاثَ مَصَّاتٍ، فَإِنْ كَثُرَ دَمُهَا وَضَعْتَ يَدَكَ عَلَيْهَا" يَعْنِي: الْبَأسَ

(2)

، قَالَ مَعْمَرٌ: احْتَجَمْتُهَا فَخُرِفَ عَلَيَّ، فَقُمْتُ وَمَا أَقْدِرُ مِنَ الْقُرْآنِ عَلَى حَرْفٍ

(3)

، حَتَّى كُنْتُ لأُصَلِّي فَآمُرُ مَنْ يُلَقِّنُنِي، قَالَ: ثُمَّ أَذْهَبَ اللَّهُ ذَلِكَ، فَلَمْ أَحْتَجِمْهَا بَعْدَ ذَلِكَ.

° [20878] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَه، وَلَوْ كَانَ سُحْتًا

(4)

لَمْ يُعْطِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

° [20879] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "مَا تَدَاوَتِ الْعَرَبُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ مَصَّةِ حَجَّامٍ، أَوْ شَرْبَةِ

(5)

عَسَلٍ".

‌100 - بَابُ سَتْرِ الْبُيُوتِ

° [20880] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ وَخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا

(6)

: تَزَوَّجَ صفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، فَدَعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ إِلَى

(1)

في (س): "الأمراض"، والمثبت من (ف).

(2)

في (س): "الناس"، والمثبت من (ف).

(3)

الحرف: أراد بالحرف اللغة من لغات العرب. (انظر: النهاية، مادة: حرف).

° [20878][شيبة: 21385،21382].

(4)

السحت: الحرام الذي لا يحل كسبه؛ لأنه يسحت البركة، أي: يذهبها. (انظر: النهاية، مادة: سحت).

(5)

بعده في (س): "من"، والمثبت من (ف).

(6)

في (ف)، (س):"قال"، والمثبت من "الشعب" للبيهقي (6156) من طريق الدبري، عن المصنف، به.

ص: 107

بَيْتِهِ، وَقَدْ سُتِرَ بِهَذِهِ الْأُدُمِ

(1)

الْمَنْقُوشَةِ

(2)

، فَقَالَ عُمَرُ: لَوْ كُنْتُمْ جَعَلْتُمْ مَكَانَ هَذَا مُسُوحًا

(3)

كَانَ أَحْمَلَ لِلْغُبَارِ مِنْ هَذَا.

° [20881] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يَقُولُ: بَلَغَ عُمَرَ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهَا: خُضَيْرَاءُ

(4)

نَجَّدَتْ

(5)

بَيْتَهَا، فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَمَّا بَعْد، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ الْخُضَيْرَاءَ

(6)

نَجَّدَتْ بَيْتَهَا، فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا فَاهْتِكْه، هَتَكَهُ الله، قَالَ: فَذَهَبَ الْأَشْعَرِيُّ بِنَفَرٍ مَعَهُ

(7)

حَتَّى دَخَلُوا الْبَيْتَ، فَقَامُوا فِي نَوَاحِيهِ، فَقَالَ: لِيَهْتِكْ كُلُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ مَا يَلِيهِ، رَحِمَكُمُ اللَّه، قَالَ: فَهَتَكُوا، ثُمَّ خَرَجُوا.

[20882] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: بَلَغَ عُمَرَ، أَنَّ صَفِيَّةَ امْرَأَةَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ سَتَرَتْ بُيُوتَهَا بِقِرَامٍ، أَوْ غَيْرِهِ أَهْدَاهُ لَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، فَذَهَبَ عُمَرُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَهْتِكَه، فَبَلَغَهُمْ فَنَزَعُوهُ

(8)

، فَلَمَّا جَاءَ عُمَرُ لَمْ يَجِدْ شَيْئًا، فَقَالَ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَأْتُونَنَا بِالْكَذِبِ!.

[20883] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا دَخَلَ

(1)

الأدم: جمع الأديم وهو الجلد. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: أدم).

(2)

في (ف): "المنقرشة"، والمثبت من (س)، وهو موافق لما عند البيهقي.

(3)

في (س): "منسوجًا"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند البيهقي.

* [ف/ 114 ب].

(4)

رسمه في (س) بالحاء المهملة، وفي (ف):"خضراء"، والمثبت من "الشعب" للبيهقي (8/ 507) من طريق الدبري، عن المصنف، به. وينظر:"كنز العمال"(38060) معزوًّا للمصنف.

(5)

في (س): "سترت"، والمثبت من (ف).

(6)

رسمه في (س) بالحاء المهملة، والمثبت من (ف).

(7)

ليس في (س)، والمثبت من (ف).

(8)

النزع: الجذب والقلع. (انظر: النهاية، مادة: نزع).

ص: 108

ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى امْرَأَتِهِ بِنْتِ حُسَيْنٍ، وَجَدَ فِي الْبَيْتِ ثَلَاثَةَ فُرُشٍ

(1)

، فَقَالَ: هَذَا لِي، وَهَذَا لَهَا، وَهَذَا لِلشَّيْطَانِ، أَخْرِجُوهُ عَنِّي.

° [20884] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاه، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دعِيَ إِلَى طَعَامٍ، فَإِذَا الْبَيْتُ مُظَلَّمٌ

(2)

مُزَوَّقٌ، فَقَامَ بِالْبَابِ ثُمَّ قَالَ:"أَخْضَر، وَأَحْمَرُ" فَعَدَّ أَلْوَانًا، ثُمَّ قَالَ:"لَوْ كَانَ لَوْنًا وَاحِدًا! "، ثُمَّ انْصَرَفَ وَلَمْ يَدْخُلْ.

‌101 - بَابُ الْمِنْدِيلِ وَالْقُمَامِ

(3)

° [20885] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ

(4)

ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ تُتْرَكَ الْقُمَامَةُ

(5)

فِي الْحُجْرَةِ، فَإِنَّهَا مَجْلِسُ الشَّيْطَانِ، وَأَنْ يُتْرَكَ الْمِنْدِيلُ الَّذِي يُمْسَحُ بِهِ مِنَ الطَّعَامِ فِي الْبَيْتِ، وَأَنْ ئجْلَسَ عَلَى الْوَلَايَا

(6)

، أَوْ يُضْطَجَعَ عَلَيْهَا.

[20886] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ وَهُوَ جَالِسٌ أَوْ مُضْطَجِعٌ عَلَى طِنْفِسَةِ

(7)

رَحْلِهِ

(8)

.

(1)

في (س): "فروش"، والمثبت من (ف).

(2)

الحديث أخرجه الخطابي في "غريب الحديث"(1/ 275) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق به، ثم قال:"مُظَلَّم معناهُ: مُمَوَّه مُزَوّق، مأْخوذ من الظَّلْم وهو مُوهَةُ الذَّهب والفِضة".

(3)

(في (س): "والعمائم" وهو تحريف، والمثبت من (ف).

(4)

سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).

(5)

تحرف في (س) إلى: "العمامة"، والمثبت من (ف).

(6)

تحرف في (ف)، (س) إلى:"اللوايا"، والتصويب من "مسند عبد بن حميد"(1106) من طريق حرام به، مطولًا. قال الزمخشري في "الفائق"(4/ 80، مادة: الواو مع اللام): "نهى صلى الله عليه وسلم أن يُجلس على الولايا ويُضطجع عليها. هي البراذع؛ لأنها تلي ظهور الدواب، الواحدة: وَلِيَّة"، وبنحوه في "شمس العلوم" للحميري (11/ 7289).

(7)

الطنفسة: بساط له أطراف رقيقة، وجمعه: طنافس. (انظر: النهاية، مادة: طنفس).

(8)

الرحل: سرج يوضع على ظهر الدواب للحمل أو الركوب. (انظر: المعجم العربي الأساسي، مادة: رحل).

ص: 109

‌102 - الْقَوْلُ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكَ

[20887] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَنْصورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ، قَالَ لَهُ الْمَلَكُ: هُدِيتَ، وإِذَا قَالَ: تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، قَالَ لَهُ الْمَلَكُ: كُفِيتَ، وإِذَا قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ الْمَلَكُ: وُقِيتَ، قَالَ: فَتَتَفَرَّقُ الشَّيَاطِين، فَتَقُولُ: لَا سَبِيلَ لكُمْ إِلَيْهِ، إِنَّهُ قَدْ هُدِيَ، وَكُفِيَ، وَوُقِيَ.

‌103 - بَابُ الْقَوْلِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ

° [20888] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَتْهُ تَسْأَلُهُ خَادِمًا مِنْ سَبْي

(1)

أُتِيَ بِهِ، وَفِي يَدِهَا أَثَرُ قُطْبِ * الرَّحَى

(2)

مِنْ كَثْرَةِ الطَّحْنِ، فَقَالَ لَهَا

(3)

: "سَأخبِرُكِ بِخَيْرٍ

(4)

مِنْ ذَلِكَ، إِذَا * أَوَيْتِ إِلَى فِرَاشِكِ فَسَبِّحِي

(5)

اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدِي اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبِّرِي اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَقُولِي: لَا إِلَهَ إِلَّا الله، تُتِمِّينَ بِهَا الْمِائَةَ"، فَرَجَعَهَا

(6)

بِذَلِكَ، وَلَمْ يُخْدِمْهَا شَيْئًا.

[20887][شيبة:29814،29813]

(1)

السَّبْي والسِّباء: الأسْر، والمراد ما وقع فيه من عبيد وإماء وغير ذلك. (انظر: اللسان، مادة: سبي).

* [س/ 289].

(2)

الرحى: الأداة الَّتِي يطحن بهَا، وَهِي حجران مستديران يوضع أَحدهما على الآخر ويدار الْأَعْلَى على قطب. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: رحى).

(3)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(4)

سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).

* [5/ 115 أ].

(5)

تصحف في (ف) إلى: "فسمي"، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "مسند إسحاق بن راهويه"(2090) عن المصنف، به.

(6)

آخره مطموس في (ف)، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما عند ابن راهويه.

ص: 110

قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ مَكْحُولًا يُحَدِّثُ نَحْوَه، وَزَادَ: قَالَ

(1)

: قَالَ عَلِيٌّ: مَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ بِهِنَّ وَلَا لَيْلَةَ الْهَرِيرِ بِصِفِّينَ

(2)

.

° [20889] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يأْمُرُ رَجُلًا إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ أَنْ يَقُولَ: "اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَألْجَأْتُ ظَهْرِي

(3)

إِلَيْكَ، رَهبَةً وَرَغْبَةً إِلَيكَ، لَا مَنْجَا وَلَا مَلْجَأَ مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ مَاتَ عَلَى الْفِطرَةِ

(4)

، وَإِنْ أَصْبَحَ أَصْبَحَ وَهُوَ قَدْ أَصَابَ خَيْرًا".

° [20890] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ بَعْدَه، ثُمَّ لْيَقُلْ: بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِاسْمِكَ أَرْفَعُه، اللَّهُمَّ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ

(5)

الصَّالِحِينَ".

(1)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(2)

صفين: موضع جنوب شرق بلدة الرقة (15 كم)، والمراد هنا الحرب التي كانت بين علي رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه. (انظر: أطلس الحديث النبوي) (ص 238).

° [20889][الإتحاف: مي عه حب حم 2133][شيبة: 27051، 27057، 27063، 29906، 29908].

(3)

ألجأت ظهري: أسندته إلى حفظك لما علمت أنه لا سند يتقوى به سواك ولا ينفع أحدا إلا حماك. (انظر: المرقاة (4/ 1654).

(4)

الفطرة: الدين الذي فطر الله عليه الخلق. (انظر: المشارق)(2/ 156).

° [20890][الإتحاف: حم 18536][شيبة: 27056، 129915].

(5)

بعده في (س): "عبادك"، ولم نثبتها وفقًا لـ (ف)؛ إذ الحديث أخرجه الطبراني في "الدعاء"(253) عن الدبري، وأحمد في "مسنده"(7926)، كلاهما عن عبد الرزاق، وليست عندهما هذه اللفظة، والحديث مشهور بها، فكأن الناسخ جرى قلمُه بمحفوظِه، والله أعلم.

ص: 111

° [20891] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَشَكَا إِلَيْهِ وَحْشَةً يَجِدُهَا، فَقَالَ لَهُ:"أَلَا أُعَلِّمُكَ مَا عَلَّمَنِي الرُّوحُ الْأَمِينُ جِبْرِيلُ؟ " قَالَ لِي: "إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ يَكِيدُكَ، فَإِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ

(1)

التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ، مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ

(2)

فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ

(3)

فِي الْأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا

(4)

، وَمِنْ شَرِّ طَوَارِقِ

(5)

اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كلِّ طَارِقٍ يَطْرُقُ إِلَّا طَارِقًا

(6)

يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ".

° [20892] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يُحَدِّثُ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ، بِمَكَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْتَقْبِلُ بِهِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، فَقَالَ: "قُلِ: اللَّهُمَّ فَاطِرَ

(7)

السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَه، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ

(8)

"، قَالَ: "وَقُلْهُنَّ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ"، قَالَ: فَدَعَا عَطَاءٌ بِدَوَاةٍ وَكَتِفٍ، فَكَتَبَهُنَّ *.

° [20891][شيبة:30236،24065].

(1)

كلمات الله: أسماء الله الحسنى وصفاته وكتبه المنزلة. (انظر: المرقاة)(4/ 17).

(2)

العروج: الصعود. (انظر: النهاية، مادة: عرج).

(3)

ذرأ: خلق. (انظر: النهاية، مادة: ذرأ).

(4)

في (س): "فيها"، والمثبت من (ف).

(5)

الطوارق: جمع طارق، وهو: كل آت بالليل. (انظر: النهاية، مادة: طرق).

(6)

في (س): "طارق" على صورة المرفوع، والمثبت من (ف).

° [20892][شيية: 27054، 29884].

(7)

الفاطر: المبتدئ. (انظر: النهاية، مادة: فطر).

(8)

الشرك: ما يدعو إليه الشيطان، ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى. (انظر: النهاية، مادة: شرك).

* [ف/ 115 ب].

ص: 112

[20893] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ كَعْبًا كَانَ يَقُولُ: لَوْلَا كَلِمَاتٌ أَقُولُهُنَّ حِينَ أُصْبحُ وَحِينَ أُمْسِي لَتَرَكَنِي الْيَهُودُ أَعْوِي مَعَ الْعَاوِيَاتِ

(1)

، وَأَنْبَحُ مَعَ النَّابِحَاتِ

(2)

: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّةِ، الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ، الَّذِي

(3)

لَا يُخْفَرُ جَارُه، الَّذِي

(3)

يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، وَذَرَأَ، وَبَرَأَ.

° [20894] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ قَالَ: لَدَغَتْ

(4)

رَجُلًا عَقْرَبٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: "لَوْ قَالَ حِينَ أَمْسَى: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ تَضْرُرْهُ

(5)

". قَالَ: فَقَالَتْهَا امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِي، فَلَدَغَتْهَا حَيَّةٌ فَلَمْ تَضْرُرْهَا

(6)

.

[20895] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبحُ: أَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ مِنْ شَرِّ السُّامَّةِ، وَالْهَامَّةِ، وَمِنْ شَرِّ مَا خَلَقْتَ، لَمْ تَضُرَّهُ دَابَّةٌ.

[20896] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، أَن عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ،

(1)

قوله: "أعوي مع العاويات" وقع في (س): "أغوي من الغاويات"، والمثبت من (ف).

(2)

قوله: "وأنبح مع النابحات" وقع في (ف): "وأنيح مع النايحات"، والمثبت من (س) هو الصواب؛ فقد أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(5/ 377) عن قزعة بن سويد، عن إسماعيل بن أمية، عن كعب بلفظ:"لجعلتني اليهود مع الكلاب النابحة أو الحمر الناهقة"، وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(30217) عن تبيع، عن كعب بلفظ:"لجعلتني اليهود أصيح مع الحمر الناهقة وأعوي مع الكلاب العاوية"، وأخرجه ابن أبي الدنيا في "كتاب الدعاء" - كما في "إتحاف السادة المتقين" للزبيدي (5/ 133) - من طريق إبراهيم بن أبي بكر، عن كعب بلفظ:"لجعلتني اليهود من الحمر الناهقة والكلاب النابحة والذئاب العاوية".

(3)

في (س): "والذي"، والمثبت من (ف).

(4)

في (س): "لذعت"، والمثبت من (ف).

(5)

في (س): "يضره"، والمثبت من (ف).

(6)

في (س): "تضرها"، والمثبت من (ف).

[20896][شيبة:29999].

ص: 113

كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ لَا أَسْتَطِيعُ دَفْعَ مَا أَكْرَه، وَلَا أَمْلِكُ نَفْعَ مَا أَرْجُو، وَأَصْبَحَ الْأَمْرُ بِيَدِ غَيْرِي، وَأَصْبَحْتُ مُرْتَهَنًا بِعَمَلِي، فَلَا فَقِيرٌ أَفْقَرُ مِنِّي، اللَّهُمَّ لا تُشْمِت بِي عَدوَي، وَلا تسُؤ بِي

(1)

صَدِيقِي، وَلاتَجْعَل مُصِيبَتِي في دِينِي، وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ مَنْ لَا يَرْحَمُنِي.

‌104 - بَابُ الطُّهُورِ

[20897] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ أَبِي مُرَايَةَ

(2)

الْعِجْلِيِّ قَالَ: مَنْ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ طَاهِرًا، وَ

(3)

نَامَ ذَاكِرًا، كَانَ فِرَاشهُ مَسْجِدًا، وَكَانَ فِي صَلَاةٍ وَ

(4)

ذِكْرٍ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَ

(5)

مَنْ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ غَيْرَ طَاهِرٍ، وَنَامَ غَيْرَ ذَاكِرٍ، كَانَ فِرَاشُهُ قَبْرًا، وَكانَ جِيفَةً حَتَّى يَسْتَيقِظَ.

° [20898] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، ذَكَرَهُ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ فِي الْإِنْسَانِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ

(6)

مَفْصِلًا، فَمَنْ كَبَّرَ اللَّهَ، وَحَمِدَ اللَّهَ

(7)

، وَهَلَّلَ

(8)

اللهَ، عَدَدَهَا فِي يَوْمٍ، أَمْسَى وَقَدْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ *".

(1)

قوله: "تسؤ بي" وقع في (س): "يسؤني"، والمثبت من (ف).

(2)

في (ف): "مرية"، وفي (س):"يزيد"، والمثبت من "فتح الباري" لابن حجر (11/ 110) نقلًا عن عبد الرزاق، به.

(3)

في (ف): "أو"، والمثبت من "فتح الباري".

(4)

في (ف): "أو"، والمثبت من (س)، وهو موافق لما في "فتح الباري".

(5)

قوله: "من أوى إلى فراشه طاهرا ونام ذاكرا كان فراشه مسجدا وكان في صلاة وذكر حتى يستيقظ و" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(6)

قوله: "ثلاثمائة وستين" وقع في (س): "ثلاثا وثلاثين" وهو وهم من الناسخ، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند ابن بطال في "شرح صحيح البخاري"(5/ 85) نقلًا عن عبد الرزاق.

(7)

قوله: "وحمد الله" وقع في (س): "وحمده"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند ابن بطال.

(8)

التهليل: قول: لا إله إلا الله. (انظر: ذيل النهاية، مادة: هلل).

* [س/ 290].

ص: 114

‌105 - ذِكْرُ الله فِي المضَاجِعِ

(1)

[20899] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَن سَعِيدَ بْنَ

(2)

الْعَاصِ نَكَحَ

(3)

امْرَأَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَنْكِحْكِ رَغْبَةً فِي النِّسَاءِ، وَلَكِنْ نَكَحْتُكِ لِتُخْبِرِينِي عَنْ صَنِيع عُمَرَ، فَقَالَتْ: كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ، وَضعَ عِنْدَهُ إِنَاءً فِيهِ مَاءٌ، فَإِذَا تَعَارَّ

(4)

مِنَ اللَّيْلِ أَخَذَ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ فَمَسَحَ يَدَهُ وَوَجْهَه، ثُمَّ ذَكَرَ اللَّهَ.

° [208900] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ *، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ نَامَ وَفِي

(5)

يَدِهِ أَثَرُ غَمْرٍ

(6)

فَأَصَابَتهُ بَلِيَّةٌ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ".

(1)

المضاجع: جمع مضجع، وهو: ما يضطجع عليه ويفترشه إذا نام. (انظر: مجمع البحار، مادة: ضجع).

(2)

بعده في (ف)، (س):"أبي"، وهو خطأ، والتصويب من "شعب الإيمان" للبيهقي (4712) من طريق المصنف، به. وينظر ترجمته في "تهذيب الكمال"(10/ 501).

(3)

هذا خلاف المعروف والوارد في كتب التواريخ والتراجم؛ فإن سعيدًا خطبها لكن لم يتزوجها، والقصة مشهورة، وقد رواها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (6/ 415) من طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال:"خطب سعيد بن العاص أم كلثوم بنت علي، بعد عمر رضي الله عنه، وبعث إليها بمائة ألف، فدخل عليها الحسين فشاورته، فقال: لا تَزَوَّجِيه، فأرسلت إلى الحسن، فقال: أنا أُزوجه، فاتّعدوا لذلك، وحضر الحسن، وأتاهم سعيد ومن معه، فقال سعيد: أين أبو عبد الله - يعني الحسين -؟ قال له الحسن: أكفيك دونه، قال: فلعل أبا عبد الله كره هذا يا أبا محمد - يعني الحسن -؟ قال: قد كان، وأكفيك، قال: إذًا لا أدخل في شيء يكرهه، ورجع ولم يعرض في المال، ولم يأخذ منه شيئًا". وينظر: "تاريخ دمشق" لابن عساكر (21/ 130)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (2/ 497)، "البداية والنهاية" لابن كثير (11/ 322).

(4)

تعار: هبّ من نومه واستيقظ. (انظر: النهاية، مادة: تعر).

* [ف/ 116 أ].

(5)

ليس في (ف)، واستدركناه من (س).

(6)

الغَمَر: الدسم من اللحم. (انظر: النهاية، مادة: غمر).

ص: 115

° [20901] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ قَالَ: وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ رَجُلٍ رِيحَ غَمْرٍ، فَقَالَ:"هَلَّا غَسَلْتَ هَذَا الْغَمْرَ عَنْكَ! ".

[20902] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، سَأَلَ الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ أَيَنَامُ الرَّجُلُ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ؟ فَقَالَ: يُكْرَهُ ذَلِكَ، وإِنَّا لَنَفْعَلُهُ.

[20903] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، أَنَّهُ بَالَ ثُمَّ تَيَمَّمَ بِالْجَدْرِ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ يُدْرِكَنِي الْمَوْتُ قَبْلَ أَنْ أَتَوَضَّأَ.

[20904] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو يَحْيَى، أَنَّهُ سَمِعَ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا تَنَامَنَّ إِلَّا عَلَى وُضُوءٍ، فَإِنَّ الْأَرْوَاحَ تُبْعَثُ عَلَى مَا قُبِضَتْ عَلَيْهِ.

‌106 - مَنْ نَامَ حَتَّى يُصْبِحَ

° [20905] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا نَامَ عُقِدَ عِنْدَ رَأْسِهِ ثَلَاثُ عُقَدٍ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ وَذَكَرَ اللَّهَ حُلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا تَوَضَّأَ حُلَّتْ أخرَى، فَإِذَا صَلَّى حُلَّتِ الثَّالِثَة، فَيُصْبحُ طَيِّبَ النَّفْسِ

(1)

يَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ زَادَ

(2)

"، قَالَ: "وَإِنَّ الْإِنْسَانَ لَيُوقَظُ

(3)

مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَيُوقَظُ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى، فَيَجِيءُ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ لَهُ: إِنَّ عَلَيْكَ لَيْلًا فَارْقُدْ، فَإِنْ أَطَاعَ الشَّيْطَانَ رَقَدَ، ثُمَّ يُوقَظُ الثَّانِيَةَ فَيَقُولُ لَهُ الشَّيْطَانُ: إِنَّ عَلَيْكَ لَيْلًا فَارْقُدْ، فَإِنْ أَطَاعَ الشَّيْطَانَ رَقَدَ، فَتُصْبحُ عُقَدُهُ كَمَا هِيَ، وَيُصْبحُ خَبِيثَ النَّفْسِ - أَوْ قَالَ: ثَقِيلَ النَّفْسِ - نَادِمًا عَلَى مَا فَرَّطَ مِنْه، فَذَلِكَ الَّذِي يَبُولُ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ".

(1)

طيب النفس: انبساطها وانشراحها. (انظر: المصباح المنير، مادة: طيب).

(2)

ليس في (س)، والمثبت من (ف).

(3)

في (ف): "يوقظ"، والمثبت من (س).

ص: 116

° [25901] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا رَجُلٌ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ بِعَشْرِ آيَاتٍ، فَيُصْبحُ قَدْ كُتِبَتْ لَهُ بِهَا مِائَةُ حَسَنَةٍ، أَلَا رَجُلٌ صَالِحٌ يُوقِظُ امْرَأَتَهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَإِنْ قَامَتْ وَإِلَّا نَضَحَ وَجْهَهَا بِالْمَاءِ، فَقَامَا لِلَّهِ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ".

[20907] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ طَاوُس: هَلْ كَانَ أَبُوكَ رُبَّمَا نَامَ حَتَّى أَصْبَحَ؟ قَالَ: رُيَّمَا أَتَى عَلَيْهِ ذَلِكَ.

[20958] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ الْأَسَدَ حَبَسَ النَّاسَ لَيْلَةً فِي طَرِيقِ الْحَجِّ، فَدَقَّ

(1)

النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ ذَهَبَ عَنْهُمْ، فَنَزَلَ النَّاسُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَأَلْقَوْا أَنْفُسَهُمْ فَنَامُوا، وَقَامَ طَاوُسٌ يُصَلِّي، فَقَالَ رَجُلٌ لِطَاوُسٍ: أَلَا تَنَامُ، فَإِنَّكَ قَدْ نَصَبْتَ

(2)

اللَّيْلَةَ، قَالَ: فَقَالَ طَاوُسٌ: وَهَلْ يُنَامُ السَّحَرُ؟

‌107 - بَابُ الْأسْمَاءَ وَالْكُنَى

*

° [20909] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ اسْمُهُ الْحُبَابَ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عبْدَاللَّهِ، وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ لْحُبَابَ اسْمُ الشَّيْطَانِ".

[20910] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قُلْتُ لِحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ: كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ يُسَمَّى بِجِبْرِيلَ، وَمِيكَائِيلَ؟ فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ.

[20911] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ

(3)

،

° [20906][شيبة:36489].

(1)

في (ف)، (س):"فرق"، وهو تصحيف، والتصويب من "تهذيب الكمال"(13/ 369) من طريق الدبري، به، "سير أعلام النبلاء"(5/ 39)، "تاريخ الإسلام"(3/ 65) معلقًا عن عبد الرزاق، به.

(2)

النصب: التعب. (انظر: النهاية، مادة: نصب).

* [ف/116 ب].

° [20911][الإتحاف: حب حم 16573].

(3)

كذا في (ف)، (س)، وفي البخاري (6196)، و"الآحاد والمثاني"(2/ 40)، و"صحيح ابن حبان" =

ص: 117

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا اسْمُكَ؟ " قَالَ: حَزْنٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ"، قَالَ: لَا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي، قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: فَمَا زَالَتْ فِينَا حُزُونَةٌ بَعْدُ.

° [20912] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كنَّي صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ وَهُوَ مُشْرِكٌ، فَقَالَ:"انْزِلْ أَبَا وَهْبٍ".

[20913] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ عُثْمَانَ كَنَّى الْفُرَافِصةَ الْحَنَفِيَّ، وَهُوَ نَصْرَانِيٌّ، فَقَالَ: نَحْنُ أَحَقُّ بِأَنْ نَتَّقِي ذَلِكَ أَبَا حَسَّانَ!

° [20914] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عِكرِمَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ عِنْدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: قُمْ فَاحْلِبْ هَذِهِ النَّاقَةَ يَا مُرَّة، فَقَالَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم:"اجْلِسْ يَا مُرَّةُ" فَقَالَ الْآخَرُ: قُمْ فَاحْلِبْهَا يَا مُرَّة، فَقَالَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم:"اجْلِسْ يَا مُرَّةُ"، كَأَنَّهُ كَرِهَ الاِسْمَ.

[20915] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كِتَابٌ مِنْ دِهْقَانٍ

(1)

يُقَالُ لَهُ جُوَانَانْبَهْ، فَأَرَادَ عُمَرُ أَنْ يَكْتُبَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: تَرْجِمُوا لِيَ اسْمَهُ؟ فَقَالُوا: هَذَا بِالْعَرَبِيَّةِ خَيْرُ الْفِتْيَانِ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ مِنَ الْأَسْمَاءِ أَسْمَاءً لَا يَنْبَغِي أَنْ يُسَمَّى بِهَا *، اكْتُبْ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى شَرِّ الْفِتْيَانِ.

[20916] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ ابْنًا لِعُمَرَ تَكَنَّى أَبَا عِيسَي، فَنَهَاهُ عُمَرُ.

[20917] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَيوب، عَنْ نَافِعٍ مِثْلَهٌ، وَزَادَ فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ عِيسَى لَا أَبَ لَهُ.

= (5858)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 516) وغيرهم من طريق المصنف، به:"عن أبيه، عن جده".

(1)

الدهقان: زعيم فلاحي الْعَجم ورئيس الإقليم (القرية)، سموا بذلك لترفهم وسعة عيشهم من الدهقنة، وَهِي: تليين الطَّعَام. (انظر: المشارق)(1/ 262).

* [س/1291].

ص: 118

° [20918] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ

(1)

عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُلُّ نِسَائِكَ لَهَا كُنْيَةٌ غَيْرِي، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(2)

: "اكْتَنِي أَنْتِ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ"، فَكَانَ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى مَاتَتْ، وَلَمْ تَلِدْ قَطُّ.

[20919] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ

(3)

أَبِي سُلَيْمٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: لَا تُسَمُّوا الْحَكَمَ، وَلَا أَبَا الْحَكَمِ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَم، وَلَا تُسَمُّوا الطَّرِيقَ السَّكَّةَ.

[25920] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ: أَبْغَضُ الْأَسْمَاءَ إِلَي اللَّهِ: مَالِكٌ، وَأَبُو مَالِكٍ.

° [20921] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَرَادَ رَجُلٌ أَنْ يُسَمِّيَ ابْنًا لَهُ الْوَلِيدَ، فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:"إِنَّهُ سَيَكُونُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْوَلِيدُ يَعْمَلُ فِي أُمَّتِي كَمَا فَعَلَ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ".

° [20922] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَن أَبِيهِ، أَنَّ مَكَانًا كَانَ اسْمُهُ بَقِيَّةَ * الضَّلَالَةِ، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَقِيَّةَ الْهُدَى.

قَالَ: وَمَرَّ بِقَوْمٍ، فَقَالَ لَهُمْ:"مَنْ أَنْتُمْ "؟ قَالُوا: بَنُو مُغْوِيَةَ

(4)

، فَسَمَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَنِي رِشْدَةَ.

° [20918][الإتحاف: عه حم 22347].

(1)

قوله: "عن معمر" ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "المسند"(25820)، والبغوي في "شرح السنة"(12/ 348) من طريق المصنف، به.

(2)

قوله: "يا رسول الله كل نسائك لها كنية غيري فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف)

(3)

تصحف في (ف) إلى: "عن"، والمثبت من (س).

* [ف / 117 أ].

(4)

في (ف)، (س):"معاوية"، والتصويب من "سنن أبي داود"(4870)، وقال بعدما ذكر عدة أخبار مماثلة:"تركت أسانيدها للاختصار".

ص: 119

° [20923]، أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ

(1)

عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ كَانَ اسْمُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَبْدَ الْكَعْبَةِ

(2)

، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ الرَّحْمَنِ، قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: وَكَانَ اسْمُ أَبِي بَكْرٍ: عَتِيقَ بْنَ عُثْمَانَ.

[20924] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: جَمْرَةُ

(3)

، فَقَالَ: ابْنُ مَنْ؟ قَالَ: ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ: مَنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنَ الْحُرَقَةِ، قَالَ: أَيْنَ تَسْكُنُ؟ قَالَ: حَرَّةَ النَّارِ، قَالَ: بِأَيِّهَا؟ قَالَ: بِذَاتِ اللَّظَى، فَقَالَ عُمَرُ: أَدْرِكْ بِالْحَيِّ لَا يَحْتَرِقُوا.

[20925] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ، أَن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: يُصَفِّي لِلْمَرْءَ وُدَّ أَخِيهِ، أَنْ يَدْعُوَهُ بِأَحَبِّ الْأَسْمَاءِ إِلَيْهِ، وَأَنْ يُوَسِّعَ لَهُ فِي الْمَجْلِسِ، وَيُسَلَّمَ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ.

‌108 - اسْمُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكُنْيَتُهُ

° [20926] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ

(4)

، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ".

° [20927] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ غُلامٌ فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ،

(1)

قوله: "عن أيوب" ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من الطبراني في "الكبير"(1/ 126) من طريق المصنف، به.

(2)

قوله: "عبد الكعبة" ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من المصدر السابق.

(3)

قوله: "قال: جمرة" ليس في (ف)، ومكانه بياض في (س)، واستدركناه من "مرقاة المفاتيح"(7/ 290)، "عون المعبود"(10/ 296) عن ابن المسيب، به، وهو عند مالك في "الموطأ - رواية يحيى الليثي"(3570) عن يحيى بن سعيد، عن عمر، به.

° [20926][الإتحاف: عه طح حم 19906].

(4)

قوله: "عن أيوب" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

° [20927][الإتحاف: حم 2652][شيبة: 26445].

ص: 120

فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: وَاللَّهِ لَا نُكَنِّيكَ بِهِ أَبَدًا، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَثْنَى عَلَى الْأَنْصَارِ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ:"تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي".

‌109 - بَابٌ لَا يَقُولُ أحَدٌ رَبِّي وَلَا رَبَّتِي

[20928] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي، وَلْيقُلْ: فَتَايَ وَفَتَاتي، وَلَا يَقُلِ الْعَبْدُ: رَبِّي، وَلَا رَبَّتِي، وَلكِنْ لِيقُلْ: سَيِّدِي وَسَيِّدَتي.

° [20929] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: أَطْعِمْ رَبَّكَ، اسْقِ رَبَّكَ، وَضِّئْ رَبَّكَ، وَلْيَقُلْ: سَيِّدِي وَمَوْلَايَ، وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُم: عَبْدِي وَأَمَتِي، وَلْيَقُلْ: فَتَايَ وَفَتَاتِي، وَغُلَامِي".

‌110 - بَابُ مَا يُتَّقَى مِنَ الْجِنِّ الْقَائِلَةَ

(1)

وَنَحْوِ ذَلِكَ

° [25930] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ أَبُو حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ إِلَي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ فِيهِ لَبَنٌ يَحْمِلُهُ مَكْشُوفًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا كنْتَ خَمُّرْتَهُ

(2)

وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرُضُهُ عَلَيْهِ".

° [20931] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ".

° [20932] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَا أُرَاهُ إِلَّا

[20928][الإتحاف: حم حب 19908].

(1)

القائلة: وقت القيلولة، وهي: الاستراحة نصف النهار، وإن لم يكن معها نوم. (انظر: النهاية، مادة: قيل).

° [20930][الإتحاف: عه حم 2768].

(2)

التخمير: التغطية. (انظر: النهاية، مادة: خمر).

° [20931][الإتحاف: عه حم 9662][شيبة: 26435].

ص: 121

رَفَعَه، قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالْخُرُوجَ بَعْدَ هَدْأَةِ

(1)

اللَّيْلِ؛ فَإِنَّ لِلَّهِ دَوَابَّ * يَبُثُّهَا

(2)

فِي الْأَرْضِ، تَفْعَلُ مَا تُؤْمَرُ بِهِ، فَإِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ نُهَاقَ حِمَارِ، أَوْ نُبَاحَ كَلْبٍ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ مَا لَا تَرَوْنَ".

° [20933] أخبرنا عَبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

(3)

قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَنْ تُجَافَ الْأَبْوَاب، وَتُطْفَى الْمَصَابِيح، وَتُخَمَّرَ الآنِيَة، وَتُوكَى الْأَوْعَيَةُ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ غَلَقًا، وَلَا يَحُلُّ وِكَاءَ

(4)

، وَلَا يَكْشِفُ غِطَاءً، وإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ

(5)

تَأْتي الْمِصْبَاحَ فَتَأْخُذُ الْفَتِيلَةَ فَتُحْرِقُ عَلَي أَهْلِ الْبَيْتِ.

[20934] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَمُرَّ عَلَيْنَا عِنْدَ نِصفِ النَّهَارِ أَوْ قُبَيْلَه، فَيَقُولُ: قُومُوا فَقِيلُوا، فَمَا بَقِيَ فَهْوَ لِلشَّيْطَانِ.

[20935] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ * أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَسِيرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ أَرْبَعَ لَيَالٍ، وَرَاحِلَتُهُ

(6)

فِي عَقَبَةِ هَرْشَى

(7)

، فَلَمَّا كَبِرَ سَارَ سِتًّا.

(1)

هدأة: أي طائفة من الليل والهدأة السكون عن الحركات. (انظر: النهاية، مادة: هدأ).

* [ف/117 ب].

(2)

في (ف): "بثها"، والمثبت من (س).

(3)

تصحف في (س) إلي: "عبيد الله"، والمثبت من (ف).

(4)

الوكاء: الخيط الذي تُشدّ به الصرة والكيس وغيرهما. (انظر: النهاية، مادة: وكا).

(5)

الفويسقة: تصغير فاسقة، وهي الفأرة، سميت بذلك لخروجها من جحرها وإفسادها على الناس. (انظر: النهاية، مادة فسق).

* [س/292].

(6)

الراحلة: البعير القوي على الأسفار والأحمال، ويقع على الذكر والأنثى. (انظر: النهاية، مادة: رحل).

(7)

هرشى: جبل من جبال تهامة علي طريق الشام والمدينة قرب الجحفة. (انظر: المشارق)(2/ 275).

ص: 122

[25936] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ الْأَرْضَ تَعُجُّ إِلَي اللَّهِ مِنْ نَوْمَةِ الْعَالِمِ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ.

‌111 - بَابُ الْقَبَائِلِ

° [20937] قال: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أسْلم، وَغِفَارٌ، وَشَيْءٌ مِن جُهَيْنَة

(1)

، وَمُزَيْنَة

(2)

، خيْرٌ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ

(3)

تَمِيمَ، وَأَسَدَ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَهَوَازِنَ

(4)

، وَغَطَفَانَ

(5)

".

° [20938] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي هَمُّامٍ الشَّعْبَانِيِّ

(6)

، عَنْ رَجُلٍ مِنْ خَثْعَمَ مِنْ أَصحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ

(7)

، فَوَقَفَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ أَصْحَابُه، فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ

° [20937][لإتحاف: عه حم 19890].

(1)

جهينة: قبيلة حجازية كبيرة واسعة الانتشار في زمانها، ومن أشهر بلادهم ينبع. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 93).

(2)

مزينة: قبيلة عربية، مساكنهم بين المدينة ووادي القرى. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 252).

(3)

في (ف)، (س):"ومن"، والمثبت من "مسند أحمد"(9567 - 9591) من طريق المصنف، به.

(4)

هوازن: قبيلة عدنانية، كانت تقطن في نجد مما يلي اليمن. ومن أوديتهم: حنين؛ غزاه رسول الله بعد فتح مكة. (انظر: المعالم الأثيرة)(ص 294).

(5)

غطفان: قبيلة عدنانية، كانت منازلهم بنجد مما يلي وادي القرى وجبل طيء. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 209).

° [20938][الإتحاف: حم 21223].

(6)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"الشامي"، والتصويب من مصادر الترجمة. وينظر:"الجرح والتعديل"(9/ 455)، "تاريخ دمشق"(68/ 4).

(7)

تبوك: مدينة من مدن الحجاز الرئيسية اليوم، وهي تبعد عن المدينة شمالًا (778) كم. (انظر: المعالم الجغرافية) (ص 59).

ص: 123

أَعْطَانِي الْكَنْزَيْنِ، كَنْزَ فَارِسَ وَالرُّومِ، وَأَيَّدَنِي بِالْمُلُوكِ، مُلُوكِ حِمْيَرَ، وَلَا مُلْكَ إِلَّا لِلَّهِ، يَأْتُونَ فَيَأْخُذُونَ مَالَ اللَّهِ، وَيُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ".

[20939] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَدِمَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في ثَمَانِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهٍ، وَلَمْ يَقْدَمْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَشَرَةُ رَهْطٍ، قَالَ قَتَادَةُ: وَمَا رَحَلَ

(1)

إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ أَحَدٌ.

[20940] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: مَرَّ الشَّعْبِيُّ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وَرَجُلٍ مِنْ قَيْسٍ، فَجَعَلَ الْأَسَدِيُّ يَتَفَلَّتُ مِنْهُ وَلَا يَدَعُهُ الْآخَر، قَالَ: لَا وَاللَّهِ حَتَّى أُعَرِّفَكَ قَوْمَكَ، وَتَعْرِفَ مِمَّنْ أَنْتَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ الشَّعْبِيُّ: دَعِ الرَّجُلَ، قَالَ: لَا، حَتَّى أُعَرِّفَهُ قَوْمَهُ وَنَفْسَه، قَالَ: دَعْه، فَلَعَمْرِي إِنَّهُ لَيَجِدُ * مَفْخَرًا لَوْ كَانَ يَعْلَم، قَالَ: فَأَبَى، قَالَ الشَعْبِيُّ: فَاجْلِسَا، وَجَلَسَ مَعَهُمَا الشَّعْبِيُّ، فَقَالَ: يَا أَخَا قَيْسٍ، أَكَانَ فِيكُمْ أَوُّلُ رَايَةٍ عُقِدَتْ فِي الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَإِنَّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ فِي بَنِي أَسَدٍ، قَالَ: فَهَلْ كَانَتْ فِيكُمْ أَوَّلُ غَنِيمَةِ كَانَتْ فِي الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَإِنَّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ فِي بَنِي أَسَدٍ، قَالَ: فَهَلْ كَانَ فِيكُمْ سُبُعُ الْمُهَاجِرِينَ يَوْمَ بَدْرٍ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَإِنَّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ فِي بَنِي أَسَدٍ، قَالَ: فَهَلْ كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ بَشَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْجَنَّةِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَإِنَّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ فِي بَنِي أَسَدٍ

(2)

، قَالَ: فَهَلْ كَانَتْ مِنْكُمُ امْرَأَةٌ زَوَّجَهَا اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ، كَانَ الْخَاطِبُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَالسَّفِيرُ جِبْرِيلُ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَقَدْ كَانَ ذَلِكَ فِي بَنِي أَسَدٍ، خَلِّ عَنِ الرَّجُلِ، فَلَعَمْرِي إِنَّهُ لَيَجِدُ مَفْخَرًا، لَوْ كَانَ يَعْلَم، قَالَ: فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ وَتَرَكَهُ.

(1)

في (س): "توصل"، والمثبت من (ف).

* [ف/118 أ].

(2)

قوله: "قال فهل كان فيكم رجل بشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة قال لا قال فإن ذلك قد كان في بني أسد" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

ص: 124

° [20941] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ

(1)

: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ الَّذِي بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في أَوَّلِ رَايَهٍ، وَعُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الَّذِي بَشَّرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْجَنَّةِ.

° [20942] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَخِي أَبِي رُهْمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا رُهْمٍ الْغِفَارِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِينَ بَايَعُوهُ

(2)

تَحْتَ الشَّجَرَةِ، يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غزْوَةَ تَبُوكَ، فَلَمَّا سَرَى لَيْلَةً سِرْتُ قَرِيبًا مِنْهُ إِلَيْهِ، وَأُلْقِيَ عَلَيَّ النُّعَاس، فَطَفِقْتُ

(3)

أَسْتَيْقِظ، وَقَدْ دَنَتْ رَاحِلَتِي مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَيفْزِعُنِيَ دُنُوُّهَا، خَشْيَةَ أَنْ أُصِيبَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ

(4)

، فَأُؤَخِّرُ رَاحِلَتِي، حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي بَعْضَ اللَّيْلِ، فَزَحَمَتْ رَاحِلَتِي رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ

(5)

، فَأَصَابَتْ رِجْلَه، فَلَمْ أَسْتَيْقِظْ إِلَّا لِقَوْلِهِ: "حَسِّ

(6)

"، فَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "سِرْ"، فَطَفِقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَخْبِرُنِي عَمَّنْ تَخَلَّفَ مِنْ بَنِي غِفَارٍ، فَأَخْبَرْتُه، فَقَالَ إِذْ هُوَ يَسْأَلُنِي: "مَا فَعَلَ الْحُمْرُ الطُّوَالُ الثِّطَاطُ

(7)

"؟ فَحَدَّثْتُهُ بِتَخَلُّفِهِمْ، قَالَ: "فَمَا فَعَلَ النَّفَرُ السُّودُ - أَوْ

(1)

قوله: "معمر قال" ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "فضائل الصحابة" للإمام أحمد (1506) عن المصنف، به، وهو تعقيب من معمر علي كلام الشعبي.

° [20942][الإتحاف: حب حم 17735].

(2)

المبايعة: المعاقدة والمعاهدة، كأن كل واحد منهما باع ما عنده من صاحبه وأعطاه خالصة نفسه وطاعته. (انظر: النهاية، مادة: بيع).

(3)

طفق: أخذ في الفعل، وهي من أفعال المقاربة. (انظر: النهاية، مادة: طفق).

(4)

الغرز: ركاب كور (رحل) الجمل إذا كان من جلد أو خشب، وقيل: هو الكور مطلقا، مثل الركاب للسرج. (انظر: النهاية، مادة: غرز).

(5)

قوله: "خشية أن أصيب رجله في الغرز فأؤخر راحلتي حتى غلبتني عيني بعض الليل فزحمت راحلتي رجله في الغرز" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(6)

حس: كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه ما مضه وأحرقه غفلة، كالجمرة والضربة ونحوهما. (انظر: النهاية، مادة: حسس).

(7)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"القطاط"، والتصويب من ابن حبان في "صحيحه"(7299)، والطبراني في "الكبير"(19/ 183) من طريق المصنف، به.

ص: 125

قَالَ: الْقِصَارُ الْجِعَادُ

(1)

الْقِطَاطُ

(2)

- الَّذِينَ لَهُمْ نَعَمٌ بِشَبَكَةِ

(3)

شَرْخٍ "؟ فَتَذَكَّرْتُ فِي بَنِي غِفَارٍ، فَلَمْ أَذْكُرْهُمْ حَتَّى ذَكَرْتُ رَهْطًا مِنْ أَسْلَمَ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُولَئِكَ رَهْطٌ مِنْ أَسْلَمَ، وَقَدْ تَخَلَّفُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَمَا يَمْنَعُ أَحَدَ أُولَئِكَ حِينَ يَتَخَلَّف، أَنْ يَحْمِلَ عَلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبِلِهِ امْرَأً نَشِيطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِنَّ أَعَزَّ أَهْلِي عَلَيَّ أَنْ يَتَخَلَّفَ عَنِّي الْمُهَاجِرُونَ مِنْ قُرَيْشٍ، وَالْأَنْصَار، وَغِفَارٌ، وَأَسْلَمُ".

[20943] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: خَرَجَ مِنْ هَمْدَانَ أَلفُ أَهْلِ بَيْتٍ عَلَي عَهْدِ عُمَرَ فَلَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، قَالَ لَهُمْ عُمَرُ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قَالُوا *: الشَّامَ، قَالَ: بَلِ الْعِرَاقَ، قَالُوا: بَلِ الشَّامَ، فَإِنَّ إِلَيْهَا مُهَاجَرَ أَوَّلِنَا، فَقَالَ عُمَرُ: بَلِ الْعِرَاقَ فَإِنَّ بِهَا جِهَادًا حَسَنًا، وَبِهَا فَتى وَرِيفٌ، قَالَ: فَجَعَلَ يُرَدِّدُ رِكَابَهُمْ نَحْوَ الْعِرَاقِ، وَهُمْ يَصْرِفُونَهَا نَحْوَ الشَّامِ، حَتَّى أَصابَهُ عُودٌ مِنْ رِحَالِهِمْ، فَدَمَى رَأْسُه، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَالُوا: فَحَيْثُ شِئْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَالْعِرَاق، فَنَزَلُوا الْكُوفَةَ، قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: فَإِنَّهُمْ لأَكْثَرُ أَهْلِهَا، وَأَعَزُّهُ إِلَى الْيَوْمِ.

° [20944] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ * أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: جَاءَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أُسْلِمُ يَا مُحَمَّدُ وَأَكُونُ الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِكَ؟ قَالَ: "لَا"، قَالَ: فَيَكُونُ لِيَ الْوَبَرُ وَلَكَ الْمَدَرُ

(4)

؟ قَالَ: "لَا"، قَالَ: فَمَا تُعْطِينِي؟ قَالَ: "أُعْطِيكَ أَعِنَّةَ

(5)

الْخَيْلِ تُقَاتِلُ عَلَيْهَا، فَإِنَّكَ امْرُؤٌ فَارِسٌ"، قَالَ: أَوَلَيْسَتْ أَعِنَّةُ الْخَيْلِ

(1)

الجعاد: جمع الجعد، وهو: الذي في شعره التواء وتقبض، وذلك خلاف المسترسل. (انظر: الصباح المنير، مادة: جعد).

(2)

القطط: الشديد الجعودة، مثل: رءوس السودان. (انظر: المشارق)(1/ 158).

(3)

تصحف في (ف) إلي: "بشيكة"، وفي (س) إلى:"بسكة"، والتصويب من المصدرين السابقين.

* [ف/118 ب].

* [س/293].

(4)

المدر: المدن والحضر. (انظر: التاج، مادة: مدر).

(5)

الأعنة: جمع العنان، وهو سير اللجام. (انظر: اللسان، مادة: عنن).

ص: 126

بِيَدِي؟ وَاللَّهِ لأَمْلأَنَّ عَلَيْكَ بَنِي عَامِرٍ خَيْلًا، وَرَجَالًا، ثُمَّ وَلَّى، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ أَهْلِكْ عَامِرًا"، قَالَ عِكْرِمَةُ: وَيَزْعُمُ قَوْمُهُ أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "وَأَهْلِكْ بَنِي عَامِرٍ"، قَالَ: فَقَالَ لَهُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ حِينَ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: وَأكُونُ الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِكَ: زَحْزِحْ قَدَمَيْكَ لَا أُنْفِذَ الرُّمْحَ حُضْنَيْكَ

(1)

، فَوَاللهِ لَوْ سَأَلْتَنَا سَيَابَة مَا أُعْطِيتَهَا، يَعْنِي بِالسَّيَابَةِ: بُسْرَةً خَضْرَاءَ لَا يُنْتَفَعُ بِهَا.

° [20945] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْفَخْرُ

(2)

وَالْخُيَلَاءُ فِي الْفَدَّادِينَ

(3)

مِنْ أَهْلِ الْوَبَرِ

(4)

، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ

(5)

، وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ".

[20946] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ إِلَّا ثَلَاثَةَ مَسَاجِدَ: مَسْجِدَ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، وَمَسْجِدَ الْبَحْرَيْنِ.

° [20947] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْإِيمَانُ يَمَانٍ إِلَي هَاهُنَا" - وَأَشَارَ بِيَدِهِ حَذْوَ

(6)

جُذَامَ

(7)

- "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَى جُذَامَ".

(1)

في (س): "خصيتيك"، والمثبت من (ف).

° [20945][الإتحاف: حم 18757].

(2)

تصحف في (ف) إلى: "اللجز"، والتصويب من (س).

(3)

الفدادون: الذين تعلو أصواتهم في حروثهم ومواشيهم، وقيل: هم المكثرون من الإبل، مفردها: فداد. (انظر: النهاية، مادة: فدد).

(4)

بيت الوبر: البيت التخذ من صوف الإبل. (انظر: النهاية، مادة: وبر).

(5)

أهل الغنم: أرادبهم أهل اليمن، لأن أكثرهم أهل غنم، بخلاف مضر وربيعة، لأنهم أصحاب إبل. (انظر: النهاية، مادة: غنم).

(6)

الحذو والحذاء: الإزاء والمقابل. (انظر: النهاية، مادة: حذا).

(7)

في (ف)، (س) في الموضعين:"حرام"، والمثبت من "فضائل الصحابة" للإمام أحمد (1619) عن المصنف، به.

ص: 127

° [20948] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ قُلُوبًا، الْإِيمَانُ يَمَانٍ، الْفِقْهُ يَمَانٍ، الْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ".

[20949] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَعَمْرُو

(1)

بْنُ صلَيْعٍ الْمُحَارِبِيُّ، حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى حُذَيْفَةَ فَإِذَا هُوَ مُحْتَبٍ

(2)

عَلَي فِرَاشِهِ يُحَدِّثُ النَّاسَ، قَالَ: فَغَلَبَنِي حَيَاءُ الشَّبَابِ، فَقَعَدْتُ فِي أَدْنَاهُمْ، وَتَقَدَّمَ عَمْرٌو مُجْتَنِئًا عَلَي عُودِهِ حَتَّى قَعَدَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: حَدِّثْنَا يَا حُذَيْفَة، فَقَالَ: عَمَّ أُحَدِّثُكُمْ؟ فَقَالَ: لَوْ أَنِّي أُحَدِّثُكُمْ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ قَتَلْتُمُونِي - أَوْ قَالَ: لَمْ تُصَدِّقُونِي، قَالُوا: وَحَقٌّ ذَلِكَ

(3)

؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: فَلَا حَاجَةَ لَنَا فِي حَقٍّ تُحَدِّثُنَاهُ فَنَقْتُلُكَ عَلَيْهِ، وَلكِنْ حَدِّثْنَا بِمَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّكَ، فَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ أَنَّ أُمَّكُمْ تَغْزُوكُمْ، إِذَنْ صَدَّقْتُمُونِي

(4)

؟ قَالُوا: وَحَقٌّ ذَلِكَ؟ وَمَعَهَا مُضرُ مَضَّرَهَا اللَّهُ فِي النَّارِ، وَأَسَدُ عَمَّانَ، سَلَتَ اللَّهُ أَقْدَامَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ قَيْسًا لَا تَزَالُ تَبْغِي فِي دِينِ اللَّهِ شَرًّا، حَتَّى يَرْكَبَهَا اللَّهُ بِمَلَائِكَةٍ، فَلَا يَمْنَعُوا ذَنَبَ تَلْعَةٍ، قَالَ عَمْرٌو: أَذْهَلْتَ الْقَبَائِلَ إِلَّا قَيْسًا، فَقَالَ: أَمِنْ مُحَارِبِ قَيْسِ؟ أَمْ مِنْ قَيْسِ مُحَارِبٍ، إِذَا رَأَيْتَ قَيْسًا تَوَالَتْ عَنِ

(5)

الشَّامِ فَخُذْ حِذْرَكَ.

° [20948][لاتحاف: حب حم 19857][شيبة: 23099].

(1)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"عمر"، والتصويب من مصادر ترجمته. ينظر:"تهذيب الكمال"(22/ 76).

(2)

الاحتباء والحبوة: ضمّ الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره، ويشده عليها. وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب. (انظر: النهاية، مادة: حبا).

(3)

بعده في (ف): "قالوا: نعم"، وضبب عليه.

* [ف/19 أ].

(4)

قوله: "أن أمكم تغزوكم إذن صدقتموني" وقع في (س): "بعدوكم إذا ضل" وبعده بياض بمقدار ثلاث كلمات، والمثبت من (ت).

(5)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

ص: 128

° [20950] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ، وَغِفَارٌ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وَعُصَيَّةُ

(1)

عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ"، وَعُصَيَّةُ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ.

° [20951] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ جَالِسًا فِي أَصْحَابِهِ يَوْمًا، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ أَنْجِ أَصْحَابَ السَّفِينَةِ"، ثُمَّ مَكَثَ سَاعَةً

(2)

، فَقَالَ:"قَدِ اسْتَمَرَّتْ"، فَلَما دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ، قَالَ:"قَدْ جَاءُوا، وَيَقُودُهُمْ رَجُلٌ صَالِحٌ"، قَالَ: وَالَّذِينَ جَاءُوا فِي السَّفِينَةِ الْأَشْعَرِيُّونَ، وَالَّذِي

(3)

قَادَهُمْ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ"؟ قَالُوا: مِنْ زُبَيْدٍ، قَالَ النَّبِيُّ:"بَارَكَ اللهُ فِي زُبَيْدٍ"، قَالُوا: وَفِي رِمَعٍ، قَالَ:"بَارَكَ اللَّهُ فِي زُبَيْدٍ"، قَالُوا: وَفِي رِمَعٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ:"وَفِي رَمَعٍ".

° [20952] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ أَبِيهِ

(4)

، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيٍّ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهَا سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

(5)

يَوْمَ الْأَحْزَابِ: كَيْفَ بِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَيْنَا الْيَمَنُ مَعَ هَوَازِنَ، وَغَطَفَانَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "كَلَّا! أُولَئِكَ قَوْمٌ لَيْسَ عَلَي أَهْلِ هَذَا الذَينِ مِنْهُمْ

(6)

بَأْسٌ".

(1)

عصية: قبيلة من سُلَيم. (انظر: اللسان، مادة: عصا).

(2)

الساعة: تطلق بمعنيين: أحدهما: جزء من مجموع اليوم والليلة. والثاني: أن تكون عبارة عن جزء قليل من النهار أو الليل. (انظر: النهاية، مادة: سوع).

(3)

في (ف)، (س):"والذين"، والتصويب من "فضائل الصحابة" للإمام أحمد (1612) عن المصنف، به.

(4)

قوله: "عن أبيه" ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "الضعفاء" للعقيلي (3/ 121) من طريق المصنف، به.

(5)

قوله: "أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم" ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من المصدر السابق.

(6)

فِي (س): "فيهم"، والمثبت من (ف).

ص: 129

‌112 - فَضَائِلُ قُرَيْشٍ

° [20953] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أبِي حَثمَةَ

(1)

، أنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:"لا تُعَلمُوا قرَيْشًا، وَتَعَلَّمُوا مِنْهَا، وَلَا تَتَقدَّمُوا قُرَيْشًا، وَلَا تَتَأَخَرُوا عَنْهَا، فَإِنْ لِلْقُرَشِيِّ قُوَّةَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ غَيْرِهِمْ" يَعْنِي

(2)

: فِي الرَّأْيِ.

° [20954] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْأَنْصَارُ أَعِفَّةٌ

(3)

صُبُرٌ، وَالنَّاسُ تَبعٌ لِقُرَيشٍ، مُؤْمِنُهُمْ تَبَعٌ لِمُؤْمِنِهِمْ، وَفَاجِرُهُمْ تَبَعٌ لِفَاجِرِهِمْ".

° [20955] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأنِ"، قَالَ: أُرَاهُ

(4)

يَعْنِي الْإِمَارَةَ "مُسْلِمُهُمْ تَبعٌ لِمُسْلِمِهِمْ، وَكَافِرُهُمْ تَبَعٌ لِكَافِرِهِمْ".

° [20956] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ * بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "صُلْبُ النَّاسِ قُرَيْشٌ، وَهَلْ يَمْشِي الرَّجُلُ بِغَيْرِ صُلْبٍ"؟

° [20957] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعُمَرَ:"اجْمَعْ لِي قَوْمَكَ" يَعْنِي: قُرَيْشًا،

° [20953][شيبة:33053].

(1)

تصحف في (س) إلي: "خيثمة"، والمثبت من (ف).

(2)

ليس في (س)، والمثبت من (ف).

(3)

الأعفة: جمع العفيف، وهو: الذي يكف عن الحرام وسؤال الناس. (انظر: النهاية، مادة: عفف).

* [س/294].

(4)

تصحف في (ف)، (س) إلي:"أراهم"، والتصويب من "المستخرج" لأبي عوانة (6969)، و"الشعب" للبيهقي (9/ 464) من طريق المصنف، به.

* [ف/119 ب].

ص: 130

فَجَمَعَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِكُمْ"؟ قَالُوا: لَا، إِلَّا ابْنُ أُخْتٍ، أَوْ حَلِيفٌ، أَوْ مَوْلَي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"ابْنُ أُخْتِنَا مِنَّا، وَحُلَفَاؤُنَا مِنَّا، وَمَوَالينَا مِنَّا"، ثُمَّ أَمَرَهُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَأَوْصَاهُمْ، ثُمَّ قَالَ:"أَلَا إِنَّمَا أَوْليَائي مِنْكُمُ الْمُتَّقُونَ"، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنَّ قُرَيْشًا أَهْلُ أَمَانَةٍ، فَمَنْ أَرَادَهَا، أَوْ بَغَاهَا الْعَوَاثِرَ

(1)

كَبَّهُ

(2)

اللَّهُ فِي النَّارِ لِمِنْخَرِهِ

(3)

".

[20958] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيٍّ: أَخْبِرْنِي عَنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ: أَرْزَنُنَا

(4)

أَحْلَامًا، إِخْوَانُنَا بَنُو أُمَيَّةَ، وَأَسْخَانَا أَنْفُسًا

(5)

عِنْدَ الْمَوْتِ، وَأَجْوَدُنَا بِمَا مَلَكَتْ يَمِينُهُ

(6)

، فَنَحْنُ بَنُو هَاشِمٍ، وَرَيْحَانَةُ قُرَيْشٍ الَّتِي تُشَمُّ بَيْنَهَا بَنُو الْمُغِيرَةِ، ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ: إِلَيْكَ عَنِّي سَائِرَ الْيَوْمِ.

° [20959] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ امْرَأَةً فِي زِيِّهَا، فَقَالَ: تَرَيْنَ قَرَابَتَكِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا؟ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "إِنَّهُ لَيَرْجُو شَفَاعَتِي صُدَاءٌ، أَو سَلْهَبٌ

(7)

".

° [20960] قال مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي خَلَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَه، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ تِلْكَ الْمَرْأَةَ أُمُّ هَانِئٍ، وَقَالَ:"إِنَّهُ لَيَرْجُو شَفَاعَتِي حَاءٌ، وَحَكَمٌ" قَبِيلَتَانِ.

(1)

العواثر: جمع عاثر، وهي: حبالة الصائد، أو جمع عاثرة، وهي: الحادثة التي تعثر بصاحبها. (انظر: النهاية، مادة: عثر).

(2)

الكب: الإلقاء. (انظر: مجمع البحار، مادة: كبب).

(3)

المنخر: هو ثقب الأنف. (انظر: النهاية، مادة: نخر).

(4)

رسمت في (ف): "أوننا"، وفي (س):"أومنا"، ولعل الصواب ما أثبتناه.

(5)

سخاوة النفس: طيب النفس وتنزهها عن التشوف والحرص على الشيء. (انظر: الشارق)(2/ 210).

(6)

ملك اليمين: ما تملكه الأيدي من العبيد والإماء والأموال. (انظر: النهاية، مادة: ملك).

(7)

قوله: "صداء أو سلهب" اضطرب في كتابته في (س)، والمثبت من (ف).

ص: 131

[20961] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ حِينَ ذَكَرَ حَدِيثَ سَارَّةَ، وَهَاجَرَ: قَالَ: فَتِلْكَ أُمُّكُمْ يَا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ، يَعْنِي: الْعَرَبَ، كَانَتْ أَمَةً لِأُمِّ إِسْحَاقَ.

[20962] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيٍّ: حَدِّثْنِي عَنْ قُرَيْشٍ قَالَ: أَمَّا نَحْنُ قُرَيْشٌ: أَنْجَادٌ أَجْوَادٌ، وَأَمَّا بَنُو أُمَيَّةَ: فَقَادَةٌ أَدَبَةٌ ذَادَةٌ، وَرَيْحَانَةُ قُرَيْشٍ الَّتِي تُشَمُّ بَيْنَهَا بَنُو الْمُغِيرَةِ.

° [20963] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِي عَلَي قُرَيْشٍ

(1)

حَقًّا، وَإِنَّ لِقُرَيْشٍ عَلَيْكُمْ حَقًّا، مَا حَكَمُوا فَعَدَلُوا، وَاؤْتُمِنُوا فَأَدَّوْا، وَاسْتُرْحِمُوا فَرَحِمُوا، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ".

° [20964] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِنَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَوُجُوهُهُمْ كَأَنَّهَا * سَبَائِكُ الذهَبِ، فَجَعَلَ يُوصِيهِمْ، فَقَالَ: "إِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا اتَّقَيْتُمُ اللَّهَ، وَحَفِظْتُمْ أَمْرَه، مَنْ تَرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ لَحَاهُ اللَّهُ كَمَا

(2)

لَحَا هَذَا الْعُودَ"، وَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَلْحَي عُودًا كَانَ فِي يَدِهِ، لَمْ يَتْرُكْ فِيهِ شَيْئًا.

[20965]: وَقَالَ عَلِيٌّ الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ، فَمُؤْمِنُ النَّاسِ تَبَعٌ لِمُؤْمِنِهِمْ، وَكَافِرُ

(3)

النَّاسِ تَبَعٌ لِكَافِرِهِمْ.

° [20963][الإتحاف: حب حم 18517].

(1)

قوله: "إن لي علي قريش" وقع في (ف)(س): "إن عليّ لقريش"، والمثبت من "مسند أحمد"(7768)، "صحيح ابن حبان"(4609 - 4612)، والطبراني في "الأوسط"(2988) من طريق المصنف، به.

* [ف/120 أ].

(2)

قوله: "لحاه الله كما" ليس في (س)، والمثبت من (ف).

(3)

في (ف): "وتابع"، وفي (س):"ومانع"، ولعل المثبت أولى بالسياق.

ص: 132

° [20966] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ ثَقِيفٍ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَبْعَدَهُ الله، فَإِنَّهُ كَانَ يَبْغَضُ قُرَيْشًا".

° [20967] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "مَنْ يُهِنْ قُرَيْشًا يُهِنْهُ اللَّهُ".

‌113 - بَابٌ فِي فَضَائِلِ الْأنْصَارِ

° [20968] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنَي جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ جَاءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: بَايِعْنِي عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّمَا الْهِجْرَةُ إِلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أُبَايِعُكَ عَلَى الْجِهَادِ".

° [20969] وقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْأَنْصَارُ مِحْنَةٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ".

° [20970] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ يَنْدَفِعُ النَّاسُ فِي شِعْبَةٍ

(1)

أَوْ وَادٍ، وَالْأَنْصَارُ فِي شِعْبَةٍ، انْدَفَعْتُ مَعَ الْأَنْصَارِ فِي شِعْبتِهِمْ".

° [20971] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ نَاسًا مِنَ الْأَنْصَارِ قَالُوا يَوْمَ حُنَيْنِ، حِينَ أَفَاءَ

(2)

اللَّهُ عَلَي رَسُولِهِ أَمْوَالَ هَوَازِنَ، فَطَفِقَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْطِي رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ الْمِائَةَ مِنَ الْإِبِلِ، كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ، يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ، قَالَ أَنَسٌ: فَحَدَّثْتُ *

° [20967][الإتحاف: كم حم 5004].

(1)

الشعب: الفرجة النافذة بين الجبلين، وقيل: هو الطريق في الجبل، والجمع: شعاب. (انظر: ذيل النهاية، مادة: شعب).

° [20971][الإتحاف: عه حب حم 1761].

(2)

الفيء: ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد. (انظر: النهاية، مادة: فيأ).

* [س/295].

ص: 133

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَقَالَتِهِمْ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ

(1)

مِنْ أَدَمٍ، لَمْ يَدْعُ مَعَهُمْ أَحَدًا غَيْرَهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟ " فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: أَمَّا ذَوُو رَأْيِنَا، فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، وَأَمَّا أُنَاسٌ حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ

(2)

، فَقَالُوا: كَذَا وَكَذَا لِلَّذِي قَالُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا أُعْطِي رِجَالًا حُدَثَاءَ عَهْدٍ بِكُفْرٍ، أَتَأَلَّفُهُمْ

(3)

- أَوْ قَالَ: أَسْتَأْلِفُهُمْ - أَوَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالْأَمْوَالِ، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَي رِحَالِكُمْ، فَوَاللهِ لَمَا * تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ"؟ قَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ رَضِينَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سَتَجِدُونَ بَعْدِي أَثَرَةً

(4)

شَدِيدَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ وَرَسُولَه، فَإِنِّي فَرَطُكُمْ

(5)

عَلَى الْحَوْضِ"، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمْ يَصْبِرُوا.

° [20972] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ لَقِيَهُ أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: تَلَقَّانِي النَّاسُ كُلُّهُمْ غَيْرُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ! فَمَا مَنَعَكُمْ أَنْ تَلْقَوْنِي؟ قَالَ: لَمْ

(6)

تَكنْ لَنَا دَوَابٌّ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَأَيْنَ النَّوَاضِحُ

(7)

؟ قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: عَقَرْنَاهَا

(8)

فِي طَلَبِكَ، وَطَلَبِ أَبِيكَ

(1)

القبة: البيت الصغير المستدير، وهو من بيوت العرب، والجمع: القباب. (انظر: النهاية، مادة: قبب).

(2)

حداثة السن: كناية عن الشباب وأول العمر. (انظر: النهاية، مادة: حدث).

(3)

التألف: المداراة والإيناس؛ لِتثْبُتوا على الإسلام رغبة فيما يصل إليهم من المال. (انظر: النهاية، مادة: ألف).

* [ف/120 ب].

(4)

الاستئثار: الانفراد والاختصاص بالشيء. (انظر: اللسان، مادة: أثر).

(5)

الفرط: المتقدم والسابق. (انظر: النهاية، مادة: فرط).

(6)

تصحف في (ف) إلى: "أولم"، والتصويب من (س).

(7)

النواضح: جمع ناضح، وهي الإبل التي يُستقى عليها الماء. (انظر: النهاية، مادة: نضح).

(8)

العقر: ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف وهو قائم، وقيل: كانوا إذا أرادوا نحر البعير عقروه ثم نحروه. (انظر: النهاية، مادة: عقر).

ص: 134

يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لَنَا: "إِنَّا لَنَرَى بَعْدَهُ أَثَرَةً"، قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَمَا أَمَرَكُمْ؟ قَالَ: أَمَرَنَا أَنْ نَصْبِرَ حَتَّى نَلْقَاه، قَالَ: فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْهُ، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ حِينَ بَلَغَهُ ذَلِكَ:

أَلَا أَبْلِغْ مُعَاوِيَةَ بْنَ حَرْبٍ

أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَنَا كَلَامْ

فَإِنَّا صَابِرُونَ وَمُنْظِرُوكُمْ

إِلَى يَوْمِ التَّغَابُنِ وَالْخِصَامْ

° [20973] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ألَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ"؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ"، وَهُمْ رَهْطُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالُوا: ثُمَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "ثُمَّ بَنُو النَّجَّارِ"، قَالُوا: ثُمَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ"، قَالُوا: ثُمَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ"، قَالُوا: ثُمَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "ثُمَّ فِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ"، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: ذَكَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آخِرَ أَرْبَعَةِ دُورٍ سَمَّاهُمُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لأُكَلَّمَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَه، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أَوَمَا تَرْضَى أَنْ يَذْكُرَكُمْ آخِرَ أَرْبَعَةِ

(1)

أَدْوُرٍ، فَوَاللَّهِ لَمَنْ تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْأَنْصَارِ لَمْ يَذْكُرْهُ أَكْثَرُ مِمَّنْ ذَكَرَ، فَرَجَعَ سَعْدٌ.

° [20974] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْأَنْصَارَ عَيْبَتِي

(2)

الَّتِي أَوَيْتُ إِلَيْهَا، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَدَّوُا الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ".

° [20973][الإتحاف: 19406، عه حب حم 20567].

(1)

قوله: "دور سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأكلمن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فلقيه رجل فذكر ذلك له فقال له الرجل أوما ترضى أن يذكركم آخر أربعة" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

° [20974][الإتحاف: حم 746].

(2)

العيبة: خاصة الرجل وموضع سره. (انظر: النهاية، مادة: عيب).

ص: 135

° [20975] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ:

"اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَهْ

فَارْحَمِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ *

وَالْعَنْ عَضَلًا وَالْقَارَّهْ

وَهُمْ كَلَّفُونَا نَنْقُلُ الْحِجَارَهْ"

° [20977] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اغْفِر لِلْأَنْصَارِ، وَلِأبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ".

° [20978] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ.

[20978] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي يَقُولَ: مَا بَقِيَ مِنْ أَهْلِ الدَّعْوَةِ غَيْرِي

(1)

.

° [20979] أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنَي

(2)

جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَنِي سَلَمَةَ يَزُورُهُمْ، فَلَمَّا رَجَعَ اجْتَمَعَ صِبْيَانٌ مِنْ صِبْيَانِهِمْ، وَنِسَاءٌ مِنْ نِسَائِهِمْ، يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَيَتْبَعُونَه، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ:"أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ أَجَبْتُمُونِي إِنَّكُمْ لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ".

° [20980] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

(3)

* [ف/121 أ].

° [20976][الإتحاف: عه حب 326، 1262، حب حم 1586، كم حم 1854، حم 1878، حم 1978].

° [20977][الإتحاف: عه حب 326، 1262، حب حم 1586، كم حم 1854، حم 1878، حم 1978].

(1)

قوله: "حزم قال كان أبي يقول ما بقي من أهل الدعوة غيري" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(2)

في (ف): "ابن"، والتصويب من (س).

° [25980][الإتحاف: حم 21028].

(3)

بعده في (ف)، (س):"عبد الله بن" والظاهر أنه خلط من النساخ؛ والزهري يختلف عليه في اسم شيخه في هذا الحديث، فرواه شعيب بن أبي حمزة عنه وسماه: عبد الله بن كعب بن مالك، ورواه =

ص: 136

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ أَبُوهُ أَحَدَ الثلَاثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَامَ خَطِيبًا فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَاسْتَغْفَرَ لِلشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ أُحُدٍ. ثُمَّ قَالَ:"إِنكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ تَزِيدُونَ، وَالْأَنْصَارُ لَا يَزِيدُونَ، وَإِنَّ الْأَنْصَارَ عَيْبَتِي الَّتِي أَوَيْتُ إِلَيْهَا، فَأَكْرِمُوا كَرِيمَهُمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ".

° [20981] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: اجْتَمَعَ نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالُوا: يُؤْثِرُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا غَيْرَنَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَطَبَهُمْ، ثُمَّ قَالَ:"يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، ألَمْ تَكُونُوا أَذِلَّةً * فَأَعَزَّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ "؟ قَالُوا: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُه، قَالَ:"ألَمْ تَكُونُوا ضُلَّالًا، فَهَدَاكُمُ اللَّهُ "؟ قَالُوا: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُه، قَالَ:"ألَمْ تَكُونُوا فُقَرَاءَ فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ "؟ قَالُوا: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُه، ثُمَّ قَالَ: "أَلَا تُجِيبُونِي؟ أَلَا تَقُولُوا: أَتَيْتَنَا طَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَأَتَيْتَنَا خَائِفًا فَأَمَّنَاكَ، أَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاءِ وَالْبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، تَدْخُلُونَ بِهِ دُورَكُمْ، لَوْ أَنَّكُمْ سَلَكْتُمْ

(1)

وَادِيًا

(2)

أَوْ شِعْبًا، وَالنَّاسُ وَادِيًا أَوْ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ وَادِيَكُمْ أَوْ شِعْبَكُمْ، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَإنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي".

[20982] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنَيْ

= معمر وسماه: عبد الرحمن بن كعب بن مالك، وتقدم عند المصنف برقم:(10607) من غير هذه الزيادة.

° [20981][الإتحاف: حم 5224][شيبة: 38152].

* [س/296].

(1)

ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "مسند عبد بن حميد"(913) عن المصنف، به.

(2)

الوادي: منفرج بين جبال أو تلال يكون منفذًا للسيل. (انظر: المعجم العربي الأساسي، مادة: ودي).

ص: 137

جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: النُّقَبَاءُ

(1)

كُلُّهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَالْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو * مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ، وَسَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَسَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَسَعْدُ بْنُ زُرَارَةَ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، وَأَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو جَابِرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَالْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَرَافِعُ بْنُ مَالِكٍ الزُّرَقِيُّ.

‌114 - فَضَائِلُ قُرَيْشٍ وَالْأنْصَارِ وَثَقِيفٍ

° [20983] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَهَبَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ناقَةً، فَأَثَابَهُ فَلَمْ يَرْضَ، فَزَادَهُ فَلَمْ يَرْضَ، حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ يَرْضَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَقَدْ هَمَمْتُ ألا أَتَّهِبُ

(2)

إِلَّا مِنْ قُرَيْشِيٍّ، أَو أَنْصَارِيٍّ، أَوْ ثَقَفِيٍّ".

[20984] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:"أَوْ دَوْسِيٍّ"

(3)

.

° [20985] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ

(4)

قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رجُلَانِ مِنْ ثَقِيفٍ، فَقَالَ:"مِمَّنْ أَنْتُمَا"؟ فَقَالَا: ثَقَفِيَّانِ، فَقَالَ:"ثَقِيفٌ مِن إِيَادِ، وَإِيَادُ مِنْ ثَمُودَ"، فَكَأَنَّ ذَلِكَ شَقَّ عَلَى الرَّجُلَيْنِ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ

(1)

النقباء: جمع نقيب، وهو المقدَّم على القوم، الذي يَتعرَّف أخبارهم، وينقب عن أحوالهم. (انظر: النهاية، مادة: نقب).

* [ف/121 ب].

(2)

الاتهاب: قبول الهبة، والمراد: لا أقبل هدية إلا من هؤلاء، لأنهم أصحاب مدن وقرى، وهم أعرف بمكارم الأخلاق. (انظر: النهاية، مادة: وهب).

[20984][الإتحاف: كم حم 18503].

(3)

في (ف)، (س):"دوس"، والتصويب من "المجتبي " للنسائي (3792) من طريق المصنف، به.

(4)

كذا الإسناد في (ف، س)، ووقع عند أحمد في "فضائل الصحابة"(1669) من طريق عبد الرزاق بزيادة رجل بين قتادة وعمران بن الحصين.

ص: 138

ذَلِكَ شَقَّ عَلَيْهِمَا، قَالَ: "مَا يَشُقُّ عَلَيْكُمَا؟ إِنَّمَا نَجَّى

(1)

اللهُ

(2)

مِنْ ثَمُودَ صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا

(3)

مَعَه، فَأَنْتُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْم صَالِحِينَ".

‌115 - بَابُ قَبَائِلِ الْعَجَمِ

° [20986] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ كَانَ الدِّينُ عِنْدَ الثُّرَيَّا

(4)

، لَذَهَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ"، أَوْ قَالَ: "رِجَالٌ مِنْ أَبنَاءِ فَارِسَ حَتى يتَنَاوَلُوهُ".

° [20987] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَينَا أَنَا نَائِمٌ، رَأيْتُ كَأَنِّي أَنْعِقُ بِغَنَمٍ سُودٍ، فَعَارَضَتهَا غَنَمٌ عُفْرٌ

(5)

"، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ

(6)

ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الْعَرَبُ وَمَنْ لَحِقَ بِهِمْ مِنَ الْأَعَاجِمِ".

° [20988] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ صاحِبٍ لَه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَسْعَدُ الْعَجَمِ بِالْإِسْلَامِ فَارِسُ، وَأَشْقَى الْعَجَمِ بِالْإِسْلَامِ الرُّوم، وَأَشْقَى الْعَرَبِ بِالْإِسْلَامِ تَغْلِبُ وَالْعِبَادُ

(7)

".

(1)

تصحف في (ف)، (س) إلي:"يحيي"، والتصويب من "فضائل الصحابة" للإمام أحمد من طريق المصنف، به.

(2)

لفظ الجلالة: "الله" ليس في (س)، والمثبت من (ف).

(3)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

° [20986][الإتحاف: عه حم 20242].

(4)

الثريا: النجم المعروف. (انظر: النهاية، مادة: ثرا).

(5)

العُفر: جمع: العفرة، وهو: بياض ليس بالناصع، ولكن كلون عفر الأرض، وهو وجهها. (انظر: النهاية، مادة: عفر).

(6)

التأويل: التفسير وبيان المعنى. (انظر: اللسان، مادة: أول).

(7)

قوله: "تغلب والعباد" كذا وقع في (ف)، وأخرج هذا الحديث أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3/ 1554)، وفي "تاريخ أصبهان" (1/ 29) من طريق إسماعيل بن محمد بن طلحة الأنصاري عن أبيه عن جده مرفوعا فقال فيه:"هذا الحي من بهز أو تغلب".

ص: 139

‌116 - بَابُ الْحَرِيرِ والدِّيبَاجِ

(1)

وآنِيَةِ الذَّهَبِ والْفِضَّةِ

° [20989] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ الْجَرَّاحِ، مَوْلَى أُمَّ حَبِيبَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ، إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ

(2)

نَارَ جَهَنَّمَ".

° [20990] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ *: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي شَيْخٍ الْهُنَائِيِّ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَالَ لِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ جُلُودِ النُّمُورِ

(3)

أَنْ تُرْكَبَ عَلَيْهَا؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: وَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ نَهَى عَنْ لِبَاسِ الذَّهَبِ إِلَّا مُقَطَّعًا

(4)

؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: وَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ نَهَى عَنِ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ؟ فَقَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: وَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْمُتْعَةِ؟ يَعْنِي مُتْعَةَ الْحَجِّ، قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا، قَالَ: بَلَى، إِنَّهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالُوا: لَا.

° [20991] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ حُذَيْفَةَ اسْتَسْقَى، فَجَاءَهُ دِهْقَانٌ بِإِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ، فَحَذَفَهُ

(5)

، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي قَدْ كُنْتُ نَهَيْتُهُ قَبْلَ هَذِهِ الْمَرَّةِ، ثُمَّ أَتَانِي بِهِ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نهَانَا عَنْ لِبَاسِ الْحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَعَنِ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَقَالَ:"دَعُوهُنَّ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَهُنَّ لَكُمْ فِي الآخِرَةِ".

(1)

الديباج: الحرير، أو هو ثوب سداه ولحمته حرير. والجمع دبابيج وديابيج. (انظر: معجم الملابس) (ص 183).

(2)

الجرجرة: صوت وقوع الماء في الجوف، والمراد: أنه يحدر في بطنه نار جهنم. (انظر: النهاية، مادة: جرجر).

° [20990][الإتحاف: طح حم 16862، حم 16871].

* [ف/ 122 أ].

(3)

النمور والنمار: السباع المعروفة، واحدها: نمر، ونهى عن استعمال جلودها لما فيها من الزينة والخيلاء، ولأنه زي الأعاجم. (انظر: النهاية، مادة: نمر).

(4)

المقطع: أراد الشيء اليسير منه، كالحلقة والشنف ونحو ذلك. (انظر: النهاية، مادة: قطع).

(5)

الحذف: الرمي والضرب. (انظر: النهاية، مادة: حذف).

ص: 140

° [20992] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عُطَارِدًا يَبِيعُ حُلَّةً

(1)

مِنْ دِيبَاجٍ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَأَيْتُ عُطَارِدًا يَبِيعُ حُلَّةً مِنْ دِيبَاجٍ، فَلَوِ اشْتَرَيْتَهَا وَلَبِسْتَهَا لِلْوَفْدِ، وَالْعِيدِ وَالْجُمُعَةِ، فَقَالَ:"يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ" حَسِبْتُهُ قَالَ: "فِي الْآخِرَةِ"، قَالَ: ثُمَّ أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حُلَلٌ سِيَرَاءُ

(2)

مِنْ حَرِيرٍ، فَأَعْطَى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ حُلَّةً، وَأَعْطَى أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حُلَّةً، وَبَعَثَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِحُلَّةٍ، وَقَالَ لِعَلِيٍّ: "شَقَقْهَا بَيْنَ النِّسَاءِ خُمُرًا

(3)

"، قَالَ: وَجَاءَ عُمَرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَمِعْتُكَ قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ، وأَمَّا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ بِحُلَّةٍ، قَالَ: "إِنَّي لَمْ أُرْسِلْ بِهَا إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا، وَلَكِنْ لِتَبِيعَهَا"، قَالَ: وَأَمَّا أُسَامَةُ فَلَبِسَهَا، فَرَاحَ فِيهَا، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلَيهِ، فَلَمَّا رَاهُ أُسَامَةُ يُحَدُّ إِلَيْهِ الطَّرْفَ

(4)

، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَسَوْتَنِيهَا؟ قَالَ:"شَقِّقْهَا بَيْنَ النِّسَاءِ خُمُرًا" أَوْ كَالَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

° [20993] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ رَجُلٍ

(5)

، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أُحِلُّ الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ لِلإِنَاثِ مِنْ أُمَّتِي، وَحُرِّمَ عَلَي ذُكُورهَا".

° [20992][الإتحاف: عه طح حم 10348][شيبة: 25141].

(1)

الحلة: إزار ورداء برد أو غيره، ويقال لكل واحد منهما على انفراد: حلة، وقيل: رداء وقميص وتمامها العمامة، والجمع: حُلَل وحِلَال. (انظر: معجم الملابس)(ص 136).

(2)

السيراء: ضرب من البرود (الثياب) يخالطها حرير، وقيل: ثوب فيه خطوط يعمل من الحرير كالسيور، وقيل غير ذلك. (انظر: معجم الملابس) (ص 250).

(3)

الخمر: جمع خمار، وهو: ما تغطي به المرأة رأسها. (انظر: معجم الملابس)(ص 159).

* [س/297].

(4)

الطرف: العين. (انظر: القاموس، مادة: طرف).

° [20993][الإتحاف: طح حم 12213][شيبة: 25284].

(5)

قوله: "عن رجل" ليس في (ف)، (س)، وأثبتناه من "مسند أحمد"(19812)، "التمهيد" لابن عبد البر (14/ 244)، كلاهما من طريق المصنف به، وكذا ذكره عبد الحق الإشبيلي في هذا الإسناد =

ص: 141

° [20994] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ

(1)

، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: رَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَرِيرًا بِيَمِينِهِ، وَذَهَبًا بِشِمَالِهِ، وَقَالَ:"أُحِلُّ لإِنَاثِ * أُمَّتِي، وَحُرِّمَ عَلَى ذُكُورِهِمْ".

[20995] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُحَلِّي بَنَاتَهُ الذَّهَبَ، وَيَكْسُو نِسَاءَهُ الْإِبْرَيْسَمَ، وَأَكْسِيَةَ الْخَزِّ.

[20996] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ بِنْتِ أَبِي عَمْرٍو، قَالَتْ: سَأَلْنَا عَائِشَةَ، عَنِ الْحُلِيِّ وَالْأَقْدَاحِ الْمُفَضَّضَةِ فَنَهَتْنَا عَنْهُ قَالَتْ: فَأَكْثَرْنَا عَلَيْهَا، فَرَخَّصَتْ لَنَا فِي شَيءٍ مِنَ الْحُلِيِّ، وَلَمْ تُرَخِّصْ لَنَا فِي الْأَقْدَاحِ الْمُفَضَّضَةِ.

[20997] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ وَهُوَ يُعَاتِبُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فِي قَمِيصٍ مِنْ حَرِيرٍ تَحْتَ ثِيَابِهِ، وَمَعَهُ الزُبَيْر، وَعَلَيْهِ أَيْضَا قَمِيصٌ مِنْ حَرِيرٍ، فَقَالَ: أَلْقِ عَنْكَ هَذَا، قَالَ: فَجَعَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَضْحَكُ، وَيَقُولُ: لَوْ أَطَعْتَنَا لَبِسْتَ مِثْلَه، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَي قَمِيصِ عُمَرَ فَرَأَيْتُ بَيْنَ كتِفَيْهِ أَرْبَعَ رِقَاعٍ مَا يُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضًا.

= فيما حكاه عنه الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب"(4/ 94)، ثم رده الحافظ بقوله:"وقوله: "عن رجل" زيادة ليست في كتاب عبد الرزاق ولا غيره من حديث نافع"، وما ذكرنا من المصادر التي روته من طريق المصنف ترد على ذلك، ونقله أيضحا ابن الملقن عن عبد الحق، ينظر:"البدر المنير"(1/ 642).

° [20994][الإتحاف: طح حم 12213، حم 12409].

(1)

قوله: "قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن رجل" تصحف في (ف) إلى: "قال: أخبرنا معمر، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند"، والتصويب من "مسند أحمد"(19811) من طريق المصنف، به، و"التمهيد"(14/ 244) معزوا للمصنف.

* [ف/ 122 ب].

[20997][شيبة: 35588].

ص: 142

[20998] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ لاِبْنَتِهِ: قُولِي: أَيَا أَبِي! إِنْ تحَلَّينِي الذَّهَبَ تَخْشَى عَلَيَّ حَرَّ اللَّهَبِ.

[20999] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ يَكْرَهُ الْمُفَضضِ، وإِنْ سُقِيَ فِيهِ شَرِبَ

(1)

قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا سُقِيَ فِيهِ كَسَرَهُ.

[21000] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أَتَاهُ ابْنٌ لَه، وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مِنْ حَرِيرٍ، وَالْغُلَامُ مُعْجَبٌ بِقَمِيصهِ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ خَرَقَه، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ إِلَى أُمِّكَ فَقلْ لَهَا فَلْتُلْبِسْكَ قَمِيصًا غَيْرَ هَذَا.

[21001] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ لاِبْنَتِهِ: لَا تَلْبَسِي الذَّهَبَ، فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكِ حَرَّ اللَّهَبِ.

° [21002] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حلَّةٌ مِنْ حَرِيرٍ فَكَرِهَ أَنْ يَلْبَسَهَا، وَبَعَثَ بِهَا إِلَيَّ، فَلَبِسْتُهَا، فَرَآهَا عَلَيَّ، فَقَالَ:"مَا أَكْرَهُ لِنَفْسِي شَيْئًا إِلَّا أَنَا أَكْرَهُهُ لَكَ، فَخَرِّقْهَا بَيْنَ النِّسَاءِ"، قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ.

[21003] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو، أَنَّ عَلِيًّا أُتِيَ بِبِرْدَوْنٍ

(2)

عَلَيْهِ صِفَةُ دِيبَاجٍ، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ، وَأَخَذَ بِالسَّرْجِ زَلَّتْ يَدُهُ عَنْه، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: دِيبَاجٌ، قَالَ: وَاللَّهِ لَا أَرْكَبُهُ.

° [21004] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَو غَيْرِهِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ شَكَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْقَمْلَ، فَرَخَّصَ لَهُ فِي قَمِيصٍ مِنْ حَرِيرٍ تَحْتَ الثِّيَابِ.

(1)

في (ف): "وشرب"، والمثبت من "شعب الإيمان" للبيهقي (8/ 383) من طريق المصنف، به.

(2)

البرذون: دابة خاصة لا تكون إلا من الخيل، والمقصود منها غير العراب، وقيل غير ذلك. (انظر: التاج، مادة: برذن)

ص: 143

[21005] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ *، قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَلْبَسُ رَايَتَينِ مِنْ دِيبَاجٍ فِي فَزْعَةٍ فَزِعَهَا النَّاسُ.

[21006] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ قَبَاءٌ

(1)

مِنْ دِيبَاجٍ أَوْ سُنْدُسٍ

(2)

حَرِيرٍ يَلْبَسُهُ فِي الْحَرْبِ.

° [21007] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم علَي أُمِّ سَلَمَةَ قُرْطَيْنِ

(3)

مِنْ ذَهَبٍ، فَلَمْ يَنْظُر إِلَيْهَا حَتَّى أَلْقَتْهُمَا.

° [21008] قال الزُّهْرِيُّ: وَرَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم علَى عَائِشَةَ قُلَابَيْنِ

(4)

مِنْ فِضَّةٍ مُلَوَّنَيْنِ بِذَهَبٍ، فَأَمَرَهَا أَنْ تُلْقِيَهُمَا وَتَجْعَلَ قُلَابَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ وَتُصَفرَهُمَا بِزَعْفَرَانٍ

(5)

.

[21009] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنٍ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّهُ رَأَى عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بُرْدَ سِيَرَاءَ مِنْ حَرِيرٍ أَوْ قَالَ: قَمِيصَ سِيَرَاءَ مِنْ حَرِيرٍ.

* [ف/123 أ].

[21006][شيبة: 25161، 33268].

(1)

القباء: ثوب للرجال ذو لفقين يلبس فوق الثياب ويربط عليه حزام ثم تلبس فوقه الجبة. (انظر: معجم الملابس)(ص 378).

(2)

السندس: رقيق الديباج (الحرير) ورفيعه، ضد الإستبرق، الذي يعني غليظ الديباج. (انظر: معجم الملابس) (ص 245).

(3)

القرطان: مثنى قرط، وهو: نوع من حلي الأذن، والجمع: أقراط. (انظر: النهاية، مادة: قرط).

(4)

كذا هو في الموضعين في (ف)، (س)، "المحلى" لابن حزم (9/ 241) من طريق المصنف به، وقد أخرج هذ الحديث الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(12/ 298)، وأبو محمد السرقسطي في "الدلائل في غريب الحديث"(3/ 1151) من طريق معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشه، وجاء فيه:"قلبين" في الموضعين كليهما، و (القلب) بضم أوله، وسكون الثاني هو السوار تلبسه المرأة.

(5)

الزعفران: نبات بَصَليّ عطريّ، ونوع زراعيّ صبغيّ طبيّ، زهره أحمر يميل إلى الصُّفرة أو أبيض، يُستعمل في الطعام أو الحلويات. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: زعفر).

[21009][شيبة:25285،25169].

ص: 144

[21010] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَرِهَتِ الشَّرَابَ فِي الْإِنَاءِ الْمُفَضَّضِ.

قَالَ أَيُّوبُ: وَرَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ ثَوْيًا فِيهِ عَلَمٌ

(1)

يَعْنِي: حَرِيرًا.

[21011] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَهْلَكَهُنَّ الْأَحْمَرَانِ: الذهَبُ وَالزَّعْفَرَانُ. يَعْنِي: النِّسَاءَ.

[21012] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ *، عَنْ إِسْمَاعَيلَ بْنِ شَرُوسٍ

(2)

عَنْ عَكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَتَعَبَّد، فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ لِيفْتِنَه، فَازْدَادَ عِبَادَةً، فَتَمَتَّلَ لَهُ بِرَجُلٍ، فَقَالَ: أَصْحَبُكَ؟ فَقَالَ الْعَابِدُ: نَعَمْ، قَالَ: فَصَحِبَه، فَكَانَ يَتَخَلَّفُ عَنْهُ وَيُطِيفُ بِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ مَلَكًا، فَلَمَّا رَآهُ الشَّيْطَانُ عَرَفَه، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْإِنْسَان، فَكَانَ إِذَا مَشَى تَخَلَّفَ الشَّيْطَانُ، فَمَدَّ الْمَلَكُ يَدهُ نَحْوَ الشَّيْطَانِ فَقَتَلَه، فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، قَتَلْتَهُ وَهُوَ مِنْ حَالِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَا حَتَّى نَزَلَا قَرْيَةً، فَأَنْزَلُوهُمَا وَضيَّفُوهُمَا، فَأَخَذَ الْمَلَكُ مِنْهُمْ إِنَاءً مِنْ فِضَّةٍ، ثُمَّ انْطَلَقَا حَتَّى أَمْسَيَا، فَنَزَلَا قَرْيَةً أُخْرَى فَلَمْ يُبَيِّتُوهُمَا، وَلَمْ يُضَيِّفُوهُمَا، فَأَعْطَاهُمُ الْمَلَكُ الْإِنَاءَ، فَقَالَ لَهُ: أَمَّا مَنْ ضَافَنَا فَأَخَذْتَ إِنَاءَهُمْ، وَأَمَّا مَنْ لَمْ يُضَيِّفْنَا فَأَعْطَيتَهُمْ إِنَاءَ الآخَرِينَ، فَلَنْ تَصْحَبَنِي، فَقَالَ: أَمَّا الَّذِي قَتَلْتُ فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ أَرَادَ أَنْ يَفْتِنَكَ، وَأَمَّا الَّذِينَ أَخَذْتُ مِنْهُمُ الْإِنَاءَ فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ صَالِحُونَ، فَلَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لَهُمْ، وَكَانَ هَؤُلَاءِ قَوْمًا فَاسِقِينَ، فَكَانُوا أَحَقَّ بِهِ، ثُمَّ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ، وَالرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ.

° [21013] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ،

(1)

العَلَم: الوشي أو الرسم في الثوب. (انظر: ذيل النهاية، مادة: علم).

* [س/298].

(2)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"سروس"، والتصويب من "شعب الإيمان" للبيهقي (13/ 71) من طريق المصنف، به. وينظر:"التاريخ الكبير" للبخاري (1/ 359)، "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (2/ 177).

ص: 145

عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، أَنَّ فُلَانَةَ بِنْتَ الْقَاسِمِ، وَصَاحِبَةً لَهَا جَاءَتَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَفِي أَيْدِيهِمَا خَوَاتِم، تَدْعُوهَا الْعَرَبُ: الْفَتَخَ

(1)

، فَسَأَلَتَاهُ عَنْ شَيءٍ، فَأَخْرَجَتْ إِحْدَاهُمَا يَدَهَا، فَرَأَى النَّبِيُّ * صلى الله عليه وسلم بَعْضَ تِلْكَ الْخَوَاتِمِ، فَضَرَبَ يَدَهَا بِعَسِيبٍ

(2)

مَعَهُ مِنْ عِنْدِ الْخَاتَمِ إِلَى مَسْكَتِهَا، ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهُمَا، فَقَالَتَا: مَا شَأْنُكَ تُعْرِضُ عَنَّا؟ فَقَالَ: "وَمَا لِي لَا أُعْرِضُ عَنْكُمَا، وَقَدْ مَلأْتُمَا أَيْدِيَكُمَا جَمْرًا، ثُمَّ جِئْتُمَا تَجْلِسَانِ أَمَامِي"، فَقَامَتَا فَدَخَلَتَا عَلَى فَاطِمَةَ، فَشَكَتَا إِلَيْهَا ضَرْبَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْرَجَتْ إِلَيْهِمَا فَاطِمَةُ سِلْسِلَةً مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَتْ: أَهْدَاهَا لِي أَبُو حَسَنٍ، فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي وَأَنَا مَعَه، وَلَمْ تَفْطِنْ فَاطِمَةُ لِذَلِكَ، فَسَلَّمَ مِنْ جَانِبِ الْبَابِ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يَأْتي الْبَابَ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ

(3)

، فَاسْتَأْذَنَ، فَأُذِنَ لَه، وَأَلْقَتْ لَهُ فَاطِمَةُ ثَوْبًا، فَجَلَسَ عَلَيْهِ، وَفِي يَدِهَا أَوْ عُنُقِهَا تِلْكَ السِّلْسِلَة، فَقَالَ: "أَيَغُرَّتَكِ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ: إِنَّكِ ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَفِي يَدِكِ أَوْ عُنُقِكِ طَوْقٌ

(4)

مِن نَارٍ"، وَعَذَمَهَا بِلِسَانِهِ، فَهَمَلَتْ عَيْنَاهَا، وَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَجْلِسْ، فَأَرْسَلَتْ فَاطِمَةُ إِنْسَانًا مِنْ أَهْلِهَا، فَقَالَتْ: بِعْهَا بِمَا أُعْطِيتَ، فَبَاعَهَا بِوَصِيفٍ، فَجَاءَ بِهِ إِلَيْهَا، فَأَعْتَقَتْه، فَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرُوهُ خَبَرَ الطَّوْقِ، فَقَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْجَى فَاطِمَةَ مِنَ النَّارِ".

‌117 - بَابُ عَلَمِ الثَّوْبِ

[21014] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَخَّصَ فِي مَوْضعِ إِصبَعٍ، وإصْبَعَيْنِ، وَثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٍ، مِنْ أَعْلَامِ الْحَرِيرِ.

(1)

الفتخ: جمع فتخة، وهي خواتيم كبار تلبس في الأيدي، وربما وضعت في أصابع الأرجل، وقيل: هي خواتيم لا فصوص لها. (انظر: النهاية، مادة: فتخ).

* [ف/123 ب].

(2)

العسيب: الجريدة من النخل، مما لا ينبت عليه الخوص، والجمع: عُسُب. (انظر: النهاية، مادة: عسب).

(3)

قبل وجهه: أمامه. (انظر: المشارق)(2/ 169).

(4)

في (ف): "طبق"، والمثبت من (س) وهو المشهور في الكتب.

ص: 146

[21015] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ

(1)

: لَوْلَا أَنَّ عُمَرَ كَرِهَ التِّبْرَ لَمْ أَرَ بِهِ بَأْسًا، يَعْنِي: تِبْرَ الْحَرِيرِ فِي الثَّوْبِ.

° [21016] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وفْدٌ مِنْ كِنْدَةَ

(2)

، وَعَلَيْهِمْ جِبَابٌ

(3)

يَمَانِيَةٌ، قَدْ كَفُّوا أَكْمَامَهَا وَجُيُوبَهَا بِالْحَرِيرِ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"ألَسْتُمْ مُسْلِمِينَ "؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ:"فَمَا شَأْنُ هَذَا الْحَرِيرِ"؟ قَالَ: فَنَزَعُوهُ حِينَئِذٍ مِنْ أَكْمَامِهِمْ، وَجُيُوبِهِمْ، ثُمَّ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنْتُمْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ مِنَّا، أَنْتُمْ بَنِي آكِلِ الْمُرَارِ حَيٌّ مِنْ كِنْدَةَ، كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ خُلْطَةٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اذْهَبُوا إِلَى عَبَّاسٍ، وَأَبِي سُفْيَانَ يُنَاسِبُوكُمْ"، قَالُوا: لَا، بَلْ أَنْتَ، قَالَ:"فَنَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، لَا نَقفُوا أُمَّنَا، وَلَا نَدَّعِي لِغَيْرِ أَبِينَا".

[21017] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَكْرَهُ أَعْلَامَ الْحَرِيرِ الَّتِي فِي الثِّيَابِ.

‌118 - بَابُ الْخَزِّ وَالْعُصْفُرِ

*

[21018] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ثَوْبَيْنِ مُوَرَّدَيْنِ قَدْ مَسَّهُمَا الْعُصْفُرُ.

[21019] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ

(4)

هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: كَانَ أَبِي يَلْبَسُ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ صُبِغَتْ بِالْعُصْفُرِ، حَتَّى مَاتَ.

(1)

كذا في (ف)، (س)، والذي يظهر أنه ابن عمر، كذا هو في "جامع الأحاديث" للسيوطي (36/ 419) عن ابن سيرين، عنه، معزوًّا لابن جرير الطبري في "تهذيبه".

(2)

كندة: دولة قامت شمال الربع الخالي في نجد، وهي الآن قرية تقع على الطريق التجاري الذي كان يربط جنوبي الجزيرة العربية وشمالها الشرقي. (انظر: أطلس الحديث النبوي) (ص 319).

(3)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"جواب"، والتصويب من "الطبقات" لابن سعد (1/ 22) من طريق معمر، به.

* [ف/ 124 أ].

(4)

سقط من (ف)، وأثبتناه من (س).

ص: 147

[21020] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: رَأَيْتُ سِتًّا مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يلْبَسْنَ الْمُعَصْفَرَ.

[21021] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ دِقْرَةَ، عَنْ أُمّ سَلَمَةَ * أَنَّهَا كَرِهَتِ الثِّيَابَ الْمُصَلَّبَةَ، يَعْنِي: الَّتِي تُصَوَّرُ فِيهَا الصُّلُبُ.

قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عَلَى الْحَسَنِ كِسَاءً مُصَلَّبًا.

[21022] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ كِسَاءَ خَزٍّ

(1)

أَغْبَرَ، كَسَاهُ إِيَّاهُ مَرْوَانُ.

[21023] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ جُبَّةَ

(2)

خَزٍّ، وَكِسَاءَ خَزٍّ، وَأَنَا أَطُوفُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ بِالْبَيْتِ. فَقَالَ سَعِيدٌ: لَوْ أَدْرَكَهُ السَّلَفُ لأَوْجَعُوهُ.

[21024] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ قال: رأيتُ عَلَى شُرَيْحٍ مِطْرَفًا

(3)

مِنْ خَزٍّ أَخْضَرَ وَهُوَ يَقْضِي.

[21025] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ مِطْرَفًا مِنْ خَزٍّ أَخْضَرَ، كَسَتْهُ إِيَّاهُ عَائِشَةُ.

* [س/300].

[21022][شيبة: 25130].

(1)

الخز: ثياب سَدَاها (ما يمد طولًا في النسيج) من حرير، ولَحْمَتُها (خيوط النسج العرضية يلحم بها السدى) من غيره. (انظر: القاموس الفقهي) (ص 116).

(2)

الجبة: ثوبٌ للرجال مفتوح الأمام، يُلبس عادة فوق القفطان، وفي الشتاء تبطن بالفرو. (انظر: معجم الملابس) (ص 105).

(3)

المطرف: الثوب الذي في طرفيه علمان. (انظر: النهاية، مادة: طرف).

[21025][شيبة: 25123].

ص: 148

[21026] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَرَى بَنِيهِ يَلْبَسُونَ الْخَزَّ، فَلَا يَعِيبُ عَلَيْهِمْ.

[21027] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ سِتَّةً

(1)

مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يلْبَسُونَ الْخَزَّ: سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو سَعِيدٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَنَسٌ.

° [21028] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لِبَاسِ الْمُعَصْفَرِ.

° [21029] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَي عَبْدِ اللَّهِ

(2)

بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ، فَقَالَ:"أُمُّكَ ألبَسَتْكَ هَذَيْنِ؟! " فَقَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا أُلْقِيهِمَا

(3)

؟ قَالَ: "بَلْ حَرِّقْهُمَا".

° [21030] قال مَعْمَر: وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِير أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَحَدَّ إِلَيْهِ النَّظَرَ حِينَ رَآهُمَا عَلَيْهِ، وَقَالَ:"إِنَّ الْحُمْرَةَ مِنْ زِينَةِ الشَّيْطَانِ، وإنَّ الشَّيْطَانَ يُحِبُّ الْحُمْرَةَ".

[21031] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ * يَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ بَيْنَ نِسَائِهِ.

[21026][شيبة: 16535].

(1)

في (ف)، (س):"خمسة"، وهو وهم، والمثبت من البيهقي في شعب الإيمان" (8/ 268) من طريق الدبري، عن المصنف، به، وكذا أورده الزيلعي في "نصب الراية" (4/ 228) معزوًّا للمصنف.

° [21028][الإتحاف: عه حم حب ط 114487][شيبة: 3183].

(2)

قوله: "عبد الله" وقع في (ف)، (س):"عبد الرحمن"، وهو وهم. والمثبت من الطبراني في "الكبير"(13/ 486) من طريق المصنف، به، نحوه، وهو في "صحيح مسلم"(2137) من طريق طاوس، به، نحوه.

(3)

في (ف): "ألقمها"، والمثبت من (س).

* [ف/124 ب].

ص: 149

° [21032] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: آخِرُ صَلَاةٍ صَلَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في مِلْحَفَةٍ مُوَرَّسَةٍ

(1)

.

[21033] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَأْمُرُ بِشَيءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ وَمِشْقٍ

(2)

، فَيُضْبَغُ بِهِ ثَوْبُه، فَيَلْبَسُهُ.

قال عبد الرزاق: وَرُبَّمَا رَأَيْتُ مَعْمَرًا يَلْبَسُهُ.

° [21034] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَبِيتَنَّ الرَّجُلُ وَحْدَهُ فِي الْبَيْتِ وَعَلَيهِ مَجَاسِدُ

(3)

، فَإِنَّ إِبْلِيسَ أَسْرَعُ شَيْءٍ إِلَى الْحُمْرَةِ، وَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ الْحُمْرَةَ".

[21035] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطابِ رَأَى عَلَى رَجُلٍ ثَوْبًا مُعَصْفَرًا، فَقَالَ: دَعُوا هَذِهِ الْبَرَّاقَاتِ لِلنِّسَاءِ.

[21036] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُعَصْفِرُ لِبَعْضِ نِسَائِهِ.

قَالَ الزُّهْرِيُّ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ.

[21037] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ

(4)

بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِخِّيرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: رَأَى

(1)

مورسة: مصبوغة بالورس، وهو: نبت أصفر يُزرع باليمن ويصبغ به. (انظر: المصباح المنير، مادة: ورس).

(2)

المشق: الطين الأحمر، ويستخدم في صبغ الثياب. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: مشق).

(3)

المجاسد: جمع مجسد، وهو المصبوغ المشبع بالجسد، وهو الزعفران أو العُصْفر. (انظر: النهاية، مادة: جسد).

(4)

قوله: "أبي العلاء" تصحف في (ف) إلى: "أبي العلى"، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "المحلى" لابن حزم (2/ 389) من طريق معمر، به. وينظر ترجمته في:"التاريخ الكبير" للبخاري (8/ 345).

ص: 150

عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى رَجُلٍ ثَوْبَيْنِ مُمَصَّرَيْنِ، فَقَالَ: أَلْقِ هَذَيْنِ عَنْكَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَا إِنِّي لَمْ أَلْبَسْهُمَا قَبْلَ يَوْمِي هَذَا، فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ رَأَيْتُهُمَا عَلَيْكَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ الرَّجُلُ: نَسِيتُ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ، فَقَالَ عُمَرُ: لَعَلَّكَ أَنْ تُوَهِّنَ مِنْ عَمَلِكَ مَا هُوَ أَشَدُّ عَلَيْكَ مِنْ هَذَا.

[21038] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ صَلَّى مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ، قَالَ: وَكَانَ يُصلِّي بِنَا عَلَيْهِ مُلَيَّةٌ

(1)

لَهُ صفْرَاءُ، يَعْنِي: رَيْطَةً

(2)

.

° [21039] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ

(3)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو

(4)

، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَحَدَّ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو النَّظَرَ حِينَ رَآهُمَا عَلَيْهِ، وَقَالَ لَهُ:"أَلْقِ هَذَيْنِ، فَإِنَّهُمَا مِنْ ثِيَابِ الْكُفَّارِ".

[21040] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"الْحُمْرَةُ مِنْ زِينَةِ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ يُحِبُّ الْحُمْرَةَ".

‌119 - بَابُ شُهْرَةِ الثِّيَابِ

[21041] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ

(1)

الملية: تصغير ملاءة، وهي: ثوب من قطعة واحدة ذو شقين متضامين. (انظر: المعجم العرب الأساسي، مادة: ملأ).

(2)

الريطة: كل ثوب رقيق لين، والجمع رَيْط ورِيَاط. (انظر: النهاية، مادة: ريط).

* [21039][شيبة:25223].

(3)

قوله: "عن جبير بن نفير" ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "مستخرج أبي عوانة"(5/ 237) من طريق الدبري عن المصنف، به. وينظر:"الإتحاف"(11639).

(4)

قوله: "عبد الله بن عمرو" تصحف في (ف)، (س) إلى:"عبد الله بن عمر"، والتصويب من المصدر السابق.

ص: 151

قَالَ: مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ

(1)

، أَوْ رَكِبَ مَرْكَبَ شُهْرَةٍ، أَعْرَضَ اللَّهُ عَنْه، وإِنْ كَانَ عَلَيْهِ كَرِيمًا.

[21042] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ يَتَلأْلأ، فَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ فَمُزَّقَ عَلَيْهِ، فَتَطَايَرَ فِي أَيْدِي النَّاسِ. قَالَ مَعْمَرٌ: أَحْسَبُهُ * حَرِيرًا.

[21043] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ فِي الَّذِي يَلْوِي الْعِمَامَةَ عَلَي رَأْسِهِ وَلَا يَجْعَلُهَا تَحْتَ ذَقْنِهِ، قَالَ: تِلْكَ عِمَّةُ الشَّيْطَانِ.

[21044] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا، أَلْبَسَهُ اللهُ

(2)

ذُلًّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

‌120 - بَابُ إِسْبَالِ

(3)

الْإِزَارِ

*

° [21045] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ

(4)

إِلَيْهِ".

(1)

ثوب الشهرة: الثوب الذي إذا لبسه الإنسان افتضح به، واشتهر بين الناس. (انظر: جامع الأصول) (10/ 658).

* [ف/ 125 أ].

[21044][الإتحاف: حم 10241][شيبة: 25775، 25778].

(2)

لفظ الجلالة ليس في (ف)، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "شعب الإيمان" للبيهقي (8/ 274) من طريق الدبري، عن المصنف، به.

(3)

الإسبال: إطالة الثوب وإرساله إلى الأرض. (انظر: النهاية، مادة: سبل).

* [س/301].

الإزار والمئزر: ثوب يحيط بالنصف الأسفل من الجسد. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: أزر).

(4)

اسم الجلالة ليس في (ف)، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "شعب الإيمان" للبيهقي (8/ 212) من طريق الدبري، عن المصنف، به، وهو في "مسند أحمد"(6451) من طريق المصنف، به.

ص: 152

قَالَ زَيْدٌ: وَقَدْ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُحَدِّثُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَآهُ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ يَتَقَعْقَعُ، يَعْنِي: جَدِيدًا

(1)

، قَالَ:"مَنْ هَذَا"؟ قُلْتُ: عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ:"إِنْ كنْتَ عَبْدَ اللَّهِ فَارْفَعْ إِزَارَكَ"، قَالَ: فَرَفَعْتُه، قَالَ:"زِدْ"، قَالَ: فَرَفَعْتُهُ حَتَّى بَلَغَ نِصْفَ السَّاقِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ:"مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ إِزَارِي يَسْتَرْخِي

(2)

أَحْيَانًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَسْتَ مِنْهُمْ".

° [21046] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبَّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى الْمُسْبِلِ" يَعْنِي: إِزَارَهُ.

° [21047] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَن مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ التمِيمِيِّ

(3)

قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِلَى مَا

(4)

تَدْعُو؟ فَقَالَ: "أَدْعُوكَ إِلَى الَّذِي إِذَا يَبِسَتْ أَرْضُكَ وَأَجْدَبَتْ دَعَوْتَهُ فَأَنْبَتَ لَكَ، وَأَدْعُوكَ إِلَى الَّذِي إِذَا نَزَلَ بِكَ الضُّرُّ دَعَوْتَهُ فَكَشَفَ عَنْكَ، وَأَدْعُوكَ إِلَى الَّذِي إِذَا أَضْلَلْتَ ضَالَّةً وَأَنْتَ بِأَرْضِ فَلَاةٍ دَعَوْتَهُ فَرَدَّ عَلَيْكَ ضَالَّتَكَ"، قَالَ: فَبِمَ تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: "لَا تَسُبَّ أَحَدًا، وَلَا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَإِذَا كَلَّمَكَ أَخَاكَ فَكَلِّمْهُ وَوَجْهُكَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ، وَإِذَا اسْتَسْقَاكَ مِنْ دَلْوِكَ فَاصْبُبْ لَه، وإذَا اتَّزَرْتَ فَلْيَكُنْ إِزَارُكَ إِلَي نِصْفِ السَّاقِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَإِيَّاكَ وَإسْبَالَ الإزَارِ، فَإِنَّ إِسْبَالَ الإزَارِ مِنَ الْمَخِيلَةِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ".

(1)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"حريرا"، والمثبت من المصدرين السابقين.

(2)

الاسترخاء: الانبساط والاتساع، والمراد: سقوط الثوب عن وسطه من نحافته، فيطول عن الكعبين. (انظر: مجمع البحار، مادة: رخا).

° [21046][الإتحاف: عه حم 20194].

(3)

في (ف)، (ت):"التيمي"، والمثبت هو الذي وقفنا عليه، فقد نسبه ابن سعد في "الطبقات"(9/ 152) لبني تميم، ونسبه الذهبي في "المقتنى" (1/ 134):"التميمي"، والله أعلم.

(4)

قوله: "إلى ما" وقع في (ف): "أما" وله وجه، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "الكني والأسماء" للدولابي (1/ 55)، و"سيرة ابن إسحاق"(1/ 289) من طريق أبي إسحاق، به.

ص: 153

° [21048] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ

(1)

، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَا رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ

(2)

فِي حُلَّةٍ مُعْجَبًا بِجُمَّتِهِ

(3)

، قَدْ أَسْبَلَ إِزَارَه، خُسِفَتْ

(4)

بِهِ الْأَرْض، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ

(5)

"، أَوْ قَالَ: "يَهْوِي

(6)

فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".

° [21049] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ، لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَكَيْفَ يَصْنَعُ النِّسَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِذُيُولِهِنَّ؟ قَالَ: "يُرْخِينَ

(7)

شِبْرًا"، قَالَتْ: إِذَنْ تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ، قَالَ: "فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعًا * لَا يَزِدْنَ عَلَيْهِ".

[21550] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أزَّرَ فَاطِمَةَ فَأَرْخَاهُ شِبْرًا. ثُمَّ قَالَ: "هَكَذَا".

° [21051] قال مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَرْخَاهُ شِبْرًا، ثُمَّ قَالَ:"هَذِهِ سُنَّةٌ لِلنِّسَاءِ فِي ذُيُولِهِنَّ".

° [21048][الإتحاف: حم 19780].

(1)

قوله: "عن محمد بن زياد" كذا في (ف)، (س)، وكذا أخرجه الإمام أحمد (7745)، وابن راهويه (1/ 145) في "مسنديهما" عن المصنف، به، والحديث أخرجه الإمام مسلم (2148/ 3)، وأبو عوانة في "المسند"(5/ 243)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(8/ 214) جميعا من طريق المصنف، عن معمر، عن همام بن منبه، به.

(2)

التبختر: مشية التكبر المعجب بنفسه. (انظر: التاج، مادة: بختر).

(3)

الجمة: ما سقط على المنكبين من شعر الرأس. (انظر: النهاية، مادة: جمم).

(4)

الخسف: سقوط الأرض بما عليها. (انظر: اللسان، مادة: خسف).

(5)

يتجلجل: يغوص في الأرض حين يُخْسَفُ به. (انطر: النهاية، مادة: جلجل).

(6)

الهوي: الهبوط. (انظر: النهاية، مادة: هوا).

° [21049][شيبة:25305،25304].

(7)

الإرخاء: الإطالة. (انظر: المعجم العربي الأساسي، مادة: رخو).

* [125/ ب].

ص: 154

° [21052] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيةَ، عَنْ خُرَيْمٍ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ

(1)

، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَوْلَا أَنَّ فِيكَ اثْنَتَيْنِ كُنْتَ أَنْتَ أَنْتَ"، قَالَ: إِنَّ وَاحِدَةً لَتَكْفِينِي، قَالَ:"تُسْبِلُ إِزَارَكَ، وَتُوَفِّرُ شَعَرَكَ"، قَالَ: لَا جَرَمَ

(2)

، وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ.

[21053] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا تَحْتَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الْإِزَارِ فِي النَّارِ.

[21054] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الْإِزَارُ فَوْقَ الْكَعْبَيْنِ، وَالْقَمِيصُ فَوْقَ الْإِزَارِ

(3)

، وَالرِّدَاءُ فَوْقَ الْقَمِيصِ.

[21055] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ أَخِي الزُّهْرِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ إِزَارُهُ إِلَي أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، وَالْقَمِيصُ فَوْقَ الْإِزَارِ، وَالرِّدَاءُ فَوْقَ الْقَمِيصِ.

° [21056] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ: "ارْفَعُوا أُزُرَكُم، ارْفَعُوا، ارْفَعُوا"، قَالَ: فَرَفَعُوهَا إِلَى رُكَبِهِمْ، ثُمَّ قَالَ:"اخْفِضُوا، اخْفِضُوا، اخْفِضُوا"، فَخَفَضُوهَا إِلَى أَنْصافِ سُوقِهِمْ، ثمَّ قَالَ:"إِنِّي رَأَيْتُ الْمَلَائِكَةَ وَلبَاسُهُمْ هَكَذَا، أَوْ أُزُرُهُمْ هَكَذَا".

° [21052][الإتحاف: حم كم 4487].

(1)

قوله: "عن خريم، رجل من بني أسد" تصحف في (ف)، (س) إلى:"عن جرير، عن رجل من بني أسد"، والتصويب من "مسند أحمد"(19201) عن المصنف، به. وينظر "جامع المسانيد" لابن كثير (2/ 637)، "غاية المقصد" للهيثمي (4/ 172).

(2)

لا جرم: كلمة كانت في الأصل بمنزلة لا بد ولا محالة، فكثر استعمالهم لها حتى صارت بمنزلة حقا. (انظر: غريب ابن الجوزي، مادة: جرم).

[21054][شيبة: 25340].

(3)

ليس في (ف)، (س)، والمثبت من "التمهيد" لابن عبد البر (20/ 228) عن طاوس، وهو عند ابن أبي شيبة في "المصنف" (25340) من وجه آخر عنه بلفظ:"كان قميصه فوق الإزار، والرداء فوق القميص".

ص: 155

° [21057] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَيْضًا قَالَ: قُلْتُ لِنَافِعٍ: أَرَأَيْتَ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَا تَحْتَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الإزَارِ فِي النارِ"، أَمِنَ الْإِزَارِ أَمْ مِنَ الْقَدَمِ؟ قَالَ: وَمَا ذَنْبُ الْإِزَارِ؟

[21058] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: كَانَتِ الشُّهْرَةُ فِيمَا مَضَى فِي تَذْيِيلِهَا، وَالشُّهْرَةُ الْيَوْمَ فِي تَقْصِيرِهَا.

‌121 - التَّنَعُّمُ وَالسِّمَنُ

(1)

[21059] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: جَلَسَ إِلَيْنَا رَجُلٌ، وَنَحْنُ غِلْمَانٌ، فَقَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ زَمَنَ كَذَا وَكَذَا أَنِ اتَّزِرُوا، وَارْتَدُوا، وَانْتَعِلُوا

(2)

، وَقَابِلُوا النِّعَالَ، وَعَلَيْكُمْ بِعَيْشِ مَعَدٍّ، وَذَرُوا التَّنَعُّمَ، وَزِيَّ الْأَعَاجِمِ. وَقَابِلُوا النِّعَالَ يَعْنِي: زِمَامَيْنِ.

[21060] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، كَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى أَمَّا بَعْد، فَاتَّزِرُوا، وَارْتَدُوا، وَأَلْقُوا السَّرَاوِيلَاتِ

(3)

، وَأَلْقُوا الْخِفَافَ

(4)

، وَاحْتَفُوا، وَانْتَعِلُوا، وَقَابِلُوا بَيْنَهُمَا، وَاخْشُنُوا، وَاخْشَوْشِنُوا، وَاخْلَوْلِقُوا، وَتَمَعْدَدُوا، فَإِنَّكُمْ مَعَدٌّ، وَارْتَمُوا الْأَغْرَاضَ

(5)

، وَاقْطَعُوا الرُّكُبَ

(6)

، وَانْزُوا عَلَى

(1)

السِّمن والسمانة: أن يتكثر المرء بما ليس عنده، ويدعي ما ليس له من الشرف، وقيل: أن يجمع الأموال، وقيل يحب التوسع في المآكل والمشارب، وهي أسباب السِّمَن. (انظر: النهاية، مادة: سمن).

(2)

التنعل والانتعال: لبس الحذاء. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: نعل).

(3)

السراويل والسراويلات: جمع سروال، أو: سروالة، وهو: لباس يستر العورة إلى أسفل الجسم. (انظر: معجم الملابس)(ص 234).

(4)

الخفاف: جمع الخف، وهو نوع من الأحذية الجلدية، يلبس فوقها حذاء آخر. (انظر: معجم الملابس) (ص 152).

(5)

الأغراض: جمع الغرض، وهو: الهدف الذي يرمى إليه. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: غرض).

(6)

الركب: جمع ركاب، وهي: الرواحل من الإبل، وقيل: جمع ركوب، وهو: ما يركب من كل دابة. (انظر: النهاية، مادة: ركب).

ص: 156

ظُهُورِ الْخَيْلِ نَزْوًا، وَاسْتَقْبِلُوا بِوُجُوهِكُمُ الشَّمْسَ، فَإِنَّهَا حَمَّامَاتُ الْعَرَبِ، وإيَّاكُمْ وَزِيَّ الْأَعَاجِمِ، وَتَنْعِيمَهُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِلُبْسَةِ أَبِيكُمْ * إِسْمَاعِيلَ.

[21061] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَزِيدَ

(1)

بْنَ أَبِي سُفْيَانَ كَاشِفًا عَنْ بَطْنِهِ، فَرَأَى جِلْدَةً نَقِيَّةً، فَرَفَعَ عَلَيْهِ الدِّرَّةَ، وَقَالَ: أَجِلْدَةُ كَافِرٍ؟ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أَرْضَ الشَّامِ أَرْضٌ طَيِّبَةُ الْعَيْشِ، فَسَكَتَ.

° [21062] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ

(2)

الَّذِينَ بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَظْهَرُ الْكَذِبُ فَيَحْلِفُونَ وَلَا يُسْتَحْلَفُونَ، وَيَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ

(3)

، وَيَنْذِرُونَ وَلَا يُوفُونَ

(4)

، وَيَفْشُو فِيهِمُ السِّمَنُ".

[21063] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: دُعِيَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقُرِّبَ لَهُ ثَرِيدٌ فَأَكَلَ، ثُمَّ قُرِّبَ لَهُ شِوَاءٌ فَأَكَلَ، ثُمَّ قُرِّبَ لَهُ فَاكِهَةٌ فَأَكَلَ، ثُمَّ قُرَّبَ لَهُ دالحرح

(5)

، فَقَالَ: قَرَّبْتُمْ لَنَا ثَرِيدًا فَأَكَلْنَا، ثُمَّ قَرَّبْتُمْ لَنَا شِوَاءً فَأَكَلْنَا، ثُمَّ قَرَّبْتُمْ فَاكِهَةً فَأَكَلْنَا، ثُمَّ أَتَيْتُمْ بِهَذَا، أَهْلُ رِيَاءٍ! فَلَمْ يَأْكُلْهُ.

* [ف/126 أ].

* [س/302].

(1)

في (س): "شرحبيل"، والمثبت من (ف).

(2)

القرن: أهل كل زمان، وهو مقدار التوسط في أعمار أهل كل زمان، مأخوذ من الاقتران، والمراد: الصحابة ثم التابعون. (انظر: النهاية، مادة: قرن).

(3)

الاستشهاد: أداء الشهادة قبل أن يطلبها صاحب الحق منهم، وقيل: الذين يشهدون بالباطل.

(انظر: النهاية، مادة: شهد).

(4)

في (ف): "يفون"، والمثبت من (س).

يفون: يُتمّون ما وعدوا به. (انظر: اللسان، مادة: وفى).

(5)

كذا رسمه في (ف)، وغير واضح في (س).

ص: 157

[21064] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: دَخَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَلَى أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَرَّبَ لَهُ ثَرِيدًا عَلَيْهِ لَحْمٌ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: مَا أَنَا بِآكِلِهِ حَتَّى تَجْعَلُوا فِيهِ سَمْنًا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ أَبَاكَ قَدْ نَهَى عَنْ ذَلِكَ؟! فَقَالَ الْقَوْمُ: أَطْعِمْ أَخَاكَ، قَالَ: فَصَنَعَ فِيهِ سَمْنًا، فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ دَخَلَ عُمَر، فَأَهْوَى بِيَدِهِ، فَأَكَلَ لُقْمَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ، ثُمَّ رَفَعَ الدِّرَّةَ فَضرَبَ عُبَيْدَ اللَّهِ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَضْرِبَ الْجَارِيَةَ، فَقَالَتْ: مَا ذَنْبِي؟ أَنَا مَأْمُورَةٌ، فَخَرَجَ وَلَمْ يَقُلْ لِعَبْدِ اللَّهِ شَيْئًا.

‌122 - بَابُ الرِّيحِ وَالْغَيْثِ

° [21065] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى الْغَيْثَ قَالَ: "اللَّهُمَّ صَيِّبًا

(1)

هَنِيئًا".

° [21066] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى الْغَيْثَ قَالَ: "اللَّهُمَّ صَيِّبًا سَيْبًا

(2)

هَنِيئًا".

° [21067] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا رَأَى مَخِيلَةً

(3)

تَغَيَّرَ وَجْهُه، وَدَخَلَ وَخَرَجَ

(4)

، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ،

° [21065][الإتحاف: حب حم 22659].

(1)

الصيب: المنهمر التدفق. (انظر: النهاية، مادة: صيب).

° [21066][الإتحاف: حب حم 22659].

(2)

السيب: المطر الجاري أو العطاء. (انظر: النهاية، مادة: سيب).

° [21067][الإتحاف: حم 21744].

(3)

المخيلة: السحابة الخليقة بالمطر. (انظر: النهاية، مادة: خيل).

(4)

ليس في (ف)، (س)، والمثبت من "الحلية" لأبي نعيم (4/ 23) من طريق الدبري، عن المصنف، به، وهو في "التفسير" للمصنف (2/ 254)، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند"(25979)، به.

ص: 158

فَإِذَا مَطَرَتْ سُرِّيَ عَنْهُ

(1)

، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ كُلَّهُ لَه، فَقَالَ: "مَا أَمِنْتُ أَنْ تَكُونَ كَمَا قَالَ اللَّهُ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} إِلَي قَوْلِهِ {فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الأحقاف: 24].

° [21068] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "نُصِرْتُ بِالصَّبَا

(2)

، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُور

(3)

".

[21069] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ حَيَّانَ بْنِ عُمَيْرٍ الْقَيْسِيِّ

(4)

، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا رَاحَتْ جَنُوبٌ قَطُّ إِلَّا سَالَ فِي وَادٍ مَاءٌ

(5)

رَأَيْتُمُوهُ أَوْ لَمْ تَرَوْهُ.

° [21070] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: أَخَذَتِ النَّاسَ رِيحٌ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَاجٌّ، فَاشْتَدَّتْ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ عُمَرُ لِمَنْ حَوْلَهُ: مَنْ يُحَدِّثُنَا عَنِ الرِّيحِ؟ فَلَمْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِ شَيْئًا، قَالَ: فَبَلَغَنِي الَّذِي سَأَلَ عَنْهُ عُمَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَاسْتَحْثَثْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى أَدْرَكْتُه، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أُخْبِرْتُ

(6)

أَنَّكَ سَأَلْتَ عَنِ الرِّيحِ، وإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ

(7)

اللَّهِ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ، وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَلَا تَسُبُّوهَا، وَسَلُوا اللَّهَ خَيْرَهَا، وَاسْتَعِيذُوا بِهِ مِنْ شَرِّهَا".

(1)

التسرية: الكشف والإزالة. (انظر: النهاية، مادة: سرى).

* [ف/126 ب].

(2)

الصبا: الريح تهب من المشرق. (انظر: ذيل النهاية، مادة: صبا).

(3)

الدبور: ريح تهب من المغرب وتقابل القبول، وهي ريح الصِّبَا، والجمع: دبر، ودبائر. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: دبر).

(4)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"العبسي"، والتصويب من مصادر ترجمته. وينظر:"الطبقات الكبرى" لابن سعد (9/ 188)، "تهذيب الكمال" للمزي (7/ 472).

(5)

ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "التفسير" للمصنف (2/ 254)، ومن طريقه أخرجه أبو الشيخ في كتاب "العظمة" (4/ 1349) بلفظ:"في واد ما" بدل: "في واد ماء".

° [21070][الإتحاف: عه حب كم حم 17919][شيبة: 26836، 29828].

(6)

ليس في (ف)، (س)، والمثبت من "الدعاء" للطبراني (971) عن إسحاق الدبري، عن المصنف، به.

(7)

روح: أي رحمة. (انظر: النهاية، مادة: روح).

ص: 159

‌123 - بَابُ مَا يُقَالُ إِذَا سُمِعَ الرَّعْدُ

[21070] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ، قَالَ: سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحْتَ لَهُ.

[21072] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ، أَنَّهُ بَلَغَه، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ قَالَ: اللَّهُمَّ لَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا سَخَطَكَ

(1)

، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ.

‌124 - بَابُ اتِّبَاعِ الْبَصَرِ النَّجْمَ

° [21073] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: تَعَشَّى أَبُو قَتَادَةَ فَوْقَ ظَهْرِ بَيْتٍ لَنَا، فَرُمِيَ بِنَجْمٍ فَنَظَرْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: لَا تُتْبِعُوهُ أَبْصَارَكُمْ، فَإِنَّا قَدْ نُهِينَا عَنْ ذَلِكَ.

‌125 - بَابُ مَسْأَلَةِ النَّاسِ

° [21074] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ كِنَانَةَ الْعَدَوِيِّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ قَبِيصةَ بْنِ مُخَارِقٍ إِذْ جَاءَهُ نَفَرٌ مِنْ قَوْمِهِ يَسْتَعِينُونَهُ فِي نِكَاحِ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَأَبَى أَنْ يُعْطِيَهُمْ شَيْئًا، فَانْطَلَقُوا مِنْ عِنْدِهِ، قَالَ كِنَانَةُ: فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ سَيِّدُ قَوْمِكَ

(2)

وَأَتَوْكَ يَسْأَلُونَكَ، فَلَمْ تُعْطِهِمْ شَيْئًا، قَالَ: أَمَّا فِي هَذَا فَلَا أُعْطِي شَيْئًا

(3)

، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ: إِنِّي تَحَمَّلْتُ بِحَمَالَةٍ فِي قَوْمِي، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

[21071][شيبة:29822].

(1)

السخط: الكراهية للشيء، وعدم الرضا به. (انظر: النهاية، مادة: سخط).

(2)

ليس في (ف)، (س)، والمثبت من الطبراني في "المعجم الكبير"(18/ 370)، والبغوي في "شرح السنة"(6/ 122) من طريق الدبري، عن المصنف، به. وينظر "التفسير" للمصنف (2/ 155).

(3)

قوله: "فلا أعطي شيئا" ليس في (ف)، (س) واستدركناه من المصادر السابقة، وزادوا بعده:"ولو عصبه بقد حتى يقحل لكان خيرا له من أن يسأل في مثل هذا".

ص: 160

فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي تَحَمَّلْتُ بِحَمَالَةٍ فِي قَوْمِي، وَأَتَيْتُكَ لِتُعِينَنِي فِيهَا، قَالَ:"بَلْ نَحْمِلُهُ عَنْكَ يَا قَبِيصَة، وَنُؤَدِّيهَا إِلَيْهِمْ مِنَ الصَّدَقَةِ"، ثُمَّ قَالَ: "يَا قَبِيصَة، إِنَّ الْمَسْأَلَةَ حَرُمَتْ * إِلَّا فِي إِحْدَى ثَلَاثِ: فِي رَجُلٍ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ

(1)

فَاجْتَاحَتْ مَالَه، فَيَسْأَلُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا

(2)

مِنْ عَيْشِهِ ثُمَّ يُمْسِك، وَفِي رَجُلٍ أَصَابَتْهُ حَاجَةٌ حَتَّى شَهِدَ لَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنْ ذَوِي الْحِجَا

(3)

مِنْ قَوْمِهِ أَنَّ الْمَسْأَلَةَ قَدْ حَلَّتْ لَه، فَيَسْأَلُ حَتَّى يُصِيبَ * قِوَامًا مِنَ الْعَيْشِ ثُمَّ يُمْسِك، وَفيِ رَجُلٍ تَحَمَّلَ بِحَمَالَةٍ فَيَسْأَلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَمْسَكَ، وَمَا كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ سُحْتٌ، يَأْكُلُهُ صَاحِبُهُ سُحْتًا".

° [21075] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ ثَوْبَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ يَتَكَفَّلُ لِي ألَّا يَسْأَلَ شَيْئًا، وَأَتَكَفُّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ"؟ قَالَ ثَوْبَانُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَا، قَالَ: فَكَانَ يَعْلَمُ أَن ثَوْبَانَ لَا يَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا.

[21076] قال مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ: تَعَاهَدُوا ثَوْبَانَ، فَإِنَّهُ لَا يَسْأَلُ أَجَدًا شَيْئًا، قَالَ: وَكَانَتْ تَسْقُطُ مِنْهُ الْعَصَا، أَوِ السَّوْطُ فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا أَنْ يُنَاوِلَهُ إِيَّاه، حَتَّى يَنْزِلَ فَيَأْخُذَهُ.

° [21077] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ أَحْبُلَهُ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ".

* [ف/127 أ].

(1)

الجائحة: الآفة التي تهلك الثمار والأموال وتستأصلها، وهي أيضًا: كل مصيبة عظيمة وفتنة مبيرة (مهلكة)، والجمع: جوائح. (انظر: النهاية، مادة: جوح).

(2)

القوام: ما يقوم بحاجته الضرورية، وقوام الشيء: عماده الذي يقوم به. (انظر: النهاية، مادة: قوم).

(3)

الحجا: العقل. (انظر: النهاية، مادة: حجا).

* [س/303].

° [21077][شيبة: 10780].

ص: 161

° [21078] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ كَانَتْ لَهُ أَوْ عِنْدَهُ أُوقِيَّةٌ

(1)

أَوْ عَدْلُهَا

(2)

، ثُمَّ سَأَلَ، فَقَدْ سَأَلَهُمْ إِلْحَافًا

(3)

".

° [21079] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ

(4)

بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ

(5)

لَحْمٍ".

° [21080] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلًا فَيَحْطِبَ عَلَي ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ، أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوه، فَإِنَّ مَسْأَلَةَ الْغَنِيِّ خُدُوشٌ فِي وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

° [21081] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأَعْطَاهُمْ، قَالَ: فَجَعَلَ لَا يَسْأَلُهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا أَعْطَاه، حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَه، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ حِينَ أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ عِنْدَهُ:"مَا يَكُنْ عِنْدَنَا مِن خَيْرٍ فَلَنْ نَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وإِنَّهُ مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّه، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّه، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ الله، وَلَنْ تُعْطَوْا عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ".

(1)

الأوقية والوقية: وزن مقداره أربعون درهما، ما يساوي (118.8) جرامًا، والجمع: الأواقي. (انظر: المقادير الشرعية)(ص 131).

(2)

العدل: الِمثل، وقيل: هو بالفتح: ما عادله من جنسه، وبالكسر: ما ليس من جنسه، وقيل بالعكس. (انظر: النهاية، مادة: عدل).

(3)

الإتحاف: الإلحاح في المسألة ولزومها والمبالغة فيها. (انظر: النهاية، مادة: لحف).

° [21079][شيبة: 10771].

(4)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"حضرة"، والتصويب من "مسند الإمام أحمد"(5720)، "المنتخب من مسند عبد بن حميد"(2/ 49) عن المصنف، به. وينظر ترجمته في:"التاريخ الكبير" للبخاري (3/ 47).

(5)

المزعة: القطعة اليسيرة. (انظر: النهاية، مادة: مزع).

° [21081] الإتحاف: مي عه حب ط حم 5456].

ص: 162

° [21082] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ * صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَاهُ، فَقِيلَ: إِنَّهُ غَنِيٌّ، فَقَالَ:"مَا أَخَذَ إِلَّا قِطْعَةً مِنَ النَّارِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَتَقْطَعُ لَنَا النَّارَ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ ذَلِكَ؟ قَالَ:"إِنَّ ذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْصِيَ رَبِّي".

° [21083] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَرْويهِ قَالَ: "مَسْأَلَةُ الْغَنِيِّ شيْنٌ

(1)

فِي وَجْهِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ".

° [21084] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَعْطُوا السَّائِلَ وَإِنْ جَاءَ عَلَي فَرَسٍ".

° [21085] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَتَسَاءَلُ أَمْوَالَنَا بَيْنَنَا، فَقَالَ: "نَعَمْ، يَسْأَلُ الرَّجُلُ فِي الْفَتْقِ

(2)

يَكُونُ

(3)

بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمِهِ، فَإِذَا بَلَغَ أَوْ كَرَبَ

(4)

أَمْسَكَ".

° [21086] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ

(5)

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصارِ، عَنْ أُمِّهِ

(6)

قَالَ: كَانَتْ لَا تَرُدُّ سَائِلًا بِمَا كَانَ، فَكَانَتْ تُعْطِيهِ مِنْ سَوِيقِهَا، وَمِمَّا كَانَ

* [ف/127 ب].

(1)

الشين: العيب. (انظر: النهاية، مادة: شين).

° [21085][الإتحاف: حم 16807].

(2)

في (ف): "الفتن"، وفي (س):"الغنى"، والمثبت من "شرح السنة" للبغوي (1628)، الخطابي في "غريب الحديث"(1/ 143، 144) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به، وقال الخطابي:"يريد بالفتق التشاجر والاختلاف بسبب الدماء، وأصل الفتق الشق، يريد: شق العصا وتفرق الكلمة بعد اجتماعها"، ورواه الطبراني في الكبير (19/ 406) من طريق الدبري، بلفظ:"الفتن" كما في (ف).

(3)

ليس في (س).

(4)

كرب: دنا وقُرب. (انظر: النهاية، مادة: كرب).

(5)

قوله: "عن معمر" ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "التمهيد" لابن عبد البر (4/ 298).

(6)

قوله: "عن زيد بن أسلم، عن رجل من الأنصار، عن أمه" كذا في (ف)، (س)، والحديث عند =

ص: 163

مَعَهَا، فَقُلْتُ لَهَا: لِمَ تَتَكَلَّفِينَ هَذَا إِذَا لَمْ تَكُنْ عَنْدَكِ؟ قَالَتْ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تَرُدُّوا السَّائِلَ، وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ".

° [21087] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تَرُدُّوا السَّائِلَ، وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْتَرِقَةٍ".

[21088] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: بَلَغَنِي، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَي أَبِي ذرٍّ فَسَأَلَهُ فَأَعْطَاهُ شَيْئًا، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ غَنِيٌّ، قَالَ: إِنَّهُ سَأَلَ، وَإِنَّ لِلسَّائِلِ وإِنْ يَكُنْ مَا تَقُولُونَ حَقًّا، فَلْيَتَمَنَّيَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّ فِي يَدِهِ رَضْفَةً مَكَانَهَا.

[21089] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: أَخَبَرَنِي مَنْ كَانَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ تَسْأَلُه، فَقَالَ لَهَا: إِنْ كَانَ عِنْدَكِ عَدْلُ أُوقِيَّةٍ فَلَا تَحِلُّ لَكِ الصَّدَقَة، فَقَالَتْ: بَعِيرِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أُوقِيَّةٍ، قَالَ: فَلَا أَدْرِي أَعْطَاهَا أَمْ لَا.

[21090] أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، عَمَّنْ يسَمِعَ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: إِذَا جَاءَكَ سَائِلٌ، فَأَمَرْتَ لَهُ بِكِسْرَةٍ، فَسَبَقَكَ فَذَهَبَ، فَاعْزِلْهَا لَا تَأْكُلْهَا، حَتَّى تَصدَّقَ بِهَا.

قَالَ مَعْمَرٌ: وَلَا أَعْلَمُ ابْنَ طَاوُسٍ، إِلَّا قَدْ أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِيهِ، مِثْلَ ذَلِكَ.

[21091] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: أَوْصَى قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ بَنِيهِ فَقَالَ: عَلَيكُمْ بِجَمْعِ هَذَا الْمَالِ، وَاصْطِنَاعِهِ، فَإِنَّهُ مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ، وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ، إِذَا أَنَا مِتُّ فَسَوِّدُوا أَكْبَرَكُمْ، فَإِنَّ الْقَوْمَ إِذَا سَوَّدُوا أَكْبَرَهُمْ خَلَفُوا أَبَاهُمْ، وإِذَا سَوَّدُوا أَصْغَرَهُمْ أَزْرَى ذَلِكَ بِأَحْسَابِهِمْ، وإيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةَ، فَإِنَّهَا آخِرُ كَسْبِ الْمَرْءِ، إِذَا

= الإمام مالك في "الموطأ - رواية أبي مصعب"(1421)، ومن طريقه الإمام أحمد في "المسند"(28093)، والنسائي في "المجتبي"(2584)، عن زيد بن أسلم، عن ابن بجيد الأنصاري، عن جدته.

ص: 164

أَنَا مِتُّ فَغَيِّبُوا * قَبْرِي مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، فَإِنِّي كُنْتُ أُهَاوِشُهُمْ

(1)

، أَوْ قَالَ: أُنَاوِشُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.

[21092] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خُلَيْدٍ الْعَصَرِيِّ قَالَ: تَلْقَى الْمُؤْمِنَ عَفِيفًا سَؤُلًا، وَتَلْقَاهُ ذَلِيلًا عَزِيزًا، أَحْسَنُ الناسِ مَعُونَةً، وَأَهْوَنُ النَّاسِ مَئُونَةً *.

° [21093] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُعْطِيَهَا، فَقَالَ:"مَا عِنْدَنَا شَيءٌ"، قَالَتْ: فَعِدْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ الْعِدَةَ عَطِيَّةٌ".

° [21094] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ

(2)

، وَالْأُكْلَةُ وَالْأُكْلَتَانِ

(3)

، وَلَكِنِ الْمِسْكِينُ الَّذِي لَا يَسْأَلُ، وَلَا يُعْلَمُ مَكَانُه، فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ".

قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: فَذَلِكَ الْمَحْرُومُ.

‌126 - بَابُ أصْحَابِ الْأمْوَالِ

° [21095] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ

* [ف/128 أ].

(1)

تصحف في (ف) إلى: "أهاوسهم" بالسين الهملة، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "غريب الحديث" للخطابي (2/ 560) من طريق الدبري، عن المصنف، به.

وقال الخطابي: "وقوله: "أهاوشهم"، الأصل في الهوش الفساد والاختلاط، ومنه هوشات السوق، وقال بعض أهل اللغة: في قول العامة: شوشت على الرجل أمره، إنما هو: هوشت، أي: خلطت وأفسدت، والعرب تقول: جاءوا بالهوش والبوش، أي: بالجمع الكثير المختلف". اهـ.

* [س/304].

(2)

في (ف)، (س):"والتمرتين" كذا بالنصب، والتصويب من "التفسير" للمصنف (3/ 237) عن معمر، به.

(3)

في (ف)، (س):"والأكلتين"، والتصويب من المصدر السابق.

ص: 165

هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءٍ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يخْطُبُ إِذْ قَالَ: "إِنَّ مِمَّا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ إِذَا فُتِحَتْ لَكُمْ زَهَرَاتُ الدُّنْيَا، وَزِينَتُهَا، فَتَنَافَسْتُمُوهَا كمَا تَنَافَسَهَا مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ"، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ كَالْأَعْرَابِيِّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهَلْ يَأْتي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَاعَةً، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ أُوحِيَ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ وَهُوَ يَمْسَحُ الرُّحَضَاءَ

(1)

عَنْ جَبِينِهِ: "أَيْنَ السَّائِلُ؟ إِنَّ الْخَيْرَ لَا يَأْتِي إِلَّا بِالْخَيْرِ، وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ أَوْ يُلِمُّ

(2)

، إِلَّا آكِلَةَ الْخَضْرَاءِ، أَكَلَتْ حَتَّى انْتَفَخَتْ خَاصِرَتَاهَا

(3)

، ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ، فَبَالَتْ وَثَلَطَتْ

(4)

، وَنِعْمَ الصَّاحِبُ الْمَالُ، لِمَنْ أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ، وَذَا الْقُرْبَى"، أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

° [21096] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ صَاحِبٍ لَه، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَتَبَ إِلَى سَلْمَانَ: أَنْ يَا أَخِي، اغْتَنِمْ صِحَّتَكَ وَفَرَاغَكَ، قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِكَ مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَا يَسْتَطِيعُ الْعِبَادُ رَدَّه، وَاغْتَنِمْ دَعْوَةَ الْمُبْتَلَى، وَيَا أَخِي، لِيَكُنِ الْمَسْجِدُ بَيْتَك، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَقُولُ: "إِنَّ الْمَسْجِدَ بَيْتُ كُلِّ تَقِيٍّ، وَقَدْ ضَمِنَ اللَّهُ لِمَنْ كَانَتِ الْمَسَاجِدُ بُيُوتَهُمْ بِالرَّوْحِ وَالرَّحْمَةِ، وَالْجَوَازِ عَلَى الصِّرَاطِ إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ". وَيَا أَخِي، ارْحَمِ الْيَتِيمَ، وَأَدْنِهِ مِنْكَ، وَامْسَحْ بِرَأْسِهِ، وَأَطْعِمْهُ مِنْ طَعَامِكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأَتَاهُ رَجُلٌ يَشْكُو قَسْوَةَ قَلْبِهِ، فَقَالَ لَهُ * رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَتُحِبُّ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ"؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَأَدْنِ الْيَتِيمَ إِلَيْكَ، وَامْسَحْ بِرَأْسِهِ، وَأَطْعِمْهُ مِنْ طَعَامِكَ، فَإِنَّ

(1)

الرحضاء: عَرَق يغسل الجلد لكثرته، وكثيرا ما يستعمل في عرق الحمى والمرض. (انظر: النهاية، مادة: رحض).

(2)

يلم: يقرب القتل. (انظر: النهاية، مادة: لمم).

(3)

الخاصرتان: مثنى الخاصرة، وهي: الجنب، ما بين عظم الحوض وأسفل الأضلاع. (انظر: المعجم العربي الأساسي، مادة: خصر).

(4)

الثلط: الرجيع الرقيق، وأكثر ما يقال للإبل والبقر والفيلة. (انظر: النهاية، مادة: ثلط).

* [ف/ 128 ب].

ص: 166

ذَلِكَ يُلِينُ قَلْبَكَ، وَتَقْدِرُ عَلَى حاجَتِكَ". وَيَا أَخِي، لَا تَجْمَعْ مَا لَا تَسْتَطِيعُ شُكْرَهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يُجَاءُ بِصَاحِبِ الدُّنْيَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الَّذِي أَطَاعَ اللَهَ فِيهَا وَهو

(1)

بَيْنَ يَدَيْ مَالِهِ، وَمَالُهُ خَلْفَهُ، فَكُلَّمَا تَكَفَّأَ

(2)

بهِ الصِّرَاطُ قَالَ لَهُ: امْض، فَقَدْ أَدَّيْتَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكَ"، قَالَ: "وَيُجَاءُ بِالآخَرِ الَّذِي لَمْ يُطِعِ اللَّهَ فِيهِ، وَمَالُهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَيُعْثِرُهُ مَالُهُ، وَيَقُولُ: وَيْلَكَ، هَلَّا عَمِلْتَ بِطَاعَةِ اللَّهِ فِي مَالِكَ؟ فَلَا يَزالُ كَذَلِكَ يَدْعُو بِالْوَيْلِ وَالثُّبُور

(3)

".

وَيَا أَخِي، إنِّي حُدِّثْتُ أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ خَادِمًا، وإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"لَا يَزَالُ الْعَبْدُ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مِنْهُ مَا لَمْ يُخْدَمْ، فَإِذَا خُدِمَ، وَجَبَ عَلَيْهِ الحِسَابُ"، وإِنَّ أُمَّ الدَّرْدَاءِ سَأَلَتْنِي خَادِمًا، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مُوسِرٌ، فَكَرِهْتُ ذَلِكَ لَهَا خَشْيَةً مِنَ الْحِسَابِ، وَيَا أَخِي، مَنْ لِي وَلَكَ بِأَنْ نُوَافِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا نَخَافُ حِسَابًا، وَيَا أَخِي، لَا تَغْتَرَّنَّ بِصَحَابَةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَإِنا قَدْ عِشْنَا بَعْدَهُ دَهْرًا طَوِيلًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالَّذِي أَصَبْنَا بَعْدَهُ.

° [21097] أَخْبَرَنَا عبد الرزاق، عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِقَوْمٍ يَتَذَاكَرُونَ، فَقَالَ:"مَا كُنْتُمْ تَذَاكَرُونَ"؟ قَالُوا: كُنَّا نَتَذَاكَرُ الدُّنْيَا وَهُمُومَهَا، وَنَخْشَى الْفَقْرَ، فَقَالَ:"لأَنَا لِلْغِنَى أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنِّي لِلْفَقْرِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهَلْ يَأْتي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَوَخَيْرٌ هُوَ"؟

[21098] أَخْبَرَنَا عبد الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: يُجَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْمَالِ وَصَاحِبِهِ، فَيَتَحَاجَّانِ

(4)

، فَيَقُولُ صَاحِبُ الْمَالِ: أَلَيْسَ قَدْ جَمَعْتُكَ فِي

(1)

في (ف)، (س):"هو"، والمثبت من "حلية الأولياء"(1/ 214) من طريق الدبري، عن المصنف، به.

(2)

التكفؤ: التمايل إلى قُدَّام. (انظر: النهاية، مادة: كفأ).

(3)

الثبور: الهلاك. (انظر: النهاية، مادة: ثبر).

(4)

التحاج: التخاصم. (انظر: اللسان، مادة: حجج).

ص: 167

يَوْمِ كَذَا، وَفِي سَاعَةِ كَذَا؟ فَيقُولُ لَهُ الْمَالُ: قَدْ قَضيتَ بِي حَاجَةَ كَذَا، وَأَنْفَقْتَنِي فِي كَذَا، فَيَقُولُ صَاحِبُ الْمَالِ: إِن هَذَا الَّذِي تُعَدِّدُ عَلَيَّ حِبَالٌ أُوثَقُ بِهَا، فَيقُولُ الْمَالُ: فَأَنَا حُلْتُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَنْ تَصْنَعَ بِي مَا أَمَرَكَ اللَّهُ؟

° [21099] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ أَعْطَى فَضْلَ مَالِهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ، وَمَنْ مَنَعَ ذَلِكَ فَهُوَ شَرٌّ لَهُ، وَلَا يَلُومُ اللهُ عَلَى الْكَفَافِ

(1)

".

‌127 - بَابُ جَوَامِعِ الْكلَامِ وَغَيْرِهِ

° [21100] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُعْطِيتُ جَوَامِعَ * الْكَلَامِ، وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ جِيءَ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ، فَوُضِعَتْ * فِي يَدَيَّ"، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَقَدْ ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنْتُمْ تَنْتَثِلُونَهَا

(2)

.

° [21101] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلَامِ، وَأُعْطِيتُ الْخَزَائِنَ، وَخُيِّرْتُ بَيْنَ أَنْ أَبْقَى حَتَّى أَرَى مَا يُفْتَحُ عَلَى أُمَّتِي وَبَيْنَ التَّعْجِيلِ، فَاخْتَرْتُ التَّعْجِيلَ".

° [21102] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَوْ كَانَ عِنْدِي مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا لأَحْبَبْتُ ألَّا يَمُرَّ بِي ثَلَاثٌ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ، إِلَّا شَيْءٌ أُرْصِدُهُ لِدَيْنٍ".

(1)

الكفاف: الذي يكون بقدر الحاجة، وتكفّ به وجهك عن الناس. (انظر: النهاية، مادة: كفف).

° [21100][الإتحاف: عه حب حم 18662، عنه 20800][شيبة:32301].

* [ف/129 أ].

* [س/305].

(2)

الانتثال: الاستخراج. (انظر: النهاية، مادة: نثل).

ص: 168

‌128 - بَابُ الدِّيوانِ

(1)

[21103] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: لَمَّا أُتِيَ عُمَرُ بِكُنُوزِ كِسْرَى، قَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ الزُّهْرِيُّ: أَلَا تَجْعَلُهَا فِي بَيْتِ الْمَالِ حَتَّى تَقْسِمَهَا؟ قَالَ: لَا يُظِلُّهَا سَقْفٌ حَتَّى أُمْضِيَهَا، فَأَمَرَ بِهَا، فَوُضِعَتْ فِي صَرْحِ الْمَسْجِدِ، فَبَاتُوا يَحْرُسُونَهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَمَرَ بِهَا فَكُشِفَ عَنْهَا، فَرَأَى فِيهَا مِنَ الْحَمْرَاءِ وَالْبَيْضَاءِ مَا يَكَادُ يَتَلأْلأُ مِنْهُ الْبَصَرُ، قَالَ: فَبَكَى عُمَرُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَوَاللَّهِ إِنْ كَانَ هَذَا لَيَوْمُ

(2)

شُكْرٍ، وَيَوْمُ سُرُورٍ، وَيَوْمُ فَرَحٍ، فَقَالَ عُمَرُ: كَلَّا، إِنَّ هَذَا لَمْ يُعْطَهُ قَوْمٌ إِلَّا أُلْقِيَ بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ، ثُمَّ قَالَ: أَنَكِيلُ لَهُمْ بِالصَّاعِ

(3)

أَمْ نَحْثُو

(4)

؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: بَلِ احْثُوا

(5)

لَهُمْ، ثُمَّ دَعَا حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَوَّلَ الناسِ فَحَثَا لَهُ، ثُمَّ دَعَا حُسَيْنًا، ثُمَّ أَعْطَى النَّاسَ، وَدَوَّنَ الدَّوَاوِينَ، وَفَرَضَ لِلْمُهَاجِرِينَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ خَمْسَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ، وَلِلْأنْصارِ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمِ، وَفَرَضَ لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُن اثْنَي عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، إِلَّا صَفِيَّةَ وَجُوَيْرِيَةَ، فَرَضَ لِكُلّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا سِتَّةَ آلَافِ دِرْهَمٍ.

[21104] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَقَتَادَةَ قَالَا: فَرَضَ عُمَرُ لِأَهْلِ بَدْرِ لِلْمُهَاجِرِينَ مِنْهُمْ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ سِتَّةَ آلَافِ دِرْهَمٍ.

(1)

الديوان: الدفتر الذي يكتب فيه أسماء الجيش وأهل العطاء. (انظر: النهاية، مادة: ديوان).

[21104][شيبة: 35587].

(2)

في (ف)، (س):"اليوم"، والتصويب من "شرح السنة" للبغوي (11/ 146) من طريق الدبري، عن المصنف، به.

(3)

الصاع: مكيال يزن حاليا: 2036 جرامًا، والجمع: آصُع وأصْوُع وصُوعان وصِيعان. (انظر: المقادير الشرعية)(ص 197).

(4)

تصحف في (ف) إلى: "نحشو"، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.

الحثو والحثي: الغَرْف. (انظر: النهاية، مادة: حثا).

(5)

تصحف في (ف) إلى: "احشوا"، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.

ص: 169

[21105] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: انْكَسَرَتْ قَلُوصٌ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَجَفَنَهَا عُمَرُ، وَدَعَا

(1)

النَّاسَ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ لَوْ كُنْتَ تَصْنَعُ بِنَا هَكَذَا، فَقَالَ عُمَرُ إِنَّا وَاللَّهِ مَا وَجَدْنَا لِهَذَا الْمَالِ سَبِيلًا، إِلَّا أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَقٍّ وَيُوضَعَ فِي حَقٍّ، وَلَا يُمْنَعَ مِنْ حَقٍّ.

[21106] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ * يَقُولُ: مَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مُسْلِمٌ إِلَّا لَهُ فِي هَذَا الْفَيءِ حَقٌّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ.

[21107] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ قَالَ: قَرَأَ عُمَرُ: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} حَتَّى بَلَغَ {عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوية: 60]، ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ لِهَؤُلَاءِ، ثُمَّ قَرَأَ:{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} حَتَّى بَلَغَ [الأنفال: 41]، ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ لِهَؤُلَاءِ، ثُمَّ قَرَأَ:{مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} حَتَّى بَلَغَ {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} [الحشر: 7 - 10]، ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ اسْتَوْعَبَتِ الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً، فَلَئِنْ عِشْتُ لَيَأْتِيَنَّ الرَّاعِيَ وَهُوَ بِسَرْوِ حِمْيَرَ

(2)

نَصِيبُهُ مِنْهَا، لَمْ يَعْرَقْ فِيهَا جَبِينُهُ.

° [21108] أَخْبَرَنَا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَعَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْطَى حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ دُونَ مَا أَعْطَى أَصْحَابَهُ، فَقَالَ حَكِيمٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ تَقْصُرَ بِي دُونَ أَحَدٍ، فَزَادَهُ

(1)

قوله: "عمر ودعا" تصحف في (ف)، (س) إلى:"عطرود على"، والمثبت من"الشعب" للبيهقي (13/ 170)، من طريق الدبري، عن المصنف، به.

* [ف/129 ب].

(2)

قوله: "بسرو حمير" كذا في (ف)، (س)، و"التفسير" للمصنف (3/ 298)، ووقع في "الإقناع" لابن المنذر (2/ 500، 501) عن الدبري عن المصنف به: "بسوق خيبر".

° [21108][شيبة: 10790، 10791، 35524].

ص: 170

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ اسْتَزَادَهُ فزَادَهُ، حَتَّى رَضيَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ

(1)

عَطِيتِكَ خَيْرٌ؟ قَالَ: "الْأُولَى"، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَا حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ، إِنَّ هَذَا

(2)

الْمَالَ خَضِرَةٌ

(3)

حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ، وَحُسْنِ أُكلَةٍ؛ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نفسٍ

(4)

، وَسُوءِ أُكلَةٍ؛ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا

(5)

خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى

(6)

"، قَالَ: وَمِنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "وَمِنِّي"، قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَرْزَأُ

(7)

بَعْدَكَ أَحَدَا شَيْئًا. فَلَمْ يَقْبَلْ عَطَاءً، وَلَا دِيوَانًا حَتَّى مَاتَ، فَكَانَ عُمَرُ يَدْعُوهُ بَعْدَ ذَلِكَ لِيَأْخُذَ مِنْهُ فَيَأْبَى، فَيَقُولُ عُمَرُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ عَلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ أَنِّي أَدْعُوهُ إِلَى حَقِّهِ مِنْ هَذَا الْمَالِ فَيَأْبَى، وَإِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْهُ، فَقَالَ حَكِيمٌ: وَاللَّهِ لَا أَرْزَأُكَ وَلَا غَيْرَكَ شَيْئًا أَبَدًا، قَالَ: فَمَاتَ حِينَ مَاتَ، وإِنَّهُ لَمِنْ أَكْثَرِ قُرَيْشٍ مَالًا.

[21109] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: دَعَانِي مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ إِلَى أَنْ يَكْتُبَنِي فِي الدِّيوَانِ، فَأَبَيْتُ، فَقَالَ لِي: أَمَا تَكْرَهُ أَلَّا يَكُونَ لَكَ فِي الْمُسْلِمِينَ سَهْمٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ لِي فِي الْمُسْلِمِينَ سَهْمًا، وإِنْ لَمْ أَكُنْ فِي دِيوَانٍ، قَالَ: فَهَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ السَّلَفِ لَمْ يَكُنْ فِي الدِّيوَانِ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: مَنْ هُوَ؟ قُلْتُ: حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ.

(1)

تصحف في (ف) إلى: "أني"، وفي (س):"أن"، والتصويب من "المعجم الكبير" للطبراني (3/ 188) عن الدبري، عن المصنف، به.

(2)

ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من المصدر السابق.

(3)

الخضرة: الغضة الناعمة الطرية. (انظر: النهاية، مادة: خضر).

(4)

إشراف النفس: تطلعها إلى الشيء، والطمع فيه، والتعرض له. (انظر: النهاية، مادة: شرف).

(5)

اليد العليا: المعطية. وقيل: المتعففة. (انظر: النهاية، مادة: يد).

(6)

اليد السفلى: السائلة. وقيل: المانعة. (انظر: النهاية، مادة: يد).

(7)

الإرزاء: يقال: ما رزأته شيئًا، أي: ما أخذت منه شيئًا، ولا أصبت، وأصله من النقص. (انظر: جامع الأصول) (10/ 150).

ص: 171

[21110] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَحَا الزُّبَيْرُ نَفْسَهُ مِنَ الدِّيوَانِ حِينَ قُتِلَ عُمَرُ*، وَمَحَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ نَفْسَهُ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ.

° [21111] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم بَعَثَ إِلى عُمَرَ بِشَيءٍ فَرَدَّهُ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيسَ قَدْ أَخْبَرْتَنَا أَنَّ خَيْرًا لِأَحَدِنَا أَلَّا يَأْخُذَ مِنْ أَحَدٍ

(1)

شَيْئًا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ* صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا ذَلِكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ، وَأَمَّا مَا كَانَ عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْق رَزَقَكَهُ اللَّهُ"، قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَسْأَلُ أَحَدَا شَيْئًا، وَلَا يَأْتِينِي مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ إِلَّا أَخَذْتُهُ.

° [21112] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: لَقِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطابِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ السَّعْدِيِّ، فَقَالَ: أَلَمْ أُحَدَّثْ أَنَّكَ تَلِي الْعَمَلَ مِنْ أَعْمَالِ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ تُعْطَى عِمَالَتَكَ فَلَا تَقْبَلُهَا؟ قَالَ: إِنِّي بِخَيْرِ، وَلِي رَقِيقٌ وَأَفْرَاسٌ، وَأَنَا غَنِىٌ عَنْهَا، وَأُحِبُّ أَنْ يَكُونَ عَمَلِي صَدَقَةً عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ عُمَرُ: لَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يُعْطِينِي الْعَطَاءَ، فَأَقُولُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَعْطِهِ غَيْرِي، حَتَّى أَعْطَانِي مَرَّةً، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَعْطِهِ غَيْرِي، فَقَالَ: "خُذْهُ يَا عُمَرُ، فَإِمَّا أَنْ تَمَوَّلَهُ

(2)

، وَاِمَّا أَنْ تَصَدَّقَ بِهِ، وَمَا آتَاكَ اللَّهُ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ، وَلَا سَائِلٍ فَخُذْهُ، وَمَا لَا فَلَا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ

(3)

".

* [س/306].

(1)

قوله: "من أحد" تصحف في (ف)، (س) إلى:"لأحد"، والتصويب من "الموطأ - رواية أبي مصعب"(1591) من طريق زيد بن أسلم، به.

* [ف/ 130 أ].

° [21112][شيبة: 22406].

(2)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"تتوله"، والتصويب من"المسند" للإمام أحمد (286)، "تاريخ دمشق" لابن عساكر (15/ 354) كلاهما من طريق المصنف، به.

تموله: اجعله لك مالًا. (انظر: النهاية، مادة: مول).

(3)

تتبعه نفسك: تتطلع إليه. (انظر: اللسان، مادة: تبع).

ص: 172

[21113] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ بَابِ عُمَرَ فَخَرَجَتْ عَلَيْنَا جَارِيَةٌ، فَقُلْنَا: هَذِهِ سَرِيَّةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَنَا بِسَرِيَّةٍ، وَمَا أَحِلُّ لَهُ، وإِنِّي لَمِنْ مَالِ اللَّهِ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلَتْ فَخَرَجَ عَلَيْنَا عُمَرُ، فَقَالَ: مَا تَرَوْنَهُ يَحِلُّ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ؟ أَوْ قَالَ: مِنْ هَذَا الْمَالِ؟ قَالَ: قُلْنَا: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنَّا، قَالَ: حَسِبْتُهُ قَالَ: ثُمَّ سَأَلَنَا فَقُلْنَا لَهُ مِثْلَ قَوْلِنَا الْأَوَّلِ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتُمْ أَخْبَرْتُكُمْ مَا أَسْتَحِلُّ مِنْهُ: مَا أَحُجُّ وَأَعْتَمِرُ عَلَيْهِ مِنَ الظَّهْرِ

(1)

، وَحُلَّتِي فِي الشِّتَاءِ، وَحُلَّتِي فِي الصَّيْفِ، وَقُوتَ

(2)

عَيَالِي، وَشِبَعِي

(3)

، وَسَهْمِي

(4)

فِي الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.

قَالَ مَعْمَرٌ: وإِنَّمَا كَانَ الَّذِي يَحُجُّ عَلَيْهِ وَيَعْتَمِرُ بَعِيرًا وَاحِدًا.

[21114] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: لَقِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ذَا قَرَابَةٍ لَهُ، فَعَرَضَ لِعُمَرَ أَنْ يُعْطِيَهُ مِنَ الْمَالِ، فَانْتَهَرَهُ

(5)

عُمَرُ وَزَبَرَهُ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ، ثُمَّ لَقِيَهُ عُمَرُ بَعْدُ، فَقَالَ لَهُ: أَجِئْتَنِي لِأُعْطِيَكَ مَالَ اللَّهِ؟ مَاذَا أَقُولُ لِلَّهِ إِذَا لَقِيتُهُ مَلِكًا خَائِنًا؟ أَفَلَا كُنْتَ سَأَلْتَنِي مِنْ مَالِي، فَأَعْطَاهُ مِنْ مَالِهِ مَالًا كَثِيرًا، قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ.

[21115] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ

(1)

الظهر: الدابة التي تستعمل للركوب أو حمل الأثقال. (انظر: المعجم العربى الأساسي، مادة: ظهر).

(2)

القوت: ما يقوم به بدن الإنسان من الطعام. (انظر: الصحاح، مادة: قوت).

(3)

في (ف)، (س):"شبعهم"، والمثبت من"شرح السنة" للبغوي (10/ 86) من طريق الدبري، عن المصنف، وهو أولى بالسياق، ويؤيده ما روي من غير وجه عن ابن سيرين، عن الأحنف بن قيس بلفظ:"وقوتي وقوت أهل بيتي"، وينظر:"حسن السلوك" لابن الموصلي (ص 145).

(4)

السهم: النصيب، والجمع: أسهم وسِهام وسُهْمان. (انظر: المصباح المنير، مادة: سهم).

(5)

النهر والانتهار: الزجر. (انظر: اللسان، مادة: نهر).

ص: 173

قَالَ: قَدْ عَلِمَ قَوْمِي أَنَّ حِرْفَتِي لَمْ تَكُنْ لِتَعْجَزَ عَنْ مَئُونَةِ أَهْلِي، وَقَدْ شُغِلْتُ فِي أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ، فَسَأَتَحَرَّفُ لِلْمُسْلِمِينَ فِي أُمُورِ، وَسَيَأْكُلُ آلُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ.

° [21116] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا قَفَلَ

(1)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ * غَزْوَةِ حُنَيْنٍ، تَبِعَهُ الْأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ، فَأَلْجَئُوهُ إِلَى سَمُرَةٍ، فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَقَالَ:"رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائِي، أَتَخشَوْنَ عَلَيَّ الْبُخْلَ؟ فَوَاللَّهِ لَوْ كَانَ لِي عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَينَكُمْ، ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا، وَلَا جَبَانًا، وَلَا كَذَّابًا".

‌129 - بَابُ الصَّدَقَةِ

° [21117] أَخْبَرَنَا عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْعَبْدَ إذَا تَصَدَّقَ بِطَيِّبٍ تَقَبَّلَهَا اللَّهُ مِنْهُ، وَأَخَذَهَا بِيَمِينِهِ، وَرَبَّاهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ مُهْرَهُ

(2)

، أَو فَصِيلَهُ

(3)

، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَصَدَّقُ بِاللُّقْمَةِ، فَتَرْبُو فِي يَدِ اللهِ"، أَوْ قَالَ: "فِي كَفِّ اللهِ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ، فَتَصَدَّقُوا".

° [21118] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: جَاءَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: كَانَتْ لِي مِائَةُ أُوقِيَّةٍ، فَأَنْفَقْتُ

° [21116][الإتحاف: حب حم 3908].

(1)

القفول والمقفل والإقفال: الرجوع. (انظر: النهاية، مادة: قفل).

* [ف/130 ب].

° [21117][الإتحاف: خز كم حم 19673].

(2)

المهر: ولد الفرس، والجمع: أمهار. (انظر: مختار الصحاح، مادة: مهر).

(3)

الفصيل: ما فُصِل عن أمه، أو فصل عن اللبن من أولاد الإبل، وقد يقال في البقر. (انظر: النهاية، مادة: فصل).

° [21118][الإتحاف: حم 14123].

ص: 174

مِنْهَا عَشْرَ أَوَاقٍ، وَقَالَ الآخَرُ: كَانَتْ لِي مِائَةُ دِينَارٍ، فَتصَدَّقْتُ مِنْهَا بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ، وَقَالَ الآخَرُ: كَانَتْ لِي عَشَرَةُ دَنَانِيرَ فَتَصَدَّقْتُ مِنْهَا بِدِينَارٍ، فَقَالَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَنْتُمْ فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ، كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ تَصَدَّقَ بِعُشْرِ مَالِهِ".

‌130 - بَابُ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

° [21119] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَينِ

(1)

مِنْ مَالِهِ دُعِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَالْجَنَّةُ أَبْوَابٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ"، قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عَلَى أَحَدٍ مِنْ ضرُورَةٍ أَنْ يَدْخُلَ مِنْ أَيِّهَا دُعِيَ، فَهَلْ يُدْعَى مِنْهَا كُلِّهَا أَحَدٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "نَعَمْ، وإِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ".

[21120] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحسَنَ يَقُولُ: مَا شَيءٌ أَجْهَدَ عَلَى الرَّجُلِ مِنْ مَالٍ أَنْفَقَهُ فِي حَقٍّ، أَوْ صَلَاةٍ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ.

° [21121] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّهُ أُبْدِعَ بِي

(2)

، فَاحْمِلْنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَا عِنْدِي شَيْءٌ، وَلَكِنِ ائْتِ فُلَانًا، فَاسْأَلْهُ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَحْمِلَكَ"، فَذَهَبَ إِلَيْهِ، فَحَمَلَهُ ثُمَّ مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم *، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدْ حَمَلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ".

° [21122] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ،

° [21119][الإتحاف: خز عنه حب ط حم 17989][شيبة: 32628].

(1)

الزوجان: مثنى زوج، وهو: المصنف والنوع من كل شيء. (انظر: النهاية، مادة: زوج).

(2)

أبدع بفلان: إذا أعيَتْ راحلته. (انظر: جامع الأصول)(9/ 568).

* [س/307].

° [21122][الإتحاف: كم حم 13843].

ص: 175

عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْيَدُ الْمُنْطِيَةُ

(1)

خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى".

‌131 - بَابُ إِحْصَاء الصَّدَقَةِ

° [21123] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لِي شَيءٌ إِلَّا مَا يُدْخِلُ عَلَيَّ الزُّبَيْرُ، أَفَأُنْفِقُ مِنْهُ؟ قَالَ: "أَنْفِقِي، وَلَا تُوكِي

(2)

فَيُوكَى عَلَيْكِ".

‌132 - وَصِيَّةُ عُمَرَ يْنِ الْخَطَّابِ رَحَمَة اللهُ

° [21124] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ، فَسَأَلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ، وَلَكِنِ ابْتَعْ عَلَيْنَا"، فَقَالَ عُمَرُ: مَا كَلَّفَكَ اللَّهُ

(3)

هَذَا، تُعْطِي مَا عِنْدَكَ، وَلَا تَتَكَلَّفُ مَا لَيْسَ عَنْدَكَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: أَنْفِقْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا تَخَفْ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"بِهَذَا أَمَرَنِي رَبِّي".

* [ف/131 أ].

(1)

تصحف في (ف): "المسطية"، وفي (س):"البسيطة"، والتصويب من"منتخب عبد بن حميد"(1/ 176)، "الآحاد والمثاني" لابن أبي عاصم (2/ 463)، "المعجم الكبير" للطبراني (17/ 166)، "الأوسط" له (2992)، كلهم من طريق المصنف، به، وأخرجه أحمد في "المسند"(18266)، والبزار كما في "كشف الأستار"(1/ 433)، كلاهما من طريق المصنف أيضًا بلفظ:"المعطية" وهو اللغة المشهورة، والمثبت لغة حميرية يمنية قديمة. ينظر:"لسان العرب"(مادة: نطا)، "النهاية" لابن الأثير (مادة: نطا).

° [21123][الإتحاف: عه حب حم 21295]

(2)

توكي: تدخري وتمنعي ما في يديك، فتنقطع مادة الرزق عنك. (انظر: النهاية، مادة: وكا).

(3)

قوله: "ما كلفك الله" ليس في (ف)، (س)، والسياق بدونه مضطرب، واستدركناه من:"مسند البزار"(1/ 396)، "تهذيب الآثار" للطبري (1/ 88)، "مكارم الأخلاق" للخرائطي (1/ 188) جميعا من طريق زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، به.

ص: 176

[21125] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطابِ حِينَ طُعِنَ قَالَ: أُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي خَيْرًا، وَأُوصِيهِ بِالْمُهَاجِرِينَ خَيْرًا، أَنْ يَعْرِفَ حُقُوقَهُمْ، وَأَنْ يُنْزِلَهُمْ عَلَى مَنَازِلِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِالْأَنْصَارِ الَّذِينَ تَبَؤَّوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلُ خَيْرًا، أَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيَتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الْأَمْصارِ

(1)

خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الْإِسْلَامِ، وَغَيْظُ الْعَدُوِّ، وَبَيْتُ الْمَالِ

(2)

، وَلَا يَرْفَعُ فَضْلَ صَدَقَاتِهِمْ إِلَّا بِطِيبِ أَنْفُسِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِأَعْرَابِ الْبَادِيَةِ، فَإِنهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ، وَمَادَّةُ الْإِسْلَامِ، أَنْ تُؤْخَذَ صَدَقَاتُهُمْ مِنْ حَوَاشِي

(3)

أَمْوَالِهِمْ، وَتُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الذِّمَّةِ خَيْرًا، أَلَّا يُكَلِّفَهُمْ إِلَّا طَاقَتَهُمْ، وَأَنْ يُقَاتِلَ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَأَنْ يَفِيَ لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ.

‌133 - بَابُ حَدِيثِ أهْلِ الْكتَابِ

° [21126] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ أَبَاهُ أَبَا نَمْلَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ جَالِسٌ عَنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، وَمَرَّ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَلْ تَكَلَّمُ هَذِهِ الْجِنَازَةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُ أَعْلَمُ"، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: إِنَّهَا تَكَلَّمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ، وَلَا تُكَدِّبُوهُمْ، وَقُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ

(4)

وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، فَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ تُصَدِّقُوهُ، وَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذبُوهُ".

[21125][شيبة: 38214].

(1)

الأمصار: جمع المصر، وهو: البلد. (انظر: النهاية، مادة: مصر).

(2)

قوله: "وبيت المال" كذا وقع في (ف)، (س)، والحديث أخرجه البخاري (3691)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(38214)، وابن حبان في "صحيحه"(6959) وغيرهم، جميعا عن عمرو بن ميمون، بلفظ:"وجباة المال"، وهو الأظهر.

(3)

الحواشي: جمع: حاشية، وهي جانب الشيء وطرفه، والمراد: صغار الإبل، كابن المخاض، وابن اللبون. (انظر: النهاية، مادة: حشا).

° [21126][الإتحاف: حب ابن السكن د حم 17852].

(4)

من (س)، وبعده فيها:"إلى قوله"، ومكانه في (ف):"إلى"، وقد تقدم على الصواب كالمثبت برقم:(20270).

ص: 177

° [21127] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيءٍ وَكِتَابُ اللَّهِ * بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ مَحْضٌ لَمْ يُشَبْ

(1)

، وَهُوَ أَحْدَثُ الْأَخْبَارِ بِاللَهِ، وَقَدْ أَخْبَرَكُمُ اللَّهُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أَنَّهُمْ كَتَبُوا كِتَابًا بِأَيْدِيهِمْ؟ فَقَالُوا: هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَبَدَّلُوهَا، وَحَرَّفُوهَا عَنْ مَوَاضِعِهَا، وَاشْتَرَوْا بِهَا ثَمَنًا قَلِيلًا، أَفَمَا يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ؟ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا أَحَدًا مِنْهُمْ يَسْأَلُكُمْ عَنِ الدِّينِ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ.

° [21128] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ حَفْصَةَ جَاءَتْ إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِكِتَابٍ مِنْ قَصَصِ يُوسُفَ فِي كَتِفٍ، فَجَعَلَتْ تَقْرَؤُهُ عَلَيْهِ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَلَوَّنُ وَجْهُهُ، فَقَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَتَاكُمْ يُوسُفُ وَأَنَا بَيْنَكُمْ

(2)

فَاتَّبَعْتُمُوهُ وَتَرَكْتمُونِي لَضَلَلْتُمْ".

° [21129] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مَرَّ بِرَجُلٍ وَهُوَ يَقْرَأُ كِتَابًا، فَاسْتَمَعَهُ سَاعَةً، فَاسْتَحْسَنَهُ، فَقَالَ لِلرَّجُلِ: أَتَكْتُبُ لِي مِنْ هَذَا الْكِتَابِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَاشْتَرَى أَدِيمًا فَهَيَّأَهُ، ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَيْهِ فَنَسَخَهُ لَهُ فِي ظَهْرِهِ وَبَطْنِهِ، ثُمَّ أَتَى بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يَقْرَؤُهُ عَلَيْهِ، وَجَعَلَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَلَوَّنُ، فَضرَبَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصارِ بِيَدِهِ الْكِتَابَ، وَقَالَ: ثَكِلَتْكَ

(3)

أُمُّكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، أَلَا تَرَى وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ الْيَوْمِ وَأَنْتَ تَقْرَأُ عَلَيْهِ هَذَا الْكِتَابَ؟

* [ف/ 131 ب].

(1)

قوله: "محض لم يشب" وقع في (ف)، (س):"محقا لهم، وهو يثب"، والمثبت من "المستدرك" للحاكم (3582)، "الشعب" للبيهقي (7/ 172)، "الحجة في بيان المحجة" لأبي القاسم الأصبهاني (2/ 242) كلهم من طريق المصنف، به، وكذا هو عند المصنف على الصواب وقد سبق، ينظر:(11004).

(2)

في (س): "نبيكم"، والمثبت من (ف). (11010)

(3)

الثكلى: المرأة التي فقدت ولدها ومن يعز عليها. (انظر: جامع الأصول)(11/ 161).

ص: 178

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ: "إِنَّمَا بُعِثْتُ فَاتِحًا وَخَاتَمًا، وَأُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلَامِ، وَفَوَاتِحَهُ، فَلَا يُهْلِكَنكُمُ الْمُشْرِكُونَ"

(1)

.

‌134 - بَابُ الْقَدَرِ

° [21130] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ مَا نَعْمَلُ، أَلِأَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، أَمْ لِأَمْرٍ نَسْتَقْبِلُهُ اسْتِقْبَالًا؟ قَالَ:"بَل لِأَمْير قَدْ فُرِغَ مِنْهُ"، فَقَالَ عُمَرُ: فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كُلٌّ لَا يُنَالُ إِلَّا بِالْعَمَلِ"، فَقَالَ عُمَرُ: إِذَنْ

(2)

نَجْتَهِدُ.

° [21131] أخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقِيلَ: فِيمَ الْعَمَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ أَفِي شَيْءٍ نَأْتَنِفُهُ

(3)

؟ أَمْ فِيمَا قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟ قَالَ: "فِيمَا قَدْ فُرِغَ مِنْهُ"

(4)

قَالَ: فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ قَالَ: "إِنهُ كُل مُيَسَّرٌ" قَالُوا: الْآنَ نَجْتَهِدُ.

[21132] أَخْبَرَنَا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ * عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ ابْنَةِ عُقْبَةَ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ غُشِيَ عَلَيْهِ غَشْيَةً، ظَنُّوا أَنَّ نَفْسَهُ فِيهَا، فَخَرَجَتْ إِلَى الْمَسْجِدِ تَسْتَعِينُ بِمَا أُمِرَتْ أَنْ

(1)

كذا في (ف)، (س)، والحديث أخرجه البيهقيّ في "الشعب"(7/ 171)، والهروي في "ذم الكلام"(3/ 296) من طريق المصنف، بلفظ:"المتهوكون"، وهو الأظهر.

(2)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"إنا"، والتصويب من "الإبانة" لابن بطة (3/ 303) من طريق المصنف، به.

(3)

المؤتنف والمستأنف: أن لا يكون سبق به سابق قضاء وتقدير، وإنما هو مقصور علي اختيارك ودخولك فيه. (انظر: النهاية، مادة: أنف).

(4)

قوله: "قال: فيما قد فرغ منه" ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من:"السنة" لابن أبي عاصم (1/ 73)، "المعجم الكبير" للطبراني (7/ 130) من طريق طاوس، عن سراقة بن مالك، به.

* [س/308].

ص: 179

تَسْتَعِينَ بِهِ مِنَ الصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ، فَلَمَّا أَفَاقَ، قَالَ: أَغُشِيَ عَلَيَّ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: صَدَقْتُمْ، إِنَّهُ أَتَانِي مَلَكَانِ فِي غَشْيَتِي هَذِهِ، فَقَالَا: أَلَا تَنْطَلِقُ فَنُحَاكِمَكَ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ؟ فَقَالَ مَلَكٌ آخَرُ: أَرْجِعَاهُ، فَإِنَّ هَذَا مِمَّنْ كُتِبَتْ لَهُ السَّعَادَةُ وَهُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَسَيُمَتِّعُ اللهُ بِهِ بَنِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: فَعَاشَ * شَهْرًا ثُمَّ مَاتَ.

[21133] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ هُنَيْدَةَ

(1)

، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: إِذَا خَلَقَ اللَّهُ النَّسَمَةَ، قَالَ مَلَكُ الْأَرْحَامِ مُعْرِضًا: أَيْ رَبِّ! أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فَيَقْضِي اللَّهُ إِلَيْهِ أَمْرَهُ فِي ذَلِكَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ! أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَيَقْضِي اللَّهُ إِلَيْهِ أَمْرَهُ فِي ذَلِكَ.

° [21134] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "احْتَجُّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى لآدَمَ: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَدْخَلْتَ ذُرِّيَّتَكَ النُّارَ؟ فَقَالَ آدَمُ: يَا مُوسَى، اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ، وَبِكَلَامِهِ، وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التوْرَاةَ، فَهَلْ وَجَدْتَ أَنِّي أَهْبِطُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ"، قَالَ: "فَحَجَّهُ

(2)

آدَمُ".

° [21135] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَحَاجَّ

(3)

آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ الَّذِي أَغْوَيْتَ الناسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى الْأَرْضِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ الَّذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ عِلْمَ كُلِّ شَيْءٍ،

* [ف/132 أ].

(1)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"هبيرة"، والتصويب من:"السنة" لابن أبي عاصم (1/ 81)، "القدر" للفريابي (1/ 118) من طريق المصنف، به، وابن هنيدة هذا هو: عبد الرحمن بن هنيدة، مولى عمر بن الخطاب، وينظر:"التاريخ الكبير" للبخاري (5/ 360).

° [21134][الإتحاف: خز عنه حم 20571].

(2)

حج فلان فلانا: غلبه بالحجة. (انظر: النهاية، مادة: حجج).

° [21135][الإتحاف: خز عنه حم 19844، عنه حم 20170].

(3)

تحاج: أي طلب كل منهما الحجة من صاحبه علي ما يقول. (انظر: المرقاة)(1/ 147).

ص: 180

وَاصْطَفَاكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَتِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَفَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ كَانَ قَدْ كُتِبَ عَلَيَّ

(1)

قَبْلَ أَنْ أَفْعَلَهُ؟! "، أَوْ قَالَ: "مِنْ قَبْلِ أَنْ أُخْلَقَ"، قَالَ: "فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى".

° [21136] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

نَحْوَهُ.

[21137] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَعَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَا: لَقِيَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ إِبْلِيسَ، فَقَالَ: أمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يُصِيبُكَ إِلَّا مَا قُدِّرَ لَكَ؟ فَقَالَ إِبْلِيسُ: فَأَوْفِ بِذِرْوَةِ

(2)

هَذَا الْجَبَلِ، فَتَرَدَّ مِنْهُ، فَانْظُرْ أَتَعِيشُ أَمْ لَا؟ قَالَ ابْنُ طَاوُسٍ: عَنْ أَبِيهِ، فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ قَالَ: لَا يُجَرِّبُنِي عَبْدِي، فَإِنِّي أَفْعَلُ مَا شِئْتُ، قَالَ: وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَ: إِن الْعَبْدَ لَا يَبْتَلِي رَبَّهُ، وَلكِنَّ اللَّهَ يَبْتَلِي عَبْدَهُ، قَالَ: فَخَصَمَهُ.

[21138] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُمْ وَجَدُوا فِي مَقَامِ

(3)

إِبْرَاهِيمَ ثَلَاثَةَ صُفُوحٍ، فِي كُلِّ صفْحٍ مِنْهَا كِتَابٌ، وَفِي الصَّفْحِ الْأَوَّلِ: أَنَا اللَّهُ

(4)

ذُو بَكَّةَ، صُغْتُهَا يَوْمَ صُغْتُ

(5)

الشَّمْسَ، وَحَففْتُهَا بِسَبْعَةِ أَمْلَاكِ حُنَفَاءَ

(6)

، وَبَارَكْتُ لِأَهْلِهَا فِي اللَّحْمِ وَاللَّبَنِ، وَفِي الصَّفْحِ الثانِي: أَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ،

(1)

من (س).

° [21136][الإتحاف: خز عنه حم 19844، عنه حم 20170].

(2)

ذروة الشيء: أعلاه، والجمع: ذرى. (انظر: النهاية، مادة: ذرا).

(3)

المقام: المراد: مقام إبراهيم، وهو: الحجر الذي كان يقف عليه إبراهيم عليه السلام أثناء بناء الكعبة. (انظر: المعالم الأثيرة)(ص 277).

(4)

قوله: "أنا الله" كرره في (س)، والمثبت من (ف).

(5)

قوله "صغتها يوم صغت" وقع في (س): "صنعتها يوم صنعت"، والمثبت من (ف).

(6)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"حفا"، والتصويب من:"الإبانة" لابن بطة (4/ 277)، "شعب الإيمان" للبيهقي (5/ 467) من طريق المصنف، به، وسبق سندا ومتنا (9548).

الحنفاء: طاهرو الأعضاء من المعاصي. وقيل: أراد أنه خلَقهم حُنَفاءَ مؤمنين لما أخَذ عليهم الميثاق. (انظر: النهاية، مادة: حنف).

ص: 181

خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَشَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنِ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ

(1)

وَفِي الثَّالِثِ: أَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ، خَلَقْتُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ، فَطُوبَى

(2)

لِمَنْ كَانَ الْخَيْرُ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ

(3)

لِمَنْ كَانَ الشَّرُّ عَلَى يَدَيْهِ.

[21139] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ حَيانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ

(4)

، قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ: إِنَّ نَاسًا عَنْدَنَا يَقُولُونَ *: إِنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ بِقَدَرٍ، وَنَاسٌ يَقُولُونَ: إِنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ لَيْسَ بِقَدَرٍ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِذَا رَجَعْتَ إِلَيْهِمْ فَقُلْ لَهُمْ: إنَّ ابُنَ عُمَرَ يَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ مِنْكُمْ بَرِيءٌ وَأَنْتُمْ مِنْهُ بُرَآءُ.

[21140] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَاسَا يَقُولُونَ: إِنَّ الشَّرَّ لَيْسَ بِقَدَرٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسِ: فَبَيْنَنَا وَبَيْنَ أَهْلِ الْقَدَرِ هَذِهِ الآيَةُ: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا} حَتَّى {فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} الأنعام: 148 - 149].

° [21141] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: خَرَجْنَا عَلَى جِنَازَةٍ، فَبَيْنَا نَحْنُ فِي الْبَقِيعِ

(5)

إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَبِيَدِهِ مِخْصَرَةٌ

(6)

، فَجَاءَ فَجَلَسَ، ثُمَّ

(1)

البت: القطع. (انظر: النهاية، مادة: بت).

(2)

طوبى: اسم الجنة. وقيل هي شجرة فيها. (انظر: النهاية، مادة: طوب).

(3)

الويل: الحزن والهلاك والمشقة من العذاب. (انظر: النهاية، مادة: ويل).

(4)

قوله: "عن سعيد بن حيان، عن يحيى بن يعمر" كذا في (ف)، (س)، وكذا جاء في "السنة" لعبد الله بن أحمد (926)، "الإبانة الكبرى" لابن بطة (2/ 155) من طريق المصنف، به.

* [ف/132 ب].

(5)

البقيع: المكان المتسع. وبقيع الغرقد: موضع بظاهر المدينة فيه قبور أهلها، كان به شجر الغرقد، فذهب وبقي اسمه. (انظر: النهاية، مادة: بقع).

(6)

تصحف في (ف) إلى: "محصرة" بالحاء المهملة، والتصويب من (س)، "المنتخب من مسند عبد بن حميد"(ص 57)، "الإبانة الكبرى" لابن بطة (3/ 303) من طريق المصنف، به، قال ابن الأثير في =

ص: 182

نَكَتَ

(1)

بِهَا فِي الْأَرْضِ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: "مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ

(2)

إِلَّا قَدْ كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ، وإِلَّا قَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً" قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: أَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِهَا

(3)

يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَنَدَعُ الْعَمَلَ؟ قَالَ:"لَا، وَلَكِنِ اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، أَمَّا أَهْلُ الشَّقَاءِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاءِ، وَأَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ"، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5 - 10].

[21142] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اجْتَنِبُوا الْكَلَامَ فِي الْقَدَرِ، فَإِنَّ الْمُتَكَلِّمِينَ فِيهِ يَقُولُونَ بِغَيْرِ عِلْمٍ.

° [21143] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّمَا هُمَا اثْنَتَانِ: الْهَدْيُ وَالْكَلَامُ، فَأَحْسَنُ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ، وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، أَلَا وإيَّاكُمْ

(4)

وَالْمُحَرَّمَاتِ وَالْبِدَعَ، فَإِنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا

(5)

، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ ضَلَالَة، أَلَا لَا يَطُولَنَّ

(6)

عَلَيْكُمُ

= "النهاية"(مادة: خصر): "المخصرة: ما يختصره الإنسان بيده فيمسكه من عصا، أو عكازة، أو مقرعة، أو قضيب، وقد يتكئ عليه". اهـ.

(1)

النكت: أن تضْرب الأرضَ بقضيب أو بشيء فتؤَثر بطرفه فيها. (انظر: النهاية، مادة: نكت).

(2)

المنفوسة: المولودة، من نفست المرأة، إذا ولدت. (انظر: النهاية، مادة: نفس).

(3)

كذا في (ت)، (س)، وكذا أخرجه ابن بطة في "الإبانة"(3/ 303) من طريق المصنف، وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(ص 57)، والبغوي في "التفسير"(2/ 465)، "شرح السنة"(1/ 131) من طريق المصنف، بلفظ:"كتابنا"، وهو الأظهر.

° [21143][شيبة: 26112، 26133].

(4)

قوله: "ألا وإياكم" وقع في (ف)، (س):"ألا إياكم"، والمثبت من:"المعجم الكبير" للطبراني (9/ 96)، "شعب الإيمان" للبيهقي (6/ 441) من طريق المصنف، به.

(5)

محدثات الأمور: جمع محدثة، وهي: ما لم يكن معروفًا في كتاب ولا سنة ولا إجماع. (انظر: النهاية، مادة: حدث).

(6)

في (ف)، (س):"يطول"، والمثبت من المصدرين السابقين.

ص: 183

الْأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ، أَلَا كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، أَلَا إِنَّ الْبَعِيدَ مَا لَيْسَ آتٍ *، أَلَا إِنَّ الشَّقِي مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وإِنَّ السَّعِيدَ مَنْ وُعَظَ بِغَيْرِهِ، أَلَا وإِنَّ شَرَّ الرَّوَايَا

(1)

رَوَايَا الْكَذِبِ، أَلَا وإِنَّ الْكَذِبَ لَا يَصْلُحُ فِي جِدٍّ وَلَا هَزْلٍ، وَلَا أَنْ يَعِدَ الرَّجُلُ صَبِيَّهُ ثُمَّ لَا يُنْجِزُ لَهُ، أَلَا وإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُور

(2)

، وإن الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ

(3)

، وإن الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وإنهُ يُقَالُ لِلصَّادِقِ: صَدَقَ وَبَرَّ، وَيُقَالُ لِلْكَاذِبِ: كَذَبَ وَفَجَرَ، وإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إِن الْعَبْدَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا، وَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدَّيقًا" ثُمَّ قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالْعِضَةَ، أَتَدْرُونَ مَا الْعِضَةُ؟ النَّمِيمَةُ، وَنَقْلُ الْأَحَادِيثِ".

° [21144] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ *، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ:"اللَهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ".

° [21143] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَرَارِيّ

(4)

الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ:"اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ".

[21146] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ سَلْمَانَ قَالَ: أَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ خَدَمٌ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ قَالَ الْحَسَنُ: مَا تَعْجَبُونَ أكرَمَهُمُ اللَّهُ، وَأَكْرَمَ بِهِمْ.

* [س/309].

(1)

الروايا: جمع: رَوِيَّة، وهي: ما يُرَوِّي الإنسان في نفسه من القول والفعل، وقيل: جمع راوية للرجل الكثير الرواية، وقيل غير ذلك. (انظر: النهاية، مادة: روى).

(2)

الفجور: الميل والانحراف عن الصدق وأعمال الخير. (انظر: النهاية، مادة: فجر).

(3)

البِرّ: اسم جامع للخير كله. (انظر: جامع الأصول)(1/ 337).

° [21144][الإتحاف: عه حب حم 19564].

* [ف/133 أ].

(4)

الذراري: جمع ذرية، وهي: اسم يجمع نسل الإنسان من ذكر وأنثى. (انظر: النهاية، مادة: ذرر).

ص: 184

[21147] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَباسٍ قَالَ: الْعَجْزُ

(1)

وَالْكَيْسُ

(2)

بِقَدَرٍ.

[21148] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: لَنْ يَجِدَ رَجُلٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى فِيهِ، حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، وَيَعْلَمَ أَنَّهُ مَيِّتٌ، وَأَنهُ مَبْعُوثٌ.

[21149] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ يَجِدُ بِهِنَّ

(3)

حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: تَرْكُ الْمِرَاءَ

(4)

فِي الْحَقِّ، وَالْكَذِبِ فِي الْمُزَاحَةِ، وَيَعْلَمُ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَأَن مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيصِيبَهُ.

[21150] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ

(5)

، رَجُلٍ مِنَ الْأَسْدِ

(6)

، قَالَ: سَأَلْتُ سَلْمَانَ كَيْفَ الْإِيمَانُ

(7)

بِالْقَدَرِ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ

(8)

: أَنْ

(1)

العجز: أراد به: ترك ما يجب فعله بالتسويف، وهو عام في أمور الدنيا والدين. (انظر: النهاية، مادة: عجز).

(2)

الكيس، والكيسة: العقل، والحزم، والتيقظ والاحتياط مع حسن الأدب. (انظر: النهاية، مادة: كيس).

(3)

في (س): "لهن"، والمثبت من (ف).

(4)

المراء والتماري والمماراة والامتراء: الجدال والمجادلة على مذهب الشك والريبة، أو: المناظرة لإظهار الحق ليتبع، دون الغلبة والتعجيز. (انظر: النهاية، مادة: مرا).

(5)

قوله: "أبي الحجاج" وقع في (ف): "الحجاج"، وفي (س):"الحجاج عن"، والمثبت من "الإبانة" لابن بطة (2/ 170) من طريق الدبري، عن المصنف، به، والحديث رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 345) بنحوه في ترجمة: أبو الحجاج الأزدي، وقال:"كوفي، قدم أصبهان"، وينظر ترجمته في "طبقات ابن سعد"(8/ 335).

(6)

في "الإبانة":"الأزد"، وكلاهما صحيح؛ فالأسد بسكون السين لغة في الأزد، وينظر:"لسان العرب"(مادة: أسد)، "شمس العلوم"(1/ 253).

(7)

في (ف): "بالإيمان"، والتصويب من (ص)، "الإبانة".

(8)

ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من المصدر السابق.

ص: 185

يَعْلَمَ الرَّجُلُ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيصِيبَهُ، فَذَلِكَ الْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ.

[21151] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: لَمَّا رُمِيَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يَوْمَ الْجَمَلِ جَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ صَدْرِهِ، وَهُوَ يَقُولُ:{وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} [الأحزاب: 38].

[21152] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: مَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ فَقَدْ كَذَّبَ بِالْقُرْآنِ.

[21153] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: الآجَالُ، وَالْأَرْزَاقُ، وَالْبَلَاءُ، وَالْمَصَائِبُ، وَالْحَسَنَاتُ بِقَدَرٍ مِنَ اللَّهِ، وَالسَّيِّئَاتُ مِنْ أَنْفُسِنَا وَمِنَ الشَّيْطَانِ.

° [21154] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَو يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ

(1)

الْبَهِيمَةُ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ

(2)

"، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فِطْرَتَ اللَّهِ

(3)

الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيهَا} [الروم: 30].

قَالَ مَعْمَرٌ: فَقُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: كَيْفَ تُحَدِّثُ بِهَذَا وَأَنْتَ عَلَى غَيْرِهِ؟ قَالَ: نُحَدِّثُ بِمَا سَمِعْنَا.

° [21154][الإتحاف: عه حب حم 18642].

(1)

النتاج: الولادة. (انظر: النهاية، مادة: نتج).

(2)

الجدعاء: مقطوعة الأنف أو الأذن أو الشفة وهي بالأنف أخص. (انظر: النهاية، مادة: جدع).

(3)

فطرة الله: أي: خلقة الله التي خلق الناس عليها، وهي أن فطرهم جميعا على أن يعلموا أن لهم خالقا ومدبرا. (انظر: غريب القرآن لابن قتيبة) (ص 341).

ص: 186

° [21155] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ قَالَ *: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي

(1)

يَوْمِي هَذَا"، وَأَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ كُلَّ مَالٍ نَحَلْتُهُ

(2)

عِبَادِي فَهُوَ

(3)

لَهُمْ حَلَالٌ، وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي

(4)

حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، فَأَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاخْتَالَتْهُمْ

(5)

عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا، وإِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ

(6)

إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ، إِذَنْ يَثْلَغُوا

(7)

رَأْسِي حَتَّى يَدَعُوهُ خُبْزَةً، فَقَالَ: إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ، وَأَبْتَلِيَ بِكَ، وَقَدْ أَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا

° [21155][الإتحاف: عنه حم حب 16228].

* [ف/ 133 ب].

(1)

قوله: "مما علمني" وقع في (ف)، (س):"أعلمني"، والتصويب من"المعجم الكبير" للطبراني (17/ 358)، "شرح السنة" للبغوي (14/ 407) من طريق المصنف، به.

(2)

النحل: العطية والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق. (انظر: النهاية، مادة: نحل).

(3)

قوله: "نحلته عبادي فهو "تصحف في (ف)، (س) إلى:"نحت عيالي محو"، والتصويب من المصدرين السابقين.

(4)

زاد بعده في (ف)، (س):"كلهم"، والمثبت من المصدرين السابقين.

(5)

غير منقوط في (س)، وكذا في (ف) بالخاء المعجمة، وكذا رواه الشجري في "الأمالي"(1/ 171) من طريق المصنف، ورواه الطَّبراني في "المعجم الكبير"، والبغوي في "التفسير"(6/ 133)، "شرح السنة" من طريق المصنف، بلفظ:"فاجتالتهم" بالجيم، قال القاضي عياض في "المشارق" (1/ 166) تعليقا على رواية من رواه بالخاء المعجمة:"معناه خدعوهم، والختل: الخديعة، وقد يكون معناه حبسوهم وصدوهم ولازموهم، قال الفراء: الخاتل الراعي للشيء، الحافظ له". اهـ.

وقال تعليقا على رواية من رواه بالجيم (1/ 165): "ومنه قوله فاجتالتهم عن دينهم يعني الشياطين أي استخفتهم فذهبت بهم وساقتهم إلى ما أرادوه منهم وجالوا معهم".

(6)

قوله: "فمقتهم عربهم وعجمهم" وقع في (ف)، (س):"جميعهم عربيهم وعجميهم"، والتصويب من:"المعجم الكبير"، "شرح السنة".

(7)

الثلغ: الشدخ، وقيل: هو ضربك الشيء الرطب بالشيء اليابس حتى ينشدخ. (انظر: النهاية، مادة: ثلغ).

ص: 187

لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ، تَقْرَؤُهُ فِي الْمَنَامِ وَالْيَقَظَةِ، وَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ

(1)

، وَأَنْفِقْ يُنْفَقْ عَلَيْكَ، وَابْعَثْ جَيْشًا نُمْدِدْكَ بِخَمْسَةٍ أَمْثَالِهِمْ، وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ"، ثُمَّ قَالَ: "أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ: إِمَامٌ مُقْسِطٌ

(2)

، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَرَجُلٌ غَنِيٌّ عَفِيفٌ مُتَصَدِّقٌ، وَأَهْلُ النُّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ

(3)

، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعٌ لَا يَبْتَغُونَ بِذَلِكَ أَهْلًا وَلَا مَالًا، وَرَجُلٌ إِنْ أَصْبَحَ أَصْبَحَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ، وَرَجُلٌ لَا يَخْفَى

(4)

لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلَّا ذَهَبَ

(5)

بِهِ، وَالشِّنْظِيرُ

(6)

الْفَاحِشُ"، قَالَ: وَذَكَرَ الْبُخْلَ وَالْكَذِبَ.

[21156] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِن اللَّهَ لَمْ يَكِلِ النَّاسَ إِلَى الْقَدَرِ وإلَيْهِ يَعُودُونَ.

° [21157] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةَ، فَأَفْضى بِهِمُ الْقَتْلُ إِلَى الذُّرِّيَّةِ، فَقَالَ لَهُمُ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم *:"مَا حَمَلَكُمْ عَلَى قَتْلِ الذُّرِّيَّةِ"؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيْسُوا أَوْلَادَ الْمُشْرِكِينَ؟ ثُمَّ قَامَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا فَقَالَ: "إِنَّ كُلَّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهُ

(7)

لِسَانُهُ".

(1)

نغزك: نعينك. (انظر: مجمع البحار، مادة: غزا).

(2)

المقسط: العادل. (انظر: النهاية، مادة: قسط).

(3)

لا زبر له: لا عقل له يزبره وينهاه عن الإقدام على ما لا ينبغي. (انظر: النهاية، مادة: زبر).

(4)

يخفى: يظهر، يقال: اختفيت الشيء إذا أظهرته، وأخفيته إذا سترته. (انظر: النهاية، مادة: خفا).

(5)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"ذهبت"، والتصويب من المصدرين السابقين.

(6)

الشنظير: السيئ الخلق. (انظر: النهاية، مادة: شنظر).

* [س/310].

(7)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"عنا"، والتصويب من "الإبانة" لابن بطة (2/ 70) من طريق المصنف، به.

ص: 188

[21158] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَاةَ أَمَّا بَعْدُ، إِنَّ اسْتِعْمَالَكَ سَعْدَ بْنَ مَسْعُودٍ عَلَى عَمَّانَ كَانَ مِنَ الْخَطَايَا الَّتِي قَدَّرَ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَقَدَّرَ أَنْ تُبْتَلَى بِهَا.

[21159] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي، أَنَّ أَبَا الْمِقْدَامِ قَالَ لِوَهْبٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، قَدْ جَالَسْتُكَ، وَقُلْتَ فِي الْقَدِيمِ: جَالَسْتُ عَطَاءً وَمُجَاهِدًا فَخَالَفُوكَ، قَالَ: كُلٌّ مُصِيبٌ، هَؤُلَاءِ نَزَّهُوا اللَّهَ، وَهَؤُلَاءَ غَضِبُوا لِلَّهِ، وَأَخْطَئُوا فِي التَّفْسِيرِ.

° [21160] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَن زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا* رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصُّادِقُ الْمَصْدُوقُ: "أَنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً

(1)

مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً

(2)

مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ الْمَلَكَ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ فَيَقُولُ: اكتُبْ أَجَلَهُ وَعَمَلَهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، وَأَنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَكُونَ وَمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَغْلِبُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ الَّذِي سَبَقَ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَأَنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى يَكُونَ وَمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَغْلِبُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ الَّذِي سَبَقَ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ".

[21161] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ فِطْرٍ، عَنِ

(3)

ابْنِ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، وَكَانُوا قَبْضَتَيْنِ، فَقَالَ لِمَنْ فِي يَمِينِهِ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ، وَقَالَ لِمَنْ فِي الْأُخْرَى: ادْخُلُوا النَّارَ وَلَا أُبَالِي، فَذَهَبَتْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

° [21160][الإتحاف: عه حب حم 12597].

* [ف/134 أ].

(1)

العلقة: طور من أطوار الجنين، وهي قطعة الدم التي يتكون منها. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: علق).

(2)

المضغة: قطعة من اللحم قدر ما يُمضغ، وجمعها: مُضَغ. (انظر: النهاية، مادة: مضغ).

(3)

ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "الإبانة" لابن بطة (2/ 125) من طريق المصنف، به.

ص: 189

° [21162] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ ابْنَةِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: أُتيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِصَبِيٍّ مِنَ الْأَنْصَارِ فَصَلَّى عَلَيْهِ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، طُوبَى لِهَذَا، لَمْ يَعْمَلْ سُوءًا، وَلَمْ يَدْرِهِ، عُصفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ:"أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ وَخَلَقَ لَهَا أَهْلًا، وَخَلَقَ النَّارَ وَخَلَقَ لَهَا أَهْلًا، خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ".

[21163] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: اجْتَمَعْنَا نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ، فَقُلْتُ: لَوْ حَرَسْنَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّهُ مُحَارِبٌ، وَلَا نَأْمَنُ أَنْ يُغْتَالَ، قَالَ: فَبَيْنَا نَحْنُ نَحْرُسُهُ عِنْدَ بَابِ حُجْرَتِهِ حَتَّى خَرَجَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قُلْنَا: حَرَسْنَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّكَ مُحَارِبٌ، وَخَشِينَا أَنْ تُغْتَالَ فَحَرَسْنَاكَ، فَقَالَ: أَمِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ تَحْرُسُونِي أَمْ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ؟ قُلْنَا: لَا، بَلْ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، وَكَيْفَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَحْرُسَكَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ؟! قَالَ: فَإِنَّهُ لَا يَكُونُ شَيءٌ فِي الْأَرْضِ حَتَّى يُقَدَّرَ فِي السَّمَاءِ، وَلَيْسَ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا قَدْ وُكِّلَ بِهِ مَلَكَانِ يَدْفَعَانِ عَنْهُ، وَيَكِلَانِهِ حَتَّى يَجِيءَ قَدَرُهُ، فَإِذَا جَاءَ قَدَرُهُ خَلَّيَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَدَرِهِ.

[21164] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: بَلَغَنِي: أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ لِأَبِي مُوسَى: وَدِدْتُ أَنِّي أَجِدُ مَنْ أُخَاصِمُ إِلَيْهِ رَبِّي، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَنَا، فَقَالَ عَمْرٌو: أَيُقَدِّرُ عَلَي شَيْئًا وَيُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ؟ فَقَالَ أَبُو مُوسَى: نَعَمْ، قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ لَا يَظْلِمُكَ

(1)

، فَقَالَ: صدَقَتْ.

[21165] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيِّ *، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: ابْنَ آدَمَ! لَمْ تُوَكَّلْ إِلَى الْقَدَرِ وإلَيْهِ تَصِيرُ.

(1)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"يظلمه"، والتصويب من "الإبانة" لابن بطة (2/ 172)، "الاعتقاد" للبيهقي (ص 149) من طريق المصنف، به.

* [ف/134 ب].

ص: 190

[21166] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كُنْتُ عَنْدَ ابْنِ طَاوُسٍ وَعِنْدَهُ ابْنٌ لَهُ، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: صَالِحٌ، يَتَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ فَتَكَلَّمَ بِشَيءٍ مِنْهُ

(1)

، فَأَدْخَلَ ابْنُ طَاوُسٍ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، وَقَالَ لابْنِهِ: أَدْخِلْ أَصَابِعَكَ فِي أُذُنَيْكَ وَاشْدُدْ، فَلَا تَسْمَعْ مِنْ قَوْلِهِ شَيْئًا، فَإِنَّ الْقَلْبَ ضَعِيفٌ.

° [21167] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عِمْرَانَ صَاحِبٍ لَهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا تَرَكْتُ شَيْئًا يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُكمْ عَنِ النَّارِ إِلَّا قَدْ بَيَّنْتُهُ لكُمْ، وَإِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ

(2)

نَفَثَ فِي رُوعِي

(3)

، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهَا لَا تَمُوتُ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ أَقْصَى رِزْقِهَا، وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَيَا أَيهَا النَّاسُ! اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ

(4)

، وَلَا يَحْمِلَنَّ أَحَدَكُمُ اسْتِبْطَاءُ رِزْقِهِ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَا يُدْرِكُ مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ".

[21168] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، عَنِ الْقَدَرِ، فَقَالَ: مَا قَدَّرَ اللَّهُ فَقَدْ قَدَّرَهُ.

[21169] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ هَوَانَا عَلَى هَوَاكُمْ

(5)

، فَقَالَ: إِنَّ الْهَوَى كُلَّهُ ضَلَالَةٌ.

[21170] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ عصِمَ

(6)

مِنَ الهَوَى، وَالغَضَبِ، وَالطَّمَعِ.

(1)

رسمه في (ف)، (س):"قنبه"، والتصويب من "الإبانة" لابن بطة (1778) من طريق الدبري، به.

(2)

روح القدس: جبريل عليه السلام. (انظر: النهاية، مادة: قدس).

(3)

الروع: النفْس. (انظر: النهاية، مادة: روع).

(4)

الإجمال في الطلب: الإحسان فيه بإتيانه من وجهه. (انظر: المشارق)(1/ 152).

(5)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"سواك"، والتصويب من "الشريعة" للآجري (1/ 444)، "الإبانة" لابن بطة (1/ 355) من طريق معمر، به.

(6)

العصمة: المنعة والحماية. (انظر: النهاية، مادة: عصم).

ص: 191

‌135 - بَابُ الْإِيمَانِ * وَالْإِسْلَامِ

° [21171] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامِ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: مَا الْإِثمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "مَا حَاكَ

(1)

فِي صَدْرِكَ فَدَعْهُ"، قَالَ: فَمَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: "مَنْ سَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ، وَسَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ".

° [21172] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْاِيمَانُ بِضْعَةٌ وَسَبْعُونَ"، أَوْ قَالَ: "بِضْعَةٌ وَسِتُّونَ بَابًا، أَفْضَلُهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَصْغَرُهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى

(2)

عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْاِيمَانِ".

[21173] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي سَفَرٍ، فَلَقِيَ رَكْبًا

(3)

، فَقُلْنَا: مَنِ الْقَوْمُ؟ قَالُوا: نَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: فَهَلَّا قَالُوا: نَحْنُ أَهْلُ الْجَنَّةِ!

° [21174] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ:"أَنْ يُسْلِمَ قَلْبُكَ لِلَّهِ *، وَأَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ"، قَالَ: فَأَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الْإِيمَانُ"، قَالَ: وَمَا الْإِيمَانُ؟ قَالَى: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ"،

* [س/311].

(1)

الحيك: التأثير في النفس. (انظر: النهاية، مادة: حيك).

° [21172][الإتحاف: حب حم 18169][شيبة: 25848، 25850، 26870، 31055].

(2)

إماطة الشيء: تنحيته وإبعاده. (انظر: النهاية، مادة: ميط).

(3)

الركب: جمع راكب، والراكب في الأصل: راكب الإبل خاصة، ثم اتسع فيه فأطلق على كل من ركب دابة. (انظر: النهاية، مادة: ركب).

° [21174][شيبة: 19670].

* [ف/ 135 أ].

ص: 192

قَالَ: فَأَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الْهِجْرَةُ"، قَالَ: وَمَا الْهِجْرَةُ؟ قَالَ: "أَنْ تَهْجُرَ السُّوءَ"، قَالَ: فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الْجِهَادُ"، قَالَ: وَمَا الْجِهَادُ؟ قَالَ: "أَنْ تُقَاتِلَ الْكُفَّارَ إِذَا لَقِيتَهُمْ"، قَالَ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ

(1)

وَأُهْرِيقَ

(2)

دَمُهُ"، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "ثُمَّ عَمَلَانِ هُمَا مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ، إِلَّا مَنْ عَمِلَ بِمِثْلِهِمَا: حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ

(3)

، أوْ عُمْرَةٌ".

[21175] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي إِذَا قِيلَ لَهُ: أَمُؤْمِن أَنْتَ؟ قَالَ: آمَنْتُ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، لَا يَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ.

[21176] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، قَالَ: جَاءَ إِلَى أَبِي رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْتَ أَخِي، قَالَ: أَمِنْ بَينِ عَبَادِ اللَّهِ! الْمُسْلِمُونَ كُلُّهُمْ أُخْوَةٌ

(4)

.

° [21177] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَريِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ سَأَلَ النَّبِيَّ عليه السلام عَنِ الْإِيمَانِ: فَقَرَأَ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} [البقرة: 177]، حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ.

° [21178] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ سُفْيَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيَّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ

(5)

، حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ أَنْتَفِعُ بِهِ؟ قَالَ: "قُلْ: آمَنْتُ

(1)

الجواد: الفرس السابق الجيد، والجمع: أجواد. (انظر: النهاية، مادة: جود).

(2)

الإهراق والهراقة: الإسألة والصب. (انظر: الصحاح، مادة: هرق).

(3)

الحج المبرور: الذي لا يخالطه شيء من المآثم، وقيل: المقبول. (انظر: النهاية، مادة: برر).

(4)

قوله: "كلهم أخوة" ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من:"التاريخ الكبير" لابن أبي خيثمة (1/ 309)، "حلية الأولياء"، لأبي نعيم (4/ 13) من طريق المصنف، به.

° [21178][الإتحاف: مي حب كم عنه حم 5897].

(5)

قوله: "يا رسول الله" ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "شعب الإيمان" للبيهقي (7/ 10) من طريق المصنف، به.

ص: 193

بِاللَّهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ" قَالَ: قُلْتُ: مَا أَخْوَفُ مَا تَتَخَوَّفُ عَلَيَّ؟ قَالَ: فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ، ثُمَّ قَالَ:"هَذَا".

° [21179] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي سَلْمَانَ

(1)

جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنْ لَمْ يُهَاجِرْ فَقَدْ هَلَكَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اقْضِ الصَّلَاةَ، وَآتِ الزَّكَاةَ، وَحُجَّ الْبَيْتَ، وَصُمْ شَهْرَ رَمَضَانَ، وَانْزِلْ مِنْ قَوْمِكَ حَيْثُ أَحْبَبْتَ".

° [21180] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"مَنِ اسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا، فَهُوَ الْمُسْلِمُ، لَهُ مَا لِلْمُسْلِمِ، وَعَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُسْلِمِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ".

° [21181] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مِسْمَارٍ وَجَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِلْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ:"مَا أَنْتَ يَا حَارِثَ بْنَ مَالِكٍ"؟ قَالَ: مُؤْمِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"مُؤْمِنٌ حَقًّا"؟ قَالَ: مُؤْمِنٌ حَقًّا، قَالَ:"فَإِنَّ لِكُلِّ حَقٍّ حَقِيقَةً، فَمَا حَقِيقَةُ ذَلِكَ"؟ قَالَ: عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ

(2)

الدُّنْيَا، وَأَسْهَرْتُ لَيْلِي، وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي حِينَ يُجَاءُ بِهِ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَكَأَنِّي أَسْمَعُ عُوَاءَ أَهْلِ النَّارِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مُؤْمِنٌ نُوِّرَ قَلْبُهُ".

° [21182] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمِ * بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ،

(1)

في (س): "سليمان"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما في "تاريخ دمشق"(48/ 241) من طريق المصنف، به.

° [21181][شيبة: 31064].

(2)

تصحف في (ف) إلى: "من"، والتصويب من (س)، وينظر:"التفسير" للمصنف (3/ 225)، "معجم ابن الأعرابي"(1/ 130) من طريق المصنف، به.

° [21182][شيبة: 35569].

* [ف/135 ب].

ص: 194

عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا جِئْتُكَ حَتَّى حَلَفْتُ بِعَدَدِ أَصَابِعِي هَذِهِ أَلَّا أَتَّبِعَكَ وَلَا أَتَّبعَ دِينَكَ، وإنِّي أَتَيْتُ امْرَأً لَا أَعْقِلُ شَيْئًا إِلَّا مَا عَلَّمَنِي اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ بِمَا بَعَثَكَ رَبُّكَ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ:"اجْلِسْ" ثُمَّ قَالَ: "بِالْإِسْلَامِ"

(1)

، فَقُلْتُ: مَا آيَةُ الْإِسْلَامِ؟ فَقَالَ: "تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ

(2)

، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتُفَارِقُ الشِّرْكَ، وَأَنَّ كُلَّ مُسْلِمٍ عَلَى

(3)

مُسْلِمٍ مُحَرَّمٌ، أَخَوَانِ نَصِيرَانِ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ

(3)

مُشْرِكٍ أَشْرَكَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ عَمَلًا، إِن رَبِّي دَاعِيَّ وَسَائِلِي: هَلْ بَلَّغْتُ عِبَادَهُ؟ فَلْيُبَلِّغِ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ، هاِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ مُفَدَّمٌ

(4)

عَلَى أَفْوَاهِكُمْ بِالْفِدَامِ، فَأَوُّلُ مَا يُسْأَلُ - عَنْ أَحَدِكُمْ - فَخِذُهُ وَكَفُّهُ" قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَهَذَا دِينُنَا

(5)

؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَأَيْنَمَا تُحْسِنْ يَكْفِكَ، وَإنَّكُمْ تُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِكُمْ، وَعَلَى أَقْدَامِكُمْ، وَرُكْبَانَا".

[21183] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا أَحَدٌ أَقَرُّ عَيْنًا مِنْ مُؤْمِنٍ مُتَبَيِّنِ الْإِيمَانِ.

° [21184] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ السَّلَامَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ، فَأَفْشُوهُ بَيْنَكُمْ".

(1)

بعده في (ف): "ثم بالإسلام"، والظاهر أنها مقحمة، والحديث أخرجه الطَّبراني في "المعجم الكبير"(19/ 407)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(12/ 12)، والبغوي في "شرح السنة"(15/ 150) جميعا من طريق المصنف، دون ذكرها. ووقع عند الصالحي في "سبل الهدى والرشاد" (9/ 223) معزوًّا للمصنف:"للإسلام، ثم بالإسلام" وفي العبارة غرابة.

(2)

قوله: "رسول الله" وقع في (ف): "رسوله"، والمثبت من (س).

(3)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"عن"، والتصويب من المصادر السابقة.

(4)

الفدام: قطعة قماش تُشد على فم الإبريق لتصفية الشَّراب الذي فيه. (انظر: النهاية، مادة: فدم).

(5)

تصحف في (ت)، (س) إلى:"باسا"، والتصويب من المصادر السابقة.

ص: 195

‌136 - بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ

° [21185] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ * بَعْضِ بَنِي رَافِعِ بْنِ مَكِيثٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ مَكِيثٍ وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "حُسْنُ الْمَلَكَةِ

(1)

نَمَاءٌ، وَسُوءُ الْخُلُقِ شُؤْمٌ، وَالْبِرُّ زِيَادَةٌ فِي الْعُمُرِ، وَالصَّدَقَةُ تَمْنَعُ مِيتَةَ السُّوءِ".

° [21186] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ

(2)

، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نِمْتُ فَرَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَسَمِعْتُ صوْتَ قَارِئٍ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ"، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"كَذَلِكَ الْبِرُّ"، قَالَ: وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِأُمِّهِ.

[21187] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ مُوسَى، قَالَ: يَا رَبِّ، بِمَاذَا أَبَرُّكَ؟ قَالَ: بِرَّ وَالِدَيْكَ، حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا.

° [21188] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ:"أُمَّكَ" حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ:"أَبَاكَ"، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ:"ثُمَّ الْأَقْرَبَ فَالْأَقْرَبَ".

° [21189] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعَيلَ بْنِ * أُمَيَّةَ قَالَ رَجُلٌ: أَوْصِنِي

° [21185][الإتحاف: حم 4572].

* [س / 312].

(1)

حسن الملكة: أي: حسن الصنيع إلى المماليك. (انظر: النهاية، مادة: ملك).

° [21186][الإتحاف: حب كم حم 23198].

(2)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"عروة"، والتصويب من "مسند أحمد"(25974)، "صحيح ابن حبان"(7057) من طريق المصنف، به.

° [21188][الإتحاف: كم حم 16789].

* [ف / 136 أ].

ص: 196

يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"لَا تُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئًا وَإِنْ حُرِّقْتَ أَوْ نُصِّفْتَ"، قَالَ: زِدْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"بِرَّ وَالِدَيْكَ، وَلَا تَرْفَعْ عِنْدَهُمَا صَوْتَكَ، وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ دُنْيَاكَ فَاخْرُجْ لَهُمَا"، قَالَ: زِدْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"لَا تَشْرَبِ الْخَمْرَ، فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ"، قَالَ: زِدْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "أَدِّبْ أَهْلَكَ، وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ مِنْ طَوْلِكَ

(1)

، وَلَا تَرْفَعْ عَنْهُمْ عَصَاكَ، أَخِفْهُمْ في ذَاتِ اللهِ".

قَالَ مَعْمَرٌ: يَعْنِي بِالْعَصَا اللِّسَانَ بِقَوْلِ بَعْضهِمْ.

° [21190] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عَلِّقُوا الشَوْطَ حَيْثُ يَرَاهَا أَهْلُ الْبَيْتِ"

(2)

.

° [21191] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: لَمّا قَدِمَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، وَأَبُو عَامِرٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَبَايَعُوهُ وَأَسْلَمُوا، قَالَ:"مَا فَعَلَتِ امْرَأَةٌ مِنْكُمْ تُدْعَى كَذَا وَكَذَا"؟ قَالُوا: تَرَكْنَاهَا فِي أَهْلِهَا، قَالَ:"فَإِنَّهُ قَدْ غُفِرَ لَهَا"، قَالُوا: بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "بِبِرِّهَا وَالِدَتَهَا"، قَالَ: "كَانَتْ لَهَا أُمّ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ، فَجَاءَهُمُ النَّذِيرُ أَن الْعَدُوَّ يُرِيدُونَ أَنْ يُغِيرُوا عَلَيْكُمُ اللَّيْلَةَ، فَارْتَحَلُوا لِيَلْحَقُوا

(3)

بِعَظِيمِ قَوْمِهِمْ، وَلَمْ يَكُنْ مَعَهَا مَا تَحْتَمِلُ عَلَيْهِ، فَعَمَدَتْ إِلَى أُمِّهَا، فَجَعَلَتْ تَحْمِلُهَا عَلَى ظَهْرِهَا، فَإِذَا أَعْيَتْ وَضَعَتْهَا، ثُمَّ ألْزَقَتْ بَطْنَهَا بِبَطْنِ أُمَّهَا، وَجَعَلَتْ رِجْلَيْهَا تَحْتَ رِجْلَيْ أُمِّهَا مِنَ الرَّمْضَاءِ

(4)

حَتَّى نَجَتْ".

(1)

الطول: الفضل والغنى واليسر. (انظر: النهاية، مادة: طول).

(2)

قوله: "أهل البيت" ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "المعجم الكبير" للطبراني (10/ 284) من طريق المصنف، به، وينظر:(19205).

(3)

تصحف في (ف) إلى: "لتلحقوا"، والتصويب من (س)، وينظر:"شعب الإيمان" للبيهقي (10/ 311) من طريق المصنف، به.

(4)

الرمضاء: الرمل شديد الحر والإحراق. (انظر: النهاية، مادة: رمض).

ص: 197

[21192] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَدَّ رَجُلًا مِنَ الطَّرِيقِ أَرَادَ الْغَزْوَ بِغَيرِ إِذْنِ أَبَوَيْهِ قَالَ: وَكَانَ أَبُوهُ حِينَ خَرَجَ قَدْ قَالَ قَوْلًا، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ، قَالَ:

تَرَكْتَ أَبَاكَ مُرْعَشَةً يَدَاهُ

وَأُمَّكَ مَا تُسِيغُ لَهَا شَرَابَا

أَتَاهُ مُهَاجِرَانِ تَكَنَّفَاهُ

لِيَتْرُكَ شِيخَةً خَطِئَا وَخَابَا

إِذَا يَبكِي الْحَمَامُ بِبَطْنِ وَجٍّ

عَلَى بَيضَاتِهِ دَعَيَا

(1)

كِلَابَا

[21193] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَجٌّ وَادٍ مُقَدَّسٌ هَذَا فِي حَدِيثِ عُمَرَ.

[21194] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ ابْنَ سِيرِينَ يُحَدِّثُ، أَنَّ فَتًى يُقَالُ لَهُ: جُرَيْجٌ كَانَ في صَوْمَعَةٍ

(2)

يَتَرَهَّبُ فِيهَا، فَجَاءَتْهُ أُمُّهُ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: الصَّلَاةُ أَحَقُّ وَالصلَاةُ آثَرُ، فَلَمْ يُجِبْهَا، ثُمَّ جَاءَتْهُ الثَّانِيَةَ فَكَذَلِكَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ فَغَضبَتْ، فَقَالَتْ: لَا أَمَاتَنِي اللَّهُ حَتَّى أَرَاكَ مَعَ الْمُومِسَاتِ، تَعْنِي: مَعَ الزُّنَاةِ، فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، فَجَاءَ رَاعِي غَنَمٍ يَوْمًا فَاسْتَظَلَّ * فِي صَوْمَعَتِهِ، ثُمَّ مَرَّتْ جَارِيَةٌ هِنْدِيَّةٌ فَقَامَ إِلَيْهَا الرَّاعِي فَوَطِئَهَا، فَحَمَلَتْ، فَسَأَلُوهَا، فَقَالَتْ: مِنَ الرَّاهِبِ، فَذَهَبُوا إِلَيْهِ فَكَلَّمُوهُ فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ، فَأَرَادُوا أَنْ يَهْدِمُوا صَوْمَعَتَهُ فَكَلَّمَهُمْ، وَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُفَرِّجَ عَنْهُ، فَقَالُوا: يَا مُرَائِي، هَذِهِ الْجَارِيَةُ قَدْ حَمَلَتْ مِنْكَ، فَعَرَفَ أَنَّهَا دَعْوَةُ أُمِّهِ، فَقَالَ: دَعُونِي أُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ، قَالَ: فَصَلَّى سَجْدَتَيْنِ، فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُفَرِّجَ عَنْهُ، فَقَامَ إِلَيْهَا، فَمَسَحَ بِيَدِهِ عَلَى بَطْنِهَا، وإنَّهُمَا لَوَاقِفَانِ، فَقَالَ: مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: رَاعِي آلِ فُلَانٍ، قَالَ: فَنَجَا.

(1)

في (س): "دعا"، ووقع في (ف) كالمثبت بضم أوله، ولعل فتحه هو الأصوب؛ من"دعَيْت" لغة في "دعوْت". ينظر:"القاموس المحيط"(ص: 763).

(2)

الصومعة: منارة الراهب ومتعبده، والجمع: صوامع. (انظر: ذيل النهاية، مادة: صمع).

* [ف/ 136 ب].

ص: 198

° [21195] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ أَحَدٍ يَكُونُ لَهُ وَالِدَانِ أَوْ وَاحِدٌ فَيَبِيتَانِ عَلَيْهِ سَاخِطَيْنِ إِلَّا فُتِحَ لَهُ بَابَانِ مِنَ النَّارِ، وَإِنْ كَانَ وَاحِدٌ فَوَاحِدٌ"، لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: وإِنْ ظَلَمَاهُ؟ قَالَ: "وَإِنْ ظَلَمَاهُ" قَالَ: وإِنْ كَانَ صَبَاحًا فَكَذَلِكَ.

‌137 - بَابُ عُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ

° [21196] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ يَرْويهِ، قَالَ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ، وَلَا مَنَّانٌ

(1)

، وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَلَا مَنْ أَتَى ذَاتَ مَحْرَمٍ، وَلَا مُرْتَدٌّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ هِجْرَةٍ".

[21197] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أَبَاهُ، مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أُمَّهُ، مَلْعُونٌ مَنْ نَزَعَ تُخُومَ الْأَرْضِ

(2)

، مَلْعُون مَنْ صَدَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ ضَالَّ

(3)

سَائِلًا.

[21198] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ كَعْبًا، عَنِ الْعُقُوقِ، مَا تَجِدُونَهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنْ عُقُوقِ الْوَالِدِ؟ قَالَ: إِذَا أَقْسَمَ عَلَيْهِ لَمْ يَبَرَّهُ، وإِنْ سَأَلَهُ لَمْ يُعْطِهِ، وإِذَا ائْتَمَنَهُ خَانَهُ، فَذَلِكَ الْعُقُوقُ.

° [21199] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْوَاسِطِيِّ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الْأَرْضِ".

يَعْنِي: الْأَعْلَامَ.

(1)

المنان: الذي يَمُنُّ بصنيعه وعطائه، أو هو من النقص والبخس. (انظر: جامع الأصول) (11/ 706).

* [س/313].

(2)

تخوم الأرض: معالمها وحدودها، واحدها تخم. (انظر: النهاية، ما دة: تخم).

(3)

كذا في (ف)، (س).

ص: 199

‌138 - مَنْ يُوَقَّرُ وَمَا جَاءَ فِيهِ

[21200] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُس، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يُوَفرَ أَرْبَعَةٌ: الْعَالِمُ، وَذُو الشَّيْبَةِ، وَالسُّلْطَانُ، وَالْوَالِدُ، قَالَ: وَيُقَالُ: إِنَّ مِنَ الْجَفَاءِ أَنْ يَدْعُوَ الرَّجُلُ وَالِدَهُ بِاسْمِهِ.

[21201] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَأَى رَجُلًا يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْ أَبِيهِ

(1)

، فَقَالَ: مَا هَذَا مِنْكَ؟ قَالَ: أَبِي، قَالَ: فَلَا تَمْشِ بَينَ يَدَيْهِ، وَلَا تَجْلِسْ حَتى يَجْلِسَ، وَلَا تَدْعُهُ بِاسْمِهِ، وَلَا تَشتَبَّ لَهُ.

[21202] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ * أَبِي عُثْمَانَ شَيْخٌ

(2)

مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، أَن لُقْمَانَ قَالَ لاِبْنِهِ: يَا بُنَيَّ، لَا تَرْغَبْ فِي وُدِّ الْجَاهِلِ، فَيَرَى أَنَّكَ تَرْضَى عَمَلَهُ، وَلَا تَتَهَاوَنْ بِمَقْتِ الْحَكِيمِ فَيَزْهَدَ فِيكَ.

° [21203] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، - أَسْنَدَ الْحَدِيثَ - قَالَ:"مِنْ تَعْظِيمِ جَلَالِ اللهِ أَنْ يُوَقَّرَ ذُو الشَّيْبَةِ فِي الْاِسْلَامِ".

‌139 - بَابُ مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ

° [21204] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِابْنٍ لَهَا شَاكٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ لَهُ؛ فَإنَّهُ آخِرُ ثَلَاثَةٍ دَفَنْتُهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "جُنَّةٌ

(3)

حَصِينَةٌ".

(1)

ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "شعب الإيمان" للبيهقي (10/ 292) من طريق المصنف، به.

* [ف/137 أ].

(2)

قبله في (ف)، (س):"عن" وهو خطأ، والتصويب من "الزهد" للإمام أحمد (1/ 210)، "شعب الإيمان" للبيهقي (12/ 39) من طريق المصنف، به.

(3)

الجُنَّة: الوقاية. (انظر: النهاية، مادة: جنن).

ص: 200

° [21205] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: جَاءَ الزُّبَيْرُ بِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَا مِنْ مُؤْمِنَيْنٍ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةٌ إِلَّا أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُونَ: وَآبَاؤُنَا؟ فَيُقَالُ لَهُمْ فِي الثَّالِثَةِ: وَآبَاؤُكُمْ".

° [21206] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلَاثَةٌ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ

(1)

، لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ

(2)

".

° [21207] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ مِنْ أَبِي طَلْحَةَ ابْنٌ، فَمَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ مِنْهُ، فَلَمَّا مَاتَ غَطَّتْهُ أُمُّهُ بِثَوْبِ، فَدَخَلَ أَبُو طَلْحَةَ، فَقَالَ: كَيْفَ أَمْسَى ابْنِي الْيَوْمَ؟ قَالَتْ: أَمْسَى هَادِئًا، فَتَعَشَّى، ثُمَّ قَالَتْ لَهُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَعَارَكَ عَارِيَةً ثُمَّ أَخَذَهَا مِنْكَ، إِذَنْ جَزِعْتَ؟ قَالَ: لَا، قَالَتْ: فَإنَّ اللَّهَ أَعَارَكَ عَارِيَةً فَأَخَذَهَا مِنْكَ، قَالَ: فَغَدَا إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِهَا، وَقَدْ كَانَ أَصَابَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا".

قَالَ: فَوَلَدَتْ غُلَامًا كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ، فَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ خَيْرَ أَهْلِ زَمَانِهِ.

[21208] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: مَاتَ ابْنٌ لِدَاوُدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَرعَ عَلَيْهِ جَزَعًا شَدِيدًا، فَقِيلَ لَهُ: مَا كَانَ يَعْدِلُ عَنْدَكَ

(3)

؟ قَالَ: كَانَ

° [21206][الإتحاف: حم 18618، جا عنه حب ط 18667][شيبة: 11999].

(1)

الحنث: الإثم، وبلغ الصبي الحنث، أي: بلغ مبلغ الرجال وجرى عليه القلم، فيكتب عليه الحنث. (انظر: النهاية، مادة: حنث).

(2)

تحلة القسم: مثل في القليل المفرط في القلة، والمعنى: لا تمسه النار إِلَّا مسة يسيرة مثل تحلة قسم الحالف. (انظر: النهاية، مادة: حلل).

(3)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"عنك"، والتصويب من"شعب الإيمان"(12/ 223) من طريق المصنف، به.

ص: 201

أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِ

(1)

الْأَرْضِ ذَهَبًا، قِيلَ: فَإِنَّ لَكَ مِنَ الْأَجْرِ عَلَى قدْرِ ذَلِكَ، أَوْ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ.

° [21209] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِنَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: "مَا تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ

(2)

فِيكُمْ؟ " قَالُوا: الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ، قَالَ: "لَا، وَلَكِنَّهُ الَّذِي لَا فَرَطَ

(3)

لَهُ"، قَالَ: "فَمَا تَعُدُّونَ الْعَائِلَ فِيكُمْ؟ " قَالُوا: الَّذِي لَا مَالَ لَهُ، قَالَ: "لَا، وَلَكِنَّهُ الَّذِي لَمْ يُقَدِّمْ لِنَفْسِهِ خَيْرًا".

° [21210] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ - يَرْويهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا حَسَنًا وَحُسَيْنًا، فَجَعَلَ هَذَا عَلَى هَذَا الْفَخِذِ، وَهَذَا عَلَى هَذَا الْفَخِذِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْحَسَنِ فَقَبَّلَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْحُسَيْنِ فَقَبَّلَهُ، ثُمَّ قَالَ *:"اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا".

ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ الْوَلَدَ مَجْبَنَةٌ، مَبْخَلَةٌ، مَجْهَلَةٌ".

‌140 - بَابُ الْحَيَاءِ وَالْفُحْشِ

° [21211] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَتَى رَجُلٌ فَاسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "بِئْسَ أَخُو الْقَوْمِ، وَابْنُ الْعَشِيرَةِ

(4)

هَذَا! " وَقَالَتْ: فَلَمَّا دَخَلَ أَقْبَلَ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَحَدَّثَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ:

(1)

كذا في (ف)، (س)، وفي المصدر السابق:"ملء"، وهو الأظهر.

(2)

الرقوب: الرجل والمرأة إذا لم يعش لهما ولد؛ لأنه يرقب موته ويرصده خوفًا عليه. (انظر: النهاية، مادة: رقب).

(3)

الفرط: الولد الصغير الذي يموت قبل أبيه، كأنه سبق أباه إلى الجنة. (انظر: النهاية، مادة: فرط).

* [ف/137 ب].

° [21211][شيبة: 25834].

(4)

العشيرة: تكون للقبيلة ولمن هو أقرب إليه من العشيرة، ولمن دونهم. (انظر: تهذيب اللغة، مادة: عشر).

ص: 202

قُلْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا قُلْتَ، ثُمَّ أَقْبَلْتَ عَلَيْهِ بِوَجْهِكَ وَحَدِيثِكَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم *:"إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ اتَّقَاهُ النَّاسُ لِشَرِّهِ"، أَوْ قَالَ:"لِفُحْشِهِ".

° [21212] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا كَانَ الفُحْشُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ، وَلَا كَانَ الْحَيَاءُ فِي شَيءٍ قَطُّ إِلا زَانَهُ".

قَالَ مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْحَيِيَّ الْحَلِيمَ الْمُتَعَفِّفَ، وَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ

(1)

السَّائِلَ الْمُلْحِفَ.

° [21213] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "دَعْهُ

(2)

؟ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ".

[21214] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قُرَّةَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ثَلَاثٌ مِنَ الْإِيمَانِ: الْحَيَاءُ، وَالْعَفَافُ، وَالْعِيُّ

(3)

: عِيُّ اللِّسَانِ لَا عِيُّ الْقَلْبِ، وَلَا عِيُّ الْعَمَلِ، وَهُنَّ مِمَّا يَزِدْنَ فِي الْآخِرَةِ، وَيَنْقُصْنَ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَا يَزِدْنَ فِي الْآخِرَةِ أَكْثَرُ مِمَّا يَنْقُصْنَ مِنَ الدُّنْيَا، وَثَلَاثٌ مِمَّا يَنْقُصْنَ مِنَ الْآخِرَةِ وَيَزِدْنَ فِي الدُّنْيَا: الْفُحْشُ، وَالشُّحُّ

(4)

، وَالْبَذَاءُ، وَمَا يَنْقُصْنَ مِنَ الْآخِرَةِ أَكْثَرُ مِمَّا يَزِدْنَ فِي الدُّنْيَا.

* [س/314].

° [21212][الإتحاف: حم خد 757].

(1)

البذيء: المتفحش في القول. (انظر: النهاية، مادة: بذأ).

° [21213][الإتحاف: حب ط حم عنه 19666 [شيبة: 25849].

(2)

ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "مسند الإمام أحمد"(6452) من طريق المصنف، به.

[21214][شيبة: 36724].

(3)

العي والعيي: العاجز عن الكلام لا يطيق إحكامه. (انظر: اللسان، مادة: عيي).

(4)

الشح: أشد البخل، وقيل: هو البخل مع الحرص. (انظر: النهاية، مادة: شحح).

ص: 203

[21215] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ حَيِيًّا، وَمَا فَتَاةٌ خِدْرِهَا بِأَشَدَّ حَيَاءً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ الْأُمُورِ.

° [21216] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَشرُوقٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنَ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِلَّا قَوْلَ الرَّجُلِ: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ".

‌141 - بَابُ حُسْنِ الْخُلُقِ

° [21217] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ كَرِيزٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ وَمَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ، وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا

(1)

".

[21218] قال مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُعْطِي بِحُسْنِ الْخُلُقِ دَرَجَةَ الْقَائِمِ الصَّائِمِ.

° [21219] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا * أَفْضَلُ مَا أُوتيَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ؟ قَالَ:"الْخُلُقُ الْحَسَنُ"، قَالَ: فَمَا شَرُّ مَا أُوتيَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ؟ قَالَ: "إِذَا كَرِهْتَ أَنْ يُرَى عَلَيْكَ شَيْءٌ فِي نَادِي

(2)

الْقَوْمِ فَلَا تَفْعَلْهُ إِذَا حَلَوْتَ".

[21220] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: خَالِطُوا النَّاسَ بِمَا يُحِبُّونَ، وَزَايِلُوهُمْ

(3)

بِأَعْمَالِكُمْ، وَجِدُّوا مَعَ الْعَامَّةِ.

(1)

السفساف: الأمر الحقير والرديء من كل شيء، وهو ضد المعالي والمكارم. (انظر: النهاية، مادة: سفسف).

* [ف/138 أ].

(2)

النادي: مجتمع القوم وأهل المجلس، فيقع على المجلس وأهله. (انظر: النهاية، مادة: ندا).

(3)

المزايلة: المفارقة. (انظر: اللسان، مادة: زيل).

ص: 204

° [21221] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَى وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي"؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا الْمُوَطَّئُونَ أكنَافُهُمُ، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ"، ثُمَّ قَالَ:"أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَبْغَضِكُمْ إِليَّ وَأَبْعَدِكُمْ مِنِّي"؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "الثَّرْثَارُونَ، الْمُتَشَدِّقُونَ

(1)

، الْمُتَفَيْهِقُونَ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَرَفْنَا الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ، فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ؟ قَالَ:"الْمُتَكَبِّرُونَ".

° [21222] أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ عَبدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيِّ"؟ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ سَيُسَمِّي رَجُلًا، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"أَحَبكُمْ إِلَيَّ أَحَبُّكُمْ إِلَى النَّاسِ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَبْغَضِكُمْ إِلَيَّ"؟ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ سَيُسَمِّي رَجُلًا، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"أَبْغَضُكُمْ إِلَيَّ أَبْغَضُكُمْ إِلَى النَّاسِ".

° [21223] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: نَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ ذِي عَكَرٍ مِنَ الْإِبِلِ، وَهِيَ سِتُّونَ أَوْ سَبْعُونَ أَوْ تِسْعُونَ إِلَى مِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ وَبَقَرٍ وَغَنَمٍ، فَلَمْ يُنْزِلْهُ، وَلَمْ يُضِفْهُ، وَمَرَّ عَلَى امْرَأَةٍ بِشُوَيْهَاتٍ، فَأَنْزَلَتْهُ وَذَبَحَتْ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"انْظُرُوا إِلَى هَذَا الَّذِي لَهُ عَكَرٌ مِنْ إِبِلٍ وَبَقَرٍ وَغَنَمٍ، مَرَرْنَا بِهِ فَلَمْ يُنْزِلْنَا وَلَمْ يُضِفْنَا، وَانْظُرُوا إِلَى هَذِهِ الْمَرْأَةِ إِنَّمَا لَهَا شُوَيْهَاتٌ، أَنْزَلَتْنَا وَذَبَحَتْ لَنَا، إِنَّمَا هَذِهِ الْأَخْلَاقُ بِيَدِ اللَّهِ، فَمَنْ شَاءَ أَنْ يَمْنَحَهُ مِنْهَا خُلُقًا حَسَنًا مَنَحَهُ".

° [21224] قال: وَقَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ طَاوُسًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، يَقُولُ:"إِنَّمَا يَهْدِي إِلَى أَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ اللَّهُ، وَإِنَّمَا يَصْرِفُ عَنْ أَسْوَئِهَا هُوَ".

° [21225] قال: وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَيْضَا: عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ،

(1)

المتشدقون: جمع متشدق، وهو المتوسع في الكلام من غير احتياط واحتراز. وقيل: أراد بالمتشدق المستهزئ بالناس يلوى شدقه بهم وعليهم. (انظر: النهاية، مادة: شدق).

ص: 205

عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ

(1)

قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَثْقَلَ شَيْءٍ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُلُقٌ حَسَنٌ، وَإِنَّ اللَّهَ يَبْغَضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ".

‌142 - بَابُ الوَبَاءِ وَالطَّاعُونِ

(2)

° [21226] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ هَذَا الْوَبَاءَ رِجْزٌ

(3)

أَهْلَكَ اللّهُ بِهِ بَعْضَ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ، وَقَدْ بَقِي مِنْهُ فِي الْأَرْضِ شَيْءٌ يَجِيءُ أَحْيَانَا * وَيَذْهَبُ أَحْيَانًا، فَإِذَا وَقَعَ وَأَنْتُمْ بِأَرْضٍ فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ فِي أَرْضٍ فَلَا تَأْتُوهَا".

° [21227] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ *، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُرِيدُ الشَّامَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ لَقِيَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ

(4)

قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ، قَالَ: فَاسْتَشَارَ النَّاسَ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصارُ أَنْ يَمْضيَ، وَقَالُوا: قَدْ خَرَجْنَا لِأَمْرٍ وَلَا نَرَى أَنْ نَرْجِعَ عَنْهُ، وَقَالَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا يَوْمَ الْفَتْحِ: مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَرَى هَذَا الرَّأْيَ، أَنْ نَخْتَارَ دَارَ الْبَلَاءِ عَلَى دَارِ الْعَافِيَةِ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ

(1)

قوله: "عن أبي الدرداء" سقط من (ف)، (س)، والتصويب من مصادر الحديث، من طريق سفيان بن عيينة، به، وينظر:"سنن الترمذي"(2132)، "مساوئ الأخلاق"(49)، وغيرهما، وينظر أيضًا:"علل الدارقطني"(6/ 221).

(2)

الطاعون: المرض العام والوباء الذي يفسد له الهواء، فتفسد به الأمزجة والأبدان. (انظر: النهاية، مادة: طعن).

° [21227][الإتحاف: خز ط عنه طح حم حب 148].

(3)

الرجز: العذاب، ويطلق أيضًا على الإثم والذنب. (انظر: النهاية، مادة: رجز).

* [س/315].

* [ف/138 ب].

(4)

الوباء: الطاعون والمرض العام. (انظر: النهاية، مادة: وبأ).

ص: 206

غَائِبًا، فَجَاءَ فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي مِنْ هَذَا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ فِي أَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ"، قَالَ: فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ، فَقَالَ: إِنِّي مُصَبِّحٌ عَلَى ظَهْرٍ، فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ! نَعَمْ، نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَتْ لَكَ إِبِلٌ فَهَبَطَتْ وَادِيَا لَهُ عُدْوَتَانِ

(1)

، إِحْدَاهُمَا خَصْبَةٌ، وَالْأُخْرَى جَدْبَةٌ

(2)

، أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ، وإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَقَالَ لَهُ: أَرَأَيْتَ لَوْ رَعَى الْجَدْبَةَ وَتَرَكَ الْخَصْبَةَ أكَانَتْ مُعْجِزَةً؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَسِرْ إِذَنْ، قَالَ: فَسَارَ حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ، فَقَالَ: هَذَا الْمَحِلُّ وَهَذَا الْمَنْزِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ.

قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَجَعَ بِالنَّاسِ يَوْمَئِذٍ مِنْ سَرْغٍ.

° [21228] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَن رَجُلًا مَاتَ فِي بَعْضِ الْأَرْيَافِ مِنَ الطَّاعُونِ، فَفَرعَ لَهُ النَّاسُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ بَلَغَهُ ذَلِكَ:"فَإِنِّي أَرْجُو ألَّا تَطْلُعَ إِلَيْنَا بَقَايَاهَا".

[21229] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ إِذَا بَعَثَ جُيُوشًا إِلَى الشَّامِ قَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْهُمُ الشَّهَادَةَ طَعْنًا وَطَاعُونَا.

° [21230] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَيْسَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ فَرْوَةَ بْنَ مُسَيْكٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَرْضًا عِنْدَنَا يُقَالُ لَهَا:

(1)

العدوتان: مثنى: عدوة، وهي الجانب. (انظر: النهاية، مادة: عدا).

(2)

الجدبة: أرض صلبة تمسك الماء فلا تشربه سريعًا. وقيل: أرض لا نبات بها، مأخوذ من الجَدْب، وهو القحط. (انظر: النهاية، مادة: جدب).

° [21230][الإتحاف: حم 16249].

ص: 207

أَبْيَنُ، هِيَ أَرْضُ رِيفِنَا وَمِيرَتِنَا

(1)

، وَهِيَ وَبِئَةٌ

(2)

، أَوْ قَالَ: وَبَاؤُهَا شَدِيدٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "دَعْهَا عَنْكَ، فَإِنَّ مِنَ الْقَرَفِ

(3)

التَّلَفَ".

[21231] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: عَجِبْتُ لِتَاجِرِ هَجَرَ، وَرَاكِبِ الْبَحْرِ.

[21232] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: وَقَعَ طَاعُون بِالشَّامِ فِي عَهْدِ عُمَرَ، فَكَانَ الرَّجُلُ لَا يَرْفَعُ

(4)

إِلَيْهِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَهُوَ أَمِيرُ الشَّامِ يَوْمَئِذٍ: تَفَرَّقُوا مِنْ هَذَا الرِّجْزِ فِي هَذِهِ الْجِبَالِ وَهَذِهِ الْأَوْدِيَةِ، وَقَالَ شُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ: بَلْ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَمَوْتَةُ الصَّالِحِينَ * قَبْلَكُمْ، لَقَدْ أَسْلَمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وإِنَّ هَذَا لأَضَلُّ مِنْ حِمَارِ أَهْلِهِ، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَسَمِعَهُ يَقُولُ ذَلِكَ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلَى آلِ مُعَاذٍ نَصيبَهُمْ مِنْ هَذَا الْبَلَاءِ، قَالَ: فَطُعِنَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَاتَتَا، ثُمَّ طُعِنَ ابْنٌ لَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ

(5)

} [البقرة: 147]، فَقَالَ:{سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات: 102] قَالَ: ثُمَّ مَاتَ ابْنُهُ ذَلِكَ، فَدَفَنَهُ، ثُمَّ طُعِنَ مُعَاذٌ، فَجَعَلَ يُغْشَى

(6)

عَلَيْهِ، فَإِذَا أَفَاقَ قَالَ: رَبِّ غُمَّنِي غَمَّكَ، فَوَعِزَّتِكَ إِنكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ، قَالَ: ثُمَّ يُغْشَى عَلَيْهِ، فَإِذَا أَفَاقَ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: فَأَفَاقَ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ يَبْكِي عَنْدَهُ، قَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟

(1)

الميرة: الطعام ونحوه مما يجلب للبيع. (انظر: النهاية، مادة: مير).

(2)

الوبئة والوبيئة: الأرض بها الطاعون والمرض العام. (انظر: النهاية، مادة: وبأ).

(3)

القرف: ملابسة الداء ومداناة المرض. (انظر: النهاية، مادة: ترف).

[21232][شيبة: 19756].

(4)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"يرجع"، والتصويب من "شعب الإيمان" للبيهقي (9614)، "تاريخ دمشق" لابن عساكر (58/ 443)، كلاهما من طريق المصنف، به.

* [ف/ 139 أ].

(5)

الممترين: الشاكين. (انظر: التبيان في تفسير غريب القرآن)(ص 97).

(6)

الغشيان: الإغماء. (انظر: النهاية، مادة: غشا).

ص: 208

فَقَالَ: أَمَا وَاللهِ مَا أَبْكِي عَلَى دُنْيَا أَطْمَعُ أَنْ أُصِيبَهَا مِنْكَ، وَلكنِّي أَبْكِي عَلَى الْعِلْمِ الَّذِي أُصِيبُ مِنْكَ، قَالَ: فَلَا تَبْكِ، فَإِنَّ الْعِلْمَ لَا يَذْهَبُ، وَالْتَمِسْهُ مِنْ حَيْثُ الْتَمَسَهُ خَلِيلُ

(1)

اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ، فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَالْتَمِسِ الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسَلْمَانَ، وَعُوَيْمِرِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَإِنْ أَعْيَوْكَ فَالنَّاسُ أَعْيَا

(2)

، قَالَ: ثُم مَاتَ.

[21233] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: مَرَّ شُرَيْحٌ بِقَوْمٍ قَدْ خَرَجُوا مِنَ الْقَرْيَةِ، فَضَرَبُوا فَسَاطِيطَهُمْ، فَقَالَ: مَا شَأْنُهُمْ؟ فَقَالُوا: فَرُّوا مِنَ الطَّاعُونِ، فَقَالَ: أَنَا وإِيَّاهُمْ لَعَلَى بِسَاط وَاحِدٍ، وَأَنَا وإيَّاهُمْ مِنْ ذِي حَاجَةٍ لَقَرِيبٌ.

[21234] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: بَيْتٌ بِرُكْبَةَ

(3)

أَحَبُّ إِلَيَّ

(4)

مِنْ خَمْسِينَ بَيْتًا بِالشَّامِ.

[21235] قال مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ * حِينَ وَقَعَ الطَّاعُونُ بِالشَّامِ مَرَّةً، فَأَلَمَّ أَنْ يُفْنِيَهُمْ، حَتَّى قَالَ النَّاسُ: هَذَا الطَّاعُونُ

(5)

، فَأَذنَ مُعَاذٌ بِالنَّاسِ أَنَّ الصَّلَاةَ جَامِعَةٌ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ: لَا تَجْعَلُوا رَحْمَةَ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةَ نَبِيِّكُمْ كَعَذَابٍ عُذِّبَ بِهِ قَوْمٌ، أَمَا إِنِّي سَأُخْبِرُكُمْ بِحَدِيثٍ لَوْ ظَنَنْتُ أَنِّي أَبْقَى فِيكُمْ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِهِ، وَلكِنْ

(1)

الخلة: الصداقة والمحبة التي تخللت القلب فصارت خلاله: أي في باطنه. والخليل: الصديق.

(انظر: النهاية، مادة: خلل).

(2)

الإعياء: التعب والإجهاد. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: عيي).

(3)

ركبة: موضع بالطائف، وقيل: على طريق الناس من مكة إلى الطائف. (انظر: المعالم الأثيرة)(ص 129).

(4)

قوله: "أحب إلي" وقع في (ف)، (س):"إنما"، والصواب ما أثبتناه كما في "موطأ مالك - رواية يحيى بن يحيى"(3333).

* [س/316].

(5)

قوله: "قال الناس: هذا الطاعون" كذا وقع في (ف)، (س)، والحديث عند الإمام أحمد في "الزهد"(1/ 150)، ومن طريقه رواه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 239) بلفظ:"فقال الناس: ما هذا إِلَّا الطوفان، إِلَّا أنه ليس ماء"، وهو الأظهر، وينظر:"تاريخ دمشق" لابن عساكر (2/ 172).

ص: 209

خَمْسٌ مَنْ أَدْرَكَهُنَّ مِنْكُمْ وَاسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ فَلْيَمُتْ: أَنْ يَكْفُرَ امْرُؤٌ بَعْدِ إِيمَانِهِ، أَوْ يَسْفِكَ دَمًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، أَوْ يُعْطَى الْمَرْءُ مَالَ اللَّهِ عَلَى أَنْ يَكْذِبَ وَيَفْجُرَ، وَأَنْ يَظْهَرَ الْمُلَاعِنُ، وَأَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ: لَا أَدْرِي مَا أَنَا إِنْ مُتُّ وإِنْ أَنَا حَيِيتُ. يَعْنِي: الْمُلَاعِنَ أَنْ يُلَاعِنَ الرجُلُ أَخَاهُ.

‌143 - مَا وُصِفَ مِنَ الدَّوَاءِ

° [21236] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ ابْنَةِ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيَّةِ أُخْتِ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصنٍ الْأَسَدِيِّ

(1)

، قَالَتْ: جَاءَتْ بِابْنٍ لَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَعْلَقَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةِ

(2)

، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "عَلَامَ تَدْغَرْنَ

(3)

أَوْلَادَكُنَّ بِهَذِهِ الْعُلُقِ، عَلَيْكُنَّ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ"، يَعْنِي: الْقُسْطَ، "فَإِن فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ

(4)

" ثُمَّ أَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَبِيَّهَا، فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَنَضَحَ، وَلَمْ يَكُنِ الصّبِيُّ بَلَغَ أَنْ يَأْكُلَ الطَّعَامَ.

قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَمَضتِ السُّنَّةُ بِذَلِكَ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَيُسْعَطُ لِلْعُذْرَةِ، وَيُلَدُّ لِذَاتِ الْجَنْبِ.

° [21237] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ

° [21236][الإتحاف: مي خز جا طح حب حم ط عه 23658][شيبة: 1296، 23902، 37278].

(1)

في (ف): "الأسدية"، والمثبت من (س).

(2)

العُذْرة: وجع في الحلق يهيج من الدم. وقيل: هي قرحة تخرج في الخرم الذي بين الأنف والحلق تعرض للصبيان عند طلوع العذرة. (انظر: النهاية، مادة: عذر).

(3)

الدغر: أن تغمز الحلق بالإصبع، وهو ما تفعله المرأة بابنها حينما يأتيه مرض العُذرة، وهو: وجع يهيج في الحلق من الدم. (انظر: النهاية، مادة: دغر).

(4)

ذات الجنب: الدبيلة والدمل الكبيرة التي تظهر في باطن الجنب وتنفجر إلى داخل، وقلما يسلم صاحبها. (انظر: النهاية، مادة: جنب).

° [21237][الإتحاف: عه حب حم 20621][شيبة: 23905].

ص: 210

عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم * يَقُولُ لِلشُّونِيزِ: "عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ، فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ" يُرِيدُ: الْمَوْتَ.

[21238] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا قِلَابَةَ كَتَبَ كِتَابًا مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءٍ، وَسَقَاهُ رَجُلًا كَانَ بِهِ وَجَعٌ يَعْنِي: الْجُنُونَ.

° [21239] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَفيهَا شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ، وَالْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ

(1)

، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ" وَالْكَمْأَةُ: شَحْمَةُ الْأَرْضِ.

[21240] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَأَلْتُ الزهْرِيِّ، عَنِ التِّرْيَاقِ، فَقَالَ: لَا أَدْرِي مَا هُوَ.

° [21241] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ كَانَ أَخُوهُ اشْتَكَى بَطْنَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"اسْقِ أَخَاكَ عَسَلًا" فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا زَادَهُ

(2)

إِلَّا شِدَّةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اسْقِ أَخَاكَ عَسَلًا"، فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ الْأُولَى، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"صَدَقَ الْقُرْآنُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ"، قَالَ: فَسَقَاهُ عَسَلًا فَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عَقَالٍ

(3)

.

‌144 - صِبَاغُ وَنَتْفُ الشَّعْرِ

° [21242] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ

* [ف/139 ب].

(1)

المن: العسل الحلو الذي ينزل من السماء عفوا بلا علاج. (انظر: النهاية، مادة: منن).

(2)

في (ف)، (س):"ما زاد"، والمثبت من "التفسير" للمصنف (2/ 358).

(3)

أنشط من عقال ونشط: حل، يقال هذا للمريض إذا برئ وللمغشي عليه إذا أفاق، والعقال: حبل يعقل (يربط) به البعير. (انظر: اللسان، مادة: نشط).

° [21242][الإتحاف ت حم حب 17526][شيبة: 25503].

ص: 211

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَحْسَنَ مَا غَيَّرَ هَذَا الشَّعْرَ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ

(1)

".

° [21243] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا تَصْبغٌ فَخَالِفُوهُمْ".

° [21244] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْأَصْبَاغِ، فَأَحْلَكُهَا أَحَبُّ إِلَيْنَا يَعْنِي: أَسْوَدَهَا.

[21245] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ.

[21246] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، وَقَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَضَبَ

(2)

لِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَأَنَّ عُمَرَ خَضَبَ لِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ فَرْدًا.

° [21247] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ، كَأَنَّ رَأْسَهُ ثَغَامَةٌ بَيْضَاءُ

(3)

، فَقَالَ:"غَيِّرُوهُ وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ".

[21248] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى نُورٍ جَعَلَهُ اللهُ فِي وَجْهِهِ فَيطْفِئُهُ.

قَالَ أَيُّوبُ: وَذَلِكَ أَنِّي سَأَلْتُهُ عَنِ الْوَسْمَةِ.

(1)

الكتم: نبات يصبغ به الشعر أسود. (انظر: النهاية، مادة: كتم).

° [21243][الإتحاف: عه حب حم 20631].

(2)

الاختضاب: استعمال الخضاب، وهو: ما يغير به لون الشيء من حناء وكتم ونحوهما. (انظر: معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية)(1/ 95).

° [21247][الإتحاف: عه حم 3596][شيبة: 25502].

(3)

الثغامة: نبت أبيض الزهر والثمر يشَبَّه به الشيب. وقيل: هي شجرة تبيضّ كأنها الثلج. (انظر: النهاية، مادة: ثغم).

ص: 212

[21249] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: كَانَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَا يَخْضِبُ، كَانَتْ لِحْيَتُهُ بَيْضَاءَ خَضْلَاءَ.

[21250] أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: رُخِّصَ فِي صِبَاغِ الشِّعْرِ بِالسَّوَادِ لِلنِّسَاءِ *.

[21251] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَنِ قَوْم يَصْبُغُونَ بِالسَّوَادِ، لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ، أَوْ قَالَ: لَا خَلَاقَ لَهُمْ.

° [21252] قال أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ، عَن أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَحْسَنَ مَا غُيِّرَ بِهِ الشَّعْرُ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ"

(1)

.

[21253] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ الْحُسَيْنُ

(2)

بْنُ عَلِيٍّ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ.

قَالَ مَعْمَرٌ: رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ يَغْلِفُ بِالسَّوَادِ، وَكَانَ قَصِيرًا.

[21254] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَا عَدَدْتُ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا أَرْبَعَ عَشْرَة شَعَرَةً بَيْضَاءَ.

° [21255] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،

(3)

، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَنْتِفُوا* الشَّيْبَ؛ فَإِنَّهُ نُورُ الْمُسْلِمِ".

* [س/317].

° [21252][الإتحاف: حم حب 17526].

(1)

سبق هذا الحديث سندا ومتنا: (21242).

(2)

في (س): "الحسن"، والمثبت من (ف).

[21254][الإتحاف: حب حم 763].

(3)

قوله: "عبد الرزاق" وقع في (ت): "معمرو" وهو خطأ، والتصويب من (س).

* [ف/140 أ].

ص: 213

° [21256] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّ حَجَّامًا أَخَذَ مِنْ شَارِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَتْ شَعَرَةً بَيْضَاءَ، فَأَرَادَ أَنْ يَأْخُذَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"دَعْهَا"، كَأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَسْتَأْصِلَهَا.

[21257] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا عَلَى الْمِنْبَرِ أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ وَالرَّأْسِ، عَلَيْهِ إِزَارٌ وَرِدَاءٌ.

[21258] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ فَرْقَدًا السَّبَخِيَّ، عَنِ الصِّبَاغِ بِالسَّوَادِ.

قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ يَشْتَعِلُ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ نَارٌ يَعْنِي: يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

[21259] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ.

‌145 - بَابُ الْأَمَانَةِ وَمَا جَاءَ فِيهَا

° [21260] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثٌ فِي المُنَافِقِ وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ: إِنْ حَدَّثَ كَذَبَ، وإِنِ اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِنْ وَعَدَ أَخْلَفَ".

° [21261] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَا تُغْرِي

(1)

صَلَاةُ امْرِئٍ، وَلَا صِيَامُهُ، مَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ صَلَّى، وَلَكِنْ لَا دِينَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ".

[21257][شيبة: 25566].

° [21261][شيبة: 30962].

(1)

كذا في (ف)، (س)، ووقع في "المعجم" لابن المقرئ (ص 234)، "الشعب"(7/ 218)، "الكبرى"(6/ 288) للبيهقي من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "يغرنك".

ص: 214

[21262] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ لِرَجُلٍ: يَا عَبْدَ اللَّهِ دع مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فَوَاللَّهِ لَا يَدَعُ عَبْدٌ لِلَّهِ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَيَجِدُ فَقْدَهُ

(1)

.

° [21263] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حدِيثَيْنِ، قَالَ: رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ، حَدَّثَنَا: "أَنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ

(2)

قُلُوبِ الرِّجَالِ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ، فَقَرَءُوا القُرْآنَ وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ"، ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهِمَا، فَقَالَ: "تُرْفَعُ الْأَمَانَةُ فَيَنَامُ الرَّجُلُ، ثُمَّ يَسْتَيقِظُ وَقَدْ رُفعَتِ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، وَيَبْقَى أَثَرُهَا كَالْوَكتِ"، أَوْ قَالَ: "كَالْمَجْلِ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ

(3)

عَلَى رِجْلِكَ فَهُوَ يَرَى أَنَّ فِيهِ شَيْئًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، وَتُرْفَعُ الْأَمَانَةُ حَتَّى يُقَالَ: إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا، وَإِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا، لَقَدْ رَأَيْتَنِي

(4)

حَدِيثًا وَمَا أُبَالِي أَيُّكُمْ أُبَايِعُ، لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ إِسْلَامُهُ، وإِنْ كَانَ مُعَاهِدًا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ

(5)

، وَأَمَّا الْيَوْمَ فَإِنِّي لَمْ أكُنْ لِأُبَايِعَ مِنْكُمْ إِلَّا فُلَانًا وَفُلَانًا".

‌146 - بَابُ الْكَذِبِ وَالصِّدْقِ وَخُطْبَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ

[21264] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَوْ

(1)

يأتى برقم (21695).

° [21263][الإتحاف: عه حب حم 4206].

(2)

الجذر: الأصل. (انظر: النهاية، مادة: جذر).

(3)

قوله: "كجمر دحرجته" وقع في (ف): "كجمو دحرجه"، وفي (س):"كجمر دحرجه"، والمثبت من "شرح السنة" للبغوي (15/ 5) من طريق عبد الرزاق، به.

(4)

في (ف): "راسى" وفي (س): "رابني"، والمثبت من المصدر السابق.

(5)

قوله: "ليردنه علي ساعيه" وقع في (ف): "ليرديه علي ساعته" وفي (س): "ليؤديه على ساعته"، والمثبت من المصدر السابق.

الساعي: الرئيس الذي يُصدر عن رأيه ولا يُمضى أمرٌ دونه، وكل من ولي أمر قوم فهو ساع عليهم. (انظر: النهاية، مادة: سعى).

[21264][الإتحاف: حب حم 21839].

ص: 215

غَيْرِهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا كَانَ خُلُقٌ أَبْغَضَ إِلَى

(1)

رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْكَذِبِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَكْذِبُ

(2)

عَنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْكَذْبَةَ، فَمَا تَزَالُ فِي نَفْسِهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ أَحْدَثَ مِنْهَا تَوْبَةً.

° [21265] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومِ ابْنَةِ عُقْبَةَ وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأوَلِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَيْسَ بِالْكَاذِبِ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ خَيْرًا أَوْ نَمَى

(3)

خَيْرًا"؟.

° [21266] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبْطَلَ شَهَادَةَ رَجُلٍ فِي كَذْبَةٍ.

قَالَ مَعْمَرٌ

(4)

: وَلَا أَدْرِي مَا كَانَتْ تِلْكَ الْكَذْبَةُ، أكذَبَ عَلَى اللَّهِ أَمْ كَذَبَ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم.

[21267] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُزقَانَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، أَلَا إِنَّ الْبَعِيدَ لَيْسَ بِآتٍ، لَا يَعْجَلُ اللَّهُ لِعَجَلَةِ أَحَدٍ، وَلَا يَخِفُّ لِأَمْرِ النَّاسِ مَا شَاءَ اللَّهُ لِأَمَلِ النَّاسِ، يُرِيدُ اللَّهُ أَمْرًا، وَيُرِيدُ النَّاسُ أَمْرًا، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ

(1)

بعده في (ف): "أصحاب"، والمثبت من (س)، كذا أخرجه إسحاق بن راهويه في "المسند"(1245)، المؤمل بن إيهاب في "جزئه"(ص 96)، الترمذي في "السنن"(1973) طبعة بشار عواد، البزار في "المسند"(203)، ابن حبان في "الصحيح"(5772)، البيهقيّ في "الكبرى"(20821)، وفي "شعب الإيمان"(4476)، البغوي في "شرح السنة"(3576)، كلهم من طريق عبد الرزاق، به، كالمثبت على الصواب. وقد أخرجه أحمد في "المسند"(25822) بهذه الزيادة، بينما هو في "إطراف المسند المعتلي"(11613)، "إتحاف الهرة"(21839) بدونها.

(2)

في (س): "يكون"، وهو تصحيف ، والمثبت من (ف).

° [21265][الإتحاف: عه حب حم 23672][شيبة: 27096].

(3)

نماء الحديث: تبليغه على وجه الإصلاح، وطلب الخير. (انظر: النهاية، مادة: نما).

* [ف/140 ب].

(4)

قوله: "قال معمر" ليس في (س)، والمثبت من (ف).

ص: 216

وَلَوْ كَرِهَ النَّاسُ، لَا مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدَ اللَّهُ، وَلَا مُبَعِّدَ لِمَا قَرَّبَ اللهُ، وَلَا يَكُونُ شَيءٌ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ، أَصْدَقُ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ. قَالَ مَعْمَرٌ: قَالَ غَيْرُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: وَخَيْرُ مَا أُلْقِيَ فِي * الْقَلْبِ الْيقِينُ، وَخَيْرُ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ، وَخَيرُ الْعِلْمِ مَا نَفَعَ، وَخَيْرُ الْهُدَى مَا اتُّبِعَ، وَمَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، وإِنَّمَا يَصِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى مَوْضِعِ أَرْبَعِ أَذْرُعٍ، فَلَا تُمِلُّوا النَّاسَ وَلَا تُسْئِمُوهُمْ، فَإِنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ نَشَاطًا وإقْبَالًا، وإِنَّ لَهَا سَآمَةً وإدْبَارًا، أَلَا وَشَرُّ الرَّوَايَا رَوَايَا الْكَذِبِ، أَلَا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَعُودُ إِلَى الْفُجُورِ، وَالْفُجُورُ يَعُودُ إِلَى النَّارِ، أَلَا وَعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَعُودُ إِلَى الْبِرِّ، وإنَّ الْبِرَّ يَعُودُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَاعْتَبِرُوا فِي ذَلِكَ أَنَّهمَا إِلْفَانِ، يُقَالُ: الصَّادِقُ يَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقَا، وَلَا يَزَالُ يَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَاذِبًا، أَلَا وَإنَّ الْكَذِبَ لَا يَحِلُّ فِي جِدٍّ وَلَا هَزْلٍ، وَلَا أَنْ يَعِدَ الرُّجُلُ مِنْكُمْ صَبِيَّهُ، ثُمَّ لَا يُنْجِزَ لَهُ، أَلَا وَلَا تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيءٍ، فَإِنَّهُمْ قَدْ طَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ، وَابْتَدَعُوا فِي دِينِهِمْ، فَإِنْ كُنْتُمْ لَا مَحَالَةَ بِسَائِلِهِمْ

(1)

فَمَا وَافَقَ كِتَابَكُمْ فَخُذُوا، وَمَا خَالَفَهُ فَاهْدُوا عَنْهُ وَاسْكُتُوا، أَلَا وإنَّ أَصْفَرَ

(2)

الْبُيُوتِ الْبَيْتُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ شَيءٌ، خِرَبٌ كَخَرَابِ الْبَيْتِ الَّذِي لَا عَامِرَ لَهُ، أَلَا وإنَّ الشيْطَانَ يَخْرُجُ مِنَ البَيْتِ الَّذِي يَسْمَعُ فِيهِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ تُقْرَأُ فِيهِ.

[21268] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ يَقُولُ: أَنْتُمْ أَكثَرُ صَلَاةً وَصِيَامًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَلكِنَّ الْكَذِبَ قَدْ جَرَى عَلَى أَلْسِنَتِكُمْ.

* [س/318].

(1)

في (س): "بسائليهم"، والمثبت من (ف)، وفي "المعجم الكبير" للطبراني (9/ 98) من طريق الدبري:"سائليهم".

(2)

في (س): "أصغر" وهو تصحيف، والمثبت من (ف).

ص: 217

° [21269] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ ضَمِنَ لِي سِتًّا ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ"، قَالُوا: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ، وَإِذَا وَعَدَ أَنْجَزَ، وإذَا اؤْتُمِنَ أَدَّى، وَمَنْ غَضَّ بَصَرَهُ، وَحَفِظَ فَرْجَهُ، وَكفَّ يَدَهُ"، أَوْ قَالَ:"لِسَانَهُ".

[21270] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، أَوْ عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كُلُّ خُلُقٍ يَطْوِي عَلَيْهِ الْمُؤْمِنُ إِلَّا الْخِيَانَةَ

(1)

وَالْكَذِبَ.

[21271] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَثَلُ الْإِسْلَامِ * كَمَثَلِ شجَرَةٍ، فَأَصلُهَا الشَّهَادَةُ، وَسَاقُهَا كَذَا، شَيْئًا سَمَّاهُ، وَثَمَرُهَا الْوَرَعُ، وَلَا خَيْرَ فِي شَجَرَةٍ لَا ثَمَرَ لَهَا، وَلَا خَيْرَ فِي إِنْسَانٍ لَا وَرَعَ لَهُ.

[21272] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ أَبَا ذرٍّ قَالَ: يُصَدَّقُ الْمُسْلِمُ فِي كُلِّ شَيءٍ مَا خَلَا بِضَاعَتَهُ.

[21273] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ وَغَيْرِهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ عُصِمَ مِنَ الْهَوَى، وَالطَّمَعِ، وَالْغَضَبِ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ الصِّدْقِ مِنَ الْحَدِيثِ خَيْرٌ.

[21275] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَا يُرَخَّصُ فِي شَيءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ إِنَّهُ كَذِبٌ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: الزَّوْجُ لاِمْرَأَتِهِ، وَالْمَرْأَةُ لِزَوْجِهَا فِي الْمَوَدَّةِ، وَالْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَفِي الْحَربِ، فَإِنَّ الْحَربَ خَدْعَةٌ

(2)

.

(1)

في (س): "النميمة"، والمثبت من (ف) استظهارا واسترشادا بمصادر التخريج.

* [ف/141 أ].

(2)

الحرب خدعة: الخدعة: فيها روايات، بفتح فسكون: أي أن الحرب ينقضي أمرها بخدعة واحدة والمقاتل إذا خدع مرة واحدة لم تكن لها إقالة، وهي أفصح الروايات. وبضم فسكون: وهي الاسم من الخداع. وبضم ففتح: أي أن الحرب تخدع الرجال وتمنيهم ولا تفي لهم. (انظر: النهاية، مادة: خدع).

ص: 218

‌147 - بَابُ خُطْبَةِ الْحَاجَةِ

[21275] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا أَرَادَ

(1)

أَحَدُكُمْ أَنْ يَخْطُبَ خُطْبَةَ الْحَاجَةِ فَلْيَبْدَأْ وَلْيقُلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، مَنْ يَهْدِي اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَاتِ:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، {اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [الأحزاب: 70].

[21276] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَهُ.

‌148 - تَشْقِيقُ الْكَلَامِ

° [21277] قال عبد الرزاق، قَالَ مَعْمَرٌ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصارِ رَفَعَ الْحَدِيثَ، قَالَ: "كُلُّ حَدِيثٍ ذِي بَالٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِذِكرِ اللَّهِ فَهُوَ أَبْتَرُ

(2)

".

° [21278] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خطْبَةً فِي بَعْضِ الْأَمْرِ، ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَخَطَبَ خُطْبَةً دُونَ خُطْبَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَامَ عُمَرُ فَخَطَبَ خُطْبَةً دُونَ خُطْبَةِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ قَامَ شَابٌّ فَتِيٌّ، فَاسْتَأْذَنَ النَّبِيِّ عليه السلام فِي الْخُطْبَةِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَطَوَّلَ الْخُطْبَةَ، فَلَمْ يَزَلْ يَخْطُبُ حَتَّى قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"هيهِ قَطِ الآنَ" أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ:"إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا مُبَلِّغًا، وإنَّ تَشْقِيقَ الْكَلَامِ مِنَ الشَّيْطَانِ، وإنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا"، أَوْ "مِن الْبَيَانِ سِحْرٌ".

[21275][الإتحاف: مي كم حم 13346][شيبة: 17798].

(1)

في (س): "رأى".

(2)

الأبتر: الأقطع. (انظر: النهاية، مادة: بتر).

ص: 219

‌149 - بَابُ الاِسْتِخَارَةِ

(1)

[21279] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُولُ فِي الاِسْتِخَارَةِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ

(2)

، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَتَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، إِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ خَيْرًا * لِي فِي دُنْيَايَ، وَخَيْرًا لِي فِي مَعِيشَتِي، وَخَيْرًا لِي فِي عَاقِبَةِ أَمْرِي، فَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وإِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ خَيْرًا لِي، فَاقْدِرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ

(3)

، وَرَضِّنِي

(4)

بِهِ يَا رَحْمَانُ *.

[21280] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: فَرِحَ صَاحِبَا مُوسَى عليه السلام

(5)

بِالْغُلَامِ حِينَ وُلِدَ لَهُمَا، وَجَزِعَا عَلَيْهِ حِينَ مَاتَ، وَلَوْ عَاشَ كَانَ فِيهِ هَلَكَتُهُمَا

(6)

، فَرَضِيَ امْرُؤٌ بِقَضَاءَ اللَّهِ، فَإِنَّ خِيرَةَ اللَّهِ لِلْمُؤْمِنِ فِيمَا يَكْرَهُ أَكْثَرُ مِنْ خِيرَتِهِ

(7)

فِيمَا يُحِبُّ.

° [21281] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَوْصِنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "خُذِ الْأَمْرَ بِالتَّدْبِيرِ، فَإِنْ رَأَيْتَ فِي عَاقِبَتِهِ خَيْرًا فَأَمْضِ، وَإِنْ خِفْتَ غَيًّا

(8)

فَأَمْسِكْ".

(1)

الاستخارة: الطلب من الله أن يختار له مما فيه الخير، بدعاء مخصوص يدعو به بعد صلاة ركعتين. (انظر: معجم لغة الفقهاء) (ص 39).

[21279][شيبة: 30015].

(2)

أستقدرك بقدرتك: أطلب منك أن تجعل لي عليه قدرة. (انظر: النهاية، مادة: قدر).

* [ف/ 141 ب].

(3)

غير واضح في (ف)، والمثبت من (س).

(4)

في (ف): "في رضني"، والمثبت من (س).

* [س/ 319].

(5)

قوله: "صاحبا موسى عليه السلام" غير واضح في (ف)، والمثبت من "شعب الإيمان" للبيهقي (12/ 436) من طريق عبد الرزاق، به.

(6)

في (ف): "هلكتها"، والمثبت من (س)، والمصدر السابق.

(7)

مطموس في (ف)، والمثبت من (س)، والمصدر السابق.

(8)

كأنه في (ف): "عيا"، وفي (س):"عناءً"، والمثبت من "شعب الإيمان" للبيهقي (6/ 359)، =

ص: 220

° [21282] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا نَفَعَهُمْ، وَلَا كَانَ الْخَرَقُ فِي قَوْمٍ قَط إِلَّا ضَرَّهُمْ".

[21283] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَتَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِي إِلَى مُعَاوِيَةَ فِي الْأَنَاةِ

(1)

، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ: أَمَّا بَعْدُ! فَإِن التَّفَهُّمَ فِي الْخَيْرِ زِيَادَةٌ وَرَشَدٌ، وإِنَّ الرَّشِيدَ مَنْ رَشَدَ عَنِ الْعَجَلَةِ، وإِنَّ الْخَائِبَ مَنْ خَابَ عَنِ الْأَنَاةِ، وإِنَّ الْمُتَثَبِّتَ مُصِيبٌ، أَوْ كَادَ أَنْ يَكُونَ مُصِيبًا، وإِنَّ الْمُعَجِّلَ مُخْطِيءٌ، أَوْ كَادَ أَنْ يَكُونَ مُخْطِئًا، وإنَّهُ مَنْ لَا يَنْفَعُهُ الرِّفْقُ يَضُرُّهُ الْخَرَقُ، وَمَنْ لَا تَنْفَعُهُ التَّجَارِبُ لَا يُدْرِكُ الْمَعَالِيَ، وَلَنْ

(2)

يَبْلُغَ الرَّجُلُ مَبْلَغَ الرَّأْيِ حَتَّى يَغْلِبَ حِلْمُهُ

(3)

جَهْلَهُ، وَصَبْرُهُ

(4)

شَهْوَتَهُ.

‌150 - بَابُ الْمَاشِي فِي النَّعْلِ

° [21284] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِالْيَمِينِ، وإذَا خَلَعَ فَلْيَبْدَأْ بِالْيُسْرَى، وَلْيَنْعَلْهُمَا أَوْ ليَخْلَعْهُمَا جَمِيعًا".

° [21285] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صالِحٍ، عَنْ

= "شرح السنة" للبغوي (13/ 178) من طريق عبد الرزاق، به، وكذا هو في "كنز العمال"(7045) معزوًّا للمصنف.

(1)

الأناة: التثبت وترك العجلة. (انظر: مجمع البحار، مادة: أني).

(2)

في (ف): "وإن"، والتصويب من (س).

(3)

الحلم: الأناة والتثبت في الأمور. (انظر: النهاية، مادة: حلم).

(4)

في (ف): "وتفضله"، والمثبت من "الحلم" لابن أبي الدنيا (ص 27)، "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" للالكائي (8/ 1533)، "تاريخ دمشق" لابن عساكر (59/ 189)، كلهم من طريق معمر، عن جعفر بن برقان، عن معاوية.

° [21284][الإتحاف: عه حب حم 19778][شيبة: 25416].

° [21285][الإتحاف: خز جا طح حب قط حم 18053، عه حم 18314][شيبة: 25425].

ص: 221

أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ

(1)

أَحَدِكُم فَلَا يَمْشِ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى يُصْلِحَهُمَا".

[21286] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عَلِيًّا يَمْشِي فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ وَسْطَ

(2)

السِّمَاطَ

(3)

.

[21287] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: إِنَّمَا يُكْرَهُ أَنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ قَائِمًا مِنْ أَجْلِ الْعَنَتِ

(4)

.

[21288] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ وَهُوَ قَائِمٌ.

[21289] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَمْشِي فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ أَذْرُعًا.

[21290] قال أبو بكر: وَرَأَيْتُ الثوْرِيَّ يَمْشِي فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ.

‌151 - وَضْعُ

(5)

إِحْدَى الرِّجْلَيْنِ عَلَى الْأُخْرَى

[21291] عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ

(6)

عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ

(7)

، عَنْ

(1)

الشسع: أحد سيور النعل، وهو الذي يدخل بين الإصبعين. (انظر: النهاية، مادة: شسع).

[21286][شيبة: 25427].

(2)

في (س): "يعني"، والمثبت من (ف).

(3)

قال الجوهري في "الصحاح"(3/ 1135): "والسميط من النعل: الطاق الواحد لا رقعة فيها.

يقال: نعل أسماط، إذا كانت غير مخصوفة".

(4)

العنت: المشقة والهلاك والإثم. (انظر: النهاية، مادة: عنت).

(5)

غير واضح في (ف)، والمثبت من (س).

[21291][شيبة: 26018].

(6)

قوله: "الزهري عن" غير واضح في (ف)، والمثبت من (س)، "مسند أحمد"(24274)، "السنن الكبرى" للبيهقي (3253) من طريق عبد الرزاق، به.

(7)

قوله: "بن تميم" غير واضح في (ف)، والمثبت من (س)، والمصدرين السابقين.

ص: 222

عَمِّهِ

(1)

قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُسْتَلْقِيًا * فِي الْمَسْجِدِ رَافِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى.

قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: كَانَ ذَلِكَ مِنْ عُمَرَ، وَعُثْمَانَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا مَا لَا يُحْصى مِنْهُمَا، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَجَاءَ النَّاسُ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ.

‌152 - الْمُهَاجَرَةُ وَالْحَسَدُ

° [21292] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا

(2)

، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ".

° [21293] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّام، يَلْتَقِيَانِ فَيَصُدُّ هَذَا وَيَصُدُّ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ".

° [21292] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَتْلُ الْمُسْلِمِ كُفْرٌ، وَسِبَابُهُ فُسُوقٌ، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ".

[21295] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ:{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [المؤمنون: 96]، قَالَ: هُوَ السَّلَامُ، تُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيتَهُ.

(1)

غير واضح في (ف)، والمثبت من المصدرين السابقين.

* [ف/142 أ].

° [21292][الإتحاف: ط عه حب حم 11768].

(2)

التدابر: أن يعطي كل واحد أخاه دبره وقفاه، فيُعرض عنه ويهجره. (انظر: النهاية، مادة: دبر).

° [21293][الإتحاف: عه حب ط حم 4398][شيبة: 25877].

° [21294][الإتحاف: مي 5118][شيبة: 25878].

ص: 223

° [21296] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فِي كلِّ إِثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ"، وَقَالَ غَيْرُ سُهَيْلٍ: "تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ كُلَّ إِثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ، فَيَغْفِرُ اللَّهُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِهِ شيْئًا، إِلَّا الْمُتَشَاحِنَيْنِ

(1)

، يَقُولُ اللَّهُ لِلْمَلَائِكَةِ: دَعُوهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا".

° [21297] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَعِنْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا".

‌153 - بَابُ الظَّنِّ

° [21298] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِياكُم وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أكذَبُ الْحَدِيثِ".

‌154 - بَابُ صِلَةِ الرَّحِمِ

° [21299] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ رَدَّادًا اللَّيْثِيَّ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ".

° [21300] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الرَّحِمَ شُعْبَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهَا أَجْنِحَةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ، تَكَلَّمُ بِلِسَانٍ طَلْقٍ ذَلْقٍ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِي، وَاقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي".

° [21301] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ، قَالَ: "ثَلَاثٌ مَنْ كنَّ فِيهِ رَأَى وَبَالَهُنَّ قَبْلَ مَوْتِهِ: مَنْ قَطَعَ رَحِمًا أَمَرَ اللَّهُ بِهَا أَنْ

° [21296][الإتحاف: ط خز عه حب حم 18162].

(1)

المتشاحنان: مثنى المتشاحن، والشحناء: العداوة. (انظر: النهاية، مادة: شحن).

° [21298][الإتحاف: حب حم 18016].

* [س/ 320].

ص: 224

تُوصَلَ، وَمَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ

(1)

فَاجِرَةٍ ليَقْطَعَ * بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، وَمَنْ دَعَا دَعْوَةً يَتَكَثَّرُ بِهَا

(2)

فَإِنَّهُ لَا يَزْدَادُ إِلَّا قِلَّةً، وَمَا

(3)

مِنْ طَاعَةِ اللهِ شَئٌ أَعْجَلُ ثَوَابًا مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ، وَمِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ شَيءٌ أَعْجَلُ عُقُوبَةً مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ، وإِنَّ الْقَوْمَ لَيَتَوَاصَلُونَ

(3)

وَهُمْ فَجَرَةٌ، فَتَكْثُرُ أَمْوَالُهُمْ وَيَكْثُرُ عَدَدُهُمْ، وإنَّهُمْ لَيَتَقَاطَعُونَ فَتَقِلُّ أَمْوَالُهُمْ وَيَقِلُّ عَدَدُهُمْ، وَالْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ تَدَعُ الدَّارَ بَلَاقِعَ".

[21302] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَيْسَ الْوَصْلُ

(4)

أَنْ تَصِلَ مَنْ وَصَلَكَ، ذَلِكَ الْقِصاصُ، وَلكِن الْوَصْلَ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ.

[21303] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِن الرَّحِمَ تُقْطَعُ، وإنَّ النِّعْمَةَ تُكْفَرُ، وَإِنَّ اللَّهَ عز وجل إِذَا قَارَبَ بَيْنَ الْقُلُوبِ لَمْ يُزَحْزِحْهَا شَيءٌ أَبَدًا، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} [الأنفال: 63] الْآيَةَ.

[21304] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ رَدَّادًا اللَّيثِيَّ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ:"قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: أَنَا اللَّهُ، وَأَنَا الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنِ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ".

° [21305] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِي قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَرَّهُ النَّسْءُ فِي الْأَجَلِ، وَالزِّيَادَةُ فِي الرِّزْقِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ".

(1)

اليمين: القَسَم، والجمع: أيمُن وأيمان. (انظر: مختار الصحاح، مادة: يمن).

* [ف/ 142 ب].

(2)

غير واضح في (ف)، والمثبت من (س).

(3)

غير واضح في (ف)، (س)، والمثبت استظهارا.

(4)

في (ف): "الواصل"، والمثبت مما تقدم برقم (20686).

[21304][الإتحاف: حب كم حم 13524][شيبة: 25896].

° [21305][شيبة: 36802].

ص: 225

° [21306] قال مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ يَقُولُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

مِثْلَهُ.

وَيَعْنِي بِالنَّسْءِ: يُوَفَّقُ لَهُ فَيَقُومُ اللَّيْلَ فَهُوَ النَّسْءُ لَيْسَ الزِّيَادَةَ فِي الْأَجَلِ.

° [21307] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ

(1)

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى خَيْرِ أَخْلَاقِ أَهْلِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ: أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُوَ عَمَنْ ظَلَمَكَ".

° [21308] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَةَ قَاطِعٌ".

° [21309] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الرَّحِمَ شُعْبَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيامَةِ تَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ طَلْقٍ ذَلْقٍ، فَمَنْ أَشَارَتْ إِلَيْهِ بِوَصْلٍ وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَشَارَتْ إِلَيْهِ بِقَطْعِ قَطَعَهُ اللَّهُ".

° [21310] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ

(2)

يَروِيهِ، قَالَ: "تَجِيءُ الرَّحِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهَا حُجْنَةٌ

(3)

تَحْتَ الْعَرْشِ تَكَلَّمُ بِلِسَانٍ طَلْقٍ ذَلْقِ

(4)

، تَقُولُ: اللَّهُمَّ صِلْ

(4)

مَنْ وَصَلَنِي

(4)

، وَاقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي".

° [21307][شيبة: 36802].

(1)

تصحف في (ف) إلى: "حسن"، (س)، والصواب ما أثبتناه، كما في رواية البيهقي في "الشعب"(10/ 534) من طريق المصنف، وقال:"هذا مرسل حسن، وقد ذكرنا في الجزء الأول قبله فيه مسانيد".

° [21308][الإتحاف: خز عه حب حم 3914].

(2)

غير واضح في (ف)، والمثبت من (س). وينظر:"شعب الإيمان" للبيهقي (10/ 321) من طريق الدبري، به.

(3)

قوله: "حُجْنَةٌ"، في (س):"أجنحة"، والمثبت من (ف).

الحجنة: اعوجاج في الرأس، يقال: حجنة المغزل؛ الاعوجاج الذي في رأسه، وهو صنارته. (انظر: النهاية، مادة: حجن).

(4)

غير واضح في (ف)، والمثبت من (س).

ص: 226

° [21311] أخبرنا * مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ شهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ

(1)

قال: قَال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قاطِعُ رَحِمٍ

(2)

، وَلَا مُدْمِنُ خَمرٍ".

[21312] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ جَالِسًا بَعْدَ

(3)

الصُّبْحِ

(4)

فِي حَلْقَةٍ، فَقَالَ: أَنْشُدُ اللَّهَ قَاطِعَ رَحِمِ إِلَّا مَا قَامَ عَنَّا، فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَدْعُوَ رَبَّنَا، وإِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ مُرتَجَةٌ دُونَ قَاطِعِ الرَّحِمِ.

‌155 - بَابُ الْفِطْرَةِ وَالْخِتَانِ

° [21313] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: الاِسْتِحْدَادُ

(5)

، وَالْخِتَانُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ وَتَقْلِيمُ

(6)

الْأَظْفَارِ".

[21314] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَمْرٍو قَالَ فِي الْخِتَانِ: هُوَ لِلرِّجَالِ سُنَّةٌ، وَلِلنِّسَاءِ طُهْرَةٌ.

[21315] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: إِبْرَاهِيمُ أَوَّلُ مَنِ اخْتَتَنَ، وَأَوَّلُ مَنْ قَرَى الضَّيْفَ، وَأَوَّلُ مَنْ رَأَى الشَّيْبَ

(7)

، قَالَ: فَلَمَّا رَأَى الشَّيْبَ،

* [ف/143 أ].

(1)

قوله: "شهر بن حوشب" غير واضح في (ف)، والمثبت من (س).

(2)

قوله: "قاطع رحم" غير واضح في (ف)، والمثبت من (س).

(3)

قوله: "جالسا بعد" غير واضح في (ف)، ومكانه بياض في (س)، والمثبت من "المعجم الكبير" للطبراني (9/ 158) من طريق الدبري، به.

(4)

مكانه بياض في (س).

° [21313] الإتحاف: طح حب حم 18599] [شيبة: 2059].

(5)

الاستحداد: حلق العَانَة بالحديد. (انظر: النهاية، مادة: حدد).

(6)

التقليم: القص. (انظر: النهاية، مادة: قلم).

[21315][شيبة: 32492، 36889].

(7)

في (ف): "المثيب"، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "شعب الإيمان" للبيهقي (11/ 123) من طريق الدبري، به.

ص: 227

قَالَ: أَيْ رَبِّ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا وَقَارٌ وَحِلْمٌ قَالَ: أَيْ رَبِّ، زِدْنِي وَقَارًا

(1)

، قَالَ: وَاخْتَتَنَ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ مِائَتَي سَنَةٍ.

قال عبد الرزاق: وَاخْتَتَنَ بِالْقَدُّومِ اسْمُ قَرْيَةٍ

(2)

، هَكَذَا أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ لَا شَكَّ.

[21316] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَرِهَ ذَبِيحَةَ الْأَرْغَلِ، وَقَالَ: لَا تُقْبَلُ صَلَاتُهُ وَلَا تَجُوزُ شَهَادَتُهُ.

[21317] قال مَعْمَرٌ: وَسَأَلْتُ حَمَّادَ بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ ذَبِيحَتِهِ، فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهَا.

[21318] أخبرنا ابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ رَجُلٍ لَمْ يَخْتَتِنْ *.

[21319] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِذَا أَسْلَمَ الرَّجُلُ فَخَشِيَ عَلَى نَفْسِهِ الْعَنَتَ إِنِ اخْتَتَنَ، لَمْ يَخْتَتِنْ، وَتُؤْكَلُ ذَبِيحَتُهُ، وَتُقْبَلُ صَلَاتُهُ، وَتَجُوزُ شَهَادَتُهُ.

‌156 - بَابُ الاِغْتِيَابِ وَالشَّتْمِ

° [21320] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى الْأَذَى مِنَ اللهِ عز وجل، يَدْعُونَ لَهُ وَلَدًا وَهُوَ يَعْفُوَ عَنْهُمْ، وَيَدَّعُونَ لَهُ صَاحِبَةً وَشَرِيكًا وَهُوَ يَرْزُقُهُمْ وَيُدْفَعُ عَنْهُمْ"

(3)

.

° [21321] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبَانٍ وَغَيْرِهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَامَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ، فَرَفَعَ صَوْتَهُ حَتَّى أَسْمَعَ الْعَوَاتِقَ فِي خُدُورِهِنَّ قَالَ: "يَا مَعْشَرَ مَنْ

(1)

الوقار: الحلم والرزانة. (انظر: النهاية، مادة: وقر).

(2)

لفظ: "قرية" ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "شعب الإيمان".

[21316][شيبة: 23799].

* [321/ س].

(3)

تقدم برقم (21344).

ص: 228

أَعْطَى الْإِسْلَامَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يَدْخُلِ الْاِيمَانُ قَلْبَهُ، لَا تُؤْذُوا الْمُؤْمِنِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَاتِ الْمُؤْمِنِينَ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ * فِي بَيْتِهِ".

° [21322] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ يَروِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَرْبَى الرِّبَا

(1)

شَتْمُ الأَعْرَاضِ

(2)

، وَأَشَدُّ

(3)

الشَّتْمِ الْهِجَاءُ، وَالرَّاوِيَةُ أَحَدُ الشَّاتِمِينَ".

[21323] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: أَرْبَى الرِّبَا اسْتِطَالَةُ الْمَرْءِ فِي عِرْضِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ.

[21324] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَجْهَلُ، وإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِ حَلُمَ، وإِنْ ظُلِمَ غَفَرَ، وإِنْ حُرِمَ صَبَرَ.

[21325] قال: وَقَالَ الْحَسَنُ الْغِيبَةُ أَنْ تَذْكُرَهُ بِمَا فِيهِ، فَإِذَا ذَكَرْتَهُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ

(4)

.

° [21326] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أُثَيْعٍ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَشْتِمُ أَبَا بَكْرٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جالِسٌ، فَلَمَّا ذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ لِيَنْتَصِرَ

(5)

مِنْهُ، قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: شَتَمَنِي، فَلَمَّا ذَهَبْتُ لِأَرُدَّ عَلَيْهِ قُمْتَ، قَالَ:"إِنَّ الْمَلَكَ كَانَ مَعَكَ، فَلَمَّا ذَهَبْتَ لِتَرُدَّ عَلَيْهِ قَامَ فَقُمْتُ".

* [ف/143 ب].

(1)

أربى الربا: أكثر أنواعها وبالًا، وأزيد آثام أفرادها مآلًا. (انظر: المرقاة) (8/ 776).

(2)

الأعراض: جمع العِرض، وهو: موضع المدح والذم من الإنسان سواء كان في نفسه، أو في سلفه، أو من يلزمه أمره. (انظر: النهاية، مادة: عرض).

(3)

في (س): "أشتم"، والمثبت من (ف).

(4)

بهت الرجل الرجل: كذب وافترى عليه. (انظر: النهاية، مادة: بهت).

(5)

قوله: "لينتصر"، في (س):"ليقتص"، والمثبت من (ف).

ص: 229

° [21327] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عِيَاضَ بْنَ حِمَارٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ شَتَمَنِي رَجُلٌ هُوَ أَوْضَعُ

(1)

مِنِّي، هَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"الْمُتَشَاتِمَانِ شَيْطَانَانِ يَتَهَاتَرَانِ وَيَتَكاذَبَانِ".

قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمُتَشَاتِمَانِ مَا قَالَا عَلَى الْأَوَّلِ حَتَّى يَعْتَدِيَ الْمَظْلُومُ".

[21328] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ رَجُلًا هَجَا قَوْمًا فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَاسْتَأْدَى

(2)

عَلَيْهِ عُمَرُ، فَقَالَ عُمَرُ: لكمْ لِسَانُهُ، ثُمَّ دَعَا الرَّجُلَ، فَقَالَ: إِيَّاكُمْ أَنْ تُعْرِضُوا لَهُ بِالَّذِي قُلْتُ، فَإِنِّي إِنَّمَا قُلْتُ ذَلِكَ عَنْدَ النَّاسِ كَيْمَا لَا يَعُودُ.

° [21329] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اغْتِيبَ عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَنَصَرَهُ، نَصَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وإِنْ لَمْ يَنْصُرهُ أَدْرَكَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ".

[21330] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: إِنَّمَا الْغِيبَةُ لِمَنْ لَمْ

(3)

يُعْلِنْ بِالْمَعَاصِي.

[21331] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ بَعْضِ الْمَكِّيِّينَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ بَيْتُ اللَّهِ، وَأَنَّ اللَّهَ عَظَّمَ حُرمَتَكَ، وَأَنَّ حُرمَةَ الْمُسْلِمِ أَعْظَمُ مِنْ حُرمَتِكَ.

[21332] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: مَا شَأْنُكُمْ إِذَا سَمِعْتُمُ الرَّجُلَ يُمَزِّقُ عِرضَ أَخِيهِ لَمْ تَرُدُّوهُ؟ قَالُوا: نَخَافُ لِسَانَهُ، قَالَ: ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَكُونُوا شُهَدَاءَ.

(1)

الوضيع: الدنيء. (انظر: اللسان، مادة: وضع).

(2)

في (ف): "فاستأذل"، والمثبت من (س)، وفي "شعب الإيمان" (7/ 105):"فاستأذن"، والمثبت هو الصحيح، وهو بمعنى: فاستعدى. وينظر: "تهذيب الآثار"(2/ 686)، "لسان العرب"(أدى).

(3)

ليس في (ف)، والمثبت من (س). وينظر:"شعب الإيمان"(9/ 127) من طريق المصنف، به.

ص: 230

° [21333] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْبِرُّ لَا يَبْلَى، وَالْإِثْمُ * لَا يُنْسَى، وَالدَّيَّانُ لَا يَمُوتُ، فَكُنْ كَمَا

(1)

شِئْتَ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ

(2)

".

[21334] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبَانٍ، أَنَّ عَيسَى بْنَ مَريَمَ مَا عَابَ

(3)

شَيْئًا قَطُّ، فَمَرَّ هُوَ وَأَصْحَابُهُ عَلَى كَلْبٍ مَيِّتٍ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُهُمْ: مَا أَنْتَنَ رِيحَهُ! فَقَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ: مَا أَبْيَضَ أَسْنَانَهُ.

[21335] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: نِعِمَّا لِلْعَبْدِ أَنْ تَكُونَ غَفْلَتُهُ

(4)

فِيمَا أَحَلَّ اللَّهُ.

[21336] أخبرنا ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ أَبِي سَبْرةَ

(5)

قَالَا: تَشَاتَمَ رَجُلَانِ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَقُلْ لَهُمَا شَيئًا، وَتَشَاتَمَ رَجُلَانِ عِنْدَ عُمَرَ فَأَدَّبَهُمَا.

‌157 - بَابُ سِبَابِ الْمُذْنِبِ

[21337] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا رَأَيْتُمْ أَخَاكُمْ قَارَفَ

(6)

ذَنْبًا فَلَا تَكُونُوا أَعْوَانًا لِلشَّيْطَانِ عَلَيْهِ،

* [ف/ 144 أ].

(1)

قوله: "والديان لا يموت، فكن كما" مكانه طمس في (ف)، (س)، والمثبت من "الأسماء والصفات"(1/ 197)، "الزهد الكبير"(ص 277) للبيهقي، من طريق المصنف، به.

(2)

كما تدين تدان: أي: كما تجازي تجازى، فتجازى بفعلك وبحسب ما عملت. (انظر: الصحاح، مادة: دين).

(3)

قوله: "ما عاب"، طمس في (س)، والمثبت من (ف).

(4)

في (ف): "عفلته"، وفي (س):"عقله"، ولا معنى لهذا ولا ذاك هنا، والمثبت هو الأشبه بالصواب، والغفلة هنا بمعنى اللهو، وسيأتي برقم (22027).

(5)

سقط من (ف)، (س):"ابن أبي"، وأثبتناه من "السنن الكبرى" للبيهقي (17617) من طريق ابن المصنف، به، و"كنز العمال"(13963) معزوّا للمصنف.

(6)

المقارفة: العمل والكسب، والمراد هنا: الزنا. (انظر: النهاية، مادة: قرف).

ص: 231

تَقُولُوا: اللَّهُمَّ اخْزِهِ، اللَّهُمَّ الْعَنْهُ، وَلكنْ سَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِنَّا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ كُنَّا لَا نَقُولُ فِي أَحَدٍ شَيْئًا حَتَّى نَعْلَمَ عَلَى مَا يَمُوتُ، فَإِنْ خُتِمَ لَهُ بِخَيْرٍ عَلِمْنَا أَنَّهُ قَدْ أَصَابَ خَيْرًا، وإِنْ خُتِمَ لَهُ بِشَرٍّ خِفْنَا عَلَيْهِ عَمَلَهُ.

[21338] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاء مَرَّ عَلَى رَجُلٍ قَدْ أَصَابَ ذَنْبًا، فَكَانُوا يَسُبُّونَهُ، فَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَجَدْتُمُوهُ فِي قَلِيبٍ

(1)

أَلَمْ تَكُونُوا مُسْتَخْرِجِيهِ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَلَا تَسُبُّوا أَخَاكُمْ، وَاحْمَدُوا اللَّهَ الَّذِي عَافَاكُمْ

(2)

، قَالُوا: أَفَلَا تُبْغِضُهُ؟ قَالَ: إِنَّمَا أَبْغَضُ عَمَلَهُ، فَإِذَا تَرَكَهُ فَهُوَ أَخِي.

قَالَ: وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء *: ادْعُ اللَّهَ فِي يَوْمِ سَرَّائِكَ

(3)

لَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ فِي يَوْمِ ضَرَّائِكَ

(4)

.

[21339] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: يسَبَّ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ رَجُلٌ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ عُمَرُ: أَظَلَمَكَ بِشَيءٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، ظَلَمَنِي بِكَذَا وَكَذَا، قَالَ عُمَرُ: فَهَلَّا تَرَكْتَ مَظْلَمَتَكَ حَتَّى تَقْدَمَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهِيَ وَافِرَةٌ.

‌158 - بَابُ الْحُبِّ وَالْبُغْضِ

[21340] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا أَسْلَمُ لَا يَكُنْ حُبُّكَ كَلَفًا، وَلَا يَكُنْ بُغْضُكَ تَلَفًا، قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِذَا أَحْبَبْتَ فَلَا تَكْلَفْ كَمَا يَكْلَفُ الصَّبِيُّ بِالشَّيءِ يُحِبُّهُ، وإِذَا أَبْغَضتَ فَلَا تُبْغِضْ بُغْضًا تُحِبُّ أَنْ يَتْلَفَ صَاحِبُكَ وَيَهْلِكَ.

(1)

القليب: البئر. (انظر: النهاية، مادة: قلب).

(2)

قوله: "قال: فلا تسبوا أخاكم، واحمدوا الله الذي عافاكم"، ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

* [س/ 322].

(3)

في (ف): "سراك"، وفي (س):"يسر لك"، والمثبت من "حلية الأولياء" لأبي نعيم (1/ 225) من طريق الدبري، به.

(4)

في (ف): "ضراك"، وفي (س):"ضر لك"، والمثبت من المصدر السابق.

ص: 232

[21341] أخبرنا مَعْمَرٌ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: أَحِبُّوا هَوْنًا، وَأَبْغِضُوا هَوْنًا، فَقَدْ أَفْرَطَ أَقْوَامٌ فِي حُبِّ أَقْوَامٍ فَهَلَكُوا، وَأَفْرَطَ أَقْوَامٌ فِي بُغْضِ أَقْوَامٍ فَهَلَكُوا، لَا تُفْرِطْ فِي حُبِّكَ وَلَا تُفْرِط فِي بُغْضكَ، مَنْ وَجَدَ دُونَ أَخِيهِ سِتْرًا فَلَا يَكْشِفْ، لَا تَجَسَّسْ أَخَاكَ فَقَدْ نُهِيتَ أَنْ تَجَسَّسَهُ، لَا تَحْقِر عَلَيْهِ، وَلَا تَنْفِر عَنْهُ.

‌159 - بَابُ الذُّنُوبِ

° [21342] قرأنا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرٍ بْنِ بُرقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي

(1)

هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا

(2)

لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ * بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ".

[21343] أخبرنا

(3)

مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍ قَالَ: قَالَ اللَّهُ: يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ عَلَيْكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظْلِمُوا الْعِبَادَ، يَا عَبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فَاسْتَغْفِرُونِي، فَإِني أَغْفِرُ لكُمُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا وَلَا أُبَالِي، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلكمْ وَآخِرَكُمْ، وَجِنكُمْ وإنْسَكُمْ، وَصَغِيرَكُمْ وَكَبِيرَكُمْ، كَانُوا عَلَى قَلْبِ أَفْجَرِكُمْ لَمْ يُنْقِصْ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا، وَلَوْ أَنَّ أَوَّلكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَجِنَّكُمْ وإنْسَكُمْ، وَصَغِيرَكُمْ وَكَبِيرَكُمْ

(4)

، سَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَسْأَلَتَهُ لَمْ يُنْقِصْ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي شَيْئًا، كَرَأْسِ الْمِخْيطِ

(5)

يُغْمَسُ فِي الْبَحْرِ.

° [21344] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

° [21342][الإتحاف: عه حم 20254].

(1)

قوله: "بن الأصم، عن أبي "مكانه بياض في (ف)، (س)، والمثبت من "صحيح مسلم"(2850) من طريق عبد الرزاق، به.

(2)

قوله: "لم تذنبوا" مكانه بياض في (ف)، والمثبت من (س).

* [ف/ 144 ب].

(3)

غير واضح في (ف)، وأثبتناه من (س).

(4)

قوله: "كانوا على قلب أفجركم

وكبيركم" ليس في (س)، والمثبت من (ف).

(5)

المخيط: الإبرة. (انظر: النهاية، مادة: خيط).

ص: 233

قَالَ: "مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى الْأَذَى مِنَ اللَّهِ، يَدَّعُونَ لَهُ وَلَذا وَهُوَ يَعْفُو عَنْهُمْ، وَيَدَّعُونَ لَهُ صَاحِبًا وَشَرِيكًا وَهُوَ يَرْزُقُهُمْ وَيَدْفَعُ عَنْهُمْ"، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ هَذَا؟ قَالَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

.

[21345] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْبًا أَصْبَحَ عَلَى بَابِهِ مَكْتُوبٌ: أَذْنَبْتُ كَذَا وَكَذَا، وَكَفارَتُهُ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْعَمَلِ، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَتَكَاثَرَ أَنْ يَعْمَلَهُ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَا أُحِبُّ أَنَّ اللَّهَ أَعْطَانَا ذَلِكَ مَكَانَ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110].

[21346] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي

(2)

عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَجُلًا مَرَّ بِرَجُلٍ وَهُوَ سَاجِدٌ فَوَطِئ عَلَى رَقَبَتِهِ، فَقَالَ: أَتَطَأُ عَلَى رَقَبَتِي وَأَنَا سَاجِدٌ، لَا وَاللَّهِ، لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ هَذَا أَبَدَا، قَالَ: فَقَالَ اللَّهُ: أَتَتَأَلَّى عَلَيَّ

(3)

فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ.

[21340] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَوِ الْحَسَنِ أَوْ كِلَيْهِمَا، قَالَ: الظُّلْمُ ثَلَاثَةٌ: ظُلْمٌ لَا يُغْفَرُ، وَظُلْمٌ لَا يُتْرَكُ، وَظُلْمٌ يُغْفَرُ، فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يُغْفَرُ: فَالشَرْكُ بِاللَّهِ، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يُتْرَكُ: فَظُلْمُ الناسِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يُغْفَرُ: فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ.

[21347] أخبرنا مَعْمَرٌ قَالَ: فِي صَحِيفَةِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "مُوجِبتَانِ، وَمُضْعِفَتَانِ، وَمِثْلًا بِمِثْلٍ، فَأَمَّا الْمُوجِبتَانِ

(4)

: فَمَنْ لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ،

(1)

تقدم برقم (21320).

(2)

ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "المعجم الكبير" للطبراني (9/ 158) من طريق الدبري، به.

(3)

قوله: "أتتألى علي"، وقع في (س):"أنا الأعلى"، والمثبت من (ف).

(4)

الموجبتان: مثنى الموجبة، وهي التي تُوجِب لصاحبها الجنة أو النار. (انظر: جامع الأصول) (2/ 249).

ص: 234

وَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ النَّارَ - قَالَ: وَأَمَّا الْمُضْعِفَتَانِ: فَمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً كُتِبَتْ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، وَأَمَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ فَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً كُتِبَتْ عَلَيْهِ مِثْلُهَا".

‌160 - بَابُ مُحَقَّرَاتِ

(1)

الذُّنُوبِ

*

[21349] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ

(2)

أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ مَثَلَ مُحَقَّرَاتِ

(3)

الذُّنُوبِ كَمَثَلِ قَوْمٍ سَفْرٍ نَزَلُوا بِأَرْضٍ قَفْرٍ

(4)

مَعَهُمْ طَعَامٌ لَا يُصْلِحُهُمْ إِلَّا النَّارُ

(5)

، فَتَفَرَّقُوا فَجَعَلَ هَذَا يَجِيءُ بِالرَّوْثَةِ، وَيَجِيءُ هَذَا بِالْعَظْمِ، وَيَجِيءُ هَذَا بِالْعُودِ حَتَّى جَمَعُوا مِنْ ذَلِكَ مَا أَصْلَحُوا بِهِ طَعَامَهُمْ، فَكَذَلِكَ صَاحِبُ الْمُحَقَّرَاتِ، يَكْذِبُ الْكَذْبَةَ، وَيُذْنِبُ الذَّنْبَ، وَيَجْمَعُ منْ ذَلِكَ مَا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُبَّهُ اللَّهُ بِهِ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ.

[21350] أخبرنا مَعْمَرٌ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَلْقَى اللَّهَ إِلَّا أَذْنَبَ إِلَّا يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا فَإِنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ وَلَمْ يَهُمَّ بِامْرَأَةٍ.

‌161 - بَابُ مَنْ يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَيْهِ

° [21351] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"يَضْحَكُ اللَّهُ لِرَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا * الْآخَرَ، كِلَاهُمَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ"، قَالُوا:

(1)

المحقرات: الصغائر، والمفرد: محقرة. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: حقر).

* [ف/145 أ].

(2)

قوله: "الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن "مكانه بياض في (ف)، وقوله:"أخبرنا معمر"، مكانه بياض في (س)، واستدركناه من "المعجم الكبير" للطبراني (9/ 159) من طريق الدبري، به.

(3)

قوله: "قال: إن مثل محقرات" مكانه بياض في (ف)، وقوله:"إن مثل"، مكانه بياض في (س)، واستدركناه من المصدر السابق.

(4)

القفر: الأرض الخالية التي لا ماء بها. (انظر: النهاية، مادة: قفر).

(5)

قوله: "يصلحهم إلا النار" مكانه بياض في (ف)، (س)، واستدركناه من المصدر السابق.

° [21351][الإتحاف: خز عه حم 20128][شيبة: 19682].

* [323/ س].

ص: 235

وَكَيْفَ ذَلِكَ

(1)

يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "يُقْتَلُ هَذَا فَيَلِجُ

(2)

الْجَنَّةَ، ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ عَلَى الآخَرِ فَيَهْدِيهِ إِلَى الْإِسْلَامِ، ثُمَّ يُجَاهِدُ

(3)

فِي بِيلِ اللهِ فَيُسْتَشْهَدُ".

[21352] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: رَجُلَانِ يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَيْهِمَا: رَجُلٌ تَحْتَهُ فَرَسٌ مِنْ أَمْثَلِ خَيْلِ أَصْحَابِهِ فَلَقُوا الْعَدُوَّ فَانْهَزَمُوا، وَثَبَتَ إِلَى أَنْ قُتِلَ شَهِيدًا، فَذَلِكَ يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَيْهِ

(4)

، وَرَجُلٌ قَامَ مِنَ اللَّيْلِ لَا يَعْلَمُ بِهِ أَحَدٌ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ

(5)

، وَصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَحَمِدَ اللَّهَ، وَاسْتَفْتَحَ الْقِرَاءَةَ فَيضْحَكُ اللَّهُ إِلَيْهِ

(6)

، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي لَا يَرَاهُ أَحَدٌ غَيْرِي.

[21353] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: ثَلَاثَةٌ يَتَبَشْبَشُ

(7)

اللَّهُ إِلَيْهِمْ: رَجُلٌ قَامَ مِنَ اللَّيْلِ وَتَرَكَ فِرَاشَهُ وَدِفَاءَهُ، ثُمَّ قَامَ يَتَوَضَّأُ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْمَلَائِكَةِ: مَا حَمَلَ عَبْدِي عَلَى هَذَا أَوْ عَلَى مَا صَنَعَ؟ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ أَعْلَمُ، فَيَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُ وَلكِنْ أَخْبِرُونِي، فَيقُولُونَ: خَوَّفْتَهُ شَيْئًا فَخَافَهُ، وَرَجَّيْتَهُ شَيْئًا فَرَجَاهُ، قَالَ: فَيقُولُ: فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنّي قَدْ أَمَّنْتُهُ مِمَّا خَافَ، وَأَعْطَيْتُهُ مَا رَجَا، وَرَجُلٌ كَانَ فِي سَرِيَّةٍ، فَلَقِيَ الْعَدُوَّ فَانْهَزَمَ أَصحَابُهُ، وَثَبَتَ حَتَّى قُتِلَ أَوْ فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِمْ، فَيقُولُ اللَّهُ لِلْمَلَائِكَةِ: مَا حَمَلَ عَبْدِي عَلَى هَذَا، أَوْ عَلَى مَا صَنَعَ؟ فَيَقُولُونَ:

(1)

قوله: "ذلك"، ليس في (س)، والمثبت من (ف).

(2)

الولوج: الدخول. (انظر: النهاية، مادة: ولج).

(3)

قوله: "ثم يجاهد" وقع في (س): "ويجاهد"، والمثبت من (ف).

(4)

في (ف): "منه"، والمثبت من "المعجم الكبير" للطبراني (9/ 159) من طريق الدبري، به.

(5)

إسباغ الوضوء: الإتيان بسائر فرائضه وسننه، من الزيادة على القدر المطلوب غسله. (انظر: ذيل النهاية، مادة: سبغ).

(6)

من قوله: "ورجل قام من

" إلى قوله: "

فيضحك الله إليه" ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من المصدر السابق.

(7)

غير واضح في (ف)، (س)، والمثبت من "الزهد والرقائق" لابن المبارك (1/ 426) عن معمر، به.

ص: 236

أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ، فَيَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُ بِهِ، وَلكنْ أَخْبِرُونِي، فَيقُولُونَ: خَوَّفْتَهُ شَيْئًا فَخَافَهُ، وَرَجَّيْتَهُ شَيْئًا فَرَجَاهُ، قَالَ: فَيَقُولُ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَمَّنْتُهُ مِمَّا

(1)

خَافَ، وَأَعْطَيْتُهُ مَا رَجَا، وَرَجُلٌ أَسْرَى لَيْلَةَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ نَزَلَ هُوَ وَأَصحَابُهُ

(2)

، فَنَامَ أَصْحَابُهُ، فَقَامَ هُوَ يُصَلِّي، قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل لِلْمَلَائِكَةِ: مَا حَمَلَ عَبْدِي

(3)

عَلَى هَذَا *، أَوْ عَلَى مَا صَنَعَ؟ فَيَقُولُونَ: رَبِّ أَنْتَ أَعْلَمُ، فَيَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُ وَلكِنْ أَخْبِرُونِي، قَالَ: فَيقُولُونَ: خَوَّفْتَهُ شَيْئًا فَخَافَهُ، وَرَجَّيْتَهُ شَيْئا فَرَجَاهُ

(4)

، قَالَ: فَيَقُولُ: فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي أَمَّنْتُهُ مِمَّا خَافَ وَأَعْطَيْتُهُ مَا رَجَا.

° [21354] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ عز وجل لَيَضْحَكُ مِنْكُمْ آزِلِينَ

(5)

- يَقُولُ: يَائِسِينَ - بِقُرْبِ الْغَيْثِ مِنْكُم"، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَاهِلَةَ: إِنَّ اللَّهَ يَضْحَكُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "نَعَمْ"، قَالَ: فَوَاللَّهِ لَا عَدِمْنَا الْخَيْرَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ.

‌162 - بَابُ مَنْ لَا يُعِبُّهُ اللهُ

[21355] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: ثَلَاثَةٌ لَا يُحِبُّهُمُ اللهُ: شَيْخٌ زَانٍ، وَغَنِيٌّ ظَلُومٌ، وَفَقِيرٌ مُخْتَالٌ.

[21350] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: ثَلَاثَةٌ يَسْتَاءُ بِهِمُ اللَّهُ: شَيْخٌ زَانٍ، وَفَقِيرٌ مُخْتَالٌ، وَذُو سُلْطَانٍ كَذَّابٌ، أَوْ غَنِيٌّ ظَلُومٌ. شَكَّ مَعْمَرٌ.

(1)

قوله: "أمنته مما" غير واضح في (ف)، والمثبت من (س).

(2)

قوله: "هو وأصحابه" مكانه بياض في (ف)، (س)، واستدركناه من المصدر السابق.

(3)

قوله: "ما حمل عبدي" ليس في (س)، والمثبت من (ف).

* [ف/145 ب].

(4)

قوله: "ورجيته شيئا فرجاه" ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من المصدر السابق.

(5)

الآزلون: من الأزل، وهو: الشدة والضيق، أي: صاروا في ضيق وجدب. (انظر: النهاية، مادة: أزل).

ص: 237

‌163 - الْغَضَبُ وَالْغَيظُ وَمَا جَاءَ فِيهِ

° [21358] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: قَالَ رَجُلٌ: أَوْصنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"لَا تَغْضَبْ"، قَالَ الرَّجُلُ: فَفَكَّرْتُ حِينَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا قَالَ، فَإِذَا الْغَضَبُ يَجْمَعُ الشَّرَّ كُلَّهُ.

° [21358] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ

(1)

"، قَالُوا: فَمَنِ الشِّدِيدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ".

° [21359] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْغَضَبَ طُغْيَانٌ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، ألَمْ تَرَوْا كَيْفَ تَدِرُّ أَوْدَاجُهُ

(2)

وَتَحْمَرُّ عَيْنَاهُ".

° [21360] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، أَلَمْ تَرَوْا إِلَى انْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ وإِلَى احْمِرَارِ عَيْنَيْهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ، فَإِنْ كَانَ قَائِمًا فَلْيَقعُدْ، وإِنْ كَانَ قَاعِدًا فَلْيَتَّكِ".

قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا جُرْعَةٌ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ جُرعَةِ غَيْظِ كَتَمَهَا رَجُلٌ أَوْ جُرْعَةِ صَبْرٍ عِنْدَ مُصِيبَةٍ، وَمَا قَطْرَة أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ قَطْرَةِ دَمْعٍ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَقَطْرَةِ دَمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ".

[21360] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: سَبْعٌ مِنَ

° [21357][الإتحاف: حم 20923].

° [21358][الإتحاف: عه حم 17995][شيبة: 25894].

(1)

الصرعة: المبالغ في الصراع الذي لا يغلب. (انظر: النهاية، مادة: صرع).

(2)

الأوداج: العروق التي تحيط بالعنق، والمفرد: ودج. (انظر: النهاية، مادة: ودج).

° [21360][شيبة: 35550].

[21361][شيبة: 8068].

ص: 238

الشَّيْطَانِ: شِدَّةُ الْغَضَبِ، وَشِدَّةُ الْعُطَاسِ، وَشِدَّةُ * التَّثَاؤُبِ، وَالْقَيءُ، وَالرُّعَافُ

(1)

وَالنَّجْوَى

(2)

، وَالنَّوْمُ عِنْدَ الذِّكْرِ.

[21362] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ تُزِلُّهُ الشَّيَاطِينُ، كَمَا يُزِلُّ أَحَدُكُمُ الْقَعُودَ مِنَ الْإِبِلِ تَكُونُ لَهُ.

° [21363] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ شَيْخٍ لَهُمْ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم *: "مَا اغْرَوْرَقَتْ عَيْنٌ بِمَائِهَا إِلَّا حَرَّمَ اللهُ ذَلِكَ الْجَسَدَ عَلَى النَّارِ، وَلَا سَألَتْ عَلَى خَدِّهَا فَيُرْهِقُ ذَلِكَ الوَجْهَ قَتَرٌ

(3)

وَلَا ذِلَّةٌ، وَلَوْ أَنَّ بَاكِيًا بَكَى فِي أُمَّةٍ مِنَ الْأُمَمِ لَرُحِمُوا، وَمَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا لَهُ مِقْدَارٌ وَمِيزَانٌ إِلَّا الدَّمْعَةَ فَإِنَّهُ يُطْفَأُ بِهَا بِحَارٌ مِنْ نَارٍ".

‌164 - مَنْ دَعَا علَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

-

° [21364] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ إِني اتَّخَذتُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَهُ وَلَا تُخْلِفُهُ، أَيُّمَا عَبْدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ضَرَبْتُهُ أَوْ شَتَمْتُهُ"، قَالَ مَعْمَرٌ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: "أَوْ لَعَنْتُهُ، فَاجْعَلْهُ قُرْبَةَ لَهُ إِلَيْكَ يَوْمَ يَلْقَاكَ".

° [21365] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ إِنِّي اتخَذْتُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَهُ، إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ

* [ف/146 أ].

(1)

الرعاف: الدم يخرج من الأنف. (انظر: الصحاح، مادة: رعف).

(2)

قوله: "والرعاف والنجوى" غير واضح في (ف)، ومكانه بياض في (س)، والمثبت مما تقدم عند المصنف برقم (3431).

المناجاة والتناجي: المحادثة سرًّا. (انظر: النهاية، مادة: نجا).

* [س/ 324].

(3)

القتر: جمع قترة، وهي غبرة يعلوها سواد كالدخان. (انظر: اللسان، مادة: قتر).

ص: 239

الْمُؤْمِنِينَ آذَيْتُهُ أَوْ شَتَمْتُهُ أَوْ جَلَدْتُهُ أَوْ لَعَنْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاةً وَكَفَّارَةً وَقُربَةً

(1)

تُقَرِّبُهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

‌165 - أَيُّ الْأعْمَالِ أفْضَلُ؟

° [21366] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ لِوَقْتِهِنَّ، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ".

° [21368] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:"الْإِيمَانُ بِاللَّهِ"، قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ أَوْ عُمْرَةٌ".

° [21368] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَيُّ الْمُسْلِمِينَ أَسْلَمُ؟ قَالَ: "مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ"، قَالَ: فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أكمَلُ إِيمَانًا؟ قَالَ: "أَحْسَنُهُمْ أَخْلَاقًا"، قَالَ: فَأَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ"، قَالَ: فَأَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضلُ؟ قَالَ: "طُولُ الْقُنُوتِ

(2)

"، قَالَ: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ

(3)

أَفْضَلُ؟ قَالَ: "جُهْدُ الْمُقلِّ

(4)

"، قَالَ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَنْ أُهْرِيقَ دَمُهُ وَعُقِرَ جَوَادُهُ"

(5)

.

(1)

قوله: "وكفارة وقربة" وقع في (س): "أو كفارة أو قربة"، والمثبت من (ف).

° [21366][الإتحاف: حم 13358].

° [21367][الإتحاف: س حب حم 18666].

(2)

القنوت: القيام. (انظر: النهاية، مادة: قنت).

(3)

غير واضح في (ف)، والمثبت مما تقدم عند المصنف برقم (4981).

(4)

جهد المقل: قَدْر ما يحتمله حال القليل المال. (انظر: النهاية، مادة: جهد).

(5)

غير واضح في (ف)، والمثبت من المصدر السابق.

ص: 240

° [21360] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَبِيبٍ مَوْلَى عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، وَعَنْ أَبِي

(1)

مُرَاوِحٍ الْغِفَارِيِّ *، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:"إِيمَانٌ بِاللهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، قَالَ: فَأَيُّ الْعَتَاقَةِ

(2)

أَفْضَلُ؟ قَالَ: "أَنْفَسُهَا"، قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: "فَيُعِينُ الصَّانِعَ، وَيَصْنَعُ لِأَخْرَقَ

(3)

"، قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ؟ قَالَ: "فَدَعِ النَّاسَ مِنْ شَرِّكَ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَّدَّقُ بِهَا عَلَى نَفْسِكَ" يَعْنِي: أَخْرَقَ، أَحْمَقَ.

° [21370] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ الْغِفَارِيّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ

نَحْوَهُ.

‌166 - الْمَفْرُوضُ مِنَ الْأَعْمَالِ وَالنَّوَافِلِ

[21371] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ: أَنَّ سَعْدًا

(4)

الضَّحَّاكَ مَرَّ بِهِ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَوْصُونِي، فَجَعَلُوا يُوصُونَهُ، وَكَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فِي آخِرِ الْقَوْمِ، فَمَرَّ بِهِ، فَقَالَ: أَوْصِنِي يَرحَمُكَ اللَّهُ، قَالَ: إِنَّ الْقَوْمَ قَدْ أَوْصَوْكَ وَلَمْ يُؤْلُوكَ، وَإِنِّي سَأَجْمَعُ لَكَ أَمْرَكَ فِي كَلِمَاتٍ: اعْلَمْ أَنَّهُ لَا غِنًى بِكَ عَنْ نَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا فَنَظِّمْهُ لَكَ انْتِظَامًا، ثُمَّ يَزُولُ مَعَكَ أَيْنَمَا زُلْتَ.

° [21369][الإتحاف: مي جا حب ط حم 17669][شيبة: 27181].

(1)

قوله: "عروة، عن عروة، وعن أبي" غير واضح في (ف)، (س)، والمثبت من "مسند أحمد"(21849) من طريق عبد الرزاق، به.

* [ف/146 ب].

(2)

العتق والعتاقة: الخروج عن الرق، والتحرير من العبودية. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: عتق).

(3)

في (ف): "للآخر"، وفي (س):"للأخرة"، والمثبت من المصدر السابق.

الأخرق: الجاهل بما يجب أن يعمله ولم يكن في يديه صنعة يكتسب بها. (انظر: النهاية، مادة: خرق).

° [21370][شيبة: 27181].

(4)

في (س): "سعيد"، والمثبت من (ف).

ص: 241

[21372] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ: مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ مَا افْتَرَضْتُ عَلَيهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَأَكُونُ عَيْنَيْهِ اللَّتَيْنِ

(1)

يُبْصِرُ بِهِمَا، وَأُذُنَيْهِ اللَّتَيْنِ يَسْمَعُ بِهِمَا، وَيَدَيْهِ اللَّتَيْنِ يَبْطِشُ بِهِمَا، وَرِجْلَيْهِ اللَّتَيْنِ يَمْشِي بِهِمَا، فَإِذَا دَعَانِي أَجَبْتُهُ، وَإِذَا سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَإِنِ اسْتَغْفَرَنِي غَفَرْتُ لَهُ.

° [21370] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ

(2)

بِقَوْمٍ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: إِنِّي لأَبْغَضُ هَذَا لِلَّهِ، فَقَالَ الْقَومُ: وَاللَّهِ لَنُنَبِّئَنَّهُ

(3)

، اذْهَبْ يَا فُلَانُ فَبَلِّغهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ الَّذِي قَالَ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يَزْعُمُ أَنَّهُ يُبْغِضُنِي فِي اللهِ، فَأَرْسَلَ إلَيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"عَلَامَ تَبْغَضُ هَذَا"؟ قَالَ: هُوَ لِي جَارٌ وَأَنَا أَعْلَمُ شَيءٍ بِهِ

(4)

، وَأَخْبَرُ شَيءٍ بِهِ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُهُ صَلَّى صَلَاةً قَطُّ إِلَّا هَذِهِ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ الَّتِي يُصَلِّيهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، قَالَ: سَلْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ

(5)

رَآنِي أَخَّرتُهَا عَنْ وَقْتِهَا، أَوْ أَسَأْتُ فِي وَضُوئِهَا، أَوْ رُكُوعَهَا أَوْ سُجُودَهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: وَلَا رَأَيْتُهُ صَامَ يَوْمًا قَطُّ إِلَّا هَذَا الشَّهْرَ الَّذِي يَصُومُهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ *، قَالَ: سَلْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ رَآنِي أَفْطَرْتُ مِنْهُ يَوْمًا، أَوِ اسْتَخْفَفْتُ بِحَقِّهِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: وَلَا رَأَيْتُهُ تَصدَّقَ بِشَيءٍ قَطُّ إِلَّا هَذِهِ الزَّكَاةَ الَّتِي يُؤَدِّيهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، قَالَ: سَلْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ كَتَمْتُهَا، أَوْ أَخَّرْتُهَا، أَوْ قَالَ *: مَنَعْتُهَا، قَالَ: لَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"دَعْهُ فَلَعَلَهُ أَنْ يَكُونَ خَيْرًا مِنْكَ".

(1)

في (س): "اللتان"، وكذا في سائر المواضع، والمثبت من (ف).

(2)

ليس في (س)، والمثبت من (ف).

(3)

تصحف في (ف)، (س) إلى كلمة غير مقروءة، والمثبت من "مسند أحمد"(24326)، "الأحاديث المختارة"(8/ 232) من طريق الزهري، عن عامر بن واثلة، به.

(4)

في (س): "منه"، والمثبت من (ف).

(5)

في (ف)، (س):"قال"، والتصويب من المصدرين السابقين.

* [س/ 325].

* [ف/ 147 أ].

ص: 242

° [21370] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تُخْبِرُنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قَالَ:"لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِير عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ شَهْرَ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ"، ثُمَّ قَالَ:"أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيلِ"، ثُمَّ قَرَأَ: {تَتَجَافَى

(1)

جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} حَتَّى {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16، 17]، ثُمَّ قَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكَ

(2)

بِرَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ

(3)

"؟ فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ"، ثُمَّ قَالَ: "أَلَا أُخبِرُكَ بِمِلَاكِ

(4)

ذَلِكَ كُلِّهِ "؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ: "اكْفُفْ عَلَيكَ هَذَا"، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَإِنَّا لَمَأْخُوذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ؟ قَالَ: "ثَكِلَتكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ"

(5)

أَوْ قَالَ: "عَلَى مَنَاخِرهِمْ

(6)

إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ

(7)

".

° [21375] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ

(1)

تتجافى: ترتفع. (انظر: غريب القرآن لابن قتيبة)(ص 345).

(2)

في (س): "أخبركم"، والمثبت من (ف).

(3)

السنام: أعلى الشيء، والجمع: أسنمة. (انظر: النهاية، مادة: سنم).

(4)

الملاك: الخلاصة. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: ملك).

(5)

قوله: "فقلت: يا رسول الله، أو إنا لمأخوذون

على وجوههم" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(6)

المناخر: جمع منخر، وهو: ثقب الأنف. (انظر: النهاية، مادة: نخر).

(7)

حصائد الألسن: ما يقتطع من الكلام الذي لا خير فيه؛ تشبيهًا بما يحصد من الزرع، والمفرد: حصيدة. (انظر: النهاية، مادة: حصد).

ص: 243

عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الْحَنِيفِيَّةُ

(1)

السَّمْحَةُ".

[21376] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ لَيْثٍ يَرفَعُ الْحَدِيثَ، قَالَ:"إِنَّ اللَّهَ قَالَ: يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلأُ قَلْبَكَ غِنًى، وَأَسْدُدْ عَلَيْكَ فَقْرَكَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ مَلأْتُ قَلْبَكَ شُغُلًا وَلَمْ أَسْدُدْ عَلَيْكَ فَقْرَكَ، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي، فَإِنِّي أَغفِرُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ، وَحَقٌّ عَلَيَّ ألَّا أُضِلَّ عَبْدِي وَهُوَ يَسْأُلنِي الْهُدَى، وَأَنَا الْحَكَمُ".

‌167 - الْمَرَضُ وَمَا يُصِيبُ الرَّجُلَ

° [21377] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ الْخُزَاعَيَّةُ وَكَانَتْ قَدْ أَدْرَكَتْ عَامَّةَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَادَ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصارِ وَهِيَ وَجِعَةٌ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"كَيْفَ تَجِدِينَكِ"؟ فَقَالَتْ: بِخَيرٍ

(2)

يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ بَرَّحَتْ بِي

(3)

أُمُّ مِلْدَمٍ تُرِيدُ الْحُمَّى، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اصْبِرِي

(4)

فَإِنَّهَا تُذْهِبُ مِنْ خَبَثِ

(5)

الْإِنْسَانِ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ

(6)

مِنْ خَبَثِ الْحَدِيدِ

(7)

".

(1)

الحنيفية: دين إبراهيم عليه السلام، والحنيف: المائل إلى الإسلام الثابت عليه. (انظر: النهاية، مادة: حنف).

(2)

غير واضح في (ف)، (س)، والمثبت من "المعجم الكبير" للطبراني (24/ 405) من طريق الدبري، به.

(3)

في (ف)، (س):"في"، والمثبت من المصدر السابق.

برحت لما: أصابني منها البُرَحاء، وهو شدتها. (انظر: النهاية، مادة: برح).

(4)

غير واضح في (ف)، ومكانه بياض في (س)، والمثبت من المصدر السابق.

(5)

الخبث: ما تلقيه النار من وسخ الشيء إذا أذيب وهو الرديء من كل شيء. (انظر: النهاية، مادة: خبث).

(6)

الكير: جهاز من جلد أو نحوه يستخدمه الحداد وغيره للنفخ في النار لإشعالها، والجمع: أكيار وكيرة. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: غير).

(7)

غير واضح في (ف)، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.

ص: 244

° [21378] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ * الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْمُؤْمِنُ كمَثَلِ الزَّرْعِ، لَا تَزَالُ الرِّيحُ تُفِيئُهُ

(1)

، وَلَا يَزَالُ المُؤْمِنُ يُصِيبُهُ بَلَاؤُهُ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الْأَرْزِ

(2)

، تُقِيمُ حَتَّى تَتَحَصَّدَ".

° [21370] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ خَيثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِلَّا الْعَبْدَ إِذَا كَانَ عَلَى طَرِيقَةٍ حَسَنَةٍ مِنَ الْعِبَادَةِ، ثُم مَرِضَ قِيلَ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِهِ: كْتُبْ لَهُ مِثْلَ عَمَلِهِ إِذْ كَانَ طَلِيقًا

(3)

حَتى أُطْلِقَهُ أَوْ أكفِتَهُ

(4)

إِلَيَّ".

° [21380] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَجُلٍ يَعُودُهُ، فَقَالَ: "اصْبِرْ فَإِنَّهَا طَهُورٌ

(5)

"، يَعْنِي: الْحُمَّى، قَالَ: كَلَّا، بَلْ حُمَّى

(6)

تَفُورُ

(7)

، عَلَى شَيخٍ

(8)

كَبِيرٍ، تُزِيرُهُ الْقُبُورَ

(9)

، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"نَعَمْ، فَهُوَ كَذَلِكَ" فَمَاتَ الرَّجُلُ.

° [21378][الإتحاف: عه حب حم 18726][شيبة: 30981، 35552].

* [ف/147 ب].

(1)

التفيئة: تحريك الريح للزرع وإمالته يمينًا وشمالًا. (انظر: النهاية، مادة: فيأ).

(2)

الأرزة: مفرد: أرز، وهو شجر مُعَمَّر دائم الخضرة من فصيلة الصنوبريّات أفقي الفروع، أوراقه متجمعة رقيقة، وثماره مخروطيّة الشكل، تُصنَع منه السفن. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: أرز).

° [21379][الإتحاف: حم 11661].

(3)

في (ف)، (س):"طلقا"، والمثبت من "مسند أحمد"(7014) من طريق عبد الرزاق، به.

(4)

قوله: "أو أكفته" وقع في (ف)، (س):"واكتب"، والمثبت من المصدر السابق.

الكفت: القبض. (انظر: المرقاة "3/ 1139).

(5)

طهور: لا مشقة ولا تعب عليك من هذا المرض بالحقيقة؛ لأنه مطهرك من الذنوب. (انظر: المرقاة)(3/ 1123).

(6)

زاد بعده في (س): "كبير"، والمثبت من (ف).

(7)

فور الحمى: حرها. (انظر: النهاية، مادة: فور).

(8)

في (س): "ريح"، والمثبت من (ف).

(9)

تزيره القبور: تحمله على زيارة القبور، وتجعله من أصحاب القبور. (انظر: المرقاة) (4/ 12).

ص: 245

° [21381] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ حَمِدَ اللهَ وَشَكَرَ، وَإِنْ أَصَابَتهُ مُصِيبَةٌ حَمِدَ اللَّهَ وَصَبَرَ، فَالْمُؤْمِنُ يُؤْجَرُ فِي أَمْرِهِ كُلِّهِ حَتَّى يُؤْجَرَ فِي اللُقْمَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِهِ".

° [21382] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ يَرْويهِ قَالَ:"إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهمْ".

° [21383] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُروَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مَرَضٍ أَوْ وَجَعٍ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ إِلَّا كَانَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا أَوِ النَّكْبَةِ

(1)

يُنكَبُهَا".

[21384] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي

(2)

الرَّبَابِ الْقُشَيْرِيِّ، قَال: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ نَعُودُهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَا لِأَمِيرِكُمْ؟ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ يَوْمَئِذٍ أَمِيرٌ، قَالَ: قُلْنَا: هُوَ شَاكٍ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا اشْتَكَيْتُ قَطُّ، أَوْ قَالَ: وَاللهِ مَا صُدِعْتُ

(3)

قَطُّ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَخْرِجُوهُ عَنِّي * لِيَمُتْ بِخَطَايَاهُ، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكُلِّ وَصبٍ

(4)

وَصِبْتُهُ، حُمْرَ النَّعَمِ

(5)

إِنَّ وَصبَ الْمُؤْمِنِ يُكَفِّرُ خَطَايَاهُ.

° [21385] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَا

° [21383][الإتحاف: عه حب حم 22174].

(1)

النكبة: ما يصيب الإنسان من الحوادث. (انظر: النهاية، مادة: نكب).

(2)

ليس في (ف)، (س)، وأثبتناه من "شعب الإيمان" للبيهقي (9436) من طريق المصنف، به، وينظر ترجمته في "المؤتلف والمختلف"(2/ 1049).

(3)

الصداع: وجع الرأس. (انظر: المعجم العربى الأساسي، مادة: صدع).

* [س/ 326].

(4)

الوصب: دوام الوجع ولزومه، والجمع: الأوصاب. (انظر: النهاية، مادة: وصب).

(5)

حمر النعم: النعم: الإبل، وحمرها: خيارها وأعلاها قيمة. (انظر: جامع الأصول)(6/ 55).

ص: 246

هُوَ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ مُصحَّحٌ أَوْ قَالَ: ظَاهِرُ الصِّحَّةِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَلْ شَكَيْتَ قَطُّ"؟ قَالَ: لَا

(1)

، قَالَ: "هَلْ

(2)

ضُرِبَ عَلَيْكَ هَذَانِ قَط"؟ وَأَشَارَ إِلَى صُدْغَيْهِ

(3)

، قَالَ: لَا، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ * فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا".

[21386] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِن الْحُمَّى مِنْ كِيرِ جَهَنَّمَ، فَأَمِيتُوهَا بِالْمَاءِ الْبَارِدِ.

° [21387] قال مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ عليه السلام أَمَرَ أَصْحَابَهُ يَوْمَ خَيبَرَ أَنْ يَصُبُّوا عَلَيْهَا الْمَاءَ بِالسَّحَرِ فَلَمْ يَضرُّهُمْ، وَقَدْ كَانُوا وَجَدُوا مِنْهَا شَيْئًا.

[21388] أخبرنا مَعْمَرٌ قَالَ: بَلَغَنِي، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ اشْتَكَى، فَكَأَنَّهُ جَزْعِ مِنْهَا، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: جَاءَ الْأَمْرُ إِنَّهُ أَحْرَى

(4)

وَأَقْرَبُ بِي مِنَ الْغَفْلَةِ.

‌168 - بَابٌ الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أحَبَّ

° [21389] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا"؟ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَبِيرٍ أَحْمَدُ عَلَيْهِ نَفْسِي، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ".

[21390] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: ثَلَاث أَحْلِفُ عَلَيْهِنَّ، وَالرَّابِعَةُ لَوْ حَلَفْتُ لَبَرَرْتُ: لَا يَجْعَلُ اللَّهُ مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الْإِسْلَامِ كَمَنْ

(1)

قوله: "قال: لا" غير واضح في (ف)، والمثبت من (س).

(2)

غير واضح في (ف)، وفي (س):"بل"، ولا يستقيم به السياق، والمثبت استظهارا.

(3)

الصدغان: مثنى: الصدغ، وهو ما بين العين إلى شحمة الأذن. (انظر: النهاية، مادة: صدغ).

* [ف/148 أ].

(4)

أحرى: أولى وأجدر. (انظر: جامع الأصول)(11/ 439).

° [21389][الإتحاف: عه حب حم 1790][شيبة: 38716].

ص: 247

لَا سَهْمَ لَهُ، وَلَا يَتَوَلَّى اللَّهُ عَبْدٌ فِي الدُّنْيَا فَوَلَّاهُ غَيْرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلَّا جَاءَ مَعَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَالرَّابِعَةُ الَّتِي لَوْ حَلَفْتُ عَلَيْهَا لَبَرَرْتُ: لَا يَسْتُرُ اللهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَ عَلَيْه فِي الْآخِرَةِ.

° [21391] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ نَاسٌ، فَقَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ عِنْدَهُ: إِني لأُحِبُّ هَذَا لِلَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَعْلَمْتَهُ "؟ قَالَ: لَا، قَالَ:"فَقُم إِلَيْهِ فَأَعْلِمْهُ"، فَقَامَ إِلَيْهِ فَأَعْلَمَهُ، فَقَالَ: أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ، قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ، وَلَكَ مَا احْتَسَبْتَ

(1)

".

° [21392] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ثلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: مَنْ يَكُنِ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَمَنْ يُحِبُّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ إِلَى الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ بِهِ فِي النَّارِ".

° [21393] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ، وَوَالِدَيْهِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ".

‌169 - بَابٌ فِي الْمُتَحَابِّينَ فِي اللهِ

[21394] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ سَلْمَانَ قَالَ: التَّاجِرُ

(2)

الصَّادِقُ مَعَ السَّبْعَةِ فِي ظِلِّ عَرْشِ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَالسَّبْعَةُ: إِمَامٌ مُقْسِطٌ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ

(1)

الاحتساب: طلب ثواب الله تعالى في الأعمال الصالحة. (انظر: النهاية، مادة: حسب).

° [21392][الإتحاف: عه حب حم 491][شيبة: 30997].

* [ف/148 ب].

(2)

غير واضح في (ف)، والمثبت من (س). وينظر:"الأسماء والصفات" للبيهقي (2/ 227) من طريق عبد الرزاق، به.

ص: 248

امْرَأَةٌ ذَاتُ حَسَبٍ وَمِيسَمٍ

(1)

إِلَى نَفْسِهَا فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ عَنْدَهُ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسَاجِدِ مِنْ حُبِّهِ إِيَّاهَا، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصدَقَةٍ كَادَتْ يَمِينُهُ تُخْفِي مِنْ شِمَالِهِ، وَرَجُلٌ لَقِيَ أَخَاهُ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ لِلَّهِ وَقَالَ الْآخَرُ: وَأَنَا أُحِبُّكَ لِلَّهِ حَتَّى تَصَادَرَا عَلَى ذَلِكَ، وَرَجُلٌ نَشَأَ فِي الْخَيْرِ مُنْذُ هُوَ غُلَامٌ.

[21395] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ مِنَ الْإِيمَانِ أَنْ يُحِبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلهِ وَفِيهِ.

[21396] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101]، قَالُوا: فَنَحْنُ نَسْأَلُهُ إِذَنْ، قَالَ: "إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ، وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ

(2)

النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ بِقُرْبِهِمْ وَمَقْعَدِهِمْ مِنَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، قَالَ: وَفِي نَاحِيَةِ الْقَوْمِ أَعْرَابِيٌّ، فَقَامَ فَحَثَى عَلَى وَجْهِهِ وَرَمَى بِيَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: حَدِّثْنَا يَا رَسُولِ اللَّهِ عَنْهُمْ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: فَرَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبْشَرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ عليه السلام *: "هُمْ عِبَادٌ مِنْ عِبَادِ اللهِ، مَنْ بُلْدَانٍ شَتى، وَقَبَائِلَ شَتَّى مِنْ شُعُوبِ الْقَبَائِلِ، لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ يَتَوَاصَلُونَ بِهَا، وَلَا دُنْيَا يَتَبَاذَلُونَ بِهَا، يَتَحَابُّونَ بِرُوحِ اللَّهِ، يَجْعَلُ اللهُ وُجُوهَهُمْ نُورًا، وَيَجْعَلُ لَهُمْ مَنَابِرَ مِنْ لُؤْلُؤٍ قُدَّامَ الرَّحْمَنِ، يَفْزَعُ النَّاسُ وَلَا يَفْزَعُونَ، وَيَخَافُ النَّاسُ وَلَا يَخَافُونَ".

[21397] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: قِيلَ: مَنْ أَهْلُكَ

(1)

الميسم: الحسن والجمال، من الوسامة. (انظر: النهاية، مادة: وسم).

(2)

الغبطة والاغتباط: تمني مثل نعمة الغير بدون زوالها عنه. (انظر: مجمع البحار، مادة: غبط).

* [س/299].

ص: 249

الَّذِينَ هُمْ أَهْلُكَ يَا ربِّ؟ قَالَ: الْمُتَحَابُّونَ فِيَّ، الَّذِينَ إِذَا ذُكِرتُ ذُكِرُوا بِي، وإِذَا ذُكِرُوا ذُكِرْتُ بِهِمُ

(1)

، الَّذِينَ يُنِيبُونَ إِلَى طَاعَتِي كَمَا تُنِيبُ السِّنَّوْرُ

(2)

إِلَى وُكُورِهَا، الَّذِينَ إِذَا اسْتَحَلَّتْ مَحَارِمِي غَضِبُوا كَمَا يَغْضَبُ النَّمِرُ إِذَا حُرِبَ.

° [21398] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم - وَكَانَ مَعْمَرٌ

(3)

لَا يَرْفَعُهُ يَقُولُ كَثِيرًا: يُقَالُ -: "مَا تَحَابَّ اثنَانِ فِي اللَّهِ إِلَّا كَانَ أَعْظَمَهُمَا أَجْرًا أَشَدُّهُمَا حُبًّا لِأَخِيهِ".

° [21399] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ زَارَ أَخَاهُ صُبَابَةً

(4)

إِلَيْهِ، وَحَدَاثَةِ عَهْدِ * بِهِ، بَعَثَ اللهُ مَلَكًا فَنَادَى: طِبْتَ وَطَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ"، قَالَ: "ثُمَّ يَقُولُ اللهُ: بِرُوحِي زَارَ عَبْدِي، وَعَلَيَّ قِرَاهُ

(5)

".

[21400] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: خَرَجَ رَجُلٌ يَزُورُ أَخًا لَهُ، وَكَانَ نَائِيًا عَنْهُ، فَأَتَاهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقَالَ: أَخٌ لِي أَرَدْتُ

(6)

أَنْ أَزُورَهُ، فَقَالَ: أَبَيْنَكُمَا دُنْيَا تَعَاطَيَانِهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَرَحِمٌ تَصِلُهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَنِعْمَةٌ تُؤَدِّيهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَمَاذَا؟ قَالَ: أَخٌ لِي أَحْبَبْتُهُ لِلَّهِ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّكَ حِينَ أَحْبَبْتُهُ، قَالَ: ثُمَّ عَرَجَ إِلَى السَّمَاءِ وَالرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ.

[21401] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ رَفَعَ الْحَدِيثَ، قَالَ: "يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ

(1)

قوله: "ذكرت بهم" وقع في (س): "ذكرتهم"، والمثبت من (ف).

(2)

السنور: حيوان أليف من الفصيلة السنورية، ويُسمّى أيضا: قِط أو هِرّ. (انظر: المعجم العربي الأساسي، مادة: سنر).

(3)

في (ف)، (س):"عمر"، وهو خطأ، فلا ذكر لعمر في هذا الحديث.

(4)

في (س): "هنأ به"، والمثبت من (ف).

الصبابة: الشوق. (انظر: القاموس، مادة: صبب).

* [ف/149 أ].

(5)

القرى: ما يُصنع للضيف من مأكول أو مشروب. (انظر: مجمع البحار، مادة: قرا).

(6)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

ص: 250

وَتَعَالَى: إِنَّ أَحَبَّ عِبَادِي إِلَيَّ الَّذِينَ يَتَحَابُّونَ فِيَّ، وَالَّذِينَ يُعَمِّرُونَ مَسَاجِدِى، وَالَّذِينَ يَسْتَغْفِرُونَ بِالْأَسْحَارِ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ إِذَا أَرَدْتُ بِخَلْقِي عَذَانبًا ذَكَرْتُهُمْ، فَصَرَفْتُ عَذَابِي عَنْ خَلْقِي".

‌170 - فِي الْمَجْذُومِ

[21402]، أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَأْكُلُ مَعَ الْأَجْذَمِ.

° [21403] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:"فِرُّوا مِنَ الْأَجْذَمِ كَمَا تَفِرُّونَ مِنَ الْأَسَدِ".

° [21404] عبد الرزاق أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"فِرُّوا مِنَ الْمَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّونَ مِنَ الْأَسَدِ".

[21405] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، أَن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِمُعَيْقِيبٍ الدَّوْسِيِّ: ادْنُهْ فَلَوْ كَانَ غَيْرُكَ مَا قَعَدَ مِنِّي إِلَّا كَقِيدِ الرُّمْحِ وَكَانَ أَجْذَمَ.

° [21406] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: بَلَغَنِي

(1)

أَنَّ رَجُلًا أَجْذَمَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَأَنَّهُ جَاءَ سَائِلًا فَلَمْ يُعْجِلْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَلَا بَعَّدَهُ، وَقَالَ:"لَا عَدْوَى".

[21407] قال مَعْمَرٌ وَبَلَغَنِي: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَسَأَلَهُ، فَقَامَ ابْنُ عُمَرَ فَأَعْطَاهُ دِرْهَمًا، فَوَضَعَهُ فِي يَدِهِ، وَكَانَ رَجُلٌ قَدْ قَالَ لاِبْنِ عُمَرَ حِينَ قَامَ يُعْطِيهِ

(2)

: أَنَا أُنَاوِلُهُ، فَأَبَى ابْنُ عُمَرَ أَنْ يُنَاوَلَهُ الرَّجُلُ الدِّرْهَمَ.

‌171 - بَابُ ائْتِ اِلَى النَّاسِ مَا تُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ

° [21408] حدثنا

(3)

أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،

(1)

في (ف)، (س):"الليثي"، وهو خطأ، والتصويب من الموضع السابق برقم (20564).

(2)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(3)

في (س): "أخبرنا"، والمثبت من (ف).

ص: 251

قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى رَجُلٍ يُحَدِّثُ قَوْمًا فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: وُصِفَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا بِمِنًى غَادِيًا إِلَى عَرَفَاتٍ، فَجَعَلْتُ أُشْرِفُ بِالرِّكَابِ، كُلَّمَا رُفِعَتْ لِي جَمَاعَةٌ انْدَفَعْتُ إِلَيْهِمْ، حَتَّى رَأَيْتُ جَمَاعَةً مِنْ رَكْبٍ فَانْطَلَقْتُ فَقَدَمْتُهُم، ثُمَّ تَذَكَّرتُ

(1)

فَعَرَفْتُهُ بِالصِّفَةِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ بَيْنَ يَدَيِ الرِّكَابِ، فَلَمَّا دَنَوْتُ، قَالَ بَعْضُهُمْ: خَلِّ عَنْ وُجُوهِ الرِّكَابِ * يَا عَبْدَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "دَعُوهُ فَأَرَبٌ

(2)

مَالَهُ؟ "، فَأَخَذْتُ بِالزِّمَامِ، أَوْ قَالَ: بِالْخِطَامِ

(3)

، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدِّثْنِي بِعَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قَالَ: "أَوَهُمَا عَمَلُكَ

(4)

"؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "تُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتُحِبُّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ، وَتَكْرَهُ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ، خَلِّ عَنْ وُجُوهِ الرِّكَابِ".

[21409] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: إِن مُوسَى سَأَلَ رَبَّهُ جِمَاعًا مِنَ الْخَيْرِ، فَقَالَ لَهُ: اصْحَبِ النَّاسَ بِمَا تُحِبُّ أَنْ أَصْحَبَكَ.

‌172 - الْقَوْلُ عِنْدَ رُؤيَةِ الهِلَالِ

° [21410] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا - رَأَى الْهِلَالَ كَبَّرَ ثَلَاثًا، وَهَلَّلَ، ثُمَّ قَالَ: "هِلَالُ خَيْرٌ وَ

(5)

رُشْدٍ" ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ: "آمَنْتُ بِالَّذِي خَلَقَكَ" ثَلَاثًا ثُمَّ يَقُولُ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ذَهَبَ بِشَهْرِ كَذَا وَجَاءَ بِشَهْرِ كَذَا".

(1)

في (س): "نظرت"، والمثبت من (ف).

* [ف/149 ب].

(2)

أرب ما له: أي حاجة له، وما زائدة للتقليل، أي له حاجة يسيرة. (انظر: النهاية، مادة: أرب).

(3)

الخطام: الحبل الذي يقاد به البعير. (انظر: النهاية، مادة: خطم).

(4)

في (س): "عليك"، والمثبت من (ف).

° [21410][شيبة: 9830].

(5)

ليس في (ف)، وأثبتناه من (س)، وهو الموافق لما تقدم عند المصنف برقم (7586).

ص: 252

° [21411] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم * إِذَا رَأَى الْهِلَالَ قَالَ: "آمَنْتُ بِالَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ".

[21412] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، أَنَّ رَجُلًا أَخْبَرَهُ هُوَ نَفْسُهُ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ رَأَيْتُ الْهِلَالَ فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ وَلَا أَرَاهُ: اللَّهُمَّ أَطْلِعْهُ عَلَيْنَا بِالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، وَالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى كَمَا

(1)

تُحِبُّ وَتَرْضَى، فَمَا زَالَ يُرَدِّدُهَا حَتَّى حَفِظْتُهَا

(2)

.

‌173 - الْأُخذَةُ وَالتَّمَائِمُ

(3)

[21413] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ، عَنِ الْأُخْذَةِ، فَقَالَ: مَا أُرَاهُ إِلَّا سِحْرًا، قَالَ: فَقِيلَ: فَإِنَّهَا تَأْخُذُ الْغَائِطَ وَالْبَوْلَ، قَالَ: لِفَافٌ.

° [21414] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قَطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم التَّمِيمَةَ

(4)

مِنْ قِلَادَةِ الصَّبِيِّ يَعْنِي الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَهِيَ الَّتِي تُخْرَزُ فِي عُنُقِ الصَّبِيِّ مِنَ الْعَيْنِ.

[21415] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الكَرِيمِ

(5)

الْجَزَريِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَريَمَ، أَوْ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، شَكَّ مَعْمَرٌ، قَالَ: رَأَى ابْنُ مَسْعُودٍ فِي عُنُقِ امْرَأَتِهِ

° [21411][شيبة: 30364].

* [327/ س].

(1)

في (س): "لما"، والمثبت من (ف).

(2)

ينظر (7585).

(3)

التمائم: جمع تميمة، وهي: خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم؛ يتقون بها العين - في زعمهم، فأبطلها الإسلام. (انظر: النهاية، مادة: تمم).

(4)

في (ف): "التمسه"، والمثبت من (س). وينظر:"القول في علم النجوم" للخطيب البغدادي (1/ 173)، "أحكام النساء" لابن الجوزي (1/ 175).

(5)

في (س): "عبد العزيز"، والمثبت من (ف).

ص: 253

خَرَزًا

(1)

قَدْ تَعَلَّقَتْهُ مِنَ الْحُمْرَةِ فَقَطَعَهُ، وَقَالَ: إِنَّ آلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ لأَغْنِيَاءُ عَنِ الشِّرْكِ.

[21416] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ

(2)

، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عَمْرَانَ بْنَ الْحُصَيْنِ نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ فِي يَدِهِ فَتَخٌ مِنْ صُفْرٍ

(3)

فَقَالَ: مَا هَذَا فِي يَدِكِ؟ قَالَ: صَنَعْتُهُ مِنَ الْوَاهِنَةِ

(4)

، فَقَالَ عَمْرَانُ: فَإِنَّهُ لَا يَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا.

° [21417] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبَانٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَلَّقَ عَلَقَةً وُكِلَ إِلَيْهَا".

‌174 - الْكَاهِنُ

*

[21418] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلُوا بِأَهْلِ مَاءٍ، وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ، فَانْطَلَقَ النُّعَيْمَانُ فَجَعَلَ يَخُطُّ لَهُمْ، أَوْ قَالَ: يَتَكَهَّنُ لَهُمْ، وَيَقُولُ: يَكُونُ كَذَا وَكَذَا، وَجَعَلُوا يَأْتُونَهُ بِالطَّعَامِ وَاللَّبَنِ، وَجَعَلَ يُرسِلُ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقِيلَ لِأَبِي بَكْرٍ: أَتَعْلَمُ مَا هَذَا؟ إِلَى مَا يُرسِلُ بِهِ النُّعَيْمَانُ

(5)

يَخُطُّ، أَوْ قَالَ: يَتَكَهَّنُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ

(6)

: أَلَا أُرَانِي كُنْتُ آكُلُ كَهَانَةَ

(7)

النُّعَيْمَانِ مُنْذُ

(8)

الْيَوْمِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي حَلْقِهِ فَاسْتَقَاءَهُ.

(1)

الخرز: فصوص من جيد الجوهر ورديئه من الحجارة ونحوه، والواحدة: خرزة. (انظر: اللسان، مادة: خرز).

(2)

قوله: "عن معمر" ليس في (س)، والمثبت من (ف).

(3)

الصفر: نحاس جيد. (انظر: اللسان، مادة: صفر).

(4)

الواهنة: عرق يأخذ في المنكب وفي اليد كلها فيُرقى منها، وقيل: مرض يأخذ في العضد، وهي تأخذ الرجال دون النساء. (انظر: النهاية، مادة: وهن).

* [ف/ 150 أ].

(5)

قوله: "النعيمان"، في (س):"النعمان"، وكذا في الموضع الآتي.

(6)

ليس في (س)، وفي (ف):"أبو بكرة"، وهو خطأ، والمثبت من "الإصابة" لابن حجر (6/ 367) معزوًّا لعبد الرزاق، به.

(7)

في (س): "الكهانة"، والمثبت من (ف).

(8)

قوله: "النعيمان منذ" وقع في (ف)، (س):"النعمان منك"، والمثبت من المصدر السابق.

ص: 254

° [21419] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ

(1)

، عَنْ أبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الكُهَّانِ، فَقَال: "ليْسُوا بِشَئٍ

(2)

"، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُمْ يُخْبِرُونَا

(3)

بِأَشْيَاءَ تَكُونُ حَقًّا؟ قَالَ: "تِلْكَ كَلِمَةُ حَقٍّ يَخْطَفُهَا الْجِنَيُّ فَيَقْذِفُهَا

(4)

فِي أُذُنِ وَليِّهِ، فَيَزِيدُ فِيهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ".

[21420] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَسَأَلَهُ وَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ عليه السلام.

° [21421] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ يَرْويهِ عَنْ بَعْضِهِمْ قَالَ:"مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، لَمْ تُقْبَلْ صَلَاتُهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً".

[21422] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ كَعْبًا، قَالَ: قَالَ اللَّهُ: لَيْسَ مِنْ عِبَادِي مَنْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ، أَوْ كَهُنَ أَوْ كُهِنَ لَهُ، أَوْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطُيِّرَ لَهُ، وَلَكِنْ عِبَادِي مَنْ آمَنَ بِي وَتَوَكَّلْ عَلَيَّ.

[21423] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بَعْضِهِمْ قَالَ: دَخَلَتِ امْرَأَةٌ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: هَلْ عَلَيَّ أَنْ أُقَيِّدَ جَمَلِي؟ قَالَتْ: قَيِّدِي جَمَلَكِ، قَالَتْ: أَخْشَى عَلَى زَوْجِي، قَالَتْ عَائِشَةُ

(5)

: أَخْرِجُوا عَنِّي السَّاحِرَةَ فَأَخْرَجُوهَا.

(1)

كذا في (ف)، (س):"هشام بن عروة"، والحديث أخرجه: مسلم (5874)، البيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 138)، البغوي في "شرح السنة"(3258) من طريق عبد الرزاق، وفيه عندهم: يحيى بن عروة بدلا من هشام بن عروة.

(2)

قوله: "ليسوا بشيء"، وقع في (ف):"ليس بشيء"، وفي (س):"ليس الشيء"، والمثبت من "مسند أحمد"(25209) من طريق عروة، به.

(3)

قوله: "إنهم يخبرونا"، في (س):"ليخبرونا"، وفي الحاشية:"فقيل له: إنهم"، ورقم فوقها: طـ، والمثبت من (ف).

(4)

في حاشية (س): "فيضعها"، وفوقه رمز غير واضح.

(5)

قوله: "هل علي أن أقيد

قالت عائشة"، سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).

ص: 255

‌175 - بَابُ الرُّؤْيَا

° [21424] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فِي آخِرِ الزمَانِ لَا تَكَادُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُهُم رُؤْيَا أَصْدَقُهُمْ حَدِيثًا، وَالرُّؤْيَا ثَلَاثٌ: الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ بُشْرَى مِنَ اللهِ، وَالرُّؤْيَا يُحَدِّثُ بِهَا الرَّجُلُ نَفْسَهُ، وَالرُّؤْيَا تَحْزِينٌ

(1)

مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلَا يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا وَلْيَقُمْ فَلْيُصَل"، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يُعْجِبُنِي الْقَيْدُ وَأَكْرَهُ الْغُلَّ

(2)

، الْقَيْدُ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ.

وَقَالَ النَّبِيُّ عليه السلام: "رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتةِ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ".

° [21425] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَلْقَى مِنَ الرُّؤْيَا شِدَّةً غَيْرَ أَنِّي لَا أُزَمَّلُ

(3)

، حَتَّى حَدُّثَنِي * أَبُو قَتَادَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَليَبْصُقْ عَنْ شِمَالِهِ ثَلَاثَ نَفَثَاتٍ، وَلْيَسْتَعِذْ مِنَ الشيْطَانِ، فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّهُ".

° [21426] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الرُّؤْيَا تَقَعُ عَلَى مَا يُعَبَّرُ، وَمَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ رَجُلٍ رَفَعَ رِجْلَهُ فَهُوَ يَنْتَظِرُ مَتَى يَضَعُهَا، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا فَلَا يُحَدِّثُ بِهَا إِلَّا نَاصِحًا أَوْ عَالِمًا".

° [21427] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ

° [21424][الإتحاف: مي عه حم حب 19852][شيبة: 31152].

(1)

التحزين: الوسوسة، (انظر: اللسان، مادة: حزن).

(2)

الغل: الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه. (انظر: النهاية، مادة: غلل).

° [21425][الإتحاف: ط س عه حم حب 4095].

(3)

التزمل: التغطي بالثوب، والالتفاف فيه. (انظر: النهاية، مادة: زمل).

* ف/ 150 ب].

° [21427][الإتحاف: عه حم 18711][شيبة: 31090، 31091].

ص: 256

أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ * صلى الله عليه وسلم: "رُؤْيَا الْمُؤْمِنُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ".

[21428] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي كُنْتُ آمُرُكُمْ بِمَا أَمَرَكُمْ بِهِ الْقُرْآنُ، وَأَنْهَاكُمْ عَمَّا نَهَاكُمْ عَنْهُ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، وَآمُرُكُمْ بِاتِّبَاعِ الْفِقْهِ وَالسُّنَّةِ، وَالتَّفَهُّمِ فِي الْعَرَبِيَّةِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا فَقَصَّهَا عَلَى أَخِيهِ، فَلْيقُلْ: خَيْرٌ لَنَا وَشَرٌّ لِأَعْدَائِنَا.

[21429] أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وإنَّ نَارَكُمْ هَذِهِ لَجُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ

(1)

جَهَنَّمَ، وإِنَّ السَّمُومَ الْحَارَّ الَّتِي خَلَقَ اللَّهُ مِنْهَا الْجَانَّ لَجُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ.

[21430] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: رَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلٍ رُؤْيَا فَقَصَّهَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ، فَإِنَّكَ سَتُقْتَلُ فِي أَمْرٍ ذِي لَبْسٍ، فَقُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ.

[21431] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، سَمِعَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا فَكَرِهَهَا فَلْيقُلْ: أَعُوذُ بِمَا عَاذَتْ بِهِ مَلَائِكَةُ اللَّهِ وَرُسُلِهِ مِنْ شَرِّ رُؤْيَايَ اللَّيْلَةَ، أَنْ تَضُرَّنِي فِي دِينِي أَوْ دُنْيَايَ يَا رَحْمَانُ

(2)

.

° [21432] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

(3)

،

* [س/ 328].

(1)

غير واضح في (س)، وفي (ف):"نأمر"، والمثبت من "شعب الإيمان" للبيهقي (1/ 304) من طريق المصنف، به.

(2)

يأتي برقم (21438).

(3)

قوله: "عبيد الله بن عبد الله" وقع في (س): "عبد الله بن عبيد الله"، والمثبت من (ف).

ص: 257

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَن رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: إِنِّي أَرَى اللَّيْلَةَ اللَّيْلَةَ ظُلَّةً

(1)

يَنْطِفُ

(2)

مِنْهَا

(3)

السَّمْنُ

(4)

وَالْعَسَلُ، فَأَرَى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ

(5)

مِنْهَا بِأَيْدِيهِمْ، فَالْمُسْتَكْثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ، وَأَرَى سَبَبًا وَاصِلًا مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، فَأَرَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ

(6)

رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُل آخَرُ فَعَلَا، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَانْقَطَعَ بِهِ

(7)

، ثُمَّ وُصِلَ لَهُ فَعَلَا بِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ *، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَاللَّهِ لَتَدَعَنِّي فَلأَعْبُرَنَّهَا، فَقَالَ:"اعْبُرْهَا" فَقَالَ: أَمَّا الظُّلَّةُ فَظُلَّةُ الْإِسْلَامِ، وَأَمَّا مَا

(8)

يَنْطِفُ مِنَ السَّمْنِ وَالْعَسَلِ فَهُوَ الْقُرْآنُ لِينُهُ وَحَلَاوَتُهُ، وَأَمَّا الْمُسْتَكْثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ فَهُوَ الْمُسْتَكْثِرُ مِنَ الْقُرْآنِ، وَالْمُسْتَقِلُّ مِنْهُ، وَأَمَّا السَّبَبُ الْوَاصِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ فَهُوَ الْحَقُّ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، تَأْخُذُ بِهِ فَيُعْلِيكَ اللَّهُ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ بَعْدِكَ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَهُ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ بِهِ، ثُمَّ يُوصَلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ، أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، لَتُحَدِّثَنِّي أَصبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ؟ قَالَ:"أَصَبْتَ بَعْضًا، وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا" قَالَ: أَقْسَمْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَتُخْبِرَنِّي بِالَّذِي أَخْطَأْتُ قَالَ:"لَا تُقْسِمْ".

(1)

الظلة: السحابة. (انظر: المشارق)(1/ 328).

(2)

قوله: "ظلة ينطف"، وقع في (س):"الظلة تنتطف"، والمثبت من (ف).

النطف: القطر. (انظر: النهاية، مادة: نطف).

(3)

في (س): "منها با"، والمثبت من (ف).

(4)

قوله: "الليلة ظلة ينطف منها السمن" وقع في (ف): "الظلمة تنطف منها بالسمن"، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "سنن أبي داود"(4560)، "سنن الترمذي"(2460)، وغيرهما، من طريق عبد الرزاق، به.

(5)

التكفف: مد الأيدي للأخذ، أي: يأخذون بأكفهم. (انظر: جامع الأصول)(2/ 546).

(6)

ليس في (ف)، والمثبت من (س).

(7)

قوله: "ثم أخذ به رجل آخر فانقطع به" كرره في (ف)، والتصويب من (س).

* [ف/ 151 أ].

(8)

ليس في (ت)، (س)، واستدركناه من المصادر السابقة.

ص: 258

[21433] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، عَنْ بَعْضِ عُلَمَائِهِمْ قَالَ: لَا تَقُصَّ رُؤْيَاكَ عَلَى امْرَأَةٍ، وَلَا تُخْبِرْ بِهَا حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ.

[21434] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ الْأَرْضَ أَعْشَبَتْ، ثُمَّ أَجْدَبَتْ، ثُمَّ أَعْشَبَتْ، ثُمَّ أَجْدَبَتْ، فَقَالَ عُمَرُ: أَنْتَ رَجُلٌ تُؤْمِنُ ثُمَّ تَكْفُرُ، ثُمَّ تُؤْمِنُ ثُمَّ تَكْفُرُ، ثُمَّ تَمُوتُ كَافِرًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَمْ أَرَ شَيْئًا، فَقَالَ عُمَرُ:{قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} [يوسف: 41]، قَدْ قُضِيَ لَكَ مَا قُضِيَ لِصَاحِبِ يُوسُفَ.

° [21435] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَهُوَ الْحَقُّ".

° [21436] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، قَالَ: وَزَادَ: "فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَمَثَّلَ

(1)

بِي".

° [21437] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ أَبَا جَهْلٍ فِي النوْمِ أَتَانِي فَبَايَعَنِي"، فَلَمَّا أَسْلَمَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ قِيلَ لِلنَّبِيِّ عليه السلام: هُوَ هَذَا الَّذِي رَأَيْتَ فِي أَبِي جَهْلٍ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَا"، فَلَمَّا جَاءَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ فَأَسْلَمَ قَالَ:"هُوَ هَذَا".

[21438] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ: إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلْيقُلْ: أَعُوذُ بِمَا عَاذَتْ بِهِ مَلَائِكَةُ اللَّهِ وَرُسُلِهِ مِنْ شَرِّ رُؤْيَايَ الَّتِي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ، أَنْ تَضُرَّنِي فِي دِينِي وَدُنْيَايَ يَا رَحْمَانُ

(2)

.

(1)

التمثيل: التصوير. (انظر: النهاية، مادة: مثل).

[21438][شيبة: 24070].

(2)

تقدم برقم (21431).

ص: 259

‌176 - بَابُ الْخُصُومَةِ فِي الْقُرْآنِ

° [21439] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ * اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قوْمًا يَتَدَارَءُونَ

(1)

فِي

(2)

الْقُرآنِ، فَقَالَ:"إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِهَذَا، ضَرَبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، وَاِنَّمَا نَزَلَ كتَابُ اللهِ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَلَا تُكَذِّبُوا بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، فَمَا عَلِمْتُمْ مِنْهُ فَقُولُوهُ، وَمَا جَهِلْتُمْ مِنْهُ فَكِلُوهُ إِلَى عَالِمِهِ".

[21440] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ * ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَى عُمَرَ رَجُلٌ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَسْأَلُهُ عَنِ النَّاسِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ قَرَأَ مِنْهُمُ الْقُرآنَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ

(3)

: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَحَبُّ أَنْ يَتَسَارَعُوا يَوْمَهُمْ هَذَا فِي الْقُرْآنِ هَذِهِ الْمُسَارَعَةَ، قَالَ: فَزَبَرَنِي

(4)

عُمَرُ ثُمَّ قَالَ: مَهْ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَهْلِي مُكْتَئِبًا

(5)

حَزِينًا، فَقُلْتُ: قَدْ كُنْتُ نَزَلْتُ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ مَنْزِلَةً، فَلَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ سَقَطْتُ مِنْ نَفْسِهِ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي، فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي حَتَّى عَادَنِي نِسْوَةٌ أَهْلِي وَمَا بِي وَجَعٌ، وَمَا هُوَ إِلَّا الَّذِي تَقَبَّلَنِي بِهِ عُمَرُ، قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا عَلَى ذَلِكَ أَتَانِي رَجُلٌ، فَقَالَ: أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: خَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يَنْتَظِرُنِي، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي ثُمَّ خَلَا بِي، فَقَالَ: مَا الَّذِي

° [21439][الإتحاف: حم 11825].

* [ف/ 151 ب].

(1)

المدارأة: المخالفة والمدافعة. (انظر: اللسان، مادة: درأ).

(2)

ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "المدخل إلى السنن الكبرى" للبيهقي (ص 429) من طريق عبد الرزاق، به.

* [329/ س].

(3)

قوله: "قدم على عمر رجل

فقال ابن عباس" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(4)

الزبر: النهر وغلظ القول والرد. (انظر: النهاية، مادة: زبر).

(5)

في (س): "كئيبًا"، والمثبت من (ف).

ص: 260

كَرِهْتَ مِمَّا قَالَ الرَّجُلُ آنِفًا؟ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ كُنْتُ أَسَأْتُ، فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، وَأَنْزِلُ حَيْثُ أَحْبَبْتَ، قَالَ: لَتُحَدِّثَنِّي بِالَّذِي كَرِهْتَ مِمَّا قَالَ الرُّجُلُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَتَى مَا تَسَارَعُوا هَذِهِ الْمُسَارَعَةَ يَحِيفُوا، وَمَتَى مَا يَحِيفُوا يَخْتَصِمُوا، وَمَتَى مَا يَخْتَصِمُوا يَخْتَلِفُوا، وَمَتَى مَا يَخْتَلِفُوا يَقْتَتِلُوا، فَقَالَ عُمَرُ: لِلَّهِ أَبُوكَ، لَقَدْ كُنْتُ أُكَاتِمُهَا النَّاسَ حَتَّى جِئْتَ بِهَا.

‌177 - بَابُ عَلَى كَمْ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ مِنْ حَرْفٍ

° [21441] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: مَرَرْتُ بِهِشَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَمَعْتُ قِرَاءَتَهُ، فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكِدْتُ أَنْ أُسَاوِرَهُ

(1)

فِي الصَّلَاةِ، فَنَظَرتُهُ حَتَّى سَلَّمَ، فَلَمَّا سَلَّمَ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ

(2)

، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي أَسْمَعُكَ

(3)

تَقْرَؤُهَا؟ قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قُلْتُ لَهُ: كَذَبْتَ، فَوَاللَّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَهُوَ أَقْرَأَنِي هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي تَقْرَؤُهَا *، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ أَقُودُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ

(4)

عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا، وَأَنْتَ أَقْرَأْتَنِي سُورَةَ الْفُرْقَانِ فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَرْسِلْهُ يَا عُمَرُ، اقْرَأْ يَا هِشَامُ"، فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُ، فَقَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"هَكَذَا أُنْزِلَتْ"، ثُمَّ قَالَ:"اقْرَأْ يَا عُمَرُ"، فَقَرَأْتُ الْقِرَاءَةَ الَّتِي أَقْرَأَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ:

° [21440][الإتحاف: عه حب حم ط ش 15643، حم 15795][شيبة: 30751].

(1)

في (ف)، (س):"أثاوره"، والمثبت من "سنن الترمذي"(3189) من طريق عبد الرزاق، به.

المساورة: المواثبة والمقاتلة. (انظر: النهاية، مادة: سور).

(2)

لبَّبته بالرداء: إذا جعلت في عنقه ثوبًا أو غيره، وجررته به. (انظر: النهاية، مادة: لبب).

(3)

في (س): "نسمعك"، والمثبت من (ف).

* [ف/ 152 أ].

(4)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

ص: 261

"هَكَذَا أُنْزِلَتْ" ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ هَذَا

(1)

الْقُرآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَءُوا مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ".

° [21442] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ فَرَاجَعْتُهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ وَيَزِيدُنِي

(2)

حَتى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ".

قَالَ الزُّهْرِيُّ: وإنَّمَا هَذِهِ الْأَحْرُفُ فِي الْأَمْرِ الْوَاحِدِ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ حَلَالٌ وَلَا حَرَامٌ.

° [21443] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ لِي

(3)

أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: اخْتَلَفْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي فِي آيَةٍ، فَتَرَافَعْنَا فِيهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"اقْرَأْ يَا أُبَيُّ"، فَقَرَأْتُ، ثُمَّ قَالَ لِلْآخَرِ:"اقْرَأْ"، فَقَرَأَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"كِلَاكُمَا مُحْسِنٌ مُجْمِلٌ"، فَقُلْتُ: مَا كِلَانَا مُحْسِنٌ مُجْمِلٌ، قَالَ: فَدَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي صَدْرِي، فَقَالَ لِي: "إِنَّ الْقُرآنَ أُنْزِلَ عَلَيَّ، فَقِيلَ لِي: عَلَى حَرْفٍ أَوْ عَلَى حَرْفَيْنِ؟ قُلْتُ

(4)

: بَلْ عَلَى حَرْفَيْنِ، ثُمَّ قِيلَ لِي: عَلَى حَرْفَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ؟ فَقُلْتُ: بَلْ عَلَى ثَلَاثَةٍ حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، كُلُّهَا شَافٍ كَافٍ، مَا لَمْ تَخْلِطْ آيَةَ رَحْمَةِ بِآيَةِ عَذَابٍ، أَوْ آيَةَ عَذَابٍ بِآيَةِ رَحْمَةٍ، فَإِذَا كَانَتْ (عَزِيزٌ حَكِيمٌ) فَقُلْتَ:(سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ".

‌178 - بَابُ مَسْأَلَةِ النَّاسِ

° [21444] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اتْرُكُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثرَةِ مَسَائِلِهِمْ،

(1)

ليس في (ف)، والمثبت من (س).

° [21442][الإتحاف: عه حم 8041].

(2)

في (س): "ويزيد"، والمثبت من (ف).

(3)

في (س): "أبي"، والمثبت من (ف).

(4)

زاد قبله في (س): "ثم"، والمثبت من (ف).

° [21444] الإتحاف: حم ش حب 19448].

ص: 262

وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَمَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ، وَمَا أَمَرتُكُمْ بِهِ فَاعْمَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ".

° [21445] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَصْحَابِهِ:"اتْرُكُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ مَسَائِلِهِمْ، وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَمَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ، وَمَا أَمَرتُكُمْ بِهِ * فَاعْمَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ".

° [21446] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

مِثْلَهُ.

‌179 - بَابُ الْقَلْبِ

[21447] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النجُودِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: الْقَلْبُ مَلِكٌ وَلَهُ جُنُودٌ، فَإِذَا صَلُحَ الْمَلِكُ صَلُحَتْ جُنُودُهُ، وإِذَا فَسَدَ الْمَلِكُ فَسَدَتْ جُنُودُهُ

(1)

، الْأُذُنَانِ قَمْعٌ، وَالْعَيْنَانِ مَسْلَحَةٌ

(2)

، وَاللِّسَانُ تُرجُمَانٌ، وَالْيَدَانِ جَنَاحَانِ، وَالرِّجْلَانِ بَرِيدَانِ، وَالْكَبِدُ رَحْمَةٌ، وَالطُّحَالُ وَالْكُلْيَتَانِ مَكْرٌ، وَالرِّئَةُ نَفَسٌ، فَإِذَا صَلُحَ الْمَلِكُ صَلُحَتْ جُنُودُهُ، وإِذَا فَسَدَ الْمَلِكُ فَسَدَتْ جُنُودُهُ.

° [21448] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ *، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "فِي الْإِنْسَانِ مُضْغَةٌ إِذَا صَحَّتْ صَحَّ سَائِرُ جَسَدِهِ

(3)

، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ سَائِرُ جَسَدِهِ

(4)

"، يَعْنِي الْقَلْبَ.

* [ف/ 152 ب].

(1)

هنا انتهى الحديث في (س).

(2)

المسلحة: القوم الذين يحفظون الثغور من العدو. (انظر: النهاية، مادة: سلح).

* [س/ 330].

(3)

في (س): "الجسد"، والمثبت من (ف).

(4)

قوله: "وإذا فسدت فسد سائر جسده"، ليس في (س)، ولعله من انتقال نظر الناسخ، والمثبت من (ف).

ص: 263

‌180 - بَابُ أصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

° [21449] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ أَصْحَابِي فِي النَّاسِ كمَثَلِ الْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ".

قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ الْحَسَنُ

(1)

: هَيْهَاتَ! ذَهَبَ مِلْحُ الْقَوْمِ.

[21450] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَوْشَكَ أَنْ يَخْرُجَ الْبَعْثُ، فَيقَالُ: هَلْ فِيهِمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ؟ فَيُوجَدُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ وَالثَّلَاثَةُ فَيُسْتَنْصَرُ بِهِمْ، ثُمَّ يَخْرُجُ الْجَيْشُ

(2)

، فَيقَالُ: هَلْ فِيهِمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ؟ فَلَا يُوجَدُ، فَيقَالُ: هَلْ فِيهِمْ مَنْ صحِبَ صَحَابَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَيُوجَدُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ، حَتَّى لَوْ كَانَ أَحَدُهُمْ مِنْ وَرَاءِ الْبَحْرِ لَرَكِبُوا إِلَيْهِ يَتَفَقَّهُونَ مِنْهُ.

[21451] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ بَعْضِ بَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُمَرَ فِي سَفَرٍ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَنَزَلْنَا فِي الْقَائِلَةِ فَنِمْنَا، فَرَأَيْتُ كَأَنَّ عُمَرَ مَرَّ بِي، فَرَكَضَ أُمَّ كُلْثُومٍ ابْنَةَ عُقْبَةَ بِرِجْلِهِ، ثُمَّ مَضَى، فَشَدَدْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، ثُمَّ اتَّبَعْتُهُ

(3)

فَأَدْرَكْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا أَدْرَكْتُكَ حَتَّى حُسِرْتُ، وَمَا أَرَى النَّاسَ يُدْرِكُونَكَ

(4)

حَتَّى يُحْسِرُوا، فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَحْسَبُنِي أَسْرَعْتُ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَرَاهُ عَمَلَهُ - أَوْ

(5)

: إِنَّهُ لَيَعْمَلُهُ.

° [21449][شيبة: 36373].

(1)

ليس في (س)، والمثبت من (ف).

(2)

في (س): "بجيش"، والمثبت من (ف).

(3)

في (س): "تبعته"، والمثبت من (ف).

(4)

في (ف): "يدركوك"، والمثبت من (س).

(5)

في (س): "و"، والمثبت من (ف).

ص: 264

[21452] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: مَا كُنَّا نُبْعِدُ أَنَّ السَّكِينَةَ

(1)

تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ.

[21453] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ *، عَنْ عَكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، أَنَّ حَفْصَةَ، وَابْنَ مُطِيعٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ

(2)

كَلَّمُوا عُمَرَ بْنَ الْخَطابِ فَقَالُوا: لَوْ

(3)

أَكَلْتَ طَعَامًا طَيِّبًا، كَانَ أَقْوَى لَكَ عَلَى الْحَقِّ! قَالَ: أكُلُّكُمْ عَلَى هَذَا الرَّأْيِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْكُمْ إِلَّا نَاصحٌ، وَلكنِّي تَرَكْتُ صَاحِبَيَّ عَلَى الْجَادَّةِ، فَإِنْ تَرَكْتُ جَادَّتَهُمْ لَمْ أُدْرِكْهُمَا فِي الْمَنْزِلِ. قَالَ: وَأَصَابَ النَّاسَ سَنَةٌ، فَمَا أكَلَ عَامَئِذٍ سَمْنَا وَلَا سَمِينًا حَتَّى أُحْيِيَ النَّاسُ.

° [21454] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى عَلَى عُمَرَ قَمِيصًا أَبْيَضَ، فَقَالَ:"أَجَدِيدٌ قَمِيصُكَ هَذَا أَمْ غَسِيلٌ؟ " قَالَ: بَلْ غَسِيلٌ، فَقَالَ:"الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَمُتْ شَهِيدًا، وَيَززُقُكَ اللَّهُ قُرَّةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ"، قَالَ: وإيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.

° [21455] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ أَنِّي

(4)

فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ تَوَضَّأُ فِي قَصْرِهَا، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: لِعُمَرَ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ، فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا"، فَبَكَى عُمَرُ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ، وَقَالَ: أَوَعَلَيْكَ أَغَارُ يَا رَسُولَ اللَّهِ!

(1)

السكينة: الوقار والتأني في الحركة والسير. (انظر: النهاية، مادة: سكن).

* [ف/153 أ].

(2)

مكانه بياض في (س) بقدر كلمتين، والمثبت من (ف).

(3)

ليس في (ف)، والمثبت من (س)، ويوافقه ما في "السنن الكبرى" للبيهقي (17967)، من طريق عبد الرزاق، به،

° [21454][الإتحاف: حب حم ابن راهويه الطبراني، ابن أبى شيبة 9607].

(4)

قوله: "رأيت أني" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

ص: 265

° [21456] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نُحَدَّثُ

(1)

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أُتِيتُ بِقَدَحٍ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى إِنِّي

(2)

أَرَى الرَّيَّ

(3)

يَخْرُجُ فِي أَظْفَارِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ"، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "الْعِلْمُ".

° [21457] قال مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"بَينَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ وَعَلَيهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ"، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الدِّينُ".

[21458] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ رضي الله عنه، قَالَ كَعْبٌ: لَوْ دَعَا عُمَرُ لأُخِّرَ فِي أَجَلِهِ، فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! أَلَيسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف: 34]، قَالَ: وَقَدْ قَالَ: {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ} [فاطر: 11].

قَالَ الزُّهْرِيُّ: يَرَوْنَ أَنَّهُ إِذَا حَضَرَ أَجَلُهُ فَلَا يَستَأْخِرُ سَاعَةً وَلَا يَتَقَدَّمُ، فَمَا لَمْ يَضُرْ أَجَلُهُ فَإِنَّ اللَّهَ يُؤَخِّرُ مَا يَشَاءُ وَيُقَدِّمُ مَا يَشَاءُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَيْسَ أَحَدٌ إِلَّا لَهُ أَجَلٌ وَعُمْرٌ مَكْتُوبٌ.

° [21459] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ

° [21456][الإتحاف: مي عه حب حم 9425].

(1)

في (س): "نتحدث"، والمثبت من (ف).

(2)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(3)

الري: الشبع من الشرب. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: روي).

° [21457][الإتحاف: مي عه حب حم 5126].

° [21459][شيبة: 32691،32594].

ص: 266

مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم *: "أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَقْوَاهُمْ فِي أَمْرِ اللهِ عُمَر، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَان، وَأَمِينُ أُمَّتِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَأَعْلَمُ أُمَّتِي بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذٌ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيٌّ، وَأَفْرَضُهُمْ

(1)

زَيْدٌ".

قَالَ قَتَادَةُ فِي حَدِيثِهِ: "وَأَقْضَاهُمْ

(2)

عَلِيٌّ".

° [21460] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم علِيًّا إِلَى الْيَمَنِ، خَرَجَ بُرَيْدَةُ الْأَسْلَمِيُّ مَعَه، فَعَتَبَ * عَلَى عَلِيٍّ فِي بَعْضِ الشَّيءِ، فَشَكَاهُ بُرَيْدَةُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَإِنَّ عَلِيًّا مَوْلَاهُ".

° [21461] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيه، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِوَفْدِ ثَقِيفٍ حِينَ جَاءُوا: "لَتُسْلِمُنَّ أَوْ لَنَبْعَثَنَّ رَجُلا مِنِّي"، أَوْ قَالَ:"مِثْلُ نَفْسِي، فَلَيَضْرِبَنَّ أَعْنَاقَكُمْ، وَلَيَسْبِيَنَّ ذَرَارِيَّكُمْ، وَلَيَأْخُذَنَّ أَمْوَالَكُمْ"، فَقَالَ عُمَرُ: فَوَاللَّهِ مَا تَمَنَّيْتُ الْإِمَارَةَ إِلَّا يَوْمَئِذ، جَعَلْتُ أَنْصبُ صَدْرِي رَجَاءَ أَنْ يَقُولَ هُوَ هَذَا، قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَى عَلِيٍّ فَأَخَذَ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ:"هُوَ هَذَا، هُوَ هَذَا".

° [21462] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنٌ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، حَدِيثًا عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَى سَعْدٍ، فَقُلْتُ: حَدِّثْنَا حَدِيثًا عَنْكَ، حَدَّثْتَهُ حِينَ اسْتَخْلَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَغَضِبَ سَعْدٌ فَقَالَ: مَنْ حَدَّثَكَ بِهِ؟ فَكَرِهْتُ أَنْ أُخْبِرَ بِابْنِهِ، فَيَغْضَبَ

* [ف / 153 ب].

(1)

الفرائض: جمع فريضة، وهي: الحصص المقدرة للورثة من التركة، وعلم الفرائض: علم يعرف به كيفية قسمة التركة على مستحقيها. (انظر: معجم لغة الفقهاء)(ص 341).

(2)

تصحف في (س) إلى: "وأفضلهم"، والمثبت من (ف).

° [21462][الإتحاف: عه حب كم حم 5035][شيبة: 32738، 38163].

ص: 267

عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَاسْتَخْلَفَ عَلِيًّا عَلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ تَخْرُجَ مَخْرَجًا إِلَّا وَأَنَا مَعَكَ فِيهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي".

[21463] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ وَغَيْرِهِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ بَعْدَ خَدِيجَةَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ، أَوْ سِتَّ عَشْرَةَ.

[21464] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ عَلِيٌّ.

[21465] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيّ قَالَ: مَا عَلِمْنَا أَحَدًا أَسْلَمَ قَبْلَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ.

قال عبد الرزاق: وَلَا أَعْلَمُ أَحَدَا ذَكَرَهُ.

° [21466] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: اخْتَصَمَ فِي بِنْتِ حَمْزَةَ عَلِيٌّ، وَجَعْفَرٌ، وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَخْرَجْتُهَا مِنْ مَكَّةَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَأَنَا ابْنُ عَمِّهَا، وَقَالَ * جَعْفَرٍ: أَنَا ابْنُ عَمِّهَا وَخَالَتُهَا عِنْدِي

(1)

، وَقَالَ زَيْدٌ: أَنَا عَمُّهَا، فَآخَى بَيْنَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِعَلِيٍّ:"أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ"، وَقَالَ لِجَعْفَرٍ:"أَشْبَهَ خَلْقُكَ خَلْقِي، وَخُلُقُكَ خُلُقِي"، وَقَالَ لِزَيْدٍ: "أَنْتَ

(2)

مَوْلَايَ، وَأَحَبُّ الْقَوْمِ إِلَيَّ، ادْفَعُوهَا إِلَى خَالَتِهَا"، فُدُفِعَتْ إِلَى جَعْفَرٍ.

° [21467] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

* [ف / 154 ب].

(1)

قوله: "وخالتها عندي" ليس في (ف)، (س)، والسياق بعده يقتضيه، وهو الذي في روايات الحديث عند غير عبد الرزاق.

(2)

بعده في (ف)، (س):"وخالتها"، وهو خطأ ظاهر.

° [21467][شيبة: 32761].

ص: 268

قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: "لَأَدْفَعَنَّ الرَّايَةَ إِلَى رَجُلٍ يُحبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ"، أَوْ "يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ"، فَدَفَعَهَا إِلَى عَلِيٍّ، وإِنَّهُ لَأَرْمَدُ، مَا يُبْصِرُ مَوْضِعَ قَدَمَيْهِ، فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ وَكَانَ الْفَتْحُ

(1)

.

° [21468] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: لَمَّا زَوَّج النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ قَالَ: "مَا ألَوْتُ أَنْ أُنْكِحَكَ أَحَبَّ أَهْلِي إِلَيَّ".

° [21469] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مَالُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنْفَعُ لِي مِنْ مَالِ أَبِي بَكْرٍ"، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي فِي مَالِ أَبِي بَكْرٍ كَمَا يَقْضِي فِي مَالِ نَفْسِهِ.

° [21470] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا أَحَدًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ خَلِيلًا".

° [21471] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَمْرَو بْنَ الْعَاصي عَلَى جَيْشٍ، وَكَانَ يُقَالُ لَهَا: غَزْوَةُ ذَاتِ السَّلَاسِلِ

(2)

، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ:"عَائِشَةُ"، قَالَ: قُلْتُ: لَسْتُ أَعْنِي النِّسَاءَ، قَالَ:"فَأَبُوهَا إِذَنْ".

° [21472] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَتْ بُقْعَةٌ إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ يَشْتَرِيهَا وَيُوَسِّعُهَا فِي الْمَسْجِدِ وَلَهُ مِثْلُهَا فِي الْجَنةِ"؟ فَاشْتَرَاهَا عُثْمَانُ فَوَسَّعَهَا فِي الْمَسْجِدِ.

(1)

تقدم برقم: (10472).

° [21470][الإتحاف: عه حب حم 13084][شيبة: 32586].

(2)

ذات السلاسل: هي اليوم شمال غرب المملكة العربية السعودية، شرق ميناءي الوجه وضبا، وكانت غزوة ذات السلاسل في جمادى الآخرة سنة 8 هجرية. (انظر: أطلس الحديث النبوي) (ص 180).

ص: 269

° [21473] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: نَاشَدَ عُثْمَانُ النَّاسَ يَوْمًا، فَقَالَ: أَتَعْلَمُونَ أَنَّ النَّبِيَّ عليه السلام صَعِدَ أُحُدًا وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ وَأَنَا، فَارْتَجَّ أُحُدٌ وَعَلَيْهِ النَّبِيُّ عليه السلام، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَان، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اثْبُتْ أُحُدُ! مَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ، وَصِدِّيقٌ، وَشَهِيدَانِ".

° [21474] قال مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ بِمِثْلِهِ.

° [21475] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: حَسِبْتُهُ قَالَ: فِي * الْحَائِطِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"اذْهَبْ! فَأذَنْ له، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، قالَ: فَذَهَبْتُ فَإِذَا هُوَ أَبُو بَكْرٍ*، قُلْتُ: ادْخُلْ وَأَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، فَمَا زَالَ يَحْمَدُ اللَّهَ حَتَّى جَلَسَ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:"اذْهَبْ فَأْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنةِ" فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هُوَ عُمَر، فَقُلْتُ: ادْخُلْ وَأَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، فَمَا زَالَ يَحْمَدُ اللَّهَ حَتَّى جَلَسَ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِي عليه السلام:"اذْهَبْ فَأْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ بَعْدَ بَلْوَى شَدِيدَةٍ"، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هُوَ عُثْمَان، فَقُلْتُ: ادْخُلْ وَأَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى شَدِيدَةٍ، فَجَعَلَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ صَبْرًا حَتَّى جَلَسَ.

° [21476] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ

(1)

بَقَرَةً قَدْ حَمَلَ عَلَيْهَا، الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ الْبَقَرَةُ، فَقَالَتْ: إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا، وَلَكِنِّي خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ

(2)

"، فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِي عليه السلام: "فَإِنِّي أُؤْمِنُ بِذَلِكَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ".

° [21475][الإتحاف: عه حب حم 12240].

* [ف / 154 ب].

* [س / 332].

(1)

تصحف في (ف) إلى: "يسرق"، وفي (س) إلى:"سرق"، والتصويب من "صحيح البخاري"(3656)، من طريق الزُّهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به، موصولا.

(2)

الحرث والحراثة: العَمل في الأرض زَرْعًا كان أَو غَرْسًا. (انظر: اللسان، مادة: حرث).

ص: 270

° [21477] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَا رَاعِي يَرْعَى غَنَمًا لَه، فَجَاءَ الذِّئْبُ فَأَخَذَ شَاةً، فَتَبِعَهُ الرَّاعِي حَتَّى اسْتَنْقَذَ الشَّاةَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذئْبُ فَقَالَ: مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ

(1)

"، يَعْنِي مَكَانًا "لَيْسَ لَهُ بِهَا رَاعٍ غَيْرِي"، فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ يَتَكَلَّمُ الذِّئْب، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَإِنِّي أُؤْمِنُ بِذَلِكَ كُلِّهِ وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ".

[21478] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سُئِلَ حُذَيْفَة، عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: إِنَّمَا يُفْتِي أَحَدُ ثَلَاثَةٍ: مَنْ عَرَفَ النَّاسِخَ وَالْمَنْسُوخَ، قَالُوا: وَمَنْ يَعْرِفُ ذَلِكَ؟ قَالَ: عُمَر، أَوْ رَجُل وَلِيَ سُلْطَانًا فَلَا يَجِدُ بُدًّا مِنْ ذَلِكَ، أَوْ مُتَكَلِّفٌ.

[21479] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَدْ قُبِضَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي الْجَنَّةِ هُوَ، قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: ذَاكَ الْأَوَّاهُ عِنْدَ كُلِّ خَيْرٍ يُبْغَى، قَالَ: تُوُفِّيَ عُمَرُ فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّ أَهْلًا

(2)

بِعُمَرَ.

[21480] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ وَحَمَّادٍ سَمِعَهُمَا، يَقُولَانِ كَانَ

(1)

يوم السبع: أراد من لها عند الفتن حين يتركها الناس هملا لا راعي لها، نهبة للذئاب والسباع، فجعل السبع لها راعيا إذ هو منفرد بها، ويكون حينئذ بضم الباء. وهذا إنذار بما يكون من الشدائد والفتن التي يهمل الناس فيها مواشيهم فتستمكن منها السباع بلا مانع. (انظر: النهاية، مادة: سبع).

[21479][شيبة: 32638].

(2)

قوله: "فحي أهلا"، كذا في (ف)، (س)، بزيادة ألف، وهو ما جاءت به رواية القابسي لـ "صحيح البخاري"، والصواب:"فحيهلا" بحذفها، كما في الحديث بعده. وينظر:"فتح الباري" لابن حجر (7/ 399).

حيهلا: أي ابدأ به واعجل بذكره، وهما كلمتان جُعلتا كلمة واحدة. وفيها لغات. وهلا: حث واستعجال. (انظر: النهاية، مادة: حيا).

ص: 271

ابْنُ مَسْعُودٍ يَقُولُ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ حِصْنًا حَصِينًا لِلْإِسْلَامِ، يَدْخُلُ فِي الْإِسْلَامِ فَلَا يَخْرُجُ مِنْه، فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ انْثَلَمَ مِنَ الْحِصْنِ ثُلْمَةٌ، فَهُوَ يَخْرُجَ مِنْهُ وَلَا يَدْخُلُ فِيهِ، وَكَانَ إِذَا سَلَكَ طَرِيقًا وَجَدْنَاهُ سَهْلًا، وإذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّهَلَا * بِعُمَرَ، فَصْلًا مَا بَيْنَ الزِّيَادَةِ وَالئقْصَانِ، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أَخْدُمُ

(1)

مِثْلَهُ حَتَّى أَمُوتَ.

[21481] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عِرَارٍ

(2)

، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ، عَنْ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ قَالَ: أَمَّا عَلِيٌّ فَهَذَا مَنْزِلُهُ لَا أُحَدِّثُكَ عَنْهُ بِغَيْرِهِ، وَأَمَّا عُثْمَانُ فَأَذْنَبَ يَوْمَ أُحُدٍ ذَنْبًا عَظِيمًا، فَعَفَا اللهُ عَنْه، وَأَذْنَبَ فِيكُمْ ذَنْبًا صَغِيرًا، فَقَتَلْتُمُوهُ.

° [21482] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِي، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَعَهُ فِي مرْطٍ

(3)

وَاحِدٍ، قَالَتْ: فَأَذِنَ لَه، فَقَضَىى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ وَهُوَ مَعِي فِي الْمِرْطِ، ثُمَّ خَرَجَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ عُمَر، فَأَذِنَ لَه، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ وَهُوَ مَعِي فِي الْمِرْطِ، ثُمَّ خَرَجَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَان، فَأَصْلَحَ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ وَجَلَسَ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَه، ثُمَّ خَرَجَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَأْذَنَ عَلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ فَقَضَى إِلَيْكَ حَاجَتَهُ عَلَى

* [ف / 155 أ].

(1)

طمس في (ف)، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "المعجم الكبير" للطبراني (9/ 179، 8807)، عن الدبري، عن عبد الرزاق، به.

(2)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"عراك"، والتصويب من "فضائل الصحابة" لأحمد بن حنبل (2/ 595) عن المصنف، به. وينظر:"تهذيب الكمال"(22/ 528)، "الإكمال" لابن ماكولا (6/ 188).

° [21482][الإتحاف: حم 21690].

(3)

المرط: كل ثوب غير مخيط يشتمل به كالملحفة، ويكون من خزّ أو صوف أو كتان. والجمع: المروط. (انظر: معجم الملابس)(ص 464).

ص: 272

حَالِكَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَقَضَى إِلَيْكَ حَاجَتَهُ عَلَى حَالِكَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ فَكَأَنَّكَ احْتَفَظْتَ، فَقَالَ:"إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ، وَلَوْ أَنَي أَذِنْتُ لَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ خَشِيتُ ألا يَقْضِيَ حَاجَتَهُ إِلَيَّ".

قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَيْسَ كَمَا يَقُولُ الْكَذَّابُونَ: "ألَا أَسْتَحْيِ مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ".

° [21483] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ

(1)

، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَهْطًا فِيهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَلَمْ يُعْطِهِ مَعَهُمْ شَيْئًا، فَخَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَبْكِي، فَلَقِيَهُ عُمَر، قَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَعْطَى النَّبِيُّ عليه السلام رَهْطًا وَلَم يُعْطِنِي مَعَهُمْ، فَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ إِنَّمَا مَنَعَهُ مِنْ جَرِيمَةٍ وَجَدَهَا عَلَيَّ، قَالَ: فَدَخَلَ عُمَرَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ خَبَرَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لَيْسَ بِي سَخْطَةٌ عَلَيْهِ، وَلَكِنِّي وَكَلْتُهُ إِلَى إِيمَانِهِ".

° [21484] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ وَأَبَانٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ:"أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ"، فَقَالَ أُبَيٌّ: وَسَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: "وَسَمَّاكَ لِي"، قَالَ: فَبَكَى أُبَيٌّ.

وَأَمَّا أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ فَأَخْبَرَنِي، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أَوَذُكِرْتُ فِيمَا هُنَالِكَ؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "نَعَمْ"، قَالَ: فَبَكَى أُبَيٌّ.

° [21485] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ فَذَكَرَ بِلَالًا، فَقَالَ: كَانَ شَحِيحًا عَلَى دِينِهِ، وَكَانَ يُعَذَّبُ فِي اللَّهِ عز وجل، وَكَانَ يُعَذَّبُ عَلَى دِينِهِ، فَإِذَا أَرَادَ الْمُشْرِكُونَ * أَنْ يُقَارِبَهُمْ * قَالَ: اللَّهَ اللَّهَ، قَالَ:

(1)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"عبيد"، والتصويب من "فضائل الصحابة" لأحمد بن حنبل (2/ 728)، عن المصنف، به، "تاريخ دمشق"(35/ 281)، من طريق الزُّهري، به.

* [س / 333].

* [ف / 155 ب].

ص: 273

فَلَقِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أبَا بَكْرٍ، فَقَالَ:"لَوْ كَانَ عِنْدَنَا شَيْءٌ اشْتَرَيْنَا بِلَالًا"، فَلَقِيَ أَبُو بَكْرٍ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: اشْتَرِ بِلَالًا، قَالَ: فَانْطَلَقَ الْعَبَّاسُ، فَقَالَ لِسَيِّدِهِ: هَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَنِي عَبْدَكَ هَذَا قَبْلَ أَنْ يَفُوتَكَ خَيْرُهُ وَتُحْرَمَ ثَمَنَهُ؟ قَالَ: وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ إِنَّهُ خَبِيثٌ، إِنَّه، إِنَّهُ

(1)

! قَالَ: فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَاشْتَرَاهُ الْعَبَّاس، فَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَأَعْتَقَه، فَكَانَ يُؤَذِّنُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلْ عِنْدِي، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي لِنَفْسِكَ فَاحْبِسْنِي، وإِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي لِلَّهِ فَذَرْنِي أَذْهَبُ إِلَى اللَّهِ، فَقَالَ: اذْهَبْ، فَذَهَبَ إِلَى الشَّامِ، فَكَانَ بِهَا حَتَّى مَاتَ.

° [21486] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ فَقَالَ:"يَلُومُنِي النَّاسُ فِي تَأْمِيرِي أُسَامَةَ، كَمَا لَامُونِي فِي تَأْمِيرِ أَبِيهِ قَبْلَه، وإنَّ أَبَاهُ كَانَ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ، وَإِنَّهُ لَمِنَ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ بَعْدَهُ".

° [21487] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَس قَالَ: لَمَّا حُمِلَتْ جِنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ الْمُنَافِقُونَ: مَا أَخَفَّ جِنَازَتَه، لِحُكْمِهِ فِي قُرَيْظَةَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"لَا، وَلَكِنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانَت تَحْمِلُهُ".

° [21488] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ: أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حلَّةٌ مِنْ سُنْدُسٍ، فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَعْجَبُونَ

(2)

مِنْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَا يُعْجِبُكُمْ مِنْهَا؟ فَوَاللهِ لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْهَا".

° [21489] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: لَمَّا كَتَبْنَا الْمَصَاحِفَ، فَقَدْتُ آيَةً كُنْتُ أَسْمَعُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم،

(1)

قوله: "إنه إنه" ليس في (س)، والمثبت من (ف).

(2)

في (س): "يتعجبون"، والمثبت من (ف).

° [21489][الإتحاف: حم حب 4761].

ص: 274

فَوَجَدْتُهَا عِنْدَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} حَتَّى: {وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23]، قَالَ: فَكَانَ خُزَيْمَةُ يُدْعَى ذُو الشَّهَادَتَيْنِ، فَأَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ، قَالَ: وَقُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ.

° [21490] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَوْ قَتَادَةَ، أَوْ كِلَيْهِمَا، أَنَّ يَهُودِيًّا جَاءَ يَتَقَاضَى رَسُولَ اللَّهِ عز وجل، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"قَدْ قَضَيْتُكَ"، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: بَيِّنَتَكَ، قَالَ: فَجَاءَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصارِيُّ فَقَالَ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ

(1)

قَضاكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"وَمَا يُدْرِيكَ؟ " قَالَ: إِنِّي أُصدِّقُكَ بِأَعْظَمَ مِنْ ذَلِكَ، أُصَدِّقُكَ بِخَبَرِ السَّمَاءِ، فَأَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ.

° [21491] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ * قَتَادَةَ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: جَاءَ غُلَام لِحَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ حَاطِبًا صَكَّ

(2)

وَجْهِي، وَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ سَيَدْخُلُ بِهَا النَّارَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "كَذَبْتَ، كَلَّا إِنهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَالْحُدَيْبِيَةَ

(3)

".

[21492] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيوبَ، عَنْ عَائِشَةَ ابْنَةِ سَعْدٍ قَالَتْ: أَنَا ابْنَةُ الْمُهَاجِرِ الَّذِي فَدَاهُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ بِالْأَبَوَيْنِ.

° [21493] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِسَعْدٍ يَوْمَ أُحُدٍ:"فِدَاكَ أَبِي"، ثُمَّ قَالَ:"فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي".

(1)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

* [ف / 156 أ].

(2)

الصك: الضرب. (انظر: النهاية، مادة: صكك).

(3)

الحديبية: تقع على مسافة اثنين وعشرين كيلو مترا غرب مكة على طريق جدة، ولا تزال تعرف بهذا الاسم. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 97).

ص: 275

[21494] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: لَا تَقُولُوا لِحَسَّانَ إِلَّا خَيْرًا؟ فَإِنَّهُ كَانَ يُهَاجِي عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَيَهْجُو الْمُشْرِكِينَ. قَالَ: وَكَانَ حَسَّانُ إِذَا دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ أَلْقَتْ لَهُ وِسَادَةً فَجَلَسَ عَلَيْهَا.

° [21495] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ الْأَنْصَارِيَّةُ تَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ، اقْتَرَعَتِ الْأَنْصَارُ عَلَى سُكْنَتِهِمْ، قَالَتْ: فَصَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِي السُّكْنَى، فَمَرِضَ، فَمَرَّضْنَاه، ثُمَّ تُوُفِّيَ، فَجَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ، فَشَهَادَتِي أَنْ قَدْ أَكْرَمَكَ اللَّه، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ؟ " فَقَالَتْ: لَا أَدْرِي وَاللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَمَّا هُوَ فَقَدْ أَتَاهُ الْيَقِين مِنْ رَبِّهِ، وَإنِّي لأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي، وَأَنَا رَسُولُ اللهِ

(1)

، مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ"، قَالَتْ: فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي

(2)

بَعْدَهُ أَحَدًا أَبَدًا، قَالَتْ: ثُمَّ رَأَيْتُ بَعْدُ لِعُثْمَانَ فِي النَّوْمِ عَيْنًا

(3)

تَجْرِي، فَقَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ:"ذَلِكَ عَمَلُهُ".

° [21496] قال مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ عَنِ الزُّهْرِيِّ يَقُولُ: كَرِهَ الْمُسْلِمُونَ مَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعُثْمَانَ حِينَ تُوُفِّيَتِ ابْنَةُ * النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "الْحَقِي بِفَرَطِنَا عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ".

° [21497] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ صَاحِبٍ لَه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذِ:"اللَّهُمَّ سَدِّدْ رَمْيَتَه، وَأَجِبْ دَعْوَتَهُ".

° [21498] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ كَانَ أَحَدَ بَنِي عَبْسٍ، وَكَانَ أَنْصَارِيًّا، وإنَّهُ قَاتَلَ مَعَ أَبِيهِ الْيَمَانِ يَوْمَ

(1)

لفظ الجلالة ليس في (ف)، (س)، واستدرك من:"مسند أحمد"(28101)، "المنتخب من مسند عبد بن حميد"(1593)، كلاهما عن عبد الرزاق، به.

(2)

التزكية: المدح. (انظر: النهاية، مادة: زكا).

(3)

العين: ينبوع الماء ينبع من الأرض ويجري. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: عين).

* [س/ 334].

ص: 276

أُحُدٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِتَالًا شَدِيدًا، وإِنَّ الْمُسْلِمِينَ أَحَاطُوا بِالْيَمَانِ يَضْرِبُونَهُ بِأَسْيَافِهِمْ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: يَغْفِرُ اللَّهُ لكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَزَادَتْهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْرًا، وَوَدَى

(1)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْيَمَانَ، قَالَ: فَبَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَائِرٌ إِلَى تَبُوكَ، نَزَلَ * عَنْ رَاحِلَتِهِ لَيُوحَى إِلَيْهِ، وَأَنَاخَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَنَهَضَتِ النَّاقَةُ تَجُرُّ زِمَامَهَا مُطْلَقَةً، فَتَلَقَّاهَا حُذَيْفَة، فَأَخَذَ بِزِمَامِهَا يَقُودُهَا حَتَّى أَنَاخَهَا وَقَعَدَ عِنْدَهَا، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قامَ، فَأَقْبَلَ يُرِيدُ نَاقَتَه، فَقَالَ:"مَنْ هَذَا"؟ فَقَالَ: حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"فَإِنِّي أُسِرُّ إِلَيْكَ سِرًّا لَا تُحَدِّثْ بِهِ أَحَدًا أَبَدًا، إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أُصَلِّيَ عَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ"، رَهْطٍ ذَوِي

(2)

عَدَدٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، قَالَ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَاسْتُخْلِفَ عُمَر، فَكَانَ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ مِنْ أَصحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ يَظُنُّ عُمَرُ أَنَّهُ مِنْ أُولَئِكَ الرَّهْطِ؛ أَخَذَ بِيَدِ حُذَيْفَةَ، فَقَادَه، فَإِنْ مَشَى مَعَهُ صَلَّى عَلَيْهِ، وَإِنِ انْتَزَعَ مِنْهُ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ

(3)

، وَأَمَرَ مَن يُصَلِّي عَلَيْهِ.

° [21499] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ هَلَكْت، نَهَى

(4)

اللَّهُ الْمَرْءَ أَنْ يُحِبَّ أَنْ يُحْمَدَ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ، وَأَجِدُنِى أُحِبُّ أَنْ أُحْمَدَ، وَنَهَى اللَّهُ عَنِ الْخُيَلَاءِ، وَأَجِدُنِي أُحِبُّ الْجَمَالَ

(5)

، وَنَهَى اللَّهُ أَنْ نَرْفَعَ أَصْوَاتَنَا فَوْقَ صَوْتِكَ، وَأَنَا امْرُؤٌ جَهِيرُ الصَّوْتِ،

(1)

الدية: المال الواجب في إتلاف نفوس الآدميين، والجمع ديات. (انظر: معجم لغة الفقهاء) (ص 188).

* [ف/ 156 ب].

(2)

قوله: "رهط ذوي"، وقع في (س):"ورهط من ذوي"، والمثبت من (ف).

(3)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(4)

في (ف)، (س):"يمهل"، والتصويب مما يأتي في سياق هذا الحديث، وهو الموافق لما في:"تفسير عبد الرزاق"(3/ 219)، "دلائل النبوة" للبيهقي (6/ 355)، من طريق عبد الرزاق، به، "إمتاع الأسماع" للمقريزي (14/ 216)، معزوًّا لعبد الرزاق.

(5)

في (ف)، (س):"الخيال"، والتصويب من المصادر السابقة.

ص: 277

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَا ثَابِتُ، أَمَا تَرْضَى أَنْ تَعِيشَ حَمِيدًا، وَتُقْتَلَ شَهِيدًا، وَتَدْخُلَ الْجَنَّةَ"، قَالَ: فَعَاشَ حَمِيدًا، وَقُتِلَ

(1)

شَهِيدًا يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ

(2)

.

° [21500] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يُحَدِّثُ عَنْ أُمِّهِ

(3)

، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ يَبْنُونَ الْمَسْجِدَ، جَعَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَحْمِلُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَبِنَةً، وَعَمَّارٌ يَحْمِلُ لَبِنَتَيْنِ؟ عَنْهُ لَبِنَةً، وَعَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَبِنَةً، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ، فَمَسَحَ

(4)

ظَهْرَه، وَقَالَ: "يَا ابْنَ سُمَيَّةَ، لِلنَّاسِ أَجْرٌ، وَلَكَ أَجْرَانِ، وَآخِرُ زَادِكَ شَرْبَةٌ

(5)

مِنْ لَبَنٍ، وَتَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ".

° [21501] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَخْبَرَهُ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ دَخَلَ عَمْرُو بْنُ حَزْمٍ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، فَقَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ"، فَقَامَ عَمْرٌ ويُرَجِّعُ فَزِعًا حَتَّى دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ! فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: قُتِلَ عَمَّارٌ، فَمَاذَا؟! قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ

(6)

: "تَقتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ"، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: دُحِضْتَ

(7)

فِي بَوْلِكَ

(8)

، أَنَحْنُ

(1)

في (س): "ومات".

(2)

في (ف): "مسلمة"، والتصويب من (س).

(3)

في (ف)، (س):"أبيه"، والتصويب من:"دلائل النبوة"(2/ 550) للبيهقي، من طريق عبد الرزاق، به، "البداية والنهاية" لابن كثير (4/ 535)، معزوًّا لعبد الرزاق.

(4)

قوله: "إليه فمسح"، وقع في (س):"يمسح"، والمثبت من (ف). وينظر:"دلائل النبوة".

(5)

بعده في (س): "فيه"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.

° [21501][الإتحاف: كم حم 15936، كم حم 15970].

(6)

ليس في (ف)، والمثبت من (س)، ويوافقه ما في:"مسند أحمد"(18056)، "مسند أبي يعلى"(13/ 123)، كلاهما من طريق عبد الرزاق، به.

(7)

الدحض: الزَّلَق. (انظر: النهاية، مادة: دحض).

(8)

في (ف)، (س):"قولك"، والتصويب من المصدرين السابقين.

ص: 278

قَتَلْنَاهُ؟! إِنَّمَا قَتَلَة عَلِيٌّ وَأَصْحَابُه، جَاءُوا بِهِ حَتَّى أَلْقَوْهُ تَحْتَ رِمَاحِنَا، أَوْ قَالَ *: بَيْنَ سُيُوفِنَا.

[21502] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ الْمُهَاجِرُونَ لِعُمَرَ: أَلَا تَدْعُو أَبْنَاءَنَا كَمَا تَدْعُو ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: ذَلِكُمُ فَتَى الْكُهُولِ؛ فَإِنَّ لَهُ لِسَانًا سَئُولًا، وَقَلْبًا عَقُولًا.

° [21503] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَوَّلُ سَيْفٍ سُلَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَيْفُ الزُبَيْرِ، نُفِحَتْ نَفْحَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُخِذَ بِأَعْلَى مَكَّة، فَخَرَجَ الزُّبَيْرُ بِسَيْفِهِ يَشُقُّ

(1)

النَّاسَ، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"مَا لَكَ يَا زُبَيْرُ؟! " قَالَ: أُخْبِرْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّكَ أُخِذْتَ، قَالَ: فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَلِسَيْفِهِ.

° [21504] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا وَلَّى الزُّبَيْرُ يَوْمَ الْجَمَلِ، بَلَغَ عَلِيًّا، فَقَالَ: لَوْ كَانَ ابْنُ صفِيَّةَ يَعْلَمُ أَنَّهُ عَلَى حَقِّ مَا وَلَّى، قَالَ: وَذَلكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقِيهمَا فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَقَالَ:"أَتُحِبُّهُ يَا زُبَيْرُ؟ " فَقَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي؟! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَكَيْفَ أَنْتَ إِذَا قَاتَلْتَهُ وَأَنْتَ ظَالِمٌ لَهُ؟! " قَالَ: فَيَرَوْنَ أَنَّهُ إِنَّمَا وَلَّى لِذَلِكَ.

° [21505] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ * إِسْمَاعَيلَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَتَيَانِ أَرْغَبُ بِهِمَا عَنِ النَّارِ: عَتَّابُ بْنُ أَسِيدٍ، وَأَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ - أَوْ: جُبَيرُ بْنُ مُطْعِمٍ"، يَشُكُّ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَا.

* [ف/ 157 أ].

° [21503][شيبة: 19869، 37091].

(1)

في (س): "فشق"، والمثبت من (ف).

* [س/ 335].

ص: 279

° [21506] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا سَابِقُ الْعَرَبِ، وَبِلَالٌ سَابِقُ الْحَبَشَةِ، وَصُهَيْبٌ سَابِقُ الرُّومِ، وَسَلْمَانُ سَابِقُ فَارِسَ".

‌181 - بَابُ الْمُخَنَّثِينَ

(1)

مِنَ الرِّجَالِ

(2)

وَالْمُذَكَّرَاتِ

° [21507] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَأَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ

(3)

مِنَ النِّسَاءِ.

° [21508] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَخْرِجُوا الْمُخَنَّثِينَ مِنْ بُيُوتِكُمْ".

قَالَ: وَأَخْرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مخَنَّثًا، وَأَخْرَجَ عُمَرُ مُخَنَّثًا.

° [21509] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ مِنَ الْمُخَنَّثِينَ فَأُخْرِجَ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَأَمَرَ أَبُو بَكْرٍ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ فَأُخْرِجَ أَيْضًا.

[21510] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَوَّلُ مَنِ اتُّهِمَ بِالْأَمْرِ الْقَبِيحِ * - يَعْنِي: عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ - عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، فَأَمَرَ عُمَرُ بَعْضَ شَبَابِ قُرَيْشٍ أَلَّا يُجَالِسُوهُ.

° [21506][شيبة: 32995].

(1)

المخنَّثون: جمع المخنَّث، وهو: التشبه بالمرأة في سلوكه لبسًا وحركةً وكلامًا. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: خنث).

(2)

قوله: "من الرجال" ليس في (ف)، وأثبتناه من (س).

° [21507][الإتحاف: مي حب حم 8620][شيبة: 27020].

(3)

المترجلات: المتشبِّهات بالرجال في الزِّيِّ والهيئة. (انظر: النهاية، مادة: رجل).

* [ف/ 157 ب].

ص: 280

° [21511] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ رَفَعَهُ قَالَ:"لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ دَيُّوثٌ، وَلَا مُدْمِنُ خَمْرِ، وَلَا رَجُلَةُ نِسَاءٍ".

‌182 - بَابُ مُبَاشَرَةِ

(1)

الرَّجُلِ الرَّجُلَ

° [21512] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْظُرَ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ، وَالْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ، وَأَنْ يُبَاشِرَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ، وَأَنْ تُبَاشِرَ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ.

‌183 - بَابُ الْيَقِينِ وَالْوَسْوَسَةِ

(2)

° [21513] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(3)

إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ أَشْيَاءَ يُوَسْوِسُ بِهَا الشَّيْطَانُ فِي صُدُورِنَا، لأَنْ يَخِرَّ

(4)

أَحَدُنَا مِنَ الثُّرَيَّا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَبُوحَ بِهِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَوَقَدْ وَجَدْتُمْ ذَلِكَ؟! إِنَّ الشيْطَانَ يُرِيدُ الْعَبْدَ فِيمَا دُونَ ذَلِكَ، فَإِذَا عُصِمَ

(5)

مِنْهُ أَلْقَاهُ فِيمَا هُنَالِكَ، وَذَلِكَ صَرِيحُ

(6)

الْإِيمَانِ".

° [21514] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِن قَوْمًا سَيَقُولُونَ: خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَهُ؟ فَإِذَا سَمِعْتُمْ ذَلِكَ فَقُولُوا: آمَنَّا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ".

° [21515] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَشَانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كنْتُ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ أَمْرٍ لَمْ أَفْهَمْه، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اللَّهُ أَكْبَرُ!

(1)

المباشرة: الملامسة. وأصله من لمس بشرة الرجل بشرة المرأة. (انظر: النهاية، مادة: بشر).

° [21512][شيبة: 1142].

(2)

الوسوسة: حديث النفس والأفكار. (انظر: النهاية، مادة: وسوس).

(3)

قوله: "من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم " ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(4)

الخرور: السقوط من علو. (انظر: النهاية، مادة: خرر).

(5)

في (س): "اعتصم"، والمثبت من (ف).

(6)

الصريح: الخالص من كل شيء. (انظر: النهاية، مادة: صرح).

ص: 281

سَأَلَ عَنْهَا رَجُلَانِ، وَهَذَا الثَّالِث، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إِنَّ رِجَالًا سَتُرْفَعُ بِهِمُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يَقُولُوا: اللَّهُ خَلَقَ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَهُ؟ ".

فَكَانَ مَعْمَرٌ يَصِلُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَيَقُولُ: "اللَّهُ خَلَقَ كُل شَيْءٍ، وَهُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ كَائِنٌ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ".

‌184 - بَابُ خِدْمَةِ الرَّجُلِ صَاحِبَهُ

° [21516] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: ذُكِرَ عَنْدَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ: فِيهِ خَيْرٌ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَرَجَ مَعَنَا حَاجًّا، فَإِذَا نَزَلْنَا لَمْ يَزَلْ يُصَلِّي حَتَّى نَرْتَحِلَ، وَإِذَا ارْتَحَلْنَا لَمْ يَزَلْ يَقْرَأ، وَيَذْكُرُ حَتَّى نَنْزِلَ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"فَمَنْ كَانَ يَكْفِيهِ عَلْفَ نَاقَتِهِ، وَصُنْعَ طَعَامِهِ؟ " قَالُوا: كُلُّنَا، قَالَ:"كُلُّكُمْ خَيْرٌ مِنْهُ".

‌185 - بَابٌ فِيمَنْ عَذَّبَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا

*

° [21517] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ هِشَامُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ عَلَى عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ بِالشَّامِ، وَكَانَ عَامِلًا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَوَجَدَ عَنْدَهُ نَاسًا مِنَ النَّبَطِ

(1)

مُشَمَّسِينَ، فَقَالَ: مَا بَالُ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: حَبَسْتُهُمْ فِي الْجِزْيَةِ

(2)

، فَقَالَ هِشَامٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ الَّذِي يُعَذِّبُ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا يُعَذَبُهُ اللَّهُ فِي الْآخِرَةِ"، قَالَ: فَخَلَّى عُمَيْرٌ عَنْهُمْ وَتَرَكَهُمْ.

* [ف/ 158 أ].

(1)

النبط والأنباط والنبيط: فلاحو المعجم، وهم قوم من العرب دخلوا في المعجم والروم واختلطت أنسابهم، وفسدت ألسنتهم، وسموا بذلك لمعرفتهم بإنباط الماء؛ أي: استخراجه. (انظر: مجمع البحار، مادة: نبط).

(2)

الجزية: المال الذي يعقد للكتابب عليه الذمة، وهي فعلة من الجزاء، كأنها جزت عن قتله. (انظر: النهاية، مادة: جزا).

ص: 282

[21518] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ بَحِيرُ بْنُ رَيْسَانَ

(1)

إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ عَامِلًا لَه، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنْتَ امْرُؤٌ ظَلُومٌ، لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَشْفَعَ لَكَ

(2)

، وَلَا يَدْفَعَ عَنْكَ.

[21519] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ * قَالَ: وَتَّدَ

(3)

فِرْعَوْنُ لاِمْرَأَتِهِ أَوْتَادًا أَرْبَعَةَ، أَوْ أَرْبَعَةَ أَوْتَادٍ، ثُمَّ جَعَلَ

(4)

عَلَى بَطْنِهَا رَحًى عَظِيمَةً (3) حَتَّى مَاتَتْ.

‌186 - بَابُ نَقْصِ الْإِسْلَامِ وَنَقْصِ النَّاسِ

[21520] قال: قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: لَا يَزَالُ النَّاسُ صَالِحِينَ مُتَمَاسِكِينَ مَا أَتَاهُمُ

(5)

الْعِلْمُ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَمِنْ أَكَابِرِهِمْ، فَإِذَا أَتَاهُمُ الْعِلْمُ

(6)

مِنْ أَصَاغِرِهِمْ هَلَكُوا.

° [21521] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "النَّاسُ كَإِبِلٍ مِائَةٍ لَا يَجِدُ الرَّجُلُ فِيهَا رَاحِلَةً

(7)

".

(1)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"وسنان"، والتصويب من "شعب الإيمان" للبيهقي (10/ 126)، من طريق عبد الرزاق، به، "لسان الميزان"(2/ 264)، معزوًّا لعبد الرزاق.

(2)

ليس في (س)، وفي المصدرين السابقين:"فيك"، والمثبت من (ف).

* [س/ 336]

(3)

وتد: ثبّت. (انظر: القاموس، مادة: وتد).

(4)

قوله: "ثم جعل"، وقع في (س):"وجعل"، والمثبت من (ف).

(5)

قوله: "ما أتاهم" ليس في (س)، والمثبت من (ف).

(6)

ليس في (ف)، والمثبت من (س).

° [21521][الإتحاف: عه حب حم 9672].

(7)

تصحف في (ف) إلى: "راحلته"، والتصويب من "صحيح مسلم"(2629)، "سنن الترمذي"(3104)، "مسند أحمد"(5723)، كلهم من طريق عبد الرزاق، به. وهذا الحديث ليس في (س).

ص: 283

[21522] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لَبِيدٌ:

ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ

وَبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الْأَجْرَبِ

يَتَحَدَّثُونَ مَخَانَةً وَمَلَامَةً

وَيُعَابُ قَائِلُهُمْ وَإِنْ لَمْ يَشْغَبِ

قَالَ: ثُمَّ تَقُولُ عَائِشَةُ: فَكَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ لَبِيدٌ مَنْ نَحْنُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ؟!

قَالَ: وَيَقُولُ الزُّهْرِيُّ: كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَتْ عَائِشَةُ مَنْ نَحْنُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ

(1)

؟!

قَالَ مَعْمَرٌ: فَكَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ الزُّهْرِيُّ مَنْ نَحْنُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ؟!

‌187 - بَابُ الآبِقِ

(2)

مِنْ سَيِّدِهِ

° [21523] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، يَرْويهِ قَالَ:"ثَلَاثَةٌ لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ آذَانَهُمُ: عَبْدٌ أَبَقَ مِنْ سَيِّدِهِ حَتَّى يَأْتِيَ فَيَضعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا غَضْبَانُ فِي حَقِّهِ عَلَيْهَا، وَرَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ".

° [21524] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نِعِمَّا لِلْعَبْدِ أَنْ يَتَوَفَّاهُ اللَّهُ

(3)

يُحْسِنُ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَطَاعَةَ * سَيِّدِهِ، نِعِمَّا لَه، نِعِمَّا لَهُ". قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ إِذَا مَرَّ عَلَيْهِ عَبْدٌ قَالَ: يَا فُلَان، أَبْشِرْ بِالْأَجْرِ مَرَّتَيْنِ.

[21522][شيبة:26563].

(1)

قوله: "قال: ويقول الزُّهري: كيف لو أدركت عائشة من نحن بين ظهرانيه؟! " ليس في (ف)، (س)، والسياق يقتضيه؛ فأثبتناه من "الزهد الكبير" للبيهقي (214) من طريق عبد الرزاق، به.

(2)

الأبق: الهارب. (انظر: النهاية، مادة: أبق).

(3)

لفظ الجلالة مكانه بياض في (ف)، (س)، والمثبت من "مسند أحمد"(7770)، "السنن الكبرى" للبيهقي (15907)، كلاهما من طريق عبد الرزاق، به.

* [ف/ 158 ب].

ص: 284

[21525] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ يَقُولُ: مَنْ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا أَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ.

‌188 - بَابُ الْمُتَشَبِّعِ

(1)

بِمَا لَمْ يُعْطَ

° [21526] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي زَوْجًا، وَلِي ضَرَّةٌ، وإِنِّي أَتَشَبَّعُ مِنْ زَوْجِي؛ أَقُولُ: أَعْطَانِي كَذَا وَكَذَا، وَكَسَانِي كَذَا، وَهُوَ كَذِبٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ".

‌189 - بَابُ ذِي الْوَجْهَيْنِ

° [21527] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"خِيَارُكُمْ مَنْ كَانَ لِهَذَا الْأَمْرِ كَارِهًا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ - يَعْنِي الْاِسْلَامَ - وَشِرَارُكُمْ مَنْ يَلْقى هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ".

[21528] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ مَعْمَرٌ: وَكَتَبَ بِهِ إِلَيَّ أَيُوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، أَنَّ أَبَا مَسْعُودٍ الْأَنْصارِيَّ دَخَلَ عَلَى حُذَيْفَةَ، فَقَالَ: أَوْصِنَا يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَمَا جَاءَكَ الْيكِينُ؟! قَالَ: بَلَى وَرَبِّي، قَالَ: فَإِنَّ الضَّلَالَةَ حَقَّ الضَّلَالَةِ أَنْ تَعْرِفَ الْيَوْمَ مَا كُنْتَ تُنْكِرُ قَبْلَ الْيَوْمِ، وَأَنْ تُنْكِرَ الْيَوْمَ مَا كُنْتَ تَعْرِفُ قَبْلَ الْيَوْمِ، وإيَّاكَ وَالتَّلَوُّنَ، فَإِن دِينَ اللهِ وَاحِدٌ.

‌190 - بَابُ الشَّامِ

[21529] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ، قَالَ:

(1)

المتشبع: المتكثر بأكثر مما عنده يتجمل بذلك، كالذي يرى أنه شبعان، وليس كذلك. (انظر: النهاية، مادة: شبع).

ص: 285

قَالَ رَجُلٌ يَوْمَ صِفِّينَ: اللَّهُمَّ الْعَنْ أَهْلَ الشَّامِ، قَالَ: فَقَال عَلِيٌّ: لَا تَسُبَّ أَهْلَ الشَّامِ جَمًّا

(1)

غَفِيرًا؛ فَإِنَّ بِهَا الْأَبْدَالَ

(2)

، فَإِنَّ بِهَا الْأَبْدَالَ، فَإِنَّ بِهَا الْأَبْدَالَ.

° [21530] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَكُونُ بِالشَّامِ جُنْدٌ، وَبِالْعِرَاقِ جُنْدٌ، وَبِالْيَمَنِ جُنْدٌ"، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ

(3)

: خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَمَنْ أَبَى

(4)

فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ

(5)

، وَلْيَسْتَقِ بِغُدُرِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ".

قَالَ مَعْمَرٌ: قَالَ قَتَادَةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: "فَلْيَلْحَقْ بِيَمِينِهِ

(6)

".

° [21531] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَزَالُ فِي أُمَّتِي سَبْعَةٌ لَا يَدْعُونَ اللهَ فِي شَيْءٍ إِلَّا اسْتَجَابَ لَهُمْ، بِهِمْ تُنْصَرُونَ، وَبِهِمْ تُمْطَرُونَ"، قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: "وَبِهِمْ يُدْفَعُ عَنْكُمْ".

° [21532] قال مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ * إِلَى الشَّامِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اعْطِفْ بِقُلُوبِهِمْ إِلَى طَاعَتِكَ، وَأَحِطْ مِنْ وَرَائِهِمْ إِلَى رَحْمَتِكَ"، قَالَ: ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْعِرَاقِ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ.

[21533] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِكَعْبٍ:

(1)

الجم: الكثير. (انظر: النهاية، مادة: جمم).

(2)

الأبدال: الأولياء والعباد، والمفرد: بدَل. (انظر: النهاية، مادة: بدل).

(3)

قوله: "قال: فقال رجل" وقع في (ف)، (س):"فقال"، وهو خطأ، والتصويب من "فضائل الصحابة" للإمام أحمد (1725)، عن عبد الرزاق، به.

(4)

الإباء: أشد الامتناع. (انظر: النهاية، مادة: أبا).

(5)

في (ف)، (س):"بيمينه"، والتصويب من المصدر السابق.

(6)

في (س): "بيمينه"، والمثبت من (ف) أشبه بالصواب، بدلالة ما سبق في هذا الحرف من طريق أيوب.

* [ف/ 159 أ].

ص: 286

أَلَا تَتَحَوَّلُ إِلَى الْمَدِينَةِ؟! فِيهَا مُهَاجَرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَبْرُه، قَالَ كَعْبٌ: إِنِّي وَجَدْتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ الشَّامَ كَنْزُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ، وَبِهَا كَنْزُهُ مِنْ خَلْقِهِ.

‌191 - بَابُ الْعِرَاقِ

[21534] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي قَالَ: مَوْضِعُ قَدَمِ إِبْلِيسَ بِالْبَصرَةِ، وَفَرَّخَ بِمِصْرَ.

[21535] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَرَادَ عُمَرُ أَنْ يَسْكُنَ الْعِرَاقَ، فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ: لَا تَفْعَلْ؟ فَإِنَّ فِيهَا الدَّجَّالَ، وَبِهَا مَرَدَةُ الْجِنِّ، وَبِهَا تِسْعَةُ أَعْشَارِ السِّحْرِ، وَبِهَا كُلُّ دَاءٍ عُضَالٍ - يَعْنِي الْأَهْوَاءَ.

[21536] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَصْحَابِهِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالُوا: كُلُّ مَا قِيلَ قَدْ رَأَيْنَا إِلَّا سِبَاءَ الْكُوفَةِ. يَعْنِي: أَهْلُهَا يُسْبَوْنَ.

[21537] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: تَخْرُبُ الْبَصْرَةُ إِمَّا بِحَرِيقٍ، وإِمَّا بِغَرَقِ، كَأَنَي أَنْظُرُ إِلَى مَسْجِدِهَا كَأَنَّهُ جُؤْجُؤُ سَفِينَةٍ.

[21538] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو قَالَ: الْبَصرَةُ أَخْبَثُ الْأَرْضِ تُرَابًا، وَأَسْرَعُهُ خَرَابًا، قَالَ: وَيَكُونُ فِي الْبَصْرَةِ خَسْفٌ؛ فَعَلَيْكَ بِضَوَاحِيهَا

(1)

، وإيَّاكَ وَسِبَاخَهَا.

‌192 - بَابُ الْعِلْمِ

[21539] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ، وَقَبْضُهُ ذَهَابُ أَهْلِهِ، وَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ؟ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَتَى يَفْتَقِرُ إِلَيْهِ، أَوْ يُفْتَقَرُ إِلَى مَا عِنْدَه، وَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ، وإيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّعَ

* [س/ 337].

(1)

ضواحي البلدة: ظواهرها، وهو: ما ظهر منها للشمس. (انظر: جامع الأصول)(4/ 513).

ص: 287

وَالتَّعَمُّقَ

(1)

، وَعَلَيْكُمْ بِالْعَتِيقِ

(2)

، فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ قَوْمٌ يَتْلُونَ الْكِتَابَ يَنْبِذُونَهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ.

° [21540] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، قَالَ: كُنَّا نَدْخُلُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، فَيقُولُ: مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنَا قَالَ:"إِنَّهُ سَيَأْتِيكُمْ قَوْمٌ مِنَ الْآفَاقِ يَتَفَقَّهُونَ؟ فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا".

[21541] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ أَنْ يُقَالَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ: قَدْ عَلِمْتَ، فَمَا عَمِلْتَ فِيمَا * عَلِمْتَ؟

[21542] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: حَظٌّ مِنْ عَلْمٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَظِّ مِنْ عِبَادَةٍ، وَلأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ، قَالَ: وَنَظَرْتُ فِي الْخَيْرِ الَّذِي لَا شَرَّ فِيهِ فَلَمْ أَرَ مِثْلَ الْمُعَافَاةِ وَالشُّكْرِ.

[21543] قال: وَقَالَ

(3)

قَتَادَةُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: تَذَاكُرُ

(4)

الْعِلْمِ بَعْضَ لَيْلَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِحْيَائِهَا.

[21544] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قِيلَ لِلُقْمَانَ: أَيُّ النَّاسِ أَصْبَرُ - أَوْ قَالَ: خَيْرٌ؟ قَالَ: صَبْرٌ لَا يَتْبَعُهُ أَذًى، قَالَ: قِيلَ: فَأَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ قَالَ: مَنِ ازْدَادَ مِنْ عِلْمِ النَّاسِ إِلَى عِلْمِهِ، قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: الْغَنِيُّ،

(1)

التعمق: المبالغة في الأمر والتشدد فيه. (انظر: النهاية، مادة: عمق).

(2)

العتيق: القديم الأول. (انظر: النهاية، مادة: عتق).

[21541][شيبة: 35741، 37191].

* [ف/ 159 ب].

(3)

مكانه في (ف) علامة تخريج، ولا شيء في الحاشية، والمثبت من (س)، ويوافقه ما في "المدخل إلى السنن الكبرى" للبيهقي (ص 304)، من طريق عبد الرزاق، به.

(4)

في (س): "من تذكر"، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في المصدر السابق.

ص: 288

قِيلَ: الْغَنَاءُ

(1)

مِنَ الْمَالِ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّ الْغَنِيَّ الَّذِي إِذَا الْتُمِسَ عِنْدَهُ خَيْرٌ وُجِدَ، وإِلَّا أَعْفَى النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ.

° [21545] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِلَّا اللَّهَ لَا يَنْزعُ الْعِلْمَ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ أَنْ يُعْطِيَهُ إِيَّاهُمْ، وَلَكِنْ يَذْهَبُ بِالْعُلَمَاءِ، كُلَّمَا ذَهَبَ عَالِمٌ ذَهَبَ بِمَا مَعَهُ مِنَ الْعِلْمِ، حَتَّى يَبْقَى مَنْ لَا يَعْلَم، فَيَضِلُّوا وَيُضِلُّوا".

[21546] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: الْعُلَمَاءُ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ عَاشَ بِعِلْمِهِ وَلَمْ يَعِشِ النَّاسُ مَعَه، وَرَجُلٌ عَاشَ النَّاسُ بِعِلْمِهِ وَلَمْ يَعِشْ هُوَ فِيهِ، وَرَجُلٌ عَاشَ بِعِلْمِهِ وَعَاشَ النَّاسُ بِعِلْمِهِ.

[21547] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: لَا تَفْقَهُ كُلَّ الْفِقْهِ حَتَّى تَرَى لِلْقُرْآنِ وُجُوهًا كَثِيرَةً، وَلَنْ تَفقَهَ كُلَّ الْفِقْهِ حَتَّى تَمْقُتَ النَّاسَ فِي ذَاتِ اللَّهِ، ثُمَّ تُقْبِلَ عَلَى نَفْسِكَ فَتَكُونَ لَهَا أَشَدَّ مَقْتًا مِنْ مَقْتِكَ النَّاسَ.

[21548] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، أَوْ غَيْرِهِ، قَالَ: كُنَّا عَنْدَ عَمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، فَكُنَّا نَتَذَاكَرُ الْعِلْمَ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: لَا تَتَحَدَّثُوا إِلَّا بِمَا فِي الْقُرْآنِ، فَقَالَ لَهُ عَمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ: إِنَّكَ لأَحْمَقُ، أَوَجَدْتَ فِي الْقُرْآنِ صَلَاةَ الظُّهْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَالْعَصْرَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ لَا تَجْهَرُ فِي شَيْء مِنْهَا، وَالْمَغْرِبَ ثَلَاثًا

(2)

تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَلَا تَجْهَرْ بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَةٍ، وَالْعِشَاءَ

(1)

في (س): "الغنى"، والمثبت من (ف).

° [21545][الإتحاف: مي عه حب ط حم 11993].

[21546][شيبة: 36848].

[21547][شيبة: 30789، 35726].

(2)

في (ف): "ثلاث"، وفي (س):"ثلاثة"، والتصويب من "الإبانة الكبرى" لابن بطة (1/ 232)، من طريق عبد الرزاق، به.

ص: 289

أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَلَا تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَالْفَجْرَ رَكْعَتَيْنِ تَجْهَرُ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ؟!

قَالَ عَلِيٌّ: وَلَمْ يَكُنِ الرَّجُلُ الَّذِي قَالَ هَذَا صَاحِبَ بِدْعَةٍ، وَلكنَّهُ كَانَتْ مِنْهُ زَلَّةً

(1)

، قَالَ: قَالَ عِمْرَانُ: لَمَا نَحْنُ فِيهِ يَعْدِلُ الْقُرْآنَ، أَوْ نَحْوَهُ مِنَ الْكَلَامِ

(2)

.

[21549] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ *: كَانَ يُقَالُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَطْلُبُ الْعِلْمَ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَيَأْبَى

(3)

عَلَيْهِ الْعِلْمُ حَتَّى يَكُونَ لِلَّهِ.

[21550] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ وَالثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ، قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَا حَدَّثُوكَ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَخُذْ بِهِ، وَمَا قَالُوا بِرَأْيِهِمْ فَبُلْ عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ أَبْجَرَ: وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: احْتِجَ إِلَيَّ فَعَجِبْتُ. وَكَانَ يُسْأَلُ كَثِيرًا، فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي.

° [21551] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ * بْنِ عَمْرٍو قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَرْفَعُ الْعِلْمَ بِقَبْضٍ يَقْبِضُهُ

(4)

، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعُلَمَاءَ بِعِلْمِهِمْ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَحَدَّثُوا، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا".

(1)

ليس في (ف)، (س)، والسياق يقتضيه، والمثبت من المصدر السابق.

(2)

مكانه بياض في (ف)، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في المصدر السابق.

* [ف/ 160 أ].

(3)

تصحف في (ف) إلى: "فيأتي"، والتصويب من (س)، ويوافقه ما في:"جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر (1/ 748)، "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" للخطيب (1/ 339)، كلاهما من طريق عبد الرزاق، به.

° [21551][شيبة: 38745].

* [س/ 338].

(4)

في (س): "بعضه"، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر (1/ 588)، من طريق الدبري، عن عبد الرزاق به.

ص: 290

[21552] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَوْ غَيْرِهِ، قَالَ: مَنْهُومَانِ

(1)

لَا يَشْبَعَانِ: طَالِبُ الْعِلْمِ، وَطَالِبُ الدُّنْيَا

(2)

.

[21553] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَا عُبِدَ اللَّهُ بِمِثْلِ الْفِقْهِ.

[21554] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ نَسِيَ اسْمَهُ قَالَ: مِنْ إِضَاعَةِ الْعِلْمِ أَنْ يُحَدَّثَ بِهِ غَيرُ أَهْلِهِ.

° [21555] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْ

(3)

قَتَادَةَ جَمِيعًا، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:"إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ مِن صُدُورِ النَّاسِ بَعْدَ أَنْ يُعْطِيَهُمْ، وَلَكِنْ ذَهَابُهُ قَبْضُ الْعُلَمَاءِ، فَيَتَّخِذُ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا، فَيُسْأَلُونَ، فَيَقُولُونَ بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَيَضِلُّونَ وَيُضِلُّونَ".

[21556] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ صلى الله عليه وسلم: لَا تَطْرَحِ اللُّؤْلُؤَ إِلَى الْخِنْزِيرِ، فَإِنَّ الْخِنْزِيرَ لَا يَصْنَعُ بِاللُّؤْلُؤِ شَيْئًا، وَلَا تُعْطِ الْحِكْمَةَ مَنْ لَا يُرِيدُهَا، فَإِنَّ الْحِكْمَةَ خَيْرٌ مِنَ اللُّؤْلُؤِ، وَمَنْ لَمْ يُرِدْهَا شَرٌّ مِنَ الْخِنْزِيرِ.

[21557] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: لَا يَزَالُ النَّاسُ صَالِحِينَ مُتَمَاسِكِينَ مَا أَتَاهُمُ الْعِلْمُ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَمِنْ أَكَابِرِهِمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ مِنْ أَصَاغِرِهِمْ هَلَكُوا.

(1)

المنهومان: مثنى منهوم، وهو المولع بالشيء. (انظر: اللسان، مادة: نهم).

(2)

هذا الأثر ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(3)

في (ف)، (س):"عن" بغير واو، والتصويب من "المعجم الكبير" للطبراني (13/ 396)، عن الدبري، عن عبد الرزاق، به.

ص: 291

‌193 - بَابُ كِتَابِ الْعِلْمِ

[21558] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ السُّنَنَ، فَاسْتَشَارَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ، فَأَشَارُوا عَلَيْهِ أَنْ يَكْتُبَهَا، فَطَفِقَ يَسْتَخِيرُ اللَّهَ فِيهَا شَهْرًا، ثُمَّ أَصْبَحَ يَوْمًا وَقَدْ عَزَمَ

(1)

اللَّهُ لَهُ

(2)

، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أُرِيدُ * أَنْ أَكْتُبَ السُّنَنَ، وَإِنِّي ذَكَرْتُ قَوْمًا كَانُوا قَبْلَكُمْ كَتَبُوا كُتُبًا، فَأَكَبُّوا عَلَيْهَا وَتَرَكُوا كِتَابَ اللَّهِ، وإِنِّي وَاللَّهِ لَا أَلْبِسُ كِتَابَ اللهِ بِشَيْءٍ أَبَدًا.

[21559] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ

(3)

، فَأَعْجَبَ ابْنَ عَبَّاسٍ حُسْنُ مَسْأَلَتِهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: اكْتُبْ لِي، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّا لَا نَكْتُبُ الْعِلْمَ.

[21560] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نَكْرَهُ كِتَابَ الْعِلْمِ، حَتَّى أَكْرَهَنَا عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاء، فَرَأَيْنَا أَلَّا نَمْنَعَهُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ.

[21561] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: اجْتَمَعْتُ أَنَا وَابْنُ شِهَابٍ وَنَحْن نَطْلُبُ الْعِلْمَ، فَاجْتَمَعْنَا عَلَى أَنْ نَكْتُبَ السُّنَنَ، فَكَتَبْنَا كُلَّ شَيْءٍ سَمِعْنَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ كَتَبْنَا أَيْضًا مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِهِ، فَقُلْتُ: لَا، لَيْسَ بِسُنَّةٍ، وَقَالَ هُوَ: بَلَى، هُوَ سُنَّةٌ، فَكَتَبَ

(4)

وَلَمْ أكتُبْ، فَأَنْجَحَ وَضَيَّعْتُ.

(1)

العزم: القسم. وعزمت عليك: أي: أمرتك أمرا جدا. (انظر: اللسان، مادة: عزم).

(2)

ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "المدخل إلى السنن الكبرى" للبيهقي (ص 407)، "تقييد العلم" للخطيب (ص 49)، كلاهما من طريق عبد الرزاق، به.

* [ف/ 160 ب].

(3)

نجران: تقع جنوب المملكة العربية بمسافة (910) كيلو مترات جنوب شرقي مكة في الجهة الشرقية من السراة. (انظر: المعالم الأثيرة)(ص 286).

(4)

في (ف)، (س):"فكتبت"، والتصويب من "حلية الأولياء" لأبي نعيم (3/ 360)، من طريق عبد الرزاق، به.

ص: 292

[21562] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: حَدَّثْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ بأَحَادِيثَ، فَقَالَ لِيَ: اكْتُبْ لِي حَدِيثَ كَذَا وَحَدِيثَ كَذَا، فَقُلْتُ: إِنَّا نَكْرَهُ أَنْ نَكْتُبَ

(1)

الْعِلْمَ، قَالَ: اكْتُبْ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَكُنْ كَتَبْتَ، فَقَدْ ضَيَّعْتَ، أَوْ قَالَ: عَجَزْتَ.

[21563] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ مِنْ أصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنِّي، إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو؟ فَإِنَّهُ كَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ.

‌194 - بَابُ صِفَةِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

° [21564] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سُئِلَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ صفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَحْسَنُ الصِّفَةِ وَأَجْمَلُهَا، كَانَ رَبْعَةً

(2)

إِلَى الطُّولِ مَا هُوَ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، أَسِيلَ الْجَبِينِ، شَدِيدَ سَوَادِ الشَّعْرِ، أَكْحَلَ

(3)

الْعَيْنِ، أَهْدَبَ

(4)

، إِذَا وَطِئَ بِقَدَمِهِ وَطِئَ

(5)

بِكُلِّهَا، لَيْسَ لَهَا أَخْمَصٌ

(6)

، إِذَا وَضَعَ رِدَاءَهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ فَكَأَنَّهُ سَبِيكَةُ فِضَّةٍ، وإِذَا ضَحِكَ كَادَ يَتَلأْلأُ فِي الْجُدُرِ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صلى الله عليه وسلم.

° [21565] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبْيَضَ اللَّوْنِ. قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ الزُّهْرِيِّ يَقُولُ: كَانَ أَسْمَرَ.

‌195 - بَابُ عَمَلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

° [21566] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ

(1)

قوله: "إنا نكره أن نكتب" وقع في (س): "أما تكره أن تكتب"، والمثبت من (ف).

(2)

رجل ربعة أو مربوع: بين الطويل والقصير. (انظر: النهاية، مادة: ربع).

(3)

الأكحل: الذي في أجفان عينه سواد خِلْقة. (انظر: النهاية، مادة: كحل).

(4)

الأهدب: طويل شعر الأجفان. (انظر: النهاية، مادة: هدب).

(5)

بعده في (ف): "بها" وضبب عليه، والمثبت بدونه من (س)، ويوافقه ما في "دلائل النبوة" للبيهقي (1/ 274) من طريق عبد الرزاق به، "إمتاع الأسماع" للمقريزي (2/ 176) معزوًّا للمصنف.

(6)

الأخمص من القدم: الموضع الذي لا يلصق بالأرض منها عند الوطء. (انظر: النهاية، مادة: خص).

° [21566][الإتحاف: حب حم 22139، حب حم 22334].

ص: 293

قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَائِشَةَ: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ *: نَعَمْ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْصِفُ

(1)

نَعْلَه، وَيَخِيطُ ثَوْبَه، وَيَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ كَمَا يَعْمَلُ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ.

‌196 - بَابُ الْكذِبِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

° [21567] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا فِي

(2)

النَّارِ".

° [21568] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم * قَالَ:"حَدِّثُوا عَنِّي وَلَا حَرَجَ، وَلَكِنْ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

° [21569] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى الْأَنْصَارِ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ، وَأَمَرَكُمْ أَنْ تُزَوَّجُونِي فُلَانَةَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِهَا: جَاءَنَا هَذَا بِشَيْءٍ مَا نَعْرِفُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنْزِلُوا الرَّجُلَ وَأَكْرِمُوهُ حَتَّى آتِيَكُمْ بِخَبَرِ ذَلِكَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَه، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ، فَقَالَ:"اذْهَبَا، فَإِنْ أَدْرَكْتُمَاهُ فَاقْتُلَاه، وَلَا أُرَاكُمَا تُدْرِكَاهُ"، قَالَ: فَذَهَبَا، فَوَجَدَاهُ قَدْ لَدَغَتْهُ حَيَّةٌ فَقَتَلَتْه، فَرَجَعَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَاه، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

[21570] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ قَالَ: أَقِلُّوا الرِّوَايَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَّا فِيمَا يُعْمَلُ بِهِ. قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ:

* [ف/ 161 أ].

(1)

الخصف: الضم والجمع، وخصف النعل: خرزها، والمراد بخاصف النعل: علي بن أبي طالب رضي الله عنه. (انظر: النهاية، مادة: خصف).

° [21567][شيبة: 26771].

(2)

في (س): "من"، والمثبت من (ف).

* [س/ 339].

ص: 294

أَفَإِنْ كُنْتُ مُحَدِّثَكُمْ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ وَعُمَرُ حَيٌّ، أَمَا وَاللَّهِ إِذَنْ لأَلْفَيْتُ

(1)

الْمِخْفَقَةَ سَتُبَاشِرُ ظَهْرِي.

‌197 - بَابُ الْحَذْفِ

(2)

° [21571] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ

(3)

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، فَخَذَفَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَقَالَ: لَا تَخْذِفْ؟ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَى عَنْه، وَقَالَ:"إِنَّكَ لَا تَصْطَادُ بِهَا صَيْدًا، وَلَا تَقْتُلُ بِهَا عَدُوًّا، وَلَكِنَّهَا تَكْسِرُ السِّنَّ، وَتَفْقَأُ الْعَيْنَ"، قَالَ: فَلَمْ يَنْتَهِ الرَّجُل، فَقَالَ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ نَهَى عَنْهَا وَلَا تَنْتَهِي! لَا أُكُلِّمُكَ كَلِمَةً أَبَدًا.

‌198 - بَابُ الدِّيكِ

° [21572] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ صالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ * عُتْبَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: لَعَنَ رَجُلٌ دِيكًا صَاحَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"لَا تَلْعَنْهُ؟ فَإِنَّهُ يَدْعُو لِلصَّلَاةِ".

‌199 - بَابُ الشِّعْرِ والرَّجَزِ

° [21573] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ

(1)

في (س): "لاقيت"، المثبت من (ف).

(2)

في (ف): "الحذف" بالمهملة، والمثبت بالمعجمة من (س)، وهو الأنسب؛ إذ إن الحذف والخذف - بالحاء والخاء - معناه: الضرب والرمي، إِلَّا أنه بالخاء المعجمة يختص بالرمي، يقال: خذفه بالحصا والحجارة، وبالحاء المهملة يستعمل في الضرب والرمي معا، والمراد به هنا الرمي. وينظر:"المجموع المغيث" لأبي موسى المديني (مادة: حذف، خذف).

(3)

قوله: "كنت عند" وقع في (ف)، (س):"كتب"، والتصويب من "شعب الإيمان" للبيهقي (3/ 112)، من طريق عبد الرزاق، به.

° [21572][الإتحاف: حب حم 4890].

* [ف / 161 ب].

° [21573][الإتحاف: مي طح حم عم ش خد 89][شيبة: 26528].

ص: 295

الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً

(1)

".

° [21574] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَنْزَلَ فِي الشِّعْرِ مَا أَنْزَلَ! قَالَ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ وَلسَانِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَكَأَنَّمَا تَرْمُونَ فِيهِمْ

(2)

بِهِ نَضْحَ

(3)

النَّبْلِ

(4)

".

° [21575] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم! وهُوَ مُحَاصِرٌ أَهْلَ الطَّائِفِ

(5)

لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ إِلَى جَنْبِهِ: "هِيهِ

(6)

"، لِيُنْشِدَه، فَأَنْشَدَهُ قَصِيدَةً فِيهِمْ، قَالَ

(7)

:

قَضَينَا مِنْ تِهَامَةَ

(8)

كُلَّ رَيْبٍ

وَخَيْبَرَ ثُمَّ أَجْمَعْنَا السُّيُوفَا

نُخَيِّرُهَا وَلَوْ نَطَقَتْ لَقَالَتْ

قَوَاطِعُهُنَّ دَوْسًا أَوْ ثَقِيفَا

(1)

في (س): "لحكمة"، والمثبت من (ف).

° [21574][الإتحاف: حب حم 16422].

(2)

في (س): "يرون فيهم"، والمثبت من (ف)، وقدم الطَّبراني في "الكبير"(19/ 75) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق كالمثبت وليس فيه كلمة:"به"، وراه أحمد في "المسند"(27716)، وابن حبان في "الصحيح" (5786) من طريق عبد الرزاق بلفظ:"ترمونهم به".

(3)

النضح: الرمي. (انظر: النهاية، مادة: نضح).

(4)

النبل: السهام العربية، ولا واحد لها من لفظها. (انظر: النهاية، مادة: نبل).

(5)

الطائف: مدينة تقع شرق مكة مع مَيْل قليل إلى الجنوب، على مسافة تسعة وتسعين كيلومترا، وترتفع عن سطح البحر 1630 مترا. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 170).

(6)

ليس في (س)، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "إمتاع الأسماع" للمقريزي (2/ 264)، معزوًّا لعبد الرزاق، به.

(7)

في (ف): "يقول"، والمثبت من (س).

(8)

تهامة: الأرض المنكفئة إلى البحر الأحمر، من الشرق من العقبة في الأردن إلى المخا في اليمن. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 73).

ص: 296

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَهُنَّ أَسْرَعُ فِيهِمْ مِنْ وَقْعِ النَّبْلِ".

° [21576] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ وَكَعْبَ بْنَ مَالِكٍ وَحَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَمَرْتَ عَلِيًّا يُجِيبُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَهْجُونَكَ، وَهُمْ يَعْنُونَ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ، وَابْنَ الزِّبَعْرَى، وَالْعَاصِيَ بْنَ وَائِلٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ عَلِيًّا لَيْسَ هُنَالِكَ، وَلَكِن الْقَوْمَ إِذَا نَصَرُوا نَبِيَّهُمْ بِأَسْيَافِهِمْ، فَبِأَلْسِنَتِهِمْ أَحَقُّ أَنْ يَنْصُرُوهُ"، فَقَالَ حَسَّانُ: مَا كُنْتُ أَنْتَظِرُ مِنْكَ إِلَّا هَذَا، وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَقُولًا مَا بَيْنَ بُصْرَى

(1)

إِلَى صَنْعَاءَ، ثُمَّ قَالَ:

لِسَانِي صَارِمٌ لَا عَيْبَ فِيهِ

وَبَحْرِي مَا تُكَدِّرُهُ الدِّلَاءُ

° [21577] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا

(2)

، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا، فَإِذَا سَمِعْتُمُوهُ يُنْشِدُ فَاحْثُوا فِي وَجْهِهِ التُّرَابَ".

قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، وَقَتَادَةَ يُنْشِدَانِ الشِّعْرَ، قَالَ: وَكَانَ الْحَسَنُ لَا يَفْعَلُ.

[21578] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ رُبَّمَا يَتَمَثَّلُ

(3)

بِالْبَيْتِ مِنَ الشِّعْرِ مِمَّا كَانَ فِي وَقَائِعِ * الْحَرَبِ.

(1)

بصرى: مدينة في منتصف المسافة بين عمان ودمشق، وهي اليوم آثار قرب مدينة "دَرعة"، وهما داخل حدود سورية. (انظر: المعالم الجغرافية) (ص 43).

(2)

القيح: الْمِدَّة. (انظر: النهاية، مادة: قيح).

(3)

في (ف): "يمثل"، وفي (س):"تمثل"، والمثبت من "المعجم الكبير" للطبراني (9/ 190، ح: 8848)، عن إسحاق، عن عبد الرزاق، به.

* [ف/162 أ].

ص: 297

° [21579] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَنَزَلَ رَجُلٌ مِنٌ الْمُهَاجِرِينَ، فَرَجَزَ بِهِمْ، فَقَالَ:

لَمْ يَغْذُهَا مُدٌّ وَلَا نَصِيفُ

وَلَا تُمَيرَاتٌ

(1)

وَلَا تَعْجِيفُ

لَكِنْ غَذَاهَا اللَّبَنُ الْخَرِيفُ

المَحْضُ

(2)

وَالقَارِصُ وَالصَّرِيفُ

فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: انْزِلْ يَا كَعْبُ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا يُعَرِّضُ بِنَا، فَنَزَلَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ، فَقَالَ: وَلَا تُمَيْرَاتٌ.

لَمْ يَغْذُهَا مُدٌّ وَلَا نَصِيفْ

وَلَا تُمَيرَاتٌ

(3)

وَلَا تَعْجِيفُ

لَكِنْ غَذَاهَا الْحَنْظَلُ

(4)

النَّقِيفُ

وَمَذْقَةٌ كطُرَّةِ الْخَنِيفِ *

تَبِيتُ بَيْنَ الزَّرْبِ وَالْكَنِيفِ

قَالَ: فَخَافَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ يَكُونَ بَيْنَهُمَا شَرٌّ، فَأَمَرَهُمَا فَرَكِبَا.

° [21580] قال مَعْمَرٌ: وَحَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ بِنَحْوِ حَدِيثِ هِشَامٍ، وَزَادَ فِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عطَفَ نَاقَتَهُ وَأَمَرَهُمَا فَرَكِبَا.

[21581] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: إِنِّي لأُبْغِضُ الْغِنَاءَ وَأُحِبُّ الرَّجَزَ.

(1)

في (ف)، (س):"بميزاب"، والتصويب من "إمتاع الأسماع"(2/ 267) لتقي الدين المقريزي، معزوًّا للمصنف. وينظر:"غريب الحديث"(2/ 166) للقاسم بن سلام، "لسان العرب" (مادة: نصف).

(2)

ينظر: "الجراثيم" لابن قتيبة (1/ 335).

المحض: اللبن الخالص، غير مشوب بشيء. (انظر "النهاية، مادة: محض).

(3)

في (ف): "بميزاب"، وفي (س):"عيذاق"، والتصويب من المصادر السابقة.

(4)

الحنظل: جمع الحنظلة، وهو نبت مفترش ثمرته فِي حجم البرتقالة ولونها، فيها لُبّ شديد المرارة.

(انظر: المعجم الوسيط، مادة: حنظل).

* [س/ 340].

ص: 298

[21582] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَدْعُو كُلَّ مَنْ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ يَقُولُ

(1)

الشِّعْرَ؛ فَوَاللَّهِ مَا قَالَ بَيْتَ شِعْرٍ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ، وَلَقَدْ تَرَكَ هُوَ وَعُثْمَانُ الْخَمْرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَفَهُوَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ فِي الْإِسْلَامِ؟ أَوَ هُوَ يَقُولُ؟

[21583] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قِيلَ لَهُ: هَذَا غُلَامُ بَنِي فُلَانٍ شَاعِرٌ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَقُولُ؟ قَالَ:

أُوَدِّعُ سَلْمَى إِنْ تَجَهَّزْتُ غَازِيًا

كَفَى الشَّيْبُ وَالْإِسْلَامُ لِلْمَرْءِ نَاهِيًا

قَالَ عُمَرُ: صَدَقْتَ.

° [21584] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ كَانَ فِي حَلْقَةٍ فِيهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"أَجِبْ عَنِّي، أَيَّدَكَ اللهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ"؟ فَقَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ.

[21585] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: أَنْشَدَ حَسَّانُ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَمَرَّ بِهِ عُمَرُ فَلَحَظَهُ

(2)

، فَقَالَ: أَفِي الْمَسْجِدِ؟ أَفِي الْمَسْجِدِ؟ قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَنْشَدْتُ فِيهِ مَعَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، قَالَ: فَخَشِيَ أَنْ يَرْمِيَهُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَجَازَ وَتَرَكَهُ.

[21586] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا أُهْبِطَ إِبلِيسُ قَالَ: أَيْ رَبِّ! قَدْ لَعَنْتَهُ فَمَا عَمَلُهُ؟ قَالَ: السِّحْر، قَالَ: فَمَا قِرَاءَتُهُ؟ قَالَ: الشِّعْر، قَالَ: فَمَا

(1)

مطموس في (ف)، وأثبتناه من (س).

° [21584][الإتحاف: خز عه طح حب حم 4270، طح حم 18672].

[21585][الإتحاف: خز عه طح حب حم 4270].

(2)

اللحظ: النظر بمؤخر العين. (انظر: المصباح المنير، مادة: لحظ).

ص: 299

كِتَابُهُ؟ قَالَ: الْوَشْم، قَالَ: فَمَا طَعَامُهُ؟ قَالَ: كُلُّ مَيْتَةٍ * وَمَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ، قَالَ: فَمَا شَرَابُهُ؟ قَالَ: كُلُّ مُسْكِرٍ، قَالَ: فَأَيْنَ مَسْكَنُهُ؟ قَالَ: الْحَمَّام، قَالَ: فَأَيْنَ مَجْلِسُهُ؟ قَالَ: الْأَسْوَاقُ، قَالَ: فَمَا صَوْتُهُ؟ قَالَ: الْمِزْمَار، قَالَ: فَمَا مَصَايِدُهُ؟ قَالَ: النِّسَاءُ.

‌200 - بَابُ الْكبْرِ وَالْحِلْيَةِ

(1)

الْحَسَنَةِ

° [21587] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي لأُحِبُّ الْجَمَالَ حَتَّى إِنِّي لأُحِبُّهُ فِي شِرَاكِ

(2)

نَعْلِي وَعَلَاقَةِ سَوْطِي، فَهَلْ يُخْشَى عَلَيَّ الْكِبْرُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"فَكَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ"؟ قَالَ: عَارِفًا لِلْحَقِّ مُطْمَئِنًّا إِلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ الْكِبْرُ هُنَالِكَ، وَلَكِنَّ الْكِبْرَ أَنْ تَغْمِطَ النَّاسَ، وَتَبْطَرَ الْحَقَّ

(3)

".

° [21588] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيَّ أَطْمَارٌ

(4)

، فَقَالَ:"هَلْ لَكَ مَالٌ"؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:"مِنْ أَيِّ الْمَالِ"؟ قَالَ: مِنْ كُلٍّ قَدْ آتانِيَ اللَّه، مِنَ الشَّاءِ وَالْإِبِلِ، قَالَ: "فَتُرَى

(5)

نِعْمَةُ اللَّهِ وَكَرَامَتُهُ عَلَيْكَ"، ثُمَّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "هَلْ تُنْتَجُ إِبلُكَ وَافِيَةً آذَانُهَا"؟ قَالَ: وَهَلْ تُنْتَجُ إِلَّا كَذَلِكَ؟ وَلَمْ يَكُنْ أَسْلَمَ يَوْمَئِذٍ، قَالَ: "فَلَعَلَّكَ تَأْخُذُ

* [ف/162 ب].

(1)

الحلية: اسم لكل ما يتزين به من مصاغ الذهب والفضة، والجمع: الحُلِي. (انظر: النهاية، مادة: حلا).

(2)

الشراك: أحد سيور النعل التي تكون على وجهها. (انظر: النهاية، مادة: شرك).

(3)

بطر الحق: أن يتكبر عن الحق فلا يقبله. (انظر: النهاية، مادة: بطر).

(4)

الأطمار: جمع الطِّمر، وهو الثوب الخلَق، أو الكساء البالي من غير الصوف. (انظر: القاموس، مادة: طمر).

(5)

كذا في (ف)، (س)، وفي "مسند أحمد"(16132)، "السنن الكبرى" للبيهقي (19742) من طريق المصنف:"فلتر".

ص: 300

مُوسَاكَ فَتَقْطَعَ أُذُنَ بَعْضِهَا، تَقُولُ هَذِهِ بُحُرٌ، وَتَشُقَّ أُذُنَ أُخْرَى فَتَقُولَ هَذِهِ صُرُمٌ

(1)

" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَلَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ كُلَّ مَالٍ آتَاكَ اللهُ لَكَ حِلٌّ، وَإِنَّ مُوسَى اللهِ أَحَدُّ، وَسَاعِدَ اللهِ أَشَدُّ"، قَالَ: فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، أَرَأَيْتَ إِنْ مَرَرْتُ بِرَجُلٍ فَلَمْ يَقْرِنِي وَلَمْ يُضِفْنِي، ثُمَّ مَرَّ بِي بَعْدَ ذَلِكَ أَقْرِيهِ أَمْ أُخْزِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "بَلِ اقْرِهِ".

° [21589] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا وَعَلَيْهِ أَطْمَارٌ قَالَ: فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "هَلْ لَكَ مَالٌ "؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:"فَكُلْ وَاشْرَبْ، وَتَصَدَّقْ وَالْبَسْ، فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُرَى نِعْمَتُهُ عَلَى عَبْدِهِ".

[21590] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَحَلَّ اللَّهُ الْأَكلَ وَالشُّرْبَ مَا لَمْ يَكُنْ سَرَفًا أَوْ مَخِيلَةً.

‌201 - بَابُ الشَّعَرِ

° [21591] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لِأَبِي قَتَادَةَ:"إِنِ اتَّخَذْتَ شَعَرًا فَأَكْرِمْهُ"، قَالَ: وَكَانَ أَبُو قَتَادَةَ حَسِبْتُ يُرَجِّلُهُ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ.

° [21592] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: فَزِعَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَبْطَأَ أَبُو قَتَادَةَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَا حَبَسَكَ؟ " قَالَ: رَأْسِي كُنْتُ أُرَجِّلُه، قَالَ: فَأَمَرَ * بِرَأْسِهِ أَنْ يُحْلَقَ

(2)

، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْهُ لِي أَوْ هَبْهُ لِي فَوَاللَّهِ لأُعْتِبَنَّكَ، قَالَ: فَتَرَكَه، فَلَمَّا لَقُوا الْعَدُوَّ كَانَ أَوَّلَ النَّاسِ، حَمَلَ فَقَتَلَ مَسْعَدَةَ، قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَانَ أَشَدَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْهُ.

(1)

الصرم: جمع الصريم، وهو الذي صرمت أذنه: أي قطعت. والصرم: القطع. (انظر: النهاية، مادة: صرم).

* [ف/163 أ].

(2)

مطموس في (ف)، والمثبت من (س).

ص: 301

° [21593] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ قالَ: لَمَّا قَدِمَ * النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَجَدَ أَهْلَ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ

(1)

الشَّعَرَ، وَوَجَدَ الْمُشْرِكِينَ يَفْرُقُونَ

(2)

، وَكَانَ إِذَا شَكَّ فِي أَمْرٍ لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ صَنَعَ مَا يَصْنَعُ أَهْلُ الْكِتَابِ، فَسَدَلَ، ثمَّ أُمِرَ بِالْفَرْقِ، فَفَرَقَ فَكَانَ الْفَرْقُ آخِرَ الْأَمْرَيْنِ.

° [21594] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ شَعَرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ.

° [21595] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِنَ الْكِبْرِ أَنْ أَسْتَتْبعَ أَصْحَابِي إِلَى بَيْتِي فَأُطْعِمَهُمْ؟ قَالَ:"لَا"، قَالَ: أَفَمِنَ الْكِبْرِ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا رَاحِلَةٌ يَرْكَبُهَا؟ قَالَ: "لَا"، قَالَ: أَفَمِنَ الْكِبْرِ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا حُلَّةٌ يَلْبَسُهَا؟ قَالَ: "لَا، وَلَكِنِ الْكِبْرُ يَا عَبدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو أَنْ تُسَفِّهَ الحَقَّ، وَتَغْمِطَ النَّاسَ".

‌202 - بَابُ الْمَدْحِ

° [21596] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَيُّوب، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَجُلًا أَثْنَى عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَيْرًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"قَطَعْتَ عُنُقَه، لَوْ سَمِعَكَ تَقولُ هَذَا مَا أَفْلَحَ".

° [21597] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا خَيْرَ النَّاسِ وَابْنَ سَيِّدِنَا، فَقَالَ:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا كَقَوْلِكُمْ، وَلَا تَسْتَهْوِيكُمُ الشَّيَاطِينُ".

* [341/ س].

(1)

السدل: إرسال شعر الناصية على الجبهة ولا يضم جوانبه، وإرساله كالقصة. (انظر: مجمع البحار، مادة: سدل).

(2)

فرق الرأس: تفريق شعر الرأس بعضه عن بعض، وكشفه عن الجبين. (انظر: المرقاة) (8/ 214).

° [21594][الإتحاف: حم 356][شيبة: 25583].

ص: 302

[21598] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَوْ غَيْرِهِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لاِبْنِ عُمَرَ: يَا خَيْرَ النَّاسِ وَابْنَ خَيْرِ النَّاسِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا أَنَا بِخَيْرِ النَّاسِ، وَلَا ابْنِ خَيْرِ النَّاسِ

(1)

، وَلكنِّي مِنْ عَبَادِ اللَّهِ، أَرْجُو اللَّهَ وَأَخَافُه، وَاللَّهِ لَنْ تَزَالُوا بِالرَّجُلِ حَتَّى تُهْلِكُوهُ.

° [21599] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تُطْرُونِي

(2)

كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُه، فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ".

[21600] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ

(3)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا أَحَدٌ أُزَكِّيهِ إِلَّا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.

[21601] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ

(4)

رَبِيعَةَ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ يَقُولُ: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} * [النمل: 48]، قَالَ: كَانُوا يُقْرِضُونَ الدَّرَاهِمَ.

(1)

قوله: "فقال ابن عمر: ما أنا بخير الناس، ولا ابن خير الناس" ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "حلية الأولياء"(1/ 307)، "تاريخ دمشق"(31/ 130 - 156) من طريق المصنف به، ووقع في "المدخل إلى السنن الكبرى" للبيهقي (ص 334) من طريق المصنف بلفظ:"ما أنا بخير الناس، ولا أبي خير الناس".

° [21599][الإتحاف: مي ط حب حم 15501، حم 15522].

(2)

الإطراء: مجاوزة الحد في المدح، والكذب فيه. (انظر: النهاية، مادة: طرا).

(3)

في (س): "ابن طاوس"، والمثبت من (ف)، وهو موافق لما عند الطَّبراني في "المعجم الكبير"(11/ 54) من طريق زائدة عن ليث به.

(4)

بعده في (ف)، (س):"أب"، وهو خطأ، والتصويب من "تفسير عبد الرزاق"(3/ 83)، "تفسير ابن أبي حاتم"(9/ 2901)، "حلية الأولياء"(3/ 315) من طريق عبد الرزاق، وينظر ترجمته في "التاريخ الكبير"(8/ 273)، "الجرح والتعديل"(9/ 144).

* [ف/163 ب].

ص: 303

‌203 - بَابُ الضِّيَافَةِ

° [21602] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"حَقُّ الضِّيَافَةِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ".

° [21603] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "حَقُّ الضِّيَافَةِ ثَلَاثَةٌ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ صَدَقَةٌ".

[21604] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَتَاهُ الْأَعْرَاب، فَقَالُوا: إِنَّا نُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَنُؤْتي الزَّكَاةَ، وَنَحُجُّ الْبَيْتَ، وَنَصُومُ رَمَضَانَ، وإِنَّ نَاسًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، يَقُولُونَ: لَسْنَا عَلَى شَيءٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ، وَآتى الزَّكَاةَ، وَحَجَّ الْبَيْتَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، وَقَرَى الضَّيْفَ، دَخَلَ الْجَنَّةَ.

‌204 - بَابُ مُوسَى وَمَلَكِ الْمَوْتِ

° [21605] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى، فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ فَفَقَأَ عَيْنَه، فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ، فَقَالَ: أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ"، قَالَ: "فَرَدَّ اللهُ عَيْنَه، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ: يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ

(1)

ثَوْرٍ فَلَهُ مَا غَطَّتْ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ الْمَوْت، قَالَ: فَالْآنَ، فَسَأَلَ اللهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ

(2)

رَمْيَةً

° [21603][الإتحاف: حم حب كم 5745][شيبة: 34161].

° [21605][الإتحاف: عه حب حم 18962].

(1)

المتن: الظهر. (انظر: مجمع البحار، مادة: متن).

(2)

المقدسة: المطهرة. (انظر: الصحاح، مادة: طهر).

ص: 304

بِحَجَرٍ"، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ كُنْتُ ثَمَّ لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَنْبِ الطَّرِيقِ تَحْتَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ

(1)

".

° [21606] قال مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

مِثْلَهُ.

° [21607] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ مِثْلَه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

‌205 - بَابُ حَدِيثِ آدَمَ وَإِبْلِيسَ

[21608] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: إِنَّ اللَّهُ لَمَّا لَعَنَ إِبْلِيسَ سَأَلَهُ النَّظْرَةَ، فَأَنْظَرَه، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَا أَخْرُجُ مِنْ صَدْرِ عَبْدِكَ حَتَّى تَخْرُجَ نَفْسُه، فَقَالَ: وَعِزَّتي لَا أَحْجُبُ تَوْبَتِي مِنْ عَبْدِي حَتَّى تَخْرُجَ نَفْسُه، أَوْ قَالَ: رُوحُهُ.

‌206 - بَابُ مِائَةِ سَنَةٍ

° [21609] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو بَكْرِ * بْنُ سُلَيْمَانَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ صَلَاةَ الْعِشَاءِ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ: فَقَالَ: "أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ، فَإِنَّ عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ" قَالَ: ابْنُ عُمَرَ: فَوَهَلَ

(2)

النَّاسُ فِي مَقَالَةِ رَسُولِ * اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَتَحَدَّثُونَ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ عَنْ مِائَةِ

(1)

الكثيب الأحمر: موضع بِمديَن. وقيل: بأريحاء، ويروى أنه دفن في جبل "نبا" على مسيرة عشرة كيلومترات للشمال الغربي من "مأدبا" في شرقي الأردن. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 230).

[21608][شيبة: 35358، 36328].

° [21609][الإتحاف: 9667، عه حب 11560].

* [ف / 164 أ].

(2)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"فأهل"، والتصويب من "صحيح البخاري"(609)، "مسلم"(2617)، "سنن أبي داود"(4300)، جميعا من طريق المصنف، به.

الوهل: السهو والغلط والوهم. (انظر: النهاية، مادة: وهل).

* [س/342].

ص: 305

سَنَةٍ، وإِنَّمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ"، يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَنْحَرِمَ

(1)

ذَلِكَ الْقَرْنُ.

‌207 - بَابُ النُّبُوَّةِ

° [21610] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ وَقَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: نَظَرَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَضوءًا فَلَمْ يَجِدْه، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"هَاهُنَا مَاءٌ"؟ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وضَعَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ الَّذِي فِيهِ الْمَاء، ثُمَّ قَالَ:"تَوَضَّئُوا بِاسْمِ اللَّهِ"، فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَفُورُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ صلى الله عليه وسلم، وَالْقَوْمُ يَتَوَضئُونَ، حَتَّى تَوَضَّئُوا مِنْ عِنْدِ

(2)

آخِرِهِمْ، قَالَ ثَابِتٌ: فَقُلْتُ لِأَنَسٍ كَمْ تُرَاهُمْ كَانُوا؟ قَالَ: نَحْوًا مِنْ سَبْعِينَ رَجُلًا.

° [21611] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ

(3)

بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ

مِثْلَهُ.

° [21612] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَوْفٍ

(4)

، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ هُوَ وَأَصحَابُهُ فَأَصَابَهُمْ عَطَشٌ شَدِيدٌ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ أَوْ غَيْرَهُمَا، فَقَالَ: "إِنَّكُمَا سَتَجِدَانِ امْرَأَةً فِي مَكَانِ

(5)

كَذَا وَكَذَا مَعَهَا بَعِيرٌ عَلَيْهِ مَزَادَتَانِ

(6)

، فَأْتِيَانِي

(1)

ينخرم: يذهب وينقضي. (انظر: النهاية، مادة: خرم).

° [21610][الإتحاف: حم 761، خز عه حب قط حم 1614].

(2)

ليس في (س)، وضبب عليه في (ف)، وصحح على ما بعده، وقد رواه ابن منده في "التوحيد"(2/ 37)، وإسماعيل الأصبهاني في "دلائل النبوة"(ص 211) كلاهما من طريق المصنف به، كالمثبت.

(3)

في (ف)، (س):"هشيم"، ولعل الصواب ما أثبتناه، فليس في الرواة من اسمه هشيم بن صبيح، ومسلم بن صبيح أبو الضحى، روى عنه الأعمش. ينظر:"تهذيب الكمال"(27/ 520) وما بعدها.

(4)

قوله: "عن عوف" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(5)

في (س): "صك"، والمثبت من (ف).

(6)

المزادتان: مثنى مزادة: وهي ما يحمل فيه الماء، كالقربة. (انظر: النهاية، مادة: مزد).

ص: 306

بِهَا"، فَأَتَيَا الْمَرْأَةَ، فَوَجَدَاهَا قَدْ رَكِبَتْ بَيْنَ مَزَادَتَيْهَا عَلَى الْبَعِيرِ، فَقَالَا لَهَا: أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: مَنْ رَسُولُ اللهِ؟ أَهَذَا الصَّابِئُ

(1)

؟ قَالَا: هَذَا الَّذِي تَعْنِينَ وَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، فَجَاءَا بِهَا، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَجُعِلَ فِي إِنَاءٍ مِنْ مَزَادَتَيْهَا شَيْءٌ، ثُمَّ قَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ أَعَادَ الْمَاءَ فِي الْمَزَادَتَيْنِ، ثُمَّ أَمَرَ بِعَزْلَاءِ

(2)

الْمَزَادَتَيْنِ فَفُتِحَتْ، ثُمَّ أَمَرَ النَّاسَ فَمَلَئُوا آنِيَتَهُمْ وَأَسْقِيَتَهُمْ

(3)

، فَلَمْ يَدَعُوا إِنَاءً وَلَا سِقَاءً إِلَّا مَلَئُوه، فَقَالَ عِمْرَانُ: فَكَانَ يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّهُمَا لَمْ يَزْدَادَا إِلَّا امْتِلَاءً، قَالَ: فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِثَوْبِهَا فَبُسِطَ، ثُمَّ أَمَرَ

(4)

أَصحَابَه، فَجَاءُوا مَنْ أَزْوَادِهِمْ حَتَّى مَلأَ لَهَا ثَوْبَهَا، ثُمَّ قَالَ:"اذْهَبِي فَإِنا لَمْ نَأْخُذْ مِنْ مَائِكِ شَيْئًا، وَلَكِنَّ اللَّهَ سَقَانَا"، فَجَاءَتْ أَهْلَهَا، فَأَخْبَرَتْهُمْ، فَقَالَتْ: جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَسْحَرِ النَّاسِ، أَوْ

(5)

إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ * حَقًّا، قَالَ: فَجَاءَ أَهْلُ ذَلِكَ الْحِوَاءِ

(6)

فَأَسْلَمُوا كُلُّهُمْ.

° [21613] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَن أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ إِذْ مَالَ أَوْ قَالَ: مَادَ

(7)

عَنِ الرَّاحِلَةِ، قَالَ: فَدَعَمْتُهُ

(8)

بِيَدِي حَتَّى اسْتَيْقَظَ، ثُمَّ مَالَ فَدَعَمْتُهُ بِيَدِي حَتَّى استَيْقَظَ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ احْفَظْ أَبَا قَتَادَةَ كَمَا حَفِظَنِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ، مَا أُرَانَا إِلَّا قَدْ شَقَقْنَا عَلَيْكَ، تَنَحَّ

(1)

الصابئ: الخارج من دينه إلى دين غيره، والجمع: صُباة. (انظر: النهاية، مادة: صبأ).

(2)

تصحف في (ف) إلى: "بعرا"، وفي (س):"بعر"، والتصويب من "السنن الكبرى" للبيهقي (127)، و "الأنوار في شمائل النَّبِيّ المختار" للبغوي (ص 106)، كلاهما من طريق المصنف، به.

(3)

الأسقية: جمع السقاء، وهو: ظرف (وعاء) للماء من الجلد. (انظر: النهاية، مادة: سقا).

(4)

ليس في (ف)، وأثبتناه من (س)، وهو ثابت في المصدرين السابقين.

(5)

ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من المصدرين السابقين.

* [ف/164 ب].

(6)

تصحف في (ف) إلى: "الجو"، وفي (س):"الحر"، والتصويب من المصدرين السابقين.

الحواء: بيوت مجتمعة من الناس على ماء، والجمع: أحوية. (انظر: النهاية، مادة: حوا).

(7)

ماد: مال وتحرك. (انظر: النهاية، مادة: ميد).

(8)

الدعم: الإسناد. (انظر: النهاية، مادة: دعم).

ص: 307

عَنِ الطَّرِيقِ" قَالَ: فَتَنَحَّى

(1)

عَنِ الطَّرِيقِ، فَأَنَاخَ

(2)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَخْنَا مَعَه، فَتَوَسَّدَ

(3)

كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ، فَمَا اسْتَيْقَظْنَا حَتَّى أَشْرَقَتِ الشَّمْس، وَمَا اسْتَيْقَظْنَا إِلَّا بِصَوْتِ الصُّرَدِ

(4)

، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكْنَا، فَقَالَ:"لَمْ تَهْلِكُوا، إِنَّ الصَّلَاةَ لَا تَفُوتُ النَّائِمَ، إِنَّمَا تَفُوتُ الْيَقْظَانَ"، ثُمَّ قَالَ:"هَلْ مِنْ مَاءٍ" فَأَتَيْتُهُ بِمِيضَأَةٍ

(5)

وَهِيَ الْإِدَاوَةُ

(6)

، قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: فَقَضَى حَاجَتَه، ثُمَّ جَاءَنِي فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَيَّ، ثُمَّ قَالَ لِي:"احْفَظْهَا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ لِبَقِيَّتِهَا نَبَأٌ" قَالَ: فَأَمَرَ بِلَالًا، فَنَادَى وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ مِنْ مَكَانِهِ ذَلِكَ، فَأَمَرَهُ فَأَقَامَ الصَّلَاةَ

(7)

فَصَلَّى بِنَا الصُّبْحَ، قَالَ: ثُمَّ سَارَ الْجَيْشُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنْ يُطِيعُوا أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ يَرْفُقُوا بِأَنْفُسِهِمْ، وَإِنْ يَعْصُوهُمَا يَشُقُّوا

(8)

عَلَى أَنْفُسِهِمْ"، قَالَ: وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ أَشَارُوا عَلَيْهِمْ أَلَّا يَنْزِلُوا حَتَّى يَبْلُغُوا الْمَاءَ، وَقَالَ بَقِيَّةُ النَّاسِ: بَلْ نَنْزِلُ حَتَّى يَأْتيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلُوا فَجِئْنَاهُمْ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ

(9)

وَقَدْ هَلَكُوا مِنَ الْعَطَشِ، قَالَ: فَدَعَانِي بِالْمِيضَأَةِ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَاسْتَأْبَطَهَا، ثُمَّ جَعَلَ يَصُبُّ لَهُمْ، ثُمَّ قَالَ:"اشْرَبُوا وَتَوَضَّئُوا"، فَفَعَلُوا، وَمَلَئُوا كُلَّ إِنَاءٍ كَانَ مَعَهُمْ، حَتَّى جَعَلَ يَقُولُ: "هَلْ مِنْ عَالٍّ

(10)

" ثُمَّ رَدَّهَا إِلَيَّ، فَيُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّهَا كمَا أَخَذَهَا مِنِّي، وَكَانُوا اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ رَجُلًا.

(1)

التنحي: الاجتناب، والابتعاد. (انظر: النهاية، مادة: نحا).

(2)

الإناخة: إبراك البعير وإنزاله على الأرض. (انظر: اللسان، مادة: نوخ).

(3)

التوسد: جعل الشيء تحت الرأس. (انظر: النهاية، مادة: وسد).

(4)

الصرد: طائر ضخم الرأس والمنقار، له ريش عظيم نصفه أبيض ونصفه أسود. (انظر: النهاية، مادة: صرد).

(5)

الميضأة: الإناء الذي يتوضأ منه كالإداوة ونحوها. (انظر: جامع الأصول)(7/ 140).

(6)

الإداوة: إناء صغير من جلد يتخذ للماء. (انظر: النهاية، مادة: أدا).

(7)

ليس في (ف)، وأثبتناه من (س).

(8)

كأنها في (س): "يقسو"، والمثبت من (ف).

(9)

نحر الظهيرة: حين تبلغ الشمسُ مُنتهاها من الارتفاع، كأنها وصَلَت إلى النحر، وهو أعلى الصَّدْر. (انظر: النهاية، مادة: نحر).

(10)

العلّ: الذي يشرب الشربة الثانية. (انظر: اللسان، مادة: علل).

ص: 308

° [21614] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَشْيَاخُنَا: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يوْمَ أُحُدٍ وَقَدْ ذَهَبَ سَيْفُه، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عسِيبًا مِنْ نَخْلٍ، فَرَجَعَ فِي يَدِهِ سَيْفًا.

° [21615] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ

(1)

قَالَ: تَرَوْنَ هَذَا الشَّيْخَ يَعْنِي نَفْسَه، فَإِنِّي كَلَّمْتُ رَسُولَ * اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَكَلْتُ مَعَه، وَرَأَيْتُ الْعَلَامَةَ الَّتِي بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَهِيَ إِلَى نُغْضِ

(2)

كَتِفِهِ

(3)

الْيُسْرَى، كَأَنَّهُ جُمْعٌ يَعْنِي الْكَفَّ الْمُجْتَمِعَ عَلَيْهَا خِيلَان

(4)

كَهَيْئَةِ الثَّآلِيلِ

(5)

.

‌208 - بَابُ مَا يُعَجَّلُ

(6)

لِأهْلِ الْيَقِينِ مِنَ الْآيَاتِ

(7)

[21616] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ وَرَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ تَحَدَّثَا عَنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ لَهُمَا، حَتَّى ذَهَبَ مِنَ

° [21615][الإتحاف: حم 7173].

(1)

كأنها في (س): "شرحبيل"، وكتب فوقه:"جبير"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند أحمد في "مسنده"(21102)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(1/ 264).

* [س/343].

(2)

النغض: أعلى الكتف، وقيل: هو العظم الرقيق الذي على طرفه. (انظر: النهاية، مادة: نغض).

(3)

قوله: "وهي إلى نغض كتفه" ليس في (س)، ووقع في (ف):"بعض كتفيه"، والتصويب من "مسند أحمد"(21102)، "دلائل النبوة" للبيهقي (1/ 264) من طريق المصنف، به.

(4)

الخيلان: جمع الخال، وهو الشامة في الجسد. (انظر: النهاية، مادة: خيل).

(5)

[ف/ 165 أ]. في (ف)، (س):"الثواليل" هكذا بالتسهيل، والمثبت من المصدرين السابقين.

وينظر: "لسان العرب"(مادة: ثأل).

الثآليل: جمع ثؤلول، وهو هذه الحبة التي تظهر في الجلد كالحِمَّصة فما دونها. (انظر: النهاية، مادة: ثأل).

(6)

في (س): "يحصل"، والمثبت من (ف).

(7)

الآيات: جمع آية، وهي المعجزة والكرامة، وسميت آية لأنها علامة النبوة. (انظر: المرقاة) (10/ 244).

[21616][الإتحاف: حب حم 732].

ص: 309

اللَّيلِ سَاعَةٌ، وَلَيْلَةٌ شَدِيدَةُ الظُّلْمَةِ، ثُمَّ خَرَجَا مَنْ عِنْدِهِ يَنْقَلِبَانِ، وَبِيَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عُصَيَّةٌ، فَأَضَاءَتْ عَصَا أَحَدِهِمَا لَهُمَا، حَتَّى مَشَيَا فِي ضَوْئِهَا، حَتَّى إِذَا افْتَرَقَ بِهِمَا الطَّرِيقُ أَضَاءَتْ لِلآخَرِ عَصَاهُ، فَسَارَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي ضَوْءِ عَصَاهُ حَتَّى بَلَغَ أَهْلَهُ.

[21617] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَخِي

(1)

عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ، أَنَّ عَامِرًا كَانَ يَأْخُذُ عَطَاءَه، فَيَجْعَلُهُ فِي طَرَفِ رِدَائِهِ، فَلَا يَلْقَى أَحَدًا مِنَ الْمَسَاكِينِ يَسْأَلُهُ إِلَّا أَعْطَاهُ، فَإِذَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ رَمَى بِهَا إِلَيْهِمْ، فَيَعُدُّونَهَا

(2)

فَيَجِدُونَهَا

(3)

سَوَاءً كَمَا أُعْطِيَهَا.

[21618] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِخِّيرٍ وَصَاحِبٍ لَه، سَرِيَا فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، فَإِذَا طَرَفُ سَوْطٍ أَحَدُهُمَا عِنْدَهُ ضَوْءٌ، فَقَالَ لِصَاحِبِهِ: أَمَا إِنَّا لَوْ حَدَّثْنَا النَّاسَ بِهَذَا كَذَّبُونَا، فَقَالَ مُطَرِّفٌ: الْمُكَذِّبُ أَكْذَب، يَقُولُ: الْمُكَذِّبُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ أَكْذَبُ.

[21619] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّ سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخْطَأَ الْجَيْشَ بِأَرْضِ الرُّومِ، أَوْ أُسِرَ فَانْطَلَقَ هَارِبًا يَلْتَمِسُ الْجَيْشَ، فَإِذَا بِالْأَسَدِ، فَقَالَ لَهُ: أَبَا الْحَارِثِ، أَنَا مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّ مِنْ أَمْرِي كَيْتَ وَكَيْتَ

(4)

، فَأَقْبَلَ الْأَسَدُ لَهُ بَصْبَصَةٌ

(5)

حَتَّى قَامَ إِلَى

(1)

قوله: "ابن أخي"، في (س):"أخو"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند أحمد في "الزهد"(1255)، والمستغفري في "دلائل النبوة"(2/ 658)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(26/ 30) من طريق المصنف، به.

(2)

في (ف): "فيعيدونها"، والتصويب من (س)، وهو موافق لما في "الزهد" لأحمد بن حنبل و"دلائل النبوة" للمستغفري.

(3)

ليس في (س)، والمثبت من (ف).

(4)

كيت وكيت: كناية عن الأمر، نحو: كذا وكذا. (انظر: النهاية، مادة: كيت).

(5)

في (ف): "بصيعة"، وفي (س):"نصعه"، والمثبت من "كرامات الأولياء" للالكائي (9/ 172)، "شرح السنة" للبغوي (13/ 313) من طريق المصنف، به.

ص: 310

جَنْبِهِ، كُلَّمَا سَمِعَ صَوْتًا أَتَى إِلَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي إِلَى جَنْبِهِ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى بَلَغَ الْجَيْشَ، ثُمَّ رَجَعَ الْأَسَدُ.

° [21620] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ

(1)

اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ جِبْرِيلُ جَالِسٌ فِي الْمَقَاعِدِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَجَزْت، فَلَمَّا رَجَعْتُ وَانْصرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قالَ لِي:"هَلْ رَأَيْتَ الَّذِي كَانَ مَعِي"؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:"فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ وَقَدْ رَدَّ عَلَيْكَ السَّلَامَ".

‌209 - بَابُ الرُّخَصِ وَالشَّدَائِدِ

° [21621] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "هَلْ تَدْرِي يَا مُعَاذُ * مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى النَّاسِ"؟ قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم، قَالَ:"حَقُّهُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، تَدْرِي يَا مُعَاذُ مَا حَقُّ النَّاسِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ"؟ قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم، قَالَ:"فَإِنَّ حَقَّ النَّاسِ عَلَى اللهِ أَلَّا يُعَذَبَهُمُ" قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ:"دَعْهُمْ يَعْمَلُونَ".

° [21622] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَقٍّ لِبَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَلَكَ الْمُكْثِرُونَ إِلَّا مَنْ قَالَ: كَذَا وَكَذَا، وَهَكَذَا وَهَكَذَا، وَقَلِيلٌ

° [21620][الإتحاف: حم 4117].

(1)

تصحف في (ف) إلى: "عبيد"، والتصويب من (س)، و"مسند أحمد"(24167)، و"المنتخب من مسند عبد بن حميد"(446)، كلاهما عن المصنف، به. وينظر:"تهذيب الكمال"(15/ 140).

° [21621][الإتحاف: حب حم 16712].

* [ف/165 ب].

° [21622][الإتحاف: كم حم 19694][شيبة: 36412].

ص: 311

مَا هُمْ"، ثُمَّ مَشَى سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ"؟ فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"تَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، وَلَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيهِ"، قَالَ: ثُمَّ مَشَى سَاعَةً، فَقَالَ:"يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى النَّاسِ، وَمَا حَقُّ النَّاسِ عَلَى اللَّهِ"؟ قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم، قَالَ:"حَقُّ اللهِ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَحَقُّ عَلَى اللَّهِ ألَّا يُعَذِّبَهُمُ".

° [21623] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي: أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثَيْنِ عَجِيبَيْنِ أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ

(1)

بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ، فَقَالَ: إِذَا أَنَا مِتُّ فَاحْرِقونِي، ثمَّ اسْحَقونِي

(2)

، ثمَّ اذرُونِي

(3)

فِي الرِّيحِ فِي البَحْرِ، فَوَاللهِ لئِنْ قدَرَ عَليَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَنَّي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا، قَالَ فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ فَقَالَ اللَّهُ لِلْأَرْضِ أَدِّي مَا أَخَذْتِ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ، فَقَالَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ

(4)

، قَالَ: خَشْيَتُكَ"، أَوْ قَالَ: "عِقَابُكَ

(5)

يَا رَبِّ، فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ".

° [21623][الإتحاف: عه حم 17997].

(1)

في (ف)، (س):"عبيد"، والتصويب من "صحيح مسلم"(2857/ 1)، "مسند أحمد"(7762)، "سنن ابن ماجة"(4289)، كلهم من طريق المصنف، به. وينظر:"تهذيب الكمال"(7/ 378) وما بعدها.

(2)

السحق: الدَّقُّ والطحن. (انظر: مجمع البحار، مادة: سحق).

(3)

الذرو: التفرقة والتبديد، وذرت الريح التراب: أطارته وفرقته. (انظر: المعجم العربي الأساسي، مادة: ذرو).

(4)

من قوله: "ففعلوا ذلك به" إلى هنا ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من المصادر السابقة.

(5)

كذا في (ف)، (س)، وهو في المصادر السابقة، وعند البيهقيّ في "الآداب"(ص 343)، و"الأسماء والصفات"(2/ 492)، و"شعب الإيمان"(2/ 338)، وعند البغوي في "شرح السنة"(14/ 381)، وابن أخي ميمي الدقاق في "فوائده" (ص 218) بلفظ:"مخافتك".

ص: 312

° [21624] قال الزُّهْرِيُّ: وَحَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا، وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ

(1)

، حَتَّى مَاتَتْ".

قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَذَلِكَ لِئَلَّا يَتَّكِلَ وَلَا يَيْأَسَ

(2)

رَجُلٌ.

[21625] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ قَرْيَتَانِ إِحْدَاهُمَا صَالِحَةٌ، وَالْأُخْرَى ظَالِمَةٌ *، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِنَ الْقَرْيَةِ الظَّالِمَةِ يُرِيدُ الْقَرْيَةَ الصَّالِحَةَ، فَأَتَاهُ الْمَوْتُ حَيْثُ شَاءَ اللَّه، فَاخْتَصَمَ فِيهِ الْمَلَكُ وَالشَّيْطَان، فَقَالَ الشَّيْطَانُ: وَاللَّهِ مَا عَصَانِي قَطُّ، فَقَالَ الْمَلَكُ: إِنَّهُ قَدْ خَرَجَ يُرِيدُ التَّوْبَةَ، فَقُضِيَ بَيْنَهُمَا أَنْ يُنْظَرَ إِلَى أَيِّهِمَا أَقْرَب، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبُ إِلَى الْقَرْيَةِ الصالِحَةِ بِشِبْرٍ فَغُفِرَ لَه، قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ *: قَرَّبَ اللَّهُ إِلَيْهِ الْقَرْيَةَ الصَّالِحَةَ.

° [21626] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ لَهَا، أَوْ هِرٍّ، رَبَطَتْهَا فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا، وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تُقَمِّمُ

(3)

مِنْ خَشَاضِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ هُزْلًا

(4)

".

[21627] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ

° [21624][الإتحاف: عه حب حم 17996، عه 18430، ط حم 19284، حم عم 19505، حم 19625، حم 19794، عه حم 19871، عه حم 20197].

(1)

خشاش الأرض: هوامها وحشراتها، الواحدة خشاشة. (انظر: النهاية، مادة: خش).

(2)

في (ف): "يأيس"، والمثبت من (س)، "صحيح مسلم"(1/ 2857)، "سنن ابن ماجة"(4290) من طريق المصنف، به.

* [س/344].

* [ف/166 أ].

(3)

التقمم: تتبع القمامة. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: قمم).

(4)

الهزال: الضعف. (انظر: النهاية، مادة: هزل).

ص: 313

أَبِي الدَّيْلَمِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: حَضَرَهُ الْمَوْت، فَقُلْنَا لَهُ: لَا نَرَاكَ إِلَّا قَدْ حُضِرْتَ، فَأَوْصِنَا، قَالَ: فَأَنَا لَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ حُضِرْتُ وَسَاءَ حِينٌ الْكَذِبُ هَذَا، اعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ مَاتَ وَهُوَ يُوقِنُ بِثَلَاثٍ: بِأَنَّ اللَّهَ رَبُّهُ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا، وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ، قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: فَإِمَّا قَالَ: يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وإِمَّا قَالَ: يَنْجُو مِنَ النَّارِ.

[21628] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، هَلْ يَضُرُّ مَعَهَا عَمَلٌ كَمَا لَا يَنْفَعُ مَعَ تَرْكِهَا عَمَلٌ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: عَشِّ وَلَا تَغْتَرَّ.

° [21629] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَادَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ أَنْ يُوَسْوَسَ، فَكَانَ عُثْمَانُ مِمَّنْ كَانَ كَذَلِكَ، فَمَرَّ بِهِ عُمَرُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يُجِبْه، فَأَتَى عُمَرُ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: أَلَا تَرَى عُثْمَانَ مَرَرْتُ بِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، قَالَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ، فَمَرَّا بِهِ، فَسَلَّمَا عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِمَا، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: مَا شَأْنُكَ؟ مَرَّ بِكَ أَخُوكَ آنِفًا فَسَلَّمَ عَلَيْكَ فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ: مَا فَعَلَ، فَقَالَ عُمَرُ: بَلَى فَعَلْت، وَلَكِنَّهَا نَخْوَتُكُمْ يَا بَنِي أُمَيَّةَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَجَلْ، قَدْ فَعَلَ وَلَكِنْ أَمْرٌ مَا شَغَلَكَ عَنْه، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَذْكُرُ رَسُولَ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم، وَأَذْكُرُ أَنَّ اللَّهَ قَبَضَهُ قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَهُ عَنْ نَجَاةِ هَذَا الْأَمْرِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَإِنِّي قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ عُثْمَانُ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، فَأَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَجَاةُ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ؟ قَالَ:"مَنْ قَبِلَ الْكَلِمَةَ الَّتِي عُرِضَتْ عَلَى عَمِّي فَرَدَّهَا عَلَيَّ فَهِيَ لَهُ نَجَاةٌ".

[21630] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ، فَيَسْمَعُهُ مَنْ لَا يَبْلُغُ عَقْلُهُ فَهْمَ ذَلِكَ الْحَدِيثِ، فَيَكُونُ عَلَيْهِ فِتْنَةٌ.

ص: 314

° [21631] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ

(1)

، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي أَرْبَعَمِائَةِ ألفٍ"، قَالَ: فَقَالَ

(2)

أَبُو بَكْرٍ *: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"وَهَكَذَا"، وَجَمَعَ كَفَّيْهِ، قَالَ: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"وَهَكَذَا"، وَجَمَعَ كَفَّيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ: حَسْبُكَ

(3)

يَا أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: دَعْنِي يَا عُمَرُ مَا عَلَيْكَ أَنْ يُدْخِلَنَا اللَّهُ الْجَنَّةَ كُلَّنَا، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ اللَّهَ إِنْ شَاءَ أَدْخَلَ خَلْقَهُ الْجَنَّةَ بِكَفٍّ وَاحِدَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"صَدَقَ عُمَرُ".

[21632] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ اللَّهُ: إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِالْحَسَنَةِ فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا عَشَرَةَ أَمْثَالِهَا، فَإِنْ هَمَّ بِالسَّيِّئَةِ فَعَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا وَاحِدَةً، وَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا حَسَنَةً".

[21633] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ مَرَّ بِرَجُلٍ يَذْكُرُ قَوْمًا فَقَالَ: يَا مُذَّكِر، لَا تُقَنِّطُ النَّاسَ.

° [21634] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا يَوْمًا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الْآنَ مِنْ هَذَا

° [21631][الإتحاف: حم 1698].

(1)

قبله في (ف)، (س):"أبي"، وهو مزيد خطأ، وينظر:"الأوسط" للطبراني (3400)، "الأسماء والصفات" للبيهقي (2/ 153) كلاهما من طريق المصنف، به، وينظر أيضًا:"تهذيب الكمال"(29/ 375) وما بعدها.

(2)

مطموس في (ف)، والمثبت من (س)، والمصادر السابقة.

* [ف/166 ب].

(3)

الحسب: الكفاية. (انظر: النهاية، مادة: حسب).

° [21634][الإتحاف: حم 1794].

ص: 315

الْفَجِّ

(1)

رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ"، قَالَ: فَاطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْأَنْصَارِ تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وَضُوئِهِ، قَدْ عَلَّقَ نَعْلَيهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ فَسَلَّمَ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ ذَلِكَ، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ الْمَرَّةِ الْأُولَى، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِث، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الْأَوَّلِ، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تَبِعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، فَقَالَ: إِنِّي لَاحَيْتُ

(2)

أَبَتِي، فَأَقْسَمَتْ أَلَّا أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي

(3)

إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضيَ الثَّلَاثُ فَعَلْتَ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ أَنَسٌ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ ثَلَاثَ لَيَالٍ، فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ انْقَلَبَ عَلَى فِرَاشِهِ، ذَكَرَ اللَّهَ وَكَبَّرَ، حَتَّى يَقُومَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا، فَلَمَّا مَضَتِ الثَّلَاثُ، وَكِدْتُ أَحْتَقِرَ عَمَلَه، قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ وَالِدِي هِجْرَةٌ وَلَا غَضَبٌ، وَلكنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ:"يَطْلُعُ الآنَ عَلَيْكُمْ * رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ"، فَاطَّلَعْتُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَأَرَدْتُ

(4)

أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لِأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ، فَأَقْتَدِيَ بِكَ، فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَبِيرَ عَمَلٍ، فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عز وجل *؟ قَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ، قَالَ: فَانْصَرَفْتُ عَنْه، فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي، فَقَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ، غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا، وَلَا أَحْسُدُهُ عَلَى مَا أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ

(5)

، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ.

(1)

الفج: الطريق الواسع، والجمع: فجاج. (انظر: النهاية، مادة: فجج).

(2)

تصحف في (ف) إلى: "لأحب"، والتصويب من (س)، "مسند أحمد"(12894)، "المنتخب من مسند عبد بن حميد"(1159)، كلاهما عن المصنف، به.

الملاحاة، والتلاحي: الخصومة، والجدال، والمنازعة. (انظر: النهاية، مادة: لحا).

(3)

الإيواء: ضم الغير إلى منزل أحدهم كمأوى له. (انظر: النهاية، مادة: أوي).

* [س/345].

(4)

تصحف في (ف) إلى: "فما زدت"، والتصويب من المصدرين السابقين.

* [ف/167 أ].

(5)

بعده في (ف): "إليه"، وفي (س):"أعطاه الله إليه"، والمثبت كما في المصدرين السابقين.

ص: 316

‌210 - بَابُ الإِقْنَاطِ

[21635] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، فَقَالَتْ: عُمَيْرُ بْنُ قَتَادَةَ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ، قَالَتْ: أَلَمْ أُحَدَّثْ أَنَّكَ تَجْلِسُ وَيُجْلَسُ إِلَيْكَ؟ قَالَ: بَلَى يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: فَإِيَّاكَ وَإِهْلَاكَ النَّاسِ وَتَقْنِيطَهُمْ

(1)

.

[21636] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ فِي الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ يَجْتَهِدُ فِي الْعِبَادَةِ، وَيُشَدِّدُ عَلَى نَفْسِهِ، وَيُقَنِّطُ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، ثُمَّ مَاتَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَا لِي عِنْدَكَ؟ قَالَ: النَّار، قَالَ: يَا رَبِّ، فَأَيْنَ عَبَادَتِي وَاجْتِهَادِي؟ فَقِيلَ لَهُ: كُنْتَ تُقَنِّطُ النَّاسَ مَنْ رَحْمَتِي فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أُقَنِّطُكَ الْيَوْمَ مَنْ رَحْمَتِي.

‌211 - بَابُ دُخُولِ الْجَنَّةِ

° [21673] قال: قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ وَاحِدٌ مِنْكُم بِمُنَجِّيهِ عَمَلُه، وَلَكِنْ سَدَّدُوا

(2)

وَقَارِبُوا

(3)

"، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ

(4)

اللهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ".

° [21638] أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ وَابْنَ سِيرِينَ يُحَدِّثَانِ مِثْلَه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَوَضعَ يَدَهُ عَلَى رَأسِهِ.

[21639] أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: دَخَلَ

(1)

في (ف)، (س):"تقنطهم"، والمثبت من "شعب الإيمان"(2/ 341) من طريق المصنف.

(2)

السداد: القصد في الأمر والعدل فيه فلا يغلو ولا يسرف. (انظر: النهاية، مادة: سدد).

(3)

المقاربة: الاقتصاد في الأمور كلها، وترك الغلو فيها والتقصير. (انظر: النهاية، مادة: قرب).

(4)

يتغمدني: يلبسني ويتغشاني ويسترني. (انظر: اللسان، مادة: غمد).

ص: 317

خَالِدُ بْنُ الْوَاشِمَةِ عَلَى عَائِشَةَ بَعْدَ الْجَمَلِ، فَقَالَتْ: مَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ تَعْنِي: طَلْحَةَ، قَالَ: قُتِلَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: إِنَّا لِلَّهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، يَرْحَمُهُ الله، مَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ قَالَ: قُتِلَ، قَالَ: فَرَجَّعَتْ أَيْضًا، وَقَالَتْ: يَرْحَمُهُ الله، قَالَ: قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ

(1)

، بَلْ نَحْنُ لِلَّهِ، وإِنَّا لِلهِ عَلَى زَيْدِ وَأَصْحَابِ زَيْدٍ، يَعْنِي: زَيْدَ بْنَ صُوحَانَ، قَالَتْ: وَقُتِلَ زَيْدٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَتْ: إِنَّا لِلَّهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، يَرحَمُهُ الله، قَالَ: قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا مِنْ جُنْدٍ وَهَذَا مِنْ جُنْدٍ، تَرَحَّمِينَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا، وَاللَّهِ لَا يَجْتَمِعُونَ أَبَدًا، قَالَتْ: أَوَلَا تَدْرِي؟ رَحْمَةُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

° [21640] أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَن أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُكُم * وَمَثَلُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَمَثَلِ رَجُلٍ، قَالَ: مَنْ أَستَأْجِرُهُ يَعْمَلُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ بِقِيرَاطٍ

(2)

، فَعَمِلَتِ الْيَهُود، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَسْتَأْجِرُهُ يَعْمَلُ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ بِقِيرَاطٍ، فَعَمِلَتِ النَّصَارَى، ثُمَّ قَالَ: مَن أَستَأْجِرُهُ يَعْمَلُ إِلَى اللَّيْلِ بِقِيرَاطَيْنِ، فَعَمِلتُمْ أَنْتُمْ، فَلَكُمُ الْأَجْرُ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَتِ الْيَهُودُ: نَحْنُ أَكْثَرُ أَعْمَالًا وَأَقَلُّ أُجُورًا، فَقَالَ اللَّهُ: أَظُلِمْتُمْ مِنْ أُجُورِكُمْ شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَإِنَّهُ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ".

‌212 - بَابُ الرُّخَصِ فِي الْأعْمَالِ وَالْقَصْدِ

° [21641] أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْهَيْئَةِ، فَقَالَ:"مَنْ هَذِهِ"؟

(1)

قوله: "يا أم المؤمنين" ليس في (ف)، وأثبتناه من (س).

* [ف/167 ب].

(2)

القيراط: معيار في الوزن وفي المقياس اختلفت مقاديره باختلاف الأزمنة. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: قرط).

° [21641][الإتحاف: خزط حم عه 22450].

ص: 318

فَقُلْتُ: فُلَانَةُ بِنْتُ فُلَانٍ

(1)

، وَهِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تَنَامُ اللَّيْلَ، فَقَالَ: "مَهْ

(2)

خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ

(3)

حَتَّى تَمَلُّوا، وَأَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى اللهِ مَا دَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ وَإِنْ قَلَّ".

° [21642] أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لِيَأْخُذْ أَحَدُكُمْ مِنَ الْعَمَلِ مَا يُطِيق، فَإِنهُ لَا يَدْرِي مَا قُدِّرَ أَجَلُه، وَإنَّ أَحَبَّ الْعِبَادَةِ إِلَى اللَّهِ مَا دِيمَ عَلَيْهَا وَإِنْ قَلَّتْ".

° [21643] أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "عَمَلٌ قَلِيلٌ فِي سُنَّةٍ، خَيْرٌ مَنْ عَمَلٍ كَثيرٍ فِي بِدْعَةٍ، وَمَنِ اسْتَنَّ بِي فَهُوَ مِنِّي، وَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي".

[21644] أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يُعْمَلَ بِرُخَصِهِ، كَمَا يُحِبُّ أَنْ يُعْمَلَ بِعَزَائِمِهِ.

° [21645] أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَدَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَقَامَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ جَاءَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَيْنَ كُنْتَ"؟ قَالَ: رَأَيْتُ عُيَيْنَةَ، يَعْنِي عَيْنًا، فَتَبَتَّلْتُ عِنْدَهَا هَذِهِ الثلَاثَ، فَقَالَ * النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ تَبتَّلَ فَلَيْسَ مِنَّا".

° [21646] أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ليُصَلِّي عَلَى أُمِّهِ، وَكَانَتْ صَامَتْ حَتَّى مَاتَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَا صَامَتْ وَلَا أَفْطَرَتْ" وَأَبَى أَنْ يُصلِّيَ عَلَيْهَا.

(1)

في (س): "فلانة"، والمثبت من (ف).

(2)

مه: كلمة بمعنى: ماذا للاستفهام. (انظر: النهاية، مادة: مهه).

(3)

لا يمل: لا يقطع عنكم فضله. (انظر: النهاية، مادة: ملل).

* [346/ س].

ص: 319

° [21647] أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عن مَعمَرٍ، عن لَيثٍ وابن طَاوُسٍ، عن طاوُسٍ يَروِيهِ أَنَّهُ قَالَ: "لَا زَمَامَ

(1)

، ولا خِزامَ، ولا سِيَاحَةَ".

[21648] أخبرنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عن مَعمَرٍ، عَنْ أَبِي

(2)

إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ * مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ مُحَرِّمَ الْحَلَالِ كَمُسْتَحِلِّ الْحَرَامِ.

° [21649] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: سُئِلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الدِّينِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ".

‌213 - بَابُ ذِكْرِ اللَّهِ

[21650] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَالَ اللهُ عز وجل

(3)

: يَا ابْنَ آدَمَ اذْكُرنِي فِي نَفْسِكَ أَذْكُرُكَ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأ

(4)

ذَكَرْتُهُ فِي مَلأ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، أَوْ قَالَ: فِي مَلأ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ دَنَوْتَ مِنِّي شِبْرًا دَنَوْتُ مِنْكَ ذِرَاعًا، وإنْ دَنَوْتَ ذِرَاعًا دَنَوْتُ بَاعًا، وَلَوْ أَتَيْتَنِي تَمْشِي أَتَيْتُكَ أُهَرْوِلُ"، قَالَ مَعْمَرٌ: قَالَ قَتَادَةُ: وَاللهُ أَسْرَعُ بِالْمَغْفِرَةِ.

[21651] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزهْرِيِّ، عَنْ أُمِّ عِكْرِمَةَ بِنْتِ خَالِدٍ أَنَّهَا أَرْسَلَتْ أَخًا لَهَا إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ تَسْأَلُهُ عَنِ الرَّجُلِ، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه، لَهُ الْمُلْك، وَلَهُ الْحَمْد، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، قَالَ: فَسَأَلْتُه، فَقَالَ

(1)

الزمام: أراد ما كان عباد بني إسرائيل يفعلونه من زم الأنوف، وهو أن يخرق الأنف ويعمل فيه زمام كزمام الناقة؛ ليقاد به. (انظر: النهاية، مادة: زمم).

(2)

من قوله: "طاوس عن طاوس" إلى هنا سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).

* [ف/168 أ].

[21650][الإتحاف: حم 1659].

(3)

قوله: "قال الله عز وجل" ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "التوحيد" لابن خزيمة (1/ 16)، و"الدعاء" للطبراني (ص 523) كلاهما من طريق المصنف، به.

(4)

الملأ: الجماعة، والجمع: أملاء. (انظر: مختار الصحاح، مادة: ملأ).

ص: 320

أَبُو هُرَيْرَةَ: مَنْ قَالَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ فَهُوَ عَدْلُ رَقَبَةٍ

(1)

، قَالَ: أَبُو هُرَيْرةَ: فَاسْتَكْثِرُوا مِنَ الرِّقَابِ

(2)

.

° [21652] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي

(3)

مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَة، وَتَغَشَّتْهُمُ

(4)

الرَّحْمَة، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَة، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ".

° [21653]، وقال:"إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ، حَتى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ نَزَلَ إِلَى هَذِهِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَنَادَى: هَلْ مِنْ مُذْنِبٍ يَتُوبُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ إِلَى الْفَجْرِ".

[21654] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: سَيَعْلَمُ الْجَمْعُ مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ، أَيْنَ الذِينَ كَانَتْ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16]، حَتَّى:{وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16]، قَالَ:

(1)

الرقبة: العنق، ثم جعلت كناية عن الإنسان، وتجمع على رقاب. (انظر: النهاية، مادة: رقب).

(2)

الحديث أخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ"(1/ 361) حدثنا أبو اليمان، أخبرني شعيب.

وحدثنا حجاج، عن جده، عن الزهري، أخبرني عكرمة بن محمد الدؤلي، أن أخته أرسلته إلى أبي هريرة تسأله

فذكره، وقال الحافظ في "الفتح" (11/ 202):"وأخرج جعفر الفريابي في الذكر من طريق الزهري أخبرني عكرمة بن محمد الدؤلي أن أبا هريرة قال من قالها فله عدل رقبة ولا تعجزوا أن تستكثروا من الرقاب".

° [21652] الإتحاف: حب حم 5129، عه حب حم 17873] [شيبة: 30089، 30172].

(3)

تصحف في (ف) إلى: "بن"، والتصويب من (س)، ويوافقه ما في "مسند أحمد"(12072)، "المنتخب من مسند عبد بن حميد"(ص 272)، كلاهما عن عبد الرزاق، به، وينظر:"تهذيب الكمال"(3/ 317).

(4)

في (س): "غشيتهم"، والمثبت من (ف).

الغشيان: تغطية الشيء والعلو عليه. (انظر: النهاية، مادة: غشا).

ص: 321

فَيقُومُونَ فَيَتَخَطَّوْنَ رِقَابَ النَّاسِ قَالَ

(1)

، ثُمَّ يُنَادِي أَيْضًا فَيقُولُ: سَيَعْلَمُ الْجَمْعُ مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ، أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا:{لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [النور: 37]، فَيقُومُونَ يَتَخَطَّوْنَ رِقَابَ النَّاسِ، قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي أَيْضًا: سَيَعْلَمُ الْجَمْعُ مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ: أَيْنَ الْحَمَّادُونَ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ؟ قَالَ: فَيقُومُونَ وَهُمْ كَثِيرٌ

(2)

، ثُمَّ تَكُونُ التَّبَعَة، وَالْحِسَابُ فِيمَنْ بَقِيَ.

[21655] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ: فَهِيَ كَلِمَةُ الْإِخْلَاصِ الَّتِي لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ أَحَدٍ * عَمَلًا حَتَّى يَقُولَهَا، فَإِذَا قَالَ: الْحَمْدُ لِلهِ، فَهِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي لَمْ يَشْكُرِ

(3)

اللَّهَ عَبْدٌ قَطُّ حَتَّى يَقُولَهَا، وإِذَا قَالَ: اللَّهُ أَكْبَر، فَهِيَ تَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وإِذَا قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، فَهِيَ صَلَاةُ الْخَلَائِقِ، وإِذَا قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ: أَسْلَمَ وَاسْتَسْلَمَ.

° [21656] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهَا شَكَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضعْفًا، فَقَالَ لَهَا: "سَبِّحِي مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَإِنَّهَا خَيْرٌ مِنْ مِائَةِ رَقَبَةٍ تُعْتِقِيهَا، وَاحْمَدِي مِائَةَ مَرَّةٍ، فَإِنَّهَا خَيْرٌ مِنْ مِائَةِ فَرَس تَحْمِلِينَ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكَبِّرِي مِائَةَ تَكْبِيرَةٍ فَإِنَّهَا خَيْرٌ مِنْ مِائَةِ بَدَنَةٍ تُهْدِينَهَا إِلَى بَيْتِ اللَّهِ، وَقُولِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه، لَهُ الْمُلْك، وَلَهُ الْحَمْد، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَئٍ

(1)

بعده في (ف) مضببا عليه: "فيقومون"، والصواب بدونها كما في (س)، "شعب الإيمان" للبيهقي (2/ 176)، "الأربعين في إرشاد السائرين" لأبي الفتوح الطائي (ص 215)، كلاهما من طريق المصنف، به.

(2)

في (س): "كثر"، والمثبت من (ف).

* [ف/168 ب].

(3)

مطموس في (ف) لم يظهر منها سوى آخرها "ـــر"، ومكانها بياض في (س)، والمثبت من "حلية الأولياء" لأبي نعيم (9/ 17) من وجه آخر، عن عبد الله بن عمرو.

ص: 322

قَدِيرٌ، مِائَةَ مَرَّةٍ، فَإِنَّهَا خَيْرٌ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَلَنْ يُرفَعَ لِأحَدٍ عَمَل أَفْضَلُ مِنْه، إِلَّا مَنْ قَالَ مِثلَ مَا قُلْتَ أَوْ زَادَ".

[21657] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ يُعَلِّمُنَا التَّكْبِيرَ، يَقُولُ: كَبِّرُوا اللَّهَ: اللَّهُ أكبَرُ اللَّهُ أكبَر، مِرَارًا، اللَّهُمَّ أَنْتَ أَعْلَى وَأَجَلُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ صَاحِبَةٌ، أَوْ يَكُونَ لَكَ وَلَدٌ، أَوْ يَكُونَ لَكَ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ، أَوْ يَكُونَ لَكَ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ، وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ تَكْبِيرًا، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا، اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَتُكْتَبَنَّ هَذِهِ، وَلَا تُتْرَكُ هَاتَانِ، وَلَيَكُونَنَّ هَذَا شُفَعَاءَ صِدْقٍ لِهَاتَيْنِ.

° [21658] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جُرَيِّ النَّهْدِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "التَّسْبِيحُ نِصْفُ الْمِيزَانِ، وَالحَمْدُ يَمْلَؤُه، وَالتكبِيرُ * يَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّوْمُ نِصْفُ الصَّبْرِ، وَالطُّهُورُ

(1)

نِصْفُ الْإِيمَانِ".

[21659] قال: وَحَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبَانٍ قَالَ: لَمْ يُعْطَ التَّكْبِيرَ أَحَدٌ إِلَّا هَذِهِ الْأُمَّةُ.

‌214 - بَابُ فَضْلِ الْمَسَاجِدِ

[21660] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنَّ الْمَسَاجِدَ بُيُوتُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، وإِنَّهُ لَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكْرِمَ مَنْ زَارَهُ فِيهَا.

° [21661] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ رَفَعَ الْحَدِيثَ، قَالَ:

° [21658] الإتحاف: مي ت حم 20908].

* [س/347].

(1)

الطهور: الوضوء. (انظر: النهاية، مادة: طهر).

ص: 323

"إِنَّ لِلْمَسَاجِدِ أَوْتَادًا جُلَسَاؤُهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَتَفَقدُونَهُمْ، فَإِنْ كَانُوا فِي حَاجَةٍ أَعَانُوهُمْ، وإنْ مَرِضُوا عَادُوهُمْ، وإنْ خُلِّفُوا افْتَقَدُوهُمْ، وإنْ حَضَرُوا، قالُوا: اذْكُرُوا * ذَكَرَكُمُ اللَّهُ".

‌215 - بَابٌ لله أرْحَمُ بِعَبْدِهِ

° [21662] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَأَخَذَ رَجُلٌ فَرْخَ طَائِرٍ، فَجَاءَ الطَائِرُ فَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي حِجْرِ

(1)

الرَّجُلِ مَعَ فَرخِهِ، فَأَخَذَهُ الرَّجُل، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"عَجَبًا لِهَذَا الطَّائِرِ! جَاءَ وَألقَى نَفْسَهُ فِي أَيْدِيكُمْ رَحْمَةً لِوَلَدِهِ، فَوَاللهِ لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ هَذَا الطَّائِرِ بِفَرْخِهِ".

° [21663] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَا أَدْرِي أَرْفَعُهُ أَمْ لَا، قَالَ:"إِن اللهَ لَيَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَجِدَ ضَالَّتَهُ بِوَادٍ، فَخَافَ أَنْ يَقتُلَهُ فِيهِ الْعَطَشُ".

° [21664] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تُجُوِّزَ لِأُمَّتِي النِّسْيَانُ وَالْخَطَأ، وَمَا استُكْرِهُوا عَلَيْهِ".

قال أبو بكر: وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ هِشَامٍ.

‌216 - بَابُ رَحْمَةِ النَّاسِ

° [21660] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبَّلَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسٌ، فَقَالَ الْأَقْرَعُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي لَعَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ إِنْسَانًا قَطُّ، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "إِنَّ مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرحَمُ".

* [ف/169 أ].

(1)

الحجر: الثوب والحضن. (انظر: النهاية، مادة: حجر).

° [21664][شيبة: 18340].

° [21665] الإتحاف: عه حب حم 20623].

ص: 324

[21666] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، أَنَّ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ قَالَ لِعُمَرَ وَرَآهُ يُقَبِّلُ بَعْضَ وَلَدِهِ، فَقَالَ: أَتُقَبِّلُ وَأَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ كُنْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا قَبَّلْتُ لِي وَلَدًا، فَقَالَ عُمَرُ: اللَّهَ اللَّهَ؟ حَتَّى اسْتَحْلَفَهُ ثَلَاثًا

(1)

، فَقَالَ عُمَرُ: فَمَا أَصْنَعُ إِنْ كَانَ اللَّهُ نَزَعَ الرَّحْمَةَ مِنْ قَلْبِكَ، إِن اللَّهَ إِنَّمَا يَرْحَمُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ.

‌217 - بَابُ كَفَالَةِ الْيَتِيمِ

° [21667] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا وَسَفْعَاءُ

(2)

الْخَدَّيْنِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ"، وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ؟ قَالَ: "امْرَأَةٌ تُوُفِّيَ زَوْجُهَا فَقَعَدَتْ عَلَى عِيَالِهَا".

° [21668] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ *، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ كَالْقَائِمِ لَيْلَهُ الصَّائِم نَهَارَه، وَأَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ الْمُصْلِحُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْجَنَّةِ كهَاتَيْنِ"، وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ.

‌218 - حَقُّ الرَّجُلِ عَلَى امْرَأتِهِ

[21669] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيلَى، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عليه السلام قَالَ: كُنْ لِلْيَتِيمِ كَالْأَبِ الرَّحِيمِ، وَاعْلَم أَنَّكَ كَمَا تَزْرَعُ تَحْصُد، وَاعْلَمْ أَنَّ الْمَرْأَةَ الصَّالِحَةَ لِبَعْلِهَا فِي الْجَمَالِ، كَالْمَلِكِ الْمُتَوَّجِ بِالتَّاجِ الْمُخَوَّصِ بِالذَّهَبِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْمَرْأَةَ السُّوءَ لِبَعْلِهَا كَالْحِمْلِ الثَّقِيلِ عَلَى ظَهْرِ الشَّيْخِ الْكَبِيرِ، وَأَنَّ خِطْبَةَ الْأَحْمَقِ فِي نَادِي الْقَوْمِ كَالْمُغَنِّي عِنْدَ رَأْسِ الْمَيِّتِ، وَلَا تَعِدْ أَخَاكَ،

(1)

في (ف): "فلانا"، والصواب ما أثبتناه كما في (س).

(2)

السفعاء: التي تركت الزينة حتى شحب لونها واسود. (انظر: النهاية، مادة: سفع).

* [ف/169 ب].

[21669][شيبة: 17428، 35402].

ص: 325

ثُمَّ لَا تُنْجِزُ لَه، فَإِنَّهُ يُورثُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةً، مَا أَحْسَنَ الْعِلْمَ بَعْدَ الْجَهْلِ، وَمَا أَقْبَحَ الْفَقْرَ بَعْدَ الْغِنَى، وَمَا أَقْبَحَ الضَّلَالَةَ بَعْدَ الْهُدَى.

° [21670] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَتَتْ بِنْت لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَشْكُو زَوْجَهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "ارْجِعِي يَا بُنَيَّة، لَا امْرَأَةٌ بِامْرَأَةٍ حَتى تَأْتِيَ مَا يُحِبُّ زَوْجُهَا وَهُوَ وَازعٌ

(1)

، وَلَوْ كُنْتُ آمُرُ شَيْئًا أَنْ يَسْجُدَ لِشَيءٍ لأَمَرْتُ الْمَرأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِبَعْلِهَا مِنْ عِظَمِ حَقَهِ عَلَيْهَا، وإنَّ خَيْرَ النِّسَاءِ التِي إِنْ أُعْطِيَتْ شَكَرَتْ، وَإِنْ أَمْسَكَ عَنْهَا صَبَرَتْ"، قَالَ الْحَسَنُ: وَلَوْ أَقْسَمْتُ مَا هِيَ بِالْبَصْرَةِ لَصَدَقْتُ *، هَاهُنَا خَمْشُ وُجُوهٍ، وَشَقُّ جُيُوبٍ، وَنَتْفُ أَشْعَارٍ، وَرَنُّ شَيْطَانٍ.

[21671] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: ثَلَاث هُنَّ فَوَاقِرُ: جَارُ سُوءٍ فِي دَارِ مُقَامَةٍ، وَزَوْجُ سُوءٍ إنْ دَخَلْتَ عَلَيْهَا لَسَنَتْكَ، وإِنْ غِبْتَ عَنْهَا لَمْ تَأْمَنْهَا، وَسُلْطَانٌ إِنْ أَحْسَنْتَ لَمْ يَقْبَلْ مِنْكَ، وإِنْ أَسَأْتَ لَمْ يُقِلْكَ.

° [21672] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْقَاسِمِ، أَوِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ لَمَّا قَدِمَ الشَّامَ رَأَى النَّصَارَى تَسْجُدُ لِبَطَارِقَتِهَا، وَأَسَاقِفَتِهَا، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي رَأَيْتُ النَّصَارَى تَسْجُدُ لِبَطَارِقَتِهَا، وَأَسَاقِفَتِهَا، وَأَنْتَ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ نَسْجُدَ لَكَ، فَقَالَ: "لَوْ كُنْتُ آمِرًا شَيْئًا أَنْ يَسْجُدَ لِشَيءٍ دُونَ اللَّهِ، لأَمَرْتُ الْمَرأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا، وَلَنْ تُؤَدِّي امْرَأَة حَقَّ زَوْجِهَا، حَتى لَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِي عَلَى قَتَبٍ

(2)

لَمْ تَمْنَعْهُ نَفْسَهَا".

[21673] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ *: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِهَابٍ، قَالَ:

(1)

كأنها في (س): "فادع" أو "فارع"، والمثبت من (ف).

* [س/348].

(2)

القتب: الرحل الصغير على قدر سنام البعير، والجمع: أقتاب. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: قتب).

* [ف/170 أ].

ص: 326

أَخْبَرَتْنِي امْرَأَةٌ، أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ تَقُولُ: كَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا نُفِسَتْ وُضِعَتْ عَلَى قَتَبٍ لِيَكُونَ أَهْوَنَ لِوِلَادِهَا.

[21674] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: الْمَرْأَةُ شَطْرُ

(1)

دينِ الرَّجُلِ

(2)

.

[21675] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَتَتْ إِلَى أَبِيهَا تَشْكُو الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: ارْجِعِي يَا بُنَيَّةُ، فَإِنَّكِ إِنْ صبَرْتِ وَأَحْسَنْتِ صُحْبَتَه، ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ تَنْكِحِي بَعْدَه، ثُمَّ دَخَلْتُمَا الْجَنَّةَ كُنْتِ زَوْجَتَهُ فِيهَا.

[21666] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مَثَلُ الْمَرْأَةِ السَّيِّئَةِ الْخُلُقِ كَالسِّقَاءِ الْوَاهِي فِي الْمَعْطَشَةِ، وَمَثَلُ الْمَرْأَةِ الْجَمِيلَةِ الْفَاجِرَةِ كَمَثَلِ خِنْزِيرٍ فِي عُنُقِهِ طَوْقٌ مِنْ ذَهَبٍ.

[21677] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ امْرَأَةٍ، سَمِعَتْ عَائِشَةَ تَقُولُ: لَا تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ حَقَّ زَوْجِهَا حَتَّى لَا تَمْنَعَهُ نَفْسَهَا وإِنْ كَانَتْ عَلَى قَتَبٍ.

° [21678] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ليَدْعُوَ لَه، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُ أَجَل قَدْ حَضَرَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَآخِرُ ثَلَاثَةٍ دَفَنْتُهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"حَامِلَاتٌ، وَالِدَاتٌ، رَحِيمَاتٌ بِأَوْلَادِهِنَّ، لَوْلَا مَا يَأْتِينَ إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ دَخَلَ مُصَلِّيَاتُهُنَّ الْجَنَّةَ".

° [21679] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ

(1)

الشطر: النصف، والجمع: أشطر وشطور. (انظر: النهاية، مادة: شطر).

(2)

ليس هذا الأثر في (س)، وأثبتناه من (ف).

° [21679][الإتحاف: عه حب حم 18633].

ص: 327

أَبِي هُرَيْرةَ، وَعَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ وَلِي عَيَالٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ نِسَاءٍ رَكبْنَ الْإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ

(1)

عَلَى وَلَدِ فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ

(2)

عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ

(3)

"، قالَ الزُّهْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ: وَلَمْ تَركَبْ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ بعيرًا.

° [21680] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْاِبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ أَحْنَاهُ

(4)

عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ".

° [21681] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَريِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا فَائِدَةٌ أَفَادَهَا اللَّهُ عَلَى امْرِئٍ مُسْلِمٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ، إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْه، وإذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ فِي نَفْسِهَا *، وإنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْه، تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأرْبعٍ: لِدِينِهَا، وَجَمَالِهَا، وَمَالِهَا، وَحَسَبِهَا، فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ

(5)

يَدَاكَ".

[21682] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ دَاوُدَ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ أَعْجَبْنَنِي: الْقَصْدُ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَالْعَدْلُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَالْخَشْيَةُ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ أَهْلَكْنَهُ: شُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتُّبَع، وإعْجَابُ

(1)

في (س): "أحباه"، والمثبت من (ف).

أحناه: أعطفه. (انظر: اللسان، مادة: حنا).

(2)

المراعاة: الحفظ والرفق وتخفيف الكلف والأثقال عنه. (انظر: النهاية، مادة: رعى).

(3)

ذات اليد: كناية عما يملك الإنسان من مال وغيره. (انظر: النهاية، مادة: رعى).

° [21680][الإتحاف: 19254][شيبة: 33068].

(4)

في (س): "أحباه"، والمثبت من (ف).

* [ف/170 ب].

(5)

تربت: افتقرت ولصقت بالتراب، وهي كلمة جارية لا يريدون به الادعاء على الخاطب ولا وقوع الأمر به، وقيل غير ذلك. (انظر: النهاية، مادة: ترب).

ص: 328

الْمَرْءَ بِنَفْسِهِ، وَأَرْبَعٌ مَنْ أُعْطِيَهُنَّ فَقَدْ أُعْطِيَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ: لِسَانٌ ذَاكِرٌ، وَقَلْبٌ شَاكِرٌ، وَبَدَنٌ صَابِرٌ، وَزَوْجَةٌ مُوَافِقَةٌ، أَوْ قَالَ: مُوَاتِيَةٌ.

[21683] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ كَعْبًا قَالَ: أَوَّلُ مَا تُسْأَلُ عَنْهُ الْمَرْأَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ صَلَاتِهَا، وَعَنْ حَقِّ زَوْجِهَا.

‌219 - بَابُ فِتْنَةِ النِّسَاءِ

° [21684] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ

(1)

بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ".

[21685] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّمَا هَلَكَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ قِبَلِ أَرْجُلِهِنَّ، وَتَهْلِكُ نِسَاءُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ قِبَلِ رُءُوسِهِنَّ.

‌220 - بَابُ أكْثَرِ أهْلِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ

° [21686] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ * أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: جَاءَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ إِلَى امْرَأَتِهِ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ حِينَ حَدِيثٍ، فَلَمْ تَدَعْهُ أَوْ قَالَ: فَأَغْضَبَتْه، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "نَظَرْتُ فِي الْجَنَّةِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، ثُمَّ نَظَرْتُ فِي النَّارِ، فَرَأَيْتُ أكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ".

° [21687] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ

° [21684][الإتحاف: حب حم 158][شيبة: 17937، 21541، 38437].

(1)

في (ف)، (س):"ثمامة"، وهو تصحيف، والتصويب من "المعجم الكبير" للطبراني (1/ 169) من طريق المصنف.

° [21686][الإتحاف: حب حم 15084].

* [349/ س].

ص: 329

النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَقَفْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَرَأَيْتُ أكثَرَ أَهْلِهَا الْمَسَاكِينَ، وَوَقَفْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ، فَرَأَيْتُ أكثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ، وَإِذَا أَهْلُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ، إِلَّا مَنْ كَانَ مِنْهُمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَقَدْ أُمِرَ بِهِ إِلَى النَّارِ".

° [21688] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ"؟ فَقَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ * اللَّهِ، قَالَ: "كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ ذِي طِمْرَيْنِ

(1)

لَا يُؤْبَهُ لَه، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ

(2)

".

° [21689] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ بِنَحْوِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ: كُل جَعْظَرِيٍّ

(3)

، جَوَّاظٍ

(4)

، مُسْتَكْبِرٍ، جَمَّاعٍ مَنَّاعٍ".

° [21690] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي عَمْرَانَ الْجَوْنِيِّ قَالَ: مَا أَدْرِي أَرَفَعَهُ أَمْ لَا، فَقَالَ: "مَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ بَعْدَ أَنْ تَرَجَّجَ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ

(5)

، وَمَنْ نَامَ عَلَى إِجَّارٍ - يَعْنِي ظَهْرَ بَيْتٍ - وَلَيْسَتْ عَلَيْهِ سُتْرَةٌ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ".

[21691] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ: وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ كَبْشًا فَيَذْبَحُنِي أَهْلِي فَيَأْكُلُونَ لَحْمِي وَيَحْسُونَ مَرَقَتِي.

* [ف/ 171 أ].

(1)

الطمران: مثنى طمر، وهو: الثوب الخَلِق (البالي). (انظر: النهاية، مادة: طمر).

(2)

إبرار القسم: القسم: اليمين، والمقسم: الحالف، وإبراره: تصديقه وألا يحنثه. (انظر: جامع الأصول)(6/ 529).

(3)

الجعظري: الفظ الغليظ المتكبر، وقيل: هو الذي ينتفخ بما ليس عنده وفيه قصر. (انظر: النهاية، مادة: جعظر).

(4)

الجواظ: الجموع المنوع. وقيل: الكثير اللحم المختال في مشيته. وقيل: القصير البطين. (انظر: النهاية، مادة: جوظ).

(5)

برئت منه الذمة: أي إن لكل أحد من الله عهدا بالحفظ والكلاءة، فإذا ألقى بيده إلى التهلكة، أو فعل ما حُرِّم عليه، أو خالف ما أُمِر به خذلته ذمة الله تعالى. (انظر: النهاية، مادة: برأ).

ص: 330

قَالَ: وَقَالَ عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ وَدِدْتُ أَنِّي رَمَادٌ عَلَى أَكَمَةٍ

(1)

تَسْفِينِي الرِّيَاحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ.

[21692] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا، أَيْ: حَيْضَةً.

‌221 - بَابُ تَرْكِ الْمَرْءِ، مَا لَا يَعْنِيهِ

° [21693] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِن حُسنِ إِسْلَامِ الْمَرءِ تَركَهُ مَا لَا يَعْنِيهِ".

[21694] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: لَا تَعْرِضْ مَا لَا يَعْنِيكَ، وَاحْذَرْ عَدُوَّكَ، وَاعْتَزِلْ صَدِيقَكَ، وَلَا تَأْمَنْ خَلِيلَكَ إِلَّا الْأَمِين، وَلَا أَمِينَ إِلَّا مَنْ خَشِيَ اللَّهَ، وَ {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28].

[21695] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ شرَيْحَا، يَقُولُ لِرَجُلٍ: يَا عَبْدَ

(2)

اللَّهِ دع مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فَوَاللَّهِ لَا تَجِدُ

(3)

فَقْدَ شَيءٍ تَرَكْتَهُ للهِ

(4)

.

‌222 - بَابُ زُهْدِ الأنْبِيَاءِ عليه السلام

[21688] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ

(1)

الأكمة: الرابية (المرتفع عن الأرض)، والجمع: آكام. (انظر: النهاية، مادة: أكم).

(2)

في (س): "عدو"، والمثبت من (ف) موافق لما في "الزهد الكبير" للبيهقي (ص 325) من طريق عبد الرزاق به.

(3)

قوله: "لا تجد" مكانه بياض في (س)، والمثبت من (ف).

(4)

تقدم برقم (21262).

ص: 331

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا شَبعَ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ غَدَاءٍ وَعَشَاءٍ حَتَّى مَضَى، كَأَنَّهَا تَقُولُ حَتَّى قُبِضَ.

[21697] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: مَا تَرَكَ عِيسَى بْنُ مَريَمَ حِينَ رُفِعَ إِلَّا مِدْرَعَةَ صُوفٍ وَخُفَّيْ رَاعِي، وَقُرَافَةً يَقْرِفُ بِهَا الطَّيْرَ.

[21698] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو رَافِعٍ، أَنَّ زَكَرِيَّاءَ، كَانَ نَجَّارًا، قَالَ لَهُ أَبُو عَاصِمٍ: وَمَا عِلْمُكَ *؟ قَالَ أَبُو رَافِعٍ: قَدْ عَلِمْتُ ذَلِكَ إِذْ أَنْتَ تَلْعَبُ بِالْحَمَامِ.

[21699] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ لُقْمَانَ كَانَ عَبْدًا

(1)

حَبَشِيًّا.

[21700] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُردَةَ

(2)

، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا كِسَاءً مُلَبَّدًا

(3)

، وإزَارًا غَلِيظًا، فَقَالَتْ: فِي هَذَا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

[21701] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَقَدْ كَانَ يَأْتي عَلَيْنَا الشَّهْرُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا نُوقِدُ فِيهِ نَارًا، وَمَا هُوَ إِلَّا الْمَاءُ وَالتَّمْرُ، غَيْرَ أَنْ جَزَى اللهُ نِسَاءً مِنَ الْأَنْصَارِ خَيْرًا، كُنَّ رُبَّمَا أَهْدَيْنَ لَنَا الشَّيءَ مِنَ اللَّبَنِ.

* [ف/171 ب].

(1)

ليس في (ف)، وأثبتناه من (س).

(2)

في (ف)، (س):"عن أبي هريرة"، والتصويب من "صحيح مسلم"(2140/ 2) من طريق عبد الرزاق، به.

(3)

الملبَّد واللبد: هي التي كثفت ومشطت وصفقت بالعمل حتى صارت مثل: اللبد، وقيل: معناه مرقعا، يقال لبدت الثوب: أي رقعته، والأول أصح. (انظر: المشارق) (1/ 354).

ص: 332

‌223 - بَابُ بَلَاءِ الْأنبِيَاءِ

° [21702] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: وَضَعَ رَجُلٌ يَدَهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: وَاللهِ مَا أُطِيقُ أَنْ أَضَعَ يَدِي عَلَيْكَ مِنْ شِدَّةِ حُمَّاكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنا مَعْشَرَ الْأَنْبِيَاءِ يُضَاعَفُ لَنَا الْبَلَاءُ

(1)

، كمَا يُضَاعَفُ لَنَا الْأَجْر، إِنْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لَيُبْتَلَى بِالْقُمَّلِ حَتى يَقْتُلَه، وإنْ كَانَ النَّبِيُّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لَيُبْتَلَى

(2)

بِالْفَقْرِ حَتَّى تَأْخُذَهُ الْعَبَاءَةُ

(3)

فَيَجُوبَهَا

(4)

، وَإِنْ كَانُوا لَيَفْرَحُونَ بِالْبَلَاءِ كَمَا تَفْرَحُونَ بِالرَّخَاءِ".

‌224 - بَابُ زُهْدِ الصَّحَابَةِ

[21703] أخبرنا * عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِلُ أَذْرُعَاتٍ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وإِذَا عَلَيْهِ قَمِيصٌ مِنْ كَرَابِيسَ

(5)

فَأَعْطَانِيهِ، وَقَالَ: اغْسِلْهُ وَارْقَعْهُ

(6)

، قَالَ: فَغَسَلْتُهُ وَرَقَعْتُهُ

(7)

، ثُمَّ قَطَّعْتُ عَلَيْهِ قَمِيصًا

° [21702] الإتحاف: حم 5851].

(1)

تصحف في (ف) إلى: "الأنبيا"، والتصويب من (س)، "مسند أحمد"(12074)، "المنتخب من مسند عبد بن حميد"(960) من طريق المصنف، به.

(2)

قوله: "بالقمل حتى يقتله، وإن كان النبي من الأنبياء ليبتلى" ليس في (ف)، واستدركناه من المصدرين السابقين.

(3)

العباء والعباءة: ضرب من الأكسية، فيه خطوط، وقيل: هو الجبة من الصوف، أو: هو ملحفة قصيرة مفتوحة من الجهة الأمامية، لا أكمام لها، ولكن تستحدث فيها تقويرات لإمرار الذراعين.

(انظر: معجم الملابس)(ص 316).

(4)

الجوب: الخرق والقطع. (انظر: القاموس، مادة: جوب).

* [س/350].

(5)

في (س): "كراريس"، وهو تصحيف، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "الزهد" لابن المبارك (587) من طريق معمر، به.

الكرابيس: جمع كرباس، وهو: القطن. (انظر: النهاية، مادة: كربس).

(6)

في (س): "وارفعه"، والمثبت من (ف)، وينظر المصدر السابق.

(7)

في (س): "ورفعته"، والمثبت من (ف)، وينظر المصدر السابق.

ص: 333

قِبْطِيًّا

(1)

، فَأَتَيْتُهُ بِهِمَا جَمِيعًا، فَقُلْتُ: هَذَا قَمِيصكَ، وَهَذَا قَمِيصٌ قَطَعْتُهُ عَلَيْهِ

(2)

لِتَلْبَسَه، فَمَسَّهُ بِيَدِهِ فَوَجَدَهُ لَيِّنًا، فَقَالَ: لَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ، هَذَا أَنْشَفُ لِلْعَرَقِ مِنْهُ.

[21704] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ، فَتَلَقَّاهُ عُظَمَاءُ أَهْلِ الْأَرْضِ، وَأُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ، فَقَالَ عُمَرُ: أَيْنَ أَخِي؟ قَالُوا: مَنْ؟ قَالَ: أَبُو عُبَيْدَةَ، قَالُوا: أَتَاكَ الْآنَ، قَالَ: فَجَاءَ عَلَى نَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ بِحَبْلٍ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَسَاءَلَه، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: انْصرِفُوا عَنَّا، قَالَ: فَسَارَ مَعَهُ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَه، فَنَزَلَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرَ فِي بَيْتِهِ إِلَّا سَيْفَهُ وَقَوْسَهُ وَرَحْلَه، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَوِ اتَّخَذْتَ مَتَاعًا، أَوْ قَالَ: شَيْئًا، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِن هَذَا * سَيُبَلِّغُنَا الْمَقِيلَ.

[21705] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي ذَرٍّ وَهُوَ يُوقِدُ تَحْتَ قِدْرٍ مِنْ حَطَبٍ، قَدْ أَصَابَهُ مَطَرٌ، وَدُمُوعُهُ تَسِيل، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: قَدْ كَانَ لَكَ عَنْ هَذَا مَنْدُوحَةٌ

(3)

، لَوْ شِئْتَ لَكُفِيتَ، فَقَالَ أَبُو ذرٍّ: وَهَذَا عَيْشِي، فَإِنْ رَضِيتِ وإِلَّا فَتَحْتِ كَنَفَ اللَّهِ، قَالَ: فَكَأَنَّمَا أَلْقَمَهَا حَجَرًا، حَتَّى إِذَا نَضِجَ مَا فِي قِدْرِهِ، جَاءَ بِصَحْفَةٍ

(4)

لَه، فَكَسَرَ فِيهَا خُبْزَةً لَهُ غَلِيظَةً، ثُمَّ جَاءَ بِالَّذِي فِي الْقِدْرِ فَكَدَرَهُ عَلَيْهَا

(5)

، ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ، ثُمَّ قَالَ لِيَ: ادْنُ فَأَكَلْنَا، ثُمَّ أَمَرَ جَارِيَتَهُ أَنْ تَسْقِيَنَا فَسَقَتْنَا مَذْقَةً مِنْ لَبَنِ مَعْزٍ لَهُ

(6)

، فَقُلْتُ: يَا أَبَا ذرٍّ، لَوِ اتَّخَذْتَ فِي بَيْتِكَ شَيْئًا، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَتُرِيدُ لِي مِنَ الْحِسَابِ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا؟ أَلَيْسَ هَذَا

(1)

في (س): "قطنا"، والمثبت من (ف)، وينظر المصدر السابق.

(2)

ليس في (س)، والمثبت من (ف)، وينظر المصدر السابق.

* [ف/ 172 أ].

(3)

المندوحة: السعة والفسحة. (انظر: المصباح المنير، مادة: ندح).

(4)

الصحفة: إناء كالقصعة المبسوطة ونحوها، وجمعها صحاف. (انظر: النهاية، مادة: صحف).

(5)

في (ف): "عليه"، والمثبت من (س) هو الأليق بالسياق.

(6)

قوله: "مذقة من لبن معز له" تصحف في (سر) إلى: "مرقة من لبن معد له"، والمثبت من (ف).

ينظر: "الزهد" لابن المبارك (589) من طريق معمر، به.

ص: 334

مِثَالًا

(1)

نَفْتَرِشُه، وَعَبَاءَةً نَبْتَسِطُهَا، وَكِسَاءَ نَلْبَسُه، وَبُرْمَةً

(2)

نَطْبُخُ فِيهَا، وَصَحْفَةً نَأْكُلُ فِيهَا، وَنَغْسِلُ فِيهَا رُءُوسَنَا، وَقَدَحٌ

(3)

نَشْرَبُ فِيهِ، وَعُكَّةٌ فِيهَا زَيْتٌ أَوْ سَمْنٌ، وَغِرَارَةٌ

(4)

فِيهَا دَقِيقٌ؟ فَتُرِيدُ لِي مِنَ الْحِسَابِ أكثَرَ مِنْ هَذَا؟ قُلْتُ: فَأَيْنَ عَطَاؤُكَ أَرْبَعُمِائَةِ دِينَارٍ؟ وَأَنْتَ فِي شَرَفٍ

(5)

مِنَ الْعَطَاءٍ، فَأَيْنَ يَذْهَبُ؟ فَقَالَ: أَمَا إِنِّي لَنْ أُعَمِّيَ عَلَيْكَ، لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ ثَلَاثُونَ فَرَسًا، فَإِذَا خَرَجَ عَطَائِيَ اشْتَرَيْتُ لَهَا عَلَفًا، وَأَرْزَاقًا لِمَنْ يَقُومُ عَلَيْهَا، وَنَفَقَةً لِأَهْلِي، فَإِنْ بَقِيَ مِنْهُ شَيءٌ اشْتَرَيْتُ بِهِ

(6)

فُلُوسًا، فَجَعَلْتُهُ عِنْدَ نَبَطِيٍّ هَاهُنَا، فَإِنِ احْتَاجَ أَهْلِي إِلَى لَحْمٍ أَخَذُوا مِنْه، وإِنِ احْتَاجُوا إِلَى شَيءٍ أَخَذُوا مِنْه، ثُمَّ أَحْمِلُ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَهَذَا سَبِيلُ عَطَائِي، لَيْسَ عِنْدَ أَبِي ذرٍّ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ.

[21706] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: لَوْ أَنَّ

(7)

طَعَامًا كَثِيرًا كَانَ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ مَا شَبعَ مِنْهُ بَعْدَ أَنْ يَجِدَ لَهُ آكِلًا، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُ مُطِيعٍ يَعُودُه، فَرَآهُ قَدْ نَحَلَ

(8)

جِسْمُه، فَقَالَ لِصَفِيَّةَ: أَلَا تُلَطِّفِيهِ لَعَلَّهُ أَنْ يَرتَدَّ إِلَيْهِ جِسْمُه، تَصْنَعِينَ

(9)

لَهُ طَعَامًا، قَالَتْ: إِنَّا لَنَفْعَلُ ذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ لَا يَدَعُ

(1)

في (س): "مثال"، وهو خلاف الجادة، والمثبت من (ف).

(2)

البرمة: نوع من القدور يصنع من الفخار، والجمع: برام. (انظر: المعجم العربي الأساسي، مادة: برم).

(3)

كذا في (ف)، (س) على صورة المرفوع، ويمكن توجيهه على أنه خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: وهذا قدح.

(4)

الغرارة: الكيس الكبير من الصوف أو الشعر. والجمع: غرائر. (انظر: معجم لغة الفقهاء)(ص 298).

(5)

الشرف: القدر والقيمة. (انظر: النهاية، مادة: شرف).

(6)

في (س): "بها"، والمثبت من (ف).

(7)

سقط من (س)، والمثبت من (ف).

(8)

النُّحْل: الهزال. (انظر: النهاية، مادة: نحل).

(9)

في (ف)، (س):"تطعمين"، وهو تصحيف، والتصويب من "الزهد" لأبي داود السجستاني (304)، "شعب الإيمان" للبيهقي (10144)، كلاهما من طريق المصنف، به.

ص: 335

أَحَدًا مِنْ أَهْلِهِ، وَلَا مَنْ يَحْضُرُهُ إِلَّا دَعَاهُ عَلَيْهِ، فَكَلِّمْهُ أَنْتَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ مُطِيعٍ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لَوِ اتَّخَذْتَ طَعَامًا يُرجِع إِلَيْكَ جَسَدَكَ، فَقَالَ إِنَّهُ لَيَأْتِى عَلَيَّ ثَمَانِ سِنِينَ مَا أَشْبَعُ فِيهَا شَبْعَةً وَاحِدَةً، أَوْ قَالَ: لَا أَشْبَعُ فِيهَا

(1)

إِلَّا شَبْعَةً وَاحِدَةً، فَالْآنَ تُرِيدُ أَنْ أَشْبَعَ حِينَ لَمْ يَبْقَ

(2)

مِنْ عُمُرِي إِلَّا ظَمَأُ حِمَارٍ.

[21707] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ *، قَالَ: سَأَلَ حُذَيْفَةُ سَلْمَانَ أَلَا نَبْنِي لَكَ مَسْكَنًا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ فَقَالَ: لِمَ؟ لِتَجْعَلَنِي

(3)

مَلِكًا، أَمْ تَبْنِي لِي مِثْلَ دَارِكَ الَّتِي بِالْمَدَائِنِ؟ قَالَ: لَا، وَلكنْ نَبْنِي لَكَ بَيْتًا مِنْ قَصَبٍ وَنَسْقُفُهُ بِالْبُوري

(4)

، إِذَا قُمْتَ كَادَ أَنْ يُصِيبَ رَأْسَكَ، وإِذَا نِمْتَ كَادَ أَنْ يُصِيبَ طَرَفَيْكَ، قَالَ: كَأَنَّكَ كُنْتَ فِي نَفْسِي.

° [21708] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يَقُولُ: بَكَى سَلْمَانُ عِنْدَ مَوْتِهِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: عَهِدَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عهْدًا وَقَالَ لَنَا: "إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدَكُمْ فِي الدُّنْيَا مِثلُ زَادِ الرَّاكِبِ"، فَأَنَا أَخْشَى أَنْ أكُونَ قَدْ فَرَّطْتُ.

[21709] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَريِّ

(5)

، عَنْ مَيْمُونٍ قَالَ: كُسِرَتْ قَلُوصٌ لاِبْنِ عُمَرَ، فَأَمَرَ بِهَا فَنُحِرَتْ، ثُمَّ قَالَ

(6)

: ادْعُ النَّاسَ قَالَ: فَقَالَ نَافِعٌ أَوْ غَيْرُهُ: لَيْسَ عِنْدَنَا خُبْزٌ، فَقَالَ: مَا عَلَيْكَ، يَأْكُلُونَ مِنْ هَذَا الْعُرَاقِ

(7)

، وَيَحْسُونَ مِنْ هَذَا الْمَرَقِ.

(1)

ليس في (س)، والمثبت من (ف).

(2)

قوله: "لم يبق" وقع في (س): "لا يبقى"، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في المصدرين السابقين.

* [ف/172 ب].

(3)

في (ف): "أيتعجلني"، وكذا رسمه في (س) ولكن بغير نقط، والمثبت من "قصر الأمل" لابن أبي الدنيا (306)، "شعب الإيمان" للبيهقي (10258)، كلاهما من طريق المصنف، به.

(4)

البوري: الحصير المعمول من القصب. (انظر: النهاية، مادة: بور).

(5)

في (س): "الحريري"، وهو تصحيف، والمثبت من (ف). ينظر ترجمته في "تهذيب الكمال"(5/ 11).

(6)

قوله: "ثم قال" وقع في (س): "فقال"، والمثبت من (ف).

(7)

العراق: جمع العرق وهو العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم. (انظر: النهاية، مادة: عرق).

ص: 336

‌225 - بَابُ تَمَنِّي الْمَوْتِ

° [21710] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ * الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ

(1)

مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَتَمَنَّى

(2)

أَحَدٌ الْمَوْتَ، إِمَّا مُحْسِنٌ فَيَزْدَادُ إِحْسَانًا، وَإمَّا مُسِيءٌ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ

(3)

".

° [21711] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضرِّبٍ

(4)

، قَالَ: غَدَوْتُ عَلَى خَبَّابٍ أَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مَا لِي دِرْهَمٌ، وإِنَّ فِي

(5)

جَانِبِ الْبَيْتِ لأَرْبَعِينَ أَلْفًا، وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لَتَمَنَّيْتُه، لَقَدْ طَالَ وَجَعِي هَذَا".

° [21712] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَتَمَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ، وَلَا يَدْعُ

(6)

بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَه، فَإِنَّهُ إِذَا

(7)

مَاتَ أَحَدُكُمُ انْقَطَعَ أَمَلُهُ وَعَمَلُه، وَإِنَّهُ لَا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمُرُهُ إِلَّا خَيْرًا".

° [21710][الإتحاف: مي 18413].

* [س / 351].

(1)

وقع في (ف)، (س):"عبيدة"، وهو تصحيف، والتصويب من "مسند أحمد"(8201)، "شرح السنة" للبغوي (1445) من طريق عبد الرزاق، "صحيح البخاري"(5674) من طريق الزهري، به.

(2)

كذا في (ف)، (س)، وهو الموافق لما في "صحيح البخاري" ويمكن تخريجه لغويا بأن المراد هنا النفي، وهو أبلغ في النهي، وينظر:"فتح الباري"(10/ 130)، وينظر نظير ذلك عند النووي في "شرح مسلم"(9/ 192).

(3)

في (س): "يستغيث"، وهو تصحيف، والمثبت من (ف)، وينظر المصادر السابقة.

يستعتب: طلب أن يرضى عنه، بعد الإساءة إليه. (انظر: النهاية، مادة: عتب).

(4)

في (س): "مطرف" وهو تصحيف ظاهر، والمثبت من (ف).

(5)

في (س): "لي"، والمثبت من (ف).

° [21712][الإتحاف: حب حم 20105، عه حم 20186].

(6)

قوله: "لا يتمن أحدكم الموت ولا يدع" وقع في (س): "لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدعو" بالرفع في الفعلين، وهو صحيح على النفي، وينظر "فتح الباري"(10/ 130)، والمثبت من (ف).

(7)

قوله: "فإنه إذا" وقع في (س): "فإذا"، والمثبت من (ف).

ص: 337

[21713] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَخْطُبُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ سَئِمْتُهُمْ وَسَئِمُونِي، وَمَلِلْتُهُمْ وَمَلُّونِي، فَأَرِحْنِي مِنْهُمْ وَأَرِحْهُمْ مِنِّي، مَا يَمْنَعُ أَشْقَاكُمْ أَنْ يَخْضِبَهَا بِدَمٍ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى لِحْيَتِهِ.

[21714] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ

(1)

الْعَاصِ قَالَ: رَصدْتُ عُمَرَ لَيْلَةً فَخَرَجَ إِلَى الْبَقِيعِ - وَذَلِكَ فِي السَّحَرِ - فَاتَّبَعْتُه، فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْت، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْبَقِيعِ * فَصَلَّى، ثمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ كَبِرَتْ سِنِّي، وَضَعُفَتْ قُوَّتِي، وَخَشِيتُ الاِنْتِشَارَ مِنْ رَعَيَّتِي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ عَاجِزٍ وَلَا مَلُومٍ، فَمَا يَزَالُ يَقُولُهَا حَتَّى أَصْبَحَ.

[21715] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ عُمَرُ بِالْبَطْحَاءِ جَمَعَ كَوْمَةً مِنْ بَطْحَاءَ، ثُمَّ بَسَطَ عَلَيْهَا إِزَارَه، ثُمَّ اضْطَجَعَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ

(2)

: اللَّهُمَّ، كَبِرَتْ سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي، وَضعُفَتْ قُوَّتِي، وَخَشِيتُ الاِنْتِشَارَ مِنْ رَعِيَّتِي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ عَاجِزٍ وَلَا مُضَيِّعٍ، قَالَ: ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، حَسِبْتُهُ قَالَ: فَمَا انْسَلَخَ الشَّهْرُ حَتَّى مَاتَ.

° [21716] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ أَصَابَهُ".

(1)

بعده في (ف): "أبي"، وكتبه في (س) فوق السطر، وصحح عليه، وهو خطأ، والتصويب من "شرح صحيح البخاري" لابن بطال (9/ 388) من طريق معمر، به، وينظر:"مختصر قيام الليل" للمروزي (ص 97)، وينظر: ترجمته في "تهذيب الكمال"(10/ 101).

* [ف/173 أ].

(2)

قوله: "لما نزل عمر بالبطحاء جمع كومة من بطحاء، ثم بسط عليها إزاره، ثم اضطجع ورفع يديه، فقال "ليس في (س)، والمثبت من (ف)، وينظر:"الاستذكار"(24/ 67).

° [21716] الإتحاف: حم 745] [شيبة: 30477].

ص: 338

‌226 - بَابُ الْكَرَم وَالْحَسَبِ

(1)

° [21717] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالُوا: يَا

(2)

رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّنَا أَكرَمُ؟ قَالَ:"أَتْقَاكُمْ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا هُوَ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ:"يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ"، قَالُوا: إِنَّمَا نَعْنِي فِيمَا بَيْنَنَا، قَالَ: "النَّاسُ مَعَادِنُ

(3)

، خِيَارُكُمْ فِي الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِي الْإِسْلَامِ، إِذَا فَقُهُوا".

° [21718] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ أَنْ يَغْلِبَ عَلَى النَّاسِ، أَوْ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ لُكَعُ

(4)

بنُ لُكَعَ، وَأَفْضَلُ النَّاسِ مُؤْمِنٌ بَيْنَ كَرِيمَيْنِ"، قَالَ مَعْمَرٌ: فَقَالَ رَجُلٌ لِلزُّهْرِيِّ: مَا كَرِيمَيْنِ؟ قَالَ: شَرِيفَيْنِ مُوسِرَيْنِ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ: كَذَبَ

(5)

، كَرِيمَيْنِ تَقِيَّيْنِ صَالِحَيْنِ.

‌227 - بَابُ أَبْوَابِ السُّلْطَانِ

[21719] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَمَوَاقِفَ الْفِتَنِ، قِيلَ: وَمَا مَوَاقِفُ الْفِتَنِ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: أَبْوَابُ الْأُمَرَاءِ يَدْخُلُ أَحَدُكُمْ عَلَى الْأَمِيرِ، فَيصَدِّقُهُ بِالْكَذِبِ، وَ

(6)

يَقُولُ لَهُ مَا لَيْسَ فِيهِ.

[21720] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ عَلَى

(1)

الحسب: الشرف بالآباء وما يعده الناس من مفاخرهم. (انظر: النهاية، مادة: حسب).

(2)

قوله: "قالوا يا" وقع في (س): "قال"، وهو خطأ، والمثبت من (ف).

(3)

المعادن: جمع المعدن، وهو الأصل الذي ينسب إليه الناس. (انظر: النهاية، مادة: عدن).

(4)

اللكاع، واللكع: لفظ يُستعمل في الحمق والذم، ويطلق على الصغير، ولو أطلق على الكبير أريد به صغير العلم والعقل. (انظر: النهاية، مادة: لكع).

(5)

في (س): "كذلك"، ولا يستقيم به السياق، والمثبت من (ف).

(6)

الواو ليست في (س)، وأثبتناها من (ف)، وهو الموافق لما في "شعب الإيمان" للبيهقي (8965)، "التمهيد"(13/ 57) لابن عبد البر كلاهما من طريق المصنف، به.

ص: 339

أَبْوَابِ السُّلْطَانِ فِتَنًا كَمَبَارِكِ الْإِبِلِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تُصِيبُونَ مِنْ دُنْيَاهُمْ إِلَّا أَصَابُوا مِنْ دِينِكُمْ مِثْلَهُ.

[21721] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أُسْقُفًّا مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ يُكَلِّمُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، احْذَرْ * قَاتِلَ الثَّلَاثَةِ، قَالَ عُمَرُ: وَيْلَكَ، وَمَا قَاتِلُ الثَّلَاثَةِ؟ قَالَ: الرَّجُلُ يَأْتي إِلَى الْإِمَامِ بِالْكَذِبِ فَيَقْتُلُ الْإِمَامُ ذَلِكَ الرُّجُلَ، بِحَدِيثِ هَذَا الْكَذَّابِ

(1)

فَيَكُونُ قَدْ قَتَلَ نَفْسَهُ وَصَاحِبَهُ وإمَامَهُ.

‌228 - بَابٌ فِي ذِكْرِ عَلِيِّ بْنِ أبِي طَالِبٍ

° [21721] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مِينَاءَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ وَفْدِ الْجِنِّ، قَالَ: فَتَنَفَّسَ فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "نُعِيَتْ إِلَى نَفْسِي يَا ابْنَ مَسْعُودٍ" قُلْتُ: فَاسْتَخْلِفْ، قَالَ:"مَنْ"؟ قُلْتُ: أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: فَسَكَتَ، ثُمَّ مَضَى سَاعَةً، ثُمَّ تَنَفَّسَ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: "نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي يَا ابْنَ مَسْعُودٍ

(2)

"، قَالَ: قُلْتُ: فَاسْتَخْلِفْ، قَالَ: "مَنْ"؟ قُلْتُ: عُمَر، قَالَ: فَسَكَتَ، ثُمَّ مَضى سَاعَةً ثُمَّ تَنَفَّسَ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: "نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي يَا ابْنَ مَسْعُودٍ"، قَالَ: قُلْتُ: فَاسْتَخْلِفْ، قَالَ: "مَنْ"؟ قُلْتُ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: "أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ أَطَاعُوهُ لَيَدْخُلُنَّ * الْجَنُّةَ أَجْمَعِينَ أكتَعِينَ

(3)

".

* [ف/173 ب].

(1)

قوله: "الرجل بحديث هذا الكذاب" وقع في (ف): "الرجل يحدث هذا الكذب"، وفي (س):"بحدوث هذا الكذب" والتصويب من "مساوئ الأخلاق" للخرائطي (211)، "السنن الكبرى" للبيهقي (16755)، كلاهما من طريق المصنف، به.

(2)

قوله: "يا ابن مسعود" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

* [س/352].

(3)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف)، وينظر:"المعجم الكبير" للطبراني (9970) من طريق الدبري، عن المصنف، به.

ص: 340

[21723] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ

(1)

، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: يَهْلَكُ فِيَّ اثْنَانِ

(2)

: مُحِبٌّ مُطْرٍ

(3)

، وَمُبْغِضٌ مُفْتَرٍ

(4)

.

‌229 - بَابُ تَمَنِّي الرَّجُلِ مَوْتَ أهْلِهِ

[21724] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: مَا أَهْلُ بَيْتٍ وَلَا أَهْلُ بَيْتٍ مِنَ الْجِعْلَانِ

(5)

، بِأَحَبَّ إِلَيَّ مَوْتًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، وإِنِّي لأُحِبُّهُمْ كَمَا يُحِبُّ الرَّجُلُ وَلَدَه، وَمَا أَتْرُكُ بَعْدِي شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ إِبِلٍ وَأَسْقِيَهٍ.

‌230 - بَابُ الْإِمَامِ رَاعِي

° [21725] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّكُمْ رَاعٍ

(6)

وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتهِ، فَالإمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى مَالِ زَوْجِهَا، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْه، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعِ وَمَسْئُولٌ".

[21726] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ

(1)

قوله: "عن أيوب" سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).

(2)

في (س): "الباب"، وهو تصحيف ظاهر، والمثبت من (ف).

(3)

في (س): "مطري"، وهو خلاف الجادة، والمثبت من (ف).

مطر: الإطراء مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه. (انظر: النهاية، مادة: طرو).

(4)

في (س): "مفتري"، وهو خلاف الجادة، والمثبت من (ف).

(5)

الجعلان: جمع: جُعَل، وهو: أكبر من الخنفساء شديد السواد، في بطنه لون حمرة، للذكر قرنان، يوجد كثيرًا في مراح البقر والجواميس ومواضع الروث. (انظر: حياة الحيوان للدميري) (1/ 281).

° [21752][الإتحاف: جا عه عم 10987].

(6)

الراعي: الحافظ والمؤتمن. (انظر: المشارق)(1/ 294).

ص: 341

كُلَّ ذِي رَعِيَّةٍ فِيمَا اسْتَرعَاه، أَقَامَ أَمْرَ اللَّهِ فِيهِمْ أَمْ أَضَاعَه، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُسْأَلُ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ.

° [21723] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: دَخَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ

(1)

بْنُ زِيَادٍ، عَلَى * مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ لَهُ مَعْقِل: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنِ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً فَلَمْ يَحُطْ مِن وَرَائِهَا بِالنَّصِيحَةِ، وَمَاتَ وَهُوَ لَهَا غَاشٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ"، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَهَلَّا قَبْلَ الْيَوْمِ، قَالَ: لَا، وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنِّي أَقُومُ مِنْ مَرَضِي هَذَا مَا حَدَّثْتُكَ بِهِ.

° [21728] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أُكْرِهَ عَلَى عَمَلٍ أُعِينَ عَلَيْهِ، وَمَن طَلَبَ عَمَلًا وُكِلَ إِلَيهِ".

° [21729] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى بِلَالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ فَحَدَّثَهُ الْحَسَن، قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَسْتَعْمِلُهُ فَقَالَ: خِر لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"اجْلِس".

° [21730] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ وَغَيْرُه، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرةَ:"لَا تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ تُعطَهَا عَنْ مَسأَلَةٍ تُوكَلْ إِلَيْهَا، وإنْ تُعْطَهَا عَنْ غَيْرِ مَسأَلَةٍ تُعَنْ عَلَيهَا".

° [21731] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَن وَلِيَ مِنْ أَمْرِ السُّلْطَانِ شَيْئًا، فَفَتَحَ بَابَهُ لِذِي الْحَاجَةِ، وَالْفَاقَةِ، وَالْفَقْرِ، يَفْتَحُ اللَّهُ أَبوَابَ السَّمَاءِ لِحَاجَتِهِ وَفَاقَتِهِ، وَفَقْرِهِ

(2)

، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ

(1)

في (س) في الموضعين: "عبد الله"، وهو تصحيف، والمثبت من (ف)، وينظر:"المعجم الكبير" للطبراني (20/ 209) من طريق الحسن، به.

* [ف/174 أ].

(2)

قوله: "وفاقته وفقره" وقع في (س): "وفقره وفاقته"، والمثبت من (ف).

ص: 342

دُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ، وَالْفَاقَةِ، وَالْفَقْرِ، أَغْلَقَ اللَّهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ حَاجَتِهِ، وَفَاقَتِهِ، وَفَقْرِهِ

(1)

".

[21732] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ

(2)

، عَنْ بَعْضِ الطَّائِيِّينَ، عَنْ رَافِعِ

(3)

الْخَيْرِ الطَّائِيِّ، قَالَ: صَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ فِي غَزَاةٍ، فَلَمَّا قَفَلْنَا وَحَانَ مِنَ النَّاسِ تَفَرُّقٌ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ رَجُلًا صَحِبَكَ مَا صَحِبَكَ، ثُمَّ فَارَقَكَ لَمْ يُصبْ مِنْكَ خَيْرًا، لَقَدْ خَسِرَ فِي نَفْسِهِ، فَأَوْصِنِي وَلَا تُطَوِّلْ عَلَيَّ فَأَنْسَى، قَالَ: يَرْحَمُكَ اللَّه، يَرْحَمُكَ الله، بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ، بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ، أَقِمِ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ لِوَقْتِهَا، وَأَدِّ زَكَاةَ مَالِكَ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُكَ، وَصُمْ رَمَضَانَ، وَحُجَّ الْبَيْتَ، وَاعْلَمْ أَن الْهِجْرَةَ فِي الْإِسْلَامِ حَسَنٌ، وَأَنَّ الْجِهَادَ فِي الْهِجْرَةِ حَسَنٌ، وَلَا تَكُونَنَّ أَمِيرًا

(4)

قُلْتُ: أَمَّا قَوْلُكَ يَا أَبَا بَكْرٍ فِي الصَّلَاةِ، وَالصِّيَامِ، وَالزكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَالْهِجْرَةِ، وَالْجِهَادِ فَهَذَا كُلُّهُ حَسَنٌ قَدْ عَرَفْتُه، وَأَمَّا قَوْلُكَ لَا أَكُونُ أَمِيرًا، فَوَاللهِ إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ

(5)

إِلَيَّ أَنَّ خِيَارَكُمُ الْيَوْمَ أُمَرَاؤُكُمْ *، قَالَ: إِنَّكَ قُلْتَ لِي: لَا تُطَوِّلْ

(1)

قوله: "ومن أغلق بابه دون ذوي الحاجة، والفاقة، والفقر، أغلق الله أبواب السماء دون حاجته، وفاقته، وفقره" سقط من (س)، ولعله بسبب انتقال نظر الناسخ، والمثبت من (ف).

(2)

كذا في (ف)، (س)، وكذا هو في "شعب الإيمان" للبيهقي (7068) من طريق المصنف، به، وكذا هو عند ابن المبارك في "الزهد"(674)، ومن طريقه الخطيب في "موضح الأوهام"(2/ 88)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(18/ 11)، عن معمر به، إلا أن ابن عساكر قال:"وفي نسخة: شعيب"، والظاهر أن: عمرو بن شعيب هو الصواب، فهو الذي يروي عنه مطر، لكن اتفاق هذه المصادر على المثبت يدل على أحد أمرين؛ إما أنه اسم راوٍ، لكن لم يترجم له أحد، أو أنه خطأ قديم من معمر أو مطر، والله أعلم.

(3)

زاد قبله في (ف)، (س):"أبي" وهو خطأ، وينظر: المصادر السابقة، وينظر ترحمه في "الإصابة"(2/ 366).

(4)

في (ف): "أسيرا" وهو تصحيف، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "شعب الإيمان"، "موضح أوهام الجمع والتفريق".

(5)

مكانه بياض في (س)، والمثبت من (ف).

* [ف/ 174 ب].

ص: 343

عَلَيَّ، وَهَذَا حِينَ أُطَوِّلُ عَلَيْكَ، إِنَّ هَذِهِ الْإِمَارَةَ الَّتِي تَرَى الْيَوْمَ يَسِيرَةٌ

(1)

، قَدْ أَوْشَكَتْ أَنْ تَفْشُوَ وَتَفْسُدَ حَتَّى يَنَالَهَا مَنْ لَيْسَ لَهَا بِأَهْلٍ، وإنَّهُ مَنْ يَكُنْ أَمِيرًا

(2)

، فَإِنَّهُ مِنْ أَطْوَلِ النَّاسِ حِسَابًا، وَأَغْلَظِهِ عَذَابًا، وَمَنْ لَا يَكُنْ أَمِيرًا، فَإِنَّهُ مِنْ أَيْسَرِ

(3)

النَّاسِ حِسَابًا، وَأَهْوَنِهِ

(4)

عَذَابًا، لِأَنَّ الْأُمَرَاءَ أَقْرَبُ النَّاسِ مِنْ ظُلْمِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَظْلِمِ الْمُؤْمِنِينَ

(5)

فَإِنَّمَا يَخْفِرُ اللَّهَ، إِنَّمَا هُمْ جِيرَانُ اللَّهِ

(6)

وَعُوَّادُ اللَّهِ، وَاللَّهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَتُصَابُ شَاةُ جَارِهِ، أَوْ بَعِيرُ جَارِهِ، فَيَبِيتُ وَارِمَ الْعَضَلِ

(7)

، فَيَقُولُ: شَاةُ جَارِي، وَبَعِيرُ جَارِي، فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يَغْضَبَ لِجِيرَانِهِ.

[21733] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: هَلَكَ أَصْحَابُ الْعُقَدِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَاللَّهِ مَا عَلَيْهِمْ آسَى

(8)

، وَلكِنْ عَلَى مَنْ يَهْلِكُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَسَيَعْلَمُ الْغَالِبُونَ الْعُقَدَ حَظَّ

(9)

مَنْ يَنْقُصُونَ.

° [21734] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِي أَمِيرًا عَلَى الْجَيْشِ قَالَ: "إِنِّي لأَبْعَثُ الرَّجُلَ

(1)

في (س): "سيرة"، وهو الموافق لما في "شعب الإيمان"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما في "موضح أوهام الجمع والتفريق".

(2)

في (ف): "أسيرا"، وهو تصحيف، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "شعب الإيمان"، "موضح أوهام الجمع والتفريق".

(3)

في (س): "أشر"، وهو تصحيف واضح، والمثبت من (ف).

(4)

في (س): "وأهونهم"، والمثبت من (ف).

(5)

قوله: "ومن يظلم المؤمنين" سقط من (ف)، (س)، ولا يستقيم السياق بدونه، وأثبتناه من "شعب الإيمان"، "موضح أوهام الجمع والتفريق".

(6)

لفظ الجلالة ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(7)

في (ف): "العطل"، وفي (س):"العظل"، وكلاهما تصحيف، والمثبت من "شعب الإيمان"، "موضح أوهام الجمع والتفريق".

(8)

الأسى: الحزن. (انظر: النهاية، مادة: أسا).

(9)

كذا في (ف)، (س)، ولعل صوابه:"خط".

ص: 344

وَأَدَعُ مَنْ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْه، وَلَكِنَّهُ لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ أَيْقَظَ عَيْنًا

(1)

، وَأَشَدَّ * سَفَرًا

(2)

"، أَوْ قَالَ: "مَكِيدَةً".

[21735] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اسْتَعْمَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْبَحْرَيْنِ، فَقَدِمَ بِعَشَرة آلَافٍ، فَقَالَ لَهُ

(3)

عُمَرُ: اسْتَأْثَرتَ بِهَذِهِ الْأَمْوَالِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، وَعَدُوَّ كِتَابِهِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَسْتُ عَدُوُّ اللَّهِ، وَلَا عَدُوَّ كِتَابِهِ، وَلَكِنِّي عَدُوُّ مَنْ عَادَاهُمَا، قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ هِيَ لَكَ؟ قَالَ: خَيْلٌ لِي تَنَاتَجَتْ، وَغَلَّةُ رَقِيقٍ لِي، وَأَعْطِيَةٌ تَتَابَعَتْ

(4)

عَلَيَّ، فَنَظَرُوه، فَوَجَدُوهُ كَمَا قَالَ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، دَعَاهُ عُمَرُ لِيَسْتَعْمِلَه، فَأَبَى أَنْ يَعْمَلَ لَه، فَقَالَ: أَتَكْرَهُ الْعَمَلَ وَقَدْ طَلَبَ الْعَمَلَ مَنْ كَانَ خَيْرًا مِنْكَ يُوسُفُ؟ قَالَ: إِنَّ يُوسُفَ نَبِيٌّ ابْنُ نَبِيٍّ ابْنِ نَبِيٍّ، وَأَنَا أَبُو هُرَيْرة

(5)

بْنُ أُمَيْمَةَ أَخْشَى ثَلَاثًا وَاثْنَيْنِ، قَالَ لَهُ عُمَرُ: أَفَلَا قُلْتَ: خَمْسًا؟ قَالَ: لَا، أَخْشَى أَنْ أَقُولَ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَأَقْضِيَ بِغَيْرِ حُكْمٍ، وَيُضْرَبَ ظَهْرِي، وَيُنْتَزَعَ مَالِي، وَيُشْتَمَ عِرضي.

[21736] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ صَاحِبٍ لَه، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: وَيْل لِلأمَنَاءِ، وَيْلٌ لِلْعُرَفَاءِ

(6)

، لَيَتَمَنَّيَنَّ أَقْوَامٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعَلَّقِينَ بِذَوَائِبِهِمْ مِنَ الثُّرَيَّا، وَأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا وُلُّوا شَيْئًا قَطُّ.

[21737] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، أَوْ غَيْرِهِ *، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ:

(1)

قوله: "أيقظ عينا" وقع في (س): "أغلظ علينا"، وهو تصحيف واضح، والمثبت من (ف).

* [353/ س].

(2)

في (س): "سفر"، وهو خلاف الجادة، والمثبت من (ف).

(3)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(4)

في (س): "فبايعته"، وهو تصحيف، والمثبت من (ف).

(5)

قوله: "وأنا أبو هريرة" وقع في (س): "وأبو هريرة"، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "تاريخ دمشق"(67/ 370) من طريق المصنف، به.

(6)

العرفاء: جمع العريف، وهو: القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس؛ يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم. (انظر: النهاية، مادة: عرف).

* [ف/175 أ].

ص: 345

لَمْ يُجْهِدِ

(1)

الْبَلَاءُ مَنْ لَمْ يَتَوَلَّ يَتَامَى، أَوْ يَكُونُ قَاضِيًا بَيْنَ النَّاسِ فِي أَمْوَالِهِمْ، أَوْ أَمِيرًا عَلَى رِقَابِهِمْ.

[21738] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ إِذَا بَعَثَ عُمَّالَهُ

(2)

اشْتَرَطَ

(3)

عَلَيْهِمْ: أَلَّا تَركَبُوا بِرذَوْنًا، وَلَا تَأْكُلُوا نَقِيًّا، وَلَا تَلْبَسُوا رَقِيقًا، وَلَا تُغْلِقُوا أَبْوَابَكُمْ دُونَ حَوَائِجِ النَّاسِ، فَإِنْ فَعَلْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَقَدْ حَلَّت بِكُمُ الْعُقُوبَة، قَالَ: ثُمَّ شَيَّعَهُمْ

(4)

، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرجِعَ، قَالَ: إِني لَمْ أُسَلِّطْكُمْ عَلَى دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَا عَلَى أَعْرَاضِهِمْ، وَلَا عَلَى أَمْوَالِهِمْ، وَلكِنِّي بَعَثْتُكُمْ لِتُقِيمُوا بِهِمُ الصُّلَاةَ، وتَقْسِمُوا فَيْئَهُمْ

(5)

، وَتَحْكُمُوا بَيْنَهُمْ بِالْعَدْلِ، فَإِنْ أَشْكَلَ

(6)

عَلَيْكُمْ شَيءٌ، فَارْفَعُوهُ إِلَيَّ، أَلَا فَلَا تَضْرِبُوا الْعَرَبَ فَتُذِلُّوهَا، وَلَا تُجَمِّرُوهَا

(7)

فَتَفْتِنُوهَا، وَلَا تَعْتَلُّوا

(8)

عَلَيْهَا فَتَحْرِمُوهَا، جَرِّدُوا

(9)

الْقُرْآنَ

(10)

، وَأَقِلُّوا

(11)

الرِّوَايَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، انْطَلِقُوا

(12)

وَأَنَا شَرِيكُكُمْ.

(1)

في (س): "يحمد"، وهو تصحيف، والمثبت من (ف)، وينظر:"حلية الأولياء" لأبي نعيم (4/ 13)، "تهذيب الكمال"(13/ 370)، كلاهما من طريق ابن طاوس، به.

(2)

سقط من (س)، وأثبتناه من (ف)، وينظر:"شعب الإيمان" للبيهقي (7009) من طريق الدبري، عن المصنف، به، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(44/ 276).

(3)

في (ف)، (س):"شرطوا"، ولا يستقيم به السياق، والمثبت من "شعب الإيمان"، "تاريخ دمشق".

(4)

كأنه في (س): "ستغيبهم"، وهو تصحيف، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "شعب الإيمان".

(5)

ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "شعب الإيمان"، و"تاريخ دمشق".

(6)

في (ف): "شكل"، وهو خطأ، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "شعب الإيمان".

(7)

في (س): "تجبروها"، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "شعب الإيمان"، "تاريخ دمشق".

(8)

في (س): "تقبلوا"، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "شعب الإيمان"، "تاريخ دمشق".

(9)

في (س): "جودوا"، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "شعب الإيمان".

(10)

جردوا القرآن: لا تقْرنوا به شيئًا من الأحاديث ليكون وحده مُفْرَدًا، وقيل: أراد ألا يتعلَّموا من كتب الله شيئًا سِوَاه. (انظر: النهاية، مادة: جرد).

(11)

في (س): "واقبلوا"، وهو تصحيف، والمثبت من (ف)، وينظر:"ذم الكلام" للهروي (599).

(12)

ليس في (س)، والمثبت من (ف).

ص: 346

° [21739] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زُفَرَ الشَّامِيِّ يَرْفَعُهُ قَالَ: "خَيْرُ أُمَرَائِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتَدْعُونَ لَهُمْ وَيَدْعُونَ لَكُمْ، وَشَرُّ أُمَرَائِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ

(1)

".

° [21740] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

(2)

بْنِ عَمْرٍو قَالَ مَعْمَرٌ: لَا أَعْلَمُهُ

(3)

إِلَّا رَفَعَه، قَالَ:"الْمُقْسِطُونَ فِي الدُّنْيَا عَلَى مَنَابِرَ مِنْ لُؤْلُؤٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ بِمَا أَقْسَطُوا فِي الدُّنْيَا".

[21741] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنِ اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ خَيْرَ مَنْ أَعْلَم، وَأَمَرْتُهُ بِالْعَدْلِ، أَقَضَيْتُ مَا عَلَيَّ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: لَا، حَتَّى أَنْظُرَ فِي عَمَلِهِ، أَعَمِلَ مَا أَمَرْتُهُ أَمْ لَا.

[21742] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: لَمَّا دَفَنَ عُمَرُ أَبَا بَكْرٍ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاس، إِنَّ اللهَ قَدِ

(4)

ابْتَلَانِي بِكُمْ، وَابْتَلَاكُمْ بِي، وَخَلَفْتُ بَعْدَ صَاحِبِي، وإِنَّهُ وَاللَّهِ لَا يَحْضُرُنِي شَيءٌ مِنْ أمُوركُمْ، وَلَا يَغِيبُ عَنِّي مِنْهَا شَيءٌ، فَآلُوا فِيهَا عَنْ أَهْلِ الْأَمَانَةِ وَالْإِجْزَاءِ، قَالَ: فَمَا زَالَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى مَضى.

[21743] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: لَا تُمَكِّنْ أُذُنَيْكَ صَاحِبَ هَوًى، فَيُمْرِضَ قَلْبَكَ، وَلَا تُجِيبَنَّ أَمِيرًا، وإِنْ دَعَاكَ لِتَقْرَأَ عِنْدَهُ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ، فَإِنَّكَ لَا تَخْرُجُ مِنْ عِنْدِهِ إِلَّا شَرًّا مِمَّا دَخَلْتَ عَلَيْهِ.

(1)

قوله: "وشر أمرائكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم" سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).

° [21740] الإتحاف: خز كم حم 11690] [شيبة: 35170].

(2)

قوله: "عبد الله" غير واضح في (ف)، وأثبتناه من (س).

(3)

في (س): "علمت"، والمثبت من (ف).

(4)

ليس في (س)، والمثبت من (ف).

ص: 347

[21744] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لِرَجُلٍ: لَا تَكُونَنَّ شُرَطِيًّا، وَلَا عَرِيفًا

(1)

.

[21745] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ *: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ يَهُودِيًّا جَاءَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: إِنَّ ابْنَ هُرمُزَ

(2)

ظَلَمَنِي، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، ثُمَّ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ فِي التَّوْرَاةِ: أَنَّ الْإِمَامَ لَا يَشْرِكُ فِي ظُلْمٍ، وَلَا جَوْرٍ

(3)

حَتَّى يُرفَعَ إِلَيْهِ، فَإِذَا رُفِعَ إِلَيْهِ فَلَمْ يُغَيِّرْ شَرِكَ

(4)

فِي الْجَوْرِ وَالظُّلْمِ، قَالَ: فَفَزِعَ لَهَا عَبْدُ الْمَلِكِ وَأَرْسَلَ إِلَى

(5)

ابْنِ هُرمُزَ فَنَزَعَهُ.

[21746] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: مَثَلُ الْإِمَامِ كَمَثَلِ عَيْنٍ عَظِيمَةٍ، صَافِيَةٍ، طَيِّبَةِ الْمَاءِ، يَجْرِي مِنْهَا إِلَى نَهَرٍ عَظِيمٍ، فَيَخُوضُ النَّاسُ النَّهَرَ، فَيُكَدِّرُونَهُ وَيَعُودُ عَلَيْهِ صَفْوُ الْعَيْنِ، قَالَ

(6)

: فَإِذَا كَانَ الْكَدَرُ مِنْ قِبَلِ الْعَيْنِ فَسَدَ النَّهَر، قَالَ: وَمَثَلُ الْإِمَامِ وَالنَّاسِ كَمَثَلِ فُسْطَاطٍ

(7)

، لَا يَسْتَقِلُّ إِلَّا بِعَمُودٍ، وَلَا يَقُومُ الْعَمُودُ إِلَّا بِأَطْنَابٍ - أَوْ قَالَ: بِأَوْتَادٍ

(8)

- فَكُلَّمَا نُزِعَ وَتَدٌ ازْدَادَ الْعَمُودُ وَهْنًا، وَلَا يَصْلُحُ النَّاسُ إِلَّا بِالْإِمَامِ، وَلَا يَصلُحُ الْإِمَامُ إِلَّا بِالنَّاسِ.

(1)

في (س): "عرافا"، والمثبت من (ف) هو الأنسب للسياق.

* [ف/ 175 ب].

(2)

في (ف): "هرم"، وهو تصحيف، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "شعب الإيمان"(7012) من طريق المصنف، به.

(3)

الجور: الميل والضلال والظلم. (انظر: النهاية، مادة: جور).

(4)

قوله: "فلم يغير شرك" وقع في (س): "لم يعزله" والمثبت من (ف)، وهو تصحيف، وينظر:"شعب الإيمان".

(5)

ليس في (ف)، وأثبتناه من (س)، وهو الموافق لما في "شعب الإيمان".

(6)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(7)

الفسطاط: الخيمة الكبيرة. (انظر: جامع الأصول)(8/ 122).

(8)

في (ف): "أوتاد"، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "شعب الإيمان" للبيهقي (7013) من طريق الدبري، عن المصنف، به.

ص: 348

[21747] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ هَلْ كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم * يَضْحَكُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَالْإِيمَانُ فِي قُلُوبِهِمْ أَعْظَمُ مِنَ الْجِبَالِ.

[21748] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْ عَشَرَةٍ، اللَّفْظُ مُخْتَلِفٌ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ.

‌231 - بَابُ الْقُضَاةِ

[21749] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ قُضَاةُ أَصحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم سِتَّةٌ: عُمَر، وَعَلِيٌّ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، فَكَانَ قَضَاءُ عُمَرَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَالْأَشْعَرِيِّ يُوَافِقُ

(1)

بَعْضُهُ

(2)

بَعْضًا، وَكَانَ يَأْخُدُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَكَانَ قَضَاءُ عَلِيٍّ، وَأُبَيٍّ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يُشْبِهُ بَعْضُهُ

(3)

بَعْضًا، وَكَانَ بَعْضهُمْ يَأْخُذُ مِنْ بَعْضٍ، قَالَ: وَكَانَ زَيْد يَأْخُذُ مِنْ عَلِيٍّ، وَأُبَيٍّ مَا بَدَا لَهُ.

° [21750] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ رَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِي رَبِيعَةَ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَن أَبَا بَكْرٍ حِينَ اسْتُخْلِفَ قَعَدَ فِي بَيْتِهِ حَزِينًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُمَر، فَأَقْبَلَ عَلَى عُمَرَ يَلُومُه، وَقَالَ: أَنْتَ كَلَّفْتَنِي هَذَا، وَشَكَا إِلَيْهِ الْحُكْمَ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ أَمَا

(4)

عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْوَالِي إِذَا اجْتَهَدَ

[21747][شيبة: 35777].

* [س / 354].

[21749][شيبة: 22228].

(1)

في (س): "يوافي"، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "شرح السنة" للبغوي (10/ 122) من طريق معمر، به.

(2)

في (ف)، (س):"بعضهم"، وما أثبتناه من "شرح السنة" هو الأليق بالسياق.

(3)

في (س): "بعضهم"، والمثبت من (ف)، وينظر المصدر السابق.

(4)

في (س): "ما"، والمثبت من (ف).

ص: 349

فَأَصَابَ الْحُكْمَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ * أَجْرٌ وَاحِدٌ"، قَالَ: فَكَأَنَّهُ سَهَّلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ حَدِيثُ عُمَرَ.

[21751] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ: قَاضٍ اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَهُوَ

(1)

فِي النَّارِ

(2)

، وَقَاضٍ رَأَى الْحَقَّ فَقَضَى بِغَيْرِهِ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَقَاضٍ اجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ.

[21752] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى إِيَّاكَ وَالضَّجْرَةَ، وَالْغَضَبَ، وَالْقَلَقَ، وَالتَّأَذِّي بِالنَّاسِ عِنْدَ الْخُصُومَةِ

(3)

، قَالَ: وَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَلَّا يَقْضِيَ إِلَّا

(4)

أَمِيرٌ، فَإِنَّهُ أَهْيَبُ لِلظَّالِمِ، وَلِشَاهِدِ الزُّورِ، وإِذَا جَلَسَ عِنْدَكَ الْخَصْمَانِ، فَرَأَيْتَ أَحَدَهُمَا يَتَعَمَّدُ الظُّلْمَ، فَأَوْجِعْ رَأْسَهُ.

[21753] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ

(5)

، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ اقْضُوا كَمَا كُنْتُمْ تَقْضونَ

(6)

حَتَّى تَكُونُوا جَمَاعَةً

(7)

، فَإِنِّي أَخْشَى الاِخْتِلَافَ.

[21754] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ عُمَرُ

(8)

* [ف/ 176 أ].

(1)

ليس في (س) في المواضع الثلاثة، والمثبت من (ف).

(2)

قد جاء هذا الأثر من طريق قتادة، عن أبي العالية، عن علي في "الجعديات"(898)، وفي آخره:"قال قتادة: فقلت لأبي العالية: ما ذنب هذا الذي اجتهد فأخطأ؟ قال: ذنبه ألا يكون قاضيا إذا لم يعلم".

(3)

في (س): "الخصومات"، والمثبت من (ف).

(4)

قوله: "يقضي إلا" وقع في (س): "تقضي إلى"، ولا يستقيم به السياق، والمثبت من (ف). ينظر:"شرح السنة" للبغوي (10/ 94).

(5)

قوله: "عن معمر" سقط من (س)، وأنبتناه من (ف).

(6)

المراد: اقضوا كما كنتم تقضون في أم الولد من عدم جواز بيعها؛ فقد كان علي رضي الله عنه يخالف جمهور الصحابة في ذلك ويرى جواز بيعها، ولكنه لم يحمل الناس على رأيه، وينظر:"الأوسط" لابن المنذر (11/ 606)، و"شرح السنة" للبغوي (9/ 370)، "نيل الأوطار"(6/ 117).

(7)

أي: حتى يجتمع الناس على رأي واحد في هذه المسألة. أو: حتى يجتمعوا على إمام واحد، وينظر المصادر السابقة.

(8)

ليس في (ف)، (س) والحديث تقدم برقم (16243) على ما أثبتنا.

ص: 350

لاِبْنِ مَسْعُودٍ: أَمَا بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقْضِي وَلَسْتَ بِأَمِيرٍ، قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَوَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا.

‌232 - بَابُ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ

(1)

° [21755] قال: قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي".

° [21756] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّهَا سَتَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَتْرُكُونَ بَعْضَ مَا أُمِرُوا بِهِ، فَمَنْ نَاوَأَهُمْ

(2)

نَجَا، وَمَنْ كَرِهَ سلِمَ، أَوْ كَادَ يَسْلَم، وَمَنْ خَالَطَهُمْ فِي ذَلِكَ هَلَكَ، أَوْ كَادَ يَهلِكُ".

° [21757] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "سَتَكُونُ

(3)

عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ بَعْدِي فَيَعْمَلُونَ أَعْمَالًا تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ

(4)

، فَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِي وَشَايَعَ"، قَالُوا: أَفَلَا نُقَاتِلُهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَا، مَا صَلَّوْا".

[21758] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ شِبْرًا فَمَاتَ، فَمِيتَتُهُ جَاهِلِيَّةٌ

(5)

.

(1)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

° [21755][الإتحاف: عه حم 20669][شيبة: 23196، 33197].

(2)

النواء والمناوأة: المعاداة. (انظر: النهاية، مادة: نوأ).

(3)

في (س): "سيكون"، والمثبت من (ف).

(4)

تعرفون وتنكرون: هما صفتان للأمراء أو الأئمة، والراجع فيها محذوف، أي: تعرفون بعض أفعالهم وتنكرون بعضها، يريد: أن أفعالهم يكون بعضها حسنا وبعضها قبيحا. (انظر: المرقاة)(7/ 253).

[21758][شيبة: 38313].

(5)

ميتة الجاهلية: مثل موتة أهل الجاهلية على الضلال والفرقة. (انظر: النهاية، مادة: موت).

ص: 351

[21759] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَأْخُذَانِ عَلَى مَنْ دَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ، فَيَقُولَانِ: تُؤْمِنُ بِاللهِ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُصَلِّي الصَّلَاةَ الَّتِي افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكَ لِوَقْتِهَا، فَإِنَّ فِي تَفْرِيطِهَا * الْهَلَكَةَ، وَتُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِكَ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُكَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِمَنْ وَلَّى اللَّهُ الْأَمْرَ، قَالَ: وَقَالَا لِرَجُلٍ

(1)

مَرَّةً: تَعْمَلُ لِلهِ وَلَا تَعْمَلُ لِلنَّاسِ.

° [21760] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ عَلَى رَجُلٍ دَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ فَقَالَ:"تُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَأَنَّكَ لَا تَرَى نَارَ مُشْرِكٍ إِلَّا وَأَنْتَ لَهُ حَرْبٌ".

° [21761] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ بَايَعَ النَّاسُ قَالَ:"إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ". فَلَمْ تَمَسَّ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ يَمْلِكُهَا.

[21762] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ قَالَ لَهُ: ادْنُ حَتَّى أُخْبِرَكَ بِمَا لَكَ وَمَا عَلَيْكَ

(2)

، إِنَّ عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَكْرَهِكَ

(3)

وَمَنْشَطِكَ

(4)

، وَالْأَثَرَةِ عَلَيْكَ، وَأَلَّا تُنَازَعَ الْأَمْرَ أَهْلَه، إِلَّا

(5)

أَنْ تُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ بَرَاحًا، فَإِنْ أُمِرْتَ بِخِلَافِ مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ فَاتَّبعْ كِتَابَ اللَّهِ.

* [ف/176 ب].

(1)

قوله: "وقالا لرجل" وقع في (ف)، (س):"وزاد رجلا"، ولا يستقيم به السياق، والمثبت من "الإيمان" للعدني (1/ 115) عن محمد بن سيرين، به.

(2)

قوله: "وما عليك" وقع في (س): "وعليك"، والمثبت من (ف).

(3)

المكره: ما يكرهه الإنسان ويشق عليه، والجمع: المكاره. (انظر: النهاية، مادة: كره).

(4)

المنشط: مفعل من النشاط، وهو الأمر الذي تنشط له وتخف إليه، وتؤثر فعله، وهو مصدر بمعنى النشاط. (انظر: النهاية، مادة: نشط).

(5)

سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).

ص: 352

[21763] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، لِجُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا جُنَادَة، أَلَا أُخْبِرُكَ بِالَّذِي لَكَ وَالَّذِي عَلَيْكَ

(1)

؟ إِنَّ عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَفِي الْأَثَرةِ

(2)

عَلَيْكَ، وَأَنْ تَدَعَ لِسَانَكَ بِالْقَوْلِ، وَأَلَّا تُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَه، إِلَّا أَنْ تُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ بَرَاحًا، فَإِنْ * أُمِرْتَ بِخِلَافِ مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ فَاتَّبعْ كِتَابَ اللهِ.

[21764] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ لَيْثٍ

(3)

، عَنْ ثَابِتِ بْنِ

(4)

الْحَجَّاجِ، عَنِ ابْنِ عَفِيفٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَهُوَ يُبَايعُ النَّاسَ، فَقَالَ: أَنَا أُبَايِعُكُم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ، ثُمَّ لِلْأمِيرِ، قَالَ: فَتَعَلَّمْتُ

(5)

ذَلِكَ، قَالَ: فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ: أُبَايِعُكَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ، ثُمَّ لِلْأَمِيرِ، قَالَ: فَصَعَّدَ

(6)

فِيَّ الْبَصرَ وَصَوَّبَ

(7)

كَأَنِّي أَعْجَبْتُه، ثُمَّ بَايَعَنِي.

[21765] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ عُمَرُ: مَا قِوَامُ

[21763][شيبة: 38413].

(1)

قوله: "والذي عليك" وقع في (س): "وعليك"، والمثبت من (ف).

(2)

الأثرة: التفضيل. (انظر: اللسان، مادة: أثر).

* [س/ 355].

(3)

قوله: "عن ليث" كذا في (ف)، (س)، وفيه نظر؛ فجعفر بن برقان يروي عن ثابت بن الحجاج بدون واسطة. ينظر ترجمته في "تهذيب الكمال"(5/ 11)، كما أن الحديث في "مسند الحارث"(601)، "السنة" للخلال (43)، "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (7085)، "السنن الكبرى" للبيهقي (16640)، جميعهم من طريق جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج بنحوه، ولم يقولوا فيه:"عن ليث". ينظر أيضا: "أسد الغابة"(6/ 338).

(4)

في (ف)، (س):"أبي"، وهو خطأ. ينظر جميع المصادر السابقة. وينظر أيضا، ترجمته في "التاريخ الكبير"(2/ 162)، "الثقات" لابن حبان (4/ 93)، "تهذيب الكمال"(4/ 351).

(5)

تصحف في (س) إلى كلمة عسرة القراءة، والمثبت من (ت). ينظر:"معرفة الصحابة"، "سنن البيهقي".

(6)

صعّد النظر وصوبه: نظر إلى أعلى وأسفل نظر المتأمل. (انظر: النهاية، مادة: صعد).

(7)

التصويب: التنكيس والخفص. (انظر: النهاية، مادة: صوب).

ص: 353

هَذَا الْأَمْرِ يَا مُعَاذُ؟ قَالَ: الْإِسْلَام، وَهِيَ الْفِطْرَةُ، وَالْإِخْلَاصُ، وَهِيَ الْمِلَّةُ، وَالطَّاعَةُ، وَهِيَ الْعِصْمَةُ، ثُمَّ سَيَكُونُ بَعْدَكَ اخْتِلَافٌ، قَالَ: ثُمَّ قَفَّا

(1)

عُمَرُ مُدْبِرًا، فَقَالَ: أَمَا إِنَّ سِنِيكَ خَيْرٌ مِنْ سِنِيهِمْ

(2)

.

[21766] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، أَوْ

(3)

غَيْرِهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَامِتٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو ذرٍّ عَلَى عُثْمَانَ، قَالَ: أَخَفْتَنِي، فَوَاللَّهِ لَوْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَتَعَلَّقَ بِعُرْوَةِ قَتَبٍ حَتَّى أَمُوتَ لَفَعَلْتُ.

[21767] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَوْفَلُ بْنُ مُسَاحِقٍ قَالَ: بَيْنَا عُثْمَانُ بْن حُنَيْفٍ يُكَلِّمُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَكَانَ عَامِلًا لَه، قَالَ: فَأَغْضَبَهُ فَأَخَذَ عُمَرُ مِنَ الْبَطْحَاءِ قَبْضَةً فَرَجَمَهُ بِهَا، فَأَصَابَ حَجَرٌ مِنْهَا جَبِينَهُ فَشَجَّه، فَسَالَ الدَّمُ عَلَى لِحْيَتِهِ، فَكَأَنَّهُ نَدِمَ، فَقَالَ: امْسَحِ الدَّمَ عَنْ لِحْيَتِكَ، فَقَالَ: لَا يَهْلِكُ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَوَاللَّهِ لَمَا انْتَهَكْتُ مِمَّنْ وَلَّيْتَنِي أَمْرَهُ أَشَدُّ مِمَّا انْتَهَكْتَ مِنِّي، قَالَ: فَكَأَنَّهُ أَعْجَبَ عُمَرَ ذَلِكَ مِنْهُ وَزَادَهُ عِنْدَهُ خَيْرًا

(4)

.

[21768] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا كَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ فِي بَعْضِ وِلَايَتِهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّكَ لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ رُشْدًا بَعْدَ نَفْسِي

(5)

، قَالَ: وَمِنْ نَفْسِكَ فِي بَعْضِ الْأُمُورِ.

(1)

القفو: الذهاب موليا، وكأنه من القفا، أي: أعطاه قفاه وظهره. (انظر: النهاية، مادة: قفا).

(2)

قوله: "سنيك خير من سنيهم" وقع في (س): "سنتك خير من سنتهم"، والمثبت من (ف) هو الأليق سياقا والموافق لما في "شعب الإيمان"(6450) من طريق الدبري، عن المصنف. [ف/ 177 أ].

[21766][شيبة: 38853].

(3)

في (س): "و"، والمثبت من (ف).

(4)

سقط من (س)، والمثبت من (ف). ينظر:"المعجم الكبير" للطبراني (9/ 29) من طريق الدبري، عن المصنف، به.

(5)

قوله: "رشدا بعد نفسي" وقع في (س): "رشده أبعد لنفسي" وهو تصحيف، والمثبت من (ف) يؤيده ما في "مسند الشاميين" للطبراني (3204) من طريق الزهري؛ حيث جاء فيه:"نفسا بعد نفسي".

ص: 354

[21769] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: لَا أَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ خَيْرٌ لِي أَمْ أُقْبِلُ عَلَى نَفْسِي؟ فَقَالَ: أَمَّا مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا، فَلَا يَخَفْ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَمَنْ كَانَ خِلْوًا

(1)

فَلْيُقبِلْ عَلَى نَفْسِهِ، وَلْيَنْصَحْ لِوَلِيِّ أَمْرِهِ.

[21770] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَ أَبُو

(2)

مَسْعُودٍ الْأَنْصارِيُّ: كُنْتُ رَجُلًا حَمِيَّ الْأَنْفِ، عَزِيزَ النَّفْسِ، لَا يَسْتَقِلُّ مِني سُلْطَانٌ، وَلَا غَيْرُهُ شَيْئًا، فَأَصْبَحْتُ يُخَيِّرُنِي أُمَرَائِي

(3)

بَيْنَ أَنْ أَقِرَّ عَلَى رَغْمِ

(4)

أَنْفِي وَقُبْحِ وَجْهِي، وَبَيْنَ أَنْ آخُذَ سَيْفِي، فَأَضْرِبُ بِهِ فَأَدْخُلَ النَّارَ، فَاخْتَرتُ عَلَى أَنْ أَقِرَّ عَلَى مَا قَبُحَ وَجْهِي وَرَغِمَ أَنْفِي.

[21771] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ حِمْصَ، يُقَالُ لَهُ: كُرَيْبُ

(5)

بْنُ سَيْفٍ أَوْ سَيْفُ بْنُ كُرَيْبٍ جَاءَ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ، أَبِإِذْنٍ جِئْتَ أَمْ عَاصٍ؟ قَالَ: بَلْ نَصِيحَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: وَمَا نَصِيحَتُكَ؟ قَالَ: لَا تَكِلِ الْمُؤْمِنَ إِلَى إِيمَانِهِ حَتَّى تُعْطِيَهُ مِنَ الْمَالِ مَا يُصلِحُه، أَوْ قَالَ: مَا يُعَيِّشُه، وَلَا تَكِلْ ذَا الْأَمَانَةِ إِلَى أَمَانَتِهِ حَتَّى تُطَالِعَهُ فِي عَمَلِكَ، وَلَا تُرسِلِ

(1)

الخِلْو: الفارغ البال من الهموم، ويقال: فلان خِلْوٌ من هذا الأمر: خالي. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: خلا).

[21770][شيبة: 38769].

(2)

في (ف)، (س):"ابن"، وهو تصحيف، والتصويب من "مصنف ابن أبي شيبة"(37614)، "معجم ابن الأعرابي"(2270) من طريق ابن سيرين، به.

(3)

قوله: "يخيرني أمرائي" تصحف في (ف)، (س) إلى:"تخيرني امرأتي"، والتصويب من المصدرين السابقين.

(4)

رغم وإرغام الأنف: إلصاقه بالرغام، وهو: التراب، والمراد: الخضوع والانقياد على كُرْه. (انظر: النهاية، مادة: رغم).

(5)

في (س) في الموضعين: "كرب"، والمثبت من (ف)، وينظر:"تاريخ أبي زرعة"(227، 691).

ص: 355

السَّقِيمَ إِلَى الْبَرِيءَ لِيُبْرِئَه، فَإِنَّ اللَّهَ يُبْرِئُ السَّقِيمَ، وَقَدْ يُسْقِمُ السَّقِيمُ الْبَرِيءَ، قَالَ: مَا أَرَدْتَ إِلَّا الْخَيْرَ قَالَ: فَرَدَّهُمْ * وَهُمْ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ وَأَصحَابُهُ.

[21772] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِقْرَارٌ بِبَعْضِ

(1)

الظُّلْمِ خَيْرٌ مِنَ الْقِيَامِ فِيه.

° [21773] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَقِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَبَا ذرٍّ وَهُوَ يُحَرِّكُ رَأْسَه، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَعْجَبُ مِنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:"لَا، وَلَكِنْ مِمَّا تَلْقَوْنَ مِنْ أُمَرَائِكُمْ بَعْدِي" قَالَ: أَفَلَا آخُذُ سَيْفِي فَأَضْرِبُ بِهِ، قَالَ:"لَا، وَلَكِنِ اسْمَعْ وَأَطِعْ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا مُجَدَّعًا، فَانْقَدْ حَيْثُ مَا قَادَكَ، وَانْسَقْ حَيْثُ مَا سَاقَكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ أَسْرَعَ أَرْضِ الْعَرَبِ خَرَابًا الْجَنَاحَانِ: مِصْرُ وَالْعِرَاقُ".

[21774] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ وَهُوَ يُمَرِّضُهُ: أَوْصِ، قَالَ: بِمَا أُوصي؟ مَا لِي مَالٌ فَأُوصِي مِنْه، وَلَا يَدٌ عِنْدَ سُلْطَانٍ فَأُوصِيهِ، وَلكنْ أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَأَنْ تَسْمَعَ وَتُطِيعَ مَنْ وَلَّى اللَّهُ أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ.

‌233 - بَابُ لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ

° [21775] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ عَلَى سَرِيَّةٍ

(2)

، فَأَمَرَ أَصحَابَه، فَأَوْقَدُوا نَارًا، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَثِبُوهَا

(3)

فَجَعَلُوا يَثِبُونَهَا، فَجَاءَ شَيْخٌ لِيثِبَهَا فَوَقَعَ فِيهَا، فَاحْتَرَقَ مِنْهُ بَعْضُ مَا احْتَرَقَ، فَذُكِرَ شَأْنُهُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ"؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَانَ أَمِيرًا،

* [ف/177 ب].

(1)

في (س): "بعض"، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "جزء الحسن بن شاذان"(42)، "حلية الأولياء"(4/ 14) كلاهما من طريق المصنف، به.

(2)

السرية: الطائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة، تُبعث إلى العدو، وجمعها: سرايا. (انظر: النهاية، مادة: سرى).

(3)

في (س): "يثبونها"، وهو خلاف الجادة، والمثبت من (ف).

ص: 356

وَكَانَتْ لَهُ طَاعَةٌ، قَالَ:"أَيُّمَا أَمِيرٍ أَمَّرْتُهُ عَلَيْكُم، فَأَمَرَكم بِغَيرِ طَاعَةِ اللهِ فَلَا تُطِيعُوه، فَإِنَّهُ لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ".

° [21776] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَيُّوبُ

(1)

، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ زِيَادَا اسْتَعْمَلَ الْحَكَمَ الْغِفَارِيَّ، فَقَالَ عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ وَدِدْتُ أَنِّي أَلْقَاهُ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ، قَالَ: فَلَقِيَهُ فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ: أَمَا عَلِمْتَ، أَوْ قَالَ: أَمَا سَمِعْتَ أَن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا طَاعَةَ لِأَحَدٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ"؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَذَاكَ الذِي أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ لَكَ.

[21777] أخبرنا * عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ خَطَبَ فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا أَنَا بِخَيْرِكُمْ، وَلَقَدْ كُنْتُ لِمَقَامِي هَذَا كَارِهًا، وَلَوَدِدْتُ لَوْ أَنَّ فِيكُمْ مَنْ يَكْفِينِي، فَتَظُنُّونَ أَنِّي أُعْمِلُ فِيكُمْ سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَنْ لَا أَقُومُ لَهَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم * كَانَ يُعْصمُ بِالْوَحْيِ، وَكَانَ مَعَهُ مَلَكٌ، وإِنَّ لِي شَيْطَانًا يَعْتَرينِي

(2)

، فإِذَا غَضبتُ فَاجْتَنِبُونِي، لَا أُوثِرُ فِي أَشْعَارِكُمْ، وَلَا أَبْشَارِكُمْ

(3)

أَلَا فَرَاعُونِي، فَإِنِ اسْتَقَمْتُ فَأَعِينُونِي، وإِنْ زُغْتُ فَقَوِّمُونِي، قَالَ الْحَسَنُ: خُطْبَةٌ وَاللَّهِ مَا خُطِبَ بِهَا بَعْدَهُ.

[21778] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: خَطَبَنَا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ وُلِّيتُ عَلَيْكُمْ، وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ، فَإِنْ ضَعُفْتُ فَقَوِّمُونِي، وإِنْ أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي، الصِّدْقُ أَمَانَةٌ، وَالْكَذِبُ خِيَانَةٌ، الضَّعِيفُ

° [21776][الإتحاف: خز حم كم 4322، حم 15048].

(1)

وقع الإسناد في (ف)، (س):"معمر، عن أيوب، عن غير واحد منهم، عن"، والتصويب من "مسند أحمد"(20992) من طريق عبد الرزاق به.

* [س/ 356].

* [ف/178 أ].

(2)

في (س): "ما يغير مني"، وهو تصحيف واضح، والمثبت من (ف).

(3)

الأبشار: جمع بشرة، وهي: ظاهر الجلد. (انظر: النهاية، مادة: بشر).

ص: 357

فِيكُمُ الْقَوِيُّ عِنْدِي، حَتَّى أُرِيحَ

(1)

عَلَيْهِ حَقَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّه، وَالْقَوِيُّ فِيكُمُ الضَّعِيفُ عِنْدِي، حَتَّى آخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ إِنْ شَاءَ اللَّه، لَا يَدَعُ قَوْم الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا ضَرَبَهُمُ اللَّهُ بِالْفَقْرِ، وَلَا ظَهَرَتْ، أَوْ قَالَ: شَاعَتِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ إِلَّا عَمَّهُمُ الْبَلَاءُ، أَطِيعُونِي مَا أَطَعْتُ اللَّهَ وَرَسُولَه، فَإِذَا عَصيتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَلَا طَاعَةَ لِي عَلَيْكُمْ، قُومُوا إِلَى صَلَاتِكُمْ يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ.

قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِيهِ بَعْضُ أَصحَابِي.

° [21779] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ كَأَنِّي عَلَى قَلِيبٍ، فَنَزَعْتُ مَا شَاءَ اللَّه، ثمَّ قَامَ

(2)

ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ فَنَزَعَ ذَنُوبًا

(3)

، أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفي نَزْعِهِ - وَليَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ - ضَعْفٌ، ثُمَّ اسْتَحَالَتِ الرِّشَاءُ

(4)

غَرْبًا

(5)

، فَلَمْ أَرَ عَبْقرِيًّا

(6)

مِنَ النَّاسِ يَنْزعُ نَزْعَ ابْنِ الخَطابِ حَتى صَدرَ

(7)

النّاسُ عَنه

(8)

بِعَطنٍ

(9)

".

[21780] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ لَقِيَ مُعَاوِيَةَ، أَوْ قَالَ: وَفَدَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: حَاجَتُكَ؟ فَقَالَ: حَاجَتِي أَلَّا يُسْفَكَ دَمٌ دُونَكَ

(10)

،

(1)

في (ف): "أزيح"، والمثبت من (س)، قال الجوهري في "الصحاح" (1/ 368 - مادة روح):"وأَرَحْتُ على الرجل حَقَّهُ، إذا رددته عليه".

(2)

سقط من (س)، والمثبت من (ت).

(3)

الذَّنوب: الدَّلو العظيمة، وقيل: لا تسمَّى ذَنوبًا إلا إذا كان فيها ماء. (انظر: النهاية، مادة: ذنب).

(4)

الرشاء: حبل الدلو. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: رشا).

(5)

الغرب: الدلو العظيمة التي تتخذ من جلد ثور. (انظر: النهاية، مادة: غرب).

(6)

العبقرى: سيد القوم وكبيرهم وقويهم. (انظر: النهاية، مادة: عبقر).

(7)

الصدر والصدور: الرجوع والانصراف. (انظر: اللسان، مادة: صدر).

(8)

في (س): "منه"، والمثبت من (ف) هو الأنسب للسياق.

(9)

العطن: مبرك الإبل حول الماء، والمعنى: رَوِيت إبلُهُم حتى بَرَكت وأقامت مكانها؛ ضرب ذلك مثلا لاتساع الناس في زمن عمر. (انظر: النهاية، مادة: عطن).

(10)

قوله: "يسفك دم دونك" وقع في (س): "تسفك دم ذويك"، والمثبت من (ف).

ص: 358

فَإِنَّهُمْ كَذَلِكَ كَانُوا يَفْعَلُونَ، وَلَا يَجْلِسَ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ غَيْرُكَ، وَأَنْ تُمْضِيَ الْأَعْطِيَةَ لِلْمُحَرَّرينَ

(1)

، فَإِنَّ عُمَرَ قَدْ أَمْضَاهَا لَهُمْ.

‌234 - بَابُ الْبُخلِ وَالسَّمَاحَةِ

° [21781] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِبَنِي سَاعِدَةَ:"مَنْ سَيِّدُكُمْ"؟ قَالُوا: الْجَدُّ

(2)

بْنُ قَيْسٍ، قَالَ:"لِمَ سَوَّدْتُمُوهُ"؟ قَالُوا: إِنَّهُ أَكْثَرُنَا مَالًا، وإِنَّا عَلَى ذَلِكَ لَنَزُنُّهُ

(3)

بِالْبُخْلِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم "وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ

(4)

مِنَ الْبُخْلِ"! قَالُوا: فَمَنْ سَيِّدُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "بِشْرُ بنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ".

قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَالْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ * أَوَّلُ مَنِ اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ

(5)

حَيًّا وَمَيِّتًا، كَانَ يُصلِّي إِلَى الْكَعْبَةِ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ يُصَلِّي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأُخْبِرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأَطَاعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْت، قَالَ لِأَهْلِهِ: اسْتَقْبِلُوا بِيَ الْكَعْبَةَ.

° [21782] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ

(6)

بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،

(1)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"المحرومين"، والتصويب من:"السنن الكبرى" للبيهقي (13123)، "المنتقى" (1114)؛ حيث جاء فيهما من قول ابن عمر:"حاجتي عطاء المحررين".

(2)

في (س): "الحر"، وهو تصحيف، والمثبت من (ف)، وينظر:"مكارم الأخلاق" للخرائطي (593) من طريق المصنف، به.

(3)

في (س): "لنرميه"، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "مكارم الأخلاق".

(4)

أدْوَأ: أقبح. (انظر: النهاية، مادة: دوا).

* [ف/178 ب].

(5)

في (س): "القبلة"، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "مكارم الأخلاق".

° [21482][الإتحاف: خز عه حب ابن عساكر حم 8024][شيبة: 27155].

(6)

في (س): "عبد الله"، وهو تصحيف، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "مسند أحمد"(3538) من طريق المصنف، به.

ص: 359

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ الْبَشَرِ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ يَدْخُلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَيُدَارِسَهُ جِبْرِيلُ الْقُرْآنَ فَلَهُوَ أَجْوَدُ مِنَ الرِّيحِ.

‌235 - بَابُ لُزُومِ الْجَمَاعَةِ

° [21783] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ، وَخَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ فَمَاتَ فَمِيتَتُهُ

(1)

جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي بِسَيْفِهِ فَيَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، لَا يَتَحَاشَى

(2)

مُؤْمِنًا لإِيمَانِهِ، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ بِعَهْدِهِ، فَلَيْسَ مِنْ أُمَّتِي، وَمَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ

(3)

يَغْضَبُ لِلْعَصَبِيُّةِ

(4)

، أَوْ يُقَاتِلُ لِلْعَصَبِيَّةِ، أَوْ يَدْعُو إِلَى الْعَصَبِيَّةِ، فَقِتْلَتُهُ جَاهِلِيةٌ".

[21784] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ شِبْرًا فَمَاتَ فَمِيتَتُهُ

(5)

جَاهِلِيَّةٌ.

° [21783] الإتحاف: عه حب حم 18379].

(1)

في (س): "فميتة"، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "مسند أحمد"(8176)، "والإبانة الكبرى" لابن بطة (112)، كلاهما من طريق المصنف، به، ووقع في "مسند إسحاق بن راهويه"(145)، "مستخرج أبي عوانة"(7171) من طريق المصنف، به:"ميتة".

(2)

في (ف): "يحاشي"، وهو الموافق لما في "الإبانة الكبرى"، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "مسند أحمد"، "مسند إسحاق".

يتحاشى: يتنحى ويتورع ويبالي. (انظر: المشارق)(1/ 214).

(3)

العمية: من العماء، وهو: الضلالة، كالقتال في العصبية والأهواء. (انظر: النهاية، مادة: عما).

(4)

في (ف) هنا وفي الموضعين التالين: "للعصبة"، وهو الموافق لما في "مستخرج أبي عوانة"، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "مسند أحمد"، "مسند إسحاق"، "الإبانة الكبرى".

[21784][شيبة: 38313].

(5)

في (س): "فميتة"، والمثبت من (ف) هو الموافق لما تقدم عند المصنف بنفس الإسناد والمتن برقم (21758).

ص: 360

° [21785] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "أُمِرَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ

(1)

يُبَلِّغَهُن وَيُعَلِّمَهُنَّ بَنِي إِسْرَائيلَ، وَيَعْمَلَ بِهِنَّ، وَيَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ، فَكَأَنَّهُ أَبْطَأَ، فَقِيلَ لِعِيسَى: مُرْ يَحْيَى أَنْ يَأْمُرَ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ وَإلَّا فَأْمُر بِهِنَّ أَنْتَ، فَقَالَ عِيسَى لِيَحْيَى ذَلِكَ، فَقَالَ يَحْيَى: لَا تَفْعَلْ، فَإِنِّي أَخَافُ إِنْ أَمَرتَ بِهِنَّ أَنْ أُعَذَّبَ أَوْ يَخْسِفَ اللَّهُ ثُمَّ الْأَرْضَ"، قَالَ: "فَجَمَعَ يَحْيَى بَنِي إِسْرَائيل فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ حَتَّى امْتَلأَ الْمَسْجِد، ثُمَّ جَلَسُوا عَلَى شُرَفِهِ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ

(1)

أُعَلِّمَكُمُوهُنَّ، وَآمُرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ، ثُمَّ قَالَ: أَوَّلُهُنَّ: ألَّا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، فَإِن مَثَلَ مَنْ يُشْرِكُ بِاللَّهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا، فَجَعَلَهُ فِي دَارِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ دَارِي وَهَذَا عَمَلِي، فَأَدِّ إِلَيَّ عَمَلَكَ، فَجَعَلَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّي عَمَلَهُ إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ، فَأَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ لَهُ * عَبْدٌ

(2)

كَذَلِكَ، وإنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ فَلَا تُشْرِكوا بِهِ شَيْئًا، وَآمُرُكُمْ * بِالصَّلَاةِ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلَا تَلْتَفِتُوا فِي صَلَاتِكُم، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْصِبُ"، حَسِبْتُهُ قَالَ: "وَجْهَهُ لِعَبْدِهِ فِي صَلَاتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ"، قَالَ: "وَآمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ، فَإِنَّ مَثَلَ الصَّدَقَةِ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَخَذَهُ الْعَدُوُّ، فَقَدَّمُوهُ لِيضَربُوا عُنُقَه، فَقَالَ: مَا تَصْنَعُونَ بِضَربِ عُنُقِي، أَلَا أَفْتَدِي نَفْسِي مِنْكُمْ بِكَذَا وَكَذَا؟ قَالُوا: بَلَى، فَافْتَدَى نَفْسَهُ

(3)

مِنْهُمْ، فَكَذَلِكَ الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ"، قَالَ: "وَآمُرُكُمْ بِالصِّيَامِ، فَإِنَّ مَثَلَ الصَّائِمِ كَمَثَلِ رَجُلٍ فِي قَوْمٍ مَعَهُ صُرَّةُ مِسْكٍ، لَيس مَعَ أَحَدٍ مِنَ الْقَوْمِ مِسْكٌ غَيْرَه، فَكُلُّهُمْ يُحِبُّ أَنْ يَجِدَ رِيحَه، فَكَذَلِكَ الصَّائِمُ عِنْدَ اللهِ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَآمُرُكُمْ بِذِكْرِ اللهِ، فَإِنَّ مَثَلَ ذِكْرِ اللَّهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ انْطَلَقَ فَارًّا مِنَ الْعَدُوِّ وَهُمْ

(1)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

* [س/357].

(2)

في (س): "عبدا"، وهو خلاف الجادة، والمثبت من (ف).

* [ف/ 179 أ].

(3)

في (س): "نفسك"، وهو سبق قلم من الناسخ، والمثبت من (ف).

ص: 361

يَطْلُبُونَه، حَتَّى لَجَأَ إِلَى حِصْنٍ حَصِينٍ، فَأَفْلَتَ مِنْهُمْ، وَكَذَلِكَ الشَّيْطَانُ لَا يُحْرِزُ

(1)

مِنْهُ إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ".

° [21786] قال يَحْيَى: عَنِ

(2)

الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ، أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "وَأَنَا آمُرُكُم بِخَمْسٍ: بِالسَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، وَالْجَمَاعَةِ، وَالْهِجْرَةِ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَمَنْ خَرَجَ مِنَ الْجَمَاعَةِ قِيدَ شِبرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ

(3)

مِنْ رَأْسِهِ حَتَّى يُرَاجِعَ

(4)

، وَمَنْ دَعَا دَعْوَةَ جَاهِلِيَّةٍ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا

(5)

جَهَنَّمَ"، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وإنْ صَلَّى وَصَامَ؟ قَالَ: "نَعَم، وإنْ صَلَّى وَصَامَ، وَلَكِن تَسَمُّوا بِاسْمِ اللَّهِ الَّذِي سَمَّاكُمْ عِبَادَ اللَّهِ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤمِنِينَ".

° [21787] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَامَ بِالْجَابِيَةِ خَطِيبًا، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قامَ فِينَا مُقَامِي فِيكُمْ، فَقَالَ: "أَكْرِمُوا أَصْحَابِي، فَإِنَّهُمْ خِيَارُكُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَظْهَرُ الْكَذِب، حَتَّى يَحْلِفَ الْإِنْسَانُ عَلَى الْيَمِينِ لَا يُسْأَلُهَا، وَيَشْهَدُ عَلَى الشَّهَادَةِ لَا يُسْأَلُهَا، فَمَنْ سَرَّهُ بُحْبُوحَةُ

(6)

الْجَنَّةِ فَعَلَيْهِ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ

(1)

في (س): "يجوز"، وهو تصحيف، والمثبت من (ف).

الحرز والإحراز: الحفظ والصون. (انظر: النهاية، مادة: حرز).

(2)

في (ف)، (س):"فأخبرني" وهو خطأ؛ والتصويب من "الإبانة" لابن بطة (125) من طريق الدبري، به؛ إذ إن يحيى بن أبي كثير من الطبقة الخامسة وهي طبقة صغار التابعين التي لا إدراك لها لمثل الحارث الأشعري، والحديث مدار إسناده على يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن الحارث الأشعري رضي الله عنه كما في مصادر التخريج.

(3)

ربقة الإسلام: ما يشد به المسلم نفسه من عُرى الإسلام، أي: حدوده وأحكامه وأوامره ونواهيه. (انظر: النهاية، مادة: ربق).

(4)

في (س): "يرجع"، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "الإبانة".

(5)

الجثا: جمع جُثوة، وهو: الشيء المجموع. (انظر: النهاية، مادة: جثا).

(6)

البحبوحة: الوسط، يقال: تبحبح إذا تمكن وتوسط المنزل والمقام. (انظر: النهاية، مادة: بحبح).

ص: 362

الشَّيْطَانَ مَعَ الْفذِّ

(1)

وَهُوَ مِنَ الاِثْنَيْنِ أَبْعَد، وَلَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمْ

(2)

، وَمَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ".

° [21788] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصمٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ خَالِدٍ الْيَشْكُرِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ زَمَنَ فُتِحَتْ تُسْتَرُ

(3)

حَتَّى قَدِمْتُ الْكُوفَةَ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَنَا بحَلْقَةٍ فِيهَا رَجُلٌ صَدْعٌ مِنَ الرِّجَالِ، حَسَنُ الثَّغْرِ، تَعْرِفُ فِيهِ أَنَّهُ مِنْ رِجَالِ الْحِجَازِ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَنِ الرَّجُلُ؟ قَالَ الْقَوْمُ: أَوَمَا تَعْرِفُهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالُوا: هَذَا حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم * قَالَ: فَقَعَدْت، وَحَدَّثَ الْقَوْمُ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَرِّ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ مَا أَنْكَرْتُمْ مِنْ ذَلِكَ، جَاءَ الْإِسْلَامُ حِينَ جَاءَ، فَجَاءَ أَمْرٌ لَيْسَ كَأَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَكُنْتُ قَدْ أُعْطِيتُ فِي الْقُرآنِ فَهْمًا، فَكَانَ رِجَالٌ يَجِيئُونَ فَيَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَيْرِ، وَأَنَا أَسأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيَكُونُ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ كَمَا كَانَ قَبْلَهُ؟ قَالَ:"نَعَمْ"، قَالَ: قُلْتُ: فَمَا الْعِصْمَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "السَّيْف"، قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ السَّيْفِ بَقِيَّةٌ؟ قَالَ: "نَعَم،

(1)

في (س): "العبد"، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "مسند عبد بن حميد"(23) عن المصنف، به، و"تفسير البغوي"(2/ 86) من طريق المصنف، به.

الفذ: المنفرد المصلي وحده. (انظر: المشارق)(2/ 150).

(2)

كذا في (ف)، (س) بالجمع، ووقع في "مسند عبد بن حميد":"ثالثهما"، وما في النسختين الخطيتين صحيح؛ قال النووي في "شرح مسلم" (16/ 14 - 15): "

لأن الاثنين يجوز جمعهما الاتفاق لكن الجمهور يقولون أقل الجمع ثلاثة فجمع الاثنين مجاز وقالت طائفة: أقله اثنان". اهـ.

° [21788][الإتحاف: عه كم حم 4201][شيبة: 138268].

(3)

تستر: مدينة بالأهواز - خوزستان اليوم - فتحها أبو موسى الأشعري رضي الله عنه. (انظر: الروض المعطار)(ص 140).

* [ف/179 ب].

ص: 363

تَكُونُ إِمَارَةٌ

(1)

عَلَى أَقْذَاءٍ

(2)

وَهُدْنَةٌ

(3)

عَلَى دَخَنٍ

(4)

"، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "ثُمَّ يَنْشَأُ

(5)

دُعَاةُ الضَّلَالَةِ

(6)

، فَإِنْ كَانَ لِلَّهِ فِي الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةٌ جَلَدَ ظَهْرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ، فَالْزَمْه، وإِلَّا فَمُتْ

(7)

وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلِ

(8)

شَجَرَة"، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "ثُمَّ يَخْرُجُ الدَّجَالُ بَعْدَ ذَلِكَ مَعَهُ نَهْرٌ وَنَارٌ، مَنْ وَقَعَ فِي نَارهِ وَجَبَ أَجْرُهُ وَحُطَّ وِزْرُه، وَمَنْ وَقَعَ فِي نَهْرِهِ وَجَبَ وِزْرُهُ وَحُطَّ أَجْرُهُ"، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "يُنْتَجُ الْمُهْرُ فَلَا يُرْكَبُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ".

قَالَ قَتَادَةُ: الصَّدْعُ مِنَ الرِّجَالِ: الضَّرْب، وَقَوْلَهُ: فَمَا

(9)

الْعِصْمَةُ مِنْه، قَالَ: السَّيْفُ.

قَالَ مَعْمَرٌ: قَالَ

(10)

قَتَادَةُ: يَضَعُهُ

(11)

عَلَى أَهْلِ الرِّدَّةِ الَّتِي كَانَتْ فِي زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ.

(1)

في (س): "إمرة"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما في "مسند أحمد"(23911)، عن المصنف، به، و"شرح السنة" للبغوي (4219)، من طريق الدبري، عن المصنف، به.

(2)

أقذاء: جمع قَذًى، والقذى جمع قَذاة، وهو: ما يقع في العين والماء من تراب أو تِبْن، والمراد أن اجتماعهم يكون على فساد. (انظر: النهاية، مادة: قذا).

(3)

الهدنة: الصلح الذي ينعقد بين الكفار والمسلمين. وقد يكون بين كل طائفتين اقتتلتا إذا تركتا القتال عن صلح. (انظر: جامع الأصول)(10/ 26).

(4)

الدخن: الفساد والاختلاف. (انظر: المشارق)(1/ 255).

(5)

في (س): "يفشوا"، والمثبت من (ف)، هو الموافق لما في "مسند أحمد"، "شرح السنة".

(6)

في (ف)، (س):"الصلاة"، وهو تصحيف لا يستقيم به السياق، والتصويب من "مسند أحمد"، "شرح السنة".

(7)

في (س): "قمت"، وهو الموافق لما في "شرح السنة"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما في "مسند أحمد"، "سنن أبي داود"، وهو الأنسب للسياق.

(8)

الجذل: أصل الشجرة يقطع، وقد يُجعل العود جِذْلا. (انظر: النهاية، مادة: جذل).

(9)

ليس في (ف)، (س)، ولا بد منه لاستقامة السياق، وأثبتناه من "مسند أحمد".

(10)

كذا في (ف)، (س)، وفي "مسند أحمد"، و"سنن أبي داود"(4196)، من طريق المصنف:"كان".

(11)

في (ف): "نضعه"، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في المصدرين السابقين.

ص: 364

وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِمَارَةٌ عَلَى أَقْذَاءٍ وَهُدْنَةٌ يَقُولُ: صُلْحٌ. وَقَوْلُهُ: عَلَى دَخَنٍ: يَقُولُ

(1)

عَلَى ضَغَائِنَ.

[21789] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أُثَيْعٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، أَنَّهُ قَالَ: أَيُّ قَوْمٍ أَنْتُمْ إِذَا سُئِلْتُمُ الْحَقَّ فَأَعْطَيْتُمُوه، ثُمَّ مُنِعْتُمْ حَقَّكُمْ؟ قُلْنَا: مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنَّا صَبَرَ، قَالَ حُذَيْفَةُ: دَخَلْتُمُوهَا إِذَنْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. يَعْنِي الْجَنَّةَ.

[21790] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا نَهَى النَّاسَ عَنْ شَيءٍ دَخَلَ إِلَى أَهْلِهِ - أَوْ قَالَ: جَمَعَ - فَقَالَ: إِنِّي نَهَيْتُ عَنْ كَذَا وَكَذَا، وَالنَّاسُ إِنَّمَا يَنْظُرُونَ إِلَيْكُمْ نَظَرَ الطَّيْرِ

(2)

إِلَى اللَّحْمِ، فَإِنْ وَقَعْتُمْ وَقَعُوا

(3)

، وإِنْ هِبْتُمْ * هَابُوا، وإِنِّي وَاللَّهِ لَا أُوتَى بِرَجُلٍ مِنْكُمْ وَقَعَ فِي شَيءٍ مِمَّا نَهَيْتُ عَنْهُ النَّاسَ، إِلَّا أَضْعَفْتُ لَهُ الْعُقُوبَةَ لِمَكَانِهِ مِنِّي، فَمَنْ شَاءَ فَلْيَتَقَدَّمْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَتَأَخَّر.

° [21791] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ عَرفَجَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"مَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ يُرِيدُ * أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمْ فَاقْتُلُوهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ".

(1)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

[21789][شيبة: 38314].

[21790][شيبة: 31285].

(2)

في (س): "العين"، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "شرح صحيح البخاري" لابن بطال (4// 408) معزوًّا للمصنف، به، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (44/ 268) من طريق المصنف، به.

(3)

قوله: "وقعتم وقعوا" جاء في (س): "وقفتم وقفوا"، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "شرح صحيح البخاري" لابن بطال، "تاريخ دمشق".

* [358/ س].

* [ف/180 أ].

ص: 365

‌236 - بَابُ مَنْ أَذَلَّ الْسُّلْطَانَ

[21792] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أُثَيْعٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: مَا مَشَى قَوْمٌ إِلَى سُلْطَانِ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ لِيُذِلُّوه، إِلَّا أَذَلَّهُمُ اللَّهُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتُوا.

[21793] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَعَنَتْكُمْ

(1)

أُمَرَاؤُكُمْ عَلَانِيَةً، وَلَعَنْتُمُوهُمْ

(2)

سِرًّا، فَهُنَا لِكَ تَهْلِكُونَ.

[21794] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ - حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: سَلَّمْتُ عَلَيْهِ - ثُمَّ قَالَ: مَا فَعَلَ طَعْنُكَ عَلَى الْأَئِمَّةِ يَا مِسْوَرُ؟ قَالَ

(3)

: قُلْتُ: ارْفُضْنَا مِنْ هَذَا، وَأَحْسِنْ فِيمَا قَدِمْنَا لَه، قَالَ: لَتُكَلِّمَنَّ بِذَاتِ نَفْسِكَ، قَالَ: فَلَمْ أَدَعْ شَيْئًا أَعِيبُهُ

(4)

بِهِ إِلَّا أَخْبَرتُهُ بِهِ، قَالَ: لَا بَرَاءَ

(5)

مِنَ الذُّنُوبِ، فَهَلْ لَكَ ذُنُوبٌ تَخَافُ أَنْ تُهْلِكَكَ

(6)

إِنْ لَمْ يَغْفِرْهَا اللَّهُ لَكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا يَجْعَلُكَ أَحَقَّ بِأَنْ تَرْجُوَ الْمَغْفِرَةَ مِنِّي؟ فَوَاللَّهِ لَمَا أَلِي مِنَ الْإِصلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ،

(1)

في (س): "لقيتم"، وهو تصحيف، والمثبت من (ف).

(2)

في (س): "ولقيتموهم"، وهو تصحيف، والمثبت من (ف).

(3)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(4)

في (س): "أغتمه"، والمثبت من (ف) هو الأليق بالسياق، والموافق لما في "تاريخ دمشق" لابن عساكر (59/ 161)، من طريق المصنف، به، و"البداية والنهاية" لابن كثير (11/ 436)، معزوًّا للمصنف.

(5)

قوله: "لا براء"، وقع في (س):"لا بد"، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "البداية والنهاية"، ووقع في "تاريخ دمشق":"تبرأ".

(6)

في (س): "تهلك"، والمثبت من (ف) موافق لما في المصدرين السابقين.

ص: 366

وَإِقَامَةِ الْحُدُودِ

(1)

، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالْأُمُورِ الْعِظَامِ الَّتِي نُحْصِيهَا وَالَّتِي لَا نُحْصِيهَا

(2)

أَكْثَرُ مِمَّا تَلِي، وإِنِّي لَعَلَى دِينٍ يَقْبَلُ اللهُ فِيهِ الْحَسَنَاتِ، وَيَعْفُو فِيهِ عَنِ السَّيِّئَاتِ، وَاللهِ مَعَ ذَلِكَ مَا كُنْتُ لِأُخَيَّرَ بَيْنَ اللهِ وَغَيْرِهِ، إِلَّا اخْتَرْتُ اللهَ عَلَى مَا سِوَاه، قَالَ: فَفَكَّرْتُ حِينَ قَالَ لِي مَا قَالَ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ خَصَمَنِي، فَكَانَ إِذَا ذَكَرَهُ بَعْدَ ذَلِكَ دَعَا لَهُ بِخَيْرٍ.

[21795] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُزِلُّهُ الشَّيَاطِينُ كَمَا يُزِلُّ

(3)

، أَحَدَكُمُ الْقُعُودُ مِنَ الْإِبِلِ تَكُونُ لَهُ.

‌237 - بَابُ الْأُمَرَاءِ

° [21796] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ:"أَعَاذَكَ اللهُ يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ"، قَالَ: وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ؟ قَالَ: "أُمَرَاءُ يَكُونُونَ بَعْدِي، لَا يَهْدُونَ بِهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتَ مِنْهُمْ، وَلَا يَرِدُونَ عَلَيَّ حَوْضِي، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ عَلَى كَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ (*)، فَأُولَئِكَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُمْ، وَسَيَرِدُونَ عَلَيَّ حَوْضِي، يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ، الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ، وَالصَّلَاةُ قُرْبَانٌ"، أَوْ قَالَ: "بُرْهَانٌ يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ، إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ أَبَدًا، النَّارُ أَوْلَى

(1)

الحدود: جمع الحد، وهو: العقوبة المقدرة حقًّا لله تعالى. (انظر: معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية)(1/ 554).

(2)

قوله: "والتي لا نحصيها" ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من المصدرين السابقين.

(3)

قوله: "تزله الشياطين كما يزل" وقع في (س): "تذله الشياطين كما يذل"، والمثبت من (ف) هو الموافق لما سبق عند المصنف بنفس الإسناد والمتن برقم (21362).

° [21975][الإتحاف: مي حب كم حم 2892].

(*)[ف/ 180 ب].

ص: 367

بِهِ، يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ، النَّاسُ غَادِيَانِ

(1)

، فَمُبْتَاعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا، أَوْ بَائِعُهَا فَمُوبِقُهَا

(2)

".

° [21797] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ صَلَاةَ الْعَصْرِ بِنَهَارٍ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَنَا إِلَى أَنْ غَابَتِ الشَّمْس، فَلَمْ يَدَعْ شَيْئًا مِمَّا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا حَدَّثَنَاه، حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَه، وَنَسِيَ ذَلِكَ مَنْ نَسِيَه، وَكَانَ مِمَّا قَالَ: "يَا

(3)

أَيُّهَا النَّاس، الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً

(4)

يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَدْرِ غَدْرَتهِ، يُنْصَبُ عِنْدَ اسْتِهِ بِحِذَائِهِ، وَلَا غَادِرَ أَعْظَمُ لِوَاءً مِنْ أَمِيرِ عَامَّةٍ".

قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ الْأَخْلَاقَ فَقَالَ: "يَكُونُ الرَّجُلُ سَرِيعَ الْغَضَبِ، سَرِيعَ الْفَيْئَةِ

(5)

، فَهَذِهِ بِهَذِهِ، وَيَكُونُ بَطِيءَ الْغَضَبِ بَطِيءَ الْفَيْئَةِ، فَهَذِهِ بِهَذِهِ، فَخَيْرُهُمْ بَطِيءُ الْغَضَبِ سَرِيعُ الْفَيْئَةِ، وَشَرُّهُمْ سَرِيعُ الْغَضَبِ بَطِيءُ الْفَيْئَةِ، وَإِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ تُوقَدُ

(6)

، ألَمْ تَرَوْا

(7)

إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ، وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلْيَجْلِسْ"، أَوْ قَالَ: "لِيَلْصَقْ

(8)

بِالْأَرْضِ".

(1)

الغاديان: مثنى الغادي، وهو: من يسعى ويعمل فيبيع نفسه من الله أو من الشيطان؛ فالأول أعتقها، والثاني أوبقها. (انظر: مجمع البحار، مادة: غدا).

(2)

الموبق: المهلك. (انظر: النهاية، مادة: وبق).

° [21797][التحفة: س 3995، م 4312، م س 4345، ت ق 4366، ق 4368، م 4382][الإتحاف: حم 5688][شيبة: 34095، 34096].

(3)

ليس في (س)، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "مسند أحمد"(11765).

(4)

سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).

اللواء: علامة يشهر بها في الناس، والجمع: ألوية. (انظر: النهاية، مادة: لوا).

(5)

الفيء والفيئة: الرجوع. (انظر: النهاية، مادة: فيأ).

(6)

ليس في (س)، والمثبت من (ف)، وينظر:"مسند أحمد".

(7)

في (س): "تر"، والمثبت من (ف) موافق لما في "مسند أحمد".

(8)

في (س): "فليلتصق"، والمثبت من (ف) موافق لما في "مسند أحمد".

ص: 368

قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ الْمُطَالَبَةَ، فَقَالَ:"يَكُونُ الرَّجُلُ حَسَنَ الطَّلَبِ سَيِّئَ الْقَضَاءِ، فَهَذِهِ بِهَذِهِ، أَوْ يَكُونُ حَسَنَ الْقَضَاءِ، سَيِّئَ الطَّلَبِ، فَهَذِهِ بِهَذِهِ، فَخَيْرُهُمُ الْحَسَنُ الطَّلَبِ الْحَسَنُ الْقَضَاءِ، وَشَرُّهُمُ السَّيِّئُ الطَّلَبِ السَّيِّئُ الْقَضَاءِ".

ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ النَّاسَ خُلِقُوا عَلَى طَبَقَاتٍ، فَيُولَدُ الرُّجُلُ مُؤْمِنًا، وَيَعِيشَ مُؤْمِنًا، وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا، وَيُولَدُ الرَّجُلُ كَافِرًا، وَيَعِيشُ كَافِرًا، وَيَمُوتُ كَافِرًا، وَيُولَدُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا، وَيَعِيشُ مُؤْمِنًا، وَيَمُوتُ كَافِرًا، وَيُولَدُ الرَّجُلُ كَافِرًا، وَيَعِيشُ كَافِرًا، وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا".

ثُمَّ قَالَ فِي حَدِيثِهِ: "وَمَا شَيْءٌ أَفْضَلَ مِنْ كَلِمَةِ (*) عَدْلٍ تُقَالُ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ، فَلَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمُ اتِّقَاءُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْحَقِّ إِذَا رَاهُ أَوْ شَهِدَهُ"، ثُمَّ بَكَى أَبُو سَعِيدٍ، فَقَالَ: قَدْ وَاللهِ مَنَعَنَا ذَلِكَ.

ثُمَّ قَالَ: "وَإِنَّكُمْ تُتِمُّونَ سَبْعِينَ

(1)

أُمَّةً، أَنْتُمْ

(2)

خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ" ثُمَّ دَنَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ، فَقَالَ: "وَإِنَّمَا مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا فِيمَا مَضَى مِنْهَا مِثْلُ مَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ".

° [21798] أخبرنا * عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَسَنِ وَقَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يَنْبَغِي لِمُؤْمِنٍ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ"، قَالَ: وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: "يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلَاءِ بِمَا

(3)

لَا يُطِيقُ".

[21799] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ

(*)[س/359].

(1)

في (س): "سبعة"، وهو تصحيف واضح، والمثبت من (ف)، وينظر:"مسند أحمد".

(2)

ليس في (ف)، (س)، ولا يستقيم السياق بدونه، واستدركناه من "مسند أحمد"(11765)، من طريق المصنف، به.

(*)[ف/181 أ].

(3)

كذا في (ف)، (س)، وقد روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ:"لما".

ص: 369

ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: أَلَا أَقْدَمُ عَلَى هَذَا السُّلْطَانِ فَآمُرُهُ وَأَنْهَاهُ؟ قَالَ: لَا، يَكُونَ لَكَ فِتْنَةً، قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ أَمَرَنِي بِمَعْصِيَةِ اللهِ؟ قَالَ: فَذَلِكَ الَّذِي تُرِيد، فَكُنْ حِينَئِذٍ رَجُلًا.

° [21800] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ

(1)

بْنِ جَرِيرٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَا مِنْ قَوْم يَكُونُ

(2)

بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ رَجُلٌ يَعْمَلُ

(3)

بِالْمَعَاصِي هُمْ أَمْنَعُ مِنْهُ وَأَعَزُّ، لَا يُغَيِّرُونَ عَلَيْهِ، إِلَّا أَصَابَهُمُ اللهُ بِعِقَابٍ

(4)

".

[21801] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ قَالَ: أَرْسَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى سَعِيدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ الْجُمَحِيِّ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى بَعْضِ الشَّامِ، فَأَبَى عَلَيْهِ وَنَاصَ عَنْهُ

(5)

، فَقَالَ عُمَرُ: كَلَّا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَجْعَلُونَهَا فِي عُنُقِي وَتَجْلِسُونَ فِي بُيُوتِكُمْ، فَلَمَّا رَأَى الْجِدَّ مِنْ عُمَرَ، وَأَن عُمَرَ لَنْ يَتْرُكَهُ أَوْصَاه، فَقَالَ لَهُ: اتَّقِ اللهَ يَا عُمَر، وَأَقِمْ وَجْهَكَ وَقَضَاءَكَ لِمَنِ اسْتَرْعَاكَ مِنْ قَرِيبِ الْمُسْلِمِينَ وَبَعِيدِهِمْ، وَأَحْبِبْ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَأَهْلِ بَيْتِكَ، وَاكْرَهْ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ وَأَهْلِ بَيْتِكَ، وَلَا تَقْضِ بِقَضَاءَيْنِ فِي أَمْرٍ وَاحِدٍ، فَيَتَشَتَّتَ

(6)

عَلَيْكَ رَأْيُكَ، وَتَزِيغَ

(7)

عَنِ الْحَقِّ،

(1)

في (س): "عبد الله"، وهو تصحيف، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "المعجم الكبير" للطبراني (2/ 331) من طريق إسحاق الدبري، عن المصنف، به، وينظر ترجمته في "تهذيب الكمال"(19/ 16).

(2)

ليس في (س)، وينظر:"المعجم الكبير".

(3)

سقط من (س)، وأثبتناه من (ف)، وينظر:"المعجم الكبير".

(4)

في (س): "بعقابه"، والمثبت من (ف) هو الموافق لما في "المعجم الكبير".

(5)

قوله: "وناص عنه" كذا وقع في (ف)، (س)، ووقع في "النهاية"، مادة (بوص):"ومنه حديث عمر رضي الله عنه: "أنه أراد أن يستعمل سعيد بن العاص فباص منه" أي: هرب واستتر وفاته". اهـ.

وكذا وقع أيضا في "الفائق"، مادة (بوص)، وغيرها. وكلاهما - أي:"ناص عنه"، "باص منه" - بمعنى؛ قال ابن الجوزي في:"غريب الحديث"(1/ 90): "وأراد عمر أن يستعمل سعيد بن العاص فباص منه، أي: هرب، ومثله: ناص"، وينظر:"تاج العروس"، مادة (نوص).

(6)

كأنه في (س): "فيشت"، والمثبت من (ف).

(7)

الإزاغة: الإمالة. (انظر: اللسان، مادة: زيغ).

ص: 370

وَخُضِ

(1)

الْغَمَرَاتِ فِي الْحَقِّ، وَلَا تَخَفْ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، قَالَ عُمَرُ: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ يَا سَعِيدُ؟ قَالَ: مَنْ قَطَعَ اللهُ فِي عُنُقِهِ مِثْلَ الَّذِي قَطَعَ فِي عُنُقِكَ، إِنَّمَا هُوَ أَمْرُكَ أَنْ تَأْمُرَ فَتُطَاعَ، أَوْ تُعْصَى فَتَكُونَ لَكَ الْحُجَّةُ.

[21802] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: جَاءَ أَبُو ذَرٍ إِلَى عُثْمَانَ فَعَابَ عَلَيْهِ شَيْئًا، ثُمَّ قَامَ فَجَاءَ عَلِيٌّ مُعْتَمِدًا عَلَى عَصًا، حَتَّى وَقَفَ عَلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ لَهُ

(2)

عُثْمَانُ: مَا تَأْمُرُنَا فِي هَذَا الْكَذَّابِ

(3)

عَلَى اللهِ وَعَلَى رَسُولِهِ؟ فَقَالَ

(4)

عَلِيٌّ: أنْزِلهُ مَنْزِلَةَ مُؤْمِنِ آلِ فِرْعَوْنَ {وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ} [غافر: 28]، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: اسْكُتْ، فِي فِيكَ التُّرَاب، فَقَالَ عَلِيٌّ: بَلْ فِي فِيكَ التُّرَاب، اسْتَأْمَرْتَنَا فَأَمَّرْنَاكَ.

‌238 - بَابُ الْفِتَنِ

[21803] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: ثَارَتِ الْفِتْنَةُ وَدُهَاةُ النَّاسِ خَمْسَةٌ، يُعَدُّ مِنْ قُرَيْشٍ (*): مُعَاوِيَة، وَعَمْرٌو، وَيُعَدُّ مِنَ الْأَنْصارِ: قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ

(5)

، وَيُعَدُّ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيّ، وَيُعَدُّ مِنْ ثَقِيفٍ: الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ.

(1)

كأنه في (س): "واضفي" كذا، وهو تصحيف، والمثبت من (ف)، وينظر:"تاريخ دمشق"(21/ 158).

(2)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(3)

في (ف)، (س):"الكتاب" وهو تصحيف، والمثبت أشبه.

(4)

بعده في (س): "له"، والمثبت من (ف).

(*)[ف/ 181 ب].

(5)

في (ف)، (س):"سعيد"، وهو تصحيف، والتصويب من "المنتقى من كتاب الطبقات" لأبي عروبة الحراني (ص 25)، من طريق عبد الرزاق، به، "إكمال تهذيب الكمال"(7/ 255)، معزوًّا لجامع معمر، "الإصابة في تمييز الصحابة"(4/ 19)، معزوًّا لعبد الرزاق.

ص: 371

° [21804] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَابِصَةَ الْأَسَدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنِّي لَبِالْكُوفَةِ فِي دَارِي إِذْ سَمِعْتُ عَلَى بَابِ الدَّارِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَأَلِجُ

(1)

؟ قُلْتُ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ فَلِجْ، فَلَمَّا دَخَلَ إِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَيَّةُ سَاعَةِ زِيَارَةٍ هَذِهِ؟ وَذَلِكَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، قَالَ: طَالَ عَلَيَّ النَّهَار، فَتَذَكَّرْتُ مَنْ أَتَحَدَّثُ إِلَيْهِ، قَالَ: فَجَعَلَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأُحَدِّثُه، قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنِي، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "تَكُونُ فِتْنَةٌ النَّائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمُضْطَجعِ، وَالْمُضْطَجعُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَاعِدِ

(2)

، وَالْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا

(3)

خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي خَيْرٌ مِنَ الرَّاكِبِ، وَالرَّاكِبُ خَيْرٌ مِنَ الْمُجْرِي، قَتْلَاهَا كُلُّهَا فِي النَّارِ"، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَتى

(4)

ذَلِك؟ قَالَ: "ذَلِكَ أَيَّامُ الْهَرْجِ"

(5)

، قُلْتُ: وَمَتَى

(6)

أَيَّامُ الْهَرْجِ؟ قَالَ: "حِينَ لَا يَأْمَنُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ" قَالَ: فَبِمَ تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ الزَّمَانَ؟ قًالَ: "اكْفُفْ نَفْسَكَ وَيَدَكَ وَادْخُلْ دَارَكَ

(7)

"، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ عَلَيَّ دَارِي؟ قَالَ: "فَادْخُلْ بَيْتَكَ"، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ عَلَيَّ

° [21804][الإتحاف: كم حم 13294][شيبة: 38584].

(1)

في (س): "ألج"، وهو الموافق لما في "مسند البزار"(1444)، من طريق المصنف، به، والمثبت من (ف) موافق لما في "المعجم الكبير" للطبراني (10/ 8)، "المستدرك على الصحيحين"(5397)، كلاهما من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به، ولما في "تاريخ دمشق"(62/ 336).

(2)

قوله: "والمضطجع فيها خير من القاعد" وقع في (س): "والمضطجع خير من القاعد فيها"، والمثبت من (ف) هو الموافق لجميع المصادر السابقة.

(3)

من (س)، وهو الموافق لما في "المعجم الكبير"، "المستدرك".

(4)

بعده في (س): "يكون"، واخترنا عدم إثباتها وفقا لـ (ف)، وهو الموافق لما في جميع المصادر السابقة.

(5)

الهرج: القتال والاختلاط. (انظر: النهاية، مادة: هرج).

(6)

في (س): "وما"، وهو الموافق لما في "مسند البزار"، والمثبت من (ف) موافق لما في "المعجم الكبير" للطبراني، "المستدرك على الصحيحين"، "تاريخ دمشق".

(7)

ليس في (ف)، (س)، ولا بد منه لتمام السياق، واستدركناه من جميع المصادر السابقة.

ص: 372

بَيْتِي؟ قَالَ: "فَادْخُلْ مَسْجِدَكَ، وَاصْنَعْ هَكَذَا - وَقَبَضَ بِيَمِينِهِ عَلَى الْكُوعِ - وَقُلْ: رَبِّيَ الله، حَتَّى تَمُوتَ عَلَى ذَلِكَ".

° [21805] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ

(1)

صلى الله عليه وسلم: "إِذَا تَوَجَّهَ الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَه، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: "إِنَّهُ كَانَ

(2)

يُرِيدُ قَتْلَ أَخِيهِ".

° [21806] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي أَبِي ذَرٍّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ

(3)

قَالَ: كُنْتُ رَدِيفًا (*) خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا عَلَى حِمَارٍ، فَلَمَّا جَاوَزْنَا بُيُوتَ الْمَدِينَةِ، قَالَ:"كَيْفَ بِكَ يَا أَبَا ذَرٍّ، إِذَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ جُوعٌ، تَقُومُ عَنْ فِرَاشِكَ لَا تَبْلُغُ مَسْجِدَكَ حَتَّى يَجْهَدَكَ الْجُوعُ"؟ قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم، قَالَ:"تَعَفَّفْ يَا أَبَا ذَرٍّ".

قَالَ: "كَيْفَ بِكَ يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ مَوْتٌ يَبْلُغُ الْبَيْتُ الْعَبْدَ"، يَعْنِي أَنَّهُ يُبَاعُ الْقَبْرُ بِالْعَبْدِ، قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم، قَالَ (*):"تَصَبَّرْ".

قَالَ: "كَيْفَ بِكَ يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ قَتْلٌ تَغْمُرُ الدِّمَاءُ حِجَارَةَ الزَّيْتِ"؟ قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم، قَالَ:"تَأْتِي مَنْ أَنْتَ مِنْهُ" قَالَ: قُلْتُ: وَأَلْبَسُ السِّلَاحَ؟ قَالَ: "شَارَكْتَ الْقَوْمَ إِذَنْ"، قُلْتُ: وَكَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "إِنْ خَشِيتَ أَنْ يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ فَأَلْقِ نَاحِيَةَ ثَوْبِكَ عَلَى وَجْهِكَ لِيَبُوءَ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِهِ".

° [21805][الإتحاف: عه حب حم 17161].

(1)

في (س): "رسول الله"، والمثبت من (ف).

(2)

سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).

° [21806][الإتحاف: حب كم حم 17554][شيبة: 38278].

(3)

قوله: "عن أبي ذر" سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).

(*)[س/ 360].

(*)[ف/ 182 أ].

ص: 373

[21807] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْريِّ قَالَ: وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، الْأَجْنِحَةُ وَمَا الْأَجْنِحَةُ؟ الْوَيْلُ الطَّوِيلُ فِي الْأَجْنِحَةِ، رِيحٌ فِيهَا هُبُوبُهَا، وَرِيحٌ تُهَيِّجُ هُبُوبَهَا، وَرِيحٌ تُوَاحِي هُبُوبَهَا، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ بَعْدَ الْخَمْسِ وَالْعِشْرِينَ وَالْمِائَةِ مِنْ قَتْلٍ ذَرِيعٍ، وَمَوْتٍ سَرِيعٍ، وَجُوعٍ فَظِيعٍ، يُصَبُّ عَلَيْهَا الْبَلَاءُ صَبًّا، فَتَكْفُرَ صُدُورُهَا، وَتُغَيِّرُ سُرُورُهَا، وَتَهْتِكَ سُتُورَهَا، أَلَا وَبِذُنُوبِهَا يَظْهَرُ مُرَّاقُهَا وَتُنْزَعُ أَوْتَادُهَا، وَتُقْطَعُ أَطْنَابُهَا، وَيْلٌ لِقُرَيْشٍ مِنْ زِنْدِيقِهَا

(1)

يُحْدِثُ أَحْدَاثًا

(2)

، يَكْذِبُ بِدِينِهَا

(3)

، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، وَيَنْزِعُ مِنْهَا هَيْبَتَهَا، وَيَهْدِمُ

(4)

عَلَيْهَا جُدُرُهَا، وَيَغْلِبُ عَلَيْهَا جُنُودُهَا، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُومُ النَّائِحَاتُ الْبَاكِيَات، فَبَاكِيَةٌ تَبْكِي عَلَى دِينِهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي عَلَى دُنْيَاهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي مِنْ ذُلِّهَا بَعْدَ عِزِّهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي مِنْ جُوعِ أَوْلَادِهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي مِنْ قَتْلِ وِلْدَانِهَا فِي بُطُونِهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي مِنِ اسْتِذْلَالِ رِقَابِهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي مِنِ اسْتِحْلَالِ فُرُوجِهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي مِنْ سَفْكِ دِمَائِهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي خَوْفًا مِنْ جُنُودِهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي شَوْقًا إِلَى قُبُورهَا.

[21808] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ

(5)

، عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَظْلَلَتْكُمْ فِتَنٌ كَأَنَّهَا قِطَعُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، أَنْجَى النَّاسِ فِيهَا - أَوْ قَالَ: مِنْهَا - صَاحِبُ شَاءٍ يَأْكُلُ مِنْ رِسْلِ

(6)

غَنَمِهِ، أَوْ رَجُلٌ مِنْ وَرَاءَ الدَّرْبِ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ يَأْكُلُ مِنْ سَيْفِهِ.

(1)

في (س): "زيد فيها"، والمثبت من (ف).

(2)

في (س): "أجداثا"، والمثبت من (ف).

(3)

قوله "يكذب بدينها" في (س): "بكذب قيل بها"، والمثبت من (ف).

(4)

في (ف)، (س):"تقدم" والظاهر أنه تصحيف، والمثبت أليق للسياق.

[21808][شيبة: 38418].

(5)

في (س): "أبي خيثم"، والمثبت من (ف).

(6)

الرسل: اللبَن. (انظر: النهاية، مادة: رسل).

ص: 374

[21809] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جِيلٍ

(1)

، عَنْ أَبِي كَعْبٍ الْحَارِثِيِّ وَهُوَ ذُو الْإِدَاوَةِ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: خَرَجْتُ فِي طَلَبِ إِبِلٍ لِي ضَوَالَّ، فَتَزَوَّدْتُ لَبَنًا فِي إِدَاوَةٍ، قَالَ: ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي: مَا أَنْصَفْت، فَأَيْنَ الْوَضُوء، فَأَهْرَقْتُ اللَّبَنَ وَمَلأْتُهَا مَاءً، فَقُلْتُ: هَذَا وَضُوءٌ وَهَذَا شَرَابٌ، قَالَ: فَلَبِثْتُ أَبْغِي إِبِلِي، فَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَتَوَضَّأَ اصْطَبَبْتُ مِنَ الْإِدَاوَةِ مَاءً فَتَوَضَّأْت، وإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَشْرَبَ (*) اصْطَبَبْتُ لَبَنًا فَشَرِبْتُه، فَمَكَثْتُ بِذَلِكَ ثَلَاثًا، قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ أَسْمَاءُ النَّجْرَانِيَّةُ: يَا أَبَا كَعْبٍ، أَحَقِينًا كَانَ أَمْ حَلِيبًا؟ قَالَ: قُلْتُ: إِنَّكِ لَبَطَّالَةٌ، كَانَ يَعْصِمُ مِنَ الْجُوعِ وَيَرْوي مِنَ الظَّمَأِ، أَمَا إِنِّي حَدَّثْتُ بِهَذَا نَفَرًا مِنْ قَوْمِي فِيهِمْ عَلِيُّ بْنُ الْحَارِثِ سَيِّدُ بَنِي فَنَّانٍ، فَقَالَ: مَا أَظُنُّ الَّذِي تَقُولُ كَمَا تَقُول، قَالَ: قُلْتُ: اللهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ، قَالَ: فَرَجَحْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَبِتُّ لَيْلَتِي تِلْكَ، قَالَ: فَإِذَا أَنَا بِهِ صَلَاةَ الصُّبْحِ إِلَى بَابِي فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ الله، لِمَ تَعَنَّيْتَ إِلَيَّ، أَلَا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيَكَ؟ قَالَ: لَا، أَنَا أَحَقُّ بِذَلِكَ أَنْ آتِيَكَ، مَا نِمْتُ اللَّيْلَةَ إِلَّا أَتَانِي آتٍ، فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي تُكَذِّبُ مَنْ يُحَدِّثُ بِأَنْعُمِ اللهِ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَيْتُ عُثْمَانَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيءٍ مِنْ أَمْرِ دِينِي، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ وإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ أَشْيَاءَ، فَأْمُز حَاجِبَكَ أَلَّا يَحْجُبَنِي، قَالَ: يَا وَثَّاب، إِذَا جَاءَكَ هَذَا الْحَارِثيُّ فَأْذَنْ لَه، قَالَ: فَكُنْتُ إِذَا جِئْتُ فَقَرَعْتُ الْبَابَ، قَالَ: مَنْ ذَا؟ قَالَ: الْحَارِثِيُّ فَيَأْذَنُ لِي، قَالَ: ادْخُلْ، قَالَ: فَدَخَلْتُ فَإِذَا عُثْمَانُ جَالِسٌ وَحَوْلَهُ نَفَرٌ سُكُوتٌ لَا يَتَكَلَّمُونَ، كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرَ

(2)

، قَالَ: فَسَلَّمْت، ثُمَّ جَلَسْتُ وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حَالِهِمْ، قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ نَفَرٌ، فَقَالُوا: أَبَى أَنْ يَجِيءَ،

(1)

في (س): "جبل"، والمثبت من (ف).

(*)[ف/ 182 ب].

(2)

على رءوسهم الطير: وصفهم بالسكون والوقار، وأنهم لم يكن فيهم طيش ولا خفة، لأن الطير لا تكاد تقع إلا على شيء ساكن. (انظر: النهاية، مادة: طير).

ص: 375

قَالَ: فَغَضِبَ وَقَالَ: أَبَى أَنْ يَجِيءَ؟ اذْهَبُوا فَجِيئُوا بِهِ! فَإِنْ أَبَى فَجُرُّوهُ جَرًّا، فَمَكَثْتُ قَلِيلًا، فَجَاءُوا فَجَاءَ مَعَهُمْ رَجُلٌ آدَمُ طِوَالٌ، أَصْلَعُ فِي مُقَدَّمِ رَأْسِهِ شَعَرَاتٌ، وَفِي قَفَائِهِ شَعَرَاتٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي يَأْتِيكَ رُسُلُنَا فَتَأْبَى أَنْ تَأْتِيَنِي؟ قَالَ: فَكَلَّمَهُ بِشَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ فَمَا زَالُوا يَنْقَضُونَ مِنْ عَنْدِهِ حَتَّى مَا بَقِيَ غَيْرِي، قَالَ: فَقَامَ، قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللهِ لَا أَسْأَلُ عَنْ هَذَا أَحَدًا، أَقُولُ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ حَتَّى أَرَى مَا يَصْنَع، قَالَ: فَتَبِعْتُهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ جَالِسٌ إِلَى سَارِيَةٍ

(1)

وَحَوْلَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَبْكُونَ، قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا وَثَّاب، عَلَيَّ بِالشُّرَطِ، قَالَ: فَجَاءَ الشُّرَطُ

(2)

، فَقَالَ: فَرِّقُوا بَيْنَ هَؤُلَاءِ، قَالَ: فَفَرَّقُوا بَيْنَهُمْ، قَالَ: ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاة، فَتَقَدَّمَ عُثْمَانُ فَصَلَّى، فَلَمَّا كَبَّرَ قَامَتِ امْرَأَةٌ مِنْ حُجْرَتِهَا، فَقَالَتْ: أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا، قَالَ: ثُمَّ تَكَلَّمَتْ فَذَكَرَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (*) وَمَا بَعَثَهُ اللهُ بِهِ، ثُمَّ قَالَتْ: تَرَكْتُمْ أَمْرَ اللهِ وَخَالَفْتُمْ رَسُولَه، أَوْ نَحْوَ هَذَا، ثُمَّ صَمَتَتْ، فَتَكَلَّمَتْ أُخْرَى * مِثْلَ ذَلِكَ، فَإِذَا هِيَ عَائِشَة، وَحَفْصَة، قَالَ: فَلَمَّا سَلَّمَ عُثْمَانُ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: إِنَّ هَاتَيْنِ الْفَتَّانَتَيْنِ فَتَنَتَا النَّاسَ فِي صَلَاتِهِمْ، وَإِلَّا تَنْتَهِيَانِ أَوْ لأَسُبَّنَّكُمَا مَا حَلَّ لِيَ السِّبَاب، وإِنِّي لِأَصْلِكُمَا لَعَالِمٌ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: أَتَقُولُ هَذَا لِحَبَائِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: وَفِيمَا أَنْتَ وَمَا هَاهُنَا، قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى سَعْدٍ عَامِدًا إِلَيْهِ، قَالَ: وَانْسَلَّ

(3)

سَعْدٌ، فَخَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَلَقِيَ عَلِيًّا بِبَابِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ هَذَا الَّذِي كَذَا وَكَذَا، يَعْنِي سَعْدًا، فَشَتَمَهُ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَيُّهَا الرَّجُلُ دَعْ هَذَا عَنْكَ،

(1)

السارية: الأسطوانة، وهي: العمود، والجمع: سوارٍ. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: سري).

(2)

الشرط: جمع شُرْطة وشرطي، وهم أعوان السلطان لتتبع أحوال الناس وحفظهم ولإقامة الحدود.

(انظر: مجمع البحار، مادة: شرط).

(*)[س/ 361].

(*)[ف/183 أ].

(3)

الانسلال: المضي والخروج بتأنّ وتدريج. (انظر: النهاية، مادة: سلل).

ص: 376

قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ بِهِمَا الْكَلَامُ حَتَّى غَضبَ عُثْمَان، فَقَالَ: أَلَسْتَ الْمُتَخَلِّفَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يوْمَ تَبُوكَ؟ قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ: أَلَسْتَ الْفَارَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ؟ قَالَ: ثُمَّ حَجَزَ النَّاس، قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ حَتَّى أَتَيْتُ الْكُوفَةَ، فَوَجَدْتُهُمْ أَيْضًا قَدْ وَقَعَ بَيْنَهُمْ شَيْءٌ وَنَشَبُوا فِي الْفِتْنَةِ، وَرَدُّوا سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَلَمْ يَدَعُوهُ يَدْخُلُ إِلَيْهِمْ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ رَجَعْتُ حَتَّى أَتَيْتُ بِلَادَ قَوْمِي.

[21810] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: جُعِلَتْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَمْسُ فِتَنٍ: فِتْنَةٌ عَامَّةٌ، ثُمَّ فِتْنَةٌ خَاصَّةٌ، ثُمَّ فِتْنَةٌ عَامَّةٌ، ثُمَّ فِتْنَةٌ خَاصَّةٌ، ثُمَّ تَأْتِي الْفِتْنَةُ الْعَمْيَاءُ الصَّمَّاءُ

(1)

الْمُطْبِقَة، الَّتِي يَصِيرُ النَّاسُ فِيهَا كَالْأَنْعَامِ.

[21811] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَمُوتَ فَمُتْ، فَوَاللهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ الْمَوْتُ إِلَى أَحَدِهِمْ أَحَبَّ مِنَ الذَّهَبِ الْحَمْرَاءَ

(2)

.

[21812] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: ثَارَتِ الْفِتْنَةُ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةُ آلَافٍ، لَمْ يَخِفَّ مِنْهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ غَيْرُهُ: خَفَّ مَعَه، يَعْنِي عَلِيًّا، مِائَتَانِ وَبِضْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ مِنْهُمْ: أَبُو أَيُّوبَ، وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ.

[21813] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: قِيلَ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: أَلَا تُقَاتِل، فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الشُّورَى وَأَنْتَ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ غَيْرِكَ؟ قَالَ: لَا أُقَاتِلُ حَتَّى تَأْتُونِي بِسَيْفٍ لَهُ عَيْنَانِ، وَلِسَانٌ وَشَفَتَانِ، يَعْرِفُ الْكَافِرَ

[21810][شيبة: 38312].

(1)

الصماء: هي التي لا سبيل إلى تسكينها لتناهيها في دهائها. (انظر: النهاية، مادة: صمم).

(2)

كذا في (ف)، وفي (س):"الأحمر" وكلاهما صواب.

ص: 377

مِنَ الْمُؤْمِنِ، قَدْ جَاهَدْتُ وَأَنَا أَعْرِفُ الْجِهَادَ، وَلَا (*) أَبْخَعُ بِنَفْسِي إِنْ كَانَ رَجُلٌ خَيْرًا مِنِّي.

° [21814] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا تَوَجَّهَ الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَه، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الْقَاتِل، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ:"إِنَّهُ كَانَ يُرِيدُ قَتْلَ أَخِيهِ".

° [21815] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: فَرِغَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مَرَّةً يَوْمًا، فَرَكِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا كَأَنَّهُ مُقْرِفٌ

(1)

فَرَكَضَهُ

(2)

فِي آثَارِهِمْ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ:"وَجَدْنَاهُ بَحْرًا"

(3)

.

[21816] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: ئَارَتِ الْفِتْنَةُ الْأُولَى فَلَمْ يَبْقَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا أَحَدٌ، ثُمَّ كَانَتِ الْفِتْنَةُ الثَّانِيَةُ فَلَمْ يَبْقَ مِمَّنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ أَحَدٌ، قَالَ: وَأَظُنُّ لَوْ كَانَتِ الثَّالِثَةُ لَمْ تُرْفَعْ وَفِي النَّاسِ طَبَاخٌ.

[21817] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالْفِتَنَ، لَا يَشْخَصْ لَهَا أَحَدٌ، وَاللهِ مَا شَخَصَ فِيهَا أَحَدٌ إِلَّا نَسَفَتْهُ كَمَا يَنْسِفُ السَّيْلُ الدِّمَنَ، إِنَّهَا مُشَبَّهَةٌ مُقْبِلَةً، حَتَّى يَقُولَ الْجَاهِلُ: هَذِهِ تُشْبِهُ

(4)

،

(*)[ف/183 ب].

° [21814][الإتحاف: عه حب حم 17161].

° [21815][الإتحاف: حم 740].

(1)

المقرف من الخيل: الهجين. (انظر: النهاية، مادة: قرف).

(2)

الركض: الضرب، والدفع، والتحريك. (انظر: النهاية، مادة: ركض).

(3)

سيأتي برقم (21988).

(4)

كذا في (ف)، وكذا وقع عند أبي نعيم في "الحلية"(1/ 273)، من طريق عبد الرزاق، ووقع في "الفتن" لنعيم من طريق عبد الرزاق (1/ 140):"هذا يشبه"، وفي (س):"شبه"، ووقع في "الإبانة الكبرى" لابن بطة (756)، من طريق المصنف:"سنة".

ص: 378

وَتبِينُ

(1)

مُدْبِرَةً، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَاجْثُمُوا فِي بُيُوتِكُمْ، وَكَسِّرُوا سُيُوفَكُمْ، وَقَطعُوا أَوْتَارَكُمْ.

° [21818] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: "كَيْفَ أَنْتَ إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةِ

(2)

النَّاسِ، مَرِجَتْ

(3)

عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ، وَاخْتَلَفُوا فَكَانُوا هَكَذَا"، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، قَالَ: فَبِمَ تَأْمُرُنِي يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: "عَلَيْكَ بِمَا تَعْرِف، وَدَعْ مَا تُنْكِر، وَعَلَيْكَ بِخَاصَّتِكَ، وَإِيَّاكَ وَعَوَامَّهُمْ"، قَالَ: يَقُولُ الْحَسَنُ: فَوَاللهِ مَا تَمَالَكَ إِنْ كَانَ فِيَّ عَلَى أَسْوَاءِ ذَلِكَ.

[21819] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَن ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: كَيْفَ بِكُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَرْبُو

(4)

فِيهَا الصَّغِير، وَيَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِير، وَيُتَّخَدُ سُنَّةٌ، فَإِنْ غُيِّرَتْ يَوْمًا، قِيلَ: هَذَا مُنْكَرٌ، قَالُوا: وَمَتَى ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: إِذَا قَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ، وَكَثُرَتْ أُمَرَاؤُكُمْ، وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ، وَكَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ، وَتُفُقِّهَ لِغَيْرِ الدِّينِ، وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ.

[21820] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْحَنْظَلِيِّ، قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ * فَقَالَ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي أَنْ يُؤْخَذَ الرَّجُلُ مِنْكُمُ الْبَرِيء، فَيُؤْشَرُ

(5)

كَمَا يُؤْشَرُ الْجَزُورُ

(6)

، وَيُشَاطُ لَحْمُهُ كَمَا يُشَاطُ لَحْمُهَا، وَيُقَالُ: عَاصٍ وَلَيْسَ بِعَاصٍ، قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ وَهُوَ تَحْتَ الْمِنْبَرِ: وَمَتَى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ

(1)

في (س): "سنن"، وهو تصحيف.

(2)

الحثالة: الرديء من كل شيء، والمراد: أراذل الناس. (انظر: النهاية، مادة: حثل).

(3)

المرج: الاختلاط والفساد. (انظر: النهاية، مادة: مرج).

[21819][شيبة: 38311].

(4)

الربو: النشأة والترعرع. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: ربا).

* [ف/184 أ].

(5)

الأشَر: الشَّق. (انظر: القاموس، مادة: أشر).

(6)

الجزور: البعير (الجمل) ذكرًا كان أو أنثى، والجمع: جُزر وجزائر. (انظر: النهاية، مادة: جزر).

ص: 379

الْمُؤْمِنِينَ؟ وَلَمَّا تَشْتَدِّ الْبَلِيَّة، وَتَظْهَرِ الْحَمِيَّةُ

(1)

، وَتُسْبَى الذُّرِّيَّة، وَتَدُقَّهُمُ الْفِتَنُ كَمَا تَدُقُّ الرَّحَى ثِفْلَهَا، وَكَمَا تَدُقُّ النَّارُ الْحَطَبَ؟ قَالَ: وَمَتَى ذَلِكَ (*) يَا عَلِيُّ؟ قَالَ: إِذَا تُفُقِّهَ لِغَيْرِ الدِّينِ، وَتُعُلِّمَ لِغَيْرِ الْعَمَلِ، وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ.

° [21821] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَخَافُ عَلَيْكُمُ الْهَرْجَ"، قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "الْقَتْلُ"، قَالُوا: وَأَكْثَرُ مِمَّا

(2)

نَقْتُلُ الْيَوْمَ؟ إِنَّا لَنَقْتُلُ فِي الْيَوْمِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَذَا وَكَذَا! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ قَتْلَ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ قَتْلَ بَعْضِكُمْ بَعْضًا"، قَالُوا: وَفِينَا كِتَابُ اللهِ؟! قَالَ: "وَفِيكُمْ كِتَابُ اللهِ"، قَالُوا: وَمَعَنَا عُقُولُنَا؟! قَالَ: "إِنَّهُ يُنْتَزَعُ عُقُولُ عَامَّةِ ذَاكُمُ الزَّمَانِ، وَيُخْلَفُ لَهَا هَبَاءٌ

(3)

مِنَ النَّاسِ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ، وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ".

[21822] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّهُ اجْتَمَعَ هُوَ وَمُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ وَكَانَ مُسْلِمٌ خَرَجَ مَعَ ابْنِ الْأَشْعَثِ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ، فَقَالَ مُسْلِمٌ: قَدْ خَرَجْتُ مَعَه، فَوَاللهِ مَا سَلَلْتُ سَيْفًا، وَلَا رَمَيْتُ بِسَهْمٍ، وَلَا طَعَنْتُ بِرُمْحٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو قِلَابَةَ: لكنْ قَدْ رَآكَ رَجُلٌ وَاقِفًا، فَقَالَ: هَذَا مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ وَاقِفٌ لِلْقِتَالِ، فَرَمَى بِسَهْمِهِ، وَطَعَنَ بِرُمْحِهِ، وَضَرَبَ بِسَيْفِهِ، قَالَ: فَبَكَى مُسْلِمٌ، قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَقُلْ شَيْئًا.

[21823] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: تَكُونُ فِتْنَةٌ بِالشَّامِ كَانَ أَوَّلُهَا لَعِبَ الصِّبْيَانِ تَطْفُو مِنْ جَانِبٍ، وَتَسْكُنُ مِنْ جَانِبٍ، فَلَا تَتَنَاهَى

(1)

الحمية: الأنفة والغيرة. (انظر: النهاية، مادة: حما).

(*)[س/ 362].

(2)

في (س): "ما"، والمثبت من (ف).

(3)

تصحف في (س) إلى: "هناء"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما في "شرح السنة" للبغوي (15/ 28)، من طريق عبد الرزاق، به.

ص: 380

حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ: إِنَّ الْأَمِيرَ فُلَانٌ، قَالَ: فَيُقَبِّلُ ابْنُ الْمُسَيَّبِ يَدَيْهِ حَتَّى إِنَّهُمَا لَيَنْتَفِضَانِ، ثُمَّ يَقُولُ: ذَاكُمُ الْأَمِيرُ حَقًّا، ذَاكُمُ الْأَمِيرُ حَقًّا.

° [21824] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لِلْإِسْلَامِ

(1)

مُنْتَهَى؟ قَالَ: "نَعَمْ، أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ، أَوِ الْعَجَمِ أَرَادَ اللهُ بِهِمْ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ"، قَالَ: ثُمَّ مَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "ثُمَّ تَقَعُ فِتَنٌ (*) كَأَنَّهَا الظُّلَلُ"، قَالَ: فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: كَلَّا يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَعُودُنَّ فِيهَا أَسَاوِدَ

(2)

صُبًّا

(3)

يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".

° [21825] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدٍ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ لِهِنْدِ أَزْرَارٌ

(4)

فِي كُمِّهَا، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتِ: اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَأتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا الله، مَا فُتِحَ اللَّيْلَةَ مِنَ الْخَزَائِنِ، لَا إِلَهَ إِلَّا الله، مَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الْفِتْنَةِ، مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجْرَةِ، يَا رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الْآخِرَةِ".

° [21826] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ

[21824][الإتحاف: حب كم حم 16372][شيبة: 38281].

(1)

في (س): "الشام"، والمثبت من (ف).

(*)[ف/ 184 ب].

(2)

الأساود: نوع من الحيَّات عِظام فِيها سَواد، وهو أخبثها. (انظر: المشارق) (2/ 37).

(3)

الصب: جمع صبوب، على أن أصله صبب، كرسول ورسل، قال النضر: إن الأسود إذا أراد أن ينهش ارتفع ثم انصب على الملدوغ. (انظر: النهاية، مادة: صبب).

° [21825][الإتحاف: حب كم ط حم 23589].

(4)

في (ف)، (س):"إزار"، وهو تصحيف، والمثبت من مصادر التخريج، فعند أحمد (27188)، وإسحاق (2067) في "مسنديهما" من طريق عبد الرزاق:"وكان لهند أزرار في كمها"، وعند البخاري في "الصحيح"(5847) من طريق هشام، عن معمر، وفي آخره:"وكانت هند لها أزرار في كميها بين أصابعها"، وعند أبي يعلى في "المسند"(6988) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن معمر، وقال في آخره:"فرأيت هندا اتخذت لكم درعها أزرارًا".

° [21826][الإتحاف: عه حم 21466][شيبة: 38369].

ص: 381

أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: "وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ

(1)

يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذَا"، وَحَلَّقَ إِبْهَامَهُ بِالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: "نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ

(2)

".

[21827] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، قَالَ: أَدْرَكْتَ أَبَا الدَّرْدَاءِ وَوَعَيْتُ عَنْه، وَأَدْرَكْتُ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ وَوَعَيْتُ عَنْه، وَأَدْرَكْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَوَعَيْتُ عَنْهُ

(3)

، وَفَاتَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عُمَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي كُلِّ مَجْلِسٍ يَجْلِسُهُ: اللَّهُمَّ

(4)

حَكَمٌ قِسْطٌ، تَبَارَكَ اسْمُه، هَلَكَ الْمُرْتَابُونَ، مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَنٌ يَكْثُرُ فِيهَا الْمَال، وَيُفْتَحُ فِيهَا الْقُرْآنُ حَتَّى يَأْخُذَهُ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَة، وَالْحُرُّ وَالْعَبْد، وَالصَّغِيرُ وَالْكَبِير، فَيُوشِكُ الرَّجُلُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ، فَيَقُولُ: قَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ لِلنَّاسِ

(5)

، فَمَا لِلنَّاسِ لَا يَتَّبِعُونِي وَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ؟ ثُمَّ يَقُولُ: مَا هُمْ بِمُتَّبِعِيَّ حَتَّى أَبْتَدِعَ لَهُمْ غَيْرَه، فَإِيَّاكُمْ وَمَا ابْتُدِعَ، فَإِنَّ مَا ابْتُدِعَ ضَلَالَةٌ، اتَّقُوا زَيْغَةَ الْحَكِيمِ

(6)

، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يُلْقِي عَلَى فِي الْحَكِيمِ الضَّلَالَةَ، وَيُلْقِي الْمُنَافِقُ كَلِمَةَ الْحَقِّ، قَالَ: قُلْنَا

(7)

: وَمَا

(8)

يُدْرِينَا يَرْحَمُكَ اللهُ أَنَّ الْمُنَافِقَ يُلْقِي كَلِمَةَ الْحَقِّ، وَأَنَّ الشَّيْطَانَ يُلْقِي عَلَى فِي الْحَكِيمِ الضَّلَالَةَ؟ قَالَ: اجْتَنِبُوا مِنْ كَلَامِ الْحَكِيمِ كُلَّ مُتَشَابِهٍ،

(1)

الردم: السد العظيم. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: ردم).

(2)

في (س): "الحيف"، والمثبت من (ف).

(3)

ليس في (ف)، واستدركناه من (س)، وهو موافق لما في "الشريعة" للآجري (91)، من طريق المصنف، به.

(4)

كذا في (ف)، (س)، وفي المصدر السابق، و"المستدرك"(8422)، من طريق المصنف، به:"الله".

(5)

من (س).

(6)

زيغة الحكيم: الزيغ: الميل عن الحق، والحكيم: العالم العارف، أراد به: الزلل والخطأ الذي يعرض للعالم العارف، أو يتعمَّده لقلة دِينه. (انظر: اللسان، مادة: زيغ).

(7)

تصحف في (ف): "فأما"، وليس في (س)، والتصويب من المصدرين السابقين.

(8)

في (س): "فما"، والمثبت من (ف).

ص: 382

الَّذِي إِذَا سَمِعْتَهُ قُلْتَ: مَا هَذَا؟ وَلَا يَثْنِيكَ ذَلِكَ عَنْه، فَإِنَّهُ لَعَلَّهُ أَنْ يُرَاجِعَ، وَيُلْقِي الْحَقَّ إِذَا سَمِعَه، فَإِنَّ عَلَى الْحَقِّ نُورًا.

° [21828] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ (*) اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَتَقَارَبُ الزَّمَنُ وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ

(1)

، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ"، قَالُوا: أَيْمَ هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "الْقَتْلُ"

(2)

.

[21829] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، قَالَا: قَالَ عُمَرُ: مَنْ يُحَدِّثُنَا عَنِ الْفِتَنِ؟ قَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا، قَالَ عُمَرُ: هَاتِ، إِنَّكَ عَلَيْهَا لَجَرِيءٌ، قَالَ حُذَيْفَةُ: فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ، تُكَفِّرُهَا الصَّدَقَةُ وَالصَّلَاةُ وَالصَّوْم، قَالَ عُمَرُ: لَسْتُ هَذَا أَعْنِي، قَالَ: فَالَّتِي تَمُوجُ

(3)

كَمَا يَمُوجُ الْبَحْرُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابٌ مُغْلَقٌ، قَالَ: أَفَيُكْسَرُ ذَلِكَ الْبَابُ أَمْ يُفْتَحُ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: لَا بَلْ يُكْسَر، فَقَالَ عُمَرُ: إِذَنْ لَا يُغْلَقُ.

° [21830] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِنِسَائِهِ:"أَيَّتُكُنَّ تَنْبَحُهَا كِلَابُ مَاءِ كَذَا وَكَذَا"؟ يَعْنِي الْحَوْءَبَ، فَلَمَّا خَرَجَتْ عَائِشَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ نَبَحَتْهَا الْكِلَاب، فَقَالَتْ: مَا اسْمُ هَذَا الْمَاءِ؟ فَأَخْبَرُوهَا، فَقَالَتْ: رُدُّونِي، فَأَبَى عَلَيْهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ.

[21831] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: لَا تَزَالُ الْفِتْنَةُ مُوَادَمَةً

(4)

مَا لَمْ تَبْدُ مِنْ قِبَلِ الشَّامِ.

(*)[ف/ 185 أ].

(1)

في (س): "الشيخ"، والمثبت من (ف).

(2)

في (س): "الهرج"، والمثبت من (ف).

(3)

الموج: الاختلاط والاضطراب. (انظر: اللسان، مادة: موج).

(4)

كذا رسمها في (ف) وفي (س): "مداومة" وقد أورد الأثر ابن الأثير في "النهاية"(مادة: مأم) قال: "ومنه حديث كعب "لا تزال الفتنة مؤامًّا بها ما لم تبدأ من الشام" مؤام هاهنا: مفاعل بالفتح، على المفعول؛ لأن معناه: مقاربا بها، والباء للتعدية. ويروى "مؤما" بغير مد".

ص: 383

[21832] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: مَا شَيْءٌ كَانَ يُحَدِّثُنَاهُ كَعْبٌ إِلَّا قَدْ أَتَى (*) عَلَى مَا قَالَ، إِلَّا قَوْلَهُ: إِنَّ فَتَى ثَقِيفٍ يَقْتُلُنِي وَهَذَا رَأْسُهُ بَيْنَ يَدَيَّ يَعْنِي الْمُخْتَارَ، قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: وَلَا يَشْعُرُ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ قَدْ خَبَّئَ لَهُ يَعْنِي الْحَجَّاجَ.

[21833] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْحَيِّ، عَنْ هِنْدٍ بِنْتِ الْمُهَلَّبِ، قَالَ: وَكَانَ عِكْرِمَةُ يَدْخُلُ عَلَيْهَا، قَالَ: فَقَالَ عِكْرِمَةُ يَوْمًا: لأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا مَا حَدَّثْتُهُ أَحَدًا غَيْرَكَ: لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ فِي بَنِي أُمَيَّةَ مَا لَمْ يَخْتَلِفْ بَيْنَهُمْ رُمْحَانِ، فَإِذَا اخْتَلَفَ بَيْنَهُمْ رُمْحَانِ خَرَجَتْ مِنْهُمْ، فَلَمْ تَرْجِعْ فِيهِمْ أَبَدًا.

[21834] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَ لِي عُبَيْدَةُ وَأَنَا بِالْكُوفَةِ، وَذَلِكَ قَبْلَ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: افْرُغْ مِنْ ضَيْعَتِكَ

(1)

، ثُمَّ انْحَدِرْ إِلَى مِصْرِكَ، فَإِنَّهُ سَيَحْدُثُ فِي الْأَرْضِ حَدَثٌ، قَالَ: قُلْتُ: فَبِمَ تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: تَلْزَمُ بَيْتَكَ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْتُ الْبَصرَةَ وَقَعَتْ فِتْنَةُ ابْنِ الزُّبَيْرِ.

[21835] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ قَالَ

(2)

: يَقُولُ: تَعَلَّمُوا الْإِسْلَامَ، فَإِذَا عَلِمْتُمُوهُ فَلَا تَرْغَبُوا عَنْه، وَعَلَيْكُمْ (*) بِالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، فَإِنَّ الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ الْإِسْلَام، وَلَا تَحْرِفُوهُ يَمِينًا وَشِمَالًا، وَعَلَيْكُمْ بِسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ قَبْلَ أَنْ يَقْتُلُوا صَاحِبَهُمْ، وَقَبْلَ أَنْ يَفْعَلُوا الَّذِي فَعَلُوا، لَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ يَقْتُلُوا صَاحِبَهُمْ، وَقَبْلَ أَنْ يَفْعَلُوا الَّذِي فَعَلُوا خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، وإيَّاكُمْ وَهَذِهِ الْأُمُورَ الَّتِي تُلْقِي بَيْنَ النَّاسِ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ.

(*)[س/ 363].

(1)

في (س): "صنعتك"، والمثبت من (ف).

(2)

بعده بياض في (ف)، (س) بياض، في الأولى قدر كلمة، وفي الثانية قدر كلمتين.

(*)[ف/185 ب].

ص: 384

° [21836] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ ابْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا، فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ

(1)

رَأْسُه، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْحَقِّ"، قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ، فَأَخَذَ بِعَضُدِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "نَعَمْ"، قَالَ: وَكَشَفَ عَنْ رَأْسِهِ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ.

‌239 - بَابٌ خَيْرُ النَّاسِ فِي الْفِتَنِ

° [21837] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ النَّاسِ فِي الْفِتَنِ رَجُلٌ آخِذٌ بِعِنَانِ"، أَوْ قَالَ: "بِرَسَنِ

(2)

فَرَسِهِ خَلْفَ أَعْدَاءِ اللهِ، يُخِيفُهُمْ وَيُخِيفُونَه، وَرَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي بَادِيَتِهِ يُؤَدِّي الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْهِ".

° [21838] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَوْ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ - مَعْمَرٌ شَكَّ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ"، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَعْبُدُ رَبَّه، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ".

[21839] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أَظَلَّتْكُمْ فِتْنَةٌ

(3)

كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، أَنْجَى النَّاسِ فِيهَا - أَوْ قَالَ: مِنْهَا - صَاحِبُ شَاءٍ يَأْكُلُ مِنْ رَسْلِ غَنَمِهِ، أَوْ رَجُلٌ وَرَاءَ الدَّرْبِ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ يَأْكُلُ مِنْ سَيْفِهِ.

(1)

المتقفع: المتغطي. (انظر: النهاية، مادة: قنع).

(2)

الرسن: الحبل الذي يقاد به البعير، والجمع: أرسان. (انظر: النهاية، مادة: رسن).

° [21838][الإتحاف: حم 5445، عه حب كم حم 5462][شيبة: 19836].

[21839][شيبة: 38418].

(3)

في (س): "فتن"، والمثبت من (ف)، وكذا هو في "المستدرك"(8658) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به.

ص: 385

‌240 - بَابُ سَنَنِ

(1)

مَنْ كَانَ قَبْلكُمْ

° [21840] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ حُنَيْنٍ، فَمَرَرْنَا بِالسِّدْرَةِ، فَقُلْنَا: أَيْ رَسُولَ اللهِ، اجْعَلْ لَنَا هَذِهِ ذَاتَ أَنْوَاطٍ

(2)

كَمَا لِلْكُفَّارِ ذَاتُ أَنْوَاطٍ، وَكَانَ الْكُفَّارُ يَنُوطُونَ

(3)

سِلَاحَهُمْ بِسِدْرَةٍ، وَيَعْكُفُونَ حَوْلَهَا (*)، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اللهُ أَكْبَر، هَذَا كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائيلَ لِمُوسَى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138] إِنَّكُمْ تَرْكَبُونَ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ".

° [21841] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائيلَ جُحْرَ ضَبٍّ

(4)

لَتَبِعْتُمُوهُ".

[21842] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ حُذَيْفَةَ قَالَ: لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ

(5)

، وَحَذْوَ الشِّرَاكِ بِالشِّرَاكِ، حَتَّى لَوْ فَعَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَذَا وَكَذَا، فَعَلَهُ رَجُلٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: قَدْ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قِرَدَةٌ وَخَنَازِير، قَالَ: وَهَذِهِ الْأُمَّةُ سَيَكُون فِيهَا قِرَدَةٌ وَخَنَازِيرُ.

(1)

السَّنن: الطريقة والمثال. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: سنن).

° [21840][الإتحاف: حب حم 20865][شيبة: 38530].

(2)

ذات أنواط: شجرة عظيمة كانت العرب تأتيها كلّ سنة، فتعلّق عليها أسلحتها وتذبح عندها؛ تعظيما لها، وكانت قريبة من مكة، وقيل غير ذلك. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 33).

(3)

ينوطون: يعلقون. (انظر: النهاية، مادة: نوط).

(*)[ف/186 أ].

° [21841][الإتحاف: حم 5853].

(4)

الضبّ: حيوان من جنس الزواحف، غليظ الجسم خشنه، له ذنب عريض أعقد، والجمع: أضُبّ وضِباب وضُبَّان. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: ضبب).

(5)

حذو القذة بالقذة: مثل للشيئين يستويان ولا يتفاوتان، أي: كما تُقدَّر كل واحدة منهما على قَدْر صاحبتها وتُقْطَع، والقذة: ريشة السهم. (انظر: النهاية، مادة: حذا).

ص: 386

[21843] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي قَالَ: تَقْتَتِلُ فِئَتَانِ

(1)

عَلَى دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ عِنْدَ خُرُوجِ أَمِيرٍ أَوْ قَبِيلَةٍ، فَتَظْهَرُ الطَّائِفَةُ الَّتِي تَظْهَرُ وَهِيَ ذَلِيلَةٌ، فَيَرْغَبُ فِيهَا مَنْ يَلِيهَا مِنْ عَدُوِّهَا، فَتَتَقَحَّمُ فِي النَّارِ تَقَحُّمًا

(2)

.

[21844] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنِّي لأَعْلَمُ فِتْنَةً يُوشِكُ أَنْ تَكُونَ الَّتِي مَعَهَا قَبْلَهَا

(3)

كَنَفْجَةِ أَرْنَبٍ، وإِنِّي لأَعْلَمُ الْمَخْرَجَ مِنْهَا، قُلْنَا: وَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا؟ قَالَ: أُمْسِكُ بِيَدِي حَتَّى يَجِيءَ مَنْ يَقْتُلُنِي.

[21845] قال مَعْمَرٌ: وَحَدَّثَنِي شَيْخٌ لَنَا، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ لَهَا: ادْعِي اللهَ أَنْ يُطْلِقَ لِي يَدِي، قَالَتْ: وَمَا شَأْنُ يَدِكِ؟ قَالَتْ: كَانَ لِي أَبَوَانِ، فَكَانَ أَبِي كَثِيرَ الْمَالِ، كَثِيرَ الْمَعْرُوفِ، كَثِيرَ الْفَضْلِ، أَوْ قَالَتْ: كَثِيرَ الصَّدَقَةِ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ أُمِّي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، لَمْ أَرَهَا تَصَدَّقَتْ بِشَيْءٍ قَطُّ، غَيْرَ أَنَّا نَحَرْنَا بَقَرَةً، فَأَعْطَتْ مِسْكِينًا شَحْمَةً فِي يَدِهِ، وَكَسَتْهُ خِرْقَةً، فَمَاتَتْ أُمِّي، وَمَاتَ أَبِي، فَرَأَيْتُ أَبِي عَلَى نَهَرٍ يَسْقِي النَّاسَ (*)، فَقُلْتُ: يَا أَبَتَاه، هَلْ رَأَيْتَ أُمِّي؟ قَالَ: لَا، أَوَ مَاتَتْ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَلْتَمِسُهَا فَوَجَدْتُهَا قَائِمَةً عُرْيَانَةً لَيْسَ عَلَيْهَا إِلَّا تِلْكَ الْخِرْقَة، وَتِلْكَ الشَّحْمَةُ فِي يَدِهَا، وَهِيَ تَضْرِبُ بِهَا عَلَى يَدِهَا الْأُخْرَى، وَتَمُصُّ أَثَرَهَا، وَتَقُولُ: يَا عَطَشَاه، فَقُلْتُ: يَا أُمَّهْ، أَلَا أَسْقِيكِ؟ قَالَتْ: بَلَى، فَذَهَبْتُ إِلَى

(1)

قوله: "تقتتل فئتان" في (ف): "يقتل فتيان"، والمثبت من (س)، وهو موافق لما في "المستدرك" للحاكم (8666)، من طريق المصنف، به.

(2)

التقحّم: الوقوع، يقال: اقتحم الإنسان الأمر العظيم، وتقحَّمه: إذا رمى نفسه فيه من غير روية وتثبت. (انظر: النهاية، مادة: قحم).

(3)

كذا في (ف)، (س):"معها قبلها"، وفي "الفتن" لنعيم بن حماد (345)، من طريق المصنف، به:"قبلها معها".

(*)[س/364].

ص: 387

أَبِي، فَأَخَذْتُ إِنَاءً مِنْ عَنْدِهِ، فَسَقَيْتُهَا، فَنَبِهَ بِي

(1)

بَعْضُ مَنْ كَانَ عِنْدَهَا قَائِمًا، فَقَالَ: مَنْ سَقَاهَا أَشَلَّ اللهُ يَدَهُ؟! قَالَتْ: فَاسْتَيْقَظْتُ وَقَدْ شُلَّتْ يَدِي.

‌241 - بَابُ الْمَهْدِيِّ

° [21846] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "يَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَيَأْتِي مَكَّةَ، فَيَسْتَخْرِجُهُ النَّاسُ مِنْ بَيْتِهِ وَهُوَ كَارِهٌ، فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، فَيُبْعَثُ إِلَيْهِ جَيْشٌ مِنَ الشَّامِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ

(2)

خُسِفَ بِهِمْ، فَيَأْتِيهِ عَصَائِبُ الْعِرَاقِ، وَأَبْدَالُ الشَّامِ فَيُبَايِعُونَه، فَيَسْتَخْرِجُ الْكُنُوزَ، وَيَقْسِمُ الْمَالَ، وَيُلْقِي الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ

(3)

إِلَى الْأَرْضِ، يَعِيشُ فِي ذَلِكَ سَبْعَ سِنِينَ"، أَوْ قَالَ: "تِسْعَ سِنِينَ".

° [21847] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِي

(4)

الصِّدِّيقِ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَلَاءٍ يُصِيبُ هَذِهِ الْأُمَّةَ، حَتَّى لَا يَجِدَ الرَّجُلُ مَلْجَأً يَلْجَأُ إِلَيْهِ مِنَ الظُّلْمِ، فَيَبْعَثُ اللهُ

(5)

إِلَيْهِ رَجُلًا مِنْ عِتْرَتِي

(6)

مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَيَمْلأُ بِهِ الْأَرْضَ قِسْطًا، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا، يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ، وَسَاكِنُ الْأَرْضِ، لَا تَدَعُ السَّمَاءُ مِنْ قَطْرِهَا شَيْئًا إِلَّا صَبَّتْهُ

(1)

قوله: "فنبه بي"، غير واضح في (ف)، ووقع في (س):"فقال لي"، والمثبت موافق لما أخرجه الحاكم في "المستدرك"(8678)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5/ 152)، من طريق عبد الرزاق به.

(*)[ف/186 ب].

(2)

البيداء: الأرض التي تخرج منها من ذي الحليفة جنوبًا، وفيها اليوم مبنى التلفاز والكلية المتوسطة. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 67).

(3)

يلقي الإسلام بجرانه: ثبتَ واستقرّ. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: جرن).

(4)

بعده في (س): "بكر" وهو خطأ، والمثبت من (ف).

(5)

من (س).

(6)

العترة: أخص الأقارب. وعترة النبي صلى الله عليه وسلم: بنو عبد المطلب. وقيل: أهل بيته الأقربون، وقيل غير ذلك. (انظر: النهاية، مادة: عتر).

ص: 388

مِدْرَارًا

(1)

، وَلَا تَدَعُ الْأَرْضُ مِنْ مَائِهَا شَيْئًا إِلَّا أَخْرَجَتْه، حَتَّى تَتَمَنَّى الْأَحْيَاءُ الْأَمْوَاتَ، يَعِيشُ فِي ذَلِكَ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ أَوْ تِسْعَ سِنِينَ.

[21848] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ قَالَ: تَكُونُ فِتْنَةٌ، ثُمَّ تَتْبَعُهَا أُخْرَى لَا تَكُونُ الْأُولَى فِي الْآخِرَةِ إِلَّا كَثَمَرَةِ السَّوْطِ يَتْبَعُهُ ذُبَابُ

(2)

السَّيْفِ

(3)

، ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ فَلَا يَبْقَى للهِ مُحَرَّمٌ إِلَّا اسْتُحِلَّ، ثُمَّ يَجْتَمِعُ النَّاسُ عَلَى خَيْرِهِمْ رَجُلًا، تَأْتِيهِ إِمَارَتُهُ هَنِيئًا وَهُوَ فِي بَيْتِهِ

(4)

.

[21849] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَطَرٍ

(5)

، قَالَ كَعْبٌ: إِنَّمَا سُمِّيَ الْمَهْدِيَّ لِأَنَّهُ

(6)

يَهْدِي لِأَمْرٍ قَدْ خَفِيَ، قَالَ: وَيَسْتَخْرِجُ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا: أَنْطَاكِيَةُ.

[21850] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَطَرِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: إِنَّ الْمَهْدِيَّ أَقْنَى

(7)

أَجْلَى.

[21851] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضرَةَ

(8)

، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: يَكُونُ عَلَى النَّاسِ إِمَامٌ، لَا يَعُدُّ لَهُمُ الدَّرَاهِمَ وَلكنْ يَحْثُو.

[21852] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ (*) طَاوُسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ حَتَّى تَطْلُعَ مَعَ الشَّمْسِ آيَةٌ.

(1)

المدرار: بكسر الميم وسكون الدال، الكثير الدر والمطر. (انظر: معجم لغة الفقهاء) (ص 418).

(2)

تصحف في (س) إلى: "أذناب"، والمثبت من (ف).

(3)

ذباب السيف: طرفه الذي يُضرب به. (انظر: النهاية، مادة: ذبب).

(4)

قوله "هنيئا وهو في بيته" في (س): "هنا وهو في يمينه التوارة والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكية"، والمثبت من (ف).

(5)

كذا في (ف)، وبعده في "الفتن" لنعيم بن حماد (1023)، من طريق المصنف، به:"عمن حدثه".

(6)

زاد بعده في (ف): "لا"، وهو مزيد خطأ، وينظر:"الفتن" لنعيم.

(7)

أقنى: القنا في الأنف طوله ورقة أرنبته مع حدب في وسطه. (انظر: النهاية، مادة: قنو).

(8)

في (س): "بصرة"، والمثبت من (ف).

(*)[ف/ 187 أ].

ص: 389

[21853] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَتُمْلأَنَّ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَجَوْرًا، حَتَّى لَا يَقُولَ أَحَدٌ: اللهُ الله، يَسْتَعْلِقُ

(1)

بِهِ، ثُمَّ لَتُمْلأَنَّ بَعْدَ ذَلِكَ قِسْطًا وَعَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا.

° [21854] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعَيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ مَعْمَرٌ: أُرَاهُ سَعِيدًا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْوِيهِ قَالَ: "وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ عَلَى رَأْسِ السِّتِّينَ

(2)

، تَصِيرُ الْأَمَانَةُ غَنِيمَةً، وَالصَّدَقَةُ غَرِيمَةً، وَالشَّهَادَةُ بِالْمَعْرِفَةِ، وَالْحُكْمُ بِالْهَوَى".

[21855] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَبْقَى فِيهِ مُؤْمِنٌ إِلَّا كَانَ بِالشَّامِ.

[21856] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: شُكِيَ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ الْفُرَاتُ، فَقَالُوا: نَخَافُ أَنْ يَتَفَتَّقَ

(3)

عَلَيْنَا، فَلَوْ أَرْسَلْتَ مَنْ يَسْكُرُه، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَا نَسْكُرُهُ فَوَاللهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَوِ الْتَمَسْتُمْ فِيهِ مِلْءَ طَسْتٍ مِنْ مَاءٍ مَا وَجَدْتُمُوه، وَلَيَرْجِعَنَّ كُلُّ مَاءٍ إِلَى عُنْصرِهِ، وَيَكُونُ بَقِيَّةُ الْمَاءِ وَالْمُسْلِمُونَ بِالشَّامِ.

‌242 - بَابُ أَشْرَاطِ

(4)

السَّاعَةِ

° [21857] قرأنا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ

(1)

كذا في (ف)، (س)، ووقع عند ابن بطة في "الإبانة" (1/ 179) من حديث علي:"يستعلن".

(2)

في (س): "السنين" خطأ، والمثبت من (ف).

[21855][شيبة: 19791].

(3)

في (س): "يعفوا"، والمثبت من (ف)، ووقع عند الطبراني في "الكبير" (9/ 172) من طريق المصنف:"ينبثق".

(4)

الأشراط: جمع شرَط، وهو: العلامة. (انظر: مجمع البحار، مادة: شرط).

ص: 390

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَزُولَ الْجِبَالُ مِنْ أَمَاكِنِهَا، وَحَتَّى تَرَوُا الْأَمْرَ الْعَظِيمَ الذِي لَمْ تَكُونُوا تَرَوْنَهُ".

° [21858] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ

(1)

قَوْمٌ يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ، وُجُوهُهُمْ كَالْمَجَانِّ الْمُطْرَقَةِ

(2)

".

° [21859] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا خُوزًا

(3)

وَكَرْمَانَ

(4)

قَوْمٌ مِنَ الْأَعَاجِمِ، حُمْرَ الْوُجُوهِ، فُطْسَ

(5)

الْأُنُوفِ، صِغَارَ الْأَعْيُنِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُ الْمُطْرَقَة، نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ".

[21860] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَظْهَرَ الْعِلْم، وَيَكْثُرَ التُّجَّار، وَتُقَاتِلُونَ (*) قَوْمًا يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ، وُجُوهُهُمْ كَالْمَجَانِّ الْمُطْرَقَةِ.

° [21861] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا

° [21858][الإتحاف: حب حم 18698، عه حب 18699].

(1)

في (ف): "يقاتلونكم"، والمثبت من (س).

(2)

المجان المطرقة: شبه وجوههم بالترس لتبسطها وتدويرها، وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها، وفيه إشارة إلى كبر وجوههم وإدارتها وكثرة لحمها ويبوستها. (انظر: المرقاة) (9/ 299).

(3)

خوزَا: هي خوزستان، أرض عبادان في شرقي نهر دجلة وشط العرب، وهي بلاد فسيحة، وماؤها كثير، قاعدتها الأهواز. (انظر: أطلس الحديث النبوي) (ص 167).

(4)

كرمان: إقليم مشهور شمال خليج عمان، جنوب بلوجستان غربها فارس. (انظر: أطلس الحديث النبوي) (ص 317).

(5)

الفطس: انخفاض قصبة الأنف وانفراشها. (انظر: النهاية، مادة: فطس).

(*)[ف/187 ب].

ص: 391

تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُخْسَفَ بِقَوْمٍ فِي مَرَاتِعِ الْغَنَمِ، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُخْسَفَ بِرَجُلٍ كَثِيرِ الْمَالِ وَالْوَلَدِ".

[21862] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا كَانَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ حَدَثَ أَمْرٌ عَظِيمٌ، فَإِنْ تَهْلِكُوا فَبِالْحَرَى، وَإِنْ تَنْجُوا فَعَسَى، وإِذَا كَانَتْ سَبْعِينَ رَأَيْتُمْ مَا تُنْكِرُونَ.

[21863] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ مُعَاذٌ: اخْرُجُوا مِنَ الْيَمَنِ قَبْلَ ثَلَاثٍ: قَبْلَ خُرُوجِ النَّارِ، وَقَبْلَ انْقِطَاعِ الْحَبْلِ، وَقَبْلَ أَلَّا (*) يَكُونَ لِأَهْلِهَا زَادٌ إِلَّا الْجَرَادُ.

[21864] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تَخْرُجُ نَارٌ مِنَ الْيَمَنِ تَسُوقُ النَّاسَ، تَغْدُو وَتَرُوحُ وَتُدْلِجُ.

[21865] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: تَخْرُجُ نَارٌ بِأَرْضِ الْحِجَازِ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى.

° [21866] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ يَرْويهِ، قَالَ: "تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ مَشَارِقِ الْأَرْضِ، تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى مَغَارِبِهَا، تَسُوقُ النَّاسَ سَوْقَ الْبَرْقِ الْكَسِيرِ

(1)

، تَقِيلُ

(2)

مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا، وَتَبِيتُ مَعَهُمْ إِذَا بَاتُوا، وَتَأْكُلُ مَنْ تَخَلَّفَ".

° [21867] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: لَمَّا جَاءَتْنَا بَيْعَةُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قُلْتُ: لَوْ خَرَجْتُ إِلَى الشَّامِ فَتَنَحَّيْتُ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الْبَيْعَةِ،

(*)[س/ 365].

(1)

البرق الكسير: الحَمَل (الخروف) المكسور القوائم، يعني: تسوقهم النار سوقا رفيقا كما يساق الحمل الظالع. (انظر: النهاية، مادة: برق).

(2)

المقيل والقيلولة: الاستراحة نصف النهار، وإن لم يكن معها نوم. (انظر: النهاية، مادة: قيل).

° [21867][الإتحاف: كم حم 11875].

ص: 392

فَخَرَجْتُ حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ، فَأُخْبِرْتُ بِمَقَامٍ يَقُومُهُ نَوْفٌ، فَجِئْتُه، فَإِذَا رَجُلُ فَاسِدُ الْعَيْنَيْنِ عَلَيْهِ خَمِيصةٌ

(1)

، فَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، فَلَمَّا رَآهُ نَوْفٌ أَمْسَكَ عَنِ الْحَدِيثِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ: حَدِّثْ مَا كُنْتَ تُحَدِّثُ بِهِ، قَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ بِالْحَدِيثِ مِنِّي، أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ مَنَعُونَا عَنِ الْحَدِيثِ، يَعْنِي: الْأُمَرَاءَ، قَالَ: أَعْزِمُ عَلَيْكَ إِلَّا حَدَّثْتَنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّهَا سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ لِخِيَارِ النَّاسِ إِلَى مُهَاجَرِ إِبْرَاهِيمَ، لَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ إِلَّا شِرَارُ أَهْلِهَا، تَلْفِظُهُمْ

(2)

أَرْضُهُمْ، تَقْذَرُهُمْ

(3)

نَفْسُ اللهِ، تَحْشُرُهُمُ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، تَبِيتُ مَعَهُمْ إِذَا بَاتُوا، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا، وَتَأْكُلُ مَنْ تَخَلَّفَ".

قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ (*) اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "سَيَخْرُجُ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ

(4)

، كُلَّمَا خَرَجَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قُطِعَ، كُلَّمَا خَرَجَ مِنْهُمْ

(5)

قَرْنٌ قُطِعَ - حَتَّى عَدَّدَهَا زِيَادَةً عَلَى عَشْرِ مَرَّاتٍ - كُلَّمَا خَرَجَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قُطِعَ، حَتَّى يَخْرُجَ الدَّجَّالُ فِي بَقِيَّتِهِمْ".

[21868] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عَشْرُ آيَاتٍ بَينَ يَدَيِ السَّاعَةِ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدُّخَان، وَالدَّجَّال، وَالدَّابَّة، وَنُزُولُ

(1)

الخميصة: كساء أسود مريع له علمان، وفيه خطوط، والجمع: خمائص. (انظر: معجم الملابس)(ص 160).

(2)

تلفظهم: أي تقذفهم وترميهم. (انظر: النهاية، مادة: لفظ).

(3)

اضطرب في رسمها في (ف)، (س)، والمثبت موافق لما في "المسند"(6871)، "شرح السنة"(14/ 209)، "المستدرك"(8721)، "تاريخ دمشق"(1/ 160)، من طريق المصنف، به.

(*)[ف/188 أ].

(4)

التراقي: جمع تَرْقُوَة، وهي: العظم الذي بين ثُغْرَة النحر والعاتق (هو من المنكب إلى أصل العُنُق)، وهما تَرقوتان من الجانبين. (انظر: النهاية، مادة: ترق).

(5)

في (ت)، (س) في هذا الموضع والموضع التالي:"منها"، والمثبت موافق لما في المصادر الأربعة السابقة.

ص: 393

عَيسَى، وَنَارٌ تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى الْمَحْشَرِ، وَخُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَخَسْفٌ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ.

[21869] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ قَالَ: عَشْرٌ آيَاتٍ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِحِجَازِ الْعَرَبِ، وَالرَّابِعَةُ الدَّجَّال، وَالْخَامِسَةُ عِيسَى، وَالسَّادِسَةُ دَابَّةُ الْأَرْضِ، وَالسَّابِعَةُ الدُّخَان، وَالثَّامِنَةُ خُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَالتَّاسِعَةُ رِيحٌ بَارِدَةٌ طَيِّبَةٌ يُرْسِلُهَا الله، فَيَقْبِضُ بِتِلْكَ الرِّيحِ نَفْسَ كُلِّ مُؤْمِنٍ، وَالْعَاشِرَةُ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا.

° [21870] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الْمَرْءُ بِقَبْرِ أَخِيهِ، فَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِي مَكَانَكَ".

[21871] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ: يَشْتَدُّ الْبَلَاءُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ أَخِيهِ، فَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِي مَكَانَكَ، لَيْسَ بِهِ شَوْقٌ إِلَى لِقَاءِ اللهِ، وَلكِنْ لِمَا يَرَى مِنْ شِدَّةِ الْبَلَاءِ.

° [21872] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ ألَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ حَوْلَ ذِي الْخَلَصَةِ"، وَكَانَتْ صَنَمًا تَعْبُدُهَا دَوْسٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِتَبَالَةَ

(1)

، قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ الزُّهْرِيِّ، يَقُولُ: عَلَى ذَلِكَ الْحَجَرِ بَيْتٌ بُنِيَ الْيَوْمَ.

° [21873] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ

° [21872][الإتحاف: عه حب حم 18700].

(1)

تبالة: واد فحل ذو قرى ومياه ونخل، يقع جنوب شرقي الطائف على قرابة (200) كيلو متر. (انظر: المعالم الجغرافية) (ص 59).

° [21873][التحفة: خ م 1184، خ م 1228، خ م 1362، خ م 1493، خ م 1538، م 1567، س 1617].

ص: 394

مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ

(1)

وَصَلَّى الظُّهْرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَذَكَرَ فِي السَّاعَةِ، وَذَكَرَ أَنَّ بَيْنَ يَدَيْهَا أُمُورًا عِظَامًا، ثُمَّ قَالَ:"مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْه، فَوَاللهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا حَدَّثْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا"، قَالَ أَنَسٌ: فَأَكْثَرَ النَّاسُ الْبُكَاءَ (*) حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَكْثَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ:"سَلُونِي سَلُونِي"، قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَيْنَ مَدْخَلُهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "النَّارُ" قَالَ: وَقَامَ عَبْدُ اللهِ بْنُ حُذَافَةَ، فَقَالَ: مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "أَبُوكَ حُذَافَةُ"، قَالَ: ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ: "سَلُونِي"، قَالَ فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَقَالَ: رَضينَا بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم رَسُولًا، قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالَ عُمَرُ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم "أَوْلَى

(2)

، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ، وَأَنَا أُصَلِّي فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ".

[21874] قال الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُذَافَةَ: مَا رَأَيْتُ ابْنَا قَطُّ أَعَقَّ مِنْكَ، أَكُنْتَ تَأْمَنُ أَنْ تَكُونَ أُمُّكَ قَدْ قَارَفَتْ بَعْضَ مَا قَارَفَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، فَتَفْضَحَهَا عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ؟ قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَاللهِ لَوْ أَلْحَقَنِي بِعَبْدٍ أَسْوَدَ لَلَحِقْتُ.

[21875] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: كَأَنِّي بِالتُّرْكِ قَدْ أَتَتْكُمُ عَلَى بَرَاذِينَ مُخَرَّمَةِ الْآذَانِ حَتَّى تَرْبِطَهَا بِشَطِّ الْفُرَاتِ.

[21876] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ

(1)

زاغت الشمس: مالت عن وسط السماء إلى الغرب. (انظر: جامع الأصول)(5/ 709).

(*)[ف/188 ب].

(2)

أي: أولى لمن عنَّت نبيه في المسألة وأغضبه، ومعنى "أولى" عند العرب: التهديد والوعيد. ينظر: "شرح صحيح البخاري" لابن بطال (10/ 339).

[21876][شيبة: 38544].

ص: 395

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي: أَوْشَكَ بَنُو قَنْطُورَاءَ

(1)

أَنْ (*) يُخْرِجُوكُمْ مِنْ أَرْضِ الْعِرَاقِ قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ نَعُودُ؟ قَالَ: وَذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ، ثَمَّ تَعُودُونَ وَيَكُونُ لكُمْ بِهَا سَلْوَةٌ مِنْ عَيْشٍ.

[21877] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: تُضافُ الْعَرَبُ إِلَى مَنَازِلهَا الْأُولَى حَتَّى يَكُونَ خَيْرُ مَالِهَا الشَّاةُ وَالْبَعِيرُ، قَالَ: وَيَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِلَّا امْرَأَةً كَيِّسَةً تَتَّخِذُ سِقَاءً أَوْ سِقَائَيْنِ أَوْ مَزَادَةً أَوْ مَزَادَتَيْنِ.

° [21878] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ لَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكِ: لأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا لَا تَجِدُونَ أَحَدًا يُحَدِّثُكُمُوهُ بَعْدِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: أَنْ يَذْهَبَ الْعِلْم، وَيَظْهَرَ الْجَهْل، وَيُشْرَبَ الْخَمْر، وَيَفْشُوَ الزِّنَا، وَيَقِلَّ الرِّجَال، وَيَكْثُرَ النِّسَاء، حَتَّى يَكُونَ قَيِّمَ

(2)

خَمْسِينَ امْرَأَةً رَجُلٌ وَاحِدٌ".

° [21879] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "تَجِيءُ رِيحٌ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فَيُقْبَضُ فِيهَا (*) رُوحُ كُلِّ مُؤْمِنٍ".

° [21880] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، عَنْ

(1)

بنو قنطوراء: قيل: إن قنطوراء كانت جارية لإبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، ولدت له أولادًا، منهم الترك والصين. (انظر: النهاية، مادة: قنطر).

(*)[س/366].

° [21878][الإتحاف: عه حب حم 1639][شيبة: 38435].

(2)

القيم: الزوج، لأنه يقوم بأمر المرأة وما تحتاج إليه. (انظر: النهاية، مادة: قيم).

° [21879][الإتحاف: كم حم 16225].

(*)[ف/189 أ].

ص: 396

عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ سِنِينَ

(1)

خَوَادِعُ يُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِين، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِن، وَتَنْطِقُ الرُّوَيْبِضَةُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ"، قَالَ: قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "سَفِلَةُ النَّاسِ".

° [21881] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَحْسُرُ

(2)

الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْتَتِلَ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَيُقْتَلَ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعُونَ"، أَوْ قَالَ: "تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، كُلُّهُمْ يَرَى أَنَّهُ يَنْجُو

(3)

".

° [21882] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: ذُكِرَ شَيْءٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَا أَحْفَظُهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "ذَاكَ عِنْدَ نَسْخِ الْقُرْآنِ"، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ كَالْأَعْرَابِيِّ: مَا نَسْخُ الْقُرْآنِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَاعَةً، وَقَالَ:"مِثْلُ هَذَا، يَذْهَبُ أُمَّتُهُ وَيَبْقَى قَوْمٌ طِيَالُ الْأَعْنَاقِ هَكَذَا"، وَجَمَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ مَدَّهُمَا وَأَشَارَ كَالْأَنْعَامِ، قَالُوا: أَوَلَا نُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا وَأَزْوَاجَنَا؟ قَالَ: "قَدْ قَرَأَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى".

[21883] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، وَخَيْرُ مَنَازِلهِمُ الَّتِي نَهَى عَنْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْبَادِيَةُ.

[21884] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: إِنَّ فِي الْبَحْرِ شَيَاطِينَ مَسْجُونَةً أَوْثَقَهَا سُلَيْمَان، يُوشِكُ أَنْ تَخْرُجَ فَتَقْرَأَ عَلَى النَّاسِ قُرْآنًا.

° [21885] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ

(1)

كذا في (ت)، و (س)، والجادة:"سنون".

° [21881][الإتحاف: عه حب حم 18251].

(2)

الحسر: الكشف. (انظر: النهاية، مادة: حسر).

(3)

في (س): "ذبجوا"، والمثبت من (ف).

° [21885][الإتحاف: حم 18922].

ص: 397

حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ ذِئْبٌ إِلَى رَاعِي غَنَمٍ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً، فَطَلَبَهُ الرَّاعِي حَتَّى انْتَزَعَهَا مِنْه، قَالَ: صَعِدَ الذِّئْبُ عَلَى تَلٍّ فَأَقْعَى

(1)

وَاسْتَقَرَّ، وَقَالَ: عَمَدْتَ إِلَى رِزْقٍ رَزَقَنِيهِ اللهُ أَخَذْتُه، ثُمَّ انْتَزَعْتَهُ مِنِّي؟! قَالَ الرَّجُلُ: تَاللهِ لَئِنْ رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ ذِئْبًا يَتَكَلَّم، قَالَ الذِّئْبُ: أَعْجَبُ مِنْ هَذَا رَجُلٌ فِي النُّخَيْلَاتِ بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ

(2)

، يُخْبِرُكُمْ بِمَا مَضى وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ، قَالَ: وَكَانَ الرَّجُلُ يَهُودِيًّا، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَصَدَّقَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّهَا أَمَارَةٌ مِنْ أَمَارَاتٍ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، قَدْ أَوْشَكَ الرَّجُلُ أَنْ يَخْرُجَ فَلَا يَرْجِعَ، حَتَّى يُحَدِّثَهُ نَعْلَاهُ وَسَوْطُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ"(*).

[21886] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي الْكَنُودِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: مَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ ثَغْبٍ، قَالَ: قُلْنَا: وَمَا الثَّغْبُ؟ قَالَ: الْغَدِيرُ ذَهَبَ صَفْوُه، وَبَقِيَ كَدَرُه، فَالْمَوْتُ تُحْفَةُ

(3)

كُلِّ مُؤْمِنٍ.

° [21887] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَابِرٍ الْخَيْوَانِيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَدِمَ عَلَيْهِ قَهْرَمَانٌ

(4)

مِنَ الشَّامِ، وَقَدْ بَقِيَتْ لَيْلَةٌ مِنْ رَمَضَانَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ: هَلْ تَرَكْتَ عِنْدَ أَهْلِي مَا يَكْفِيهِمْ؟ قَالَ: قَدْ تَرَكْتُ عِنْدَهُمْ نَفَقَةً، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ، عَزَمْتُ عَلَيْكَ لَمَا رَجَعْتَ فَتَرَكْتَ لَهُمْ مَا يَكْفِيهِمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "كَفَى إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ الرَّجُلُ مَنْ يَقُوتُ

(5)

"، قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا، قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ إِذَا غَرَبَتْ سَلَّمَتْ

(1)

الإقعاء: جلوس السبع على استه مفترشا رجليه وناصبا يديه. (انظر: اللسان، مادة: قعو).

(2)

الحرتان: مثنى حرة، وهي: أرض ذات حجارة سود، وهما حرتان، الشرقية شرق المدينة وتسمى واقم، والغربية في غرب المدينة وتسمى حرة الويرة. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 98).

(*)[ف/189 ب].

[21886][شيبة: 35658].

(3)

في (س): "محبة"، والمثبت من (ف).

(4)

القهرمان: هو كالخازن والوكيل والحافظ لما تحت يده، والقائم بأمور الرجل، بلغة الفرس. (انظر: النهاية، مادة: قهرم).

(5)

من يقوت: من تلزمه نفقته من أهله وعياله وعبيده. (انظر: النهاية، مادة: قوت).

ص: 398

وَسَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنَتْ، قَالَ: فَيُؤْذَنُ لَهَا، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمًا غَرَبَتْ، فَسَلَّمَتْ وَسَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنَتْ، فَلَا يُؤْذَنُ لَهَا، فَتَقُولُ: أَيْ رَبِّ، إِنَّ الْمَسِيرَ بَعِيدٌ، وإِنِّي لَا يُؤْذَنُ لِي، لَا أَبْلُغ، قَالَ: فَتُحْبَسُ مَا شَاءَ الله، ثُمَّ يُقَالُ لَهَا: اطْلُعِي مِنْ حَيْثُ غَرَبَتِ، قَالَ: فَمِنْ يَوْمِئِذٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} [الأنعام: 158].

قَالَ: وَذَكَرَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، قَالَ: مَا يَمُوتَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ حَتَّى يُولَدَ لَهُ مِنْ صلْبِهِ أَلْفٌ، وَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِمْ لَثَلَاثَ أُمَمٍ، مَا يَعْلَمُ عِدَّتَهُمْ إِلَّا الله، مَنْسَكَ وَتَاوِيلَ وَتَارِيسَ.

° [21888] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَطَرٍ وَغَيْرِهِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَتُمْلأَنَّ أَيْدِيكُمْ مِنَ الْعَجَمِ، ثُمَّ لَيَصِيرُنَّ أُسْدًا لَا يَفِرُّونَ، ثُمَّ لَيَضْرِبُنَّ أَعْنَاقَكُمْ، وَلَيَأْكُلُنَّ فَيْئَكُمْ".

‌243 - بَابُ قِيَامِ الرُّومِ

° [21889] قرأنا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هلَالٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاه، عَنِ ابْنِ مَسْعُودِ قَالَ: إِنَّا لَجُلُوسٌ عِنْدَهُ بِالْكُوفَةِ إِذْ هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ: قَامَتِ السَّاعَة، حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ لَهُ هِجِّيرٌ

(1)

يَقُولُ: قَدْ قَامَتِ السَّاعَةُ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، قَدْ قَامَتِ السَّاعَةُ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، فَاسْتَوَى جَالِسًا وَغَضِبَ، وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَقَالَ: وَاللهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا

(2)

يُقْسَمَ مِيرَاثٌ، وَلَا يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ، وَقَالَ: إِنَّهَا سَتَكُونُ بَيْنَكُمْ (*) وَبَيْنَ هَؤُلَاءِ مُدَّةٌ، قَالَ حُمَيْدٌ: فَقُلْتُ لِلرَّجُلِ: الرُّومَ يَعْنِي؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَيَسْتَمِدُّ الْمُؤْمِنُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَيُقْتَلُونَ، فَتَشْتَرِطُ

(3)

شُرْطَةً لِلْمَوْتِ أَلَّا يَرْجِعُوا إِلَّا غَالِبِينَ، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحُولَ بَيْنَهُمُ اللَّيْل، فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَيُفِيءُ هَؤُلَاءِ، وَكُلُّ غَيْرُ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرْطَة، ثُمَّ الْيَوْمُ الثَّانِي كَذَلِكَ،

(1)

الهجير والهجيرى: الدأب والعادة والديدن. (انظر: النهاية، مادة: هجر).

(2)

ليس في (ف)، واستدركناه من "شرح السنة" للبغوي (15/ 41).

(*)[س/ 367].

(3)

في (ف): "فتشرط".

ص: 399

ثُمَّ الْيَوْمُ الثَّالِثُ كَذَلِكَ (*)، ثُمَّ الْيَوْمُ الرَّابعُ يَنْهَدُ

(1)

إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ الْمُسْلِمِينَ، فَيُقْتَلُونَ مَقْتَلَةً لَمْ يُرَ مِثْلُهَا، حَتَّى إِنَّ بَنِي الْأَبِ كَانُوا يَتَعَادَوْنَ عَلَى مِائَةٍ لَا يَبْقَى مِنْهُمْ إِلَّا الرَّجُل، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَفَيُقْسَمُ هَاهُنَا مِيرَاثٌ؟ قَالَ مَعْمَرٌ: وَكَانَ قَتَادَةُ يَصِلُ هَذَا الْحَدِيثَ، قَالَ: فَيَنْطَلِقُونَ حَتَّى يَدْخُلُوا قُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَيَجِدُونَ فِيهَا مِنَ الصَّفْرَاءِ وَالْبَيْضَاءِ، مَا أَنَّ الرَّجُلَ يَتَحَجَّلُ حَجَلًا، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ

(2)

إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَ فِي دِيَارِكُمْ، فَيَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَفَيُفْرَحُ هَاهُنَا بِغَنِيمَةٍ؟ فَيَبْعَثُونَ مِنْهُمْ طَلِيعَةً

(3)

عَشَرَةَ فَوَارِسَ، أَوِ اثْنَي عَشَرَ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ وَقَبَائِلَهُمْ، وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ، هُمْ يَوْمَئِذٍ خَيْرُ فَوَارِسَ فِي الْأَرْضِ، فَيُقَاتِلُهُمُ الدَّجَّالُ فَيُسْتَشْهَدُونَ".

[21890] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ الدَّوْسِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: يَكُونُ عَلَى الرُّومِ مَلِكٌ لَا يَعْصُونَه، أَوْ لَا يَكَادُونَ يَعْصُونَه، فَيَجِيءُ حَتَّى يَنْزِلَ بِأَرْضِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ عَبْدُ اللهِ: أَنَا مَا نَسِيتُهَا

(4)

، قَالَ: وَيَسْتَمِدُّ الْمُؤْمِنُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَمُدَّهُمْ أَهْلُ عَدَنِ أَبْيَنَ

(5)

عَلَى قَلَصَاتِهِمْ

(6)

، قَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّهُ لَفِي الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ، فَيَقْتَتِلُونَ عَشْرًا لَا يَحْجُزُ بَيْنَهُمْ إِلَّا اللَّيْل، لَيْسَ لكمْ طَعَامٌ إِلَّا مَا فِي أَدَاوِيكُمْ، لَا تَكِلُّ

(*)[ف/190 أ].

(1)

النهود: النهوض. (انظر: اللسان، مادة: نهد).

(2)

الصريخ: المستغيث، ويأتي الصريخ بمعنى المغيث أيضًا. (انظر: المشارق) (2/ 42).

(3)

الطليعة: مفرد الطلائع، وهم الذين يبعثون ليطلعوا (لينظروا) خبر العدو كالجواسيس. (انظر: النهاية، مادة: طلع).

(4)

قوله "أنا ما نسيتها" كذا في (ف)، (س)، وأخرج نعيم بن حماد في "الفتن"(11/ 387) عن عبد الوهاب الثقفي عن أيوب، به:"أياما نسيتها"، وهو الأقرب للصواب.

(5)

عدن أبين: من بلاد اليمن، بينها وبين عدن اثنا عشر ميلًا (والميل البري: 1609 أمتار، والبحري: 1852 مترًا). (انظر: الروض المعطار)(ص 11).

(6)

في (س): "ما أصابهم"، والمثبت من (ف).

ص: 400

سُيُوفُهُمْ وَلَا نَيَازِكُهُمْ وَلَا نُشَّابُهُمْ

(1)

، وَأَنْتُمْ أَيْضًا كَذَلِكَ، ثُمَّ يَأْمُرُ مَلِكُهُمْ بِالسُّفُنِ فَتُحْرَق، يَعْنِي مَلِكَ الرُّومِ، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: مَنْ شَاءَ الْآنَ فَلْيفِرَّ، فَيَجْعَلُ اللهُ الدَّبْرَةَ

(2)

عَلَيْهِمْ، فَيُقْتَلُونَ مَقْتَلَةً لَمْ يُرَ مِثْلُهَا - أَوْ لَا يُرَى مِثْلُهَا - حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِهِمْ فَيَقَعُ مَيِّتًا مِنْ نَتْنِهِمْ، لِلشَّهِيدِ يَوْمَئِذٍ كِفْلَانِ عَلَى مَنْ مَضَى قَبْلَهُ مِنَ الشُّهَدَاءِ، وَلِلْمُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ كِفْلَانِ عَلَى مَنْ مَضَى مِنْهُمْ

(3)

قَبْلَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: وَبَقِيَّتُهُمْ لَا يُزَلْزِلُهُمْ شَيْءٌ أَبَدًا، وَبَقِيَّتُهُمْ يُقَاتِلُ الدَّجَّالَ.

قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: فَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ يَقُولُ: إِنْ أَدْرَكَنِي هَذَا الْقِتَالُ وَأَنَا مَرِيضٌ فَاحْمِلُونِي عَلَى سَرِيرِي، حَتَّى تَجْعَلُونِي بَيْنَ الصَّفَّيْنِ.

° [21891] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَذْهَبُ كِسْرَى، فَلَا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَه، وَيَذْهَبُ قَيْصَر، فَلَا يَكُونُ قَيْصَرُ بَعْدَه، وَالَّذِي (*) نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفِقُنَّ كُنُوزَهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ".

° [21892] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "هَلَكَ كِسْرَى، ثُمَّ لَا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَه، وَقَيْصَرُ لَيَهْلِكَنَّ، ثُمَّ لَا يَكُونُ قَيْصَرُ بَعْدَه، وَلَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ".

[21893] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَا تَذْهَبُ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامُ حَتَّى يَغْزُوَ الْعَادِي

(4)

رُومِيَّةَ،

(1)

كذا في (ف)، (س) وفي المصدر السابق، وفي "عقد الدرر في أخبار المنتظر" للمقدسي (1/ 281):"نشابهم"، وهو الأقرب للسياق.

(2)

الدبرة: الهزيمة. (انظر: النهاية، مادة: دبر).

(3)

كذا في (ف)، (س) بزيادة "منهم"، وليست في أي من المصدرين السابقين.

° [21891][الإتحاف: عه حب حم ش 18707].

(*)[ف/190 ب].

° [21892][الإتحاف: عه حب حم ش 18707].

(4)

في (س): "الغازي"، والمثبت من (ف).

ص: 401

فَيَقْفَلَ

(1)

إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، فَيَرَى أَنْ قَدْ فَعَلَ

(2)

، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَسُوقَ النَّاسَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ.

‌244 - بَابُ الدَّجَّالِ

° [21894] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِابْنِ صيَّادٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، مِنْهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ عِنْدَ أُطُمِ

(3)

بَنِي مُعَاوِيَةَ وَهُوَ غُلَامٌ، فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ظَهْرَهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ:"اشْهَدْ أَنِّي رَسُولُ اللهِ" فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صيَّادٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ، قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "آمَنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ

(4)

"، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا يَأْتِيكَ؟ " قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "خُلِّطَ عَلَيْكَ الْأَمْرُ"، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا

(5)

" وَخَبَأَ لَهُ {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10]، فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ

(6)

، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اخْسَأْ

(7)

، فَلَنْ

(8)

تَعْدُوَ

(9)

قَدْرَكَ"، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي فِيهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَه، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنْ يَكُ هُوَ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَا يَكُنْ هُوَ فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ".

(1)

في (ف): "فيفعل"، والمثبت من (س).

(2)

في (س): "قفل"، والمثبت من (ف).

° [21894][الإتحاف: حب عه حم 9649].

(3)

الأطم: البناء المرتفع، والجمع: آطام. (انظر: النهاية، مادة: أطم).

(4)

في (س): "وبرسله".

(5)

الخبيء والخبء: كل شيء غائب مستور. (انظر: النهاية، مادة: خبأ).

(6)

الدخ: الدُّخَان. (انظر: النهاية، مادة: دخخ).

(7)

اخسأ: اسكت صاغرا مطرودا. (انظهر: مجمع البحار، مادة: خسأ).

(8)

في (ف): "فلم"، والمثبت من (س).

(9)

لن تعدو: أي: لا تتجاوز قدرك وقدر أمثالك. (انظر: المرقاة)(8/ 3488).

ص: 402

° [21895] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ، أَنَّهُ سَمِعَ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَبَأَ لاِبْنِ صَيَّادٍ دُخَانًا، فَسَأَلَهُ عَمَّا خَبَأَ لَه، فَقَالَ: دُخٌّ، فَقَالَ:"اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ أَجَلَكَ"، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَا قَالَ": فَقَالَ بَعْضُهُمْ: دُخٌّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ قَالَ: رِيحٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"قَدِ اخْتَلَفْتُمْ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، وَأَنْتُمْ بَعْدِي أَشَدُّ اخْتِلَافًا".

° [21896] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ (*) الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، أَوْ

(1)

عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَؤُمَّانِ النَّخْلَ الَّتِي فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ، حَتَّى إِذَا دَخَلَا النَّخْلَ طَفِقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَّقِي

(2)

بِجُذُوعِ النَّخْلِ وَهُوَ يَخْتِلُ ابْنَ صَيَّادٍ، أَنْ يَسْمَعَ مِنِ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاه، وَابْنُ صيَّادٍ مُضطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ فِي قَطِيفَةٍ

(3)

لَهُ فِيهَا زَمْزَمَةٌ

(4)

، قَالَ: فَرَأَتْ أُمُّهُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ (*)، فَقَالَتْ: أَيْ صَافِ - وَهُوَ اسْمُهُ - هَذَا مُحَمَّدٌ، فَثَارَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ".

° [21897] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ، فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُه، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ:"إِنِّي لأُنْذِرُكُمُوه، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَه، لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَه، وَلَكِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ: تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَر، وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ".

° [21896][الإتحاف: حب عه حم 9649].

(*)[ف/ 191 أ].

(1)

لفظة: "أو" ليست في (ف)، (س)، واستدركت من "مسند أحمد"(6474) عن عبد الرزاق به.

(2)

الوقاية: صيانة الشيء وستره وتجنب الأذى. (انظر: اللسان، مادة: وقي).

(3)

القطيفة: نسيجٌ من الحرير أو القطن ذو أهداب (زوائد) تُتَّخَذ منه ثياب وفُرُش. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: قطف).

(4)

الزمزمة: الصوت الخفي الذي لا يكاد يفهم. (انظر: النهاية، مادة: زمزم).

(*)[س/368].

ص: 403

° [21898] قال الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَئِذٍ لِلنَّاسِ وَهُوَ يُحَذِّرُهُمْ فِتْنَةَ الدَّجَّالِ:"إِنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ حَتَّى يَمُوتَ، وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ مَنْ كَرِهَ عَمَلَهُ".

° [21899] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّةِ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي فَذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ:"إِنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ سِنِينَ: سَنَةٌ تُمْسِكُ السَّمَاءُ ثُلُثَ قَطْرِهَا، وَالْأَرْضُ ثُلُثَ نَبَاتِهَا، وَالثَّانِيَةُ تُمْسِكُ السَّمَاءُ ثُلُثَيْ قَطْرِهَا، وَالْأَرْضُ ثُلُثَيْ نَبَاتِهَا، وَالثَّالِثَةُ تُمْسِكُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا كُلَّه، وَالْأَرْضُ نَبَاتَهَا كُلَّه، فَلَا تَبْقَى ذَاتُ ظِلْفٍ، وَلَا ذَاتُ ضِرْسٍ مِنَ الْبَهَائِمِ إِلَّا هَلَكَتْ، وَإِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ فِتْنَةً أَنَّهُ يَأْتِي الْأَعْرَابِيَّ، فَيَقُولَ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَحْيَيْتُ لَكَ إِبِلًا، ألَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّنِي رَبُّكَ؟ " قَالَ: "فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَتَمَثَّلُ لَهُ الشَّيْطَانُ نَحْوَ إِبِلِهِ كَأَحْسَنِ مَا تَكُونُ ضُرُوعًا، وَأَعْظَمِهِ أَسْنِمَةً

(1)

"، قَالَ: "وَيَأَتِي الرَّجُلَ قَدْ مَاتَ أَخُوهُ وَمَاتَ أَبُوه، فَيَقُولُ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَحْيَيْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأَحْيَيْتُ لَكَ أَخَاكَ، أَلَيْسَ تَعْلَمُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَتَمَثَّلُ لَهُ الشَّيْطَانُ نَحْوَ أَبِيهِ وَنَحْوَ أَخِيهِ"، قَالَتْ: ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِحَاجَةٍ لَهُ ثُمَّ رَجَعَ، قَالَتْ: وَالْقَوْمُ فِي اهْتِمَامٍ وَغَمٍّ مِمَّا حَدَّثَهُمْ بِهِ، قَالَتْ: فَأَخَذَ (*) بِلُحْمَتَيِ الْبَابِ، وَقَالَ: "مَهْيَمْ

(2)

أَسْمَاءَ"، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ خَلَعْتَ أَفْئِدَتَنَا بِذِكْرِ الدَّجَّالِ، قَالَ: "إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا حَيٌّ فَأَنَا حَجِيجُه، وَاِلَّا فَإِن رَبِّي خَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ"، قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ إِنَّا لَنَعْجِنُ عَجِينَتَنَا فَمَا

° [21899][الإتحاف: حم 21352].

(1)

الأسنمة: جمع سنام، وهو: كتلة من الشحم محدبة على ظهر البعير والناقة. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: سنم).

(*)[ف/ 191 ب].

(2)

مهيم: كلمة يمانية معناها: ما شأنك؟ (انظر: النهاية، مادة: مهيم).

ص: 404

نَخْبِزُهَا حَتَّى نَجُوعَ، فَكَيْفَ بِالْمُؤْمِنِينَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "يُجْزِئُهُمْ مَا يُجْزِئُ أَهْلَ السَّمَاءِ مِنَ التَّسْبِيحِ وَالتَّقْدِيسِ

(1)

".

° [21900] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَمْكُثُ الدَّجَّالُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَالْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَالْيَوْمُ كَاضْطِرَامِ السَّعَفَةِ

(2)

فِي النَّارَ".

° [21901] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ

(3)

بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: أَكْثَرَ النَّاسُ فِي مُسَيْلِمَةَ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيهِ شَيْئًا، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خطِيبًا فَقَالَ: "أَمَّا بَعْد، فَفِي شَأْنِ هَذَا الدَّجَّالِ الَّذِي قَدْ أَكْثَرْتُمْ فِيهِ، وَإِنَّهُ كَذَّابٌ بَيْنَ ثَلَاثِينَ كَذَّابًا يَخْرُجُونَ بَيْنَ يَدَي الْمَسِيحِ، وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا يَبْلُغُهُ رُعْبُ الْمَسِيحِ إِلَّا الْمَدِينَةَ، عَلَى كُلِّ نَقْبٍ

(4)

مِنْ أَنْقَابِهَا مَلَكَانِ يَذُبَّانِ عَنْهَا رُعْبَ الْمَسِيحِ".

° [21902] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حدِيثًا

(1)

التقديس: تنزيه الله عز وجل، وقيل: التطهير والتبريك. (انظر: اللسان، مادة: قدس).

° [21900][الإتحاف: حم 21342].

(2)

السعفة: غصن النخيل، وقيل: إذا يبست سميت سعفة، وإذا كانت رطبة فهي شطبة، والجمع: سعفات. (انظر: النهاية، مادة: سعف).

° [21901][الإتحاف: حب كم حم 17168].

(3)

في (ف): "عبيد الله"، وهو خطأ، والمثبت من (س) وهو موافق لما في "مسند أحمد"(20756)، "المستدرك"(8849) من طريق عبد الرزاق، به.

(4)

النقب: الطريق بين الجبلين، وقيل: الطريق الضيق في الجبل، والجمع: أنقاب، ونقاب. (انظر: النهاية، مادة: نقب).

° [21903][الإتحاف: عه حب حم 5443].

ص: 405

طَوِيلًا عَنِ الدَّجَّالِ، فَقَالَ فِيمَا حَدَّثَنَا: "يَأْتِي الدَّجَّالُ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ نِقَابَ

(1)

الْمَدِينَةِ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ رَجُلٌ يَوْمَئِذٍ هُوَ خَيْرُ النَّاسِ، أَوْ مِنْ خَيْرِهِمْ، فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَه، فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُه، أَتَشُكُونَ فِي الْأَمْرِ؟ فَيَقُولُونَ: لَا، فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ، فَيَقُولُ حِينَ يُحْيَا: وَاللهِ مَا كُنْتُ قَط أَشَدَّ بَصِيرَةً فِيكَ مِنِّي الْآنَ"، قَالَ: "فَيُرِيدُ قَتْلَهُ الثَّانِيَةَ فَلَا يُسَلَّطُ عَلَيْهِ".

قَالَ مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ يُجْعَلُ عَلَى حَلْقِهِ صَفِيحَةٌ مِنْ نُحَاسٍ، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ الْخَضِرُ الَّذِي يَقْتُلُهُ الدَّجَّالُ ثُمَّ يُحْيِيهِ.

° [21903] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَتَّبعُ الدَّجَّالَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ السِّيجَانُ

(2)

".

° [21904] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ يَرْويهِ قَالَ:"عَامَّةُ مَنْ يَتَّبِعُ الدَّجَّالَ يَهُودُ أَصْبَهَانَ".

[21905] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: نَادَى مُنَادٍ بِالْكُوفَةِ: أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ جَالِسٌ هَاهُنَا (*) وَأَهْلُ الْكُوفَةِ يُقَاتِلُونَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ اجْلِسْ، ثُمَّ جَاءَ عَرِيفُهُمْ، فَقَالَ: أَنْتُمَا هَاهُنَا جَالِسَانِ وَأَهْلُ الْكُوفَةِ يُطَاعِنُونَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: اجْلِسْ، فَمَكَثُوا قَلِيلًا، ثُمَّ جَاءَ آخَر، فَقَالَ: إِنَّهَا كَذِبَةٌ صَبَاغٌ، فَقَالُوا لِحُذَيْفَةَ: حَدِّثْنَا عَنِ الدَّجَّالِ،

(1)

في (س): "بباب"، والمثبت من (ف)،

النقاب والأنقاب: جمع نقب، وهو: الطريق بين الجبلين، وقيل: الطريق الضيق في الجبل. (انظر: النهاية، مادة: نقب).

(2)

تصحف في (س) إلى: "التيجان" والمثبت من (ف) وهو موافق لما رواه نعيم بن حماد في "الفتن"(2/ 551) عن المصنف به.

السيجان: جمع الساج، وهو: ضرب من الملاحف منسوجة. (انظر: معجم الملابس)(ص 247).

(*)[ف/ 192 أ].

ص: 406

فَإِنَّكَ لَمْ تَحْبِسْنَا إِلَّا وَعِنْدَكَ مِنْهُ عِلْمٌ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: لَوْ خَرَجَ الدَّجَّالُ الْيَوْمَ إِلَّا وَدَفَنَهُ

(1)

الصِّبْيَانُ بِالْخَذْفِ، وَلكنَّهُ يَخْرُجُ فِي قِلَّةِ مِنَ النَّاسِ، وَنَقْصٍ مِنَ الطَّعَامِ، وَسُوء ذَاتِ بَيْنٍ، وَخَفْقَةٍ مِنَ الدِّينِ، فَتُطْوَى لَهُ الْأَرْضُ كَطَيِّ فَرْوَةِ الْكَبْشِ، فَيَأْتِي الْمَدِينَةَ، فَيَأْخُذُ خَارِجَهَا وَيَمْنَعُ دَاخِلَهَا، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَأُمِّيٍّ، لَا يُسَخَّرُ لَهُ مِنَ الْمَطِيِّ

(2)

إِلَّا الْحِمَار، فَهُوَ رِجْسٌ عَلَى رِجْسٍ. وَقَالَ حُذَيْفَةُ: لأَنَا لِغَيْرِ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ، قِيلَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، قِيلَ: فَأَيُّ النَّاسِ (*) خَيْرٌ فِيهَا يَا أَبَا سَرِيحَةَ؟ قَالَ: الْغَنِيُّ الْخَفِيُّ

(3)

، قِيلَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ فِيهَا؟ قَالَ: الْخَطِيبُ الْمِسْقَع، وَالرَّاكِبُ الْمُوضِعُ فَقَالَ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ: وَاللهِ مَا أَنَا بِغَنِيٍّ، وَلَا خَفِيٍّ، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَكُنْ كَابْنِ اللَّبُونِ لَا ظَهْرٌ فَتُرْكَبَ، وَلَا ضَرْعٌ فَتُحْلَبَ.

° [21906] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ رَأْسَ الدَّجَّالِ مِنْ وَرَائِهِ حُبُكٌ

(4)

حُبُكٌ، وَإِنَّهُ سَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَمَنْ قَالَ: أَنْتَ رَبِّي افْتَتَنَ، وَمَنْ قَالَ: كَذَبْتَ، رَبِّيَ اللهُ وَعَلَيْهِ تَوَكَلْتُ وَإلَيْهِ أُنِيب، فَلَا يَضُرُّهُ"، أَوْ قَالَ: "فَلَا فِتْنَةَ عَلَيْهِ".

[21907] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ، عَنِ الْعُرْيَانِ بْنِ الْهَيْثَمِ، قَالَ: وَفَدْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَيْهِ طِمْرَانِ، فَرَحَّبَ بِهِ مُعَاوِيَة، وَأَجْلَسَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: أَمَا تَعْرِفُ

(1)

في (س): "رمته"، والمثبت من (ف).

(2)

المطي والمطايا: جمع: المطية، وهي: الناقة التي يركب مطاها أي: ظهرها. (انظر: النهاية، مادة: مطا).

(*)[س/369].

(3)

الخفي: المعتزل عن الناس الذي يخفى عليهم مكانه. (انظر: النهاية، مادة: خفا).

° [21906][الإتحاف: كم حم 17229].

(4)

الحبك: شعر الرأس المتكسر من الجعودة، مثل الماء الساكن أو الرمل إذا هبّت عليهما الريح فيتجعدان ويصيران طرائق. (انظر: النهاية، مادة: حبك).

ص: 407

هَذَا؟ هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قُلْتُ: أَهَذَا الَّذِي يَقُولُ: لَا يَعِيشُ النَّاسُ بَعْدَ مِائَةِ سَنَةٍ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ، وَقَالَ: أَوَ قُلْتُ ذَلِكَ؟ إِنَّا نَجِدُهُمْ يَعِيشُونَ بَعْدَ مِائَةِ سَنَةٍ دَهْرًا

(1)

طَويلًا، وَلَكِنْ هَذِهِ الْأُمَّةُ أُجِّلَتْ

(2)

ثَلَاثِينَ

(3)

وَمِائَةَ سَنَةٍ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، أَوْ قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: تَعْرِفُ كُوثَى؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: مِنْهَا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ.

[21908] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنَ الْعِرَاقِ.

[21909] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وُلِدَ ابْنُ صَيَّادٍ أَعْوَرَ مُخْتَتِنًا.

[21910] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ (*)، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَقِيتُ ابْنَ صَيَّادٍ يَوْمًا وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَإِذَا عَيْنُهُ قَدْ طَفِيَتْ، وَكَانَتْ عَيْنُهُ خَارِجَةً مِثْلَ عَيْنِ الْجَمَلِ، فَلَمُّا رَأَيْتُهَا، قُلْتُ: يَا ابْنَ صَيَّادٍ أَنْشُدُكَ

(4)

اللهَ، مَتَى طَفِيَتْ عَيْنُكَ؟ أَوْ نَحْوَ هَذَا، قَالَ: لَا أَدْرِي وَالرَّحْمَنِ، فَقُلْتُ كَذَبْتَ، لَا تَدْرِي وَهِيَ فِي رَأْسِكَ، قَالَ: فَمَسَحَهَا، قَالَ: فَنَخَرَ

(5)

ثَلَاثًا، فَزَعَمَ الْيَهُودِيُّ أَنِّي ضَرَبْتُ بِيَدِي عَلَى صَدْرِهِ، قَالَ: - وَلَا أَعْلَمُنِي فَعَلْتُ ذَلِكَ - فَقُلْتُ: اخْسَأْ

(6)

، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ، قَالَ: أَجَلْ، لَعَمْرِي لَا أَعْدُو قَدْرِي، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحَفْصَةَ، فَقَالَتِ: اجْتَنِبْ هَذَا الرَّجُلَ، فَإِنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ عِنْدَ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا.

(1)

الدهر: اسم للزمان الطويل، ومدة الحياة الدنيا. (انظر: النهاية، مادة: دهر).

(2)

في (س): "أحلت"، والمثبت من (ف).

(3)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(*)[ف/192 ب].

(4)

النشدة والنشدان والمناشدة: السؤال بالله والقسم على المخاطب. (انظر: النهاية، مادة: نشد).

(5)

النخير: صوت الأنف. (انظر: النهاية، مادة: نخر).

(6)

رسمه في (ف): "اخس"، والمثبت من المصادر السابقة.

ص: 408

[21911] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: أَشَدُّ النَّاسِ عَلَى الدَّجَّالِ بَنُو تَمِيمٍ.

° [21912] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الدَّجَّالَ، فَقَالَ: "يَأْتِي سِبَاخَ الْمَدِينَةِ، وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ نَقَابَهَا، فَتَنْتَفِضُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا

(1)

نَفْضَةً أَوْ نَفْضَتَيْنِ، وَهِيَ: الزَّلْزَلَة، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ مِنْهَا كُلُّ مُنَافِقٍ وَمُنَافِقَةٍ، ثُمَّ يُوَلِّي الدَّجَّالُ قِبَلَ الشَّامِ، حَتَّى يَأْتِيَ بَعْضَ جِبَالِ الشَّامِ فَيُحَاصِرَهُمْ، وَبَقِيَّةُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُعْتَصِمُونَ بِذِرْوَةِ جَبَلٍ مِنْ جِبَالِ الشَّامِ، فَيُحَاصِرُهُمُ الدَّجَّالُ نَازِلًا بِأَصْلِهِ، حَتَّى إِذَا طَالَ عَلَيْهِمُ الْبَلَاء، قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، حَتَّى مَتَى أَنْتُمْ هَكَذَا؟ وَعَدُوُّ اللهِ نَازِلٌ بِأَرْضِكُمْ هَكَذَا، هَلْ أَنْتُمْ إِلَّا بَيْنَ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ، بَيْنَ أَنْ يَسْتَشْهِدَكُمُ

(2)

اللهُ أَوْ يُظْهِرَكُمْ، فَيَتَبَايَعُونَ عَلَى الْمَوْتِ بَيْعَةً يَعْلَمُ اللهُ أَنَّهَا الصِّدْقُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ تَأْخُذُهُمْ ظُلْمَةٌ لَا يُبْصِرُ امْرُؤٌ فِيهَا كفَّه، قَالَ: فَيَنْزِلُ ابْنُ مَرْيَمَ فَيُحْسَرُ عَنْ أَبْصَارِهِمْ، وَبَيْنَ أَظْهُرِهِمْ رَجُلٌ عَلَيْهِ لأْمَتُه، يَقُولُونَ: مَنْ أَنْتَ يَا عَبْدَ اللهِ؟ فَيَقُولُ: أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه، وَرُوحُهُ وَكَلِمَتُه، عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ، اخْتَارُوا بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: بَيْنَ أَنْ يَبْعَثَ اللهُ عَلَى الدَّجَّالِ وَجُنُودِهِ عَذَابًا مِنَ السَّمَاءِ، أَوْ يَخْسِفَ بِهِمُ الْأَرْضَ، أَوْ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ سِلَاحَكُمْ، وَيَكُفَّ سِلَاحَهُمْ عَنْكُمْ، فَيَقُولُونَ: هَذِهِ يَا رَسُولَ اللهِ، أَشْفَى لِصُدُورِنَا وَلِأَنْفُسِنَا، فَيَوْمَنِذٍ تَرَى الْيَهُودِيَّ الْعَظِيمَ الطَّوِيلَ، الْأَكُولَ الشَّرُوبَ، لَا تُقِلُّ

(3)

يَدُهُ سَيْفَهُ مِنَ

(1)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"بأهله"، والتصويب من "الفتن" لنعيم بن حماد (1551) من طريق المصنف.

(2)

في (س): "يستشهد لكم"، والمثبت من (ف).

(3)

تقل: تحمل. (انظر: اللسان، مادة: قلل).

ص: 409

الرِّعْدَةِ، فَيَقُومُونَ إِلَيْهِمْ فَيُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ، وَيَذُوبُ الدَّجَّالُ (*) حِينَ يَرَى ابْنَ مَرْيَمَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاص، حَتَّى يَأْتِيَه، أَوْ يُدْرِكَهُ عِيسَى فَيَقْتُلَهُ".

° [21913] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَقْتُلُ ابْنُ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ بِبَابِ لُدٍّ

(1)

، أَوْ إِلَى جَانِبِ لُدٍّ".

[21914] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ عَنْ شَيْءٍ فَحَدَّثَه، فَصَدَّقَهُ عُمَر، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: قَدْ بَلَوْتُ صِدْقَكَ، فَأَخْبِرْنِي عَنِ الدَّجَّالِ، قَالَ: وإلَهِ الْيَهُودِ لَيَقْتُلَنَّهُ ابْنُ مَرْيَمَ بِفِنَاءِ لُدٍّ.

° [21915] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"يُقَاتِلُكُمُ الْيَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ، حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِم، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ".

[21916] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: يَنْزِلُ ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ لأْمَتُه، وَمُمَصَّرَتَانِ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ، فَيَقُولُونَ لَهُ: تَقَدَّمَ، فَيقُولُ: بَلْ يُصَلِّي بِكُمْ إِمَامُكُم، أَنْتُمْ أُمَرَاءُ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ.

[21917] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَرَى أَنَّهُ الْمَهْدِيُّ - الَّذِي يُصَلِّي وَرَاءَهُ عِيسَى.

(*)[ف/193 أ].

° [21913][الإتحاف: حب حم 16491].

(1)

باب لد: بلدة قرب بيت المقدس (إيلياء) في فلسطين بقرب الرملة، فتحت بعد فتح بيت المقدس.

(انظر: أطلس الحديث النبوي)(ص 324).

[21914][شيبة: 38648].

° [21915][الإتحاف: عه حب حم 9674].

ص: 410

‌245 - بَابُ (*) نُزُولِ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ

° [21918] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، وَإمَامًا مُقْسِطًا، يَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ

(1)

، وَيَفِيضُ الْمَال، حَتَّى

(2)

لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ".

° [21919] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَيْفَ بِكُمْ إِذَا نَزَلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا، فَأَمَّكُمْ"، أَوْ قَالَ:"إِمَامُكُمْ مِنْكُمْ".

° [21920] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُهِلَّنَّ

(3)

ابْنُ مَرْيَمَ مِنْ فَجِّ الرَّوْحَاءِ

(4)

بِالْحَجِّ أَوْ بِالْعُمْرَةِ، أَوْ لَيُثَنِّيَنَّهُمَا".

° [21921] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ يَرْويهِ، قَالَ: "يَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ إِمَامًا هَادِيًا وَمُقْسِطًا عَادِلًا، فَإِذَا (*) نَزَلَ كَسَرَ الصَّلِيبَ، وَقَتَلَ الْخِنْزِيرَ،

(*)[س/ 370].

° [21918][الإتحاف: حب حم 18679][شيبة: 38650].

(1)

وضْع الجزية: إسقاطها عن أهل الكتاب، وإلزامهم بالإسلام، ولا يقبل منهم غيره. (انظر: جامع الأصول) (10/ 329).

(2)

سقط من (س)، والمثبت من (ف).

° [21919][الإتحاف: حب حم 20040].

° [21920][الإتحاف: خز عه حب ط حم 18013].

(3)

الإهلال: رفع الصوت بالتلبية والمراد: الإحرام. (انظر: النهاية، مادة: هلل).

(4)

فج الروحاء: بين مكة والمدينة، كان طريق رسول الله إلى بدر وإلى مكة عام الفتح وعام الحج. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 213).

(*)[ف/193 ب].

ص: 411

وَوَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَتَكُونُ الْمِلَّةُ وَاحِدَةً، وَيُوضَعُ الْأَمْرُ فِي الْأَرْضِ، حَتَّى إِنَّ الْأَسَدَ لَيَكُونُ مَعَ الْبَقَرِ تَحْسِبُهُ

(1)

ثَوْرَهَا، وَيَكُونُ الذِّئْبُ مَعَ الْغَنَمِ تَحْسِبُهُ

(1)

كَلْبَهَا، وَتُرْفَعُ

(2)

حُمَةُ

(3)

كُلِّ ذَاتِ حُمَةٍ، حَتَّى يَطَأَ

(4)

الرَّجُلُ

(5)

عَلَى رَأْسِ الْحَنَشِ فَلَا يَضُرُّه، وَحَتى تَفُرَّ

(6)

الْجَارِيَةُ الْأَسَدَ، كَمَا يَفُرُّ وَلَدَ الْكَلْبِ الصَّغِير، وَيُقَوَّمَ الْفَرَسُ الْعَرَبِيُّ بِعِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَيُقَوَّمَ الثَّوْرُ بِكَذَا وَكَذَا، وَتَعُودَ الْأَرْضُ كَهَيْئَتِهَا عَلَى عَهْدِ آدَمَ، وَيَكُونَ الْقِطْفُ يَعْنِي الْعِنْقَادَ يَأْكُلُ مِنْهُ النَّفَرُ ذُو الْعَدَدِ، وَتَكُونَ الرُّمَّانَةُ يَأْكُلُ مِنْهَا النَّفَرُ ذُو الْعَدَدِ

(7)

".

[21922] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ إِمَامًا مُقْسِطًا، وَتُبْتَرَ

(8)

قُرَيْشٌ

(1)

في (س): "يحسبه"، والمثبت من (ف)، والبقر يذكر ويؤنث، ينظر:"فقه اللغة" للثعالبي (ص 271).

(2)

في (س): "ويرفع"، والمثبت من (ف).

(3)

الحمة: السم. (انظر: النهاية، مادة: حمه).

(4)

في (ف)، (س):"يضع"، والمثبت من "الفتن" لنعيم بن حماد (1607) عن عبد الرزاق به، وينظر:"أشراط الساعة" لعبد الملك بن حبيب (4/ 154).

(5)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(6)

قال الخطابي في "غريب الحديث"(2/ 404): "يقال: فررت الدابة، إذا فتحت فاها لتعرف سنها قال أبو النجم:

وكم تركنا بالفلاة جملًا

يَفرُّ للغربان نابًا أعصلا

وفي الحديث في قصة نزول عيسى أن حمة الهوام تنزع حتى تفر الجارية الأسد كما يفر ولد الكلب الصغير". اهـ.

(7)

قوله: "العنقاد يأكل منه النفر ذو العدد وتكون الرمانة يأكل منها النفر ذو العدد" تحرف في (س) إلى: "الصفاد يأكل منه البقر والغنم" كذا، والمثبت من (ف).

(8)

أوله غير واضح في (ف)، وغير منقوط في (س)، وفي مطبوعة "الفتن" لنعيم بن حماد (1609) من طريق المصنف، و"الغيلانيات" لأبي بكر الشافعي (1081) من طريق زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة:"وتَبتز" وضُبِط فيهما بفتح التاء الأولى، وهو خطأ قطعًا، فهو مخالف لأحاديث كثيرة أخرى، وفيها:"وتُسلَب قريش ملكها"، ولو ضبطاه بالضم لكان صحيح المعنى، وفي "تذكرة الحفاظ" للذهبي (1/ 362) من طريق أبي بكر الشافعي، به، كما أثبتناه، والله أعلم.

ص: 412

الْإِمَارَةَ

(1)

، وَيُقْتَلَ الْخِنْزِير، وَيُكْسَرَ الصَّلِيب، وَتُوضَعَ الْجِزْيَة، وَتَكُونَ السَّجْدَةُ وَاحِدَةً لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَتَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، وَتُمْلأَ الْأَرْضُ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يُمْلأُ الْإِنَاءُ مِنَ الْمَاءِ، وَتَكُونَ الْأَرْضُ كَمَاثُورِ

(2)

الْوَرِقِ، يَعْنِي الْمَائِدَةَ، وَتُرْفَعَ الشَّحْنَاءُ وَالْعَدَاوَة، وَيَكُونَ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا، وَيَكُونَ الْأَسَدُ فِي الْإِبِلِ كَأَنَّهُ فَحْلُهَا.

° [21923] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ أُخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ

(3)

، دِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَإِنَّ أَوْلَاهُمْ بِي عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ، لِأَنَّهُ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ رَسُولٌ، وَإِنَّهُ نَازِلٌ فِيكُمْ، فَاعْرِفُوهُ! رَجُلٌ مَرْبُوعُ

(4)

الْخَلْقِ، إِلَى الْبَيَاضِ وَالْحُمْرَةِ، يَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَلَا يَقْبَلُ غَيْرَ الْإِسْلَامِ، وَتَكُونُ الدَّعْوَةُ وَاحِدَةً لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَيُلْقِي اللهُ فِي زَمَانِهِ الْأَمْنَ، حَتَّى يَكُونَ الْأَسَدُ مَعَ الْبَقَرِ، وَالذِّئْبُ مَعَ الْغَنَمِ، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ، لَا يَضُرُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا".

[21924] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ،

(1)

في (ف)، (س):"الإجارة" وهو تحريف، والمثبت من المصادر السابقة.

(2)

كذا في (ف)، وأوله غير واضح في (س)، والمشهور في الروايات والأحاديث الأخرى:"كفاثور"، وقد أثبتناه كما في النسخ؛ لأن شهاب الدين النويري ذكر هذا الحديث في "نهاية الأرب" (14/ 284) فقال فيه:"وتكون الأرض كماثور الفضة، وقيل: كفاثور الفضة". اهـ. ولم نجد لفظة "ماثور" في المعاجم، وأما فاثور، فقال ابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/ 274):"فيه قولان؛ يقال: إنه خوان من فضة، ويقال: إنه جام من فضة". اهـ. والله أعلم.

° [21923][شيبة: 38681].

(3)

لعلات: أولاد العلات الذين أمهاتهم مختلفة وأبوهم واحد. (انظر: النهاية، مادة: علل).

(4)

بعده في (س): "القد"، والمثبت من (ف)، والقدُّ، هو: القامة، كما في "الصحاح" للجوهري (2/ 522، مادة: قدد)، وقد روى عبد الملك بن حبيب في "أشراط الساعة"(4/ 152)، عن الحسن مرسلا في صفة عيسى عليه السلام:"مربوع القد والخلق"، وعند نعيم بن حماد في "الفتن"(1608)، عن عبد الرزاق، به كالمثبت، والله أعلم.

ص: 413

قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: تَرَوْنِي

(1)

شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ كَادَتْ تَرْقُوَتَايَ

(2)

تلْتَقِي مِنَ الْكِبَرِ، وَاللهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أُدْرِكَ عِيسَى، وَأُحَدِّثَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَيصَدِّقَنِي.

‌246 - بَابُ قِيَامِ السَّاعَةِ

° [21925] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (*): "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أَحَدٍ يَقُولُ: اللهَ اللهَ".

[21926] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ شِرَارَ النَّاسِ، أَوْ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ، مَنْ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَمَنْ يَتَعَجَّلُ بِالشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَ عَنْهَا، وَمَنْ يَتَخِذُ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ.

[21927] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّ السَّاعَةَ لَتَقُومُ عَلَى الرَّجُلَيْنِ، وَهُمَا يَنْشُرَانِ الثَّوْبَ يَتَبَايَعَانِهِ.

[21928] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: تَدْنُو الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رُءُوسِ النَّاسِ قَابَ

(3)

قَوْسٍ، أَوْ قَالَ: قَابَ قَوْسَيْنِ، وَتُعْطَى حَرَّ عَشْرِ سِنِينَ، وَلَيْسَ عَلَى بَشَرٍ مِنَ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ طُحْرُبَةٌ

(4)

، وَلَا تُرَى يَوْمَئِذٍ عَوْرَةُ مُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ، وَلَا يَضُرُّ حَرُّهَا يَوْمَئِذٍ مُؤْمِنًا وَلَا مُؤْمِنَةً، تَطْبُخُ الْكَافِرَ طَبْخًا حَتَّى يَقُولَ جَوْفُ أَحَدِهِمْ: غِقْ غِقْ

(5)

.

(1)

في (س): "يروني"، والمثبت من (ف).

(2)

في (س): "ترقواتي"، والمثبت من (ف).

° [21925][الإتحاف: عه حم 765].

(*)[ف/194 أ].

(3)

القاب: القَدْر. (انظر: النهاية، مادة: قوب).

(4)

في (س): "طخربة" وكلاهما صواب. ينظر: "النهاية" لابن الأثير (مادة: طحرب).

(5)

قوله: "غق غق" وقع في (ف)، (س):"عق عق" والصواب المثبت. ينظر: "العلل" لأحمد - رواية عبد الله (2504)، "المنتخب من علل الخلال"(217، 219)، "تصحيفات المحدثين" للعسكري (1/ 114 - 115).

ص: 414

° [21929] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ خَيْرَ مَا كَانَتْ، لَا يَغْشَاهَا

(1)

إِلَّا الْعَوَافِ، عَوَافِي الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ، وَآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ يَنْعِقَانِ

(2)

بِغَنَمِهِمَا، فَيَجِدَانِهَا وُحُوشًا، حَتَّى إِذَا أَتَيَا

(3)

ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ

(4)

حُشِرَا

(5)

عَلَى وُجُوهِهِمَا. مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ".

قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَيَجِيءُ الثَّعْلَبُ حَتَّى يَرْقُدَ تَحْتَ الْمِنْبَرِ، فَيقْضِي وَسَنَه، مَا

(6)

يُهَيِّجُهُ أَحَدٌ.

‌247 - بَابُ الْحَوْضِ

° [21930] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: شَكَّ عُبَيْدُ اللهِ

(7)

بْنُ زِيَادٍ فِي الْحَوْضِ، وَكَانَتْ فِيهِ حَرُورِيَّةٌ، فَقَالَ: أَرَأَيْتُمُ الْحَوْضَ الَّذِي يُذْكَرُ؟ مَا أُرَاهُ شَيْئًا، قَالَ: فَقَالَ لَهُ نَاسٌ مِنْ صَحَابَتِهِ: فَإِن عَنْدَكَ رَهْطًا مِنْ أَصْحَابِ

° [21929][الإتحاف: عه حب حم 18675].

(1)

الغشيان: الإتيان. (انظر: النهاية، مادة: غشا).

(2)

النعق: نعق الراعي بالغنم إذا دعاها لتعود إليه. (انظر: النهاية، مادة: نعق).

(3)

ليس في (ف)، (س)، وأثبتناه من "الفتن" لنعيم بن حماد (1766) عن عبد الرزاق، به؛ لكن وقع عنده الحديث عن الزهري مرسلًا.

(4)

ثنية الوداع: ثنية (طريق في الجبل) مشرفة على المدينة يطؤها من يريد مكة. يقال لها اليوم: القرين التحتاني، ويقال أيضًا: كشك يوسف باشا. (انظر: أطلس الحديث النبوي)(ص 108).

(5)

كذا في (ف)، (س)، وكذا لفظه عند نعيم بن حماد، وعند أحمد في "مسنده"(7314) من طريق معمر، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة مرفوعًا:"حشرا على وجوههما، أو خَرَّا على وجوههما".

(6)

كأنه في (س): "فلا"، والمثبت من (ف).

° [21930][شيبة: 30984، 35555].

(7)

في (س): "عبد الله"، وهو خطأ، والمثبت من (ف).

ص: 415

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسِلْ إِلَيْهِمْ فَاسْأَلْهُمْ، فَأَرْسَلَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَوْضِ، فَحَدَّثَه، ثُمَّ قَالَ: أَرْسِلْ إِلَى أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ (*)، فَأَتَاهُ وَعَلَيْهِ ثَوْبَا حِبَرٍ

(1)

، قَدِ ائْتَزَرَ بِوَاحِدٍ، وَارْتَدَى بِالْآخَرِ، قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا لَحِيمًا إِلَى الْقِصرِ، فَلَمَّا رَآهُ عُبَيْدُ اللهِ ضَحِكَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ مُحَدِّثَكُمْ هَذَا لَدَحْدَاحٌ

(2)

، قَالَ: فَفَهِمَهَا الشَّيْخ، فَقَالَ: وَا عَجَبَاهْ! أَلَا أُرَانِي فِي قَوْمِي يَعُدُّونَ صَحَابَةَ

(3)

مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم عَارًا؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ جُلَسَاءُ عُبَيْدِ اللهِ: إِنَّمَا أَرْسَلَ إِلَيْكَ (*) الْأَمِيرُ لِيَسْأَلَكَ عَنِ الْحَوْضِ، هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيهِ شيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يذْكُرُه، فَمَنْ كَذَّبَ بِهِ

(4)

فَلَا سَقَاهُ اللهُ مِنْه، قَالَ: ثُمَّ نَفَضَ رِدَاءَهُ وَانْصَرَفَ غَضْبَانًا، قَالَ: فَأَرْسَلَ عُبَيْدُ اللهِ إِلَى زَيْدِ بْنِ الْأَرْقَمِ فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَوْضِ، فَحَدَّثَهُ حَدِيثًا مُونِقًا

(5)

أَعْجَبَه، فَقَالَ: إِنَّمَا سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَا، وَلكِنْ حَدَّثَنِيهِ أَخِي، قَالَ: فَلَا حَاجَةَ لَنَا فِي حَدِيثِ أَخِيكَ، فَقَالَ أَبُو سَبْرَةَ - رَجُلٌ مِنْ صَحَابَةِ (3) عُبَيْدِ اللهِ: فَإِنَّ أَبَاكَ حِينَ انْطَلَقَ وَافِدًا إِلَى مُعَاوِيَةَ انْطَلَقْتُ مَعَه، فَلَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَحَدَّثَنِي مِنْ فِيهِ إِلَى فِي حَدِيثًا سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمْلَاهُ عَلَى وَكَتَبْتُه، قَالَ: فَإِنِّي أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَمَا أَعْرَقْتَ هَذَا الْبِرْذَوْنَ حَتَّى تَأْتِيَنِي بِالْكِتَابِ، قَالَ: فَرَكِبْتُ الْبِرْذَوْنَ فَرَكَضتُهُ حَتَّى عَرِقَ، فَأَتَيْتُهُ بِالْكِتَابِ، فَإِذَا فِيهِ: هَذَا مَا حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ

(6)

، وَالَّذِي نَفْسُ

(*)[س/ 371].

(1)

الحبرة: ثياب فيها خطوط ورقوم مختلفة، تصنع باليمن، وتتكون من نسيجين من الحرير الأسود اللامع. (انظر: معجم الملابس) (ص 123).

(2)

الدحدح والدحداح: القصير السمين. (انظر: النهاية، مادة: دحح).

(3)

في (س): "أصحاب"، والمثبت من (ف).

(*)[ف/194 ب].

(4)

قوله: "كذب به" وقع في (س): "كذبه"، والمثبت من (ف).

(5)

المونق: المستلذ المستحسن. (انظر: النهاية، مادة: أنق).

(6)

التفحش: التكلف في التلفظ بالفحش والتعمد فيه. (انظر: النهاية، مادة: فحش).

ص: 416

مُحَمَّدٍ

(1)

بِيَدِهِ، لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالتفَحُّش، وَسُوءُ الْجِوَارِ، وَقَطِيعَةُ الْأَرْحَامِ، وَحَتَّى يُخَوَّنَ الْأَمِين، وَيُؤْتَمَنَ الْخَائِن، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِن أَسْلَمَ الْمُسْلِمِينَ لَمَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَإِنَّ أَفْضَلَ الْهِجْرَةِ لَمَنْ هَجَرَ مَا نَهَاهُ اللَّهُ عَنْه، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ

(2)

الْقِطْعَةِ

(3)

مِنَ الذَّهَبِ، نَفَخَ

(4)

عَلَيْهَا صَاحِبُهَا فَلَمْ تَتَغَيَّر وَلَمْ تَنْقُصْ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ (2) النَّحْلَةِ

(5)

أَكَلَتْ طَيِّبًا وَوَضَعَتْ طَيِّبًا، وَوَقَعَتْ فَلَمْ تَكْسِرْ وَلَمْ تُفْسِدْ، أَلَا وَإِنَّ لِي حَوْضًا مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْهِ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ

(6)

إِلَى مَكَّةَ، أَوْ قَالَ: صَنْعَاءَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وإِنَّ فِيهِ مِنَ الْأَبَارِيقِ

(7)

مِثْلَ الْكَوَاكِبِ، هُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ

(8)

بَعْدَهَا أَبَدًا".

قَالَ أَبُو سَبْرَةَ: فَأَخَذَ عُبَيْدُ اللَّهِ الْكِتَابَ، فَجَزِعْتُ عَلَيْهِ، فَلَقِيَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ، فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لأَنَا أَحْفَظُ لَهُ مِنِّي لِسُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَحَدَّثَنِي بِهِ كَمَا كَانَ فِي الْكِتَابِ سَوَاءً.

(1)

قوله: "نفس محمد" وقع في (س): "نفسي"، والمثبت من (ف).

(2)

في (س): "كمثل"، والمثبت من (ف).

(3)

في (ف)، (س):"اللقطة"، والظاهر أنه تحريف، والمثبت من "مسند أحمد"(6991)، و"أمثال الحديث" لأبي الشيخ الأصبهاني (343) من طريق أحمد بن عبد الرحمن الدمشقي، كلاهما (أحمد بن حنبل، والدمشقي) عن عبد الرزاق، به. ووقع في مطبوعتي "الحوض والكوثر" لبقي بن مخلد (43)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (20/ 45) من طريق المصنف كما في (ف)، (س)، فالله أعلم.

(4)

في (س): "ينفخ"، والمثبت من (ف).

(5)

سقط من (س)، وفي (ف):"النخلة" بالمعجمة، والمثبت من عند أحمد، وبقي، وأبي الشيخ، وفي "تاريخ دمشق" كـ (ف).

(6)

أيلة: تعرف اليوم باسم: "العقبة" ميناء المملكة الأردنية الهاشمية، على رأس خليج يضاف إليها "خليج العقبة" أحد شعبتي البحر الأحمر. (انظر: المعالم الجغرافية) (ص 35).

(7)

الأباريق: جمع إبريق، وهو: وعاء من الخزف أو المعدن له عروة ومصبّ خرطوميّ الشكل، يُصَبّ منه الماء ونحوه. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: برق).

(8)

في (س): "يطعم" وهو تحريف، والمثبت من (ف).

ص: 417

° [21931] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا عِنْدَ حَوْضِي أَذُودُ

(1)

النَّاسَ * عَنْهُ لِأَهْلِ الْيَمَنِ، إِنِّي لأَضْرِبُهُمْ بِعَصَايَ، حَتَّى يَرْفَضَّ

(2)

عَنْهُمْ

(3)

، وَإِنَّهُ ليَغُتُّ

(4)

فِيهِ مِيزَابَانِ

(5)

مِنَ الجَنَّةِ، أحَدُهُمَا مِنْ وَرِقٍ وَالْآخَرُ مِنْ ذَهَبٍ، طُولُهُمَا مَا بَيْنَ بُصْرَى وَصَنْعَاءَ، أَوْ مَا بَينَ أَيلَةَ وَمَكَةَ"، أَوْ قَالَ: "مِنْ مَقَامِي هَذَا إِلَى عَمَّانَ".

° [21932] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِي فَلَيُخَلَفُنَّ عَنِ الْحَوْضِ، يَعْنِي يُنَحَّوْنَ، فَلأَقُولَنَّ: يَا رَب، أَصْحَابِي أَصْحَابِي، فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى

(6)

".

° [21933] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَيُرْفَعَنَّ لِي نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِي حَتى إِذَا رَأَيْتُهُمْ وَرَأَوْنِي اخْتُلِجُوا

(7)

دُونِي، فَلأَقُولَنَّ: يَا رَبِّ، أَصْحَابِي أَصْحَابِي، فَيُقَالُ

(8)

: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ".

° [21931][الإتحاف: عه حب حم 2506][شيبة: 32330].

(1)

الذود: الطرد والدفع. (انظر: النهاية، مادة: ذود).

* [ف/195 أ].

(2)

الارفضاض: السيلان والتفرق. (انظر: اللسان، مادة: رفض).

(3)

قبله في (س): "لا"، والمثبت من (ف)، وفي "التفسير" للمصنف (1/ 370)، و"تفسير البغوي"(8/ 559) من طريق الدبري، عنه:"حتى يرفضُّوا عنه"، وينظر:"مسند أحمد"(22844)، (22866).

(4)

الغت: دفق الماء دفقا دائما متتابعا. (انظر: النهاية، مادة: غتت).

(5)

الميزابان: مثنى الميزاب، وهو: قناة أو أنبوية يصرف بها الماء من سطح بناء، أو موضع عال. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: أزب).

(6)

القهقرى: المشي إلى الخلف من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه. (انظر: النهاية، مادة: قهقر).

(7)

الخلج: الجذب والنزع. (انظر: النهاية، مادة: خلج).

(8)

الخلج (س): "فيقول"، والمثبت من (ف).

ص: 418

‌248 - بَابُ مَنْ يُخْرَجُ مِنَ النَّارِ

° [21934] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: "هَلْ تُضَارُّونَ

(1)

فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ "؟ قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

(2)

كَذَلِكَ، يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ، فَيَقُولُ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتْبَعْه، قَالَ: فَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ، وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ، وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ

(3)

الطَّوَاغِيتَ، وَتَبْقَى هَذِهِ الْأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا، فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فِي غَيْرِ الصُّورَةِ التِي يَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، هَذَا

(4)

مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا، فَإِذَا جَاءَ رَبُّنَا عَرَفْنَاه، فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا فَيَتَّبِعُونَه، قَالَ: وَيُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ

(5)

، وَدَعْوَةُ الرُسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، وَبِهِ كَلَاليبُ

(6)

مِثْلُ شَوْكِ السَّعدَانِ

(7)

، هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ الشَعْدَانِ "؟ قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"فَإِنَّهَا مَثَلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللهُ"، قَالَ: "فَتَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمُ الْمُوثَقُ بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمُ الْمُخَرْدَلُ

(8)

، ثُمَّ يَنْجُو، حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ

° [21934][الإتحاف: 5457، مي خز حب حم 19563][شيبة: 35123].

(1)

المضارة: المخالفة والمجادلة. وقيل: أراد بها: الاجتماع والازدحام. (انظر: النهاية، مادة: ضرر).

(2)

بعده في (س): "فيه"، وهو مزيد خطأ، والمثبت من (ف).

(3)

الطواغيت: جمع الطاغوت وهو الشيطان، أو ما يزين لهم أن يعبدوه من الأصنام. ويقال للصنم: طاغوت. (انظر: النهاية، مادة: طغا).

(4)

في (س): "وهذا"، والمثبت من (ف).

(5)

جاز وجاوز: تعدى وعبر. (انظر: النهاية، مادة: جوز).

(6)

في (س): "كلاب"، والمثبت من (ف).

الكلاليب: جمع الكَلُّوب، وهو: حديدة معوجة الرأس. (انظر: النهاية، مادة: كلب).

(7)

السعدان: نبت ذو شوك، وهو من جيد مراعي الإبل تسمن عليه. (انظر: النهاية، مادة: سعد).

(8)

المخردل: المرمي المصروع، وقيل: المُقَطَّع، تُقطعه كلاليب الصراط حتى يهوي في النار. (انظر: النهاية، مادة: خردل).

ص: 419

الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ، وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِنَ النَّارِ

(1)

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَرْحَمَ مِمَّنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوهُمْ، فَيَعْرِفُونَهُمْ * بِعَلَامَةِ آثَارِ

(2)

السُّجُودِ"، قَالَ: "وَحَرَّمَ اللهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ * مِنِ ابْنِ آدَمَ أَثَرَ السُّجُودِ"، قَالَ: "فَيُخْرِجُونَهُمْ قَدِ امْتُحِشُوا

(3)

، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مِنْ مَاءٍ يُقَالُ لَهُ: الْحَيَاة، فَيَنْبتونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ

(4)

فِي حَمِيلِ السَّيْلِ

(5)

"، قَالَ: "وَيَبْقَى رَجُلٌ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ إِلَى النَّارِ

(6)

، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَدْ قَشَبَنِي

(7)

رِيحُهَا، وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا

(8)

، فَاصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ"، قَالَ: "فَلَا يَزَالُ يَدْعُو اللَّهَ، فَيَقُولُ: لَعَلِّي إِنْ أَعْطَيْتُكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَه، فَيَقُولُ: لَا وَعِزتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ"

(9)

، قَالَ:"فَيَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ"، قَالَ: "ثُمَّ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ: يَا رَبِّ قَرِّبْنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: أَوَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَلَّا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟ وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ

(10)

، فَلَا يَزَالُ يَدْعُو، فَيَقُولُ: لَعَلِّي إِنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَه، فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَه، وَيُعْطِي اللَّهَ مِنْ (2) عُهُودٍ

(11)

وَمَوَاثِيقَ أَلَّا

(12)

(1)

قوله: "يخرج من النار" وقع في (ف): "يخرج من الناس"، وفي (س):"يخرج الناس " وكلاهما تحريف، فقد أخرج هذا الحديث جماعة من طريق عبد الرزاق، كالمثبت، ينظر:"مسند أحمد"(7832)، و"صحيح البخاري"(6583)، و"صحيح ابن حبان"(7471).

* [س/ 372].

(2)

ليس في (س)، والمثبت من (ف).

* [ف/ 195 ب].

(3)

الامتحاش: الاحتراق. (انظر: النهاية، مادة: محش).

(4)

الحبة: بُذور البُقُول وحَب الرياحين، وقيل: نبت صغير ينبت في الحشيش. (انظر: النهاية، مادة: حبب).

(5)

الحميل: ما يجيء به السيل من طين أو غثاء وغيره. (انظر: النهاية، مادة: حمل).

(6)

بعده في (س): "قال فلا يزال يدعو الله"، وهو انتقال نظر من الناسخ، والمثبت من (ف).

(7)

القشب والإقشاب: الإيذاء والسم. (انظر: جامع الأصول)(10/ 440).

(8)

الذكاء: شدة وهج النار. (انظر: النهاية، مادة: ذكا).

(9)

قوله: "قال: فلا يزال يدعو الله، فيقول: لعلي إن أعطيتك أن تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره" سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).

(10)

في (س): "أعذرك"، والمثبت من (ف).

(11)

في (ف)، (س):"عهوده"، والمثبت من المصادر السابقة.

(12)

في (ف)، (س):"لا"، والمثبت من المصادر السابقة.

ص: 420

يَسْأَلَهُ غَيْرَهُ"، قَالَ: "فَيُقَرِّبُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ"، قَالَ: "فَإِذَا دَنَا مِنْهَا انْفَهَقَتْ

(1)

لَهُ الْجَنَّة، فَإِذَا رَأَى مَا فِيهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: رَب

(2)

أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ"، قَالَ: "فَيَقُولُ: أَوَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَلَّا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ

(3)

؟ أَوَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَلَّا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟ وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَكْدَرَكَ

(4)

، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، لَا تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ، فَلَا يَزَالُ يَدْعُو، حَتَّى يُؤْذَنَ لَهُ بِالدُّخُولِ فِيهَا، فَإِذَا دَخَلَ قِيلَ لَهُ: تَمَنَّ مِنْ كَذَا

(5)

"، قَالَ: "فَيَتَمَنَّى، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: تَمَنَّ مِنْ كَذَا، تَمَنَّ مِنْ كَذَا

(6)

"، قَالَ: "فَيَتَمَنَّى حَتَّى تَنْقَطِعَ بِهِ الْأَمَانِيُّ، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ"، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ

(7)

، قَالَ: وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ جَالِسٌ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ لَا يُغَيِّرُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنْ حَدِيثِهِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ: هَذَا لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَه، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "هَذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ"، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: حَفِظْتُ: "وَمِثْلُهُ مَعَهُ".

° [21935] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ وَأَمِنُوا، فَمَا مُجَادَلَةُ أَحَدِكُمْ

(7)

لِصَاحِبِهِ فِي الْحَقِّ يَكُونُ لَهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا بِأَشَدِّ مُجَادَلَةً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لِرَبِّهِمْ فِي إِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ أُدْخِلُوا النَّارَ"، قَالَ: "يَقُولُونَ: رَبَّنَا، إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا، وَيَصُومُونَ مَعَنَا، وَيَحُجُّونَ مَعَنَا فَأَدْخَلْتَهُمُ النَّارَ"، قَالَ: "فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَأَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ مِنْهُمْ، فَيَأْتُونَهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِصُوَرِهِمْ، لَا تَأْكُلُ النَّارُ صُوَرَهُمْ،

(1)

الانفهاق: الانفتاح والاتساع. (انظر: النهاية، مادة: فهق).

(2)

في (س): "يا رب" وكذا هو عند أحمد وابن حبان،، والمثبت من (ف) وهو الموافق لما عند البخاري.

(3)

قوله: "أوليس قد زعمت ألا تسألني غيره" ليس (س)، وأثبتناه من (ف).

(4)

في (س): "أعذرك"، والمثبت من (ف).

(5)

قوله: "تمن من كذا" وقع في (س): "تمن كذا وكذا"، والمثبت من (ف).

(6)

قوله: "تمن من كذا، تمن من كذا" وقع في (س): "تمن من كذا" مرة واحدة، والمثبت من (ف).

(7)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

° [21935][الإتحاف: عه خز حم 5486].

ص: 421

فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ * النَّارُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى كَعْبَيْهِ

(1)

، فَيَخْرُجُونَ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا قَدْ أَخْرَجْنَا مَنْ أَمَرْتَنَا"، قَالَ: "ثُمَّ يَقُولُ: أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ

(2)

دِينَارٍ مِنَ الْإِيمَانِ، ثُمَّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ نِصْفِ دِينَارٍ، حَتَّى يَقُولَ: أَخْرِجُوا مَنْ كانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ

(3)

"، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَلْيقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40]، قَالَ: "فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا قَدْ أَخْرَجْنَا مَنْ أَمَرْتَنَا فَلَمْ يَبْقَ فِي النَّارِ أَحَدٌ فِيهِ خَيْرٌ"، قَالَ: "ثُمَّ يَقُولُ اللهُ: شَفَعَتِ الْمَلَائِكَة، وَشَفَعَتِ الْأَنْبِيَاء، وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ، وَبَقِيَ أَرْحَمُ الرُّاحِمِينَ"، قَالَ: "فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ - أَوْ قَالَ: قَبْضَتَيْنِ - نَاسًا لَمْ يَعْمَلُوا لِلَّهِ خَيْرًا قَط، قَدِ احْتَرَقُوا حَتَّى صَارُوا حُمَمًا

(4)

"، قَالَ: "فَيُؤْتَى بِهِمْ إِلَى مَاءٍ يُقَالُ لَهُ: الْحَيَاة، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ، فَيَنبتونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ"، قَالَ: "فَيَخْرُجُونَ مِنْ أَجْسَادِهِمْ مِثْلَ اللُّؤْلُؤِ، وَفي أَعْنَاقِهِمُ الْخَاتَمُ عُتَقَاءُ اللهِ"، قَالَ: "فَيُقَالُ

(5)

لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَمَا تَمَنَّيْتُمْ وَرَأَيْتُمْ مِنْ شَيءٍ فَهُوَ لَكُمْ"، قَالَ: "فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ"، قَالَ: "فَيَقُولُ: فَإِنَّ لَكُمْ عِنْدِي أَفْضَلَ مِنْه، فَيَقُولُونَ: رَبنَا وَمَا أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ

(6)

؟ فَيَقُولُ: رِضَائي عَنْكُمْ، فَلَا أَسْخَطُ عَلَيكُمْ أَبَدًا".

* [ف/196 أ].

(1)

في (ف): "كفيه"، وفي (س):"كتفه" وكلاهما تصحيف، والمثبت من "مسند أحمد"(12079)،

و"المجتبى"(5054) عن محمد بن رافع، و"سنن ابن ماجه"(61) عن الذهلي، و"التوحيد" لابن خزيمة (2/ 766) عن الذهلي، و"تفسير البغوي"(2/ 215) من طريق الدبري، ومن طريق الذهلي. أربعتهم (أحمد، وابن رافع، والذهلي، والدبري)، عن عبد الرزاق، به.

(2)

المثقال: مقدار من الوزن، أي شيء كان من قليل أو كثير. (انظر: النهاية، مادة: ثقل).

(3)

الذرة: النملة الصغيرة. وقيل: هي النّملة الحمراء، وهي أصغر النمل. وقيل غير ذلك. (انظر: النهاية، مادة: ذرر).

(4)

حمما: فَحْفا. (انظر: اللسان، مادة: حمم).

(5)

في (س): "فيقول"، والمثبت من (ف).

(6)

قوله: "من ذلك" وقع في (س): "منه"، والمثبت من (ف).

ص: 422

[21936] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَكْرِمَةَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى إِذَا فَرَغَ مِنَ الْقَضاءَ بَيْنَ خَلْقِهِ أَخْرَجَ كِتَابَا مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ فِيهِ: رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي، وَأَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَيُخْرِجُ مِنَ النَّارِ مِثْلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، أَوْ قَالَ: مِثْلَي أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَالَ الْحَكَمُ: لَا أَعْلَمُه، إِلَّا قَالَ: مِثْلَي أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَأَمَّا: مِثْلَ، فَلَا أَشُكُّ، مَكْتُوبٌ مِنْهُمْ وَأَشَارَ الْحَكَمُ إِلَى فَخِذِهِ عُتَقَاءُ اللَّهِ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ لِعِكْرِمَةَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ:{يُرِيدُونَ أَن يَخرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنهَا} [المائدة: 37]، قَالَ: وَيْلَكَ! أُولَئِكَ أَهْلُهَا الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا.

° [21937] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ وَثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ أَقْوَامًا سَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ قَدْ أَصَابَهُمْ سَفْعٌ

(1)

مِنَ النَّارِ عُقُوبَةً بِذُنُوبٍ عَمِلُوهَا، ثُمَّ لَيُخرِجَنَّهُمُ اللّهُ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ".

[21938] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ *، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّهُ سَيَخْرُجُ بَعْدَكُمْ قَوْمٌ يُكَذِّبُونَ بِالرَّجْمِ، وَيُكَذِّبُونَ بِالدَّجَّالِ، وَيُكَذِّبُونَ بِالْحَوْضِ، وَيُكَذِّبُونَ بِعَذَابِ الْقَبْرِ، وَيُكَذِّبُونَ بِقَوْمِ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ.

° [21939] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَذْكُرُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ قَوْمًا

(2)

سَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ".

° [21940] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: قُلْتُ

° [21937][الإتحاف: خز حم 1636].

(1)

السفع: العلامة والأثر من النار. (انظر: النهاية، مادة: سفع).

[21938][الإتحاف: حم ط عن 15519].

* [ف/196 ب].

(2)

في (س): "أقوامًا"، والمثبت من (ف). [س/ 373].

ص: 423

لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَرَأَيْتَ هَذِهِ الْآيَةَ: {يُرِيدُونَ أَن يَخرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَاهُم بِخَارِجِينَ مِنهَا} [المائدة: 37] وَأَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ قَوْمَا

(1)

يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَآمَنَّا بِهَا قَبْلَ أَنْ تُؤْمِنَ بِهَا، وَصَدَّقْنَا بِهَا قَبْلَ أَنْ تُصَدِّقَ بِهَا، وَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولَ مَا

(2)

أُخْبِرُكَ: "أَنَّ قَوْمًا يُخْرَجُونَ مِنَ النَّارِ"، فَقَالَ طَلْقٌ: لَا جَرَمَ، وَاللَّهِ لَا أَجَادِلُكَ أَبَدًا.

° [21941] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"إِنَّ قَوْمًا سَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ".

° [21942] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِن لِكُل نَبِيٍّ دَعْوَةَ يَدْعُو بِهَا، وإِنَي أُرِيدُ أَنْ أَخْبَأَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

° [21943] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ وَعَاصِمٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا لَيْلَةَ، فَقُمْتُ أَطْلُبُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ أَجِدْه، وَوَجَدْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، وَأَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، فَقَالَا: مَا حَاجَتُكَ؟ فَقُلْتُ: أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَا: لَا نَدْرِي، فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ، إِذْ سَمِعْنَا فِي أَعْلَى

(3)

الْوَادِي هَدِيرًا كَهَدِيرِ

(4)

الرَّحَى، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَدْنَاكَ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ: "إِنَّهُ أَتَانِي آتِ مِنْ رَبِّى فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ

(5)

، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ"، فَقُلْنَا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِ الشَّفَاعَةِ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُم مِنْ أَهْلِهَا"، ثُمَّ أَتَيْنَا الْقَوْمَ

(1)

قوله: "وأنت تزعم أن قومًا" وقع في (س): "وأنه يزعم أن أقوامًا"، والمثبت من (ف).

(2)

في (س): "أما"، والمثبت من (ف).

(3)

في (س): "أهل"، والمثبت من (ف).

(4)

قوله: "هديرا كهدير" كذا وقع في (ف)، (س)، وفي "لسان العرب" (5/ 423):"وفي الحديث: إني سمعت هزيزا كهزيز الرحى، أي صوت دورانها، والهز والهزيز في السير، تحريك الإبل في خفتها، وقد هزها السير، وهزها الحادي هزيزا، فاهتزت هي إذا تحركت في سيرها بحدائه".

(5)

الشفاعة: السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم. (انظر: النهاية، مادة: شفع).

ص: 424

فَأَخْبَرْنَاهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ * أَهْلِ شَفَاعَتِكَ، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ اجْعَلْهُمْ مِنْ أَهْلِهَا"، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أُشْهِدُكمْ أَنَّ شَفَاعَتِي لِكُلِّ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا".

‌249 - بَابُ الْجنَّةِ وَصِفَتِهَا

° [21944] قرأنا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ

(1)

تَلِجُ فِي الْجَنَّةِ وُجُوهُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لَا يَمْتَخِطُونَ

(2)

، وَلَا يَبْصُقُونَ، وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، آنِيَتُهُمْ وَأَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَمَجَامِرُهُمُ

(3)

الْألُوَّةُ

(4)

، وَرَشْحُهُمُ

(5)

الْمِسْك، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ، يَرَى مُخَّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنَ الْحُسْنِ، لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبٍ وَاحِدٍ، يُسَبِّحُونَ

(6)

اللهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا".

[21945] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ

(7)

، عَنِ ابْنِ مَسْعُود قَالَ: إِنَّ الْمَرْأَةَ مِنَ الْحُور

(8)

الْعِينِ لَيُرَى مُخُّ سَاقِهَا

* [ف/197 أ].

[21944][الإتحاف: عه حب حم 20176].

(1)

الزمرة: الجماعة، والجمع: الزمر. (انظر: مجمع البحار، مادة: زمر).

(2)

الامتخاط: الاستنثار من المخاط، وهو ما سال من الأنف. (انظر: اللسان، مادة: مخط).

(3)

المجامر: جمع مُجْمَر، وهو: الذي يُتبخّر به وأعد له الجمر، والمراد في هذا الحديث: أن بخورهم بالألوة، وهو: العود. (انظر: النهاية، مادة: جمر).

(4)

الألوة: العُود الذي يُتَبَخَّر به. (انظر: النهاية، مادة: ألى).

(5)

الرشح: العرق. (انظر: النهاية، مادة: رشح).

(6)

التسبيح: التنزيه والتقديس والتبرئة من النقائص. (انظر: النهاية، مادة: سبح).

(7)

في (ف)، (س):"الأزدي" وهو تحريف، والمثبت من "التفسير" للمصنف (2/ 177)، و "المعجم الكبير" للطبراني (9/ 174) عن الدبري، عن عبد الرزاق، به.

(8)

الحور: نساء أهل الجنة، واحدتهن: حوراء؛ وهي: الشديدة بياض العين، الشديدة سوادها. (انظر: النهاية، مادة: حور).

ص: 425

مِن وَرَاءِ اللَّحْمِ وَالْعَظْمِ مِنْ تَحْتِ سَبْعِينَ حُلَّةٍ، كَمَا يُرَى الشَّرَابُ الْأَحْمَرُ فِي الزُّجَاجَةِ الْبَيْضَاءِ.

[21946] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: إِن الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيَلْبَسُ الْحُلَّةَ فَتَلَوَّنُ

(1)

فِي سَاعَةٍ سَبْعِينَ لَوْنًا، وَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ لَيَرَى وَجْهَهُ فِي وَجْهِ زَوْجَتِهِ، وَإِنهَا لَتَرَى وَجْهَهَا فِي وَجْهِهِ

(2)

، وَإِنَّهُ لَيَرَى وَجْهَهُ فِي نَحْرِهَا، وإنَّهَا لَتَرَى وَجْهَهَا فِي نَحْرِهِ، وإِنَّهُ لَيَرَى وَجْهَهُ فِي مِعْصَمِهَا، وَإِنَّهَا لَتَرَى وَجْهَهَا فِي سَاعِدِهِ

(3)

، وَإِنَّهُ لَيَرَى وَجْهَهُ فِي سَاقِهَا، وإنَّهَا لَتَرَى وَجْهَهَا فِي سَاقِهِ.

[21947] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ نَخْلَ الْجَنَّةِ جُذُوعُهَا مِنْ ذَهَبٍ، وَكَرَانِيفُهَا مِنْ ذَهَبٍ، وَأَقْنَاؤُهَا مِنْ ذَهَبِ، وَشَمَارِيخُهَا مِنْ ذَهَبٍ، وَثَفَارِيقُهَا

(4)

مِنْ ذَهَبٍ، وَسَعَفُهَا كِسْوَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، كَأَحْسَنِ حُلَلٍ رَآهَا النَّاسُ قَطّ، وَجَرِيدُهَا مِنْ ذَهَبٍ، وَعَرَاجِينُهَا

(5)

مِنْ ذَهَبٍ، وَرُطَبُّهَا أَمْثَالُ الْقِلَالِ

(6)

، أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَالْفِضَّةِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَالسُّكَّرِ، وَأَلْيَنُ مِنَ السَّمْنِ وَالزُّبْدِ.

(1)

في (س): "فتكون"، والمثبت من (ف).

(2)

قوله: "وإنها لترى وجهها في وجهه" ليس في (ف)، (س)، وأثبتناه من "التفسير" للمصنف (1/ 336)، وهي ثابتة أيضًا عند ابن المبارك في "الزهد - زوائد نعيم بن حماد"(2/ 73) عن معمر، به، بلفظ:"وترى وجهها في وجهه".

(3)

الساعد: ما بين الزندين والمرفق؛ سمي ساعدًا لمساعدته الكف إذا بطشت شيئا أو تناولته، والجمع: سواعد. (انظر: اللسان، مادة: سعد).

(4)

أوله غير منقوط في (ف)، (س)، وثفاريق وتفاريق كلاهما بمعنى، واحدها ثُفروق وتُفروق، وهو: قمع التمرة، ينظر:"المحيط في اللغة" للصاحب ابن عباد (6/ 103)، وينظر أيضًا:"غريب الحديث" لابن قتيبة (2/ 594، 595).

(5)

في (ف)، (س):"وعرايجها"، ويحتمل رسمه:"وعرافجها"، ولا معنى له هاهنا، والمثبت من "التفسير" للمصنف (2/ 268)، وكذا هو عند الطبري في "تفسيره"(22/ 261) من طريق معمر، عن زيد بن أسلم، عن وهب الذماري به.

(6)

القلال: جمع القلة، وهي الجرة العظيمة. (انظر: النهاية، مادة: قلل).

ص: 426

[21948] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: نَخْلُ الْجَنَّةِ مِنْ ذَهَبٍ، وَكَرَانِيفُهَا زُمُرُّدٌ، أَوْ

(1)

جُذُوعُهَا زُمُرُّدٌ،، وَكَرَانِيفُهَا ذَهَبٌ، وَسَعَفُهَا كِسْوَةٌ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ، وَرُطَبُهَا كَالدِّلَاءِ، أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، لَيْسَ لَهُ عَجَم.

[21949] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ *، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: يُؤْتَوْنَ

(2)

بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، فَإِذَا أكلُوا وَشَرِبُوا، أُتُوا بِالشَّرَابِ الطَّهُورِ، فَشَرِبُوه، فَطَهَّرَهُمْ، وَتَضْمُرُ لِذَلِكَ بُطُونُهُمْ، وَيَفِيضُ

(3)

عَرَقًا وَجُشَاءً

(4)

مِنْ جُلُودِهِمْ مِثْلَ رِيحِ الْمِسْكِ.

° [21950] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ يَرْويهِ، قَالَ: "أهلُ الْجَنَّةِ أَبْنَاءُ ثَلاثِينَ، جُرْدُ

(5)

مُرْدٌ

(6)

، مُكَحَّلُونَ

(7)

، عَلَى صُورَةِ آدَمَ، وَكَانَ طُولُهُ سِتُّونَ

(8)

ذِرَاعًا".

(1)

في (س): "و"، والمثبت من (ف).

* [ف/ 197 ب].

(2)

في (س): "الطعام"، والمثبت من (ف).

(3)

كذا في (ف)، وفي (س):"وتفيض"، وكذا جاء ما بعده فيهما منصوبًا، وعند المصنف في "تفسيره" (2/ 338):"فيشربون فيطهرهم فيكون ما أكلوا وشربوا جشاء ورشح مسك يفتض [كذا في ط. الرشد، وفي ط. العلمية: "يفيض"] من جلودهم وتضمر لذلك بطونهم". وعند ابن المبارك في "الزهد - زوائد نعيم بن حماد"(2/ 77) عن معمر، به: "فيشربون فتضمر لذلك بطونهم، ويفيض عرقًا من جلودهم

مسك"، ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (126) ولفظه: "فيشربون فتضمر لذلك بطونهم ويفيض عرق من جلودهم مثل ريح المسك"، وعند الطبري في "تفسيره" (23/ 570) من طريق معمر بلفظ: "فتطهر بذلك بطونهم ويكون ما أكلوا وشربوا رشحا وريح مسك، فتضمر لذلك بطونهم"، واللَّه أعلم.

(4)

الجشاء: الريح يخرج من الفم معه صوت عند الشبع. (انظر: ذيل النهاية، مادة: جشأ).

(5)

الجرد: جمع أجرد، وهو الذي ليس على بدنه شعر. (انظر: النهاية، مادة: جرد).

(6)

المرد: جمع الأَمْرَد، وهو من لم تنبت لحيته. (انظر: المصباح المنير، مادة: مرد).

(7)

في (س): "مكحولون"، والمثبت من (ف).

(8)

كذا في (ف)، (س)، وله وجه في اللغة، وشاهده "صنفان" من قوله:

"إذا مت كان الناس صنفان شامت

وآخر مثن بالذي كنت أصنع"

ينظر: "أسرار العربية" للأنباري (ص 114)، والجادة:"ستين".

ص: 427

[21951] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: أَنْهَارُ الْجَنَّةِ تَفَجَّرُ مِنْ

(1)

جَبَلٍ مِنْ مِسْكٍ.

[21952] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِن اللَّهَ يَقُولُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ * مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ".

[21953] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: حَائِطُ الْجَنَّةِ مَبْنِيٌّ لَبِنَةٌ

(2)

مِنْ ذَهَبٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَدَرَجُهَا الْيَاقُوتُ وَاللُّؤْلُؤ، قَالَ: وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ رَضْرَاضَ

(3)

أَنْهَارِهَا لُؤْلُؤ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ.

° [21954] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا".

° [21955] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ هَمَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ

(4)

لَا يَبْلُغُهَا".

[21951][شيبة: 35090].

(1)

ليس في (ف)، (س)، وأثبتناه من مصادر التخريج؛ فقد أخرج هذا الأثر ابن أبي شيبة في "المصنف"(35090، 35241)، وهناد في "الزهد"(94)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(264) وغير موضع، كلهم من طريق الأعمش، به، لكن عندهم: عن مسروق، عن ابن مسعود رضي الله عنه، والله أعلم.

[21952][الإتحاف: عه حم 18354][شيبة: 35107].

* [س/ 374].

(2)

اللبنة: واحدة اللبِن، وهي التي يبنى بها الجدار، ويقال: بكسر اللام وسكون الباء. (انظر: النهاية، مادة: لبن).

(3)

في (ف)، (س):"الرضراض"، والمثبت من "التفسير" للمصنف (2/ 267).

الرضراض: الحصى الصغار. (انظر: النهاية، مادة: رضرض).

(4)

قوله "لا يقطعها" في الحديث السابق إلى هنا سقط من (س)، وأثبتناه من (ف).

ص: 428

° [21956] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ

(1)

، قَالَ: وَيَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة: 30].

° [21957] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: تَفَاحَمُوا، أَوْ تَفَاخَرُوا يَوْمًا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالُوا: الرِّجَالُ أَكْثَرُ فِي الْجَنَّةِ أَمِ النِّسَاءُ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَوَلَيْسَ قَدْ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ: "إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وُجُوهُهُمْ مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَأَضْوَأَ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ

(2)

فِي السَّمَاءِ، كَذَلِكَ لِكُل امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ اثْنَتَانِ، يَرَى مُخَّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا فِيهَا عَزْبٌ".

[21958] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ

(3)

: قِيلَ: هَلْ يَتَزَاوَرُونَ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ عَلَى الْمَآثِرِ

(4)

.

[21959] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ

(5)

قَالَ: يَقُولُ

(1)

من (س).

(2)

الدري: الشديد الإنارة، كأنه نُسب إلى الذر. (انظر: النهاية، مادة: درر).

(3)

بعده في (س): "يقولون".

(4)

كذا في (ف)، (س)، ولا معنى له هنا، وفي السياق شيء، والله أعلم. وقد أخرج ابن أبي شيبة في "المصنف"(35125) من طريق لقيط بن المثنى الباهلي، قال: قيل: يا أبا أمامة، يتزاور أهل الجنة؟ قال: نعم، والله على النجائب، عليها المياثر. وأخرج ابن أبي حاتم في "تفسيره"(18973) من طريق عن سعيد بن يوسف، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام الأسود قال: سمعت أبا أمامة قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل يتزاور أهل الجنة؟ قال: "نعم إنه ليهبط أهل الدرجة العليا إلى أهل الدرجة السفلى، يحيونهم ويسلمون عليهم، ولا يستطيع أهل الدرجة السفلى يصعدون إلى الأعلين، تقصر بهم أعمالهم". [ف/ 198 أ].

[21959][شيبة: 35160].

(5)

قوله: "عن أنس" تحرف في (ف)، (س) إلى:"وأنس"، والمثبت من "التفسير" للمصنف (1/ 336).

ص: 429

أَهْلُ الْجَنَّةِ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى السُّوقِ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى كُثْبَانٍ مِنْ مِسْكٍ

(1)

، فَيَجْلِسُونَ عَلَيْهَا، وَيَتَحَدَّثُونَ، وَتَهُبُّ عَلَيْهِمْ تِلْكَ الرِّيح، ثُمَّ يَرْجِعُونَ.

[21960] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: الْخَيْمَةُ: دُرَّةٌ وَاحِدَةٌ مُجَوَّفَةٌ فَرْسَخٌ

(2)

فِي فَرْسَخٍ، لَهَا أَرْبَعَةُ آلَافِ بَابٍ مِنْ ذَهَبٍ

(3)

.

° [21961] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ مُعَانِقٍ - أَوْ أَبِي مُعَانِقٍ - عَنْ أَبِي مَالِكِ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَتَابعَ الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ، وَقَامَ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ".

° [21962] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ يَهُودِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَسْأَلُكَ فَتُخْبِرُنِي، قَالَ: فَرَكَضَهُ ثَوْبَانُ بِرِجْلِهِ، فَقَالَ: قُلْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: لَا نَدْعُوهُ إِلَّا مَا سَمَّاهُ أَهْلُه، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَهَلْ

(4)

يَنْفَعُكَ ذَلِكَ شَيْئًا"؟ قَالَ: أَسْمَعُ بِأُذُنَيَّ، وَأُبْصِرُ بِعَيْنَي، قَالَ: فَنَكَتَ

(5)

النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الْأَرْضِ سَاعَة

(6)

، ثُمَّ قَالَ:"سَل"، قَالَ: أَرَأَيْتَ قَوْلَهُ: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [إبراهيم: 48] أَيْنَ النَّاسُ

(1)

في (س): "المسك"، والمثبت من (ف).

[21960][شيبة: 35193].

(2)

الفرسخ: ثلاثة أميال، فهو ما يعادل:(5.04) كيلو متر، والجمع: الفراسخ، (انظر: المقادير الشرعية) (ص 261).

(3)

قوله: "من ذهب" ليس (س)، والمثبت من (ف).

° [21961][الإتحاف: خز حب حم 17831].

(4)

في (س): "هل " بغير واو، والمثبت من (ف).

(5)

في (س): "فسكت"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند البغوي في "شرح السنة"(15/ 224) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به.

(6)

قوله: "في الأرض ساعة" ليس في (ف)، (س)، وأثبتناه من "شرح السنة".

ص: 430

يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "فِي الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ

(1)

"، قَالَ: فَمَنْ أَوَّلُ مَنْ يُجِيزُ؟ قَالَ: "فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ"، أَوْ قَالَ: "فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ"، قَالَ: فَمَا نُزُلُهُمْ

(2)

أَوَّلَ مَا يَدْخُلُونَهَا؟ قَالَ: "كَبِدُ الْحُوتِ"، قَالَ: فَمَا طَعَامُهُمْ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ؟ قَالَ: "كَبِدُ الثَّوْرِ"

(3)

، قَالَ: فَمَا شَرَابُهُمْ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ؟ قَالَ: "السَّلْسَبِيلُ"، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: أَفَلَا أَسْأَلُكَ عَنْ شَيءٍ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ رَجُلٌ أَوِ اثْنَانِ؟ قَالَ: "وَمَا هُوَ؟ " قَالَ: عَنْ شَبَهِ الْوَلَدِ، قَالَ:"مَاءُ الرَّجُلِ بَيْضَاءُ غَلِيظَةٌ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ صَفْرَاءُ رَقيقَةٌ، فَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَ بِإِذْنِ اللَّهِ، وَمِنْ قِبَلِ ذَلِكِ الشَّبَه، وإذَا عَلَا مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ أَنْثَى بِإِذْنِ اللَّهِ، وَمِنْ قِبَلِ ذَلِكِ الشَّبَهُ"، قَالَ: فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا كَانَ عِنْدِي فِي شَيء مِمَّا سَأَلَنِي عَنْهُ عِلْم حَتى أَنْبَأَنِيهِ اللَّهُ فِي مَجْلِسِي هَذَا".

° [21963] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَاللَّهِ

(4)

لَقِيدُ سَوْطِ أَحَدِكمْ مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ لَهُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ

(5)

".

[21964] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ

(6)

: مَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ يَنعَمُ

(7)

فلا يَبْؤُسُ

(8)

، وَخُلِّدَ فَلا يَمُوت، وَلا يَفنَى شَبَابُه، وَلا تَبْلى ثِيَابُهُ

(9)

.

(1)

الجسر: الصراط. (انظر: مجمع البحار، مادة: جسر).

(2)

في (ف): "نزولهم" وهو تحريف، والمثبت من (س)، وهو موافق لما في "شرح السنة".

(3)

في (ف)، (س):"النون" وهو تحريف، والمثبت من "شرح السنة".

(4)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف). [ف/ 198 ب].

(5)

قوله: "بين السماء والأرض" مطموس في (ف)، ومكانه بياض في (س)، والمثبت من "مسند أحمد"(8283)، و"صحيح ابن حبان" كلاهما، من طريق المصنف، به.

(6)

بعده في (ف) طمس بمقدار أربع أو خمس كلمات، وفي (س) بياض.

(7)

في (ف): "نعم"، والمثبت من (س).

(8)

البؤس: شدة الحزن. (انظر: النهاية، مادة: بأس).

(9)

قوله: "ولا يفنى شبابه ولا تبلى ثيابه" مطموس في (ف)، وأثبتناه من (س). وهذا الخبر بهذه الصورة غريب، يُخشى أن يكون المتن ليس بهذا الإسناد؛ فقد أخرج مسلم في "صحيحه"(2940)، وغيره، من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم =

ص: 431

[21965] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَهْلُ الْجَنَّةِ يَنْكِحُونَ النِّسَاءَ، وَلَا يَلِدْنَ، لَيْسَ فِيهَا مَنِيٌّ وَلَا مَنِيَّةٌ.

° [21966] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، سَمِعَ الْحَسَنَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "قِيدُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا".

[21967] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ مِثْلَ حَدِيثِ طَاوُسٍ فِي النِّكَاحِ.

[21968] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ: لَيْسَ فِيهَا مَنِيٌّ وَلَا مَنِيَّةٌ، إِنَّمَا يَدْحَمُونَهُنَّ

(1)

دَحْمَا.

‌250 - بَابُ صِفَةِ أهْلِ النَّارِ

[21969] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ: أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ خَطَبَ النَّاسَ بِالْبَصْرَةِ، فَقَالَ: إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصُرْمٍ

(2)

، وَوَلَّتْ حَذَّاءَ

(3)

، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا صُبَابَةٌ

(4)

كَصُبَابَةِ الْإنَاءِ، وَأَنْتُمْ مُتَحَوِّلُونَ

(5)

= قال: "من يدخل الجنة ينعم لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه". وله طرق أخرى عن أبي هريرة. وأخرج ابن أبي شيبة في "المصنف"(35087)، وغيره، من طريق عمر بن ربيعة، عن الحسن، عن ابن عمر، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنة، كيف هي؟ قال:"من يدخل الجنة يحيا لا يموت، وينعم لا يبأس، ولا تبلى ثيابه، ولا يبلى شبابه"، قيل: يا رسول الله، كيف بناؤها؟ قال:"لبنة من فضة، ولبنة من ذهب، ملاطها مسك، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران"؟ فالله أعلم.

(1)

في (س): "يدحمون"، والمثبت من (ف).

الدحم: الدفع الشديد. (انظر: اللسان، مادة: دحم).

(2)

الصرم: الانقطاع والانقضاء. (انظر: النهاية، مادة: صرم).

(3)

الحذاء: الخفيفة السريعة. (انظر: النهاية، مادة: حذذ).

(4)

الصبابة: البقية. (انظر: النهاية، مادة: صبب).

(5)

في (ف)، (س):"متحملون"، والمثبت من "حلية الأولياء" لأبي نعيم (1/ 171)، و "الأمالي" لابن =

ص: 432

إِلَى دَارٍ ذِي مُقَامَةٍ، فَانْتَقِلُوا بِخَيْرِ

(1)

مَا بِحَضْرَتِكُمْ، أَلَا فَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الْحَجَرَ يُقْذَفُ مِنْ شفِيرِ

(2)

جَهَنَّمَ فَيَهْوِي فِيهَا

(3)

سَبْعِينَ خَريفًا

(4)

، حَتَّى يَبْلُغَ قَعْرَهَا *، وَايْمُ اللَّهِ

(5)

لَتُمْلأَنَّ، أَفَعَجِبْتُمْ؟ أَلَا وإِنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيِ

(6)

الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةَ، وَأيْمُ اللهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَيهِ يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظُ

(7)

الزِّحَامِ، أَلَا فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الشَّجَرِ وَالْبَشَام، حَتَّى قَرِحَتْ

(8)

أَشْدَاقُنَا

(9)

، وَلَقَدْ وَجَدْتُ أَنَا وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ نَمِرَةً

(10)

فَشَقَقْنَاهَا إِزَارَيْنِ، فَمَا بَقِيَ مِنَّا أَيُّهَا السَّبْعَةُ إِلَّا أَمِيرُ عَامَّةٍ، وَسَتُجَرِّبُونَ

(11)

الْأُمَرَاءَ بَعْدَنَا، أَلَا وإِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا، وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ صَغِيرًا، أَلَا وإنَّهَا لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ إِلَّا تَنَاسَخَتْ حَتَّى تَكُونَ مُلْكًا.

[21970] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: لَوْ أَنَّ

= بشران (1/ 178) من طريق قرة بن خالد، عن حميد، به، وسُمي الرجل المجهول: خالد بن عمير.

وفي "صحيح مسلم"(3087)، وغيره، من وجه آخر عن حميد، به:"منتقلون"، والله أعلم.

(1)

في (ف): "خير"، والمثبت من (س).

(2)

الشفير: الحرف والجانب. (انظر: النهاية، مادة: شفر).

(3)

في (س): "بها"، والمثبت من (ف).

(4)

الخريف: الزمان المعروف من فصول السنة ما بين الصيف والشتاء، ويريد به: السنة؛ لأن الخريف لا يكون في السنة إلا مرة واحدة. (انظر: النهاية، مادة: خرف).

* [س/ 375].

(5)

ايم الله: من ألفاظ القسم، كقولك: لَعمر الله وعهد الله، وهمزتها وصل، وقد تقطع، وقيل: إنها جمع يمين، وقيل: هي اسم موضوع للقسم. (انظر: النهاية، مادة: أيم).

(6)

في (ف): "مصراع"، وفي (س):"مصارع"، وفي المصادر الثلاث السابقة:"مصراعين من مصاريع"، والمثبت من "مسند أحمد"(17849) من طريق حميد، به، هو الأشبه.

(7)

الكظيظ: الممتلئ المزدحم. (انظر: النهاية، مادة: كظظ).

(8)

التقرح: التجرح. (انظر: النهاية، مادة: قرح).

(9)

الأشداق: جمع: شدق، وهو: جانب الفم. (انظر: النهاية، مادة: شدق).

(10)

النمرة: ثوب من صوت يلبسه الأعراب، والجمع: نمار، ويطلق على كل شملة مخططة. (انظر: معجم الملابس) (ص 504).

(11)

في (س): "وستجدون"، والمثبت من (ف).

ص: 433

صَخْرَةً بِزِنةِ

(1)

سَبْعَ خَلِفَاتٍ

(2)

بِشُحُومِهِنَّ وَلحُومِهِنَّ وَأوْلادِهِنَّ، يُرْمَى بِهَا مِنْ شفِيرِ جَهَنَّمَ، لَهَوَتْ مَا بَيْنَ شَفِيرِهَا وَقَعْرِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا حَتَى تَبْلُغَ قَعْرَهَا.

° [21971] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّار، فَقَالَتِ النَّارُ *: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: فَمَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ

(3)

وَغِرَّتُهُمْ

(4)

؟ فَقَالَ اللَّهُ لِلْجَنَّةِ: إِنَّمَا أَنْتِ رَحْمَتِى، أَرْحَم بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي، أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَلكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ فَإِنَّهُمْ يُلْقَوْنَ فِيهَا، وَتَقُولُ:{هَل مِن مَّزِيدٍ} [ق: 30]، فَلَا تَمْتَلِئُ حَتى يَضَعَ رِجْلَهُ - أَوْ قَالَ: قَدَمَهُ - فِيهَا، فَتَقُولُ: قَطٍ

(5)

قَطِ قَطٍ، فَهُنَالِكَ تُمْلأُ وَتَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلَا يَظلِمُ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللهَ يُنْشِئُ لَهَا مَا شَاءَ".

° [21972] قال مَعْمَرٌ: وَّأَخْبَرَنِي أَيُّوب، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.

[21973] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يُحَدِّثُ ابْنَ عَبَّاسٍ بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ هَذَا، فَقَامَ رَجُل فَانْتَفَضَ، فَقَالَ

(1)

في (ف): "تزنه"، وفي (س):"برية" وهو تحريف، والمثبت من "التفسير - ط. العلمية" للمصنف (1/ 261) هو الأشبه، وقد خلف (ط. الرشد) من هذا الخبر. وعند ابن المبارك في "الزهد - زوائد نعيم بن حماد"(2/ 86)، والطبراني في "الكبير" (20/ 169) من طريق الزهري:"زنة"، والله أعلم.

(2)

الخلفات: جمع الخلفة، وهي: الحامل من النوق. (انظر: النهاية، مادة: خلف).

° [21971][الإتحاف: خز حب عه حم 20125].

* [ف/199 أ].

(3)

سقط الناس: أراذلهم وأدوانهم. (انظر: النهاية، مادة: سقط).

(4)

الغر: الذي لم يجرب الأمور، فهو قليل الشر، منقاد. (انظر: جامع الأصول) (10/ 546).

(5)

قط قط: حسب، وتكرارها للتأكيد. (انظر: النهاية، مادة: قط).

[21973][شيبة: 39057].

ص: 434

ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا فَرَقُ

(1)

هَؤُلَاءِ؟! يَجِدُونَ رِقَّةً عِنْدَ

(2)

مُحْكَمِهِ، وَيَهْلِكُونَ عِنْدَ مُتَشَابِهِهِ.

[21974] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّارَ حِينَ خُلِقَتْ كَادَتْ أَفْئِدَةُ الْمَلَائِكَةِ تَطِيرُ، فَلَمَّا خُلِقَ آدَمُ سَكَنَتْ.

° [21975] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نَارُكُمْ هَذِهِ الَّتِي يُوقِدُ بَنُو آدَمَ جُزْءٌ وَاحِدٌ مِنْ سَبعِينَ جُزءًا مِن حَرِّ جَهَنَّمَ"، قَالُوا: وَاللَّهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "فَإِنَّهَا فُضِّلَتْ عَلَيهَا

(3)

بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهُم مِثلُ حَرِّهَا".

° [21976] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْبَرَه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ أَهْوَنَ أَهلِ النَّارِ عَذَابًا رَجُلٌ يَطَأُ جَمْرَةً يَغْلِي مِنْهَا دِمَاغُهُ"، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدَيقُ: وَمَا كَانَ جُرْمُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "كَانَتْ لَهُ مَاشِيَةٌ يَغْشَى بِهَا الزَّرْعَ وَيُؤذِيهِ، وَحَرَّمَهُ اللهُ وَمَا حَوْلَهُ غَلْوَةَ بِسَهْمٍ"، أَوْ قَالَ:"رَميَةً بِحَجَرٍ، فَاحْذَرُوا ألَا يُسْحِتَ الرَّجُلُ مَالَهُ فِي الدُّنْيَا، وَيُهْلِكَ نَفْسَهُ فِي الآخِرَةِ"، قَالَ: "وإِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً، وَأَسفَلَهُمْ دَرَجَةً، رَجُلٌ لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ بَعْدَهُ أَحَدٌ، يُفْسَحُ لَهُ فِي بَصَرِهِ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ فِي قُصُورٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَخِيَام مِنْ لُؤْلُؤٍ، لَيْسَ فِيهَا مَوْضِعُ شِبْرٍ إِلَّا مَعْمُورٌ، يُغدَى عَلَيْهِ * كُلَّ يَوْمٍ، وَيُرَاحُ بِسَبْعِينَ ألفَ صَحفَةٍ مِنْ ذَهَبِ

(4)

لَيْسَ مِنْهَا

(1)

الفرق: الخوف والفزع. (انظر: النهاية، مادة: فرق).

(2)

قوله: "ما فرق هؤلاء يجدون رقة عند" وقع في (ف)، (س):"ما فرق من هؤلاء يجدون عند"، والمثبت من "فتح الباري"(7/ 232)، و"اختيار الأَوْلى شرح حديث اختصام الملأ الأعلى"(ص 42)، كلاهما لابن رجب، نقلًا عن عبد الرزاق، به.

° [21975][الإتحاف: عه حم 20192].

(3)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

* [ف/ 199 ب].

(4)

قوله: "من ذهب" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

ص: 435

صَحْفَةٌ، إِلَّا فِيهَا لَوْنٌ لَيْسَ فِي الْأُخْرَى

(1)

مِثْلُه، شَهْوَتُهُ فِي آخِرِهَا كَشَهْوَتِهِ فِي أَوَّلهَا، لَوْ نَزَلَ بِهِ جَمِيعُ أَهْلِ الدُّنْيَا لَوَسَّعَ عَلَيْهِمْ مِمَّا أُعْطِىَ، لَا يُنْقِصُ ذَلِكَ مِمَّا أُوتِيَ شَيْئًا".

‌251 - بَابُ قَوْلِ: تَعِسَ

(2)

الشَّيْطَانُ وَتَحْرِيقِ الْكُتُبِ

° [21977] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ عَمَّنْ كَانَ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كُنْتُ رِدْفَهُ عَلَى حِمَارٍ، فَعَثَرَ

(3)

الْحِمَار، فَقُلْتُ: تَعِسَ الشَّيْطَان، فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَا تَقُلْ: تَعِسَ الشَّيْطَان، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ: تَعِسَ الشَّيْطَان، تَعَاظَمَ فِي نَفْسِهِ، وَقَالَ: صَرَعْتُهُ بِقُوَّتِي، وَإِذَا قُلْتَ: بِاسْمِ اللهِ تَصَاغَرَتْ إِلَيْهِ نَفْسُه، حَتَّى يَكُونَ أَصْغَرَ مِنَ الذبَابِ".

[21978] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: لَمَّا لَعَنَ اللَّهُ إِبْلِيسَ أُهْبِطَ إِلَى الْأَرْضِ، رَنَّ وَنَخَرَ، فَلُعِنَ مَنْ فَعَلَهُمَا.

[21979] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي يُحَرِّقُ الصُّحُفَ إِذَا اجْتَمَعَتْ عِنْدَهُ فِيهَا الرَّسَائِلُ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.

[21980] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: أَحْرَقَ أَبِي يَوْمَ الْحَرَّةِ كَتَبَ فِقْهٍ كَانَتْ لَه، قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ: لأَنْ تَكُونَ عِنْدِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي مِثْلُ أَهْلِي وَمَالِي.

[21981] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ * إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ تُحَرَّقَ الصُّحُفُ إِذَا كَانَ فِيهَا ذِكْرُ اللَّهِ.

(1)

في (ف): "الآخر"، وفي (س):"الآخرة"، والمثبت من "تفسير ابن كثير"(7/ 239) نقلًا عن عبد الرزاق، به.

(2)

تعس: إذا عثر وانكب لوجهه، وهو: دعاء عليه بالهلاك. (انظر: النهاية، مادة: تعس).

° [21977][الإتحاف: حم 21176].

(3)

العَثْر والعِثار: التعرقل في شيء. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: عثر).

[21979][شيبة: 26826].

* [س/ 376].

ص: 436

° [21982] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارجٍ

(1)

مِنْ نَارِ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ".

‌252 - بَابُ مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ

[21983] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: أَلَا تَقُولُونَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهُمَا أَلْفَانِ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ بِالْوَاحِدَةِ عَشْرٌ، وَبِالْعَشْرِ مِائَةٌ، وَبِالْمِائَةِ أَلْفٌ، وَمَنْ زَادَ

(2)

زَادَهُ اللَّهُ *، وَمَنِ اسْتَغْفَرَ غَفَرَ اللَّهُ لَه، وَمَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ، فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ فِي حُكْمِهِ، وَمَنْ أَعَانَ عَلَى خَصْمٍ دُونَ حَقٍّ أَوْ بِمَا لَا يَعْلَمُ، كَانَ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتى يَنْزَعَ، وَمَنْ تَبَرَّأَ مِنْ وَلَدٍ لِيفْضَحَهُ فِي الدُّنْيَا، فَضَحَهُ اللَّهُ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ بَهَتَ مُؤْمِنًا بِمَا لَا يَعْلَم، جَعَلَهُ اللَّهُ فِي رَدْغَةِ الْخَبَالِ

(3)

حَتَّى يَأْتيَ بِالْمَخْرَجِ مِمَّا قَالَ، وَمَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ أُخِذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ، لَا دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، وَرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ حَافِظُوا عَلَيْهِمَا فَإِنَّ فِيهِمَا

(4)

رُغَبَ الدَّهْرِ.

[21984] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ صَبِيغًا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ صَبِيغٌ، فَسَأَلَهُ عُمَرُ عَنْ أَشْيَاءَ، فَعَاقَبَهُ.

قال أبو بكر: فِي عِلْمِي أَنَّهُ قَالَ: وَحَرَّقَ كُتُبَه، وَكَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ: أَلَّا تُجَالِسُوهُ.

° [21982][الإتحاف: حب عه حم 22128].

(1)

المارج: لهب النار المختلط بسوادها. (انظر: التاج، مادة: مرج).

[21983][شيبة: 28661].

(2)

في (س): "ازداد"، والمثبت من (ف).

* [ف/ 200 أ].

(3)

ردغة الخبال: عصارة أهل النار. (انظر: النهاية، مادة: ردغ).

(4)

قوله: "عليهما فإن فيهما" وقع في (س): "عليها فإن فيها"، والمثبت من (ف).

ص: 437

[21985] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ

(1)

: خَرَجَتِ الْحَرُورِيَّةُ

(2)

، فَقِيلَ لِصَبِيغٍ: إِنَّهُ قَدْ خَرَجَ قَوْم يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: هَيْهَاتَ قَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ بِمَوْعِظَةِ الرَّجُلِ الصَّالِح، قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ ضَرَبَهُ حَتَّى سَالَتِ الدِّمَاءُ عَلَى رِجْلَيْهِ، أَوْ قَالَ: عَلَى عَقِبَيْهِ

(3)

.

[21986] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ عَامِلًا لَهُ

(4)

، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنْتَ

(5)

امْرُؤٌ ظَلُومٌ، لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَشْفَعَ لَكَ، وَلَا يَدْفَعَ عَنْكَ.

‌253 - بَابُ قوَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

° [21987] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: أَحْسَبُهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: صَارَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أبَا رُكَانَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ شَدِيدًا، فَقَالَ: شَاةٌ لِشَاةٍ، فَصَرَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو رُكَانَةَ: عَاوِدْنِي، فَصَارَعَه، فَصرَعَهُ

(6)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيْضًا، فَقَالَ: عَاوِدْنِي فِي أُخْرَى، فَعَاوَدَه، فَصَرَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيْضا، فَقَالَ أَبُو رُكَانَةَ: مَاذَا

(7)

أَقُولُ لِأَهْلِي؟ شَاةٌ أَكَلَهَا الذِّئْب، وَشَاةٌ

(1)

هذا الأثر ذكره أبو الحسين المَلَطي (ت 377 هـ) في كتابه "التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع"(ص 181) معلقًا عن الزهري، به، فالله أعلم.

(2)

الحرورية: طائفة من الخوارج نسبوا إلى حروراء، وهو موضع قريب من الكوفة، كان أول مجتمعهم فيها، وهم أحد الخوارج الذين قاتلهم علي رضي الله عنه. (انظر: النهاية، مادة: حرر).

(3)

في (س): "عينيه"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما عند الملطي.

(4)

من (س).

(5)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(6)

قوله: "عاودني فصارعه فصرعه" من (ف)، ووقع في (س):"عاودني في أخرى فعاوده فصرعه"، وفي "التلخيص الحبير - ط. أضواء السلف" لابن حجر (6/ 3095) نقلًا عن عبد الرزاق:"عاودني في أخرى فصرعه"، وكذا أيضًا لفظه عند أبي الشيخ الأصبهاني من طريق عبد الرزاق به - كما في "الفروسية" لابن القيم (ص 200) -، فالله أعلم.

(7)

في (ف): "هذا"، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في المصدرين السابقين.

ص: 438

تَكَسَّرَتْ

(1)

، فَمَاذَا أَقُولُ لِلثَّالِثَةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا كُنَّا لِنَجْمَعَ عَلَيْكَ أَنْ

(2)

نَصْرَعَكَ وَنُغْرِمَكَ". خُذْ غَنَمَكَ.

‌254 - بَابٌ مَثَلُ هَذِهِ الْأمُّةِ وَغَيْرِهَا

(3)

° [21988] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مَرَّةً، فَرَكِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا كَأَنَّهُ مُقْرِفٌ

(4)

، فَرَكَضَهُ فِي آثَارِهِمْ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ:"وَجَدْنَاهُ بَحْرًا"

(5)

.

° [21989] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَمَثَلِ رَجُلٍ قَالَ: مَنْ أَسْتَأْجِرُهُ يَعْمَلُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ بِقِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتِ الْيَهُودُ

(6)

، ثُمَ قَالَ: مَنْ أَسْتَأْجِرُهُ يَعْمَلُ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ بِقِيرَاطِ؟ فَعَمِلَتِ النَّصَارَى، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَسْتَأْجِرُهُ يَعْمَلُ إِلَى اللَّيْلِ بِقِيرَاطَيْنِ، فَعَمِلْتُمْ أَنْتُمْ، فَلَكُمُ الْأَجْرُ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى: نَحْنُ أكثَرُ عَمَلًا وَأَقَلُّ أُجُورًا، فَقَالَ اللَّهُ: أَظَلَمْتُكُمْ مِنْ أُجُوركُمْ شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَإِنَّهُ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ".

(1)

كذا في (ف)، (س)، وفي المصدرين السابقين:"نشرْت".

(2)

ليس في (س)، والمثبت من (ف).

(3)

في (ف)، (س):"وغيره"، والمثبت هو الأليق بالسياق، ينظر أحاديث الباب [200/ ب].

° [21988][الإتحاف: حم 740].

(4)

في (س): "مقذف" وهو تحريف، والمثبت من (ف)، وينظر:"غريب الحديث" للخطابي (1/ 505)، و"أساس البلاغة" للزمخشري (2/ 72)، و"حاشية السندي على مسند أحمد"(7/ 321).

(5)

هكذا جاء هذا الحديث في (ف)، (س) تحت هذا الباب، وحقه أن يرد تحت الباب السابق، وقد سبق في باب الفتن برقم (21815)؛ فالله أعلم.

° [21989][الإتحاف: حم 10420].

(6)

قوله: "فعملت اليهود" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

ص: 439

‌255 - بَابُ الرَّجُلِ يَبْدَأُ بنَفْسِهِ فِي الْكتَابِ

[21990] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَرَأْتُ كِتَابًا: مِنَ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ إِلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ.

[21991] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي، مَنْ سَمِعَ ابْنَ سِيرِينَ، يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا كَتَبَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، كَتَبَ

(1)

: أَمَّا بَعْد، مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.

[21992] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، أَوْ غَيْرِهِ

(2)

، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ عُمَّالُ عُمَرَ إِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ بَدَءُوا بِأَنْفُسِهِمْ.

قَالَ: وَوَجَدَ زِيَادٌ كِتَابًا مِنَ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرَنٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ

(3)

عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ زِيَادٌ: مَا كَانَ هَؤُلَاءِ إِلَّا أَعْرَابًا.

قَالَ مَعْمَرٌ: وَكَانَ أَيُّوبُ رُبَّمَا بَدَأَ بِاسْمِ الرَّجُلِ قَبْلَه، إِذَا كَتَبَ إِلَيْهِ، وَكَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَرِيفًا.

[21993] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ

(4)

، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَأْمُرُ غِلْمَانَهُ إِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَبْدَءُوا بِأَنْفُسِهِمْ، وإِلَّا لَمْ أَرُدَّ عَلَيْكُمْ

(5)

جَوَابًا.

[21994] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَتَبَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: لِعَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ.

(1)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(2)

قوله: "أو غيره" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(3)

بعده في (ف)، (س):"بن" وهو سبق قلم، والمثبت من "شرح السنة" للبغوي (12/ 278) من طريق معمر، به.

(4)

قوله: "عن أيوب" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(5)

في (ف): "إليكم"، والمثبت من (س).

ص: 440

‌256 - بَابُ أزْواجِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- *

° [21995] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا:"هَذَا جِبْرِيلُ وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ"، فَقَالَتْ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه، تَرَى مَا لَا نَرَى.

° [21996] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم لِجِبْرِيلَ: "أَبْطَأْتَ عَنِّي حَتَّى اشْتَقْنَا إِلَيْكَ، فَقَالَ: وَنَحْنُ إِلَيْكَ أَشْوَق، فَإِذَا أَتَتْ

(1)

عَائِشَةُ فَأَقْرِئْهَا السَّلَامَ".

° [21997] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ".

° [21998] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أُرِيتُ لِخَدِيجَةَ بَيْتًا مِنْ قَصَبٍ

(2)

لَا صَخَبَ

(3)

فِيهِ، وَلَا نَصَبَ"، وَهُوَ قَصَبُ اللُّؤْلُؤِ.

° [21999] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَلَغَ صَفِيَّةَ أَنَّ حَفْصَةَ، قَالَتْ: بِنْتُ يَهُودِيٍّ، فَبَكَتْ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ لَهَا:"مَا شَأْنُكَ"؟ فَقَالَتْ: قَالَتْ لِي حَفْصَةُ إِنِّي بِنْتُ يَهُودِيٍّ، فَقَالَ

* [ف/201 أ].

° [21995][شيبة:26208، 32952].

* [س/ 377].

(1)

في (ف): "أتيت"، والمثبت من (س).

° [21997][الإتحاف: حب كم حم 1578].

(2)

القصب: لؤلؤ مجوف واسع. (انظر: النهاية، مادة: قصب).

(3)

الصخب: الضجة، واضطراب الأصوات للخصام. (انظر: النهاية، مادة: صخب).

° [21999][الإتحاف: حب حم 760].

ص: 441

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنكِ لَبِنْتُ نَبِيٍّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَبِمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟ " ثُمَّ قَالَ: "اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفْصَةُ".

° [22000] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَاكِيًا، وَعَنْدَهُ أَزْوَاجُه، فَقَالَتْ صَفِيَّةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوَدِدْتُ أَنَّ الَّذِي بِكَ بِي، قَالَ: فَتَغَامَزَ

(1)

بِهَا أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَعِبْتُنَّهَا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَصَادِقَةٌ".

° [22001] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم اسْتَعْذَرَ أَبَا بَكْرٍ مِنْ عَائِشَة، وَلَمْ يَخْشَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ يَنَالَهَا أَبُو بَكْرٍ بِالَّذِي نَالَهَا، قَالَ: فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ فَلَطَمَ فِي صَدْرِ عَائِشَةَ، فَوَجَدَ مِنْ ذَلِكَ

(2)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: "مَا أَنَا بِمُسْتَعْذِرِكَ

(3)

مِنْهَا بَعْدَ فَعْلَتِكَ هَذِهِ *".

° [22002] قال مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَعَا أَبَا بَكْرٍ فَاسْتَعْذَرَهُ مِنْ عَائِشَةَ، فَبَيْنَا هُمَا

(4)

عِنْدَه، قَالَتْ: إِنَّكَ لَتَقُولُ

(5)

: إِنَّكَ لَنَبِيٌّ، فَقَامَ إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ فَضَرَبَ خَدَّهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَهْ يَا أَبَا بَكْرٍ

(6)

، مَا لِهَذَا دَعَوْنَاكَ".

° [22003] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ: اجْتَمَعْنَ أَزْوَاجُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلْنَ فَاطِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنَ لَهَا: قُولِي لَهُ: إِنَّ نِسَاءَكَ قَدِ اجْتَمَعْنَ، وَهُنَّ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ، قَالَتْ: فَدَخَلْتُ عَلَى

(1)

في (س): "فتغامزن"، والمثبت من (ف).

(2)

قوله: "من ذلك" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(3)

في (س): "بمستعذر"، والمثبت من (ف).

* [ف/ 201 ب].

(4)

في (س): "هو"، والمثبت من (ف).

(5)

في (س): "تقول"، والمثبت من (ف).

(6)

قوله: "مه يا أبا بكر" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

° [22003][الإتحاف: حب حم 22161].

ص: 442

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مَعَ عَائِشَةَ فِي مِرْطِهَا، فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّ نِسَاءَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ وَهُنَّ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَتُحِبِّينَنِي"؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ:"فَأَحِبِّيهَا"، قَالَ: فَرَجَعَتْ إِلَيْهِنَّ

(1)

، فَأَخْبَرَتْهُنَّ مَا قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: فَقُلْنَ إِنَّكِ لَمْ تَصْنَعِي شَيْئًا، فَارْجِعِي إِلَيْهِ، قَالَتْ فَاطِمَةُ: وَاللهِ لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبَدًا - قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَتْ

(2)

بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَقًّا - فَأَرْسَلْنَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي

(3)

مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِن أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ وَهُنَّ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ، قَالَتْ: ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيَّ فَشَتَمَتْنِي، قَالَتْ: فَجَعَلْتُ أُرَاقِبُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وأَنْظُرُ طَرْفَه، هَلْ يَأْذَنُ لِي فِي أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهَا، قَالَتْ: فَلَمْ يَتَكَلَّمْ، فَشَتَمَتْنِي حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا يَكْرَهُ أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهَا، فَاسْتَقْبَلْتُهَا، فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ أَفْحَمْتُهَا

(4)

، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّهَا ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ"، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَلَمْ أَرَ امْرَأَةً خَيْرًا، وَأَكْثَرَ صَدَقَةً، وَأَوْصلَ لِلرَّحِمِ، وَأَبْذَلَ لِنَفْسِهَا فِي كُلِّ شَيءٍ يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ مِنْ زَيْنَبَ، مَا عَدَا سَوْرَةً

(5)

مِنْ غَرْبَةِ حَدٍّ

(6)

كَانَ فِيهَا يُوشِكُ مِنْهَا الْفَيْئَةُ.

[22004] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْوَلِيدِ بْنِ

(1)

في (ف): "إليهم"، والمثبت من (س).

(2)

في (س): "فكانت"، والمثبت من (ف).

(3)

تساميني: تعاليني وتفاخرني، وهو مفاعلة من السمو، أي: تطاولني في الحظوة عنده. (انظر: النهاية، مادة: سما).

(4)

الإفحام: السكوت. (انظر: اللسان، مادة: فحم).

(5)

السورة: هيجان الغضب وثورانه. (انظر: المشارق)(2/ 70).

(6)

قوله: "غربة حد" كذا في (ف)، (س)، وفي "مسند أحمد"(25813)، "مسند إسحاق"(868) كلاهما، عن عبد الرزاق:"غَرب حَد"، وفي "شرح السنة" للبغوي (3964) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق:"غَرب حِدة"، وينظر:"شرح صحيح مسلم " للنووي (15/ 206).

الحد: الحد والحدة سواء من الغضب. (انظر: النهاية، مادة: حدد).

ص: 443

عَبْدِ الْمَلِكِ، فَكَأَنَّهُ تَنَاوَلَ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَا أُحَدِّثُكَ * عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ كَانَ قَدْ أُوتيَ حِكْمَةً؟ قَالَ: مَنْ هُوَ؟ قُلْتُ: هُوَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيّ، وَسَمِعَ أَهْلَ الشَّامِ كَأَنَّهُمْ يَتَنَاوَلُونَ مِنْ عَائِشَةَ، فَقَالَ: أُخْبِرُكُمْ بِمَثَلِكُمْ وَمَثَلِ أُمِّكُمْ هَذِهِ، كَمَثَلِ عَيْنَيْنِ

(1)

فِي رَأْسِ يُؤْذِيَانِ صَاحِبَهُمَا، وَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُعَاقِبَهُمَا إِلَّا بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ لَهُمَا، قَالَ: فَسَكَتَ.

قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِيهِ أَبُو إِدْرِيس، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ.

‌257 - بَابُ الْقَوْلِ فِي السَّفَرِ

° [22005] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجَ مُسَافِرًا يَقُولُ: "اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ

(2)

، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ

(3)

، وَالْحَوْر بَعْدَ الْكَوْر

(4)

، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ".

قُلْنَا لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ: مَا الْحَوْرُ بَعْدَ الْكَوْرِ؟ قَالَ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا يَقُولُ: هُوَ الْكُنْتِيُّ

(5)

، قُلْنَا: وَمَا الْكُنْتِيُّ؟ قَالَ: هُوَ

(6)

الرَّجُلُ يَكُونُ صَالِحًا، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ فَيَكُونُ امْرَأَ سَوْءٍ.

* [ف/202 أ].

(1)

في (ف)، (س):"عينان"، والمثبت من "فضائل الصحابة" لأحمد (1630) عن عبد الرزاق، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (27/ 204) عن طريقه.

° [22005][شيبة: 30223، 34311].

* [س/ 378].

(2)

وعثاء السفر: شدته ومشقته. (انظر: النهاية، مادة: وعث).

(3)

كآبة المنقلب: أن يرجع من سفره بأمر يحزنه. (انظر: النهاية، مادة: كأب).

(4)

الحور بعد الكور: النقصان بعد الزيادة، وقيل: فساد أمورنا بعد صلاحها، وقيل: الرجوع عن الجماعة بعد أن كنا منهم، وأصله من نقض العمامة بعد لفها. (انظر: النهاية، مادة: حور).

(5)

في (ف)، (س):"الكنتا"، وكذا هو في الموضع التالي، والمثبت من "غريب الحديث" للخطابى (2/ 194) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به.

(6)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

ص: 444

[22006] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: سَافِرُوا تَصِحُّوا.

[22007] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ فَكَانَ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ رَفَعَ صَوْتَهُ فَقَالَ: سَمِعَ

(1)

سَامِعٌ بِحَمْدِ اللَّهِ وَنِعْمَتِهِ وَحُسْنِ بَلَائِهِ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ صَاحِبْنَا فَأَفْضِلْ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَائِذٌ بِكَ مِنْ جَهَنَّمَ.

[22008] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَرِهَ أَنْ يُسَافِرَ الرَّجُلُ وَحْدَه، وَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ مَاتَ مَنْ أَسْأَلُ عَنْهُ؟

‌258 - بَابُ مَوْتِ الْفُجَاءَةِ

(2)

[22009] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ يَبُولُ ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: إِنِّي لأَجِدُ فِي ظَهْرِي شَيْئًا، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ، فَنَاحَتْهُ الْجِنُّ، فَقَالُوا:

قَتَلْنَا سَيِّدَ الْخَزْ

رَجِ سَعْدَ بْنَ عُبَادَهْ

رَمَيْنَاهُ بِسَهْمَى

نِ فَلَمْ نُخْطِ فُؤَادَهْ

° [22010] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ أَصْحَابُ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّهِ

(3)

إِنَّهُ يَمْرَضُ الرَّجُلُ الَّذِي كُنَّا نَرَى أَنَّهُ صالِحٌ، فَيُشَدَّدُ

(4)

عَلَيْهِ عِنْدَ مَوْتِهِ، وَيَمْرَضُ الَّذِي كُنَّا لَا نَرَى فِيهِ خَيْرًا، فَيُهَوَّنُ عَلَيْهِ عَنْدَ مَوْتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(5)

:

[22007][شيبة: 35227].

(1)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

(2)

الفجأة والفجاءة: البغتة من غير تقدم سبب. (انظر: النهاية، مادة: فجأ).

(3)

قوله: "يا رسول الله" سقط من (ف)، (س)، واستدركناه مما سبق برقم (6983).

(4)

تصحف في (ف): "فيشد"، والمثبت من (س)، والموضع السابق ذكره.

(5)

قوله: "النبي صلى الله عليه وسلم" سقط من (ف)، (س)، واستدركناه من الموضع السابق ذكره.

ص: 445

"إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَبْقَى عَلَيْهِ مِنْ ذُنُوبِهِ شَيءٌ

(1)

عِنْدَ مَوْتِهِ

(2)

، فَيُشَدَّدُ

(3)

عَلَيْهِ بِهَا لِأَنْ يَلْقَى اللَّهَ لَا ذَنْبَ لَه، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ تَبْقَى مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيءٌ فَيُهَوُّنُ عَلَيْهِ

(4)

، لِأَنْ يَلْقَى اللَّهَ وَلَا حَسَنَةَ لَهُ".

‌259 - بَابُ مَثَلِ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ

° [22011] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أَحْسَبُهُ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الْأُتْرُجَّةِ

(5)

، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا

(6)

، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانِ، رِيحُهُ طَيِّبٌ وَلَيْسَ لَهُ طَعْمٌ

(7)

، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ، رِيحُهَا مُنْتِنٌ وَطَعْمُهَا مُنْتِنٌ".

° [22012] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ يَزْدَوَيْهِ، عَنْ يَعْفُرَ بْنِ

(1)

سقط من (ف)، (س)، واستدركناه من الموضع السابق ذكره. [ف/ 202 ب].

(2)

قوله: "عند موته" ليس في (س)، وأثبتناه من (ف)، وترك مكانه بياضًا بمقدار كلمة، ورقم عليه بعلامة، وأعاد العلامة في الحاشية، ولم يكتب شيئًا.

(3)

في (ف): "فيشتد"، والمثبت من (س)، وهو الموافق للموضع السابق ذكره.

(4)

قوله: "لأن يلقى الله لا ذنب له، وإن المنافق تبقى من حسناته شيء فيهون عليه" سقط من (ف)، (س)، واستدركناه من الموضع السابق ذكره.

° [22011][الإتحاف: مي عه حب حم 12185][شيبة: 30798].

(5)

الأترجة والأترنجة: شجر حمضيّ ناعم الأغصان والورق والثمر، وهو حامض كالليمون، ذهبيّ اللون ذكيّ الرائحة؛ يُصنَع من ثمره نوع من الحلوى. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: أترجج).

(6)

قوله: "ولا ريح لها" أثبتناه من (س)، وكان في (ف) كذلك، وكأنه ضرب عليه، وكتب في الحاشية:"وليس لها ريح"، وصحح عليه.

(7)

قوله: "ريحه طيب وليس له طعم" وقع في (س): "ريحها طيب وليس لها طعم"، والمثبت من (ف).

ص: 446

رُوذِيٍّ

(1)

، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ وَهُوَ يَقُصُّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ الرَّابِضَةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ"، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَيْلَكُمْ لَا تَكْذِبُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(2)

"مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ الْيَاعِرَةِ

(3)

بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ

(4)

".

° [22013] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَامِ، وَتَمَسَّكُوا بِحِلْفِ الْجَاهِلِيَّةِ".

° [22014] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَسُبُّ أَحَدُكُمُ الدَّهْرَ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْر، وَلَا يَقُولُ أَحَدُكُمُ لِلْعِنَبِ: الْكَرْمَ، فَإِنَّ الْكَرْمَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ".

° [22015] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَيُّوب، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

مِثْلَهُ

(5)

.

(1)

قوله: "يعفر بن روذي" تحرف في (س) إلى: "يعقوب بن وردي"، والمثبت من (ف).

(2)

قوله: "إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" ليس في (ف)، (س)، وأثبتناه من "المعجم الكبير" للطبراني (13/ 337)، و"غريب الحديث" للخطابي (1/ 481) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق.

(3)

كذا في (ف)، (س)، و"المعجم الكبير" للطبراني (13/ 337) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، قال الخطابي في "غريب الحديث" (1/ 481):"رواه يعفر بن زوذي - كذا بالزاي - عن ابن عمر، فقال: "الياعرة" مكان: "العائرة". أخبرناه ابن هاشم، حدثنا الدبري، عن عبد الرزاق

فذكره. و"الياعرة" من اليَعَار، وهو صوتها". اهـ. وقال ابن الأثير في "النهاية" (مادة: يعر): "حديث ابن عمر: "مثل المنافق كالشاة الياعرة بين الغنمين" هكذا جاء في "مسند أحمد"، فيحتمل أن يكون من اليَعار: الصوت، ويحتمل أن يكون من المقلوب؛ لأن الرواية: "العائرة" وهي التي تذهب كذا وكذا". اهـ.

والحديث في "مسند أحمد"(5714)، "التمييز" لمسلم (ص 45) عن محمد بن رافع، "الكفاية" للخطيب البغدادي (ص 173) من طريق الطبراني، عن الدبري، ثلاثتهم (أحمد، وابن رافع، والدبري) عن عبد الرزاق، به، بلفظ:"العاثرة"، والله أعلم.

(4)

في (ف): "النعمين"، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في المصادر السابقة.

° [22014][الإتحاف: عه حم 19835، حم 19894].

(5)

من (س).

ص: 447

[22016] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قَالَ اللَّهُ: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَقُولُ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ، فَلَا يَقُولَنَّ

(1)

أَحَدُكُمْ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ، فَإِنِّي أَنَا الدَّهْرُ أُقَلِّبُ

(2)

لَيْلَهُ وَنَهَاره، فَإِذا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا".

‌260 - بَابُ الْغَمَرِ وَالْفَخْرِ بِأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ

° [22017] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَامَ

(3)

وَفي يَدِهِ رِيحُ غَمَرٍ فَأَصَابَهُ شَيءٌ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ".

° [22018] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ قَالَ *: وَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ رَجُلٍ رِيحَ غَمَرٍ، فَقَالَ:"هَلَّا غَسَلْتَ مِنْهُ يَدَكَ".

° [22019] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ

(4)

، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَفْخَرُوا بِآبَائِكُمُ الَّذِينَ هَلَكُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَوَاللهِ لَلْجُعَلُ يُدَهْدِهُ

(5)

الْخَرْءَ عِنْدَ مَنْخَرِهِ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَمَثَلُ ذَلِكَ كَمَثَلِ مَلِكٍ ابْتَنَى دَارًا، وَصَنَعَ طَعَامًا، وَجَعَلَ

(6)

يَدْعُو النَّاسَ إِلَى طَعَامِهِ، فَبَعَثَ اللَّهُ

(7)

مَلَكًا عَلَيْهِ ثِيَابٌ رَبَّةٌ، فَدَخَلَ فَجَعَلُوا يَدْفَعُونَه،

[22016][الإتحاف: عه حب كم حم 18697].

(1)

في (س): "يقول"، والمثبت من (ف).

(2)

كأنه في (ف): "أقلبه"، والمثبت من (س).

° [22017][شيبة: 26740].

(3)

في (س): "قام" وهو تصحيف، وفي بعض الراويات:"بات"، والمثبت من (ت).

* [ف/203 أ].

(4)

بعده في (س): "عن عبد الكريم الجزري"، وهو وهم ناسخ، والمثبت من (ف).

(5)

الدهدهة: الدحرجة. (انظر: النهاية، مادة: دهدأ).

(6)

في (س): "فجعل"، والمثبت من (ف).

(7)

لفظ الجلالة ليس في (ف)، (س)؛ فأثبتناه ليستقيم السياق، ويؤيده ما في "المعجم الأوسط" للطبراني (7107)، من طريق أيوب به، بنحوه.

ص: 448

يَقُولُونَ لَهُ: اخْرُجْ، فَقَالَ: ألَيْسَ إِنَّمَا صَنَعْتُمْ طَعَامَكُمْ هَذَا ليَأْكُلَهُ الناسُ؟ قَالُوا: بَلَى، وَلَكِن مِثْلَكَ لَا يَأْكُلُه، إِنَّمَا يَأْكُلُ طَعَامَ الْمَلِكِ الْأَبْرَارُ"، قَالَ: "فَخَرَجَ، ثُمَّ رَجَعَ وَعَلَيْهِ هَيْئَةٌ حَسَنَةٌ فَمَرَّ بِهِمْ، وَلَمْ يَدْخُلْ، فَاشْتَدُّوا إِلَيْهِ"، أَوْ قَالَ: "ابْتَدَرُوا إِلَيْهِ يَدْعُونَهُ فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَ مَعَهُمْ، فَقَالُوا: إِنَّكَ إِنْ

(1)

لَمْ تَأْتِ مَعَنَا ضَرَبَنَا الْمَلِكُ إِنْ أُخْبِرَ أَنَّكَ مَرَرْتَ هَاهُنَا"، قَالَ: "فَجَعَلَ يَغْمِسُ ثِيَابَهُ فِي الطَّعَامِ، فَذَلِكَ مَثَلُهُمْ".

[22020] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ قَالَا: كَانَ بَيْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ شَيء

(1)

، فَقَالَ سَعْدٌ وَهُمْ فِي مَجْلِسٍ: انْتَسِبْ يَا فُلَان، فَانْتَسَبَ، ثُمَّ قَالَ لِلْآخَرِ، ثُمَّ لِلْآخَرِ، حَتَّى بَلَغَ سَلْمَانَ، فَقَالَ: انْتَسِبْ يَا سَلْمَان، قَالَ: مَا أَعْرِفُ لِي أَنا فِي الْإِسْلَامِ، وَلكنِّي سَلْمَانُ ابْنُ الْإِسْلَامِ، فَنُمِيَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ لِسَعْدٍ وَلَقِيَهُ: انْتَسِبْ يَا سَعْد، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ

(2)

اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: وَكَأَنَّهُ عَرَفَ، فَأَبَى أَنْ يَدَعَهُ حَتَّى انْتَسَبَ، ثُمَّ

(3)

قالَ لِلْآخَرِ، حَتَّى بَلَغَ سَلْمَانَ، فَقَالَ: انْتَسِبْ يَا سَلْمَان، فَقَالَ: أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ بِالْإِسْلَامِ، فَأَنَا سَلْمَانُ ابْنُ الْإِسْلَامِ، قَالَ

(4)

عُمَرُ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ الْخَطَّابَ كَانَ أَعَزَّهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَنَا عُمَرُ ابْنُ الْإِسْلَامِ أَخُو سَلْمَانَ فِي الْإِسْلَامِ، أَمَا وَاللَّهِ

(5)

لَوْلَا لَعَاقَبْتُكَ

(6)

عُقُوبَةً يَسْمَعُ بِهَا أَهْلُ الْأَمْصَارِ، أَمَا عَلِمْتَ - أَوْ: مَا سَمِعْتَ - أَن رَجُلًا

(1)

سقط من (س)، والمثبت من (ف).

* [س/ 379].

(2)

تصحف في (ف)، (س):"أشهدك"، والمثبت من "شعب الإيمان"(5131) من طريق الدبري، عن المصنف، به.

(3)

ليس في (ف)، (س)، وأثبتناه من المصدر السابق.

(4)

في (س): "فقال"، والمثبت من (ف).

(5)

قوله: "أما والله" ليس في (س)، ومكانه بياض بمقدار كلمتين، والمثبت من (ف).

(6)

قوله: "لولا لعاقبتك" كذا في (ف)، (س)، وكذا هو عند البيهقي في "الشعب"(5131)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(21/ 425) كلاهما من طريق الدبري، عن المصنف، به، وفي "سير =

ص: 449

انْتَمَى إِلَى تِسْعَةِ آبَاءٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَكَانَ عَاشِرَهُمْ فِي النَّارِ، وَانْتَمَى رَجُلٌ إِلَى رَجُلٍ فِي الْإِسْلَامِ، وَتَرَكَ مَا فَوْقَ ذَلِكَ، فَكَانَ مَعَهُ فِي الْجَنَّةِ.

‌261 - بَابُ التَّلَقِّي

[22021] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ الْأَنْصَارَ * تَلَقَّتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ.

° [22022] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْن وَاثِلَةَ أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ تَلَقَّى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ إِلَى عُسْفَانَ

(1)

، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ

(2)

عَلَى أَهْلِ الْوَادِي؟ يَعْنِي: أَهْلَ مَكَّةَ، قَالَ: ابْنُ أَبْزَى، قَالَ: مَنِ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ مَوَالِيَّ، قَالَ: اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلَى؟ قَالَ: إِنَّه قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِن اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْقُرْآنِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ".

‌262 - بَابُ الْمسْتَشَارِ أمينٌ

(3)

° [22023] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِهِمْ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْطَلَقَ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يَلْتَمِسُه، فَلَمْ يَجِدْه، فَجَلَسَ حَتَّى جَاءَ الرَّجُلُ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وضَعَ فِي وَسَطِهِ حَبْلًا، ثُمَّ ارْتَقَى نَخْلَةً

= أعلام النبلاء" (1/ 544) معلقًا عن معمر عن قتادة - وحده -: "لولا شيء لعاقبتك"، وينظر حواشي "تاريخ دمشق"، و"مختصره" لابن منظور (10/ 45)، والله أعلم.

* [ف/203 ب].

° [22022][الإتحاف: مي عه حب حم 15446].

(1)

عسفان: بلد على مسافة ثمانين كيلو مترًا من مكة شمالًا على طريق المدينة. (انظر: المعالم الأثيرة)(ص 191).

(2)

الاستخلاف: اتخاذ الخليفة. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: خلف).

(3)

من (س).

ص: 450

لَهُ فَقَطَعَ مِنْهَا عَذْقًا، فَقَرَّبَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ دَخَلَ غَنَمَهُ فَأَخَذَ شَاةً لِيَذْبَحَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اجْتَنِبِ الدَّرَّ

(1)

"، قَالَ: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ نَزَعَ: "إِذَا جَاءَنَا سَبْيٌ فَأْتِنَا"، قَالَ: فَجَاءَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم سَبْيٌ، فَقَسَمَهُ بَيْنَ النَّاسِ حَتَّى لَمْ يَبْقَ عِنْدَهُ إِلَّا عَبْدَانِ، فَجَاءَ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اخْتَرْ أَيَّهُمَا شِئْتَ"، قَالَ: بَلْ أَنْتَ، فَخِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَمَسَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى مَرَّتَيْنِ، وَهُوَ يَقُولُ: "الْمُسْتَشَارُ أَمِينٌ، الْمُسْتَشَارُ أَمِينٌ، خُذْ هَذَا - لِأَحَدِهِمَا -؛ فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ يُصَلِّي".

[22024] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ مَجْلِسُ عُمَرَ مُغْتَصًّا مِنَ الْقُرَّاءِ شَبَابًا كَانُوا أَوْ كُهُولًا، فَرُبَّمَا اسْتَشَارَهُمْ فَيَقُولُ: لَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ

(2)

حَدَاثَةُ سِنِّهِ أَنْ يُشِيرَ بِرَأْيِهِ، فَإِنَّ الْعِلْمَ لَيْسَ عَلَى حَدَاثَةِ السِّنِّ وَلَا قِدَمِهِ، وَلكنَّ اللَّهَ يَضَعُهُ حَيْثُ شَاءَ، قَالَ: وَكَانَ يُجَالِسُهُ ابْنُ أَخٍ لِعُيَيْنَةَ بْنِ حِصنٍ، قَالَ: فَجَاءَ عُيَيْنَةُ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا تَقُولُ الْعَدْلَ، وَلَا تُعْطِي الْجَزْلَ

(3)

، قَالَ: فَهَمَّ عُمَرُ بِهِ، فَقَالَ ابْنُ أَخِيهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} * [الأعراف: 199]، وإِنَّ هَذَا مِنَ الْجَاهِلِينَ، قَالَ: فَتَرَكَهُ عُمَر، فَلَمَّا وَلِيَ عُثْمَانُ جَاءَهُ عُيَيْنَة، فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ أَعْطَانَا فَأَغْنَانَا، وَأَخْشَانَا

(4)

فَأَتْقَانَا.

(1)

الدر: اللبن. (انظر: النهاية، مادة: درر).

(2)

في (ف)، (س):"أحد منكم"، والمثبت من "جامع بيان العلم وفضله"(1070) نقلًا عن المصنف، به، وكذا هو عند ابن الأزرق الغرناطي في "بدائع السلك في طبائع الملك"(ص 313) عن الزهري، به.

(3)

الجزل: العطاء الكثير. (انظر: النهاية، مادة: جزل).

* [ف/204 أ].

(4)

ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من "الطبقات الكبرى - متمم الصحابة، الطبقة الرابعة" لابن سعد (ص 563)، "المعارف" لابن قتيبة (ص 304)، "أنساب الأشراف" للبلاذري (10/ 332)، "العقد الفريد" لابن عبد ربه (5/ 23)، "المؤتلف والمختلف" للدارقطني (3/ 1602)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (3/ 1250)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (2/ 190).

ص: 451

‌263 - بَابُ تَقْبِيلِ الرَّأْسِ وَالْيَدِ وَغَيْرِ ذَلِكَ

[22025] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَوْلَا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَبَّلَ رَأْسَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَرَأَيْتُ أَنَّهَا مِنْ أَخْلَاقِ الْجَاهِلِيةِ.

[22026] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَشَفَ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ

(1)

فَقَبَّلَهُ.

[22027] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: نِعِمَّا لِلْعَبْدِ أَنْ تَكُونَ غَفْلَتُهُ

(2)

فِيمَا أَحَلُّ اللهُ لَهُ.

° [22028] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ حِطَّانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ طَلْقٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ

(3)

: "إِذَا فَسَا أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضُّأْ، وَلَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَسْتَاهِهَا، إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ"

(4)

.

[22029] لعبد الرزاق: وَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مَاحَانَ

(5)

، قَالَ: رَأَيْتُ الثَّوْريَّ وَمَعْمَرًا حِينَ الْتَقَيَا احْتَضَنَا، وَقَبَّلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ.

[22026][الإتحاف: حب كم حم 9285].

(1)

الإكباب: الإقبال واللزوم. (انظر: القاموس، مادة: كبب).

(2)

في (ف): "عفلته"، وفي (س):"عقلته"، ولا معنى لهذا ولا ذاك، والمثبت هو الأشبه بالصواب، والغفلة هنا بمعنى اللهو، وقد تقدم برقم (21335).

° [22028][الإتحاف: حم 14920][شيبة: 17069].

(3)

ليس في (س)، والمثبت من (ف).

(4)

تقدم برقم (548).

(5)

كذا في الأصل، وفي (س):"ملحان"، ولا ندري أيهما الصواب، والظاهر أن كلاهما تحريف، لكن لا ندري ما صوابه، فإن كان سليمان بن داود هو: الطيالسي، فهو: سليمان بن داود بن الجارود، وقد نقل هذا الأثر ابن بطال في "شرح صحيح البخاري" (9/ 48) فاقتصر على قوله:"سليمان بن داود"، فالله أعلم.

ص: 452

‌264 - بَابُ إِتْيَانِ الْمَرْأةِ فِي دُبُرِهَا

° [22030] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَخْلَدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

[22031] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الَّذِي يَأْتي امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا، فَقَالَ: هَذَا يَسْأَلُنِي

(1)

عَنِ الْكُفْرِ.

[22032] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ عِكْرِمَةَ يُحَدِّث، أَن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ضَرَبَ رَجُلًا فِي مِثْلِ ذَلِكَ.

[22033] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ الْمُسَيَّبِ وَأَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ ذَلِكَ، فَكَرِهَاه، وَنَهَيَانِي عَنْهُ.

[22034] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو قَالَ: هِيَ اللُّوطِيَّةُ * الصُّغْرَى.

[22035] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: وَهَلْ يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلَّا كَافِرٌ؟!

[22036] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَتَى ذَلِكَ فَقَدْ كَفَرَ.

° [22030][الإتحاف: مي طح حم 17930][شيبة: 17079].

* [س/ 380].

(1)

في (ف): "يسائلني"، وفي (س):"يسأل"، والمثبت من "شعب الإيمان" للبيهقي (4993) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به.

[22034][شيبة: 17072].

* [ف / 204 ب].

[22035][شيبة: 17074].

[22036][شيبة: 17076].

ص: 453

° [22037] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ أَرَادُوا أَنْ يَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ فِي فُرُوجِهِنَّ، فَأَنْكَرْنَ ذَلِكَ، فَجِئْنَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَذَكَرْنَ لَهَا ذَلِكَ، فَسَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:" {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} "[البقرة: 223]، سِمَامًا

(1)

وَاحِدًا".

‌265 - بَابُ رَفْعِ الْحَجَرِ وَنِفَارِ الدَّابَّةِ

[22038] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرَّ ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ بِقَوْمٍ يَرْفَعُونَ حَجَرًا، فَقَالَ: مَا شَأْنُهُمْ؟ فَقِيلَ لَهُ: يَرْفَعُونَ حَجَرًا يَنْظُرُونَ أَيُّهُمْ أَقْوَى، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: عُمَّالُ اللَّهِ أَقْوَى مِنْ هَؤُلَاءِ.

° [22039] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ بَغْلَةً فَنَفَرَتْ بِهِ، فَقَالَ لِرَجُلٍ:"امْسَحْهَا وَاقْرَأْ عَلَيْهَا: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ".

‌266 - بَابُ مَقْتَلِ عُثْمَانَ

[22040] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ سَلَامٍ يَدْخُلُ عَلَى رُءُوسِ قُرَيْشٍ قَبْلَ أَنْ يَأْتى أَهْلُ مِصْرَ، فَيقُولُ لَهُمْ: لَا تَقْتُلُوا هَذَا الرَّجُلَ يَعْنِي عُثْمَانَ، فَيقُولُونَ وَاللَّهِ مَا نُرِيدُ قَتْلَه، قَالَ أَفْلَحُ: فَخَرَجَ وَهُوَ مُتَّكِيءٌ عَلَى يَدَيَّ، فَيَقُولُ: وَاللَّهِ لَتَقْتُلُنَّهُ

(2)

، قَالَ: وَقَالَ لَهُمُ ابْنُ سَلَامٍ حِينَ حُصِرَ

(3)

: اتْرُكُوا هَذَا الرَّجُلَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَوَاللَّهِ لَئِنْ تَرَكْتُمُوهُ لَيَمُوتَنَّ إِلَيْهَا، فَأَبَوْا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَيَّامٍ، فَقَالَ: اتْرُكُوهُ خَمْسَ عَشْرَةَ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ تَرَكْتُمُوهُ لَيَمُوتَنَّ إِلَيْهَا.

(1)

السمام: أي مأتى واحدا، وهو من سمام الإبرة: ثقبها. (انظر: النهاية، مادة: سمم).

(2)

في (س): "ليقتلنه"، والمثبت من (ف).

(3)

الحصر: المنع والحبس. (انظر: النهاية، مادة: حصر).

ص: 454

[22041] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: قَالَ لَهُمُ ابْنُ سَلَامٍ: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَمْ تَزَلْ مُحِيطَةً بِمَدِينَتِكُمْ هَذِهِ مُنْذُ قَدِمَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حتَّى الْيَوْمَ *، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ لَيَذْهَبُنَّ، ثُمَّ لَا يَعُودُوا أَبَدًا، فَوَاللَّهِ لَا يَقْتُلُهُ رَجُلٌ مِنْكُمْ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ أَجْذَمَ لَا يَدَ لَه، وَإِن سَيْفَ اللَّهِ لَمْ يَزَلْ مَغْمُودًا

(1)

عَنْكُمْ، وإنَّكُمْ وَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ لَيَسُلَنَّهُ اللَّه، ثُمَّ لَا يَغْمِدُهُ عَنْكُمْ، إِمَّا قَالَ: أَبَدًا، وإِمَّا قَالَ: إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَا قُتِلَ نَبِيٌّ قَطُّ إِلَّا قُتِلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفًا، وَلَا خَلِيفَة إِلَّا قُتِلَ بِهِ خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ أَلْفًا قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعُوا، وَذَكَرَ أَنَّهُ قُتِلَ عَلَى دَمِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا سَبْعُونَ أَلْفًا.

[22042] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ ابْنَ سِيرِينَ، يَقُولُ: بَعَثَ عُثْمَانُ سَلِيطَ بْنَ سَلِيطٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ فَقَالَ: اذْهَبَا إِلَى ابْنِ سَلَامٍ فَتَنَكَّرَا لَهُ كَأَنَّكُمَا أَتَاوِيَّانِ، فَقُولَا لَهُ: إِنَّهُ كَانَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ مَا قَدْ تَرَى، فَبِمَ تَأْمُرُنَا

(2)

؟ فَأَتَيَا ابْنَ سَلَامٍ فَقَالَا لَهُ نَحْوَ مَقَالَتِهِ، فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا: أَنْتَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، وَقَالَ لِلْآخَرِ: أَنْتَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، بَعَثَكُمَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَقْرِئَاهُ

(3)

السَّلَامَ، وَأَخْبِرَاهُ أَنَّهُ مَقْتُولٌ، فَلْيَكُفَّ، فَإِنَّهُ أَقْوَى لِحُجَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ، فَأَتَيَاه، فَأَخْبَرَاه، فَقَالَ عُثْمَانُ: عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ لَا يُقَاتِلُ مَعِي مِنْكُمْ أَحَدٌ، فَقَالَ مَرْوَانُ: وَأَنَا أَعْزِمُ عَلَى نَفْسِي لأُقَاتِلَنَّ، فَقَاتَلَ فَضرِبَ عَلَى عُنُقِهِ، فَلَمْ يَزَلْ مُلْقِيًا ذَقَنَهُ عَلَى صَدْرِهِ حَتَّى مَاتَ.

[22043] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ سَلَامٍ: لَئِنْ كَانَ قَتْلُ عُثْمَانَ هُدًى لَتَحْلِبُنَّ لَبَنَا، وَلَئِنْ كَانَ قَتْلُ عُثْمَانَ ضَلَالَةً لَتَحْلِبُنَّ دَمًا، قَالَ:

* [ف/205 أ].

(1)

المغمود: الموضوع في غمده، وهو غلافه. (انظر: النهاية، مادة: غمد).

(2)

بعده في (س): "فمرنا"، والمثبت من (ف)، وينظر المصدر الآتي.

(3)

في (ف)، (س):"فأقرئا عليه"، والتصويب من "الشريعة" للآجري (1440)، من طريق عبد الرزاق، به.

ص: 455

وَقَالَ حُذَيْفَةُ: طَارَتِ الْقُلُوبُ مَطَارَهَا، ثَكِلَتْ كُلَّ شُجَاعٍ بَطَلٍ مِنَ الْعَرَبِ أُمُّهُ الْيَوْمَ، وَاللَّهِ لَا يَأْتِيكُمْ بَعْدَهُ

(1)

إِلَّا أَصْغَر، أَبْتَرُ الْآخِرِ، شَرٌّ.

[22044] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ

(2)

الْمَكِّيّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو قَتَادَةَ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَاسْتَأْذَنَّاهُ فِي الْحَجِّ، فَأَذِنَ لَنَا، فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ حَضَرَ مِنْ أَمْرِ هَؤُلَاءِ مَا قَدْ تَرَى، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ، قُلْنَا: فَإِنَّا نَخَافُ * أَنْ تَكُونَ الْجَمَاعَةُ مَعَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَكَ، قَالَ: الْزَمُوا الْجَمَاعَةَ حَيْثُ كَانَتْ، قَالَ: فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ، فَلَقِيتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ دَاخِلًا عَلَيْهِ، فَرَجَعْنَا مَعَهُ لِنَسْمَعَ مَا يَقُول، قَالَ: أَنَا هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ *، فَأْمُرْنِي بِأَمْرِكَ، قَالَ: اجْلِسْ يَا ابْنَ أَخِي حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ، فَإِنَّهُ لَا حَاجَةَ لِي فِي الدُّنْيَا، أَوْ قَالَ: فِي الْقِتَالِ.

[22045] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ أَنَا وَعُبَيْدُ

(3)

اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، فَذَكَرَتْ عُثْمَانَ، فَقَالَتْ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ نِسْيًا مَنْسِيًّا، وَاللَّهِ مَا انْتَهَكْتُ مِنْ عُثْمَانَ شَيْئًا إِلَّا قَدِ انْتُهِكَ مِنِّي مِثْلُه، حَتَّى لَوْ أَحْبَبْتُ قَتْلَهُ لَقُتِلْت، ثُمَّ قَالَتْ: يَا عُبَيْدَ

(4)

اللَّهِ بْنَ عَدِيٍّ، لَا يَغُرَّنَّكَ أَحَدٌ بَعْدَ النَّفَرِ الَّذِينَ تَعْلَم، فَوَاللهِ مَا احْتُقِرَتْ أَعْمَالُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى نَجَمَ

(5)

الْقُرَّاءُ

(1)

في (ف)، (س):"بعد بعده هذه"، والتصويب من "تاريخ المدينة" لابن شبة (4/ 1249) من طريق قتادة، عن حذيفة

بُنحوه. وينظر أيضا: "الإمامة والرد على الرافضة" لأبي نعيم (1/ 325).

(2)

في (ف)، (س):"سلام"، والتصويب من "تاريخ دمشق"(39/ 903)، من وجه آخر عن أبان، به.

* [س/ 381].

* [ف /205 ب].

(3)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"عبد"، والتصويب من "الزهد" لأبي داود (318) من طريق معمر وغيره، عن الزهري، به.

(4)

في (ف): "عبد"، والتصويب من (س).

(5)

تصحف في (ف) إلى: "حم"، وفي (س) إلى:"لم"، والتصويب من المصدر السابق.

ص: 456

الَّذِينَ طَعَنُوا عَلَى عُثْمَانَ، فَقَرَءُوا قِرَاءَةً لَا نَقْرَأُ

(1)

مِثْلَهَا، وَصَلَّوْا صَلَاةَ لَا نُصَلِّي

(2)

مِثْلَهَا، وَصَامُوا صِيَامًا لَا نَصُومُ

(3)

مِثْلَه، وَقَالُوا قَوْلًا لَا نُحْسِنُ أَنْ نَقُولَ

(4)

مِثْلَه، فَلَمَّا تَدَبَّرْتُ الصَّنِيعَ

(5)

إِذَنْ هُمْ وَاللَّهِ

(6)

مَا يُقَارِبُونَ أَصْحَابَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا سَمِعْتَ حُسْنَ قَوْلِ امْرِئٍ فَقُلِ:{اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤمِنُونَ} [التوبة: 105]، وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ أَحَدٌ.

[22046] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ، كَانَ عَلَى صَنْعَاءَ، فَلَمَّا جَاءَهُ

(7)

قَتْلُ عُثْمَانَ خَطَبَ فَبَكَى بُكَاءً شَدِيدًا، فَلَمَّا أَفَاقَ وَاسْتَفَاقَ، قَالَ: الْيَوْمَ انْتُزِعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَصَارَتْ مُلْكًا وَجَبْرِيَّةً، مَنْ أَخَذَ شَيْئًا غَلَبَ عَلَيْهِ.

[22047] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ، قَالَ: كُنَّا عَنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ يَوْمًا، فَقَالَ: وَاللَّهِ، لأُحَدِّثَنَّكُمْ بِحَدِيثٍ مَا هُوَ بِسِرٍّ وَلَا عَلَانِيَةٍ، مَا هُوَ بِسِرٍّ فَأَكْتُمُكُمُوه، وَلَا عَلَانِيَةٍ فَأَخْطُبُ بِهِ، وإِنَّهُ لَمَّا وُثِبَ عَلَى عُثْمَانَ فَقُتِلَ، قُلْتُ لاِبْنِ أَبِي طَالِبٍ: اجْتَنِبْ هَذَا الْأَمْرَ فَسَتُكْفَاه، فَعَصَانِي، وَمَا أُرَاهُ يَظْفَر، وَايْمُ اللَّهِ، لَيظْهَرَنَّ عَلَيْكُمُ ابْنُ أَبِي سُفْيَانَ؟ لِأَنَّ اللهَ قَالَ:{وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَد جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطانًا} [الإسراء: 33]، وَايْمُ اللَّهِ، لَتَسِيرَنَّ فِيكُمْ قُرَيْشٌ بِسِيرَةِ فَارِسَ

(1)

في (س): "يُقرَأ"، والمثبت من (ف).

(2)

في (س): "يُصلى"، والمثبت من (ف).

(3)

اضطرب في كتابته في (ف)، وفي (س):"يُصام"، والمثبت من المصدر السابق.

(4)

قوله: "لا نحسن أن نقول"، وقع في (س):"لا يحسن أن يقول"، والمثبت من (ف).

(5)

في (ف)، (س):"الصنع"، والمثبت من المصدر السابق.

(6)

قوله: "هم والله"، ليس في (ف)، (س)، والمثبت من "خلق أفعال العباد" للبخاري (1/ 56)، من وجه آخر، عن ابن شهاب، به.

[22046][شيبة: 38244،32692،31190].

(7)

في (س): "جاء"، والمثبت من (ف).

ص: 457

وَالرُّومِ، قَالَ: قُلْنَا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِنْ أَدْرَكْنَا ذَلِكَ؟ قَالَ: مَنْ أَخَذَ مِنْكُمْ بِمَا يَعْرِفُ نَجَا، وَمَنْ تَرَكَ - وَأَنْتُمْ تَارِكُونَ - كَانَ كَبَعْضِ هَذِهِ الْقُرُونِ الَّتِي هَلَكَتْ.

[22048] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ *: أَن مَالِكًا الْأَشْتَرَ دَخَلَ عَلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَنْكَرُوا بَعْضَ الْأَمْرِ، وَقَالُوا: مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالْبَارِحَةِ، عَتِبْنَا

(1)

أَمْرًا، فَنَحْنُ فِي مِثْلِهِ، قَالَ: وَعِنْدَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا غُلَام، ائْتِنِي بِالْجَامِعَةِ وَالسَّيْفِ، قَالَ: فَقَامَ الْحَسَنُ وَابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، نَنْشُدُكَ اللهَ، فَلَمْ يَزَالَا يُكَلِّمَانِهِ حَتَّى تَرَكَ، وَقَالَ لَهُ: انْطَلِقْ، فَخَرَجَ سَرِيعًا، فَهَبَطَ عَلَى دَرَجَةِ الْبَيْتِ خَائِفًا، فَقَالَ عَلِيٌّ حِينَ ذَهَبَ: إِنَّهُ فَرَقَنَا فَفَرَقْنَاه، فَأَيُّنَا كَانَ أَشَدَّ فَرَقًا لِصَاحِبِهِ؟!

[22049] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عَلِيٍّ فَكَانَ إِذَا شَهِدَ مَشْهَدًا، أَوْ أَشْرَفَ عَلَى أكَمَةٍ أَوْ هَبَطَ وَادِيًا، قَالَ: صَدَقَ اللَهُ وَرَسُولُه، فَقُلْتُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي يَشْكُرَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى نَسْأَلَهُ عَنْ قَوْلِهِ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُه، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ، فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، رَأَيْنَاكَ إِذَا شَهِدْتَ مَشْهَدًا، أَوْ هَبَطْتَ وَادِيًا، أَوْ أَشْرَفْتَ عَلَى أَكَمَةٍ، قُلْتَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُه، فَهَلْ عَهِدَ إِلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا فِي ذَلِكَ

(2)

؟ قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنَّا، وَأَلْحَفْنَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: وَاللَّهِ، مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَهْدًا

(3)

إِلَّا شَيْئًا عَهِدَهُ إِلَى النَّاسِ، وَلكن النَّاسَ وَقَعُوا عَلَى عُثْمَانَ فَقَتَلُوه، فَكَانَ غَيْرِي فِيهِ أَسْوَأَ حَالًا وَفِعَالًا مِنِّي، ثُمَّ رَأَيْتُ أَنَّني أَحَقَّهُمْ لِهَذَا الْأَمْرِ فَوَثَبْتُ عَلَيْهِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ أَصبْنَا أَمْ أَخْطَأْنَا.

* [ف/ 206 أ].

(1)

في (س): "عبنا"، والمثبت من (ف).

[22049][الإتحاف: حم 14701].

(2)

قوله: "شيئا في ذلك" وقع في (س): "في ذلك شيئا"، والمثبت من (ف).

(3)

ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

ص: 458

[22050] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: وَاللَّهِ، مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ، وَلَا أَمَرْتُ بِقَتْلِهِ، وَلكِنْ غُلِبْتُ.

[22051] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا وَقَعَتْ فِتْنَةُ عُثْمَانَ قَالَ رَجُلٌ لِأَهْلِهِ: أَوْثِقُونِي بِالْحَدِيدِ، فَإِنِّي مَجْنُونٌ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ قَالَ: خَلُّوا

(1)

عَنِّي! فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي شَفَانِي مِنَ الْجُنُونِ، وَعَافَانِي مِنْ قَتْلِ عُثْمَانَ.

[22052] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ لِحُذَيْفَةَ وَلَقِيَهُ: وَاللَّهِ، مَا يَدَعُنِي مَا يَبْلُغُنِي عَنْكَ بِظَهْرِ

(2)

الْغَيْبِ، ثُمَّ وَلَّى حُذَيْفَةُ *، فَلَمَّا أَجَازَ قَالَ: رُدُّوه، قَالَ لَهُ عُثْمَانُ أَيْضًا مِثْلَ قَوْلِهِ الْأَوَّلِ، فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: وَاللهِ لَتُخْرَجَنَّ كَمَا يُخْرَجُ الثَّوْر، وَلَتُسْخَطَنَّ كَمَا يُسْخَطُ الْجَمَلُ *.

‌267 - بَابُ ظِلِّ السَّرْحِ

[22053] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مُسْتَظِلًّا تَحْتَ سَرْحَةٍ

(3)

، فَمَرَّ ابْنُ

(4)

عُمَرَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَقَالَ: أَتَدْرِي لِمَا يُسْتَحَبُّ ظِلُّ السَّرْحِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ بَارِدٌ ظِلُّهَا، وَلَا شَوْكَ فِيهَا، قَالَ: وَلِغَيْرِ ذَلِكَ، أَرَأَيْتَ إِذَا كنْتَ بَيْنَ الْمَأْزِمَيْنِ

(5)

دُونَ مِنًى، فَإِنَّ مِنْ هُنَالِكَ إِلَى

(1)

التخلية: الترْك والوَدْع. (انظر: ذيل النهاية، مادة: خلا).

(2)

في (س): "في ظهر"، والمثبت من (ف).

* [س/ 382].

* [ف / 206 ب].

(3)

السرحة: الشجرة العظيمة، وجمعها: سرح. (انظر: النهاية، مادة: صرح).

(4)

ليس في (ف)، (س)، وهو وهم، والتصويب من "معجم ما استعجم" للبكري (4/ 1173)، من طريق معمر؛ به. وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(2332) من وجه آخر، عن زيد بن أسلم، به كالمثبت. وينظر:"تهذيب الكمال"(10/ 12).

(5)

المأزمان: مثنى الأزم، وهو: الطريق الضيق بين الجبلين، والجمع مآزم. (انظر: تهذيب الأسماء للنووي) (4/ 148).

ص: 459

مَطْلَعِ الشَّمْسِ مَكَانَ السُّرَرِ، أَوْ قَالَ: مَسْجِدَ السُّرَرِ، سُرَّ فِيهِ سَبْعُونَ نَبِيًّا، فَاسْتَظَلَّ نَبِيٌّ مِنْهُمْ تَحْتَ سَرْحَةٍ، وَدَعَا اللَّهَ فَاسْتَجَابَ لَه، وَدَعَا لَهَا، فَكَفَى كَمَا رَأَيْتَ، لَا تَعْتَلُّ كَمَا تَعْتَلُّ الشَّجَرُ.

قَالَ مَعْمَرٌ: سُرُّوا: قُطِعَتْ سُرَرُهُمْ، لَا تَعْتَلُّ: يَعْنِي خَضْرَاءَ أَبَدًا.

‌268 - بَابُ ضَحِكِ أصْحَابِ النَّبِيِّ

(1)

صلى الله عليه وسلم وَغَيْرِ ذَلِكَ

[22054] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ: هَلْ كَانَ أَصحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يضْحَكُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَالْإِيمَانُ فِي قُلُوبِهِمْ أَعْظَمُ مِنَ الْجِبَالِ.

[22055] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْ عَشَرَةٍ، كُلُّهُمْ يَخْتَلِفُ فِي اللَّفْظِ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ.

[22056] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَتَبَتْ عَائِشَةُ إِلَى مُعَاوِيَةَ: أَمَّا بَعْد، فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْ مَحْمَدَةَ النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ، يَكُنْ مَنْ يَحْمَدُهُ مِنَ النَّاسِ؛ لَهُ ذَامًّا.

° [22057] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ - يَرْفَعُ الْحَدِيثَ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مِنْ خَيْرِ أَعْمَالِكُمْ مَا تُحِبُّونَ أَنْ يُعْلَمَ". قَالَ زَيْدٌ: وإن سِتْرَةُ أَسْلَمُ لَه، وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يُعْلَمَ بِهِ.

‌269 - بَابُ ذِكْرِ الْحَسَنِ

[22058] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ قَالَ: لَوْ نَظَرْتُمْ مَا بَيْنَ جَابَرْسَ

(2)

إِلَى جَابَلْقَ، مَا وَجَدْتُمْ رَجُلًا جَدُّهُ

(1)

في (س): "رسول الله"، وكتب فوقه كالمثبت، والمثبت من (ف).

[22054][شيبة: 35777].

[22056][شيبة: 31279].

(2)

في (ف)، (س) في الموضعين:"جابوس"، والمثبت من "الشريعة" للآجري (1661) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به.

ص: 460

نَبِيٌّ غَيْرِي وَأَخِي، فَإِنِّي أَرَى أَنْ تُجْمِعُوا

(1)

عَلَى مُعَاوِيَةَ، {وَإنْ أَدْرِى لَعَلَّهُ فِتنَة لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [الأنبياء: 111].

قَالَ مَعْمَرٌ: مَعْنَى

(2)

جَابَرْسَ وَجَابَلْقَ: الْمَغْرِبُ وَالْمَشْرِقُ.

° [22059] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يُحَدِّث، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُنَا يَوْمًا * وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فِي حِجْرِهِ، فَيُقْبِلُ عَلَى أَصْحَابِهِ فَيُحَدِّثُهُمْ، ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى الْحَسَنِ فَيُقَبِّلُه، ثُمَّ قَالَ:"ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، إِنْ يَعِشْ يُصْلِحْ بَيْنَ طَائِفَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ".

[22060] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ سِيرِينَ، يُحَدِّثُ عَنْ مَوْلَى لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فِي مَرَضِه الَّذِي مَاتَ فِيهِ يَخْتَلِفُ إِلَى مِرْبَدٍ

(3)

لَه، فَأَبْطَأَ عَلَيْنَا مَرَّةً، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ كَبِدِي آنِفًا، وَلَقَدْ سُقِيتُ السُّمَّ مِرَارًا، وَمَا سُقِيتُهُ قَطُّ أَشَدَّ مِنْ مَرَّتِي هَذِهِ، فَقَالَ حُسَيْنٌ: وَمَنْ سَقَاكَهُ؟ قَالَ: لِمَ، أَلِتَقْتُلُهُ؟! بَلْ نَكِلُهُ إِلَى اللَّهِ.

[22061] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ: إِنِّي لأَرَاكَ عَلَى مِلَّةِ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا، وَلَا عَلَى مِلَّةِ ابْنِ عَفَّانَ.

قَالَ طَاوُسٌ: يَعْنِي: الْمِلَّةُ مِلَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ليْسَتْ لِأَحَدٍ.

(1)

كذا في (ف)، (س)، وفي المصدر السابق:"تجتمعوا".

(2)

ليس في (ف)، (س)، والمثبت من المصدر السابق.

° [22059][الإتحاف: كم حم حب 17174].

* [ف/207 أ].

(3)

المربد: الموضع الذي تحبس فيه الإبل والغنم، أو يوضع فيه التمر لينشف. (انظر: النهاية، مادة: ربد).

ص: 461

[22062] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم منَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ.

[22063] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا كَانَ أَخْلَقَ لِلْمُلْكِ مِنْ مُعَاوِيَةَ، كَانَ النَّاسُ يَرِدُونَ بَيْتَهُ عَلَى أَرْجَاءِ وَادِي رَحْبٍ، لَيْسَ بِالضَّيِّقِ الْحَصِرِ الْعُصْعُصِ الْمُتَعَصِّبِ. يَعْنِي: ابْنَ الزُّبَيْرِ.

‌270 - بَابُ حَلْقِ الْقَفَا وَالزُّهْدِ

[22064] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَأَى رَجُلًا قَدْ حَلَقَ قَفَاه، وَلَبِسَ حَرِيرًا، فَقَالَ: مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ.

° [22065] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى أَبِي ذَرٍّ فَرَأَى امْرَأَتَهُ مُشَعَّثَةً، لَيْسَ عَلَيْهَا أَثَرُ مَجَاسِدَ وَلَا خَلُوقٍ

(1)

، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ تَأْمُرُنِي أَنْ آتِيَ الْعِرَاقَ، وَلَوْ أَتَيْتُ الْعِرَاقَ، قَالُوا: هَذَا أَبُو ذرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَالُوا عَلَيْنَا مِنَ الدُّنْيَا، وإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَخْبَرَنَا أَنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا جِسْرًا دُونَهُ دَحْضٌ وَمَزَلَّةٌ، وإِنَّا إِنْ نَأْخُذْهُ وَنَحْنُ مُضْطَرِبَةٌ أَحْمَالُنَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ نَأْخُذَهُ وَنَحْنُ مُثْقَلُونَ.

‌271 - بَابُ التَّحْرِيشِ

(2)

بَيْنَ الْبَهَائِمِ * وَقَبْرِ أَبِي رِغَالٍ

° [22066] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ مَعْمَرٌ: لَا أَدْرِي أَرَفَعَهُ أَمْ لَا، قَالَ:"لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يُحَرَشَ بَيْنَ فَحْلَيْنِ، دِيكَيْنِ فَمَا فَوْقَهُمَا".

[22062][الإتحاف: حب كم حم 1773].

(1)

الخلوق: طيب مركب يتخذ من الزعفران وغيره، تغلب عليه الحمرة والصفرة. (انظر: النهاية، مادة: خلق).

(2)

التحريش: الإغراء وتهييج بعضها على بعفر. (انظر: النهاية، مادة: حرش).

* [ف/207 ب].

ص: 462

° [22067] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَبْرٍ، فَقَالَ:"أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم، قَالَ:"هَذَا قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ"، قَالُوا: وَمَنْ أَبُو رِغَالٍ؟ قَالَ: "رَجُلٌ كَانَ مِنْ ثَمُودَ، كَانَ فِي حَرَمِ اللَّهِ، فَمَنَعَهُ حَرَمُ اللَّهِ عَذَابَ اللَّهِ، فَلَمَّا خَرَجَ أَصَابَهُ مَا أَصَابَ قَوْمَه، فَدُفِنَ هَاهُنَا، وَدُفِنَ مَعَهُ غُصْنٌ مِنْ ذَهَبٍ"، فَابْتَدَرَهُ الْقَوْم، فَبَحَثُوا عَنْه، حَتَّى اسْتَخْرَجُوا الْغُصْنَ.

‌272 - بَابُ الْمَعْدِنِ الصَّالِحِ

[22068] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ فِيمَا خَلَا مِنَ الزَّمَانِ، وَكَانَ رَجُلًا عَاقِلًا لَيِّنًا، فَكَبِرَ فَقَعَدَ فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ لاِبْنِهِ يَوْمًا: إِنِّي قَدِ اغْتَمَمْت، فَلَوْ أَدْخَلْتَ عَلَيَّ رِجَالًا يُكَلِّمُونَنِي، فَذَهَبَ ابْنُهُ فَجَمَعَ نَفَرًا، فَقَالَ: ادْخُلُوا فَحَدِّثُوه، فَإِنْ سَمِعْتُمْ مِنْهُ مُنْكَرًا فَاعْذُرُوهُ؛ فَإِنَّهُ قَدْ كَبِرَ، وإِنْ سَمِعْتُمْ مِنْهُ خَيْرًا فَاقْبَلُوا، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: أَلَا أكْيَسُ الْكَيْسِ التُّقَى، وإِنَّ أَعْجَزَ الْعَجْزِ الْفُجُورُ، وإِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَزَوَّجْ فِي مَعْدِنٍ صَالِحٍ، وإِذَا اطَّلَعْتُمْ مِنْ رَجُلٍ عَلَى فَجْرَةٍ فَاحْذَرُوهُ؛ فَإِنَّ لَهَا أَخَوَاتٍ.

‌273 - بَابُ سُوءٍ الْمَلكةِ

(1)

وَالنَّفْسِ وَغَيْرِ ذَلِكَ

° [22069] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ إِنِّي خَبِيثُ النَّفْسِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: إِنِّي لَقِسُ

(2)

النَّفْسِ".

* [س/ 383].

(1)

تصحف في (ف) إلى: "المملكة"، والتصويب من (س).

° [22069][شيبة: 27034].

(2)

تصحف في (ف) إلى: "لقيس"، وفي (س) إلى:"نفيس"، والتصويب من "السنن الكبرى" للنسائي (1002) من وجه آخر، عن الزهري، به.

لقست النفس: غثَت وفترت وكسلت. (انظر: النهاية، مادة: لقس).

ص: 463

° [22070] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ خَبُثَتْ

(1)

نَفْسِي، وَلَكِنْ ليَقُلْ: لَقِسَتْ نَفْسِي".

° [22071] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ فَرْقَدٍ السَبَخِيِّ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ * سَيِّئٌ الْمَلَكَةِ

(2)

".

° [22072] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ عَكْرِمَةَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ

(3)

امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ عَبْدًا

(4)

عَلَى سَيِّدِهِ".

‌274 - بَابُ الْقَوْلِ إِذَا دَخَلْتَ قَرْيَةً، وَفِتنَةِ الْمَالِ، وَالمَيْتَةِ

[22073] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ قَرْيَةً، قَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَمَا أَظَلَّتْ، وَرَبَّ الْأَرْضِ وَمَا أَقَلَّتْ

(5)

، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا ذَرَّتْ، أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا.

° [22074] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ، عَنْ أُسَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا جَعَلَ اللهُ مِيتَةَ عَبْدٍ بِأَرْضٍ إِلَّا جَعَلَ لَهُ بِهَا حَاجَةً".

[22075] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ

(1)

خبثت النفس: ثقُلت وغثَت، كأنه كره اسم الخُبث. (انظر: النهاية، مادة: خبث).

* [ف/208 أ].

(2)

تصحف في (ف) إلى: "المملكة"، والتصويب من (س)، ويوافقه ما في "سنن الترمذي"(2072)، من وجه آخر عن فرقد به.

(3)

التخبيب: الخداع والإفساد. (انظر: النهاية، مادة: خبب).

(4)

في (ف)، (س):"امرأته"، ولعله سبق قلم من الناسخ، والمثبت هو الصواب، وينظر:"مسند أحمد"(9280)، "مستدرك الحاكم"(2834).

(5)

الإقلال: رفع الشيء، وحمله. (انظر: النهاية، مادة: قلل).

ص: 464

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ الْمَدِينَةَ فَلَقِيَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ غَائِبًا فِي أَرْضٍ لَهُ بِالْجُرْفِ

(1)

، فَأَتَاه، فَإِذَا هُوَ وَاضِعٌ رِدَاءَه، وَالْمِسْحَاةُ

(2)

فِي يَدِهِ وَهُوَ يُحَوَّلُ الْمَاءَ فِي أَرْضِهِ، فَلَمَّا رَآهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَضَعَ الْمِسْحَاةَ مِنْ يَدِهِ، وَلَبِسَ رِدَاءَه، قَالَ: فَوَقَفَ عَلَيْهِ الرَّجُلُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَقَالَ: جِئْتُ لِأَمْرٍ، فَرَأَيْتُ أَعْجَبَ مِنْه، مَا أَدْرِي أَعَلِمْتُمْ مَا لَمْ نَعْلَمْ، أَوْ جَاءَكُمْ مَا لَمْ يَأْتِنَا، مَا لَنَا نَخِفُّ فِي الْجِهَادِ وَتَتَثَاقَلُونَ عَنْه، وَنَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا وَتَرْغَبُونَ فِيهَا، وَأَنْتُمْ سَلَفُنَا وَأَصْحَابُ نَبِيِّنَا؟ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: مَا عَلِمْنَا إِلَّا مَا عَلِمْتُمْ، وَلَا جَاءَنَا إِلَّا مَا جَاءَكُمْ، وَلَكِنَّا ابْتُلِينَا بِالصَّرَّاءِ فَصَبَرْنَا، وَابْتُلِينَا بِالسَّرَّاءِ فَلَمْ نَصبِرْ.

‌275 - بَابُ التُّجَّارِ وَمَنْ أَكَلَ وَلَبِسَ بِأَخِيهِ

° [22076] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يُحَدِّث، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَظُنُّهُ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ * صلى الله عليه وسلم: "الزَّرْعُ أَمَانَةٌ، وَالتَّاجِرُ فَاجِرٌ، وَاللَّهِ، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي أَمَةً بَغِيًّا بِدِرْهَمَيْنِ، وَلَا عَبْدًا حَنَّاطًا خَائِنًا بِدِرْهمٍ".

° [22077] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى السُّوقِ، فَقَالَ:"يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ"، فَرَفَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ أَبْصارَهُمْ وَاسْتَجَابُوا لَه، فَقَالَ:"إِنَّ التُجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجارًا، إِلَّا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ".

° [22078] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ

(1)

الجرف: يقع شمال المدينة، بل هو الآن حيّ من أحيائها متصل بها، فيه زراعة وسكان. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 89).

(2)

المسحاة: المِجْرفة من الحديد، والجمع: مساحٍ. (انظر: النهاية، مادة: سحا).

* [ف/208 ب].

ص: 465

أَكَلَ بِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ أُكْلَةً أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِثْلَهَا مِنْ نَارٍ، وَمَنْ لَبِسَ بِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ ثَوْبًا ألْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبًا مِثْلَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ قَامَ * بِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ مَقَامَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ، أَقَامَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَقَامَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ".

° [22079] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: لَقِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ مَهْمُومًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَا شَأْنُكَ"؟ فَقَالَ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ أَنِّي أَمُوتُ غَدًا، فَلَهَزَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي صدْرِهِ وَقَالَ:"ألَيْسَ غَدًا الدَّهْرَ كُلَّهُ؟! ".

[22080] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: يُوشِكُ قَوْمٌ أَنْ يَأْكُلُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ كَمَا تَأْكُلُ الْبَقَرُ بِأَلْسِنَتِهَا.

‌276 - بَابُ الاِسْتِسْقَاءِ

(1)

بِالْأَنْوَاءِ

(2)

وَالسَّمْحِ

° [22081] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي أَثَرِ سَمَاءٍ

(3)

، فَقَالَ لَمَّا انْصرَفَ: "ألَمْ

(4)

تَسْمَعُوا مَا قَالَ رَبَّكُمُ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ

(5)

: مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي نِعْمَةً إِلَّا أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِهَا كَافِرُونَ، فَأَمَّا مَنْ آمَنَ بِي وَحَمِدَنِي عَلَى سُقْيَايَ، وَأَثْنَى عَلَيَّ، فَذَلِكَ الَّذِي آمَنَ بِي وَكَفَرَ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا

* [س/ 384].

(1)

الاستسقاء: طلب السقيا، وهو: إنزال الغيث والمطر على البلاد والعباد. (انظر: النهاية، مادة: سقا).

(2)

الأنواء: جمع نوء، وهي 28 نجما معروفة المطالع في أزمنة السنة كلها، وكانت العرب تعرف بها المطر والرياح. (انظر: اللسان، مادة: نوأ).

(3)

السماء: المطر، وسمي سماءً لأنه ينزل من السماء. (انظر: النهاية، مادة: سما).

(4)

في (ف): "لم"، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "المعجم الكبير" للطبراني (5/ 241) من طريق عبد الرزاق، به.

(5)

ليس في (ف)، (س)، واستدركناه من المصدر السابق.

ص: 466

مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ الَّذِي آمَنَ بِالْكَوْكَبِ وَكَفَرَ بِي - أَوْ قَالَ: كَفَرَ بِنِعْمَتِي

(1)

".

[22082] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، سَمْحًا إِذَا اشْتَرَى، سَمْحًا * إِذَا قَضَى، سَمْحًا إِذَا اقْتَضَى".

‌277 - بَابُ الزَّرْعِ

[22083] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنَّ أَصْحَابَ الْبَقَرِ الَّذِينَ يَتبَعُونَ أَذْنَابَ

(2)

ثِيرَانِهِمْ لَا يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيْئًا، سَبَقُوا النَّاسَ سَبْقًا بَعِيدًا، وَحَلَّتْ لَهُمْ كُلُّ حُلْوَةٍ، بَيْدَ أَنَّهُمْ يُعِينُونَ النَّاسَ بِأَعْمَالِ أَبْدَانِهِمْ

(3)

وَيُغِيثُونَ أَنْفُسَهُمْ".

° [22084] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَصَدَّقُوا وَلَا تَحْقِرُوا"، قَالُوا: عَلَى مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "عَلَى النَّاسِ: الأَسِيرِ، وَالْمِسْكِينِ، وَالْفَقِيرِ

(4)

"، قَالُوا: فَأَيُّ أَمْوَالِنَا أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الْحَرْثُ وَالغَنَمُ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَالْإِبِلُ؟ قَالَ: "تِلْكَ عَنَاجِيجُ

(5)

الشَّيَاطِينِ، لَا تَغْدُو إِلَّا مُوَلِّيَةً، وَلَا تَرُوحُ إِلَّا مُوَلِّيَةً، وَلَا يَأْتِي

(6)

خَيرُهَا إِلَّا مِنْ جَانبِهَا الْأَيْسَرِ"، قَالُوا: إِذَنْ يُسَيِّبُهَا النَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "لَنْ تُعْدَمَ الْأَشْقِيَاءَ الْفَجَرَةَ".

(1)

في (ف): "نعمتي"، والمثبت من (س)، ويوافقه ما في المصدر السابق.

* [ف/ 209 أ]

(2)

الأذناب: جمع: الذنب، وهو: الذيل. (انظر: المعجم العربي الأساسي، مادة: ذنب).

(3)

قوله: "بأعمال أبدانهم"، وقع في (س):"بأبدانهم".

(4)

في (ف)، (س):"الفقير" بغير واو، والمثبت هو المناسب للسياق.

(5)

تحرف في (ف) إلى: "عناتين"، وفي (س) إلى:"عنايين"، والتصويب من "غريب الحديث" للخطابي (1/ 662)، وقال:"العناجيج: نجائب الإبل، واحدها عُنْجُوج، يريد أنها مطايا الشياطين، وهذا مثل ضربه، يريد أنها قد يسرع إليها الذُّعْر والنِّفار".

(6)

في (ف)، (س):"يأتيها"، والمثبت هو المناسب للسياق.

ص: 467

[22085] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ: سُيِّبَتِ

(1)

الْإِبِلُ، قَالَ: فَأَيْنَ الْأَشْقِيَاءُ؟ يَعْنِي الْحَمَّالِينَ.

[22086] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، أَن النبِيَّ

(2)

صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَا أُمَّ هَانِئٍ، اتَّخِذِي غَنَمًا فَإِنَّهَا تَرُوحُ بِخَيرٍ وَتَغْدُو بِخَيرٍ".

‌278 - بَابُ الْفَرِيضَةِ وَالنِّضَالِ

[22087] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: إِنَّ مَثَلَ مَنْ قَرَأَ الْقُرآنَ وَلَمْ يَتَعَلَّمِ الْفَرِيضَةَ، كَمَثَلِ رَجُلٍ لَبِسَ بُرْنُسًا لَا وَجْهَ لَهُ. قَالَ: وَقَالَ عُمَرُ: تَعَلَّمُوا بِالنِّضَالِ، وَتَحَدَّثُوا بِالْفَرِيضَةِ.

[22088] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْأَزْرَقِ قَالَ: كَانَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ يَخْرُجُ فَيَرْمِي كُلَّ يَوْمٍ وَيَسْتَتْبِعُهُ

(3)

فَكَأَنَّهُ كَادَ أَنْ يَمَلَّ، فَقَالَ لَهُ: أَلَا أُخْبِرُكَ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ: صَانِعَهُ الَّذِي يَحْتَسِبُ فِي صُنْعِهِ الْخَيْرَ، وَالَّذِي * يُجَهِّزُ بِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالَّذِي يَرْمِي بِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"

(4)

.

وَقَالَ: "ارْمُوا وَارْكَبُوا، وَأَنْ تَرْمُوا خَيْرٌ

(5)

مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا".

(1)

التسييب: إرسال الدواب تذهب وتجيء كيف شاءت. (انظر: النهاية، مادة: سيب).

(2)

في (س): "رسول الله".

° [22088][الإتحاف: حم مي جا خزعه كم م 13893].

(3)

في (ف): "ونستتبعه"، وفي (س) كأنه:"وسيتبعه"، والمثبت من "مسند أحمد"(4/ 148)، عن عبد الرزاق به.

* [ف / 209 ب]

(4)

قوله: "والذي يرمي به في سبيل الله" ليس في (ف)، (س)، والسياق يقتضيه، فاستدركناه من المصدر السابق.

(5)

في (ف)، (س):"خيرا"، والتصويب من المصدر السابق.

ص: 468

وَقَالَ: "كُلُّ شَيءٍ يَلْهُو بِهِ ابْنُ آدَمَ فَهُوَ بَاطِلٌ إِلَّا ثَلَاثًا

(1)

: رَمْيَهُ عَنْ قَوْسِهِ، وَتَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ، وَمُلَاعَبتَهُ أَهْلَهُ، فَإِنَّهُنَّ مِنَ الْحَقَ".

قَالَ: فَتُوُفِّيَ عُقْبَةُ وَلَهُ بِضْعَةٌ وَسَبْعُونَ قَوْسًا، مَعَ كُلِّ قَوْسٍ قَرْنٌ وَنَبْلٌ، فَأَوْصَى بِهِنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.

[22089] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَاةَ وَكَانَ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْبَصْرَةِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ غَرَرْتَنِي بِعِمَامَتِكَ السَّوْدَاءِ، وَمُجَالَسَتِكَ الْقُرَّاءَ، وِإرْسَالِكَ الْعِمَامَةَ مِنْ وَرَائِكَ، فَإِنَّكَ أَظْهَرْتَ لِيَ

(2)

الْخَيْرَ فَأَحْسَنْتَ، فَقَدْ أَظْهَرَنَا اللَّهُ عَلَى مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ، وَالسَّلَامُ

(3)

.

[22090] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَمَّنْ سَمِعَ حَرَامَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، يَقُولُ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَا يُجَاوِرَنَّكُمْ خِنْزِيرٌ، وَلَا يُرْفَعُ فِيكُمْ صَلِيبٌ، وَلَا تَأْكُلُوا عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ، وَأَدِّبُوا الْخَيْلَ، وَامْشُوا بَيْنَ الْغَرَضيْنِ.

[22091] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ

(4)

قَالَ: الْفَرِيضَةُ ثُلُثُ الْعِلْمِ، وَالطَّلَاقُ ثُلُثُ الْعِلْمِ.

[22092] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: يَضْرِبُ وَلَدَهُ عَلَى اللَّحْنِ

(5)

.

(1)

في (ف)، (س):"ثلاث"، والتصويب من المصدر السابق.

(2)

في (س): "إلي".

(3)

ليس في (س).

(4)

قوله: "معمر، عن قتادة"، بدله في (س):"عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر"، ولعله وهم من الناسخ بانتقال بصره إلى إسناد الحديث بعده.

[22092][شيبة: 26163].

(5)

تصحف في (ف)، (س) إلى:"الحق"، والتصويب من "غريب الحديث" للخطابي (1/ 61) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به، ومن "مصنف ابن أبي شيبة"(26163) من طريق عبد الله بن عمر، عن نافع، به.

ص: 469

[22093] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ

مِثْلَهُ.

‌279 - بَابُ الْمَشْرِقِ وَالْخَلْقِ

° [22094] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ *، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم علَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: "هَاهُنَا أَرْضُ الْفِتَنِ وَأَشَارَ إِلَى الْمَشْرِقِ، وَحَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَيْطَانِ"

(1)

، أَوْ قَالَ: "قَرْنُ الشَّمْسِ

(2)

".

° [22095] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ - لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ - قَالَ: "لَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ خَلْقًا إلَّا خَلَقَ مَا يَغلِبُهُ خَلَقَ رَحْمَتَهُ تَغْلِبُ غَضَبَهُ، وَخَلَقَ الصَّدَقَةَ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَخَلَقَ الْأَرْضَ فَأَزْخَرَت وَتَزَخْرَفَتْ، فَقَالَت: مَا يَغْلِبُنِي؟ فَخَلَقَ الْجِبَالَ فَوَتَدَهَا بِهَا، فَقَالَتِ الْجِبَالُ: غَلَبتُ الأَرْضَ فَمَا يَغْلِبُنِي؟ فَخَلَقَ الْحَدِيدَ، فَقَالَ الْحَدِيدُ: غَلَبتُ الْجِبَالَ فَمَا يَغلِبُنِي؟ فَخَلَقَ النَّارَ، فَقَالَتِ النَّارُ: غَلَبْتُ الْحَدِيدَ فَمَا يَغْلِبُنِي

(3)

؟ فَخَلَقَ الْمَاءَ، فَقَالَ الْمَاءُ *: غَلَبْتُ

(4)

النَّارَ فَمَا يَغْلِبُنِي؟ فَخَلَقَ الرِّيحَ"، قَالَ: "فَرَدَّهُ

(5)

فِي السَّحَابِ، فَقَالَتِ الرِّيحُ: غَلَبْتُ الْمَاءَ فَمَا يَغْلِبُنِي؟ فَخَلَقَ الْإِنْسَانَ يَبْنِي الْبِنَاءَ الَّذِي لَا تَنْفُذُهُ الرِّيحُ، فَقَالَ ابْنُ آدَمَ:

° [22094][شيبة: 33107].

* [س/ 385]

(1)

قرن الشيطان: قيل: أمته والمتبعون لرأيه من أهل الكفر والضلال، وقيل: قوته وانتشاره وتسلطه، وقيل غير ذلك. (انظر: المشارق) (2/ 179).

(2)

قرن الشمس: أعلاها وأول ما يبدو منها في الطلوع. (انظر: نحتار الصحاح، مادة: قرن).

(3)

قوله: "فخلق النار، فقالت النار: غلبت الحديد فما يغلبني " ليس في (ف)، ولعله انتقال نظر من الناسخ، والمثبت من (س)، وبه يستقيم السياق.

* [ف / 210 أ]

(4)

تصحف في (ف) إلى: "غلبني"، والتصويب من (س).

(5)

في (س): "يرده".

ص: 470

غَلَبْتُ الرِّيحَ فَمَا يَغْلِبُنِي؟ فَخَلَقَ الْمَوْتَ، فَقَالَ الْمَوْتُ: غَلَبْتُ ابْنَ آدَمَ فَمَا يَغْلِبُنِي؟ فَقَالَ اللَّهُ: أَنَا أَغْلِبُكَ".

‌280 - بَابُ الرِّزْقِ وَمُبَايَعَةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

-

[22096] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: مَا جَاءَنِي أَجَلِي فِي مَكَانٍ مَا عَدَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَأْتِيَنِي وَأَنَا بَيْنَ شُعْبَتَي رَحْلِي أَطْلُبُ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ.

° [22097] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصامِتِ قَالَ: بَايَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَفَرًا أَنَا فِيهِمْ، فَتَلَا عَلَيْنَا آيَةَ النِّسَاءِ {وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}

(1)

[النساء: 36] الْآيَةَ، ثُمَّ قَالَ:"مَنْ وَفَّى فَأَجْرُهُ علَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَعُوقِبَ بِهِ فِي الدُّنْيَا، فَهُوَ لَهُ طُهْرَةٌ - أَوْ قَالَ: كَفَّارَةٌ - وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَسَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ؛ إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ، وإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ".

° [22098] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ لِتُبَايِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ عَلَيْهَا أَلَّا تُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا، الْآيَةَ

(2)

، فَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا حَيَاءً، فَأَعْجَبَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم مَا رَأَى مِنْهَا، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَقِرِّي أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ، فَوَاللَّهِ مَا بَايَعْنَا إِلَّا عَلَى هَذَا، قَالَتْ: فَنَعَمْ إِذَنْ، فَبَايَعَهَا بِالْآيَةِ

(3)

.

(1)

قوله تعالى: " {وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ} " وقع في (ف): "لا تشركوا باللَّه"، وفي (س):"لا تشركوا باللَّه شيئا"، والمثبت هو التلاوة.

° [33098][الإتحاف: حب حم 22140].

(2)

يعني الآية رقم: (12) من سورة الممتحنة.

(3)

في (ف)، (س):"الآية"، والمثبت من "مسند أحمد"(6/ 151) عن عبد الرزاق، به.

ص: 471

‌281 - بَابُ الْمُتَشَاتِمِينَ وَالصَّدَقَةِ

[22099] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو قِلَابَةَ بِكِتَابٍ فِيهِ: الْزَمْ سُوقَكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْغِنَى مُعَافَاةٌ

(1)

.

° [22100] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ أَبِي ذَرٍّ وَرَجُلٍ * مِنَ الْمُسْلِمِينَ شَيْءٌ، فَعَيَّرَهُ أَبُو ذَرٍّ بِأُمٍّ كَانَتْ لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"إِنَّ فِيكَ يَا أَبَا ذَرٍّ لَحَمِيَّةَ، مَا يَعْنِي أَسْوَدُ وَلَا أَخْضَرُ، أَنْتَ خَيْرٌ مِنْهُ حَتَّى يَرْضَى عَنْكَ صَاحِبُكَ"، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ أَلْتَمِسُهُ، فَأَبْصَرَنِي قَبْلَ أَنْ أُبْصِرَهُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا ذَرِّ، قَالَ: فَجِئْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، قَالَ: فَجِئْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، وَأَخْبَرْتُهُ أَنْ قَدْ رَضِيَ عَنَي وَاسْتَغْفَرَ لِي، فَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ:"يَغْفِرُ اللَّهُ لِصَاحِبِكَ"، ثُمَّ قُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ:"يَغْفِرُ اللَّهُ لِصَاحِبِكَ"، فَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ فِي الثَّالِثَةِ:"غَفَرَ اللَّهُ لَكَ".

[22101] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: أَقْرَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ صَدَقَتَهُ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: حَسَنٌ إِنْ كَانَ طَيِّبًا، وإِنْ كَانَ خَبِيثًا فَإِنَّ الْخَبِيثَ لَا يَكُونُ إِلَّا خَبِيثًا.

قال عبد الرزاق: يَعْنِي نَخْلَ عَرَفَاتٍ.

‌282 - بَابُ مَنْ سَنَّ سُنَّةً وَآذَى السَّلَفَ

[22102] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ يَسُنُّ سُنَّةً صَالِحَةَ يُعْمَلُ بِهَا بَعْدَهُ إِلَّا جَرَى عَلَيْهِ أَجْرُهَا، وَمِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً جَرَى عَلَيْهِ وِزْرُهَا، وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ.

(1)

في (س): "مكافأة"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما في "شعب الإيمان" للبيهقي (2/ 452)، من طريق الدبري، عن عبد الرزاق به.

* [ف/ 210 ب]

ص: 472

° [22103] أخبرنا عَبْدُ الرَّزاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ

(1)

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ جَرِيرِبْنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ، أن رَجُلًا مِنَ الأنْصَارِ جَاءَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِصُرَّةٍ مِنْ ذَهَبٍ تَمْلأُ مَا بَيْنَ أَصَابِعِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَأَعْطَى، ثُمَّ قَامَ عُمَرُ فَأَعْطَى، ثُمَّ قَامَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ فَأَعْطَوْا، قَالَ: فَأَشْرَقَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى رَأَيْنَا الْإِشْرَاقَ فِي وَجْنَتَيْهِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ سَنَّ سُنَّةً صَالِحَة فِي الْإِسْلَامِ، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ؛ كَانَ لَهُ مِثلُ أُجُورِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقِصَ مِنْ أُجُورهِمْ شَيْئا، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ * سُنَّةً سَيِّئَةً يُعْمَلُ بِهَا بَعْدَهُ، كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ أَوْزَارِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقِصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا".

[22104] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ *، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تَسَلَّفَ رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ مِائَةَ دِينَارٍ، أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ، فَقَالَ: لَا نُسْلِفُكَ حَتَّى تَأْتِيَنِي بِحَمِيلٍ، قَالَ: مَا أَجِدُ أَحَدًا يَكْفُلُ عَلَيَّ، وَلَكِنْ لَكَ اللَّهُ حَمِيلٌ وَكَفِيلٌ أَنْ أُؤَدِّيَ إِلَيْكَ، قَالَ: فَأَسْلَفَهُ، قَالَ: فَرَكِبَ الْمُتَسَلِّفُ

(2)

فِي الْبَحْرِ، فَحَلَّ الْأَجَلُ وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَرْكَبَ إِلَيْهِ، وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْبَحْرُ، فَأَخَذَ عُودًا

(3)

فَنَقَرَهُ، ثُمَّ وَضَعَ الدَّنَانِيرَ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ كِتَابًا وَضَمَّهُ مَعَ الدَّنَانِيرِ، ثُمَّ شَدَّ رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَحَمَّلْتَ عَلَيَّ وَمَنْ أَدَّى إِلَى الْكَفِيلِ فَقَدْ بَرِئَ، فَإِنِّي أُؤَدِّيهَا إِلَيْكَ فَرَمَى بِالْعُودِ فِي الْبَحْرِ، فَضَرَبَهُ الرِّيحُ، أَوْ قَالَ: الْمَوْجُ هَكَذَا وَهَكَذَا

(4)

، فَقَالَ: لَوْ أَخَذْتُ هَذَا الْعُودَ حَطَبًا لِأَهْلِي، فَأَخَذَ الْعُودَ، فَلَمَّا دَخَلَ بَيْتَهُ كَسَرَهُ، فَإِذَا هُوَ بِالدَّنَانِيرِ وَالْكِتَابِ، وإِذَا هُوَ مِنْ صَاحِبِهِ، فَضَرَبَ الدَّهْرُ حَتَّى

[22103][الإتحاف: حم 3940].

(1)

في (ف)، (س):"بن"، وهو خطأ، والمثبت هو الصواب. وينظر:"تهذيب الكمال"(7/ 403)، (17/ 473).

* [ف / 211 أ].

* [س / 386].

(2)

في (س): "المستلف".

(3)

في (س): "عمودا"، وكذا هو في باقي المواضع.

(4)

يبدو أن هناك سقطا يخل بسياق القصة بعد هذا الموضع في (ف)، (س).

ص: 473

جَاءَ صَاحِبُهُ، فَلَزِمَهُ، فَقَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لَيَعْلَمُ أَنِّي قَدْ أَدَّيْتُهَا، قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ وَذَهَبَ مَعَهُ لِيُنْقِدَهُ، فَلَمَّا أَخْرَجَهَا، قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَيَعْلَمُ أَنِّي قَدْ أَدَّيْتُ، قَالَ: وَكَيْفَ أَدَّيْتَ؟ فَأَخْبَرَهُ كَيْفَ صَنَعَ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَدَّاهَا عَنْكَ.

‌283 - بِرُّ الْوَالِدَيْنِ

[22105] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُس، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ لَهُ أَرْبَعَةُ بَنِينَ

(1)

، فَمَرِضَ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: إِمَّا أَنْ تُمَرِّضُوهُ وَلَيْسَ لكُمْ مِنْ مِيرَاثِهِ شَيءٌ، وإِمَّا أَنْ أُمَرِّضَهُ وَلَيْسَ لِي مِنْ مِيرَاثِهِ شيء، قَالُوا: بَلْ

(2)

مَرِّضْهُ وَلَيْسَ لَكَ مِنْ مِيرَاثِهِ شَيءٌ، قَالَ: فَمَرَّضَهُ حَتَّى مَاتَ، وَلَمْ يَأْخُذْ مِنْ مَالِهِ شَيْئًا، قَالَ: فَأُتِيَ فِي النَّوْمِ، فَقِيلَ لَهُ: ائْتِ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَخُذْ مِنْهُ مِائَةَ دِينَارٍ، فَقَالَ فِي نَوْمِهِ: أَفِيهَا بَرَكَةٌ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَأَصبَحَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لاِمْرَأَتِهِ، فَقَالَتْ: خُذْهَا، فَإِنَّ مِنْ بَرَكَتِهَا أَنْ نَكْتَسِيَ وَنَعِيشَ فِيهَا، قَالَ: فَأَبَى، فَلَمَّا أَمْسَى أُتِيَ فِي النَّوْمِ، فَقِيلَ * لَهُ: ائْتِ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَخُذْ مِنْهُ عَشَرَةَ دَنَانِيرَ، فَقَالَ: أَفِيهَا بَرَكَةٌ؟ قَالُوا: لَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَكَرَ ذَلِكَ لاِمْرَأَتِهِ، فَقَالَتْ مِثْلَ مَقَالَتِهَا الْأُولَى، فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا، فَأُتِيَ فِي النَّوْمِ فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ: أَنِ ائْتِ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَخُذْ مِنْهُ دِينَارًا، قَالَ: أَفِيهِ بَرَكَةٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَذَهَبَ فَأَخَذَ الدِّينَارَ، ثُمَّ خَرَجَ بِهِ إِلَى السُّوقِ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ يَحْمِلُ حُوتَيْنِ، فَقَالَ: بِكَمْ هُمَا؟ فَقَالَ: بِدِينَارٍ، فَأَخَذَهُمَا مِنْهُ بِالدً ينَارِ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِهِمَا، فَلَمَّا دَخَلَ بَيْتَهُ شَقَّ الْحُوتَيْنِ فَيَجِدُ فِي بَطْنِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا دُرَّةً لَمْ يَرَ النَّاسُ مِثْلَهَا، قَالَ: فَبَعَثَ الْمَلِكُ لِدُرَّةٍ يَشْتَرِيهَا، فَلَمْ تُوجَدْ إِلَّا عِنْدَهُ، فَبَاعَهَا بِوَقْرِ ثَلَاثِينَ بَغْلًا ذَهَبًا، فَلَمَّا رَآهَا الْمَلِكُ، قَالَ:

(1)

قوله: "أربعة بنين" وقع في (ف)، (س):"أربع بنون"، والتصويب من "حلية الأولياء" لأبي نعيم (4/ 7) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به.

(2)

بعده في (س): "تمن صفوة"، وقد أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 7)، والبيهقي في "الشعب"(10/ 310) من طريق المصنف، به بدونه كالمثبت.

* [ف / 211 ب].

ص: 474

مَا تَصْلُحُ هَذِهِ إِلَّا بِأُخْتٍ اطْلُبُوا مِثْلَهَا، وإِنْ أَضْعَفْتُمْ، فَجَاءُوهُ وَقَالُوا: عَنْدَكَ أُخْتُهَا وَنُعْطِيكَ ضِعْفَ مَا أَعْطَيْنَاكَ؟ قَالَ: وَتَفْعَلُونَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَأَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا بِضِعْفِ مَا أَخَذُوا الْأُولَى.

[22106] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَوْ رَأَوْنِي أَجْلِسُ مَعَكُمْ لَسَخِرُوا مِنِّي.

[22107] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: قُلْتُ لإِبْرَاهِيمَ: إِنَّ لِي جَارًا عَامِلًا، وِإنَّهُ دَعَانِي إِلَى طَعَامٍ، فَأَبَيْتُ أَنْ أُجِيبَهُ، فَقَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ عَرَضَ بَيْنَكُمْ لِيُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ، وَقَدْ كَانَتِ الْأُمَرَاءُ يَهْمِطُونَ

(1)

، ثُمَّ يَدْعُونَ فَيُجَابُونَ.

[22108] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْبر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ مُعَلِّمَ الْخَيْرِ لَتُصلِّي عَلَيْهِ دَوَابُّ الْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ.

[22109] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: خَمْسٌ احْفَظُوهُنَّ، لَوْ رَكِبْتُمُ الْإِبِلَ لأَنْضيْتُمُوهُنَّ

(2)

قَبْلَ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَا يَخَافُ الْعَبْدُ إِلَّا ذَنْبَهُ، وَلَا يَرْجُو إِلَّا اللَّهَ

(3)

، وَلَا يَسْتَحْيِي جَاهِلٌ أَنْ يَسْأَلَ، وَلَا يَسْتَحْيِي * عَالِمٌ إِنْ لَمْ يَعْلَمْ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُ أَعْلَمُ، وَالصَّبْرُ مِنَ الْإِيمَانِ

(4)

بِمَوْضِعِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، إِذَا قُطِعَ الرَّأْسُ تَيَبَّسَ مَا فِي الْجَسَدِ، وَلَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا صَبْرَ لَهُ.

(1)

الهمط: الظلم والقهر والغلبة. (انظر: النهاية، مادة: همط).

[22108][شيبة: 26637].

(2)

في (ف): "لأنضيتموها"، والتصويب من "شعب الإيمان" للبيهقي (9267) من طريق المصنف، به.

(3)

مكانه بياض في (ف)، واستدركناه من (س).

* [ف / 212 أ].

(4)

تحرف في (ف)، (س) إلى:"الإنسان"، والتصويب من المصدر السابق.

ص: 475

[22110] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ الزُّبَيْرِ الصَّنْعَانِيَّ يُحَدِّثُ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ، أَوْ أَيُّوبَ بْنَ يَحْيَى بَعَثَ إِلَى طَاوُسٍ بِسَبْعِمِائَةِ دِينَارٍ، أَوْ خَمْسِمِائَةٍ، وَقِيلَ لِلرَّسُولِ: إِنْ أَخَذَهَا مِنْكَ فَإِنَّ الْأَمِيرَ سَيَكْسُوكَ وَيُحْسِنُ إِلَيْكَ، قَالَ: فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى قَدِمَ عَلَى طَاوُسٍ الْجُنْدُ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَفَقَةٌ بَعَثَ بِهَا الْأَمِيرُ إِلَيْكَ، قَالَ: مَا لِي بِهَا حَاجَةٌ، فَأَرَادَهُ عَلَى أَخْذِهَا، فَغَفَلَ طَاوُسٌ، فَرَمَى بِهَا فِي كُوَّةِ

(1)

الْبَيْتِ، ثُمَّ ذَهَبَ، فَقَالَ لَهُمْ: قَدْ

(2)

أَخَذَهَا، فَلَبِثُوا حِينًا، ثُمَّ بَلَغَهُمْ عَنْ طَاوُسٍ شَيءٌ يَكْرَهُونَهُ، فَقَالُوا: ابْعَثُوا إِلَيْهِ، فَلْيَبْعَثْ إِلَيْنَا بِمَالِنَا، فَجَاءَهُ * الرَّسُولُ، فَقَالَ: الْمَالُ الَّذِي بَعَثَ بِهِ إِلَيْكَ الْأَمِيرُ، قَالَ: مَا قَبَضْتُ مِنْهُ شَيْئًا، فَرَجَعَ الرَّسُولُ فَأَخْبَرَهُمْ، فَعَرَفُوا أَنَّهُ صَادِقٌ، فَقَالَ: انْظُرُوا الرَّجُلَ الَّذِي ذَهَبَ بِهَا، فَابْعَثُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ: الْمَالُ الَّذِي جِئْتُكَ بِهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: هَلْ قَبَضتُ مِنْكَ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا، فَقِيلَ لَهُ: تَدْرِي حَيْثُ وَضَعْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، فِي تِلْكَ الْكُوَّةِ، قَالَ: فَانْطرْهُ حَيْثُ وَضَعْتَهُ، قَالَ: فَمَدَّ يَدَهُ، فَإِذَا هُوَ بِالصُّرَّةِ قَدْ بَنَتْ عَلَيْهَا الْعَنْكَبُوتُ، قَالَ: فَأَخَذَهَا فَذَهَبَ بِهَا إِلَيْهِمْ.

° [22111] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ شَعْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلَى أَنْصافِ أُذُنَيْهِ

(3)

.

* * *

(1)

الكوة: النافذة، أو: النقب في البيت. والجمع: كِوًى. (انظر: مجمع البحار، مادة: كوى).

(2)

قوله: "لهم قد" طمس في (ف)، والمثبت من "حلية الأولياء"(4/ 14) من طريق المصنف، به.

* [س / 387].

(3)

[ف/ 212]، [س/ 388] وبعده في (ف):"تم كتاب الجامع بحمد الله وعونه وقوته، وبتمامه تم جميع كتاب "المصنف" لأبي بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الصنعاني اليماني، والحمد للَّه رب العالمين بما هو أهله، وصلى الله على محمد نبيه وآله وسلم تسليما، في الثالث والعشرين من جمادى الأولى سنة ست وستمائة".

ص: 476

‌ثَبتُ المَصَادِر والمَراجِع

• القرآن الكريم.

1 -

" اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" لجلال الدين، عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري، المعروف بالسيوطي، تحقيق: أبي عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1417 هـ - 1996 م.

2 -

"إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة" لشهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن سليم بن قايماز بن عثمان، المعروف بالبوصيري، تحقيق: دار المشكاة للبحث العلمي، نشر: دار الوطن، الرياض، الطبعة الأولى: 1425 هـ - 1999 م.

3 -

"إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة" لأبي الفضل، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد، المعروف بابن حجر العسقلاني، تحقيق: مركز خدمة السنة والسيرة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف (بالمدينة) - ومركز خدمة السنة والسيرة النبوية (بالمدينة)، الطبعة الأولى: 1415 هـ - 1994 م.

4 -

"إثارة الفوائد المجموعة في الإشارة إلى الفرائد المسموعة" لصلاح الدين أبي سعيد خليل بن كيكلدي بن عبد الله الدمشقي العلائي، تحقيق: مرزوق بن هياس آل مرزوق الزهراني، نشر: مكتبة العلوم والحكم، الطبعة الأولى، 1425 هـ - 2004 م.

5 -

"أحكام القرآن" لأبي جعفر الطحاوي، تحقيق: الدكتور سعد الدين أونال، نشر: مركز البحوث الإسلامية التابع لوقف الديانة التركي - استانبول، الطبعة الأولى: 1416 هـ - 1995 م، 1418 هـ - 1998 م.

6 -

"أحكام القرآن" لأحمد بن علي أبي بكر الرازي الجصاص، تحقيق: محمد صادق القمحاوي، نشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، سنة: 1405 هـ.

7 -

"أحكام النساء" لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي، تحقيق: زياد حمدان، نشر: دار الفكر، الطبعة الأولى: 1409 هـ - 1989 م.

8 -

"أحكام أهل الملل والردة من الجامع لمسائل الإمام أحمد" لأبي بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال البغدادي الحنبلي، تحقيق: سيد كسروي حسن، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1414 هـ - 1994 م.

9 -

"أخبار القضاة" لأبي بكر محمد بن خلف الضبي المعروف بوكيع، صححه وعلق عليه وخرّج أحاديثه: عبد العزيز مصطفى المراغي، نشر: المكتبة التجارية الكبرى، الطبعة الأولى: 1366 هـ - 1947 م.

ص: 477

10 -

"أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه" لأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن العباس المكي الفاكهي، تحقيق: د. عبد الملك عبد الله دهيش، دار خضر - بيروت، الطبعة الثانية: 1414 هـ.

11 -

"أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار" لأي الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي، دراسة وتحقيق: علي عمر، مكتبة الثقافة الدينية، الطبعة الأولى.

12 -

"اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى" لزين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السَلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي، تحقيق: جاسم الفهيد الدوسري، الناشر: مكتبة دار الأقصى، الكويت، الطبعة الأولى، 1406 هـ - 1985 م.

13 -

"إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري" لأبي العباس، أحمد بن محمد بن أبى بكر بن عبد الملك القتيبي المصري، المعروف بالقسطلاني، نشر: المطبعة الكبرى الأميرية - مصر، الطبعة السابعة: 1323 هـ.

14 -

"إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني" لأبي الطيب نايف بن صلاح بن علي المنصوري، قدم له: د. سعد بن عبد الله الحميد، راجعه ولخص أحكامه وقدم له: أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني المأربي، نشر: دار الكيان - الرياض، مكتبة ابن تيمية - الإمارات.

15 -

"أسد الغابة في معرفة الصحابة" لأبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد الجزري، عز الدين بن الأثير، تحقيق: علي محمد معوض، وعادل أحمد عبد الموجود، نشر: دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى: 1415 هـ - 1994 م.

16 -

"أسرار العربية" لأبي البركات عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الأنباري، نشر: دار الأرقم بن أبي الأرقم، الطبعة الأولى: 1420 هـ - 1999 م.

17 -

"أسنى المطالب في شرح روض الطالب" لزكريا بن محمد بن زكريا الأنصاري، زين الدين أبي يحيى السنيكي، نشر: دار الكتاب الإسلامي، بدون طبعة، وبدون تاريخ.

18 -

"أسهل المدارك شرح إرشاد السالك في مذهب إمام الأئمة مالك" لأبي بكر بن حسن بن عبد الله الكشناوي، الناشر: دار الفكر، برِوت، الطبعة الثانية.

19 -

"أشراط الساعة وذهاب الأخيار وبقاء الأشرار" لأبي مروان، عبد الملك بن حبيب بن حبيب بن سليمان بن هارون السلمي، الإلبيري، القرطبى، المالكي، تحقيق: عبد الله عبد المؤمن الغماري الحسني، الناشر: أضواء السلف، الطبعة الأولى، 2005 م.

20 -

"أصول التخريج ودراسة الأسانيد" للدكتور محمود الطحان، دار القرآن الكريم، بيروت، الطبعة الثالثة، 1401 هـ - 1981 م.

ص: 478

21 -

"أطراف الغرائب والأفراد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم للإمام الدارقطني" لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي الشيباني، المعروف بابن القيسراني، تحقيق: محمود محمد محمود حسن نصار السيد يوسف، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى، 1419 هـ - 1998 م.

22 -

"إطراف المسنِد المعتلي بأطراف المسنَد الحنبلي" لأبي الفضل، شهاب الدين، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد، الكناني، المعروف بابن حجر العسقلاني، الناشر: دار ابن كثير، دمشق، دار الكلم الطيب، بيروت.

23 -

"اعتلال القلوب" لأبي بكر، محمد بن جعفر بن محمد بن سهل بن شاكر، السامري، المعروف بالخرائطي، تحقيق: حمدى الدمرداش، الناشر: نزار مصطفى الباز، السعودية، الطبعة الثانية، 1421 هـ - 2000 م.

24 -

"أعلام الحديث"(شرح صحيح البخاري) لأبي سليمان حمد بن محمد الخطابي، تحقيق: د. محمد سعد عبد الرحمن آل سعود، الناشر: جامعة أم القرى (مركز البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي)، الطبعة الأولى، 1409 هـ - 1988 م.

25 -

"أعيان العصر وأعوان النصر" لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي، تحقيق: الدكتور علي أبو زيد، الدكتور نبيل أبو عشمة، الدكتور محمد موعد، الدكتور محمود سالم محمد، قدم له: مازن عبد القادر المبارك، نشر: دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان، دار الفكر، دمشق - سوريا، الطبعة الأولى، 1418 هـ - 1998 م.

26 -

"إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان" لابن قيم الجوزية، تحقيق: محمد حامد الفقي، نشر: دار المعرفة - بيروت، الطبعة الثانية، 1395 - 1975 م.

27 -

"أقضية الرسول" لمحمد بن الفرج بن الطلاع القرطبي، نشر: دار الكتاب العريى - بيروت، عام النشر: 1426 هـ.

28 -

"إكرام الضيف" لأبي إسحاق إبراهيم بن الحربي، تحقيق: عبد الله عائض الغرازي، نشر: مكتبة الصحابة - طنطا، الطبعة الأولى: 1407 هـ.

29 -

"إكمال الإكمال" لابن نقطة الحنبلي، تحقيق: د. عبد القيوم عبد رب النبي، نشر: جامعة أم القرى - مكة المكرمة، الطبعة الأولى: 1410 هـ.

30 -

"إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال" لأبي عبد الله علاء الدين مغلطاي البكجري المصري الحكري الحنفي، تحقيق: أبي عبد الرحمن عادل بن محمد - أبي محمد أسامة بن إبراهيم، نشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 1422 هـ - 2001 م.

31 -

"الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير" للحسين بن إبراهيم الجورقاني، تحقيق: د. عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، نشر: دار - الرياض - المملكة العربية السعودية، مؤسسة دار الدعوة التعليمية الخيرية - الهند، الطبعة الرابعة: 1422 هـ - 2002 م.

ص: 479

32 -

"الإبانة الكبرى" لابن بطة العكبري، تحقيق: رضا معطي، وعثمان الأثيويي، ويوسف الوابل، نشر: دار الراية للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة الأولى والثانية: 1415 هـ - 1418 هـ.

33 -

"الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" لمحمد عبد الحي بن محمد الأنصاري اللكنوي الهندي، أبي الحسنات، تحقيق: محمد السعيد بسيوني زغلول، نشر: مكتبة الشرق الجديد - بغداد.

34 -

"الآثار" لأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، تحقيق: أبي الوفا، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت.

35 -

"الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة" لبدر الدين الزركشي، تحقيق: سعيد الأفغاني، نشر: المكتب الإسلامي - بيروت، الطبعة الثانية: 1390 هـ - 1970 م.

36 -

"الإجماع" لأبي بكر، محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، تحقيق: فؤاد عبد المنعم أحمد، الناشر: دار المسلم للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1425 هـ - 2004 م.

37 -

"الآحاد والمثاني" لأبي بكر بن أبي عاصم، تحقيق: د. باسم فيصل أحمد الجوابرة، دار الراية - الرياض، الطبعة الأولى: 1411 هـ - 1991 م.

38 -

"الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان" لأبي حاتم، محمد بن حبان التميمي البُستي، ترتيب: الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارصي، تحقيق ونشر: مركز البحوث وتقنية المعلومات بدار التأصيل، الطبعة الأولى، 1435 هـ - 2014 م.

39 -

"الإحكام في أصول الأحكام" لأبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي، تحقيق: الشيخ أحمد محمد شاكر، نشر: دار الآفاق الجديدة، بيروت.

40 -

"الآداب والأحكام المتعلقة بدخول الحمام" لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، تحقيق: سامي بن محمد بن جاد الله، نشر: دار الوطن للنشر - الرياض، الطبعة الأولى: 1418 هـ - 1997 م.

41 -

"الآداب" لأحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبي بكر البيهقي، اعتنى به وعلق عليه: أبو عبد الله السعيد المندوه، نشر: مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت، الطبعة الأولى: 1408 هـ - 1988 م.

42 -

"الأدب المفرد" للإمام أبي عبد الله، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبه، الجعفي، المعروف بالبخاري، تحقيق: علي عبد الباسط مزيد، آخر، الناشر: مكتبة الخانجي، مصر، الطبعة الأولى، 1423 هـ - 2003 م.

43 -

"الأربعين في إرشاد السائرين إلى منازل المتقين (أو الأربعين الطائية) " لمحمد بن محمد بن علي أبي الفتوح الطائي الهمذاني، تحقيق: عبد الستار أبو غدة، نشر: دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى: 1420 هـ - 1999 م.

ص: 480

44 -

"الأسامي والكنى" لأبي أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق، النيسابوري الكرابيسي، المعروف بالحاكم الكبير، تحقيق: يوسف بن محمد الدخيل، الناشر: دار الغرباء الأثرية بالمدينة، الطبعة الأولى، 1994 م.

45 -

"الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار" لأبي عمر بن عبد البر، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي، نشر: دار قتيبة - دمشق، دار الوعي - حلب، الطبعة الأولى: 1414 هـ - 1993 م.

46 -

"الاستيعاب في معرفة الأصحاب" لأبي عمر بن عبد البر، تحقيق: علي محمد البجاوي، نشر: دار الجيل - بيروت، الطبعة الأولى: 1412 هـ - 1992 م.

47 -

"الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة" للخطيب البغدادي، تحقيق: د. عز الدين علي السيد، نشر: مكتبة الخانجي - القاهرة، الطبعة الثالثة: 1417 هـ - 1997 م.

48 -

"الأسماء والصفات" لأحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبي بكر البيهقي، حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه: عبد الله بن محمد الحاشدي، نشر: مكتبة السوادي - جدة، الطبعة الأولى: 1413 هـ - 1993 م.

49 -

"الإشراف على مذاهب العلماء" لأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، الشهير بابن المنذر، حققه وقدم له وخرج أحاديثه: د. أبو حماد صغير أحمد الأنصاري، نشر: مكتبة مكة الثقافية - رأس الخيمة، الطبعة الأولى: 1425 هـ - 2004 م.

50 -

"الأشربة" للإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، إمام أهل السنة، تحقيق: صبحي السامرائي، نشر: عالم الكتب، الطبعة الثانية: 1405 هـ - 1985 م.

51 -

"الإصابة في تمييز الصحابة" لأبي الفضل، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد، المعروف بابن حجر العسقلاني، تحقيق: مركز هجر للبحوث، دار هجر.

52 -

"الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد" لأحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبي بكر البيهقي، تحقيق: أحمد عصام الكاتب، نشر: دار الآفاق الجديدة - بيروت، الطبعة الأولى: 1401 هـ.

53 -

"الأعلام" لخير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي، نشر: دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشر - أيار/ مايو 2002 م.

54 -

"الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ" للحافظ محمد بن عبد الرحمن بن محمد شمس الدين السخاوي، تحقيق: فرانز روزنثال، ترجمة الدكتور: صالح أحمد العلي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1407 هـ - 1986 م.

55 -

"الإقناع" لأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، الشهير بابن المنذر، تحقيق: الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الجبرين، الطبعة الأولى: 1408 هـ.

ص: 481

56 -

"الإكمال في ذكر من له رواية في مسند الإمام أحمد من الرجال سوى من ذكر في تهذيب الكمال" لشمس الدين أبي المحاسن محمد بن علي الحسيني الدمشقي الشافعي، تحقيق: د. عبد المعطي أمين قلعجي، نشر: منشورات جامعة الدراسات الإسلامية، كراتشي - باكستان.

57 -

"الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب" لأبي نصر علي بن هبة الله بن جعفر بن ماكولا، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان، الطبعة الأولى: 1411 هـ - 1990 م.

58 -

"الأم" للإمام محمد بن إدريس الشافعي، تحقيق: رفعت فوزي عبد المطلب، دار النشر: دار الوفاء، المنصورة، الطبعة الأولى: سنة 2001 م.

59 -

"الأمالي في آثار الصحابة" لأبي بكر، عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، نشر: مكتبة القرآن، القاهرة.

60 -

"الأمالي والقراءة" لأبي محمد الحسن بن علي بن عفان الكوفي، تحقيق: مسعد عبد الحميد، نشر: دار الصحابة للتراث - طنطا، الطبعة الأولى: 1413 هـ.

61 -

"الأمالي"(أمالي المحاملي) لأبي عبد الله، الحسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان الضبي، المعروف بالمحاملي، رواية: ابن مهدي الفارسي، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، الناشر: دار النوادر، الطبعة الأولى، 1427 هـ - 2006 م.

62 -

"الإمامة والرد على الرافضة" لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، تحقيق: د. علي بن محمد بن ناصر الفقيهي، نشر: مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة، الطبعة الثالثة: 1415 هـ - 1994 م.

63 -

"الأمثال في الحديث النبوي" لأبي محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأنصاري، المعروف بأبِي الشيخ الأصبهاني، تحقيق: عبد العلي عبد الحميد حامد، الناشر: الدار السلفية، بومباي، الهند، الطبعة الثانية، 1408 هـ - 1987 م.

64 -

"الأموال" لابن زنجويه، تحقيق: د. شاكر ذيب فياض، نشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، السعودية، الطبعة الأولى: 1406 هـ - 1986 م.

65 -

"الأموال" للقاسم بن سلام، تحقيق: خليل محمد هراس، نشر: دار الفكر - بيروت.

66 -

"الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء مالك والشافعي وأبي حنيمة" لأبي عمر بن عبد البر، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت.

67 -

"الأنساب" لعبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني المروزي، أبي سعد، تحقيق: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني وغيره، نشر: مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدرآباد، الطبعة الأولى، 1382 هـ - 1962 م.

ص: 482

68 -

"الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف" لعلاء الدين أبي الحسن علي بن سليمان المرداوي الدمشقي الصالحي الحنبلي، نشر: دار إحياء التراث العرب، الطبعة الثانية - بدون تاريخ.

69 -

"الأنوار في شمائل النبي المختار" لمحيي السنة الحسين بن مسعود البغوي، تحقيق: الشيخ إبراهيم اليعقوبي، نشر: دار المكتبي - دمشق، الطبعة الأولى: 1416 هـ - 1995 م.

70 -

"الأهوال" لابن أبي الدنيا، تحقيق: مجدي فتحي السيد، نشر: مكتبة آل ياسر - مصر، عام النشر: 1413 هـ.

71 -

"الأوائل" لأبي القاسم، سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، المعروف بالطبراني، تحقيق: محمد شكور بن محمود الحاجي أمرير، الناشر: مؤسسة الرسالة، دار الفرقان، بيروت، الطبعة الأولى، 1403 هـ.

72 -

"الأوائل" لأبي عروبة الحراني، تحقيق: مشعل بن باني الجبرين المطيري، نشر: دار ابن حزم - بيروت، الطبعة الأولى: 1424 هـ - 2003 م.

73 -

"الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف" لأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، الشهير بابن المنذر، تحقيق: أبي حماد صغير أحمد بن محمد حنيف، نشر: دار طيبة - الرياض، الطبعة الأولى: 1405 هـ - 1985 م.

74 -

"الإيمان" لأبي عبد الله محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، تحقيق: حمد بن حمدي الجابري الحرب، نشر: الدار السلفية - الكويت، الطبعة الأولى: 1407 هـ.

75 -

"البحر الزخار"(مسند البزار) لأبي بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق بن خلاد بن عبيد الله العتكي البزار، تحقيق: محفوظ الرحمن زين الله، وعادل بن سعد، نشر: مكتبة العلوم والحكم، الطبعة الأولى: بدأت سنة 1988 م، وانتهت سنة 2009 م.

76 -

"البحر المحيط" لأبي حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان، المعروف بأبي حيان الأندلسي، تحقيق: عادل عبد الموجود، وعلي معوض، دار النشر: دار الكتب العلمية، لبنان، الطبعة الأولى، 1422 هـ - 2001 م.

77 -

"البداية والنهاية" لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، نشر: دار هجر، الطبعة الأولى: 1418 هـ - 1997 م، سنة النشر: 1424 هـ - 2003 م.

78 -

"البدر التمام شرح بلوغ المرام" للحسين بن محمد بن سعيد اللاعي، المعروف بالمغربي تحقيق: علي بن عبد الله الزبن، الناشر: دار هجر، الطبعة الأولى، من (1414 هـ - 1994 م) إلى (1428 هـ -2007 م).

ص: 483

79 -

"البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير" لسراج الدين بن الملقن، تحقيق: مصطفى أبو الغيط وعبد الله بن سليمان وياسر بن كمال، دار الهجرة، الطبعة الأولى: 1425 هـ - 2004 م.

80 -

"البر واالصلة" لأبي معبد الله الحسين بن الحسن بن حرب السلمي المروزي، تحقيق: د. محمد سعيد بخاري، نشر: دار الوطن - الرياض، الطبعة الأولى: 1419 هـ.

81 -

"البناية في شرح الهداية" لأبي محمد، محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى الحنفى، المعروف بالبدر العيني، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1420 هـ - 2000 م.

82 -

"البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل لمسائل المستخرجة" لأبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي، حققه: د محمد حجي وآخرون، نشر: دار الغرب الإسلامي - بيروت، الطبعة الثانية: 1408 هـ - 1988 م.

83 -

"التاج والإكليل لمختصر خليل" لأبي عبد الله محمد بن يوسف العبدري الغرناطي المواق المالكي، نشر: دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى: 1416 هـ - 1994 م.

84 -

"التاريخ الأوسط" للإمام أبي عبد الله، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبه، الجعفي، المعروف بالبخاري، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، نشر: دار الوعي، مكتبة دار التراث - حلب، القاهرة، الطبعة الأولى: 1397 هـ - 1977 م.

85 -

"التاريخ الكبير" لابن أبي خيثمة، تحقيق: صلاح بن فتحي هلل، نشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، القاهرة، الطبعة الأولى: 1427 هـ - 2006 م.

86 -

"التاريخ الكبير" للإمام أبي عبد الله، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبه، الجعفي، المعروف بالبخاري، تحقيق: محمد عبد المعيد خان، طبعة: دائرة المعارف العثمانية، الهند، تاريخ النشر: 1407 هـ - 1986 م.

87 -

"التحبير في المعجم الكبير" لعبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني المروزي، أبي سعد، تحقيق: منيرة ناجي سالم، نشر: رئاسة ديوان الأوقاف - بغداد، الطبعة الأولى، 1395 هـ -1975 م.

88 -

"التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة" لشمس الدين أبي الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي، نشر: الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1414 هـ - 1993 م.

89 -

"التحقيق في أحاديث الخلاف" لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، تحقيق: مسعد عبد الحميد محمد السعدني، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1415 هـ.

90 -

"التدوين في أخبار قزوين" لعبد الكريم بن محمد أبي القاسم الرافعي القزويني، تحقيق: عزيز الله العطاردي، نشر: دار الكتب العلمية، الطبعة: 1408 هـ - 1987 م.

ص: 484

91 -

"التذكرة الحمدونية" لأبي المعالي، بهاء الدين، محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن حمدون، البغدادي، الناشر: دار صادر، بيروت، الطبعة الأولى، 1417 هـ.

92 -

"الترغيب والترهيب" لإسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي القرشي الطليحي التيمي الأصبهاني، أبي القاسم، الملقب بقوام السنة، تحقيق: أيمن بن صالح بن شعبان، نشر: دار الحديث - القاهرة، الطبعة الأولى، 1414 هـ - 1993 م.

93 -

"التعليق الممجد على موطأ محمد" لأبي الحسنات اللكنوي، تعليق وتحقيق: تقي الدين الندوي، نشر: دار القلم - دمشق، الطبعة الرابعة: 1426 هـ - 2005 م.

94 -

"التفسير من سنن سعيد بن منصور" لسعيد بن منصور، دراسة وتحقيق: د سعد بن عبد الله بن عبد العزيز آل حميد، نشر: دار الصميعي، الطبعة الأولى: 1417 هـ - 1997 م.

95 -

"التكملة لكتاب الصلة" لابن الأبار، محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي، تحقيق: عبد السلام الهراس، نشر: دار الفكر للطباعة - لبنان، 1415 هـ - 1995 م.

96 -

"التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد" لأبي عمر بن عبد البر، تحقيق: مصطفى بن أحمد العلوي، محمد عبد الكبير البكري، طبعة وزارة عموم الأوقاف والشئون الإسلامية - المغرب، سنة: 1387 هـ.

97 -

"التمييز في تلخيص تخريج أحاديث شرح الوجيز"(التلخيص الحبير) لأبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني، تحقيق: محمد الثاني بن عمربن موسى، الناشر: دار أضواء السلف، الطبعة الأولى، 1428 هـ - 2007 م.

98 -

"التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع" لأبي الحسين، محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، المَلَطي، العسقلاني، تحقيق: محمد زاهد الكوثري، الناشر: المكتبة الأزهرية.

99 -

"التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل" لأبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، تحقيق: عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان، نشر: مكتبة الرشد - السعودية - الرياض، الطبعة الخامسة: 1414 هـ - 1994 م.

100 -

"التوحيد ومعرفة أسماء الله عز وجل وصفاته على الاتفاق والتفرد" لأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده، حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه: الدكتور علي بن محمد ناصر الفقيهي، نشر: مكتبة العلم والحكم - المدينة المنورة، دار العلوم والحكم - سوريا، الطبعة الأولى: 1423 هـ - 2002 م.

101 -

"التوضيح لشرح الجامع الصحيح" لأبي حفص، سراج الدين، عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري، المعروف بابن الملقن، تحقيق: دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث، الناشر: دار النوادر، دمشق، الطبعة الأولى، 1429 هـ - 2008 م.

ص: 485

102 -

"الثقات" لأبي حاتم، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، الدارمي، البُستي، المعروف بابن حبان، دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند، الطبعة الأولى: 1393 هـ - 1973 م.

103 -

"الثقات" لأبي الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي، تحقيق: عبد العليم عبد العظيم البستوي، مكتبة الدار، المدينة المنورة، السعودية، الطبعة الأولى، 1405 هـ - 1985 م.

104 -

"الجامع (منشور كملحق بمصنف عبد الرزاق) " لمعمر بن راشد الأزدي مولاهم، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، نشر: المجلس العلمي بباكستان، وتوزيع المكتب الإسلامي ببيروت، الطبعة الثانية: 1403 هـ.

105 -

"الجامع الكبير" لأبي عيسى الترمذي، تحقيق ونشر: مركز البحوث وتقنية المعلومات بدار التأصيل، الطبعة الأولى، 1435 هـ - 2014 م.

106 -

"الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه"(صحيح البخاري) للإمام أبي عبد الله، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبه، الجعفي، العروف بالبخاري، تحقيق ونشر: مركز البحوث وتقنية المعلومات بدار التأصيل، الطبعة الأولى: 1433 هـ - 2012 م.

107 -

"الجامع لأحكام القرآن" لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي، تحقيق: أحمد البردوني، وإبراهيم أطفيش، نشر: دار الكتب المصرية - القاهرة، الطبعة الثانية: 1384 هـ - 1964 م.

108 -

"الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، تحقيق: د. محمد عجاج الخطيب، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية، 1414 هـ - 1994 م.

109 -

"الجامع" لأبي محمد، عبد الله بن وهب بن مسلم، الفهري مولاهم، المصري، تحقيق الدكتور رفعت فوزي عبد المطلب - الدكتور علي عبد الباسط مزيد، نشر: دار الوفاء، الطبعة الأولى: 1425 هـ - 2005 م.

110 -

"الجرح والتعديل" لأبي محمد، عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي، المعروف بابن أبي حاتم، طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد، الهند، الطبعة الأولى: 1271 هـ - 1952 م.

111 -

"الجزء الثاني من حديث يحيى بن معين الفوائد" لأبي زكريا يحيى بن معين، رواية: أبي بكر المروزي، تحقيق: خالد بن عبد الله السبت، نشر: مكتبة الرشد - الرياض، الطبعة الأولى: 1419 هـ - 1998 م.

ص: 486

112 -

"الجزء الثاني من مسند أبي هريرة رضي الله عنه" لأبي إسحاق العسكري، تحقيق: عامر حسن صبري، نشر: دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى: 1427 هـ - 2006 م.

113 -

"الجعديات: حديث علي بن الجعد الجوهري" لأبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي، تحقيق: عامر أحمد حيدر، نشر: مؤسسة نادر - بيروت، الطبعة الأولى: 1410 هـ - 1990 م.

114 -

"الجمعة وفضلها" لأبي بكر، أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم، الأموي المروزي، تحقيق: سمير أمين الزهيري، الناشر: دار عمار، عمان، الطبعة الأولى، 1407 هـ - 1987 م.

115 -

"الجنى الداني في حروف المعاني" لأبي محمد حسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي، تحقيق: فخر الدين قباوة، ومحمد نديم فاضل، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1413 هـ - 1992 م.

116 -

"الجهاد" لأبي عبد الرحمن، عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي، التركي ثم المرْوزي، تحقيق: د. نزيه حماد، الناشر: الدار التونسية، تونس، تاريخ النشر: 1972 م.

117 -

"الجوهر النقي على سنن البيهقي" لعلاء الدين علي بن عثمان بن إبراهيم بن التركماني، نشر: دار الفكر.

118 -

"الحاوي للفتاوي" لجلال الدين، عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري، المعروف بالسيوطي، نشر: دار الفكر - بيروت، عام النشر: 1424 هـ - 2004 م.

119 -

"الحبائك في أخبار الملائك" لجلال الدين، عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري، المعروف بالسيوطي، تحقيق: أبي هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى، 1405 هـ - 1985 م.

120 -

"الحجة على أهل المدينة" لمحمد بن الحسن الشيباني، تحقيق: مهدي حسن الكيلاني القادري، نشر: عالم الكتب - بيروت، الطبعة الثالثة: 1403 هـ.

121 -

"الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة" لقوام السنة إسماعيل بن محمد الأصبهاني، تحقيق: محمد بن ربيع بن هادي عمير المدخلي، نشر: دار الراية - الرياض، الطبعة الثانية: 1419 هـ - 1999 م.

122 -

"الحجة للقراء السبعة" للحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ الأصل، أبي علي، تحقيق: بدر الدين قهوجي - بشير جويجابي، راجعه ودققه: عبد العزيز رياح - أحمد يوسف الدقاق، نشر: دار المأمون للتراث - دمشق - بيروت، الطبعة الثانية، 1413 هـ - 1993 م.

123 -

"الحطة في ذكر الصحاح الستة" لأبي الطيب محمد صديق خان الحسيني البخاري القِنَّوجي، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى، 1405 هـ - 1985 م.

ص: 487

124 -

"الحلم" لابن أبي الدنيا، تحقيق: محمد عبد القادر أحمد عطا، نشر: مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت، الطبعة الأولى: 1413 هـ.

125 -

"الخراج" لأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم، نشر: المطبعة السلفية، الطبعة الثالثة: 1382 هـ.

126 -

"الخراج" ليحيى بن آدم، نشر: المطبعة السلفية ومكتبتها، الطبعة الثانية: 1384 هـ.

127 -

"الخصائص الكبرى" لجلال الدين، عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري، المعروف بالسيوطي، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت.

128 -

"الخلافيات" لأبي بكر، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى، الخُسْرَوْجِردي، الخراساني، المعروف بالبيهقي، تحقيق: مشهور حسن آل سلمان، الناشر: دار الصميعي، السعودية، الطبعة الأولى: 1417 هـ - 1997 م.

129 -

"الدر المنثور في التفسير بالمأثور" لجلال الدين، عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري، المعروف بالسيوطي، تحقيق: د. عبد الله بن عبد الحسن التركي، بالتعاون مع مركز هجر للبحوث، مصر، الطبعة الأولى: 1424 هـ - 2003 م.

130 -

"الدراية في تخريج أحاديث الهداية" لأبي الفضل، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد، المعروف بابن حجر العسقلاني، تحقيق: السيد عبد الله هاشم اليماني المدني، نشر: دار المعرفة - بيروت.

131 -

"الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" لأبي الفضل، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد، المعروف بابن حجر العسقلاني، مراقبة: محمد عبد المعيد خان، نشر: مجلس دائرة المعارف العثمانية - حيدر آباد/ الهند، الثانية، 1392 هـ -1972 م.

132 -

"الدرر في اختصار المغازي والسير" لأبي عمر بن عبد البر، تحقيق: د. شوقى ضيف، نشر: دار المعارف - القاهرة، الطبعة الثانية: 1403 هـ.

133 -

"الدعاء" لأبي القاسم، سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، المعروف بالطبراني، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1413 هـ.

134 -

"الدعاء" لمحمد بن فضيل بن غزوان الضبي، تحقيق: د. عبد العزيز بن سليمان بن إبراهيم البعيمي، نشر: مكتبة الرشد - الرياض، الطبعة الأولى: 1419 هـ - 1999 م.

135 -

"الدلائل في غريب الحديث" لقاسم بن ثابت بن حزم العوفي السرقسطي، تحقيق: د. محمد بن عبد الله القناص، نشر: مكتبة العبيكان، الرياض، الطبعة الأولى: 1422 هـ - 2001 م.

136 -

"الديات" لأبي بكر، أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيباني، المعروف بابن أبي عاصم، الناشر: إدارة القرآن والعلوم الإسلامية - كراتشي.

ص: 488

137 -

"الرحلة في طلب الحديث" لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، تحقيق: نور الدين عتر، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1395 هـ.

138 -

"الرد الوافر" لمحمد بن عبد الله أبي بكر بن محمد بن أحمد بن مجاهد القيسي الدمشقي الشافعي، شمس الدين، الشهير بابن ناصر الدين، تحقيق: زهير الشاويش، نشر: المكتب الإسلامي - بيروت، الطبعة الأولى، 1393 هـ.

139 -

"الرد على ابن القطان في كتابه بيان الوهم والإيهام" لشمس الدين، أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز، المعروف بالذهبي، تحقيق: أبي عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري، نشر: الفاروق الحديثة - القاهرة مصر، الطبعة الأولى، 1426 هـ - 2005 م.

140 -

"الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة" لأبي عبد الله محمد بن أبي الفيض جعفر بن إدريس الحسني الإدريسي الشهير بالكتاني، نشر: دار البشائر الإسلامية، الطبعة السادسة، 1421 هـ - 2000 م.

141 -

"الروضة الندية"(ومعها: التعليقات الرضية على الروضة الندية) لأبي الطيب، محمد صديق خان بن حسن بن علي بن لطف الله الحسيني البخاري القنوجي، التعليقات بقلم: العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، تحقيق: علي حسن عبد الحميد، الناشر: دار ابن القيم للنشر والتوزيع، الرياض، دار ابن عفان، القاهرة، الطبعة الأولى، 1423 هـ - 2003 م.

142 -

"الزاهر في معاني كلمات الناس" لأبي بكر الأنباري، تحقيق: د. حاتم صالح الضامن، نشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى: 1412 هـ - 1992 م.

143 -

"الزهد الكبير" لأحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبي بكر البيهقي، تحقيق: عامر أحمد حيدر، نشر: مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت، الطبعة الثالثة: 1996 م.

144 -

"الزهد والرقائق" لابن المبارك (ويليه ما رواه نعيم بن حماد في نسخته زائدا على ما رواه المروزي عن ابن المبارك في كتاب الزهد)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت.

145 -

"الزهد وصفة الزاهدين" لأبي سعيد بن الأعرابي، تحقيق: مجدي فتحي السيد، نشر: دار الصحابة للتراث - طنطا، الطبعة الأولى: 1408 هـ.

146 -

"الزهد" لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، تحقيق: أبي تميم ياسر بن إبراهيم، وأبي بلال غنيم بن عباس، نشر: دار المشكاة، حلوان، الطبعة الأولى: 1414 هـ - 1993 م.

ص: 489

147 -

"الزهد" للإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، إمام أهل السنة، وضع حواشيه: محمد عبد السلام شاهين، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى: 1420 هـ - 1999 م.

148 -

"الزيادات على كتاب المزني" لأبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، دراسة وتحقيق: الدكتور خالد بن هايف بن عريج المطيري، نشر: دار أضواء السلف - الرياض دار الكوثر - الكويت، الطبعة الأولى: 1426 هـ - 2005 م.

149 -

"السابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة راويين عن شيخ واحد" لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، تحقيق: محمد بن مطر الزهراني، نشر: دار الصميعي، الرياض، المملكة العربية السعودية، الطبعة الثانية، 1421 هـ - 2000 م.

150 -

- "السنة" لأبي بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال، تحقيق: عطية بن عتيق الزهراني، نشر: دار الراية - الرياض، الطبعة الثانية: 1994 م.

151 -

"السنة" لأبي بكر بن أبي عاصم، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، نشر: المكتب الإسلامي - بيروت، الطبعة الأولى: 1400 هـ.

152 -

"السنة" لأبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، تحقيق: د. محمد بن سعيد بن سالم القحطاني، نشر: دار ابن القيم - الدمام، الطبعة الأولى: 1406 هـ - 1986 م.

153 -

"السنة" لمحمد بن نصر المروزي، تحقيق: سالم أحمد السلفي، نشر: مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت، الطبعة الأولى: 1408 هـ.

154 -

"السنن الصغير" لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي، دار النشر: جامعة الدراسات الإسلامية، كراتشي - باكستان، الطبعة الأولى: 1410 هـ - 1989 م.

155 -

"السنن الكبرى" لأبي بكر، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى، الخسروجردي، الخراساني، المعروف بالبيهقي، الناشر: دائرة المعارف العثمانية، الهند، الطبعة الأولى، 1344 هـ.

156 -

"السنن الكبرى" للإمام أبي عبد الرحمن، أحمد بن شعيب بن علي الخراساني، المعروف بالنسائي، تحقيق ونشر: مركز البحوث وتقنية المعلومات بدار التأصيل، الطبعة الأولى، 1433 هـ - 2012 م.

157 -

"السنن المأثورة للشافعي" لإسماعيل بن يحيى بن إسماعيل المزني، تحقيق: د. عبد المعطي أمين قلعجي، نشر: دار المعرفة - بيروت، الطبعة الأولى: 1406 هـ.

158 -

"السنن" لأبي الحسن، علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار البغدادي، المعروف بالدارقطني، تحقيق: شعيب الأرناءوط، وآخرون، نشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى: 1424 هـ - 2004 م.

ص: 490

159 -

"السنن" لأبي بكر، أحمد بن محمد بن هانئ الإسكافي، المعروف بالأثرم، تحقيق: عامر حسن صبري، الناشر: دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى، 2004 م.

160 -

"السنن" لأبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني، المعروف بابن ماجه، تحقيق ونشر: مركز البحوث وتقنية المعلومات بدار التأصيل، الطبعة الأولى: 1434 هـ - 2013 م.

161 -

"السنن" لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت.

162 -

"السنن" لسعيد بن منصور، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، نشر: الدار السلفية - الهند، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1982 م.

163 -

"السير والمغازي" لمحمد بن إسحاق، تحقيق: سهيل زكار، نشر: دار الفكر - بيروت، الطبعة الأولى: 1398 هـ - 1978 م.

164 -

"السير" لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن الفزاري، تحقيق: فاروق حماده، نشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى: 1987 م.

165 -

"السيرة النبوية" لعبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري، تحقيق: مصطفى السقا

وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، نشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي

وأولاده بمصر، الطبعة الثانية: 1375 هـ - 1955 م.

166 -

"الشريعة" لأبي بكر محمد بن الحسين الآجري البغدادي، تحقيق: الدكتور عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي، نشر: دار الوطن - الرياض، الطبعة الثانية: 1420 هـ - 1999 م.

167 -

"الصارم المنكي في الرد على ابن السبكي" لابن عبد الهادي، تحقيق: عقيل بن محمد بن زيد المقطري اليماني، نشر: مؤسسة الريان - بيروت، الطبعة الأولى: 1424 هـ - 2003 م.

168 -

"الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية" لأبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، نشر: دار العلم للملايين - بيروت، الطبعة الرابعة: 1407 هـ - 1987 م.

169 -

"الصلاة" لأبي نعيم الفضل بن دكين، تحقيق صلاح بن عايض الشلاحي، نشر: مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة، الطبعة الأولى: 1417 هـ - 1996 م.

170 -

"الضعفاء والمتروكون" لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني، النسائى، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، نشر: دار الوعي - حلب، الطبعة الأولى، 1396 هـ.

171 -

"الضعفاء" لأبي جعفر العقيلي، تحقيق ونشر: مركز البحوث وتقنية المعلومات بدار التأصيل، الطبعة الأولى: 1435 هـ - 2014 م.

ص: 491

172 -

"الطب النبوي" لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق: مصطفى خضر دونمز التركي، نشر: دار ابن حزم، الطبعة الأولى: 2006 م.

173 -

"الطبقات الكبرى" لأبي عبد الله محمد بن سعد بن منيع البغدادي المعروف بابن سعد، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية - بيروت.

174 -

"الطهور" لأبي عبيد القاسم بن سلام، تحقيق: مشهور حسن آل سلمان، الناشر: مكتبة الصحابة، جدة، الطبعة الأولى: 1414 هـ - 1994 م.

175 -

"العبر في خبر من غبر" لشمس الدين، أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز، المعروف بالذهبي، تحقيق: أبي هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت.

176 -

"العظمة" لأبي الشيخ الأصبهاني، تحقيق: رضاء الله بن محمد إدريس المباركفوري، نشر: دار العاصمة - الرياض، الطبعة الأولى: 1408 هـ.

177 -

"العقوبات" لابن أبي الدنيا، تحقيق: محمد خير رمضان يوسف، نشر: دار ابن حزم - بيروت، الطبعة الأولى: 1416 هـ - 1996 م.

178 -

"العلل المتناهية في الأحاديث الواهية" لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، تحقيق: خليل الميس، نشر: دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى: 1403 هـ.

179 -

"العلل الواردة في الأحاديث النبوية" لأبي الحسن، علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار البغدادي، المعروف بالدارقطني (المجلدات من 1 إلى 11)، تحقيق وتخريج: محفوظ الرحمن زين الله السلفي، نشر: دار طيبة، الرياض، الطبعة الأولى: 1405 هـ -1985 م.

180 -

"العلل الواردة في الأحاديث النبوية" لأبي الحسن، علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار البغدادي، المعروف بالدارقطني (المجلدات من 12 إلى 15)، تحقيق: محمد بن صالح بن محمد الدباسي، دار ابن الجوزي، الدمام، الطبعة الأولى: 1427 هـ.

181 -

"العلل ومعرفة الرجال" للإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، إمام أهل السنة، رواية عبد الله، تحقيق: وصي الله بن محمد عباس، نشر: دار الخاني - الرياض، الطبعة الثانية: 1422 هـ - 2001 م.

182 -

"العلل" لأبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي، المعروف بابن أبي حاتم، تحقيق: فريق من الباحثين بإشراف وعناية د. سعد بن عبد الله الحميد ود. خالد بن عبد الرحمن الجريسي، نشر: مطابع الحميضي، الطبعة الأولى: 1427 هـ -2006 م.

ص: 492

183 -

"العين" للخليل بن أحمد الفراهيدي، تحقيق: د. مهدي المخزومي ود. إبراهيم السامرائي، طبعة: دار الهلال.

184 -

"الفائق في غريب الحديث" لأبي القاسم محمود بن عمرو الزمخشري، تحقيق: علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم، نشر: دار المعرفة - لبنان، الطبعة الثانية.

185 -

"الفتن" لنعيم بن حماد، تحقيق: سمير أمين الزهيري، نشر: مكتبة التوحيد - القاهرة، الطبعة الأولى: 1412 هـ.

186 -

"الفرائض" لسفيان الثوري، تخريج: أبي عبد الله عبد العزيز بن عبد الله الهليل، إشراف: أبي عبد الله محمود بن محمد الحداد، نشر: دار العاصمة - الرياض، الطبعة الأولى: 1410 هـ.

187 -

"الفردوس بمأثور الخطاب"(مسند الفردوس) لأبي شجاع، شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرو، الديلمي الهمذاني، تحقيق: سعيد بسيوني زغلول، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1406 هـ - 1986 م.

188 -

"الفصل للوصل المدرج في النقل" لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي، المعروف بالخطيب البغدادي، تحقيق: محمد بن مطر الزهراني، الناشر: دار الهجرة، الطبعة الأولى، 1418 هـ - 1997 م.

189 -

"الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط، الحديث النبوي الشريف وعلومه ورجاله"، مؤسسة آل البيت، المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية، عمان، 1987 م.

190 -

"الفهرست" لأبي الفرج محمد بن إسحاق بن محمد الوراق البغدادي المعتزلي الشيعي المعروف بابن النديم، تحقيق: إبراهيم رمضان، نشر: دار المعرفة بيروت - لبنان، الطبعة الثانية، 1417 هـ - 1997 م.

191 -

"الفوائد (الغيلانيات) " لأبي بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدويه البغدادي البزَّاز،

تحقيق: حلمي كامل أسعد عبد الهادي، نشر: دار ابن الجوزي - الرياض، الطبعة الأولى:

1417 هـ - 1997 م.

192 -

"الفوائد المعللة: الجزء الأول والثاني من حديثه" لعبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان النصري المشهور بأبي زرعة الدمشقي الملقب بشيخ الشباب، تحقيق: رجب بن عبد المقصود، توزيع: مكتبة الإمام الذهبي - الكويت، الطبعة الأولى 1423 هـ - 2003 م.

193 -

"الفوائد المنتقاة الحسان الصحاح الغرائب = الخلعيات" لأبي الحسن علي بن الحسن للخلعي، رواية: أبي محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي، تخريج: أحمد بن الحسن بن الحسين الشيرازي. مخطوط.

ص: 493

194 -

"القاموس المحيط" لأبي طاهر، محمد بن يعقوب الفيروزابادي، تحقيق: مكتب تحقيق التراث بمؤسسة الرسالة، بإشراف: محمد نعيم العرقسوسي، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثامنة: 1426 هـ - 2005 م.

195 -

"القبل والمعانقة والمصافحة" لأبي سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي، تحقيق ودراسة: عمرو عبد المنعم سليم، نشر: مكتبة ابن تيمية، القاهرة - مصر، مكتبة العلم - جدة، الطبعة الأولى: 1416 هـ - 1996 م.

196 -

"القدر" لأبي بكر جعفر بن محمد الفريابي، تحقيق: عبد الله بن حمد المنصور، نشر: أضواء السلف، الطبعة الأولى: 1418 هـ - 1997 م.

197 -

"القراءة خلف الإمام" لأبي بكر، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي الخراساني، المعروف بالبيهقي، تحقيق: محمد السعيد بن بسيوني زغلول، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1405 هـ.

198 -

"القضاء والقدر" لأبي بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي الخراساني، المعروف بالبيهقي تحقيق: محمد بن عبد الله آل عامر، الناشر: مكتبة العبيكان، الرياض، الطبعة الأولى، 1421 هـ - 2000 م.

199 -

"القضاء" لسريج بن يونس، دراسة وتحقيق وتعليق: الدكتور عامر حسن صبري، نشر: دار البشائر الإسلامية - بيروت، الطبعة الأولى: 1421 هـ - 2000 م.

200 -

"القول المسدد في الذب عن المسند للإمام أحمد" لأبي الفضل، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني، الناشر: مكتبة ابن تيمية، القاهرة، الطبعة الأولى، 1401 هـ.

201 -

"القول فِي علم النجوم" لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، درسه وحققه: الدكتور يوسف بن محمد السعيد، نشر: دار أطلس - الرياض، الطبعة الأولى: 1420 هـ - 1999 م.

202 -

"الكاشف" لشمس الدين، أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز، المعروف بالذهبي، تحقيق: محمد عوامة وأحمد محمد نمر الخطيب، نشر: دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن - جدة، الطبعة الأولى: 1413 هـ - 1992 م.

203 -

"الكامل في ضعفاء الرجال" لأبي أحمد بن عدي الجرجاني، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، وعلي محمد معوض، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1418 هـ - 1997 م.

204 -

"الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار"(مصنف ابن أبي شيبة) لأبي بكر عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي، المعروف بأبي بكر بن أبي شيبة، تحقيق: محمد عوامة، نشر: دار القبلة، السعودية، وموسوعة علوم القرآن، سوريا، الطبعة الأولى: 1427 هـ - 2006 م.

ص: 494

205 -

"الكتاب" لأبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء، الملقب سيبويه، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، الناشر: مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الثالثة، 1408 هـ - 1988 م.

206 -

"الكشف والبيان عن تفسير القرآن" لأحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، تحقيق: ابن عاشور، مراجعة وتدقيق: الأستاذ نظير الساعدي، نشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الأولى: 1422 هـ - 2002 م.

207 -

"الكفاية في علم الرواية" لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، تحقيق: أبي عبد الله السورقي، إبراهيم حمدي المدني، نشر: المكتبة العلمية - المدينة المنورة.

208 -

"الكنى والأسماء" لأبي بِشر، محمد بن أحمد بن حماد بن سعيد بن مسلم، الأنصاري، الرازي، المعروف بالدولابي، تحقيق: نظر الفاريابي، نشر: دار ابن حزم - بيروت، الطبعة الأولى: 1421 هـ - 2000 م.

209 -

"الكنى" للإمام أبي عبد الله، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه، المعروف بالبخاري، الناشر: دار الفكر، بيروت، تحقيق: السيد هاشم الندوي.

210 -

"الكواكب النيرات في معرفة من الرواة الثقات" لبركات بن أحمد بن محمد الخطيب، أبي البركات، زين الدين بن الكيال، تحقيق: عبد القيوم عبد رب النبي.

211 -

"اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة العروف بـ (التذكرة في الأحاديث المشتهرة) " لأبي عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي الشافعي، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى، 1406 هـ - 1986 م.

212 -

"اللباب في تهذيب الأنساب" لأبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين بن الأثير، نشر: دار صادر - بيروت.

213 -

"اللطائف من دقائق المعارف" لأبي موسى محمد بن عمر بن أحمد الأصبهاني المديني، تحقيق: أبي عبد الله محمد على سمك، نشر: دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى: 1420 هـ - 1999 م.

214 -

"اللمع في أسباب ورود الحديث" لجلال الدين، عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري، المعروف بالسيوطي، بإشراف: مكتب البحوث والدراسات في دار الفكر، الطبعة الأولى: 1416 هـ - 1996 م.

215 -

"المبسوط" لشمس الأئمة محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي، نشر: دار المعرفة - بيروت، سنة: 1414 هـ - 1993 م.

216 -

"المتفق والمفترق" لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، تحقيق: محمد صادق آيدن الحامدي، الناشر: دار القادري للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، الطبعة الأولى، 1417 هـ - 1997 م.

ص: 495

217 -

"المجالسة وجواهر العلم" لأبي بكر، أحمد بن مروان الدينوري المالكي، تحقيق: مشهور حسن آل سلمان، الناشر: جمعية التربية الإسلامية، البحرين، دار ابن حزم، بيروت، تاريخ النشر: 1419 هـ.

218 -

"المجتبى (السنن الصغرى) " للنسائي، تحقيق ونشر: مركز البحوث وتقنية المعلومات بدار التأصيل الطبعة الأولى: 1433 هـ - 2012 م.

219 -

"المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث" لأبي موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني الأصفهاني، تحقيق: عبد الكريم الغرباوي، الناشر: جامعة أم القرى، مركز البحث العلمي وإحياء التراث، الطبعة الثانية، 1426 هـ - 2005 م.

220 -

"المجموع شرح المهذب، مع تكملة السبكي والمطيعي" لأبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي، نشر: دار الفكر.

221 -

"المحاربة من موطأ ابن وهب" لأبى محمد، عبد الله بن وهب بن مسلم، الفهري مولاهم، المصري، نشر: دار الغرب - بيروت، الطبعة الأولى.

222 -

"المحاضرات والمحاورات" لعبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، الناشر: دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1424 هـ.

223 -

"المحدث الفاصل بين الراوي والواعي" لأبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي الفارسي، تحقيق: محمد محب الدين أبو زيد، نشر: دار الذخائر - القاهرة، الطبعة الأولى، 1437 هـ.

224 -

"المحرر في الحديث" لشمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي الحنبلي، تحقيق: يوسف عبد الرحمن المرعشلي، وآخرون، الناشر: دار المعرفة، بيروت، الطبعة الثالثة، 1421 هـ - 2000 م.

225 -

"المحكم والمحيط الأعظم" لأبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت.

226 -

"المحلى بالآثار" لأبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي، القرطبي الظاهري، نشر: دار الفكر، بدون طبعة، وبدون تاريخ.

227 -

"المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح" للمهلب بن أحمد بن أبي صفرة أسيد بن عبد الله الأسدي الأندلسي، تحقيق: أحمد بن فارس السلوم، الناشر: دار التوحيد، دار أهل السنة، الرياض، الطبعة الأولى، 1430 هـ - 2009 م.

228 -

"المختلطين" لصلاح الدين أبي سعيد خليل بن كيكلدي بن عبد الله الدمشقي العلائي، تحقيق: د. رفعت فوزي عبد المطلب، علي عبد الباسط مزيد، نشر: مكتبة الخانجي - القاهرة، الطبعة الأولى، 1417 هـ - 1996 م.

ص: 496

229 -

"المختلف فيهم" لأبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب بن أزداذ البغدادي المعروف بابن شاهين، تحقيق: عبد الرحيم بن محمد بن أحمد القشقري، نشر: مكتبة الرشد، الرياض، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 1999 م.

230 -

"المخصص" لابن سيده، تحقيق: خليل إبراهم جفال، نشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الأولى: 1417 هـ - 1996 م.

231 -

"المدخل إلى السنن الكبرى" لأحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبي بكر البيهقي، تحقيق: د. محمد ضياء الرحمن الأعظمي، نشر: دار الخلفاء للكتاب الإسلامي - الكويت.

232 -

"المدرج إلى المدرج"(مطبوع ضمن مجموعة رسائل في الحديث) لجلال الدين، عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري، المعروف بالسيوطي، تحقيق: صبحي السامرائي، الناشر: الدار السلفية، الكويت.

233 -

"المدونة" لأبي سعيد عبد السلام بن سعيد بن حبيب التنوخي، الملقب بسحنون، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى: 1415 هـ - 1994 م.

234 -

"المراسيل" لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، تحقيق: شعيب الأرناءوط، نشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى: 1408 هـ.

235 -

"المستخرج من الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما"(الأحاديث المختارة) لضياء الدين، أبي عبد الله، محمد بن عبد الواحد المقدسي، المعروف بالضياء المقدسي، تحقيق: د. عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، نشر: دار خضر، بيروت، الطبعة الثالثة: 1420 هـ - 2000 م.

236 -

"المستدرك على الصحيحين" لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري، تحقيق ونشر: مركز البحوث وتقنية المعلومات بدار التأصيل، الطبعة الأولى: 1435 هـ - 2014 م.

237 -

"المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم"(صحيح مسلم) للإمام أبي الحسين، مسلم بن الحجاج بن مسلم، القشيري، النيسابوري، تحقيق ونشر: مركز البحوث وتقنية المعلومات بدار التأصيل، الطبعة الأولى: 1435 هـ - 2014 م.

238 -

"المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم" لأبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني، تحقيق: محمد حسن محمد حسن إسماعيل الشافعي، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1417 هـ - 1996 م.

239 -

"المسند"(مسند ابن الجعد) لعلي بن الجعد بن عبيد الجوهري البغدادي، تحقيق: عامر أحمد حيدر، الناشر: مؤسسة نادر، بيروت، الطبعة الأولى، 1410 هـ - 1995 م.

ص: 497

240 -

"المسند" لابن أبي شيبة، تحقيق: عادل بن يوسف العزازي وأحمد بن فريد المزيدي، نشر: دار الوطن - الرياض، الطبعة الأولى: 1997 م.

241 -

"المسند" لأبي بكر عبد الله بن الزبير بن عيسى بن عبيد الله القرشي الأسدي، المعروف بالحميدي، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، ومكتبة المتنبي - القاهرة.

242 -

"المسند" لأبي سعيد الهيثم بن كليب بن سريج بن معقل البِنْكَثي، المعروف بالشاشي تحقيق: محفوظ الرحمن زين الله، الناشر: مكتبة العلوم والحكم، المدينة النبوية، الطبعة الأولى، 1410 هـ.

243 -

"المسند" لأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم الحنظلي، المروزي، المعروف بابن راهويه، تحقيق ونشر: مركز البحوث وتقنية المعلومات بدار التأصيل، الطبعة الأولى: 1436 هـ - 2015 م.

244 -

"المسند" لأبي يعلى، أحمد بن علي بن المُثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي، الموصلي، تحقيق: حسين سليم أسد، الناشر: دار المأمون للتراث، دمشق، الطبعة الأولى، 1404 هـ - 1984 م.

245 -

"المسند" لأبي الوليد سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي، تحقيق: محمد بن عبد المحسن التركي، بالتعاون مع مركز البحوث بدار هجر، نشر: دار هجر - القاهرة، الطبعة الأولى: 1419 هـ - 1999 م.

246 -

"المسند" للإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، إمام أهل السنة، تحقيق: مكتب البحوث بجمعية المكنز الإسلامي، الناشر: جمعيهَ الكنز الإسلامي، الطبعة الأولى، 1431 هـ - 2010 م.

247 -

"المصباح المنير في غريب الشرح الكبير" لأبي العباس لأحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي، نشر: المكتبة العلمية - بيروت.

248 -

"المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية" لأبي الفضل، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد، المعروف بابن حجر العسقلاني، رسائل علمية قدمت لجامعة الإمام محمد بن سعود، تنسيق: د. سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري، نشر: دار العاصمة، دار الغيث، السعودية، الطبعة الأولى: 1419 هـ.

249 -

"المعالم الأثيرة في السنة والسيرة" لمحمد بن محمد حسن شُرَّاب، نشر: دار القلم، الدار الشامية - دمشق - بيروت، الطبعة الأولى: 1411 هـ.

250 -

"المعجم الأوسط" لأبي القاسم، سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، المعروف بالطبراني، تحقيق: طارق عوض الله، وآخر، نشر: دار الحرمين، القاهرة.

ص: 498

251 -

"المعجم العربي الأساسي" تأليف وإعداد: جماعة من كبار اللغويين العرب، بتكليف من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بدون.

252 -

"المعجم العربي لأسماء الملابس" للدكتور: رجب عبد الجواد إبراهيم، نشر: دار الآفاق العربية - القاهرة، الطبعة الأولى: 1423 هـ -2002 م.

253 -

"المعجم الكبير" لأبي القاسم، سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، المعروف بالطبراني، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، نشر: مكتبة ابن تيمية، الطبعة الثانية.

254 -

"المعجم المختص بالمحدثين" لشمس الدين، أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز، المعروف بالذهبي، تحقيق: د. محمد الحبيب الهيلة، نشر: مكتبة الصديق، الطائف، الطبعة الأولى، 1408 هـ - 1988 م.

255 -

"المعجم المفهرس أو تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة" لأبي الفضل، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد، المعروف بابن حجر العسقلاني، تحقيق: محمد شكور المياديني، نشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى، 1418 هـ - 1998 م.

256 -

"المعجم الوسيط" لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، نشر: دار الدعوة - الإسكندرية - مصر.

257 -

"المعجم" لأبي بكر محمد بن إبراهيم بن علي الخازن المشهور بابن المقرئ، تحقيق: أبي عبد الرحمن عادل بن سعد، نشر: مكتبة الرشد، الطبعة الأولى: 1419 هـ - 1998 م.

258 -

"المعجم" لأبي يعلى الموصلي، تحقيق: إرشاد الحق الأثري، نشر: إدارة العلوم الأثرية - فيصل آباد، الطبعة الأولى: 1407 هـ.

259 -

"المعرفة والتاريخ" ليعقوب بن سفيان الفسوي، تحقيق: أكرم ضياء العمري، نشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الثانية: 1401 هـ - 1981 م.

260 -

"المغازي" لمحمد بن عمر الواقدي، تحقيق: مارسدن جونس، نشر: دار الأعلمي - بيروت، الطبعة الثالثة: 1409 هـ - 1989 م.

261 -

"المغرب في ترتيب المعرب" لأبي الفتح ناصر الدين بن عبد السيد بن علي بن المطرز، تحقيق: محمود فاخوري وعبد الحميد مختار، نشر: مكتبة أسامة بن زيد - حلب، الطبعة الأولى: 1979 م.

262 -

"المغني شرح مختصر الخرقي" لعبد الله بن أحمد بن قدامة، نشر: إحياء التراث العربي، الطبعة الأولى: 1405 هـ - 1985 م.

263 -

"المغني في الضعفاء" لشمس الدين، أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز، المعروف بالذهبي، تحقيق: د. نور الدين عتر، بدون طبعة بدون تاريخ.

264 -

"المفردات في غريب القرآن" لأبي القاسم الحسين بن محمد، المعروف بالراغب الأصفهاني، تحقيق: صفوان عدنان الداودي، نشر: دار القلم - بيروت - والدار الشامية - دمشق - الطبعة الأولى: 1412 هـ.

ص: 499

265 -

"المقادير الشرعية والأحكام الفقهية المتعلقة بها" لمحمد نجم الدين الكردي، القاهرة - الطبعة الثانية: 1426 هـ - 2005 م.

266 -

"المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة" لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، تحقيق: محمد عثمان الخشت، نشر: دار الكتاب العرب - بيروت، الطبعة الأولى: 1405 هـ - 1985 م.

267 -

"المقتنى في سرد الكنى" لشمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز، المعروف بالذهبي، تحقيق: محمد صالح عبد العزيز المراد، الناشر: المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة النبوية، السعودية، الطبعة الأولى، 1408 هـ.

268 -

"المقدمات الممهدات لبناء ما اقتضته رسوم المدونة من الأحكام الشرعيات، والتحصيلات المحكمات لأمهات مسائلها المشكلات" لأبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد (الجد) القرطبي، المعروف بابن رشد الجد، تحقيق: محمد حجي، وآخرون، الناشر: دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى، 1408 هـ - 1988 م.

269 -

"المكاييل والموازين الشرعية" لعلي جمعة محمد، نشر: القدس للإعلان والنشر والتسويق - القاهرة، الطبعة الثانية: 1421 هـ - 2001 م.

270 -

"الممتع الكبير في التصريف" لعلي بن مؤمن بن محمد، الحَضْرَمي الإشبيلي، أبي الحسن المعروف بابن عصفور، نشر: مكتبة لبنان، الطبعة الأولى 1996 م.

271 -

"المناسك الكبير" للإمام الحافظ عبد الرزاق بن همام الصنعاني، تحقيق: أبي عبد الله حسين بن عكاشة، دار المودة، المنصورة، الطبعة الأولى، 2014 م.

272 -

"المنتخب من العلل للخلال" لموفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي، تحقيق: أبي معاذ طارق بن عوض الله بن محمد، نشر: دار الراية - الرياض، الطبعة الأولى: 1998 م.

273 -

"المنتخب من مسند عبد بن حميد" لأبي محمد عبد الحميد بن حميد بن نصر الكَشّي، تحقيق: الشيخ مصطفى العدوي، الناشر: دار بلنسية، الطبعة الثانية: 1423 هـ - 2002 م.

274 -

"المنتخب من مسند عبد بن حميد" لعبد بن حميد بن نصر الكَشّي، تحقيق: صبحي البدري السامرائي ومحمود محمد خليل الصعيدي، نشر: مكتبة السنة - القاهرة، الطبعة الأولى: 1408 هـ - 1988 م.

275 -

"المنتخب من معجم شيوخ السمعاني" لعبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني المروزي، أبي سعد، تحقيق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر، نشر: دار عالم الكتب، الرياض، الطبعة الأولى، 1417 هـ - 1996 م.

276 -

"المنتقى شرح الموطأ" لأبي الوليد الباجي، نشر: مطبعة السعادة - بجوار محافظة مصر، الطبعة الأولى: 1332 هـ.

ص: 500

277 -

"المنتقى من السنن المسندة" لابن الجارود، تحقيق ونشر: مركز البحوث وتقنية المعلومات بدار التأصيل، الطبعة الأولى: 1435 هـ - 2014 م.

278 -

"المنتقى من كتاب الطبقات" لأبي عروبة الحسين بن محمد بن أبي معشر مودود الجَزَري الحرَّاني، عني بتحقيقه: إبراهيم صالح، نشر: دار البشائر، الطبعة الأولى: 1994 م.

279 -

"المنفردات والوحدان" للإمام أبي الحسين، مسلم بن الحجاج بن مسلم، القشيري، النيسابوري، تحقيق: د. عبد الغفار سليمان البنداري، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1408 هـ - 1988 م.

280 -

"المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج" لمحيي الدين يحيى بن شرف النووي، نشر: دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثانية: 1392 هـ.

281 -

"المواهب اللدنية بالمنح المحمدية" لأبي العباس، أحمد بن محمد بن أبى بكر بن عبد الملك القتيبي المصري، المعروف بالقسطلاني، نشر: المكتبة التوفيقية، القاهرة.

282 -

"المؤتلف والمختلف" لأبي الحسن، علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار البغدادي، المعروف بالدارقطني، تحقيق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر، نشر: دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى: 1406 هـ - 1986 م.

283 -

"الموطأ" لأبي محمد، عبد الله بن وهب بن مسلم، الفهري مولاهم، المصري، تحقيق: هشام إسماعيل الصيني، نشر: دار ابن الجوزي - الدمام، الطبعة الثانية: 1420 هـ - 1999 م.

284 -

"الموطأ" لإمام دار الهجرة، أبي عبد الله، مالك بن أنس بن مالك بن عامر، الأصبحي، برواية محمد بن الحسن الشيباني، تعليق وتحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، نشر: المكتبة العلمية، الطبعة الثانية.

285 -

"الموطأ" لإمام دار الهجرة، أبي عبد الله، مالك بن أنس بن مالك بن عامر، الأصبحي، برواية أبي مصعب الزهري، تحقيق ونشر: مركز البحوث وتقنية المعلومات بدار التأصيل، الطبعة الأولى: 1436 هـ - 2015 م.

286 -

"الموطأ" لإمام دار الهجرة، أبي عبد الله، مالك بن أنس بن مالك بن عامر، الأصبحي، تحقيق: محمد مصطفى الأعظمي، الناشر: مؤسسة زايد بن سلطان، أبو ظبي، الطبعة الأولى، 1425 هـ - 2004 م.

287 -

"الناسخ والمنسوخ" للقاسم بن سلام، تحقيق: محمد بن صالح المديفر، نشر: مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الثانية: 1418 هـ - 1997 م.

288 -

"النحو الوافي "لعباس حسن، الناشر: دار المعارف، الطبعة الخامسة عشرة.

ص: 501

289 -

"النكت على كتاب ابن الصلاح" لأبي الفضل، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد، المعروف بابن حجر العسقلاني، تحقيق: ربيع بن هادي عمير المدخلي، نشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1404 هـ - 1984 م.

290 -

"النهاية في غريب الحديث" لأبي السعادات مجد الدين بن الأثير، تحقيق: طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي، نشر: المكتبة العلمية، سنة: 1399 هـ - 1979 م.

291 -

"النوادر والزيادات على ما في المدونة من غيرها من الأمهات" لأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن أبي زيد القيرواني، تحقيق: الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو، نشر: دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى: سنة 1999 م.

292 -

"الوافي بالوفيات" لصلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي، تحقيق: أحمد الأرناءوط وتركي مصطفى، نشر: دار إحياء التراث - بيروت، 1420 هـ - 2000 م.

293 -

"الورع" للإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، إمام أهل السنة، رواية: أبي بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروزي، تحقيق: سمير بن أمين الزهيري، نشر: دار الصميعي - الرياض، الطبعة الأولى: 1418 هـ - 1997 م.

294 -

"الوفيات" لتقي الدين محمد بن هجرس بن رافع السلامي، تحقيق: صالح مهدي عباس، د. بشار عواد معروف، نشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى، 1402 هـ.

295 -

"إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع" لأحمد بن علي بن عبد القادر تقي الدين المقريزي، تحقيق: محمد عبد الحميد النميسي، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1420 هـ - 1999 م.

296 -

"أنساب الأشراف" لأحمد بن يحيى بن جابر بن داود البَلَاذُري، تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي، نشر: دار الفكر - بيروت، الطبعة الأولى: 1417 هـ - 1996 م.

297 -

"إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون" لإسماعيل بن محمد أمين بن مير سليم الباباني البغدادي، عنى بتصحيحه وطبعه على نسخة المؤلف: محمد شرف الدين بالتقايا رئيس أمور الدين، والمعلم رفعت بيلكه الكليسي، نشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان.

298 -

"بداية المجتهد ونهاية المقتصد" لأبي الوليد بن رشد الأندلي (الحفيد)، نشر: مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، الطبعة الرابعة: 1395 هـ - 1975 م.

299 -

"بدائع السلك في طبائع الملك" لأبي عبد الله، شمس الدين، محمد بن علي بن محمد الأصبحي الأندلسي، الغرناطي، المعروف بابن الأزرق، تحقيق: د. علي سامي النشار، الناشر: وزارة الإعلام - العراق، الطبعة الأولى.

ص: 502

300 -

"بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث" لأبي الحسن الهيثمي، تحقيق: د. حسين أحمد صالح الباكري، نشر: مركز خدمة السنة والسيرة النبوية - المدينة المنورة، الطبعة الأولى: 1413 هـ - 1992 م.

301 -

"بغية الطلب في تاريخ حلب" لعمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة العقيلي، كمال الدين بن العديم، تحقيق: د. سهيل زكار، نشر: دار الفكر.

302 -

"بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس" لأحمد بن يحيى بن أحمد بن عميرة، أبي جعفر الضبي، نشر: دار الكاتب العرب - القاهرة، 1967 م.

303 -

"بغية الملتمس في سباعيات حديث الإمام مالك بن أنس" لصلاح الدين أبي سعيد خليل بن كيكلدي الدمشقي العلائي، حققه وعلق عليه: حمدي عبد المجيد السلفي، نشر: عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى: 1405 هـ - 1985 م.

304 -

"بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام" لابن القطان الفاسي، تحقيق: د. الحسين آيت سعيد، نشر: دار طيبة، الطبعة الأولى: 1418 هـ - 1997 م.

305 -

"بيان خطأ البخاري" عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي، المعروف بابن أبي حاتم، تحقيق: عبد الرحمن بن يحيى المعلمى اليماني، الناشر: دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد الدكن.

306 -

"بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" لأحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبي بكر البيهقي، تحقيق: د. الشريف نايف الدعيس، نشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى، 1402 هـ.

307 -

"تاج العروس من جواهر القاموس" لأبي الفيض، محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني، الملقب بالمرتضى الزبيدي، تحقيق: مجموعة من المحققين، طبعة: دار الهداية.

308 -

"تاريخ ابن معين" ليحيى بن معين، رواية الدوري، تحقيق: د. أحمد محمد نور سيف، نشر: مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي - مكة المكرمة، الطبعة الأولى: 1399 هـ - 1979 م.

309 -

"تاريخ أبي زرعة" لأبي زرعة الدمشقي، رواية: أبي الميمون بن راشد، دراسة وتحقيق: شكر الله نعمة الله القوجاني، نشر: مجمع اللغة العربية - دمشق.

310 -

"تاريخ أسماء الثقات" لأبي حفص، عمر بن أحمد بن عثمان البغدادي، المعروف بابن شاهين، تحقيق: أبو عمر محمد بن علي الأزهري، الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، القاهرة، الطبعة الأولى، 1430 هـ - 2009 م.

ص: 503

311 -

"تاريخ أصبهان"(أخبار أصبهان) لأبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران، الأصبهاني، تحقيق: سيد كسروي حسن، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1410 هـ - 1990 م.

312 -

"تاريخ الإسلام" لشمس الدين، أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز، المعروف بالذهبي، تحقيق: د. بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى: 2003 م.

313 -

"تاريخ التراث العرابي" لفؤاد سزكين، النسخة العربية، بدون تاريخ.

314 -

"تاريخ الرسل والملوك = تاريخ الطبري" لأبي جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، المعروف بالطبري، نشر: دار التراث - بيروت، الطبعة الثانية: 1387 هـ.

315 -

"تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس" لعبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر الأزدي، أبي الوليد، المعروف بابن الفرضي، تحقيق: السيد عزت العطار الحسيني، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الثانية، 1408 هـ - 1988 م.

316 -

"تاريخ المدينة المنورة" لأبي زيد عمر بن شبة النميري البصري، تحقيق: علي محمد دندل، وياسين سعد الدين بيان، دار الكتب العلمية، سنة: 1417 هـ - 1996 م.

317 -

"تاريخ بغداد" لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، تحقيق: د. بشار عواد معروف، نشر: دار الغرب الإسلامي - بيروت، الطبعة الأولى: 1422 هـ - 2002 م.

318 -

"تاريخ دمشق" لأبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر، تحقيق: عمرو بن غرامة العمروي، طبعة: دار الفكر، 1415 هـ - 1995 م.

319 -

"تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف" لأبي البقاء، بهاء الدين، محمد بن أحمد بن الضياء محمد القرشي العمري المكي الحنفي، المعروف بابن الضياء، تحقيق: علاء إبراهيم، أيمن نصر، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية، 1424 هـ - 2004 م.

320 -

"تاريخ ممولد العلماء ووفياتهم"، أبي سليمان محمد بن عبد الله بن زبر الربعي، تحقيق: د. عبد الله أحمد سليمان الحمد، نشر: دار العاصمة - الرياض، الطبعة الأولى، 1410 هـ.

321 -

"تاريخ واسط" لأبي الحسن، أسلم بن سهل بن أسلم بن حبيب الرزّاز الواسطي، المعروف ببَحْشَل، تحقيق: كوركيس عواد، الناشر: عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى، 1406 هـ.

322 -

"تبصير المنتبه بتحرير المشتبه" لأبي الفضل، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد، المعروف بابن حجر العسقلاني، تحقيق: محمد علي النجار، مراجعة: علي محمد البجاوي، نشر: المكتبة العلمية، بيروت - لبنان.

323 -

"تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي" لأبي العلا، محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت.

ص: 504

324 -

"تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف" لأبي الحجاج، جمال الدين، يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف بن الزكي، الشهير بالمزي، تحقيق: د. بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى، 1999 م.

325 -

"تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف" لأبي الحجاج، جمال الدين، يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف بن الزكي، الشهير بالمزي، وبحاشيته:"النكت الظراف" لأبي الفضل، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد، المعروف بابن حجر العسقلاني، تحقيق: عبد الصمد شرف الدين، نشر: المكتب الإسلامي والدار القيِّمة، الطبعة الثانية: 1403 هـ - 1983 م.

326 -

"تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب" لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، نشر: دار ابن حزم، الطبعة الثانية: 1416 هـ - 1996 م.

327 -

"تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج (على ترتيب المنهاج للنووي) " لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري، تحقيق: عبد الله بن سعاف اللحياني، نشر: دار حراء - مكة المكرمة، الطبعة الأولى، 1406 هـ.

328 -

"تحقيق النصوص ونشرها" لعبد السلام محمد هارون، نشر: مؤسسة الحلبي وشركاه للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية، 1385 هـ - 1965 م.

329 -

"تخريج أحاديث الكشاف" لجمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي، تحقيق: عبد الله بن عبد الرحمن السعد، نشر: دار ابن خزيمة - الرياض، الطبعة الأولى: 1414 هـ.

330 -

"تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي" لعبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، تحقيق: أبي قتيبة نظر محمد الفاريابي، نشر: دار طيبة.

331 -

"تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري" لأبي ياسر محمد بن مطر بن عثمان آل مطر الزهراني، نشر: دار الهجرة للنشر والتوزيع، الرياض، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1417 هـ - 1996 م.

332 -

"تذكرة الحفاظ" لشمس الدين، أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز، المعروف بالذهبي، نشر: دار الكتب العلمية بيروت - لبنان، الطبعة الأولى، 1419 هـ - 1998 م.

333 -

"تراجم رجال الدارقطني في سننه الذين لم يترجم لهم في التقريب ولا في رجال الحاكم" لمقبل بن هادي الهمداني الوادعي، نشر: دار الآثار - صنعاء، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 1999 م.

334 -

"ترتيب الأمالي الخميسية" ليحيى بن الحسين الحسني الشجري الجرجاني، رتبها: القاضي محيي الدين محمد بن أحمد القرشي العبشمي، تحقيق: محمد حسن محمد حسن إسماعيل، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1422 هـ - 2001 م.

ص: 505

335 -

"ترتيب المدارك وتقريب المسالك" لأبي الفضل القاضي عياض بن موسى اليحصبي، تحقيق: ابن تاويت الطنجي، وعبد القادر الصحراوي، ومحمد بن شريفة، وسعيد أحمد أعراب، نشر: مطبعة فضالة - المحمدية، الغرب، الطبعة الأولى. 1965 م - 1983 م.

336 -

"تصحيفات المحدثين" لأبي أحمد، الحسن بن عبد الله بن سعيد بن إسماعيل العسكري، تحقيق: محمود أحمد ميرة، الناشر: المطبعة العربية الحديثة، القاهرة، الطبعة الأولى، 1402 هـ.

337 -

"تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة" لأبي الفضل، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد، المعروف بابن حجر العسقلاني، تحقيق: د. إكرام الله إمداد الحق، دار البشائر - بيروت، الطبعة الأولى، 1996 م.

338 -

"تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس" لأبي الفضل، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد، المعروف بابن حجر العسقلاني، تحقيق: د. عاصم بن عبد الله القريوتي، نشر: مكتبة المنار - عمان، الطبعة الأولى، 1403 - 1983.

339 -

"تعظيم قدر الصلاة" لمحمد بن نصر المروزي، تحقيق: د. عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي، نشر: مكتبة الدار - المدينة المنورة، الطبعة الأولى: 1406 هـ.

340 -

"تغليق التعليق" لأبي الفضل، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد، المعروف بابن حجر العسقلاني، تحقيق: سعيد عبد الرحمن موسى القزقي، نشر: المكتب الإسلامي، دار عمار، الطبعة الأولى: 1405 هـ.

341 -

"تفسير الزمخشري"(الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل) لأبي القاسم، محمود بن عمرو بن أحمد، المعروف بجار الله الزمخشري، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثالثة، 1407 هـ.

342 -

"تفسير السمرقندي"(بحر العلوم) لأبي الليث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي الفقيه الحنفي، دار النشر: دار الفكر، بيروت، تحقيق: د. محمود مطرجي.

343 -

"تفسير القرآن العظيم" لأبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي، المعروف بابن أبي حاتم، تحقيق: أسعد محمد الطيب، نشر: مكتبة نزار مصطفى الباز - الملكة العربية السعودية، الطبعة الثالثة: 1419 هـ.

344 -

"تفسير القرآن العظيم" لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، تحقيق: سامي محمد سلامة، دار طيبة، الطبعة الثانية: 1420 هـ - 1999 م.

345 -

"تفسير القرآن" لأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، الشهير بابن المنذر، حققه وعلق عليه الدكتور: سعد بن محمد السعد، نشر: دار المآثر - المدينة النبوية، الطبعة الأولى: 1423 هـ - 2002 م.

ص: 506

346 -

"تفسير القرآن" لأبي المظفر السمعاني، تحقيق: ياسر بن إبراهيم وغنيم بن عباس بن غنيم، نشر: دار الوطن، الرياض - السعودية، الطبعة الأولى: 1418 هـ - 1997 م.

347 -

"تفسير عبد الرزاق" لأبي بكر، عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني، تحقيق: د. محمود محمد عبده، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، سنة 1419 هـ.

348 -

"تفسير يحيى بن سلام" ليحيى بن سلام القيرواني، تحقيق: د. هند شلبي، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى: 1425 هـ - 2004 م.

349 -

"تقريب التهذيب" لأبي الفضل، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد، المعروف بابن حجر العسقلاني، تحقيق: محمد عوامة، نشر: دار الرشيد - سوريا، الطبعة الأولى: 1406 هـ - 1986 م.

350 -

"تقييد العلم" للخطيب البغدادي، نشر: إحياء السنة النبوية - بيروت.

351 -

"تكملة المعاجم العربية" لرينهارت بيتر آن دُوزِي، نقله إلى العربية وعلق عليه: محمَّد سَليم النعَيمي، وجمال الخياط، نشر: وزارة الثقافة والإعلام - الجمهورية العراقية، الطبعة الأولى: من 1979 - 2000 م.

352 -

"تلخيص المتشابه فِي الرسم" لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، تحقيق: سُكينة الشهابي، نشر: طلاس للدراسات والترجمة والنشر - دمشق، الطبعة الأولى: 1985 م.

353 -

"تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير" لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، الناشر: شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم، بيروت، الطبعة الأولى، 1997 م.

354 -

"تنبيه الحذاق على بطلان ما شاع بين الأنام من حديث النور المنسوب لمصنف عبد الرزاق " لمحمد أحمد عبد القادر الشنقيطي المدني، نشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، الطبعة الثانية.

355 -

"تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين" لأبي الليث، نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي، تحقيق: يوسف علي بديوي، الناشر: دار ابن كثير، دمشق، الطبعة الثالثة، 1421 هـ - 2000 م.

356 -

"تنقيح التحقيق" لشمس الدين، أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز، المعروف بالذهبي، تحقيق: مصطفى أبو الغيط عبد الحي عجيب، نشر: دار الوطن - الرياض، الطبعة الأولى: 1421 هـ - 2000 م.

357 -

"تنوير الحوالك شرح موطأ مالك" لعبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، نشر: المكتبة التجارية الكبرى - مصر، 1389 هـ - 1969 م.

ص: 507

358 -

"تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عن رسول الله من الأخبار" لأبي جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، المعروف بالطبري، تحقيق: محمود محمد شاكر، الناشر: مطبعة المدني، القاهرة.

359 -

"تهذيب الأسماء واللغات" لأبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت.

360 -

"تهذيب التهذيب" لأبي الفضل، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد، المعروف بابن حجر العسقلاني، مطبعة دار المعارف النظامية، الطبعة الأولى: 1326 هـ.

361 -

"تهذيب الكمال" لأبي الحجاج، جمال الدين، يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف بن الزكي، الشهير بالمزي، تحقيق: د. بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى: 1400 هـ - 1980 م.

362 -

"تهذيب اللغة" لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري، تحقيق: محمد عوض مرعب، نشر: دار إحياء التراث العرب، بيروت، الطبعة الأولى: 2001 م.

363 -

"تهذيب مستمر الأوهام على ذوي المعرفة وأولي الأفهام" لأبي نصر علي بن هبة الله بن ماكولا، تحقيق: سيد كسروي حسن، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1410 هـ.

364 -

"توثيق النصوص وضبطها عند المحدثين" لموفق عبد القادر، المكتبة المكية، الطبعة الأولى، 1414 هـ - 1993 م.

365 -

"توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم" لمحمد بن عبد الله أبي بكر بن محمد بن أحمد بن مجاهد القيسي الدمشقي الشافعي، شمس الدين، الشهير بابن ناصر الدين، تحقيق: محمد نعيم العرقسوسي، نشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى، 1993 م.

366 -

"جامع الأحاديث (ويشتمل على جمع الجوامع للسيوطي والجامع الأزهر وكنوز الحقائق للمناوي، والفتح الكبير للنبهاني) " لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، ضبط نصوصه وخرج أحاديثه: فريق من الباحثين بإشراف د. علي جمعة.

367 -

"جامع البيان عن تأويل آي القرآن"(تفسير الطبري) لأبي جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، المعروف بالطبري، تحقيق: الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات الإسلامية بدار هجر، نشر: دار هجر، الطبعة الأولى: 1422 هـ - 2001 م.

ص: 508

368 -

"جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم" لزين الدين بن رجب، السَّلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي، تحقيق: شعيب الأرناءوط - إبراهيم باجس، نشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة السابعة، 1422 هـ - 2001 م.

369 -

"جامع المسانيد والسنن" لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، تحقيق: د. عبد الملك بن عبد الله الدهيش، نشر: دار خضر - لبنان، الطبعة الثانية: 1419 هـ - 1998 م.

370 -

"جامع بيان العلم وفضله" لأبي عمر بن عبد البر، تحقيق: أبي الأشبال الزهيري، نشر: دار ابن الجوزي - المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى: 1414 هـ - 1994 م.

371 -

"جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس" لمحمد بن فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد الأزدي الميورقي الحَمِيدي أبي عبد الله بن أبي نصر، نشر: الدار المصرية للتأليف والنشر - القاهرة، 1966 م.

372 -

"جزء سعدان" لسعدان بن نصر بن منصور أبي عثمان الثقفي المخرمي البزاز، تحقيق: عبد المنعم إبراهيم، نشر: مكتبة نزار مصطفى الباز - مكة المكرمة، الطبعة الأولى: 1420 هـ - 1999 م.

373 -

"جزء فيه مجلسان من إملاء النسائي" لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني، المعروف بالنسائي، تحقيق: أبو إسحاق الحويني، الناشر: دار ابن الجوزي، الدمام، الطبعة الأولى، 1415 هـ.

374 -

"جزء محمد بن عاصم" لأبي جعفر، محمد بن عاصم بن عبد الله الأصبهاني، الثقفي مولاهم، تحقيق: مفيد خالد عيد، الناشر: دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى، 1409 هـ.

375 -

"جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام" لأبي عبد الله، شمس الدين، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد، الزرعي، الدمشقي، المعروف بابن قيم الجوزية، تحقيق: شعيب الأرناءوط، عبد القادر الأرناءوط، الناشر: دار العروبة، الكويت، الطبعة الثانية، 1407 هـ - 1987 م.

376 -

"جمهرة اللغة" لابن دريد، تحقيق: رمزي منير بعلبكي، نشر: دار العلم للملايين - بيروت، الطبعة الأولى: 1987 م.

377 -

"جمهرة أنساب العرب" لأبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي، تحقيق لجنة من العلماء، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1403 هـ - 1983 م.

378 -

"حاشية السندي على مسند الإمام أحمد" لأبي الحسن، محمد بن عبد الهادي التتوي، السندي، تحقيق: نور الدين طالب، الناشر: وزارة الأوقاف القطرية.

ص: 509

379 -

"حجة الوداع" لأبي محمد، علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي، القرطبي الظاهري، تحقيق: أبي صهيب الكرمي، الناشر: بيت الأفكار الدولية، الرياض، الطبعة الأولى، 1998 م.

380 -

"حجة الله البالغة" لأحمد بن عبد الرحيم بن الشهيد وجيه الدين بن معظم بن منصور المعروف بالشاه ولي الله الدهلوي، تحقيق: السيد سابق، نشر: دار الجيل، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى، 1426 هـ - 2005 م.

381 -

"حديث ابن عيينة رواية الطائي" لأبي الحسن الموصلي، مخطوط نُشر في برنامج جوامع الكلم المجاني التابع لموقع الشبكة الإسلامية.

382 -

"حديث إسحاق الدبري عن عبد الرزاق" لإسحاق بن إبراهيم الدبري، مخطوط نُشر في برنامج جوامع الكلم المجاني التابع لموقع الشبكة الإسلامية.

383 -

"حديث الزهري" لأبي الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، الزهري، تحقيق: حسن علي البلوط، الناشر: أضواء السلف، الرياض، الطبعة الأولى، 1418 هـ - 1998 م.

384 -

"حديث السراج" لأبي العباس، محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران الخراساني النيسابوري، المعروف بالسراج، تخريج: الإمام زاهر بن طاهر الشحامي، تحقيق: حسين عكاشة رمضان الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، القاهرة، الطبعة الأولى، 1425 هـ - 2004 م.

385 -

"حديث سفيان بن معيينة" برواية: أبي يحيى، زكريا بن يحيى بن أسد الروزي، تحقيق: مسعد بن عبد الحميد السعدني، الناشر: دار الصحابة للتراث بطنطا، مصر، الطبعة الأولى 1412 هـ، 1992 م.

386 -

"حديث شعبة بن الحجاج" لأبي الحسين، محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى، البزاز، البغدادي، تحقيق: صالح عثمان اللحام، الناشر: الدار العثمانية، الأردن، الطبعة الأولى، 1424 هـ - 2003 م.

387 -

"حديث علي بن حجر السعدي عن إسماعيل بن جعفر المدني" لإسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري، دراسة وتحقيق: عمر بن رفود بن رفيد السفياني، نشر: مكتبة الرشد - الرياض، الطبعة الأولى: 1418 هـ - 1998 م.

388 -

"حديث محمد بن عبد الله الأنصاري" لمحمد بن عبد الله بن المثنى البصري الأنصاري، تحقيق: مسعد عبد الحميد محمد السعدني، نشر: أضواء السلف - الرياض، الطبعة الأولى: 1418 هـ - 1998 م.

ص: 510

389 -

"حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" لأبي نعيم الأصبهاني، نشر: السعادة، سنة: 1394 هـ - 1974 م.

390 -

"خلق أفعال العباد" للإمام أبي عبد الله، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزيه، الجعفي، المعروف بالبخاري، تحقيق: د. عبد الرحمن عميرة، نشر: دار المعارف، الرياض.

391 -

"درء تعارض العقل والنقل أو موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول" لتقى الدين بن تيمية، تحقيق: عبد اللطيف عبد الرحمن، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، 1417 هـ - 1997 م.

392 -

"دلائل النبوة" لأحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبي بكر البيهقي، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1405 هـ.

393 -

"دلائل النبوة" لقوام السنة إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني، تحقيق: محمد محمد الحداد، نشر: دار طيبة - الرياض، الطبعة الأولى: 1409 هـ.

394 -

"ذخيرة الحفاظ (من الكامل لابن عدي) " لأبي الفضل، محمد بن طاهر بن علي بن أحمد المقدسي الشيباني، المعروف بابن القيسراني، تحقيق: د. عبد الرحمن الفريوائي، الناشر: دار السلف، الرياض، الطبعة الأولى، 1416 هـ - 1996 م.

395 -

"ذم الكلام وأهله" لأبي إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الهروي، تحقيق: عبد الرحمن عبد العزيز الشبل، نشر: مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة، الطبعة الأولى: 1418 هـ - 1998 م.

396 -

"زاد المعاد في هدي خير العباد" لأبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزرعي الدمشقي، المعروف بابن قيم الجوزية، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، مكتبة المنار الإسلامية، الكويت، الطبعة السابعة والعشرين، 1415 هـ - 1994 م.

397 -

"سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد" لمحمد بن يوسف الصالحي الشامي، تحقيق وتعليق: عادل أحمد عبد الموجود، وعلي محمد معوض، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1414 هـ - 1993 م.

398 -

"سر صناعة الإعراب" لأبي الفتح عثمان بن جني الموصلي، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1421 هـ - 2000 م.

399 -

"سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها" لمحمد ناصر الدين الألباني، نشر: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة الأولى،: 1415 هـ - 1995 م.

400 -

"سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السييء في الأمة" لمحمد ناصر الدين الألباني، نشر: دار المعارف، الرياض، الطبعة الأولى، 1412 هـ - 1992 م.

ص: 511

401 -

"سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر" لمحمد خليل بن علي بن محمد بن محمد مراد الحسيني، أبي الفضل، نشر: دار البشائر الإسلامية، دار ابن حزم، الطبعة الثالثة، 1408 هـ - 1988 م.

402 -

"سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي" لعبد الملك بن حسين بن عبد الملك العصامي المكي، تحقيق: عادل عبد الموجود، على معوض، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1419 هـ - 1998 م.

403 -

"سؤالات أبي عبد الله الحاكم النيسابوري للإمام أبي الحسن الدارقطني" لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري المعروف بابن البَيِّع، تحقيق: أبي عمر محمد بن علي الأزهري، نشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر - القاهرة، الطبعة الأولى، 1427 هـ - 2006 م.

404 -

"سير أعلام النبلاء" لشمس الدين، أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز، المعروف بالذهبي، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناءوط، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة الثالثة: 1405 هـ - 1985 م.

405 -

"شرح ابن ماجه" لعلاء الدين مغلطاي، تحقيق: كمال عويضة، نشر: مكتبة نزار مصطفى الباز، الطبعة الأولى: 1419 هـ - 1999 م.

406 -

"شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" لأبي القاسم هبة الله بن الحسن اللالكائي، تحقيق: أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي، نشر: دار طيبة - السعودية، الطبعة الثامنة: 1423 هـ - 2003 م.

407 -

"شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية" لحمد بن عبد الباقي الزرقاني المالكي، نشر: دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1417 هـ - 1996 م.

408 -

"شرح الزرقاني على الموطأ" لمحمد بن عبد الباقي الزرقاني المالكي، تحقيق: طه عبد الرءوف سعد، نشر: مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، الطبعة الأولى: 1424 هـ - 2003 م.

409 -

"شرح السنة" لمحيي السنة أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي، تحقيق: شعيب الأرناءوط ومحمد زهير الشاويش، نشر: المكتب الإسلامي - دمشق، بيروت، الطبعة الثانية: 1403 هـ - 1983 م.

410 -

"شرح الشفا" لأبي الحسن علي بن سلطان محمد نور الدين الملا الهروي القاري، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1421 هـ.

411 -

"شرح العمدة في الفقه"(كتاب الطهارة) لأبي العباس، تقي الدين، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد الحراني الحنبلي الدمشقي، المعروف بابن تيمية، تحقيق: د. سعود بن صالح العطيشان، الناشر: مكتبة العبيكان، الرياض، الطبعة الأولى، 1412 هـ.

ص: 512

412 -

"شرح الكافية الشافية" لأبي عبد الله، محمد بن عبد الله، الطائي الجياني، المعروف بابن مالك، تحقيق: عبد المنعم أحمد هريدي، الناشر: جامعة أم القرى، الطبعة الأولى.

413 -

"شرح سنن أبي داود" لأبي محمد، محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابي الحنفي، المعروف بالبدر العيني، تحقيق: أبي المنذر خالد بن إبراهيم المصري، مكتبة الرشد - الرياض، الطبعة الأولى: 1420 هـ - 1999 م.

414 -

"شرح صحيح البخاري" لأبي الحسن، علي بن خلف بن عبد الملك، المعروف بابن بطال، تحقيق: ياسر إبراهيم، الناشر: مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الثانية: 1423 هـ - 2003 م.

415 -

"شرح علل الترمذي" لابن رجب الحنبلي، تحقيق: همام عبد الرحيم سعيد، نشر: مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الثانية، 1421 هـ - 2001 م.

416 -

"شرح مسند أبي حنيفة" لعلي بن سلطان القاري، تحقيق: الشيخ خليل محيي الدين الميس، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى: 1405 هـ - 1985 م.

417 -

"شرح مشكل الآثار" لأبي جعفر الطحاوي، تحقيق: شعيب الأرناءوط، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى: 1415 هـ - 1494 م.

418 -

"شرح معاني الآثار" لأبي جعفر، أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الملك بن سلمة، المعروف بالطحاوي، تحقيق: محمد زهري النجار، وآخر، نشر: عالم الكتب، الطبعة الأولى: 1414 هـ - 1994 م.

419 -

"شرف المصطفى" لأبي سعد عبد الملك بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الخركوشي النيسابوري، دار البشائر الإسلامية - مكة، الطبعة الأولى: 1424 هـ.

420 -

"شعب الإيمان" لأبي بكر، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى، الخُسْرَوْجِردي، الخراساني، المعروف بالبيهقي، تحقيق: د. عبد العلي عبد الحميد حامد، الناشر: مكتبة الرشد، الرياض بالتعاون مع الدار السلفية بالهند، الطبعة الأولى: 1423 هـ - 2003 م.

421 -

"شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام" لأبي الطيب، تقي الدين، محمد بن أحمد بن علي، المكي الحسني الفاسي، الناشر: دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1421 هـ - 2000 م.

422 -

"شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم" لنشوان بن سعيد الحميري اليمني، تحقيق: د. حسين بن عبد الله العمري، وآخرون، الناشر: دار الفكر المعاصر، بيروت، دار الفكر، دمشق، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 1999 م.

423 -

"شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح" لأبي عبد الله، جمال الدين محمد بن عبد الله الطائي الجياني، المعروف بابن مالك، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: مكتبة دار العروبة.

ص: 513

424 -

"صفة الجنة" لأبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني، تحقيق: علي رضا عبد الله، الناشر: دار المأمون للتراث، دمشق.

425 -

"صلة الخلف بموصول السلف" لشمس الدين، أبو عبد الله محمد بن محمد بن سليمان بن الفاسي بن طاهر الرُّوداني السوسي المكيّ المالكي، تحقيق: محمد حجي، نشر: دار الغرب الإسلامي - بيروت، الطبعة الأولى، 1408 هـ - 1988 م.

426 -

"ضعيف أبي داود" لمحمد ناصر الدين الألباني، نشر: مؤسسة غراس - الكويت، الطبعة الأولى: 1423 هـ.

427 -

"طبقات الحنابلة" لأبي الحسين بن أبي يعك، محمد بن محمد، تحقيق: محمد حامد الفقي، نشر: دار المعرفة - بيروت.

428 -

"طبقات الشافعية الكبرى" لأبي نصر، تاج الدين، عبد الوهاب بن تقي الدين علي بن عبد الكافي، المعروف بالسبكي، تحقيق: محمود الطناحي، عبد الفتاح الحلو، الناشر: دار هجر، الطبعة الثانية، 1413 هـ.

429 -

"طبقات الحدثين بأصبهان والواردين عليها" لأبي محمد عبد الله بن محمد المعروف بأبي الشيخ الأصبهاني، تحقيق: عبد الغفور عبد الحق حسين البلوشي، نشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الثانية: 1412 هـ - 1992 م.

430 -

"طبقات المفسرين العشرين" لجلال الدين، عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري، المعروف بالسيوطي تحقيق: علي محمد عمر، نشر: مكتبة وهبة - القاهرة، الطبعة الأولى، 1396 هـ.

431 -

"طرح التثريب في شرح التقريب" لأبي الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن العراقي، وأبي زرعة ولي الدين أحمد بن عبد الرحيم بن العراقي، نشر: الطبعة المصرية القديمة.

432 -

"طلبة الطلبة" لأبي حفص، نجم الدين، عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل، المعروف، بالنسفي، الناشر: الطبعة العامرة، مكتبة المثنى ببغداد، الطبعة: بدون طبعة، تاريخ النشر: 1311 هـ.

433 -

"عبد الرزاق بن همام الصنعاني ومصنفه" بقلم أحمد بن عبد الرحمن الصويان، مقال بمجلة البحوث الإسلامية، العدد (17).

434 -

"عجالة المبتدي وفضالة المنتهي في النسب" لأبي بكر محمد بن أبي عثمان الحازمي، حققه وعلق عليه وفهرس له: عبد الله كنون، الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، الطبعة الثانية: 1393 هـ - 1973 م.

435 -

"عقد الدرر في أخبار المنتظر" ليوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي السلمي، حققه وراجع نصوصه وعلق عليه وخرج أحاديثه: مهيب بن صالح بن عبد الرحمن البوريني، نشر: مكتبة المنار - الزرقاء، الطبعة الثانية: 1410 هـ - 1989 م.

ص: 514

436 -

"علل الترمذي الكبير" لأبي عيسى، محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، المعروف بالترمذي، رتبه على كتب الجامع: أبو طالب القاضي، تحقيق: صبحي السامرائي، وآخرون، نشر: عالم الكتب، مكتبة النهضة العربية، بيروت، الطبعة الأولى، 1409 هـ.

437 -

"عمدة القاري شرح صحيح البخاري" لأبي محمد، محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى الحنفى، المعروف بالبدر العيني، دار إحياء التراث العرب.

438 -

"عمدة الكتاب "لأبي جعفر، أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي النحوي، المعروف بالنحاس، تحقيق: بسام عبد الوهاب الجابي، الناشر: دار ابن حزم، الجفان والجابي للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 1425 هـ - 2004 م.

439 -

"عمل اليوم والليلة" لأحمد بن محمد بن إسحاق ابن السني، تحقيق: كوثر البرني، نشر: دار القبلة للثقافة الإسلامية ومؤسسة علوم القرآن - جدة، بيروت.

440 -

"عون المعبود شرح سنن أبي داود (ومعه حاشية ابن القيم: تهذيب سنن أبي داود وإيضاح علله ومشكلاته) " لمحمد أشرف بن أمير شرف الحق الصديقي العظيم آبادي، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الثانية: 1415 هـ.

441 -

"غاية المقصد في زوائد المسند" لأبي الحسن الهيثمي، تحقيق: خلاف محمود عبد السميع، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1421 هـ - 2001 م.

442 -

"غريب الحديث" لإبراهيم بن إسحاق الحربي، تحقيق: د. سليمان إبرأهيم محمد العايد، نشر: جامعة أم القرى - مكة المكرمة، الطبعة الأولى: 1405 هـ.

443 -

"غريب الحديث" لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، تحقيق: الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1405 هـ - 1985 م.

444 -

"غريب الحديث" لأبي سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي المعروف بالخطابي، تحقيق: عبد الكريم إبراهيم الغرباوي، خرج أحاديثه: عبد القيوم عبد رب النبي، نشر: دار الفكر، 1402 هـ - 1982 م.

445 -

"غريب الحديث" لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، تحقيق: د. عبد الله الجبوري، نشر: مطبعة العاني - بغداد، الطبعة الأولى: 1397 هـ.

446 -

"غريب الحديث" للقاسم بن سلام، تحقيق: د. محمد عبد المعيد خان، نشر: مطبعة دائرة المعارف العثمانية، حيدرآباد - الدكن، الطبعة الأولى: 1384 هـ - 1964 م.

447 -

"غوامض الأسماء المبهمة الواقعة في متون الأحاديث المسندة" لأبي القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن بشكوال، تحقيق: د. عز الدين علي السيد، محمد كمال الدين عز الدين، نشر: عالم الكتب - بيروت، الطبعة الأولى: 1407 هـ.

ص: 515

448 -

"فتاوى السبكي" لأبي الحسن، تقي الدين، علي بن عبد الكافي، المعروف بالسبكي، الناشر: دار المعارف.

449 -

"فتح الباب في الكنى والألقاب" لأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده العبدي، تحقيق: أبي قتيبة نظر محمد الفاريابي، نشر: مكتبة الكوثر - الرياض، الطبعة الأولى: 1417 هـ - 1996 م.

450 -

"فتح الباري شرح صحيح البخاري" لأبي الفضل، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد، المعروف بابن حجر العسقلاني، قام بإخراجه وتصحيحه: محب الدين الخطيب، طبعة: دار المعرفة، سنة: 1379 هـ.

451 -

"فتح الباري في شرح صحيح البخاري" لابن رجب الحنبلي، تحقيق: مجموعة من المحققين، نشر مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة النبوية، الطبعة الأولى: 1417 هـ - 1996 م.

452 -

"فتح القدير" لكمال الدين محمد بن عبد الواحد السيوالصي المعروف بابن الهمام، دار الفكر.

453 -

"فتح المغيث بشرح ألفية الحديث" للحافظ شمس الدين أبي الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي، تحقيق: د. عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمن الخضير، د. محمد بن عبد الله بن فهيد آل فهيد، نشر: دار المنهاج، الطبعة الأولى، 1426 هـ - الرياض، السعودية.

454 -

"فضائل الصحابة" للإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، إمام أهل السنة، تحقيق: د. وصي الله محمد عباس، نشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى: 1403 هـ - 1983 م.

455 -

"فضائل القرآن" لأبي العباس جعفر بن محمد المستغفري، تحقيق: أحمد بن فارس السلوم، نشر: دار ابن حزم، الطبعة الأولى: 2008 م.

456 -

"فضائل القرآن" لأبي بكر جعفر بن محمد الفريابي، تحقيق وتخريج ودراسة: يوسف عثمان فضل الله جبريل، نشر: مكتبة الرشد - الرياض، الطبعة الأولى: 1409 هـ - 1989 م.

457 -

"فضائل المدينة" لأبي سعيد المفضل بن محمد الجندي المقرئ، تحقيق: محمد مطيع الحافظ، غزوة بدير، نشر: دار الفكر - دمشق، الطبعة الأولى: 1407 هـ.

458 -

"فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" للقاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، نشر: المكتب الإسلامي - بيروت، الطبعة الثالثة: 1397 هـ.

459 -

"فهرس مجاميع المدرسة العمرية في دار الكتب الظاهرية بدمشق" لياسين محمد السواس، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الكويت، 1987 م.

460 -

"فهرس مخطوطات دار الكتب القطرية"، الدوحة، 1399 هـ - 1979 م.

ص: 516

461 -

"فهرسة ابن خير الإشبيلي" لأبي بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة اللمتوني الأموي الإشبيلي، تحقيق: محمد فؤاد منصور، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت/ لبنان، الطبعة الأولى، 1419 هـ - 1998 م.

462 -

"فوائد ابن أخي ميمي الدقاق" لأبي الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين البغدادي الدقاق المعروف بابن أخي ميمي، تحقيق: نبيل سعد الدين جرار، نشر: دار أضواء السلف - الرياض، الطبعة الأولى: 1426 هـ - 2005 م.

463 -

"فوائد منتقاة من رواية الشيخين ابن الصلت، وابن أبي مسلم الفرضي" لأبي الحسن أحمد بن محمد بن الصلت، وأبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي، تحقيق: نبيل سعد الدين جرار، الناشر: دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى 1429 هـ - 2008 م.

464 -

"فيض القدير شرح الجامع الصغير" لزين الدين محمد المدعو بعبد الرءوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري، نشر: المكتبة التجارية الكبرى - مصر، الطبعة الأولى، 1356 هـ.

465 -

"كتاب الأفعال" لأبي القاسم، علي بن جعفر بن علي السعدي، المعروف بابن القطاع الصقلي، الناشر: عالم الكتب، الطبعة الأولى 1403 هـ - 1983 م.

466 -

"كرامات الأولياء" للالكائي - من كتاب "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" لأبي القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي اللالكائي، تحقيق: أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي، نشر: دار طيبة - السعودية، الطبعة الثامنة: 1423 هـ - 2003 م.

467 -

"كشف الأستار عن زوائد البزار" لنور الدين الهيثمي، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، نشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى: 1399 هـ - 1979 م.

468 -

"كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس" لإسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي، نشر: مكتبة القدسي - القاهرة، 1351 هـ.

469 -

"كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون" لمصطفى بن عبد الله كاتب جلبي القسطنطيني المشهور باسم حاجي خليفة أو الحاج خليفة، نشر: مكتبة المثنى - بغداد، تاريخ النشر: 1941 م.

470 -

"كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال" لعلاء الدين علي بن حسام الدين ابن قاضي خان القادري الشاذلي الهندي البرهانفوري، الشهير بالمتقي الهندي، تحقيق: بكري حياني، وصفوت السقا، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة الخامسة: 1401 هـ - 1981 م.

471 -

"كنوز الذهب في تاريخ حلب" لأحمد بن إبراهيم بن محمد بن خليل، موفق الدين، أبي ذر سبط ابن العجمي، نشر: دار القلم، حلب، الطبعة الأولى، 1417 هـ.

ص: 517

472 -

"لباب التأويل في معاني التنزيل = تفسير الخازن" لأبي الحسن علاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم الخازن، تصحيح: محمد علي شاهين، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1415 هـ.

473 -

"لسان العرب" لأبي الفضل محمد بن مكرم بن علي ابن منظور، نشر: دار صادر، الطبعة الثالثة: 1414 هـ.

474 -

"لسان الميزان" لأبي الفضل، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد، المعروف بابن حجر العسقلاني، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى، 2002 م.

475 -

"مجرد أسماء الرواة عن مالك" ليحيى بن علي بن عبد الله بن علي بن مفرج، أبي الحسين، رشيد الدين القرشي الأموي النابلسي ثم المصري، المعروف بالرشيد العطار، تحقيق: أبي محمد سالم بن أحمد بن عبد الهادي السلفي، نشر: مكتبة الغرباء الأثرية، الطبعة الأولى، 1418 هـ - 1997 م.

476 -

"مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" لأبي الحسن نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، تحقيق: حسام الدين القدسي، نشر: مكتبة القدسي - القاهرة، سنة: 1414 هـ - 1994 م.

477 -

"مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار"، لجمال الدين، محمد طاهر بن علي الصديقي الهندي الفَتَّنِي الكجراتي، نشر: مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، الطبعة الثالثة: 1387 هـ - 1967 م.

478 -

"مجموع الفتاوى" لأبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني، المعروف بابن تيمية، جمع: عبد الرحمن بن قاسم، الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، عام النشر: 1416 هـ - 1995 م.

479 -

"مجموع رسائل ابن رجب الحنبلي" لأبي الفرج، عبد الرحمن بن أحمد بن رجب، الحنبلي، تحقيق: طلعت فؤاد الحلواني، الناشر: دار الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، بدون تاريخ.

480 -

"مجموع فيه ثلاثة أجزاء حديثية" فوائد أبي علي الرفاء، حامد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن معاذ الهروي، وفوائد الخلدي، أبي محمد جعفر بن محمد بن نصير بن قاسم البغدادي، فوائد مكرم البزاز، أبي بكر مكرم بن أحمد بن محمد بن مكرم القاضي البغدادي، تحقيق: نبيل سعد الدين جرار، الناشر: دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى 1431 هـ - 2010 م.

481 -

"محاسن التأويل" لمحمد جمال الدين القاسمي، تحقيق: محمد باسل عيون السود، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1418 هـ.

ص: 518

482 -

"محيط المحيط" لبطرس البستاني، الناشر: مكتبة لبنان، بيروت، تاريخ النشر: 1987 م.

483 -

"مختار الصحاح" لزين الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي، تحقيق: يوسف الشيخ محمد، المكتبة العصرية، الدار النموذجية - بيروت، صيدا، الطبعة الخامسة: 1420 هـ - 1999 م.

484 -

"مختصر اختلاف العلماء" لأبي جعفر، أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الملك بن سلمة، الأزدي، الحجري، المصري، المعروف بالطحاوي، تحقيق: د. عبد الله نذير أحمد، الناشر: دار البشائر الإسلامية، بيروت، الطبعة الثانية، 1417 هـ.

485 -

"مختصر المختصر من المسند الصحيح"(صحيح ابن خزيمة) لإمام الأئمة، أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيسابوري، تحقيق ونشر: مَرْكَزِ الْبُحُوثِ وَتَقْنِيَةِ الْمَعْلُومَاتِ بِدَارِ التَّأْصِيلِ، الطبعة الأولى: 1433 هـ - 2012 م.

486 -

"مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر" لأبي الفضل، جمال الدين، محمد بن مكرم بن علي، بن منظور الأنصاري الرويفعي الإفريقي، تحقيق: روحية النحاس، وآخرون، دار النشر: دار الفكر، دمشق، الطبعة الأولى، 1402 هـ - 1984 م.

487 -

"مختصر خلافيات البيهقي" لأحمد بن فرح اللخمي الإشبيلي، تحقيق: د. ذياب عبد الكريم ذياب عقل، نشر: مكتبة الرشد - الرياض، الطبعة الأولى: 1417 هـ - 1997 م.

488 -

"مختصر قيام الليل" لمحمد بن نصر المروزي، اختصرها: أحمد بن علي المقريزي، نشر: حديث أكادمي - فيصل آباد/ باكستان، الطبعة الأولى: 1408 هـ - 1988 م.

489 -

"مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين" لابن قيم الجوزية، تحقيق: محمد المعتصم باللَّه البغدادي.

490 -

"مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان" لأبي محمد عفيف الدين عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان اليافعي، وضع حواشيه: خليل المنصور، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى، 1417 هـ - 1997 م.

491 -

"مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع" لعبد المؤمن بن عبد الحق، ابن شمائل القطيعي البغدادي، الحنبلي، صَفِيِّ الدين، تحقيق وتعليق: علي محمد البجاوي، نشر: دار الجيل - بيروت، الطبعة الأولى: 1412 هـ - 1992 م.

492 -

"مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" لعبيد الله بن محمد عبد السلام المباركفوري، إدارة البحوث العلمية والدعوة والإفتاء، الجامعة السلفية - بنارس الهند، الطبعة الثالثة: 1404 هـ - 1984 م.

ص: 519

493 -

"مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" لعلي بن سلطان الملا الهروي القاري، نشر: دار الفكر - بيروت، الطبعة الأولى: 1422 هـ - 2002 م.

494 -

"مساوئ الأخلاق" لأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي، حققه وخرج نصوصه وعلق عليه: مصطفى بن أبو النصر الشلبي، نشر: مكتبة السوادي للتوزيع - جدة، الطبعة الأولى: 1413 هـ - 1993 م.

495 -

"مسائل الإمام أحمد بن حنبل رواية أبي القاسم البغوي" لأبي القاسم، عبد الله بن محمد البغوي، تحقيق: محمد علي الأزهري، الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، القاهرة، الطبعة الأولى، 1430 هـ - 2009 م.

496 -

"مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه" لإسحاق بن منصور بن بهرام الكوسج، نشر: عمادة البحث العلمي، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى: 1425 هـ - 2002 م.

497 -

"مسائل الإمام أحمد" رواية ابنه صالح، نشر: الدار العلمية - الهند.

498 -

"مسائل حرب الكرماني" لأبي محمد حرب بن إسماعيل الكرماني، إعداد: فايز بن أحمد بن حامد حابس، نشر: جامعة أم القرى، عام النشر: 1422 هـ.

499 -

"مستخرج أبي عوانة" لأبي عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم النيسابوري الإسفراييني، تحقيق: أيمن بن عارف الدمشقي، دار المعرفة - بيروت، الطبعة الأولى، 1419 هـ - 1998 م.

500 -

"مستخرج الطوسي عن جامع الترمذي"(مختصر الأحكام) لأبي علي، الحسن بن علي بن نصر الطوسي، الملقب بكردوش، تحقيق: أنيس بن أحمد بن طاهر الأندونوسي، الناشر: مكتبة الغرباء الأثرية، المدينة المنورة، السعودية، الطبعة الأولى، 1415 هـ.

501 -

"مسند الدارمي"(سنن الدارمي) لأبي محمد، عبد الله بن عبد الرحمن، الدارمي، تحقيق: حسين سليم أسد، نشر: دار المغني، السعودية، الطبعة الأولى: 1412 هـ - 2000 م.

502 -

"مسند الروياني" لأبي بكر محمد بن هارون الرُّوياني، تحقيق: أيمن علي أبو يماني، الناشر: مؤسسة قرطبة، القاهرة، الطبعة الأولى، 1416 هـ.

503 -

"مسند السراج" لأبي العباس محمد بن إسحاق السراج، تحقيق: إرشاد الحق الأثري، نشر: إدارة العلوم الأثرية، فيصل آباد، باكستان، تاريخ الطبع: 1423 هـ - 2002 م.

504 -

"مسند الشافعي" لأبي عمرو محمد بن جعفر بن مطر النيسابوري، رتبه: محمد عابد السندي، تولى نشره وتصحيحه ومراجعة أصوله: السيد يوسف علي الزواوي الحسني، والسيد عزت العطار الحسيني، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، تاريخ النشر: 1370 هـ - 1951 م.

ص: 520

505 -

"مسند الشاميين" لأبي القاسم، سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، المعروف بالطبراني، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفى، نشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى: 1405 هـ - 1984 م.

506 -

"مسند الشهاب" لأبي عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي المصري، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، نشر: مؤسسة الرسالة بيروت، الطبعة الثانية: 1407 هـ - 1986 م.

507 -

"مسند الموطأ" لأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي، تحقيق: لطفي بن محمد الصغير وطه بن علي بُوسريح، نشر: دار الغرب الإسلامي - بيروت، الطبعة الأولى: 1997 م.

508 -

"مسند أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأقواله على أبواب العلم (أو: مسند الفاروق) " لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، دار الوفاء - المنصورة، الطبعة الأولى: 1411 هـ - 1991 م.

509 -

"مسند عبد الله بن أبي أوفى" لأبي محمد، يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب الهاشمي البغدادي، تحقيق: سعد بن عبد الله آل الحميد، الناشر: مكتبة الرشد، الرياض.

510 -

"مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق ومثير الغرام إلى دار السلام" لأحمد بن إبراهيم بن النحاس الدمشقي الدمياطي، وشهرته: ابن النحاس، بدون طبعة، وبدون تاريخ.

511 -

"مشارق الأنوار على صحاح الآثار" لأبي الفضل، عياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصبي السبتي، دار النشر: المكتبة العتيقة، تونس، ودار التراث، مصر.

512 -

"مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار" لأبي حاتم، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، الدارمي، البُستي، المعروف بابن حبان، تحقيق: مرزوق علي إبراهيم، نشر: دار الوفاء، المنصورة، الطبعة الأولى: 1411 هـ - 1991 م.

513 -

"مشيخة القزويني" لعمر بن علي بن عمر القزويني، أبي حفص، سراج الدين، تحقيق: الدكتور عامر حسن صبري، نشر: دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى 1426 هـ - 2005 م.

514 -

"مصاعد النظر على مقاصد السور" لإبراهيم بن عمر البقاعي، دار النشر: مكتبة المعارف - الرياض، الطبعة الأولى: 1408 هـ - 1987 م.

515 -

"معالم التنزيل في تفسير القرآن = تفسير البغوي" لمحيي السنة الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي، تحقيق: محمد عبد الله النمر وعثمان جمعة ضميرية وسليمان مسلم الحرش، نشر: دار طيبة، الطبعة الرابعة: 1417 هـ - 1997 م.

ص: 521

516 -

"معالم السنن" لأبي سليمان حمد بن محمد الخطابي، نشر: المطبعة العلمية - حلب، الطبعة الأولى: 1351 هـ - 1932 م.

517 -

"معالم مكة التاريخية والأثرية" لعاتق بن غيث بن زوير البلادي الحرب، نشر: دار مكة للنشر والتوزيع - مكة المكرمة، الطبعة الأولى: 1450 هـ - 1980 م.

518 -

"معجم ابن الأعرابي" لأبي سعيد بن الأعرابي، تحقيق: عبد المحسن بن إبراهيم بن أحمد الحسيني، نشر: دار ابن الجوزي، السعودية، الطبعة الأولى: 1418 هـ - 1997 م.

519 -

"معجم البلدان" لياقوت الحموي، نشر: دار صادر - بيروت، الطبعة الثانية: 1995 م.

520 -

"معجم الحيوان عند العامة" لمحمد بن ناصر العبودي، نشر: مكتبة الملك فهد الوطنية - الرياض، طبعة: 1432 هـ - 2011 م.

521 -

"معجم الشعراء" لأبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، بتصحيح وتعليق: أد. ف. كرنكو، نشر: مكتبة القدسي، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الثانية: 1402 هـ - 1982 م

522 -

"معجم الصحابة" لأبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي، تحقيق: محمد الأمين بن محمد الجكني، نشر: مكتبة دار البيان - الكويت، الطبعة الأولى: 1421 هـ - 2000 م.

523 -

"معجم الصواب اللغوي" تأليف: د. أحمد مختار عمر، بمساعدة فريق عمل، نشر: عالم الكتب - القاهرة، الطبعة الأولى: 1429 هـ - 2008 م.

524 -

"معجم اللغة العربية المعاصرة" لأحمد مختار عبد الحميد عمر، بمساعدة فريق عمل، نشر: عالم الكتب - القاهرة، الطبعة الأولى: 1429 هـ - 2008 م.

525 -

"معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية" لمحمود عبد الرحمن عبد المنعم، نشر: دار الفضيلة - القاهرة.

526 -

"معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية" لعاتق بن غيث بن زوير البلادي الحرب، نشر: دار مكة للنشر والتوزيع - مَكة المكرمة، الطبعة الأولى: 1402 هـ - 1982 م.

527 -

"معجم المؤلفين" لعمر بن رضا بن محمد راغب بن عبد الغني كحالة الدمشقي، نشر: مكتبة المثنى - بيروت، دار إحياء التراث العربي بيروت.

528 -

"معجم ديوان الأدب" لأبي إبراهيم، إسحاق بن إبراهيم بن الحسين الفارابي، تحقيق: د. أحمد مختار عمر، طبعة: مؤسسة دار الشعب، القاهرة، عام النشر: 1424 هـ - 2003 م.

529 -

"معجم لغة الفقهاء" لمحمد رواس قلعجي، وحامد صادق قنيبي، نشر: دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت، الطبعة الثانية: 1408 هـ - 1988 م.

ص: 522

530 -

"معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع" لأبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي، نشر: عالم الكتب - بيروت، الطبعة الثالثة: 1403 هـ.

531 -

"معجم مصطلحات المخطوط العربي" لأحمد شوقي بنبين ومصطفى طوبي، الخزانة الحسينية الرباط، مراكش، الطبعة الثالثة، 2005 م.

532 -

"معجم مقاييس اللغة": لأحمد بن فارس بن زكريا القزويني الرازي، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، نشر: دار الفكر، عام النشر: 1399 هـ - 1979 م.

533 -

"معرفة السنن والآثار" لأبي بكر، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى، الخُسْرَوْجِردي، الخراساني، المعروف بالبيهقي، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي، نشر: جامعة الدراسات الإسلامية (كراتشي - باكستان)، دار قتيبة (دمشق - بيروت)، دار الوعي (حلب - دمشق)، دار الوفاء (المنصورة - القاهرة)، الطبعة الأولى: 1412 هـ - 1991 م.

534 -

"معرفة الصحابة" لابن منده، حققه وقدم له وعلق عليه: أد. عامر حسن صبري، نشر: مطبوعات جامعة الإمارات العربية المتحدة، الطبعة الأولى: 1426 هـ - 2005 م.

535 -

"معرفة الصحابة" لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق: عادل بن يوسف العزازي، نشر: دار الوطن - الرياض، الطبعة الأولى: 1419 هـ - 1998 م.

536 -

"معرفة أنواع علوم الحديث"(مقدمة ابن الصلاح) لأبي عمرو، عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري، المعروف بابن الصلاح، تحقيق: نور الدين عتر، نشر: دار الفكر، سوريا، دار الفكر المعاصر، بيروت، تاريخ النشر: 1406 هـ - 1986 م.

537 -

"معرفة علوم الحديث" لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري، دراسة وتحقيق: زهير شفيق الكبي، نشر: دار إحياء العلوم.

538 -

"معمر بن راشد" للدكتور محمد رأفت السعيد، دار عالم الكتب، بيروت.

539 -

"مغاني الأخيار في شرح أسامي رجال معاني الآثار" لأبي محمد، محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى الحنفي، المعروف بالبدر العيني، تحقيق: محمد حسن محمد حسن إسماعيل، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1427 هـ - 2006 م.

540 -

"مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" لأبي محمد، جمال الدين، عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن يوسف، المعروف بابن هشام، تحقيق: د. مازن المبارك، الناشر: دار الفكر، دمشق، الطبعة السادسة، 1985 م.

541 -

"مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب" لابن أبي الدنيا، تحقيق: إبراهيم صالح، نشر: دار البشائر - دمشق، الطبعة الأولى: 1422 هـ - 2001 م.

ص: 523

542 -

"مكارم الأخلاق ومعاليها ومحمود طرائقها" لأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي السامري، تقديم وتحقيق: أيمن عبد الجابر البحيري، نشر: دار الآفاق العربية - القاهرة، الطبعة الأولى: 1419 هـ - 1999 م.

543 -

"من حديث سفيان الثوري" رواية: السري بن يحيى عن شيوخه عن الثوري، ورواية: محمد بن يوسف الفريابي عن الثوري، تحقيق: عامر حسن صبري، نشر: دار البشائر الإسلامية [ضمن سلسلة الأجزاء والكتب الحديثية (31)]، الطبعة الأولى: 2004 م.

544 -

"منتقى حديث أبي الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس العبدويي" للضياء المقدسي، تحقيق: مشهور بن حسن آل سلمان، نشر: دار ابن حزم - بيروت [طبع ضمن مجموعة أجزاء حديثية] الطبعة الأولى، 2001 م.

545 -

"منتقى من الجزء الأول والثالث من حديث المروزي" لأبي القاسم عبد الله بن محمد بن إسحاق بن يزيد، المروزي الأصل البغدادي المعروف بحامض رأسه، تحقيق: محمد زكي عبد الدايم، نشر: مكتبة الرشد - الرياض، الطبعة الأولى: 1423 هـ - 2003 م.

546 -

"منتهى السول على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم" لعبد الله بن سعيد بن محمد عبادي اللّحجي الحضرميّ الشحاري، الناشر: دار المنهاج، جدة، الطبعة الثالثة، 1426 هـ - 2005 م.

547 -

"منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية" لتقي الدين بن تيمية، تحقيق: محمد رشاد سالم، نشر: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الطبعة الأولى، 1406 هـ - 1986 م.

548 -

"منهج الحافظ عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه" لأسماء إبراهيم سعود عجين، المكتبة الإسلامية، القاهرة، الطبعة الأولى، 1429 هـ - 2008 م.

549 -

"مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل" لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي المغربي، المعروف بالحطاب الرُّعيني، تحقيق: زكريا عميرات، نشر: دار عالم الكتب، طبعة خاصة 1423 هـ - 2003 م.

550 -

"موسوعة شروح الموطأ"(التمهيد، الاستذكار، القبس) جمع، وتحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، بالتعاون مع مركز هجر للبحوث، الطبعة الأولى، 1426 هـ - 2005 م.

551 -

"موضح أوهام الجمع والتفريق" للخطيب البغدادي، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي، الناشر: دار المعرفة - بيروت، الطبعة الأولى: 1407 هـ.

ص: 524

552 -

"ميزان الاعتدال في نقد الرجال" لشمس الدين، أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز، المعروف بالذهبي، تحقيق: علي محمد البجاوي، نشر: دار المعرفة - بيروت، الطبعة الأولى: 1382 هـ - 1963 م.

553 -

"ناسخ الحديث ومنسوخه" لأبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب بن أزداذ البغدادي المعروف بابن شاهين، تحقيق: سمير بن أمين الزهيري، نشر: مكتبة المنار، الزرقاء، الطبعة الأولى: 1408 هـ - 1988 م.

554 -

"نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار" لأبي الفضل، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد، المعروف بابن حجر العسقلاني، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، الناشر: دار ابن كثير، الطبعة الثانية، 1429 هـ - 2008 م.

555 -

"نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار" لأبي محمد، محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى الحنفي، لأبي محمد، محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى الحنفي، المعروف بالبدر العيني، تحقيق: ياسر إبراهيم، الناشر: وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية القطرية، الطبعة الأولى، 1429 هـ - 2008 م.

556 -

"نزهة الألباب في الألقاب" لأبي الفضل، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد، المعروف بابن حجر العسقلاني، تحقيق: عبد العزيز محمد بن صالح السديري، نشر: مكتبة الرشد - الرياض، الطبعة الأولى: 1409 هـ - 1989 م.

557 -

"نصب الراية لأحاديث الهداية" لجمال الدين، أبي محمد، عبد الله بن يوسف الزيلعي، تحقيق: محمد عوامة، نشر: مؤسسة الريان، بيروت، دار القبلة للثقافة الإسلامية، جدة، الطبعة الأولى: 1418 هـ - 1997 م.

558 -

"نفس الصباح في غريب القرآن وناسخه ومنسوخه" لأبي جعفر حمد بن عبد الصمد بن عبد الحق الخزرجي، دراسة وتحقيق: محمد عز الدين المعيار الإدريسي، طبع ونشر: وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - المملكة المغربية، طبعة: 1414 هـ - 1994 م.

559 -

"نكت الهميان في نكت العميان" لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي، علق عليه ووضع حواشيه: مصطفى عبد القادر عطا، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى، 1428 هـ - 2007 م.

560 -

"نهاية الأرب في فنون الأدب" لأحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم القرشي التيمي البكري، شهاب الدين النويري، الناشر: دار الكتب والوثاثق القومية، القاهرة، الطبعة الأولى، 1423 هـ.

ص: 525

561 -

"نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار" لمحمد بن علي الشوكاني، تحقيق: عصام الدين الصبابطي، نشر: دار الحديث - مصر، الطبعة الأولى: 1413 هـ - 1993 م.

562 -

"هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين" لإسماعيل بن محمد أمين بن مير سليم الباباني البغدادي، نشر: طبع بعناية وكالة المعارف الجليلة في مطبعتها البهية استانبول 1951، أعادت طبعه بالأوفست: دار إحياء التراث العربى بيروت - لبنان.

563 -

"وصايا العلماء عند حضور الموت" لأبي سليمان محمد بن عبد الله بن زبر الربعي، تحقيق: صلاح محمد الخيمي والشيخ عبد القادر الأرناءوط، نشر: دار ابن كثير - دمشق - بيروت، الطبعة الأولى: 1406 هـ - 1986 م.

564 -

"وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى" لعلي بن عبد الله بن أحمد الحسني الشافعي، نور الدين السمهودي، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1419 هـ.

565 -

"وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان" لأبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان البرمكي الإربلي، تحقيق: إحسان عباس، نشر: دار صادر - بيروت، الطبعة الأولى.

* * *

ص: 526