الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
573 -
"كان يقول (1) إذا انصرف من الصلاة: اللهم أصلح لي ديني"
قال الحافظ: أخرجه النسائي وصححه ابن حبان من حديث صهيب" (2)
أخرجه النسائي (3/ 62) وفي "اليوم والليلة"(137) وابن خزيمة (745) وابن حبان (2026) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 46) من طرق عن حفص بن ميسرة العقيلي عن موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه أنّ كعبا حلف له بالله الذي فلق البحر لموسى إنّا لنجد في التوراة أنّ داود نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاته قال: اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته لي عصمة، وأصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي. اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بعفوك من نقمتك، وأعوذ بك منك، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
قال: وحدثني كعب أنّ صهيبا حدّثه أنّ محمدا صلى الله عليه وسلم كان يقولهنّ عند انصرافه من صلاته.
قال أبو نعيم: هذا الحديث من جياد الأحاديث، تفرد به موسى عن عطاء"
وقال الحافظ: هذا حديث حسن" نتائج الأفكار 2/ 318
قلت: أبو مروان مختلف في صحبته، ووثقه ابن حبان والعجلي والذهبي في "الكاشف"، وقال النسائي: ليس بمعروف، والباقون كلهم ثقات.
- ورواه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة واختلف عنه:
• فقيل: عن ابن أبي الزناد كرواية حفص بن ميسرة.
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(379) والطبراني في "الكبير"(7298) وفي "الدعاء"(653) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 317)
عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس
والبيهقي في "الدعوات"(97)
عن الحسن بن علي بن زياد
كلاهما عن ابن أبي الزناد به.
(1) يعني النبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
13/ 382 (كتاب الدعوات - باب الدعاء بعد الصلاة)
• ورواه سعد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن عطاء عن أبيه أنّ عبد الرحمن بن مغيث الأسلمي حدّثه قال: قال كعب.
أخرجه البزار (2092) والهيثم بن كليب (996)
وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن صهيب إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"
قلت: ابن أبي الزناد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
574 -
"اللهم أعز الإسلام بِعُمر أو عَمرو بن هشام"
قال الحافظ: أخرجه الدارقطني من طريق القاسم بن عثمان عن أنس قال: خرج عمر متقلدا السيف فلقيه رجل من بني زهرة فذكر قصة دخول عمر على أخته وإنكاره إسلامها وإسلام زوجها سعيد بن زيد وقراءته سورة طه ورغبته في الإسلام فخرج خَبَّاب فقال: أبشر يا عمر فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك قال: فذكره. وروى أبو جعفر بن أبي شيبة نحوه في "تاريخه" من حديث ابن عباس وفي آخره" فقلت: يا رسول الله، ففيم الاختفاء؟ فخرجنا في صَفين أنا في أحدهما وحمزة في الآخر فنظرت قريش إلينا فأصابتهم كآبة لم تصبهم مثلها"
وأخرجه البزار من طريق أسلم مولى عمر مطولاً" (1)
سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "اللهم أيد الإِسلام بعمر".
575 -
"اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"
قال الحافظ: وفي صحيح ابن حبان من حديث سهل بن سعد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
فذكره" (2)
حسن
وله عن سهل بن سعد طريقان:
الأول: يرويه موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد "اللهم اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون".
أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 338) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2096) عن إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا محمد بن فُلَيح عن موسى بن عقبة به.
(1) 8/ 46 - 47 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب عمر بن الخطاب)
(2)
7/ 331 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب حدثنا أبو اليمان)
وأخرجه ابن حبان (973)
عن الحسن بن سفيان النسوي
والطحاوي في "المشكل"(2488)
عن محمد بن علي بن داود البغدادي
والطبراني في "الكبير"(5694)
عن مسعدة بن سعد العطار المكي وأحمد بن عنبر المصري
والبيهقي في "الدلائل"(3/ 206 و 214 و 215)
عن الفضل الشعراني النيسابوري
قالوا: ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي به.
ولم ينفرد إبراهيم بن المنذر به بل تابعه غير واحد عن محمد بن فليح، منهم:
1 -
إبراهيم بن حمزة الزبيري.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(2488)
2 -
يعقوب بن حميد بن كاسب.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2096)
3 -
هارون بن موسى الفروي.
أخرجه الآجري في "الشريعة"(1004)
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 117
قلت: محمد بن فليح اختلفوا فيه. قال ابن معين: ليس بثقة، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يتابع في حديثه.
ووثقه الدارقطني والذهبي وذكره ابن حبان في "الثقات"
الثاني: يرويه زُهرة بن عمرو بن معبد التيمي عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم حين كسرت رباعيته وجرح وجهه وهشمت البيضة على رأسه وإني لأعرف من يغسل الدم عن وجهه ومن ينقل عليه الماء وماذا جعل على جرحه حتى رقأ الدم؟ كانت فاطمة بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم تغسل الدم عن وجهه، وعليّ رضي الله عنه ينقل الماء إليها في مجنة، فلما غسلت الدم عن وجه أبيها أحرقت حصيرا حتى إذا صارت رمادا أخذت من
ذلك الرماد فوضعته على وجهه حتى رقأ الدم، ثم قال يومئذ "اشتد غضب الله على قوم كَلَمُوا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم" ثم مكث ساعة ثم قال "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".
أخرجه الطبراني في "الكبير"(5862) عن أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ثنا داود بن عمرو الضبي ثنا زهرة بن عمرو به.
وزهرة بن عمرو ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وباقي رواته كلهم ثقات.
وللحديث شاهد عن ابن مسعود قال: كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"
أخرجه البخاري (فتح 7/ 330)
576 -
"اللهم اكفني عامرا"
قال الحافظ: بينها الطبراني من حديث سهل بن سعد فقال: امرأة من آل سلول، وبين فيه قدوم عامر بن الطفيل على النبي صلى الله عليه وسلم وأنّه قال فيه: لأغزونك بألف أشقر وألف شقراء وأنّ النبي صلى الله عليه وسلم أرسل أصحاب بئر معونة بعد أنْ رجع عامر وأنّه غدر بهم وأخفر ذمة عمه أبي براء وأنّ النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليه فقال: فذكره، قال: فجاء إلى بيت امرأة من بني سلول" (1)
ضعيف جداً
أخرجه الطبراني في "الكبير"(5724) عن عبدان بن أحمد ثنا أبو مصعب ثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جده أنّ عامر بن الطفيل قدم على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فراجع النبي صلى الله عليه وسلم وارتفع صوته وثابت بن قيس قائم بسيفه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا عامر غض من صوتك عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
فذكر الحديث وفيه طول.
قال الهيثمي: وفيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف" المجمع 6/ 126 و 8/ 58
قلت: ذكره النسائي في "الضعفاء" فقال: متروك الحديث، وقال في موضع آخر: ليس بثقة، وقال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث.
577 -
قوله صلى الله عليه وسلم عند حضور أجله "اللهم ألحقني بالرفيق الأعلى"
سكت عليه الحافظ (2).
(1) 8/ 390 (كتاب المغازي - باب غزوة الرجيع)
(2)
16/ 349 (كتاب التمني - باب ما يكره من التمني)
أخرجه البخاري (فتح 9/ 196 و 203 و 204 و 209 - 210 و 210 و 216) من حديث عائشة.
578 -
حديث عبد الله بن عمرو أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قول إبراهيم وعيسى فرفع يديه وقال "اللهم أمتي"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه مسلم (202)
579 -
"اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض"
قال الحافظ: قال صلى الله عليه وسلم يوم بدر: فذكره" (2)
أخرجه مسلم (1763) عن عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مدّ يديه فجعل يهتف بربه "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إنْ تهلك هذه العصابة من أهل الإِسلام لا تعبد في الأرض"
580 -
"اللهم إن كان أجله قد حضر فيسر عليه وإلا فاشفه"
قال الحافظ: وفي مرسل أبي عمران الجَوْنِي عند ابن سعد: واظهراه، وزاد فيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عاده فأغمي عليه فقال: فذكره، قال: فوجد خِفّة فقال: كان ملك قد رفع مرزبة من حديد يقول: أنت كذا؟ فلو قلت نعم لقمعني بها" (3)
مرسل
أخرجه ابن سعد (3/ 529) عن عفان بن مسلم البصري أنا حماد بن سلمة أنا أبو عمران الجوني أنّ عبد الله بن رواحة أُغمي عليه فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "اللهم إن كان قد حضر أجله فيسر عليه وإن لم يكن حضر أجله فاشفه" فوجد خِفّة فقال: يا رسول الله أمي تقول: واجبلاه واظهراه وملك قد رفع مرزبة من حديد يقول: أنت كذا؟ فلو قلت نعم لقمعني بها.
ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ترجمة عبد الله بن رواحة ص 313)
(1) 13/ 392 (كتاب الدعوات - باب رفع الأيدي في الدعاء)
(2)
7/ 245 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب حديث الخضر مع موسى)
(3)
9/ 58 (كتاب المغازي - باب غزوة مؤته)
ورواته ثقات وأبو عمران اسمه عبد الملك بن حبيب.
581 -
عن ابن عمر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً إذا أخذ مضجعه أنْ يقول: اللهم أنت خلقت نفسي وأنت تتوفاها لك مماتها ومحياها، إنْ أحييتها فاحفظها، وإنْ أمتها فاغفر لها"
قال الحافظ: في رواية عبد الله بن الحارث عن ابن عمر: فذكره، أخرجه النسائي وصححه ابن حبان" (1)
أخرجه مسلم (2712) من طريق عبد الله بن الحارث الأنصاري عن ابن عمر أنّه أمر رجلاً إذا أخذ مضجعه قال "اللهم خلقت نفسي وأنت توفاها لك مماتها ومحياها إنْ أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر لها. اللهم إني أسألك العافية".
فقال له رجل: أسمعت هذا من عمر؟ فقال: من خير من عمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
582 -
عن جابر قال: رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من الركعة الأخيرة من صلاة الصبح صبيحة خمس عشر من رمضان فقال: "اللهم أنج الوليد بن الوليد" الحديث وفيه: فدعا بذلك خمسة عشر يوما حتى إذا كان صبيحة يوم الفطر ترك الدعاء، فسأله عمر فقال: أو ما علمت أنّهم قدموا؟ قال: بينما هو يذكرهم انفتح عليهم الطريق يسوق بهم الوليد بن الوليد قد نكت أصبعه بالحرة وساق بهم ثلاثاً على قدميه فنهج بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم حتى قضى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "هذا الشهيد، أنا على هذا شهيد"
قال الحافظ: في فوائد الزيادات من حديث الحافظ أبي بكر بن زياد النيسابوري بسنده عن جابر قال: فذكره" (2)
لم أقف عليه.
583 -
"اللهم أنجز لي ما وعدتني"
سكت عليه الحافظ (3).
أخرجه البخاري (فتح 8/ 290 - 291) من حديث ابن عباس بلفظ "اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك"
(1) 13/ 375 (كتاب الدعوات - باب حدثنا أحمد بن يونس)
(2)
9/ 294 (كتاب التفسير: سورة آل عمران - باب ليس لك من الأمر شيء)
(3)
9/ 439 (كتاب التفسير: سورة يوسف - باب قوله حتى إذا استيأس الرسل)
584 -
حديث عائشة أنّها رأت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو رافعا يديه يقول "اللهم إنما أنا بشر"
قال الحافظ: ذكره البخاري في "الأدب المفرد" وهو صحيح الإسناد" (1)
ضعيف
أخرجه عبد الرزاق (3248) وإسحاق في "مسند عائشة"(1204) وأحمد (6/ 133 و 160 و 180 و 225 و 258 و 259) والبخاري في "الأدب المفرد"(610 و 613) وفي "رفع اليدين"(152) وأبو يعلى (4606) والطحاوي في "المشكل"(6001) من طرق عن سِماك بن حرب عن عكرمة عن عائشة به، وزاد "فلا تعاقبني. أيما رجل من المؤمنين آذيته أو شتمته فلا تعاقبني فيه".
قال البوصيري: رواه مسدد بسند الصحيح وأحمد بن حنبل" مختصر الإتحاف 9/ 14
قلت: سماك احتج به مسلم دون البخاري، لكن مسلما لم يخرج رواية سماك عن عكرمة، وسماك مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن المبارك وغيره، وتكلم ابن المديني وغيره في روايته عن عكرمة.
قال الحافظ في "التقريب": صدوق، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بأخرة فكان ربما يلقن.
585 -
عن أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا هاجت ريح شديدة قال: اللهم إني أسألك من خير ما أمرت به، وأعوذ بك من شرّ ما أمرت به".
قال الحافظ: ووقع عند أبي يعلى بإسناد صحيح عن قتادة عن أنس: فذكره، وفي الباب عن عائشة عند الترمذي، وعن أبي هريرة عند أبي داود والنسائي، وعن ابن عباس عند الطبراني" (2)
حديث أنس أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(717) وأبو يعلى (2905) والطبراني في "الدعاء"(969) والطحاوي في "المشكل"(926) من طرق عن عبد الرحمن بن مهدي ثنا المثنى بن سعيد عن قتادة عن أنس به.
قال الهيثمي: رواه أبو يعلى بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح" المجمع 10/ 135
قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلساً.
(1) 13/ 392 (كتاب الدعوات - باب رفع الأيدي في الدعاء)
(2)
3/ 173 - 174 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب إذا هبت الريح)
وله شاهد عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرّها وشرّ ما فيها وشرّ ما أرسلت به".
أخرجه مسلم (2/ 616)
وله شاهد آخر عن أبي بن كعب مرفوعاً "لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شرّ هذه الريح وشرّ ما فيها وشرّ ما أمرت به"
أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 217) وأحمد وابنه (5/ 123) وعبد بن حميد (167) والبخاري في "الأدب المفرد"(719) والترمذي (2252) وابن أبي الدنيا في "المطر والرعد"(128) والنسائي في "اليوم والليلة"(933 و 934 و 935 و 936 و 937 و 938 و 939) والخرائطي في "المكارم"(2/ 931) والطحاوي في "المشكل"(918) وابن السني في "اليوم والليلة"(298) وأبو الشيخ في "العظمة"(810) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(104) والحاكم (2/ 272)
وفي إسناده اختلاف، واختلف في رفعه ووقفه أيضاً.
وقال الترمذي: حسن صحيح"
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه عبد الرزاق (20004) وأحمد (2/ 267 - 268) وفي "مسائل صالح"(474) والذهلي في "الزهريات"(27) وأبو داود (5097) والخرائطي في "المكارم"(2/ 924) والطبراني في "الدعاء"(971) والبغوي في "شرح السنة"(4/ 392)
عن مَعْمَر بن راشد
وابن أبي شيبة (10/ 216 - 217) وفي "الأدب"(78) وأحمد (2/ 250 و 409 و 436 - 437) والبخاري في "الأدب المفرد"(720) وابن ماجه (3727) والنسائي في "اليوم والليلة"(932) وأبو يعلى (6142) والطحاوي في "المشكل"(919 و 920) والخرائطي (2/ 925) وابن حبان (1007) والطبراني في "الدعاء"(973 و 974) وأبو الشيخ في "العظمة"(812) والحاكم (4/ 285) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 114) والبيهقي (3/ 361) وفي "الدعوات"(316)
عن الأوزاعي
والبخاري في "الكبير"(1/ 2/ 167) والنسائي في "اليوم والليلة"(931) وأبو عوانة (3/ 26 و 26 - 27) والطحاوي (921) والطبراني في "الدعاء"(976) وأبو الشيخ في "العظمة"(811) والبغوي (4/ 392)
عن زياد بن سعد الخراساني
وأحمد (2/ 518) والبخاري في "الأدب المفرد"(906) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 382) والطحاوي (924) والطبراني في "الدعاء"(972) والبيهقي (3/ 361) والخطيب في "المتفق والمفترق"(334)
عن يونس بن يزيد الأيلي
والطحاوي (923)
عن محمد بن الوليد الزبيدي.
والشافعي في "الأم"(1/ 224) ومن طريقه البيهقي في "المعرفة"(5/ 190) والبغوي (1153) والواحدي في "الوسيط"(1/ 248)
عن الثقة
كلهم عن الزهري قال: حدثني ثابت بن قيس الزرقي قال: سمعت أبا هريرة رفعه "الريح من رَوْح الله، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فلا تسبوها، وسلوا الله من خيرها، واستعيذوا به من شرّها"
- ورواه عُقيل بن خالد الأيلي عن الزهري واختلف عنه:
• فرواه سلامة بن رَوح الأيلي عن عقيل كرواية معمر ومن تابعه.
أخرجه الطحاوي (922)
• ورواه نافع بن يزيد الكلاعي عن عقيل عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة.
أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(929)
قال حمزة بن محمد: هذا خطأ" تحفة الأشراف 10/ 290
- وخالف الجميع سالم بن عجلان الأفطس فرواه عن الزهري عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي هريرة.
أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(930) والطبراني في "الدعاء"(975) والخطيب في "الموضح"(2/ 272)
قال حمزة بن محمد: هذا خطأ، والصواب حديث الزهري عن ثابت بن قيس عن أبي هريرة"
وقال المزي: المحفوظ حديث الزهري عن ثابت بن قيس عن أبي هريرة" تحفة الأشراف 10/ 290
قلت: وهو كما قالا.
قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط الشيخين"
وقال النووي: إسناده حسن" الأذكار ص 165 - الخلاصة 2/ 886
قلت: بل صحيح، وثابت وثقه النسائي وابن حبان والحافظ في "التقريب"، ولم يخرج له الشيخان شيئاً.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(11533) وفي "الدعاء"(977) واللفظ له وأبو الشيخ في "العظمة"(871) من طرق عن أبي علي الحسين بن قيس الرّحبي عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هاجت ريح استقبلها وجثا على ركبتيه وقال: اللهم إني أسألك من خير هذه الريح وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرّها وشرّ ما أرسلت به، اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا، اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا"
حسين بن قيس قال أحمد والنسائي: متروك الحديث.
586 -
"اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه محمد"
قال الحافظ: قال النووي في "شرح المهذب": وهو حديث صحيح أخرجه مسلم" (1)
صحيح
ورد من حديث عائشة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي أمامة
فأما حديث عائشة فأخرجه الطيالسي (ص 219 - 220) عن شعبة عن جبر بن حبيب عن أم كلثوم أنّها كانت تصلي فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم "عليك من الدعاء بالكوامل الجوامع" فلما انصرفت سألته عن ذلك، فقال "قولي: اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشرِّ كله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من النار وما قرّب إليها من قول أو عمل. اللهم إني أسألك الجنة وما قرّب إليها من قول أو عمل، اللهم إني أسألك من الخير ما سألك عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم، وأعوذ بك من شرّ ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم، وما قضيت لي من قضاء أو قال: من أمر فاجعل عاقبته لي رشدا"
(1) 13/ 409 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)
وأخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(1165) وأحمد (6/ 146 - 147 و 147) والحاكم (1/ 521 - 522) من طرق عن شعبة به.
ووقع عند إسحاق: أم كلثوم بنت علي.
ووقع عند أحمد والحاكم: أم كلثوم بنت أبي بكر.
وهو الصواب.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: وهو كما قال.
ولم ينفرد شعبة به بل تابعه حماد بن سلمة أنا جبر بن حبيب عن أم كلثوم بنت أبي بكر عن عائشة به.
أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 263 - 264) وأحمد (6/ 134 و 147) عن عفان بن مسلم البصري ثنا حماد به.
وأخرجه ابن ماجه (3846) عن ابن أبي شيبة به.
وأخرجه ابن حبان (869) من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل البصري ثنا حماد بن سلمة عن الجريري عن أم كلثوم عن عائشة.
وكلا الحديثين صحيح، فقد رواه إبراهيم بن الحجاج السامي عن حماد عن جبر بن حبيب وسعيد الجريري عن أم كلثوم عن عائشة.
أخرجه أبو يعلى (4473)
وإسناده صحيح.
واختلف فيه على جبر وسعيد
- فرواه أبو نَعامة عمرو بن عيسى العدوي عن جبر عن القاسم بن محمد عن عائشة.
أخرجه أبو يعلى (المطالب 3361/ 2) والحاكم (1/ 522) من طريق عثمان بن عمر بن فارس العبدي أنبأ أبو نعامة به.
قال الحاكم: هكذا قاله أبو نعامة، وشعبة أحفظ منه، وإذا خالفه فالقول قول شعبة"
قلت: وهو كما قال، وأبو نعامة قال أحمد: ثقة إلا أنه اختلط قبل موته.
- ورواه مهدي بن ميمون الأزدي عن سعيد الجُرَيْرِي عن جبر بن حبيب عن أم كلثوم عن عائشة.
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(639) عن الصلت بن محمد الخاركي ثنا مهدي بن ميمون به.
وأخرجه عبد الغني المقدسي في "الدعاء"(74) من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل ثنا مهدي به.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7382) وفي "الصغير"(1192) وفي "الدعاء"(1444) من طريق يزيد بن هارون ثنا محمد بن عبد الرحمن بن مُجَبَّر ثنا محمد بن المنكدر عن عطاء بن يسار عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فدعا بدعاء لم يسمع الناس مثله، واستعاذ استعاذة لم يسمع الناس مثلها، فقال له بعض القوم: كيف لنا يا نبي الله أنْ ندعو بمثل ما دعوت به وأنْ نستعيذ كما استعذت، فقال "قولوا: اللهم إنا نسألك مما سألك محمد عبدك ورسولك، ونستعيذك مما استعاذ منه محمد عبدك ورسولك صلى الله عليه وسلم"
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء بن يسار إلا محمد بن المنكدر، ولا عن ابن المنكدر إلا محمد بن عبد الرحمن بن مجبر، تفرد به يزيد بن هارون"
وقال الهيثمي: وفيه محمد بن عبد الرحمن بن مجبر وهو متروك" المجمع 9/ 179
وأما حديث أبي أمامة فيرويه ليث بن أبي سليم واختلف عنه:
- فقال عمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري: ثنا الليث عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئاً، قلنا: يا رسول الله، دعوت بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئاً، فقال "ألا أدلكم على ما يجمع ذلك كله؟ تقول: اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد، ونعوذ بك من شرّ ما استعاذ منه نبيك محمد، وأنت المستعان، وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله"
أخرجه الترمذي (3521) عن محمد بن حاتم بن سليمان الزَّمِّي ثنا عمار بن محمد بن أخت سفيان الثوري ثنا الليث به.
وقال: هذا حديث حسن غريب"
قلت: بل ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.
- وقال معتمر بن سليمان التيمي: سمعت ليثا يحدث عن ثابت بن عجلان عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة.
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(679) والطبراني في "الكبير"(7791)
قال الهيثمي: وفيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف" المجمع 10/ 180
587 -
حديث أبي بكرة "اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر، كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهنّ دبر كل صلاة"
قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي والنسائي وصححه الحاكم" (1)
حسن
أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 374 و 10/ 190) وأحمد (5/ 36 و 39) وابن أبي عاصم في "السنة"(896) وابن خزيمة (747) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 877)
عن وكيع
وأحمد (5/ 44) والطحاوي في "المشكل"(5185) والبيهقي في "الدعوات"(294) وفي "اثبات عذاب القبر"(206) وفي "القضاء والقدر"(320) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 293)
عن رَوح بن عبادة البصري
والبخاري في "الكبير"(4/ 1/ 257) والترمذي (3503) والنسائي في "الكبرى"(7893) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 875) والحاكم (1/ 252 و 533) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 293)
عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد
والبزار (3675) والنسائي (3/ 62) وفي "الكبرى"(1270) وابن السني (111)
عن يحيى القطان
والنسائي (8/ 230) وفي "الكبرى"(7901) والطبري (876)
عن محمد بن أبي عدي البصري
والحاكم (1/ 35)
عن حماد بن سلمة
والطبري (874)
(1) 13/ 382 (كتاب الدعوات - باب الدعاء بعد الصلاة)
عن قريش بن أنس
كلهم عن عثمان الشَّحَّام ثني مسلم بن أبي بكرة أنّه مرّ بوالده وهو يدعو ويقول: اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر، قال: فأخذتهنّ عنه وكنت أدعو بهنّ في دبر كل صلاة، قال: فمرّ بي وأنا أدعو بهن، فقال: يا بني أنى عقلت هؤلاء الكلمات؟ قال: يا أبتاه سمعتك تدعو بهنّ في دبر كل صلاة فأخذتهنّ عنك، قال: فالزمهنّ يا بني فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهن في دبر كل صلاة.
اللفظ لروح بن عبادة، ولفظ ابن أبي عدي نحوه.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقد احتج مسلم بعثمان الشحام"
وقال الحافظ: هذا حديث حسن، وعثمان مختلف فيه، قواه أحمد وابن عدي، ولينه القطان والنسائي"
قلت: ووثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو داود وابن حبان ووكيع، وقال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسا.
ومسلم وثقه ابن حبان والعجلي فالإسناد حسن.
588 -
حديث علي: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند مضجعه: اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامات من شرَّ كل شيء أنت آخذ بناصيته"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي من حديث علي" (1)
انظر حديث "أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند مضجعه: اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم"
589 -
عن ابن مسعود قال: ما سمعنا مناشدا ينشد ضالة أشد مناشدة من محمد لربه يوم بدر: "اللهم إني أنشدك ما وعدتني"
قال الحافظ: وعند الطبراني بإسناد حسن عن ابن مسعود قال: فذكره" (2)
أخرجه النسائي في "الكبرى"(8628) وفي "اليوم والليلة"(606) والطبراني في
(1) 13/ 374 (كتاب الدعوات - باب التعوذ والقراءة عند النوم)
(2)
8/ 291 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى: إذ تستغيثون ربكم)
"الكبير"(10270 و 10271) وأبو الشيخ في "الأقران"(66 و 67) والبيهقي في "الدلائل"(3/ 50) من طرق عن الأعمش عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: لما التقينا يوم بدر قام رسول صلى الله عليه وسلم فصلّى فما رأيت ناشدا ينشد حقا له أشدّ من مناشدة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه وهو يقول "اللهم إني أنشدك وعدك وعهدك، اللهم إني أسألك ما وعدتني، اللهم إنْ تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض" ثم التفت إلينا كأنّ شقة وجهه القمر فقال "هذه مصارع القوم العشيّة"
وإسناده ضعيف، الأعمش وأبو إسحاق مدلسان وقد عنعنا، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه (1).
590 -
عن مجاهد قال: ما أكل النبي صلى الله عليه وسلم متكئا إلا مرّة ثم نزع فقال: "اللهم إني عبدك ورسولك"
قال الحافظ: وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال: فذكره، وهذا مرسل" (2)
مرسل
أخرجه مسدد في "مسنده"(المطالب 2418) وابن أبي شيبة (8/ 313) وابن شاهين في "الناسخ"(638) من طرق عن عبد العزيز بن رُفَيع المكي عن مجاهد قال: ما أكل رسول صلى الله عليه وسلم متكئا إلا مرة ففزع فجلس ثم قال "اللهم إني عبدك ونبيك" واللفظ لابن شاهين.
وفي لفظ "أنا عبد الله ورسوله"
591 -
عن أبي الزبير قال: لما حاصر النبي صلى الله عليه وسلم الطائف قال أصحابه: يا رسول الله، أحرقتنا نبال ثقيف فادع الله عليهم فقال:"اللهم اهد ثقيفا"
قال الحافظ: في مرسل أبي الزبير عند ابن أبي شيبة قال: فذكره" (3)
حسن
أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 201 و 14/ 508 - 509) وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1515)
قال: ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم عن أبي
(1) قال الهيثمي: رجاله ثقات إلا أنّ أبا عبيدة لم يسمع من أبيه" المجمع 6/ 82
(2)
11/ 472 (كتاب الأطعمة - باب الأكل متكئا)
(3)
9/ 106 (كتاب المغازي - باب غزوة الطائف)
الزبير أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حاصر أهل الطائف فجاءه أصحابه فقالوا: يا رسول الله! أحرقتنا نبال ثقيف، فادع الله عليهم فقال "اللهم اهد ثقيفا".
واختلف فيه على عبد الوهاب الثقفي، فرواه أبو سلمة يحيى بن خلف البصري عنه عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر، فزاد فيه جابرا.
أخرجه الترمذي (3942) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1516) عن يحيى بن خلف به.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب"
قلت: ولم ينفرد عبد الوهاب الثقفي به بل تابعه إسماعيل بن زكريا الخُلْقاني عن ابن خثيم عن عبد الرحمن بن سابط وأبي الزبير عن جابر.
أخرجه أحمد وابنه (3/ 343) عن محمد بن الصَّبَّاح الدولابي ثنا إسماعيل بن زكريا به.
ورواه محمد بن بكار بن الريان البغدادي عن إسماعيل بن زكريا فلم يذكر أبا الزبير.
أخرجه ابن عدي (1/ 312)
وقال: وهذا الحديث ليس يرويه بإسناده غير إسماعيل بن زكريا وهو حسن الحديث يكتب حديثه"
قلت: وعبد الرحمن بن سابط عن جابر مرسل. قاله ابن معين، لكن تابعه أبو الزبير وهو ثقة فالإسناد حسن.
592 -
"حديث الحسن بن علي قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهنّ في قنوت الوتر: "اللهم اهدني فيمن هديت
…
" الحديث
قال الحافظ: روى أصحاب السنن من حديث الحسن بن علي قال: فذكره، وقد صححه الترمذي وغيره لكن ليس على شرط البخاري" (1)
صحيح
وله عن الحسن بن علي طريقان:
الأول: يرويه بُرَيْد بن أبي مريم عن أبي الحَوراء السعدي عن الحسن بن علي (2)
(1) 3/ 143 (كتاب الصلاة - أبواب الوتر - باب القنوت قبل الركوع وبعده)
(2)
في رواية: عن الحسن أو الحسين بن علي.
قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهنّ في قنوت الوتر (1): اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرّ ما قضيت، فإنك (2) تقضي ولا يقضى عليك، وإنه (3) لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت (4)، تباركت ربنا وتعاليت (5).
أخرجه عبد الرزاق (4985) وابن سعد (ترجمة الحسن بن علي 210 و 212 و 213) وابن أبي شيبة (2/ 300 و 10/ 384 - 385) وفي "مسنده"(787) وأحمد (1/ 200) والدارمي (1600 و 1601) وأبو داود (1425 و 1426) وابن ماجه (1178) والترمذي (464) وابن أبي عاصم في "السنة"(374) وفي "الآحاد"(417) والبزار (1337)(6) والنسائي (3/ 206) وفي "الكبرى"(1442) والدولابي في "الذرية الطاهرة"(136) وأبو يعلى (6765) وابن خزيمة (1095) وابن الجارود (273) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(442) وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 214) وابن البختري في "حديثه"(547) والطبراني في "الكبير"(2701 و 2702 و 2703 و 2704 و 2705 و 2706) وفي "الدعاء"(736 و 737 و 738 و 739 و 740 و 741 و 742 و 743) وابن منده في "معرفة الصحابة" كما في "نتائج الأفكار"(2/ 147) والحاكم (3/ 172) واللالكائي في "السنة"(1176 و 1177) وابن بشران (1005) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 321) وفي "الصحابة"(1761 و 1762) وابن حزم في "المحلى"(4/ 203 - 204) والبيهقي (2/ 209 و 497 و 498) وفي "الدعوات"(379) وابن عساكر في ترجمة الحسن من تاريخه (ص 6) وفي "معجم الشيوخ"(998) والبغوي في "شرح السنة"(640) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 11) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 138 - 139 و 140 و 147) وفي "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 332 - 333) وفي "تلخيص الحبير"(1/ 249) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي عن بريد بن أبي مريم به (7).
قال الترمذي: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي الحوراء السعدي واسمه ربيعة بن شيبان، ولا نعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت في الوتر شيئاً أحسن من هذا"
(1) في لفظ "القنوت" وفي آخر "في الوتر" وآخر "في الوتر في القنوت".
(2)
في بعض الروايات "إنك" بحذف الفاء.
(3)
في بعض الروايات "إنه" بحذف الواو.
(4)
هذه العبارة "ولا يعز من عاديت" لم تذكر في بعض الروايات.
(5)
في بعض الروايات "تباركت وتعاليت"
(6)
وقال: وهذا الحديث لا نعلم يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا الحسن بن علي"
(7)
وسقط من إسناد أبي علي الطوسي وابن البختري "عن أبي الحوراء".
وقال الحافظ في "نتائج الأفكار": هذا حديث حسن صحيح"
وقال في "تخريج أحاديث المختصر": هذا حديث صحيح، ولم تقع في أكثر الروايات قوله "ولا يعز من عاديت" وهي ثابتة فيما سقناه ورجاله ثقات"
وسبقه إلى تصحيحه النووي في "الأذكار"(ص 57) وفي "المجموع"(3/ 438) وفي "الخلاصة"(1/ 455)
وخالفهم ابن حزم فقال: وهذا الأثر وإن لم يكن مما يحتج بمثله فلم نجد فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره، وقد قال أحمد بن حنبل: ضعيف الحديث أحبّ إلينا من الرأي. قال ابن حزم: وبهذا نقول"
وتعقبه الشيخ أحمد شاكر فقال: الحديث صحيح حجة خلافا لما قال ابن حزم" تخريج المحلى
وقال في "تخريج الترمذي": حديث الحسن في القنوت حديث صحيح"
قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة أبي إسحاق فإنّه كان مدلساً، لكنّه لم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي، منهم:
1 -
يونس (1) بن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم السلولي عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهنّ في قنوت الوتر: فذكرهن.
وليس فيه "ولا يعز من عاديت"
أخرجه أحمد (1/ 199) وابن نصر المروزي في "الوتر"(ص 296) وابن الجارود (272) وابن خزيمة (2/ 151 - 152) والطبراني في "الكبير"(2712) وفي "الدعاء"(747) والبيهقي في "معرفة السنن"(3/ 130)
وهذا إسناد حسن، يونس صدوق، وبريد وأبو الحوراء ثقتان.
(1) هكذا رواه وكيع وعبيد الله بن موسى عن يونس بن أبي إسحاق عن بريد عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي.
ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين وأبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري عن يونس عن بريد عن أبي الحوراء مرسلاً.
أخرجه ابن سعد (215)
والأول أصح.
2 -
شعبة ثني بريد بن أبي مريم قال: سمعت أبا الحوراء السعدي قال: قلت للحسن بن علي: ما تذكر من النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان يعلمنا هذا الدعاء: فذكره.
وفي لفظ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء: فذكره.
وفي لفظ: كان يدعو بهذا الدعاء: فذكره.
وليس فيه "ولا يعز من عاديت"
ولم يذكر القنوت ولا الوتر.
أخرجه الطيالسي (1)(ص 163) ثنا شعبة به.
وأخرجه أحمد (1/ 200) وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 216 و 216 - 217) والمزي في "التهذيب"(9/ 118)
عن يحيى بن سعيد القطان
والدارمي (1599) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 141)
عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي
وابن أبي عاصم في "الآحاد"(416) والدولابي في "الذرية الطاهرة"(134) وابن خزيمة (1096) وابن حبان (945) وابن عساكر في ترجمة الحسن من تاريخه (ص 7) وابن الأثير (2/ 12)
عن محمد بن جعفر البصري
وابن خزيمة (1096)
عن يزيد بن زُرَيْع البصري
وأبو يعلى (6759) وابن حبان (722)
عن مؤمل بن إسماعيل البصري
والدولابي في "الذرية الطاهرة"(134) وابن الأثير (2/ 12)
عن حجاج بن محمد المصيصي
(1) ومن طريقه أخرجه البزار (1336) وقال: وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا الحسن بن علي"
وأبو يعلى (6762)
عن عبد الملك بن عمرو العَقَدِي
وأبو بكر الأبهري في "الفوائد"(62) واللالكائي في "السنة"(1175)
عن عبد الله بن إدريس الكوفي
وابن سعد (214)
عن عمرو بن الهيثم البصري
كلهم عن شعبة به.
ورواه عمرو بن مرزوق الباهلي البصري عن شعبة بلفظ "علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ أقول في الوتر: فذكر الدعاء وفيه "ولا يعز من عاديت"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(2707) عن محمد بن محمد التمار ثنا عمرو بن مرزوق به.
ومن طريقه أخرجه الحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 141)
وأخرجه في "الدعاء"(744) عن محمد بن محمد التمار وعثمان بن عمر الضبي البصري قالا: ثنا عمرو بن مرزوق به.
قال ابن خزيمة: وهذا الخبر رواه شعبة عن بريد في قصة الدعاء ولم يذكر القنوت ولا الوتر وشعبة أحفظ من عدد مثل يونس بن أبي إسحاق. وأبو إسحاق لا يعلم أسمع هذا الخبر من بريد أو دلسه عنه، اللهم إلا أن يكون كما يدعي بعض علمائنا أنّ كل ما رواه يونس عن من روى عنه أبوه أبو إسحاق هو مما سمعه يونس مع أبيه ممن روى عنه. ولو ثبت الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه أمر بالقنوت في الوتر، أو قنت في الوتر لم يجز عندي مخالفة خبر النبي صلى الله عليه وسلم ولست أعلمه ثابتا"
3 -
العلاء بن صالح الكوفي عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ أقول في قنوت الوتر: فذكر نحو حديث شعبة.
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(748) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني عمرو بن محمد الناقد ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا العلاء بن صالح به.
وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات.
لكن رواه محمد بن بشر العبدي عن العلاء بن صالح ثني بريد ثنا أبو الحوراء قال: سألت الحسن بن علي: ما عقلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: علمني دعوات أقولهن: فذكرهن.
ولم يذكر القنوت ولا الوتر.
قال بريد: فذكرت ذلك لمحمد بن الحنفية فقال: إنّه الدعاء الذي كان أبي يدعو به في صلاة الفجر في قنوته.
أخرجه البيهقي (2/ 209) وفي "الصغرى"(435) وفي "الدعوات"(380)
ومن طريقه أخرجه الحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 142 - 143)
وقال: هذا حديث حسن"
4 -
الحسن بن عبيد الله النخعي عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء قال: قلت للحسن بن علي: مثل من أنت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وما عقلت عنه؟ قال: عقلت عنه الصلوات الخمس وكلمات أقولهنّ عند انقضاء الوتر قال: قل: فذكرها.
وليس فيها "ولا يعز من عاديت"
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(745) عن هاشم بن مرثد الطبراني ثنا أبو صاح الفراء ثنا أبو إسحاق الفَزَاري عن الحسن بن عبيد الله به.
وأخرجه في "الكبير"(2708) بهذا الإسناد بلفظ "وعقلت عنه الصلوات الخمس وكلمات أقولهنّ عند انقضائهنّ قال: قل: فذكرها.
وقال في آخره: قال بريد: فدخلت على محمد بن عليّ في الشعب فحدثته بهذا الحديث عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي فقال: صدق هنّ كلمات علمناهنّ أنْ نقولهنّ في القنوت.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(8/ 264) عن الطبراني به.
وأخرجه ابن الأعرابي (ق 237/ ب) عن محمود بن محمد الحلبي ثنا أبو صالح الفراء محبوب بن موسى ثنا أبو إسحاق الفزاري به.
وأخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة"(135) عن الفضل بن العباس أبي العباس الحلبي ثنا أبو صالح الفراء ثنا أبو إسحاق الفزاري.
ولفظه عنده: وعقلت عنه الصلوات الخمس وكلمات علمنيهنّ قال: قل: فذكرهن.
وإسناده حسن.
وأخرجه أبو علي الطوسي (443) عن محمد بن عبد الله أبي عبد الله البُوشَنْجِي ثنا أبو صالح الفراء به.
5 -
الحسن بن عُمارة قال: أني بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء قال: قلت للحسن بن علي: ما تعقل عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: علمني كلمات أدعو بهنّ في آخر القنوت: فذكرهن.
وليس فيها "ولا يعز من عاديت".
أخرجه عبد الرزاق (4984) عن الحسن بن عمارة به.
ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(2711) وفي "الدعاء"(746)
وأخرجه ابن سعد (211) عن يزيد بن هارون ثنا الحسن بن عمارة به.
والحسن بن عمارة قال أحمد وغيره: متروك الحديث.
وخالفهم عبد الرحمن بن هُرْمُز فرواه عن بريد ولم يذكر أبا الحوراء.
أخرجه أبو محمد الفاكهي في "حديثه"(103)
والأول أصح.
لم ينفرد به بريد بن أبي مريم بل تابعه أبو يزيد الزراد عن أبي الحوراء قال: لقيت الحسن بن علي بالبصرة فقلت لنفسي: أنت ما حفظت عن أبيك محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: علمني كلمات أقولهنّ في الوتر، قلت: ما هي؟ قال: فذكرهن.
وليس فيها "ولا يعز من عاديت".
أخرجه الطبراني في "الكبير"(2713) وفي "الدعاء"(749) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن عبيد المحاربي ثنا الربيع بن سهل أبو إبراهيم الفزاري ثنا الربيع بن ركين عن أبي يزيد الزراد به.
وإسناده ضعيف لضعف الربيع بن سهل.
الثاني: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: أخبرني الحسن بن علي قال: علمني صلى الله عليه وسلم دعاء القنوت في الوتر: فذكره.
وليس فيه "ولا يعز من عاديت"
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(375) وفي "الآحاد"(415) والطبراني في "الكبير"(2700) وفي "الدعاء"(735) وفي "الأوسط"(3899) وابن منده في "التوحيد"(343) والحاكم (3/ 172) والبيهقي (3/ 38 - 39) من طرق عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديكْ ثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة عن هشام بن عروة به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا موسى بن عقبة، ولا رواه عن موسى بن عقبة إلا إسماعيل بن إبراهيم، تفرد به ابن أبي فديك، ولا يُروى عن عائشة عن الحسن بن علي إلا بهذا الإسناد"
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إلا أنّ محمد بن جعفر بن أبي كثير قد خالف إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة في إسناده"
ثم أخرجه من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير ثني موسى بن عقبة ثنا أبو إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن (1).
قال الحافظ: وهو الصواب" الدراية 1/ 194
قلت: رواه يحيى بن عبد الله بن سالم المدني عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن علي عن الحسن قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات في الوتر قال: فذكرها وزاد في آخرها "وصلى الله على النبي محمد"
أخرجه النسائي (3/ 206) وفي "الكبرى"(1443 و 8101)
ومن طريقه أخرجه الحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 145 - 146)
قال النووي في "المجموع"(3/ 441): هذا لفظه في رواية النسائي بإسناد صحيح أو حسن"
وتعقبه الحافظ في "التلخيص"(1/ 248) فقال: قلت: وليس كذلك فإنّه منقطع فإنّ عبد الله بن علي هو ابن الحسين بن علي لم يلحق الحسن بن علي"
وقال في "نتائج الأفكار": هذه الزيادة في هذا السند غريبة لا تثبت لأنّ عبد الله بن علي لا يعرف، وقد جوز الحافظ عبد الغني بأنْ يكون هو عبد الله بن علي بن الحسين بن علي، وجزم المزي بذلك، فإنْ يكن كما قال فالسند منقطع، فقد ذكر ابن سعد والزبير بن
(1) ومن هذا الطريق أخرجه الطبراني في "الكبير"(2701) وفي "الدعاء"(740)
بكار وابن حبان أنّ أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي وهو شقيق أبي جعفر الباقر، ولم يسمع من جده الحسن بن علي بل الظاهر أنّ جده مات قبل أنْ يولد، لأنّ أباه زين العابدين أدرك من حياة عمه الحسن نحو عشر سنين فقط، فتبين أنّ هذا السند ليس من شرط الحسن لانقطاعه أو جهالة راو، ولم ينجبر بمجيئه من وجه آخر، ويؤيد انقطاعه أنّ ابن حبان ذكره في أتباع التابعين من الثقات، فلو كان سمعه من الحسن لذكره في التابعين".
وأما زيادة "ولا يعز من عاديت"
فقال عنها الحافظ في "التلخيص"(1/ 249): هذه الزيادة ثابتة في الحديث إلا أنّ النووي قال في "الخلاصة"(1): إنّ البيهقي رواها بسند ضعيف. وتبعه ابن الرفعة في "المطلب" فقال: لم تثبت هذه الرواية. وهو معترض فإنّ البيهقي رواها من طريق إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن الحسن أو الحسين بن علي فساقه بلفظ الترمذي وزاد "ولا يعز من عاديت" وهذا التردد من إسرائيل إنما هو في الحسن أو في الحسين.
وقال البيهقي: كأنّ الشك إنما وقع في الإطلاق أو في النسبة. قلت: يؤيد رواية الشك أنّ أحمد بن حنبل أخرجه في مسند الحسين بن علي من "مسنده"(2) من غير تردد فأخرجه من حديث شريك عن أبي إسحاق بسنده، وهذا وإنْ كان الصواب خلافه والحديث من حديث الحسن لا من حديث أخيه الحسين فإنّه يدل على أنّ الوهم فيه من أبي إسحاق فلعله ساء فيه حفظه فنسي هل هو الحسن أو الحسين، والعمدة في كونه الحسن على رواية يونس بن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم وعلى رواية شعبة عنه كما تقدم، ثم إنّ الزيادة وهو وقوله "ولا يعز من عاديت" رواها الطبراني أيضاً من حديث شَريك وزهير بن معاوية عن أبي إسحاق ومن حديث أبي الأحوص عن أبي إسحاق"
قلت: وهذه الزيادة أيضاً في رواية عمرو بن مرزوق عن شعبة.
وللحديث شاهد عن ابن عمر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم علم أحد ابني علي في القنوت: فذكره.
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(10/ 285 - 286) من طرق عن أبي صخرة عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن ثنا لُوَيْن محمد بن سليمان ثنا عتاب بن بشير عن خُصيف عن نافع عن ابن عمر به.
(1) 1/ 457
(2)
المسند 1/ 201
ذكره في ترجمة أبي صخرة وقال: كان ثقة.
قلت: وعتاب وخصيف مختلف فيهما.
593 -
"اللهم أيد الإسلام بعمر"
قال الحافظ: وفي "فضائل الصحابة" لخيثمة من طريق أبي وائل عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، ومن حديث عليّ مثله بلفظ "أعز" وفي حديث عائشة مثله، أخرجه الحاكم بإسناد صحيح، وأخرجه الترمذي من حديث ابن عمر بلفظ "اللهم أعز الإِسلام بأحبّ الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر" قال: فكان أحبهما إليه عمر. قال الترمذي: حسن صحيح. قلت: وصححه ابن حبان أيضا وفي إسناده خارجة بن عبد الله صدوق فيه مقال، لكن له شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الترمذي أيضاً، ومن حديث أنس كما قدمته في القصة المطولة، ومن طريق أسلم مولى عمر عن عمر عن خباب، وله شاهد مرسل أخرجه ابن سعد من طريق سعيد بن المسيب والإسناد صحيح إليه" (1)
صحيح
ورد من حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عباس ومن حديث عثمان بن الأرقم ومن حديث أبي بكر الصديق ومن حديث أنس ومن حديث ثوبان ومن حديث عمر ومن حديث ربيعة السعدي ومن حديث عائشة ومن حديث علي ومن حديث الزبير بن العوام ومن حديث سعيد بن المسيب مرسلاً ومن حديث الحسن البصري مرسلاً ومن حديث محمد بن سيرين مرسلاً.
فأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان:
الأول: يرويه الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود مرفوعا "اللهم أعز الإِسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(10314) والحاكم (3/ 83) وأبو نعيم في "الإمامة"(ق 20/ ب) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن مُجالد عن الشعبي به.
وإسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد الهمداني.
الثاني: يرويه أبو نهشل عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: فضل الناس عمر بن الخطاب بأربع: بذكر الأسرى يوم بدر أمر بقتلهم فأنزل الله عز وجل {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ
(1) 8/ 47 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب عمر بن الخطاب)
لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)} [الأنفال: 68] وبذكره الحجاب أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يحتجبن فقالت له زينب: وإنك علينا يا ابن الخطاب والوحي ينزل في بيوتنا، فأنزل الله عز وجل {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53] وبدعوة النبي صلى الله عليه وسلم له "اللهم أيد الإِسلام بعمر" وبرأيه في أبي بكر كان أول الناس تابعه.
وفي لفظ "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب".
أخرجه الطيالسي (منحة 2639) عن المسعودي عن أبي نهشل.
وأخرجه أحمد (1/ 456) والبزار (1748) والهيثم بن كليب في "مسنده"(555)
عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي
والدولابي في "الكنى"(2/ 142) والهيثم بن كليب (554)
عن زيد بن الحباب العُكْلي
والطبراني في "الكبير"(8828)
عن معاوية بن عمرو الأزدي
كلهم عن المسعودي عن أبي نهشل عن أبي وائل عن ابن مسعود.
وخالفهم القاسم بن يزيد الجَرْمي فرواه عن المسعودي عن القاسم عن أبي وائل عن ابن مسعود. فجعل القاسم مكان أبي نهشل.
أخرجه الخلال في "السنة"(386) والطبراني في "الأوسط"(8249)
قال الدارقطني: وحديث أبي نهشل أصح" العلل 5/ 98
وقال الهيثمي: أبو نهشل لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 67
وقال الذهبي في "الميزان": أبو نهشل لا يعرف. وفي "التعجيل": مجهول. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.
وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان:
الأول: يرويه خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت الأنصاري عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "اللهم أعز الإسلام (1) بأحبّ هذين الرجلين إليك: بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب"
(1) وفي لفظ "الدين"
أخرجه ابن سعد (3/ 267) وأحمد (2/ 95) وفي "فضائل الصحابة"(312) عبد بن حميد في "المنتخب"(759) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(2/ 656 - 657) والترمذي (3681) وابن حبان (6881) والطبراني في "الأوسط"(4749) والآجري في "الشريعة"(1346) وابن عدي (3/ 920 - 921 و 921) وابن شاهين في "مذاهب أهل السنة"(101) وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء"(35) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 215 - 216) من طرق عن خارجة بن عبد الله به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر"
قلت: خارجة بن عبد الله مختلف فيه: وثقه الترمذي وابن حبان، وضعفه أحمد والدارقطني، واختلف فيه قول ابن معين، وقال أبو حاتم: حديثه صالح، وقال ابن عدي: لا بأس به وبرواياته، فهو حسن الحديث.
ولم ينفرد به بل تابعه عبيد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر به.
أخرجه الحاكم (3/ 83) من طريق شَبَابة بن سَوَّار المدائني ثنا المبارك بن فَضالة عن عبيد الله بن عمر به.
والمبارك بن فضالة (1) صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من عبيد الله.
الثاني: يرويه عمر بن عبد العزيز عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه مرفوعاً "اللهم أعز الإِسلام بأحب الرجلين إليك: عمر، أو أبي جهل"
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(5/ 361) عن محمد بن عمر بن سلم ثنا محمد بن سهل أبو عبد الله ثنا مضارب بن بديل ثني أبي ثنا مبشر بن إسماعيل عن نوفل بن أبي الفرات الحلبي عن عمر بن عبد العزيز به.
وقال: غريب من حديث عمر لم نكتبه إلا من هذا الوجه"
(1) رواه سعيد بن سليمان الواسطي عن المبارك بن فضالة فزاد فيه "عن ابن عباس" وصرح فيه المبارك بالتحديث من عبيد الله.
أخرجه ابن الأعرابي (ق 29/ أ) والطبراني في "الأوسط"(583) والحاكم (3/ 83) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(15)
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلا مبارك بن فضالة"
وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 9/ 74
قلت: وهو كما قال.
قلت: مضارب بن بديل وأبوه لم أر من ذكرهما.
والحديث أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1264) عن عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم النسائي ثنا عيسى بن منصور النيسابوري ثنا عيسى بن إبراهيم العسقلاني ثنا سليمان بن أبي سليمان المديني عن الزهري عن سالم عن أبيه رفعه "اللهم أعز الإِسلام بعمر بن الخطاب أو بالوليد بن المغيرة"
قال: فجعل الله الدعوة لعمر خاصة في نفسه وفي الوليد بن المغيرة في ابنه خالد بن الوليد.
قال ابن عمر: والله ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ أبا جهل.
عيسى بن منصور وعيسى بن إبراهيم لم أر من ذكرهما.
والحديث اختلف فيه على الزهري، فرواه صالح بن كيسان عنه قال: بلغنا أنّ ابن عمر كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم أيد دينك بعمر بن الخطاب"
أخرجه ابن سعد (3/ 270) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد المدني عن أبيه عن صالح بن كيسان به.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الترمذي (3683) وفي "العلل"(2/ 936) وعبد الله بن أحمد في زيادات "فضائل الصحابة"(311) وابن البختري في "الأمالي"(56) وابن الأعرابي (ق 84/ أ) والطبراني في "الكبير"(11657) والآجري في "الشريعة"(1345) وابن عدي (7/ 2487) والإسماعيلي في "معجمه"(ص 563) وأبو بكر القطيعي (625) وأبو نعيم في "الإمامة"(ق 20/ ب) والبغوي في "شرح السنة"(3885 و 3886) وفي "الشمائل"(140) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن النضر أبي عمر عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً "اللهم أيد (1) الإِسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب"
قال: فأصبح عمر فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم خرج فصلّى في المسجد.
قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وقد تكلم بعضهم في النضر أبي عمر وهو يروي مناكير من قبل حفظه"
قلت: الحديث إسناده ضعيف جداً، النضر هو ابن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز قال ابن معين: لا يحل لأحد أنْ يروي عنه، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو داود: لا يُروى عنه أحاديثه بواطيل.
(1) وفي لفظ "أعز"
وأما حديث عثمان بن الأرقم فأخرجه ابن سعد (3/ 242 - 243) عن محمد بن عمران بن هند بن عبد الله بن عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي أخبرني أبي عن يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم قال: سمعت جدي عثمان بن الأرقم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم أعز الإسلام بأحبّ الرجلين إليك: عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام"
وأخرجه الحاكم (3/ 502) من طريق محمد بن عمر الواقدي عن عثمان بن هند بن عبد الله بن عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي أخبرني أبي عن يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم حدثني جدي به.
وإسناده ضعيف. يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم قال أبو حاتم: شيخ مدني مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.
وأما حديث أبي بكر فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6449) عن محمد بن عبد الله بن عرس المصري ثنا الزبير بن عباد المديني ثنا محمد بن الحسن بن زَبَالة المخزومي ثنا عبد الله بن قدامة الجمحي ثني أبي عن جده قال: سمعت أبا بكر الصديق رفعه "اللهم اشدد الإِسلام بعمر بن الخطاب"
وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أبي بكر إلا بهذا الإسناد، تفرد به الزبير بن عباد"
وقال الهيثمي: وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك" المجمع 9/ 62
وأما حديث أنس فأخرجه ابن سعد (1)(3/ 267 - 269) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(2/ 657 - 659) والبزار (2119) وأبو يعلى (المطالب 4226) والطبراني في "الأوسط"(1881) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 219 - 220) من طريق القاسم بن عثمان البصري عن أنس قال: خرج عمر متقلدا السيف فلقيه رجل من بني زهرة. فذكر الحديث في قصة إسلام عمر وفيه قول خباب: أبشر يا عمر فإني أرجو أنْ تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك ليلة الخميس "اللهم أعز الإِسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام"
قال البزار: لا نعلم روى أنس عن خباب إلا هذا الحديث، ولا له إسنادا عن أنس إلا هذا الإسناد"
وقال الهيثمي: وفيه القاسم بن عثمان البصري وهو ضعيف (2) " المجمع 9/ 62
قلت: ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يتابع على حديثه، حدّث عنه إسحاق
(1) ومن طريقه أخرجه سبط ابن الجوزي في "الجليس الصالح"(ص 128 - 129)
(2)
وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف القاسم بن عثمان" مختصر الاتحاف 9/ 153
الأزرق أحاديث لا يتابع منها على شيء، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وقال الذهبي في "الميزان": حدّث عنه إسحاق الأزرق بمتن محفوظ وبقصة إسلام عمر وهي منكرة جداً.
وأما حديث ثوبان فأخرجه الطبراني في "الكبير"(1428) من طريق يزيد بن ربيعة ثنا أبو الأشعث عن ثوبان رفعه "اللهم أعز الإِسلام بعمر بن الخطاب"
قال الهيثمي: وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك" المجمع 9/ 62
وأما حديث عمر فأخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات الفضائل"(376 و 377) والبزار (كشف 2493) والآجري في "الشريعة"(1347) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 216 - 219) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 147 - 149) من طريق إسحاق بن إبراهيم الحُنَيْني عن أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر قال: أتحبون أنْ أعلمكم كيف كان إسلامي. فذكر قصة إسلامه وفيه "وقالوا: أبشر يا ابن الخطاب فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا يوم الاثنين "اللهم أعز دينك بأحبّ الرجلين إليك: إما أبو جهل بن هشام وإما عمر بن الخطاب"
قال البزار: لا نعلم رواه بهذا السند إلا الحنيني، ولا نعلم في إسلام عمر أحسن من هذا الإسناد، على أنّ الحنيني خرج من المدينة فَكُفَّ واضطرب حديثه"
وقال الهيثمي: وفيه أسامة بن زيد بن أسلم وهو ضعيف" المجمع 9/ 64 - 65
وقال الحافظ: فيه من هو أضعف من أسامة وهو إسحاق بن إبراهيم الحنيني، وقد ذكر البزار أنّه تفرد به انتهى من تعليقه على المجمع
قلت: الحنيني قال البخاري: في حديثه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة، وذكره العقيلي وغيره في "الضعفاء".
وأما حديث ربيعة السعدي فأخرجه البغوي في "معجم الصحابة"(756) من طريق إسماعيل بن أبان عن عطية بن يعلى ثني عبد الرحمن بن يزيد من ولد أبي هريرة عن الضحاك البناني عن ربيعة رفعه "اللهم أعز الدين بأبي جهل وبعمر بن الخطاب"
وأما حديث عائشة فأخرجه الحاكم (1)(3/ 83) والبيهقي (6/ 370) من طريق يعقوب بن سفيان ثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ثنا المَاجِشُون بن أبي سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً "اللهم أعز الإِسلام بعمر بن الخطاب خاصة".
(1) وقال: صحيح على شرط الشيخين"
قلت: لم يخرج مسلم للأويسي شيئا، ولم يخرج البخاري رواية الأويسي عن الماجشون.
وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، والماجشون هو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة.
ولم ينفرد به بل تابعه الزَّنْجي بن خالد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به.
أخرجه ابن حبان (6882) وابن عدي (6/ 2312) وابن شاهين في "حديثه"(40) وأبو نعيم في "الإمامة"(ق 20/ ب) والبيهقي (6/ 370) والخطيب في "التاريخ"(4/ 54)
عن أبي علقمة عبد الله بن عيسى الفروي
وابن ماجه (105)
عن محمد بن عبيد أبي عبيد المديني.
قالا: ثنا عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون عن الزنجي بن خالد به.
قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، الماجشون ضعفه الساجي ووثقه ابن حبان، والزنجي وإن وثقه ابن معين وابن حبان فقد قال البخاري: منكر الحديث، وضعفه أبو حاتم والنسائي وغيرهم" مصباح الزجاجة 1/ 17
وأما حديث عليّ فأخرجه الآجري في "الشريعة"(1192 و 1825) وابن شاهين في "الأفراد"(48) والحاكم (2/ 62) واللالكائي (2455) من طريق هلال بن العلاء بن هلال الباهلي ثنا أبي ثنا إسحاق الأزرق ثنا أبو سنان ثنا الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سَبْرة الهلالي عن علي مرفوعا "اللهم أعز الإِسلام بعمر بن الخطاب"
قال ابن شاهين: هذا حديث غريب صحيح الإسناد، تفرد به إسحاق بن يوسف الأزرق، لا أعلم حدّث به غيره"
قلت: إسناده ضعيف لضعف العلاء بن هلال الباهلي.
وأما حديث الزبير فأخرجه ابن الأثير (4/ 151 - 152) من طريق سيف بن عمر التميمي عن وائل بن داود عن يزيد البهي قال: قال الزبير: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم أعز الإِسلام بعمر بن الخطاب"
وإسناده واه، سيف بن عمر قال أبو حاتم: متروك الحديث يشبه حديثه حديث الواقدي، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات.
وأما حديث سعيد بن المسيب فأخرجه ابن سعد (3/ 267) وعنه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(2/ 657) قال: أخبرنا عفان بن مسلم أنا خالد بن الحارث أنا عبد الرحمن بن
حَرْمَلة عن سعيد بن المسيب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى عمر بن الخطاب أو أبا جهل بن هشام قال "اللهم أشدد دينك بأحبهما إليك" فشدد دينه بعمر بن الخطاب.
عبد الرحمن بن حرملة مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات.
وأما حديث الحسن فله عنه طريقان:
الأول: يرويه محمد بن عبد الله الأنصاري أنا أشعث بن سوّار عن الحسن رفعه "اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب"
أخرجه ابن سعد (3/ 267) وعنه عمر بن شبة (2/ 657)
وإسناده ضعيف لضعف أشعث بن سوار.
الثاني: يرويه وهيب بن خالد البصري ثنا يونس عن الحسن به.
أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات "فضائل الصحابة"(338) عن عبد الأعلى بن حماد النَّرْسي ثنا وهيب به.
ورواته ثقات.
وأما حديث ابن سيرين فأخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات الفضائل"(339) عن عبد الأعلى بن حماد النرسي ثنا وهيب بن خالد ثنا ابن عون عن ابن سيرين رفعه "اللهم أعز الإِسلام بعمر بن الخطاب أو عامر بن الطفيل"
ورواته ثقات.
594 -
حديث وائل بن حُجْر أنّه صلى الله عليه وسلم قال في رجل بعث بناقة حسنة في الزكاة: "اللهم بارك فيه وفي إبله"
قال الحافظ: أخرجه النسائي" (1)
صحيح
أخرجه النسائي (5/ 21) وفي "الكبرى"(2238) وابن خزيمة (2274) والطبراني في "الكبير"(22/ 40 - 41) والبيهقي (4/ 157) من طرق عن سفيان الثوري عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث ساعيا فأتى رجلاً فأتاه فصيلا مخلولا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "بعثنا مصدق الله ورسوله، وإنّ فلانا أعطاه فصيلا مخلولا. اللهم لا تبارك فيه
(1) 4/ 104 (كتاب الزكاة - باب صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة)
ولا في إبله". فبلغ ذلك الرجل فجاء بناقة حسناء فقال: أتوب إلى الله عز وجل، وإلى نبيه صلى الله عليه وسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم بارك فيه وفي إبله".
وإسناده صحيح رواته ثقات. عاصم وثقه أحمد وغيره، وأبو وثقه أبو زرعة وغيره.
595 -
"اللهم بارك لنا في شامنا" وأعادها ثلاثاً
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (فتح 16/ 156) عن ابن عمر قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا" قالوا: وفي نجدنا. قال "اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا" قالوا: يا رسول الله: وفي نجدنا. فأظنه قال في الثالثة "هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان".
596 -
"اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا"
سكت عليه الحافظ (2).
أخرجه البخاري (فتح 4/ 471 - 472) من حديث عائشة.
597 -
عن عَقيل بن أبي طالب أنّه قدم البصرة فتزوج امرأة فقالوا له: بالرفاء والبنين، فقال: لا تقولوا هكذا، وقولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم بارك لهم، وبارك عليهم"
قال الحافظ: وأخرج النسائي والطبراني من طريق أخرى عن الحسن عن عقيل بن أبي طالب: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنّ الحسن لم يسمع من عقيل فيما يقال" (3)
له عن عقيل طريقان:
الأول: يرويه الحسن البصري قال: تزوج عقيل بن أبي طالب امرأة من بني جشم، فقيل له: بالرفاء والبنين، فقال: قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بارك الله فيكم، وبارك لكم"
أخرجه عبد الرزاق (10456 و 10457) وابن أبي شيبة (4/ 323) وأحمد (1/ 201 و 3/ 451) والدارمي (2179) وابن ماجه (1906) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(367) والبزار (2172) والنسائي (6/ 104) وفي "الكبرى"(5561) وفي "اليوم والليلة"(262)
(1) 4/ 470 (كتاب الحج: فضائل المدينة - باب حدثني عبد الله بن محمد)
(2)
4/ 469 (كتاب الحج: فضائل المدينة - باب حدثني عبد الله بن محمد)
(3)
11/ 129 (كتاب النكاح - باب كيف يدعى للمتزوج)
وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1865) وابن الأعرابي (255) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 290 - 291 و 291) والطبراني في "الكبير"(17/ 192 - 193 و 193 و 194) وفي "الدعاء"(936 و 937) وابن السني (364) وأبو الشيخ في "الطبقات"(238) والحاكم (3/ 577) والبيهقي (7/ 148) وأبو نعيم في "الصحابة"(5605) والخطيب في "الموضح"(2/ 28 - 29 و 471) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(3/ 1013) من طرق (1) عن الحسن به.
قال البزار: وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن الحسن عن عقيل، ولا أحسب سمع الحسن من عقيل"
الثاني: يرويه عبد الله بن محمد بن عقيل قال: تزوج عقيل بن أبي طالب فخرج علينا فقلنا: بالرفاء والبنين، فقال: مه، لا تقولوا ذلك فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن ذلك وقال "قولوا: بارك الله فيك، وبارك لك فيها"
أخرجه أحمد (1/ 201 و 3/ 451) عن الحكم بن نافع الحمصي ثنا إسماعيل بن عياش عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن محمد بن عقيل به.
ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 65 - 66)
وإسناده ضعيف لأنّ رواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها، وعبد الله بن محمد بن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
598 -
عن عمر قال: اللهم بيّن لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت الآية التي في البقرة {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} [البَقَرَة: 219] فقرئت عليه فقال: اللهم بيّن لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت التي في النساء {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النَّساء: 43] فقرئت عليه فقال: اللهم بيّن لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت التي في المائدة {فَاجْتَنِبُوهُ} [المَائدة: 90] إلى قوله {مُنْتَهُونَ} [المَائدة: 91] فقال عمر: انتهينا انتهينا"
قال الحافظ: وروى أصحاب السنن من طريق أبي ميسرة عن عمر أنّه قال: فذكره، وصححه علي بن المديني والترمذي" (2)
(1) رواه السري بن يحيى البصري عن الحسن قال: قال رجل للآخر: بالرفاء والبنين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تقولوا هكذا وقولوا: بارك الله فيك، وبارك عليك"
أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 323) عن حميد بن عبد الرحمن بن حميد الرُّؤَاسي عن السري به.
وهذا مرسل، والأول أصح.
(2)
9/ 349 (كتاب التفسير: سورة المائدة - باب ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا)
أخرجه أبو عبيد في "الناسخ"(452) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2044 و 5351 و 6769) والدارقطني في "العلل"(2/ 186) وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 255)
عن سفيان الثوري
وأحمد (1/ 53) وأبو داود (3670) والترمذي (3049) والبزار (334) والنسائي (8/ 253) والطبري في "تفسيره"(7/ 33) وفي "تهذيب الآثار"(مسند عمر 2/ 962) والطحاوي في "المشكل"(1493) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ"(127) والحاكم (2/ 278) والبيهقي (8/ 285) وفي "الصغرى"(3328) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 118)
عن إسرائيل بن يونس
والطبري في "التفسير"(7/ 33) والواحدي في "الوسيط"(2/ 222 - 223)
عن زكريا بن أبي زائدة
وعن الجراح بن مليح الرُّؤَاسي
كلهم عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل عن عمر قال: لما نزل تحريم الخمر قال: اللهم بيّن لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت هذه الآية التي في سورة البقرة {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} [البَقَرَة: 219] قال: فدعى فقرئت عليه فقال: اللهم بيّن لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت الآية التي في سورة النساء {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النَّساء: 43] فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة نادى أنْ لا يقربنّ الصلاة سكران، فدعي عمر فقرئت عليه فقال: اللهم بيّن لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت الآية التي في المائدة، فدعي عمر فقرئت عليه، فلما بلغ {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المَائدة: 91] قال: فقال عمر: انتهينا انتهينا.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمر إلا من هذا الوجه، ولا يُروى أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا عن عمر"
وقال ابن المديني: هذا إسناد صالح صحيح" تفسير ابن كثير 1/ 255
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
قلت: لم يخرج الشيخان رواية أبي إسحاق عن أبي ميسرة ولا رواية أبي ميسرة عن عمر.
واختلف في سماع أبي ميسرة من عمر، فقال البخاري: سمع منه.
وقال أبو زرعة: أبو ميسرة عن عمر مرسل.
ومما يقوي ما ذكره أبو زرعة أنّ أبا ميسرة لم يذكر سماعا من عمر في جميع الروايات التي ذكرتها.
وفي الحديث علة أخرى وهي عنعنة أبي إسحاق (1) السبيعي فإنّه كان مدلساً.
599 -
عن عليّ قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقلت: يا رسول الله، تبعثني إلى قوم أسنّ مني وأنا حديث السن لا أبصر القضاء، قال: فوضع يده على صدري وقال: "اللهم ثبت لسانه واهد قلبه" وقال "يا علي إذا جلس إليك الخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخر"
قال الحافظ: أخرج أحمد وأبو داود والترمذي من طريق أخرى عن علي قال: فذكره" (2)
وذكره في موضع آخر وقال: وهو حديث حسن" (3)
صحيح
وله عن علي طرق:
الأول: يرويه سِمَاك بن حرب عن حنش بن المعتمر عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قاضيا فقلت: يا رسول الله، ترسلني وأنا حديث السن ولا علم لي بالقضاء؟ فقال "إنّ الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول فإنّه أحرى أنْ يتبين لك القضاء" قال: فما زلت قاضيا أو ما شككت في قضاء بعد.
أخرجه الطيالسي (ص 19) وابن سعد (2/ 337) وأحمد (1/ 96 و 111) وفي "فضائل
(1) واختلف عنه، فرواه حميد بن حماد بن خوار عن حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن عمر.
أخرجه الدارقطني في "العلل"(2/ 185)
وقال: والصواب قول من قال: عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن عمر"
قلت: وهو كما قال، وحميد بن حماد قال أبو داود: ضعيف.
(2)
9/ 127 (كتاب المغازي - باب بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى اليمن)
(3)
16/ 295 (كتاب الأحكام - باب القضاء على الغائب)
الصحابة" (1096) وأبو داود (3582) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 149) وفي "زيادات الفضائل" (1227) والبزار (733) والنسائي في "خصائص علي" (35) وأبو يعلى (371) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1816 و 1817) والطحاوي في "المشكل" (48 و 50) والآجري في "الشريعة" (1554) والحاكم (4/ 93) والبيهقي (10/ 86 و 140 و 141) وفي "معرفة السنن" (14/ 241) وفي "الصغرى" (4135) والرافقي في "جزئه" (ق 25/ أ) والخطيب في "المتفق والمفترق" (293)
عن شريك بن عبد الله القاضي
وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1/ 149)
عن محمد بن جابر بن سيار السُّحَيْمِي
والطيالسي (ص 19) وأحمد (1/ 90 و 150) وابنه (1/ 150) والترمذي (1331) والطحاوي في "المشكل"(48) وابن عدي (2/ 844) والبيهقي (10/ 137 و 140 و 141) وفي "الصغرى"(4135)
عن زائدة بن قدامة الكوفي
والطيالسي (ص 19) والطحاوي في "المشكل"(48) والبيهقي (10/ 141) وفي "الصغرى"(4135)
عن سليمان بن قَرْم بن معاذ التيمي
والرافقي في "جزئه"(ق 25/ ب)
عن الحسن بن صالح بن حي الكوفي
والبيهقي (10/ 140)
عن حاتم بن أبي صغيرة البصري
كلهم عن سماك به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: سماك صدوق فيما يرويه عن غير عكرمة، وحنش مختلف فيه: وثقه أبو داود والعجلي، وقال يعقوب بن سفيان وابن عدي: لا بأس به، وذكره النسائي والعقيلي وابن حبان وغيرهم في "الضعفاء".
ولم ينفرد به كما سيأتي فالإسناد حسن.
الثاني: يرويه عمرو بن مرّة الكوفي عن أبي البَخْتَري عن عليّ قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وأنا حديث السن قال: قلت: تبعثني إلى قوم يكون بينهم أحداث ولا علم لي بالقضاء. قال "إنّ الله سيهدي لسانك ويثبت قلبك" قال: فما شككت في قضاء بين اثنين بعد.
أخرجه ابن سعد (2/ 337) وأحمد (1/ 83) وفي "فضائل الصحابة"(984) وابن أبي شيبة (10/ 176 و 12/ 58) وعبد بن حميد في "المنتخب"(94) والحسن بن عرفة في "جزئه"(76) وأبو يعلى (401) وابن ماجه (2310) والبزار (912) والنسائي في "خصائص علي"(32 و 33 و 34) والحاكم (3/ 135) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 381 - 382) والبيهقي (10/ 86) وفي "الدلائل"(5/ 397) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(507) من طرق عن الأعمش عن عمرو بن مرّة به.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
وقال النسائي: أبو البختري لم يسمع من علي شيئا. روى هذا الحديث شعبة عن عمرو بن مرّة عن أبي البختري قال أخبرني من سمع عليا"
وقال البزار: أبو البختري لا يصح سماعه من علي، وقد رواه شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البختري حدثني من سمع عليا"
وقال ابن عساكر: أبو البختري لم يدرك علياً"
وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلا إنّه منقطع. أبو البختري اسمه سعيد بن فيروز لم يسمع من علي ولم يدركه، قاله أبو حاتم" مصباح الزجاجة 3/ 42
قلت: الحديث إسناده منقطع كما قال البوصيري، وقد بين ذلك شعبة فروى عن عمرو بن مرّة سمع أبا البختري يقول: حدثني من سمع عليا يقول: فذكر الحديث.
أخرجه الطيالسي (منحة 1/ 286) وأحمد (1/ 136) وأبو يعلى (316) والبيهقي (10/ 86 - 87)
الثالث: يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه:
- فقال إسرائيل بن يونس: عن أبي إسحاق عن حارثة بن مُضَرِّب عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقلت: يا رسول الله إنك تبعثني إلى قوم هم أسنّ مني لأقضي بينهم، قال "اذهب فإنّ الله سيثبت لسانك ويهدي قلبك".
أخرجه ابن سعد (2/ 337) وأحمد (1/ 88 و 156) وفي "الفضائل"(1212) والبزار (721) والنسائي في "الخصائص"(36) والطحاوي في "المشكل"(49) والآجري (1555)
وتابعه الحسن بن صالح بن حي الكوفي عن أبي إسحاق به.
أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 580)
- وقال سفيان الثوري: عن أبي إسحاق عن عمرو بن حُبْشي عن علي.
أخرجه الآجري في "الشريعة"(1556) والدارقطني في "العلل"(4/ 168)
وتابعه شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي عن أبي إسحاق به.
أخرجه النسائي في "الخصائص"(37) من طريق معاوية بن هشام القصار عن شيبان.
وأخرجه أبو يعلى (293)
عن زهير بن حرب النسائي
والدارقطني في "العلل"(4/ 168)
عن جعفر بن محمد بن فضيل الراسبي
والطحاوي (47)
عن أبي أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم الطَرَطوسي
قالوا: ثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان به.
ورواه ابن سعد (2/ 337) عن عبيد الله بن موسى فقال فيه: عن عمرو بن حبشي عن حارثة عن علي.
فزاد فيه حارثة.
- وقال أبو يحيى إسماعيل بن إبراهيم الأحول التيمي: عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي إسحاق عن عمرو بن مرّة عن عبد الله بن سلمة عن علي.
أخرجه البزار (711)
وأبو يحيى وشيخه ضعيفان، وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن.
الرابع: يرويه محمد بن عمر عن أبيه عمر بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستعملني على اليمن فقلت له: يا رسول الله، إني شاب حدث السن ولا علم لي بالقضاء، فضرب رسول الله في صدري مرتين أو قال ثلاثا وهو يقول "اللهم
اهد قلبه وثبت لسانه" فكأنما كل علم عندي وحشى قلبي علما وفقها فما شككت في قضاء بين اثنين.
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(12/ 443 - 444) من طريق أبي محمد القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ثني أبي جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن محمد عن أبيه محمد بن عمر به.
ذكره في ترجمة القاسم بن جعفر هذا وقال: قدم بغداد وحدّث بها عن أبيه عن جده عن آبائه نسخة أكثرها مناكير"
الخامس: يرويه علي بن الأقمر الكوفي عن أبي جُحيفة عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقلت: يا رسول الله، إنك تبعثني إلى قوم يسألوني وأنا حدث السن، قال، فوضع يده على صدري وقال "اللهم اهد قلبه وسدد لسانه فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقض للأول حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول فإنه أحرى أنْ يتبين لك القضاء"
قال علي: فما شككت في قضاء أو ما شككت في قضاء بعد.
أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(ق 170/ ب) والآجري (1552) عن سهل بن أحمد بن عثمان أبي العباس الواسطي ثنا القاسم بن عيسى بن إبراهيم الطائي ثنا المؤمل بن إسماعيل عن سفيان عن علي بن الأقمر به.
هكذا رواه ابن الأعرابي والآجري عن سهل بن أحمد فجعلاه عن علي بن أبي طالب، وخالفهما الإسماعيلي (المعجم 2/ 654) فرواه عن سهل بن أحمد فجعله عن أبي جحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والأول أصح.
والقاسم بن عيسى ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال أبو داود: تغير عقله، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق تغير.
والمؤمل بن إسماعيل صدوق كثير الخطأ، والباقون كلهم ثقات.
السادس: يرويه أبان بن تغلب عن سعيد بن أبي البختري عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله، إني غلام حدث السن ولا أحسن أقضي، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده بين كتفي فقال "إن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك"
قال علي: فما عييت بقضاء بين اثنين حتى جلست في مجلسي هذا.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3904) عن علي بن سعيد الرازي ثنا الحسن بن عبد الواحد الخزاز الكوفي ثنا إسماعيل بن صبيح ثنا سفيان بن إبراهيم الحريري عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري عن أبان بن تغلب به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبان بن تغلب إلا عبد المؤمن بن القاسم، تفرد به سفيان بن إبراهيم الحريري"
قلت: عبد المؤمن بن القاسم ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يتابع على كثير من حديثه، وقال الذهبي في "الميزان" (2/ 165): تالف.
السابع: يرويه مسلم بن كيسان الأعور عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال علي: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن لأقضي بينهم، فقلت: يا رسول الله، إني لست أحسن القضاء، فوضع يده على صدري ثم قال "اللهم علمه القضاء" ثم قال "علمهم الشرائع والسنن وانههم عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت"
أخرجه الآجري (1553)
وإسناده ضعيف لضعف مسلم بن كيسان.
والحديث بمجموع هذه الطرق صحيح.
600 -
حديث زيد بن أرقم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو في دبر كل صلاة: اللهم ربنا وربّ كل شيء" الحديث
قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي" (1)
ضعيف
أخرجه أحمد (4/ 369) وأبو داود (1508) والنسائي في "اليوم والليلة"(101) وأبو يعلى (7216) والطبراني في "الكبير"(5122) وابن السني (114) والبيهقي في "الأسماء"(ص 170 - 171) وفي "الشعب"(613) والمزي (8/ 387 - 388)
عن معتمر بن سليمان التيمي
وأبو يعلى (7217)
عن جرير بن عبد الحميد الرازي
(1) 13/ 382 (كتاب الدعوات - باب الدعاء بعد الصلاة)
كلاهما عن داود الطُّفَاوي البصري عن أبي مسلم البجلي عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو في دبر كل صلاة يقول: اللهم ربنا وربّ كل شيء، أنا شهيد أنك الرب وحدك لا شريك لك، اللهم ربنا وربّ كل شيء، أنا شهيد أنّ محمدا عبدك ورسولك، اللهم ربنا وربّ كل شيء، أنا شهيد أنّ العباد كلهم إخوة، اللهم ربنا وربّ كل شيء اجعلني مخلصا لك وأهلي في كل ساعة في الدنيا والآخرة، ذا الجلال والإكرام اسمع واستجب، الله أكبر الأكبر الله نور السموات والأرض، الله أكبر الأكبر، حسبي الله ونعم الوكيل، الله الأكبر الله الأكبر.
وإسناده ضعيف، داود الطفاوي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: بصري يترك.
وأبو مسلم البجلي ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضاً، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا داود، فهو مجهول كما قال الذهبي في "الديوان"، وقال في "الميزان": لا يعرف.
601 -
"اللهم سلط عليه كلبا من كلابك" فقتله الأسد.
قال الحافظ: وهو حديث حسن أخرجه الحاكم من طريق أبي نوفل بن أبي عقرب عن أبيه" (1)
أخرجه الحاكم (2/ 539) وأبو نعيم في "الصحابة"(6050 و 6926) من طريق الحارث بن أبي أسامة وهو في "مسنده"(بغية الباحث 511) ثنا العباس بن الفضل الأنصاري (2)
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2141) عن إبراهيم بن أبي الحجيم ثنا عباس بن الفضل الأزرق
وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(2/ 338) من طريق محمد بن حرب بن غالب تمتام ثنا عباس بن الفضل الأزرق
قال: ثنا الأسود بن شيبان عن أبي نوفل بن أبي عقرب عن أبيه قال: كان لهب بن أبي لهب يسبّ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم سلط عليه كلبك" فخرج في
(1) 4/ 411 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب ما يقتل المحرم من الدواب)
(2)
وعند أبي نعيم: الأزرق. وهذا يقوي قول ابن عدي.
قافلة يريد الشام فنزل منزلا فقال: إني أخاف دعوة محمد. قالوا له: كلا، فحطوا متاعهم حوله وقعدوا يحرسونه فجاء الأسد فانتزعه فذهب به.
قال البيهقي: كذا قال عباس بن الفضل وليس بالقوي: لهب بن أبي لهب، وأهل المغازي يقولون: عتبة بن أبي لهب، وقال بعضهم: عتيبة"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: بل ضعيف الإسناد جداً، العباس بن الفضل الأنصاري والعباس بن الفضل الأزرق قال الذهبي في "الميزان": جعلهما ابن عدي واحدا فوهم.
وقال المزي: فرق أبو حاتم وغيره بينهما وهو الصحيح إن شاء الله تعالى" تهذيب الكمال 14/ 244
وقال الحافظ: خلطهما ابن عدي فوهم" تهذيب التهذيب
وهما ضعيفان جداً أما الأنصاري فقال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. وأما الأزرق فقال البخاري وأبو حاتم: ذهب حديثه، وكذبه ابن معين، وقال أبو زرعة: منكر الحديث
وللحديث شاهد عن هبار بن الأسود وعن قتادة مرسلاً وعن طاوس مرسلاً.
فأما حديث هبار بن الأسود فأخرجه ابن منده كما في "الإصابة"(10/ 235 - 236) من طريق عبد الرحمن بن المغيرة عن أبي الزناد
وأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(3/ 207) من طريق داود بن إبراهيم العقيلي عن حماد بن سلمة
كلاهما عن هشام بن عروة عن أبيه عن هبار في قصة عتبة بن أبي لهب مع الأسد وقول النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم سلط عليه كلبا من كلابك"
وخالفهما زهير بن العلاء العبدي فرواه عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلاً، ليس فيه عن هبار.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 436) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 339)
ولم ينفرد هشام به بل تابعه أخوه عثمان بن عروة عن أبيه عن هبار قال: كان أبو لهب وابنه عتيبة قد تجهزا إلى الشام وتجهزت معهما فقال ابنه عتيبة: والله لأنطلقنّ إليه فلأوذينه في ربه، فانطق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد هو يكفر بالذي دنى فتدلى
فكان قاب قوسين أو أدنى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم أبعث عليه كلبا من كلابك
…
" الحديث
أخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(380) من طريق محمد بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن عثمان بن عروة به.
ثم أخرجه بهذا الإسناد عن ابن إسحاق عن يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي عن عثمان بن عروة بن الزبير عن رجال من أهل بيته قالوا: فذكروا نحوه.
وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد الرازي، وسلمة بن الفضل هو الأبرش مختلف فيه، وابن إسحاق مدلس وقد عنعن.
واختلف فيه على سلمة الأبرش، فقال الدولابي في "الذرية الطاهرة" (77): ثنا إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق قال: حُدثت عن سلمة عن محمد بن إسحاق عن زياد بن أبي زياد عن محمد بن كعب القرظي وعثمان بن عروة بن الزبير قالا: وذكرا الحديث.
وأما حديث قتادة فله عنه طريقان:
الأول: يرويه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة قال: قال عتبة بن أبي لهب: كفرت برب النجم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما تخاف أن يأكلك كلب الله" قال: فخرج في تجارة إلى اليمن، فبينما هم قد عَرّسوا، إذ سمع صوت الأسد، فقال لأصحابه: إني مأكول، فأحدقوا به، وضرب على أصمختهم فناموا، فجاء حتى أخذه، فما سمعوا إلا صوته.
أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(27/ 40 - 41)
عن يزيد بن زُريع البصري
وأبو القاسم الأصبهاني في "دلائل النبوة"(305)
عن رَوح بن عبادة البصري
كلاهما عن سعيد به.
ورواه زهير بن العلاء العبدي عن ابن أبي عروبة عن قتادة قال: فذكره مطولاً.
أخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة"(76) والطبراني في "الكبير"(22/ 435 - 436) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 338 - 339)
قال الهيثمي: رواه الطبراني هكذا مرسلاً وفيه زهير بن العلاء وهو ضعيف" المجمع 6/ 19
قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات".
الثاني: يرويه مَعْمَر عن قتادة.
أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(3/ 250) وعبد بن حميد كما في "الدر المنثور"(8/ 641) وابن جرير في "تفسيره"(27/ 41)
وأما حديث طاوس فيرويه معمر قال: أخبرني ابن طاوس عن أبيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "ألا تخاف أنْ يسلط الله عليك كلبه؟ "
أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(3/ 250) وعبد بن حميد كما في "الدر"(8/ 641) وابن جرير في "تفسيره"(27/ 41) وأبو نعيم في "الدلائل"(383)
ورواته ثقات.
602 -
"اللهم صَلِّ عليهما"
قال الحافظ: في قول امرأة جابر: صَلِّ عليّ وعلى زوجي، فقال: فذكره" (1)
سيأتي الكلام عليه في حرف الصاد فانظر حديث "صلى الله عليك وعلى زوجك"
603 -
"اللهم صَلِّ على آل أبي أوفى"
سكت عليه الحافظ (2).
أخرجه البخاري (فتح 4/ 104) من حديث عبد الله بن أبي أوفى.
604 -
"اللهم صَلِّ على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته"
قال الحافظ: وعند أبي داود من حديث أبي هريرة: فذكره، وأخرجه النسائي من الوجه الذي أخرجه منه أبو داود ولكن وقع في السند اختلاف بين موسى بن إسماعيل شيخ أبي داود فيه، وبين عمرو بن عاصم شيخ النسائي فيه، فروياه معا عن حِبَّان بن يسار، فوقع في رواية موسى عنه عن عبيد الله بن طلحة عن محمد بن علي عن نعيم المُجْمِر عن أبي هريرة، وفي رواية عمرو بن عاصم عنه عن عبد الرحمن بن طلحة عن محمد بن علي عن محمد بن الحنفية عن أبيه علي بن أبي طالب، ورواية موسى أرجح، ويحتمل أنْ يكون لحبان فيه سندان.
(1) 10/ 153 (كتاب التفسير: سورة الأحزاب - باب قوله: إن الله وملائكته يصلون على النبي)
(2)
10/ 153 (كتاب التفسير: سورة الأحزاب - باب قوله: إن الله وملائكته يصلون على النبي)
وقال: أخرجه أبو العباس السراج من طريق داود بن قيس عن نعيم المجمر عن أبي هريرة أنهم قالوا: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ قال "قولوا اللهم صَلِّ على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
وقال: أخرج الطبري في "تهذيبه" من طريق حنظلة بن علي عن أبي هريرة رفعه "من قال: اللهم صَلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، شهدت له يوم القيامة وشفعت له" ورجال سنده رجال الصحيح إلا سعيد بن سليمان مولى سعيد بن العاص الراوي له عن حنظلة بن علي فإنّه مجهول.
وقال: قال الشافعي في "الأم": أخبرنا إبراهيم بن محمد حدثني صفوان بن سليم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أنّه قال: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ يعني في الصلاة، قال "تقولون: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم"
وقال: في حديث أبي هريرة قوله صلى الله عليه وسلم "من سرّه أنْ يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا فليقل: اللهم صلِّ على محمد النبي، وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته، وأهل بيته كما صليت على إبراهيم"(1)
له عن أبي هريرة طرق:
الأول: يرويه حبان بن يسار الكلابي واختلف عنه:
- فقال أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي: ثنا حبان بن يسار ثنا أبو مطرف عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز ثني محمد بن علي الهاشمي عن نعيم المجمر عن أبي هريرة مرفوعاً "من سرّه أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل: اللهم صلِّ على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد"
أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 87) وأبو داود (982) والعقيلي (1/ 318) والبيهقي (2/ 151) والمزي (19/ 59)
- وقال عمرو بن عاصم الكلابي: ثنا حبان بن يسار عن عبد الرحمن بن طلحة
(1) 13/ 408 و 410 و 411 و 416 و 420 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)
الخزاعي عن أبي جعفر محمد بن علي عن محمد بن علي بن الحنفية عن علي مرفوعاً "من سرّه أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل: اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على محمد النبي، وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته، وأهل بيته، كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد"
أخرجه النسائي في "مسند علي"(تهذيب الكمال 5/ 348 - جلاء الأفهام ص 88) والعقيلي (1/ 318) وابن عدي (2/ 830) من طرق عن عمرو بن عاصم به.
قال ابن القيم: وحبان بن يسار وثقه ابن حبان، وقال البخاري: إنّه اختلط في آخر عمره، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي ولا بالمتروك، وقال ابن عدي: حديثه فيه ما فيه لأجل الاختلاط الذي ذكر عنه.
قلت: وهو معلول برواية موسى بن إسماعيل، فإما أنْ يكون عمرو بن عاصم وهم في اسم شيخ حبان، وإما أنْ يكونا اثنين، ولكن عبد الرحمن بن طلحة هذا مجهول لا يعرف في غير هذا الحديث، ولم يذكره أحد من المتقدمين.
وعمرو بن عاصم وإنْ كان روى عنه البخاري ومسلم واحتجا به فموسى بن إسماعيل أحفظ منه" جلاء الأفهام ص 88 - 90
الثاني: يرويه داود بن قيس الفراء عن نعيم المجمر عن أبي هريرة.
وسيأتي الكلام عليه فانظر حديث أبي مسعود أنّه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة
…
الثالث: يرويه حنظلة بن علي بن الأسقع المدني عن أبي هريرة مرفوعا "من قال: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وترحم على محمد وعلى آل محمد، كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، شهدت له يوم القيامة بشهادة، وشفعت له بشفاعة"
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(641) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند طلحة بن عبيد الله 348) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا إسحاق بن سليمان ثنا سعيد بن عبد الرحمن مولى سعيد بن العاص ثنا حنظلة بن علي به.
وأخرجه الشجري في "الأمالي"(1/ 124) من طريق أبي عبد الله الحسين بن إبراهيم الثقفي ثنا محمد بن العلاء به.
ورواته ثقات غير سعيد بن عبد الرحمن، ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا إسحاق بن سليمان الرازي فهو مجهول.
الرابع: يرويه صفوان بن سليم المدني عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل له: إنّ الله عز وجل قد أمرنا بالصلاة عليك، وكيف نصلي عليك؟ قال "قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وارحم محمدا وآل محمد، كما ترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم، والسلام قد عرفتموه"
أخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي"(22) من طريق سعيد بن هاشم الفيومي عن ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن صفوان به.
وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن هاشم وابن لهيعة.
وأخرجه الشافعي في "الأم"(1/ 102) عن إبراهيم بن محمد الأسلمي ثني صفوان عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنه قال: يا رسول الله، كيف نصلي عليك - يعني في الصلاة - قال "قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم، ثم تسلمون علي"
الأسلمي كذبه يحيى القطان ويحيى بن معين وابن حبان وغيرهم.
الخامس: يرويه زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قلنا: يا رسول الله، قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ قال "قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم"
أخرجه الطبري (349) عن علي بن حرب الموصلي ثنا خالد بن يزيد العدوي عن عمر بن صهبان عن زيد بن أسلم به.
وأخرجه ابن عدي (3/ 888) عن إبراهيم بن محمد بن عباد السلمي ثنا علي بن حرب به.
وقال: وهذا الحديث بهذا الإسناد عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة، يرويه خالد بن يزيد عن عمر بن صهبان عنه، وأخاف أنْ يكون البلاء من عمر بن صهبان، لأنّ عمر أضعف من خالد"
قلت: وعمر قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وخالد ذكر الذهبي في "الميزان" أنّه ابن يزيد العمري الذي كذبه ابن معين وأبو حاتم.
605 -
حديث قيس بن سعد: ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وهو يقول "اللهم صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة"
قال الحافظ: وفي حديث قيس بن سعد عند أبي داود: فذكره، وسنده جيد" (1)
انظر حديث "اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة"
606 -
قال عمر: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاك يوما فمسح على رأسك وقال "اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل"
قال الحافظ: وأخرج البغوي في "معجم الصحابة" من طريق زيد بن أسلم عن ابن عمر: كان عمر يدعو ابن عباس ويقربه ويقول: فذكره" (2)
أخرجه الآجري في "الشريعة"(1748) عن أبي القاسم البغوي في "معجم الصحابة"(1463) قال: ثنا الزبير بن بكار ثني ساعدة بن عبيد الله المزني عن داود بن عطاء عن زيد بن أسلم عن ابن عمر أنّه قال: فذكره، وزاد بعد قوله: على رأسك: وتفل في فيك.
وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(1/ 174) من طريق عيسى بن علي بن عيسى البغدادي عن أبي القاسم البغوي به.
وإسناده ضعيف لضعف داود بن عطاء المزني، وساعدة بن عبيد الله لم أر من ترجمه.
وللحديث شاهد عن ابن عباس أخرجه البخاري (فتح 1/ 255) من طريق عبيد الله بن أبي يزيد المكي عن ابن عباس بلفظ "اللهم فقهه في الدين"
وأخرجه (1/ 179) من طريق عكرمة عن ابن عباس بلفظ "اللهم علمه الكتاب".
607 -
"اللهم كما حَسَّنْتَ خَلْقي، فَحَسَّنْ خُلُقي"
قال الحافظ: أخرجه أحمد وصححه ابن حبان" (3)
ورد من حديث ابن مسعود ومن حديث عائشة
فأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطيالسي (ص 49)
عن ثابت أبي زيد الأحول
(1) 13/ 392 (كتاب الدعوات - باب رفع الأيدي في الدعاء)
(2)
1/ 180 (كتاب العلم - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم علمه الكتاب)
(3)
13/ 64 (كتاب الأدب - باب حسن الخلق)
وابن سعد (1/ 377)
عن إسماعيل بن زكريا الكوفي
وهناد في "الزهد"(1273) وأبو يعلى (5075) وابن حبان (959)
عن محمَّد بن فُضيل الكوفي
وأبو يعلى (5181) والبيهقي (1) في "الشعب"(8183) والمزي في "تهذيب الكمال"(22/ 433 - 434)
عن جرير بن عبد الحميد الرازي
والبيهقي في "الشعب"(8183)
عن علي بن مُسهر الكوفي
والطبراني في "الدعاء"(1407)
عن عبد العزيز بن المختار البصري
والطحاوي في "المشكل"(4425)
عن حفص بن غياث الكوفي
كلهم عن عاصم بن سليمان الأحول عن عَوْسَجَة (2) بن الرمَّاح عن عبد الله بن أبي الهذيب عن ابن مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم حسنت خلقي، فحسن خلقي".
- ورواه محاضر بن المُوَرَّع عن عاصم واختلف عنه:
• فرواه ابن أبي شيبة في "المسند"(367) وأحمد (1/ 403) عن محاضر كرواية ثابت أبي زيد ومن تابعه.
ومن طريق أحمد أخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(22/ 433 - 434)
• ورواه علي بن حرب الموصلي عن محاضر قال: ثنا عاصم عن عوسجة بن الرماح عن عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي مسعود البدري.
(1) أخرجه من طريق عثمان بن أبي شيبة عن جرير وقال: ولم يرفعه عثمان بن أبي شيبة"
(2)
ووقع عند هناد: فلان بن الرماح.
فجعله عن أبي مسعود لا ابن مسعود.
أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(1/ 16)
والأول أصح.
قال العراقي: رواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" هكذا من رواية عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي مسعود البدري، وإنما هو ابن مسعود أي عبد الله.
وقال: حديث ابن مسعود إسناده جيد" إتحاف السادة المتقين 7/ 91 و 322
وقال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير عوسجة بن الرماح وهو ثقة" المجمع 10/ 173
قلت: عوسجة بن الرماح لم يَرو عنه إلا عاصم الأحول، قاله ابن المديني والدارقطني.
ومع ذلك فقد وثقه ابن معين وابن حبان.
وقال الدارقطني: شبه مجهول لا يحتج به لكن يعتبر به.
وأما حديث عائشة فأخرجه أحمد (6/ 68) عن أسود بن عامر الشامي ثنا إسرائيل عن عاصم بن سليمان عن عبد الله بن الحارث عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم أحسنت خلقي فأحسن خلقي"
ثم رواه بإسقاط عائشة بنت طلحة فقال (6/ 155): ثنا هاشم وأسود بن عامر ثنا إسرائيل عن عاصم عن عبد الله بن الحارث عن عائشة.
وهكذا رواه أحمد بن خالد الوهبي الكندي عن إسرائيل به.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(8184)
قال المنذري: رواته ثقات" الترغيب 3/ 410
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 173
قلت: وهو كما قالا.
طريق أخرى: قال محمَّد بن عبد الوهاب الدعلجي ثنا أبان بن سفيان عن أبي هلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نظر في المرآة قال "اللهم كما حسنت خَلْقي فأحسن خُلُقي، ووسع عليّ في رزقي"
أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 637 - 638)
وإسناده واه، أبان بن سفيان ذكره الدارقطني في "الضعفاء" (ص 149) وقال: متروك.
وأبو هلال هو محمَّد بن سليم الراسبي.
608 -
حديث أبي سعيد: كان رسول صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبا سماه باسمه عمامة أو قميصا أو رداء ثم يقول: اللهم لك الحمد، أنت كسوتنيه، أسألك خيره وخيره وخير ما صُنع له، وأعوذ بك من شرّه وشرّ ما صُنع له"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي وصححه من حديث أبي سعيد" (1)
وذكره في موضع آخر وذكر أنه في السنن (2).
صحيح
أخرجه أبو داود (4021) والنسائي في "اليوم والليلة"(309) وابن حبان (5421) والطبراني في "الدعاء"(398) وابن السني في "اليوم والليلة"(270)
عن عيسى بن يونس
والترمذي (4/ 239) وفي "الشمائل"(ص 73)
عن القاسم بن مالك المزني
وابن أبي شيبة (10/ 403 - 404)
عن يزيد بن هارون الواسطي
وأبو يعلى (1082) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 102) والحاكم (4/ 192) والبغوي في "شرح السنة"(12/ 41) وفي "الشمائل"(785)
عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي
وابن السني في "اليوم والليلة"(14)
عن يحيى بن راشد المازني البصري
وأبو يعلى (1079) وابن حبان (5420)
(1) 12/ 420 (كتاب اللباس - باب ما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا)
(2)
12/ 380 (كتاب اللباس - باب لبس القميص)
عن خالد بن عبد الله الواسطي الطحان
وابن سعد (1/ 460) وأبو الشيخ (ص 103) وابن بشران (70) والبيهقي في "الدعوات"(432)
عن عبد الوهاب بن عطاء الخفّاف العجلي
وأحمد (3/ 30 و 50) وعبد بن حميد (880) وأبو داود (4020) والترمذي (1767) وفي "الشمائل"(59) وأبو الشيخ (ص 104) والبيهقي في "الشعب"(5871) والبغوي في "شرح السنة"(3111) والحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 121 - 122)
عن عبد الله بن المبارك
وأبو داود (4022)
عن محمَّد بن دينار الطاحي البصري
كلهم عن سعيد بن إياس الجُرَيْرِي عن أبي نَضْرَة عن أبي سعيد قال: فذكره.
واختلف فيه على الجريري:
- فرواه حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي العلاء بن عبد الله بن الشخير مرسلاً.
أخرجه النسائي (310)
وقال: حماد بن سلمة في الجريري أثبت من عيسى بن يونس لأنّ الجريري قد اختلط وسماع حماد بن سلمة منه قديم قبل أنْ يختلط، وحديث حماد أولى بالصواب من حديث عيسى وابن المبارك"
قلت: لم ينفرد عيسى بن يونس وابن المبارك برواية هذا الحديث عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد وإنما تابعهما جماعة عن الجريري كما تقدم، منهم أبو أسامة وعبد الوهاب بن عطاء ويزيد بن هارون، وقد احتج مسلم بروايتهم عن الجريري، ومنهم خالد الطحان وهو ممن سمع من الجريري قبل اختلاطه كما قال الحافظ (تجريد أسماء الرواة ص 61) وقد احتج الشيخان بروايته عن الجريري.
وقال الترمذي: حديث حسن غريب صحيح"
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وقال النووي: حديث صحيح" الأذكار ص 22
- ورواه عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن الجريري عن أبي نضرة مرسلاً، لم يذكر أبا سعيد.
قاله أبو داود (السنن 4/ 310)
609 -
"أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ما لا يعجبه قال: اللهم لك الحمد على كل حال"
قال الحافظ: وقد ثبت: فذكره" (1)
روي من حديث عائشة ومن حديث علي ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث حبيب بن أبي ثابت مرسلاً
فأما حديث عائشة فأخرجه ابن ماجه (3803) وابن السني في "اليوم والليلة"(378) والطبراني في "الدعاء"(1769) والحاكم (1/ 499) والبيهقي في "الدعوات"(325)
عن أبي مروان هشام بن خالد الأزرق
والطبراني في "الأوسط"(6995)
عن موسى بن أيوب النَّصِيبي
قالا: ثنا الوليد بن مسلم ثنا زهير بن محمَّد ثني منصور بن عبد الرحمن الحَجَبِي عن أمه صفية بنت شيبة عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا (2) رأى ما يحب قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا (3) رأى ما يكره قال: الحمد لله على كل حال".
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن منصور إلا زهير، تفرد به الوليد بن مسلم، ولا يُروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال النووي: إسناده جيد" الأذكار ص 284
وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح" المصباح 4/ 131
قلت: رواته ثقات إلا أنّ رواية أهل الشام عن زهير بن محمَّد التميمي فيها مقال. قال البخاري: ما روى عنه أهل الشام فإنّه مناكير.
(1) 4/ 33 (كتاب الزكاة - باب إذا تصدق على غني وهو لا يعلم)
(2)
وفي لفظ "إذا أتاه الأمر يسره"
(3)
وفي لفظ "وإذا أتاه الأمر يكرهه"
وقال العجلي: هذه الأحاديث التي يرويها أهل الشام عنه ليست تعجبني.
وقال أحمد: الشاميون يروون عنه أحاديث مناكير.
وقال أبو حاتم: حديث زهير بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه.
وأما حديث علي فأخرجه البزار (533) عن محمَّد بن إسحاق البغدادي ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا إسرائيل عن محمَّد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن عمه عبيد الله بن أبي رافع عن علي قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يكره قال: الحمد لله على كل حال، وإذا رأى ما يسره قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات"
ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة"(1380)
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص 68) من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا يحيى بن أبي بكير به.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عليّ إلا بهذا الإسناد"
قلت: ومحمد بن عبد الله بن أبي رافع قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف (تهذيب التهذيب 9/ 254)
وقال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 157) من طريق داود بن رشيد الخوارزمي ثنا سويد بن عبد العزيز ثنا عبد الرحمن بن أبي الحارث عن الفضل الرقاشي عن محمَّد بن المنكدر عن أبي هريرة قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمدان يعرفان: إذا جاءه ما يكره قال: الحمد لله على كل حال، وإذا جاءه ما يسره قال: الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم بنعمته تتم الصالحات.
وقال: غريب من حديث محمَّد والفضل الرقاشي لم نكتبه إلا من هذا الوجه"
قلت: وإسناده ضعيف لضعف سويد بن العزيز والفضل بن عيسى الرقاشي.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الخطيب في "التاريخ"(3/ 131) من طريق أبي سعيد الوليد بن محمَّد السلمي البصري ثنا شعبة ثنا عبد الرحمن بن سعيد عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره قال: اللهم بنعمتك تتم الصالحات، وإذا أتاه أمر يكرهه قال: الحمد لله على كل حال"
وإسناده منقطع بين الضحاك وبين ابن عباس فإنّه لم يسمع منه.
وأما حديث حبيب بن أبي ثابت فأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1770) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاء الأمر يعجبه ويسره قال: الحمد لله المنعم المفضل الذي بنعمته تتم الصالحات، وكان يقول فيما يكرهه: الحمد لله على كل حال"
ورواته ثقات.
610 -
"اللهم مزق ملكه"
قال الحافظ: وفي حديث عبد الله بن حذافة "فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
فذكره" (1)
ضعيف جداً
وهو قطعة من حديث طويل أخرجه ابن سعد (1/ 258 - 263) عن محمَّد بن عمر الأسلمي ثني مَعْمَر بن راشد ومحمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس.
قال: وحدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن المسور بن رفاعة
وحدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه
وحدثنا عمر بن سليمان بن أبي حثمة عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حَثْمَة عن جدته الشفاء
وحدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرَة عن محمَّد بن يوسف عن السائب بن يزيد عن العلاء بن الحضرمي
وحدثنا معاذ بن محمَّد الأنصاري عن جعفر بن عمرو بن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أهله عن عمرو بن أمية الضمري
دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا: وذكروا الحديث.
وفيه، قالوا: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة السهمي، وهو أحد الستة، إلى كسرى يدعوه إلى الإِسلام وكتب معه كتابا، قال عبد الله: فدفعت إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرئ عليه، ثم أخذه فمزقه، فلما بلغ ذلك رسول صلى الله عليه وسلم قال "اللهم مزق ملكه".
(1) 9/ 191 (كتاب المغازي - باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى)
ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(ترجمة عبد الله بن حذافة ص 132)
ومحمد بن عمر هو الواقدي متروك.
611 -
"اللهم من آمن بي وصدّق ما جئت به فأقلل له من المال والولد"
سكت عليه الحافظ (1).
حسن
ورد من حديث فضالة بن عبيد ومن حديث عمرو بن غيلان الثقفي ومن حديث معاذ بن جبل
فأما حديث فضالة بن عبيد فأخرجه ابن حبان (208)
عن يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن مَوْهَب الرملي
وابن أبي عاصم في "الزهد"(211) والطبراني في "الكبير"(18/ 313)
عن أصبغ بن الفرج المصري
قالا: ثنا عبد الله بن وهب عن سعيد بن أبي أيوب عن أبي هانئ عن أبي علي عمرو بن مالك الجَنْبِي عن فضالة بن عبيد مرفوعاً "اللهم من آمن بك، وشهد أني رسولك، فحبّب إليه لقاءك، وسهّل عليه قضاءك، وأقلل له من الدنيا، ومن لم يؤمن بك ولم يشهد أني رسولك، فلا تحبّب إليه لقاءك، ولا تسهّل عليه قضاءك، وأكثر له من الدنيا"
قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 10/ 286
قلت: أبو هانئ واسمه حميد بن هانئ الخولاني صدوق، والباقون ثقات، فالإسناد حسن.
وأما حديث عمرو بن غيلان فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(674) وابن ماجه (4133) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 326 - 327) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1607) والطبراني في "الكبير"(17/ 31) وفي "مسند الشاميين"(1406) وأبو نعيم في "الصحابة"(5107 و 5108 و 5109) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 261) والمزي (22/ 187 - 188) والبيهقي في "الشعب"(9961) من طرق عن صدقة بن خالد الدمشقي ثنا يزيد بن أبي مريم عن أبي عبيد الله مسلم بن مِشْكَم عن عمرو بن غيلان مرفوعاً "اللهم
(1) 13/ 387 (كتاب الدعوات - باب قول الله تبارك وتعالى: وصل عليهم)
من آمن بي وصدقني، وعلم أن ما جئت به هو الحق من عندك، فأقلل ماله وولده، وحبّب إليه لقاءك، وعجّل له القضاء، ومن لم يؤمن بي ولم يصدقني، ولم يعلم أنّ ما جئت به هو الحق من عندك، فأكثر ماله وولده وأطل عمره"
قال ابن عبد البر: عمرو بن غيلان حديثه عند أهل الشام ليس بالقوي" الاستيعاب 8/ 349
قلت: عمرو مختلف في صحبته، والباقون ثقات.
وأما حديث معاذ فأخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 85) وفي "مسند الشاميين"(2207) وابن عدي (5/ 1769) والبيهقي في "الشعب"(1401) من طريق أبي حفص عمرو بن واقد الدمشقي عن يونس بن ميسرة بن حَلْبَس عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ مرفوعاً "اللهم من آمن بي وصدقني، وشهد أنّ ما جئت به هو الحق فأقلل ماله وولده، وعجّل قبضه إليك، ومن لم يؤمن بي ويصدقني ويعلم أنّ ما جئت به هو الحق من عندك فأكثر ماله وولده وأطل عمره"
قال ابن عدي: هذا الحديث غير محفوظ إلا من رواية عمرو بن واقد عن يونس عن أبي إدريس عن معاذ، وهو من الشاميين ممن يكتب حديثه مع ضعفه"
وقال البيهقي: تفرد بإسناده هذا عمرو بن واقد"
وقال الهيثمي: وفيه عمرو بن واقد وهو متروك" المجمع 10/ 285 - 286
قلت: وهو كما قال.
612 -
قوله صلى الله عليه وسلم في الجهاد "اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، هازم الأحزاب"
قال الحافظ: صحيح" (1)
أخرجه البخاري (فتح 6/ 461) ومسلم (1742) من حديث ابن أبي أوفى.
613 -
حديث عائشة "اللهم من وَلِيَ من أمر أمتي شيئاً فشقّ عليهم فاشقق عليه"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1828) " (2)
614 -
عن عائشة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقسم بين نسائه فيعدل ويقول: "اللهم هذا قَسْمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك"
(1) 13/ 389 (كتاب الدعوات - باب ما يكره من السجع في الدعاء)
(2)
16/ 249 (كتاب الأحكام - باب من شاق شق الله عليه)
قال الحافظ: روى الأربعة وصححه ابن حبان والحاكم من طريق حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن عبد الله بن يزيد عن عائشة: فذكرته.
قال الترمذي: رواه غير واحد عن حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قِلابة مرسلاً، وهو أصح من رواية حماد بن سلمة" (1)
مرسل
أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 386 - 387) وإسحاق في "مسند عائشة"(827) وأحمد (6/ 144) والدارمي (2213) وأبو داود (2134) والترمذي (1140) وفي "العلل"(1/ 448) وابن ماجه (1971) وابن أبي الدنيا في "العيال"(510) وإسماعيل القاضي في "حديث أيوب"(41) والبزار كما في "نصب الراية"(3/ 215) والنسائي (7/ 60) وفي "الكبرى"(8891) والطحاوي في "المشكل"(232 و 233) والخرائطي في "اعتلال القلوب"(ص 42) وابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 425) وابن حبان (4205) والحاكم (2/ 187) وابن بشران (105) والبيهقي (7/ 298) وفي "معرفة السنن"(10/ 279) وفي "الصغرى"(2608) وفي "القضاء والقدر"(305) والخطيب في "الموضح"(2/ 107) من طرق عن حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن عبد الله بن يزيد الخَطْمي عن عائشة به.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
قلت: اختلف في هذا الحديث على أيوب، فرواه غير واحد عنه عن أبي قلابة مرسلاً، منهم:
1 -
إسماعيل بن عُلية.
أخرجه ابن سعد (2/ 231 و 8/ 168) وابن أبي شيبة (4/ 386)
2 -
مَعْمَر بن راشد.
أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(3/ 120)
3 -
حماد بن زيد.
ذكره الترمذي.
4 -
عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي.
ذكره الدارقطني في "العلل"(نصب الراية 3/ 115)
(1) 11/ 226 (كتاب النكاح - باب العدل بين النساء)
وقال: والمرسل أقرب إلى الصواب"
وقال الترمذي: وهذا أصح من حديث حماد بن سلمة"
وقال أبو زرعة: لا أعلم أحدا تابع حمادا على هذا" علل الحديث 1/ 425
قلت: وهو كما قالوا، وحماد بن سلمة وإن كان ثقة لكنّه في الإتقان ليس كحماد بن زيد كما قال الذهبي في "سير الأعلام".
وقال: لما طعن في السن ساء حفظه فلذلك لم يحتج به البخاري، وأما مسلم فاجتهد فيه وأخرج من حديثه عن ثابت مما سمع منه قبل تغيره وما عن غير ثابت فأخرج نحو اثني عشر حديثا في الشواهد دون الاحتجاج، فالاحتياط أنْ لا يحتج به فيما يخالف الثقات.
وقال: وأما الإتقان فمسلم إلى ابن زيد هو نظير مالك في التثبت" سير الأعلام 7/ 446 و 447 و 452
615 -
قالت أم سلمة: لما نزلت دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وعليا والحسن والحسين فجللهم بكساء فقال "اللهم هؤلاء أهل بيتي"
قال الحافظ: ثبت في تفسير قوله تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} [الأحزَاب: 33]: فذكره، الحديث أخرجه الترمذي وغيره" (1)
صحيح
وله عن أم سلمة طرق:
الأول: يرويه شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر عن عطاء بن يسار عن أم سلمة قالت: في بيتي نزلت هذه الآية {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} [الأحزَاب: 33] قالت: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال "اللهم هؤلاء أهل بيتي" قالت أم سلمة: يا رسول الله، ما أنا من أهل البيت؟ قال "إنك إلى خير، وهؤلاء أهل بيتي، اللهم أهلي أحق"
وفي لفظ: فقلت: يا رسول الله، ما أنا من أهل البيت؟ قال "بلى إنْ شاء الله"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 286) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 252 - 253) والحاكم (2/ 416 و 3/ 146) والبيهقي (2/ 150) وفي "الاعتقاد"(ص 327) من طرق عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن شريك بن أبي نمر به.
(1) 8/ 138 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة)
قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري"
وقال البيهقي: قال أبو عبد الله - أي الحاكم -: هذا حديث صحيح سنده ثقات رواته"
قلت: عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار وشريك بن عبد الله بن أبي نمر مختلف فيهما، فأما عبد الرحمن فالأكثر على تضعيفه، وأما شريك فالأكثر على توثيقه.
الثاني: يرويه عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزمي عن عطاء بن أبي رباح ثني من سمع أم سلمة تذكر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيتها فأتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة فدخلت بها عليه فقال لها "ادعي زوجك وابنيك" قالت: فجاء علي والحسين والحسن فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة وهو على منامة له على دكان تحته كساء له خيبري قالت: وأنا أصلي في الحجرة فأنزل الله عز وجل هذه الآية {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزَاب: 33] قالت: فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال "اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا" قالت: فأدخلت رأسي البيت فقلت: وأنا معكم يا رسول الله، قال "إنك إلى خير، إنك إلى خير".
أخرجه أحمد (6/ 292) عن عبد الله بن نمير ثنا عبد الملك بن أبي سليمان به.
واختلف فيه على عبد الملك بن أبي سليمان، فرواه جعفر بن زياد الأحمر عنه عن عطاء عن أم سلمة، ولم يذكر الذي لم يسم
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(766) والطبراني في "الكبير"(3/ 49 و 23/ 281)
وتابعه يزيد بن هارون الواسطي أنا عبد الملك به.
أخرجه ابن البختري في "الأمالي"(50) والآجري في "الشريعة"(1697)
والأول أصح، وإسناده ضعيف للذي لم يسم.
الثالث: يرويه عبد الملك بن أبي سليمان ثني أبو ليلى عن أم سلمة مثل حديث عطاء سواء.
أخرجه أحمد (6/ 292) عن عبد الله بن نمير ثنا عبد الملك بن أبي سليمان به.
وأخرجه الآجري في "الشريعة"(1695) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق ثنا عبد الملك به.
وأخرجه ابن البختري في "الأمالي"(50) والآجري (1697) من طريق يزيد بن هارون أنا عبد الملك به.
ورواته ثقات، وأبو ليلى هو الكندي ولا أدري أسمع من أم سلمة أم لا.
الرابع: يرويه شَهر بن حَوشب عن أم سلمة.
أخرجه أحمد (6/ 292 و298 و 304 و 323) والبخاري في "الكبير"(1/ 2/ 69 - 70) والترمذي (3871) والحربي في "الغريب"(3/ 1033) وأبو يعلى (7021 و 7026) والطبري في "تفسيره"(22/ 6) والدولابي في "الذرية الطاهرة"(202) والطحاوي في "المشكل"(766 و 767 و 769 و770) وابن البختري (50) والطبراني في "الكبير"(3/ 47 و 47 - 48 و 23/ 333 و 334 و 336 و 337 و 396) وفي "الأوسط"(2281 و 3811) و "الصغير"(1/ 65) والآجري (1696) من طرق عن شهر بن حوشب به.
قال البخاري: شهر يتكلمون فيه"
وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب"
قلت: شهر مختلف فيه، وحديثه لا ينزل عن رتبة الحسن.
الخامس: يرويه محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة عن أم سلمة قالت: جاءت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببرمة لها قد صنعت فيها عصيدة تحلها على طبق فوضعته بين يديه فقال "أين ابن عمك وابناك؟ " فقالت: في البيت. فقال "ادعيهم" فجاءت إلى عليّ فقالت: أجب النبي صلى الله عليه وسلم أنت وابناك. قالت أم سلمة: فلما رآهم مقبلين مدّ يده إلى كساء كان على المنامة فمدّه وبسطه وأجلسهم عليه، ثم أخذ بأطراف الكساء الأربعة بشماله فضمه فوق رؤوسهم وأومأ بيده اليمنى إلى ربه فقال "هؤلاء أهل البيت فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا".
أخرجه الطبري في "تفسيره"(22/ 7) عن أبي كُريب محمَّد بن العلاء الهَمْداني ثنا مصعب بن المقدام ثنا سعيد بن زَرْبي عن محمَّد بن سيرين به.
وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن زربي.
السادس: يرويه هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن عبد الله بن وهب بن زَمْعَة قال: أخبرتني أم سلمة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع عليا والحسنين ثم أدخلهم تحت ثوبه ثم جأر إلى الله ثم قال "هؤلاء أهل بيتي" فقالت أم سلمة: يا رسول الله، أدخلني معهم، قال "إنك من أهلي"
أخرجه ابن سعد (345) والطبري في "تفسيره"(22/ 7 - 8) والطحاوي في "المشكل"(763)
عن خالد بن مخلد القَطَواني
والطبراني في "الكبير"(23/ 308)
عن محمَّد بن خالد بن عَثْمة البصري
و (3/ 46 - 47)
عن محمَّد بن إسماعيل بن أبي فُديك
قالوا: ثنا موسى بن يعقوب الزَّمْعي ثني هاشم بن هاشم به.
وإسناده حسن، خالد بن مخلد ومحمد بن خالد وابن أبي فديك صدوقون، وموسى بن يعقوب مختلف فيه وهو صالح الحديث كما قال الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق"، وهاشم بن هاشم وعبد الله بن وهب ثقتان.
السابع: يرويه الأعمش عن حكيم بن سعد قال: ذكرنا علي بن أبي طالب عند أم سلمة قالت: فيه نزلت {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزَاب: 33] قالت أم سلمة: جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيتي فقال "لا تأذني لأحد" فجاءت فاطمة فلم أستطع أنْ أحجبها عن أبيها، ثم جاء الحسن فلم أستطع أنْ أمنعه أنْ يدخل على جده وأمه، وجاء الحسين فلم أستطع أن أحجبه، فاجتمعوا حول النبي صلى الله عليه وسلم على بساط فجللهم نبي الله بكساء كان عليه ثم قال "هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا" فنزلت هذه الآية حين اجتمعوا على البساط، قال: فقلت: يا رسول الله! وأنا، قال: فوالله ما أنعم وقال "إنك إلى خير".
أخرجه الطبري في "تفسيره"(22/ 8) عن محمَّد بن حميد الرازي ثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش به.
وإسناده ضعيف لضعف محمَّد بن حميد، وعبد الله بن عبد القدوس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
وخالفه جرير بن عبد الحميد الرازي فرواه عن الأعمش عن جعفر بن عبد الرحمن البجلي عن حكيم بن سعد عن أم سلمة.
أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 197) والطحاوي في "المشكل"(762) والطبراني في "الكبير"(23/ 327)
وجعفر بن عبد الرحمن ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكروا عنه راويا إلا الأعمش فهو مجهول.
الثامن: يرويه فضيل بن مرزوق الكوفي عن عطية العَوْفي عن أبي سعيد الخدري عن أم سلمة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم غطى على عليّ وفاطمة وحسن وحسين كساء ثم قال "هؤلاء أهل بيتي، إليك لا إلى النار" قالت أم سلمة: فقلت: يا رسول الله، وأنا منهم؟ قال "لا، وأنت على خير"
وفي لفظ: عن أم سلمة أنّ هذه الآية نزلت في بيتها {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزَاب: 33] قالت: وأنا جالسة على باب البيت، فقلت: أنا يا رسول الله ألست من أهل البيت، قال "إنك إلى خير، أنت من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم" قالت: وفي البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين.
أخرجه أبو يعلى (6888) والطبري في "تفسيره"(22/ 7) والطحاوي في "المشكل"(768)
وإسناده ضعيف لضعف عطية بن سعيد العوفي.
واختلف عنه، فرواه عمران بن مسلم الفزاري عنه عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يذكر أم سلمة.
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(10/ 278) وفي "المتفق والمفترق"(1238)
التاسع: يرويه عمار بن معاوية الدهني عن عمرة بنت أفعى عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزَاب: 33] يعني في سبعة: جبريل وميكائيل ورسول الله صلى الله عليه وسلم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وأنا على باب البيت، فقلت: يا رسول الله، ألست من أهل البيت، قال "إنك من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم" وما قال: إنك من أهل البيت.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(765) عن الحسين بن الحكم الحبري الكوفي ثنا مخول بن إبراهيم بن مخول بن راشد الحناط ثنا عبد الجبار بن عباس الشَّبَامي ثنا عمار بن معاوية به.
الحسين بن الحكم مترجم في "الإكمال"، ومخول بن إبراهيم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وعبد الجبار صدوق.
وتابعه أبو صخر حميد بن زياد الخراط عن أبي معاوية البجلي (1) عن عمرة الهمدانية عن أم سلمة.
(1) وهو عمار بن معاوية الدهني.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(772) عن فهد بن سليمان بن يحيى ثنا سعيد بن كثير بن عُفير ثنا ابن لَهيعة عن أبي صخر به.
وابن لهيعة ضعيف.
العاشر: يرويه عطية أبو المعدل الطفاوي عن أبيه أنّ أم سلمة حدّثته قالت: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي يوما إذ قالت الخادم: إنّ عليا وفاطمة بالسدة. قالت: فقال لي "قومي فتنحي لي عن أهل بيتي" قالت: فقمت فتنحيت في البيت قريبا فدخل عليّ وفاطمة ومعهما الحسن والحسين وهما صبيان صغيران فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما، قالت: واعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة باليد الأخرى فقبّل فاطمة وقبّل عليا فَأغْدَف عليهم خميصة سوداء فقال "اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي" قالت: فقلت: وأنا يا رسول الله، فقال "وأنت".
أخرجه أحمد (6/ 296 و 304 - 305) والطبراني في "الكبير"(3/ 48 و 23/ 330 و 393) من طرق عن عوف الأعرابي عن عطية الطفاوي به.
وعطية الطفاوي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الساجي: ضعيف جداً.
وأبوه لا يعرف.
الحادي عشر: يرويه محمَّد بن سُوْقَة عمن حدّثه عن أم سلمة قالت: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كساء له فدكيا فأداره عليهم وقال "هؤلاء أهل بيتي وخاصتي"
أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(278)
وإسناده ضعيف للذي لم يسم.
وللحديث شاهد عن عمر بن أبي سلمة وعن واثلة بن الأسقع وعن سعد بن أبي وقاص وعن ابن عباس وعن عائشة وعن عبد الله بن جعفر.
فأما حديث عمر بن أبي سلمة فأخرجه الترمذي (3205 و 3787) والطبري في "تفسيره"(22/ 8) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1773) والطحاوي في "المشكل"(771) والشجري في "أماليه"(1/ 151) وابن الأثير (2/ 13) من طرق عن محمَّد بن سليمان ابن الأصبهاني عن يحيى بن عبيد المكي عن عطاء بن أبي رباح عن عمر بن أبي سلمة قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيت أم سلمة {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزَاب: 33] قالت: فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين وفاطمة فأجلسهم بين يديه ودعا عليا فأجلسه خلف ظهره ثم حَفَّهم جميعاً بالكساء
ثم قال "اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا" قالت أم سلمة: اللهم اجعلني منهم. قال "أنت مكانك وأنت على خير"
قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث عطاء عن عمر بن أبي سلمة"
قلت: إسناده ضعيف، محمَّد بن سليمان مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ويحيى بن عبيد قال الحافظ في "التقريب": يحتمل أنْ يكون هو مولى السائب المخزومي وإلا فمجهول.
وأما حديث واثلة فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 72 - 73) وأحمد (4/ 107) وفي "فضائل الصحابة"(978) وأبو يعلى (7486) والطبري في "تفسيره"(22/ 7) والطحاوي في "المشكل"(773) وابن حبان (6976) والطبراني في "الكبير"(3/ 267 و 22/ 66) والآجري (1698) والقطيعي في زيادات "فضائل الصحابة"(1404) والحاكم (2/ 416 و 3/ 147) والبيهقي (2/ 152) والشجري في "أماليه"(1/ 148) والحنائي في "فوائده"(ق 129) من طرق عن الأوزاعي ثني شداد أبو عمار ثني واثلة بن الأسقع قال: أتيت عليا فلم أجده فقالت لي فاطمة: انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه، فجاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلا ودخلت معهما، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين فأقعد كل واحد منهما على فخذيه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ثم لَفَّ عليهم ثوبا وقال {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزَاب: 33] ثم قال "هؤلاء أهل بيتي، اللهم أهل بيتي أحق"
قال واثلة: فقلت من ناحية البيت: وأنا يا رسول الله من أهلك؟ قال "وأنت من أهلي"
قال واثلة: إنها لمن أرجى ما أرتجى.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
وقال أيضاً: صحيح على شرط مسلم"
وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح"
قلت: وهو كما قالا، وهو على شرط مسلم وحده.
ولم ينفرد به الأوزاعي بل تابعه كلثوم بن زياد عن شداد أبي عمار به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(3/ 49 و 22/ 65) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أبو نعيم ثنا عبد السلام بن حرب عن كلثوم بن زياد به.
وكلثوم بن زياد وثقه ابن حبان وضعفه النسائي، والباقون كلهم ثقات.
وأما حديث سعد فأخرجه مسلم (4/ 1871) وأحمد (1/ 185) والدورقي في "مسند سعد"(19) والترمذي (3724) والنسائي في "الخصائص"(11) والطحاوي في "المشكل"(761) والحاكم (3/ 150) والبيهقي (7/ 63) والخطيب في "المتفق والمفترق"(299) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 104 - 105)
عن حاتم بن إسماعيل المدني
والحسن بن عرفة (49) والحاكم (3/ 147) والبيهقي (7/ 63) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 644 - 645) وابن بلبان المقدسي في "المقاصد السنية"(ص 495 - 496)
عن علي بن ثابت الجزري
والبزار في "مسنده"(1120) والنسائي في "الخصائص"(54) والطبري في "تفسيره"(22/ 8) والحاكم (3/ 108 - 109)
عن عبد الكبير بن عبد المجيد أبي بكر الحنفي
قالوا: ثنا بكير بن مسمار مولى عامر بن سعد قال: سمعت عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: لما نزلت {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} [الأحزَاب: 33] دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال "اللهم هؤلاء أهلي"
وفي لفظ: نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، فأدخل عليا وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه، ثم قال "اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي".
وفي لفظ آخر: لما نزلت هذه الآية {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ} [آل عِمرَان: 61] دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال "اللهم هؤلاء أهل بيتي".
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه"
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
وقال الذهبي: قلت: على شرط مسلم فقط"
وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1351) عن محمَّد بن المثنى ثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عَوَانة عن يحيى بن أبي سليم أبي بَلْج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين وعليا وفاطمة ومدّ عليهم ثوبا ثم قال "اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا".
وإسناده حسن رجاله ثقات غير أبي بلج وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره.
وأما حديث عائشة فأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 485) عن أبيه ثنا سُريج بن يونس أبو الحارث ثنا محمَّد بن يزيد عن العوام بن حَوشب عن ابن عم له قال: دخلت مع أبي على عائشة فسألتها عن عليّ فقالت: تسألني عن رجل كان من أحبّ الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت تحته ابنته وأحب الناس إليه؟ لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فألقى عليهم ثوبا فقال "اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا" قال: فدنوت منهم فقلت: يا رسول الله وأنا من أهل بيتك. فقال "تنحي فإنك على خير"
وإسناده ضعيف للذي لم يسم.
وأما حديث عبد الله بن جعفر فأخرجه البزار (2251) والحاكم (3/ 147 - 148) من طريق محمَّد بن إسماعيل بن أبي فُديك ثني عبد الرحمنْ بن أبي بكر بن أبي مُليكة المليكي عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه قال: لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرحمة هابطة قال "من يدعو لي؟ " فقالت ابنته: أنا يا رسول الله، فقال "ادعي عليا" فدعي وفاطمة والحسن والحسين فجعل الحسن عن يمينه والحسين عن يساره وفاطمة تجاهه ثم غشاهم كساء ثم قال "هؤلاء أهلي" فأنزل الله - إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" اللفظ للبزار
وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبد الله بن جعفر إلا من هذا الوجه"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: المليكي ذاهب الحديث"
616 -
حديث جابر أَنَّ الطفيل بن عمرو هاجر، فذكر قصة الرجل الذي هاجر معه وفيه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم وليديه فاغفر" ورفع يديه.
قال الحافظ: ذكره البخاري في "الأدب المفرد"(614) وسنده صحيح، وأخرجه مسلم (116) " (1)
617 -
عن عبد الله بن حوالة قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أقدامنا لنغنم فرجعنا ولم نغنم شيئا فقال "اللهم لا تكلهم إليّ"
(1) 13/ 392 (كتاب الدعوات - باب رفع الأيدي في الدعاء)
قال الحافظ: رواه أبو داود بإسناد حسن" (1)
أخرجه أحمد (5/ 288) والبخاري في "الكبير"(4/ 2/ 436 - 437) وأبو داود (2535) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 266 - 267) وابن أبي الدنيا في "العقوبات"(262) وأبو يعلى (6867) والطبراني في "مسند الشاميين"(2019) والحاكم (4/ 425) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(ترجمة عبد الله بن حوالة ص 218) والمزي في "تهذيب الكمال"(14/ 519 - 520) من طرق عن معاوية بن صالح الحمصي عن ضَمْرة بن حبيب أنّ ابن زُغْب الأيادي (2) حدّثه قال: نزل علي عبد الله بن حوالة الأزدي فقال لي وإنه لنازل علي في بيتي: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حول المدينة على أقدامنا لنغنم فرجعنا ولم نغنم شيئاً وعرف الجهد في وجوهنا فقام فينا فقال "اللهم لا تكلهم إليّ فأضعف، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم"
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعبد الرحمن بن زغب الأيادي معروف في تابعي أهل مصر"
قلت: ابن زغب الأيادي اسمه عبد الله. قاله ابن عبد البر في "الاستيعاب" وأبو زرعة الدمشقي كما في "الإكمال" لابن ماكولا (4/ 186) وابن الأثير في "أسد الغابة" والعلائي في "جامع التحصيل" والذهبي في "الكاشف" و"الميزان" والمزي في "تهذيب الكمال" والحافظ في "التهذيب" و"الإصابة".
وهو مختلف في صحبته، وقال الذهبي في "الكاشف": ليس بمشهور، وقال في "الميزان": ما روى عنه سوى ضمرة بن حبيب.
618 -
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وتكاثرهم وإلى المسلمين فاستقلهم، فركع ركعتين وقام أبو بكر عن يمينه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في صلاته:"اللهم لا تودّع مني، اللهم لا تخذلني، اللهم لا تَتِرْني، اللهم أنشدك ما وعدتني"
قال الحافظ: وعند سعيد بن منصور من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: فذكره" (3)
مرسل
(1) 6/ 369 (كتاب الجهاد - باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا)
(2)
وقع عند أبي يعلى "زغب بن فلان الأزدي"
قال ابن عساكر: كذا قال وإنما هو عبد الله بن زغب"
(3)
8/ 290 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى - إذ تستغيثون ربكم -)
أخرجه سعيد بن منصور (2872) عن يعقوب بن عبد الرحمن بن محمَّد بن عبد الله القارّي المدني عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله قال: فذكره، وزاد: اللهم إن يهزم هذا الجمعُ من المشركين هذا الجمعَ من المسلمين لا تعبد أبدا"
فقال أبو بكر: ألحفتَ والله بأبي أنت وأمي، والله لا يتودّع منك، ولا يخذلك، ولا يترك، ولينصرنك على عدوّك كما وعدك، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرورا، وقال "رأيت جبريل معتجرا متدليا من السماء معتجرا بعجرة القتال على أسنانه قترة الغبار، فعرفت أنه النصر"
ورواته ثقات.
619 -
عن ابن عباس قال: أقبل خالد بن الوليد يريد أنْ يعلو الجبل عليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم لا يعلون علينا" فأنزل الله تعالى {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} [آل عِمرَان: 139] "
قال الحافظ: وأخرج الطبري من طريق العَوْفي عن ابن عباس قال: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه الطبري في "تفسيره"(4/ 103) عن محمَّد بن سعد بن محمَّد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي ثني أبي قال: ثني عمي قال: ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قال: فذكره.
وإسناده ضعيف، سعد بن محمَّد بن الحسن قال أحمد: لم يكن ممن يستاهل أنْ يكتب عنه ولا كان موضعا لذاك، والحسين بن الحسن بن عطية ضعفه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن سعد وغيرهم، والحسن بن عطية بن سعد قال البخاري: ليس بذاك، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وعطية بن سعد بن جنادة قال النسائي وغير واحد: ضعيف.
620 -
عن عكرمة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة مقتولة بالطائف فقال: "ألم أَنْهَ عن قتل النساء، من صاحبها؟ " فقال رجل: أنا يا رسول الله، أردفتها فأرادت أنْ تصرعني فتقتلني فقتلتها، فأمر بها أن توارى.
قال الحافظ: وأخرج أبو داود في "المراسيل" عن عكرمة: فذكره" (2)
مرسل
(1) 8/ 351 (كتاب المغازي - باب غزوة أحد)
(2)
6/ 488 (كتاب الجهاد - باب أهل الدار يبيتون)
أخرجه أبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف"(13/ 310) عن موسى بن إسماعيل البصري عن وهيب عن أيوب السَّخْتِياني عن عكرمة أنْ النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة مقتولة بالطائف فقال "ألم أَنهَ عن قتل النساء، من صاحب هذه المرأة المقتولة؟ " فقال رجل: أنا يا رسول الله! أردفتها خلفي فأرادت أن تصرعني، فأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم أنْ توارى.
رواته ثقات.
621 -
عن ابن عباس قال: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم عن الأنصار شيء فخطب فقال "ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي؟ " الحديث، وفيه: فجثوا على الركب وقالوا: أنفسنا وأموالنا لك، فنزلت (1).
قال الحافظ: وأخرج من طريق مِقْسَم عن ابن عباس قال: فذكره، وهذا أيضاً ضعيف ويبطله أنْ الآية مكية" (2)
سيأتي الكلام عليه في حرف الفاء فانظر حديث "فأين أنت من ذلك يا سعد"
622 -
عن أم نصر المحاربية أنّ رجلاً سأل رسول صلى الله عليه وسلم عن الحمر الأهلية فقال: "أليس ترعى الكلأ وتأكل الشجر" قال: نعم، قال "فأصب من لحومها"
قال الحافظ: وأما الحديث الذي أخرجه الطبراني عن أم نصر المحاربية: فذكره. وأخرجه ابن أبي شيبة من طريق رجل من بني مرّة قال: سألت فذكر نحوه، ففي السندين مقال" (3)
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الكبير"(25/ 161) وأبو نعيم في "الصحابة"(8059) وابن عبد البر في "الاستيعاب"(13/ 302 - 303) والحازمي في "الاعتبار"(ص 160) من طريق إبراهيم بن المختار الرازي عن محمَّد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أم نصر المحاربية به.
قال ابن عبد البر: انفرد به إبراهيم بن المختار الرازي عن محمَّد بن إسحاق، لا يجيء إلا من هذا الطريق وليس مما يحتج به، وقد ثبتت الكراهة والنهي عنها من وجوه"
وقال الهيثمي: وفيه ابن إسحاق مدلس، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضر" المجمع 5/ 47
(1) يعني قوله تعالى - قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى -
(2)
10/ 185 (كتاب التفسير: سورة الشورى - باب قوله: إلا المودة في القربى)
(3)
12/ 77 - 78 (كتاب الذبائح - باب لحوم الحمر الإنسية)
قلت: إبراهيم بن المختار الرازي قواه أبو حاتم وغيره، وضعفه البخاري وغيره.
وخالفه يحيى بن واضح المروزي فرواه عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن سلمى بنت نصر عن رجل من بني مرّة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! إنّ أَجَلَّ مالي الحمر، أفأصيب منها؟ قال "أليس ترعى الفلاة وتأكل الشجر؟ " قلت: بلى! قال "فأصب منها".
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 264) وفي "مسنده"(المطالب 2368) ثنا يحيى بن واضح به.
وأخرجه الحربي في "الغريب"(1/ 108) عن ابن أبي شيبة به.
وسلمى بنت نصر قال ابن حزم في "المحلى"(8/ 99): لا يُدرى من هي.
وابن إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من عاصم بن عمر بن قتادة فالإسناد ضعيف.
قال البوصيري: سنده ضعيف لتدليس ابن إسحاق" مختصر الإتحاف 7/ 75
623 -
حديث أبي أمامة "أليس حيث خرجت من بيتك توضأت فأحسنت الوضوء؟ " قال: بلى، قال "ثم شهدت معنا الصلاة؟ " قال: نعم.
قال الحافظ: أخرجه مسلم (2765).
وقال: وفي حديث أبي أمامة عند مسلم: فسكت عنه ثم عاد.
وقال: في حديث أبي أمامة: وأقيمت الصلاة.
وقال: وفي حديث أبي أمامة "فإنّ الله غفر لك ذنبك أو قال حدّك"(1)
624 -
"أليس قد شهد بدرا؟ "
قال الحافظ: ثم ساق (أي ابن عبد البر) بإسناد حسن عن أبي هريرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لمن تكلم فيه: فذكره" (2)
حسن
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(662) عن أحمد بن علي الأبار ثنا أبو نصر التمار ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بَهْدَلة عن أبي صالح عن أبي هريرة أنّ رجلاً من الأنصار عَمِيَ، فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أُخْطُطْ لي في داري مسجداً لأصلي فيه. فجاء
(1) 15/ 145 و 146 (كتاب الحدود - باب إذا أقرّ بالحد ولم يبين)
(2)
2/ 67 (كتاب الصلاة - باب المساجد في البيوت)
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اجتمع إليه قومه- فتغيب رجل منهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما فعل فلان؟ " فذكره بعض القوم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أليس قد شهد بدرا؟ " قالوا: نعم، ولكنَّه كذا وكذا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فلعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم"
قال الهيثمي: إسناده جيد" المجمع 6/ 106
وقال أيضاً: إسناده حسن" المجمع 9/ 160
قلت: وهو كما قال، فإن رواته كلهم ثقات غير عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث.
وأبو نصر التمار اسمه عبد الملك بن عبد العزيز.
ولم ينفرد به بل تابعه أسد بن موسى المصري ثنا حماد بن سلمة به.
أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(10/ 160)
ورواه يزيد بن هارون وعمرو بن عاصم أيضاً عن حماد بن سلمة مختصرا وسيأتي الكلام على حديثهما فانظر "إن الله اطلع على أهل بدر
…
"
625 -
قال صلى الله عليه وسلم للذي سارّه في قتل رجل "أليس يصلي؟ " قال: نعم، قال "أولئك الذين نهيت عن قتلهم"
سكت عليه الحافظ (1).
صحيح
يرويه ابن شهاب الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن عبيد الله بن عدي بن الخِيَار واختلف عن الزهري:
- فقال مَعْمر بن راشد: عن الزهري عن عطاء عن عبيد الله عن عبد الله بن عدي الأنصاري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا هو جالس بين ظهراني الناس جاءه رجل يستأذنه- أو يشاوره- يسارّه في قتل رجل من المنافقين، يستأذنه فيه، فجهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلامه، فقال "أليس يشهد أن لا إله إلا الله؟ " قال: بلى، ولكن لا شهادة له، قال "أليس يشهد أني رسول الله؟ " قال: بلى، ولا شهادة له، قال "أليس يصلي؟ " قال: بلى، ولا صلاة له، قال "أولئك الذين نهيت عنهم"
(1) 15/ 299 (كتاب استتابة المرتدين- باب حكم المرتد والمرتدة)
أخرجه عبد الرزاق (18688) عن معمر به.
وأخرجه أحمد (5/ 433) عن عبد الرزاق به.
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4377) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 262) وإسماعيل القاضي (التمهيد 10/ 166 - 167) وابن قانع في "الصحابة"(12/ 142) وابن حبان (5971) وأبو نعيم في "الصحابة"(4377) والبيهقي (3/ 367و 8/ 196) وفي "الشعب"(2540) من طرق عن عبد الرزاق به.
ورواه عبد بن حميد (490) عن عبد الرزاق فلم يذكر عبيد الله بن عدي بن الخيار.
والأول أصح.
وإسناده صحيح كما قال الحافظ في "الإصابة"(6/ 164)
- وقال الليث بن سعد: ثنا ابن شهاب عن عطاء عن عبيد الله أنّ رجلاً من الأنصار حدّثه أن رجلاً من الأنصار أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذنه في قتل رجل من المنافقين
أخرجه إسماعيل القاضي (التمهيد 10/ 165) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ثنا الليث به.
وإسناده صحيح.
ولم ينفرد الليث به بل تابعه محمَّد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري عن الزهري به، إلا أنّه قال: أن عبد الله بن عدي قال: أخبرني رجل من الأنصار.
أخرجه إسماعيل القاضي (التمهيد 10/ 167 - 168)
وقال: هكذا في كتابنا: عطاء بن يزيد أنّ عبد الله بن عدي قال: أخبرني رجل من الأنصار، وإنما هو عبيد الله بن عدي بن الخيار"
- ورواه أبو أويس عبد الله بن عبد الله المدني عن الزهري فقال فيه: أنّ نفرا من الأنصار حدثوه.
أخرجه إسماعيل القاضي (التمهيد 10/ 165 - 166) عن إسماعيل بن أبي أويس ثنى أبي به.
وإسماعيل وأبوه مختلف فيهما.
- ورواه ابن جُريج عن الزهري واختلف عنه:
* فقال عبد الرزاق: أنا ابن جريج أني ابن شهاب عن عطاء عن عبيد الله أن رجلاً من الأنصار حدّثه.
أخرجه أحمد (5/ 432 - 433)
* وقال محمَّد بن بكر البُرْسَاني: عن ابن جريج عن ابن شهاب عن عطاء عن عبيد الله أن رجلاً من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه إسماعيل القاضي (التمهيد 10/ 161 - 162)
وقال: هكذا رواه ابن جريج مرسلاً"
قلت: والأول أصح.
- ورواه مالك (1/ 171) عن الزهري عن ابن شهاب عن عطاء عن عبيد الله أن رجل سارّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورواه الشافعي في "الأم"(6/ 146 - 147) عن مالك به.
وأخرجه البيهقي (8/ 196) وفي "معرفة السنن"(5/ 207 و 12/ 245 - 246) من طريقين عن الشافعي به.
وأخرجه إسماعيل القاضي (التمهيد 10/ 163 - 164) عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري ثنا مالك به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(2539) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير المصري ثنا مالك به.
قال ابن عبد البر: هكذا رواه سائر رواة الموطأ عن مالك إلا روح بن عبادة، فإنه رواه عن مالك متصلاً مسندا.
ثم أخرجه من طريق محمَّد بن الجهم السمري ثنا رَوح بن عبادة عن مالك عن الزهري عن عطاء عن عبيد الله عن رجل من الأنصار أنه قال: فذكره" التمهيد 10/ 150
ورواه محمَّد بن المثنى عن روح بن عبادة فقال فيه: عن عبيد الله أنْ رجلاً أخبره
…
أخرجه إسماعيل القاضي (التمهيد 10/ 164 - 165)
- ورواه سفيان بن عُيينة عن الزهري عن عطاء عن عبيد الله مرسلاً إلا أنّه قال فيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي برجل، فلما وجه ليقتل قال:"أيشهد أن لا إله إلا الله؟ " الحديث
أخرجه إسماعيل القاضي (التمهيد 10/ 162)
وقال: قد روى هذا الحديث عن الزهري جماعة، منهم: ابن جريج، ومالك، والليث، ومعمر، وأبو أويس، وابن أخي الزهري، وابن عيينة، فلم يقل أحد منهم في حديثه أن الرجل وجه ليقتل، إلا ابن عيينة، وقد بلغني أن ابن عيينة كان ربما لم يذكر هذا الكلام فيه، وإنما الحديث أنّ رجلاً سار النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في قتل رجل من المنافقين، وليس فيه: فوجه الرجل ليقتل.
وقال ابن عبد البر: قد أسقط ابن عيينة أيضاً من هذا الحديث قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس يصلي؟ قالوا: بلى ولا صلاة له. وهو كلام محفوظ في هذا الحديث من وجوهه كلها ، وله معنى صحيح جسيم عند أهل العلم، وقد تقدم فيما أوردنا من الأحاديث ما يدل على غلط ابن عيينة وخطئه في قوله في هذا الحديث: فلما وجه الرجل ليقتل- وبالله التوفيق"
قلت: وقول من زاد فيه عن عبد الله بن عدي أو عن رجل من الأنصار أصح ممن أرسله، وبالله التوفيق.
626 -
حديث عصمة بن مالك قال: قلنا: يا رسول الله، إلى من ندفع صدقات أموالنا بعدك؟ قال:"إلى أبي بكر الصديق"
قال الحافظ: رواه الطبراني، وإسناده ضعيف" (1)
أخرجه الطبراني في "لكبير"(17/ 180) عن أحمد بن رشدين المصري ثنا خالد بن عبد السلام الصَدَفي ثنا الفضل بن المختار عن عبد الله بن موهب عن عصمة بن مالك الخطمي قال: قدم رجل من خزاعة فلقيه عليّ فقال: ما جاء بك؟ قال: جئت أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من ندفع صدقة أموالنا إذا قبضك الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إلى أبي بكر" فإذا قبض الله أبا بكر فإلي من؟ قال "عمر" فإذا قبض الله عمر فإلي من؟ قال "إلى عثمان" قال: فإذا قبض الله عثمان فإلي من؟ قال "انظروا لأنفسكم".
قال الهيثمي: وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف جداً" المجمع 5/ 178
قلت: وعصمة بن مالك ذكره الحافظ في "الإصابة"(7/ 8) وقال: له أحاديث أخرجها الدارقطني والطبراني وغيرهما مدارها على الفضل بن المختار وهو ضعيف جداً.
(1) 8/ 19 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبى صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلا)
وللحديث شاهد عن أنس بن مالك قال: بعثني بنو المصطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: سل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من ندفع صدقاتنا بعدك؟ قال: فأتيته فسألته، فقال "إلى أبي بكر" فأتيتهم فأخبرتهم فقالوا: ارجع إليه فسله: فإنْ حدث بأبي بكر حدث فإلى من؟ فأتيته فسألته، فقال "إلى عمر" فأتيتهم فأخبرتهم فقالوا: ارجع إليه فسله: فإنْ حدث بعمر حدث فإلي من؟ فأتيته فسألته، فقال "إلى عثمان" فأتيتهم فأخبرتهم فقالوا: ارجع إليه فسله: فإن حدث بعثمان حدث فإلي من؟ فأتيته فسألته، فقال "إنّ حدث بعثمان حدث فتباً لكم الدهر تباً"
أخرجه الحاكم (3/ 77) عن أبي بكر أحمد بن سلمان الفقيه ثنا جعفر بن محمَّد بن أبي عثمان الطيالسي ثنا نصر بن منصور المروزي ثنا بشر بن الحارث ثنا علي بن مُسْهِر ثنا المختار بن فلفل عن أنس به.
وقال: صحيح الإسناد"
قلت: نصر بن منصور المروزي ترجمه الخطيب في "التاريخ" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، والباقون كلهم ثقات.
627 -
عن إبراهيم النخعي قال: جاء عُيينة بن حِصْن إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة، فقال: من هذه؟ قال "أم المؤمنين" قال: ألا أنزل لك عن أجمل منها؟ فغضبت عائشة وقالت: من هذا؟ قال "هذا أحمق مطاع"
قال الحافظ: أخرجه سعيد بن منصور عن أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم النخعي قال: فذكره، ووصله الطبراني من حديث جرير، وزاد فيه أنه أخرج فاستأذن، قال: إنها يمين عليّ أنْ لا أستاذن على مضري" (1)
حديث إبراهيم النخعي مرسل رواته ثقات.
وشاهده حديث جرير أن عيينة دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة، فقال: من هذه الجالسة إلى جانبك؟ قال "عائشة" قال: أفلا أنزل لك عن خير منها؟ يعني امرأته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا" قال له النبي صلى الله عليه وسلم "اخرج فاستأذن" قال: إنها يمين على أنْ لا أستأذن على مضري، فقالت عائشة: من هذا؟ قال "هذا أحمق متبع"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(2269) عن علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا يحيى بن مطيع الشيباني ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غَنيَّة؛ عن إسماعيل عن قيس عن جرير به.
(1) 13/ 63 - 64 (كتاب الأدب- باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا)
قال الهيثمي: رواه الطبراني عن شيخه علي بن سعيد بن بشير وهو حافظ رحال قيل فيه: ليس بذاك، وبقية رجاله رجال الصحيح غير يحيى بن محمَّد بن مطيع وهو ثقة" المجمع 8/ 45
قلت: علي بن سعيد مختلف فيه، ويحيى بن محمَّد بن مطيع ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، والباقون ثقات.
628 -
"أَمَا إنّ كُلَّ بناء وَبَال على صاحبه إلا ما لا إلا ما لا"
قال الحافظ: أخرج أبو داود من حديث أنس رفعه: فذكره، ورواته موثقون إلا الراوي عن أنس وهو أبو طلحة الأسدي فليس بمعروف، وله شاهد عن واثلة عند الطبراني" (1)
حسن
وله عن أنس طرق:
الأول: يرويه إبراهيم بن محمَّد بن حاطب القرشي عن أبي طلحة الأسدي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج فرأى قبة مشرفة، فقال "ماهذه؟ " قال له أصحابه: هذه لفلان رجل من الأنصار. قال: فسكت وحملها في نفسه، حتى إذا جاء صاحبها رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عليه في الناس، أعرض عنه، صنع ذلك مرارا، حتى عرف الرجل الغضب فيه والإعراض عنه، فشكا ذلك إلى أصحابه، فقال: والله إني لأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالوا: خرج فرأى قبتك، قال: فرجع الرجل إلى قبته فهدمها حتى سواها بالأرض، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلم يرها، قال "ما فعلت القبة؟ " قالوا: شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه، فأخبرناه فهدمها، فقال "أما إنّ كل بناء وبال على صاحبه، إلا ما لا إلا ما لا -يعني ما لا بد منه-".
أخرجه أبو داود (5237) وابن أبي الدنيا في "قصر الأمل"(241) وأبو يعلى (4347) والطحاوي في "المشكل"(956) والبيهقي في "الشعب"(10221) والواحدي في "الوسيط"(3/ 358 - 359) والمزي في "تهذيب الكمال"(33/ 439 - 440) من طريق زهير بن معاوية الكوفي ثنا عثمان بن حكيم أنى إبراهيم بن محمَّد بن حاطب به.
قال العراقي: إسناده جيد" اتحاف السادة المتقين 9/ 361 و 362
(1) 13/ 336 (كتاب الاستئذان- باب ما جاء في البناء)
قلت: إبراهيم بن محمَّد بن حاطب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.
ولم ينفرد به بل تابعه عبد الملك بن عمير عن أبي طلحة عن أنس قال: مررت مع النبي صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق المدينة فرأى قبة من لبن فقال "لمن هذه؟ " فقلت: لفلان. فقال "أما إنّ كل بناء هد على صاحبه يوم القيامة إلا ما كان في مسجد أو في بناء مسجد- شك أسود بن عامر- أو أو أو" ثم مرّ فلم يلقها فقال "ما فعلت القبة؟ " قلت: بلغ صاحبها ما قلت فهدمها، فقال "رحمه الله".
أخرجه أحمد (3/ 220) عن أسود بن عامر الشامي ثنا شريك عن عبد الملك بن عمير به (1).
وأخرجه البخاري في "الكنى"(ص 45) عن أحمد بن أبي عتاب عن أسود بن عامر ولفظه "كل بناء وبال على صاحبه إلا كذا وكذا -يعني ما لا بد منه -".
وشريك هو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه ونسب إلى التدليس والاختلاط وسوء الحفظ.
وأبو طلحة الأسدي قال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.
أي عند المتابعة، وقال هنا: ليس بمعروف (2).
الثاني: يرويه عيسى بن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة ثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال: مَرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبة على باب رجل من الأنصار فقال "ما هذه؟ " قالوا: قبة بناها فلان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كُل مال يكون هكذا فهو وبال على صاحبه يوم القيامة" فبلغ الأنصاري ذلك فوضعها فمرّ النبي صلى الله عليه وسلم بعد فلم يرها فسأل عنها فأخبر أنه وضعها لما بلغه عنك فقال "يرحمه الله، يرحمه الله".
أخرجه ابن ماجه (4161) عن العباس بن عثمان الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا عيسى بن عبد الأعلى به.
(1) وأخرجه ابن أبي الدنيا في "قصرالأمل"(235) عن أبي خيثمة زهير بن حرب ثنا أسود بن عامر به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(10222)
(2)
وترجمه البخاري في "الكنى" وابن أبي حاتم في "الجرح" ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وذكره ابن حبان فى "الثقات"(5/ 574)
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل"(240) من طريق مؤمل بن الفضل الحراني ثنا الوليد بن مسلم به (1).
قال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال، عيسى بن عبد الأعلى لم أر من جرحه ولا من وثقه، وباقي رجال الإسناد ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 226
قلت: عيسى بن عبد الأعلى قال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف روى الوليد بن مسلم عنه فقط.
وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.
الثالث: يرويه عطاء بن جبلة ثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن أنس قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة فإذا قبة تبنى فقال "يا أنس" قلت: لبيك. قال "لمن هذه القبة؟ " قلت: لفلان الأنصاري، فقال "يا أنس ليس من بناء يبنيه العبد إلا كان وبالا عليه يوم القيامة إلا بناء مسجد وما لا بد منه" قال أنس: فأتيت الأنصاري فأخبرته بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بهدمه، ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الطريق وأنا معه فقال "يا أنس" قلت: لبيك يا رسول الله، قال "ألم أر هاهنا قبة؟ " قلت: بلى يا رسول الله أتيت صاحبها فأخبرته بقول النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بهدمه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "يرحمه الله".
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 139و 2/ 165)
وإسناده ضعيف لضعف عطاء بن جبلة.
الرابع: يرويه محمَّد بن أبي زكريا عن عمار عن أنس قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جانب من دور الأنصار فرفع رأسه فأبصر قبة مبنية فقال "يا أنس، لمن هذه القبة؟ " فقلت: لفلان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "كل بناء وبال على صاحبه يوم القيامة إلا بناء كفاف"
أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده"(المطالب 3285) عن مروان بن معاوية الكوفي ثنا محمَّد بن أبي زكريا به.
وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(2)(2/ 102) قال؛ سمعت أبي وذكر حديثا رواه
(1) واختلف في شيخ الوليد بن مسلم، فقال بكر بن سهل الدمياطي: ثنا مهدي بن جعفر الرملي ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3105)
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن إسحاق بن عبد الله إلا عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، تفرد به الوليد"
(2)
وقال في "الجرح"(3/ 2/ 261): سألت أبي عن محمَّد بن أبي زكريا فقال: مجهول أرى أن عمارا هو وهم، وإنما هو أبو عمار زياد بن ميمون"
مروان بن معاوية عن محمَّد بن أبي زكريا عن عمار عن أنس قال: فذكر الحديث، قال أبي: أرى أن هذا خطأ وأنه أبو عمار زياد بن ميمون، وابن أبي زكريا مجهول"
وقال البوصيري: رواه ابن أبي عمر بسند ضعيف لجهالة محمَّد بن أبي زكريا" مختصر الإتحاف 10/ 419
الخامس: يرويه سفيان الثوري عن أبي عمارة عن أنس قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل يبني بناء فقال "كل بناء وبال على صاحبه يوم القيامة إلا مسجد يذكر فيه اسمه أو خصاً من قصب فإن الله عز وجل يجعل للمؤمن به لؤلؤة في الجنة"
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 215 - 216) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني ثنا يحيى بن يمان ثنا سفيان الثوري به.
والشاذكوني قال ابن معين وغيره: يضع الحديث.
السادس: يرويه قيس بن الربيع عن أبي حمزة عن أنس قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى قبة فقال "لمن هذه القبة؟ " قلت: لفلان، قال، كل بناء وبال على صاحبه إلا بناء مسجد" فأخبرت صاحبها فهدمها، ثم خرجت معه، فقال "يا أنس ما فعلت -يعني القبة-؟ " قلت: يا رسول الله أخبرته فهدمها، قال "رحمه الله"
أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1443) من طريق حفص بن عبد الرحمن ثنا قيس به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(10223) من طريق شبابة بن سوار ثني قيس به.
ورواه علي بن الجعد الجوهري عن قيس بن الربيع عن أبي حمزة عن إبراهيم النخعي مرسلاً.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل"(285) والبيهقي في "الشعب"(10224)
وقيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وأبو حمزة واسمه ميمون الأعور ضعفوه.
السابع: يرويه إسماعيل بن أبي خالد عمن حدّثه عن الربيع بن أنس عن أنس قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبة فقال "يا أنس لمن هذه القبة؟ " قلت: لفلان. قال كل بناء وبال على أهله يوم القيامة، إلا مسجد يذكر الله فيه أو بيت" وقال بيده. قال أنس: فلقيت صاحب القبة، فأخبرته، فقوضها. فمرّ النبي صلى الله عليه وسلم بعد فقال "يا أنس، ألم يكن بهذا المكان قبة؟ " قلت: بلى، ولكني أخبرت صاحبها بالذي قلت، فقوضها. قال: فجعل يقول "ما له رحمه الله، ما له رحمه الله"
أخرجه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل"(284)
وإسناده ضعيف للذي لم يسم.
الثامن: يرويه بقية بن الوليد عن الضحاك بن حُمْرة عن ميمون عن أنس مرفوعاً "من بنى بناء أكثر مما يحتاج إليه كان عليه وبالا يوم القيامة"
أخرجه البيهقي في "الشعب"(10226)
وإسناده ضعيف لضعف الضحاك بن حمرة، وبقية مدلس وقد عنعن.
وللحديث شاهد عن واثلة بن الأسقع مرفوعا "كل بنيان وبال على صاحبه إلا ما كان هكذا وأشار بكفه، وكل علم وبال على صاحبه يوم القيامة إلا من عمل به".
أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 55 - 56) وفي "مسند الشاميين"(3380) من طريق هانئ بن المتوكل الاسكندراني ثنا بَقية بن الوليد عن الأوزاعي عن مكحول عن واثلة به.
وهانئ بن المتوكل ذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: كان يُدخل عليه لما كبر فيجيب فأكثر المناكير في روايته فلا يجوز الاحتجاج به بحال.
629 -
حديث سعد بن أبي وقاص قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية - قل هو القادر- إلى آخرها فقال: "أَمَا إنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد"
قال الحافظ: وقد روى أحمد والترمذي من حديث سعد بن أبي وقاص قال: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(43 و 1700) وأحمد (1/ 170 - 171) والحسن بن عرفة في "جزئه"(77) والترمذي (3066) وأبو يعلى (745) وابن أبي حاتم في "التفسير"(7397) والطبراني في "الأوسط"(436) وفي "مسند الشاميين"(1448) وتمام في "فوائده"(1521) وأبو العلاء الهمذاني في "ذكر الاعتقاد"(3 و 4) والذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 264 - 265) وفي "تذكرة الحفاظ"(4/ 1490) من طرق عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني عن راشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال: فذكره.
(1) 9/ 361 - 362 (كتاب التفسير: سورة الأنعام- باب قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم)
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن سعد إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو بكر بن أبي مريم"
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"
قلت: بل ضعيف لضعف أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم ولانقطاعه بين راشد بن سعد المَقْرَائي الحمصي وبين سعد بن أبي وقاص.
قال أبو زرعة: راشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص مرسل" المراسيل لابن أبي حاتم ص 59
وقال الذهبي: هذا حديث إسناده ضعيف من قبل أبي بكر الغساني"
630 -
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أَمَا ترضين أنْ تكوني زوجتي في الدنيا والأخرة"
قال الحافظ: وعند ابن حبان من طريق سعيد بن كثير عن أبيه حدثتنا عائشة أنْ النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: فذكره" (1)
أخرجه ابن حبان (7095) عن ابن خزيمة ثنا سعيد بن يحيى الأموي ثني أبي ثني أبو العَنْبَس سعيد بن كثير عن أبيه قال: حدثتنا عائشة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فاطمة، قالت: فتكلمت أنا فقال "أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة؟ " قلت: بلى والله، قال "فأنت زوجتي في الدنيا والأخرة"
وأخرجه الحاكم (4/ 10) من طريق النسائي ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي به.
وقال: أبو العنبس هذا سعيد بن كثير مدني ثقة، والحديث صحيح"
قلت: كثير بن عبيد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون كلهم ثقات.
631 -
عن أبي ثابت بن ثابت بن قيس قال: لما نزلت هذه الآية قعد ثابت يبكي فمرّ به عاصم بن عدي فقال: ما يبكيك؟ قال: أتخوف أنْ تكون هذه الآية نزلت فِيّ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "أَمَا ترضى أن تعيش حميدا"
قال الحافظ: وقد روى الطبري وابن مردويه من طريق زيد بن الحباب ثني أبو ثابت بن ثابت بن قيس قال: فذكره" (2)
(1) 8/ 108 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب فضل عائشة)
(2)
7/ 433 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام)
أخرجه الطبري (1) في "تفسيره"(26/ 118) عن أبي كُريب محمَّد بن العلاء الهَمْداني ثنا زيد بن حُباب ثنا أبو ثابت بن ثابت بن قيس بن شَمَّاس ثني عمي إسماعيل بن محمَّد بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه قال: لما نزلت هذه الآية {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ} [الحجرات: 2] قعد ثابت في الطريق يبكي فمرّ به عاصم بن عدي في بني العجلان فقال: ما يبكيك يا ثابت؟ قال: لهذه الآية، أتخوف أنْ تكون نزلت في، وأنا صيّت رفيع الصوت، قال: فمضى عاصم بن عدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وغلبه البكاء فأتى امرأته جميلة ابنة عبد الله بن أُبي بن سلول، فقال لها: إذا دخلت بيت فرسي فشدّي على الضبة بمسمار، فضربته بمسمار حتى إذا خرج عطفه قال: لا أخرج حتى يتوفاني الله، أو يرضى عني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وأتى عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره خبره، فقال "اذهب فادعه لي" فجاء عاصم إلى المكان فلم يجده، فجاء إلى أهله، فوجده في بيت الفرس، فقال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك، فقال: اكسر الضبة، قال: فخرجا فأتيا نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم"ما يبكيك يا ثابت؟ " فقال: أنا صيّت، وأتخوف أنْ تكون هذه الآية نزلت فى {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ} [الحجرات: 2] فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما ترضى أن تعيش حميدا، وتقتل شهيدا، وتدخل الجنة؟ " فقال: رضيت ببشرى الله ورسوله، لا أرفع صوتي أبدا على رسول الله، فأنزل الله {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى} [الحجرات: 3] الآية.
ورواه محمَّد بن عبد الله الحضرمي عن أبي كريب فقال فيه: عن أبي ثابت بن ثابت بن قيس بن شماس ثني أبي ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(1316)
قال الهيثمي: وأبو ثابت بن قيس بن ثابت لم أعرفه، ولكنّه قال: حدثني أبي ثابت بن قيس، فالظاهر أنّه صحابي، ولكن زيد بن الحباب لم يسمع من أحد من الصحابة" المجمع 9/ 321
قلت: أبو ثابت ترجمه البخاري وابن أبي حاتم وأبو أحمد الحاكم وابن عبد البر كلهم في "الكنى" ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلا ولم يذكروا عنه راويا إلا زيد بن الحباب فهو مجهول.
(1) ومن طريقه أخرجه ابن بشكوال في "المبهمات"(702)
632 -
عن إسماعيل بن محمَّد بن ثابت قال: قال ثابت بن قيس بن شَمَّاس: يا رسول الله، إني أخشى أن أكون قد هلكت، فقال "وما ذاك؟ " قال: نهانا الله أن نرفع أصواتنا فوق صوتك وأنا جهير، الحديث، وفيه: فقال له عليه الصلاة والسلام: "أَمَا ترضى أن تعيش سعيدا، وتقتل شهيدا، وتدخل الجنة؟ "
قال الحافظ: رواه ابن شهاب عن إسماعيل بن محمَّد بن ثابت قال: فذكره، وهذا مرسل قوي الإسناد أخرجه ابن سعد عن معن بن عيسى القزاز عن مالك عنه، وأخرجه الدارقطني في "الغرائب" من طريق إسماعيل بن أبي أويس عن مالك كذلك، ومن طريق سعيد بن كثير عن مالك فقال فيه: عن إسماعيل عن ثابت بن قيس، وهو مع ذلك مرسل لأنْ إسماعيل لم يلحق ثابتا، وأخرجه ابن مردويه من طريق صالح بن أبي الأخضر عن الزهري فقال: عن محمَّد بن ثابت بن قيس أنْ ثابتا فذكر نحوه، وأخرجه ابن جرير من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري معضلا ولم يذكر فوقه أحدا وقال في آخره: فعاش حميدا وقتل شهيدا يوم مسيلمة" (1)
مرسل
يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:
- فقال غير واحد: عن ابن شهاب عن إسماعيل بن محمَّد بن ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري أنه أخبره أن ثابت بن قيس قال: يا رسول الله، لقد خشيت أن أكون هلكت، قال "ولم؟ " قال: ينهانا الله عن الحمد بما لم نفعل وأنا رجل أحب الحمد، وينهانا عن الخيلاء وأنا أحب الخيلاء، وينهانا أنْ نرفع أصواتنا فوق صوتك وأنا رجل جهير الصوت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا ثابت أما ترضى أن تعيش حميدا، وتموت شهيدا، وتدخل الجنة"
منهم:
1 -
مالك بن أنس.
أخرجه الروياني (1001)
عن ابن وهب
وابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 236)
(1) 7/ 434 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الاسلام)
عن أبيه
وأبو نعيم في "الصحابة"(1301) وفي "الدلائل"(520)
عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري
كلهم عن مالك به (1).
2 -
أبو أويس عبد الله بن عبد الله المدني.
أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 384)
3 -
عبيد الله بن عمر العمري.
أخرجه الطبراني (1315) وفي "الأوسط"(2264) وفي "ما انتقاه ابن مردويه من حديثه"(149)
4 -
يونس بن يزيد الأيلي (2).
أخرجه ابن حبان (7167) والطبراني (1314)
5 -
شعيب بن أبي حمزة.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(3217)
- وقال إبراهيم بن سعد المدني: عن ابن شهاب أني إسماعيل بن محمَّد بن ثابت عن أبيه أن ثابت بن قيس قال: فذكره (3).
أخرجه الحاكم (3/ 234) عن أبي بكر بن محمَّد بن عيسى العطار ثنا عبدان بن محمَّد بن عيسى الحافظ ثنا الفضل بن سهل البغدادي الأعرج ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثني أبي به.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(6/ 355) عن الحاكم به.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
(1) ورواه سعيد بن كثير بن عفير عن مالك فقال فيه: عن إسماعيل بن محمَّد عن ثابت بن قيس أنه قال. أخرجه الطبراني في "الكبير"(1312) وابن عبد البر في "الاستيعاب"(2/ 74 - 75)
وتابعه عبد العزيز بن يحيى المدني عن مالك به.
أخرجه ابن عبد البر
(2)
قال في روايته: عن ابن شهاب عن إسماعيل بن ثابت، نسبه إلى جده.
(3)
وزاد: قال: بلى يا رسول الله. قال: فعاش حميدا، وقتل شهيدا يوم مسيلمة الكذاب.
قلت: لم يخرج الشيخان عن إسماعيل بن محمَّد بن ثابت وأبيه شيئاً، وإسماعيل ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، ومحمد بن ثابت بن قيس ما أظنّه سمع من أبيه.
قال الحافظ: والظاهر أن رواية محمَّد عن أبيه مرسلة لأنه قتل يوم اليمامة وهو صغير إلا أن يكون حفظ عن أبيه وهو طفل" التهذيب 9/ 84
- وقال صالح بن أبي الأخضر: عن ابن شهاب عن محمَّد بن ثابت عن ثابت بن قيس بن شماس أن ثابتا أتى النبي صلى الله عليه وسلم
…
فذكر الحديث وزاد: فقتل يوم اليمامة.
أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(249) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 126) والطبراني (1310)
قال أبو حاتم: هذا خطأ، أخطأ فيه صالح إنما هو عن الزهري عن إسماعيل بن محمَّد بن ثابت عن أبيه" العلل 2/ 236
قلت: صالح ضعيف كما قال ابن معين وغيره، لكنه لم ينفرد به بل تابعه الأوزاعي عن الزهري ثني محمَّد بن ثابت الأنصاري ثني أبي ثابت بن قيس بن شماس قال: فذكره، وزاد: قال: بلى يا رسول الله.
فعاش حميدا، وقتل شهيدا يوم مسيلمة.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(1311) و"الأوسط"(42) عن أحمد بن محمَّد بن يحيى بن حمزة الدمشقي ثني أبي عن أبيه ثني الأوزاعي به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا يحيى بن حمزة، تفرد به ولده عنه"
وقال الهيثمي: وأحمد بن محمَّد بن يحيى بن حمزة ضعفه ابن حبان في ترجمة أبيه في "الثقات" هو وأخوه عبيد الله، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 321
قلت: وأحمد بن محمَّد قال عنه أبو أحمد الحاكم: فيه نظر.
- وقال معاوية بن يحيى الصَدَفي: عن ابن شهاب أني محمَّد بن ثابت الأنصاري أن ثابت بن قيس الأنصاري قال: فذكره.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(1313)
ومعاوية بن يحيى قال أبو داود والنسائي والدارقطني وغيرهم: ضعيف.
- وقال مَعْمَر بن راشد: عن ابن شهاب أنّ ثابت بن قيس بن شماس قال: فذكره.
أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(20425) وفي "تفسيره"(3/ 230 - 231) عن معمر به.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(6/ 355) من طريق أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق به.
وأخرجه الطبري في "تفسيره"(26/ 119) من طريق محمَّد بن ثور الصنعاني عن معمر به.
وحديث مالك ومن تابعه أصح.
قال أبو حاتم: وهو أشبه" العلل 2/ 236
قلت: وهو مرسل.
633 -
"أَمَا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ "
قال الحافظ: وهذا الحديث أعني حديث الباب دون الزيادة روي عن النبي صلى الله عليه وسلم عن غير سعد (1) من حديث عمر وعليّ نفسه وأبي هريرة وابن عباس وجابر بن عبد الله والبراء وزيد بن أرقم وأبي سعيد وأنس وجابر بن سمرة وحبشي بن جنادة ومعاوية وأسماء بنت عميس وغيرهم، وقد استوعب طرقه ابن عساكر في ترجمة على" (2)
صحيح
ورد من حديث علي ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث البراء بن عازب وزيد بن أرقم معا ومن حديث أبي سعيد ومن حديث جابر بن سمرة ومن حديث حبشي بن جنادة ومن حديث معاوية بن أبي سفيان ومن حديث سعيد بن زيد ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي أيوب ومن حديث مالك بن الحويرث ومن حديث أسماء بنت عميس
فأما حديث علي فله عنه طرق:
الأول: يرويه الحسن بن سعد بن مَعْبد القرشي مولى علي بن أبي طالب عن أبيه عن على أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أنْ يغزو فدعا جعفراً فأمره أنْ يتخلف على المدينة فقال: لا أتخلف بعدك أبدا، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني فعزم عليَّ لما تخلفت قبل أنْ أتكلم، فبكيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما يبكيك؟ " قلت: يبكيني خصال غير واحدة: تقول قريش غداً: ما
(1) حديث سعد أخرجه البخاري فى الباب المذكور.
(2)
8/ 76 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب علي بن أبي طالب)
أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله، وتبكيني خصلة أخرى: كنت أريد أنْ أتعرض الجهاد في سبيل الله لأن الله عز وجل يقول- ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين- فكنت أريد أن أتعرض للأجر، وتبكيني خصلة أخرى: كنت أريد أنْ أتعرض لفضل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما قولك: تقول قريش: ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله فإن لك فِيَّ أسوة، قد قالوا لي: ساحر وكاهن وكذاب، وأما قولك: أتعرض للأجر من الله، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وأما قولك: أتعرض بفضل الله، فهذان بهاران من فلفل جاءنا من اليمن فبعه واستمتع به أنت وفاطمة حتى يأتيكما الله من فضله"
أخرجه البزار (817) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا محمَّد بن بكير ثنا عبد الله بن بكير عن حكيم بن جُبَيْر عن الحسن بن سعد به.
وأخرجه الحاكم (1)(2/ 337) من طريق عمير بن مرداس ثنا عبد الله بن بكير الغنوي به.
قال البزار: وهذا الحديث لا يحفظ عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وحكيم بن جبير فقد تقدم ذكرنا له في غير هذا الموضع لضعفه"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: أنّى له الصحة والوضع لائح عليه، وفي إسناده عبد الله بن بكير الغنوي منكر الحديث عن حكيم بن جبير وهو ضعيف يترفض"
وقال الهيثمي: وفيه حكيم بن جبير وهو متروك" المجمع 9/ 110
قلت: هو ضعيف الحديث كما قال أحمد وغيره، وقال ابن حبان: كان غاليا في التشيع.
وعبد الله بن بكير مختلف فيه.
الثاني: يرويه قتادة عن سعيد بن المسيب عن عليّ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "خَلَّفْتُك أن تكون خليفتي في أهلي" قال: أتخلَّف بعدك يا نبي الله؟ قال "ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبيّ بعدي"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4260) عن العباس بن محمَّد المجاشعي ثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني ثنا يزيد بن زُريع عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة به.
(1) سقط من إسناده "عن أبيه"
وقال: لم يَروه عن سعيد بن أبي عروبة إلا يزيد بن زريع، ولا رواه عن يزيد إلا ابن أبي يعقوب، وقد رواه معمر عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن سعد، ورواه جعفر بن سليمان عن حرب بن شداد عن سعيد بن أبي عروبة كما رواه معمر"
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 110
قلت: وكلهم ثقات.
الثالث: يرويه سلمة بن كُهيل الكوفي عن حُجَيَّه بن عدي عن علي مرفوعا "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنَّه لا نبي بعدي"
أخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه"(510) والخطيب في "التاريخ"(4/ 71) وفي "الموضح"(1/ 390 و 390 - 391) من طرق عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ثني المأمون ثني الرشيد ثني المهدي ثني سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل به.
حجية بن عدي مختلف فيه، وثقه العجلي وابن حبان، وقال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه شبيه بالمجهول، وقال ابن سعد: ليس بذاك.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عدي (6/ 2088) عن بهلول بن إسحاق الأنباري ثنا إبراهيم بن حمزة بن محمَّد بن حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعليّ "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة"
كثير بن زيد مختلف فيه، وبهلول الأنباري ثقة، والباقون صدوقون.
وأما حديث ابن عباس فله عنه طرق:
الأول: يرويه الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم سلمة "هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي ودمه دمي، هو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنَّه لا نبي بعدي"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(12341) عن علي بن العباس البجلي الكوفي ثنا محمَّد بن تسنيم ثنا حسن بن حسين العرني ثنا يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش به.
قال الهيثمي: وفيه الحسن بن الحسين العرني وهو ضعيف" المجمع 9/ 111
قلت: ويحيى بن عيسى الرملي مختلف فيه.
الثاني: يرويه سلمة بن كُهيل عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعليّ "أنت مني بمنزلة هارون من موسى"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11087) عن سلمة بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل ثنا أبي عن أبيه عن جده عن سلمة بن كهيل به.
وإسناده ضعيف جداً، إسماعيل بن يحيى بن سلمة وأبوه متروكان.
الثالث: يرويه ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس (1).
الرابع: يرويه نَهْشَل بن سعيد الترمذي عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال: رأيت عليا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاحتضنه من خلفه، فقال: بلغني أنك سمميت أبا بكر وعمر وضريب أمثالهما ولم تذكرني، وقال النبي صلى الله عليه وسلم "أنت مني بمنزلة هارون من موسى"
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 328)
ونهشل بن سعيد كذبه أبو داود الطيالسي وإسحاق بن راهويه، وقال الحاكم: روى عن الضحاك الموضوعات، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.
الخامس: يرويه أبو بَلْج يحيى الفزاري ثنا عمرو بن ميمون عن ابن عباس: فذكر حديثا طويلا وفيه "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي
…
" (2)
وأما حديث جابر بن عبد الله فله عنه طريقان:
الأول: يرويه عبد الله بن محمَّد بن عقيل عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعليّ "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبي بعدي"
أخرجه أحمد (3/ 338) والترمذي (3730)
عن شريك بن عبد الله القاضي
وابن أبي عاصم في "السنة"(1348)
عن محمَّد بن علي (3) السلمي
كلاهما عن عبد الله بن محمَّد بن عقيل به.
(1) انظر حديث "قم فأنت أخي"
(2)
سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "من كنت مولاه فعلي مولاه"
(3)
وقع في المطبوع "عبد السلام" وأظنه تصحيف.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه"
قلت: ابن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
الثاني: يرويه أبو أويس عبد الله بن عبد الله الأَصْبَحي ثنا محمَّد بن المنكدر عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي "ألا ترضى أتى تكون مني بمنزلة هارون من موسى"
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1349) عن عبد الله بن شبيب ثنا ابن أبي أويس ثنا أبي به.
وإسناده ضعيف جداً، عبد الله بن شبيب الربعي قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": واه.
وابن أبي أويس هو إسماعيل ولم ينفرد به.
فقد أخرجه الخطيب في "التاريخ"(3/ 288 - 289) من طريق أبي بكر (1) بن أبي الأزهر ثنا أبو كُريب محمَّد بن العلاء ثنا إسماعيل بن صَبيح ثنا أبو أويس ثنا محمَّد بن المنكدر ثنا جابر به مرفوعا وزاد "ولو كان لكنته"
وقال: قوله "ولو كان لكنته" زيادة لا نعلم رواها إلا ابن أبي الأزهر، والصواب:
ثم أخرجه من طريق أحمد بن يحيى الصوفي ثنا إسماعيل بن صبيح اليشكري ثنا أبو أويس وإسناده نحوه، ولم يذكر الزيادة.
قلت: وأبو أويس مختلف فيه.
وأما حديث البراء بن عازب وزيد بن أرقم فسيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لابد أن أقيم أو تقيم"
وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن سعد (3/ 23 - 24) وأحمد (3/ 32) وفي "الفضائل"(954) والبزار (كشف 2526) والآجري في "الشريعة"(1510) وأبو نعيم في "الإمامة"(7) والخطيب في "التاريخ"(4/ 382 - 383) وأبو القاسم الأزجي في "أماليه"(انظر أمالي ابن بشران 1521) من طرق عن عطية العَوْفي عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي في بعدي"
وإسناد، ضعيف لضعف عطية العوفي.
(1) اسمه محمَّد بن مَزْيَد بن محمود بن منصور بن راشد الخزاعي، قال الخطيب: وكان غير ثقة يضع
الأحاديث على الثقات.
وأما حديث جابر بن سَمُرَة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(2035) من طريق إسماعيل بن أبان الوراق الأزدي ثنا ناصح عن سِماك عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليّ "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبي بعدي"
قال الهيثمي: وفيه ناصح الحائك وهو متروك" المجمع 9/ 110 - 111
وأما حديث حُبْشي بن جنادة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(3515) و"الأوسط"(7588) و"الصغير"(918) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 345) وفي "أخبار أصبهان"(2/ 281) من طريق إسماعيل بن عبد الله العبدي الأصبهاني ثنا إسماعيل بن أبان الوراق ثنا أبو مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليّ "أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبيّ بعدي"
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا أبو مريم، تفرد به إسماعيل بن أبان"
وقال أبو نعيم: غريب من حديث أبي إسحاق، تفرد به إسماعيل بن أبان"
وقال الهيثمي: وفيه عبد الغفار بن القاسم وهو متروك" المجمع 9/ 110
قلت: وقال ابن المديني وأبو داود: يضع الحديث.
وأما حديث معاويه فأخرجه القطيعي في"زيادات الفضائل"(1153) عن محمَّد بن يونس الكُديمي ثنا وهب بن عمرو بن عثمان النمري البصري ثني أبي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة، فقال: سل عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم، فقال: يا أمير المؤمنين جوابك فيها أحبُّ إليّ من جواب عليّ، فقال: بئس ما قلت ولؤم ما جئت به، لقد كرهت رجلاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغره العلم غرّا ولقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي"
وتابعه محمَّد بن عبد الله بن يوسف النعماني ومحمد بن محمَّد بن الأزهر الأشوي عن وهب بن عمرو به.
أخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 312)
والكديمي قال موسى بن هارون: كذاب يضع الحديث، وقال ابن حبان: كان يضع على الثقات الحديث وضعا، وقال ابن عدي: اتهم بوضع الحديث وبسرقته وادعى رؤية قوم لم يرهم ورواية عن قوم لا يعرفون، وقال الدارقطني: كان يتهم بوضع الحديث.
وأما حديث سعيد بن زيد فأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1350) والقطيعي في "زيادات الفضائل"(1143) وأبو نعيم في "الصحابة"(567) من طريق يزيد بن مهران الخباز ثنا أبو بكر بن عياش عن الأجلح عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الرحمن بن البَيْلمانى عن سعيد بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي "أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبيّ بعدي"
قال أبو نعيم: لم يقل أحد: سعيد بن زيد، إلا أبو بكر بن عياش، ورواه خالد بن عبد الله عن الأجلح فقال: عن سعد بن مالك"
قلت: وإسناده ضعيف لضعف ابن البيلماني، والأجلح بن عبد الله الكندي مختلف فيه.
وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1488) من طريق عبد الرحمن بن حماد الشُّعَيْثي ثنا أبو الصباح عبد الغفور بن سعيد الأنصاري عن عبد العزيز بن حكيم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعليّ "أما ترضى أنْ تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبوة ولا وراثة"
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد العريز إلا أبو الصباح، تفرد به الشعيثي"
وقال الهيثمي: وفيه عبد الغفور وهو متروك" المجمع 9/ 110
قلت: وقال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث على الثقات، لا يحل كتابة حديثه ولا الذكر عنه إلا على جهة التعجب.
وأما حديث أبو أيوب فأخرجه الطبراني في "الكبير"(4087) عن عبيد بن كثير التمار الكوفي ثنا ضِرار بن صُرَد ثنا علي بن هاشم عن محمَّد بن عبيد الله بن أبي رافع عن عبد الله بن عبد الرحمن الحزمي عن أبيه عن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعليّ "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبي بعدي"
قال الهيثمي: وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف" المجمع 9/ 111
قلت: كذبه ابن معين، وقال البخاري والنسائي: متروك الحديث، وقال الدارقطني وغيره: ضعيف.
ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث جداً، ذاهب.
وأما حديث مالك بن الحُوَيرث فيرويه عمران بن أبان الواسطي واختلف عنه:
- فقال ابن نمير: ثنا عمران بن أبان ثني الحسن بن عبد الله بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعليّ "أنت مني بمنزلة هارون من موسى"
أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 1/301)
- وقال الحسن بن علي الحُلْوَاني: ثنا عمران بن أبان ثنا مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 291) والآجري في "الشريعة"(1511) وابن عدي (6/ 2378)
وتابعه الحسن بن أبي يحيى ثنا عمران بن أبان به.
أخرجه ابن عدي (6/ 2378)
وقال: وهذا الحديث بهذا الإسناد عن مالك بن الحسن هذا لا يرويه عن مالك إلا عمران بن أبان الواسطي، وعمران لا بأس به، وأظن أن النبلاء فيه من مالك بن الحسن هذا فإن هذا الإسناد بهذا الحديث لا يتابعه عليه أحد"
قلت: عمران بن أبان ذكره ابن حبان في "لثقات"، وضعفه الجمهور.
قال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي. ضعيف، وقال أيضاً: ليس بالقوي، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يتابع على شيء من حديثه، وقال العجلي: ليس بثقة، وقال الحافظ: ضعيف.
وأما حديث أسماء بنث عميس فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 60 - 61) وإسحاق في "مسنده"(2139) وأحمد (6/ 369 و 438) وفي "الفضائل"(1020) وابن أبي عاصم في "السنة"(1346) والنسائي في "الكبرى"(8143) وفي "مجلسين من إملاءه"(41) وفي "الخصائص"(62 و 63 و 64) وأبو يعلى في "معجمه"(258) وأبو الحسن الحميري في "حديثه"(37) وابن الأعرابي (ق 99/ ب) والطبراني في "الكبير"(24/ 146و 146 - 147) والآجري في "الشريعة"(1509) والقطيعي في "جزء الألف دينار"(120 و 133) وفي "زيادات الفضائل"(1091) وابن عبد البر في "الاستيعاب"(8/ 147) والخطيب في "التاريخ"(3/ 406و 10/ 43 و 12/ 323) وفي "المتفق والمفترق"(201) وابن عساكر (ترجمة فاطمة بنت علي ص 297 - 298) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(1/ 217) والمزي (35/ 263) من طرق عن موسى الجهني حدثتني فاطمة (1) ابنة علي قالت: حدثتني أسماء بنت عميس قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلى "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي"
(1) ووقع في بعض طرق الطبراني: فاطمة بنت الحسين، والأول أصح.
قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير فاطمة بنت علي وهي ثقة" المجمع 9/ 109
وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الاتحاف 9/ 170
قلت: وإسناده صحيح، وموسى هو ابن عبد الله ويقال: ابن عبد الرحمن الجهني.
634 -
"أَمَا كان فيكم رجل رحيم"
قال الحافظ: وذكر ابن إسحاق من حديث ابن أبي حَدْرَد الأسلمي قال: كنت في خيل خالد فقال لي فتى من بني جذيمة قد جمعت يداه في عنقه برمة: يا فتى، هل أنت آخذ بهذه الرمة فقائدي إلى هؤلاء النسوة؟ فقلت: نعم، فقدته بها فقال: أسلمي حبيش قبل نفاذ العيش
أريتك إن طالبتكم فوجدتكم
…
بحلية أو أدركتكم بالخوانق
الأبيات. قال: فقالت له امرأة منهن: وأنت بخيت عشرا وتسعا ووترا وثمانيا تترى.
قال: ثم ضربت عنق الفتى فأكبت عليه فما زالت تقبله حتى ماتت.
وقد روى النسائي والبيهقي في "الدلائل" بإسناد صحيح من حديث ابن عباس نحو هذه القصة وقال فيها: فقال: إني لست منهم، إني عشقت امرأة منهم فدعوني انظر إليها نظرة.
وقال فيه: فضربوا عنقه فجاءت المرأة فوقعت عليه فشهقت شهقة أو شهقتين ثم ماتت، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره. وأخرجه البيهقي من طريق ابن عاصم عن أبيه نحو هذه القصة وقال في آخرها: فانحدرت إليه من هودجها فحنت عليه حتى ماتت" (1)
حديث ابن أبي حدرد أخرجه الطبري في "التاريخ"(3/ 68 - 69) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 115 - 116) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن أبي حدرد ص 112 - 113 و 113 - 114) من طرق عن ابن إسحاق ثنا يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس عن ابن شهاب الزهري عن ابن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه عبد الله بن أبي حدرد قال: كنت في خيل ابن الوليد التي أصاب بها بني جذيمة إذا فتى منهم مجموعة يده إلى عنقه
(1) 9/ 119 - 120 (كتاب المغازي- باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة)
برُمَّةِ يقول بحبل، فقال لي: يا فتى هل أنت آخذ بهذه الرمة فمقدمى إلى هذه النسوة حتى أقضي إليهنّ حاجة ثم تصنعون ما بدا لكم، فقلت: لَيَسِيْرٌ ما سألت، ثم أخذت برمته فقدمته إليهن فقال: أسلمي حبيش على نفد العيش ثم قال:
أريتك إذ طالبتكم فوجدتكم
…
بحلية أو ألفيتكم بالخوانق
ألم يك أهلا أنْ ينول عاشق
…
تكلف إدلاج السري والودائق
فلا ذنب لي قد قلت إذ أهلنا معا
…
أثيبي بود قبل إحدى الصفائق
أثيبي بود قبل أنْ تشحط النوى
…
وينأى الأمير بالحبيب المفارق
فإني لا ضيعت سر أمانة
…
ولاراق عيني عنك بعدك رائق
سوى أن ما نال العشيرة شاغل
…
عن الود إلا أنْ يكون التوامق
فقالت: وأنت حييت عشرا وسبعا وترا وثمانياً تترى، ثم قدمناه فضربنا عنقه.
قال ابن إسحاق: فحدثنا أبو فراس من بني أبي سنبلة الأسلمي عن أشياخ من قومه وقد شهدوا هذا مع خالد بن الوليد قالوا: فلما قتل قامت إليه فما زالت ترشفه حتى ماتت عليه.
وحديث ابن عباس أخرجه النسائي في "الكبرى"(8663) عن محمَّد بن علي بن حرب المروزي أنبأ علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن يزيد النَّحْوِي عن عكرمة عن ابن عباس أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية فغنموا وفيهم رجل فقال لهم: إني لست منهم عشقت امرأة فلحقتها فدعوني انظر إليها نظرة ثم اصنعوا بي ما بدا لكم. قال: فإذا امرأة طويلة أدماء فقال لها: أسلمي حبيش قبل نفاد العيش. أرأيت لو تبعتكم فلحقتكم بحلية أو أدركتكم بالخوانق. ألم يك حقا أنْ ينول عاشق تكلف ادلاج النوى والودائق. قال: نعم فديتك.
قال: فقدموه فضربوا عنقه، فجاءت المرأة فوقفت عليه فشهق شهقة أو شهقتين ثم ماتت، فلما قدموا على- رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما كان فيكم رجل رحيم"
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(12037) و"الأوسط"(1718) عن النسائي به.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 117 - 118) من طريق أبي علي الحسين بن علي بن يزيد الحافظ وأبي محمَّد جعفر بن محمَّد بن الحارث المراغي قالا: ثنا النسائي به.
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمَّد بن علي بن حرب"
وقال الهيثمي: إسناده حسن" "المجمع 6/ 209
قلت: وهو كما قال.
وحديث ابن عاصم عن أبيه أخرجه الحميدي (820) وسعيد بن منصور (2385) وأحمد (3/ 448 - 449) عن سفيان بن عُيينة ثنا عبد الملك بن نوفل بن مساحق أنه سمع رجلاً من مزينة يقال له ابن عصام عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية قال "إذا رأيتم مسجداً أو سمعتم مؤذنا فلا تقتلن أحدا" قال: فبعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فأمرنا بذلك، فخرجنا قِبَلَ تهامة فأدركنا رجلاً يسوق بظعائن فقلنا له: أسلم، فقال: وما الإِسلام؟ فأخبرناه به فإذا هو لا يعرفه، فقال: أفرأيتم إنْ أنا لم أفعل فما أنتم صانعون؟ قلنا: نقتلك، قال: فهل أنتم مُنظريْ حتى أدرك الظعاين؟ قلنا: نعم ونحن مدركون، قال: فأدرك الظعاين فقال: أسلمي حبيش قبل نفاد العيش، فقالت الأخرى: أسلم عشرا وسبع وترا أو ثمانيا تترى، ثم قال:
أتذكرين إذ طالبتكم فوجدتكم
…
بحلية أو أدركتكم بالخوانق
ألم يك أهلا أنْ ينول عاشق
…
تكلف ادلاج السرى والودائق
فلا ذنب لي قد قلت إذ أهلنا معا
…
أثيبي بود قبل إحدى الصفائق
أثيبي بود قبل أنْ يشحط النوى
…
وينأى الأمير بالحبيب المفارق
قال: ثم رجع إلينا فقال: شأنكم، فقدمناه وضربنا عنقه وانحدرت الأخرى من هودجها امرأة أدماء حص فحنت عليه حتى ماتت.
وأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 297) عن بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به.
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5381) عن محمَّد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى به.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 116 - 117) من طريق أبي يحيى بن أبي مسرة ثنا الحميدي به.
وأخرجه أبو داود (2635) عن سعيد بن منصور به.
وأخرجه ابن قانع (2/ 297 - 298) والطبراني في "الكبير"(17/ 177 - 178) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.
وأخرجه ابن سعد (2/ 149) والبخاري في "الكبير"(4/ 1/ 70) والترمذي (1549)
والنسائي في "الكبرى"(8831 و8838) والطبراني في "الكبير"(17/ 177 - 178) وأبو نعيم في "الصحابة"(5381) والبيهقي (9/ 108) وفي "الدلائل"(5/ 117) والبغوي في "شرح السنة"(2703) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 36) والمزي (18/ 430) من طرق عن سفيان به.
قال الترمذي: هذا حديث غريب"
قلت: عبد الملك ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: مقبول.
وابن عصام قال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه عبد الملك بن نوفل، وقال الحافظ في "التقريب": لا يعرف حاله.
وقال ابن المديني: إسناده مجهول، وابن عصام لم يعرف ولم ينسب.
635 -
حديث مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: لما كان يوم فتح مكة أَمَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين: فذكر منهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح إلى أن قال: فأما عبد الله فاختبأ عند عثمان فجاء به حتى أوقفه قال: يا رسول الله بايعه، فأعرض عنه، ثم بايعه بعد ثلاث مرات، ثم أقبل على أصحابه فقال: أَمَا كان فيكم رجل يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عنه فيقتله" فقالوا: هلا أومأت؟ قال "إنّه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين"
قال الحافظ: أخرجه الحاكم من هذا الوجه، وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" من مرسل سعيد بن المسيب أخصر منه وزاد فيه "وكان رجل من الأنصار نذر إن رأى ابن أبي سرح أنْ يقتله" وأخرجه الدارقطني من طريق سعيد بن يربوع، وله طرق يشدّ بعضها بعضا" (1)
حسن
أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 491) وأبو داود (2683 و 4359) والبزار (1151) والنسائي (7/ 97 - 98) وفي "الكبرى"(3530) وأبو يعلى (757) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 330 و331) وفي "المشكل"(1506 و 4521 و 4522) والهيثم بن كليب في "مسنده"(73) والدارقطني (3/ 59 و 4/ 167 - 168 و168) والحاكم (3/ 45) والبيهقي (8/ 40 و 202 و 205) وفي "الصغرى"(3645) وفي "الدلائل"(5/ 59) وابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 174 - 176 و 176) والواحدي في "الوسيط"(3/ 446 - 447) وابن عساكر
(1) 13/ 244 (كتاب الاستئذان- باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} [النور: 27])
في "تاريخ دمشق"(34/ 29 - 30) وابن بشكوال في "الغوامض"(90) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 70 - 71)
عن أحمد بن المفضل الحَفَري
والحاكم (2/ 54)
عن عمرو بن طلحة القناد
قالا: ثنا أسباط بن نصر الهمداني قال: زعم السُّدِّي عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: لما كان يوم فتح مكة أَمَّنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين، وقال "اقتلوهم، وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة: عكرمة بن أبي جهل، وعبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح فأما عبد الله بن خطل، فأتي وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعد وعمار، فسبق سعد عمارا فقتله. وأما مقيس بن صبابة، فأدركه الناس في السوق، فقتلوه، وأما عكرمة بن أبي جهل فركب البحر، فأصابتهم عاصف، فقال أهل السفينة: اخلصوا، فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئاً، فقال عكرمة: لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص، لا ينجيني في البر غيره، اللهم إن لك عليّ عهدا إنْ أنت عافيتني مما أنا فيه، لآتين محمدا حتى أضع يدي في يده. قال: فأسلم. قال: وأما عبد الله بن أبي سرح، فإنه أحنا عليه عثمان، فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس للبيعة جاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! بايع عبد الله، فرفع رأسه ينظر إليه، كل ذلك يأبى، فبايعه بعد ثلاث. ثم أقبل فحمد الله وأثنى عليه، وقال "أَمَا كان فيكم رجل رشيد ينظر إذ رآني قد كففت يدي عن بيعته، فيقتله؟ " قالوا: يا رسول الله! لو أومأت إلينا بعينك! قال "فإنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين".
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا عن سعد، بهذا الإسناد"
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى والبزار ورجالهما ثقات" المجمع 6/ 168
وقال الحافظ: إسناده صالح" التلخيص3/ 130
قلت: وهو كما قال، وأسباط بن نصر وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي كلاهما صدوق لا بأس به.
وللحديث شاهد عن سعيد بن يربوع وعن أنس وعن عثمان بن عفان وعن سعيد بن المسيب مرسلاً.
فأما حديث سعيد بن يربوع فيرويه عمرو (1) بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي ثني جدي عن أبيه سعيد بن يربوع أنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم فتح مكة "أربعة لا أؤمنهم في حل ولا حرم: الحويرث بن نفيل، ومقيس بن صبابة، وهلا بن خطل، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح" فأما حويرث فقتله عليٌّ رضي الله عنه، وأما مقيس بن صبابة فقتله ابن عم له لحاء، وأما هلال بن خطل فقتله الزبير، وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فاستأمن له عثمان بن عفان وكان أخاه من الرضاعة، وقينتين كانتا لمقيس تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلت إحداهما وأفلتت الأخرى فأسلمت.
أخرجه أبو داود (2684) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند الزبير 1037) والبيهقي (9/ 120) وفي "الدلائل"(5/ 62 - 63)
عن أبي كُريب محمَّد بن العلاء الكوفي
والطبراني في "الكبير"(5529) والمزي في "تهذيب الكمال"(11/ 114)
عن علي بن المديني
والطبري (1037)
عن سفيان بن وكيع
قالوا: ثنا زيد بن الحباب ثني عمرو بن عثمان به.
- ورواه علي بن حرب الموصلي عن زيد بن الحباب واختلف عنه:
• فرواه موسى بن هارون البزاز عن علي بن حرب كرواية أبي كريب ومن تابعه.
أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 262) والطبراني في "الكبير"(5529)
• ورواه إبراهيم بن حماد بن إسحاق البصري عن علي بن حرب ثنا زيد بن الحباب ثنا عمرو بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد المخزومي ثني أبي عن جدي.
أخرجه الدارقطني (2)(2/ 301 و 4/ 168) وابن بشكوال في "الغوامض والمبهمات"(1/ 152)
والأول أصح.
(1) سماه بعضهم "عمر" قال أبو داود: وهو الصواب (تهذيب الكمال 22/ 152)
(2)
ووقع عنده في الموضع الأول "ثنا أبي عن جده"
قال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 6/ 173
قلت: عمرو بن عثمان ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.
أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث.
وأما حديث أنس فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6573) وابن أبي شيبة (14/ 500 - 501) وفي "مسنده"(المطالب 4300) والدارقطني (4/ 167) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 60) وابن النحاس في "الناسخ والمنسوخ"(1/ 522) وابن مردويه في "تفسيره"(فتح الباري 15/ 336 - 337 و 338 - 339 و 339) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(34/ 25 و 26 - 27) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 129 - 131) وابن بشكوال في "الغوامض"(1/ 152) من طريق الحكم بن عبد الملك البصري عن قتادة عن أنس قال: أَمَّنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم فتح مكة إلا أربعة من الناس: عبد العزى بن خطل، ومقيس بن صبابة الكناني، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وأم سارة، فأما عبد العزى بن خطل فإنّه قتل وهو آخذ بأستار الكعبة، قال: ونذر رجل من الأنصار أن يقتل عبد الله بن سعد إذا رآه، وكان أخا عثمان بن عفان من الرضاعة، فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشفع له، فلما بصر به الأنصاري اشتمل على السيف، ثم أتاه فوجده في حلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل الأنصاري يتردد ويكره أنْ يقدم عليه لأنّه في حلقة النبي صلى الله عليه وسلم، فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده فبايعه، ثم قال للأنصاري "قد انتظرتك أن توفي نذرك" قال: يا رسول الله هبتك أفلا أومأت إليّ؟ قال "إنّه ليس لنبي أن يُؤمئ" وذكر باقي الحديث.
قال العقيلي: روى الحكم هذا عن قتادة غير حديث لم يتابع عليها منها هذا الحديث" الضعفاء 1/ 258
قال الهيثمي: وفيه الحكم بن عبد الملك وهو ضعيف" المجمع 6/ 168
وفي الباب حديث آخر عن أنس يرويه عبد الوارث بن سعيد البصري عن نافع أبي غالب الباهلي عن أنس قال: فذكر حديثا وفيه "إنّه ليس لنبي أن يُومِض"
أخرجه أحمد (3/ 151) وأبو داود (3194) والطحاوي في "المشكل"(4523 و 1513) والبيهقي (10/ 85)
وإسناده صحيح.
وأما حديث عثمان فأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(34/ 30 - 31) من طريق إسماعيل بن عياش ثنا مُعان بن رفاعة السَّلامي عن أبي خلف الأعمى عن عثمان أنّه أتى
النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة أخذ بيد ابن أبي السرح، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من وجد ابن أبي سرح فليضرب عنقه، وإن وجده متعلقا بأستار الكعبة" فقال: يا رسول الله، ليسع ابن أبي السرح ما وسع الناس، ومدّ إليه يده، فصرف عنه وجهه، ثم مدّ إليه يده، فصرف عنه وجهه، ثم مد إليه يده أيضاً، فبايعه وآمنه. فلما انطلق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما رأيتموني ما صنعت؟ " قالوا له: أفلا أوميت إلينا يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"ليس في الإسلام ايماء ولا فتك، إنّ الإيمان قيد الفتك. والنبي لا يومئ".
وإسناده ضعيف. قال أبو حاتم: أبو خلف الأعمى منكر الحديث ليس بالقوي.
وقال ابن حبان: منكر الحديث على قلته يأتي بأشياء لا تشبه حديث الإثبات.
وأما حديث سعيد بن المسيب فأخرجه ابن سعد (2/ 141) عن عفان بن مسلم البصري أنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل ابن أبي سرح يوم الفتح، وفرتنا، وابن الزبعري، وابن خطل، فأتاه أبو برزة وهو متعلق بأستار. الكعبة فبقر بطنه، وكان رجل من الأنصار قد نذر إنْ رأى ابن أبي سرح أنْ يقتله، فجاء عثمان وكان أخاه من الرضاعة فشفع له إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أخذ الأنصاري بقائم السيف ينتظر النبي صلى الله عليه وسلم متى يومئ إليه أنْ يقتله، فشفع له عثمان حتى تركه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصاري "هلا وفيت بنذرك؟ " فقال: يا رسول الله وضعت يدي على قائم السيف انتظر متى تومئ فأقتله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم"الإيماء خيانة، ليس لنبي أن يومئ"
ومن طريق ابن سعد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(34/ 24 - 25)
وهو مرسل بإسناد ضعيف، علي بن زيد هو ابن جُدْعَان وهو ضعيف.
636 -
عن عوف بن مالك قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ثم نظر إلينا فقال: "أَمَا والله ليدعنها أهلها مذللة أربعين عاما للعَوَافي، أتدرون ما العوافي؟ الطير والسباع"
قال الحافظ: وروى عمر بن شبة بإسناد صحيح عن عوف بن مالك قال: فذكره" (1)
له عن عوف بن مالك طريقان:
الأول: يرويه عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله الأنصاري عن صالح بن أبي عَرِيب عن كثير بن مرة الحضرمي عن عوف بن مالك الأشجعي قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي
(1) 4/ 462 (كتاب الحج: فضائل المدينة- باب من رغب عن المدينة)
يده عصا، واقناءٌ معلقة في المسجد، قِنْوٌ منها حَشَفٌ، فطعن بالعصا في ذلك القِنْو، ثم قال "لو شاء ربّ هذه الصدقة لتصدق بأطيب منها، إن صاحب هذه الصدقة ليأكل الحَشَفَ يوم القيامة" ثم أقبل علينا فقال "أَمَا والله يا أهل المدينة لتذرنها للعَوَافِي، هل تدرون ما العوافي؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم، قال "الطير والسباع"
وفي لفظ "لتدعنها للعوافي أربعين عاما"
أخرجه أحمد (6/ 23 و 28) وأبو داود (1608) وابن ماجه (1821) والنسائي (5/ 32 - 33) وفي "الكبرى"(2272) والروياني (590) وابن خزيمة (2467) وابنْ عبد البر في "التمهيد"(6/ 85 - 86) والواحدي في "الوسيط"(1/ 382) والمزي في "تهذيب الكمال"(13/ 73 - 74)
عن يحيى بن سعيد القطان
وابن زنجويه في "الأموال"(1942) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 281) وابن حبان (6774) والطبراني في "الكبير"(18/ 55) والحاكم (2/ 285 و 4/ 425) والبيهقي (4/ 136)
عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل
والروياني (591) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 202)
عن أبي بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي
والطحاوي (4/ 201 - 202)
عن عبد الله بن حُمران بن عبد الله البصري
كلهم عن عبد الحميد بن جعفر به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الحافظ: إسناده قوي" الفتح 2/ 62
قلت: صالح بن أبي عريب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة.
وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله ولا يعرف روى عنه غير عبد الحميد بن جعفر.
وتعقبه الذهبي فقال في "الميزان": قلت: بلى روى عنه حيوة بن شريح والليث وابن لهيعة وغيرهم.
وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.
الثاني: يرويه موسى بن إسماعيل البصري ثنا أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير قال: ذكر لي عن عوف بن مالك أنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أمَا والله يا أهل المدينة لتتركنها قبل يوم القيامة أربعين"
أخرجه عمر بن شبة (1/ 281)
وإسناده منقطع.
وللحديث شواهد فانظر حديث "لتتركن المدينة على أحسن ما كانت
…
"
637 -
"أَمَّا إذا أبيت فهي كما تقول قضاء الله كائن"
قال الحافظ: أخرجه الطبراني وغيره من رواية شرحبيل والد عبد الرحمن فذكر نحو حديث ابن عباس، وفي آخره: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره، فما أمسى من الغد إلا ميتا" (1)
وذكره في موضع آخر وقال: وقد تقدم في علامات النبوة أنّ عند الطبراني من حديث شرحبيل والد عبد الرحمن أنّ الأعرابي المذكور أصبح ميتا. وأخرجه الدولابي في "الكنى" وابن السكن في "الصحابة" ولفظه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ما قضى الله فهو كائن" فأصبح الأعرابي ميتا. وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم مرسلاً نحوه" (2)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7213) عن العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا أبو عون الزيادي ثنا حماد بن يزيد المنقري عن مخلد بن عقبة بن شرحبيل عن جده شرحبيل قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه أعرابي طويل أبيض فقال: يا رسول الله، شيخ كبير به حُمَّى تفور تزيره القبور، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "شيخ كبير به حُمَّى تفور هي له كفارة وطهور" فأعادها وأعادها عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فأعادها ثلاث مرات أو أربعة، قال النبي صلى الله عليه وسلم"أما إذا أبيت فهي كما تقول وما قضى الله فهو كائن" قال: فما أمسى من الغد إلا ميتا.
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3721) عن الطبراني به.
قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 2/ 307
قلت: العباس بن الفضل ذكره ابن الأثير في "اللباب"(1/ 54) ولم يذكر فيه جرحاً
(1) 7/ 437 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإِسلام)
(2)
12/ 223 (كتاب المرضى- باب عيادة الأعراب)
ولا تعديلا، وترجمه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" وذكر شيوخه ومن روى عنه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا (1).
وأبو عون واسمه محمَّد بن عون قال أبو حاتم: ثقة (الجرح 4/ 1/ 48) وذكره ابن حبان في "الثقات".
وحماد ومخلد ترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحاً ولا تعديلا، وذكرهما ابن حبان في "الثقات".
واختلف فيه على حماد بن يزيد:
• فقال عمار بن هارون البصري: ثنا حماد بن يزيد ثنا مخلد بن عقبة بن شرحبيل بن السِّمْط عن أبيه عن جده قال: فذكره.
وقال في آخره "إنّ الله عز وجل إذا قضى على عبد قضاء لم يكن لقضائه مرد"
أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 330 - 331)
وعمار بن هارون قال أبو حاتم: متروك الحديث.
• وقال يونس بن محمَّد المؤدب: ثنا حماد بن يزيد عن عقبة بن عبد الرحمن بن شرحبيل عن أبيه عن جده شرحبيل.
أخرجه أبو نعيم (3722)
وحديث زيد بن أسلم أخرجه عبد الرزاق (20309) عن معمر عن زيد بن أسلم قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على رجل يعوده فقال "اصبر فإنها طهور" يعني الحمى، قال: كلا بل حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "نعم فهو كذلك" فمات الرجل.
وهذا مرسل رواته ثقات.
(1) وخالفه أبو محمَّد عبد الله بن محمَّد بن سنان العبشمي فرواه عن أبي عون الزيادي ثنا حماد بن يزيد بن مسلم المنقري ثنا عقبة بن عبد الرحمن بن شرحبيل الجعفى عن أبيه عن جده قال: فذكره.
أخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 81)
• ورواه محمَّد بن يونس السامي عن أبي عون ثنا حماد بن يزيد عن مخلد بن عقبة بن شرحبيل عن أبيه
عن جده.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3721)
• ورواه جراح بن مخلد عن أبي عون فلم يذكر أباه.
أخرجه أبو نعيم (3723)
638 -
"أَمَّا الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا فيه من الدعاء فَقَمِنٌ أنْ يستجاب لكم"
قال الحافظ: أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي" (1)
أخرجه مسلم (479) وأبو داود (876) والنسائي (2/ 148 و 172) عن ابن عباس قال: كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال "أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له، ألا وإني نهيت أنْ أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا، فأمّا الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل، وأمّا السجود فاجتهدوا فيه من الدعاء فقمن أنْ يستجاب لكم".
639 -
عن ابن عمر قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فقال: "أَمَّا بعد يا أيها الناس فإن الله قد أذهب عنكم عبُيَّةَ الجاهلية وفخرها، يا أيها الناس، الناس رجلان: مؤمن تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، ثم تلا {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} [الحجرات: 13] "
قال الحافظ: ففي صحيحي ابن خزيمة وابن حبان وتفسير ابن مردويه من رواية عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنّ ابن مردويه ذكر أنّ محمَّد بن المقري راويه عن عبد الله بن رجاء عن موسى بن عقبة وهم في قوله: موسى بن عقبة وإنما هو موسى بن عُبيدة، وابن عقبة ثقة، وابن عبيدة ضعيف، وهو معروف برواية موسى بن عبيدة، كذلك أخرجه ابن أبي حاتم وغيره" (2)
صحيح
ورد من حديث ابن عمر ومن حديث أبى هريرة
فأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن حبان (3828) عن محمَّد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول البيروتي ثنا محمَّد بن عبد الله بن يزيد ثنا عبد الله بن رجاء ثنا موسى بن عقبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته القصواء يوم الفتح، واستلم الركن بمحجنه وما وجد لها مُناخا في المسجد حتى أخرجت إلى بطن الوادي، فأنيخت، ثم حمد الله وأثنى عليه؛ ثم قال "أما بعد أيها الناس، فإن الله قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهلية، يا أيها الناس، إنما الناس رجلان: بر تقي كريم على ربه، وفاجر شقي هين
(1) 2/ 443 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب التسبيح والدعاء في السجود)
(2)
7/ 336 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المناقب)
على ربه. ثم قرأ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات: 13] حتى قرأ الآية، ثم قال: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم".
وأخرجه ابن خزيمة (2781) ثنا محمَّد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا عبد الله بن رجاء عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: فذكره مختصرا.
وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، ولم ينفرد موسى بن عقبة به بل تابعه:
1 -
عبد الله بن جعفر المديني.
أخرجه الترمذي (3270)
عن علي بن حجر المروزي
والبيهقي في "الشعب"(4767)
عن بشر بن آدم الضرير البغدادي
كلاهما عن عبد الله بن جعفر ثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر به.
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، وعبد الله بن جعفر يضعف ضعفه ابن معين وغيره، وعبد الله بن جعفر هو والد علي بن المديني"
2 -
موسى بن عبيدة الرَّبَذي.
أخرجه عبد بن حميد (795) ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(3544) وفي "معالم التنزيل"(6/ 231)
عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد
وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 217 - 218)
عن يحيى بن زكريا القطان
وابن أبي شيبة (14/ 493 - 494)
عن عبيد الله بن موسى الكوفي
ثلاثتهم عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر به.
ورواه (1) رَوْح بن عبادة البصري عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن عبيدة عن ابن عمر به.
(1) ورواه عبيد الله بن موسى الكوفي عن موسى بن عبيدة عن أخيه عبد الله بن عبيدة مرسلاً.
أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 493 - 494)
أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(5761)
ووقع في "المقصد العلي"(ص 524) عبد الله بن عبيد.
قال الهيثمي: رواه أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف وقد وثق فيما رواه عن غير عبد الله بن دينار وهذا منها" المجمع 3/ 243
قلت: هو ضعيف فيما رواه عن عبد الله بن دينار وعن غيره، وهو في عبد الله بن دينار أشد ضعفا.
قال الحافظ في "التقريب": ضعيف ولا سيما في عبد الله بن دينار.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 361)
عن أبي أحمد محمَّد بن عبد الله الزبيري
وابن منده في "التوحيد"(112) والبيهقي (10/ 232) وفي "الشعب"(4763) وفي "الآداب"(554)
عن حسين بن حفص الهَمْداني
قالا: ثنا هشام بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد المَقبُري عن أبي هريرة مرفوعاً
"إنّ الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي والناس بنو آدم، وآدم من تراب، لينتهين أقوام فخرهم برجال أو ليكونن أهون عند الله من عدتهم من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن"
واختلف في هذا الحديث على هشام بن سعد:
• فرواه غير واحد عنه عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة، فزادوا عن أبيه.
أخرجه أبو داود (5116) والطحاوي في "المشكل"(3458) والخطابي في "الغريب"(1/ 290) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 54) والبيهقي في "الآداب"(555)
عن عبد الله بن وهب
وأبو داود (5116) والبيهقي في "الآداب"(555) والخطيب في "تاريخه"(6/ 187 - 188)
عن المعافى بن عمران الموصلي وهو في "الزهد"(147) له
والترمذي (3956)
عن موسى بن أبي علقمة الفروى المدني
ثلاثتهم عن هشام بن سعد به.
• ورواه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي عن هشام بن سعد عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة.
أخرجه أحمد (1)(2/ 523 - 524) والترمذي (3955)
• ورواه سفيان الثوري عن هشام بن سعد عن المقبري عن أبي هريرة.
أخرجه أبو الشيخ في "حديثه"(11) والحاكم في "علوم الحديث"(ص 195) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 60 - 61) والبيهقي في "الشعب"(4764 و 4765) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(55)
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ورواية من روى الحديث عن هشام بن سعد عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة أصح عندنا، وسعيد المقبري قد سمع أبا هريرة ويروي عن أبيه أشياء كثيرة عن أبي هريرة"
قلت: ولا يضر هذا الاختلاف لأن سعيد بن أبي سعيد وأباه ثقتان.
والحديث قال ابن منده: مشهور عن هشام متصل صحيح"
وقال ابن تيمية: حديث صحيح" اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 216 و 263
كذا قالا، وهشام مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
640 -
حديث الزبير بن العوام: قلت: يا نبي الله، أرأيت قد نُهِيَ المسلمون أن يأكلوا من لحم نسكهم فوق ثلاث فكيف تصنع بما أهدي لنا؟ قال "أمّا ما أُهدي اليكم فشأنكم به"
قال الحافظ: وقد جاء في حديث الزبير بن العوام عند أحمد وأبي يعلى ما يفيد ذلك، ولفظه: فذكره" (2)
(1) هكذا رواه أحمد ومحمد بن بشار عن أبي عامر فقالا: عن أبي سعيد المقبري.
ورواه هارون بن سليمان عن أبي عامر فقال: عن سعيد المقبري
أخرجه القاسم بن الفضل الثقفي في "الأربعين"(ص 238 - 239)
(2)
12/ 126 (كتاب الأضاحي- باب ما يؤكل من لحوم الأضاحي)
أخرجه أحمد (1/ 166) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد المدني ثنا أبي عن محمَّد بن إسحاق ثني عبد الله بن عطاء بن إبراهيم مولى الزبير عن أمه وجدته أم عطاء قالتا: والله لكأننا ننظر إلى الزبير بن العوام حين أتانا على بغلة له بيضاء فقال: يا أم عطاء، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى المسلمين أنْ يأكلوا من لحوم نسكهم فوق ثلاث، فقلت: بأبي أنت فكيف نصنع بما أُهدي لنا؟ فقال "أمّا ما أُهدي لكنّ فشأنكنّ به".
ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(25/ 100) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 367)
وأخرجه أبو يعلى (671) وابن شاهين في "الناسخ"(545) والحازمي في "الاعتبار"(ص 155 - 156) من طرق عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد به.
قال الهيثمي: وعبد الله بن عطاء وثقه أبو حاتم، وضعفه ابن معين، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 25
قلت: عبد الله بن عطاء مختلف فيه، قال أبو حاتم: شيخ، وقال ابن معين: لا شيء، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وابن إسحاق صدوق، ويعقوب بن إبراهيم وأبوه ثقتان.
641 -
عن عمير بن إسحاق قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر، فأمّا كسرى فلما قرأ الكتاب مزقه، وأما قيصر فلما قرأ الكتاب طواه ثم رفعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أَمَّا هؤلاء فيمزقون، وأمّا هؤلاء فستكون لهم بقية"
قال الحافظ: أخرج أبو عبيد في كتاب "الأموال" من مرسل عمير بن إسحاق قال: فذكره" (1)
مرسل
أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(ص 31)
عن معاذ بن معاذ العنبري
وابن زنجويه في "الأموال"(101)
عن النضر بن شميل المازني
(1) 1/ 49 (باب كيف كان بدء الوحي)
والبيهقي في "الدلائل"(4/ 394)
عن يونس بن بكير الشيباني
ثلاثتهم عن عبد الله بن عون عن عمير بن إسحاق قال: فذكره.
وله شاهد مرسل.
فقال أبو عبيد (ص 32): ثنا يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن حَرْمَلة عن سعيد بن المسيب قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر، الحديث وفيه "فأما كسرى فمزق كتابه ولم ينظر فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مُزق ومُزقت أمته" وأما قيصر فقال: إنّ هذا كتاب لم أره بعد سليمان: بسم الله الرحمن الرحيم، فأرسل إلى أبي سفيان بن حرب وإلى المغيرة بن شعبة فسألهما عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: بأبي لوكنت عنده لغسلت قدميه ليملكنْ ما تحت قدمي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إنّ له مدة".
وعند أبي نعيم في "دلائل النبوة"(241) من حديث ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه إلى كسرى فلما قرأه مزقه قال ابن شهاب: فحسبت أنْ ابن المسيب قال: دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يمزقوا كل ممزق.
وهو في صحيح البخاري (فتح 1/ 164 و 6/ 449 و 16/ 372 و 9/ 191) وفي مسند أحمد (1/ 243 و305)
قال الحافظ: قوله "فحسبت أن ابن المسيب" القائل، هو الزهري ووقع في جميع الطرق مرسلاً، ويحتمل أنْ يكون ابن المسيب سمعه من عبد الله بن حذافة صاحب القصة فإنْ ابن سعد ذكر من حديثه أنَّه قال: فقرأ عليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذه فمزقمه" الفتح 9/ 191
قلت: حديث عبد الله بن حذافة تقدم الكلام عليه عند حديث "اللهم مزق ملكه" وفي إسناده الواقدي وهو متروك.
642 -
"إمَّا أن تصلي معي، وإمّا أن تخفف بقومك"
قال الحافظ: وأما استدلال الطحاوي أنه صلى الله عليه وسلم نهى معاذا عن ذلك بقوله في حديث سليم بن الحارث: فذكره،
…
ففيه نظر" (1)
انظر حديث "يا معاذ لا تكن فتانا"
(1) 2/ 338 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب إذا طوّل الإمام)
643 -
عن مجاهد قال في قوله {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ} [النور: 33] قال: إماءكم على الزنا. وزاد: أنّ عبد الله بن أُبي أمر أمة له بالزنا فزنت فجاءت ببرد، فقال: ارجعي فازني على آخر، فقالت: والله ما أنا براجعة، فنزلت.
قال الحافظ: أخرجه ابن أبي حاتم وعبد بن حميد والطبري من طريق ابن أبي نَجيح عن مجاهد قال: فذكره، وهذا أخرجه مسلم من طريق أبي سفيان عن جابر مرفوعاً. وسماها الزهري عن عمرو بن ثابت: معاذة، وكذا أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري مرسلاً في قصة طويلة، وكذا أخرجه ابن أبي حاتم من طريق عكرمة مرسلاً، واتفقوا على تسميتها معاذة. وروى أبو داود والنسائي من طريق أبي الزبير أنَّه سمع جابرا قال: جاءت مسيكة أمة لبعض الأنصار فقال: إنّ سيدي يكرهني على البغاء، فنزلت. فالظاهر أنها نزلت فيهما" (1)
حديث مجاهد له عنه طرق:
الأول: يرويه عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33]، على الزنا، قال عبد الله بن أُبي بن سلول أمر أمة له بالزنا، فجاءته بدينار أو ببرد فأعطته، فقال: ارجعي فازني بآخر، فقالت: والله ما أنا براجعة، فالله غفور رحيم للمكرهات على الزنا، ففي هذا أنزلت هذه الآية.
أخرجه الطبري (18/ 133) عن محمَّد بن عمرو بن العباس الباهلي ثنا أبو عاصم ثنا عيسى عن ابن أبي نجيح به.
ورواته ثقات، وأبو عاصم هو الضحاك بن مخلد، وعيسى هو ابن ميمون الجرشي.
ولم ينفرد به بل تابعه ورقاء بن عمر اليشكري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد نحوه.
أخرجه الطبري (18/ 134)
الثاني: يرويه منصور بن المعتمر عن مجاهد قال: كانوا يأمرون ولائدهم يباغين يفعلن ذلك فيصبن فيأتينهم بكسبهن، فكانت لعبد الله بن أُبي بن سلول جارية، فكانت تباغي، فكرهت وحلفت أنْ لا تفعله، فأكرهها أهلها، فانطلقت فباغت ببرد أخضر، فأتتهم به، فأنزل الله تبارك وتعالى {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33].
أخرجه الطبري (18/ 134) عن محمَّد بن حميد الرازي ثنا جرير عن منصور عن مجاهد به.
(1) 5/ 367 (كتاب الإجارة- باب كسب البغي والإماء)
وإسناده ضعيف لضعف محمَّد بن حميد.
الثالث: يرويه ابن جريج عن مجاهد.
أخرجه الطبري (18/ 133) من طريق الحسين بن داود المصيصي ثني حجاج بن محمَّد عن ابن جريج به.
وأخرجه ابن بشكوال في "الغوامض"(338) من طريق زيد بن المبارك الصنعاني ثنا محمَّد بن ثور عن ابن جريج به.
وابن جريج لم يسمع هذا من مجاهد، والحسين بن داود الملقب بسنيد مختلف فيه.
وحديث جابر له عنه طريقان:
الأول: يرويه الأعمش عن أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر قال: كان عبد الله بن أُبي بن سلول يقول لجارية له: اذهبي فابغينا شيئاً. فأنزل الله عز وجل {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33] الآية
أخرجه مسلم (3029) من طريق أبي معاوية محمَّد بن خازم الكوفي ثنا الأعمش به.
وأخرجه من طريق أبي عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر أن جارية لعبد الله بن أُبي بن سلول يقال لها: مُسَيْكَة. وأخرى يقال لها: أُمَيْمَة، فكان يكرههما على الزنا، فشكتا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33] إلى قوله {غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 54].
الثاني: يرويه حجاج بن محمَّد المصيصي عن ابن جريج أني أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول: جاءت مسيكة - أمة لبعض الأنصار - فقالت: إنْ سيدي يكرهني على البغاء، فأنزل الله عز وجل {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33].
أخرجه أبو داود (2311) والنسائي في "الكبرى"(11365) والطبري (18/ 132 و 133) والحاكم (2/ 397) من طرق عن حجاج بن محمَّد به.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
قلت: وهو كما قال، وأبو الزبير واسمه محمَّد بن مسلم روى له البخاري مقرونا بغيره.
وحديث عمر بن ثابت أخرجه الخطيب في "رواة مالك"(الدر المنثور 6/ 193 - 194) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 187) وابن بشكوال (341)
عن مالك بن أنس
والواحدي (ص 187)
عن محمَّد بن إسحاق المدني
وأبو موسى المديني (الإصابة 13/ 132 - 133)
عن عُقيل بن خالد الأيلي
ثلاثتهم عن ابن شهاب الزهري قال: حدثني عمر بن ثابت أخو بني الحارث بن الخزرج في قوله تعالى {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33] نزلت في معاذة جارية عبد الله بن أبي بن سلول، وذلك أنه كان عندهم أسير، فكان عبد الله بن أبي يضربها لتمكنه من نفسها رجاء أن تحبل منه، فيأخذ في ذلك فداء، وهو العرض الذي قال الله تعالى {لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [النور: 33]، وكانت الجارية تأبى عليه، وكانت مسلمة، فأنزل الله فيها الآية، فنهاهم عن ذلك فيها.
وهو مرسل رواته ثقات.
ورواه مَعْمَر بن راشد عن الزهري مرسلاً ولم يذكر عمر بن ثابت.
أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 59) عن معمر به.
ومن طريقه أخرجه الطبري (18/ 133) والواحدي (ص 188) وابن بشكوال (339)
وحديث عكرمة أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 59 - 60) عن سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة قال: كان لعبد الله بن أُبي جارية يقال لها مُسيكة، يكرهها على الزنا، فقالت: إن كان هذا خيرا لقد استكثرت منه، وإنْ كان ذلك سوءا لقد آن لي أنْ أدعه، قال: فنزلت {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33].
ومن طريقه أخرجه ابن بشكوال (1/ 376)
وهو مرسل رواته ثقات.
وأخرجه الطبري (18/ 133) من طريق ابن جريج أني عمرو بن دينار عن عكرمة به.
644 -
حديث عدي بن حاتم "أَمِرِ الدَّم بما شئت"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (1)
حسن
(1) 12/ 49 (كتاب الذبائح- باب التسمية على الذبيحة)
أخرجه الطيالسي (ص 139) وعبد الرزاق (8621) وابن أبي شيبة (5/ 389) وأحمد (4/ 256 و 258 و 377) وأبو داود (2824) وابن ماجه (3177) والحربي في "الغريب"(1/ 79) والنسائي (7/ 198) وفي "الكبرى"(4491) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(579 و580) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 183) وابن حبان (332) والطبراني في "الكبير"(17/ 103 و 103 - 104 و 104) والحاكم (4/ 240) والبيهقي (7/ 279 و 9/ 281) وابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 152) والمزي (27/ 414 - 415) من طرق عن سماك بن حرب قال: سمعت مُرَي بن قَطَرِي يقول: سمعت عدي بن حاتم قال: قلت: يا رسول الله، إنّ أبي كان يصل الرحم (1) ويفعل كذا وكذا (2)، قَال "إنّ أباك أراد أمرا فأدركه" - يعني الذكر- قلت: إني أسألك عن طعام لا أدعه إلا تحرجا، قال "لا تدع شيئاً ضارعت فيه نصرانية" قلت: أرسل (3) كلبي فيأخذ الصيد وليس معي ما أذكيه به فأذبحه بالمروة (4) والعصا، قال "أمِرِ (5) الدم بما شئت، واذكر اسم الله عز وجل"
السياق لأحمد وابن حبان.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
قلت: لم يخرج مسلم لمري بن قطري شيئاً، وقد وثقه ابن معين (تاريخ الدارمي ص 206) وابن حبان، وسماك صدوق، فالإسناد حسن.
طريق أخرى: قال البيهقي (9/ 281): أنا أبو بكر بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب أنبأ محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب عن أبي بكر بن عبد الله عن أبي الزناد عن عبد الله بن عامر بن ربيعة العدوي عن عدي بن حاتم أنّه قال: قلت: يا رسول الله، إنّ أحدنا يصيد الصيد وليس معه شيء يذكيه به إلا مروة أو شقة عصا، فقال "أمرر الدم بما شئت، واذكر اسم الله عز وجل"
أبو بكر بن عبد الله ما عرفته، والباقون كلهم ثقات، وأبو الزناد اسمه عبد الله بن ذكوان، وأبو بكر بن الحسن اسمه أحمد، وأبو زكريا اسمه يحيى بن إبراهيم بن محمَّد المزكي.
(1) زاد أحمد في رواية: ويقري الضيف.
(2)
زاد البيهقي: وأنه مات في الجاهلية.
(3)
ولفظ ابن ماجه وغيره "إنا نصيد الصيد فلا نجد سكينا إلا الظِّرَار وشِقّة العصا"
(4)
زاد أبو داود وغيره: وشقة.
(5)
ولفظ ابن ماجه وغيره: أمرر، ولفظ النسائي: أنهر.
645 -
حديث ابن عباس: أَمر النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه أبا بكر أن يصلي بالناس"
قال الحافظ: وقد أخرج أحمد وابن ماجه بسند قوي وصححه من رواية أرقم بن شرحبيل عن ابن عباس في أثناء حديث فيه: فذكره، قال في آخر الحديث: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يوص.
وقال: وقد صح عن ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم ولم يوص، أخرجه ابن أبي شيبة من طريق أرقم بن شرحبيل عنه" (1)
هو قطعة من حديث طويل أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 207) وأحمد (1/ 343 و 355 و 356 - 357 و 357) وابن ماجه (1235) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 451) وأبو يعلى (2560) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 405) وفي "المشكل"(1099 و 5645 و 5646) والبيهقي (3/ 81) وفي "الدلائل"(7/ 226 - 227) من طرق عن إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق السبيعي عن أرقم بن شرحبيل قال: سافرت مع ابن عباس من المدينة إلى الشام، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مرض مرضه الذي مات فيه، كان في بيت عائشة، فقال "ادعو لي عليا" فقالت عائشة: ألا ندعو لك أبا بكر؟ قال "ادعوه" فقالت حفصة: ألا ندعو لك عمر؟ قا "ادعوه" فقالت أم الفضل: ألا ندعو- لك العباس عمك؟ قال "ادعوه" فلما حضروا رفع راسه، ثم قال "ليصل للناس أبو بكر" فتقدم أبو بكر فصلى بالناس. ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة، فخرج يهادي بين رجلين، فلما أحسه أبو بكر سبحوا به، فذهب أبو بكر يتأخر، فأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم "مكانك" فاستتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث انتهى أبو بكر من القراءة، وأبو بكر قائم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فَأتَمَّ أبو بكر برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتم الناس بأبي بكر، فما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة حتى ثقل، فخرج يهادي بين رجلين، وإنّ رجليه لتخطان بالأرض، فمات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يوص.
السياق للطحاوي، واختصره بعضهم.
وأخرجه الطبري في "التاريخ"(3/ 196 - 197) من طريق يونس بن أبي إسحاق عن أبيه به.
وأخرجه ابن سعد (2/ 221) وأحمد (1/ 231 - 232) من طريق زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق مختصرا.
قال الحافظ: إسناده حسن" الفتح 2/ 315
(1) 6/ 291 (كتاب الوصايا- باب الوصايا)
وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أن أبا إسحاق السبيعي اختلط بأخرة، وأيضاً كان يدلس وقد رواه بالعنعنة لا سيما وقد قال البخاري (1): لم يذكر أبو إسحاق سماعا من أرقم بن شرحبيل" المصباح 1/ 147
646 -
حديث جابر: أمر النبي صلى الله عليه وسلم من كل جادّ عشرة أَوسُقٍ من التمر بِقِنو يعلق في المسجد للمساكين"
قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود من حديث جابر" (2)
أخرجه أحمد (3/ 359 - 360) وأبو داود (1662) وأبو يعلى (1781) وابن خزيمة (2469) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 30) وابن حبان (3289) من طرق عن محمَّد بن إسحاق المدني ثني محمَّد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن يحيى بن حبان عن جابر بن عبد الله قال: فذكره.
وفي لفظ: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في العرايا بالوَسْق والوسقين والثلاثة والأربعة وقال "في كل جاد عشرةُ أوسق وما بقي عِذقاً يوضع في المسجد للمساكين"
وإسناده حسن إنْ كان واسع بن حبان سمع من جابر فإني لم أر أحدا ذكر أنه سمع منه والله تعالى أعلم.
647 -
أَمر النبي صلى الله عليه وسلم من كل حائط بقنو يعلق في المسجد.
قال الحافظ: أخرجه ثابت في "الدلائل"(3)
انظر الحديث الذي قبله.
648 -
حديث أنس: أَمر النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بقتل أربعة، فذكرها فيهم ثم قال: وأمّا أمّ سارة، فذكر قصتها مع حاطب.
قال الحافظ: أخرجه ابن مردويه في "تفسيره" من طريق الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن أنس في قصة المرأة المذكورة، فأخبر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بخبرها، فبعث في أثرها عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب.
وقال: ووقع في حديث أنس: فقالت: ليس معي كتاب، فقال: كذبت فقد حدثنا
(1) التاربخ الكبير 1/ 2/ 46
(2)
4/ 93 (كتاب الزكاة- باب أخذ صدقة التمر عند صرام النخل)
(3)
2/ 62 (كتاب الصلاة- باب القسمة وتعليق القنو في المسجد)
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ معك كتابا، والله لتعطيني الكتاب الذي معك أو لا أترك عليك ثوبا إلا التمسنا فيه، قالت: أولستم بناس مسلمين؟ حتى إذا ظنت أنهما يلتمسان في كل ثوب معها حلت عقاصها، وفيه: فرجعا إليها فسلا سيفيهما فقالا: والله لنذيقنك الموت أو لتدفعن إلينا الكتاب، فأنكرت.
وزاد في حديث أنس أيضاً: فقال: أدفعه إليكما على أن ترداني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال: وفي حديث أنس: وليس منكم رجل إلا له بمكة من يحفظه في عيالي غيري" (1)
هو قطعة من حديث طويل تقدم الكلام عليه عند حديث "أَمَا كان فيكم رجل يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عنه فقتله"
649 -
عن ابن عباس قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبواب المسجد فَسُدَّتْ إلا باب علي. وفي رواية "وأمر بِسَدِّ الأبواب غير باب علي فكان يدخل المسجد وهو جنب ليس له طريق غيره"
قال الحافظ: أخرجهما أحمد والنسائي ورجالهما ثقات" (2)
الرواية الأولى رواها شعبة عن أبي بَلْج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال: فذكره.
أخرجه النسائي في "خصائص علي"(42) وعنه الطحاوي في "المشكل"(3555)
عن محمَّد بن وهب بن أبي كريمة الحرّاني
والعقيلي (4/ 222) والطبراني في "الكبير"(12594) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 105) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 153) وأبو جعفر محمَّد بن عمرو بن البختري في "المجلس الرابع من أماليه"(70)
عن أبي جعفر عبد الله بن محمَّد النُّفَيْلي
قالا: ثنا مسكين بن بكير ثنا شعبة به.
وأخرجه الترمذي (3732) عن محمَّد بن حميد الرازي (3) ثنا إبراهيم بن المختار عن شعبة به.
(1) 15/ 336 - 337 - و 338 - 339و 339 (كتاب استتابة المرتدين- باب ما جاء فى المتأولين)
(2)
8/ 15 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: سدوا الأبواب إلا باب علي)
(3)
أخرجه ابن عدي (7/ 2685) عن القاسم بن زكريا ثنا محمَّد بن حميد به.
وقال: وهذا عن شعبة غريب، وأبو بلج لا بأس بحديثه"
وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه عن شعبة بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه"
وقال العقيلي: ليس بمحفوظ من حديث شعبة"
قلت: لم ينفرد به شعبة بل تابعه أبو عَوَانة الوَضّاح (1) بن عبد الله الواسطي ثنا أبو بلج ثنا عمرو بن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس، فذكر الحديث وفيه طول وفيه: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"سدوا أبواب المسجد غير باب علي"
قال ابن عباس: فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره.
أخرجه أحمد (1/ 330 - 331 و 331) وفي "الفضائل"(1168) وابن أبي عاصم في "السنة"(1351) والبزار (كشف 2536) والنسائي في "الخصائص"(24 و 43) والطحاوي في "المشكل"(3556و 3557) والطبراني في "الكبير"(12593) والحاكم (3/ 132 - 134) والكلاباذي (ص105) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 153) وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 364)
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال أبو نعيم: لم يروه عن عمرو إلا أبو بلج يحيى بن أبي سليم"
وقال ابن الجوزي: هذا حديث باطل لا يصح"
وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح غير أبي بلج الفزاري وهو ثقة فيه لين" المجمع 9/ 120.
وعد الذهبي في "الميزان" هذا الحديث من مناكير أبي بلج.
قلت: أبو بلج مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره.
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة ذكرتها عند الكلام على حديث "سدوا هذه الأبواب إلا باب علي" فانظرها.
650 -
حديث ابن عباس: أَمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجم اليهوديين عند باب المسجد.
قال الحافظ: وقد وقع في حديث ابن عباس عند أحمد والحاكم: فذكره" (2)
أخرجه أحمد (2368 - شاكر) والطبراني في "الكبير"(10820) والحاكم (4/ 365)
(1) وهي الرواية الثانية.
(2)
15/ 139 (كتاب الحدود- باب الرجم في البلاط)
والبيهقي (8/ 215) من طرق عن محمَّد بن إسحاق المدني ثني محمَّد بن طلحة بن يزيد بن رُكانة عن إسماعيل بن إبراهيم الشيباني عن ابن عباس قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجم اليهودي واليهودية عند باب مسجده، فلما وجد اليهودي مسّ الحجارة قام على صاحبته فحنى عليها يقيها مسّ الحجارة، حتى قتلا جميعاً، فكان مما صنع الله عز وجل لرسوله في تحقيق الزنا منهما.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ولعل متوهما من غير أهل الصنعة يتوهم أن إسماعيل الشيباني هذا مجهول، وليس كذلك فقد روى عنه عمرو بن دينار"
قلت: لكن لم يخرج له مسلم شيئاً، ولم يخرج لمحمد بن طلحة أيضاً، وأخرج لإبن إسحاق في المتابعات.
651 -
عن قيس بن سعد بن عبادة قال: أَمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقة الفطر قبل أنْ تنزل الزكاة، فلما نزلت الزكاة لم يأمرنا ولم ينهنا، ونحن نفعله"
قال الحافظ: روى النسائي وغيره عن قيس بن سعد بن عبادة قال: فذكره، وتُعقب بأنّ في إسناده راويا مجهولا" (1)
وذكره في موضع آخر بلفظ "أمرنا" في أوله، وقال: وثبت عند أحمد وابن خزيمة أيضًا والنسائي وابن ماجه والحاكم من حديث قيس بن سعد بن عبادة قال: فذكره، إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح إلا أبا عمار الراوي له عن قيس بن سعد، وهو كوفي اسمه عَريب- بالمهملة المفتوحة- ابن حميد، وقد وثقه أحمد وابن معين" (2)
صحيح
أخرجه عبد الرزاق (5801 و 7846) وأحمد (3/ 421 - 422 و 6/ 6) ومحمد بن أسلم الطوسي في "الأربعين"(16) وابن زنجويه (3) في "الأموال"(2363) وابن ماجه (1828) والبزار (3746) والنسائي (5/ 36 - 37) وفي "الكبرى"(2286) وأبو يعلى (1434) وابن خزيمة (2394) والطحاوي في "المشكل"(2262 و 2263) وفي "شرح المعاني"(2/ 74 - 75) والطبراني في"الكبير"(18/ 348 - 349 و 349) والباغندي في "جزئه"(29) والحاكم (1/ 410) وابن بشران في "الأمالي"(460) والبيهقي (4/ 159) وابن
(1) 4/ 110 (كتاب الزكاة- أبواب صدقة الفطر)
(2)
4/ 9 (كتاب الزكاة- باب وجوب الزكاة)
(3)
وسقط من إسناده: عن أبي عمار الهمداني.
عبد البر في "التمهيد"(14/ 321 - 322) والمزي في "تهذيب الكمال"(20/ 47) من طريق سلمة بن كُهيل الكوفي عن القاسم بن مُخَيْمِرَة عن أبي عمار الهمداني قال: سألنا قيس بن سعد بن عبادة عن زكاة الفطر فقال: أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أنْ تنزل الزكاة، فلما نزلت الزكاة لم يأمرنا ولم ينهنا، ونحن نفعله (1).
واختلف فيه على القاسم بن مخيمرة، فرواه الحكم بن عُتيبة عنه عن عمرو بن شرحبيل عن قيس بن سعد.
أخرجه الطيالسي (منحة 1/ 192) والبزار (3745) والنسائي (5/ 36) وفي "الكبرى"(2285) وفي "الإغراب من حديث شعبة وسفيان"(114) والطحاوي في "المشكل"(2258 و 2259 و2260 و2261) وفي "شرح المعاني"(2/ 75) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 347) والطبراني في "الكبير"(18/ 349) وأبو نعيم فى "الصحابة"(5695) وابن عبد البر (14/ 322)
قال النسائي: أبو عمار اسمه عَرِيب بن حُميد، وعمرو بن شرحبيل يكنى أبا ميسرة، وسلمة بن كهيل خالف الحكم في إسناده، والحكم أثبت من سلمة بن كهيل"
قلت: الحكم بن عتيبة وسلمة بن كهيل كلاهما ثقة ثبت، ولا يمنع أنْ يكون للقاسم بن مخيمرة في هذا الحديث شيخان فحدث به عنهما، وأبو عمار عريب بن حميد وأبو ميسرة عمرو بن شرحبيل كلاهما ثقة، فالحديث صحيح.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
كذا قال، وعريب لم يخرجاه.
652 -
عن ابن عمر قال: أَمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الذئب للمحرم"
قال الحافظ: وأخرج أحمد من طريق حجاج بن أرْطَاة عن وَبْرَة عن ابن عمر قال: فذكره، وحجاج ضعيف، وخالفه مِسعر عن وبرة فرواه موقوفاً. أخرجه ابن أبي شيبة" (2)
ضعيف
أخرجه أحمد (2/ 22)
(1) زاد أحمد وغيره: وسألته عن صوم عاشوراء فقال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن ينزل رمضان، ثم نزل رمضان فلم نؤمر به ولم ننه عنه، ونحن نفعله.
(2)
4/ 407 (كتاب الحج- أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب ما يقتل المحرم من الدواب)
عن عبد الله بن نُمير
و (2/ 30) وإسماعيل القاضي كما في "التمهيد" لابن عبد البر (15/ 161) والبيهقي (5/ 210)
عن يزيد بن هارون
قالا: أنا حجاج بن أرطاة عن وبرة قال: سمعت ابن عمر يقول: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الذئب للمحرم، يعني والفأرة والغراب والحدأة. فقيل له: فالحية والعقرب؟ فقال: قد كان يقال ذاك.
وفي لفظ "أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الفأرة والغراب والذئب. قال: قيل لابن عمر: الحية والعقرب؟ قال: قد كان يقال ذلك.
ورواه عبد الواحد بن زياد عن حجاج بن أرطاة عن وبرة ونافع عن ابن عمر مرفوعاً "يقتل المحرم: الذئب، والغراب، والحدأة، والفأرة".
أخرجه الدارقطني (2/ 232)
قال البيهقي: الحجاج بن أرطاة لا يحتج به"
وقال الحافظ في "التلخيص"(2/ 275): إسناده ضعيف"
وقال الألباني: وهذا إسناد ضعيف لعنعنة الحجاج" الإرواء 4/ 224
وخالف في ذلك الشيخ أحمد شاكر فقال: إسناده صحيح" المسند 7/ 34
كذا قال، والحجاج ضعيف مدلس، وقد عنعن.
وللحديث شاهد مرسل أخرجه عبد الرزاق (8384) وابن أبي شيبة (4/ 55) وأبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف"(13/ 208) والبيهقي (1)(5/ 210) من طرق عن عبد الرحمن بن حَرْمَلة الأسلمي عن سعيد بن المسيب رفعه "يقتل المحرم الحية والذئب"(2)
ورواه حاتم بن إسماعيل المدني عن ابن حرملة عن سعيد بن المسيب قوله.
أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 55)
(1) وقال: مرسل جيد.
وقال الحافظ: رجاله ثقات (الفتح 4/ 407)
(2)
سيأتي الكلام عليه أيضاً في حرف الياء.
653 -
حديث عبد الله بن المغفل: أَمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب ورخص في كلب الغنم والصيد والزرع"
قال الحافظ: هو عند مسلم (1573) من حديث عبد الله بن المغفل" (1)
654 -
"أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة"
سكت عليه الحافظ. (2)
أخرجه البخاري (فتح 1/ 82 - 83) من حديث ابن عمر.
655 -
"أُمرت أنْ أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم"
سكت عليه الحافظ. (3)
أخرجه البخاري (فتح 1/ 82 - 83) من حديث ابن عمر.
656 -
حديث جابر رفعه "أُمرت أنْ أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" الحديث وفي آخره "وحسابهم على الله، ثم قرأ {إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22)} [الغاشية: 21، 22] إلى آخر السورة"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي والحاكم وإسناده صحيح" (4)
أخرجه مسلم (1/ 53) وأحمد (3/ 300) والترمذي (3341) والحاكم (2/ 522) من طريق سفيان عن أبي الزبير عن جابر به مرفوعاً.
657 -
"حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رفعه "أُمرت بيوم الأضحى عيدا جعله الله لهذه الأمة"
قال الحافظ: صححه ابن حبان" (5)
صحيح
(1) 5/ 403 (كتاب المزارعة- باب اقتناء الكلب للحرث)
(2)
15/ 223 (كتاب الديات- باب قول الله تعالى: {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} [المائدة: 45])
(3)
16/ 298 (كتاب الأحكام- باب من قضي له بحق أخيه)
(4)
10/ 329 (كتاب التفسير: سورهّ {هَلْ أَتَاكَ} [الذاريات: 24])
(5)
12/ 103 (كتاب الأضاحي- باب من قال الأضحى يوم النحر)
أخرجه أحمد (2/ 169) وأبو داود (2789) والبزار (2459) والنسائي (7/ 187 - 188) وفي "الكبرى"(4455) والطحاوي في "المشكل"(5530 و 5531) وابن حبان (5914) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 158 و 159) والدارقطني (4/ 282) والحاكم (2/ 532 و 4/ 223) والبيهقي (9/ 263 - 264) وفي "الشعب"(2282) والمزي في "تهذيب الكمال"(23/ 54 - 55) من طرق عن عياش بن عباس القِتْبَاني (1) عن عيسى بن هلال الصَدَفي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: فذكره، قال الرجل: أرأيت إنْ لم أجد إلا منيحة أنثى أفأضحي بها؟ قال "لا، ولكن تأخذ من شعرك، وتقلم أظفارك، وتقص شاربك، وتحلق عانتك، فذلك تمام أضحيتك عند الله عز وجل".
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" (2)
وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد"
وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح" المسند 11/ 108
وقال الألباني: ضعيف" ضعيف الجامع 1363
وقال في "تخريج المشكاة"(1/ 466): وفي إسنادهما عيسى بن هلال الصدفي وفيه عندي جهالة فقد ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا وإنما وثقه ابن حبان وهو معروف بتساهله في التوثيق"
قلت: ذكره يعقوب بن سفيان في ثقات التابعين من أهل مصر (3)، وقد سمع من ابن عمرو كما في "الكبير" للبخاري فصح الحديث والحمد لله على توفيقه.
658 -
حديث زيد بن ثابت: أُمرنا أن نُسَبِّح في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، ونحمد ثلاثا وثلاثين، ونكبر أربعا وثلاثين، فأتي رجل في منامه، فقيل له: أمركم محمَّد أنْ تسبحوا فذكره؟ قال: نعم، قال: اجعلوها خمسا وعشرين، واجعلوا فيها التهليل، فلما أصبح، أتى النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبره، فقال "فافعلوه".
قال الحافظ: وقد جاء من حديث زينب بن ثابت وابن عمر أنّه صلى الله عليه وسلم أمرهم أنْ يقولوا كل ذكر منها خمسا وعشرين ويزيد فيها لا إله إلا الله خمسا وعشرين، ولفظ زيد بن ثابت: فذكره، أخرجه النسائي وابن خريمة وابن حبان.
(1) تابعه دراج أبو السمح عن عيسى بن هلال عن ابن عمرو به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 157)
(2)
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل صحيح.
(3)
المعرفة والتاريخ (2/ 487 و515)
ولفظ ابن عمر "رأى رجل من الأنصار فيما يرى النائم فذكر نحوه، وفيه "فقيل له سبح خمسا وعشرين، وأحمد خمسا وعشرين وكبر خمسا وعشرين، وهلل خمسا وعشرين، فتلك مائة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يفعلوا كما قال "أخرجه النسائي وجعفر الفريابي"(1)
صحيح
ورد من حديث زيد بن ثابت ومن حديث ابن عمر
فأما حديث زيد بن ثابت فأخرجه أحمد (5/ 184 و190) والحسين المروزي في "زيادات الزهد"(1160) وعبد بن حميد (245) والدارمي (1361) والترمذي (3413) والنسائي (3/ 64) وفي "الكبرى"(1273) وفي "اليوم والليلة"(157) وابن خريمة (752) وابن المنذر في "الأوسط"(1559) والطحاوي في "المشكل"(4097) وابن حبان (2017) والطبراني في "الكبير"(4898) وفي "الدعاء"(731) والحاكم (1/ 253) والبيهقي في "الدعوات"(102) وفي "الدلائل"(7/ 23) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 424) والمزي في "تهذيب الكمال"(24/ 106) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 261 - 262) من طرق عن هشام بن حسان البصري عن محمَّد بن سيرين عن كثير بن أفلح عن زيد بن ثابت قال: فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث صحيح"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الحافظ: هذا حديث صحيح ورجاله رجال الصحيح إلا كثير بن أفلح وقد وثقه النسائي والعجله ولم أر لأحد فيه كلاما"
قلت: وهو كما قالوا، وكثير بن أفلح ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضاً، وقد سمع من زيد بن ثابت كما في "العلل" لعبد الله بن أحمد 1/ 407
وأما حديث ابن عمر فأخرجه النسائي (3/ 64) وفي "الكبرى"(1274) وأبو العباس السراج في "مسنده" كما في "نتائج الأفكار"(2/ 263) والطبراني في "الدعاء"(730) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 299 - 300) والمزي في "التهذيب"(21/ 105 - 106) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 263) من طرق عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ثنا علي بن الفضيل بن عياض ثنا عبد العزيز بن أبي رَوَّاد عن نافع عن ابن عمر أنّ رجلاً رأى فيما يرى
(1) 2/ 474 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب الذكر بعد الصلاة)
النائم قيل له: بأي شيء أمركم نبيكم صلى الله عليه وسلم؟ قال: أمرنا أنْ نسبح ثلاثاً وثلاثين، ونحمد ثلاثاً وثلاثين، ونكبر أربعاً وثلاثين، فتلك مائة. قال: سبحوا خمساً وعشرين، واحمدوا خمساً وعشرين، وكبروا خمساً وعشرين، وهللوا خمساً وعشرين، فتلك مائة. فلما أصبح ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"افعلوا كما قال الأنصاري"
قال أبو نعيم: غريب من حديث علي وعبد العزيز، تفرد به أحمد بن يونس"
وقال الحافظ: هذا حديث حسن" (1)
قلت: وهو كما قال، عبد العزيز صدوق، والباقون كلهم ثقات.
659 -
عن أنس: "أُمرنا أنْ لا نزيد على أهل الكتاب على وعليكم"
قال الحافظ: وقد أخرج أحمد بسند جيد عن حميد بن زاذويه وهو غير حميد الطويل في الأصح عن أنس: فذكره" (2)
صحيح
وله عن أنس طرق:
الأول: يرويه عبد الله بن عون البصري عن حميد بن زاذويه الأزرق عن أنس قال: أُمرنا أنْ لا نزيد أهل الكتاب على وعليكم.
أخرجه أحمد (3/ 113) وابن أبي شيبة (8/ 631) والبخاري في "الكبير"(1/ 2/ 348 - 349) وابن عبد البر (3) في "التمهيد"(17/ 90) والخطيب في "الكفاية"(ص 591) من طرق عن عبد الله بن عون به.
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 41
قلت: حميد بن زاذويه ليس من رجال الصحيح، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وقال ابن المديني: لم يَرو عنه غير عبد الله بن عون.
(1) وقال في "الفتح"(2/ 473): سنده قوي"
(2)
13/ 283 (كتاب الاستئذان- باب كيف الرد على أهل الذمة بالسلام)
(3)
أخرجه ابن عبد البر من طريق الحارث بن أبي أسامة ثنا أشهل بن حاتم عن ابن عون قال أنبأني حميد بن زاذويه عن أنس به.
وهو في "بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث"(2/ 797) هكذا: حدثنا أشهل ثنا ابن عون أنبأني أنس بن سيرين عن حميد بن زاذويه عن أنس.
فلا أدري قوله "أنبأني أنس بن سيرين" زيادة مقحمة في هذا الإسناد أم هي من أخطاء أشهل فإنه ليس بقوي كما قال أبو زرعة.
فهو مجهول كما قال ابن ماكولا والحافظ في "التقريب"، لكنّه لم ينفرد به كما سيأتي.
الثاني: يرويه شَريك عن حميد الطويل عن أنس قال: أُمرنا أنْ لا نزيدهم على وعليكم -يعني أهل الكتاب-.
أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة"(243) عن عبد الرحمن بن محمَّد البقراوندي ثنا يحيى بن طلحة اليربوعي. ثنا شريك به.
ويحيى بن طلحة اليربوعي وشريك بن عبد الله القاضي مختلف فيهما، والبقراوندي لم أر من ذكره.
الثالث: يرويه شعبة عن قتادة عن أنس أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إنّ أهل الكتاب يسلمون علينا فكيف نردّ عليهم؟ قال "قولوا: وعليكم".
أخرجه مسلم (4/ 1705 - 1706) وأبو داود (5207) والنسائي في "اليوم والليلة"(386)
الرابع: يرويه هُشيم أنا عبيد الله بن أبي بكر بن أنس ثنا أنس بن مالك رفعه "إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم"
أخرجه البخاري (فتح 13/ 281) ومسلم (2163)
الخامس: يرويه شعبة عن هشام بن زيد بن أنس بن مالك عن أنس رفعه "إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم"
أخرجه البخاري (فتح 15/ 308)
660 -
حديث جابر: أَمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشترك في الإبل والبقر كل سبعة منا في بَدَنة"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (2/ 882) " (1)
661 -
عن عقبة بن عارم قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ نصلي الضحى بسور منها {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)} [الشّمس: 1] ".
قال الحافظ: روى الحاكم من طريق أبي الخير عن عقبة بن عامر قال: فذكره" (2)
موضوع
(1) 12/ 46 (كتاب الذبائح- باب التسمية على الذبيحة)
(2)
3/ 298 (كتاب الصلاة- أبواب التطوع- باب صلاة الضحى في السفر)
لم أره في "المستدرك" للحاكم ولعله في كتابه المفرد في "صلاة الضحى".
وقد أخرجه الروياني (243) من طريق مجاشع بن عمرو الأسدي ثنا ابن لهيعة عن عياش بن عباس القِتْبَاني عن أبي القين اليزني عن عقبة بن عامر مرفوعاً "صلوا ركعتي الضحى بسورتهما: بالشمس وضحاها، والضحى"
قال عقبة: من فعل ذلك غفر له.
مجاشع بن عمرو كذبه ابن معين، وقال أبو حاتم: متروك الحديث ضعيف ليس بشيء، وقال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث على الثقات ويروي الموضوعات عن أقوام ثقات، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار للخواص.
662 -
حديث أبي سعيد: أَمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر"
قال الحافظ: حديث أبي سعيد عند أبي داود بسند قوي: فذكره" (1)
يرويه أبو نَضَرة المنذر بن مالك بن قطعة عن أبي سعيد واختلف عنه:
- فرواه قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: فذكره.
أخرجه أحمد (3/ 3 و45 و 97) والبخاري في "القراءة خلف الإِمام"(13) وفي "التاريخ الكبير"(2/ 2/ 357) وعبد بن حميد في "المنتخب"(877) وأبو داود (818) وأبو يعلى (1210) وابن حبان (1790) والحاكم في "معرفة علوم الحديث"(ص 97) والبيهقي (2/ 60) وفي "القراءة خلف الإِمام"(33) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 416 - 417) من طرق عن همام بن يحيى صاحب البصري عن قتادة به.
قال الحاكم: تفرد بذكر الأمر فيه أهل البصرة من أول الإسناد إلى آخره لم يشركهم في هذا اللفظ سواهم"
وقال ابن سيد الناس: إسناده صحيح ورجاله ثقات" نيل الأوطار 2/ 239
وقال النووي: رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم" المجموع 3/ 263
وقال الحافظ: إسناده صحيح" التلخيص 1/ 232
(1) 2/ 386 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب وجوب القراءة للإمام والمأموم)
وقال أيضاً: هذا حديث حسن، وإسناده على شرط مسلم، لكن أعلّه البخاري بعنعنة قتادة وهو مدلس" تخريج أحاديث المختصر
قلت: الحديث رواته ثقات إلا أنّ قتادة مدلس وقد عنعن.
قال البخاري: ولم يذكر قتادة سماعا من أبي نضرة في هذا" القراءة خلف الإمام ص 30
وقد توبع كما سيأتي.
ولم ينفرد همام بن يحيى به بل تابعه:
1 -
سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعاً "لاصلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد"
أخرجه البيهقي في "القراءة"(34) من طريق ابن خزيمة ثنا محمَّد بن أبي صفوان الثقفي ثنا سعيد بن عامر ثنا سعيد بن أبي عروبة به.
ورواته ثقات.
2 -
عثمان بن مِقْسَم البري عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعاً "في كل صلاة قراءة فاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن".
أخرجه ابن عدي (5/ 1806) والبيهقي في "القراءة"(35)
وعثمان البري متروك.
ولم ينفرد قتادة به بل تابعه أبو سفيان طريف بن شهاب السعدي عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعاً "لاصلاة لمن لم يقرأ في كل ركعة بالحمد لله وسورة في الفريضة وغيرها"
وفي لفظ "لا تجوز صلاة إلا بقراءة فيها بفاتحة الكتاب وشيء معها".
وزاد فيه "مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم"(1)
أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 361) وإسحاق في "مسنده" كما في "نصب الراية"(364) وابن ماجه (839) والترمذي (238) وأبو يعلى (1077) والعقيلي (2/ 229) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 381) وابن عدي (4/ 1437) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص130
(1) وسيأتي الكلام على هذه الزيادة فى حرف التاء فانظر حديث "تحريمها التكبير، وتحليلها التسليم"
و130 - 131 و 131 - 132) والبيهقي في "القراءة"(36 و 37) وأبو بكر بن المقرئ في كتاب "الأربعين" ومن طريقه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 417) وأبو محمَّد الحارثي في "مسند أبي حنيفة" كما في "تنقيح التحقيق"(2/ 841) من طرق عن أبي سفيان السعدي به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن، وأبو نضرة اسمه المنذر بن مالك بن قطعة"
وقال الزيلعي: وهو معلول بأبي سفيان قال عبد الحق في "أحكامه": لا يصح هذا الحديث من أجله" نصب الراية 1/ 363
وقال الحافظ: هذا حديث غريب، وأبو سفيان ضعيف عندهم"
وقال في "التلخيص"(1/ 232): إسناده ضعيف"
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، أبو سفيان السعدي قال ابن عبد البر: أجمعوا على ضعفه" مصباح الزجاجة 1/ 105
- ورواه العوام بن حمزة البصري عن أبي نضرة قال: سألت أبا سعيد عن القراءة خلف الإِمام. فقال: فاتحة الكتاب. موقوف
أخرجه البخاري في "الكبير"(1)(2/ 2 / 357) عن مسدد ثنا يحيى بن سعيد عن العوام به.
وقال: وهذا أولى"
وقال ابن عدي: هذا أصح" الكامل 4/ 1437
قلت: وإسناده حسن، العوام صدوق، والباقون كلهم ثقات.
ولم ينفرد العوام به بل تابعه أبو مسلمة سعيد بن يزيد الأزدي عن أبي نضرة به.
قال الدارقطني في "العلل"(11/ 325): هذا يرويه قتادة وأبو سفيان السعدي عن أبي نضرة مرفوعاً، ووقفه أبو مسلمة عن أبي نضرة، كذلك قال أصحاب شعبة عنه، ورواه زنبقة عن عثمان بن عمر عن شعبة عن أبي مسلمة مرفوعاً، ولا يصح رفعه عن شعبة"
وللحديث شاهد عن عبادة بن الصامت وعن أبي هريرة وعن عمران بن حصين وعن ابن عمر وعن أبي مسعود الأنصاري
(1) وفي "القراءة خلف الإِمام (ص 16 و30 - 31)
وأخرجه البيهقي في "القراءة"(224) من طريق محمَّد بن عبد الله بن المثنى ثنا العوام به.
فأما حديث عبادة فله عنه طريقان:
الأول: يرويه معمر عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة مرفوعاً "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصاعدا"
وفي لفظ "بأم القرآن"
أخرجه عبد الرزاق (2623) ومسلم (394) وأحمد (5/ 322) والنسائي (2/ 106) وفي "الكبرى"(983) وأبو عوانة (2/ 137) وابن حبان (1786 و 1793) والبيهقي (2/ 374) وفي "القراءة"(27 و 28) والبغوي في "شرح السنة"(577) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 418)
قال البخاري: عامة الثقات لم يتابع معمراً في قوله: فصاعدا" القراءة خلف الإِمام ص 2
وقال ابن حبان: تفرد به معمر عن الزهري دون أصحابه"
كذا قالا، وقد تابعه غير واحد عن الزهري به، منهم:
1 -
سفيان بن عُيينة.
أخرجه أبو داود (822) عن قتيبة بن سعيد البلخي وأحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح المصري قالا: ثنا سفيان به.
وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات.
2 -
عبد الرحمن بن إسحاق العامري القرشي.
أخرجه البيهقي في "القراءة"(29) عن أبي الحسن علي بن محمَّد بن علي المقري أنا الحسن بن محمَّد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمَّد بن أبي بكر ثنا بشر بن المفضل ثنا عبد الرحمن بن إسحاق به.
قال البخاري: ويقال إنّ عبد الرحمن بن إسحاق تابع معمرا، وإنّ عبد الرحمن ربما روى عن الزهري ثم أدخل بينه وبين الزهري غيره، ولا نعلم أن هذا من صحيح حديثه أم لا" القراءة خلف الإمام ص 3
قلت: هو صالح الحديث كما قال أحمد وابن معين وابن خزيمة وابن عدي.
وقال البخاري فيما حكاه الترمذي عنه في "العلل"(1/ 478): ثقة.
وكذا وثقه ابن معين في بعض الروايات عنه وأبو داود وابن حبان.
3 -
الأوزاعي وشعيب بن أبي حمزة.
أخرجه البيهقي في "القراءة"(30) عن الحاكم أنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ثنا عبد الله بن محمَّد بن بشر بن صالح الدينوري (1) الحافظ ثنا أحمد بن هارون المستملي المصيصي ثنا محمَّد بن حمير ثنا الأوزاعي وشعيب بن أبي حمزة به.
والدينوري قال الدارقطني: متروك الحديث، وقال أيضاً: كان يضع الحديث، وقواه بعضهم (2).
وأحمد بن هارون وثقه ابن حبان وتكلم فيه ابن عدي.
ومحمد بن حمير هو ابن أنيس القضاعي ليس به بأس.
والباقون كلهم ثقات.
الثاني: يرويه سعيد بن عبد العزيز الدمشقي عن ربيعة بن يزيد عن عبادة رفعه "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب، وآيتين من القرآن "
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(331) وفي "الأوسط"(2283) عن أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي ثنا محمَّد بن الخليل الخشني ثنا الحسن بن يحيى الخشني ثنا سعيد بن عبد العزيز به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن سعيد بن عبد العزيز إلا الحسن بن يحيى الخشني"
قلت: وهو مختلف فيه، وربيعة بن يزيد ما أظنه سمع من عبادة، والله تعالى أعلم.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(126) وأحمد (2/ 428) والبخاري في "القراءة"(8 و 52 و 64) وأبو داود (819 و 820) والعقيلي (1/ 190) وابن حبان (1791) والدارقطني (1/ 321) والحاكم (1/ 239) والبيهقي (2/ 37 و 59) وفي "القراءة"(38 و 39 و 40 و41 و 42) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 421) من طرق عن أبي علي جعفر بن ميمون البصري بياع الأنماط ثنا أبو عثمان النَّهْدي عن أبي هريرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "اخرج فناد في المدينة أنّه لا صلاة إلا بقرآن ولو بفاتحة الكتاب فما زاد"
وفي لفظ "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنادي أنه لا صلاة إلا بقراءة: فاتحة الكتاب فما زاد.
(1) هكذا في المطبوع، والصواب: عبد الله بن محمَّد بن وهب الدينوري.
(2)
انظر "تذكرة الحفاظ"(2/ 754) و"اللسان"(3/ 344)
وفي لفظ "إلا بقراءة فاتحة الكتاب وما تيسر"
قال العقيلي: لا يتابع جعفر بن ميمون عليه والحديث في هذا الباب ثابت من غير هذا الوجه"
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح لا غبار عليه فإنّ جعفر بن ميمون العبدي من ثقات البصريين، ويحيى بن سعيد (1) لا يحدّث إلا عن الثقات"
وقال الحافظ: هذا حديث حسن، وجعفر من ثقات البصريين"
قلت: جعفر مختلف فيه.
وأما حديث عمران بن حصين فيرويه الربيع بن بدر- ويعرت بِعُلَيْلَة- عن سعيد الجُرَيْرِي عن أبي العلاء عن أخيه مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عمران رفعه "لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب وآيتين فصاعدا"
أخرجه ابن عدي (3/ 991)
وقال: وهذا طريق غريب عن عمران بن حصين يرويه عليلة بن بدر، وعليلة عامة حديثه ورواياته عمن يروي عنهم مما لا يتابعه أحد عليه"
وأما حديث ابن عمر فيرويه عمر بن يزيد المدائني عن عطاء عن ابن عمر رفعه "لا تجزئ في المكتوبة إلا بفاتحة الكتاب وثلاث آيات فصاعدا".
أخرجه ابن عدي (5/ 1687)
وقال: عمر بن يزيد منكر الحديث عن عطاء وغيره، وهذا الحديث عن عطاء غير محفوظ"
وأما حديث أبي مسعود فيرويه إبراهيم بن أيوب الفرساني عن أبي مسلم عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر عن أبي مسعود رفعه "لا تجزئ صلاة لا يُقرأ فيها بفاتحة الكتاب وشيء معها".
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 173 و 2/ 330)
وإسناده ضعيف لضعف أبي مسلم الكوفي قائد الأعمش واسمه عبيد الله بن سعيد بن مسلم.
(1) هو أحد رواة هذا الحديث عن جعفر بن ميمون.
663 -
حديث صفوان بن عَسَّال: أَمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ نمسح على الخفين إذا نحن أدخلناهما على طهر ثلاثا إذا سافرنا ويوما وليلة إذا أقمنا"
قال الحافظ: ولابن خزيمة من حديث صفوان بن عسّال: فذكره، قال ابن خزيمة: ذكرته للمزني فقال لي: حدّث به أصحابنا فإنّه أقوى حجة للشافعي انتهى وحديث صفوان لأنّ كان صحيحا لكنّه ليس على شرط البخاري" (1)
حسن
وله عن صفوان بن عسال طرق:
الأول: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود عن زِربن حُبيش قال: أتيت صفوان بن عسّال المرادي فقال: ما جاء بك؟ فقلت: جئت أطلب العلم. قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما من خارج يخرج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضاً بما يصنع" قال: جئت أسألك عن المسح بالخفين. قال: نعم لقد كنت في الجيش الذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرنا أنْ نمسح على الخفين إذا نحن أدخلناهما على طهر ثلاثاً إذا سافرنا ويوما وليلة إذا أقمنا ولا نخلعهما إلا من جنابة. قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ بالمغرب باباً مفتوحا للتوبة مسيرته سبعون سنة لا يُغلق حتى تطلع الشمس من نحوه"
أخرجه عبد الرزاق (793) وفي "تفسيره"(2/ 222) عن معمر عن عاصم بن أبي النجود به.
وأخرجه أحمد (4/ 239 - 240) عن عبد الرزاق به.
وأخرجه ابن ماجه (226) وابن خزيمة (193) وابن المنذر في "الأوسط"(1/ 142) والطبري في "تفسيره"(8/ 99) وابن حبان (85 و 1319 و 1325) والطبراني في "الكبير"(7352) والآجري في "أخلاق العلماء"(46) والدارقطني (1/ 196 - 197) والبيهقي (1/ 281 - 282) وأبو عمرو الداني في "الفتن"(705) من طرق عن عبد الرزاق به.
وإسناده حسن، عاصم صدوق، ومعمر وزر ثقتان.
ولم ينفرد به مَعْمَر بل تابعه جماعة (2) عن عاصم به.
الثاني: يرويه أبو رَوْق عطية بن الحارث الهمداني عن أبي الغَريف عبيد الله بن خليفة
(1) 1/ 321 - 322 (كتاب الوضوء- باب إذا أدخل رجليه وهما طاهرتان)
(2)
سيأتي الكلام على هذا الحديث أيضاً فانظر "إنّ بالمغرب بابا مفتوحا للتوبة
…
" الحديث
قال: قال صفوان: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فقال "سيروا باسم الله في سبيل الله تقاتلون أعداء الله لا تغلوا ولا تقتلوا وليدا ، وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهن يمسح على خفيه إذا أدخل رجليه على طهور، وللمقيم يوم وليلة"
أخرجه أحمد (4/ 240) وابن ماجه (2857) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2467) والنسائي في "الكبرى"(8837) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 82) والطبراني في "الكبير"(7397) وأبو نعيم في "الصحابة"(3819) والبيهقي (1/ 276 و 282) والمزي في "تهذيب الكمال"(19/ 32 - 33) من طرق عن أبي روق به.
قال البوصيري: هذا إسناد حسن" مصباح الزجاجة 3/ 175
الثالث: يرويه أبو كيران الحسن بن عقبة المرادي عن عمرو بن مرة عن صفوان بن عسّال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخّص في المسح على الخفين ثلاثة أيام ولياليهنّ للمسافر، وللمقيم يوما وليلة.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7631) عن محمَّد بن المرزبان الأدمي ثنا حمزة بن فروخ الرازي ثنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمَّاني ثنا أبو كيران به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو بن مرة إلا أبو كيران، تفرد به أبو يحيى الحماني"
قلت: وهو مختلف فيه، واختلف فيه قول ابن معين والنسائي، ومحمد بن المرزبان وحمزة بن فروخ لم أر من ترجمهما، والحسن بن عقبة وعمرو بن مرّة ثقتان.
664 -
عن عائشة: أَمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفَرَعَة في كل خمسين واحدة"
قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود والحاكم والبيهقي واللفظ له بسند صحيح عن عائشة: فذكره" (1)
أخرجه عبد الرزاق (2)(7997) عن ابن جُريج أنى عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم عن يوسف بن ماهك عن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر عن عائشة قالت: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفرعة، من كل خمسين بواحدة"
وأخرجه البيهقي (9/ 312) من طريق أحمد بن منصور الرَّمَادي ثنا عبد الرزاق به.
(1) 12/ 16 (كتاب العقيقة- باب العتيرة)
(2)
رواه إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق.
هكذا رواه اْلدَّبَري والرمادي عن عبد الرزاق فقالا "من كل خمسين بواحدة"
وخالفهما إسحاق بن راهويه فرواه في "مسند عائشة"(491) عن عبد الرزاق فقال "من كل خمس واحدة".
• ورواه حجاج بن محمَّد المصيصي عن ابن جريج فقال "في كل خمسة واحدة".
أخرجه الحاكم (4/ 235 - 236)
وقال: صحيح الإسناد"
• وهكذا رواه غير واحد عن ابن خثيم فقالوا "في كل خمسة واحدة"(1) منهم:
1 -
وهيب بن خالد البصري.
أخرجه أحمد (6/ 82)
2 -
يحيى بن سليم الطائفي.
أخرجه أبو يعلى كما في "الإرواء"(4/ 413)
3 -
حماد بن سلمة.
أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(489) وأحمد (6/ 251)
عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري
وأحمد (6/ 158)
عن عفان بن مسلم البصري
كلاهما عن حماد عن ابن خثيم بلفظ "من كل خمس شياه، شاة"
وخالفهما موسى بن إسماعيل التبوذكي فرواه عن حماد عن ابن خثيم بلفظ "من كل خمسين شاة، شاة"
أخرجه أبو داود (2833) وإبراهيم الحربي في "الغريب"(1/ 177 - 178) قالا: ثنا موسى بن إسماعيل به.
والحديث إسناده حسن لكن متنه مضطرب كما ترى فالله أعلم بالصواب.
(1) وهكذا رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(8/ 254 - 255) لكن سقط من إسناده اسم شيخه.
665 -
حديث سعد بن أبي وقاص قال: أَمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي"
قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي وإسناده قوي، وفي رواية للطبراني في "الأوسط" رجالها ثقات من الزيادة "فقالوا: يا رسول الله سددت أبوابنا، فقال "ما أنا سددتها ولكن الله سدّها"(1).
له عن سعد طرق:
الأول: يرويه عبد الله بن شريك العامري واختلف عنه:
- فقال فِطر بن خليفة: عن عبد الله بن شريك عن عبد الله بن الرقيم الكناني قال: خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك بها فقال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي.
أخرجه أحمد (1/ 175) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 363)
عن حجاج بن محمَّد الأعور
والنسائي في "خصائص علي"(41)
عن أسباط بن محمَّد القرشي
كلاهما عن فطر (2) عن عبد الله بن شريك به.
قال الحافظان الهيثمي والعسقلاني: إسناده حسن" المجمع 9/ 114 - النكت على كتاب ابن الصلاح 1/ 465
قلت: بل إسناده ضعيف، عبد الله بن الرقيم قال النسائي: لا أعرفه، وقال ابن خراش: لم يَرو عنه سوى عبد الله بن شريك، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.
- ورواه إسرائيل بن يونس عن عبد الله بن شريك واختلف عنه:
• فقال علي بن قادم الكوفي: أنا إسرائيل عن عبد الله بن شريك عن الحارث بن مالك قال: أتيت مكة، فلقيت سعد بن أبي وقاص، فقلت: هل سمعت لعلي منقبة؟ قال: كنا مع
(1) 8/ 15 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر"
(2)
رواه علي بن قادم عن فطر بلفظ "أنّ للعباس أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: سددت أبوابنا إلا باب علي؟ فقال "ما أنا فتحتها وما أنا سددتها"
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3554)
رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فنودي فينا ليلاً: ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآل علي. قال: فخرجنا فلما أصبح أتاه عمه فقال: يا رسول الله! أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا الغلام! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما أنا أمرت بإخراجكم، ولا بإسكان هذا الغلام، إنّ الله هو أمر به".
أخرجه النسائي في "الخصائص"(40) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 363)
وقال النسائي: عبد الله بن شريك ليس بذلك، والحارث بن مالك لا أعرفه"
قلت: علي بن قادم وعبد الله بن شريك مختلف فيهما، والحارث بن مالك قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.
• وقال زافر بن سليمان الأيادي: عن إسرائيل عن عبد الله بن شريك عن الحارث بن ثعلبة قال: قلت لسعد: أشهدت شيئاً من مناقب علي؟ قال: شهدت له أربع مناقب، والخامسة لقد شهدتها ، لَأَنْ يكون لي أخراهنّ أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها: سدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب المسجد وترك باب علي
…
"
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3553)
وزافر مختلف فيه: وثقه أحمد وغيره، وذكره أبو زرعة وغيره في الضعفاء.
والحارث بن ثعلبة لم أر من ترجمه.
- ورواه جابر بن الحر النخعي عن عبد الله بن شريك عن الحارث بن ثعلبة عن سعد.
قاله المزي في "تهذيب الكمال"(5/ 278)
وقال: المحفوظ حديث فطر"
الثاني: يرويه مسلم بن كيسان المُلائي عن خيثمة بن عبد الرحمن عن سعد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سدّ أبواب الناس في المسجد، وفتح باب عليّ، فقال الناس في ذلك، فقال "ما أنا فتحته ولكن الله فتحه"
أخرجه أبو يعلى (703) من طريق محمَّد بن إسماعيل بن جعفر الطحان ثنا غسان بن بشر الكاهلي عن مسلم به.
الطحان والكاهلي لم أر من ذكرهما.
ورواه محمَّد بن فضيل عن مسلم الملائي بلفظ "أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه العباس
وغيره من المسجد فقال- له العباس: تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك وتسكن عليا، فقال "ما أنا أخرجتكم وأسكنته ولكن الله أخرجكم وأسكنه"
أخرجه الحاكم (3/ 116 - 117)
قال الذهبي: سكت الحاكم عن تصحيحه ومسلم متروك"
الثالث: يرويه الحكم بن عُتيبة عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسدّ الأبواب إلا باب عليّ، فقالوا: يا رسول الله، سددت أبوابنا كلها إلا باب عليّ، فقال "ما أنا سددت أبوابكم ولكنّ الله سدّها"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3942) عن علي بن سعيد الرازي ثنا سويد بن سعيد ثنا معاوية بن ميسرة بن شريح ثنا الحكم بن عتيبة به.
وقال: لم يَروه عن الحكم إلا معاوية، تفرد به سويد"
قلت: وقد تكلموا فيه. انظر "النكت على كتاب ابن الصلاح"(1/ 276) و "تلخيص الحبير"(2/ 268)
ومعاوية بن ميسرة ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وروى عنه جماعة فهو مستور.
وعلي بن سعيد الرازي مختلف فيه: وثقة مسلمة بن القاسم، وقال الدارقطني: ليس في حديثه بذاك، قد حدّث بأحاديث لم يتابع عليها، وقد تكلم فيه أصحابنا بمصر (1).
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة فانظر حديث "أَمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبواب المسجد فَسُدَّت إلا باب علي"
وحديث "سُدّوا هذه الأبواب إلا باب علي".
666 -
عن جابر بن سَمُرَة قال: أَمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسدّ الأبواب كلها غير باب عليّ فربما مرّ فيه وهو جنب"
(1) ولم يتفرد الحكم بن عتيبة به بل تابعه أبو بَلْج عن مصعب بن سعد عن أبيه رفعه "سدوا عني كل خوخة في المسجد إلاخوخة علي"
أخرجه البزار (1169) من طريق معلي بن عبد الرحمن الواسطي ثنا شعبة عن أبي بلج به.
وقال: وأظنّ معلى أخطأ فيه لأنّ شعبة وأبا عوانة يرويانه عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس وهو الصواب"
قلت: ومعلى كذبه ابن المديني وغيره.
قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (1)
ضعيف جداً
أخرجه الطبراني في "الكبير"(2031) من طريق ناصح التميمي المحلمي عن سِماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسدّ أبواب المسجد كلها غير باب عليّ، فقال العباس: يا رسول الله! قَدْر ما أدخل أنا وحدي وأخرج؟ قال "ما أُمرت بشيء من ذلك" فسدّها كلها غير باب على وربما مرّ وهو جنب.
قال الهيثمي: وفيه ناصح أبو عبد الله وهو متروك" المجمع 9/ 115
667 -
حديث قيس بن سعد بن عبادة قال: أَمرنا رسول صلى الله عليه وسلم بصدقة الفطر قبل أن تنزل الزكاة، ثم نزلت فريضة الزكاة فلم يأمرنا ولم ينهنا ، نحن نفعله"
قال الحافظ: وثبت عند أحمد وابن خزيمة أيضاً والنسائي وابن ماجه والحاكم من حديث قيس بن سعد بن عبادة قال: فذكره، إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح إلا أبا عمار الراوي له عن قيس بن سعد، وهو كوفي اسمه عَريب- بالمهملة المفتوحة- ابن حميد، وقد وثقه أحمد وابن معين" (2)
تقدم الكلام عليه فانظر حديث "أَمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقة الفطر
…
"
668 -
أَمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام عاشوراء يوم العاشر"
قال الحافظ: ويؤيده رواية الترمذي من طريق أخرى بلفظ: فذكره" (3)
أخرجه الترمذي (755) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا عبد الوارث عن يونس عن الحسن عن ابن عباس قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم عاشوراء يوم العاشر.
وقال: حديث حسن صحيح"
قلت: رواته ثقات إلا أن الحسن البصري لم يسمع من ابن عباس كما قال أحمد وابن معين وابن المديني وغيرهم.
669 -
حديث عليّ: أَمرني النبي صلى الله عليه وسلم أنْ آتيه بطبق -أي كتف- يكتب ما لا تضل أمته من بعده"
(1) 8/ 15 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: سدوا الأبواب إلا باب علي)
(2)
4/ 9 (كتاب الزكاة- باب وجوب الزكاة)
(3)
5/ 148 (كتاب الصوم- باب صوم يوم عاشوراء)
قال الحافظ: وفي مسند أحمد من حديث علي أنه المأمور بذلك ولفظه: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه أحمد (1/ 90) عن بكر بن عيسى الرّاسبي ثنا عمر بن الفضل عن نعيم بن يزيد عن علي بن أبي طالب قال: أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن آتيه بطبق يكتب فيه ما لا تضل أمته من بعده. قال: فخشيت أنْ تفوتني نفسه، قلت: إني أحفظ وأعي، قال "أوصي بالصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم"
وإسناده ضعيف، نعيم بن يزيد مجهول، قاله أبو حاتم والذهبي في "المغني" و "الديوان" والحافظ في "التقريب"، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى عمر بن الفضل السلمي.
670 -
حديث عليّ قال: أَمرني النبي صلى الله عليه وسلم فأعطيت الحَجَّام أجره"
قال- الحافظ: وأخرج الترمذي وابن ماجه من حديث علي قال: فذكره، ولابن أبي شيبة من هذا الوجه أنّه صلى الله عليه وسلم قال للحجام "كم خراجك؟ " قال: صاعان. قال: فوضع عنه صاعا. وفي حديث ابن عمر عند ابن أبي شيبة أنّ خراجه كان ثلاثة آصع، وكذا لأبي يعلى عن جابر" (2)
حسن
أخرجه الطيالسي (ص 23) عن وَرْقَاء بن عمر اليشكري عن عبد الأعلى عن أبي جميلة عن عليّ قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرني فأعطيت للحجام أجره.
وأخرجه أحمد (1/ 90) عن الطيالسي به.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(344) وابن ماجه (2163) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1/ 134) والمزي في "تهذيب الكمال"(29/ 196) من طرق عن الطيالسي به.
وأخرجه أحمد (1/ 90) وابنه (1/ 134)
عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي
وابن ماجه (2163)
عن يزيد بن هارون الواسطي
(1) 1/ 219 (كتاب العلم- باب كتابة العلم)
(2)
5/ 366 (كتاب الإجارة- باب من كلم موالي العبد أن يخففوا عنه من خراجه)
والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 130)
عن آدم بن أبي إياس العسقلاني
قالوا: ثنا ورقاء بن عمر عن عبد الأعلى الثعلبي عن أبي جميلة الطُّهَوي عن عليّ به.
قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لأن مداره على عبد الأعلى بن عامر الثعلبي وقد تركه ابن مهدي ويحيى القطان، وضعفه أحمد وابن معين وغيرهم" مصباح الزجاجة 3/ 13
قلت: ولم ينفرد به بل تابعه أبو جَنَاب يحيى بن أبي حية الكلبي عن أبي جميلة الطهوي: سمعت عليا يقول: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال للحجام حين فرغ "كم خراجك؟ " قال: صاعان. فوضع عنه صاعا وأمرنى فأعطيته صاعا.
أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 267) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1/ 135)
قال الهيثمي: وفيه أبو جناب الكلبي وهو مدلس وقد وثقه جماعة" المجمع 4/ 94
قلت: وضعفه جماعة أيضاً، ولم يذكر سماعا من أبي جميلة الطهوي، وأبو جميلة واسمه ميسرة بن يعقوب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث، ولم أر من تابعه.
لكن للحديث شواهد عن ابن عباس وعن أنس وعن ابن عمر وعن جابر فيتقوى بها.
فأما حديث ابن عباس فأخرجه البخاري (فتح 5/ 365) ولفظه "احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وأعطى الحجام أجره.
وأما حديث أنس فأخرجه البخاري (فتح 5/ 228) ولفظه "حجم أبو طيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر له بصاع من تمر وأمر أهله أنْ يخففوا من خراجه.
وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن أبي شيبة (6/ 266) عن علي بن مُسْهِر الكوفي عن ابن أبي ليلى ونافع عن ابن عمر أنْ أبا طيبة حجم النبي صلى الله عليه وسلم فسأله "كم خراجك؟ " قال: ثلاثة آصع، قال: فوضع عنه من خراجه صاعا وأعطاه أجرا.
رواه عبدة بن سليمان الكلابي عن ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر.
أخرجه الترمذي في "الشمائل"(346)
وتابعه محمَّد بن فضيل الكوفي ثنا ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر به.
أخرجه أبو يعلى في "معجمه"(322)
وابن أبي ليلى واسمه محمَّد بن عبد الرحمن ضعيف.
وأما حديث جابر فأخرجه الطيالسي (ص 238) عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية عن سليمان بن قيس عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إلى أبي طيبة فحجمه وقال "كم خراجك؟ " قال: ثلاث آصع، فوضع عنه صاعا.
ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 130)
وأخرجه أحمد (3/ 353) وأبو يعلى (1777 و 2057) والطحاوي (4/ 130) من طرق عن أبي عوانة به.
قال الهيثمي: ورجاله ثقات إلا أنَّه من رواية جعفر بن أبي وحشية عن سليمان بن قيس، وقيل: إنّه لم يسمع منه" المجمع 4/ 94
قلت: قال البخاري: يقال: إن سليمان بن قيس مات في حياة جابر بن عبد الله، ولم يسمع منه قتادة ولا أبو بشر.
وقال ابن حبان: لم يَر أبو بشر سليمانَ بن قيس.
671 -
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بتسمية المولود لسابعه"
قال الحافظ: وللترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: فذكره" (1)
أخرجه الترمذي (2832)
عن شَريك بن عبد الله القاضي
وابن المنذر كما في "تحفة المودود"(ص 49)
عن عبد الرحمن بن مَغْرَاء الكوفي
كلاهما عن محمَّد بن إسحاق المدني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتسمية المولود يوم سابعه ووضع الأذى عنه والعق.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"
قلت: اختلف فيه على ابن إسحاق، فرواه عباد بن العوام الواسطي عنه عن عمرو بن شعيب أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالعقيقة يوم السابع للمولود ووضع الأذى وتسميته.
(1) 12/ 5 (كتاب العقيقة- باب تسمية المولود غداة يولد)
وهذا مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 240)
وإسناده ضعيف؛ لأنّ ابن إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من عمرو بن شعيب.
وللحديث شاهد عن ابن عمر تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إذا كان يوم السابع للمولود
…
"
672 -
عن عثمان بن طلحة قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فواريت قرني الكبش حين دخل البيت"
قال الحافظ: أخرجه أحمد" (1)
يرويه منصور بن عبد الرحمن الحَجَبي واختلف عنه:
- فقال سفيان بن عُيينة: ثنا منصور بن عبد الرحمن أني خالي مُسَافع بن شيبة عن أمي صفية بنت شيبة قالت: أخبرتني امرأة من بني سليم ولدت عامة أهل دارهم أنها سألت عثمان بن طلحة عن دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه بعد دخوله الكعبة، فقال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم "إني كنت رأيت قرني الكبش في البيت فنسيت أن آمرك أن تخمرهما فخمرهما فإنه لا ينبغي أنْ يكون في البيت شيء يشغل المصلي"
أخرجه عبد الرزاق (9083) والحميدي (565) وابن أبي شيبة فى "مسنده"(715) وأحمد (4/ 68 و 5/ 380) عن سفيان به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8396) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به.
وأخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف"(932) والمزي (27/ 424) من طريق أبي بكر بن ريذة أنا الطبراني به.
وأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 255 - 256) عن بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به.
وأخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 2/ 211) وأبو داود (2030) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(611) والأزرقي في "أخبار مكة"(1/ 223 - 224) والطحاوي (2) في "شرح المعاني"(1/ 392) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1794) وابن قانع (2/ 255 - 256) والبيهقي (2/ 438) وأبو موسى المديني (932) من طرق (3) عن سفيان به.
(1) 16/ 33 (كتاب التعبير- باب رؤيا إبراهيم عليه السلام
(2)
سقط من إسناده: عن مسافع.
(3)
رواه بعضهم عن سفيان فأرسله.
ورواته ثقات غير المرأة السلمية قال الحافظ في "التقريب": لا تعرف.
- وقال محمَّد بن عبد الرحمن الحجبي: عن منصور بن عبد الرحمن عن أمه عن أم عثمان ابنة سفيان- وقد بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا شيبة ففتح، فلما دخل البيت ورجع وفرغ ورجع شيبة إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ أجب، فأتاه فقال "إني رأيت في البيت قرنا فغيبه"
قال منصور: فحدثني عبد الله بن مسافع عن أمي عن أم عثمان بنت سفيان أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له في الحديث "فإنه لا ينبغي أنْ يكون في البيت شيء يلهي المصلين"
أخرجه أحمد (4/ 68) عن علي بن إسحاق المروزي عن عبد الله بن المبارك أنا محمَّد بن عبد الرحمن به.
وأخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 2/ 211 - 212) عن محمَّد ثنا ابن المبارك به.
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابه"(7998) من طريق حِبَّان بن موسى المروزي ثنا ابن المبارك به.
إلا أنه ساق قوله "فإنه لا ينبغي أنْ يكون
…
" بالأسناد الأول.
ومحمد بن عبد الرحمن ترجمه البخاري في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وعبد الله بن مسافع ترجمه البخاري وغير واحد ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلا، والباقون ثقات.
673 -
عن أبي رزين قال: قال رجل: يا رسول الله، الطلاق مرتان فأين الثالثة؟ قال "إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"
قال الحافظ: أخرجه الطبري وغيره من طريق إسماعيل بن سُميع عن أبي رزين قال: فذكره، وسنده حسن لكنه مرسل لأن أبا رزين لا صحبة له، وقد وصله الدارقطني من وجه آخر عن إسماعيل فقال عن أنس، لكنّه شاذ، والأول هو المحفوظ" (1)
مرسل
أخرجه عبد الرزاق (11091) وفي "تفسيره"(1/ 93) وعبد بن حميد في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 272) وابن جرير في "تفسيره"(2/ 458) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2210) وابن بشكوال في "المبهمات"(786)
(1) 11/ 281 (كتاب الطلاق- باب من جوز الطلاق الثلاث)
عن سفيان الثوري
وسعيد بن منصور (1457) وابن أبي شيبة (5/ 259) وابن جرير (2/ 458) والبيهقي (7/ 340)
عن أبي معاوية محمَّد بن خازم الضرير
وسعيد بن منصور (1456) والبيهقي (7/ 340)
عن خالد بن عبد الله الواسطي
والبيهقي (7/ 340)
عن إسماعيل بن زكريا الكوفي
وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 272)
عن قيس بن الربيع الكوفي
كلهم عن إسماعيل بن سميع الحنفي قال: سمعت أبا رزين الأسدي يقول: فذكره.
وخالفهم عبد الواحد بن زياد البصري فرواه عن إسماعيل بن سميع عن أنس به.
أخرجه الدارقطني (4/ 4) والبيهقي (7/ 340) وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 272)
قال الدارقطني والبيهقي: كذا قال: عن أنس، والصواب عن إسماعيل بن سميع عن أبي رزين عن النبي صلى الله عليه وسلم"
زاد البيهقي: كذلك رواه جماعة من الثقات عن إسماعيل"
وقال عبد الحق الاشبيلي: المرسل أصح" تلخيص الحبير 3/ 208 - الوهم والإيهام 2/ 315
وخالفهم ابن القطان الفاسي فقال: المسند أيضاً صحيح ولا مانع أنْ يكون له في الحديث شيخان" التلخيص (1) 3/ 208
قلت: الصواب ما قاله الدارقطني والبيهقي وعبد الحق، ورواية عبد الواحد بن زياد
(1) هكذا نقلت كلام ابن القطان من التلخيص، ثم وقفت على كلامه في "الوهم والايهام" له (2/ 316 - 317) والذي ظهر لي منه أنه يصحح حديث إسماعيل بن سميع عن أنس، وحديث قتادة عن أنس، لا حديث أبي رزين المرسل، والله أعلم.
شاذة كما قال الحافظ لمخالفته للجماعة، والإسناد إلى أبي رزين صحيح، وإسماعيل بن سميع وثقه ابن معين وغيره، وأبو رزين واسمه مسعود بن مالك تابعي ثقة.
وقد روي الحديث عن أنس من طريق أخرى
فأخرج الدارقطني (4/ 3 - 4)
عن القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي
وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 272)
عن أحمد بن يحيى
قالا: ثنا عبيد الله بن جرير بن جَبَلَة ثنا عبيد الله بن عائشة ثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس أنّ رجلاً قال: يا رسول الله! أليس قال الله تعالى: الطلاق مرتان. فلم صار ثلاثاً؟ قال "إمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان"
قال ابن القطان الفاسي: الحديث صحيح فإنّ عبيد الله بن عائشة ثقة، وعبيد الله بن جرير قال الخطيب: كان ثقة" الوهم 2/ 316
وقال البيهقي: وروي عن قتادة عن أنس وليس بشيء"
قلت: قتادة مدلس ولم يذكر سماعا من أنس، وعبيد الله بن جرير ذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الخطيب في التاريخ 10/ 325، وابن عائشة هو عبيد الله بن محمَّد بن حفص التيمي البصري.
674 -
عن نافع بن عبد الحارث الخزاعي قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا من حوائط المدينة فقال لبلال:"أمسك علي الباب"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود من طريق إسماعيل بن جعفر عن محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن نافع بن عبد الحارث الخزاعي قال: فذكره، فجاء أبو بكر يستأذن فذكر نحوه (أي نحو حديث أبي موسى الأشعري المذكور في الباب) وأخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث أبي سعيد نحوه، وهذا إنْ صح حمل على التعدد، ثم ظهر لي أنّ فيه وهما من بعض رواته فقد أخرجه أحمد عن يزيد بن هارون عن محمَّد بن عمرو وفي حديثه أنّ نافع بن عبد الحارث هو الذي كان يستأذن وهو وهم أيضاً فقد رواه أحمد من طريق موسى بن عقبة عن أبي سلمة عن نافع فذكره وفيه "فجاء أبو بكر فاستأذن فقال لأبي موسى فيما أعلم "ائذن له" وأخرجه النسائي من طريق أبي الزناد عن أبي سلمة عن نافع بن
عبد الحارث عن أبي موسى وهو الصواب، فرجع الحديث إلى أبي موسى واتحدت القصة" (1)
يرويه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف واختلف عنه:
- فرواه محمَّد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن نافع بن عبد الحارث الخزاعي
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(742) وأحمد (3/ 408) وأبو داود (5188) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2337) والنسائي في "الكبرى"(8132) وخيثمة بن سليمان في "حديثه"(ص 102 - 103) وأبو نعيم في "الصحابة"(6401) والمزي في "تهذيب الكمال"(17/ 455) من طرق عن محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن نافع بن عبد الحارث أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حائطا من حوائط الأنصار، فقال (2)"أمسك عليّ الباب" ثم جلس على قُفِّ البئر ودلى رجليه، فَضُرب الباب، فقلت: من هذا؟ قال: أبو بكر. فقلت: يا رسول الله! هذا أبو بكر، قال "ائذن له وبشره بالجنة" فأذنت له، فدخل فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جلس على قف البئر، ودلى رجليه في البئر. ثم ضُرب الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عمر بن الخطاب. فقلت: يا رسول الله هذا عمر بن الخطاب، قال "ائذن له وبشره بالجنة" فدخل فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس على قف البئر، ودلى رجليه في البئر، ثم ضُرب الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان. قال "ائذن له وبشره بالجنة ومعها بلاء" فدخل فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجلس على قف البئر، ودلى رجليه في البئر.
ولم ينفرد محمَّد بن عمرو به بل تابعه موسى بن عقبة قال: سمعت أبا سلمة يحدث ولا أعلمه إلا عن نافع بن عبد الحارث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حائطا من حوائط المدينة فجلس على قف البئر فجاء أبو بكر يستأذن فقال "ائذن له وبشره بالجنة" وذكر الحديث وليس فيه ذكر لأبي موسى.
أخرجه أحمد (3/ 408) والطبراني في "الأوسط"(2832) وأبو نعيم في "الصحابة"، (6402)
- ورواه أبو الزناد عبد الله بن ذكوان المدني عن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث الخزاعي عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(8131)
(1) 8/ 37 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لوكنت متخذا خليلا)
(2)
زاد أبو نعيم والمزي: لبلال.
عن صالح بن كيسان المدني
والبخاري في "الأدب المفرد"(1195) وخيثمة بن سليمان (ص 102) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص 461) والمزي في "تهذيب الكمال"(17/ 456)
عن عبد الرحمن بن أبي الزناد
كلاهما عن أبي الزناد به.
675 -
حديث كعب بن مالك حيث استشار في الخروج من ماله كله فقال "أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك"
سكت عليه الحافظ. (1)
أخرجه البخاري (فتح 9/ 176 - 187)
676 -
حديث عقبة بن عامر: قلنا: يا رسول الله، ما النجاة؟ قال:"أَمسك عليك لسانك"
قال الحافظ: وللترمذي من حديث عقبة بن عامر: فذكره" (2)
وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه الترمذي وحسنه" (3)
له عن عقبة بن عامر طريقان:
الأول: يرويه علي بن يزيد الألهاني عن القاسم عن أبي أمامة عن عقبة قال: قلت: يا رسول الله! ما النجاة؟ قال أملك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك"
أخرجه (4) ابن المبارك في "الزهد"(1324) عن يحيى بن أيوب المصري عن عبيد الله بن زَحْر عن علي بن يزيد به.
وأخرجه أحمد (5/ 259) وفي "الزهد"(ص 22) والترمذي (2406) وابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء"(169) وفي "الصمت"(2) وفي "العزلة"(1) وابن أبي عاصم في "الزهد"(3) وابن عدي (4/ 1632) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 9 و 8/ 175) والبيهقي في "الشعب"(784 و 4582) والخطابي في "العزلة"(ص 8) وابن قدامة في "المتحابين"(144)
(1) 14/ 51 (كتاب الرقاق- باب فضل الفقر)
(2)
13/ 54 (كتاب الأدب- باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره)
(3)
14/ 89 - 90 (كتاب الرقاق- باب حفظ اللسان)
(4)
رواه ابن وهب في "الجامع"(374) عن يحيى بن أيوب فلم يذكر أبا أمامة.
والقشيري في "الرسالة"(ص 62) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1713 و 1731) وأبو عمرو الداني في "الفتن"(119) والشجري في "أماليه"(2/ 155 - 156) والسلفي في "معجم السفر"(363) وأبو سعد الماليني في "الأربعين في شيوخ الصوفية"(ص 193 - 194) من طرق عن ابن المبارك به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 270) والبيهقي في "الشعب"(784 و 4582) وفي "الزهد"(236) وفي "الآداب"(400) والروياني (158)
عن سعيد بن أبي مريم
وابن عدي (7/ 2672)
عن سعيد بن كثير بن عُفير المصري
قالا: ثنا يحيى بن أيوب به.
وأخرجه أحمد (4/ 148) والطبراني في "الكبير"(17/ 270) وابن عدي (5/ 1813) والخطيب في "التاريخ"(8/ 270 - 271) والشجري (2/ 199) من طرق عن علي بن يزيد الألهاني به.
قال الترمذي: حديث حسن"
قلت: علي بن يزيد قال الساجي: اتفق أهل العلم على ضعفه.
لكنه لم ينفرد به بل تابعه ثابت بن ثوبان العنسي الشامي الدمشقي عن القاسم به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 271) عن إبراهيم بن محمَّد بن عِرْق الحمصي ثنا يحيى بن عثمان ثنا أبي عن ابن ثوبان عن أبيه به.
وابن ثوبان اسمه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان مختلف فيه: وثقه جماعة، وضعفه آخرون، واختلف عليه في هذا الحديث فرواه غسان بن الربيع عنه عمن سمع القاسم يحدث عن أبي أمامة عن عقبة به.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(253) عن عبد الله بن محمَّد بن عزيز الموصلي ثنا غسان بن الربيع به.
وغسان بن الربيع هو الموصلي ذكره ابن حبان في "الثقات" واختلف فيه قول الدارقطني: فمرّة قال: صالح، ومرّة قال: ضعيف، وقال الذهبي في "الميزان": ليس بحجة في الحديث.
وفي الإسناد الأول إبراهيم بن محمَّد الحمصي قال الذهبي في "الميزان": شيخ للطبراني غير معتمد.
الثاني: يرويه أَسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد اللخمي عن عقبة قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي "يا عقبة بن عامر! أملك لسانك، وابك على خطيئتك، وليسعك بيتك"
أخرجه هناد في "الزهد"(460 و 1126) عن إسماعيل بن عياش الحمصي عن أسيد بن عبد الرحمن به.
وأخرجه أحمد (4/ 158) عن حسين بن محمَّد المروذي ثنا ابن عياش به.
وزاد "يا عقبة بن عامر صِلْ من قطعك، واعط من حرمك، واعف عمن ظلمك، يا عقبة بن عامر! ألا أعلمك سورا ما أنزلت في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل، ولا في الفرقان مثلهن، لا يأتين عليك ليلة إلا قرأتهنّ فيها؟ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1]، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} [الفلق: 1]، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} [الناس: 1] (1).
فروة بن مجاهد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وذكره البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وقال ابن منده: مجهول (الإصابة 8/ 119 - 120) والباقون ثقات.
وللحديث شاهد عن ابن مسعود رفعه "ليسعك بيتك، وابك على خطيئتك، وأملك عليك لسانك"
أخرجه الطبراني (2) في "الكبير"(10353) و"الأوسط"(5795) عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي ثنا محمَّد بن جعفر الفَيدي ثنا جابر بن نوح عن المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن القاسم بن عبد الرحمن إلا المسعودي، ولا عن المسعودي إلا جابر بن نوح، تفرد به الفيدي"
وقال الهيثمي: وفيه المسعودي وقد اختلط" المجمع 10/ 299
(1) وأخرجه البيهقي في "الشعب"(7723) من طريق عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ثنا إسماعيل بن عياش به إلا أنه لم يذكر قوله "ألا أعلمك سورا"
(2)
ومن طريقه أخرجه الشجري في "أماليه"(2/ 156)
قلت: وجابر بن نوح قال ابن معين: لم يكن بثقةكان ضعيفاً، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث.
677 -
عن أبي سعيد قال: بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعَرْج، إذ عرض لنا شاعر ينشد، فقال "أمسكوا الشيطان، لَأنْ يمتلئ"
قال الحافظ: ووقع في حديث أبي سعيد عند مسلم (2259) لهذا الحديث سبب ولفظه: فذكره" (1)
وتمامه "جوف رجل قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا"
678 -
عن جابر قال: جعل الأنصار يعمرون المهاجرين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أمسكوا عليكم أموالكم ولا تفسدوها فإنه من أعْمَرَ عُمْرَى فهي للذي أعْمِرَهَا حيا وميتا ولعقبه"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (3/ 1246 - 1247) من طريق أبي الزبير عن جابر قال: فذكره" (2)
679 -
عن معاوية بن حَيْدة جد بَهْز بن حكيم قال: قلت: يا رسول الله، من أَبرُّ؟ قال "أمك"
قال الحافظ: أخرجه المصنف في "الأدب المفرد" وأبو داود والترمذي" (3)
حسن
أخرجه ابن المبارك في "البر والصلة"(4) عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: فذكره، وزاد: قلت: ثم من؟ قال "أمك" قلت: ثم من؟ قال "أمك" قلت: ثم من؟ قال "ثم أباك ثم الأقرب فالأقرب"
ومن طريقه أخرجه إبراهيم الهاشمي في "الأمالي"(41) وابن المقرب في "الأربعين"(30) والخطيب في "التاريخ"(10/ 375 - 376)
وأخرجه عبد الرزاق (20121) وأحمد (5/ 3 و5) والبخاري في "الأدب المفرد"(3) وهناد في "الزهد"(965) ومحمد بن أسلم الطوسي في "الأربعين"(19) وأبو داود (5139) والترمذي (1897) والروياني (922) والطحاوي في "المشكل"(1667 و1668)
(1) 13/ 166 (كتاب الأدب- باب ما يكره أن، يكون الغالب على الإنسان الشعر)
(2)
6/ 167 (كتاب الهبة- باب ما قيل في العمرى والرقبى)
(3)
13/ 4 (كتاب الأدب- باب من أحق الناس بحسن الصحبة)
وابن قانع في "الصحابة"(3/ 71) وابن حبان في "الثقات"(8/ 344) والطبراني في "الكبير"(19/ 404 و 405 و 405 - 406 و 406) وفي "الصغير"(1140) والقطيعي في "جزء الألف دينار"(256 و 257 و 258) وابن ماسي في "حديث الأنصاري"(23) وابن شاهين في "الترغيب"(295) والحاكم (3/ 642 و 4/ 150) وتمام (1736 و 1737 و 1718) وابن بشران (625) والبيهقي (4/ 179) وفي "الشعب"(7455 و 7456) والخطيب في "التاريخ"(3/ 265 - 266) وفي "الموضح"(2/ 390 - 391 و 391) وفي "المتفق"(965) وأبو موسى المديني في "اللطائف من علوم المعارف"(215) والبغوي في "شرح السنة"(3417) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1589) وابن الجوزي في "البر والصلة"(38) والضياء المقدسي في "عواليه"(55) والمزي (7/ 203 - 204) والذهبي في "سير الأعلام"(9/ 484 - 485) وفي "معجم الشيوخ"(2/ 394 - 395) من طرق عن بهز بن حكيم به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد تكلم شعبة في بهز بن حكيم وهو ثقة عند أهل الحديث"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال ابن عساكر: حديث حسن"
وقال أبو موسى المديني: هذا حديث مشهور ثابت من حديث بهز بن حكيم"
قلت: إسناده حسن للخلاف في بهز بن حكيم.
ولم ينفرد به بل تابعه أخوه مهران بن حكيم عن أبيه عن جده به.
أخرجه الطبراني في "الصغير"(626) وأبو الشيخ في "الطبقات"(4/ 41 - 42 و50) عن أبي بكر عبد الله بن الحسين النيسابوري ثنا أحمد بن حفص بن راشد السلمي ثني أبي ثنا إبراهيم بن طهمان عن مهران بن حكيم به.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 68) عن القاضي محمَّد بن أحمد بن إبراهيم ثنا أبو بكر عبد الله بن الحسين به.
قال الطبراني: لم يَروه عن مهران إلا إبراهيم، ولم يسند مهران حديثا غير هذا"
قلت: ولم أقف له على ترجمة.
680 -
حديث أبي رِمْثَة: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: "أمك وأباك، ثم أختك وأخاك، ثم أدناك فأدناك"
قال الحافظ: أخرجه الحاكم هكذا، وأصله عند أصحاب السنن الثلاثة وأحمد وابن حبان" (1)
سيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر حديثاً "يد المعطي العليا"
681 -
عن رجاء الأسلمية قالت: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، ادع الله لي في ابن لي بالبركة فإنه قد تُوفي لي ثلاثة، فقال "أمنذ أسلمت؟ " قالت: نعم.
قال الحافظ: وأخرج أيضاً (أي أحمد) عن رجاء الأسلمية قالت: فذكرته" (2)
أخرجه أحمد (5/ 83) عن عبد الرزاق أنا هشام عن ابن سيرين عن امرأة يقال لها رجاء قالت: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءته امرأة بابن لها، فقالت: فذكرت الحديث، وزادت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "جنة حصينة" فقال لي رجل: اسمعي يا رجاء ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 109)
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3303) والطبراني في "الكبير"(24/ 279 - 280) من طرق عن عبد الرزاق به.
قال الحافظ: رجاله ثقات" الإصابة 12/ 253
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 6
قلت: وهو كما قالا، واختلف فيه على هشام وهو ابن حسان.
فقال يزيد بن هارون: أنا هشام عن محمَّد قال: حدثتنا امرأة كانت تأتينا يقال لها: ماوية كانت تَرْزَأ في ولدها، وأتت عبيد الله بن معمر القرشي ومعه رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فحدّث ذلك الرجل أنّ امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم بابن لها فقالت: يا رسول الله، ادع الله تبارك وتعالى أن يبقيه لي فقد مات لي قبله ثلاثة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"أمنذ أسلمت؟ " فقالت: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "جنة حصينة" قالت ماوية: قال عبيد الله بن معمر: اسمعي يا ماوية، قال محمَّد: فخرجت من عند ابن معمر فأتتنا فحدثتنا هذا الحديث.
أخرجه أحمد (5/ 83)
(1) 13/ 5 - 6 (كتاب الأدب- باب من أحق الناس بحسن الصحبة)
(2)
3/ 362 (كتاب الجنائز- باب فضل من مات له ولد فاحتسب)
وماوية هذه لم أر من ترجمها، ولم يذكرها الحسيني في "الإكمال" ولا الحافظ في "التعجيل".
682 -
عن أنس قال: أمَّنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم فتح مكة إلا أربعة من الناس: عبد العزى بن خطل، وقيس بن صبابة الكناني، وعبد الله بن أبي سرح، وأم سارة، فأما عبد العزى بن خطل فقتل وهو متعلق بأستار الكعبة"
قال الحافظ: وروى ابن أبي شيبة والبيهقي في "الدلائل" من طريق الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن أنس: فذكره" (1)
تقدم الكلام عليه فانظر حديث أَمَا كان فيكم رجل يقوم إلى هذا
…
"
683 -
"أميران وليسا بأميرين، من تبع جنازة فليس له أنْ ينصرف حتى تدفن أو يأذن أهلها، والمرأة تحج أو تعتمر مع قوم فتحيض قبل طواف الركن فليس لهم أن ينصرفوا حتى تطهر أو تأذن لهم"
قال الحافظ: أخرجه البزار من حديث جابر، وأخرجه الثقفي في "فوائده" من طريق أبي هريرة مرفوعاً، وفي إسناد كل منهما ضعفا شديدا" (2)
ضعيف
روي من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي هريرة
فأما حديث جابر فأخرجه البزار (كشف الأستار 1144 وميزان الاعتدال 3/ 272) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 88) من طريق عمرو (3) بن عبد الغفار الفقيمي ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعاً "أميران وليسا بأميرين، المرأة تحج مع القوم فتحيض قبل أنْ تطوف بالبيت طواف الزيارة، فليس لأصحابها أن ينفروا حتى يستأذنوها، والرجل يتبع الجنازة، فيصلي عليها ليس له أنْ يرجع حتى يستأمر أهل الجنازة"
قال البزار: لم يَرو هذا عن الأعمش إلا عمرو بن عبد الغفار"
وقال الذهبي في "الميزان": تفرد به عمرو، وعمرو متهم"
قلت: عمرو بن عبد الغفار قال أبو حاتم: ضعيف الحديث متروك الحديث، وقال العقيلي: منكر الحديث، وقال ابن عدي: ليس بالثبت بالحديث.
(1) 4/ 431 - 432 (كتاب الحج- أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب دخول الحرم ومكة بدون إحرام)
(2)
4/ 339 (كتاب الحج- باب إذا حاضت المرأة بعد ما طافت)
(3)
وقع في "كشف الأستار": أحمد بن عبد الغفار، وهو خطأ والصواب عمرو.
وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:
الأول: يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رفعه "أميران وليسا بأميرين، الرجل يتبع الجنازة فلا ينصرف حتى يستأذن، والمرأة تكون مع القوم فتحيض، فلا تنفروا حتى تطهر".
أخرجه العقيلي (3/ 287) من طريق عبيد بن صدقة التغلبي ثنا عمرو بن عبد الجبار العبدي عن أبي شهاب عن يحيى بن سعيد به.
وقال: عمرو بن عبد الجبار لا يتابع على حديثه، وهذا الحديث يُروى بإسناد معل"
وقال ابن عدي: عمرو بن عبد الجبار أحاديثه كلها ليست محفوظة"
الثاني: يرويه الحسن بن عُمارة عن الحكم وعدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعاً نحوه.
ذكره ابن الجوزي في "العلل"(943)
وقال: قال الدارقطني: لا يثبت مرفوعاً"
قلت: والحسن بن عمارة متروك.
684 -
حديث أم العلاء قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار لما فتح النضير "إنْ أحببتم قسمت بينكم ما أفاء الله عليّ وكان المهاجرون على ما هم عليه من السكنى في منازلكم وأموالكم، وإنْ أحببتم أعطيتهم وخرجوا عنكم" فاختاروا الثاني.
قال الحافظ: رواه الحاكم في "الإكليل"(1).
أخرجه الواقدي في "المغازي"(1/ 379 - 380) عن معمر عن الزهري عن خارجة بن زيد عن أم العلاء.
ومن طريقه أخرجه الحاكم في "الإكليل" كما في "عيون الأثر" لابن سيد الناس (2/ 70)
والواقدي كذبه أحمد وغيره، وقال ابن المديني وغيره: يضع الحديث.
685 -
قالوا: يا رسول الله ما حق الجار على الجار؟ قال: "إنّ استقرضك أقرضته، وإنْ استعانك أعنته ، وإنْ مرض عدته، وإنْ احتاج أعطيته، وإنْ افتقر عُدْتَ
(1) 8/ 335 (كتاب المغازي- حديث بني النضير)
عليه، وإنْ أصابه خير هنيته، وإنْ أصابته مصيبة عزيته، وإذا مات اتبعت جنازته، ولا تستطيل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، ولا تؤذيه بريح قِدْرِك إلا أنْ تغرف له منها، وإنْ اشتريت فاكهة فاهد له، وإنْ لم تفعل فأدخلها سراً، ولا تخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده"
قال الحافظ: أخرجه الطبراني من حديث بَهز بن حكيم عن أبيه عن جده، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وأبو الشيخ في كتاب "التوبيخ" من حديث معاذ بن جبل: فذكره، وألفاظهم متقاربة والسياق أكثره لعمرو بن شعيب، وفي حديث بهز بن حكيم "وإن أعوز سترته" وأسانيدهم واهية لكن اختلاف مخارجها يشعر بأن للحديث أصلاً" (1)
ضعيف
روي من حديث معاوية بن حَيدة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث معاذ بن جبل ومن حديث أبي هريرة ومن حديث زيد بن يثيع مرسلاً.
فأما حديث معاوية بن حيدة فيرويه إسماعيل بن عياش عن أبي بكر الهُذَلي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله! ما حق جاري علي؟ قال "إنْ مرض عدته، وإنْ مات شيعته، وإنْ استقرضك أقرضته، وإنْ أعوز سترته، وإنْ أصابه خير هنأته، وإنْ أصابته مصيبة عزيته، ولا ترفع بناءك فوق بنائه فتسد عليه الريح، ولا تؤذه بريح قدْرِك، إلا أنْ تغرف له منها".
أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 419) وفي "ما انتقاه ابن مردويه من حديثه"(155) والبيهقي في "الشعب"(9114)
قال الذهبي: سنده واه" حق الجار ص 37
وقال العلائي: فيه إسماعيل بن عياش ضعيف لكن ليس العهدة فيه عليه بل على شيخه أبي بكر الهذلي فإنّه أحد المتروكين" اتحاف السادة المتقين 6/ 309
وقال الهيثمي: وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف" المجمع 8/ 165
قلت: قال أبو زرعة وغيره: ضعيف، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.
(1) 13/ 53 (كتاب الأدب- باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره)
وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها فإن أبا بكر الهذلي بصري.
وأما حديث ابن عمرو فيرويه سويد بن عبد العزيز الدمشقي عن عثمان بن عطاء الخرساني عن أبيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أتدرون ما حق الجار؟ إنْ استعان بك أعنته، وإنْ استقرضك أقرضته، وإنْ افتقر عدت عليه، وإنْ مرض عدته، وإنّ مات اتبعت جنازته، وإنْ أصابه خير هنأته، وإنْ أصابته مصيبة عزيته، ولا تستطل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه وإذا اشتريت فاكهة فاهد له، فإنْ لم تفعل فأدخلها سراً، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ به ولده، ولا تؤذه بقتار قدرك، إلا أنْ تغترف له منها
…
"
أخرجه الخرائطي في "المكارم"(1/ 237) وابن عدي (5/ 1818) والبيهقي في "الشعب"(9113)
وقال: سويد بن عبد العزيز وعثمان بن عطاء وأبوه ضعفاء غير أنهم غير متهمين بالوضع"
وقال الذهبي: سويد ضعيف كعثمان بن عطاء" حق الجار ص 38
قلت: سويد قال أحمد: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة، وعثمان قال الفلاس: متروك الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال مسلم وغيره: ضعيف الحديث، وعطاء مختلف فيه.
وأما حديث معاذ فيرويه عثمان بن مطر الشيباني عن يزيد بن بزيع عن عطاء الخراساني عن معاذ قال: قلنا: يا رسول الله! ما حق الجوار؟ قال "إنّ استقرضك أقرضته، وإن استعانك أعنته، وإنْ احتاج أعطيته، وإنْ مرض عدته، وإنْ مات تبعت جنازته، وإن أصابه خير سَرَّك وهنأته، وإنْ أصابته مصيبة ساءتك وعزيته، لا تؤذه بقتار قِدر إلا أن تغرف منها، ولا تستطل عليه بالبناء لتشرف عليه وتسدّ عليه الريح إلا بإذنه، وإنْ اشتريت فاكهة فاهد له منها، وإلا فأدخله سراً، لا يخرج ولدك بشيء منه يغيظون به ولده".
وقال "أتدرون ما أقول لكم؟ لن يؤدي حقّ الجار إلا قليل ممن رحم الله"
أخرجه أبو الشيخ في "التوبيخ"(25)
قال الذهبي: هذا منقطع" حق الجار ص 38
قلت: لأنّ عطاء الخراساني لم يسمع من معاذ، وعثمان بن مطر ويزيد بن بزيع ضعيفان.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(863) من طريق إسماعيل بن رافع الأنصاري عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة رفعه "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره" قال: يا رسول الله، وما حق الجار؟ قال "إنْ سألك فأعطه، وإن استغاثك فأغثه، وإن استقرضك فأقرضه، وإن دعاك فأجبه، وإنْ مرض فعده، وإنْ مات فشيعه، وإنْ أصابته مصيبة فعزه، ولا تؤذه بقتار قدرك إلا أنْ تغرف له منها، ولا ترفع عليه البناء لتسدّ عليه الريح إلا بإذنه".
قال الذهبي: إسماعيل واه" حق الجار ص 38
وأما حديث زيد بن يثيع فيرويه أبو معاوية محمَّد بن خازم الكوفي عن أبي رجاء الجزري عن سويد بن عبد العزيز عن زيد بن يثيع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"هل تدرون ما حقّ الجار؟ إلا قليلاً، لا يؤمن بالله واليوم الآخر من لا يأمن جاره بواثقه، إنّ من حق الجار على جاره إذا مرض أنْ يعوده، وإذا مات أنْ يتبع جنازته، وإذا استقرضه أنْ يقرضه، وإذا أصابه خير هنأه، وإذا أصابه شر عزاه، لا يستطيل عليه في البناء، ولا تحجب عنه الريح إلا بإذنه، وإذا اشترى فاكهة فليهد له، فإنْ لم يهد له، فليدخلها سراً، ولا يعط صبيانه شيئاً مما يغائظون به صبيانه".
أخرجه هناد في "الزهد"(1036)
وسويد متروك كما تقدم.
686 -
عن جَبَلَة بن حارثة قال: قلت: يا رسول الله! أبعث معي أخي زيدا، قال "إِنْ انطلق معك لم أمنعه" فقال زيد: يا رسول الله! والله لا أختار عليك أحدا.
قال الحافظ: أخرجه الترمذي" (1)
صحيح
أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 217 - 218) والترمذي (3815) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 161) والطبراني في "الكبير"(2192) والحاكم (3/ 214) وأبو نعيم في "الصحابة"(1601 و 2852) من طرق عن علي بن مُسْهِر الكوفي عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي عمرو الشيباني ثني جبلة بن حارثة أنّه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إبعث معي أخي زيدا. فقال"هو ذا إنّ أراد ذلك لم أمنعه" قال: لا والله يا رسول الله لا أختار عليك أحدا.
(1) 8/ 88 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب زيد بن حارثة).
قال الترمذي: حسن غريب"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: وهو كما قال، وأبو عمرو الشيباني اسمه سعد بن إياس الكوفي.
ولم ينفرد علي بن مسهر به بل تابعه عمرو بن النضر أنا إسماعيل بن أبي خالد به.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2600) وابن قانع (1/ 161) والطبراني في "الكبير"(2193) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 319)
وعمرو بن النضر ذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال الذهبي في "الميزان": مجهول.
487 -
حديث أبي قتادة "إنْ تُطيعوا أبا بكر وعمر ترشدوا"
سكت عليه الحافظ. (1)
انظر حديث "إنْ يُطع الناس أبا بكر وعمر يرشدوا".
688 -
"إنْ ختم بآمين فقد أوجب"
قال الحافظ: وعند أبي داود من حديث أبي زهير النميري الصحابي أنّ آمين مثل الطابع على الصحيفة، ثم ذكر قوله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (2)
ضعيف
أخرجه أبو داود (938) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1442) والدولابي في "الكنى"(1/ 32) والطبراني في "الكبير"(22/ 296 - 297) وفي "الدعاء"(218) وأبو نعيم في "الصحابة"(6803) والمزي في "التهذيب"(13/ 111 - 112) من طرق عن محمَّد بن يوسف الفِرْيابي عن صبيح بن مُحرز الحمصي ثني أبو مصبح المقرائي قال: كنا نجلس إلى أبي زهير النميري، وكان من الصحابة، فيتحدث أحسن الحديث، فإذا دعا الرجل منا بدعاء قال: اختمه بآمين فإنّ آمين مثل الطابع على الصحيفة، قال أبو زهير: أخبركم عن ذلك؟ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فأتينا على رجل قد ألحّ في المسألة، فوقف النبي صلى الله عليه وسلم يسمع منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أوجب إنْ ختم" فقال رجل من القوم: بأي شيء يختم؟ قال "بآمين، فإنّه إنْ ختم بآمين فقد أوجب" فانصرف الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم فأتى الرجل فقال: اختم يا فلان بآمين، وأبشر.
(1) 17/ 103 (كتاب الاعتصام- باب قول الله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38])
(2)
2/ 405 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب جهر الإمام بالتأمين)
وأخرجه البخاري في "الكنى"(ص 32) عن الفريابي به.
قال ابن عبد البر: ليس إسناده بالقائم" الاستيعاب 11/ 264
قلت: صبيح بن محرز قال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه محمَّد بن يوسف الفريابي.
وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.
وقد ذكر الحافظان المزي وابن حجر في كتابيهما أنّ ابن حبان ذكره في "الثقات" ولم أره فيه فالله تعالى أعلم.
689 -
"إِنْ رَدَّها رَدَّ معها مثل أو مثلي لبنها قمحا"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث ابن عمر، وفي إسناده ضعف" (1)
أخرجه أبو داود (3446) وابن ماجه (2240) والبيهقي (5/ 319) من طرق عن عبد الواحد بن زياد البصري ثنا صدقة بن سعيد الحنفي عن جُمَيْع بن عمير التيمي قال: سمعت ابن عمر رفعه "من ابتاع مُحَفَّلَة فهو بالخيار ثلاثة أيام، فإن ردّها ردّ معها مثل أو مثلي لبنها قمحا"
قال البيهقي: تفرد به جميع بن عمير قال البخاري: فيه نظر"
قلت: وقال ابن عدي: وما قاله البخاري كما قاله: في أحاديثه نظر، وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد.
واختلف فيه قول ابن حبان، فذكره في "الثقات"، وذكره في "المجروحين" وقال: يضع الحديث، وروى عن ابن نمير قال: من أكذب الناس.
وقال أبو حاتم: محله الصدق، صالح الحديث.
690 -
حديث أبي هريرة: جاءت امرأة بها لَمَمٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع الله، فقال:"إن شئتِ دعوت الله فشفاك، وان شئت صبرت ولا حساب عليك" قالت: بل أصبر ولا حساب عليّ.
قال الحافظ: أخرج البزار وابن حبان من حديث أبي هريرة: فذكره" (2)
حسن
(1) 5/ 267 (كتاب البيوع- باب النهي للبائع أنْ لا يحفل الإبل)
(2)
12/ 219 (كتاب المرضى- باب فضل من يصرع من الريح)
أخرجه أحمد (2/ 441) والبزار (كشف 772) وابن حبان (2909) والحاكم (4/ 218) والبغوي في "شرح السنة"(1424) من طرق عن محمَّد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بها لَمَمٌ، فقالت: يا رسول الله! ادع الله أنْ يشفيني، قال "إنْ شئتِ دعوت الله أنْ يشفيك، وإنْ شئت فاصبري ولا حساب عليك" قالت: بل أصبر ولا حساب علي.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 2/ 307
قلت: وهو كما قال، ومحمد بن عمرو حسن الحديث كما قال الذهبي في "الميزان"، وقد أخرج له مسلم في المتابعات.
691 -
"إنْ عطس فَشَمِّته، ثم إن عطس فقل: إنك مضنوك"
قال الحافظ: وفي "الموطأ" عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه رفعه: فذكره، قال ابن أبي بكر: لا أدري بعد الثالثة أو الرابعة. وهذا مرسل جيد. وأخرجه عبد الرزاق عن مَعْمَر عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه قال: فشمته ثلاثاً فما كان بعد ذلك فهو زكام" (1)
مرسل
أخرجه مالك (2/ 965) عن عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إنْ عطس فشِّمته، ثم إنْ عطس فشمِّته، ثم إنْ عطس فشمِّته، ثم إنّ عطس فقل: إنك مضنوك"
قال عبد الله بن أبي بكر: لا أدري أبعد الثالثة أو الرابعة؟
ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(8919)
ورواه معمر بن راشد عن عبد الله بن أبي بكر فلم يقل عن أبيه.
ولفظه "شمته ثلاثاً، فما كان بعد ذلك فهو زكام"
أخرجه عبد الرزاق (19682)
692 -
"إن غُلبتم فلا تغلبوا في السبع البواقي"
قال الحافظ: رواه أحمد من حديث علي مرفوعا" (2)
(1) 13/ 227 (كتاب الأدب- باب تشميت العاطس إذا حمد الله)
(2)
5/ 160 (كتاب صلاة التراويح- باب التماس ليلة القدر في السبع البواقي)
أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"(1/ 133) عن سويد بن سعيد الهروي أخبرني عبد الحميد بن الحسن الهلالي عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يَرِيْم عن عليّ رفعه "اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، فإن غلبتم فلا تغلبوا على السبع البواقي"
وإسناده ضعيف، سويد بن سعيد تكلموا فيه، وعبد الحميد بن الحسن مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وأبو إسحاق السبيعي مدلس ولم يذكر سماعا من هبيرة بن يَرِيم، وكان قد اختلط أيضاً، وهبيرة بن يريم مختلف فيه: قواه أحمد وغير واحد، ولينه النسائي وغيره، وقال ابن معين: مجهول.
وللحديث شاهد صحيح فيتقوى به أخرجه مسلم (2/ 823) عن ابن عمر رفعه "التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبنّ علي السبع البواقي"
693 -
"إنّ قُتل زيد فأميركم جعفر"
قال الحافظ: وفي حديث عبد الله بن جعفر عند أحمد والنسائي بإسناد صحيح: فذكره.
وقال: وفي حديث عبد الله بن جعفر المذكور: فلقوا العدو فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قتل، ثم أخذها جعفر. ونحوه في مرسل عروة عند ابن إسحاق.
وقال: وفي حديث عبد الله بن جعفر "ثم أخذها سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليهم"
وقال: وزاد في حديث عبد الله بن جعفر: ثم أمهل آل جعفر ثلاثاً ثم أتاهم فقال "لا تبكوا على أخي بعد اليوم" ثم قال "ائتوني ببني أخي" فجيء بنا كأننا أفراخ، فدعا الحلاق فحلق رؤوسنا ثم قال "أما محمَّد فشبيه عمنا أبي طالب، وأما عبد الله فشبيه خَلقي وخُلقي" ثم دعا لهم" (1)
صحيح
ورد من حديث عبد الله بن جعفر ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي قتادة ومن حديث ابن عباس ومن حديث عروة مرسلاً ومن حديث الزهري مرسلاً
فأما حديث عبد الله بن جعفر فأخرجه ابن سعد (4/ 36 - 37) وأحمد (1/ 204) وأبو داود (4192) والنسائي (8/ 158) وفي "الكبرى"(8604) والطحاوي في "المشكل"
(1) 9/ 53 و 54 (كتاب المغازي- باب غزوة مؤته)
(5169)
والطبراني في "الكبير"(1461 و 13/ حديث رقم 194) والحاكم (1)(3/ 298) من طرق عن جرير بن حازم البصري قال: سمعت محمَّد بن عبد الله بن أبي يعقوب يحدث عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا واستعمل عليهم زيد بن حارثة وقال "إنّ قُتل زيد أو استشهد فأميركم جعفر، فإن قُتل أو استشهد فأميركم عبد الله بن رواحة" فلقوا العدو فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قتل وذكر الحديث وفيه طول.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح" المجمع 6/ 157
قلت: وهو كما قالا، والحسن بن سعد هو ابن معبد الكوفي.
وأما حديث ابن عمر فأخرجه البخاري (فتح 9/ 53) ولفظه قال "أَمَّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤته زيد بن حارثة فقال "إن قُتل زيد فجعفر، وإنْ قُتل جعفر فعبد الله بن رواحة".
وأما حديث أبي قتادة فأخرجه أحمد (5/ 299 و 300 - 301) والدارمي (2)(2357) والنسائي في "الكبرى"(8249) والطبري في "تاريخه"(3/ 40 - 41) والطحاوي في "المشكل"(5170) وابن حبان (7048) والبيهقي في "الدلائل"(4/ 367 - 368) من طرق عن الأسود بن شيبان السدوسي عن خالد بن سُمير قال: قدم علينا عبد الله بن رباح الأنصاري، وكانت الأنصار تفقهه، فأتيته وقد اجتمع إليه ناس من الناس، فقال: حدثنا أبو قتادة فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الأمراء، قال "عليكم زيد بن حارثة، فإن أُصيب زيد فجعفر، فإن أُصيب جعفر، فعبد الله بن رواحه" وذكر الحديث.
قال الهيثمي: ورجاله الصحيح غير خالد بن سمير وهو ثقه" المجمع 6/ 156
قلت: وهو كما قال، وإسناده صحيح.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه أحمد وابنه (1/ 256) عن أبي خالد سليمان بن حيّان الأحمر عن حجاج عن الحكم عن مِقْسَم عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى مؤته فاستعمل زيداً فإنْ قُتل زيد فجعفر، فإنْ قتل جعفر فابن رواحة
…
وذكر الحديث
وإسناده ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة، والحكم لم يسمع من مقسم إلا خمسة أحاديث عدّها يحيى القطان وليس هذا الحديث منها.
(1) ذكر طرفا من الحديث.
(2)
ذكر طرفا من الحديث.
وأما حديث عروة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(4655 و 13/ حديث رقم 428) عن أبي شعيب عبد الله بن الحسن الحرّاني ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا محمَّد بن سلمة (1) عن محمَّد بن إسحاق ثني محمَّد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا إلى مؤته في جمادى الأولى من سنة ثمان واستعمل زيد بن حارثة وقال لهم "إنْ أُصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس، فإن أُصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس"
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابه"(2856) عن محمَّد بن أحمد بن الحسن البغدادي ثنا أبو شعيب الحراني به.
قال الهيثمي: ورجاله ثقات إلى عروه" المجمع 6/ 159
قلت: كلهم ثقات إلا ابن إسحاق وهو حسن الحديث، وقد أخرجه في "مغازيه" كما في "سيرة ابن هشام"(2/ 373)
طريق أخرى: قال الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 430): ثنا محمَّد بن عمرو بن خالد الحرّاني ثنا أبي ثنا ابن لَهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال: فذكر نحوه.
إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.
وأما حديث الزهري فأخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 432) ثنا الحسن بن هارون بن سليمان الأصبهاني ثنا محمَّد بن إسحاق المسيبي ثنا محمَّد بن فُليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري.
ومحمد بن فليح بن سليمان مختلف فيه، وثقه الدارقطني وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، والباقون كلهم ثقات.
694 -
حديث أسامة بن زيد "جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أعزل عن امرأتي شفقة على ولدها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنْ كان كذلك فلا ما ضرّ فارس ولا الروم"
قال الحافظ: ووقع عند مسلم في حديث أسامة بن زيد: فذكره" (2)
أخرجه مسلم (1443) من حديث أسامة بن زيد أنّ رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) أخرجه الطبري في "تاريخه"(3/ 36) من طريق سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق به.
(2)
11/ 220 (كتاب النكاح- باب العزل)
فقال: إني أعزل عن امرأتي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "لم تفعل ذلك؟ " فقال الرجل: أشفق على ولدها أو على أولادها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو كان ذلك ضاراً ضرّ فارس والروم"
وفي رواية له "إنْ كان لذلك فلا ما ضارّ ذلك فارس ولا الروم"
695 -
قوله صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم "إِنْ كان لا يفرك من هذا إلا ما ترى"
سكت عليه الحافظ (1).
ذكره ابن إسحاق في "المغازي"(سيرة ابن هشام 2/ 578 - 581) بدون إسناد بلفظ "لعلك يا عدي إنما يمنعك من دخول في هذا الدين ما ترى من حاجتهم، فوالله ليوشكنّ المال أنْ يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه ما ترى من كثرة عدوهم وقلة عددهم
…
"
وأخرج ابن أبي شيبة (14/ 324) وأحمد (4/ 379)
عن جرير بن حازم البصري
وأحمد (4/ 379)
عن أيوب السَّخْتِياني
وعن هشام بن حسان البصري
ثلاثتهم عن محمَّد بن سيرين عن أبي عبيدة بن حذيفة عن رجل سمع عدي بن حاتم قال: فذكر حديثا طويلاً، وفيه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا عدي بن حاتم أسلم تسلم، فإني ما أظنّ أو أحسب أنّه يمنعك من أنْ تسلم إلا خَصَاصَة من ترى حولي، وأنك ترى الناس علينا إلباً واحدا ويداً واحدة".
واختلف فيه على أيوب وهشام، وقد تقدم ذكر هذا الاختلاف عند حديث "أسلم تسلم"
696 -
"إنّ كدتم لتتخذن الوليد حناناً"
قال الحافظ: وأخرج الطبراني في ترجمة الوليد بن الوليد بن المغيرة من طريق إسماعيل بن أيوب المخزومي في قصة الوليد بن الوليد بعد أنْ جاء إلى المدينة مهاجراً وأنّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سلمة بعد موته وهي تقول:
(1) 7/ 330 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب ما ذكر عن بني إسرائيل)
أبكِ الوليد بن الوليد
…
أبا الوليد بن المغيرة
فقال: فذكره، ووصله ابن منده من وجه واه إلى أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن الوليد بن المغيرة عن أبيه عن جده أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره" (1)
ضعيف جداً
وحديث إسماعيل بن أيوب أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 152 - 153) عن محمَّد بن أبان الأصبهاني ثنا محمَّد بن عبادة الواسطي ثنا يعقوب بن محمَّد الزهري ثنا عبد العزيز بن عمران ثنا إسماعيل بن أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أنْ الوليد كان محبوساً بمكة فلما أراد أنْ يهاجر باع مالاً له يقال له المنا بناقة بالطائف وقال:
ولد هاجر وبع علم باقة
…
ثم اشتر منها حبلاً وناقة
ثم ارمهم بنفسك المشتاقة
فوجد غفلة من القوم عنه فخرج هو وعياش بن أبي ربيعة بن المغيرة وسلمة بن هشام مشاة يخافون الطلب فسعوا حتى تلحوا وقصر الوليد فقال:
يا قدمي ألحقاني بالقوم
…
لا تعداني بسلا بعد اليوم
فلما كان بِحَرَّة الأضراس نكب فقال:
هل أنت إلا أصبع دميت
…
وفي سبيل الله ما لقيت
فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فقال: يا رسول الله حسرت وأنا ميت فكفني في قميصك واجعله مما كان يلي جلدي، فتوفي فكفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قميصه. ودخل إلى أم سلمة وبين يديها صبي وهي تقول:
أبكِ الوليد بن الوليد
…
أبا الوليد بن المغيرة
إنّ الوليد بن الوليد
…
أبا الوليد كفى العشيرة
قد كان غيثا في السنين
…
وجعفرا غدقا وميرة
فقال "إنْ كدتم لتتخذون الوليد حناناً" فسماه عبد الله.
(1) 13/ 202 (كتاب الأدب- باب تسمية الوليد)
قال الهيثمي: وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك" المجمع 9/ 392
قلت: وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث، لا يكتب حديثه، وقال أبو حاتم والنسائي: متروك الحديث.
ويعقوب بن محمَّد الزهري مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
وحديث أيوب بن سلمة أخرجه ابن منده كما في "الإصابة"(6/ 240)
قال الحافظ: وفي سنده النضر بن سلمة وهو كذاب"
وله شاهد من حديث عروة بن الزبير وحديث إبراهيم بن جعفر عن أبيه، فقال ابن سعد (4/ 133): أنا محمَّد بن عمر ثني محمَّد بن عبد الله عن الزهري عن عروة
قال ابن سعد: قال محمَّد بن عمر: وأنا إبراهيم بن جعفر عن أبيه
قالا: خرج سلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد مهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطلبهم ناس من قريش ليردوهم، فلم يقدروا عليهم، فلما كانوا بظهر الحَرَّة قطعت أصبع الوليد بن الوليد فدميت فقال:
هل أنت إلا أصبع دميت
…
وفي سبيل الله ما لقيت
قال: وانقطع فؤاده فمات بالمدينة فبكته أم سلمة فقالت:
يا عين فابكي للوليد بن الوليد بن المغيرة
…
كان الوليد بن الوليد أبو الوليد فتى العشيرة
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تقول هكذا يا أم سلمة ولكن قولي: وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد"
محمَّد بن عمر هو الواقدي قال النسائي وغيره: متروك الحديث، واتهمه غير واحد بالوضع.
697 -
قال جابر: اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلينا وراءه وهو قاعد وأبو بكر يُسمع الناس تكبيره، قال: فالتفت إلينا فرآنا قياما فأشار إلينا فقعدنا، فلما سلّم قال "إنْ كدتم لتفعلون فعل فارس والروم فلا تفعلوا"
قال الحافظ: حديث صحيح أخرجه مسلم (413) " (1)
(1) 2/ 318 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب إنما جعل الإمام ليؤتم به)
و13/ 289 (كتاب الإستئذان- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى سيدكم)
698 -
"إنْ كنت لا بد سائلاً فاسأل الصالحين"
قال الحافظ: وفي سنن أبي داود: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند"(696) وأحمد وابنه (4/ 334) والبخاري في "الكبير"(4/ 1/ 137 - 138) وابن زنجويه في "الأموال"(2067) وأبو داود (1646) والنسائي (5/ 71) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 48) والطبراني في "الكبير"(1004) وأبو نعيم في "الصحابة"(5676) والبيهقي (4/ 197) وفي "الشعب"(3236) وابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 323) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 354) والمزي (27/ 540) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 420) من طرق عن الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مَخْشِي عن ابن الفِرَاسي عن الفِرَاسي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أسأل يا رسول الله؟ قال "لا، وإنْ كنت سائلاً لا بد فاسأل الصالحين"
ورواه عمرو بن الحارث المصري عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مخشي أنّ الفراسي حدّثه عن أبيه به.
أخرجه البيهقي (4/ 197)
وإسناده ضعيف، مسلم بن مخشي ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": ما حدّث عنه غير بكر بن سوادة.
فهو مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.
وابن الفراسي أو الفراسي لم يَرو عنه غير مسلم بن مخشي فهو مجهول كذلك.
فقول الذهبي في "معجمه": إسناده صالح، ليس بصالح.
699 -
"إنْ وجدت زوجاً صالحاً فتزوجي"
قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي والنسائي قصة سُبَيْعة من رواية الأسود عن أبي السنابل بسند على شرط الشيخين إلى الأسود وهو من كبار التابعين من أصحاب ابن مسعود، ولم يوصف بالتدليس فالحديث صحيح على شرط مسلم، لكن البخاري على قاعدته في اشتراط ثبوت اللقاء ولو مرّة فلهذا قال ما نقله الترمذي.
(1) 13/ 11 (كتاب الأدب- باب عقوق الوالدين من الكبائر)
وقال: ووقعت في رواية الأسود: فوضعت بعد وفاة زوجها بثلاثة وعشرين يوما أو خمسة وعشرين يوما.
كذا عند الترمذي والنسائي. وعند ابن ماجه "ببعض وعشرين ليلة" وكأنّ الراوي ألغى الشك وأتى بلفظ يشمل الأمرين.
وقال: ووقع في رواية الأسود عن أبي السنابل عند ابن ماجه في آخره: فقال: فذكره" (1)
قلت: هما حديثان خلط الحافظ بينهما: حديث الأسود بن يزيد النخعي عن أبي السنابل بن بَعْكَك، وحديث مسروق وعمرو بن عتبة عن سبيعة بنت الحارث.
فأما حديث الأسود عن أبي السنابل فأخرجه سعيد بن منصور (1507) وابن أبي شيبة (4/ 296) وإسحاق (2312 و 2313) وأحمد (4/ 305) والبخاري في "الكنى"(ص 41) والدارمي (2286) والترمذي (1193) وابن ماجه (2027) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(616) والنسائي (6/ 157) وفي "الكبرى"(5701) وابن حبان (4299) والطبراني في "الكبير"(22/ 357 و 357 - 358) وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 156) والمزي (33/ 386) من طرق (2) عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي عن الأسود بن يزيد عن أبي السنابل قال: وضعت (3) سُبَيْعَة (4) بعد وفاة زوجها بثلاثة (5) وعشرين أو خمسة وعشرين يوما، فلما تَعَلَّتْ (6) تَشَوَّقَتْ (7) للنكاح (8) فَأُنكر (9) عليها. فَذُكِرَ ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال "إِن تفعل فقد حَلَّ (10) أَجَلُهَا"
(1) 11/ 397 - 398 و 399 و 401 (كتاب الطلاق- باب وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن)
(2)
رواه جرير بن عبد الحميد الرازي وأبو عَوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي وأبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي وشعبة وشيبان بن عبد الرحمن التميمي وزهير بن معاوية الكوفي عن منصور به.
ورواه زياد بن عبد الله البكائي عن منصور والأعمش به.
أخرجه أحمد (4/ 304) والطبراني في "الكبير"(22/ 358) والمزي (33/ 387)
وخالفهم سفيان الثوري فرواه عن منصور عن إبراهيم عن الأسود مرسلاً.
أخرجه الدارمي (2287)
(3)
وفي لفظ للطبراني "ولدت"
(4)
زاد أحمد وغيرها "بنت الحارث" وزاد ابن ماجه وغيره بعد ذلك "حملها"
(5)
ولفظ ابن ماجه وغيره "ببضع وعشرين ليلة"
(6)
زاد ابن أبي عاصم وغيره "من نفاسها"
(7)
وفي لفظ "تشوفت"
(8)
ولفظ إسحاق وغيره "للأزواج"
(9)
ولفظ ابن ماجه وغيره "فعيب ذلك عليها"
(10)
ولفظ ابن ماجه "مضى" ولفظ ابن أبي عاصم "قضى" ولفظ النسائي "انقضى"
لفظ الترمذي وغيره.
وقال الترمذي: حديث أبي السنابل حديث مشهور من هذا الوجه، ولا نعرف للأسود سماعا من أبي السنابل، وسمعت محمدا يقول: لا أعرف أن أبا السنابل عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم"
ولم ينفرد منصور به بل تابعه مغيرة بن مِقْسَم عن إبراهيم به.
وقال فيه "فقال: بلى، ولو رغم أنف أبي السنابل"
أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(الإصابة 12/ 180)
ورواته ثقات، والأسود بن يزيد لم يذكر سماعا من أبي السنابل عند جميع من أخرج الحديث ممن ذكرتهم فالظاهر أنّه لم يسمع منه.
وأما حديث مسروق وعمرو بن عتبة عن سبيعة فأخرجه ابن ماجه (2028) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3276) عن ابن أبي شيبة (1) ثنا علي بن مُسْهِر عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق وعمرو بن عتبة أنهما كتبا إلى سبيعة بنت الحارث يسألانها عن أمرها. فكتبت إليهما أنها وضعت بعد وفاة زوجها بخمسة وعشرين فتهيأت تطلب الخير فمرّ بها أبو السنابل بن بعكك فقال: قد أسرعت، اعتدي آخر الأجلين، أربعة أشهر وعشرا. فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، استغفر لي، قال "وفيم ذاك؟ " فأخبرته، فقال "إن وجدت زوجاً صالحاً فتزوجي"
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 293) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به.
وأخرجه المزي (22/ 143 - 144) من طريق أبي بكر بن رِيْذَة أنا الطبراني به.
وأخرجه إسحاق (2314) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري ثنا داود بن أبي هند به.
وإسناده صحيح رواته ثقات.
700 -
عن مالك بن عمير عن أبيه أنّه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللُّقَطَة فقال "إنّ وجدت من يعرفها فادفعها إليه"
قال الحافظ: رواه الإسماعيلي في "الصحابة" وإسناده واه جدا" (2)
وقال في "الإصابة"(7/ 172): عمير: غير منسوب ذكره الإسماعيلي في "الصحابة"، واستدركه أبو موسى، وذكر من طريق أبي سعيد النقاش عن ابن المرزبان عن محمَّد بن
(1) وهو في "مصنفه"(4/ 299 - 300)
(2)
6/ 6 (كتاب الخصومات- باب ضالة الإبل)
عبد المطلب عن علي بن قَرين عن زيد بن حفص: سمعت مالك بن عمير يحدث عن أبيه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللقطة؟ قال "عَرِّفها فإن وجدت من يعرفها فادفعها إليه، وإلا فاستمتع بها، وأَشهد بها عليك، فإن جاء صاحبها وإلا فهو مال الله، يؤتيه من يشاء" وسنده ضعيف جداً"
قلت: علي بن قرين كذبه ابن معين وموسى بن هارون، وقال العقيلي: يضع الحديث، وقال أبو حاتم: متروك الحديث ليس بشيء.
701 -
حديث حمزة بن عمرو الأسلمي "إنّ وجدتم فلاناً فاحرقوه بالنار"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود من طريقه بإسناد صحيح، وكذلك رويناه في فوائد علي بن حرب عن ابن عُيينة عن ابن أبي نَجيح مرسلاً" (1)
سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إنّه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا ربّ النار"
وانظر الحديث الذي بعده أيضاً.
702 -
عن ابن أبي نَجيح أنّ هَبَّار بن الأسود أصاب زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء وهي في خِدْرِها فأسقطت، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فقال:"إن وجدتموه فاجعلوه بين حزمتي حطب ثم اشعلوا فيه الناس" ثم قال "إني لأستحي من الله لا ينبغي لأحد أنْ يعذب بعذاب الله".
قال الحافظ: أخرجه سعيد بن منصور عن ابن عُيينة عن ابن أبي نَجيح" (2)
مرسل
أخرجه سعيد بن منصور (2646) وعلي بن حرب في "فوائده" كما في "الفتح"(6/ 490)(3) عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح به وزاد "إنْ وجدتموه فاقطعوا يده، ثم اقطعوا رجله، ثم اقطعوا يده، ثم اقطعوا رجله"
وأخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص460) من طريق عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي ثنا سفيان به.
وأخرجه عبد الرزاق (9417) عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح (4) قال: حسبت عن مجاهد قال: فذكره.
(1) 6/ 490 (كتاب الجهاد- باب لا يعذب بعذاب الله)
(2)
6/ 490 (كتاب الجهاد- باب لا يعذب بعذاب الله)
(3)
وأخرجه ثابت بن قاسم في "الدلائل" وأبو الدحداح الدمشقي فى "فوائده" كما فى "الإصابة"(10/ 234)
(4)
تحرف في المطبوع إلى "ابن جريج" والصواب ما أثبته.
وهو مرسل رجاله ثقات.
ولقوله "لا ينبغي لأحد أنْ يعذب بعذاب الله" شواهد عن جماعة من الصحابة فانظرها عند حديث "إنه لا ينبغي أنْ يعذب بالنار إلا ربّ النار"
703 -
"إِنْ يخرج وأنا فيكم فأنا حَجِيجه"
قال الحافظ: عند مسلم (2137): فذكره" (1)
704 -
"إنْ يُطع الناس أبا بكر وعمر يَرْشُدُوا"
قال الحافظ: وقد صح أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (2)
هو قطعة من حديث طويل أخرجه مسلم (681) وأحمد (5/ 298) من حديث أبي قتادة
وأوله: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "إنكم تسيرون عشيتكم وليلتكم وتأتون الماء إنّ شاء الله غداً"
الحديث وفيه "أصبح الناس فَقَدُوا نَبِيَّهُم فقال أبو بكر وعمر: رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدكم لم يكن لِيُخَلِّفَكُم، وقال الناس: إنِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيديكم، فإنْ يطيعوا أبا بكر وعمر يَرْشُدُوا"
705 -
عن عائشة قالت: كان الأعراب إذا قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم سألوه عن الساعة: متى الساعة؟ فينظر إلى أحدث إنسان منهم سناً فيقول "إنْ يِعِشْ هذا حتى يدركه الهَرَم قامت عليكم ساعتكم"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (2952) " (3)
قلت: وأخرجه البخاري (فتح 14/ 149 - 150)
706 -
عن عائشة: كان الأعراب يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة فنظر إلى أحدث إنسان منهم فقال: "إنْ يَعِشْ هذا لم يدركه الهَرَم قامت عليكم ساعتكم"
قال الحافظ: في صحيح مسلم عن عائشة: فذكره، وعنده من حديث أنس نحوه" (4)
(1) 2/ 464 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب الدعاء قبل السلام)
و14/ 151 (كتاب الرقاق- باب سكرات الموت)
(2)
1/ 321 (كتاب الوضوء- باب المسح على الخفين)
(3)
13/ 175 (كتاب الأدب- باب ما جاء في قول الرجل ويلك)
(4)
14/ 133 (كتاب الرقاق- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: بعثت أنا والساعة كهاتين)
حديث عائشة أخرجه البخاري (فتح 14/ 149 - 150) ومسلم (2952)
وحديث أنس أخرجه البخاري (فتح 13/ 173 - 175) ومسلم (2953)
707 -
"إنْ يكنْ هو الذي تخاف فلن تستطيعه"
قال الحافظ: وقد وقع في حديث ابن مسعود عند أحمد: فذكره" (1)
أخرجه أحمد (1/ 380 و 457) ومسلم (2924) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(2/ 406) والبزار (1689 و1690) وأبو يعلى (5172 و 5223) والطحاوي في "المشكل"(2946) والهيثم بن كليب (589) وابن حبان (6783) والداني في "الفتن"(661 و 665) من طرق عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نمشي إذ مَرّ بصبيان يلعبون فيهم ابن صَيَّاد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تربت يداك، أتشهد أني رسول الله؟ " فقال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال عمر: دعني فلأضرب عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنْ يك الذي تخاف فلنْ تستطيعه"
708 -
حديث ابن عمر عن عمر: فقال: يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال "أنْ تسلم وجهك لله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت"
قال الحافظ: أخرجه مسلم، ومن حديث أنس بنحوه" (2)
أخرجه مسلم (1/ 38) والبخاري في "خلق الأفعال"(190) وعبد الله بن أحمد في "السنة"(901) وابن أبي عاصم في "السنة"(124) والبزار (170) وابن نصر في "الصلاة"(366) والفريابي في "القدر"(118و 209) وابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 119 - 120) والآجري في "الشريعة"(427 و 428) وابن منده في "الإيمان"(10) والهروي في "الأربعين في دلائل التوحيد"(22) من طرق عن حماد بن زيد عن مطر الوَرَّاق عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يَعْمَر عن ابن عمر عن عمر.
ورواه الطيالسي (ص5) عن حماد بن زيد بلفظ: شهادة أنْ لا إله إلا الله وأني محمَّد رسول الله، وإقام الصلاة ..
وحديث أنس له طريقان:
الأول: يرويه الضحاك بن نَبَراس البصري ثنا ثابت عن أنس قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه إذ جاءه رجل عليه ثياب السفر فتخطى الناس حتى جلس بين يديه، ووضع يديه
(1) 6/ 514 (كتاب الجهاد- باب كيف يعرض الإسلام على الصبي)
(2)
17/ 291 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: قل فأتوا بالتوراة فاتلوها)
على ركبتيه، قال: ما الإسلام؟ قال-"شهادة أنْ لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت إنّ استطعت إليه سبيلا" الحديث
أخرجه البخاري في "خلق الأفعال"(191) عن موسى بن إسماعيل التَّبُوْذَكيِ ثنا الضحاك به.
وأخرجه البزار (كشف 22) وابن نصر (381) من طريق حَرَمي بن حفص البصري ثنا الضحاك به.
وقال البزار: غريب من حديث أنس، لا نعلمه فيه إلا بهذا الإسناد، والضحاك بن نبراس ليس به بأس، قد روى عن ثابت غير حديث"
وقال الهيثمي: وفيه الضحاك بن نبراس قال البزار: ليس به بأس، وضعفه الجمهور" المجمع 1/ 40
وقال الحافظ: إسناده حسن" الفتح 1/ 124
قلت: بل ضعيف لضعف الضحاك بن نبراس.
الثاني: يرويه أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في هيئة رجل مسافر، فقال: يا محمَّد، ما الإسلام؟ الحديث.
أخرجه البزار (كشف 23) عن عباس بن محمَّد الدوري ثنا عبيد الله بن موسى ثنا أبو جعفر به.
وأخرجه ابن نصر (382) عن إسحاق بن راهويه أنا عبيد الله بن موسى به.
وقال البزار: والربيع بن أنس لا بأس به"
قلت: وأبو جعفر مختلف فيه، وعباس وعبيد الله ثقتان.
709 -
عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين أنّ رجلاً قال: يا رسول الله، ما الحزم؟ قال "أن تشاور ذا لُبِ ثم تطيعه"
قال الحافظ: وأخرج أبو داود في "المراسيل" من رواية عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين: فذكره، ومن رواية خالد بن معدان مثله غير أنه قال "ذا رأي"(1)
مرسل
(1) 16/ 314 (كتاب الأحكام- باب بطانة الإمام)
أخرجه أبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف"(13/ 256) عن محمَّد بن الوزير الدمشقي عن يحيى بن حمزة عن ثور بن يزيد عن عبد الله بن عبد الرحمن به مرسلاً.
وأخرجه أيضاً كما في "التحفة"(13/ 184) عن موسى بن مروان الرقي عن المعافى بن عمران عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان مرسلاً.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 112)
710 -
حديث معاذ: قلت: يا رسول الله، أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال:"أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله"
قال الحافظ: أورده البخاري في "خلق أفعال العباد"(1).
سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله"
711 -
"أَنْ لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عُريان"
سكت عليه الحافظ (2).
أخرجه البخاري (فتح 4/ 229) من حديث أبي هريرة.
712 -
عن ابن مسعود قال: قلت: يا رسول الله، أيُّ الأعمال أفضل؟ فذكر فيها "أن يَسْلَمَ المسلمون من لسانك"
قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (3)
صحيح
أخرجه الهيثم بن كليب (760)
عن أبي معاوية عبد الرحمن بن قيس الضبي
والطبراني في "الكبير"(9802) والبيهقي في "الشعب"(4579)
عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين
والطبراني (9803)
(1) 17/ 291 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: قل فأتوا بالتوراة فاتلوها)
(2)
12/ 418 (كتاب اللباس- باب الحرير للنساء)
(3)
13/ 54 (كتاب الأدب- باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره)
عن زائدة بن قدامة الكوفي
قالوا: ثنا أبو معاوية عمرو بن عبد الله النخعي ثنا أبو عمرو الشيباني ثني ابن مسعود قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الأعمال أفضل؟ قال "الصلاة على ميقاتها" قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال "بِرُّ الوالدين" قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال "أنْ يسلم الناس من لسانك" ثم سكت ولو استزدته لزادني.
قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير عمرو بن عبد الله النخعي وهو ثقة" المجمع 10/ 301
وقال المنذري: إسناده صحيح" الترغيب 3/ 523
قلت: وهو كما قال، وأبو عمرو اسمه سعد بن إياس.
713 -
عن أبي بن كعب أنّه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن التوبة النصوح، فقال "أَنْ يَندم إذا أذنب فيستغفر ثم لا يعود إليه"
قال الحافظ: أخرجه ابن أبي حاتم من طريق زِر بن حُبيش عن أبي بن كعب، وسنده ضعيف جداً" (1)
ضعيف جداً
أخرجه الحسن بن عرفة في "جزئه"(42) عن أبي خباب الوليد بن بكير الكوفي عن عبد الله بن محمَّد العدوي عن أبي سنان البصري عن أبي قِلابة عن زِر بن حُبيش قال: قلت لأبي بن كعب، ما التوبة النصوح؟ قال: سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "هو الندم على الذنب حين يفرط منك، فتستغفر الله عز وجل بندامتك عند الحافر، ثم لا تعود إليه أبدا"
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 392) عن الحسن بن عرفة به.
وأخرجه الخطابي في "الغريب"(1/ 472) عن أبي علي إسماعيل بن محمَّد الصفار ثنا الحسن بن عرفة به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(5074) من طرق عن إسماعيل الصفار به.
وقال: إسناده ضعيف"
(1) 13/ 349 (كتاب الدعوات- باب التوبة)
وكذا قال السيوطي في "الدر المنثور"(8/ 227)
قلت: إسناده ضعيف جداً، الوليد بن بكير قال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني وابن ماكولا: متروك الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": ما رأيت من وثقه غير ابن حبان.
وعبد الله بن محمَّد العدوي قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال أبو حاتم أيضاً: مجهول، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً على قلة روايته لا يشبه حديثه حديث الأثبات ولا روايته رواية الثقات لا يحل الاحتجاج بخبره.
714 -
عن عائشة قالت: ما رأيت صانعة طعام مثل صفية، أهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم إناء فيه طعام فما ملكت نفسي أنْ كسرته فقلت: يا رسول الله ما كفارته؟ قال "إناء كإناء، وطعام كطعام"
قال الحافظ: رواه أبو داود والنسائي من طريق جَسْرَة عن عائشة، وإسناده حسن، ولأحمد وأبي داود عنها "فلما رأيت الجارية أخذتني رعدة"(1).
أخرجه أحمد (6/ 277) من طريق عبد الواحد بن زياد البصري عن أفْلَت بن خليفة عن جسرة بنت دَجاجة عن عائشة قالت: بعثت صفية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام قد صنعته له وهو عندي، فلما رأيت الجارية أخذتني رعدة حتى استقلني أَفْكُلْ، فضربت القَصْعَة فرميت بها، فنظر إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرفت الغضب في وجهه، فقلت: أعوذ برسول الله أن يلعنني اليوم، قال "أولى" قلت: وما كفارته يا رسول الله؟ قال "طعام كطعامها، وإناء كإنائها".
وأخرجه أبو داود (3568) وابن أبي الدنيا في "العيال"(564) والنسائي (7/ 66) وفي "الكبرى"(8905) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 519) وابن بشكوال في "الغوامض"(2/ 630) من طريق سفيان الثوري عن فُلَيْت العامري رجل من بني ذهل عن جسرة عن عائشة قالت: فذكرت الحديث بمثل ما ذكره الحافظ، ولفظ النسائي نحوه.
ولفظ أبي داود "ما رأيت صانعاً طعاماً مثل صفية، صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً فبعثت به، فأخذني أَفْكُلٌ فكسرت الإناء، فقلت: يا رسول الله، ما كفارة ما صنعت؟ قال "إناء مثل إناء، وطعام مثل طعام".
أفلت ويقال له فليت قال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق.
(1) 6/ 50 (كتاب المظالم- باب إذا كسر قصعة أو شيئا لغيره)
وجسرة بنت دجاجة ذكرها أبو نعيم وابن منده في "الصحابة" ووثقها العجلي وابن حبان، وقال الدارقطني: يعتبر بحديثها إلا أنْ يحدث عنها من يترك، وقال البخاري: عندها عجائب.
وعبد الواحد وسفيان ثقتان مشهوران.
715 -
"أنا ابن الذبيحين"
قال الحافظ: رويناه في "الخلعيات" من حديث معاوية" (1)
ضعيف
أخرجه الطبري في "تفسيره"(23/ 85) وفي "تاريخه"(1/ 263 - 264) قال: ثني محمَّد بن عمار الرازي ثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة ثنا عمر بن عبد الرحيم الخطابي عن عبد الله بن محمَّد العُتبي من ولد عتبة بن أبي سفيان عن أبيه ثني عبد الله بن سعيد عن الصُّنَابِحِي قال: كنا عند معاوية بن أبي سفيان، فذكروا الذبيح: إسماعيل أو إسحاق؟ فقال: على الخبير سقطتم، كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءه رجل فقال: يا رسول الله، عُدْ عليّ مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل له: وما الذبيحان يا رسول الله؟ فقال "إنّ عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله: لئن سَهَّل الله له أمرها ليذبحنّ أحد ولده، فخرج السهم على عبد الله، فمنعه أخواله وقالوا: افد ابنك بمائة من الإبل، ففداه بمائة من الإبل وإسماعيل الثاني"
رواه عبيد بن حاتم العجلي الحافظ عن ابن أبي كريمة ثنا الخطابي ثنا العتبي ثنا عبد الله بن سعيد الصنابحي قال: حضرنا مجلس معاوية بن أبي سفيان وذكر الحديث وقال فيه: فقلنا يا أمير المؤمنين: وما الذبيحان؟ قال: إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم
…
" الحديث
أخرجه الحاكم (2/ 554)
وقال الأموي في "مغازيه"(تفسير ابن كثير 4/ 18): حدثنا بعض أصحابنا أنا ابن أبي كريمة ثنا عمرو بن عبد الرحمن القرشي ثنا عبيد الله بن محمَّد العتبي ثنا عبد الله بن سعيد ثنا الصنابحي قال: فذكره.
سكت عليه الحاكم وقال الذهبي: قلت: إسناده واه"
(1) 16/ 33 (كتاب التعبير- باب رؤيا إبراهيم عليه السلام)
وقال ابن كثير: هذا حديث غريب جداً" التفسير 4/ 18
وقال القرطبي: سنده لا يثبت" الجامع لأحكام القرآن 15/ 113
وقال السيوطي: هذا حديث غريب وفي إسناده من لا يعرف حاله" الفتاوي 2/ 35
وقال في "الدر المنثور"(7/ 105): سنده ضعيف"
وقال الألباني: لا أصل له" الضعيفة 4/ 172
قلت: الخطابي والعتبي لم أر من ترجمهما
716 -
"أنا ابن عبد المطلب"
قال الحافظ: ومنه قوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين: فذكره" (1)
أخرجه البخاري (فتح 9/ 89 - 91 و 92) من طريق أبي إسحاق السبيعي قال: سمعت البراء وجاءه رجل فقال: يا أبا عمارة أتوليت يوم حنين؟ قال: أما أنا فأشهد على النبي صلى الله عليه وسلم أنّه لم يُوَلِّ ولكن عجل سَرَعان القوم فرشقتهم هوازن وأبو سفيان بن الحارث آخذ برأس بغلته البيضاء يقول "أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب"
717 -
"أنا ابن عبد المطلب"
سكت عليه الحافظ (2).
أخرجه البخاري (فتح 9/ 91) من حديث البراء بن عازب.
718 -
"أنا أجود ولد آدم، وأجودهم بعدي رجل علم علماً فنشر علمه، ورجل جَادَ بنفسه في سبيل الله"
قال الحافظ: وله "أي الترمذي" في حديث أنس رفعه: فذكره، وفي سنده مقال" (3)
ضعيف جداً
أخرجه أبو يعلى (2790) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 168 و 2/ 301) وابن عدي (1/ 350) والبيهقي في "الشعب"(1632) والشجري في "أماليه"(1/ 56) وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 230) من طرق عن سويد بن عبد العزيز الدمشقي عن نوح بن
(1) 1/ 162 (كتاب العلم- باب القراءة والعرض على المحدث)
(2)
15/ 20 (كتاب الفرائض - باب ميراث الجد مع الأب)
(3)
1/ 34 (باب كيف كان بدء الوحي)
ذكوان عن أخيه أيوب عن الحسن عن أنس مرفوعاً "ألا أخبركم عن الأجود الأجود؟ الله الأجود الأجود، وأنا أجود ولد آدم. وأجودكم من بعدي رجل علم علماً فنشر علمه، يبعث يوم القيامة أمة وحدة، ورجل جاد بنفسه في سبيل الله عز وجل حتى يقتل "
قال ابن حبان: هذا منكر باطل لا أصل له"
وقال المنذري (1): ضعيف" فيض القدير 3/ 104
وقال الهيثمي: وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك" المجمع 9/ 13
وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف أيوب بن ذكوان" مختصر إتحاف السادة 1/ 148
قلت: وهو كما قالوا، وإسناده مسلسل بالضعفاء.
سويد بن عبد العزيز قال أحمد: متروك الحديث، وقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال البخاري وأبو حاتم: في حديثه نظر.
ونوح بن ذكوان قال أبو حاتم: ليس بشيء مجهول، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً، وقال أبو نعيم الأصبهاني: لا شيء.
وأيوب بن ذكوان قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: منكر الحديث يروي عن الحسن وغيره المناكير ولا أعلم له راويا غير أخيه فلا أدري التخليط في حديثه منه أو من أخيه.
719 -
عن ابن عمر: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر، وبين طلحة والزبير، وبين عبد الرحمن بن عوف وعثمان. وذكر جماعة قال: فقال على: يا رسول الله إنك آخيت بين أصحابك فمن أخي؟ قال "أنا أخوك"
قال الحافظ: وقصة المؤاخاة الأولى أخرجها الحاكم من طريق جُميع بن عُمير عن ابن عمر: فذكره" (2)
ضعيف
أخرجه الحاكم (3/ 14) من طريق إسحاق بن بشر الكاهلي ثنا محمَّد بن فضيل عن سالم بن أبي حفصة عن جميع بن عمير التيمي عن ابن عمر قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى
(1) ذكره المنذري في "الترغيب"(1/ 119) وصدره بلفظة "روي"
(2)
8/ 273 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب كيف آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه)
بين أصحابه، فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين طلحة والزبير، وبين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، فقال عليّ: يا رسول الله! إنك قد آخيت بين أصحابك فمن أخي؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما ترضي يا علي أن أكون أخاك" فقال علي: بلى يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنت أخي في الدنيا والآخرة".
سكت عليه الحاكم وقال الذهبي: قلت: جميع أتهم، والكاهلي هالك"
قلت: الكاهلي قال أبو زرعة وابن عدي وابن حبان: يضع الحديث، وقال أبو بكر بن أبي شيبة وموسى بن هارون الحمال: كذاب.
وأما جميع بن عمير فهو مختلف فيه وكذا سالم بن أبي حفصة وقد توبع.
فأخرج الترمذي (3720) والحاكم (3/ 14) من طريق علي بن قادم الكوفي ثنا علي بن صالح بن حي عن حكيم بن جبير عن جميع بن عمير عن ابن عمر قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، فجاء عليّ تدمع عيناه، فقال: يا رسول الله! آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنت أخي في الدنيا والآخرة".
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"
قلت: بل ضعيف لضعف حكيم بن جبير الأسدي، وعلي بن قادم مختلف فيه.
وللحديث شاهد عن محدوج بن زيد الذهلي وعن زيد بن أبي أوفى وعن علي
فأما حديث محدوج بن زيد فأخرجه الخطيب في "الموضح"(2/ 88) من طريق جعفر بن محمَّد بن عنبسة اليشكري ثنا يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا قيس بن الربيع عن سعد الخفاف عن عطية العَوْفِي عن محدوج بن زيد الذهلي قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما آخى بين المسلمين أخذ بيد عليّ فوضعها على صدره قال "يا عليّ أنت أخي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي".
وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفي، ومحدوج الذهلي قال البخاري: فيه نظر (الكامل لابن عدي 6/ 2436)
وقال الحافظ في "التقريب": مجهول أخطأ من زعم أنّ له صحبة.
وأما حديث زيد بن أبي أوفى فأخرجه ابن عدي (5/ 1984 - 1985) والقطيعي في زوائد "فضائل الصحابة"(871 و 1137) وأبو نعيم في "الصحابة"(3021) من طريق أبي علي الحسين بن محمَّد الذارع السعدي البصري ثنا عبد المؤمن بن عباد العبدي ثنا يزيد بن معن عن عبد الله بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم -
مسجده، فقال "أين فلان أين فلان؟؟ " فجعل ينظر في وجوه أصحابه ويتفقدهم ويبعث إليهم حتى توافوا عنده، فحمد الله وأثنى عليه فآخى بينهم، وذكر الحديث حديث المؤاخاة بينهم فقال عليّ: لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي وأنت أخي ووارثي" وذكر الحديث.
واختلف فيه على عبد المؤمن بن عباد، فرواه نصر بن علي عنه ثنا يزيد بن معن أني عبد الله بن شرحبيل عن رجل من قريش عن زيد بن أبي أوفى. فزاد فيه "رجل من قريش"
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2707) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 225) والطبراني في "الكبير"(5146) وأبو نعيم في "الصحابة"(3020)
قال ابن عبد البر: في إسناده ضعف" الاستيعاب 4/ 41
قلت: إسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم، ويزيد بن معن لم أر من ذكره، وعبد المؤمن بن عباد قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وذكره العقيلي والساجي وابن الجارود في "الضعفاء"، وذكره ابن حبان في "الثقات".
طريق أخرى: يرويها إبراهيم بن بشر أبو عمرو الأزدي عن يحيى بن معن المدني ثني إبراهيم القرشي عن سعيد بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم فآخى بين أصحابه الحديث.
ذكره البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 386) في ترجمة زيد بن أبي أوفى وقال: لا يتابع عليه.
وقال أبو حاتم: إبراهيم القرشي وسعيد بن شرحبيل مجهولان (الجرح 1/ 1/ 150 و 2/ 1/ 33).
وأما حديث عليّ فأخرجه أبو يعلى (المطالب 3926) عن سهل بن زَنجَلة الرازي ثنا الصباح بن محارب عن عمر بن عبد الله بن يعلي بن مرة الثقفي عن أبيه عن جده عن علي
قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين الناس وتركني، فقلت: يا رسول الله، آخيت بين أصحابك وتركتني، فقال صلى الله عليه وسلم "ولم ترني تركتك؟ أنما تركتك لنفسي، أنت أخي وأنا أخوك، فإن حاجك أحد فقل: إني عبد الله، وأخو رسول الله، لا يدعيها أحد بعدك إلا كذاب"
وإسناده ضعيف لضعف عمر بن عبد الله.
720 -
"أنا أكرم على ربي من أنْ يتركني في قبري بعد ثلاث"
قال الحافظ: وذكر الغزالي ثم الرافعي حديثا مرفوعاً: فذكره، ولا أصل له" (1)
وقال الزركشي: لم أجده" اللآلئ المصنوعة 1/ 285
721 -
عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7] وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره، وقال:"أنا المنذر" وأومأ إلى عليّ، وقال "أنت الهادي، بك يهتدي المهتدون بعدي"
قال الحافظ: أخرجه الطبري بإسناده حسن من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره، وفي إسناده بعض الشيعة" (2)
ضعيف
أخرجه الطبري في "تفسيره"(13/ 108) عن أحمد بن يحيى الصوفي ثنا الحسن بن الحسين الأنصاري ثنا معاذ بن مسلم ثنا الهروى عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7]، وضع صلى الله عليه وسلم يده على صدره، فقال "أنا المنذر، ولكل قوم هاد" وأومأ بيده إلى منكب عليّ، فقال "أنت الهادي يا علي، بك يهتدي المهتدون بعدي"
تحسين الحافظ لإسناد هذا الحديث فيه نظر، وإليك بيان ذلك:
أولاً: قوله "ثنا الهروي". لعلها زائدة في السند، فقد قال الذهبي في "الميزان" في ترجمة الحسن بن الحسين العُرَنِي الكوفي: وقال ابن الأعرابي (3): ثنا الفضل بن يوسف الجعفي ثنا الحسن بن الحسين الأنصاري في مسجد حَبَّة العرني ثنا معاذ بن مسلم عن عطاء بن السائب عن سعيد عن ابن عباس {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ} [الرعد: 7]، قال النبي صلى الله عليه وسلم "أنا المنذر، وعليّ الهادي، بك يا عليّ يهتدي المهتدون". ورواه ابن جرير في "تفسيره" عن أحمد بن يحيى عن الحسن عن معاذ، ومعاذ نكرة فلعل الآفة منه"
ثانيا: الحسن بن الحسين العرني قال أبو حاتم: لم يكن بصدوق عندهم كان من رؤساء الشيعة، وقال ابن عدي: روى أحاديث مناكير، ولا يشبه حديثه حديث الثقات، وذكره ابن حبان في "الضعفاء".
(1) 7/ 296 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: واذكر في الكتاب مريم)
(2)
9/ 447 (كتاب التفسير: سورة إبراهيم)
(3)
المعجم ق 235
ثالثا: معاذ بن مسلم، قال في "الميزان": مجهول، وله عن عطاء بن السائب خبر باطل سقناه في الحسن بن الحسين.
رابعا: عطاء بن السائب اختلط بأخرة.
قال الحافظ في "التهذيب"" بعد أنْ ذكر أقوال المحدثين في اختلاطه قال: قلت: فيحصل لنا من مجموع كلامهم أنّ سفيان الثوري وشعبة وزهيراً وزائدة وحماد بن زيد وأيوب عنه صحيح، ومن عداهم يتوقف فيه إلا حماد بن سلمة فاختلف قولهم، والظاهر أنّه سمع منه مرّتين: مرّة مع أيوب كما يومي إليه كلام الدارقطني، ومرّة بعد ذلك لما دخل إليهم البصرة وسمع منه مع جرير وذويه"
قلت: فإذا كان هذا حال رواة الحديث فكيف يكون حسناً.
وقد قال ابن كثير لما ذكر هذا الحديث في "تفسيره"(2/ 502): وهذا الحديث فيه نكارة شديدة"
وللحديث شاهد عن عليّ قال: رسول الله المنذر وأنا الهادي.
أخرجه الحاكم (3/ 129 - 130) عن أبي عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ثنا عبد الرحمن بن محمَّد بن منصور الحارثي ثنا حسين بن حسن الأشقر ثنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله الأسدي عن عليّ {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرّعد: 7]، قال علي: فذكره.
وقال: صحيح الإسناد"
وقال الذهبي: قلت: بل كذب قبح الله واضعه"
قلت: حسين الأشقر قال البخاري: فيه نظر، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال أبو حاتم وغيره: ليس بقوي. وكان من غلاة الشيعة.
وعباد بن عبد الله الأسدي قال الحافظ في "التقريب": ضعيف.
722 -
عن الحكم بن عُتيبة قال: لما فرّ الناس يوم حنين جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب" فلم يبق معه إلا أربعة نفر، ثلاثة من بني هاشم ورجل من غيرهم، على والعباس بين يديه، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بالعنان، وابن مسعود من الجانب الأيسر. قال: وليس يقبل نحوه أحد إلا قتل.
قال الحافظ: وعند- ابن أبي شيبة من مرسل الحكم بن عتيبة قال: فذكره" (1)
مرسل
أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 526) عن محمَّد بن فُضيل بن غَزوان عن أشعث عن الحكم بن عتيبة قال: فذكره، وزاد: والمشركون حوله صرعى بحساب الإكليل.
وإسناده ضعيف لضعف أشعث بن سوَّار.
723 -
"أنا أول شافع"
سكت عليه الحافظ (2).
انظر الحديث الذي بعده.
724 -
"أنا أول شفيع في الجنة"
قال الحافظ: حديث أنس عند مسلم (1/ 188): فذكره" (3)
725 -
"أنا أول من تنشق عنه الأرض"
قال الحافظ: حديث أنس عند مسلم رفعه: فذكره" (4)
لم أره في "صحيح مسلم" من حديث أنس وإنما هو من حديث أبي هريرة (2278) ولفظه "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع".
726 -
"أنا أول من تنشق عنه الأرض"
سكت عليه الحافظ (5).
أخرجه البخاري (فتح 5/ 468) من حديث أبي سعيد.
727 -
"أنا أول من تنشق عنه الأرض" الحديث وفيه "فيفزع الناس ثلاث فزعات فيأتون آدم" الحديث
قال الحافظ: ووقع في أول حديث أبي نَضْرة عن أبي سعيد في مسلم رفعه: فذكره.
(1) 9/ 90 (كتاب المغازي- باب قول الله تعالى: ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم)
(2)
14/ 219 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)
(3)
14/ 220 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)
(4)
7/ 255 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب وفاة موسى)
(5)
7/ 368 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب ما جاء في أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم)
وقال: وفي رواية أبي نضرة عن أبي سعيد "وإني أذنبت ذنبا فأهبطت به إلى الأرض"
وقال: وفي رواية أبي نضرة عن أبي سعيد "فيقول: إني كذبت ثلاث كذبات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منها كذبة إلا ما حل بها عن دين الله"
وقال: وقع في رواية الترمذي من حديث أبي نضرة عن أبي سعيد "إني عُبدت من دون الله"(1).
يرويه علي بن زيد بن جُدْعَان عن أبي نضرة المنذر بن مالك واختلف عنه:
- فقال سفيان بن عُيينة: عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعاً "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر
…
وذكر الحديث وفيه طول.
أخرجه الترمذي (3148 و 3615) وأبو يعلى (1040) وابن خزيمة في "التوحيد"(2/ 621)
وتابعه هُشيم أنبأ علي بن زيد به.
أخرجه أحمد (3/ 2) وابن ماجه (4308) واللالكائي في "السنة"(1454 و 1455) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(48 و 131) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(985)
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"
- ورواه حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن ابن عباس.
أخرجه الطيالسي (ص 353 - 354) عن حماد به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 481 - 483)
وأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 135) وأحمد (1/ 281 - 282 و 295 - 296) وعبد بن حميد (695) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية"(184) وحماد بن إسحاق في "تركة النبي"(ص 49 - 50) والحارث (1135 ومحمد بن عثمان في "العرش" (46) وأبو يعلى (2328) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 38 - 39) واللالكائي (843) والبيهقي في "الشعب"(1408) وفي "الدلائل"(5/ 481 - 483) من طرق عن حماد به.
(1) 14/ 226 و227و228 و 229 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)
وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد (1).
728 -
"أنا أول من يفتح باب الجنة فإذا امرأة تُبَادرني فأقول: من أنت؟ فتقول: أنا امرأة تَأيَّمْتُ على أيتام لي"
قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره، ورواته لا بأس بهم" (2)
أخرجه أبو يعلى (6651) عن سليمان بن عبد الجبار أبي أيوب البغدادي ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي عن عبد السلام بن عجلان الهجيمي ثنا أبو عثمان النَّهدي عن أبي هريرة رفعه "أنا أول من يُفتح له باب الجنة، إلا أنه تأتي إمرأة تبادرني فأقول لها: ما لك؟ ومن أنت؟ فتقول: أنا امرأة قعدت على أيتام لي".
قال المنذري: إسناده حسن إنْ شاء الله" الترغيب 3/ 349
وقال الهيثمي: وفيه عبد السلام بن عجلان وثقه أبو حاتم وابن حبان وقال: يخطئ ويخالف، وبقية رجاله ثقات"" المجمع 8/ 162
وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف عبد السلام بن عجلان" مختصر الإتحاف 7/ 198
قلت: بل هو صدوق، ذكره ابن شاهين في "الثقات" وقال: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
وبقية رواة الحديث ثقات فالإسناد حسن كما قال المنذري.
واختلف فيه على عبد السلام كما سيأتي عند حديث "أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة
…
729 -
"أنا أول من يدخل الجنة"
قال الحافظ: وقد ثبت أنَّه صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (3)
هو من حديث أنس وقد تقدم الكلام عليه، فانظر حديث "إذا اجتمع أهل النار في النار
…
"
(1) سيأتي الكلام على الحديث أيضاً في حرف للنون فانظر حديث "نحن آخر الأمم وأول من يحاسب"
(2)
13/ 43 (كتاب الأدب- باب فضل من يعول يتيما)
(3)
3/ 358 (كتاب الجنائز- باب الدخول على الميت بعد الموت)
730 -
"أنا أولى بكل مؤمن من نفسه"
قال الحافظ: وفي حديث جابر عند أبي داود أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: فذكره" (1)
صحيح
أخرجه أحمد (3/ 296) وأبو داود (2956 و 3343) والنسائي (4/ 53) وفي "الكبرى"(2089) من طريق مَعْمَر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول "أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، فأيما رجل مات وترك ديناً فإليّ، ومن ترك مالاً فلورثته".
هكذا رواه معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر، وخالفه جماعة رووه عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، منهم:
1 -
عُقيل بن خالد الأيلي.
أخرجه البخاري (فتح 5/ 382 و 11/ 444) ومسلم (1619) وأحمد (2/ 453) والترمدي (1070) وابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 239)
2 -
يونس بن يزيد الأيلي.
أخرجه البخاري (فتح 15/ 10) ومسلم (3/ 1237) وابن ماجه (2415) والنسائي في "الكبرى"(2090)
3 -
محمَّد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي ابن شهاب الزهري.
أخرجه مسلم (3/ 1237)
4 -
ابن أبي ذئب.
أخرجه مسلم (3/ 1237) وأحمد (2/ 290) والنسائي في "الكبرى"(2090)
5 -
الأوزاعي.
أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 239 - 240)
ومع هذا الاختلاف فهو صحيح من حديثهما فقد أخرجه مسلم (867) وأحمد (3/ 371) وأبو داود (2954) وابن ماجه (45 و 2416) وأبو يعلى (2111) من طريق جعفر بن محمَّد عن أبيه عن جابر مرفوعاً "أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، من ترك مالاً فلأهله، ومن ترك ديناً أو ضَيَاعاً فإليّ وعليّ"
(1) 15/ 10 (كتاب الفرائض- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من ترك مالا فلأهله)
وأخرجه البخاري (فتح 5/ 458) ومسلم (3/ 1238) وأحمد (2/ 455 - 456) من طريق عدي بن ثابت الكوفي عن أبي حازم عن أبي هريرة.
وأخرجه البخاري (فتح 5/ 458 و 10/ 135) من طريق فُليح بن سليمان الخزاعي عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة
وأخرجه مسلم (3/ 1237 - 1238) من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.
731 -
عن ابن عمر قال: قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما بكافر وقال: "أنا أولى من وَفَّى بذمته"
قال الحافظ: أخرجه الدارقطني من طريق عمار بن مطر عن إبراهيم بن أبي يحيى عن ربيعة عن ابن البَيْلَمَاني عن ابن عمر قال: فذكره، قال الدارقطني: إبراهيم ضعيف ولم يروه موصولا غيره، والمشهور عن ابن البيلماني مرسلاً، وقال البيهقي: أخطأ راويه عمار بن مطر على إبراهيم في سنده، وإنما يرويه إبراهيم عن محمَّد بن المنكدر عن عبد الرحمن بن البيلماني، هذا هو الأصل في هذا الباب وهو منقطع وراويه غير ثقة، كذلك أخرجه الشافعي وأبو عبيد جميعاً عن إبراهيم بن محمَّد بن أبي يحيى. قلت: لم ينفرد به إبراهيم كما يوهمه كلامه فقد أخرجه أبو داود في "المراسيل" والطحاوي من طريق سليمان بن بلال عن ربيعة عن ابن البيلماني، وابن البيلماني ضعفه جماعة ووثق فلا يحتج بما ينفرد به إذا وصل فكيف إذا أرسل؟ فكيف إذا خالف؟ قاله الدارقطني، وقد ذكر أبو عبيد بعد أنْ حدّث به عن إبراهيم: بلغني أنّ إبراهيم قال: أنا حدثت ربيعة عن ابن المنكدر عن ابن البيلماني، فرجع الحديث على هذا إلى إبراهيم، وإبراهيم ضعيف أيضاً. قال أبو عبيد: وبمثل هذا السند لا تسفك دماء المسلمين. قلت: وتبين أن عمار بن مطر خبط في سنده" (1)
ضعيف
روي من حديث عبد الرحمن بن البيلماني مرسلاً ومن حديث محمَّد بن المنكدر مرسلاً ومن حديث عبد الله بن عبد العزيز بن صالح الحضرمي مرسلاً.
فأما حديث عبد الرحمن بن البيلماني فأخرجه عبد الرزاق (18514) والدارقطني (3/ 135) والبيهقي (8/ 31) والحازمي في "الاعتبار"(ص 189)
عن سفيان الثوري
(1) 15/ 287 (كتاب الديات- باب لا يقتل المسلم بالكافر)
وأبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف"(13/ 270) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 195) والحازمي في "الاعتبار"(ص 189)
عن سليمان بن بلال المدني
وابن أبي شيبة (9/ 290) والدارقطني (3/ 135 و 136)
عن حجاج بن أرْطَاة
وأبو عبيد في "الغريب"(2/ 105)
عن أبي يوسف القاضي
والبيهقي (8/ 30 - 31)
عن عبد العزيز بن محمَّد الدرَاوَرْدِي
والدارقطني في "غرائب مالك" كما في "نصب الراية"(4/ 336)
عن مالك بن أنس
كلهم عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن البيلماني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي برجل من المسلمين قتل معاهداً من أهل الذمة فقدَّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب عنقه وقال "أنا أولى من أوفى بذمته".
وخالفهم إبراهيم بن محمَّد بن أبي يحيى الأسلمي فرواه عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن ابن البيلماني عن ابن عمر.
فزاد فيه "ابن عمر".
أخرجه الدارقطني (3/ 134 - 135) والبيهقي (8/ 30) من طريق عمار بن مطر عن إبراهيم بن محمَّد بن أبي يحيى به.
قال الدارقطني: لم يسنده غير إبراهيم بن أبي يحيى وهو متروك الحديث، والصواب عن ربيعة عن ابن البيلماني مرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وابن البيلماني ضعيف لا تقوم به حجة إذا وصل الحديث فكيف بما يرسله"
وقال البيهقي: هذا خطأ من وجهين: أحدهما وصله بذكر ابن عمر فيه، وإنما هو عن ابن البيلماني عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، والآخر روايته عن إبراهيم عن ربيعة، وإنما يرويه إبراهيم عن ابن المنكدر، والحمل فيه على عمار بن مطر الرهاوي فقد كان يقلب الأسانيد ويسرق الأحاديث حتى كثر ذلك في رواياته وسقط عن حدّ الاحتجاج به"
قلت: وخالفه جماعة رووه عن إبراهيم بن محمَّد بن أبي يحيى عن محمَّد بن المنكدر عن ابن البيلماني مرسلاً، منهم:
1 -
أبو عبيد في "الغريب"(1/ 105)
وقال: بلغني عن ابن أبي يحيى أنه قال: أنا حدثت ربيعة بهذا الحديث. وإنما دار الحديث على ابن أبي يحيى عن ابن المنكدر عن عبد الرحمن بن البيلماني.
2 -
محمَّد بن الحسن الشيباني.
أخرجه الشافعي في "مسنده"(ص 343 - 344) والبيهقي في "المعرفة"(12/ 25 - 26)
3 -
يحيى بن آدم في "الخراج"(238)
ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 30)
وقال: وهذا هو الأصل في هذا الباب وهو منقطع وراويه غير ثقة"
قلت: ورواية من روى الحديث عن ربيعة عن ابن البيلماني مرسلاً أصح، وإبراهيم بن محمَّد بن أبي يحيى اتهمه ابن معين وغيره بالكذب.
وأسند البيهقي عن صالح بن محمَّد الحافظ قال: عبد الرحمن بن البيلمانى حديثه منكر، وروى عنه ربيعة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قتل مسلما بمعاهد وهو مرسل منكر"
وقال أبو حاتم: عبد الرحمن بن البيلماني لين، وقال البزار: له مناكير، وهو ضعيف عند أهل العلم، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأما حديث ابن المنكدر فأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 195) عن سليمان بن شعيب ثنا يحيى بن سلام عن محمَّد بن أبي حُميد المدني عن ابن المنكدر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث ابن البيلماني.
وإسناده ضعيف لضعف محمَّد بن أبي حميد المدني.
وأما حديث عبد الله بن عبد العزيز بن صالح الحضرمي فأخرجه أبو داود في "المراسيل"(13/ 257) عن أحمد بن سعيد الهمذاني وأحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السَّرْح المصري عن ابن وهب عن عبد الله بن يعقوب عن عبد الله بن عبد العزيز بن صالح الحضرمي قال: قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين مسلما بكافر قتله غيلة، وقال "أنا أولى أو أحق من أوفى بذمته".
قال ابن القطان الفاسي: وعبد الله بن يعقوب وعبد الله بن عبد العزيز هذان مجهولان ولم أجد لهما ذكرا"
نصب الراية 4/ 336
وقال الحافظ في "التقريب": عبد الله بن يعقوب مجهول الحال، وعبد الله بن عبد العزيز مجهول.
732 -
"أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين"
قال الحافظ: ولأبي داود من حديث سَمُرَة مرفوعاً: فذكره" (1)
هو حديث يرويه إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه:
- فقال حفص بن غياث الكوفي: عن إسماعيل بن أبي حازم عن خالد بن الوليد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى ناس من خَثعَم فاعتصموا بالسجود فقتلهم فَوَدَاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصف الدية ثم قال "أنا بريء من كل مسلم أقام من المشركين لا ترايا ناراهما".
أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات"(ص 91) والطحاوي في "المشكل"(3233) والطبراني في "الكبير"(3836) من طرق عن حفص بن غياث به (2).
قال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 5/ 253
- وقال غير واحد: عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى خثعم، فاعتصم ناس منهم بالسجود، فأسرع فيهم القتل، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأمر لهم بنصف العقل، وقال "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين" قالوا: يا رسول الله، لم؟ قال "لا تراءى ناراهما".
(1) 6/ 379 (كتاب الجهاد- باب وجوب النفير)
(2)
أخرجه الطحاوي عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي، وابن أبي عاصم عن عمر بن الخطاب السِّجستانى، والطبراني عن عمر بن عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص المصري قالوا ثنا يوسف بن عدي ثنا حفص بن غياث عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن خالد بن الوليد.
وخالفهم مقدام بن داود الرُّعيني فرواه عن يوسف بن عدي ثنا حفص بن غياث عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله.
أخرجه البيهقي (8/ 131)
ومقدام بن داود قال النسائي: ليس بثقة.
رواه عن إسماعيل غير واحد، منهم:
1 -
أبو معاوية محمَّد بن خازم الضرير.
أخرجه أبو داود (2645) والترمذي (1605) وفي "العلل"(2/ 686) وابن البختري في "الأمالي"(238) وابن الأعرابي (ق84 / ب) والطبراني في "الكبير"(2264) والبيهقي في "الصغرى"(3117) وفي "الكبرى"(8/ 131 و 9/ 142) وفي "الشعب"(8929) والخطيب في "المتفق والمفترق"(173) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1221)
2 -
الحجاج بن أرطاة.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(2261 و 2262) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد"(115) والعِيسوي في "الفوائد"(55) والبيهقي (9/ 12 - 13) وفي "الشعب"(8928)
ولفظ حديثه "من أقام مع المشركين فقد برئت منه الذمة".
3 -
صالح بن عمر.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(2265)
- ورواه غير واحد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
أخرجه أبو عبيد في "الغريب"(2/ 88)
عن هُشيم.
والترمذي (1605)
عن عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي
والنسائي (8/ 32) وفي "الكبرى"(6982)
عن أبي خالد سليمان بن حَيَّان الأحمرِ
والحربي في "الغريب"(2/ 766)
عن عبد الله بن نُمير
والبيهقي في "معرفة السنن"(12/ 194) وفي "الكبرى"(8/ 130 - 131)
عن مروان بن معاوية الفزاري الكوفي
وابن أبي شيبة (12/ 346)
عن وكيع
و (14/ 340)
عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني
وذكر أبو داود مَعْمَراً وخالداً الواسطي.
كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد به.
قال الترمذي: وهذا أصح، وأكثر أصحاب إسماعيل عن قيس بن أبي حازم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية ولم يذكروا فيه عن جرير، ورواه حماد بن سلمة عن الحجاج بن أرطاة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن جرير مثل حديث أبي معاوية، وسمعت محمدا يقول: الصحيح حديث قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، وحديث حماد بن سلمة عن الحجاج بن أرطاة ليس بمحفوظ"
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث حماد بن سلمة عن حجاج فقال: الكوفيون سوى الحجاج لا يسندونه والمرسل أشبه" العلل 1/ 314
وقال البيهقي: المرسل أصح"
733 -
"أنا بريء من مسلم بين مشركين"
سكت عليه الحافظ (1).
انظر الحديث الذي قبله.
734 -
"أنا بشارة عيسى ودعوة إبراهيم، ورأت أمي نوراً"
قال الحافظ: أخرجه أحمد وغيره" (2)
سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إنى عبد الله وخاتم النبيين
…
"
735 -
"أنا خاتم النبيين، وعليّ خاتم الأوصياء"
قال الحافظ: ومن طريق عبد الله بن السائب عن أبي ذر رفعه: فذكره، أورده ابن الجوزي في "الموضوعات"(3).
موضوع
أخرجه الجورقاني في "الأباطيل"(262) وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 377)
(1) 6/ 273 (كتاب الشروط- باب الشروط في الجهاد)
(2)
16/ 18 (كتاب التعبير- باب رؤيا الصالحين)
(3)
9/ 216 (كتاب المغازى- باب آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم).
من طريق الحسن بن محمَّد الخلال ثنا الحسن بن أحمد بن حرب ثنا الحسن بن محمَّد بن يحيى العلوي ثنا محمَّد بن إسحاق القرشي ثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا عبد الرزاق أنبا مَعْمَر عن محمَّد عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر مرفوعا "أنا خاتم النبيين، كذلك عليّ وذريته يختمون الأولياء إلى يوم القيامة".
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع انفرد به الحسن بن محمَّد العلوي. قال الحفاظ: كان رافضيا.
وفيه إبراهيم بن عبد الله. قال ابن حبان: كان يسرق الحديث ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم واستحق الترك"
وقال الجورقاني: هذا حديث منكر، لا أعلم رواه سوى الحسن بن محمَّد العلوي. وهو منكر الحديث، وكان يميل إلى الرفض"
قلت: ما نقله ابن الجوزي عن ابن حبان في إبراهيم بن عبد الله إنما هو في ابن خالد المِصيصي.
وأما إبراهيم بن عبد الله الذي يروي عن عبد الرزاق فقد قال فيه ابن حبان: يروي عن عبد الرزاق المقلوبات الكثيرة التي لا يجوز الاحتجاج لمن يرويها لكثرتها.
وقال الدارقطني: كذاب.
والحسن بن محمَّد العلوي ذكره الذهبي في الميزان واتهمه بالكذب.
736 -
عن السُّدِّي قال: تفرق الصحابة فدخل بعضهم المدينة وانطلق بعضهم فوق الجبل، وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى الله، فرماه ابن قميئة بحجر فكسر أنفه ورباعيته وشجّه في وجهه فأثقله، فتراجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون رجلاً فجعلوا يذبون عنه، فحمله منهم طلحة وسهل بن حنيفْ، فرمى طلحة بسهم ويبست يده، وقال بعض من فَرَّ إلى الجبل: ليت لنا رسولاً إلى عبد الله بن أُبي يستأمن لنا من أبي سفيان، فقال أنس بن النضر: يا قوم، إنْ كان محمَّد قتل فرب محمَّد لم يقتل فقاتلوا على ما قاتل عليه
…
وقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم الجبل فأراد رجل من أصحابه أنْ يرميه بسهم فقال له "أنا رسول الله" فلما سمعوا ذلك فرحوا به واجتمعوا حوله وتراجع الناس.
قال الحافظ: ووقع عند الطبري من طريق السدي قال: فذكره.
وقال: ووقع في خبر السدي عند الطبري: أعل هُبَل، حنظلة بحنظلة، ويوم أحد بيوم بدر" (1)
مرسل
أخرجه الطبري في "تفسيره"(4/ 111 - 112) وفي "تاريخه"(2/ 519 - 521) عن محمَّد بن الحسين الحنيني ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي قال: فذكر الحديث وفيه طول.
الحنيني وثقه الدارقطني (تاريخ بغداد) وأحمد بن المفضل قال أبو حاتم وغيره: صدوق، وأسباط بن نصر وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي صدوقان كذلك.
737 -
"أنا زعيم ببيت في رَبَضِ الجنة لمن ترك المراء وإن كان مُحِقا"
قال الحافظ: فعند أبي داود من طريق سليمان بن حبيب عن أبي أمامة رفعه: فذكره، وله شاهد عند الطبراني من حديث معاذ بن جبل" (2)
ورد من حديث أبي أمامة ومن حديث معاذ بن جبل ومن حديث ابن عمر
فأما حديث أبي أمامة فأخرجه أبو داود (4800) عن أبي الجَمَاهِر محمَّد بن عثمان الدمشقي ثنا أبو كعب أيوب بن محمَّد السعدي ثني سليمان بن حبيب المحاربي عن أبي أمامة به مرفوعا وزاد "وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإنْ كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه"
ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 249) وفي "الآداب"(533) وفي "الشعب"(7653) والهروي في ذم الكلام" (ق 18/ ب)
هكذا قال أبو داود: عن أبي الجماهر ثنا أبو كعب أيوب بن محمَّد السعدي.
• ورواه غير واحد عن أبي الجماهر قال: ثنا أبو كعب أيوب بن موسى السعدي، منهم:
1 -
أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7488) وفي "مسند الشاميين"(1594) وفي "الأوسط"(3)(4690) وتمام في "فوائده"(345) والمزي (3/ 498 - 499)
(1) 8/ 354 و 355 (كتاب المغازي- باب غزوة أحد)
(2)
16/ 305 (كتاب الأحكام- باب الألد الخصم)
(3)
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن سليمان بن حبيب إلا أبو كعب"
ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(233) ووقع عنده: أيوب بن سليمان.
2 -
هارون بن عمران بن أبي جميل.
أخرجه تمام (343)
3 -
يزيد بن محمَّد بن عبد الصمد أبو القاسم الدمشقي.
أخرجه تمام (344) والهروي في "ذم الكلام"(ق 18/ ب)
4 -
محمَّد بن عبد الرحمن بن أشعث الدمشقي قال: ثنا أبو الجماهر ثنا أبو كعب أيوب بن موسى السعدي من أهل البلقاء ثقة.
أخرجه الدولابي في "الكنى"(2/ 91)
5 -
أبو حاتم.
قاله الحافظ في "التهذيب"
6 -
أبو الأحوص محمَّد بن الهيثم بن حماد البغدادي القنطري.
أخرجه الهروي في "ذم الكلام"(ق 18/ ب)
• وخالف الجميع عبد الصمد بن عبد الوهاب صميد قال: ثنا أبو الجماهر ثنا أبو موسى كعب السعدي.
أخرجه الدولابي (2/ 133)
قال الحافظ في "التهذيب": أيوب بن موسى ويقال: ابن محمَّد ويقال: ابن سليمان أبو كعب السعدي البلقاوي روى له أبو داود حديثا واحدا في ترك المراء ووقع في روايته "أيوب بن محمَّد" ورواه أبو زرعة الدمشقي ويزيد بن محمَّد بن عبد الصمد وهارون بن أبي جميل وأبو حاتم وغيرهم عن أبي الجماهر فقالوا: أيوب بن موسى. قال ابن عساكر: وهو الصواب"
قلت: ولم يَرو عنه إلا أبو الجماهر كما قال الحافظان المزي وابن حجر، وقال الذهبي في "الميزان": وعنه أبو الجماهر وحده لكنه وثقه.
وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.
وقال النووي: حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح" رياض الصالحين ص 264
ووهم المنذري في "الترغيب"(3/ 406) فعزا الحديث إلى الترمذي وابن ماجه وإنما هو عندهما من حديث أنس كما سيأتي.
طريق أخرى: قال الطبراني في "الكبير"(7770): ثنا محمَّد بن عبد الله الحَضرَمي والنعمان بن أحمد الواسطي قالا: ثنا محمَّد (1) بن حرب النشائي ثنا سليمان بن زياد عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن القاسم عن أبي أمامة رفعه "أنا زعيم لمن ترك المراء وهو مُحق ببيت في رَبَضِ الجنة، وببيت في وسط الجنة، وببيت في أعلى الجنة"
وأخرجه في "مسند الشاميين"(1230) عن الحضرمي وحده (2).
والنعمان بن أحمد وسليمان بن زياد لم أر من ذكرهما، والقاسم بن عبد الرحمن صدوق، والباقون كلهم ثقات.
وأما حديث معاذ بن جبل فأخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 217) و"الأوسط"(5324) و"الصغير"(2/ 16) ومن طريقه الهروي في "ذم الكلام"(ق18/ ب) عن أبي عبد الله محمَّد بن أحمد بن أبي خيثمة ثنا محمَّد بن الحصين القصاص ثنا عيسى بن شعيب عن رَوح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن مالك بن يَخَامِر عن معاذ مرفوعاً "أنا زعيم ببيت في رَبَض الجنة، وبيت في وسط الجنة، وبيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء وإن كان مُحقا، وترك الكذب وإنْ كان مازحا، وحسن خلقه"
وقال: لم يَروه عن روح إلا عيسى، تفرد به ابن الحصين"
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الثلاثة والبزار وفي إسناد الطبراني محمَّد بن الحصين ولم أعرفه والظاهر أنه التميمي وهو ثقة، وبقية رجاله ثقات (3) " المجمع 8/ 23
قلت: لو اكتفى بقوله: ولم أعرفه، لكان أولى فإن محمَّد بن الحصين التميمي متقدم الطبقة عن هذا فهو يروي عن التابعين، بخلاف هذا فإنّه يروي عن أتباع التابعين كما هنا، فإنّ عيسى بن شعيب وهو النحوي البصري من طبقة صغار أتباع التابعين فليس هو إذاً، وإنما هو محمَّد بن الحصين القصاص كما وقع عند الطبراني، ولم أقف له على ترجمة، وعيسى بن شعيب صدوق كما قال الفلاس، وباقي رواته ثقات.
وأما حديث ابن عمر فيرويه عتيق بن يعقوب الزبيري قال: ثنا عقبة بن علي عن عبد الله بن عمر عن ابن عمر رفعه "أنا زعيم ببيت في رَبَضِ الجنة لمن ترك المراء وهو مُحق، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وهو مازح، وببيت في أعلى الجنة لمن حسنت سريرته"
(1) رواه الرويانى (1200) عن محمَّد بن حرب به.
(2)
وأخرجه ابن بطة في "الإبانة"(533) من طريق محمَّد بن عبد الملك الدقيقى ثنا سليمان بن زياد الواسطي به.
(3)
وذكره في موضع آخر وقال: وإسناده حسن إن شاء الله" المجمع 1/ 157
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(882) عن أحمد بن يحيى الحلواني ثنا عتيق الزبيري به.
وقال: لم يروه عن عبد الله بن عمر إلا عقبة، تفرد به عتيق (1) "
وقال الهيثمي: وفيه عقبة بن علي وهو ضعيف" المجمع 1/ 157
وفي الباب عن أنس وعن ابن عباس وعن أبي هريرة وعن ابن مسعود وعن مالك بن أوس بن الحدثان
فأما حديث أنس فيرويه سلمة بن وَرْدَان الليثي عن أنس رفعه "من ترك الكذب وهو باطل بُني له قصر في رَبَضِ الجنة، ومن ترك المراء وهو مُحق بُني له في وسطها، ومن حسن خلقه بُني له في أعلاها"
أخرجه ابن ماجه (51) والترمذي (1993) والخرائطي في "المكارم"(1/ 59) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 337) وابن عدي (3/ 1181) والهروي (ق 17/ أ) والبغوي في "شرح السنة"(3502) من طرق عن سلمة بن وردان به.
قال الترمذي: هذا الحديث حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث سلمة بن وردان عن أنس"
قلت: سلمة بن وردان ضعيف، قاله أحمد وابن معين النسائي وغيرهم.
طريق أخرى: قال البزار (كشف 1976): ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ثنا محمَّد بن جعفر المدائني ثنا عبد الواحد بن سليم عن حميد عن أنس رفعه "أنا زعيم ببيت في غرف الجنة، وبيت في فناء الجنة، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإنْ كان مازحا ، ولمن ترك المراء وإنْ كان مُحقا ، ولمن حسن خلقه".
وأخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(1050) من طريق فضل بن سهل الأعرج ثنا محمَّد بن جعفر المدائني به.
قال الهيثمي: وفيه عبد الواحد بن سليم، وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة" المجمع 8/ 23
قلت: هو ضعيف كما قال ابن معين وغيره، ومحمد بن جعفر المدائني اختلفوا فيه.
(1) واختلف عليه فيه: فرواه علي بن عبد العزيز البغوي عنه ثني عقبة بن علي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر.
أخرجه الهروي في "ذم الكلام"(ق 17 - 18)
وأما حديث ابن عباس فيرويه سويد أبو حاتم قال: ثنا عبد الملك راوية عطاء عن عطاء عن ابن عباس رفعه "أنا الزعيم ببيت في رياض الجنة، وببيت في أعلاها، وببيت في أسفلها لمن ترك الجدل وهو محق، وترك الكذب وهو لاعب، وحسن خلقه للناس".
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11290) عن عبدان بن أحمد ثنا شيبان بن فَرُّوخ ثنا سويد أبو حاتم به.
ورواته ثقات غير سويد أبي حاتم وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
وأما حديث أبي هريرة فيرويه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رفعه "أنا زعيم لمن ترك المراء وإنْ كان محقا وحسن خلقه ببيت في أعلى الجنة، وببيت في وسط الجنة، وببيت في رَبَضِ الجنة"
أخرجه الهروي في "ذم الكلام"(ق 18/ ب) عن الحسين بن محمَّد بن علي أنا محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن أبي خالد ثنا أبو نعيم بن عدي ثنا أبو زرعة الرازي ثنا المعافى بن سليمان بن أَعْين عن سابق الرقي عن العلاء به.
وللحديث طريق أخرى عند ابن حبان في "المجروحين"(2/ 177)
وفيها عنبسة بن مهران الحداد قال ابن معين: لا أعرفه، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال ابنه: مجهول، وقال أبو داود: ليس بشيء.
وأما حديث ابن مسعود فأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(100 و 769) عن أبي سعيد أحمد بن محمَّد بن سعيد بن مهران المعيني ثنا سهل بن عثمان العسكري ثنا محمَّد بن أبان عن محمَّد بن مروان عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعاً "أنا زعيم بقصر في أعلى الجنة، وقصر في وسط الجنة، وقصر في رَبَضِ الجنة لمن ترك المراء وإنْ كان مُحقا، ولمن ترك الكذب وإنْ كان لاعبا، ولمن حسن خلقه"
وإسناده ضعيف لأن المسيب بن رافع لم يلق ابن مسعود، ومحمد بن مروان العقيلي مختلف فيه، ومحمد بن أبان العنبري ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" وأبو الشيخ في "الطبقات" وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلا، وسهل بن عثمان صدوق، وأحمد بن محمَّد والعلاء بن المسيب ثقتان.
وأما حديث مالك بن أوس فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الغيبة"(2) من طريق أنس بن عياض عن سلمة بن وردان قال: ذكر مالك بن أوس أنّه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وجبت، وجبت، وجبت" فقال أصحابه: ما هذا الذي قلت يا رسول الله؟ قال "من ترك المراء وهو مُحق بُني له في رَبَضِ الجنة، ومن حسن خلقه بُني له في ربض الجنة، ومن ترك الكذب بُني له في ربض الجنة"
وإسناده ضعيف لضعف سلمة بن وردان.
738 -
عن يعلي بن أمية قال: أنا صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم خاتما لم يشركني فيه أحد، نقش فيه: محمَّد رسول الله.
قال الحافظ: وأخرج الدارقطني في "الأفراد" من طريق سلمة بن وَهْرَام عن عكرمة عن يعلي بن أمية قال: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه الحكيم الترمذي في "المنهيات"(ص 110) وابن عدي (3/ 1085) من طريق زَمْعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن يعلي بن أمية به.
قال ابن عدي: وهذا لا يرويه عن سلمة غير زمعة"
قلت: وهو ضعيف كلما قال أحمد وأبو داود وغيرهما.
739 -
عن أنس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يشفع لي فقال "أنا فاعل" فقلت: أين أطلبك؟ قال "اطلبني أول ما تطلبني على الصراط" قلت: فإنْ لم ألقك؟ قال "أنا عند الميزان" قلت: فإنْ لم ألقك؟ قال "أنا عند الحوض".
قال الحافظ: أخرج أحمد والترمذي من حديث النضر بن أنس عن أنس قال: فذكره" (2)
صحيح
أخرجه أحمد (3/ 178) والمزي في "تهذيب الكمال"(5/ 537)
عن يونس بن محمَّد المؤدب
والترمذي (2433) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 304) واللالكائي في "السنة"(2220) وابن ناصر الدين في "منهاج السلامة"(ص 82 - 83)
عن بَدَل بن المُحَبَّر البصري
(1) 12/ 447 (كتاب اللباس- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ينقش على نقش خاتمه)
(2)
14/ 261 (كتاب الرقاق- باب في الحوض)
وابن ماجه في "تفسيره" كما في "تهذيب الكمال"(5/ 538)
عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري
والدينوري في "المجالسة"(30) والخطيب في "الموضح"(1/ 97 - 98) وفي "المتفق والمفترق"(474)
عن حَرَمي بن حفص البصري
قالوا: ثنا حرب بن ميمون الأنصاري أبو الخطاب ثنا النضر بن أنس بن مالك عن أبيه قال: فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه"
قلت: الحديث إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، وحرب بن ميمون الأكبر الأنصاري أبو الخطاب البصري مولى النضر بن أنس وثقه الفلاس وابن المديني والخطيب في "الموضح"(1/ 96) والذهبي في "الكاشف" و"الديوان"
وقال في "المغني": ثقة غلط من تكلم فيه وهو صدوق.
وقال في "الميزان": صدوق يخطئ، وقال أيضاً: صدوق.
وقال الساجي والحافظ في "التقريب": صدوق.
وقد خلطه بعضهم بحرب بن ميمون الأصغر أبي عبد الرحمن البصري صاحب الأغمية والصواب أنهما اثنان (1).
والأول ثقة كما تقدم، والثاني قال الحافظ في "التقريب": متروك الحديث مع عبادته ووهم من خلطه بالأول.
740 -
عن عائشة قالت: أنا فرقت لرسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه أي شعر رأسه عن يافوخه"
قال الحافظ: وقد روى ابن إسحاق عن محمَّد بن جعفر عن عروة عن عائشة قالت: فذكرته، ومن طريقه أخرجه أبو داود" (2)
حسن
(1) انظر تهذيب الكمال 5/ 536، موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 96 - 101، الفتن لابن كثير ص 264، تهذيب التهذيب 2/ 227 - التاريخ الكبير 4/ 2/ 453
(2)
7/ 384 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبى صلى الله عليه وسلم)
أخرجه أبو داود (4189) والحربي في "الغريب"(2/ 345) وأبو يعلى (4577) والبيهقي في "الشعب"(6058) من طرق عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري عن محمَّد بن إسحاق ثني محمَّد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة قالت: كنت إذا أردت أنْ أَفْرُقَ رأسَ رسول الله صلى الله عليه وسلم صَدَعْتُ الفَرْقَ من يَافُوخِهِ وأُرسلُ نَاصِيَتَهُ بين عينيه".
وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، والباقون ثقات.
- ورواه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم المدني عن ابن إسحاق واختلف عنه:
• فقال يعقوب بن إبراهيم بن سعد: ثنا أبي عن ابن إسحاق ثني محمَّد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة.
أخرجه أحمد (6/ 275) وأبو يعلى (4817) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 258) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 226) والبغوي في "شرح السنة"(3183) وفي "الشمائل"(1081)
وتابعه معاوية بن عمرو الأزدي ثنا إبراهيم بن سعد به.
أخرجه أحمد (6/ 90)
وإسناده حسن كسابقه.
• وقال غير واحد: عن إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة.
منهم:
1 -
إسحاق بن منصور السلولي.
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 450) وابن ماجه (3633)
2 -
عمر بن عبد الوهاب الرياحي.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(6059)
3 -
عبد العزيز بن أبي سلمة بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
أخرجه أبو يعلى (4413) وفي "معجمه"(249) والبيهقي في "الشعب"(6059 و6060)
ورواته ثقات غير ابن إسحاق وهو صدوق يدلس وقد عنعن.
وكلا الطريقين عندي محفوظان، والله أعلم.
741 -
"أنا محمَّد بن عبد الله" وانتسب حتى بلغ النضر بن كنانة قال "فمن قال غير ذلك فقد كذب"
قال الحافظ: وروى ابن سعد من حديث عمرو بن العاص بإسناد فيه ضعف مرفوعاً: فذكره" (1)
أخرجه ابن سعد (1/ 23) عن مَعْن بن عيسى القزاز أنا ابن أبي ذئب عمن لا يتهم عن عمرو بن العاص مرفوعاً: فذكره.
وإسناده ضعيف للذي لم يسم.
742 -
"أنا وامرأة سَفعَاء الخدين كهاتين يوم القيامة، امرأة ذات منصب وجمال حبست نفسها على يتاماها حتى ماتوا أو بانوا"
قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود من حديث عوف بن مالك رفعه: فذكره" (2)
أخرجه أحمد (6/ 29)
عن وكيع
وأبو داود (5149) وابن أبي الدنيا في "العيال"(86) والبيهقي في "الشعب"(8313)
عن يزيد بن زُرَيْع البصري
والبخاري في "الأدب المفرد"(141) وابن الجوزي في "البر والصله"(399)
عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد
والخرائطي في "المكارم"(2/ 640) والطبراني في "الكبير"(18/ 56 - 57) والمزي (12/ 400 - 401)
عن عثمان بن عمر بن فارس
كلهم (3) عن النَّهَّاس بن قَهْم ثني شداد أبو عمار عن عوف بن مالك الأشجعي رفعه "أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة وأشار بالوسطى والسبابه""امرأة آمت من زوجها ذات منصب وجمال حبست نفسها على يتاماها حتى بانوا أو ماتوا".
(1) 7/ 339 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب المناقب)
(2)
13/ 43 (كتاب الأدب- باب فضل من يعول يتيما)
(3)
رواه محمَّد بن بكر البُرْسانى عن النهاس عن عمرو عن شداد أبي عمار عن عوف بن مالك.
أخرجه أحمد (6/ 29)
وقوله "عن النهاس عن عمرو" أظنه خطأ من الناسخ أو الطابع، والصواب "عن النهاس بن قهم".
وإسناده ضعيف لضعف النهاس بن قهم.
وله شاهد عن أبي هريرة مرفوعاً "أنا وامرأة سفعاء ذات منصب وجمال حبست نفسها على بناتها حتى بانوا أو ماتوا في الجنة كهاتين"
أخرجه الخرائطي في "المكارم"(2/ 651) عن أبي قِلابة عبد الملك بن محمَّد بن عبد الملك الرقاشي ثنا بَدَل بن المُحَبَّر ثنا عبد السلام بن عجلان قال: سمعت أبا يزيد المدني يحدث عن أبي هريرة به.
وإسناده منقطع، قال ابن المديني: أبو يزيد المدني لم يسمع من أبي هريرة (المعرفة والتاريخ 2/ 129) وعبد السلام بن عجلان ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف، وذكره ابن شاهين في "الثقات" وقال: ثقة، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وأبو يزيد وثقه ابن معين، وعبد الملك وبدل ثقتان.
واختلف فيه على عبد السلام كما تقدم عند حديث "أنا أول من يفتح باب الجنة"
743 -
عن سعد بن تميم قال: قلت: يا رسول الله، أيُّ الناس خير؟ فقال "أنا وقَرْنى" قال الحافظ: أخرجه الطبراني وسمويه من طريق بلال بن سعد بن تميم عن أبيه قال: فذكره" (1)
صحيح
أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند"(724) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(939) وأبو نعيم في "الصحابة"(3210)
عن المعلي بن منصور الرازي
والطحاوي في "المشكل"(2469) وفي "شرح المعاني"(4/ 151) والطبراني في "الكبير"(5460) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 233) وفي "الصحابة"(3209) وعبد الجبار الخولاني في "تاريخ داريا"(ص 93 - 94) والفضل (2) بن جعفر التميمي في "نسخة أبي مُسهر"(10) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1147)
عن أبي مسهر عبد الأعلى بن مُسْهر الدمشقي
وابن أبي عاصم في "السنة"(1478) و"الآحاد"(2456) وابن قانع في "الصحابة"
(1) 8/ 7 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم)
(2)
ومن طريقه أخرجه الحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 64)
(1/ 254) والطبراني في "الكبير"(5460) والحسن بن سفيان في "مسنده"(1) وتمام في "فوائده"(1172) وابن المقرئ في "المعجم"(93) وأبو نعيم في"الحلية"(5/ 233) وفي "الصحابة"(3209) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 340)
عن هشام بن عمار الدمشقي
قالوا: ثنا صدقة بن خالد ثنا عمرو بن شراحيل العَنْسي عن بلال بن سعد عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله أيّ أمتك خير؟ قال "أنا وأقراني" قلنا: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال "ثم القرن الثاني" قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال "ثم القرن الثالث" قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال "ثم يكون قوم يحلفون ولا يستحلفون ويشهدون ولا يستشهدون ويؤتمنون ولا يؤدون"
قال ابن عساكر: هذا حديث حسن غريب"
وقال الحافظ: هذا حديث حسن صحيح، وبلال بن سعد ثقة، وكذلك الراوي عنه.
قال أبو زرعة الدمشقي: لسعد بن تميم حديثان مخرجهما حسن"
وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 10/ 19
قلت: وإسناده صحيح، وصدقة بن خالد وثقه ابن معين وغيره، وعمرو بن شراحيل وثقه أبو زرعة (تاريخ داريا ص 95) وابن حبان (الثقات 7/ 224) والمزي (تهذيب الكمال 4/ 292)، وبلال بن سعد وثقه ابن سعد وغيره.
744 -
"أنا وكافل اليتيم، له أو لغيره، في الجنة"
قال الحافظ: رواه مالك من مرسل صفوان بن سليم، ووصله البخاري في "الأدب المفرد" والطبراني من رواية أم سعيد بنت مرّة الفهرية عن أبيها" (2)
يرويه صفوان بن سليم المدني واختلف عنه:
- فقال مالك (2/ 948): عن صفوان بن سليم أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أنا وكافل اليتيم، له أو لغيره، في الجنة كهاتين، إذا اتقى" وأشار بأصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام.
(1) كما في "الأمالي المطلقة"
(2)
13/ 43 (كتاب الأدب- باب فضل من يعول يتيما)
ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 283)
- وقال سفيان بن عُيينة: عن صفوان بن سليم حدثتني أنيسة (1) عن أم سعيد بنت مرّة الفِهْري عن أبيها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
أخرجه الحميدي (838) ومسدد (المطالب 2578/ 3) والبخاري في "الأدب المفرد"(133) والحسين المروزي في "البر والصلة"(213) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 706) والحارث (بغية 904) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(838) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2173) والخرائطي في "المكارم"(700) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 58) والطبراني في"الكبير"(20/ 320) وأبو نعيم في "الصحابة"(6225 و 7956) والبيهقي (6/ 283) وفي "الآداب"(23) وفي "الشعب"(10517) وابن عبد البر في "التمهيد"(16/ 245 - 246 و 246) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 148) والمزي (27/ 383 - 384)
- ورواه محمَّد بن عمرو بن علقمة عن صفوان بن سليم فلم يذكر أنيسة ولا أبا أم سعيد.
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 2577/ 1 - الإصابة 9/ 169) وأبو يعلى (المطالب 2577/ 2 - الإصابة 9/ 169) وابن الأعرابي (1414) ومطين والباوردي وابن السكن وابن منده (الإصابة 9/ 169 - 170 و170 و 13/ 219 - 220 و 220) وأبو نعيم في "الصحابة"(7955) من طرق عن محمَّد بن عمرو به.
وعند ابن الأعرابي وابن منده: أم سعد، وعند الباقين: أم سعيد.
وقالوا في نسبها: الجمحية.
وعند ابن أبي شيبة: بنت عمرو بن مرة.
وعند أبي يعلى وابن الأعرابي: بنت مرة بن عمرو.
وعند الباقين: بنت عمرو، ولم يذكروا مرة.
وسماها ابن السكن في روايته: أسيرة.
وأم سعيد هذه ذكرها الذهبي في "الميزان" وقال: لا تعرف.
(1) ذكرها الذهبي في "الميزان" في المجهولات وقال: تفرد عنها صفوان بن سليم، وقال الحافظ في
"التقريب": لا تعرف.
- وأخرج الطبراني في "الكبير"(20/ 320 - 321) والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل"(ص590 - 591) من طريق أبي حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار عن محمَّد بن جُحادة عن محمَّد بن عجلان عن بنت مرة عن أبيها مرفوعاً به.
ومن هذا الطريق أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2174) ووقع عنده: عن ابنة لمرة الهمداني عن أبيها.
قال الحافظ: المحفوظ عن أم سعد بنت مرة الفهري عن أبيها" (الإصابة 9/ 83)
745 -
حديث عبد الله بن الدَّيلمي عن أبيه: قلنا للنبي صلى الله عليه وسلم: ما نصنع بالزبيب؟ قال "انْبِذُوه على عشائكم، واشربوه على غدائكم"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي" (1)
صحيح
أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(290) وأحمد (4/ 232) والدارمي (2114) وأبو داود (3710) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2679 و2680و 2681) وابن أبي الدنيا في "ذم المسكر"(9) والنسائي (8/ 298) وفي "الكبرى"(5244 و 5245) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 227) وفي "المشكل"(4/ 107) والطبراني في "الكبير"(18/ 329 أو 330) وفي "مسند الشاميين"(870) وأبو نعيم في "الصحابة"(2571) والمزي في "التهذيب"(23/ 324) من طرق (2) عن يحيى بن أبي عمرو السَّيْبَاني الحمصي عن عبد الله بن فيروز الديلمي عن أبيه قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله! قد علمت من نحن ومن أين نحن فإلي من نحن؟ قال "إلى الله وإلى رسوله" فقلنا: يا رسول الله! إن لنا أعناباً ما نصنع بها؟ قال "زَبّبُوها" قلنا: ما نصنع بالزبيب؟ قال "انبذوه على غدائكم واشربوه على عشائكم، وانبذوه على عشائكم واشربوه على غدائكم، وانبدوه في الشَّنَان ولا تنبذوه في القُلَل فإنه إذا تأخر عن عَصره صار خلا"
وإسناده صحيح رواته ثقات.
ولم ينفرد السيباني به بل تابعه عمران بن أبي الفضل ثنا ابن الديلمي عن أبيه قال: فذكر نحوه.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 330) عن محمَّد بن راشد الأصبهاني ثنا إبراهيم بن عبد الله بن خالد ثنا محمَّد بن حمير ثنا عبد الله الزبيري عن عمران بن أبي الفضل به.
(1) 12/ 156 (كتاب الأشربة- باب الإنتباذ في الأوعية)
(2)
ومن هذا الطريق أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 120) لكنه لم يذكر "عن أبيه".
وإسناده ضعيف لضعف عمران بن أبي الفضل.
746 -
"أنت الحق، وقولك الحق، والجنة حق، والنار حق"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (فتح 3/ 245 و 13/ 366 و 17/ 141 و 203 - 204) من حديث ابن
عباس.
747 -
حديث أبي أمامة: فجلس عمر فأعرض عنه -أي النبي صلى الله عليه وسلم ثم تحول فجلس إلى الجانب الآخر فأعرض عنه ثم قام فجلس بين يديه فأعرض عنه، فقال: يا رسول الله، ما أرى إعراضك إلا لشيء بلغك عني، فما خير حياتي وأنت معرض عني؟ فقال:"أنت الذي اعتذر إليك أبو بكر فلم تقبل منه"
قال الحافظ: وفي حديث أبي أمامة عند أبي يعلى "معاتبة" وفي لفظ "مقاولة".
وقال: وفي حديث أبي أمامة: فاعتذر أبو بكر إلى عمر فلم يقبل منه.
وقال: وفي حديث أبي أمامة عند أبي يعلى في نحو هذه القصة: فذكره" (2)
ضعيف جدا
أخرجه أبو يعلى (المطالب 3868) عن أبي عثمان عمرو بن محمَّد الناقد ثنا عمرو بن عثمان الكلابي ثنا محمَّد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن أبي عبد الملك علي بن يزيد عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة قال: كان بين أبي بكر وعمر معاتبة، فاعتذر أبو بكر إلى عمر فلم يقبل منه، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتد عليه، ثم راح إليه عمر فجلس فأعرض عنه، ثم تحول فجلس إلى الجانب الآخر، فأعرض عنه، ثم قام فجلس بين يديه، فأعرض عنه، فقال: يا رسول الله قد أرى إعراضك عني ولا أرى ذلك إلا لشيء بلغك عني، فما خير حياتي وأنت معرض عني، والله ما أبالي أنْ لا أعيش في الدنيا ساعة وأنت معرض عني، فقال "أنت الذي اعتذر إليك أبو بكر فلم تقبل منه، إني جئتكم جميعاً فقلتم: كذبت، وقال صاحبي: صدقت" ثم قال "هل أنتم تاركيَّ وصاحبي" ثلاث مرات.
وأخرجه الآجري في "الشريعة"(1260) من طريق إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحراني ثنا محمَّد بن سلمة به.
(1) 8/ 152 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب أيام الجاهلية)
(2)
8/ 21 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلا)
قال الحافظ: إسناده ضعيف"
قلت: عمرو بن عثمان قال النسائي: متروك الحديث، وعلي بن يزيد هو الألهاني قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين: ضعيف.
وأبو عبد الرحيم اسمه خالد بن يزيد، ويقال: ابن أبي يزيد الأموي الحرّاني، قال أحمد وأبو حاتم؛ لا بأس به.
ولم ينفرد به بل تابعه عبيد الله بن زَحْر عن علي بن يزيد به.
أخرجه العبدوي في "حديثه"(27) من طريق مُطَرِّح بن يزيد الكوفي عن عبيد الله بن زحر به.
ومطرح قال النسائي وغيره: ضعيف.
748 -
حديث ابن عباس في قيام الليل "أنت المقدم وأنت المؤخر"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (فتح 3/ 245 - 246)
749 -
عن عثمان بن أبي العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "أنت إمام قومك واقدُر القوم بأضعفهم"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي، وإسناده حسن وأصله في مسلم"
وقال: وزاد الطبراني من حديث عثمان بن أبي العاص "والحامل والمرضع"(2)
صحيح
وله عن عثمان بن أبي العاص طرق:
الأول: يرويه أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير عن أخيه مُطَرِّف بن عبد الله بن الشخير عن عثمان بن أبي العاص أنه قال: قلت: يا رسول الله، اجعلني إمام قومي، قال "أنت إمامهم، واقتد بأضعفهم، واتخذ مؤذنا لا يأخذ على أذانه أجرا".
أخرجه أحمد (4/ 21 و 217 و 217 - 218) وأبو داود (531) والنسائي (2/ 20) وفي "الكبرى"(1636) وابن خزيمة (423) وابن المنذر في "الأوسط"(3/ 62) والطحاوي في
(1) 13/ 478 (كتاب الدعوات- باب لله مائة اسم غير واحد)
(2)
2/ 341 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب تخفيف الإمام في القيام)
"شرح المعاني"(4/ 128) وفي "المشكل"(6000) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 256 - 257) والطبراني في "الكبير"(8365) والحاكم (1/ 199و 201) والبيهقي (1/ 429) والبغوي في "شرح السنة"(417) والجورقاني في "الأباطيل"(531) وابن حزم في "المحلى"(4/ 137) من طريق أبي مسعود سعيد بن إياس الجُرَيْرِي عن أبي العلاء به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه هكذا، وإنما أخرج مسلم حديث شعبة عن عمرو بن مُرّة عن سعيد بن المسيب عن عثمان بن أبي العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أممت قوما، الحديث"
وقال الشيخ أحمد شاكر: وهذا إسناد صحيح لا علة له" سنن الترمذي 1/ 410
قلت: وهو كما قال، والجريري كان قد اختلط، لكن الحديث من رواية حماد بن سلمة وحماد بن زيد عنه وهما ممن سمع من الجريري قبل اختلاطه.
والحديث لم ينفرد به أبو العلاء بل تابعه سعيد بن أبي هند الفزاري عن مطرف به.
أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(121) والحميدي (905) وأحمد (4/ 21) وابن ماجه (987) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1530 و 1542) والبزار (2319) وابن خزيمة (1608) وابن المنذر في "الأوسط"(2030) والطحاوي في "المشكل"(4210) والطبراني في "الكبير"(8357 و 8358 و 8359) وأبو نعيم في "الصحابة"(4936) من طرق عن محمَّد بن إسحاق المدني سمعه من سعيد بن أبي هند سمعه من مطرف بن عبد الله بن الشخير قال: سمعت عثمان بن أبي العاص يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"أُمَّ قومك، واقدُرهم بأضعفهم، فإن منهم الكبير والضعيف وذا الحاجه".
وفي لفظ "كان آخر ما عهد إليّ النبي صلى الله عليه وسلم حين أمّرني على الطائف، قال لي "يا عثمان! تجاوز في الصلاة واقدُر الناس بأضعفهم، فإن فيهم الكبير والصغير والسقيم والبعيد وذا الحاجة".
وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق يدلس وقد صرح بالسماع من سعيد فانتفى التدليس، وسعيد ومطرف ثقتان.
الثاني: يرويه عمرو بن عثمان بن عبد الله بن مَوْهَب الكوفي عن موسى بن طلحة عن عثمان بن أبي العاص رفعه "أُم قومك وصل بهم صلاة أضعفهم، فإن بهم الضعيف والكبير وذا الحاجة، فإذا صليت لنفسك فصل كيف شئت".
زاد في رواية "واتخذ مؤذناً لا يأخد على الأذان أجرا"
وفي لفظ "صلّ بهم صلاة أضعفهم، ولا يأخذ مؤذنك أجرا"
أخرجه مسلم (468) وأحمد (4/ 21 - 22 و 216) وابن سعد (7/ 40) وابن أبي شيبة (2/ 55) وأبو عوانة (2/ 95 و 95 - 96 و 96) والطبراني في "الكبير"(8339) من طرق عن عمرو بن عثمان به.
الثالث: يرويه شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت سعيد بن المسيب قال: حدّث عثمان بن أبي العاص قال: آخر ما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أممت قوماً فأخف بهم الصلاة"
أخرجه مسلم (1/ 187) والطيالسي (ص 127) وأحمد (4/ 22) وابن ماجه (988) والبزار (2318) والروياني (1516) وأبو عوانة (2/ 96) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(95) وفي "الصحابة"(1798) والطبراني في "الكبير"(8337 و 8338) وأبو نعيم في "الصحابة"(4937)
الرابع: يرويه إسماعيل بن رافع الأنصاري عن محمَّد بن سعيد بن عبد الملك عن المغيرة بن شعبه قال: قال عثمان بن أبي العاص: وفدنا على النبي صلى الله عليه وسلم فوجدني أفضلهم أخذاً للقرآن وقد فضلتهم بسورة البقرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "قد أمرتك على أصحابك وأنت أصغرهم، فإذا أممت قوما فأمهم بأضعفهم، فإن وراءك الكبير والصغير والضعيف وذا الحاجة".
أخرجه الطبراني في "الكبير"(8336) عن أحمد بن عمرو الخلال المكي ثنا يعقوب بن حميد ثنا هشام بن سليمان عن إسماعيل بن رافع به.
وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن رافع.
الخامس: يرويه عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الثقفي الطائفي عن عبد ربه بن الحكم بن سفيان عن عثمان بن أبي العاص قال: كان آخر شيء عهده إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ أخفف على الناس الصلاة.
أخرجه عبد الرزاق (3717) عن عبد الله بن عبد الرحمن به.
ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(8348)
• ورواه أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن الحكم سمع عثمان بن أبي العاص به.
أخرجه ابن سعد (5/ 508) وأحمد (4/ 218)
• ورواه مسلمة بن عثمان البري عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله وعبد ربه ابني الحكم بن سفيان عن عثمان بن أبي العاص به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(8349)
وعبد الله بن عبد الرحمن اختلفوا فيه، وعبد ربه بن الحكم ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله وتفرد عبد الله بالرواية عنه، وقال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب": مجهول.
وأخوه عبد الله لم أقف له على ترجمة ولا ذكره الحافظ في "تعجيل المنفعة"
السادس: يرويه سِماك بن حرب عن النعمان بن سالم الثقفي عن عثمان بن أبي العاص قال: كان آخر ما أوصاني به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إنك تؤم قوماً وخلفك الكبير والضعيف وذو الحاجة فتجوز في الصلاة".
أخرجه أسلم في "تاريخ واسط"(ص 56 - 57) وابن قانع (2/ 256) والطبراني في "الكبير"(8350 و 8351 و 8352) من طرق عن سماك به.
هكذا رواه سماك عن النعمان بن سالم عن عثمان.
وخالفه شعبة فرواه عن النعمان بن سالم قال: سمعت أشياخنا من ثقيف قالوا: أنا عثمان بن أبي العاص قال: فذكر نحوه.
أخرجه أحمد (4/ 21)
السابع: يرويه عبد الله بن عثمان بن خُثَيم أنا داود بن أبي عاصم الثقفي عن عثمان بن أبي العاص قال: إنْ آخر كلام كلمني به رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ استعملني على الطائف فقال "حفف الصلاة على الناس" حتى وقت لي {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} [العلق: 1] وأشباهها من القرآن.
أخرجه ابن سعد (5/ 509) وأحمد (4/ 218) والطبراني في"الكبير"(8353 و 8354) من طرق عن ابن خثيم به.
وابن خثيم صدوق، وداود بن أبي عاصم ثقة إلا أنّ ابن المديني قال: داود بن أبي عاصم عن عثمان بن أبي العاص مرسل (المراسيل ص 56) وفي "الكبير" للبخاري (2/ 1/ 231) قال: وروى ابن خثيم سمع داود بن أبي عاصم سمع عثمان بن أبي العاص. فالله أعلم.
الثامن: يرويه سهيل بن أبي صالح عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف عن
عثمان بن أبي العاص قال: فذكر حديثا وفيه "اذهب فأنت أمير عليهم وعلى من تقدم عليه من قومك، وأُم الناس بأضعفهم"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(8356) عن يحيى بن أيوب العلاف المصري ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا محمَّد بن جعفر عن سهيل بن أبي صالح به.
وحكيم بن حكيم اختلفوا فيه: وثقه ابن حبان والعجلي، وقال ابن سعد: لا يحتجون بحديثه، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله وما أظنه سمع من عثمان بن أبي العاص.
ويحيى بن أيوب وسهيل بن أبي صالح صدوقان، وسعيد بن أبي مريم ومحمد بن جعفر بن أبي كثير ثقتان.
التاسع: يرويه الحسن البصري عن عثمان بن أبي العاص.
ورواه عن الحسن غير واحد، منهم:
1 -
أشعث بن سَوَّار الكندي عن الحسن عن عثمان قال: كان آخر ما عهد إليّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "صَلِّ بأصحابك صلاة أضعفهم، فإنّ فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة، واتحذ مؤذناً لا يأخذ على الأذان أجرا".
أخرجه الحميدي (906) وابن أبي شيبة (1)(2344) وابن ماجه (714) والترمذي (209) والطبراني في "الكبير"(8376 و 8377 و8378) وابن حزم (2) في "المحلى"(3/ 193)
وقال الترمذي: حسن صحيح"
قلت: أشعث ضعفه النسائي والدارقطني وغيرهما.
2 -
هشام بن حسان البصري عن الحسن عن عثمان قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثني إلى ثقيف "تجوز في الصلاة يا عثمان واقدُر الناس بأضعفهم فإن فيهم الضعيف وذا الحاجة والحامل والمرضع إني لأسمع بكاء الصبي فأتجوز"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(8379) و"الأوسط"(7974) عن موسى بن هارون البزاز ثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة ثنا محمَّد بن سلمة عن محمَّد بن عبد الله بن علاثة عن هشام بن حسان به.
(1) سقط من إسناده "عن أشعث" وابن ماجه رواه عن ابن أبي شيبة فأثبته.
(2)
وقع عنده: عن أشعث- هو ابن عبد الملك الحمراني-
قلت: بل هو ابن سوار كما جاء مصرحا به في رواية للطبراني.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا ابن علاثة، تفرد به محمَّد بن سلمة"
3 -
عبيدة بن حسان عن الحسن عن عثمان قال: إنّ آخر ما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا صليت بأصحابك فصل بهم صلاة أضعفهم، فإنّ فيهم الضعيف والمريض".
أخرجه الطبراني في "الكبير"(8381) عن محمَّد بن عاصم الأصبهاني ثنا علي بن حرب الموصلي ثنا عمرو بن عبد الجبار عن عبيدة بن حسان به.
750 -
"أنت كما أثنيت على نفسك"
قال الحافظ: هو في صحيح مسلم (486) " (1)
751 -
"أنت ومالك لأبيك"
قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه من حديث جابر، قال الدارقطني: غريب تفرد به عيسى بن يونس بن أبي إسحاق ويوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق عن ابن المنكدر، وقال ابن القطان: إسناده صحيح، وقال المنذري: رجاله ثقات. وله طريق أخرى عن جابر عند الطبراني في "الصغير" والبيهقي في "الدلائل" فيها قصة مطولة، وفي الباب عن عائشة في صحيح ابن حبان، وعن سمرة وعن عمر كلاهما عند البزار، وعن ابن مسعود عند الطبراني، وعن ابن عمر عند أبي يعلى، فمجموع طرقه لا تحطه عن القوة وجواز الاحتجاج به" (2)
صحيح
ورد من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث ابن عمرو ومن حديث ابن مسعود ومن حديث عائشة ومن حديث سمرة بن جندب ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي بكر الصديق ومن حديث أنس بن مالك ومن حديث عمر بن الخطاب ومن حديث رجل من الأنصار
فأما حديث جابر فأخرجه ابن ماجه (2291) والطحاوي في "المشكل"(1598) وفي "شرح المعاني"(14/ 158) والطبراني في "الأوسط"(3558 و 6724) وابن عدي (7/ 2621 - 2622) من طريق عيسى بن يونس ثنا يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي عن محمَّد بن المنكدر عن جابر أن رجلاً قال: يا رسول الله، إنّ لي مالاً وولداً، وإنّ أبي يريد أنْ يجتاح مالي، فقال "أنت ومالك لأبيك"
(1) 17/ 154 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: ويحذركم الله نفسه)
(2)
6/ 138 (كتاب الهبة- باب الهبة للولد)
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يوسف بن إسحاق إلا عيسى بن يونس"
وقال ابن القطان الفاسي: إسناده صحيح" (1)
وقال المنذري: رجاله ثقات" (2)
وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح": ويوسف بن إسحاق من الثقات المخرج لهم في الصحيحين وقول الدارقطني فيه: غريب تفرد به عيسى عن يوسف لا يضره فإنّ غرابة الحديث والتفرد به لا يخرجه عن الصحة" (3)
وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات على شرط البخاري" مصباح الزجاجة3/ 37
وصححه البزار وعبد الحق الإشبيلي والألباني. الإرواء 3/ 323
قلت: وهو كما قالوا، ويوسف بن إسحاق وثقه الدارقطني وغيره، واحتج به الشيخان.
ولم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن ابن المنكدر به، منهم:
1 -
عمرو بن أبي قيس الرازي الأزرق.
أخرجه ابن بشران (1526) والخطيب في "الموضح"(2/ 139 - 140) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص385) من طرق عن أبي الهيثم السندي بن عبدويه القاضي أنا عمرو بن أبي قيس به.
وإسناده حسن، عمرو بن أبي قيس قال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام.
2 -
المنكدر بن محمَّد بن المنكدر عن أبيه عن جابر قال: فذكر الحديث مطولاً وقال في آخره "أنت ومالك لأبيك"
أخرجه الطبراني في "الصغير"(2/ 62 - 63) و"الأوسط"(6566) من طريق أبي سلمة عبيد بن خلصة ثنا عبد الله بن نافع المدني عن المنكدر به.
ومن هذا الطريق أخرجه البيهقي في "الدلائل"(6/ 304 - 305) لكن وقع عنده "عن عبد الله بن عمر المدني"
(1) نصب الراية 3/ 337
(2)
نصب الراية3/ 337
(3)
نصب الراية 3/ 337
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن محمَّد بن المنكدر إلا بهذا التمام والشعر إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبيد بن خلصة"
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الصغير" و"لأوسط" وفيه من لم أعرفه، والمنكدر بن محمَّد ضعيف وقد وثقه أحمد، والحديث بهذا التمام منكر" المجمع 4/ 155
وقال السخاوي: والمنكدر ضعفوه من قبل حفظه وهو في الأصل صدوق لكن في السند إليه من لا يعرف" المقاصد ص101
وقال الألباني: عبيد بن خلصة لم أجد من ترجمه، والمنكدر بن محمَّد بن المنكدر لين الحديث كما في "التقريب" الارواء 3/ 325
قلت: ولم ينفرد عبيد بن خلصة به بل تابعه أحمد بن سعيد الجمال ثنا عبد الله بن نافعِ الصائغِ ثني المنكدر بن محمَّد عن أبيه عن جابر أن رجلاً قال: يا رسول الله إنّ لي مالاً وعيالاً - وذكر الحديث.
ولم ينفرد عبد الله بن نافع به بل تابعه مُحرِز بن سلمة بن يزداد المكي ثنا المنكدر به.
أخرجه أبو الشيخ في "العوالي"(6)
3 -
أبان بن تغلب.
أخرجه ابن عدي (5/ 1727) والإسماعيلي في "معجمه"(2/ 806) من طريق عمار بن مطر العنبري ثنا زهير بن معاوية عن أبان به.
قال ابن عدي: وهذا الحديث رواه عن ابن المنكدر جماعة، ومن حديث أبان بن تغلب غريب لم يروه غير زهير، وعن زهير عمار بن مطر، وعمار بن مطر متروك الحديث والضعف على رواياته بين"
4 -
هشام بن عروة.
أخرجه البزار كما في "المقاصد"(ص 100)
وقال: إنّه إنما روي عن هشام مرسلاً" يعني بدون جابر.
قلت: أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 157 - 158) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن هشام بن عروة عن ابن المنكدر مرسلاً.
وهكذا رواه سفيان بن عُيينة عن محمَّد بن المنكدر، مرسلا.
أخرجه الشافعي في "الرسالة"(ص 467)
وقال: لا يثبت"
ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الكبرى"(7/ 480 - 481) وفي "معرفة السنن"(1/ 166 و 11/ 298)
وقال في "الكبرى": هذا منقطع، وقد روي موصولا من أوجه أخر ولا يثبت مثلها"
وقال في "المعرفة": وقد رواه بعض الناس موصولا بذكر جابر فيه وهو خطأ"
ولم ينفرد ابن عُيينة به بل تابعه سفيان الثوري عن ابن المنكدر مرسلاً.
أخرجه عبد الرزاق (16628) وابن أبي شيبة (14/ 196)
وأما حديث ابن عمرو فأخرجه أحمد (2/ 214) وأبو داود (3530) وابن المقرئ في "المعجم"(523) والبيهقي (7/ 480)
عن حبيب المعلم
وأحمد (2/ 179) وابن الجارود (995) والبيهقي (7/ 480) وفي "معرفة السنن"(11/ 300)
عن عبيد الله بن الأخنس النخعي
وأبو بكر الأبهري في "الفوائد"(4) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 22) والخطيب في "التاريخ"(12/ 48 - 49)
عن قتادة
وابن أبي شيبة (7/ 161 و 14/ 197) وأحمد (2/ 204) وابن ماجه (2292)
عن الحجاج بن أرطاة
والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 158)
عن حسين بن ذكوان المعلم
والطبراني في "مسند الشاميين"(379)
عن بُرْد بن سنان الدمشقي
كلهم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنْ لي مالاً وولداً وإنّ والدي يريد أنْ يجتاح مالي، قال "أنت ومالك لوالدك"
قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح" المسند 10/ 157
قلت: بل حسن للخلاف المعروف في عمرو بن شعيب.
وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2481) وفي "الكبير"(10019) و"الأوسط"(57) و"الصغير"(1/ 8) وابن عدي (6/ 2398) والفضل بن جعفر التميمي في "نسخة أبي مسهر"(48) وابن المقرئ في "المعجم"(896) من طريق أبي مطيع معاوية بن يحيى الاطرابلسي ثنا إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حِمَاية عن غيلان بن جامع عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل "أنت ومالك لأبيك"
قال الطبراني: لا يُروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن ذي حماية وكان من ثقات المسلمين"
وقال الألباني: قلت: وهذه فائدة عزيزة وهي توثيق الطبراني لابن ذي حماية فإنهم أغفلوه ولم يترجموه، وقد خفيت على الهيثمي، فقد قال في "المجمع"(4/ 154) رواه الطبراني في الثلاثة، وفيه إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات" الارواء 3/ 326
قلت: بل ترجموه ذكره البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 304) وابن حبان في؛ "الثقات"(6/ 13)(1)، ومعاوية بن يحيى اختلفوا فيه: وثقه أبو زرعة وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره، وحماد بن أبي سليمان اختلفوا فيه كذلك وهو ومعاوية صدوقان، والباقون ثقات.
وأما حديث عائشة فله عنها طرق:
الأول: يرويه عبد الله بن كيسان المروزي عن عطاء عن عائشة أنّ رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاصم أباه في دَين له عليه، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم "أنت ومالك لأبيك"
أخرجه ابن حبان (410 و 4262) عن إسحاق بن إبراهيم التاجر ثنا حصين بن المثنى المروزي ثنا الفضل بن موسى عن عبد الله بن كيسان به.
وحصين بن المثنى ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وعبد الله بن كيسان اختلفوا فيه وأكثرهم ضعفه، وإسحاق بن إبراهيم لم أر من ذكره، والفضل وعطاء ثقتان.
الثاني: يرويه عثمان بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو أباه فقال: فذكره.
(1) وأظنه المترجم في "الجرح والتعديل"(1/ 1/ 113)
أخرجه أبو القاسم الحامض في "حديثه" كما في"الإرواء"(3/ 326) ثنا إبراهيم بن راشد ثنا أبو عاصم عن عثمان بن الأسود به.
والأسود بن موسى بن باذان المكي والد عثمان لم أر من ذكره، والباقون كلهم ثقات.
الثالث: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إنّ أبي يأخذ مالي ويعطيه أخي وليس هو ابن أمي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنت ومالك لأبيك، إنما أنت سهم من كنانة أبيك"
أخرجه ابن عدي (2/ 747) عن علي بن إبراهيم بن الهيثم ثنا الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي ثنا وكيع عن هشام بن عروة به.
وقال: وهذا حديث ليس له أصل عن وكيع وإنما يُروى هذا عن عبد الله بن عبد القدوس عن هشام بن عروة.
وقال: الاحتياطي يسرق الحديث، منكر الحديث عن الثقات، ولا يشبه حديثه حديث أهل الصدق"
وأما حديث سَمُرة فأخرجه البزار (كشف 1260) والعقيلي (2/ 234) والطبراني في "الكبير"(6961) و"الأوسط"(7084) من طريق عبد الله بن إسماعيل أبي مالك الجوداني ثنا جرير بن حازم عن الحسن عن سمرة أن رجلاً أنْ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنّ أبي اجتاح مالي، قال "أنت ومالك لأبيك"
قال البزار: لم يسنده غير ابن إسماعيل"
وقال الطبراني: تفرد به أبو مالك"
وقال العقيلي: عبد الله بن إسماعيل منكر الحديث، لا يتابع على شيء من حديثه"
قلت: لم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن حرمان الجهضمي أنا جرير بن حازم به.
أخرجه ابن بشران في "أماليه"(334)
وعبد الله بن حرمان لم أر من ذكره.
وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان:
الأول: يرويه أبو حَرِيز عن إسحاق أنّه حدّثه أنّ ابن عمر حدّثه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، والدي أكل مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إنّك ومالك لأبيك"
أخرجه العباس الدوري في "التاريخ"(4/ 156 - 157) ثنا معتمر بن سليمان التيمي قال: وفيما قرأت على الفضيل قال: ثنا أبو حريز به.
قال الدوري: قلت ليحيى: ابن أبي سَمِيْنَة البصري حدثنا به عن معتمر يقول: عن أبي إسحاق؟
فأخرج يحيى كتاب معتمر، فإذا فيه: أنّ إسحاق حدّثه.
وعن ابن أبي سمينة (1) أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(5731) وقال فيه: عن أبي إسحاق.
وأخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 406) عن محمَّد بن مهران عن معتمر فقال فيه: أنّ إسحاق حدثه.
وأبو حريز واسمه عبد الله بن الحسين مختلف فيه: وثقه أبو زرعة وغيره، وضعفه النسائي وغيره.
الثاني: يرويه ميمون بن يزيد عن عمر (2) بن محمَّد عن أبيه عن ابن عمر قال: جاء رجل يستعدي على والده فقال: إنّه يأخذ مالي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنت ومالك من كسب أبيك"
أخرجه البزار (كشف 1259) عن وهب بن يحيى ثنا ميمون بن يزيد به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(13345) عن محمَّد بن أحمد بن أبي خيثمة ثنا وهب بن يحيى بن زمام العلاف؛ ثنا ميمون بن زيد (3) عن عمر بن محمَّد به.
قال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في "الكبير" وفي "الأوسط"(4) منه "الولد من كسب الوالد" فقط، وميمون بن يزيد لينه أبو حاتم، ووهب بن يحيى لم أجد من ترجمه" "المجمع 4/ 154
(1) اسمه محمَّد بن إسماعيل.
(2)
في "كشف الأستار" عمرو، والصواب عمر، وكذا هو عمر في إسناد الطبراني، وهو عمر بن محمَّد بن زيد.
(3)
في "كشف الأستار" ميمون بن يزيد، وفي "المعجم الكبير" ميمون بن زيد.
(4)
أخرجه في "الأوسط"(5132) من طريق محمَّد بن أبي بلال ثنا خلف بن خليفة عن محارب بن دثار عن ابن عمر.
وأخرجه ابن أبي شيبة (7/ 158) عن خلف بن خليفة عن محارب بن دثار مرسلاً.
قلت: الذي لينه أبو حاتم هو ميمون بن زيد السقاء البصري، وأما هذا فلم أقف له على ترجمة، وكذا الراوي عنه وهب بن يحيى.
وأما حديث أبي بكر فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(810) والبيهقي في "الكبرى"(7/ 481) وفي "المعرفة"(11/ 300) من طريق المنذر بن زياد الطائي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: حضرت أبا بكر الصديق أتاه رجل فقال: يا خليفة رسول الله هذا يريد أنْ يأخذ مالي كله فيجتاحه، فقال له أبو بكر: ما تقول؟ قال: نعم. فقال أبو بكر: إنما لك من ماله ما يكفيك، فقال: يا خليفة رسول الله أما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنت ومالك لأبيك؟ " فقال أبو بكر: أرضى بما رضي الله عز وجل.
قال الطبراني: لم يروه عن إسماعيل إلا المنذر"
وقال البيهقي في "الكبرى": والمنذر بن زياد ضعيف"
وقال في "المعرفة": والمنذر بن زياد غير قوي"
وقال الهيثمي: وفيه المنذر بن زياد الطائيّ وهو متروك" المجمع 4/ 156
وأما حديث أنس فأخرجه أبو بكر الشافعي في "الرباعيات" كما في "الإرواء"(3/ 329) عن جعفر بن محمَّد بن كزال ثنا إبراهيم بن بشير المكي ثنا الحباب بن فضالة قال: سألت أنس بن مالك ما يحل لي من مال أبي؟ قال: ما طابت به نفسه، قلت: فما يحل لأبي من مالي؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
جعفر بن محمَّد بن كزال وثقه مسلمة بن القاسم وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وإبراهيم بن بشير المكي لم أقف له على ترجمة، والحباب بن فضالة ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وقال ابن ماكولا في "الإكمال": قيل: ليس بالقوي.
وأما حديث عمر فأخرجه البزار (295) والطبراني في "مسند الشاميين"(2779) وابن عدي (3/ 1212) من طريق سعيد بن بشير الأزدي عن مطر عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب عن عمر أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنْ أبي يريد أنْ يأخذ مالي، قال "أنت ومالك لأبيك".
قال البزار: لا نعلمه عن عمر مرفوعاً إلا من هذا الوجه، وقد رواه غير مطر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده"
وقال ابن عدي: ولا أدري تشويش هذا الإسناد ممن هو لأنّ هذا الحديث يرويه
جماعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ولا أعلم رواه عن سعيد بن المسيب عن عمر إلا من حديث سعيد بن بشير هذا ومطر عن عمرو"
وقال الهيثمي: وسعيد بن المسيب لم يسمع من عمر" المجمع 4/ 154
وقال السخاوي: وهو منقطع" المقاصد ص 101
قلت: وسعيد بن بشير مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
وخالفه سعيد بن أبي عَروبة فرواه عن مطر عن الحكم بن عُتيبة عن النخعي عن ابن عمر.
أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 406)
وأما حديث الأنصاري فأخرجه ابن أبي عمر في "مسنده"(المطالب 2559) عن وكيع ثنا ابن أبي ليلى عن الشعبي عن رجل من الأنصار أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي غصبني مالاً، قال "أنت ومالك لأبيك"
قال البوصيري: سنده ضعيف لضعف محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى" مختصر الإتحاف 7/ 180
752 -
"أَنْتَ يا طلحة ممن قضى نَحْبَه"
قال الحافظ: ثبت عن عائشة أنّ طلحة دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره، أخرجه ابن ماجه والحاكم" (1)
له عن عائشة طريقان:
الأول: يرويه إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن عمه موسى بن طلحة واختلف عنه:
- فقال شَبَابة بن سَوَّار المدائني: ثني إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه موسى بن طلحة قال: بينا عائشة بنت طلحة تقول لأمها أم كلثوم بنت أبي بكر: أبي خير من أبيك، فقالت عائشة أم المؤمنين: ألا أقضي بينكما؟ إن أبا بكر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال "يا أبا بكر أنت عتيق الله من النار" قالت: فمن يومئذ سُمي عتيقا، ودخل طلحة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال "أنت ياطلحة ممن قضى نحبه"
(1) 10/ 136 (كتاب التفسير: سورة الأحزاب- باب فمنهم من قضى نحبه)
أخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 3873) عن شبابة بن سوار به.
وأخرجه الحاكم (2/ 415 - 416) من طريق الحسين بن الفضل البجلي ثنا شبابة (1) بن سوار به.
وقال: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل إسحاق متروك، قاله أحمد"
وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف إسحاق بن يحيى" مختصر الإتحاف 9/ 135
- وقال غير واحد: عن إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه موسى بن طلحة عن معاوية بن أبي سفيان مرفوعاً "طلحة ممن قضى نحبه"
منهم:
1 -
عمرو بن عاصم الكلابي.
أخرجه ابن سعد (3/ 218 - 219) والترمذي (3202 و 3740)
2 -
زهير بن معاوية الكوفي.
أخرجه ابن ماجه (126)
3 -
يزيد بن هارون الواسطي.
أخرجه ابن ماجه (127)
4 -
عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3562)
5 -
أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمَّاني.
أخرجه الطبري في "التفسير"(21/ 147) وفي "التهذيب"(مسند طلحة 624) عن أبي كُريب محمَّد بن العلاء ثنا عبد الحميد الحماني (2) به.
وأخرجه ابن الأعرابي (1372) عن الحسن ابن علي بن عفان العامري ثنا أبو يحيى الحماني به.
(1) رواه بعضهم عن شبابة بن سوار عن إسحاق بن يحيى عن موسى بن طلحة عن أسماء بنت أبي بكر
(تهذيب الكمال 13/ 419)
(2)
رواه أحمد بن الفرات الرازي عن عبد الحميد الحماني فقال فيه: عن عيسى بن طلحة عن معاوية.
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1402)
6 -
معن بن عيسى القزاز.
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1401) والطبراني في "الكبير"(19/ 324 - 325) و"الأوسط"(4997)
7 -
أبو داود الطيالسي.
قاله المزي (13/ 419)
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث معاوية إلا من هذا الوجه، وإنما روي عن موسى بن طلحة عن أبيه"
وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن معاوية إلا بهذا الإسناد، تفرد به إسحاق بن يحيى بن طلحة"
قلت: وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره.
- وقال إسماعيل بن أبي أويس: ثني إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه إسحاق بن طلحة عن عائشة أم المؤمنين.
أخرجه أبو الحسن المالقي في "الحدائق الغناء"(ص 58)
- ورواه سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله واختلف عنه:
• فقال محمَّد بن عمرو بن تمام الكلبي المصري أبو الكروس: ثنا سليمان بن أيوب ثني أبي عن إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه موسى بن طلحة عن أبيه طلحة.
أخرجه الطبري في "التفسير"(21/ 147) وفي "التهذيب"(625)
• وقال غير واحد: ثنا سليمان بن أيوب ثني أبي عن جدي سليمان عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة، منهم:
1 -
الحسن بن علي الحُلْواني.
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1400)
2 -
أحمد بن الفضل العسقلاني.
أخرجه ابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 3/ 476)
3 -
يحيى بن عثمان بن صالح المصري.
أخرجه الطبراني فى "الكبير"(217) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 87 - 88)
4 -
أحمد بن مهدي بن رستم الأصبهاني.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(10/ 397)
- ورواه سعيد بن سليمان عن إسحاق بن يحيى ثني معاوية بن إسحاق عن أبيه عن عائشة.
أخرجه محمَّد بن مخلد في "حديثه"(54)
الثاني: يرويه صالح بن موسى بن عبيد الله بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت: إني لفي بيتي ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالفناء وبيني وبينهم الستر إذ أقبل طلحة بن عبيد الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من سَره أنْ ينظر إلى رجل يمشي على الأرض وقد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة"
أخرجه ابن سعد (3/ 218) وأبو يعلى (4898) والطبراني في "الأوسط"(9378) وابن عدي (4/ 1387) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 88) وابن بشران (387) من طرق عن صالح بن موسى به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن معاوية بن إسحاق إلا صالح بن موسى"
وقال ابن عدي: وهذا الحديث عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة غير محفوظ، لا يرويه عن معاوية بهذا الإسناد غير صالح"
وقال الهيثمي: وفيه صالح بن موسى وهو متروك" المجمع 9/ 148
وللحديث شاهد عن طلحة بن عبيد الله وعن جابر بن عبد الله وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة مرسلاً.
فأما حديث طلحة فيرويه طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله واختلف عنه:
- فقال يونس بن بكير الشيباني: ثنا طلحة بن يحيى عن موسى وعيسى ابني طلحة بن عبيد الله عن أبيهما طلحة أنّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لأعرابي جاهل: سَلْه عمن قضى نحبه من هو؟ وكانوا لا يجترئون هم على مسئلته يُوقرونه وَيهابونه، فسأله الأعرابي، فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم إني اطلعت من باب المسجد وعليّ ثياب خضر، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أين السائل عمن قضى نحبه؟ " قال الأعرابي: أنا يا رسول الله، قال "هذا ممن قضى نحبه"
أخرجه الترمذي (3203 و 3742) وابن أبي عاصم في "السنة"(13/ 613) والبزار (943)
وأبو يعلى (663) والطبري في "التفسير"(21/ 147) وفي "التهذيب"(مسند طلحة 623)
وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 87) والذهبي في "السير"(1/ 28) من طرق عن يونس بن بكير به.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن طلحة من وجه متصل إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يونس بن بكير"
قلت: وهو صدوق كما قال ابن معين وغيره، وقال النسائي: ليس بالقوي.
- ورواه وكيع عن طلحة بن يحيى عن عيسى بن طلحة مرسلاً.
أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(1297) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 203)
وتابعه عبد الله بن إدريس الكوفي عن طلحة بن يحيى به.
أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 90) وابن أبي عاصم في "السنة"(1399) والطبري في "التفسير"(21/ 146) وفي "التهذيب"(مسند طلحة 626)
وهذا أصح، وطلحة بن يحيى مختلف فيه، وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه البخاري وغيره.
وأما حديث جابر فأخرجه الطيالسي (ص 248) عن الصلت بن دينار
وأخرجه ابن ماجه (125)
عن وكيع
والترمذي (3739)
عن صالح بن موسى الطلحي
والبغوي في "تفسيره"(5/ 246)
عن مسلم بن إبراهيم
ثلاثتهم عن الصَّلت بن دينار (1) عن أبي نَضْرَة عن جابر قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى طلحة بن عبيد الله فقال "من أحب أن ينظر إلى رجل يمشي على وجه الأرض وقد قضى نحبه فلينظر إلى هذا"
اللفظ للبغوي.
(1) رواه العباس بن الفضل الأنصاري عن الصلت بن دينار عن أبي نضرة عن جابر وأبى سعيد.
أخرجه محمَّد بن مخلد (56)
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الصلت، وقد تكلم بعض أهل العلم في الصلت بن دينار وفي صالح بن موسى من قبل حفظهما"
قلت: الصلت بن دينار قال الفلاس: متروك الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة.
وأما حديث عبيد الله بن عبد الله فأخرجه ابن سعد (3/ 219) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي أنا أبو عَوَانة عن حُصين عن عبيد الله بن عبد الله رفعه "من أراد أن ينظر إلى رجل قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله"
رواته ثقات، وأبو عوانة هو الوضاح بن عبد الله، وحصين هو ابن عبد الرحمن السلمي.
753 -
حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن امرأة قالت: يا رسول الله، إنّ ابني هذا كان بطني له وعاءً وثديي له سقاءً وحجري له حواءً، وإنّ أباه طلقني وأراد أنْ ينزعه مني، فقال:"أَنْتِ أحقّ به ما لم تنكحي".
قال الحافظ: أخرجه الحاكم وأبو داود" (1)
حسن
أخرجه أبو داود (2276) والحاكم (2/ 207) والبيهقي (8/ 4 - 5) وفي "المعرفة"(11/ 303 - 304) من طريق محمود بن خالد السلمي الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثني أبو عمرو الأوزاعي ثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: بل حسن، عمرو بن شعيب وأبو صدوقان، والباقون ثقات.
ولم ينفرد به الأوزاعي بل تابعه:
1 -
ابن جُريج.
أخرجه عبد الرزاق (12597) وأحمد (2/ 182) والدراقطني (3/ 305)
2 -
المثنى بن الصباح.
أخرجه عبد الرزاق (12596) وإسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "نصب الراية"(3/ 265) والدراقطني (3/ 304 و 304 - 305)
(1) 13/ 6 (كتاب الأدب- باب من أحق الناس بحسن الصحبة)
3 -
عبد الله بن المبارك وحريث.
أخرجه أبو عروبة في "حديثه"(13)
754 -
قصة الجارية التي سألها النبي صلى الله عليه وسلم "أنت مؤمنة؟ " قالت: نعم، قال "فأين الله؟ " قالت: في السماء، فقال "أعتقها فإنها مؤمنة"
قال الحافظ: وهو حديث صحيح أخرجه مسلم (537) " (1)
755 -
عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للنقباء: "أنتم كفلاء على قومكم ككفاله الحواريين لعيسى بن مريم" قالوا: نعم.
قال الحافظ: قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للنقباء: فذكره، قالوا: نعم" (2)
مرسل
أخرجه الطبري في "التاريخ"(2/ 363) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 452 و 452 - 453) من طرق عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم به.
756 -
حديث بَهْز بن حكيم عن أبيه عن جده: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] فقال: "أنتم مُتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله"
قال الحافظ: حديث حسن صحيح أخرجه الترمذي وحسنه، وابن ماجه والحاكم وصححه، وله شاهد مرسل عند الطبري رجاله ثقات" (3)
حسن
أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 45 و130) عن مَعْمَر عن بهز بن حكيم بن معاوية عن أبيه عن جده أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله تعالى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] قال "إنكم تتمون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله تعالى".
وأخرجه الترمذي (3001) والطبري في "تفسيره"(1/ 265و 4/ 45) وابن أبي حاتم
(1) 17/ 129 (كتاب التوحيد- باب قول الله تبارك وتعالى: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ)
(2)
8/ 221 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب وفود الأنصار)
(3)
9/ 293 (كتاب التفسير: سورة آل عمران- باب كنتم خير أمة أخرجت للناس)
في "تفسيره"(2/ 469) والحاكم (4/ 84) والبغوي في "تفسيره"(1/ 404 - 405) من طرق عن عبد الرزاق به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد رَوى غير واحد هذا الحديث عن بهز بن حكيم نحو هذا ولم يذكروا فيه {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] "
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: بهز وأبوه صدوقان، ومعمر ثقة، فالإسناد حسن، ولم ينفرد معمر به بل تابعه غير واحد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، منهم:
1 -
إسماعيل بن عُلية.
أخرجه ابن ماجه (4288) والطبري في "تفسيره"(1/ 265 و 4/ 45)
2 -
يزيد بن هارون.
أخرجه أحمد (5/ 3) وعبد بن حميد في "المنتخب"(1)
3 -
عدي بن الفضل البصري
أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 422 - 423)
4 -
أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 422 - 423)
5 -
النضر بن شُميل المازني.
أخرجه الدارمي (2763) والطبراني في "الكبير"(19/ 422 - 423) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(1/ 315)
6 -
عبد الله بن المبارك.
أخرجه في "مسنده"(106)
7 -
يحيى بن سعيد القطان.
أخرجه أحمد (5/ 5) والروياني (924)
8 -
عبد الله بن شَوْذَب الخراساني.
أخرجه ابن ماجه (4287) والطبراني في "الأوسط"(1437) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 643)
9 -
حماد بن زيد.
أخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه"(614) والواحدي في"الوسيط"(1/ 477 - 478)
10 -
يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
أخرجه ابن بشران (625)
11 -
عيسى بن يونس بن أبي إسحاق.
أخرجه ابن بشران (625)
12 -
هَوْذَة بن خليفة الثقفي.
أخرجه الروياني (921)
13 -
يزيد بن زُرَيْع البصري.
أخرجه الروياني (924)
14 -
إسرائيل بن يونس الكوفي.
أخرجه ابن البختري في "أماليه"(14 و710)
وليس في هذه المتابعات ذكر للآية فقد تفرد معمر بذكرها.
وهكذا رواه سعيد الجُرَيْرِي وأبو قَزَعة سُويد بن حُجَير البصري عن حكيم بن معاوية عن أبيه فلم يذكرا الآية.
أخرجه أحمد (5/ 3) وعبد بن حميد (411) والروياني (937) والطبراني في "الكبير"(19/ 424) والحاكم (4/ 84)
عن الجريري
وأخرجه أحمد في "الفضائل"(1710) والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(8/ 433) والطبري في "تفسيره"(24/ 106) والطبراني في "الكبير"(19/ 426 و 426 - 427) و"الأوسط"(6398)
عن أبي قزعة سويد بن حجير (1)
(1) أخرجه أحمد في "المسند"(4/ 446 - 447) عن عبد الله بن الحارث بن عبد الملك القرشي ويحيى بن أبي بكير الكرماني كلاهما عن شبل بن عباد قال: سمعت أبا قزعة يحدث عن عمرو بن دينار يحدث عن حكيم بن معاوية عن أبيه. =
وللحديث شاهد عن أبي سعيد الخدري وعن ابن عمر وعن قتادة مرسلاً.
فأما حديث أبي سعيد فيرويه حماد بن زيد أنا علي بن زيد عن أبي نَضْرَة عن أبي سعيد رفعه "ألا وإنّ هذه الأمة توفي سبعين أمة هي أخيرها وأكرمها على الله عز وجل"
أخرجه البغوي في "تفسيره"(1/ 405)
وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعَان.
وأما حديث ابن عمر فيرويه محمَّد بن سعيد بن زياد ثنا سعيد بن راشد ثنا عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر رفعه "إنّ أمتي هذه توفي سبعين أمة نحن آخرها وخيرها"
أخرجه أبو أمية الطرسوسي في "مسند عبد الله بن عمر"(ص 27)
وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن راشد المازني السماك.
وأما حديث قتادة فيرويه بشر- هو ابن معاذ العقدي- ثنا يزيد- هو ابن زريع- ثنا سعيد- هو ابن أبي عروبة- عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم، وهو مسند ظهره إلى الكعبة "نحن نكمل يوم القيامة سبعين أمة نحن آخرها وخيرها".
أخرجه الطبري (4/ 45)
وبشر بن معاذ صدوق، والباقون ثقات.
757 -
عن ابن مجمع قال: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على كلثوم بن الهذم وأبو بكر وعامر بن فهيرة قال كلثوم: يا نجيح لمولى له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أنْجَحْت"
قال الحافظ: أخرجه أبو سعد في "شرف المصطفى" من طريق الحاكم من طريق ابن مجمع: فذكره" (1)
وقال في "الإصابة"(10/ 145) في ترجمة نجيح غلام كلثوم بن الهدم قال: ذكره عمر بن شبة في "الصحابة" وأخرج من طريق عبد العزيز بن عمران عن محمَّد بن عمرو بن أسلم عن أبيه عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل على كلثوم بن هدم
= وقوله "عن عمرو بن دينار" أظنها زائدة لأن أحمد أخرج هذا الحديث في "الفضائل" عن عبد الله بن
الحارث فلم يذكره.
ثم رأيت الحديث في "المشكل"(4161) من طريق الفضل بن سهل بن إبراهيم الأعرج عن يحيى بن أبي بكير وفيه "سمعت أبا قزعة يحدث عمرو بن دينار" بدون عن.
(1)
8/ 261 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة)
نادى كلثوم غلامه نجيحا فتفاءل النبي صلى الله عليه وسلم باسمه وقال "أنجَحْتَ يا أبا بكر" وكذا أخرج هذه القصة أبو سعد النيسابوري في "شرف المصطفى" ورواها محمَّد بن الحسن المخزومي في "أخبار المدينة" عن محمَّد بن عبد الرحمن عن إسحاق بن إبراهيم بن حارثة عن أبيه"
قلت: عبد العزيز بن عمران هو المعروف بابن أبي ثابت قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث.
واختلف عنه، فرواه ابنه سليمان بن عبد العزيز عنه عن مجمع بن يعقوب عن أبيه عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية به.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5855)
ومحمد بن الحسن المخزومي هو ابن زَبَالة كذبه ابن معين وأبو داود، وقال أحمد بن صالح المصري: كان يضع الحديث.
758 -
حديث جُنَادة بن أبي أمية: أتينا رجلاً من الأنصار من الصحابة قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "أنذركم المسيح" الحديث، وفيه "يمكث في الأرض أربعين صباحا يبلغ سلطانه كل منهل، لا يأتي أربعة مساجد: الكعبة، ومسجد الرسول، ومسجد الأقصى، والطور"
قال الحافظ: أخرجه أحمد ورجاله ثقات.
وقال: أخرجه أحمد والبيهقي في "البعث" من طريق جنادة بن أبي أمية عن مجاهد قال: انطلقنا إلى رجل من الأنصار فقلنا: حدثنا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدجال ولا تحدثنا عن غيره، فذكر حديثا فيه "تمطر الأرض ولا ينبت الشجر، ومعه جنة ونار، فناره جنة وجنتة نار، ومعه جبل خبز" الحديث بطوله ورجاله ثقات.
ولأحمد من وجه آخر عن جنادة عن رجل من الأنصار "معه جبال الخبز وأنهار الماء".
ولأحمد من حديث جابر "معه جبال من خبز والناس في جهد إلا من تبعه، ومعه نهران" الحديث" (1)
صحيح
يرويه جنادة بن أبي أمية الدوسي واختلف عنه:
(1) 16/ 206 و 220 (كتاب الفتن- باب ذكر الدجال، باب لا يدخل الدجال المدينة)
- فقال مجاهد: حدثنا (1) جنادة قال: دخلت أنا وصاحب لي (2) على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) فقلنا: حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم (4) ولا تحدثنا عن غيره وإن كان عندك مصدقا (5)، قال: نعم، قام (6) فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال "أنذركم (7) الدجال (8)، أنذركم الدجال، أنذركم الدجال، فإنه لم يكن نبي إلا وقد أنذره أمته، وإنه فيكم أيتها الأمة، وإنه جعد آدم ممسوح (9) العين اليسرى، وإن معه جنة ونارا، فناره جنة وجنته نار، وإن معه نهر (10) ماء وجبل (11) خبر، وإنّه يسلط على نفس فيقتلها ثم يحييها، لا يسلط على غيرها، وإنه يمطر السماء (12) ولا تنبت الأرض (13)، وإنّه يلبث في الأرض أربعين صباحا حتى يبلغ (14) منها كل منهل، وإنّه لا يقرب أربعة مساجد: مسجد (15) الحرام، ومسجد (16) الرسول، ومسجد (17) المقدس، والطور (18)، (19) وما شبه عليكم من الأشياء فإن الله ليس بأعور- مرتين-".
أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(1553 و 1578) وابن أبي شيبة (15/ 147 - 148) والسياق له وأحمد (5/ 435) وفي "السنة"(1016)
عن منصور بن المعتمر
(1) وفي حديث ابن عون عند أحمد: كان جنادة أميرا علينا في البحر ست سنين فخطبنا ذات يوم فقال.
(2)
زاد أحمد في حديث الأعمش ومنصور: من الأنصار.
(3)
زاد أحمد في حديث ابن عون: من الأنصار.
(4)
وفي حديث الأعمش وغيره: في الدجال.
(5)
ولفظ أبي نعيم: ثبتا.
(6)
وفي لفظ لأحمد: خطبنا رسول الله.
(7)
وفي حديث الأعمش عند أحمد: أنذرتكم فتنة الدجال.
(8)
ولفظ حنبل "المسيح" وفي حديث ابن عون عند أحمد "المسيح الدجال"
(9)
وفي حديث الأعمش عند أحمد "أعور"
(10)
وفي لفظ "أنهار"
(11)
وفي لفظ "جبال"
(12)
وفي لفظ "المطر"
(13)
وفي لفظ "الشجر"
(14)
ولفظ أحمد في حديث الأعمش"يرد" وفي حديث ابن عون عنده وعند حنبل "يبلغ سلطانه.
(15)
وفي لفظ "الكعبة" وفي لفظ آخر "مكة"
(16)
وفي لفظ "والمدينة"
(17)
وفي لفظ "الأقصى"
(18)
وفي حديث منصور عند أحمد "ومسجد الطور"
(19)
زاد أبو نعيم "وإنّه يقول: أنا ربكم"
وأحمد (5/ 364 و 434) وفي "السنة"(1015) وحنبل بن إسحاق في "الفتن"(42) والطحاوي في "المشكل"(1)(14/ 376) وابن منده في "التوحيد"(423) والضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس"(36)
وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة"(64)
عن عبد الله بن عون البصري
وأحمد (5/ 434 - 435 و 435) وفي "السنة"(1016)
عن سليمان الأعمش
والطحاوي في "المشكل"(5692)
عن قيس بن سعد المكي
والحارث (784) وأبو نعيم في "الصحابة"(7139)
عن فِطر بن خليفة المخزومي
وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 379)
عن محمَّد بن محاشر
كلهم عن مجاهد به.
قال ابن منده: هذا الإسناد مقبول الرواة بالإتفاق"
وقال عبد الغني المقدسي: صحيح الإسناد" أخبار الدجال ص 15
وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 10/ 547
قلت: وهو كما قالوا.
- وقال عمرو بن الأسود العَنْسي: عن جنادة أنه حدثهم عن عبادة بن الصامت رفعه "إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا. إنّ مسيح الدجال رجل قصير، أَفحَج، جعد، أعور، مطموس العين، ليست بناتئة ولا جحراء، فإنْ التبس عليكم فاعلموا أنّ ربكم ليس بأعور، وإنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا"
أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(1454) عن بَقية بن الوليد عن بَحِير بن سعد عن خالد بن مَعدان ثنا عمرو بن الأسود به.
(1) انظر "أخبار الدجال" لعبد الغني المقدسي ص 71
وأخرجه الهيثم بن كليب (1226) عن أبي بكر محمَّد بن إسحاق الصاغاني ثنا نعيم بن حماد به. وأخرجه أحمد (5/ 324) وفي "السنة"(1007) وأبو داود (4320) وابن أبي عاصم في "السنة"(437) والبزار (2681) والنسائي في "الكبرى"(7764) والطبراني في "مسند الشاميين"(1157) والآجري في "الشريعة"(881) وعبد الجبار الخولاني في "تاريخ داريا"(ص 71) وابن منده في "التوحيد"(424) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 157 و 221 و 9/ 235) من طرق عن بقية بن الوليد ثنا بحير بن سعد به.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبادة إلا من حديث بحير بن سعد،
وقد رواه غير واحد عن جنادة عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم"
وقال أبو نعيم: غريب من حديث خالد، تفرد به بحير"
وقال أيضاً: لم يروه بهذه الألفاظ إلا خالد، تفرد به عنه بحير"
وقال عبد الغني المقدسي: هذا حديث حسن متصل" أخبار الدجال ص 14
قلت: إسناده صحيح رواته ثقات.
- وقال أبو قَبِيل حُيَي بن هانئ المَعَافري: عن جنادة أنّ قوما دخلوا على معاذ بن جبل وهو مريض فقالوا: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشتبه عليك، قال: أجلسوني: فأخذ بعض القوم بيده فجلس فقال: لا أحدثكم إلا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما من نبي إلا وقد حذر قومه الدجال، وأنا أحذركم الدجال، إنه أعور، مكتوب بين عينيه كافر، يقرأه الكاتب وغير الكاتب، معه جنة ونار، فجنته نار وناره جنة"
أخرجه البزار (2653) والطبراني في "الكبير"(20/ 61 - 62) و"الأوسط"(9347) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير (1) المصري أنا خُنَيْس بن عامر بن يحيى المعافري عن أبي قبيل به.
قال: البزار: وهذا الحديث قد رواه غير خنيس بن عامر فقال: عن جنادة عن عبادة"
وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن خنيس بن عامر إلا يحيى بن عبد الله بن بكير"
(1) ورواه يعقوب بن سفيان الفسوي في "مسنده" عن يحيى بن عبد الله بن بكير به (النهاية لابن كثير ص 71) قال ابن كثير: قال شيخنا الحافظ الذهبي: تفرد به خُنَيس، وما علمنا به جرحاً، وإسناده صحيح"
قلت: تابعه عبد الله بن عبد الحكم المصري عن خنيس به.
أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 209)
وقال عبد الغني المقدسي: إسناده جيد، تفرد به خنيس، وما علمت في خنيس جرحة" أخبار الدجال ص 74
وقال الهيثمي: وفيه خنيس بن عامر ولم أعرفه" المجمع 7/ 338
قلت: ترجمه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 216) وابن أبي حاتم في "الجرح"(1/ 2 / 394) وابن حبان في "الثقات"(6/ 275) والدارقطني في "المؤتلف"(2/ 691) وابن ماكولا في "الإكمال"(2/ 339) والعسكري في "التصحيفات"(3/ 992) وغيرهم.
وأما حديث جابر فأخرجه أحمد (3/ 367 - 368) وابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 102 - 103) والطحاوي في "المشكل"(5694) والحاكم (4/ 530) من طرق عن إبراهيم بن طهمان الخراساني عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً "يخرج الدجال في خَفْقَة من الدين وإدبار من العلم، فله أربعون ليلة يسيحها في الأرض، اليوم منها كالسنة، واليوم منها كالشهر، واليوم منها كالجمعة، ثم سائر أيامه كأيامكم هذه، وله حمار يركبه، عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا، فيقول للناس: أنا ربكم، وهو أعور، وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر، كـ ف ر مهجاة، يقرؤه كل مؤمن، كاتب وغير كاتب، يَرِدُ كل ماء ومنهل إلا المدينة ومكة، حرّمهما الله عليه، وقامت الملائكة بأبوابها، ومعه جبال من خبز، والناس في جهد، إلا من تبعه، ومعه نهران، وذكر الحديث وفيه طول.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: أبو الزبير مدلس وقد عنعن.
ولم ينفرد به إبراهيم بن طهمان بل تابعه زياد بن سعد الخراساني عن أبي الزبير به.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(9195) من طريق زَمْعَة بن صالح اليماني عن زياد به.
وقال: لم يرو هذا الحديث عن زياد إلا زمعة"
وقال الهيثمي: وفيه زمعة بن صالح وهو ضعيف" المجمع 7/ 349
759 -
حديث جابر: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب وهم يسقون على زمزم، فقال:"انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن تغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (2/ 892) فذكره" (1)
760 -
عن زيد بن أسلم مرسلاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجلين "أيكما أطب؟ " قالا: يا رسول الله، وفي الطب خير، قال:"أنزل الداء الذي أنزل الدواء"
قال الحافظ: أخرجه مالك في "الموطأ"(2)
مرسل
أخرجه مالك في "الموطأ"(2/ 943 - 944) عن زيد بن أسلم أن رجلاً في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابه جرح فاحتقن الجرح الدم، وإنّ الرجل دعا رجلين من بني أنمار فنظرا إليه فزعما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهما "أيكما أطب؟ " فقالا: أوفي الطب خير يا رسول الله؟ فزعم زيد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أنزل الدواء الذي أنزل الأدواء"
قال ابن عبد البر: هكذا هذا الحديث في "الموطأ" منقطعا عن زيد بن أسلم عند جماعة رواته فيما علمت" التمهيد 5/ 263
قلت: ولقوله "أنزل الدواء الذي أنزل الأدواء" شواهد كثيرة منها:
حديث أبي هريرة رفعه إما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء"
أخرجه البخاري (فتح 12/ 240)
وحديث ابن مسعود رفعه "إنّ الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء" وسيأتي
وحديث أنس "إنّ الله حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا" وسيأتي
وحديث أسامة بن شريك "تداووا يا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء" وسيأتي
وحديث جابر"لكل داء دواء" وسيأتي
وحديث أبي الدرداء "إنّ الله جعل لكل داء دواء" وسيأتي.
761 -
أنزل الله على أمتي أمانين، فذكر هذه الآية {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ} [الأنفال: 34] قال: فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار"
قال الحافظ: وروى الترمذي من حديث أبي موسى رفعه قال: فذكره" (3)
ضعيف
(1) 4/ 238 (كتاب الحج- باب سقاية الحاج)
(2)
12/ 240 (كتاب الطب)
(3)
9/ 379 (كتاب التفسير: سورة الأنفال- باب قوله: وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر)
أخرجه الترمذي (1)(3082) عن سفيان بن وكيع ثنا ابن نمير عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن عباد بن يوسف عن أبي بُردة بن أبي موسى عن أبيه رفعه "أنزل الله عليّ أمانين لأمتي {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)} [الأنفال: 33] إذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة"
وقال: هذا حديث غريب، وإسماعيل بن مهاجر يضعف في الحديث"
قلت: وسفيان بن وكيع ضعيف، وعباد بن يوسف مجهول كما في "التقريب".
762 -
وعنه -أي عبد الله بن أنيس- قال: قلت: يا رسول الله، إن لي بادية أكون فيها فمرني بليلة القدر، قال:"أنزل ليلة ثلاث وعشرين"
سكت عليه الحافظ (2).
انظر حديث "التمسوها الليلة"
763 -
حديث نصر بن دهر الأسلمي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مسيره إلى خيبر لعامر بن الأكوع وهو عم سلمة بن الأكوع، واسم الأكوع سنان:"أنزل يا ابن الأكوع فاحد لنا من هنياتك"
قال الحافظ: وعند ابن إسحاق من حديث نصر بن دهر الأسلمي فذكره.
وقال: وفي حديث نصر بن دهر عند ابن إسحاق: فقال عمر: وجبت يا رسول الله" (3)
أخرجه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام"(2/ 328 - 329) قال: ثني محمَّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي الهيثم بن نصر بن دهر الأسلمي أنّ أباه حدثه: فذكره، وزاد: قال: فنزل يرتجز برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
والله لولا الله ما اهتدينا
…
ولا تصدقنا ولا صلينا
إنا إذا قوم بغوا علينا
…
وإنْ أرادوا فتنة أبينا
فأنزلن سكينة علينا
…
وثبت الأقدام إنْ لاقينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يرحمك الله" فقال عمر بن الخطاب: وجبت والله يا رسول الله، لو أمتعتنا به! فقتل يوم خيبر شهيدا.
(1) ومن طريقه أخرجه القاضي عياض في "الشفا"(1/ 64)
(2)
5/ 168 (كتاب صلاة التراويح- باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)
(3)
9/ 4 و5 (كتاب المغازي- باب غزوة خيبر)
وأخرجه أحمد (3/ 431) والبخاري في "الكبير"(4/ 2/ 100) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2380) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 160) وأبو نعيم في "الصحابة"(6442) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 124 - 125 و5/ 316) من طرق عن ابن إسحاق به.
قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 148 - 149
قلت: ابن إسحاق صدوق، وأبو الهيثم تفرد محمَّد بن إبراهيم التيمي بالرواية عنه فهو مجهول.
764 -
"أنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت منه، والزبور لثمان عشرة خلت منه، والقرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان"
قال الحافظ: وقد أخرج أحمد والبيهقي في "الشعب" عن واثلة بن الأسقع أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (1)
أخرجه أحمد (4/ 107) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم ثنا عمران أبو العوام عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة بن الأسقع مرفوعاً "أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان"
وأخرجه ابن نصر في "قيام الليل"(ص 231) والطبري في "تفسيره"(2/ 145) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(519 و 1649 و 6105 و 6399 و 6455 و 6468 و 8108 و 8337 و 11320 و 14080) والطبراني في "الكبير"(22/ 75) و"الأوسط"(3752) والبيهقي في "الأسماء"(ص 302) وفي "الشعب"(2053) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 9) وفي "الوسيط"(1/ 280) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1818) من طرق عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني أنا عمران أبو العوام القطان به.
وزاد "وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان"(2)
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران القطان، ولا يُروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: وفيه عمران بن دَاوَر القطان ضعفه يحيى، ووثقه ابن حبان، وقال أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديث، وبقية رجاله ثقات" المجمع 1/ 197
(1) 10/ 378 (كتاب فضائل القرآن- باب كيف نزل الوحي)
(2)
لم يذكر الطبري وابن أبي حاتم في روايتهما هذه الزيادة.
قلت: وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من أبي المليح.
وخالفه عبيد الله بن أبي حميد البصري رواه عن أبي المليح ثنا جابر بن عبد الله قال: أنزل الله صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة على موسى لست خلون من رمضان، وأنزل الزبور على داود في إحدى عشرة ليلة خلت من رمضان، وأنزل القرآن على محمَّد صلى الله عليه وسلم في أربع وعشرين خلت من رمضان"
أخرجه أبو يعلى (2190) عن سفيان بن وكيع ثنا أبي عن عبيد الله به.
قال الهيثمي: وفيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف" المجمع 1/ 197
قلت: وعبيد الله بن أبي حميد قال ابن معين وغيره: ضعيف الحديث.
765 -
حديث الجارود العبدي قال: قلت: يا رسول الله، اللُّقَطَة نجدها؟ قال:"انشدها ولا تكتم ولا تغيب"
قال الحافظ: رواه الطبراني" (1)
له عن الجارود طريقان:
الأول: يرويه سعيد الجُرَيْرِي واختلف عنه:
• فقيل: عنه عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخّير عن أخيه مُطَرِّف بن عبد الله بن الشخير ثني أبو مسلم الجَذَمِي عن الجارود رفعه "ضالة المسلم حرق النار، ضالة المسلم حرق النار، ضالة المسلم حرق النار لا تقربنها" قال: فقال رجل: يا رسول الله، اللقطة نجدها؟ قال "انشدها ولا تكتم ولا تغيب، وإنْ جاء ربها فادفعها إليه، وإلا فمال الله يؤتيه من يشاء".
أخرجه أحمد (5/ 80) والطبراني في "الكبير"(2119)
عن إسماعيل بن عُلية
وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1637) والنسائي في "الكبرى"(5792 و 5810) والطحاوي في "المشكل"(4725)
عن يزيد بن زُرَيْع البصري
وابن أبي عاصم (1638)
(1) 6/ 6 (كتاب الخصومات- باب ضالة الإبل)
عن خالد بن عبد الله الطحان
والطبراني في "الكبير"(2122) و"الصغير"(2/ 28 - 29)
عن هلال بن حِق البصري
والطبراني في "الكبير"(2120)
عن عبد الوارث بن سعيد البصري
و (2121) وأبو نعيم في "المعرفة"(1645)
عن بشر بن المفضل البصري
والبيهقي في "المعرفة"(9/ 81 - 82)
عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف
كلهم عن الجريري به.
• وقيل: عن الجريري عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله عن أبي مسلم الجذمي عن الجارود. ليس فيه مطرفا.
أخرجه الدارمي (2605) عن يزيد بن هارون أنا الجريري به.
ويزيد بن هارون ممن سمع من الجريري بعد اختلاطه، قاله ابن معين في "التاريخ"(2/ 677) والعجلي في "الثقات"(ص 181) والبيهقي في "السنن"(9/ 360)
• وقيل: عن الجريري عن أبي العلاء عن أخيه مطرف عن أبي هريرة.
أخرجه البزار (كشف 1367) والحاكم (2/ 64) من طريق حماد بن سلمة عن الجريري به.
قال البزار: لا نعلم أسند مطرف عن أبي هريرة إلا هذا"
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 167
قلت: حماد بن سلمة ثقة إلا أنّه تغير بأخرة كما في "التقريب".
والأول أصح لأنّ إسماعيل بن علية ويزيد بن زريع وخالد بن عبد الله وعبد الوارث بن سعيد وبشر بن المفضل سمعوا من الجريري قبل اختلاطه.
وأبو العلاء يزيد بن عبد الله وأخوه مطرف ثقتان، وأبو مسلم الجذمي ترجمه البخاري
وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، ووثقه العجلي وابن حبان والذهبي في "الكاشف".
وقال الحافظ: مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.
الثاني: يرويه قتادة عن عبد الله بن باباه عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن الجارود أبا المنذر أخبره أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضوال فقال "ضالة المسلم حرق النار" ولم يذكر اللقطة.
أخرجه ابن أبي عاصم (1) في "الآحاد"(1640) والطبراني في "الكبير"(2109) و "الأوسط"(2)(5962) والخطيب في "الموضح"(1/ 312) من طريق أبي كامل الجَحْدَري ثنا أبو معشر البراء ثنا المثنى بن سعيد ثني قتادة به.
وأبو معشر البراء واسمه يوسف بن يزيد البصري صدوق، والباقون ثقات إلا أنّ قتادة مدلس ولم يذكر سماعا من عبد الله بن باباه.
والحديث سيأتي الكلام عليه أيضاً في حرف الضاد فانظر "ضالة المسلم حرق النار".
766 -
قال أنس: انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيت المقدس وهو يصلي الظهر بوجهه إلى الكعبة.
قال الحافظ: وأخرج البزار من حديث أنس: فذكره، وللطبراني نحوه من وجه آخر عن أنس، وفي كل منهما ضعف" (3)
ضعيف
أخرجه البزار (كشف 420) والطبري في "تفسيره"(2/ 3 - 4) عن عمرو بن علي الفلاس ثنا أبو عاصم ثنا عثمان بن سعد الكاتب ثنا أنس بن مالك قال: انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس وهو يصلي الظهر وانصرف بوجهه إلى الكعبة فقال السفهاء من الناس {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} [البقرة: 142].
قال الهيثمي: وفيه عثمان بن سعد ضعفه يحيى القطان وابن معين وأبو زرعة، ووثقه أبو نعيم الحافظ، وقال أبو حاتم: شيخ" المجمع 2/ 13
قلت: هو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
(1) سقط من إسناده "عبد الله بن باباه"
(2)
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا المثنى بن سعيد، ولا عن المثنى إلا أبو معشر البراء، تفرد به كامل الجحدري"
(3)
2/ 49 (كتاب الصلاة- باب التوجه نحو القبلة حيث كان)
767 -
حديث المِسْوَر ومروان قالا: انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية فنزلت عليه سورة الفتح فيما بين مكة والمدينة فأعطاه الله فيها خيبر بقوله {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ} [الفتح: 20] يعني خيبر فقدم المدينة في ذي الحجة فأقام بها حتى سار إلى خيبر في المحرم"
قال الحافظ: وروى يونس بن بكير في "المغازي" عن ابن إسحاق في حديث المسور ومروان قالا: فذكراه" (1)
حسن
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(4/ 159 - 160 و 197) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق ثنا الزهري عن عروة عن المِسْوَر بن مَخْرَمة ومروان بن الحكم في قصة الحديبية قالا: ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا، فلما أن كان بين مكة والمدينة نزلت عليه سورة الفتح من أولها إلى آخرها {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)} [الفتح: 1] فكانت القضية في سورة الفتح، وما ذكر الله من بيعة رسوله تحت الشجرة، فلما آمن الناس وتفاوضوا لم يُكلم أحد بالإسلام إلا دخل فيه، فقد دخل في تينك السنتين في الإِسلام أكثر مما كان فيه قبل ذلك، وكان صلح الحديبية فتحا عظيما.
وإسناده حسن.
768 -
قصة الأعرابي الذي جبذ رداءه صلى الله عليه وسلم فدعا رجلاً فأمره أنْ يحمل له على بعيره تمرا وشعيرا، وفي آخره: ثم التفت إلينا فقال "انصرفوا رحمكم الله تعالى"
قال الحافظ: ثم راجعت سنن أبي داود فوجدت في آخر الحديث ما يؤيد ما قلته وهو: فذكره" (2)
أخرجه أبو داود (4775) من طريق محمَّد بن هلال المدني أنه سمع أباه يحدث قال: قال أبو هريرة وهو يحدثنا: كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس معنا في المجلس يحدثنا، فإذا قام قمنا قياما حتى نراه قد دخل بعض بيوت أزواجه، فحدثنا يوما، فقمنا حين قام، فنظرنا إلى أعرابي قد أدركه فجبذه بردائه فحمّر رقبته، وكان رداء خشنا، فالتفت، فقال له الأعرابي: احمل لي على بعيري هذين، فإنك لا تحمل لي من مالك ولا من مال أبيك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا، وأستغفر الله، لا، وأستغفر الله، لا، وأستغفر الله، لا أحمل لك حتى تقيدني من
(1) 9/ 3 (كتاب المغازي- باب غزوة خيبر)
(2)
13/ 292 (كتاب الاستئذان- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى سيدكم)
جبذتك التي جبذتني" فكل ذلك يقول له الأعرابي: والله لا أقيدكها، فذكر الحديث، قال: ثم دعا رجلاً فقال له "احمل له على بعيريه هذين: على بعير شعيرا، وعلى الآخر تمرا" ثم التفت إلينا فقال "انصرفوا على بركة الله تعالى"
وسيأتي الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كان يحدثنا فإذا قام قمنا"
769 -
عن النعمان بن بشير أنّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الرقيم قال "انطلق ثلاثة فكانوا في كهف فوقع الجبل على باب الكهف فأوصد عليهم" الحديث
قال الحافظ: أخرجه البزار والطبراني بإسناد حسن.
وقال: زاد الطبراني في حديث النعمان بن بشير من وجه آخر "إذ وقع حجر من الجبل مما يهبط من خشية الله حتى سدّ فم الغار"
وقال: وفي حديث النعمان بن بشير "إنكم لن تجدوا شيئاً خيرا من أنْ يدعو كل امرئ منكم بخير عمل عمله قط"
وقال: ووقع في حديث النعمان بن بشير بيان السبب في ترك الرجل أجرته ولفظه "كان لي أجراء يعملون فجاءنى عمال فاستأجرت كل رجل منهم بأجر معلوم، فجاء رجل ذات يوم نصف النهار فاستأجرته بشرط أصحابه فعمل في نصف نهاره كما عمل رجل منهم في نهاره كله فرأيت عليّ في الذمام أن لا أنقصه مما استأجرت به أصحابه لما جهد في عمله، فقال رجل منهم: تعطي هذا مثل ما أعطيتني، فقلت: يا عبد الله، لم أبخسك شيئا من شرطك وإنما هو مالي أحكم فيه بما شئت، قال: فغضب وذهب وترك أجره.
وقال: وفي حديث النعمان بن بشير "فبذرته على حدة فأضعف، ثم بذرته فأضعف حتى كثر الطعام" وفيه "فقال: أتظلمني وتسخر بي" وفي رواية له "ثم مرت بي بقر فاشتريت منها فصيلة فبلغت ما شاء الله"
وقال: وفي حديث النعمان "رجاء رحمتك ومخافه عذابك"
وقال: وفي حديث النعمان بن بشير "فانصدع الجبل حتى رأوا الضوء"
وقال: ووقع في حديث النعمان "مائة دينار"
وقال: وفي حديث النعمان بن بشير "فلما كشفتها"
وقال: وفي حديث النعمان بن بشير "فلما أمكنتني من نفسها بكت، فقلت: ما يبكيك؟ قالت: فعلت هذا من الحاجة، فقلت: انطلقي" وفي رواية أخرى عن النعمان "أنها ترددت إليه ثلاث مرات تطلب منه شيئاً من معروفه ويأبى عليها إلا أنْ تمكنه من نفسها،
فأجابت في الثالثة بعد أنْ استأذنت زوجها فأذن لها وقال لها: أغني عيالك، قال: فرجعت فناشدتني بالله فأبيت عليها فأسلمت إليّ نفسها، فلما كشفتها ارتعدت من تحتي فقلت: ما لك؟ قالت: أخاف الله رب العالمين، فقلت: خفتيه في الشدة ولم أخفه في الرخاء، فتركتها"
وقال: وجاء عن النعمان بن بشير من ثلاثة أوجه حسان أحدها عند أحمد والبزار وكلها عند الطبراني" (1)
صحيح
وله عن النعمان بن بشير طرق:
الأول: يرويه عبد الصمد بن معقل اليماني قال: سمعت وهب بن منبه يقول: ثني النعمان أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرقيم فقال "إن ثلاثة كانوا في كهف فوقع الحبل على باب الكهف فأوصد عليهم
…
" فذكر حديث الكهف بطوله.
أخرجه أحمد (4/ 274 - 275) عن إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه الصنعاني ثني عبد الصمد به.
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 80) وأبو سعيد النقاش في "فنون العجائب"(44)
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2028) وابن أبي الدنيا في "مجابي الدعوة"(8) والبزار (3291) وأبو يعلى (الإتحاف 8309) والطبراني في "الدعاء"(190) وفي "الأحاديث الطوال"(41) وابن الأعرابي (560) وابن جُميع في "معجمه"(ص 205 و 206) وأبو سعيد النقاش (45) من طرق عن إسماعيل بن عبد الكريم به.
وإسناده صحيح رجاله ثقات، ولم ينفرد عبد الصمد بن معقل به بل تابعه:
1 -
عبد الله بن بَحِير بن رَيسَان المرادي أبو وائل القاص الصنعاني.
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(190) و"الأوسط"(2328) عن إبراهيم بن محمَّد بن برة الصنعاني ثنا محمَّد بن عبد الرحيم بن شروس الصنعاني قال: سمعت عبد الله بن بحير القاص يذكر عن وهب بن منبه عن النعمان.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 79) عن الطبراني به.
(1) 7/ 317 - 322 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب ما ذكر عن بني إسرائيل)
وعبد الله بن بحير وثقه ابن معين، وابن شروس ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وابن برة ترجمه الذهبي في "السير" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا.
2 -
عبد الله بن سعيد بن أبي عاصم.
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(190) و"الأوسط"(2329) عن إبراهيم بن محمَّد بن بَرَّة الصنعاني ثنا محمَّد بن عبد الرحيم ثنا رباح بن زيد عن عبد الله بن سعيد به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 80) عن الطبراني به.
وعبد الله بن سعيد ذكره ابن حبان في "الثقات" وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا ، ولم يذكرا عنه راويا إلا رباح بن زيد فهو مجهول، ورباح بن زيد هو الصنعاني وثقه النسائي وغيره، ومحمد بن عبد الرحيم وإبراهيم بن محمَّد تقدما.
الثاني: يرويه حماد بن سلمة عن سِماك بن حرب عن النعمان.
أخرجه البزار (3289) والطبراني في "الدعاء"(191)
عن مؤمل بن إسماعيل البصري
وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2030)
عن يحيى بن السكن البصري
قالا: ثنا حماد بن سلمة به.
وإسناده حسن، مؤمل (1) صدوق كثير الخطأ، ويحيى بن السكن ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وسِماك بن حرب صدوق فيما يرويه عن غير عكرمة، وقد احتج به مسلم في روايته عن النعمان بن بشير.
ولم ينفرد حماد بن سلمة به بل تابعه أبو سعد سعيد بن المَرزُبان البَقَّال عن سماك به.
أخرجه البزار (3290) والخرائطي في "اعتلال القلوب"(ص 72 - 74) عن علي بن حرب الموصلي أنا عبد الرحمن بن الحسن أبو مسعود الزجاج أنا أبو سعد به.
(1) قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أسنده عن حماد بن سلمة عن سماك عن النعمان مرفوعاً إلا مؤمل"
وقد تابعه يحيى بن السكن كما ترى.
وخالفهما سريج بن النعمان فلم يرفعه.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "مجابي الدعوة"(11)
وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(191) عن علي بن سعيد الرازي ثنا علي بن حرب به.
قال البزار: لا نعلم رواه عن أبي سعد إلا أبو مسعود وكان ثقة، ولا نعلم أسند أبو سعد عن سماك غير هذا الحديث"
قلت: أبو سعد البقال فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات.
الثالث: يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه:
- فقال إسرائيل بن يونس: أنا أبو إسحاق عن رجل من بجيلة عن النعمان.
أخرجه البزار (3288)
عن مؤمل بن إسماعيل البصري
وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2027) وابن أبي الدنيا في "مجابي الدعوة"(9)
عن عبيد الله بن موسى الكوفي
كلاهما عن إسرائيل به.
- وقال الأعمش: عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل عن النعمان.
أخرجه ابن أبي عاصم (2026) وأبو يعلى (الإتحاف 8308) عن محمَّد بن عبد الله بن نُمير ثنا ابن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مجابي الدعوة"(10) الطبراني في "الدعاء"(189) وأبو سعيد النقاش (46 و 47) من طرق عن محمَّد بن عبد الله بن نمير ثنا محمَّد بن أبي عبيدة بن معن به.
وأخرجه البزار (3292) عن إبراهيم بن عبد الله بن محمَّد الكوفي أبي شيبة أنا محمَّد بن أبي عبيدة به (1).
- وقال أبو سنان سعيد بن سنان البُرْجُمي: عن أبي إسحاق عن النعمان
أخرجه ابن أبي عاصم (2029) عن محمَّد بن عبد الله بن نُمير ثنا إسحاق بن سليمان الرازي ثنا أبو سنان به.
(1) وقال: وحديث أبو إسحاق عن رجل من بجيلة لا نعلم أحدا سماه إلا محمَّد بن أبى عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن أبي إسحاق فقال: عن عمرو بن شرحبيل عن النعمان بن بشير، وعمرو بن شرحبيل بجلي"
770 -
حديث زيد بن أرقم "انطلق حتى تأتي أبا بكر فقل له: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول لك: أبشر بالجنة، ثم انطلق إلى عمر كذلك، ثم انطلق إلى عثمان كذلك" وزاد "بعد بلاء شديد" قال: فانطلق فذكر أنه وجدهم على الصفة التي قال له وقال: أين نبي الله؟ قلت: في مكان كذا وكذا، فانطلق إليه وقال في عثمان: فأخذ بيدي حتى أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنّ زيداً قال لي كذا والذي بعثك بالحق ما تغنيت ولا تمنيت ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعتك فأيّ بلاء يصيبني؟ فقال "هو ذاك"
قال الحافظ: ووقع في حديث زيد بن أرقم عند البيهقي في "الدلائل" فذكره، قال البيهقي: إسناده ضعيف" (1)
ضعيف جداً
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(872)
عن سعيد بن سليمان الواسطي
والبيهقي في "الدلائل"(6/ 389 - 390) وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 143 - 144)
عن خلاد بن يحيى الكوفي
وخيثمة بن سليمان في "حديثه"(ص 103 - 104) وابن عساكر (ص 141 - 142و142 - 143)
عن عبد الصمد بن النعمان الجوهري
ثلاثتهم عن عبد الأعلى بن أبي المساور عن إبراهيم بن محمَّد بن حاطب عن عبد الرحمن بن مُحَيْريز عن زيد بن أرقم قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "انطلق حتى تأتي أبا بكر، فتجده في داره جالسا محتبيا، فقل له: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول: أبشر بالجنة، ثم انطلق حتى تأتي الثنية، فتلقى عمر فيها على حمار تلوح صلعته، فقل له: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول: أبشر بالجنة، ثم انطلق حتى تأتي السوق، فتلقى عثمان فيها يبيع ويبتاع، فقل له: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول: أبشر بالجنة بعد بلاءً شديد" فانطلقت، فأتيت أبا بكر، فوجدته في بيته جالسا
(1) 8/ 37 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلا)
محتبيا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول: أبشر بالجنة. قال: وأين رسول الله؟ قلت: في مكان كذا وكذا، فقام إليه، ثم أتيت الثنية، فإذا فيها عمر على حمار تلوح صلعته كما قال رسول الله. فقلت: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول: أبشر بالجنة، قال: وأين رسول الله؟ فقلت: في مكان كذا وكذا، فانطلق إليه، ثم انطلقت حتى أتيت السوق، فلقيت عثمان يبيع ويبتاع كما قال رسول الله، فقلت: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول: أبشر بالجنة بعد بلاءً شديد، فقال: وأين رسول الله؟ قلت: في مكان كذا وكذا، فأخذ بيدي فجئنا جميعاً حتى أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له عثمان: يا رسول الله، إنّ زيدا أتاني فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول: أبشر بالجنة بعد بلاءً شديد، فأي بلاءً يصيبني يا رسول الله؟ والذي بعثك بالحق ما تعنيت ولا تمنيت، ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعتك، فقال "هو ذاك"
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5061) من طريق أبي يحيى عبد الحميد الحِمَّاني ثنا عبد الأعلي بن أبي المساور عن الشعبي عن زيد بن أرقم قال: فذكره مختصرا، وقال في آخره "إنّ الله مُقَمصك قميصا فإن أرادك المناففون على خلعه فلا تخلعه".
قال الطبراني في "الأوسط": لا يُروى هذا الحديث عن زيد بن أرقم إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الأعلى بن أبي المساور"
وقال البيهقي: عبد الأعلى بن أبي المساور ضعيف الحديث"
وقال الذهبي: هذا حديث غريب تفرد به عبد الأعلى وهو واه" سير الأعلام
وقال الهيثمي: وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وقد ضعفه الجمهور ووثق في رواية عن يحيى بن معين والمشهور عنه تضعيفه" المجمع
قلت: هو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره.
771 -
حديث معاوية بن الحكم: بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصفة فجعل يوجه الرجل مع الرجل من الأنصار، والرجلين والثلاثة حتى بقيت في أربعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم خامسنا فقال "انطلقوا بنا" فقال "يا عائشة عشينا".
قال الحافظ: وله (أي أبي نعيم في "الحلية") من حديث معاوية بن الحكم: فذكره" (1)
(1) 14/ 64 (كتاب الرقاق- باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه)
يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:
- فقال الصلت بن دينار البصري: عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن الحكم بن معاوية- كذا وقع في كتابي الحكم بن معاوية وإنما هو معاوية بن الحكم- (1) قال: بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصفة، فجعل يوجه الرجل من المهاجرين مع الرجل من الأنصار، والرجلين والثلاثة حتى بقيت في أربعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم خامسنا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "انطلقوابنا" فلما جئنا قال "يا عائشة عشينا" فجاءت بجشيشة فأكلنا، ثم قال "ياعائشة أطعمينا" فجاءت بحيسة فأكلنا، ثم قال "يا عائشة اسقينا" فجاءت بجريعة من لبن فشربنا ثم قال "يا عائشة اسقينا" فجاءت بعس من ماء فشربنا، ثم قال "من شاء منكم أنْ ينطلق إلى المسجد فلينطلق، ومن شاء منكم بات ههنا" فقلنا، بل ننطلق إلى المسجد. قال: فبينا أنا نائم على بطني إذا أنا برجل يرفسني برجله في جوف الليل، فرفعت رأسي فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "قم فإنّ هذه ضجعة يبغضها الله عز وجل".
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(2/ 33)
وقال: رواه الأوزاعي وهشام وشيبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن طخفة عن أبيه نحوه"
قلت: وروايتهم أصح من رواية الصلت بن دينار، والصلت متروك الحديث كما قال أحمد والفلاس وغيرهما، وقال أبو داود وابن سعد وغيرهما: ضعيف.
ورواه عن يحيى بن أبي كثير أيضاً أبو إسماعيل إبراهيم بن عبد الملك القناد ويحيى بن عبد العزيز الأردني وموسى بن خلف العمي ومحمد بن جابر السُّحَيمي.
- فأما حديث الأوزاعي فاختلف عنه فيه:
• فرواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي واختلف عنه:
فقال محمَّد بن الصبّاح الجَرْجَرائي: ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي ثني يحيى بن أبي كثير عن قيس بن طخفة الغفاري عن أبيه قال: فذكر الحديث.
أخرجه ابن ماجه (3723)
وقال داود بن رشيد الهاشمي: ثنا الوليد ثنا الأوزاعي ثني يحيى ثني أبو سلمة عن ابن قيس بن طخفة ثني أبي.
(1) القائل أبو نعيم.
أخرجه الحربي في "إكرام الضيف"(62)
وقال محمود بن خالد الدمشقي: عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن ابن قيس بن طخفة عن أبيه.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(6697)
وتابعه عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم عن الوليد بن مسلم به.
أخرجه ابن حبان (5550) عن عبد الله بن محمَّد بن سلم عن دحيم به.
ورواه الحربي (62) عن دحيم فقال فيه: حدثني أبو سلمة عن ابن قيس.
• ورواه ابن المبارك عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن يعيش بن طهفة عن أبيه.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(8230)
• ورواه شعيب بن إسحاق الدمشقي عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير ثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ثني قيس بن طخفة ثني أبي.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(6620)
• ورواه الوليد بن مزيد البيروتي عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن محمَّد بن إبراهيم التيمي ثني ابن ليعيش بن طخفة عن أبيه.
أخرجه النسائي (6696) عن العباس بن الوليد بن مزيد عن أبيه به (1).
• ورواه مبشر بن إسماعيل الحلبي عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن محمَّد بن إبراهيم التيمي ثني عطية بن قيس عن أبيه.
أخرجه النسائي (6619)
قال المزي: كذا قال وهو وهم" تحفة الأشراف 4/ 210
- وأما حديث هشام الدَّسْتُوَائي فأخرجه أحمد (3/ 429 - 430 و5/ 426 - 427) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 98)
عن إسماعيل بن عُلية
(1) رواه أبو العباس محمَّد بن يعقّوب عن العباس بن الوليد بن مزيد فقال: عن قيس الغفاري عن أبيه.
أخرجه الحاكم (4/ 270 - 271)
وأبو داود (5040) والنسائي في "الكبرى"(6622)
عن معاذ بن هشام الدستوائي
والنسائي (6695) والحربي (57) وأبو القاسم البغوي (1372)
عن خالد بن الحارث البصري
والبخاري في "الكبير"(2/ 2/ 366)
عن معاذ بن فضالة البصري
والحربي (58)
عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي
و (60) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1372)
عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري
كلهم عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير ثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن يعيش بن طخفة بن قيس قال: كان أبي
…
فذكره ولم يقل عن أبيه (1).
ورواه غيرهم عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن يعيش بن طخفة عن أبيه.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(8227) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 373 - 374) وفي "الصحابة"(3973)
عن حجاج بن نُصير البصري
والطبراني (8228)
عن إبراهيم بن طهمان
كلاهما عن الدستوائي به
- وأما حديث شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(607) وأحمد (3/ 430 و 5/ 427) وابن ماجه (752) والحربي (61) والنسائي (6621) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1971) والطبراني في "الكبير"(8232) وأبو نعيم في
(1) رواه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 365 - 366) عن معاذ بن هشام فقال فيه عن أبيه.
"الصحابة"(5729) والبيهقي في "الآداب"(977) من طرق عن شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أني يعيش بن قيس بن طخفة عن أبيه.
- وأما حديث أبي إسماعيل إبراهيم بن عبد الملك القناد فأخرجه الطبراني في "الكبير"(8229) من طريق يحيى بن درُسْت البصري ثنا أبو إسماعيل القناد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن يعيش بن طهفة أو طخفة عن أبيه.
ورواه لوين في "حديثه"(117) عن أبي إسماعيل فقال: عن يعيش بن طهفة عن أبيه.
- وأما حديث يحيى بن عبد العزيز فأخرجه الطبراني في "الكبير"(8231) من طريق عمر بن يونس ثنا يحيى بن عبد العزيز عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن يعيش الغفاري عن أبيه.
- وأما حديث موسى بن خلف فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1187) وفي "الكبير"(2/ 2/ 366) عن خلف بن موسى بن خلف ثنا أبي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن يعيش بن طخفة الغفاري أن أباه أخبره (1).
وأخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 366) عن موسى بن إسماعيل البصري عن موسى بن خلف فقال: يعيش عن طهفة.
واختلف فيه على أبي سلمة بن عبد الرحمن، فقال أحمد (5/ 426): ثنا يزيد أنا ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن قال: بينا أنا جالس مع أبي سلمة بن عبد الرحمن إذ طلع علينا رجل من بني غفار ابن لعبد الله بن طهفة فقال أبو سلمة: ألا تخبرنا عن خبر أبيك قال: حدثني أبي عبد الله بن طهفة، وذكر الحديث.
وأخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 366) عن آدم بن أبي إياس ثنا ابن أبي ذئب به.
وأخرجه الحربي (56) عن عاصم بن علي الواسطي ثنا ابن أبي ذئب به.
وأخرجه أبو القاسم البغوي (1715) من طريق عبد الله بن وهب أنا ابن أبي ذئب به.
و (1716) من طريق حسين بن محمَّد المروذي ثنا ابن أبي ذئب به.
(1) وخالف مَعْمَر الجميع فرواه عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن رجلاً من أهل الصفة قال: فذكر الحديث.
أخرجه عبد الرزاق (19802) عن عمر به.
وأخرجه الحربي (63) عن محمَّد بن عبد الملك بن زنجويه ثنا عبد الرزاق به.
ورواه لوين (118) عن عبد الرزاق فقال فيه: عن أبي سلمة حدثني رجل من أهل الصفة.
وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(336) من طريق أبي داود الطيالسي ثنا ابن أبي ذئب به.
- وأما حديث محمَّد بن جابر فأخرجه الحربي (64) عن مسدد ثنا محمَّد بن جابر عن يحيى بن أبي كثير عن عياش بن أبي طخفة قال: مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على رجل.
772 -
عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم مشى معهم إلى بقيع الغرقد ثم وجههم فقال: "انطلقوا على اسم الله، اللهم أعنهم"
قال الحافظ: وعند ابن إسحاق بإسناد حسن عن ابن عباس: فذكره" (1)
حسن
أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام"(2/ 55 - 56) قال: حدثني ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس به.
وأخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 4255) وأحمد (1/ 266) والطبري في "تاريخه"(2/ 490) والبيهقي في "الدلائل"(3/ 199 - 200) من طرق عن ابن إسحاق به.
قال الحافظ: هذا إسناد حسن متصل" المطالب 4/ 392
قلت: وهو كما قال، وابن إسحاق صدوق، وثور وعكرمة ثقتان.
773 -
عن المغيرة أنّه خطب امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "انظر إليها فإنه أحْرَى أنْ يدوم بينكما"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي وصححه ابن حبان" (2)
ورد من حديث المنيرة بن شعبة ومن حديث أنس بن مالك.
فأما حديث المغيرة فأخرجه عبد الرزاق (10335) وأحمد (4/ 244 - 245) والدارمي (2178) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 14) والطبراني في "الكبير"(20/ 433)
عن سفيان الثوري
وسعيد بن منصور (518)
عن سفيان بن عُيينة
(1) 8/ 340 (كتاب المغازي- باب قتل كعب بن الأشرف)
(2)
11/ 85 (كتاب النكاح - باب النظر إلى المرأة قبل التزويج)
وسعيد (516) والطبراني في "الكبير"(20/ 434) والدارقطني (3/ 252) والبيهقي (7/ 84 - 85) والخطيب في "التاريخ"(7/ 344)
عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط
وسعيد (517) وابن أبي شيبة (4/ 355) وابن الجارود (675) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 14) والدارقطني (3/ 252) والبيهقي (7/ 84) والبغوي في "شرح السنة"(2247)
عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي
والترمذي (1087)
عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة
والنسائي (6/ 57) وفي "الكبرى"(5346)
عن حفص بن غياث الكوفي
والحربي في "الغريب"(3/ 1138) والطبراني في "الكبير"(20/ 434)
عن عبد الواحد بن زياد البصري
وأحمد بن منيع وابن أبي عمر في "مسنديهما" كما في "مصباح الزجاجة"(2/ 101)
عن مروان بن معاوية الكوفي
والطبراني في "الكبير"(20/ 434)
عن السكن بن إسماعيل الأصم البصري
كلهم عن عاصم بن سليمان الأحول عن بكر بن عبد الله المزني عن المغيرة بن شعبة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته أني خطبت امرأة، فقال "هل رأيتها؟ " قلت: لا، قال "فانظر إليها فإنه أحرى أنْ يؤدم بينكما" قال: فأتيتهم فأخبرتهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندها أبوها فسكتا، فقالت المرأة: إني أحرج عليك إنْ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأمرك أنْ تنظر إليّ، وإنْ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك أنْ تنظر إليّ لما نظرت، ورفعت السَّجْف، فنظرت إليها فتزوجتها، فما نزلت مني امرأة قط بمنزلتها، وقد تزوجت سبعين امرأة أو بضعة وسبعين.
وخالفهم جرير بن حازم البصري فرواه عن عاصم الأحول عن بكر بن عبد الله المزني قال: خطب المغيرة بن شعبة امرأة فذكر أمرها للنبي صلى الله عليه وسلم. مرسل
أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 434)
والأول أصح.
قال الترمذي: هذا حديث حسن"
قلت: عاصم وبكر ثقتان، إلا أنّ ابن معين قال: لم يسمع بكر من المغيرة.
وخالفه الدارقطني فأثبت له السماع منه كما في التلخيص" (3/ 146)(1)
والحديث لم ينفرد به عاصم الأحول بل تابعه ثابت البناني عن بكر بن عبد الله أنّ المغيرة بن شعبة قال: فذكره.
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(10335) عن مَعْمَر عن ثابت به.
ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (1866) والطبراني في "الكبير"(20/ 433) والدارقطني (3/ 253)
قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 2/ 100
قلت: إن ثبت سماع بكر من المغيرة فالإسناد صحيح وإلا فلا (2).
وأما حديث أنس فأخرجه عبد الرزاق في "أماليه"(114) عن معمر عن ثابت عن أنس قال: أراد المغيرة أن يتزوج امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "اذهب فانظر إليها فإنه أحرى أنْ يؤدم بينكما" قال: فنظرت إليها فتزوجتها، قال: فذكر من موافقتها.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(1254) عن عبد الرزاق به.
وأخرجه ابن ماجه (1865) وابن الجارود (676) وابن حبان (4043) والدارقطني (3/ 253) والحاكم (2/ 165) والبيهقي (7/ 84) وفي "الصغرى"(2353) وفي "معرفة السنن"(10/ 22) من طرق عن عبد الرزاق به.
قال الدارقطني: الصواب عن ثابت عن بكر المزني"
(1) بين وفاتيهما ثمانية وخمسون سنة فما أظنه سمع منه فإني لم أره ذكر سماعا من المغيرة والله أعلم.
(2)
طريق أخرى: قال الطبراني في "الأوسط"(9283) ثنا هاشم بن مرثد الطبراني ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا عبدالله بن كثير القارئ ثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن أبيه عن المغيرة رفعه "يا مغيرة إذا أردت أنْ تنكح امرأة فلا تنكحها حتى تنظر إليها"
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن بن أبي حسين إلا زهير بن محمد، ولا عن زهير إلا عبد الله بن كثير، تفرد به سليمان بن عبد الرحمن"
قلت: هاشم بن مرثد قال ابن حبان: ليس بشيء، وقال الذهبي: ما هو بذاك المجود (السير 13/ 270)
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 2/ 100
قلت: اختلف أحمد وابن معين في رواية معمر عن ثابت.
فقال الفضل بن زياد: سئل أحمد عما روى معمر عن ثابت فقال: ما أحسن حديثه" المعرفة والتاريخ 2/ 166
وقال الغلابي: سمعت ابن معين قال: معمر عن ثابت ضعيف" تهذيب التهذيب 10/ 244
وقال ابن أبي خيثمة: سمعت ابن معين قال: حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام" تهذيب التهذيب 10/ 245
774 -
عن أبي ذر قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم "انظر إلى أرفع رجل في المسجد في عينيك" قال: فنظرت إلى رجل في حلة. الحديث.
قال الحافظ: ووقع في رواية جبير بن نفير عن أبي ذر عند أحمد وأبي يعلى وابن حبان بلفظ: فذكره.
ووقع في رواية أخرى لابن حبان: سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل من قريش، فقال "هل تعرف فلانا؟ " قلت: نعم.
وقال: وفي رواية ابن حبان: إذا سأل أُعطي، وإذا حضر أُدخل.
وقال: وفي رواية ابن حبان: مسكين من أهل الصفة.
وقال: زاد أحمد وابن حبان "عند الله يوم القيامة" وفي رواية ابن حبان الأخرى "خير من طلاع الأرض من الآخر"(1)
له عن أبي ذر طريقان:
الأول: يرويه الأعمش واختلف عنه:
- فقال غير واحد: عن الأعمش ثني سفيان بن مُسْهِر عن خَرَشَة بن الحُرّ عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أبا ذر، انظر أرفع رجل في المسجد" قال: فنظرت، فإذا رجل عليه حلة، قلت: هذا، قال "انظر أوضع رجل في المسجد" قال: فنظرت، فإذا رجل
(1) 14/ 54 و55 (كتاب الرقاق- باب فضل الفقر)
عليه أخلاق، فقلت: هذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لهذا خير عند الله يوم القيامة من ملء الأرض من هذا"
أخرجه وكيع في "الزهد"(144) عن الأعمش به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 222) وأحمد (5/ 157) وفي "الزهد"(ص 36) عن وكيع به.
وتابعه.
1 -
زائدة بن قدامة الكوفي.
أخرجه أحمد (5/ 157) والحارث (1102) والبيهقي في "الشعب"(9996)
2 -
أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي.
أخرجه ابن حبان (681)
- وقال غير واحد: عن الأعمش عن زيد بن وهب عن أبي ذر.
منهم:
1 -
أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.
أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 222) وأحمد (5/ 157 و170) وهناد في "الزهد"(815) والبزار (3979)
2 -
عبد الله بن نُمير.
أخرجه أحمد (5/ 157) والبيهقي في "الشعب"(9997)
3 -
يعلي بن عبيد الطنافسي.
أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 222) وأحمد (5/ 157) والبيهقي في "الشعب"(9997)
4 -
محمد بن عبيد الطنافسي.
أخرجه أحمد (5/ 157)
- وقال يونس بن بكير الشيباني: عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر.
أخرجه البزار (4018) عن أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي ثنا يونس بن بكير به.
- وقال الفضيل بن عياض: عن الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(8/ 115 - 116)
وقال: ثابت مشهور من حديث الأعمش"
الثاني: يرويه عبد الرحمن بن جبير بن نُفَير عن أبيه عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أبا ذر: أترى كثرة المال هو الغنى؟ " قلت: نعم يا رسول الله، قال "فترى قلة المال هو الفقر؟ " قلت: نعم يا رسول الله، قال "إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب" ثم سألني عن رجل من قريش، فقال "هل تعرف فلانا؟ " قلت: نعم يا رسول الله، قال "فكيف تَراه وتُراه؟ " قلت: إذا سأل أُعطي، وإذا حضر أُدخل. ثم سألني عن رجل من أهل الصفة فقال "هل تعرف فلانا؟ " قلت: لا والله ما أعرفه يا رسول الله. قال: فما زال يحليه وينعته حتى عرفته، فقلت: قد عرفته يا رسول الله، قال: فكيف تَراه أو تُراه؟ " قلت: رجل مسكين من أهل الصفة، فقال "هو خير من طِلَاع الأرض من الآخر" قلت: يا رسول الله، أفلا يُعطى من بعض ما يُعطى الآخر؟ فقال "إذا أُعطي خيرا فهو أهله، وإن صرف عنه فقد أُعطي حسنة"
أخرجه ابن حبان (685)
وسيأتي الكلام عليه في حرف الياء.
775 -
حديث أبي هريرة: قال رجل إنّه تزوج امرأة من الأنصار، فقال رسول صلى الله عليه وسلم "أنظرت اليها" قال: لا، قال "فاذهب فانظر إليها فإنّ في أعين الأنصار شيئا"
قال الحافظ: وقد ورد ذلك في أحاديث أصحها حديث أبي هريرة: فذكره، أخرجه مسلم (1424) والنسائي (6/ 57) " (1)
776 -
"أُنظروا كثر هؤلاء جمعا للقرآن فاجعلوه أمام أصحابه"
قال الحافظ: في حديث عبد الله بن ثعلبة عند ابن إسحاق: فكان يقول: فذكره" (2)
هو حديث يرويه الزهري واختلف عنه، وقد تكلم الحافظ على هذا الاختلاف في كتاب الجنائز- باب الصلاة على الشهيد، وما بعده فراجعه (3).
777 -
سأل ناس من الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أعاريب يأتوننا بلُحمان وجُبُن وسمن، ما ندري ما كُنْهُ إسلامهم، قال:"أُنظروا ما حزم الله عليكم فأمسكوا عنه، وما سكت عنه فقد عفا لكم عنه {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64] اذكروا اسم الله عليه"
(1) 11/ 85 (كتاب النكاح- باب النظر إلى المرأة قبل التزويج)
(2)
8/ 378 (كتاب المغازي- باب من قتل من المسلمين يوم أحد)
(3)
وانظر أيضا كتاب الجهاد لابن أبي عاصم 2/ 475 بتحقيق مساعد بن سليمان الراشد.
قال الحافظ: وللطحاوي في "المشكل": فذكره" (1)
ضعيف جدا
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(754) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي ثنا محمد بن أبي بكر المُقَدَّمِي ثنا عَرْعَرَة بن البِرِنْد ثنا زياد بن جصّاص عن معاوية بن قرة عن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: أعاريب يأتوننا بلُحمان مشرحة، والجبن، والسمن، والفراء ما ندري ما كُنْهُ إسلامهم، قال: فذكره.
وإسناده ضعيف جدا، زياد بن أبي زياد الجصاص قال أبو زرعة، واهي الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال النسائي، ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك.
778 -
"انكحوا أمهات الأولاد، فإني أباهي بكم يوم القيامة"
قال الحافظ: ولأحمد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا: فذكره" (2)
ضعيف
أخرجه أحمد (2/ 171 - 172)
عن حسن بن موسى الأشيب
وابن عدي (2/ 856)
عن يحيى بن عبد الله بكير المصري
قالا: ثنا ابن لَهيعة ثني حُيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن ابن عمرو به مرفوعا.
قال ابن عدي: بهذا الإسناد بضعة عشر حديثا عامتها مناكير"
وقال الهيثمي: وفيه حيي بن عبد الله المعافري وقد وثق وفيه ضعف" المجمع 4/ 258
قلت: هو مختلف فيه: قواه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره، وابن لهيعة كلما قال ابن معين والنسائي وغيرهما فالحديث ضعيف.
(1) 12/ 55 (كتاب الذبائح- باب ذبيحة الأعراب)
(2)
11/ 27 (كتاب النكاح- باب اتخاذ السراري)
779 -
"أنهاكم عن قليل ما أسكر كثيره"
قال الحافظ: ولابن حبان والطحاوي من حديث عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (1)
صحيح
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 109 - 110) والدارمي (2105) والبزار في "مسنده"(1098و1099) والنسائي (8/ 268) وفي "الكبرى"(5119) وأبو يعلى (694 و695) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ"(1/ 601) وابن حبان (5370) والدارقطني (4/ 251) والخطيب في "المتفق والمفترق"(1660) والمزي في "التهذيب"(31/ 72) من طرق عن الضحاك بن عثمان المدني عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه به مرفوعا.
وفي لفظ "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قليل ما أسكر كثيره".
قال الدرقطني: هذا حديث غريب من حديث عامر بن سعد عن أبيه، تفرد به بكير بن عبد الله بن الأشج" تهذيب الكمال 31/ 72
وقال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يُروى عن سعد إلا من هذا الوجه"
وقال المنذري في "مختصره": أجود أحاديث هذا الباب حديث سعد" نصب الراية 4/ 302
قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات.
- ورواه محمد بن جعفر بن أبي كثير المدني عن الضحاك بن عثمان واختلف عنه:
• فرواه سعيد بن أبي مريم عن محمد بن جعفر عن الضحاك بن عثمان عن بكير بن عبد الله عن عامر بن سعد عن أبيه مرفوعا.
أخرجه النسائي (8/ 268) وفي "الكبرى"(5118) وابن الجارود (862) وابن المنذر في "الإقناع"(226) والهيثم بن كليب (104) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 216) والبيهقي (8/ 296)
• ورواه المعتمر بن سليمان التيمي عن محمد بن جعفر فأسقط من إسناده بكير بن عبد الله وأوقفه على سعد.
(1) 12/ 141 (كتاب الأشربة- باب الخمر من العسل)
أخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 1830)
والأول أصح.
قال الحافظ: رواه سعيد بن أبي مريم عن محمد بن جعفر فرفعه، وكذا رواه الوليد بن كثير عن الضحاك، وإسناده صحيح"
780 -
"أَنَّ أبا ذر سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فتلا عليه {لَيْسَ الْبِرَّ} [البَقَرَة: 177] إلى آخرها"
قال الحافظ: رواه عبد الرزاق وغيره من طريق مجاهد: فذكره، ورجاله ثقات، وإنما لم يسقه المؤلف لأنّه ليس على شرطه" (1)
له عن أبي ذر طريقان:
الأول: يرويه عبد الكريم بن مالك الجزري عن مجاهد عن أبي ذر أنّه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما الإيمان؟ فتلا عليه {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ} [البَقَرَة: 177] إلى آخر الآية، ثم سأله أيضا فتلاها عليه، ثم سأله أيضا فقال "إذا عملت حسنة أحبها قلبك، وأما عملت سيئة أبغضه قلبك"
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(1539) عن أبيه ثنا عبيد بن هشام الحلبي ثنا عبيد الله بن عمرو عن عامر بن شفي عن عبد الكريم به.
قال ابن كثير: وهذا منقطع فإنّ مجاهدا لم يدرك أبا ذر فإنّه مات قديما" التفسير 1/ 207
قلت: وعامر بن شفي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا عبيد الله بن عمرو الرقى فهو مجهول (2)، وعبيد بن هشام مختلف فيه، والباقون ثقات.
وأخرجه ابن بطة في "الإبانة"(1067 و1080) من طريق عبد الرزاق وهو في "مصنفه"(20110) أنا مَعْمَر عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد أنّ أبا ذر سأل
…
فذكر الحديث وليس فيه قوله "إذا عملت حسنة
…
" إلى آخره (3).
(1) 1/ 57 (كتاب الإيمان- باب أمور الإيمان)
(2)
وتابعه موسى بن أعين ثنا عبد الكريم بن مالك الجزري به.
أخرجه الحاكم (2/ 272) وقال: صحيح على شرط الشيخين"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: كيف وهو منقطع"
(3)
وأخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 3548) عن عبد الرزاق به. =
الثاني: يرويه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: جاء رجل إلى أبي ذر فقال: ما الإيمان؟ فقرأ عليه هذه الآية {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ} [البَقَرَة: 177] حتى فرغ منها، فقال الرجل: ليس عن البر سألتك، فقال أبو ذر: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عما سألتني عنه فقرأ عليه هذه الآية فأبى أنْ يرضى كما أبيت أنْ ترضى، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشار بيده "المؤمن إذا عمل حسنة سرّته ورجا ثوابها، وإذا عمل سيئة أحزنته وخاف عقابها"
أخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 2958) وعبد بن حميد وابن مردويه (1) وابن نصر في "الصلاة"(408) وابن بطة في "الإبانة"(1068) والواحدي في "الوسيط"(1/ 263 - 264)
قال ابن كثير: وهذا أيضا منقطع"
وقال البوصيري: رجاله ثقات" مختصر الاتحاف 1/ 98
781 -
عن عمر أَنَّ أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأرنب يهديها إليه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يأكل من الهدية حتى يأمر صاحبها فيأكل منها من أجل الشاة التي أهديت إليه بخيبر"
قال الحافظ: أخرجه إسحاق بن راهويه والبيهقي في "الشعب" من طريق يزيد بن الحوتكية عن عمر، وسنده حسن" (2)
سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما منعك أنْ تأكل؟ "
782 -
حديث عمير بن سلمة أَنَّ البَهْزي أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم ظبيا وهو محرم فأمر أبا بكر أن يقسمه بين الرفاق.
قال الحافظ: أخرجه مالك وأصحاب السنن وصححه ابن خزيمة وغيره" (3)
صحيح
= وأخرجه ابن نصر في "الصلاة"(409) عن إسحاق به.
قال الحافظ: هذا مرسل صحيح الإسناد"
(1)
تفسير ابن كثير1/ 207 - الدر المنثور 1/ 411
(2)
12/ 86 (كتاب الذبائح- باب الضب)
(3)
4/ 405 (كتاب الحج- أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب إذا أهدي للمحرم حمارا وحشيا حيا لم يقبل)
يرويه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله واختلف عنه:
- فرواه يحيي بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي واختلف عنه:
• فقال غير واحد: عن يحيي بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن عمير بن سلمة الضمري عن البهزي أنّ رسول الله خرج يريد مكة وهو محرم، حتى إذا كان بالرَّوْحَاء إذا حمار وحشي عقير، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "دعوه فإنه يوشك أن يأتي صاحبه" فجاء البهزي، وهو صاحبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، شأنكم بهذا الحمار، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر فقسمه بين الرفاق، ثم مضى، حتى إذا كان بالأثابَة، بين الرُّوْيثَة والعَرْج إذا ظبي حَاقِف في ظل فيه سهم، فزعم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلا أن يقف عنده لا يريبه أحد من الناس حتى يجاوزه.
منهم:
1 -
مالك في "الموطأ"(1/ 351)
وعنه عبد الرزاق (8339)
وأخرجه النسائي (5/ 143 - 144) وفي "الكبرى"(3800) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 172) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 231) وابن حبان (5111) والبيهقي (6/ 171 و 9/ 322) وابن بشكوال في "المبهمات"(899) من طرق عن مالك به.
2 -
يزيد بن هارون.
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(550) وأحمد (3/ 452) عن يزيد بن هارون به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1382) عن ابن أبي شيبة به.
وأخرجه الطحاوي (2/ 172)
عن يزيد بن سنان القزّاز
والطبراني في "الكبير"(5283) وأبو نعيم في "الصحابة"(3028) والمزي في "التهذيب"(10/ 103 - 104)
عن إدريس بن جعفر العطار
وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(884)
عن جده
ثلاثتهم عن يزيد بن هارون (1) به.
3 -
عباد بن العوام الواسطي.
أخرجه الدارقطني في "العلل"(تهذيب التهذيب 8/ 147)
4 -
يونس بن راشد الجزري.
أخرجه الدارقطني في "العلل"(تهذيب التهذيب 8/ 147) ومن طريقه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 419)
5 -
أبو أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس.
6 -
عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي.
7 -
حماد بن سلمة.
قال ذلك الحافظ في "الإصابة"(7/ 164)
• وقال غير واحد: عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن عمير بن سلمة من النبي صلى الله عليه وسلم.
منهم:
1 -
هُشيم:
أخرجه أحمد (3/ 418) وأبو القاسم البغوي (884)
2 -
حماد بن زيد.
أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(3/ 342) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 418)
3 -
علي بن مُسْهِر الكوفي.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5255)
4 -
الليث بن سعد.
قاله الحافظ في "الإصابة"(7/ 164)
(1) رواه عبد الله بن روح المدائني عن يزيد بن هارون فلم يذكر البهزي في إسناده.
أخرجه ابن عبد البر (3/ 342)
• وقال سفيان بن عُيينة: عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبيه طلحة بن عبيد الله.
أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده"(مصباح الزجاجة 3/ 215 - المطالب 1298) عن سفيان به مطولا.
وأخرجه ابن ماجه (3092) عن هشام بن عمار ثنا سفيان به مختصرا.
قال الدارقطني: ووهم فيه سفيان" العلل 4/ 209
وقال يعقوب بن شيبة: وهذا الحديث لا أعلم رواه هكذا غير ابن عيينة، وأحسبه أراد أنْ يختصره فأخطأ فيه، وقد خالفه الناس في هذا الحديث
…
ولعل ابن عيينة حين اختصره لحقه الوهم - والله أعلم - لأنّ في إسناد الحديث عيسى بن طلحة، فقال: عن أبيه" تحفة الأشراف 4/ 217
قال الحافظ: قوله: ولعل ابن عيينة حين اختصره لحقه الوهم. قلت: قد كشف الغطاء عن ذلك علي بن المديني، فذكر إسماعيل (1) القاضي عن علي بن المديني أنّه قال في كتاب "العلل" بعد أنْ ساق الحديث عن سفيان بن عيينة مطولا: قلت لسفيان: إنه كان في كتاب الثقفي: عن يحيى بن سعيد عن عيسى بن طلحة عن عمير بن سلمة عن البهزي. قال: فقال لي سفيان: ظننت أنّه طلحة وليس استيقنه، وأما الحديث فقد جئتك به.
فلم يلحق سفيان الوهم بسبب اختصاره بل اعترف أنه لما حدث به ظنّ أنّه عن طلحة" النكت الظراف 4/ 217
وقال البوصيري: ورجاله ثقات" مختصر الاتحاف 4/ 374
قلت: وهو كما قال إلا أنّه معلول كما تقدم.
- ورواه يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن
(1) أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 420) من طريق أبي سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا علي بن المديني ثنا سفيان به.
قال اسماعيل: هكذا رواه سفيان عن عيسى بن طلحة عن أبيه، وإنما روى عيسى بن طلحة هذا الحديث عن عمير الضمري، وقد أخبرنا ابن المديني قال: قلت لسفيان: إنه في كتاب الثقفي عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن عمير بن سلمة عن البهزي، قال سفيان: ظننت أنه عن طلحة ولست أستيقنه، فأما الحديث فقد جئتك به.
عمير بن سلمة قال: بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو (1) محرم ببعض نواحي (2) الروحاء إذا بحمار (3) معقور، فذكر (4) لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "دعوه فليوشك صاحبه أنْ يأتيه" قال: فأتاه صاحبه الذي عقره، وهو رجل من بهز، فقال: يا رسول الله، شأنكم بهذا الحمار، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر فقسمه بين الرفاق (5)، قال: ثم مضى، فلما كان بالأُثابة مرّ بظبي حاقف في ظل شجرة فيه سهم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أنْ لا يهيجه إنسان، فنفذ الناس وتركوه.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(972) والسياق له والنسائي (7/ 181) وفي "الكبرى"(4856) والطحاوي (2/ 172) وابن أبي حاتم في "الوحدان"(الإصابة 7/ 164) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 227) وابن حبان (5112) والحاكم (3/ 623 - 624) وأبو نعيم في "الصحابة"(5254) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 295) من طرق عن يزيد بن عبد الله بن الهاد به.
سكت عليه الحاكم وقال الذهبي: قلت: سنده صحيح"
قلت: وهو كما قال.
ولم ينفرد ابن الهاد به بل تابعه عبد ربه بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم به (6).
قاله الدارقطني في "العلل"(4/ 209) وابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 343) والحافظ في "التهذيب"(8/ 147) وفي "الاصابة"(7/ 164)
- ورواه يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن البهزي عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر في حديثه "عمير بن سلمة".
قاله المزي (تحفة الأشراف 4/ 217 - 218)
وحديث ابن الهاد أصح.
قال موسى بن هارون: والصحيح عندنا أنّ هذا الحديث رواه عمير بن سلمة عن
(1) ولفظ النسائي وابن حبان "وهم حرم"
(2)
ولفظ ابن حبان "أثناء" ولفظ النسائي "أَثَايَا" ولفظ الطحاوي "أفناء" ولفظ أبي نعيم "مياه"
(3)
زاد النسائي "وحش"
(4)
ولفظ الحاكم "فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم"
(5)
ولفظ النسائي والطحاوي وابن حبان وأبي نعيم "الناس"
(6)
أخرجه ابن قانع (2/ 227) من طريق سعيد بن أبي هلال عن عبد ربه بن سعيد به.
النبي صلى الله عليه وسلم، ليس بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم فيه أحد، وذلك بين في رواية يزيد بن الهاد وعبد ربه بن سعيد، ولم يأت ذلك من مالك، لأنّ جماعة رووه عن يحيى بن سعيد كما رواه مالك، ولكن إنما جاء ذلك من يحيى بن سعيد، كان يرويه أحيانا فيقول فيه: عن البهزي، وأحيانا لا يقول فيه: عن البهزي، وأظنّ المشيخة الأولى كان ذلك جائزا عندهم، وليس هو رواية عن فلان، وإنما هو عن قصة فلان" التمهيد 23/ 343
وقال أبو حاتم: حديث ابن الهاد أشبه لأنّ في حديث ابن الهاد ذكر البهزي، والحديث عن عمير، وكان المجني على الحمار البهزي" العلل 1/ 299
وقال الدارقطني: والصواب قول من قال: عمير بن سلمة" العلل 4/ 209
وقال ابن عبد البر: الحديث لعمير بن سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما قال حماد بن زيد ومن تابعه، ومما يدلك على صحة ذلك رواية يزيد بن الهاد وعبد ربه بن سعيد" التمهيد 23/ 343
783 -
عن المطلب بن عبدالله بن حَنْطَب أنّ الصحابة تفرقوا عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد حتى بقي معه اثنا عشر رجلا من الأنصار.
قال الحافظ: وعند ابن عائذ من مرسل المطلب بن عبد الله بن حنطب: فذكره" (1)
784 -
عن عمرو بن أمية أَنَّ الصعب أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم عجز حمار وحش وهو بالجحفة فأكل منه وأكل القوم.
قال الحافظ: رواه ابن وهب والبيهقي من طريقه بإسناد حسن من طريق عمرو بن أمية: فذكره" (2)
حسن
أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 325) عن أبي سعيد يحيى بن سليمان الجعفي ثني ابن وهب أني يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 193)
(1) 8/ 363 (كتاب المغازي - باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا)
(2)
4/ 403 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب إذا أهدى للمحرم حمارا وحشيا حيا لم يقبل)
وقال: وهذا إسناد صحيح"
وتعقبه ابن التركماني فقال: قلت: هذا في سنده يحيى بن سليمان الجعفي عن ابن وهب أني يحيى بن أيوب هو الغافقي المصري، ويحيى بن سليمان ذكر الذهبي في "الميزان" و"الكاشف" عن النسائي أنه ليس بثقة، وقال ابن حبان: ربما أغرب. والغافقي قال النسائي: ليس بذاك القوي، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، وقال أحمد: كان سيئ الحفظ يخطئ خطأ كثيرا، وكذبه مالك في حديثين"
قلت: هكذا ذكر كلام المجرحين ولم يذكر كلام المعدلين، ويحعى بن سليمان وثقه الدارقطني، وقال مسلمة بن قاسم: لا بأس به، وقال الذهبي في "الكاشف" صويلح، وروى عنه البخاري في الصحيح واحتج بروايته عن ابن وهب.
ويحيى بن أيوب وثقه ابن معين وابن حبان ويعقوب بن سفيان والدارقطني وإبراهيم الحربي والعجلي.
وقال النسائي أيضا: ليس به بأس، وقال أحمد أيضا: لا بأس به، وقال ابن عدي: صدوق لا بأس به، وقال البخاري: صدوق، واحتج مسلم برواية ابن وهب عنه، وبروايته عن يحيى بن سعيد، وقال الذهبي في "الكاشف": صالح الحديث، وقال في "الديوان": ثقة، وقال في "من تكلم فيه": صدوق، وقال في "سير الأعلام": حسن الحديث.
والباقون ثقات فالإسناد حسن كما قال الحافظ.
785 -
عن سهل بن سعد قال: حدثني أبي بن كعب أَنَّ الفتيا التي كانوا يقولون: الماء من الماء رخصة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رَخَّص بها في أول الإسلام ثم أمر بالاغتسال بعد.
قال الحافظ: رواه أحمد وغيره من طريق الزهري عن سهل بن سعد قال: فذكره، صححه ابن خزيمة وابن حبان، وقال الإسماعيلي: هو صحيح على شرط البخاري. فكذا قال وكأنّه لم يطلع على علته فقد اختلفوا في كون الزهري سمعه من سهل، نعم أخرجه أبو داود وابن خزيمة أيضا من طريق أبي حازم عن سهل، ولهذا الإسناد أيضا علة أخرى ذكرها ابن أبي حاتم، وفي الجملة هو إسناد صالح لأنْ يحتج به" (1)
صحيح
(1) 1/ 413 (كتاب الغسل - باب غسل ما يصيب من رطوبة فرج المرأة)
أخرجه الدارمي (766) وأبو داود (215) عن أبي جعفر محمد بن مِهْران الجَمَّال الرازي ثنا مُبَشِّر الحلبي عن محمد أبي غسان عن أبي حازم عن سهل بن سعد حدثني أبي بن كعب أنّ الفتيا التي كانوا يفتون أنّ "الماء من الماء" كانت رخصة رخصها رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدء (1) الإسلام ثم أمر بالاغتسال بعد. لفظ أبي داود
ومن طريق أبي داود أخرجه الدارقطني (1/ 126) والبيهقي (1/ 166)
وأخرجه ابن حبان (1179) والطبراني في "الكبير"(538) والدارقطني (1/ 126) والبيهقي (1/ 166) وفي "الصغرى"(131) من طرق عن محمد بن مهران الجمال ثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي عن محمد بن مطرف أبي غسان عن أبي حازم عن سهل بن سعد ثني أبي بن كعب به.
وقال الدارقطني: صحيح"
وقال البيهقي: إسناده موصول صحيح"
قلت: وهو كما قالا.
وأبو حازم هو سلمة بن دينار، ولم ينفرد به بل تابعه الزهري ثني سهل بن سعد عن أبي بن كعب قال: كانت الفتيا "الماء من الماء" رخصة في أول الإسلام، ثم أحكم الأمر ونهي عنه.
أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(18)
عن معلي بن منصور الرازي
وبقي بن مخلد في "مسنده" كما في "التلخيص"(1/ 135) والطبري في "تهذيبه" كما في "النكت الظراف"(1/ 17)
عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني
كلاهما عن عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري به.
ورواه جماعة عن ابن المبارك فلم يذكروا سماع الزهري من سهل بن سعد.
أخرجه أحمد (5/ 115 - 116)
عن علي بن إسحاق المروزي
و (5/ 116)
(1) ولفظ الدارمي "أول"
عن خلف بن الوليد العتكي
والترمذي (110) وابن خزيمة (1/ 113) والحازمي في "الاعتبار"(ص 34)
عن أحمد بن مَنيع
والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 57) والهيثم بن كليب (1421)
عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني
وابن حبان (1173)
عن حِبَّان بن موسى المروزي
وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(94) والبيهقي (1/ 165) وفي "الخلافيات"(769)
عن الحسن بن عرفة وهو في "جزئه"(14)
كلهم عن ابن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سهل بن سعد ثني أبي بن كعب.
ولم ينفرد ابن المبارك به بل تابعه عثمان بن عمر بن فارس العبدي ثنا يونس بن يزيد عن الزهري قال: قال سهل بن سعد حدثني أبي بن كعب (1).
أخرجه أحمد (5/ 115) وابن ماجه (609) وابن خزيمة (225) وابن الجارود (91) والبيهقي (1/ 165)
ولم ينفرد يونس بن يزيد به بل تابعه غير واحد عن الزهري عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب، منهم:
1 -
شعيب بن أبي حمزة.
أخرجه أحمد (5/ 116) وابن خزيمة (1/ 113) وابن المنذر في "الأوسط"(2/ 79) والطبراني في "مسند الشاميين"(2992)
2 -
عُقيل بن خالد الأيلي.
(1) وقال الشافعي في "اختلاف الحديث"(7/ 90): أخبرنا الثقة عن يونس عن الزهري عن سهل بن سعد - قال بعضهم: عن أبي بن كعب ووقفه بعضهم على سهل بن سعد قال: فذكره.
ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة"(1/ 461 - 462) والحازمي في "الاعتبار"(ص33 - 34)
أخرجه الدارمي (765) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 57) وابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 107)
3 -
ابن جُريج.
أخرجه أحمد (5/ 116)
4 -
مَعْمَر بن راشد (1).
أخرجه الترمذي (111) وابن خزيمة (1/ 113)
عن أحمد بن منيع
وأحمد (5/ 116)
عن خلف بن الوليد العتكي
كلاهما عن ابن المبارك أنا معمر به.
واختلف فيه على معمر، فرواه غير واحد عنه فلم يذكروا أبي بن كعب، منهم:
أ- عبد الرزاق (951)
ب- عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري.
أخرجه ابن أبي شيبة (933)
ت- عبد الواحد بن زياد البصري.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(5696)
ث- محمد بن جعفر غُنْدَر.
أخرجه ابن خزيمة (226)
ووقع في روايته: أخبرني سهل بن سعد.
وقال: في القلب من هذه اللفظة التي ذكرها محمد بن جعفر - أعني قوله: أخبرني سهل بن سعد - وأهاب أنْ يكون هذا وهما من محمد بن جعفر أو ممن دونه.
(1) وخالفهم صالح بن أبي الأخضر فرواه عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي بن كعب.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2168) وقال: لم يروه عن الزهري عن عطاء إلا صالح، ورواه أصحاب الزهري عن الزهري عن سهل بن سعد، وهو الصواب"
لأنّ ابن وهب روى عن عمرو بن الحارث عن الزهري قال: أخبرني من أرضى عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب.
هذه اللفظة حدثنيها أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثنا عمي قال حدثني عمرو"
قلت: وحديث عمرو بن الحارث هذا أخرجه أيضا أبو داود (214) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 57) وابن شاهين في "الناسخ"(5) والبيهقي (1/ 165) وابن عبد البر (23/ 107 - 108) من طريقين عن عبد الله بن وهب ثني عمرو بن الحارث به.
وأخرجه أحمد (5/ 116) من طريق رشدين بن سعد ثني عمرو بن الحارث به.
فدلت هذه الرواية على أنّ الزهري لم يسمع هذا الحديث من سهل بن سعد، وبهذا جزم البيهقي فقال: وهذا الحديث لم يسمعه الزهري من سهل، إنما سمعه عن بعض أصحابه عن سهل.
وقال في "المعرفة"(1/ 462): ويشبه أنْ يكون الزهري أخذه عن أبي حازم عن سهل"
وكذا قال ابن خزيمة والحازمي في "الاعتبار" وابن حبان.
وقال ابن حبان أيضا: ويشبه أنْ يكون الزهري سمع الخبر من سهل بن سعد، وسمعه عن بعض من يرضاه عنه، فرواه مرة عن سهل بن سعد، وأخرى عن الذي رضيه عنه"
وقال الحافظ في "النكت الظراف"(1/ 17): لعل الزهري سمعه أولاً عن سهل بواسطة، ثم لقيه فحدثه. وسماعه منه ثابت في الصحيح في غير هذا الحديث"
786 -
عن أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنَّ القَسَامَة كانت في الجاهلية، وأقرّها النبي صلى الله عليه وسلم على ما كانت عليه من الجاهلية وقضى بها بين ناس من الأنصار في قتيل ادعوه على يهود خيبر.
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1670) والنسائي (8/ 5) من طريق الزهري عن سليمان بن يسار وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم" (1)
787 -
عن أبي بن كعب أَنَّ المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك، فنزلت (2).
قال الحافظ: وجاء في سبب نزولها من طريق أبي العالية عن أبي بن كعب: فذكره.
(1) 15/ 258 - 259 (كتاب الديات - باب القسامة)
(2)
يعني سورة الإخلاص.
أخرجه الترمذي والطبري وفي آخره قال {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)} [الإخلاص: 3] لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت ولا شيء يموت إلا يورث، وربنا لا يموت ولا يورث {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} [الإخلاص: 4] شبه ولا عدل. وأخرجه الترمذي من وجه آخر عن أبي العالية مرسلا، وقال: هذا أصح، وصحح الموصول ابن خزيمة والحاكم، وله شاهد من حديث جابر عند أبي يعلى والطبري والطبراني في "الأوسط"(1).
روي من حديث أبي بن كعب ومن حديث جابر ومن حديث ابن مسعود ومن حديث قتادة مرسلا
فأما حديث أبي بن كعب فيرويه أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس وأختلف عنه:
- فقال أبو سعد محمد بن مُيَسَّر الصاغاني: ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب أنّ المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد انسب لنا ربك، فأنزل الله تبارك وتعالى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} .
أخرجه أحمد (5/ 133 - 134) عن محمد بن ميسر به.
وأخرجه الترمذي (3364) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية"(28) وابن أبي عاصم في "السنة"(663) والدولابي في "الكنى"(1/ 187) والطبري في "التفسير"(30/ 342) وابن خزيمة في "التوحيد"(45) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(8) والعقيلي (4/ 141) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(تفسير ابن كثير 4/ 565) والهيثم بن كليب (1496) وابن عدي (4/ 1577 - 1578 و 6/ 2231) وأبو الشيخ في "العظمة"(88) والحاكم (2/ 540) وابن بشران (165 و 1481) والبيهقي في "الأسماء"(ص 354) والخطيب في "التاريخ"(3/ 281) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 262 - 263) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة"(65) من طرق عن محمد بن ميسر به.
زاد الترمذي وغيره: فالصمد الذي لم يلد ولم يولد؛ لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، ولا شيء يموت إلا سيورث، وإنّ الله عز وجل لا يموت ولا يورث {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} [الإخلاص: 4] قال: لم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء"
قال ابن عدي: وهذا لم يروه عن أبي جعفر بهذا الإسناد غير أبي سعد هذا"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
(1) 10/ 370 (كتاب التفسير: سورة قل هو الله أحد)
قلت: بل ضعيف لضعف محمد بن ميسر.
وتابعه محمد بن سابق ثنا أبو جعفر به.
أخرجه البيهقي في "الأسماء"(ص 49 - 50) وفي "الشعب"(100) وفي "الإعتقاد"(ص44 - 45)
- ورواه غير واحد عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية مرسلا.
منهم:
1 -
عبيد الله بن موسى الكوفي.
أخرجه الترمذي (3365)
2 -
أبو النضر هاشم بن القاسم:
أخرجه العقيلي (4/ 141)
3 -
مِهْران بن أبي عمر الرازي.
أخرجه الطبري (30/ 343)
قال الترمذي: وهذا أصح من حديث أبي سعد"
وقال العقيلي: هذا أولى"
قلت: وهو كما قالا.
- ورواه عبد الله بن أبي جعفر الرازي عن أبيه عن الربيع بن أنس مرسلا، ولم يذكر أبا العالية ولا أبي بن كعب.
أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 245)
وعبد الله بن أبي جعفر ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه.
وأبوه مختلف فيه، وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره.
وأما حديث جابر فأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"(1185) وأبو يعلى (2044) عن سُريج بن يونس البغدادي ثنا إسماعيل بن مُجالد عن مُجالد عن الشعبي عن جابر أنّ أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: انسب الله، فأنزل الله {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] إلى آخرها.
وأخرجه الطبري (30/ 343) والطبراني في "الأوسط"(5683) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 335 و 10/ 113) والبيهقي في "الشعب"(2319) وفي "الأسماء"(ص 354) والواحدي في "الوسيط"(4/ 570 - 571) وفي "أسباب النزول"(ص 263) والذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 40) من طرق عن سريج بن يونس به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن مجالد إلا ابنه إسماعيل، تفرد به سريج بن يونس، ولا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد"
وقال أبو نعيم: غريب من حديث الشعبي، تفرد به إسماعيل عن مجالد وعنه سريج"
وقال السيوطي: سنده حسن" الدر المنثور 8/ 669
قلت: بل ضعيف لضعف مجالد بن سعيد الهمداني، وابنه مختلف فيه.
وأما حديث ابن مسعود فيرويه قيس بن الربيع عن عاصم بن أبي النَّجُود عن أبي وائل واختلف عنه:
- فقال عبيد بن إسحاق العطار: عن قيس عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك، فنزلت هذه السورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1].
قاله ابن كثير في "التفسير"(4/ 566)
وعبيد بن إسحاق ضعفه ابن معين وجماعة، وقواه بعضهم.
- ورواه أبو داود الطيالسي عن قيس عن عاصم عن أبي وائل مرسلا.
أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(89)
وتابعه محمد بن يوسف الفِرْيَابي عن قيس به.
قاله الطبراني (تفسير ابن كثير 4/ 566)
وهذا أصح، وقيس مختلف فيه وأكثر على تضعيفه.
وأما حديث قتادة فأخرجه الطبري (30/ 343) عن محمد بن حُميد الرازي ثنا مِهران عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة قال: جاء ناس من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: انسب لنا ربك، فنزلت {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] حتى ختم السورة.
وإسناده ضعيف لضعف ابن حميد.
788 -
عن ابن عباس أَنَّ المقوقس أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم قَدَحا من زجاج"
قال الحافظ: وفي مسند أحمد عن ابن عباس: فذكره، لكن في إسناده مقال" (1)
ضعيف
أخرجه ابن ماجه (3435) والطحاوي في "المشكل"(4343) وابن حبان في "المجروحين"(3/ 26) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 321) وابن زنبور في "حديثه"(10)
عن زيد بن الحُباب (2)
والبزار (3)(كشف 2904)
عن الحسين بن الحسن الأشقر
قالا: ثنا مِنْدَل بن علي عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: أهدى المقوقس (4) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قدح قوارير، فكان يشرب فيه. اللفظ للبزار
ولفظ الطحاوي "أهدى المقوقس صاحب مصر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قدحا من زجاج، وكان يشرب فيه.
قال البزار: لا نعلم أحدا رواه متصلا إلا مندل عن ابن إسحاق"
وقال الهيثمي: رواه البزار وفيه مندل بن علي وقد وثق وفيه ضعف" المجمع 4/ 153
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف مندل وتدليس ابن إسحاق" مصباح الزجاجة 4/ 48
قلت: وهو كما قال.
(1) 1/ 316 (كتاب الوضوء - باب الوضوء من التور)
(2)
ومن هذا الطريق أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(998) لكنه لم يذكر الزهري في إسناده.
(3)
رواه البزار عن أحمد بن عبدة الضبي البصري عن الحسين الاشقر به، ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2692) عن أحمد بن عبدة فقال فيه: عن عبيد الله بن عبد الله عن المقوقس أنه أهدى.
وتابعه قاسم بن زكريا ثنا أحمد بن عبدة به.
أخرجه ابن قانع (3/ 95)
وتابعه عبد الله بن قحطبة ثنا أحمد بن عبدة به.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6351)
(4)
وفي لفظ "أنّ صاحب الإسكندرية بعث"
واختلف فيه على مندل، فرواه أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري عن مندل فلم يذكر ابن عباس.
أخرجه ابن سعد (1/ 485)
789 -
حديث أبي ذر: حدثني الصادق المصدوق أَنَّ الناس يحشرون يوم القيامة على ثلاثة أفواج: فوج طاعمين كاسين راكبين، وفوج يمشون، وفوج تسحبهم الملائكة على وجوههم"
قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي والبيهقي.
وقال: وقع في آخر حديث أبي ذر أنهم سألوا عن السبب في مشي المذكورين، فقال "يلقى الله الآفة على الظهر حتى لا يبقى ذات ظهر حتى أنّ الرجل ليعطى الحديقة المعجبة بالشارف ذات القتب"(1).
أخرجه أحمد (5/ 164 - 165) وابن أبي الدنيا في "الأهوال"(115) والبزار (3891) والنسائي (4/ 94) وفي "الكبرى"(2213) والطبراني في "الصغير"(1084) والحاكم (2/ 367 و 4/ 564) والبيهقي في "البعث" كما في "النهاية" لابن كثير (ص 144 - 145) من طرق عن الوليد بن عبد الله بن جُميع القرشي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن أبي سَريحة حذيفة بن أَسيد الغفاري قال: قام (2) أبو ذر فقال: يا بني غفار قولوا ولا تختلفوا (3) فإن الصادق المصدوق حدثني أنّ الناس يحشرون (4) على ثلاثة أفواج: فوج: راكبين طاعمين كاسين، وفوج يمشون ويسعون، وفوج (5) تسحبهم الملائكة على وجوههم وتحشرهم إلى النار" فقال (6) قائل منهم: هذان قد عرفناهما فما بال الذين يمشون ويسعون؟ قال: يلقي الله الآفة على الظهر حتى لا يبقى (7) ظهر، حتى إنَّ الرجل ليكون له الحديقة المعجبة فيعطيها بالشارف (8) ذات القتب فلا يقدر عليها.
(1) 14/ 167 و 169 (كتاب الرقاق - باب الحشر)
(2)
ولفظ الحاكم في الموضع الأول: سمعت أبا ذر وتلا هذه الآية {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا} [الإسرَاء: 97] فقال: حدثني الصادق المصدوق.
(3)
ولفظ ابن أبي الدنيا والبزار: ولا تحلفوا.
(4)
زاد ابن أبي الدنيا وغيره: يوم القيامة.
(5)
زاد البزار وغيره: تحشرهم النار.
(6)
ولفظ الحاكم في الموضع الثاني: فقلنا: يا أبا ذر.
(7)
ولفظ الحاكم في الموضع الأول: لا تبقى ذات ظهر.
(8)
ولفظ الحاكم في الموضع الأول: بالشاردة.
اللفظ لأحمد.
قال البزار: هذا الكلام لا نعلمه يُروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا نعلم روى حذيفة بن أسيد عن أبي ذر إلا هذا الحديث"
وقال الحاكم في الموضع الأول: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: على شرط مسلم ولكنه منكر وقد قال ابن حبان في الوليد: فحش تفرده حتى بطل الاحتجاج به"
وقال الحاكم في الموضع الثاني: صحيح الإسناد إلى الوليد بن جميع"
وقال الذهبي: قلت: الوليد قد روى له مسلم متابعة، واحتج به النسائي.
قلت: إسناده حسن، الوليد صدوق، وثقه ابن معين وابن سعد والعجلي، وقال أحمد وأبو داود: ليس به بأس، وقال أبو زرعة: لا بأس به، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، واختلف فيه قول ابن حبان.
ومن فوقه ثلاثة من الصحابة على نسق.
واختلف فيه على أبي الطفيل:
قال أبو حاتم: روى هذا الحديث ابن عُيينة عن العلاء بن أبي العباس الشاعر عن أبي الطفيل عن حلام بن جزل عن أبي ذر مرفوعا، وهو الصحيح، ولزم الوليد بن جميع الطريق، وتابع سعد بن الصلت ابن عيينة عن معروف عن أبي الطفيل عن حلام بن جزل عن أبي ذر مرفوعا، وهو الصحيح" العلل 2/ 225
وله شاهد من حديث معاوية بن حيدة مرفوعا "إنكم محشورون رجالا وركبانا وتجرون على وجوهكم"
وسيأتي الكلام عليه.
790 -
حديث أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشقّ عن قلبه فاستخرج منه عَلَقَة فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم جمعه فأعاده مكانه"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1/ 147) " (1)
(1) 7/ 394 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب علامات النبوة في الاسلام)
791 -
أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بخميصتين سوداوين فلبس إحداهما وبعث الأخرى إلي أبي جَهْم"
قال الحافظ: ووقع عند الزبير بن بكار ما يخالف ذلك فأخرج من وجه مرسل: فذكره" (1)
792 -
حديث جابر بن سَمُرَة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أُتي برجل قتل نفسه بِمَشَاقِص فلم يُصَلِّ عليه"
قال الحافظ: رواه أصحاب السنن من حديث جابر بن سمرة، وفي رواية للنسائي "أما أنا فلا أصلي عليه"(2)
الحديث أخرجه أحمد (5/ 87 و92 و94 و97) ومسلم (978) وأبو داود (3185) وابن ماجه (1526) والترمذي (1068) والنسائي (4/ 53) من حديث جابر بن سمرة.
والرواية التي ذكرها الحافظ هي أيضا لأبي داود وأحمد.
793 -
حديث عامر بن ربيعة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أجاز نكاح امرأة على نعلين"
قال الحافظ: وقد وردت أحاديث في أقل الصداق لا يثبت منها شيء، فذكر حديثين ثم قال: وعند الترمذي من حديث عامر بن ربيعة: فذكره" (3)
ضعيف
أخرجه الطيالسي (منحة 1/ 306) وأحمد (3/ 445) والترمذي (1113) والبزار (3814) وأبو يعلى (7194) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(895) وابن عدي (5/ 1868) والبيهقي (7/ 138 و 239) وفي "معرفة السنن"(14253)
عن شعبة
وابن أبي شيبة (4/ 186 - 187 و 14/ 182 - 183) وأحمد (3/ 445 و 446) وابن ماجه (1888) وأبو يعلى (7197) وابن عدي (5/ 1868) والبيهقي (7/ 238 - 239) وفي "معرفة السنن"(14254)
عن سفيان الثوري
(1) 2/ 29 (كتاب الصلاة - باب إذا صلى في ثوب له أعلام)
(2)
3/ 470 (كتاب الجنائز - باب ما جاء في قاتل النفس)
(3)
11/ 117 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن)
والبزار (3815) وأبو القاسم البغوي (2356)
عن شَريك بن عبد الله الكوفي
ثلاثتهم عن عاصم بن عبيد الله قال: سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه أَنَّ امرأة من بني فَزَارة تزوجت على نعلين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أرضيت من نفسك ومالك بنعلين؟ " قالت: نعم. قال: فأجازه".
قال الترمذي: حديث حسن صحيح"
قلت: بل ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب.
قال البيهقي: عاصم بن عبيد الله تكلموا فيه ومع ضعفه روى عنه الأئمة"
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عاصم بن عبيد الله فقال: منكر الحديث يقال إنّه ليس له حديث يعتمد عليه. قلت: ما أنكروا عليه؟ قال: فذكر هذا الحديث، قال: وهو منكر" العلل 1/ 424
794 -
حديث معاذ بن جبل أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أَخَّرَ الصلاة في غزوة تبوك، خرج فصلى الظهر والعصر جميعاً، ثم دخل، ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جمعاً"
ذكر الحافظ أنّه في الموطأ من حديث معاذ بن جبل (1).
صحيح
أخرجه مالك في "الموطأ"(1/ 143) عن أبي الزبير المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة أن معاذ بن جبل أخبره أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء، قال: فَأَخَّرَ الصلاة يوما ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا
…
الحديث.
ومن طريق مالك أخرجه مسلم في "صحيحه"(706) وفيه تصريح أبي الزبير بالإخبار من أبي الطفيل.
795 -
حديث أم سلمة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم إذا اطلى وَلَّى عانته بيده"
قال الحافظ: وفيه حديث عن أم سلمة أخرجه ابن ماجه والبيهقي، ورجاله ثقات ولكنه أُعِلَّ بالإرسال، وأنكر أحمد صحته ولفظه: فذكره" (2)
ضعيف
(1) 3/ 237 (كتاب الصلاة - أبواب التقصير - باب إذا ارتحل بعد ما زاغت الشمس)
(2)
12/ 464 (كتاب اللباس - باب قص الشارب)
أخرجه الطيالسي (ص 224) ثنا كامل بن العلاء عن حبيب بن أبي ثابت عن أم سلمة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنور ويلي عانته بيده.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 152)
وأخرجه ابن ماجه (3752)
عن إسحاق بن منصور السلولي
وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 67)
عن عاصم بن علي الواسطي
وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة"(4/ 122)
عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري
ثلاثتهم عن كامل بن العلاء عن حبيب بن أبي ثابت عن أم سلمة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم اطلى وَوَلَّى عانته بيده.
قال البيهقي: أسنده كامل أبو العلاء وأرسله من هو أوثق منه"
وقال أبو نعيم: غريب من حديث حبيب، تفرد به كامل"
وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات وهو منقطع. حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من أم سلمة، قاله أبو زرعة" مصباح الزجاجة 4/ 122
قلت: كامل بن العلاء مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره.
وتابعه كهيل عن حبيب بن أبي ثابت عن أم سلمة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان ينوره الرجل، فإذا بلغ مراقه تولى هو ذلك.
أخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(838) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن كهيل به.
وكهيل لم أعرفه.
وتابعه أبو هاشم الرماني عن حبيب بن أبي ثابت عن أم سلمة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اطلى بدأ بعورته فطلاها بالنورة. وسائر جسده، أهلُهُ.
أخرجه ابن ماجه (3751) من طريق حماد بن سلمة عن أبي هاشم به.
قال ابن كثير: هذا إسناد جيد" الحاوي للفتاوي 2/ 63
وقال البوصيري: هذا الحديث رجاله ثقات وهو منقطع. حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من أم سلمة، قاله أبو زرعة" المصباح 4/ 121
قلت: اختلف فيه على أبي هاشم، فرواه حماد بن زيد عنه عن حبيب بن أبي ثابت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تنور.
مرسل.
أخرجه ابن سعد (1/ 442)
وهذا أصح.
قال وكيع (1): حماد بن زيد أحفظ من حماد بن سلمة.
وقال أحمد: حماد بن زيد أحبّ إليّ من حماد بن سلمة.
وقال ابن معين: حماد بن زيد أثبت من حماد بن سلمة" تاريخ الدورى 2/ 130
وقال الذهبي: حماد بن سلمة ليس هو في الإتقان كحماد بن زيد.
وقال أيضا: وأما الإتقان فمسلم إلى ابن زيد، هو نظير مالك في التثبت" سير الأعلام 7/ 446 - 447
ولم ينفرد أبو هاشم به بل تابعه منصور بن المعتمر عن حبيب بن أبي ثابت مرسلا.
أخرجه عبد الرزاق (1127) عن سفيان الثوري عن منصور به.
وأخرجه ابن سعد (1/ 442)
عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الأسدي الزبيري
وعن قَبيصة بن عقبة الكوفي
والبيهقي (1/ 152)
عن عبد الرحمن بن مهدي
ثلاثتهم عن الثوري به.
وخالفهم ابن وهب فرواه عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت مرسلا، لم يذكر منصور بن المعتمر.
(1) وابن معين كذلك. سؤالات ابن الجنيد ص 316
أخرجه البيهقي (1/ 152)
والأول أصح.
796 -
عن حذيفة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم استعان عثمان في جيش العُسْرَة فجاء بعشرة
آلاف دينار.
قال الحافظ: وعند ابن عدي بسند ضعيف جدا عن حذيفة: فذكر" (1)
سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما على عثمان مِنْ عمل بعد اليوم"
797 -
عن عبد الله بن الزبير أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم استكتب عبد الله بن الأرقم فكان يكتب له إلى الملوك، فبلغ من أمانته عنده أنه كان يأمره أنْ يكتب ويختم ولا يقرؤه، ثم استكتب زيد بن ثابت فكان يكتب الوحي ويكتب إلى الملوك، وكان إذا غابا كعب جعفر بن أبى طالب، وكتب له أيضا أحيانا جماعة من الصحابة.
قال الحافظ: وعند البيهقي بسند حسن عن عبد الله بن الزبير: فذكره" (2)
ضعيف
أخرجه ابن إسحاق كما في "الاستيعاب"(6/ 99) عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الله بن الزبير به.
ومن طريقه أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" كما في "الإصابة"(6/ 4) والبيهقي (10/ 126)
وإسناده ضعيف، ابن إسحاق مدلس وقد عنعن، ومحمد بن جعفر بن الزبير لم يسمع من عبد الله بن الزبير.
798 -
عن رَزينَة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وخطبها وتزوجها وأمهرها رزينة، وكان أتى بها مسبية من قريظة والنضير"
قال الحافظ: أخرجه البيهقي من حديث أميمة ويقال أمة الله بنت رزينة عن أمها: فذكرته، وهذا لا يقوم به حجة لضعف اسناده" (3)
ضعيف
(1) 6/ 337 (كتاب الوصايا - باب إذا وقف أرضا أو بئرا)
(2)
16/ 308 (كتاب الأحكام - باب يستحب للكاتب أن يكون أمينا)
(3)
11/ 31 (كتاب النكاح - باب من جعل عتق الأمة صداقها)
أخرجه ابن سعد (8/ 311) وأبو يعلى (7161) والطبراني في "الكبير"(24/ 277 - 278) والبيهقي (7/ 127 - 129) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 23) من طرق عن عُلَيلة بنت الكميت العتكية قالت: حدثتني أمي أمينة قالت: حدثتني أمة الله بنت رزينة عن أمها رزينة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: لما كان يوم قريظة والنضير جاء بصفية يقودها سبية حتى فتح الله عليه وذراعها في يده، فلما رأت السبي قالت: أشهد أنْ لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فأرسل ذراعها من يده، فأعتقها فخطبها فتزوجها وأمهرها رزينة.
قال البيهقي: حديث ضعيف"
وقال الحافظان العسقلاني والبوصيري: حديث منكر عن نسوة مجهولات، والذي في الصحيح عن أنس أنه جعل صلى الله عليه وسلم عتقها صداقها" المطالب 4/ 322 - مختصر الإتحاف 9/ 233
وقال الهيثمي: رواه الطبراني وأبو يعلى من طريق عليلة بنت الكميت عن أمها أمينة عن أمة الله بنت رزينة، وهؤلاء الثلاث لم أعرفهن، وبقية إسناده ثقات، وهو مخالف لما في الصحيح" المجمع 9/ 251
799 -
حديث ابن عباس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أعطى سعد بن أبي وقاص جَذَعاً من المعز، فأمره أنْ يضحى به.
قال الحافظ: وفي الطبراني الأوسط من حديث ابن عباس: فذكره، وأخرجه الحاكم من حديث عائشة، وفي سنده ضعف" (1)
حديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "الكبير"(11504) و"الأوسط"(8969) عن مِقْدَام بن داود بن عيسى الرُّعيني ثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار ثنا ابن لَهيعة عن أبي الأسود عن عكرمة عن ابن عباس به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي الأسود إلا ابن لهيعة"
قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره، ومقدام بن داود قال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: ضعيف، والباقون ثقات، وأبو الأسود اسمه محمد بن عبد الرحمن بن نوفل.
ورواه داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس بلفظ: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بغنم
(1) 12/ 110 (كتاب الأضاحي - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بردة: ضح بالجذع من المعز)
إلى سعد بن أبي وقاص يقسمها بين أصحابه وكانوا يتمتعون، فبقي تيس فضحى به سعد بن أبي وقاص في تمتعه.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11561) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا إسحاق بن محمد الفَرْوي ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي عن داود بن الحصين به.
وداود بن الحصين مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وقال أبو زرعة: لين، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وتكلم ابن المديني وأبو داود في حديثه عن عكرمة.
وإبراهيم بن إسماعيل مختلف فيه كذلك، وثقه أحمد وغيره، وضعفه النسائي وغير واحد.
وإسحاق بن محمد مختلف فيه أيضا، قواه ابن حبان، وضعفه الدارقطني وغير واحد.
وعلي وعكرمة ثقتان.
واختلف في هذا الحديث على إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، فقال محمد بن جهضم الخراساني: ثنا إبراهيم بن إسماعيل عن داود بن الحصين عن القاسم بن محمد عن عائشة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى سعد بن أبي وقاص بقطيع من غنم فقسمها بين أصحابه، فبقي منها تيس فضحى به في عمرته.
أخرجه الحاكم (4/ 227) عن أبي عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني ثنا علي بن الحسن الهلالي ثنا محمد بن جهضم به.
وقال: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: إبراهيم مختلف في عدالته"
800 -
حديث أبي عمرة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أعطى للفرس سهمين، ولكل إنسان سهما، فكان للفارس ثلاثة أسهم"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث أبي عمرة" (1)
تقدم الكلام عليه فانظر حديث "أسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لفرسي أربعة أسهم"
801 -
عن عائشة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أكل البطيخ بالرطب"
(1) 6/ 408 (كتاب الجهاد - باب سهام الفرس)
قال الحافظ: وفي النسائي أيضا بسند صحيح عن عائشة: فذكره، وفي رواية له "جمع بين البطيخ والرطب جميعا"(1)
سيأتي الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديثأ "كان يأكل البطيخ بالرطب"
802 -
حديث جابر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر الشمس فتأخرت ساعة من نهار"
قال الحافظ: وقع في "الأوسط" للطبراني من حديث جابر: فذكره، وإسناده حسن" (2)
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4051) عن علي بن سعيد الرازي ثنا أحمد بن عبدالرحمن بن المفضل الحرّاني ثنا الوليد بن عبد الواحد التميمي ثنا معقل بن عبيد الله عن أبي الزبير عن جابر به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن معقل إلا الوليد، تفرد به أحمد بن عبد الرحمن. ولم يروه عن أبي الزبير إلا معقل"
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وإسناده حسن" المجمع 8/ 297
قلت: لم ينفرد أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل به بل تابعه محفوظ بن بحر ثنا الوليد بن عبد الواحد به.
أخرجه أبو الحسن شاذان الفضلي في "طرق حديث رد الشمس لعلي"(اللآلئ 1/ 341) عن خيثمة بن سليمان ثنا عثمان بن خُرَّزاذ ثنا محفوظ بن بحر به.
وأحمد بن عبدالرحمن لم أقف له على ترجمة (3)، ومحفوظ بن بحر كذبه أبو عَروبة الحرّاني، وقال ابن عدي: له أحاديث يوصلها وغيره يرسلها، وأحاديث يرفعها وغيره يوقفها على الثقات.
والوليد بن عبد الواحد ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 224)، ومعقل بن عبيد الله صدوق لا بأس به، وأبو الزبير مدلس ولم يذكر سماعا من جابر.
(1) 11/ 506 (كتاب الأطعمة - باب جمع اللونين أو الطعامين بمرة)
(2)
7/ 29 (كتاب فرض الخمس - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: أحلت لكم الغنائم)
(3)
قال الهيثمي: لم أعرفه" المجمع 9/ 46
803 -
عن أبي سلمة أَن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالطرق فحبست، ثم خرج فَغُمَّ على أهل مكة الأمر، فقال أبو سفيان لحكيم بن حزام: هل لك أنْ تركب إلى مر لعلنا أنْ نلقى خيرا؟ فقال له بديل بن ورقاء وأنا معكم، قالا: وأنت إنْ شئت، فركبوا"
قال الحافظ: في رواية أبي سلمة عند ابن أبي شيبة: فذكره.
وقال: وفي مرسل أبي سلمة: حتى إذا دنوا من ثنية مَرّ الظهران أظلموا - أي دخلوا في الليل - فأشرفوا على الثنية فإذا النيران قد أخذت الوادي كله.
وقال: وفي مرسل أبي سلمة: وكان حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم نفرا من الأنصار، وكان عمر بن الخطاب عليهم تلك الليلة فجاءوا بهم إليه فقالوا: جئناك بنفر أخذناهم من أهل مكة، فقال عمر: والله لو جئتموني بأبي سفيان ما زدتم، قالوا: قد أتيناك بأبي سفيان.
وقال: وفي مرسل أبي سلمة: مرت جهينة فقال: أي عباس من هؤلاء؟ قال: هذه جهينة.
قال: ما لي ولجهينة والله ما كان بيني وبينهم حرب قط" (1)
مرسل
أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 473 - 480) عن يزيد بن هارون أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قالا: فذكرا حديث الفتح بطوله.
ورواته ثقات غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث.
804 -
حديث عبد الله بن حنظلة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أُمر بالوضوء لكل صلاة، فلما شقّ عليه أُمر بالسواك"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود وصححه ابن خريمة من حديث عبد الله بن حنظلة" (2)
انظر حديث "أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء لكل صلاة"
805 -
حديث أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أَمر بتعاهد البراجم عند الوضوء"
قال الحافظ: وقد أخرج ابن عدي من حديث أنس: فذكره" (3)
سيأتي الكلام عليه في حرف الواو فانظر حديث "وُقِّت لنا في قص الشارب وتقليم الأظافر"
(1) 9/ 65 و 66 و 66 - 67 و68 (كتاب المغازي - باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح؟)
(2)
1/ 328 (كتاب الوضوء - باب الوضوء من غير حدث)
(3)
12/ 457 (كتاب اللباس - باب قص الشارب)
806 -
عن عمرو بن دينار أنّه بلغه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر بطلس الصور التي كانت في البيت"
قال الحافظ: وفي "كتاب مكة" لعمر بن شبة عن ابن جُريج أخبرني عمرو بن دينار أنّه بلغه: فذكره" (1)
807 -
عن ابن عمر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الكلاب إلا كلب صيد أو كلب غنم"
قال الحافظ: ففي مسلم (1571) من طريق عمرو بن دينار عن ابن عمر: فذكره، فقيل لابن عمر: إنّ أبا هريرة يقول: أو كلب زرع، فقال ابن عمر: إنّ لأبي هريرة زرعا" (2)
808 -
حديث سعد القرظ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر بلالاً أن يجعل أصبعيه في أذنيه"
قال الحافظ: ولابن ماجه والحاكم من حديث سعد القرظ: فذكره، وفي إسناده ضعف" (3)
ضعيف
يرويه عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد واختلف عنه:
- فقال الحميدي: ثنا عبد الرحمن بن سعد ثني أبي عن جدي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالا أنّ يجعل أصبعيه في أذنيه، وقال "إنّه أرفع لصوتك"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(5448) والحاكم (3/ 607 - 608)
- ورواه هشام بن عمار عن عبد الرحمن بن سعد واختلف عنه:
• فقال إسحاق بن أبي حسان الأنماطي (4): عن هشام بن عمار عن عبد الرحمن بن بن عمار بن سعد ثني أبي عن جدي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالا أن يدخل اصبعيه في إذنيه، فذكر الحديث وفيه طول.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(5448)
• وقال الحسن بن سفيان النسوي: ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد ثني أبي عن جده.
(1) 9/ 78 (كتاب المغازي - باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح)
(2)
5/ 403 (كتاب المزارعة - باب اقتناء الكلب للحرث)
(3)
2/ 256 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب هل يتتبع المؤذن فاه)
(4)
وتابعه الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار به.
أخرجه ابن عدي (4/ 1622)
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3184)
• وقال ابن ماجه (710): ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد ثني أبي عن أبيه عن جده.
وأخرجه البيهقي (1/ 396) من طريق عبدان ثنا هشام بن عمار به.
• وقال يحيى بن محمد بن أبي صفير الحلبي: ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد ثني أبي عن جدي عن أبيه سعد.
أخرجه الطبراني في "الصغير"(2/ 142)
• وقال أبو يحيى محمد بن سعيد الخريمي الدمشقي: ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد ثني أبي عن آبائه.
أخرجه ابن عدي (4/ 1621 - 1622) والبيهقي (3/ 309)
- وقال يعقوب بن حميد بن كاسب: ثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد عن عبد الله بن محمد وعمر وعمار ابني حفص عن آبائهم عن أجدادهم عن بلال أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا أذنت فاجعل أصبعيك في أذنيك فإنه أرفع لصوتك"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(1072) والبيهقي (1/ 396)
قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن سعد بن عمار وهو ضعيف" المجمع 1/ 334
وقال البوصيري عن إسناد ابن ماجه: هذا إسناد ضعيف لضعف أولاد سعد القرظ: عمار وسعد وعبد الرحمن" مصباح الزجاجة 1/ 90
وقال الزيلعي: ذكره ابن عدي في ترجمة عبد الرحمن بن سعد هذا، ولم يذكره بجرح ولا تعديل فهو مجهول عنده، وضعفه ابن أبي حاتم، وقال ابن القطان: عبد الرحمن هذا وأبوه وجده كلهم لا يعرف لهم حال" نصب الراية 1/ 278
قلت: مدار هذا الحديث على عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد وهو ضعيف.
قاله ابن معين، وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم، وقال الذهبي في "الديوان": منكر الحديث، وقال في "الميزان": ليس بذاك.
وللحديث شاهد عن كثير بن مُرَّة الحَضْرَمي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالاً أنْ يضع أصبعيه في أذنيه استعانة بهما على الصوت.
أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 118) من طريق سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة به.
وإسناده ضعيف جدا، سعيد بن سنان هو أبو مهدي الحنفي قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري ومسلم وابن حبان: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث.
809 -
حديث جابر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها، فلم يدخل حتى محيت الصور، وكان عمر هو الذي أخرجها"
قال الحافظ: وقع في حديث جابر عند ابن سعد وأبي داود: فذكره" (1)
صحيح
أخرجه ابن سعد (2/ 142) عن إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني ثني إبراهيم بن عقيل بن معقل عن أبيه عن وهب عن جابر به.
وأخرجه أبو داود (4156) عن الحسن بن الصبّاح الواسطي عن إسماعيل بن عبد الكريم به.
ورواته ثقات إلا أنّ ابن معين قال: لم يسمع وهب من جابر شيئا.
طريق أخرى: قال ابن جُريج: أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد الله: فذكره.
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 73): أنا أبو بكر القاضي في آخرين ثنا أبو العباس الأصم ثنا العباس بن محمد ثنا حجاج الأعور قال: قال ابن جريج.
وإسناده صحيح رواته ثقات.
810 -
حديث بريدة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر فحفرت لماعز بن مالك حفرة فَرُجِمَ فيها.
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1695) من رواية بشير بن المهاجر عن ابن بريدة عن أبيه" (2)
811 -
عن عائشة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم ببناء المساجد في الدور، وأنْ تطيب وتنظف"
قال الحافظ: وقد صح عن عائشة: فذكره، رواه أحمد وأبو داود وغيرهما، وصححه ابن خزيمة وغيره، ولأبي داود نحوه من حديث سَمُرَة وزاد "وأنْ تطهرها"(3)
صحيح
(1) 9/ 77 (كتاب المغازي - باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح؟)
(2)
15/ 139 (كتاب الحدود - باب الرجم في البلاط)
(3)
1/ 355 (كتاب الوضوء - باب أبوال الإبل)
ورد من حديث عائشة ومن حديث سمرة بن جندب
فأما حديث عائشة فيرويه هشام بن عروة واختلف عنه:
• فقيل: عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.
أخرجه أبو داود (455) وابن ماجه (759) والبزار كما في "نصب الراية"(1/ 123) وأبو يعلى (4698) وابن حبان (1634) وابن حزم في "المحلى"(4/ 341) وابن عبد البر في "التمهيد"(14/ 160) والخطيب في "التاريخ"(6/ 152) والجورقاني في "الأباطيل"(2/ 6 - 7)
عن زائدة بن قدامة الكوفي
وابن ماجه (758) وابن خزيمة (1294) والطحاوي في "المشكل"(2807)
عن مالك بن سُعَير بن الخِمْس
وأحمد (6/ 279) والترمذي (594) والبزار كما في "نصب الراية"(1/ 123) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(556) وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 124) والعقيلي في "الضعفاء"(3/ 309) وابن عدي (5/ 1738) والبيهقي (2/ 439 - 440) والبغوي في "شرح السنة"(499) والمزي (14/ 48 - 49)
عن عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير
والبزار كما في "نصب الراية"(1/ 123)
عن يونس بن بكير الشيباني
والطحاوي (1) في "المشكل"(2805)
عن عبد الله بن المبارك
وابن عدي (2)(4/ 1562)
عن سفيان الثوري
(1) أخرجه من طريق خالد بن أبي يزيد القطربلي عن ابن المبارك به.
ثم أخرجه من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي ثنا ابن المبارك عن هشام عن أبيه عن الفرافصة عن
النبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
أخرجه عن إسحاق بن حمدان البلخي ثنا علي بن أبي عيسى ثنا عبد الله بن الوليد العدني ثنا سفيان الثوري به.
ولفظها "أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتنظيف المساجد التي في البيوت"
كلهم عن هشام بن عروة به.
وقال الجورقاني: هذا حديث صحيح"
• وقيل: عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، ليس فيه عائشة.
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 363) والترمذي (595) والعقيلي في "الضعفاء"(3/ 309)
عن وكيع
والترمذي (595)
عن عبدة بن سليمان الكلابي
و (596)
عن سفيان بن عُيينة
ثلاثتهم عن هشام به.
قال الترمذي: وهذا أصح من الحديث الأول"
وقال العقيلي: هذا أولى"
وأشار أبو حاتم إلى تقوية المرسل. علل الحديث 1/ 168 - 169
• وقيل: عن هشام بن عروة عن أبيه عن الفرافصة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه العقيلي (3/ 309) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 330 - 331) من طريق قُرَّان بن تمام عن هشام به.
والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة.
قال ابن القطان الفاسي: حديث عائشة لا شك في صحته، رفعه مسندا جماعة من أصحاب هشام بن عروة، ولا يضره إرسال ابن عيينة إياه عن هشام عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم" الوهم والإيهام 5/ 138
وأما حديث سمرة فله عنه طريقان:
الأول: يرويه جعفر بن سعد بن سمرة ثني خبيب بن سليمان عن أبيه عن سمرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالمساجد أنْ نصنعها في ديارنا ونصلح صنعتها ونطهرها.
وفي لفظ "ونحسن صنعتها ونطهرها".
أخرجه أبو داود (456) والطبراني في "الكبير"(7026 و 7027) والبيهقي (2/ 440)
وإسناده مسلسل بالمجهولين: جعفر بن سعد بن سمرة، وحبيب بن سليمان، وسليمان بن سمرة ذكرهم ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.
وقال ابن القطان الفاسي عن الأول: لا يعرف حاله، وقال ابن حزم: مجهول، وقال عبد الحق الاشبيلي: ليس ممن يعتمد عليه، وقال ابن عبد البر: ليس بالقوي.
وقال ابن حزم عن الثاني: مجهول، وقال عبد الحق: ليس بقوي، وقال الذهبي: لا يعرف.
وقال ابن القطان عن الثالث: لا يعرف له حال.
وقال أيضا: فأما حديث سمرة فبإسناد مجهول البتة، فيه جعفر بن سعد بن سمرة، وخبيب بن سليمان بن سمرة، وأبو سليمان بن سمرة، وما من هؤلاء من يعرف له حال، وقد جهد المحدثون فيهم جهدهم" الوهم والإيهام 5/ 138
الثاني: يرويه بَقية ثنا إسحاق بن ثعلبة عن مكحول عن سمرة قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتخذ المساجد في ديارنا، وأمرنا أنْ ننظفها.
أخرجه ابن عدي (1/ 329)
وقال: روى إسحاق بن ثعبة عن مكحول عن سمرة أحاديث غير محفوظة منها هذا الحديث"
812 -
حديث عائشة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم: عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي وصححه من رواية يوسف بن مَاهَك أنهم دخلوا على حفصة بنت عبد الرحمن أي ابن أبي بكر الصديق فسألوها عن العقيقة فأخبرتهم: فذكرته" (1)
له عن عائشة طرق:
الأول: يرويه يوسف بن ماهك عن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر عن عائشة واختلف عنه في رفعه ووقفه:
- فقال عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم: عن يوسف بن ماهك أنهم دخلوا على حفصة
(1) 12/ 9 (كتاب العقيقة - باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة)
بنت عبدالرحمن فسألوها عن العقيقة فأخبرتهم أنّ عائشة أخبرتها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة.
رواه عن ابن خثيم غير واحد، منهم:
1 -
بشر بن المُفَضَّل البصري.
أخرجه أحمد (6/ 31) والترمذي (1513) وابن حبان (5310) والبيهقي (9/ 301)
2 -
حماد بن سلمة.
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 239) وإسحاق (1032) وأحمد (6/ 158) وابن ماجه (3163) وابن أبي الدنيا في "العيال"(79) والطحاوي في "المشكل"(1044)
3 -
عبد الرحيم بن سليمان الكناني.
أخرجه إسحاق (1290)
4 -
مسلم بن خالد الزَّنْجي.
أخرجه أبو يعلى (4648)
قال الترمذي: حديث حسن صحيح"
قلت: إسناده حسن للخلاف في ابن خثيم.
- وقال ابن جُريج: أنا يوسف بن ماهك قال: دخلت أنا وابن مليكة على حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر وولدت للمنذر بن الزبير غلاما، فقلت: هلا عققتِ جزورا على ابنك، فقالت: معاذ الله، كانت عمتي عائشة تقول: على الغلام شاتان، وعلى الجارية شاة.
أخرجه عبدالرزاق (7956)
وإسناده صحيح، وهو أصح من حديث ابن خثيم.
الثاني: يرويه عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمىِ عن عطاء بن أبي رباح واختلف عنه:
- فقال عبدة بن سليمان الكلابي: عن عبد الملك عن عطاء عن عائشة قالت: السنة عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة.
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 239)
وتابعه عبد الله بن إدريس أنا عبد الملك عن عطاء قال: قالت امرأة عند عائشة: لو
ولدت امرأة فلان نحرنا عنه جزورا، قالت عائشة: لا، ولكن السنة عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة.
أخرجه إسحاق (1033 و1293)
- وقال يعلي بن عبيد الطنافسي: ثنا عبد الملك عن عطاء عن أبي كُرْز عن أم كرز قالت: قالت امرأة من أهل عبد الرحمن بن أبي بكر: إنْ ولدت امرأة عبد الرحمن غلاما نحرنا عنه جزورا، فقالت عائشة: لا، بل السنة عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة، يطبخ جدولا ولا يكسر لها عظم، فيأكل ويطعم ويتصدق، يفعل ذلك في اليوم السابع، فإن لم يفعل ففي أربع عشرة، فإنْ لم يفعل ففي إحدى وعشرين.
أخرجه إسحاق (1292)
- وقال يزيد بن هارون: أنبأ عبد الملك عن عطاء عن أم كرز وأبي كرز قالا: فذكرا نحو حديث يعلى.
أخرجه الحاكم (4/ 238 - 239)
وقال: صحيح الإسناد"
الثالث: يرويه عبد الجبار بن الورد المكي قال: سمعت ابن أبي مُلَيكة يقول: نُفِسَ لعبد الرحمن بن أبي بكر غلام، فقيل لعائشة: يا أم المؤمنين، عُقِّي عنه جزورا. فقالت: معاذ الله، ولكن ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شاتان مكافئتان.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(59) والطحاوي في "المشكل"(1042) وابن عدي (5/ 1962) والبيهقي (9/ 301) والخطيب في "التاريخ"(6/ 392) من طرق عن عبد الجبار بن الورد به.
وإسناده حسن، عبد الجبار صدوق، وابن أبي مليكة واسمه عبد الله بن عبيد الله ثقة.
الرابع: يرويه عبيد الله بن أبي يزيد المكي عن بعض أهله أنّه سمع عائشة تقول: ألا على الغلام شاتان، وعلى الجارية شاة، ولا يضركم أذكر أم أنثى. تأثر ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، تقول: سمعته يقوله.
أخرجه عبد الرزاق (7955) عن ابن جُريج أني عبيد الله بن أبي يزيد به.
وأخرجه إسحاق (1291) عن عبد الرزاق به.
وإسناده ضعيف للذي لم يسم.
الخامس: ترويه عَمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة وقد تقدم الكلام على حديثها عند حديث "اجعلوا مكان الدم خلوقا" وسيأتي أيضا في حرف العين عند حديث "عقّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين يوم السابع وسماهما"
813 -
حديث جابر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم انطلق لحاجته فأتبعه جابر بِإدَاوَة"
قال الحافظ: وعند مسلم (4/ 2306) في حديث جابر الطويل الذي في آخر الكتاب: فذكره" (1)
814 -
حديث ابن عباس "أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر" الحديث وفيه "فقام عليّ أيام التشريق فنادى: ذمة الله وذمة رسوله بريئة من كل مشرك {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} [التوبة: 2]، ولا يحجنّ بعد العام مشرك، ولا يطوفنّ بالبيت عُريان، ولا يدخل الجنة إلا مؤمن، فكان عليّ ينادي بها فإذا بحّ قام أبو هريرة فنادى بها".
قال الحافظ: وقد وقع في حديث مِقْسَم عن ابن عباس عند الترمذي: فذكره" (2)
سيأتي الكلام عليه في حرف الخاء فانظر حديث "خير، أنت صاحبي في الغار
…
"
815 -
عن جابر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر على الحج فأقبلنا معه"
قال الحافظ: روى الطبري من طريق عبد الله بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر: فذكره" (3)
سيأتي الكلام عليه فأنظر حديث "أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من عمرة الجعرانة"
816 -
عن جابر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى أُبي بن كعب طبيبا فقطع منه عرقا ثم كواه"
قال الحافظ: وأخرج مسلم (2207) من طريق أبي سفيان عن جابر: فذكره" (4)
817 -
"أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث رسله إلى الملوك"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1774) " (5)
(1) 1/ 262 (كتاب الوضوء - باب من حمل معه الماء لطهوره)
(2)
9/ 388 (كتاب التفسير - سورة براءة - باب قوله: وأذان من الله ورسوله)
(3)
9/ 387 (كتاب التفسير - سورة براءة - باب قوله: وأذان من الله ورسوله)
(4)
12/ 261 (كتاب الطب - باب من كتوى أو كوى غيره)
(5)
16/ 372 (أخبار الآحاد - باب ما كان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم من الأمراء والرسل)
818 -
حديث يزيد بن الأصم أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال.
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1410) من طريق الزهري قال: وكانت خالته كما كانت خالة ابن عباس. وأخرجه مسلم (1411) من وجه آخر عن يزيد بن الأصم قال: حدثتني ميمونة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو حلال. قال: وكانت خالتي وخالة ابن عباس" (1)
819 -
عن أبي رافع أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال، وبنى بها وهو حلال، وكنت أنا الرسول بينهما"
قال الحافظ: أخرج الترمذي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما من طريق مطر الوراق عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سليمان بن يسار عن أبي رافع: فذكره، قال الترمذي: لا نعلم أحدا أسنده غير حماد بن زيد عن مطر، ورواه مالك عن ربيعة عن سليمان مرسلا" (2)
له عن أبي رافع طريقان:
الأول: يرويه ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سليمان بن يسار عن أبي رافع به.
أخرجه ابن سعد (8/ 134) وأحمد (6/ 392 - 393) والدارمي (1832) والترمذي (841) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(461) والنسائي في "الكبرى"(5402) والروياني (703 و 709) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 270) وفي "المشكل"(5800) وابن حبان (4130و 4135) والطبراني في "الكبير"(915) والدارقطني (3/ 262) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 264) والبيهقي (5/ 66 و 7/ 211) وفي "معرفة السنن"(7/ 185) وفي "الدلائل"(4/ 336) وابن عبد البر في "التمهيد"(3/ 152) والبغوي في "شرح السنة"(1982) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(192) من طرق عن حماد بن زيد (3) ثنا مطر الوراق ثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن به.
(1) 11/ 70 (كتاب النكاح - باب نكاح المحرم)
(2)
11/ 69 (كتاب النكاح - باب نكاح المحرم)
(3)
ولم ينفرد به بل تابعه داود أبو عمرو عن مطر الوراق به.
أخرجه الدارقطني (3/ 262 - 263) وقال: داود أبو عمرو هو داود بن الزبرقان"
قلت: وهو متروك الحديث كما قال أبو زرعة وغيره.
واختلف في هذا الحديث على مطر الوراق فرواه محمد بن عثمان بن مخلد ثنا أبي عن سلام أبي المنذر عن مطر الوراق عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال.
أخرجه الدارقطني (3/ 263) وقال: كذا قال، تفرد به محمد بن عثمان عن أبيه عن سلام أبي المنذر، وهو غريب عن مطر"
قال الترمذي: هذا حديث حسن ولا نعلم أحدا أسنده غير حماد بن زيد عن مطر الوراق عن ربيعة"
وقال أبو نعيم: هذا حديث ثابت مشهور من حديث ربيعة، تفرد به عنه مطر الوراق"
قلت: اختلف فيه على ربيعة، فرواه مالك في "الموطأ"(1/ 348) عنه عن سليمان بن يسار أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا رافع ورجلا من الأنصار فزوجاه ميمونة بنت الحارث، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة قبل أنْ يخرج. مرسل
ومن طريقه أخرجه ابن سعد (8/ 133) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 270) وفي "المشكل"(5801) والبيهقي في "المعرفة"(7/ 184 - 185)
وتابعه أبو ضَمْرة أنس بن عياض ثني ربيعة به.
أخرجه ابن سعد (8/ 134)
وهذا أصح من الأول لأنّ مالكا رحمه الله إمام ثقة ثبت بخلاف مطر الوراق فإنّه موصوف بسوء الحفظ.
قال أبو داود: ليس هو عندي حجة، ولا يقطع به في حديث إذا اختلف"
وقال ابن عبد البر: هذا الحديث قد رواه مطر الوراق عن ربيعة عن سليمان بن يسار عن أبي رافع، وذلك عندي غلط من مطر؛ لأنّ سليمان بن يسار ولد سنة أربع وثلاثين، وقيل سنة سبع وعشرين، ومات أبو رافع بالمدينة بعد قتل عثمان بيسير. وكان قتل عثمان في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين. وغير جائز ولا ممكن أنْ يسمع سليمان بن يسار من أبي رافع، وممكن صحيح أنْ يسمع سليمان بن يسار من ميمونة، لما ذكرنا من مولده، ولأنّ ميمونة مولاته، ومولاة إخوته أعتقتهم، وولاؤهم لها، وتوفيت ميمونة سنة ست وستين، وصلى عليها ابن عباس، فغير نكير أنْ يسمع منها، ويستحيل أنْ يخفى عليه أمرها، وهو مولاها، وموضعه من الفقه موضعه" التمهيد 3/ 151.
الثاني: يرويه أبو فَزَارة راشد بن كيسان عن يزيد بن الأصم عن أبي رافع أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة حلالا، وبنى بها حلالا بِسَرِف.
أخرجه ابن سعد (8/ 133) عن يزيد بن هارون أنا جرير بن حازم ثنا أبو فزارة به.
واختلف فيه على جرير بن حازم:
فرواه غير واحد عنه عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصم عن ميمونة، منهم:
1 -
وهب بن جرير بن حازم.
أخرجه ابن سعد (8/ 133 - 134) وأحمد (6/ 333) والترمذي (845) وأبو يعلى (7105) وابن حبان (4134) والدارقطني (3/ 261 - 262) والحاكم (4/ 31) والبيهقي (7/ 211) والمزي في "تهذيب الكمال"(9/ 15 - 16)
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
2 -
يحيى بن آدم.
أخرجه مسلم (1411) وابن ماجه (1964) وابن حبان (4136) والطبراني في "الكبير"(23/ 437 و 24/ 21) والبيهقي (5/ 66) وفي "المعرفة"(7/ 184) وفي "الصغرى"(1567 و2505)
3 -
عبد الله بن وهب.
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 270) وفي "لمشكل"(5802)
وهذا أصح.
واختلف فيه على أبي فزارة، فرواه حماد بن زيد عنه عن يزيد بن الأصم مرسلا.
أخرجه الدارقطني (3/ 262)
820 -
حديث ابن مسعود أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تَوَسَّدَ فخذه فرقد، وكان إذا نام نفخ، قال: فبينما أنا قاعد إذ أنا برجال عليهم ثياب بيض، الله أعلم بما بهم من الجمال، فجلست طائفة منهم عند رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائفة منهم عند رجليه، فقالوا بينهم: ما رأينا عبدا قط أوتي مثل ما أوتي هذا النبي، إنّ عينيه تنامان وقلبه يقظان، اضربوا له مثلا.
قال الحافظ: ووقع فم حديث ابن مسعود عند الترمذي وحسنه، وصححه ابن خزيمة: فذكره.
وقال: زاد أحمد في حديث ابن مسعود: فقالوا: اضربوا له مثلا، ونزول أو نضرب وأولوا" وفيه "ليعقل قلبك"
وقال: في حديث ابن مسعود: مثل سيد بني قصرا.
وقال: وفي حديث ابن مسعود عند أحمد: أما السيد فهو رب العالمين، وأما البنيان فهو الإسلام، والطعام الجنة، ومحمد الداعي، فمن اتبعه كان في الجنة.
وقال: زاد في حديث ابن مسعود: فلما استيقظ قالا "سمعت ما قال هؤلاء؟ هل تدري من هم؟ "
قلت: الله ورسوله أعلم، قال "هم الملائكة، والمثل الذي ضربوا: الرحمن بني الجنة ودعا إليها عباده" الحديث" (1)
أخرجه أحمد (3788 - شاكر) والبخاري في "الكبير"(1/ 2 / 200) و"الأوسط"(1/ 342) عن عارم بن الفضل أبي النعمان البصري
وأحمد (3788) عن عفان بن مسلم البصري
قالا: ثنا معتمر عن أبيه قال: حدثني أبو تميمة عن عمرو - لعله أنْ يكون قد قال: البِكَالي - حدثه عمرو عن ابن مسعود قال: استبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فانطلقنا، حتى أتيت مكان كذا وكذا، فَخَطَّ لي خِطَّة، فقال لي "كن بين ظَهْرَيْ هذه، لا تخرج منها، فإنك إن خرجت هلكت" قال: فكنت فيها، قال: فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم خَذَفَةً أو أبعدَ شيئا، أو كما قال، ثم إنه ذكر هنينا كأنهم الزُّطُّ، ليس عليهم ثياب، ولا أرى سوءاتهم، طِوالا قليلٌ لحمهم، قال: فأتَوْا، فجعلوا يركبون رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وجعل نبي الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليهم، قال: وجعلوا يأتوني فيخيلون أو يميلون حَوْلي، ويعترضون لي، فأُرعبت منهم رعبا شديدا، قال: فجلست، فلما انشقَّ عمودُ الصبح جعلوا يذهبون، قال: ثم إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ثقيلا وَجِعا، أو يكاد أنّ يكون وَجِعاً مما رَكِبوه، قال "إني لأجدني ثقيلا" أو كما قال، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في حجري، أو كما قال، قال: ثم إنّ هنينا أتوا، عليهم ثياب بيض طوال، وقد أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرعبت منهم أشدّ مما أرعبت المرة الأولى، فقال بعضهم لبعض: لقد أُعطي هذا العبد خيرا، إنّ عينيه نائمتان وقلبه يقظان، ثم قال بعضهم لبعض: هلمّ فلنضرب له مثلا، قال بعضهم لبعض: اضربوا له مثلا، ونؤوّل نحن، أو نضرب نحن وتؤولون أنتم، فقال بعضهم لبعض: مثله كمثل سيّد ابتنى بنيانا حصينا ثم أرسل إلى الناس بطعام، فمن لم يأت طعامه، أو قال: لم يتبعه، عذبه عذابا شديدا، قال الآخرون: أما السيد فهو رب العالمين، وأمّا البنيان فهو الإسلام، والطعام الجنة، وهو الداعي، فمن اتبعه كان في الجنة، ومن لم يتبعه عُذب، ثم إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم استيقظ، فقال "ما رأيت يا ابن أمّ عبد؟ " فقال عبد الله: رأيت كذا وكذا، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم "ما خفي عليّ مما قالوا شيء، هم نفر من الملائكة، أو قال: هم من الملائكة، أو كما شاء الله"
قال البخاري: لا يعرف لعمرو سماع من ابن مسعود"
(1) 17/ 12 و13 (كتاب الاعتصام - باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم)
وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير عمرو البكالي، وذكره العجلي في ثقات التابعين، وابن حبان وغيره في الصحابه" المجمع 8/ 260 - 261
وقال الطحاوي في "الرد على الكرابيسي": البكالي هذا من أهل الشام، ولم يَرو هذا الحديث عنه إلا أبو تميمة هذا وليس بالهُجَيمي، بل هو السلمي، بصري ليس بالمعروف" نصب الراية 1/ 141
وتعقبه الشيخ أحمد شاكر فقال: وهذا خطأ من الطحاوي، فأبو تميمة هو الهجيمي وهو الذي يروي عن عمرو البكالي، وأما السلمي فإنّه معروف، ترجمه البخاري في "الكنى" رقم 129 ولم يذكر فيه جرحا" المسند 5/ 300
قلت: هكذا وقع عند البخاري في "الكنى": السلمي، وقال: يعد في البصريين، قال مسدد: ثنا يحيى عن التيمي عن أبي تميمة السلمي.
وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 567) فقال: أبو تميمة السلمي البصري، يروي عن أنس بن مالك، روى عنه سليمان التيمي.
ووقع عند البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 2/ 328): السَّلِّي (1).
فقد قال في ترجمة الحكم بن عمرو الغفاري البصري: قال مسدد: حدثنا يحيى بن سعيد عن التيمي عن أبي تميمة السَّلِّي - أو كما قال -
وهذا هو الصواب إنْ شاء الله، لكن أبو تميمة الهجيمي هل هو السلي أم غيره؟
اختلف في ذلك:
• فذهب ابن أبي حاتم إلى أنهما اثنان، فإنّه ذكر أبا تميمة الهجيمي في الأسماء في من اسمه طَرِيف بن مجالد، وذكر أبا تميمة السلي في الكنى ولا يسمى.
وممن فرق بينهما أيضا الإمام أحمد، فقد قال ابنه عبد الله في "العلل" (2/ 5): قرأت على أبي: ابن أبي عدي عن سليمان التيمي عن أبي تميمة عن دلجة بن قيس، سمعت أبي يقول: هذا أبو تميمة السلي (2) وليس هو الهجيمي"
(1) قال ابن الأثير في "اللباب": هذه النسبة إلى بني سلى"
(2)
انظر التاريخ الكبير 2/ 1/ 260 والجرح والتعديل 1/ 2/ 442 - 443 والثقات 4/ 221 والإكمال للحسيني ص 129والمعجم الكبير للطبراني 3/ 235 وذيل الكاشف لأبي زرعة ص 97 والتعجيل 1/ 509
ووقع عند ابن حبان وغيره "السلمي" وهو تصحيف.
• وتردد البخاري فيه، فقال: طريف بن مجالد أبو تميمة الهجيمي البصري سمع أبا موسى وعن أبي هريرة، روى عنه قتادة وحكيم الأثرم. وقال ابن يحيى عن علي أنّ أبا تميمة طريف بن مجالد السلي من بني سلان، فلا أدري أيهما المحفوظ"
• وترجم أبو أحمد الحاكم في "الكنى"(2/ 399) للهجيمي وقال: ويقال: السلي من بني سلان.
ولم يجزم بأنّه الهجيمي.
• وجزم غير واحد بأنّ السلي هو الهجيمي، منهم:
1 -
مسلم في "الكنى"(ص 93)
2 -
السمعاني في "الأنساب"(7/ 124)
3 -
ابن الأثير في "اللباب"(2/ 134)
4 -
المزي في "تهذيب الكمال"(13/ 380)
قال: كان من بني سلان، فباعه عمه من رجل من بلهجيم، فلم يرجع إلى قومه"
• وذكر غير واحد الهجيمي ولم يذكروا أنّه سلي، منهم:
1 -
الأمام أحمد في "الأسامي والكنى"(ص 44)
2 -
ابن معين (تاريخ الدوري 4/ 155)
3 -
ابن سعد (الطبقات 7/ 152)
4 -
ابن أبي شيبة (المصنف 13/ 78)
5 -
أبو داود (سؤالات الآجري 1/ 394)
6 -
الدارقطني (سؤالات البرقاني ص 38)
7 -
ابن عبد البر (الاستغناء 1/ 485)
8 -
الذهبي (الكاشف 2/ 42)
9 -
العلائي (جامع التحصيل ص 244)
10 -
الحافظ ابن حجر (تهذيب التهذيب 5/ 12)
وأما عمرا البكالي فاختلف في صحبته:
فقال البخاري (التاريخ الكبير 3/ 2/ 313) وابن حبان (الثقات 3/ 278) وابن عبد البر (الاستيعاب 9/ 16) وابن عساكر (تعجيل المنفعة 2/ 78): له صحبة.
وذكره في الصحابة:
خليفة بن خياط (الطبقات ص 123)
وابن سعد (الطبقات7/ 421)
وابن البرقي (تعجيل المنفعة 2/ 77)
وذكره في "التابعين":
• العجلي.
قال في "الثقات"(ص 372): شامي تابعي ثقة من كبار التابعين.
• أبو زرعة الدمشقي (الإصابة 7/ 153)
• الذهبي.
قال في "التجريد"(1/ 401): والأظهر أنّه تابعي كبير"
والله أعلم.
والحديث رواه جعفر بن ميمون التميمي الأنماطي البصري واختلف عنه:
- فرواه أزهر بن سعد السمان عن جعفر بن ميمون عن أبي تميمة عن أي عثمان عن ابن مسعود.
أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 200)
وتابعه محمد بن أبي عدي البصري عن جعفر بن ميمون به.
أخرجه أبو القاسم الأصبهانى في: "الدلائل"(85) من طريق محمد بن العباس الباهلي ثنا ابن أبي عدي به.
• ورواه محمد بن بشار بُنْدَار عن ابن أبي عدي واختلف عنه في أبي تميمة:
فرواه الترمذي (2861) عن بندار فقال: عن أبي تميمة الهجيمي.
وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وأبو تميمة هو الهجيمي طريف بن مجالد، وأبو عثمان النَّهْدي اسمه عبد الرحمن بن مَل"
ورواه البزار (1886) عن بندار فقال: عن أبي تميمة السلولي - قال بندار: ويقال: السلي -.
وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن ابن مسعود إلا من هذا الوجه، وقد رواه التيمي فخالف جعفر بن ميمون في إسناده وقال: عن عمرو البكالي عن أبي عثمان"
هكذا قال: عن أبي عثمان، وإنما هو ابن مسعود كما تقدم.
- ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن جعفر بن ميمون عن أبي عثمان النهدي مرسلا.
أخرجه الدارمي (12) عن الحسن بن علي الحُلْوَاني ثنا أبو أسامة به.
وجعفر بن ميمون ضعفه أحمد وغير واحد، واختلف فيه قول ابن معين، ووثقه الحاكم وغيره.
821 -
عن ابن عمر في قصة جويرية بنت الحارث أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم جعل عتقها صداقها"
قال الحافظ: أخرجه الطحاوي من طريق نافع عن ابن عمر" (1)
تقدم الكلام عليه فانظر حديث صفية "أعتقني النبي صلى الله عليه وسلم وجعل عتقي صداقي".
822 -
حديث جابر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم حَجَّ حجتين قبل أنْ يهاجر، وحجة قرن معها عمرة -يعني بعد ما هاجر -"
قال الحافظ: ثم روى -أي البيهقي- حديث جابر: فذكره، وحكى عن البخاري أنّه أعلّه لأنّه من رواية زيد بن الحُباب عن الثوري عن جعفر عن أبيه عنه، وزيد ربما يهم في الشيء، والمحفوظ عن الثوري مرسل، والمعروف عن جابر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أهل بالحج خالصا" (2)
أخرجه الترمذي (815) عن عبد الله بن الحكم بن أبي زياد القَطَواني الكوفي ثنا زيد بن حباب عن سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم -حج ثلاث حجج: حجتين قبل أنّ يهاجر، وحجة بعد ما هاجر ومعها عمرة، فساق ثلاثة وستين بَدَنَة، وجاء عليّ من اليمن ببقيتها، فيها جمل لأبي جهل، في أنفه بُرَة من فضة، فنحرها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلّ بَدَنَة بِبَضْعَة، وشرب من مرقها.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 454) من طريق الطبراني ثنا الحَضْرَمي ثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني به.
(1) 11/ 32 (كتاب النكاح - باب من جعل عتق الأمة صداقها)
(2)
4/ 171 (كتاب الحج - باب التمتع والقران والإفراد بالحج)
وأخرجه (1) أبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(750) عن أحمد بن يحيى الصوفي ثنا زيد بن الحباب به إلا أنّه لم يذكر الحجتين اللتين قبل الهجرة.
وأخرجه الدارقطني (2/ 278) من طرق عن أحمد بن يحيى الصوفي فذكر الحجات الثلاث.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 12)
قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث سفيان لا نعرفه إلا من حديث زيد بن حباب، ورأيت عبد الله بن عبد الرحمن روى هذا الحديث في كتبه عن عبد الله بن أبي زياد.
وسألت محمدا عن هذا فلم يعرفه من حديث الثوري عن جعفر عن أبيه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورأيته لم يَعُدَّ هذا الحديث محفوظا، وقال: إنما يُروى عن الثوري عن أبي إسحاق عن مجاهد مرسلا"
وقال البيهقي: ليس بصحيح، وكيف يكون هذا صحيحا وقد روي من أوجه عن جابر في إحرام النبي صلى الله عليه وسلم خلاف هذا"
قلت: رواه عبد الله بن داود الخُرَيْبِي عن سفيان قال: حَجّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث حجات: فذكر الحديث.
قيل له: من ذكره؟ قال: جعفر عن أبيه عن جابر، وابن أبي ليلى عن الحكم عن مِقْسم عن ابن عباس
أخرجه ابن ماجه (3076) عن القاسم بن محمد بن عباد المهلَّبي ثنا عبد الله بن داود به.
وأخرجه الحاكم (3/ 55) من طريق أبي العباس أحمد بن عبد الله بن شجاع البغدادي ثنا قاسم بن محمد المهلبي به.
وحديث جابر إسناده صحيح.
وحديث ابن عباس إسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى.
وله شاهد عن مجاهد قال: حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجتين قبل أنْ يهاجر وبعد ما هاجر حجة.
(1) وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(2890) عن أحمد بن يحيى الصوفي بلفظ: اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عمر، عمرتين قبل أنّ يهاجر، وعمرة بعد ما هاجر قرن معها حجة.
أخرجه ابن سعد (2/ 189) عن محمد بن عبد الله الأسدي أنا سفيان عن ابن جُريج عن مجاهد.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 453 - 454) من طريق وكيع عن سفيان به.
وهو مرسل رواته ثقات، وفيه عنعنة ابن جريج فإنه كان مدلسا.
823 -
عن عائشة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم حذّر من الفتن في مرض موته ولزوم الجماعة والطاعة"
قال الحافظ: وأخرج سيف بن عمر في "الفتوح" من طريق ابن أبي مُليكة عن عائشة: فذكرته" (1)
قلت: سيف بن عمر قال ابن معين وغيره: ضعيف.
824 -
عن عبد الله بن جعفر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم حمله خلفه وحمل قُثَم بن عباس بين يديه"
قال الحافظ: وأخرج أحمد والنسائي من طريق خالد بن سارة عن عبد الله بن جعفر: فذكره" (2)
أخرجه أحمد (1/ 205) عن رَوح بن عبادة البصري ثنا ابن جُريج أني جعفر بن خالد بن سارة أنّ أباه أخبره أنّ عبد الله بن جعفر قال: لو رأيتني وقثم وعبيد الله ابني عباس ونحن صبيان نلعب إذ مَرّ النبي صلى الله عليه وسلم على دابة فقال "ارفعوا هذا إليّ" قال: فحملني أمامه، وقال لقثم "ارفعوا هذا إليّ" فجعله وراءه، وكان عبيد الله أحبّ إلى عباس من قثم فما استحى من عمه أنْ حمل قثما وتركه، قال: ثم مسح على رأسي ثلاثا، وقال كلما مسح "اللهم اخلف جعفرا في ولده".
قال: قلت لعبد الله: ما فعل قثم؟ قال: استشهد، قال: قلت: الله أعلم بالخير ورسوله بالخير؟ قال: أجل.
ومن طريقه أخرجه المزي (5/ 28 - 29)
وأخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 1/ 194) عن ابن أبي الأسود وإسحاق قالا: ثنا روح بن عبادة به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 205) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن ابن جريج عن جعفر بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال: مَرّ بي النبي صلى الله عليه وسلم
(1) 6/ 292 (كتاب الوصايا - باب الوصايا)
(2)
6/ 532 (كتاب الجهاد - باب استقبال الغزاة)
وأنا مع غلمة لبني عبد المطلب، فحملني وغلاما آخر على دابة كان عليها، فكنا عليها ثلاثة.
وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(1066) عن محمد بن المثنى
و (1073) عن أبي داود سليمان بن سيف الحرّاني
قالا: ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد ثنا ابن جريج أني جعفر بن خالد بن سارة عن أبيه قال: أخبرني عبد الله بن جعفر به.
وأخرجه الحاكم (1/ 372 و3/ 567) عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري ثنا أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ثنا أبو عاصم أني جعفر بن خالد بن سارة - وقد حدثنا ابن جريج عنه - قال: حدثني أبي أنّ عبد الله بن جعفر قال: فذكره.
وأخرجه البيهقي (4/ 60) عن الحاكم به.
وأخرجه البزار (2246) من طريق سفيان بن عُيينة عن جعفر بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: خالد بن سارة ذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله.
825 -
حديث ابن عمر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم حمى النقيع لخيل المسلمين ترعى فيه"
قال الحافظ: رواه البيهقي، وفي إسناده العُمَرِي وهو ضعيف، وكذا أخرجه أحمد من طريقه" (1)
له عن ابن عمر طريقان:
الأول: يرويه عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العُمَري عن نافع عن ابن عمر به.
أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(740) وأحمد (2/ 155 و 157) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 155) والبلاذري في "فتوح البلدان"(ص 13) وابن الأعرابي (ق 128/ ب) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 116) والبيهقي (5/ 201 و 6/ 146) من طرق عن العمري به.
(1) 5/ 442 (كتاب الشرب - باب لا حمى إلا لله ولرسوله)
قال الهيثمي: وفيه عبد الله العمري وهو ثقة، وقد ضعفه جماعة" المجمع 6/ 158
قلت: العمري مختلف فيه، قواه أحمد بن صالح المصري وابن عدي وغيرهما، وذكره البخاري وجماعة في الضعفاء، واختلف فيه قول ابن معين.
الثاني: يرويه عاصم بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حمى النقيع لخيل المسلمين.
أخرجه عمر بن شبة (1/ 155) والطبراني في "الأوسط"(7933) من طريق عبد الله بن نافع عن عاصم بن عمر به.
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عاصم بن عمر إلا عبد الله بن نافع الصائغ"
قلت: وإسناده ضعيف لضعف عاصم بن عمر.
826 -
عن جابر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج، فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب بالصبح فسمع رغوة ناقة النبي صلى الله عليه وسلم فإذا عليّ عليها، فقال له: أمير أو رسول؟ فقال: بل أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة أقرؤها على الناس، فقدمنا مكة فلما كان قبل يوم التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس بمناسكهم حتى إذا فرغ قام عليّ فقرأ على الناس براءة حتى ختمها، ثم كان يوم النحر كذلك، ثم يوم النفر كذلك"
قال الحافظ: أخرجه الطبري وإسحاق في "مسنده" والنسائي والدارمي كلاهما عن جابر، وصححه ابن خريمة وابن حبان من طريق ابن جُريج حدثني عبد الله بن عثمان بن خُثيم عن أبي الزبير عن جابر: فذكره" (1)
أخرجه الدارمي (1921) والنسائي (5/ 198 - 199) وفي "الكبرى"(3984) وفي "خصائص علي"(78) وابن خزيمة (2974) والطحاوي في "المشكل"(3590) وابن حبان (6645) والبيهقي (5/ 111) وفي "الدلائل"(5/ 297 - 298) والجورقاني في "الأباطيل"(129) من طرق عن أبي قرة موسى بن طارق عن ابن جريج قال: ثني عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج، فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعَرْج ثُوِّب بالصبح، ثم استوى ليكبر، فسمع الرغوة خلف ظهره، فوقف عن التكبير، فقال: هذه رغوة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم. لقد بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج، فلعله أنْ يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصلي معه، فإذا عليّ عليها، فقال له أبو بكر: أمير
(1) 9/ 389 - 390 (كتاب التفسير - سورة براءة - باب قوله: وأذان من الله ورسوله)
أم رسول؟ فقال: لا، بل رسول، أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج. فقدمنا مكة، فلما كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام عليّ فقرأ على الناس براءة حتى ختمها، ثم خرجنا معه حتى إذا كان يوم عرفة قام أبو بكر فخطب الناس، فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام عليّ، فقرأ على الناس سورة البراءة حتى ختمها، ثم كان يوم النحر، فأفضنا، فلما رجع أبو بكر خطب الناس، فحدثهم عن إفاضتهم، وعن نحرهم، وعن مناسكهم، فلما فرغ قام عليّ فقرأ على الناس براءة حتى ختمها، فلما كان يوم النفر الأول قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم كيف ينفرون، وكيف يرمون، فعلمهم مناسكهم، فلما فرغ قام عليّ، فقرأ على الناس براءة حتى ختمها.
قال النسائي: ابن خثيم ليس بالقوي في الحديث، وإنما أخرجت هذا لئلا يجعل ابن جريج عن أبي الزبير، وما كتبناه إلا عن إسحاق بن راهويه. ويحيى بن سعيد القطان لم يترك حديث ابن خثيم ولا عبد الرحمن، إلا أنّ علي بن المديني قال: ابن خثيم منكر الحديث. وكأنّ علي بن المديني خلق للحديث"
وقال ابن خزيمة: حديث غريب غريب"
وقال البيهقي: تفرد به هكذا ابن خثيم"
وقال الجورقاني: هذا حديث حسن، تفرد به عن أبي الزبير عبد الله بن عثمان بن خثيم. قال محمد بن إبراهيم: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: كان يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي يحدثان عن ابن خثيم. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: ابن خثيم ما به بأس صالح الحديث"
قلت: وأبو الزبير مدلس ولم يذكر سماعا من جابر.
827 -
حديث فاطمة بنت قيس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم خطب فذكر أنّ تميما الداري ركب في سفينة مع ثلاثين رجلا من قومه فلعب فيهم الموج شهرا، ثم نزلوا إلى جزيرة فلقيتهم دابة كثيرة الشعر فقالت لهم: أنا الجساسة، ودلتهم على رجل في الدّير، قال: فانطلقنا سراعا فدخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا وأشده وثاقا، مجموعة يداه إلى عنقه بالحديد، فقلنا: ويلك ما أنت؟ فذكر الحديث وفيه أنه سألهم عن نبي الأميين: هل بعث؟ وأنّه قال: إنْ يطيعوه فهو خير لهم، وأنّه سألهم عن بحيرة طبرية، عن عين زُغَر، وعن نخل بيسان. وفيه أنّه قال: إني مخبركم عني، أنا المسيح، وإني أوشك أنْ يؤذن لي في
الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة.
قال الحافظ: قصة تميم أخرجها مسلم (2942) من حديث فاطمة بنت قيس: فذكره، وفي بعض طرقه عند البيهقي "أنّه شيخ" وسندها صحيح" (1)
828 -
عن مسروق أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوم النحر"
قال الحافظ: وأخرج من مرسل مسروق: فذكره" (2)
مرسل
أخرجه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 267) عن حفص بن غياث الكوفي عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال: خطبهم النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر.
ورواته ثقات، وأبو الضحى اسمه مسلم بن صُبيح الههدانى.
829 -
عن أبي بكرة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل في صلاة الفجر فكبر ثم أومأ إليهم"
قال الحافظ: رواه أبو داود وابن حبان عن أبي بكرة: فذكره" (3)
أخرجه الشافعي في "الأم"(1/ 148) وأحمد (5/ 41 و45) وأبو داود (233 و234) وابن خزيمة (1629) وابن المنذر في "الأوسط"(4/ 211 - 212) والطحاوي في "المشكل"(623) وابن حبان (2235) والبيهقي (2/ 397 و 3/ 94) وفي "المعرفة"(3/ 347) وفي "الصغرى"(508 و 509) وابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 177) من طرق عن حماد بن سلمة عن زياد الأعلم عن الحسن عن أبي بكرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل (4) في الصلاة ثم أومأ إليهم أنْ مكانكم، ثم دخل بيته، ثم خرج ورأسه يقطر، فدخل في الصلاة، فصلى بهم، فلما قضى الصلاة قال "إنما أنا بشر وإني كنت جنبا"
قال البيهقي: هذا إسناد صحيح"
قلت: رواته ثقات لكن الحسن مدلس وقد عنعن.
وزياد هو ابن حسان.
(1) 17/ 92 (كتاب الاعتصام - باب من رأى ترك النكير من النبي صلى الله عليه وسلم حجة)
(2)
4/ 326 (كتاب الحج - باب الخطبة أيام منى)
(3)
2/ 262 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب هل يخرج من المسجد لعلة)
(4)
وفي رواية "دخل في صلاة الفجر"
وفي لفظ "استفتح الصلاة فكبر"
830 -
"أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عمرة القضاء وعبد الله بن رواحة ينشد بين يديه:
خَلّوا بني الكفار عن سبيله
…
قد أنزل الرحمن في تنزيله
بأن خيرالقتل في سبيله
…
نحن قتلناكم على تأويله
كما قتلناكم على تنزيله
قال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق عن أنس من وجهين، أحدهما: روايته عن مَعْمَر عن الزهري عن أنس: فذكره، أخرجه أبو يعلى من طريقه. وأخرجه الطبراني عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن عبد الرزاق وما وجدته في مسند أحمد. وقد أخرجه الطبراني أيضا عاليا عن إبراهيم بن أبي سويد عن عبد الرزاق، ومن هذا الوجه أخرجه البيهقي في "الدلائل"، وأخرجه من طريق أبي الأزهر عن عبد الرزاق فذكر القسم الأول من الرجز وقال بعده:
اليوم نضربكم على تنزيله
…
ضربا يزيل الهام عن مقيله
ويذهل الخليل عن خليله
…
يا رب إني مؤمن بقيله
قال الدارقطني في "الأفراد": تفرد به معمر عن الزهري، وتفرد به عبد الرزاق عن معمر"
قلت: وقد رواه موسى بن عقبة في "المغازي" عن الزهري أيضا لكن لم يذكر أنسا وعنده بعد قوله:
قد أنزل الرحمن في تنزيله
…
في صحف تتلى على رسوله
والرواية الثانية رواية عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس، أخرجها البزار وقال: لم يروه عن ثابت إلا جعفر بن سليمان. وأخرجها الترمذي والنسائي من طريقه بلفظ "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عمرة القضاء وعبد الله بن رواحة بين يديه يمشي وهو يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله
…
اليوم نضربكم على تنزيله
ضربا يزيل الهام عن مقيله
…
ويذهل الخليل عن خليله
فقال له عمر: يا ابن رواحة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حرم الله تقول الشعر؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "خلِّ عنه يا عمر، فلهو أسرع فيهم من نضح النبل" قال الترمذي: حديث حسن غريب، وقد رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أنس نحوه، قال:
وفي غير هذا الحديث أنّ هذه القصة لكعب بن مالك وهو أصح لأنّ عبد الله بن رواحة قتل بمؤتة وكانت عمرة القضاء قبل ذلك.
قلت: وهو ذهول شديد وغلط مردود، وما أدري كيف وقع الترمذي في ذلك مع وفور معرفته ومع أنّ في قصة عمرة القضاء اختصام جعفر وأخيه علي، وزيد بن حارثة في بنت حمزة كما سيأتي في هذا الباب، وجعفر قتل هو وزيد وابن رواحة في موطن واحد كما سيأتي قريبا، وكيف يخفى عليه أعني الترمذي مثل هذا؟ ثم وجدت عن بعضهم أنّ الذي عند الترمذي من حديث أنس أنّ ذلك كان في فتح مكة فإن كان كذلك اتجه اعتراضه لكن الموجود بخط الكروخي راوي الترمذي ما تقدم، والله أعلم. وقد صححه ابن حبان من الوجهين وعجيب من الحاكم كيف لم يستدركه مع أنّ الوجه الأول على شرطهما، ومن الوجه الثاني على شرط مسلم لأجل جعفر" (1)
صحيح
وله عن أنس طريقان:
الأول: يرويه مَعْمَر عن ابن شهاب الزهري عن أنس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم (2) في عمرة القضاء، وعبد الله بن رواحة آخذ (3) بغرزه يرتجز يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله
…
قد أنزل الرحمن (4) في تنزيله
بأنّ خير القتل في سبيله (5)
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1984) والفاكهي (1922) والبزار (كشف 2099) واللفظ له وأبو يعلى (3571 و 3579) وفي "المعجم"(304) وابن حبان (4521) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 414) وأبو نعيم في "الصحابة"
(1) 9/ 41 و42 (كتاب المغازي - باب عمرة القضاء)
(2)
زاد أبو يعلى وغيره "مكة"
(3)
وفي لفظ لأبي يعلى وغيره "بين يديه وهو يقول"
(4)
وفي لفظ "القرآن"
(5)
زاد البيهقي في رواية:
نحن قاتلناكم على تأويله
…
كما قاتلناكم على تنزيله
وفي رواية أخرى:
خلوا بني الكفار عن سبيله
…
اليوم نضربكم على تنزيله
ضربا يزيل الهام عن مقيله
…
ويذهل الخليل عن خليله
يا رب إني مؤمن بقيله
(4112)
والبيهقي (10/ 228) وفي "الدلائل"(4/ 322 و 322 - 323) والبغوي في "شرح السنة"(3405) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن رواحة ص 327 - 328) وفي "معجم الشيوخ"(489) من طرق عن عبد الرزاق عن معمر به.
قال البزار: لا نعلم رواه عن الزهري عن أنس إلا معمر (1)، ولا عنه إلا عبد الرزاق"
وقال ابن عساكر: حسن صحيح غريب"
وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 130
قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات، لكن أنكره أحمد وقال: ليس له أصل، وكان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر.
وقال أيضا: لو قلت: إنّه باطل، وردّه ردّا شديدا. تاريخ ابن عساكر (ترجمة عبد الله بن رواحة ص 328 - 329)
الثاني: يرويه جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن ثابت البُنَاني عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم
دخل (2) مكة في عمرة القضاء، وعبد الله بن رواحة بين يديه يمشي وهو يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله
…
اليوم نضربكم على تنزيله (3)
ضربا يزيل الهام عن مقيله
…
ويذهل الخليل عن خليله (4)
فقال له عمر: يا ابن رواحة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حرم الله تقول الشعر،
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: خَلِّ عنه يا عمر (5)، فلهي أسرع فيهم من نضح النبل" (6)
أخرجه عبد بن حميد (1257) والترمذي (2847) وفي "الشمائل"(235) واللفظ له والنسائي (5/ 159 - 160 و 167) وفي "الكبرى"(3856 و 3876) وأبو يعلى (3394
(1) وخالفه موسى بن عقبة فرواه عن الزهري مرسلا.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4113)
(2)
ولفظ ابن عدي "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فقام أهلها سماطين ينظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أصحابه"
(3)
وفي لفظ "تأويله"
(4)
زاد أبو يعلى في رواية:
يا رب إني مؤمن بقيله
…
ولفظ ابن عدي: يا رب إني موقن بقيله
(5)
وفي لفظ "مه يا عمر"
(6)
وفي لفظ للنسائي وغيره "فوالذي نفسي بيده لكلامه أشد عليهم من وقع النبل"
ولفظ الطبراني "من وقع السيوف"
و6440) وابن خزيمة (2680) وابن حبان (5788) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 415) و"الأوسط"(8157) وابن عدي (2/ 571) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 292) وفي "الصحابة"(4111) والبيهقي (10/ 228) والبغوي في "شرح السنة"(3404) وفي "الشمائل"(346) وفي "التفسير"(5/ 130 - 131) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن رواحة ص 324 - 325 و 325 - 326 و 326 و 326 - 327) من طرق عن جعفر بن سليمان به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد روى عبد الرزاق هذا الحديث أيضا عن معمر عن الزهري عن أنس نحو هذا، وروي في غير هذا الحديث أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عمرة القضاء وكعب بن مالك بين يديه، وهذا أصح عند بعض أهل الحديث لأنّ عبد الله بن رواحة قتل يوم مؤته وإنما كانت عمرة القضاء بعد ذلك"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: كلا، بل مؤتة بعدها بستة أشهر جزما" سير الأعلام 1/ 236
والحديث قال الحافظ في "الإصابة"(6/ 80): سنده حسن"
وهو كما قال.
831 -
عن مِقْسَم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دعا بأنْ لا يحول على عتبة الحول حتى يموت كافرا، فمات قبل الحول.
قال الحافظ: روى عبد الرزاق من طريق عثمان الجزري عن مقسم: فذكره، وهذا مرسل، وأخرجه من وجه آخر عن سعيد بن المسيب بنحوه" (1)
832 -
عن الزبير أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دفعها إليه فدخل مكة بلواءين"
قال الحافظ: وعند أبي يعلى من حديث الزبير: فذكره، وإسناده ضعيف جدا" (2)
موضوع
أخرجه أبو يعلى (684) عن أبي خيثمة زهير بن حرب ثنا محمد بن الحسن المدني حدثتني أم عروة عن أختها عائشة بنت جعفر عن أبيها عن جدها الزبير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه أعطاه يوم فتح مكة لواء سعد بن عُبادة، فدخل الزبير مكة بلواءين.
(1) 15/ 34 (كتاب الفرائض - باب الولد للفراش حرّة كانت أو أمة)
(2)
9/ 68 (كتاب المغازي - باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح؟)
وأخرجه الفاكهي (1) في "أخبار مكة"(شفاء الغرام 2/ 140) عن عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة ثنا محمد بن الحسن به.
قال الهيثمي: وفيه محمد بن الحسن بن زَبَالة وهو ضعيف جدا" المجمع 6/ 169
وقال الحافظ: فيه ضعف جدا" المطالب (2) العالية حديث رقم 4357
قلت: ابن زبالة كذبه ابن معين وأبو داود، وقال أحمد بن صالح المصري: يضع الحديث.
833 -
حديث عدي بن حاتم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قريشا فقال {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشعراء: 214] يعني قومه.
قال الحافظ: رواه ابن مردويه" (3)
قلت: ذكره السيوطي أيضا في "الدر المنثور"(6/ 325) ونسبه لابن مردويه.
834 -
حديث وابصة بن مَعْبد "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي خلف الصف وحده فأمره أنْ يعيد الصلاة"
قلل الحافظ: أخرجه أصحاب السنن، وصححه أحمد وابن خزيمة وغيرهما. ولابن خزيمة من حديث علي بن شيبان نحوه وزاد "لا صلاة لمنفرد خلف الصف"(4)
صحيح
وله عن وابصة طرق:
الأول: يرويه هلال بن يَسَاف واختلف عنه:
- فرواه شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت هلال بن يساف قال: سمعت عمرو بن راشد يحدث عن وابصة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا يصلي في الصف وحده فأمره أنْ يعيد الصلاة.
أخرجه الطيالسي (ص 166) عن شعبة به.
ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 393) وأبو نعيم في "الصحابة"(6505) والبيهقي (3/ 104) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 321)
(1) ووقع عنده: حدثتني أم عروة عن أمها عن جدها عن الزبير.
(2)
وقال في "المسندة"(4299): محمد هو ابن زبالة ضعيف جدا"
(3)
6/ 312 (كتاب الوصايا - باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب)
(4)
2/ 411 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب إذا ركع دون الصف)
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(754) وأحمد (4/ 227 - 228 و 228) وأبو داود (682) والترمذي (231) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1050) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(113) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(214) والطحاوي (1/ 393) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 184) وابن حبان (2199) والطبراني في "الكبير"(22/ 140) وابن حزم في "المحلى"(4/ 72) والبيهقي في "معرفة السنن"(4/ 183 - 184) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(824) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(417) والمزي في "تهذيب الكمال"(22/ 17 - 18) من طرق عن شعبة به.
- ولم ينفرد شعبة به بل تابعه:
1 -
زيد بن أبي أُنيسة.
أخرجه ابن حبان (2198)
عن حكيم بن سيف الرقي
والطبراني في "الكبير"(22/ 140)
عن عبد الله بن جعفر الرقي
قالا: ثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة به.
وخالفهما عمرو بن خالد الحرّاني فرواه عن عبيد الله بن عمرو ولم يذكر عمرو بن راشد.
أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 187 - 188)
2 -
أبو خالد الدالانى.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 141)
- ورواه حُصين بن عبد الرحمن السلمي عن هلال بن يساف قال: أخذ زياد بن أبي الجعد بيدي- ونحن بالرّقّة فقام بي على شيخ يقال له: وابصة بن معبد من بني أسد، فقال زياد: حدثني هذا الشيخ أنّ رجلا صلى خلف الصف وحده - والشيخ يسمع - فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يعيد الصلاة.
أخرجه الحميدي (884) وابن أبي شيبة (2/ 192 - 193 و 14/ 156) وفي "مسنده"(751) وأحمد (4/ 228) والدارمي (1289) وابن ماجه (1004) والترمذي (230) واللفظ له وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1051) والبزار كما في "نصب الراية"(2/ 38) وأبو علي
الطوسي في "مختصر الأحكام"(213) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 393) وابن قانع (3/ 184 - 185) وابن حبان (2200) والطبراني في "الكبير"(22/ 141 - 142 و142) والبيهقي (3/ 104و 104 - 105) وفي "معرفة السنن"(4/ 182 - 183) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 189) من طرق عن حصين بن عبد الرحمن به (1).
وتابعه منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف به.
أخرجه عبد الرزاق (2482) وابن الجارود (319) وابن المنذر في "الأوسط"(4/ 184) والطبراني في "الكبير"(22/ 141)
قال الترمذي: حديث وابصة حديث حسن. وفي حديث حصين ما يدل على أنّ هلالا قد أدرك وابصة.
واختلف أهل العلم في هذا:
فقال بعضهم: حديث عمرو بن مرة عن هلال بن يساف عن عمرو بن راشد عن وابصة أصح.
وقال بعضهم: حديث حصين عن هلال بن يساف عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة أصح.
وهذا عندي أصح من حديث عمرو بن مرة؛ لأنه قد روي من غير حديث هلال بن يساف عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة" (2)
(1) رواه شَريك بن عبد الله القاضي عن حصين بن عبد الرحمن فلم يذكر زياد بن أبي الجعد.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 142 - 143)
وشريك سيئ الحفظ.
(2)
أخرجه أحمد (4/ 228) والدارمي (1290) والبزار (نصب الراية 2/ 38) وابن المنذر في "الأوسط"(4/ 184) وابن حبان (2201) والطبراني في "الكبير"(22/ 141و 143) والدارقطني (1/ 362 و 363) والبيهقي (3/ 105) وأبو موسى المدينى في "اللطائف من علوم المعارف"(917) من طرق عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن عمه عبيد بن أبي الجعد عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة أنّ رجلا صلى خلف الصف وحده، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يعيد الصلاة.
وتابعه الأعمش عن عبيد بن أبي الجعد به.
أخرجه الطبراني في "الكيير"(22/ 143)
قال للشيخ أحمد شاكر: وهنا إسناد صحيح رواته ثقات" المحلى 4/ 75
قلت: عبيد وزياد ابنا أبي الجعد ذكرهما ابن حبان في "الثقات" وحده.
وقال الدارمي: كان أحمد بن حنبل يثبت حديث عمرو بن مرة، وأنا أذهب إلى حديث يزيد بن زياد بن أبي الجعد" (1)
وقال ابن حبان: سمع هذا الخبر هلال بن يساف عن عمرو بن راشد عن وابصة بن معبد، وسمعه من زياد بن أبي الجعد عن وابصة، والطريقان جميعا محفوظان"
وقال ابن حزم: ورواية هلال بن يساف حديث وابصة مرة عن زياد بن أبي الجعد ومرة عن عمرو بن راشد قوة للخبر، وعمرو (2) بن راشد وثقه أحمد بن حنبل وغيره" المحلى 4/ 74
وقال البيهقي: وإنما لم يخرجاه صاحبا الصحيح لما وقع في إسناده من الاختلاف" المعرفة 4/ 184
- ورواه الأعمش عن شِمْر بن عطية عن هلال بن يساف عن وابصة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل صلى خلف الصفوف وحده، فقال "يعيد الصلاة"
أخرجه أحمد (4/ 228) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 143) من طريق ابن أبي شيبة وهو في "مسنده"(752) وإسحاق بن راهوية قالا: ثنا أبو معاوية به.
وأخرجه ابن قانع (3/ 184) من طريق إبراهيم بن أبي معاوية ثنا أبي به.
قال الشيخ أحمد شاكر (3): وهذا إسناد صحيح" المحلى 4/ 74
قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة الأعمش فإنّه كان مدلسا.
ولم ينفرد شمر بن عطية به بل تابعه الحجاج بن أَرْطَاة عن هلال بن يساف عن وابصة به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 143 - 144)
والحجاج ضعيف مدلس.
(1) انظر الهامش السابق
(2)
لم أر توثيق أحمد له، وقد وثقه ابن حبان والذهبي في "الكاشف"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.
(3)
وقال في "شرح الترمذي"(1/ 449): وأما رواية هلال عن وابصة أو عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة فإنها عندنا بمعنى واحد؛ لأنّ هلالاً مع الحديث من زياد بحضور وابصة واقراره فهوكالقراءة على الشيخ والعرض عليه"
وتابعه عدي بن الفضل البصري عن الشيباني عن هلال بن يساف عن وابصة.
أخرجه ابن الأعرابي (ق 3/ ب)
وعدي بن الفضل قال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث.
قال البزار بعد أنْ أخرج الحديث بالأسانيد الثلاثة المذكورة: أما حديث عمرو بن راشد فإنّ عمرو بن راشد رجل لا يعلم حدّث إلا بهذا الحديث وليس معروفا بالعدالة فلا يحتج به، وأما حديث حصين فإنّ حصينا (1) لم يكن بالحافظ فلا يحتج بحديثه في حكم، وأما حديث يزيد بن زياد فلا نعلم أحدا من أهل العلم إلا وهو يضعف أخباره فلا يحتج بحديثه (2)، وقد روي عن شمر بن عطية عن هلال بن يساف عن وابصة، وهلال لم يسمع من وابصة فأمسكنا عن ذكره لإرساله"
الثاني: يرويه سالم بن أبي الجَعْد عن وابصة، ورواه عن سالم غير واحد، منهم:
1 -
محمد بن سالم.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 144)
عن أبي خالد الأحمر سليمان بن حيان
و (22/ 144 - 145)
عن عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي
كلاهما عن محمد بن سالم عن سالم بن أبي الجعد عن وابصة.
ومحمد بن سالم أظنه الهمداني أبو سهل الكوفي قال مسلم والنسائي والدارقطني: متروك الحديث.
2 -
عبيد بن أبي الجعد.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 144) من طريق عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن وعبيد بن أبي الجعد عن سالم بن أبي الجعد عن وابصة.
(1) قلت: بل هو ثقة حجة، أخرج له الشيخان في صحيحيهما وقال أحمد: ثقة مأمون، وقال أبو زرعة: ثقة يحتج به، وقال العجلي: ثقة ثبت في الحديث، وقد ساء حفظه بأخرة، وقد روى هذا الحديث عنه سفيان الثورى وشعبة وهما ممن سمع منه قبل تغيره.
(2)
قلت: بل هو ثقة كما قال أحمد وابن معين والعجلي وغيرهم.
وعبيد بن أبي الجعد ذكره ابن حبان في "الثقات"، والأعمش مدلس وقد عنعن.
واختلف عنه:
فرواه عيسى بن يونس عنه عن سالم عن وابصة ولم يذكر عبيدا.
أخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه"(129)
3 -
منصور بن المعتمر.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 144 - 145 و 146) من طريق أشعث بن سَوَّار عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن وابصة.
وأشعث بن سوار المدائني قال النسائي وغيره: ضعيف، وسالم بن أبي الجعد لم يذكر سماعا من وابصة فلعله لم يسمع منه فإنّه كثير الإرسال.
الثالث: يرويه الشعبي عن وابصة.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 145) من طريق سهل بن عامر البجلي ثنا عبد الله بن نُمير عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن وابصة قال: صلى رجل خلف الصف وحده، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإعادة.
وسهل بن عامر البجلي قال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، روى أحاديث بواطيل، أدركته بالكوفة وكان يفتعل الحديث. وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه أبو يعلى (1588) وفي "المفاريد"(99) والطبراني في "الكبير"(22/ 145 و145 - 146) و"الأوسط"(8411) والبيهقي (3/ 105) من طريق السري بن إسماعيل عن الشعبي عن وابصة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي خلف الصف وحده، فأمره أنْ يعيد الصلاة.
وفي لفظ: انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل يصلي خلف القوم وحده، فقال "أيها المصلي وحده ألا تكون وصلت صفا فدخلت معهم لو اجتررت رجلا إليك إنْ ضاق بك المكان، أعد صلاتك، فإنّه لا صلاة لك".
قال البيهقي: إسناده ضعيف، تفرد به السري بن إسماعيل وهو ضعيف"
وقال الحافظ: وفيه السري بن إسماعيل وهو متروك" للتلخيص 2/ 36
الرابع: يرويه أشعث بن سَوّار عن بكير بن الأخنس عن حَنَش بن المعتمر عن وابصة أنّ رجلا صلى خلف الصف وحده فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يعيد الصلاة"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 146) واللفظ له والخطيب في: "الأسماء المبهمة"(ص 321 - 322) من طرق عن أشعث بن سوار به.
وإسناده ضعيف لضعف أشعث بن سوار.
وخالفه أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني فرواه عن بكير بن الأخنس فلم يذكر حنشا.
أخرجه إبراهيم الهاشمي في "أماليه"(48) من طريق مِنْدل بن علي عن أبي إسحاق به.
لكن مندل ضعيف.
الخامس: يرويه السُّدِّي عن زيد بن وهب عن وابصة بن معبد أنّ رجلا صلى خلف الصف وحده، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرى من خلفه كما يرى من بين يديه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "ألا دخلت في الصف أو جذبت رجلا صلى معك، أعد الصلاة".
أخرجه ابن الأعرابي (ق 122/ أ) عن جعفر بن محمد بن كزال ثنا يحيى بن عبدويه ثنا قيس عن السدي به.
وأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(2/ 292) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 364) من طريق عقيل بن يحيى ثنا الطائي شيخ قدم علينا أيام أبي داود ثنا قيس عن السدي به.
قال أبو نعيم: قال أبو الشيخ: هذا الشيخ أراه يحيى بن عبدويه البغدادي لأنّ هذا الحديث معروف به"
قلت: وهو مختلف فيه: كذبه ابن معين، وقال ابن عدي:، أرجو أنّه لا بأس به.
وللحديث شاهد عن علي بن شيبان وعن ابن عباس وعن أبي هريرة
فأما حديث علي بن شيبان فأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 193 و 14/ 156 - 157) عن مُلازم بن عمرو اليمامي عن عبد الله بن بدر ثني عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه - وكان من الوفد - قال: خرجنا حتى قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم فبايعنا وصلينا خلفه فرأى رجلا يصلي خلف الصف وحده فوقف عليه نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى انصرف، فقال "استقبل صلاتك فلا صلاة للذي خلف الصف".
وأخرجه ابن ماجه (1003) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1678) عن ابن أبي شيبة به.
وأخرجه ابن حزم في "المحلى"(4/ 73) من طريق محمد بن وضاح ثنا ابن أبي شيبة به.
وأخرجه ابن سعد (5/ 551) وأحمد (4/ 23) والبخاري في "الكبير"(3/ 2/ 260 و 261) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 275 - 276) والبزار (نصب الراية 2/ 39) وابن خريمة (1569) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1829) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 394) وابن حبان (2202 و 2203) وأبو نعيم في "الصحابة"(4951) والبيهقي (3/ 105) وابن حزم في "الأحكام"(ص 233) من طرق عن ملازم بن عمرو به (1).
قال البزار: عبد الله بن بدر ليس بالمعروف، إنما حدّث عنه ملازم بن عمرو ومحمد بن جابر، فأما ملازم فقد احتمل حديثه وإنْ لم يحتج به، وأما محمد بن جابر فقد سكت الناس عن حديثه، وعلي بن شيبان لم يحدث عنه إلا ابنه، وابنه هذه صفته، وإنما ترتفع جهالة المجهول إذا روى عنه ثقتان مشهوران، فأما إذا روى عنه من لا يحتج بحديثه لم يكن ذلك الحديث حجة، ولا ارتفعت جهالته"
وقال البيهقي: لم يخرجه البخاري ولا مسلم في الصحيح لأنّ رجاله غير مشهورين" المعرفة 4/ 184
وقال أحمد: هو حديث حسن" التلخيص 2/ 37
وقال ابن حزم: ملازم ثقة، وثقه ابن أبي شيبة وابن نمير وغيرهما، وعبد الله بن بدر ثقة مشهور، وما نعلم أحدا عاب عبد الرحمن بأكثر من أنّه لم يَرو عنه إلا عبد الله بن بدر، وهذا ليس جرحة"
وقال النووي: إسناده حسن" الخلاصة 2/ 718
وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 1/ 122
وقال أحمد شاكر: وهذا الإسناد صحيح" المحلى 4/ 73
وقال الحافظ: في صحته نظر" الفتح 2/ 354
قلت: بل إسناده صحيح رواته ثقات، ملازم بن عمرو وعبد الله بن بدر وثقهما ابن معين وأبو زرعة والعجلي وابن حبان وغيرهم، وعبد الرحمن بن علي بن شيبان وثقه ابن حبان والعجلي وأبو العرب التميمي وابن حزم والحافظ في "التقريب".
(1) أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 340) من طريق أبي همام الوليد بن شجاع عن ملازم فقال فيه: عن عبد الرحمن بن علي عن أبيه عن شيبان.
والأول أصح.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار (كشف 516) والطبراني في "لكبير"(11658) و"الأوسط"(4835) من طريق أبي يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمَّاني ثنا النضر أبو عمر عن عكرمة عن ابن عباس قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي خلف الصف وحده، فأمره أنْ يعيد الصلاة.
قال البزار: لا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد"
وكذا قال الطبراني وزاد: تفرد به الحماني"
وقال الهيثمي: وفيه النضر أبو عمر أجمعوا على ضعفه" المجمع 2/ 96
وله طريق أخرى عند ابن عدي (2/ 668)
وفيها حماد بن داود الكوفي قال ابن عدي: ليس بالمعروف.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 44 - 45) الطبراني في "الأوسط"(5319) من طريق عبد الله بن محمد بن القاسم العبادي البصري ثنا يزيد بن هارون أنا محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي خلف الصفوف وحده، فقال "أعد الصلاة"
قال الطبراني: لا يُروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به العبادي"
وقال ابن حبان: عبد الله بن محمد بن القاسم يروي عن يزيد بن هارون المقلوبات، وعن غيره من الثقات الملزقات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد"
وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن محمد بن القاسم وهو ضعيف" المجمع 2/ 96
835 -
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ردّ ابنته زينب على أبي العاص بن الربيع بمهر جديد ونكاح جديد"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن ماجه من رواية حجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: فذكره، قال الترمذي: وفي إسناده مقال. ثم أخرج عن يزيد بن هارون أنّه حدّث بالحديثين عن ابن إسحاق وعن حجاج بن أرطاة ثم قال يزيد: حديث ابن عباس أقوى إسنادا والعمل على حديث عمرو بن شعيب - يريد عمل أهل العراق - وقال الترمذي في حديث ابن عباس: لا يعرف وجهه. وحكى الترمذي في "العلل المفرد" عن البخاري أنّ حديث ابن عباس أصح من حديث عمرو بن شعيب وعلته تدليس حجاج بن أرطاة، وله علة أشدّ من ذلك وهي ما ذكره أبو عبيد في "كتاب النكاح" عن يحيى القطان أنّ حجاجا لم يسمعه من عمرو بن شعيب وإنما حمله عن العَرْزَمي، والعرزمي ضعيف جدا.
وكذا قال أحمد بعد تخريجه: قال: والعرزمي لا يساوي حديثه شيئا. على أنّ الخطابي قال في إسناد حديث ابن عباس: هذه نسخة ضعفها علي بن المديني وغيره من علماء الحديث.
يشير إلى أنه من رواية داود بن الحصين عن عكرمة، قال: وفي حديث عمرو بن شعيب زيادة ليست في حديث ابن عباس والمثبت مقدم على النافي غير أنّ الأئمة رجحوا إسناد حديث ابن عباس.
والمعتمد ترجيح إسناد حديث ابن عباس على حديث عمرو بن شعيب لما تقدم ولإمكان حمل حديث ابن عباس على وجه ممكن" (1)
ضعيف
أخرجه عبد الرزاق (12648) وابن سعد (8/ 32 - 33) وسعيد بن منصور (2109) وأحمد (2/ 207 - 208) وابن ماجه (2010) والترمذي (1142) وفي "العلل"(1/ 450) والدولابي في "الذرية الطاهرة"(62) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 256) والخطابي في "المعالم"(2/ 675 - 676) والحاكم (3/ 639) وأبو نعيم في "الصحابة"(5914 و 7346) والبيهقي (7/ 188) وفي "معرفة السنن"(10/ 142) وابن عبد البر في "التمهيد"(12/ 25) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 131) من طرق عن الحجاج بن أرطأة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به.
قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: هذا حديث ضعيف أو قال: واه، ولم يسمعه الحجاج من عمرو بن شعيب إنما سمعه من محمد بن عبيد الله العرزمي، والعرزمي لا يساوي حديثه شيئا، والحديث الصحيح الذي روي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أقرهما على النكاح الأول"
وقال الترمذي: هذا حديث في إسناده مقال"
وروى البيهقي عن الدارقطني قال: هذا لا يثبت، وحجاج لا يحتج به، والصواب حديث ابن عباس (2) "
وقال البيهقي في "المعرفة": بلغني أنّ الحجاج لم يسمعه من عمرو، والحجاج مشهور بالتدليس"
وقال الخطابي: وإنما ضعفوا حديث عمرو بن شعيب من قِبَل الحجاج بن أرطأة لأنّه معروف بالتدليس"
(1) 11/ 343 و 344 (كتاب الطلاق - باب إذا أسلمت المشركة أو النصرانية تحت الذمي أو الحربي)
(2)
سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رَدّ ابنته زينب على أبي العاص وكان إسلامها قبل إسلامه بست سنين على النكاح الأول ولم يحدث شيئا"
قلت: ومما تقدم يتبين لك أنّ قول ابن التركماني في "الجوهر النقي"(7/ 189): حديث عمرو بن شعيب عندنا صحيح. ليس بصحيح.
836 -
: "أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ردّ على أبي العاص بن الربيع زينب ابنته بالنكاح الأول"
سكت عليه الحافظ (1).
انظر حديث "أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رد ابنته زينب على أبي العاص"
837 -
"أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ركب من الجعرانة بعد أنْ أحرم بعمرة ولم يستصحب أحداً معه إلا بعض أصحابه المهاجرين، فقدم مكة فطاف وسعى وحلق ورجع إلى الجعرانة فأصبح بها كبائت فخفيت عمرته على كثير من الناس"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي وغيره" (2)
أخرجه الشافعي في "الأم"(2/ 114) والحميدي (863) وأحمد (3/ 426 و 4/ 69 و 5/ 380) ويعقوب بن سفيان (البداية والنهاية 6/ 14) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2312) والنسائي (5/ 157 - 158) وفي "الكبرى"(3847) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 90) والطبراني في "الكبير"(20/ 327) وأبو نعيم في "الصحابة"(6277 و6278) والبيهقي (4/ 357) وفي "الدلائل"(1/ 207) وابن عبد البر في "الاستيعاب"(10/ 233)
عن إسماعيل بن أمية الأموي
والشافعي (2/ 114) وابن سعد (2/ 171) وأحمد (3/ 426 و427) والأزرقي (2/ 207 - 208) والترمذي (935) وابن أبي عاصم (2313) والفاكهي (2840) والنسائي (5/ 157) وفي "الكبرى"(3846) وابن قانع (3/ 91) والطبراني (20/ 326) وأبو نعيم في "الصحابة"(6279) والبيهقي (4/ 357) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 75)
عن ابن جُريج
وأبو داود (1996) وابن قانع (3/ 90) وأبو نعيم في "الصحابة"(6280)
عن سعيد بن مزاحم بن أبي مزاحم
ثلاثتهم عن مزاحم بن أبي مزاحم عن عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد عن مُحَرش الكعبي أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليلا من الجعرانة حين أمسى معتمرا، فدخل مكة ليلا
(1) 11/ 277 (كتاب الطلاق - باب من جوز الطلاق الثلاث)
(2)
4/ 314 (كتاب الحج - باب الحلق والتقصير عند الإحلال)
فقضى عمرته، ثم خرج من تحت ليلته، فأصبح بالجعرانة كبائت، حتى إذا زالت الشمس خرج من الجعرانة إلى بطن سَرِف حتى جامع الطريق، طريق المدينة بسرف (1).
قال محرش: فلذلك خفيت عمرته على كثير من الناس.
اللفظ لحديث ابن جريج.
قال الترمذي: هذا حديث غريب، ولا نعرف لمحرش الكعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث"
وقال الحافظ: سنده حسن" الإصابة 9/ 101
قلت: مزاحم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال الحافظ في "القريب": مقبول.
وعبد العزيز بن عبد الله وثقه النسائي وغيره.
838 -
عن جعفر بن محمد عن أبيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رهن درعا له عند أبي الشحم اليهودي رجل من بني ظفر في شعير"
قال الحافظ: وهذا اليهودي هو أبو الشحم بينه الشافعي ثم البيهقي من طريق جغفر بن محمد عن أبيه فذكره" (2)
مرسل
أخرجه الشافعي (ص 251) عن إبراهيم بن محمد وغيره
والبيهقي (6/ 37) واللفظ له عن سليمان بن بلال وغيره
عن جعفر بن محمد عن أبيه به.
قال البيهقي: هذا منقطع" أي مرسل.
839 -
حديث جابر أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم زجر أنْ يقبر الرجل ليلا إلا أنْ يضطر إلى ذلك"
قال الحافظ: أخرجه ابن حبان (3103) لكن بين مسلم (943) في روايته السبب في ذلك ولفظه "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوما، فذكر رجلا من أصحابه قبض وكُفِّن في كَفن غير
(1) وفي حديث إسماعيل بن أمية: فنظرت إلى ظهره كأنه سبيكة فضة.
وفي حديث سعيد بن مزاحم عند ابن قانع: فكأني انظر إلى بياض إبطيه وجنبيه كأنهما فضتان.
(2)
6/ 66 (كتاب الرهن - باب رقم 1)
طائل، وقبر ليلا، فزجر أنْ يُقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه إلا أنْ يضطر الإنسان إلى ذلك وقال "إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه"(1).
قلت: وذكر ابن حبان في روايته أيضا السبب في ذلك.
840 -
عن أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم زجر عن الشرب قائما"
قال الحافظ: عند مسلم (2024) عن أنس: فذكره، ومثله عنده (2025) عن أبي سعيد بلفظ "نهى"، ومثله للترمذي وحسنه من حديث الجارود" (2)
حديث الجارود بن المعلى أخرجه الترمذي (1881) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 272) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 154) والطبراني في "الكبير"(2123 و 2124) وأبو نعيم في "الصحابة"(1646 و1647) من طريقين عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن أبي مسلم الجَذْمي عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى (3) عن الشرب قائما.
قال الترمذي: هذا حديث غريب حسن"
قلت: لم يذكر قتادة سماعا من أبي مسلم فإنّه كان مدلسا، وأبو مسلم ذكره ابن حبان في "الثقات" ووثقه العجلي والذهبي في "الكاشف"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.
وقال أبو نعيم: تفرد به سعيد عن قتادة، وكان أحمد بن حنبل يحمل هذا على الوهم من سعيد، وأنّ صوابه رواية همام عن قتادة عن أنس"
841 -
عن سهل بن سعد أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم زوّج رجلا بخاتم من حديد فصّه فضة"
قال الحافظ: وقد وقع عند الحاكم والطبراني من طريق الثوري عن أبي حازم عن سهل بن سعد: فذكره" (4)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(5837)
عن أحمد بن منصور الرَّمَادي
والحاكم (2/ 178)
عن أبي ثور
(1) 3/ 451 (كتاب الجنائز - باب الدفن بالليل)
(2)
12/ 184 (كتاب الأشربة - باب الشرب قائما)
(3)
وفي لفظ "زجر"
(4)
11/ 118 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن)
قالا: ثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني ثنا عبد الله بن مصعب بن ثابت عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: زوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً امرأة بخاتم من حديد فصّه فضّة.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن مصعب الزبيري وهو ضعيف" المجمع 4/ 281
قلت: هو مختلف فيه، ضعفه ابن معين، ووثقه ابن حبان.
842 -
حديث ضميرة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم زَوَّجَ رجلا على سورة البقرة لم يكن عنده شيء"
ذكر الحافظ أنّه عند الطبراني (1).
سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر "ما تصدقها؟ "
843 -
حديث أبي العشراء عن أبيه "أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن العَتيْرَة فَحَسَّنَها"
قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود من حديث أبي العشراء عن أبيه: فذكره" (2)
موضوع
أخرجه أبو داود في غير السنن (تهذيب التهذيب 12/ 167 - 168) وتمام الرازي في "حديث أبي العشراء الدارمي"(33 و 34) والمزي (34/ 87) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 73)
عن أبي غسان محمد بن عمرو زُنَيْج الرازي
والطبراني في "الكبير"(6722) وابن عدي (4/ 1601) وأبو الشيخ في "الطبقات"(234)
عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي
قالا: ثنا أبو معاوية عبد الرحمن بن قيس عن حماد بن سلمة عن أبي العشراء عن أبيه به.
قال أبو داود: سمعه مني أحمد بن حنبل فاستحسنه جدا"
وقال ابن عدي: وهذا لا أعلم يرويه عن حماد بن سلمة غير عبد الرحمن بن قيس"
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه عبد الرحمن بن قيس الضبي ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 28
(1) 11/ 111 و 114 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن)
(2)
12/ 15 (كتاب العقيقة - باب العتيرة)
قلت: عبد الرحمن بن قيس ترجمته في "التهذيب" وغيره، قال صالح جزرة: كان يضع الحديث، وكذبه ابن مهدي وأبو زرعة، وقال أحمد والنسائي: متروك الحديث.
وأبو العشراء قال ابن سعد وغيره: مجهول.
844 -
عن أبي هريرة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سجد في سورة النجم وسجدنا معه"
قال الحافظ: وروى البزار والدارقطني من طريق هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة: فذكره، رجاله ثقات. وروى ابن مردويه في التفسير بإسناد حسن عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنّه رأى أبا هريرة سجد في خاتمة النجم فسأله فقال: إنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها" (1)
صحيح
وله عن أبي هريرة طرق:
الأول: يرويه مخلد بن حسين الأزدي عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ والنجم فسجد وسجد معه من حضره من الجن والانس والشجر.
وفي لفظ: أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كتبت عنده سورة النجم فلما بلغ السجدة سجد وسجدنا معه وسجدت الدواة والقلم"
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 353) واللفظ الأول له
عن محمد بن كثير المِصيصي (2)
والبزار (كشف 753) واللفظ الثاني له
عن مسلم بن عبد الرحمن الجَرْمي (3)
والدارقطني (1/ 409)
عن محمد بن آدم المصيصي (4)
قالوا: ثنا مخلد بن حسين به.
(1) 3/ 209 (كتاب الصلاة - أبواب سجود القرآن - باب من قرأ السجدة ولم يسجد)
(2)
مختلف فيه.
(3)
ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يدور فيه جرحا ولا تعديلا.
(4)
قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"
قال البزار: لا نعلم رواه بهذا اللفظ إلا أبو هريرة، ولا نعلمه إلا من هذا الوجه، تفرد به مخلد عن هشام"
وقال الدارقطني: لم يَروه عن هشام إلا مخلد"
وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 2/ 285
قلت: وإسناده صحيح.
الثاني: يرويه الحارث بن عبد الرحمن القرشي العامري عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عّن أبي هريرة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ النجم فسجد وسجد الناس معه إلا رجلين أرادا الشهرة.
أخرجه أحمد (2/ 304) والطحاوي (1/ 353)
عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي
والطحاوي (1/ 353)
عن بشر بن عمر الزهراني
والبيهقي (2/ 321)
عن خالد بن الحارث البصري
ثلاثتهم عن ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن به.
وإسناده حسن لكن اختلف فيه على ابن أبي ذئب، فرواه وكيع عنه عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 8) ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط"(5/ 256)
وهذا إسناد حسن أيضا.
الثالث: يرويه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنّه رأى أبا هريرة سجد في خاتمة النجم. قال أبو سلمة: يا أبا هريرة، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها؟ قال: لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها لما سجدت فيها.
أخرجه الطحاوي (1/ 353) عن محمد بن النعمان ثنا أبو ثابت المدني ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن العلاء به.
ومحمد بن النعمان لم أقف له على ترجمة، وعبد العزيز والعلاء صدوقان، وأبو ثابت واسمه محمد بن عبيد الله بن محمد وعبد الرحمن بن يعقوب ثقتان.
وللحديث شاهد عن ابن عباس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والانس.
أخرجه البخاري (فتح 3/ 208)
وشاهد عن الشعبي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ والنجم فسجد فيها المسلمون والمشركون والجن والانس.
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 7 - 8) عن هُشيم عن عبد الله بن عون عن الشعبي.
وهذا مرسل رواته ثقات، وهشيم مدلس ولم يذكر سماعا من ابن عون.
845 -
حديث عليّ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سجد في صلاة الصبح في تنزيل السجدة"
قال الحافظ: وللطبراني في "الصغير" من حديث عليّ: فذكره، لكن في إسناده ضعف" (1)
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الصغير"(473) من طريق أبي حفص عمرو بن علي الفلاس ثنا معتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم عن عمرو بن مرة عن الحارث عن عليّ به.
وقال: لم يروه عن عمرو بن مرة إلا ليث، ولا عن ليث إلا معتمر، تفرد به عمرو بن علي، ولم يَرو عمرو بن مرة عن الحارث إلا هذا الحديث"
قلت: وإسناده ضعيف لضعف ليث والحارث الأعور.
846 -
عن أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فلم يتمضمض ولم يتوضا"
قال الحافظ: وروى أبو داود بإسناد حسن عن أنس: فذكره" (2)
ضعيف
أخرجه أبو داود (197) وابن شاهين في "الناسخ"(93) من طريق زيد بن الحُباب عن مطيع بن راشد عن توبة العنبري أنّه سمع أنس بن مالك يقول: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فلم يمضمض ولم يتوضأ وصلى.
قال زيد: دلني شعبة على هذا الشيخ.
(1) 3/ 30 (كتاب الجمعة - باب ما يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة)
(2)
1/ 325 (كتاب الوضوء - باب هل يمضمض من اللبن)
قلت: الشيخ هو مطيع بن راشد البصري قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.
847 -
حديث معاذ بن جبل أنّ النبي صلى الله عليه وسلم صلّى الصبح فقرأ فيهما بالمعوذتين.
قال الحافظ: رواه سعيد بن منصور" (1)
848 -
حديث ابن أبي أوفى أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صلى الضحى ركعتين"
قال الحافظ: أخرجه ابن عدي" (2)
ضعيف
أخرجه الدارمي (1470) وابن ماجه (1391) والبزار (3368) وأبو يعلى كما في "مصباح الزجاجة"(2/ 11) والعقيلي (2/ 150) وابن عدي (3/ 1178) من طرق عن سلمة بن رجاء الكوفي حدثتني الشعثاء امرأة من بني أسد قالت: دخلت على ابن أبي أوفى فرأيته صلى الضحى ركعتين، فقالت له امرأته: إنما صليت ركعتين، قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الضحى ركعتين حين بُشر بالفتح، وحين بُشِّر برأس أبي جهل.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه بهذا اللفظ إلا ابن أبي أوفى، ولا نعلم له طريقا إلا هذا الطريق"
وقال العقيلي: صلاة ركعتين حين أُتي برأس أبي جهل، لا يعرف إلا من هذا الطريق"
وقال الهيثمي: وفيه شعثاء ولم أجد من وثقها ولا جرحها" المجمع 2/ 238
وقال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال. شعثاء لم أر من تكلم فيها لا بجرح ولا بتوثيق، وسلمة بن رجاء لينه ابن معين، وقال ابن عدي: حدّث بأحاديث لم يتابع عليها، وقال النسائي: ضعيف، وقال الدارقطني: ينفرد عن الثقات بأحاديث، وقال أبو زرعة: صدوق، وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس" المصباح 2/ 11
قلت: الشعثاء ذكرها الذهبي في "الميزان" وقال: تفرد عنها سلمة بن رجاء، وقال الحافظ في "التقريب": لا تعرف.
(1) 10/ 374 (كتاب التفسير - سورة قل أعوذ برب الناس)
(2)
3/ 296 (كتاب الصلاة - أبواب التطوع - باب صلاة الضحى في السفر)
849 -
عن عمران بن حَصين أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صلّى بهم فسها، فسجد سجدتين ثم تشهد، ثم سلم"
قال الحافظ: رواه أبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم من طريق أشعث بن عبدالملك عن محمد بن سيرين عن خالد الحذاء عن أبي قِلابة عن أبي المهلب عن عمران: فذكره، قال الترمذي: حسن غريب، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وقال ابن حبان: ما روى ابن سيرين عن خالد غير هذا الحديث انتهى وهو من رواية الأكابر عن الأصاغر، وضعفه البيهقي وابن عبد البر وغيرهما وَوَهَّمُوا رواية أشعث لمخالفته غيره من الحفاظ عن ابن سيرين فإن المحفوظ عن ابن سيرين في حديث عمران ليس فيه ذكر التشهد، وروى السراج من طريق سلمة بن علقمة أيضا في هذه القصة: قلت لابن سيرين: فالتشهد؟ قال: لم أسمع في التشهد شيئا. وقد تقدم في باب تشبيك الأصابع من طريق ابن عون عن ابن سيرين قال: نبئت أنّ عمران بن حصين قال: ثم سلم. وكذا المحفوظ عن خالد الحَذَّاء بهذا الإسناد في حديث عمران ليس فيه ذكر التشهد كما أخرجه مسلم فصارت زيادة أشعث شاذة، ولهذا قال ابن المنذر: لا أحسب التشهد في سجود السهو يثبت. لكن قد ورد في التشهد في سجود السهو عن ابن مسعود عند أبي داود والنسائي، وعن المغيرة عند البيهقي، وفي إسنادهما ضعف. فقد يقال إنّ الأحاديث الثلاثة في التشهد باجتماعها ترتقي إلى درجة الحسن. قال العلائي: وليس ذلك ببعيد وقد صح ذلك عن ابن مسعود من قوله أخرجه ابن أبي شيبة" (1)
روي التشهد في سجود السهو من حديث عمران بن حصين ومن حديث ابن مسعود ومن حديث المغيرة بن شعبة
فأما حديث عمران بن حصين فأخرجه أبو داود (1039) والترمذي (395) والنسائي (3/ 22) وفي "الكبرى"(606) وابن الجارود (247) وابن خزيمة (1062) وابن المنذر في "الأوسط"(3/ 316 - 317) وابن حبان (2670 و 2672) والطبراني في "الكبير"(18/ 195) وأبو الشيخ في "الأقران"(124) والحاكم (1/ 323) والبيهقي (2/ 354 - 355 و 355) والبغوي في "شرح السنة"(761) من طريق محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري عن أشعث بن عبد الملك الحُمْرَاني عن محمد بن سيرين عن خالد الحَذَّاء عن أبي قِلابة عن أبي المهلب عن عمران به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح"
(1) 3/ 341 (كتاب الصلاة - أبواب السهو - باب من لم يتشهد في سجدتي السهو)
وقال ابن حبان: تفرد به الأنصاري، وما روى ابن سيرين عن خالد غير هذا الحديث، وخالد تلميذه"
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
وقال ابن المنذر: لا أحسب خبر عمران بن حصين يثبت، وقال: قد تكلم في هذا الحديث بعض أصحابنا وقال: روى هذا الحديث غير واحد من الثقات عن خالد فلم يقل فيه أحد "ثم تشهد".
وقال البيهقي: تفرد به أشعث الحمراني، وقد رواه شعبة ووهيب وابن عُلية والثقفي وهُشيم وحماد بن زيد ويزيد بن زُريع وغيرهم عن خالد الحذاء لم يذكر أحد منهم ما ذكر أشعث عن محمد عنه، ورواه أيوب عن محمد قال: أُخبرت عن عمران، فذكر السلام دون التشهد، وفي رواية هشيم ذكر التشهد قبل السجدتين وذلك يدل على خطأ أشعث فيما رواه.
وقال الألباني: قلت: رجال إسناده ثقات لكن ذكر التشهد فيه شاذ، تفرد به أشعث وهو ابن عبد الملك الحمراني دون سائر أصحاب ابن سيرين وبذلك أعلّه البيهقي والعسقلاني" تخريج ابن خزيمة 2/ 134
قلت: روى ابن سيرين عن أبي هريرة حديث السهو، ورواه عنه غير واحد، منهم:
1 -
عبد الله بن عون البصري.
ووقع في حديثه عن ابن سيرين قال: نبئت أنّ عمران بن حصين قال: ثم سلم. ولم يذكر التشهد.
أخرجه البخاري (فتح 2/ 113)
2 -
سلمة بن علقمة التميمي البصري.
قال: قلت لمحمد بن سيرين: فيهما تشهد - يعني في سجود السهو - قال: لم أسمعه في حديث أبي هريرة.
وفي لفظ: قلت لمحمد بن سيرين: في سجدتي السهو تشهد؟ قال: ليس في حديث أبي هريرة.
أخرجه البخاري (فتح 3/ 341) والبيهقي (2/ 355)
وفي رواية السراج التي ذكرها الحافظ: لم أسمع في التشهد شيئا.
وهي عند أبي داود (1010) قال ابن سيرين: نبئت أنّ عمران بن حصين قال: ثم سلم، قلت: فالتشهد؟ قال: لم أسمع في التشهد.
3 -
أيوب السَّخْتِياني.
قال: قيل لمحمد بن سيرين: سلم في السهو؟ فقال: لم أحفظه عن أبي هريرة ولكن نبئت أنّ عمران بن حصين قال: ثم سلم.
أخرجه مسلم (573) وأبو داود (1008) والترمذي (399) وابن خزيمة (1035) وابن حبان (2675) والدارقطني (1/ 366) والبيهقي (2/ 354 و357) وابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 358 - 359) وابن المنذر في "الأوسط"(1679) وابن حزم في "المحلى"(4/ 235 - 236)
وفي رواية أشعث عن ابن سيرين ذكر الواسطة بين ابن سيرين وبين عمران وهم ثلاثة (1)، ولم يُذكر التشهد إلا في روايته، وقد رواه جماعة عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران ولم يذكروا التشهد، منهم:
1 -
إسماعيل بن عُلية.
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 27 و 29 و 37 - 38 و 14/ 182) ومسلم (574) وابن خزيمة (1054 و 1060) والطبراني في "الكبير"(18/ 195) والبيهقي (2/ 359) وابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 361 - 362)
2 -
عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي.
أخرجه مسلم (1/ 405) وابن ماجه (1215) وابن خزيمة (1054) والبيهيقي (2/ 335 و 354)
3 -
يزيد بن زُريع.
أخرجه أبو داود (1018) والنسائي (3/ 22) وفي "الكبرى"(576) والطبراني في "الكبير"(18/ 194) والبيهقي (2/ 359) وابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 361 - 362)
4 -
مسلمة بن محمد الثقفي البصري.
أخرجه أبو داود (1018)
5 -
هُشيم.
(1) خالد الحذاء وأبو قلابة وأبو المهلب.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 194) والبيهقي (2/ 355)
6 -
شعبة.
أخرجه الطيالسي (منحة 1/ 111) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 443) والطبراني في "الكبير"(18/ 194)
7 -
المعتمر بن سليمان التيمي.
أخرجه ابن الجارود (245) وابن خزيمة (1054) وابن حبان (2673)
8 -
وهيب بن خالد البصري.
أخرجه الطحاوي (1/ 443) والطبراني في "الكبير"(18/ 195)
9 -
حماد بن زيد.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(607 و 1254) وابن خزيمة (1054) والطبراني في "الكبير"(18/ 195)
10 -
خالد بن عبد الله الواسطي.
أخرجه ابن حبان (2654 و 2671)
وهؤلاء كلهم ثقات إلا مسلمة بن محمد فهو مختلف فيه.
وأشعث بن عبد الملك ثقة وزيادته مقبولة لكني لا أجزم بها هنا في هذا الحديث لأنّ الروايات التي ذكرتها تدل على أنّ ذكر التشهد في هذا الحديث ليس بمحفوظ، والله تعالى أعلم.
قال ابن عبد البر: وأما التشهد في سجدتي السهو فلا أحفظه من وجه صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم" (1)
وأما حديث ابن مسعود فأخرجه أحمد (1/ 428 - 429) وأبو داود (1028) والنسائي في "الكبرى"(605) والبيهقي (2/ 355 - 356) من طريق محمد بن سلمة الباهلي عن خُصَيف عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه رفعه "إذا كنت في صلاة فشككت في ثلاث أو أربع وأكبر ظنك على أربع تشهدث ثم سجدت سجدتين وأنت جالس قبل أن تسلم، ثم تشهدت أيضا، ثم تسلم".
(1) التمهيد 10/ 209
قال أبو داود: رواه عبد الواحد عن خُصَيف ولم يرفعه، ووافق عبد الواحد أيضا سفيان وشَريك وإسرائيل، واختلفوا في الكلام في متن الحديث ولم يسندوه"
وقال ابن المنذر: الخبر غير ثابت" الأوسط 3/ 317
وقال البيهقي: وهذا غير قوي ومختلف في رفعه ومتنه"
وقال في "المعرفة"(2/ 282): هذا حديث مختلف في رفعه ومتنه، وخصيف غير قوي، وأبو عبيدة عن أبيه مرسل"
قلت: هكذا رواه محمد بن سلمة عن خصيف عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه مرفوعا، ورواه غيره عن خصيف عن أبي عبيدة عن أبيه موقوفا، منهم:
1 -
سفيان الثوري.
أخرجه عبد الرزاق (3491 و 3499) وابن المنذر في "الأوسط"(3/ 315) والطبراني في "الكبير"(9364 و 9365) والبيهقي (2/ 345)
2 -
محمد بن فضيل.
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 31) وأحمد (1/ 429)
وإسناده ضعيف، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وخصيف بن عبد الرحمن الجزري مختلف فيه.
وأما حديث المغيرة بن شعبة فأخرجه البيهقي (2/ 355) من طريق محمد بن عمران بن أبي ليلى ثنا أبي ثنا ابن أبي ليلى ثني الشعبي عن المغيرة أنْ النبي صلى الله عليه وسلم تشهد بعد أنْ رفع رأسه من سجدتي السهو"
وقال: وهذا يتفرد به محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الشعبي ولا يفرح بما يتفرد به"
وقال في "المعرفة"(3/ 282): وهذا ينفرد به ابن أبي ليلى هذا، ولا حجة فيما ينفرد به لسوء حفظه وكثرة خطأه في الروايات"
وقال ابن المنذر: الخبر غير ثابت" الأوسط 3/ 317
850 -
عن القاسم بن محمد أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في غزوة بني أنمار صلاة الخوف"
قال الحافظ: ويؤيده رواية الليث عن القاسم بن محمد: فذكره" (1)
(1) 8/ 433 (كتاب المغازي - باب غزوة بني المصطلق)
هو في صحيح البخاري معلقا (فتح 8/ 428) قال: تابعه الليث عن هشام عن زيد بن أسلم أنّ القاسم بن محمد حدّثه: صلَّى النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بني أنمار.
851 -
عن جابر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوم النحر بالمدينة فتقدم رجال فنحروا وظنوا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد نحر، فأمرهم أنْ يعيدوا"
قال الحافظ: وأورد الطحاوي (1) ما أخرجه مسلم (1964) من حديث ابن جُريج عن أبي الزبير عن جابر بلفظ: فذكره، قال: ورواه حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر بلفظ: أنّ رجلا ذبح قبل أنْ يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنهى أنْ يذبح أحد قبل الصلاة" وصححه ابن حبان (5909) "(2)
قلت: حديث حماد بن سلمة تقدم الكلام عليه عند حديث "اذبحها ولن تجزي جَذَعَة عن أحد بعدك"
852 -
عن عائشة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ضحى عن نسائه بالبقر"
قال الحافظ: وقد ثبت عن عائشة: فذكر" (3)
أخرجه البخاري (فتح 1/ 416)
853 -
حديث الزبير أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ضرب له أربعة أسهم: بسهمين لفرسه، وسهما له، وسهما لقرابته"
قال الحافظ: وللنسائي من حديث الزبير: فذكره" (4)
يرويه هشام بن عروة بن الزبير واختلف عنه:
- فقال سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي: عن هشام بن عروة عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن جده أنّه كان يقول: ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم عام خيبر للزبير بن العوام أربعة أسهم: سهما للزبير، وسهما لذي القربى، لصفية بنت عبد المطلب أمّ الزبير، وسهمين للفرس.
أخرجه النسائي (6/ 190) وفي "الكبرى"(4434)
(1) شرح معاني الآثار 4/ 172
(2)
12/ 118 (كتاب الأضاحي - باب من ذبح قبل الصلاة أعاد)
(3)
4/ 359 (كتاب الحج - أبواب العمرة - باب الاعتمار بعد الحج بغير هدي)
(4)
6/ 408 (كتاب الجهاد - باب سهام الفرس)
عن الحارث بن مسكين المصري
والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 283) والدارقطني (4/ 110 - 111) والبيهقي (9/ 52 - 53)
عن يونس بن عبد الأعلى المصري
كلاهما عن عبد الله بن وهب أخبرني سعيد بن عبد الرحمن به.
ورواه إبراهيم بن المنذر الحِزامي عن ابن وهب بلفظ "ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم عام خيبر بأربعة أسهم: سهم للزبير، وسهم لذي القربى، وسهم لأمه، وسهم لفرسه.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 251)
ولم ينفرد سعيد بن عبد الرحمن به بل تابعه أبو المورع محاضر بن المُوَرِّع عن هشام باللفظ الأول.
أخرجه الدارقطني (4/ 111) عن أبي بكر النيسابوري ثنا محمد بن إسحاق ثنا محاضر به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 326)
ورواته ثقات غير محاضر فهو مختلف فيه، ويحص بن عباد ما أظنه سمع من جده.
- ورواه محمد بن بشر العبدي عن هشام عن يحيى بن عباد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
أخرجه الدارقطني (4/ 111)
- وقال سفيان بن عُيينة: عن هشام عن يحيى بن عباد أنّ الزبير بن العوام كان يضرب في المغنم بأربعة أسهم: سهما له، وسهمين لفرسه، وسهما في ذي القربى.
أخرجه الشافعي في "الام"(4/ 69) عن ابن عيينة به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 52) وفي "المعرفة"(13/ 171)
قال الشافعي: وكان ابن عيينة (1) يهاب أنْ يذكر يحيى بن عباد، والحفاظ يروونه عن يحيى بن عباد"
(1) رواه سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عن ابن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كان الزبير يضرب له في المغنم
…
أخرجه الطحاوي (3/ 284)
- ورواه إسماعيل بن عياش عن هشام واختلف عنه:
• فقال إسحاق بن إدريس الأسواري البصري: ثنا إسماعيل بن عياش عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير بن العوام قال: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر أربعة أسهم: سهمين لفرسي، وسهما لي، وسهما لأمي من ذوي القربى.
أخرجه الدارقطني (4/ 109 - 110)
• وقال الهيثم بن خارجة الخراساني: ثنا إسماعيل بن عياش عن هشام عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن الزبير بن العوام به.
أخرجه الدارقطني (4/ 110)
ورواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها.
وللحديث طريق أخرى عن الزبير يرويها فُليح بن محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام عن المنذر بن الزبير عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه أعطى الزبير سهما، وأمه سهما، وفرسه سهمين.
أخرجه أحمد (1/ 166) عن عتاب بن زياد الخراساني ثنا عبد الله بن المبارك ثنا فليح بن محمد به.
وفليح بن محمد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحسينى: لا يكاد يعرف.
854 -
عن ابن عمر أنْ النبي صلى الله عليه وسلم ضرب وغَرَّب، وأنّ أبا بكر ضرب وغرب، وأنّ عمر ضرب وغرب.
قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي وصححه ابن خزيمة والحاكم من رواية عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: فذكره، أخرجوه من رواية عبد الله بن إدريس عنه، وذكر الترمذي أنّ أصحاب عبيد الله بن عمر رووه عنه موقوفا على أبي بكر وعمر" (1)
يرويه عبد الله بن إدريس الكوفي واختلف عنه:
- فقال غير واحد: عن عبد الله بن إدريس عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ضرب وغرب، وأنّ أبا بكر ضرب وغرب، وأنّ عمر ضرب وغرب.
(1) 15/ 172 (كتاب الحدود - باب البكران يجلدان وينفيان)
منهم:
1 -
أبو كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني.
أخرجه الترمذي (1438) وفي "العلل"(2/ 600) والنسائي في "الكبرى"(7342) وأبو بكر الأبهري في "الفوائد"(39) والحاكم (4/ 369) والخليلي في "الإرشاد"(2/ 574) والبيهقي (8/ 223) وابن عبد البر في "التمهيد"(9/ 88)
2 -
يحيى بن أكثم المروزي.
أخرجه الترمذي (1438) وفي "العلل"(2/ 600)
3 -
مسروق بن المَرْزُبان.
قاله الدارقطني (الوهم والإيهام 5/ 445) وابن عدي (الكامل 4/ 1629)
4 -
جحدر بن الحارث الكفرتوثي.
أخرجه ابن عدي (4/ 1628 - 1629)
قال الترمذي: حديث ابن عمر حديث غريب، رواه غير واحد عن عبد الله بن إدريس فرفعوه، وروى أصحاب عبيد الله بن عمر عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنّ أبا بكر ولم يرفعوه، ولا يرفع هذا الحديث عن عبيد الله غير ابن إدريس، وقد رواه بعضهم عن ابن إدريس عن عبيد الله موقوفا"
وقال أبو حاتم: هذا خطأ، رواه قوم عن ابن إدريس عن عبيد الله عن نافع أنّ النبي صلى الله عليه وسلم، مرسل.
وابن إدريس وهم في هذا الحديث مرة حدّث مرسلا، ومرّة حدّث متصلا، وحديث ابن إدريس حجة يحتج به وهو إمام من أئمة المسلمين" العلل 1/ 459
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
وقال ابن القطان الفاسي: وعندي أنَه حديث صحيح وما من رواته من يسأل عنه، لثقتهم وشهرتهم" الوهم والإيهام 5/ 444 - 445
- وقال أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج في "حديثه"(106): عن عبد الله بن إدريس عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنّ أبا بكر ضرب وغرب، وأنّ عمر ضرب وغرب، ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الترمذي (4/ 44) عن أبي سعيد الأشج به.
وأخرجه البيهقي (8/ 223) من طريق إبراهيم بن أبي طالب محمد النيسابوري عن أبي سعيد الأشج به.
وتابعه محمد بن عبد الله بن نمير عن ابن إدريس به.
ذكره الدارقطني.
وقال: هذه الرواية هي الصواب" الوهم والأيهام 5/ 445 - نصب الراية 3/ 331
- وقال يوسف بن محمد بن سابق: عن ابن إدريس عن عبيد الله عن نافع أنّ النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا لم يذكر ابن عمر.
قاله الدارقطني.
855 -
حديث جابر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم طاف راكبا ليراه الناس وليسألوه"
قال الحافظ: ووقع في حديث جابر عند مسلم (1273): فذكره" (1)
856 -
"أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم طَلَّقَ حفصة ثم راجعها"
قال الحافظ: وأخرج ابن سعد والدرامي والحاكم: فذكره، ولابن سعد مثله من حديث ابن عباس عن عمر وإسناده حسن، ومن طريق قيس بن زيد مثله، وزاد: فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إنْ جبريل أتاني فقال لي: راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة" وقيس مختلف في صحبته، ونحوه عنده من مرسل محمد بن سيرين" (2)
صحيح
ورد من حديث عمر ومن حديث أنس ومن حديث ابن عمر ومن حديث عاصم بن عمر ومن حديث عقبة بن عامر ومن حديث عمار بن ياسر ومن حديث قيس بن زيد ومن حديث محمد بن سيرين مرسلا
فأما حديث عمر فأخرجه ابن سعد (8/ 84) والدارمي (2269) وعبد بن حميد (43) وأبو داود (2283) وابن ماجه (2016) والبزار (189) والنسائي (6/ 178) وفي "الكبرى"(5755) وأبو يعلى (173 و 174) والطحاوي في "المشكل"(4611 و 4612) وابن حبان (4275) والطبراني في "الكبير"(23/ 187) والحاكم (2/ 197) والبيهقي
(1) 4/ 236 (كتاب الحج - باب المريض يطوف راكبا)
(2)
11/ 196 (كتاب النكاح - باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها)
(7/ 321 - 322) وفي "الصغرى"(2652) من طرق عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن صالح بن صالح بن حي عن سلمة بن كُهيل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن عمر به.
قال البزار: هذا الحديث لا نعلم رواه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس إلا سلمة، ولا سلمة إلا صالح بن صالح"
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
قلت: إسناده صحيح رواته ثقات لكن لم يخرج الشيخان رواية يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن صالح بن صالح، ولا رواية صالح بن صالح عن سلمة بن كهيل، ولم يخرج البخاري رواية سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير.
وأما حديث أنس فله عنه طرق:
الأول: يرويه هُشيم أنبا حُميد الطويل عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة فَأُمِرَ أنْ يراجعها"
أخرجه سعيد بن منصور (2158) عن هشيم به.
وأخرجه ابن سعد (8/ 84) والدارمي (2270) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 1002و 1003) وأبو يعلى (3815) والحاكم (2/ 196 - 197) وأبو نعيم في "الصحابة"(7400) والبيهقي (7/ 367 - 368) من طرق عن هشيم به.
قال الدارمي: كان علي بن المديني أنكر هذا الحديث وقال: ليس عندنا هذا الحديث بالبصرة عن حميد"
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
وقال الهيثمي: رجال أبي يعلى رجال الصحيح" المجمع 4/ 333
قلت: وهو كما قالا.
الثاني: يرويه الحسن بن أبي جعفر الجُفْرِي ثنا ثابت عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة، فأتاه جبريل فقال: يا محمد طلقت حفصة وهي صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة فراجعها.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4615) والحاكم (4/ 15) واللفظ له
وإسناده ضعيف لضعف الحسن بن أبي جعفر.
الثالث: يرويه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن أنس أنّ النبي به. طلق حفصة ثم راجعها.
أخرجه البزار (كشف 1501) عن محمد بن ثَوَاب الهَبَّاري ثنا أسباط بن محمد عن سعيد بن أبي عروبة به.
وقال: يُروى عن أسباط عن سعيد عن قتادة مرسلا ولم نسمعه إلا من محمد بن ثواب عن أسباط"
قلت: واختلف فيه على محمد بن ثواب، فرواه الباغندي عنه ثنا محمد بن بشر ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة فأتاه جبريل فقال: إنّ الله يقرئك السلام ويقول: إنها لزوجتك في الدنيا والآخرة فراجعها.
أخرجه أبو منصور بن عساكر في "الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين"(ص 152)
وقال: هذا حديث حسن"
قلت: اختلف فيه على سعيد بن أبي عروبة، فرواه سعيد بن عامر الضُّبَعِي عنه عن قتادة مرسلا.
أخرجه ابن سعد (8/ 84)
والأول أصح.
ولم ينفرد سعيد بن أبي عروبة به بل تابعه شعبة عن قتادة عن أنس قال: طلق النبي صلى الله عليه وسلم حفصة، فاغتم الناس من ذلك، ودخل عليها خالها عثمان بن مظعون، وأخوه قدامة فبينما هما عندها، وهم مغتمون، إذ دخل النبي صلى الله عليه وسلم على حفصة فقال "يا حفصة، أتاني جبريل آنفا فقال: إنّ الله يقرئك السلام ويقول لك: راجع حفصة، فإنها صوامة قوامة، وهي زوجتك في الجنة"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(151) عن أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي ثنا موسى بن أبي سهل المصري ثنا ابن أبي بكير الكرماني ثنا شعبة به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن شعبة إلا يحيى بن أبي بكير، تفرد به موسى بن أبي سهل"
وقال الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم" المجمع 9/ 245
قلت: أحمد بن يحيى وموسى بن أبي سهل لم أر من ترجمهما، والباقون ثقات، وذكر عثمان بن مظعون في سياق المتن وهم كما سيأتي.
وأما حديث ابن عمر فأخرجه البزار (كشف 1502) وأبو يعلى (172)
عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهمداني
وابن حبان (4276) والطبراني في "الكبير"(23/ 187 - 188) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 51)
عن محمد بن عبد الله بن نُمير
والطحاوي في "المشكل"(4613)
عن إسماعيل بن الخليل الخزاز
قالوا: ثنا يونس بن بكير عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عمر قال: دخل عمر على حفصة وهي تبكي، فقال لها: ما يبكيك؟ لعل رسول الله طلقك؟ إنّه قد كان طلقك مرة، ثم راجعك من أجلي، والله لئن كان طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبدا. اللفظ لأبي يعلى
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 333 و 9/ 244
قلت: وإسناده حسن، يونس بن بكير مختلف فيه: وثقه جماعة وضعفه آخرون، وقال الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق": صدوق.
فلا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، والأعمش وإنْ كان مدلسا إلا أنّ روايته عن أبي صالح بالعنعنة محمولة على الاتصال كما قال الذهبي في "الميزان"، وهو وأبو صالح وأبو كريب وابن نمير والخزاز كلهم ثقات.
وأما حدييث عاصم بن عمر فأخرجه أحمد (3/ 478) والطبراني في"الكبير"(17/ 176) وأبو نعيم في "الصحابة"(5379) من طرق عن بكر بن مضر المصري ثني موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل بن حَنيف عن عاصم بن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة بن عمر طلقة ثم ارتجعها. اللفظ للطبراني
قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 333
قلت: موسى بن جبير ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.
وعاصم بن عمر بن الخطاب ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه.
وأما حديث عقبة بن عامر فأخرجه الطحاوي في "المشكل"(4614) والطبراني في "الكبير"(17/ 291 - 292 و 23/ 188) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 50 - 51) والرافعي في "التدوين"(3/ 168) من طريق ابن وهب ثني عمرو بن صالح الحضرمي عن موسى بن عُلَي بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب، فوضع التراب على رأسه فقال: ما يعبأ الله بك يا ابن الخطاب بعدها، فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم به. فقال: إن الله يأمرك أنّ تراجع حفصة رحمة لعمر.
قال الهيثمي: وفيه عمرو بن صالح الحضرمي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 334 و 9/ 244
وأما حديث عمار بن ياسر فأخرجه البزار (1401) عن المنذر بن الوليد الجارودي ثنا أبي ثنا الحسن بن أبي جعفر عن عاصم عن زِر بن حُبيش عن عمار قال: لما طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة أتاه جبريل فقال: راجع حفصة فإنها صوامة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 188) عن عبدان بن أحمد ثنا المنذر بن الوليد الجارودي به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(2/ 50) عن الطبراني به.
وأخرجه في "الصحابة"(7402) من طريق الحسين بن محمد بن حماد ثنا المنذر بن الوليد به.
قال البزار: ولا نعلم يُروى هذا الحديث عن عمار إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو ضعيف" المجمع 9/ 244
وأما حديث قيس بن زيد فأخرجه ابن سعد (8/ 84) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 1000 و 1001) والطبراني في "الكبير"(18/ 365) والحاكم (4/ 15) وأبو نعيم في: "الحلية"(2/ 50) وفي "الصحابة"(5720) من طرق عن حماد بن سلمة أنا أبو عمران الجَوْني عن قيس بن زيد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة بنت عمر، فأتاها خالاها عثمان وقدامة ابنا مظعون فبكت وقال: والله ما طلقني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شبع، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها فتجلببت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنّ جبريل أتاني فقال لي: أَرْجِعْ حفصة فإنّها صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة" اللفظ لابن سعد
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 245
قلت: لم يخرج الشيخان لقيس بن زيد، وهو مختلف في صحبته.
قال الحافظ: قيس بن زيد تابعي صغير أرسل حديثا فذكره جماعة منهم الحارث بن أبي أسامة في الصحابة، وذكره ابن أبي حاتم وغيره في التابعين تبعا للبخاري وقال: قال أبي: مجهول.
وقال: وفي سياق المتن وهم لأنّ عثمان بن مظعون مات قبل أنْ يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم حفصة؛ لأنّه مات قبل أحد بلا خلاف، وزوج حفصة قبل النبي صلى الله عليه وسلم مات بأحد فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أحد بلا خلاف" الإصابة 8/ 261
قلت: وقيس بن زيد ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال ابن أبي حاتم: لا أعلم له صحبة، وقال ابن الأثير في "أسد الغابة": مجهول ولا يصح له صحبة.
والحديث اختلف فيه على أبي عمران الجوني، فرواه أبو قدامة الحارث بن عبيد عنه عن أنس.
قال أبو حاتم: الصحيح حديث حماد، وأبو قدامة لزم الطريق" علل الحديث 1/ 428
وأما حديث ابن سيرين فأخرجه ابن سعد (8/ 85)
وفيه الواقدي وهو متروك عن ابن أبي سَبْرَة وهو ممن يضع الحديث كما قال أحمد وابن عدي وغيرهما.
857 -
عن ابن عباس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم عَقَّ عن الحسن والحسين كبشا كبشا"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود، ولا حجة فيه، فقد أخرجه أبو الشيخ من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس بلفظ "كبشين كبشين" وأخرج أيضا من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مثله" (1)
حديث ابن عباس أخرجه أبو داود (2841) وابن أبي الدنيا في "العيال"(46) والحربي في "الغريب"(1/ 42) وابن الجارود (912) والدولابي في: "الذرية الطاهرة"(105) والطحاوي في "المشكل"(1039) وابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 49) والطبراني في "الكبير"(2567 و 11856) والباغندي في "جزئه"(13) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 151) والبيهقي (9/ 299 و 302) وفي "معرفة السنن"(14/ 69) وابن عبد البر في "التمهيد"(4/ 314)
(1) 12/ 10 (كتاب العقيقة - باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة)
عن أبي معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المِنْقَري المُقْعَد
وابن الجارود (911)
عن محمد بن عمر القَصَبي
وابن الأعرابي (ق 166 - 167)
عن أحمد بن عمر القصبي
كلهم عن عبد الوارث بن سعيد ثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس به.
وفي لفظ "عقّ عن الحسن كبشا، وعن الحسين كبشا"
ولفظ ابن أبي حاتم "عقّ عن الحسن والحسين كبشين"
وإسناده صحيح رواته ثقات.
لكن اختلف فيه على أيوب، فرواه غير واحد عنه عن عكرمة مرسلا (1).
قال ابن الجارود: رواه الثوري وابن عُيينة وحماد بن زيد عن أيوب لم يجاوزوا به عكرمة"
وقال أبو حاتم: رواه وهيب وابن عُلية عن أيوب عن عكرمة مرسلا، وهذا أصح" علل الحديث
قلت: رواه غير واحد عن عكرمة عن ابن عباس، منهم:
1 -
قتادة.
أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(53) عن الحجاج بن الحجاج الباهلي البصري عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: عقّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين بكبشين كبشين.
ومن طريقه أخرجه النسائي (7/ 147) والطبرانى في "الكبير"(2568 و 11838) و "الأوسط"(8014)
(1) رواه معمر والثوري عن أيوب عن عكرمة مرسلا.
أخرجه عبد الرزاق (7862) وابن سعد (151 و 153)
وإسماعيل بن علية.
أخرجه ابن سعد (150)
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا الحجاج بن الحجاج، تفرد به إبراهيم بن طهمان"
قلت: رواته ثقات لكن فيه عنعنة قتادة
2 -
يحيى بن سعيد الأنصاري عن عكرمة عن ابن عباس قال: عُقَّ عن الحسن والحسين.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(2569)
عن عبدالله بن الأجلح الكندي الكوفي
و (2570)
عن عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي
كلاهما عن يحيى بن سعيد به.
قال أبو حاتم: هذا خطأ إنما هو عن عكرمة قوله.
وقال: لم تصح رواية يحيى بن سعيد عن عكرمة فإنّه لا يرضى عكرمة كيف يروي عنه" علل الحديث 2/ 49
قلت: رواه ابن أبي شيبة (8/ 235) عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر ويعلى بن عبيد الطنافسي عن يحيى بن سعيد عن عكرمة قوله.
3 -
يونس بن عبيد.
أخرجه ابن الأعرابي (ق 166/ أ) عن سليمان بن أحمد بن ياسين ثنا محمد بن عبد الله المخرمي ثنا أحمد بن عمر ثنا مسلمة بن محمد الثقفي عن يونس بن عبيد عن عكرمة عن ابن عباس أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم عقّ عن الحسن كبشا وأمر برأسه فحلق وتصدق بوزن شعره فضة، وكذلك الحسين أيضا.
وإسناده ضعيف، أحمد بن عمر هو القصبي قال أبو حاتم: مجهول.
ومسلمة بن محمد مختلف فيه: وثقه ابن حبان، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال أبو حاتم: ليس بمشهور شيخ يكتب حديثه.
وحديث ابن عمرو أخرجه الحاكم (4/ 237) من طريق سَوَّار أبي حمزة عن، عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ النبي صلى الله عليه وسلم عقّ عن الحسن والحسين عن كل واحد منهما كبشين اثنين مثلين متكافئين.
وسكت عليه.
وقال الذهبي: قلت: سوار ضعيف"
قلت: هو ابن داود المزني وهو مختلف فيه: قال أحمد: لا بأس به، وقال البزار: لم يكن بالقوي، وقال الدارقطني: لا يتابع على أحاديثه فيعتبر به، واختلف فيه قول ابن معين وابن حبان.
858 -
حديث أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم عَقَّ عن نفسه بعد النبوة"
قال الحافظ: لا يثبت أخرجه البزار من رواية عبد الله بن مُحَرَّر عن قتادة عن أنس، قال البزار: تفرد به عبد الله وهو ضعيف.
وأخرجه أبو الشيخ من وجهين آخرين أحدهما من رواية إسماعيل بن مسلم عن قتادة، وإسماعيل ضعيف أيضا، وقد قال عبد الرزاق: إنهم تركوا حديث عبد الله بن محرر من أجل هذا الحديث، فلعل إسماعيل سرقه منه.
ثانيهما: من رواية أبي بكر المستملي عن الهيثم بن جميل وداود بن المُحَبَّر قالا: حدثنا عبد الله بن المثنى عن ثمامة عن أنس، وداود ضعيف لكن الهيثم ثقة، وعبد الله من رجال البخاري فالحديث قوي الإسناد.
وقد أخرجه محمد بن عبد الملك بن أيمن عن إبراهيم بن إسحاق السراج عن عمرو الناقد، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" عن أحمد بن مسعود كلاهما عن الهيثم بن جميل وحده به، فلولا ما في عبد الله بن المثنى من المقال لكان هذا الحديث صحيحا، لكن قال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بقوي، وقال أبو داود: لا أخرج حديثه، وقال ابن حبان في "الثقات": ربما أخطأ، ووثقه العجلي والترمذي وغيرهما، فهذا من الشيوخ الذين إذا انفرد أحدهم بالحديث لم يكن حجة. وقد مشى الحافظ الضياء على ظاهر الإسناد فأخرج هذا الحديث في الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين" (1)
له عن أنس طريقان:
الأول: يرويه قتادة عن أنس.
أخرجه عبد الرزاق (7960) عن عبد الله بن محرر عن قتادة عن أنس به.
ومن طريقه أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 23) والبيهقي (9/ 300)
وأخرجه ابن المديني في "العلل"(ص 57) والبزار (كشف 1237) والروياني (1371) وابن عدي (4/ 1452) من طرق عن عبد الله بن محرر به.
(1) 12/ 12 (كتاب العقيقة - باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة)
قال البزار: تفرد به عبد الله بن محرر وهو ضعيف جدا، إنما يكتب عنه ما لا يوجد عند غيره"
وقال البيهقي: حديث منكر، قال عبد الرزاق: إنما تركوا عبد الله بن محرر لحال هذا الحديث. وقد روي من وجه آخر عن قتادة، ومن وجه آخر عن أنس وليس بشي"
قلت: عبد الله بن محرر قال الفلاس وغير واحد: متروك الحديث.
لكنه لم ينفرد به فقد تابعه عبد الله الجرشي عن قتادة عن أنس به.
أخرجه ابن شاهين في "الأفراد"(3) عن القاسم بن إسماعيل المحاملي ثنا الفضل بن يعقوب ثنا أبو قتادة الحرّاني ثنا عبد الله الجرشي به.
وقال: وهذا حديث غريب، ولا أعرف لعبد الله الجرشي غير هذا الحديث عن قتادة، وقال القاسم عن الفضل قال: قال أبو قتادة: هذا أفادناه شعبة عن هذا الشيخ، وقال: ليس يروي هذا الحديث أحد غيره"
كذا قال، وقد رواه ابن محرر أيضا كما تقدم، وأبو قتادة الحرّاني قواه أحمد، وضعفه الجمهور، واختلف فيه قول ابن معين.
الثاني: يرويه عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس عن ثُمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1053) عن الحسن بن عبد الله بن منصور البالسي
والطبراني في "الأوسط"(998) عن أحمد بن مسعود المقدسي
وابن أبي الدنيا في "العيال"(66) عن عمرو بن محمد الناقد (1)
قالوا: ثنا الهيثم بن جميل ثنا عبد الله بن المثنى به.
ووقع عند ابن أبي الدنيا: قال: وربما قال حدثنيه رجل من آل أنس عن أنس.
وهكذا رواه الحسين بن نصر عن الهيثم بن جميل ثنا عبد الله بن المثنى ثني رجل من آل أنس عن أنس.
أخرجه الطحاوي (1054)
(1) أخرجه ابن حزم في "المحلى"(8/ 321 - 322) من طريق محمد بن عبد الملك بن أيمن ثنا إبراهيم بن إسحاق السراج ثنا عمرو بن محمد الناقد به.
وعبد الله بن المثنى مختلف فيه، وثقه الترمذي وغيره، وضعفه أبو داود وغيره، واختلف فيه قول ابن معين والدارقطني، وقد اضطرب فيه كما ترى فمرة قال: عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، ومرة قال: عن رجل من آل أنس.
859 -
حديث أبي الدرداء أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَاءَ فأفطر"
قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن مصححا" (1)
صحيح
يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:
- فرواه هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير واختلف عن هشام:
• فقال إسماعيل بن عُلية: أنا هشام عن يحيى عن يعيش بن الوليد بن هشام عن معدان عن أبي الدرداء أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر. قال: فلقيت ثوبان في مسجد (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك، فقال: أنا صببت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه.
أخرجه أحمد (5/ 195 و 277)
• ورواه يزيد بن هارون عن هشام واختلف عنه:
فقال ابن أبي شيبة (3/ 39): ثنا يزيد عن هشام عن يحيى عن يعيش أنّ معدان أخبره أنّ أبا الدرداء أخبره به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2/ 215)
عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني
والروياني (609)
عن سفيان بن وكيع
قالا: ثنا يزيد بن هارون به.
وقال سفيان بن وكيع في روايته: أنّ معدان بن أبي طلحة أخبره.
ورواه محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن يزيد بن هارون فقال: أنّ خالد بن معدان أخبره عن أبي الدرداء.
(1) 5/ 77 (كتاب الصوم - باب الحجامة والقيء للصائم)
(2)
وفي رواية "في مسجد دمشق"
أخرجه النسائي في "الكبرى "(3126)
ورواه الحارث بن أبي أسامة عن يزيد بن هارون أنبا هشام عن يحيى ثني الأوزاعي عن يعيش أنّ معدان بن أبي طلحة حدثه أنّ أبا الدرداء حدثه.
أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1383)
• ورواه معاذ بن هشام الدستوائي عن أبيه عن يحيى ثني رجل من إخواننا عن يعيش عن خالد بن معدان عن أبي الدرداء.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(3127)
• ورواه محمد بن أبي عدي البصري عن هشام عن يحيى ثني رجل من إخواننا عن يعيش أنّ ابن معدان أخبره عن أبي الدرداء.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(3128)
• ورواه النضر بن شُميل عن هشام واختلف عنه:
فقال عبدة بن عبد الرحيم المروزي: أنبا ابن شميل أنبا هشام عن يحيى عن الأوزاعي عن يعيش عن معدان عن أبي الدرداء.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(3123)
وقال سليمان بن سلم البلخي: أنبا النضر أنبا هشام عن يحيى عن رجل عن يعيش عن معدان عن أبي الدرداء.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(3124)
• ورواه أبو بحر عبد الرحمن بن عثمان البَكْراوي عن هشام عن يحيى ثني رجل عن يعيش أن معدان أخبره أنّ أبا الدرداء أخبره.
أخرجه ابن خزيمة (1959) والحاكم (1/ 426)
• ورواه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن هشام واختلف عنه:
فقال أبو غسان مالك بن يحيى الهمداتي: ثنا عبد الوهاب ثنا هشام عن يحيى عن رجل عن يعيش عن معدان عن أبي الدرداء.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1674)
وقال محمد بن إسحاق الصاغاني: ثنا عبد الوهاب ثنا هشام عن يعيش عن ابن معدان عن أبي الدرداء.
أخرجه البيهقي في "الخلافيات"(659)
- ورواه حرب بن شداد البصري عن يحيى بن أبي كثير عن الأوزاعي عن يعيش بن الوليد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء.
أخرجه ابن خزيمة (1958) عن حاتم بن بكر بن غيلان ثنا عبد الصمد بن الوارث ثنا حرب بن شداد به.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(160) من طريق عمار بن رجاء ثنا عبد الصمد به.
• ورواه عبد الله بن رجاء الغُدَاني البصري عن حرب بن شداد واختلف عنه:
فرواه هشام بن علي السيرافي عن عبد الله بن رجاء كرواية عبد الصمد.
أخرجه الحاكم (1/ 426)
ورواه أحمد بن منصور بن راشد الحنظلي عن عبد الله بن رجاء ثنا حرب عن يحيى ثنا الأوزاعي أنّ ابن الوليد بن هشام حدّثه أنّ أباه حدّثه ثنا معدان بن طلحة أنّ أبا الدرداء أخبره.
أخرجه الدارقطني (1/ 159)
- ورواه حسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:
• فرواه عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد عن أبيه عن حسين المعلم واختلف عنه:
فقال غير واحد: عن عبد الصمد عن أبيه عن حسين المعلم عن يحيى ثني الأوزاعي عن يعيش بن الوليد بن هشام عن أبيه عن معدان (1) بن أبي طلحة عن أبي الدرداء.
منهم:
1 -
أحمد بن حنبل (6/ 443)
ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق"(213)
(1) سماه بعضهم: معدان بن طلحة قال الترمذي: وابن أبي طلحة أصح (السنن 1/ 145)
وقال ابن معين: أهل الشام يقولون: ابن طلحة، وقتادة وهؤلاء يقولون: ابن أبي طلحة، وأهل الشام
أثبت فيه (تاريخ الدوري 2/ 576)
وخالفه الطحاوي فقال: العراقيون يقولون في نسب هذا الرجل: معدان بن طلحة، وأما الشاميون فيقولون فيه: معدان بن أبي طلحة، وهم به أعرف؛ لأنه فهم وهو يعمري" المشكل 4/ 377
2 -
الدارمي (1735)
ومن طريقه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 441)
وقال: هذا حديث صحيح"
3 -
إسحاق بن منصور الكوسج.
أخرجه الترمذي (87)
4 -
أبو عبيدة أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي السَّفَر الهَمْداني.
أخرجه الترمذي (87) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(70) والبيهقي في "الخلافيات"(660)
5 -
العباس بن يزيد البحراني.
أخرجه الدارقطني (1/ 158)
6 -
محمد بن عبد الملك الواسطي.
أخرجه الدارقطني (1/ 158) والبيهقي (1/ 144)
7 -
محمد بن يحيى الذهلي.
أخرجه ابن الجارود (8)
8 -
إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري.
أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(1/ 189) والطحاوي في "المشكل"(1675) وفي "شرح المعاني"(2/ 96)
9 -
محمد بن يحيى القُطَعِي.
أخرجه ابن خزيمة (3/ 224 - 225)
10 -
الحسين بن عيسى البسطامي.
أخرجه ابن خزيمة (3/ 224 - 225)
11 -
عمرو بن علي الفلاس.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(3121)
12 -
فضل بن داود بن سليمان بن داود بن درهم.
أخرجه بحشل في "تاريخ واسط"(ص 217 - 218)
وقال أبو موسى محمد بن المثنى العنزي: ثنا عبد الصمد قال: سمعت أبي قال: ثنا حسين المعلم ثنا يحيى أنّ الأوزاعي حدّثه أنّ يعيش بن الوليد حدّثه أنّ معدان بن طلحة حدّثه أنّ أبا الدرداء حدّثه.
لم يذكر "عن أبيه"
أخرجه النسائي في "الكبرى"(3122) وابن خزيمة (1956) وابن حبان (1097) والحاكم (1/ 426)
وتابعه أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ثنا عبد الصمد به.
أخرجه الحاكم (1/ 426) والبغوي في "شرح السنة"(160)
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (1) ولم يخرجاه لخلاف بين أصحاب عبد الصمد فيه، قال بعضهم: عن يعيش بن الوليد عن أبيه عن معدان، وهذا وهم من قائله فقد رواه حرب بن شداد وهشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير على الاستقامة" (2)
وقال البغوي: هذا حديث حسن، والصحيح عن يعيش عن أبيه عن معدان"
• ورواه أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المِنْقَري عن عبد الوارث بن سعيد واختلف عنه
فقال غير واحد: عن أبي معمر عن عبد الوارث عن حسين المعلم عن يحيى ثنى الأوزاعي عن يعيش أنّ أباه حدّثه عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء.
منهم:
1 -
أبو داود (2381)
2 -
محمد بن علي بن ميمون الرقي.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(3120)
(1) قلت: لم يخرج الشيخان ليعيش بن الوليد شيئا، ولم يخرج البخاري للوليد بن هشام ولا لمعدان بن أبي طلحة شيئا.
(2)
وقال ابن خزيمة: الصواب يعيش عن معدان عن أبي الدرداء" الصحيح 3/ 225
3 -
يوسف بن موسى القطان.
أخرجه الدارقطني (1/ 158 - 159) وتمام (ق 67/ ب)
4 -
أحمد بن منصور بن راشد الحنظلي.
أخرجه الدارقطني (1/ 158 - 159)
5 -
أحمد بن محمد بن عيسى البِرْتي البغدادي.
أخرجه الدارقطني (1/ 158 - 159)
6 -
محمد بن إبراهيم بن جناد.
أخرجه الدارقطني (1/ 159 و 2/ 181 - 182) والبيهقي (4/ 220)
وقال الدارقطني: قيل: معدان بن أبي طلحهّ، وقيل: معدان بن طلحة"
7 -
عثمان بن عبد الله.
أخرجه الرافقي في "جزئه"(ق 11/ أ)
8 -
حامد بن سهل البخاري.
أخرجه أبو الشخ في "الأقران"(448)
ورواه غير واحد عن أبي معمر فلم يذكروا "عن أبيه" منهم:
1 -
إبراهيم بن أبي داود.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1676) وفي "شرح المعاني"(2/ 96)
2 -
عثمان بن عمر الضبي.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3714)
3 -
إبراهيم الحربي.
أخرجه أبو نعيم في "المعرفة"(1383)
- ورواه مَعْمَر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد عن خالد بن معدان عن أبي الدرداء.
أخرجه عبد الرزاق (525 و 7548) عن معمر به.
وأخرجه أحمد (6/ 449) عن عبد الرزاق به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3129) عن أحمد بن فضالة بن إبراهيم النيسابوري أنبا عبد الرزاق به.
قال الترمذي: روى معمر هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير فأخطأ فيه فقال: عن يعيش بن الوليد عن خالد بن معدان عن أبي الدرداء ولم يذكر فيه الأوزاعي وقال عن خالد بن معدان وإنما هو معدان بن أبي طلحة.
قال: وقد جَوَّد حسين المعلم هذا الحديث، وحديث حسين أصح شيء في هذا الباب"
وقال الأثرم: قلت لأحمد: قد اضطربوا في هذا الحديث، فقال: حسين المعلم يجوده" حقيقة الصيام ص 16
قلت: واختلف عنه أيضا كما تقدم في زيادة "عن أبيه" والصواب إثباتها.
والحديث إسناده صحيح رواته ثقات، ويحيى بن أبي كثير صرح بالتحديث من الأوزاعي فانتفى التدليس، ويعيش بن الوليد بن هشام وثقه العجلي والنسائي وابن حبان، والوليد بن هشام بن معاوية وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان وغيرهم، ومعدان بن أبي طلحة وثقه ابن سعد والعجلي وابن حبان.
وللحديث طريقين آخرين لكن عن ثوبان وحده.
الأول: يرويه شعبة عن أبي الجُوْدي عن بلج المهري عن أبي شيبة المهري عن ثوبان قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر.
أخرجه الطيالسي (ص 133) عن شعبة به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 39) وأحمد (5/ 276 و 283) والبخاري في "الكبير"(1/ 2/ 148) والنسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان"(220 و 221) والروياني (645) وأبو علي الطوسي في "تلخيص الأحكام"(666) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2/ 722) والطحاوي في "المشكل"(1677) وفي "شرح المعاني"(2/ 96) والطبراني في "الكبير"(1440) والبيهقي (4/ 220) من طرق عن شعبة به.
قال البخاري: إسناده ليس بذاك"
وقال الذهبي في "الميزان": بلج المهري عن أبي شيبة المهري عن ثوبان قاء فافطر لا يُدرى من ذا ولا من شيخه، رواه شعبة عن أبي الجودي عنه، قال البخاري: إسناده ليس بمعروف"
قلت: وذكرهما ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.
الثاني: يرويه أبو أسماء الرحبي عن ثوبان قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1092) عن إبراهيم بن محمد بن عِرق الحمصي ثنا عبد الوهاب بن الضحاك ثنا إسماعيل بن عياش ثني راشد بن داود الصنعاني عن أبي أسماء به.
وإبراهيم بن محمد قال الذهبي في "الميزان": شيخ للطبراني غير معتمد.
وعبد الوهاب بن الضحاك الحمصي اتهمه غير واحد بوضع الحديث.
ورواه غير راشد بن داود عن أبي أسماء.
فقال عتبة بن السكن الحمصي: ثنا الأوزاعي ثنا عبادة بن نُسَي وهبيرة بن عبد الرحمن قالا: ثنا أبو أسماء ثنا ثوبان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في غير رمضان، فأصابه غم آذاه، فتقيأ، فقاء، فدعا بوَضوء، فتوضأ، ثم أفطر.
فقلت: يا رسول الله، أفريضة الوضوء من القيء؟ فقال "لو كان فريضة لوجدته في القرآن"
قال: ثم صام رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد، فسمعته يقول "هذا مكان افطاري أمس"
أخرجه الدارقطني (1/ 159) والبيهقي في "الخلافيات"(661)
وقال الدارقطني: لم يروه عن الأوزاعي غير عتبة بن السكن وهو منكر الحديث"
وقال البيهقي: هذا حديث منكر"
860 -
عن ابن عمر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قاتل أهل خيبر" فذكر الحديث وقال فيه "وأراد أنْ يجليهم فقالوا: يا محمد، دعنا نعمل في هذه الأرض ولنا الشطر ولكم الشطر"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود من طريق حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر أحسبه عن نافع عن ابن عمر: فذكره" (1)
أخرجه أبو داود (3006) عن هارون بن زيد بن أبي الزرقاء ثنا أبي ثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر، قال: أحسبه عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قاتل أهل خيبر، فغلب على النخل والأرض، وألجأهم إلى قصرهم، فصالحوه على أنّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) 5/ 349 (كتاب الإجارة - باب استئجار المشركين عند الضرورة)
الصفراء والبيضاء والحَلْقَة، ولهم ما حملت ركابهم، على أنْ لا يكتموا، ولا يُغَيِّبُوا شيئا، فإنْ فعلوا فلا ذمة لهم ولا عهد، فغيَبوا مَسْكا لحيي بن أخطب، وقد كان قتل قبل خيبر، وكان احتمله معه يوم بني النضير حين أجليت النضير، فيه حُليّهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لِسَعْيَة "أين مسك حيي بن أخطب؟ " قال: أذهبته الحروب والنفقات، فوجدوا المسك، فقتل ابن أبي الحُقَيْق وسبى نساءهم وذراريهم، وأراد أنْ يجليهم، فقالوا: يا محمد، دعنا نعمل في هذه الأرض ولنا الشطر ما بدا لكم ولكم الشطر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي كل امرأة من نسائه ثمانين وَسْقاً من تمر وعشرين وسقا من شعير.
وإسناده حسن، هارون وأبوه صدوقان، وحماد ومن فوقه ثقات.
قال الحافظ في "النكت الظراف"(6/ 133): قلت: علق البخاري في الشروط منه شيئا فقال عقب حديث مالك عن نافع عن ابن عمر قال: قام عمر خطيبا
…
فذكر القصة وللحديث. قال: ورواه حماد بن سلمة عن عبيد الله، أحسبه عن نافع عن ابن عمر عن عمر اختصره" (1)
قلت: أخرجه البلاذري في "فتوح البلدان"(ص 22) عن عبد الأعلي بن حماد النَّرْسي ثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: فذكر الحديث مطولا.
وأخرجه ابن حبان (5199) والبيهقي (6/ 114 و 9/ 137 - 138) وفي "الدلائل"(4/ 229 - 231) من طريق أبي بحر عبد الواحد بن غياث البصري ثنا حماد بن سلمة أنا عبيد الله بن عمر - فيما يحسَب أبو سلمة (2) - عن نافع عن ابن عمر: فذكره مطولا.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(160) من طريق عفان بن مسلم الصفار ثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: فذكر بعضه.
وإسناده صحيح.
861 -
حديث ابن عباس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قام فصلى ركعتين لم يقرأ فيهما إلا بفاتحة الكتاب"
قال الحافظ: ولابن خزيمة من حديث ابن عباس: فذكره" (3)
ضعيف
(1) وأخرجه البخاري (فتح 5/ 409 - 410 و 410 و 412) من طرق عن عبيد الله بن عمر مختصرا.
(2)
يعني حماد بن سلمة.
(3)
2/ 385 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب وجوب القراءة للإمام والمأموم)
يرويه حنظلة السدوسي واختلف عنه:
• فقيل: عنه عن عكرمة ثني ابن عباس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قام فصلى ركعتين لم يقرأ فيهما إلا بفاتحة الكتاب، لم يزد على ذلك شيئا.
أخرجه أحمد (1/ 282) وابن خزيمة (513) واللفظ له والبيهقي (2/ 61)
عن عبد الوارث بن سعيد البصري
وابن عدي (2/ 829) والبيهقي (2/ 61 - 62)
عن عبد الملك بن الخطاب بن عبيد الله بن أبي بكرة
قالا: ثنا حنظلة السدوسي به.
• وقيل: عن حنظلة السدوسي عن شَهر بن حَوشب عن ابن عباس نحوه.
وفي لفظ "صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد ركعتين لا يقرأ فيهما إلا بأم الكتاب، لم يزد عليها شيئا".
أخرجه أحمد (1/ 243) وأبو يعلى (2561) والطبراني في "الكبير"(13016)
عن أبي جعفر القاسم بن مالك المزني
والبزار (كشف 490) وابن عدي (2/ 829) والبيهقي (2/ 62)
عن أبي بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي
كلاهما عن حنظلة به.
قال البزار: لا نعلم أحدا رفعه غير ابن عباس، ولا عنه إلا شهر، ولا عنه إلا حنظلة، وشهر تكلم فيه جماعة من أهل العلم، ولا نعلم أحدا ترك حديثه"
وقال الهيثمي: وفيه حنظلة السدوسي، ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه ابن حبان" المجمع 2/ 115
قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره في "الضعفاء" أيضا وقال: اختلط بأخرة حتى كان لا يدري ما يحدث، فاختلط حديثه القديم بحديثه الأخير، تركه يحيى القطان، وقال ابن معين: ضعيف.
وضعفه أحمد والنسائي وأبو حاتم.
862 -
عن أبي بن كعب أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليه - لم يكن - وقرأ فيها: إنّ ذات الدين عند الله الحنيفية لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية من يفعل خيرا فلن يكفره.
قال الحافظ: رواه الحاكم من وجه آخر عن زر بن حُبيش عن أبي بن كعب: فذكره" (1)
سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إنّ الله أمرني أنْ أقرأ عليك القرآن"
863 -
حديث جابر أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الطواف {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1]: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1]،
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1218) " (2)
864 -
حديث قُطْبَة بن مالك أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاة الفجر {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10)} [ق: 10] يمدّ بها صوته.
قال الحافظ: ذكره البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد"(3)
سيأتي الكلام عليه في حرف السين، فانظر حديث "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الفجر ق"
865 -
حديث حذيفة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاته في الليل بسورة النساء قبل آل عمران.
سكت عليه الحافظ (4).
أخرجه مسلم (772)
866 -
عن جابر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)} [الهمزة: 3] يعني بفتح السين.
قال الحافظ: ففي صحيح ابن حبان من حديث جابر: فذكره" (5)
(1) 8/ 127 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب أبي بن كعب)
(2)
10/ 364 (كتاب التفسير - سورة قل يا أيها الكافرون)
(3)
17/ 302 (كتاب التوحيد - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن مع سفرة الكرام البررة)
(4)
10/ 415 و 418 (كتاب فضائل القرآن - باب تأليف القرآن)
(5)
10/ 360 (كتاب التفسير: سورة لإيلاف)
أخرجه أبو داود (3995) عن أحمد بن صالح المصري ثنا عبد الملك بن عبد الرحمن الذِّمَاري ثنا سفيان ثني محمد بن المنكدر عن جابر قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)} [الهمزة: 3].
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11698) عن نوح بن حبيب القُوْمَسَي ثنا عبد الملك بن هشام الذماري ثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)} [الهمزة: 3].
وأخرجه ابن حبان (6332) والحاكم (2/ 256) والخطيب في "التاريخ"(3/ 315) من طرق عن نوح بن حبيب به.
ووقع عند ابن حبان والخطيب: عبد الملك بن هشام الذماري، ووقع عند الحاكم: عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عبد الملك ضعيف"
وقال الخطيب: تفرد به الذماري عن سفيان"
قلت: وهو مختلف فيه، وثقه الفلاس وابن حبان، وقال أبو حاتم والدارقطني: ليس بقوي، وقال أبو زرعة: منكر الحديث.
867 -
حديث سُراقة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرن في حجة الوداع"
قال الحافظ: ولأحمد من حديث سُراقة: فذكره، وله من حديث أبي طلحة "جمع بين الحج والعمرة"
وللدارقطني من حديث أبي سعيد وأبي قتادة، والبزار من حديث ابن أبي أوفى ثلاثتهم مرفوعا مثله" (1)
حديث سراقه أخرجه أحمد (4/ 175) عن مكي بن إبراهيم البلخي ثنا داود بن يزيد قال: سمعت عبد الملك الزَّرَّاد يقول: سمعت النزال بن يزيد بن سَبْرَة يقول: سمعت سراقة رفعه "دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة"
قال سراقة: وقرن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.
(1) 4/ 171 (كتاب الحج - باب التمتع والقران والإفراد بالحج)
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 154) عن أبي بكرة بكار بن قتيبة البكراوي وعلي بن معبد بن نوح المصري قالا: ثنا مكي بن إبراهيم به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6597) من طريق يونس بن بكير الشيباني ثنا داود بن يزيد الأودي عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة عن سراقة قال: أَهَلَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجة وعمرة جميعا فسمعته يقول "دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة".
وإسناده ضعيف لضعف داود بن يزيد الأودي.
وحديث أبي طلحة له عنه طريقان:
الأول: يرويه حجاج بن أرْطَاة عن الحسن بن سعد عن ابن عباس قال: أخبرني أبو طلحة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين الحج والعمرة. وفي لفظ "قرن"
أخرجه ابن سعد (2/ 176) وابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 313) وفي: "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة"(3/ 197) وأحمد (4/ 28 و 29) ومسدد وأحمد بن منيع في "مسنديهما" كما في "مصباح الزجاجة"(3/ 197) وابن ماجه (2971) وأبو يعلى (1416 و 1419) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 154) والطبراني في "الكبير"(4693 و 4694) من طرق عن حجاج به.
قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة وتدليسه، وقد رواه بالعنعنة" المصباح 3/ 196 - 197
الثاني: يرويه سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في تلبيته "لبيك بحجة وعمرة" معا.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(4706)
وسعيد بن بشير ضعفه الجمهور، وتكلم غير واحد في روايته عن قتادة، وقتادة: مدلس وقد عنعن.
وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الدارقطني (2/ 261) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطية العَوْفي عن أبي سعيد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم جمع بين الحج والعمرة، فطاف لهما بالبيت طوافا واحدا، وبالصفا والمروة طوافا واحدا.
وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى وعطية العوفي.
وأما حديث أبي قتادة فيرويه إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه:
- فقال يحيى بن سعيد القطان: ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: إنما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحج والعمرة لأنّه علم أنّه ليس بحاج بعدها.
أخرجه الدارقطني (2/ 288) عن أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي ثنا أزهر بن جميل ثنا يحيى بن سعيد به.
وإسناده حسن، أزهر بن جميل صدوق، والباقون ثقات.
- ورواه حفص بن غياث الكوفي عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي قتادة قال: إنما قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنّه أخبر أنّه ليس بحاج بعدها. لم يذكر: عن أبيه.
أخرجه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 315)
- وقال يزيد بن عطاء اليشكري: عن إسماعيل بن أبي خالد عن ابن أبي أوفى قال: إنما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحج والعمرة لأنّه علم أنّه لا يحج بعد عامه ذلك.
أخرجه البزار (3344)
وقال: وهذا الحديث أخطأ فيه يزيد بن عطاء إذ رواه عن إسماعيل عن ابن أبي أوفى، وإنما الصحيح عن إسماعيل عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم"
قلت: ويزيد بن عطاء ضعفه ابن معين والنسائي وابن حبان وغيرهم، وقواه ابن عدي وغيره، واختلف فيه قول أحمد.
868 -
"أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قضى أنّ على أهل الحوائط حفظها بالنهار، وأنّ الذي أفسدت المواشي بالليل ضمانه على أهلها"
قال الحافظ: ورد في قصة ناقة البراء التي أفسدت في حائط: فذكره" (1)
سيأتي الكلام عليه في حرف الكاف، فانظر حديث "كانت له ناقة ضارية فدخلت حائطا فأفسدت فيه"
869 -
"حديث أبي هريرة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد"
قال الحافظ: وهو عند أصحاب السنن، ورجاله مدنيون ثقات ولا يضره أنّ سهيل بن
(1) 16/ 270 (كتاب الأحكام - باب متى يستوجب الرجل القضاء)
أبي صالح نسيه بعد أنّ حدّث به ربيعة لأنّه كان بعد ذلك يرويه عن ربيعة عن نفسه عن أبيه وقصته بذلك مشهورة في سنن أبي داود وغيرها" (1)
صحيح
وله عن أبي هريرة طرق:
الأول: يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة.
أخرجه الشافعي في "الأم"(6/ 274) وأبو داود (3610) وابن ماجه (2368) والترمذي (1343) وأبو يعلى (6683) وأبو عوانة في "صحيحه" كما في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 392 و 393) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 144) وابن الأعرابي (ق 186/ ب) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه"(185) والرامهرمزي في المحدث الفاصل" (648) وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (653) والدارقطني (4/ 213) والبيهقي (10/ 168) وفي "المعرفة" (14/ 290) وفي "الصغرى" (4/ 160) والخطيب في "الكفاية" (ص 331 - 332) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 141 و 142 و 143) والبغوي في "شرح السنة" (2503) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (114) وأبو موسى المديني في "اللطائف من علوم المعارف" (782 و 783 و 784) والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المخصر" (1/ 392 و 392 - 393)
عن عبدالعزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي
وأبو داود (3611) وابن الجارود (1007) وأبو عوانة (1/ 393) وابن المنذر في "الإقناع"(176) والطحاوي (4/ 144) وابن حبان (5073) والجصاص في "أحكام القرآن"(2/ 249) والبيهقي (10/ 168 و 169) وابن عبد البر (2/ 143 و 144)
عن سليمان بن بلال المدني
وابن عبد البر (2/ 143)
عن أبي ضَمْرَة أنس بن عياض الليثي
كلهم عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد.
زاد الترمذي وغيره "الواحد".
(1) 6/ 210 (كتاب الشهادات - باب اليمين على المدعى عليه في الأموال والحدود)
قال الدراوردي: فذكرت ذلك لسهيل فقال: أخبرني ربيعة وهو عندي ثقة أني حدثته إياه، ولا أحفظه. قال الدراوردي: وقد كان أصاب سهيلا علة أذهبت بعض عقله، ونسي بعض حديثه، فكان سهيل بعدُ يحدثه عن ربيعة عنه عن أبيه.
وقال سليمان بن بلال: فلقيت سهيلا فسألته عن هذا الحديث فقال: ما أعرفه، فقلت له: إنّ ربيعة أخبرني به عنك، قال: فإنْ كان ربيعة أخبرك عني فحدث به عن ربيعة عني.
وقال ابن عبد البر: ونسيان سهيل له لا يقدح فيه لأنّ العدل إذا روى خبرا عن عدل مثله حتى يتصل لم يضر الحديث أنْ ينساه أحدهم، لأنّ الحجة حفظ من حفظ وليس النسيان بحجة.
وقال: حديث حسن" التمهيد 2/ 153
وقال الترمذي: حديث حسن غريب"
وقال أبو زرعة وأبو حاتم: صحيح" العلل 1/ 469
وقال الحافظ: هذا حديث صحيح"
قلت: إسناده حسن رواته ثقات غير سهيل بن أبي صالح وهو صدوق تغير حفظه بأخرة، وكلام الدراوردي وسليمان بن بلال يدل على أنّ سهيلا حدث بهذا الحديث قبل تغيره.
وقد زعم أبو حاتم أنّ ربيعة تفرد به عن سهيل.
قال ابن أبي حاتم: قيل لأبي: يصح حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في اليمين مع الشاهد؟ فوقف وقفة فقال: ترى الدراوردي ما يقول؟ يعني: قوله: قلت لسهيل فلم يعرفه. قلت: فليس نسيان سهيل دافعا لما حكى عنه ربيعة وربيعة ثقة والرجل يحدث بالحديث وينسى. قال: أجل هكذا هو ولكن لم نر أن يتبعه متابع على روايته وقد روى عن سهيل جماعة كثيرة ليس عند أحد منهم هذا الحديث، قلت: إنه يقول بخبر الواحد، قال: أجل غير أني لا أدري لهذا الحديث أصلا عن أبي هريرة أعتبر به وهذا أصل من الأصول لم يتابع عليه ربيعة"
كذا قال، وقد تابعه:
1 -
محمد بن عبد الرحمن العامري.
أخرجه البيهقي (10/ 169) عن الحاكم ثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا يعقوب بن حميد ثنا محمد بن عبد الرحمن مدني ثقة أنّه
سمع سهيل بن أبي صالح يحدث عن أبيه عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد.
يعقوب بن حميد هو ابن كاسب وهو مختلف فيه، ومحمد بن عبد الرحمن العامري أظنه ابن أبي ذئب الثقة المشهور، وسهيل صدوق، والباقون كلهم ثقات.
2 -
حماد بن سلمة.
أخرجه الإسماعيلي في "معجمه"(ص 532 - 533) والسهمي في "سؤالاته للدارقطني"(ص 122 - 123) وفي "تاريخ جرجان"(ص 543) وابن عبد البر (2/ 145 - 146) من طريق أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزة المكي المؤذن ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم باليمين مع الشاهد.
ابن أبي بزة قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال العقيلي: منكر الحديث ويوصل الأحاديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" ومؤمل بن إسماعيل صدوق كثير الخطأ.
واختلف فيه على سهيل، فرواه زهير بن محمد عن سهيل عن أبيه عن زيد بن ثابت.
أخرجه الطحاوي (4/ 144) والبيهقي (10/ 172) وابن عبد البر (2/ 144 - 145 و145) من طريق عثمان بن الحكم المصري عن زهير بن محمد به.
قال ابن عبد البر: وهو خطأ، والصواب عن أبيه عن أبي هريرة، وزهير بن محمد عندهم سيئ الحفظ كثير الغلط لا يحتج به، وعثمان بن الحكم ليس بالقوي، والصواب في حديث سهيل عن أبيه عن أبي هريرة"
وقال الدارقطني: لا يصح عن زيد، والمحفوظ حديث ربيعة عن سهيل" العلل 10/ 141
وخالفهما أبو حاتم وأبو زرعة فقالا: وهذا أيضا صحيح" العلل 1/ 469
الثاني: يرويه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد.
أخرجه ابن عدي (6/ 2355) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 303) والبيهقي (10/ 169) وفي "الصغرى"(4218) وابن عبد البر (2/ 146) من طرق عن محمد بن مبارك الصُوري ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد به.
وأسند ابن عدي عن أحمد بن حنبل قال: ليس في هذا الباب حديث أصح من هذا"
قلت: وإسناده حسن رواته ثقات غير المغيرة بن عبد الرحمن الحِزَامي وهو صدوق.
ولم ينفرد الصوري به بل تابعه عبد الله بن نافع بن أبي نافع القرشي ثنا المغيرة بن عبد الرحمن به.
أخرجه ابن عدي (6/ 2355) والبيهقي (10/ 169) وفي "الصغرى"(4218)
الثالث: يرويه أبو محمد عبد الله بن إبراهيم الغفاري المدني عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن سعيد بن أبي سعيد المَقبُري عن أبي هريرة.
أخرجه ابن عبد البر (2/ 147)
وعبد الله بن إبراهيم نسبه ابن حبان والحاكم إلى وضع الحديث.
وأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه"(324) من طريق عبد الله بن شبيب المدني ثني الوليد بن عطاء بن الأغر ثني عبد الله بن عبد العزيز الليثى عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة به.
وعبد الله بن شبيب قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": واه.
870 -
حديث جابر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد.
قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وأبو عوانة" (1)
يرويه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وعنه غير واحد، منهم:
أ - ابنه جعفر بن محمد، واختلف عنه:
- فقال غير واحد: عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر مرفوعا، منهم:
1 -
عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي.
أخرجه أحمد (3/ 305) عن عبد الوهاب به.
وأخرجه ابن ماجه (2369) والترمذي (1344) وابن الجارود (1008) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 144 - 145) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(655) والدارقطني (4/ 212) وابن حزم في "المحلى"(10/ 585) والبيهقي (10/ 170) وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 136) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(3/ 976) من طرق عن عبد الوهاب به.
(1) 6/ 210 (كتاب الشهادات - باب اليمين علي المدعى عليه في الأموال والحدود)
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: كان أبي قد ضرب على هذا الحديث، قال: ولم يوافق أحد الثقفي على جابر، فلم أزل به حتى قرأه عليّ وكتب عليه هو: صح"
وقال أبو حاتم وأبو زرعة: أخطأ عبد الوهاب في هذا الحديث إنما هو عن جعفر عن أبيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم، مرسل" العلل 1/ 467
2 -
السري بن عبد الله بن يعقوب السلمي.
أخرجه ابن عدي (3/ 1297 - 1298)
وقال: السري بن عبد الله ليس بذلك المعروف، وفي رواياته بعض ما ينكر عليه"
وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف وأخباره منكرة"
3 -
إبراهيم بن أبي حية المكي.
أخرجه ابن حبان (1) في "المجروحين"(1/ 104) والبيهقي (10/ 170) وابن عبد البر (2/ 138) من طرق عن قتيبة بن سعيد ثنا إبراهيم بن أبي حية عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر مرفوعا "أتاني جبريل عليه السلام فأمرني أنْ أقضي باليمين مع الشاهد، وقال: إنّ يوم الأربعاء يوم نحس مستمر"
قال الترمذي: قال البخاري: إبراهيم بن أبي حية ضعيف ذاهب الحديث" العلل 1/ 545
4 -
محمد بن عبد الرحمن بن رداد.
أخرجه ابن عبد البر (2/ 137) من طريق البزار ثنا بشر بن معاذ العَقَدي ثنا محمد بن عبد الرحمن بن رداد ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر به.
وقال: هكذا ذكره البزار، وذكره الدارقطني على وجهين فقال: ثنا أحمد بن المطلب ثنا القاسم بن زكريا المقرئ ثنا بشر بن معاذ ثنا محمد بن عبد الرحمن بن رداد أني جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد" هكذا قال عن أبيه عن جده عن علي، وجعله له عن جعفر. قال: وحدثنا أحمد بن المطلب أيضا ثنا القاسم بن
(1) رواه ابن حبان عن الحسن بن سفيان النسوي عن قتيبة بن سعيد به.
ورواه ابن عدي (1/ 238) عن الحسن بن سفيان فلم يذكر جابرا.
وقال: وهذا الحديث من هذا الطريق قد روي عن جعفر بن محمد مسندا والأصل فيه مرسلا، وأما قوله: يوم الأربعاء يوم نحس مستمر، لا يرويه غير إبراهيم بن أبي حية"
زكريا ثنا بشر بن معاذ ثنا محمد بن عبد الرحمن عن مالك عن جعفر بن محمد مثله، فجعله لابن رداد عن مالك بإسناد واحد. وفي ذلك ما لا يخفى"
قلت: ومحمد بن عبد الرحمن بن رداد قال أبو حاتم: ليس بقوي ذاهب الحديث، وقال أبو زرعة: لين، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطئ.
5 -
يحيى بن سليم الطائفي.
أخرجه ابن عبد البر (2/ 136 - 137) من طريق إسحاق بن حاتم العلاف ثنا يحيى بن سليم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر به.
وقال: وروى هذا الحديث عن يحيى بن سليم أيضا عبد الوهاب الوراق فأخطأ فيه جعله عن يحيى بن سليم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي مرفوعا، وإنما شبه عليه لأنّ في الحديث عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: وقضى بها عليّ بين أظهركم يا أهل الكوفة"
6 -
عبد النور بن عبد الله بن سنان البصري.
قاله الدارقطني في "لعلل"(3/ 96 - 97)
7 -
حميد بن الأسود.
قاله الدارقطني والبيهقي (10/ 170)
8 -
محمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري.
قاله الدارقطني.
9 -
هشام بن سعد المدني.
قاله البيهقي.
- ورواه عبيد الله بن عمر العمري عن جعفر بن محمد واختلف عنه:
• فرواه عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي عن عبيد الله بن عمر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر.
أخرجه ابن عبد البر (2/ 135)
• ورواه محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع القرشي عن عبيد الله بن عمر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي.
أخرجه الدارقطني (4/ 212)
- ورواه شَبَابة بن سَوَّار المدائني عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن جعفر بن محمد واختلف عنه:
• فرواه العباس بن محمد الدوري عن شبابة عن عبد العزيز عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عليّ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قضى بشهادة شاهد واحد ويمين صاحب الحق، وقضى به عليّ بالعراق.
أخرجه الدارقطني (4/ 212) والبيهقي (10/ 170)
• ورواه أحمد بن محمد بن الصباح عن شبابة ثنا عبد العزيز عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي.
أخرجه البيهقي (10/ 170) وفي "الصغرى"(4219)
- ورواه سليمان (1) بن بلال المدني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أنّ رسول الله قضى باليمين مع الشاهد.
أخرجه البيهقي (10/ 170) من طريق إسماعيل بن أبي أويس ثنا سليمان بن بلال به.
ورواه بعضهم عن سليمان بن بلال وزاد: عن علي (علل الدارقطني 3/ 95)
- ورواه حسين بن زيد بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي.
أخرجه البيهقي (10/ 170)
وقال: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب جد جعفر بن محمد لم يدرك عليا"
- ورواه طلحة بن زيد القرشي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يقضون بشهادة الشاهد الواحد ويمين المدعي.
أخرجه الدارقطني (4/ 215)
وطلحة بن زيد قال أحمد وغيره: يضع الحديث، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث.
وتابعه يحيى بن محمد بن قيس أبو زكير عن جعفر به (علل الدارقطني 3/ 95)
(1) وتابعه أبو أويس عبد الله بن عبد الله عن جعفر بن محمد به (علل الدارقطي 3/ 96)
- ورواه غير واحد عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسلا، منهم:
1 -
مالك (1) في "الموطأ"(2/ 721)
وعنه الشافعي في "الأم"(6/ 274)
وأخرجه الطحاوي (4/ 145) والبيهقي (10/ 169) من طريق ابن وهب أني مالك به.
وأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه"(654) من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري عن مالك به.
2 -
سفيان الثوري.
أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 243) والطحاوي (4/ 145)
3 -
إسماعيل بن جعفر المدني.
أخرجه الترمذي (1345) والبيهقي (10/ 169)
4 -
ابن جُريج.
أخرجه البيهقي (10/ 169)
5 -
عمر بن محمد بن زيد العمري.
أخرجه الطحاوي (4/ 145) والبيهقي (10/ 169)
6 -
يحيى بن أيوب المصري.
أخرجه البيهقي (10/ 169)
(1) قال ابن عبد البر: وهذا الحديث في "الموطأ" عن مالك مرسل عند جماعة رواته، وقد روي عنه مسندا. ثم أخرجه من طريق عثمان بن خالد المدني العثماني ثنا مالك عن جعفر عن أبيه عن جابر.
وقال: هكذا حدث به عثمان بن خالد المدني عن مالك بإسناده هذا مسندا، والصحيح فيه عن مالك أنه مرسل في روايته.
وقد تابع عثمان بن خالد العثماني على روايته هذه في هذا الحديث عن مالك إسماعيل بن موسى الكوفي فرواه أيضا عن مالك عن جعفر عن أبيه عن جابر.
ورواه محمد بن عبد الرحمن بن رداد ومسكين بن بكير كلاهما عن مالك عن جعفر عن أبيه عن علي.
والصحيح عن مالك ما في "الموطأ".
ورواه أبو حذافة عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا، وهذا حديث منكر" التمهيد 2/ 134 - 135
قلت: ومن طريق عثمان بن خالد العثماني أخرجه ابن عدي (5/ 1822) ومحمد بن المظفر في "غرائب مالك"(104)
7 -
عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي.
قاله الدارقطني في "العلل"(3/ 96)
8 -
عبد الله بن جعفر.
قاله الدارقطني.
قال الترمذي: وهذا أصح"
وقال في "العلل"(1/ 545): سألت محمدا عن هذا، فقلت: أيّ الروايات أصح؟ فقال: أصحه حديث جعفر بن محمد عن أبيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا"
وقال ابن عبد البر: أسنده عن جعفر بن محمد جماعة حفاظ، وزيادة الحافظ مقبولة، وإرساله أشهر.
- ورواه أبو ضَمْرَة أنس بن عياض عن جعفر بن محمد واختلف عنه:
• فقيل: عنه عن جعفر عن أبيه عن جابر.
• وقيل: عنه عن جعفر عن أبيه مرسلا.
قاله الدارقطني في "العلل"
وقال: وكان جعفر بن محمد ربما أرسل هذا الحديث وربما وصله عن جابر؛ لأنّ جماعة من الثقات حفظوه عن أبيه عن جابر. والحكم يوجب أنْ يكون القول قولهم لأنهم زادوا وهم ثقات، وزيادة الثقة مقبولة"
ب- خالد بن أبي كريمة الأصبهاني.
أخرجه الشافعي في "الأم "(6/ 274) ومن طريقه البيهقي (10/ 171) وفي "المعرفة"(14/ 292)
عن سفيان بن عُيينة
وابن أبي شيبة (7/ 244)
عنه وكيع
كلاهما عن خالد بن أبي كريمة عن أبي جعفر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قضى بشهادة شاهد ويمين في الحقوق. لفظ حديث وكيع
ولفظ حديث ابن عيينة "قضى باليمين مع الشاهد"
وهذا مرسل، وخالد وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
ت - ربيعة بن أبي عبد الرحمن.
أخرجه البيهقي (10/ 171) عن الحاكم أنبا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبا موسى بن الحسن ثنا عبد الله بن مسلمة ثنا سليمان بن بلال عن ربيعة عن محمد بن علي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد الواحد.
وهذا مرسل أيضا رواته ثقات، أبو بكر هو أحمد بن إسحاق الصِّبْغي، وموسى بن الحسن هو الجلاجلي، وعبد الله بن مسلمة هو القَعْنَبِي.
871 -
عن رجاء بن حيوة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قطع من المفصل"
قال الحافظ: وأخرج ابن أبي شيبة من مرسل رجاء بن حيوة: فذكره، وأورده أبو الشيخ في كتاب "حد السرقة" من وجه آخر عن رجاء عن عدي رفعه مثله، ومن طريق وكيع عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر رفعه مثله" (1)
أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 29 - 30) عن وكيع عن مَسَرَّة بن مَعبد اللَّخْمي: سمعت عدي بن عدي يحدث عن رجاء بن حيوة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قطع رجلا من المفصل.
واختلف فيه على وكيع، فرواه أحمد بن محمد بن أبي رجاء (2) عن وكيع ثنا مسرة بن معبد سمعت إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر عن رجاء بن حيوة عن عدي أنْ النبي صلى الله عليه وسلم قطع يد سارق من المفصل.
أخرجه البيهقي (8/ 270 - 271) من طريق أبي الشيخ ثنا ابن صاعد ثنا أحمد بن محمد بن أبي رجاء به.
وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث ابن عمرو
فأما حديث جابر فأخرجه البيهقي (8/ 270 - 271) من طريق أبي الشيخ ثنا ابن صاعد ثنا أحمد بن محمد بن أبي رجاء ثنا وكيع ثنا سفيان عن ابن جُريج عن أبي الزبير عن جابر مثله.
وابن جريج وأبو الزبير مدلسان وقد عنعنا.
وأما حديث ابن عمرو فأخرجه ابن عدي (3/ 908) ومن طريقه البيهقي (8/ 271) عن
(1) 15/ 105 (كتاب الحدود - باب قول الله تعالى {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38])
(2)
وفي "التهذيب": أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء.
أحمد بن عيسى الوشاء الصوفي ثنا عبد الرحمن بن سالم البصري ثنا خالد بن عبد الرحمن المروزي الخراساني ثنا مالك بن مِغول عن ليث عن مجاهد عن ابن عمرو قال: قطع النبي صلى الله عليه وسلم سارقا من المفصل.
قال ابن عدي: وهنا الحديث عن مالك بن مغول لا أعرفه إلا من رواية خالد عنه"
وقال أبو الحسن القطان: وخالد ثقة معروف، وعبد الرحمن بن سالم (1) لا أعرف له حالا" الوهم والإيهام 3/ 241
قلت- وليث هو ابن أبي سليم قال النسائي جماعة: ضعيف.
872 -
حديث ابن عباس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان آخى بين حمزة وزيد بن حارثة، وأنّ عمارة بنت حمزة كانت مع أمها بمكة"
قال الحافظ: وذكر الحاكم في "الإكليل" وأبو سعيد في "شرف المصطفى" من حديث ابن عبس بسند ضعيف: فذكره
وقال: وفي حديث ابن عباس المذكور: فقال له عليّ - كيف تترك ابنة عمك مقيمة بين ظهراني المشركين؟
وقال: في حديث ابن عباس المذكور: فقال النبي صلى الله عليه وسلم "جعفر أولى بها"(2)
ضعيف
أخرجه ابن سعد (8/ 159 - 160) عن الواقدي ثني ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عكرمة عن ابن عباس قال: إنّ عمارة بنت حمزة بن عبد المطلب وأمها سلمى بنت عمير كانت بمكة، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلم عليّ النبي فقال: علام تترك ابنة عمنا يتيمة بين ظهري المشركين؟ فلم ينهه النبي صلى الله عليه وسلم عن إخراجها فخرج بها، فتكلم زيد بن حارثة، وكان وصي حمزة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم آخى بينهما حين آخى بين المهاجرين، فقال: أنا أحق بها ابنة أخي. فلما سمع بذلك جعفر بن أبي طالب قال: الخالة والدة وأنا أحق بها لمكان خالتها عندي أسماء بت عميس، فقال عليّ: ألا أراكم تختصمون في ابنة عمي وأنا أخرجتها من بين أظهر المشركين وليس لكم إليها نسب دوني وأنا أحق بها منكم، فقال رسول الله "أنا أحكم بينكم، أمّا أنت يا زيد فمولى الله ورسوله، وأما أنت يا علي فأخي وصاحبي، وأما أنت يا جعفر فشبيه خَلقي وخُلقي، وانت يا جعفر أولى بها تحتك خالتها ولا تنكح المرأة على خالتها ولا على عمتها" فقضى بها لجعفر.
(1) في "الوهم والإيهام" سلمة.
(2)
9/ 46 و47 (كتاب المغازي - باب عمرة القضاء)
وإسناده ضعيف جدا، الواقدي متروك الحديث ومنهم من كذبه، وابن أبي حبيبة واسمه إبراهيم بن إسماعيل مختلف فيه، وداود بن الحصين مختلف فيه كذلك، وقد تكلم ابن المديني وغيره في روايته عن عكرمة.
ولم ينفرد به بل تابعه حسين بن قيس الرَّحَبِي عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر وكان بينه وبين أهل مكة عهد أنْ لا يخرج أحدا من أهله. فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرته خرج من مكة ومرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنة حمزة بن عبد المطلب فقالت: يا رسول الله إلى من تدعني؟ فلم يلتفت للعهد الذي بينه وبين أهل مكة. ومَرَّ بها زيد بن ثابت فقات: إلى من تدعني؟ فلم يلتفت إليها. ومَرَّ بها جعفر فناشدته فلم يلتفت إليها. ثم مَرَّ بها عليّ بن أبي طالب فقالت: يا أبا حسن، إلى من تدعني؟ فأخذها عليّ فألقاها خلف فاطمة. فلما نزلوا أدنى منزل أتى زيد عليا فقال: أنا أولى بها منك، أنا مولى نبي الله صلى الله عليه وسلم. قال عليّ: أنا أولى بها منك. قال حعفر: أنا أولى بها: خالتها عندي أسماء بنت عميس. فلما علت أصواتهم بعث إليهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم. فلما أتوه قال "أما أنت يا جعفر فأنت تشبه خَلقي وخُلقي، وأما أنت عليّ فأنا منك وأنت وصيي، وأما زيد فمولاي ومولاكم، فادفع الجارية إلى خالتها وهي أولى بها"
أخرجه أبو يعلى (2459)
قال البوصيري: سنده صعيف" مختصر الإتحاف 9/ 209
قلت: حسين بن قيس قال النسائي وغيره متروك الحديث.
طريق أخرى: قال عبد الله بن نُمير: أنا حجاج عن الحكم عن مِقْسَم عن ابن عباس قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة خرج عليّ بابنة حمزة فاختصم فيها عليّ وجعفر وزيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عليّ. ابنة عمي وأنا أخرجتها، وقال جعفر ابنة عمي وخالتها عندي، وقال زيد: ابنة أخي- وكان زيد مؤاخيا لحمزة آخى بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد "أنت مولاي ومولاها" وقال لعليّ "أنت أخي وصاحبي" وقال لجعفر "أشبهت خَلقي وخُلقي وهي إلى خالتها"
أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 105) وأحمد (1/ 230)، عن عبد الله بن نمير به.
وأخرجه أبو يعلى (2379) عن ابن أبي شيبة به.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(811) من طريق زياد بن عبد الله البكائي ثنا حجاج بن أرطاة به.
قال البوصيري: سنده ضعيف لضعف الحجاج بن أرطاة" مختصر الإتحاف 7/ 124
873 -
"أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان أحيانا ينوي صوم التطوع ثم يفطر"
قال الحافظ: روى النسائي وغيره: فذكره" (1)
أخرجه مسلم (1154) عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم "يا عائشة هل عندكم شيء؟ " قالت: فقلت: يا رسول الله ما عندنا شيء. قال "فإني صائم" قالت: فخرج رسول الله فأهديت لنا هدية أو جاءنا زَوْرٌ. قالت: فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله أهديت لنا هدية أو جاءنا زور وقد خبأت لك شيئا. قال "ما هو؟ " قلت: حيس. قال "هاتيه" فجئت به فأكل ثم قال "قد كنت أصبحت صائما".
874 -
حديث أبي بكر الصديق أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أمرا قال: اللهم خر لي واختر لي"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي وسنده ضعيف" (2)
ضعيف
أخرجه الترمذي (3516) والبزار (59) وأبو بكر المروزي في: "مسند أبي بكر"(44) وأبو يعلى (44) والعقيلي (2/ 97) والخرائطي في "المكارم"(2/ 855) وابن السني في "اليوم والليلة"(597) وابن عدي (3/ 1090) والإسماعيلي في "معجمه"(ص 459) والدارقطني في "المؤتلف"(3/ 1721) وتمام (ق 119/ ب) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 444) والبيهقي في "الشعب"(200) والبغوي في "شرح السنة"(1017) والمزي في "التهذيب"(9/ 395) من طرق عن أبي عبد الله زَنْفَل بن عبد الله العَرَفي عن عبد الله بن أبي مُليكة عن عائشة عن أبي بكر به.
قال: الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث زنفل وهو ضعيف عند أهل الحديث ويقال له زنفل العرفي وكان سكن عرفات وتفرد بهذا الحديث ولا يتابع عليه"
وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا
الإسناد"
875 -
عن أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أنْ يتطوع في السفر استقبل بناقته القبلة ثم صلى حيث وجهت ركابه"
(1) 1/ 115 (كتاب الإيمان - باب الزكاة من الإسلام)
(2)
13/ 438 - 439 (كتاب الدعوات - باب الدعاء عند الاستخارة)
قال الحافظ: حديث الجارود بن أبي سَبْرَة عن أنس: فذكره، أخرجه أبو داود وأحمد والدارقطني" (1)
حسن
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 494) وأحمد (3/ 203) وأبو داود (1225) وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 250) والدارقطني (1/ 395 - 396 و 396) والبيهقي (2/ 5) والمزي في "تهذيب الكمال"(4/ 476) من طرق عن رِبْعي بن عبد الله بن الجارود بن أبي سَبْرة الهُذلي التميمي ثنى عمرو بن أبي الحجاج ثني الجارود بن أبي سبرة ثني أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر فأراد أنْ يتطوع استقبل بناقته القبلة فكبر، ثم صلّى حيث وجهه ركابه. اللفظ لأبي داود
وإسناده حسن رواته ثقات غير ربعي بن عبد الله وهو صدوق كما قال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب".
876 -
حديث حفصة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أنّ يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ثلاثا"
قال الحافظ: ولأبي داود والنسائي من حديث حفصة: فذكره، وأخرجه الترمذي من حديث البراء وحسنه، ومن حديث حذيفة وصححه" (2)
صحيح
ورد من حديث حفصة أم المؤمنين ومن حديث البراء بن عازب ومن حديث حذيفة ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أنس ومن حديث عائشة
فأما حديث حفصة فيرويه عاصم بن أبي النَّجُود واختلف عنه:
- فقال حماد بن سلمة: ثنا عاصم عن سواء الخزاعي عن حفصة قالت: كان (3) رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه وضع (4) يده اليمنى تحت خده وقال: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك ثلاثا.
أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 74 - 75 و 10/ 250) وفي "الأدب"(245) وإسحاق في
(1) 3/ 229 (كتاب الصلاة - أبواب التقصير- باب ينزل للمكتوبة)
(2)
13/ 376 (كتاب الدعوات - باب حدثنا أحمد بن يونس)
(3)
وفي لفظ "كان إذا أخذ مضجعه"
(4)
وفي لفظ لأحمد وغيره "اضطجع على يده اليمنى" ولفظ أبي يعلى وغيره "اضطجع على يمينه"
"مسند حفصة"(1987) وأحمد (6/ 287) والنسائي في "اليوم والليلة"(761) وأبو يعلى (7034 و 7058) والخرائطي في "المكارم"(2/ 882) وابن السني في "اليوم والليلة"(728 و 729) والبيهقي في "الشعب"(2532)
- وقال أبان بن يزيد العطار: ثنا عاصم عن معبد بن خالد عن سواء الخزاعي عن حفصة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أنْ يرقد"
أخرجه أحمد (6/ 288) وأبو داود (5045) والنسائي في "اليوم والليلة"(762) وابن السني (732) والبيهقي في "الشعب"(4384)
- وقال سفيان الثوري: عن عاصم عن المسيب بن رافع عن سواء الخزاعي عن حفصة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه"
أخرجه النسائي (763) والخرائطي (2/ 885) وابن السني (731)
- وقال زائدة بن قدامة الكوفي: عن عاصم عن المسيب بن رافع عن حفصة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه جعل كفه اليمنى تحت خده الأيمن.
أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 76) وفي "الأدب"(250) وأحمد (6/ 287) والنسائي (764) والطبراني في "الكبير"(23/ 203) وابن السني (730) والحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 144)
وأما حديث البراء فله عنه طريقان:
الأول: يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه:
- فرواه جماعة عن أبي إسحاق ثني البراء قال: كان (1) رسول الله إذا (2) أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ثم قال: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك"
منهم:
1 -
زكريا بن أبي زائدة.
أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 76 و 10/ 251) وفي "الأدب"(252) والطبراني في "الدعاء"(250) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 167)
(1) وفي لفظ "كان يتوسد يده عند منامه تحت خده"
(2)
ولفظ ابن أبي شيبة "إذا نام توسد يمينه تحت خده" ولفظ البخارى وغيره "إذا أراد أن ينام" ولفظ ابن حبان وغيره "إذا أخذ مضجعه"
2 -
يونس بن أبي إسحاق.
أخرجه أبو يعلى (1683) وابن حبان (5523) والطبراني في "الدعاء"(250) وأبو الشيخ (ص 167)
3 -
أبو الأحوص سلام بن سليم الحنفي.
أخرجه ابن حبان (5522) والطبراني في "الدعاء"(250)
4 -
سفيان الثوري.
أخرجه أحمد (4/ 289 - 290 و298 و303) والبخاري في "الأدب المفرد"(1215) والخرائطي في "المكارم"(2/ 895) والطبراني في "الدعاء"(250) وأبو الشيخ (ص 167) وابن منده في "التوحيد"(229) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 215) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(40)
5 -
زهير بن معاوية الكوفي.
أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(752) والطبراني في "الدعاء"(250) وابن منده (229) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1295) وفي "الحجة"(40)
6 -
حُبيب بن حَبيب.
أخرجه الخطيب في "تلخيض المتشابه"(1/ 160)
7 -
هشام بن حسان.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1658)
8 -
فِطر بن خليفة.
أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 337) والروياني (294) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 87) والطبراني في "الدعاء"(249 و 250) والخطيب في "المتفق والمفترق"(678)
9 -
حمزة الزيات.
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(250) وأبو الشيخ في "الطبقات"(3/ 308 - 309)
10 -
عمرو بن ثبت بن هُرمز البكري الكوفي.
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(250)
11 -
عبدالحميد بن الحسن الهلالي.
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(250)
12 -
حماد بن عبد الرحمن الكلبي الشامي.
أخرجه عبد الغني المقدسي في "الدعاء"(100)
قال أبو نعيم: صحيح ثابت من حديث البراء"
وقال الحافظ: سنده صحيح" الفتح 13/ 362
- ورواه أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى عن البراء.
أخرجه البيهقي في "الدعوات"(352) من طريق عاصم بن علي عن أبي بكر بن عياش به.
• ورواه مسلم بن سلام عن أبي بكر بن عياش واختلف عنه:
رواه الحسن بن عمر بن أبي الأحوص ومحمد بن عبد الله الحضرمي عن مسلم بن سلام كرواية عاصم بن علي.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(8/ 311 - 312)
ورواه العباس بن أحمد الأزهر عن مسلم بن سلام عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى عن البراء.
أخرجه أبو الشيخ في "الأقران"(100)
والأول أصح.
وسماع أبي بكر بن عياش من أبي إسحاق ليس بذاك القوي كما قال أبو حاتم (العلل 1/ 35)
وقال أحمد: أبو بكر بن عياش يضطرب عن أبي إسحاق" تاريخ بغداد 14/ 379
- ورواه شعبة عن أبي إسحاق واختلف عنه:
• فقال الطيالسي (ص 97): ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء.
• وقال محمد بن جعفر البصري: ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عُبيدة ورجل آخر عن البراء.
أخرجه أحمد (4/ 281) والنسائي في "اليوم والليلة"(754) وأبو يعلى (1711)
- ورواه إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق واختلف عنه:
• فقال مالك بن إسماعيل النَّهْدي: ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء.
أخرجه البخاري (1) في "الأدب المفرد"(ص 417)
• وقال غير واحد: عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد الأنصاري عن البراء.
أخرجه أحمد (4/ 300)
عن أسود بن عامر الشامي
و (4/ 301)
عن وكيع
والترمذي في "الشمائل"(242) والبغوي في "الشمائل"(477) وفي "شرح السنة"(1310)
عن عبد الرحمن بن مهدي
والنسائي في "اليوم والليلة"(755)
عن حجاج بن محمد المِصيصي
والخرائطي في "المكارم"(2/ 899)
عن محمد بن سابق التميمي
كلهم عن إسرائيل به.
- ورواه إبراهيم بن طهمان عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن البراء.
أخرجه النسائي (757)
- ورواه يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه ثني أبو بُردة عن البراء.
أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 337) والترمذي (3399) وفي "العلل"(2/ 907)
(1) ورواه في "الكبير"(1/ 1/ 337) عن مالك بن إسماعيل فقال: عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد عن البراء.
والنسائي في "اليوم والليلة"(758) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 167) والبيهقي في "المدعوات"(351) والحنائي (1) في "فوائده"(ق 128 - 129)
وليس عند النسائي "عن أبيه" وقال: يشبه أنْ يكون فيه عن أبيه عن أبي إسحاق"
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه"
وقال في "العلل": كأنّ حديث إسرائيل (2) أقرب الروايات إلى الصواب وأصح"
قلت: يشبه أنْ يكون أبو إسحاق سمعه من البراء من غير واسطة، وسمعه من غير واحد عن البراء، يدل على ذلك روايتي سفيان وشعبة فإنهما سمعا من أبي إسحاق قبل اختلاطه، والله أعلم.
الثاني: يرويه محمد بن عمرو ثني ربيع بن لوط بن البراء عن عمه البراء قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه وضع كفه اليمنى تحت شقه الأيمن وقال: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك"
أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 270 - 271) والنسائي (760) عن عبد الله بن الصباح بن عبد الله البصري ثنا المعتمر بن سليمان سمعت محمد بن عمرو به.
وإسناده حسن رواته ثقات غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث.
وأما حديث حذيفة فأخرجه الحميدي (444) وأحمد (5/ 382) عن سفيان بن عُيينة عن عبد الملك بن عمير عن رِبْعي بن حِرَاش عن حذيفة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده وقال: رب قني عذابك يوم تبعث أو تجمع عبادك.
وأخرجه الترمذي (3398) وابن منده في "التوحيد"(228)
عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني
والبزار (2825)
عن إسحاق بن بهلول الأنباري
كلاهما عن سفيان بن عيينة به.
(1) وقال: هذا حديث غريب من حديث أبي إسحاق عن أبي بردة عن البراء، وقد رواه جماعة عن أبي
إسحاق عن البراء، وهو أشهر"
(2)
أي روايته عن أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد عن البراء.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"
قلت: هكذا رواه سفيان بن عيينة فقال فيه "ثم قال: اللهم قني عذابك"
وخالفه غير واحد فقالوا فيه "ثم يقول: اللهم باسمك أموت وأحيا، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور"
منهم:
1 -
أبو عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله الواسطي.
أخرجه البخاري (فتح 13/ 362) والطبراني في "الدعاء"(260 و 284) وابن السني (8 و 707) والبيهقي في "الدعوات"(342)
2 -
سفيان الثوري.
أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 71 و 10/ 247) وأحمد (5/ 385 و 397 و 399 و 407) والبخاري (فتح 13/ 360) والدارمي (2689) وأبو داود (5049) وابن ماجه (3880) والترمذي في "الشمائل"(243) والنسائي في "اليوم والليلة"(747) وابن حبان (5532 و 5539) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 167)
3 -
عبيد الله بن عمرو الرقي.
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(260 و 284)
4 -
يزيد بن عطاء الواسطي.
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(260 و 284)
5 -
شَريك بن عبد الله الكوفي.
أخرجه أحمد (5/ 387) والطبراني (260 و284)
6 -
عَبيدة بن حُميد الكوفي.
أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 247)
7 -
عبد الحكيم بن منصور الواسطي.
أخرجه البغوي في "شرح السنة"(1311)
8 -
إسماعيل بن مُجالد بن سعيد.
أخرجه الترمذي (3417)
9 -
شعبة.
أخرجه البخاري (فتح 17/ 150) عن مسلم بن إبراهيم البصري ثنا شعبة به.
ورواه محمد بن جعفر غُنْدَر عن شعبة عن عبد الملك بن عمير فأوقفه على حذيفة.
أخرجه البزار (2826)
وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 76 - 77 و 10/ 251) وأحمد (1/ 394 و 400 و 414 و 443) وابن ماجه (3877) والترمذي في "الشمائل"(ص 219) والنسائي في "اليوم والليلة"(756) والهيثم بن كليب (930) والطبراني في "الدعاء"(248)
عن إسرائيل بن يونس
وأبو يعلى (1687) وأبو الشيخ (ص 167)
عن يونس بن أبي إسحاق
والطبراني (1)(247) وابن عدي (5/ 1835)
عن علي بن عابس الكوفي
وابن عدي (3/ 999)
عن روح بن مسافر البصري
كلهم عن أبي إسحاق عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن وقال: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك"
قال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، أبو عبيدة اسمه عامر بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه شيئا" مصباح الزجاجة 4/ 151
وأما حديث أنس فأخرجه البزار (كشف 3110) والطبراني في "الدعاء"(251) وفي "مسند الشاميين"(2589) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 344) وفي "أخبار أصبهان"(1/ 339) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن أحمد بن عمرو الداراني ص 336) من طرق عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن وقال: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك"
(1) وأخرجه في "الأوسط"(3230) من هذا الطريق ووقع عنده: عن أبي الأحوص عن ابن مسعود.
وأخرجه في "الكبير"(10282) أيضا ووقع عنده: عن أبي إسحاق عن أبي الكنود عن أبي عبيدة عن أبيه.
قال البزار: لا نعلم رواه عن قتادة عن أنس إلا سعيد بن بشير"
وقال أبو نعيم: تفرد به سعيد بن بشير عن قتادة"
وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 123
قلت: سعيد بن بشير قال ابن معين وجماعة: ضعيف.
وأما حديث عائشة فأخرجه العقيلي (4/ 343) من طريق هاشم بن عيسى اليزني أبي معاوية الحمصي ثني أبي عن يحيى بن سعيد عن عروة عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن، ونام على شقه الأيمن، وقال "هذه نومة الأنبياء" ثم قال "اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك"
وقال: هاشم بن عيسى منكر الحديث وهو وأبوه مجهولان بالنقل"
877 -
عن عائشة أو عن أبي هريرة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أنْ يضحي اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين مَوْجُوْءَيْن، فذبح أحدهما عن محمد وآل محمد، والآخر عن أُمته من شهد لله بالتوحيد وله بالبلاغ"
قال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" عن الثوري عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن أبي سلمة عن عائشة أو عن أبي هريرة: فذكره، وقد أخرجه ابن ماجه من طريق عبد الرزاق لكن وقع في النسخة "ثمينين" بمثلثة أوله بدل السين والأولى أولى. وابن عقيل المذكور في سنده مختلف فيه، وقد اختلف عليه في إسناده، فقال زهير بن محمد وشَريك وعبيد الله بن عمرو كلهم عنه عن علي بن الحسين عن أبي رافع، وخالفهم الثوري كما ترى ويحتمل أنْ يكون له في هذا الحديث طريقان وليس في روايته في حديث أبي رافع لفظ "سمينين"(1)
سيأتي الكلام عليه في حرف الذال فانظر حديث "ذبح النبي صلى الله عليه وسلم كبشين أقرنين"
878 -
عن ابن شهاب الزهري أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل أكل بخمس"
قال الحافظ: وقد أخرج سعيد بن منصور من مرسل ابن شهاب: فذكره" (2)
مرسل
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 299) عن معن بن عيسى القزاز عن محمد بن عبد الله بن
(1) 12/ 105 (كتاب الأضاحي - باب أضحية النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أقرنين)
(2)
11/ 511 (كتاب الأطعمة - باب لعق الأصابع ومصها)
أخي الزهري قال: أخبرتني أختي أنها رأت الزهري يأكل بخمس، فسألته عن ذلك، فقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل بالخمس.
وأخرجه العقيلي (4/ 90) من طريق إبراهيم بن سعد المدني عن ابن أخي الزهري عن امرأته أم الحجاج بنت محمد بن مسلم قالت: كان أبي يأكل بكفه، فقلت: لو أكلت بثلاث أصابع، قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل بكفه كلها.
وقال: وهذا الحديث لم يتابع ابن أخي الزهري عليه أحد"
وقال الساجي والذهبي في "الميزان": انفرد ابن أخي الزهري بهذا الحديث"
قلت: وهو مختلف فيه، وثقه أبو داود وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره.
879 -
حديث ابن عباس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبه معد بن عدنان"
قال الحافظ: وأخرج ابن سعد من حديث ابن عباس: فذكره" (1)
ضعيف جدا
أخرجه ابن سعد (1/ 56) عن هشام بن محمد بن السائب بن بشر الكلبي أخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبه معد بن عدنان بن أدد ثم يمسك ويقول "كذب النسابون، قال الله عز وجل {وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} [الفُرقان: 38] ".
وأخرجه ابن عساكر (السيرة النبوية ص 40 - 41) من طريق أبي الحسن علي بن أحمد بن علي بن أبي قيس المقرئ وعمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني قالا: ثنا ابن أبي الدنيا ثني أبي وابن سعد عن هشام بن محمد به.
وأخرجه من طريق أحمد بن محمد بن عمر الأصبهاني ثنا ابن أبي الدنيا ثنا ابن سعد ثنا هشام به.
وهشام بن محمد قال ابن معين: غير ثقة، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن عساكر: ليس بثقة.
وأبوه قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وكذبه الجوزجاني وغيره، وقال الحاكم: أحاديثه عن أبي صالح موضوعة.
(1) 8/ 164 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم)
880 -
عن أبي هريرة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاة الغداة بقول: هل رأى أحد الليلة رؤيا؟ "
قال الحافظ: أخرج أبو داود والنسائي من حديث الأعرج عن أبي هريرة: فذكره" (1)
سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إنّه ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة"
881 -
حديث أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وأوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (2715) والثلاثة، ولأبي داود من حديث ابن عمر نحوه وزاد "والذي من علي فأفضل، والذي أعطاني فأجزل"(2)
حديث ابن عمر يرويه عبد الوارث بن سعيد واختلف عنه:
- فقال عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد: ثنا أبي ثنا حسين المعلم عن ابن بُريدة ثني ابن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا تبوأ مضجعه: الحمد لله الذي كفاني وآواني وأطعمني وسقاني، والذي منّ عليّ وأفضل، والذي أعطاني فأجزل، الحمد لله على كل حال، اللهم ربّ كل شيء، وملك كل شيء، وإله كل شيء، ولك كل شيء، أعوذ بك من النار".
أخرجه أحمد (2/ 117) عن عبد الصمد به.
وأخرجه أبو داود (5058) والنسائي في "الكبرى"(7694) والبيهقي في "الدعوات"(348)
عن علي بن مسلم الطوسي
والنسائي في "اليوم والليلة"(798) وابن السني (723)
عن عمرو بن يزيد الجَرْمِي
وابن حبان (5538)
عن محمود بن غيلان المروزي
وأبو يعلى (5758)
(1) 16/ 100 (كتاب التعبير - باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح)
(2)
13/ 375 - 376 (كتاب الدعوات - باب حدثنا أحمد بن يونس
…
)
عن أبي خيثمة زهير بن حرب
والبيهقي في "الدعوات"(347)
عن أبي قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي
كلهم عن عبد الصمد بن عبد الوارث به.
ورواه سليمان بن داود بن صالح الثقفي الرازي عن عبد الصمد: سمعت أبي ثنا الحسين بن واقد عن ابن بريدة ثني ابن عمر.
أخرجه البغوي في "شرح السنة"(1319) وفي "الشمائل"(1158)
والأول أصح لأنّه رواية الأكثر.
قال النووي: إسناده صحيح" الأذكار ص 86
- وقال أبو معمر عبد الله بن عمرو المِنْقَري: ثنا عبد الوارث ثني حسين المعلم ثني عبد الله بن بريدة ثني أبو عمران (1) أنّه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا تبوأ مضجعه"
أخرجه الخرائطي في "المكارم"(1004 والنكت الظراف 5/ 443) والخطيب في "الكفاية"(ص 335)
قال أبو معمر: وعبد الصمد بن عبد الوارث يقول في هذا: حدثني ابن عمر (2)، وأنا أقول في هذا: حدثني أبو عمران.
فقال له أبو علي المعمري: كنتَ حدثتَ به مرّة فقلت: عن ابن عمر، قال: لا: ذاك خطأ، إنما هو ابن عمران.
قال الحافظ: قلت: وابن عمران ما عرفته، وهذا علة قادحة، فإنّ أبا معمر أثبت (3) من عبد الصمد، وعبد الصمد أقدم سماعا من أبيه من أبي معمر" النكت الظراف 5/ 443
882 -
عن البراء أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن وقال: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك"
قال الحافظ: أخرجه النسائي من طريق أبي خيثمة والثوري عن أبي إسحاق عن
(1) هكذا في "الكفاية"، وفي "المكارم": ابن عمران.
(2)
في "الكفاية": أبو عمر.
(3)
قاله ابن معين وأبو داود.
البراء، وسنده صحيح. وأخرجه أيضا بسند صحيح عن حفصة وزاد: يقول ذلك ثلاثا" (1)
تقدم الكلام عليه فانظر حديث "أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أنْ يرقد"
883 -
حديث أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج لحاجته يعجبه أنْ يسمع: يا نجيح، يا راشد"
قال الحافظ: وأخرج الترمذي وصححه من حديث أنس: فذكره" (2)
يرويه حماد بن سلمة واختلف عنه:
- فقال محمد بن رافع النيسابوري: ثنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العَقَدِي ثنا حماد بن سلمة عن حُميد عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه إذا خرج لحاجة أنْ يسمع: يا راشد يا نجيح"
أخرجه الترمذي (1616) عن محمد بن رافع به.
وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(1848)
عن هارون بن محمد العسقلاني
وأبو الشيخ في "الطبقات"(3/ 182 - 183) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 206)
عن أبي بكر محمد بن النضر الجارودي النيسابوري
قالا: ثنا محمد بن رافع به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح" (3)
قلت: اختلف فيه على محمد بن رافع، فرواه علي بن الحسن بن سهل البلخي عن محمد بن رافع وجعله عن ثابت البُنَاني عن أنس.
(1) 13/ 362 (كتاب الدعوات - باب وضع اليد تحت الخد اليمنى)
(2)
12/ 325 (كتاب الطب - باب الفأل)
(3)
تعقبه الحافظ في "النكت الظراف"(1/ 181 - 182) فقال: قلت: بل هو معلول، ذكر الحاكم في ترجمة محمد بن رافع من "تاريخ نيسابور" أنه سأل محمد بن إسماعيل عنه فقال: وجدت له علة، حميد عن بكر بن عبد الله المزني، يعني أنه مرسل، وانقلب. وذكر فيه أيضا عن أحمد بن سلمة قال: كنت أنا ومسلم عند علي بن نصر الجهضمي، فقال مسلم: لا أعلم اليوم أحدا أعلم بحديث أهل البصرة من علي بن نصر، قال أحمد: فقلت لعلي: تعرف؟ فذكرت له هذا الحديث، فتعجب، فقال له مسلم: إنّ محمد بن رافع ثقة مأمون صحيح الكتاب"
قلت: والحسن بن موسى وأحمد بن إسحاق ثقتان أيضا.
أخرجه الطبراني (1) في "الصغير"(549)
وقال: لم يروه عن حماد إلا العقدي، تفرد به ابن رافع"
- وقال الحسن بن موسى الأشيب في "حديثه"(57): ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن بكر بن عبد الله المزني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توجه لحاجة يحبّ أنْ يسمع: يا نجيح يا راشد يا مبارك.
وتابعه أحمد بن إسحاق الحضرمي ثنا حماد بن سلمة به.
أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 803)
884 -
عن واصل مولى أبي عُيينة قال: بلغني أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر أحبّ أنْ يخرج يوم الخميس"
قال الحافظ: وروى سعيد بن منصور عن مهدي بن ميمون عن واصل مولى أبي عيينة قال: بلغني: فذكره" (2)
معضل
أخرجه سعيد بن منصور (2381) عن مهدي بن ميمون الأزدي البصري عن واصل مولى أبي عيينة قال: بلغني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر أحبّ أنْ يسافر يوم الخميس من أول النهار.
ورجاله ثقات إلا أنّه معضل لأنّ واصلا من أتباع التابعين.
885 -
عن ابن عباس "أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا شرب تنفس مرتين"
قال الحافظ: وأخرج الترمذي بسند ضعيف عن ابن عباس: فذكره" (3)
ضعيف
أخرجه أحمد (1/ 284) وابن ماجه (3417) والترمذي (1886) وفي "الشمائل"(202) وابن عدي (3/ 1008) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 223) والبغوي في "الشمائل"(997) من طرق عن رِشْدِين بن كريب عن أبيه عن ابن عباس به. واللفظ للترمذي
(1) ورواه في "الأوسط"(4193) عن علي بن الحسن بن سهل وجعله عن حميد عن أنس. وقال: لم يَرو هذا الحديث عن حماد بن سلمة إلا أبو عامر، تفرد به محمد بن رافع"
(2)
6/ 454 (كتاب الجهاد - باب من أراد غزوة فورى بغيرها)
(3)
12/ 196 (كتاب الأشربة - باب الشرب بنفسين أو ثلاثة)
زاد أحمد "في الشراب"
ولفظ أبي الشيخ "شرب ماءً فتنفس مرتين"
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن كريب، ورشدين عنده مناكير"
قلت: هو ضعيف كما قال النسائي وجماعة.
886 -
عن عليّ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة قال: الله أكبر"
قال الحافظ: وروى البزار بإسناد صحيح على شرط مسلم عن عليّ: فذكره" (1)
أخرجه البزار (536) عن محمد بن عبد الملك القرشي ثنا يوسف بن أبي سلمة الماجشون ثني أبي عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة قال: الله أكبر، وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا"
ومن هذا الطريق أخرجه مسلم (1/ 534 - 536) وجماعة وكلهم قال "كَبَّر"
887 -
عن سعيد بن جبير أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل منزلا لم يرتحل منه حتى يصلي فيه، فلما كان غزوة تبوك نزل منزلا فقال عبد الله بن أُبي: فذكر القصة"
قال الحافظ: وأخرج عبد بن حميد بإسناد صحيح عن سعيد بن جبير مرسلا: فذكره" (2)
مرسل
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 369) عن أبيه ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب عن سعيد بن جبير: فذكره.
وتمام القصة: فقال عبد الله بن أبي بن سلول: ليخرجنّ الأعز منها الأذل، فارتحل قبل أنْ ينزل آخر النهار، وقيل لعبد الله بن أبي: أئت النبي صلى الله عليه وسلم حتى يستغفر لك، فأنزل الله تعالى {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} [المنَافِقون: 1] إلى قوله {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ} [المنَافِقون: 5].
قال ابن كثير: وهذا إسناده صحيح إلى سعيد بن جبير، وقوله: إنّ ذلك في غزوة
(1) 2/ 359 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب إيجاب التكبير)
(2)
10/ 269 (كتاب التفسير: سورة المنافقين - باب قوله: إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله)
تبوك فيه نظر بل ليس بجيد فإنّ عبد الله بن أبي بن سلول لم يكن ممن خرج في غزوة تبوك بل رجع بطائفة من الجيش وإنما المشهور عند أصحاب المغازي والسير أنّ ذلك كان في غزوة المريسيع وهي غزوة بني المصطلق"
888 -
حديث أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان أسمر"
قال الحافظ: جاء في حديث أنس عند أحمد والبزار وابن منده بإسناد صحيح وصححه ابن حبان: فذكره" (1)
صحيح
أخرجه ابن سعد (4/ 411) وأحمد (3/ 258 - 259 و 267) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(2/ 609) والبزار (كشف 2388) وأبو يعلى (3741) وابن الأعرابي (ق 58/ب) وابن حبان (6286) والخطابي في "الغريب"(1/ 214) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 203) والخطيب في "التاريخ"(3/ 395 - 396 و 5/ 197) وابن عساكر (السيرة ص 238 و 239) من طرق عن خالد بن عبد الله الطحان عن حميد الطويل عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمر (2)، ولم أشمّ مسكة ولا عنبرة أطيب ريحا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اللفظ لأحمد وغيره.
وإسناده صحيح.
قال الخطابي وابن شاهين (3): هذا خبر تفرد به خالد الطحان"
قلت: لم ينفرد به بل تابعه:
1 -
عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن حميد عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم. رَبْعَة ليس بالطويل ولا بالقصير، حسن الجسم، وكان شعره ليس بِجَعْد ولا سبط، أسمر اللون، إذا مشى يتوكأ.
أخرجه الترمذي (1754) وفي "الشمائل"(2) والبزار (كشف 2389) وأبو يعلى (3832) وابن عساكر (ص 238 - 239) والبغوي في "شرح السنة"(3640)
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث حميد"
(1) 7/ 377 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم)
(2)
زاد البزار وغيره "اللون"
(3)
ابن عساكر (ص 238)
2 -
علي بن عاصم الواسطي أنا حميد قال: سمعت أنسا يقول: ما شممت ريح مسك ولا عنبر أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت له جمة إلى شحمة أذنيه، وكانت لحيته قد ملأت من ها هنا إلى ها هنا، وكان إذا مشى كأنه يتكئ، أو قال: كأنه يتكفأ، وكان ربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير، وكان أبيض، بياضه إلى السمرة، أو قال: بياضا إلى السمرة.
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(1/ 204) وابن عساكر (ص 239 - 240)
889 -
"أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسا يوما فأقبل أبوه من الرضاعة فوضع له بعض ثوبه فجلس عليه، ثم أقبلت أمه فوضع لها شق ثوبه من الجانب الآخر، ثم أقبل أخوه من الرضاعة فقام فأجلسه بين يديه"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (1)
ضعيف
أخرجه أبو داود (5145) ثنا أحمد بن سعيد الهمداني ثنا ابن وهب ثني عمرو بن الحارث أنّ عمر بن السائب حدّثه أنَّه بلغه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا، فذكره.
ومن طريقه أخرجه النووي في "الترخيص بالقيام"(ص 43 - 44)
وقال: مرسل.
قلت: والمرسل ضعيف، وعمر بن السائب ذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 175) في اتباع التابعين فأقل ما يكون بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم اثنان ولم يسم أحدا وإنما ذكره بلاغا.
890 -
عن بُريدة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتطير في شيء، وكان إذا بعث عاملا يسأل عن اسمه فإذا أعجبه فرح به، وإنْ كره اسمه رُئيَ كراهة ذلك في وجهه"
قال الحافظ: وأخرج أبو داود بسند حسن عن بريدة: فذكره" (2)
يرويه قتادة واختلف عنه:
- فقال هشام الدَّسْتُوَائي: ثنا قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان لايتطير من شيء، وكان إذا بعث عاملا (3) سأل عن اسمه، فإذا أعجبه اسمه فرح به ورُؤِي
(1) 13/ 291 (كتاب الاستئذان - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى سيدكم)
(2)
12/ 325 (كتاب الطب - باب الفأل)
(3)
زاد البيهقي في "الشعب""أو غلاما"
بشر ذلك في وجهه، وإنْ كره اسمه رؤي كراهية ذلك في وجهه، وإذا دخل قرية (1) سأل عن اسمها فإن (2) أعجبه اسمها فرح ورؤي بشر ذلك في وجهه، وإن (3) كره اسمها رؤي كراهية ذلك في وجهه.
أخرجه أحمد (5/ 347 - 348) وأبو داود (3920) واللفظ له والنسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف 2/ 89) وابن حبان (5827) وتمام (ق 54/ ب) والبيهقي (8/ 140) وفي "الشعب"(1127) من طرق عن هشام الدستوائي به.
ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنه كان مدلسا.
- وقال سعيد بن بشير: عن قتادة عن مطرف بن عبد الله عن أبيه قال: فذكر نحوه.
أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 249 - 250) ومن طريقه البغوي في "الشمائل"(1133)
وسعيد بن بشير قال أبو داود وجماعة: ضعيف، وقال محمد بن عبد الله بن نمير: يروي عن قتادة المنكرات، وقال ابن حبان: يروي عن قتادة ما لا يتابع عليه.
وحديث هشام الدستوائي أصح.
ولم ينفرد قتادة به بل تابعه الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يتطير، ولكن يتفاءل. ثم ذكر قصة إسلام بريدة.
أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(216) والحكيم الترمذي في "المنهيات"(ص 29) عن الحسين بن حريث ثنا أوس بن عبد الله بن بريدة عن الحسين بن واقد به.
وأخرجه أبو الشيخ (ص 249) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(742)
عن إبراهيم بن محمد بن الحسن الأصبهاني
وابن عدي (1/ 401)
عن محمد بن هارون بن حميد
وابن عبد البر في "الاستيعاب"(2/ 42 - 43) وفي "التمهيد"(24/ 73)
(1) ولفظ ابن حبان "أرضا".
(2)
ولفظ ابن حبان "فإن كان حسنا".
(3)
ولفظ ابن حبان "وإن كان قبيحا".
عن زهير بن حرب
وأبو موسى المديني (743)
عن أبي بكر محمد بن الحسين بن مكرم البغدادي
قالوا: ثنا أبو عمار الحسين بن حريث ثنا أوس بن عبد الله بن بريدة عن الحسين بن واقد به.
قال أبو عمار: وسمعت أوسا بعد ذلك يحدث بهذا الحديث عن أخيه سهل بن عبد الله أنّ أباه حدثه عن أبيه بريدة فأعدت عليه: من حدثك؟ قال: حدثني سهل بن عبد الله أخي"
ورواه أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمود عن الحسين بن حريث ثنا أوس بن عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن بريدة مرسلا.
أخرجه أبو محمد البغوي في "الشمائل"(1132)
والأول أصح.
وإسناده ضعيف جدا، أوس بن عبد الله قال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك.
891 -
حديث أنس أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتنور، وكان إذا كثر شعره حلقه"
قال الحافظ: سنده ضعيف جدا" (1)
ضعيف
أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 257) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 321) والبيهقي (1/ 152) والبغوي في "شرح السنة"(3199) وفي "الشمائل"(1108) من طريق علي بن الحسن بن شقيق عن أبي حمزة السكري عن مسلم المُلائي عن أنس به.
قال البيهقي: مسلم الملائي ضعيف الحديث"
قلت: وكذا قال أبو زرعة وأبو حاتم وابن المديني والعجلي.
(1) 12/ 464 (كتاب اللباس - باب قص الشارب)
892 -
عن عائشة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يختم القرآن في أقل من ثلاث"
قال الحافظ: ولأبي عبيد من طريق الطيب بن سلمان عن عَمرة عن عائشة: فذكرته" (1)
ضعيف
أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 88 - 89) وابن سعد (1/ 376) عن يوسف بن الغرق أنا الطيب بن سلمان حدثتنا عمرة قالت: سمعت عائشة تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يختم (2) القرآن في أقل من ثلاث. اللفظ لأبي عبيد
ومن طريق أبي عبيد أخرجه أبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن"(ص 321 - 322)
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 260) ومن طريقه البغوي في "الشمائل"(618) من طريق محمد بن قدامة المِصيصي ثنا يوسف بن الغرق به.
وإسناده ضعيف لضعف يوسف بن الغرق، والطيب بن سلمان وثقه ابن حبان والطبراني، وضعفه الدارقطني.
893 -
حديث أبي سعيد أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي قبل العيد شيئا، فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين"
قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه بإسناد حسن، وقد صححه الحاكم" (3)
أخرجه أحمد (3/ 28 و 40) وابن ماجه (1293) والبزار (كشف 652) وأبو يعلى (1347) وابن خزيمة (1469) والحاكم (1/ 297) والبيهقي (3/ 302) من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد قال: فذكره.
واللفظ لابن ماجه.
وفي لفظ "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم العيد حتى يَطعم، فإذا خرج صلى للناس ركعتين، فإذا رجع صلى في بيته ركعتين، وكان لا يصلي قبل الصلاة شيئا".
(1) 10/ 473 - 474 (كتاب فضائل القرآن - باب في كم يقرأ القرآن)
(2)
ولفظ ابن سعد "لا يقرأ"
(3)
3/ 129 (كتاب العيدين - باب الصلاة قبل العيد وبعدها)
قال البزار: لا نعلمه عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد"
وقال الحاكم: هذه سنة عزيزة بإسناد صحيح"
وقال الحافظان العسقلاني والبوصيري: إسناده حسن" بلوغ المرام - مصباح الزجاجة 1/ 153
وقال ابن التركماني: قلت: في سنده ابن عقيل قال البيهقي في باب لا يتطهر بالمستعمل: أهل العلم مختلفون في الاحتجاج برواياته" الجوهر النقي 3/ 302
قلت: وأكثرهم ضعفه.
894 -
حديث أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يطرق أهله ليلا، وكان يأتيهم غدوة أو عشية"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1928) " (1)
895 -
عن أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقنت إلا إذا دعا لقوم أو دعا على قوم"
قال الحافظ: أخرجه ابن خزيمة بإسناد صحيح عن أنس" (2)
أخرجه ابن خزيمة (620) عن محمد بن محمد بن مرزوق الباهلي ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن أنس به.
وأخرجه الخطيب في كتاب "القنوت"(تنقيح التحقيق 2/ 1067) من طريق المعافى بن زكريا ثنا محمد بن مرزوق به.
قال ابن عبد الهادي: هذا إسناد صحيح" تنقيح التحقيق 2/ 1067
قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا.
وله شاهد عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقنت إلا أنْ يدعو لأحد أو يدعو على أحد.
أخرجه ابن خزيمة (619) من طريق إبراهيم بن سعد المدني عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة.
ومن هذا الطريق أخرجه أحمد (2/ 255) والبخاري (فتح 9/ 294) والدارمي (1603) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 242) والبيهقي (2/ 197) والبغوي في "شرح السنة"(637) بلفظ "كان إذا أراد أنْ يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع"
(1) 11/ 254 (كتاب النكاح - باب لا يطرق أهله ليلا)
(2)
9/ 249 (كتاب التفسير - سورة آل عمران - باب - ليس لك من الأمر شيء-)
896 -
حديث أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يواجه أحدا في وجهه بشيء يكرهه"
قال الحافظ: ولأحمد من حديث أنس: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه البرجلاني في "الكرم"(3) وأحمد (3/ 133 و 154 و160) والبخاري في "الأدب المفرد"(437) وأبو داود (4182 و 4789) والترمذي في "الشمائل"(329) والنسائي في "اليوم والليلة"(235 و 236) وابن أبي الدنيا في "المكارم"(82) وأبو يعلى (4277) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 128) والخرائطي في "المكارم"(2/ 742) وابن السني في "اليوم والليلة"(326) وابن عدي (3/ 1176) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 70) وأبو عبد الرحمن السلمي في "آداب الصحبة"(ص 49) والبيهقي في "الآداب"(222) وفي "الدلائل"(1/ 317) وفي "الشعب"(5911 و 7746) والبغوي في "الشمائل"(228) من طرق عن حماد بن زيد عن سَلْم العلوي أنّه سمع أنس بن مالك يقول: دخل على النبي صلى الله عليه وسلم رجل وعليه صفرة فكرهها، فلما قام الرجل قال النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه "لو أمرتم هذا أنْ يدع هذه الصفرة" قالها مرتين أو ثلاثا.
قال أنس: وكان النبي صلى الله عليه وسلم قلما يواجه الرجل بشيء يكرهه في وجهه.
وأخرجه الطيالسي (ص 283) عن حماد بن زيد به.
ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(11/ 238)
وإسناده ضعيف لضعف سلم العلوي، قال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: منكر الحديث على قلته لا يحتج به إذا وافق الثقات فكيف إذا انفرد بالطامات.
وذكره العقيلي في "الضعفاء"، واختلف فيه قول ابن معين.
وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف.
897 -
حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من لحيته من عَرْضها وطولها"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي ونقل عن البخاري أنّه قال في رواية عمر بن هارون: لا أعلم له حديثا منكرا إلا هذا ا. هـ وقد ضعف عمر بن هارون مطلقا جماعة" (2)
ضعيف جدا
(1) 7/ 385 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم)
(2)
12/ 472 (كتاب اللباس - باب تقليم الأظفار)
أخرجه الترمذي (2762) والعقيلي (3/ 195) وابن عدي (5/ 1689) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 282) والبيهقي في "الشعب"(6019) وابن الجوزي في "العلل"(1142) من طرق عن عمر بن هارون عن أسامة بن زيد الليثي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به.
قال الترمذي: هذا حديث غريب. وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: عمر بن هارون مقارب الحديث لا أعرف له حديثا ليس له أصل أو قال ينفرد به إلا هذا الحديث. لا نعرفه إلا من حديث عمر بن هارون ورأيته حسن الرأي في عمر"
وقال ابن عدي: وقد رَوى هذا عن أسامة غير عمر بن هارون"
وقال البيهقي: عمر بن هارون البلخي غير قوي ولا أدري من رواه عن أسامة غيره"
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتهم به عمر بن هارون البلخي، قال العقيلي: لا يعرف إلا به. قال ابن معين: كذاب، وقال النسائي: متروك، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات المعضلات ويدعي شيوخا لم يرهم"
898 -
حديث رَزِينة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر مرضعاته في عاشوراء ورضعاء فاطمة فيتفل في أفواههم وَيأمر أمهاتهم أنْ لا يرضعنّ إلى الليل.
قال الحافظ: أخرجه ابن خزيمة وتوقف في صحته، وإسناده لا بأس به" (1)
ضعيف
أخرجه ابن سعد (8/ 311) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 337) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3437) وأبو يعلى (7162) وابن خزيمة (2090) والطبراني في "الكبير"(24/ 277) و"الأوسط"(2589) وأبو نعيم في "الصحابة"(7645) وأبو مسلم الكجي وابن منده في "معرفة الصحابة" كما في "لإصابة"(12/ 253) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 226) من طرق عن عُليلة بنت الكميت العتكية قالت: سمعت أمي أمينة تحدث عن أمة الله بنت رزينة قالت: سمعت أمي رزينة تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعظم يوم عاشوراء حتى إن كان ليدعو بصبيانه وصبيان فاطمة المراضيع فيقول لأمهاتهم "لا ترضعوهم إلى الليل ويتفل في أفواههم، فكان ريقه يجزئهم.
قال الهيثمي: وعليلة ومن فوقها لم أجد من ترجمهن" المجمع 3/ 186
(1) 5/ 104 (كتاب الصوم - باب صوم الصبيان)
وقال في موضع آخر: وهؤلاء الثلاث لم أعرفهن - يعني عليلة وأمينة وأمة الله - المجمع 9/ 251
قلت: وأمة الله بنت رزينة ذكرها بعضهم في الصحابة ولا تثبت لها الصحبة.
899 -
حديث عائشة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الاثنين والخميس"
قال الحافظ: حديث صحيح أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وصححه ابن حبان من طريق ربيعة الجرشي عن عائشة" (1)
له عن عائشة طرق:
الأول: يرويه خالد بن معدان واختلف عنه:
- فرواه ثور بن يزيد عن خالد بن معدان واختلف عنه:
• فقال عبد الله بن داود الخُرَيْبي: ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن ربيعة الجرشي عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان ورمضان، ويتحرى صوم الاثنين والخميس.
أخرجه الترمذي (745) وفي "الشمائل"(287) والفريابي في "الصيام"(2) والنسائي (4/ 126 و 172) وفي "الكبرى"(2497 و 2670) وأبو يعلى (4751) والذهبي (2) في "تذكرة الحفاظ"(2/ 656)
وتابعه يحيى بن حمزة الحضرمي ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان ثنا ربيعة بن الغاز أنّه سأل عائشة عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: كان يصوم شعبان كله حتى يصله برمضان، وكان يتحرى صيام الاثنين والخميس.
أخرجه ابن ماجه (1739) والفريابي في "الصيام"(1) والمحاملي في "أماليه"(112) وابن حبان (3643) والطبراني في "الأوسط"(3178) وفي "مسند الشاميين"(439) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1861)
• وقال سفيان الثوري: عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عائشة، لم يذكر ربيعة الجرشي.
أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(1123) وأحمد (6/ 80 و 106) والنسائي (4/ 172) وفي "الكبرى"(2671) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 123)
(1) 5/ 140 (كتاب الصوم - باب هل يخص شيئا من الأيام؟)
(2)
وقال: حديث صحيح"
- ورواه بَحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جُبير بن نُفير عن عائشة.
أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(1122) عن بَقية بن الوليد ثني بحير بن سعد به.
وأخرجه أحمد (6/ 89)
عن حيوة بن شريح الحمصي
والنسائي (4/ 126 و 172) وفي "الكبرى"(2496 و 2665 و 2669) والطبراني في "مسند الشاميين"(1156) وأبو القاسم الأصبهاني (1882)
عن عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي
قالا: ثنا بقية به.
الثاني: يرويه منصور بن المعتمر عن خالد بن سعد عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان، ويتحرى الاثنين والخميس.
أخرجه النسائي (4/ 172 - 173) وفي "الكبرى"(2672)
عن أحمد بن سليمان الجزري
وأبو يعلى في "معجمه"(31) واللفظ له
عن محمد بن عبد الله المخرمي
قالا: ثنا أبو داود عمر بن سعد الحَفْري عن سفيان عن منصور به.
قال أبو حاتم: هذا خطأ، ليس هذا من حديث منصور إنما هو الثوري عن ثور عن خالد بن معدان عن ربيعة بن الغاز عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كذا رواه الثوري ويحيى وجماعة عن ثور" العلل 1/ 242.
الثالث: يرويه عاصم بن بَهْدلة عن المسيب بن رافع عن سواء الخزاعي عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم الاثنين والخميس.
أخرجه النسائي (4/ 173) وفي "الكبرى"(2673 و 2786) وابن خزيمة (2116) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(690) من طريق يحيى بن اليمان العجلي عن سفيان عن عاصم به.
يحيى بن اليمان مختلف فيه
واختلف فيه على عاصم كما سيأتي عند حديث "كان يصوم من كل شهر أيام الاثنين والخميس
…
" في حرف الكاف.
900 -
عن أم سلمة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يتقي سَوْرَةَ الدم ثلاثا ثم يباشر بعد ذلك"
قال الحافظ: رواه ابن ماجه بإسناد حسن عن أم سلمة" (1)
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2)(4679) و"الكبير"(23/ 365 - 366) عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ثنا محمد بن بكار ثنا سعيد بن بشير عن قتادة: عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقي سَوْرَةَ الدم ثلاثا، ثم يباشر بعد ذلك.
وأخرجه الإسماعيلي في "معجمه"(2/ 733 - 734) من طريق إبراهيم بن المستمر العُروقي ثنا محمد بن بكار بن بلال به وزاد "بغير إزار"
ومن طريقه أخرجه الخطيب في: "التاريخ"(11/ 223 - 224)
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا سعيد بن بشير، تفرد به محمد بن بكار"
وقال الهيثمي: وفيه سعيد بن بشير وثقه شعبة، واختلف في الاحتجاج به" المجمع 1/ 282
قلت: قواه دحيم وغيره، وضعفه الجمهور، وقتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا.
901 -
عن أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في الإناء ثلاثا ويقول: هو أروى وأمرأ وأبرأ"
قال الحافظ: وأخرج مسلم (2028) وأصحاب السنن من طريق أبي عاصم عن أنس: فذكره، لفظ مسلم. وفي رواية أبي داود "أهنأ" بدل قوله "أروى"(3)
(1) 1/ 430 (كتاب الحيض - باب مباشرة للحائض)
(2)
وأخرجه في "مسند الشاميين"(2676) عن أبي زرعة وعبد الله بن الحسين المِصيصي قالا: ثنا محمد بن بكار به.
وزاد "بغير إزار"
ورواه محمد بن يونس الكُديمي عن محمد بن بكار بهذا الإسناد بلفظ "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى أنْ يجامع المرأة في سَوْر الدم ثلاثا"
أخرجه ابن الاعرابي (448)
(3)
12/ 196 (كتاب الأشربة - باب الشرب بنفسين أو ثلاثة)
902 -
حديث أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بفضل سواكه"
قال الحافظ: أخرجه الدارقطني من حديث أنس وسنده ضعيف" (1)
ضعيف
أخرجه البزار (كشف 274) والدارقطني (1/ 40) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 21) من طرق عن يوسف بن خالد السمتي ثنا الأعمش عن أنس به.
وفي لفظ "يستاك بفضل وضوئه"
والسمتي كذبه ابن معين وأبو داود والفلاس وغيرهم.
وخالفه سعد بن الصلت الشيرازي فرواه عن الأعمش عن مسلم الأعور عن أنس به.
أخرجه الدارقطني (1/ 40) ومن طريقه الخطيب في "التاريخ"(11/ 16)
ولم ينفرد الأعمش به، بل تابعه محمد بن الفضل بن عطية عن مسلم الأعور عن أنس به.
أخرجه تمام في "فوائده"(ق 55/ ب)
ومحمد بن الفضل كذبه أحمد وابن معين والجوزجاني والفلاس والنسائي وغيرهم.
ومسلم هو ابن كيسان الأعور قال أبو زرعة وجماعة: ضعيف الحديث.
903 -
حديث أبني بسر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الزبد والتمر"
قال الحافط: ولابن ماجه من حديث ابني بسر: فذكره" (2)
صحيح
أخرجه أبو داود (3837) والبيهقي فيه "الآداب"(666) وفي "الشعب"(5599)
عن الوليد بن مزيد البيروتي
وابن ماجه (3334) والطبراني في "مسند الشاميين"(576)
عن صدقة بن خالد الدمشقي
كلاهما عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثني سليم بن عامر عن ابني بسر
(1) 1/ 306 (كتاب الوضوء - باب استعمال فضل وضوء الناس)
(2)
11/ 506: (كتاب الأطعمة - باب جمع اللونين أو الظعامين بمرة)
السلميين قالا: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمنا زبدا وتمرا، وكان يحب الزبد
والتمر. لفظ أبي داود
ولفظ ابن ماجه "دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعنا تحته قطيفة لنا، صببناها له صبّا، فجلس عليها، فأنزل الله عز وجل عليه الوحي في بيتنا، وقدمنا له زبدا وتمرا، وكان يحب الزبد، صلى الله عليه وسلم.
زاد الطبراني "وكان في رأس أحدهما في قرنه شعر مجتمع كأنّه قرن، فقال "ألا أرى في أمتي قرنا؟ " فقلنا: يا رسول الله ادع الله لنا، فقال "اللهم ارحمهم، كي تغفر لهم، وترزقهم"
وإسناده صحيح، وقد صرح سليم بن عامر بالتحديث من ابني بسر عند الطبراني، وابني بسر هما عطية وعبد الله، قاله محمد بن عوف.
904 -
عن سالم أبي النضر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج بعد النداء إلى المسجد فإن رأى أهل المسجد قليلا جلس حتى يجتمعوا ثم يصلي"
قال الحافظ: أخرج البيهقي من طريق موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر: فذكره، وإسناده قوي مع إرساله" (1)
مرسل
أخرجه أبو داود (545)
عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد
والبيهقي (2/ 19 - 20)
عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد
كلاهما عن ابن جُريج أني موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج بعد النداء إلى المسجد فإذا رأى أهل المسجد قليلا جلس حتى يرى منهم جماعة ثم يصلي، وكان إذا خرج فرأى جماعة أقام الصلاة. اللفظ للبيهقي
ولفظ أبي داود "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تقام الصلاة في المسجد إذا رآهم قليلا جلس لم يصل، وإذا رآهم جماعة صلى"
(1) 2/ 250 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب من انتظر الإقامة)
ورواته ثقات غير عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد وهو مختلف فيه وقد توبع.
وسالم هو ابن أبي أمية القرشي قال أحمد وجماعة: ثقة.
905 -
حديث أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو الحسن والحسين فيشمهما ويضمهما إليه"
قال الحافظ: وعند الترمذي من حديث أنس: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 377 - 378) والترمذي (3772) وأبو يعلى (4294) عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ثنا أبو مسعود عقبة بن خالد ثني يوسف بن إبراهيم التميمي أنه سمع أنس بن مالك يقول: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيّ أهل بيتك أحبّ إليك؟ قال "الحسن والحسين" وكان يقول لفاطمة "ادعي ابنيَّ" فيشمّهما ويضمّهما إليه.
ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(ترجمة الحسين بن علي)
وأخرجه ابن عدي (7/ 2623) عن الحسن بن سفيان النسوي ثنا أبو سعيد الأشج به.
وأخرجه ابن عساكر من طريق أحمد بن يونس الضبي أنبأ عبد الله بن سعيد به.
قال البخاري: يوسف بن إبراهيم عنده عجائب"
وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث أنس"
قلت: يوسف بن إبراهيم قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث. وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه ولا الاحتجاج بما انفرد من المناكير عن أنس، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
906 -
حديث حفصة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها"
قال الحافظ: روى مسلم (733) من حديث حفصة: فذكر" (2)
907 -
حديث عمر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يَسْمُر هو وأبو بكر في الأمر من أمور المسلمين، وأنا معهما.
قال الحافظ: وقد روى الترمذي من حديث عمر محسنا: فذكره" (3)
سيأتي الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمر مع أبي بكر"
(1) 8/ 100 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب الحسن والحسين)
(2)
3/ 264 (كتاب الصلاة - أبواب التهجد - باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم من نومه)
(3)
2/ 213 (كتاب الصلاة - أبواب المواقيت - باب السمر في الفقه والخير بعد العشاء)
908 -
حديث أبي هريرة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يشرب في ثلاثة أنفاس: إذا أدنى الإناء إلى فيه يسمي الله، فإذا آخره حمد الله، يفعل ذلك ثلاثا"
قال الحافظ: أخرج الطبراني في "الأوسط" بسند حسن عن أبي هريرة: فذكره، وأصله في ابن ماجه، وله شاهد من حديث ابن مسعود عند البزار والطبراني، وأخرج الترمذي من حديث ابن عباس المشار إليه قبل "وسموا إذا أنتم شربتم، واحمدوا إذا أنتم رفعتم" وهذا يحتمل أنْ يكون شاهدا لحديث أبي هريرة المذكور" (1)
حسن
ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن مسعود ومن حديث نوفل بن معاوية فأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبراني في "لأوسط"(844) عن أحمد بن يحيى الحلواني ثنا عتيق بن يعقوب ثنا عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن عجلان إلا الدراوردي، تفرد به عتيق بن يعقوب"
قلت: وهو ثقة كما قال الدارقطني (سؤالات البرقاني ص 55) وذكره ابن حبان في "الثقات".
والدراوردي صدوق، وعجلان المدني لا بأس به كما قال الحافظ في "التقريب" تبعا للنسائي، وقد أخرج له مسلم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأحمد ومحمد ثقتان.
والحديث رواه أبو علي أحمد بن إبراهيم القوهستاني عن عتيق فأسقط منه "عن أبيه" أخرجه الخرائطي في "فضيلة الشكر"(ص 41 - 42)
والأول أصح لأنّ الحلواني ثقة كما في "تاريخ بغداد"(5/ 212 - 213) والزيادة من الثقة مقبولة.
وأما حديث ابن مسعود فأخرجه البزار (1752) والعقيلي في "الضعفاء"(4/ 214) والهيثم بن كليب (595 و 596) والطبراني في "الكبير"(10475) وابن السني في "اليوم والليلة"(471) من طرق عن عيسى بن يونس ثنا المعلي بن عرفان عن شقيق بن سلمة عن ابن مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتنفس في الإناء ثلاثة أنفاس يسمي عند كل نفس، ويشكر في آخرهن" اللفظ للطبراني.
وإسناده ضعيف جدا، قال ابن معين: المعلي بن عرفان ليس بشيء، وقال البخاري:
(1) 12/ 197 (كتاب الأشربة - باب الشرب بنفسين أو ثلاثة)
منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال أبو زرعة: منكر واهى الحديث عن أبي وائل.
وأما حديث نوفل بن معاوية فأخرجه ابن السني (472) أخبرني أبو عروبة ثنا النضر بن سلمة ثنا ابن أبي أُويس ثنا ابن أبي فُديك ثنا شبل بن العلاء بن عبد الرحمن عن سُمَي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن نوفل قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب بثلاثة أنفاس، يسمي الله عز وجل في أوله، ويحمده في آخره.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6448) من طريق الحسن بن داود المنكدري ثنا ابن أبي فديك به (1).
قال الهيثمي: وفيه شبل بن العلاء وهو ضعيف" المجمع 5/ 81
قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 452) وقال: روى عنه ابن أبي فديك نسخ مستقيمة.
وقال ابن عدي: روى أحاديث مناكير وأحاديثه ليست محفوظة.
وقال الدارقطني: ليس بالقوي ويخرج حديثه (سؤالات البرقاني ص 36)
وأما حديث ابن عباس الذي ذكره الحافظ فسيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تشربوا واحدة كما يشرب البعير
…
"
ولابن عباس حديث آخر أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2433) عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي ثنا حجاج بن نُصَير ثنا اليمان بن المغيرة عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يشرب في ثلاثة أنفاس.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن يمان إلا حجاج"
قلت: وهو ضعيف كما قال النسائي وغيره.
909 -
حديث عبد الله بن عمرو أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في مَرَابض الغنم، ولا يصلي في مرابض الإبل والبقر"
قال الحافظ: وقع في "مسند أحمد" من حديث عبد الله بن عمرو: فذكره، وسنده ضعيف" (2)
ضعيف
(1) وقال: لا يُروى هذا الحديث عن نوفل بن معاوية إلا بهذا الإسناد، تفرد به الحسن بن داود المنكدري"
كذا قال، وقد توبع كما تقدم.
(2)
2/ 74 (كتاب الصلاة - باب الصلاة في مواضع الإبل)
أخرجه أحمد (2/ 178) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لَهيعة عن حُيي بن عبد الله أنّ أبا عبد الرحمن الحُبُلي حدثه عن ابن عمرو به.
إلا أنّه قال فيه "مرابد" مكان "مرابض"
وأخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 1661) عن أبي خيثمة زهير بن حرب ثنا الحسن بن موسى به.
قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" بنحوه، ولم يذكر البقر، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام" المجمع 2/ 26
وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح" المسند 10/ 186
قلت: بل ضعيف لضعف ابن لهيعة، وأبو عبد الرحمن اسمه عبد الله بن يزيد.
910 -
عن عائشة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ما بين أنْ يفرغ من العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم من كل ركعتين"
قال الحافظ: فعند أبي داود (1336) ومحمد بن نصر من طريقي الأوزاعي وابن أبي ذئب كلاهما عن الزهري عن عروة عن عائشة: فذكره، وإسنادهما على شرط الشيخين" (1)
وأخرجه مسلم (1/ 508) من طريق عمرو بن الحارث عن الزهري به.
911 -
حديثْ ابن مسعود أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم ثلاثة أيام من غُرَّة كل شهر"
قال الحافظ: رواه أصحاب السنن وصححه ابن خزيمة من حديث ابن مسعود" (2)
حسن
أخرجه الطيالسي (ص 48) وابن أبي شيبة (3/ 46) وفي "المسند"(349) وأحمد (1/ 406) وأبو داود (2450) وابن ماجه (1725) والترمذي (742) وفي "الشمائل"(286) والبزار (1818) وأبو يعلى (5305) والطبري في "التهذيب"(مسند عمر 2/ 862 و 863) وابن خزيمة (2129) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(687) والهيثم بن كليب (637) وابن حبان (3641) والبيهقي (4/ 294) والبغوي في "شرح السنة"(1803) وفي "الشمائل"(681)
عن شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي
(1) 3/ 132 (كتاب الصلاة - أبواب الوتر - باب رقم 1)
(2)
5/ 130 (كتاب الصوم - باب صيام البيض).
والنسائي (4/ 173) وفي "الكبرى"(2677) وابن حبان (3645) والبيهقي (4/ 294) وفي "الشعب"(3564) وفي "فضائل الأوقات"(281 و 296)
عن أبي حمزة محمد بن ميمون السكري
وتمام في "فوائد"(ق 40/ ب)
عن سهيل بن عبد الرحمن العكّي
ثلاثتهم عن عاصم بن بَهْدَلة عن زِر بن حُبيش عن ابن مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من غرة كل شهر (1) ثلاثة أيام، وقلما (2) كان (3) يفطر (4) يوم الجمعة. اللفظ للترمذي ولغيره.
قال الترمذي: حديث حسن غريب، وروى شعبة عن عاصم هذا الحديث ولم يرفعه"
وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أعلى من ابن مسعود، ولا نعلمه يُروى عن ابن مسعود بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"
قلت: إسناده حسن للخلاف المعروف في عاصم، ورواية شعبة لهذا الحديث عن عاصم موقوفا لا تضر لأنّ الذي رفعه ثقة.
قال الدارقطني: وقفه شعبة عن عاصم، ورفعه صحيح" العلل 5/ 60
912 -
حديث أم سلمة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم من الأيام السبت والأحد، وكان يقول "إنهما يوما عيد للمشركين فأحبّ أنْ أخالفهم"
قال الحافظ: وقد روى أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان من حديث أم سلمة: فذكرته" (5)
سيأتي الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كان يصوم يوم السبت والأحد"
913 -
حديث أبي بن كعب أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر في رمضان، فسافر عاما فلم يعتكف، فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين"
(1) ولفظ أحمد وغيره "هلال"
(2)
ولفظ ابن أبي شيبة "ما كان" ولفظ البزار "وما رأيته مفطرا يوم جمعة قط"
(3)
ولفظ ابن ماجه "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم"
(4)
ولفظ البيهقي "يفوته صوم يوم الجمعة"
(5)
5/ 139 (كتاب الصوم - باب صوم يوم الجمعة).
قال الحافظ: أخرجه النسائي واللفظ له وأبو داود وصححه ابن حبان وغيره من حديث أبي بن كعب" (1)
صحيح
ورد من حديث أبي بن كعب ومن حديث أنس بن مالك
فأما حديث أبي فأخرجه الطيالسي (ص 75) عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي بن كعب أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فسافر عاما فلم يعتكف، فلما كان من قابل اعتكف عشرين يوما.
ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى"(3389) والبيهقي (4/ 314) وفي "فضائل الأوقات"(76)
وأخرجه أحمد (5/ 141) وعبد بن حميد (181) وأبو داود (2463) وابن ماجه (1770) والنسائي في "الكبرى"(3344) وابن خزيمة (2225) وابن حبان (3663) والحاكم (1/ 439) والبيهقي (4/ 314) من طرق عن حماد بن سلمة به.
قال الحاكم: صحيح"
قلت: رواته ثقات، وأبو رافع واسمه نُفَيع الصائغ المدني لم يذكر سماعا من أبي بن كعب فلا أدري أسمع منه أم لا فإني لم أر أحدا صرّح بسماعه منه.
وأما حديث أنس فأخرجه أحمد (3/ 104) عن محمد بن أبي عدي البصري عن حميد عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان مقيما اعتكف العشر الأواخر من رمضان، وإذا سافر اعتكف من العام المقبل عشرين.
وأخرجه ابن حبان (3662 و 3664) عن محمد بن عبد الرحمن السامي ثنا أحمد بن حنبل به.
وأخرجه الترمذي (803) وابن خزيمة (2226 و 2227) والحاكم (1/ 439) والبيهقي (4/ 314) والبغوي في "شرح السنة"(1834) من طرق عن ابن أبي عدي به.
ولفظ ابن خزيمة "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فسافر عاما فلم يعتكف، فاعتكف في العام المقبل عشرين ليلة"
قال أحمد: لم أسمع هذا الحديث إلا من ابن أبي عدي عن حميد عن أنس"
(1) 5/ 190 (صلاة التراويح - باب الاعتكاف في العشر الأوسط من رمضان)
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث أنس"
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
قلت: وهو كما قالا إلا أنّ البخاري لم يخرج رواية ابن أبي عدي عن حميد.
914 -
حديث ابن مسعود أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه أن يدعو ثلاثا ويستغفر ثلاثا"
قال الحافظ: وأخرج أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان من حديث ابن مسعود: فذكره" (1)
أخرجه أحمد (1/ 394 و 397) وأبو داود (1524) والنسائي في "اليوم والليلة"(457) وأبو يعلى (5277) والهيثم بن كليب (677) وابن حبان (923) والطبراني في "الكبير"(10317) وفي "الدعاء"(51) وابن السني في "اليوم والليلة"(368) وتمام (ق 49/ ب) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 347 - 348)
عن إسرائيل بن يونس
والطيالسي (ص 43) والهيثم بن كليب (678) والبيهقي في "الدعوات"(268)
عن زهير بن معاوية الكوفي (2)
(1) 13/ 448 (كتاب الدعوات - باب تكرير الدعاء)
(2)
رواه الطيالسي وأحمد بن عبد الله بن يونس عن زهير عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود.
ورواه حسين بن علي الجحفي عن زائدة بن قدامة عن زهير واختلف عن حسين:
• فقيل: عن حسين بن علي الجعفي عن زائدة بن قدامة عن زهير عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود.
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(53)
عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان
والححم في "علوم الحديث"(ص 220)
عن للحسن بن علي بن عفان
قالا: ثنا حسين بن علي الجعفي به.
• وقال أحمد بن القاسم بن مساور: ثنا عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان ثنا حسين بن علي عن زائدة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: كان أحب الدعاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو ثلاثا.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(599) وقال: لم يروه عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة إلا زائدة، تفرد به حسين، ورواه أصحاب أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن عمرو بن مرة عن ابن مسعود"
وقال الهيثمي: ورجاله ثقات إلا أنّ أبا عبيدة لم يسمع من أبيه" المجمع 10/ 151
والطبراني في "الدعاء"(52) والدارقطني في "العلل"(5/ 228)
عن سفيان الثوري
وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 153 و 347)
عن زكريا بن أبي زائدة
والهيثم بن كليب (676)
عن سليمان بن قَرْم البصري
كلهم عن أبي إسحاق السبيعي عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود به.
واللفظ لحديث إسرائيل.
ولفظ حديث زهير عند الطيالسي "كان يدعو ثلاثا ويستغفر ثلاثا"
ولفظه عند الهيثم "كان أحبّ الدعاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلاث: أنْ يدعو بثلاث".
ولفظ حديث سفيان "كان يستحب إذا دعا أنْ يدعو ثلاثا"
ولفظ حديث زكريا "كان إذا دعا دعا ثلاثا، وإذا سأل سأل ثلاثا"
ولفظ حديث سليمان بن قرم "كان يعجبه من الدعاء الثلاث: إذا دعا دعا ثلاثا أو سأل سأل ثلاثا"
ورواه إسرائيل (1) أيضا عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود.
أخرجه أحمد (1/ 397) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم ثنا إسرائيل به.
ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة أبي إسحاق فإنّه كان مدلسا.
915 -
عن عطاء أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلو إذا رمى الجمرة"
قال الحافظ: رواه ابن أبي شيبة وغيره" (2)
916 -
عن طاوس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يفيض كل ليلة"
قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة عن ابن عُيينة حدثنا ابن طاوس عن أبيه: فذكره" (3)
مرسل
(1) رواه أبو سعيد مولى بني هاشم عن إسرائيل على الوجهين.
(2)
4/ 329 (كتاب الحج - باب رمي الجمار من بطن الوادي)
(3)
4/ 316 (كتاب الحج - باب الزيارة يوم النحر)
أخرجه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 313) عن سفيان بن عيينة عن ابن طاوس عن أبيه به.
ورواته ثقات.
917 -
عن عائشة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها ويمص لسانها"
قال الحافظ: روى أبو داود وحده من طريق مِصْدَع أبي يحيى عن عائشة فذكره، وإسناده ضعيف" (1)
ضعيف
أخرجه أحمد (6/ 123 و 234) وأبو داود (2386) وابن خزيمة (2003) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 272) وابن عدي (6/ 2205 و 2459) والبيهقي (4/ 234) والخطيب في "تالي التلخيص"(177) والمزي في "تهذيب الكمال"(10/ 252 - 253) من طرق عن محمد بن دينار البصري الطاحي عن سعد بن أوس العبدي عن مِصْدَع أبي يحيى الأنصاري عن عائشة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم ويمص لسانها"
قال أبو سعيد بن الأعرابي: بلغني عن أبي داود أنّه قال: هذا الإسناد غير صحيح" سنن أبي داود 2/ 780
وقال ابن عدي: وقوله "ويمص لسانها" في المتن لا يقوله إلا محمد بن دينار وهو الذي رواه" (2)
وقال النسائي: هذه اللفظة لا توجد إلا في رواية محمد بن دينار" تهذيب التهذيب 6/ 156
قلت: الحديث رجال إسناده مختلف فيهم، فأما محمد بن دينار فقال أبو حاتم وغيره: لا بأس به، وقال الدارقطني وغيره: ضعيف. واختلف فيه قول ابن معين والنسائي وأبي زرعة وابن حبان.
وسعد بن أوس ضعفه ابن معين، ووثقه ابن حبان.
ومصدع ذكره العجلي وابن شاهين في "الثقات"، وذكره ابن حبان والعقيلي في "الضعفاء".
وقال ابن خزيمة: لا أعرفه بعدالة ولا جرح (الصحيح 3/ 246)
(1) 5/ 55 (كتاب الصوم - باب القبلة للصائم)
(2)
وقال أيضا: وهذا يرويه محمد بن دينار عن سعد عن مصدع عن عائشة فيزيد في متنه "فيمص لسانها"
918 -
حديث أبي الأزهر الأنماري أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أخذ مضجعه: بسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفر لي ذنبي، واخسأ شيطاني، وفك رهاني، واجعلني في النداء الأعلى"
قال الحافظ: ولأبي داود من حديث أبي الأزهر الأنماري: فذكره، وصححه الحاكم" (1)
أخرجه أبو داود (5054) والطحاوي في "المشكل"(112) والطبراني في "الكبير"(22/ 298) وفي "مسند الشاميين"(436) وابن السني (716) وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 10 - 11) والمزي في "تهذيب الكمال"(33/ 23)
عن يحيى بن حمزة الدمشقي
والطبراني في "الكبير"(22/ 298) وفي "الدعاء"(264) وفي "مسند الشاميين"(435) وابن السني (716) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 168) والحاكم (1/ 540 و548 - 549) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 98) والبيهقي في "الدعوات"(345) والبغوي في "الشمائل"(1160)
عن أبي همام محمد بن الزِّبْرقان الأهوازي
والطبراني في "الكبير"(22/ 298)
عن صدقة بن عبد الله السمين
ثلاثتهم عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي الأزهر الأنماري أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: بسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفر ذنبي، وأَخْسِئ شيطاني، وفُك رِهاني، وثقل ميزاني، واجعلني في النّدِي الأعلى.
هكذا قال يحيى بن حمزة: عن أبي الأزهر.
وقال محمد بن الزبرقان وصدقة بن عبد الله: عن أبي زهير.
ووقع في روايتي الحاكم والبيهقي: عن زهير.
قال البيهقي: كذا قال: عن زهير الأنماري، وقيل: عن أبي زهير، وقيل: عن أبي الأزهر، وأبو زهير أشهر"
(1) 13/ 376 (كتاب الدعوات - باب حدثنا أحمد بن يونس)
وقال أبو نعيم: غريب من حديث ثور، تفرد به أبو همام"
كذا قال، وقد تابعه يحيى بن حمزة وصدقة بن عبد الله كما تقدم.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال النووي: إسناده حسن" الأذكار ص 86
وقال الحافظ: أخرجه أبو داود بسند جيد شامي" الإصابة 11/ 11
قلت: رواته ثقات إلا أنّ خالد بن معدان لم يذكر سماعا من أبي الأزهر فلا أدري أسمع منه أم لا.
919 -
حديث أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر التقنع"
سكت عليه الحافظ (1).
انظر حديث "كان يكثر القناع"
920 -
عن ابن مسعود أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره عشر خصال: فذكر فيها الرقى إلا المعوذات"
قال الحافظ: أخرج أحمد وأبو داود والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم من رواية عبد الرحمن بن حَرْمَلة عن ابن مسعود: فذكره. وعبد الرحمن بن حرملة قال البخاري: لا يصح حديثه، وقال الطبري: لا يحتج بهذا الخبر لجهالة راويه، وعلى تقدير صحته فهو منسوخ بالإذن في الرقية بفاتحة الكتاب" (2)
ضعيف
أخرجه الطيالسي (ص 52) وابن سعد (1/ 440) وابن أبي شيبة (4/ 413 و 8/ 387 و 735 - 736) وفي "المسند"(185) وأحمد (1/ 380 و 397 و 439) وأبو داود (4222) والنسائي (8/ 122) وفي "الكبرى"(9396) وأبو يعلى (5074 و 5151) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند الزبير بن العوام 813) والطحاوي في "المشكل"(3660 و 3661 و 3662) والعقيلي (2/ 329) وابن حبان (5682 و 5683) وفي "الثقات"(5/ 103) والحاكم (4/ 195) والبيهقي (7/ 232 و 9/ 350) والخطيب في "المتفق والمفترق"(925)
(1) 8/ 235 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم)
(2)
12/ 304 (كتاب الطب - باب الرقى بالقرآن والمعوذات)
و12/ 477 (كتاب اللباس - باب الخضاب)
والمزي (17/ 63) من طرق عن الرُّكين بن الربيع بن عَميلة الفزاري عن القاسم بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن حَرْمَلَة عن ابن مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره عشر خلال: تختم الذهب، والصفرة - يعني الخلوق -، وتغيير الشيب، وعزل الماء عن محله، والرقى إلا بالمعوذات، وفساد الصبي عند محرمه، وعقد التمائم، والتبرج بالزينة لغير محلها، والضرب بالكعاب.
قال أبو داود: انفرد بإسناد هذا الحديث أهل البصرة"
وقال ابن المديني: في بعض إسناده من لا يعرف في هذا الطريق، ولا أعلم أحدا روى عن عبد الرحمن بن حرملة هذا شيئا إلا من هذا الطريق، ولا نعرفه في أصحاب ابن مسعود" العلل ص 106 - 107
وقال العقيلي: وبعض الألفاظ التي في هذا الحديث يُروى بغير هذا الإسناد، وفيه ألفاظ ليس لها أصل"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وذكر الذهبي هذا الحديث في "الميزان"(2/ 556) وقال: وهذا منكر"
قلت: القاسم بن حسان وعبد الرحمن بن حرملة مختلف فيهما
فأما القاسم فذكره ابن شاهين في "الثقات" وقال: قال أحمد بن صالح: ثقة، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال البخاري: حديثه منكر ولا يعرف (الميزان 3/ 369) وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله (الوهم والإيهام 3/ 266)
وأما عبد الرحمن بن حرملة فذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: ليس بحديثه بأس وإنما روى حديثا واحدا ما يمكن أنْ يعتبر به ولم أسمع أحدا ينكره أو يطعن عليه وأدخله البخاري في كتاب "الضعفاء" ويحول منه.
وذكره أبو زرعة والعقيلي في "الضعفاء" وكذا البخاري (1) وقال: لا يصح حديثه.
وقال ابن عدي: وهذا الذي ذكره البخاري من قوله "لم يصح" أنّ عبد الرحمن بن حرملة لم يسمع من ابن مسعود وأشار إلى حديث واحد" الكامل 4/ 1619
وقال ابن أبي حاتم: لا نعلم سمع من ابن مسعود أم لا" الجرح 3/ 2/ 108
(1) وذكره في "التاريخ الكبير" وقال: لم يصح حديثه.
قلت: لم يصرّح بالسماع من ابن مسعود عند جميع من أخرج الحديث ممن ذكرتهم.
ولم يتفرد الركين بن الربيع به بل تابعه أبو حَصِين عثمان بن عاصم الأسدي عن القاسم بن حسان عن عبد الرحمن بن حرملة عن ابن مسعود قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عشر خلال: عن تغيير الشيب، وعن نتفه، وعن الصفرة، وعن إسبال الإزار، وعن عقد التمائم، وعن ضرب الكِعاب، وعن التعوذ - يعني التعويذات -، وعن التختم بالذهب، عن التبرج بالزينة لغير محلها، وعن عزل الماء عن محله، وعن إفساد الصبي عن محرمه.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(9404) عن الهيثم بن خلف الدوري ثنا يعقوب بن إبراهيم أبو الأسباط ثنا أبو بلال الأشعري عن قيس بن الربيع عن أبي حصين به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي حصين إلا قيس، ولا عن قيس إلا أبو بلال، تفرد به أبو الأسباط"
قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن أبي حاتم: صدوق.
وأبو بلال الأشعري ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب ويتفرد، ولينه الدارقطني (سير الأعلام 10/ 582) والحاكم (اللسان 6/ 14)
وقيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وأبو حصين الأسدي ثقة.
921 -
حديث عقبة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يمنع أهله الحرير والحلية"
قال الحافظ: أخرجه النسائي وصححه ابن حبان من حديث عقبة" (1)
صحيح
أخرجه النسائي (8/ 135) وفي "الكبرى"(9436) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 252) وفي "المشكل"(4837) وابن حبان (5486) والطبراني في "الكبير"(17/ 302) والحاكم (4/ 191) من طرق عن عبد الله بن وهب أني عمرو بن الحارث أن أبا عُشَّانة المَعَافري حدّثه أنّه سمع عقبة بن عامر يخبر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمنع أهله الحِلْيَة والحرير، ويقول:"إنْ كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها، فلا تلبسوها في الدنيا"
قال ابن حبان: أبو عشانة: اسمه حي بن يومن"
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
(1) 12/ 417 (كتاب اللباس - باب الحرير للنساء)
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لم يخرجاه لأبي عشانة"
قلت: وهو كما قال الذهبي، والحديث صحيح كما قال الحاكم.
ولم ينفرد ابن وهب به بل تابعه رشدين بن سعد ثني عمرو بن الحارث به.
أخرجه أحمد (4/ 145)
ولم ينفرد عمرو بن الحارث به بل تابعه ابن لَهيعة عن أبي عشانة به.
أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 195)
ورشدين وابن لهيعة ضعيفان لكن لا بأس بهما في المتابعات.
922 -
حديث عبد الله بن مغفل أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن التَّرَجُل إلا غِبّاً"
قال الحافظ: ولأصحاب السنن وصححه ابن حبان من حديث عبد الله بن مغفل: فذكره" (1)
يرويه الحسن البصري واختلف عنه:
- فقال هشام بن حسان: عن الحسن عن عبد الله بن مغفل قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غبا"
أخرجه أحمد (4/ 86) وأبو داود (4159) والترمذي (1756) وفي "الشمائل"(34) والحربي في "الغريب"(2/ 415 و 609) والنسائي (8/ 114) وفي "الكبرى"(9315) والروياني (870) والخلال في "الترجل"(22) وابن حبان (5484) والطبراني في "الأوسط"(2457) وابن ماسي في "حديث الأنصاري"(54) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 276) وفي "الصحابة"(4517) والبيهقي في "الآداب"(836) وفي "الشعب"(6048) وابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 53 و 22/ 138 و 24/ 11) والبغوي في "شرح السنة"(3165) من طرق عن هشام به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"
قلت: فيه عنعنة الحسن فإنّه كان مدلسا، وتكلم غير واحد في رواية هشام عن الحسن.
- وقال قتادة: عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
(1) 12/ 489 (كتاب اللباس - باب الإمتشاط)
أخرجه النسائي (8/ 114) وفي "الكبرى"(9316) عن محمد بن بشار ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن قتادة به.
ورواته ثقات.
وله شاهد من حديث ابن عمر ومن حديث رجل صحب النبي صلى الله عليه وسلم أربع سنين ومن حديث صحابي لم يسم
فأما حديث ابن عمر فأخرجه العقيلي (4/ 137) عن إبراهيم بن محمد ثنا محمد بن موسى الجريري ثنا ابن أسماء عن نافع عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غبا.
وقال: لا يتابع الجريري عليه، وقد روي هذا من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا"
وأما حديث الرجل الذي صحب النبي صلى الله عليه وسلم أربع سنين فسيأتي الكلام عليه في حرف النون فانظر حديث "نهى أنْ تغتسل المرأة بفضل الرجل"
وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فيرويه كَهَمْس بن الحسن البصري واختلف عنه:
- فقال خالد بن الحارث البصري: عن كهمس عن عبد الله بن شقيق قال: كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عاملا بمصر فأتاه رجل من أصحابه فإذا هو شَعِثُ الرأس مُشْعَان. قال: ما لي أراك مشعانا وأنت أمير؟ قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم ينهانا عن الإرْفَاه. قلنا: وما الإرْفَاه؟ قال "الترجل كل يوم"
أخرجه النسائي (8/ 114 - 115) وفي "الكبرى"(9318) عن إسماعيل بن مسعود الجَحْدري البصري ثنا خالد بن الحارث به.
ورواته ثقات إلا أنّ عبد الله بن شقيق لم يذكر سماعاً من الصحابي.
- وقال عبد الله بن المبارك: عن كهمس عن ابن بُريدة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا عن الإرفاه، قلنا لابن بريدة: وما الإرفاه؟ قال: الترجل كل يوم.
أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 11)
ورواته ثقات أيضا إلا أنّ ابن بريدة لم يذكر سماعا من الصحابي.
• ورواه سعيد الجُرَيْري عن عبد الله بن بريدة أنّ رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رحل
إلى فَضالة بن عبيد وهو بمصر فقدم عليه فقال: أما إني لم آتك زائرا ولكني سمعت أنا وأنت حديثا من رسول الله صلى الله عليه وسلم رجوت أنْ يكون عندك منه علم، قال: وما هو؟ قال: كذا وكذا، قال: فما لي أراك شعثا وأنت أمير الأرض؟ قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن كثير من الإرفاه، قال: فما لي لا أرى عليك حذاء؟ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا أنْ نحتفي أحيانا.
أخرجه أحمد (6/ 22) وأبو داود (4160) واللفظ له والبيهقي في "الشعب"(6049)
عن يزيد بن هارون
وأبو عبيد في "الغريب"(2/ 107) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 569) والنسائي (1)(8/ 161) وفي "الكبرى"(9319)
عن إسماعيل بن علية
وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2929) وأبو نعيم في "الصحابة"(7238) والبيهقي في "الآداب"(837) وفي "الشعب"(6050)
عن حماد بن سلمة
ثلاثتهم عن الجريري به.
ورواته ثقات وسماع ابن عُلية من الجريري قبل اختلاطه، وابن بريدة لم يذكر سماعا من الصحابي.
923 -
"أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يواصل من سحر إلى سحر"
قال الحافظ: أخرجه أحمد وعبد الرزاق من حديث عليّ، والطبراني من حديث جابر، وأخرجه سعيد بن منصور مرسلا من طريق ابن أبي نَجيح عن أبيه، ومن طريق أبي قِلابة، وأخرجه عبد الرزاق من طريق عطاء" (2)
روي من حديث علي ومن حديث جابر ومن حديث أبي نجيح مرسلا ومن حديث أبي قلابة مرسلا ومن حديث عطاء مرسلا
فأما حديث علي فيرويه إسرائيل بن يونس عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي واختلف عنه:
(1) ووقع عنده: عن ابن بريدة أنّ رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له عبيد.
(2)
5/ 108 (كتاب الصوم - باب الوصال)
- فقال غير واحد: عن إسرائيل عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن عن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواصل إلى السحر.
أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 82 - 83) عن وكيع
وأحمد (1/ 91) عن حُجين بن المثنى اليمامي.
وعبد بن حميد (85) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين
ثلاثتهم عن إسرائيل به.
وأخرجه محمد بن مخلد في "حديث ابن السماك"(43) من طريق عبيد الله بن موسى الكوفي أخبرنا إسرائيل به.
- وقال عبد الرزاق (7752): عن إسرائيل عن عبد الأعلى عن محمد بن علي عن علي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يواصل من سحر إلى سحر.
وأخرجه أحمد (1/ 141) عن عبد الرزاق به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(185) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به.
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 158
قلت: عبد الأعلى لم يخرج له الشيخان شيئا، وهو ضعيف الحديث كما قال أحمد وغيره، وقال ابن معين وغيره: ليس بذاك القوي، وذكره البخاري والنسائي والعقيلي وابن حبان في الضعفاء.
وأما حديث جابر فأخرجه الطبراني في "لأوسط"(3768) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النَّهْدي ثنا شَريك بن عبد الله عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يواصل من السحر إلى السحر.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن عقيل إلا شريك، ولا يُروى عن جابر إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: وهو حديث حسن" المجمع 3/ 158
قلت: شريك مختلف فيه ونسبه غير واحد إلى التدليس وإلى الاختلاط وإلى سوء الحفظ، وابن عقيل مختلف فيه كذلك وضعفه الجمهور.
ولم ينفرد به شريك بل تابعه سعيد بن مسلم بن بانَك عن عبد الله بن محمد بن عقيل به.
أخرجه ابن البختري في "حديثه"(442) من طريق محمد بن عمر الواقدي ثنا سعيد بن مسلم به.
والواقدي متروك الحديث.
وحديث أبي نجيح أخرجه سعيد بن منصور كما قال الحافظ
وحديث أبي قلابة أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 83) عن إسماعيل بن عُلية عن خالد الحَذَّاء عن أبي قلابة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهاهم عن الوصال، فقالوا: يا رسول الله إنك تواصل، فقال "إني لست مثلكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني، فإن أبيتم فمن السحر إلى السحر".
ورواته ثقات.
وحديث عطاء أخرجه عبد الرزاق (7751) عن ابن جُريج عن عطاء أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يواصل سحرا إلى سحر.
924 -
عن عليّ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأخير من رمضان"
قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي من طريق أبي إسحاق السبيعي عن هُبيرة بن يَريم -وهو بفتح الياء المثناة من تحت بوزن عظيم - عن عليّ: فذكره، وأخرجه أحمد وابن أبي شيبة وأبو يعلى من طرق متعددة عن أبي إسحاق، وقال الترمذي: حسن صحيح" (1)
حسن
يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه:
- فقال الطيالسي (ص 18 - 19): ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت هُبيرة يحدث عن عليّ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان"
وهكذا رواه غير واحد عن شعبة عن أبي إسحاق عن هبيرة عن علي، منهم:
1 -
عبد الرحمن بن مهدي.
أخرجه أحمد (1/ 98) وابنه (1/ 132) وأبو يعلى (282 و 372) وابن المقرئ في "المعجم"(1286)
2 -
يحيى القطان.
أخرجه الفريابي في "الصيام"(159)
(1) 5/ 175 (صلاة التراويح - باب العمل في العشر الأواخر من رمضان)
3 -
محمد بن جعفر البصري.
أخرجه أحمد (1/ 137) والبزار (724)
4 -
سلم بن قتيبة الشَّعيري الخراساني.
أخرجه عبد الله بن أحمد (1/ 133)
5 -
النضر بن شُميل.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "التهجد"(479)
وخالفهم هُشيم فقال: عن شعبة عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضَمْرَة عن عليّ.
أخرجه الدراقطني في "العلل"(4/ 66 و68) والبيهقي (4/ 314) وفي "فضائل الأوقات"(75)
وقال الدارقطني: وهم فيه هشيم. وخالفه غير واحد عن شعبة فقالوا: عن أبي إسحاق عن هبيرة عن علي"
ولم ينفرد شعبة به بل تابعه غير واحد عن أبي إسحاق عن هبيرة عن علي، منهم:
1 -
سفيان الثوري.
أخرجه عبد الرزاق (7703) وأحمد (1/ 98 و 128) وابنه (1/ 132) والترمذي (795) والفريابي (159) وأبو يعلى (282 و 372 و 373) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(738) وابن المقرئ في "المعجم"(1286) والشجري في "أماليه"(2/ 61)
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"
وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 3/ 174
2 -
إسرائيل بن يونس.
أخرجه أحمد (1/ 98) وابنه (1/ 132 و 133) وعبد بن حميد (93) وأبو يعلى (282 و 372 و 373)
3 -
أبو بكر بن عياش.
أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 77) وعبد الله بن أحمد (1/ 132 و 133) والبزار (725) والفريابي (157 و 158) وأبو يعلى (374)
وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم يُروى عن عليّ إلا بهذا الإسناد"
- وقال إسماعيل بن عمرو البجلي: ثنا عبد الغفار بن القاسم أبو مريم عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ وهبيرة بن يريم عن عليّ قال: فذكره، وزاد: وكل صغير وكبير يطيق الصلاة.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7421)
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي إسحاق عن هانئ إلا أبو مريم، تفرد به إسماعيل بن عمرو"
قلت: وهو ضعيف كما قال ابن عدي وغيره، وأبو مريم قال أبو داود وغيره: يضع الحديث.
- وقال أحمد بن أبي ظبية: عن عنبسة بن الأزهر عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن علي.
قاله الدارقطني في "العلل"(4/ 67 - 68)
وقال: ووهم فيه، والصحيح حديث هبيرة"
قلت: وهبيرة مختلف فيه: وثقه العجلي وابن حبان، وقال أحمد: لا بأس بحديثه، وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به.
وقال ابن خراش: ضعيف، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن هبيرة قلت: يحتج بحديثه؟ قال: لا هو شبيه بالمجهولين، وقال ابن سعد: ليس بذاك، وأختلف فيه قول النسائي.
وللحديث شاهد عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله.
أخرجه البخاري (فتح 5/ 174)
925 -
حديث أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يوم خيبر على حمار مَخْطُوم بحبل من ليف"
قال الحافظ: وقد أخرج عبد بن حميد من حديث أنس: فذكره، وفي سنده مقال" (1)
ضعيف
(1) 6/ 415 (كتاب الجهاد - باب الغزو على الحمير)
وله عن أنس طريقان:
الأول: يرويه مسلم بن كيسان المُلائي البراد الأعور عن أنس قال: كان (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض، ويتبع (2) الجنازة، ويجيب (3) دعوة المملوك (4)، ويركب الحمار، وكان (5) يوم خيبر، ويوم قريظة، والنضير، على حمار مَخْطُوم بحبل (6) من ليف، وتحته إِكَاف من ليف.
أخرجه المعافى بن عمران في "الزهد"(92) والطيالسي (ص 285) وابن سعد (1/ 371) وعبد بن حميد (1229 و1230) وابن ماجه (2296 و 4178) والترمذي (1017) وفي "الشمائل"(315) وابن أبي الدنيا في "التواضع"(113) وعبد الله بن أحمد في، "زوائد الزهد"(ص 41) وأبو يعلى (4243) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(874 و 875) وعثمان السمرقندي في "الفوائد"(30) وابن عدي (6/ 2309) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 61 - 62 و 64 و 153) واللفظ له وابن المقرئ في "المعجم"(1341) والحاكم (2/ 466 و 4/ 119) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 312 و 8/ 131) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 330 و 4/ 204) و"الشعب"(7841 و 7842) والخطيب في "التاريخ"(12/ 32) وفي "الموضح"(2/ 398 - 399 و 399) والجياني في "الألقاب"(ص 101) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3673) وفي "الشمائل"(385) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب"(630) من طرق عن مسلم بن كيسان به.
قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث مسلم عن أنس، ومسلم الأعور يُضَعَّف، وهو مسلم بن كيسان يسلم فيه"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: بل ضعيف الإسناد لضعف مسلم بن كيسان الأعور.
الثاني: يرويه أبو حفص عمر بن حفص العبدي ثنا ثابت عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض، ويتبع الجنازة، ويركب الحمار، ولقد رأيته يوم حنين على حماره وخطامه من ليف.
(1) ولفظ أبي نعيم "كان يجيب دعوة المملوك، ويردت خلفه، ويوضع طعامه بالأرض"
(2)
ولفظ الترمذي وغيره "ويشهد" ولفظ ابن ماجه "وُيشيع"
(3)
ولفظ ابن سعد وغيره "ويأتى"
(4)
ولفظ الترمذي وغيره "العبد"
(5)
ولفظ ابن عدي وغيره "ولقد رأيته"
(6)
ولفظ ابن ماجه وغيره "بَرسَن"
أخرجه ابن عدي (5/ 1706)
وإسناده ضعيف جدا، عمر بن حفص قال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال أحمد: تركنا حديث وحرقناه.
وتابعه الحسن بن عُمارة وهو متروك عن ثابت عن أنس.
أخرجه البغوي في "شرح السنة"(3674)
926 -
عن أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها، فلم تزل به حفصة وعائشة حتى حرّمها، فأنزل الله تعالى هذه الآية {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم: 1].
قال الحافظ: أخرجه النسائي بسند صحيح، وله شاهد مرسل أخرجه الطبري بسند صحيح عن زيد بن أسلم التابعي الشهير قال: أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أم إبراهيم ولده في بيت بعض نسائه فقالت: يا رسول الله في بيتي وعلى فراشي؟ فجعلها عليه حراما، فقالت: يا رسول الله كيف تحرم عليك الحلال؟ فحلف لها بالله لا يصيبها، فنزلت {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم: 1] (1)
حديث أنس سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تخبري أحدا أن أم إبراهيم عليّ حرام"
وحديث زيد بن أسلم أخرجه الطبري في "تفسيره"(28/ 155) عن محمد بن عبدالرحيم البرقي ثني ابن أبي مريم ثنا أبو غسان ثني زيد بن أسلم به.
ورواته ثقات، وابن أبي مريم اسمه سعيد، وأبو غسان اسمه محمد بن مطرف.
وأخرجه ابن سعد (8/ 186) عن الواقدي قال: أخبرني مالك بن أنس عن زيد بن أسلم به.
والواقدي كذبه أحمد وغيره
927 -
عن أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وقيصر وإلى كل جبار عنيد"
قال الحافظ: ووقع عند مسلم (1774) عن أنس: فذكره" (2)
928 -
حديث ابن عباس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى مصعب بن عمير أن جَمِّع بهم"
(1) 11/ 292 (كتاب الطلاق - باب لم تحرم ما أحل الله لك)
(2)
9/ 192 (كتاب المغازي - باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر)
قال الحافظ: وللدارقطني من حديث ابن عباس: فذكره" (1)
أخرجه الدارقطني كما في "تلخيص الحبير"(2/ 56 - 57) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن عن مالك عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس قال: أذن النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة قبل أنْ يهاجر، ولم يستطع أنْ يجمع بمكة، فكتب إلى مصعب بن عمير: أمّا بعد فانظر اليوم الذي تجهر فيه اليهود بالزبور فاجمعوا نساءكم وأبناءكم، فإذا مال النهار عن شطره عند الزوال من يوم الجمعة فتقربوا إلى الله بركعتين، قال: فهو أول من جمع، حتى قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فجمع عند الزوال من الظهر، وأظهر ذلك" (2)
ورواته ثقات.
929 -
عن أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى هرقل من تبوك يدعوه وأنه قارب الإجابة ولم يجب"
قال الحافظ: روى ابن حبان في "صحيحه" عن أنس: فذكره" (3)
سيأتي الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كذب بل هو على نصرانيته"
930 -
عن ابن مسعود أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كناه أبا عبد الرحمن قبل أن يولد له.
قال الحافظ: وأخرج الطبراني عن علقمة عن ابن مسعود: فذكره، وسنده صحيح" (4)
ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في "الكبير"(8405) والحاكم (3/ 313)
عن عبيد الله بن موسى
وابن عساكر (ترجمة ابن مسعود ص 14)
عن الخَصِيب بن ناصح الحارثي البصري
كلاهما عن سليمان بن أبي سليمان القافلاني عن أبي هاشم عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود به.
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 56
(1) 8/ 224 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب وفود الأنصار)
(2)
انظر "الدر المنثور"(8/ 159)
(3)
1/ 41 (باب كيف كان بدء الوحي)
(4)
13/ 204 (كتاب الأدب - باب الكنية للصبي)
قلت: القافلاني لم يُخرج له في الصحيح شيئا، وهو ضعيف جدا، قال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة ولا يكتب حديثه، وقال ابن حبان: يروي عن الأثبات الموضوعات حتى صار ممن لا يحتج به إذا انفرد.
وقد خولف في لفظه.
قال ابن سعد (3/ 150): أنا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة أنّ ابن مسعود كان يكنى أبا عبد الرحمن.
وهذا إسناد صحيح.
931 -
عن أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كوى أسعد بن زُرارة من الشوكة.
قال الحافظ: أخرجه الترمذي" (1)
أخرجه الترمذي (2050) والسرقسطي في "الغريب"(1/ 182) وأبو يعلى (3582) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(62) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 321) وابن السكن في "الصحابة"(النكت الظراف 1/ 394) وابن حبان (6080) والحاكم (3/ 187 و4/ 417) والبيهقي (9/ 342) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 60 و 60 - 61) من طرق عن يزيد بن زُرَيْع ثنا مَعْمَر عن الزهري عن أنس به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"
وقال ابن حبان: تفرد بهذا الحديث يزيد بن زريع" (2)
قلت: وخالفه عبد الرزاق (3)(19515) فرواه عن معمر عن الزهري عن أبي أُمامة بن سهل بن حُنَيْف قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أسعد بن زرارة وبه وجع يقال له: الشوكة، فكواه حوزا على عنقه، فمات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "بئس الميت لليهود، يقولون: قد داواه صاحبه أفلا نفعه"
ومن طريقه أخرجه أبو القاسم البغوي (1/ 90) والطبراني في "الكبير"(5584)
(1) 12/ 261 (كتاب الطب - باب من اكتوى أو كوى غيره)
(2)
وقال ابن السكن: هكذا حدث به معمر بالبصرة، وهو خطأ، والصواب عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل"
(3)
وتابعه الواقدي ثني معمر به.
أخرجه ابن سعد (3/ 611)
والواقدي متروك الحديث.
وهكذا رواه غير واحد عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل، منهم:
1 -
صالح بن كيسان المدني.
أخرجه ابن سعد (3/ 610)
2 -
ابن جُريج.
أخرجه ابن عبد البر (24/ 61)
3 -
عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي.
أخرجه ابن عبد البر (24/ 61)
4 -
يونس بن يزيد الأيلي.
أخرجه الحاكم (4/ 214) وابن عبد البر (24/ 61)
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إذا كان أبو أمامة عندهما من الصحابة"
قلت: ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه.
قال ابن عبد البر في "الاستيعاب": ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بعامين، وأُتي به النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له وسماه باسم جده أبي أمه أبي أمامة أسعد بن زرارة، وكناه بكنيته، وهو أحد الجلة من العلماء من كبار التابعين بالمدينة، ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ولا صحبه، وإنما ذكرناه لإدراكه النبي صلى الله عليه وسلم بمولده، وهو شرطنا"
- ورواه زَمْعَة بن صالح اليماني واختلف عنه:
• فرواه رَوح بن عبادة البصري عن زمعة عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل.
أخرجه أحمد (4/ 138)
وتابعه وكيع ثنا زمعة به.
أخرجه أبو القاسم البغوي (60)
• ورواه أبو قرة موسى بن طارق الجَنَدي عن زمعة عن يعقوب بن عطاء عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل عن أبيه.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(5583)
وزمعة قال أحمد وغيره: ضعيف، وقال النسائي: ليس بالقوي، كثير الغلط عن الزهري.
- ورواه ابن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر بابن زرارة أنْ يُكوى.
أخرجه أبو يعلى (4825) عن محمد بن عباد بن الزِّبْرِقان المكي ثنا ابن أبي فُديك عن ابن أبي ذئب به.
وأخرجه ابن حبان (6079) عن الحسن بن سفيان النسوي ثنا محمد بن عباد به.
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 98
وقال الحافظ في "الإصابة"(1/ 51): هذه الرواية شاذة، ورواية معمر عن الزهري عن أنس شاذة أيضا، والمحفوظ ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل، ورواه يونس عن الزهري كذلك"
وللحديث شاهد عن يحيى بن أبي أمامة أسعد بن زرارة وآخر عن صحابي لم يسم
فأما حديث يحيى بن أبي أمامة فأخرجه مسدد في "مسنده"(مصباح الزجاجة 4/ 66) وابن أبي شيبة في "مسنده"(764) وفي "مصنفه"(8/ 65) وابن ماجه (3492) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2197) والطبراني في "الكبير"(896) والحاكم (4/ 214 - 215) وأبو نعيم في "الصحابة"(930) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 469) والمزي (31/ 202 - 203 و 203) من طرق عن شعبة عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد (1) بن زُرارة الأنصاري قال: سمعت عمي يحيي يحدث الناس عن أبي أمامة أسعد (2) بن زرارة أنّه أخذه وجع في حلقه يقال له: الذُّبَح (3)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لأبلغن أو لأبلين في أبي أمامة عذرا" فكواه بيده فمات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ميتة سوء لليهود يقولون: أفلا دفع عن صاحبه، وما أملك له ولا لنفسي شيئا"
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
وقال البوصيري: رجال إسناده ثقات" المصباح 4/ 66
قلت: يحيى بن أسعد بن زرارة لم يخرج له الشيخان شيئا، وهو مختلف في صحبته، فقال ابن حبان: له صحبة، وذكره غير واحد في الصحابة.
وقال ابن عساكر: الأصح أنّه لا صحبة له" جامع التحصيل ص 367
(1) وعند ابن ماجه وغيره: سعد.
(2)
وعند ابن ماجه وغيره: سعد.
(3)
وفي لفظ "الذبحة"
وقال المزي: والصحيح أنه لا صحبة له" تحفة الأشراف 9/ 103
وقال الذهبي: لا يعرف، مختلف في صحبته" الميزان ترجمة 9454
وقال الحافظ: إنْ كان هو ابن أسعد بن زرارة لصلبه فلا ريب في صحبته لأنّ أباه مات في السنة الأولى من الهجرة" التهذيب 11/ 178
واختلف في هذا الحديث على محمد بن عبد الرحمن، فرواه منصور بن المعتمر عنه فلم يذكر يحيى بن أسعد بن زرارة.
أخرجه ابن سعد (3/ 610) عن عبيد الله بن موسى الكوفي أنا إسرائيل عن منصور به.
وهذا مرسل رواته ثقات.
وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه ابن سعد (3/ 610) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين أنا زهير عن أبي الزبير عن عمرو بن شعيب عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: كوى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسعد بن زرارة مرتين في حلقه من الذُّبَحَة وقال "لا أدع في نفسي منه حرجا".
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2719) عن علي بن الجَعْد الجوهري أنا زهير به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 321) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ثنا زهير به.
ورواه الحسن بن موسى الأشيب عن زهير فقال فيه: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
فزاد فيه: عن أبيه.
أخرجه أحمد (4/ 65 و5/ 378)
وعمرو وأبوه صدوقان، والباقون ثقات، إلا أنّ أبا الزبير كان مدلسا وقد عنعن.
932 -
حديث أبي الزبير عن جابر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتبع الناس في منازلهم في الموسم بمجنة وعكاظ يبلغ رسالات ربه"
قال الحافظ: أخرجه أحمد وغيره" (1)
حسن
(1) 4/ 343 (كتاب الحج - باب التجارة أيام الموسم)
أخرجه أحمد (3/ 323 و 339 و340) والفاكهي في "أخبار مكة"(2539) وابن حبان (7012) والآجري في "الشريعة"(1141) والحاكم (2/ 624 - 625) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 443 - 444) وعبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف"(6)
عن يحيى بن سليم الطائفي
وابن سعد (1/ 217 - 218) وأحمد (3/ 323) والأزرقي في "أخبار مكة"(2/ 205 - 206) والآجري في "الشريعة"(1140) واللالكائي في "السنة"(1420 و 1421) والبيهقي (9/ 9) وفي "الدلائل"(2/ 442 - 443)
عن داود بن عبد الرحمن العطار
وأحمد (3/ 322 - 323) والبزار (كشف 1756) وابن حبان (6274) والبيهقي (8/ 146)
عن مَعْمَر بن راشد
والبزار (كشف 1756)
عن يوسف بن خالد السمتي
كلهم عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم عن أبي الزبير أنّه حدّثه جابر بن عبد الله أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتبع الحاج من منازلهم في الموسم وبمجنة وبعكاظ، وبمنازلهم بمنى "من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالات ربي عز وجل وله الجنة" فلا يجد أحدا ينصره ويؤويه حتى إن الرجل يرحل من مضر أو من اليمن أو زور صمد فيأتيه قومه فيقولون: احذر غلام قريش لا يفتنك، ويمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله عز وجل يشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله عز وجل له من يثرب فيأتيه الرجل فيؤمن به فيقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتى لا يبقى دار من دور يثرب إلا فيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام، ثم بعثنا الله عز وجل فائتمرنا واجتمعنا سبعون رجلا منا فقلنا حتى متى نذر رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف، فدخلنا حتى قدمنا عليه في الموسم فواعدناه شعب العقبة، فقال عمه العباس: يا ابن أخي إني لا أدري، ما هؤلاء القوم الذين جاءوك، إني ذو معرفة بأهل يثرب، فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين، فلما نظر العباس رضي الله عنه في وجوهنا قال: هؤلاء قوم لا أعرفهم، هؤلاء أحداث، فقلنا: يا رسول الله، علام نبايعك؟ قال "تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أنْ تقولوا في الله لا تأخدكم فيه لومة لائم، وعلى أنْ تنصروني إذا قدمت يثرب، فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة" فقمنا نبايعه فأخذ بيده أسعد بن زُرارة وهو أصغر السبعين فقال: رويدا يا أهل
يثرب إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنّه رسول الله، إنّ إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأنْ تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على السيوف إذا مستكم وعلى قتل خياركم وعلى مفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم على الله عز وجل، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر عند الله. قالوا: يا أسعد بن زرارة أمط عنا يدك فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها، فقمنا إليه رجلا رجلا يأخذ علينا بشرطة العباس ويعطينا على ذلك الجنة. اللفظ لأحمد عن يحيى بن سليم.
قال البزار: قد رواه غير واحد عن ابن خثيم، ولا نعلمه عن جابر إلا بهذا الإسناد"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وذكره الحافظ في موضع آخر وقال: إسناده حسن" الفتح 8/ 223
قلت: وهو كما قال للخلاف المعروف في ابن خثيم.
933 -
حديث أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لبس خاتما من فضة في يمينه فصّه حبشي"
قال الحافظ: عند مسلم (2094) من حديث أنس: فذكره" (1)
934 -
عن أبي الهيثم بن التيهان أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لقيه فاعتنقه وقَبِّلَه"
قال الحافظ: أخرجه قاسم بن أصبغ وسنده ضعيف" (2)
ضعيف جدا
أخرجه ابن المقري في "تقبيل اليد"(28) من طريق عبد الحكيم بن منصور ثنا عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي الهيثم به.
وإسناده ضعيف جدا. عبد الحكيم بن منصور هو الخزاعي الواسطي قال ابن معين والنسائي: متروك الحديث.
935 -
عن المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يأذن لأحد أنْ يمرّ في المسجد وهو جنب إلا لعلي بن أبي طالب لأنّ بيته كان في المسجد"
قال الحافظ: أخرجه إسماعيل القاضي في "أحكام القرآن" من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب: فذكره" (3)
مرسل
(1) 12/ 445 (كتاب اللباس - باب من جعل فص الخاتم في بطن كفه)
(2)
13/ 300 (كتاب الاستئذان - باب المعانقة)
(3)
8/ 16 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر)
أخرجه إسماعيل القاضي في "أحكام القرآن" كما في "القول المسدد"(ص 24): ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن أذن لأحد أنْ يمرّ في المسجد ولا يجلس فيه وهو جنب إلا علي بن أبي طالب لأنّ بيته كان في المسجد.
قال الحافظ: وهذا مرسل قوي"
قلت: إبراهيم بن حمزة الزبيري وسفيان بن حمزة الأسلمي صدوقان، وكثير بن زيد الأسلمي مختلف فيه: وثقه ابن عمار وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين، والمطلب تابعي ثقة.
ولم ينفرد إبراهيم بن حمزة به بل تابعه محمد بن الحسن بن زَبَالة عن سفيان بن حمزة به.
ذكره ابن حزم في "المحلى"(2/ 252)
وقال: ومحمد بن الحسن مذكور بالكذب"
936 -
عن بُريدة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بالصلاة على ماعز ولم ينه عن الصلاة عليه.
قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (1)
مرسل
أخرجه البيهقي (4/ 19) من طريق معلي بن مهدي الموصلي ثنا أبو عَوَانة عن أبي بشر قال: حدثني نفر من أهل البصرة عن أبي بُردة قال: لم يصلِّ النبي صلى الله عليه وسلم على ماعز بن مالك ولم ينه عن الصلاة عليه.
وإسناده ضعيف للذين لم يسموا.
937 -
عن ابن عباس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يسجد في شيء من المُفَصَّل منذ تحول إلى المدينة"
قال الحافظ: وأما ما رواه أبو داود وغيره من طريق مطر الوراق عن عكرمة عن ابن عباس: فذكره، فقد ضعفه أهل العلم بالحديث لضعف في بعض رواته واختلاف في إسناده" (2)
ضعيف
(1) 15/ 142 (كتاب الحدود - باب الرجم بالمصلى)
(2)
3/ 209 (كتاب الصلاة - أبواب سجود القرآن - باب من قرأ السجدة ولم يسجد)
أخرجه الطيالسي (ص 350) عن الحارث بن عبيد أبي قدامة عن مطر الوراق أو رجل عن عكرمة عن ابن عباس به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 313)
وأخرجه البيهقي من طريق أخرى عن الطيالسي فقال فيه: عن مطر عن عكرمة بدون شك.
وهكذا رواه أزهر بن القاسم البصري عن أبي قدامة به.
أخرجه أبو داود (1403) وابن خزيمة (560) وابن شاهين في "الناسخ"(240) وابن عبد البر (1) في "التمهيد"(19/ 120) وابن الجوزي في "العلل"(752)
وقال: هذا حديث لا يصح، أبو قدامة قال أحمد: مضطرب الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء ولا يكتب حديثه" (2)
وقال الزيلعي في "نصب الراية"(2/ 182): قال عبد الحق في "أحكامه": إسناده ليس بقوي ويروى مرسلا، والصحيح حديث أبي هريرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} [الانشقاق: 1] وإسلامه متأخر، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة السابعة من الهجرة"
وقال الحافظ في "التلخيص"(2/ 8): وأبو قدامة ومطر من رجال مسلم ولكنهما مضعفان، وحديث أبي هريرة الآتي يدل على ذلك.
ثم ذكر حديث أبي هريرة: سجدنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} [الانشقاق: 1] و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: 1] رواه مسلم"
وقال ابن المنذر: الحديث قد تُكلم في إسناده، ولو ثَبَت لكان أبو هريرة في موضع شاهد، ابن عباس في موضع ناه للشيء، والشاهد المخبر أولى من الشاهد الناهي الذي ليس شاهد بخبر" الأوسط 5/ 271
قلت: الحارث بن عبيد ضعيف عند الأكثر، ومطر الوراق مختلف فيه، وذكر الحاكم
(1) وقال: هذا عندي حديث منكر، يرده قول أبي هريرة: سجدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} [الانشقاق: 1] ولم يصحبه أبو هريرة إلا بالمدينة"
(2)
وقال النووي: هذا حديث ضعيف الإسناد"
وقال المنذري: في إسناده أبو قدامة بصري لا يحتج بحديثه" عون المعبود 4/ 280
وانظر "تنقيح التحقيق"(2/ 968 - 969)
أنّ مسلما أخرج له في المتابعات دون الأصول، ولما ذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمته من "الميزان" قال: مطر رديء الحفظ، وهذا منكر، فقد صح أنّ أبا هريرة سجد مع النبي صلى الله عليه وسلم {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} [الانشقاق: 1] وإسلامه متأخر.
938 -
عن أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لَمَّا صلّى على النجاشي قال بعض أصحابه: صلى على عِلْج من الحبشة، فنزلت:{وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} [آل عمران: 199] الآية"
قال الحافظ: روى ابن أبي حاتم في "التفسير" من طريق ثابت، والدارقطني في "الأفراد" والبزار من طريق حميد، كلاهما عن أنس: فذكره، وله شاهد في معجم الطبراني الكبير من حديث وحشي بن حرب، وآخر عنده في "الأوسط" من حديث أبي سعيد، وزاد فيه إنّ الذي طعن بذلك فيه كان منافقا" (1)
صحيح
وحديث أنس له عنه طريقان:
الأول: يرويه حميد الطويل عن أنس قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه "قوموا فصلوا على أخيكم النجاشي" فقال بعضهم لبعض: يأمرنا أنْ نصلي على علج من الحبشة، فأنزل الله تعالى {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} [آل عمران: 199] الآية.
أخرجه البزار (كشف 832) وابن شاهين والدارقطني في "الأفراد" كما في "الإصابة"(1/ 177) وابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 330) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 80 - 81)
عن المعتمر بن سليمان التيمي
والبزار (832)
عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان
والنسائي في "الكبرى"(11088) والطبراني في "الأوسط"(5143)
عن أبي بكر بن عياش (2)
ثلاثتهم عن حميد به.
(1) 3/ 431 (كتاب الجنائز - باب الصفوف على الجنازة)
(2)
ولفظ حديثه "لما جاء نعي النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صلّوا عليه" قالوا: يا رسول الله، نصلّي على عبد حبشي، فأنزل الله: الآية.
وأخرجه ابن مردويه أيضاً كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 443) من طرق عن حميد عن أنس به.
واللفظ لحديث المعتمر بن سليمان (1).
وإسناده صحيح، وحميد وإنْ كان مدلساً إلا أنّ ما لم يسمعه من أنس سمعه من ثابت عن أنس، وثابت ثقة مشهور.
الثاني: يرويه حماد بن سلمة عن ثابت البُنَاني عن أنس قال: لما توفي النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "استغفروا لأخيكم" فقال بعض الناس: يأمرنا أنْ نستغفر لعلج مات بأرض الحبشة فنزلت {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ} [آل عِمرَان: 199].
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(4682) وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 443).
وأما حديث وحشي بن حرب فأخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 136) عن الحسين بن إسحاق التُّسْتَري ثنا هوبر بن معاذ ثنا محمَّد بن سليمان بن أبي داود الحرّاني ثنا وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده قال: لما مات النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أخاكم النجاشي قد مات، قوموا فصلّوا عليه" فقال رجل: يا رسول الله، كيف نصلّي عليه وقد مات فيْ كفره؟ قال "ألا تسمعون إلى قول الله عز وجل {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ} [آل عِمرَان: 199] إلى آخر الآية.
الحسين بن إسحاق قال الذهبي في "السير": كان من الحفاظ الرحالة، وهوبر بن معاذ قال علي بن الحسين بن الجنيد: محله عندي الصدق، ومحمد بن سليمان مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره، ووحشي بن حرب بن وحشي وثقه ابن حبان، وقال العجلي: لا بأس به، وقال صالح جزرة: لا يشتغل به ولا بأبيه، وقالا الذهبي في "الكاشف": لين، وقال الحافظ في "التقريب": مستور، وحرب بن وحشي وثقه ابن حبان، وقال البزار: مجهول في الرواية، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى ابنه وحشي.
(1) ولفظ البزار "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم صلّى على النجاشي حين نُعي، فقيل: يا رسول الله، تصلي على عبد حبشي، فأنزل الله: الآية.
وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4642) عن عبيد الله بن محمد بن خنيس الدمياطي ثنا أبو مسلم محمد بن مخلد الرعيني ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد قال: لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفاة النجاشي قال "اخرجوا فصلوا على أخ لكم لم تروه قط" فخرجنا وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم وصفّنا خلفه، فصلّى وصلّينا، فلما انصرفنا قال المنافقون: انظروا إلى هذا، خرج يصلي على عِلْج نصراني لم يره قط. فأنزل الله {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عِمرَان: 199] إلى آخر الآية.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن زيد بن أسلم إلا ابنه عبد الرحمن، تفرد به أبو مسلم"
قلت: وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
939 -
"أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة أقطع الدور - يعني أنزل المهاجرين في دور الأنصار برضاهم -"
قال الحافظ: أخرجه الشافعي مرسلا، ووصله الطبراني" (1)
أخرجه البيهقي (6/ 145) من طريق الربيع بن سليمان المرادي قال: قال الشافعي: أنبا ابن عُيينة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جَعْدة قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أقطع الناس الدور، فقال له حي من بني زهرة يقال لهم: بنو عبد بن زهرة: نكب عنا ابن أم عبد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فلم ابتعثني الله إذاً؟ إنّ الله عز وجل لا يقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيهم حقه"
ورواته ثقات.
940 -
عن بشير بن يسار أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لما قسم خيبر عزل نصفها لنوائبه، وقسم نصفها بين المسلمين"
قال الحافظ: وقد تقدم في فرض الخمس احتجاج الطحاوي على أنّ بعضها فتح صلحا بما أخرجه هو وأبو داود من طريق بشير بن يسار: فذكره، وهو حديث اختلف في وصله وإرساله" (2)
سيأتي الكلام عليه في حرف القاف فانظر حديث "قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر
نصفين"
(1) 5/ 445 (كتاب الشرب - باب القطائع)
(2)
9/ 17 (كتاب المغازي - باب غزوة خيبر)
941 -
عن بشير بن يسار أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لَمَّا قسم خيبر عزل نصفها لنوائبه وما ينزل به، وقسم النصف الباقي بين المسلمين، فلم يكن لهم عمال فدفعوها إلى اليهود ليعملوها على نصف ما يخرج منها"
قال الحافظ: روي عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار: فذكره" (1)
سيأتي الكلام عليه في حرف القاف فانظر حديث "قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر نصفين"
942 -
حديث أنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لَمَّا نهاه جبريل عن الأكل متكئا لم يأكل متكئا بعد ذلك.
قال الحافظ: أخرجه ابن شاهين في "ناسخه"(2).
ضعيف
أخرجه ابن عدي (5/ 1971)
عن إبراهيم بن سليمان الزيات البلخي
وابن شاهين في "الناسخ"(637)
عن قرة بن حبيب الغَنَوي
قالا: ثنا عبد الحكم عن أنس قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا على طعام له يأكل، إذ جاءه جبريل فقال: يا محمد، أما إنّ الاتكاء من النعمة، قال: فاستوى قاعدا عندها، ثم قال "إنما أنا عبد، آكل كما يأكل العبد، وأشرب كما يشرب العبد"
قال أنس: فما رأيته متكئا بعد.
وإسناده ضعيف لضعف عبد الحكم القَسْمَلي البصري.
943 -
عن عروة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لَمَّا وصل إلى الأبواء بعث عبيدة بن الحارث في ستين رجلا فلقوا جمعا من قريش فتراموا بالنبل، فرمى سعد بن أبي وقاص بسهم، وكان أول من رمى في سبيل الله"
قال الحافظ: وذكر أبو الأسود في "مغازيه" عن عروة، ووصله ابن عائذ من حديث ابن عباس: فذكره" (3)
(1) 7/ 33 (كتاب فرض الخمس - باب الغيمة لمن شهد الوقعة)
(2)
11/ 472 (كتاب الأطعمة - باب الأكل متكئا)
(3)
8/ 282 (كتاب المغازي - باب غزوة العشيرة)
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(3/ 8 - 9) من طريق أبي علاثة محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي ثنا ابن لَهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير به.
وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.
وأما حديث ابن عباس فلم أقف عليه.
944 -
حديث مروان بن قيس السلمي أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم مَرَّ برجل سكران يقال له نعيمان فأمر به فضرب"
قال الحافظ: وروى ابن منده من حديث مروان بن قيس السلمي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه ابن منده كما في "الإصابة"(9/ 172) وأبو نعيم في "الصحابة"(6326) من طريق أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد الحرّاني حدثني رجل من ثقيف عن خثيم بن مروان عن أبيه مروان بن قيس من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أنْ النبي صلى الله عليه وسلم مرّ برجل سكران يقال له نعيمان فأمر به فضرب، فأُتي به مرة أخرى سكران، فأمر به فضرب، ثم أُتي به الثالثة، فأمر به فضرب، ثم أُتي به الرابعة وعنده عمر، فقال عمر: ما تنتظر به يا رسول الله، هي الرابعة، اضرب عنقه، فقال رجل عند ذلك: لقد رأيته يوم بدر يقاتل قتالا شديدا، وقال آخر: لقد رأيت له يوم بدر موقفا حسناً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "كيف وقد شهد بدرا".
وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.
945 -
حديث جابر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم مَرّ على قبرين من بني النجار هلكا في الجاهلية، فسمعهما يعذبان في البول والنميمة"
قال الحافظ: رواه أبو موسى المديني عن حديث جابر بسند فيه ابن لَهيعة. قال أبو موسى: هذا وإن كان ليس بقوي لكن معناه صحيح
قال الحافظ: لكن الحديث الذي احتج به أبو موسى ضعيف كما اعترف به، وقد رواه أحمّد بإسناد صحيح على شرط مسلم، وليس فيه سبب التعذيب فهو من تخليط ابن لهيعة" (2)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4625) عن عبيد الله بن محمد بن عبد الرحيم البرقي ثنا
(1) 5/ 397 (كتاب الكفالة - باب الوكالة في الحدود)
(2)
1/ 333 (كتاب الوضوء - باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله)
عمرو بن خالد الحرّاني ثنا ابن لَهيعة عن أسامة بن زيد عن أبي الزبير عن جابر قال: مَرَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم على قبور من بني النجار هلكوا في الجاهلية، فسمعهم يعذبون في القبور في النميمة"
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أسامة بن زيد إلا ابن لهيعة"
وقال الهيثمي: وفي إسناده ابن لهيعة وفيه كلام" المجمع 3/ 55
وأخرجه أحمد (3/ 295 - 296) عن عبد الرزاق أنا ابن جُريج أني أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد الله يقول: دخل النبي صلى الله عليه وسلم يوما نخلا لبني النجار، فسمع أصوات رجال من بني النجار ماتوا في الجاهلية يعذبون في قبورهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا فأمر أصحابه أنْ تعوذوا من عذاب القبر.
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 55
قلت: وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات.
ولم ينفرد ابن جريج به بل تابعه:
1 -
موسى بن عقبة.
أخرجه البزار (كشف 871) عن محمد بن إسماعيل البخاري ثنا ابن أبي أويس ثنا ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة به.
ابن أبي أويس وابن أبي الزناد مختلف فيهما، والباقون ثقات.
2 -
سفيان الثوري.
أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر"(204) من طريق الطبراني ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان به.
ورواته ثقات غير أبي حذيفة النَّهْدي موسى بن مسعود وهو مختلف فيه، وتكلم ابن معين وغيره في حديثه عن سفيان.
946 -
عن جابر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين أي منذ قدم المدينة لم يحج ثم أذن في الناس في العاشرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم حاجّ، فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أنْ يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم"
قال الحافظ: ذكر جابر لي حديثه الطويل في صفتها كما أخرجه مسلم (1218) وغيره: فذكره" (1)
(1) 9/ 166 (كتاب المغازي - باب حجة الوداع)
947 -
عن أبي سعيد مولى عامر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نادى أبي بن كعب"
قال الحافظ: أخرج مالك نحو الحديث المذكور من وجه آخر فيه ذكر أبي بن كعب فقال: عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبي سعيد مولى عامر: فذكره. ومن الرواة عن مالك من قال: عن أبي سعيد عن أبي بن كعب أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ناداه، وكذلك أخرجه الحاكم، ووهم ابن الأثير حيث ظنّ أنّ أبا سعيد شيخ العلاء هو أبو سعيد بن المعلى، فإنّ ابن المعلى صحابي أنصاري من أنفسهم مدني وذلك تابعي مكي من موالي قريش.
وقد اختلف فيه على العلاء، أخرجه الترمذي من طريق الدَّرَاوَرْدي، والنسائي من طريق روح بن القاسم، وأحمد من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم، وابن خزيمة من طريق حفص بن ميسرة، كلهم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بن كعب. فذكر الحديث. وأخرجه الترمذي وابن خزيمة من طريق عبد الحميد بن جعفر، والحاكم من طريق شعبة كلاهما عن العلاء مثله، لكن قال: عن أبي هريرة. ورجح الترمذي كونه من مسند أبي هريرة، وقد أخرجه الحاكم أيضا من طريق الأعرج عن أبي هريرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نادى أبي بن كعب، وهو مما يقوي ما رجحه الترمذي.
وقال: في رواية أبي هريرة: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بن كعب وهو يصلي فقال "أي أُبي" فالتفت فلم يجبه، ثم صلّى ثم فخفف ثم انصرف، فقال: سلام عليك يا رسول الله، قال "ويحك ما منعك إذا دعوتك أنّ لا تجيبني؟ " الحديث.
وقال: في حديث أبي هريرة "أو ليس تجد فيما أوحى الله إليّ أن استجيبوا لله وللرسول؟ الأية" فقلت: بلى يا رسول الله، لا أعود إنْ شاء الله.
وقال: وفي حديث أبي هريرة "أتحب أنْ أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها؟ "
وقال: زاد في حديث أبي هريرة "يحدثني وأنا أتباطأ مخافة أنْ يبلغ الباب قبل أنْ ينقضي الحديث.
وقال: في حديث أبي هريرة: قلت: يا رسول الله، ما السورة التي قد وعدتني؟ قال "كيف تقرأ في الصلاة؟ " فقرأت عليه أم الكتاب.
وقال: وفي حديث أبي هريرة: فقال "إنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته"(1)
(1) 9/ 223 و 224 و 225 (كتاب التفسير - باب ما جاء في فاتحة الكتاب)
له عن أبي هريرة طريقان:
الأول: يرويه العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدني واختلف عنه:
- فقال غير واحد: عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بن كعب وهو يصلي فقال "إِنهِ أُبي" فالتفت أُبي ولم يجبه، ثم صلّى أبي فخفف، ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: سلام عليك يا رسول الله، قال "ويحك، ما منعك أُبي أن دعوتك أن لا تجيبني؟ " قال: يا رسول الله، كنت في صلاة. قال "فليس تجد فيما أوحى الله إليّ أن استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم؟ " قال: بلى يا رسول الله لا أعود، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أتحب أنّ أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها؟ " قال: نعم أي رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني لأرجو ألا نخرج من هذا الباب حتى تعلمها" أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي يحدثني وأنا أتباطأ مخافة أنْ يبلغ الباب قبل أنْ ينقضي الحديث، فلما دنونا من الباب قلت: يا رسول الله، ما السورة التي وعدتني؟ قال "كيف تقرأ في الصلاة؟ " فقرأت عليه أم القرآن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده، ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، إنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعيطت"
أخرجه النسائي في "الكبرى"(11205) والسياق له والطبري في "تفسيره"(14/ 58) والبيهقي في "القراءة خلف الإِمام"(106) والسراج في "تاريخه" كما في "التمهيد"(20/ 218)
عن رَوح بن القاسم التميمي
وأبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 220) وأحمد (2/ 357) وأبو يعلى (6482) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 11) والبغوي في "شرح السنة"(1186)
عن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري
وأبو عبيد (ص 220) والدارمي (3376) والترمذي (2875)
عن عبد العزيز بن مُحَمَّدْ الدَّرَاوَرْدي
وأحمد (2/ 412 - 413) وا لطبري (14/ 59)
عن عبد الرحمن بن إبراهيم القاص المدني
والطبري (14/ 59) والبيهقي في "الكبرى"(2/ 375 - 376) وفي "القراءة"(105) والبغوي (1188).
عن مُحَمَّدْ بن جعفر بن أبي كثير المدني
وأبو يعلى (6531) والطبري (14/ 58)
عن عبد الرحمن بن إسحاق المدني
والبيهقي في "القراءة"(104)
عن جَهْضَم بن عبد الله القيسي
وابن عبد البر في "التمهيد"(20/ 218)
عن عبد السلام بن حفص المدني
كلهم عن العلاء بن عبد الرحمن به.
قال الترمذي (1): حديث حسن صحيح"
وقال البغوي: حديث صحيح"
قلت: العلاء بن عبد الرحمن مختلف فيه، وثقه أحمد وغير واحد، وقال ابن معين: ليس حديثه بحجة.
- وقال عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله الأنصاري: عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بن كعب مرفوعا "ما أنزل الله عز وجل في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن، وهي السبع المثاني وهي مقسومة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل"
وفي لفظ "ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها؟ " قلت: بلى، قال "فإني أرجو أنّ لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها" ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت معه فأخذ بيدي فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب فَذَكّرْتُه فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي، قال "فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟ " فقرأ بفاتحة الكتاب، قال "هي هي، وهي السبع المثانى والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد"
أخرجه عبد بن حميد (165) والدارمي (3375) والترمذي (3125) وعبد الله بن أحمد في: زيادات المسند، (5/ 114) وابن الضريس (146) والنسائي (2/ 107) وابن خزيمة (500 و 501) والطبري (14/ 58) وابن حبان (775) والحاكم (1/ 557 و 2/ 257 - 258) والبيهقي في "الشعب"(2139) وفي "القراءة"(103) وابن عبد البر (20/ 219 و 221) من طرق عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي ثني عبد الحميد بن جعفر به.
(1) وقال أيضا: حديث عبد العزيز بن مُحَمَّدْ أصح من حديث عبد الحميد بن جعفر"
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وقال ابن عبد البر: وهو الأشبه عندي" التمهيد 20/ 218
- ورواه شعبة عن العلاء بن عبد الرحمن واختلف عنه:
• فقال شَبَابة بن سَوَّار المدائني: ثنا شعبة عن العلاء عن أبيه عن أُبي أنّه قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله رب العالمين حتى ختمها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت"
أخرجه الحاكم (1/ 558)
• وقال مُحَمَّدْ بن جعفر البصري: ثنا شعبة قال: سمعت العلاء يحدث عن أبيه عن أبي بن كعب أنّه قال: السبع المثاني الحمد لله رب العالمين.
أخرجه الطبري (14/ 55) وابن عبد البر (20/ 221)
- وقال مالك (الموطأ (1) 1/ 83): عن العلاء أنّ أبا سعيد مولى عامر بن كُرَيْز أخبره أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى أبي بن كعب وهو يصلي
…
مرسل.
وأخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 3533) عن رَوح بن عبادة البصري أنا مالك به.
وأخرجه أبو عبيد (ص 221) عن سعيد بن أبي مريم وإسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي عن مالك به.
وأخرجه الحاكم (1/ 557) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ثنا مالك به.
وأخرجه البيهقي في "القراءة"(107 م) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير ثنا مالك به.
واختلف فيه على مالك
• فقال زيد بن الحباب: ثنا مالك أني العلاء عن أبي سعيد مولى عامر بن فلان أو ابن فلان عن أبي بن كعب.
أخرجه الطبري (14/ 58)
• ورواه عبد الله بن مسلمة القَعْنَبِي عن مالك واختلف عنه:
(1) برواية يحيى بن يحيى الليثي.
فقال إسماعيل بن إسحاق القاضي: ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن العلاء أنّ أبا سعيد مولى عامر بن كريز أخبره، مرسل.
أخرجه الحاكم (1/ 557 - 558) والبيهقي في "القراءة"(107)
وقال أحمد بن مُحَمَّدْ. بن عيسى القاضي: ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن العلاء عن أبي سعيد مولى عامر بن كريز عن أبي بن كعب.
أخرجه الحاكم (2/ 258)
- وقال غير واحد: عن العلاء بن عبد الرحمن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
منهم:
1 -
عبد الله بن أبي بكر بن حزم.
أخرجه أبو عبيد (ص 221)
2 -
مُحَمَّدْ بن إسحاق المدني.
أخرجه أبو عبيد (ص 221)
3 -
مُحَمَّدْ بن عجلان المدني.
أخرجه أبو عبيد (ص 221)
الثاني: يرويه أبو الزناد عبد الله بن ذكوان القرشي عن عبد الرحمن بن هُرْمُز الأعرج عن أبي هريرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نادى أبي بن كعب وهو قائم يصلي فلم يجبه، فقال "ما منعك أنْ تجيبني يا أُبي؟ " فقال: كنت أصلي، فقال "ألم يقل الله تبارك وتعالى {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ} [الأنفَال: 24] لا تخرج من المسجد حتى أعلمك سورة ما أنزل الله في التوراة والإنجيل والزبور مثلها، وإنها السبع الذي أوتيت الطول وإنها القرآن العظيم"
أخرجه الحاكم (1/ 558) عن أبي بكر مُحَمَّدْ بن المؤمل بن الحسن بن عيسى ثنا الفضل بن مُحَمَّدْ الشعراني ثنا عبد الله بن مُحَمَّدْ النفيلي ثنا مُحَمَّدْ بن سلمة ثنا مُحَمَّدْ بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن أبي الزناد به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(1427) عن الحاكم به.
ومحمد بن المؤمل ترجمه الذهبي في "السير" ووصفه بالإمام رئيس نيسابور، والفضل بن مُحَمَّدْ مختلف فيه، وابن إسحاق مدلس وقد عنعن، والباقون ثقات.
948 -
عن ابن عمر أَنَّ النى صلى الله عليه وسلم نهى عن هدم آطام المدينة فإنها من زينة المدينة.
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البزار (كشف 1189) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 194) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(444) وأبو نعيم (2) في "أخبار أصبهان"(1/ 149 - 150) من طرق عن عبد الله بن عمر العُمَري عن نافع عن ابن عمر أَنَ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن آطام المدينة أنْ تهدم.
والعمري مختلف فيه:. قواه العجلي وغيره، وضعفه البخاري وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.
ولم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا "لا تهدموا الآطام فإنّها زينة المدينة"
أخرجه الطحاوي (4/ 194) والعقيلي (2/ 311 - 312) وابن عدي (4/ 1482) من طرق عن عبد العزيز بن مُحَمَّدْ الدَّرَاوَرْدي ثني عبد الله بن نافع به.
قال العقيلي: لا يتابع عبد الله بن نافع إلا من هو دونه أو مثله"
قلت: وعبد الله بن نافع قال ابن معين وغيره: ضعيف، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث.
949 -
حديث خالد بن الوليد أَنَّ النبى صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن لحوم الخيل"
قال الحافظ: ومن حجج من منع أكل الخيل حديث خالد بن الوليد المخرج في "السنن" أَنَ النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره وتعقب بأنّه شاذ منكر لأنّ في سياقه أنَّه شهد خيبر، وهو خطأ فإنّه لم يسلم إلا بعدها على الصحيح
…
وأُعِلّ أيضا بأنّ في السند راويا مجهولا، لكن قد أخرج الطبري من طريق يحيى بن أبي كثير عن رجل من أهل حمص قال: كنا مع خالد فذكر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حرّم لحوم الحمر الأهلية وخيلها وبغالها. وأعل بتدليس يحيى وإبهام الرجل، وادعى أبو داود أنّ حديث خالد بن الوليد منسوخ، ولم يبين ناسخه
…
وقد
(1) 4/ 454 (كتاب الحج - فضائل المدينة - باب حرم المدينة)
(2)
ومن طربقه أخرجه الذهبي في "سير الأعلام"(6/ 307) ووقع عنده: عبيد الله بن عمر.
والصواب عبد الله.
ضعف حديث خالد أحمد والبخاري وموسى بن هارون والدارقطني والخطابي وابن عبد البر وآخرون" (1)
ضعيف
يرويه صالح بن يحيى بن المقدام بن معدي كرب واختلف عنه:
- فرواه ئور بن يزيد عن صالح بن يحيى واختلف عنه:
• فقال بَقية بن الوليد: ثني ثور بن يزيد عن صالح بن يحيى عن أبيه عن جده عن خالد بن الوليد أنّ (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى (3) عن أكل لحوم الخيل والبغال والحمير (4) وكل ذي ناب من السباع (5).
أخرجه أحمد (4/ 89) والبخاري في "الكبير"(2/ 2/ 239) وأبو داود (3790) وابن ماجه (3198) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 312 و 2/ 357) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(704) والنسائي (7/ 178) وفي "الكبرى"(4843 و 4844) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 210) وفي "المشكل"(3066) والطبراني في "الكبير"(3826) وفي "مسند الشاميين"(483) والدارقطني (4/ 287) والبيهقي (9/ 328) وابن عبد البر في "التمهيد"(10/ 128) وابن الجوزي في "العلل"(1095) من طرق عن بقية به.
وتابعه مُحَمَّدْ بن عمر الواقدي فرواه عن ثور بن يزيد عن صالح بن يحيى عن أبيه عن جده عن خالد بن الوليد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن أكل لحوم الخيل والبغال والحمر وكل ذي ناب من السباع أو مخلب من الطير.
أخرجه الدارقطني (4/ 287) وأبو نعيم في "الصحابة"(2408) والبيهقي (9/ 328)
والواقدي قال البخاري: متروك الحديث، تركه أحمد وابن نمير وابن المبارك وإسماعيل بن زكريا.
• وقال مُحَمَّدْ بن حِمْيَر الحمصي: ثني ثور بن يزيد عن صالح بن يحيى أنّه سمع جده المقدام يقول: أقمت أنا وبضعة عشر رجلا من قومي يومين أو ثلاثة لم نذق طعاما
(1) 12/ 72 (كتاب الذبائح - باب لحوم الخيل)
(2)
وفي لفظ "لا يحل أكل لحوم
…
"
(3)
زاد يعقوب بن سفيان في الموضع الأول وابن أبي عاصم "يوم خيبر"
(4)
ولفظ يعقوب فى الموضع الأول "والحمر الإنسية"
(5)
زاد ابن أبي عاصم "ومخلب من الطير"
وقد ربطوا برذونة ليذبحوها، فأتيت خالد بن الوليد فأعلمته الذي كان منا في أمر البرذونة فقال: لو ذبحوها لسؤتك، ثم قال: حرّم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر أموال المعاهدين وحمر الإنس وخيلها وبغالها، ثم أمر بِمُدّين أو مُد من طعام وقال: إذا أتتنا سرية فاطلعنا.
لم يذكر أباه.
أخرجه الدارقطني (4/ 287 - 288)
ومحمد بن حمير مختلف فيه.
• وقال عمر بن هارون البلخي: ثنا ثور بن يزيد عن يحيى بن المقدام عن أبيه عن خالد بن الوليد قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الحمار الإنسي وعن خيلها وبغالها.
لم يذكر صالحا.
أخرجه الدارقطني (4/ 288)
وعمر بن هارون كذبه ابن معين، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.
قال الدارقطني: لم يذكر في إسناده صالحا، وهذا إسناد مضطرب"
وقال البيهقي: هذا إسناد مضطرب، ومع اضطرابه مخالف لحديث الثقات" الكبرى 9/ 328 - المعرفة 14/ 96
- ورواه مُحَمَّدْ بن حرب الخولاني عن أبي سلمة سليمان بن سليم الحمصي عن صالح بن يحيى واختلف عنه
• فقال علي بن بحر بن بَرِّي القطان: ثنا مُحَمَّدْ بن حرب ثنا أبو سلمة الحمصي عن صالح بن يحيى عن أبيه عن جده قال: غزوت مع خالد بن الوليد الصائفة فقرم أصحابي إلى اللحم فقالوا: أتأذن لنا أنْ نذبح رمكة له، قال: فحبلوها، فقبت: مكانكم حتى آتي خالد بن الوليد فأسأله عن ذلك، فأتيته فأخبرته خبر أصحابي، فقال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة خيبر فأسرع الناس في حظائر يهود، فقال "يا خالد ناد في الناس أن الصلاة جامعة: لا يدخل الجنة إلا مسلم" ففعلت، فقام في الناس فقال "يا أيها الناس ما بالكم أسرعتم في حظائر يهود ألا لا تحل أموال المعاهدين إلا بحقها، وحرام عليكم حمر الأهلية والإنسية وخيلها وبغالها وكل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير"
أخرجه أحمد (4/ 89 - 90)
• وقال أحمد بن عبد الملك بن واقد الحرّاني: ثنا مُحَمَّدْ بن حرب ثنا أبو سلمة الحمصي عن صالح بن يحيى عن جده عن خالد.
لم يذكر أباه.
أخرجه أحمد (4/ 89)
• ورواه عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير الحمصي عن مُحَمَّدْ بن حرب واختلف عنه:
فقال إبراهيم بن مُحَمَّدْ بن عِرْق الحمصي: ثنا عمرو بن عثمان ثنا مُحَمَّدْ بن حرب عن أبي سلمة الحمصي عن صالح بن يحيى عن أبيه عن جده عن خالد.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(3827) عن إبراهيم بن مُحَمَّدْ بن عرق به.
ومن طريقه أخرجه الحازمي في "الاعتبار"(ص 164)
وقال: هذا حديث غريب وله أصل من حديث الشاميين"
قلت: وشيخ الطبراني قال الذهبي في "الميزان": غير معتمد.
وقال أبو داود (3806) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(703): ثنا عمرو بن عثمان ثنا مُحَمَّدْ بن حرب ثني أبو سلمة الحمصي عن صالح بن يحيى عن جده عن خالد.
لم يذكرا أباه.
- ورواه سعيد بن غزوان عن صالح بن يحيى عن جده عن خالد، ولم يذكر أباه.
أخرجه الطبراني (3828) عن إبراهيم بن مُحَمَّدْ بن عرق ثنا عمرو بن عثمان ثنا الحارث بن عبيدة قال: سمعت سعيد بن غزوان به.
وإسناده ضعيف، ابن عرق غير معتمد، والحارث بن عبيدة ضعفه الدارقطني، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وابن غزوان ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضا، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من هو.
وصالح بن يحيى قال البخاري: فيه نظر، وقال الذهبي في "الديوان": مجهول، وقال في "المجرد" والحافظ في "التقريب": لين، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ.
وقال الدارقطني: ثنا أبو سهل بن زياد قال: سمعت موسى بن هارون يقول: لا يعرف صالح بن يحيى ولا أبوه إلا بجده، وهذا حديث ضعيف" السنن 4/ 287
وقال البيهقي: الحديث غير ثابت وإسناده مضطرب" الصغرى 4/ 63 - 64
وقال ابن عبد البر: هذا حديث لا تقوم به حجة لضعف إسناده"
وقال ابن حزم: حديث صالح بن يحيى بن المقدام هالك لأنّهم مجهولون كلهم، ثم فيه دليل الوضع لأنّ فيه عن خالد بن الوليد قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر. وهذا باطل لأنه لم يُسلم خالد إلا بعد خيبر بلا خلاف" المحلى 8/ 100
وقال البغوي: إسناده ضعيف" شرح السنة 11/ 255
وقال الحافظ: حديث خالد لا يصح فقد قال أحمد: إنه حديث منكر، وقال أبو داود: إنّه منسوخ" التلخيص 4/ 151
950 -
عن مكحول أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم هجّن الهجين يوم خيبر وعرّب العراب، فجعل للعربي سهمين وللهجين سهما"
قال الحافظ: وقد وقع لسعيد بن منصور وفي "المراسيل" لأبي داود عن مكحول: فذكره، وهذا منقطع" (1)
مرسل
أخرجه أبو داود في "المراسيل"(تحفة الأشراف 13/ 402) عن أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن مهدي وحماد بن خالد وزيد بن حُباب ثلاثتهم عن معاوية بن صالح عن أبي بشر مؤذن مسجد دمشق عن مكحول أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم هجن الهجين يوم خيبر، وعرب لعربي سهمان، وللهجين سهم.
قال البيهقي: وهذا منقطع ولا تقوم به الحجة، وأبو بشر هو العلاء بن الحارث" السنن 9/ 52
قلت: رواته ثقات غير أبي بشر مؤذن مسجد دمشق قال الذهبي: مجهول (تلخيص المستدرك 1/ 437)، وهو غير العلاء بن الحارث، فإنّ العلاء يكنى أبو وهب ويقال: أبو مُحَمَّدْ.
واختلف فيه على. حماد بن خالد:
- فقال الشافعي (2): أنا حماد بن خالد عن معاوية بن صالح عن أبي بشر عن مكحول أنّ النبي صلى الله عليه وسلم عرب العربي وهجن الهجين.
وقال: لم يَرو ذلك إلا مكحول مرسلا، والمرسل لا تقوم بمثله عندنا حجة"
(1) 6/ 407 (كتاب الجهاد - باب سهام الفرس)
(2)
سنن البيهقي 6/ 328
- وقال أسد بن الحارث الحرّاني: ثنا حماد بن خالد ثنا معاوية بن صالح عن
العلاء بن الحارث عن مكحول أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين "عربوا العربي، وهجنوا الهجين".
أخرجه ابن عدي (1/ 175) عن أبي عقيل أنس بن سالم ثنا أسد بن الحارث به.
• ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 328)
وقال: هذا هو المحفوظ مرسل"
- وقال أحمد بن أبي أحمد الجرجاني: ثنا حماد بن خالد ثنا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم عرّب العربي وهجّن الهجين.
أخرجه ابن عدي (1/ 175) من طريقين عن أحمد الجرجاني به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 328 و 9/ 51 - 52)
قال ابن عدي: وأبو أحمد والده يسمى مُحَمَّدْ، أحاديثه ليست بمستقيمة كأنّه يغلط فيها. وهذا حديث لا يوصله غير أحمد بن أبي أحمد هذا، ورواه غيره عن حماد بن خالد فلم يذكر في إسناده زياد بن جارية ولا حبيب بن مسلمة، وقد حدّث عن حماد غير أحمد هذا فلم يذكر زياد بن جارية وحبيب بن مسلمة في الإسناد"
951 -
عن مجاهد أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي حَوَّله (1) "
قال الحافظ: وأخرج ابن مردويه بسند ضعيف عن مجاهد: فذكره" (2)
مرسل
أخرجه ابن مردويه في "تفسيره"(تفسير ابن كثير 1/ 171) قال: أخبرنا ابن عمر وهو أحمد بن مُحَمَّدْ بن حكيم أنا مُحَمَّدْ بن عبد الوهاب بن أبي تمام أنا آدم - هو ابن أبي إياس في تفسيره - أنا شَريك عن إبراهيم بن المهاجر عن مجاهد قال: قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، لو صلينا خلف المقام، فأنزل الله {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البَقَرَة: 125] فكان المقام عند البيت فَحَوَّله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موضعه هذا.
قال مجاهد: وكان عمر يرى الرأي فينزل به القرآن.
(1) يعني مقام إبراهيم.
(2)
9/ 236 (كتاب التفسير: سورة البقرة - باب واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)
قال ابن كثير:، هذا مرسل عن مجاهد،- وهو مخالف لما تقدم من رواية عبد الرزاق عن مَعْمَر عن حميد الأعرج عن مجاهد أنّ أول من أخر المقام إلى موضعه الآن عمر بن الخطاب، وهذا أصح من طريق ابن مردويه مع اعتضاد هذا بما تقدم"
قلت: وشريك بن عبد الله القاضي وإبراهيم بن المهاجر مختلف فيهما.
952 -
عن قتادة أَنَّ النبَي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يخطبون يوم الجمعة قيامًا حتى شقّ على عثمان القيام فكان يخظب قائما ثم يجلس،- فلما كان معاوية خطب الأولى جالسا والأخرى قائما"
قال الحافظ: وروى عبد الرزاق (5258) عن مَعْمَر عن قتادة: فذكره" (1)
مرسل
قلت: ورواته ثقات.
953 -
حديث جابر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا ينحرون البَدَنة معقولة اليسرى؛ قائمة على ما بقي من قوائمها"
- قال الحافظ: ولأبي داود من حديث جابر: فذكره" (2).
أخرجه أبو داود (1767) عن عثمان بن أبي شيبة كنا أبو خالد الأحمر عن ابن جُريج عن أبي الزبير عن جابر، وأخبرني عبد الرحمن بن سابط: فذكره.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 237 - 238)
وقال: حديث ابن جريج عن أبي الزبير عن جِابر موصول، وحديثه عن عبد الرحمن بن سابط مرسل"
قلت: ورواه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 206) عن يحيى بن سعيد - القطان عن ابن جريج عن ابن سابط مرسلا.
والموصول فيه عنعنة ابن جريج وأبي الزبير فإنهما مدلسان.
954 -
عن حنظلة الكاتب أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم وَجَّة علياً وخالد بن الوليد، فكتب إليه خالد فبدأ بنفسه، وكتب إليه عليّ فبدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يعب على واحد منهما.
(1) 3/ 52 (كتاب الجمعة- باب الخطبة قائما)
(2)
4/ 301 (كتاب الحج - باب نحر الإبل مقيدة)
قال الحافظ: وعند البزار بسند ضعيف عن حنظلة الكاتب فذكره" (1)
ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في "الكبير"(3496) عن أحمد بن زهير التستري ثنا الجراح بن مخلد ثنا النضر بن حماد التكب ثنا سف بن عمر الأسيدي عن محمد بن نويرة عن أبي عثمان عن ابن أبي مكنف عن حنظلة الكاتب أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عليّ بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال "إذا اجتمعتما فعليّ الأمير، وإذا تفرقتما فكل واحد منكما على عمله" وكتب خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبدأ بنفسه، فلم ينكر ذلك وكتب عليّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبدأ بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 202) عن محمد بن يونس الكُديمي عن النضر بن حماد فقال فيه: عن يزيد بن مكنف.
رزاد: فلم يعب على هذا ولا على هذا.
قال الهيثمي: وفيه سيف بن عمر الأسيدي وهو متروك" المجمع 8/ 98
955 -
حديث ابن عباس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم وَقَّت لأهل المشرق العقيق"
قال الحافظ: وأما ما أخرجه أبو داود والترمذي من وجه آخر عن ابن عباس: فذكره، فقد تفرد به يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف" (2)
ضعيف
روي من حديث ابن عباس ومن حديث جابر
فأما حديث ابن عباس فأخرجه أحمد (1/ 344) عن وكيع ثنا سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن مُحَمَّدْ بن علي بن عبد الله بن عباس عن ابن عباس قال: وقّت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المشرق العقيق.
وأخرجه أبو داود (1740) عن أحمد به
وأخرجه البيهقي (5/ 28) وابن عبد البر في "التمهيد"(15/ 142 - 143) من طريق محمد بن بكر بن داسة التمار أبو داود به.
وأخرجه الترمذي (832) عن أبي كُريب مُحَمَّدْ بن العلاء الهمداني ثنا وكيع به.
(1) 9/ 290 (كتاب التفسير: سورة آل عمران - باب قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم)
(2)
4/ 133 (كتاب الحج - باب ذات عرق لأهل العراق)
وقال: هذا حديث حسن، ومحمد بن علي هو ابن حسين بن علي بن أبي طالب"
كذا قال، وإنما هو ابن عبد الله بن عباس كما جاء مصرَّحاً به في روايه أحمد.
وقال مسلم: وأما حديث يزيد بن أبي زياد عن محمد بن علي عن أبي عباس فيزيد هو ممن قد اتقى حديثه الناس، والاحتجاج بخبره إذا تفرد للذين اعتبروا عليه من سوء الحفظ، والمتون في رواياته التي يرويها.
ومُحَمَّدْ بن علي لا يعلم له سمع من ابن عباس، ولا أنّه لقيه، أو رآه" التمييز ص215
وقال ابن حزم: خبر لا يصح لأنّ راويه يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف" المحلى 7/ 66 - 67
وقال البيهقي: ينفرد به يزيد بن أبي زياد" المعرفة 7/ 96
وقال ابن القطان الفاسي: هذا حديث أخاف أن يكون منقطعا، فإنّ مُحَمَّدْ بن علي بن عبد الله بن عباس إنما عُهِدَ يروي عن أبيه عن جده ابن عباس، كما جاء ذلك في صحيح مسلم في صلاته عليه السلام من الليل، ولم يذكر البخاري ولا ابن أبي حاتم أنّه يروي عن جده، وذكر أنه يروي عن أبيه" نصب الراية 3/ 14 - الوهم والإيهام 1/ 557 - 558
وقال النووي في "المجموع": وليس كما قال الترمذي فإنّه من رواية يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف باتفاق المحدثين" الفتح الرباني 11/ 110
وتعقبه الحافظ فقال: قلت: في نقل الاتفاق نظر، يعرف ذلك من ترجمته، وله علة أخرى: فذكر كلام مسلم" التلخيص 2/ 229
وقال في "الدراية"(2/ 6): إسناده مقارب"
قلت: يزيد بن أبي زياد هو القرشي الهاشمي قال ابن معين: ليس بحجة ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم وغيره: ليس بالقوي، وقال الدرقطني: ضعيف يخطىء كثيرا ويتلقن إذا لقن.
وأما حديث جابر فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7441) عن مُحَمَّدْ بن أبان الأصبهاني ثنا عبيد الله بن سعد ثنا موسى بن داود ثنا مسلم بن خالد الزَّنْجِي عن ابن جُريج عن عطاء عن جابر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم وقّت لأهل المشرق العقيق.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا مسلم، انفرد به موسى بن داود"
قلت: ومسلم بن خالد قال ابن المديني والبخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال البخاري أيضا: ذاهب الحديث، وقال أبو داود وغيره: ضعيف، وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي، وذكره أبو زرعة وغيره في الضعفاء، واختلف فيه قول ابن معين، وقواه بعضهم.
956 -
حديث سعد القرظ أَنَّ النجاشي أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم حَرْبَة فأمسكها لنفسه فهي التي يُمشى بها مع الإمام يوم العيد"
قال الحافظ: وقد روى عمر بن شبة في "أخبار المدينة" من حديث سعد القرظ: فذكره" (1)
ضعيف جدا
أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 139) عن أبي غسان مُحَمَّدْ بن يحيى الكناني قال: ثني عبد العزيز بن عمران عن مُحَمَّدْ بن عمير عن حفص بن عمر عن سعد القرظي قال: أهدى النجاشي للنبي صلى الله عليه وسلم حربات، فوهب حربة لعمر بن الخطاب، ووهب حربة لعليّ بن أبي طالب، وحبس لنفسه واحدة.
فأما حربة عليّ فهلكت، وأما حربة عمر فصارت إلى أهله، وأما الحربة التي أمسك لنفسه فهي التي يُمشى بها مع الإمام يوم العيد.
وإسناده ضعيف جدا، عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز قال النسائي وغيره: متروك الحديث.
957 -
حديث عبد الله بن الحارث أَنَّ اليهود أتوا بيهوديين زنيا وقد أحصنا.
قال الحافظ: أخرجه البزار" (2)
أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 268) عن سعيد بن أبي مريم أنا ابن لَهيعة عن عبد الملك بن عبد العزيز بن مليل أنّ أباه أخبره أنّه سمع عبد الله بن الحارث بن جَزْء الزُّبيدي يذكر أنّ اليهود أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهودي ويهودية زنيا وقد أحصنا، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما.
قال عبد الله بن الحارث: فكنت أنا فيمن رجمهما.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 215)
(1) 2/ 119 (كتاب الصلاة - باب سترة الإمام سترة لمن خلفه)
(2)
15/ 182 (كتاب الحدود - باب أحكام أهل الذمة)
وأخرجه البزار (كشف 1557) والبيهقي (8/ 215) من طرق عن سعيد بن أبي مريم به.
ومن هذا الطريق أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 204) مختصرا.
قال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وقال فيه: لا يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد. وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 271
قلت: إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.
958 -
عن مجاهد أنّ اليهود استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الزانيين، فأفتاهم بالرجم فأنكروه، فأمرهم أنْ يأتوا بأحبارهم، فناشدهم فكتموه إلا رجلا من أصاغرهم أعور فقال: كذبوك يا رسول الله، إنّه في التوراة.
قال الحافظ: أخرجه ابن أبي حاتم" (1)
959 -
عن ابن عباس أَنَّ اليهود كانوا يقولون: هذه الدنيا سبعة آلاف، وإنما نعذب بكل ألف سنة يوما في النار وإنما هي سبعة أيام، فنزلت (2).
قال الحافظ: وأخرج الطبري من طريق ابن إسحاق عن سيف بن سليم عن مجاهد عن ابن عباس: فذكره، وهذا سند حسن" (3)
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11160) عن الحسن بن علي المعمري ثنا مُحَمَّدْ بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل عن مُحَمَّدْ بن إسحاق عن سيف بن سليمان عن مجاهد عن ابن عباس به.
ورواه الطبري في "تفسيره"(1/ 382 - 383) عن مُحَمَّدْ بن حميد الرازي فقال فيه: عن ابن إسحاق ثني مُحَمَّدْ بن أبي مُحَمَّدْ عن سعيد بن جبير أو عَكرمة عن ابن عباس.
وهذا أصح فقد رواه أبو غسان مُحَمَّدْ بن عمرو الرازي المعروف بزُنَيْج عن سلمة بن الفضل قال: قال ابن إسحاق ثني مُحَمَّدْ بن أبي مُحَمَّدْ عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس.
(1) 15/ 183 (كتاب الحدود - باب أحكام أهل الذمة)
(2)
يعني قوله - وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة - الآية
(3)
12/ 358 (كتاب الطب - باب ما يذكر في سم النبي صلى الله عليه وسلم)
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(818)
ولم ينفرد سلمة بن الفضل به بل تابعه:
1 -
يونس بن بكير الشيباني.
أخرجه الطبري (1/ 382)
2 -
إبراهيم بن سعد المدني.
أخرجه الحاكم (1)(2/ 598) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 14)
ومحمد بن أبي مُحَمَّدْ هو مولى زيد بن ثابت ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول، تفرد عنه ابن إسحاق.
960 -
عن جابر أَنَّ امرأة ارتدت فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلها.
قال الحافظ: وأخرج الدارقطني عن ابن المنكدر عن جابر: فذكره" (2)
أخرجه الدارقطني 3/ 118 - 119 و 119) والبيهقي (8/ 203) من طريقين عن معمر بن بكار السعدي ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن مُحَمَّدْ بن المنكدر عن جابر أنّ امرأة يقال لها أم مروان ارتدت عن الإِسلام فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يعرض عليها الإِسلام فإنْ رجعت وإلا قتلت.
معمر بن بكار اختلفوا فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": صويلح.
وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: في حديثه وهم ولا يتابع على أكثره، وقال أبو حاتم مجهول (الجرح 4/ 2/ 69)
وإبراهيم بن سعد ثقة معروف، ولم ينفرد به بل تابعه ابن أخي الزهري عن عمه عن مُحَمَّدْ بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرأة إذا ارتدت عن الإِسلام أنْ تذبح.
أخرجه الدارقطني (3/ 119) عن عمر بن الحسن بن عمر القراطيسي ثنا الحسن بن القاسم بن الحسين البجلي ثنا الحسين بن نصر ثنا خالد بن عيسى عن حصين عن ابن أخي الزهري به.
(1) وقع عنده: عكرمة عن سعيد بن جبير.
(2)
15/ 293 (كتاب استتابة المرتدين - باب حكم المرتد والمرتدة)
وابن أخي الزهري واسمه مُحَمَّدْ بن عبد الله بن مسلم مختلف فيه، ومن دونه لم أعرفهم.
وعمه ابن شهاب الزهري لم ينفرد به بل تابعه هشام بن الغاز عن ابن المنكدر عن جابر قال: ارتدت امرأة عن الإِسلام فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يعرضوا عليها الإِسلام فإنْ أسلمت وإلا قتلت، فعرض عليها فأبت أنْ تسلم فقتلت.
أخرجه ابن عدي (4/ 1530) والدارقطني (3/ 119) والبيهقي (8/ 203) من طريق الخليل بن ميمون الكندي ثنا عبد الله بن أذينة عن هشام بن الغاز به.
وقال ابن عدي: هذا الحديث بإسناده لا أعلم يرويه غير عبد الله بن عطارد بن أذينة وهو منكر الحديث ولم أر للمتقدمين فيه كلاما فأذكره"
وقال البيهقي: في هذا الإسناد بعض من يجهل"
قلت: عبد الله بن أذينة قال فيه ابن حبان: منكر الحديث جدا لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال الدارقطني: متروك الحديث.
قال الحافظ: أخرجه الدارقطني والبيهقي من طريقين وإسناداهما ضعيفان" التلخيص 4/ 49
وللحديث شاهد عن عائشة قالت: ارتدت امرأة يوم أُحُد فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أنْ تستتاب فإنْ تابت وإلا قتلت.
أخرجه الدارقطني (3/ 118) من طريق مُحَمَّدْ بن إسماعيل بن عياش ثنا أبي ثنا مُحَمَّدْ بن عبد الملك الأنصاري عن الزهري عن عروة عن عائشة به.
ومحمد بن عبد الملك قال أحمد: كان يضع الحديث ويكذب، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث جدا كذاب كان يضع الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث.
961 -
حديث عمران بن حَصين أنّ امرأة جهنية أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنا فذكرت أنّها زنت، فأمرها أنْ تقعد حتى تضع، فلما وضعت أتته، فأمر بها فرجمت.
قلل الحافظ: أخرجه مسلم (1696) " (1)
(1) 15/ 156 (كتاب الحدود - باب رجم الحبلى من الزنا)
962 -
حديث عبد الله بن عمرو أَنَّ امرأة سرقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قومها: نحن نفديها.
قال الحافظ: أخرجه أحمد.
وقال: وفي حديث عبد الله بن عمرو عند أحمد أنها قالت: هل لي من توبة يا رسول الله؟ فقال "أنت اليوم من خطيئتك كيوم ولدتك أمك"(1)
ضعيف
أخرجه أحمد (6657 - شاكر) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لَهيعة ثني حُيَي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي حدثه عن ابن عمرو أنّ امرأة سرقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء بها الذين سرقتهم، فقالوا: يا رسول الله، إنّ هذه المرأة سرقتنا، قال قومها: فنحن نفديها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اقطعوا يدها" فقالوا: نحن نفديها بخمسمائة دينار، قال "اقطعوا يدها" قال: فقطعت يدها اليمنى، فقالت المرأة: هل لي من توبة يا رسول الله؟ قال "نعم، أنت اليوم من خطيئتك كيوم ولدتك أمك" فأنزل الله عز وجل في سورة المائدة {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ} [المَائدة: 39] إلى آخر الآية.
وأخرجه الطبري في "تفسيره"(6/ 230) من طريق موسى بن داود الضبي ثنا ابن لهيعة به.
وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.
963 -
عن أبي سعيد أَنَّ امرأة صفوان بن المعطل جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إنّ زوجي يضربني إذا صليت، ويفطرني إذا صمت، ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس، قال: وصفوان عنده فسأله، فقال: أما قولها: يضربني إذا صليت، فإنها تقرأ سورتين وقد نهيتها عنها، وأما قولها: يفطرني إذا صمت، فأنا رجل شاب ولا أصبر، وأما قولها: لا أصلي حتى تطلع الشمس فإنا أهل بيت قد عُرف لنا ذلك فلا نستيقظ حتى تطلع الشمس.
قال الحافظ: في سنن أبي داود والبزار وابن سعد وصحيح ابن حبان والحاكم من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد: فذكره. قال البزار: هذا الحديث كلامه منكر ولعل الأعمش أخذه من غير ثقة فدلسه فصار ظاهر سنده الصحة وليس للحديث عندي أصل انتهى وما أعَلَّه به ليس بقادح لأنّ ابن سعد صرّح في روايته بالتحديث بين الأعمش
(1) 15/ 100 و 102 (كتاب الحدود - باب كراهية الشفاعة في الحدود إذا رفع إلى السلطان)
وأبي صالح، وأما رجاله فرجال الصحيح. ولما أخرجه أبو داود قال بعده: رواه حماد بن سلمة عن حميد عن ثابت عن أبي المتوكل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه متابعة جيدة تؤذن بأنّ للحديث أصلا، وغفل من جعل هذه الطريقة الثانية علة للطريق الأولى، وأما استنكار البزار ما وقع في متنه فمراده أنّه مخالف للحديث الآتي قريبا من رواية أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في قصة الإفك قالت: فبلغ الأمر ذلك الرجل فقال: سبحان الله، والله ما كشفت كنف أنثى قط أو ما جامعتها.
والجمع بينه وبين حديث أبي سعيد على ما ذكر القرطبي أنّ مراده بقوله: ما كشفت كنف أنثى قط، أي بزنا.
قلت: وفيه نظر لأنّ في رواية سعيد بن أبي هلال عن هشام بن عروة في قصة الإفك أنّ الرجل الذي قيل فيه ما قيل لما بلغه الحديث قال: والله ما أصبت امرأة قط حلالاً ولا حراما. وفي حديث ابن عباس عند الطبراني "وكان لا يقرب النساء" فالذي يظهر أنّ مراده بالنفي المذكور ما قبل هذه القصة ولا مانع أنْ يتزوج بعد ذلك، فهذا الجمع لا اعتراض عليه إلا بما جاء عن ابن إسحاق أنّه كان حصورا، لكنّه لم يثبت فلا يعارض الحديث الصحيح" (1)
صحيح
أخرجه أحمد وابنه (3/ 80) وأبو داود (2459) وأبو يعلى (1037 و 1174) والطحاوي في "المشكل"(2044) وابن حبان (1488) والحاكم (1/ 436) والبيهقي (4/ 303) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 142 - 143) من طرق عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقالت: يا رسول الله، إن زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت ويفطّرني إذا صمت، ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس، قال: وصفوان عنده فسأله عما قالت فقال: يا رسول الله، أما قولها يضربني إذا صليت فإنها تقرأ بسورتين وقد نهيتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو كانت سورة واحدة لكفت الناس" وأما قولها: يفطرني، فإنها تنطلق فتصوم وأنا رجل شاب فلا أصبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ "لا تصوم امرأة إلا بإذن زوجها" وأما قولها: إني لا أصلي حتى تطلع الشمس، فإنا أهل بيت قد عُرف لنا ذلك، لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس، قال "فإذا استيقظت فصل".
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
(1) 10/ 75 (كتاب التفسير: سورة النور - باب لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا)
وقال الحافظ في "الإصابة"(5/ 153): إسناده صحيح، ولكن يشكل عليه أنّ عائشة قالت في حديث الإفك: إنّ صفوان قال: والله ما كشفت كنف أنثى قط. وقد أورد هذا الإشكال قديما البخاري، ومال إلى تضعيف حديث أبي سعيد بذلك، ويمكن أنْ يجاب بأنه تزوج بعد ذلك"
قلت: وهو كما قالا.
وأخرجه أيضا أحمد (3/ 84 - 85)
عن أبي بكر بن عياش
والدارمي (1726)
عن شَريك بن عبد الله القاضي
وابن ماجه (1762)
عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله
ثلاثتهم عن الأعمش به.
وقال البوصيري: إسناده صحيح على شرط البخاري" المصباح 2/ 82
964 -
عن ابن عمرو أَنَّ امرأة كانت يقال لها: أم مهزول تسافح في الجاهلية، فأراد بعض الصحابة أن يتزوجها، فنزلت {الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً} [النُّور: 3].
قال الحافظ: وأخرج الفاكهي من طريق القاسم بن مُحَمَّدْ عن ابن عمرو: فذكره" (1)
أخرجه أحمد (2/ 158 - 159 و 225) وأبو بكر المروزي في "حديث ابن معين"(192) والنسائي في "الكبرى"(11359) والطبري في "التفسير"(18/ 71) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(14140) والنحاس في "الناسخ"(707) والطبراني في "الأوسط"(1819) وابن عدي (2/ 859) والحاكم (2/ 193) والبيهقي (7/ 153) والخطيب في "الموضح"(1/ 228 - 229) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 180) من طرق عن معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه عن الحضرمي عن القاسم بن مُحَمَّدْ عن ابن عمرو أنّ امرأة كانت يقال لها: أم مهزول، وكانت تكون بأجياد، وكانت مسافحة، كان يتزوجها الرجل وتشترط له أنْ تكفيه النفقه، فسأل رجل عنها النبي صلى الله عليه وسلم: أيتزوجها؟ فقرأ نبي الله صلى الله عليه وسلم أو أنزلت عليه الآية {الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً} [النور: 3] الآية.
(1) 11/ 89 (كتاب النكاح - باب من قال لا نكاح إلا بولي)
وفي لفظ: أنها كانت تتزوج الرجل على أنْ يأذن لها في السفاح وتكفيه النفقه"
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن سليمان التيمي إلا معتمر"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الهيثمي: رجال أحمد ثقات" المجمع 7/ 73
قلت: الحضرمي (1)، قال ابن معين: ليس به بأس، وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: لا أدري من هو ولا ابن من هو، وقال أحمد: لا أعلم يروي عنه غير سليمان التيمي، وقال ابن المديني: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.
ورواه هُشيم عن سليمان التيمي فلم يذكر الحضرمي وذكره بغير هذا السياق.
قال: عن سليمان التيمي عن القاسم بن مُحَمَّدْ عن ابن عمرو في هذه الآية قال: كنّ نساء معلومات، فكان الرجل من فقراء المسلمين يتزوج المرأة منهن لتنفق عليه فنهاهم الله عن ذلك.
أخرجه الطبري (18/ 71) والحاكم (2/ 396)
وقال: صحيح على شرط الشيخين"
قلت: رواته ثقات إلا أنّ البخاري لم يخرج رواية هشيم عن سليمان التيمي، ولم يخرج الشيخان رواية سليمان عن القاسم ولا رواية القاسم عن ابن عمرو.
وهشيم مدلس وقد عنعن، والقاسم لم يذكر سماعا من ابن عمرو فلا أدري أسمع منه أم لا فإني لم أر أحدا صرّح بسماعه منه.
965 -
عن ابن عمر أَنَّ امرأة مخزومية كانت تستعير المتاع وتجحده، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع يدها.
قال الحافظ: أخرج أبو داود والنسائي وأبو عوانة في "صحيحه" من طريق أيوب عن نافع عن ابن عمر: فذكره، وأخرجه النسائي وأبو عوانة أيضا من وجه آخر عن عبيد الله بن عمر عن نافع بلفظ: استعارت حليا.
(1) ووقع عند الحاكم: الحضرمي بن لاحق.
ووقع عند النحاس: الحضرمي يعني ابن لاحق.
وهو وهم، والصواب أنّه الحضرمي غير منسوب، وهو غير ابن لاحق.
وقال: وأبسط ما وجدت من طرقه ما أخرجه النسائي في رواية له: أنّ امرأة كانت تستعير الحلي في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستعارت من ذلك حليا فجمعته ثم أمسكته، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "لتتب امرأة إلى الله تعالى وتؤدي ما عندها" مرارا، فلم تفعل فأمر بها فقطعت.
وقال: ووقع في حديث ابن عمر في رواية النسائي "قم يا بلال فخد بيدها فاقطعها" وفي أخرى له: فأمر بها فقطعت" (1)
صحيح
أخرجه أبو داود (4395) والنسائي (8/ 63) وفي "الكبرى"(7374 و 7375) والطبراني في "الأوسط"(3020) والبيهقي (8/ 281) من طرق عن عبد الرزاق أنا معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنّ امرأة مخزومية كانت تستعير المتاع فتجحده، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بها فقطعت يدها.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أيوب إلا معمر"
قلت: وإسناده صحيح.
- ورواه عبيد الله بن عمر العمري عن نافع واختلف عنه:
• فقال أبو مالك عمرو بن هاشم الجَنْبِي: عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنّ امرأة كانت تستعير الحلي للناس ثم تمسكة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لتتب هذه المرأة إلى الله ورسوله وتردّ ما تأخذ على القوم" ثم قال "قم يا بلال فخذ بيدها فاقطعها"
أخرجه النسائي (8/ 63) وفي "الكبرى"(7376) والطبراني في "الكبير"(13360) و "الأوسط"(4325) وابن حزم في "المحلى"(13/ 406 - 407) والخطيب في "التاريخ"(4/ 326) والمزي (6/ 132 - 133) من طرفي عن الحسن بن حماد الحضرمي- سَجّادة - ثنا عمرو بن هاشم به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلا أبو مالك الجنبي، تفرد به الحسن بن حماد"
قلت: تابعه عبد الله بن الوضاح اللؤلؤي ثنا أبو مالك الجنبي به.
أخرجه المزي (6/ 132 - 133)
(1) 15/ 96 و 98 و 102 (كتاب الحدود - باب كراهية: الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)
وأبو مالك الجنبي مختلف فيه، قواه ابن معين وغيره، وضعفه مسلم وغيره.
• ورواه شعيب بن إسحاق الدمشقي عن عبيد الله عن نافع مرسلا.
أخرجه النسائي (8/ 64) وفي "الكبرى"(7377)
- ورواه جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر أو عن صفية بنت أبي عبيد.
قاله أبو داود (4/ 556)
- ورواه مُحَمَّدْ بن عبد الرحمن بن غَنْج عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد مرسلا.
قاله أبو داود.
966 -
عن سعيد بن المسيب أنّ امرأة من بني مخزوم استعارت حليا على لسان أناس فجحدت فأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم فقطعت.
قال الحافظ: وأخرج النسائي بسند صحيح من مرسل سعيد بن المسيب: فذكره، وأخرجه عبد الرزاق بسند صحيح أيضا إلى سعيد قال: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة- في بيت عظيم من بيوت قريش، قد أتت أناسا فقالت: إنّ آل فلان يستعيرونكم كذا، فأعاروها ثم أولئك فأنكروا ثم أنكرت هي، فقطعها النبي صلى الله عليه وسلم" (1)
مرسل
وله عن سعيد بن المسيب طرق:
الأول: يرويه قتادة عن سعيد بن يزيد البصري عن سعيد بن المسيب أنّ امرأة من بني مخزوم استعارت حليا، الحديث.
أخرجه النسائي (8/ 64) وفي "الكبرى"(7379) عن مُحَمَّدْ بن المثنى ثنا معاذ بن هشام ثني أبي عن قتادة به.
سعيد بن يزيد قال ابن المديني: لا أعرفه، والباقون ثقات، وقتادة مدلس وقد عنعن.
الثاني: يرويه قتادة عن داود بن أبي عاصم أنّ سعيد بن المسيب حدّثه نحوه.
أخرجه النسائي (8/ 64) وفي "الكبرى"(7380) عن مُحَمَّدْ بن المثنى ثنا عبد الصمد ثنا همام ثنا قتادة به.
(1) 15/ 98 - 99 (كتاب الحدود - باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)
ورواته ثقات، لكن قتادة مدلس وقد عنعن، وعبد الصمد هو ابن عبد الوارث، وهمام هو ابن يحيى.
الثالث: يرويه ابن جُريج قال: أخبرني يحيى بن سعيد أنّه سمع سعيد بن المسيب يقول: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة في بيت عظيم من بيوت قريش، وذكر الحديث.
أخرجه عبد الرزاق (18833) عن ابن جريج به.
وإسناده صحيح إلى سعيد.
967 -
حديث جابر أنّ امرأة من بني مخزوم سرقت فأُتي بها النبي صلى الله عليه وسلم فعاذت بأم سلمة- بدال معجمة، أي استجارت -
قال الحافظ: ووقع في حديث جابر عند مسلم (1689) والنسائي (8/ 64): فذكره، أخرجاه من طريق معقل بن يسار عن عبيد الله عن أبي الزبير عن جابر، وذكره أبو داود (4/ 539) تعليقا والحاكم (4/ 379) موصولا من طريق موسى بن عقبة عن أبي الزبير عن جابر: فعاذت بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد أخرج أحمد هذا الحديث من طريق ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة وقال فيه: فعاذت بربيب النبي صلى الله عليه وسلم، براء وموحدة مكسورة وحذف لفظ بنت، وقال في آخره: قال ابن أبي الزناد: وكان ربيب النبي صلى الله عليه وسلم سلمة بن أبي سلمة وعمر بن أبي سلمة، فعاذت بأحدهما.
وقال: ووقع عند أبي الشيخ من طريق أشعث عن أبي الزبير عن جابر أنّ امرأة من بني مخزوم سرقت فعاذت بأسامة.
وقال: وفي حديث جابر عند الحاكم: فقطعها" (1)
قلت: هو عند الحاكم من طريق ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة، ولفظه: فعاذت بربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه أحمد (3/ 386) من طريق ابن لَهيعة عن أبي الزبير وقال فيه: فعاذت بأسامة بن زيد.
968 -
عن بنت عدي أَنَّ عميرة بنت سهل بن رافع صاحب الصالح الذي لمزه المنافقون خرج بزكاته صاع تمر وبابنته عميرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا لهما بالبركة.
(1) 15/ 100 - 101 و 102 (كتاب الحدود - باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)
قال الحافظ: وروى الطبراني في "الأوسط" وابن منده من طريق سعيد بن عثمان البلوي عن جدته بنت عدي: فذكرته" (1)
أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1014) وابن قانع (2) في "الصحابة"(1/ 272) والطبراني في "الكبير"(5650 و 24/ 339 - 340) و"الأوسط"(8163) وأبو نعيم في "الصحابة"(7762) من طريق عيسى بن يونس ثنا سعيد بن عثمان البَلَوي عن جدته بنت عدي أنّ أمها عميرة بنت سهل بن رافع صاحب الصاعين الذي لمزه المنافقون حدثتها أنّ أباها خرج بزكاته صاعين من تمر وبابنته عميرة حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فصب الصاعين، ثم قال: يا رسول الله، إن لي إليك حاجة، قال: وما هي؟ " قال: تدعو الله لي ولها بالبركة، وتمسح رأسها، فإنّه ليس لي ولد غيرها، قالت: فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليّ، وأقسم والله لكأنّ برد كفّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على كبدي بعد.
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عميرة بنت سهل إلا بهذا الإسناد، تفرد به عيسى بن يونس"
وقال الهيثمي: وفيه أنيسة (3) بنت عدي ولم أعرفها، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 33
قلت: وسعيد بن عثمان ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح" وابن حبان في "الثقات" ولم يذكرا عنه راويا إلا عيسى بن يونس فهو مجهول.
969 -
حديث سهل بن الحنظلية أَنَّ أنس بن أبى مَرْثَد حرس النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة.
قال الحافظ: وحديث حراسته صلى الله عليه وسلم ليلة حنين أخرجه أبو داود والنسائي والحاكم من حديث سهل بن الحنظلية: فذكره" (4)
سيأتي الكلام عليه في حرف التاء فانظر حديث "تلك غنيمة المسلمين غدا إنْ شاء الله تعالى"
(1) 9/ 400 - 401 (كتاب التفسير: سورة براءة - باب قوله: الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات)
(2)
ومن طريقه أخرجه ابن بشكوال في "المبهمات"(378) ووقع عندهما: علي بن يونس ثنا سعيد بن عثمان الدارمي عن جدته ليلى بنت عدي.
(3)
سماها ابن قانع في روايته "ليلى"
(4)
16/ 347 (كتاب التمني - باب قوله صلى الله عليه وسلم: ليت كذا وكذا)
970 -
عن أنس أَنَّ أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خولة بنت ثعلبة.
قال الحافظ: وعند ابن مردويه من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس: فذكره" (1)
مرسل
أخرجه الدارقطني (3/ 316) عن أبي بكر عبد الله بن مُحَمَّدْ بن زياد النيسابوري ثنا أبو بكر مُحَمَّدْ بن الأشعث ثنا مُحَمَّدْ بن بكار ثنا سعيد بن بشير أنّه سأله قتادة عن الظهار، قال: فحدثني أنّ أنس بن مالك قال: إنّ أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خويلة بنت ثعلبة، فشكت ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ظاهرني حين كبرت سنين ورق عظمي، فأنزل الله آية الظهار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأوس "أعتق رقبة" قال: ما لي بذلك يدان، قال "فصم شهرين متتابعين" قال: أما إني إذا أخطأني أن آكل في اليوم مرتين يكل بصري، قال "فأطعم ستين مسكينا" قال: لا أجد إلا أنْ تعينني منك بعون وصلة، قال: فأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر صاعا، حتى جمع الله له، والله رحيم، قال: وكانوا يرون أنّ عنده مثلها، وذلك لستين مسكينا.
ومن طريقه أخرجه الواحدي في "أسباب النزول"(ص 232)
وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن بشير، وقد تكلم ابن حبان وغيره في روايته عن قتادة.
وخالفه سعيد بن أبي عَروبة فرواه عن قتادة مرسلا.
أخرجه الطبري في "تفسيره"(28/ 2) عن مُحَمَّدْ بن بشار ثنا عبد الأعلى ثنا سعيد به.
وأخرجه عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد ثنا سعيد عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ خويلة ابنة ثعلبة
…
وهذا أصح.
وإسناده صحيح إلى قتادة، وعبد الأعلى هو ابن عبد الأعلى البصري، ويزيد هو ابن زُرَيْع.
971 -
حديث ابن عمر أنّ بني أبي طلحة كانوا يقولون: لا يفتح الكعبة إلا هم، فتناول النبي صلى الله عليه وسلم المفتاح ففتحه بيده.
قال الحافظ: رواه الفاكهي" (2)
(1) 17/ 144 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} [النِّساء: 134])
(2)
9/ 79 (كتاب المغازي- باب دخول النبي صلى الله عليه وسلم من أعلى مكة)
972 -
حديث جابر بن سمرة أَنَّ بلالا كان لا يقيم حتى يخرج النبي صلى الله عليه وسلم"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (606) " (1)
973 -
عن ابن عباس أَنَّ جارية بِكْراً أتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت أنّ أباها زوجها وهي كارهة فَخَيَّرَهَا.
قال الحافظ: وأخرج النسائي أيضا وابن ماجه من طريق جرير بن حازم عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس: فذكره، ورجاله ثقات، لكن قال أبو حاتم وأبو زرعة: إنّه خطأ وأنّ الصواب إرساله، وقد أخرجه الطبراني والدارقطني من وجه آخر عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس بلفظ: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ردَّ نكاح بكر وثيب أنكحهما أبوهما وهما كارهتان.
قال الدارقطني: تفرد به عبد الملك الذماري وفيه ضعف، والصواب عن يحيى بن أبي كثير عن المهاجر بن عكرمة مرسل" (2)
له عن ابن عباس طريقان:
الأول: يرويه أيوب السَّخْتيَاني عن عكرمة مولى ابن عباس واختلف عنه:
- فقال غير واحد: عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس، منهم:
1 -
جرير بن حازم البصري.
أخرجه ابن أبي شيبة كما في "التلخيص"(3/ 160 - 161) وأحمد (2469) عن حسين بن. مُحَمَّدْ التميمي ثنا جرير بن حازم به.
وأخرجه أبو داود (2096) وابن ماجه (1875) والنسائي في "الكبرى"(5387) والدارقطني (3/ 234 - 235) وابن حزم في "المحلى"(11/ 40) والبيهقي (7/ 117) والخطيب في "التاريخ"(8/ 88) وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 101) والحنائي في "فوائده"(ص 161 - 162) من طرق عن حسين بن مُحَمَّدْ به (3).
قال ابن عبد البر: هذا حديث انفرد به جرير بن حازم، لم يروه غيره عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس، وقد روي من حديث جابر وابن عمر مثل ذلك، وليس محفوظا"
(1) 2/ 260 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب متى يقوم الناس إذا رأوا الإمام عند الإقامة)
(2)
11/ 101 (كتاب النكاح - باب إذا زوج الرجل ابنته وهي كارهة)
(3)
قال الحافظ: رجاله ثقات" التلخيص 3/ 161
وقال البيهقي: هذا حديث أخطأ فيه جرير بن حازم على أيوب، والمحفوظ عن أيوب عن عكرمة مرسلا"
وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن حديث حسين بن مُحَمَّدْ هذا فقال: حديث أيوب ليس هو بصحيح.
وقال: سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هذا خطأ، إنما هو كما رواه الثقات عن أيوب عن عكرمة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، منهم: ابن عُلية وحماد بن زيد أنّ رجلا تزوج، وهو الصحيح. قلت: الوهم ممن هو؟ قال: من حسين ينبغي أنْ يكون، فإنّه لم يروه عن جرير غيره" العلل 1/ 417
وتعقبه الخطيب البغدادي فقال: قلت: قد رواه سليمان بن حرب عن جرير بن حازم أيضا كما رواه حسين فبرئت عهدته وزالت تبعته.
ثم أخرجه من طريق مُحَمَّدْ بن سليمان المنقري ثنا سليمان بن حرب ثنا جرير بن حازم عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أنْ جارية بِكْراً زوجها أبوها وهي كارهة، فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن القطان الفاسي: حديث صحيح، ولا يضره أنْ يرسله بعض رواته، إذا أسنده من هو ثقة" الوهم والإيهام 2/ 250
2 -
زيد بن حِبَّان الرَّقي.
أخرجه ابن ماجه (1/ 603) والنسائي في "الكبرى"(5389) وابن عدي (3/ 1061) والدارقطني (3/ 235) من طرق عن مُعَمَّر بن سليمان الرقي عن زيد بن حبان عن أيوب به.
وزيد بن حبان مختلف فيه، قواه ابن عدي وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.
3 -
سفيان الثوري.
أخرجه الدارقطني (3/ 235) من طريق أيوب بن سويد الرَّمْلي عن سفيان عن أيوب به.
وأيوب بن سويد قال أحمد: ضعيف، وقال النسائي: ليس بثقة.
- وقال غير واحد: عن أيوب عن عكرمة مرسلا، منهم:
1 -
حماد بن زيد.
أخرجه أبو داود (2097) عن مُحَمَّدْ بن عبيد الطنافسي ثنا حماد بن زيد به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 117)
2 -
ابن جُريج.
أخرجه عبد الرزاق (10306) عنه به.
3 -
يحيى بن أبي كثير.
أخرجه عبد الرزاق (10305) عن مَعْمَر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير به.
قال الدارقطني: والصحيح مرسل"
الثاني: يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:
- فرواه هشام الدَّسْتُوَائي عن يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:
• فقال عبد الملك بن عبد الرحمن الذَّمَاري: ثنا سفيان الثوري عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم رَدّ نكاح بكر وثيب أنكحهما أبوهما وهما كارهتان.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(12001) والدارقطني (3/ 234) والبيهقي (7/ 117) من طريقين عن الذماري به.
قال الدارقطني: هذا وهم من الذماري، وتفرد بهذا الإسناد، والصواب عن يحيى بن أبي كثير عن المهاجر بن عكرمة مرسل، وهم فيه الذماري عن الثوري وليس بقوي"
قلت: وخالفه مُحَمَّدْ بن كثير فرواه عن سفيان عن هشام عن يحيى عن المهاجر بن عكرمة مرسلا.
أخرجه الدارقطني (3/ 234)
• وقال إسماعيل بن عُلية: ثنا هشام عن يحيى عن المهاجر بن عكرمة مرسلا.
أخرجه سعيد بن منصور (577)
• وقال يحيى بن سعيد القطان: عن هشام عن يحيى عن عكرمة بن مهاجر أو مهاجر بن عكرمة عن عبد الله بن أبي بكر مرسلا.
أخرجه مسدد في "مسنده"(المطالب 1598)
- ورواه معمر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير عن مهاجر بن عكرمة مرسلا.
أخرجه عبد الرزاق (10301)
ومهاجر بن عكرمة ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال أبو حاتم: ليس بالمشهور.
- ورواه شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي عن جابر بن يزيد الجُعْفي ويحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس أَنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فرَّق بين امرأة ثيب وبين زوجها، زوجها أبوها بغير اذنها.
أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 67) من طريق سعيد بن سهيل بن عبد الرحمن العكي ثني أبي ثنا شيبان به.
وسهيل بن عبد الرحمن قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فلم يعرفه.
974 -
عن جابر أَنَّ جارية لعبد الله بن أُبيّ يقال لها: مسيلمة، وأخرى يقال لها: أميمة، وكان يكرههما على الزنا، فأنزل الله سبحانه وتعالى {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النُّور:33]
قال الحافظ: وفي صحيح مسلم (4/ 2320) عن جابر: فذكره" (1)
975 -
عن أبي ليلى أَنَّ جبريل أن النبي صلى الله عليه وسلم بالبُرَاق فحمله بين يديه"
قال الحافظ: وفي الطبراني من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه: فذكره" (2)
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3891) عن علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا الحسين بن عيسى بن ميسرة الرازي ثنا هارون بن المغيرة ثنا عَنْبسة بن سعيد عن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن أبيه عبد الرحمن بن أبي ليلى أنّ جبريل أن النبي صلى الله عليه وسلم بالبراق، فحمله بين يديه، وجعل يسير به، فإذا بلغ مكانا مُطَأْطِئا طالت يداها وقصرت رجلاها حتى تستوي به، وإذا بلغ مكانا مرتفعا قصرت يداها وطالت رجلاها حتى نستوي
…
وذكر حديث المعراج بطوله.
وقال: لا يُروى هذا الحديث عن ابن أبي ليلى إلا بهذا الإسناد، تفرد به هارون بن المغيرة"
وقال الهيثمي: رواه الطبراني هكذا مرسلا، ومع الإرسال فيه مُحَمَّدْ بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو ضعيف" المجمع 1/ 77 - 78
(1) 15/ 354 (كتاب الإكراه - باب إذا استكرهت المرأة على الزنا)
(2)
8/ 205 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المعراج)
976 -
حديث أنس أنّ جبريل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالأذان حين فرضت الصلاة.
قال الحافظ: رواه الدارقطني في "الأطراف" وإسناده ضعيف" (1)
977 -
حديث ابن عباس أَنَّ جبريل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة والبسملة قبل قوله اقرأ"
قال الحافظ: أخرجه الطبري من حديث ابن عباس، وفي إسناده ضعف وانقطاع" (2)
ضعيف
أخرجه الطبري في "تفسيره"(1/ 50) عن أبي كُريب مُحَمَّدْ بن العلاء الهَمْداني ثنا عثمان بن سعيد ثنا بِشْر بن عُمارة ثنا أبو رَوْق عن الضحاك عن ابن عباس قال: أول ما نزل جبريل على مُحَمَّدْ، قال: يا مُحَمَّدْ، قل: أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم. ثم قال: قل بسم الله الرحمن الرحيم. ثم قال: اقرأ باسم ربك الذي خلق.
وإسناده ضعيف لضعف بشر بن عمارة الخَثْعَمي، والضحاك بن مزاحم لم يلق ابن عباس، وأبو روق اسمه عطية بن الحارث الهمداني، وعثمان بن سعيد هو الزيات.
978 -
عن عطاء بن يسار أَنَّ جبريل رأى النبي صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا فنهاه.
قال الحافظ: أخرج ابن شاهين في "ناسخه" من مرسل عطاء بن يسار: فذكره" (3)
مرسل
أخرجه ابن سعد (1/ 380) وابن شاهين في "الناسخ"(636) من طرق عن عبد العزيز بن مُحَمَّدْ الدَّرَاوَرْدي عن شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر عن عطاء بن يسار أَنّ جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بأعلى مكة يأكل متكئا فقال له: يا مُحَمَّدْ أكلَ الملوك، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإسناده حسن.
979 -
عن عروة أَنَّ جبريل عَلَّم النبي صلى الله عليه وسلم الوضوء عند نزوله عليه بالوحي"
قال الحافظ: أخرجه ابن لَهيعة في "المغازي" التي يرويها عن أبي الأسود يتيم عروة عنه: فذكره، وهو مرسل، ووصله أحمد من طريق ابن لهيعة أيضا، لكن قال: عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد عن أبيه، وأخرجه ابن ماجه من رواية رشدين بن سعد عن
(1) 2/ 218 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب بدء الأذان)
(2)
10/ 348 (كتاب التفسير: سورة اقرأ باسم ربك - باب حدثنا يحيى بن بكير)
(3)
11/ 472 (كتاب الأطعمة - باب الأكل متكئا)
عُقيل عن الزهري نحوه، لكن لم يذكر زيد بن حارثة في السند، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" من طريق الليث عن عقيل موصولا، ولو ثبت لكان على شرط الصحيح، لكن المعروف رواية ابن لَهيعة" (1)
ضعيف
يرويه ابن لهيعة واختلف عنه:
• فرواه عمرو بن خالد الحراني وحسان بن عبد الله بن سهل الكندي (2) عنه عن أبي الأسود يتيم عروة عن عروة بن الزبير قال: فذكر حديثا وفيه: ففتح جبريل عليه السلام عينا من ماء فتوضأ، ومحمد صلى الله عليه وسلم ينظر إليه، فوضأ وجهه ويديه إلى المرفقين، ومسح برأسه ورجليه إلى الكعبين، ثم نضح فرجه وسجد سجدتين مواجهة البيت، ففعل مُحَمَّدْ صلى الله عليه وسلم كما رأى جبريل عليه السلام يفعل.
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(2/ 145 - 146) من طريق يعقوب بن سفيان ثنا عمرو بن خالد وحسان بن عبد الله به.
• ورواه غير واحد عن ابن لهيعة عن عُقيل بن خالد عن ابن شهاب الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد بن حارثة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّ جبريل عليه السلام أتاه في أول ما أوحي إليه، فعلمه (3) الوضوء والصلاة (4)، فلما فرغ من الوضوء أخذ غرفة (5) من ماء فنضح بها فرجه.
أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 168) وفي "مسنده"(661) وأحمد (4/ 161) واللفظ له وعبد بن حميد (283) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 72) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(259) وابن عبد البر في "التمهيد"(8/ 56) و"الاستذكار"(1/ 34) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(168) وابن الجوزي في "العلل"(584) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 283) والسهيلي في "الروض الأنف"(3/ 13 - 14) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(4/ 1350)
(1) 1/ 243 (كتاب الوضوء - باب ما جاء في قول الله عز وجل: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} [المَائدة: 6])
(2)
واختلف: عنه كما سيأتي.
(3)
وفي لفظ "فأراه"
(4)
زاد الحاكم "وعلمه الإِسلام" وزاد يعقوب بن سفيان "فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم"
(5)
ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "كفّاً" ولفظ الدارقطني "حفنة" ولفظ الطبراني "أخذ بيده ماء" ولفظ يعقوب "أخذ بيده فأنضح"
عن الحسن بن موسى الأشيب
وابن ماجه (1/ 157) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة "(1/ 300) والطبراني في "الكبير"(4657) والبيهقي (1/ 161 - 162)
عن عبد الله بن يوسف التِّنيِّسي
وابن أبي عاصم في "الآحاد"(258) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(807) والطبراني في "الكبير"(4657) وابن عدي (4/ 1468) والدارقطني (1/ 111) وأبو نعيم في "الصحابة"(2858) والمزي في "تهذيب الكمال"(10/ 40)
عن أبي يحيى كامل بن طلحة الجَحْدَري
والحاكم (3/ 217)
عن عثمان بن صالح بن صفوان السهمي
وابن المنذر في "الأوسط"(1/ 243)
عن أسد بن موسى المصري
والبزار (1332) وابن المنذر (1/ 243)
وعن الحجاج بن مُحَمَّدْ المصيصي
كلهم عن ابن لهيعة به.
ورواه إبراهيم بن محمد الفريابي عن حسان بن عبد الله ثنا ابن لهيعة به بلفظ "علمني جبرائيل الوضوء، وأمرنى أنْ أنضح تحت ثوبي، لِمَا يخرج من البول بعد الوضوء".
أخرجه ابن ماجه (462)
قال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد لا أعلم يرويه غير ابن لهيعة عن عقيل عن الزهري"
وقال أبو حاتم: هذا حديث كذب باطل" علل الحديث 1/ 46
وقال مغلطاي في "شرح ابن ماجه": إسناده ضعيف" فيض القدير 4/ 327
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة" مصباح الزجاجة 1/ 67
قلت: ولم ينفرد به بل تابعه الليث بن سعد عن عقيل به.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3913) عن علي بن سعيد الرازي ثنا مُحَمَّدْ بن عاصم الرازي ثنا سعيد بن شرحبيل ثنا الليث بن سعد به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الليث إلا سعيد بن شرحبيل، والمشهور من حديث ابن لهيعة"
واختلف فيه على عقيل فرواه رشدين بن سعد عنه فلم يذكر زيد بن حارثة.
أخرجه أحمد وابنه (5/ 203) والدارقطني (1/ 111) وابن الجوزي في "العلل"(585)
وقال: ابن لهيعة ورشدين ضعيفان"
وهو كما قال.
- ورواه أحمد بن مُحَمَّدْ بن عمر بن يونس اليمامي قال: ثنا عمر - يعني جده - ثنا أيوب بن مُحَمَّدْ ثنا يحيى ثني المهاجر ثني مُحَمَّدْ بن مسلم ثني عروة ثني أسامة بن زيد أنّ أباه حدث.
أخرجه أبو موسى المديني (167)
وأحمد بن مُحَمَّدْ بن عمر كذبه أبو حاتم وابن صاعد وسلمة بن شبيب، وقال الدارقطني: متروك الحديث.
980 -
حديث أنس أَنَّ جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: السلام عليك يا أبا إبراهيم"
سكت عليه الحافظ (1).
ضعيف.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3129) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(607) والحاكم (2/ 604) وأبو نعيم في "الصحابة"(7491) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 163 - 164) وابن عساكر في "تاريخه"(السيرة النبوية 1/ 34 - 35 و 35) من طرق عن عمرو بن خالد الحرّاني ثنا ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب وعُقيل عن ابن شهاب الزهري عن أنس قال: كانت أم إبراهيم في مسربتها، وكان قبطي يأوي إليها فيأتيها بالماء والحطب، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عليّ بن أبي طالب فأمره بقتله، فانطلق فوجده على نخلة، فلما رأى القبطي السيف مع علي وقع في نفسه فألقى الكساء الذي كان عليه، فاقتحم فإذا هو مجبوب، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إذا أمرت أحدنا بأمر ورأى غير ذلك يراجعك؟ فقال "نعم" فأخبره بما رأى من القبطي، فولد له إبراهيم عليه السلام، فأتاه جبريل عليه السلام فقال "السلام عليك يا أبا إبراهيم"
(1) 7/ 371 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب كنية النبي صلى الله عليه وسلم)
السياق لابن أبي عاصم.
وأخرجه ابن أبي عاصم (3128) أيضا والبزار (كشف 1492) والبيهقي (1/ 163 - 164و 7/ 413) وابن عساكر من طريق عثمان بن صالح السهمي ثنا ابن لهيعة به مختصرا.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3699) عن ظاهر بن عيسى بن قيْرَس المصري ثنا يحيى بن بكير المخزومي ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن شهاب عن أنس قال: كانت سُرِّيَّة النبي صلى الله عليه وسلم أم إبراهيم في مَشْرُبَة لها، وكان قبطي يأوي إليها ويأتيها بالماء والحطب، فقال الناس في ذلك: عِلْجٌ يدخل على عِلْجَة، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل عليّ بن أبي طالب، فأمره بقتله، فانطلق فوجده على نخلة، فلما رأى القبطي السيف مع عليّ وقع فألقى الكساء الذي كان عليه واقتحم، فإذا هو مجبوب، فرجع عليّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت إذا أمرت أحدنا بأمر ثم رأى غير ذلك، أيراجعك؟ قال "نعم" فأخبره بما رأى من القبطي. قال: فولدت أم إبراهيم فكان النبي صلى الله عليه وسلم منه في شك حتى جاءه جبريل عليه السلام فقال: السلام عليك يا أبا إبراهيم، فاطمأن إلى ذلك.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 43) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3127) عن دُحَيْم عبد الرحمن بن إبراهيم ثنا ابن وهب (1) عن ابن لهيعة به مختصرا، ولم يذكر عقيلا.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الزهري إلا يزيد بن أبي حبيب وعقيل بن خالد، تفرد به ابن لهيعة عنهما" (2)
وقال الهيثمي: وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف" المجمع 9/ 161
قلت: واختلف عنه:
- فرواه هانئ بن المتوكل الإسكندراني عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شِمَاسَة عن عبد الله بن عمرو أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم إبراهيم
…
وذكر الحديث وفيه طول.
أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 43) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 145)
(1) وأخرجه ابن السني فى "اليوم والليلة"(410) من طريق أحمد بن عيسى المصري ثنا ابن وهب به.
(2)
قلت: رواه مُحَمَّدْ بن عبد الله عن الزهري عن أنس به.
أخرجه ابن سعد (1/ 135 و 8/ 214) عن الواقدي ثني مُحَمَّدْ بن عبد الله به.
والواقدي متروك.
قال الهيثمي: وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف (1) " المجمع 9/ 162
- ورواه صخر بن عبد الله الكوفي عن ابن لهيعة عن ابن فضيل عن عبد الله بن عمرو قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهبط عليه جبريل فقال: يا أبا إبراهيم، الله يقرئك السلام، فقال النبيِ صلى الله عليه وسلم "نعم أنا أبو إبراهيم، وإبراهيم جدنا وبه عُرفنا، وقد قال الله تعالى في محكم كتابه {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ} [الحَجّ: 78] "
أخرجه ابن عدي (4/ 1413) عن الفضل بن عبد الله بن مخلد ثنا صخر بن عبد الله به.
ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (1/ 35)
قال ابن عدي: صخر بن عبد الله يضع الحديث"
وقال ابن عساكر: صخر هذا: يعرف بالحاجبي، ويعرف بالمظالمي، سكن مَرْو وحدث بالأباطيل"
وحديث ابن وهب أصح.
981 -
حديث أبي ذر أنّ جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنّ الله قد قبل وصالك ولا يحل لأحد بعدك.
قال الحافظ: وأما ما رواه الطبراني في "الأوسط": فذكره، فليس إسناده بصحيح فلا حجة فيه" (2)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3162) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن يوسف ثنا يحيى بن حمزة ثني ثور بن يزيد عن علي بن أبي طلحة عن عبد الملك عن أبي ذر أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم واصل بين يومين وليلة، فأتاه جبريل فقال: إنّ الله عز وجل قد قبل وصالك، ولا يحل لأحد بعدك، وذلك بأنّ الله تبارك وتعالى يقول {أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البَقَرَة: 187] ولا صيام بعد الليل، وأمرنى بالوتر بعد الفجر.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ثور إلا يحيى، ولا يُروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" عن عبد الملك عن أبي ذر ولم أعرف عبد الملك، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 158
(1) وتابعه عبد الله بن صالح ثنا ابن لهيعة به.
أخرجه ابن عساكر (1/ 36)
(2)
5/ 108 (كتاب الصوم- باب الوصال)
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه يحيى بن حمزة عن ثور عن علي بن أبي طلحة عن علي عن أبي ذر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم واصل بين يومين فأتاه جبريل فقال: إنّ الله عز وجل قد قبل وصالك، الحديث وقد روى هذا الحديث الوليد عن ثور عن علي بن أبي طلحة عن من لا يتهم عن عبد الملك عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فأيهما أصح؟ قالا: حديث الوليد أصح" العلل 1/ 252
قلت: اختلف فيه على ثور بن يزيد، فرواه الهيثم بن حميد عن ثور عن علي بن أبي طلحة عن عبد الله بن ذر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم واصل بين يومين وليلة
أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1692) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 139)
982 -
عن عليّ أَنَّ جبريل هبط فقال: خيرهم في أسارى بدر من القتل أو الفداء على أنْ يُقتل منهم قاتل مثلهم، قالوا: الفداء ويقتل منا.
قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي من طريق الثوري عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن عَبيدة بن عمرو عن عليّ: فذكره، قال الترمذي: حسن، ورواه ابن عون عن ابن سيرين عن عبيدة مرسلا. قلت: ورواه ابن عون عند الطبري ووصلها من وجه آخر عنه، وله شاهد من حديث عمر عند أحمد وغيره" (1)
حديث علي سيأتي الكلام عليه في حرف الجيم فانظر حديث "جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر فقال"
وحديث عمر أخرجه أحمد (1/ 30 - 31) ومسلم (1763)
983 -
عن الشعبي أَنَّ جعفرا لما قدم تلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَبَّلَ ما بين عينيه.
قال الحافظ: أخرجه سفيان بن عُيينة في "جامعه عن الأجلح عن الشعبي"(2)
سيأتي الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "لما قدم جعفر من الحبشة اعتنقه النبي صلى الله عليه وسلم"
984 -
عن أبي هريرة أنّ خنساء بنت خذام زَوّجَهَا أبوها وهي كارهة، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فَرَدّ نكاحها.
قال الحافظ: أخرجه الدارقطني والطبراني من طريق هُشيم عن عمر بن أبي سلمة عن
(1) 8/ 354 - 355 (كتاب المغازي - باب غزوة أحد)
(2)
13/ 299 (كتاب الاستئذان - باب المعانقة)
أبيه عن أبي هريرة. قال الدارقطني: رواه أبو عَوَانة عن عمر مرسلا لم يذكر أبا هريرة" (1)
يرويه أبو سلمة بن عبد الرحمن واختلف عنه:
- فرواه عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه واختلف عنه:
• فقال أبو عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله: عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه أنّ خنساء بنت خذام زوجها أبوها وقد كانت ملكت أمرها، وأنّها كرهت ذلك الرجل، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إنّ أبي زوجني رجلا ولست أريده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أمرك بيدك" فخطبها أبو لُبابة فتزوجها، فولدت السائب بن أبي لبابة.
أخرجه سعيد بن منصور (567)
• ورواه هُشيم عن عمر بن أبي سلمة واختلف عنه:
فقال أبو يعقوب إسحاق بن يونس الأفطس أخو أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي: ثنا هشيم عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة: فذكر الحديث، وفيه: وكانت ثيبا.
أخرجه الدارقطني (3/ 232) وابن منده في "الصحابة"(الإصابة 12/ 224) وأبو نعيم في
"الصحابة"(7616)
وتابعه أخوه عبد الرحمن بن يونس ثنا هشيم به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 252) وأبو نعيم في "الصحابة"(2558)
وقال سعيد بن منصور (566): ثنا هشيم أنا عمر بن أبي سلمة ثنا أبو سلمة به مرسلا.
وتابعه شجاع بن مخلد الفلاس ثنا هشيم به.
أخرجه الدارقطني (3/ 231)
وقال في "العلل"(9/ 275): وهو الصحيح من قول هشيم" (2)
قلت: وعمر بن أبي سلمة مختلف فيه.
• وقيل: عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن خنساء بنت خذام.
(1) 11/ 101 (كتاب النكاح - باب إذا زوج الرجل ابنته وهي كارهة)
(2)
وقال البيهقي: والمرسل أصح" السنن 7/ 120
قاله الدارقطني في "العلل"(4/ 268)
وقال: والحديث لها وهو الصحيح"
- ورواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة واختلف عنه:
• فقال شيبان بن عبد الرحمن التميمي: عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
أخرجه البيهقي (7/ 120) من طريق ابن أبي عاصم ثنا دُحيم ثنا الوليد بن مسلم ثنا شيبان به.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث الوليد بن مسلم هذا، فقال: لا يوصلون هذا الحديث، يقولون: أبو سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، والمرسل أشبه" العلل 1/ 414
• وقال أيوب السَّخْييَاني: عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة مرسلا.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(5388) وابن عدي (3/ 1061) والدارقطني (3/ 235) من طريق مُعَمَّر بن سليمان الرقي عن زيد بن حِبَّان عن أيوب به.
وزيد بن حبان الرقي مختلف فيه، قواه ابن عدي وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.
- ورواه عبد العزيز بن رُفَيْع المكي واختلف عنه:
• فقال غير واحد: عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي سلمة بن عبد الرحمن مرسلا، منهم:
1 -
إسرائيل بن يونس.
أخرجه عبد الرزاق (10303)
2 -
أبو الأحوص سلاّم بن سليم الكوفي.
أخرجه سعيد بن منصور (568) وابن أبي شيبة (4/ 133) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 67)
3 -
جرير بن عبد الحميد الرازي.
أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 133)
4 -
سفيان الثوري.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(5379)
• وقال مُحَمَّدْ بن شجاع بن نبهان: عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي سلمة عن أبيه.
قاله الدارقطني في "لعلل"(4/ 268)
ومحمد بن شجاع قال البخاري وأبو حاتم: سكتوا عنه.
• ورواه شعبة عن عبد العزيز بن رفيع واختلف عنه:
فقال عبد الصمد بن عبد الوارث البصري: ثنا شعبة عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي سلمة مرسلا.
أخرجه البيهقي (7/ 120)
وقال: هذا هو الصحيح مرسل عن أبي سلمة"
وقال مسلم بن إبراهيم البصري: عن شعبة عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري.
قاله الدارقطني في "العلل"(4/ 268)
• وقال أبو حنيفة: عن عبد العزيز بن رفيع عن مجاهد عن ابن عباس.
أخرجه البيهقي (7/ 120)
ورواية من رواه عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي سلمة أصح.
- وقال أبو الزبير المكي: عن رجل صالح من أهل المدينة عن أبي سلمة مرسلا.
أخرجه عبد الرزاق (10304) عن ابن جُريج أني أبو الزبير به.
985 -
عن ابن عباس أَنَّ رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إذا أكلت من هذا اللحم انتشرت وإني حَرَّمت عليّ اللحم، فنزلت (1).
قال الحافظ: وفي الترمذي محسنا من حديث ابن عباس: فذكره، وروى ابن أبي
(1) يعني قوله- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ}
حاتم من وجه آخر عن ابن عباس أنها نزلت في ناس قالوا: نترك شهوات الدنيا ونسيح في الأرض، الحديث" (1)
أخرجه الترمذي (3054) والطبري في "تفسيره"(7/ 11) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(6687)
وابن عدي (5/ 1817) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 117) من طرق عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد ثنا عثمان بن سعد الكاتب عن عكرمة عن ابن عباس أَنَّ رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني إذا أصبت اللحم انتشرت للنساء، وأخذتني شهوتي، فَحَرّمت عليّ اللحم. فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87) وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا} .
تابعه أبو حفص عمرو بن علي الفلاس عن عثمان بن سعد به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11981)
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ورواه بعضهم عن عثمان بن سعد مرسلا، ليس فيه عن ابن عباس"
قلت: وعثمان بن سعد قال ابن معين وغيره: ضعيف.
وأخرج الطبري (7/ 10) عن المثنى بن إبراهيم الآملي ثنا عبد الله بن صالح ثني معاوية عن علي عن ابن عباس، قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} [المَائدة: 87] قال: هم رهط من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: نقطع مذاكيرنا، ونترك شهوات الدنيا، ونسيح في الأرض كما تفعل الرهبان، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليهم، فذكر ذلك لهم، فقالوا: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأنكح النساء، فمن أخذ بسنتي فهو مني، ومن لم يأخذ بسنتي فليس مني"
علي هو ابن أبي طلحة قال دحيم: لم يسمع من ابن عباس التفسير، ومعاوية هو ابن صالح الحضرمي وثقه أحمد وغيره، وعبد الله بن صالح مختلف فيه، والمثنى لم أقف له على ترجمة.
(1) 9/ 345 (كتاب التفسير: سورة المائدة - باب قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} [المَائدة: 87])
986 -
عن أبي سعيد الخدري أَنَّ رجلا أصاب امرأته في دبرها، فأنكر الناس ذلك عليه، وقالوا: أَثْفَرَهَا، فأنزل الله عز وجل هذه الآية (1).
قال الحافظ: أخرج أبو يعلى وابن مردويه وابن جرير والطحاوي من طريق زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري: فذكره، وعلقه النسائي عن هشام بن سعد عن زيد" (2)
يرويه عبد الله بن نافع الصائغ عن هشام بن سعد المدني عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار واختلف عنه:
- فقال يعقوب بن حميد بن كاسب: ثنا عبد الله بن نافع عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري به.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(6118) وفي "شرح المعاني"(403)
ويعقوب بن حميد مختلف فيه، قواه ابن عدي وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره.
وتابعه الحارث بن سريج النقال ثنا عبد الله بن نافع به.
أخرجه أبو يعلى (1103)
والحارث بن سريج مختلف فيه كذلك، وثقه ابن حبان، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.
- ورواه يونس بن عبد الأعلى عن عبد الله بن نافع عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار مرسلا.
أخرجه الطبري في "تفسيره"(2/ 395)
وهذا أصح، ويونس بن عبد الأعلى ثقة حافظ.
وعبد الله بن نافع وثقه ابن معين وغيره، وتكلم غير واحد في حفظه.
وهشام بن سعد مختلف فيه وأكثر على تضعيفه، وزيد وعطاء ثقتان.
987 -
حديث عمران بن حصين أَنَّ رجلا أعتق ستة مملوكين له عند موته لم يكن له مال غيرهم، فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجزأهم أثلاثا ثم أقرع بينهم فأعتق اثنين وأرق أربعة"
(1) يعني قوله تعالى {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البَقَرَة: 223]
(2)
6/ 256 (كتاب التفسير: سورة البقرة باب {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البَقَرَة: 223])
قال الحافظ: واحتج من أبطل الاستسعاء بحديث عمران بن حصين عند مسلم (1668): فذكره" (1)
988 -
عن التَّلِب أَنَّ رجلا أعتق نصيبه من مملوك فلم يضمنه النبي صلى الله عليه وسلم"
قال الحافظ: روى أبو داود من طريق مِلْقام بن التلب عن أبيه: فذكره، وإسناده حسن" (2)
أخرجه أبو داود (3948) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1206) والنسائي في "الكبرى"(4969) والطبراني في "الكبير"(1300) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1295) وابن حزم في "المحلى"(10/ 212) والبيهقي (10/ 284) من طرق عن مُحَمَّدْ بن جعفر غُنْدَر ثنا شعبة عن خالد الحَذَّاء عن أبي بشر العنبري عن ابن التلب عن أبيه به.
قال ابن حزم: وهذا عن ابن التلب وهو مجهول"
قلت: اسمه مِلْقام، ويقال: هِلْقام، قال الحافظ في "التقريب": مستور.
والباقون كلهم ثقات، وأبو بشر اسمه الوليد بن مسلم بن شهاب.
989 -
عن ابن عباس أَنَّ رجلا أَقَرَّ بأنّه زنى بامرأة فجلده النبي صلى الله عليه وسلم مائة، ثم سأل المرأة فقالت: كذب، فجلده حد الفرية ثمانين.
قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود والنسائي من طريق سعيد بن المسيب عن ابن عباس: فذكره، وقد سكت عليه أبو داود وصححه الحاكم واستنكره النسائي" (3)
ضعيف
أخرجه أبو داود (4467) والنسائي في "الكبرى"(7348) وأبو يعلى (2649) والطبراني في "الكبير"(10701) والحاكم (4/ 370) والبيهقي (8/ 228) والمزي في "تهذيب الكمال"(23/ 415 - 416) من طرق عن هشام بن يوسف عن القاسم بن فَيّاض الأبْنَاوي عن خلاد بن عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب أنّه سمع ابن عباس يقول: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة، أتاه رجل من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة يتخطى الناس حتى اقترب إليه فقال: يا رسول الله، أقم عليّ الحد. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "اجلس"، فجلس ثم قام الثانية، فقال "اجلس" ثم قام في الثالثة فقال مثل ذلك. فقال "وما
(1) 6/ 85 (كتاب العتق - باب إذا أعتق نصيبا في عبد)
(2)
6/ 85 (كتاب العتق - باب إذا أعتق نصيبا في عبد)
(3)
15/ 153 (كتاب الحدود - باب الاعتراف بالزنا)
حدّك؟ " قال: أتيت امرأة حراماً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجال من أصحابه فيهم عليّ بن أبي طالب، والعباس، وزيد بن حارثة، وعثمان بن عفان "انطلقوا به فاجلدوه مائة جلدة" ولم يكن الليثي تزوج. قيل: يا رسول الله، ألا تجلد التي خبث بها؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ائتوني به مجلودا" فلما أتي به، قال النبي صلى الله عليه وسلم "من صاحبتك؟ " قال: فلانة - امرأة من بني بكر - فدعا بها فسألها عن ذلك فقالت: كذب، والله ما أعرفه، وإني مما قال لبريئة، الله على ما أقول من الشاهدين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "من شهد على أنك خبثت بها؟ فإنّها تنكر، فإنْ كان لك شهداء جلدتها حداً، وإلا جلدناك حَدّ الفرية" فقال: يا رسول الله ما لي شهداء. فأمر به فجلد حد الفرية ثمانين جلدة.
قال ابن المديني: إسناده مجهول" التهذيب 8/ 330
وقال النسائي: حديث منكر"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: القاسم ضعيف"
قلت: ضعفه ابن معين، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن المديني: لم يَرو عنه غير هشام، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول، ووثقه أبو داود، واختلف فيه قول ابن حبان.
990 -
عن عبد الله بن عمرو بن العاص يرفعه أنَّ رجلا جاء إلى النجاشي فقال له: أسلفني ألف دينار إلى أجل، فقال: من الحميل بك؟ قال: الله. فأعطاه الألف، فضرب بها الرجل، أي سافر بها في تجارة، فلما بلغ الأجل أراد الخروج إليه فحبسته الريح فعمل تابوتا.
قال الحافظ: رأيت في "مسند الصحابة الذين نزلوا مصر" لمحمد بن الربيع الجيزي بإسناد له فيه مجهول عن عبد الله بن عمرو بن العاص يرفعه: فذكره" (1)
991 -
عن جابر أَنَّ رجلا زوج ابنته وهي بكر من غير أمرها، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فَفَرَّق بينهما.
قال الحافظ: أخرج النسائي من طريق الأوزاعي عن عطاء عن جابر: فذكره، وهذا سند ظاهره الصحة ولكن له علة، أخرجه النسائي من وجه آخر عن الأوزاعي فأدخل بينه وبين عطاء إبراهيم بن مرة وفيه مقال، وأرسله فلم يذكر في إسناده جابرا" (2)
(1) 5/ 376 (كتاب الإجارة - باب الكفالة في القرض)
(2)
11/ 101 (كتاب النكاح - باب إذا زوج الرجل ابنته وهي كارهة)
يرويه الأوزاعي واختلف عنه:
- فقال الحكم بن موسى القنطري: ثنا شعيب بن إسحاق عن الأوزاعي عن عطاء عن جابر به.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(5384) والدارقطني (3/ 233) وابن حزم في "المحلى"(11/ 40) والبيهقي (7/ 117) من طرق عن الحكم بن موسى به.
قال الدارقطني: قول شعيب وهم، والصحيح مرسل"
وقال البيهقي: هذا وهم، والصواب عن الأوزاعي عن إبراهيم بن مرة عن عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل.
ثم قال: أنا الحاكم قال: سمعت أبا علي الحافظ النيسابوري وسئل عن حديث شعيب بن إسحاق هذا، فقال: لم يسمعه الأوزاعي من عطاء، والحديث في الأصل مرسل لعطاء، إنما رواه الثقات عن الأوزاعي عن إبراهيم بن مرة عن عطاء مرسلا"
- وقال أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي: عن الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح مرسلا.
أخرجه الدارقطني (3/ 234)
- وقال غير واحد: عن الأوزاعي عن إبراهيم بن مرة عن عطاء مرسلا، منهم:
1 -
عبد الله بن المبارك.
أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 329) والدارقطني (3/ 233)
2 -
عيسى بن يونس.
أخرجه الدارقطني (3/ 233)
3 -
أبو حفص عمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(5385)
وإبراهيم بن مرة وثقه ابن حبان وقال النسائي: ليس به بأس، وضعفه الهيثم بن خارجة والوليد بن مسلم.
992 -
حديث أنس أَنَّ رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: متى تقوم الساعة؟
قال الحافظ: ويؤيد سياق مسلم حديث أنس عنده (2953): فذكره.
وقال: في حديث أنس عند مسلم: وعنده غلام من الأنصار يقال له: مُحَمَّدْ، وله في رواية أخرى: وعنده غلام من أزد شنوءة، وفي أخرى له "غلام للمغيرة بن شعبة وكان من أقراني، وفي رواية له: من أترابي"(1)
993 -
حديث أبي سعيد أَنَّ رجلا سلّم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فردّ عليه إشارة"
قال الحافظ: وردت أحاديث جيدة أنّه صلى الله عليه وسلم رَدّ السلام وهو يصلي إشارة، منها حديث أبي سعيد: فذكره، ومن حديث ابن مسعود نحوه" (2)
صحيح
ورد من حديث أبي سعيد ومن حديث ابن مسعود ومن حديث صهيب ومن حديث ابن عمر ومن حديث عمار بن باسر
فأما حديث أبي سعيد فأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 454) عن علي بن عبد الرحمن المخزومي المصري
والطبراني في "الأوسط"(8626) عن مطلب بن شعيب الأزدي
قالا: ثنا عبد الله بن صالح ثني الليث بن سعد ثني مُحَمَّدْ بن عجلان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد أنّ رجلا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم فردّ النبي صلى الله عليه وسلم إشارة، فلما سلم قال "كنا نردّ السلام في الصلاة، فنهينا عن ذلك"
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن عجلان إلا الليث"
قلت: وهو ثقة، وكذا من فوقه كلهم ثقات، وعبد الله بن صالح المصري مختلف فيه، قواه ابن عدي وغيره، وضعفه النسائي وغيره، وعلي بن عبد الرحمن ومطلب بن شعيب صدوقان.
وأما حديث ابن مسعود فيرويه مُحَمَّدْ بن سيرين واختلف عنه:
- فرواه هشام بن حسان عن ابن سيرين واختلف عنه:
• فقال عبد الله بن رجاء المكي: عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن ابن مسعود قال: مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فسلمت عليه، فأشار إليّ.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(9783) و"الأوسط"(5914) و"الصغير"(842) عن
(1) 14/ 150 (كتاب الرقاق - باب سكرات الموت)
(2)
13/ 255 (كتاب الاستئذان - باب إفشاء السلام)
أبي جعفر مُحَمَّدْ بن مُحَمَّدْ التمار البصري ثنا محمد بن الصلت أبو يعلى التَّوَّزي ثنا عبد الله بن رجاء به.
وأخرجه البيهقي (2/ 260) من طريق أبي جعفر مُحَمَّدْ بن غالب التمتام ثنا أبو يعلى التوزي به.
ولفظه: لما قدمت من الحبشة أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فسلمت عليه، فأومأ
برأسه.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي هريرة عن ابن مسعود إلا ابن سيرين، ولا عن ابن سيرين إلا هشام، ولا عن هشام إلا عبد الله بن رجاء، تفرد به أبو يعلى التوزي"
وقال البيهقي: تفرد به أبو يعلى التوزي"
قلت: وثقه ابن حبان والدارقطني، وقال أبو حاتم: صدوق، ومن فوقه كلهم ثقات.
• وقال مكي بن إبراهيم البلخي: ثنا هشام عن ابن سيرين قال: أنبئت أنّ ابن مسعود قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم حين قدمت عليه من الحبشة أسلم عليه، فوجدته قائما يصلي، فسلمت عليه، فأومأ برأسه.
أخرجه البيهقي (2/ 260) من طريق إسماعيل بن مُحَمَّدْ بن أبي كثير البلخي ثنا مكي به.
وقال: هذا هو المحفوظ مرسل"
قلت: ورواته ثقات.
- ورواه عبد الله بن عون البصري عن ابن سيرين مرسلا.
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 74) عن وكيع عن ابن عون عن ابن سيرين قال: لما قدم عبد الله من الحبشة أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فسلّم عليه، فأومأ وأشار برأسه.
رواته ثقات.
وتابعه عاصم بن سليمان الأحول عن ابن سيرين أنّ ابن مسعود سلّم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فقال برأسه، يعني الرد.
أخرجه البيهقي (2/ 260) من طريق أبي العباس مُحَمَّدْ بن يعقوب الأصم ثنا أحمد بن عبد الحميد ثنا مُحَمَّدْ بن بشر ثني مِسْعَر عن عاصم به.
وأحمد بن عبد الحميد هو ابن خالد الحارثي وهو صدوق كما في "سير الأعلام"(12/ 508) والباقون ثقات، ومحمد بن بشر هو العبدي، ومسعر هو ابن كِدَام.
وأما حديث صهيب فأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(60) وأحمد (4/ 332) والدارمي (1368) وأبو داود (925) والترمذي (367) والنسائي (3/ 6) وفي "الكبرى"(1109) وابن الجارود (216) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 454) والهيثم بن كليب (984) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 18) وابن حبان (2259) والطبراني في "الكبير"(7293) وأبو نعيم في "الصحابة"(3806) والبيهقي (2/ 258) وفي "الشعب"(8683) والجورقاني في "الأباطيل"(416) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(427) والمزي (29/ 250) من طرق عن الليث بن سعد عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن نابل صاحب العباء عن ابن عمر عن صهيب قال: مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فسلمت عليه، فردّ عليّ إشارة.
قال الليث: لا أعلم إلا أنّه قال: إشارة بأُصْبُعِهِ.
ورواه بكر بن بكار في "جزئه"(42) عن الليث به.
ومن طريقه أخرجه الذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 377 - 378)
قال الترمذي: حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث الليث عن بكير" (1)
قلت: وهما ثقتان، ونابل مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة.
وقال البرقاني: قلت للدارقطني: نابل صاحب العباء عن ابن عمر هو ثقة؟ فأشار أن لا.
وقال النسائي: ليس بالمشهور، وقال في موضع آخر: ثقة.
وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان:
الأول: يرويه زيد بن أسلم عن ابن عمر قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد بني عمرو بن عوف مسجد قباء يصلي فيه، فدخلت عليه رجال الأنصار يسلمون عليه، ودخل معه صهيب، فسألت صهيبا: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع إذا سلم عليه؟ قال: يشير بيده.
أخرجه عبد الرزاق (3597) والشافعي في "السنن المأثورة"(63) والحميدي (148) وابن أبي شيبة (2/ 74 و 14/ 281) وأحمد (1012) عن سفيان بن عُيينة عن زيد بن أسلم به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7291) وابن المنذر في "الأوسط"(1591) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به.
(1) وقال الجورقاني: هذا حديث حسن"
وأخرجه البيهقي (2/ 259) وفي "الشعب"(8682) من طريق إبراهيم بن صالح الشيرازي ثنا الحميدي به.
وأخرجه الحاكم (1)(3/ 12) من طريق بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(286) عن ابن أبي شيبة به.
وأخرجه الدارمي (1369) وابن ماجه (1017) والنسائي (3/ 6) وأبو يعلى (5638 و 5643) وابن خزيمة (888) وابن حبان (2258) وابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 36) من طرق عن سفيان به.
قال عبد الجبار بن العلاء العطار: قال سفيان: قلت لزيد: سمعت هذا من ابن عمر؟ قال: نعم" صحيح ابن خزيمة 2/ 49
وقال البوصيري: رجاله ثقات" مختصر الإتحاف 2/ 477
قلت: وإسناده صحيح.
ولم ينفرد سفيان به بل تابعه رَوح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن ابن عمر به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7292) من طريقين عن يزيد بن زريع ثنا روح بن القاسم به.
وإسناده صحيح.
الثاني: يرويه نافع قال: سمعت ابن عمر يقول: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قباء يصلي فيه، فجاءته الأنصار فسلموا عليه وهو يصلي، فقلت لبلال: كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يردّ عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو يصلي؟ قال: يقول (2) هكذا، وبسط كفه، وجعل بطنه أسفل، وجعل ظهره إلى فوق.
أخرجه ابن وهب في "الموطأ"(439) وأحمد (6/ 12) وأبو داود (927) والترمذي (368) وابن الجارود (215) والروياني (738 و 756) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند الزبير 780) والطحاوي (1/ 453 - 454 و 454) والطبراني في "الكبير"(1027) والمفضل الجندي في "فضائل المدينة"(56) والبيهقي (2/ 259 و 259 - 260) وفي "الصغرى"(893) والبغوي في "شرح السنة"(725) من طريق هشام بن سعد المدني ثنا نافع به.
(1) وقال: صحيح على شرط الشيخين"
(2)
وفي لفظ "كان يشير بيده"
قال الترمذي: حديث حسن صحيح"
قلت: هشام مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
وأما حديث عمار فيرويه مُحَمَّدْ بن علي ابن الحنفية واختلف عنه:
- فقال حماد بن سلمة: عن أبي الزبير عن ابن الحنفية عن عمار قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فسلمت عليه، فردّ عليّ السلام.
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 75) عن عفان بن مسلم الصفار ثنا حماد به.
وأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 249) عن مُحَمَّدْ بن غالب بن حرب التمار ثنا عفان به.
ورواته ثقات إلا أنّ أبا الزبير واسمه مُحَمَّدْ بن مسلم المكي كان مدلسا ولم يذكر سماعا من ابن الحنفية.
- وقال ابن جُريج: أني مُحَمَّدْ بن علي ابن الحنفية أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سلّم عليه عمار والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فردّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم. مرسل
أخرجه عبد الرزاق (3587)
- ورواه جرير بن حازم البصري واختلف عنه:
• فقال وهب بن جرير بن حازم: ثنا أبي عن قيس بن سعد عن عطاء عن مُحَمَّدْ بن علي عن عمار أنّه سلّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فردّ عليه.
أخرجه النسائي (3/ 6) وفي "الكبرى"(541 و 1111) عن مُحَمَّدْ بن بشار ثنا وهب بن جرير به.
ورواته ثقات، وعطاء هو ابن أبي رباح.
• وقال أبو سلمة موسى بن إسماعيل البصري: سمعت جرير بن حازم قال: سمعت قيس بن سعد يحدث عن عطاء عن مُحَمَّدْ بن علي أنّ عمار بن ياسر مرّ بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فسلم عليه، فأشار إليه.
مرسل.
أخرجه ابن قانع (2/ 249 - 250)
994 -
عن سَمُرة بن جُندب أَنَّ رجلاً قال: يا رسول الله، رأيت كأنّ دلواً دُلِّي من السماء، فجاء أبو بكر فأخذ بِعَرَاقِيْهَا فشرب شربا ضعيفا، ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع، ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع، ثم جاء عليّ فأخذ بعراقيها فانْتَشَطَتْ وانْتُضِح عليه منها شيء.
قال الحافظ: أخرج أحمد وأبو داود واختاره الضياء من طريق أشعث بن عبد الرحمن الجَرْمِي عن أبيه عن سمرة بن جندب قال: فذكره" (1)
أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 69 و 12/ 31) وأحمد (5/ 21) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 269) وأبو داود (4637) والروياني (863) والطبراني في "الكبير"(6965) والمزي (18/ 28) من طرق عن حماد بن سلمة أنا الأشعث بن عبد الرحمن الجَرْمي عن أبيه عن سمرة بن جندب به.
قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 7/ 180
قلت: أشعث وأبوه وثقهما ابن معين، لكن عبد الرحمن لم يذكر سماعا من سمرة فلا أدري أسمع منه أم لا.
995 -
عن أبي بكر بن مُحَمَّدْ أَنَّ رجلاً من الأنصار تزوج خنساء بنت خذام فقتل عنها يوم أُحد، فأنكحها أبوها رجلا، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إنّ أبي أنكحني، وإنّ عمّ ولدي أحبّ إليّ"
قال الحافظ: أخرج عبد الرزاق عن مَعْمَر عن سعيد بن عبد الرحمن الجَحْشِي عن أبي بكر بن مُحَمَّدْ: فذكره" (2)
مرسل
أخرجه عبد الرزاق (10309) عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن الجحشي عن أبي بكر بن مُحَمَّدْ أنّ رجلا من الأنصار يقال له: أنيس بن قتادة زوج خنساء بنت خذام، فقتل عنها يوم أحد، فأنكحها أبوها رجلا، فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أبي أنكحني رجلا وإنّ عمّ ولدي أحبّ إليّ منه، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم أمرها إليها.
رواه أحمد بن حميد العبدي عن معمر فلم يذكر أبا بكر بن مُحَمَّدْ بن عمرو بن حزم.
أخرجه ابن سعد (8/ 456 - 457)
والأول أصح، وسعيد صدوق، ومعمر وأبو بكر ثقتان.
(1) 16/ 72 (كتاب التعبير - باب نزع الماء من البئر)
(2)
11/ 100 - 101 (كتاب النكاح - باب إذا زوج الرجل ابنته وهي كارهة)
996 -
عن أنس أَنَّ رجلا من كلاب سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عَسْب الفحل فنهاه، فقال: يا رسول الله، إنا نطرق الفحل فنكرم، فرخص له في الكرامة.
قال الحافظ: وللترمذي من حديث أنس: فذكره" (1)
صحيح
أخرجه الترمذي (1274) والبيهقي (5/ 339)
عن عبدة بن عبد الله الخزاعي الصفار البصري
والنسائي (7/ 273) وفي "الكبرى"(6268)
عن عصمة بن الفضل النيسابوري
قالا: ثنا يحيى بن آدم عن إبراهيم بن حميد الرؤاسي ثنا هشام بن عروة عن مُحَمَّدْ بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أنس به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن حميد عن هشام بن عروة"
قلت: إسناده صحيح رواته ثقات، ومحمد بن إبراهيم سمع من أنس (المراسيل ص 188)
997 -
عن رجل من بني عذرة أَنَّ رجلا منهم أعتق مملوكا له عند موته وليس له مال غيره فأعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلثه وأمره أنْ يسعى في الثلثين.
قال الحافظ: وقد أخرج عبد الرزاق بإسناد رجاله ثقات عن أبي قلابة عن رجل من بني عذرة به" (2)
يرويه خالد الحَذَّاء عن أبي قِلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي واختلف عنه:
- فقال مَعْمَر بن راشد: عن خالد الحذاء عن أبي قلابة قال: أعتق رجل عبدا له، ليس له مال غيره عند موته، فأعتق النبي صلى الله عليه وسلم ثلثه، واستسعاه في الثلثين.
أخرجه عبد الرزاق (16718) عن معمر به.
وهذا مرسل رواته ثقات.
(1) 5/ 368 (كتاب الإجارة - باب عسب الفحل)
(2)
6/ 85 (كتاب العتق - باب إذا أعتق نصيبا في عبد)
ولم ينفرد معمر به بل تابعه ابن المبارك عن خالد عن أبي قلابة أنّ رجلا من بني عذرة أعتق عبده
أخرجه أبو داود في "المراسيل"(تحفة الأشراف 11/ 170) عن هناد بن السري عن ابن المبارك به.
وهذا مرسل أيضا رواته ثقات.
- ورواه هُشيم عن خالد الحذاء واختلف عنه:
• فقال غير واحد: عن هشيم أني خالد عن أبي قلابة عن رجل من عذرة أنّ رجلا منهم أعتق غلاما له عند موته ولم يكن له مال غيره، فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتق منه الثلث، واستسعى في الثلثين.
أخرجه عبد الرزاق (16719) وسعيد بن منصور (407) عن هشيم به.
وأخرجه أبو داود في "المراسيل"(11/ 170) عن عثمان بن أبي شيبة عن هشيم به.
• وقال يحيى بن يحيى النيسابوري: أنبا هشيم عن خالد عن أبي قلابة عن رجل من بني عذرة منهم أعتق مملوكا له عند موته وليس له مال غيره
أخرجه البيهقي (10/ 283)
998 -
حديث حذيفة أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه مَلَكٌ فبشره أنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنة"
قال الحافظ: وللحاكم من حديث حذيفة: فذكره" (1)
صحيح
وله عن حذيفة طرق:
الأول: يرويه المنهال بن عمرو الكوفي عن زِر بن حُبيش عن حذيفة قال: سألتني أمي: منذ متى عهدك بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ فقلت لها: منذ كذا وكذا، فنالت مني وسبتني، فقلت لها: دعيني فإني آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأصلّي معه المغرب ثم لا أدعه حتى يستغفر لي ولك، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصلّيت معه المغرب، فصلّى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ثم انفتل، فتبعته، فعرض له عارض فناجاه، ثم ذهب، فاتبعته، فسمع صوتي، فقال "من هذا؟ " فقلت: حذيفة، قال
(1) 7/ 282 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ})
"ما لك" فحدثته بالأمر، فقال "غفر الله لك ولأمك" ثم قال "أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل؟ " قلت: بلى، قال "فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض قبل هذه الليلة فاستأذن ربّه أنْ يسلم عليّ ويبشرني أنّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنة"
أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 96 و 127) وفي "مسنده"(المطالب 3949) وأحمد (5/ 391 - 392) والترمذي (3781) وابن نصر في "قيام الليل"(ص 73) والنسائي في "الكبرى"(380 و 381 و 8298 و 8365) وابن خزيمة (1194) وابن الأعرابي (388) وابن حبان (6960) والطبراني في "الكبير"(2607) والقطيعي في "زيادات الفضائل"(1406) والحاكم (3/ 151 و 381) وأبو نعيم (1) في "الحلية"(4/ 190) وفي "الصحابة"(7327 و 7905) والخطيب في "التاريخ"(6/ 372 - 373) وابن عساكر (ترجمة الحسن بن علي والحسين بن علي وحذيفة بن اليمان) من طرق عن إسرائيل بن يونس عن ميسرة بن حبيب النَّهْدي عن المنهال بن عمرو به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل"
وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: قلت: صحيح"
قلت: وهو كما قال، واختلف فيه على ميسرة بن حبيب، فراه قيس بن الربيع عنه عن عدي بن ثابت عن زر عن حذيفة. فقال فيه عن عدي بن ثابت مكان المنهال بن عمرو.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(2606 و 22/ 402 - 403)
والأول أصح، وقيس بن الربيع ضعفه الأكثرون.
ولم ينفرد ميسرة بن حبيب به بل تابعه أبو مري الأنصاري عن المنهال بن عمرو به.
أخرجه الحاكم (3/ 151) من طريق الحسن بن الحسين العُرَني ثنا أبو مري به.
وقال: صحيح الإسناد"
قلت: الحسن بن الحسين العرني قال أبو حاتم: لم يكن بصدوق عندهم، وقال ابن عدي: لا يشبه حديثه حديث الثقات. وأبو مري الأنصاري لم أر من ذكره.
ولم ينفرد المنهال بن عمرو به بل تابعه عاصم بن بَهْدَلة عن زر عن حذيفة قال: رأينا
(1) وقال: تفرد به ميسرة عن المنهال عن زر"
في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم السرور يوما من الأيام، فقلنا: يا رسول الله، لقد رأينا في وجهك تباشير السرور، قال "وكيف لا أُسَرْ وقد أتاني جبريل عليه السلام فبشرني أنّ حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما أفضل منهما"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(2608) وابن شاهين في "الأفراد"(89) والخطيب في "التاريخ"(10/ 230 - 231) وفي "تلخيص المتشابه"(2/ 752) وابن عساكر (ترجمة عبد الرحمن بن عامر الكوفي) من طريق الهيثم بن خارجة المروذي ثنا أبو الأسود عبد الرحمن بن عامر الهاشمي عن عاصم به.
قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن عامر الهاشمي (1) ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا، وفي عاصم بن بهدلة خلاف" المجمع 9/ 183
الثاني: يرويه ابن أبي السَّفر عن الشعبي عن حذيفة قال: فذكر نحوه إلا أنّه ذكر أنّه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وسمى الملك جبريل، ولم يذكر فاطمة.
أخرجه أحمد (5/ 392) عن أسود بن عامر الشامي ثنا إسرائيل عن ابن أبي السفر به.
ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ترجمة الحسن بن علي)
وأخرجه ابن سعد (ترجمة الحسن بن علي 204) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين ثنا إسرائيل به مختصرا.
وإسناده صحيح إنْ كان الشعبي سمع من حذيفة فإني لم أر من صرّح بذلك، وابن أبي السفر اسمه عبد الله.
الثالث: يرويه سالم بن أبي الجَعْد عن قيس بن أبي حازم عن حذيفة قال: بتُّ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت عنده شخصا، فقال لي "يا حذيفة هل رأيت؟ " قلت: نعم يا رسول الله، قال "هذا ملك لم يهبط إليّ منذ بعثت، أتاني الليلة فبشرني أنّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(2609) و"الأوسط"(6282) وابن عدي (5/ 2005) وابن عسكر (ترجمة الحسن بن علي) من طريق أبي مُحَمَّدْ عطاء بن مسلم الخفاف الحلبي عن أبي عمرو الأشجعي عن سالم به.
(1) قلت: ذكر الخطيب وابن عساكر الحديث في ترجمته ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره أيضا أبو أحمد الحاكم والدولابي كلاهما في "الكنى" وترجمه الذهبي في "الميزان" وقال: لا يُدرى من هو.
قال الهيثمي: وفيه أبو عمرو الأشجعي ولم أعرفه أو أبو عمرة، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 183
وللحديث شاهد عن أبي هريرة رفعه "إنّ ملكا من السماء لم يكن رآني فاستأذن الله في زيارتي فبشرني أو فأخبرني أنّ فاطمة ابنتي سيدة نساء أمتي، وإنّ حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة"
أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 232) والنسائي في "خصائص علي"(130) والطبراني في "الكبير"(2604 و 22/ 403) والمزي (26/ 391) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 72) من طريق أبي جعفر مُحَمَّدْ بن مروان الذهلي ثنا أبو حازم عن أبي هريرة به.
قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير مُحَمَّدْ بن مروان الذهلي ووثقه ابن حبان" المجمع 9/ 201
قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف.
999 -
عن رافع بن خَديج أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى المؤلفة قلوبهم من سيي حنين مائة مائة من الإبل، فأعطى أبا سفيان بن حرب مائة، وأعطى صفوان بن أمية مائة، وأعطى عُيينة بن حصن مائة، وأعطى مالك بن عوف مائة، وأعطى الأقرع بن حابس مائة، وأعطى علقمة بن علاثة مائة، وأعطى العباس بن مرداس دون المائة فأنشأ يقول:
أتجعل نهبي ونهب العبيد
…
بين عيينة والأقرع
وما كان حصن ولا حابس
…
يفوقان مرداس في المجمع
وما كنت دون امرئ منهما
…
ومن تضع اليوم لا يرفع
قال: فأكمل له المائة.
قال الحافظ: أخرجه أحمد ومسلم (1060) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 178 - 179) من طريق عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج عن رافع بن خديج: فذكره" (1)
(1) 9/ 116 - 117 (كتاب المغازى - باب غزوة الطائف)
1000 -
عن أبي وَجْزَة يزيد بن عبيد السعدي أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى من سبي هوازن عليّ بن أبي طالب جارية يقال لها: رَيطة بنت حَيان بن عمير، وأعطى عثمان جارية يقال لها: زينب بنت خناس، وأعطى عمر قلابة فوهبها لابنه"
قال الحافظ: وفي "المغازي" لابن إسحاق قال: حدثني أبو وجزة يزيد بن عبيد السعدي: فذكره" (1)
مرسل
أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام"(2/ 490) قال: حدثني أبو وَجْزَة يزيد بن عبيد السعدي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى عليّ بن أبي طالب جارية يقال لها: رَيطة بنت هلال بن حَيَّان بن عُميرة بن هلال بن ناصرة بن قُصَيَّة بن نصر بن سعد بن بكر، وأعطى عثمان بن عفان جارية يقال لها: زينب بنت حيَّان بن عمرو بن حيَّان، وأعطى عمر بن الخطاب جارية، فوهبها لعبد الله بن عمر ابنه.
وأخرجه الطبري في "تاريخه"(3/ 87 - 88) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق به.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 196) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق به.
1001 -
عن عبد الله بن حنظلة الأنصاري أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أُمر بالوضوء لكل صلاة طاهرا كان أو غير طاهر، فلما شق عليه وضع عنه الوضوء إلا من حدث"
قال الحافظ: رواه أحمد وأبو داود من طريق عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أنْ أسماء بنت زيد بن الخطاب حدثت أباه عبد الله بن عمر عن عبد الله بن حنظلة الأنصاري: فذكره" (2)
حسن
أخرجه أحمد (5/ 225) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 68) والبزار (3382) والطبري في "تفسيره"(6/ 113) وابن خزيمة (15) والحاكم (1/ 155 - 156)
عن إبراهيم بن سعد الزهري
(1) 9/ 97 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25])
(2)
1/ 243 (كتاب الوضوء - باب ما جاء في قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} [المَائدة: 6])
والدارمي (663) وأبو داود (48) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2247) وابن خزيمة (15 و 138) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 42 - 43) والبيهقي (1/ 37 - 38) والمزي في "تهذيب الكمال"(14/ 438)
عن أحمد بن خالد الوَهْبي
ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 263) والبيهقي (1/ 37 - 38)
عن سعيد بن يحيى اللخمي
والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 68 - 69) والحازمي في "الاعتبار"(ص 55)
عن يونس بن بكير الشيباني
كلهم عن مُحَمَّدْ بن إسحاق المدني ثني مُحَمَّدْ بن يحيى بن حبان الأنصاري المازني عن عبيد الله (1) بن عبد الله بن عمر قال: قلت له: أرأيت وضوء عبد الله بن عمر لكل صلاة، طاهرا كان أو غير طاهر، عَمّ هو؟ فقال: حدثته أسماء بنت زيد بن الخطاب أنّ عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر بن الغسيل حدثها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أُمر بالوضوء عند كل صلاة، طاهرا كان أو غير طاهر، فلما شقّ ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم أُمر بالسواك عند كل صلاة، ووضع عنه الوضوء إلا من حدث.
قال: فكان عبد الله يرى أنّ به قوة على ذلك كان يفعله حتى مات.
قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم"
وقال الحازمي: وهو حديث حسن على شرط أبي داود"
وقال ابن كثير: إسناده صحيح، وقد صرّح ابن إسحاق فيه بالتحديث والسماع من مُحَمَّدْ بن يحيى بن حبان فزال محذور التدليس، لكن قال الحافظ ابن عساكر (2): رواه سلمة بن الفضل وعلي بن مجاهد عن ابن إسحاق عن مُحَمَّدْ بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن مُحَمَّدْ بن يحيى بن حبان به" التفسير 2/ 22
قلت: حديث سلمة بن الفضل وهو الأبرش أخرجه الطبري في "تفسيره"(6/ 113) عن مُحَمَّدْ بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل به.
وسلمة بن الفضل مختلف فيه، ومحمد بن حميد الرازي ضعيف.
(1) سماه إبراهيم بن سعد وسعيد بن يحيى "عبيد الله" وسماه أحمد بن خالد ويونس بن بكير "عبد الله".
(2)
وقاله المزي فى "تهذيب الكمال"(14/ 438) وفي "تحفة الأشراف"(4/ 315)
وأما حديث علي بن مجاهد فلم أقف عليه الآن، وعلي بن مجاهد مختلف فيه كذلك ومنهم من كذبه، وقال يحص بن الضريس: لم يسمع من ابن إسحاق.
وحديث إبراهيم بن سعد ومن تابعه أصح.
وهو كما قال الحازمي حسن، فابن إسحاق صدوق، ومحمد بن يحيى بن حبان وثقه ابن معين وأبو حاتم وغيرهما، وعبيد الله بن عبد الله وثقه أبو زرعة وغيره، ء وأسماء بنت زيد بن الخطاب ذكرها ابن حبان وابن منده في الصحابة، وقال الذهبي في "الكاشف": لها رؤية.
وعبد الله بن حنظلة ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما في "الاستيعاب"، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهِو ابن سبع سنين، قاله إبراهيم بن المنذر.
وذكره يعقوب بن سفيان في "المعرفة" فيمن صحب النبي صلى الله عليه وسلم أو رآه.
وقال الذهبي: من صغار الصحابة، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالييت على ناقة.
إسناده حسن" سير الأعلام 3/ 321 - 322
وقال المزي: له رؤية"
وقال الحافظ في "التهذيب": له صحبة"
وقال في "الإصابة": وقد حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه"
وخالف في ذلك إبراهيم الحربي فقال: ليست له صحبة"
وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب": أحاديثه عندي مرسلة"
قلت: إذا لم يصح سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم فحديثه حينئذ يكون مرسل صحابي"
وهو حجة عند جمهور المحدثين.
1002 -
حديث جابر أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة ولواءه أبيض"
ذكر الحافظ أنّه عند الترمذي من حديث جابر (1).
أخرجه أبو داود (2592) والترمذي (1679) والنسائي (5/ 158) وفي "الكبرى"(3849) وابن ماجه (2817) والحاكم (2/ 104) وابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 172) من
(1) 6/ 467 (كتاب الجهاد - باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم)
طرق عن يحيى بن أيى آدم الكوفي عن شَريك عن عمار الدُّهْني عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة (1) ولواءه أبيض.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" (2)
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديت يحيى بن آدم عن شريك، وسألت محمداً عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث يحيى بن آدم عن شريك وقال: حدثنا غير واحد عن شريك عن عمار عن أبي الزبير عر جابر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة سوداء. قال مُحَمَّدْ: والحديث هو هذا"
قلت وهو كما قال البخاري رحمه الله فقد أخرجه مسلم (2/ 990) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 258 و 3/ 329) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 67)
عن علي بن حكيم الأودي
وأحمد (3/ 387)
عن أبي سلمه منصور بن سلمة الخزعي
وابن سعد (2/ 140) والسائي (8/ 186 - 187) وفي "الكبرى"(9756)
عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين
والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 258 و 3/ 329)
عن محمد بن سعيد الأصبهاني
وعن معلى بن منصور الرازي
وابن عدي (4/ 1329)
عن غسان بن ربيع الموصلي
والبيهقي في "الدلائل"(5/ 67)
عن مُحَمَّدْ بن الصباح البغدادي
(1) زاد ابن ماجه "يوم الفتح" وزاد ابن عبد البر "يوم فتح مكة وعلى رأسه عمامه سوداء"
(2)
قلت: إنما أخرج مسلم لشريك وهو ابن عبد الله القاضي في المتابعات ولم يحتج به.
كلهم عن شريك (1) عن عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة سوداء.
ولم ينفرد شريك به بل تابعه غير واحد عن عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر بهذا اللفظ، منهم:
1 -
يحيى بن يحيى التميمي.
أخرجه مسلم (1358)
2 -
قتيبة بن سعيد الثقفي.
أخرجه مسلم (1358)
3 -
إسماعيل بن أبان الوراق الأزدي.
أخرجه الدارمي (1945)
4 -
سفيان الثوري.
أخرجه الطبراني في "الصغير"(1/ 213)
5 -
قيس بن الربيع.
أخرجه ابن عدي (6/ 2070) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص116)
ولم ينفرد عمار الدهني به بل تابعه غير واحد عن أبي الزبير عن جابر ، منهم:
1 -
حماد بن سلمة.
أخرجه الطيالسي (ص 241) وابن سعد (2/ 140) وابن أبي شيبة (8/ 422) و 14/ 493) وأحمد (3/ 363) وأبو داود (4076) وابن ماجه (2822 و 3585) والترمذي (1735) وفي "الشمائل"(107) والنسائي في "الكبرى"(9757) وأبو يعلى (2146) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3439) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 258 و 3/ 329) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 99 - 100) وابن حبان (3722) وفي "الثقات"(9/ 216) والطبراني في "الأوسط"(1894) وابن عدي (2/ 618) وأبو بكر الأبهري في
(1) رواه محمد بن عمران بن أبي ليلي عن شريك بلفظ "كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(1758) والأوسط" (7965) و "الصغير" (1077)
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عمار إلا شريك، تفرد به محمد بن عمران"
قلت: وثقه ابن حبان ومسلمة بن القاسم، وقال أبو حاتم: صدوق.
"الفوائد"(52) والبيهقي (5/ 177) وفي "الدلائل"(5/ 67 - 68) والبغوي في "شرح السنة"(2007)
2.
- معاوية بن عمار الدهني.
أخرجه الدارمي (1945) ومسلم (1358) والنسائي (5/ 159 و8/ 186) وفي "الكبرى"(3852 و 9755) وتمام (1347) والبيهقي (5/ 177) وفي "الدلائل"(5/ 67)
3 -
حماد ابن أخت حُميد الطويل.
أخرجه ابن حبان (5425)
1003 -
عن ابن عباس أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ردّ ابنته زينب على أبي العاص وكان إسلامها قبل اسلامه بست سنين على النكاح الأول ولم يحدث شيئا"
قال الحافظ: أخرجه أحمد من طريق محمد بن إسحاق قاله: حدثني داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس: فذكره، وأخرجه أصحاب السنن إلا النسائي، وقال الترمذي: لا بأس بإسناده. وصححه الحاكم. ووقع في رواية بعضهم "بعد سنتين" وفي أخرى "بعد ثلاث" وهو اختلاف جُمع بينه على أنّ المراد بالست ما بين هجرة زينب وإسلامه، وهو بَيّن في المغازي فإنّه أسر ببدر فأرسلت زينب من مكة في فدائه فأطلق لها بغير فداء، وشرط النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يرسل له زينب فوفّى له بذلك، وإليه الإشارة في الحديث الصحيح بقوله صلى الله عليه وسلم في حقه "حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي" والمراد بالسنتين أو الثلاث ما بين نزول قوله تعالى {لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ} [المُمتَحنَة: 10] وقدومه مسلما فإنّ بينهما سنتين وأشهرا" (1)
حسن
أخرجه ابن سعد (8/ 33) وابن أبي شيبة (14/ 176) وأبو داود (2240) وابن ماجه (2009) رالترمذي (1143)، وفي "العلل"(1/ 451) وأبن أبي عاصم في "الآحاد"(556) والطبري في "تاريخه"(2/ 472) والدولابي في "الذرية الطاهرة"(61) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 256) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص 335 - 336) وابن جميع في "معجمه"(ص 70 - 71) والحاكم (2/ 200 و 3/ 237 و 638 - 639) وأبو نعيم في "الصحابة"(5913) والبيهقي (7/ 187) وفي "معرفة السنن"(10/ 143) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 131) من طرق عن مُحَمَّدْ بن إسحاق المدني (2) ثني داود بن الحصين عن
(1) 11/ 343 (كتاب الطلاق - باب إذا أسلمت المشركة أو النصرانية تحت الذمي أو الحربي)
(2)
وتابعه أبراهيم بن مُحَمَّدْ بن أبي يحيى الأسلمي عن داود به.
عكرمة عن ابن عباس أنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم ردّ ابنته زينب إلى أبي العاص بعد سنتين (1) بنكاحها الأول ولم يحدث صداقا (2).
قال الترمذي: هذا حديث ليس بإسناده بأس، ولكن لا نعرف وجه هذا الحديث، ولعله قد جاء من قبل داود بن حصين من قبل حفظه.
وحكى في "العلل" عن البخاري أنّه قال: حديث ابن عباس أصح في هذا الباب من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده"
وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط مسلم"
وردّه الذهبي بقوله: قلت: لا"
وقال الإِمام أحمد: حديث صحيح" المسند 2/ 208
قلت: رواية داود بن الحصين عن عكرمة فيها مقال، فقال علي بن المديني: ما روى داود عن عكرمة فمنكر الحديث، وقال أيضا: مرسل الشعبي أحبّ إليّ من داود عن عكرمة عن ابن عباس.
وقال أبو داود: أحاديثه عن عكرمة مناكير، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة إلا في عكرمة.
قلت: مراد ابن المديني وأبي داود بالمنكر عدم وجود المتابع، وهذا لا يقتضي تضعيف الراوي ولا تضعيف روايته، فقد قال الحافظ في "مقدمة الفتح" في ترجمة مُحَمَّدْ بن إبراهيم التيمي عند قول أحمد فيه: يروي أحاديث مناكير. قلت: المنكر أطلقه أحمد وجماعة على الحديث الفرد الذي لا متابع له فيحمل هذا على ذلك وقد احتج به الجماعة.
وقال عند ترجمة بريد بن عبد الله: أحمد وغيره يطلقون المناكير على الأفراد المطلقة.
وذكر الذهبي في "سير الأعلام"(6/ 106) أنّ عكرمة نزل في بيت داود وتوفي عنده ولذلك روى عنه ما لم يروه غيره.
= أخرجه عبد الرزاق (12644) وأبو نعيم في "الصحابة"(5912)
وإبراهيم متروك.
(1)
ورواه بعضهم عن ابن إسحاق فقال: بعد ثلاث سنين، وقال بعضهم: بعد ست سنين.
(2)
وفي لفظ "شيئا" وفي لفظ آخر "نكاحا"
وللحديث شواهد مرسلة عن الشعبي وعن قتادة وعن عكرمة بن خالد وعن عمرو بن دينار وعن ابن شهاب الزهري فيتقوى بها.
فأما حديث الشعبي فله عنه طريقان:
الأول: يرويه عبد الله بن نُمير عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: قدم أبو العاص بن الربيع من الشام وقد أسلمت امرأته زينب مع أبيها وهاجرت ثم أسلم بعد ذلك وما فرق بينهما.
أخرجه ابن سعد (8/ 32)
ورواته ثقات.
الثاني: يرويه هُشيم أنا داود عن الشعبي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ردّ ابنته زينب على أبي العاص بن الربيع حيث أسلم بعد إسلام زينب فردها عليه بالنكاح الأول.
أخرجه سعيد بن منصور (2107)
ورواته ثقات، وداود هو ابن أبي هند.
وأما حديث قتادة فأخرجه ابن سعد (8/ 32) عن عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة أنّ زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تحت أبي العاص بن الربيع فهاجرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أسلم زوجها فهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فردّها عليه، ثم أنزلت سورة براءة بعد ذلك، فإذا أسلمت المرأة قبل زوجها فلا سبيل له عليها إلا بخطبة وإسلامها تطليقة بائنة.
رواته ثقات.
وأما حديث عكرمة بن خالد فأخرجه عبد الرزاق (12647) عن أيوب عن مَعْمَر عن عكرمة بن خالد أنّ عكرمة بن أبي جهل فرّ يوم الفتح، فكتبت إليه امرأته، فردّته فأسلم، وكانت قد أسلمت قبل ذلك، فأقرهما النبي صلى الله عليه وسلم على نكاحهما.
وأما حديث عمرو بن دينار فأخرجه سعيد بن منصور (2108) عن حماد بن زيد عن عمرو بن دينار أنّ زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تحت أبي العاص بن الربيع فأسلمت قبله وأُسر فجيء به أسيرا في قدّ فأسلم فكانا على نكاحهما.
رواته ثقات.
وأما حديث ابن شهاب الزهري فأخرجه عبد الرزاق (12649) عن ابن جُريج عن رجل عن ابن شهاب قال: فذكر حديثا طويلا وفيه: ثم أسلم فكانا على نكاحهما.
وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.
1004 -
عن ابن عباس أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جبريل: أيّ الأجلين قضى موسى؟ قال: أَتمهما وأكملهما"
قال الحافظ: وقد صرّح برفعه عكرمة عن ابن عباس: فذكره، أخرجه الحاكمِ. وفي حديث جابر "أوفاهما" أخرجه الطبراني في "الأوسط". وفي حديث أبي سعيد "أَتمهما وأطيبهما عشر سنين"(1)
روي من حديث ابن عباس ومن حديث عتبة بن النَّدَّر السلمي ومن حديث أبي ذر ومن حديث جابر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي سعيد ومن حديث مُحَمَّدْ بن كعب القرظي مرسلا ومن حديث مجاهد مرسلا ومن حديث يوسف بن تيرح مرسلا.
فأما حديث ابن عباس فأخرجه الحميدي (535) وابن أبي عمر في "مسنده"(الإتحاف 7770) عن سفيان بن عُيينة ثني إبراهيم بن يحيى بن أبي يعقوب - وكان من أسناني أو أصغر مني - عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جبريل: أي الأجلين قضى موسى؟ فقال: أتمها وأكملها"
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 690) عن الحميدي به.
ومن طريق يعقوب بن سفيان أخرجه البيهقي (6/ 117)
وأخرجه الطبري في "تفسيره"(20/ 68)
عن أحمد بن مُحَمَّدْ الطوسي
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(16865)
عن أبيه
كلاهما عن الحميدي به.
وأخرجه قاسم المطرز في "الفوائد"(108) عن مُحَمَّدْ بن سليمان حبيب المصيصي لُوَين ثنا ابن عيينة به.
وأخرجه الحاكم (2/ 407 - 408) من طريق مُحَمَّدْ بن الوليد الفحام عن ابن عيينة به.
وقال: هذا حديث صحيح"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: إبراهيم لا يعرف"
(1) 6/ 219 (كتاب الشهادات - باب حدثنا قتيبة بن سعيد)
وقال في "الميزان": خبر منكر والرجل نكرة"
وقال ابن كثير: إبراهيم هذا ليس بمعروف" التفسير 3/ 386
واختلف في هذا الحديث على ابن عيينة
- فرواه أحمد بن أبان القرشي عن ابن عيينة ثنا إبراهيم بن أَعْيَن عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس.
أخرجه البزار (كشف 2245)
وأحمد بن أبان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وإبراهيم بن أعين قال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث.
- ورواه زهير بن حرب عن ابن عيينة عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس، ولم يذكر إبراهيم.
أخرجه أبو يعلى (2408)
والأول أصح لأنّ الحميدي من أثبت الناس في ابن عيينة وهو رئيس أصحاب ابن عيينة وهو ثقة إمام كما قال أبو حاتم.
ولم ينفرد إبراهيم بن يحيى به بل تابعه:
1 -
حفص بن عمر العدني ثنا الحكم بن أبان به.
أخرجه الحاكم (2/ 407) والبيهقي (6/ 117)
قال الذهبي في "التلخيص": قلت: حفص واه"
2 -
موسى بن عبد العزيز القِنْباري.
أخرجه الواحدي في "الوسيط"(3/ 397)
وموسى مختلف فيه.
واختلف فيه على الحكم بن أبان، فرواه سفيان بن وكيع عن ابن عبيدة عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس موقوفا.
أخرجه الطبري في "تفسيره"(20/ 68)
وسفيان بن وكيع ضعفه أبو حاتم وغيره.
وقد صح الحديث عن ابن عباس موقوفا أخرجه البخاري (فتح 6/ 219) والطبري في "تفسيره"(20/ 68) والبيهقي (6/ 117) من طرق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به.
وأما حديث عتبة بن الندر فسيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إنّ موسى آجر نفسه
…
"
وأما حديث أبي ذر فأخرجه البزار (3964) عن أبي عبيد الله يحيى بن مُحَمَّدْ بن السكن ثنا إسحاق بن إدريس ثنا عوبد بن أبي عمران الجَوْني عن أبيه عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أيّ الأجلين قضى موسى؟ قال "أوفاهما وأبرهما" قال "وإنْ سئلت أيّ المرأتين تزوج؟ فقل: الصغرى منهما"
وقال: لا نعلمه يُروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: وفيه إسحاق بن إدريس وهو متروك، ورواه الطبراني في "الصغير" و "الأوسط" وإسناده حسن" المجمع 7/ 88
قلت: لم ينفرد إسحاق بن إدريس به بل تابعه الوليد بن شجاع بن الوليد الكوفي أنبا عوبد به.
أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير"(16864) والطبراني في "الصغير"(2/ 19) و "الأوسط"(5426) والواحدي في "الوسيط (3/ 397 - 398)
وقال الطبراني: لم يروه عن أبي عمران إلا ابنه، ولا يُروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: وفي إسناده عوبد بن أبي عمران ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 204
وقال السيوطي: سنده ضعيف" الدر المنثور 6/ 410
قلت: وهو كما قال لضعف عوبد بن أبي عمران، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ضعيف الحديث.
وأما حديث جابر فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8368) عن موسى بن سهل أبي عمران الجوني ثنا هشام بن عمار ثنا حاتم بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الملك بن جابر عن جابر قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيّ الأجلين قضى موسى؟ قال "أوفاهما"
وقال: لا يُروى هذا الحديث عن جابر إلا بهذا الإسناد، تفرد به هشام بن عمار"
وقال الهيثمي: وفيه شيخه موسى بن سهل ولم أعرفه، وبقيه رجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف" المجمع 8/ 204
قلت: موسى بن سهل ترجمه الخطيب في "التاريخ"(13/ 56 - 57) وأسند عن الدارقطني قال: موسى بن سهل ثقة.
وأما حديث أبي هريرة فذكره السيوطي في "الدر المنثور"(6/ 410) وقال: أخرجه ابن مردويه"
وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور"(6/ 409) من طريق علي بن عاصم الواسطي عن أبي هارون عن أبي سعيد أنّ رجلا سأله: أيّ الأجلين قضى موسى؟ فقال: لا أدري حتى أسال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "لا أدري حتى أسأل جبريل" فقال: لا أدري حتى أسال ميكائيل، فسأل ميكائيل فقال: لا أدري حتى أسال الرفيع، فسأل الرفيع، فقال: لا أدري حتى أسال إسرافيل، فسأل إسرافيل فقال: لا أدري حتى أسال ذا العزة، فنادى إسرافيل بصوته الأشد: يا ذا العزة أيّ الأجلين قضى موسى؟ قال "أتم الأجلين وأطيبهما عشر سنين"
أبو هارون هو عُمارة بن جُوَين العبدي كذبه حماد بن زيد وابن معين والجوزجاني وغيرهم.
وأما حديث مُحَمَّدْ بن كعب القرظي فأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 533) عن وكيع عن أبي مَعشر عن مُحَمَّدْ بن كعب قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيّ الأجلين قضى موسى؟ قال
"أوفاهما وأتمهما"
وأخرجه الطبري في "تفسيره"(20/ 68) عن سفيان بن وكيع ثنا أبي به.
وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر نَجيح بن عبد الرحمن السندي.
وأما حديث مجاهد فأخرجه الطبري (20/ 68 - 68) عن القاسم بن الحسن ثنا الحسين بن داود ثني حجاج بن مُحَمَّدْ عن ابن جُريج قال: قال مجاهد: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم سأل جبرائيل "أيّ الأجلين قضى موسى؟ " قال: سوف أسأل إسرافيل. فسأله فقال: سوف أسال الله تبارك وتعالى. فسأله فقال: أبرهما وأوفاهما"
القاسم بن الحسن لم أقف له على ترجمة، والحسين بن داود هو الملقب بسنيد مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات.
وأما حديث يوسف بن تيرح فأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(16866) قال: قرئ على يونس بن عبد الأعلى أنبا ابن وهب أنبا عمرو بن الحارث عن يحيى بن ميمون الحضرمي عن يوسف بن تيرح أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أيّ الأجلين قضى موسى؟ فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل، فقال: لا علم لي. فسأل جبريل ملكا فوقه فقال: لا علم لي. فسأل
ذلك الملك ربه عما سأله عنه جبريل عما سأله عنه مُحَمَّدْ صلى الله عليه وسلم فقال الرب عز وجل: أبرهما وأبقاهما أو أزكاهما.
1005 -
حديث أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صبغ إزاره ورداءه بزعفران"
قال الحافظ: وأخرج الطبراني من حديث أم سلمة: فذكره، وفيه راو مجهول" (1)
ضعيف
أخرجه ابن حبان في "الثقات"(6/ 312) والطبراني في "الكبير"(23/ 399) من طريق زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع العدوي عن ركيح بن أبي عبيدة عن أبيه عن أمه عن أم سلمة قالت: ربما صبغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رداءه وإزاره بزعفران أو وَرْس ثم يخرج فيهما". لم يذكر ابن حبان عن أمه
وإسناده ضعيف، زكريا بن إبراهيم ليس بالمشهور كما قال الذهبي (اللسان 2/ 478)
وركيع بن أبي عبيدة ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا زكريا بن إبراهيم.
1006 -
حديث أنس: أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في شهر رمضان فجئت فقمت إلى جنبه، وجاء آخر فقام إلى جنبي حتى كنا رهطا، فلما أحسّ النبي صلى الله عليه وسلم بنا تجوز في صلاته"
قال الحافظ: وهو حديث صحيح أخرجه مسلم" (2)
1007 -
عن الضحاك أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عاهد ناسا من المشركين من أهل مكة وغيرهم فنزلت براءة، فنبذ إلى كل أحد عهده وأجلهم أربعة اشهر، ومن لا عهد له فأجله انقضاء الأشهر الحرم"
قال الحافظ: وروى الطبري من طريق عبيد بن سليمان: سمعت الضحاك: فذكره، ومن طريق السُّدِّي نحوه" (3)
حديث الضحاك أخرجه الطبري في "تفسيره"(10/ 60) قال: حُدثت عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذ ثنا عبيد بن سليمان قال: سمعت الضحاك يقول في قوله {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1)} [التوبة: 1]: قبل أنْ تنزل براءة
(1) 12/ 422 (كتاب اللباس - باب الثوب المزعفر)
(2)
2/ 333 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إذا لم ينو الإِمام أنّ يؤم ثم جاء قوم فأمهم)
(3)
9/ / 388 - 389 (كتاب التفسير - سورة براءة - باب قوله: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التّوبَة: 13])
عاهد ناسا من المشركين من أهل مكة وغيرهم، فنزلت براءة من الله إلى كل أحد ممن كان عاهدك من المشركين، فإني أنقض العهد الذي بينك وبينهم، فأؤجلهم أربعة أشهر يسيحون حيث شاءوا من الأرض آمنين، وأجل من لم يكن بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد انسلاخ الأشهر الحرم من يوم أذن ببراءة"
الحسين بن الفرج كذبه ابن معين، وتركه أبو حاتم، وقال أبو الشيخ: ليس بالقوي.
وأبو معاذ هو الفضل بن خالد النحوي، وعبيد بن سليمان هو الباهلي ذكرهما ابن حبان في "الثقات".
وأما حديث السدي فأخرجه الطبري (10/ 61) عن مُحَمَّدْ بن الحسين بن أبي الحنين الحنيني ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1)} [التوبة: 1] قال: لما نزلت هذه الآية برئ من عهد كل مشرك، ولم يعاهد بعدها إلا من كان عاهد، وأجرى لكل مدتهم {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} [التّوبَة: 2] لمن دخل عهده فيها من عشر ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول وعشر من ربيع الآخر.
الحنيني ثقة، وأحمد بن المفضل صدوق، وأسباط بن نصر وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي مختلف فيهما.
1508 -
عن عروة بن الزبير وعمر بن ثابت أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا غزوة المريسيع وهي التي هدم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم مناة الطاغية التي كانت بين قفا المشلل وبين البحر، فاقتتل رجلان فاستعلى المهاجري على الأنصاري، فقال حليف الأنصار: يا معشر الأنصار، فتداعوا إلى أنّ حجز بينهما، فانكفأ كل منافق إلى عبد الله بن أُبي فقالوا: كنت ترجى وتدفع فصرت لا تضر ولا تنفع، فقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل.
قال الحافظ: وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عُقيل عن الزهري عن عروة بن الزبير وعمر بن ثابت أنّهما أخبراه: فذكرا الحديث، قال: فذكر القصة بطولها وهو مرسل جيد" (1)
مرسل
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 371 - 372) عن مُحَمَّدْ بن عُزَيْز الأَيلي ثني سَلامة ثني عقيل أني مُحَمَّدْ بن مسلم أنّ عروة بن الزبير وعمر بن ثابت الأنصاري أخبراه: فذكرا الحديث وفيه طول.
(1) 10/ 274 (كتاب التفسير: سورة المنافقين - باب قوله: سواء عليهم استغفرت لهم - الآية)
قال ابن كثير: وهذا سياق غريب وفيه أشياء نفيسة لا توجد إلا فيه"
قلت: مُحَمَّدْ بن عزيز مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو أحمد الحاكم وغيره، واختلف فيه قول النسائي.
وسلامة بن روح مختلف فيه كذلك، قواه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو زرعة وغيره.
والباقون كلهم ثقات.
1009 -
حديث ابن عباس أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بيمين وشاهد"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1712) من حديث ابن عباس، وقال في اليمين: أنّه حديث صحيح لا يرتاب في صحته، وقال ابن عبد البر: لا مطعن لأحد في صحته ولا إسناده، وأما قول الطحاوي: إن قيس بن سعد لا تعرف له رواية عن عمرو بن دينار لا يقدح في صحة الحديث لأنهما تابعيان ثقتان مكيان، وقد سمع قيس من أقدم من عمرو وبمثل هذا لا ترد الأخبار الصحيحة" (1)
1010 -
عن عبد الله بن أبي بكر أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في مسيل مَهْزُوْر ومُذَيْنب أنّ يُمسك حتى يبلغ الكعبين ثم يرسل الأعلى على الأسفل"
قال الحافظ: وقد وقع في مرسل عبد الله بن أبي بكر في "الموطأ": فذكره، وله إسناد موصول في "غرائب مالك" للدارقطني من حديث عائشة وصححه الحاكم، وأخرجه أبو داود وابن ماجه والطبري من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وإسناد كل منهما حسن، وأخرج عبد الرزاق هذا الحديث المرسل بإسناد آخر موصول" (2)
صحيح
ورد من حديث عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّدْ بن عمرو بن حرّم مرسلا ومن حديث عائشة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث ثعلبة بن أبي مالك ومن حديث عامر بن ربيعة ومن حديث عبادة بن الصامت ومن حديث مُحَمَّدْ بن علي بن الحسين مرسلا.
فأما حديث عبد الله بن أبي بكر فأخرجه مالك (2/ 744) عنه أنّه بلغه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في سيل مهزور ومذينب "يُمسك حتى الكعبين ثم يرسل الأعلى إلى الأسفل"
ومن طريقه أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند الزبير بن العوام 777)
(1) 6/ 210 (كتاب الشهادات - باب اليمين على المدعى عليه في الأموال والحدود)
(2)
5/ 437 (كتاب الشرب - باب شرب الأعلى إلى الكعبين)
قال ابن عبد البر: لا أعلم هذا الحديث في سيل مهزور ومذينب هكذا يتصل عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه من الوجوه، وسئل البزار عنه فقال: لمست أحفظ فيه بهذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا يثبت" التمهيد 17/ 408
قلت: هو مرسل رواته ثقات.
وقد رواه بعضهم عن مالك فزاد فيه: عن أبيه.
فقال عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 170 - 171): ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه به.
وتابعه عمر بن حماد بن أبي حنيفة ثنا مالك به.
أخرجه البلاذري في "فتوح البلدان"(ص 13)
ولم ينفرد عبد الله بن أبي بكر به بل تابعه مُحَمَّدْ بن عمارة بن عمرو بن حزم الأنصاري ثني أبو بكر بن مُحَمَّدْ به.
أخرجه عمر بن شبة (1/ 171)
وهو مرسل كذلك.
وأما حديث عائشة فأخرجه الحاكم (2/ 62)
عن علي بن الحسين بن الجنيد (1)
وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 409 - 410)
عن أحمد بن صالح المصري
قالا: ثنا إسحاق بن عيسى ثنا مالك بن أنس عن أبي الرِّجَال عن عَمرة عن عائشة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في سيل مهزور ومذينب أنّ يمسك الأعلى إلى الكعبين، ثم يرسل الأعلى إلى الأسفل.
قال ابن عبد البر: وهذا إسناد غريب جدا عن مالك، لا أعلمه يُروى عن مالك بهذا الإسناد من غير هذا الوجه"
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
(1) علي بن الحسين بن الجنيد يروي عن أحمد بن صالح المصري فلعل أحمد بن صالح سقط من إسناد
الحاكم والله أعلم.
كذا قال، مع أنّ إسحاق بن عيسى وهو ابن نجيح البغدادي لم يخرج له البخاري شيئا، وهو صدوق، والباقون كلهم ثقات فالإسناد حسن.
وأما حديث ابن عمرو فأخرجه أبو داود (3639) وابن ماجه (2482) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند الزبير بن العوام 776) عن أحمد بن عبدة بن موسى الضبي ثنا المغيرة بن عبد الرحمن ثني أبي عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في السيل المهزور، أنْ يمسك حتى يبلغ الكعبين، ثم (1) يرسل الأعلى على الأسفل. لفظ أبي داود
ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي (6/ 154)
وأخرجه أبو الحسن الحربي في "الفوائد"(79) عن جعفر بن أحمد بن مُحَمَّدْ بن الصبّاح الجرجرائي ثنا أحمد بن عبدة به.
وإسناده حسن (2).
واختلف عن عبد الرحمن بن الحارث، فرواه عبد الرحمن بن أبي الزناد عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
أخرجه البلاذري في "فتوح البلدان"(ص 13)
والأول أصح.
وأما حديث ثعلبة بن أبي مالك فله عنه طرق:
الأول: يرويه الوليد بن كثير المخزومي عن أبي مالك بن ثعلبة عن أبيه ثعلبة بن أبي مالك أنّه سمع كبراءهم يذكرون أنّ رجلا من قريش كان له سهم في بني قريظة، فخاصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مهزور - يعني السيل الذي يقتسمون ماءه - فقضى بينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ الماء إلى الكعبين لا يحبس الأعلى على الأسفل.
أخرجه أبو داود (3638)
عن مُحَمَّدْ بن العلاء الهمداني
والبيهقي (6/ 154) وفي "المعرفة"(9/ 30)
(1) ولفظ ابن ماجه "ثم يرسل الماء"
(2)
انظر "الوهم والإيهام"(5/ 296 - 297)
عن أحمد بن عبد الحميد الحارثي
قالا: ثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير به.
ولم ينفرد الوليد بن كثير به بل تابعه مُحَمَّدْ بن إسحاق المدني ثنا أبو مالك بن ثعلبة عن أبيه نحوه.
أخرجه يحيى بن آدم في "الخراج"(310 و 311 و 312) وابن أبي شيبة (10/ 161) وعمر بن شبة (1/ 171) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(269) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 123) والطبراني في "الكبير"(1386) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1364) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 407 - 408) من طرق عن ابن إسحاق به.
وأبو مالك ويقال مالك بن ثعلبة ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الذهبي في "الكاشف": مستور، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة، وقد توبع كما سيأتي.
الثاني: يرويه زكريا بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك ثني مُحَمَّدْ بن عقبة بن أبي مالك عن عمه ثعلبة بن أبي مالك قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سيل مهزور، الأعلى فوق الأسفل. يسقي الأعلى إلى الكعبين، ثم يرسل إلى من هو أسفل منه.
أخرجه سريج بن يونس في "القضاء"(10) وابن ماجه (2481)
وإسناده ضعيف لضعف زكريا بن منظور، ومحمد بن عقبة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": صويلح إن شاء الله، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.
الثالث: يرويه إسحاق بن إبراهيم مولى مزينة عن صفوان بن سليم عن ثعلبة بن أبي مالك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا ضرر ولا ضرار" وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في مشارب النخل بالسيل الأعلى على الأسفل حتى يشرب الأعلى ويروي الماء إلى الكعبين ثم يسرح الماء إلى الأسفل وكذلك حتى تنقضي الحوائط أو يفنى الماء.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2200) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا إسحاق بن إبراهيم به.
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "المعرفة"(1365) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 292)
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1387) وعنه أبو نعيم في "المعرفة"(1365) عن مُحَمَّدْ بن علي الصائغ المكي ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب به.
قال الحافظ: ورجاله ثقات" الإصابة 2/ 24
وقال الألباني: وإسحاق بن إبراهيم هذا لم أعرفه" الصحيحة 1/ 3/ 104
قلت: هو إسحاق بن إبراهيم بن سعيد الصّوّاف المدني وقيل: المزني مولى مزينة قال أبو زرعة: منكر الحديث ليس بقوي، وقال أبو حاتم: لين الحديث (تهذيب الكمال 2/ 363 - 364)
ويعقوب بن حميد مختلف فيه، وثعلبة بن أبي مالك مختلف في صحبته.
وأما حديث عامر بن رييعة فأخرجه الطبراني في "الكبير"
قال الهيثمي: وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف" المجمع 4/ 161
وأما حديث عبادة بن الصامت فأخرجه ابن ماجه (2213 و 2483 و 2488 و 2675) وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"(5/ 326 - 327 و 327) والهيثم بن كليب (1199) وابن عدي (1/ 333) والحاكم (4/ 340) والبيهقي (6/ 154 و 155 و 156 - 157 و 235 و 8/ 77 و 10/ 133) من طرق عن فضيل بن سليمان ثنا موسى بن عقبة بن أبي عياش الأسدي عن إسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن عبادة بن الصامت قال: إنّ من قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا طويلا وفيه "وقضى في شرب النخل من السيل أنّ الأعلى يشرب قبل الأسفل، ويترك الماء إلى الكعبين، ثم يرسل الماء إلى الأسفل الذي يليه كذلك حتى ينقضي الحوائط أو يفنى الماء.
ساقه عبد الله بن أحمد والهيثم بن كليب بتمامه واختصره الباقون.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
وقال البيهقي: إسحاق بن يحيى عن عبادة مرسل"
وقال الهيثمي: وإسحاق لم يدرك عبادة" المجمع 4/ 205 و 6/ 297
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف إسحاق بن يحيى بن الوليد، وأيضا لم يدرك عبادة بن الصامت. قاله البخاري والترمذي وابن حبان وابن عدي" مصباح الزجاجة 3/ 21 - 22
وقال في موضع آخر: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، إسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة، قاله الترمذي وغيره" مصباح 3/ 132
قلت: وفُضيل بن سليمان النُّميري مختلف فيه وأكثر على تضعيفه، وإسحاق بن يحيى بن الوليد لم يخرج له الشيخان شيئا.
وأما حديث مُحَمَّدْ بن علي فأخرجه سريج بن يونس (9) عن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي عن جعفر بن مُحَمَّدْ عن أبيه قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سيل مهزور إذا أتت أنّ يمسك في النخل إلى الكعبين، وفي النخل إلى الشِّراج، ثم يرسل الأعلى إلى الأسفل.
وأخرجه يحيى بن آدم في "الخراج"(309) عن حفص بن غياث عن جعفر بن مُحَمَّدْ عن أبيه به.
وأخرجه البلاذري (ص 13) عن الحسين بن علي بن الأسود العجلي ثنا يحيى بن آدم به.
1011 -
حديث عبد الرحمن بن طارق عن أمه أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جاز مكانا من دار يعلى اسيقبل القبلة فدعا"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي واللفظ له" (1)
ضعيف
أخرجه أحمد (6/ 436 - 437 و 437) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 298) وأبو داود (2007) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3299) والنسائي (5/ 168) وفي "الكبرى"(3879) وأبو نعيم في "الصحابة"(8083) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 362 - 363) والمزي في "تهذيب الكمال"(17/ 191) من طرق عن ابن جريج أني عبيد الله بن أبي يزيد أنّ عبد الرحمن بن طارق بن علقمة أخبره عن أمه به.
وإسناده ضعيف، عبد الرحمن بن طارق ما روى عنه سوى عبيد الله بن أبي يزيد كما في "الميزان" فهو مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.
1012 -
حديث أبي سعيد أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس احتبى بيديه"
قال الحافظ: ووقع عند أبي داود من حديث أبي سعيد: فذكره، زاد البزار "ونصب ركبتيه"(2)
ضعيف جدا
(1) 13/ 394 (كتاب الدعوات - باب الدعاء مستقبل القبلة)
(2)
13/ 306 - 307 (كتاب الاستئذان - باب الاحتباء باليد)
أخرجه أبو داود (4846) والترمذي في "الشمائل"(122) والبزار (كشف 2021) عن سلمة بن شبيب النيسابوري ثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري المدني ثني إسحاق بن مُحَمَّدْ الأنصاري عن رُبَيْح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن جده أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في المجلس احتبى بيديه. اللفظ للترمذي، وزاد البزار "نصب ركبتيه"
ومن طريق الترمذي أخرجه البغوي في "الشمائل"(469)
وأخرجه ابن عدي (3/ 1034) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 247) والبيهقي (3/ 236) والمزي في "تهذيب الكمال"(14/ 275 - 276) من طرق عن سلمة بن شبيب به.
قال أبو داود: عبد الله بن إبراهيم شيخ منكر الحديث"
وقال البزار: لا نعلم رواه إلا عبد الله بن إبراهيم، وقد حدّث بأحاديث لم يتابع عليها"
وقال البيهقي: تفرد به عبد الله بن إبراهيم الغفاري هذا"
قلت: ذكره ابن عدي فقال: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات، وقال ابن حبان: كان ممن يأتي عن الثقات المقلوبات وعن الضعفاء الملزقات، وقال الحاكم: يروي عن جماعة من الضعفاء أحاديث موضوعة لا يرويها عنهم غيره.
وإسحاق بن مُحَمَّدْ الأنصاري قال الحافظ في "التقريب": مجهول تفرد عنه الغفاري.
وربيح بن عبد الرحمن مختلف فيه: وثقه ابن حبان، وقال البخاري: منكر الحديث.
ملاحظة: احتباء الرسول صلى الله عليه وسلم ثابت في أحاديث أخرى فانظر "الأحاديث الصحيحة" للألباني 2/ 498
1013 -
حديث أبي بن كعب أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ذكر أحداً فدعا له بدأ بنفسه"
قال الحافظ: وفي الترمذي مصححا من حديث أبي بن كعب: فذكره" (1)
وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه الترمذي من حديث أبي بن كعب رفعه: فذكره" (2)
أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 219 - 220) وأحمد (5/ 121 - 122 و 122) وأبو داود (3984) والترمذي (3385) والنسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف 1/ 25) والطبري في
(1) 2/ 458 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب التشهد في الآخرة)
(2)
13/ 385 (كتاب الدعوات - باب قول الله تبارك وتعالى {وَصَلِّ عَلَيْهِم} [التّوبَة: 103])
"تفسيره"(15/ 288) والطحاوي في "المشكل"(4895 و 4896) والمحاملي في "أماليه"(36) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 3 - 4) وابن حبان (988) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 341) والخطيب في "التاريخ"(6/ 400) وفي "الفقيه"(2/ 151) من طرق عن حمزة بن حبيب الزيات عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أحدا فدعا له بدأ بنفسه، فقال ذات يوم "رحمة الله علينا وعلى موسى، لو لبث مع صاحبه لأبصر العجب ولكنه قال: {إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} [الكهف: 76] ".
ولفظ الخطيب في "التاريخ": "كان إذا ذكر أحدا من الأنبياء بدأ بنفسه"
وهكذا أخرجه بهذا اللفظ مسلم (4/ 1851 - 1852) والنسائي في "الكبرى"(11307)
عن رَقَبَة بن مَصْقَلَة
وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(5/ 122) وابن قانع (1/ 3)
عن قيس بن الربيع
والنسائي في "الكبرى"(5844)
عن إسرائيل بن يونس (1)
ثلاثتهم عن أبي إسحاق به.
وله شاهد عن أبي أيوب أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا بدأ بنفسه.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(4081) من طريق عمران بن هارون الصوفي ثنا ابن لَهيعة عن زهرة بن معبد عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن أبي أيوب به.
قال الهيثمي: وإسناده حسن" المجمع 10/ 152
قلت: بل ضعيف لضعف ابن لهيعة.
1014 -
عن جابر بن سَمُرَة أَنَّ رسول اله صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائما ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب قائما، فمن نبأك أنّه كان يخطب جالسا فقد كذب"
(1) رواه عبيد الله بن موسى الكوفي عن إسرائيل بهذا اللفظ. ورواه مُحَمَّدْ بن يوسف الفِرْيابي عن إسرائيل باللفظ الأول.
أخرجه النسائي (11310)
قال الحافظ: أخرجه مسلم (2/ 589) " (1)
1015 -
حديث جابر أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي إلى سارية في المسجد ويخطب إليها ويعتمد عليها فأمرت عائشة فصنعت له منبره هذا"
قال الحافظ: ثم وجدت في "الأوسط" للطبراني من حديث جابر: فذكره، وإسناده ضعيف" (2)
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5495) عن مُحَمَّدْ بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أحمد بن طارق الويشي ثنا عمرو بن عطية العَوْفي عن أبيه عن جابر به.
وزاد: فلما قام إليه وترك مقامه إلى السارية خارت السارية خُوارا شديدا حين ترك النبي صلى الله عليه وسلم مقامه شوقا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فمشى نبي الله صلى الله عليه وسلم إليه حتى اعتنقها، فلما اعتنقها هدأ الصوت الذي سمعنا.
فقلت: أنت سمعته؟ فقال: أنا سمعته وأهل المسجد، وهي إحدى السواري التي تلي الحجرة.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عطية إلا ابنه، تفرد به أحمد بن طارق"
وقال الهيثمي: وفيه عمرو بن عطية العوفي وهو ضعيف" المجمع 2/ 182
قلت: وأبوه قال أبو حاتم والنسائي وغيرهما: ضعيف.
1016 -
حديث علي أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند مضجعه: اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شرّ ما أنت آخد بناصيته، اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم، اللهم لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك"
قال الحافظ: ولأبي داود والنسائي من حديث علي: فذكره" (3)
يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه:
- فقال عمار بن رُزَيق الكوفي: عن أبي إسحاق عن الحارث وأبي ميسرة عن علي.
(1) 3/ 52 (كتاب الجمعة - باب الخطبة قائما)
(2)
2/ 33 (كتاب الصلاة - باب الصلاة في السطوح)
(3)
13/ 376 (كتاب الدعوات - باب حدثنا أحمد بن يونس)
أخرجه أبو داود (5052) والنسائي في "اليوم والليلة"(767) والطبراني في "الدعاء"(237) وفي "الصغير"(998) وابن السني (713) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 168) والبيهقي في "الاعتقاد"(ص 100) وفي، الدعوات" (354)
قال الطبراني: لم يروه عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة إلا عمار بن رزيق"
وقال النووي: إسناده صحيح" الأذكار ص 86
- وقال يونس بن أبي إسحاق: عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي. ولم يذكر أبا ميسرة.
ذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 165 - 166)
وقال: سألت أبي وأبا زرعة عنه فقالا: هذا حديث خطأ رواه بعض الحفاظ عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل وهو الصحيح، وقال أبي: روى عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة والحارث عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: وحديث الأول أشبه لأنّ عمار بن رزيق سمع من أبي إسحاق بأخرة"
- وقال حماد بن عبد الرحمن الكلبي الكوفي: ثنا أبو إسحاق عن أبيه قال: كتب إليّ عليّ.
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(238)
وأخرجه في "الأوسط"(6775)
وزاد: قال أبو إسحاق: فذكرتها لأبي ميسرة الهمذاني فحدثني بمثلها عن ابن مسعود غير أنّه قال "من شرّ ما أنت باطش بناصيته"
قال الهيثمي: وفيه حماد بن عبد الرحمن الكوفي وهو ضعيف" المجمع 10/ 124
- وقال إسرائيل بن يونس: عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة مرسلا.
أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 252 - 253)
وهذا أصح لأنّ إسرائيل من أثبت الناس في حديث أبي إسحاق وسماعه منه في غاية الإتقان للزومه إياه لأنّه جده وكان خصيصا به (1).
(1) انظر "تجريد أسماء الرواة"(ص 35)
1017 -
حديث أبي أمامة أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الخامشة وجهها، والشَّاقَّةَ جَيبَهَا، والداعية بالويل والثبور"
قال الحافظ: ففي حديث أبي أمامة عند ابن ماجه وصححه ابن حبان: فذكره" (1)
أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 290) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: ثنا القاسم ومكحول عن أبي أمامة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الخامشة وجهها، والشاقة جيبها.
وأخرجه ابن ماجه (1585) وابن حبان (3156) والطبراني في "الكبير"(7591 و 7775) من طرق عن أبي أسامة به.
زاد ابن ماجه وابن حبان "والداعية بالويل والثبور"
ولم يذكر ابن حبان "والثبور"
ووقع عنده "عن مكحول وغيره عن أبي أمامة"
قال البوصيري: هذا إسناد صحيح" مصباح الزجاجة 2/ 46
قلت: عبد الرحمن بن يزيد الذي يروي أبو أسامة عنه هو ابن تميم لا ابن جابر، غلط فيه أبو أسامة.
قال أبو داود: عبد الرحمن بن يزيد بن تميم متروك الحديث، حدّث عنه أبو أسامة وغلط في اسمه قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الشامي، وكل ما جاء عن أبي أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد، فإنما هو ابن تميم.
وقال موسى بن هارون: روى أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وكان ذلك وهما منه رحمه الله، هو لم يلق ابن جابر وإنما لقي عبد الرحمن بن يزيد بن تميم فظنّ أنّه ابن جابر، وابن جابر ثقة، وابن تميم ضعيف (2).
1018 -
حديث أبي هريرة أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الرجل يلبس لِبْسَةَ المرأة"
قال الحافظ: وقد صحح الحاكم من حديث أبي هريرة: فذكره" (3)
حسن
(1) 3/ 409 (كتاب الجنائز - باب ما ينهى من الويل)
(2)
انظر تهذيب الكمال 17/ 482 و 18/ 8
(3)
12/ 377 (كتاب اللباس - باب من جر ثوبه من الخيلاء)
أخرجه أحمد (2/ 325) وأبو داود (4098) والنسائي في "الكبرى"(9253) وابن حبان (5751 و 5752) من طرق عن سليمان بن بلال المدني عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لِبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل.
وإسناده حسن، سليمان وأبو صالح ذكوان ثقتان، وسهيل صدوق.
ولم ينفرد سليمان بن بلال به بل تابعه زهير بن مُحَمَّدْ التميمي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة به.
أخرجه الحاكم (4/ 194) من طريق عمرو بن أبي سلمة التنيسي عن زهير بن مُحَمَّدْ به.
وقال: صحيح على شرط مسلم"
قلت: لم يخرج مسلم رواية عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن مُحَمَّدْ، وقد تكلم أحمد وغيره في رواية عمرو بن أبي سلمة وغيره من الشاميين عن زهير بن مُحَمَّدْ.
1019 -
حديث فاطمة بنت قيس أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجعل لها سُكنى ولا نفقة"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (2/ 1118 - 1119) من طريق أبي إسحاق: كنت مع الأسود بن يزيد في المسجد فحدّث الشعبي بحديث فاطمة بنت قيس: فذكره" (1)
1020 -
عن ابن عباس أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يوقت في الخمر حدا"
قال ابن عباس: وشرب رجل فسكر، فانطلق به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما حاذى دار العباس انفلت فدخل على العباس فالتزمه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فضحك ولم يأمر فيه بشيء.
قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي بسند قوي عن ابن عباس: فذكره، وأخرج الطبري من وجه آخر عن ابن عباس "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر إلا أخيرا، ولقد غزا تبوك فغشي حجرته من الليل سكران، فقال "ليقم إليه رجل فيأخذ بيده حتى يرده إلى رحله" (2)
أخرجه أحمد (1/ 322) والنسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف 5/ 167) والمزي (26/ 159)
(1) 11/ 406 (كتاب الطلاق - قصة فاطمة بنت قيس)
(2)
15/ 77 (كتاب الحدود - باب الضرب بالجريد والنعال)
عن رَوْح بن عبادة البصري
وأبو داود (4476) والنسائي في "الكبرى"(5/ 167) والحاكم (4/ 373) والبيهقي (8/ 314) والمزي (26/ 159)
عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد
قالا: ثنا ابن جريج أني مُحَمَّدْ بن علي بن رُكَانة (1) أني عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يوقت في الخمر حدا. قال ابن عباس: فشرب رجل فسكر، فلقي يميل في الفج، فانطلق به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما حاذى بدار العباس انفلت فدخل على العباس فالتزمه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضحك، وقال "فعلها" ثم لم يأمر فيه بشيء. اللفظ للبيهقي.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وأسند البيهقي عن ابن المديني قال: مُحَمَّدْ بن علي بن ركانة مجهول"
قلت: وذكره ابن حبان في "الثقات".
قال البيهقي: وقد روى معنى هذا الحديث مُحَمَّدْ بن إسحاق بن يسار عن مُحَمَّدْ بن طلحة بن يزيد بن ركانة.
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالوا: ثنا أبو العباس مُحَمَّدْ بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن مُحَمَّدْ بن إسحاق ثني مُحَمَّدْ بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن عكرمة عن ابن عباس قال: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر إلا أخيرا. لقد غزا غزوة تبوك فغشى حجرته من الليل أبو علقمة بن الأعور السلمي وهو سكران حتى قطع بعض عرى الحجرة فقال "من هذا؟ " فقيل: أبو علقمة سكران، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليقم إليه رجل منكم فليأخذ بيده حتى يرده إلى رحله".
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 224) من طريق رضوان بن أحمد الصيدلانى أنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي به.
والعطاردي مختلف فيه وأكثر على تضعيفه.
1021 -
عن عبيد الله بن كعب أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمَّا رجع من طلب الأحزاب وجمع عليه اللأمة واغتسل واستجمر تبدى له جبريل فقال: عذيرك من محارب،
(1) هو مُحَمَّدْ بن علي بن يزيد بن ركانة.
فوثب فزعا فعزم على الناس أن لا يصلوا العصر حتى يأتوا بني قريظة، قال: فلبس الناس السلاح فلم يأتوا قريظة حتى قربت الشمس، قال: فاختصموا عند غروب الشمس، فصلّت طائفة العصر وتركتها طائفة وقالت: إنا في عزمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس علينا إثم، فلم يعنّف واحدا من الفريقين"
قال الحافظ: أخرجه الطبراني والبيهقي في "الدلائل" بإسناد صحيح إلى الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن عمه عبيد الله بن كعب: فذكره، وأخرجه الطبراني من هذا الوجه موصولا بذكر كعب بن مالك فيه، وللبيهقي من طريق القاسم بن مُحَمَّدْ عن عائشة نحوه مطولاً وفيه "فصلّت طائفة إيمانا وأحتسابا، وتركت طائفة إيمانا واحتسابا"(1)
يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:
- فقال شعيب بن أبي حمزة: ثنا الزهري أني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أنّ عمه عبيد الله بن كعب أخبره أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من طلب الأحزاب وضع عنه اللأمة واغتسل واستجمر فَتَبدا له جبريل عليه السلام فقال: عذيرك من محارب ألا أراك قد وضعت اللأمة وما وضعناها بعد، قال: فوثب رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا، فعزم على الناس ألا يصلوا صلاة العصر حتى يأتوا بني قريظة، قال: فلبس الناس السلاح، فلم يأتوا بني قريظة حتى غربت الشمس، فاختصم الناس عند غروب الشمس، فقال بعضهم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزم علينا أنْ لا نصلي حتى نأتي بني قريظة، فإنما نحن في عزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس علينا إثم، وصلى طائفة من الناس احتسابا، وتركت طائفة منهم الصلاة حتى غربت الشمس، فصلوها حين جاءوا بني قريظة احتسابا، فلم يعنّف رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا من الفريقين.
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(4/ 7 - 8) عن الحاكم وأبي بكر أحمد بن الحسن الحِيرِي القاضي قالا: ثنا أبو العباس مُحَمَّدْ بن يعقوب ثنا مُحَمَّدْ بن خالد بن خَلِي ثنا بشر بن شعيب عن أبيه به.
وأخرجه الواحدي في "الوسيط"(3/ 466) عن الحيري به.
وهذا مرسل رواته ثقات.
- ورواه الوليد بن مسلم عن مرزوق بن أبي الهذيل عن الزهري واختلف عنه:
(1) 8/ 412 (كتاب المغازي - باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب)
• فقال دُحيم: ثنا الوليد بن مسلم ثنا مرزوق بن أبي الهذيل عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن عمه عبيد الله بن كعب عن كعب بن مالك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من طلب الأحزاب نزع لأمته واغتسل واستجمر"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 79 - 80)
وتابعه.
1 -
أبو الوليد أحمد بن عبد الرحمن بن بكار بن عبد الملك بن بشر بن أبي أرطأة القرشي العامري ثنا الوليد بن مسلم به.
أخرجه ابن نصر في "الصلاة"(1/ 247)
2 -
علي (1) بن بحر القطان ثنا الوليد بن مسلم به.
أخرجه العقيلي (4/ 209) والطبراني (19/ 79 - 80) وفي "مسند الشاميين"(2918)
قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير ابن أبي الهذيل وهو ثقة" المجمع 6/ 140
• وقال إسحاق بن راهويه في "مسنده"(المطالب 4272): أنا الوليد بن مسلم عن مرزوق بن أبي الهذيل عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك.
لم يذكر عبيد الله بن كعب.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8191) عن موسى بن هارون البزاز ثنا إسحاق بن راهويه به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الزهري إلا مرزوق بن أبي الهذيل، تفرد به الوليد بن مسلم"
وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 6/ 140
وقال الحافظان العسقلاني والبوصيري: إسناده حسن" المطالب 4/ 402 - مختصر الإتحاف 7/ 27
قلت: مرزوق مختلف فيه، والباقون ثقات.
(1) هكذا رواه إبراهيم بن مُحَمَّدْ بن الهيثم والحسين بن إسحاق التستري عن علي بن بحر به.
وخالفهما مُحَمَّدْ بن الحسن بن زياد فرواه عن علي بن بحر ولم يذكر كعب بن مالك.
أخرجه ابن عدي (6/ 2438)
- ورواه مَعْمَر عن الزهري عن سعيد بن المسيب مرسلا.
أخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(436) عن الطبراني ثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر به.
ورواته ثقات.
وأما حديث عائشة فأخرجه الحاكم (3/ 34 - 35) وعنه البيهقي في "الدلائل"(4/ 8 - 10) قال: أنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ثنا مُحَمَّدْ بن موسى بن حماد البربري ثنا مُحَمَّدْ بن إسحاق أبو عبد الله المُسَيَّبي ثنا عبد الله بن نافع ثنا عبد الله بن عمر عن أخيه عبيد الله بن عمر عن القاسم بن مُحَمَّدْ عن عائشة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندها فسلّم علينا رجل ونحن في البيت،
…
وذكرت الحديث وفيه طول.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فإنهما قد احتجا بعبد الله بن عمر العُمَري في الشواهد ولم يخرجاه
قلت: البربري قال الدارقطني: ليس بالقوي، وعبد الله بن عمر العمري مختلف فيه ولم يخرج له البخاري شيئا، وعبد الله بن نافع الصائغ تكلموا في حفظه ولم يخرج له البخاري أيضا شيئا.
ولم ينفرد به بل تابعه:
1 -
عبد الرحمن بن أشرس الأنصاري عن عبد الله بن عمر به.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8813) عن المِقدام بن داود الرُّعَيْني ثنا عمي سعيد بن عيسى ثنا عبد الرحمن بن أشرس به.
وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(437) عن الطبراني به.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(4/ 10) من طريق أبي الحسن علي بن مُحَمَّدْ المصري ثنا مقدام بن داود به.
قال عبد الله بن عمر: أني يحيى بن سعيد عن عَمرة عن عائشة مثله.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلا أخوه عبد الله، ولا رواه عن عبد الله إلا عبد الرحمن بن أشرس ورَوْح بن عبادة"
وقال الهيثمي: ومقدام بن داود ضعيف" المجمع 6/ 141
2 -
رَوْح بن عبادة.
أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(522) مختصرا.
3 -
عبد الرحمن بن مهدي.
أخرجه أبو بكر الشافعي (522) مختصرا.
واختلف فيه على عبد الله بن عمر العمري
- فرواه خالد بن مخلد عن عبد الله بن عمر عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة مختصرا.
أخرجه أبو بكر الشافعي (523)
- ورواه سعيد بن أبي مريم عن عبد الله بن عمر عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة مختصرا.
أخرجه أبو بكر الشافعي (524)
1022 -
عن أبي هريرة أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بين ضَجْنَان وعُسْفَان فقال المشركون: إنّ لهؤلاء صلاة هي أحبُّ إليهم من أبنائهم" فذكر الحديث في نزول جبريل لصلاة الخوف.
قال الحافظ: وروى أحمد والترمذي وصححه النسائي من طريق عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة: فذكره" (1)
حسن
أخرجه أحمد (2/ 522) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا سعيد بن عُبَيد الهُنَائي ثنا عبد الله بن شقيق ثنا أبو هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بين ضَجْنَان وعُسْفَان فقال المشركون: إنْ لهم صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم وهي العصر فأجمعوا أمركم فميلوا عليهم ميلة واحدة، وإنّ جبريل عليه السلام أتي النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أنْ يقسم أصحابه شطرين فيصلي ببعضهم وتقوم الطائفة الأخرى وراءهم وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ثم تأتي الأخرى فيصلون معه ويأخذ هؤلاء حذرهم وأسلحتهم لتكون لهم ركعة ركعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان.
(1) 8/ 427 (كتاب المغازي - باب غزوة ذات الرقاع)
وأخرجه الترمذي (3035) والنسائي (3/ 141 - 142) وفي "الكبرى"(1932) والطبري في "تفسيره"(5/ 248 - 249) وابن حبان (2872) من طرق عن عبد الصمد بن عبد الوارث به.
قال البخاري: حديث عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة حسن" علل الترمذي 1/ 103
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة"
قلت: وهو كما قالا، فسعيد صدوق، وعبد الصمد وعبد الله ثقتان.
1023 -
حديث ابن عباس أَنَّ رهطاً من اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم ومعهم امرأة فقالوا: يا مُحَمَّدْ، ما أنزل عليك في الزنا؟
قال الحافظ: وقع عند الطبراني من حديث ابن عباس: فذكره. زاد الطبري في حديث ابن عباس "ائتوني برجلين من علماء بني إسرائيل" فأتوه برجلين أحدهما شاب والآخر شيخ قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر.
وقال: وفي حديث ابن عباس عند الطبراني: إنا كنا شببة وكان في نسائنا حسن وجه فكثر فينا فلم يقم له فصرنا نجلد.
وقال: وفي حديث ابن عباس عند الطبراني: فلما وجد مسّ الحجارة قام على صاحبته يحنى عليها يقيها الحجارة حتى قتلا جميعا، فكان ذلك مما صنع الله لرسوله في تحقيق الزنا منهما" (1)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11875) عن عبدان بن أحمد وزكريا بن يحيى الساجي قالا: ثنا الوليد بن عمرو بن سُكَيْن ثنا سعيد بن سفيان الجَحْدري ثنا سعيد بن عبيد الله بن حية عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رهطاً أتوا النبي صلى الله عليه وسلم جاءوا معهم بامرأة فقالوا: يا مُحَمَّدْ، ما أنزل عليك في الزنا؟ قال "اذهبوا فائتوني برجلين من علماء بني إسرائيل" فأتوه برجلين أحدهما شاب فصيح والآخر شيخ قد سقط حاجبه على عينه حتى يرفعهما بعصاب، فقال "أنشدكما الله لما أخبرتمونا بما أنزل الله على موسى في الزاني" قالا: نشدتنا بعظيم وإنا نخبرك، إن الله أنزل على موسى في الزاني الرجم، وإنا كنا قوما شببة وكانت نساؤنا حسنة وجوهها، وإنّ ذلك كثر فينا فلم نقم له، فصرنا نجلد والتعيير، فقال "اذهبوا بصاحبتكم فإذا وضعت ما في بطنها فارجموها"
(1) 15/ 182 و 183 و 184 (كتاب الحدود - باب أحكام أهل الذمة)
قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 271
قلت: الوليد بن عمرو قال النسائي: لا بأس به، وسعيد بن سفيان مختلف فيه، وسعيد بن عبيد الله لم أر من ترجمه، والباقون ثقات.
وللحديث طريق أخرى أخرجها الطبري في "تفسيره"(6/ 237) عن المثنى بن إبراهيم الآملي
والطبراني في "الكبير"(13033) عن بكر بن سهل الدمياطي
قالا: ثنا عبد الله بن صالح ثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا} [المَائدة: 41] هم اليهود، زنت منهم امرأة، وكان الله قد حكم في التوراة في الزنا بالرجم، فنفسوا أنْ يرجموها، وقالوا: انطلقوا إلى مُحَمَّدْ فعسى أنْ يكون عنده رخصة، فإنْ كانت عنده رخصة فاقبلوها، فأتوه فقالوا: يا أبا القاسم إنْ امرأة منا زنت فما تقول فيها؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "كيف حكم الله في التوراة في الزاني؟ " فقالوا: دعنا من التوراة، ولكن ما عندك في ذلك؟ فقال "ائتوني بأعلمكم بالتوراة التي أنزلت على موسى، فقال لهم: بالذي نجاكم من آل فرعون، وبالذي فلق لكم البحر فأنجاكم وأغرق آل فرعون إلا أخبرتموني ما حكم الله في التوراة في الزاني؟ " قالوا: حكمه الرجم، فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجمت.
قال الهيثمي: وعلي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس" المجمع 7/ 15
قلت: وعبد الله بن صالح كاتب الليث مختلف فيه (1).
1024 -
عن أنس أنّ سائلا سأل عن وقت الصلاة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالاً فأذن حين طلع الفجر.
قال الحافظ: أخرجه النسائي وإسناده صحيح" (2)
صحيح
أخرجه ابن أبي شيبة (3199) وأحمد (3/ 121 و 182 و 189) والبزار (كشف 380) والنسائي (1/ 217) وفي "الكبرى"(1526) وأبو يعلى (3801 و 3862) وابن المنذر في "الأوسط"(2/ 347) والبيهقي (1/ 377 - 378) من طرق عن حُميد عن أنس أنّ رجلا سأل
(1) انظر حديث: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجم اليهوديين عند باب المسجد.
(2)
2/ 243 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب الأذان بعد الفجر)
النبي صلى الله عليه وسلم عن وقت صلاة الفجر، فأمر بلالاً فأذن لصلاة الفجرُ، ثم أقام فصلّى، فلما كان من الغد، أخر حتى أسفر، ثم أمره فأقام فصلّى، فلما فرغ قال "أين السائل؟ " فقام الرجل، فقال "ما بين هذا وهذا وقت".
وإسناده صحيح كما قال الحافظ، وحميد هو الطويل.
قال البيهقي: وروينا معناه في حديث بُريدة بن الحصيب عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث صحيح"
قلت: حديث بريده أخرجه مسلم (613)
1025 -
حديث أبي هريرة أَنَّ سعد بن عبادة قال: يا رسول الله، أرأيت إنْ وجدت مع امرأتي رجلا أمهل حتى آتى بأربعة شهداء؟. الحديث
قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة عند مسلم (1498): فذكره، وله من وجه آخر: فقال سعد: كلا والذي بعثك بالحق، إنْ كنت لأعاجله بالسيف قبل ذلك. ولأبي داود (4532) من هذا الوجه: أنّ سعد بن عبادة قال: يا رسول الله، الرجل يجد مع أهله رجلا فيقتله؟ قال "لا" قال: بلى والذي كرمك بالحق" (1)
1026 -
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أَنَّ عاصم بن عدي لما نزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} [النُّور: 4] قال: يا رسول الله، أين لأحدنا أربعة شهداء؟ فابتلي به في بنت أخيه.
قال الحافظ: وذكر ابن مردويه أنّها بنت أخي عاصم، فأخرج من طريق الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: فذكره، وفي سنده مع إرساله ضعف.
وقال: وعند ابن مردويه في مرسل ابن أبي ليلى المذكور أنّ الرجل الذي رمى عويمر امرأته به هو شريك بن سحماء" (2)
مرسل
1027 -
عن عبيد الله بن عبد الله أَنَّ عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان طَلَّقَ بنت سيد بن زيد البتة، وأمها حزمة بنت قيس فأمرتها خالتها فاطمة بنت قيس بالانتقال، فسمع بذلك مروان فأنكر، فدكرت أَنّ خالتها أخبرتها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أفتاها بذلك، فأرسل مروان قبيصة بن ذؤيب إلى فاطمة يسألها عن ذلك فذكرت الحديث"
(1) 15/ 190 (كتاب الحدود - باب من رأى مع امرأته رجلا فقتله)
(2)
11/ 371 (كتاب الطلاق - باب اللعان)
قال الحافظ: أخرجه النسائي (6/ 175 - 176) من طريق شعيب عن الزهري: أخبرني عبيد الله بن عبد الله: فذكره، وأخرجه مسلم (4/ 1117) من طريق مَعْمَر عن الزهري دون ما في أوله، وزاد: فقال: مروان لم يسمع هذا الحديث إلا من امرأة فسنأخذ بالعصمة التي وجدنا عليها الناس" (1)
1028 -
عن حُضَير بن المنذر أَنَّ عثمان أمر علياً بجلد الوليد بن عقبة في الخمر، فقال لعبد الله بن جعفر: اجلده، فجلده، فلما بلغ أربعين قال: أمسك، جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين، وجلد أبو بكر أربعين، وجلد عمر ثمانين، وكل سنة، وهذا أحبّ إليّ.
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1707) " (2)
1029 -
عن قتادة أَنَّ عروة بن مسعود لما دعا قومه إلى الإِسلام فَرُمي بسهم فقتل فعفا عن قاتله قبل أن يموت فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم عفوه.
قال الحافظ: وقد أخرج أبو بكر بن أبي شيبة من مرسل قتادة: فذكره" (3)
مرسل
أخرجه ابنْ أبي شيبة (9/ 324) عن مُحَمَّدْ بن بشر العبدي ثنا سعيد عن قتادة أنّ عروة بن مسعود الثقفي دعا قومه إلى الله ورسوله فرماه رجل منهم بسهم، فمات فعفا عنه، فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأجاز عفوه وقال "هو كصاحب ياسين"
ورواته ثقات، وسعيد هو ابن أبي عَروبة
1030 -
عن حفصة بنت عمر أنّ عُطارِد بن حَاجِب جاء بثوب من ديباج كساه اياه كسرى، فقال عمر: ألا أشتريه لك يا رسول الله؟.
قال الحافظ: وأخرج الطبراني من طريق أبي مِجْلَز عن حفصة بنت عمر: فذكره، ومن طريق عبد الرحمن بن عمرو بن معاذ عن عطارد نفسه أنّه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثوب ديباج كساه إياه كسرى" (4)
حديث حفصة أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 351) وإسحاق (1989) وأحمد (6/ 288)
(1) 11/ 403 (كتاب الطلاق - قصة فاطمة بنت قيس)
(2)
15/ 74 (كتاب الحدود - باب الضرب بالجريد والنعال)
(3)
15/ 232 (كتاب الديات - باب العفو في الخطأ بعد الموت)
(4)
12/ 414 (كتاب اللباس - باب الحرير للنساء)
والنسائي في "الكبرى"(9616) والطبراني في "الكبير"(23/ 206 و 216) من طرق عن حماد بن سلمة ثنا أنس بن سيرين عن أبي مِجْلَز عن حفصة أنّ عطارد بن حاجب جاء بثوب ديباج كساه إياه كسرى، فقال عمر: ألا أشتريه لك يا رسول الله؟ قال "إنما يلبسه من لا خلاق له"
ورواته ثقات، وأبو مجلز واسمه لاحق بن حُميد لم يذكر سماعا من حفصة فلا أدري أسمع منها أم لا.
وحديث عطارد أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 15 - 16) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن زياد عن عبد الرحمن بن عمرو بن معاذ عن عطارد بن حاجب أنّه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثوب ديباج كساه إياه كسرى، فدخل أصحابه فقالوا: أنزلت عليك من السماء؟ قال "وما تعجبون من ذا، لمنديل من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا، ثم قال: يا غلام اذهب به إلى أبي جَهْم بن حذيفة وقل له يبعث إليّ بالخميصة".
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5596) عن الطبراني به.
قال الهيثمي: ررجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وهو ثقة" المجمع 9/ 309 - 310
قلت: رواته ثقات، وعبد الرحمن بن عمرو لم يذكر سماعا من عطارد فلا أدري أسمع منه أم لا، ومحمد بن زياد هو الجُمَحي.
1031 -
حديث ابن عباس أَنَّ علياً ناول النبي صلى الله عليه وسلم التراب فرمى به في وجوه المشركين يوم حنين"
قال الحافظ: وللبزار من حديث ابن عباس: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه البزار (كشف 1831) عن إسماعيل بن سيف القطعي ثنا يونس بن أرقم ثنا الأعمش عن سِماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس به.
وقال: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن سيف وهو ضعيف" المجمع 6/ 183
(1) 9/ 93 (كتاب المغازي باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التّوبَة:25])
قلت: والأعمش مدلس وقد عنعن، وسماك تكلموا في روايته عن عكرمة.
1032 -
عن الحسن البصري أَنَّ عمر بن الخطاب أراد أنْ ينهى عن حلل الحبرة لأنّها تصبغ بالبول، فقال له أُبَي: ليس ذلك لك، فقد لبسهنّ النبي صلى الله عليه وسلم ولبسناهنّ في عهده.
قال الحافظ: أخرجه أحمد، والحسن لم يسمع من عمر" (1)
ضعيف
أخرجه أحمد (5/ 142 - 143) عن هُشيم أنبا يونس عن الحسن أنّ عمر أراد أنْ ينهى عن متعة الحج فقال له أُبَي: ليس ذاك لك، قد تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينهنا عن ذلك، فأضرب عن ذلك عمر، وأراد أنْ ينهى عن حلل الحبرة لأنها تصبغ بالبول فقال له أُبَي: ليس ذلك لك، قد لبسهنّ النبي صلى الله عليه وسلم ولبسناهنّ في عهده.
ورواته ثقات إلا أنّه منقطع.
قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ الحسن لم يسمع من عمر" المجمع 5/ 128
1033 -
حديث جابر أنّ عمر قام إلي النبي صلى الله عليه وسلم فَقَبَّلَ يده.
ذكر الحافظ أنّ أبا بكر بن المقرىء أخرجه في جزء "تقبيل اليد"(2).
ضعيف
أخرجه أبو الشيخ في "حديثه"(77) وابن المقرئ في "تقبيل اليد"(11) من طريق عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر به.
وإسناده ضعيف. قائد الأعمش قال البخاري: في حديثه نظر، وقال أبو داود: عنده أحاديث موضوعة.
وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: في حديثه عن الأعمش وهم كثير، واختلف فيه ابن حبان فمرّة ذكره في "الثقات" ومرّة ذكره في "الضعفاء"، وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف.
(1) 12/ 391 (كتاب اللباس - باب البرود)
(2)
13/ 296 (كتاب الاستئذان - باب الأخذ باليدين)
1034 -
عن الشعبي أَنَّ عمر كان يأتي اليهود فيسمع من التوراة فيتعجب كيف تصدّق ما في القرآن، فمرّ بهم النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: نشدتكم بالله أتعلمون أنّه رسول الله؟ فقال له عالمهم: نعم نعلم أنّه رسول الله، قال: فلم لا تتبعونه؟ قالوا: إنّ لنا عدوا من الملائكة وسلما وإنّه قرن بنبوته من الملائكة عدونا، فذكر الحديث وأنّه لحق النبي صلى الله عليه وسلم فتلا عليه الآية"
قال الحافظ: وروى الطبري من طريق الشعبي: فذكره، وأورده من طريق قتادة عن عمر نحوه، وأورد ابن أبي حاتم والطبري أيضا من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى أنّ يهوديا لقي عمر فقال: إنّ جبريل الذي يذكره صاحبكم عدو لنا، فقال عمر {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)} [البقرة: 98] فنزلت على وفق ما قال. وهذه طرق يقوي بعضها بعضا" (1)
مرسل
وحديث الشعبى له عنه طريقان:
الأول: يرويه داود بن أبي هند عن الشعبي قال: نزل عمر الرُّوْحَاء، فرأى رجالا يبتدرون أحجارا يصلون إليها، فقال: ما هؤلاء؟ قالوا: يزعمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ههنا، فكره ذلك وقال: إنما رسول الله صلى الله عليه وسلم أدركته الصلاة بوادٍ فصلى ثم ارتحل فتركه، ثم أنشأ يحدثهم فقال: كنت أشهد اليهود يوم مدارسهم فأعجب من التوراة كيف تصدق الفرقان ومن الفرقان كيف يصدق التوراة، فبينما أنا عندهم ذات يوم قالوا: يا ابن الخطاب ما من أصحابك أحد أحبّ إلينا منك، قلت: ولم ذلك؟ قالوا: إنك تغشانا وتأتينا، قال: قلت: إني آتيكم فأعجب، من الفرقان كيف يصدق التوراة ومن التوراة كيفي تصدق الفرقان، قال: ومرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا ابن الخطاب ذاك صاحبكم فالحق به، قال: فقلت لهم عند ذلك: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو وما استرعاكم من حقه واستودعكم من كتابه أتعلمون أنّه رسول الله؟ قال: فسكتوا، قال: فقال عالمهم وكبيرهم: إنّه قد عظم عليكم فأجيبوه، قالوا: أنت عالمنا وسيدنا فأجبه أنت، قال: أما إذا انشدتنا به فإنا نعلم أنّه رسول الله؛ قال: قلت: ويحكم: أي هلكتم، قالوا: إنا لم نهلك، قال: قلت: كيف ذاك، وأنتم تعلمون أنّه رسول الله، ثم لا تتبعونه ولا تصدقونه، قالوا: إنّ لنا عدوا من الملائكة وسلما من الملائكة، وإنه قرن به عدونا من الملائكة، قال: قلت: ومن عدوكم ومن سلمكم؟ قالوا: عدونا جبريل وسلمنا ميكائيل، قال: قلت: وفيم عاديتم جبريل وفيم
(1) 9/ 233 (كتاب التفسير - سورة البقرة - باب من كان عدوا لجبريل)
سالمتم ميكائيل؟ قالوا: إنّ جبريل ملك الفظاظة والغلظة والإعسار والتشديد والعذاب ونحو هذا، وإن ميكائيل ملك الرأفة والرحمة والتخفيف ونحو هذا، قال: قلت: وما منزلتهما من ربهما؟ قالوا: أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره، قال: قلت: فوالله الذي لا إله إلا هو إنّهما والذي بينهما لعدو لمن عاداهما وسلم لمن سالمهما، ما ينبغي لجبريل أنْ يسالم عدو ميكائيل، ولا لميكائيل أنْ يسالم عدو جبريل، قال: ثم قمت فاتبعت النبي صلى الله عليه وسلم فلحقته وهو خارج من خرفة لبني فلان، فقال لي "يا ابن الخطاب ألا أقرئك آيات نزلن؟ " فقرأ عليّ {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} [[البَقَرَة: 97] حتى قرأ الآيات، قال: قلت: بأبي وأمي يا رسول الله والذي بعثك بالحق لقد جئت وأنا أريد أنْ أخبرك الخبر فأسمع اللطيف الخبير قد سبقني إليك بالخبر.
أخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 3536) والطبري في "تفسيره"(1/ 433 - 434 و 434) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 15 - 16) من طرق عن داود به.
وهو مرسل رواته ثقات.
قال الحافظ: هذا حديث مرسل صحيح الإسناد"
وقال البوصيري: رواه إسحاق بن راهويه مرسلا بسند صحيح" مختصر الإتحاف 8/ 350
الثاني: يرويه مُجالد بن سعيد الهمداني عن الشعبي قال: انطلق عمر إلى يهود فقال: إني أنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تجدون محمدا في كتابكم؟ قالوا: نعم، قال: فما يمنعكم أنْ تتبعوه؟ قالوا: إنّ الله لم يبعث رسولا إلا كان له كفل من الملائكة، وإنّ جبريل هو الذي يتكفل لمحمد، وهو عدونا من الملائكة، وميكائيل سلمنا فلو كان هو الذي يأتيه اتبعناه، قال: فإني أنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى ما منزلتهما من رب العالمين؟ قالوا: جبريل عن يمينه، وميكائيل عن جانبه الآخر، فقال: إني أشهد ما يقولان إلا بإذن الله، وما كان لميكائيل أنْ يعادي سلم جبريل، وما كان جبريل ليسالم عدو ميكائيل، فبينما هو عندهم إذ مرّ النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: هذا صاحبك يا ابن الخطاب، فقام إليه فأتاه وقد أنزل عليه {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [[البَقَرَة: 97] إلى قوله {فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البَقَرَة: 98].
أخرجه الطبري (1/ 435)
عن أبي زهير عبد الرحمن بن مَغْرَاء الكوفي
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1/ 290 - 291)
عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي
كلاهما عن مجالد به.
وإسناده ضعيف لضعف مجالد.
وأما حديث قتادة فله عنه طريقان:
الأول: يرويه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ عمر بن الخطاب انطلق ذات يوم إلى اليهود، فلما أبصروه رحبوا به، فقال لهم عمر: أما والله ما جئت لحبكم ولا للرغبة فيكم، ولكن جئت لأسمع منكم، فسألهم وسألوه، فقالوا: من صاحب صاحبكم؟ فقال لهم: جبريل، فقالوا: ذاك عدونا من أهل السماء يطلع محمداً على سِرِّنا، وإذا جاء جاء بالحرب والسنة، ولكن صاحب صاحبنا ميكائيل، وكان إذا جاء جاء بالخصب وبالسلم، فقال لهم عمر: أفتعرفون جبريل وتنكرون محمدا، ففارقهم عمر عند ذلك وتوجه نحو رسوِل الله صلى الله عليه وسلم ليحدثه حديثهم، فوجده قد أنزل عليه هذه الآية {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [البَقَرَة: 97].
أخرجه الطبري (1/ 434) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا سعيد به.
ورواته ثقات لولا إرساله.
الثاني: يرويه أبو جعفر الرازي عن قتادة قال: بلغنا أنّ عمر بن الخطاب أقبل على اليهود يوما فذكر نحوه.
أخرجه الطبري (1/ 434) عن المثنى بن إبراهيم الآملي ثنا آدم - هو ابن أبي إياس - ثنا أبو جعفر به.
وهذا مرسل أيضا، والمثنى لم أقف له على ترجمة، وأبو جعفر مختلف فيه، وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره، واختلف فيه قول أحمد، وآدم وقتادة ثقتان.
وأما حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى فأخرجه الطبري (1/ 439)
عن عبد الله بن أبي جعفر الرازي
وابن أبي حاتم (1/ 291)
عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدَّشْتكي
كلاهما عن أبي جعفر الرازي عن حُصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي ليلي أنّ يهوديا لقي عمر بن الخطاب فقال: إنّ جبريل الذي يذكره صاحبكم عدو لنا، فقال له
عمر: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)} [البقرة: 98] قال: فنزلت على لسان عمر.
وهذا مرسل أيضا.
1035 -
"أنّ عمر لما وُلِيَّ وثاق الأسرى شَدَّ وثاق العباس، فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم يئن، فلم يأخذه النوم، فبلغ الأنصار فأطلقوا العباس"
قال الحافظ: وروى ابن عائذ في "المغازي" من طريق مرسل: فذكره" (1)
مرسل
أخرجه ابن عساكر (ترجمة العباس بن عبد المطلب ص 120) من طريق ابن عائذ أني الوليد بن مسلم عن الأوزاعي ثني يحيى بن أبي كثير أنّه لما كان يوم بدر أسر المسلمون من المشركين سبعين رجلا، فكان ممن أسر عباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فولي وثاقه عمر بن الخطاب، فقال عباس: أما والله يا عمر، ما يحملك على شدة وثاقي إلا لطمتي إياك في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: والله ما زادتك تلك عليّ إلا كرامة، ولكن الله أمرنا بشد الوثاق، قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع أنين العباس فلا يأتيه النوم، فقالوا: يا رسول الله ما يمنعك من النوم؟ فقال "كيف أنام وأنا أسمع أنين عمي" قال: فزعموا أنّ الأنصار أطلقوه من وثاقه وباتت تحرسه.
ورواته ثقات إلا أنّ الوليد بن مسلم كان مدلسا وقد عنعن.
1036 -
عن عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّدْ بن عمرو بن حزم عن أبيه أَنَّ في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم في العقول أنّ العشر مائة من الإبل، وفيه: وفي اليد خمسون، وفي الرجل خمسون، وفي كل أصبع مما هنالك عشر من الإبل.
قال الحافط: وكتاب عمرو بن حزم أخرجه مالك في "الموطأ" عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه: فذكره، ووصله أبو داود في "المراسيل" والنسائي من وجه آخر عن أبي بكر بن مُحَمَّدْ بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده مطولا، وصححه ابن حبان، وأعلّه أبو داود والنسائي" (2)
انظر حديث "إنّ في كل ثلاثين بقرة تبيعا"
(1) 8/ 324 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب حدثني خليفة)
(2)
15/ 247 (كتاب الديات - باب دية الأصابع)
1037 -
حديث أبي سعيد أَنَّ قتيلا وجد بين حيين فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقاس إلى أيهما أقرب، فألقى ديته على الأقرب.
قال الحافظ: حديث أبي سعيد عند أحمد: فذكره، سنده ضعيف" (1)
ضعيف
أخرجه الطيالسي (ص 292) عن أبي إسرائيل عن عطية عن أبي سعيد أنّ قتيلا وجد بين حيين فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يقاس إلى أيهما أقرب، فوجد أقرب إلى أحد الحيين بشبر.
قال أبو سعيد: كأني انظر إلى شبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألقى ديته عليهم.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 126)
وأخرجه البزار (كشف 1534) والعقيلي (1/ 76) وابن عدي (1/ 287) والبيهقي (8/ 126) من طرق عن أبي إسرائيل الملائي به.
قال أحمد بن حنبل: حديث منكر" الجرح والتعديل 1/ 1/ 166
وقال البزار: لا نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، وأبو إسرائيل ليس بالقوي"
وقال العقيلي: ما جاء به غير أبو إسرائيل الملائي وليس له أصل"
وقال البيهقي: تفرد به أبو إسرائيل عن عطية العَوْفي وكلاهما لا يحتج به"
وقال في "الصغرى"(3/ 259): حديث ضعيف، أبو إسرائيل الملائي وعطية العوفى غير محتج بهما"
وقال الهيثمي: وفيه عطية العوفي وهو ضعيف" المجمع 6/ 290
1038 -
عن ابن عباس أَنَّ قريشا لما اجتمعوا في دار الندوة قال قائل منهم: احبسوه في وثاق ثم تربصوا به ريب المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء فإنما هو واحد منهم، فأنزل الله تعالى:{أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30)} [الطُّور: 30].
قال الحافظ: وذكر ابن إسحاق في "السيره" عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن عباس: فذكره" (2)
(1) 15/ 259 (كتاب الديات - باب القسامة)
(2)
10/ 225 (كتاب التفسير: سورة الطور)
أخرجه الطبري في "التفسير"(27/ 31) عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ثني أبي ثنا مُحَمَّدْ بن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس به.
ورواته ثقات غير ابن إسحاق وهو صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من ابن أبي نجيح.
1039 -
عن عبد الرحمن بن عوف أَنَّ قوما أتوا المدينة فأصابهم الوباء فرجعوا واستقبلهم ناس من الصحابة فأخبروهم فقال بعضهم: نافقوا، وقال بعضهم: لا، فنزلت.
قال الحافظ: أخرجه أحمد من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه: فذكره، وأخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن أبي سلمة مرسلا" (1)
ضعيف
أخرجه أحمد (1/ 192) عن أسود بن عامر الشامي ثنا حماد بن سلمة عن مُحَمَّدْ بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيْط عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه أنّ قوما من العرب أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فأسلموا، وأصابهم وباءُ المدينة، حُمَّاها فأُركِسُوا، فخرجوا من المدينة، فاستقبلهم نفر من أصحابه، يعني أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا لهم: ما لكم رجعتم؟ قالوا: أصابنا وباء المدينة فاجْتَوَيْنَا المدينة. فقالوا: أما لكم في رسول الله أسوة؟ فقال بعضهم: نافقوا، وقال بعضهم: لم ينافقوا، هم مسلمون، فأنزل الله عز وجل {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} [النِّساء: 88].
ومن طريقه أخرجه الواحدي في "أسباب النزول"(ص 96)
قال الهيثمي: وفيه ابن إسحاق وهو مدلس، وأبو سلمة لم يسمع من أبيه" المجمع 7/ 7
وقال السيوطي: أخرجه أحمد بسند فيه انقطاع" الدر 2/ 610
1040 -
عن ابن عباس أنّ كسرى أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم بغلة فركبها بحبل من شعر ثم أردفني خلفه.
قال الحافظ: أخرجه الحاكم في "المستدرك"(2).
(1) 8/ 360 (كتاب المغازي - باب غزوة أحد)
(2)
4/ 88 (كتاب الزكاة - باب خرص التمر)
1041 -
عن عبد الله بن كعب بن مالك أنّ كعب بن الأشرف كان شاعرا وكان يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحرض عليه كفار قريش، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وأهلها أخلاط، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم استصلاحهم، وكان اليهود والمشركون يؤذون المسلمين أشدّ الايذاء فأمر الله رسوله والمسلمين بالصبر، فلما أبى كعب أنّ ينزع عن أذاه أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ أن يبعث رهطا ليقتلوه"
قال الحافظ: وروى أبو داود والترمذي من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه: فذكره" (1)
أخرجه أبو داود (3000) عن مُحَمَّدْ بن يحيى بن فارس الذهلي أنّ الحكم بن نافع حدّثهم قال: أنا شعيب عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه - وكان أحد الثلاثة الذين تيب عليهم- وكان كعب بن الأشرف يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ويحرض عليه كفار قريش
…
وذكر الحديث.
ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل"(3/ 198)
ورواه عبد الكريم بن الهيثم بن زياد القطان عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي فلم يذكر: عن أبيه.
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(3/ 196 - 198)
1042 -
"أنّ مشية النبي صلى الله عليه وسلم كانت مشية السوقى لا العاجز ولا الكسلان"
قال الحافظ: أخرج ابن المبارك في "كتاب الاستئذان" بسند مرسل: فذكره" (2)
1043 -
عن يحيى بن أبي كثير أنّه بلغه أَنَّ معاذ بن جبل وثعلبة سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: إنّ لنا أرقاء وأهلين فما ننفق من أموالنا؟ فنزلت" (3).
قال الحافظ: وقد أخرج ابن أبي حاتم من مرسل يحيى بن أبي كثير بسند صحيح إليه أنّه بلغه: فذكره" (4)
مرسل
(1) 8/ 339 (كتاب المغازي - باب قتل كعب بن الأشرف)
(2)
13/ 308 (كتاب الاستئذان- باب من أسرع في مشيه)
(3)
يعني قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْو} [البَقَرَة: 219]
(4)
11/ 424 (كتاب النفقات وفضل النفقة على الأهل)
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 256) عن أبيه. ثنا أبان ثنا يحيى أنّه بلغه: فذكره.
ورواته ثقات، وأبان هو ابن يزيد العطار.
1044 -
حديث أنس أَنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا بالزوراء، والزوراء بالمدينة عند السوق"
قال الحافظ: وفي صحيح مسلم (4/ 1783) من حديث أنس: فذكره" (1)
1045 -
عن سعيد بن جبير أنّ هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ} [الصَّف: 10] لما نزلت قال المسلمون: لو علمنا هذه التجارة لأعطينا فيها الأموال والأهلين، فنزلت {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ} [الصَّف: 11] الآية.
قال الحافظ: رواه ابن أبي حاتم هكذا مرسلا" (2)
ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(8/ 149) ونسبه لابن أبي حاتم أيضا.
1046 -
عن عكرمة أَنَّ والد حذيفة قتل يوم أحد، قتله بعض المسلمين وهو يظن أنّه من المشركين، فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ: أخرجه أبو العباس السراج في "تاريخه" ورجاله ثقات مع إرساله" (3)
مرسل
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2297) من طريق أبي العباس محمد بن إسحاق السراج ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا هُشيم ثنا يونس عن عكرمة أنْ أبا حذيفة بن اليمان قتل يوم أحد، قتله رجل من المسلمين وهو يرى أنّه من المشركين، فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده.
ورواته ثقات، ويعقوب بن إبراهيم هوالدورقي، وهشيم هو ابن بشير، ويونس هو ابن عبيد.
1047 -
عن قُتيلة - بقاف ومثناة فوقانية والتصغير - امرأة من جهينة أَنَّ يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أنّ يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة وأنّ يقولوا ما شاء الله ثم شئت.
(1) 3/ 45 (كتاب الجمعة - باب الأذان يوم الجمعة)
(2)
6/ 346 (كتاب الجهاد - باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه)
(3)
15/ 238 (كتاب الديات - باب إذا مات في الزحام أو قتل به)
قال الحافظ: أخرجه النسائي في كتاب الأيمان والنذور وصححه من طريق عبد الله بن يسار بتحتانية ومهملة عن قتيلة" (1)
صحيح
أخرجه النسائي (7/ 7) وفي "الكبرى"(4714) وفي "اليوم والليلة"(986) والطبراني في "الكبير"(25/ 14 - 15) وابن المقرئ في "المعجم"(844) وأبو نعيم في "الصحابة"(7815) والمزي في "التهذيب"(35/ 271 - 272) من طرق عن مِسْعَر بن كِدَام عن معبد بن خالد عن عبد الله بن يسار الجهني عن قتيلة امرأة من جهينة أنّ يهوديا أن النبي صلى الله عليه وسلم فقال "إنكم تندّدون، وإنكم تشركون! تقولون ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة. فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أنْ يحلفوا أنْ يقولوا: ورب الكعبة، ويقولون: ما شاء الله ثم شئت.
قال الحافظ: سنده صحيح" الإصابة 13/ 94
قلت: وهو كما قال.
ولم ينفرد مسعر به بل تابعه المسعودي ثني معبد بن خالد عن عبد الله بن يسار عن قتيلة بنت صيفي نحوه.
أخرجه أحمد (6/ 371 - 372) والطحاوي في "المشكل"(1/ 91 و 357) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 239 - 240) والمزي في "التهذيب"(35/ 270 - 271)
عن يحيى بن سعيد القطان
وابن سعد (8/ 309)
عن وكيع بن الجراح
والطبراني في "لكبير"(25/ 13 - 14) والمزي (35/ 271)
عن عاصم بن علي الواسطي
والطحاوي في "المشكل"(1/ 91)
عن موسى بن داود
والبيهقي (3/ 216)
(1) 14/ 347 (كتاب الأيمان والنذور - باب لا يقول ما شاء الله وشئت)
عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني البصري
كلهم عن المسعودي به.
- ورواه محمد بن عبيد الطنافسي عن المسعودي واختلف عنه:
• فقيل: عنه عن المسعودي كرواية الجماعة.
أخرجه ابن سعد (8/ 309) عن محمد بن عبيد به.
وأخرجه الحاكم (4/ 297) من طريق أحمد بن حازم الغفاري ثنا محمد بن عبيد به.
• وقيل: عن محمد بن عبيد عن المسعودي عن معبد بن خالد عن عبد الله بن يسار عن قتيلة بنت يسار عن قتيلة بنت صيفي.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3408) عن أبي بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن عبيد به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(25/ 14) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة به.
والأول أصح.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وهو كما قال، والمسعودي ثقة اختلط، ويحيى بن سعيد ووكيع وعبد الله بن رجاء ممن سمع منه قبل اختلاطه.
والحديث اختلف فيه على معبد بن خالد، فرواه المغيرة بن مِقْسَم الكوفي عنه عن قتيلة. لم يذكر عبد الله بن يسار.
أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(986)
والأول أصح لأنّ ذكر عبد الله بن يسار في السند زيادة من ثقة وهي مقبولة، والمغيرة ثقة إلا أنّه يدلس ولم يذكر سماعا من معبد بن خالد.
1048 -
حديث صفوان بن عَسَّال أَنَّ يهوديين أتيا النبي صلى الله عليه وسلم فسألاه عن تسع آيات، الحديث، وفي آخره: فَقَبَّلا يده ورجله.
قال الحافظ: قال ابن بطال: وذكر الترمذي من حديث صفوان بن عسال: فذكره. قال
الترمذي: حسن صحيح. قلت: وحديث صفوان أخرجه أيضا النسائي وابن ماجه، وصححه الحاكم" (1)
أخرجه الطيالسي (ص 160) عن شعبة قال: أخبرني عمرو بن مرة سمع عبد الله بن سَلِمَة يحدث عن صفوان بن عسال أنّ رجلين من أهل الكتاب قال أحدهما لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النبي، فقال: لا يسمعن هذا فيصير له أربعة أعين، فأتياه فسألاه عن تسع آيات بينات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا تشركوا بالله شيئا، ولا تقتلوا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا المحصنة، ولا تفروا من الزحف، ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان لتقتلوه أو لتهلكوه، وعليكم خاصة يهود أنّ لا تعدوا في السبت" فَقَبَّلا يديه ورجليه وقالوا: نشهد أنك نبي، قال "فما يمنعكما من اتباعي؟ " فقالا: إن داود دعا أنْ لا يزال في ذريته نبي وإنا نخشى إنْ تبعناك أن يقتلنا اليهود.
وقال الطيالسي مرة "ولا تقذفوا المحصنة أو لا تفروا من الزحف" شك شعبة.
وأخرجه الترمذي (3144) والطبري في "تفسيره"(15/ 173) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 215) وفي "المشكل"(1/ 58) وأبو بكر بن المقرئ في "تقبيل اليد"(4) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 97 - 98) والبيهقي (8/ 166) والخطيب في "الموضح"(1/ 330 - 332) من طرق عن الطيالسي به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(8/ 750 و 14/ 289) وفي "مسنده"(880 و 881) وفي "الأدب"(3) وأحمد (4/ 239 - 240) وابن ماجه (3705) والترمذي (2733 و 3144) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2465 و 2466) وفي "الجهاد"(275) والنسائي (7/ 102 - 103) وفي "الكبرى"(3541 و 8656) والطبري (15/ 172 و 173) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 215) وفي "المشكل"(63 و 64 و 65) والعقيلي (2/ 261) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 11) والطبراني في "الكبير"(7396) وابن المقرئ (4) والحاكم (1/ 9) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 97 - 98) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 268) والخطيب في "تلخيص المتشابة"(1/ 10) والبغوي في "التفسير"(4/ 187) من طرق عن شعبة به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح لا نعرف له علة بوجه من الوجوه"
(1) 13/ 296 (كتاب الإستئذان - باب الأخذ باليدين)
وقال النسائي: هذا حديث منكر، حكي عن شعبة قال: سألت عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة فقال: تعرف وتنكر"
وقال العقيلي: ولا يحفظ هذا الحديث من حديث صفوان بن عسال إلا من هذا الطريق"
وقال ابن كثير: وهو حديث مشكل، وعبد الله بن سلمة في حفظه شيء، وقد تكلموا فيه، ولعله اشتبه عليه التسع الآيات بالعشر الكلمات فإنها وصايا في التوراة لا تعلق لها بقيام الحجة على فرعون، والله أعلم" التفسير 3/ 67
قلت: عبد الله بن سلمة مختلف فيه، ذكره ابن حبان وغيره في "الثقات"، وذكره النسائي وغيره في "الضعفاء"، ولما كبر ساء حفظه ولذلك قال عمرو بن مرة: كان عبد الله بن سلمة يحدثنا، وقد كبر فكنا نعرف وننكر.
1049 -
عن أنس قال: إنّ آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم: جلال ربي الرفيع"
قال الحافظ: وروى الحاكم من حديث أنس: فذكره" (1)
أخرجه الحاكم (3/ 57) عن أحمد بن كامل القاضي ثنا الحسين بن علي بن عبد الصمد البزاز الفارسي ثنا محمد بن عبد الأعلى ثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان آخر ما تكلم به: جلال ربي الرفيع فقد بلغت، ثم قضى صلى الله عليه وسلم.
وقال: هذا حديث صحيح الإسناد إلا أنّ هذا الفارسي واهم فيه على محمد بن عبد الأعلى.
ثم أخرجه من طريق النفيلي ثنا زهير وغيره عن سليمان التيمي عن أنس قال: كان آخر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت: الصلاة الصلاة مرتين، وما ملكت أيمانكم، وما زال يغرغر بها في صدره وما يفيض بها لسانه.
واختلف فيه على سليمان التيمي كما سيأتي عند حديث "كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت: الصلاة وما ملكت أيمانكم"
والفارسي لم أقف له على ترجمة.
(1) 9/ 203 (كتاب المغازي - باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته)
1050 -
"إنّ آخر من يدخل الجنة رجل من جُهينة يقال له: جهينة فيقول أهل الجنة: عند جهينة الخبر اليقين"
قال الحافظ: وقد وقع في "غرائب مالك" للدارقطني من طريق عبد الملك بن الحكم وهو واهٍ عن مالك عن نافع عن ابن عمر رفعه: فذكره" (1)
باطل
أخرجه محمد بن المظفر في "غرائب مالك"(186) والدارقطني في "غرائب مالك" كما في "اللسان"(2/ 93) والخطيب في "الرواة عن مالك" كما في "الفيض"(1/ 40) من طريق جامع بن سوادة [ثنا زهير بن عباد](2) ثنا أحمد بن الحسين اللهبي ثنا عبد الملك بن الحكم ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر به مرفوعا.
قال الدارقطني: هذا الحديث باطل، وجامع ضعيف، وكذا عبد الملك بن الحكم"
وقال ابن كثير: هذا الحديث لا يصح إلى الإِمام مالك لجهالة رواته عنه ولو كان محفوظا عنه من حديثه لكان في كتبه المشهورة عنه كالموطأ وغيره مما رواه عنه "الثقات" الفتن والملاحم ص 429
وقال الألباني: موضوع" الضعيفة 1/ 377 - ضعيف الجامع حديث رقم 6
1051 -
حديث أبي هريرة رفعه "إنّ آدم لما خلقه الله عطس، فألهمه الله أن قال: الحمد لله"
قال الحافظ: أخرجه ابن حبان" (3)
انظر حديث "إنّ الله خلق آدم من تراب فجعله طينا
…
"
وحديث "لما خلق الله آدم عطس
…
"
1052 -
"إنّ إبراهيم لما ألقي في النار لم يكن في الأرض دابة إلا أطفأت عنه النار إلا الوزغ فإنها كانت تنفخ عليه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلها"
قال الحافظ: جاء عن عائشة من وجه آخر عند أحمد وابن ماجه أنّه كان في بيتها رمح موضوع فسئلت فقالت: نقتل به الوزغ فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا: فذكرته" (4)
(1) 14/ 256 (كتاب الرقاق - باب الصراط جسر جهنم)
(2)
سقط من إسناد محمد بن المظفر.
(3)
13/ 239 - 240 (كتاب الاستئذان - باب بدء السلام)
(4)
7/ 163 (كتاب بدء الخلق - باب خير مال المسلم غنم)
و7/ 205 - 206 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النِّساء: 125])
له عن عائشة طرق:
الأول: يرويه نافع مولى ابن عمر واختلف عنه:
- فرواه جرير بن حازم البصري عنه حدثتني سائبة مولاة الفاكه بن المغيرة قالت: دخلت على عائشة فرأيت في بيتها رمحا موضوعا، قلت: يا أم المؤمنين، ما تصنعون بهذا الرمح؟ قال: هذا لهذه الأوزاغ نقتلهنّ به، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا إنّ إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين ألقي في النار لم تكن في الأرض دابة إلا تطفئ النار عنه غير الوزغ كان ينفخ عليه، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله.
أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 402) وأحمد (6/ 83 و 109) وابن ماجه (3231) وأبو يعلى (4357) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 184) وابن حبان (5631) والمزي في "التهذيب"(35/ 192 - 193) والذهبي في "الميزان"(4/ 607) من طرق عن جرير بن حازم به.
قال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 3/ 239
قلت: سائبة ذكرها ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وذكرها الذهبي في "الميزان" في المجهولات.
- ورواه أيوب السَّخْتِيَاني عن نافع أنّ امرأة دخلت على عائشة فإذا رمح منصوب، فقالت: ما هذا الرمح؟ فقالت: نقتل به الأوزاغ، ثم حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ إبراهيم لما ألقي في النار جعلت الدواب كلها تطفئ عنه إلا الوزغ فإنّه جعل ينفخها عليه"
أخرجه أحمد (6/ 217 - 218) عن إسماعيل بن عُلية أنا أيوب به (1).
- ورواه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي أمية عن نافع أنّ عائشة أخبرته أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "اقتلوا الوزغ فإنّه كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام النار" قال: وكانت عائشة تقتلهن.
أخرجه إسحاق في "مسنده"(مسند عائشة 570) وأحمد (6/ 200) عن محمد بن بكر البُرْساني أنا ابن جُريج أني عبد الله بن عبد الرحمن به (2).
وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي أمية هذا لم أر من ذكره، ولم يذكره الحافظ في كتابيه "التهذيب" و "التعجيل" فالله أعلم.
(1) قال ابن كثير: تفرد به أحمد من هذا الوجه" البداية والنهاية 1/ 147
(2)
قال ابن كثير: تفرد به أحمد من هذا الوجه" البداية 1/ 147
كذا قال، وقد تابعه إسحاق بن راهويه عن محمد بن بكر به.
الثاني: يرويه قتادة عن سعيد بن المسيب أنّ امرأة دخلت على عائشة وبيدها عكاز فقالت: ما هذا؟ فقالت: لهذه الوزغ، لأنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أنّه لم يكن شيء إلا يطفئ على إبراهيم عليه السلام إلا هذه الدابة. فأمرنا بقتلها
…
"
أخرجه النسائي (5/ 148) وفي "الكبرى"(3814) عن أبي بكر محمد بن إسحاق الصاغاني ثنا إبراهيم بن محمد بن عَرْعَرَة ثنا معاذ بن هشام ثني أبي عن قتادة به.
ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا، وخالفه عبد الحميد بن جبير المكي فرواه عن سعيد بن المسيب عن أم شريك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ وقال: كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام"
أخرجه البخاري (فتح (7/ 204 - 205)
الثالث: يرويه ابن شهاب الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة مرفوعا "كانت الضفدع تطفئ النار عن إبراهيم، وكان الوزغ ينفخ فيه، فنهي عن قتل هذا، وأمر بقتل هذا"
أخرجه عبد الرزاق (8392) عن مَعْمَر عن الزهري به.
وإسناده صحيح.
1053 -
عن أبي أمامة رفعه "إنّ إبليس لما أهبط إلى الأرض قال: ربّ اجعل لي قرآنا، قال: قرآنك الشعر"
قال الحافظ: فيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف" (1)
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7837) عن يحيى بن أيوب العلاف ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زَحْر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة رفعه "إنّ ابليس لما أنزل إلى الأرض قال: يا ربّ أنزلتني إلى الأرض وجعلتني رجيما فاجعل لي بيتا، قال: الحمام، قال: فاجعل لي مجلسا، قال: الأسواق ومجامع الطرق، قال: اجعل لي طعاما، قال: ما لا يذكر اسم الله عليه، قال: اجعل لي شرابا، قال: كل مسكر، قال: اجعل لي مؤذنا، قال: المزامير، قال: اجعل لي قرآنا، قال: الشعر، قال: اجعل لي كتابا، قال: الوسم، قال: اجعل لي حديثا، قال: الكذب، قال: اجعل لي مصايد، قال: النساء"
(1) 13/ 156 (كتاب الأدب - باب ما يجوز من الشعر)
قال العراقي: إسناده ضعيف جدا" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1557
وقال الهيثمي: وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف" المجمع 8/ 119
وله شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "الكبير"(11181) عن يحيى بن عثمان بن صالح السهمي ثنا يحيى بن بكير ثني يحيى بن صالح الأيلي عن إسماعيل بن أمية عن عبيد بن عمير عن ابن عباس رفعه "قال إبليس لربه: يا ربّ قد أهبط آدم وقد علمت أنّه سيكون كتاب ورسل، فما كتابهم ورسلهم؟ قال: رسلهم الملائكة والنبيون منهم، وكتبهم التوراة والزبور والإنجيل والفرقان، قال: فما كتابي؟ قال "كتابك الوشم، وقرآنك الشعر، ورسلك الكهنة، وطعامك ما لا يذكر اسم الله عليه، وشرابك كل مسكر، وصدقك الكذب، وبيتك الحمام، ومصائدك النساء، ومؤذنك المزمار، ومسجدك الأسواق"
قال العراقي: إسناده ضعيف" تخريج الأحياء 4/ 1557
قلت: وعلته يحيى بن صالح الأيلي، ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: أحاديثه مناكير أخشى أنْ تكون منقلبة، وهو بعمر بن قيس أشبه.
وقال ابن عدي: أحاديثه كلها غير محفوظة.
وله طريق أخرى أقوى من هذه لكنها مختصرة أخرجها أبو الشيخ في "العظمة"(134) عن أحمد بن الحسين
وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 126)
عن أحمد بن علي الخزاز
قالا: ثنا أبو عمران الهيثم بن أيوب الطالقاني ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رفعه "قال إبليس: يا رب كل خلقك قد سببت أرزاقهم، فما رزقي؟ قال: كل ما لم يذكر اسمي عليه"
قال أبو نعيم: غريب من حديث منصور وفضيل لم يروه عنه متصلا إلا الهيثم"
1054 -
"إنّ إبليس يتطاول للشفاعة لما يرى يوم الفيامة من سعة الرحمة"
قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث جابر ومن حديث حذيفة، وسند كل منهما ضعيف" (1)
ضعيف
(1) 14/ 83 (كتاب الرقاق - باب الرَّجاء مع الخوف)
روي من حديث جابر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث حذيفة
فأما حديث جابر فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5078) عن محمد بن العباس المؤدب ثنا عبيد بن إسحاق العطار ثنا القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل ثني أبي عبد الله بن محمد بن عقيل - قال: وكنت أدعو جدي أبي - قال: حدثنا جابر بن عبد الله قال: فذكر حديثا طويلا وقال في آخره "حتى إنّ إبليس ليتطاول في الشفاعة"
وأخرجه ابن البختري في "الأمالي"(141) عن أحمد بن مُلاعب البغدادي ثنا عبيد بن إسحاق به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر إلا القاسم بن عبد الله، تفرد به عبيد بن إسحاق"
وقال الهيثمي: ورجاله وثقوا على ضعف كثير في عبيد بن إسحاق العطار والقاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل" المجمع 10/ 376
قلت: هما ضعيفان.
وأما حديث أبي هريرة فهو قطعة من الحديث المسمى بحديث الصور وسيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إنّ الله خلق الصور
…
"
وأما حديث حذيفة فلم أقف عليه.
1055 -
عن ابن عباس قال: إنّ ابن عمر وَهِمَ والله يغفر له إنما كان هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن مع هذا الحي من يهود وهم أهل كتاب فكانوا يأخذون بكثير من فعلهم، وكان أهل الكتاب لا يأتون النساء إلا على حرف وذلك أستر ما تكون المرأة فأخذ ذلك الأنصار عنهم. وكان هذا الحي من قريش يتلذذون بنسائهم مقبلات ومدبرات ومستلقيات، فتزوج رجل من المهاجرين امرأة من الأنصار فذهب يفعل فيها ذلك فامتنعت فَشَرِيَ أمرهما حتى بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البَقَرَة: 223] مقبلات ومدبرات ومستلقيات في الفرج.
قال الحافظ: روى أبو داود من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: فذكره" (1)
حسن
(1) 9/ 256 - 257 (كتاب التفسير: سورة البقرة - باب نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أني شئتم)
أخرجه أبو داود (2164) والطبري في "تفسيره"(2/ 395 - 396 و 396) والطبراني في "الكبير"(11097) والحاكم (2/ 195 و 279) والبيهقي (7/ 195) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 41) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني سمع أبان بن صالح يحدث عن مجاهد عن ابن عباس قال: فذكره.
قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم"
قلت: إسناده حسن، ابن إسحاق صدوق يدلس وقد صرّح بالسماع من أبان، وأبان وثقه ابن معين وغيره لكن لم يخرج له مسلم شيئا.
1056 -
قال صلى الله عليه وسلم للحسن "إنّ ابني هذا سيد يصلح الله به بين فئتين من المسلمين"
قال الحافظ: وقد رَوى أصل الحديث جابر، أورده الطبراني والبيهقي في "الدلائل" من فوائد يحيى بن معين بسند صحيح إلى جابر، وأورده الضياء في "الأحاديث المختارة" مما ليس في "الصحيحين". وعجبت للحاكم في عدم استدراكه مع شدة حرصه على مثله.
وقال: وجزم في حديث جابر، ولفظه عند الطبراني والبيهقي: قال للحسن: فذكره. قال البزار: رُوي هذا الحديث عن أبي بكرة وعن جابر، وحديث أبي بكرة أشهر وأحسن إسنادا، وحديث جابر غريب" (1)
أخرجه البزار (كشف 2635) والطبراني في "الكبير"(2597) و"الأوسط"(1831 و 7067) وابن عساكر (ترجمة الحسن بن علي ص 125)
عن أبي زهير عبد الرحمن بن مَغْرَاء الكوفي
والبيهقي في "الدلائل"(6/ 443 - 444) والخطيب في "التاريخ"(8/ 26 - 27) وابن عساكر (ص 125)
عن يحيى بن سعيد الأموي
كلاهما عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر به.
قال البزار: لا نعلمه يُروى عن جابر إلا بهذا الإسناد"
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش إلا أبو زهير عبد الرحمن ويحيى بن سعيد الأموي"
قلت: الأعمش مدلس وقد عنعن، وأبو سفيان واسمه طلحة بن نافع مختلف فيه.
(1) 16/ 175 و 178 (كتاب الفتن - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي: إن ابني هذا لسيد)
1057 -
"إنّ أبواب السماء مغلقة دون قاطع الرحم"
قال الحافظ: وللطبراني من حديث ابن مسعود: فذكره" (1)
موقوف ضعيف
أخرجه عبد الرزاق (20242) عن مَعْمَر عن الأعمش قال: كان ابن مسعود جالسا بعد الصبح في حلقة فقال: أنشد الله قاطع رحم إلا ما قام عنا فإنا نريد أنْ ندعو ربنا وإنّ أبواب السماء مرتجة (2) دون قاطع الرحم.
ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(8793)
قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ الأعمش لم يدرك ابن مسعود" المجمع 8/ 151
1058 -
"إنّ أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن"
قال الحافظ: أخرجه مسلم من طريق نافع عن ابن عمر رفعه: فذكره، وله شاهد من حديث أبي وهب الجشمي، وآخر عن مجاهد عند ابن أبي شيبة مثله" (3)
حديث ابن عمر أخرجه مسلم (2132)
وحديث أبي وهب الجشمي تقدم الكلام عليه عند حديث "اربطوا الخيل وقلدوها، ولا تقلدوها الأوتار"
وحديث مجاهد أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 667) عن ابن عُيينة عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد قال: أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن.
ورواته ثقات.
1059 -
"إنّ أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده"
قال الحافظ: حديث أبي ذر: قلت: يا رسول الله، أخبرني بأحبّ الكلام إلى الله؟ قال: فذكره، أخرجه مسلم، وفي رواية: سئل أيّ الكلام أفضل؟ قال "ما اصطفاه الله لملائكته: سبحان الله وبحمده"(4)
(1) 13/ 19 (كتاب الأدب - باب إثم القاطع)
(2)
أي مغلقة.
(3)
13/ 190 (كتاب الأدب - باب أحب الأسماء إلى الله)
(4)
13/ 463 (كتاب الدعوات - باب فضل التسبيح)
أخرجه مسلم (2731) عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟ " قلت: يا رسول الله، أخبرني بأحبّ الكلام إلى الله، فقال "إن أحبّ الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده"
والرواية الأخرى له أيضا: عن أبي ذر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أيّ الكلام أفضل؟ قال "ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده".
1060 -
"إنّ أحبكم إليّ وأقربكم مني من بقي على العهد الذي عاهدته عليه"
قال الحافظ: وعنده (أي أبي يعلى) أيضا بإسناد فيه ضعف عن ابن عباس قال: استأذن أبو ذر على عثمان فقال: إنه يؤذينا، فلما دخل قال له عثمان: أنت الذي تزعم أنك خير من أبي بكر وعمر؟ قال: لا، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، وأنا باق على عهده" (1)
روي من حديث أبي ذر ومن حديث أبي عبيدة بن الجراح ومن حديث معاذ بن جبل
فأما حديث أبي ذر فله عنه طريقان:
الأول: يرويه موسى بن عُبيدة أخبرني الوليد بن نويفع أو نفيع عن ابن عباس أنّ أبا ذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن أحبكم إليّ وأقربكم مني الذي يلحقني على ما عاهدته عليه".
أخرجه البزار (3889) من طريق بُهْلُول بن مُوَرِّق ثنا موسى بن عبيدة به.
واختلف فيه على موسى بن عبيدة، فرواه زيد بن الحباب عنه ثني محمد بن الوليد عن ابن عباس قال: قال أبو ذر.
فسمى شيخ موسى بن عبيدة محمد بن الوليد.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(1628) والبيهقي في "الشعب"(9921)
قال البزار: لا نعلمه يُروى إلا عن أبي ذر، ولا نعلم رَوى عن الوليد إلا موسى، وموسى كان من خيار الناس وعبادهم"
وقال الهيثمي: وفيه موسى بن عبيدة الرّبَذي وهو ضعيف" المجمع 9/ 327
قلت: وهو كما قال.
(1) 4/ 16 (كتاب الزكاة - باب ما أدي زكاته فليس بكنز)
الثاني: يرويه محمد بن عمرو قال: سمعت عِرَاك بن مالك يقول: قال أبو ذر: إني لأقربكم مجلسا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وذلك أني سمعته صلى الله عليه وسلم يقول "أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئة ما تركته فيها" وإنّه والله ما منكم من أحد إلا وقد تشبّث منها بشيء غيري.
أخرجه ابن سعد (4/ 228 - 229) وابن أبي شيبة (12/ 125 - 126) وأحمد في "المسند"(5/ 165) وفي "الزهد"(2/ 79) عن يزيد بن هارون ثنا محمد بن عمرو به.
ومن طريق أحمد أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 161 - 162) وفي "الصحابة"(1557)
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا"(97) عن سُريج بن يونس البغدادي ثنا يزيد بن هارون به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(9920)
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1627) من طريق هَيَّاج بن بِسطام عن محمد بن عمرو به.
وأخرجه هناد في "الزهد"(554) عن عبدة بن سليمان الكلابي عن محمد بن عمرو قال:- حدثنا من حدثه عراك بن مالك قال أبو ذر.
قال الهيثمي: رجاله ثقات إلا أنّ عراك بن مالك لم يسمع من أبي ذر فيما أحسب" المجمع 9/ 327
وقال الحافظ: رجاله ثقات إلا أنّ عراك بن مالك عن أبي ذر منقطع" الإصابة 11/ 121 و 122
وأما حديث أبي عبيدة فأخرجه أحمد (1/ 195 - 196) ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان بن عمرو ثنا أبو حسبة مسلم بن أكيس مولى عبد الله بن عامر قال: ذكر من دخل على أبي عبيدة بن الجراح فوجده يبكي، فقال: ما يبكيك يا أبا عبيدة؟ فقال: نبكي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوما ما يفتح الله على المسلمين ويفيء عليهم حتى ذكر الشام فقال "إنّ ينسأ في أجلك يا أبا عبيدة فحسبك من الخدم ثلاثة: خادم يخدمك، وخادم يسافر معك، وخادم يخدم أهلك ويرد عليهم، وحسبك من الدواب ثلاثة: دابة لرجلك، ودابة لثقلك، ودابة لغلامك" ثم هذا أنا انظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقا وانظر إلى مربطي قد امتلأ دواب وخيلا فكيف ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا وقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنّ أحبكم الي وأقربكم مني من لقيني على مثل الحال الذي فارقني عليها"
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1038) عن أحمد بن عبد الوهاب الحَوْطي.
وابن الأعرابي في "الزهد"(91) عن عباس (1) الترَقفي قالا: ثنا أبو المغيرة به.
وإسناده ضعيف لانقطاعه فإنّ مسلم بن كيس لم يسم من دخل على أبي عبيدة، ومسلم بن أكيس ذكره ابن حبان في "الثقات"، ونقل الحسيني في "الإكمال" عن أبي حاتم أنّه قال: مجهول، ولم أر قول أبي حاتم هذا في كتاب ابنه، وقال الذهبي في "الميزان": مجهول.
وأما حديث معاذ فأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(234) من طريق ركن بن عبد الله الدمشقي عن مكحول الشامي عن معاذ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن، فذكر حديثا وقال في آخره "يا معاذ إن أحبكم إليّ لمن لقيني يوم القيامة على مثل الحالة التي فارقني عليها"
وإسناده ضعيف جدا، ركن بن عبد الله قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال النسائي: متروك الحديث.
1061 -
"إنّ أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أنْ تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة"
قال الحافظ: وقد وقع في حديث بلال بن الحارث المزني الذي أخرجه مالك وأصحاب السنن وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم بلفظ: فذكره" (2)
صحيح
وله عن بلال بن الحارث طرق:
الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة بن وَقَّاص الليثي ثني أبي عن جدي قال: سمعت بلال بن الحارث المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وزاد "وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه"
أخرجه أحمد (3/ 469) وفي "الزهد"(ص 21)
(1) وهو في "جزئه" كما في "سير الأعلام"(1/ 12 - 13)
قال الذهبي: حديث غريب"
(2)
14/ 93 (كتاب الرقاق - باب حفظ اللسان)
عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير
والحميدي (911) وابن عبد البر في "التمهيد"(13/ 51 - 52)
عن سفيان بن عُيينة
وهناد في "الزهد"(1141) والترمذي (2319) وابن حبان (281) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 242)
عن عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي
وابن أبي شيبة في "مسنده"(552) والبخاري في "الكبير"(1/ 2 / 106 - 107) و "الأوسط"(328) وابن ماجه (3969) والحاكم (1/ 45) وابن عبد البر في "التمهيد"(13/ 50 - 51)
عن محمد بن بشر العبدي
والبخاري في "الأوسط"(1/ 94)
عن عبد الله بن محمد المسندي
والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(2/ 154) والطبراني في "الكبير"(1131 و 1132) والحاكم (1/ 45) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب"(2185)
عن سفيان الثوري
والطبراني في "الكبير"(1129) والحاكم (1/ 45) والبغوي في "شرح السنة"(4124) والحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 209 - 210)
عن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير المدني
والطبراني في "الكبير"(1130) والحاكم (1/ 45) والبيهقي في "الشعب"(4606) والحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 209 - 210)
عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي
وابن حبان (287) والطبراني في "الكبير"(1129) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1121) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(544) والمزي في "التهذيب"(22/ 160 - 161) والحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 209 - 210)
عن يزيد بن هارون
والطبراني في "الكبير"(1130)
عن عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي البصري
والحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 209 - 210)
عن يعلي بن عبيد الطنافسي
وعن أبي ضَمْرَة أنس بن عياض المدني
وابن حبان (280)
عن الفضل بن موسى السِّيناني
وابن قانع في "الصحابة"(1/ 77) والحاكم (1/ 45) ومحمد بن مخلد في "حديثه"(19) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1121) والبيهقي (8/ 165) وأبو موسى المديني (544) والحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 209 - 210)
عن سعيد بن عامر الضُّبَعِي
وابن منده في "التوحيد"(772) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة"(262)
عن محمد بن فُليح بن سليمان
وأبو القاسم الحنائي في "الفوائد"(ق 15)
عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي
كلهم عن محمد بن عمرو بن علقمة به.
واختلف فيه على محمد بن عمرو:
• فقيل: عنه عن أبيه عن بلال بن الحارث، ليس فيه عن جده.
أخرجه مالك في "الموطأ"(5/ 982) عن محمد بن عمرو به.
وأخرجه ابن وهب في "الجامع"(294) عن مالك به.
وأخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف"(542) من طريق حرملة بن يحيى المصري أنا ابن وهب به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2/ 103) والطبراني في "الكبير"(1134) والحاكم (1/ 46) وأبو موسى المديني (543) من طرق عن مالك به.
وأخرجه هناد في "الزهد"(1140)
عن أبي بكر بن عياش
والنسائي في "الكبرى"(2/ 103) والطبراني في "الكبير"(1133)
عن محمد بن عجلان المدني
كلاهما عن محمد بن عمرو عن أبيه عن بلال بن الحارث.
قال ابن عبد البر: هكذا روى هذا الحديث جماعة الرواة للموطأ، وغير مالك يقول في هذا الحديث عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن بلال، فهو في رواية مالك غير متصل، وفي رواية من قال عن أبيه عن جده متصل مسند.
وقدْ تابع مالكا على مثل روايته عن محمد بن عمرو عن أبيه، ابن عجلان لم يقولا عن جده، ورواه الداروردي وجماعة عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن بلال، وهكذا رواه أبو سفيان عبد الرحمن (1) بن عبد ربه اليشكري عن مالك عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن بلال" التمهيد 13/ 50 - 51
وقال الحاكم: هذا لا يوهن الإجماع الذي قدمنا ذكره بل يزيد تأكيدا بمتابع مثل مالك إلا أنّ القول فيه ما قالوه بالزيادة في إقامة إسناده"
• وقيل: عن محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص عن بلال بن الحارث.
أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(358) والطبراني في "الكبير"(1135) وابن عبد البر في "التمهيد"(13/ 52) والحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 211) من طريق حماد بن سلمة (2) عن محمد بن عمرو به.
قال ابن عبد البر: قول حماد بن سلمة في هذا الحديث عن محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم هو عندي وهم ، والصحيح ما قالته الجماعة عن محمد بن عمرو عن أبيه"
(1) أخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" كما في "الأمالي المطلقة"(2/ 210) وقال: والمحفوظ رواية
الجماعة عن مالك"
(2)
رواه حجاج بن منهال وأسد بن موسى عن حماد بن سلمة هكذا.
وخالفهما مؤمل بن إسماعيل البصري فرواه عن حماد بن سلمة وحماد بن زيد وسفيان الثوري عن يحيى
بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص ثني بلال بن الحارث به.
أخرجه ابن بشران (237)
وقال قبل ذلك: والقول عندي والله أعلم، قول من قال: عن أبيه عن جده، وإليه مال الدارقطني رحمه الله" التمهيد 13/ 50 و 55
وقال البخاري: والأول أصح" الكبير 1/ 2/ 107 - الأوسط 1/ 197
قلت: وهو كلما قالوا.
وقال الترمذي والحافظ ابن حجر: هذا حديث حسن صحيح"
وقال ابن منده: هذا إسناد متصل صحيح على رسم النسائي والترمذي"
وقال الحاكم والبغوي: هذا حديث صحيح"
قلت: عمرو بن علقمة ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقد تفرد ابنه محمد بالرواية عنه كما في "الميزان" فهو مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة.
وقد تابعه موسى بن عقبة عن علقمة بن وقاص عن بلال بن الحارث به.
أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1394) عن موسى بن عقبة به.
وأخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2 / 107) و "الأوسط"(1/ 95) والنسائي في "الكبرى"(2/ 104) وابن قانع (1/ 77 - 78) والطبراني في "الكبير"(1136) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 187) والبيهقي (8/ 165) والبغوي في "شرح السنة"(4125) من طرق عن ابن المبارك به.
قال النسائي: موسى بن عقبة لم يسمع من علقمة بن وقاص" (1)
وقال البغوي: هذا حديث صحيح"
قلت: رواه إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة واختلف عن إبراهيم.
• فرواه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 107) عن إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة عن محمد بن عمرو عن أبيه عن بلال بن الحارث.
• ورواه حفص بن عبد الله النيسابوري عن إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة عن محمد بن عمرو عن جده عن بلال موقوفا، ولم يقل عن أبيه (2).
(1) قال البخاري: قال علي - هو ابن المديني -: وقد سمع موسى بن عقبة من علقمة بن وقاص" التاريخ الكبير 4/ 1/ 292
(2)
هو في مشيخة إبراهيم بن طهمان مرفوعا (24)
أخرجه النسائي في "الكبرى"(2/ 104)
الظ في: يرويه عبيد الله بن عمر العمري عن عمر بن عبد الله عن بلال بن الحارث مرفوعا نحوه.
أخرجه الطبراني في "الصغير"(1/ 234 - 235) و"الأوسط"(4547) عن عبدان بن أحمد الأهوازي ثنا عاصم بن النضر الأحول ثنا معتمر بن سليمان عن عبيد الله بن عمر به.
وقال: لم يروه عن عبيد الله إلا معتمر، وعمر بن عبد الله الذي روى عنه عبيد الله هذا الحديث هو عمر بن عبد الله بن عتبة، وقد روى عنه محمد بن عجلان"
قلت: عمر بن عبد الله بن عتبة لم أقف له على ترجمة (1)، والباقون كلهم ثقات.
الثالث: يرويه عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون عن محمد بن عمرو بن عطاء عن بلال بن الحارث مرفوعا نحوه.
أخرجه الخرائطي في "المكارم"(463) عن محمد بن مصعب الدمشقي ثنا كثير بن عبيد الحذاء ثنا بَقية بن الوليد عن عبد العزيز به.
وبقية مدلس وقد عنعن.
1062 -
"إنّ أحساب أهل الدنيا الذي يذهبون إليه المال"
قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم من حديث بُريدة رفعه: فذكره" (2)
حسن
أخرجه أحمد (5/ 353 و 361) وابن أبي عاصم في "الزهد"(228) والنسائي (6/ 53) وفي "الكبرى"(5335) وابن حبان (699 و 700) وأبو الطاهر الذهلي في "حديثه"(159) والدراقطني (3/ 304) والحاكم (2/ 163) وتمام في "فوائده"(6 و 7) والقضاعي (982) والبيهقي (7/ 135) وفي "الشعب"(9828) والخطيب في "التاريخ"(1/ 318) وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 166) من طرق عن حسين بن واقد ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه (3) به مرفوعا.
(1) أظنه عمر بن عبد الرحمن بنه عطية المزنى، والله تعالى أعلم.
(2)
11/ 37 (كتاب النكاح - باب الأكفاء في الدين)
(3)
أخرجه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(45) من هذا الطريق لكن ليس فيه عن أييه.
وفي لفظ "أحساب أهل الدنيا هذا المال"
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
قلت: بل هو على شرط مسلم وحده، لأنّ البخاري لم يحتج بحسين بن واقد، وحسين صدوق فالإسناد حسن.
1063 -
حديث جابر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته بعد التشهد: "إن أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (867) وأبو داود والنسائي (3/ 49) وأحمد (3/ 371) وابن ماجه (45) وغيرهم من طريق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جابر بألفاظ مختلفة، منها لأحمد (3/ 319) عن يحيى القطان عنّ جعفر به: فذكره، قال يحيى: ولا أعلمه إلا قال "وشرّ الأمور محدثاتها" الحديث. وفي لفظ مسلم من طريق عبد الوهاب الثقفي عن جعفر بن محمد في أثناء حديث قال فيه "ويقول: أما بعد: إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشرّ الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة" الحديث" (1)
1064 -
"إنَّ أحسن ما غيرتم به الشيبَ الحِنَّاءُ والكَتَم"
قال الحافظ: ولأصحاب السنن وصححه الترمذي من حديث أبي ذر رفعه: فذكره" (2)
ورد من حديث أبي ذر ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي الطفيل ومن حديث جابر ومن حديث الحسن البصري مرسلا
فأما حديث أبي ذر فله عنه طريقان:
الأول: يرويه عبد الله بن بُريدة واختلف عنه:
- فرواه سعيد بن إياس الجُرَيْرِي عن عبد الله بن بريدة واختلف عن الجريري:
• فقال مَعْمَر بن راشد: عن الجريري عن عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود الديلي عن أبي ذر به مرفوعا.
إخوجه عبد الرزاق (20174) عن معمر به.
(1)) 13/ 125 (كتاب الأدب - باب الهدي الصالح)
(2)
12/ 476 (كتاب اللباس - باب الخضاب)
وأخرجه أحمد (5/ 147 و 150) عن عبد الرزاق به.
وأخرجه أبو داود (4205) وابن حبان (5474) والطبراني في "الكبير"(1638) و "الأوسط"(3034) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 283) والبيهقي (7/ 310) وفي "الآداب"(820) والبغوي في "شرح السنة"(3178) من طرق عن عبد الرزاق به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الجريري إلا معمر"
وقال الدارقطني: تفرد به معمر عن الجريري وأغرب به" العلل 6/ 278
قلت: الجريري اختلط بأخرة وسماع معمر منه قبل اختلاطه.
• ورواه عبد الوارث بن سعيد البصري عن الجريري عن عبد الله بن بريدة مرسلا.
أخرجه النسائي (8/ 120) وفي "الكبرى"(9353)
وعبد الوارث سمع من الجريري أيضا قبل اختلاطه.
- ورواه أبو حُجَيَّة الأجلح بن عبد الله الكندي عن عبد الله بن بريدة واختلف عن الأجلح:
• فقال غير واحد: عن الأجلح عن عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود عن أبي ذر، منهم:
1 -
عبد الله بن نُمير.
أخرجه ابن سعد (1/ 439) وأحمد (5/ 154 و 169)
2 -
عبد الله بن المبارك.
أخرجه الترمذي (1753) والحكيم الترمذي في "المنهيات"(ص 101)
والنسائي (8/ 120) وفي "الكبرى"(9351)
عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى
والنسائي (8/ 120) وفي "الكبرى"(9351)
عن هُشيم
والنسائي (8/ 120) وفي "الكبرى"(9352)
عن عَبْثر بن القاسم
والطحاوي في "المشكل"(3681) وابن الأعرابي (ق 86 / ب) والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"(873) وابن عساكر (7/ 302)
عن سفيان الثوري
والطحاوي (3682)
عن جعفر بن عون الكوفي
والدارقطني في "المؤتلف"(1/ 166)
عن القاسم بن معن الكوفي
وبديل بن وضاح الكوفي
والخطيب في "الموضح"(1/ 459)
عن زهير بن معاوية الكوفي
والبيهقي في "الشعب"(5979)
عن عمر بن علي المُقَدَّمِي
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأبو الأسود الديلي اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان"
قلت: الأجلح مختلف فيه.
• ورواه عبد الله بن إدريس الأودي عن الأجلح واختلف عنه:
فرواه ابن أبي شيبة (8/ 432) وأحمد (5/ 150) عن عبد الله بن إدريس عن الأجلح عن عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود عن أبي ذر.
ورواه ابن ماجه (3622) عن ابن أبي شيبة به.
ورواه يوسف بن موسى القطان عن عبد الله بن إدريس عن الأجلح عن ابن بريدة عن يحيى بن يَعْمر عن أبي الأسود عن أبي ذر.
أخرجه البزار (3922)
• ورواه يحيى بن سعيد القطان عن الأجلح واختلف عنه:
فرواه غير واحد عن يحيى القطان عن الأجلح عن عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود عن أبي ذر، منهم:
1 -
أحمد بن حنبل (5/ 156)
2 -
يعقوب بن إبراهيم الدورقي.
أخرجه النسائي (8/ 120) وفي "الكبرى"(9350) والدارقطني في "العلل"(6/ 279)
3 -
محمد بن أبي بكر المقدمي.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(5979)
ورواه عمرو بن علي الفلاس عن يحيى القطان ثنا أجلح عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود عن أبي ذر.
أخرجه البزار (3921)
• ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن الأجلح واختلف عنه:
فقال الحسن بن علي بن عفان: ثنا أبو أسامة عن الأجلح عن ابن بريدة عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن أبي ذر.
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(8/ 34 - 35)
قال الدارقطني: لا يصح" العلل 6/ 279
وقال يوسف بن موسى القطان: ثنا أبو أسامة عن الأجلح عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود عن أبي ذر.
أخرجه البزار (3922)
• ورواه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن الأجلح عن عبد الله بن بريدة عن أبيه.
أخرجه ابن سعد (1/ 439)
عن عبد الوهاب بن عطاء العجلي
والمحاملي (261)
عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي
كلاهما عن المسعودي به.
• ورواه أبو حنيفة واختلف عنه:
فرواه محمد بن الحسن الشيباني عن أبي حنيفة عن الأجلح عن ابن بريدة عن أبي الأسود عن أبي ذر.
أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 264)
ورواه سابق عن أبي حنيفة عن عون بن أبي جُحيفة عن أبي الأسود عن أبي ذر.
أخرجه أبو نعيم (ص 201)
ورواه مكي بن إبراهيم البلخي عن أبي حنيفة عن الأجلح عن أبي الأسود عن أبي ذر، ولم يذكر ابن بريدة.
أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 459)
وتابعه إبراهيم بن طهمان عن أبي حنيفة به.
أخرجه أبو نعيم (ص 264 - 265)
قال الدارقطني: والصواب قول من قال: عن أبي الأسود عن أبي ذر" العلل 6/ 279
- ورواه كَهْمَس بن الحسن البصري عن عبد الله بن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
أخرجه ابن سعد (1/ 439) والنسائي (8/ 121) وفي "الكبرى"(9354) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند الزبير بن العوام 930)
- ورواه عقبة بن عبد الله بن الأصم عن عبد الله بن بريدة عن أبيه.
أخرجه الدولابي في "الكنى"(2/ 7)
وعقبة قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال أبو داود ويعقوب بن سفيان: ضعيف.
الثاني: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن ابن أبي ليلى عن أبي ذر مرفوعا "أفضل ما غيرتم به الشَّمَطَ الحناء والكتم"
أخرجه النسائي (8/ 120) وفي "الكبرى"(9349) عن محمد بن مسلم بن وَارَه ثنا يحيى بن يعلى ثنا أبي عن غيلان بن جامع عن أبي إسحاق به.
ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة أبي إسحاق فإنّه كان مدلسا، وكان قد اختلط أيضا، ولم أر أحدا صرّح بسماع غيلان بن جامع منه أهو قبل الاختلاط أم بعده.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(11668) وابن عدي (7/ 2487) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 284) من طريق عبد الرحمن بن محمد المُحاربي عن النضر أبي عمر الخزاز عن عكرمة عن ابن عباس رفعه "إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم"
وإسناده ضعيف لضعف النضر أبي عمر.
لكنه لم ينفرد به بل تابعه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس به.
أخرجه أبو يعلى (2713) وفي "معجمه"(117) عن بشر بن سيحان ثنا يزيد بن زُريْع عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة به.
ومن طريقه أخرجه الشجري في "أماليه"(2/ 249)
وبشر بن سيحان صدوق، والباقون كلهم ثقات، لكن قتادة مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعاً من عكرمة.
وأما حديث أبي الطفيل فأخرجه البزار (2777) عن محمد بن مرداس الأنصاري أنا يحيى بن كثير أنا الجُرَيْري قال: سمعت أبا الطفيل يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم. أو قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يختضب بالحناء والكتم"
وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن كثير أبي النضر.
وأما حديث جابر فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5156) عن محمد بن الحسين الأنماطي ثنا عيسى بن سالم الشاشي ثنا سلم بن سالم عن ابن جُريج عن عطاء عن جابر مرفوعا "غيروا الشيب، ولا تقربوه السواد، ولا تشبهوا بأعدائكم من المشركين، وخير ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم"
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا سلم بن سالم، تفرد به عيسى بن سالم"
قلت: إسناده ضعيف لضعف سلم بن سالم البلخي.
وأما حديث الحسن فأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 433) عن حفص بن غياث الكوفي عن الأشعث عن الحسن رفعه "أفضل ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم"
حفص بن غياث ثقة مشهور، والأشعث هو ابن عبد الله الحُدَّاني وهو صدوق.
1065 -
"إنّ أدنى أهل الجنة الذي له ثمانون ألف خادم وثنتان وسبعون جنة"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث أبي سعيد رفعه: فذكره، وقال: غريب" (1)
أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(زيادات نعيم بن حماد 422) وأحمد (3/ 75 - 76) والترمذي (2562) وأبو يعلى (1404) وابن أبي داود في "البعث"(77) وابن حبان (7401) والبغوي في "شرح السنة"(4381) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(991) من طريق دَرَّاج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد رفعه "إنّ أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم، واثنتان وسبعون زوجة، وينصب له قبة من لؤلؤ وَزَبَرْجَد وياقوت، كما بين الجابية إلى صنعاء"
قال الترمذي: هذا حديث غريب"
قلت: دراج أبو السمح اختلفوا فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره، واختلفوا في روايته عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فقواها ابن معين، وضعفها أحمد وأبو داود.
1066 -
"إنّ أدنى أهل الجنة درجة لمن يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم بيد كل واحد صُحْفَتَان: واحدة من ذهب، والأخرى من فضة"
قال الحافظ: أخرجه الطبراني بإسناد قوي عن أنس مرفوعا" (2)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7670) عن محمد بن موسى الاصطخري ثنا الحسن بن كثير بن يحيى بن أبي كثير اليمامي ثنا يحيى بن سعيد اليمامي ثنا نصر بن يحيى بن أبي كثير ثنا أبي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ أسفل أهل الجنة أجمعين درجة من يقوم على رأسه عشرة ألاف خادم، بيد كل واحد منهم صحفتان: واحدة من ذهب، والأخرى من فضة، في كل واحدة لون ليس في الأخرى مثله، يأكل من آخرها مثل ما يأكل من أولها، يجد لآخرها من الطيب واللذة مثل الذي يجد لأولها، ثم يكون ذلك كريح المسك الأذْفرِ، لا يبولون ولا يَمْتَخِطون، إخوانا على سُرُر متقابلين"
قال المنذري والهيثمي: رواته ثقات" الترغيب 4/ 508 - 509 والمجمع 10/ 401
قلت: محمد بن موسى الاصطخري لعله المترجم في "اللسان"(5/ 401) قال الحافظ: شيخ مجهول.
(1) 7/ 133 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في صفة الجنة)
(2)
7/ 132 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في صفة الجنة)
والحسن بن كثير لعله المترجم في "اللسان"(2/ 247) أيضا قال الدارقطني: ضعيف.
ويحيى بن سعيد اليمامي لم أقف له على ترجمة، ونصر بن يحيي ذكره ابن حبان في "الثقات"، ويحيى بن أبي كثير ثقة مشهور.
1067 -
"إنَّ أدنى أهل الجنة منزلة" فذكر الحديث وفيه "وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر، وفي سنده ضعف" (1)
انظر الحديث الذي بعده.
1068 -
"إنّ أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه ألف سنة، وإنّ أفضلهم منزلة لمن ينظر في وجه ربه في كل يوم مرتين" قال: ثم تلا {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)} [القِيَامَة: 22] قال: بالبياض والصفاء، {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة: 23] قال: تنظر كل يوم في وجه الله".
قال الحافظ: أخرجه عبد بن حميد والترمذي والطبري وغيرهم وصححه الحاكم من طريق ثُوير بن أبي فَاخِتَة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، لفظ الطبري من طريق مصعب بن المقدام عن إسرائيل عن ثوير، وأخرجه عبد عن شَبَابة عن إسرائيل ولفظه "لمن ينظر إلى وجهه غدوة وعشية" وكذا أخرجه الترمذي عن عبد وقال: غريب رواه غير واحد عن إسرائيل مرفوعا، ورواه عبد الملك بن أبْجَر عن ثوير عن ابن عمر موقوفا، ورواه الثوري عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر موقوفا أيضا، قال: ولا نعلم أحداً ذكر فيه مجاهداً غير الثوري بالعنعنة. قلت: أخرجه ابن مردويه من أربعة طرق عن إسرائيل عن ثوير قال: سمعت ابن عمر، ومن طريق عبد الملك بن أبجر عن ثوير مرفوعا، وقال الحاكم بعد تخريجه: ثوير لم يُنقم عليه إلا التشيع. قلت: لا أعلم أحداً صرّح بتوثيقه بل أطبقوا على تضعيفه، وقال ابن عدي: الضعف على أحاديثه بين. وأقوى ما رأيت فيه قول أحمد بن حنبل فيه وفي ليث بن أبي سليم ويزيد بن أبي زياد: ما أقرب بعضهم من بعض" (2)
ضعيف
يرويه ثوير بن أبي فاختة واختلف عنه:
• فقيل: عنه قال: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ أدنى أهل الجنة
(1) 2/ 173 (كتاب الصلاة - أبواب المواقيت - باب فضل صلاة العصر)
(2)
17/ 193 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)} [القِيَامَة: 22])
منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وصُرُره مسيرة ألف سنة، وكربهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية (1)، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (2){وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} ". لفظ عبد بن حميد والترمذي
ولفظ الطبري "إنّ أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه ألف سنة، وان أفضلهم منزلة لمن ينظر في وجه الله كل يوم مرتين، ثم تلا: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)} [القِيَامَة: 22] قال "بالبياض والصفاء" قال {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة: 23] قال "تنظر كل يوم في وجه الله عز وجل".
أخرجه أحمد (2/ 64) وابنه في "السنة"(462) وعبد بن حميد في "المنتخب"(819) والترمذي (2553 و 3330) وأبو يعلى (5712) والطبري في "تفسيره"(29/ 193) والآجري في "الشريعة"(ص 269) وفي "التصديق بالنظر"(53 و 54) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 296) والدارقطني في "الرؤية"(170و 171 و 172 و 174) والبيهقي في "البعث"(432) والخطيب في "الموضح"(2/ 14) والبغوي في "شرح السنة"(4395 و 4396) وفي "تفسيره"(7/ 186 - 187) من طرق عن إسرائيل بن يونس عن ثوير به.
ولم ينفرد به إسرائيل بل تابعه عبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبْجَر عن ثوير عن ابن عمر مرفوعا "إنّ أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه ألفي سنة، يرى أقصاه كما يرى أدناه، ينظر في أزواجه وسرره وخدمه، وإنّ أفضلهم منزلة لمن ينظر في وجه الله تعالى كل يوم مرتين".
أخرجه أحمد (2/ 13) وابنه في "السنة"(461) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"(96) وأبو يعلى (5729) وابن النحاس في "الرؤية"(9) وأبو الشيخ في "العظمة"(604) والدارقطني في "الرؤية"(173) وابن بطة في "الإبانة"(المختار 14) وابن منده في "الرد على الجهمية"(91) والحاكم (2/ 509) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 87) والبيهقي في "البعث"(433) والواحدي في "الوسيط"(4/ 394) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير عن عبد الملك بن أبجر به.
- ورواه حسين بن علي الجعفي عن عبد الملك بن أبجر واختلف عنه:
فرواه أبو السري سهل بن حليمة الخزاعي عن حسين بن علي الجعفي عن عبد الملك بن أبجر عن ثوير عن ابن عمر مرفوعا.
(1) وفي لفظ "بكرة وعشيا"
(2)
وفي لفظ "ثم تلا هذه الآية"
أخرجه اللالكائي في "السنة"(841)
ورواه ابن أبي شيبة (13/ 111) عن حسين بن علي الجعفي عن عبد الملك بن أبجر عن ابن عمر موقوفا.
وتابعه هارون بن عبد الله الحمّال عن حسين بن علي الجعفي به.
أخرجه اللالكائي (866)
• وقيل: عن ثوير أنّ رجلا حدّثه عن ابن عمر به مرفوعا.
أخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة"(451) من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم عن ثوير به.
وأبو مريم ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: رافضي ليس بثقة، قال ابن المديني: كان يضع الحديث، وقال يحيى: ليس بشيء، وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم، وقال أبو حاتم والنسائي وغيرهما: متروك الحديث.
• وقيل: عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا.
أخرجه ابن عدي (2/ 533) واللالكائي (840) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(2/ 242 - 243) من طريق يحيى بن اليمان العجلي الكوفي عن سفيان الثوري عن ثوير به.
واختلف فيه على الثوري:
فرواه عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي عنه عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر موقوفا.
أخرجه الترمذي (4/ 688 و 5/ 431) والطبري في "تفسيره"(29/ 193)
ورواه عبد الله بن المبارك عن سفيان عن رجل عن مجاهد عن ابن عمر موقوفا.
أخرجه البغوي في "شرح السنة"(4397) من طريق إبراهيم بن عبد الله الخلال ثنا ابن المبارك به (1).
قال الترمذي: هذا حديث غريب
…
وما نعلم أحدا ذكر فيه عن مجاهد غير الثوري"
(1) واختلف فيه على ابن المبارك، فرواه نعيم بن حماد في "الزهد"(421) عن ابن المبارك أنا سفيان عن رجل عن مجاهد قوله.
وأخرجه الدينوري في "المجالسة"(76) عن أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي ثنا نعيم بن حماد به.
وقال الحاكم: هذا حديث مفسر في الرد على المبتدعة، وثوير بن أبي فاختة وإنْ لم يخرجاه فلم ينقم عليه غير التشيع"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل هو واهي الحديث"
وقال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وفي أسانيدهم ثوير بن أبي فاختة وهو مجمع على ضعفه" المجمع 10/ 401
1069 -
"إنّ اسم الرجل المؤمن في الكتب الكَرْم من أجل ما أكرمه (1) الله على الخليقة، وإنّكم تدعون الحائط من العنب الكَرْم"
قال الحافظ: وقد أخرج الطبراني والبزار من حديث سَمُرَة رفعه: فذكره" (2)
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7087)
عن محمد بن إبراهيم بن خبيب بن سليمان بن سمرة
والبزار (كشف 1989)
عن يوسف بن خالد السَّمْتِي
قالا: ثنا جعفر بن سعد بن سمرة ثنا خبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه عن سمرة به مرفوعا وزاد "وإنما اسمه الحفر، والرجل هو الكرم"
واللفظ للطبراني
ولفظ البزار "إنّ اسم الرجل الكرم من أجل ما كرمه الله على الخليقة، انكم تدعون العنب، وإنما اسمه الجوهر هو الرجل وهو الكرم".
قال البزار: لا نعلم هذا اللفظ إلا بهذا الإسناد عن سمرة"
وقال الهيثمي: في إسناد الطبراني مجاهيل، وفي إسناد البزار يوسف بن خالد السمتي وهو متروك" المجمع 8/ 55
قلت: جعفر بن سعد بن سمرة وخبيب بن سليمان بن سمرة وسليمان بن سمرة ذكرهم ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وجعفر قال ابن حزم: مجهول، وقال عبد الحق الإشبيلي: ليس ممن يعتمد عليه، وقال ابن عبد البر: ليس بالقوي.
(1) عند الطبراني والبزار "ما كرمه"
(2)
13/ 187 (كتاب الأدب - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الكرم قلب المؤمن)
وخبيب قال ابن حزم: مجهول، وقال عبد الحق: ضعيف، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال أيضا: يجهل حاله عن أبيه.
وسليمان قال ابن القطان الفاسي: حاله مجهولة.
وقال: ما من هؤلاء من يعرف حاله وقد جهد المحدثون فيهم جهدهم.
1075 -
"إنّ أشدّ الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل نبيا أو قتله نبي، وإمام ضلالة، وممثل من الممثلين"
قال الحافظ: وقوى الطحاوي ذلك بما أخرجه من وجه آخر عن ابن مسعود رفعه: فذكره، وكذا أخرجه أحمد" (1)
حسن
وله عن ابن مسعود طرق:
الأول: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود عن أبي وائل عن ابن مسعود مرفوعا "أشدّ الناس عذابا يوم القيامة رجل قتله نبي أو قتل نبيا، وإمام ضلالة، وممثل من الممثلين"
أخرجه أحمد (1/ 407) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا أبان - هو ابن يزيد - ثنا عاصم به.
وأخرجه البزار (1728) عن عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث ثني أبي به.
وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(6) من طريق موسى بن إسماعيل البصري ثنا أبان بن يزيد به.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا أسنده عن عاصم عن أبي وائل إلا أبان"
قلت: وإسناده حسن رواته كلهم ثقات غير عاصم بن أبي النجود وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "الميزان".
الثاني: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور عن ابن مسعود مرفوعا "أشدّ الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل نببا أو قتله نبي، أو رجل يضل الناس بغير علم، أو مصور يصور التماثيل"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(10497) من طريق عبد الله بن بشر الرقي عن أبي إسحاق به.
(1) 12/ 506 (كتاب اللباس - باب عذاب المصورين يوم القيامة)
ومن طريقه أخرجه الشجري في "أماليه"(1/ 55 - 56)
قال الهيثمي: وفيه الحارث الأعور وهو ضعيف" المجمع 1/ 181
قلت: وأبو إسحاق مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من الحارث الأعور، وقد كان اختلط ولم أر أحداً صرّح بسماع عبد الله بن بشر منه أهو قبل الاختلاط أم بعده.
الثالث: يرويه طلحة بن مُصَرف عن خيثمة بن عبد الرحمن عن ابن مسعود رفعه "إنّ أشدّ أهل النار عذابا يوم القيامة من قتل نبيا أو قتله نبي، وإمام جائر، وهؤلاء المصورون"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(10515) من طريق أبي نُباتة يونس بن يحيى المدني عن عباد بن كثير عن ليث بن أبي سليم عن طلحة بن مصرف به.
وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.
وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(6) من طريق موسى بن إسماعيل ثنا أبان بن يزيد به.
الرابع: يرويه مسروق بن الأجدع عن ابن مسعود مرفوعا "إن أشدّ الناس عذابا عند الله المصورون"
أخرجه البخاري (فتح 12/ 506) وغيره.
1071 -
"إنّ أشدّ ما أتخوف عليكم خصلتين"
قال الحافظ: أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب "قصر الأمل" من رواية اليمان بن حذيفة عن علي بن أبي حفصة مولى عليّ بن أبي طالب أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، واليمان وشيخه لا يعرفان.
وجاء من حديث جابر أخرجه أبو عبد الله بن منده من طريق المُنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر مرفوعا، والمنكدر ضعيف، وتابعه علي بن أبي علي اللهبي عن ابن المنكدر بتمامه وهو ضعيف أيضا" (1)
ضعيف
روي من حديث علي ومن حديث جابر
فأما حديث علي فأخرجه ابن الجوزي في "العلل"(2/ 329) من طريق ابن أبي
(1) 14/ 11 (كتاب الرقاق - باب في الأمل وطوله)
الدنيا (1) ثنا داود بن عمرو بن زهير الضبي ثنا محمد بن الحسن الأسدي ثني اليمان بن حذيفة عن علي بن أبي حنظلة مولى عليّ بن أبي طالب عن أبيه عن علي مرفوعا "إنّ أشدّ ما أتخوف عليكم خصلتين: اتباع الهوى وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فإنّه يعدل عن الحق، وأما طول الأمل فالحب للدنيا" ثم قال "إنّ الله يعطي الدنيا من يحب ويبغض
…
" الحديث.
وأخرجه الشجري في "أماليه"(2/ 161 - 162) من طريق الحسن بن محمد الأسدي ثني أبي ثني يمان بن حذيفة به.
قال ابن الجوزي: هذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنّ علي بن أبي حنظلة ليس
بمعروف ولا أبوه، واليمان قد ضعفه الدارقطني"
وقال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "قصر الأمل" وهو ضعيف" إتحاف السادة 10/ 237
قلت: ومحمد بن الحسن الأسدي هو المعروف بالتل وهو مختلف فيه.
وأما حديث جابر فأخرجه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل"(4) وابن عدي (5/ 1831) والقشيري في "رسالته"(ص 77) والخطيب في "المتفق والمفترق"(1106) وابن الجوزي في "العلل"(1361) من طريق علي بن أبي علي بن عتبة بن أبي لهب عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا "إنّ أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وطول الأمل، فأما الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة
…
"
قال ابن عدي: هذا الحديث غير محفوظ"
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال يحيى: علي بن أبي علي ليس بشيء، وقال النسائي: متروك"
1072 -
"إنّ أطول أهل النار فيها مكثا من يمكث سبعة آلاف سنة"
قال الحافظ: ووقع في "نوادر الأصول" للترمذي الحكيم من حديث أبي هريرة: فذكره، وسند هذا الحديث واه" (2)
(1) وهو في "قصر الأمل" له (3)
(2)
14/ 256 (كتاب الرقاق - باب الصراط جسر جهنم)
1073 -
"إنّ أطيب ما أكل الرجل من كسبه"
قال الحافظ: وللنسائي من حديث عائشة: فذكره" (1)
صحيح
وله عن عائشة طريقان:
الأول: يرويه إبراهيم النخعي عن الأسود عن عائشة به مرفوعا وزاد "وولده من كسبه"
أخرجه أبو عبيد في "الغريب"(2/ 229) وابن أبي شيبة (7/ 157 و 14/ 196) وإسحاق في "مسنده"(مسند عائشة 1507 و 1561) وأحمد (6/ 42 و 220) وابن ماجه (2137) والنسائي (7/ 212 و 213) وفي "الكبرى"(6045 و 6046) وابن حبان (4260 و 4261) والطبراني في "الأوسط"(4483) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص 327) والبيهقي (7/ 480) وفي "معرفة السنن"(11/ 299) والبغوي في "شرح السنة"(7/ 23) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(617) من طرق (2) عن الأعمش (3) عن إبراهيم به.
ورواته ثقات.
الثاني: يرويه عُمارة بن عُمير التيمي الكوفي عن عمته عن عائشة مرفوعا.
أخرجه عبد الرزاق (16643) وإسحاق في "مسنده"(1508 و 1657) وأحمد (6/ 31 و 193) والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 406 - 407 و 407) والدارمي (2540) وأبو داود (3528) والنسائي (7/ 212) وفي "الكبرى"(6043) وابن حبان (4259) والحاكم (2/ 46)
(1) 5/ 209 (كتاب البيوع - باب كسب الرجل وعمله بيده)
(2)
رواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير ويعلي بن عبيد الطنافسي وشَريك بن عبد الله القاضي ومِندل بن علي العنزي والفضل بن موسى السيناني وعمر بن سعيد الثوري عن الأعمش.
(3)
رواه حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة مرفوعا بلفظ "إن أولادكم هبة الله لكم، يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور - فهم وأموالكم لكم إذا احتجتم إليها"
أخرجه البيهقي (7/ 480) من طريق إبراهيم الصائغ عن حماد.
وأخرجه من طريق سفيان بن عبد الملك المروزي عن ابن المبارك ثني سفيان عن حماد به.
قال سفيان بن عبد الملك: وهذا وهم من حماد، قال ابن المبارك: سألت أصحاب سفيان عن هذا الحديث فلم يحفظوا.
قال ابن المبارك: وهذا من حديثه عن عمارة بن عمير ليس فيه الأسود وليس فيه "إذا احتجتم".
وقال أبو داود: حماد بن أبي سليمان زاد فيه "إذا احتجتم" وهو منكر" السنن 3/ 801
قلت: رواه حماد بن سلمة عن حماد بن أبي سليمان بلفظ "إن أولادكم من أطيب كسبكم، فكلوا من
كسب أولادكم"
أخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ"(3/ 888)
والبيهقي (7/ 479 - 480) وفي "معرفة السنن"(11/ 299) من طريق منصور بن المعتمر
عن إبراهيم النخعي عن عمارة بن عمير به.
ولم ينفرد به منصور بل تابعه الأعمش عن إبراهيم النخعي به.
أخرجه أحمد (6/ 41 و 201) والنسائي (7/ 212) وفي "الكبرى"(6044) وقاسم المطرز في "الفوائد"(24) من طريق سفيان بن عُيينة عن الأعمش به.
واختلف فيه على الأعمش:
• فرواه شعبة ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة وعمر بن سعيد بن مسروق عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن عمته عن عائشة، لم يذكروا إبراهيم.
أخرجه أحمد (6/ 173)
عن شعبة
وأبو عبيد في "الغريب"(2/ 229) وابن أبي شيبة (14/ 158) وأحمد (6/ 162) وابن ماجه (2290) والترمذي (1)(1358) وقاسم المطرز (25)
عن يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة
والنسائي في "الكبرى"(6047) والطبراني في "الأوسط"(4484)
عن عمر بن سعيد الثوري
• ورواه سفيان الثوري عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن عمته عن عائشة موقوفا.
أخرجه البيهقي في "المعرفة"(11/ 298 - 299)
واختلف فيه على عمارة بن عمير، فرواه الحكم بن عتيبة عنه عن أمه عن عائشة.
أخرجه الطيالسي (منحة 1/ 260) عن شعبة عن الحكم به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 480)
وأخرجه ابن أبي شيبة (2)(14/ 158) وإسحاق في "مسنده"(1655 و 1656) وأحمد (6/ 126 - 127 و 202 - 203) وأبو داود (3529) والنسائي في "الإغراب من حديث
(1) وقال: هذا حديث حسن صحيح"
(2)
وقع عنده "عن أبيه"
شعبة وسفيان" (94) والحاكم (1) (2/ 46) والإسماعيلي في "معجمه" (2/ 657 - 658) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 229) من طرق عن شعبة به.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين"
وقال المناوي: صححه أبو حاتم وأبو زرعة، وأعلّه ابن القطان بأنّه عن عمارة عن عمته وتارة عن أمه وهما لا تعرفان" الفيض 2/ 425
وللحديث شاهد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: أتى أعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ أبي يريد أنْ يجتاح مالي، قال "أنت ومالك لوالدك، إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإنّ أموال أولادكم من كسبكم، فكلوه هنيئا".
أخرجه أحمد (6678 و 6902 و 7001) وأبو داود (3530) وابن ماجه (2292) وابن الجارود (995) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 158) والبيهقي (7/ 480) وفي "معرفة السنن"(11/ 300) وابن خلفون في "المعلم"(ص 499) من طرق عن عمرو بن شعيب به.
وإسناده حسن.
1074 -
"إن أعْتَى الناس على الله من قتل غير قاتله، أو طلب بدم الجاهلية في الإِسلام"
قال الحافظ: وقد أخرج الطبراني والدارقطني من حديث أبي شريح رفعه: فذكره، وقرأت في "كتاب مكة" لعمر بن شبة من طريق عمرو بن دينار عن الزهري عن عطاء بن يزيد قال: قُتل رجل بالمزدلفة - يعني في غزوة الفتح - فذكر القصة وفيها أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "وما أعلم أحداً أعتى على الله من ثلاثة: رجل قتل في الحرم، أو قتل غير قاتله، أو قتل بذَحْل في الجاهلية" ومن طريق مِسْعَر عن عمرو بن مرة عن الزهري ولفظه "إنّ أجرأ الناسَ عَلى الله" فذكره نحوه وقال فيه "وطلب بذحول الجاهلية"(2)
هو حديث يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:
- فرواه عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي شريح مرفوعا "إنّ أعتى الناس على الله رجل يقتل غير قاتله، أو طلب بدم الجاهلية من أهل الإِسلام، ومن بَصَّر عينيه في المنام ما لم يبصر".
(1) وقع عنده "عن أبيه"
(2)
15/ 231 - 232 (كتاب الديات - باب من طلب دم أمرىء بغير حق)
أخرجه أحمد (4/ 32) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2303 و 2304) وفي "الديات"(ص 92 و 92 - 93) والفاكهي في "أخبار مكة"(1460) والطبراني في "الكبير"(22/ 190 - 191 و 191) وابن عدي (4/ 1610 - 1611) والدارقطني (3/ 96) والبيهقي (8/ 26) من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق به.
قال ابن عدي: وهذا من حديث الزهري لا أعلم يرويه غير عبد الرحمن بن إسحاق"
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 174
قلت: عبد الرحمن بن إسحاق هو القرشي وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره.
- ورواه عمرو بن دينار عن الزهري عن عطاء بن يزيد مرسلا، ولم يذكر أبا شريح.
أخرجه عمر بن شبة في كتاب مكة كما قال الحافظ والأزرقي في "أخبار مكة"(2/ 124) والفاكهي (1459)
- ورواه عمرو بن مرة المرادي الكوفي عن الزهري قال: قال رجل من بني الديل بن بكر: فذكر الحديث وفيه ما يدل على أنّ له صحبة.
أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 495 - 496)
- ورواه يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن مسلم بن يزيد أحد بني سعد بن بكر أنّه سمع أبا شريح وهو يقول: أذن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح في قتال بني بكر، الحديث وفيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "وإنّ أعتى الناس على الله عز وجل ثلاثة: رجل قتل فيها، ورجل قتل غير قاتله، ورجل طلب بِذَحْل في الجاهلية".
أخرجه أحمد (4/ 31 - 32) والبخاري في "الكبير"(4/ 1/ 277) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 397 - 398) وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 93) والطبراني في "الكبير"(22/ 191) والبيهقي (8/ 71) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 680) من طرق عن يونس بن يزيد به.
فجعل يونسُ مسلمَ بن يزيد مكان عطاء بن يزيد.
ومسلم بن يزيد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري في "الكبير" وقال: روى عنه الزهري وجعل بعض الناس حديثه عن عطاء بن يزيد ولا يصح، ثم ذكر حديث يونس بن يزيد وحديث عبد الرحمن بن إسحاق وقال: والأول أصح" (1)
(1) أي حديث يونس بن يزيد.
وقال أبو حاتم: حديث يونس بن يزيد هو الصحيح، أخطأ عبد الرحمن بن إسحاق" العلل 1/ 445 - 446
- ورواه مَعْمَر عن الزهري مرسلا.
أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة"(2/ 125) عن مهدي بن أبي مهدي ثنا عبد الله بن محمد الصنعاني عن معمر به.
وللحديث شاهد عن ابن عمر وآخر عن ابن عمرو
فأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن حبان (5996) من طريق سنان بن الحارث بن مصرف عن طلحة بن مصرف عن مجاهد عن ابن عمر قال: فذكر حديثا طويلا (1) وفيه "وإن أعتى الناس على الله ثلاثة: من قتل في حرم الله، أو قتل غير قاتله، أو قتل لذحل الجاهلية".
واختلف فيه على مجاهد، فرواه الأعمش قال: سمعت مجاهداً يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ أعتى الناس على الله من قتل غير قاتله"
أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(3/ 149) عن محمد بن عبد الله بن نُمير ثنا الأعمش به.
ورواته كلهم ثقات.
وأما حديث ابن عمرو فسيأتي الكلام عليه عند حديث "الولد للفراش وبفي العاهر الأثلب".
1075 -
حديث سَمُرَة إنّ أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الضب"
قال الحافظ: وكما في حديث سمرة عند أحمد: فذكره" (2)
يرويه عبد الملك بن عمير واختلف عنه:
- فقال عبيد الله بن عمرو الرقي: عن عبد الملك بن عمير عن حُصين بن قَبيصة عن سمرة بن جندب قال: سأل أعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقطع عليه خطبته فقال: يا رسول الله، ما تقول في الضباب؟ فقال "مسخت أمة من بني إسرائيل فالله تبارك وتعالى أعلم في أيّ الدواب مسخت"
(1) سيأتي الكلام عليه في حرف الواو عند حديث "الولد للفراش وبفي العاهر الأثلب".
(2)
1/ 151 (كتاب العلم - باب من سئل علما وهو مشتغل بحديثه)
أخرجه أحمد (5/ 21) وابن جرير في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 300) والطبراني في "الكبير"(6788)
- ورواه شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي عن عبد الملك واختلف عنه:
• فقال حسن بن موسى الأشيب: ثنا شيبان عن عبد الملك عن حصين بن قبيصة الفزاري عن سمرة قال: فذكر نحوه.
أخرجه أحمد (5/ 19) عن حسن بن موسى به.
• وقال عبيد الله بن موسى الكوفي: عن شيبان عن عبد الملك بن عمير عن حصين بن أبي الحر عن سمرة.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(6789)
- ورواه أبو عَوانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي عن عبد الملك واختلف عنه:
• فقال معلي بن منصور الرازي: عن أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير عن حصين بن قبيصة عن سمرة.
أخرجه ابن جرير في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 299)
• ورواه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عن أبي عوانة واختلف عنه:
فقال العباس بن الفضل الأسفاطي: ثنا أبو الوليد ثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن حصين بن قبيصة عن سمرة.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(6788) عن العباس بن الفضل الأسفاطي به.
وقال أحمد (5/ 19): ثنا أبو الوليد أنا أبو عوانة ثنا عبد الملك بن عمير عن حصين رجل من بني فزارة عن سمرة.
وتابعه إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري ثنا أبو الوليد الطيالسي به.
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 197 - 198) وفي "المشكل"(3282) - ورواه عفان بن مسلم البصري عن أبي عوانة واختلف عنه:
• فقال ابن أبي شيبة (8/ 268 - 269) وأحمد (5/ 19): ثنا عفان ثنا أبو عوانة ثنا عبد الملك عن حصين رجل من بني فزارة عن سمرة.
وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(3282) وفي "شرح المعاني"(4/ 197 - 198) عن إبراهيم بن مرزوق عن عفان به.
• وقال أحمد بن القاسم بن مساور: ثنا عفان ثنا أبو عوانة عن عبد الملك عن حصين بن أبي الحر عن سمرة.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(6790)
- وقال أبو كامل فضيل بن حسين الجَحْدري: عن أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير عن حصين بن أبي الحر عن سمرة.
أخرجه البزار (كشف 1216)
وتابعه محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب عن أبي عوانة به.
أخرجه البزار.
1076 -
"إنّ أعظم الناس علينا منا أبو بكر، زوجني ابنته، وواساني بنفسه، وإنّ خير المسلمين مالا أبو بكر، أعتق منه بلالا، وحملني إلى دار الهجرة"
قال الحافظ: وفي حديث مالك بن دينار عن أنس رفعه: فذكره، أخرجه ابن عساكر، وأخرج من رواية أبي حيان التيمي عن أبيه عن عليّ نحوه" (1)
ضعيف
وحديث أنس له عنه طريقان:
الأول: يرويه أبو حفص العبدي عن مالك بن دينار عن أنس.
أخرجه ابن عساكر كما في "الصحيحة"(5/ 249)
وأبو حفص واسمه عمر بن حفص قال أحمد: تركنا حديثه وخرقناه، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث.
الثاني: يرويه الفضل بن المختار عن أبان بن أبي عياش عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر "ما أطيب مالك، منه بلال مؤذنى، وناقتي التي هاجرت عليها، وزوجتني ابنتك، وواسيتني بنفسك ومالك، كأني انظر إليك على باب الجنة تشفع لأمتي"
أخرجه ابن عدي (1/ 375 و 6/ 2041) وابن الجوزي في "العلل"(294)
وقال: هذا حديث لا يصح، وأبان متروك الحديث، قال شعبة: لأنْ أزني أحب إليّ من أنْ أحدّث عن أبان، وقال أبو حاتم: والفضل بن المختار يحدث بالأباطيل"
(1) 8/ 13 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: سدّوا الأبواب إلا باب أبي بكر)
وأما حديث عليّ فأخرجه الترمذي (3714) وابن أبي عاصم في "السنة"(1267 و 1281 و 1321) وأبو يعلى (550) والعقيلي (4/ 210 - 211) وابن حبان في "المجروحين"(3/ 10) والطبراني في "الأوسط"(5902) وابن عدي (6/ 2437) والحاكم (3/ 72 و 124 - 125) وأبو نعيم في "الصحابة"(354) وفي "فضائل الخلفاء"(229) وأبو طالب العشاري (1) في "فضائل أبي بكر"(4) وأبو منصور بن عساكر في "الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين"(ص 144 - 145)
ونظام الملك الطوسي في "مجلسين من أماليه"(17) واللالكائي في "السنة"(2421 و 2422) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 163) والمزي (10/ 401 - 402) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(3/ 843 - 844) من طرق عن أبي عتاب سهل بن حماد الدلال ثنا المختار بن نافع التيمي عن أبي حيَّان التيمي عن أبيه عن علي مرفوعا "رحم الله أبا بكر زوَّجني ابنته، وحملني إلى دار الهجرة، وأعتق بلالاً من ماله. رحم الله عمر يقول الحق وإن كان مرّا، تركه الحقّ وماله صديق. رحم الله عثمان تستحييه الملائكة، رحم الله عليا، اللهم أدر الحقّ معه كيف دار"
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والمختار بن نافع شيخ بصري كثير الغرائب، وأبو حيان التيمي اسمه يحيى بن سعيد بن حيان التيمي كوفي وهو ثقة"
وقال العقيلي: لا يعرف هذا الحديث إلا بالمختار بن نافع"
وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو عتاب الدلال"
وقال ابن عدي: وهذا الحديث يعرف بمختار بن نافع هذا ومن رواية أبي عتاب عنه"
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: كذا قال ومختار ساقط، قال النسائي وغيره: ليس بثقة"
وقال أبو نعيم: تفرد به سهل بن حماد"
وقال أبو منصور بن عساكر: حديث حسن صحيح"
كذا قال ومختار قال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال البخاري والنسائي وأبو حاتم والساجي: منكر الحديث.
(1) سقط من إسناده: عن أبيه.
وخالفه علي بن عاصم الواسطي فرواه عن أبي حيان التيمي عن حَبَّة بن جُوَين العُرَني قال: قال عليّ بن أبي طالب مرفوعا به.
أخرجه ابن عساكر (الضعيفة 5/ 114)
وعلي بن عاصم ضعفوه.
وفي الباب عن ابن عباس وسيأتي الكلام على حديثه في حرف الميم فانظر "ما أحد أعظم عندي يدا من أبي بكر
…
"
1077 -
"إنّ أعظم الناس فِرْيَةَ الشاعر يهجو القبيلة بأسرها"
قال الحافظ: وأورد فيه (أي البخاري في "الأدب المفرد") حديث عائشة مرفوعا: فذكره، وسنده حسن. وأخرجه ابن ماجه من هذا الوجه بلفظ "أعظم الناس فرية رجل هاجى رجلا فهجا القبيلة بأسرها" وصححه ابن حبان" (1)
تقدم الكلام عليه فانظر حديث "أشدّ الناس عذابا يوم القيامة رجل هجا رجلا فهجا القبيلة بأسرها"
1078 -
"إنّ أعمال بني آدم تُعرض كل عشية ليلة جمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم"
قال الحافظ: وللمصنف في "الأدب المفرد" من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره" (2)
حسن
أخرجه أحمد (2/ 483 - 484) والبخاري في "الأدب المفرد"(61) وفي "التاريخ الكبير"(3/ 1/ 108 - 109) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عبد الرحمن بن عوف 215) والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(279) والبيهقي في "الشعب"(7593 و 7595) وابن الجوزي في "البر والصلة"(231) والمزي في "تهذيب الكمال"(8/ 242) من طرق عن الخَزْرَج بن عثمان أبي الخطاب السعدي أني أبو أيوب سليمان مولى عثمان بن عفان قال: جاءنا أبو هريرة فذكر حديثا وفيه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "إن أعمال بني أدم تعرض على الله تبارك وتعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم".
قال المنذري والهيثمي: رواته ثقات" الترغيب 3/ 343 - المجمع 8/ 151
قلت: إسناده حسن، سليمان ويقال عبد الله بن أبي سليمان الأموي مولى عثمان بن
(1) 13/ 155 (كتاب الأدب - باب ما يجوز من الشعر)
(2)
13/ 19 (كتاب الأدب - باب إثم القاطع)
عفان أبو أيوب وثقه ابن معين (تاريخ الدارمي ص 143) وقال أحمد: حديثه حديث مقارب (العلل 1/ 79 و93) وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.
والخزرج بن عثمان قال ابن معين: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال الدارقطني: الخزرج بصري يترك وأبو أيوب عن أبي هريرة جماعة ولكن هذا مجهول (سؤالات البرقاني ص 27)
1079 -
حديث أوس بن أوس الثقفي رفعه "إنّ أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه الصعقة، وفيه النفخة"
قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم" (1)
يرويه حسين بن علي الجُعْفي ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس رفعه "إنّ من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإنّ صلاتكم معروضة عليّ" قالوا: وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أَرِمْتَ؟ "فقال: إنّ الله عز وجل حرّم على الأرض أنْ تأكل أجساد الأنبياء"
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 149) وأحمد (4/ 8) والدارمي (1580) وأبو داود (1047 و 1531) وإبن ماجه (1085 و 1636) وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي"(22) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1577) وفي "الصلاة على النبي"(63) والبزار (2)(3485) والنسائي (3/ 75) وفي "الكبرى"(1666) وابن خزيمة (1733 و 1734) وابن حبان (910) والطبراني في "الكبير"(589) و"الأوسط"(4777) ونصر السمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 235) والحاكم (1/ 278 و 4/ 560) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(976) والبيهقي (3/ 248 - 249) وفي "الصغرى"(605) و"معرفة السنن"(4/ 421) و "الشعب"(2768) و"فضائل الأوقات"(275) و"حياة الأنبياء"(11) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(895)
(1) 14/ 157 (كتاب الرقاق - باب نفخ الصور)
(2)
إلا أنّه جعله عن شداد بن أوس، وقال: وهذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلم أحدا يرويه إلا شداد بن أوس، ولا نعلم له طريقا غير هذا الطريق عن شداد، ولا رواه إلا حسين الجعفي، ويقال: إن عبد الرحمن بن يزيد هذا هو ابن تميم ولكن أخطأ فيه أهل الكوفة، أبو أسامة وحسين الجعفي، على أنّ ابن تميم لا نعلم روى عن أبي الأشعث، وإنما قالوا ذلك لأنّ ابن جابر ثقة، وابن تميم لين الحديث، فكان هذا الحديث فيه كلام منكر عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: هو لابن تميم أشبه"
وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" (1)
وقال النووي: رواه أبو داود بإسناد صحيح" رياض الصالحين ص 397 و 450 - الخلاصة 1/ 441 و 2/ 814
وقال أيضا: وروينا في سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه بالأسانيد الصحيحة عن أوس بن أوس: فذكر الحديث" الأذكار ص 106
وقال الحافظ عبد الغني: حسن صحيح، وقال المنذري: حسن، وقال ابن دحية: صحيح" القول البديع ص 157
وقال الألباني: إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح وقد أعل بما لا يقدح" تخريج فضل الصلاة ص 11
قلت: أعلّ البخاري وأبو حاتم الأحاديث التي رواها حسين بن علي الجعفي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر كلها فقالا: عبد الرحمن بن يزيد الذي روى عنه حسين الجعفي إنما هو ابن تميم وهو ضعيف لا ابن جابر الثقة.
وهذا نص كلامهما:
قال البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 1/ 265) في ترجمة ابن تميم: عنده مناكير، ويقال هو الذي روى عنه أهل الكوفة أبو أسامة وحسين - أي الجعفي - فقالوا: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
وقال فيما حكاه عنه الترمذي: أهل الكوفة يروون عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر مناكير، وإنما أرادوا عندي عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم وهو منكر الحديث، وهو بأحاديثه أشبه منه بأحاديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر" علل الترمذي 2/ 974
وقال أبو حاتم: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر لا أعلم أحداً من أهل العراق يحدث عنه (2)، والذي عندي أنّ الذي يروي عنه أبو أسامة وحسين الجعفي واحد وهو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم. قال: وأما حسين الجعفي فإنّه روى عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث عن أوس بن أوس: فذكر الحديث، قال: وهو حديث منكر لا أعلم أحدا رواه غير حسين الجعفي" علل الحديث 1/ 197
(1) قلت: لم يخرج البخاري لأبي الأشعث الصنعاني.
(2)
قلت: روى عنه عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي وأبو عقيل عبد الله بن عقيل وهما كوفيان (تهذيب الكمال 18/ 7)
وقال أيضا: عبد الرحمن بن يزيد بن تميم عنده مناكير يقال هو الذي روى عنه أبو أسامة وحسين الجعفي وقالا: هو ابن يزيد بن جابر وغلطا في نسبه، ويزيد بن تميم أصح وهو ضعيف الحديث" الجرح والتعديل.
وأجاب ابن القيم عن ذلك من وجوه:
الأول: أنّ حسين بن علي الجعفي قد صرّح بسماعه من ابن جابر.
والثاني: أنّ قول القائل: إن الجعفي قد غلط في اسم جده بعيد فإنّه لم يكن يشتبه عليه هذا بهذا مع نقده وعلمه بهما وسماعه منهما.
والثالث: أنّ المزي قال في "التهذيب"(18/ 7) في ترجمة ابن جابر: روى عنه حسين بن علي الجعفي وأبو أسامة حماد بن أسامة إنْ كان محفوظا.
فجزم برواية حسين عن ابن جابر وشك في رواية أبي أسامة.
قال ابن القيم: ثم بعد أنْ كتبت ذلك رأيت الدارقطني قد ذكر ذلك نصا فقال في كلامه على كتاب أبي حاتم في "الضعفاء": قوله: حسين الجعفي روى عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وأبو أسامة (1) يروي عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم فيغلط في اسم جده (2) " جلاء الإفهام ص 36 - 38
وقال الحافظ: ذكر البخاري وأبو حاتم، وتبعهما ابن حبان، أنّ حسين بن علي الجعفي غلط في عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، فظنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، كما جرى لأبي أسامة فيه، وأنّ هذا الحديث عن ابن تميم، لا عن ابن جابر، ولا يكون صحيحا، وردّ ذلك الدارقطني، فخص أبا أسامة بالغلط فيه" النكت الظراف 2/ 3 - 4
وقال السخاوي: لكن قد ردّ هذه العلة الدارقطني، وقال: إن سماع حسين من ابن جابر ثابت وإلى هذا جنح الخطيب" القول البديع ص 158
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة ذكرها ابن القيم في "جلاء الأفهام" فانظرها.
(1) قال موسى بن هارون: روى أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وكان ذلك وهما منه رحمه الله، هو لم يلق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وإنما لقط عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، فظنّ أنّه ابن جابر، وابن جابر ثقة، وابن تميم ضعيف" تاريخ بغداد 10/ 212
(2)
قال الدارقطني: عبد الرحمن بن يزيد بن تميم شامي، أبو أسامة يغلط في نسبه" الضعفاء ص 273 - 274
1080 -
"إنّ أكثر الناس شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً في الآخرة"
قال الحافظ: قال ابن بطال: وقد ورد عن سلمان وأبي جُحيفة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وحديث سلمان الذي أشار إليه أخرجه ابن ماجه بسند لين، وأخرج عن ابن عمر نحوه وفي سنده مقال أيضا، وأخرجه البزار نحوه من حديث أبي جحيفة بسند ضعيف" (1)
روي من حديث سلمان الفارسي ومن حديث أبي جحيفة ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أنس ومن حديث أيوب بن عثمان مرسلا
فأما حديث سلمان فأخرجه ابن ماجه (3351) وابن أبي الدنيا (2) في "الجوع"(3) والبزار (2498) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 2/ 716) والعقيلي (3/ 360) والطبراني في "الكبير"(6183) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 198 - 199) والبيهقي في "الشعب"(5257 و 5258) والشجري في "أماليه"(2/ 192) والمزي في "التهذيب"(20/ 151) من طريق سعيد بن محمد الثقفي الوراق ثنا موسى الجهني عن زيد بن وهب الجهني عن عطية بن عامر الجهني قال: سمعت سلمان وأُكره على طعام يأكله فقال: حسبي أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ أكثر الناس شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة"
قال العقيلي: عطية عن سلمان في إسناده نظر"
وقال الذهبي: قلت: ليس الضعف إلا أنّ الحديث انفرد به واهٍ، وهو سعيد بن محمد الوراق عن موسى الجهني عن زيد بن وهب عن عطية بن عامر" الميزان
وقال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال، سعيد بن محمد الوراق ضعفه ابن معين وأبو حاتم وابن سعد وأبو داود والنسائي وابن عدي والدارقطني، ووثقه ابن حبان والحاكم" مصباح الزجاجة 4/ 30
قلت: الوراق ضعفه أيضا أحمد والجوزجاني وأبو خيثمة.
وأما حديث أبي جحيفة فله عنه طرق:
الأول: يرويه علي بن الأقمر الكوفي عن أبي جحيفة قال: أكلت ثريدة من خبز ولحم سمين ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فجعلت أتجشأ فقال "ما هذا كف من جُشاءك، فإنّ أكثر الناس في الدنيا شبعاً أكثرهم في الآخرة جوعاً"
(1) 11/ 457 - 458 (كتاب الأطعمة - باب من أكل حتى شبع)
(2)
سقط من إسناده "عن عطية بن عامر"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 132) و"الأوسط"(3758)
عن علي بن عبد العزيز البغوي
والحاكم (4/ 121)
عن جعفر بن محمد بن شاكر
قالا: ثنا أبو ربيعة فهد بن عوف ثنا فضل بن أبي الفضل الأزدي أخبرني عمر (1) بن موسى أخبرني علي بن الأقمر به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن علي بن الأقمر إلا علي بن موسى (2)، تفرد به فهد بن عوف"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
ورده الذهبّ بقوله: قلت: فهد قال ابن المديني: كذاب، وعمر هالك"
وقال المنذري: رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد. قلت: بل واه جدا فيه فهد بن عوف وعمر بن موسى" الترغيب 3/ 137
قلت: أبو ربيعة فهد بن عوف اسمه زيد وفهد لقبه قال الفلاس: متروك الحديث.
واختلف عليه في هذا الحديث، فرواه أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي قال: ثني أبو ربيعة ثنا عمر بن الفضل عن رقبة عن علي بن الأقمر عن أبي جحيفة به.
أخرجه تمام في "فوائده"(ق48/أ)
واختلف في هذا الحديث على علي بن الأقمر، فرواه مِسْعَر عن علي بن الأقمر عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(5255) من طريق محمد بن خليد الحنفي ثنا عبد الواحد بن زياد عن مسعر به.
ومحمد بن خليد قال العقيلي: يضع الحديث، وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويسند الموقوف، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
(1) عند الحاكم "عمر" وعند الطبراني "علي"
(2)
قلت: تابعه شَريك بن عبد الله القاضي عن علي بن الأقمر به.
أخرجه الخلال في "العلل"(المنتخب لابن قدامة 7)
الثاني: يرويه الوليد بن عمرو بن سَاج عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: أكلت خبز بُرٍّ بلحم سمين فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فتجشأت، فقال "احبس جشاءك، فإنّ أكثرهم شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة"
قال: فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا.
أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 2/ 716 - 717)
عن الحسن بن عرفة (1)
وابن عدي (7/ 2537)
عن أبي موسى إسحاق بن إبراهيم الهروي
وابن أبي الدنيا في "الجوع"(19)
عن عبد العزيز بن يحيى
والطبراني في "الأوسط"(8924) والبيهقي في "الآداب"(700) و "الشعب"(5256) وابن بشكوال في "الغوامض"(315)
عن أسد بن موسى المصري
كلهم عن علي بن ثابت الجزري عن الوليد بن عمرو بن ساج به.
وإسناده ضعيف لضعف الوليد بن عمر بن ساج، وقد توبع.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وذكر حديثا كان في كتاب عمرو بن مرزوق ولم يحدّث به عن مالك بن مِغول عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: فذكر الحديث، قال: فسمعت أبي يقول: هذا حديث باطل ولم يبلغني أنّ عمرو بن مرزوق حدّث به قط" العلل 2/ 123
وقال أحمد: كان عمرو بن مرزوق يحدث عن مالك بن مغول عن علي بن الأقمر عن أبي جحيفة ثم تركه بعد. قال مهنا: ثم سألته عنه بعد فقال: ليس بصحيح" المنتخب من العلل لابن قدامة ص 47
الثالث: يرويه عبد السلام بن حرب الكوفي عن مُحْرِز أبي رجاء عن أبي جحيفة.
(1) رواه البزار (كشف 3669) عن الحسن بن عرفة ثنا علي بن ثابت عن عمر بن موسى عن عمر بن أبي جحيفة عن أبيه.
أخرجه البزار (كشف 3670)
عن العباس بن جعفر بن الزِّبْرِقان
والبخاري في "الكنى"(ص 31)
عن عمرو بن محمد الناقد
والطبراني في "الكبير"(22/ 126 - 127)
عن محمد بن خالد الكوفي
قالوا: ثنا إسحاق بن منصور (1) ثنا عبد السلام بن حرب به.
واختلف فيه على عبد السلام بن حرب، فرواه أبو غسان مالك بن إسماعيل الكوفي عنه عن محرز أبي رجاء عمن حدثه عن أبي جحيفة.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(5254) عن أبي الحسين بن بشران أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا أبو غسان به.
وهذا أصح، لأنّ قوله "عمن حدثه" زيادة من ثقة فهي مقبولة.
وهكذا رواه ابن أبي الدنيا في "الجوع" كما في "الصحيحة"(1/ 4/ 64)
وإسناده ضعيف للذي لم يسم.
وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن ماجه (3350) والترمذي (2478) وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(349) والطبراني في "الأوسط"(4121) والبيهقي في "الشعب"(5259) والمزي في "التهذيب"(18/ 164) من طريق أبي يحيى عبد العزيز بن عبد الله القرشي النَّرمَقي عن يحيى البكاء عن ابن عمر قال: تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال "كُفَّ جشاءك عنا، فإنّ أطولكم جوعاً يوم القيامة أكثركم شبعاً في دار الدنيا"
قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه"
وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد العزيز النرمقي"
وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر" العلل 2/ 139
(1) هو السلولي الكوفي.
وقال: عبد العزيز بن عبد الله القرشي منكر الحديث، روى عن يحيى البكاء، عن ابن عمر ثلاثة أحاديث أو أربعة منكرة" الجرح والتعديل
قلت: ويحيى البكاء قال أحمد وأبو داود: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(11693) وعنه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 345 - 346) قال: ثنا جبرون بن عيسى المقري المصري ثنا يحيى بن سليمان الحفري القرشي ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن عكرمة عن ابن عباس رفعه "إنّ أهل الشبع في الدنيا هم أهل الجوع في الآخرة غداً"
قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث فضيل ومنصور وعكرمة، لم يروه عن فضيل إلا يحيى بن سليمان وفيه مقال"
وقال المنذري: رواه الطبراني بإسناد حسن" الترغيب 3/ 137
وقال العراقي: إسناده ضعيف" تخريج الإحياء 3/ 80
قلت: جبرون قال المنذري: لم أقف فيه على جرح ولا تعديل (الترغيب 3/ 178) وقال الهيثمي: لم أعرفه (المجمع 10/ 249) ويحيى بن سليمان القرشي ترجمه الذهبي في "الميزان" والحافظ في "اللسان" وذكرا فيه قول أبي نعيم: فيه مقال، والباقون كلهم ثقات.
وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 68) عن أبي يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي ثنا نعيم بن حماد ثني ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن محمد بن محمد عن عبد الرحمن بن زياد بن أنْعُم عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن ابن عمرو.
وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زياد بن أنعم.
وأما حديث أنس فأخرجه البيهقي في "الشعب"(5260) من طريق بشر بن إبراهيم الأنصاري ثنا زياد بن أبي حسان قال: سمعت أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث ابن عمر.
وبشر وزياد متهمان بوضع الحديث.
وأما حديث أيوب بن عثمان فأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(604) عن بَقية بن الوليد ثني أيوب بن عثمان أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يتجشأ فقال "أقصر من جشاءك، فإنّ أطول الناس جوعاً يوم القيامة أكثرهم شبعاً في الدنيا"
أيوب بن عثمان لم أقف له على ترجمة.
1081 -
"إنّ أكثر شهداء أمتي لأصحاب الفُرُش، وَرُبَّ قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته"
قال الحافظ: حديث ابن مسعود الذي أخرجه أحمد من طريق إبراهيم بن عبيد بن رفاعة أنّ أبا محمد أخبره وكان من أصحاب ابن مسعود أنّه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، والضمير في قوله "أنّه" لابن مسعود فإنّ أحمد أخرجه في مسند ابن مسعود، ورجال سنده موثقون" (1)
ضعيف
أخرجه أحمد (1/ 397) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لَهيعة عن خالد بن أبي يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة أنّ أبا محمد أخبره - وكان من أصحاب ابن مسعود - حدّثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه ذكر عنده الشهداء فقال: فذكره.
والحديث كما ذكر الحافظ (2) هو من رواية ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك قال العراقي في "تخريج الإحياء": رواه أحمد من حديث ابن مسعود وفيه عبد الله بن لهيعة"
زاد الزبيدي: ورواه كذلك الحكيم في "النوادر". إتحاف السادة المتقين 10/ 6
وخالف في ذلك الهيثمي فقال: رواه أحمد هكذا ولم أره ذكر ابن مسعود، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف، والظاهر أنّه مرسل ورجاله ثقات" المجمع 5/ 302
وقال الحافظ: سنده جيد" بذل الماعون ص 188
قلت: بل ضعيف لضعف ابن لهيعة، وأبو محمد ذكره البخاري في "الكنى" وابن أبي حاتم في "الجرح" وابن حبان في "الثقات"(5/ 586) على قاعدته، ولم يذكروا عنه راويا إلا إبراهيم بن عبيد فهو مجهول.
ولم يتفرد ابن لهيعة به بل تابعه ليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة عن أبي محمد - وكان من أصحاب ابن مسعود - عن ابن مسعود مرفوعا به.
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(403) عن يونس بن محمد المؤدب ثنا ليث بن سعد به.
ورواته ثقات غير أبي محمد.
(1) 12/ 303 (كتاب الطب - باب أجر الصابر على الطاعون)
(2)
وقال في "بذل الماعون"(ص 187 - 188): وعن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة أنّ أبا محمد أخبره - وكان من أصحاب ابن مسعود - أنّه حدّثه - يعني ابن مسعود - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1082 -
حديث أسامة: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الاثنين والخميس فسألته فقال: "إنّ الأعمال تُعرض يوم الاثنين والخميس فأحبّ أنْ يرفع عملي وأنا صائم"
قال الحافظ: ورد في صيام يوم الاثنين والخميس عدة أحاديث صحيحة منها: فذكره، أخرجه النسائي وأبو داود وصححه ابن خزيمة" (1)
له عن أسامة بن زيد طرق:
الأول: يرويه يحيى بن أبي كثير أنّ عمر بن الحكم بن ثوبان حدّثه أنّ مولى لقدامة بن مظعون حدثه أنّ مولى لأسامة بن زيد حدّثه أنّ أسامة بن زيد كان يركب إلى ماله بوادي القرى فكان يصوم الاثنين والخميس فقلت له: أتصوم وقد كبرت ورققت؟ فقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم الاثنين والخميس فقلت: يا رسول الله، أتصوم يوم الاثنين والخميس؟ فقال "إنّ الأعمال تعرض يوم الاثنين والخميس"
رواه هشام الدَّسْتُوَائي عن يحيى بن أبي كثير هكذا (2).
أخرجه الطيالسي (ص 87 - 88) وابن سعد (4/ 71) وابن أبي شيبة (3/ 42 - 43) وفي "المسند"(159) وأحمد (5/ 204 - 205 و 208 - 209) والدارمي (1757) والنسائي في "الكبرى"(2781 و 2782) والبيهقي (4/ 293)
ورواه حرب بن شداد البصري عن يحيى بن أبي كثير ثنا عمر بن أبي الحكم به.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(3576)
وتابعه أبان بن يزيد العطار عن يحيى بن أبي كثير عن عمر بن أبي الحكم بن ثوبان به.
أخرجه أحمد (5/ 200) وأبو داود (2436)
واختلف فيه على يحيى بن أبي كثير:
• فرواه معاوية بن سلام الدمشقي عنه ثني مولى قدامة به، ولم يذكر عمر بن الحكم.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(2783)
• ورواه الأوزاعي عنه عن مولى لأسامة عن أسامة، ولم يذكر عمر ولا مولى قدامة.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(2785)
(1) 5/ 140 (كتاب الصوم - باب هل يخص شيئا من الأيام)
(2)
قال المنذري: في إسناده رجلان مجهولان: مولى قدامة ومولى أسامة" الترغيب 2/ 125
- ورواه موسى بن عُبيدة عن عمر بن الحكم عن أسامة مرفوعا بلفظ "تعرض الأعمال على الله عز وجل يوم الاثنين والخميس فيغفر الله إلا ما كان من مُشاحنين أو قاطع رحم"
أخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(560) والطبراني في "الكبير"(409)
وموسى ضعيف.
الثاني: يرويه عمر بن محمد ثني شُرَحبيل بن سعد عن أسامة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم الاثنين والخميس ويقول "إنّ هذين اليومين تعرض فيهما الأعمال".
أخرجه ابن خزيمة (2119) عن سعيد بن أبي يزيد وراق الفِرْيابي ثنا محمد بن يوسف ثني أبو بكر بن عياش عن عمر بن محمد به.
وإسناده ضعيف لضعف شرحبيل بن سعد.
الثالث: يرويه أبو الغصن ثابت بن قيس الغفاري ثني أبو سعيد المَقْبُري ثني أسامة بن زيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم الأيام يسرد حتى يقال لا يفطر، ويفطر الأيام حتى لا يكاد أنْ يصوم، إلا يومين من الجمعة إن كانا في صيامه وإلا صامهما، ولم يكن يصوم من شهر من الشهور ما يصوم من شعبان فقلت: يا رسول الله، إنك تصوم لا تكاد أنْ تفطر وتفطر حتى لا تكاد أنْ تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما، قال "أيّ يومين؟ " قلت: يوم الاثنين ويوم الخميس، قال "ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين، وأحبّ أن يعرض عملي وأنا صائم" قلت: ولم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر يرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحبّ أنْ يرفع عملي وأنا صائم".
أخرجه أحمد (5/ 201) والبزار (2617) والنسائي (4/ 171 - 172) وفي "الكبرى"(2666 و 2667) والروياني (3/ 49 - 50) والدولابي في "الكنى"(2/ 78) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 82) والمحاملي في "أماليه"(485) وابن عدي (2/ 519) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 18) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1865)
عن عبد الرحمن بن مهدي
وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية"(91) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 82)
عن عبد الله بن مسلمة القعنبي
والبيهقي في "الشعب"(3541)
عن إسماعيل بن أبي أويس
والخطيب في "المتفق والمفترق"(336)
عن إسحاق بن محمد الفَرْوي
كلهم عن ثابت بن قيس به.
- ورواه زيد بن الحُباب عن ثابت بن قيس واختلف عنه:
• فقال أحمد (5/ 206): ثنا زيد بن الحباب أني ثابت بن قيس عن أبي سعيد المقبري عن أسامة.
• وقال ابن أبي شيبة (3/ 103) و"المسند"(166): ثنا زيد بن الحباب ثني أبو الغصن ثابت بن قيس ثني أبو سعيد المقبري ثني أبو هريرة عن أسامة بن زيد. فزاد فيه "أبو هريرة"
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "مسند أسامة"(48) عن ابن أبي شيبة به (1).
وأخرجه النسائي (4/ 172) وفي "الكبرى"(2668) عن أحمد بن سليمان الرهاوي ثنا زيد بن الحباب به.
والبيهقي في "الشعب"(3540) وفي "فضائل الأوقات"(21) من طريق يحيى بن أبي طالب عن زيد بن الحباب به.
- ورواه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدِي عن ثابت بن قيس قال: سمعت أبا سعيد المقبري عن أسامة بن زيد أو عن أبي هريرة- على الشك -
أخرجه أبو القاسم البغوي في "مسند أسامة"(49)
وهذا الاختلاف في صحابي الحديث أهو أسامة أو أبو هريرة لا يضر لأنّ الصحابة كلهم عدول، والحديث رواته كلهم ثقات غير ثابت بن قيس الغفاري وهو مختلف فيه: وثقه أحمد وغيره، وضعفه أبو داود وغيره، فهو حسن الحديث.
وقد رواه بعضهم عنه فلم يسمه فقال عبد الرزاق (7919): عن رجل من أهل المدينة
(1) رواه أحمد بن منصور زاج المروزي عن زيد بن الحباب ثنا كامل بن زيد الغفاري المدني ثني أبو سعيد المقبري ثني أبو هريرة عن أسامة به.
فسمى شيخ زيد بن الحباب كامل بن زيد الغفاري.
أخرجه المحاملي في "أماليه"(486)
أنّ عمر بن عبد العزيز كان يصوم الاثنين والخميس قال: وأخبرني شيخ من غفار أنّه سمع سعيدا المقبري يحدث عن أبي هريرة عن أسامة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يترك صوم الاثنين والخميس وقال "إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال فأحب أنّ يعرض لي فيهما عمل صالح"
وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعا "تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحبّ أنْ يعرض عملي وأنا صائم"
وفي لفظ "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم الاثنين والخميس، فسألته فقال "إنّ الأعمال
تعرض يوم الاثنين والخميس"
وفي لفظ آخر "إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم الاثنين والخميس فقيل له فقال "إنّ الأعمال تعرض كل اثنين وخميس، أو كل يوم اثنين وخميس فيغفر الله لكل مسلم أو لكل مؤمن إلا المتهاجرين فيقول: أخرهما".
أخرجه أحمد (2/ 329) والدارمي (1758) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن محمد بن رفاعة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة.
ومن طريق أحمد أخرجه المزي في "التهذيب"(25/ 201 - 202)
وأخرجه الترمذي (747) وفي "الشمائل"(288) والبغوي في "شرح السنة"(1799) وفي "الشمائل"(ص683)
عن محمد بن يحيى الذهلي
وابن ماجه (1740)
عن العباس بن عبد العظيم العنبري
والبغوي في "شرح السنة"(1798) وفي "الشمائل"(682)
عن عمرو بن علي الفلاس
قالوا: ثنا أبو عاصم به.
اللفظ الأول للترمذي، والثاني للدارمي، والثالث لأحمد.
وقال الترمذي: حسن غريب"
وقال المنذري: رواته ثقات" الترغيب 2/ 125
وقال البوصيري: هذا إسناده صحيح رجاله ثقات، ومحمد بن رفاعة ذكره ابن حبان
في "الثقات"، تفرد بالرواية عنه الضحاك بن مخلد، وباقي إسناده على شرط الشيخين" مصباح الزجاجة 2/ 77
قلت: سهيل إنما أخرج له البخاري مقرونا بغيره، وأما محمد بن رفاعة فهو مجهول لم يَرو عنه غير أبي عاصم، وقد تفرد بذكر الصوم من بين سائر الرواة عن سهيل (1).
1083 -
"إنّ البقرة وآل عمران تجيئان كأنهما غمامتان"
قال الحافظ: ثبت في صحيح مسلم (804) في حديث: فذكره" (2)
1084 -
"إنّ الجبل سَاخَ في الأرض فهو يهوي فيها إلى يوم القيامة"
قال الحافظ: ووقع عند ابن مردويه مرفوعا: فذكره، وسنده واه" (3)
1085 -
"إنّ الجَذَعَ يُوْفِي مما يوفي منه الثَّنِي"
قال الحافظ: وحديث رجل من بني سليم يقال له مُجَاشِع أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، أخرجه أبو داود وابن ماجه، وأخرجه النسائي من وجه آخر ولكن لم يسم الصحابي بل وقع عنده أنّه رجل من مزينة" (4)
صحيح
أخرجه أبو داود (2799) وابن ماجه (3140) والطبراني في "الكبير"(20/ 323 - 324) وأبو نعيم في "الصحابة"(6284) والمزي في "التهذيب"(27/ 217)
عن عبد الرزاق الصنعاني
وابن قانع في "الصحابة"(3/ 85) والحاكم (4/ 226) والبيهقي (9/ 270 و 270 - 271)
عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النَّهْدي
والبيهقي (9/ 270)
(1) انظر الموطأ 2/ 908 - 909 والطيالسي ص 316 وعبد الرزاق 7914 و 20226 ومسلم 4/ 1987 وأحمد 2/ 268 و 389 و 400 و 465 والترمذي 2023 وابن حبان 3644 و 5661 و 5663 و 5666 و5668 والأدب المفرد 411 وأبو داود 4916 والجعديات 3061 وأبو يعلى 6684 ومساوئ الأخلاق 543 والأداب للبيهقي 304 والتمهيد 21/ 263 وتاريخ بغداد 3/ 364 و 14/ 314 وشرح السنة 3523
(2)
14/ 211 (كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار)
(3)
7/ 240 - 241 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً} [الأعرَاف: 142])
(4)
12/ 111 (كتاب الأضاحي - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بردة: ضح بالجذع من المعز)
عن قَبيصة بن عقبة الكوفي
ثلاثتهم عن سفيان الثوري عن عاصم بن كليب عن أبيه قال: كنا مع رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له مُجاشع من بني سليم، فَعَزَّت الغنم، فأمر مناديا فنادى: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول "إنّ الجذع يوفي مما تُوفي منه الثَّنِيَّة"
وفي لفظ "كنا مع مجاشع بن مسعود السلمي في غزاة فغلت الضحايا فقال: فذكر الحديث.
وخالفهم الفِرْيَابي فرواه عن الثوري عن عاصم بن كليب عن أبيه عن رجل كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا مع مجاشع السلمي فعزت الأضاحي فقام رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يوفي الجَذَع من الضأن ما تُوفي الثنية، أراه قال من المعز - شك سفيان - فزاد فيه "عن رجل"
أخرجه البيهقي (9/ 270)
والأول أصح.
ورواه غير واحد عن عاصم بن كليب ولم يسموا الصحابي، منهم:
1 -
شعبة عن عاصم بن كليب عن أبيه عن رجل من مزينة أو جهينة قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان قبل الأضحى بيوم أو بيومين أعطوا جذعين وأخذوا ثنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ الجَذَعَة تجزئ مما تجزئ منه الثنية".
أخرجه أحمد (5/ 368) والنسائي (7/ 193) وفي "الكبرى"(4474) والبيهقي (9/ 271) والحاكم (4/ 226)
2 -
أبو الأحوص سلاّم بن سليم عن عاصم بن كليب عن أبيه قال: كنا في سفر فحضر الأضحى فجعل الرجل منا يشتر المُسِنَّة بالجَذَعَتَيْن والثلاثة، فقال لنا رجل من مزينة: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فحضر هذا اليوم فجعل الرجل يطلب المسنة بالجذعتين والثلاثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
أخرجه النسائي (7/ 193) وفي "الكبرى"(4473)
3 -
عبد الله بن إدريس الكوفي ثنا عاصم بن كليب عن أبيه قال: كنا نُؤَمِّر علينا في المغازي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وكنا بفارس فغلت علينا يوم النحر المسان، فكنا نأخذ المُسِنَّة بالجذعتين والثلاثة، فقام فينا رجل من مزينة فقال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابنا مثل هذا اليوم فكنا نأخذ المسنة بالجذعتين والثلاثة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 210) والحاكم (4/ 226)
وقال: هذا حديث مختلف فيه عن عاصم بن كليب، وهو مما لم يخرجاه الشيخان رضي الله عنهما، وقد اشترطت لنفسي الاحتجاج به، والحديث عنه صحيح بعد أنْ أجمعوا على ذكر الصحابي فيه، ثم سماه إمام الصنعة سفيان بن سعيد الثوري رضي الله عنه"
وقال ابن حزم: الحديث في غاية الصحة" المحلى 8/ 25
قلت: وهو كما قالا، والاختلاف في الصحابي لا يضر لأنهم كلهم عدول، وعاصم بن كليب وأبوه ثقتان.
1086 -
"إنّ الجراد نَثْرَة حوت من البحر"
قال الحافظ: حديث ضعيف أخرجه ابن ماجه عن أنس رفعه" (1)
ضعيف جدا
أخرجه ابن ماجه (3221) عن هارون بن عبد الله الحمال ثنا هاشم بن القاسم ثنا زياد بن عبد الله بن عُلَاثة عن موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن جابر وأنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا على الجراد قال "اللهم أهلك كباره، واقتل صغاره، وأفسد بيضه، واقطع دابره، وخذ بأفواهها عن معايشنا وأرزاقنا، إنك سميع الدعاء"
فقال رجل: يا رسول الله، كيف تدعو على جند من أجناد الله بقطع دابره؟ قال "إنّ الجراد نثرة الحوت في البحر".
وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(8/ 478 - 479) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 14) من طريق محمد بن علي الحفار الضرير ثنا هارون بن عبد الله ثنا هاشم بن القاسم ثنا زياد بن عبد الله بن علاثة عن أبيه. فزاد فيه "عن أبيه".
ولم ينفرد هارون بن عبد الله به بل تابعه أبو جعفر أحمد بن الخليل البرجلاني ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ثنا زياد بن عبد الله بن علاثة عن أبيه به.
أخرجه الخطيب (8/ 478 - 479)
قال ابن الجوزي: هذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى: موسى بن محمد ليس بشيء ولا يكتب حديثه، وقال النسائي: منكر الحديث، وقال الدارقطني: متروك"
(1) 12/ 40 (كتاب الذبائح - باب أكل الجراد)
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن محمد بن إبراهيم" مصباح الزجاجة 3/ 238
1087 -
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا "إنّ الحجر والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة، طمسى الله نورهما، ولولا ذلك لأضاءا ما بين المشرق والمغرب"
قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي وصححه ابن حبان، وفي إسناده رجاء أبو يحيى وهو ضعيف. قال الترمذي: حديث غريب ويروى عن عبد الله بن عمرو موقوفا، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: وقفه أشبه والذي رفعه ليس بقوي" (1)
أخرجه أحمد (2/ 213 - 214 و 214) وابنه (2/ 214) والترمذي (878) والفاكهي في "أخبار مكة"(960) والدولابي في "الكنى"(2/ 166) وابن خزيمة (2732) وابن حبان (3710) وفي "الثقات"(6/ 306 - 307) والحاكم (1/ 456) وأبو الطاهر المخلص في "الجزء الثاني من السادس من حديثه"(15) وابن بشران (144) والواحدي في "الوسيط"(1/ 206 - 207) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1057) وابن الجوزي في "مثير الغرام"(ص 261) والمزي في "التهذيب"(9/ 166) من طرق عن رجاء بن صَبيح أبي يحيى الحَرَشي ثنا مُسَافع بن شيبة الحَجَبي قال: سمعت ابن عمرو [يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم](2) يقول وهو مسند ظهره إلى الكعبة: فذكره.
وإسناده ضعيف لضعف رجاء بن صبيح. قال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال ابن خزيمة: لست أعرفه بعدالة ولا جرح ولست أحتج بخبر مثله، وقال ابن عبد البر: ليس هو عندهم بالقوي، وذكره العقيلي في "الضعفاء".
ووثقه الشيخ أحمد شاكر اعتمادا على توثيق ابن حبان (الثقات 6/ 306) وسكوت البخاري عنه في "التاريخ الكبير". المسند 11/ 203
ولم ينفرد به بل تابعه الزهري عن مسافع بن شيبة الحجبي عن ابن عمرو به مرفوعا. أخرجه ابن خزيمة (2731) والحاكم (1/ 456) والبيهقي (5/ 75) وفي "الشعب"(3741) من طريق أيوب بن سويد الرملي ثنا يونس بن يزيد عن الزهري به.
قال ابن خزيمة: هذا الخبر لم يسنده أحد أعلمه من حديث الزهري غير أيوب بن سويد إنْ كان حفظ عنه"
(1) 4/ 207 (كتاب الحج - باب ما ذكر في الحجر الأسود)
(2)
ما بين المعكوفتين ساقط من ثقات ابن حبان والصواب إثباته كما في الصحيح له.
وقال الحاكم: تفرد به أيوب بن سويد عن يونس، وأيوب ممن لم يحتجا به، إلا أنّه من أجلة مشائخ الشام"
وقال الذهبي: قلت: ضعفه أحمد"
قلت: ولم ينفرد به بل تابعه شبيب بن سعيد الحَبَطي عن يونس بن يزيد عن الزهري به.
أخرجه البيهقي (5/ 75) وفي "الصغرى"(1628) وفي "الشعب"(3742) وفي "الدلائل"(2/ 52 - 53) عن علي بن أحمد بن عبدان أنبا أحمد بن عبيد ثنا العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي ثنا أبي به.
قال النووي: رواه البيهقي بإسناد صحيح على شرط مسلم" المجموع 8/ 39
وقال الشيخ أحمد شاكر: وهذا إسناده صحيح إلى مسافع على شرط البخاري" المسند 11/ 204
قلت: العباس بن الفضل الأسفاطي ذكره ابن الأثير في "اللباب"(1/ 54) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الهيثمي: لم أعرفه (المجمع 5/ 66)
والباقون كلهم ثقات، ومسافع بن شيبة احتج به مسلم وحده، وأحمد بن شبيب فمن فوقه على شرط البخاري (1).
وقد أُعِلَّ الحديث بالوقف:
فقال الترمذي: هذا يروى عن عبد الله بن عمرو موقوفا قوله، وفيه عن أنس أيضا، وهو حديث غريب"
وقال أبو حاتم: رواه الزهري وشعبة كلاهما عن مسافع بن شيبة عن عبد الله بن عمرو موقوف وهو أشبه، ورجاء شيخ ليس بقوي" العلل 1/ 300
قلت: اختلف فيه على الزهري، فرواه يونس بن يزيد عنه عن مسافع عن ابن عمرو مرفوعا.
ورواه ابن جُريج عنه قال: أني مسافع الحجبي أنّه سمع رجلا يحدّث عن ابن عمرو قال: فذكره موقوفا، وزاد فيه رجلا.
(1) واختلف فيه على يونس بن يزيد، فرواه ابن وهب عن يونس بن يزيد موقوفا.
أخرجه الفاكهي (962)
أخرجه عبد الرزاق (8921)
وابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من الزهري.
وأما رواية شعبة فلم أقف عليها.
والحديث اختلف فيه على مسافع الحجبي فرواه المثنى بن الصباح عنه عن ابن عمرو موقوفا.
أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة"(1/ 328) من طريق سعيد بن سالم القداح عن عثمان بن ساج أني المثنى به.
والمثنى به الصباح ضعيف (1).
وللحديث شاهد عن أنس مرفوعا "الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة"
أخرجه الحاكم (1/ 456) من طريق داود بن الزِّبْرِقان ثنا أيوب السَّخْتِيَاني عن قتادة عن أنس به.
وقال: صحيح"
وقال الذهبي: قلت: داود قال أبو داود: متروك"
قلت: وتركه أبو زرعة وغيره.
1088 -
"إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره"
قال الحافظ: وورد في تفسير خُطبة النكاح أحاديث من أشهرها ما أخرجه أصحاب السنن وصححه أبو عوانة وابن حبان عن ابن مسعود مرفوعا: فذكره، الحديث. قال الترمذي: حسن، رواه الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود، وقال شعبة: عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه قال. فكلا الحديثين صحيح لأنّ إسرائيل رواه عن أبي إسحاق فجمعهما" (2)
صحيح
(1) وللحديث طريق أخرى.
قال الفاكهي (961): ثنا تميم بن المنتصر ثنا إسحاق الأزرق ثنا شَريك عن حجاج عن مصعب بن شيبة عن المغيرة بن خالد قال: سمعت ابن عمرو يقول: فذكر نحوه.
وإسناده ضعيف لضعف حجاج بن أرطأة، وشريك بن عبد الله القاضي مختلف فيه.
(2)
11/ 108 (كتاب النكاح - باب الخطبة)
وله عن ابن مسعود طرق:
الأول: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود واختلف عن أبي إسحاق
- فقال غير واحد: عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه مرفوعا، منهم:
1 -
شعبة.
قال الطيالسي (ص 45): ثنا شعبة ثنا أبو إسحاق قال: سمعت أبا عبيدة يحدث عن أبيه قال: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خُطبة الحاجة "الحمد لله أو إنّ الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنّ لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله، ثم يقرأ الثلاث الآيات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عِمرَان: 102] إلى آخر الآية، ويقرأ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء: 1] الآية، ثم يقرأ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)} [الأحزاب: 70] إلى آخر الآية، ثم تتكلم بحاجتك.
قال شعبة: قلت لأبي إسحاق: هذه في خُطبة النكاح أو في غيرها؟ قال: في كل حاجة.
ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الكبرى"(7/ 146) وفي "الدعوات"(489) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(922)
وأخرجه أحمد (1/ 392 - 393) والنسائي (3/ 85 - 86) وفي "الكبرى"(1709 و5528) وفي "اليوم والليلة"(491)
عن محمد بن جعفر غُنْدَر
والدارمي (2208) والطبراني في "الدعاء"(931) وابن السني (599) والبيهقي في "القضاء والقدر"(346) وأبو موسى المديني (923)
عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي
والدارمي (2208)
عن حجاج بن محمد المصيصي
والهيثم بن كليب (917) والطبراني في "الكبير"(10080) وفي "الدعاء"(931) وفي "الأوسط"(2435) وأبو الشيخ في "الأقران"(459) والقطيعي في "جزء الألف دينار"(183) وأبو موسى المديني (923)
عن حماد بن سلمة
والطحاوي في "المشكل"(3) والطبراني في "الدعاء"(931) وابن السني (599) وأبو موسى المديني (923)
عن محمد بن كثير العبدي
وأبو موسى المديني (923)
عن عمرو بن مرزوق
وأبو يعلى (5257)
عن يحيى بن سعيد القطان
والحاكم (2/ 182 - 183)
عن النضر بن شميل
وعن آدم بن أبي إياس
والطبراني في "الدعاء"(931) وأبو موسى المديني (923)
عن حفص بن عمر الحَوْضي
كلهم عن شعبة به.
وأخرجه أحمد (1/ 393) والهيثم بن كليب (918)
عن عفان بن مسلم البصري
والطحاوي (3)
عن بشر بن عمر الزهراني
قالا: ثنا شعبة أنا أبو إسحاق عن أبي عبيدة وأبي الأحوص عن ابن مسعود به.
وأخرجه البيهقي (7/ 146) من طريق يحيى بن أبي بكير الكرماني ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة - قال: وأراه عن أبي الأحوص - عن ابن مسعود به.
قال النسائي: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه شيئا"
قلت: وأبو الأحوص واسمه عوف بن مالك بن نَضْلَة سمع من ابن مسعود، وشعبة سمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه، وكان لا يسمع منه إلا ما سمعه، فالإسناد صحيح.
2 -
إسرائيل بن يونس.
أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(493) عن محمد بن المثنى عن حديث عبد الرحمن بن مهدي ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه قال: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة: فذكرها.
قال ابن مسعود: ثم تصل خطبتك بثلاث آيات: فذكرها.
وأخرجه أحمد (1/ 432) وأبو داود (2118) وأبو يعلى (5234) وابن بطة في "الإبانة"(1490) والبيهقي في "الكبرى"(7/ 146) وفي "الدعوات"(491)
عن وكيع
واللالكائي في "الاعتقاد"(1196)
عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري
والهيثم بن كليب (710 و 914 و 915 و 916)
عن عبيد الله بن موسى الكوفي
ثلاثتهم عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص وأبي عبيدة عن ابن مسعود به.
ورواته ثقات.
3 -
إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان.
أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 351) وابن أبي عاصم في "السنة"(257) وأبو يعلى (7221) عن وهب بن بقية الواسطي أنا خالد عن إسماعيل بن حماد عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا خطبة الحاجة: فذكرها.
قال أبو عبيدة: وسمعت أبا موسى يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فإنْ شئت أنْ تصل خطبتك بآي من القرآن، فقل: فذكر الآيات الثلاث: وقال في آخرهن: أما بعد: ثم تكلم بحاجتك.
وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(492) عن زكريا بن يحيى السجزي عن وهب بن بقية به.
وأخرجه الطبراني (1) في "الدعاء"(933) وفي "الأوسط"(7868) عن محمود بن محمد الواسطي عن وهب بن بقية به.
(1) ومن طريقه أخرجه المزي (3/ 67 - 68)
وأخرجه اللالكائي في "الاعتقاد"(1195) من طريق أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ثنا وهب بن بقية به.
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن إسماعيل بن حماد إلا خالد، تفرد به وهب بن بقية"
وقال الهيثمي: ورجاله ثقات، وحديث أبي موسى متصل، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه" المجمع 4/ 288
- ورواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق واختلف عنه:
• فقال محمد بن كثير العبدي: أنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود في خطبة الحاجة في النكاح وغيره قال: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة: إنّ الحمد لله نستعينه ونستغفره"
أخرجه أبو داود (2118)
وتابعه عبيد الله بن موسى العبسي عن سفيان به.
أخرجه الآجري في "الشريعة"(409)
• ورواه غير واحد عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود فلم يرفعوه، منهم:
1 -
عبد الرزاق (10449)
2 -
وكيع.
أخرجه أحمد (1/ 432) وأبو يعلى (5233)
3 -
يحيى بن سعيد القطان.
أخرجه أبو يعلى (5257)
4 -
قَبيصة بن عقبة السُّوَائى الكوفي.
أخرجه البيهقي (7/ 146)
5 -
مهران بن أبي عمر الرازي.
أخرجه أبو الشيخ في "الأقران"(62 و 65)
- ورواه مَعْمَر بن راشد عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود فلم يرفعه.
أخرجه عبد الرزاق (10449)
وحديث شعبة ومن تابعه أصح.
الثاني: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص عوف بن مالك الجُشَمي الكوفي واختلف عن أبي إسحاق
- فقال غير واحد: عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعا، منهم:
1 -
الأعمش.
أخرجه الترمذي (1105) والبزار (2070) والنسائي (2/ 189 و 6/ 73 - 74) وفي "الكبرى"(5527) وفي "اليوم والليلة"(488) وابن الجارود (679) والطبراني في "الكبير"(10079) وفي "الدعاء"(932) والآجري في "الشريعة"(410) وأبو الشيخ في "الأقران"(52) وابن بشران (81) من طرق عن عَبْثَر بن القاسم عن الأعمش به.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش إلا عبثر.
وقال الترمذي: حديث حسن، رواه الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعا، ورواه شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود مرفوعا، وكلا الحديثين صحيح؛ لأنّ إسرائيل جمعهما فقال: عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص وأبي عبيدة عن ابن مسعود مرفوعا"
2 -
يونس بن أبي إسحاق.
أخرجه ابن ماجه (1892) والطبراني في "الدعاء"(932)
3 -
عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي.
أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 381) وفي "مسنده"(340) وابن أبي عاصم في "السنة"(255 و 256) والنسائي في "اليوم والليلة"(489) والطحاوي (1 و 2) والهيثم بن كليب (709) والطبراني في "الدعاء"(932) والبيهقي (3/ 214 - 215) وفي "الدعوات"(490) من طرق عن المسعودي به.
4 -
سفيان الثوري.
أخرجه الهيثم بن كليب (711) من طريق عبيد الله بن موسى العبسي عن سفيان به.
وتابعه أبو شهاب عبد ربه بن نافع الحفاظ عن سفيان به كما في "العلل"(5/ 311) للدارقطني.
5 -
أشعث بن سَوَّار المدائني.
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(932)
6 -
زهير بن محمد التميمي.
أخرجه ابن عدي (3/ 1077)
- وقال غير واحد: عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفا، منهم:
1 -
معمر بن راشد.
أخرجه عبد الرزاق (20206) والبغوي في "شرح السنة"(2268)
2 -
زهير بن معاوية الكوفي.
أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(490)
3 -
أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي.
قاله الدارقطْني في "العلل"(5/ 312)
والأول أصح، وسفيان ممن سمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه.
الثالث: يرويه أبو وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود.
أخرجه ابن منده في "التوحيد"(268) والبيهقي (7/ 146 - 147) من طريق عبيد الله بن موسى ثنا حُريث عن واصل الأحدب عن شقيق به.
وإسناده ضعيف لضعف حريث بن أبي مطر عمرو الفزاري.
الرابع: يرويه عمران بن دَاوَر القطان عن قتادة عن عبد ربه عن أبي عياض عن ابن مسعود أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهد قال "الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله، واشهد أنّ محمدا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنّه لا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئا"
أخرجه أبو داود (1097 و 2119) وابن الأعرابي (1524) والبيهقي (3/ 215 و 7/ 146)
عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد
- وابن أبي عاصم في "السنة"(258) والطبراني في "الكبير"(10499) وفي "الأوسط"(2551) وفي "الدعاء"(934) والبيهقي في "الدعوات"(492) والمزي (16/ 489)
عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري
كلاهما عن عمران القطان به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران"
وقال الحافظ: لا يصح لأنه من رواية أبي عياض وهو مجهول لا يعرف اسمه ولا حاله" تخريج أحاديث المختصر 1/ 35
قلت: وعمران القطان مختلف فيه، وقتادة مدلس وقد عنعن، وعبد ربه قال ابن المديني: مجهول لم يَرو عنه غير قتادة، وكذا قال الذهبي في "الميزان" و"الكاشف"، وقال الحافظ في "التقريب": مستور (1).
1089 -
"إنّ الخمر حرام شراؤها وثمنها"
قال الحافظ: ولأحمد والطبراني من حديث تميم الداري مرفوعا: فذكره" (2)
تقدم الكلام عليه فأنظر حديث "أشعرت أنّها قد حُرّمت بعدك"
1090 -
"إنّ الخمر من العصير، والزبيب، والتمر، والحنطة، والشعير، والذرة، وإني أنهاكم عن كل مسكر"
قال الحافظ: أخرج أصحاب السنن الأربعة وصححه ابن حبان من وجهين عن الشعبي أنّ النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، لفظ أبي داود وكذا ابن حبان وزاد فيه "إن النعمان خطب الناس بالكوفة" ولأبي داود من وجه آخر عن الشعبي عن النعمان بلفظ "إنّ من العنب خمرا، وإنّ من التمر خمرا، وإنّ من العسل خمرا، وإنّ من البُرِّ خمرا، وإنّ من الشعير خمرا"
ومن هذا الوجه أخرجها أصحاب السنن، والتي قبلها فيها الزبيب دون العسل" (3)
حسن
أخرجه أبو داود (3677) والبزار (3256) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 217)
(1) سيأتي الكلام أيضا على هذه الطريق في حرف الواو فانظر حديث "ومن يعصهما فلا يضر إلا نفسه"
(2)
5/ 322 (كتاب البيوع - باب تحريم التجارة في الخمر)
(3)
12/ 144 - 145 (كتاب الأشربة - باب ما جاء أنّ الخمر ما خامر العقل)
وابن حبان (5398) والدارقطني (4/ 252) والبيهقي (8/ 289) وابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 250)
عن أبي معاذ فضيل بن ميسرة البصري
والطحاوي (4/ 217) وابن عدي (4/ 1477 - 1478) والدارقطني (4/ 253)
عن عثمان بن مطر الشيباني
كلاهما عن أبي حَرِيز أنّ عامرا الشعبي حدثه أنّ النعمان بن بشير [خطب الناس بالكوفة](1) فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ الخمر من العصير، والزبيب، والتمر، والحنطة، والشعير، والذرة، وإني أنهاكم عن كل مسكر".
أبو حريز هو عبد الله بن الحسين الأزدي البصري قاضي سجستان وهو مختلف فيه: وثقه أبو زرعة وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين، واستشهد به البخاري في الصحيح.
لكنه لم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن الشعبي عن النعمان بن بشير به، منهم:
1 -
إبراهيم بن مهاجر البجلي عن الشعبي عن النعمان مرفوعا "إنّ من الزبيب خمرا، ومن التمر خمرا، ومن الحنطة خمرا، ومن الشعير خمرا، ومن العسل خمرا"
وفي لفظ "إنّ من العنب خمرا" مكان الزبيب، وذكر بعضهم العنب والزبيب كليهما.
وفي لفظ "إنّ من البر خمرا" مكان الحنطة.
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 113) وأحمد (4/ 267) وفي "الأشربة"(72) وأبو داود (3676) والترمذي (1872 و 1873) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 213) والدارقطني (4/ 253) والبيهقي (8/ 289) والخطيب في "الموضح"(1/ 381) وابن عبد البر (1/ 249 - 250)
عن إسرائيل بن يونس
والبزار (3255) والنسائي في "الكبرى"(6787)
عن عمرو بن أبي قيس الرازي
كلاهما عن إبراهيم بن مهاجر به.
(1) ما بين المعكوفتين لابن حبان والطحاوي.
قال الترمذي: هذا حديث غريب، وروى أبو حيان التيمي هذا الحديث عن الشعبي عن ابن عمر عن عمر قال: إن من الحنطة خمرا
…
وذكر الحديث.
ثم أخرجه (1874) من طريق عبد الله بن إدريس الكوفي عن أبي حيان التيمي عن الشعبي عن ابن عمر عن عمر موقوفا.
ثم قال: وهذا أصح من حديث إبراهيم بن مهاجر، وقال علي بن المديني: قال يحيى بن سعيد: لم يكن إبراهيم بن مهاجر بالقوي الحديث، وقد روي من غير وجه أيضا عن الشعبي عن النعمان بن بشير"
وقال المزي: رواه غير واحد (1) عن الشعبي عن ابن عمر عن عمر، وهو المحفوظ" تحفة الأشراف 9/ 24
قلت: إبراهيم بن مهاجر مختلف فيه ولا بأس به في المتابعات.
2 -
السري بن إسماعيل الكوفي أنّ الشعبي حدّثه أنّه سمع النعمان بن بشير يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ من الحنطة خمرا، ومن الشعير خمرا، ومن الزبيب خمرا، ومن التمر خمرا، ومن العسل خمرا، وأنهاكم عن كل مسكر"
وفي لفظ "وأنا أنهى عن كل مسكر"
أخرجه أحمد (4/ 273) وابن ماجه (3379) والبزار (3254) والعقيلي (2/ 177) وابن أبي حاتم في "الجرح"(2/ 1/ 282) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ"(1/ 593) وابن عدي (3/ 1296) والدارقطني (4/ 253) والحاكم (4/ 128) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 327) والخطيب في "التاريخ"(4/ 426) وفي "الموضح"(2/ 82) والواحدي في "الوسيط"(2/ 223) والمزي في "التهذيب"(8/ 155) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(4/ 1369 - 1370) من طرق عن السري بن إسماعيل به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
(1) منهم:
1 -
أبو حيان التيمي.
أخرجه البخاري (فتح 9/ 347 و 12/ 144 - 145 و 134) ومسلم (3032)
2 -
عبد الله بن أبي السفر.
أخرجه البخاري (فتح 12/ 150)
3 -
محمد بن قيس الأسدي الوالبي.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(6785)
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: السري تركوه، وهذا السند فليتأمل"
قلت: في رواية العقيلي وابن أبي حاتم وهي رواية لابن عدي أيضا أنّ يحيى بن سعيد القطان عندما سمع السري بن إسماعيل يحدث بهذا الحديث قال: فتركته.
قال ابن أبي حاتم: يعني ترك السري فلم يحمل عنه لانكاره ما حدث به عن الشعبي؛ لأنّ الثقات يروون عن أبي حيان التيمي عن الشعبى عن ابن عمر عن عمر قوله: إن الخمر نزل تحريمها يوم نزل وهي من خمسة"
وقال ابن عدي: وهذا الحديث هو الذي أنكره يحيى القطان على السري بن إسماعيل فتركه من أجل هذا الحديث"
3 -
مُجالد بن سعيد عن الشعبي قال: قال النعمان بن بشير على هذا المنبر - يعني منبر الكوفة - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ من التمر والزبيب والحنطة والشعير والعسل خمرا".
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1107) والدارقطني (4/ 253)
ومجالد ليس بالقوي كما قال النسائي وغيره، ولكن لا بأس به في المتابعات فقد روى له مسلم مقرونا بغيره.
4 -
سلمة بن كُهيل الكوفي عن الشعبي عن النعمان بن بشير رفعه "الأشربه من خمس: من الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب، والعسل، وما خمر به فهو خمر".
أخرجه (1) الدارقطني (4/ 253) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل ثني أبي عن أبيه عن سلمة بن كهيل به.
وإسناده ضعيف جدا، إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل قال الدارقطني: متروك (الضعفاء ص 140 - سؤالات البرقاني ص 14 و 70) وأبوه قال أبو زرعة وغيره: ضعيف جدا.
لكن الحديث بمجموع هذه الطرق لا ينزل عن رتبة الحسن، ولا يمنع أنْ يكون الشعبي قد سمع الحديث من النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم وسمعه من ابن عمر عن أبيه قوله، والله تعالى أعلم.
(1) وأخرجه البزار (3253) عن بإبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل به.
1091 -
قال صلى الله عليه وسلم لابن قَطَن حين قال "إنّ الدجال أشبه الناس به" فقال: أيضرني شبهه؟ قال "لا"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه الطيالسي (ص330) عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن عاصم بن كليب الجَرْمي عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "خرجت إليكم وقد بُينت لي ليلة القدر ومسيح الضلالة فكان تلاح بين رجلين في المسجد فذهبت لأحجز بينهما فأنسيتهما وسأبدوا لكم منهما بدوا، أما ليلة القدر فالتمسوها في العشر الأواخر في وتر، وأما مسيح الضلالة فإنّه أعور العين، أجلى الجبهة، عريض النحر، فيه اندفاء، مثل قطن بن عبد العزى" فقال الرجل: يضرني يا رسول الله شبهه؟ فقال "لا، أنت مسلم وهو كافر".
قال البوصيري: رواه الطيالسي بسند رجاله ثقات إلا أنّ المسعودي اختلط بأخرة، وقد قيل إنّ الطيالسي سمع منه بعد الاختلاط" مختصر الإتحاف 4/ 288
قلت: صرّح الأبناسي في "الشذا الفياح" بسماع الطيالسي من المسعودي بعد الاختلاط. الكواكب النيرات ص 287 - 288
لكنّه لم ينفرد به بل تابعه:
1 -
يزيد بن هارون قال: أنا المسعودي به.
أخرجه أحمد (2/ 291) ومن طريقه عبد الغني المقدسي في "أخبار الدجال"(63)
2 -
أبو النضر هاشم بن القاسم البغدادي قال: ثنا المسعودي به.
أخرجه أحمد (2/ 291)
3 -
أسد بن موسى المصري قال: ثنا المسعودي به مختصرا في ذكر ليلة القدر.
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 90)
وسماع يزيد بن هارون وهاشم بن القاسم من المسعودي بعد الاختلاط أيضا (2).
قال الحافظ في "الإصابة"(8/ 167) في ترجمة قطن بن عبد العزى: وقع ذكره عند أحمد من مسند أبي هريرة، في حديث فيه ذكر الدجال، فقال في رواية من طريق المسعودي، فقال قطن: يا رسول الله، أيضرني شبهه؟ قال "لا، أنت مسلم، وهو كافر"
(1) 10/ 380 (كتاب فضائل القرآن - باب كيف نزل الوحي)
(2)
وأما أسد بن موسى فلم أر أحدا صرّح بسماعه من المسعودي أهو قبل الاختلاط أم بعده.
والمسعودي اختلط، والمحفوظ أنّ القصة لعبد العزى بن قطن وهو عند البخاري (1)، وفي بعض طرقه عنده: قال الزهري: وهو رجل من خزاعة، وفي لفظ: بني المصطلق، هلك في الجاهلية، والمحفوظ أنّ الذي قال: أيضرني شبهه، كلثوم، والمراد بالمشبهه عمرو بن لحي الخزاعي"
وقال في "الفتح (7/ 298): قال الدمياطي: وقال ذلك أيضا عن أكثم بن أبي الجون وأنه قال: يا رسول الله، هل يضرني شبهه؟ قال "لا، أنت مسلم، وهو كافر".
حكاه عن ابن سعد، والمعروف في الذي شبه به صلى الله عليه وسلم أكثم بن عمرو بن لحي جد خزاعة لا الدجال، كذلك أخرجه أحمد وغيره"
وقال في موضع آخر: وعند البزار من حديث الفَلَتَان بن عاصم "أجلى الجبهة، عريض النحر، ممسوح العين اليسرى كأنّه عبد العزى بن قطن" ووقع في حديث أبي هريرة عند أحمد نحوه لكن قال "كأنه قطن بن عبد العزى" وزاد "فقال: يا رسول الله، هل يضرني شبهه؟ قال: لا، أنت مؤمن وهو كافر" وهذه الزيادة ضعيفة فإنّ في سنده المسعودي وقد اختلط، والمحفوظ أنّه عبد العزى بن قطن، وأنّه هلك في الجاهلية كما قال الزهري. والذي قال: هل يضرني شبهه هو أكثم بن أبي الجون، وإنما قاله في حق عمرو بن لحي.
ثم ذكر حديث أبي هريرة مرفوعا "عرضت علي النار فرأيت فيها عمرو بن لحي" الحديث وفيه "وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي الجون، فقال أكثم: يا رسول الله، أيضرني شبهه؟ قال: "لا، إنك مسلم وهو كافر"
فأما الدجال فشبهه بعبد العزى بن قطن" فتح الباري 16/ 216
قلت: الحديث رواه جماعة عن عاصم بن كليب فجعلوه عن الفلتان بن عاصم الجرمي لا عن أبي هريرة، ولم يذكروا الزيادة التي في آخره وهي: فقال الرجل: يضرني يا رسول الله شبهه؟ فقال "لا، أنت مسلم، وهو كافر" واختصره غير واحد منهم.
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 514 - 515 و 15/ 129) وفي "مسنده"(المطالب 1138/ 2) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1040 و 2594) والطبراني في "الكبير"(18/ 335)
عن عبد الله بن إدريس الأودي
والبزار (كشف 3384)
(1) فتح الباري (7/ 295 - 298 و 16/ 76 و 210 - 213) من حديث ابن عمر.
عن محمد بن فضيل بن غزوان
وإسحاق في "مسنده"(المطالب 1138/ 1) وابن نصر في "قيام الليل"(ص 233 - 234)
عن عبد الواحد بن زياد البصري
والطبراني في "الكبير"(18/ 334 - 335)
عن خالد بن عبد الله الواسطي
وابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 1138/ 3) والطبراني (18/ 335)
عن زائدة بن قدامة الكوفي
والطبراني (18/ 335)
عن صالح بن عمر الواسطي
كلهم عن عاصم بن كليب ثني أبي عن خاله الفَلَتَان بن عاصم قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنا لجلوس ننتظره إذ خرج علينا في وجهه الغضب، فجلس طويلا لا يتكلم ثم سُرِّي عنه، فقال "إني خرجت إليكم وقد تبينت لي ليلة القدر ومسيح الضلالة فخرجت إليكم لأبينها لكم فلقيت بالمسجد رجلان يتلاحيان بينهما الشيطان، فحجزت بينهما فَاختُلِسَتْ مني فالتمسوها في العشر الأواخر، وأما مسيح الضلالة فإنّه أجلى الجبهة، ممسوح العين، عريض النحر، فيه دفاء كأنّه ابن العزى أو ابن العزى بن فلان"
والسياق لحديث صالح بن عمر.
وفي حديث ابن فضيل "كأنّه عبد العزى بن قطن"
قال البزار: لا نعلم أحدا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا الفلتان، ولا له إلا هذا الطريق"
وقال الهيثمي والبوصيري: رجاله ثقات" المجمع (7/ 348 - مختصر الإتحاف 4/ 291
قلت: وإسناده صحيح.
1092 -
"إنّ الدجال لا يدخل المدينة ولا مكة"
سكت عليه الحافظ (1).
(1)(7/ 298 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ} [مرَيم: 16])
أخرجه البخاري (فتح 4/ 467) من حديث أنس رفعه "ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة .. "
1093 -
"إنّ الدجال يخرج من أصبهان"
قال الحافظ: وقد أخرج الطبراني في "الأوسط" من حديث فاطمة بنت قيس مرفوعا: فذكره، ومن حديث عمران بن حَصين، وأخرجه أحمد بسند صحيح عن أنس لكن عنده من يهودية أصبهان" (1)
حسن
روي من حديث فاطمة بنت قيس ومن حديث عمران بن حصين ومن حديث أنس ومن حديث عائشة
فأما حديث فاطمة بنت قيس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(2/ 43 - 45 و 24/ 386 - 387) و"الأوسط"(4856) من طريق سيف بن مسكين الأسواري ثنا أبو الأشهب جعفر بن حيان العُطَاردي عن عامر الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت: فذكرت حديثا طويلا وفيه، قالت: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعا يديه حتى رأينا بياض إبطيه ثم قال "ألا أخبركم إنّ هذه طيبة؟ " ثلاثا، ثم قال "ألا أخبركم أنّه في بحر الشام" ثلاثا، ثم أغمي عليه ساعة ثم استريح ثم سُرِّي عنه فقال: "بل هو في بحر العراق، إنْ يخرج حين يخرج من بلدة يقال لها أصبهان من قرية من قُراها يقال لها رستقاباد، ويخرج من يخرج على مقدمته سبعون ألفا عليهم السيجان
…
"
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي الأشهب إلا سيف بن مسكين"
وقال الهيثمي: وفيه سيف بن مسكين وهو ضعيف جدا" المجمع (7/ 339
قلت: قال ابن حبان: سيف بن مسكين يأتي بالمقلوبات والأشياء الموضوعات لا يحل الاحتجاج به لمخالفته الأثبات في الروايات على قلتها (المجروحين)
وقال الدارقطني في "العلل"(1/ 219): ليس بالقوي"
وأما حديث عمران بن حصين فأخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 154 - 155) و "الأوسط"(7187) عن محمد بن محمويه الجوهري الأهوازي ثنا محمد بن منصور النحوي الأهوازي ثنا أبو همام محمد بن الزّبْرِقان ثنا يونس بن عبيد عن الحسن عن عمران بن حصين مرفوعا "يخرج الدجال من قِبَل أصبهان".
(1) 17/ 94 (كتاب الاعتصام - باب من رأى ترك النكير من النبي صلى الله عليه وسلم حجة)
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يونس إلا أبو همام، تفرد به محمد بن منصور"
وقال الهيثمي: محمد بن محمويه الجوهري لم أعرفه" المجمع 7/ 339
قلت: ومحمد بن منصور لم أر من ذكره، والحسن لم يسمع من عمران بن حصين، قاله ابن المديني وأبو حاتم وبهز بن أسد.
وأما حديث أنس فأخرجه أحمد (3/ 224) عن محمد بن مصعب ثنا الأوزاعي عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس رفعه "يخرج الدجمال من يهوديه أصبهان معه سبعون ألفا من اليهود عليهم التيجان"
وأخرجه أبو يعلى (3639) عن أبي خيثمة زهير بن حرب ثنا محمد بن مصعب به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4927) من طريق بشار بن موسى الخفاف ثنا محمد بن مصعب به.
وقال: لم يروه عن الأوزاعي عن ربيعة إلا محمد بن مصعب"
وقال البوصيري: مداره على محمد بن مصعب وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 10/ 542
قلت: محمد بن مصعب هو القَرْقَساني وهو مختلف فيه، قواه أحمد وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، واختلفوا في روايته عن الأوزاعي: فقال أحمد: حديث القرقساني عن الأوزاعي مقارب، وقال ابن عدي: له عن الأوزاعي أحاديث صالحة.
وقال أبو زرعة: يخطئ كثيرا عن الأوزاعي، وقال صالح جزرة: ضعيف في الأوزاعي، وقال الحاكم أبو أحمد: روى عن الأوزاعي أحاديث منكرة.
وخالفه يحيى بن حمزة الدمشقي رواه عن الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله عن عمه أنس رفعه "يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة"
أخرجه مسلم (2944)
وتابعه بشر بن بكر التِّنِّيسي عن الأوزاعي إلا أنّه أوقفه ولم يرفعه.
أخرجه الداني في "الفتن"(630)
وأما حديث عائشة فأخرجه أحمد وغيره بإسناد حسن، وسيأتي الكلام عليه في المجموعة الثانية - كتاب أحاديث الأنبياء - باب نزول عيسى بن مريم
1094 -
حديث النعمان بن بشير "إنّ الدعاء هو العبادة"
قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن بسند جيد" (1)
ورد من حديث النعمان بن بشير ومن حديث البراء بن عازب ومن حديث أنس بن مالك
فأما حديث النعمان بن بشير فيرويه ذر بن عبد الله الهمداني عن يُسيع الكندي الحضرمي عن النعمان بن بشير رفعه "إنّ الدعاء هو العبادة" ثم قرأ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)} [غافر: 60].
أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(3/ 182 - 183) وابن أبي شيبة (10/ 200) وأحمد (4/ 267 و 271 و 276) وابن ماجه (3828) والترمذي (2969 و 3247 و 3372) والبزار (3243) والنسائي في "الكبرى"(11464) وابن جرير في "تفسيره"(2/ 160 و 24/ 78) وابن أبي حاتم في "التفسير"(8590) والطبراني في "الصغير"(1041) وفي "الدعاء"(4 و5 و 6 و 7) وفي "الأوسط"(3901) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 120) والحاكم (1/ 490 - 491) والقضاعي (29) والبيهقي في "الشعب"(1070) و"الدعوات"(4) والواحدي في "الوسيط"(4/ 19) وأبو عمرو بن منده في "فوائده"(35) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء"(8) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(68)
عن الأعمش
وابن المبارك في "مسنده"(71) وفي "الزهد"(1298 و 1299) والطيالسي (ص 108) وعبد الرزاق في "تفسيره"(3/ 182 - 183) وأحمد (4/ 267) والبخاري في "الأدب المفرد"(714) وأبو داود (1479) والعجلي في "الثقات"(ص 450) والترمذي (3247) والبزار (2)(3243) والنسائي في "الكبرى"(11464) وابن جرير (24/ 78 - 79 و 79) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 120/ ب) وابن حبان (890) والطبراني في "الدعاء"(1 و 2 و 3) وابن المقرئ في "المعجم"(899) والخطابي في "شأن الدعاء"(ص 4 و5) وابن منده في "التوحيد"(325) والحاكم (1/ 490 - 491 و 491) والقضاعي (29) والبيهقي في "الشعب"(1070) والبغوي في "شرح السنة"(1384) وفي "تفسيره"(6/ 101) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1258) والمزي في "التهذيب"(32/ 306 - 307)
(1) 1/ 55 (كتاب الإيمان - باب دعاؤكم إيمانكم)
(2)
وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم "
عن منصور بن المعتمر
كلاهما عن ذر بن عبد الله به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث ذر، وهو ذر بن عبد الله الهمداني ثقة"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال أبو نعيم: لا يعرف هذا الحديث إلا من حديث ذر، وهو ذر بن عبد الله الهمداني، رواه عن ذر الأعمش ومنصور، ورواه عن الأعمش جماعة، وعن منصور الثوري وشعبة وشيبان وجرير وغيرهم"
قلت: لم ينفرد ذر بن عبد الله بهذا الحديث بل تابعه محمد بن جُحادة الكوفي عن يسيع الحضرمي عن النعمان بن بشير مرفوعا "إنّ عبادتي دعائي" ثم تلا هذه الآية {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} [غافر: 60] قال: عن دعائي"
أخرجه ابن جرير (24/ 79) عن الحسن بن عرفة ثنا يوسف بن الغرق الباهلي عن الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جحادة به.
وإسناده ضعيف جدا. قال محمود بن غيلان: ضرب أحمد وابن معين وأبو خيثمة على حديث يوسف بن الغرق وأسقطوه، وقال صالح جزرة: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بقوي.
وأما حديث البراء بن عازب فيرويه طلحة بن مُصَرف عن عبد الرحمن بن عَوْسَجَة عن البراء مرفوعا "إنّ الدعاء هو العبادة" وقرأ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غَافر: 60].
أخرجه أبو يعلى (1) في "معجمة"(328) عن يحيى بن أيوب المَقَاِبري ثنا حميد بن عبد الرحمن - هو الرُّؤَاسي - عن الأعمش عن طلحة بن مصرف به.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه"(12/ 279) من طريق عياش بن محمد الجوهري ثنا يحيى بن أيوب به.
ورواته ثقات.
وأما حديث أنس فيرويه عون بن الحكم عن حميد عن أنس مرفوعا "الدعاء هو العبادة"
(1) ومن طريقه أخرجه الشجري فى "أماليه"(1/ 223)
أخرجه ابن المقرئ في "المعجم"(1197) عن علي بن محمد بن إبراهيم التستري ثنا أبو يعلى ثنا عون بن الحكم به.
وعون بن الحكم لم أر من ترجمه.
1095 -
"إنّ الدعاء يدفع البلاء، والصدقة تدفع مِيْتَةَ السوء"
سكت عليه الحافظ (1).
انظر حديث "إنّ الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل
…
" وحديث "إنّ الصدقة تدفع ميتة السوء"
1096 -
"إنّ الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء"
قال الحافظ: وله -أي الترمذي- من حديث ابن عمر رفعه: فذكره، وفي سنده لين وقد صححه مع ذلك الحاكم" (2)
أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 206) عن يزيد بن هارون
وأخرجه الترمذي (3548) والعقيلي (2/ 325) والدينوري في "المجالسة"(1567 و1686) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 36) والحاكم (1/ 493 و498) والبيهقي في "الدعوات"(254) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1259) من طرق عن يزيد بن هارون أنبا عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مُليكة عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "من فُتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سئل الله شيئا يعطى أحبّ إليه من أنْ يسأل العافية" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ الدعاء ينفع
…
" وذكر الحديث.
وأخرجه الترمذي (3515) وابن عدي (4/ 1605) من طريق إسرائيل بن يونس عن عبد الرحمن بن أبي بكر به.
وأخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 33) من طريق موسى بن جعفر ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر به.
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي وهو ضعيف في الحديث، ضعفه بعض أهل العلم من قبل حفظه"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
(1) 16/ 27 (كتاب التعبير- باب الرؤيا من الله)
(2)
13/ 339 (كتاب الدعوات وقول الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60])
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: المليكي ضعيف"
وقال في الموضع الأول: عبد الرحمن واه"
وللحديث شاهد عن معاذ بن جبل وعن عائشة وعن أبي هريرة عن عبادة بن الصامت.
فأما حديث معاذ بن جبل فأخرجه أحمد وابنه (5/ 234) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء"(3)
عن الحكم بن موسى القَنْطري
والطبراني في "الدعاء"(32) وفي "الكبير"(20/ 103 - 104)
عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي
قالا: ثنا ابن عياش ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شَهر بن حَوشب عن معاذ مرفوعاً "لن ينفع حذر مِن قدر، ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم بالدعاء عباد الله"
قال الهيثمي: شهر بن حوشب لم يسمع من معاذ، ورواية إسماعيل بن عياش عن أهل الحجاز ضعيفة" المجمع 10/ 146
قلت: لم ينفرد إسماعيل بن عياش به بل تابعه عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة عن عبد الله بن عبد الرحمن عن مكحول وشهر بن حوشب عن معاذ به.
أخرجه إسحاق (1) في: "مسنده"(المطالب 3386/ 1) والقضاعي (862) والبيهقي في "القضاء والقدر"(247 و 248) والشجري (2) في "أماليه"(1/ 240)
وعبد الرحمن بن أبي بكر ضعيف كما تقدم، ومكحول لم يسمع من معاذ (المطالب 4/ 22)
وأما حديث عائشة فله عنها طريقان:
الأول: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً "لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل، وإنّ البلاء ينزل فيلقاه الدعاء فَيَعْتَلِجَان إلى يوم القيامة".
(1) ولم يذكر شهر بن حوشب.
(2)
ووقع عنده: عن مكحول عن شهر.
أخرجه البزار (كشف 2165) والطبراني في "الأوسط"(2519) وفي "الدعاء"(33) وابن جميع الصيداوي في "معجمه"(ص 105) والحاكم (1/ 492) والقضاعي (861) والبيهقي في "القضاء والقدر"(246)
عن عبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبي
والحربي في "الغريب"(3/ 1194) والقضاعي (861)
عن عباد بن موسى
والخطيب في "التاريخ"(8/ 452 - 453) وابن الجوزي في "العلل"(1411) وابن عدي (3/ 1068)
عن أبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم التَّرْجُمَاني
وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1264)
عن إسماعيل بن إبراهيم بن بسام
قالوا: ثنا زكريا بن منظور الأنصاري أني عطاف بن خالد الشامي (1) عن هشام بن عروة به.
وخالفهم أحمد بن عبيد فرواه عن زكريا بن منظور ثنا فُليح بن سليمان عن هشام عن أبيه عن عائشة.
أخرجه عبد الغني المقدسي في "الدعاء"(5)
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هشام إلا عطاف، ولا عن عطاف إلا زكريا، تفرد به الحجبي"
كذا قال، وقد تابعه عباد بن موسى وإسماعيل بن إبراهيم عن زكريا بن منظور به.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: زكريا مجمع على ضَعفه"
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح. قال يحيى: زكريا ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك"
(1) سقط عطاف بن خالد من إسناد الحربي.
وقال الهيثمي: وفيه زكريا بن منظور وثقه أحمد بن صالح المصري وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 146
قلت: هو ضعيف كما قال ابن المديني والنسائي وابن عدي وغيرهم.
وتابعه عباية بن عمر المخزومي عن هشام بن عروة به.
أخرجه ابن شاهين في "الترغيب"(148)
وعباية لم أر من ترجمه.
الثاني: يرويه الحكم بن مروان الضرير ثنا محمد بن عبد الله عن أبيه عن القاسم عن عائشة مرفوعا "لا ينجي حذر من قدر، وإنْ كان شيء يقطع الرزق فإنّ التصيح يقطعه، وإنّ الدعاء ينفع من البلاء، وقد قال الله تعالى في كتابه {إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ} [يُونس:98] قال "لما دعوا"
أخرجه القضاعي (860) من طريقين عن الحكم بن مروان به.
والحكم بن مروان قال ابن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات".
ومحمد بن عبد الله لم أعرفه، وذكر محقق كتاب القضاعي أنّ في بعض نسخ الكتاب "محمد بن عبد الرحمن" فالله أعلم.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البزار (كشف 2164)
عن محمد بن موسى الحَرَشي
وعبد الغني المقدسي في "الدعاء"(2)
عن العباس بن الهيثم الخراساني
قالا: ثنا إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك عن أبيه عن جده عن أبي هريرة مرفوعا "لا ينفع حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل، وينقض القضاء المبرم، إنّ الدعاء ليلقى البلاء فيحتبسان بين السماء والأرض حتى تقوم الساعة"
قال البزار: لا نعلمه عن أبي هريرة مرفوعا إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: وفيه إبراهيم بن خثيم وهو متروك" المجمع 7/ 209
وأما حديث عبادة بن الصامت فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(18) وفي "الدعاء"(34) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1544) من طريق هشام بن عمار الدمشقي ثنا أبو الضحاك عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المُزني ثني أبي قال: سمعت إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي يحدث عن عبادة قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قاعد في ظل الحطيم بمكة، فقيل: يا رسول الله، أتى على مال أبي فلان بسيف البحر فذهب به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما تلف مال في بَرِّ ولا بحر إلا بمنع الزكاة، فحرزوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا عنكم طوارق البلاء بالدعاء، فإنّ الدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل، ما نزل يكشفه، وما لم ينزل يحبسه"
قال الطبراني: إبراهيم بن أبي عبلة لم يسمع من عبادة بن الصامت"
وقال ابن عساكر: غريب، وإبراهيم لم يدرك عبادة"
وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر، وإبراهيم لم يدرك عبادة، وعراك منكر الحديث، وأبوه خالد بن يزيد أوثق منه وهو صدوق" العلل 1/ 220 - 221
1097 -
"إنّ الربا وإنْ كثر عاقبته إلى قُلٍّ"
قال الحافظ: حديث ابن مسعود عند ابن ماجه وأحمد بإسناد حسن مرفوعا: فذكره" (1)
وذكره في موضع آخر وقال: وأخرج أحمد وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث ابن مسعود رفعه "إنّ الربا وإنْ كثر فإنّ عاقبته إلى قلة"(2)
صحيح
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(305) وأحمد (1/ 395 أو 424) والبزار (2042) وأبو يعلى (5042 و 5348 و 5349) والهيثم بن كليب في "مسنده"(808) والطبراني في "الكبير"(10538) وابن عدي (4/ 1333) والبيهقي في "الشعب"(5123) من طريق شريك عن الرُّكَين بن الربيع عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعا "إنّ الربا وإنْ كثر عاقبته تصير إلى قل"
شريك هو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه، لكنّه لم ينفرد به بل تابعه إسرائيل عن الركين بن الربيع بن عميلة عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعا "ما أكثر أحد من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قل"
(1) 5/ 219 (كتاب البيوع- باب قوله: يمحق الله الربا ويربي الصدقات)
(2)
9/ 271 (كتاب التفسير: سورة البقرة باب {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا} [البَقَرَة:276])
وفي لفظ "إلى قلة"
أخرجه ابن ماجه (2279) والهيثم بن كليب (809) والطبراني في "الكبير"(10539) والحاكم (2/ 37 و 4/ 317 - 318) والبيهقي في "الشعب"(5124) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1403) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(2/ 426 - 427)
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 3/ 35
قلت: وهو كما قالا، والربيع بن عميلة سمع ابن مسعود. قاله البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 270)
1098 -
"إنّ الرجل في الجنة ليشتهي الطير فيخرّ بين يديه مشويا"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث ابن مسعود مرفوعا" (1)
ضعيف جدا
أخرجه سعيد بن منصور (1171) والحسين المروزي في "زيادات الزهد"(1452) والحسن بن عرفة في "جزئه"(22) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"(103 أو 329) والبزار (2032) وأبو يعلى (المطالب 4607/ 1) والعقيلي (1/ 268) والهيثم بن كليب في "مسنده"(858) وابن عدي (2/ 689) وأبو نعيم في "صفة الجنة"(341) والبيهقي في "البعث"(ص 205 - 206) وابن الأبار في "المعجم"(ص 299) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(994) من طريق خلف بن خليفة عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث (2) عن ابن مسعود مرفوعا "إنّك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخرّ بين يديك مشويا"
قال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يُروى إلا عن ابن مسعود، ولا نعلم له عنه إلا هذا الطريق، وحميد هو حميد بن عطاء كوفي وليس بحميد المكي الذي روى عن مجاهد، ولا نعلمه يُروى إلا عن عبد الله بن الحارث"
(1) 7/ 132 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في صفة الجنة)
(2)
وقع عند أبي نعيم في "صفة الجنة": عبد الله بن الحارث بن نوفل، ولم يذكر الباقون "بن نوفل" وهو مدني ثقة يروي عن ابن مسعود ولم يسمع منه كما قال ابن المديني، وما أظن قوله "بن نوفل" إلا وهما لأنّ حميدا الأعرج إنما يروي عن عبد الله بن الحارث الكوفي المكتب، ذكر ذلك أحمد كما في "الكامل" لابن عدي (2/ 688) وابن أبي حاتم في "الجرح" والدارقطني (سؤالات البرقاني ص 23 - 24) والمزي في "تهذيب الكمال" والحافظ في "تهذيب التهذيب"، وانظر التاريخ لعباس الدوري 2/ 137
وقال ابن عدي: هذا الحديث عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود ليس بمستقيم، ولا يتابع حميد الأعرج عليه"
وقال الهيثمي والبوصيري: وفيه حميد بن عطاء الأعرج وهو ضعيف" المجمع 10/ 414 - مختصر الاتحاف 10/ 647
قلت: بل هو متروك الحديث كما قال النسائي (الضعفاء ص 33) وقال الدارقطني: حميد متروك أحاديثه شبه الموضوعة، وعبد الله بن الحارث كوفي ثقة ولم يسمع من ابن مسعود (سؤالات البرقاني ص 23 - 24)
وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا يروي عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود بنسخة كأنها موضوعة لا يحتج بخبره إذا انفرد.
1099 -
"إنّ الرجل ليصلي الصلاة وما فاتته، ولما فاته من وقتها خير له من أهله وماله"
قال الحافظ: وقد روى سعيد بن منصور من طريق طلق بن حبيب مرسلا قال: فذكره" (1)
1100 -
"إنّ الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وهو مكتوب في الكتاب الأول من أهل النار، فإذا كان قبل موته تحول فعمل عمل أهل النار فمات فدخلها"
قال الحافظ: وفي حديث عائشة عند أحمد مرفوعا: فذكره" (2)
صحيح
أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(837) وأحمد (6/ 107) وأبو يعلى (4668) وابن بطة في "الإبانة"(1317) والبيهقي في "الاعتقاد"(ص 184) وفي "القضاء والقدر"(116)
عن حماد بن سلمة
وأحمد (6/ 108)
عن عبد الرحمن بن أبي الزناد
وعبد بن حميد في "المنتخب"(1500) وابن حبان (346)
(1) 2/ 146 (كتاب الصلاة- باب مواقيت الصلاة وفضلها)
(2)
14/ 288 (كتاب القدر- باب في القدر)
عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي
وابن أبي عاصم في "السنة"(259)
عن عبد الله (1) بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مَوْهَب (2)
أربعتهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "إنّ الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وإنّه لمكتوب في الكتاب أنه من أهل النار، فإذا كان قبل موته تَحَوَّل فعمل بعمل أهل النار فمات فدخل النار. وإنّ الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنّه لمكتوب في الكتاب أنّه من أهل الجنة، فإذا كان قبل موته تحول فعمل بعمل أهل الجنة فمات فدخل الجنة" واللفظ لحديث حماد بن سلمة.
واختلف فيه على هشام بن عروة:
- فرواه محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى الكوفي عن هشام عن أبيه عن عائشة موقوفا.
أخرجه الحارث (741)
وتابعه الليث بن سعد عن هشام به.
أخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الحجة"(22)
- ورواه علي بن غُراب الكوفي فرواه عن هشام بن عروة عن عائشة موقوفا ولم يذكر عروة.
أخرجه اللالكائي في "السنة"(1243)
والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة، والحديث إسناده صحيح.
قال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى بأسانيد وبعض أسانيدهما رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 212.
وقال البيهقي: وشواهد هذا الحديث كثيرة من حديث عبد الله بن مسعود وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم"
(1) ويقال: عبيد الله.
(2)
رواه محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عنه هكذا.
ورواه علي بن ثابت الجزري عنه فلم يذكر هشام بن عروة.
أخرجه الحسن بن عرفة في "جزئه"(88) ومن طريقه البيهقي في "القضاء والقدر"(115) والخطيب في "التاريخ"(11/ 356 - 357) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(584)
والأول أصح.
1101 -
"إنّ الرجل لَيُلْجِمُه العرق يوم القيامة حتى يقول: ياربّ أرحني ولو إلى النار"
قال الحافظ: وفي حديث ابن مسعود عند الطبراني والبيهقي "إن الرجل ليفيض عرقا حتى يسيح في الأرض قامة، ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه" وفي رواية عنه عند أبي يعلى وصححها ابن حبان: فذكرها، وللحاكم والبزار من حديث جابر نحوه" (1)
حديث ابن مسعود يرويه أبو الأحوص عوف بن مالك الأشجعي عن ابن مسعود، وعنه غير واحد، منهم:
1 -
أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال"(132) وأبو يعلى (4982) وابن حبان (7335) والطبراني في "الكبير"(10083) والخطيب في "التاريخ"(12/ 27)
عن بشر بن الوليد الكندي
والطبراني في "الكبير"(10083)
عن ابن أبي شيبة
قالا: ثنا شَريك بن عبد الله عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود به مرفوعا.
وفي لفظ "إنّ الكافر ليلجمه العرق
…
"
وإسناده ضعيف، شريك مختلف فيه، وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن.
2 -
إبراهيم بن مهاجر البجلي.
أخرجه أبو يعلى (المطالب 4542/ 2) عن عقبة بن مكرم بن عقبة الكوفي ثنا يونس بن بكير ثنا ابن إسحاق عن إبراهيم بن مهاجر عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعا "إنّ الكافر ليحاسب يوم القيامة حتى يلجمه العرق، حتى إنّه ليقول: أرحني ولو إلى النار"
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10112) وفي "الأوسط"(5472) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة
وفي "الأوسط"(4576) عن عبدان بن أحمد
(1) 14/ 185 (كتاب الرقاق- باب قوله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5)}) و 14/ 226 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)
قالا: ثنا عقبة بن مكرم به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن إبراهيم بن مهاجر إلا محمد بن إسحاق، ولا عن محمد بن إسحاق إلا يونس بن بكير، تفرد به عقبة بن مكرم"
قلت: وهو صدوق كما قال مطين، وقال أبو داود: ليس به بأس.
ويونس بن بكير صدوق كذلك، وابن إسحاق صدوق يدلس وقد عنعن، وإبراهيم بن مهاجر مختلف فيه: قواه أحمد وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، واختلف فيه قول النسائي.
3 -
إبراهيم بن مسلم الهَجَري.
واختلف عنه:
- فرواه سفيان الثوري عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعا.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8876) عن مِقدام بن داود الرُّعَيْنِي ثنا علي بن معبد ثنا عبد الغفار بن الحسن بن دينار الضبي عن سفيان به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الثوري إلا عبد الغفار، تفرد به علي بن معبد"
قلت: هو ابن شداد العبدي قال أبو حاتم: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث.
ومقدام بن داود قال الدارقطني: ضعيف، وقال النسائي: ليس بثقة.
وعبد الغفار بن الحسن مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وقال الجوزجاني: لا يعتبر بحديثه، وقال ابن عدي: له أحاديث غير محفوظة.
- ورواه زائدة بن قدامة الكوفي عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قوله.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(8779)
وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم الهجري.
وأما حديث جابر فأخرجه البزار (كشف 3423) والحاكم (4/ 577) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ثنا الفضل بن عيسى الرقاشي عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا "إنّ العرق ليلزم المرء في الموقف حتى يقول: يا رب إرسالك بي إلى النار أهون عليّ مما أجد، وهو يعلم ما فيها من شدة العذاب"
قال البزار: لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: الفضل واه"
وقال الهيثمي: وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو ضعيف جدا" المجمع 10/ 336
1102 -
"إنّ الرجل من أهل الجنة ليزوج خمسمائة حوراء أو إنّه ليفضّي إلى أربعة آلاف بكر وثمانية آلاف ثيب"
قال الحافظ: أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" والبيهقي في "البعث" من حديث عبد الله بن أبي أوفى رفعه: فذكره، وفيه راو لم يسم" (1)
ضعيف
أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(603) وفي "الطبقات"(954) وعنه أبو نعيم في "صفة الجنة"(431) قال: ثنا موسى بن سعيد البزار ثنا حامد بن يحيى البلخي ثنا يونس بن محمد المؤدب ثنا الوليد بن أبي ثور ثني سعد الطائي أبو مجاهد عن عبد الرحمن بن سابط عن ابن أبي أوفى مرفوعا "يزوج الرجل من أهل الجنة أربعة آلاف بكر وثمانية آلاف أيم، ومائة حوراء، فيجتمعن في سبعة أيام فيقلن بأصوات حزينة لم يسمع الخلائق بمثلها: نحن الخالدات فلا نبيد، ونحن الناعمات فلا نبؤس، ونحن الراضيات فلا نسخط، ونحن المقيمات فلا نظعن، طوبى لمن كان لنا وكنا له"
وإسناده ضعيف لضعف الوليد بن أبي ثور، والحديث اختلف فيه على ابن سابط، فرواه موسى الأسواري عن رجل من طي عن عبد الرحمن بن سابط عن ابن أبي أوفى.
أخرجه أبو سعد الماليني في "الأربعين في شيوخ الصوفية"(ص 202 - 203) والبيهقي في "البعث"(373) من طريق الحسين بن الحسن المروزي ثني عبد الوهاب الخفاف ثنا موسى الأسواري به.
وإسناده ضعيف لضعف موسى الأسواري وللرجل الذي لم يسم.
ورواه ليث بن أبي سليم عن ابن سابط قوله.
أخرجه البيهقي في "البعث"(372)
(1) 7/ 133 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في صفة الجنة)
عن سفيان الثوري
وأبو الشيخ في "العظمة"(589)
عن محمد بن فضيل
كلاهما عن ليث به.
قال البيهقي: هذا هو الصحيح من قول ابن سابط"
قلت: وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.
1103 -
"إنّ الرجل من أهل الجنة ليعطى قوة مائة في الأكل والشرب والجماع والشهوة"
قال الحافظ: وعند أحمد والنسائي وصححه الحاكم من حديث زيد بن أرقم رفعه: فذكره" (1)
أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 108 - 109) وأحمد (4/ 367 و371) وهناد بن السري في "الزهد"(63 و 90) والحسين المروزي في "زوائد الزهد" لابن المبارك (1459) وعبد بن حميد (263) والدارمي (2828) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"(111) والبزار (كشف 3522 و 3523) والنسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف 3/ 191) وابن حبان (7424) والطبراني في "الكبير"(5004 و 5005 و 5006 و 5007 و 5008 و 5009) وفي "الأوسط"(8871) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 53) وأبو الشيخ في "العظمة"(608) وابن المقرئ في "المعجم"(514) وأبو نعيم في "صفة الجنة"(329) وفي "الحلية"(8/ 116) والبيهقي في "البعث"(317) والمزي في "التهذيب"(4/ 409) من طرق عن الأعمش عن ثُمامة بن عقبة المُحَلِّمِي قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ الرجل من أهل الجنّة ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والجماع والشهوة" فقال رجل من اليهود: إنّ الذي يأكل ويشرب تكون منه الحاجة، فقال "يفيض من جلده عرق فإذا بطنه قد ضمر" لفظ الدارمي
وذكر الحافظ هنا وابن القيم في "الحادي"(ص 187) والمنذري في "الترغيب"(4/ 525) أنّ الحاكم أخرجه في "المستدرك" ولم أجده فيه بعد البحث الشديد.
قال أبو نعيم: من حديث الأعمش ثابت رواه عنه الناس"
(1) 1/ 393 (كتاب الغسل- باب إذا جامع ثم عاد)
وقال الضياء المقدسي: وهذا عندي على شرط مسلم لأنّ ثمامة ثقة وقد صرّح بسماعه من زيد بن أرقم" النهاية لابن كثير
وقال المنذري: رواه أحمد والنسائي ورواته محتج بهم في الصحيح والطبراني بإسناد صحيح"
وقال الهيثمي: رجال أحمد والبزار رجال الصحيح غير ثمامة بن عقبة وهو ثقة" المجمع 10/ 416
وقال ابن القيم: وفي "المسند" وسنن النسائي بإسناد صحيح على شرط الصحيح من حديث الأعمش عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم قال: الحديث" حادي الأرواح ص 187
وقال البوصيري: إسناده صحيح" إتحاف الخيرة 10/ 472
قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة الأعمش فإنّه كان مدلسا ولم يذكر سماعا من ثمامة.
لكنه لم ينفرد به بل تابعه هارون بن سعد العجلي عن ثمامة به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(5010) ثنا أسلم بن سهل الواسطي ثنا محمد بن موسى القطان ثنا يحيى بن راشد ثنا عبد النور بن عبد الله بن سنان عن هارون بن سعد به.
وعبد النور بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: يضع الحديث.
وقال الذهبي في "الميزان": كذاب.
ويحيى بن راشد لم أعرفه، وأسلم وهارون صدوقان، ومحمد بن موسى ثقة.
1104 -
"إنّ الرجل من أهل الجنة ليفضي إلى مائة عذراء"
قال الحافظ: وفي الطبراني من حديث ابن عباس: فذكره" (1)
أخرجه أبو يعلى (2436) عن أبي همام الوليد بن شجاع الكوفي ثنا حماد بن أسامة ثنا هشام بن حسان عن زيد الحواري عن ابن عباس قال: قيل: يا رسول الله، أنفضي إلى نسائنا في الجنة كما نفضي إليهنّ في الدنيا؟ قال "والذي نفس محمد بيده إنّ الرجل ليفضي بالغداة الواحدة إلى مائة عذراء"
(1) 7/ 133 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في صفة الجنة)
وأخرجه إبراهيم الحربي في "الغريب"(1/ 266) عن عبيد الله بن عمر القواريري ثنا أبو أسامة حماد بن أسامة به.
قال الهيثمي: وفيه زيد بن أبي الحواري وقد وثق على ضعف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 416
قلت: زيد بن الحواري العَمِّي ضعيف، قاله أبو زرعة والنسائي وابن معين وابن عدي وابن سعد وابن المديني وغيرهم.
وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف زيد العمي" مختصر الإتحاف 10/ 649
والحديث اختلف فيه على هشام بن حسان، فرواه زائدة بن قدامة عنه عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: فذكره.
أخرجه البزار (كشف 3525)
عن محمد بن ثواب الهَبَّاري الكوفي
والطبراني في "الأوسط"(722)
عن أبي همام الوليد بن شجاع
وفي "الصغير"(2/ 12 - 13) ومن طريقه الخطيب في "التاريخ"(1/ 371)
عن عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الكوفي
قالوا: ثنا حسين بن علي الجُعفي عن زائدة به.
قال البزار: لا نعلم رواه عن هشام إلا زائدة"
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هشام إلا زائدة"
وقال محمد بن عبد الواحد المقدسي: ورجال هذا الحديث عندي على شرط الصحيح" حادي الأرواح ص 232
قلت: وإسناده صحيح.
لكن قال الدارقطني في "العلل"(10/ 30): حديث أبي أسامة أشبه بالصواب"
1105 -
"إنّ الرَّحِم أخذت بِحُجْزَة الرحمن"
قال الحافظ: ووقع في حديث ابن عباس عند الطبراني: فذكره" (1)
حسن
(1) 13/ 22 (كتاب الأدب- باب من وصل وصله الله)
أخرجه أحمد (1/ 321) وابن عدي (4/ 1375) وابن الجوزي في "البر والصلة"(237)
عن رَوح بن عبادة البصري
وابن أبي عاصم في "السنة"(538) والبزار (كشف 1883) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عبد الرحمن بن عوف 187) والطبراني في "الكبير"(10807)
عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد
قالا: ثنا ابن جُريج أني زياد بن سعد أن صالحا مولى التوأمة أخبره أنّه سمع ابن عباس يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إنّ الرحم شُجْنَة آخذة بحجزة الرحمن، يصل من وصلها ويقطع من قطعها"
قال البزار: لا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: وفيه صالح مولى التوأمة وقد اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 150
قلت: الحديث إسناده حسن رواته ثقات غير صالح بن نبهان المدني مولى التوأمة وهو صدوق اختلط، وسماع زياد بن سعد وهو ابن عبد الرحمن الخراساني منه قبل اختلاطه كما قال ابن عدي (1).
1106 -
"إنّ الرَّحِم أخذت بِقائمة من قوائم العرش"
قال الحافظ: أخرجه مسلم من حديث عائشة" (2)
لم أره في صحيح مسلم بهذا اللفظ، وإنما أخرج مسلم (2555) حديث عائشة من طريق وكيع وهو في "الزهد" له (404) عن معاوية بن أبي مُزَرِّد عن يزيد بن رُومان عن عروة عن عائشة مرفوعا بلفظ "الرحم معلقة بالعرش، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله"
وأخرجه أحمد (6/ 62) وهناد في "الزهد"(1003) عن وكيع به.
وأخرجه البخاري (فتح 13/ 23) والحاكم (4/ 158 - 159) من طريق سليمان بن بلال قال: أخبرني معاوية بن أبي مزرد به بلفظ "الرحم شُجْنَة فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته" لفظ البخاري
ولفظ الحاكم "الرحم شجنة من الله، فمن وصلها وصله، ومن قطعها قطعه".
(1) الكامل 4/ 1375 - 1376
(2)
13/ 22 (كتاب الأدب- باب من وصل وصله الله)
1107 -
"إنّ الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع الرَّحِم"
قال الحافظ: وللمصنف في "الأدب المفرد" من حديث ابن أبي أوفى رفعه: فذكره" (1)
ضعيف جدا
أخرجه وكيع في "الزهد"(412) وابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 2542/ 1) وهناد في "الزهد"(1005) وأحمد بن منيع في "مسنده"(المطالب 2542/ 2) والبخاري في "الأدب المفرد"(63) وفي "التاريخ الكبير"(2/ 2/ 14) ومحمد بن أسلم الطوسي في "الأربعين"(24) والحسين المروزي في "زوائده على البر والصلة" لابن المبارك (136) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 265) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عبد الرْحمن بن عوف 212) والطبراني كما في "المجمع"(8/ 151) وابن عدي (3/ 1109) ونصر السمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 99 - 100) والبيهقي في "الشعب"(7590) والبغوي في "شرح السنة"(3439 و 3440) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2317) وابن الجوزي في "البر والصلة"(242 و 254) والمزي في "التهذيب"(11/ 432 - 433) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(2/ 533) وفي "السير"(12/ 205) من طريق أبي إدام سليمان بن زيد المحاربي الأزدي قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية يوم عرفة: فذكره.
وفي لفظ "إنّ الملائكة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم"
قال الطبري: في إسناده نظر"
وقال البوصيري: مداره على أبي إدام وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 7/ 192
وقال الهيثمي: وفيه أبو إدام المحاربي وهو كذاب" المجمع 8/ 151
قلت: كذبه ابن معين، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: لا يحتج بخبره.
1108 -
"إنّ الرسالة والنبوة قد انقطعت، ولا نبي ولا رسول بعدي، ولكن بقيت المبشرات" قالوا: وما المبشرات؟ قال "رؤيا المسلمين جزء من أجزاء النبوة"
قال الحافظ: ولأبي يعلى من حديث أنس رفعه: فذكره" (2)
صحيح
(1) 13/ 19 (كتاب الأدب- باب إثم القاطع)
(2)
16/ 30 (كتاب التعبير- باب المبشرات)
أخرجه أحمد (3/ 267) والترمذي (2272) والحاكم (4/ 391) وأبو زكريا بن منده في "فضائل الطبراني"(ص 338 - 339)
عن عبد الواحد بن زياد البصري
وابن أبي شيبة (11/ 53) وابن بشران (224)
عن عبد الله بن إدريس الكوفي
كلاهما عن المختار بن فُلْفُل ثنا أنس بن مالك رفعه "إنّ الرسالة والنبوة قد انقطعت، فلا رسول بعدي ولا نبي" قال: فشقّ ذلك على الناس، قال: قال "ولكن المبشرات" قالوا: يا رسول الله، وما المبشرات؟ قال "رؤيا الرجل المسلم، وهي جزء من أجزاء النبوة".
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث المختار بن فلفل"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم"
قلت: وهو كما قالا، والمختار بن فلفل وثقه ابن معين والعجلي ويعقوب بن سفيان وغيرهم.
1109 -
"إنّ الرقى، والتمائم، والتَّوَلَة شرك"
قال الحافظ: أخرج أبو داود وابن ماجه وصححه الحاكم من طريق ابن أخي زينب امرأة ابن مسعود عنها عن ابن مسعود رفعه: فذكره" (1)
صحيح
وله عن ابن مسعود طرق:
الأول: يرويه يحيى بن الجزار الكوفي واختلف عنه:
- فرواه الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار واختلف عن الأعمش:
* فقيل: عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار عن ابن أخي زينب (2) امرأة عبد الله عن زينب امرأة عبد الله قالت: كان عبد الله إذا جاء من حاجة، فانتهى إلى
(1) 12/ 305 (كتاب الطب- باب الرقى بالقرآن)
(2)
عند ابن ماجه وأبي يعلى "ابن أخت زينب"
قال المنذري: وفي بعض نسخ ابن ماجه "ابن أخي زينب" وهو على كلا التقدير مجهول" الترغيب
4/ 309
الباب، تنحنح، وبزق، كراهية أن يهجم منا على شيء يكرهه، قالت: وإنّه جاء ذات يوم فتنحنح وعندي عجوز ترقيني من الحمرة فأدخلتها تحت السرير، فدخل فجلس إلى جنبي، فرأى في عنقي خيطا، قال: ما هذا الخيط؟ قلت: خيط أرقي لي فيه، قالت: فأخذه فقطعه، ثم قال: إنّ آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ الرقى، والتمائم، والتولة شرك" قالت: فقلت له: لم تقول هذا وقد كانت عيني تقذف، فكنت اختلف إلى فلان اليهودي يرقيها، وكان إذا رقاها سكنت، قال: إنما ذلك عمل الشيطان، كان ينخسها بيده، فإذا رقى فيها، كفّ عنها، إنما كان يكفيك أنْ تقولي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أذهب الباس رب الناس، اشف، وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما".
أخرجه أحمد (1/ 381) واللفظ له وأبو داود (3883) وعبد الله بن أحمد في "السنة"(1/ 366) وأبو يعلى (5208) والخلال في "السنة"(1494) وابن بطة في "الإبانة"(1033) والبيهقي (9/ 350) والبغوي في "شرح السنة"(3240) وابن الجوزي في "التلبيس"(ص 285)
عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي
وابن ماجه (3530)
عن عبد الله بن بشر الرقي
كلاهما عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار به.
• وقيل: عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار عن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن زينب امرأة عبد الله أنّها أصابها حمرة في وجهها فدخلت عليها عجوز فرقتها في خيط فعلقته عليها، فدخل ابن مسعود فرآه عليها فقال: ما هذا؟ فقالت: استرقيت من الحمرة، فمدّ يده فقطعها، ثم قال: إنّ آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، قالت: ثم قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أنّ الرقى، والتمائم، والتولية شرك" قال: فقلت: ما التولية؟ قال: التولية هو الذي يهيج الرجال.
أخرجه الحاكم (4/ 417 - 418) من طريق محمد بن مسلمة الكوفي عن الأعمش به.
وقال: صحيح الإسناد على شرط الشيخين"
قلت: محمد بن مسلمة الكوفي لم أقف له على ترجمة.
- ورواه فضيل بن عمرو الفقيمي عن يحيى بن الجزار قال: دخل عبد الله على امرأة
وفي عنقها شيء معقود، فجذبه فقطعه، ثم قال: لقد أصبح آل عبد الله أغنياء أنْ يشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ الرقى، والتمائم، والتولة شرك" قالوا: يا أبا عبد الرحمن، هذه الرقى والتمائم قد عرفناها، فما التولة؟ قال: شيء يصنعه النساء يتحببن إلى أزواجهن.
لم يذكر ابن أخي زينب ولا زينب امرأة عبد الله.
أخرجه ابن حبان (6090)
عن محمد بن فضيل الكوفي
والطبراني في "الكبير"(10503)
عن النضر بن محمد القرشي العامري
كلاهما عن العلاء بن المسيب عن فضيل بن عمرو به.
الثاني: يرويه المنهال بن عمرو الأسدي واختلف عنه:
- فرواه ميسرة بن حبيب الكوفي عن المنهال واختلف عن ميسرة:
فقال إسرائيل بن يونس: عن ميسرة عن المنهال عن قيس بن السكن الأسدي قال: دخل عبد الله بن مسعود على امرأة فرأى عليها حِرْزاً من الحمرة فقطعه قطعا عنيفا، ثم قال: إنّ آل عبد الله عن الشرك أغنياء، وقال: كان مما حفظنا عن النبي صلى الله عليه وسلم "إنّ الرقى والتمائم والتولية من الشرك"
أخرجه الحاكم (4/ 217) من طريق عبيد الله بن موسى الكوفي ثنا إسرائيل به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1465) والحازمي في "الاعتبار"(ص 238) من طريق عثمان بن عمر بن فارس العبدي ثنا إسرائيل به، واقتصرا على المرفوع منه وزادا "فقالت له امرأته: وما التولة؟ قال: التهييج.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ميسرة إلا إسرائيل"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الحازمي: هذا الحديث يروى موقوفا ومرفوعا، والموقوف أحفظ، كذلك يرويه الأعلام"
وقال أبو إسرائيل إسماعيل بن خليفة الملائي: عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود أنّ ابن مسعود دخل على بعض أمهات أولاده
فرأى في عنقها تميمة فلوى السير حتى قطعه، وقال: أفي بيوتي الشرك؟ ثم قال: التمائم والرقى والتولة شرك أو طرف من الشرك.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(8862)
وأبو إسرائيل الملائي مختلف فيه.
- ورواه عمرو بن قيس الملائي عن المنهال بن عمرو عن سيرين أم أبي عبيدة أنّ عبد الله دخل على امرأته، فذكر الحديث ولم يرفعه.
أخرجه الواحدي في "الوسيط"(4/ 576)
- ورواه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة عن أبيه أنّه رأى في عنق امرأة من أهله سيرا فيه تمائم فمدّه مداً شديداً حتى قطع السير، وقال: إنّ آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، ثم قال: إنّ التولة، والتمائم، والرقى لشرك، فقالت امرأة: إنّ أحدنا ليشتكي راسها فتسترقي، فإذا استرقت ظنّ أنّ ذلك قد نفعها، فقال: إنّ الشيطان يأتي أحدكم فيخش في رأسها فإذا استرقت خنس، فإذا لم تسترق نخس، فلو أنّ إحداكن تدعو بماء فتنضحه في رأسها ووجهها ثم تقول: بسم الله الرحمن الرحيم ثم تقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} [الفَلَق: 1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} [النَّاس: 1] نفعها ذلك إنْ شاء الله.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(8863) من طريق عاصم بن علي الواسطي عن المسعودي به.
والمسعودي اختلط بأخرة، وسماع عاصم بن علي منه بعد اختلاطه.
وحديث إسرائيل أصح، وهو كما قال الحاكم: صحيح الإسناد.
الثالث: يرويه مَعْمَر بن راشد عن عبد الكريم الجزري عن زياد بن أبي زياد أو عن أبي عبيدة- شك معمر- قال: رأى ابن مسعود في عنق امرأته خرزا قد تعلقته من الحمرة فقطعه، وقال: إنّ آل عبد الله لأغنياء عن الشرك.
أخرجه عبد الرزاق (20343) عن معمر به.
ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(8861)
- ورواه الأعمش واختلف عنه:
• فرواه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش عن أبي عبيدة قال: دخل
عبد الله على امرأته وهي مريضة، فإذا في عنقها خيط معلق، فقال: ما هذا؟ فقالت: شيء رُقي لي فيه من الحمى، فقطعه فقال: إنّ آل إبراهيم أغنياء عن الشرك.
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 13 - 14) عن أبي معاوية به.
• ورواه وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي عبيدة به، فزاد فيه إبراهيم.
أخرجه الخلال في "السنة"(1481) وابن بطة في "الإبانة"(1029)
وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، قاله النسائي والترمذي وغيرهما.
الرابع: يرويه السري بن إسماعيل عن أبي الضحى عن أم ناجية قالت: دخلت على زينب امرأة عبد الله أعوذها من حمرة ظهرت بوجهها وهي معلقة بحرز، فإني لجالسة دخل عبد الله، فلما نظر إلى الحرز أتى جذعا معارضا في البيت فوضع عليه رداءه ثم حسر عن ذراعيه فأتاها فأخذ بالحرز فجذبها حتى كاد وجهها أنْ يقع في الأرض فانقطع، ثم خرج من البيت فقال: لقد أصبح آل عبد الله أغنياء عن الشرك، ثم خرج فرمى بها خلف الجدار، ثم قال: يا زينب أعندي تعلقين، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الرقى، والتمائم، والتولية، فقالت أم ناجية: يا أبا عبد الرحمن أما الرقى والتمائم فقد عرفنا فما التولية؟ قال: التولية ما يهيج النساء.
أخرجه الحاكم (4/ 216 - 217)
وإسناده ضعيف جدا، السري بن إسماعيل هو الهمداني وهو متروك الحديث، قاله أبو داود والنسائي.
الخامس: يرويه عبد الله بن زياد بن سليمان بن سَمْعان المخزومي أنّ عبد الله بن أبي نَجيح أخبره عن أصحاب عبد الله بن مسعود عن ابن مسعود أنّه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التمائم والتول.
فقيل لابن مسعود: قد عرفنا التمائم فما التول؟ فقال: ما يتحبب به بعض النساء إلى أزواجهن كالكهانة وأشباهها.
أخرجه ابن وهب في "الجامع"(661)
وإسناده ضعيف جد، ابن سمعان قال أحمد وغيره: متروك الحديث.
1110 -
"إنّ الركعتين بعد المغرب من صلاة البيوت"
قال الحافظ: رواه عبد الله بن أحمد من رواية محمود بن لبيد رفعه: فذكره" (1)
(1) 3/ 293 (كتاب الصلاة- أبواب التطوع- باب التطوع بعد المكتوبة)
يرويه محمد بن إسحاق المدني عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري واختلف عن ابن إسحاق:
- فقال غير واحد: عن ابن إسحاق ثني عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد بني الأشهل فصلّى بهم المغرب، فلما سلّم قال "اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم" قال: فلقد رأيت محمود بن لبيد وكان إمام قومه يصلي بهم المغرب ثم يخرج فيجلس بفناء المسجد حتى يقوم قبل العَتَمة فيدخل بيته فيصليهما.
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 246) والسياق له وابن نصر في "قيام الليل"(ص 67) وابن خزيمة (1200)
عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري
وأحمد (5/ 427)
عن إبراهيم بن سعد المدني
و (5/ 428)
عن محمد بن أبي عدي البصري
وابن عبد البر في "التمهيد"(14/ 176)
عن محمد بن سلمة الحرّاني
أربعتهم عن ابن إسحاق به.
- وقال إسماعيل بن عياش: عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد عن رافع بن خَديج.
أخرجه ابن ماجه (1165) والطبراني في "الكبير"(4295)
وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها.
- وقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر عن رجل عن رافع بن خديج.
أخرجه ابن نصر (ص 67)
وله شاهد من حديث كعب بن عُجرة قال: صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة المغرب في مسجد بني عبد الأشهل، فلما صلّى قام ناس يتنفلون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "عليكم بهذه الصلاة في البيوت"
أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 178) وأبو داود (1300) والترمذي (604) والنسائي (3/ 162) وابن خزيمة (1201) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 339) والطبراني في "الكبير"(19/ 146) وابن بشران (1272) وابن عبد البر في "التمهيد"(14/ 168 - 169 أو 177 - 178) وأبو سعد السمان في "مشيخته"(التدوين للقزويني 3/ 194) من طريق محمد بن موسى الفِطْرِي عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده.
قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث كعب بن عجرة لا نعرفه إلا من هذا الوجه"
وقال الذهبي: إسحاق بن كعب تابعي مستور تفرد بهذا الحديث وهو غريب جدا" الميزان 1/ 196
قلت: إسحاق بن كعب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال ما روى عنه غير ابنه سعد.
1111 -
"إنّ الزمان قد استدار فهو اليوم كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض"
قال الحافظ: ووقع في حديث ابن عمر عند ابن مردويه: فذكره" (1)
صحيح بدون زيادة "فهو اليوم"
ورد من حديث ابن عمر ومن حديث أبي بكرة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمرو ومن حديث رجل بالبحرين لم يسم ومن حديث أبي حُرَّة الرقاشي عن عمه
فأما حديث ابن عمر فأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(858) عن ابن أبي شيبة -وهو في "مسنده"(المطالب العالية 1156 و 1618 و 1805 و 3234) قال: ثنا زيد بن الحباب العُكْلي ثنا موسى بن عُبيدة ثني صدقة بن يسار عن ابن عمر- فذكر الحديث في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم وسط أيام التشريق في حجته وقال فيها "إنّ الزمان قد استدار فهو اليوم كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض"
وأخرجه الطبري في "تفسيره"(10/ 124 - 125) عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي ثنا زيد بن الحباب به.
(1) 9/ 394 (كتاب التفسير- سورة براءة- باب قوله: {إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ}
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(1897) عن الحسن بن علي الحُلْواني ثنا زيد بن الحباب به.
وأخرجه البيهقي (6/ 97) وفي "الدلائل"(5/ 447) من طريق أبي علي الحسن بن إسحاق بن يزيد العطار ثنا زيد بن الحباب به.
وأخرجه البزار (كشف 1141) والروياني (1416) من طرق أخرى عن موسى بن عبيدة أني صدقة بن يسار وعبد الله بن دينار عن ابن عمر به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(10096) من طريق مكي بن إبراهيم البلخي ثنا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر به.
قال الهيثمي والبوصيري: وفيه موسى بن عبيدة الرَّبَذِي وهو ضعيف" المجمع 3/ 266 - مختصر الإتحاف 4/ 368
وأما حديث أبي بكرة فأخرجه البخاري (فتح 9/ 394) ومسلم (1679)
ولفظه "إنّ الزمان استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض
…
"
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البزار (كشف 1142) والطبري في "تفسيره"(10/ 125) عن محمد بن معمر البَحْراني ثنا رَوح ثنا أشعث عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رفعه "إنّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض
…
"
قال البزار: لا نعلمه عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، ورواه ابن عون وقرة وابن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه، ولا نعلم رواه عن أبي هريرة إلا روح ولم نسمعه إلا من ابن معمر"
وقال الهيثمي: وفيه أشعث بن سَوَّار وهو ضعيف، وقد وثق" المجمع 3/ 278
قلت: كذا قال: ابن سوار، وليس كما قال، بل هو ابن عبد الملك وهو الذي يروي عنه روح بن عبادة، والحديث إسناده حسن رواته ثقات غير محمد بن معمر وهو صدوق.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطحاوي في "المشكل"(1454) عن عبيد بن رجال ثنا أحمد بن صالح ثنا إسماعيل بن أبي أويس عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال "إنّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض
…
"
ثم قال الطحاوي: ثنا عبيد بن رجال قال أحمد بن صالح: قرأت على ابن نافع أخبرني مالك عن ثور بن زيد الديلي قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع. ثم ذكر مثله ولم يذكر في إسناده بعد ثور بن زيد أحدا.
وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطحاوي في "المشكل"(1457) عن جعفر بن محمد بن الحسن الفِرْيابي ثنا الصَّلت بن مسعود الجَحْدري ثنا محمد بن عبد الرحمن الطُّفَاوي ثنا داود بن أبي هند عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "إنّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض"
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2930) عن إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا الصلت بن مسعود به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو بن شعيب إلا داود بن أبي هند، ولا عن داود إلا محمد بن عبد الرحمن، تفرد به الصلت"
وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 7/ 29
قلت: إسناده حسن، جعفر بن محمد وإبراهيم بن هاشم والصلت بن مسعود وداود بن أبي هند ثقات، والباقون صدوقون.
وأما حديث الرجل الذي لم يسم فأخرجه الطبري في "تفسيره"(10/ 125) عن مجاهد بن موسى ثنا يزيد- هو ابن هارون- ثنا سليمان التيمي ثني رجل بالبحرين أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته في حجة الوداع "ألا إنّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض
…
"
وإسناده صحيح إنْ كان الرجل الذي لم يسم صحابيا.
وأما حديث أبي حرة الرقاشي عن عمه فأخرجه أحمد (5/ 72 - 73) وغيره (1) من طريق حماد بن سلمة ثني علي بن زيد عن أبي حرة الرقاشي عن عمه وكانت له صحبة قال: كنت آخذا بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق أذود الناس عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكر حديثا طويلا فيه: ألا وإنّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض
…
"
وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.
(1) انظر حديث "لا يحل مال امرىء مسلم إلا عن طيب نفس"
1112 -
"إنّ الساعة لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات"
قال الحافظ: أخرجه مسلم من حديث حذيفة بن أَسيد رفعه: فذكره" (1)
أخرجه مسلم (2901) عن حذيفة بن أسيد مرفوعا "إنّ الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف في جزيرة العرب، والدخان، والدجال، ودابة الأرض، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس"
1113 -
"إنّ السّيف مَحَّاءٌ للخطايا"
قال الحافظ: صححه ابن حبان وغيره" (2)
أخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(7) عن صفوان بن عمرو أنّ أبا المثنى المُلَيكي حدّثه أنه سمع عتبة بن عبد السلمي- وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "القتلى ثلاثة رجال: رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل، ذلك الشهيد الممتحن، في خيمة الله تحت عرشه، لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة، ورجل مؤمن قرف على نفسه من الذنوب والخطايا، جاهد بنفسه وماله في سبيل الله، حتى إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل، فتلك مصمصة محت ذنوبه وخطاياه، إنّ السّيف محاء للخطايا، وأدخل من أيّ أبواب الجنة شاء، فإنّ لها ثمانية أبواب، ولجهنم سبعة أبواب، وبعضها أسفل من بعض. ورجل منافق جاهد بنفسه وماله في سبيل الله، حتى إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل، فذلك في النار، إنّ السيف لا يمحو النفاق".
وأخرجه الطيالسي (ص 178 - 179) عن ابن المبارك به.
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "صفة النفاق"(33) والبيهقي (9/ 164)
وأخرجه أحمد (4/ 186) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 342 - 343) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 6066) وابن حبان (4663) والطبراني في "الكبير"(17/ 126) وأبو نعيم في "صفة النفاق"(33) والبيهقي في "البعث"(ص 167) وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد"(ص 116 - 117) من طرق عن ابن المبارك به.
وأخرجه أحمد (4/ 185 - 186) وابن قتيبة في "الغريب"(1/ 412 - 413) والبيهقي في "الشعب"(3956)
(1) 14/ 166 (كتاب الرقاق- باب الحشر)
(2)
1/ 74 (كتاب الإيمان- باب حدثنا أبو اليمان)
عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري
والدارمي (2322) وابن أبي عاصم في "الجهاد"(132)
عن معاوية بن يحيى الصَدَفي
والطبراني في "الكبير"(17/ 125) وفي "مسند الشاميين"(1023) وأبو نعيم في "صفة الجنة"(171) وفي "صفة النفاق"(32)
عن يحيى بن عبد الله البَابَلُتِّي
وابن أبي عاصم في "الجهاد"(131) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 6068) وابن أبي داود في "البعث"(60) وأبو نعيم في "صفة الجنة"(171) والبيهقي في "البعث"(ص 167)
عن الوليد بن مسلم
والطبرانى في "الكبير"(17/ 126)
عن عيسى بن يونس
وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 6067)
عن محمد بن يوسف الفِرْيابي
كلهم عن صفوان بن عمرو السَّكْسكي عن أبي المثنى الأمْلُوكي (1) عن عتبة بن عبد السلمي به.
قال المنذري: رواه أحمد بإسناد جيد" الترغيب 2/ 317
وقال الهيثمي: ورجال أحمد رجال الصحيح خلا أبي المثنى الأملوكي وهو ثقة" المجمع 5/ 291
وقال الحافظ: رجاله ثقات" بذل الماعون ص 194
قلت: أبو المثنى الأملوكي واسمه ضمضم ذكره ابن حبان في "الثقات" واختلف فيه هل هو الذي يروي عن أَبي أُبي الأنصاري ابن أم حرام ويروي عنه هلال بن يَسَاف أم لا؟ ففرق أبو محمد بن الجارود في "الكنى" بينهما ثم قال: وقيل إنهما واحد، قال: ولم يبن لي ذلك. ثم روى عن الأثرم عن أحمد بن حنبل أنّه ذكر رواية صفوان بن عمرو وهلال بن
(1) هكذا قال أبو إسحاق الفزاري ومعاوية بن يحيى والوليد بن مسلم والبابلتي "الأملوكي" وقال ابن المبارك وعيسى بن يونس "المليكي" قال البخاري: وهو وهم (التاريخ الكبير 2/ 2/ 338)
يساف عن أبي المثنى وقال: سبحان الله كالمتعجب يروي عنه هلال بن يساف ويروي عنه صفوان بن عمرو.
وجعلهما ابن أبي حاتم (الجرح 2/ 1/ 468) ومسلم (الكنى ص 104) واحدا.
قال الحافظ في "التهذيب": ولا يبعد، لكن قال ابن القطان: أبو المثنى مجهول سواء كان واحداً أو اثنين، قال: وأما قول ابن عبد البر: أبو المثنى ثقة فلا يقبل منه. كذا قال وتعقبه ابن المواق بأنّه لا فرق بين أنْ يوثقه الدارقطني أو ابن عبد البر"
قلت: الذي يظهر لي أنهما اثنان، فقد ترجمه البخاري في "الكبير" وابن حبان في "الثقات" وذكرا أنّه يروي عن عتبة بن عبد وعنه صفوان بن عمرو فقط، والله تعالى أعلم.
1114 -
"إنّ الشاة تخبرني أنها مسمومة"
قال الحافظ: ووقع في مرسل الزهري أنها أكثرت السم في الكتف والذراع لأنّه بلغها أنّ ذلك كان أحبّ أعضاء الشاة إليه، وفيه: فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتف فنهش منها، وفيه: فلما ازدرد لقمته قال: فذكره"
وقال: ووقع في مرسل الزهري في مغازي موسى بن عقبة أنّ لونه صار في الحال كالطيلسان.
وقال: ووقع في مغازي موسى بن عقبة عن الزهري مرسلا "ما زلت أجد من الأكلة التي أكلت بخيبر عدادا حتى كان هذا أوان انقطاع أبهري"(1)
مرسل
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(4/ 263 - 264) من طريقين عن موسى بن عقبة عن الزهري قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وقتل من قتل منهم أهدت زينب بنت الحارث اليهودية وهي ابنة أخي مرحب لصفية شاة مَصْلِيَّة وَسَمَّتْها وأكثرت في الكتف والذراع لأنّه بلغها أنه أحبّ أعضاء الشاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية ومعه بشر بن البراء بن مَعْرور أخو بني سلمة، فقدمت إليهم الشاة المصلية، فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتف وانتهش منها، وتناول بشر بن البراء عظما فانتهش منه، فلما استرط رسول الله صلى الله عليه وسلم لقمته استرط بشر بن البراء ما في فِيْهِ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ارفعوا أيديكم، فإنّ كتف هذه الشاة يخبرني أنْ قد بغيت فيها"
(1) 12/ 357 و 359 (كتاب الطب- باب ما يذكر في سم النبي صلى الله عليه وسلم)
1115 -
عن ابن عباس قال: إنّ الشُّرَّاب كانوا يُضربون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأيدي والنعال والعصا حتى توفي فكانوا في خلافة أبي بكر أكثر منهم فقال أبو بكر: لو فرضنا لهم حداً، فَتوَخّى نحو ما كانوا يضربون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فجلدهم أربعين، حتى توفي، ثم كان عمر فجلدهم كذلك حتى أُتي برجل، فذكر قصة وأنه تأول قوله تعالى {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة:93] وأنّ ابن عباس ناظره في ذلك واحتج ببقية الآية وهو قوله تعالى {إِذَا مَا اتَّقَوْا} [المائدة:93] والذي يرتكب ما حرّمه الله ليس بمتق. فقال عمر: ما ترورن؟ فقال عليّ: فذكره، وزاد بعد قوله: وإذا هذى افترى: وعلى المفتري ثمانون جلدة، فأمر به عمر فجلده ثمانين.
قال الحافظ: وأخرج مالك في "الموطأ" عن ثور بن زيد أنّ عمر استشار في الخمر فقال له عليّ بن أبي طالب: نرى أنْ تجعله ثمانين فإنّه إذا شرب سكر، وإذا سكر هذى، وإذا هذى افترى، فجلد عمر في الخمر ثمانين. وهذا معضل، وقد وصله النسائي والطحاوي من طريق يحيى بن فُليح عن ثور عن عكرمة عن ابن عباس مطولا: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه النسائي في "الكبرى"(5288) والطحاوي في "المشكل"(4441) والطبراني في "الكبير"(11550) و"الأوسط"(9345) والدارقطني (3/ 166) والحاكم (4/ 375 - 376) وابن مردويه في "التفسير"(تخريج أحاديث المختصر 2/ 424) والبيهقي (8/ 320 - 321 و 321) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 423 - 424) من طرق عن سعيد بن كثير بن عُفَير ثنا يحيى بن فليح بن سليمان المدني عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس به.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ثور إلا يحيى، تفرد به سعيد بن عفير"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الحافظ: هذا حديث حسن، ورجاله رجال الصحيح إلا يحيى بن فليح فلم أقف له على ترجمة"
قلت: يحيى بن فليح قال ابن حزم: مجهول، وقال مرة: ليس بالقوي (اللسان)
وخالفه مالك (2/ 842) فرواه عن ثور بن زيد أنّ عمر بن الخطاب استشار في الخمر
(1) 15/ 73 (كتاب الحدود- باب الضرب بالجريد والنعال)
يشربها الرجل، فقال له عليّ بن أبي طالب: نرى أنْ تجلده ثمانين، فإنّه إذا شرب سكر، وإذا سكر هذى، وإذا هذى افترى، أو كما قال فجلد عمر في الخمر ثمانين.
وأخرجه الشافعي في "مسنده"(ص 286) عن مالك به.
قال الحافظ في "التلخيص"(4/ 75): وهو منقطع لأنّ ثوراً لم يلحق عمر بلا خلاف"
ورواه عبد الرزاق (13542) عن مَعْمَر عن أيوب عن عكرمة لم يذكر ابن عباس.
وهذا منقطع أيضا.
1116 -
"إنّ الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها"
قال الحافظ: في صحيح مسلم عن أبي بن كعب: فذكره، وفي رواية لأحمد من حديثه "مثل الطست" ونحوه لأحمد من طريق أبي عون عن ابن مسعود، وزاد "صافية" ومن حديث ابن عباس نحوه" (1)
سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إنها صافية بلجة"
1117 -
"إنّ الشمس تطلع كل يوم بين قرني شيطان إلا صبيحة ليلة القدر"
قال الحافظ: ولابن أبي شيبة من حديث ابن مسعود أيضا: فذكره" (2)
موقوف صحيح
أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 75 - 76) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن ابن مسعود قال: تَحَرَّوا ليلة القدر لتسع تبقى، تحروها لسبع تبقى، تحروا لإحدى عشرة تبقى صبيحة بدر فإنّ الشمس تطلع كل يوم بين قرني شيطان إلا صبيحة بدر"
وإسناده صحيح رجاله ثقات.
وأخرجه عبد الرزاق (7697) والطبراني في "الكبير"(9579) والبيهقي (4/ 310)
عن سفيان الثوري
والحاكم (3/ 20)
عن جرير بن عبد الحميد الرازي
(1) 5/ 163 (كتاب صلاة التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)
(2)
5/ 163 (كتاب صلاة التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)
كلاهما عن الأعمش به.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
1118 -
"إنّ الشمس لم تُحبس لبشر إلا ليُوْشَع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس" قال الحافظ: وقد ورد أصله من طريق مرفوعة صحيحة أخرجها أحمد من طريق هشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، ورجال إسناده محتج بهم في الصحيح" (1)
أخرجه أحمد (2/ 325) والخلال في "العلل"(المنتخب لابن قدامة 101) والطحاوي في "المشكل"(1069 و 1070) والقطيعي في "جزء الألف دينار"(239) والخطيب في "التاريخ"(7/ 34 - 35) وفي "الأسماء المبهمة"(ص 333) من طريق الأسود بن عامر شاذان ثنا أبو بكر بن عياش عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة به مرفوعا إلا أنّه قال "لم تحبس على بشر"
قال يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 172): حدثني الفضل- هو ابن زياد- قال: سألت أبا عبد الله قلت: الأسود بن عامر عن أبي بكر بن عياش عن هشام عن ابن شرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكر الحديث، قال: نعم هكذا أو نحو هذا. قلت: رواه غير الأسود عن أبي بكر؟ قال: لم أسمعه إلا من الأسود"
ومن طريق يعقوب بن سفيان أخرجه الخطيب في "التاريخ"(7/ 35)
وقال ابن كثير: انفرد به أحمد من هذا الوجه وهو على شرط البخاري" البداية والنهاية 1/ 323
وصححه الذهبي في "تلخيص الموضوعات" انظر تنزيه الشريعة 1/ 379
قلت: أبو بكر بن عياش مختلف فيه والأكثر على توثيقه وصرّح غير واحد بأنّه كثير الخطأ، وقال أحمد: كان يضطرب في حديث هؤلاء الصغار، فأمّا عن أولئك الكبار ما أقربه (المنتخب لابن قدامة ص 181)
ولم يخرج البخاري روايته عن هشام ولا رواية شاذان عنه.
والباقون ثقات.
(1) 7/ 29 (كتاب فرض الخمس- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: أحلت لكم الغنائم)
1119 -
"إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (فتح 3/ 190) من حديث أبي بكرة.
1120 -
"إنّ الشمس والقمر لا يَنْكَسِفَان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله، وإنّ الله إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له"
قال الحافظ: وقد وقع في حديث النعمان بن بشير وغيره للكسوف سبب آخر غير ما يزعمه أهل الهيئة وهو ما أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه وصححه ابن خزيمة والحاكم بلفظ: فذكره، وقد استشكل الغزالي هذه الزيادة (2) وقال: إنها لم تثبت فيجب تكذيب قائلها
…
، والحديث الذي ردّه الغزالي قد أثبته غير واحد من أهل العلم" (3)
يرويه أبو قِلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي وعنه غير واحد، منهم:
1 -
خالد الحَذَّاء.
أخرجه النسائي (3/ 115) وفي "الكبرى"(1870) وابن خزيمة (1404) وابن حزم في "المحلى"(5/ 144)
عن محمد بن بشار بُنْدَار
وابن ماجه (1262)
عن محمد بن المثنى وأحمد بن ثابت الجَحْدَري وجميل بن الحسن العَتَكي
والبيهقي (3/ 332 - 333)
عن محمد بن أبي بكر المقدمي البصري
وفي"معرفة السنن"(5/ 138 - 139)
عن الشافعي (السنن المأثورة 394)
كلهم عن عبد الوهاب (4) بن عبد المجيد الثقفي ثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن
(1) 7/ 402 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام)
(2)
وهي قوله "وإنّ الله إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له"
(3)
3/ 191 (كتاب الصلاة- أبواب الكسوف- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: يخوف الله عباده بالكسوف)
(4)
وخالفه إسماعيل بن علية فرواه عن خالد عن أبي قلابة مرسلا.
أخرجه مسدد (المطالب 771)
النعمان بن بشير قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج يجرّ ثوبه فزعاً حتى أتى المسجد فلم يزل يصلّي بنا حتى انجلت. فلما انجلت قال "إنّ ناسا يزعمون أنّ الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم من العظماء، وليس كذلك. إنّ الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله عز وجل، إنّ الله عز وجل إذا بدا لشيء من خلقه خشع له، فإذا رأيتم ذلك فصلوا كَأحْدَثِ صلاة صليتموها من المكتوبة".
وتابعه وهيب بن خالد البصري عن خالد الحذاء به.
أخرجه عثمان الدارمي في "الرد على المريسي"(ص 171)
قال ابن خزيمة: إنْ صح الخبر فإني لا أخال أبا قلابة سمع من النعمان"
وقال البيهقي: هذا مرسل، أبو قلابة لم يسمعه من النعمان بن بشير، إنما رواه عن رجل عن النعمان"
وتعقبه ابن التركماني في "الجوهر النقي" فقال: صرّح صاحب "الكمال" بسماع أبي قلابة من النعمان، وقول البيهقي: لم يسمعه منه، دعوى بلا دليل ولو صح الذي ذكره البيهقي وفيه عن أبي قلابة عن رجل عن النعمان لم يدل على أنّه لم يسمعه من النعمان بل يحتمل أنّه سمعه منه ثم من رجل عنه"
وقال ابن حزم: فإن قيل: إنّ أبا قلابة قد روى هذا الحديث عن رجل عن قبيصة العامري قلنا: نعم فكان ماذا؟ وأبو قلابة قد أدرك النعمان فروى هذا الخبر عنه، ورواه أيضا عن آخر فحدّث بكلتا روايتيه ولا وجه للتعلل بمثل هذا أصلا ولا معنى له"
قلت: ما أظنّ أبا قلابة سمع من النعمان، قال ابن معين: أبو قلابة عن النعمان بن بشير مرسل" التاريخ لعباس الدوري 2/ 309
وقال أبو حاتم: قد أدرك أبو قلابة النعمان بن بشير ولا أعلم سمع منه" المراسيل ص 110
وقال العلائي: الظاهر في رواية أبي قلابة عن النعمان بن بشير الإرسال" جامع التحصيل ص 258
وخالفهم علي بن المديني فقال: لقي أبو قلابة النعمان بن بشير" تاريخ دمشق لابن عساكر- ترجمة عبد الله بن زيد الجرمي
2 -
أيوب السَّخْتِيَاني، واختلف عنه:
- فقيل: عن أيوب عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير.
أخرجه أحمد (4/ 269) والبزار (3295) وابن خزيمة (1403)
عن عبد الوهاب الثقفي (1)
وأبو داود (1193) وابن عبد البر في "التمهيد"(3/ 304 - 305) وابن حزم في "المحلى"(5/ 142)
عن الحارث بن عمير البصري
والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 330)
عن عبيد الله بن عمرو الرقي (2)
والطبراني في "الدعاء"(2238)
عن وهيب بن خالد
أربعتهم عن أيوب عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فكان يصلي ركعتين ويسأل، ويصلّي ركعتين ويسأل حتى انجلت، فقال "إن رجالاً يزعمون أنّ الشمس والقمر إذا انكسف واحد منهما فإنما ينكسف لموت عظيم من العظماء وليس كذلك ولكنهما خلقان من خلق الله عز وجل، فإذا تجلى الله عز وجل لشيء من خلقه خشع له".
- ورواه عبد الوهاب الثقفي والحارث بن عمير وعبيد الله بن عمرو أيضا عن أيوب عن أبي قلابة عن قبيصة الهلالي أنّ الشمس كسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعاً يجر ثوبه وأنا معه يومئذ بالمدينة فصلى ركعتين أطالهما ثم انصرف وتجلت الشمس فقال "إنما هذه الآيات يخوف الله بها فإذا رأيتموها فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة". واللفظ لعبيد الله بن عمرو
أخرجه أحمد (5/ 60 - 61)
عن عبد الوهاب الثقفي
وأبو نعيم في "الصحابة"(5739)
عن الحارث بن عمير
والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 331)
(1) رواه أحمد عن زيد بن الحباب، وابن خزيمة عن محمد بن بشار بندار والبزار عن محمد بن المثنى ثلاثتهم عن عبد الوهاب به.
(2)
قال في روايته: عن النعمان أو غيره، رواه علي بن معبد عنه.
عن عبيد الله بن عمرو (1)
ثلاثتهم عن أيوب به.
وأخرجه أحمد (5/ 61) وأبو داود (1185) والحاكم (1/ 333) والبيهقي (3/ 334)
عن وهيب بن خالد البصري
والنسائي (3/ 117) وفي "الكبرى"(1871)
عن عبيد الله بن الوازع البصري
وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1982) والبيهقي (3/ 334)
عن عبد الوارث بن سعيد البصري
ثلاثتهم عن أيوب عن أبي قلابة عن قبيصة به.
- ورواه عبد الوارث بن سعيد أيضا عن أيوب عن أبي قلابة عن رجل عن النعمان.
أخرجه أحمد (4/ 267) والبيهقي (3/ 333)
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
قلت: لم يخرج الشيخان رواية أبي قلابة عن قبيصة، وإنما أخرجا رواية أبي قلابة عن أنس وعن ثابت بن الضحاك وعن زَهْدَم بن مُضَرِّب الجَرْمي وعن عنبسة بن سعيد بن العاص وعن مالك بن الحويرث وعن أبي المليح بن أسامة، وأخرج البخاري روايته عن عمرو بن سلمة الجرمي، وأخرج مسلم روايته عن عبد الله بن يزيد وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى وعن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي وغيرهم.
- ورواه حماد بن زيد عن أيوب فقال فيه: عن النعمان بن بشير وقبيصة بن المخارق.
أخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 112 و 262)
- ورواه ريحان بن سعيد البصري ثنا عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن هلال بن عامر أنّ قبيصة الهلالي حدّثه أنّ الشمس كسفت- بمعنى حديث وهيب بن خالد.
(1) قال في روايته: عن قبيصة الهلالي أو غيره، رواه علي بن معبد عنه.
ورواه عبد الله بن جعفر الرقي عن عبيد الله بن عمرو فقال: عن قبيصة ولم يشك.
أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(3/ 305)
أخرجه أبو داود (1186) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1444) وأبو القاسم البغوي (5/ 60) والطبراني في "الكبير"(18/ 375) وفي "الدعاء"(2217) والبيهقي (3/ 334) والمزي (30/ 341 - 342)
قال ابن التركماني في "الجوهر النقي": ضعيف، فيه عباد بن منصور قال ابن الجوزي في "كتابه": لم يرضه يحيى بن سعيد، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال علي بن الجنيد: متروك، وقال النسائي: ضعيف وقد كان تغير، ورواه عن عباد ريحان بن سعيد قال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به"
قلت: ريحان بن سعيد مختلف فيه، وتكلم غير واحد في روايته عن عباد بن منصور.
فقال ابن حبان: يعتبر حديثه من غير روايته عن عباد.
وقال البرديجي: وأما حديث ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة فهي مناكير.
وقال العجلي: ريحان الذي يروي عن عباد منكر الحديث.
- ورواه أنيس بن سوار الجرمي عن أيوب عن أبي قلابة عن هلال بن عمرو أنّ قبيصة الهلالي حدّثه.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 374 - 375) وأبو الشيخ في "الطبقات"(624) والمزي (30/ 341) من طريق معاوية بن عمران الجرمي ثنا أنيس بن سوار به.
ومعاوية بن عمران لم أقف له على ترجمة، وأنيس ذكره ابن حبان في "الثقات".
- ورواه مَعْمَر عن أيوب عن أبي قلابة قوله، قال: إنّ الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكن ربنا تبارك وتعالى إذا تجلى لأحد من خلقه خضع له.
أخرجه عبد الرزاق (4943)
ورواه مَعْمَر أيضا عن أيوب عن أبي قلابة أن النبي صلى الله عليه وسلم كلما ركع ركعة ورفع رأسه أرسل رجلا ينظر هل تجلّت.
أخرجه عبد الرزاق (4944)
3 -
قتادة.
أخرجه النسائي (3/ 117) وفي "الكبرى"(1873) والبزار (3294)
عن محمد بن المثنى
والطبراني في "الأوسط"(2826) وفي "الدعاء"(2246)
عن روح بن عبد المؤمن البصري
والحاكم (1/ 332)
عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة البصري
قالوا: ثنا معاذ بن هشام ثني أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن النعمان بن بشر أنّ الشمس انكسفت فصلّى النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين حتى انجلت ثم قال "إنّ الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولكنهما خلقان من خلقه ويحدث الله في خلقه ما شاء، ثم إنّ الله تبارك وتعالى إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له، فأيهما انخسف فصلوا حتى ينجلي أو يحدث الله أمرا".
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا هشام، تفرد به معاذ"
وقال البزار نحوه.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
قلت: لم يخرج الشيخان رواية أبي قلابة عن النعمان بن بشير.
•والحديث رواه محمد بن المثنى أيضا عن معاذ بن هشام ثني أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن قبيصة الهلالي أنّ الشمس انخسفت فصلّى نبي الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ركعتين حتى انجلت، ثم قال: وذكر الحديث.
أخرجه النسائي (3/ 117) وفي "الكبرى"(1872) عن محمد بن المثنى به (1)
وأخرجه ابن خزيمة (1402) عن محمد بن بشار ثنا معاذ بن هشام به. ووقع عنده: عن قبيصة البجلي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 331) عن أبي حازم عبد الحميد بن عبد العزيز ثنا محمد بن بشار به.
(1) ولم ينفرد هشام الدستوائي به بل تابعه عمر بن عامر البصري عن قتادة عن أبي قلابة عن قبيصة الهلالي به. أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"(1078) وكذا ابن قانع في"الصحابة"(2/ 342) لكن وقع عنده: عن عامر بن قبيصة الهلالي.
قال عمرو بن علي الفلاس: لم يسمع قتادة من أبي قلابة" تاريخ دمشق لابن عساكر- ترجمة عبد الله بن زيد الجرمي ص565
• ورواه محمد بن بشار أيضا عن معاذ بن هشام ثني أبي عن قتادة عن الحسن عن النعمان بن بشير به، ولم يذكر الزيادة.
أخرجه النسائي (3/ 117 - 118) وفي "الكبرى"(1875)
وتابعه محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا معاذ بن هشام به، ولم يذكر الزيادة أيضا.
أخرجه البيهقي (3/ 333 - 334)
وقال: وهذا أشبه أنْ يكون محفوظا"
وتعقبه ابن التركماني فقال: هذه دعوى ولم أجد من صرّح بأنّ الحسن سمع من النعمان"
4 -
عاصم الأحول.
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 467) وأحمد (4/ 271) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 330)
عن سفيان الثوري
والطيالسي (ص 108) وأحمد (4/ 277) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 330)
عن شعبة
والنسائي (3/ 117) وفي "الكبرى"(1874)
عن الحسن بن صالح الهَمْداني الكوفي
ثلاثتهم عن عاصم الأحول عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى في كسوف الشمس نحوا من صلاتكم يركع ويسجد.
وفي لفظ "انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلّى، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركع ويسجد مثل صلاتنا.
ورواه شَريك عن عاصم عن أبي قلابة عن النعمان أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في
كسوف الشمس كما تصلون ركعة وسجدتين.
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 330)
وهذا كل ما تيسر لي الوقوف عليه من طرق هذا الحديث، وقد تبين ما فيها من الاختلاف، والذي يظهر لي أنّ هذا الاختلاف إنما هو من أبي قلابة نفسه، ولم أره ذكر سماعا في جميع طرق هذا الحديث التي وقفت عليها.
قال الذهبي في "الميزان": أبو قلابة ثقة في نفسه إلا أنّه يدلس عمن لحقهم وعمن لم يلحقهم وكان له صحف يحدث منها ويدلس.
وأما كلام الغزالي الذي ذكره الحافظ فهو مذكور في كتابه "تهافت الفلاسفة" حيث قال: هذه الزيادة (أي قوله: وإنّ الله إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له" لم يصح نقلها فيجب تكذيب ناقلها"
ورده تاج الدين السبكي في "منع الموانع الكبير" بقوله: انكار حديث: فذكره، ليس بجيد فإنّه مروي في النسائي وغيره (1).
وذكر ابن القيم في كتاب "مفتاح السعادة" كلام الغزالي ثم قال: وإسناده هذه الزيادة لا مطعن فيه ورواته كلهم ثقات حفاظ، ولكن لعل هذه اللفظة مدرجة في الحديث من كلام بعض الرواة ولهذا لا توجد في سائر أحاديث الكسوف، فقد رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم تسعة عشر صحابيا (فذكر منهم أحد عشر صحابيا) ثم قال: فلم يذكر أحد منهم في حديثه هذه اللفظة فمن هنا يخاف أنْ تكون أدرجت في الحديث إدراجا وليست في لفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم" (2)
وللحديث شاهد عن بلال وآخر عن أبي بكرة
فأما حديث بلال فأخرجه البزار (كشف 667) والروياني (752) عن نصر بن علي أنا زياد بن عبد الله ثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن بلال قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "إنّ الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتم ذلك فصلوا كأحدث صلاة صليتموها".
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1094) وفي "الأوسط"(5965) عن محمد بن علي الناقد ثنا نصر بن علي ثنا زياد بن عبد الله البكائي ثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثني بلال به.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن بلال إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد ولم نسمعه إلا من نصر، وقال غير نصر (3): عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثني فلان، وسماه نصر فقال: عن بلال"
(1) زهر الربى على المجتبى للسيوطي 3/ 115 و 116
(2)
زهر الربى على المجتبى للسيوطي 3/ 115 و 116
(3)
رواه محمد بن فضيل عن يزيد عن عبد الرحمن قال: حدثني فلان وفلان أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "إنّ كسوف الشمس والقمر آيتان من آيات الله، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة"
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 469) وفي "مسنده"(980)
وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن بلال إلا ابن أبي ليلى، ولا عن ابن أبي ليلى إلا يزيد، تفرد به زياد بن عبد الله"
قلت: وإسناده ضعيف، يزيد بن أبي زياد ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن.
وقال أبو الفضل بن عمار الشهيد: عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يلق بلالا" علل أحاديث مسلم ص 66
وقال الهيثمي: وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك بلالا" المجمع 2/ 208
وأما حديث أبي بكرة فيرويه حميد عن الحسن عن أبي بكرة قال: كسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "إن الشمس والقمر آيتان" الحديث، وقال فيه "ولكن الله إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له، فإذا كسف واحد منهما فصلوا وادعوا"
أخرجه الدارقطني (2/ 64) عن ابن أبي الثلج (1) ثنا محمد بن سنان القزاز ثنا بكار بن يونس أبو يونس الرام ثنا حميد به.
ثم أخرجه عن ابن أبي داود ثنا عيسى بن شاذان ثنا محمد بن محبوب البناني ثنا محمد بن دينار الطاحي عن يونس عن الحسن عن أبي بكرة رفعه "إنّ الله عز وجل إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له"
وقال: تابعه نوح بن قيس عن يونس بن عبيد"
قلت: الحسن البصري مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من أبي بكرة.
1121 -
"إنّ الشهيد يغفر له كل شيء إلا الدَّين"
قال الحافظ: حديث صحيح" (2)
أخرجه مسلم (1886) من حديث ابن عمرو.
1122 -
حديث أنس مرفوعا "إنّ الشيطان واضع خَطْمَهُ على قلب ابن آدم"
ذكر الحافظ أنّه عند أبي يعلى وابن عدي (3).
أخرجه ابن أبي الدنيا في "التوبة"(92) وأبو يعلى (4301) والطبراني في "الدعاء"(1862) وابن عدي (3/ 1044) وابن شاهين في "الترغيب"(154) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 268) والبيهقي في "الشعب"(536) وابن الجوزي في "التلبيس"(ص 37) من طريق
(1) اسمه محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل
(2)
12/ 302 (كتاب الطب- باب أجر الصابر على الطاعون)
(3)
7/ 374 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب خاتم النبوة)
عدي بن أبي عمارة البصري ثنا زياد بن عبد الله النميري عن أنس به مرفوعا وزاد "فإنْ ذكر الله خَنَس، وإنْ نسي التقم قلبه فذلك الوسواس الخناس"
قال ابن كثير: غريب" التفسير 4/ 575
وقال الحافظ: إسناده ضعيف" الفتح 10/ 373
وقال الهيثمي: وفيه عدي بن أبي عمارة وهو ضعيف" المجمع 7/ 149
قلت: بل صدوق، قال أبو حاتم: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: في حديثه اضطراب.
وأما زياد بن عبد الله النميري فاختلفوا فيه، قواه ابن عدي، وضعفه أبو داود وغيره، واختلف فيه قول ابن معين وابن حبان.
1123 -
"إنّ الشيطان لا يستطيع أن يَتَمَثَّلَ بي"
قال الحافظ: وفي حديث ابن مسعود عند الترمذي وابن ماجه: فذكره.
وقال: وفي حديث ابن مسعود عند ابن ماجه وصححه الترمذي وأبو عوانة "فقد رآني في اليقظة"(1)
حسن
أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 55) وأحمد (1/ 375 و 400 و 440 و 450) والدارمي (2145) وابن ماجه (3900) والترمذي (2276) والبزار (2074) وأبو يعلى (5250) والهيثم بن كليب (740 و 741) والطبراني في "الأوسط"(1256) والقطيعي في "جزء الألف دينار"(233) والدارقطني في "العلل"(5/ 11 - 12) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 348 و7/ 246) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص عوف بن مالك الجُشَمي عن ابن مسعود مرفوعا "من رآني في المنام فقد رآني، فإنّ الشيطان لا يتمثل بي"
لفظ الترمذي وغيره.
ولفظ ابن ماجه "من رآني في المنام فقد رآني في اليقظة، فإنّ الشيطان لا يتمثل على صورتي"
قال الترمذي: حسن صحيح"
(1) 16/ 38 و41 (كتاب التعبير- باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام)
قلت: أبو إسحاق مدلس وقد عنعن، واختلف عنه، فرواه شَريك بن عبد الله القاضي عنه مرسلا، ولم يذكر أبا الأحوص عن ابن مسعود.
أخرجه الهيثم (739)
والأول أصح.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، وآخر من حديث أنس عند البخاري في الباب فيتقوى بهما.
1124 -
"إنّ الشيطان لا يلقى عمر منذ أسلم إلا خرّ لوجهه"
قال الحافظ: ووقع في حديث حفصة عند الطبراني في "الأوسط" بلفظ: فذكره" (1)
ضعيف
يرويه الفضل بن موفق بن أبي المُتَئِّد الثقفي عن إسرائيل بن يونس واختلف عن الفضل:
- فرواه عبد الرحمن بن الفضل بن موفق عن أبيه واختلف عنه:
• فقال علي بن سعيد بن بشير الرازي: ثنا عبد الرحمن بن الفضل بن موفق ثنا أبي ثنا إسرائيل عن النعمان عن الأوزاعي عن سالم عن سديسة مولاة حفصة عن حفصة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وقد نذرت أن أَزْفِنَ بالدّف إنْ قدم من مكة، فبينا أنا كذلك إذ استأذن عمر، فانطلقت بالدّف إلى جانب البيت فغطيته بكساء، فقلت: أي نبي الله أنت أحق أن تهاب، فقال "إنّ الشيطان لا يلقى عمر منذ أسلم إلا خرّ لوجهه"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3955) وعنه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 185)
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا النعمان، وهو أبو حنيفة، ولا رواه عن أبي حنيفة إلا إسرائيل، تفرد به الفضل بن موفق"
• وقال إبراهيم بن عبد السلام الرُّهاوي: ثنا عبد الرحمن بن الفضل بن موفق ثنا أبي عن إسرائيل عن أبي حنيفة عن سالم عن سدوسية عن حفصة قالت: نذرت امرأة أن تضرب على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدف، فقال لها "فِي نذرك"
(1) 8/ 46 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب عمر)
لم يذكر الأوزاعي.
أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 186)
• وقال محمد بن عبد الله الحضرمي: ثنا عبد الرحمن بن الفضل بن موفق ثنا أبي عن إسرائيل عن الأوزاعي عن سديسة مولاة حفصة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خرّ لوجهه"
لم يذكر أبا حنيفة ولا سالما ولا حفصة.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 305)
قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" في ترجمة سديسة من طريق الأوزاعي عنها، ولا نعلم الأوزاعي سمع أحدا من الصحابة، ورواه في "الأوسط" عن الأوزاعي عن سالم عن سديسة وهو الصواب، وإسناده حسن إلا أنّ عبد الرحمن بن الفضل بن موفق لم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا" المجمع 9/ 70
قلت: عبد الرحمن بن الفضل بن موفق ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 382)، وأبوه قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، كان يروي أحاديث موضوعة.
- ورواه عبيد بن يعيش الكوفي عن الفضل بن موفق عن إسرائيل عن النعمان أبي حنيفة عن الأوزاعي عن سالم بن عبد الله عن سدوسية مولاة حفصة قالت: سمعني النبي صلى الله عليه وسلم وقد نذرت أنْ أضرب بالدف إنْ قدم من مكة
…
فذكر مثل حديث علي بن سعيد الرازي ولم يذكر حفصة.
أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 186)
- ورواه أسحاق بن سيار النصيبي عن الفضل بن موفق عن إسرائيل عن الأوزاعي عن سالم عن سديسة مولاة حفصة مرفوعا "إنّ الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خرّ لوجهه"
أخرجه ابن منده في "معرفة الصحابة"(الإصابة 12/ 300)
• ورواه الباغندي عن إسحاق بن سيار فزاد فيه: عن حفصة.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(7706)
وتابعه خيثمة بن سليمان بن حيدرة ثنا إسحاق بن سيار به.
أخرجه عبد الغافر الفارسي في "المنتخب من السياق"(ص 42)
وقال الأوزاعي هذا اسمه عبيد بن يحيى عزيز الحديث، وليس بالأوزاعي إمام أهل الشام"
1125 -
"إنّ الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فَلْيُمِط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان"
قال الحافظ: وقع لمسلم (3/ 1607) في رواية أبي سفيان عن جابر أول الحديث: فذكره، وله (2034) نحوه في حديث أنس وزاد: وأمر بأنْ يَسْلُتَ القصعة" (1)
1126 -
"إنّ الشيطان يستحل الطعام إنْ لم يذكر اسم الله تعالى عليه"
قال الحافظ: وفي صحيح مسلم في حديث مرفوع: فذكره" (2)
أخرجه مسلم (2017) عن حذيفة قال: كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاما لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده، وإنا حضرنا معه مرّة طعاماً فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ الشيطان يستحل الطعام إنْ لا يذكر اسم الله عليه، وإنّه جاء بهذه الجارية ليستحل بها فأخذت بيدها، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به فأخذت بيده، والذي نفسي بيده، إنّ يده في يدي مع يدها".
1127 -
"إنّ الصدقة تدفع مِيتة السوء"
قال الحافظ: أخرجه الترمِذي من حديث أنس" (3)
له عن أنس طرق:
الأول: يرويه يونس بن عبيد عن الحسن البصري عن أنس مرفوعا "الصدقة تطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء"
وفي لفظ "إنّ الصدقة لتطفئ غضب الرب
…
"
أخرجه الترمذي (664) وابن حبان (3309) وابن عدي (4/ 1564) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 94) والبيهقي في "الشعب"(3080) والبغوي في "شرح السنة"(4634) وابن الجوزي في "البر والصلة"(366) والفضل بن جعفر التميمي في "نسخته"(47) وأبو طالب العشاري في "حديث أبي القاسم البغوي"(28) من طريق عبد الله بن عيسى الخزاز البصري ثنا يونس بن عبيد به.
(1) 11/ 512 (كتاب الأطعمة- باب لعق الأصابع ومصها)
(2)
11/ 470 (كتاب الأطعمة- باب المؤمن يأكل في معى واحد)
(3)
14/ 391 (كتاب الأيمان والنذور- باب الوفاء بالنذر)
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه"
وقال ابن عدي: هذا الحديث عن يونس عن الحسن لا أعلم رواه عن يونس غير عبد الله بن عيسى"
ولما ذكر السخاوي كلام الترمذي قال: وفيه نظر، فعبد الله بن عيسى راويه عن يونس متفق على ضعفه حتى إنّ ابن حبان نفسه لم يذكره في "الثقات" وأورده ابن عدي في ترجمته وقال: إنّه لا يتابع عليه. وهو في "الحلية" لأبي نعيم في ترجمة علي بن الحسين من قوله، وجملة "الصدقة تمنع ميتة السوء" مروية أيضا عن أبي هريرة ورافع بن مَكِيث وغيرهما" المقاصد ص 261
الثاني: يرويه عبد الرحيم بن سليم الأنصاري ثني عبيد الله بن أنس بن مالك ثني أبي رفعه "إنّ الصدقة تردّ غضب الرب، وتمنع من البلاء، وتزيد في الحياة"
أخرجه العقيلي (ق 268/أ)
وقال: عبيد الله بن أنس بن مالك روى عنه عبد الرحيم بن سليم الأنصاري، كلاهما مجهول بالنقل، والحديث غير محفوظ"
الثالث: يرويه يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا "إنّ الله ليدرأ بالصدقة سبعين ميتة من السوء"
أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(1094) من طريق أبي عمرو المِقدام بن داود الرُّعَيْنِي ثنا عبد الله بن محمد بن المغيرة المخزومي ثنا سفيان عن محرز عن الرقاشي به.
وإسناده ضعيف لضعف الرعيني والمخزومي والرقاشي.
ولم ينفرد المخزومي به بل تابعه عبد الله بن المبارك (1) في "البر والصلة"(286) أنا سفيان به.
ولم ينفرد محرز به بل تابعه صالح المُرِّي عن يزيد الرقاشي عن أنس رفعه "إنّ الصدقة وصلة الرحم يزيد الله بهما في العمر، ويدفع بها ميتة السوء، ويدفع الله بها المكروه، والمحذور"
أخرجه أبو يعلى (4104) وابن عدي (4/ 1379)
(1) ومن طريقه أخرجه إبراهيم الهاشمي في "الأمالي"(12) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب"(1635) وابن الجوزي في "البر والصلة"(367)
وصالح المري ضعيف.
وللشطر الأول من الحديث وهو "الصدقة تطفئ غضب الرب" شواهد عن جماعة من الصحابة لكن مع تقييد الصدقة بالسر (1).
وللشطر الثاني منه وهو "الصدقة تدفع ميتة السوء" شواهد عن أبي هريرة وعن رافع بن مكيث وعن عمرو بن عوف وعن أبي بكر الصديق
فأما حديث أبي هريرة فأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان"(ص 496) والقضاعي (98) من طريق يحيى بن عبيد الله سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة رفعه "إنّ الصدقة تمنع ميتة السوء"
وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب.
وأما حديث رافع بن مكِيث فأخرجه عبد الرزاق (20118) عن مَعْمَر عن عثمان بن زُفر عن بعض بني رافع بن مكيث عن رافع بن مكيث رفعه "حسن الملكة نماء، وسوء الخلق شؤم، والبر زيادة في العمر، والصدقة تمنع ميتة السوء".
وأخرجه أحمد (3/ 502) عن عبد الرزاق به.
وأخرجه أبو داود (5162) وأبو يعلى (1544) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(727) والخرائطي في "المكارم"(570) وفي "المساوئ"(11) والطبراني في "الكبير"(4451) والقضاعي (97 و 244 و 245) والبيهقي في "الشعب"(7656) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 200) والمزي (9/ 37) من طرق عن عبد الرزاق به.
وتابعه ابن المبارك عن معمر به.
أخرجه العباس الدوري في "التاريخ"(3/ 255 - 256) وأبو القاسم البغوي (728) والبيهقي في "الشعب"(7655 و 8214)
واختلف فيه على عثمان بن زفر: فقال بَقية: ثنا عثمان بن زفر ثني محمد بن خالد بن رافع بن مكيث عن عمه الحارث بن رافع بن مكيث مرسلا.
أخرجه أبو داود (5163)
وعثمان بن زفر هو الجهَني الدمشقي قال الحافظ في "التقريب": مجهول.
(1) انظر "الترغيب"(2/ 30)"المجمع"(3/ 115)"المقاصد"(ص 260)"الصحيحة"(4/ 535)
وأما حديث عمرو بن عوف فيرويه كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده مرفوعا "إنّ صدقة المسلم تزيد في العمر، وتمنع ميتة السوء، ويذهب الله بها الكبر والفخر"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 22) وابن بشران (1501)
وإسناده ضعيف جدا، كثير بن عبد الله قال النسائي وغيره: متروك الحديث.
وأما حديث أبي بكر فأخرجه البزار (كشف 933) وأبو يعلى (85) قالا: ثنا محمد بن إسماعيل بن علي الوساوسي ثنا زيد بن الحباب العُكْلي عن عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن شرحبيل بن سعد عن جابر بن عبد الله عن أبي بكر رفعه "اتقوا النار ولو بشقّ تمرة، فإنها تقيم العوج، وتدفع ميتة السوء، وتقع من الجائع موقعها من الشبعان"
قال البزار: لا نعلم أحدا حدّث به عن زيد إلا محمد بن إسماعيل ولم يتابع عليه، ولا يُروى عن أبي بكر إلا بهذا الإسناد وحده"
وقال الهيثمي: وفيه محمد بن إسماعيل الوساوسي وهو ضعيف جدا" المجمع 3/ 105
1128 -
"إنّ الصدقة وصلة الرحم يزيد الله بهما العمر، ويدفع بهما ميتة السوء"
قال الحافظ: ولأبي يعلى من حديث أنس رفعه: فذكره، وسنده ضعيف" (1)
انظر الحديث الذي قبله.
1129 -
"إنّ الصراط مثل السيف وبجنبتيه كلاليب، إنه ليؤخذ بالكلوب الواحد أكثر من ربيعة ومضر"
قال الحافظ: ولابن المبارك من مرسل عبيد بن عمير: فذكره، وأخرجه ابن أبي الدنيا من هذا الوجه وفيه "والملائكة على جنبتيه يقولون: ربّ سلّم سلّم" (2)
أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(زيادات نعيم 403) عن هشام بن حسان عن موسى بن أنس عن عبيد بن عمير قوله.
1130 -
"إنّ الصعيد الطيب طهور المسلم، وإن لم يجد الماء عشر سنين"
قال الحافظ: وروى أحمد وأصحاب السنن من طريق أبي قِلابة عن عمرو بن بُجْدان
(1) 13/ 20 (كتاب الأدب- باب من بسط له في الرزق)
(2)
14/ 250 (كتاب الرقاق- باب الصراط جسر جهنم)
-وهو بضم الموحدة وسكون الجيم- عن أبي ذر نحوه ولفظه: فذكره، وصححه الترمذي وابن حبان والدارقطني" (1)
يرويه أبو قلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي وعنه خالد الحَذَّاء وأيوب السَّخْتِيَاني وقتادة
- فأما حديث خالد الحذاء فأخرجه عبد الرزاق (913) عن سفيان الثوري عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان عن أبي ذر أنّه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقد أجنب، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فاستتر واغتسل، ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم "إنّ الصعيد الطيب وضوء المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين، فإذا وجد الماء فليُمِسَّه بشرته فإنّ ذلك هو خير".
وأخرجه أحمد (2)(5/ 155) عن عبد الرزاق به.
وأخرجه أبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(105) وابن المنذر في "الأوسط"(175) والخطيب في "المدرج"(2/ 945 و 946) من طرق عن عبد الرزاق به.
وأخرجه أحمد (5/ 180) والترمذي (124) وأبو علي الطوسي (104) والمحاملي في "أماليه"(81) والخطيب في "المدرج"(2/ 946)
عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري
والدارقطني (1/ 186) والبيهقي (1/ 212)
عن مخلد بن يزيد الحراني
والخطيب في "المدرج"(2/ 950)
عن إبراهيم بن خالد الصنعاني
وابن الأعرابي في "المعجم"(ق 72 - 73)
عن محمد بن شرحبيل بن جعشم
أربعتهم عن سفيان الثوري به.
واختلف فيه على الثوري، فرواه قَبيصة بن عقبة عنه عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن محجن أو أبي محجِن عن أبي ذر.
(1) 1/ 463 (كتاب التيمم- باب الصعيد الطيب وضوء المسلم)
(2)
ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 949 - 950)
أخرجه الدارقطني (1/ 187) والخطيب (1) في "المدرج"(2/ 947)
والأول أصح، وقبيصة تكلموا في روايته عن الثوري.
فقال ابن معين: قبيصة ثقة في كل شيء إلا في حديث سفيان ليس بذاك القوي، فإنّه سمع منه وهو صغير.
وقال أيضا: قبيصة ليسَ بحجة في سفيان.
وقال حنبل: قلت لأحمد: ما قصة قبيصة في سفيان؟ فقال: كان كثير الغلط، قلت له: فغير هذا؟ قال: كان صغيرا لا يضبط.
ولم ينفرد سفيان به فقد أخرجه أبو داود (332) وابن حبان (1311) والحاكم (1/ 176 - 177) والبيهقي (1/ 220) وفي "الصغرى"(245) وفي "الخلافيات"(782 و 802 و 803 و 849) والخطيب في "المدرج"(2/ 948 - 949)
عن خالد بن عبد الله الواسطي
والبخاري في "الكبير"(3/ 2/ 317) والبزار (3973) وابن حبان (1312) والدارقطني (1/ 187) والبيهقي (1/ 8 و 212 و 220) في "معرفة السنن"(2/ 31 - 32) والخطيب في "المدرج"(2/ 949)
عن يزيد بن زُرَيْع
كلاهما عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان عن أبي ذر قال: اجتمعت غنيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "يا أبى ذر، ابْدُ فيها" فبدوت إلى الرَّبَذَة، فكانت تصيبني الجنابة فأمكث الخمس والست، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال "أبو ذر" فسكت، فقال "ثكلتك أمك أبا ذر! لأمك الويل" فدعا لي بجارية سوداء، فجاءت بِعُسٍّ فيه ماء، فسترني بثوب، واستترت بالراحلة، واغتسلت فكأني ألقيت عني جبلاً، فقال "الصعيد الطيب وضوء المسلم ولو إلى عشر سنين، فإذا وجدت الماء فأمسه جلدك، فإنّ ذلك خير"
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه إذ لم نجد لعمرو بن بجدان راويا غير أبي قلابة الجرمي، وهذا مما شرطت فيه وثبت أنهما قد خرجا مثل هذا في مواضع من الكتابين".
(1) وفي رواية له (2/ 947 و 947 - 948): عن عمرو بن محجن أو محجن. وهي عند البزار أيضا (3974)
وقال الذهبي في "الميزان": حسنه الترمذي ولم يرقه إلى الصحة للجهالة بحال عمرو، روى عنه أبو قلابة وما قال: سمعت
…
وقد وثق عمرو مع جهالته"
قلت: وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: عمرو بن بجدان معروف؟ قال: لا.
وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف له حال" الوهم والإيهام 3/ 327
وقال الحافظ في "التقريب": تفرد عنه أبو قلابة، لا يعرف حاله.
- وأما حديث أيوب السختياني فأخرجه ابن حبان (1313) والدارقطني (1/ 186) والبيهقي (1/ 212) والخطيب في "المدرج"(2/ 932 - 933) من طرق عن مخلد بن يزيد الحراني ثنا سفيان الثوري عن أيوب السختياني وخالد الحذاء عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان عن أبي ذر مرفوعا "الصَعيد الطيب وضوء المسلم، وإنْ لم يجد الماء عشر سنين"
ومن هذا الطريق أخرجه النسائي (1/ 139) وفي "لكبرى"(416) والجورقاني في "الأباطيل"(318)
إلا أنّهما لم يذكرا فيه خالدا الحذاء.
وقال الجورقاني: هذا حديث صحيح"
وقال البيهقي: تفرد به مخلد هكذا، وغيره يرويه عن الثوري عن أيوب السختياني عن أبي قلابة عن رجل عن أبي ذر، وعن خالد عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان عن أبي ذر كما رواه سائر الناس"
وقال الحافظ: رواه النسائي بإسناد قوي" الفتح 1/ 245
قلت: اختلف فيه على الثوري:
• فرواه عبد الرزاق (1) عنه عن أيوب السختياني عن أبي قلابة عن رجل عن أبي ذر.
(1) وتابعه غير واحد عن سفيان به، منهم:
1 -
الحسين بن حفص الأصبهاني.
أخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 935)
2 -
محمد بن يوسف الفريابي.
أخرجه الخطيب (2/ 935 - 936)
3 -
القاسم الجرمي.
أخرجه أحمد (5/ 155) والخطيب في "المدرج"(2/ 949 - 950)
• ورواه أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري عن الثوري عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي ذر. لم يذكر "عن رجل"
أخرجه المحاملي في "أماليه"(82) والخطيب في "المدرج"(2/ 945)
واختلف فيه على أيوب:
• فقيل: عنه عن أبي قلابة عن رجل من بني عامر عن أبي ذر.
أخرجه الطيالسي (ص 66) وأبو داود (333) والبيهقي (1/ 217) وابن عبد البر في "الاستذكار"(2/ 14) والخطيب في "المدرج"(2/ 938 - 939)
عن حماد بن سلمة
والطيالسي (ص 66) وإسماعيل القاضي في "حديث أيوب"(46) والخطيب في "المدرج"(2/ 939 - 940)
عن حماد بن زيد
وأحمد (5/ 146) وابن أبي شيبة (1/ 156) والدارقطني (1/ 187) والخطيب في "المدرج"(2/ 940 - 941)
عن إسماعيل بن عُلية
والخطيب في "المدرج"(2/ 940)
عن جرير بن حازم البصري (1)
والخطيب في "المدرج"(2/ 942)
عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي
خمستهم عن أيوب به.
= أخرجه الخطيب (2/ 936)
4 -
قبيصة بن عقبة الكوفي.
أخرجه الخطيب (2/ 936 - 937)
5 -
أبو داود عمر بن سعد الحفري. أخرجه الخطيب (2/ 936 - 937)
(1)
ولم يقل: من بني عامر.
• وقيل: عن أيوب عن أبي قلابة عن رجل من بني قشير عن أبي ذر.
أخرجه عبد الرزاق (912) والخطيب في "المدرج"(2/ 937 - 938)
عن معمر بن راشد
وأحمد (5/ 146 - 147) والخطيب في "المدرج"(2/ 942 - 944)
عن سعيد بن أبي عَروبةِ
كلاهما عن أيوب به.
• وقيل: عن أيوب عن أبي قلابة عن عمه أبي المهلب عن أبي ذر.
أخرجه الدارقطني (1/ 187) من طريق خلف بن موسى العمي ثنا أبي عن أيوب به.
• وقيل عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي ذر.
أخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 944) من طريق سفيان بن عُيينة عن أيوب به.
- وأما حديث قتادة فأخرجه (1) الدارقطني (1/ 187) من طريق محمد بن عمرو بن حنان الحمصي (2) ثنا بَقية ثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي قلابة عن رجاء بن عامر سمع أبا ذر.
وقال: كذا قال: رجاء بن عامر. والصواب رجل من بني عامر كما قال ابن علية عن أيوب"
قلت: وسعيد بن بشير قال ابن معين والنسائي وابن المديني وأبو مسهر: ضعيف، وذكره البخاري والعقيلي وأبو زرعة وابن حبان في "الضعفاء" وقواه بعضهم.
وقال ابن القطان الفاسي في "الوهم والإيهام": وهو حديث ضعيف بلا شك، وعمرو بن بجدان لا يعرف له حال، وإنما روى عنه أبو قلابة واختلف عنه"
وتعقبه ابن دقيق العيد فقال في "الإمام": ومن العجب كون ابن القطان لم يكتف
(1) وأخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 950 - 951) من طرق عن محمد بن عمرو بن حنان به. وقال: قوله: رجاء بن عامر، تصحيف، وصوابه عن رجل من بني عامر"
(2)
رواه عيسى بن المنذر عن بقية ثني سعيد بن بشير عن قتادة عن رجل من بني عامر عن أبي ذر.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2713)
ورواه محمد بن مصفى عن بقية عن سعيد بن بشير عن قتادة عن جابر بن غانم أنّه سمع أبا ذر.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2743)
بتصحيح الترمذي في معرفة حال عمرو بن بجدان مع تفرده بالحديث وهو قد نقل كلامه: هذا حديث حسن صحيح. وأيّ فرق بين أنْ يقول: هو ثقة أو يصحح له حديث انفرد به، وإنْ كان توقف عن ذلك لكونه لم يَرو عنه إلا أبو قلابة فليس هذا بمقتضى مذهبه فإنّه لا يلتفت إلى كثرة الرواة في نفي جهالة الحال فكذلك لا يوجب جهالة الحال بانفراد راو واحد عنه بعد وجود ما يقتضي تعديله وهو تصحيح الترمذي، وأما الاختلاف الذي ذكره من كتاب الدارقطني فينبغي على طريقته وطريقه الفقه أنْ ينظر في ذلك إذ لا تعارض بين قولنا: عن رجل، وبين قولنا: عن رجل من بني عامر، وبين قولنا: عن عمرو بن بجدان، وأما من أسقط ذكر هذا الرجل فيأخذ بالزيادة ويحكم بها، وأما من قال: عن أبي المهلب فإنّ كان كنية لعمرو فلا اختلاف وإلا فهي رواية واحدة مخالفة احتمالا لا يقينا، وأما من قال: أنّ رجلا من بني قشير قال: يا نبي الله. فهي مخالفة فكان يجب أنْ ينظر في إسنادها على طريقته فإنْ لم يكن ثابتا لم يعلل بها" (1)
ولي على كلام ابن دقيق العيد أربع ملاحظات:
الأولى: تصحيح الترمذي.
قال الذهبي في "الميزان" في ترجمة كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بعد أنْ ذكر تضعيف أهل العلم له قال: وأما الترمذي فروى من حديثه: الصلح جائز بين المسلمين. وصححه، فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي"
الثانية: مع وجود الاختلاف في هذا الحديث في شيخ أبي قلابة فإنّ أبا قلابة موصوف بالتدليس ولم يذكر سماعا في جميع طرق الحديث التي وقفت عليها، وقد قال الذهبي في "الميزان": أبو قلابة ثقة في نفسه إلا إنّه يدلس عمن لحقهم وعمن لم يلحقهم وكان له صحف يحدث منها ويدلس.
الثالثة: أفاد الشيخ أحمد شاكر في "شرح الترمذي"(1/ 215) أنّ بني قشير من بني عامر نقلا من "الاشتقاق" لابن دريد.
الرابعة: أنّ أبا المهلب هو عم أبي قلابة كما جاء مصرَّحا بذلك عند الدارقطني.
والصواب في هذا الحديث رواية من رواه عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان عن أبي ذر.
(1) نصب الراية 1/ 149
وللحديث شاهد عن أبي هريرة رفعه "الصعيد وضوء المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين، فإذا وجد الماء فليتق الله وليمسه بشره فإنّ ذلك خير"
أخرجه البزار (كشف 310) عن مُقدم بن محمد بن علي بن مقدم المُقَدَّمي ثني عمي القاسم بن يحيى بن عطاء بن مِقدم ثنا هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1355) عن أحمد بن محمد بن صدقة ثنا مقدم بن يحيى بن عطاء بن مقدم ثنا عمي القاسم بن يحيى عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: كان أبو ذر في غنيمة له بالمدينة. فلما جاء قال له النبي صلى الله عليه وسلم "يا أبا ذر" فسكت، فردها عليه، فسكت، فقال "يا أبا ذر ثكلتك أمك" قال: إني جنب. فدعا له الجارية بماء فجاءته، فاستتر بَراحلته واغتسل. ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "يجزئك الصعيد ولو لم تجد الماء عشرين سنة، فإذا وجدته فأمسه جلدك"
قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، ومقدم ثقة معروف النسب"
وقال الطبراني: لم يروه إلا هشام عن ابن سيرين، ولا عن هشام إلا القاسم، تفرد به مقدم"
وقال ابن القطان الفاسي (1): إسناده صحيح، وهو غريب من حديث أبي هريرة، وله علة، والمشهور حديث أبي ذر الذي صححه الترمذي وغيره" نصب الراية 1/ 150
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 261
وقال الحافظ: صححه ابن القطان لكن قال الدارقطني في "العلل": إنّ إرساله أصح" التلخيص 1/ 154 - الفتح 1/ 463
1131 -
"إنّ الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما"
سكت عليه الحافظ (2).
انظر الحديث الذي بعده.
1132 -
"إنّ الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر"
قال الحافظ: حديث صحيح" (3)
(1) هو في "الوهم والإيهام"(5/ 266) له، واقتصر على قوله: إسناده صحيح"
(2)
2/ 174 (كتاب الصلاة- أبواب المواقيت- باب فضل صلاة العصر)
(3)
9/ 427 (كتاب التفسير: سورة هود- باب قوله وأقم الصلاة طرفي النهار)
أخرجه مسلم (233) من حديث أبي هريرة مرفوعا "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهنّ إذا اجتنبت الكبائر"
1133 -
"إنّ العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه، فإنْ هو نزع واستغفر صقلت، فإنْ هو عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، فهو الرَّان الذي ذكر الله تعالى {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [المطففين:14] "
قال الحافظ: وروى ابن حبان والحاكم والترمذي والنسائي من طريق القَعْقَاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (1)
صحيح
أخرجه أحمد (2/ 297) وابن ماجه (4244) والترمذي (3334) وابن أبي الدنيا في "التوبة"(198) والنسائي في "اليوم والليلة"(418) وفي "الكبرى"(11658) والطبري في "تفسيره"(30/ 98) والخرائطي في "اعتلال القلوب"(ص 56) وابن حبان (930 و 2787) وابن بطة في "الإبانة"(974) والحاكم (2/ 517) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 248) والبيهقي (10/ 188) وفي "الشعب"(6808) وفي "الآداب"(1156) والواحدي في "الوسيط"(4/ 445) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(74) والبغوي في "شرح السنة"(1304) من طرق عن محمد بن عَجلان المدني عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه "إنّ العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نُكْتَة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب صُقِل قلبه، وإنْ عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكر الله {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)} [المطففين:14] ".
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وقال ابن عساكر: حديث حسن"
وقال الذهبي في "المهذب": إسناده صالح" الفيض 2/ 372
قلت: الحديث إسناده صحيح رواته ثقات، وابن عجلان وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وقد أخرج له مسلم في المتابعات، والقعقاع وأبو صالح وثقهما أحمد وابن معين أيضا وغيرهما.
(1) 10/ 323 (كتاب التفسير- باب سورة ويل للمطففين)
1134 -
"إنّ العبد إذا سبقت له من الله منزلة فلم يبلغها بعمل ابتلاه الله في جسده أو ولده أو ماله ثم صبّره على ذلك حتى يبلغ تلك المنزلة"
قال الحافظ: حديث محمد بن خالد عن أبيه عن جده وكانت له صحبة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، رواه أحمد وأبو داود، ورجاله ثقات إلا أنّ خالدا لم يرو عنه غير ابنه محمد، وأبوه اختلف في اسمه لكن إبهام الصحابي لا يضر" (1)
أخرجه ابن سعد (7/ 477) وأحمد (5/ 272) وأبو داود (3090) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(39) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1416) وأبو يعلى (923) والدولابي في "الكنى"(1/ 27) والطبراني في "الكبير"(22/ 318) و"الأوسط"(1089) وأبو نعيم في "الصحابة"(5933 و 5934) والبيهقي (3/ 374) وفي "الشعب"(9389) والمزي في "تهذيب الكمال"(25/ 152 - 153) من طرق عن أبي المليح الرقي عن محمد بن خالد السلمي عن أبيه عن جده وكانت له صحبة رفعه "إنّ العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده، أو في ماله، أو في ولده، ثم صبره على ذلك حتى يُبلغه المنزلة التى سبقت له من الله تعالى"
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي خالد إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو المليح"
وقال أبو حاتم: خالد وابنه محمد مجهولان" الجرح 1/ 2/ 362
وقال ابن حبان: خالد يروي المراسيل، روى عنه ابنه محمد، لست أعرفهما"
وقال الذهبي: محمد بن خالد عن أبيه عن جده أبي خالد السلمي لا يُدرى من هؤلاء" الميزان
وقال الهيثمي: محمد بن خالد وأبوه لم أعرفهما" المجمع 2/ 292
قلت: للحديث شاهد عن أبي هريرة رفعه "إنّ العبد ليكون له عند الله المنزلة الرفيعة ما ينالها بعمل، فما يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها"
أخرجه أبو يعلى (6095) وابن حبان (2908)
عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني
وأبو يعلى (6100)
(1) 12/ 213 (كتاب المرضى- باب ما جاء في كفارة المرض)
عن عقبة بن مكرم بن عقبة الكوفي
والحاكم (1/ 344) والبيهقي في "الشعب"(9392) وفي "الآداب"(1048)
عن أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي
قالوا: ثنا يونس بن بكير ثنا يحيى بن أيوب البجلي ثنا أبو زرعة بن عمرو بن جرير ثنا أبو هريرة به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: يحيى وأحمد ضعيفان، وليس يونس بحجة"
قلت: أما أحمد وهو ابن عبد الجبار فلم ينفرد به، وأما يحيى بن أيوب البجلي فوثقه أبو داود والبزار وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به، واختلف فيه قول ابن معين وأكثر الروايات عنه على تقويته، وأما يونس بن بكير فهو مختلف فيه والأكثر على توثيقه، فعلى هذا فالإسناد حسن، وهو شاهد قوي لحديث أبي خالد السلمي.
1135 -
حديث ابن عمرو مرفوعا "إنّ العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض، قيل للملك الموكل به: اكتب له مثل عمله إذا كان طليقا حتى أطلقه أو أَكْفِتَه إلى"
قال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق وأحمد وصححه الحاكم" (1)
حسن
وله عن ابن عمرو طريقان:
الأول: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود عن خيثمة بن عبد الرحمن عن ابن عمرو به مرفوعا.
أخرجه عبد الرزإق (20308) عن مَعْمَر عن عاصم به.
وأخرجه أحمد (2/ 203) عن عبد الرزاق به.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(26) والبزار (كشف 760) والبيهقي (3/ 374) والبغوي في "شرح السنة"(1429) من طرق عن عبد الرزاق به.
قال الهيثمي: رواه أحمد وإسناده صحيح" المجمع 2/ 303
(1) 6/ 477 (كتاب الجهاد- باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة)
قلت: بل إسناده حسن، عاصم صدوق، ومعمر وخيثمة ثقتان.
الثاني: يرويه أبو بكر بن عياش قال: دخلنا على أبي حصين نعوده ومعنا عاصم قال: قال أبو حصين لعاصم: تذكر حديثا حدثناه القاسم بن مُخَيْمِرة؟ قال: قال: نعم، إنّه حدثنا يوما عن ابن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا اشتكى العبد المسلم قيل للكاتب الذي يكتب عمله: اكتب له مثل عمَله إذ كان طليقا حتى أقبضه أو أطلقه"
قال أبو بكر: حدثنا به عاصم وأبو حصين جميعا.
أخرجه أحمد (2/ 205) عن أسود بن عامر الشامي ثنا أبو بكر بن عياش به.
وأخرجه البزار (2413)
عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي
وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 309)
عن أبي خالد بن يزيد بن مهران ويحيى بن طلحة اليربوعي
ثلاثتهم عن أبي بكر بن عياش عن أبي حصين عن القاسم بن مخيمرة عن ابن عمرو.
قال أبو نعيم: لم يروه عن أبي حصين إلا أبو بكر"
قلت: بل رواه مِسْعَر (1) بن كِدَام عن أبي حصين عن القاسم بن مخيمرة عن ابن عمرو رفعه "ما أحد من المسلمين يبتلى ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الحفظة الذين يحفظونه: اكتبوا لعبدي مثل ما كان يعمل وهو صحيح ما دام محبوسا في وثاقي"
أخرجه أحمد (2/ 194) عن وكيع ثنا مسعر به.
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 249)
وقال: تفرد به وكيع عن مسعر"
قلت: ورواته ثقات وما أظنّ القاسم بن مخيمرة سمع ابن عمرو.
قال ابن معين: لم نسمع أنّه سمع من أحد من الصحابة.
وأبو حصين هو عثمان بن عاصم بن حصين الأسدي الكوفي ولم ينفرد به بل تابعه علقمة بن مَرثد عن القاسم بن مخيمرة عن ابن عمرو به.
(1) وتابعه شريك بن عبد الله النخعي ثني أبو حصين به.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(ص 77)
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(الإتحاف 5225) وفي "مصنفه"(3/ 230) وأحمد بن حنبل (2/ 159 و 194 و198) وهناد في "الزهد"(438) وأحمد بن منيع (الإتحاف 5226) والبخاري في "الأدب المفرد"(500) والدارمي (2668) والحاكم (1/ 348) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 83) والبيهقي في "الشعب"(9460) والخطيب في "التاريخ"(7/ 20) من طرق عن سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد به.
قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري"
وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 2/ 303
قلت: رواته ثقات، والقاسم بن مخيمرة علق له البخاري، وأخرج مسلم روايته عن شريح بن هانئ وعن أبي بُردة بن أبي موسى ولم يخرج له من روايته عن ابن عمرو شيئا.
واختلف فيه على علقمة بن مرثد، فرواه شريك بن عبد الله النخعي عن علقمة عن القاسم عن ابن عمرو موقوفا.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(76) عن بشار بن موسى الخفاف أنا شريك به.
والأول أصح، وبشار بن موسى قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال أبو داود وغيره: ضعيف.
1136 -
"إنّ العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتأخذ يمنة ويسرة فإنْ لم تجد مَسَاغاً رجعت إلى الذي لعن، فإنْ كان أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها"
قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود عن أبي الدرداء بسند جيد رفعه: فذكره، وله شاهد عند أحمد من حديث ابن مسعود بسند حسن، وآخر عند أبي داود والترمذي عن ابن عباس، ورواته ثقات ولكنه أُعِلَّ بالإرسال" (1)
حديث أبي الدرداء أخرجه أبو داود (4905) عن أحمد بن صالح المصري ثنا يحيى بن حسان ثنا الوليد بن رباح سمعت نِمْران يذكر عن أم الدرداء قالت: سمعت أبا الدرداء رفعه "إنّ العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخد يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن، فإنْ كان لذلك أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها"
(1) 13/ 76 (كتاب الأدب- باب ما ينهى من السباب واللعن)
رواه عبيد بن رجال وأحمد بن محمد بن رشدين عن أحمد بن صالح عن يحيى بن حسان عن رباح بن الوليد.
أخرجه الطبراني كما في "تهذيب الكمال"(9/ 50)
ورواه الحسن بن عبد العزيز الجَرَوي عن يحيى بن حسان عن الوليد بن رباح.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(381)
قال أبو داود: قال مروان بن محمد: هو رباح بن الوليد سمع منه وذكر أنّ يحيى بن حسان وهم فيه"
قلت: الحديث إسناده ضعيف، نمران هو ابن عتبة الذماري ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من هو، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.
وللحديث شاهد عن ابن مسعود وآخر عن ابن عباس
فأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان:
الأول: يرويه العَيْزار بن جرول الحضرمي عن رجل منهم يكنى أبا عمير أنّه كان صديقا لعبد الله بن مسعود وأنّ عبد الله بن مسعود زاره في أهله فلم يجده، قال: فاستأذن على أهله وسلم فاستسقى، قال: فبعثت الجارية تجيئه بشراب من الجيران فأبطأت فلعنتها، فخرج عبد الله، فجاء أبو عمير فقال: يا أبا عبد الرحمن ليس مثلك يغار عليه هلا سلمت على أهل أخيك وجلست وأصبت من الشراب، قال: قد فعلت فأرسلت الخادم فأبطأت إما لم يكن عندهم وإما رغبوا فيما عندهم فأبطأت الخادم فلعنتها وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ اللعنة إلى من وجهت إليه فإنْ أصابت عليه سبيلاً أو وجدت فيه مسلكاً وإلا قالت: يا رب وجهت إلى فلان فلم أجد عليه سبيلاً ولم أجد فيه مسلكاً، فيقال لها: ارجعي من حيث جئت" فخشيت أنْ تكون الخادم معذورة فترجع اللعنة فأكون سببها.
أخرجه أحمد (1/ 408) عن وكيع ثنا عمر بن ذر عن العيزار بن جرول به.
واختلف فيه على عمر بن ذر، فرواه يعلى بن عبيد الطنافسي عن عمر بن ذر عن العيزار أنّ ابن مسعود قال: سمِعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره نحوه، ولم يذكر أبا عمير.
أخرجه أحمد (1/ 425)
والأول أصح.
قال المنذري: إسناده جيد إنْ شاء الله تعالى" الترغيب 2/ 473
وقال الهيثمي: وأبو عمير لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، ولكن الظاهر أنّ صديق ابن مسعود الذي يزوره هو ثقة والله أعلم" المجمع 8/ 74
قلت: أبو عمير ترجمه الحسيني في "الإكمال" وقال: مجهول، والباقون كلهم ثقات.
الثاني: يرويه العلاء بن المسيب الكوفي عن الفضيل بن عمرو أنّ رجلا لعن شيئا، فخرج ابن مسعود من البيت فقال: إذا لعن شيء دارت اللعنة فإنْ وجدت مساغا قيل لها: اسلكيه، فإنْ لم تجد مساغاً قيل لها: ارجعي من حيث جئت، فخفت أنْ ترجع وأنا في البيت. موقوف
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(372) عن عبد الرحمن بن صالح ثنا المُحَاربي عن العلاء بن المسيب به.
ورواته ثقات إلا أنّه منقطع بين الفضيل بن عمرو الفُقَيمي وبين ابن مسعود فإنّه لم يدركه.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه أبو داود (4908) والترمذي (1978) والبيهقي في "الآداب"(553) من طريق بشر بن عمر الزهراني ثنا أبان بن يزيد العطار ثنا قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس أنّ رجلا لعن الريح فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا تلعنها فإنّها مأمورة، وإنّه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه".
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعلم أحداً أسنده غير بشر بن عمر"
قلت: وهو ثقة كما قال ابن سعد وغيره، لكن خالفه مسلم بن إبراهيم الفراهيدي فرواه عن أبان عن قتادة عن أبي العالية مرسلا.
أخرجه أبو داود (4908) والبيهقي في "الآداب"(553)
وهكذا رواه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن أبي العالية مرسلا.
أخرجه الطبري في "تفسيره"(13/ 212)
وفيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا.
1137 -
حديث ثوبان "إنّ العبد ليلتمس مرضاة الله تعالى فلا يزال كذلك حتى يقول: يا جبريل إن عبدي فلانا يلتمس أنْ يرضيني ألا وإنّ رحمتي غلبت عليه"
قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبراني في "الأوسط"، ويشهد له حديث أبي هريرة الآتي في الرقاق ففيه "ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه" الحديث.
وقال: ووقع في حديث ثوبان "فيقول جبريل: رحمة الله على فلان، وتقوله حملة العرش"
وقال: في حديث ثوبان "أهل السموات السبع"
وقال: زاد الطبراني في حديث ثوبان "ثم يهبط إلى الأرض، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96)} [مريم:96] "
وقال: وفي حديث ثوبان عند الطبراني "وإنّ العبد يعمل بسخط الله فيقول الله: يا جبريل إن فلانا يستسخطني" فذكر الحديث على موال الحب أيضا، وفيه: فيقول جبريل: سخطة الله على فلان" وفي آخره مثل ما في الحب حتى يقوله أهل السموات السبع، ثم يهبط إلى الأرض"(1)
ضعيف
أخرجه أحمد (5/ 279) عن محمد بن بكر البُرْساني أنا ميمون أبو محمد المرئي التميمي ثنا محمد بن عباد المخزومي عن ثوبان رفعه "إنّ العبد ليلتمس مرضاة الله ولا يزال بذلك فيقول الله عز وجل لجبريل: إنّ فلانا عبدي يلتمس أنْ يرضيني ألا وإنّ رحمتي عليه، فيقول جبريل: رحمة الله على فلان، ويقولها حملة العرش، ويقولها من حولهم حتى يقولها أهل السموات السبع، ثم تهبط له إلى الأرض"
قال ابن كثير: غريب ولم يخرجوه من هذا الوجه" التفسير 3/ 140
وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان وهو ثقة" المجمع 10/ 202
قلت: ميمون هو أبو محمد المرئي كما في "مسند أحمد" وهكذا ذكره ابن كثير في "التفسير" والحافظ في "اللسان"(6/ 141) عن مسند أحمد، قال ابن معين: لا أعرفه (تاريخ الدارمي ص 208) وقال ابن عدي: إذا لم يعرفه ابن معين يكون مجهولا (الكامل 6/ 2410) وقال الذهبي: لا يعرف أو هو المرئي (الميزان 4/ 236)
لكن قال الطبراني في "الأوسط"(1262): ثنا أحمد بن محمد بن صدقة ثنا يحيى بن
محمد بن السكن ثنا محبوب بن الحسن ثنا ميمون بن عجلان الثقفي عن محمد بن عباد المخزومي عن ثوبان رفعه "إنّ العبد يلتمس مرضاة الله عز وجل، فلا يزال كذلك. فيقول الله:
(1) 13/ 71 (كتاب الأدب- باب المقة من الله تعالى)
يا جبريل، إنّ عبدي فلانا يلتمس أن يرضيني. فرضائي عليه. قال: فيقول جبريل: رحمة الله على فلان، وتقول حملة العرش، ويقول الذين يلونهم، حتى يقوله أهل السموات السبع، ثم يهبط إلى الأرض. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وهي الآية التي أنزل الله عليكم في كتابه {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96)} [مريم:96]، وإنّ العبد ليلتمس سخط الله، فيقول الله عز وجل: يا جبريل، إنّ فلانا يسخطني. ألا وإنّ غضبي عليه، فيقول جبريل: غضب الله على فلان، ويقول حملة العرش، ويقول من دونهم، حتى يقوله أهل السموات السبع، ثم يهبط إلى الأرض"
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن ثوبان إلا بهذا الإسناد، تفرد به ميمون"
وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 10/ 272
وقال الحافظ: قلت: وميمون بن عجلان هذا أظنه عطاء بن عجلان أحد الضعفاء كان بعض الرواة دَلّس اسمه وهذا من عجيب التدليس، وقد أخرج ابن مردويه الحديث المذكور من طريق مروان بن معاوية عن عطاء بن عجلان عن محمد بن عباد عن ثوبان فقال: عطاء بن عجلان أخرج له الترمذي حديثا واحدا وهو تالف.
ثم وجدت في "مسند أحمد": حدثنا محمد بن بكر ثنا ميمون أبو محمد المرئي التميمي عن محمد بن عباد بن جعفر (1): فذكر أحاديث ليس منها هذا الحديث (2) وميمون المرئي هو ابن موسى مختلف فيه وهو في "التهذيب". اللسان 6/ 141
1138 -
"إنّ العبد لا يبلغ حقيقة الإيمان حتى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه"
قال الحافظ: أخرجه الطبراني بسند حسن عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء مرفوعا" (3)
حسن
أخرجه أحمد وابنه (6/ 441 - 442) وابن أبي عاصم في "السنة"(246) والبزار
(1) في "المسند" محمد بن عباد المخزومي، ترجمه ابن أبي حاتم وقال: روى عن ثوبان روى عنه ميمون بن عجلان سألت أبي عنه فقال: هو مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات".
(2)
قلت: بل منها هذا الحديث وقد سقت لفظه فيما تقدم، وقد اقتصر أحمد على أوله ولم يذكر الآية وما بعدها.
(3)
14/ 292 (كتاب القدر- باب في القدر)
(كشف 33) والفريابي في "القدر"(200) من طرق عن سليمان بن عتبة أبي الربيع السلمي: سمعت يونس بن ميسرة بن حَلْبَس يحدث عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء به مرفوعا. واللفظ لابن أبي عاصم
ولفظ أحمد وابنه "لكل شيء حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه"
قال البزار: إسناده حسن"
وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات ورواه الطبراني في الأوسط" المجمع 7/ 197
قلت: إسناده حسن كما قال البزار، فسليمان بن عتبة مختلف فيه: وثقه دحيم وأبو مسهر وغيرهما، وقال ابن معين: لا شيء، وقال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق، فهو حسن الحديث.
ويونس بن ميسرة وأبو إدريس ثقتان.
1139 -
"إنّ الغضب من الشيطان"
قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود من حديث عطية السعدي رفعه: فذكره" (1)
أخرجه أحمد (4/ 226) عن إبراهيم بن خالد بن عبيد الصنعاني المؤذن ثنا أبو وائل الصنعاني المرادي قال: كنا جلوسا عند عروة بن محمد إذ دخل عليه رجل فكلمه بكلام أغضبه، فلما أنْ غضب قام، ثم عاد إلينا وقد توضأ فقال: حدثني أبي عن جدي عطية وقد كانت له صحبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ الغضب من الشيطان، وإنّ الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ"
وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(147) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 307) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 25) والطبراني في "الكبير"(17/ 167) وأبو نعيم في "الصحابة"(5537أ) والبغوي في "شرح السنة"(3583) والمزي (20/ 34 - 35) من طرق عن أحمد به.
وأخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 1/ 8) وأبو داود (4784) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1267 و 1431) والخرائطي في "المساوئ"(344) وابن شاهين في "الفوائد"(28) والبيهقي في "الشعب"(7938) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 45) والمزي (20/ 34 - 35) من طرق عن إبراهيم بن خالد به.
(1) 13/ 77 (كتاب الأدب- باب ما ينهى من السباب)
وإبراهيم بن خالد وأبو وائل واسمه عبد الله بن بَحِير بن رَيْسَان ثقتان، وعروة بن محمد بن عطية وأبوه ذكرهما ابن حبان في "الثقات"، ولم أر أحدا سبقه إلى ذلك، وقال الحافظ عن عروة: مقبول، وقال عن أبيه: صدوق.
وللحديث شاهد عن معاوية رفعه "الغضب من الشيطان، والشيطان من النار، والماء تطفئ النار، فإذا غضب أحدكم فليغتسل"
أخرجه اللالكائي في "السنة"(2775) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 130) من طريق الزبير بن بكار المدني ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز عن ياسين عن عبد الله بن عروة عن أبي مسلم الخولاني عن معاوية به.
وإسناده ضعيف جدا، ياسين هو ابن معاذ الزيات وهو متروك الحديث.
1140 -
"إنّ الغيراء لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه"
قال الحافظ: أخرج أبو يعلى بسند لا بأس به عن عائشة مرفوعا: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه أبو يعلى (4670) عن الحسن بن عمر بن شقيق بن أسماء الجَرْمي البصري ثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة أنّها قالت: فذكرت حديثا وفيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ الغيرى لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه".
واختلف فيه على الحسن بن عمر بن شقيق، فرواه إبراهيم بن محمد بن الحارث الأصبهاني عنه عن سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده عن عائشة. فزاد فيه "عن جده".
أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(56)
وفيه عنعنة ابن إسحاق فإنه كان مدلسا.
قال البوصيري: سنده ضعيف لتدليس ابن إسحاق" إتحاف الخيرة 4/ 30 و 522
وللحديث شاهد أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(552) عن علي بن الجَعْد الجوهري ثنا أبو المغيرة النضر بن إسماعيل عن عبد الواحد بن أيمن المكي قال: فذكر حديثا وفيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو قلت: إنّ الغيراء لا تدري ما أعلى الوادي من أسفله لصدقت".
(1) 11/ 237 (كتاب النكاح - باب الغيرة)
وإسناده ضعيف لضعف النضر بن إسماعيل، وعبد الواحد بن أيمن تابعي فالحديث مرسل.
1141 -
عن ابن مسعود قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى المقابر فاتبعناه، فجاء حتى جلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى، فبكينا لبكائه، فقال:"إنّ القبر الذي جلست عنده قبر أمي، وإني استأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي، فأنزل الله {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التّوبة:113] ".
قال الحافظ: وقد أخرج الحاكم وابن أبي حاتم من طريق أيوب بن هانئ عن مسروق عن ابن مسعود قال: فذكره، وأخرج أحمد من حديث ابن بُريدة عن أبيه نحوه وفيه "نزل بنا ونحن معه قريب من ألف راكب" ولم يذكر نزول الآية، وفي رواية الطبري من هذا الوجه "لما قدم مكة أتى رسم قبر" ومن طريق فضيل بن مرزوق عن عطية "لما قدم مكة وقف على قبر أمه حتى سخنت عليه الشمس رجاء أنْ يؤذن له فيستغفر لها فنزلت، وللطبراني من طريق عبد الله بن كيسان عن عكرمة عن ابن عباس نحو حديث ابن مسعود وفيه "لما هبط من ثنية عسفان" وفيه نزول الآية في ذلك، فهذه طرق يعضد بعضها بعضا"(1)
ورد من حديث ابن مسعود ومن حديث بريدة ومن حديث زيد بن الخطاب ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عطية العَوْفي مرسلا.
فأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن حبان (981)
عن أحمد بن عيسى المصري
والهيثم بن كليب (397)
عن عيسى بن أحمد العسقلانى
والحاكم (2/ 336) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 189 - 190) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 151 - 152) وفي "الوسيط"(2/ 528)
عن بحر بن نصر المصري
وابن أبي حاتم في "تفسيره"(10051)
(1) 10/ 125 (كتاب التفسير: سورة القصص- باب قوله إنك لا تهدي من أحببت).
عن خالد بن خداش البصري
والطحاوي في "المشكل"(2487)
عن حرملة بن يحيى التُّجِيبي
وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 17 - 18)
عن أحمد بن سعيد الهمداني
قالوا: ثنا عبد الله بن وهب ثنا ابن جُريج عن أيوب بن هانئ عن مسروق بن الأجدع عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما، فخرجنا معه حتى انتهينا إلى المقابر، فأمرنا فجلسنا، ثم تخطى القبور حتى انتهى إلى قبر منها فجلس إليه، فناجاه طويلاً، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم باكيا، فبكينا لبكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أقبل علينا، فتلقاه عمر وقال: ما الذي أبكاك يا رسول الله فقد أبكيتنا وأفزعتنا؟ فأخذ بيد عمر، ثم أقبل علينا، فقال "أفزعكم بكائي؟ " قلنا: نعم، فقال "إن القبر الذي رأيتموني أناجي قبر آمنة بنت وهب، وإني سألت ربي الاستغفار لها فلم يأذن لي، فنزل علي {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التّوبَة:113] فأخذني ما يأخذ الولد للوالد من الرقة، فذلك الذي أبكاني. ألا وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزورها، فإنّها تزهد في الدنيا، وترغب في الآخرة".
وأخرجه الحاكم (1/ 375) والبيهقي (4/ 77 و 8/ 311) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن ابن وهب وهو في "موطأه"(25) مختصرا وبزيادة (1).
ولفظه "إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، وأكل لحوم الأضاحي فوق ثلاث، وعن نبيذ الأوعية، ألا فزوروا القبور، فإنها تزهد في الدنيا، وتذكر الآخرة، وكلوا لحوم الأضاحي وابقوا ما شئتم فإنما نهيتكم عنه إذ الخير قليل توسعة على الناس، ألا وإنّ وعاءَ لا يحرّم شيئا فإنّ كل مسكر حرام".
وأخرجه ابن ماجه (1571 و3388 و3406) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 185 و 228).
عن يونس بن عبد الأعلى المصري
وأبو يعلى (5079)
(1) وهذه الزيادة مذكورة أيضاً في حديث أحمد بن سعيد الهمداني عن ابن وهب.
عن هارون بن معروف المروزي (1)
وابن عدي (1/ 351)
عن إبراهيم بن المنذر الحزامي المدني
وابن حبان (5409)
عن يزيد بن خالد بن مَوْهَب الرملي
والطبراني في "الكبير"(10304)
عن أصبغ بن الفرج المصري
كلهم عن ابن وهب ببعضه.
قال الحاكم: صحيح على شرطهما"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: أيوب بن هانئ ضعفه ابن معين"
وقال البوصيري: هذا إسناد حسن، أيوب بن هانئ مختلف فيه، تفرد ابن جُريج بالرواية عنه، قاله الذهبي، وباقي رجال الإسناد على شرط مسلم" مصباح الزجاجة 2/ 42 و 4/ 40
قلت: الحديث إسناده ضعيف، فيه عنعنة ابن جريج فإنّه كان مدلساً، وقد تفرد بالرواية عن أيوب بن هانئ كما قال الذهبي في "المجرد"، وأيوب اختلفوا فيه: قال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال ابن عدي: لا أعرفه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح، وقال الدارقطني: يعتبر به، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وليس هو على شرط الشيخين لأنّهما لم يخرجا له شيئاً.
وقد أُعِلَّ الحديث بالإرسال فقال ابن معين: هذا في كتب ابن جريج مرسل فيما أظن، ولكن هذا الحديث ليس يساوي شيئاً.
واختلف فيه على ابن جريج:
فرواه عبد الرزاق (6714) عن ابن جريج قال: حُدثت عن مسروق عن ابن مسعود.
(1) رواه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 118 - 119) عن هارون بن معروف مطولا.
وتابعه محمد بن جعشم أنا ابن جريج به.
أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(2372)
ورواه عبد المجيد بن أبي رَوَّاد عن ابن جريج عن ابن مسعود.
أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة"(2/ 210 - 211)(1)
وأما حديث بريدة فله عنه طريقان:
الأول: يرويه مُحارب بن دِثَار عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فنزل بنا ونحن معه قريب من ألف راكب، فصلّى ركعتين، ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان، فقام إليه عمر بن الخطاب ففداه بالأب والأم يقول: يا رسول الله ما لك؟ قال "إني سألت ربي عز وجل في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي فدمعت عيناي رحمة لها من النار، وإني كنت نهيتكم عن ثلاث: عن زيارة القبور فزوروها لتذكركم زيارتها خيرا، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث فكلوا وأمسكوا ما شئتم، ونهيتكم عن الأشربة في الأوعية فاشربوا في أيّ وعاء شئتم ولا تشربوا مسكرا".
أخرجه أحمد (5/ 355) والطحاوي في "المشكل"(4743) وابن حبان (5390) والطبراني في "لأوسط"(6394) والحاكم (1/ 376) والبيهقي (4/ 76) وفي "شرح المعاني"(4/ 228) من طرق عن زهير بن معاوية الكوفي عن زبيد بن الحارث اليامي عن محارب بن دثار به.
ومن هذا الطريق أخرجه النسائي (7/ 206 - 207 و 8/ 278 - 279) وفي "الكبرى"(4518 و 5163) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 185) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1540) مختصرا في ذكر الإذن بعد النهي.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
وهو كما قال.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 342 و 8/ 104 أو 159) وأحمد (5/ 350) وفي "الأشربة"(3) ومسلم (977 و 3/ 1584) والنسائي (4/ 73 و 8/ 278) و"الكبرى"(2159 و 5162) وابن حبان (5391 و 5400) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2077)
(1) ورواه فرقد السبخي عن جابر بن يزيد ثنا مسروق عن ابن مسعود.
أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 343 و 8/ 161) وأحمد (1/ 452) وفي "الأشربة"(12) والطحاوي (4/ 228) والدارقطني 4/ 259
وفرقد ضعفه النسائي وجماعة.
والمحاملي في "أماليه"(422) والبيهقي (8/ 298) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1536) من طريق أبي سنان ضرار بن مرة عن محارب بن دثار (1) عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مختصرا في ذكر الإذن بعد النهي.
وقوله "عبد الله بن بريدة" هكذا جاء مسمى عند أحمد والنسائي وأبي القاسم البغوي، ووقع عند الباقين "ابن بريدة" غير مسمى.
واختلف على محارب بن دثار في اسم ابن بريدة:
فقال وكيع: ثنا مُعَرِّف بن واصل عن محارب بن دثار عن سليمان بن بريدة عن أبيه.
أخرجه أحمد في "الأشربة"(201) وعنه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2076) ثنا وكيع به.
ورواه ابن أبي شيبة (8/ 104) عن وكيع فلم بسم ابن بريدة.
وأخرجه مسلم (3/ 1585) عن ابن أبي شيبة به.
وأخرجه أبو داود (3235 و 3698) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 185 و 228) والبيهقي (4/ 77) وفي "الصغرى"(3379) وابن عبد البر في "التمهيد"(3/ 224)
عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي
والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 185)
عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين
وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2074 و 2075 و 2084)
عن علي بن الجَعْد الجوهري
(1) وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(3/ 227) من طريق عبد الرزاق وهو في "مصنفه"(16957) ثنا معمر عن عطاء الخراساني عن عبد الله بن بريدة عن أبيه به.
وإسناده حسن
وأخرجه (3/ 227 - 228) من طَريق شريك بن عبد الله عن سماك بن حرب عن ابن بريدة عن أبيه به.
وشريك وسماك مختلف فيهما.
وأخرجه الروياني (25) عن محمد بن حميد الرازي ثنا جرير عن يزيد بن أبي زياد عن ابن بريدة عن أبيه
به.
وإسناده ضعيف لضعف ابن حميد ويزيد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2160 و 5161 و 5164) وغيره من طرق عن ابن بريدة به.
ثلاثتهم عن معرف بن واصل عن محارب بن دثار عن ابن بريدة عن أبيه، ولم يسموا ابن بريدة.
لكن أخرجه أبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1553) ومن طريقه الحازمي في "الاعتبار"(ص 131) من طريق أبي القاسم البغوي فسمى ابن بريدة سليمان، وهي زيادة إما من أبي محمد البغوي أو ممن فوقه، وقد نص أبو القاسم البغوي على أنّ علي بن الجعد لم يسم ابن بريدة (الجعديات 2/ 781) وقال: ولهذا الحديث طرق عن ابن بريدة وأحسب الحديث عنهما جميعا"
أي عن عبد الله وسليمان ابني بريدة، وهو كما قال، فقد رواه:
الثاني: يرويه علقمة بن مَرْثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: انتهى النبي صلى الله عليه وسلم إلى رسم قبر فجلس، وجلس الناس حوله كثير، فجعل يحرك رأسه كالمخاطب: قال: ثم بكى، فاستقبله عمر، فقال: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال "هذا قبرآمنة بنت وهب، استأذنت ربي في أن أزور قبرها فأذن لي، واستأذنته في الاستغفار لها فأبى عليّ، وأدركتني رقتها فبكيت" قال: فما رأيت ساعة أكثر باكيا من تلك الساعة.
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(1/ 189) واللفظ له وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 154) من طريق محمد بن يوسف الفِرْيابي ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد به.
وأخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(652) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 118) وابن سعد (1/ 117) والفاكهي (2377)
عن قبيصة بن عقبة
وابن شاهين (653)
عن معاوية بن هشام
وابن أبي شيبة (3/ 343)
عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الأسدي الزبيري
ثلاثتهم عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: فذكر نحوه.
وأخرجه ابن شاهين (654) والحاكم (1/ 375) وابن عبد البر (1) في "التمهيد"(3/ 230)
(1) ولم يسم ابن بريدة.
من طريق يحيى بن يمان العجلي عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم زار قبر أمه في ألف مقنع بالسيف، فما رأيت أكثر من باكٍ وباكية يومئذ.
ورواه أبو عاصم النبيل عن سفيان ولم يسم ابن بريدة.
أخرجه مسلم (3/ 1564) والطحاوي في "المشكل"(4745) وفي "شرح المعاني"(4/ 186 و 228)
ولم ينفرد سفيان به بل تابعه قيس بن الربيع عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى رسما، قال: وأكثر ظني أنّه قال: قبرا، فجلس إليه، فجعل يخاطب، ثم قام مستعبرا، فقلت: يا رسول الله، إنا رأينا ما صنعت، قال "إني استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي، واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي" فما رؤي باكيا أكثر من يومئذ.
أخرجه الطبري في "تفسيره"(11/ 42)
وتابعه أبو حنيفة عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه قال: فذكر نحوه (1).
أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 154)
وأما حديث زيد بن الخطاب فأخرجه الطبراني في "الكبير"(4648) عن عبد الرحمن بن خلاد الدورقي ثنا محمد بن حزام الضبعي البصري ثنا إسماعيل بن محمد أبو عامر الأنصاري ثنا عبد العزيز بن مسلم عن أبي جَنَاب الكلبي عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن أبيه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة نحو المقابر فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قبر فرأيناه كأنّه يناجي، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الدموع من عينيه فتلقاه عمر وكان أولنا فقال: بأبي أنت وأمي ما يبكيك؟ قال "إني استأذنت ربي عز وجل في زيارة قبر أمي وكانت والدة ولها قبلي حق أنْ استغفر لها فنهاني"
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2868) عن الطبراني وعلي بن أحمد بن أبي غسان البصري قالا: ثنا عبد الرحمن بن خلاد به.
وأخرجه ابن عساكر (40/ 324) عن أبي سعد المطرز أنا أبو نعيم ثنا الطبراني ثنا عبد الرحمن بن خلاد به.
(1) ولم ينفرد علقمة بن مرثد به بل تابعه أبو جناب الكلبي عن سليمان به.
أخرجه أحمد (5/ 259)
قال الهيثمي: وفي إسناده من لم أعرفه" المجمع 3/ 58
قلت: وأبو جناب الكلبي واسمه يحيى بن أبي حَيّة مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(12049) عن محمد بن علي المروزي ثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن المنيب ثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أقبل من غزوة تبوك واعتمر، فلما هبط من ثنية عسفان أمر أصحابه أنْ يستندوا إلى العقبة حتى أرجع إليكم، فذهب فنزل على قبر أمه، فناجى ربه طويلاً ثم إنّه بكى فاشتد بكاؤه وبكى هؤلاء لبكائه، وقالوا: ما بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا المكان إلا وقد أحدث في أمته شيئا لا يطيقه، فلما بكى هؤلاء قام فرجع إليهم فقال "ما يبكيكم؟ " قالوا: يا نبي الله بكينا لبكائك، قلنا: لعله أحدث في أمتك شيئاً لا يطيقه، قال "لا وقد كان بعضه، ولكن نزلت على قبر أمي فدعوت الله أنْ يأذن لي في شفاعتها يوم القيامة، فأبى الله أنْ يأذن لي، فرحمتها وهي أمي فبكيت، ثم جاءني جبريل فقال- وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه - فتبرأ أنت من أمك كما تبرأ إبراهيم من أبيه، فرحمتها وهي أمي، ودعوت ربي أن يرفع عن أمتي أربع
…
وذكر الحديث.
قال ابن كثير: هذا حديث غريب وسياق عجيب" التفسير 2/ 394
وقال الهيثمي: وفيه أبو الدرداء عبد الغفار (1) بن المنيب عن إسحاق بن عبد الله عن أبيه عن عكرمة، ومن عدا عكرمة لم أعرفهم ولم أر من ذكرهم" المجمع 1/ 117
قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف إسحاق بن عبد الله بن كيسان، وأبوه مختلف
فيه والأكثر على تضعيفه، وأبو الدرداء عبد العزيز بن المنيب قال الدارقطني وغيره: ليس به بأس.
وأما حديث أبي هريرة فيرويه يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال "استأذنت ربي في أنْ استغفر لها فلم يأذن، واستأذنته في أنْ أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت".
أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 343) وأحمد (2/ 441) ومسلم (976) وأبو داود (3234) وابن ماجه (1572) والفاكهي (2375 و 2376) والنسائي (4/ 74) وفي "الكبرى"(2161)
(1) هكذا هو في "المجمع" وهو خطأ والصواب عبد العزيز.
والطحاوي في "المشكل"(2489) وابن حبان (3169) والحاكم (1/ 375 - 376) والبيهقي (4/ 76) وفي "الدلائل"(1/ 190) والبغوي في "شرح السنة"(1554) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1541) والحازمي في "الاعتبار"(ص 132)
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وقال البغوي والحازمي: هذا حديث صحيح"
وأما حديث عطية فأخرجه الطبري في "تفسيره"(11/ 42) عن أحمد بن إسحاق ثنا أبو أحمد ثنا فضيل عن عطية قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وقف على قبر أمه حتى سخنت عليه الشمس رجاء أنْ يؤذن له، فيستغفر لها، حتى نزلت {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى} إلى قوله:{تَبَرَّأَ مِنْهُ} [التوبة: 112 - 114].
مرسل، وعطية ضعيف.
1142 -
عن محمد بن سيرين قال: هجا رهط من المشركين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال المهاجرون: يا رسول الله، ألا تأمر عليا فيهجو هؤلاء القوم؟ فقال "إنّ القوم الذين نصروا بأيديهم أحقّ أن ينصروا بألسنتهم" فقالت الأنصار: أرادنا والله، فأرسلوا إلى حسان، فأقبل فقال: يا رسول الله، والذي بعثك بالحقّ ما أحبّ أنّ لي بقولي ما بين صنعاء وبُصرى، فقال "أنت لها" فقال: لا علم لي بقريش، فقال لأبي بكر "أخبره عنهم ونقب له في مثالبهم"
قال الحافظ: روى ابن وهب في "جامعة" وعبد الرزاق في "مصنفه" من طريق محمد بن سيرين قال: فذكره" (1)
مرسل
أخرجه عبد الرزاق (20502) عن مَعْمَر عن أيوب عن ابن سيرين أنّ عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، لو أمرت عليا يجيب هؤلاء الذين يهجونك، وهم يعنون أبا سفيان بن الحارث وابن الزبعري والعاص بن وائل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إن عليا ليس هنالك ولكن القوم إذا نصروا نبيهم بأسيافهم فبألسنتهم أحق أنْ ينصروه" فقال حسان: ما كنت لأنتصر منك إلا هذا، والله ما أحبّ أنّ لي بها مقولا ما بين بصرى إلى صنعاء، ثم قال:
لساني صارم لا عيب فيه
…
وبحري ما تكدره الدلاء
ورجاله ثقات.
(1) 13/ 16 (كتاب الأدب- باب هجاء المشركين)
1143 -
حديث أبي هريرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب وهو مستند إلى جذع فقال "إنّ القيام قد شقّ عليّ" فقال له تميم الداري، ألا أعمل لك منبرا كما رأيت يصنع بالشام؟ فشاور النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين في ذلك فرأوا أنْ يتخذه، فقال العباس بن عبد المطلب: إنّ لي غلاما يقال له: كلاب اعمل الناس، فقال "مره أن يعمل"
قال الحافظ: رواه ابن سعد في "الطبقات"، ورجاله ثقات إلا الواقدي" (1)
ضعيف جدا
أخرجه ابن سعد في "الطبقات"(1/ 249 - 250) عن محمد بن عمر الواقدي أنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد المجيد بن سهيل عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
قال الواقدي: وحدثني غير محمد بن عبد الرحمن أيضا ببعض ذلك قالوا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة يخطب إلى جذع في المسجد قائما فقال "إنّ القيام قد شقّ عليّ" فقال له تميم الداري: ألا أعمل لك منبرا كما رأيت يصنع بالشام؟ فشاور رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين في ذلك فرأوا أنْ يتخذه، فقال العباس بن عبد المطلب: إنّ لي غلاما يقال له: كلاب أعمل الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مره أنْ يعمله" وذكر الحديث.
وإسناده ضعيف جدا. الواقدي قال البخاري وأبو حاتم ومسلم والنسائي: متروك الحديث.
1144 -
"إنّ الكافر ليسحب لسانه الفَرْسَخ والفرسخين يتوطؤه الناس"
قال الحافظ: وأما ما أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر رفعه: فذكره، فسنده ضعيف" (2)
ضعيف
أخرجه هناد في "الزهد"(301) عن علي بن مُسْهِر الكوفي عن الفضل بن يزيد الثُّمَالي عن أبي المُخَارِق عن ابن عمر رفعه "إنّ الكافر يسحب لسانه يوم القيامة الفرسخ والفرسخين يتوطؤه الناس"
وأخرجه الترمذي (2580) عن هناد به.
(1) 3/ 49 (كتاب الجمعة- باب الخطبة على المنبر)
(2)
14/ 214 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)
وقال: هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه، والفضل بن يزيد هو كوفي قد روى عنه غير واحد من الأئمة، وأبو المخارق ليس بمعروف"
قلت: هكذا رواه هناد عن علي بن مسهر عن الفضل بن يزيد عن أبي المخارق عن ابن عمر.
وخالفه مِنْجَاب بن الحارث فرواه عن علي بن مسهر عن الفضل بن يزيد عن أبي العجلان المحاربي عن ابن عمر.
جعله عن أبي العجلان المحاربي عن ابن عمر.
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصهان"(2/ 129)
وهذا أصح فقد أخرجه أحمد (2/ 92) وعبد بن حميد في "المنتخب"(860) والخطيب في "التاريخ"(12/ 363) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار"(59)
عن أبي عقيل عبد الله بن عقيل الثقفي
وابن أبي الدنيا في "الأهوال"(126) والبيهقي في "الشعب"(389) وفي "البعث"(567)
عن مروان بن معاوية الفَزَاري
كلاهما عن الفضل بن يزيد عن أبي العجلان المحاربي عن ابن عمر.
وقد تعقب غير واحد الترمذي في قوله "عن أبي المخارق".
فقال البيهقي في "البعث": وهذا غلط إنما هو أبو العجلان"
وقال المزي: هكذا قال (عن أبي المخارق) وهو خطأ. ثم ذكر روايات منجاب بن الحارث وعبد الله بن عقيل ومروان بن معاوية وقال: وهو الصواب. والخطأ في ذلك إما من الترمذي وإما من شيخه (1) " التهذيب 34/ 82
وقال الذهبي: الصواب أبو عجلان" الكاشف
وقال في "الميزان": أبو المخارق لا يعرف، روى عنه الفضل بن يزيد، والصواب بدله عن أبي عجلان"
وقال الحافظ في "التهذيب": صوابه أبو العجلان المحاربي"
(1) قلت: الخطأ إنما هو من هناد لأنّه أخرجه هكذا في كتابه "الزهد" والترمذي رواه عنه.
قلت: وأبو العجلان حكى الحافظ في "التهذيب" عن العجلي أنّه قال: شامي تابعي ثقة.
وقال الذهبي في "الميزان": مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.
1145 -
"إنّ الكافر يُثَاب في الدنيا بالرزق على ما يفعله من حسنة"
قال الحافظ: روى مسلم من حديث أنس مرفوعا: فذكره" (1)
أخرجه مسلم (2808) من حديث أنس مرفوعا بلفظ "إنّ الكافر إذا عمل حسنة أُطْعِمَ بها طُعْمَةً من الدنيا".
1146 -
حديث أبي سعيد "إنّ الكفار يتساقطون في النار إذا قيل لهم: ألا تردون، ويبقى المؤمنون وفيهم المنافقون فيرونه لما ينصب الجسر ويتبعونه، ويُعطى كل إنسان منهم نوره، ثم يطفأ نور المنافقين"
سكت عليه الحافظ (2).
قلت: هو عند البخاري في الباب المذكور، وانظر أيضا حديث جابر عند مسلم (191)
1147 -
"إنّ الكَفَّ عن الشرِّ صدقة"
قال الحافظ: حديث أبي ذر عند مسلم: فذكره" (3)
هو قطعة من حديث أخرجه مسلم (1008) عن أبي موسى مرفوعا "على كل مسلم صدقة" قيل: أرأيت إن لم يجد؟ قال "يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق" قال: قيل: أرأيت إنْ لم يستطع؟ قال "يعين ذا الحاجة الملهوف" قال: قيل له: أرأيت إنْ لم يستطع؟ قال "يأمر بالمعروف أو الخير" قال: أرأيت إنْ لم يفعل؟ قال: يمسك عن الشرّ فإنها صدقة".
1148 -
"إن الكَمْأَة ليست من جُدَري الأرض، ألا إن الكمأة من المَن"
قال الحافظ: وللطبري من طريق ابن المنكدر عن جابر قال: كثرت الكمأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فامتنع قوم من أكلها وقالوا: هي جدري الأرض، فبلغه ذلك فقال: فذكره" (4)
(1) 4/ 45 (كتاب الزكاة- باب من تصدق في الشرك ثم أسلم)
(2)
17/ 194 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)} [القيامة:22])
(3)
14/ 107 (كتاب الرقاق- باب من هم بحسنة أو بسيئة)
(4)
12/ 270 (كتاب الطب- باب المن شفاء للعين)
سيأتي الكلام عليه في حرف العين فانظر حديث "العجوة من الجنة
…
"
1149 -
"إنّ الله إذا أطعم نبيا طُعمة ثم قبضه جعلها للذي يقوم من بعده"
قال الحافظ: وأما ما أخرجه أحمد وأبو داود من طريق أبي الطفيل قال: أرسلت فاطمة إلى أبي بكر: أنت ورثت رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أهله؟ قال: لا، بل أهله، قالت: فأين سهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، فرأيت أنْ أردّه على المسلمين. قالت: فأنت وما سمعته. فلا يعارض ما في الصحيح من صريح الهجران ولا يدل على الرضا بذلك، ثم مع ذلك ففيه لفظة منكرة وهي قول أبي بكر: بل أهله، فإنّه معارض للحديث الصحيح أنّ النبي لا يورث" (1)
أخرجه أحمد وابنه (1/ 4) وأبو داود (2973) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 198) وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر"(78) والبزار (البحر الزخار 54) وأبو يعلى (37) والبيهقي (6/ 303) وابن عبد البر في "التمهيد"(8/ 167) من طرق عن محمد بن فضيل عن الوليد بن جُمَيع عن أبي الطفيل به.
قال البزار: لا نعلم لهذا الحديث طريقا عن أبي بكر إلا هذا الطريق، والوليد بن جميع قد حدّث عنه جماعة واحتملوا حديثه"
وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح" المسند 1/ 160
قلت: بل إسناده حسن، محمد بن فضيل هو ابن غزوان وثقه ابن معين وابن سعد وابن حبان وابن المديني ويعقوب بن سفيان وغيرهم، والوليد بن عبد الله بن جميع صدوق، قال أحمد وأبو داود: ليس به بأس، وقال أبو زعة: لا بأس به، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، ووثقه ابن معين وغيره، وذكره العقيلي في "الضعفاء" واختلف فيه قول ابن حبان، فهو حسن الحديث، ورمي هو وابن فضيل بالتشيع.
وأما متن الحديث ففيه لفظة منكرة وهي قوله "لا، بل أهله"
قال ابن كثير: ففي لفظ هذا الحديث غرابة ونكارة ولعله روي بمعنى ما فهمه بعض الرواة وفيهم من فيه تشيع فليعلم ذلك، وأحسن ما فيه قولها: أنت وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا هو الصواب وهو المظنون بها واللائق بأمرها وسيادتها وعلمها ودينها رضي الله عنها" (2)
(1) 7/ 8 (كتاب فرض الخمس- باب رقم 1)
(2)
البداية والنهاية 5/ 289
وقال الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 179): ورجاله ثقات أخرج لهم مسلم، لكنّه شاذ المتن، لأن ظاهره إثبات كون النبي صلى الله عليه وسلم يورث وهو مخالف للأحاديث الصحيحة المتواترة"
1150 -
"إنّ الله إذا أنزل سَطْوَتَه بأهل نقمته وفيهم الصالحون قُبضوا معهم ثم بُعثوا على نياتهم وأعمالهم"
قال الحافظ: وفي صحيح ابن حبان عن عائشة مرفوعا: فذكره، وأخرجه البيهقي في "الشعب"، وله من طريق الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب عنها مرفوعا "إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأسه فيهم" قيل: يا رسول الله، وفيهم أهل طاعته؟ قال "نعم، ثم يبعثون إلى رحمة الله تعالى"(1).
له عن عائشة طريقان:
الأول: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، إنّ الله إذا أنزل سطوته بأهل الأرض وفيهم الصالحون فيهلكون بهلاكهم؟ فقال "يا عائشة، إنّ الله إذا أنزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون فيصابون معهم ثم يبعثون على نياتهم وأعمالهم".
أخرجه ابن حبان (7314) وابن عدي (5/ 1790) عن أحمد بن محمد بن الشرقي ثنا محمد بن يحيى الذهلي ثنا عمرو بن عثمان الرقي ثنا زهير بن معاوية الجُعفي عن هشام بن عروة به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(7193) عن أبي الحسن العلوي عن أحمد بن محمد بن الشرقي به.
قال ابن عدي: قال لنا الشرقي: سمعت صالح جزرة يقول: ليس عند محمد بن يحيى لهشام بن عروة حديث أغرب من هذا"
قال ابن عدي: وعمرو بن عثمان الرقي له أحاديث صالحة عن زهير وغيره وقد روى عنه ناس من الثقات وهو ممن يكتب حديثه"
قلت: هو ضعيف، قال النسائي: متروك الحديث (الضعفاء)، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وتكلم فيه أبو حاتم (الجرح)، وأساء أبو زرعة الثناء عليه (سؤالات البرذعي 2/ 759).
والباقون كلهم ثقات.
(1) 16/ 171 (كتاب الفتن- باب إذا أنزل الله بقوم عذابا)
الثاني: يرويه الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب عن امرأته عن عائشة مرفوعا "إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأهل الأرض بأسه" فقلت: وفيهم أهل طاعة الله؟ قال "نعم، ثم يصيرون إلى رحمة الله"
أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(1733) والحميدي (1)(264) وابن أبي شيبة (15/ 42 - 43) وأحمد (6/ 41) عن سفيان بن عُيينة ثنا جامع بن أبي راشد عن منذر الثوري عن الحسن بن محمد به.
وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان"(ص 318) من طريق صدقة بن الفضل المروزي ثنا ابن عيينة به.
وأخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 316) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني أنا ابن عيينة به.
واختلف فيه على ابن عيينة، فرواه غير واحد عنه فلم يذكروا فيه عن امرأته، منهم:
1 -
إسحاق في "مسند عائشة"(1108)
2 -
محمود بن آدم المروزي.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(7194)
3 و 4 - إسحاق بن إسماعيل الطالقاني والحسن بن الصباح البزار.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات"(257)
• ورواه ابن المبارك عن ابن عيينة عن جامع بن أبي راشد عن أبي يعلى وهو منذر الثوري عن الحسن بن محمد بن علي عن مولاة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة أو بعض أزواجه وأنا عندها فقال: فذكره.
أخرجه نعيم بن حماد (1728) عن ابن المبارك به.
وأخرجه الحاكم (4/ 523) من طريق عبدان عبد الله بن عثمان المروزي أنبأ ابن المبارك به.
والأول أصح.
وقوله "عن امرأته" هكذا وقع عند أحمد، وقال غيره "عن امرأة" ولم تسم، والباقون كلهم ثقات.
(1) ومن طريقه أخرجه عبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف"(25)
والحديث اختلف فيه على جامع بن أبي راشد، فرواه شَريك بن عبد الله القاضي عنه عن منذر الثوري عن الحسن (1) بن محمد قال: حدثتني امرأة من الأنصار هي حية اليوم إنْ شئت أدخلتك عليها، قلت: لا، حدثتني قالت: دخلت على أم سلمة فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنّه غضبان فاستترت منه بكم درعي فتكلم بكلام لم أفهمه فقلت: يا أم المؤمنين كأني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل وهو غضبان فقالت: نعم أو ما سمعت ما قال؟ قلت: وما قال؟ قالت: قال "إنّ الشرَّ إذا فشا في الأرض فلم يُتَنَاهَ عنه أرسل الله عز وجل بأسه على أهل الأرض" قالت: قلت: يا رسول الله وفيهم الصالحون؟ قالت: قال "نعم، وفيهم الصالحون يصيبهم ما أصاب الناس ثم يقبضهم الله عز وجل إلى مغفرته ورضوانه أو إلى رضوانه ومغفرته".
أخرجه أحمد (6/ 294 - 295 و 418) والحارث (766) عن يزيد بن هارون أنا شريك به.
ومن طريق أحمد أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 307 - 308) وعبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف"(29)
وشريك سيئ الحفظ.
وللحديث شاهد عن أم سلمة وعن ابن عمر
فأما حديث أم سلمة فله عنها طريقان:
الأول: يرويه علقمة بن مَرثد عن المَعْرور بن سويد عن أم سلمة مرفوعا "إذا ظهرت المعاصي في أمتي عَمَّهم الله عز وجل بعذاب من عنده" فقلت: يا رسول الله، أما فيهم يومئذ أناس صالحون؟ قال "بلى" قلت: فكيف يصنع أولئك؟ قال "يصيبهم ما أصاب الناس، ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان".
أخرجه أحمد (6/ 304) والدينوري في "المجالسة"(2127) والطبراني في "الكبير"(23/ 325 - 326) وابن عبد البر (24/ 309) من طرق عن خلف بن خليفة عن ليث عن علقمة بن مرثد به.
وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.
الثاني: يرويه جامع بن أبي راشد عن أم مبشر عن أم سلمة مرفوعا "إذا ظهر السوء
(1) وعند الحارث: محمد.
في الأرض أنزل الله بأسه بأهل الأرض" قلت: يا رسول الله، وإنْ كان فيهم صالحون؟ قال "نعم، وإنْ كان فيهم صالحون يصيبهم ما أصاب الناس، ثم يرجعون لرحمة الله".
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2110) وعنه أبو نعيم في "الحلية"(10/ 218)
عن محمد بن منصور الطوسي
وابن أبي الدنيا في "العقوبات"(3)
عن قاسم بن هاشم السمسار
قالا: ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ثنا محمد بن طلحة بن مصرف اليامي عن زبيد اليامي ثني جامع به.
قال الطبراني: لم يروه عن جامع إلى زبيد، ولا عن زبيد إلا محمد بن طلحة، تفرد به هاشم بن القاسم"
قلت: اختلف فيه على هاشم بن القاسم، فرواه محمود بن غيلان المروزي عنه ثنا سالم بن طلحة ثنا جامع بن أبي راشد عن أم مبشر عن أم سلمة.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 377)
وأما حديث ابن عمر فأخرجه أحمد (2/ 40) والبخاري (فتح 16/ 171) والخطيب في "التاريخ (6/ 88 - 89) والبغوي في "شرح السنة" (4204) من طريق ابن المبارك أنا يونس عن الزهري أني حمزة بن عبد الله بن عمر أنّه سمع ابن عمر رفعه "إذا أنزل الله بقوم عذاباً أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم"
وأخرجه مسلم (2879) وابن حبان (7315) من طريق ابن وهب أنا يونس عن الزهري أني حميد بن عبد الرحمن عن ابن عمر به.
1151 -
"إنّ الله اصطفى كِنَانَة من ولد إسماعيل، واصطفى من كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم"
قال الحافظ: وقد روى مسلم (2276) من حديث واثلة مرفوعا: فذكره" (1)
وذكره في موضع آخر وقال: وهو صحيح أخرجه مسلم" (2)
(1) 7/ 339 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب المناقب)
(2)
11/ 33 (كتاب النكاح - باب الأكفاء في الدين)
1152 -
"إنّ الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"
قال الحافظ: وعند أحمد وأبي داود وابن أبي شيبة من حديث أبي هريرة بالجزم ولفظه: فذكره" (1)
حسن
أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 155) وأحمد (2/ 295 - 296) عن يزيد بن هارون أنبا حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النَّجُود عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعا.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(332) عن ابن أبي شيبة به.
وأخرجه ابن بشران (43) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.
وأخرجه أبو داود (4654)
عن أحمد بن سنان الواسطي
والحاكم (4/ 77 - 78)
عن سعيد بن مسعود المروزي
قالا: ثنا يزيد بن هارون به.
ورواه موسى بن إسماعيل التَّبُوْذَكِي عن حماد بن سلمة فلم يجزم به.
أخرجه أبو داود (4654)
وتابعه (2) عمرو بن عاصم الكلابي البصري ثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أين فلان؟ " فغمزه رجل منهم، فقال: إنّه وإنّه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أليس قد شهد بدرا؟ " قالوا: بلى، قال "فلعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"
أخرجه الدارمي (2764)
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذا اللفظ على اليقين "إنّ الله اطلع عليهم فغفر لهم" إنما أخرجاه على الظن "وما يدريك لعل الله تعالى اطلع على أهل بدر".
قلت: هو حسن الإسناد، عاصم صدوق، والباقون ثقات.
(1) 8/ 307 (كتاب المغازي- باب فضل من شهد بدرا)
(2)
ورواه أبو نصر التمار وأسد بن موسى أيضا عن حماد بن سلمة مطولا فانظر حديث "أنيس شهد بدرا؟ "
1153 -
عن عائشة قالت: إنّ الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة- يعني: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)} [المزمل: 1] فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حَوْلاًحتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف فصار قيام الليل تطوعا بعد فرضيته"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (746) من طريق سعد بن هشام عن عائشة قالت: فذكرته" (1)
1154 -
"إنّ الله أكرم أمتي بالألوية"
قال الحافظ: وروى أبو يعلى عن أنس رفعه: فذكره، إسناده ضعيف" (2)
ضعيف جدا
أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 5956) والعقيلي (2/ 13 - 14) وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين"(2/ 273) وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 226) من طريق عَنْبَسَة بن عبد الرحمن عن خالد بن كلاب عن أنس به مرفوعا.
قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف خالد بن كلاب" إتحاف الخيرة 6/ 305 قلت: بل ضعيف جدا، عنبسة بن عبد الرحمن هو الأموي قال ابن معين والنسائي: متروك، وقال أبو زرعة: منكر الحديث ذاهب الحديث، وقال أبو حاتم: متروك الحديث كان يضع الحديث، وقال البخاري: ذاهب الحديث.
وخالد بن كلاب قال العقيلي: مجهول وحديثه غير محفوظ، وقال الذهبي في "الميزان": له حديث منكر "إنّ الله أكرم أمتي بالألوية".
1155 -
عن أبي بن كعب أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له "إنّ الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن" فقرأ عليه {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} [البَيّنَة:1] قال: وقرأ فيها إنّ الدين عند الله الحنيفية السمحة الحديث وفيه، فقرأ عليه لو أنّ لابن آدم واديان من مال الحديث وفيه "ويتوب الله على من تاب"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي من طريق زِر بن حُبيش عن أبي بن كعب، وسنده جيد" (3)
وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه الحاكم وأحمد والترمذي من طريق زر بن حبيش عن أبي بن كعب" (4)
حسن
(1) 3/ 263 (كتاب الصلاة- أبواب التهجد- باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل من نومه)
(2)
6/ 467 (كتاب الجهاد- باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم)
(3)
14/ 34 (كتاب الرقاق- باب ما يتقى من فتنة المال)
(4)
10/ 355 (كتاب التفسير- سورة لم يكن)
أخرجه الطيالسي (ص 73) ثنا شعبة أني عاصم بن بَهْدَلة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "إنّ الله عز وجل أمرني أنْ أقرأ عليك القرآن" قال: فقرأ عليه لم يكن وقرأ عليه وإن ذلك الدين القيم عند الله الحنيفية لا المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية ومن يعمل خيرا فلن يكفره وقرأ عليه لو كان لابن آدم واديا لابتغى إليه ثانيا، ولو أُعطي ثانيا لابتغى ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب".
وأخرجه الترمذي (3793 و 3898) والحاكم (2/ 531) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 187) من طرق عن الطيالسي به.
وأخرجه أحمد (5/ 131 - 132)
عن محمد بن جعفر غُنْدَر وحجاج بن محمد الأعور
وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(5/ 132)
عن سَلْم بن قتيبة الشَّعيري الخراساني
والهيثم بن كليب (1484 و1485 أو 1486 أو 1487)
عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري
والحاكم (2/ 224)
عن آدم بن أبي إياس
قالوا: ثنا شعبة به.
قال الترمذي في الموضع الأول: هذا حديث حسن صحيح"
وقال في الموضع الثاني: هذا حديث حسن"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: إسناده حسن رواته ثقات غير عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "الميزان".
1156 -
"إنّ الله أوحى إليّ أنْ تواضعوا حتى لا يَبْغِي أَحَدٌ على أَحَدٍ"
قال الحافظ: وقد أخرج مسلم من حديث عِياض بن حِمار- بكسر المهملة وتخفيف الميم- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (1)
(1) 13/ 103 (كتاب الأدب- باب الكبر)
وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه مسلم وأبو داود وغيرهما" (1)
هو قطعة من حديث أخرجه مسلم (2865) عن عياض بن حمار وأوله "إنّ الله أمرني أن أعلمكم ماجهلتم" وساق الحديث وفيه "وإنّ الله أوحى إليّ أنْ تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد"
1157 -
"إنّ الله تعالى أوحى إليّ: أيّ هؤلاء الثلاثة نزلت فهي دار هجرتك: المدينة أو البحرين أو قنسرين"
قال الحافظ: وللترمذي من حديث جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، استغربه الترمذي وفي ثبوته نظر لأنّه مخالف لما في الصحيح من ذكر اليمامة لأن قنسرين من أرض الشام من جهة حلب، بخلاف اليمامة فإنّها في جهة اليمن" (2)
ضعيف
أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 1/105) والترمذي (3923) والطبراني في "الكبير"(2417) والمزي في "التهذيب"(23/ 132 - 133)
عن الفضل بن موسى السِّيْنَاني
والحاكم (3/ 2 - 3) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 458)
عن علي بن الحسن بن شقيق
كلاهما عن عيسى بن عبيد الكندي عن غيلان بن عبد الله العامري عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن جرير بن عبد الله به مرفوعا.
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الفضل بن موسى"
وقال ابن حبان: حديث منكر" الثقات 7/ 311
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: بل ضعيف الإسناد، غيلان بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": ما علمت روى عنه سوى عيسى بن عبيد الكندي حديثه منكر ما أقدم الترمذي على تحسينه بل قال: غريب.
(1) 14/ 132 (كتاب الرقاق- باب التواضع)
(2)
8/ 228 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة)
1158 -
عن ابن عباس مرفوعا "إنّ الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"
قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه وصححه ابن حبان" (1)
روي من حديث ابن عباس ومن حديث أبي ذر ومن حديث ابن عمر ومن حديث عقبة بن عامر ومن حديث أبي بكرة ومن حديث ثوبان ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث الحسن البصري مرسلا.
فأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن ماجه (2045) والعقيلي (4/ 145) والطبراني في "الأوسط"(8269) والبيهقي (7/ 356 - 357) وأبو القاسم الفضل بن جعفر بن محمد التميمي المؤذن المعروف بأخي عاصم في "فوائده"(2) وابن أبي عاصم ومن طريقه الضياء المقدسي كما في "المقاصد"(ص 229)(3) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 510) من طريق الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "إنّ الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه".
وفي لفظ "تجاوز"
وفي لفظ آخر "رفع"
قال الطبراني: لم يروه عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس إلا الوليد بن مسلم"
وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن هذا الحديث فأنكره جدا وقال: ليس يُروى فيه إلا عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم" العلل 1/ 227
وقال الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" هذا حديث حسن"
قلت: اختلف فيه على الأوزاعي، فرواه بشر بن بكر التِّنِّيسي عنه عن عطاء عن عبيد بن عمير عن ابن عباس به بلفظ "تجاوز"
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 95) وابن المنذر في "الإقناع"(196) قالا: ثنا الربيع بن سليمان ثنا بشر بن بكر به.
(1) 11/ 307 (كتاب الطلاق- باب الطلاق في الإغلاق)
(2)
انظر طبقات الشافعية الكبرى 2/ 254 - تلخيص الحبير 1/ 283 - تخريج أحاديث المختصر 1/ 510 - المقاصد الحسنة ص 229
(3)
وانظر "المعتبر" للزركشي ص 154
وأخرجه ابن حبان (7219) والطبراني في "الصغير"(765) والدارقطني (4/ 170 - 171) وابن جميع الصيداوي في "معجمه"(ص 361 - 362) وابن حزم في "الإحكام"(المجلد الثاني ص 930) والبيهقي (7/ 356 و10/ 60 - 61) وفي "معرفة السنن"(11/ 74) وفي "الصغرى"(4040 و4041) من طرق عن الربيع بن سليمان به.
قال الطبراني: لم يروه عن الأوزاعي إلا بشر، تفرد به الربيع بن سليمان"
قلت: لم ينفرد به بل تابعه بحر بن نصر بن سابق الخولاني ثنا بشر بن بكر به.
أخرجه الحاكم (2/ 198) والبيهقي (10/ 61)
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" (1)
وقال البيهقي: جَوَّدَ إسناده بشر بن بكر وهو من الثقات"
ولم ينفرد به بل تابعه أيوب بن سويد الرَّمْلي عن الأوزاعي به.
أخرجه الحاكم (2/ 198)
وأيوب بن سويد قال أحمد وغيره: ضعيف.
وقد أُعِلَّ الحديث فقال أبو حاتم: لم يسمع الأوزاعي هذا الحديث عن عطاء إنما سمعه من رجل لم يسمه أتوهم أنّه عبد الله بن عامر أو إسماعيل بن مسلم، ولا يصح هذا الحديث ولا يثبت إسناده" العلل 1/ 431
وله علة أخرى وهي الإرسال
قال يحيى بن سليم الطائفي: عن ابن جُريج قال: قال عطاء: بلغني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 220 - 221) والجوزجاني كما في "جامع العلوم"(2/ 362)
قال ابن رجب: وهذا المرسل أشبه"
قلت: رواه الوليد بن مسلم عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8271)
والوليد مدلس وقد عنعن.
(1) وقال النووي: حديث حسن" الأربعون - روضة الطالبين 8/ 193
ولحديث ابن عباس هذا ثلاثة طرق أخرى كلها ضعيفة:
الأولى: يرويها مسلم بن خالد الزَّنْجِي ثني سعيد العلاف عن ابن عباس بلفظ "تجاوز"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11274) والجوزجاني كما في "جامع العلوم"(2/ 362)
وإسناده ضعيف لضعف مسلم بن خالد، وسعيد العلاف قال أبو زرعة: لين الحديث لا أظنّه سمع من ابن عباس، وقيل لأحمد: كيف حاله؟ قال: لا أدري وما علمت أحداً روى عنه غير مسلم بن خالد (جامع العلوم 2/ 362)
الثانية: يرويها عبد الرحيم بن زيد العَمِّي ثني أبي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا "إنّ الله عز وجل عفا لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2158) وابن عدي (5/ 1920 - 1921)
وقال: هذا الحديث منكر"
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن زيد العمي إلا ابنه"
قلت: وهو متروك الحديث.
الثالثة: يرويها بَقية بن الوليد عن علي الهمداني عن أبي جَمْرَة عن ابن عباس
قال ابن رجب: خرجه حرب، ورواية بقية عن مشايخه المجاهيل لا تساوي شيئا" جامع العلوم 2/ 363
قلت: أخرجه ابن عدي (2/ 508) من طريق الوليد بن عتبة الأشجعي الدمشقي ثنا بقية ثنا عبيد رجل من همدان عن قتادة عن أبي جمرة عن ابن عباس قيل: يا رسول الله، الرجل منا ينسى الأذان والإقامة، فقال "إنّ الله وضع عن أمتي النسيان"
وقال: وعبيد رجل من همدان شيخ لبقية مجهول"
وأما حديث أبي ذر فأخرجه ابن ماجه (2043) من طريق أيوب بن سويد الرملي ثنا أبو بكر الهُذَلِي عن شَهر بن حَوشب عن أبي ذر مرفوعا "إنّ الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه"
قال البوصيري: إسناده ضعيف لاتفاقهم على ضعف أبي بكر الهذلي" مصباح الزجاجة 2/ 125
وقال الحافظ: وفيه شهر بن حوشب وفي الإسناد انقطاع أيضا" التلخيص 1/ 282
قلت: علته أيوب بن سويد وأبو بكر الهذلي فإنّهما ضعيفان.
وأما حديث ابن عمر فأخرجه العقيلي (4/ 145) والطبراني في "الأوسط"(8270) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 352) والبيهقي (6/ 84) من طريق محمد بن مُصَفى الحمصي ثنا الوليد بن مسلم ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "إنّ الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه".
قال العقيلي: وهذا يُروى من غير هذا الوجه بإسناد جيد"
وقال أبو نعيم: غريب من حديث مالك، تفرد به ابن مصفى عن الوليد"
وقال البيهقي: المحفوظ عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس، وعن الوليد عن ابن لَهيعة عن موسى بن وَرْدَان عن عقبة بن عامر كلاهما عن النبي صلى الله عليه وسلم"
وقال البيهقي أيضا: قال الحاكم: هو صحيح غريب تفرد به الوليد عن مالك. قال البيهقي: ليس بمحفوظ عن مالك" تلخيص الحبير 1/ 282
وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن هذا الحديث فأنكره جدا وقال: ليس يُروى فيه إلا عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم" العلل 1/ 227
وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر كأنّه موضوع" العلل 1/ 431
وقال ابن رجب: وهو عند حذاق الحفاظ باطل على مالك، كما أنكره الإمام أحمد وأبو حاتم، وكانا يقولان عن الوليد: إنّه كثير الخطأ. ونقل أبو عبيد الآجري عن أبي داود، قال: روى الوليد بن مسلم عن مالك عشرة أحاديث ليس لها أصل، منها عن نافع أربعة. قلت: والظاهر أن منها هذا الحديث والله أعلم" جامع العلوم 2/ 363
وقال الهيثمي: وفيه محمد بن مصفى وثقه أبو حاتم وغيره وفيه كلام لا يضر، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 250
قلت: ولم ينفرد الوليد بن مسلم به بل تابعه سوادة بن إبراهيم عن مالك به.
أخرجه الخطيب في "الرواة عن مالك" كما في "التلخيص"(1/ 282)
وقال: سوادة مجهول، والخبر منكر عن مالك"
وأما حديث عقبة فأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 494) ومن طريقه البيهقي (7/ 357) عن محمد بن مصفى ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن لهيعة عن موسى بن
وردان: سمعت عقبة بن عامر رفعه "وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"(1).
قال أبو حاتم: هذا حديث منكر كأنّه موضوع" العلل 1/ 431
قلت: وابن لهيعة ضعيف.
وأما حديث أبي بكرة فأخرجه ابن عدي (2/ 573) وأبو الشيخ في "الطبقات"(381) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 90 - 91) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 509) من طريق جعفر بن جسر بن فرقد ثني أبي عن الحسن عن أبي بكرة مرفوعا "رفع الله عن هذه الأمة الخطأ والنسيان والأمر يكرهون عليه".
قال الحافظ: هذا حديث غريب"
قلت: عَدَّه ابن عدي من منكرات جعفر بن جسر هذا وقال: ولم أر للمتكلمين في الرجال فيه قولا، ولا أدري كيف غفلوا عنه لأنّ عامة ما يرويه منكر، وقد ذكرته لما أنكرت من الأسانيد والمتون التي يرويها ولعل ذاك إنما هو من قبل أبيه، فإنّ أباه قد تكلم فيه من تقدم ممن يتكلمون في الضعفاء لأني لم أر يروي جعفر عن غير أبيه"
وقال العقيلي: جعفر بن جسر حفظه فيه اضطراب شديد وحدث بمناكير"
وأبوه قال النسائي وغيره: ضعيف.
وأما حديث ثوبان فله عنه طريقان:
الأول: يرويه يزيد بن ربيعة ثنا أبو الأشعث عن ثوبان مرفوعا "إنّ الله تجاوز عن أمتي ثلاثة: الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه".
أخرجه الطبراني في "الكبير"(1430) والجوزجاني كما في "جامع العلوم"(2/ 363)
قال ابن رجب: ويزيد بن ربيعة ضعيف جدا"
وقال الهيثمي: وفيه يزيد بن ربيعة الرَّحبي وهو ضعيف" المجمع 6/ 250
وقال الحافظ: في إسناده ضعف" التلخيص 1/ 282
الثاني: يرويه راشد بن داود الصنعاني عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1090) عن إبراهيم بن محمد بن عِرْق الحمصي ثنا عبد الوهاب بن الضحاك ثنا إسماعيل بن عياش ثني راشد بن داود به.
(1) وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8272) عن موسى بن جمهور ثنا محمد بن مصفى به.
وعبد الوهاب بن الضحاك اتهمه غير واحد بالوضع.
وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه الطبراني كما في "نصب الراية"(2/ 65) وابن عدي (3/ 1172) من طريق إسماعيل بن عياش عن أبي بكر الهُذَلِي عن شَهر بن حَوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا بلفظ "تجاوز"
قال الحافظ: في إسناده ضعف" التلخيص 1/ 282
وقال ابن رجب: وأبو بكر الهذلي متروك الحديث" جامع العلوم 2/ 364
قلت: واختلف عنه، فرواه مسلم بن إبراهيم الأزدي عنه فلم يذكر أبا الدرداء.
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(3092)
وأما حديث الحسن فله عنه طرق:
الأول: يرويه هشام بن حسان عنه رفعه "إنّ الله عز وجل عفا لكم عن ثلاث: عن الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه".
أخرجه عبد الرزاق (11416) عن هشام بن حسان به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 49) عن عبد الله بن إدريس الكوفي
وسعيد بن منصور (1145) عن خالد بن عبد الله الواسطي
كلاهما عن هشام بن حسان به.
وهو مرسل رواته ثقات إلا أنّهم تكلموا في رواية هشام بن حسان عن الحسن (1).
الثاني: يرويه إسماعيل بن عياش ثني جعفر بن حيان العطاردي عن الحسن مرفوعا "تجاوز الله عز وجل لابن آدم عمّا أخطأ وعما نسي وعمّا أكره وعمّا غلب عليه"
أخرجه سعيد بن منصور (1146)
وإسناده ضعيف لأنّ رواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها.
الثالث: يرويه هُشيم أنا منصور وعوف عن الحسن قال: إنّ الله عز وجل تجاوز لهذه الأمة عن النسيان والخطأ وما أكرهوا عليه.
أخرجه سعيد بن منصور (1144)
وهو موقوف على الحسن، وإسناده صحيح.
(1) انظر ترجمة هشام بن حسان من "تهذيب التهذيب"
1159 -
"إنّ الله تجاوز لأمتي عمّا حدثت به أنفسها ما لم تكلم به أو تعمل"
سكت عليه الحافظ (1).
وذكره في موضع آخر وقال: وحملوا حديث أبي هريرة الصحيح المرفوع: فذكره. على الخطرات" (2)
أخرجه البخاري (فتح 6/ 87 و 11/ 311 - 312) ومسلم (127)
1160 -
"إنّ الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر، وأحمد من حديث أبي هريرة، والطبراني من حديث بلال، وأخرجه في "الأوسط" من حديث معاوية، وفي حديث أبي ذر عند أحمد وأبي داود "يقول به" بدل قوله "وقلبه" وصححه الحاكم، وكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث عمر نفسه" (3)
صحيح
ورد من حديث ابن عمر ومن حديث أبي ذر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث بلال ومن حديث عائشة ومن حديث معاوية ومن حديث عمر ومن حديث أبي سعيد الخدري.
فأما حديث ابن عمر فأخرجه أحمد (2/ 95) وفي "فضائل الصحابة"(313) والترمذي (3682) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 467) وابن حبان (6895) وابن عدي (3/ 921) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 160) من طرق عن خارجة بن عبد الله بن سليمان الأنصاري عن نافع عن ابن عمر به مرفوعا.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وخارجة بن عبد الله ثقة"
وقال ابن عدي: وهذا الحديث معروف بخارجة عن نافع وقد روي عن غيره، روي عن مالك عن نافع"
قلت: الحديث إسناده حسن، خارجة بن عبد الله مختلف فيه: وثقه الترمذي وابن حبان، وضعفه أحمد والدارقطني، واختلف فيه قول ابن معين، وقال ابن عدي: لا بأس به، وقال أبو حاتم: حديثه صالح، فهو حسن الحديث.
(1) 1/ 77 (كتاب الإيمان- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أعلمكم بالله)
و16/ 143 (كتاب الفتن- باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما)
(2)
14/ 111 (كتاب الرقاق- باب من هم بحسنة أو بسيئة)
(3)
8/ 50 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب عمر بن الخطاب)
ولم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن نافع عن ابن عمر، منهم:
1 -
نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القاري المدني.
أخرجه ابن سعد (2/ 335) وأحمد (2/ 53) وعبد بن حميد في "المنتخب"(758)
عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدِي
وأبو جعفر النحاس في "الناسخ"(2/ 421) وعثمان السمرقندي في "الفوائد"(46) وأبو الشيخ في "الطبقات"(60) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 327) واللالكائي في "السنة"(2489)
عن عبد الله بن مَسلمة القَعْنَبي
والخرائطي في "المكارم"(2/ 861) وابن الأعرابي (ق 228) وابن عبد البر في "التمهيد"(8/ 109 - 110)
عن سعيد بن أبي مريم
ثلاثتهم عن نافع بن عبد الرحمن به (1).
وإسناده حسن، نافع بن عبد الرحمن وثقه ابن معين وغيره، وقال أحمد: ليس هو في الحديث بشيء، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صدوق صالح الحديث، وقال ابن عدي: لم أر في أحاديثه شيئا منكرا فأذكره وأرجو أنّه لا بأس به، وقال الذهبي في "سير الأعلام": ينبغي أنْ يُعَدَّ حديثه حسنا.
2 -
عبد الله بن عمر العُمَري.
أخرجه البغوي في "شرح السنة"(3875) من طريق خيثمة بن سليمان ثنا إسحاق بن محمد الفَرْوِي ثنا عبد الله بن عمر به.
وهو بلفظ "وضع"
والعمري اختلفوا فيه: قواه أحمد بن حنبل وأحمد بن صالح وغيرهما، وضعفه النسائي وغيره.
وقال الدارمي: قلت لابن معين: عبد الله العمري ما حاله في نافع؟ فقال: صالح"
تاريخ الدارمي ص151
(1) كلهم ذكره بلفظ "جعل" إلا عبد بن حميد فقال "وضع"
وقال الذهبي: وحديثه يتردد فيه الناقد، أما إنْ تابعه شيخ في روايته فذلك حسن قوي إنْ شاء الله" سير الأعلام 7/ 341
3 -
الضحاك بن عثمان بن عبد الله الأسدي الحِزامي.
أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة"(395) والطبراني في "الأوسط"(291) والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة"(525) وابن شاهين في "السنة"(77) واللالكائي في "السنة"(2485) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(342) وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء"(4) من طرق عن عبد العزيز بن أبي حازم المدني عن الضحاك بن عثمان به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الضحاك بن عثمان إلا ابن أبي حازم"
قلت: وهو ثقة كما قال ابن معين وغيره، والضحاك بن عثمان وثقه أحمد وابن معين ومصعب الزبيري وأبو داود وابن حبان وابن سعد وابن المديني وغيرهم فالإسناد صحيح.
4 -
إبراهيم بن أبي عبلة.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(249) وفي "مسند الشاميين"(52) عن أحمد بن محمد بن رشدين ثنا السري بن حماد ثنا المعلى بن الوليد القعقاعي ثني هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة عن عمه إبراهيم بن أبي عبلة عن أبيه ونافع عن ابن عمر مرفوعا "إنّ الله تعالى ضرب بالحق على لسان عمر وقلبه".
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن إبراهيم بن أبي عبلة إلا هانئ بن عبد الرحمن، تفرد به المعلى بن الوليد"
قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أغرب، وهانئ بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضا وقال: ربما أغرب، وأحمد بن محمد بن رشدين اختلفوا فيه: فمنهم من وثقه، ومنهم من كذبه.
وأبو عبلة واسمه شِمْر بن يقظان ذكره ابن حبان في "الثقات"، والسري بن حماد لم أقف له على ترجمة.
5 -
مالك بن أنس.
أخرجه ابن عدي (4/ 1523) وابن المقرئ في "المعجم"(227) والخليلي في "الإرشاد"(103) من طرق عن يعقوب بن سفيان ثنا عبد الله بن صالح أبو صالح ثنا ابن وهب عن مالك به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3354) عن جعفر بن الياس بن صدقة الكباش المصري ثنا عبد الله بن صالح به.
قال ابن عدي: ولا أعلم روى بهذا الإسناد عن ابن وهب غير أبي صالح"
وكذا قال الطبراني.
وقال الخليلي: تفرد به أبو صالح عن ابن وهب، من حديث مالك، وعنه يعقوب. وهو ثقة إمام. قال أبو حاتم والبخاري: إن أبا صالح أخطأ على ابن وهب بقوله: "مالك" وإنما هو من حديث ابن وهب عن نافع القاري عن نافع"
قلت: وله طريق أخرى عن مالك: فقال تمام في "فوائده"(1016): ثني أبو القاسم علي بن محمد الكوفي الحافظ ثني أبو بكر محمد بن عمران الهمذاني ثنا محمد بن العباس بن بسام ثنا أحمد بن يزيد الخراساني ثنا القعنبي عن مالك عن نافع عن ابن عمر به.
أحمد بن يزيد الخراساني أظنه المترجم في "اللسان"(1/ 325) قال الدارقطني: ليس بالمشهور بالرواية.
6 -
مالك بن مِغْوَل.
أخرجه ابن عدي (4/ 1535) عن محمد بن أحمد بن أبي مقاتل ثني محمد بن يوسف بن أبي معمر ثنا عبد الله بن محمد بن المغيرة أبو الحسن ثنا مالك بن مغول به.
وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن محمد بن المغيرة.
وأما حديث أبي ذر فأخرجه أحمد (5/ 145) وفي "فضائل الصحابة"(317) عن يونس بن محمد المؤدب وعفان بن مسلم الصفار قالا: ثنا حماد بن سلمة عن بُرْد أبي العلاء عن عُبادة بن نُسَي عن غُضَيْف بن الحارث عن أبي ذر رفعه "إنّ الله عز وجل ضرب بالحق على لسان عمر وقلبه"
وفي لفظ "على لسان عمر يقول به"
وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وبرد هو ابن سنان الشامي، وغضيف بن الحارث مختلف في صحبته، ووثقه ابن سعد وغيره.
ولم ينفرد عبادة بن نسي به بل تابعه مكحول عن غضيف بن الحارث سمع أبا ذر به.
أخرجه ابن سعد (2/ 335) وابن أبي شيبة (12/ 21) وأحمد (5/ 165و177) وفي "فضائل الصحابة"(316) وأبو داود (2962) وابن ماجه (108) ويعقوب بن سفيان في
"المعرفة"(1/ 461) وابن أبي عاصم في "السنة"(1249) والبزار (4059) والطبراني في "مسند الشاميين"(3565) والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة"(521 و687 (1)) وابن شاهين في "حديثه"(7) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 45 - 46) والبغوي في "شرح السنة"(3876) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثني مكحول به.
ولم ينفرد ابن إسحاق به بل تابعه هشام بن الغاز ومحمد بن عجلان عن مكحول به.
أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1766) والطبراني في "مسند الشاميين"(1543 أو 3566) والحاكم (3/ 86 - 87) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 191) واللالكائي في "السنة"(2490) والبيهقي في "المدخل"(66) من طريق أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر عن ابن إسحاق وهشام بن الغاز وابن عجلان عن مكحول به.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
وقال الذهبي: على شرط مسلم"
وقال الدارقطني في "العلل"(6/ 259): وأحسب أبا خالد حمل حديث هشام بن الغاز وابن عجلان على حديث ابن إسحاق فجود إسناده، لأنّ غيره يرويه عن هشام بن الغاز وعن ابن عجلان عن مكحول مرسلا عن أبي ذر.
قلت: رواه يحيى القطان عن ابن عجلان عن مكحول أنّ أبا ذر.
أخرجه ابن عساكر (انظر مسند الروياني 3/ 317 - 318)
واختلف فيه على مكحول، فرواه عبد الله بن سعيد (2) عن مكحول عن أبي ذر ولم يذكر غضيفا.
أخرجه القطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة"(683) من طريق قبيصة عن سفيان عن عبد الله بن سعيد به.
وقَبيصة هو ابن عقبة الكوفي وقد تكلموا في روايته عن سفيان الثوري.
واختلف فيه على غضيف بن الحارث كما سيأتي في حديث بلال وحديث عمر.
(1) وقع في هذا الموضع "عن مكحول وغضيف"
(2)
أظنه ابن أبي السفر.
ولم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن مكحول عن أبي ذر به.
أخرجه الخرائطي في "المكارم"(2/ 862)
وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق:
الأول: يرويه الجهم بن أبي الجهم عن المِسْوَر بن مَخْرَمَة عن أبي هريرة رفعه "إنّ الله تبارك وتعالى جعل الحق على لسان عمر وقلبه"
أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 25) وأحمد (2/ 401) وابن أبي عاصم في "السنة"(1250) والبزار (1)(كشف 2501) والدينوري في "المجالسة"(198) وابن الأعرابي (ق228/ب) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 42) وفي "فضائل الخلفاء"(3) وفي "الإمامة"(100) والسلفي في "معجم السفر"(886) من طرق عن عبد الله بن عمر العُمَري عن الجهم به.
قال البزار: لا نعلم أسند المسور عن أبي هريرة إلا هذا، ولا نعلم له إلا هذا الطريق"
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير الجهم بن أبي الجهم وهو ثقة" المجمع 9/ 66
قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحسيني في "الإكمال": مجهول.
وعبد الله العمري مختلف فيه، قواه ابن عدي وغيره، وضعفه ابن المدينى وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.
الثاني: يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة.
أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة"(315) وابن حبان (6889) والآجري في "الشريعة"(1356) والقطيعي في "زياداته على فضائل الصحابة"(524 و 684) وأبو نعيم في "الإمامة"(91) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي أني سهيل بن أبي صالح به.
وإسناده حسن.
الثالث: يرويه عبيد الله بن عمر العمري عن نافع قال: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جُعِلَ الحق على لسان عمر وقلبه"
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1247) عن محمد بن عبد الوهاب الأزهري ثنا عبد العزيز بن عبد الله عن إبراهيم بن سعد عن عبيد الله بن عمر به.
(1) سقط من إسناده: عن عبد الله بن عمر العمري.
ومحمد بن عبد الوهاب لم أقف له على ترجمة، والباقون كلهم ثقات، وعبد العزيز بن عبد الله هو القرشي الأويسي.
وأما حديث بلال فأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1248) وابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 386) والهيثم بن كليب في "مسنده"(983) والطبراني في "الكبير"(1077) وفي "مسند الشاميين"(1463) والآجري في "الشريعة"(1355 و 1204) والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة"(520) من طرق عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن غضيف بن الحارث عن بلال.
قال أبو زرعة: حديث محمد بن إسحاق عن مكحول عن غضيف بن الحارث عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أشبه لأنّه قد وافقه عليه غيره عن أبي ذر" العلل 2/ 386
وقال الهيثمي: وفيه أبو بكر بن أبي مريم وقد اختلط" المجمع 9/ 66
قلت: هو ضعيف كما قال أحمد وأبو زرعة والنسائي والدارقطني وابن سعد وغيرهم.
وأما حديث عائشة فله عنها طريقان:
الأول: يرويه سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن المدني عن أبي سلمة عن عائشة مرفوعا "إنّ الله تعالى وضع الحق على لسان عمر يقول به"
أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 461) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ثنا مِنْدَل عن محمد بن عجلان عن سعد بن إبراهيم به.
وإسناده ضعيف لضعف مندل بن علي العَنَزِي.
الثاني: يرويه ابن أبي عتيق عن أبيه عن عائشة مرفوعا "ما من نبي إلا في أمته معلم أو معلمان، وإنْ يكن في أمتي أحد فابن الخطاب، إنّ الحق على لسان عمر وقلبه".
أخرجه ابن سعد (2/ 335) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك أنا عبد الرحمن بن أبي الزناد: سمعت ابن أبي عتيق به.
وأخرجه القطيعي في "زوائده" على "فضائل الصحابة"(518) عن جعفر بن محمد الفِرْيَابي ثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي ثنا ابن أبي فديك (1) به.
(1) تابعه إبراهيم بن المغيرة عن عبد الرحمن بن أبي الزناد به.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(9133)
وابن أبي عتيق واسمه محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له البخاري مقرونا بغيره، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.
وأبوه وثقه العجلي وابن حبان واحتج به الشيخان.
وعبد الرحمن بن أبي الزناد مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات.
وأما حديث معاوية فأخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 312 - 313) عن إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ثنا سليمان بن داود الشاذكوني ثنا محمد بن عمر الواقدي ثنا موسى بن عمر الحازمي عن موسى بن سهل عن يزيد بن النعمان بن بشير عن أبيه عن معاوية رفعه "إنّ الله عز وجل وضع الحق على لسان عمر وقلبه"
قال الهيثمي: وفيه ضعفاء سليمان الشاذكوني وغيره" المجمع 9/ 67
قلت: الشاذكوني والواقدي اتهما بالكذب.
وأما حديث عمر فأخرجه الطْبراني في "الأوسط"(6688) عن محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ثنا علي بن سعيد المقرئ العكاوي ثنا يعلى بن عبيد الطنافسي ثنا مِسْعَر عن وَبْرَة بن عبد الرحمن عن غضيف بن الحارث عن عمر مرفوعا "إنّ الله وضع الحق على لسان عمر وقلبه يقول به"
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن مسعر إلا يعلى بن عبيد، تفرد به علي بن سعيد"
وقال الهيثمي: وفيه علي بن سعيد المقري العكاوي ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 66
قلت: اختلف فيه على محمد بن الحسن بن قتيبة، فرواه أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي اليقطيني عنه فجعله عن غضيف عن صحابي غير عمر ولم يسمه.
أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص45)
وأما حديث أبي سعيد الخدري فأخرجه تمام في "فوائده"(1086) من طريق مسمع بن عدي البصري عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد رفعه "إنّ الله جعل الحق على قلب عمر ولسانه"
أبو هارون العبدي واسمه عُمارة بن جُوَيْن كذبه ابن معين وغيره.
1161 -
"إنّ الله جعل رزقي تحت ظل رمحي"
سكت عليه الحافظ (1).
سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "من تشبّه بقوم فهو منهم"
1162 -
"إنّ الله جعل لكل داءٍ دواء، فتداووا ولا تداووا بحرام"
قال الحافظ: ولأبي داود من حديث أبي الدرداء رفعه: فذكره" (2)
يرويه إسماعيل بن عياش واختلف عنه:
• فرواه يزيد بن هارون عن إسماعيل بن عياش عن ثعلبة بن مسلم عن أبي عمران الأنصاري عن أم الدرداء عن أبي الدرداء رفعه "إنّ الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا ولا تداووا بحرام"
أخرجه أبو داود (3874) والبيهقي (10/ 5)
• ورواه علي بن عياش الحمصي عن إسماعيل بن عياش فلم يذكر أبا الدرداء.
أخرجه الدولابي (2/ 38) والطبراني في "الكبير"(24/ 254)
• ورواه سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن إسماعيل بن عياش فلم يذكر أم الدرداء.
أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 282)
وإسناده ضعيف، ثعلبة بن مسلم هو الخَثْعمي الشامي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.
وقال الحافظ في "التقريب": مستور.
وقال الذهبي في "الميزان": خبره منكر.
قال الألباني في "غاية المرام"(ص 59): يعني هذا.
قلت: وليس كما قال، بل هو حديث آخر في السواك والشوارب كما صرّح بذلك الذهبي نفسه في "المغني في الضعفاء" حيث قال: ثعلبة بن مسلم الخثعمي عن كعب وعنه إسماعيل بن عياش بخبر منكر في السواك والشوارب.
(1) 14/ 87 (كتاب الرقاق- باب ومن يتوكل على الله فهو حسبه)
(2)
12/ 240 - 241 (كتاب الطب- باب ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء)
1163 -
"إنّ الله جعلني عبداً كريماً، ولم يجعلني جباراً عنيداً"
قال الحافظ: وكان سبب هذا الحديث قصة الأعرابي المذكور في حديث عبد الله بن بُسْر عند ابن ماجه والطبراني بإسناد حسن قال: أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة فَجَثَى على ركبتيه يأكل، فقال له أعرابي: ما هذه الجِلْسَة؟ فقال: فذكره" (1)
صحيح
أخرجه أبو داود (3773) وابن ماجه (3263 و 3275) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 351 - 352) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(905) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 334) وفي "الآداب"(674) من طريق عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي ثنا أبي أنبا محمد بن عبد الرحمن بن عِرْق اليَحْصَبي ثنا عبد الله بن بسر قال: أُهدي للنبي صلى الله عليه وسلم شاة والطعام يومئذ قليل. فقال لأهله "أصلحوا هذه الشاة وانظروا إلى هذا الخبز فاثردوا واغرفوا عليه" وكانت للنبي صلى الله عليه وسلم قَصْعَة يقال لها: الغَرَّاء يحملها أربعة رجال، فلما أصبحوا وسجدوا الضحى أتي بتلك القصعة فالتفوا عليها، فلما كثروا جثا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أعرابي: ما هذه الجلسة؟ قال "إنّ الله جعلني عبدا كريما، ولم يجعلني جبارا عنيدا. كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها يبارك فيها" ثم قال "خذوا كلوا فوالذي نفس محمد بيده لتفتحنّ عليكم فارس والروم حتى يكثر الطعام فلا يذكر عليه اسم الله عز وجل".
تابعه عبد الوهاب بن نَجْدَة الحَوْطي ثنا أبو عمروعثمان بن سعيد ثنا محمد بن عبد الرحمن بن عرق سمعت عبد الله بن بسر يقول: فذكره مختصرا.
أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 199)
قال البوصيري: هذا إسناد صحيح" مصباح الزجاجة 4/ 8
قلت: وهو كما قال.
1164 -
"إنّ الله جواد يحب الجود"
قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي من حديث سعد رفعه: فذكره" (2)
ضعيف جدا
أخرجه الترمذي (2799)
(1) 11/ 471 (كتاب الأطعمة- باب الأكل متكئا)
(2)
1/ 34 (باب كيف كان بدء الوحي)
عن محمد بن بشار
والبزار (1114)
عن محمد بن المثنى
وأبو يعلى (791)
عن موسى بن حيان
قالوا: ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدِي ثنا خالد بن الياس القرشي- ويقال ابن اياس- عن صالح بن أبي حسان (1) قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: إنّ الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفناءكم وساحاتكم، ولا تشبهوا باليهود تجمع الأكناف في دورها.
قال خالد: فذكرت ذلك لمهاجر بن مسمار فقال: حدثني به عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنّه قال "نظفوا أفنيتكم"
واختلف فيه على خالد بن الياس، فرواه أبو نُعيم الفضل بن دُكين عنه عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن بَلْتَعة عن سعيد بن المسيب به.
أخرجه الدورقي في "مسند سعد"(31)
وأخرجه أبو يعلى (790) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 279) وابن عدي (3/ 878) وابن الجوزي في "العلل"(1186)
عن عبد الله بن نافع الصائغ
وابن أبي الدنيا في "المكارم"(8)
عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي
والبرجلاني في "الكرم"(12) وابن قتيبة في "الغريب"(1/ 297)
عن المُعافى بن عمران الموصلي
والخطيب في "الجامع"(855)
عن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي
(1) عند أبي يعلى "عن صالح بن حسان"
كلهم عن خالد بن الياس عن مهاجر بن مسمار ثني عامر بن سعد عن أبيه به.
قال الترمذي: هذا حديث غريب، وخالد بن الياس يضعف"
وقال البزار: هذا الحديث لا نعلم يُروى عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"
وقال ابن حبان: خالد بن الياس يروي الموضوعات عن الثقات حتى يسبق إلى القلب أنّه الواضع لها، لا يحل أنْ يكتب حديثه إلا على جهة التعجب"
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال يحيى: خالد بن الياس ليس بشيء ولا يكتب حديثه، وقال أحمد: متروك الحديث"
طريق أخرى: قال الدولابي (2/ 16): ثني محمد بن عبد الله بن مخلد ثنا داود بن رشيد ثنا أبو الطيب هارون بن محمد ثنا بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه رفعه "إنّ الله نظيف يحب النظافة، جواد يحب الجود، كريم يحب الكرم، طيب يحب الطيب، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود تجمع الأكباء في دورها".
هارون بن محمد كذبه ابن معين، وقال ابن عدي: ليس بمعروف ومقدار ما يرويه ليس بمحفوظ، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: الغالب على حديثه الوهم.
1165 -
عن ابن عباس قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "إنّ الله حرّم مكة" الحديث، فقيل له: هذا خالد بن الوليد. يقتل، فقال "قم يا فلان فقل له فليرفع القتل" فأتاه الرجل فقال له: إنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول لك "اقتل من قدرت عليه" فقتل سبعين، ثم اعتذر الرجل إليه فسكت.
قال الحافظ: وروى الطبراني من حديث ابن عباس قال: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11003) و"الأوسط"(3878) عن علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا أبو حسان الزيادي ثنا شعيب بن صفوان عن عطاء بن السائب عن طاوس عن ابن عباس مرفوعا "إنّ الله عز وجل حرّم هذا البلد يوم خلق السموات والأرض، وصاغه حين صاغ الشمس والقمر، وما حياله من السماء حرام، وإنه لم يحل لأحد قبلي، وإنّه أحلّ لي ساعة من نهار ثم عاد كما كان" فقيل له: هذا خالد بن الوليد يقتل، فقال له "قم يا فلان، فأت خالد بن الوليد فقل له فليرفع يده من القتل" فأتاه الرجل فقال له: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(1) 9/ 71 (كتاب المغازي- باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح؟)
اقتل من قدرت عليه، فقتل سبعين إنسانا، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فأرسل إلى خالد بن الوليد: ألم أنهك عن القتل؟ فقال: جاءني فلان فأمرني أنْ أقتل من قدرت عليه، فأرسل إليه: ألم آمر خالدا أنْ لا يقتل أحدا، فقال: أردتَ أمراً وأراد الله أمراً، وكان أمر الله فوق أمرك، وما استطعت إلا الذي كان، فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم فما ردّ عليه شيئا.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء بن السائب إلا شعيب بن صفوان"
وقال الهيثمي: وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط" المجمع 3/ 284
قلت: ولم أر أحدا صرّح بسماع شعيب بن صفوان منه أهو قبل الاختلاط أم بعده، وشعيب مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما يخطئ، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
وعلي بن سعيد الرازي مختلف فيه.
1166 -
"إنّ الله حرّم هذا البلد يوم خلق السموات والأرض"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (فتح 9/ 87)
1167 -
"إنّ الله حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا"
قال الحافظ: ولأحمد عن أنس: فذكره" (2)
حسن
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 1) وأحمد (3/ 156) عن يونس بن محمد المؤدب ثنا حرب بن ميمون قال: سمعت عمران العمي قال: سمعت أنسا يقول: إنّ رسول الله قال: فذكره.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 284 - 285) من طريق محمد بن وضاح القرطبي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة به.
قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح خلا عمران العمي وقد وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره" المجمع 5/ 84
(1) 4/ 183 (كتاب الحج- باب فضل مكة)
(2)
12/ 240 (كتاب الطب- باب ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء)
قلت: عمران العمي الذي وثقه ابن حبان وضعفه ابن معين هو عمران بن دَاوَر العمي وهو من أتباع التابعين يروي عن قتادة وغيره من التابعين وله ترجمة في "التهذيب"، وأما الذي يروي عن أنس وعنه حرب بن ميمون فهو غيره ترجمه البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 429) وقال: سمع أنسا، سمع منه حرب بن ميمون.
وفرق بينه وبين عمران بن قدامة.
وأما ابن أبي حاتم فجعلهما واحدا فقال: عمران بن قدامة العمي بصري سمع أنسا والحسن، روى عنه حرب بن ميمون وزيد العمي وحماد بن مَسْعدة وموسى بن إسماعيل، سمعت أبي يقول ذلك، ثم أسند عن يحيى القطان قال: لم يكن به بأس ولكنه لم يكن من أهل الحديث وكتبت عنه أشياء فرميت بها (1).
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: ما بحديثه بأس قليل الحديث.
وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 224) وقال: يروي عن أنس، عداده في أهل البصرة، روى عنه جعفر بن برقان وحرب بن ميمون، يخطئ.
قلت: فهو حسن الحديث، وحرب بن ميمون هو الأنصاري أبو الخطاب البصري صدوق، وثقه الفلاس وابن المديني وغيرهما وتكلم فيه ابن حبان، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، ويونس بن محمد المؤدب ثقة فالإسناد حسن.
1168 -
"إنّ الله خلق آدم رجلا طوالا كثير شعر الرأس كأنّه نخلة سحوق"
قال الحافظ: وروى ابن أبي حاتم بإسناد حسن عن أبي بن كعب مرفوعا: فذكره" (2)
يرويه الحسن البصري واختلف عنه:
- فرواه قتادة واختلف عنه:
• رواه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة واختلف عن سعيد:
فقال عبد الوهاب بن عطاء العجلي: عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن عُتَي عن أبي بن كعب مرفوعا "إنّ آدم كان رجلا طوالا كأنه نخلة سحوق كثير شعر الرأس، فلما ركب الخطيئة بدت له عورته وكان لا يراها قبل ذلك، فانطلق هاربا في الجنة، فتعلقت به
(1) قال الحافظ في "اللسان"(4/ 349): وهذا إنما قاله يحيى القطان في عمران بن داور القطان، كذا قرأت بخط الحسيني"
(2)
7/ 175 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب خلق آدم وذريته)
شجرة، فقال لها: أرسليني، فقالت: لست بمرسلتك، قال: وناداه ربه: يا آدم أَمِنِّي تفر؟ قال: ربّ إني استحييتك"
أخرجه ابن سعد (1/ 31) عن عبد الوهاب بن عطاء به.
وأخرجه الحاكم (2/ 262) والبيهقي في "البعث"(175) من طريق يحيى بن أبي طالب جعفر البغدادي ثنا عبد الوهاب بن عطاء به.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: قتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا.
وقال عباد بن العوام الواسطي: عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب موقوفا.
أخرجه ابن سعد (1/ 31) والحاكم (2/ 543 - 544) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 254)
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال علي بن عاصم الواسطي: عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن أبي بن كعب مرفوعا، ولم يذكر عتيا.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات"(102) وابن أبي حاتم في "التفسير"(388 و8299 و8308 و8350) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(775)
قال ابن كثير: وهذا منقطع بين الحسن وأبي بن كعب فلم يسمعه منه، وفي رفعه نظر أيضا" التفسير 3/ 168
قلت: وعلي بن عاصم قال الذهبي في "المغني": ضعفوه.
• ورواه شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن قتادة واختلف عن شيبان:
فقال يونس بن محمد المؤدب: ثنا شيبان عن قتادة ثنا الحسن عن أبي بن كعب مرفوعا، ولم يذكر عتيا.
أخرجه أحمد في "الزهد"(1/ 86 - 87)
وقال آدم بن أبي إياس: عن شيبان عن قتادة عن أنس مرفوعا.
أخرجه ابن عساكر كما في "البداية والنهاية"(1/ 79) من طريق خيثمة بن سليمان الاطرابلسي عن محمد بن عبد الوهاب أبي قرصافة العسقلاني عن آدم به.
• وقال سعيد بن بشير: عن قتادة عن الحسن عن أبي بن كعب مرفوعا، ولم يذكر عتيا.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2668)
وسعيد ضعفه النسائي وغير واحد.
• وقال سليمان التيمي: عن قتادة عن صاحب له عن أبي بن كعب مرفوعا.
أخرجه الطبري في "التاريخ"(1/ 160) وأبو الشيخ في "العظمة"(1022)
- ورواه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه:
• فقال يعلي بن عبيد الطنافسي: ثنا ابن إسحاق عن محمد بن ميمون عن الحسن عن أبي بن كعب مرفوعا.
أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(1019)
• وقال سلمة بن الفضل الأبرش: عن ابن إسحاق عن الحسن بن ذكوان عن الحسن البصري عن أبي بن كعب مرفوعا.
أخرجه الطبري في "التاريخ"(1/ 160)
وتابعه عبد الرحيم بن سليمان الكناني: ثنا ابن إسحاق به.
أخرجه الخرائطي في "المكارم"(1/ 293)
• وقال إسماعيل بن عياش: عن ابن إسحاق عن محمد بن ذكوان عن الحسن عن أبي بن كعب مرفوعا.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء"(304)
• وقال محمد بن سلمة الحرّاني: عن ابن إسحاق عن محمد بن ذكوان عن الحسن عن أبي بن كعب موقوفا.
أخرجه ابن نصر في "الصلاة"(852)
- ورواه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن الحسن عن أبي بن كعب مرفوعا.
أخرجه الحاكم (1/ 345) من طريق هارون بن سعيد الأيلي ثنا ابن وهب أخبرني عمر بن مالك المعافري عن يزيد بن عبد الله به.
ورواته ثقات إلا أنّه منقطع بين الحسن وأبي بن كعب فإنه لم يسمع منه.
- ورواه أبو بكر الهُذَلي عن الحسن واختلف عن أبي بكر:
• فقال حجاج بن محمد المِصيصي: عن أبي بكر الهذلي عن الحسن عن أبي مرفوعا.
أخرجه الطبري في "التفسير"(8/ 142)
• وقال سفيان بن عُيينة: عن أبي بكر الهذلي عن الحسن عن عتي عن أبي مرفوعا.
أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(1023)
وأبو بكر الهذلي متروك.
- ورواه إسحاق بن الربيع أبو حمزة العطار عن الحسن عن عتي عن أُبي بن كعب موقوفا.
أخرجه ابن سعد (1/ 31)
وإسحاق بن الربيع قال الفلاس: ضعيف الحديث، حدّث عن الحسن بحديث منكر عن عتي عن أُبي: كان آدم عليه السلام رجلا طوالا كانه نخلة سحوق" الجرح والتعديل 1/ 1/220، الكامل لابن عدي 1/ 330، الكنى لأبي أحمد الحاكم 4/ 53
وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه كان حسن الحديث.
وقال أحمد: لا أدري كيف هو، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم.
قلت: والحسن مدلس ولم يصرّح بالسماع في شيء من الروايات التي ذكرتها.
1169 -
"إنّ الله خلق آدم من تراب فجعله طينا ثم تركه حتى إذا كان حمأ مسنونا خلقه وصوره، ثم تركه حتى إذا كان صَلْصَالاً كالفخار كان إبليس يمرّ به فيقول: لقد خلقت لأمر عظيم، ثم نفخ الله فيه من روحه. وكان أول ما جرى فيه الروح بصره وخياشيمه فعطس فقال: الحمد لله، فقال الله: يرحمك ربك"
قال الحافظ: رواه الترمذي والنسائي والبزار وصححه ابن حبان من طريق سعيد المَقْبُري وغيره عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره" (1)
(1) 7/ 171 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب خلق آدم وذريته)
له عن أبي هريرة طرق:
الأول: يرويه إسماعيل بن رافع عن المقبري عن أبي هريرة رفعه "إنّ الله خلق آدم من تراب، ثم جعله طينا، ثم تركه حتى إذا كان حمأ مسنونا، خلقه وصوّره، ثم تركه حتى إذا كان صلصالا كالفخار. قال: فكان إبليس يمرّ به فيقول: لقد خلقت لأمر عظيم. ثم نفخ الله فيه روحه، فكان أول شيء جرى فيه الروح بصره وخياشيمه. فعطس فلقاه الله حمد ربه. فقال الرب: يرحمك ربك. ثم قال الله: يا آدم، اذهب إلى أولئك النفر، فقل لهم، وانظر ما يقولون. فجاء، فسلم عليهم فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله. فجاء إلى ربه فقال: ماذا قالوا لك؟ - وهو أعلم بما قالوا له- قال: يا رب، لما سلمت عليهم، قالوا: وعليك السلام ورحمة الله. قال: يا آدم، هذا تحيتك وتحية ذريتك. قال: يا رب وما ذريتي؟ قال: اختر يدي يا آدم. قال: اختار يمين ربي - وكلتا يدي ربي يمين- فبسط الله كفّه فإذا كل ما هو كائن من ذريته في كفّ الرحمن- عز وجل فإذا رجال منهم على أفواههم النور، وإذا رجل يعجب آدم من نوره. قال: يا رب من هذا؟ قال: ابنك داود. قال: يا رب فكم جعلت له من العمر؟ قال: جعلت له ستين. قال: يا ربّ فأتم له من عمري حتى يكون عمره مائة سنة ففعل الله وأشهد على ذلك. فلما نفد عمر آدم بعث الله إليه ملك الموت فقال آدم: أولم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال الملك: ألم تعطها ابنك داود؟ فجحد ذلك، فجحدت ذريته. ونسي فنسيت ذريته".
أخرجه أبو يعلى (6580) عن عقبة بن مكرم بن عقبة الكوفي ثنا عمرو بن محمد عن إسماعيل بن رافع به.
واختلف فيه على إسماعيل بن رافع، فرواه عبد الله بن المبارك عنه عن سعيد المقبري عن أبي هريرة موقوفا.
أخرجه ابن سعد (1/ 30 - 31)
وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن رافع بن عويمر الأنصاري المدني.
لكنّه لم ينفرد به بل تابعه الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذُباب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا "لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس، فقال: الحمد لله، فحمد الله بإذن الله، فقال له ربه: يرحمك ربك يا آدم، اذهب إلى أولئك الملائكة- إلى ملأ منهم جلوس- فسلم عليهم، فقال: السلام عليكم، فقالوا: وعليكم السلام ورحمة الله، ثم رجع إلى ربه، فقال: هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم. وذكر الحديث بنحوه إلا أنّه جعل عمر داود أربعين سنة، وقال في آخره: فيومئذ أمر بالكتاب والشهور.
أخرجه الترمذي (3368) والنسائي في "اليوم والليلة"(218) وابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 160) وابن حبان (6167) وأبو الشيخ في "العظمة"(1035) والحاكم (1/ 64 و 4/ 263) والبيهقي (10/ 147) وفي "الأسماء"(ص 410 - 411)
عن صفوان بن عيسى القرشي البصري
وابن أبي عاصم في "السنة"(206) وابن منده في "التوحيد"(452 و 508)
عن أنس بن عياض الليثي
وابن منده في "التوحيد"(570) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة"(194)
عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي (1)
ثلاثتهم عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب به (2).
قال الترمذي: حسن غريب"
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد"
وقال ابن منده: هذا حديث صحيح" الرد على الجهمية ص 50
وأعله النسائي فقال: هذا خطأ، والصواب حديث محمد بن عجلان (3) عن سعيد المقبري عن أبيه عن عبد الله بن سلام موقوفا"
(1) ذكر طرفا من أوله.
(2)
ورواه أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر قال: ثني ابن أبي ذباب ثني سعيد المقبري ويزيد بن هُرْمُز عن أبي هريرة.
أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(220) والطبري في "تاريخه"(1/ 96)
عن آدم بن أبي إياس
وابن منده في "التوحيد"(569)
عن محمد بن عبد العزيز الرملي
وفي "الرد على الجهمية"(26) وفي "التوحيد"(502)
عن أبي سلمة يزيد بن خالد بن مرشد
قالوا: ثنا سليمان بن حيان به.
ورواه محمد بن آدم المصيصي عن أبي خالد الأحمر فلم يذكر يزيد بن هرمز.
أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(1034)
(3)
أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(219) وابن بطة في "الإبانة"(1591)
قال: وحديث أبي خالد الأحمر منكر"
قلت: الحديث إسناده حسن لأنّ الحارث بن عبد الرحمن اختلفوا فيه: قواه أبو زرعة غيره، ولينه أبو حاتم.
الثاني: يرويه خُبَيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة رفعه "لما خلق الله آدم عطس، فألهمه ربه أنْ قال: الحمد لله، فقال له ربه: يرحمك الله، فلذلك سبقت رحمته غضبه"
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(205) وابن حبان (6164) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 483) من طريق أبي حبيب حَبّان بن هلال البصري ثنا مبارك بن فَضالة ثنا عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن به.
قال ابن كثير: وهذا الإسناد لا بأس به" البداية والنهاية 1/ 86
قلت: وهو كما قال فإنّ رواته ثقات غير مبارك بن فضالة وهو مختلف فيه: وثقه جماعة، وضعفه آخرون، ونسبه غير واحد إلى التدليس فلا يحتج به إلا إذا صرّح بالتحديث، وقد صرّح به هنا.
قال أبو زرعة: يدلس كثيرا فإذا قال حدثنا فهو ثقة.
وقال أبو داود: إذا قال حدثنا فهو ثبت.
الثالث: يرويه زيد بن أسلم عن ذكوان أبي صالح السمان عن أبي هريرة رفعه "لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نَسْمَة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وَبيْصاً من نور، ثم عرضهم على آدم، فقال: أي ربّ من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي ربّ من هذا؟ فقال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له: داود، فقال: ربّ كم جعلت عمره، قال: ستين سنة، قال: أي ربّ زده من عمري أربعين سنة، فلما قضى عمر آدم جاءه ملك الموت، فقال: أولم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أولم تعطها ابنك داود؟ قال: فجحد آدم فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته".
أخرجه ابن سعد (1/ 27 - 28) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه"(134)
عن خلاد بن يحيى الكوفي
والترمذي (3076 و 3078) والفريابي في "القدر"(19) وابن منده في "التوحيد"(455) وفي "الرد على الجهمية"(23) والحاكم (2/ 325 و585 - 586)
عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين
وأبو يعلى (6654)
عن القاسم بن الحكم العُرَني
ثلاثتهم عن هشام بن سعد المدني عن زيد بن أسلم به.
وخالفهم ابن وهب فرواه في "القدر"(8) عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة.
ومن طريقه أخرجه الفريابي (20) وأبو يعلى (6377)
قال أبو زرعة: حديث أبي نعيم الفضل بن دكين أصح، وهم ابن وهب في حديثه" علل الحديث 2/ 88
قلت: هذا الاختلاف لا يضر لأنّ أبا صالح وعطاء بن يسار ثقتان.
والحديث قال الترمذي: حسن صحيح"
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد"
وقال ابن منده: هذا حديث صحيح"
قلت: رواته ثقات غير هشام بن سعد المدني وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، لكن قال أبو داود: هشام بن سعد أثبت الناس في زيد بن أسلم.
ولم ينفرد زيد بن أسلم به بل تابعه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به.
أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(220) والطبري في "تاريخه"(1/ 96) من طريق أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر ثنا الأعمش به.
وإسناده حسن.
الرابع: يرويه محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رفعه خلق الله عز وجل آدم بيده، ونفخ فيه من روحه، وأمر الملأ من الملائكة فسجدوا له، فجلس فعطس فقال: الحمد لله، فقال له ربه: يرحمك ربك، ائت أولئك الملأ من الملائكة فقل: السلام عليكم. فأتاهم فقال: السلام عليكم، فقالوا له: وعليك السلام ورحمة الله، ثم إلى ربه عز وجل فقال له: هذ تحيتك وتحية ذريتك بينهم"
أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(220) والطبري في "تاريخه"(1/ 96) عن محمد بن خلف العسقلاني ثنا آدم بن أبي إياس ثنا أبو خالد سليمان بن حيان ثني محمد بن، عمرو به.
قال النسائي: حديث محمد بن خلف منكر"
قلت: إسناده حسن، سليمان بن حيان ومحمد بن عمرو بن علقمة صدوقان، والباقون كلهم ثقات.
ولم ينفرد آدم بن أبي إياس به بل تابعه محمد بن عبد العزيز الرملي ثنا سليمان بن حيان به.
أخرجه ابن منده في "التوحيد"(569)
وأخرجه في "الرد على الجهمية"(26) من طريق أبي سلمة يزيد بن خالد بن مرشد ثنا سليمان بن حيان به.
الخامس: يرويه داود بن أبي هند عن الشعبي عن أبي هريرة مرفوعا كالذي قبله.
أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(220) والطبري في "تاريخه"(1/ 96)
عن آدم بن أبي إياس
والحاكم (1/ 64)
عن مخلد بن مالك الحراني
وابن منده في "التوحيد"(569)
عن محمد بن عبد العزيز الرملي
وفي "الرد على الجهمية"(26)
عن أبي سلمة يزيد بن خالد بن مرشد
قالوا: ثنا أبو خالد الأحمر عن داود بن أبي هند به.
قال النسائي: حديث منكر"
وقال الحاكم: صحيح"
قلت: إسناده حسن.
السادس: يرويه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة.
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(8535) وأبو الشيخ في "العظمة"(1015) وابن منده في "الرد على الجهمية"(24)
وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
وللحديث شاهد عن ابن عباس رفعه "إنّ أول من جحد آدم- قالها ثلاث مرات- إنّ الله عز وجل لما خلقه مسح ظهره فأخرج ذريته فعرضهم عليه فرأى فيهم رجلا يزهر فقال: أي ربّ زد في عمره
…
وذكر الحديث
أخرجه الطيالسي (منحة 2/ 82) وابن سعد (1/ 28 - 29) وأحمد (1/ 251 و298 - 299و371) وفي "الزهد"(1/ 87) وابن أبي عاصم في "السنة"(204) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2950) والدينوري في "المجالسة"(3390) والطبراني في "الكبير"(12928) وأبو الشيخ في "العظمة"(1012) والبيهقي (10/ 146و 146 - 147) من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعَان عن يوسف بن مِهران عن ابن عباس به.
وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.
1170 -
حديث أبي موسى مرفوعا "إنّ الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وصححه ابن حبان" (1)
صحيح
أخرجه ابن سعد (1/ 26) وأحمد (4/ 400 و 406) وعبد بن حميد (549) وأبو داود (4693) والترمذي (2955) والطبري في "تفسيره"(1/ 214) وفي "تاريخه"(1/ 91) وابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 151 - 152 و 152 - 153) وابن حبان (6160 و6180) وأبو الشيخ في "العظمة"(1002 و 1003) وابن بطة في "الإبانة"(1330 و1331) والخطابي في "العزلة"(ص 49) والحاكم (2/ 261 - 262) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 104 و 8/ 135) والبيهقي (9/ 3) وفي "الأسماء"(ص 413 - 414) والمزي في "التهذيب"(23/ 603 و 603 - 604) من طرق عن عوف بن أبي جميلة العبدي الأغرابي سمع قَسامة بن زهير سمع أبا موسى الأشعري رفعه قال: فذكره.
وزاد "جاء منهم الأحمر والأسود والأبيض وبين ذلك، والسهل والحزن والخبيث والطيب"
قال الترمذي: حسن صحيح"
(1) 7/ 171 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب خلق آدم وذريته)
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وصححه أبو الفرج الثقفي في "فوائده"(الصحيحة 4/ 172)
وهو كما قالوا.
1171 -
"إنّ الله خلق الصور فأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فِيْهِ، شَاخِص ببصره إلى العرش"
قال الحافظ: في حديث الصور الطويل الذي أخرجه عبد بن حميد والطبري وأبو يعلى في "الكبير" والطبراني في "المطولات" وعلي بن معبد في كتاب "الطاعة والمعصية" والبيهقي في "البعث" من حديث أبي هريرة، ومداره على إسماعيل بن رافع واضطرب في سنده مع ضعفه، فرواه عن محمد بن كعب القرظي تارة بلا واسطة، وتارة بواسطة رجل مبهم، ومحمد عن أبي هريرة تارة بلا واسطة، وتارة بواسطة رجل من الأنصار مبهم أيضا. وأخرجه إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء أيضا في "تفسيره" عن محمد بن عجلان عن محمد بن كعب القرظي، واعترض مغلطاي على عبد الحق في تضعيفه الحديث بإسماعيل بن رافع، وخفي عليه أنّ الشامي أضعف منه، ولعله سرقه منه فألصقه بابن عجلان. وقد قال الدارقطني: إنّه متروك يضع الحديث، وقال الخليلي: شيخ ضعيف شحن تفسيره بما لا يتابع عليه. وقال الحافظ عماد الدين بن كثير في حديث الصور: جمعه إسماعيل بن رافع من عدة آثار، وأصله عنده عن أبي هريرة فساقه كله مساقا واحدا. وقد صحح الحديث من طريق إسماعيل بن رافع القاضي أبو بكر بن العربي في سراجه، وتبعه القرطبي في "التذكرة". وقول عبد الحق في تضعيفه أولى، وضعفه قبله البيهقي، فوقع في هذا الحديث عند علي بن معبد: فذكره.
وقال: ونحوه في حديث الصور الطويل، قال في رواية علي بن معبد "ثم ترتج الأرض وهي الراجفة فتكون الأرض كالسفينة في البحر تضربها الأمواج"
وقال: في حديث الصور الطويل فقال فيه "ثم ينفخ في الصور ثلاث نفخات: نفخة الفزع، ونفخة الصعق، ونفخة القيام لرب العالمين" أخرجه الطبري هكذا مختصرا، وقد ذكرت أنّ سنده ضعيف ومضطرب.
وقال: وجاء فيما يصنع بالموتى بين النفختين ما وقع في حديث الصور الطويل أنّ جميع الأحياء إذا ماتوا بعد النفخة الأولى ولم يبق إلا الله قال سبحانه: أنا الجبار، لمن الملك اليوم؟ فلا يجيبه أحد، فيقول: لله الواحد القهار" (1)
ضعيف
(1) 14/ 156 (كتاب الرقاق- باب نفخ الصور)
وله عن أبي هريرة طريقان:
الأول: يرويه أبو رافع إسماعيل بن رافع الأنصاري واختلف عنه:
- فقال إبراهيم بن عُيينة الكوفي: ثنا إسماعيل بن رافع عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة قال: بينا طائفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ الله لما فرغ من خلق السموات والأرض خلق الصور، فأعطاه إسرافيل، فهو واضعه على فِيه، شاخص ببصره، ثم ينظر متى يؤمر" وذكر الحديث وفيه طول.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال"(55 و65 و 73 و130و198 و 222 و 234) عن إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ثنا إبراهيم بن عيينة به.
- ورواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن إسماعيل بن رافع واختلف عنه:
• فقال عمرو بن الضحاك بن مخلد: ثنا أبو عاصم ثنا إسماعيل بن رافع عن محمد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة.
أخرجه أبو يعلى (النهاية لابن كثير ص 136 - 141)
وتابعه إسحاق بن راهويه ثنا أبو عاصم به.
أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(387)
• ورواه أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي عن أبي عاصم فقال فيه: عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن محمد بن كعب.
أخرجه البيهقي في "البعث"(ص 336 - 337) وفي "الشعب"(347) والزبيدي في "إتحاف السادة"(10/ 451 - 452) من طريق أبي بكر الشافعي (1) ثنا أبو قلابة به.
• ورواه أحمد بن الحسن المضري الأبلي عن أبي عاصم فقال فيه: عن محمد بن زياد، ولم يذكر عن رجل من الأنصار.
أخرجه الطبراني في "الأحاديث الطوال"(36) وعنه أبو نعيم في "صفة الجنة"(287)
والمضري كذبه ابن حبان والدارقطني وغيرهما.
(1) وهو في "فوائده"(1073 و1088) ووقع عنده: محمد بن زياد.
- وقال عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي: عن إسماعيل بن رافع عن يزيد بن أبي زياد عن رجل من الأنصار عن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة.
أخرجه الطبري في "تفسيره"(2/ 330 - 331 و 13/ 252 و 16/ 30 و 16/ 30 و17/ 110 - 111 و 20/ 18 - 19 و 23/ 132 و 24/ 30 و61 و29/ 41 - 42 و30/ 26 و31 - 32 و 186 - 188) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا المحاربي به (1).
- ورواه عبدة بن سليمان الرؤاسي عن إسماعيل بن رافع واختلف عنه:
• فقال إسحاق (2) بن راهويه في "مسند أبي هريرة"(10): ثنا عبدة بن سليمان ثنا إسماعيل بن رافع عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن رجل من الأنصار عن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة.
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة"(287)
• ورواه أبو حاتم داود بن حماد بن الفرافصة عن عبدة بن سليمان فأسقط الرجلين.
أخرجه أبو الشيخ (386)
- وقال الوليد بن مسلم: عن إسماعيل بن رافع عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن رجل عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة.
أخرجه ابن عدي (6/ 2270)
- وقال الحسين بن داود المعروف بسنيد: ثنا إسماعيل بن رافع عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة.
أخرجه الطبري (20/ 19) عن القاسم بن الحسن ثنا الحسين به.
وتابعه محمد بن شعيب بن شابور أنبا إسماعيل بن رافع به.
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (16621 و 16627 و 16628 و 16629 و 16636
و16648 و 17037)
(1) واضطرب فيه الطبري، فساقه في بعض المواضع هكذا، وساقه في مواضع أخرى بإسقاط الرجل الأول، وساقه في موضعين بإسقاط الرجل الثاني، وساقه في موضع بإسقاط الرجل الأول مع محمد بن كعب، ولعله من النساخ.
(2)
رواه ابن نصر في "الصلاة"(273) عن إسحاق فأسقط منه شيخ محمد بن يزيد.
- ورواه مكي بن إبراهيم البلخي عن إسماعيل بن رافع واختلف عنه:
• فقال غير واحد: ثنا مكي بن إبراهيم ثنا إسماعيل بن رافع عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن رجل من الأنصار عن محمد بن كعب عن أبي هريرة، منهم:
1 -
محمد بن موسى البلخي.
أخرجه العقيلي (4/ 147)
2 -
إسماعيل بن أبي كثير النسوي.
أخرجه البيهقي في "البعث"(609)
3 -
إبراهيم بن زهير الحلواني.
أخرجه البيهقي أيضا.
• ورواه يعقوب بن سفيان عن مكي بن إبراهيم فأسقط منه عن رجل من الأنصار عن محمد بن كعب.
أخرجه أبو الشيخ (388)
- وقال أبو نباتة يونس بن يحيى المدني: ثنا إسماعيل بن رافع عن محمد بن كعب القرظي قال: بلغني، فذكر بعضه.
أخرجه ابن أبي الدنيا (58)
وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن رافع.
قال الطبري: في إسناده نظر"
وقال البخاري: روى إسماعيل بن رافع عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن رجل عن محمد بن كعب حديث الصور. مرسل ولا يصح" التاريخ الكبير 1/ 1/260 - التاريخ الصغير 2/ 49
وقال البيهقي: في إسناده مقال"
وقال ابن سعد: إسماعيل بن رافع كان كثير الحديث ضعيفا، وهو الذي روى حديث الصور بطوله" تهذيب الكمال 3/ 89
وقال ابن كثير: هذا حديث مشهور، وهو غريب جدا، ولبعضه شواهد في الأحاديث المتفرقة، وفي بعض ألفاظه نكارة، تفرد به إسماعيل بن رافع، وقد اختلف فيه، فمنهم من
وثقه، ومنهم من ضعفه، ونص على نكارة حديثه غير واحد من الأئمة كأحمد وأبي حاتم والفلاس، ومنهم من قال فيه: هو متروك، وقال ابن عدي: أحاديثه كلها فيها نظر إلا أنّه يكتب حديثه في جملة الضعفاء قلت: وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث على وجوه كثيرة قد أفردتها في جزء على حدة، وأما سياقه فغريب جدا، ويقال: إنّه جمعه من أحاديث كثيرة وجعله سياقا واحدا فأنكر عليه بسبب ذلك، وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول: إنّه رأى للوليد بن مسلم مصنفا قد جمعه كالشواهد لبعض مفردات هذا الحديث" التفسير (1) 2/ 149
الثاني: يرويه عصمة بن محمد الأنصاري المدني ثنا موسى بن عقبة عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونحن عنده جلوس فقال "إنّ الله لما فرغ من خلق السموات والأرض خلق الصور، فأعطاه إسرافيل فهو واضع يده على فيه، شاخص ببصره إلى العرش، ينتظر متى يؤمر" وذكر الحديث
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(4/ 120 - 121)
وعصمة بن محمد قال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال ابن معين: كذاب يضع الحديث، وقال أيضا: كان كذابا يروي أحاديث كذب
…
من أكذب الناس، وقال العقيلي: يحدث بالبواطيل عن الثقات، وقال الدارقطني: متروك.
1172 -
"إنّ الله عز وجل خلق خلقه في ظلمة، ثم ألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من نوره يومئذ اهتدى ومن أخطأه ضل، فلذلك أقول: جف القلم على علم الله"
قال الحافظ: أخرجه أحمد وصححه ابن حبان من طريق عبد الله بن الديلمي عن عبد الله بن عمرو: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، وأخرجه أحمد وابن حبان من طريق أخرى عن ابن الديلمي نحوه وفي آخره أنّ القائل "فلذلك أقول" هو عبد الله بن عمرو، ولفظه "قلت لعبد الله بن عمرو: بلغني أنك تقول: إنّ القلم قد جفّ فذكر الحديث وفي آخره "فلذلك أقول جف القلم بما هو كائن"(2).
صحيح
أخرجه الترمذي (2642) وابن أبي عاصم في "السنة"(241) والآجري في "الشريعة"(ص175) وابن بطة في "الإبانة"(1408) والهروي في "الأربعين في دلائل التوحيد"(ص 88 و 89) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن فيروز الديلمي ص 407 - 408) من طرق
(1) وانظر "النهاية" له (ص 141)
(2)
14/ 293 (كتاب القدر- باب جف القلم)
عن إسماعيل بن عياش عن أبي زرعة يحيى بن أبي عمرو السَّيْبَاني عن عبد الله بن الديلمي قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ الله عز وجل خلق خلقه في ظلمة، فألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ومن أخطأه ضل، فلذلك أقول: جف القلم على علم الله".
قال الترمذي: هذا حديث حسن"
قلت: بل صحيح رواته ثقات، وإسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين صحيحة وهذه منها فإنّ يحيى بن أبي عمرو السيباني حمصي.
ولم ينفرد إسماعيل بن عياش به بل تابعه غير واحد عن يحيى بن أبي عمرو، منهم:
1 -
ضَمْرَة بن ربيعة الفلسطيني.
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(242) عن محمد بن مُصفى الحمصي ثنا ضمرة عن يحيى بن أبي عمرو عن عبد الله بن الديلمي عن ابن عمرو مرفوعا نحوه.
وإسناده حسن رواته كلهم ثقات غير محمد بن مصفى وهو صدوق كما قال النسائي وغيره.
2 -
أيوب بن سويد الرملي.
أخرجه الفريابي في "القدر"(66) عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا أيوب بن سويد به.
ومن طريقه أخرجه الهروي في "الأربعين"(ص 88 - 89)
وأخرجه الهروي أيضا من طريق أبي عيسى ثنا أيوب بن سويد به.
واختلف فيه على أيوب بن سويد، فرواه نهار بن عثمان عنه عن يحيى بن أبي عمرو عن أبيه عن ابن عمرو.
أخرجه البزار (كشف 2145)
وإسناده ضعيف لضعف أيوب بن سويد.
3 -
الأوزاعي.
أخرجه الحاكم (1/ 30) من طريق الوليد بن مزيد البيروتي وأبي إسحاق (1) إبراهيم بن
(1) أخرجه الحاكم من طريق بشر بن موسى ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري به.
وأخرجه الفريابي (68) عن أبي مروان عبد الملك بن حبيب المصيصى ثنا أبو إسحاق الفزاري به.
محمد الفزاري ومحمد بن كثير المِصيصي (1) ثلاثتهم عن الأوزاعي ثني ربيعة بن يزيد ويحيى بن أبي عمرو السيباني قالا: ثنا عبد الله بن فيروز الديلمي عن ابن عمرو به.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء"(ص 149) وفي "الكبرى"(9/ 4) وفي "القضاء والقدر"(59) من طريق الوليد بن مزيد وحده عن الأوزاعي به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح قد تداوله الأئمة وقد احتجا بجميع رواته ثم لم يخرجاه ولا أعلم له علة"
قلت: هو صحيح كما قال إلا أنّ الشيخين لم يحتجا بيحيى بن أبي عمرو وبعبد الله بن فيروز الديلمي.
وفي هذه الرواية متابعة ربيعة بن يزيد ليحيى بن أبي عمرو.
والحديث رواه أحمد (2/ 176) عن معاوية بن عمرو الأزدي
وابن أبي عاصم في "السنة"(244) والفريابي (69) عن المسيب بن واضح الحمصي
كلاهما عن أبي إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن الديلمي به ولم يذكرا يحيى بن أبي عمرو.
وأخرجه الطيالسي (2)(ص 302) وابن أبي عاصم (244) وابن حبان (6169) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 96)
عن ابن المبارك (3)
وابن أبي عاصم (243) واللالكائي في "السنة"(1079)
عن بَقية بن الوليد
وابن بطة في "الإبانة"(1409)
(1) رواه أبو الأحوص محمد بن الهيثم البغدادي عن محمد بن كثير فقال: عن ربيعة بن يزيد أو يحيى بن أبي عمرو على الشك.
أخرجه ابن بطة (1409)
(2)
قال البوصيري: رواه الطيالسي وأبو يعلى بسند صحيح" مختصر إتحاف السادة 1/ 118
(3)
أخرجه ابن بشران (466) من طريق محمد بن يونس ثنا بشر بن عمر الزهراني عن ابن المبارك عن
الأوزاعي عن ابن الديلمي عن ابن عمرو.
ومحمد بن يونس هو الكديمي متهم.
عن محمد بن يوسف الفِرْيَابي
والفريابي (67) والآجري في "الشريعة"(ص175)
عن الوليد بن مسلم
أربعتهم عن الأوزاعي عن ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن الديلمي عن ابن عمرو به.
وفي حديث الوليد بن مسلم "قال عبد الله بن عمرو: فلذلك أقول: جف القلم بما هو كائن"
ولم ينفرد الأوزاعي به بل تابعه معاوية بن صالح الحمصي عن ربيعة بن يزيد عن ابن الديلمي قال: قلت لعبد الله بن عمرو: بلغني أنك تقول: إنّ القلم قد جف، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ الله جل وعلا خلق الناس في ظلمة، ثم أخذ نورا من نوره، فألقاه عليهم، فأصاب من شاء، وأخطأ من شاء، وقد علم من يخطئه ممن يصيبه، فمن أصابه من نوره شيء، اهتدى، ومن أخطأه فقد ضل" ففي ذلك ما أقول: إنّ القلم قد جف.
أخرجه ابن حبان (6170)
عن عبد الله بن وهب
والفريابي (70) والخطيب في "الرحلة"(47)
عن معن بن عيسى القزاز
كلاهما عن معاوية بن صالح به.
واختلف فيه على ربيعة بن يزيد، فرواه عبد الرحمن بن ميسرة عنه عن أبي إدريس عن ابن الديلمي عن ابن عمرو، فزاد فيه أبا إدريس.
أخرجه اللالكائي في "السنة"(1078)
وعبد الرحمن بن ميسرة لم أعرفه إلا أنْ يكون هو الكلبي الدمشقي المترجم في "التهذيب" فإنْ كان هو فهو مقبول عند الحافظ إذا توبع وإلا فلين الحديث.
وليحيى بن أبي عمرو السيباني متابع ثان وهو عروة بن رُوَيْم.
فأخرج أحمد (2/ 197)
عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي
والطبراني في "مسند الشاميين"(532)
عن عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي
والدينوري في "المجالسة"(2220)
عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي
والفريابي (71)
عن عثمان بن سعيد بن كثير الحمصي
أربعتهم عن محمد بن مهاجر أخبرني عروة بن رويم عن ابن الديلمي عن ابن عمرو به.
وإسناده صحيح.
1173 -
"إنّ الله خلق مائة رحمة يوم خلق السموات والأرض، كلّ رحمة طباق ما بين السماء والأرض، فجعل منها في الأرض واحدة، فبها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش والطير بعضها على بعض، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة مائة"
قال الحافظ: ولمسلم (2753) من حديث سلمان: فذكره" (1)
1174 -
"إنّ الله رفيق يحب الرفق"
قال الحافظ: وزعم بعض المغاربة أنّه يحتمل أنْ يراد بالرفيق الأعلى الله عز وجل لأنّه من أسمائه كما أخرج أبو داود من حديث عبد الله بن مغفل رفعه: فذكره، كذا اقتصر عليه والحديث عند مسلم عن عائشة فعزوه إليه أولى" (2)
صحيح
ورد من حديث عائشة ومن حديث عبد الله بن مغفل ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث علي ومن حديث ابن عباس ومن حديث مَعْدَان أبي خالد ومن حديث النعمان بن بشير ومن حديث الحسن البصري مرسلا.
فأما حديث عائشة فأخرجه البخاري (فتح 15/ 308) وابن ماجه (3689) والطبراني في "الصغير"(429) من طريق الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا "يا عائشة إنّ الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله"
(1) 13/ 38 و 39 (كتاب الأدب- باب جعل الله الرحمة في مائة جزء)
(2)
9/ 202 (كتاب المغازي- باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته)
وأخرجه مسلم (2593) والبيهقي في "الأسماء"(ص 71 - 72) من طريق أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عَمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة مرفوعا "يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه".
وأما حديث عبد الله بن مغفل فأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 512) وأحمد (4/ 87) والطبراني في "المكارم"(23) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 158)
عن عفان بن مسلم البصري (1)
والبخاري في "الأدب المفرد"(472) وأبو داود (4807) والخرائطي في "المكارم"(ص 77 - 78)
عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي
وعبد بن حميد (504) والدارمي (2796) والبيهقي في "الأسماء"(ص71)
عن حجاج بن منهال البصري
وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1091)
عن هُدبة بن خالد البصري
وهناد في "الزهد"(1442)
عن حَبّان البصري بن هلال
قالوا: ثنا حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد وحميد عن الحسن عن عبد الله بن مغفل مرفوعا "إنّ الله رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف".
ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة الحسن البصري فإنّه كان مدلسا.
واختلف عنه، فرواه سماك بن حرب عنه مرسلا.
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 325) وهناد في "الزهد"(1284 و 1429)
(1) هكذا رواه أحمد وابن أبي شيبة وأحمد بن القاسم بن مساور وإبراهيم بن مرزوق بن دينار عن عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة عن يونس وحميد عن الحسن عن عبد الله بن مغفل، وخالفهم عبد الله بن أحمد الدورقي فرواه عن عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة عن يونس عن الحسن عن أبي بكرة.
أخرجه الخرائطي في "المكارم"(ص 78)
والأول أصح.
وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق:
الأول: يرويه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ الله رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف".
أخرجه ابن ماجه (3688) والنسائي في "الكبرى"(تحفة 9/ 374) وقاسم المطرز في "الفوائد"(82) وابن حبان (549) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 306) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 158)
عن إسماعيل بن حفص الأبلي
وقاسم المطرز (83) والدولابي في "الكنى"(2/ 41) والخطيب في "الجامع"(962)
عن أبي عمر بكر بن الأسود الكوفي
قالا: ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش به.
وخالفهما سعيد بن يحيى فرواه عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة.
أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(3/ 158) من طريق إبراهيم بن فهد ثنا سعيد بن يحيى به.
والأول أصح، وإبراهيم بن فهد قال أبو الشيخ: كان مشايخنا يضعفونه. قال البرذعي: ما رأيت أكذب منه.
وقال أبو نعيم: تفرد به عن الأعمش أبو بكر"
قلت: هو مختلف فيه والأكثر على توثيقه وصرّح غير واحد بأنه كثير الخطأ.
الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري عن عروة عن أبي هريرة.
أخرجه البزار (كشف 1964) عن أحمد بن منصور بن سيار الرمادي ثنا عبد الله بن سلمة ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر عن ابن شهاب به.
وقال: لا نعلم رواه عن الزهري هكذا إلا عبد الرحمن، وهو لين الحديث"
قلت: واختلف عليه فيه، فرواه يزيد بن هارون عنه عن ابن أبي مُليكة عن الزهري عن عروة عن أبي هريرة.
أخرجه ابن عدي (4/ 1605)
وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة التيمي المدني.
الثالث: يرويه يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة.
أخرجه هناد في "الزهد"(1285 و1430)
وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب التيمي المدني.
الرابع: يرويه كلثوم بن محمد بن أبي سدرة ثنا عطاء بن أبي مسلم الخراساني عن أبي هريرة.
أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(452) أنا كلثوم به.
ومن طريقه أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2383)
وإسناده ضعيف. كلثوم بن محمد قال أبو حاتم: لا يصح حديثه، وقال ابن عدي: يحدث عن عطاء الخراساني بما لا يتابع عليه، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه إذا روى عن غير عطاء الخراساني. وعطاء الخراساني عن أبي هريرة مرسل.
وأما حديث أنس فله عنه طرق:
الأول: يرويه كثير بن أبي كثير واسمه حبيب الليثي السهمي ثنا ثابت عن أنس مرفوعا "إنّ الله رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف".
وفي لفظ "ما كان الرفق قط في شيء إلا زانه، ولا كان الخرق في شيء إلا شانه، وإنّ الله رفيق يحب الرفق".
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(466) والخطيب في "الفقيه"(2/ 137)
عن أحمد بن عبيد الله الغداني
والبزار (كشف 1963)
عن معلى بن أسد البصري
قالا: ثنا كثير بن أبي كثير به.
وإسناده حسن، الغداني وكثير بن أبي كثير صدوقان، ومعلى بن أسد وثابت البناني
ثقتان.
الثاني: يرويه أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس مرفوعا "إنّ الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف"
أخرجه البزار (كشف 1962) عن عمرو بن علي الفلاس ثنا خالد بن يزيد صاحب اللؤلؤ ثنا أبو جعفر الرازي به.
وإسناده حسن.
الثالث: يرويه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن أنس مرفوعا "إنّ الله رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف"
أخرجه البزار (كشف 1961) والطبراني في "الصغير"(221) و "الأوسط"(2955) وأبو الشيخ في "حديثه"(71) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(117) والبيهقي في "الشعب"(10554) والخطيب في "التاريخ"(6/ 124) من طرق عن سعيد بن محمد الجَرْمي ثنا أبو عبيدة الحداد عبد الواحد بن واصل ثنا سعيد بن أبي عروبة به.
قال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلا سعيد بن أبي عروبة، ولا عن سعيد إلا أبو عبيدة، ولا عن أبي عبيدة إلا سعيد الجرمي"
قلت: وسعيد ثقة اختلط ولم أر أحدا صرّح بسماع أبي عبيدة الحداد منه أهو قبل اختلاطه أم بعده فالله أعلم.
واختلف فيه على سعيد بن أبي عروبة، فرواه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عنه عن قتادة مرسلا ولم يذكر أنسا.
ذكره البخاري في "الكبير"(3/ 2/61)
وأما حديث علي فأخرجه أبو يعلى (490) والخطيب في "الموضح"(1/ 425 - 426) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني ثني إبراهيم بن عمر بن كيسان ثني عبد الله بن وهب بن منبه عن أبيه عن أبي خليفة عن علي مرفوعا "إنّ الله رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف".
واختلف فيه على إبراهيم بن عمر بن كيسان، فرواه عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان عن أبيه فلم يذكر وهب بن منبه.
أخرجه أحمد (1/ 112) والبزار (كشف 1960) والنسائي في "الكبرى"(7702) وأبو الشيخ في "الطبقات"(2/ 250) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 336)
والأول أصح لأنّ هشام بن يوسف ثقة، والزيادة من الثقة مقبولة.
وقيل لأبي زرعة: أيهما أصح؟ قال: حديث هشام بن يوسف أصح" العلل لابن أبي حاتم 2/ 331
وقال البزار: لا نعلم روى أبو خليفة عن عليّ إلا هذا، ولا له إلا هذا الإسناد"
وقال الهيثمي: أبو خليفة لم يضعفه أحد، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 18
قلت: أبو خليفة لم يوثقه أحد أيضا ولم يَرو عنه إلا وهب بن منبه فهو مجهول، وعبد الله بن وهب بن منبه قال الذهبي في "الميزان": ما علمت أحدا وثقه.
وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان:
الأول: يرويه سِماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا به.
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 254) عن أبي الشيخ ثنا محمد بن أحمد بن علي بن بشر عن جده ثنا محمد بن بشر عن الحسن بن صالح عن سماك به.
وإسناده ضعيف لضعف علي بن بشر بن عبيد الله، قال أبو الشيخ في "الطبقات" (2/ 139): كان يضعف، حدّث بحديث كثير، وأحاديث لم تكتب إلا من حديثه.
واتهمه أبو الحجاج الفرساني بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واختلف فيه على سماك، فرواه الحسن بن عيسى الحربي عن أبي الأحوص عن سماك عن أنس.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3694) وفي "ما انتقاه ابن مردويه من حديثه"(69)
الثاني: يرويه هُشيم ثني عبد الله بن جعفر بن نَجيح المديني عن أبي الحويرث عن ابن عباس مرفوعا "إذا كانت الأرض مخصبة، فاقصدوا في السير وأعطوا الركاب حقها، فإنّ الله رفيق يحب الرفق، وإذا كانت الأرض مجدبة فانجوا عليها، وعليكم بالدلجة، فإنّ الأرض تُطوى بالليل، وإياكم والتعريس على ظهر الطريق، فإنّه مأوى الحيات ومدرجة السباع".
أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 158)
وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن جعفر المديني.
وأما حديث معدان أبي خالد فيرويه خالد بن معدان واختلف عنه:
• فرواه زياد بن سعد الخراساني عنه عن أبيه مرفوعا "إنّ الله عز وجل رفيق يحب الرفق ويرضاه، ويعين عليه ما لا يعين على العنف، فإذا ركبتم هذه الدواب العجم فنزلوها منازلها، فإنْ أجدبت الأرض فانجوا عليها، فإنّ الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار، وإياكم والتعريس بالطريق فإنّه طريق الدواب ومأوى الحيات"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 365) عن عبد الله بن محمد بن شعيب الرحابي ثنا محمد بن معمر البحراني ثنا رَوح بن عبادة ثنا ابن جُريج عن زياد به.
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6349) عن الطبراني به.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 227) من طريق أبي نعيم وأبي بكر بن ربذة كلاهما عن الطبراني به.
ولم ينفرد زياد بن سعد به بل تابعه أبان بن صالح القرشي عن خالد بن معدان عن أبيه به.
أخرجه ابن السكن (الإصابة 9/ 252) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 129)
• ورواه ثور بن يزيد الشامي عن خالد بن معدان عن أبي أمامة.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7477) وفي "مسند الشاميين"(421) من طريق صدقة بن عبد الله عن ثور به.
وصدقة بن عبد الله هو السمين وهو ضعيف كما قال أحمد وابن معين وغيرهما.
وخالفه وكيع فرواه في "الزهد"(236 و 459) عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان مرسلا لم يذكر أباه.
وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 513) عن وكيع به.
• ورواه أبو عبيد مولى سليمان بن عبد الملك عن خالد بن معدان مرسلا.
أخرجه مالك (3/ 979)
قال أبو زرعة: خالد بن معدان عن النبي صلى الله عليه وسلم أصح" العلل لابن أبي حاتم 2/ 330
1175 -
"إنّ الله رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف"
قال الحافظ: أخرجه مسلم عن عائشة مرفوعا، وأورد البيهقي له شاهدا من حديث عبد الله بن مغفل" (1)
حديث عائشة أخرجه مسلم (2593) من طريق عَمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة مرفوعا "يا عائشة إنّ الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه".
وأما حديث عبد الله بن مغفل فقد تقدم الكلام عليه في الحديث الذي قبله.
(1) 17/ 128 (كتاب التوحيد- باب قول الله تبارك وتعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} [الإسرَاء: 110])
1176 -
"إنّ الله زَوَى لي مشارق الأرض ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها" الحديث وفيه "وإني سألت ربي أنْ لا يهلك أمتي بسنة عامة، وأنْ لا يسلط عليهم عدوا من غير أنفسهم وأنْ لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض، فقال: يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنّه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أنْ لا أهلكهم بسنة عامة، وأنْ لا أسلط عليهم عدواً من غيرهم يستبيح بيضتهم حتى يكون بعضهم يهلك بعضا"
قال الحافظ: ثبت في صحيح مسلم (2889) من حديث ثوبان رفعه: فذكره، وأخرج الطبري من حديث شداد نحوه بإسناد صحيح" (1)
قلت: حديث شداد تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة"
1177 -
"إنّ الله سائل كلّ راع عما استرعاه حفظ ذلك أو ضيعه"
قال الحافظ: ولابن عدي بسند صحيح عن أنس: فذكره" (2)
حسن
أخرجه النسائي في "الكبرى"(9174) عن إسحاق بن راهويه أنا معاذ بن هشام ثنا أبي عن قتادة عن أنس به مرفوعا (3). وزاد "حتى يسأل الرجل عن أهل بيته"
(1) 9/ 362 (كتاب التفسير: سورة الأنعام- باب {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} [الأنعام:65])
(2)
16/ 230 (كتاب الأحكام- باب قول الله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء:59])
(3)
رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس مرفوعا بلفظ "كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير راع على الناس، ومسئول عن رعيته، والرجل راع على أهله ومسئول عن زوجته وما ملكت يمينه، والمرأة راعية لحق زوجها ومسئولة عن بيتها وولدها، والمملوك راع على مولاه ومسئول عن ماله، فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فأعدوا للمسائل جوابا" قالوا: يا رسول الله وما جوابها؟ قال "أعمال البر"
أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 123) والطبراني في "الصغير"(450) وابن عدي (1/ 306 - 307) من طرق عن زكريا بن يحيى الرقاشي المقري ثنا إسماعيل بن عباد أبو محمد السعدي المزني البصري ثنا سعيد بن أبي عروبة به.
قال الترمذي: حديث أنس غير محفوظ" السنن 4/ 208
وقال الطبراني: لم يروه عن قتادة بهذا التمام إلا سعيد بن أبي عروبة، ولا عن سعيد إلا إسماعيل بن
عباد، تفرد به زكريا بن يحيى"
وقال ابن عدي: وهذا حديث لم يروه عن سعيد بهذا الإسناد غير إسماعيل بن عباد، وفي مثل هذا الحديث زيادات لا يرويها غير إسماعيل، وفي الجملة عن قتادة عن أنس غريب لا يروى إلا من هذا الوجه عن قتادة، وروي عن هشام الدستوائي عن قتادة وهو حديث ينفرد به إسحاق بن راهويه" =
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1724) وابن عدي (1/ 307) عن النسائي به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(8212) عن أبي سعد الماليني أنا ابن عدي به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(9/ 234 - 235) عن أبي الحسن علي بن أحمد بن علي المقدسي ثنا النسائي به.
وأخرجه ابن حبان (4492)
عن الحسن بن سفيان الشيباني
وابن عدي (1/ 307) والبيهقي في "الشعب"(8212)
عن جعفر الفِرْيابي
وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 281)
عن عبد الله بن محمد بن شيرويه النيسابوري
قالوا: ثنا إسحاق بن راهويه به.
زاد أبو نعيم "حتى يسأل عن أهل بيته".
وقال: غريب من حديث قتادة لم يروه إلا معاذ عن أبيه"
وقال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلا هشام، تفرد به معاذ"
وقال الترمذي: قال البخاري: هذا غير محفوظ، وإنما الصحيح عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن الحسن مرسلا" السنن 4/ 208
قلت: بل كلاهما محفوظ، فقد رواه إسحاق بن راهويه عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن أنس كما تقدم، ورواه أيضا عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن الحسن مرسلا.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(9175) عن إسحاق بن راهويه به.
= وقال: إسماعيل ليس بذلك المعروف"
وقال ابن حبان: يروي عن سعيد بن أبي عروبة ما لا يتابع عليه من الروايات، ويقلب الأخبار التي رواها الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال"
قلت: إسماعيل ذكره الدارقطني والعقيلي في "الضعفاء" وقال الدارقطني: متروك، فقول الحافظ في "الفتح" (16/ 230): سنده حسن، ليس بحسن.
وأخرجه ابن حبان (4493) عن الحسن بن سفيان ثنا إسحاق بن راهويه به.
قال الحافظ في "النكت الظراف"(1/ 355 - 356): قلت: كون إسحاق حدّث عن معاذ بالموصول والمرسل معا في سياق واحد يدل على أنّه لم يهم فيه، وإسحاق إسحاق"
والحديث رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا، لكن الحديث حسن لأنّ له شواهد تقويه منها:
1 -
حديث ابن عمر مرفوعا "ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته
…
"
أخرجه البخاري (فتح 3/ 31 - 32 و 5/ 466 و 6/ 308 و11/ 163 و211 و 16/ 229) ومسلم (1829) من طرق عن ابن عمر به.
وقال أحمد (2/ 15): ثنا إسماعيل عن يونس عن الحسن عن ابن عمر رفعه "لا يسترعي الله تبارك وتعالى عبدا رعية قَلَّتْ أو كثرت إلا سأله الله عنها يوم القيامة أقام فيهم أمر الله أم أضاعه حتى يسأله عن أهل بيته خاصة"
رواته ثقات إلا أن الحسن البصري اختلف في سماعه من ابن عمر، وعلى فرض صحة سماعه منه فإنّه مدلس ولم يذكر سماعا من ابن عمر (1).
2 -
حديث أبي هريرة مرفوعا "ما من راع يسترعى رعية إلا سئل يوم القيامة أقام فيها أمر الله أم أضاعه"
أخرجه الطبراني (2) في "الأوسط"(4913) عن عمارة بن وثيمة ثنا عبد الله بن صالح ثني الليث بن سعد ثني يحيى بن سعيد قال: كتب إليّ خالد بن أبي عمران قال: حدثني أبو عياش عن أبي هريرة به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن يحيى بن سعيد إلا الليث"
(1) وأخرجه أبو يعلى (المطالب 2178) عن أبي خيثمة زهير بن حرب ثنا إسماعيل به.
وقال ابن المبارك في "مسنده"(258) أنا أبو جعفر عن هارون بن سعد قال: فذكر قصة وفيها أنّ ابن عمر قال: سمعت رسول الله (يقول "ما من رجل استرعاه رعية إلا سأله الله عنها يوم القيامة أقام أمر الله فيهم أم أضاعه، حتى إنّ الرجل ليسأل عن أهله أقام أمر الله فيهم أم أضاعه"
ومن طريقه أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 502)
وأبو جعفر هو الرازي مختلف فيه، وهارون بن سعد أظنه العجلي لم يدرك ابن عمر.
(2)
وأخرجه أيضا (8708) عن مطلب بن شعيب ثنا عبد الله بن صالح به.
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه أبو عياش المصري وهو مستور، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم كلام" المجمع 5/ 207
3 -
حديث أبي لبابة بن عبد المنذر مرفوعا "كلكم مسئول عن رعيته، ألا فالأمير الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهله وهو مسئول عنهم
…
" الحديث
أخرجه الطبراني في "الكبير"(4506) عن علي بن سعيد الرازي ثنا أبو مصعب ثنا محمد بن إبراهيم بن دينار عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنّ أبا لبابة أخبره به.
ورواته كلهم ثقات غير علي بن سعيد الرازي وهو مختلف فيه: وثقه مسلمة بن القاسم، وضعفه الدارقطني.
4 -
عن قتادة أنّ ابن مسعود قال: إنّ الله عز وجل سائل كل ذي رعية فيما استرعاه أقام أمر الله فيهم أم أضاعه؟ حتى إنّ الرجل ليسأل عن أهل بيته.
أخرجه عبد الرزاق (20650) عن مَعْمَر عن قتادة به.
ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(8855)
قال الهيثمي: وقتادة لم يسمع من ابن مسعود، ورجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 208
1178 -
"إنّ الله سمى المدينة طابة"
قال الحافظ: وروى مسلم من حديث جابر بن سَمُرَة مرفوعا: فذكره، ورواه أبو داود الطيالسي في "مسنده" عن شعبة عن سماك بلفظ "كانوا يسمون المدينة يثرب فسماها النبي صلى الله عليه وسلم طابة" وأخرجه أبو عوانة" (1)
أخرجه مسلم (1385) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 164) من طريق أبي الأحوص عن سماك عن جابر بن سمرة مرفوعا "إنّ الله تعالى سمى المدينة طابة"
وأخرجه الطيالسي (منحة 2/ 204) عن شعبة عن سماك عن حرب قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: كانوا يسمون المدينة يثرب فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبة"
وعنه أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 164)
(1) 4/ 460 (كتاب الحج- فضائل المدينة- باب المدينة طابة)
وأخرجه أبو عوانة (3/ 459) عن يونس بن حبيب الأصبهاني ثنا الطيالسي به.
وأخرجه أيضا من طريق وهب بن جرير بن حازم ثنا شعبة به.
1179 -
"إنّ الله سيلبسك قميصا فلا تخلعه"
قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه وصححه ابن حبان" (1)
صحيح
ورد من حديث عائشة ومن حديث حفصة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أنس ومن حديث جبير بن نفير مرسلا
فأما حديث عائشة فله عنها طرق:
الأول: يرويه عبد الله بن عامر اليَحْصَبي عن النعمان بن بشير عن عائشة قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن عفان فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبلت إحدانا على الأخرى فكان من آخر كلام كلمه أنْ ضرب منكبه وقال "يا عثمان إنّ الله عز وجل عسى أنْ يلبسك قميصا، فإنْ أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني، ثلاثا" فقلت لها: يا أم المؤمنين فأين كان هذا عنك؟ قالت: نسيته والله فما ذكرته. قال: فأخبرته معاوية بن أبي سفيان فلم يرض بالذي أخبرته حتى كتب إلى أم المؤمنين أن اكتبي إليّ به، فكتبت إليه به كتابا.
أخرجه أحمد (6/ 86 - 87) وفي "الفضائل"(816) ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"(ترجمة عثمان بن عفان ص 276) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ثنا الوليد بن سليمان ثني ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن عامر به.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1234) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نَجْدَة الحَوْطي ثنا أبو المغيرة به.
وأخرجه أبو نعيم في "صفة النفاق"(105) عن الطبراني به.
واختلف فيه على الوليد بن سليمان وهو ابن أبي السائب، فرواه الوليد بن مسلم عنه عن عبد الله بن عامر اليحصبي عن النعمان قال: سمعت عائشة تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يا عثمان، إنّ الله مقمصك قميصا فإنْ أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه"
لم يذكر ربيعة بن يزيد
(1) 16/ 52 (كتاب التعبير- باب جر القميص في المنام)
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1213)
عن عمرو بن عثمان الحمصي
وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(3/ 1069)
عن سليمان بن أحمد
قالا: ثنا الوليد بن مسلم به.
والوليد بن مسلم ممن يدلس تدليس التسوية فلعله أسقط منه "ربيعة بن يزيد"، والأول أصح لأنّ أبا المغيرة ثقة، والزيادة من الثقة مقبولة، وهو إسناد صحيح رواته كلهم ثقات.
ولم ينفرد الوليد بن سليمان به بل تابعه معاوية بن صالح الحمصي عن ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن عامر عن النعمان بن بشير عن عائشة.
أخرجه الترمذي (3705) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 594)
عن الليث بن سعد
وابن أبي عاصم في "السنة"(1207)
عن محمد بن جعفر غندر
والمزي (5/ 148 - 149)
عن عبد الله بن وهب
وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(3/ 1067 - 1068) والطحاوي (1) في "المشكل"(5311) والطبراني في "مسند الشاميين"(1934) وأبو نعيم في "الإمامة"(ق34/ ب) وابن عساكر في "تاريخه"(ترجمة عثمان بن عفان ص 277)
عن أسد بن موسى المصري
والطحاوي والطبراني وأبو نعيم وابن عساكر
عن عبد الله بن صالح
كلهم عن معاوية بن صالح به.
(1) سقط من إسناده "عن ربيعة بن يزيد"
واختلف فيه على معاوية بن صالح في شيخ شيخه، فسماه زيد بن الحباب عبد الله بن قيس.
أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 48 - 49 و 15/ 201) وابن أبي عاصم في "السنة"(1206) وابن حبان (6915)
وسماه عبد الرحمن بن مهدي عبد الله بن أبي قيس.
أخرجه أحمد (6/ 149) والخلال في "السنة"(418) وابن عساكر (ترجمة عثمان ص 278)
والأول عندي أصح لأنّ الوليد بن سليمان رواه عن ربيعة بن يزيد فقال عن عبد الله بن عامر، أضف إلى ذلك أنّ أكثر الرواة رووه عن معاوية بن صالح كذلك.
- ورواه الفرج بن فضالة واختلف عنه:
• فرواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن الفرج بن فضالة عن ربيعة بن يزيد عن النعمان بن بشير عن عائشة ولم يذكر عبد الله بن عامر.
أخرجه ابن ماجه (112)
• ورواه عمرو بن عوف (1) عن الفرج عن معاوية بن صالح عن القاسم بن عبد الرحمن عن النعمان بن بشير عن عائشة.
أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(3/ 1067)
• ورواه عمرو بن عوف أيضا عنه ثني محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عائشة.
أخرجه عمر بن شبة.
• ورواه إبراهيم بن زياد سَبَلان عن الفرج بن فضالة عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن القاسم بن محمد عن النعمان بن بشير عن عائشة.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2854) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 146)
• ورواه موسى بن داود الضبي عن الفرج بن فضالة عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عروة عن عائشة.
(1) وتابعه يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني ثنا فرج به.
أخرجه أبو نعيم في "صفة النفاق"(103)
أخرجه أحمد (6/ 75) وفي "الفضائل"(815) وعمر بن شبة (1)(3/ 1069) والدينوري في "المجالسة"(282 و2805) والحاكم (3/ 99 - 100) وابن عساكر (ترجمة عثمان ص 279 و280)
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح عالي الإسناد ولم يخرجاه"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: أنى له الصحة ومداره على فرج بن فضالة"
قلت: وهو ضعيف كما قال النسائي والدارقطني وغيرهما، وقال البخاري ومسلم: منكر الحديث.
والحديث لم ينفرد عبد الله بن عامر به بل تابعه يزيد بن أَيْهَم عن النعمان بن بشير قال: حججت فأتيت عائشة أم المؤمنين لأسأل عنها، فقالت: من أنت؟ فقلت: أنا النعمان بن بشير، فقالت: أبو عمرة؟ فقلت: نعم. فقالت: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لعثمان: فذكره.
أخرجه ابن أبي عاصم (1212) عن محمد بن مُصفى الحمصي ثنا بَقية بن الوليد ثنا صفوان بن عمرو عن يزيد بن أيهم به.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1030) ومن طريقه ابن عساكر (ترجمة عثمان ص 275 - 276) عن إبراهيم بن محمد بن عِرق الحمصي ثنا محمد بن مصفى به.
ويزيد بن أيهم ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال المزي في "التهذيب": روى عن النعمان بن بشير أراه مرسلا.
الثاني: يرويه شريح بن عبيد الحمصي قال: سمعت حبيبا الرحبي يقول: حدثني فلان أنّ عائشة حدثته أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عثمان فناجاه فأطال وإني لم أفهم من قوله يومئذ إلا أني سمعته يقول له "ولا تنزعن قميص الله الذي قمصك".
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1208) عن محمد بن عوف الحمصي ثنا محمد بن إسماعيل عن أبيه عن ضَمْضَم بن زرعة عن شريح بن عبيد به.
وإسناده ضعيف للراوي الذي لم يسم، ومحمد بن إسماعيل هو ابن عياش قال أبو داود: لم يكن بذاك، وقال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئا.
(1) سقط من إسناده "عن الزهري"
الثالث: يرويه إسحاق بن سعيد بن عمرو الأموي عن أبيه قال: بلغني أنّ عائشة قالت: ما استمعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرّة، فإنّ عثمان جاءه في نحر الظهيرة فظننت أنه جاءه في أمر النساء، فحملتني الغيرة على أنْ أصغيت إليه فسمعته يقول "إنّ الله عز وجل ملبسك قميصا تريدك أمتي على خلعه فلا تخلعه
…
"
أخرجه أحمد (6/ 114) عن محمد بن كُناسة الأسدي أبي يحيى ثنا إسحاق بن سعيد به.
ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ترجمة عثمان ص 281)
وأخرجه ابن عساكر من طريق يعقوب بن شيبة ثنا ابن كناسة به.
وأخرجه ابن شاهين في "السنة"(102) وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء"(37) من طريق بشر بن الوليد الكندي ثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه عن عائشة.
وإسناده ضعيف لانقطاعه.
الرابع: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "يا عثمان إنّ الله عز وجل يقمصك قميصا فإنْ أرادوك على خلعه فلا تخلعه"
فقيل لعائشة: فأين كنت لم تذكري هذا؟ قالت: نسيت.
أخرجه العقيلي (4/ 238) والطحاوي في "المشكل"(5310) والطبراني في "الأوسط"(3763) واللالكائي في "السنة"(2569) وابن عساكر (ترجمة عثمان ص 282) من طرق عن المنهال بن بحر أبي سلمة العقيلي ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هشام إلا حماد، تفرد به المنهال"
وقال العقيلي: المنهال بن بحر في حديثه نظر، لا يتابع عليه، وقد روي بغير هذا الإسناد"
قلت: المنهال وثقه أبو حاتم وابن حبان، وباقي رواته ثقات فالإسناد صحيح.
ولم ينفرد حماد بن سلمة به بل تابعه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة به.
أخرجه أبو نعيم في "فضائل الخلفاء"(36) وفي "صفة النفاق"(104) وابن عساكر (ترجمة عثمان ص 281)
الخامس: يرويه إبراهيم بن عمر بن أبان ثني أبي عن عبد الرحمن بن أبي بكر أنّ عائشة حدّثته.
أخرجه أبو يعلى (7046) وعنه ابن عدي (1/ 263) عن محمد بن أبي بكر المُقدمي ثنا أبو مَعشر ثنا إبراهيم بن عمر به.
وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن عمر بن أبان بن عثمان، وأبو معشر اسمه يوسف بن يزيد البَرَّاء.
وأما حديث زيد بن أرقم فأخرجه الآجري في "الشريعة"(1425) عن ابن أبي داود ثنا محمد بن عبيد بن حميد ثنا عبد الحميد الحِمّاني ثنا عبد الأعلى عن الشعبي عن زيد بن أرقم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان "إنّ الله عز وجل مقمصك قميصا، فإنْ أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه"
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5061) عن أحمد بن زهير التستري ثنا محمد بن عبيد بن ثعلبة ثنا الحماني به.
وعبد الأعلى هو ابن أبي المُساور قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال أبو زرعة وغيره: ضعيف جدا.
وأما حديث حفصة فأخرجه أبو يعلى (7045) وعنه ابن عدي (1/ 263)
عن محمد بن أبي بكر المُقَدَّمِي
وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(3/ 1069 - 1070)
عن يحيى بن بسطام التميمي
قالا: ثنا أبو معشر البراء ثنا إبراهيم بن عمر بن أبان بن عثمان عن أبيه عن عبد الله بن عمر عن حفصة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعثمان "إنك مقتول مستشهد، فاصبر صبرك الله. ولا تخلعنّ قميصا قمصك الله عز وجل ثنتي عشرة سنة وستة أشهر حتى تلقى الله وهو عنك راض".
وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن عمر بن أبان.
وأما حديث ابن عمرو فأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1186 و 1203 و 1205) وفي "الآحاد"(13 و 67) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 42) والآجري في "الشريعة (1181 و 1182) والطبراني في "الأوسط" (8744) و"الكبير" (12) وابن عدي (4/ 1524) وأبو نعيم في "الصحابة" (64) وابن بشران (1393) والذهبي في "الميزان" (2/ 443) من طرق (1) عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري ثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف قال: كنا عند شُفَي الأصبحي
(1) رواه يحيى بن معين ومحمد بن رزق الله الكدوذانى ومطلب بن شعيب الأزدي والحسن بن علي الحلواني عن عبد الله بن صالح به.
فقال: سمعت ابن عمرو رفعه "يكون خلفي اثنا عشر خليفة: أبو بكر لا يلبث خلفي إلا قليلا، وصاحب رحا دارة العرب يعيش حميدا ويموت شهيدا" قالوا: ومن هو؟ قال "عمر بن الخطاب وقد فعل" ثم التفت إلى عثمان فقال "يا عثمان إنْ كان الله ألبسك قميصا فإنْ أرادك الناس على خلعه فلا تخلعه، فوالذي نفسي بيده لئن خلعته لا ترى الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط"
قال الطبراني: لا يُروي هذا الحديث عن ابن عمرو إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث"
وقال الذهبي: هذا الحديث أنكر ما روى أبو صالح، وأنا أتعجب من يحيى مع جلالته ونقده كيف يروي مثل هذا الباطل ويسكت عنه، وربيعة صاحب مناكير وعجائب".
قلت: ربيعة بن سيف مختلف فيه، وقال البخاري وغيره: عنده مناكير.
وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي (3/ 898 - 899) وفيه خالد بن محمد أبو الرحال الأنصاري قال البخاري: عنده عجائب.
وأما حديث جبير بن نفير فأخرجه الخلال في "السنة"(423) عن عبد الملك الميموني ثنا ابن حنبل ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان ثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعثمان "إنْ غشاك الله يوما قميصا فأرادك المنافقون أنْ تخلعه فلا تخلعه".
ورواته ثقات إلا أنّه مرسل، وصفوان هو ابن عمرو.
1180 -
حديث ابن عباس: إنّ أخت عقبة نذرت أنْ تحج ماشية فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إنّ الله غني عن مشي أختك فلتركب ولتهد بدنة"
قال الحافظ: أورده البيهقي من رواية عكرمة عن ابن عباس، وأصله عند أبي داود بلفظ "ولتهد هديا" ووهم من نسب إليه أنه أخرج هذا الحديث بلفظ "ولتهد بدنة" وأورده من طريق أخرى عن عكرمة بغير ذكر الهدي. وأخرجه الحاكم من حديث ابن عباس بلفظ: جاء رجل فقال: إنّ أختي حلفت أنْ تمشي إلى البيت وأنّه يشقّ عليها المشي، فقال "مرها فلتركب إذا لم تستطع أنْ تمشي فما أغنى الله أنْ يشقّ على أختك" ومن طريق كُريب عن ابن عباس: جاء رجل فقال: يا رسول الله، إنّ أختي نذرت أن تحج ماشية، فقال "إنّ الله لا يصنع بشقاء أختك شيئا، لتحج راكبة، ثم لتكفر يمينها"(1)
حديث عكرمة عن ابن عباس سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "مر أختك فلتختمر
…
"
(1) 14/ 400 (كتاب الأيمان والنذور- باب النذر فيما لا يملك)
وحديث كريب عن ابن عباس أخرجه أحمد (1/ 310 و 315) وأبو داود (3295) وأبو يعلى (2443) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 130) والحاكم (4/ 302) والبيهقي (10/ 80) من طرق عن شريك بن عبد الله القاضي ثنا محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كريب عن ابن عباس قال: فذكره.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وقال البيهقي: تفرد به شريك القاضي"
قلت: وهو مختلف فيه.
1181 -
"إنّ الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحدّ حدودا فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها"
قال الحافظ: وأخرج الدارقطني من حديث أبي ثعلبة رفعه: فذكره، وله شاهد من حديث سلمان أخرجه الترمذي، وآخر من حديث ابن عباس أخرجه أبو داود" (1)
ضعيف
روي من حديث أبي ثعلبة الخشني ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث سلمان الفارسي ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عباس موقوفا ومن حديث الحسن البصري مرسلا
فأما حديث أبي ثعلبة فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 2951/ 2) والطبراني في "الكبير"(22/ 221 - 222) وفي "مسند الشاميين"(3492)
عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني
وابن المقرئ في "المعجم"(493) والدارقطني (4/ 184)
عن إسحاق بن يوسف الأزرق
والحاكم (4/ 115) والبيهقي (10/ 12 - 13)
عن علي بن مُسهر الكوفي
وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 17)
عن أبي بكر بن محمد
(1) 17/ 24 (كتاب الاعتصام- باب ما يكره من كثرة السؤال)
وابن حزم في "الأحكام"(ص 1374) وابن عبد البر في "الجامع"(2/ 166)
عن محمد بن فضيل
والخطيب في "الفقيه"(2/ 9) وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 44 - 45)
عن زهير بن إسحاق السلولي البصري
وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1232)
عن يزيد بن هارون الواسطي
كلهم عن داود بن أبي هند عن مكحول عن أبي ثعلبة مرفوعا "إنّ الله فرض فرائض فلا تضيعوها، ونهى (1) عن أشياء فلا تنتهكوها (2)، وحدّ حدودا فلا تعتدوها، وغفل (3) عن أشياء (4) من غير نسيان (5) فلا تبحثوا عنها" واللفظ للطبراني
- ورواه حفص بن غياث الكوفي عن داود بن أبي هند عن مكحول عن أبي ثعلبة واختلف عنه.
• فرواه مسدد في "مسنده"(المطالب 2951/ 1) عن حفص بن غياث مرفوعا.
ومن طريقه أخرجه ابن بطة في "الإبانة"(314) وابن حزم في "الأحكام"(ص 1374)
• ورواه أحمد بن عبد الجبار العُطاردي عن حفص بن غياث موقوفا.
أخرجه البيهقي (10/ 12)
والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة.
قال الدارقطني: الأشبه بالصواب المرفوع وهو أشهر" جامع العلوم 2/ 150
قلت: وإسناده ضعيف لانقطاعه لأنّ مكحولا لم يسمع من أبي ثعلبة كما قال أبو مسهر الدمشقي وأبو نعيم الحافظ (6).
(1) عند الحاكم "وحرّم أشياء" وعن ابن الأثيرا "وحرم حرمات"
(2)
عند أبي نعيم "وحرّم أشياء فلا تقربوها" وعند الدارقطني "وحرّم حرمات فلا تنتهكوها"
(3)
عند أبي نعيم والحاكم "وترك" وعند الدارقطني "وسكت" وعند ابن عبد البر "عفى"
(4)
زاد أبو نعيم والحاكم وابن عبد البر "رحمة لكم"
(5)
زاد الحاكم "فاقبلوها".
(6)
انظر جامع العلوم والحكم (2/ 150)
وقال العلائي: روى عن أبي ثعلبة الخشني حديث: فذكره، وهو معاصر له بالسن والبلد فيحتمل أنْ يكون أرسل كعادته وهو يدلس أيضا كما تقدم" جامع التحصيل ص 352
وقال المزي: لم يسمع من أبي ثعلبة" تحفة الأشراف 9/ 133
وقال الحافظ في "التهذيب": روى عن أبي ثعلبة مرسلا"
وقال في "المطالب العالية"(3/ 271): رجاله ثقات إلا أنّه منقطع"
وقال ابن عساكر: هذا حديث غريب، ومكحول لم يسمع من أبي ثعلبة"
وقد خفي هذا الانقطاع على غير واحد من أهل العلم فصححوا الحديث أو حسنوه.
فقال ابن كثير: حديث صحيح" التفسير 2/ 106
وصححه أحمد بن حجر الهيتمي (الزواجر 1/ 12)
وقال النووي: حديث حسن رواه الدارقطني وغيره" الأربعون ص 59
وحسنه الحافظ أبو بكر بن السمعاني في "أماليه"(جامع العلوم 2/ 150) وأبو الفتوح الطائي (غاية المرام ص 18)
وقال البوصيري: رواه مسدد وابن أبي شيبة بسند صحيح" مختصر الإتحاف 2/ 287
واختلف فيه قول الألباني فضعفه في "غاية المرام" وحسنه لغيره في "تخريج الطحاوية"(ص 338)
وأما حديث أبي الدرداء فله عنه طريقان:
الأول: يرويه الضحاك بن مزاحم عن طاوس قال: سمعت أبا الدرداء رفعه "إنّ الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحدّ حدودا فلا تعتدوها، وسكت عن كثير من غير نسيان فلا تتكلفوها رحمة من الله فاقبلوها"
أخرجه الطبراني في "الصغير"(2/ 122 - 123) و"الأوسط"(7457) وابن عدي (1/ 395) من طريق أَصْرَم بن حَوشب الخراساني ثنا قرة بن خالد عن الضحاك بن مزاحم به.
واللفظ للطبراني، ولفظ ابن عدي مثله إلا الفقرة الأخيرة فقال فيها "وحرّم محارم فلا تنتهكوها رحمة من الله فاقبلوها"
قال الطبراني: لم يروه عن قرة إلا أصرم بن حوشب"
وقال ابن عدي: هذا الحديث باطل عن قرة بن خالد، لا يحدث به عنه غير أصرم هذا"
وقال ابن رجب: إسناده ضعيف" جامع العلوم 2/ 151
وقال الهيثمي: وفيه أصرم بن حوشب وهو متروك ونسب إلى الوضع" المجمع 1/ 171
ولم ينفرد قرة بن خالد به بل تابعه نَهْشَل بن سعيد الخراساني عن الضحاك بن مزاحم به.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8933) والدارقطني (41/ 297 - 298)
ونهشل الخراساني كذبه أبو داود الطيالسي وإسحاق بن راهويه، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة.
الثاني: يرويه عاصم بن رجاء بن حَيوة عن أبيه عن أبي الدرداء مرفوعا "ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرّم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عافية (1)، فاقبلوا من الله عافيته فإنّ الله لم يكن نسيا، ثم تلا هذه الآية {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريَم: 64]
أخرجه الحاكم (2/ 375) والبيهقي (10/ 12)
عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين
والبزار (كشف 123 و 2231) وابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 3/ 131) والطبراني في "مسند الشاميين"(2102)
عن إسماعيل بن عياش
كلاهما عن عاصم بن رجاء به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال البزار: إسناده صالح"
وقال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في "الكبير" وإسناده حسن ورجاله موثقون" المجمع 1/ 12
وقال أيضا: رواه البزار ورجاله ثقات" المجمع 7/ 55
قلت: الحديث إسناده منقطع لأنّ رجاء بن حيوة لم يسمع من أبي الدرداء.
قال الذهبي: حدّث رجاء عن معاذ بن جبل، وأبي الدرداء، وعبادة بن الصامت وطائفة أرسل عن هؤلاء، وعن غيرهم" سير الأعلام 4/ 557
(1) وفي لفظ "عفو"
وقال العلائي: رجاء بن حيوة أحد المشهورين يروي عن معاذ وأبي الدرداء وهو مرسل، ذكره شيخنا في "التهذيب" جامع التحصيل ص 211
وقال الحافظ في "التهذيب": وروايته عن أبي الدرداء مرسلة"
وأما حديث سلمان فله عنه طرق:
الأول: يرويه سيف بن هارون البُرْجُمي ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النَّهْدي عن سلمان قال: سألنا (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السَّمْن والجُبْن والفِرَاء، فقال "الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرّم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو عفو (2) "
أخرجه ابن ماجه (3367) والترمذي (1726) وفي "العلل"(2/ 722) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1081) والعقيلي (2/ 174) والطبراني في "الكبير"(6124) وابن عدي (3/ 1267) والحاكم (4/ 115) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 212) والبيهقي (10/ 12) والهرثمية في "جزئها"(85) والمزي في "التهذيب"(12/ 335)
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه، وروى سفيان وغيره عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قوله، وكأنّ الحديث الموقوف أصح، وسألت البخاري عن هذا الحديث فقال: ما أراه محفوظا روى سفيان بن عُيينة عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان هذا الحديث موقوفا، وروى سيف بن هارون عن سليمان مرفوعا، وسيف بن هارون مقارب الحديث"
وقال ابن عدي: هذا وإنْ كان معروفا بسيف عن سليمان فقد روي عن غيره عن سليمان التيمي"
وقال الحاكم: سيف بن هارون لم يخرجاه"
وقال الذهبي: قلت: ضعفه جماعة"
قلت: منهم ابن معين وأبو داود والنسائي والدارقطني وأبو زرعة وغيرهم.
لكنه لم ينفرد به بل تابعه سفيان بن عيينة ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النّهدي عن سلمان أراه رفعه قال: فذكره.
أخرجه البيهقي (10/ 12) وفي "الصغرى"(3970) من طريق الحميدي ثنا سفيان به.
(1) وفي لفظ "سألت" وفي آخر "سئل"
(2)
وفي لفظ "فهو مما عفا عنه"
وإسناده صحيح لكنه مظنون في رفعه.
وأعله أبو حاتم بالإرسال فقال: هذا خطأ، رواه الثقات عن التيمي عن أبي عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل ليس فيه سلمان وهو الصحيح" العلل 2/ 10
الثاني: يرويه مسلم بن عمران البَطين عن أبي عبد الله الجَدَلي عن سلمان.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(6159) عن الحسن بن علي المعمري ثنا عبد الغفار بن عبد الله الموصلي ثنا علي بن مُسْهِر عن أبي إسماعيل بشر (1) عن مسلم البطين به.
بشر أبو إسماعيل لم أعرفه، ويحتمل أنْ يكون بشر بن المفضل أو بشير بن سلمان فإنْ كان أحدهما فهما ثقتان، وشيخ الطبراني قال الدارقطني: صدوق حافظ، وعبد الغفار بن عبد الله الموصلي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات.
الثالث: يرويه يونس بن خباب عن أبي عبيد الله عن سلمان.
أخرجه البيهقي (9/ 320)
وإسناده ضعيف لضعف يونس بن خباب.
الرابع: يرويه معاوية بن صالح الحمصي عمن حدثه عن سلمان.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2086) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن صالح ثني معاوية بن صالح به.
وإسناده ضعيف لضعف بكر بن سهل وللذي لم يسم.
وأما حديث ابن عمر فيرويه نعيم بن مورع بن توبة العنبري عن ابن جُريج عن نافع عن ابن عمر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجبن والسمن والفراء فقال "الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرّم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه"
أخرجه ابن عدي (2481)
وقال: وهذا غير محفوظ من حديث ابن جريج، وما أظنه يرويه غير نعيم، ونعيم ضعيف يسرق الحديث وعامة ما يرويه غير محفوظ، قال النسائي: ليس بثقة"
وأما حديث ابن عباس فأخرجه أبو داود (3800)
عن محمد بن داود بن صَبيح
(1) في "تهذيب الكمال"(27/ 527) بشير.
والحاكم (4/ 115)
عن أحمد بن حازم الغفاري
قالا: ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا محمد بن شريك المكي عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهلية يأكلون أشياء ويتركون أشياء تقذرا، فبعث الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وأنزل كتابه وأحل حلاله وحرّم حرامه فما أحل فهو حلال، وما حرّم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، وتلا {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا} [الأنعَام: 145] إلى آخر الآية.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: وهو كما قال، ولم ينفرد محمد بن شريك به بل تابعه سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد (1) عن ابن عباس به.
أخرجه الحميدي (859) والحاكم (2/ 317)
وقال: صحيح على شرط الشيخين"
وأما حديث النعمان بن بشير فأخرجه محمد بن مخلد في "حديثه"(13) من طريق
الحارث بن أبي أسامة ثنا الخليل بن زكريا ثنا مُجالد بن سعيد عن عامر الشعبي عن النعمان بن بشير مرفوعا "إن الله عز وجل رفيق يحب الرفق، ويرضاه، ويعين عليه ما لا يعين على العنف، فإذا ركبتم هذه الدوابَّ العجمَ فأنزلوها منازلها، وإذا كانت الأرضُ مجدبةً فانْجُوا عليها نجاءً، وإياكم والتعريسَ على ظهر الطرق فإنها مأوى الحيات ومسيلَ الدواب"
وإسناده واه، الخليل بن زكريا هو البصري ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: يحدث بالبواطيل عن الثقات، وقال صالح جزرة: لا يكتب حديثه، وقال قاسم المُطَرِّز: كذاب.
وأما حديث الحسن البصري فأخرجه العقيلي (2/ 174) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أبو حفص عمر بن يزيد الشيباني (2) ثنا حماد بن عبد الرحمن المالكي عن الحسن أنّ رجلا قام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ما تقول في الجبن والفراء والسمن؟ فقال "إنّ الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرّم الله في كتابه، وما سكت عنه فقد عفا عنه".
مرسل.
(1) وقع عند الحاكم "جابر بن عبد الله" والصواب "ابن زيد" كما في "مسند الحميدي" وهو اسم أبي الشعثاء المذكور في الإسناد الأول.
(2)
هكذا في المطبوع وأظنه "السياري"
1182 -
"إنّ الله قال: إنما أنزلنا المال لإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، ولو كان لابن آدم وادٍ لأحبّ أنْ يكون له ثان"
قال الحافظ: وقع عند أحمد وأبي عبيد في "فضائل القرآن" من حديث أبي واقد الليثي قال: كنا نأتي النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه فيحدثنا، فقال لنا ذات يوم: فذكره" (1)
يرويه زيد بن أسلم واختلف عنه:
- فقال غير واحد: عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي واقد الليثي قال: فذكره، وزاد "ولو كان له واديان لأحبّ أنْ يكون إليهما ثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ثم يتوب الله على من تاب"
أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 192) وأحمد (5/ 218 - 219) والطبراني في "الكبير"(3300 و 3301) و"الأوسط"(2467) والقطيعي في "جزء الألف دينار"(176) وأبو نعيم في "الصحابة"(2022 و 2023) والقاسم بن الفضل الثقفي في "الأربعين"(ص 272) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(787) والبيهقي في "الشعب"(9796 و 9797)
عن هشام بن سعد المدني
والطبراني في "الكبير"(3302) وأبو نعيم في "الصحابة"(2024)
عن محمد بن عبد الرحمن بن مجبر
وأبو نعيم في "الصحابة"(2025)
عن عبد الله بن جعفر بن نَجيح المديني
ثلاثتهم عن زيد بن أسلم به.
قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 7/ 140
قلت: هشام بن سعد وإنْ أخرج له مسلم (2) فهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
ومحمد بن عبد الرحمن بن مجبر قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ليس بقوي وقال أبو زرعة: واهي الحديث.
(1) 14/ 34 (كتاب الرقاق- باب ما يتقى من فتنة المال)
(2)
قال الحافظ: أخرج له مسلم في الشواهد (التهذيب) وقال الذهبي: احتج به مسلم واستشهد به البخاري (السير 7/ 346)
وعبد الله بن جعفر بن نجيح قال الفلاس وغيره: ضعيف الحديث.
وزيد وعطاء ثقتان.
- وقال ربيعة بن عثمان المدني: عن زيد بن أسلم عن أبي مراوح عن أبي واقد.
أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 107) والطبراني في "الكبير"(3303) وأبو نعيم (1) في "الصحابة"(2026) والقضاعي (1442) والبيهقي (2) في "الشعب"(9800) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك عن ربيعة بن عثمان به.
وربيعة بن عثمان وثقه ابن معين وغير واحد، لكن رجّح أبو حاتم رواية هشام بن سعد ومن تابعه على روايته كما في "العلل" لابنه عبد الرحمن، وهذا الاختلاف لا يضر لأنّ عطاء بن يسار وأبا مراوح ثقتان.
- وقال عبد الله بن الحسين بن عطاء بن يسار: عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي واقد.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2027)
وعبد الله بن الحسين قال أبو زرعة: ضعيف، وقال البخاري: فيه نظر.
وللحديث شاهد عن عائشة مرفوعا نحوه.
أخرجه نصر السمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 174)
وفيه مجالد بن سعيد الهَمْداني وهو ضعيف.
1183 -
قوله صلى الله عليه وسلم عن أهل بدر "إنّ الله قال لهم: اعملوا ما شئتم ففد غفرت لكم"
سكت عليه الحافظ (3).
أخرجه البخاري (فتح 9/ 61 - 62) من حديث علي.
1184 -
حديث أبي قتادة: "إنّ بلالا قال لما ناموا في الوادي: يا رسول الله، أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك. فقال صلى الله عليه وسلم "إنّ الله قبض أرواحكم حين شاء"
سكت عليه الحافظ (4).
(1) أخرجه في موضع آخر (7014) من هذا الطريق فلم يذكر أبا واقد.
(2)
ووقع عنده: عن أبي واقد عن أبي مراوح. وقال: كذا وجدته في كتابي، والصواب عن أبي مراوح عن أبي واقد.
(3)
10/ 96 (كتاب التفسير: سورة النور-باب {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا})
(4)
17/ 220 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ} [النحل: 40])
أخرجه البخاري (فتح 2/ 206 - 207 و 17/ 227)
1185 -
عن سعيد بن العاص أنّ عثمان قال: يا رسول الله، ائذن لي في الاختصاء، فقال "إنّ الله قد أبدلنا بالرهبانية الحنيفية السمحة"
قال الحافظ: وأخرج الطبراني من طريق سعيد بن العاص: فذكره" (1)
سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا رهبانية في الإسلام"
1186 -
"إنّ الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما من حديث أبي أمامة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته في حجة الوداع: فذكره، وفي إسناده إسماعيل بن عياش وقد قوى حديثه عن الشاميين جماعة من الأئمة، منهم: أحمد والبخاري، وهذا من روايته عن شرحبيل بن مسلم وهو شامي ثقة وصرّح في روايته بالتحديث عند الترمذي، وقال الترمذي: حديث حسن. وفي الباب عن عمرو بن خارجة عند الترمذي والنسائي، وعن أنس عند ابن ماجه، وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عند الدارقطني، وعن جابر عند الدارقطني أيضا، وقال: الصواب إرساله، وعن عليّ عند ابن أبي شيبة، ولا يخلو إسناد كل منها عن مقال، لكن مجموعها يقتضي أنّ للحديث أصلاً بل جنح الشافعي في "الأم" إلى أنّ هذا المتن متواتر فقال: وجدنا أهل الفتيا ومن حفظنا عنهم من أهل العلم بالمغازي من قريش وغيرهم لا يختلفون في أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال عام الفتح "لا وصية لوارث" ويؤثرون عمن حفظوه عنه ممن لقوه من أهل العلم فكان نقل كافة عن كافة فهو أقوى من نقل واحد. وقد نازع الفخر الرازى في كون هذا الحديث متواترا" (2)
صحيح
ورد من حديث أبي أمامة ومن حديث عمرو بن خارجة ومن حديث أنس ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمرو ومن حديث جابر ومن حديث زيد بن أرقم والبراء معا ومن حديث علي بن أبي طالب ومن حديث ابن عمر ومن حديث خارجة بن عمرو ومن حديث معقل بن يسار ومن حديث أسماء بنت يزيد ومن حديث مجاهد مرسلا
فأما حديث أبي أمامة فله عنه طرق:
الأول: يرويه إسماعيل بن عياش ثني شُرَحبيل بن مسلم الخَولاني قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته عام حجة الوداع "ألا إنّ الله قد
(1) 11/ 19 (كتاب النكاح- باب ما يكره من التبتل)
(2)
6/ 301 (كتاب الوصايا- باب لا وصية لوارث)
أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث، الولد للفراش وللعاهر الحجر، وحسابهم على الله، من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى (1) إلى غير مواليه فعليه لعنة الله التابعة إلى يوم القيامة، لا يقبل منه صرف ولا عدل، لا تنفق امرأة شيئا من بيتها إلا بإذن زوجها" (2) قيل: يا رسول الله! ولا الطعام؟ قال "ذلك أفضل أموالنا" ثم قال "إنّ العارية مؤداة، والمِنْحَة مردودة، والدين مَقضي، والزعيم غارم".
أخرجه الطيالسي (ص 154) وعبد الرزاق (14767 و 16308) وأبو عبيد في "الناسخ"(431) وابن أبي شيبة (11/ 149 و4/ 415 و 6/ 585) وسعيد بن منصور (427) قالوا: ثنا إسماعيل بن عياش به. واللفظ لسعيد
ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي (6/ 88 و 212) وفي "المعرفة"(8/ 284 - 285 و 9/ 173) وفي "الصغرى"(2298)
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في "الكبير"(7615) وفي "مسند الشاميين"(541) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 315)
ومن طريق سعيد بن منصور أخرجه ابن عدي (1/ 290)
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو عمرو المديني في "حجة الوداع"(52) والطبراني في "الكبير"(7615) وفي "مسند الشاميين"(541) وابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 230 و 12/ 39 و 14/ 298 - 299) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 315)
وأخرجه أحمد (5/ 267) وأبو داود (2870 و 3565) وابن ماجه (2007 و 2295 و 2398 و 2405 و 2713) والترمذي (670 و 1265 و 2120) والطحاوي في "المشكل"(4461) وفي "شرح المعاني"(3/ 104) وأبو عمرو المديني في "حجة الوداع"(52) وابن حبان في "لمجروحين"(1/ 215) والطبراني في "الكبير"(7615) وفي "مسند الشاميين"(541) وابن عدي (1/ 290) والغطريفي (22) والدارقطني (3/ 40 - 41) وابن شاهين في "الأفراد"(35 و 36 و 37) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 228 و 281) والبيهقي (6/ 72 و 264) وابن عبد البر في "التمهيد"(12/ 39 و 14/ 298 - 299 و 24/ 439) والخطيب في "السابق واللاحق"(ص 118 - 119 و 119 - 120) وأبو زكريا بن منده في "أرداف النبي"(ص 78) والبغوي في "شرح السنة"(2162) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(61) والرافعي في "التدوين"(3/ 251) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 315) من طرق عن إسماعيل بن عياش به.
(1) عند عبد الرزاق "توالى".
(2)
عند الطيالسي "ألا لا يحل لامرأة أنْ تعطي من مال زوجها شيئا إلا بإذنه".
طوله بعضهم واختصره بعضهم.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد روي عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه، ورواية إسماعيل بن عياش عن أهل العراق وأهل الحجاز ليس بذلك فيما تفرد به لأنه روى عنهم مناكير، وروايته عن أهل الشام أصح. هكذا قال محمد بن إسماعيل.
قال: سمعت أحمد بن الحسن يقول: قال أحمد بن حنبل: إسماعيل بن عياش أصلح حديثا من بقية، ولبقية أحاديث مناكير عن الثقات. وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول: سمعت زكريا بن عدي يقول: قال أبو إسحاق الفزاري: خذوا من بقية ما حدّث عن الثقات ولا تأخذوا عن إسماعيل بن عياش ما حدث عن الثقات ولا عن غير "الثقات"
وقال أيضا: هذا حديث حسن غريب"
وقال أيضا: حديث حسن"
وأسند البيهقي عن أحمد بن حنبل قال: إسماعيل بن عياش ما روى عن الشاميين صحيح، وما روى عن أهل الحجاز فليس بصحيح"
قال البيهقي: وكذلك قاله البخاري وجماعة من الحفاظ، وهذا الحديث إنما رواه إسماعيل بن عياش عن شامي"
وقال ابن عدي: إسماعيل بن عياش حديثه عن الشاميين إذا روى عنه ثقة فهو مستقيم، وفي الجملة هو ممن يكتب حديثه، ويحتج به في حديث الشاميين خاصة"
وقال البغوي: هذا حديث حسن"
وقال ابن شاهين: هذا حديث غريب لا أعلم حدّث به عن شرحبيل بن مسلم إلا إسماعيل بن عياش"
وقال الحافظ في "التلخيص"(3/ 92): وهو حسن الإسناد"
وقال في "تخريج أحاديث المختصر": هذا حديث حسن"
وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 2/ 122
قلت: وهو كما قال، فإسماعيل بن عياش ثقة فيما يرويه عن الشاميين، وشرحبيل بن مسلم وثقه أحمد وابن نمير والعجلي وابن حبان واختلف فيه قول ابن معين.
الثاني: يرويه صفوان الأصم الطائي عن أبي أمامة رفعه "العارية مؤداة، والمَنِيْحَة مردودة، والزعيم غارم، والولد للفراش وللعاهر الحجر، ولا وصية لوارث".
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7621) عن إبراهيم بن محمد بن عِرقْ الحمصي ثنا محمد بن مُصفى ثنا أبو المغيرة ثنا إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم وصفوان الأصم الطائي عن أبي أمامة به.
وصفوان الأصم قال أبو حاتم: يكتب حديثه وليس بالقوي، وشيخ الطبراني قال الذهبي في "الميزان": غير معتمد.
والحديث اختلف فيه على إسماعيل بن عياش، فرواه المسيب بن واضح عنه عن محمد بن زياد عن أبي أمامة.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7531)
والمسيب بن واضح اختلفوا فيه: قواه ابن عدي، وضعفه الدارقطني والبيهقي، وقال أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيرا فإذا قيل له لم يقبل.
الثالث: يرويه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي ثني سليم بن عامر وغيره عن أبي أمامة وغيره، ممن شهد خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ، فكان فيما تكلم به "ألا إنّ الله قد أعطى كل ذي حق حقه، ألا لا وصية لوارث".
أخرجه ابن الجارود (949) عن أبي أيوب سليمان بن عبد الحميد البَهْرَاني ثنا يزيد بن عبد ربه ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جابر به.
وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات.
وأما حديث عمرو بن خارجة فله عنه طرق:
الأول: يرويه شَهر بن حَوشب واختلف عنه:
- فرواه قتادة واختلف عنه:
• فقال غير واحد: عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْم عن عمرو بن خارجة قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته (1)(2) وأنا تحت جِرَانها وهي تَقْصَعُ بِجِرَّتِها ولُعابها يسيل بين كتفي قال "إنّ الله عز وجل أعطى لكل ذي حق حقه (3) ولا وصية لوارث، والولد للفراش وللعاهر الحجر، ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه (4) فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل".
(1) وفي لفظ "كنت آخذ بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم"
(2)
زاد الطبراني في "الكبير": الجدعاء.
(3)
وفي لفظ "إنّ الله قسم لكل إنسان نصيبه من الميراث"
(4)
زاد الترمذي وأبو يعلى وأحمد والطبراني "رغبة عنهم"
أخرجه أحمد (4/ 187 و 238) واللفظ له وابن البختري في "حديثه"(616) والطبراني في "الكبير"(17/ 34) والبغوي في "معالم التنزيل"(1/ 148 - 149) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 318 - 319)
عن حماد بن سلمة
وأحمد (4/ 186 - 187) والترمذي (2121) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(786 و 2481) والنسائي (6/ 207) وفي "الكبرى"(6468) وأبو يعلى (1508) وفي "المفاريد"(20) والطبراني في "الكبير"(17/ 33) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 220)
عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي
وأبو عبيد في "الناسخ"(432) وابن سعد (2/ 183) وابن أبي شيبة (4/ 416 و 11/ 149) وأحمد (4/ 186 و 187) وابن ماجه (2712) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2482) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 218 - 219) والطبراني في "الكبير"(17/ 34) والدارقطني (4/ 152 - 153) وتمام في "فوائده"(ق 38/ 1) وأبو نعيم في "الصحابة"(5046) والبيهقي (6/ 264) وابن عبد البر في "التمهيد"(14/ 299) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 318 - 319)
عن سعيد بن أبي عَروبة
والطيالسي (ص 169) والدارمي (3263) والطبراني في "الكبير"(17/ 32 - 33) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 318 - 319)
عن هشام الدَّسْتُوَائي
وسعيد بن منصور (1)(428) وأسلم في "تاريخ واسط"(ص 116) والطبراني في "الكبير"(17/ 33 و 34) و "الأوسط"(7787)
عن طلحة بن عبد الرحمن أبي محمد مولى باهلة
والنسائي (6/ 207)
عن شعبة (2)
(1) سقط من إسناده "عن عبد الرحمن بن غنم"
(2)
ووقع في "الكبرى"(6469): سعيد. وفي "تحفة الأشراف"(8/ 151): عن شعبة، وفي نسخة: عن سعيد.
والطبراني في "الكبير"(17/ 35)
عن مجاعة بن الزبير العتكي
وابن قانع (2/ 219)
عن أبان بن يزيد العطار
كلهم عن قتادة به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"
وقال الحافظ: هذا حديث حسن"
قلت: وهو كما قال فإنّ رواته ثقات غير شهر بن حوشب وهو حسن الحديث، وقتادة وإنْ كان مدلسا إلا أن رواية شعبة عنه مأمون فيها من تدليسه لأنّه كان لا يسمع منه إلا ما سمع.
• وقيل: عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عمرو بن خارجة، ليس فيه عبد الرحمن بن غنم.
أخرجه أحمد (4/ 187) والطبراني في "الكبير"(17/ 35)
عن همام بن يحيى العَوْذي
وابن أبي عاصم في "الآحاد"(788)
عن محمد بن عبيد الله العَرْزَمي
كلاهما عن قتادة به.
• ورواه إسماعيل بن أبي خالد عن قتادة عن عمرو بن خارجة، ولم يذكر شهر بن حوشب ولا عبد الرحمن بن غنم.
أخرجه النسائي (6/ 207) وفي "الكبرى"(6470) والطبراني في "الكبير"(17/ 35)
والأول أصح.
- ورواه أبو بكر الهُذَلي عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن عمرو بن خارجة.
أخرجه ابن بشران (211) والواحدي في "الوسيط"(1/ 269) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 319)
وأبو بكر الهذلي متروك.
- ورواه مطر الوراق عن شهر بن حوشب واختلف عن مطر:
• فرواه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن سعيد بن أبي عَروبة عن مطر واختلف عن عبد الوهاب:
فقال أحمد (4/ 187): ثنا عبد الوهاب أنا سعيد ثنا مطر عن شهر عن عبد الرحمن بن غنم عن عمرو بن خارجة.
وتابعه الحارث بن أبي أسامة ثنا عبد الوهاب به.
أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 219) وأبو نعيم في "الصحابة"(5047)
ورواه عبد الرحمن بن مرزوق البزوري عن عبد الوهاب فلم يذكر عبد الرحمن بن غنم.
أخرجه الدارقطني (4/ 153)
• ورواه مَعْمَر بن راشد عن مطر الوراق فلم يذكر عبد الرحمن بن غنم.
أخرجه عبد الرزاق (16306 و 16376) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(787)
- ورواه ليث بن أبي سليم واختلف عنه:
• فقال ابن إسحاق (سيرة ابن هشام 2/ 605): ثني ليث عن شهر بن حوشب عن عمرو بن خارجة.
• ورواه سفيان الثوري عن ليث عن شهر أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسمه.
أخرجه عبد الرزاق (16307) وأحمد (4/ 186)
• ورواه حفص بن غياث الكوفي عن ليث عن مجاهد عن عمرو بن خارجة.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 35)
وليث ضعيف.
الثاني: يرويه إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن عمرو بن خارجة رفعه "لا وصية لوارث إلا أنْ يجيز الورثة"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 35) والدارقطني (4/ 152) والبيهقي (6/ 264)
وقال: ضعيف"
قلت: وهو كما قال لضعف إسماعيل بن مسلم المكي.
الثالث: يرويه عبد الملك بن قدامة الجُمَحي عن أبيه عن عمرو بن خارجة.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(789) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا عبد الله بن نافع الصائغ عن عبد الملك بن قدامة به.
وقدامة بن إبراهيم الجمحي ذكره ابن حبان في "الثقات" ومن دونه مختلف فيهم، واختلف فيه على عبد الله بن نافع كما سيأتي في الكلام على حديث خارجة بن عمرو.
الرابع: يرويه السري بن إسماعيل ثنا عامر عن عمرو بن خارجة.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 35 - 36) عن محمد بن حمويه الجوهري ثنا معمر بن سهل ثنا عامر بن مدرك ثنا السري به.
والسري بن إسماعيل قال النسائي وغيره: متروك الحديث.
وأما حديث أنس فله عنه طرق:
الأول: يرويه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي عن سعيد بن أبي سعيد أنّه حدّثه عن أنس بن مالك قال: إني لتحت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يسيل عليّ لُعابها، فسمعته يقول "إنّ الله جعل لكل ذي حق حقه، ألا لا وصية لوارث، الولد للفراش وللعاهر الحجر، ألا لا يتولنّ رجل غير مواليه، ولا يدعينّ إلى غير أبيه، فمن فعل ذلك، فعليه لعنة الله، متتابعة إلى يوم القيامة، ألا لا تنفقنّ امرأة من بيتها إلا بإذن زوجها" فقال رجل: إلا الطعام يا رسول الله، فقال "وهل أفضل أموالنا إلا الطعام، ألا إنّ العارية مؤداة، والمنيحة مردودة، والدين مقضي، والزعيم غارم"
أخرجه ابن ماجه (2399 و 2714) وأبو عمرو المديني في "حجة الوداع"(39) والطبراني في "مسند الشاميين"(621) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 314) من طريق محمد بن شعيب بن شابور ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به.
قال ابن التركماني في "الجوهر النقي"(6/ 265): وهذا سند جيد"
وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، ومحمد بن شعيب وثقه دحيم وأبو داود، وباقي الإسناد على شرط البخاري" مصباح الزجاجة 3/ 62 و 144
قلت: ولم ينفرد محمد بن شعيب بن شابور به بل تابعه عمر بن عبد الواحد الدمشقي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثني سعيد بن أبي سعيد (1) عن أنس به.
أخرجه أبو داود (5115) والطبراني في "مسند الشاميين"(620) والدارقطني (4/ 70) والبيهقي (4/ 264 - 265) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 313 - 314)
ورواه (2) الوليد بن مزيد البيروتي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثني سعيد بن أبي سعيد- شيخ بالساحل- قال: ثني رجل من أهل المدينة قال: إني لتحت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه.
أخرجه الدارقطني (4/ 70)
قال ابن عبد الهادي في "التنقيح": حديث أنس هذا ذكره ابن عساكر وشيخنا المزي في "الأطراف"(1/ 225) في ترجمة سعيد المقبري وهو خطأ وإنما هو الساحلي ولا يحتج به، هكذا رواه الوليد بن مزيد البيروتي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن سعيد بن أبي سعيد- شيخ بالساحل- قال: حدثني رجل من أهل المدينة قال: إني لتحت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث" نصب الراية 4/ 404
وقال الحافظ: هذا حديث حسن ورجاله رجال الصحيح إلا سعيد بن أبي سعيد فاختلف فيه فقيل: هو المَقْبُري، فلو ثبت هذا لكان الحديث على شرط الصحيح، لكن الأكثر على أنّه شيخ مجهول من أهل بيروت. وقد وقع في بعض طرقه عن ابن جابر حدثني شيخ بالساحل يقال له: سعيد بن أبي سعيد، والمقبري لا يقال فيه مثل هذا لشهرته"
وقال في "النكت الظراف"(1/ 225): قلت: هو سعيد بن أبي سعيد الساحلي شامي، وأما المقبري فهو مدني"
وقال في "التهذيب": قال ابن عساكر: قدم سعيد بن أبي سعيد الشام مرابطا وحدّث بساحل بيروت. وقد فرق الخطيب بين سعيد بن أبي سعيد الذي حدث ببيروت وبين المقبري ووهم في ذلك.
قال الحافظ: قلت: وذكر الحافظ سعد الدين الحارثي أنّ ابن عساكر لم يصب في توهيم الخطيب، وصدق الحارثي قد جاء في كثير من الروايات عن عبد الرحمن بن يزيد بن
(1) قال أبو داود في روايته: ثني سعيد بن أبي سعيد ونحن ببيروت.
(2)
ورواه ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثني سعيد بن أبي سعيد عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول.
أخرجه أحمد (5/ 293)
جابر عن سعيد بن أبي سعيد الساحلي عن أنس، والرواية التي وقعت لابن عساكر وفيها عن ابن جابر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري كأنها وهم من أحد الرواة وهو سليمان بن أحمد الواسطي فإنّه ضعيف جدا، وإنّ المقبري لم يقل أحد أنه يُدعى الساحلي، وهذا الساحلي غير معروف تفرد عنه ابن جابر"
وقال في "التقريب": سعيد بن أبي سعيد البيروتي الساحلي مجهول وَهِّم ابن عساكر الخطيب لكونه فرّق بين هذا والمقبري، والصواب مع الخطيب ويحتمل أنْ يكون هو سعيد بن خالد بن أبي طويل"
الثاني: يرويه سليمان بن سالم الحرِّاني الأموي- هو ابن أبي داود- عن الزهري عن أنس مرفوعا "إنّ الله قد آتى كل ذي حق حقه، ألا لا وصية لوارث، والولد للفراش وللعاهر الحجر".
أخرجه تمام في "فوائده"(ق 6/ 2) والخطيب في "الموضح"(2/ 127 و 282) وابن عساكر في "تاريخه"(7/ 153)
وإسناده ضعيف جدا، سليمان بن سالم قال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث جدا.
الثالث: يرويه شعيب بن بكر عن يحيى بن سعيد عن أنس مرفوعا "لا وصية لوارث"
أخرجه ابن عدي (4/ 1575) عن إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي ثنا عبد الله بن شبيب ثنا عبد الجبار بن سعيد عن شعيب بن بكر به.
وقال: وهذا الحديث لا أعلم رواه بهذا الإسناد غير عبد الله بن شبيب ولم أكتبه إلا عن إسحاق هذا"
قلت: وعبد الله بن شبيب قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.
وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان:
الأول: يرويه ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا "لا وصية لوارث"
أخرجه الدارقطني (4/ 98) عن أبي بكر محمد بن حمدون النيسابوري ثنا يوسف بن سعيد ثنا عبد الله بن ربيعة ثنا محمد بن مسلم عن ابن طاوس به.
قال الحافظ: سنده حسن" التلخيص 3/ 92
وتبعه الألباني في "الارواء"(6/ 89)
وقال أبو الطيب في "التعليق المغني": في إسناده عبد الله بن ربيعة فهو إنْ كان ابن يزيد الدمشقي فمجهول وإنْ كان غيره فلا أعرفه"
قلت: عبد الله بن ربيعة يحتمل أنْ يكون هو عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي فإنّه معدود من الرواة عن محمد بن مسلم الطائفي.
ثم تحققت من ذلك فقد أخرجه ابن عدي (4/ 1570) عن إسحاق بن عبد الله الكوفي ثني محمد بن تمام بن عياش ثنا عبد الله بن محمد القدامي به.
ذكره في ترجمة القدامي هذا وقال: وهذا حديث غريب من هذا الطريق لا أعلم رواه غير القدامي، ولم أكتبه إلا عن إسحاق الكوفي هذا"
قال: والقدامي عامة حديثه غير محفوظة، وهو ضعيف على ما تبين لي من رواياته واضطرابه فيها ولم أر للمتقدمين فيه كلاما فأذكره"
قلت: وضعفه الدارقطني وابن حبان وغيرهما.
والحديث اختلف فيه على طاوس، فرواه هشام بن حُجَير عنه مرسلا.
أخرجه سعيد بن منصور (429) عن سفيان بن عيينة عن هشام بن حجير به.
وهشام بن حجير مختلف فيه: وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه أحمد وغيره.
الثاني: يرويه ابن جُريج عن عطاء عن ابن عباس موفوعا "لا وصية لوارث إلا أن يجيزها الورثة"
وفي لفظ "لا تجوز الوصية لوارث إلا إن شاء الورثة"
أخرجه الدارقطني (4/ 97 و 152) والبيهقي (6/ 263) وابن عبد البر في "التمهيد"(14/ 299) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 321) من طريق حجاج بن محمد المصيصي ثنا ابن جريج به.
قال البيهقي: عطاء هو الخراساني لم يدرك ابن عباس ولم يره. قاله أبو داود وغيره"
وقال الحافظ: ورجاله ثقات إلا أنّه معلول فقد قيل: إنّ عطاء هو الخراساني" الفتح 6/ 302
وقال في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 321): هذا إسناد ظاهره الصحة إذ المتبادر أنّ عطاء هو ابن أبي رباح فلو كان كذلك لكان على شرط الصحيح لكن عطاء المذكور هو الخراساني وفيه ضعف ولم يسمع من ابن عباس. قاله أبو داود والدارقطنى وغيرهما"
قلت: رواه إسماعيل بن إبراهيم بن شيبة الطائفي عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا "لا وصية لوارث"
أخرجه ابن عدي (1/ 307)
لكن إسماعيل هذا ضعيف.
ورواه يونس بن راشد الجزري عن عطاء الخراساني عن عكرمة عن ابن عباس.
أخرجه الدارقطني (4/ 98 و 152) ومن طريقه البيهقي (6/ 263 - 264) عن عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي ثنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي ثنا يونس بن راشد به.
قال البيهقي: عطاء الخراساني غير قوي"
قلت: هو صدوق، وثقه أحمد وابن معين وابن سعد والعجلي والترمذي ويعقوب بن شيبة وغيرهم، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: لا بأس به صدوق يحتج بحديثه، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
وضعفه بعضهم.
ويونس بن راشد صدوق كذلك قال أبو زرعة: لا بأس به، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات".
ومحمد بن عمرو بن خالد وثقه ابن يونس (الوهم والإيهام 3/ 535) والباقون ثقات.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2410) عن محمد بن عمرو بن خالد به.
وأما حديث أبي عمرو فأخرجه ابن عدي (2/ 817) عن محمد بن صالح بن ذَرِيح البغدادي ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا حماد بن سلمة عن حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا تجوز وصية لوارث، والولد للفراش وللعاهر الحجر".
قال الحافظ: وسنده حسن" تخريج أحاديث المختصر 2/ 320
قلت: وهو كما قال فإنّ رواته ثقات غير عمرو بن شعيب وأبوه وهما صدوقان.
ولم ينفرد حبيب المعلم به بل تابعه حبيب بن الشهيد البصري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم النحر "لا وصية لوارث إلا أن تجيز الورثة"
أخرجه الدارقطني (2/ 98) من طريق سهل بن عمار النيسابوري ثنا الحسين بن الوليد ثنا حماد بن سلمة عن حبيب بن الشهيد به.
قال الزيلعي: وسهل بن عمار كذبه الحاكم" نصب الراية 4/ 404
وقال الحافظ: إسناده واهي" التلخيص 3/ 92
وأما حديث جابر فله عنه طريقان:
الأول: يرويه سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعا "لا وصية لوارث"
أخرجه ابن عدي (1/ 202)
عن أحمد بن محمد بن صاعد
والدارقطني (4/ 97)
عن فضل بن سهل بن إبراهيم الأعرج البغدادي
كلاهما عن أبي موسى إسحاق بن إبراهيم الهروي ثنا سفيان بن عيينة به.
وأبو موسى الهروي وثقه ابن معين وابن حبان لكن خالفه سعيد بن منصور (426) فرواه عن ابن عيينة عن عمرو به دينار مرسلا لم يذكر جابرا (1).
وتابعه علي بن المديني عن ابن عيينة به.
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(6/ 337)
قال الدارقطني: الصواب مرسل"
الثاني: يرويه جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر مرفوعا "لا وصية لوارث ولا إقرار بدين"
أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(433) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 227) من طريق يحيى بن يحيى ثنا نوح بن دَرّاج عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد به.
واختلف فيه على نوح بن دراج، فرواه عباد بن يعقوب عنه عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسلا لم يذكر جابرا.
أخرجه الدارقطني (4/ 152)
ونوح بن دراج قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث، واتهمه بعضهم بالوضع.
(1) قال الحافظ: هذا مرسل، ورجاله رجال الصحيح" تخريج أحاديث المختصر 2/ 322
وأما حديث زيد بن أرقم والبراء فأخرجه ابن الأعرابي (ق162/أ) والطبراني في "الكبير"(5057) وابن عدي (6/ 2349) من طريق موسى بن عثمان الحضرمي عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم والبراء قالا: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم ونحن نرفع غصن الشجرة عن رأسه فقال "إنّ الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي، لعن الله من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه، والولد للفراش وللعاهر الحجر، وليس لوارث وصية"
قال الهيثمي: وفيه موسى بن عثمان الحضرمي وهو ضعيف" المجمع 5/ 15
قلت: بل ضعيف جدا، قال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال أبو زرعة: منكر الحديث جدا.
وقال الترمذي في "العلل"(1/ 458): سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: يرويه عن أبي إسحاق موسى بن عثمان الحضرمي وهو ذاهب الحديث"
وأما حديث علي فيرويه أبو إسحاق الهمداني واختلف عنه:
• فرواه يحيى بن أبي أنيسة الجزري عنه عن عاصم بن ضَمْرَة عن علي مرفوعا "الدين قبل الوصية، وليس لوارث وصية"
أخرجه ابن عدي (7/ 2648) والدارقطني (1)(4/ 97) والبيهقي (6/ 267) والخطيب في "الموضح"(2/ 167)
وقال البيهقي: كذا أتى به يحيى بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن عاصم ويحيى ضعيف"
قلت: هو متروك الحديث كما قال أحمد ويعقوب بن سفيان والنسائي والدارقطني.
• ورواه ناصح بن عبد الله الكوفي عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي مرفوعا "لا وصية لوارث، الولد من ولد على فراش أبيه، وللعاهر الحجر في فِيه، من ادعى إلى غير أبيه أو إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"
أخرجه ابن عدي (7/ 2511)
وقال: وهذا عن أبي إسحاق غير محفوظ"
قلت: وناصح قال ابن معين والنسائي وغيرهما: ضعيف.
ورواه حجاج بن أرطاة عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قوله.
أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 149)
(1) قال الحافظ في "التلخيص"(3/ 92): رواه الدارقطني من حديث علي وإسناده ضعيف"
وحجاج ضعيف مدلس.
وأما حديث ابن عمر فأخرجه الحارث في "مسنده" كما في "نصب الراية"(4/ 405) عن إسحاق بن عيسى بن نجيح الطباع ثنا محمد بن جابر عن عبد الله بن بدر: سمعت ابن عمر يقول: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدين قبل الوصية، وأنْ لا وصية لوارث"
وإسناده ضعيف لضعف محمد بن جابر السحيمي.
وأما حديث خارجة بن عمرو فأخرجه الطبراني في "الكبير"(4140) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 320) من طريق عبد الله بن حمزة الزبيري ثنا عبد الله بن نافع عن عبد الملك بن قدامة الجمحي عن أبيه عن خارجة بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح وأنا عند ناقته "ليس لوارث وصية قد أعطى الله عز وجل كل ذي حق حقه، وللعاهر الحجر، من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا بقبل الله منه صرفا ولا عدلا يوم القيامة".
قال الهيثمي: وفيه عبد الملك بن قدامة الجمحي وثقه ابن معين وضعفه الناس" المجمع 4/ 214
قلت: هو مختلف فيه وكذا عبد الله بن نافع الصائغ، وقدامة بن إبراهيم الجمحي ذكره ابن حبان في "الثقات".
وخارجة بن عمرو قال الحافظ (1) في "التلخيص"(3/ 92): ولعله عمرو بن خارجة انقلب"
وقال في "التهذيب": عمرو بن خارجة وقيل خارجة بن عمرو والأول أصح"
وقال في "الإصابة"(3/ 49): حديث عمرو بن خارجة أخرجه أحمد وأصحاب السنن ومخرجه مغاير لمخرج حديث خارجة بن عمرو فالظاهر أنّه آخر"
قلت: رواه يعقوب بن حميد بن كاسب عن عبد الله بن نافع فقال: عن عمرو بن خارجة وقد تقدم.
وأما حديث معقل بن يسار فأخرجه ابن عدي (5/ 1853) من طريق علي بن الحسن بن يعمر الشامي ثنا المبارك بن فَضالة عن الحسن قال: قال معقل بن يسار: كنا بمنى وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ولُعاب ناقته بين كتفي ففهمت من كلامه قال "لا وصية لوارث"
(1) وقال في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 320): هذا حديث غريب من هذا الوجه، وجوز أبو موسى في الذيل أن يكون هذا هو عمرو بن خارجة الذي سبق، لكون الحديث معروفا من طريقه"
وقال: وهذا الحديث باطل بهذا الإسناد ليس له أصل، وعلي بن الحسن ضعيف جدا"
وقال الحافظ: سنده واه" تخريج أحاديث المختصر 2/ 320
وأما حديث أسماء بنت يزيد فأخرجه إسحاق في "مسنده"(2287) عن يحيى بن اليمان العجلي ثنا سفيان عن ليث عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد أنها رفعته "لا وصية لوارث"
وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.
وأما حديث مجاهد فأخرجه الشافعي في "الأم"(4/ 40) وسعيد بن منصور (425) والبيهقي (6/ 264) وفي "المعرفة"(9/ 173) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 313) من طريق سفيان بن عيينة عن سليمان الأحول عن مجاهد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا وصية لوارث"
قال الحافظ: هذا حديث مرسل صحيح الإسناد"
قلت: رواته ثقات.
1187 -
حديث عبادة بن الصامت: لما نزلت آية الرجم قال النبي صلى الله عليه وسلم "إنّ الله قد جعل لهن سبيلا" الحديث وفيه: فقال أناس لسعد بن عبادة: يا أبا ثابت، قد نزلت الحدود، أرأيت لو وجدت مع امرأتك رجلا كيف كنت صانعا؟ قال: كنت ضاربه بالسيف حتى يسكنا، فأنا أذهب وأجمع أربعة، فإلى ذلك قد قضى الخائب حاجته فأنطلق وأقول: رأيت فلانا فيجلدوني ولا يقبلون لي شهادة أبدا. فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"كفى بالسيف شاهدا" ثم قال "لولا أنى أخاف أنْ يتتابع فيها السكران والغيران"
قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (1)
1188 -
"إنّ الله قد ذبح كل ما في البحر لبني آدم"
قال الحافظ: وأخرج الدارقطني من حديث عبد الله بن سَرْجِس رفعه: فذكره، وفي سنده ضعف، والطبراني من حديث ابن عمر رفعه نحوه، وسنده ضعيف أيضا" (2)
ضعيف جدا
(1) 15/ 190 (كتاب الحدود- باب من رأى مع امراته رجلا فقتله)
(2)
12/ 34 (كتاب الذبائح- باب قول الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ} [المائدة:96])
أخرجه الدارقطني (4/ 267) من طريق إبراهيم بن يزيد الخُوزي عن عمرو بن دينار عن عبد الله بن سرجس مرفوعا "إنّ الله قد ذبح كل نون في البحر لبني آدم"
وإسناده ضعيف جدا، إبراهيم بن يزيد الخوزي قال أحمد والنسائي: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة.
واختلف في هذا الحديث على عمرو بن دينار:
• فرواه حمزة بن أبي حمزة ميمون الجزري النَّصِيبى عنه عن جابر مرفوعا "ما من دابة في البحر إلا قد ذكاها الله لبني آدم"
أخرجه الدارقطني (4/ 267)
وحمزة النصيبي قال النسائي والدارقطني: متروك الحديث، واتهمه غير واحد بوضع الحديث.
• ورواه طلحة بن عمرو الحضرمي عن عمرو بن دينار قال: بلغني أنّ الله ذبح ما في البحر لبني آدم.
أخرجه الدارقطني (4/ 267)
وطلحة بن عمرو ضعيف.
وأما حديث ابن عمر فلم أره في المطبوع من مسنده من "المعجم الكبير" ولم أره في "المجمع" للهيثمي والله تعالى أعلم.
1189 -
"إنّ الله قدّر مقادير الخلائق قبل أنْ يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء"
قال الحافظ: وقد روى مسلم من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا فذكره" (1)
أخرجه مسلم (2653) عن ابن عمرو مرفوعا بلفظ "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء"
1190 -
حديث ابن مسعود "إنّ الله قسم أخلاقكم كما قسم أرزاقكم"
قال الحافظ: وهو عند البخاري في (الأدب المفرد)(2)
صحيح
(1) 7/ 98 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} [الروم:27]) و 14/ 311 (كتاب القدر- باب تحاج آدم وموسى عند الله)
(2)
13/ 67 - 68 (كتاب الأدب- باب حسن الخلق)
يرويه زُبَيْد بن الحارث اليامي عن مُرّة بن شراحيل الهمداني عن ابن مسعود، واختلف عن زبيد في رفعه ووقفه:
- فرواه سفيان الثوري عن زبيد واختلف عن سفيان:
• فرواه غير واحد عن سفيان موقوفا.
أخرجه البخاري في (الأدب المفرد)(275) وأبو داود في "الزهد"(157) وابن اللمش (1) في "تاريخ دنيسر"(ص 93)
عن محمد بن كثير العبدي
والحسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1134)
عن عبد الرحمن بن مهدي
والعقيلي (2/ 213)
عن قَبيصة بن عقبة الكوفي
ثلاثتهم عن سفيان الثوري عن زبيد بن الحارث اليامي عن مرّة عن ابن مسعود قال: إنّ الله تعالى قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإنّ الله تعالى يعطي المال من أحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب، فمن ضَنَّ بالمال أنْ ينفقه وخاف العدو أنْ يجاهده وهاب الليل أنْ يكابده فليكثر من قول لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر" اللفظ للبخاري
• ورواه عيسى بن يونس عن سفيان عن زبيد عن مرّة عن ابن مسعود مرفوعا.
أخرجه الإسماعيلي في "معجمه"(2/ 726 - 727) والدارقطني في "العلل"(5/ 271) والحاكم (1/ 33) وابن مردويه في "أماليه"(6) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 35) والبيهقي في "القضاء والقدر"(365 و 366 و 367) وابن الجوزي في "العلل"(1401) من طريق أحمد بن جَنَاب المِصيصي عن عيسى بن يونس به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد تفرد به أحمد بن جناب المصيصي وهو شرط من شرطنا في هذا الكتاب أنا نخرج أفراد الثقات إذا لم نجد لها علة، وقد وجدنا لعيسى بن يونس فيه متابعين أحدهما من شرط هذا الكتاب وهو سفيان بن عقبة أخو قبيصة.
(1) ووقع عنده "عن سنيد عن مرة" ولعله خطأ من الناسخ.
ثم ساقه (1/ 34) من طريق سفيان بن عقبة عن حمزة الزيات وسفيان الثوري عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود به مرفوعا (1).
ثم قال: وأما المتابع الذي ليس من شرط هذا الكتاب فعبد العزيز بن أبان والحديث معروف به، فقد صح بمتابعين لعيسى بن يونس ثم بمتابع للثوري عن زبيد وهو حمزة الزيات"
قلت: الحديث إسناده صحيح إلا أنّه اختلف فيه على زبيد اليامي فرواه سفيان الثوري عنه كما تقدم واختلف فيه على سفيان.
- ورواه عبد الرحمن بن زبيد بن الحارث اليامي عن أبيه عن مرة عن ابن مسعود مرفوعا.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 166)
وقال: ورواه حمزة الزيات عن زبيد مثله مرفوعا. ورواه إسماعيل بن أبي خالد والمسعودي في آخرين عن زبيد مثله موقوفا.
قلت: وعبد الرحمن بن زبيد بن الحارث ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".
- ورواه زهير بن معاوية ومالك بن مِغْول وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود موقوفا.
فأما حديث زهير فأخرجه أبو داود في "الزهد"(157)
وأما حديث مالك بن مغول فأخرجه اللالكائي في "السنة"(1697) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 165 - 166)
وأما حديث المسعودي فأخرجه البيهقي في "القضاء والقدر"(368)
- ورواه محمد بن طلحة بن مُصَرِّف اليامي عن زبيد واختلف عن محمد:
• فقال غير واحد: عن محمد بن طلحة عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود موقوفا.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(8990)
عن حجاج بن المنهال البصري
(1) وأخرجه البيهقي في "الشعب"(599) عن الحاكم به.
وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 165 - 166 و 5/ 35)
عن سليمان بن حرب البصري
و (4/ 165 - 166)
عن عاصم بن علي الواسطي
قالوا: ثنا محمد بن طلحة به.
• وقال سلام بن سليمان المدائني: عن محمد بن طلحة عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود مرفوعا.
أخرجه ابن عدي (3/ 1158) وابن مردويه في "أماليه"(6)
وسلام بن سليمان ضعيف، ومحمد بن طلحة مختلف فيه.
ولم ينفرد زبيد بن الحارث به بل تابعه الصباح بن محمد الأحمسي عن مرة عن ابن مسعود مرفوعا (1).
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(344) وأحمد (1/ 387) وابن أبي عمر في "الإيمان"(64) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 55) والبخاري في "الكبير"(2/ 2 / 313) وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(42) وابن أبي عاصم في "الزهد"(209) والبزار (2026) والدولابي في "الكنى"(1/ 141) والعقيلي (2/ 213) والهيثم بن كليب في "مسنده"(877) والحاكم (2/ 447 و 4/ 165) وابن مردويه في "أماليه"(5) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 166) وابن بشران (359) والبيهقي في "الشعب"(5136) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 436 - 437) والواحدي في "الوسيط"(4/ 70 - 71 و 483 - 484) والبغوي في "شرح السنة"(2030) وفي "تفسيره"(1/ 288) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(72) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" كما في "غاية المرام"(ص 29)
وقال البزار: الصباح بن محمد ليس بالمشهور"
(1) ولفظه "إنّ الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإنّ الله عز وجل يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه، والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه" قالوا: وما بوائقه يا نبي الله؟ قال "غشمه وظلمه، ولا يكسب عبد مالاً من حرام فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدق به فيقبل منه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، إنّ الله عز وجل لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن، إنّ الخبيث لا يمحو الخبيث".
وقال العقيلي: الصباح بن محمد في حديثه وهم، ويرفع الموقوف"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال ابن عبد البر: هذا حديث حسن الألفاظ ضعيف الإسناد"
وقال الهيثمي: رواه أحمد وإسناده بعضهم مستور وأكثرهم ثقات" المجمع 1/ 53
وقال في موضع آخر: رواه البزار وفيه من لم أعرفهم" المجمع 10/ 292
وعلق الحافظ بن حجر على ذلك بخطه في نسخة الأصل من "المجمع" بقوله: كلهم معروفون والآفة من الصباح"
وقال الدارقطني: الصباح بن محمد ليس بقوي، والصحيح موقوف" العلل 5/ 270 - 271
وقال البوصيري: مداره على الصباح بن محمد وهو ضعيف" مختصر إتحاف السادة 1/ 62
1191 -
عن ابن مسعود رفعه "إنّ الله كتب الغيرة على النساء، فمن صبر منهنّ كان لها أجر شهيد"
قال الحافظ: أخرجه البزار وأشار إلى صحته، ورجاله ثقات لكن اختلف في عبيد بن الصباح منهم" (1)
أخرجه البزار (1490) والدولابي في "الكنى"(2/ 100) والعقيلي في "الضعفاء"(ق268/ أ) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 82) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 227) والطبراني في "الكبير"(10040) وابن عدي (6/ 2102) والقضاعي (1117) من طرق عن أبي محمد عبيد بن الصباح الكوفي ثنا كامل بن العلاء أبو العلاء عن الحكم بن عُتيبة عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال: كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه إذ أقبلت امرأة عريانة، فقام إليها رجل من القوم فألقى عليها ثوبا، وضمها إليه، فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم (2)، فقال بعض أصحابه: أحسبها امرأته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أحسبها غَيْرَى وإنّ الله تبارك وتعالى كتب الغيرة على النساء، والجهاد على الرجال، فمن صبر منهنّ كان لها أجر شهيد (3) " واللفظ للبزار.
(1) 11/ 237 (كتاب النكاح- باب الغيرة)
(2)
زاد ابن حبان "وغمض عينيه" ولفظ الطبراني "فشقّ ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم وغمض عينيه"
(3)
لفظ ابن حبان والطبرانى "فمن صبر منهنّ إيمانا واحتسابا كان لها مثل أجر الشهداء"
قال البزار: لا نعلمه يُروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وعبيد بن الصباح ليس به بأس، وكامل بن العلاء كوفي مشهور، وروى عنه جماعة من أهل العلم واحتملوا حديثه على أنّه لم يشاركه في هذا الحديث غيره"
وقال العقيلي: عبيد بن الصباح لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به"
وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر، وقال مرة أخرى: هذا حديث موضوع بهذا الإسناد. العلل 1/ 313
وقال الهيثمي: وفيه عبيد بن الصباح ضعفه أبو حاتم، ووثقه البزار، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 320
وقال الذهبي: هذا الحديث من مناكير عبيد بن الصباح" الميزان
قلت: هو مختلف فيه وكذا كامل بن العلاء والباقون ثقات
1192 -
"إنّ الله كتب كتابا أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، وقال في آخره-آمن الرسول-"
قال الحافظ: وقد أخرج علي بن سعيد العسكري في "ثواب القرآن" من حديث النعمان بن بشير رفعه: فذكره، وأصله عند الترمذي والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم، ولأبي عبيد في "فضائل القرآن" من مرسل جبير بن نُفير نحوه وزاد "فاقرءوهما وعلموهما أبناءكم فإنهما قرآن وصلاة ودعاء"(1)
انظر الحديث الذي بعده.
1193 -
حديث النعمان بن بشير رفعه "إنّ الله كتب كتابا وأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة لا يقرآن في دار فيقربها الشيطان ثلاث ليال"
قال الحافظ: أخرجه الحاكم وصححه" (2)
ورد من حديث النعمان بن بشير ومن حديث أبي ذر
فأما حديث النعمان فيرويه أبو قِلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي واختلف عنه:
(1) 10/ 432 (كتاب فضائل القرآن- باب سورة البقرة)
(2)
10/ 432 (كتاب فضائل القرآن- باب فضل سورة البقرة)
- فرواه أشعث بن عبد الرحمن الجَرْمي عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن النعمان مرفوعا.
أخرجه أحمد (4/ 274)
عن رَوح بن عبادة البصري
وأبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 232) وأحمد (4/ 274) والدارمي (3390) والنسائي في "اليوم والليلة"(967) والحاكم (1/ 562 و 2/ 260) والسهمي (1) في "تاريخ جرجان"(ص 129) والبيهقي في "الأسماء"(ص 300)
عن عفان بن مسلم البصري
والترمذي (2882) والبزار (3296) والفريابي في "القدر"(89)
عن عبد الرحمن بن مهدي البصري
والنسائي في "اليوم والليلة"(967)
عن حجاج بن المنهال البصري
وابن الضريس في "فضائل القرآن"(167)
عن موسى بن إسماعيل البصري
وابن نصر في "قيام الليل"(ص 142) وابن حبان (782) والطبراني في "الأوسط"(2009)
عن هُدبة بن خالد البصري (2)
والبيهقي في "الشعب"(2179)
عن يونس بن محمد المؤدب
والبغوي في "شرح السنة"(1201)
(1) سقط من إسناده "عن أبي الأشعث"
(2)
رواه ابن نصر وعمران بن موسى وأحمد بن عمرو عن هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة عن أشعث بن عبد الرحمن عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن النعمان بن بشير.
وخالفهم عبد الله بن أحمد بن حنبل فرواه عن هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة ثنا أشعث بن عبد الرحمن عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن شداد بن أوس.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7146)
عن العلاء بن عبد الجبار البصري
والفريابي (88)
عن معاذ بن معاذ العنبري
وأبو بكر الأبهري في "الفوائد"(9)
عن عبيد الله بن محمد بن عائشة
كلهم عن حماد بن سلمة ثنا أشعث بن عبد الرحمن الجرمي عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن النعمان بن بشير مرفوعا "إنّ الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان".
قال البزار: لا نعلم أسند أبو الأشعث الصنعاني عن النعمان بن بشير إلا هذا الحديث"
وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن النعمان إلا بهذا الإسناد، تفرد به حماد بن سلمة"
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال في الموضع الثاني: صحيح على شرط مسلم"
قلت: أشعث بن عبد الرحمن الجرمي لم يخرج له مسلم شيئا، وقد وثقه ابن معين وابن حبان، وقال أحمد: ما به بأس، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. وباقي رواته ثقات.
وأبو الأشعث الصنعاني اسمه شراحيل بن آدة ولم يذكر سماعا من النعمان بن بشير فلا أدري أسمع منه أم لا.
قال الذهبي في "سير الأعلام"(4/ 358): لم يخرج له البخاري لأنّه لا يكاد يصرح باللقاء، وهو لا يقنع بالمعاصرة"
قلت: ولم يخرج له مسلم من روايته عن النعمان بن بشير شيئا.
- ورواه أيوب السَّخْتِيَاني عن أبي قلابة واختلف عن أيوب:
• فرواه عباد بن منصور عن أيوب واختلف عن عباد:
فقال ريحان بن سعيد البصري: ثنا عباد بن منصور عن أيوب عن أبي صالح الحارثي عن النعمان بن بشير.
أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(966) والطبراني في "الأوسط"(1382) و "الصغير"(1/ 55) والبيهقي في "الشعب"(2180)
وقال الطبراني: لم يروه عن أيوب إلا عباد، تفرد به ريحان"
قلت: وهو مختلف فيه، ولما ذكره ابن حبان في "الثقات" قال: يعتبر حديثه من غير روايته عن عباد.
وقال البرديجي: فأما حديث ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة فهي مناكير.
وأما عباد بن منصور فهو ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما.
وقال أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي: عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي صالح الخازني مرسلا.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(5/ 339)
• ورواه وهيب بن خالد البصري عن أيوب قال: قرأت في كتاب أبي قلابة ولا أعلمني إلا أني قد سمعت منه عن النعمان.
أخرجه الفريابي (90)
- ورواه أبو قحذم النضر بن معبد عن أبي قلابة عن أبي صالح عن النعمان بن بشير.
أخرجه ابن عدي (7/ 2490)
وأبو قحذم قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: لين الحديث يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس بثقة.
- ورواه سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير.
أخرجه الفريابي (91)
وسعيد بن بشير فيه ضعف.
- ورواه أبو رجاء محمد بن سيف البصري عن أبي قلابة عن أبي صالح الأشعري عن النعمان بن بشير.
أخرجه البزار (3297) عن خالد بن يوسف السّمتي أنا أبي أنا أبو رجاء به.
ويوسف بن خالد السمتي كذبه ابن معين والفلاس وأبو داود.
وحديث حماد بن سلمة أصح.
قال أبو زرعة: الصحيح حديث حماد بن سلمة" العلل لابن أبي حاتم 2/ 64
وأما حديث أبي ذر فأخرجه الحاكم (1/ 562) من طريق الفضل الشعراني ثنا عبد الله بن صالح (1) المصري أني معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن أبي ذر مرفوعا "إنّ الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهنّ وعلموهنّ نساءكم وأبناءكم فإنها صلاة وقرآن ودعاء".
وقال: صحيح على شرط البخاري"
وتعقبه الذهبي فقال: كذا قال، ومعاوية لم يحتج به البخاري"
قلت: وعبد الله بن صالح فيه ضعف، وخالفه عبد الله بن وهب فرواه عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير مرسلا.
أخرجه الحاكم (1/ 562)
وهذا أصح.
1194 -
حديث عائشة قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاته فأخذت غطاء فنشرته على الباب، فلما قدم فرأى النمط عرفت الكراهة في وجهه فجذبه حتى هَتكَه فقال "إنّ الله لم يأمرنا أنْ نكسو الحجارة والطين" قالت: فقطعت منه وسادتين فلم يعب ذلك عليّ.
قال الحافظ: أخرجه مسلم (2107) " (2)
(1) رواه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص233) عن عبد الله بن صالح فلم يذكر أبا ذر.
(2)
11/ 132 (كتاب النكاح - باب الأنماط)
و11/ 159 (كتاب النكاح - باب هل يرجع إذا رأى منكرا في الدعوة)
1195 -
"إنّ الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرّم عليها"
ذكره الحافظ في ثلاثة مواضع:
قال في الأول: رواه أبو داود (1) من حديث أم سلمة" (2)
وقال في الثاني: أخرجه أبو يعلى وصححه ابن حبان" (3)
وقال في الثالث: وله (أي أبي داود) عن أم سلمة مرفوعا: فذكره" (4)
أخرجه أحمد في "الأشربة"(159) وابن أبي الدنيا في "ذم المسكر"(12) وأبو يعلى (6966) وابن حبان (1391) والطبراني في "الكبير"(23/ 326 - 327) والبيهقي (10/ 5) من طرق عن أبي إسحاق الشيباني عن حسان بن مخارق قال: قالت أم سلمة: اشتكت ابنة لي، فَنَبَذْتُ لها في كُوْز، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغلي، فقال "ما هذا؟ " فقالت: إنّ ابنتي اشتكت فنبذنا لها هذا، فقال "إنّ الله لم يجعل شفاءكم في حرام"
وفي لفظ "فيما حرّم عليكم".
قال ابن حزم: هذا الحديث باطل لأنّ راويه سليمان الشيباني وهو مجهول" المحلى 1/ 233
قلت: بل هو معروف وهو سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني الكوفي أخرج له الستة ووثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وأبو داود والعجلي والدارقطني وغيرهم.
وحسان بن مخارق ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا أبا إسحاق الشيباني فهو مجهول، ولا يُدرى هل لقي أم سلمة أم لا.
وقد صح الحديث من قول ابن مسعود ذكره البخاري في "صحيحه"(فتح 12/ 180) تعليقا وبصيغة الجزم.
قال: وقال ابن مسعود في السَّكَر: إنّ الله لم يجعل شفاءكم فيما حَرَّم عليكم"
(1) الحديث لم أجده في سنن أبي داود وليس هو فيه، وأظنه وهما من الحافظ أو هو تصحيف فإنّه قد ذكر الحديث في كتاب الأشربة- باب شرب الحلواء والعسل ونسبه إلى أبي يعلى وابن حبان، وذكره في "المطالب العالية"(2462) ونسبه إلى أبي يعلى، وذكره الهيثمي في "المجمع"(5/ 86) ونسبه إلى أبي يعلى والبزار، وذكره السخاوي في "المقاصد"(ص 119) ونسبه إلى ابن حبان وأبي يعلى والبيهقي.
ومما يقوي أنّ أبا داود لم يخرجه أنّ الراوي عن أم سلمة وهو حسان بن مخارق الكوفي ليست له رواية
في الكتب الستة ولذلك لم يترجم في "التهذيب" وتوابعه.
(2)
1/ 352 (كتاب الوضوء- باب أبوال الإبل)
(3)
12/ 181 (كتاب الأشربة- باب شراب الحلواء والعسل)
(4)
17/ 21 (كتاب الاعتصام- باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم)
قال الحافظ: قلت: قد رويت الأثر المذكور في "فوائد" علي بن حرب الطائي (1) عن سفيان بن عُيينة عن منصور عن أبي وائل قال: اشتكى رجل منا يقال له: خيثم بن العداء داء ببطنه يقال له الصفر فنعت له السَّكَر فأرسل إلى ابن مسعود يسأله فذكره. وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 23) عن جرير عن منصور وسنده صحيح على شرط الشيخين (2)، وأخرجه أحمد في كتاب "الأشربة"(117) والطبراني في "الكبير"(9714 و9715 و 9716) من طريق أبي وائل (3) نحوه، وروينا في نسخة داود بن نصير الطائي بسند صحيح عن مسروق (4) قال: قال عبد الله- هو ابن مسعود-: لا تسقوا أولادكم الخمر فإنّهم ولدوا على الفطرة وإنّ الله لم يجعل شفاءكم فيما حرّم عليكم. وأخرجه ابن أبي شيبة من وجه آخر عن ابن مسعود كذلك، وأخرج إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" من هذا الوجه قال: أتينا عبد الله في مجدرين أو محصبين نعت لهم السكر فذكر مثله" الفتح 12/ 181
وأخرجه عبد الرزاق (17102) والطبراني في "الكبير"(9717) من طريق حماد عن إبراهيم قال: قال ابن مسعود: لا تسقوا أولادكم الخمر، بنحو رواية مسروق.
قال الهيثمي: وإسناده منقطع ورجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 72
وأخرجه أحمد في "الأشربة"(133) عن محمد بن فضيل عن العلاء عن أبيه عن ابن مسعود قال: إنّ أولادكم ولدوا على الفطرة فلا تسقوهم السكر، فإنّ الله عز وجل لم يجعل شفاءكم فيما حرّم عليكم.
ورواته ثقات إلا أنّ المسيب بن رافع لم يلق ابن مسعود.
1196 -
"إنّ الله لم يجعل شفاءكم فيما حرّم عليكم"
قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى وصححه ابن حبان من حديث أم سلمة قالت: اشتكت بنت لي فنبذت لها في كُوزٍ فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغلي فقال "ما هذا؟ " فأخبرته فقال: فذكره" (5)
انظر الحديث الذي قبله.
(1) ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 200)
وأخرجه أحمد في "الأشربة"(130) عن سفيان بن عيينة به.
(2)
وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 86
(3)
ومن هذا الطريق أخرجه عبد الرزاق (17097و 17098) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 108) وأبو الشيخ في "الأقران"(136) والحاكم (4/ 218) والبيهقي (10/ 5) والخطب في "الأسماء المبهمة"(ص 71 و 72)
(4)
وأخرجه مسدد في "مسنده"(المطالب 2522) عن يحيى القطان عن سفيان عن الأعمش عن مسلم عن مسروق به.
(5)
12/ 181 (كتاب الأشربة- باب شراب الحلواء والعسل)
1197 -
"إنّ الله لم يجعل لِلْمَسْخِ نَسْلاً ولا عَقِباً وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك"
قال الحافظ: حديث ابن مسعود قال: وذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره" (1)
هو قطعة من حديث أخرجه مسلم (2663) عن ابن مسعود قال: قالت أم حبيبة: اللهم أَمْتِعْني بزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "قد سألت الله لآجال مضروبة، وأيام معدودة، وأرزاقٍ مقسومةٍ. لن يعجل شيئا قبل حِلِّهِ أو يؤخر شيئا عن حِلِّهِ ولو كنت سألت الله أنْ يعيذك من عذاب في النار أو عذاب في القبر كان خيرا وأفضل". قال: وذكرت عنده القردة.
قال مِسْعَر: وأراه قال والخنازير من مسخ فقال "إنّ الله لم يجعل لمسخ نسلا ولا عقبا وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك".
1198 -
عن ابن عباس مرفوعا "إنّ الله لم يفرض الزكاة إلا ليطيب ما بقي من أموالكم"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (2)
ضعيف
أخرجه أبو داود (1664)
عن عثمان بن أبي شيبة
والحاكم (1/ 408 - 409)
عن علي بن المديني
والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة"(560)
عن محمد بن يونس الكُديمي
قالوا: ثنا يحيى بن يعلى المحاربي ثنا أبي ثنا غيلان عن جعفر بن إياس عن مجاهد عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية- والذين يكنزون الذهب والفضة- قال: كبر ذلك على المسلمين، فقال عمر رضي الله عنه: أنا أفرج عنكم، فانطلق، فقال: يا نبي الله، إنّه كبر على أصحابك هذه الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وزاد "وإنما فرض المواريث لتكون لمن بعدكم" فكبّر عمر، ثم قال له "ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة: إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته"
(1) 7/ 162 - 163 (كتاب بدء الخلق- باب خير مال المسلم غنم)
(2)
4/ 14 (كتاب الزكاة - باب ما أدي زكاته فليس بكنز)
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
قلت: اختلف في هذا الحديث على يحيى بن يعلى، فرواه غير واحد عنه قال: ثنا أبي ثنا غيلان بن جامع المحاربي عن عثمان أبي اليقظان عن جعفر بن إياس عن مجاهد عن ابن عباس.
فزادوا عثمان أبي اليقظان بين غيلان بن جامع وجعفر بن إياس، منهم:
1 -
أبو بكر بن أبي شيبة.
أخرجه أبو يعلى (2499)
2 -
إبراهيم بن إسحاق الزهري.
أخرجه الحاكم (1)(2/ 333) والبيهقي (4/ 83) وفي "الشعب"(3035)
3 -
عباس بن عبد الله الترقفي.
أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(ق 183) والبيهقي (4/ 83)
4 -
حميد بن مالك.
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(6/ 1788)
وهذا أصح لأنّ الزيادة من الثقة مقبولة.
وقال الحاكم لما أخرجه: صحيح الإسناد"
قلت: بل ضعيف لضعف عثمان أبي اليقظان.
قال الذهبي في "المهذب"(4/ 7): قلت: عثمان ضعفوه.
1199 -
حديث أبي سعيد الخير "إنّ الله لم يكتب الصيام بالليل، فمن صام فقد تَعَنَّى ولا أجر له"
قال الحافظ: ذكره الترمذي في "الجامع" ووصله في "العلل المفرد" وأخرجه ابن السكن وغيره في "الصحابة" والدولابي وغيره في "الكنى" كلهم من طريق أبي فروة الرُّهاوي عن معقل الكندي عن عُبادة بن نُسِي عنه ولفظ المتن مرفوعا: فذكره، قال ابن
(1) وقع عنده "عن عثمان بن القطان الخزاعي" قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: عثمان لا أعرفه والخبر عجيب"
قلت: رواه البيهقي عن الحاكم فقال فيه "عن عثمان أبي اليقظان" على الصواب.
منده: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقال الترمذي: سألت البخاري عنه فقال: ما أرى عبادة سمع من أبي سعيد الخير" (1)
ضعيف
قال الحافظ في "الإصابة"(11/ 161): أبو سعد الخير ويقال: أبو سعيد الخير قال ابن السكن: له صحبة، ويقال: اسمه عمرو. وقال أبو أحمد الحاكم: لا أعرف اسمه ولا نسبه. وذكر أنه أبو سعيد الأنماري وليس كذلك فإنّ لهذا حديثين غير الحديث الذي اختلف فيه في الأنماري بل هو أبو سعد أو أبو سعيد فأخرج الترمذي في "العلل المفردة"(1/ 338 - 339) وابن أبي داود في "الصحابة" وأبو أحمد الحاكم عنه من طريق أخرى كلهم من طريق أبي فروة الرهاوي عن معقل الكندي (2) عن عبادة بن نسي عن أبي سعد مرفوعا: فذكر الحديث (3)، قال: وأخرجه الدولابي (4) في "الكنى"(1/ 35) من وجه آخر عن أبي فروة فقال: عن أبي سعد الخير الأنصاري، وفي رواية الحاكم أبي أحمد (5): عن أبي سعد الخير، وأخرجه ابن منده وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقال الترمذي: سألت محمدا -يعني البخاري- عنه فقال: ما أرى عبادة بن نسي سمع من أبي سعد الخير" (6)
قلت: وإسناده ضعيف لضعف أبي فروة يزيد بن سنان الرهاوي، ومعقل الكناني ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكروا عنه راويا إلا يزيد بن سنان فهو مجهول.
1200 -
"إنّ الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء فتداووا"
قال الحافظ: ووقع في رواية طارق بن شهاب عن ابن مسعود رفعه: فذكره، وأخرجه النسائي وصححه ابن حبان والحاكم، ونحوه للطحاوي وأبي نعيم من حديث ابن عباس، ووقع في رواية أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود نحو حديث الباب وزاد في آخره "علمه من علمه، وجهله من جهله" أخرجه النسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم" (7)
صحيح
(1) 5/ 105 (كتاب الصوم- باب الوصال)
(2)
في "علل الترمذي" الكناني.
(3)
لفظ الترمذي "إنّ الله لم يكتب على الليل الصيام، فمن صام فليتعن ولا أجر له".
ولفظ الدولابي "لم يكتب علينا في الليل صيام، فمن شاء فليتعن ولا أجر له"
(4)
وكذا ابن عدي (7/ 2725)
(5)
وكذا ابن قانع في "الصحابة"(1/ 100) وابن عدي في "الكامل"(7/ 2725)
(6)
قال البخاري قبل ذلك: أرى هذا الحديث مرسلا"
(7)
12/ 240 (كتاب الطب- باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء)
وله عن ابن مسعود طريقان:
الأول: يرويه قيس بن مسلم الجَدَلي عن طارق بن شهاب واختلف عن قيس:
- فرواه سفيان الثوري عن قيس بن مسلم واختلف عن سفيان:
• فقال محمد بن يوسف الفِرْيابي: ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعا "إنّ الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء فتداووا"
أخرجه أحمد بن الفرات الرازي (1) في "جزئه"(12) عن الفريابي به.
ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الفقيه"(2/ 105)
وأخرجه البزار (1450 و 3003)
عن سلمة بن شبيب النيسابوري
والنسائي في "الكبرى"(6863)
عن عبيد الله بن فضالة النسائي
والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 326)
عن أبي بشر عبد الملك بن مروان الرقي
قالوا: ثنا محمد بن يوسف الفريابي به.
ولفظه عندهم "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء (2)، فعليكم بألبان البقر، فإنّها ترمّ من كل الشجر"
• ورواه حُميد بن زنجويه عن الفريابي واختلف عن حميد:
فرواه محمد بن أحمد بن أبي عون عن حميد بن زنجويه مرفوعا.
أخرجه ابن حبان (6075)
ورواه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2165) عن حميد بن زنجويه موقوفا.
والأول أصح.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن سفيان بهذا الإسناد إلا محمد بن يوسف"
قلت: رواه محمد بن كثير العبدي أيضا عن سفيان بهذا الإسناد.
(1) ومن طريقه أخرجه الذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 85) إلا أنه لم يرفعه.
(2)
وفي لفظ "دواء"
أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2165)
• ورواه عبد الرزاق (17144) عن سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود موقوفا.
ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(9163)
• ورواه زيد بن الحباب عن سفيان فلم يذكر ابن مسعود ورفعه.
أخرجه عبد بن حميد (560)
والأول أصح، وإسناده صحيح رواته ثقات.
- ورواه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي (1) عن قيس بن مسلم واختلف عن المسعودي:
• فرواه غير واحد عن المسعودي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعا، منهم:
1 -
الطيالسي (منحة 1/ 345)
2 -
عمر بن علي المُقَدَّمِي.
أخرجه البزار (1451 و 3004)
3 -
جعفر بن عون الكوفي.
أخرجه الحاكم (4/ 197)
4 -
عبد الله بن يزيد المقرئ.
أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده"(إتحاف الخيرة 5292) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه"(129) وابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 285)
• ورواه أبو نُعيم الفضل بن دُكين عن المسعودي بهذا الإسناد موقوفا.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(9164)
والمسعودي كان قد اختلط، وسماع جعفر بن عون وأبي نعيم منه قبل اختلاطه، وسماع الطيالسي منه بعد اختلاطه، فالظاهر أنّ هذا الاختلاف من المسعودي نفسه.
(1) زاد بعد قوله "شفاء""إلا الهرم"
- ورواه غير واحد عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعا، منهم:
1 -
إبراهيم بن مهاجر.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(9788) من طريق شعيب بن صفوان الكوفي عن الربيع بن ركين عن إبراهيم بن مهاجر عن قيس بن مسلم به.
ولفظ حديثه "تداووا بألبان البقر فإني أرجو أنْ يجعل الله فيها شفاء فإنّها تأكل من كل الشجر"
وإسناده ضعيف لضعف الربيع بن سهل بن الركين بن الربيع بن عَميلة الفَزَاري، وشعيب بن صفوان مختلف فيه.
2 -
أبو حنيفة.
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 326) والطبراني في "الكبير"(9789) والخطابي في "الغريب"(1/ 86) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 212 و 213) من طرق عن أبي حنيفة عن قيس بن مسلم به.
ولفظ حديثه "تداووا عباد الله، فإنّ الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، إلا السام، وهو الموت، فعليكم بألبان البقر فإنّها تحبط من كل خسيس الشجر" السياق لأبي نعيم
وأبو حنيفة ضعفه أحمد والجمهور، واختلف فيه قول ابن معين.
3 -
الركين بن الربيع بن عَميلة الفزاري.
رواه شعبة وإسرائيل بن يونس عن الركين
فأما حديث شعبة فرواه عنه غير واحد، منهم:
- أبو زيد سعيد بن الربيع الحَرَشي.
أخرجه الحاكم (4/ 196) من طريق أبي قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ثنا سعيد بن الربيع ثنا شعبة عن الركين بن الربيع به بلفظ "ما أنزل الله من داء إلا وقد أنزل له شفاء، وفي ألبان البقر شفاء من كل داء"
وقال: صحيح على شرط مسلم"
قلت: لم يخرج مسلم لأبي قلابة الرقاشي شيئا، ولم يخرج رواية شعبة عن الركين ولا رواية الركين عن قيس.
• ورواه زيد بن أخزم الطائي عن سعيد بن الربيع بلفظ "في ألبان البقر شفاء"
أخرجه البزار (3000) والنسائي في "الكبرى"(7568)
وإسناده صحيح.
ورواه السكن بن سعيد عن سعيد بن الربيع بلفظ "إنّ الله تبارك وتعالى لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء"
أخرجه البزار (1452)
والسكن لم أقف له على ترجمة.
- الحجاج بن نُصَير الفساطيطي.
أخرجه البزار (3002) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2166) والهيثم بن كليب (767) من طرق عن الحجاج بن نصير ثنا شعبة عن الربيع بن الركين بن الربيع عن قيس بن مسلم به بلفظ "عليكم بألبان البقر فإنّها شفاء من كل داء"
هكذا قال الحجاج بن نصير: عن الربيع بن الركين بن الربيع وهو خطأ، والصواب عن الركين بن الربيع، والحجاج بن نصير قال النسائي وغيره: ضعيف.
- الحجاج بن محمد المِصيصي واختلف عنه:
• فقال سلمة بن شبيب النيسابوري: ثنا الحجاج بن محمد عن شعبة عن الربيع بن الركين عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعا "إنّ الله تبارك وتعالى لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء"
أخرجه البزار (1453 و 3001)
• وقال إبراهيم بن الحسن بن الهيثم الخثعمي: ثنا حجاج أني شعبة عن الربيع بن لوط عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعا (1)"ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء" ذكر ألبان البقر فأمر بها وقال "إنّها دواء من كل داء"
أخرجه النسائي في "الكبرى"(6865)
والأول أصح.
وأما حديث إسرائيل فأخرجه الحاكم (4/ 403) عن أبي العباس محمد بن أحمد
(1) وفي "تحفة الأشراف"(7/ 62): موقوفا.
المحبوبي ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن الركين بن الربيع عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعاً "عليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل شجر، وهو شفاء من كل داء"
وقال: صحيح الإسناد"
وهو كما قال.
4 -
أبو وكيع الجراح بن مليح.
أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2164) عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني البصري ثنا أبو وكيع عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود قال: قال رجل: يا رسول الله، أنتداوى؟ قال "نعم تداووا، فإن الله لم ينزل داء إلا أنزل له دواء، عليكم بألبان البقر فإنها ترم من الشجر"
وإسناده حسن، أبو وكيع صدوق، والباقون ثقات.
- ورواه أيوب بن عائذ الطائي عن قيس بن مسلم واختلف عن أيوب:
• فرواه حماد بن أبي حنيفة عن أيوب الطائي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعاً.
أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 212)
وحماد ذكره الذهبي في "الميزان" فقال: ضعفه ابن عدي وغيره من قبل حفظه.
• ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن أيوب الطائي فلم يذكر ابن مسعود.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(7566) عن إسحاق بن راهويه أنا جرير به.
ورواته ثقات.
- ورواه قيس بن الربيع الأسدي عن قيس بن مسلم فلم يذكر ابن مسعود.
أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2163)
وقيس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
وتابعه يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني عن قيس بن مسلم به.
- أخرجه أحمد (4/ 315) عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن يزيد أبي خالد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6864 و 7567) عن محمد بن المثنى عن عبد الرحمن بن مهدي به.
وأخرجه في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان"(234) عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار عن عبد الرحمن بن مهدي به.
وأخرجه الدارفطني في "العلل"(6/ 28 - 29) من طريق أحمد بن سنان ثنا عبد الرحمن به.
ويزيد أبو خالد مختلف فيه: وثقه أبو حاتم وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره.
وقول من قال: عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعاً أصح.
- ورواه محمد بن جابر اليمامي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى.
أخرجه البزار (2999)
وقال: أخطأ فيه محمد بن جابر وكان سيئ الحفظ".
قلت: محمد بن جابر قال ابن معين وغيره: ضعيف.
الثاني: يرويه عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي عن ابن مسعود مرفوعا "إنّ الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء (1)، جهله من جهله، وعلمه من علمه"
أخرجه الحميدي (90) وأحمد (1/ 377) وابن أبي عمر في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة"(4/ 50) والبيهقي (9/ 343) وابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 285)
عن سفيان بن عُيينة
وأحمد (1/ 413 و 443) وابن ماجه (3438) والحاكم (4/ 399) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 617)
عن سفيان الثوري (2)(3)
(1) وفي لفظ "دواء"
(2)
رواه يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي ومؤمل بن إسماعيل ومصعب بن المقدام ومحمد بن كثير ويحيى بن هشام العَصّار عن الثوري عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عن ابن مسعود مرفوعا.
وخالفهم وكيع فرواه عن الثوري عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عن ابن مسعود موقوفا.
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 3)
والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة.
(3)
قال الحافظ في "النكت الظراف"(7/ 65): رواه الفِريابي عن سفيان فقال: عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود، ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان فقال: عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود، وقول ابن مهدي أولى"
قلت: كلتا الروايتين صحيحتان رواهما محمد بن كثير عن سفيان.
وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5295)
عن جرير بن عبد الحميد الرازي
وأ حمد (1/ 446)
عن علي بن عاصم الواسطي
و (1/ 453)
عن همام بن يحيى العَوْذي
ومسدد (إتحاف الخيرة 5290) وابن حبان (6062)
عن خالد بن عبد الله الطحان
وأحمد بن منيع في "مسنده"(إتحاف الخيرة 5293) والحاكم (4/ 196 - 197)
عن عَبيدة بن حُميد الكوفي
كلهم عن عطاء بن السائب به.
وخالفهم عبد السلام بن حرب المُلائي الكوفي فرواه عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود موقوفا.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(8969)
والأول أصح لأنّ عطاء بن السائب اختلط في آخر عمره وسماع السفيانين منه قبل اختلاطه، وهو صدوق وأبو عبد الرحمن السلمي ثقة فالإسناد حسن.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 40/ 50
وأما حديث ابن عباس الذي أشار إليه الحافظ فأخرجه الطحاوي في "شرح المعانى"(4/ 323) والطبراني في "الكبير"(11337)
عن عبد الله بن وهب
وابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 284)
عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين
كلاهما عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "يا أيها الناس تداووا فإن الله عز وجل لم يخلق داء إلا خلق له شفاء إلا السام"
وإسناده ضعيف جداً، طلحة بن عمرو هو الحضرمي المكي قال النسائي وغيره: متروك الحديث.
1201 -
"إنّ الله لم يُهلك قوما أو يَمسخ قوما فيجعل لهم نسلاً ولا عاقبة"
قال الحافظ: ثم أخرج (أي الطحاوي) من طريق المعرور بن سويد عن عبد الله بن مسعود قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير: أهي مما مسخ؟ قال: فذكره، وأصل هذا الحديث في مسلم وكأنه لم يستحضره من صحيح مسلم" (1)
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 198 - 199) من طريق الثوري عن علقمة بن مَرثد عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن المعرور بن سويد عن ابن مسعود به.
ومن هذا الطريق أخرجه مسلم في "صحيحه"(2663) وقد تقدم.
1202 -
"إنّ الله لم يُهلك قوماً فيجعل لهم نسلا"
قال الحافظ: وعنده (أي مسلم) من حديث ابن مسعود مرفوعاً: فذكره" (2)
انظر الحديث الذي قبله.
1203 -
"إنّ الله مع الدائن حتى يقضي دينه"
قال الحافظ: رواه ابن ماجه والحاكم من رواية محمد بن علي عن عبد الله بن جعفر أنه كان يستدين فسئل فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، إسناده حسن لكن اختلف فيه على محمد بن علي فرواه الحاكم أيضاً من طريق القاسم بن الفضل عنه عن عائشة بلفظ "ما من عبد كانت له نية في وفاء دينه إلا كان له من الله عون" قالت: فأنا ألتمس ذلك العون. وساق له شاهدا من وجه آخر عن القاسم عن عائشة" (3)
أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 476) وابن أبي عمر في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة"(3/ 64) والدارمي (2589) وحنبل بن إسحاق في "جزئه"(56) وابن ماجه (2409) والبزار (2243) والطبراني في "الأوسط"(460) والحاكم (2/ 23) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 204) والبيهقي (5/ 355) والخطيب في "الموضح"(2/ 206) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن جعفر ص 45) والمزي في "التهذيب"(10/ 475 - 476) من طرق عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك ثنا سعيد بن سفيان مولى الأسلميين عن جعفر بن محمد
(1) 12/ 88 (كتاب الذبائح- باب الضب)
(2)
8/ 160 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب أيام الجاهلية)
(3)
5/ 451 (كتاب الاستقراض- باب من أخذ أموال الناس يريد أداءها)
عن أبيه عن عبد الله بن جعفر مرفوعا "إنّ الله مع الدائن حتى يقضي دينه، ما لم يكن فيما يكره الله"
قال: وكان عبد الله بن جعفر يقول لخازنه: اذهب فخذ لي بدين، فإني أكره أنْ أبيت ليلة إلا والله معي بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن جعفر إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي فُديك"
وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث جعفر وأبيه وعبد الله بن جعفر، لم يروه عنه إلا سعيد ولا عنه إلا ابن أبي فديك"
وقال المنذري: رواه ابن ماجه بإسناد حسن والحاكم وقال: صحيح الإسناد. وله شواهد" الترغيب 2/ 604
وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 3/ 63
قلت: بل إسناده ضعيف، سعيد بن سفيان ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.
وللحديث شاهد عن عائشة وعن ميمونة
فأما حديث عائشة فله عنها طرق:
الأول: يرويه القاسم بن الفضل الحُدَّاني عن محمد بن علي أبي جعفر عن عائشة أنّها كانت تدّان، فقيل لها: يا أم المؤمنين مالك والدين؟ فقالت: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من نوى قضاء الدين كان معه عون من الله" وأنا ألتمس ذلك العون.
أخرجه الطيالسي (ص 214) عن القاسم بن الفضل به.
ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4288) والبيهقي (5/ 354)
وأخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(568 و 569) وأحمد (6/ 72 و 99 و 131 و 234 - 235 و 250) والبخاري في "الكبير"(2/ 1/ 476) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد"(5) والحاكم (2/ 22) وابن بشران (1091) والبيهقي (5/ 354) من طرق عن القاسم بن الفضل به (1).
(1) وفي لفظ "ما من عبد كانت له نية في أداء دينه إلا كان له من الله عز وجل عون".
قال المنذري: رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح إلا أن فيه انقطاعا" الترغيب 2/ 568
وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ محمد بن علي بن الحسين لم يسمع من عائشة" المجمع 4/ 132 - 133
الثاني: يرويه محمد بن عبد الرحمن بن مجبر ثنا عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أنّها كانت تدّان فقيل لها: ما لك والدين وليس عندك قضاء؟ فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما من عبد كانت له نية في أداء دينه إلا كان له من الله عون" فأنا ألتمس ذلك العون.
أخرجه الحاكم (2/ 22) والبيهقي (5/ 354) والطبراني في "الأوسط"(5218)
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الرحمن بن القاسم إلا ابن مجبر"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: ابن مجبر وهاه أبو زرعة، وقال النسائي: متروك، لكن وثقه أحمد"
قلت: قال ابن عدي: روى عن الثقات بالمناكير وعن أبيه عن مالك بالبواطيل، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن حبان: ينفرد بالمعضلات عن الثقات ويأتي بأشياء مناكير عن أقوام مشاهير. لا يحتج به، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال الدارقطني: منكر الحديث، وقال ابن يونس: متروك الحديث، وكذبه مسلمة بن القاسم وأبو بكر الخطيب، ولم أر توثيق أحمد له.
الثالث: يرويه سعيد بن الصلت عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "من كان عليه دين ينوي أداءه كان معه من الله عون، وسبّب الله له رزقا"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7604) عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم شاذان الفارسي حدثني أبي ثنا سعيد بن الصلت به
وقال: لم يروه عن هشام إلا سعيد، ولا رواه عن سعيد إلا شاذان"
وقال الهيثمي: إسناده متصل إلا أنّ فيه سعيد بن الصلت عن هشام بن عروة ولم أجد إلا واحدا يروي عن الصحابة فليس به" المجمع 4/ 132 - 133
قلت: هو سعد بن الصلت ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ.
الرابع: يرويه طلحة بن شجّاح الأزدي قال: حدثتني ورقاء بن هَدّاب عن عائشة مرفوعا "من كان عليه دين همّه قضاؤه، أو همّ بقضائه، لم يزل معه من الله حارس"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3771)
وقال: لم يروه عن ورقاء إلا طلحة"
قلت: وورقاء قال الحافظ في "التعجيل": لا أعرف حالها.
وأما حديث ميمونه فله عنها طريقين:
الأول: يرويه حُصين بن عبد الرحمن السُّلَمي عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنّ ميمونة استدانت (1). فقيل لها: يا أم المؤمنين: تستدينين وليس عندك وفاء (2)؟ قالت: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من أخذ دينا، وهو يريد أن يؤديه، أعانه الله عز وجل (3) "
أخرجه النسائي (7/ 277 - 278) وفي "الكبرى"(6286) واللفظ له والطحاوي في "المشكل"(4286) والطبراني في "الكبير"(23/ 432) وفي "الأوسط"(833) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 238) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(822 و 1339) من طرق عن الأعمش عن حصين بن عبد الرحمن به.
ورواته ثقات، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يذكر سماعا من ميمونة.
لكن أخرج الخطيب في "الكفاية"(ص 220 و 221) من طريق محمد بن عبد الله بن قُهْزاذ ثنا علي بن الحسن- هو ابن شقيق- ثنا أبو حمزة- هو السكري- عن الأعمش عن حصين بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: استدانت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة درهم ليس عندها وفاؤها فنهيتها عن ذلك وذكر الحديث.
قال ابن قهزاذ: ثنا يحيى الحِمَّاني ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن حصين (4).
قال أبو بكر: أتيت حصينا، أسمع هذا منه؟ فقال: أنا لم أحدث الأعمش بهذا، قال: فرجعت إلى الأعمش فأخبرته، فقال: كذب، والله لقد حدثني.
الإسناد الأول قوي وفيه أنّ الناهي لميمونة هو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وهذه
(1) زاد الطبراني في "الأوسط" والأصبهانى: ثلاث مائة درهم. وفي "الكبير": ثمانمائة درهم.
(2)
وفي لفظ "ما تقضي" وفي لفظ آخر "ما تقضين"
(3)
زاد الطبراني في "الأوسط" وأبو نعيم والأصبهاني "عليه".
(4)
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(7451) من طريق يحيى الحمانى به.
الرواية تخالف الروايات السابقة، فعند النسائي والطبراني في "الكبير" فقيل لها "وعند الطبراني في "الأوسط" "فقال لها أهلها" فالله أعلم بالصواب.
والإسناد الثاني فيه يحكى بن عبد الحميد الحماني وقد تكلموا فيه ومنهم من كذبه.
الثاني: يرويه زياد بن عمرو بن هند الكوفي عن عمران بن حذيفة قال: كانت ميمونة تَدان وتكثر، فقال لها أهلها في ذلك، ولاموها ووجدوا عليها، فقالت: لا أترك الدين، وقد سمعت خليلي وصفيي صلى الله عليه وسلم يقول "ما من أحد يَدَّن دينا، فعلم الله أنّه يريد قضاءه إلا أدّاه الله عنه في الدنيا".
أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(1549) والنسائي (7/ 277) وفي "الكبرى"(6285) وأبو يعلى (7083) والطحاوي في "المشكل"(4287) وابن حبان (5041) الكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 58) والحاكم (2/ 22 - 23) والبيهقي (5/ 354) والمزي في "التهذيب"(22/ 319)
عن جرير بن عبد الحميد الرازي
والبخاري في "لكبير"(2/ 1/363)
عن زائدة بن قدامة الكوفي
وابن ماجه (2408) والطبراني في "الكبير"(24/ 24 - 25) والمزي (22/ 318)
عن عَبيدة بن حُميد الكوفي
ثلاثتهم عن منصور بن المعتمر عن زياد بن عمرو به.
وإسناده ضعيف، عمران بن حذيفة قال المزي في "التهذيب": أحد المجاهيل، وقال الذهبي في "الكاشف" و"الميزان": لا يعرف.
وزياد بن عمرو بن هند مجهول كذلك، قال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه منصور.
وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.
- ورواه جعفر بن زياد الأحمر عن منصور واختلف عن جعفر:
• فرواه يحيى بن أبي بكير الكرماني عن جعفر بن زياد عن منصور عن سالم عن ميمونة.
أخرجه أحمد (6/ 332)
• ورواه يحيى بن آدم الكوفي عن جعفر بن زياد عن منصور عن رجل عن ميمونة.
أخرجه أحمد (6/ 335)
والرجل المبهم هنا الظاهر أنّه سالم المذكور في الإسناد الأول وهو ابن أبي الجعد ولم يلق ميمونة
قال علي بن المديني: لم يلق سالم عائشة. وميمونة توفيت قبل عائشة.
1204 -
"إنّ الله هو السلام فقولوا: التحيات لله"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (فتح 17/ 135 - 136) من حديث ابن مسعود قال: كنا نصلّي خلف النبي صلى الله عليه وسلم فنقول: السلام على الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنّ الله هو السلام. ولكن قولوا: التحيات لله"
1205 -
"إنّ الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية"
قال الحافظ: وقد صح حديث أنس في النهي عن أكل الحمر الأهلية: فذكره" (2)
أخرجه البخاري (فتح 12/ 75 - 76)
1206 -
حديث ابن عباس بلفظ "إنّ الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"
قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه من رواية الوليد بن مسلم عن الأوزاعي" (3)
تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنّ الله تجاوز عن أمتي الخطأ"
1207 -
"إنّ الله وعدني أنْ يدخل الجنة من أمتي أربعمائة ألف" فقال أبو بكر: زدنا يا رسول الله، فقال: هكذا، وجمع كفيه. فقال: زدنا، فقال: وهكذا، فقال عمر: حسبد إن الله إنّ شاء أدخل خلقه الجنة بكف واحدة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "صدق عمر"
قال الحافظ: وقع عند أحمد من رواية قتادة عن النضر بن أنس أو غيره عن أنس رفعه: فذكره، وسنده جيد لكن اختلف على قتادة في سنده اختلافا كثيرا" (4)
(1) 8/ 139 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة)
(2)
5/ 329 (كتاب البيوع- باب بيع الميتة والأصنام)
(3)
14/ 358 (كتاب الأيمان- باب إذا حنث ناسيا في الأيمان)
(4)
14/ 203 (كتاب الرقاق- باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب)
أخرجه عبد الرزاق (20556) عن مَعْمَر عن قتادة عن أبي النضر عن أنس رفعه "إنّ الله عز وجل وعدني أنْ يدخل الجنة من أمتي أربعمائة ألف" فقال أبو بكر: زدنا يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وهكذا، وجمع كفيه، قال: زدنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وهكذا، وجمع كفيه، فقال عمر: حسبك يا أبا بكر، فقال أبو بكر: دعني يا عمر ما عليك أنْ يدخلنا الله الجنة كلنا، فقال عمر: إنّ الله إنْ شاء أدخل خلقه الجنة بكفٍّ واحدة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"صدق عمر".
قوله "عن أبي النضر" خطأ لعله من الناسخ فقد رواه جماعة عن عبد الرزاق فقالوا: عن النضر بن أنس عن أنس، منهم:
1 -
سليمان بن معبد المروزي.
أخرجه ابن أبي داود في "البعث"(51)
2 -
الحسن بن عبد الأعلى البَوْسِي الصنعاني.
أخرجه الطبراني في "الصغير"(1/ 124) و"الأوسط"(3424)
3 -
أحمد بن منصور الرَّمادي.
أخرجه البيهقي في "الأسماء"(ص 415 - 416)
4 -
إسحاق بن إبراهيم الدَّبري.
أخرجه البغوي في "شرح السنة"(4335) من طريق خيثمة بن سليمان الأطرابلسي عن الدبري به.
ورواه محمد بن زكريا العذافري عن الدبري فقال فيه: عن قتادة عن أنس أو عن النضر بن أنس عن أنس، على الشك.
أخرجه البغوي في "شرح السنة"(15/ 164)
وهكذا رواه أحمد بن حنبل (3/ 165) عن عبد الرزاق على الشك.
وتابعه خلف بن هشام عن عبد الرزاق به.
أخرجه البيهقي في "الأسماء"(ص 416)
ورواه سلمة بن شبيب النيسابوري عن عبد الرزاق عن مَعْمَر عن قتادة عن أنس وعن النضر بن أنس عن أنس.
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(590)
قال ابن القيم: تفرد به عبد الرزاق" حادي الأرواح ص 134
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 404
قلت: رواته ثقات إلا أن فيه عنعنة قتادة فإنه كان مدلساً، وقد اختلف عنه كما سيأتي.
والحديث رواه أبو هلال الرَّاسِبي عن قتادة عن أنس رفعه "وعدني ربي عز وجل أنْ يدخل من أمتي الجنة مائة ألف" فقال أبو بكر
…
وذكر نحوه.
هكذا قال "مائة ألف" فخالف معمرا في ذلك.
أخرجه أحمد (3/ 193)
عن بهز بن أسد البصري
وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 344 - 345)
عن سليمان بن حرب البصري
والطبراني في "الأوسط"(8079)
عن أسد بن موسى المصري
قالوا: ثنا أبو هلال به.
قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث قتادة عن أنس، تفرد به أبو هلال واسمه محمد بن سليم الراسبي ثقة بصري"
وقال ابن القيم: تفرد به أبو هلال الراسبي بصري واسمه محمد بن سليم" حادي الأرواح ص 134
قلت: أبو هلال هذا مختلف فيه، وقد يسلم في روايته عن قتادة.
فقال أحمد: يحتمل في حديثه إلا أنه يخالف في قتادة وهو مضطرب الحديث.
وقال جعفر بن أبان: ذكرت لأبي الوليد الطيالسي أبا هلال في قتادة قال: لم يكن بالماهر فيها" المجروحين 2/ 283
وخالفه هشام الدَّسْتُوَائي فرواه عن قتادة عن أبي بكر بن أنس عن أبي بكر بن عمير عن أبيه رفعه "إنّ الله عز وجل وعدني أن يدخل من أمتي ثلاثمائة ألف الجنة بغير حساب" فقال عمير: يا رسول الله زدنا، فقال: هكذا، بيده، فقال عمير: يا رسول الله زدنا
…
وذكر الحديث.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 64) وابن السكن والبغوي وابن أبي خيثمة كما في "الإصابة"(7/ 170 - 171) من طريق معاذ بن هشام ثني أبي به.
قال ابن السكن: تفرد به معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة، وكان معاذ ربما ذكر أبا بكر بن أنس في الإسناد وربما لم يذكره"
وقال البغوي: بلغني أنّ معاذ بن هشام كان أول أمره لا يذكر أبا بكر بن أنس في الإسناد، وفي آخر أمره كان يزيده في السند، وقد خالف معاذا في سنده معمر فقال: عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس، أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" وأبو يعلى من طريقه"
وقال الحافظ: أخرجه الضياء في "الأحايث المختارة" وصححه الحاكم من طريق أبي بكر بن عمير عن أبيه ولكن أبو بكر لا أعرف من وثقه"
وقال الهيثمي: رواه الطبراني، وأبو بكر بن عمير لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 405
قلت: أبو بكر بن عمير ترجمه البخاري في "الكنى"(ص 13) وابن أبي حاتم في "الجرح"(4/ 2 / 342) ومسلم في "الكنى" وابن عبد البر في "الكنى" ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلا فهو مجهول.
ومع هذا فقال ابن عبد البر في "الاستيعاب"(9/ 39) في ترجمة عمير بن عمرو الأنصاري: ويقال الأزدي والد أبي بكر بن عمير بصري ولم يَرو عنه غير ابنه أبي بكر بن عمير حديثه صحيح الإسناد عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنّه قال "إنّ الله وعدنى
…
"
1208 -
"إنّ الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف"
قال الحافظ: ولأبي داود لإسناد حسن عن عائشة مرفوعا: فذكره" (1)
ضعيف بهذا اللفظ
يرويه سفيان الثوري واختلف عنه في إسناده ومتنه:
- فرواه معاوية بن هشام الكوفي عنه عن أسامة بن زيد عن عثمان بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة مرفوعا باللفظ الذي ذكره الحافظ.
أخرجه أبو داود (676) وابن ماجه (1005) وابن حبان (2160) والبيهقي (3/ 103) والبغوي في "شرح السنة"(819)
(1) 2/ 355 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب ميمنة المسجد والإمام)
قال المنذري: إسناده حسن" الترغيب 1/ 320
وقال البيهقي: كذا قال (1)، والمحفوظ بهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم "إنّ الله وملائكته يُصَلون على الذين يَصِلون الصفوف"(2).
قلت: رواه جماعة عن الثوري بهذا اللفظ، منهم:
1 -
عبد الله بن الوليد العدني.
أخرجه أحمد (6/ 67)
2 -
أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري.
أخرجه أحمد (6/ 160)
3 -
قَبيصة بن عقبة الكوفي.
أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(1513) والبيهقي (3/ 103)
4 -
الحسين بن حفص الأصبهاني.
أخرجه ابن حبان (2164) والبيهقي (3/ 103)
5 -
عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي.
أخرجه البيهقي (3/ 103)
واختلفوا في ابن عروة، فمنهم من قال: عثمان، ومنهم من قال: عبد الله، ومنهم من قال: هشام، وأبناء عروة هؤلاء كلهم ثقات فلا يضر هذا الاختلاف.
- ورواه عبد الرزاق (2470) عن الثوري عن أسامة بن زيد عن عبد الله بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا بلفظ "إنّ الله وملائكته يصلون على الذي يصلي في الصف الأول".
ورواية عبد الله بن الوليد العدني ومن تابعه عن الثوري أصح؛ لأنّ عبد الله بن وهب رواه في "الموطأ"(466) عن أسامة بن زيد عن عثمانْ بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة مرفوعا بلفظ "إنّ الله وملائكته يصلون على الذين يَصِلون الصفوف"
(1) أي معاوية بن هشام "على ميامن الصفوف" وقد تفرد بهذا اللفظ عن الثوري وقد خولف كما سيأتي.
(2)
وقال النووي في "الخلاصة"(2/ 710) رواه أبو داود بإسناد على شرط مسلم، وفيه رجل مختلف فيه، وصححه أبو القاسم الطبراني، وأشار البيهقي إلى تضعيفه، والمختار تصحيحه، فلم يذكر ما يقتضي ضعفا"
قلت: هو شاذ بهذا اللفظ، والمحفوظ ما ذكره البيهقي.
أخرجه ابن خزيمة (1550) وابن المنذر في "الأوسط"(4/ 179 - 180) وابن حبان (2163) والحاكم (1/ 214) والبيهقي (3/ 101) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2008) من طرق عن ابن وهب (1) به.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وقال ابن حبان: أسامة بن زيد هذا هو الليثي مولى لهم من أهل المدينة، مستقيم الأمر، صحيح الكتاب"
قلت: هو مختلف فيه، وحديثه في مرتبة الحسن، وباقي رواة الإسناد ثقات فالإسناد حسن (2).
• ورواه إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "إنّ الله وملائكته يُصلون على الذين يَصلون الصفوف، ومن سدّ فُرجة رفعه الله بها درجة"
أخرجه أحمد (6/ 89) وابن ماجه (995)
وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها فإنّ هشام بن عروة مدني.
1209 -
"إنّ الله لا يحب كل فاحش (3) متفحش"
قال الحافظ: وقد أخرج أحمد والطبراني وصححه ابن حبان من حديث أسامة رفعه: فذكره" (4)
صحيح
ورد من حديث أسامة بن زيد ومن حديث عائشة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث ابن عمرو
(1) وتابعه عبد الوهاب بن عطاء عن أسامة بن زيد. قاله البيهقي.
(2)
وتابعه هشام بن سعد المدني عن عثمان بن عروة به.
أخرجه مؤمل الشيباني في "الفوائد"(30)
وقال: هذا حديث حسن من حديث عثمان بن عروة وهو عزيز الحديث، وغريب من حديث هشام بن سعد عنه"
قلت: هشام فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات.
(3)
في "الفتح": فحاش، والتصويب من المصادر التي ذكرت الحديث.
(4)
13/ 61 (كتاب الأدب- باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا)
فأما حديث أسامة فله عنه طرق:
الأول: يرويه أبو معشر عن سليم مولى ليث وكان قديما قال: مَرَّ مروان بن الحكم على أسامة بن زيد وهو يصلي فحكاه مروان- قال أبو معشر: وقد لقيهما جميعاً- فقال أسامة: يا مروان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ الله لا يحب كل فاحش متفحش"
أخرجه أحمد (5/ 202) عن حسين بن محمد المروذي ثنا أبو معشر به.
وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر واسمه نَجيح بن عبد الرحمن المدني، وسليم مولى ليث قال الحسيني في "الإكمال": لا يعرف.
الثاني: يرويه صالح بن كيسان المدني عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: رأيت أسامة بن زيد يصلي عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج مروان بن الحكم، فقال: تصلي إلى قبره؟ فقال: إني أحبه فقال له قولاً قبيحا، ثم أدبر، فانصرف أسامة بن زيد، فقال له: يا مروان إنك آذيتني، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ الله يبغض الفاحش المتفحش" وإنك فاحش متفحش.
أخرجه ابن حبان (5694) من طريق محمد بن المثنى ثنا وهب بن جرير بن حازم ثنا أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن صالح بن كيسان به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(405) من طريق علي بن المديني عن وهب بن جرير بن حازم بهذا الإسناد بلفظ "رأيت أسامة بن زيد عند حجرة عائشة يدعو فجاء مروان فأسمعه كلاما فقال أسامة: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ الله عز وجل يبغض الفاحش البذيء".
قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات" المجمع 8/ 64 - 65
قلت: ابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من صالح بن كيسان.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(368) عن محمد بن حميد الرازي عن سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله عن أسامة بن زيد مرفوعا بلفظ "إنّ الله لا يحب الفاحش المتفحش"
ومحمد بن حميد الرازي ضعيف.
الثالث: يرويه عثمان بن حكيم بن عباد بن حُنيف الأنصاري ثني محمد بن أفلح مولى أبي أيوب عن أسامة بن زيد مرفوعا "إنّ الله لا يحب الفاحش المتفحش"
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(334 و 336) والطبراني في "الكبير"(399 و 404) والخطيب في "التاريخ"(3/ 188)
عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة
والطبراني في "الأوسط"(330)
عن عيسى بن يونس
كلاهما عن عثمان بن حكيم به.
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أسامة إلا بهذا الإسناد"
كذا قال، وله إسنادين آخرين عن أسامة وقد تقدما.
وقال العراقي: إسناده جيد" إتحاف السادة المتقين 7/ 480
قلت: رواته ثقات غير محمد بن أفلح مولى أبي أيوب ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكروا عنه راويا إلا عثمان بن حكيم فهو مجهول.
وأما حديث عائشة فله عنها طريقان:
الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت: استأذن رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال "بئس أخو العشيرة" فلما دخل انبسط إليه، فقلت له، فقال "إنّ الله لا يحب الفاحش المتفحش"
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(755) واللفظ له
عن حماد بن سلمة
وابن أبي الدنيا في "الصمت"(340)
عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي
كلاهما عن محمد بن عمرو به.
وإسناده حسن رواته ثقات غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث.
الثاني: يرويه عبد الله بن أبي بكر بن محمد المدني عن عَمرة عن عائشة نحوه.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(682) عن محمد بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل ثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر به.
وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد الرازي.
وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:
الأول: يرويه ثور بن زيد الديلي المدني عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة رفعه "إياكم والفحش، فإنّ الله لا يحب الفاحش والمتفحش، وإياكم والظلم فإنّه عند الله ظلمة يوم القيامة، وإياكم والشح والبخل فإنّه دعا من قبلكم إلى أنّ يقطعوا أرحامهم فقطعوها، ودعاهم إلا أنْ يستحلوا محارمهم فاستحلوها، ودعاهم إلى أنْ يسفكوا دماءهم فسفكوها".
أخرجه البيهقي في: "الآداب"(108) عن أبي عبد الله الحاكم وأبي الحسن علي بن محمد بن علي بن السقا قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا عبد الله بن وهب ثني سليمان بن بلال ثني ثور به.
وإسناده صحيح رواته ثقات.
ولم ينفرد ثور بن زيد به بل تابعه غير واحد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، منهم:
1 -
محمد بن عجلان المدني.
أخرجه الحميدي (1159) وابن حبان (5177 و 6248)
عن سفيان بن عُيينة
والحاكم (1/ 12)
عن أبي عاصم النبيل والليث بن سعد
وأحمد (2/ 431)
عن يحيى بن سعيد القطان (1)
كلهم عن ابن عجلان به.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
قلت: ابن اعجلان إنما أخرج له مسلم في المتابعات، ولم يخرج له فيها من روايته عن سعيد المقبري شيئاً، وقد تكلم في رواية ابن عجلان عن المقبري (2).
(1) رواه مسدد عن يحيى القطان عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة، فزاد فيه عن أبيه.
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(487)
(2)
انظر "تهذيب الكمال"، و"تهذيب التهذيب" ترجمة محمد بن عجلان المدني.
2 -
عبيد الله بن عمر العمري. ذكره بلفظ "فإنّ الله لا يحب الفحش والتفحش"
أخرجه أحمد (2/ 431) عن يحيى القطان عن عبيد الله به.
وإسناده صحيح.
3 -
يعقوب بن عبد الرحمن الزهري. ذكر الظلم والشح ولم يذكر الفحش.
أخرجه الخرائطي في "المساوئ"(354 و 623)
الثاني: يرويه أيوب بن عتبة القاضي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ الله يبغض الفاحش المتفحش"
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(ق 86 - 87)
وإسناده ضعيف لضعف أيوب بن عتبة.
وأما حديث جابر فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(310) وابن أبي الدنيا في "الصمت"(337) وابن عدي (6/ 2043) من طريق أبي بكر الفضل بن مُبَشِّر الأنصاري عن جابر مرفوعا "إنّ الله لا يحب الفاحش المتفحش، ولا الصياح في الأسواق"
قال العراقي: سنده ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1655
قلت: وهو كما قال لضعف الفضل بن مبشر.
وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(327) عن محمد بن عبد الله بن بَزِيع البصري ثنا فضيل بن سليمان ثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن أبي سعيد مرفوعا "إنّ الله لا يحب الفاحش المتفحش"
فضيل بن سليمان مختلف فيه وأكثر على تضعيفه، وعبد الحميد بن جعفر مختلف فيه كذلك وأكثر على توثيقه، ومحمد بن عبد الله وجعفر بن عبد الله بن الحكم ثقتان.
وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الحاكم (1/ 76 و 4/ 513) والبزار (2435) من طريق عبد الله بن رجاء الغُدَاني البصري ثنا همام ثنا قتادة عن عبد الله بن بُريدة عن أبي سَبْرَة الهُذلي ثنى ابن عمرو رفعه "إنّ الله تعالى لا يحب الفاحش ولا المتفحش"
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وأخرجه أحمد (2/ 162 - 163)
عن يحيى القطان
والخرائطي في "المساوئ"(28)
عن رَوح بن عبادة البصري
كلاهما عن حسين بن ذكوان المعلم عن عبد الله بن بُريدة عن أبي سبرة الهذلي ثني ابن عمرو رفعه "إنّ الله لا يحب الفاحش ولا المتفحش"
وفي لفظ "إنّ الله لا يحب الفحش أو يبغض الفاحش المتفحش".
واختلف فيه على حسين المعلم، فرواه محمد بن أبي عدي عنه عن عبد الله بن بريدة قال: ذكر لي عن أبي سبرة بن سلمة الهذلي قال ثني ابن عمرو به.
أخرجه الحسين المروزي في "زيادات الزهد"(1610) والآجري في "الشريعة"(ص 353 - 354) والحاكم (1/ 75 - 76)
وهذا أصح فقد رواه مطر الوراق عن عبد الله بن بريدة ولم يذكر سماعا من أبي سبرة.
أخرجه أحمد (2/ 199) عن عبد الرزاق عن مَعْمَر عن مطر به.
وأبو سبرة قال الذهبي في "الميزان"(4/ 527): لا يعرف.
وقال في (2/ 111): سالم بن سلمة أبو سبرة الهذلي روى عنه ابن بريدة مجهول (1).
1210 -
حديث عدي بن عَميرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أنّ ينكروه، فإذا فعلوا ذلك عذّب الله الخاصة والعامة"
قال الحافظ: أخرجه أحمد بسند حسن، وهو عند أبي داود من حديث العُرْس بن عميرة وهو أخو عدي، وله شواهد من حديث حذيفة وجرير وغيرهما عند أحمد وغيره" (2)
أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1352) وفي "المسند"(86) عن سيف بن أبي سليمان المكي قال: سمعت عدي بن عدي الكندي يقول: حدثني مولى لنا أنّه سمع جدي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
وزاد بعد قوله "أن ينكروه""فلا ينكرونه"
(1) سيأتي الكلام على حديث ابن عمرو هذا في حرف الميم فانظر حديث "موعدكم حوضي"
(2)
16/ 109 (كتاب الفتن- باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25])
وأخرجه أحمد (4/ 192) وابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف"(62) والطبراني في "الكبير"(17/ 139) وابن بشران (471) والبغوي في "شرح السنة"(4155) وعبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف"(20) من طرق عن ابن المبارك به.
وتابعه (1) عبد الله بن نُمير عن سيف بن سليمان: سمعت عدي بن عدي الكندي يحدث مجاهدا قال: حدثني مولى لنا عن جدي به.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2431) عن أبي بكر بن أبي شيبة وهو في "مسنده"(586) ثنا عبد الله بن نمير به.
وأخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 44) عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ثنا عبد الله بن الربيع ثنا عبد الله بن نمير عن سيف المكي: سمعت ابن أبي عدي الكندي يقول: حدثني مولى لنا أنه سمع جدي يقول.
وابن أبي عدي هو عدي بن عدي.
واختلف فيه على ابن نمير، فرواه أحمد (4/ 192) عنه ثنا سيف: سمعت عدي بن عدي الكندي يحدث عن مجاهد قال: حدثني مولى لنا أنّه سمع عديا يقول.
والأول أصح.
قال الهيثمي: رواه أحمد من طريقين إحداها هذه والأخرى عن عدي بن عدي حدثني مولى لنا، وهو الصواب، وكذلك رواه الطبراني، وفيه رجل لم يسم، وبقية رجال أحد الإسنادين ثقات" المجمع 7/ 267
وقال الحافظ: ورواته ثقات لكن المولى لم يسم ولا يعرف" الإصابة 7/ 173
قلت: واختلف فيه على سيف بن أبي سليمان، فرواه عمرو بن محمد بن أبي رزين عنه عن عدي عن أبيه.
(1) وتابعه مسلم بن خالد الزنجي عن سيف به.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات"(56)
- ورواه قَزَعَة بن سويد البصري عن سيف واختلف عنه:
• فرواه سريج بن النعمان البغدادي عن قزعة عن سيف عن عدي عن مولى لهم عن جده.
أخرجه عبد الغني المقدسي (21 و33)
• ورواه عاصم بن علي الواسطي عن قزعة عن سيف عن عدي عن جده.
أخرجه حنبل بن إسحاق في "جزئه"(31)
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1175 و 4597)
وعمرو هذا قال ابن قانع: صالح، وقال الحاكم: صدوق. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، والصواب الأول لأنه من رواية ابن المبارك وابن نمير وهما ثقتان حافظان.
واختلف فيه على عدي بن عدي، فرواه خالد بن يزيد عنه عن العرس بن عميرة مرفوعا.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 138) عن محمد بن صالح بن الوليد النرسي ثنا الحسين بن سلمة بن أبي كبشة ثنا سالم بن نوح ثنا عمر بن عامر السلمي ثنا خالد بن يزيد به.
قال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 7/ 268
وقال العراقي: فيه من لم أعرفه" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 3/ 1352
قلت: خالد بن يزيد لم أعرفه، وشيخ الطبراني لم أجد له ترجمة، والباقون مترجمون في "التهذيب".
واختلف عن سالم بن نوح، فرواه زيد بن الحريش الأهوازي عنه فلم يذكر العرس بن عميرة، وقال فيه: عمرو بن عامر عن جابر بن زيد.
أخرجه الذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 335)
وقال: هذا مرسل، ومات عدي بن عدي سنة عشرين ومائة"
- ورواه مغيرة بن زياد الموصلي عن عدي بن عدي واختلف عن مغيرة:
• فرواه أبو بكر بن عياش عن مغيرة بن زياد عن عدي بن عدي عن العرس بن عميرة مرفوعًا بلفظ "إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها" وقال مرة "أنكرها" كان كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها"
أخرجه أبو داود (4345) والطبراني في "الكبير"(17/ 139) وبقي بن مخلد كما في "التمهيد"(24/ 313) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 13)
• ورواه أبو شهاب الحناط عن مغيرة بن زياد عن عدي بن عدي مرسلًا.
أخرجه أبو داود (4346)
وأبو شهاب الحناط اسمه عبد ربه بن نافع الكناني وقد رجحه ابن معين على أبي بكر بن عياش فقال: أبو شهاب أحبّ إليّ من أبي بكر في كل شيء.
ومغيرة بن زياد مختلف فيه.
وللحديث شاهد من حديث جرير بن عبد الله البجلي ومن حديث أبي بكر الصديق ومن حديث ابن مسعود
فأما حديث جرير فأخرجه الطيالسي (ص 92) وعبد الرزاق (20723) وأحمد (4/ 364 و 366) وأبو داود (4339) وابن ماجه (4009) وابن أبي الدنيا في "العقوبات"(48) وفي "الأمر بالمعروف"(5) وأبو يعلى (7508) والطحاوي في "المشكل"(1174) وابن حبان (300 و 302) والطبراني في "الكبير"(2380 و 2381 و 2382 و 2384 و 2385) وابن عدي (3/ 1216) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد"(18) والبيهقي (10/ 91) وفي "الشعب"(7145) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 312) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(297) وعبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف"(22 و 31) والمزي (19/ 17) من طرق عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن جرير عن أبيه مرفوعًا "ما من قوم يعمل بينهم بالمعاصي هم أعز وأكثر ممن يعمله ثم لا يغيرونه إلا عَمَّهُم الله عز وجل منه بعقاب"
- ورواه شَريك بن عبد الله القاضي واختلف عنه:
• فرواه غير واحد عن شريك عن أبي إسحاق عن المنذر بن جرير عن أبيه.
أخرجه أحمد (4/ 361 و 366)
عن حجاج بن محمد المِصيصي
و (4/ 366)
عن أسود بن عامر الشامي
والخرائطي في "المساويء"(426)
عن الهيثم بن جميل البغدادي
والحارث (بغية الباحث 764) وابن أبي الدنيا في "العقوبات"(260) وفي "الأمر بالمعروف"(6) والخرائطي في "المساوئ"(426) والطبراني في "الكبير"(2379) وابن بشران (526) والداني في "الفتن"(329)
عن يزيد بن هارون الواسطي
والحارث (764 أ)
عن الحسن بن قتيبة الخزاعي المدائني
خمستهم عن شريك به.
• وخالفهم يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني فرواه عن شريك عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن جرير عن أبيه.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(2383)
وهذا أصح لموافقته لرواية الأكثر عن أبي إسحاق السبيعي ومنهم شعبة وهو ممن روى عن أبي إسحاق قبل اختلاطه.
وعبيد الله بن جرير ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.
وأما حديث أبي بكر الصديق فسيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إن الناس إذا رأوا المنكر
…
"
وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(ق 88/ ب) والطبراني في "الكبير"(10512) و"الأوسط"(3061) من طريق إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن ثمامة بن عقبة عن الحارث بن سويد أنه سمع ابن مسعود رفعه "ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي وهم أكثر وأعز ثم يدهنون في شأنه إلا عاقبهم الله تعالى"
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الحارث بن سويد إلا ثمامة بن عقبة، ولا عن ثمامة إلا عبد العزيز بن عبيد الله"
وقال الهيثمي: وفيه عبد العزيز بن عبيد الله وهو ضعيف" المجمع 7/ 268
1211 -
"إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه"
قال الحافظ: روى أبو داود والنسائي من حديث أبي أمامة بسند جيد قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله، أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ قال "لا شيء له" فأعادها ثلاثًا كل ذلك يقول "لا شيء له" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)
حسن
أخرجه النسائي (6/ 22) وفي "الكبرى"(4348) عن عيسى بن هلال الحمصي ثنا محمد بن حِمير ثنا معاوية بن سلام عن عكرمة بن عمار عن شداد أبي عمار عن أبي أمامة به.
(1) 6/ 368 (كتاب الجهاد- باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا)
قال العراقي: إسناده حسن" تخريج الإحياء 4/ 372
وقال المنذري: رواه أبو داود والنسائي بإسناد جيد" الترغيب 1/ 55
وقال المناوي: وعدل المصنف (أي السيوطي) عن عزوه لأبي داود كما فعل عبد الحق لقول ابن القطان: إنه ليس عنده. لكن أطلق ابن حجر في "الفتح" عزوه له" الفيض 2/ 275
قلت: لم أره في سنن أبي داود، ولما ذكره المزي في "تحفة الأشراف" نسبه للنسائي وحده.
وإسناده حسن رواته ثقات غير عيسى بن هلال الحمصي وهو عيسى بن أبي عيسى السَّلِيحي ومحمد بن حمير وهو ابن أنيس السليحي الحمصي فهما صدوقان، وشداد هو ابن عبد الله الدمشقي.
واختلف في هذا الحديث على معاوية بن سلام، فرواه عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي عنه عن هود بن عطاء قال: سمعت شداداً أبا عمار عن أبي أمامة به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7628) و"الأوسط"(1116) عن أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحرّاني ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا عثمان بن عبد الرحمن به (1).
وقال: لم يروه عن هود إلا معاوية، تفرد به عثمان"
قلت: وهو مختلف فيه، وشيخ الطبراني قال أبو زرعة: لم يكن بمؤتمن على نفسه ولا دينه، وقال ابن عدي: وهو ممن يكتب حديثه.
وللحديث شاهد عن لاحق بن ضميرة الباهلي قال: وفدت على النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن الرجل يغزو ويلتمس الأجر والذكر ما له؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا شيء له، إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا، وما ابتغي به وجهه"
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6587) عن أبي الشيخ ثنا أحمد بن الحسين الأنصاري ثنا محمد بن عيسى ثنا عيسى بن يحيى الحنفي ثنا صالح بن يحيى أبو عباد عن عفير عن سليم أبي عامر قال: سمعت لاحق بن ضميرة به.
ومن هذا الطريق أخرجه أبو موسى المديني كما في "الإصابة"(9/ 3)
قال الحافظ: بسند له فيه مجاهيل"
(1) وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(103) من طريق محمد بن عبد الله بن يزيد الحراني
القردواني ثنا عثمان بن عبد الرحمن به.