المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

1212 - "إنّ الله لا ينام، ولا ينبغي له أنْ - أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) - جـ ٣

[نبيل البصارة]

فهرس الكتاب

1212 -

"إنّ الله لا ينام، ولا ينبغي له أنْ ينام، يخفض القسط ويرفعه"

قال الحافظ: وفي حديث أبي موسى عند مسلم (179) وابن حبان (266): فذكره" (1)

1213 -

"إنّ الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم"

سكت عليه الحافظ (2).

وذكره في موضع آخر وقال: وفي صحيح مسلم (4/ 1986 - 1987) عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (3)

1214 -

"إنّ الله لا يؤخر نفساً إذا جاء أجلها، وإنما زيادة العمر ذرية صالحة"

قال الحافظ: وله (أي الطبراني في "الكبير") من حديث أبى مشجعة الجهني رفعه: فذكره" (4)

ضعيف

أخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 550) والعقيلي (2/ 341) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 331) والطبراني في "الأوسط"(3373) وابن عدي (3/ 1134)

عن أبي وهب الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحرّاني

وابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 4/ 373)

عن أبي جعفر عبيد الله بن محمد بن علي بن نُفَيل الحرّاني

والطبراني في "الأوسط"(34) والخطيب في "تالي التلخيص"(49)

عن يحيى بن صالح الوُحَاظي

قالوا: ثنا سليمان بن عطاء عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي عن أبي الدرداء قال: ذكرنا زيادة العمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "إنّ الله لا يؤخر نفسًا إذا جاء أجلها، ولكن زيادة العمر ذرية صالحة يرزقها الله العبد، فيدعون له من بعده، فيلحقه دعاؤهم في قبره، فذلك زيادة العمر".

(1) 17/ 167 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75])

(2)

8/ 213 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب المعراج)

(3)

17/ 143 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وَكَانَ الله سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 134])

(4)

13/ 21 (كتاب الأدب - باب من بسط له في الرزق لصلة الرحم)

ص: 1689

قال العقيلي: لا يُتابع على سليمان بن عطاء بهذا اللفظ"

وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي الدرداء إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليمان بن عطاء"

قلت: وهو ضعيف. قال البخاري: في حديثه بعض مناكير، وقال أبو زرعة وأبو حاتم: منكر الحديث، زاد أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال ابن حبان: شيخ يروي عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي أشياء موضوعة لا تشبه حديث الثقات فلست أدري التخليط فيها منه أو من مسلمة. وقال الذهبي في "المغني": هالك اتهم بالوضع.

وسيأتي الكلام على الحديث أيضا في موضع آخر فانظر "إنّه ليس زيادة في عمره قال الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ} [الأعرَاف: 34] الآية، ولكن الرجل تكون له الذرية الصالحة يدعون له من بعده"

1215 -

"إنّ الله يبعث ريحا من اليمن ألين من الحرير فلا تدع أحدا في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته"

قال الحافظ: ولمسلم أيضا (117) من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره" (1)

1216 -

"إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه أبو داود (4291) والطبراني في "الأوسط"(6523) وابن عدي (1/ 123) والحاكم (4/ 522) وأبو عمرو الداني في "الفتن"(364) والبيهقي في "معرفة السنن"(1/ 208) والخطيب في "التاريخ"(2/ 61 - 62) وابن عساكر في "تبيين كذب المفتري"(ص 51 و 52) والمزي في "التهذيب"(12/ 413 و 24/ 364) والحافظ في "توالي التأسيس"(ص 45 - 46) من طرق عن عبد الله بن وهب أني سعيد بن أبي أيوب عن شراحيل بن يزيد المعافري عن أبي علقمة عن أبي هريرة فيما أعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) قال: فذكره.

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن وهب"

(1) 16/ 126 (كتاب الفتن- باب ظهور الفتن)

(2)

17/ 58 (كتاب الاعتصام- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق)

(3)

لفظ أبو داود وابن عدي والبيهقي، ولفظ الحاكم والخطيب والمزي والحافظ "لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم".

ص: 1690

وقاله أبو داود: رواه عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني لم يجز به شراحيل"

قلت: أي أسقط منه أبا علقمة وأبا هريرة، وسعيد بن أبي أيوب وعبد الرحمن بن شريح ثقتان، والحكم هنا لمن وصل الحديث لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة.

قال السخاوي: وسعيد الذي رفعه أولى بالقبول لأمرين: أحدهما: أنَّه لم يختلف في توثيقه بخلاف عبد الرحمن فقد قال فيه ابن سعد: إنّه منكر الحديث، والثاني: أن معه زيادة: علم على من قطعه وقوله "فيما أعلم" ليس بشك في وصله بل جعل وصله معلوما له" المقاصد

وقال ابن عدي: هذا الحديث لا أعلم يرويه غير ابن وهب عن سعيد بن أبي أيوب وأبو علقمة اسمه مسلم بن يسار" (1)

وقال العراقي: سنده صحيح" الفيض 2/ 282

وقال الحافظ: سنده قوي لثقة رجاله" توالي التأسيس ص 49

وقال السخاوي: سنده صحيح رجاله كلهم ثقات"

قلت: مسلم بن يسار الذي يروي عن أبي هريرة وعنه شراحيل بن يزيد هو المصري أبو عثمان الطنبذي ويقال الأفريقي مولى الأنصار، وأما أبو علقمة المذكور هنا في إسناد هذا الحديث فهو غيره وهو مصري مولى بني هاشم ويقال حليفهم ويقال حليف الأنصار، وقد اتفقا في الرواية عن أبي هريرة ويروي عنهما شراحيل بن يزيد، واختلفا في الكنية.

وأبو علقمة قال أبو حاتم: أحاديثه صحاح، ووثقه ابن حبان والعجلي والذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب"، وترجمه البخاري في "الكنى" وذكر سماعه من أبي هريرة (2).

وشراحيل بن يزيد روى له مسلم في مقدمة كتابه حديثا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.

1217 -

حديث سعد بن أبي وقاص رفعه "إن الله يحب الغني التقي الخَفِي"

قال الحافظ: أخرجه مسلم" (3)

أخرجه مسلم (2915) عن سعد مرفوعا "إنّ الله يحب العبد التقي الغني الخفي"

(1) زاد السخاوي "الهاشمي"

(2)

رواه محمد بن الحارث بن سفيان عن أبي علقمة، ومحمد بن الحارث ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

(3)

14/ 53 (كتاب الرقاق - باب فضل الفقر)

ص: 1691

1218 -

"إنّ الله يحبّ الملحين في الدعاء"

قال الحافظ: وأخرج الطبراني في "الدعاء" بسند رجاله ثقات إلا أنّ فيه عنعنة بَقية عن عائشة مرفوعًا: فذكره" (1)

ضعيف جدا

قال الحافظ في "التلخيص"(2/ 95): تفرد به يوسف بن السفر عن الأوزاعي وهو متروك، وكان بقية ربما دلسه"

قلت: الحديث رواه بقية بن الوليد عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة به مرفوعا.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(20)

عن واثلة بن الحسن العرقي

والعقيلي في "الضعفاء"(4/ 452)

عن أحمد بن محمد النَّصِيبي

والقضاعي (1069)

عن أبي عروبة الحسين بن محمد الحرّاني

و (1070) والسلفي في "معجم السفر"(1403)

عن إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي

قالوا: ثنا كثير بن عبيد الحذاء ثنا بقية عن الأوزاعي به (2).

قال أبو حاتم: هذا حديث منكر نرى أن بقية دلسه عن ضعيف عن الأوزاعي" علل الحديث 2/ 199

قلت: وهو كما قال فقد رواه بقية مرة فقال: ثنا يوسف بن السفر عن الأوزاعي به.

أخرجه العقيلي في "الضعفاء"(4/ 452)

عن عيسى بن المنذر الحمصى

(1) 13/ 339 (كتاب الدعوات وقول الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60])

(2)

رواه أحمد بن يحيى عن كثير بن عبيد ثنا بقية قال: ثنا الأوزاعي.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(1073) وقال: هكذا قال: ثنا الأوزاعي وهو خطأ"

ص: 1692

ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 431) وابن عدي (7/ 2621) والبيهقي في "الشعب"(3/ 310)

عن سليمان بن سلمة الحمصي

قالا: ثنا بقية به.

قال ابن عدي: وهذا كان بقية يرويه أحيانا عن الأوزاعي نفسه فيسقط يوسف لضعفه وربما قال: ثنا يوسف بن السفر عن الأوزاعي، وربما كناه فيقول: عن أبي الفيض عن الأوزاعي، وكلّ ذلك لضعفه لأنّ هذا الحديث يرويه يوسف عن الأوزاعي، وهو حديث باطل"

قلت: ويوسف بن السفر متروك الحديث واتهمه غير واحد بالوضع.

1219 -

"إنّ الله يحبّ أنْ يرى أثر نعمته على عبده"

قال الحافظ: أخرج الترمذي وحسنه من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه: فذكره، وله شاهد عند أبي يعلى من حديث أبي سعيد" (1)

صحيح

ورد من حديث ابن عمرو ومن حديث عمران بن حَصين ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي سعيد ومن حديث أبي الأحوص عن أبيه ومن حديث أنس ومن حديث زهير بن أبي علقمة الضبعي ومن حديث يحيى بن جَعْدة مرسلًا ومن حديث علي بن زيد بن جُدْعَان مرسلًا

فأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطيالسي (ص 299) عن همام بن يحيى العَوْذي عن رجل عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعًا "كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا فإن الله عز وجل يحبّ أنْ يرى أثر نعمته على عبده".

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(5786)

ورواه غير واحد عن همام فسموا الرجل قتادة، منهم:

1 -

بهز بن أسد العمي البصري.

أخرجه أحمد (2/ 182)

(1) 12/ 372 (كتاب اللباس- باب من جرّ ثوبه من الخيلاء)

ص: 1693

2 -

عفان بن مسلم الصفار.

أخرجه الترمذي (2819)

3 -

أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الشكر"(51) والحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 32)

4 -

عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد البصري.

أخرجه الحاكم (4/ 135)

5 -

هُدبة بن خالد القيسي.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(5786)

6 -

أبو عمر حفص بن عمر الحَوْضي.

أخرجه البيهقي في "الآداب"(731)

7 -

يزيد بن هارون.

أخرجه النسائي (5/ 59) وفي "الكبرى"(2340) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 171)

وزادوا كلهم غير عفان بعد قوله "وتصدقوا""في غير مخيلة ولا سرف"

ورواه العباس بن الفضل الأزرق عن همام عن قتادة والمثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.

أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 571) ومن طريقه الحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 32)

والعباس بن الفضل متروك الحديث.

ولم ينفرد همام بن يحيى به بل تابعه سعيد بن بشير ثنا قتادة به.

أخرجه تمام في "فوائده"(1265)

واختلف فيه على قتادة، فرواه مَعْمَر عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.

أخرجه عبد الرزاق (20514) عن معمر به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في: "الشعب"(5785)

ص: 1694

والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة، وهمام ثبت في قتادة.

قال الترمذي والحافظ ابن حجر: هذا حديث حسن"

وقال الذهبي: هذا حديث حسن الإسناد"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسًا.

وأما حديث عمران بن حصين فأخرجه ابن سعد (4/ 291 و7/ 10) وأحمد (4/ 438) وابن أبي الدنيا في "الشكر"(50) والروياني (91) والطحاوي في "المشكل"(3037) والطبراني في "الكبير"(18/ 135) والحاكم في "علوم الحديث"(ص 161) والقضاعي (1102) والبيهقي (3/ 271) وفي "الشعب"(5789) والخطيب في "المتفق والمفترق"(1318) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2368) من طريق رَوح بن عبادة البصري ثنا شعبة ثنا الفضيل (1) بن فضالة- رجل من قيس- عن أبي رجاء العُطَاردي قال: خرج علينا عمران بن حصين في مطرف خز لم نره عليه قط قبل ولا بعد، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى أثر نعمته على عبده".

قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات" المجمع 5/ 132

قلت: وإسناده صحيح، والفضيل بن فضالة هو القيسي البصري وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان وابن شاهين في "الثقات"، وقال ابن شاهين: قال شعبة: ثقة.

وأبو رجاء العطاردي اسمه عمران واختلف في اسم أبيه.

وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه ابن مَوْهَب عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا "إنّ الله عز وجل يحبّ أنّ يرى أثر نعمته على عبده".

أخرجه أحمد (2/ 311) عن يحيى بن آدم الكوفي ثنا شَريك عن ابن موهب به.

وأخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 82) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا شريك به.

(1) هكذا سماه أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني والبيهقي والطحاوي والخطيب والأصبهاني والروياني، وسماه ابن سعد والحاكم والقضاعي "المفضل" والصواب الأول.

ص: 1695

قال الهيثمي: وفيه يحيى بن عبيد لله بن موهب وهو ضعيف" المجمع 5/ 132

الثاني: يرويه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا "إن الله تعالى إذا أنعم على عبد نعمه أحبّ أن يرى أثر نعمته عليه، ويكره البؤس والتباؤس، ويبغض السائل الملحف، ويحبّ العفيف المتعفف"

أخرجه الإسماعيلي في "معجمه"(2/ 593 - 594) وعنه السهمي في "تاريخ جرجان"(ص 142) عن جعفر بن محمد بن أحمد بن بحر التميمي النيسابوري

والبيهقي في "الشعب"(5791 و 5792)

عن أبي بكر محمد بن الحسين القطان

قالا: ثنا حاتم بن يونس الجُرجاني ثنا إسماعيل بن سعيد الجرجاني ثنا عيسى بن خالد البلخي ثنا وَرْقاء عن الأعمش به.

قال البيهقي: وفي هذا الإسناد ضعف"

وقال السهمي: يقال إنّ هذا الحديث تفرد إسماعيل بن سعيد الكسائي بهذا الإسناد"

قلت: إسماعيل بن سعيد هذا هو الشالنجي الكسائي الجرجاني أبو إسحاق وهو ثقة (1)، ولم ينفرد بهذا الحديث عن عيسى بن خالد البلخي بل تابعه أحمد بن سعيد بن جرير بن يزيد الأصبهاني ثنا عيسى بن خالد به.

أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(257) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 78) من طرق عن أحمد بن سعيد به.

وأحمد بن سعيد هذا قال أبو نعيم: ثقة. وباقي رواته ثقات غير عيسى بن خالد البلخي فإني لم أقف له على ترجمة.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(3/ 254) من طريق سفيان بن وكيع ثني أبي عن أشعث عن بكر المزني عن ابن عمر مرفوعًا "إن الله يحب أنْ يرى أثر نعمته على عبده".

وإسناده ضعيف لضعف سفيان بن وكيع.

طريق أخرى: قال أبو زرعة الدمشقي: ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا موسى بن

(1) انظر "الجرح والتعديل"(1/ 1/173 - 174) و"تاريخ جرجان"(ص 141)

ص: 1696

عيسى القرشي ثنا عطاء الخراساني عن نافع عن ابن عمر رفعه: فذكر الحديث وفيه "ويحبّ أنّ يرى أثر نعمته على عبده"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4665) وفي "مسند الشاميين"(2420)

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء إلا موسى بن عيسى، تفرد به سليمان بن عبد الرحمن"

قلت: وموسى بن عيسى ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف، وقال الذهبي في "الميزان": مجهول. وعطاء صدوق، والباقون ثقات.

وأما حديث أبي سعيد فأخرجه أبو يعلى (1055) وأبو الطاهر الذهلي في "حديثه"(111) والقضاعي (1067) والبيهقي في "شعب الإيمان"(5790) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء"(ص 25) من طريق عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن عطية عن أبي سعيد مرفوعًا "إن الله جميل يحب الجمال، ويحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده".

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وعطية العَوْفي.

وأما حديث أبي الأحوص عن أبيه فيرويه حماد بن سلمة عن عبد الملك بن عمير عن أبي الأحوص عن أبيه، وقد تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إذا آتاك الله مالاً فلير أثره عليك".

وأما حديث أنس فأخرجه القضاعي (1101) من طريق أبي يعلى محمد بن زهير الأبلي ثنا أبو الربيع خالد بن يوسف السمتي ثنا أبو عَوَانة عن قتادة عن أنس مرفوعا "إنّ الله يحبّ أنّ يرى أثر نعمته على عبده، ويكره البؤس والتباؤس".

محمد بن زهير قال الدارقطني: ما كان به بأس قد أخطأ في أحاديث، وقال الحسن بن علي البصري: اختلط في آخر عمره قبل موته بسنتين، وخالد بن يوسف ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الذهبي في "الميزان": ضعيف.

وأبو عوانة وقتادة ثقتان.

وله طريق أخرى عند الطبراني في "مسند الشاميين"(2322) وفيها أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب الكندي المروزي قال الدارقطني وغيره: يضع الحديث (اللسان 1/ 290)

وأما حديث زهير بن أبي علقمة فأخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 570)

عن الحسن بن قتيبة الخزاعي المدائني

ص: 1697

والطبراني في "الكبير"(5308) والخليلي في "مشيخته"(التدوين للرافعي 1/ 323)

عن خلاد بن يحيى بن صفوان السلمي

قالا: ثنا سفيان الثوري عن أسلم المِنْقَري عن زهير بن أبي علقمة قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا سيئ الهيئة، فقال "ألك مالك؟ " قال: نعم، من كل أنواع المال. قال "فلير أثره عليك، فإنّ الله يحب أنْ يرى أثر نعمته على عبده، ويكره البؤس والتباؤس".

ورواه علي بن قادم الكوفي عن سفيان عن أسلم المنقري عن زهير بن علقمة.

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 426 - 427)

ورواه وكيع في "الزهد"(194) عن سفيان عن الأغر المنقري عن رجل قد سماه.

قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات" المجمع 5/ 132

قلت: زهير لا أعلم له صحبة، وقد ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وحكى الحافظ في "الإصابة" (4/ 23) عن البخاري أنه قال: لا أراه إلا مرسلا"

وأما حديث يحيى بن جعدة فأخرجه هناد في "الزهد"(826) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن حجاج بن أرطأة عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعدة مرفوعًا "لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبَّة من خردل من كبر" فقال رجل: يا رسول الله، إنّه ليعجبني نقاء ثوبي، وشراك نعلي، وعلاقة سوطي، فهذا من الكبر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ الله جميل يحب الجمال، ويحب إذا أنعم على عبد بنعمة، أنْ يرى أثرها عليه، ويبغض البؤس والتباؤس، ولكن الكبر أنْ يسفه الحق، أو يغمص الخلق".

وإسناده ضعيف لضعف حجاج بن أرطأة.

وأما حديث علي بن زيد بن جدعان فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الشكر"(53) وفي "قري الضيف"(48) عن علي بن شعيب بن عدي البغدادي ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جُريج عن علي بن زيد بن جدعان مرفوعًا "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده في مأكله ومشربه"

ومن طريقه أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2046)

وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، وابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من علي بن زيد، وعبد المجيد مختلف فيه.

ص: 1698

1220 -

"إنّ الله يحب سَمْح البيع، سمح الشراء، سمح القضاء"

قال الحافظ: وللترمذي والحاكم من حديث أبي هريرة مرفوعًا: فذكره" (1)

أخرجه الترمذي (1319) وفي "العلل"(1/ 530) وأبو يعلى (6238) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن مغيرة بن مسلم عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة به مرفوعًا.

وأخرجه الدارقطني في "العلل"(10/ 355 - 356) عن محمد بن القاسم بن زكريا ثنا أبو كريب به.

وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(815) من طريق عبد الرحمن بن محمد بن سلم ثنا أبو كريب به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد روى بعضهم هذا الحديث عن يونس عن سعيد المقبري عن أبي هريرة"

وقال في "العلل": سألت محمدا -يعني البخاري- عن هذا الحديث، فقال: هو حديث خطأ رواه إسماعيل بن علية عن يونس عن سعيد المقبري عن أبي هريرة. قال البخاري: وكنت أفرح بهذا الحديث حتى روى بعضهم هذا الحديث عن يونس عمن حدثه عن سعيد المقبري عن أبي هريرة"

وقال الدارقطني: تفرد به المغيرة بن مسلم عن يونس بهذا الإسناد ولم يروه عنه غير إسحاق بن سليمان"

قلت: اختلف في هذا الحديث على إسحاق بن سليمان الرازي، فرواه إسحاق بن أحمد الخزاز عنه ثنا المغيرة بن مسلم عن يونس بن عبيد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة.

أخرجه الحاكم (2/ 56)

وقال: صحيح الإسناد"

قلت: إسحاق بن أحمد الخزاز لم أقف له على ترجمة، والمغيرة بن مسلم القَسْمَلي صدوق، والباقون كلهم ثقات.

وللحديث شواهد فانظر حديث "أدخل الله الجنة رجلا كان سهلا مشتريا وبائعا وقاضيا ومقتضيا"

(1) 5/ 211 (كتاب البيوع- باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع)

ص: 1699

1221 -

إنّ الله يحدث من أمره ما شاء" وفيه "سبوح قدوس رب الملائكة والروح"

قال الحافظ: حديث صحيح" (1)

1222 -

"إنّ الله يُدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة: صانعه المحتسب في صنعته، والرامي به، والمُمِد به"

قال الحافظ: وروى أصحاب السنن وابن خزيمة والحاكم من حديث عقبة بن عامر موفوعا: فذكره" (2)

صحيح

أخرجه سعيد بن منصور (2450) وابن أبي شيبة (9/ 23) وأحمد (4/ 146 و 148) وأبو داود (2513) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 501 - 502) والروياني (247) والنسائي (6/ 24 و 185) وفي "الكبرى"(4354 و 4420) وابن الجارود (1062) وأبو عوانة (5/ 103 و 104) والطبراني في "الكبير"(17/ 342) وفي "مسند الشاميين"(616) وفي "فضل الرمي"(3) والآجري في "تحريم النرد"(1) والحاكم (2/ 95) وأبو نعيم في "رياضة الأبدان"(8) والبيهقي (10/ 13 و 218) وفي "الصغرى"(3975) وفي "معرفة السنن"(14/ 325) والخطيب في "الموضح"(1/ 113 - 114) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن زيد الأزرق ص 570) وأبو هلال العسكري في "الأوائل"(144) والمزي في "التهذيب"(8/ 75 - 76) من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي (3) ثني أبو سلام الأسود الدمشقي ثني خالد بن زيد (4) الجهني قال: كنت رجلا رامياً، وكان عقبة بن عامر يمرُّ بي، فيقول: يا خالد، اخرج بنا نرمي، فلما كان ذات يوم أبطأت عنه، فقال: يا خالد، تعالى أحدثك بما حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ الله عز وجل يُدخل الجنة بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، ومنبله. وارموا واركبوا، وأنْ ترموا أحبّ إليّ من أنْ تركبوا. وليس من اللهو إلا ثلاثة: تأديب الرجل فرسه، وملاعبته امرأته، ورميه بقوسه، ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة عنه فإنّها نعمة كفرها، أو تركها".

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

(1) 17/ 215 (كتاب التوحيد- باب ما جاء في تخليق السموات والأرض)

(2)

2/ 92 (كتاب الصلاة- باب من بني مسجداً)

(3)

تابعه معاوية بن سلام الدمشقي عن أبي سلام به. قاله البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 150)

(4)

وقاله بعضهم: يزيد. وقد وثقه يعقوب بن سفيان (المعرفة 2/ 487 و 501)

ص: 1700

قلت: وهو كما قال، لكن اختلف فيه على أبي سلام، فرواه يحيى بن أبي كثير عنه عن عبد الله بن زيد الأزرق عن عقبة بن عامر مرفوعًا نحوه.

أخرجه الطيالسي (ص 135) عن هشام الدَّسْتُوَائي عن يحيى بن أبي كثير به.

ومن طريقه أخرجه الروياني (184) والبيهقي (10/ 13 - 14)

ولم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن هشام الدستوائي به، منهم:

1 -

يزيد بن هارون.

أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 349 - 350 و 9/ 22 - 23) وفي "الأدب"(87) وأحمد (4/ 148) وابن ماجه (2811) والترمذي (1)(4/ 174)

وقالوا في روايتهم "عن عبد الله بن الأزرق"

2 -

أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(295)

3 -

أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدِي.

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 502)

وقال في روايته "عن عبد الله بن يزيد الأزرق"

4 -

وهب بن جرير بن حازم.

أخرجه الدارمي (2410) والآجري في "تحريم النرد"(3) وأبو الفرج المقرى في "الأربعين في الجهاد"(ص 79)

5 -

عبد الوهاب بن عطاء الخفاف.

أخرجه الخطابي (2) في "معالم السنن"(3/ 28) والبيهقي (3)(10/ 218)

6 -

مروان بن معاوية الكوفي.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(296) والآجري (2) وابن عساكر (ص 571)(4)

(1) وقال: هذا حديث حسن صحيح"

(2)

في روايته "عن ابن زيد"

(3)

في روايته "عن عبد الله بن يزيد الزرقي"

(4)

في رواية الطحاوي "عن أبي سلام" وفي رواية الآجري "حديث أبي سلام" وفي رواية ابن عساكر "ثني أبو سلام".

ص: 1701

7 -

إسماعيل بن عُلية.

أخرجه أحمد (4/ 144) عنه، وقال في روايته "ثنا أبو سلام"

ورواه زياد بن أيوب البغدادي عن ابن علية فقال "حدّث أبو سلام"

أخرجه ابن عساكر (ص 571 - 572)

وهكذا رواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير فقال: حدّث أبو سلام.

أخرجه الطبراني (1) في "الكبير"(17/ 341)

8 -

محمد بن أبي عدي البصري.

أخرجه الآجري في "تحريم النرد"(3) من طريق يحيى بن حكيم المُقَوِّمي البصري ثنا ابن أبي عدي به.

واختلف فيه على ابن أبي عدي، فرواه محمد بن المثنى عنه عن الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير قال: حُدثت أنّ أبا سلام قال.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 341)

9 -

عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري.

أخرجه الروياني (184) وقال في روايته: حدّث أبو سلام.

ويحيى بن أبي كثير لم يسمع من أبي سلام، قال حسين المعلم: لما قدم علينا يحيى بن أبي كثير وجه إلى مطر، أن احمل الدواة والقرطاس وتعال. قال: فأتيته، فأخرج إلينا صحيفة أبي سلام، فقلنا له: سمعت من أبي سلام؟ قال: لا. قلت: فمن رجل سمعه من أبي سلام؟ قال: لا. المراسيل ص 240

واختلف عنه في هذا الحديث:

فرواه مَعْمَر عنه عن زيد بن سلام عن عبد الله بن زيد الأزرق قال: كان عقبة بن عامر يخرج فيرمي كل يوم ويستتبع رجلا، قال: وكأنّ ذلك الرجل كاد أنْ يمل، فقال: ألا أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

(1) وأخرجه في "فضل الرمي"(2) من هذا الطريق ووقع عنده: حدثنا أبو سلام.

ص: 1702

أخرجه عبد الرزاق (19522) عن معمر به.

وأخرجه أحمد (4/ 148 و 154) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه الروياني (188) وابن خزيمة (2478) والطبراني في "الكبير"(17/ 340) وفي "فضل الرمي"(1) والبيهقي في "الشعب"(3992) والبغوي في "شرح السنة"(2641) وفي "التفسير"(3/ 45 - 46) وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد"(ص 98) وفي "التاريخ"(ص 570) من طرق عن عبد الرزاق به.

والسياق لابن عساكر في "الأربعين" ولم يقل "رجلا" إلا هو، وسياق أحمد والبيهقي: عن عبد الله بن زيد الأزرق قال: كان عقبة بن عامر يخرج كل يوم ويستتبعه فكأنه كاد أنْ يمل فقال: ألم أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول؟ قال: بلى.

ورواه حماد بن زيد عن أيوب السَّخْتياني عن يحيى بن أبي كثير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.

أخرجه سعيد بن منصور (2451)

وحديث هشام الدستوائي أصح لأنّه من أثبت الناس في يحيى بن أبي كثير كما قال أحمد وغيره.

وعبد الله بن زيد الأزرق لم يَرو عنه إلا أبو سلام الأسود كما في "الميزان".

وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث أبي الشعثاء جابر بن زيد مرسلًا.

فأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق:

الأول: يرويه عمر بن الصُّبْح عن مقاتل بن حيان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا "إن كل لهو لهى به المؤمن باطل، إلا في ثلاث: رميه الصيد بقوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته امرأته، فإنّه من الحق. وإن الله تعالى يدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة: صانعه محتسبا، والمُمِد به في سبيل الله عز وجل، والرامي به مجاهدا"

أخرجه أبو يعقوب القراب في "فضائل الرمي"(12)

وعمر بن الصبح هو ابن عمران التميمي قال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات، وقال النسائي: ليس بثقة"

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5305) والحاكم (2/ 95) من طريق سويد بن عبد العزيز الدمشقي ثنا محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة.

ص: 1703

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: كذا قال، وسويد متروك"

وقال أبو حاتم وأبو زرعة: هذا خطأ وهم فيه سويد، إنما هو عن ابن عجلان عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين قال: بلغني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال. كذا رواه الليث وحاتم بن إسماعيل وجماعة وهو الصحيح مرسل" العلل 1/ 302 و 335

الثاني: يرويه الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا "إنّ الله ليدخل بالسهم الواحد الجنة ثلاثة: صانعه محتسبا صنعته، والمقوى به، والرامي به".

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(6/ 367) من طريق إسحاق بن بهلول ثنا يحيى بن المتوكل الباهلي عن عنبسة بن مهران عن الزهري به.

وقال: قال الدارقطني: تفرد به عنبسة عن الزهري، ولم يَرو عنه غير يحيى بن المتوكل، تفرد به إسحاق بن بهلول"

قلت: وعنبسة بن مهران قال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال ابن معين: لا أعرفه، وقال ابن أبي حاتم: مجهول، وقال ابن عدي: ليس بالمعروف.

الثالث: يرويه مُظاهر عن محمد بن سعيد عن أبي هريرة مرفوعًا "إنّ الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة: صانعه محتسبا به، والمعين به، والرامي به في سبيل الله.

أخرجه أبو نعيم في: "رياضة الأبدان"(17) والخطيب في "لتاريخ"(3/ 128) من طريق غسان بن سليمان الهروي ثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير (1) عن مظاهر به.

وإسناده ضعيف لضعف مظاهر.

الرابع: يرويه الفضل بن عبد الله بن عبد الجبار ثنا مالك بن سليمان عن إبراهيم بن طهمان عن محمد بن زياد عن أبي هريرة.

أخرجه أبو يعقوب القراب في "فضائل الرمي"(1) والذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 410 - 411)

وإسناده ضعيف لضعف مالك بن سليمان.

وأما حديث أنس فأخرجه ابن الأعرابي (ق 111/ أ) والطبراني في "فضل الرمي"(4)

(1) عند أبي نعيم "عن أبي زهدم"

ص: 1704

وأبو يعقوب القراب (2) من طريق مردويه بن يزيد ثنا الربيع بن صَبيح عن الحسن (1) عن أنس مرفوعًا "أنّ الله عز وجل يدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة: الرامي به، والممد به، والمحتسب له".

الربيع بن صبيح مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

وأما حديث أبي الشعثاء جابر بن زيد فأخرجه سعيد بن منصور (2454) عن سفيان بن عُيينة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن رجل عن جابر بن زيد مرفوعًا "كل لهو لَها به المؤمن باطل إلا رميه عن قوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله".

واختلف فيه على ابن أبي حسين، فرواه الحسن بن عُمارة عنه عن جابر بن زيد قال: كنت أرامي رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ففقدني يوما فقال لي: ما أبطأ بك؟ فأخبرته بعذري، فقال: ألا أحدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون لك عونا على الرمي؟ فقلت: بلى، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ الله تعالى يدخل بسهم واحد ثلاثة نفر الجنة: الرامي، والمحتسب بصنعته، والمقوي به"

وقال النبي صلى الله عليه وسلم "ارموا واركبوا، وأنْ ترموا خير لكم، وأحبّ إليّ من أن تركبوا فإنّ كل لهو لَهَا به المؤمن باطل إلا في ثلاث: رميك عن قوسك، وتأديبك فرسك، وملاعبتك مع أهلك، فإن ذلك من الحق"

أخرجه السمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 395)

والحسن بن عمارة متروك.

• ورواه محمد بن إسحاق المدني عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.

أخرجه الترمذي (1637)

وابن إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من ابن أبي حسين، وحديث سفيان أصح وهو مرسل وفيه راو لم يسم (2).

1223 -

"إِنّ الله يربى الصدقة"

سكت عليه الحافظ (3).

(1) ووقع في رواية القراب "عن الأعمش"

(2)

انظر "العلل" لابن أبي حاتم (1/ 302)

(3)

4/ 3 (كتاب الزكاة- باب وجوب الزكاة)

ص: 1705

أخرجه البخاري (فتح 4/ 20 - 21) من حديث أبي هريرة ولفظه "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب وإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فَلُوهُ"

1224 -

"إنّ الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (817) " (1)

وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه مسلم من طريق أبي الطفيل أنّ نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعسفان وكان عمر استعمله على مكة فقال: من استعملت عليهم؟ فقال: ابن أبزى يعني ابن عبد الرحمن، قال: استعملت عليهم مولى، قال: إنّه قاريء لكتاب الله عالم بالفرائض، وقال عمر: إنّ نبيكم قد قال: فذكره" (2)

1225 -

"إنّ الله يصنع كل صانع وصنعته"

قال الحافظ: وهو حديث صحيح. وذكر أنّ البخاري ذكره في "خلق أفعال العباد"(3)

صحيح

أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(117) وابن أبي عاصم في "السنة"(357 و 358) والبزار (كشف 2160) والمحاملي في "أماليه"(325) وابن عدي (6/ 2046) والقطيعي في "جزء الألف دينار"(217) وابن منده في "التوحيد"(115) والحاكم (1/ 31 و 31 - 32) واللالكائي في "السنة"(942 و 943) وابن بشران (1243) والبيهقي في "الشعب"(187) وفي "الاعتقاد"(ص 144) وفي "الأسماء"(ص 43 و 332 و 491) وفي "القضاء والقدر"(131 و 132 و 133 و 134) والخطيب في "التاريخ"(2/ 31) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(2/ 288) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(1/ 272) من طرق (4) عن أبي مالك سعد بن طارق الأشجعي عن رِبْعي بن حِرَاش عن حذيفة به مرفوعًا.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

(1) 1/ 149 (كتاب العلم- باب فضل العلم)

(2)

16/ 291 (كتاب الأحكام- باب استقضاء الموالي)

(3)

17/ 279 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29])

و17/ 314 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)} [الصافات: 96])

(4)

رواه مروان بن معاوية وأبو خالد الأحمر والفضيل بن سليمان ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبي مالك الأشجعي به.

ص: 1706

وقال البزار: وهذا الكلام لا نعلمه يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا

الإسناد"

1226 -

حديث أبي أمامة "إنّ الله يقول: لا يجاوزني اليوم ظلم ظالم"

سكت عليه الحافظ (1).

ولم أره من حديث أبي أمامة، وقد وقفت عليه من حديث ثوبان ومن حديث جابر.

فأما حديث ثوبان فأخرجه الطبراني في "الكبير"(1421) وابن منده في "الرد على الجهمية"(13) من طريق يزيد بن ربيعة الرحَبي ثنا أبو الأشعث عن ثوبان مرفوعًا "يقبل الجبار تعالى يوم القيامة فيثني رجله على الجسر فيقول: وعزتي وجلالي لا يجاوزني ظلم (2) ظالم. فينصف الخلق بعضهم من بعض حتى إنه لينصف الشاة الجماء من الشاة العضباء بنطحة تنطحها"

ويزيد بن ربيعة ذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: متروك الحديث.

وقال الدارقطني: دمشقي متروك (سؤالات البرقاني)

وأما حديث جابر فسيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده مظلمة

"

1227 -

"إنّ الله يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بآبائكم، ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب"

قال الحافظ: أخرجه المصنف في "الأدب المفرد" وأحمد وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث المِقدام بن معدي كرب" (3)

صحيح

وله عن المقدام طريقان:

الأول: يرويه إسماعيل بن عياش عن بَحير بن سعد عن خالد بن مَعدان عن المقدام مرفوعًا "إن الله يوصيكم بأمهاتكم (ثلاثًا) إنّ الله يوصيكم بآبائكم، إنّ الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب".

(1) 14/ 188 (كتاب الرقاق- باب القصاص يوم القيامة)

(2)

من "مجمع الزوائد"(10/ 353)

(3)

13/ 5 (كتاب الأدب- باب من أحق الناس بحسن الصحبة)

ص: 1707

أخرجه أحمد (4/ 132) وابن ماجه (3661) واللفظ له والطبراني في "الكبير"(20/ 270) وفي "مسند الشاميين"(1128) والحاكم (4/ 151) وابن الجوزي في "البر والصلة"(39) من طرق عن إسماعيل بن عياش به.

قال الحاكم: إسماعيل بن عياش أحد أئمة أهل الشام إنما نقم عليه سوء الحفظ فقط"

وقال البوصيري: في إسناده إسماعيل وروايته عن الحجازيين ضعيفة كما هنا" مصباح الزجاجة 4/ 99

قلت: بل روايته هنا عن الشاميين فإنّ بحير بن سعد حمصي، وإسماعيل ثقة فيما يرويه عن الشاميين كما قال ابن معين وغيره، وبحير بن سعد وخالد بن معدان ثقتان فالإسناد صحيح (1).

ولم ينفرد إسماعيل بن عياش به بل تابعه بقية بن الوليد ثنا بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام مرفوعًا "إنّ الله تبارك وتعالى يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بآبائكم، ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب"

أخرجه أحمد (4/ 131) والبخاري في "الأدب المفرد"(60) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2441) والطبراني في "الكبير"(20/ 270) وفي "مسند الشاميين"(1128) وأبو الشيخ في "الفوائد"(20) والبيهقي (4/ 179) وفي "الشعب"(7461) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(426) والشجري في "أماليه"(2/ 120) من طرق عن بقية به.

وإسناده صحيح، وبقية ثقة إذا حدث عن الثقات من أهل الشام وصرّح بالسماع منهم كما هنا.

ولم ينفرد بحير بن سعد به بل تابعه غير واحد عن خالد بن معدان عن المقدام، منهم:

1 -

عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 270) وفي "مسند الشاميين"(177) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي ثني أبي عن أبيه عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان به.

شيخ الطبراني تكلموا فيه. انظر "اللسان"(1/ 295) و"الثقات"(9/ 74) لابن حبان.

(1) وخالد بن معدان سمع من المقدام، قاله البخاري (التاريخ الكبير 2/ 1/ 176) وقال أبو حاتم: لقي خالد بن معدان المقدام (الجرح 2/ 1/ 351)

ص: 1708

ومحمد بن يحيى بن حمزة ذكره ابن حبان في "الثقات".

وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان صدوق لا بأس به، ويحيى بن حمزة وخالد بن معدان ثقتان.

2 -

ثور بن يزيد الحمصي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(2/ 270) وفي "مسند الشاميين"(431) عن الحسين بن إسحاق التستري ثنا هشام بن عمار ثنا يحيى بن حمزة ثني ثور بن يزيد به.

وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وشيخ الطبراني ترجمه الذهبي في "السير" (14/ 57) وقال: كان من الحفاظ الرحالة (1).

وقال الطبراني في "مسند الشاميين"(431): ثنا محمد بن الحارث الجبيلي ثنا صفوان بن صالح ثنا الوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد به.

والجبيلي لم أقف له على ترجمة، والباقون كلهم ثقات، لكن الوليد بن مسلم مدلس ولم يذكر سماعا من ثور بن يزيد.

3 -

أم عبد الله بنت خالد بن معدان.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 271) وابن شاهين في "الترغيب"(296) من طريقين عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا إسماعيل بن عياش حدثتني أَم عبد الله بنت خالد به.

أم عبد الله بنت خالد اسمها عبدة كما في ترجمة أبيها من "تهذيب الكمال"

الثاني: يرويه أبو سلمة سليمان بن سليم الكناني عن يحيى بن جابر عن المقدام أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال "إنّ الله تبارك وتعالى يوصيكم بالنساء خيرا، إنّ الله يوصيكم بالنساء خيرا، إنّ الله يوصيكم بالنساء خيرا، إنّ الله يوصيكم بأمهاتكم، وبناتكم، وأخواتكم، وعماتكم، وخالاتكم، إن الرجل من أهل الكنائس ليتزوج المرأة وما يعلم ما له بها من الخير، فما يرغب واحد منهما عن صاحبه حتى يموتا هرما".

أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 495) عن داود بن رشيد الهاشمي ثنا محمد بن حرب عن أبي سلمة به.

وأخرجه الطبرانى في "الكبير"(20/ 274) وفي "مسند الشاميين"(1377) من طرق عن داود بن رشيد عن محمد بن حرب الأبرش به.

(1) انظر "طبقات الحنابلة"(1/ 142) و"تاريخ دمشق" لابن عساكر ترجمة الحسين بن إسحاق التستري.

ص: 1709

ولم يتفرد داود بن رشيد به بل تابعه محمد بن مصفى الحمصي ثنا محمد بن حرب به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 274)

قال الهيثمي: رجاله ثقات إلا أنّ يحيى بن جابر لم يسمع من المقدام" المجمع 4/ 302

قلت: صرّح بسماعه منه في حديث رواه أحمد (4/ 132)(1)

1228 -

"إنّ الماء خلق قبل العرش"

قال الحافظ: وقد روى أحمد والترمذي وصححه من حديث أبي رزين العقيلي مرفوعا: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه الطيالسي (ص 147) عن حماد بن سلمة عن يعلي بن عطاء عن وكيع بن عُدُس عن عمه أبي رزين قال: قلت: يا رسول الله، أين كان ربنا قبل أن يخلق السموات والأرض؟ قال "كان في عماء ما فوقه هواء، وما تحته هواء، ثم خلق العرش على الماء"

ومن طريقه أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(83) والبيهقي في "الأسماء"(ص 478 - 479) ووقع عندهما "عن وكيع بن حدس"

وأخرجه أحمد (4/ 11 و 12) وابنه في "السنة"(450) وابن ماجه (182) والترمذي (3109) وابن أبي عاصم في "السنة"(612) ومحمد بن عثمان في "العرش"(7) والطبري في "تفسيره"(12/ 4) وفي "تاريخه"(1/ 37 - 38) وابن حبان (6141) والطبراني في "الكبير"(19/ 207) وأبو الشيخ في "العظمة"(83) وابن بطة في "الإبانة"(الرد على الجهمية 125) وابن أبي زمنين في "السنة"(31) والبيهقي في "الأسماء"(ص 514) وأبو العلاء الهمذاني في "الاعتقاد"(18) والذهبي في "العلو"(26) من طرق عن حماد بن سلمة عن يعلي بن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزين به.

ولفظ البيهقي "ثم خلق العرش، ثم استوى عليه".

قال الترمذي: هكذا روى حماد بن سلمة "وكيع بن حدس" ويقول شعبة وأبو عَوَانة وهَشيم "وكيع بن عدس" وهو أصح، وأبو رزين اسمه لقيط بن عامر، وهذا حديث حسن"

(1) انظر حديث "حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه" فقد ذكرت هناك الخلاف في سماع يحيى بن جابر من المقدام.

(2)

7/ 98 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} [الرُّوم: 27])

ص: 1710

وصححه الطبري في "تاريخه"(1/ 40)

وقال البيهقي: هذا حديث تفرد به يعلي بن عطاء عن وكيع بن حدس، ولا نعلم لوكيع بن حدس هذا راويا غير يعلي بن عطاء"

وقال الذهبي: إسناده حسن"

قلت: بل إسناده ضعيف، وكيع بن حدس أو عدس ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن قتيبة في "اختلاف الحديث" (ص 150): لا يعرف، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه يعلي بن عطاء، وقال ابن المديني: لم يرو عنه غير يعلي بن عطاء.

1229 -

"إنّ المتكبرين يحشرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال، يساقون إلى سجن في جهنم يقال له: بولس"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي بسند جيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده" (1)

حسن

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(زوائد نعيم بن حماد ص 52) عن محمد بن عجلان المدني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعًا "يحشر المتكبرون يوم القيامه أمثال الذر في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان، يساقون إلى سجن جهنم يقال له: بولس، تعلوهم نار الأنيار، يسقون من عصارة أهل النار، طينة الخبال"

ونعيم بن حماد فيه مقال، لكنه لم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن ابن المبارك به، منهم:

1 -

محمد بن سلام البيكندي.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(557)

2 -

محمد بن مقاتل.

أخرجه الدينوري في "المجالسة"(1957)

3 -

سويد بن نصر المروزي.

أخرجه الترمذي (2492) والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(6/ 337)

(1) 14/ 214 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

ص: 1711

4 -

أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الخلال.

أخرجه البغوي في "شرح السنة"(3590)

ولم ينفرد ابن المبارك به بل تابعه غير واحد عن ابن عجلان، منهم:

1 -

يحيى بن سعيد القطان.

أخرجه أحمد (2/ 179)

2 -

سفيان بن عُيينة.

أخرجه الحميدي (598) وأبو بكر المقرئ في "حديث نافع بن أبي نعيم"(26) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(626 و 2357)

3 -

أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر.

أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 90) وابن أبي الدنيا في "الأهوال"(240) وفي "التواضع"(223) وفي "صفهّ النار"(46)

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال البغوي: هذا حديث حسن"

قلت: وهو كما قال، فإبن عجلان ثقة، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان.

ولم ينفرد ابن عجلان به بل تابعه:

1 -

داود بن شابور المكي عن عمرو بن شعيب به.

أخرجه الحميدي (598) وأبو بكر المقرئ (26) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(626 و 2357)

2 -

عيسى بن أبي عيسى الحناط.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(7834)

1230 -

"إنّ المسألة لا تحل إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو غرم مفظع، أو جائحة"

قال الحافظ: وفي صحيح مسلم: فذكره" (1)

لم أره في صحيح مسلم بهذا اللفظ، وإنما أخرج مسلم (1044) حديث قَبيصة بن

(1) 13/ 11 (كتاب الأدب - باب عقوق الوالدين من الكبائر)

ص: 1712

مُخارق الهلالي قال: تَحَملْت حَمَالَة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فيها فقال "أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها" ثم قال "يا قبيصة إنّ المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يُصيبها ثم يُمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلّت له المسألة حتى يصيب قِوَاما من عيش أو قال: سِدادا من عيش، ورجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحِجَا من قومه: لقد أصابت فلانا فاقة فحلّت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش، فما سواهنّ من المسألة يا قبيصة سحتا يأكلها صاحبها سحتا"

وأخرج أحمد (3/ 100 و 114) وأبو داود (1641) وابن ماجه (2198) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 307 و 308) والنسائي (7/ 227) وفي "الكبرى"(6099) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(597) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 19) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 132) والبيهقي (7/ 25) وفي "الشعب"(1156) وابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 328 - 329) من طرق عن الأخضر بن عجلان البصري ثني أبو بكر الحنفي عن أنس بن مالك أنّ رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه الحاجة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "ما عندك شيء؟ " فأتاه بِحِلْس وقَدَح، وقال النبي صلى الله عليه وسلم "من يشتري هذا؟ " وذكر الحديث وفيه "إنّ المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاث: ذي دم مُوجع، أو غرم مُفظع، أو فقر مُدْقِع"

طوله بعضهم واختصره بعضهم.

رواه هكذا يحيى القطان ورَوح بن عبادة البصري وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف وعيسى بن يونس والقاسم بن مالك الكوفي ومحمد بن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن عثمان البصري عن الأخضر بن عجلان عن أبي بكر الحنفي عن أنس أن رجلا من الأنصار.

وقال بعضهم: عن أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال بعضهم: عن أنس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

- ورواه المعتمر بن سليمان التيمي عن الأخضر بن عجلان واختلف عنه:

• فرواه أحمد (1)(3/ 100) عنه عن الأخضر بن عجلان عن أبي بكر الحنفي عن أنس مرفوعا.

وتابعه إسحاق بن راهويه عن المعتمر بن سليمان به.

(1) ومن طريقه أخرجه المزي في "التهذيب"(16/ 339)

ص: 1713

أخرجه النسائي (7/ 227) وفي "الكبرى"(6099)

• وخالفهما علي بن سعيد الكندي فرواه عن المعتمر بن سليمان عن الأخضر بن عجلان عن أبي بكر الحنفي عن أنس عن رجل من الأنصار.

أخرجه الترمذي في "العلل"(1/ 479)

والأول أصح.

قال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: الأخضر بن عجلان ثقة، وأبو بكر الحنفي الذي روى عن أنس اسمه عبد الله"

قلت: ولم ينفرد الأخضر بن عجلان به بل تابعه ابن أخيه عبيد الله بن شُمَيط بن عجلان قال: سمعت أبا بكر الحنفي يحدث أبي وعمي عن أنس رفعه "إنّ المسألة لا تحل إلا لإحدى ثلاث: غرم مُفظع، أو فقر مُدقع، أو دم مُوجع"

أخرجه الطيالسي (1)(منحة 1/ 176) ثنا عبيد الله بن شميط به.

وأخرجه أحمد (3/ 126 - 127) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا عبيد الله بن شميط قال: سمعت عبد الله الحنفي يحدث أنّه سمع أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: فذكره.

واختلف فيه على عبيد الله بن شميط، فرواه حميد بن مسعدة البصري عنه ثنا الأخضر بن عجلان عن عبد الله الحنفي عن أنس.

أخرجه الترمذي (1218)

وقال: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث الأخضر بن عجلان، وعبد الله الحنفي الذي روى عن أنس هو أبو بكر الحنفي"

قلت: وهو مجهول، قال ابن القطان الفاسي: عدالته لم تثبت فحاله مجهولة، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، روى عنه الأخضر به عجلان وحده حديثا واحدا، وقال في ترجمة الأخضر بن عجلان من "الميزان": أبو بكر الحنفي ليس بمشهور، وقال الحافظ في "التقريب": لا يعرف حاله.

فعلى هذا فالإسناد ضعيف.

(1) أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 132) من طريقه فقال فيه: ثنا عبيد الله بن شميط ثني أبي وعمي عن أبي بكر الحنفي عن أنس.

ص: 1714

1231 -

"إنّ المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خُرْفَة الجنة"

قال الحافظ: وقد ورد في فضل العيادة أحاديث كثيرة جياد، منها عند مسلم والترمذي من حديث ثوبان: فذكره" (1)

أخرجه مسلم (2568) من حديث ثوبان وزاد "حتى يرجع"

1232 -

"إنّ المسلمين وأِولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار، ثم قرأ {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ} [الطُور: 21] ".

قال الحافظ: وروى عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" عن علي مرفوعًا: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(213) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1/ 134 - 135) عن عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل عن محمد بن عثمان عن زاذان عن علي قال: سألت خديجة النبي صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هما في النار" فلما رأى الكراهية في وجهها قال "لو رأيت مكانهما لأبغضتهما" قالت: يا رسول الله فولدي منك؟ قال "في الجنة" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار" ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الطُور: 21] ". واللفظ لعبد الله بن أحمد.

قال الهيثمي: رواه عبد الله بن أحمد وفيه محمد بن عثمان ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 217

وقال الذهبي في "الميزان": محمد بن عثمان لا يُدرى من هو فتشت عنه في أماكن وله خبر منكر. ثم ذكر له هذا الحديث.

وقال الحافظ في "التعجيل": قال شيخنا الهيثمي: ذكره ابن حبان في "الثقات"(3) وأغفله الحسيني. قلت: وذكره الأزدي في "الضعفاء".

وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية: حديث خديجة هذا حديث موضوع كذب" درء تعارض العقل والنقل 8/ 398

(1) 12/ 217 (كتاب المرضى- باب وجوب عيادة المريض)

(2)

3/ 487 (كتاب الجنائز- باب ما قيل في أولاد المسلمين)

(3)

قلت: لم أره فيه.

ص: 1715

وقال ابن القيم: وهذا معلول من وجهين أحدهما: أنّ محمد بن عثمان مجهول، الثاني: أن زاذان لم يدرك عليا (1) " طريق الهجرتين ص 389

وخالفهم الشيخ أحمد شاكر فقال: إسناده حسن على الأقل إنْ شاء الله وأبو الفتح الأزدي يغلو في التضعيف بغير حجة، ودعوى الذهبي أنّ الخبر منكر لا دليل عليها، وليس في معناه نكارة" المسند 2/ 259

ورد عليه الألباني في "ظلال الجنة"(1/ 94 - 95) فراجعه.

1233 -

"إنّ المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وَلوا"

قال الحافظ: ويؤيده رواية مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رفعه: فذكره" (2)

أخرجه مسلم (1827) وزاد بعد قوله "يمين الرحمن _ عز وجل _ وكلتا يديه يمين"

1234 -

"إنّ الملائكة تقول لروح المؤمن: صلى الله عليك وعلى جسدك"

قال الحافظ: وفي صحيح مسلم (2872) من حديث أبي هريرة مرفوعا: فذكره" (3)

1235 -

"إنّ الملائكة قالت: يا رب هل من خلقك شيء أشدّ من الجبال؟ قال: نعم، الحديد، قالت: فهل أشدّ من الحديد؟ قال: نعم، النار، قالت: فهل أشدّ من النار؟ قال: نعم، الماء، قالت: فهل أشدّ من الماء؟ قال: نعم، الريح، قالت: فهل أشدّ من الريح؟ قال: نعم، ابن آدم يتصدق بيمينه فيخفيها عن شماله".

قال الحافظ: وفي مسند أحمد من حديث أنس بإسناد حسن مرفوعًا: فذكره" (4)

ضعيف

أخرجه أحمد (3/ 124) وعبد بن حميد (1215) والترمذي (3369) وأبو يعلى (4310) وابن أبي حاتم في "التفسير"(12105 و 16512) وأبو الشيخ في "العظمة"(896) وابن منده في "التوحيد"(66) والبيهقي في "الشعب"(3167) والخطيب في "المتفق

(1) قلت: بل أدركه قال البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 437): زاذان أبو عبد الله مولى كندة، سمع ابن مسعود وعليا وابن عمر.

(2)

2/ 285 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة)

(3)

13/ 424 (كتاب الدعوات- باب هل يصلى على غير النبي صلى الله عليه وسلم)

(4)

2/ 287 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب من جلس فيّ المسجد ينتظر الصلاة)

ص: 1716

والمفترق" (625) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (1661) وفي "الحجة" (435) والمزي في "التهذيب" (11/ 443 - 444)

عن يزيد بن هارون

وأبو الشيخ (872 و 896)

عن هُشيم

كلاهما عن العوام بن حَوشب عن سليمان بن أبي سليمان عن أنس مرفوعا "لما خلق الله عز وجل الأرض جعلت تميد، فخلق عليها الجبال، فأرساها، فتعجبت الملائكة، فقالت: يا رب هل من خلقك شيء أشدّ من الجبال؟ قال: نعم، الحديد يكسر به الجبال، قالت: يا رب هل من خلقك شيء أشدّ من الحديد؟ قال: نعم، النار يلين بها الحديد، قالت: يا رب هل من خلقك شيء أشدّ من النار؟ قال: نعم، الماء. قالت: يا رب فهل من خلقك شيء أشدّ من الماء؟ قال: نعم، الريح. قالت: يا رب فهل من خلقك شيء أشدّ من الريح؟ قال: نعم، الإنسان، يتصدق بيمينه يكاد أن يخفيها من يساره". واللفظ لأبي الشيخ

قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه"

وقال ابن منده: هذا إسناد ثابت على رسم النسائي"

قلت: إسناده ضعيف، سليمان بن أبي سليمان قال ابن معين: لا أعرفه، وقال الذهبي في "الكاشف": مجهول، وقال في "المغني" و"الديوان": لا يعرف، وقال في "الميزان": لا يكاد يعرف، روي عنه العوام بن حوشب وحده، وذكره ابن حبان في "الثقات" وحده.

ولم يخرج له النسائي شيئًا.

1236 -

عن أنس قال: لما حُملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون: ما أخفّ جنازته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنّ الملائكة كانت تحمله"

قال الحافظ: صححه الترمذي من حديث أنس" (1)

أخرجه عبد الرزاق (20414) عن مَعْمَر عن قتادة عن أنس قال: لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون: ما أخفّ جنازته، لحكمه في قريظة، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "لا ولكن الملائكة كانت تحمله".

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(1194) عن عبد الرزاق به.

(1) 8/ 124 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب سعد بن معاذ)

ص: 1717

وأخرجه الترمذي (3849) عن عبد بن حميد به.

وأخرجه البزار كما في "البداية والنهاية"(4/ 129) والطبراني في "الكبير"(5345) والحاكم (3/ 207) من طرق عن عبد الرزاق به.

قال الترمذي: حسن صحيح غريب"

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وقال ابن كثير: إسناد جيد" البداية 4/ 129

قلت: رواته ثقات إلا أن فيه عنعنة قتادة فإنه كان مدلسًا.

وللحديث شاهد عن الحسن البصري مرسلًا وآخر عن عبد الله بن شداد مرسلًا فيتقوى بهما

فأما حديث الحسن فأخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام"(2/ 251) قال: وحدثني من لا أتهم عن الحسن البصري قال: كان سعد رجلا بادنا، فلما حمله الناس وجدوا له خفة، فقال رجال من المنافقين: والله إنْ كان لبادنا، وما حملنا من جنازة أخف منه، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "إنّ له حملة غيركم، والذي نفسي بيده، لقد استبشرت الملائكة بروح سعد، واهتز له العرش"

وإسناده ضعيف للمبهم الذي لم يسم.

وأما حديث عبد الله بن شداد فأخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(1504) عن بهز بن أسد البصري ثنا حماد أنا سِماك عن عبد الله بن شداد أنّ النبي -صلي الله عليه وسلم- عاد سعد بن معاذ، قال: فدعا له، فلما خرج من عنده مرت به ريح طيبة فقال "هذا روح سعد قد مُرَّ به" قال: فلما وضع في قبره قالوا: يا رسول الله، إنّ سعدا كان رجلا بادنا وإنا وجدناه خفيفا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أحسبتم أنكم حملتموه وحدكم، أعانتكم عليه الملائكة".

سماك هو ابن حرب وهو صدوق فيما يرويه عن غير عكرمة، والباقون كلهم ثقات.

1237 -

عن عليّ مرفوعًا "إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة ولا جُنُب"

قال الحافظ: رواه أبو داود وغيره وفيه نُجَي- بضم النون وفتح الجيم- الحضرمي ما روى عنه غير ابنه عبد الله فهو مجهول، لكن وثقه العجلي وصحح حديثه ابن حبان والحاكم" (1)

ضعيف

(1) 1/ 407 (كتاب الغسل- باب كينونة الجنب في البيت)

ص: 1718

يرويه عبد الله بن نُجَي الحضرمي واختلف عنه:

- فرواه أبو زرعة بن عمرو بن جرير عن عبد الله بن نجي عن أبيه عن علي مرفوعًا.

أخرجه أحمد (1/ 83) والنسائي (1/ 116 و 7/ 163 - 164) وفي "الكبرى"(257) وأبو يعلى (626)

عن يحيى بن سعيد القطان

وابن أبي شيبة (1)(5/ 410) وأحمد (1/ 139) والنسائي (7/ 163 - 164)

عن محمد بن جعفر غُنْدر (2)

والبخاري في "الكبير"(4/ 2 / 121) وأبو داود (227 و 4152) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 861)

عن حفص بن عمر النَّمَري الحَوْضي

والنسائي (1/ 116) وفي "الكبرى"(257) وأبو يعلى (313) وابن حبان (1205)

عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي

وأحمد (1/ 104) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 557)

عن عفان بن مسلم الصفار

وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 130 - 131) والبيهقي (1/ 201) والذهبي في "معجمه"

عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي

وابن الأعرابي (ق 131 /ب)

عن أبي عباد يحيى بن عباد الضبعي البصري

والحاكم (1/ 171)

عن وهب بن جرير بن حازم

(1) رواه ابن ماجه (3650) عن ابن أبي شيبة فأسقط من إسناده "عن أبيه" والصواب إثباته كما في مصنف ابن أبي شيبة.

(2)

رواه محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر فلم يذكر عن أبيه.

أخرجه البزار (880)

ص: 1719

وعن آدم بن أبي إياس

كلهم عن شعبة عن علي بن مدرك عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن عبد الله بن نجي عن أبيه عن علي مرفوعًا "لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ولا كلب ولا جنب"

وخالفهم أبو داود الطيالسي فرواه في "مسنده"(ص 17) عن شعبة عن علي بن مدرك عن أبي زرعة عن عبد الله بن نجي عن علي، ولم يذكر عن أبيه.

والأول أصح.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح فإنّ عبد الله بن نجي من ثقات الكوفيين ولم يخرجا فيه ذكر الجنب".

وقال الذهبي: هذا حديث صالح الإسناد غريب"

وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح. ووثق نجي الحضرمي. المسند

قلت: عبد الله بن نجي وأبوه اختلف فيهما، أما عبد الله فوثقه النسائي وابن حبان، وقال البخاري: فيه نظر، وقال الدارقطني: ليس بقوي في الحديث، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال ابن عدي: أخباره فيها نظر، وقال الشافعي: مجهول.

وأما أبوه فوثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد.

وقال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من هو، وقال في "المغني": لا يعرف، وقال في "الكاشف": لين.

وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.

ولم أر من تابعه فالإسناد ضعيف.

ولم ينفرد أبو زرعة بن عمرو بن جرير به بل تابعه شُرَحبيل بن مُدرك الجعفي عن عبد الله بن نجي عن أبيه قال: قال لي على: كانت لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة لم تكن لأحد من الخلائق، إني كنت آتيه كل سَحَر فأسلم عليه حتى يتنحنح، وإني جئت ذات ليلة فسلمت عليه، فقلت: السلام عليك يا نبي الله، فقال "على رِسلك يا أبا حسن حتى أخرج إليك" فلما خرج إليّ قلت: يا نبي الله أغضبك أحد؟ قال "لا" قلت: فما لك لا تكلمني فيما مضى حتى كلمتني الليلة؟ قال "سمعت في الحجرة حركة فقلت: من هذا؟ فقال: أنا جبريل، قلت: أُدخل، قال: لا، أُخرج إليّ، فلما خرجت قال: إنّ في بيتك شيئًا لا يدخله ملك ما دام فيه، قلت: ما أعلمه يا جبريل، قال: اذهب فانظر، ففتحت البيت فلم أجد فيه

ص: 1720

شيئًا غير جرو كلب كان يلعب به الحسن، قلت: ما وجدت إلا جروا، قال: إنها ثلاث لن يلج ملك ما دام فيها أبدا واحد منها: كلب، أو جنابة، أو صورة روح"

أخرجه أحمد (1/ 85) واللفظ له والبزار (879) وابن خزيمة (902) والمزي (12/ 428 - 429)

عن محمد بن عبيد الطنافسي

والنسائي (3/ 12)

عن أبي أسامة حماد بن أسامة

كلاهما عن شرحبيل بن مدرك به.

- ورواه مغيرة بن مِقسم الضبي وعُمارة بن القَعقاع عن الحارث بن يزيدْ العُكْلي واختلف عن مغيرة:

• فقال أبو بكر بن عياش: ثنا مغيرة بن مقسم ثنا الحارث العكلي عن عبد الله بن نجي قال: قال علي: فذكر الحديث.

وقال فيه "وأنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا جنب ولا تمثال"

ولم يذكر "عن أبيه"

أخرجه أحمد (1/ 80) عن أبي بكر بن عياش به.

وأخرجه ابن ماجه (3708) والنسائي (3/ 12) وابن خزيمة (904) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 179) وابن عدي (4/ 1548) من طرق عن أبي بكر بن عياش به.

• وقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن مغيرة بن مقسم عن الحارث العكلي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ثنا عبد الله بن نجي عن علي. زاد فيه: عن أبي زرعة بن عمرو، ولم يذكر: عن أبيه.

أخرجه النسائي (3/ 11 - 12) وابن خزيمة (903) وأبو يعلى (592) من طرق عن جرير به.

وهذا أصح فقد رواه عبد الواحد بن زياد البصري عن عمارة بن القعقاع ثنا الحارث العكلي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن عبد الله بن نجي عن علي (1).

(1) ومن هذا الطريق أخرجه البزار (881 و 882) لكنه لم يذكر الحارث العكلي.

ص: 1721

أخرجه أحمد (1/ 77) والدارمي (2666) وابن خزيمة (904)

وجرير أوثق من أبي بكر، وأبو بكر كثير الخطأ، وعمارة بن القعقاع وثقه ابن معين وغيره.

- ورواه جابر الجُعفي وهو ضعيف عن عبد الله بن نجي عن علي، ولم يقل "عن أبيه"

أخرجه أحمد (1/ 107 و 150) والدارقطني في "العلل"(3/ 259 و 260)

وتابعه سالم بن أبي حفصة ثنا عبد الله بن نجي به.

أخرجه البزار (883)

وللحديث شواهد من حديث عمار بن ياسر ومن حديث عبد الرحمن بن سَمرة ومن حديث بُريدة، وسيأتي الكلام عليها عند حديث "لا تحضر الملائكة جنازة كافر، ولا مضمخ بالزعفران"

وله شواهد أخرى من حديث أبي طلحة الأنصاري عند البخاري (فتح 7/ 121 و 12/ 514) ومسلم (2106)

ومن حديث ميمونة عند مسلم (2105) وأبي داود (4157)

ومن حديث ابن عمر عند البخاري (فتح 7/ 122 و 12/ 515 - 516)

ومن حديث أبي سعيد عند ابن حبان (موارد 1486)

وغيرهم لكن ليس فيها ذكر الجنب.

1238 -

"إنّ الميت ليسمع خَفْق نعالهم إذا ولوا مدبرين"

قال الحافظ: وروى إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدِّي عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره، أخرجه البزار وابن حبان في "صحيحه" هكذا مختصرا، وأخرج ابن حبان أيضا من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وفي حديث طويل" (1)

حسن

وله عن أبي هريرة طريقان:

الأول: يرويه إسماعيل بن عبد الرحمن السدي عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعًا.

(1) 3/ 449 (كتاب الجنائز- باب الميت يسمع خفق النعال)

ص: 1722

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 378) وإسحاق في "مسند أبي هريرة"(296) وأحمد (2/ 445) وعبد الله بن أحمد في "السنة"(1418) والبزار (كشف 873) وابن أبي داود في "البعث"(6) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 510) وابن حبان (3118) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 113) من طريق وكيع عن سفيان الثوري عن إسماعيل بن عبد الرحمن به.

قال أبو نعيم: لا أعلم رواه عن الثوري غير وكيع"

وقال الهيثمي: رواه البزار وإسناده حسن" المجمع 3/ 54

قلت: عبد الرحمن بن أبي كريمة الكوفي والد إسماعيل ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكروا عنه راويا إلا ابنه إسماعيل.

وقال الذهبي في "الميزان": ما حدّث عنه سوى ولده.

وقال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال.

الثاني: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة، واختلف فيه على محمد بن عمرو في رفعه ووقفه

- فقال غير واحد: عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعًا "إنّ الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه"، ثم ذكر حديثا طويلًا.

أخرجه أحمد (2/ 347) وابنه في "السنة"(1453) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 510) والطبراني في "الأوسط"(2651) والحاكم (1/ 380 - 381)

عن حماد بن سلمة

وهناد في "الزهد"(338)

عن عبدة بن سليمان الكلابي

والحاكم (1/ 379 - 380)

عن سعيد بن عامر الضُّبَعي

وابن حبان (3113)

عن معتمر بن سليمان التيمي

ص: 1723

والطحاوي (1/ 510) وابن البختري في "حديثه"(246) والبيهقي في "الاعتقاد"(ص 220 - 222) وفي "إثبات عذاب القبر"(67)

عن عبد الوهابِ بن عطاء العجلي

كلهم عن محمد بن عمرو بن علقمة به.

- وقيل: عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة موقوفًا.

أخرجه عبد الرزاق (6703)

عن جعفر بن سليمان الضُّبَعِي

وابن أبي شيبة (3/ 383 - 384) والطبري في "تفسيره"(13/ 215 - 216) والخلال في "السنة"(1176)

عن يزيد بن هارون

كلاهما عن محمد بن عمرو به.

والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وإسناده حسن. المجمع 3/ 51 - 52

قلت: وهو كما قال، ومحمد بن عمرو حسن الحديث أخرج له مسلم في المتابعات.

1239 -

"إنّ الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها"

قال الحافظ: قال البيهقي: ووقع في حديث أبي سعيد الذي أخرجه أبو داود وصححه ابن حبان أنّه لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها وقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره" (1)

حسن

أخرجه أبو داود (3114) وابن حبان (7316) والحاكم (1/ 340) والبيهقي (3/ 384) من طرق عن سعيد بن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة عن أبي سعيد به.

(1) 14/ 172 (كتاب الرقاق- باب الحشر)

ص: 1724

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: إسناده حسن رواته ثقات غير يحيى بن أيوب وهو الغافقي المصري وهو مختلف فيه: وثقه جماعة، وضعفه آخرون، وهو كما قال ابن عدي: صدوق لا بأس به.

وابن الهاد هو يزيد بن عبد الله بن أسامة، وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن.

1240 -

حديث أبي بكر الصديق سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أنْ يعمهم الله بعقاب"

قال الحافظ: أخرجه الأربعة وصححه ابن حبان" (1)

صحيح

يرويه قيس بن أبي حازم عن أبي بكر واختلف عن قيس في رفعه ووقفه:

- فرواه إسماعيل بن أبي خالد عن قيس واختلف عن إسماعيل أيضا في رفعه ووقفه:

• فرواه غير واحد عن إسماعيل مرفوعًا.

أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 174 - 175) وأحمد (1/ 2) وابن ماجه (4005) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(63) والمروزي في "مسند أبي بكر"(88) وأبو عمرو الداني في "الفتن"(336)

عن عبد الله بن نُمير

وأحمد (1/ 7) وعبد بن حميد في "المنتخب"(1) والترمذي (2168 و 3057) والحارث في "مسنده"(عواليه لأبي نعيم 53) والبزار (68) والمروزي في "مسند أبي بكر"(87) والطحاوي في "المشكل"(1165) والطبراني في "مكارم الأخلاق"(79) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(123) والبيهقي (10/ 91) والواحدي في "الوسيط"(2/ 237) وعبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف"(16) والذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 120 - 121)

عن يزيد بن هارون

وأحمد (1/ 9) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(62) والبزار (66) والمروزي في "مسند أبي بكر"(89) وأبو يعلى (128) والطحاوي في "المشكل"(1167) وابن حبان (305)

(1) 16/ 171 (كتاب الفتن- باب إذا أنزل الله بقوم عذابا)

ص: 1725

وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(124) والخطيب في "المدرج"(1/ 141 - 142 و 142 و 143)

عن شعبة

وأحمد (1/ 5) والطحاوي في "المشكل"(1168) والخطابي في "العزلة"(ص 25 - 26)

عن زهير بن معاوية الجعفي

وأحمد (1/ 7)

عن حماد بن سلمة

والحميدي (3) والطحاوي في "المشكل"(1166) وعبد الغني المقدسي (17)

عن مروان بن معاوية الفزاري

وأبو داود (4338) والبيهقي (10/ 91)

عن خالد بن عبد الله الطحان الواسطي

وابن أبي شيبة (15/ 174 - 175) وابن ماجه (4005) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(63) والمروزي في "مسند أبي بكر"(88)

عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي

وأبو يعلى (130)

عن عبيد الله بن عمرو الرقي

والبزار (65) والطحاوي في "المشكل"(1169)

عن المعتمر بن سليمان التيمي

وأبو داود (4338) والمروزي (86) والبيهقي (10/ 91) وفي "الشعب"(7144)

عن هُشيم

وأبو يعلى (131)

عن عمر بن علي المُقَدمي

وابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف"(26)

ص: 1726

عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني

وابن أبي الدنيا في "العقوبات"(39) وفي "الأمر بالمعروف"(1) والمروزي (87) وأبو يعلى (132) والطبري (7/ 98) والطحاوي (1170) وابن حبان (304) وابن عساكر في "حديث المزاحمي"(18)

عن جرير بن عبد الحميد الرازي

وأبو عبيد في "الناسخ"(528) والجصاص في "أحكام القرآن"(4/ 155) وأبو عمرو الداني في "الفتن"(335)

عن محمد بن يزيد الواسطي

والبزار (67)

عن زائدة بن قدامة الكوفي

والنسائي في "الكبرى"(11157)

عن عبد الله بن المبارك

وابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف"(40) والطبراني في "الأوسط"(2532)

عن مالك بن مِغْول (1)

والبغوي في "تفسيره"(1/ 399 - 400)

عن عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي (2)

كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: قام أبو بكر رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية- يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم- وإنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أنْ يعمهم الله بعقابه"

وفي لفظ "إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه"

(1) هكذا رواه حجاج بن نصير عن مالك بن مغول، ورواه مسلم بن إبراهيم عن مالك بن مغول وشعبة كلاهما عن إسماعيل عن قيس عن أبي بكر موقوفًا.

أخرجه الخطيب في "المدرج"(1/ 144 - 145)

(2)

زاد الدارقطني في "العلل"(1/ 250 - 251) غير من تقدم: يحيى بن سعيد الأموي ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ومرجي بن رجاء والوليد بن القاسم وعلي بن عاصم وأبو حمزة السكري.

ص: 1727

وفي لفظ "إذا عمل فيهم بالمعاصي أو بغير الحق ثم لم يغيروه"

وفي لفظ "إذا عمل في الناس بالمنكر ولم يغيروه"

وفي لفظ "ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لا يغيروا"

• ورواه غير واحد عن إسماعيل عن قيس عن أبي بكر موقوفًا، منهم:

1 -

وكيع.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(7/ 98)

سفيان بن عُيينة.

أخرجه سعيد بن منصور (840) وأبو عمرو الداني (337)

يونس بن أبي إسحاق.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف"(23)

ويحيى بن سعيد القطان وإسماعيل بن مُجالد وعبيد الله بن موسى (1)(2).

ونسب أبو زرعة هذا الاختلاف إلى إسماعيل فقال: وأحسب إسماعيل بن أبي خالد كان يرفعه مرة ويوقفه مرة" العلل لابن أبي حاتم 2/ 98

قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات، وهو من أصح الأسانيد عن أبي بكر رضي الله عنه.

قال الترمذي: هذا حديث صحيح"

وقال في الموضع الثاني: حسن صحيح"

وقال النووي: رواه أبو داود والترمذي والنسائي بأسانيد صحيحة" رياض الصالحين ص 93

وقال الذهبي: هذا حديث صالح الإسناد"

- ورواه عيسى بن المسيب البجلي عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقرأ هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المَائدة: 105] فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إذا رأى الناس المنكر فلم يغيروه، والظالم فلم يأخذوا على يديه، فيوشك أن يعمهم الله منه بعقاب".

(1) ذكرهم الدارقطني (1/ 252 - 253)

(2)

وخالف الجميع ورقاء بن عمر اليشكري فرواه عن إسماعيل بن أبي خالد عن ابن أبي زهير الثقفي عن أبي بكر مرفوعًا.

أخرجه ابن المقرئ في "المعجم"(957)

ص: 1728

أخرجه الطبري في "تفسيره"(7/ 98 - 99)

وعيسى بن المسيب ضعفه ابن معين وغيره.

وتابعه مُجالد بن سعيد عن قيس عن أبي بكر مرفوعًا.

أخرجه البزار (69) والطبري (7/ 99)

ومجالد ليس بالقوي.

- ورواه غير واحد عن قيس عن أبي بكر موقوفًا، منهم:

1 -

الحكم بن عُتيبة.

أخرجه أبو يعلى (129)

2 -

بيان بن بشر الأحمسي الكوفي.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف"(23) والطبري (7/ 98) ومحمد بن هارون الحضرمي في "الفوائد"(39 - منتقاه للمزي)

3 -

عبد الملك بن ميسرة الكوفي (1).

أخرجه الطبري (7/ 99)

ونسب الدارقطني هذا الاختلاف إلى قيس فقال: ويشبه أنْ يكون قيس بن أبي حازم كان ينشط في الرواية مرّة فيسنده، ومرة يجبن عنه فيقفه على أبي بكر" العلل 1/ 253

1241 -

عن أبي سعيد الخدري قال: صلّينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العَتَمَة فلم يخرج حتى مضى نحو من شطر الليل، فقال:"إنّ الناس قد صلوا وأخذوا مضاجعهم، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة، ولولا ضعف الضعيف وسقم وحاجة ذي الحاجة لأخرت هذه الصلاة إلى شطر الليل"

قال الحافظ: وقد روى أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وغيرهم من حديث أبي سعيد الخدري: فذكره" (2)

صحيح

أخرجه أحمد (3/ 5) وابن خزيمة (345)

(1) زاد الدارقطني: طارق بن عبد الرحمن وذر بن عبد الله الهمداني وعبد الملك بن عمير.

(2)

2/ 188 (كتاب الصلاة- أبواب مواقيت الصلاة- باب فضل العشاء)

ص: 1729

عن محمد بن أبي عدي البصري

وأبو داود (422)

عن بشر بن المفضل البصري

وابن ماجه (645) والنسائي (1/ 215) وفي "الكبرى"(1520) وابن خزيمة (345) عن عبد الوارث بن سعيد البصري

وابن خزيمة (345)

عن عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري

والبيهقي (1/ 375 - 451)

عن علي بن عاصم الواسطي

كلهم عن داود بن أبي هند عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العتمة فلم يخرج حتى مضى نحو من شطر الليل فقال "خذوا مقاعدكم" فأخذنا مقاعدنا، فقال "إنّ الناس قد صلوا وأخذوا مضاجعهم، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة، ولولا ضعف الضعيف، وسقم السقيم، لأخرت هذه الصلاة إلى شطر الليل" اللفظ لأبي داود

قال الشوكاني: إسناده صحيح" نيل الأوطار 2/ 15

قلت: وهو كما قال إلا أنه اختلف فيه على داود بن أبي هند، فرواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عنه عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله قال: فذكر نحوه.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 402) وأبو يعلى (1939) وابن حبان (1529) والبيهقي (1/ 375)

والأول أصح لأنّه رواية الأكثر، وأبو نضرة اسمه المنذر بن مالك.

1242 -

"إنّ الناس يزعمون أن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم من العظماء وليس كذلك"

قال الحافظ: ولأحمد والنسائي وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان من رواية أبي قِلابة عن النعمان بن بشير قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فزعا يجرّ ثوبه حتى أتى المسجد، فلم يزل يصلي حتى انجلت، فلما انجلت قال: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنّ الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد

"

(1) 3/ 180 (كتاب الصلاة- أبواب الكسوف- باب الصلاة في كسوف الشمس)

ص: 1730

1243 -

"إنّ الناقة كانت تَرِدُ يوماً فتشرب جميع الماء ويحتلبون منها مثل الذي كانت تشرب"

قال الحافظ: وأخرج أحمد وابن أبي حاتم من حديث جابر رفعه: فذكره" (1)

سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تسألوا الأيات"

1244 -

حديث ابن أبي أوفى أنه صلى الضحى ركعتين فسألته امرأته فقال: "إنّ النبي صلى الله عليه وسلم صلْى يوم الفتح ركعتين"

قال الحافظ: وفي الطبراني من حديث ابن أبي أوفى: فذكره" (2)

تقدم الكلام عليه فانظر حديث "أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صلّى الضحى ركعتين"

1245 -

قول ابن عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم قاتل أهل خيبر فغلب على النخل وألجأهم إلى القصر فصالحوه على أنْ يجلوا منها وله الصفراء والبيضاء والحلقة ولهم ما حملت ركابهم على أن لا يكتموا ولا يغيبوا" الحديث وفي آخره "فسبى نساءهم وذراريهم وقسم أموالهم للنكث الذي نكثوا وأراد أنْ يجليهم فقالوا: دعنا في هذه الأرض نصلحها"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والبيهقي وغيرهما، وكذلك أخرجه أبو الأسود في "المغازي" عن عروة.

وقال: أخرجه البيهقي بإسناد رجاله ثقات من حديث ابن عمر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما ترك من ترك من أهل خيبر على أنْ لا يكتموه شيئًا من أموالهم، فإنْ فعلوا فلا ذمة لهم ولا عهد، قال: فغيبوا مَسْكاً فيه مال وحلي لِحُيي بن أخطب كان احتمله معه إلى خيبر فسألهم عنه فقالوا: أذهبته النفقات، فقال "العهد قريب والمال أكثر من ذلك" قال: فوجد بعد ذلك في خربة، فقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ابني أبي الحقيق وأحدهما زوج صفية" (3)

انظر حديث "أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قاتل أهل خيبر"

1246 -

"إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قضى بالسلب للقاتل"

قال الحافظ: وقد ثبت في سنن أبي داود (2719) عن عوف بن مالك أنّه قال لخالد بن الوليد في غزوة مؤتة: فذكره" (4)

قلت: وأخرجه مسلم (3/ 1373 و 1374)

(1) 7/ 189 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} [الأعرَاف: 73])

(2)

3/ 296 (كتاب الصلاة- أبواب التطوع- باب صلاة الضحى في السفر)

(3)

9/ 17 و 19 (كتاب المغازي- باب غزوة خيبر)

(4)

6/ 510 (كتاب الجهاد- باب يقاتل عن أهل الذمة ولا يسترقون)

ص: 1731

1247 -

قالت عائشة: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان أول شأنه في المنام، وكان أول ما رأى جبريل بأجياد صرخ جبريل: يا محمد، فنظر يمينا وشمالا فلم ير شيئًا، فرفع بصره فإذا هو على أفق السماء، فقال: يا محمد، جبريل جبريل، فهرب فدخل في الناس فلم ير شيئًا، ثم خرج عنهم فناداه فهرب، ثم استعلن له جبريل من قِبَل حرَاء فذكر قصة إقرائه:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} [العلق: 1] ورأى حينئذ جبريل له جناحان من ياقوت يختطفان البصر"

قال الحافظ: وقد وقع في رواية أبي الأسود عن عروة عن عائشهّ قالت: فذكرته، وهذا من رواية ابن لَهيعة عن أبي الأسود وابن لهيعة ضعيفٌ" (1)

مغازي عروة بن الزبير برواية أبي الأسود عنه عن عائشة (ص 100 - 101)

يرويها ابن لهيعة عن أبي الأسود، وابن لهيعة ضعيف.

1248 -

قال أسامة بن زيد "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يسرد الصوم فيقال لا يفطر"

قال الحافظ: أخرجه أحمد" (2)

تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنّ الأعمال تعرض يوم الاثنين والخميس

"

1249 -

عن صهيب قال: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم كناني.

قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه وأحمد والطحاوي وصححه الحاكم من حديث صهيب أن عمر قال له: مالك تكنى أبا يحيى وليس لك ولد؟ قال: فذكره" (3)

سيأتي الكلام عليه في حرف الخاء فانظر حديث خياركم من أطعم الطعام"

1250 -

عن مكحول قال: إنّ النداء كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يؤذن يوم الجمعة مؤذن واحد حين يخرج الإِمام، وذلك النداء الذي يَحْرُم عنده البيع.

قال الحافظ: وروى عمر بن شيبة في "أخبار المدينة" من طريق مكحول: فذكره، وهو مرسل يعتضد بشواهد تأتي قريبا" (4)

مرسل

(1) 1/ 25 - 26 (باب كيف كان بدء الوحي)

(2)

5/ 126 (كتاب الصوم- باب حق الأهل في الصوم)

(3)

13/ 203 (كتاب الأدب- باب الكنية للصبي)

(4)

3/ 41 (كتاب الجمعة- باب المشي إلى الجمعة)

ص: 1732

أخرجه عمر بن شيبة في "تاريخ المدينة"(3/ 959) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي ثنا محمد بن راشد عن مكحول أن النداء كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة مؤذن واحد حتى يخرج الإِمام، ثم تقام الصلاة، وذلك النداء الذي يحرم عنده البيع والإشتراء إذا نودي به، فأمر عثمان بن عفان أنْ ينادى قبل خروج الإِمام لكي تجتمع الناس.

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 366) عن أبيه ثنا أبو نعيم ثنا إبراهيم ثنا محمد بن راشد المكحولي عن مكحول به.

وإسناده إلى مكحول حسن.

1251 -

حديث جابر "إنّ النطفة إذا استقرت في الرَّحِم أربعين يوما أو ليلة أذن الله في خلقها"

قال الحافظ: أخرجه الفريابي من حديث جابر، ونحوه في حديث عبد الله بن عمرو.

وقال: وفي رواية خُصَيْف عن أبي الزبير عن جابر من الزيادة "أي ربّ، مصيبته، فيقول: كذا وكذا"(1)

حديث جابر أخرجه أحمد (3/ 397)

عن الخطاب بن القاسم الحراني

والفريابي في "القدر"(143) والطحاوي في "المشكل"(2665 و 2666)

عن عتاب بن بشير الجزري

وابن بطة في "الإبانة"(1405)

عن مسعود بن سعد الجعفي

ثلاثتهم عن خُصَيْف بن عبد الرحمن الجزري عن أبي الزبير عن جابر مرفوعًا به وزاد "فيقول الملك: أي ربّ أجله، فيقال له كذا وكذا، ثم يقول: أي ربّ رزقه، فيقال له كذا وكذا، ثم يقول: أي ربّ مصيبته، فيقال له كذا وكذا، ثم يقول: ربّ أشقي أم سعيد، فيقال كذا وكذا"

اللفظ للفريابي.

قال الهيثمي: فيه خصيف وثقه ابن معين وجماعة وفيه خلاف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 192

(1) 14/ 278 و280و 283 (كتاب القدر- باب في القدر)

ص: 1733

قلت: خصيف مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره، وأبو الزبير محمد بن مسلم المكي مدلس وقد عنعن.

وحديث ابن عمرو أخرجه ابن وهب في "القدر"(45) والفريابي (146) وابن بطة (1418) واللالكائي (1236)

وهو حديث موقوف مداره على ابن لَهيعة وهو ضعيف كما قال النسائي وغيره.

1252 -

"إنّ النطفة تقع في الرَّحِم أربعين ليلة ثم يتسور عليها الملك"

قال الحافظ: وفي حديث حذيفة بن أسيد من رواية عكرمة بن خالد عن أبي الطفيل عنه: فذكره، وكذا في رواية يوسف المكي عن أبي الطفيل عند الفريابي، وعنده وعند مسلم من رواية عمرو بن الحارث عن أبي الزبير عن أبي الطفيل "إذا مرّ بالنطفة ثلاث وأربعون" وفي نسخة "ثنتان وأربعون ليلة" وفي رواية ابن جُريج عن أبي الزبير عند أبي عوانة "ثنتان وأربعون" وهي عند مسلم لكن لم يسق لفظها، قال: مثل عمرو بن الحارث. وفي راوية ربيعة بن كلثوم عن أبي الطفيل عند مسلم أيضا "إذا أراد الله أنْ يخلق شيئًا يأذن له لبضع وأربعين ليلة" وفي رواية عمرو بن دينار عن أبي الطفيل "يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو خمس وأربعين" وهكذا رواه ابن عُيينة عن عمرو عند مسلم، ورواه الفريابي من طريق محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو فقال "خمسة وأربعين ليلة" فجزم بذلك.

وقال: ثبت في رواية حذيفة بن أسيد من رواية ربيعة بن كلثوم أنّ ملكا موكلا بالرحم. ومن رواية عكرمة بن خالد "ثم يتسور عليها الملك الذي يُخَلّقها" وهو بتشديد اللام. وفي رواية أبي الزبير عند الفريابي "أتى ملك الأرحام" وأصله عند مسلم لكن بلفظ "بعث الله ملكا".

وقال: ووقع ذلك صريحا في رواية لمسلم في حديث حذيفة بن أسيد "ثم تطوى الصحيفة فلا يزاد فيها ولا ينقص" وفي رواية الفريابي "ثم تطوى تلك الصحيفة إلى يوم القيامة"

وقال: ووقع في حديث حذيفة بن أسيد عند مسلم ما ظاهره يخالف حديث ابن مسعود ولفظه "إذا مرّ بالنطفة ثلاث وأربعون" وفي نسخة "ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فَصَوَّرَها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها، ثم قال: أي ربّ، أذكر أم أنثى، فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يقول: يا ربّ، أجله؟ " الحديث، هذه رواية عمرو بن الحارث عن أبي الزبير عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد في مسلم.

ص: 1734

وقال: وقد أخرجه جعفر الفريابي من طريق يوسف المكي عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد بلفظ "إذا وقعت النطفة في الرحم ثم استقرت أربعين ليلة قال: فيجيء ملك الرحم فيدخل فيصور له عظمه ولحمه وشعره وبشره وسمعه وبصره ثم يقول: أي ربّ، أذكر أم أنثى؟ " الحديث" (1)

يرويه أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي عن حذيفة بن أسيد، وعن أبي الطفيل غير واحد، منهم:

1 -

عمرو بن دينار.

ورواه عن عمرو بن دينار سفيان بن عُيينة ومحمد بن مسلم الطائفي.

فأما حديث سفيان فأخرجه الحميدي (826) وأحمد (4/ 6 - 7) عن سفيان ثنا عمرو بن دينار قال: سمعت أبا الطفيل قال: سمعت حذيفة بن أسيد رفعه "يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو قال بخمس وأربعين ليلة- الشك من سفيان - فيقول: أي ربّ أشقي أم سعيد؟ فيقول الله عز وجل فيكتبان، فيقول: أي ربّ أذكر أم أنثى؟ فيقول الله عز وجل فيكتبان، فيكتب عمله ورزقه وأجله وأثره ومصيبته، ثم تطوى الصحيفة فلا يزادْ فيها ولا ينقص"

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3039) عن بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به.

وأخرجه مسلم (2644) وابن أبي عاصم في "السنة"(186) وفي "الآحاد"(1010) والفريابي في "القدر"(133 و 134) والدولابي في "الكنى"(1/ 74) والطحاوي في "المشكل"(2663) والآجري في "الشريعة "(360) وابن بطة (1403) واللالكائي في "الاعتقاد"(1045) والبيهقي في "الاعتقاد"(ص 172) وابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 102 - 103) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(3 و 4) من طرق عن سفيان به.

وتابعه محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار به، إلا أنَّه قال "مكثت في الرَّحِم خمساً وأربعين ليلة" ولم يشك.

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(818) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1011) والفريابي (135 و 136) والطبراني في "الكبير"(3038) وابن بطة (1404) واللالكائي (1046)

(1) 14/ 278 و280و 282 و 283 و284 (كتاب القدر- باب في القدر)

ص: 1735

2 -

أبو الزبير محمد بن مسلم المكي.

أخرجه مسلم (2645) والطحاوي (2664) وابن حبان (6177) والطبراني (3044) والبيهقي في "الأسماء"(ص 177 - 178) من طرق عن ابن وهب أني عمرو بن الحارث عن أبي الزبير أنّ أبا الطفيل حدثه عن حذيفة بن أسيد رفعه "إذا مرّ بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: يا ربّ، أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك، ثم يقول: يا ربّ، أجله، فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك، ثم يقول: يا ربّ، رزقه، فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على ما أُمر ولا ينقص"

وأخرجه مسلم (4/ 2037) والفريابي (140) والآجري (361 و 362) واللالكائي (1047) من طرق عن ابن جُريج أني الزبير أنْ أبا الطفيل أخبره عن حذيفة بن أسيد رفعه "إذا استقرت النطفة في الرّحم اثنين وأربعين صباحا أتى ملك الأرحام، فخلق لحمها وعظمها وسمعها وبصرها

"

3 -

عبد الله بن عطاء المكي.

أخرجه مسلم (4/ 2038) والطبراني (3036) من طريق أبي خيثمة زهير بن معاوية ثني عبد الله بن عطاء أنّ عكرمة بن خالد حدّثه أنّ أبا الطفيل حدّثه عن حذيفة بن أسيد رفعه "إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ثم يتصوّر عليها الملك

"

4 -

كلثوم بن جبر البصري.

أخرجه مسلم (4/ 2038) والطبراني (3040) وفي "الأوسط"(2652) من طريق ربيعة بن كلثوم بن جبر ثني أبي عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد رفعه: إنّ ملكا موكّلا بالرّحم إذا أراد الله أنْ يخلق شيئًا بإذن الله لبضع وأربعين ليلة

"

5 -

عبيد بن أبي طلحة المكي.

أخرجه الطبراني (3043) من طريق ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبيد بن أبي طلحة أن أبا الطفيل أخبره عن حذيفة بن أسيد رفعه "إن الله عز وجل إذا أراد أن يخلق العبد قال الملك: يا ربّ أذكر أم أنثى

"

6 -

يوسف المكي.

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(185) والفريابي (132) من طريق أبي عَوَانة

ص: 1736

الوَضَّاح بن عبد الله عن عَزرة بن ثابت الأنصاري ثني يوسف المكي عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد رفعه "إنّ النطفة إذا وقعت في الرّحم ثم استقرت أربعين ليلة فيجيء ملك الرّحم فيدخل فيصور له عظمه ولحمه ودمه وشعره وبشره وسمعه وبصره

"

واختلف على عزرة في شيخه:

فسماه عثمان بن عمر بن فارس وعون بن عمارة العبدي: يعقوب.

أخرجه الطبراني (3041)

وسماه إبراهيم بن أعين الشيباني: يحيى بن عقيل المكي.

أخرجه الطبراني (3042)

1253 -

"إنّ النهار ثنتا عشرة ساعة"

قال الحافظ: القول الحادي والأربعون في ساعة الجمعة أنها آخر ساعة بعد العصر، رواه أبو داود والنسائي والحاكم بإسناد حسن عن أبي سلمة عن جابر مرفوعًا، وفي أوله: فذكره، ورواه مالك وأصحاب السنن وابن خزيمة وابن حبان من طريق محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن عبد الله بن سلام قوله، وفيه مناظرة أبي هريرة له في ذلك واحتجاج عبد الله بن سلام بأن منتظر الصلاة في صلاة، وروى ابن جرير من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا مثله ولم يذكر عبد الله بن سلام قوله ولا القصة، ومن طريق ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن كعب الأحبار قوله، وقال عبد الرزاق: أخبرنا ابن جُريج أخبرني موسى بن عقبة أنه سمع أبا سلمة يقول: حدثنا عبد الله بن سلام (1) فذكر مثله، وروى البزار وابن جرير من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن عبد الله بن سلام مثله، وروى ابن أبي خيثمة من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة وأبي سعيد فذكر الحديث وفيه: قال أبو سلمة: فلقيت عبد الله بن سلام فذكرت له ذلك فلم يعرض بذكر النبي صلى الله عليه وسلم بل قال: النهار ثنتا عشرة ساعة وإنها لفي آخر ساعة من النهار. ولابن خزيمة من طريق أبي النضر عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال: قلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس: إنا لنجد في كتاب الله أن في الجمعة ساعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أو بعض ساعة" قلت: نعم أو بعض ساعة. الحديث، وفيه "قلت: أي ساعة، فذكره" وهذا يحتمل أنْ يكون القائل قلت عبد الله بن سلام فيكون مرفوعًا، ويحتمل أنْ يكون أبا سلمة فيكون

(1) في المطبوع "بن عامر" والصواب ما أثبته كما في مصنف عبد الرزاق.

ص: 1737

موقوفًا وهو الأرجح لتصريحه في رواية يحيى بن أبي كثير بأن عبد الله بن سلام لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الجواب" (1)

يرويه أبو سلمة بن عبد الرحمن واختلف عنه:

- فرواه الجُلاح أبو كثير مولى عبد العزيز بن مروان عنه عن جابر بن عبد الله مرفوعًا "يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة، لا يوجد فيها عبد مسلم يسأل الله شيئًا إلا آتاه إياه، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر".

أخرجه أبو داود (1048) والنسائي (3/ 81) وفي "الكبرى"(1697) واللفظ له والطبراني في "الدعاء"(184) والحاكم (1/ 279) والبيهقي (3/ 250) وفي: "الشعب"(2715) وفي "فضائل الأوقات"(252) وابن عبد البر في: "التمهيد"(23/ 44 - 45) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 411) من طرق عن ابن وهب وهو في "موطأه"(228) أني عمرو بن الحارث أن الجلاح أبو كثير مولى عبد العزيز حدّثه به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم فقد احتج بالجلاح أبو كثير"

وقال البيهقي: هذا إسناد ضعيف"

وقال الحافظ: هذا حديث صحيح"

قلت: إسناده صحيح إلا أنّه اختلف فيه على أبي سلمة بن عبد الرحمن كما سيأتي، والجلاح لم يخرج له مسلم من روايته عن أبي سلمة بن عبد الرحمن شيئًا.

- ورواه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: خرجت إلى الطور (2) فلقيت كعب الأحبار فجلست معه فحدثني عن التوراة، وحدثته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان فيما حدثته، أنْ قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير يوم طلعت عليه الشمس، يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أهبط من الجنة، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا وهي مُصِيخَة يوم الجمعة، من حين تصبح حتى تطلع الشمس، شَفَقاً من الساعة، إلا الجن والإنس (3) وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي، يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه".

قال كعب: ذلك في كل سنة يوم. فقلت: بل في كل جمعة. فقرأ كعب التوراة،

(1) 3/ 72 (كتاب الجمعة- باب الساعة التي في يوم الجمعة)

(2)

في حديث قيس بن سعد "قدمت الشام".

(3)

هذا المرفوع جعله ابن إسحاق وقيس بن سعد من كلام كعب الأحبار.

ص: 1738

فقال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو هريرة: فذكر حديثا ثم قال: ثم لقيت عبد الله بن سلام، فحدثته بمجلسي مع كعب الأحبار، وما حدثته به في يوم الجمعة. فقلت: قال كعب: ذلك في كل سنة يوم. قال: قال عبد الله بن سلام: كذب كعب. فقلت: ثم قرأ كعب التوراة، فقال: بل هي في كل جمعة. فقال عبد الله بن سلام: صدق كعب. ثم قال عبد الله بن سلام: قد علمت أية ساعة هي. قال أبو هريرة: فقلت له: أخبرني بها ولا تضن علي. فقال عبد الله بن سلام: هي آخر ساعة في يوم الجمعة (1). قال أبو هريرة: فقلت: وكيف تكون آخر ساعة في يوم الجمعة؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي" وتلك الساعة ساعة لا يُصَلَّى فيها؟ فقال عبد الله بن سلام: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم "من جلس مجلسا ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي؟ " قال أبو هريرة: فقلت بلى. قال: فهو ذلك (2).

أخرجه مالك (1/ 108 - 110) واللفظ له والشافعي في "مسنده"(ص 72) وأحمد (2/ 486 و 5/ 451) وأبو داود (1046) والترمذي (491) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2081) والنسائي (3/ 93 - 94) وفي "الكبرى"(1754) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(222) وابن حبان (2772) وابن عدي (1/ 62) وابن منده في "التوحيد"(60) والحاكم (1/ 278 - 279) وابن بشر ان (1040) والبيهقي (3/ 250 - 251) وفي "الشعب"(2714) وفي "فضائل الأوقات"(251) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 866 - 867) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(914) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1050) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 66 - 67 و 67) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 407 - 408)

عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد

وأحمد (5/ 451 - 452) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2080) وابن خزيمة (1738) والحاكم (1/ 279) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء"(42)

عن محمد بن إسحاق المدني

والطيالسي (منحة 1/ 140) وأحمد (5/ 453) والطبراني في "الدعاء"(186) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 409)

(1) في حديث قيس بن سعد "هي ما بين العصر والمغرب"

(2)

قال ابن عبد البر: لا أعلم أحدا ساق هذا الحديث أحسن سياقة من مالك عن يزيد بن الهاد ولا أتم معنى منه فيه، إلا أنه قال فيه: بصرة بن أبي بصرة ولم يتابعه أحد عليه، وإنما الحديث معروف لأبي هريرة: فلقيت أبا بصرة الغفاري" التمهيد 23/ 37 - 38

ص: 1739

عن قيس بن سعد المكي

ثلاثتهم عن محمد بن إبراهيم التيمي به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين"

وقال أبو محمد البغوي والحافظ ابن حجر: هذا حديث صحيح"

قلت: ولم ينفرد محمد بن إبراهيم التيمي به بل تابعه:

1 -

محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: فذكر نحوه مختصرا.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(17/ 27 - 28 و 28) وابن المنذر في "الأوسط"(1714) والطبراني في "الدعاء"(176) وابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 43) والبغوي في "شرح السنة"(1046) من طرق عن محمد بن عمرو به.

وقال أبو محمد البغوي: هذا حديث صحيح"

2 -

رجل لم يسم عن أبي سلمة عن أبي هريرة وابن سلام أنه قال: إني لأعلم تلك الساعة، قلت له: يا أخي ما أنا بالرجل تنفسها عليه، حدثني بها، قال: هي آخر ساعة من يوم الجمعة قبل أنْ تغرب الشمس. وذكر بقية الحديث.

أخرجه عبد الرزاق (5585)

3 -

محمد بن زيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة وابن سلام نحوه.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 48 - 49)

- ورواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة قال: سمعت أبا هريرة وأبا سعيد يذكران عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "إنّ في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد وهو يصلي يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه أياه"

قال: وعبد الله بن سلام يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: نعم، هي آخر ساعة، قلت: إنما قال "وهو يصلي" وليس تلك ساعة صلاة، فقال: أوما سمعت أوما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من انتظر الصلاة فهو في صلاة".

أخرجه البزار (كشف 619)

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 166

ص: 1740

وقال في "كشف الأستار": حديث ابن سلام لم أره مرفوعًا عند أحد منهم"

قلت: سياق ابن أبي خيثمة الذي ذكره الحافظ يدل على أنه موقوف على عبد الله بن سلام، وأن القائل "قلت: إنما قال "وهو يصلي": هو أبو سلمة.

ومن طريق ابن أبي خيثمة أخرجه ابن منده في "التوحيد"(45) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(905 و 906)

- ورواه فُليح بن سليمان الخزاعي عن سعيد بن الحارث عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا: إنّ في الجمعة لساعة لا يوافقها امرؤ مؤمن يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه، وهو في صلاة، يقللها"

قال أبو سلمة: فذكر حديثا، قال: فدخلت على أبي سعيد الخدري، فذكر حديثا ثم قال: قلت: يا أبا سعيد! الساعة التي في الجمعة؟ قال: قد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها قال "قدكنت أحسبه قد علمتها فأنسيتها"

قال أبو سلمة: فخرجت من عنده، حتى أتيت دار رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قلت: هذا رجل قد قرأ التوراة وصحب النبي صلى الله عليه وسلم قال: فدخلت عليه فقلت: أخبرني عن هذه الساعة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيها ما يقول في الجمعة؟ قال: نعم، خلق الله آدم يوم الجمعة، وأسكنه الجنة يوم الجمعة، وأهبطه إلي الأرض يوم الجمعة، وتوفاه يوم الجمعة، وهو اليوم الذي تقوم فيه الساعة، وهي آخر ساعة من يوم الجمعة.

قال: قلت: ألست تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول "في صلاة" قال: أو لست تعلم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "من انتظر الصلاة فهو في صلاة".

أخرجه أحمد (3/ 65 و 5/ 450) والبزار (كشف 620) واللفظ له وابن خزيمة (1741) والحاكم (1/ 279 - 280) من طرق عن فليح بن سليمان به.

والصحابي الذي لم يسم هنا في رواية البزار جاء مسمى في روايات الباقين وهو عبد الله بن سلام.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 167

قلت: فليح اختلفوا فيه: وثقه الدارقطني وغيره، وضعفه ابن معين وغيره.

- ورواه أبو النضر عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال: قلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس: إنا نجد في كتاب الله في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو في الصلاة

ص: 1741

فيسأل الله عز وجل شيئًا إلا أعطاه ما سأله، فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بعض ساعة، قال: فقلت: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال أبو النضر: قال أبو سلمة: سألته أيّ ساعة هي؟ قال: آخر ساعات النهار، فقلت: إنها ليست بساعة صلاة، فقال: بلى إن العبد المسلم في صلاته إذا صلى ثم قعد في مصلاه لا يحبسه إلا انتظار الصلاة.

هكذا قال أبو النضر عن عبد الله بن سلام ولم يذكر أبا هريرة.

أخرجه أحمد (5/ 451) واللفظ له

عن عبد الله بن الحارث بن عبد الملك القرشي

وابن ماجه (1139) والمروزي في "الجمعة"(4) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 410)

عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك

كلاهما عن الضحاك بن عثمان بن عبد الله المدني عن أبي النضر -وهو سالم بن أبي أمية- عن أبي سلمة به.

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات على شرط الصحيح" مصباح الزجاجة 1/ 137

وقال الحافظ: هذا حديث صحيح"

- ورواه موسى بن عقبة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: سمعت عبد الله بن سلام يقول: النهار اثنتا عشرة ساعة، والساعة التي يذكر فيها من يوم الجمعة ما يذكر آخر ساعات النهار.

أخرجه عبد الرزاق (5579) عن ابن جُريج ثني موسى بن عقبة به.

ومن طريقه أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(4/ 12 - 13)

هكذا رواه موسى بن عقبة عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قوله، فخالف بذلك الجلاح أبا كثير فإنه رواه عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله مرفوعًا كما تقدم.

ورواية محمد بن إبراهيم التيمي ومن تابعه أصح من رواية الجلاح، وفي أكثر الروايات عن أبي سلمة أن قوله: هي آخر ساعة في يوم الجمعة" موقوف على عبد الله بن سلام.

ص: 1742

قال ابن عبد البر: الصحيح في هذا ما جاء عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وأما عن أبي سلمة عن أبي سعيد أو جابر فلا" التمهيد 23/ 45

1254 -

"إنّ النهبة ليست بأحل من الميتة"

4 قال الحافظ: أخرجه أبو داود من طريق عاصم بن كليب عن أبيه- وله صحبة- عن رجل من الأنصار قال: أصاب الناس مجاعة شديدة وجهد فأصابوا غنما فانتهبوها، فإنّ قدورنا لتغلي بها إذ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرسه فأكفأ قدورنا بقوسه ثم جعل يرمل اللحم بالتراب، ثم قال: فذكره، وهو حديث جيد الإِسناد وترك تسمية الصحابي لا يضر، ورجال الإِسناد على شرط مسلم" (1)

صحيح

أخرجه سعيد بن منصور (2636) عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي عن عاصم بن كليب عن أبيه عن رجل من أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: غزونا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فأصابتنا مجاعة، ففتح الله علينا، فأصبنا غنما، فانتهب القوم، فأخذنا منها شاة، وإنها لتغلي في قدورنا، إذ أتانا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يمشي على قوسه حتى طعن في قدورنا بالقوس، فجفنها وقال "ليست النهبة بأحل من الميتة" فجعل ينظر إلى العظم قد ارتفع عن الأرض فيدوسه بقوسه حتى يرمله بالتراب.

وأخرجه ابن أبي شيبة (2)(7/ 57 - 58) عن علي بن مُسْهِر الكوفي عن عاصم بن كليب عن أبيه قال: أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه أبو داود (2705) ومن طريقه البيهقي (9/ 61) عن هناد بن السري ثنا أبو الأحوص عن عاصم بن كليب عن أبيه عن رجل من الأنصار قال: فذكر نحوه.

وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات.

وله شاهد من حديث ثعلبة بن الحكم وهو الحديث الذي بعده.

1255 -

"إنّ النهبة لا تحل"

قال الحافظ: وحديث ثعلبة بن الحكم بلفظ: فذكره، عند ابن ماجه" (3)

صحيح

(1) 12/ 45 و 46 (كتاب الذبائح- باب التسمية على الذبيحة)

(2)

وأخرجه في "المسند"(934) عن عبد الله بن نُمير عن عاصم بن كليب به.

(3)

6/ 44 (كتاب المظالم- باب النهبى بغير إذن صاحبه)

ص: 1743

وله عن ثعلبة بن الحكم طريقان:

الأول: يرويه سِماك بن حرب عن ثعلبة بن الحكم قال: أصبنا غنما للعدو فانتهبناها، فنصبنا قدورنا، فمرّ النبي -صلي الله عليه وسلم - بالقدور فأمر بها فأكفئت، ثم قال "إنّ النهبة لا تحل"

أخرجه الطيالسي (منحة 1/ 301) وأحمد (5/ 367) والبخاري في "الكبير"(1/ 2 / 173) و"الأوسط"(1/ 117) والطحاوي في "المشكل"(3001) وفي "شرح المعاني"(3/ 49) والطبراني في "الكبير"(1375 و 1379) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1354 و1355) والحاكم (2/ 134) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 285)

عن شُعبة

ومسدد في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة"(4/ 165) وسعيد بن منصور (2637) وابن أبي شيبة (7/ 56 - 57) وابن ماجه (3938) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(935) وابن قانع (1/ 120 - 121) والطبراني في "الكبير"(1378) وأبو نعيم (1356)

عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي

والطحاوي في "المشكل"(1318) وفي "شرح المعاني"(3/ 49) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 120) والطبراني في "الكبير"(1372) وأبو نعيم (1356)

عن زهير بن معاوية الكوفي

وعبد الرزاق (18841) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 49) والطبراني في "الكبير"(1371) وأبو نعيم (1356)

عن إسرائيل بن يونس

والبخاري في "الكبير"(1/ 2 / 173) و"الأوسط"(1/ 171) وابن المنذر في "الأوسط"(11/ 67 - 68) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 49) وفي "المشكل"(3002) والطبراني في "الكبير"(1374)

عن زكريا بن أبي زائدة

والبخاري في "الكبير" و"الأوسط" أيضا وأبو يعلى كما في "مصباح الزجاجة"(4/ 156) وأبو القاسم البغوي (264) وابن قانع (1/ 120 - 121) والطبراني في "الكبير"(1373) وأبو نعيم (1356)

عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي

ص: 1744

والطبراني في "الكبير"(1376)

عن حسبن بن صالح بن حي الكوفي

و (1377)

عن عمرو بن أبي قيس الأزرق

و (1380) وابن قانع (1/ 120 - 121)

عن سفيان الثوري

كلهم عن سماك بن حرب به.

واللفظ لحديث أبي الأحوص.

وفي رواية إسرائيل وزكريا وحسن بن صالح أن ذلك كان يوم خيبر.

والحديث اختلف فيه على سماك، فرواه شَريك بن عبد الله القاضي عن سماك عن ثعلبة قال: سمعت منادي رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يوم حنين ينهى عن النهبة.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(263) وابن حبان (5169)

هكذا قال "يوم حنين" والصواب "يوم خيبر"

قال البخاري: وهذا أصح" التاريخ الكبير 1/ 2/273

• ورواه أسباط بن نصر عن سماك عن ثعلبة عن ابن عباس، فزاد فيه عن ابن عباس.

أخرجه الحاكم (2/ 134 - 135)

قال البخاري: ولا يصح فيه ابن عباس" التاريخ الكبير 1/ 2 / 273 - التاريخ الأوسط 1/ 171

قلت: وهو كما قال، ورواية الجماعة عن سماك عن ثعلبة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أصح.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الحافظان البوصيري والعسقلاني: إسناده صحيح" مصباح الزجاجة 4/ 156 - الإصابة 2/ 20

قلت: سماك صدوق فيما يرويه عن غير عكرمة فالإسناد حسن.

الثاني: يرويه جرير بن عبد الحميد الرازي عن يزيد بن أبي زياد عن ثعلبة بن الحكم

ص: 1745

قال: أصبنا غنما مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يوم خيبر فانتهبها الناس فأغلوا بها القدور، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -"أكفئوا القدر بما فيها فإنّ النهبة لا تحل وإنها نهب"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(1382) وأبو نعيم في "المعرفة"(1357)

ويزيد بن أبي زياد فيه مقال لكن لا بأس به في المتابعات.

والحديث بمجموع هذين الطريقين وشاهده المتقدم قبله صحيح.

1256 -

"إنّ اليهود تعق عن الغلام كبشا ولا تعق عن الجارية، فعقوا عن الغلام كبشين وعن الجارية كبشا"

قال الحافظ: وروى البزار وأبو الشيخ من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(69) والبزار (كشف 1233) والبيهقيُّ (9/ 301 - 302) وفي "الشعب"(8259) من طرق (2) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد ثنا أبو حفص سالم بن تميم الشاعر حدثني أبي عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة به مرفوعا.

واللفظ للبزار

وقال: لا نعلمه عن الأعرج عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد"

وقال الهيثمي: رواه البزار من رواية أبي حفص الشاعر عن أبيه ولم أجد من ترجمهما" المجمع 4/ 58

وقال الألباني: ضعيف" ضعيف الجامع 1814

وقال في "الإرواء"(4/ 393): وسالم هذا وأبوه لم أر من ذكرهما"

1257 -

عن عبد الرحمن بن غَنْم إن اليهود قالوا: يا أبا القاسم إنْ كنت صادقا فالحق بالشام فإنّها أرض المحشر وأرض الأنبياء، فغزا تبوك لا يريد إلا الشامِ، فلما بلغ تبوك أنزل الله تعالى الآيات من سورة بني إسرائيل {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا} [الإسراء: 76] الآية"

(1) 12/ 9 (كتاب العقيقة- باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة)

(2)

رواه العباس بن محمد الدوري عن أبي عاصم فقال: عن حفص بن أبي حفص عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة.

أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(485)

ص: 1746

قال الحافظ: وذكر أبو سعيد في "شرف المصطفى" والبيهقيُّ في "الدلائل" من طريق شهر بن حَوشب عن عبد الرحمن بن غنم: فذكره، وإسناده حسن مع كونه مرسلا" (1)

مرسل

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 254 - 255) عن الحاكم ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار أنا يونس بن بكير عن عبد الحميد بن بَهْرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْم أن اليهود أتوا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يوما فقالوا: يا أبا القاسم إنْ كنت صادقا أنك نبي فالحق بالشام، فإن الشام أرض المحشر وأرض الأنبياء، فصدّق ما قالوا فغزا غزوة تبوك لا يريد إلا الشام، فلما بلغ تبوك أنزل الله عز وجل آيات من سورة بني إسرائيل بعد ما ختمت السورة {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76)} [الإسرَاء: 76] إلى قوله (تحْوِيلاً)[فَاطِر: 43] فأمره الله عز وجل بالرجوع إلى المدينة، وقال: فيها محياك ومماتك، ومنها تبعث، ثم قال {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} [الإسرَاء: 78] إلى قوله {مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسرَاء: 79].

فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره جبريل عليه السلام فقال: سل ربك عز وجل فإنّ لكل نبي مسألة، وكان جبريل له ناصحا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم له مطيعا، فقال "ما تأمرني أنْ أسأل" فقال: قل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا، فهؤلاء الآيات نزلن عليه في رجعته من تبوك.

قال ابن كثير: وفي هذا الإِسناد نظر، والأظهر أنْ هذا ليس بصحيح فإنْ النبي -صلي الله عليه وسلم - لم يغز تبوك عن قول اليهود وإنما غزاها امتثالا لقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} [التوبَة: 123] ولقوله تعالى {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)} [التوبة: 29] وغزاها ليقتص وينتقم ممن قتل أهل مؤتة من أصحابه" التفسير 3/ 53

قلت: الحديث مرسل، والإسناد إلى عبد الرحمن بن غنم حسن.

1258 -

حديث أنس "إنّ أمام الدجال سنون خداعات، يُكَذب فيها الصادق، ويُصَدق فيها الكاذب، ويخون فيها الأمين، وُيؤتمن فيها الخائن، ويتكلم فيها الرُّوَيبِضَة"

(1) 9/ 174 - 175 (كتاب المغازي- باب غزوة تبوك)

ص: 1747

قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو يعلى والبزار وسنده جيد، ومثله لابن ماجه من حديث أبي هريرة وفيه "قيل: وما الرويبضة؟ قال "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة"(1)

صحيح

ورد من حديث أنس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عوف بن مالك الأشجعي

فأما حديث أنس فله عنه طريقان:

الأول: يرويه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه:

- فرواه عبد الله بن إدريس الأودي ويونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق عن عبد الله بن دينار عن أنس.

أخرجه أحمد وابنه (3/ 212) وأبو يعلى (3715) والطحاوي في "المشكل"(466) وأبو الطاهر المخلص في "حديثه"(48)

عن عبد الله بن إدريس

والبزار (2074) والروياني (593) والطحاوي (465)

عن يونس بن بكير

كلاهما عن محمد بن إسحاق ثني عبد الله بن دينار قال: سمعت أنس بن مالك رفعه "إنّ بين يدي الساعة سنين خداعة، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، ويتكلم فيها الروبيضة" قيل: وما الرويبضة؟ قال "الفُوَيسق يتكلم في أمر العامة".

وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق يدلس، وقد صرّح بالتحديث من عبد الله بن دينار فانتفى التدليس، وعبد الله بن دينار ثقة مشهور.

- ورواه عباد بن العوام الواسطي عن ابن إسحاق عن محمد بن المنكدر عن أنس.

أخرجه أحمد (3/ 220) عن أبي جعفر محمد بن جعفر المدائني ثنا عباد بن العوام به.

وعباد بن العوام ثقة لكن الراوي عنه مختلف فيه، والصواب عندي الأول، ويحتمل أنْ يكون لابن إسحاق في هذا الحديث شيخان، والله تعالى أعلم.

الثاني: يرويه ابن لَهيعة ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن مَعْمَر عن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس مرفوعا قال: فذكر نحوه.

(1) 16/ 197 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)

ص: 1748

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3282) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن يوسف ثنا ابن لهيعة به.

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة وبكر بن سهل.

وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عبد الملك بن قدامة الجُمَحي واختلف عنه:

- فرواه يزيد بن هارون عن عبد الملك بن قدامة واختلف عن يزيد:

• فقال غير واحد: عن يزيد بن هارون عن عبد الملك بن قدامة عن إسحاق بن بكر بن أبي الفرات عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "إنها ستأتي على الناس سنون خداعة، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة" قيل: وما الرويبضة؟ قال "السفيه يتكلم في أمر العامة".

أخرجه أحمد (2/ 291) عن يزيد بن هارون أنبا عبد الملك بن قدامة ثنا إسحاق بن بكر بن أبي الفرات عن سعيد بن أبي سعيد به.

وأخرجه الحاكم (4/ 465 - 466) من طريق سعيد بن مسعود المروزي أنبا يزيد بن هارون به.

وقال: صحيح الإسناد"

وكذا رواه محمد بن عبد الملك الدقيقي عن يزيد بن هارون به.

قاله المزي في "تحفة الأشراف"(9/ 469)

• ورواه موسى بن سهل بن كثير عن يزيد بن هارون فلم يذكر إسحاق بن بكر.

أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(310) والشجري في "أماليه"(2/ 265 و 273)

• ورواه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة"(4/ 191) عن يزيد بن هارون فلم يذكر "عن أبيه"

وأخرجه ابن ماجه (4036) عن ابن أبي شيبة به.

وتابعه أبو عبيد القاسم بن سلام ثنا يزيد بن هارون به.

أخرجه في "غريب الحديث"(3/ 153)

ص: 1749

والأول أصح.

- ورواه حجاج بن محمد المصيصي عن عبد الملك بن قدامة عن إسحاق بن بكر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة.

قال ابن قدامة: وحدثني يحيى بن سعيد الأنصاري عن المقبري قال: وتشيع فيها الفاحشة.

أخرجه الحاكم (4/ 512)

وقال: صحيح الإِسناد وهو من حديث يحيى بن سعيد عن المقبري غريب جدا"

- ورواه أبو يعقوب الحُنَيْني عن عبد الملك بن قدامة عن إسحاق بن أبي الفرات عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة، ولم يذكر "عن أبيه".

أخرجه الخرائطي في "المكارم"(1/ 185)

وأبو يعقوب الحنيني واسمه إسحاق بن إبراهيم قال البخاري: في حديثه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة، وذكره العقيلي في "الضعفاء" فعلى هذا لا عبرة بمخالفته.

والحديث إسناده ضعيف، عبد الملك بن قدامة مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وإسحاق بن بكر بن أبي الفرات مجهول، قاله مسلمة بن القاسم والحافظ في "التقريب"، وقال الذهبي في "الكاشف": يجهل.

وقال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال، إسحاق بن بكر بن أبي الفرات قال الذهبي في "الكاشف": مجهول، وقال السليماني: منكر الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" مصباح الزجاجة 4/ 191

الثاني: يرويه فُليح بن سليمان الخزاعي عن سعيد بن عبيد بن السَّبَّاق عن أبي هريرة مرفوعا "قبل الساعة سنون خداعة، يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، وينطق فيها الرويبضة"

أخرجه أحمد (2/ 338) عن يونس بن محمد المؤدب وسُريج بن النعمان البغدادي قالا: ثنا فليح به.

ورواته ثقات غير فليح بن سليمان وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وسعيد بن عبيد بن السباق لم يذكر سماعا من أبي هريرة فلا أدري أسمع منه أم لا.

لكن الحديث بمجموع هذين الطريقين وشاهده المتقدم وشاهده الآتي بعده حسن.

ص: 1750

وأما حديث عوف بن مالك فأخرجه البزار (2740) وأبو يعلى (المطالب 4511/ 1) والروياني (588) والطحاوي في "المشكل"(464) والطبراني في "الكبير"(18/ 67 - 68) وفي "مسند الشاميين"(48)

عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني

والخطيب في "الاحتجاج بالشافعي"(ص 27)

عن حميد بن الربيع الخزاز اللخمي

قالا: ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق ثني إبراهيم بن أبي عبلة عن أبيه عن عوف بن مالك مرفوعا "إنّ أمام الدجال (1) سنين خوادع، يكثر فيها المطر، ويقل فيها النبت، ويصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة" قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال "من لا يؤبه له"

وفي لفظ "المرء التافه يتكلم في أمر العامة".

قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن دينار عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بنحوه.

قال البوصيري: رواه أبو يعلى والبزار بسند واحد رواته ثقات" مختصر الإتحاف 10/ 538

كذا قال، مع أنّ أبا عبلة والد إبراهيم واسمه شِمْر بن يقظان لم يوثقه غير ابن حبان، وترجمه البخاري في "الكنى" وابن أبي حاتم في "الجرح" ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكروا عنه راويا إلا ابنه إبراهيم فهو مجهول.

وابن إسحاق صدوق يدلس وقد صرّح بالتحديث من إبراهيم بن أبي عبلة فانتفى التدليس.

وتابعه مَسلمة بن علي الخُشَني ثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن أبيه عن عوف بن مالك به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 67) وفي "مسند الشاميين"(47) والسلفي في "معجم السفر"(562)

لكن مسلمة بن علي متروك الحديث كما قال النسائي وغيره.

وخالفهما إسماعيل بن عياش فرواه عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عوف بن مالك ولم يذكر "عن أبيه"

(1) وفي لفظ "إنّ بين يدي الساعة"

ص: 1751

أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 67) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نَجْدة الحَوْطي ثنا أبي ثنا إسماعيل بن عياش به.

وإسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين صحيحة وهذه منها، وروايته عندي أرجح من رواية ابن إسحاق لأنه أعلم بحديث أهل الشام من غيره كما قال ابن المديني وغيره.

1259 -

حديث عبد الرحمن بن حَسَنة: نزلنا أرضا كثيرة الضِّباب، الحديث وفيه أنّهم طبخوا منها فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -:"إنّ أمة من بني إسرائيل مُسخت دواب في الأرض فأخشى أن تكون هذه فأكفئوها"

قال الحافظ: أخرج أبو داود من حديث عبد الرحمن بن حسنة: فذكره، أخرجه أحمد وصححه ابن حبان والطحاوي وسنده على شرط الشيخين إلا الصحابي فلم يخرجا له، وللطحاوي من وجه آخر عن زيد بن وهب ووافقه الحارث بن مالك ويزيد بن أبي زياد ووكيع في آخره فقيل له: إنّ الناس قد اشتووها وأكلوها فلم يأكل ولم ينه عنه" (1)

يرويه زيد بن وهب الجهني واختلف عنه:

- فرواه الأعمش عنه قال: ثنا عبد الرحمن بن حسنة الجهني قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلنا أرضا كثيرة الضباب، ونحن مُرْمِلون، فأصبناها، فكانت القدور تغلي بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما هذه؟ " فقلنا: ضباب أصبناها، فقال "إنّ أمة من بني إسرائيل مسخت، وإني أخشى أن تكون هذه" فأمرنا فأكفأناها، وإنا لجياع.

وفي لفظ "كنا مع النبي -صلي الله عليه وسلم -، فنزلنا أرضا كثيرة الضباب، فأصبنا، فذبحنا منها، فبينا القدور تغلي بها، إذ خرج علينا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فقال "إن أمة من بني إسرائيل فُقدت، وإني أخاف أن تكون هذه فأكفئوها" فكفأناها.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 266) وفي "المسند"(737) وأحمد (4/ 196) والترمذي في "العلل"(2/ 753) والبزار (1217) وأبو يعلى (913) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 294 و295 و 302 و 303) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1921) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 197) وفي "المشكل"(3275 و 3276) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 51/ ب) وابن حبان (5266) والبيهقيُّ (9/ 325) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 64 - 65 و65) والخطيب في "الموضح"(2/ 103) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 436) من طرق عن الأعمش ثنا زيد بن وهب به.

(1) 12/ 87 - 88 (كتاب الذبائح- باب الضب)

ص: 1752

- ورواه الحكم بن عُتيبة عن زيد بن وهب عن البراء بن عازب عن ثابت بن وديعة الأنصاري أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بضب فقال "إنّ أمة مسخت" وفي لفظ فقدت".

أخرجه أحمد (4/ 220)

عن عفان بن مسلم البصري

وابن أبي شيبة (8/ 267) وأحمد (4/ 220) والمزي في "التهذيب"(4/ 382 - 383)

عن محمد بن جعفر غُندر

والدارمي (2022)

عن سهل بن حمّاد الدلال

والنسائي (7/ 176) وفي "الكبرى"(4834 و 6649) وفي "الإغراب من حديث شُعبة وسفيان"(136)

عن عبد الرحمن بن مهدي

والطبراني في "الكبير"(1364) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1315)

عن محمد بن كثير العبدي

والطحاوي في "المشكل"(3280) وفي "شرح المعاني"(4/ 198) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(258) والخطيب في "الموضح"(2/ 12)

عن أبي داود الطيالسي

ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 323) وأبو نعيم في "المعرفة"(1315)

عن أبي الوليد الطيالسي

ويعقوب بن سفيان وأبو نعيم والبيهقيُّ (9/ 325)

عن مسلم بن إبراهيم الأزدي

والطحاوي في "المشكل"(3279) وفي "شرح المعاني"(4/ 198)

عن بقية بن الوليد

والبيهقيُّ (9/ 325)

عن عُبيد الله بن موسى الكوفي

ص: 1753

وأبو القاسم البغوي (258) والخطيب في "الموضح"(2/ 12)

عن بهز بن أسد العمّي

وابن سعد (1/ 395) وأبو نعيم في "المعرفة"(1315) وفي "الحلية"(1/ 352)

عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي

كلهم عن شُعبة عن الحكم بن عتيبة به.

وخالفهم عبد الوهاب بن عطاء الخفاف فرواه عن شُعبة عن الحكم بن عتيبة عن زيد بن وهب عن البراء بن عازب.

ولم يذكر ثابت بن وديعة

أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 414)

والأول أصح.

- ورواه حُصين بن عبد الرحمن السُّلَمي عن زيد بن وهب واختلف عنه في اسم الصحابي:

• فقيل: عنه عن زيد بن وهب عن ثابت بن يزيد الأنصاري قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأصاب الناس ضِبابا فاشتووها، فأكلوا منها، فأصبت منها ضباً فشويته، ثم أتيت به النبي -صلي الله عليه وسلم -، فأخذ جريدة فجعل يعد بها أصابعه فقال "إنّ أمة من بني إسرائيل مسخت دواب في الأرض، وإني لا أدري لعلها هي"، فقلت: إنّ الناس قد اشتووها، فأكلوها، فلم يأكل ولم ينه (1).

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 273) وابن ماجه (3238) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 197) وفي "المشكل"(3277) والطبراني في "الكبير"(1367)

عن محمد بن فضيل الكوفي

والنسائي (7/ 175 - 176) وفي "الكبرى"(4832 و 6651) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 291)

عن أبي الأحوص سلّام بن سليم الكوفي

كلاهما عن حصين به.

(1) هكذا قال حصين "فلم يأكل ولم ينه" وخالف الأعمش فإنه قال "فأكفئوها"

ص: 1754

واللفظ لحديث محمد بن فضيل.

ورواه يزيد بن عطاء بن يزيد الواسطي عن حصين فقال: عن ثابت بن يزيد بن وداعة الأنصاري.

أخرجه أحمد (4/ 220)

• وقيل: عن حصين عن زيد بن وهب عن ثابت بن وديعة.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2 / 170 - 171) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 197) وفي "المشكل"(3278)

عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي

وابن سعد (1)(1/ 395 - 396) وأبو داود (3795) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 65 - 66) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 280)

عن خالد بن عبد الله الواسطي

كلاهما عن حصين به.

• وقيل: عن حصين عن زيد بن وهب عن ثابت بن زيد.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(1366)

عن وَرْقاء بن عمر اليشكري

والطبري في "تهذيب الآثار"(292)

عن أبي جعفر الرازي (2)

كلاهما عن حصين به.

ورواه أبو زُبيد عَبْثَر بن القاسم عن حصين فقال: عن ثابت بن زيد أو يزيد الأنصاري على الشك.

أخرجه الطبري (291)

(1) وقع في روايته "ثابت بن يزيد بن وديعة"

(2)

هكذا رواه يحيى بن عبد الله البَابَلُتيِّ عن أبي جعفر الرازي فقال: عن ثابت بن زيد، وخالفه محمد بن سليمان الحرّاني فرواه عن أبي جعفر الرازي فقال: عن ثابت بن يزيد بن وديعة الأنصاري.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(6652)

ص: 1755

•وقيل: عن حصين عن زيد بن وهب عن حذيفة.

أخرجه البزار (2813) والطبري (290) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(991) وأبو نعيم في "المعرفة"(1318) من طرق عن شُعبة عن حصين به.

وقول من قال: عن حصين عن زيد بن وهب عن ثابت أصح لأنّهم أكثرُ عددا، ويحتمل أنْ يكون لزيد بن وهب في هذا الحديث أكثرُ من شيخ والله تعالى أعلم بالصواب.

وثابن بن يزيد قال الترمذي: هو ثابت بن وديعة. يزيد أبوه ووديعة أمه" العلل 2/ 755

وقال الحافظ: سنده صحيح" الفتح 12/ 85

- ورواه عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي عن زيد بن وهب عن ثابت بن وديعة قال: جاء رجل (1) إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بضب، فجعل ينظر إليه ويقلبه، وقال "إنّ أمة مسخت، لا يُدرى ما فعلت، وإني لا أدري لعل هذا منها".

أخرجه أبو عبيد في "الغريب"(3/ 150) وأحمد (4/ 220 و 5/ 390) والبخاري في "الكبير"(1/ 2/ 171) والحربي في "الغريب"(1/ 285) والنسائي (7/ 176) وفي "الكبرى"(4833 و 6650) والطبري (293) والطبراني في "الكبير"(1365) وأبو نعيم في "المعرفة"(1316) والمزي في "التهذيب"(4/ 383) من طرق (2) عن شُعبة عن عدي بن ثابت به.

- وهكذا رواه يزيد بن أبي زياد الكوفي عن زيد بن وهب عن ثابت بن وديعة.

أخرجه أبو نعيم (1317) من طريق عمرو بن مرزوق الباهلي البصري عن شُعبة عن يزيد به.

ورواه الطيالسي (منحة 1/ 328) عن شُعبة فقال عن ثابت بن رابعة.

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم (1317)

والأول أصح.

قال البخاري: روى الحكم بن عتيبة وحصين وعدي بن ثابت هذا الحديث عن زيد بن وهب فقالوا: عن ثابت بن وديعة. وروى الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن حسنة ولم يعرف أنّ أحدا روى هذا غير الأعمش. وكأن حديث هؤلاء عن زيد بن وهب عن ثابت بن وديعة أصح. ويحتمل عنهما جميعا"

(1) في رواية "من بني فزارة"

(2)

راه حميد الصائغ عن شعبة فقال فيه: عن ثابت بن وديعة عن رجل من بني فزارة.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3281) وفي "شرح المعاني"(4/ 198)

ص: 1756

وقال الترمذي: والحكم يروي عن زيد بن وهب عن البراء عن ثابت بن وديعة، وقال حصين: عن زيد بن وهب عن ثابت بن يزيد الأنصاري. وثابت بن يزيد هو ثابت بن وديعة. يزيد أبوه ووديعة أمه" العلل 2/ 753 - 755

وقال البخاري في "الكبير"(1/ 2 / 171): وحديث ثابت أصح (1)، وفي نفس الحديث نظر، قال ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - "لا آكله ولا أحرمه" وقال ابن عباس: لو كان حراما لم يؤكل في مائدة النبي صلى الله عليه وسلم"

قلت: حديث ثابت بن وديعة صححه الدارقطني وأخرجه أبو ذر الهروي في "المستدرك على الصحيحين" كما قال الحافظ في "التهذيب"(2/ 18)

وله شاهد عن أبي سعيد قال: قال رجل: يا رسول الله إنا بأرض مضبة فما تأمرنا؟ أو فما تفتينا؟ قال "ذكر لي أنّ أمة من بني إسرائيل مسخت" فلم يأمر ولم ينه.

أخرجه مسلم (1951).

وله شاهد عن جابر قال: أُتي رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بضب فأبى أنْ يأكل منه، وقال "لا أدري لعله من القرون التي مسخت".

1260 -

"إنّ أمة من بني إسرائيل مسخت دواب في الأرض وإني لا أدري أيّ الدواب هي"

قال الحافظ: وهذا يمكن أنْ يفسر بثابت بن وديعة فقد أخرج أبو داود والنسائي من حديثه قال: أصبت ضِبابا فشويت منها ضَباً فأتيت به رسول الله -صلي الله عليه وسلم -فأخذ عودا فَمَدَّ به أصابعه ثم قال: فذكره، فلم يأكل ولم ينه وسنده صحيح" (2)

انظر الحديث الذي قبله.

1261 -

"إنّ أهل العالية كانوا يصلون في بيوتهم ثم يصلون مع النبي -صلي الله عليه وسلم - فبلغه ذلك فنهاهم"

قال الحافظ: ساقه الطحاوي في كتابه من وجه آخر مرسل: فذكره" (3)

سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تصلوا الصلاة في اليوم مرتين"

(1) أي أصح من حديث عبد الرحمن بن حسنة.

(2)

12/ 85 (كتاب الذبائح - باب الضب)

(3)

2/ 338 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب إذا طوّل الإمام)

ص: 1757

1262 -

"إنّ أهون أهل النار عذابًا أبو طالب، له نعلان يغلي منهما دماغه"

قال الحافظ: ووقع في حديث ابن عباس عند مسلم (212): فذكره، ولأحمد من حديث أبي هريرة مثله لكن لم يسم أبا طالب" (1)

حديث أبي هريرة أخرجه أحمد (2/ 432 و 439) والدارمي (2851) وابن حبان (7472) والطبراني في "الأوسط"(6267) والحاكم (4/ 580) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 68 - 69) من طرق عن محمد بن عجلان المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "أدنى أهل النار عذابا رجل يجعل له نعلان يغلي منهما دماغه"

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: لم يخرج مسلم رواية محمد بن عجلان عن أبيه، ومحمد ثقة، وأبوه صدوق فالإسناد حسن.

1263 -

حديث أبي مَيْسرة: إنّ أول ما أمر به جبريل قال له: قل بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين"

قال الحافظ: هو مرسل وإنْ كان رجاله ثقات.

وقال: ووقع في مرسل أبي ميسرة "أبشر فأنا أشهد أنك الذي بشر به ابن مريم، وأنك على مثل ناموس موسى، وأنك نبي مرسل، وأنك ستؤمر بالجهاد" أخرجه ابن إسحاق" (2)

مرسل

أخرجه يونس بن بكير في "المغازي"(ص 132 - 133) عن يونس بن عمرو عن أبيه (3) عن أبي مَيْسرة عمرو بن شُرَحْبِيل أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال لخديجة "إني إذا خلوت وحدي أسمع نداء، وقد والله خشيت أن يكون هذا الأمر" فقالت: معاذ الله ما كان الله ليفعل بك ذلك، فوالله إنك لتؤدي الأمانة، وتصل الرَّحم، وتصدق الحديث، فلما دخل أبو بكر وليس رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ذكرت خديجة حديثه له، فقالت: يا عتيق اذهب مع محمد إلى ورقة، فلما دخل رسول الله- أخذ أبو بكر بيده فقال: انطلق بنا إلى ورقة، فقال "ومن أخبرك؟ " قال: خديجة، وذكر الحديث بطوله.

(1) 8/ 193 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قصة أبي طالب)

(2)

10/ 348 و 349 (كتاب التفسير: سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العَلق: 1]- باب حدثنا يحيى بن بكير)

(3)

هو أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي.

ص: 1758

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل"(2/ 158 - 159)

وأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 292 - 293) والبيهقيُّ في "الدلائل"(2/ 164 - 165) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة به.

ورواته ثقات.

1264 -

حديث سلمان "إنّ أول ما خلق من آدم رأسه"

سكت عليه الحافظ (1).

موقوف ضعيف

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 110 - 111) وابن جرير في "تفسيره"(15/ 48) من طريق محمد بن جعفر غُندر عن شُعبة عن الحكم عن إبراهيم عن سلمان الفارسي قال: أول ما خلق الله من آدم رأسه فجعل ينظر وهو يخلق، قال: وبقيت رجلاه، فلما كان بعد العصر قال: يا رب عجل قبل الليل فذلك قوله تعالى {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [الإسرَاء: 11].

وهو موقوف بإسناد منقطع بين إبراهيم وهو النخعي وبين سلمان فإنّه لم يلقه.

قال ابن المديني: لم يلق النخعي أحدا من أصحاب رسول الله -صلي الله عليه وسلم -.

وقال أبو حاتم: لم يلق أحدا من الصحابة إلا عائشة ولم يسمع منها وأدرك أنسا ولم يسمع منه" المراسيل ص 9

1265 -

حديث أبي هريرة رفعه "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته"

قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن" (2)

صحيح

ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث تميم الداري ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أنس ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث ابن عمر.

فأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق:

الأول: يرويه حماد بن سلمة عن الأزرق بن قيس عن يحيى بن يَعْمَر عن أبي هريرة

(1) 10/ 173 (كتاب التفسير: سورة الزمر- باب قوله: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} [الزُّمَر:68])

(2)

14/ 187 (كتاب الرقاق- باب القصاص يوم القيامة)

ص: 1759

مرفوعاً "أول ما يحاسب به العبد صلاته، فإن كان أكملها وإلا قال الله تبارك وتعالى: انظروا هل لعبدي من تطوع، فإنْ وجد له تطوع قال: أكملوا به الفريضة"

أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(506) عن النضر بن شُميل ثنا حمّاد بن سلمة به.

وأخرجه النسائي (1/ 188 - 189) وفي "الكبرى"(325) عن إسحاق به.

وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(2554) عن النسائي به (1).

واختلف فيه على حماد بن سلمة، فرواه جماعة عنه عن الأزرق بن قيس عن يحيى بن يعمر عن رجل من أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم - ولم يسموه، منهم:

1 -

عفان بن مسلم البصري.

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 133 - 134) وأحمد (5/ 72)

2 -

حسن بن موسى الأشيب.

أخرجه أحمد (4/ 65 و 103 و 5/ 377) وأبو نعيم في "الصحابة"(7310)

3 -

أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي.

أخرجه ابن نصر في "الصلاة"(186)

4 -

عُبيد الله بن محمد التيمي.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(2552)

5 -

سليمان بن حرب البصري.

6 -

إبراهيم بن الحجاج السامي البصري.

7 -

الربيع بن يحيى بن مِقْسم البصري.

أخرج أحاديثهم الحاكم (1/ 263)

وزادوا جميعاً "ثم الزكاة، ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك".

وهذا الاختلاف في الصحابي لا يضر لأنّ الصحابة كلهم عدول، والحديث إسناده صحيح إنْ كان يحيى بن يعمر سمع من الصحابي فإنّه لم يذكر سماعا منه.

الثاني: يرويه علي بن زيد بن جُدْعَان عن أنس بن حكيم الضبي قال: قال لي أبو هريرة: إذا أتيت أهل مصرك فأخبرهم أني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول "إنّ أول ما يحاسب

(1) قال ابن القطان الفاسي: سنده صحيح" الوهم والإيهام 5/ 229

ص: 1760

به العبد المسلم يوم القيامة، الصلاة المكتوبة، فإن أتمها، وإلا قيل: انظروا هل له من تطوع؟ فإن كان له تطوع أكملت الفريضة من تطوعه، ثم يفعل بسائر الأعمال المفروضة مثل ذلك"

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 123 - 124) وأحمد (2/ 290) وابن ماجه (1425) وابن نصر في "الصلاة"(180) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 79 - 80) والبغوي في "شرح السنة"(1019) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2013)

عن سفيان بن حسين الواسطي

والطبراني في "مسند الشاميين"(151)

عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان

كلاهما عن علي بن زيد به.

قال البغوي: هذا حديث حسن"

قلت: أنس بن حكيم ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن المديني وابن القطّان الفاسي: مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.

وعلي بن زيد قال ابن معين وغيره: ضعيف.

الثالث: يرويه الحسن البصري واختلف عنه:

- فقيل: عن الحسن عن أنس بن حكيم الضبي عن أبي هريرة مرفوعا.

أخرجه أحمد (2/ 425) والبخاري في "الكبير"(1/ 2 / 34) وأبو داود (864) والحاكم (1/ 262) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 254) والبيهقي (2/ 386) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 80)

عن إسماعيل بن عُلية

وابن نصر في "الصلاة"(182)

عن يزيد بن زُرَيْع

قالا: ثنا يونس بن عبيد عن الحسن به.

قال البخاري وابن عبد البر في روايتهما: قال يونس بن عبيد: وأحسبه ذكر النبي -صلي الله عليه وسلم -.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

ص: 1761

قلت: اختلف فيه على يونس بن عبيد:

• فرواه عبد الوارث بن سعيد البصري عنه عن الحسن سمع أنس بن حكيم الضبي سمع أبا هريرة قوله ولم يرفعه.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 33 - 34)

• ورواه حماد عن يونس بن عبيد عن الحسن عن رجل من بني سليط عن أبي هريرة مرفوعا.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(3014)

- وقيل: عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(6/ 454) من طريق عوف بن أبي جميلة عن الحسن به.

وأخرجه ابن بشران (118) من طريق عباد بن راشد التميمي البصري عن الحسن به.

- ورواه حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن الحسن واختلف عن حماد:

• فرواه حسن بن موسى الأشيب عن حماد عن حميد عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا.

أخرجه أحمد (4/ 103)

• ورواه غير واحد عن حماد عن حميد الطويل عن الحسن عن رجل من بني سليط عن أبي هريرة مرفوعا.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 34) وأبو داود (865) والبيهقي (2/ 386)

عن موسى بن إسماعيل البصري

وابن نصر في "الصلاة"(187) والحاكم (1/ 263)

عن الحجاج بن منهال البصري

وأحمد (4/ 103) وابن ماجه (1426)

عن عفان بن مسلم البصري

قالوا: ثنا حماد بن سلمة به.

ولم يقل عفان "من بني سليط"

ص: 1762

- وقيل: عن الحسن عن رجل من أهل البصرة عن أبي هريرة موقوفا.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2 / 34 - 35) من طريق مبارك بن فَضالة ثنا الحسن به.

- ورواه قتادة عن الحسن واختلف عن قتادة

• فقيل: عن قتادة عن الحسن عن حُريث بن قَبيصة عن أبي هريرة مرفوعا.

أخرجه الترمذي (413) وابن نصر في "الصلاة"(815) والنسائي (1/ 187) وفي "الكبرى"(1/ 144) والطحاوي في "المشكل"(2553)

عن همام بن يحيى البصري

وابن أبي الدنيا في "الأهوال"(196) والطبراني في "مسند الشاميين"(2673)

عن سعيد بن بشير الأزدي

كلاهما عن قتادة عن الحسن به.

• ورواه أبان بن يزيد العطار عن قتادة عن الحسن عن أنس بن حكيم عن أبي هريرة مرفوعا.

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 146) والبخاري في "الكبير"(1/ 2 / 33) وابن نصر في "الصلاة"(181) والبيهقي في "الشعب"(3016) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 82)

• ورواه موسى بن خلف العمي عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعاً، ولم يذكر بين الحسن وأبي هريرة أحدا.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2 / 34)

• ورواه عمران القطان عن قتادة عن الحسن بن زياد عن أبي رافع عن أبي هريرة مرفوعا.

أخرجه النسائي (1/ 188) والمزي (12/ 508 - 509) من طريق شعيب بن بيان بن زياد بن ميمون ثنا عمران القطان به.

- وقيل: عن الحسن عن صَعْصَعَة بن معاوية عن أبي هريرة مرفوعا.

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(915) وفي "المسند"(40) ومن طريقه ابن نصر في "الصلاة"(183) عن إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن به.

وأخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ"(4/ 1386 - 1387) من طريق شريك بن عبد الله النخعي عن إسماعيل بن مسلم به.

ص: 1763

وإسماعيل بن مسلم ضعيف، وخالفه سالم الخياط فرواه عن الحسن عن صعصعة بن معاوية عن أبي هريرة موقوفا.

أخرجه ابن نصر في "الصلاة"(184)

وسالم الخياط ضعيف كذلك.

- وقيل: عن الحسن عن ضَبَّة بن مِحْصَن عن أبي هريرة مرفوعا.

أخرجه ابن نصر (188 و 189) من طريق محمد بن عمرو الأنصاري عن الحسن به.

- وقيل: عن الحسن عن أبي هريرة موقوفا.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2 / 34) من طريق علي بن علي الرفاعي عن الحسن به.

- وقيل: عن الحسن قال: لقي أبو هريرة رجلا بالمدينة فقال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم -.

أخرجه الطيالسي (منحة 1/ 68) والبخاري في "الكبير"(1/ 2 / 34) وأبو يعلى (6225) وأبو الشيخ في "الطبقات"(278) والبيهقي في "الشعب"(3013) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2012) من طريق أبي الأشهب جعفر بن حيان البصري عن الحسن به.

الرابع: يرويه سَلْم بن عطية الكوفي عن صعصعة بن معاوية التميمي أو معاوية بن صعصعة عن أبي هريرة قوله.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 34)

وأما حديث تميم الداري فأخرجه أحمد (4/ 103) وابن ماجه (1426)

عن عفان بن مسلم البصري

وأبو داود (866) والحاكم (1/ 262 - 263) والبيهقي (2/ 387) وفي "الشعب"(3012) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 80)

عن موسى بن إسماعيل البصري

والدارمي (1362) وابن ماجه (1426) والحاكم (1/ 263)

عن سليمان بن حرب البصري

والحاكم (1/ 263)

عن إبراهيم بن الحجاج السامي البصري

وعن الربيع بن يحيى بن مِقْسَم البصري

ص: 1764

والطبراني في "الكبير"(1255) وفي "الأوائل"(23) والبيهقي في "الشعب"(3012)

عن حجاج بن المنهال البصري

وابن نصر في "الصلاة"(190) والدينوري في "المجالسة"(2758)

عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي

والبيهقي في "الشعب"(3012)

عن علي بن عثمان بن عبد الحميد البصري

وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 79)

عن عمر بن موسى السامي

والطحاوي في "المشكل"(2552) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 109)

عن عُبيد الله بن محمد التيمي العائشي

كلهم عن حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن زُرارة بن أوفى عن تميم الداري مرفوعا "إنّ أول ما يحاسب به العبد الصلاة، فإن وجد صلاته كاملة كتبت له كاملة، وإن كان فيها نقصان، قال الله تعالى لملائكته، انظروا هل لعبدي من تطوع، فأكملوا له ما نقص من فريضته، ثم الزكاة، ثم الأعمال على حسب ذلك".

وفي لفظ "أول ما يحاسب به العبد الصلاة، فإن تمت فقد أفلح، وأنجح، وإنْ فسدت، فقد خاب وخسر، ثم سائر الأعمال"

واختلف فيه على حماد بن سلمة، فرواه مؤمل بن إسماعيل عنه عن ثابت البُنَاني عن زرارة عن تميم مرفوعا.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(1256)

ومؤمل بن إسماعيل سيىء الحفظ كثير الغلط فلا عبرة بخلافه.

قال أبو الوليد الطيالسي: لم يرفع هذا الحديث أحد غير حماد بن سلمة" الصلاة لابن نصر 1/ 217، المجالسة 6/ 353

وقال الدارمي: لا أعلم أحدا رفعه غير حماد. قيل له: صح هذا؟ قال: أي"

وقال الحاكم: إسناده صحيح على شرط مسلم، وقصر به بعض أصحاب حماد بن سلمة، وموسى بن إسماعيل الحكم في حديثه"

ص: 1765

قلت: هكذا رواه حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن زرارة بن أوفى عن تميم الداري مرفوعا، وخالفه غير واحد رووه عن داود بن أبي هند عن زرارة بن أوفى عن تميم موقوفا، منهم:

1 -

يزيد بن هارون.

أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 41 و 14/ 108 - 109) وفي "الإيمان"(112) والبيهقي (2/ 387)

2 -

هُشيم.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 405) وفي "الإيمان"(113)

3 -

خالد بن عبد الله الطحان.

أخرجه ابن نصر في "الصلاة"(191)

4 -

بشر بن المفضل البصري.

أخرجه ابن نصر (192)

قال البيهقي: ووقفه كذلك سفيان الثوري وحفص بن غياث عن داود بن أبي هند"

قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات.

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل"(34) وابن نصر في "الصلاة"(179) والنسائي (7/ 77) وأبو يعلى (5414) والطبراني في "الكبير"(10425) والقضاعي (213) من طريق شَريك بن عبد الله القاضي عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود مرفوعا "أول ما يحاسب به العبد الصلاة، وأول ما يقضى بين الناس في الدماء".

وشريك مختلف فيه ونسبه غير واحد إلى سوء الحفظ وإلى الاختلاط، وقد رواه الأعمش قال: سمعت أبا وائل يحدث عن ابن مسعود مرفوعا بالشطر الثاني منه فقط.

أخرجه البخاري (فتح 14/ 186 - 187 و 15/ 206) ومسلم (1678) وغيرهما.

وأما حديث أنس فله عنه طرق:

الأول: يرويه إسحاق بن يوسف الأزرق ثنا القاسم بن عثمان عن أنس مرفوعا "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإنْ صلحت صلح له سائر عمله، وإنْ فسدت فسد سائر عمله".

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1879)

ص: 1766

عن إسماعيل بن عيسى الواسطي واللفظ لحديثه

وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(398) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2005)

عن الحسن بن خلف بن زكريا البزار الواسطي

قالا: ثنا إسحاق الأزرق به.

قال الطبراني: لا يُروى عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به القاسم"

قلت: القاسم بن عثمان البصري مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يتابع على حديثه حدّث عنه إسحاق الأزرق أحاديث لا يتابع منها على شيء، وقال الدارقطني: ليس بالقوي.

الثاني: يرويه روح بن عبد الواحد القرشي ثنا خُليد بن دَعْلَج عن قتادة عن أنس مرفوعا نحوه.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3794)

وقال: لم يروه عن قتادة إلا خليد، تفرد به روح"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف خليد بن دعلج.

الثالث: يرويه حماد بن زيد عن يزيد الرقاشي عن أنس.

أخرجه ابن نصر في "الصلاة"(193) وأبو يعلى (4124)

وإسناده ضعيف لضعف يزيد الرقاشي.

الرابع: يرويه أشعث بن سوّار الكندي عن سلمة بن كُهيل التنعي عن عامر الشعبي عن أنس.

أخرجه أبو يعلى (3976)

وإسناده ضعيف لضعف أشعث بن سوار.

وأما حديث أبي سعيد فأخرجه السلفي في "الطيوريات" كما في "الصحيحة"(3/ 346) من طريق عمرو بن قيس الملائي عن عطية العَوْفي عن أبي سعيد مرفوعا "أول ما يسأل العبد عنه ويحاسب به صلاته، فإنْ قُبلت منه، قُبل سائر عمله، وإنْ رُدّت عليه رد عليه سائر عمله".

ص: 1767

وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفي.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه الحاكم في "الكنى" كما في "ضعيف الجامع"(2135)

ولفظه "أول ما افترض الله تعالى على أمتي الصلوات الخمس، وأول ما يرفع من أعمالهم الصلوات الخمس، وأول ما يسألون عن الصلوات الخمس، فمن كان ضيع منها شيئاً يقول الله تبارك وتعالى: انظروا هل تجدون لعبدي نافلة من صلاة تتمون بها ما نقص من الفريضة

"

1266 -

عن عائشة: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إنّ أول ما يُكفِأُ الإسلام كما يُكْفَأُ الأناء كفؤ الخمر" قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال "يسمونها بغير اسمها فيستحلونها"

قال الحافظ: وللدارمي بسند لين من طريق القاسم عن عائشة: فذكره، وأخرجه ابن أبي عاصم من وجه آخر عن عائشة، ولابن وهب من طريق سعيد بن أبي هلال عن محمد بن عبد الله أنّ أبا مسلم الخولاني حَجّ فدخل على عائشة فجعلت تسأله عن الشام وعن بردها فقال: يا أم المؤمنين إنهم يشربون شرابا لهم يقال له: الطلاء، فقالت: صدق رسول الله وبلّغ حتى سمعته يقول "إنّ أناسا من أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها" وأخرجه البيهقي" (1)

صحيح

وله عن عائشة طرق:

الأول: يرويه القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا "إنّ أول ما يكفأ -يعني الإسلام- كما يكفأ الإناء -يعني الخمر-" فقيل: كيف يا رسول الله وقد بيّن الله فيها ما بيّن؟ قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "يسمونها بغير اسمها فيستحلونها".

أخرجه الدارمي (2106) عن زيد بن يحيى بن عبيد الخزاعي الدمشقي ثنا محمد بن راشد عن أبي وهب الكلاعي عن القاسم به.

وإسناده حسن، زيد بن يحيى والقاسم بن محمد ثقتان، ومحمد بن راشد المكحولي وأبو وهب عُبيد الله بن عبيد الكلاعي الدمشقي صدوقان.

واختلف فيه على محمد بن راشد، فرواه شيبان بن فَرُّوخ عنه عن سليمان بن موسى

(1) 12/ 150 - 151 (كتاب الأشربة- باب ما جاء فيمن يستحل الخمر)

ص: 1768

الأَشْدق عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا بلفظ "أول ما يُكْفِئُ الدين كما يُكْفَأُ الإناء شيء تسميه أمتي الخمر ويستحلونها به".

أخرجه الطبراني في "الأوائل"(49) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني شيبان به.

وهذا إسناد حسن أيضا.

ولم ينفرد محمد بن راشد به بل تابعه عتبة بن أبي حكيم الأردني عن سليمان بن موسى عن القاسم بن محمد عن عائشة به.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل"(64) والطبراني في "مسند الشاميين"(749) وابن بشران في "أماليه"(219) والحسن بن محمد الخلال في "أماليه"(84) من طريق بَقية بن الوليد ثني عتبة بن أبي حكيم به.

وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات، وعتبة بن أبي حكيم مختلف فيه: وثقه الطبراني وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.

- ورواه فرات بن سلمان الرقي واختلف عنه:

• فرواه وكيع عن جعفر بن بُرْقان عن فرات بن سلمان واختلف عن وكيع:

فقال إسحاق في "مسنده"(923): أنا وكيع ثنا جعفر بن برقان عن فرات بن سلمان عن رجل من جلساء القاسم بن محمد عن القاسم عن عائشة مرفوعا "إنّ أول ما يكفأ الإسلام كما يكفأ الإناء في شراب يقال له الطلاء".

ورواه ابن أبي شيبة (8/ 113) وأحمد بن منيع في "مسنده"(المطالب 1841/ 1) عن وكيع فلم يذكرا القاسم بن محمد.

ورواه عبد الأعلي بن حماد النرسي عن وكيع فلم يذكر عن رجل من جلساء القاسم.

أخرجه أبو يعلى (4731) وابن عدي (1)(6/ 2051)

ورواه عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي عن جعفر بن برقان عن فرات بن سلمان ثنا أصحاب لنا عن القاسم عن عائشة.

أخرجه ابن عدي (6/ 2051)

(1) سقط من كتاب ابن عدي المطبوع "عن القاسم" والصواب إثباته فقد نقله الألباني في "الصحيحة"(1/ 134) عن أصل مخطوط وفيه "عن القاسم".

ص: 1769

• ورواه موسى بن أَعْيَن الجزري عن فرات بن سلمان عن أبي وهب عن القاسم عن عائشة.

أخرجه الهروي في "ذم الكلام"(ق 52 /ب)

الثاني: يرويه محمد بن عبد الله بن مسلم أن أبا مسلم الخولاني حَجّ فدخل على عائشة زوج النبي -صلي الله عليه وسلم - فجعلت تسأله عن الشام وعن بردها، فجعل يخبرها، فقالت: كيف تصبرون على بردها؟ فقال: يا أم المؤمنين إنهم يشربون شرابا لهم يقال له الطلاء، فقالت: صدق الله وبلغ حبي، سمعت حبي رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول "إنّ ناسا من أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها".

أخرجه ابن وهب في "الموطأ"(45) والحاكم (4/ 147) والبيهقي (8/ 294 - 295) من طريق سعيد بن أبي هلال عن محمد بن عبد الله به.

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: كذا قال "محمد" فمحمد مجهول وإنْ كان ابن أخي الزهري فالسند منقطع"

الثالث: يرويه مكحول عن عائشة مرفوعا "إنّ أول ما يكفأ هذا الدين على وجهه كما يكفأ الإناء لهي الخمر"

أخرجه ابن وهب في "الموطأ"(70) عن مسلمة بن علي الخُشَني عن هشام بن الغاز عن مكحول به.

ومسلمة قال النسائي وغيره: متروك الحديث.

1267 -

"إنّ أول من حَدَا الإبل عبد لمضر بن نزار بن معد بن عدنان، كان في إبل لمضر فقصر فضربه مضر على يده فأوجعه فقال: يا يداه، يا يداه، وكان حسن الصوت فأسرعت الإبل لما سمعته في السير، فكان ذلك مبدأ الحداء"

قال الحافظ: وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن طاوس مرسلا، وأورده موصولا عن ابن عباس، دخل حديث بعضهم في بعض: فذكره" (1)

ضعيف

وحديث طاوس أخرجه ابن سعد (1/ 21 - 22) عن عبد الوهاب بن عطاء العجلي أنا

(1) 13/ 154 (كتاب الأدب- باب ما يجوز من الشعر)

ص: 1770

حنظلة بن أبي سفيان الجُمَحي عن طاوس قال: بينما رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في سفر إذ سمع صوت حَادٍ فسار حتى أتاهم، فلما أتاهم قال "وَنَى حَادِينَا فسمعنا صوت حاديكم فجئنا نسمع حُداءه فقال "مَنِ القوم؟ " قالوا: مُضَريون، فقال "وأنا مضري" فقالوا: يا رسول الله، إنا أول من حدا، بينما رجل في سفر فضرب غلاما له على يده بعصا فانكسرت يده، فجعل الغلام يقول وهو يسير الإبل: وايداه، وايداه، وقال: هيبا هيبا، فسارت الإبل.

عبد الوهاب بن عطاء مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وقال النسائي وغير واحد: ليس بالقوي.

وحنظلة وطاوس ثقتان.

وحديث ابن عباس أخرجه البزار (كشف 2113) عن يوسف بن موسى القطان ثنا العلاء بن عبد الجبار ثنا زَمْعَة عن سلمة بن وَهْرام عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان النبي -صلي الله عليه وسلم - في سفر، فسمع صوت حَادٍ يَحدو، فقال "مِيلوا بنا إليه" فقال "ممن القوم؟ " قالوا: من مضر، قال "وأنا من مضر" فقالوا: إنا أول من حَدا، قال "وكيف؟ " قالوا: كان غلام لنا ومعه إبل، فنام فتفرقت الإبل عنه، فجاء صاحبه فضربه على يده، فجعل يقول: وايداه وايداه. فجعلت الإبل تجتمع إليه.

وإسناده ضعيف لضعف زمعة بن صالح، وسلمة بن وهرام مختلف فيه.

1268 -

"إنّ أولياء الله المصلون ومن يجتنب الكبائر" قالوا: وما الكبائر؟ قال "هنّ تسع، أعظمهنّ الإشراك بالله"

قال الحافظ: ولأبي داود والطبراني من رواية عبيد بن عمير بن قتادة الليثي عن أبيه رفعه: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه أبو داود (2875) والنسائي (7/ 82) والطحاوي في "المشكل"(898) والعقيلي (3/ 45) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(5200) والآجري في "الأربعين"(ص 111 - 112) والحاكم (1/ 59) والبيهقي (3/ 408 - 409) وابن عبد البر في "الاستيعاب"(9/ 10 - 11) والمزي في "التهذيب"(16/ 438)

عن معاذ بن هانئ البهراني

والحاكم (4/ 259 - 260)

(1) 15/ 199 (كتاب الحدود- باب رمي المحصنات)

ص: 1771

عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني

وسمويه في "فوائده" والحارث في "مسنده" والبغوي في "معجم الصحابة" كما في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 348) والطبراني في "الكبير"(17/ 47) والبيهقي (10/ 186) وفي "المدخل"(323) وأبو نعيم في "الصحابة"(5261) والمزي في "التهذيب"(16/ 439 - 440) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 347 - 348)

عن العباس بن الفضل الأزرق (1)

قالوا: ثنا حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الحميد بن سنان أنّه حدّثه عبيد بن عمير بن قتادة الليثي عن أبيه أنّه حدّثه وكانت له صحبة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في حجة الوداع "إنّ أولياء الله المصلون" وأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من يقم الصلوات الخمس اللاتي كتبن عليه، ويصوم رمضان، يحتسب صومه، ويرى أنه حق عليه واجب، ويعطي زكاة ماله يحتسبها، ويجتنب الكبائر التي نهى الله عنها"

ثم إن رجلا من أصحابه سأله، فقال: يا رسول الله، ما الكبائر؟ قال "هنّ تسع، أعظمهنّ إشراك بالله، وقتل نفس مؤمن بغير حق، وفرار يوم الزحف، والسحر، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، وقذف المحصنة، وعقوق الوالدين المسلمين، واستحلال البيت الحرام قبلتكم أحياءً وأمواتا"

ثم قال "لا يموت رجل لم يعمل هذه الكبائر، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، إلا رافق محمدًا في دار بحبوحة أبوابها مصاريع من ذهب".

قال الحاكم: قد احتجا برواة هذا الحديث غير عبد الحميد بن سنان، فأما عمير بن قتادة فإنّه صحابي وابنه عبيد متفق على إخراجه والاحتجاج به"

وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد"

وقال الذهبي: عمير بن قتادة صحابي ولم يحتجا بعبد الحميد لجهالته، ووثقه ابن حبان"

(1) هكذا رواه العباس بن محمد الدوري وأحمد بن داود المكي ومحمد بن إسحاق الصاغاني والحارث بن أبي أسامة وسمويه عن العباس بن الفضل الأزرق عن حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الحميد بن سنان عن عبيد بن عمير بن قتادة عن أبيه.

وخالفهم محمد بن أيوب بن الضريس فرواه عن العباس بن الفضل عن حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده.

أخرجه العقيلي (3/ 45) والواحدي في "الوسيط"(2/ 40)

والعباس بن الفضل الأزرق ضعيف.

ص: 1772

وقال ابن كثير: عبد الحميد حجازي لا يعرف إلا بهذا الحديث" التفسير 1/ 481

وقال العراقي: هذا حديث حسن، ولم يَرو عن عمير بن قتادة غير ابنه عبيد ولا عن عبد الحميد بن سنان غير يحيى بن أبي كثير، وقد قال البخاري: في حديثه نظر، وذكره ابن حبان في "الثقات" تخريج أحاديث المختصر 1/ 348

قلت: عبد الحميد بن سنان ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا يحيى بن أبي كثير فهو مجهول، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وأسند عن البخاري قال: في حديثه نظر، وقال الذهبي في "الميزان" و"الديوان": لا يعرف، وقال في "المغنى": تابعي يُجهل.

ويحيى بن أبي كثير ثقة إلا أنّه يدلس ولم يدر سماعا من عبد الحميد بن سنان، واختلف عنه، فرواه أيوب بن عتبة عنه عن عبيد بن عمير عن أبيه مرفوعا "الكبائر سبع: فذكرها، ولم يذكر منها السحر وقذف المحصنة، وأسقط من إسناده عبد الحميد بن سنان.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(5/ 39) والطبراني في "الكبير"(17/ 48)

والأول أصح، وأيوب بن عتبة قال ابن المديني والفلاس وغيرهما: ضعيف.

وللحديث شاهد عن ابن عمر يرويه طَيْسَلَة بن علي قال: أتيت ابن عمر عشية عرفة وهو تحت ظل أراك وهو يصب على رأسه الماء فسألته عن الكبائر فقال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول "هنّ تسع" قلت: وما هنّ؟ قال "الإشراك بالله عز وجل، وقذف المحصنة" قال: قلت: قبل الدم؟ قال "نعم ورغما. وقتل النفس المؤمنة، والفرار من الزحف، والسحر، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وعقوق الوالدين المسلمين، والإلحاد بالبيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتا"

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3426) وابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 69 - 70)

عن علي بن الجَعْد الجوهري

والخرائطي في "المساؤئ"(246) والبيهقي (3/ 409) والخطيب في "الكفاية"(ص 174) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 344 - 345)

عن حسين بن محمد المروذي

والخطيب في "الكفاية"(ص 174) والبرديجي (تخريج أحاديث المختصر 1/ 345)

ص: 1773

عن الحسن بن موسى الأشيب

ثلاثتهم عن أيوب بن عتبة اليمامي، ثني طيسلة بن علي به.

واختلف فيه على أيوب بن عتبة، فرواه سلم بن سلام الواسطي عنه عن طيسلة بن علي عن ابن عمر موقوفا.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(5/ 39)

وكلا الإسنادين ضعيف لضعف أيوب بن عتبة.

والموقوف أصح فقد رواه زياد بن مخراق المزني البصري عن طيسلة بن مَيّاس عن ابن عمر موقوفا

أخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 3579) وفي "تفسيره"(تخريج أحاديث المختصر 1/ 345) عن إسماعيل بن عُلية عن زياد بن مخراق به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(8) ومن طريقه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 343 - 344) عن مسدد

وإسماعيل القاضي في "أحكام القرآن"(تخريج أحاديث المختصر 1/ 345) عن علي بن المديني

والطبري في "تفسيره"(5/ 39) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي

قالوا: ثنا إسماعيل بن علية ثنا زياد بن مخراق به.

وإسناده صحيح، وطيسلة بن مياس هو ابن علي ومياس لقبه كما قال أبو بكر البرديجي وابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 70)، وهو ثقة كما قال ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وقال الحافظ: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث طيسلة، والموقوف أصح إسنادا، فإنّ زياد بن مخراق متفق على توثيقه بخلاف أيوب بن عتبة، فإنّه موصوف بسوء الحفظ"

طريق أخرى: قال عبد الرزاق (19705): عن مَعْمَر عن سعيد الجُرَيْري أنّ رجلا جاء ابن عمر فقال: إني كنت أكون مع النجدات، وقال: أصبت ذنوبا، وأحب أنْ تعدّ عليّ الكبائر، قال: فعدّ عليه سبعا أو ثمانيا: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، واليمين الفاجرة.

ص: 1774

قال الحافظ: ورجال هذا الإسناد رجال الصحيح، لكن الجريري لم يلق ابن عمر، فإن كان حمله عن ثقة فهي متابعة قوية لرواية طيسلة" تخريج أحاديث المختصر 1/ 345

1269 -

"إنّ أوليائي منكم المتقون"

سكت عليه الحافظ (1).

حسن

ورد من حديث رفاعة بن رافع ومن حديث أبي هريرة ومن حديث معاذ بن جبل ومن حديث الحكم بن ميناء مرسلا.

فأما حديث رفاعة بن رافع فأخرجه ابن سعد (4/ 74 - 75) وابن أبي شيبة (9/ 61 و 12/ 167 - 168) وفي "مسنده"(المطالب 3163) وفي "الأدب"(204) وأحمد (4/ 340) وابن أبي عاصم في "السنة"(1507) والطبراني في "الكبير"(4547) والحاكم (2/ 328 و 4/ 73)

عن سفيان الثوري

وأحمد (4/ 340) والبزار (3725) والطبراني في "الكبير"(4545)

عن بشر بن المفضل البصري

والبخاري في "الأدب المفرد"(75) والطبراني في "الكبير"(4544)

عن زهير بن معاوية الكوفي

والطبراني في "الكبير"(4546)

عن إسماعيل بن عُلية

وابن قانع في "الصحابة"(2/ 184)

عن إسماعيل بن عياش

وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(681)

عن يحيى بن سليم الطائفي

(1) 13/ 412 (كتاب الدعوات- باب الصلاة على النبي -صلي الله عليه وسلم -)

ص: 1775

كلهم عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم ثني إسماعيل (1) بن عبيد بن رفاعة بن رافع الزرقي عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر رضي الله عنه "اجمع لي قومك" فجمعهم. فلما حضروا باب النبي -صلي الله عليه وسلم - دخل عليه عمر فقال: قد جمعت لك قومي، فسمع ذلك الأنصار فقالوا: قد نزل في قريش الوحي. فجاء المستمع والناظر ما يقال لهم. فخرج النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقام بين أظهرهم فقال "هل فيكم من غيركم؟ " قالوا: نعم، فينا حليفنا وابن أختنا وموالينا. قال النبي -صلي الله عليه وسلم - "حليفنا منا، وابن أختنا منا، وموالينا منا، وأنتم تسمعون. إنّ أوليائي منكم المتقون، فإنْ كنتم أولئك فذاك، وإلا فانظروا، لا يأتي الناس بالأعمال يوم القيامة وتأتون بالأثقال، فيعرض عنكم" ثم نادى فقال "يا أيها الناس" ورفع يديه يضعهما على رؤوس قريش "أيها الناس إنّ قريشا أهل أمانة، من بغى بهم العواثر كَبّه الله لمنخريه" يقول ذلك ثلاث مرات. واللفظ للبخاري.

قال البزار: لا نعلم يرويه بهذا اللفظ إلا رفاعة بن رافع، وهذا الطريق عنه من حسان الأسانيد التي تروى"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 10/ 26

وقال البوصيري: إسناده صحيح" مختصر الإتحاف 10/ 417

قلت: إسماعيل بن عبيد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

وقال البخاري: لم يَرو عنه غير ابن خثيم.

وقال الذهبي في "الميزان": ما علمت روى عنه سوى ابن خثيم.

وقال في "الكاشف": مقبول لم يترك.

وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.

وأبوه اختلف في صحبته، ووثقه العجلي وابن حبان.

وابن خثيم مختلف فيه وحديثه في مرتبة الحسن، واختلف عنه، فرواه مَعْمَر بن راشد عنه عن رجل من الأنصار عن أبيه أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال لعمر: فذكره.

(1) ووقع عند ابن قانع: إسماعيل بن إبراهيم بن عبيد.

ص: 1776

أخرجه عبد الرزاق (19897)

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(897) وابن أبي عاصم في "السنة"(213 و 1102) وفي "الزهد"(249) والبيهقي في "الزهد"(877 و 957) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "إن أوليائي يوم القيامة المتقون، وإن كان نسب أقرب من نسب، فلا يأتيني الناس بالأعمال وتأتوني بالدنيا تحملونها على رقابكم، فتقولون: يا محمد! فأقول هكذا وهكذا: لا" وأعرض في كلا عطفيه. واللفظ للبخاري

إسناده حسن.

وقد روي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلا، وصحح الدارقطني المرسل (العلل 9/ 292) وعندي أنّ الموصول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة.

وأما حديث معاذ بن جبل فأخرجه أحمد (5/ 235) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2099) عن إبراهيم بن هانئ النيسابوري ثنا أحمد بن حنبل

وأخرجه ابن الجوزي في "تنوير الغبش"(20) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(212 و 1011) وفي "الآحاد"(1837) عن محمد بن عوف الحمصي ثنا أبو المغيرة

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 120 - 121) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نَجْدَة الحَوْطي ثنا أبو المغيرة

وأخرجه البزار (2647) عن العباس بن عبد الله الترقفي أنا عبد القدوس بن الحجاج

قال: ثنا صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عاصم بن حميد السَّكُوني عن معاذ أنّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لما بعثه إلى اليمن خرج معه يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله -صلي الله عليه وسلم - يمشي تحت راحلته، فلما فرغ قال "يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، وعسى أن تمرّ بقبري ومسجدي" فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله -صلي الله عليه وسلم - (1)، ثم التفت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إلى

(1) زاد البزار "فقال: لا تبك يا معاذ فإنّ البكاء من الشيطان"

ص: 1777

المدينة فقال "إنّ أهل بيتي هؤلاء يرورن أنهم أولى الناس بي، وليس كذلك، إنّ أوليائي منكم المتقون، من كانوا وحيث كانوا. اللهم إني لا أحل لهم فساد ما أصلحت، وأيم الله لتكفأنّ أمتي عن دينها كما تكفأن الإناء في البطحاء" السياق لابن أبي عاصم.

وأخرجه ابن حبان (647) من طريق أبي نشيط محمد بن هارون بن إبراهيم ثنا أبو المغيرة به (1).

قال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده جيد" المجمع 10/ 232

قلت: وهو كما قال.

واختلف فيه على صفوان بن عمرو، فرواه يحيى بن عبد الله البَابَلُتِّي عنه عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير مرسلا.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2/ 66)

والأول أصح، والبابلتي تكلم فيه ابن حبان وغيره.

وأما حديث الحكم بن ميناء فأخرجه أبو يعلى (1579) وفي "المفاريد"(92) عن محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المَقْبُري عن أبي الحويرث أنّه سمع الحكم بن ميناء أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال لعمر "اجمع لي من ها هنا من قريش" فجمعهم، ثم قال: يا رسول الله! أتخرج إليهم أم يدخلون؟ قال "بل أخرج إليهم" فخرج، فقال "يا معشر قريش! هل فيكم غيركم؟ " قالوا: لا، إلا بنو أخواتنا، قال "ابن أخت القوم منهم" ثم قال "يا معشر! اعلموا أنّ أولى الناس بالنبي المتقون، فانظروا، لا يأتي الناس بالأعمال يوم القيامة، وتأتون بالدنيا تحملونها فأصدّ عنكم بوجهي" ثم قرأ {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)} [آل عمران: 68].

قال الهيثمي: رواه أبو يعلى مرسلا، وفيه أبو الحويرث وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 227

1270 -

إنّ أولى الناس بالله من بدأ بالسلام"

قال الحافظ: وأخرج الترمذي من حديث أبي أمامة رفعه: فذكره، وقال: حسن" (2)

صحيح

(1) وتابعه أبو اليمان الحكم بن نافع عن صفوان بن عمرو به. وسيأتي الكلام على حديثه في حرف القاف فانظر حديث "قد بعثتك إلى قوم رقيقة قلوبهم"

(2)

13/ 252 (كتاب الاستئذان- باب يسلم الصغير على الكبير)

ص: 1778

وله عن أبي أمامة طرق:

الأول: يرويه أبو خالد وهب عن أبي سفيان الحمصي عن أبي أمامة رفعه "إنّ أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام".

أخرجه أبو داود (5197) ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(8408) وابن عبد البر في "التمهيد"(10/ 146) عن محمد بن يحيى بن فارس الذهلي ثنا أبو عاصم عن أبي خالد وهب به.

قال النووي: إسناده جيد" الأذكار ص 224

قلت: إسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وأبو عاصم هو الضحاك بن مخلد، ووهب هو ابن خالد الحميري أبو خالد الحمصي، وأبو سفيان هو محمد بن زياد الحمصي.

الثاني: يرويه قُرَّان بن تمام الأسدي عن أبي فروة يزيد بن سنان عن سليم بن عامر أبي يحيى الحمصي عن أبي أمامة قال: قيل: يا رسول الله، الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام؟ فقال "أولاهما بالله"

أخرجه الترمذي (2694)

وقال: هذا حديث حسن. قال محمد- هو البخاري-: أبو فروى الرُّهاوي مقارب الحديث إلا أنّ ابنه محمد بن يزيد يروي عنه مناكير"

قلت: إسناده ضعيف لضعف أبي فروة يزيد بن سنان الرهاوي.

الثالث: يرويه علي بن يزيد الألهاني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة رفعه "من بدأ بالسلام فهو أولى بالله رسوله".

أخرجه أحمد (5/ 254 و 261 و 264 و 269) والطبراني في "الكبير"(7814 و 7815 و 7858) والخطيب في "الجامع"(2/ 43) وابن عبد البر في "التمهيد"(10/ 146 - 147)

وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه يحيى بن الحارث الذماري عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7743) وابن السني في "اليوم والليلة"(212) من طريق بَقية بن الوليد ثنا إسحاق بن مالك الحضرمي أخو ضُبَارة بن مالك عن يحيى بن الحارث به.

ص: 1779

وإسحاق بن مالك قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف.

الرابع: يرويه محمد بن عمر الواقدي ثنا معاوية بن صالح عن أبي عبد الرحمن الأملوني عن أبي أمامة رفعه "إنّ أولى الناس بالله ورسوله الذي بدأهم بالسلام"

أخرجه ابن مردويه في "أماليه"(7)

والواقدي متروك الحديث.

1271 -

حديث ابن مسعود رفعه "إنّ أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة"

قال الحافظ: حسنه الترمذي وصححه ابن حبان، وله شاهد عند البيهقي عن أبي أمامة بلفظ "صلاة أمتي تعرض عليّ في كل يوم جمعة فمن كان أكثرهم عليّ صلاة كان أقربهم مني منزلة" ولا بأس بسنده" (1)

ضعيف

أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 505) وفي "المسند"(306) عن خالد بن مخلد القَطَواني ثنا موسى بن يعقوب الزَّمْعي أني عبد الله بن كيسان أني عبد الله بن شداد بن الهاد عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعا به.

وأخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 177) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي"(24) وأبو يعلى (5011) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه ابن حبان (911) وابن عدي (3/ 906) والبيهقي في "الشعب"(1463) والخطيب في "شرف أصحاب الحديث"(58) والشجري في "أماليه"(1/ 130) والمزي في "التهذيب"(15/ 482) والسبكي في "طبقات الشافعية"(1/ 170 - 171) من طرق عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه البزار (1446) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(460) والدينوري في "المجالسة"(128) والهيثم بن كليب (413 و 414) والطبراني في "الكبير"(9800) وابن عدي (6/ 2342) وأبو الشيخ في "الطبقات"(4/ 224) والبيهقي في "الدعوات"(150) والخطيب في "الجامع"(1304) وفي "المدرج"(2/ 771 - 772) وفي "شرف أصحاب الحديث"(58) والبغوي (2) في "شرح السنة"(3/ 197) وفي "التفسير"(5/ 275) والشجري

(1) 13/ 421 (كتاب الدعوات- باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)

(2)

سقط من إسناده عن أبيه.

ص: 1780

في "أماليه"(1/ 130) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1688) طرق عن خالد بن مخلد به.

واختلف فيه على موسى بن يعقوب الزمعي، فرواه محمد بن خالد بن عَثْمة الحنفي عنه فلم يقل "عن أبيه".

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 177) والترمذي (484) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي"(25) والبزار (1789) وأبو يعلى (5080) والبغوي في "شرح السنة"(686)

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"

- ورواه عباس بن أبي شملة عن موسى بن يعقوب عن عبد الله بن كيسان عن عتبة بن عبد الله عن ابن مسعود.

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 177)

- ورواه أبو القاسم بن أبي الزناد عن موسى بن يعقوب عن عبد الله بن كيسان عن سعيد بن أبي سعيد عن عتبة بن مسعود مرفوعا.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(1462) والخطيب في "المدرج"(2/ 772) من طريق محمد بن مسلمة الواسطي ثنا يعقوب بن محمد ثنا أبو القاسم بن أبي الزناد به.

ومحمد بن مسلمة الواسطي ضعفه اللالكائي وغيره، وخالفه محمد بن عَبَادة الواسطي

فرواه عن يعقوب بن محمد ثنا قاسم بن أبي زياد (1) عن عبد الله بن كيسان عن سعيد بن أبي سعيد عن عتبة بن مسعود أو عبد الله بن مسعود على الشك وأسقط منه موسى بن يعقوب.

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 177)

ويعقوب بن محمد هو الزهري قال الذهبي في "المغني": قواه أبو حاتم مع تعنته في الرجال، وضعفه أبو زرعة وغيره وهو الحق ما هو بحجة.

- ورواه الواقدي عن موسى بن يعقوب عن عبد الله بن كيسان عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن عبد الله بن شداد عن ابن مسعود.

أخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 773)

(1) كذا وقع عند البخاري في "التاريخ" والصواب "أبو القاسم بن أبي الزناد".

ص: 1781

والواقدي متروك الحديث.

وموسى بن يعقوب الزمعي مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره، وقال أبو داود: له مشائخ مجهولون.

قلت: منهم عبد الله بن كيسان الزهري مولى طلحة بن عبد الله بن عوف قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر عنه راويا إلا موسى بن يعقوب الزمعي.

وأما الشاهد الذي ذكره الحافظ فأخرجه البيهقي (3/ 249) وفي "حياة الأنبياء"(13) من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي البصري ثنا حماد بن سلمة عن بُرد بن سنان عن مكحول الشامي عن أبي أمامة رفعه "أكثروا عليّ من الصلاة في كل يوم جمعة، فإنّ صلاة أمتي تعرض عليّ في كل يوم جمعة، فمن كان أكثرهم عليّ صلاة، كان أقربهم مني منزلة".

قال المنذري: رواه البيهقي بإسناد حسن إلا أنّ مكحولا قيل: لم يسمع من أبي أمامة" الترغيب 2/ 503

وقال الذهبي: قلت: مكحول قيل: لم يلق أبا أمامة" المهذب 3/ 225

وقال الفيروزآبادي في "الصلات والبشر": إسناده جيد ورجاله ثقات"

وقال السخاوي: رواه البيهقي بسند حسن لا بأس به إلا أنّ مكحولا قيل: لم يسمع من أبي أمامة في قول الجمهور، نعم في "مسند الشاميين"(1) للطبراني التصريح بسماعه منه، وقد رواه الديلمي في "مسند الفردوس" له فأسقط منه ذكر مكحول وسنده ضعيف" القول البديع ص 158

قلت: الحديث إسناده ضعيف لانقطاعه بين مكحول وأبي أمامة.

قال أبو حاتم: مكحول لم ير أبا أمامة.

وقال أيضا: لا يصح لمكحول سماع من أبي أمامة.

وقال أبو مسهر: لم يسمع إلا من أنس.

زاد الترمذي: وواثلة وأبي هند الداري.

ومنهم من أثبت له الرؤية من أبي أمامة كابن يونس لكنه لم يذكر له سماعا منه.

(1)"مسند الشاميين"(1541) وفي إسناده سعيد بن عمارة الحمصي قال الحافظ في "التقريب": ضعيف.

ص: 1782

1272 -

"إنّ أيوب لما طال بلاؤه رفضه القريب والبعيد غير رجلين من إخوانه، فقال أحدهما لصاحبه: لقد أذنب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين، فبلغ ذلك أيوب، يعني فجزع من قوله ودعا ربه فكشف ما به"

قال الحافظ: وقد روينا في "فوائد" سمويه، وصححه ابن حبان والحاكم من طريق الزهري عن أنس رفعه: فذكره" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه ابن أبي حاتم وصححه ابن حبان والحاكم من طريق نافع بن يزيد عن عقيل عن الزهري عن أنس" (2)

صحيح

أخرجه ابن حبان (2898) والطبري في "تفسيره"(23/ 167) والطحاوي في "المشكل"(4593) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 189 و 4/ 39)

عن عبد الله بن وهب

والبزار (كشف 2357) وأبو يعلى (3617) والطحاوي (4594) والحاكم (2/ 581 - 582) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 374 - 375)

عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم المصري.

والطحاوي (4595)

عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري

ثلاثتهم عن نافع بن يزيد أني عُقيل بن خالد عن ابن شهاب عن أنس رفعه "إنّ نبي الله أيوب صلى الله عليه وسلم، لبث في بلائه ثمان عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه، كانا من أخصِّ إخوانه، كانا يغدوان إليه ويروحان، فقال أحدهما لصاحبه: تعلم، والله لقد أذنب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين، فقال صاحبه: وما ذاك؟ قال: قد أصابه ثمان عشرة سنة لم يرحمه الله، فيكشف ما به، فلما رأى حاله لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له، فقال أيوب: لا أدري ما يقول، غير أنّ الله يعلم مني أني كنت أمرّ على الرجلين يتنازعان، فيذكران الله تبارك وتعالى، فأرجع إلى بيتي فَأُكُفِّرُ عنهما كراهية أنْ يذكر الله إلا في حق، وكان يخرج إلى الحاجة، فإذا قضاها أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ، فلما كان ذات يوم أبطأت عليه، وأُوحى إلى أيوب في مكانه: أن- اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب- قال: فاستبطأته فتلقته تنظر، وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء، وهو أحسن ما كان،

(1) 12/ 228 (كتاب المرضى- باب ما رخص للمريض أن يقول: إني وجع)

(2)

7/ 232 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر"

ص: 1783

فلما رأته قالت: أي بارك الله فيك، هل رأيت نبي الله صلى الله عليه وسلم هذا المبتلى؟ والله على ذلك ما رأيت أحدا أشبه به منك إذ كان صحيحا، قال: فإني أنا هو، قال: وكان له أَنْدران، أَنْدر للقمح، وأندر للشعير، فبعث الله تبارك وتعالى سحابتين، فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض، وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الوَرِق حتى فاض".

قال البزار: لا نعلم رواه عن الزهري عن أنس إلا عقيل، ولا عنه إلا نافع، ورواه عن نافع غير واحد"

وقال أبو نعيم: غريب من حديث الزهري لم يروه عنه إلا عقيل، ورواته متفق على عدالتهم، تفرد به نافع"

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وقال الهيثمي: رجال البزار رجال الصحيح" المجمع 8/ 208

وقال ابن كثير: وهذا غريب رفعه جدا، والأشبه أنْ يكون موقوفا" البداية 1/ 323

قلت: الحديث إسناده صحيح رواته ثقات، ونافع بن يزيد هو الكلاعي المصري.

وخالفه يونس بن يزيد الأيلي فرواه عن عقيل عن ابن شهاب مرسلا.

أخرجه نعيم بن حماد في "زيادات الزهد"(ص 48) ومن طريقه الطحاوي في "المشكل"(4596) عن ابن المبارك عن يونس به.

والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة، ونعيم بن حماد تكلموا فيه.

1273 -

"إنّ بالمغرب بابا مفتوحا للتوبة مسيرة سبعين سنة لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه"

قال الحافظ: وفي حديث صفوان بن عَسَّال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: فذكره، أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح، وأخرجه أيضا النسائي وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان، وفي حديث ابن عباس نحوه عند ابن مردويه وفيه "فإذا طلعت الشمس من مغربها رد المصراعان فيلتئم ما بينهما، فإذا أغلق ذلك الباب لم تقبل بعد ذلك توبة ولا تنفع حسنة إلا من كان يعمل الخير قبل ذلك، فإنه يجري لهم ما كان قبل ذلك" وفيه "فقال أبي بن كعب: فكيف بالشمس والناس بعد ذلك؟ قال "تكسى الشمس الضوء وتطلع كما كانت تطلع، ويقبل الناس على الدنيا فلو نتج رجل مهرًا لم يركبه حتى تقوم الساعة" (1)

حسن

(1) 14/ 141 (كتاب الرقاق- باب حدثنا أبو اليمان)

ص: 1784

أخرجه الطيالسي (ص 160) والشافعي في "الأم"(1/ 29 - 30) وعبد الرزاق (792 و 793 و 795) وفي "تفسيره"(2/ 222) والحميدي (881) وأبو خيثمة في "العلم"(5) وابن أبي شيبة (1843و 6163) وفي "مسنده"(879 و 882) وسعيد بن منصور (940) وأحمد (4/ 239 و 239 - 240 و 240 و 241) والحسين المروزي في "زيادات الزهد" لابن المبارك (1096) ومحمد بن عاصم في "جزئه"(55) وابن ماجه (478 و 226 و 4070) والترمذي (96 و 3535 و 3536) والنسائي (1/ 71) وفي "الكبرى"(150 و168 أو 169 و 170 و 171) وابن الجارود (4) والطبري في "تفسيره"(8/ 97 و 99) وابن خزيمة (17 و 193 و 196) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(79) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2681) وفي "الصحابة"(1281) وابن المنذر في "الأوسط"(18 و 34) وفي "الإقناع"(2) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 82) وفي "المشكل"(3440 و 3441) والمحاملي في "أماليه"(216) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 11) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(563) وابن حبان (1319 و 1320 و 1321 و1325) والطبراني في "الكبير"(الأحاديث من رقم 7351 إلى رقم 7372 ومن رقم 7374 إلى 7381 ومن رقم 7383 إلى 7388) وفي "الأوسط"(19 و 1146 و 1852 و 3470 و 7650 و 9410) وفي "الصغير"(1/ 91) وفي "منتقى ابن مردويه من حديثه"(137) وأبو الشيخ في "حديثه"(18) وفي "الأقران"(405) والغطريفي (4 و5) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(244) وابن المقرئ في "المعجم"(415 و 923 و 1128) وفي "الأربعين"(22) والدارقطني (1/ 133 و 196 - 197) والخطابي في "المعالم"(1/ 110 - 111) وابن منده في "التوحيد"(238) وابن أبي زمنين في "أصول السنة"(105) وتمام في "فوائده"(ق 44/ 1) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 308) وفي "أخبار أصبهان"(1/ 326) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد"(11) وابن بشران (85) وأبو عمرو الداني في "الفتن"(706) وابن حزم في "المحلى"(2/ 113) والبيهقي (1/ 114 و 114 - 115 و115 و 118 و 276 و 289) وفي "معرفة السنن"(1/ 366 و 2/ 109 - 110) وفي "الصغرى"(123) وفي "المدخل"(349) وفي "الشعب"(6674) وفي "الخلافيات"(390) وابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 246) وفي "العلم"(163 و 164 و 167) والخطيب في "التاريخ"(9/ 222 و 12/ 78) والمهرواني في "الفوائد المنتخبة"(60) وابن الحطاب الرازي في "مشيخته"(8) والجورقاني في "الأباطيل"(369) وابن عساكر في "الأربعين البلدانية"(ص 148 - 150) والشجري في "أماليه"(1/ 40) وأبو محمد البغوي في "تفسيره"(2/ 204) وفي "شرح السُّنة"(161 و 162) وابن قدامة في "المتحابين في الله"(128) والضياء المقدسي في "عواليه"(7) والذهبي في "السير"(5/ 261) من طرق كثيرة عن عاصم بن أبي النَّجُود عن زِر بن حُبيش قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال لي: ما جاء بك؟ قلت: ابتغاء العلم، قال: إنّ

ص: 1785

الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يطلب (1). قلت: حاك في نفسي (2) المسح على الخفين بعد الغائط والبول، وكنتَ امرءا من أصحاب رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فأتيتك أسألك: هل سمعت من رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ذلك شيئاً؟ فقال: نعم، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا كنا سفرا، أو مسافرين، أنْ لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن (3) إلا من جنابة، لكن من غائط وبول ونوم (4).

قلت: أسمعته يذكر الهوى بشيء؟ قال: نعم، بينما نحن معه في مسير له إذ ناداه أعرابي بصوت له جهوري: يا محمد، فأجابه النبي -صلي الله عليه وسلم - بنحو من صوته "هاؤم" فقلنا له: اغضض من صوتك فإنك نهيت عن هذا، فقال: لا والله لا أغضض من صوتي، فقال: يا رسول الله! المرء يحب القوم ولما يلحق بهم، قال "المرء مع من أحب"(5)

قال: ثم لم يزل يحدثنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - حتى قال "إنّ (6) من قِبَل المغرب بابا مسيرة

(1) قوله "إنّ الملائكة تضع أجنحتها

" رفعه غير واحد عن عاصم، منهم:

1 -

معمر بن راشد. وقد تقدم حديثه فانظر "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نمسح على الخفين"

2 -

حماد بن سلمة.

أخرجه أحمد (4/ 239 و240) والدارمي (363) والطبراني في "الكبير"(7359) والبيهقي في "المدخل"(350) وابن عبد البر في "العلم"(166)

3 -

زياد بن الربيع البصري.

أخرجه الطبراني (7388)

4 -

أبو جَناب يحيى بن أبي حية الكلبي.

أخرجه الطبراني (7382)

5 -

حفص بن سليمان الأسدي الكوفى.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(19)

6 -

خالد بن كثير الهمداني.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7373) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 144 - 145)

7 -

أبو جعفر الرازي.

أخرجه الخطيب في "الرحلة"(7) وابن عبد البر في "الجامع"(165) وقال: حديث صفوان بن عسال هذا وقفه قوم عن عاصم، ورفعه عنه آخرون، وهو حديث صحيح حسن ثابت محفوظ مرفوع، ومثله لا يقال بالرأي"

8 -

عبد الرحمن بن محمد المحاربي.

أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 1 /12 - 13)

(2)

وفي لفظ "حك في صدري.

(3)

زاد معمر وغيره عن عاصم: مسح المقيم يوم وليلة.

(4)

زاد مسعر عن عاصم "أو ريح"

(5)

زاد الترمذي (3535) وابن حبان (1321) والطبراني (7353)"يوم القيامة".

(6)

قوله "إن من قبل المغرب بابا

" رواه مالك وحجاج عن عاصم فأوقفاه على صفوان بن عسال.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(8/ 98 و 99) بإسنادين ضعيفين.

ص: 1786

عرضه أربعون أو سبعون عاما، فتحه الله للتوبة يوم خلق السموات والأرض، ولا يغلقه حتى تطلع الشمس منه" (1)

اللفظ للحميدي، وساقه الباقون هكذا مطولاً وبعضهم مختصرا.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال ابن عساكر: هذا حديث حسن"

وقال الجورقاني: هذا حديث حسن مشهور"

قلت: وهو كما قالوا، وقد تقدم الكلام على هذا الحديث أيضا فانظر "أمرنا رسول الله (أنْ نمسح على الخفين"

ولم ينفرد عاصم به بل تابعه غير واحد عن زر عن صفوان به، منهم:

1 -

زُبيد بن الحارث اليامي.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(8/ 97 - 98) والطبراني في "الكبير"(7348)

2 -

طلحة بن مُصَرِّف.

أخرجه الطبراني (7349)

3 -

حبيب بن أبي ثابت.

أخرجه الطبراني (7350)

4 -

عبد الرحمن بن مرزوق الدمشقي.

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 304 - 305) وابن بشران (286) وأبو نعيم في "الصحابة"(3820)

5 -

عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

أخرجه الشجري في "أماليه"(1/ 200)

(1) زاد في رواية "وذلك قول الله عز وجل {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا} [الأنعام: 158].

أخرجه الطيالسي (ص 161) وأحمد (4/ 241) ومحمد بن عاصم (55) وابن ماجه (4070) والترمذي (ص 3536) والطبري (8/ 97) والطبراني (7360 و 7365 و 7383) والبغوي في "تفسيره"(2/ 204)

ص: 1787

1274 -

"إنّ بعضكم على بعض لشهيد"

قال الحافظ: ولأبي داود من حديث أبي هريرة في نحو هذه القصة: فذكره" (1)

صحيح

وله عن أبي هريرة طرق:

الأول: يرويه إبراهيم بن عامر بن مسعود الجُمَحي عن عامر بن سعد البجلي عن أبي هريرة قال: مرّوا على رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بجنازة فأثنوا عليها خيرا، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "وجبت" ثم مرّوا بجنازة أخرى فأثنوا عليها شرا، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "وجبت" وقال "إنّ بعضكم على بعض شهداء".

أخرجه الطيالسي (ص 314) عن إبراهيم بن عامر به.

وأخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(357) وابن أبي شيبة (3/ 368 - 369) وأحمد (2/ 466 و 470) وأبو داود (3233) والنسائي (4/ 41) وفي "االكبرى"(2060) والطحاوي في "المشكل"(3305) وابن المقرئ في "المعجم"(1238و 1239) من طرق عن إبراهيم بن عامر به.

وإبراهيم بن عامر وثقه ابن معين وغيره، وعامر بن سعد ذكره ابن حبان في "الثقات" واحتج به مسلم، لكنه لم يذكر سماعا من أبي هريرة فلا أدري أسمع منه أم لا، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه.

الثاني: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: مرّوا على رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بجنازة فأثنوا عليها خيرا في مناقب الخير، فقال "وجبت" ثم مرّوا عليه بجنازة أخرى فأثنوا عليها شرّا في مناقب الشر، فقال "وجبت، إنكم شهداء الله في الأرض"

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 368) وأحمد (2/ 261 و 498 - 499 و 528) وهناد في "الزهد"(367) وابن ماجه (1492) والبزار (كشف 867) وأبو يعلى (5979) وابن حبان (3024) من طرق عن محمد بن عمرو به.

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله محتج بهم في الصحيحين" المصباح 2/ 30

قلت: بل حسن للخلاف في محمد بن عمرو. قال الذهبي في "الميزان": حسن الحديث أخرج له الشيخان متابعة.

(1) 3/ 472 (كتاب الجنائز - باب ثناء الناس على الميت)

ص: 1788

الثالث: يرويه عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العُمَري عن سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة قال: مُرَّ على النبي -صلي الله عليه وسلم - بجنازة فأثنوا عليها خيرا، فقال "وجبت" ثم مُرَّ بجنازة أخرى فأُثني عليها شرا، فقال "وجبت" فقيل: ما وجبت؟ قال "أنتم شهداء الله في الأرض، إنْ شئتم خيرا، وإنْ شئتم شرا"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2534) عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي ثنا القَعْنَبي ثنا عبد الله بن عمر به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الله بن عمر إلا القعنبي"

قلت: تابعه عبد الله بن نافع الصائغ عن عبد الله بن عمر به.

أخرجه أبو يعلى (6569)

وعبد الله بن عمر مختلف فيه: قواه ابن عدي وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.

الرابع: يرويه ربيعة بن كلثوم بن جبر ثني شيخ من أهل المدينة يكنى أبا أيوب عن أبي هريرة قال: كنا عند النبي -صلي الله عليه وسلم -، فأتي بجنازة، فأثنى الناس عليها خيرا، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم - "وجبت" ثم أُتي بأخرى، فكأنّ الناس نالوا منه، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم - "وجبت" فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أُتي بفلان فقال: وجبت، ثم أُتي بفلان، فقال: وجبت. فسمعهم النبي -صلي الله عليه وسلم - فقال "ما هذا؟ " فقال عمر: بأبي أنت وأمي، أُتي بفلان فأثنى الناس عليه خيرا، فقلت: وجبت، ثم أُتي بفلان فأثنى الناس عليه شرا، فقلت: وجبت، فقال "أُتي بأخيكم فشهدتم بما شهدتم، فوجبت شهادتكم، ثم أُتي بأخيكم فلان، فشهدتم بما شهدتم، فوجبت شهادتكم، أنتم شهداء الله في الأرض بعضكم على بعض"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2536) عن أبي مسلم الكجي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا ربيعة بن كلثوم به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي أيوب المدني إلا ربيعة بن كلثوم بن جبر"

قلت: وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان، وقال أحمد: صالح، واختلف فيه قول النسائي.

وأبو أيوب ما عرفته.

الخامس: يرويه يحيى بن أبي كثير ثني عبد الله بن أبي الفضل المدني ثني أبو هريرة قال: خرجت مع النبي -صلي الله عليه وسلم - في جنازة، فلما صلى على الميت قال الناس: نعم الرجل،

ص: 1789

فقال النبي -صلي الله عليه وسلم - "وجبت" ثم خرجت معه في جنازة أخرى، فلما صلوا على الميت قال الناس: بئس الرجل، فقال النبي "وجبت" فقام إليه أبي بن كعب فقال: يا رسول الله، ما قولك: وجبت؟ قال "قول الله عز وجل {وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [الحج: 78] ".

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 169) والطبري في "تفسيره"(2/ 8) وابن عساكر (ترجمة أحمد بن محمد بن عوف المعدل ص 373) من طرق عن الأوزاعي ثنا يحيى بن أبي كثير به.

وعبد الله بن أبي الفضل ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: لم يَرو عنه غير يحيى بن أبي كثير ولا نعرفه، وقال الذهبي في "الميزان": مجهول.

وللحديث شاهد عن أنس أخرجه البخاري (فتح 3/ 471 - 472)

1275 -

"إنّ بني قنطورا أول من سلب أمتي ملكهم"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني من حديث معاوية" (1)

قلت: هو من حديث ابن مسعود وقد تقدم الكلام عليه فانظر حديث "اتركوا الترك ما تركوكم".

1276 -

"إنّ بين كل سماء وسماء خمسمائة عام، وإنْ سُمْك كلّ سماء كذلك، وإنّ بين كلّ أرض وأرض خمسمائة عام"

قال الحافظ: وقد روى أحمد والترمذي من حديث أبي هريرة مرفوعا: فذكره، وأخرجه إسحاق بن راهويه والبزار من حديث أبي ذر نحوه" (2)

ضعيف

روي من حديث أبي هريرة ومن حديث أبي ذر

فأما حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 370) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(8)

عن الحكم بن عبد الملك البصري

وابن أبي عاصم في "السنة"(578) والبزار وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 303) وأبو الشيخ في "العظمة"(201)

عن أبي جعفر الرازي

(1) 7/ 422 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام)

(2)

7/ 102 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في سبع أرضين)

ص: 1790

والترمذي (3298) وأبو الشيخ في "العظمة"(302) والبيهقي في الأسماء" (ص 505 - 506) والجورقاني في "الأباطيل" (65)

عن شيبان بن عبد الرحمن التميمي

كلهم عن قتادة ثنا الحسن عن أبي هريرة قال: بينما نبي الله صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون ما هذا؟ " فقالوا: الله ورسوله أعلم، قال "هذا العنان، هذه زوايا الأرض يسوقه الله تبارك وتعالى إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه" قال "هل تدرون ما فوقكم؟ " قالوا: الله رسوله أعلم. قال "فإنها الرقيع، سقف محفوظ، وموج مكفوف"، ثم قال "هل تدرون كم بينكم وبينها؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال "بينكم وبينها مسيرة خمسمائة سنة" ثم قال "هل تدرون ما فوق ذلك؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال "فإنّ فوق ذلك سماءين، ما بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عدّ سبع سموات، ما بين كل سماءين كما بين السماء والأرض" ثم قال "هل تدرون ما فوق ذلك؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال "فإنّ فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء بعد مثل ما بين السماءين" ثم قال "هل تدرون ما الذي تحتكم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال "فإنها الأرض" ثم قال "هل تدرون ما الذي تحت ذلك؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال "فإنّ تحتها الأرض الأخرى، بينهما مسيرة خمسمائة سنة، حتى عدّ سبع أرضين، بين كل أرضين مسيرة خمسمائة سنة" ثم قال "والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم رجلا بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله. ثم قرأ {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3)} [الحديد: 3].

قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. ويروى عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة"

وقال البيهقي: في رواية الحسن عن أبي هريرة انقطاع ولا يثبت سماعه من أبي هريرة"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، والحسن لم يسمع من أبي هريرة"

وقال الجورقاني: هذا حديث باطل. وله علة تخفى على من لم يتبحر، فمن تأمل هذا الحديث واعتبر أقوال رواته يحكم عليه بالصحة لأمانتهم وعدالتهم، والعلة فيه إرسال الحسن عن أبي هريرة فإنّه لم يسمع من أبي هريرة شيئا، ولا يعلم بإرسال الحسن عن أبي هريرة إلا المتبحرون.

قال صالح بن أحمد بن حنبل: قال أبي: لم يصح للحسن السماع من أبي هريرة.

وقال أيوب: لم يسمع الحسن من أبي هريرة.

ص: 1791

وقال شُعبة: قلنا ليونس: أسمع الحسن من أبي هريرة؟ قال: لا ولا حرفا.

وعن علي بن زيد أنّه قال: لم يسمع الحسن من أبي هريرة.

وقال بعد أنْ ذكر رواية أبي جعفر الرازي: هذا حديث لا يرجع منه إلى صحة"

وقال الذهبي: رواته ثقات لكن الحسن مدلس والمتن منكر" العلو ص 60

قلت: وممن قال بعدم سماع الحسن من أبي هريرة غير من تقدم: ابن المديني وأبو حاتم وابنه وأبو زرعة والحاكم والخطيب وعبد الله بن أحمد والترمذي والحافظ ابن حجر.

والحديث اختلف فيه على قتادة، فرواه سعيد بن أبي عَروبة عنه مرسلا.

أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(27/ 216) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا سعيد به.

قال ابن كثير: مرسل من هذا الوجه ولعل هذا هو المحفوظ" التفسير 4/ 303

وقال في "البداية"(1/ 21): وقد يكون هذا أشبه"

وأما حديث أبي ذر فأخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 3448 - الإتحاف 7538) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي

وأخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "كتاب العرش"(17) وأبو الشيخ في "العظمة"(199) والبيهقي في "الأسماء"(ص 506) والجورقاني في "الأباطيل"(63) وابن الجوزي في "العلل"(7) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(2/ 748) من طرق عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي ثنا الأعمش عن أبي نصر عن أبي ذر مرفوعا "ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء إلى التي تليها مسيرة خمسمائة عام، كذلك إلى السماء السابعة، والأرضين مثل ذلك، وما بين السماء السابعة إلى العرش مثل جميع ذلك، ولو حفرتم لصاحبكم فيها لوجدتموه، يعني: علمه.

وفي رواية لبعضهم "غلظ كل سماء خمسمائة سنة"

وفي لفظ "وغلظ السماء الدنيا مسيرة خمسمائة سنة".

قال البيهقي: منقطع"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث منكر، والأعمش يروي عن الضعفاء ويدلس"

وقال الجورقاني: هذا حديث منكر"

ص: 1792

وقال الذهبي: أبو نصر لا يعرف، والخبر منكر"

قلت: واختلف فيه على الأعمش، فرواه مُحَاضر بن مورع عنه عن عمرو بن مرة عن أبى نصر عن أبي ذر.

أخرجه البزار (كشف 2087) وأبو الشيخ (200) والجورقاني (64) من طرق عن محاضر به.

وقال البزار: لا نعلمه يُروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد، وأبو نصر أحسبه حميد بن هلال، ولم يسمع من أبي ذر"

وقال الذهبي: أبو نصر مجهول، والخبر منكر" العلو ص 89

وقال في "الميزان": أبو نصر عن أبي ذر لا يدرى من هو"

وقال ابن كثير: في إسناده نظر، وفي متنه غرابة ونكارة" التفسير 4/ 303

وقال في "البداية"(1/ 21): لا يصح إسناده"

1277 -

"إنّ بين يدي الساعة" فذكر أشياء ثم قال "وظهور شهادة الزور، وكتمان شهادة الحق"

قال الحافظ: أخرجه أحمد وابن ماجه من حديث ابن مسعود مرفوعا: فذكره" (1)

أخرجه أحمد (1/ 407 - 408 و 419 - 420) والبخاري في "الأدب المفرد"(1049) والطحاوي في "المشكل"(1590) والهيثم بن كليب في "مسنده"(765) والحاكم (4/ 98و 445 - 446) وأبو نعيم في "الصحابة"(4499) والخطيب في "الجامع"(254) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 297) من طرق عن أبي إسماعيل بشير بن سلمان عن سَيّار أبي الحكم عن طارق بن شهاب قال: كنا عند عبد الله بن مسعود جلوسا، فجاء رجل فقال: قد أقيمت الصلاة، فقام وقمنا معه، فلما دخلنا المسجد رأينا الناس ركوعا في مقدم المسجد فكبر وركع وركعنا ثم مشينا وصنعنا مثل الذي صنع، فمرّ رجل يسرع فقال: عليك السلام يا أبا عبد الرحمن، فقال: صدق الله ورسوله، فلما صلينا ورجعنا دخل إلى أهله جلسنا، فقال بعضنا لبعض: أما سمعتم رده على الرجل: صدق الله وبلغت رسله، أيكم يسأله فقال طارق: أنا أسأله، فسأله حين خرج، فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم "إنّ بين يدي الساعة تسليم الخاصة، وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وشهادة الزور، وكتمان شهادة الحق، وظهور القلم" واللفظ لأحمد

(1) 6/ 190 (كتاب الشهادات- باب ما قيل في شهادة الزور)

ص: 1793

وقال الهيثم بن كليب والحاكم بعد قوله "حتى تعين المراة زوجها على التجارة""وحتى يخرج الرجل بماله إلى أطراف الأرض فيرجع فيقول: لم أربح شيئا".

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار ورجالهما رجال الصحيح" المجمع 7/ 329

قلت: رواه البزار (1459) من هذا الطريق بلفظ "مِن اقتراب الساعة السلام بالمعرفة، وأن يجتاز الرجل المسجد لا يصلي فيه".

واختلف في سيار الذي يروي عن طارق بن شهاب وعنه بشير بن سلمان

فقال جماعة منهم البخاري (1) ومسلم (2) والنسائي (3) والدولابي (4) وابن أبي حاتم (5) وابن عبد البر (6) وابن حبان (7) وأبو نعيم (8): هو أبو الحكم واسمه سيار بن وَردان الواسطي العنزي.

وخالفهم غير واحد فقالوا: هو سيار أبو حمزة، منهم:

1 -

أحمد بن حنبل.

قال: إنما هو سيار أبو حمزة، وليس هو سيار أبو الحكم، أبو الحكم لم يحدث عن طارق بشيء.

وقال: بشير أبو إسماعيل لم يسمع من سيار أبي الحكم، إنما هو سيار أبو حمزة وليس أبو الحكم" العلل 1/ 125 و 233

وقال في "المسند"(1/ 442): الصواب سيار أبو حمزة"

2 -

وقال أبو داود: هو سيار أبو حمزة، ولكن بشير كان يقول: سيار أبو الحكم وهو خطأ" تهذيب الكمال 12/ 316

(1)"التاريخ الكبير"(2/ 2/ 161)

(2)

"الكنى"(ص 102)

(3)

"تهذيب التهذيب"(4/ 292)

(4)

"الكنى"(1/ 154)

(5)

"الجرح والتعديل"(2/ 1/ 254 - 255)

(6)

"الاستغناء"(1/ 561)

(7)

"الثقات"(6/ 421)

(8)

"الحلية"(8/ 314)

ص: 1794

3 -

يحيى بن معين.

قال ابن الجنيد: سألت يحيى عن بشير بن سلمان فقال: ثقة كوفي، الذي روى عن سيار، وليس هو بسيار أبي الحكم. هو سيار أبو حمزة" سؤالات ابن الجنيد ص 465

4 -

الدراقطني.

قال: وقولهم سيار أبو الحكم وهم، وإنما هو سيار أبو حمزة الكوفي. كذلك رواه عبد الرزاق عن الثوري عن بشير عن سيار أبي حمزة، وهو الصواب، وسيار أبو الحكم لم يسمع من طارق بن شهاب شيئا ولم يَرو عنه" العلل 5/ 116

5 -

المزي.

قال: روى بشير بن سلمان عن سيار أبي حمزة وكان يقول فيه: سيار أبو الحكم، وهو وهم منه" تهذيب الكمال 12/ 316 - 317

6 -

الحافظ ابن حجر.

قال في "التقريب" في ترجمة سيار أبي الحكم: وليس هو الذي يروي عن طارق بن شهاب، ووقع في الإسناد: عن سيار أبي الحكم عن طارق، والصواب عن سيار أبي حمزة"

وقال في ترجمة سيار أبي حمزة: ووقع في الإسناد: عن سيار أبي الحكم عن طارق، والصواب عن سيار أبي حمزة"

قلت: اختلف الرواة عن بشير بن سلمان في سيار هذا، فقال أبو نعيم (1) ووكيع (2) ويحيى بن آدم (3) ومحمد بن بشر (4) ومخلد بن يزيد (5): عن بشير بن سلمان عن سيار أبي الحكم.

(1)"الأدب المفرد"(ص 360) -"مشكل الآثار"(1/ 4) - "مستدرك الحاكم"(4/ 98 و445 - 446)"حلية الأولياء"(8/ 314) - "الجامع" للخطيب (1/ 172) - "مسند الشهاب"(1/ 323) - "التمهيد (17/ 297)

(2)

مسند أحمد (1/ 442)

(3)

مسند أحمد (1/ 419)

(4)

مسند الهيثم بن كليب (2/ 200)

(5)

المعجم الكبير (10/ 15) - الحلية (8/ 315) - المستدرك (4/ 323 - 324) - الكنى للدولابي (1/ 155)

- مسند الهيثم بن كليب (2/ 199)

ص: 1795

وقال سفيان الثوري (1) وابن المبارك (2) وعبد الله بن داود (3) عن بشير بن سلمان عن سيار أبي حمزة.

والله أعلم بالصواب. وللحديث طرق أخرى سيأتي الكلام عليها فانظر "إنّ من أشراط الساعة أنّ يمرّ الرجل بالمسجد

"

1278 -

"إنّ بين يدي الساعة ثلاثين كذابا دجالا كلهم يزعم أنه نبي"

قال الحافظ: وقد أخرج مسلم من حديث جابر بن سَمُرة الجزم بالعدد المذكور بلفظ: فذكره" (4)

صحيح

أخرجه الطيالسي (ص 180) ومسلم (2923) والخطيب في "التاريخ"(1/ 186) وفي "الكفاية"(ص 79 و 131)

عن شعبة

وابن أبي شيبة (15/ 170) ومسلم (2923)

عن أبي الأحوص سلّام بن سليم الكوفي

وعن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي

وابن عدي (7/ 2538)

عن الوليد بن أبي ثور الكوفي

كلهم عن سِماك عن جابر بن سمرة مرفوعا بلفظ "إنّ بين يدي الساعة كذابين"

وليس فيه الجزم بعدد معين، لكن أخرجه البيهقي في "الدلائل"(6/ 480) من طريق شُعبة بلفظ "إنّ بين يدي الساعة ثلاثين كذابا دجالا، كلهم يزعم أنّه نبي".

وإسناده حسن، سماك هو ابن حرب وهو صدوق فيما يرويه عن غير عكرمة.

وللحديث شاهد عن ابن عمر وعن عليّ وعن أبي هريرة

(1) مسند أحمد (1/ 442) - علل عبد الله بن أحمد (1/ 126) - كنى الدولابي (1/ 98 و 159)

(2)

سنن أبي داود (2/ 296)

(3)

سنن أبي داود (2/ 296)

(4)

7/ 429 - 430 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام)

ص: 1796

فأما حديث ابن عمر فأخرجه أحمد (2/ 117 - 118) وابن أبي عمر في "مسنده"(مختصر الإتحاف 8561) والشجري في "أماليه"(2/ 272) من طريق علي بن زيد عن يوسف بن مِهران عن ابن عمر مرفوعا "إنّ بين يدي الساعة ثلاثين دجالا كذابا".

وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعَان.

وللحديث طريق أخرى سيأتي الكلام عليها عند حديث "بين يدي الساعة ثلاثون دجالا كذابا"

وأما حديث عليّ فأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"(1325) وأبو يعلى (449) والهروي في "ذم الكلام"(ق 64/ أ) وابن عساكر (34/ 6)

عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهمداني

والبخاري في "الكنى"(ص 21) وابن أبي عاصم في "السنة"(982) وأبو يعلى (450) وابن عساكر (34/ 6)

عن ابن أبي شيبة وهو في "مسنده"(المطالب 4504/ 1)

قالا: ثنا محمد بن الحسن الأسدي ثنا هارون بن صالح الهمداني عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي الجُلَاس قال: سمعت عليا يقول لعبد الله السبائي: ويلك! ما أفضى إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء كتمه أحدا من الناس، ولقد سمعته يقول "إنّ بين يدي الساعة ثلاثين كذابا" وإنك لأحدهم.

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 7/ 333

قلت: الحديث إسناده ضعيف، محمد بن الحسن الأسدي هو المعروف بالتل وهو مختلف فيه: وثقه الدارقطني وغيره، وضعفه يعقوب بن سفيان وغيره.

وهارون بن صالح ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه محمد بن الحسن، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.

والحارث بن عبد الرحمن هو الهمداني أبو هند ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: مقبول.

وأبو الجلاس قال الحافظ: مجهول.

وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق:

الأول: يرويه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رفعه "لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالون كلهم يزعم أنّه رسول الله"

ص: 1797

أخرجه أبو داود (4333) عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي ثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء به.

وإسناده حسن، عبد الله بن مسلمة وعبد الرحمن بن يعقوب ثقتان، وعبد العزيز والعلاء صدوقان.

الثاني: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رفعه "لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا دجالا كلهم يكذب على الله وعلى رسوله"

أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 170)

عن يزيد بن هارون

وأبو داود (4334)

عن معاذ بن معاذ العنبري

كلاهما عن محمد بن عمرو به.

وإسناده حسن رواته ثقات غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث.

وله طريق ثالثة عند البخاري (فتح 16/ 196 - 202)

1279 -

حديث ابن الزُّبير "إنّ بين يدي الساعة ثلاثين كذابا، منهم الأسود العنسي صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة"

سكت عليه الحافظ (1).

سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا

"

1280 -

"إنّ ثلاثة نفر من بني إسرائيل خرجوا يرتادون لأهليهم"

قال الحافظ: وفي حديث عقبة بن عامر عند الطبراني في "الدعاء": فذكره، وإسناده ضعيف" (2)

ضعيف

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 504 - 505) ثنا سعيد بن أبي مريم أنبا ابن لَهيعة ثني يزيد بن عمرو المَعَافري أنّ أبا سلمى القتباني أخبره عن عقبة بن عامر رفعه

(1) 16/ 200 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)

(2)

7/ 317 و 322 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب ما ذكر عن بني إسرائيل)

ص: 1798

"إن ثلاثة نفر من بني إسرائيل خرجوا يرتادون لأهليهم المطر، فأووا تحت صخرة فانطبقت عليهم، وذكر الحديث وفيه طول.

أخرجه في ترجمة أبي سلمى القتباني وقال: هو من ثقات التابعين من أهل مصر.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(195) عن أحمد بن حماد بن زغبة ثنا سعيد بن أبي مريم به.

وأخرجه أبو سعيد النقاش في "فنون العجائب"(35) من طريق عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار ثنا ابن أبي مريم به.

• ورواه عبد الله بن الحسين المصيصي عن ابن أبي مريم فقال فيه: عن أبي مسلم القتباني.

أخرجه تمام (ق 31/ب جستربتي، ق 70/ ب ظاهرية، 398 الرشد)

• ورواه محمد بن عوف الحمصي عن ابن أبي مريم فقال فيه: عن سالم أبي عمران عن عقبة.

أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(2015)

وقال: قال أبي: هذا خطأ، أخطأ فيه ابن عوف. ولم يذكر الصحيح ما هو"

ولم ينفرد ابن أبي مريم به بل تابعه ابن وهب ثنا ابن لهيعة به.

أخرجه الروياني (265) وابن أبي حاتم (2015) عن أبي عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري ابن أخي ابن وهب عن عمه ابن وهب به.

ووقع عند الروياني: أسلم القتباني.

وعند ابن أبي حاتم: ابن سلمان القتباني.

وكلاهما خطأ.

وابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف.

1281 -

حديث أبي سعيد أنّه صلى الله عليه وسلم خلع نعليه في الصلاة ثم قال: "إنّ جبريل أخبرني أنّ فيهما قذرا"

قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود وصححه ابن خزيمة، وله شاهد من حديث ابن مسعود أخرجه الحاكم" (1)

صحيح

(1) 1/ 362 (كتاب الوضوء- باب إذا ألقي على ظهر المصلي قذر أو جيفة)

ص: 1799

أخرجه الطيالسي (ص 286) عن حماد بن سلمة ثنا أبو نَعامة السعدي عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد أنّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - صلّى في نعليه، فصلّى الناس في نعالهم، ثم ألقى نعليه، فألقى الناس نعالهم، وهم في الصلاة، فلما قضى صلاته قال "ما حملكم على إلقاء نعالكم في الصلاة؟ " قالوا: يا رسول الله، رأيناك فعلت ففعلنا، فقال صلى الله عليه وسلم إن جبريل أخبرني أنّ فيهما أذى، فإذا أتى أحدكم المسجد فلينظر فإنّ رأى في نعليه أذى فليخلعهما وإلا فليصل فيهما".

ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 402) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 90 - 91) ووقع عند الحافظ في روايته "عن أبي نعامة العدوي" وقال: اسمه عمرو بن عيسى، وفي طبقته أبو نعامة السعدي واسمه عبد ربه وكلاهما من أهل البصرة، وأخرج لهما مسلم"

كذا قال، وإنما هو السعدي كما جاء مصرّحا به عند الطيالسي وغيره.

والحديث أخرجه ابن سعد (1/ 480) وابن أبي شيبة (2/ 417 و 418) وأحمد (3/ 20 و 92) وعبد بن حميد (880) والدارمي (1385) وأبو داود (650) وأبو يعلى (1194) وابن خزيمة (1017) وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 65 - 66) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 511) وابن حبان (2185) والحاكم (1/ 260) والبيهقي (2/ 402 - 403 و 431) وفي "معرفة السنن"(3/ 353) وابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 242) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 90 - 91) من طرق عن حماد بن سلمة (1) به.

واختلف على حماد في لفظه، فقيل "أذى" وقيل "قذر" وقيل "خبثا" وقيل "أذى أو قذرا" على الشك.

وزاد غير واحد بعد قوله "ثم ألقى نعليه""فوضعهما عن يساره"

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

(1) وقع عند أبي داود في روايته "حماد بن زيد" أخرجه عن موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن زيد عن أبي

نعامة به.

وكذلك هو في "عون المعبود".

وفي "بذل المجهود": ثنا حماد. قال الشارح: أي ابن زيد كما في نسخة.

وذكر الزيلعي في "نصب الراية"(1/ 208) كذلك.

وهو خطأ، والصواب حماد بن سلمة. كذلك أخرجه البيهقي (2/ 431) والبغوي في "الشمائل" (825) من طريق أبي داود فقالا فيه: ثنا حماد بن سلمة.

وكذلك صرّح به كل من أخرجه ممن ذكرت إلا أحمد في الموضع الثاني فقال "حماد" ولم ينسبه.

ولهذا قال البيهقي: هذا الحديث يعرف بحماد بن سلمة عن أبي نعامة عن أبي نضرة"

ص: 1800

وقال النووي: إسناده صحيح" الخلاصة 1/ 319

قلت: وهو كما قالا، وأبو نعامة اسمه عبد ربه السعدي، وأبو نضرة هو المنذر بن مالك بن قُطَعة البصري.

ولم ينفرد حماد بن سلمة به بل تابعه الحجاج بن الحجاج الباهلي عن أبي نعامة عن أبي نضرة عن أبي سعيد به.

أخرجه ابن خزيمة (786) عن محمد بن عقيل النيسابوري ثنا حفص ثني إبراهيم عن الحجاج به.

وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وحفص هو ابن عبد الله السلمي، وإبراهيم هو ابن طهمان.

ولم ينفرد أبو نعامة به بل تابعه أيوب السَّخْتِيَاني عن أبي نضرة عن أبي سعيد به.

أخرجه البيهقي (2/ 403) عن الحاكم ثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن عباس بن عثمان بن شافع الشافعي ثنا عمى ثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن أبي عروة مَعْمَر بن راشد عن أيوب به.

وقال: غير محفوظ عن أيوب السختياني عن أبي نضرة، ورواه إسحاق الحنظلي عن عبد الرزاق (وهو في مصنف 1516) عن معمر عن أيوب عن رجل حدثه عن أبي سعيد"

وللحديث شاهد من حديث أنس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عباس ومن حديث بكر بن عبد الله المزني مرسلا ومن حديث محمد بن عباد بن جعفر مرسلا ومن حديث قتادة مرسلا ومن حديث عطاء بن أبي رباح مرسلا.

فأما حديث أنس فأخرجه البيهقي (1)(2/ 404) من طريق موسى بن إسماعيل البصري وإبراهيم بن الحجاج السامي قالا: ثنا عبد الله بن المثنى عن ثُمامة عن أنس أنّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لم يخلع نعليه في الصلاة إلا مرة، فخلع الناس، فقال "ما لكم؟ " قالوا: خلعت فخلعنا، فقال "إنّ جبريل _ عليه السلام _ أخبرني أنّ فيهما قذرا"

وقال: تفرد به عبد الله بن المثنى، وإسناده لا بأس به"

قلت: عبد الله بن المثنى مختلف فيه، والباقون ثقات.

(1) وأخرجه الطبرانى في "الأوسط"(4305) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني إبراهيم بن الحجاج به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ثمامة إلا عبد الله بن المثنى الأنصاري"

ص: 1801

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البزار (كشف 604) والطبراني (1) في "الأوسط"(8730) من طريق يحيى بن أيوب المصري عن عباد بن كثير عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى بالناس فخلع نعليه، فلما حَسَّ به الناس خلعوا نعالهم، فلما فرغ من صلاته أقبل على الناس فقال "إنّ الملك أتاني فأخبرني أنّ بنعلي أذى، فإذا جاء أحدكم المسجد فليقلب نعليه، فإنْ رأى فيهما شيئاً فليمسحهما ثم يصلي فيهما"

قال البزار: لا نعلم رواه هكذا إلا عباد، وهو لين الحديث، ولا رواه عنه إلا يحيى"

وقال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في "الأوسط" وفي إسنادهما عباد بن كثير البصري سكن مكة ضعيف" المجمع 2/ 55

وقال الحافظ: إسناده ضعيف ومعلول أيضا" التلخيص 1/ 278

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه البزار (1570) والطبراني في"الكبير"(9972) و "الأوسط"(5013) من طريق أبي غسان (2) مالك بن إسماعيل الكوفي ثنا زهير بن معاوية ثنا أبو حمزة عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال: خلع النبي -صلي الله عليه وسلم - نعليه وهو يصلّي، فخلع من خلفه فقال "ما حملكم على خلع نعالكم؟ " قالوا: رأيناك خلعت فخلعنا. فقال "إنّ جبريل أخبرني أنّ في أحدهما قذرا، فخلعتهما لذلك، فلا تخلعوا نعالكم".

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى من حديث إبراهيم عن علقمة عن عبد الله إلا من حديث أبي حمزة عنه"

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي حمزة إلا زهير"

وقال البيهقي: أبو حمزة غير محتج به" السنن 2/ 403

وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف أبي حمزة" مختصر الإتحاف 2/ 408

قلت: أبو حمزة هو ميمون الأعور القصاب الكوفي الراعي.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الدارقطني (1/ 399) من طريق صالح بن بيان الساحلي ثنا فرات بن السائب عن ميمون بن مِهْران عن ابن عباس {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعرَاف: 31] قال: الصلاة في النعلين، وقد صلّى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في نعليه

(1) وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أيوب عن محمد إلا عباد بن كثير، تفرد به يحيى بن أيوب"

(2)

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 395) عن أبي غسان به.

ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر (22/ 243)

ص: 1802

فخلعهما فخلع الناس، فلما قضى الصلاة قال "لِمَ خلعتم نعالكم؟ " قالوا: رأيناك خلعت فخلعنا، قال "إنّ جبريل عليه السلام أتاني فقال: إنّ فيهما دم حلمة".

قال البيهقي: فرات بن السائب تركوه" السنن 2/ 403

وقال الحافظ: إسناده ضعيف" التلخيص 1/ 278

قلت: وصالح بن بيان قال الدارقطني: متروك (تاريخ بغداد 9/ 311)

وأما حديث بكر بن عبد الله المزني فله عنه طريقان:

الأول: يرويه موسى بن إسماعيل البصري ثنا أبان- هو ابن يزيد العطار- ثنا قتادة ثني بكر بن عبد الله عن النبي -صلي الله عليه وسلم - بهذا (1) وقال "فيهما خبث" قال في الموضعين "خبث"

أخرجه أبو داود (651) هكذا

ومن طريقه البيهقي (2/ 431) وفي "المعرفة"(3/ 353)

وقال: هذا مرسل"

قلت: ورواته ثقات.

الثاني: يرويه الحسن بن قتيبة الخزاعي المدائني ثنا يزيد بن إبراهيم عن بكر بن عبد الله به وقال "فيها أذى"

أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 142)

قال الحافظ: مرسل" المطالب 10/ 183

وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف الحسن بن قتيبة" مختصر الإتحاف 2/ 408

وأما حديث محمد بن عباد بن جعفر فأخرجه ابن سعد (1/ 480 - 481) عن موسى بن داود الضبى أنا عبد الله بن المؤمل عن محمد بن عباد بن جعفر قال: كان أكثر صلوات النبي -صلي الله عليه وسلم - في نعليه، قال: فجاءه جبريل فقال: إنّ فيهما شيئاً، فخلع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نعليه، فخلعوا نعالهم، فلما قضى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال لهم "لم خلعتم؟ " قالوا: رأيناك خلعت فخلعنا، قال "إنّ جبريل أخبرني أنّ فيهما شيئاً"

عبد الله بن المؤمل ضعيف.

(1) أي بمثل حديث أبي سعيد المتقدم.

ص: 1803

وأما حديث قتادة فأخرجه عبد الرزاق (1517) عن مَعْمَر عن قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث أيوب عن رجل عن أبي سعيد.

مرسل رواته ثقات.

وأما حديث عطاء فأخرجه عبد الرزاق (1514) عن ابن جُريج عن عطاء قال: فذكر نحوه.

مرسل رواته ثقات.

1282 -

ورد في حق خديجة أنّ النبي -صلي الله عليه وسلم - قال لها "إنّ جبريل يقرئك السلام من ربك" سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري في "صحيحه"(فتح 8/ 138 - 139) عن أبي هريرة قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قَصَب لا صَخَب فيه ولا نَصَب".

1283 -

"إنّ حُكمه وافق حُكم الله"

سكت عليه الحافظ (2).

هو في صحيح البخاري (فتح 8/ 125) من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ "حكمت بحكم الله أو بحكم الملك"

1284 -

"إنّ خلق الدواب كان يوم الأربعاء"

قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة عند مسلم (2789): فذكره" (3)

ولفظه "خلق الله عز وجل-التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبثّ فيها الدواب يوم الخميس"

1285 -

عن أبي ذر قال: إنّ خليلي صلى الله عليه وسلم أوصاني أنْ أسمع وأطيع وإنْ كان عبدا حبشيا مُجدَّع الأطراف".

قال الحافظ: أخرجه مسلم من طريق غُنْدَر عن شعبة عن أبي عمران الجَوْني عن

(1) 8/ 107 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب فضل عائشة)

(2)

1/ 333 (كتاب الوضوء- باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله)

(3)

7/ 157 (كتاب بدء الخلق- باب قول الله تعالى: {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} [البقرة: 164])

ص: 1804

عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: فذكره، وأخرجه الحاكم والبيهقي من هذا الوجه وفيه قصة أنّ أبا ذر انتهى إلى الرَّبذة وقد أقيمت الصلاة فإذا عبد يؤمهم قال: فقيل: هذا أبو ذر، فذهب يتأخر، فقال أبو ذر: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث" (1)

أخرجه مسلم (3/ 1468) عن محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر -وهو غندر- عن شُعبة عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: فذكره.

وأخرجه البيهقي (3/ 88) من طريق أحمد بن سلمة النيسابوري ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر بهذا الإسناد عن أبي ذر أنّه انتهى إلى الربذة وقد أقيمت الصلاة فإذا عبد يؤمهم، قال: هذا أبو ذر، فذهب يتأخر، فقال أبو ذر: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: إسمع وأطع ولو كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف"

وأخرجه مسلم (3/ 1468) عن عُبيد الله بن معاذ بن معاذ ثنا أبي ثنا شُعبة بهذا الإسناد قال: إنّ خليلي أوصاني

فذكر الحديث ولم يذكر القصة.

وأخرجه البيهقي (3/ 88) من طريق يحيى بن محمد بن البختري ثنا عُبيد الله بن معاذ بهذا الإسناد قال: فذكر القصة بنحو ما تقدم.

وأخرجه مسلم (3/ 1468) عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أنا النضر بن شُميل عن شعبة بهذا الإسناد قال: إنّ خليلي أوصاني

فذكر الحديث ولم يذكر القصة.

وأخرجه ابن حبان (5964) عن عبد الله بن محمد الأزدي ثنا إسحاق بن إبراهيم أنا النضر بن شميل بهذا الإسناد قال: فذكر القصة بنحو ما تقدم.

1286 -

"إنّ خير ما تداويتم به السَّعُوط"

قال الحافظ: وأخرج الترمذي من وجه آخر عن ابن عباس رفعه: فذكره" (2)

ضعيف

روى من حديث ابن عباس ومن حديث الشعبي مرسلا.

فأما حديث ابن عباس فأخرجه أبو عبيد في "الغريب"(1/ 234) والترمذي (2047 و2048 و 2053) والحاكم (4/ 209) والبغوي في "شرح السنة"(3239) من طرق عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "إنّ خير ما تداويتم به السَّعُوط، واللَّدود، والحجامة، والمَشِيُّ"

(1) 2/ 328 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب إمامة العبد والمولى)

(2)

12/ 254 (كتاب الطب- باب السعوط)

ص: 1805

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عباد بن منصور"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عباد ضعفوه"

قلت: ضعفه ابن معين والنسائي وابن سعد وأبو حاتم وابن المديني.

وذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: وكلّ ما روى عن عكرمة سمعه من إبراهيم بن أبي يحيى عن داود بن الحصين فدلسها عن عكرمة"

وكذا قال أبو حاتم.

وإبراهيم بن أبي يحيى كذبه ابن معين وغيره.

وأما حديث الشعبي فأخرجه أبو داود في "المراسيل"(تحفة الأشراف 13/ 244)

عن ابن المبارك

والبيهقي (9/ 346)

عن إسحاق بن يوسف الأزرق

كلاهما عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي رفعه "خير دوائكم السعوط، واللدود، والمَشِيُّ، والحجامة، والعلق"

وهو مرسل رواته ثقات.

1287 -

"إنّ داود عليه السلام ابتدأ ببناء بيت المقدس ثم أوحى الله إليه إني لأقضي بناءه على يد سليمان"

قال الحافظ: وفي الطبراني من حديث رافع بن عميرة: فذكره" (1)

موضوع

أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 300) والطبراني في "الكبير"(4477) عن محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ثنا محمد بن أيوب بن سويد ثني أبي ثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن أبي الزاهرية عن رافع بن عمير مرفوعا "قال الله عز وجل لداود عليه السلام: ابن لي بيتا في الأرض، فبنى داود بيتا لنفسه قبل البيت الذي أُمر به فأوحى الله عز وجل إليه: يا داود

(1) 7/ 218 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125])

ص: 1806

نصبت بيتك قبل بيتي، قال: يا رب هكذا قلت فيما قضيت: مَنْ مَلَكَ استأثر، ثم أخذ في بناء المسجد، فلما تمّ السور سقط ثلثاه، فشكا ذلك إلى الله عز وجل، فأوحى الله عز وجل إليه أنه لا يصلح أن تبني لي بيتا، قال: أي ربّ ولم؟ قال: لما جرت على يديك من الدماء، قال: أي ربّ أولم يكن في هواك ومحبتك؟ قال: بلى ولكنهم عبادي وأنا أرحمهم، فشقّ ذلك عليه، فأوحى الله إليه: لا تحزن فإني سأقضي بناءه على يدي ابنك سليمان، فلما مات داود أخذ سليمان في بنائه، فلما تمّ قَرَّب القرابين وذبح الدبائح وجمع بني إسرائيل، فأوحى الله عز وجل -إليه: قد أرى سرورك ببنيان بيتي فسلني أعطك، قال: أسألك ثلاث خصال: حُكما يصادف حكمك، ومُلكا لا ينبغي لأحد من بعدي، ومن أتى هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما اثنتين فقد أعطيهما، وأنا أرجو أنْ يكون قد أعطي الثالثة"

وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 200 - 201) من طريق الدارقطني عن ابن حبان به.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2693) عن الطبراني به.

ومن هذا الطريق أخرجه ابن مردويه في "تفسيره"(الإصابة 3/ 243)

قال ابن الجوزي: وهو حديث موضوع محال تتنزه الأنبياء عن مثله ويقبح أنْ يقال: أبيح له قتل قوم أو أمر بذلك، ثم أبعد بذلك عن الرضاء كيف وقد قال تعالى في حق العصاة {وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ} [النُّور: 2] قال ابن حبان: ومحمد بن أيوب يروي الموضوعات لا يحل الاحتجاج به"

وقال الذهبي: موضوع" الميزان 3/ 487

وقال الهيثمي: وفيه محمد بن أيوب بن سويد الرملي وهو متهم بالوضع" المجمع 4/ 8

قلت: قال ابن حبان: يضع الحديث (الثقات7/ 541) وقال الحاكم: روى عن أبيه أحاديث موضوعة (المدخل ص 208) وقال أبو نعيم: روى عن أبيه موضوعات (الضعفاء ص 143)

128 -

حديث عروة الفقيمي "إنّ دين الله يسر"

قال الحافظ: رواه أحمد بإسناد حسن" (1)

(1) 1/ 102 (كتاب الإيمان - باب الدين يسر)

ص: 1807

أخرجه أحمد (5/ 69) والبخاري في "الكبير"(4/ 1/ 30 - 31) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1190) وأبو يعلى (6863) وابن حبان في "الثقات"(5/ 293) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 262) والطبراني في "الكبير"(17/ 146 - 147) وأبو نعيم في "الصحابة"(5483 و 5484) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 30) من طرق عن عاصم بن هلال أبي النضر البارقي ثنا غاضرة بن عروة الفقيمي قال: أخبرني أبي قال: أتيت المدينة فدخلت المسجد، والناس ينتظرون الصلاة، فخرج علينا رجل يقطر رأسه من وضوء توضأه أو غسل اغتسله فصلّى بنا، فلما صلّينا جعل الناس يقومون إليه يقولون: يا رسول الله! أرأيت كذا (1)؟ أرأيت كذا؟ يرددها مرات. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أيها الناس، إنّ دين الله في يسر! يا أيها الناس، إنّ دين الله في يسر (2) "

قال البوصيري: سنده حسن" مختصر إتحاف السادة 1/ 81

وقال الهيثمي: وفيه عاصم بن هلال وثقه أبو حاتم وأبو داود، وضعفه النسائي وغيره، وغاضرة لم يَرو عنه غير عاصم. هكذا ذكره المزي" المجمع 1/ 62

وقال الحافظ في "الإصابة"(6/ 419): وعاصم مختلف في الاحتجاج به، وقال الدارقطني: إنّه تفرد به"

قلت: وغاضرة بن عروة ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن المديني: شيخ مجهول لم يَرو عنه غير عاصم بن هلال.

ولقوله "إنّ دين الله في يسر" شواهد ذكرتها عند حديث "إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة".

وحديث "خير دينكم أيسره"

1289 -

حديث ابن عباس: إنّ راية النبي -صلي الله عليه وسلم - كانت تكون مع عليّ، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة"

قال الحافظ: وأخرج أحمد بإسناد قوي من حديث ابن عباس: فذكره" (3)

ضعيف

(1) وفي رواية "أعلينا حرج في كذا؟ ".

(2)

وفي لفظ "إنّ دين الله يسر"

وفي لفظ آخر "إنّ دين الله في اليسر" ثلاثا

(3)

6/ 467 (كتاب الجهاد- باب ما قيل في لواء النبي -صلي الله عليه وسلم -)

ص: 1808

أخرجه أحمد (1/ 368) وفي "الفضائل"(1427) عن عبد الرزاق ثنا مَعْمَر عن عثمان الجزري عن مِقْسَم قال- لا أعلمه إلا عن عباس-: إنّ راية النبي -صلي الله عليه وسلم - مع علي بن أبي طالب، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة، وكان إذا استحرّ القتل كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - مما يكون تحت راية الأنصار.

قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير عثمان بن زُفر الشامي وهو ثقة" المجمع 5/ 312

قلت: كذا قال: عثمان هو ابن زفر الشامي، ولم يصب في ذلك بل هو غيره.

قال البخاري: عثمان الجزري عن مقسم، قال عبد الرزاق: عن معمر عن عثمان الجزري عن مقسم عن ابن عباس: فذكر هذا الحديث" التاريخ 3/ 2 / 258

وقال ابن أبي حاتم: عثمان الجزري ويقال له: عثمان المشاهد، روى عن مقسم، روى عنه معمر والنعمان بن راشد سئل عنه أحمد فقال: روى أحاديث مناكير، زعموا أنّه ذهب كتابه، وسألت أبي عنه فقال: لا أعلم روى عنه غير معمر والنعمان" الجرح والتعديل 3/ 1 / 174

ولم يذكره الحسيني في "الإكمال" ولا الحافظ في "التعجيل" مع أنّه من شرطهما.

والحديث اختلف فيه على عبد الرزاق، فرواه إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق (9640) عن معمر عن عثمان الجزري عن مقسم مرسلا، ولم يذكر ابن عباس.

ورواه غير عثمان الجزري عن مقسم

فقال أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 154): أنا بهلول الأنباري عن أبيه عن جده عن أبي شيبة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أنّ عليّا كان صاحب راية رسول الله -صلي الله عليه وسلم -عنه يوم بدر، وفي المواطن كلها كان صاحب راية المهاجرين عليّا، وصاحب راية الأنصار سعد بن عبادة.

ومن طريقه أخرجه البغوي في "الشمائل"(898)

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(12101) و"الأوسط"(5198) من طريق علي بن الجَعْد الجوهري ثنا أبو شيبة به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الحكم إلا أبو شيبة"

وقال الهيثمي: وفيه أبو شيبة إبراهيم وهو ضعيف" المجمع 5/ 312

ص: 1809

قلت: تابعه الحجاج بن أَرْطَاة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: فذكر حديثا وفيه: وكان صاحب راية المهاجرين علي بن أبي طالب، وصاحب راية الأنصار سعد بن عبادة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12083)

والحجاج ضعيف.

1290 -

حديث البراء: إنَّ راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء مُرَبَّعَة من نَمِرَة"

قال الحافظ: وأورد الترمذي حديث البراء: فذكره، وحديث ابن عباس "كانت رايته سوداء ولواؤه أبيض" أخرجه الترمذي وابن ماجه، وأخرج الحديث أبو داود والنسائي أيضا، ومثله لابن عدي من حديث أبي هريرة، ولأبي يعلى من حديث بريدة، ولأبي الشيخ من حديث ابن عباس "كان مكتوبا على رايته: لا إله إلا الله محمد رسول الله" وسنده واه"(1)

حديث البراء أخرجه أحمد (4/ 297) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثنا أبو يعقوب الثقفي ثني يونس بن عبيد مولى محمد بن القاسم قال: بعثني محمد بن القاسم إلى البراء بن عازب أسأله عن راية رسول الله ما كانت؟ قال: كانت سوداء مربعة من نمرة.

ومن طريقه أخرجه المزي (32/ 534 - 535)

وأخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 403) وأبو داود (2591) والترمذي (1680) وفي "العلل"(2/ 713) والنسائي في "الكبرى"(8606) وأبو يعلى (1702) والطبراني في "الأوسط"(4730) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 144) والبغوي في "شرح السُّنة"(2663) وفي "الشمائل"(896) والمزي (32/ 534 - 535) من طرق عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي زائدة، وأبو يعقوب الثقفي اسمه إسحاق بن إبراهيم.

وسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هو حديث حسن"

وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن البراء إلا بهذا الإسناد، تفرد به يحيى بن زكريا بن أبي زائدة"

وقال الذهبي: يونس بن عبيد لا يُدرى من هو، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وحديثه هذا حديث حسن"

(1) 6/ 467 (كتاب الجهاد- باب ما قيل في لواء النبي -صلي الله عليه وسلم -)

ص: 1810

قلت: يونس بن عبيد ترجمه غير واحد ولم يذكروا عنه راويا إلا أبا يعقوب الثقفي فهو مجهول كما قال ابن القطان الفاسي، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث.

وأبو يعقوب الثقفي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: روى عن الثقات ما لا يتابع عليه وأحاديثه غير محفوظة، وقال الحافظ في "التقريب": فيه ضعف.

وحديث ابن عباس أخرجه الترمذي (1681) وابن ماجه (2818) والحاكم (2/ 105) من طرق عن يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني ثنا يزيد بن حيان قال: سمعت أبا مِجْلَز لاحق بن حميد يحدث عن ابن عباس قال: كانت راية رسول الله -صلي الله عليه وسلم - سوداء ولواؤه أبيض"

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس"

وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: قلت: يزيد ضعيف"

قلت: قواه ابن معين فقال: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف، وقال البخاري: عنده وهم كثير، وقال أيضا: عنده غلط كثير.

ولم ينفرد به بل تابعه أبو زهير حيان بن عُبيد الله بن حيان العدوي ثنا أبو مجلز عن ابن عباس به.

أخرجه أبو يعلى (2370) والطبراني في "الكبير"(1161 أو 12909) وابن عدي (2/ 831) وأبو الشيخ (ص 143) والبغوي في "شرح السُّنة"(2664) وفي "الشمائل"(893)

عن إبراهيم بن الحجاج السامي

وابن عدي (2/ 658) وأبو الشيخ (ص 144) والبغوي في "الشمائل"(894)

عن عباس بن طالب

والطبراني في "الأوسط"(221)

عن أبي صالح عبد الغفار بن داود الحرّاني (1)

(1) وزاد هو وعباس بن طالب في حديثهما "مكتوب فيه: لا إله إلا الله محمد رسول الله"

وعباس مختلف فيه: قال ابن عدي: صدوق لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو زرعة: ليس بذاك.

واختلف عنه، فرواه أبو يحيى زكريا بن يحيى الوقار عنه فجعله عن ابن عمر. =

ص: 1811

ثلاثتهم عن حيان بن عُبيد الله به.

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به حيان بن عُبيد الله"

قلت: حيان قال رَوح بن عبادة: كان رجل صدق، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وقال ابن عدي: عامة ما يرويه إفرادات ينفرد بها، وذكره العقيلي في "الضعفاء".

وقال الذهبي في "المغني": ليس بحجة، وقال في "الديوان": جائز الحديث.

وحديث أبي هريرة أخرجه ابن عدي (2/ 658) وأبو الشيخ (ص 143 و 144) عن أحمد بن موسى بن زنجويه المخرمي ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا ابن وهب ثنا محمد بن أبي حميد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء ولواؤه أبيض مكتوب فيه لا إله إلا الله محمد رسول الله.

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد.

وحديث بُريدة أخرجه أبو يعلى (2370) والطبراني في "الكبير"(1161 أو 12909) وابن عدي (2/ 831) وأبو الشيخ (ص 143) من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا حيان بن عُبيد الله بن حيان العدوي ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه أنّ راية رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كانت سوداء ولواؤه أبيض.

وحيان مختلف فيه كما تقدم.

1291 -

"إنّ ربكم أنذركم ثلاثا: الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة"

قال الحافظ: وللطبري من حديث أبي مالك الأشعري رفعه: فذكره، ومن حديث ابن عمر نحوه، وإسنادهما ضعيف" (1)

ضعيف

أخرجه أبو داود (4253) وابن أبي عاصم في "السنة"(92) والطبري في "تفسيره"(25/ 114) والخطيب في "الفقيه"(418)

= أخرجه ابن عدي (3/ 1071) وقال: أبو يحيى الوقار يضع الحديث ويوصله"

وعبد الغفار بن داود ثقة، لكن الراوي عنه وهو أحمد بن محمد بن الحجاج بين رشدين مختلف فيه.

(1)

10/ 194 (كتاب التفسير: سورة الدخان- باب أني لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين)

ص: 1812

عن محمد بن عوف الطائي

والطبراني في "الكبير"(3440) وفي "مسند الشاميين"(1663) ومن طريقه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 106)

عن هاشم بن مرثد الطبراني

كلاهما عن محمد بن إسماعيل بن عياش ثني أبي- قال محمد بن عوف: وقرأت في أصل إسماعيل قال- ثني ضَمْضَم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري (1) به مرفوعا وزاد "ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل مسمع منه، والثانية الدابة، والثالثة الدجال".

واللفظ للطبري

زاد الطبراني في أوله "إنّ الله عز وجل أجاركم من ثلاث خلال: أن لا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا، وأنْ لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق، وأنْ لا تجتمعوا على ضلالة، فهؤلاء أجاركم الله منهن".

واقتصر أبو داود على هذا ولم يتم الحديث.

ولفظ ابن أبي عاصم "إنّ الله تعالى قد أجار لي على أمتي من ثلاث: لا يجوعوا، ولا يجتمعوا على ضلالة، ولا يستباح بيضة المسلمين"

قال ابن كثير: وفي صحة هذا الحديث نظر" تخريج أحاديث المختصر له

وقال الحافظ: في إسناده انقطاع" التلخيص 3/ 141

وقال في "بذل الماعون"(ص 130): وسنده حسن، فإنّه من رواية إسماعيل بن عياش عن الشاميين، وهي مقبولة"

وقال السيوطي: سنده جيد" الدر المنثور 7/ 408

قلت: بل ضعيف لانقطاعه، قال أبو حاتم: شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري مرسل" المراسيل ص 90

ومحمد بن إسماعيل بن عياش قال أبو داود: لم يكن بذاك سألت عمرو بن عثمان عنه فدفعه، وقال الهيثمي: ضعيف (المجمع 1/ 45) وقال الزركشي: ليس بصدوق (المعتبر ص 58)

(1) سماه ابن أبي عاصم في روايته: كعب بن عاصم.

ص: 1813

وخالفه غير واحد فرووه عن إسماعيل بن عياش عن يحيى بن عُبيد الله المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ الله أجاركم من ثلاث

" منهم:

1 -

يحيى بن يحيى النيسابوري.

أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(421)

2 -

علي بن معبد بن شداد العبدي.

أخرجه الداني في "الفتن"(367)

3 -

إسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدب.

أخرجه الخطيب في "الفقيه"(424)

ويحيى بن عُبيد الله متروك.

وللحديث شاهد من حديث أبي سعيد ومن حديث ابن عمر قوله ومن حديث أبي هريرة مرفوعا

فأما حديث أبي سعيد فيرويه الحسن البصري واختلف عنه:

• فرواه خليل- غير منسوب- عنه عن أبي سعيد مرفوعا "يهيج الدخان بالناس فأمّا المؤمن فيأخذه كالزكمة، وأما الكافر فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه"

أخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 139) عن أبي زرعة ثنا صفوان ثنا الوليد ثنا خليل به.

وخليل لم أعرفه، والحسن لم يسمع من أبي سعيد، قاله ابن المديني (المراسيل ص 40)

• ورواه قتادة عن الحسن عن أبي سعيد قوله.

أخرجه الطبري "تفسيره"(25/ 113)

وهو منقطع أيضا، وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من الحسن.

• ورواه عوف بن أبي جميلة عن الحسن قوله.

أخرجه الطبري (25/ 113)

وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبري (25/ 113) عن واصل بن عبد الأعلى الكوفي ثنا ابن فضيل عن الوليد بن جُميع عن عبد الملك بن المغيرة عن عبد الرحمن بن البَيْلَماني

ص: 1814

عن ابن عمر قال: يخرج الدخان فيأخذ المؤمن كهيئة الزكمة، ويدخل في مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالرأس الحنيذ.

إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن البيلماني.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه إسحاق في "مسنده"(448) عن كلثوم بن محمد بن أبي سدرة ثنا عطاء بن أبي مسلم الخراساني عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ الله أجاركم من ثلاث: لن تجمعوا كلكم على الضلالة، وأنْ يظهر فيكم الباطل، وأنْ تدعوا بدعوة فتهلكوا جميعاً، ولا بدّ لكم من الدجال، والدخان، والدابة"

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2380) عن عبدان بن محمد المروزي ثنا إسحاق بن راهويه به.

وقال فيه "وثلاث أنذركم بهنّ: الدخان، والدجال، والدابة"

إسناده ضعيف، قال ابن عدي: كلثوم بن محمد يحدث عن عطاء الخراساني بمراسيل وغيره بما لا يتابع عليه.

وقال أبو حاتم: لا يصح حديثه.

وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه إذا روى عن غير عطاء الخراساني.

وعطاء الخراساني لم يسمع من أبي هريرة.

1292 -

"إنّ ربكم حَيِي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أنْ يردهما صِفْرا"

قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود والترمذي وحسنه وغيرهما من حديث سلمان رفعه: فذكره، وسنده جيد" (1)

صحيح

ورد من حديث سلمان الفارسي ومن حديث أنس ومن حديث جابر ومن حديث ابن عمر

فأما حديث سلمان فيرويه أبو عثمان النَّهْدي عنه، واختلف على أبي عثمان في رفعه ووقفه.

- فرواه أبو المعلى يحيى بن ميمون الضبي الكوفي وجعفر بن ميمون صاحب الأنماط عن أبي عثمان مرفوعا.

(1) 13/ 393 (كتاب الدعوات- باب رفع الأيدي في الدعاء)

ص: 1815

• فأما حديث أبي المعلى يحيى بن ميمون الضبي الكوفي.

فأخرجه المحاملي في "أماليه"(433)

عن الفضل بن سهل الأعرج

والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 289) والبغوي في "شرح السُّنة"(1385)

عن أبي حاتم الرازي

قالا: ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثني أبو المعلى قال: سمعت أبا عثمان النهدي

يقول: سمعت سلمان الفارسي رفعه "إنّ الله حيي كريم يستحي إذا رفع العبد يديه أنْ يردهما صِفْرا حتى يضع فيهما خيرا".

وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات.

• وأما حديث جعفر بن ميمون صاحب الأنماط.

فأخرجه أحمد (5/ 438) وأبو داود (1488) وابن ماجه (3865) والترمذي (3556) والبزار (2511) وابن حبان (876) والطبراني في "الكبير"(6148) وفي "الدعاء"(203) وابن عدي (2/ 562) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(726) والحاكم (1/ 497) والقضاعي (1111) والبيهقي (2/ 211) وفي "الدعوات"(180) وفي "الأسماء"(ص 112 و 613 - 614) من طرق عن جعفر بن ميمون ثني أبو عثمان النهدي عن سلمان رفعه "إنّ ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أنْ يردهما صِفْرا".

وفي لفظ "يستحي من عبده أن يبسط إليه يديه ثم يردهما خائبتين".

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"

قلت: جعفر بن ميمون مختلف فيه: ضعفه أحمد وغيره، ووثقه الحاكم وغيره.

- ورواه سعيد بن إياس الجُرَيْري عن أبي عثمان واختلف عن الجريري:

• فرواه شداد أبو طلحة الراسبي عن الجريري عن أبي عثمان عن سلمان رفعه "ما رفع قوم أكفهم إلى الله عز وجل يسألونه شيئا إلا كان حقا على الله أنْ يضع في أيديهم الذي سألوا"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(6142)

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 169

• ورواه علي بن عاصم الواسطي عن أبي عثمان فأوقفه على سلمان.

ص: 1816

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(7/ 432 - 433)

وعلي بن عاصم ضعفه ابن معين والنسائي وغيرهما.

• ورواه حماد بن سلمة عن ثابت وحميد والجريري عن أبي عثمان النهدي عن سلمان قال: أجد في التوراة: إنّ الله حيي كريم يستحي أنْ يرد يدين خائبتين سئل بهما خيرا.

أخرجه البيهقي في "الأسماء"(ص 12)

والجريري كان قد اختلط، وسماع حماد بن سلمة منه قبل أنْ يختلط.

- ورواه سليمان التيمي عن أبي عثمان واختلف عن سليمان:

• فرواه أبو همام محمد الزِّبْرقان الأهوازي عن سليمان مرفوعا.

أخرجه البزار (2510) وابن حبان (880) والطبراني في "الكبير"(6130) وفي "الدعاء"(202) وابن شاهين في "الترغيب"(144) والحاكم (1/ 535) والقضاعي (1110) والبيهقي في "الدعوات"(181) من طرق عن أبي همام محمد بن الزبرقان الأهوازي عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان مرفوعا "إنّ الله ليستحي من العبد أنْ يرفع إليه يديه فيردهما خائبتين"

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: محمد بن الزبرقان صدوق (1)، ورواه غيره عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قوله.

أخرجه أحمد (5/ 438) والحاكم (1/ 497) والبيهقي في "الأسماء"(ص 613)

عن يزيد بن هارون الواسطي

وابن أبي شيبة (10/ 340 و 13/ 339)

عن معاذ بن معاذ العنبري

كلاهما عن سليمان التيمي به.

(1) وتابعه المسيب بن شريك عن سليمان التيمي به.

أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1261)

والمسيب بن شريك متروك الحديث.

ص: 1817

وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين"

- ورواه يزيد بن أبي صالح أبو حبيب البصري عن أبي عثمان عن سلمان موقوفا.

أخرجه وكيع في "الزهد"(504) وعنه هناد في "الزهد"(1361)

وتابعه أبو حبيب السلمي عن أبي عثمان عن سلمان موقوفا.

أخرجه البرجلاني في "الكرم"(32) ومن طريقه عبد الغني المقدسي في "الدعاء"(18)

والمرفوع أصح.

وأما حديث أنس فله عنه طرق:

الأول: يرويه عامر بن يَساف اليمامي عن حفص بن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري ثني أنس رفعه "إنّ الله رحيم كريم يستحي من عبده أنْ يرفع إليه يديه ثم لا يضع فيهما خيرا".

أخرجه الحاكم (1/ 497 - 498) من طريق ابن أبي الدنيا ثنا بشر بن الوليد القاضي ثنا عامر بن يساف به.

وقال: إسناده صحيح"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عامر ذو مناكير"

وقال المنذري: رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد. وفي ذلك نظر" الترغيب 2/ 481

قلت: عامر مختلف فيه: قواه أبو داود وغيره، وضعفه ابن عدي.

وبشر بن الوليد لم أعرفه إلا أنْ يكون الكندي المترجم في "اللسان" وغيره.

وحفص بن عمر وثقه الدارقطني وغيره.

الثاني: يرويه أبان بن أبي عياش عن أنس رفعه "إنّ الله حيي كريم، يستحي إذا رفع العبد إليه يديه أنْ يردهما صِفْرا حتى يجعل فيها خيرا"

أخرجه عبد الرزاق (3250 و 19648) ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنة"(1386)

عن مَعْمَر بن راشد

وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 131) وابن بشران (494)

عن فضيل بن عياض

ص: 1818

كلاهما عن أبان بن أبي عياش به.

وأبان متروك الحديث، قاله أحمد وابن معين والفلاس وأبو حاتم والنسائي.

الثالث: يرويه هشام بن سعد المدني عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن: سمعت أنس بن مالك رفعه "إنّ الله جواد كريم يستحي من العبد المسلم إذا دعاه أن يرد يديه صفرا ليس فيهما شيء

"

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(204 و 205) وعنه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 263) عن المِقدام بن داود الرُّعيني ثنا حبيب كاتب مالك ثنا هشام بن سعد به.

قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث ربيعة لم نكتبه عاليا إلا من حديث حبيب عن هشام"

قلت: وحبيب كاتب مالك قال أبو زرعة وغيره: يضع الحديث.

الرابع: يرويه صالح المُرِّي عن ثابت البُنَاني ويزيد الرقاشي وميمون بن سِيَاه عن أنس رفعه "إنّ ربكم حيي كريم يستحي أنّ يمدّ أحدكم يده إليه فيردهما خائبتين".

أخرجه أبو يعلى (4108) عن إبراهيم بن الحجاج النيلي ثنا صالح به (1).

وأخرجه ابن عدي (4/ 1379) عن أبي يعلى به.

وأخرجه السلفي في "حديث أبي الحسين الثقفي"(38) من طريق عُبيد الله بن الحسن بن جعفر بن أحمد الموصلي ثنا أبو يعلى به.

وإسناده ضعيف لضعف صالح المري.

وتابعه أبو صخر حميد بن زياد سمع يزيد الرقاشي يقول: سمعت أنس بن مالك به.

أخرجه إبراهيم الهاشمي في "أماليه"(34) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(158)

ويزيد ضعيف.

الخامس: يرويه خالد بن يزيد الجمحي المصري عن سعيد بن أبي هلال عن أنس

(1) ورواه سعيد بن أبي الربيع السمار عن صالح المري عن ثابت البناني وجعفر بن زيد وميمون بن سياه ويزيد الرقاشي عن أنس به.

أخرجه الشجري في "أماليه"(1/ 226)

ص: 1819

رفعه "إنّ الله عز وجل جواد كريم يستحي من العبد المسلم أنْ يمدّ يديه إليه ثم يقبضهما من قبل

أنّ يجعل فيهما ما سأله"

أخرجه ابن بشران (154) من طريق قتيبة بن سعيد البلخي ثنا ابن لهيعة عن خالد بن يزيد به.

وابن لهيعة ضعيف.

وأما حديث جابر فأخرجه أبو يعلى (1)(1867) وعنه ابن عدي (7/ 2613) عن عُبيد الله بن معاذ بن معاذ قال: ذكر أبي- ولم أسمعه منه- عن يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر رفعه "إنّ الله تعالى حيي كريم يستحي من عبده أنْ يرفع يديه فيردهما صفرا ليس فيهما شئ".

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4588) عن عبدان بن أحمد الأهوازي ثنا عُبيد الله بن معاذ ثني أبي به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن محمد بن المنكدر إلا ابنه يوسف، تفرد به معاذ بن معاذ، ولا يُروى عن جابر إلا بهذا الإسناد"

وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى والطبراني في "الأوسط" وفيه يوسف بن محمد بن المنكدر وقد وثق على ضعفه، وبقية رجالهما رجال الصحيح" المجمع 10/ 149

قلت: يوسف بن محمد بن المنكدر قال أبو داود وغيره: ضعيف، وذكره النسائي وغيره في "الضعفاء".

وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عدي (2/ 595) من طريق الجارود بن يزيد النيسابوري ثنا عمر بن ذر عن مجاهد عن ابن عمر رفعه "إنّ الله حيي كريم إذا رفع أحدكم يديه فلا يردها صفرا

"

وإسناده ضعيف لضعف الجارود بن يزيد.

1293 -

"إنّ ربنا سميع بصير" وأشار إلى عينه.

قال الحافظ: حديث عقبة بن عامر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: فذكره، وسنده حسن. وأشار إلى أنّ البيهقي قد ذكره في "الأسماء والصفات"(2)

(1) ومن طريقه أخرجه الحافظ في "الأمالي الحلبية"(4) وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه، والمتن حسن"

(2)

17/ 413 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النَّساء: 134])

ص: 1820

أخرجه الروياني (178)

عن ابن وهب

وعبد الله بن أحمد في "السنة"(1227) وابن بطة في "الإبانة"(المختار 97)

عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري

والطبراني في "الكبير"(17/ 282)

عن عثمان بن صالح السهمي وعن سعيد بن أبي مريم

وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2313 و 5526 و 6076)

عن يحيى بن عبد الله بن بُكير المصري

كلهم عن عبد الله بن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول "ربنا سميع بصير" وأشار إلى عينيه.

وفي لفظ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية في خاتمة النور وهو جاعل أصبعيه تحت عينيه يقول "بكل شيء بصير".

قال الهيثمي: قلت: هكذا وقع فإنْ كانت قراءة شاذة وإلا فالتلاوة بكل شيء عليم. رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وهو سيء الحفظ وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 84

وقال السيوطي: سنده حسن" الدر المنثور 6/ 233

قلت: بل ضعيف لضعف ابن لهيعة.

وللحديث شاهد عن أبي هريرة أنّه قرأ هذه الآية {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النِّساء: 58] إلى قوله تعالى {سَمِيعًا بَصِيرًا} [النِّساء: 134] قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه، قال أبو هريرة: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقرؤها ويضع أصبعيه.

أخرجه أبو داود (4728) وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على المريسي"(ص 47) وابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 97 و 98) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(5524) وابن حبان (625) والطبراني في "الأوسط"(9330) وابن بطة في "الإبانة"(المختار 87) وابن منده في "التوحيد"(401 و 419) والحاكم (1/ 24) وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 516) واللالكائي في "السنة"(688) والبيهقي في "الأسماء"(ص 233 - 234) والهروي في "الأربعين في دلائل التوحيد"(20) من طرق عن أبي عبد الرحمن

ص: 1821

عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا حَرملة بن عمران التُّجِيبي ثنا أبو يونس سليم بن جُبير مولى أبي هريرة عن أبي هريرة به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي يونس إلا حرملة بن عمران"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه، وقد احتج مسلم بحرملة بن عمران وأبي يونس، والباقون متفق عليهم"

وقال اللالكائي: وهو إسناد صحيح على شرط مسلم يلزمه إخراجه"

وقال الحافظ: سنده قوي على شرط مسلم" الفتح 17/ 143

قلت: إسناده صحيح إلا أنّ مسلما لم يخرج رواية أبي عبد الرحمن المقرئ عن حرملة بن عمران ولا رواية حرملة بن عمران عن سليم بن جُبير.

1294 -

"إنّ رجلا ممن كان قبلكم لبس بُردة فَتَبَختَرَ فيها فنظر الله إليه فَمَقَتَهُ فأمر الأرض فأخذته"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني وأصله في أبي داود من حديث أبي جُرَي" (1)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(6384) عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي ثنا سهل بن بكار بن بشر البصري ثنا أبو الخليل عبد السلام ثنا عُبيدة الهُجَيْمي عن أبي تميمة قال: قال أبو جري جابر: ركبن قَعُودا لي فأتيت مكة في طلبة فإذا هو جالس صلى الله عليه وسلم، فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فقال "وعليك" قلت: إنا معشر أهل البادية قوم منا الجفاء فعلمني كلاما ينفعني الله به، قال "اتق الله ولا تحقرنّ من المعروف أو الخير شيئاً، واياك وإسبال الإزار فإنّه من المخيلة، وإنّ الله عز وجل لا يحب المختال" فقال رجل: يا رسول الله، ذكرت إسبال الإزار وقد يكون بساق الرجل القرح أو الشيء يستحي منه، فقال "لا بأس إلى نصف الساق أو إلى الكعبين، إنّ رجلا ممن كان قبلكم لبس بردة فتبختر فيها فنظر الله عز وجل إليه من فوق عرشه فمقته، فأمر الأرض فأخذته، فهو يتجلجل بين الأرض فاحذروا مقت الله عز وجل".

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(1532) عن الطبراني وفاروق بن عبد الكبير الخطابي وحبيب بن الحسن بن داود القزاز قالوا: ثنا أبو مسلم الكشي به.

ورواه عثمان الدارمي في "الرد على المريسي"(75) عن سهل بن بكار فلم يذكر أبا تميمة، واقتصر على طرفه الأخير في الذي لبس بردته.

(1) 12/ 371 (كتاب اللباس- باب من جر ثوبه من الخيلاء)

ص: 1822

رواه موسى بن إسماعيل البصري عن عبد السلام بن غالب- قال موسى: وخالفنا بعضهم فقال: عبد السلام (1) بن عجلان- سمع عبيدة سمع جابرا أبا جري الهجيمي قال: فذكره مختصرا ولم يذكر طرفه الأخير وأسقط أبا تميمة.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2 / 205 - 206)

وعبد السلام قال أبو حاتم: يكتب حديثه، وذكره ابن شاهين في "الثقات" وقال: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف.

وقد تفرد بقوله "إنّ رجلا ممن كان قبلكم لبس بردة .. الحديث.

ورواه يونس بن عبيد عن عبيدة الهجيمي فلم يذكر هذه الزيادة.

أخرجه أحمد (5/ 63 - 64) وأبو داود (4075) والطبراني في "الكبير"(6385) من طريق حماد بن سلمة عن يونس عن عبيدة عن أبي تميمة عن أبي جري.

ورواه غير حماد عن يونس عن عبيدة عن أبي جري، ليس فيه أبا تميمة.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2 / 206) والنسائي في "الكبرى"(9691)

عن عبد العزيز بن عبد الصمد البصري

وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1182)

عن هُشيم

كلاهما عن يونس به (2).

وعبيدة الهجيمي قال الحافظ في "التقريب": مجهول.

وقد تفرد بهذه الزيادة عن أبي تميمة الهجيمي.

وقد رواه جماعة عن أبي تميمة عن أبي جري فلم يذكروا هذه الزيادة، وقالوا فيه "عليك السلام يا رسول الله"

(1) ورواه سليمان بن داود الشاذكوني عن صفوان بن عيسى ثنا عبد السلام بن عجلان عن عبيدة الهجيمي عن أبي جري مرفوعا: فذكر قصة المتبختر.

أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2355)

(2)

سيأتي الكلام على رواية عبيدة الهجيمي والاختلاف عنه في حرف اللام ألف مطولا فانظر حديث "لا تقل عليك، فإنّ عليك السلام تحية الموتى"

ص: 1823

ورواه جماعة أيضا عن أبي جري غير أبي تميمة فلم يذكروا هذه الزيادة منهم: عقيل بن طلحة وقرة بن موسى (1).

1295 -

حديث أبي جُرَي الهُجَيْمي رفعه "إنّ رجلا ممن كان قبلكم لبس بُردتين يتبختر فيهما فنظر الله إليه فمقته"

سكت عليه الحافظ (2).

انظر الحديث الذي قبله.

1296 -

"أَنَّ ناقة النبي -صلي الله عليه وسلم - ضَلَّت فقال زيد بن اللصيت: يزعم محمد أنّه نبي ويخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إنّ رجلا يقول كذا وكذا، وإني والله لا أعلم إلا ما علمني الله، وقد دلني الله عليها وهي في شِعْب كذا قد حبستها شجرة" فذهبوا فجاءوه بها.

قال الحافظ: وقع في "المغازي" لابن إسحاق: فذكره" (3)

حسن

أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام"(2/ 523) قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رجال من بني عبد الأشهل قالوا: فقال زيد بن اللصيت وهو في رحِل عُمارة، وعمارة عند رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أليس محمد يزعم أنّه نبي، ويخبركم عن خبر السماء، وهو لا يدري أين ناقته؟ فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -وعمارة عنده "إنّ رجلا قال: هذا محمد يخبركم أنّه نبي، ويزعم أنّه يخبركم بأمر السماء وهو لا يدري أين ناقته، وإني والله ما أعلم إلا ما علّمني الله وقد دلّني الله عليها، وهي في هذا الوادي، في شعب كذا وكذا، قد حبستها شجرة بِزِمَامِهَا، فانطلقوا حتى تأتوني بها" فذهبوا، فجاءوا بها

وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، وعاصم ثقة، ومحمود بن لبيد قال الحافظ في "التقريب": صحابي صغير.

والحديث أخرجه الطبري في "التاريخ"(3/ 105 - 106) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق به.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 231 - 232) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق به إلا أنّه لم يذكر محمود بن لبيد في إسناده.

(1) انظر حديث "لا تقل عليك، فإنّ عليك السلام تحية الموتى" وحديث "وارفع إزارك إلى نصف الساق"

(2)

17/ 143 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النِّساء: 134])

(3)

17/ 133 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26)} [الجنّ: 26])

ص: 1824

1297 -

عن عمر قال: إنّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أذن لنا في المتعة ثلاثا ثم حرّمها"

قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه من طريق أبي بكر بن حفص عن ابن عمر قال: لما وُلي عمر خطب فقال: فذكره، وأخرج ابن المنذر والبيهقي من طريق سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: صعد عمر المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ما بال رجال ينكحون هذه المتعة بعد نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها؟ " (1)

حسن

حديث أبي بكر بن حفص أخرجه ابن ماجه (1963) والبزار (183) وتمام (8) ونصر المقدسي في "نكاح المتعة"(63) من طرق عن محمد بن يوسف الفِرْيَابي ثنا أبان بن أبي حازم ثني أبي بكر بن حفص عنِ ابن عمر قال: لما وُلي عمر حمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس إنّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أحَلَّ المتعة ثلاثا، ثم حرَّمها علينا، وأنا أقسم بالله قسما برّاً لا أجد أحدا من المسلمين أحصن متمتعا إلا رجمته إلا أنْ يأتيني بأربعة شهداء أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحلّها بعد أنْ حرّمها، ولا أجد رجلا من المسلمين متمتعا إلا جلدته إلا أنْ يأتيني بأربعة شهداء أنّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أحلّها بعد ما حرّمها.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم له إسنادا عن عمر أحسن من هذا الإسناد"

قلت: وهو إسناد حسن، أبان بن عبد الله بن أبي حازم صدوق، ومحمد بن يوسف وأبو بكر عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد ثقتان، وقد سمع عبد الله بن حفص من ابن عمر كما قال البخاري في "لكبير"(3/ 1/76)

وأما حديث سالم بن عبد الله بن عمر فأخرجه البزار (135) والبيهقي (7/ 206)

عن أبي خالد عبد العزيز بن أبان الأموي

وابن شاهين في "الناسخ"(432)

عن أبي مروان يحيى بن أبي زكريا الغساني

كلاهما عن منصور بن دينار ثنا عمر بن محمد عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: صعد عمر المنبر فخطب الناس فقال: ما بال رجال ينكحون المتعة بعد نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، والله لا أجد أحدا ينكح به إلا قذفته بالحجارة.

وإسناده ضعيف، أبو خالد الأموي قال ابن معين: كذاب خبيث يضع الحديث،

(1) 11/ 76 - 77 (كتاب النكاح- باب نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن نكاح المتعة آخرا)

ص: 1825

وأبو مروان الغساني قال أبو داود: ضعيف، ومنصور بن دينار مختلف فيه، ضعفه ابن معين وغيره، وقواه أبو حاتم وغيره.

1298 -

عن علي قال: إنَّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بعث أبا بكر يقيم للناس الحج، وبعثني بعده بأربعين آية من براءة حتى أتى عرفة فخطب، ثم التفت إليّ، فقال: يا علي، قم فأدّ رسالة رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقمت فقرأت أربعين آية من أول براءة ثم صدرنا حتى رميت الجمرة فطفقت أتتبع بها الفساطيط أقرأها عليهم لأنّ الجميع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكر يوم عرفة"

قال الحافظ: وروى الطبري من طريق أبي الصَّهْباء قال: سألت عليا عن يوم الحج الأكبر فقال: فذكره" (1)

أخرجه الطبري في "تفسيره"(10/ 67 - 68) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري أنا أبو زرعة وهب الله بن راشد قال: أنا حيوة بن شريح أنا أبو صخر أنّه سمع أبا معاوية البجلي من أهل الكوفة يقول: سمعت أبا الصهباء البكري وهو يقول: سألت عليّ بن أبي طالب عن يوم الحج الأكبر فقال: إنّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بعث أبا بكر يقيم للناس الحج، وبعثني معه بأربعين آية من براءة، حتى أتى عرفة، فخطب الناس يوم عرفة، فلما قضى خطبته التفت إليّ، فقال: قم يا علي وأدّ رسالة رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقمت فقرأت عليهم أربعين آية من براءة، ثم صدرنا حتى أتينا مني، فرميت الجمرة، ونحرت البدنة، ثم حلقت رأسي، وعلمت أنّ أهل الجمع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكر يوم عرفة، فطفقت أتتبع بها الفساطيط، أقرأها عليهم، فمن ثم اخال حسبتم أنّه يوم النحر، ألا وهو يوم عرفة"

أبو معاوية البجلي قال الذهبي في "الميزان": فيه جهالة، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال.

وأبو صخر واسمه حميد بن زياد الخراط مختلف فيه، قواه أحمد وغيره، وضعفه النسائي، واختلف فيه قول ابن معين.

وأبو الصهباء البكري اسمه صهيب وثقه أبو زرعة والعجلي وغيرهما، وقال النسائي: ضعيف.

ووهب الله قال أبو حاتم: محله الصدق، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال يخطئ، وقال ابن يونس: لم يكن النسائي يرضاه.

ومحمد بن عبد الله وحيوة ثقتان.

(1) 9/ 389 (كتاب التفسير: سورة براءة- باب قوله: وأذان من الله ورسوله)

ص: 1826

1299 -

"إنّ روح القدس نَفَثَ في رُوْعِي"

قال الحافظ: أخرجه ابن أبي الدنيا في "القناعة" وصححه الحاكم من طريق ابن مسعود" (1)

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (2).

روي من حديث أبي أمامة ومن حديث حذيفة ومن حديث المطلب بن حَنْطَب ومن حديث ابن مسعود ومن حديث جابر ومن حديث سعد

فأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(7694) وأبو نعيم في "الحلية"(10/ 26 - 27) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 435) من طرق عن عُفَيْر بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة رفعه "إنّ روح القدس نفث في روعي أنّ نفسا لن تموت (3) حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فأجملوا في الطلب ولا يحملنّ أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية، فإنّ الله لا يُنال ما عنده إلا بطاعته"

واللفظ لأبي نعيم.

قال الهيثمي: وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف" المجمع 4/ 72

قلت: قال ابن معين: عفير بن معدان لا شيء، وقال دحيم: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث يكثر الرواية عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - بالمناكير ما لا أصل له لا يشتغل بروايته.

وقال أبو زرعة: منكر الحديث جدا، وحديثه ضعيف جدا.

وأما حديث حذيفة فأخرجه البزار (2914) عن إبراهيم بن هانئ النيسابوري وعبد الله بن أبي ثمامة الأنصاري ومحمد بن عمر بن هَيَّاج قالوا: أنا قدامة بن زائدة بن قدامة ثني أبي عن عاصم عن زِر عن حذيفة قال: قام النبي -صلي الله عليه وسلم - فدعا الناس فقال "هلموا إليّ" فأقبلوا إليه فجلسوا، فقال "هذا رسول رب العالمين جبريل صلى الله عليه وسلم نفث في روعي أنّه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها وإنّ أبطأ عليها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تأخذوه بمعصية الله، فإنّ الله لا يُنال ما عنده إلا بطاعته"

وقال: لا نعلمه يُروى عن حذيفة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"

(1) 1/ 22 (باب كيف كان بدء الوحي)

(2)

1/ 232 (كتاب العلم- باب ما يستحب للعالم إذا سئل)

(3)

وفي لفظ "لن تخرج من الدنيا".

ص: 1827

وقال المنذري: ورواته ثقات إلا قدامة بن زائدة بن قدامة فإنه لا يحضرني فيه جرح ولا تعديل" الترغيب 2/ 535

وقال الهيثمي: وفيه قدامة بن زائدة بن قدامة ولم أجد من ترجمه" المجمع 4/ 71

وأما حديث المطلب بن حنطب فأخرجه البيهقي (7/ 76) وفي "الشعب"(1141) وفي "بيان خطأ من أخطاء على الشافعي"(ص 105) وفي "الأسماء"(ص 258)

عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي

والسمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 365) والبغوي في "شرح السُّنة"(4110)

عن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري

كلاهما عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن المطلب رفعه "ما تركت شيئاً مما أمركم الله به إلا وقد أمرتكم به، وما تركت شيئاً مما نهاكم الله عنه إلا وقد نهيتكم عنه، وإنّ الروح الأمين قد ألقى (1) في روعي أنّه لن تموت نفس حتى تستوعب (2) كل الذي كتب الله لها، فمن أبطأ عنه من ذلك بشيء، فَليُجْمِل في الطلب، فإنكم لن تدركوا ما عند الله إلا بمثل طاعته"

اللفظ للبغوي.

وعمرو بن أبي عمرو مختلف فيه، والمطلب تابعي فالحديث مرسل.

وأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان:

الأول: يرويه زُبيد بن الحارث اليامي واختلف عنه:

- فرواه إسماعيل بن أبي خالد عن زُبيد واختلف عن إسماعيل:

• قال أبو عبيد في "الغريب"(1/ 298): ثنا هُشيم أنا إسماعيل بن أبي خالد عن زُبيد اليامي عمن أخبره عن ابن مسعود رفعه "إنّ روح القدس نفث في رُوعي أنّ نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب".

ومن طريق أبي عبيد أخرجه القضاعي (1151) والبغوي في "شرح السُّنة"(4112)

وفيه الذي لم يسم.

(1) في "شعب الإيمان": نفث.

(2)

في "شعب الإيمان": حتى تستوفي رزقها فأجملوا في الطلب.

ص: 1828

• ورواه غير أبي عبيد فسماه.

قال الدارقطني في "العلل"(5/ 273 - 274): ثنا أبو بكر الشافعي ثنا الحسن (1) بن علويه القطان ثنا أبو عمر هبيرة التمار ثنا هشيم أنبا إسماعيل بن أبي خالد عن زبيد اليامي عن مرّة عن ابن مسعود مرفوعا بلفظ "ليس شيء يقربكم إلى الله عز وجل إلا وقد أمرتكم به، وليس شيء يقربكم إلى النار إلا وقد نهيتكم عنه، وإنّ الروح القدس نفث في رُوعي أنّ نفسا لا تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في طلب الرزق، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أنْ تطلبوه بمعاصي الله، فإنّ الله تعالى لا يدرك ما عنده إلا بطاعته".

قال الدارقطني: وغير هشيم يرويه عن إسماعيل عن زبيد مرسلا عن ابن مسعود.

وهذا أصح"

قلت: وهو كما قال، فقد رواه جماعة عن إسماعيل بن أبي خالد فلم يذكروا مرة، منهم:

1 -

أبو حمزة محمد بن ميمون المروزي السكري.

أخرجه البغوي في "شرح السنة"(4111) من طريق عبدان عبد الله بن عثمان المروزي عن أبي حمزة عن إسماعيل بن أبي خالد عن رجلين أحدهما زبيد اليامي عن ابن مسعود.

والرجل الآخر هو عبد الملك بن عمير كما سيأتي.

2 -

عيسى بن يونس.

أخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 951) عن عيسى بن يونس ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن زبيد بن الحارث اليامي عن ابن مسعود به.

قال البوصيري: سنده ضعيف فيه انقطاع" مختصر الإتحاف 3/ 401

3 -

يعلي بن عبيد الطنافسي.

أخرجه ابن مردويه في "أماليه"(24) والبيهقي في "الشعب"(9891) من طرق عن يعلي بن عبيد ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الملك بن عمير وزبيد عن ابن مسعود.

4 -

أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي.

أخرجه البغوي في "شرح السنة"(4113)

(1) وأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(1827) من طريق أحمد بن جعفر بن سلم الختلي ثنا الحسن بن علويه به.

ص: 1829

وزبيد بن الحارث ثقة إلا أنّه لم يلق ابن مسعود.

وعبد الملك بن عمير ثقة كذلك إلا أنّه لم يسمع هذا الحديث من ابن مسعود.

قال ابن أبي شيبة (13/ 227): ثنا محمد بن بشر ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الملك بن عمير قال: أُخبرت أنْ ابن مسعود قال.

• ورواه ليث بن أبي سليم عن زبيد عن مرّة عن ابن مسعود.

أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1098) والعسكري في "التصحيفات"(1/ 209)

وليث ضعيف.

الثاني: يرويه الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن سعيد بن أبي أمية الثقفي عن يونس بن بكير عن ابن مسعود.

أخرجه الحاكم (2/ 4) والبيهقي في "القضاء والقدر"(235)

وسكت عليه الحاكم والذهبي.

وسعيد بن أبي أمية ويونس بن بكير لم أر من ترجمهما.

وأما حديث جابر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه سعيد بن أبي هلال عن محمد بن المنكدر عن جابر رفعه "لا تستبطئوا الرزق، فإنّه لم يكن عبد يموت حتى يبلغه آخر رزق هو له فاتقوا الله وأجملوا في الطلب من الحلال وترك الحرام".

أخرجه ابن حبان (3239 و 3241) وأبو الشيخ في "الطبقات"(801) والحاكم (2/ 4) والبيهقي (5/ 264) وفي "الشعب"(1142 و 10023) وابن الحطاب في "مشيخته"(43) من طرق عن عبد الله بن وهب ثنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: هو صحيح كما قال إلا أنّ البخاري لم يخرج رواية سعيد بن أبي هلال عن ابن المنكدر.

ولم ينفرد سعيد به بل تابعه شعبة عن ابن المنكدر عن جابر به.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 156 - 157 و 7/ 158) من طريق إسحاق بن بنان الأنماطي ثنا حُبَيْش بن مُبشر الفقيه ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة به.

ص: 1830

وقال: غريب من حديث شعبة، تفرد به حبيش عن وهب"

قلت: وكلهم ثقات.

الثاني: يرويه ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر رفعه "أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب، فإنّ نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإنْ أبطأ عنها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل، ودعوا ما حرم".

أخرجه ابن ماجه (2144) وابن أبي عاصم في "السنة"(429) وحنبل بن إسحاق في "جزئه"(46) وابن الجارود (556) والطبراني في "الأوسط"(3133) والحاكم (2/ 4 و 4/ 325 - 326) وابن بشران (285 و 1603) وأبو طالب العشاري في "حديث أبي القاسم البغوي"(4) والقضاعي (1152) والبيهقي (5/ 265) وفي "القضاء والقدر"(234) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 434 - 435) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(33) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 278 - 279) وفي "تذكرة الحفاظ"(3/ 1083) من طرق عن ابن جريج به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا ابن جريج، ولا يُروى عن جابر إلا بهذا الإسناد"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد"

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، الوليد بن مسلم وابن جريج وأبو الزبير كل منهم كان يدلس وقد رواه بالعنعنة" مصباح الزجاجة 3/ 8

قلت: لم ينفرد الوليد بن مسلم به، فانحصرت العلة في عنعنة ابن جريج وأبي الزبير.

وأما حديث سعد فأخرجه ابن بشران (1411) عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان ثنا عبد الله بن زَيدان ثنا محمد بن العلاء ثنا سفيان بن عقبة ثنا حمزة الزيات عن الأعمش عن عمران عن الحسن- قال: أظنه عن سعد- رفعه "إني لا أعلم شيئاً يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار إلا قد أخبرتكم به، ولا أعلم شيئاً يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة إلا نهيتكم عنه، ألا وإنّ الروح الأمين نفث في روعي أنها لن تموت نفس حتى تستكمل أقصى رزقها وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله عز وجل وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بشيء من معصية الله عز وجل فإنّ الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته"

ص: 1831

وإسناده ضعيف لأنّ الأعمش والحسن البصري مدلسان وقد عنعنا، وعمران بن داود القطان مختلف فيه، وأبو الحسن بن أحمد لم أر من ترجمه، وسفيان بن عقبة صدوق، والباقون ثقات.

1300 -

"إنّ رؤيا الأنبياء وحي"

قال الحافظ: في الحديث الصحيح: فذكره" (1)

هو في "صحيح البخاري"(فتح 1/ 250 و 2/ 490) من قول عبيد بن عمير التابعي المشهور.

وقد روي مرفوعا أخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 15) عن علي بن الحسين بن الجنيد ثنا أبو عبد الملك الكرندي ثنا سفيان بن عُيينة عن إسرائيل بن يونس عن سِماك عن عكرمة عن ابن عباس رفعه "رؤيا الأنبياء في المنام وحي"

قال ابن كثير: ليس هو في شيء من الكتب الستة من هذا الوجه"

قلت: واختلف فيه على سماك، فرواه سفيان الثوري عنه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قوله.

ولم يذكر "في المنام"

أخرجه الحاكم (2/ 431) عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الزاهد الحِيري ثنا محمد بن إسحاق الصنعاني- صنعاء اليمن- ثنا محمد بن جعشم الصنعاني ثنا سفيان الثوري به.

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: الحيري والصنعانيان لم أر من ترجمهم.

وللحديث شاهد عن معاذ بن جبل قوله، وسيأتي الكلام عليه في حرب الباء، فانظر حديث "بينا أنا في الجنة إذ رأيت فيها جارية

"

1301 -

"إنّ رؤيا المؤمن كلام يكلم به العبد ربه في المنام"

قال الحافظ: وذكر ابن القيم حديثا مرفوعا غير معزو: فذكره، ووجد الحديث المذكور في "نوادر الأصول" للترمذي من حديث عبادة بن الصامت، أخرجه في الأصل

(1) 17/ 262 (كتاب التوحيد- باب قوله: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} النِّساء: 164])

ص: 1832

الثامن والسبعين، وهو من روايته عن شيخه عمر بن أبي عمر وهو واه، وفي سنده جنيد بن ميمون عن حمزة بن الزبير عن عبادة" (1)

سيأتي الكلام عليه في حرف الهاء فانظر حديث "هي الرؤيا الصالحة"

1302 -

"إنّ سليمان لما بني بيت المقدس سأل الله تعالى خلالاً ثلاثا"

قال الحافظ: رواه النسائي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا بإسناد صحيح" (2)

يرويه عبد الله بن فيروز الديلمي عن عبد الله بن عمرو بن العاص واختلف عن عبد الله بن فيروز:

- فرواه ربيعة بن يزيد الدمشقي عن عبد الله بن فيروز واختلف عنه:

• فقال معاوية بن صالح الحمصي: عن ربيعة بن يزيد قال: سمعت ابن الديلمي يقول: بلغني حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص، فركبت إليه إلى الطائف أسأله عنه، فذكر الحديث وقال فيه: قال ابن عمرو: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول "إنّ سليمان بن داود سأل الله ثلاثا: سأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه، وسأله حكماً يصادف حكمه فأعطاه إياه، وسأله من أتى هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه أنْ يغفر له"

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 219 - 292) عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري ثنا معاوية بن صالح به.

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الرحلة"(47)

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1937) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن صالح به.

وعبد الله بن صالح مختلف فيه، لكنه لم ينفرد به بل تابعه معن بن عيسى القزاز ثنا معاوية بن صالح به.

أخرجه الفريابي في "القدر"(70) والخطيب في "الرحلة"(47)

ولم ينفرد معاوية بن صالح به بل تابعه الأوزاعي قال: حدثني ربيعة بن يزيد قال: حدثني عبد الله بن الديلمي قال: دخلت على عبد الله بن عمرو بن العاص في حائط بالطائف

(1) 16/ 5 (كتاب التعبير- باب أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة)

(2)

7/ 218 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النِّساء: 125])

ص: 1833

يقال له الوهط يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ سليمان بن داود عليه السلام سأل الله ثلاثا فأعطاه اثنتين وأنا أرجو أنْ يكون أعطاه الثالثة: سأله حكماً يصادت حكمه فأعطاه إياه، وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه، وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد -يعني بيت المقدس- يخرج من خطيئته كيوم ولدته أمه" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ونحن نرجو أنْ يكون الله قد أعطاه ذلك"

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3580) والحاكم (2/ 434)

عن بشر بن بكر التِّنِّيسي

وابن حبان (1633 و6420) والطبراني في "الأوسط"(8984)

عن الوليد بن مسلم

وأحمد (2/ 176)

عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري (1)

قالوا: ثنا الأوزاعي به.

وأخرجه يعقوب بن سفيان (2/ 293) والحاكم (1/ 30 - 31) والبيهقي في "الشعب"(3877)

عن الوليد بن مزيد البيروتي

والحاكم (1/ 30 - 31)

عن محمد بن كثير المِصيصي

قالا: ثنا الأوزاعي (2) قال: حدثني ربيعة بن يزيد ويحيى بن أبي عمرو السَّيْباني قالا: ثنا عبد الله بن فيروز الديلمي قال: دخلت على ابن عمرو

(1) رواه أحمد عن معاوية بن عمرو الأزدي عن أبي إسحاق الفزاري ثنا الأوزاعي ثني ربيعة بن يزيد عن ابن الديلمي عن ابن عمرو.

ورواه بشر بن موسى الأسدي عن معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري ثنا الأوزاعي ثني ربيعة بن يزيد ويحيى بن أبي عمرو قالا

أخرجه الحاكم (1/ 30 - 31)

(2)

ولم ينفرد الأوزاعي به بل تابعه أيوب بن سويد الرملي عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن عبد الله بن الديلمي عن ابن عمرو.

أخرجه ابن ماجه له (1408) وابن خزيمة (1334) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن فيروز ص 408)

قال البوصيري: هذا إسناده ضعيف، أيوب بن سويد متفق على تضعيفه" المصباح 2/ 14

ص: 1834

قال الحاكم: هذا حديث صحيح قد تداوله الأئمة، وقد احتجا بجميع رواته ثم لم يخرجاه، ولا أعلم له علة"

وقال الذهبي: قلت: عبد الله هو ابن فيروز ثقة"

قلت: إسناده صحيح إلا أنّ الشيخين لم يخرجا لربيعة بن يزيد ويحيى بن أبي عمرو وعبد الله بن فيروز في الصحيح شيئا.

- وقال سعيد بن عبد العزيز الدمشقي: عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخَولاني عن عبد الله بن الديلمي عن ابن عمرو.

أخرجه النسائي (2/ 28) وفي "الكبرى"(772)

عن عمرو بن منصور النسائي

والطحاوي في "المشكل"(3581)

عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي

قالا: ثنا أبو مسهر ثنا سعيد بن عبد العزيز به.

والأول عندي أصح.

ويحتمل أيضا ما ذكره الشيخ أحمد شاكر في "المسند"(10/ 170) قال: لعل ربيعة بن يزيد سمعه من أبي إدريس عن ابن الديلمي، ثم سمعه بعد من ابن الديلمي، فحدث بهذا مرة وبذاك مرّة، ومثل هذا كثير معتمد عند أهل العلم بالحديث"

- ورواه عروة بن رُوَيْم عن عبد الله بن فيروز عن عبد الله بن عمرو واختلف عنه:

• فرواه محمد بن مهاجر الأنصاري عن عروة بن رويم موقوفا على ابن عمرو.

أخرجه يعقوب بن سفيان (2/ 292 - 293) عن عبد الله بن يوسف التنيسي ثنا محمد بن مهاجر به.

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الرحلة"(48)

• ورواه محمد بن شعيب بن شابور عن عروة بن رويم عن ابن الديلمي عن ابن عمرو مرفوعا.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6811) وفي "مسند الشاميين"(534) والضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس"(15) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا محمد بن شعيب به.

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عروة بن رويم إلا محمد بن شعيب"

ص: 1835

1303 -

"إنّ صاحب أَيْلَة جاء إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وصالحه"

قال الحافظ: والمراد بأيلة في الخبر هي المدينة الموصوفة آنفا وقد ثبت ذكرها في صحيح مسلم (1392) في قصة غزوة تبوك وفيه: فذكره" (1)

1304 -

"إنّ صاحبي الصور بأيديهما قَرْنان يلاحظان النظر متى يؤمران"

قال الحافظ: ولابن ماجه والبزار من حديث أبي سعيد رفعه: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (4273) من طريق عباد بن العوام الواسطي عن حجاج عن عطية عن أبي سعيد به مرفوعا.

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف حجاج بن أرطأة وعطية العَوْفي" مصباح الزجاجة 4/ 253

وقال الألباني: ضعيف، وهو بهذا اللفظ منكر، والمحفوظ "صاحب القرن" على الإفراد" ضعيف الجامع 2/ 159

قلت: وهو كما قالا، وحجاج وعطية ضعيفان ومدلسان وقد روياه بالعنعنة.

1305 -

"إنّ صوم عاشوراء يكفر سنة، وإنّ صيام يوم عرفة يكفر سنتين"

قال الحافظ: وقد روى مسلم (1162) من حديث أبي قتادة مرفوعا: فذكره" (3)

1306 -

"إنّ صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح وقراءة القرآن"

قال الحافظ: الحديث الذي عند مسلم: فذكره" (4)

أخرجه مسلم (537) عن معاوية بن الحكم السلمي قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ ما شأنكم تنظرون إليّ. فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت، فلما صلّى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما

(1) 14/ 267 (كتاب الرقاق- باب في الحوض)

(2)

14/ 156 (كتاب الرقاق- باب نفخ الصور)

(3)

5/ 152 (كتاب الصوم- باب صوم يوم عاشوراء)

(4)

14/ 375 (كتاب الإيمان والنذور- باب إذا قال والله لا أتكلم اليوم)

ص: 1836

قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله ما كَهَرَني ولا ضربني ولا شتمني، قال "إنّ هذه الصلاة لا يصلح فيها شئ من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن".

1307 -

"إنّ صيام عرفة يكفر سنتين، وصيام عاشوراء يكفر سنة"

قال الحافظ: ولمسلم (1162) من حديث أبي قتادة: فذكره" (1)

1308 -

"إن طَرْف صاحب الصور منذ وُكِّلَ به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أنّ يؤمر قبل أنْ يرتد إليه طرفه كأنّ عينيه كوكبان دريان"

قال الحافظ: وللحاكم بسند حسن عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (2)

يرويه عُبيد الله بن عبد الله الأصم عن عمه يزيد بن الأصم واختلف عن عبيد الله:

- فرواه مروان بن معاوية الفزاري عن عبيد الله بن عبد الله واختلف عن مروان

• فقال غير واحد: ثنا مروان بن معاوية عن عبيد الله بن عبد الله عن عمه يزيد بن الأصم عن أبي هريرة به مرفوعا.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال"(46 و 52) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 99) وابن قدامة في "العلو"(53) والذهبي في "العلو"(ص 44)

عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان مُشْكُدانة

والحاكم (4/ 558 - 559)

عن محمد بن هشام بن ملاس النمري

وأبو الشيخ في "العظمة"(391)

عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهمداني

قالوا: ثنا مروان بن معاوية به.

قال أبو نعيم: غريب من حديث يزيد بن الأصم، تفرد به عنه ابن أخيه عبيد الله بن عبد الله"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

(1) 5/ 12 (كتاب الصوم- باب الصوم كفارة)

(2)

14/ 155 (كتاب الرقاق- باب نفخ الصور)

ص: 1837

وقال الذهبي: قلت: على شرط مسلم"

• وقيل: عن مروان بن معاوية عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس قوله.

أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(392)

عن عبد الجبار بن العلاء العطار

واللالكائي في "السنة"(2185)

عن داود بن رشيد الهاشمي

كلاهما عن مروان بن معاوية به.

- ورواه عبد الواحد بن زياد البصري عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس قوله.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال"(51)

وللحديث شاهد عن أنس رفعه "كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القَرْن وحَنَا ظهره ينظر تجاه العرش كأنّ عينيه كوكبان دريان لم يطرف قط مخافة أن يؤمر من قبل ذلك"

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(5/ 153) في ترجمة أحمد بن منصور بن حبيب أبي بكر المروزي الخصيب ثنا عفان ثنا همام عن قتادة عن أنس به.

وأحمد بن منصور ذكر الخطيب أنّه روى عنه الحسن بن محمد بن شعبة الأنصاري وإسماعيل الخطبي، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فهو مستور، وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من أنس.

1309 -

"إنّ عثمان رفيقي في الجنة"

قال الحافظ: وللحاكم في "المستدرك" من طريق أسلم عن عثمان حين حُصِرَ قال لطلحة: أتذكر إذ قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: فذكره؟ قال: نعم" (1).

ضعيف

روي من حديث عثمان بن عفان ومن حديث أبي هريرة ومن حديث طلحة بن عبيد الله

(1) 6/ 337 (كتاب الوصايا- باب إذا وقف أرضا أو بئرا)

ص: 1838

فأما حديث عثمان فله عنه طريقان:

الأول: يرويه زيد بن أسلم عن أبيه قال: شهدت عثمان يوم حوصر في موضع الجنائز، ولو ألقي حجر لم يقع إلا على رأس رجل، فرأيت عثمان أشرف من الخوخة التي تلي مقام جبريل فقال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فسكتوا. ثم قال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فسكتوا. ثم قال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فقام طلحة بن عبيد الله، فقال له عثمان: ألا أراك ها هنا! ما كنت أرى أنك تكون في جماعة تسمع ندائي آخر ثلاث مرات ثم لا تجيبني! أنشدك الله يا طلحة، تذكر يوم كنت أنا وأنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضع كذا وكذا، ليس معه أحد من أصحابه غيري وغيرك؟ قال: نعم. فقال لك رسول الله -صلي الله عليه وسلم -"يا طلحة إنّه ليس من نبي إلا ومعه من أصحابه رفيق من أمته معه في الجنة، وإنّ عثمان بن عفان هذا" يعنيني "رفيقي معي في الجنة؟ " قال طلحة: اللهم نعم. ثم انصرف.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"(1/ 74) وفي "زوائد فضائل الصحابة"(783) واللفظ له وابن أبي عاصم في "السنة"(1288) والبزار (374 و 953) والعقيلي (3/ 479) والقطيعي في "زيادات فضائل الصحابة"(855) والحاكم (3/ 97 - 98) وابن عساكر في "تاريخه"(ترجمة عثمان بن عفان ص 345 - 346 و 346) وابن الجوزي في "العلل"(323) من طريق القاسم بن الحكم بن أوس الأنصاري ثني أبو عبادة عيسى بن فروة الزرقي الأنصاري ثني زيد بن أسلم به.

قال العقيلي: هذا يُروى بإسناد أصلح من هذا"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: قاسم هذا قال البخاري: لا يصح حديثه (1)، وقال أبو حاتم: مجهول"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، أما أبو عبادة فاسمه عيسى بن عبد الرحمن بن فروة قال أبو حاتم: هو ضعيف شبيه بالمتروك، وقال النسائي: هو متروك. وأما القاسم بن الحكم فقال أبو حاتم: مجهول"

وقال الهيثمي: وفي إسناده أبو عبادة الزرقي وهو متروك" المجمع 9/ 91

الثاني: يرويه أبو عمرو المديني عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: أشرف عثمان بن عفان ذات يوم على الناس فقال: أفيكم أبو محمد؟ - يقول ذلك ثلاث مرات

(1) قال العقيلي: وهو هذا الحديث"

ص: 1839

يعني طلحة بن عبيد الله- قال طلحة: أنا ذا فما تريد؟ فقال عثمان: يا طلحة أنشدك الله هل سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول "إنّ لكل نبي رفيقا في الجنة، وإنّ رفيقي فيها عثمان"؟ قال: نعم. قال: فقام طلحة من ذاك المجلس فلم يُرَ فيه.

أخرجه الهيثم بن كليب في "مسنده"(30)

عن أبي جعفر محمد بن علي

والخطيب في "الموضح"(2/ 271)

عن يعقوب بن سفيان

قالا: ثنا محمد بن عمر بن عبد الله الرومي أبو عبد الله ثنا الحسن بن عبد الله الكوفي ثنا أبو عمرو المديني به.

وإسناده ضعيف جدا، أبو عمرو المديني هو عثمان بن عبد الرحمن الوَقَّاصِي وهو متروك الحديث، وكذبه ابن معين وأبو حاتم.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن ماجه (109) وابن أبي عاصم في "السنة"(1289) وعبد الله بن أحمد في "زوائد فضائل الصحابة"(757) عن أبي مروان محمد بن عثمان بن خالد بن الوليد العثماني ثنا أبي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة رفعه "لكل نبي رفيق في الجنة، رفيقي فيها عثمان بن عفان"

وأخرجه ابن عدي (5/ 1822) والخطيب في "الموضح"(2/ 212 - 213) وابن عساكر (ترجمة عثمان ص 98) وابن الجوزي في "العلل"(324)

عن عبد الله بن موسى بن الصقر

والآجري في "الشريعة"(1480) وابن العسكري في "حديثه"(94) وابن عساكر (ص 97)

عن هارون بن يوسف الشطوي

والعقيلي (3/ 199)

عن روح بن الفرج ومحمد بن علي وأحمد بن محمد

قالوا: ثنا أبو مروان به.

ورواه أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه عن أبي مروان وأسقط أبا الزناد.

ص: 1840

أخرجه ابن عساكر (ص 97)

ورواه أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي عن أبي مروان وأسقط منه عبد الرحمن بن أبي الزناد.

أخرجه أبو نصر البزاز في "فوائده"(التدوين للرافعي 3/ 231)

قال العقيلي: عثمان بن خالد الغالب على حديثه الوهم، ولا يعرف هذا الحديث إلا به"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، أما عبد الرحمن بن أبي الزناد (1) فقال أحمد: مضطرب الحديث، وقال يحيى والرازي: لا يحتج به. وأما عثمان العثماني فقد نسب إلى الوضع"

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، فيه عثمان بن خالد وهو ضعيف باتفاقهم" مصباح الزجاجة 1/ 18

وأما حديث طلحة فأخرجه الترمذي (3698) وأبو يعلى (665) والخطيب في "المتفق والمفترق"(454) وابن عساكر (ص 96 و 96 - 70) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 589) من طرق عن يحيى بن اليمان العجلي الكوفي عن شيخ من بني زهرة عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن طلحة رفعه "لكل نبي رفيق، ورفيقي -يعني في الجنة- عثمان".

قال الترمذي: هذا حديث غريب ليس إسناده بالقوي وهو منقطع"

قلت: فيه الشيخ الذي لم يسم، والحارث بن عبد الرحمن قال المزي في "التهذيب": روى عن طلحة بن عبيد الله مرسلا.

1310 -

"إنّ عرش الرحمن اهتز لموت سعد"

سكت عليه الحافظ (2).

هو في صحيح البخاري (فتح 8/ 123) من حديث جابر بن عبد الله.

1311 -

"إنّ عماراً مُليء إيمانا إلى مُشَاشه"

قال الحافظ: أخرجه النسائي بسند صحيح" (3)

(1) قلت: هو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

(2)

1/ 333 (كتاب الوضوء- باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله)

(3)

8/ 93 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب عمار)

ص: 1841

ورد من حديث صحابي لم يسم ومن حديث علي ومن حديث ابن عباس ومن حديث عائشة ومن حديث القاسم بن مُخَيْمِرَة مرسلا

فأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه النسائي (8/ 97 - 98) وفي "الكبرى"(8273 و 11738) وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 439)

عن إسحاق بن منصور الكوسج المروزي وعمرو بن علي الفلاس

والحاكم (3/ 392 - 393)

عن أبي موسى محمد بن المثنى العنزي

قالوا: ثنا عبد الرحمن بن مهدي (1) ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي عمار عن عمرو بن شُرحبيل عن رجل من أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم - رفعه "ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه"

ورواه محمد بن أبي يعقوب عن عبد الرحمن بن مهدي فسمى الصحابي عبد الله.

أخرجه الحاكم (3/ 392)

وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إنْ كان محمد بن أبي يعقوب حفظ عن عبد الرحمن بن مهدي"

قلت: محمد هو ابن إسحاق بن منصور بن أبي يعقوب الكِرماني وثقه ابن حبان وغيره واحتج به البخاري دون مسلم فلعله حفظ ما لم يحفظ غيره، وباقي رواته ثقات إلا أن الأعمش كان مدلسا ولم يذكر سماعا من أبي عمار، وأبو عمار واسمه عَريب بن حُميد الدُّهْني الكوفي لم يحتج به الشيخان.

والحديث اختلف فيه على سفيان، فرواه وكيع عنه عن الأعمش عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل مرسلا.

أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(11/ 22و 12/ 118) وفي "الإيمان"(91) وأحمد في "فضائل الصحابة"(1600)

والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة.

وأما حديث علي فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(11/ 22 و 12/ 121) وفي

(1) تابعه أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا سفيان به.

أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "الصحابة"(7269) عن الطبراني ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم به.

ورواته ثقات.

ص: 1842

"الإيمان"(92) عن عَثَّام بن علي الكوفي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ قال: كنا جلوسا عند عليّ فدخل عمار فقال: مرحبا بالطيب المطيب سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول "إنّ عمارا مُلئ إيمانا إلى مشاشه"

وأخرجه ابن ماجه (147) والبزار (740) والسرقسطي في "الغريب"(2/ 628) وأبو يعلى (404) وأبو الشيخ في "الأقران"(78) وابن المقرئ في "المعجم"(11) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 139) من طرق عن عثام بن علي به.

واختلف فيه على الأعمش، فرواه نوح بن درَّاج عنه فرفع قوله "مرحبا بالطيب والمطيب" ولم يذكر قوله "إن عمارا"

أخرجه أبو الشيخ في "الأقران"(77) والإسماعيلي في "معجمه"(ص 783 - 784)

ومحمد بن المظفر في "غرائب مالك"(168) والخطيب في "التاريخ"(13/ 315)

ونوح بن دراج قال ابن معين: كذاب خبيث، وقال النسائي: متروك الحديث.

وتابعه وكيع عن الأعمش به.

أخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1447)

ورواه غير واحد عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه عمار فاستأذن فقال "ائذنوا له مرحبا بالطيب المطيب".

أخرجه أحمد (1/ 99 - 100 و125 - 126 و 130) وفي "الفضائل"(1599) والبخاري في "الأدب المفرد"(1031) وفي "الكبير"(4/ 2 / 229) والترمذي (3798) وابن ماجه (416) والبزار (741) وأبو يعلى (403) والآجري في "الشريعة"(1972) والدارقطني في "العلل"(4/ 152) والحاكم (3/ 388) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 140 و 7/ 135) والخطيب في "التاريخ"(1/ 151)

عن سفيان الثوري

والطيالسي (ص 18) وأحمد (1/ 123 و 138) والبزار (739)

عن شعبة

والدارقطني في "العلل"(4/ 152)

عن إسرائيل بن يونس

والآجري (1973)

ص: 1843

عن زهير بن معاوية الجعفي الكوفي

وأبو يعلى (492 و 493)

عن شَريك بن عبد الله النخعي الكوفي

والطبراني في "الصغير"(238) والخطيب في "التاريخ"(6/ 155)

عن الصُبي بن الأشعث السلولي

وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(610)

عن أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي الكوفي

كلهم عن أبي إسحاق به.

قال الدارقطني: والقول قول الثوري ومن تابعه"

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: هانئ بن هانئ لم يَرو عنه غير أبي إسحاق ولذلك قال الشافعي: لا يعرف وأهل العلم بالحديث لا ينسبون حديثه لجهالة حاله، وقال ابن المديني والذهبي في "الديوان": مجهول، وقال ابن سعد: منكر الحديث، وقال الذهبي في "المغنى": ليس بالمعروف، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.

ومع هذا فقد ذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه العجلي، وقال النسائي: ليس به بأس، فالله أعلم.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 139 - 140) من طريق محمد بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رفعه "إنّ عمارا ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه" يعني مشاشه.

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد وحكيم بن جبير الأسدي وعنعنة ابن إسحاق، وسلمة بن الفضل هو الأبرش وهو مختلف فيه.

وأما حديث عائشة فأخرجه البزار (كشف 2685) عن محمد بن يزيد أبي هشام الرفاعي ثنا يحيى بن اليمان ثنا سفيان عن سلمة بن كُهيل عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عنها قالت: ما أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لو شئت لقلت فيه ما خلا عمارا فإني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول "ملئ إيمانا إلى مشاشه".

ص: 1844

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 295

وقال الحافظ: إسناده صحيح" الفتح 8/ 93

قلت: أبو هشام الرفاعي ويحيى بن يمان وإنْ أخرج لهما مسلم فهما مختلف فيهما والأكثر على تضعيف أبي هشام ومنهم الحافظ حيث قال في "التقريب": ليس بالقوي.

وأما حديث القاسم بن مخيمرة فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 120) عن يحيى بن آدم الكوفي ثنا عمر بن أبي زائدة عن وردان المؤذن أنّه سمع القاسم بن مخيمرة رفعه "ملئ عمار إيمانا إلى المشاش وهو ممن حرم على النار".

وإسناده ضعيف لانقطاعه وإرساله.

قال البخاري وأبو حاتم: وردان المؤذن روى عنه عمر بن أبي زائدة مرسل.

والقاسم بن مخيمرة من ثقات التابعين.

1312 -

"إنّ عيني تنامان ولا ينام قلبي"

سكت عليه الحافظ (1).

هو في صحيح البخاري من حديث عائشة (فتح 3/ 275)

1313 -

"إنّ في أبوال الإبل شفاء للذَرِبة بطونهم"

قال الحافظ: روى ابن المنذر عن ابن عباس مرفوعا: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه الحسن بن موسى الأشيب في "حديثه"(20) ثنا ابن لَهيعة ثنا ابن هُبيرة عن حنش بن عبد الله عن ابن عباس مرفوعا "إنّ في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذربة بطونهم".

وأخرجه أحمد (1/ 293) عن الأشيب به.

وأخرجه البيهقي في "معرفة السنن"(4963) من طريق بشر بن موسى الأسدي ثنا الحسن بن موسى به.

وأخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 557) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 108) والطبراني في "الكبير"(12986) من طرق عن ابن لهيعة به.

(1) 1/ 466 (كتاب التيمم - باب الصعيد الطيب وضوء المسلم)

(2)

1/ 352 (كتاب الوضوء - باب أبوال الإبل)

ص: 1845

قال البيهقي: توقف الشافعي في صحة الخبر؛ لأنّ راويه ابن لهيعة، وابن لهيعة لا يحتج به"

قلت: وهو كما قال، وباقي رجال الإسناد ثقات، وابن هبيرة هو عبد الله، وحنش هو الصنعاني.

تنبيه: قال الألباني في "الضعيفة"(3/ 595): حنش هذا اسمه الحسين بن قيس، وهو متروك كما قال الحافظ في "التقريب".

وليس كما قال، بل هو حنش بن عبد الله الصنعاني كما في المصادر السابقة.

وللحديث شاهد يرويه ابن جُريج قال: أخبرني رجل من بني زهرة رفعه "في ألبان الإبل وأبوالها دواء لذربكم -يعني المر وأشباهه من الأمراض-".

أخرجه عبد الرزاق (17135) عن ابن جريج به.

1314 -

حديث أبي مالك الأشعري مرفوعا "إنّ في الجنة غرفا يُرى ظاهرها من باطنها"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن حبان. وللطبراني وصححه الحاكم من حديث ابن عمرو نحوه، وتقدم في صفة الجنة من بدء الخلق الإشارة إلى مثله من حديث علي، وعند البيهقي نحوه من حديث جابر وزاد "من أصناف الجوهر كله"(1)

انظر الحديث الذي بعده.

1315 -

"إنّ في الجنة لغرفا تُرى ظاهرها من بطونها، وبطونها من ظهورها" فقال أعرابي: لمن هي يا رسول الله؟ قال "هي لمن ألان الكلام، وأدام الصيام، وصلّى بالليل والناس نيام"

قال الحافظ: وروى الترمذي أيضا عن علي مرفوعا: فذكره" (2)

حسن

ورد من حديث علي ومن حديث أبي مالك الأشعري ومن حديث ابن عمرو ومن حديث ابن عباس ومن حديث أنس ومن حديث ابن عمر ومن حديث جابر.

فأما حديث علي فأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 625 و 13/ 101) وهناد في "الزهد"(123) والترمذي (1984 و 2527) وابن أبي الدنيا في "التهجد"(391) وعبد الله بن أحمد

(1) 14/ 216 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

(2)

7/ 138 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في صفة الجنة)

ص: 1846

في "زوائد المسند"(1/ 155 - 156) وفي "زوائد الزهد"(ص 25) وابن نصر في "قيام الليل"(ص 40) والبزار (702) وأبو يعلى (428 و 438) وابن خزيمة (2136) وابن أبي داود في "البعث"(75) والخرائطي في "المكارم"(1/ 159 و 326) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 303) والبيهقي في "البعث"(ص 176) وفي "الشعب"(3089) والخطيب في "الجامع"(236) وفي "المتفق والمفترق"(928) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(397 و 539 و 1942) من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي رفعه "إنّ في الجنة لغرفا، يُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها" فقال إليه أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال "هي لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام (1)، وصلّى لله بالليل والناس نيام".

قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق، وقد تكلم بعض أهل العلم في عبد الرحمن بن إسحاق هذا من قبل حفظه وهو كوفي"

قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق بن سعد بن الحارث أبي شيبة الواسطي، والنعمان بن سعد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال أبو حاتم: لم يَرو عنه غير عبد الرحمن بن إسحاق، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى عبد الرحمن بن إسحاق أحد "الضعفاء" وقال في "الديوان": مجهول، وقال الحافظ في "التهذيب": والراوي عنه ضعيف فلا يحتج بخبره.

وأما حديث أبي مالك الأشعري فله عنه طريقان:

الأول: يرويه يحيى بن أبي كثير عن ابن مُعَانق أو أبي معانق عن أبي مالك الأشعري رفعه "إنّ في الجنة غرفة يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وتابع الصلاة والصيام، وقام بالليل والناس نيام"

أخرجه عبد الرزاق (20883) عن مَعْمَر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير به.

وأخرجه أحمد (5/ 343) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه ابن خزيمة (2137) والخرائطي في "المكارم"(1/ 163 و 326) وابن حبان (509) والطبراني في "الكبير"(3466) والبيهقي (4/ 300 - 301) وفي "الشعب"(3609) وفي "الصغرى"(1418) والبغوي في "شرح السُّنة"(927) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2078) وابن عساكر (39/ 152) من طرق عن عبد الرزاق به.

(1) وفي لفظ "وأفشى السلام" مكان "وأدام الصيام".

ص: 1847

ولم ينفرد يحيى بن أبي كثير به بل تابعه أبو سلام ممطور الحبشي ثني أبو معانق الأشعري ثني أبو مالك به.

أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(17408) والطبراني (1) في "الكبير"(3467) من طريقين عن الوليد بن مسلم ثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام ثني أبو سلام به.

قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله ثقات" المجمع 2/ 254

وقال عن الإسناد الأول: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن معانق ووثقه ابن حبان" المجمع 10/ 419 - 420

قلت: قال ابن حبان لما ذكره في "الثقات"(7/ 52): وهو الذي يروي عن أبي مالك الأشعري وما أراه شافهه. ووثقه العجلي، وقال الدارقطني: لا شىء مجهول، وقال ابن خزيمة في "صحيحه" (3/ 306): لست أعرفه.

الثاني: يرويه خالد بن يزيد الجمحي المصري عن سعيد بن أبي هلال أنَّه بلغه عن أبي مالك الأشعري قوله.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(303) عن شجاع بن الأشرس ثنا ليث بن سعد عن خالد بن يزيد به.

وإسناده ضعيف لانقطاعه.

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 103) والحاكم (1/ 80 و321) والبيهقي في "البعث"(ص 176) وفي "الشعب"(2825) من طريق عبد الله بن وهب أني حُيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو رفعه "إنّ في الجنة غرفا يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها" قال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟ قال "لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائما والناس نيام

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين"

وقال في الموضع الأول: صحيح على شرط مسلم"

وقال محمد بن عبد الواحد المقدسي: وهو عندي إسناد حسن، وذكر أبي مالك فيه يدل على صحته لأنّ أبا مالك قد رواه وإسناده أيضا حسن" حادي الأرواح ص 143

وقال المنذري: رواه الطبراني في "الكبير" بإسناد حسن، والحاكم وقال: صحيح على شرطهما" الترغيب 1/ 424 و 2/ 63

(1) ومن هذا الطريق أخرجه في "مسند الشاميين"(2873) لكنه لم يذكر أبا سلام.

ص: 1848

وقال الهيثمي: رواه أحمد (1) والطبراني في "الكبير" وإسناده حسن" المجمع 2/ 254

وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح" المسند 10/ 146

قلت: حيي هو ابن عبد الله بن شريح المَعَافري الحبلي أبو عبد الله المصري ولم يحتج به الشيخان، وهو مختلف فيه: قواه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الخرائطي في "المكارم"(1/ 161 و 327) عن علي بن حرب الطائي الموصلي ثنا حفص بن عمر بن حكيم ثنا عمرو بن قيس المُلائي عن عطاء عن ابن عباس رفعه "إنّ في الجنة غرفا إذا ساكنها فيها لم يَخْف عليه ما خلفه، وإذا خرج منها لم يخف عليه ما فيها" قيل: لمن هي يا رسول الله؟ قال "لمن أطاب الكلام، وواصل الصيام، وأطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلّى بالليل والناس نيام".

وأخرجه ابن عدي (2/ 795) ومن طريقه البيهقي في "البعث"(ص 177 - 178)

عن محمد بن عبد الحميد ومحمد بن علي بن إسماعيل المروزي

والبيهقي أيضا

عن أبي عمران موسى بن العباس

والخطيب في "التاريخ"(4/ 179)

عن محمد بن عبد الله الحضرمي مُطين

قالوا: ثنا علي بن حرب به.

ورواه أحمد بن سليمان العباداني عن علي بن حرب ثني حفص بن غياث عن حكيم بن عمرو بن حكيم الملائي عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس.

أخرجه الخطيب (4/ 178 - 179)

وقال: خلط أحمد بن سليمان العباداني في إسناده فرواه هكذا عن علي بن حرب وأخطأ فيه، والصواب الأول"

وقال ابن عدي: هذا الحديث بهذا الإسناد منكر لا يرويه إلا حفص بن عمر بن حكيم هذا، وهو مجهول، ولا أعلم أحدا روى عنه غير علي بن حرب"

(1) رواه أحمد (2/ 173) عن حسن بن موسى والطبراني في "المكارم"(167) من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار قالا: ثنا ابن لهيعة ثني حيي بن عبد الله المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن ابن عمرو به.

وابن لهيعة ضعيف، وجعل أبا موسى الأشعري مكان أبا مالك الأشعري.

ص: 1849

وقال البيهقي: وحفص بن عمر هذا مجهول لم يَرو عنه غير علي بن حرب"

وأما حديث أنس فأخرجه ابن أبي الدنيا في "التهجد"(340) وفي "المداراه"(99) وفي "الصمت"(305) عن سويد بن سعيد الهروي ثنا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن أنس مرفوعا "إنّ في الجنة غرفا يرى بطونها من ظهورها، وظهورها من بطونها" قيل: لمن هي يا رسول الله؟ قال "لمن طَيَّب الكلام، وأفشى السلام، وأدام الصيام، وأطعم الطعام، وصلّى بالليل والناس نيام"

وإسناده ضعيف جدا، عبد الرحيم متروك، وأبوه ضعيف.

وللحديث طريق أخرى عند نصر السمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 273 - 274) وفيه رجل بصري لم يسم.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عدي (2/ 453) من طريق بشير بن زاذان ثني. علي بن عبد الله القرشي عن شرحبيل بن عبد الحميد عن نافع عن ابن عمر رفعه "إنّ في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وأفشى السلام، وقام والناس نيام"

وقال: وبشير بن زاذان هذا أحاديثه ليس عليها نور، وهو غير ثقة ضعيف ويحدث عن ضعفاء جماعة وهو بين الضعف وأحاديثه عامتها عن الضعفاء"

وأسند عن ابن معين قال: بشير بن زاذان ليس بشيء.

وللحديث طريق أخرى عن نافع فقال الطبراني في "مسند الشاميين"(1247): ثنا إبراهيم بن محمد بن عِرق الحمصي ثنا محمد بن مُصفى ثنا بَقية عن علي بن أبي حملة وشراحيل بن عبد الحميد وشعيب بن أبي الأشعث عن نافع عن ابن عمر رفعه قال: فذكر الحديث.

وإسناده ضعيف، شيخ الطبراني قال الذهبي في "الميزان": غير معتمد، وبقية بن الوليد مشهور بالتدليس وقد رواه بالعنعنة، واختلف عنه:

فقال أبو صالح قاضي الري: ثنا بقية ثنا محمد بن أبي جميع عن نافع عن ابن عمر.

أخرجه الشجري في "أماليه"(2/ 36)

وأما حديث جابر فأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(2/ 356)

عن صالح بن عدي النميري البصري

ص: 1850

والبيهقي في "البعث"(ص 176 - 177)

عن محمد بن منصور

قالا: ثنا عبد الرحمن بن عبد المؤمن الأزدي قال: سمعت محمد بن واسع يذكر عن الحسن عن جابر رفعه "ألا أحدثكم بغرف الجنة؟ " قلت: بلى يا رسول الله بأبينا أنت وأمنا. قال "إنّ في الجنة غرفا من أصناف الجوهر كله، يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، فيها من النعيم واللذات والسرف ما لا عين رأت ولا أذن سمعت" قلت: يا رسول الله، ولمن هذه الغرف؟ قال "لمن أفشى السلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلّى بالليل والناس نيام

"

واللفظ للبيهقي

وقال: وهذا الإسناد غير قوي"

قلت: الحسن لم يسمع من جابر كما قال ابن المديني وغيره.

1316 -

"إنّ في الجنة للمؤمن لخيمة من لؤلؤة له فيها أهلون يطوف عليهم"

قال الحافظ: وقال ابن القيم: ليس في الأحاديث الصحيحة زيادة على زوجتين سوى ما في حديث أبي موسى: فذكره. قلت: الحديث الأخير صححه الضياء" (1)

هو في "صحيح البخاري"(7/ 131 و 10/ 248) ومسلم (2838) عن أبي موسى.

1317 -

"إنّ في السَّمْن شفاء"

سكت عليه الحافظ (2).

روي من حديث ابن مسعود ومن حديث صهيب ومن حديث مليكة بنت عمرو ومن حديث ابن عباس

فأما حديث ابن مسعود فأخرجه الحاكم (4/ 404) من طريق سيف بن مسكين الأسواري البصري ثنا عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه مرفوعا "عليكم بألبان البقر وسمنانها، وإياكم ولحومها، فإنّ ألبانها وسمنانها دواء وشفاء، ولحومها داء"

وقال: صحيح الإسناد"

(1) 7/ 133 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في صفة الجنة)

(2)

16/ 95 (كتاب التعبير - باب من لم ير الرؤيا لأول عابر)

ص: 1851

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: سيف وهاه ابن حبان"

قلت: ذكره ابن حبان في "المجروحين" فقال: يأتي بالمقلوبات والأشياء الموضوعات لا يحل الاحتجاج به لمخالفته الأثبات في الروايات على قلتها.

وقال الدارقطني في "العلل"(1/ 219): ليس بالقوي"

وقال السخاوي في "الأجوبة المرضية"(1/ 23): سنده ضعيف، والمسعودي اختلط، والحديث منقطع"

قلت: عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود مختلف في سماعه من أبيه، والصحيح أنّه سمع منه لكن شيئا قليلا.

وأما حديث صهيب فأخرجه الطبري (زاد المعاد 4/ 324 - 325) وأبو نعيم في "الطب"(الأجوبة المرضية 1/ 24، الصحيحة 4/ 584 - 585) من طريق دَفَّاع بن دَغْفَل السدوسي عن عبد الحميد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده مرفوعا "عليكم بألبان البقر، فإنها شفاء، وسمنها دواء، ولحومها داء"

قال ابن القيم: ولا يثبت ما في هذا الإسناد"

قلت: دفاع وثقه ابن حبان، وضعفه أبو حاتم، وعبد الحميد وأبوه وثقهما ابن حبان أيضا.

وأما حديث مليكة فأخرجه أبو داود في "المراسيل"(تحفة الأشراف 13/ 456) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2776) والطبراني في "الكبير"(25/ 42) وابن منده في "الصحابة"(الأجوبة المرضية 1/ 22) وأبو نعيم في "الصحابة"(7850) وفي "الطب"(الأجوبة المرضية 1/ 22) والبيهقي (9/ 345) وفي "الشعب" والمزي (35/ 310 - 311) من طرق عن أبي خيثمة زهير بن معاوية الجُعْفي حدثتني (1) امرأة من أهلي عن مليكة بنت عمرو أنها (2) وصفت لها سمن بقر من وجع بحلقها وقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألبانها شفاء، وسمنها دواء، ولحومها داء"

قال الهيثمي: والمرأة لم تسم، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 90

وقال السخاوي: رجاله ثقات، لكن الراوية عن مليكة لم تسم، وقد وصفها الراوي

(1) وفي "الجعديات": عن امرأته -وذكر أنها صدوقة-

(2)

ولفظ البيهقي: أنها قالت لها: عليك بسمن البقر من الذبحة أو من القرحتين.

ص: 1852

عنها زهير بن معاوية أحد الحفاظ بالصدق، وأنها امرأته، وذكر أبي داود له في مراسيله لتوقفه في صحبة مليكة ظنا، وقد جزم بصحبتها جماعة" المقاصد ص 331

وقال في "الأجوبة المرضية"(1/ 22 - 23): وليس في سنده من ينظر في حاله إلا المرأة التي لم تسم، فيضعف الحديث بسببها، لا سيما وقد صح أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ضحى عن نسائه بالبقر، وهو لا يتقرب بالداء، ثم إن لعل أبا داود لم يثبت عنده صحبة مليكة، حيث ذكر حديثها في المراسيل، وصنيع المزي في الأطراف يقتضي ذلك، فإنّه قال: يقال لها صحبة (1)، لكن قد ذكرها ابن منده وابن عبد البر وجماعة في الصحابة بلا تردد. والعلم عند الله تعالى"

قلت: مما يقوي ما ذهب إليه أبو داود أنّ مليكة لم تذكر أنّها سمعت هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذكرها في الصحابة فلأجل هذا الحديث، وليس فيه ما يدل على صحبتها، وبالله التوفيق.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن عدي (6/ 2141) من طريق محمد بن زياد الطحان عن ميمون بن مِهران عن ابن عباس مرفوعا "سمن البقر وألبانها شفاء، ولحومها داء"

قال السخاوي: والطحان متهم بالكذب" الأجوبة المرضية 1/ 24

قلت: كذبه أحمد وابن معين والجوزجاني.

1318 -

"إنّ في الصلاة لشغلا"

سكت عليه الحافظ (2).

الحديث في صحيح البخاري (فتح 3/ 329) عن ابن مسعود.

1319 -

حديث نصر بن عاصم عن أبي بكرة رفعه "إنّ في أمتي أقواماً يقرءون القرآن لا يجاوز تَراقيهم فإذا لقيتموهم فأيتموهم"

قال الحافظ: أخرجه الطبري" (3)

حسن

(1) وقال في "التهذيب": عدادها في الصحابة"

(2)

2/ 139 (كتاب الصلاة - باب إذا حمل جارية صغيرة على عنقه في الصلاة)

(3)

15/ 325 (كتاب استتابة المرتدين - باب من ترك قتال الخوارج للتألف)

ص: 1853

وله عن أبي بكرة طريقان:

الأول: يرويه قتادة عن نصر بن عاصم عن أبي بكرة مرفوعا "إنّ في أمتي قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، فإذا خرجوا فاقتلوهم، فإذا خرجوا فاقتلوهم"

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(969) ثنا هارون بن محمد ثنا أبي عن سعيد عن قتادة به.

هارون بن محمد هو ابن بكار بن بلال العاملي الدمشقي وهو وأبوه صدوقان كما في "التقريب"، وسعيد هو ابن عبد العزيز الدمشقي ثقة اختلط قبل موته ولم أر أحدا صرّح بسماع محمد بن بكار منه أهو قبل اختلاطه أم بعده، وقتادة مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من نصر بن عاصم.

الثاني: يرويه عثمان أبو سلمة الشَّحَّام ثني مسلم بن أبي بكرة وسأله رجل: هل سمعت في الخوارج من شيء؟ قال: سمعت والدي أبا بكرة يقول عن نبي الله صلى الله عليه وسلم "ألا إنّه سيخرج في أمتي أقوام أشداء أحداء، ذلقة ألسنتهم بالقرآن، لا يجاوز القرآن تراقيهم، ألا فإذا رأيتموهم فأنيموهم، ثم إذا رأيتموهم فأنيموهم، فالمأجور من قتلهم".

أخرجه أحمد (5/ 36 و 44) وفي "السنة"(1519 و 1521) وابن أبي شيبة وأحمد بن منيع وأبو يعلى في "مسانيدهم"(إتحاف الخيرة 8046 و 8047 و 8048) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 704) وابن أبي عاصم في "السنة"(970) والبزار (3676) والحاكم (2/ 146) والبيهقي (8/ 187) من طرق عن عثمان الشحام به.

قال البزار: لا نعلم أحدا يرويه عن أبي بكرة إلا بهذا الطريق، وفي حديث أبي بكرة شيء ليس في حديث غيره"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 231

وقال البوصيري: إسناده صحيح" إتحاف الخيرة 5/ 196

قلت: عثمان صدوق، ومسلم ثقة، فالإسناد حسن.

1320 -

"إنّ في كل ثلاثين بقرة تَبِيْعاً، وفي كل أربعين مُسِنَّة"

قال الحافظ: وزعم ابن بطال أنّ حديث معاذ المرفوع: فذكره. متصل صحيح، وإنّ مثله في كتاب الصدقات لأبي بكر وعمر، وفي كلامه نظر. أما حديث معاذ فأخرجه أصحاب السنن، وقال الترمذي: حسن. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" وفي الحكم

ص: 1854

بصحته نظر لأنّ مسروقا لم يلق معاذا، وإنما حسنه الترمذي لشواهده، ففي "الموطأ" من طريق طاوس عن معاذ نحوه، وطاوس عن معاذ منقطع أيضا، وفي الباب عن علي عند أبي داود. وأما قوله: إنّ مثله في كتاب الصدقة لأبي بكر فهو وهم منه لأنّ ذكر البقر لم يقع في شيء من طرق حديث أبي بكر، نعم هو في كتاب عمر، والله أعلم" (1)

حسن

وله عن معاذ بن جبل طرق:

الأول: يرويه أبو وائل شقيق بن سلمة واختلف عنه:

- فرواه الأعمش عن أبي وائل واختلف عن الأعمش:

• فقال غير واحد: عن الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن مسروق عن معاذ قال: بعثني (2) النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فأمرني أنْ آخذ من كل ثلاثين بقرة تبيعا أو تَبِيْعَة، ومن كل أربعين مسنة (3)، ومن كل حَالم دينارا أو عِدْلَهُ مَعَافِرَ (4).

أخرجه عبد الرزاق (6841) وأحمد (5/ 230) وأبو داود (1578) والترمذي (623) والبزار (2654) وابن الجارود (343) وابن خزيمة (2268) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(578) وابن المنذر في "الإقناع"(48 و 156) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(851) والطبراني في "الكبير"(20/ 128 - 129) والدارقطني (2/ 102) والبيهقي (4/ 98) والبغوي في "شرح السنة"(1571) والجورقاني في "الأباطيل"(454)

عن سفيان الثوري

وعبد الرزاق (6841) والطبراني في "الكبير"(20/ 128 - 129) والدراقطني (2/ 102) والبيهقي (4/ 98)

عن مَعْمَر بن راشد

وابن زنجويه في "الأموال"(105 و 1454) والدارمي (1630) والنسائي في "الكبرى"(2231) وقاسم المطرز في "الفوائد"(28) والهيثم بن كليب (1347) والعِيسوي في

(1) 4/ 65 - 66 (كتاب الزكاة - باب زكاة البقر)

(2)

وفي رواية "بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن"

في رواية أخرى "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن"

(3)

وفي لفظ "ثنية".

(4)

ولفظ الحاكم "أو عدله ثوب معافر"

ص: 1855

"الفوائد"(12) والبيهقي (4/ 98) وفي "الصغرى"(1174 و 3708) وفي "معرفة السنن"(18557)

عن يعلي بن عبيد الطنافسي

والنسائي (5/ 17) وفي "الكبرى"(2230)

عن مفضل بن مهلهل الكوفي

وابن ماجه (1803) وابن حبان (4886) والطبراني في "الكبير"(20/ 129)

عن يحيى بن عيسى الرملي

وقاسم المطرز في "الفوائد"(26) وابن خزيمة (2268) والطبراني في "الكبير"(20/ 129 - 130)

عن عبد الرحمن بن مَغْرَاء الكوفي

كلهم عن الأعمش به.

• ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن الأعمش واختلف عن أبي معاوية:

فرواه أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي عن أبي معاوية كرواية الثوري ومن تابعه.

أخرجه الحاكم (1/ 398) وعنه البيهقي (9/ 193) وفي "معرفة السنن"(6/ 42)

وقال البيهقي: هكذا رواه العطاردي عن أبي معاوية على الصواب، وكذلك رواه يعلي بن عبيد وجماعة عن الأعمش"

ورواه عبد الله بن محمد النفيلي عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي وائل عن معاذ، ولم يذكر مسروقا.

أخرجه أبو داود (1576) والبيهقي (9/ 193) وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 129 - 130)

وقال: هكذا قال أبو معاوية في هذا الحديث: عن الأعمش عن أبي وائل عن معاذ، وإنما هو عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ"

قلت: وهو كما قال.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وروى بعضهم هذا الحديث عن سفيان عن

ص: 1856

الأعمش عن أبي وائل عن مسروق أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فأمره أنْ يأخذ. وهذا أصح" (1)

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وقال ابن عبد البر: حديث صحيح" التمهيد 2/ 275

وقال أيضا: إسناده متصل صحيح ثابت" التمهيد 2/ 275

وقال في "الاستذكار": والحديث عن معاذ ثابت متصل من رواية معمر والثوري عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ" نصب الراية 2/ 346

وقال الجورقاني: هذا حديث حسن"

قلت: رواته ثقات إلا أنّ الشيخين لم يحتجا برواية مسروق عن معاذ، ومسروق لم يلق معاذا كما قال الحافظ، فالإسناد منقطع.

وكذلك قال ابن حزم في "المحلى"(5/ 429): مسروق لم يلق معاذا.

وقال: فإنْ قيل: إنّ مسروقا وإنْ كان لم يلق معاذا فقد كان باليمن رجلا أيام كون معاذ هناك وشاهد أحكامه فهذا عنده عن معاذ بنقل الكافة.

قلنا: لو أنّ مسروقا ذكر أنّ الكافة أخبرته بذلك عن معاذ لقامت الحجة بذلك، فمسروق هو الثقة الإمام غير المتهم لكنه لم يقل قط هذا ولا يحل أنْ يقول مسروق رحمه الله ما لم يقل فيكذب عليه، ولكن لما أمكن في ظاهر الأمر أنْ يكون عند مسروق هذا الخبر عن تواتر أو عن ثقة أو عمن لا تجوز الرواية عنه لم يجز القطع في دين الله تعالى ولا على رسوله صلى الله عليه وسلم بالظن الذي هو أكذب الحديث، ونحن نقطع أنّ هذا الخبر لو كان عند مسروق عن ثقة لما كتمه، ولو كان صحيحا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما طمسه الله تعالى المتكفل بحفظ الذكر المنزل على نبيه عليه السلام المتم لدينه لنا هذا الطمس حتى لا يأتي إلا من طريق واهية.

ثم قال بعد أنْ ذكر كلاما طويلا: ثم استدركنا فوجدنا حديث مسروق إنما ذكر فيه فعل معاذ باليمن في زكاة البقر، وهو بلا شك قد أدرك معاذا وشهد حكمه وعمله المشهور المنتشر فصار نقله لذلك ولأنّه عن عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نقلا عن الكافة عن معاذ بلا شك فوجب القول به" المحلى 5/ 429 - 438

(1) لم أره عن سفيان مرسلا وإنما رواه جماعة عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ، منهم: عبد الرزاق وزيد بن أبي الزرقاء وقبيصة وإسحاق الأزرق والفريابي وعبد الله بن الوليد العدني.

ص: 1857

وقال أبو الحسن بن القطان الفاسي: ولا أقول إنّ مسروقا سمع من معاذ إنما أقول إنّه يجب على أصولهم أنْ يحكم بحديثه عن معاذ، بحكم حديث المتعاصرين اللذين لم يعلم انتفاء اللقاء بينهما فإن الحكم فيه أنْ يحكم له بالاتصال عند الجمهور، وشرط البخاري وابن المديني أنْ يعلم اجتماعهما ولو مرة واحدة، فهما إذا لم يعلما لقاء أحدهما للآخر لا يقولان في حديث أحدهما عن الآخر منقطع إنما يقولان لم يثبت سماع فلان من فلان، فإذن ليس في حديث المتعاصرين إلا رأيان، أحدهما: أنّه محمول على الاتصال، والآخر: أنْ يقال لم يعلم اتصال ما بينهما، فأما الثالث وهو أنّه منقطع فلا" نصب الراية 2/ 347

قلت: الذي عليه المحققون من أهل العلم كابن المديني والبخاري والشافعي وأبي بكر الصيرفي وابن الصلاح والنووي وغيرهم أنّه لا يكتفى بالمعاصرة في قبول الأخبار بل لا بد من ثبوت اللقاء بين المتعاصرين ولو مرة واحدة وأنكر غير واحد على مسلم اكتفاءه بالمعاصرة ونقله الإجماع في ذلك.

قال الحافظ: ومن لم يوصف بالتدليس من الثقات إذا روى عمن لقيه بصيغة محتملة حملت على السماع، وإذا روى عمن عاصره بالصيغة المحتملة لم يحمل على السماع في الصحيح المختار وفاقا للبخاري وشيخه ابن المديني" تعريف أهل التقديس ص 12

قال النووي: وهو الصحيح" شرح صحيح مسلم 1/ 25

• ورواه محمد بن إسحاق المدني قال: ثني الأعمش عن أبي وائل عن معاذ، ولم يذكر مسروقا.

أخرجه النسائي (5/ 18) وفي "الكبرى"(2233)

• ورواه غير واحد عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق مرسلا، منهم:

1 -

شعبة.

أخرجه الطيالسي (ص 77) والهيثم بن كليب (1348) وابن البختري في "حديثه"(560)

2 -

مروان بن معاوية الفزاري.

أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(ص 34 - 35 و 468) والهيثم بن كليب (1350) والبلاذري في "فتوح البلدان"(ص 50)

3 -

أبو عَوَانة الوضاح بن عبد الله اليشكري.

أخرجه الهيثم بن كليب (1352) وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 130)

ص: 1858

4 -

جرير بن عبد الحميد الرازي.

أخرجه الهيثم بن كليب (1353)

قال الترمذي: وهذا أصح"

ورجحه الدارقطني في "العلل"(التلخيص 2/ 152)

وقال ابن عبد البر: رواه شعبة وجماعة عن الأعمش كما رواه أبو عوانة بإسناده هذا وهو حديث صحيح"

قلت: رواية شعبة ومن تابعه توافق رواية الثوري ومن تابعه من جهة الانقطاع، فمسروق عن معاذ مرسل، ومسروق عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل كذلك.

• ورواه وكيع عن الأعمش عن إبراهيم وأبي وائل مرسلا ولم يذكر مسروقا.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 127)

- ورواه عاصم بن بَهْدَلة عن أبي وائل واختلف عن عاصم:

• فرواه أبو بكر بن عياش عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ قال: فذكر نحوه وزاد: وأمرني أنْ آخذ مما سقت السماء أو سقي بَعْلاً العشر، والدوالي نصف العشر.

أخرجه يحيى بن آدم في "الخراج"(228) ومن طريقه البيهقي (9/ 187) وفي "المعرفة"(13/ 373) عن أبي بكر بن عياش عن عاصم به.

وأخرجه الدارمي (1631)

عن عاصم بن يوسف اليربوعي

و (1632)

عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي

والهيثم بن كليب (1351) والطبراني في "الكبير"(20/ 129) واللفظ له

عن محمد بن سعيد بن الأصبهاني

كلهم عن أبي بكر بن عياش به.

وخالفهم سليمان بن داود الهاشمي فرواه عن أبي بكر بن عياش ثنا عاصم عن أبي وائل عن معاذ ولم يذكر مسروقا.

ص: 1859

أخرجه أحمد (5/ 233)

والأول أصح.

• ورواه شَريك بن عبد الله النخعي عن عاصم عن أبي وائل عن معاذ ولم يذكر مسروقا.

أخرجه أحمد (5/ 247)

وشريك مختلف فيه.

الثاني: يرويه الأعمش عن إبراهيم النخعي واختلف عن الأعمش:

• فقيل: عن الأعمش عن إبراهيم عن مسروق عن معاذ.

أخرجه أبو داود (1577) والنسائي (5/ 18) وفي "الكبرى"(2232) وابن خزيمة (2268) والطبراني في "الكبير"(20/ 129) والدارقطني (2/ 102) والبيهقي (4/ 98 و 9/ 193)

عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير (1)

وقاسم المطرز (27) وابن خزيمة (2268) والطبراني في "الكبير"(20/ 129 - 130)

عن عبد الرحمن بن مَغْراء الكوفي

قالا: ثنا الأعمش عن إبراهيم به.

• وخالفهما يعلي بن عبيد الطنافسي فرواه عن الأعمش عن إبراهيم قال: قال معاذ، ولم يذكر مسروقا.

أخرجه ابن زنجويه في "الأموال"(105 و 1454) والدارمي (1630) والنسائي (5/ 17) وفي "الكبرى"(2231) والقاسم المطرز (28) والهيثم بن كليب (1347) والعِيسوي (9) والبيهقي (4/ 98 و 9/ 193) وفي "الصغرى"(1174 و 3708)

• ورواه عيسى بن يونس عن الأعمش عن إبراهيم عن مسروق عن ابن مسعود.

أخرجه قاسم المطرز (29)

(1) اختلف فيه على أبو معاوية، فرواه عثمان بن أبي شيبة وعبد الله بن محمد النفيلي ومحمد بن المثنى وأحمد بن حرب عنه عن الأعمش عن إبراهيم عن مسروق عن معاذ، وخالفهم أبو بكر بن أبي شيبة (3/ 126 - 127) فرواه عن أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن مسروق مرسلا.

ص: 1860

قال البيهقي: قال أبو داود في بعض النسخ: هذا حديث منكر، بلغني عن أحمد أنّه كان ينكر هذا الحديث إنكارا شديدا.

قال البيهقي: إنما المنكر رواية أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن مسروق عن معاذ، فأما رواية الأعمش عن أبي وائل عن مسروق فإنها محفوظة قد رواها عن الأعمش جماعة منهم: الثوري وشعبة ومعمر وجرير وأبو عوانة ويحيى بن سعيد وحفص بن غياث، وقال بعضهم: عن معاذ، وقال بعضهم: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن أو ما في معناه. وأما حديث الأعمش عن إبراهيم فالصواب ما رواه يعلي بن عبيد عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق والأعمش عن إبراهيم قالا: قال معاذ: فذكر الحديث.

قال: هذا هو المحفوظ حديث الأعمش عن أبي وائل عن مسروق، وحديثه عن إبراهيم منقطع ليس فيه ذكر مسروق.

الثالث: يرويه أبو صالح عن مسروق عن معاذ.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 130) من طريق زيد بن حبان عن ابن أبي ليلى عن أبي صالح به.

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

الرابع: يرويه طاوس واختلف عنه:

- فرواه حميد بن قيس المكي عن طاوس أنّ معاذ بن جبل أخذ من ثلاثين بقرة تبيعا، ومن أربعين بقرة مسنة، وأُتي بما دون ذلك فأبى أنْ يأخذ منه شيئا. وقال: لم أسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه شيئا، حتى ألقاه فأسأله. فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أنْ يقدم معاذ بن جبل.

أخرجه مالك في "الموطأ"(1/ 259) عن حميد بن قيس (1) به.

وأخرجه الشافعي في "الأم"(2/ 7) وعبد الرزاق (6856) عن مالك به.

وأخرجه البيهقي في "الكبرى"(4/ 98)

عن يحيى بن عبد الله بن بكير

وفيها وفي "المعرفة"(7944)

(1) تابعه يحيى بن سعيد الأنصاري عن طاوس به، إلا أنّه لم يذكر ما دون الثلاثين.

أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(ص 469)

ص: 1861

عن الشافعي

والبغوي في "شرح السنة"(1572)

عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري

وأبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف"(13/ 237) والهيثم بن كليب (1409)

عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي

أربعتهم عن مالك به.

قال ابن عبد البر: هذا الحديث ظاهره الوقوف على معاذ بن جبل من قوله، إلا أنّ في قوله: أنّه لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم فيما دون الثلاثين والأربعين من البقر شيئا دليلا واضحا على أنّه قد سمع منه صلى الله عليه وسلم في الثلاثين والأربعين ما عمل به في ذلك، مع أنّه لا يكون مثله رأيا، وإنما هو توقيف ممن أمر بأخذ الزكاة من المؤمنين يطهرهم ويزكيهم بها صلى الله عليه وسلم " التمهيد 2/ 273

قلت: وطاوس لم يسمع من معاذ شيئا، قاله ابن المديني، وقال أبو زرعة: طاوس عن معاذ مرسل.

قال ابن عبد البر: وحديث طاوس عندهم عن معاذ غير متصل، ويقولون إنّ طاوسا لم يسمع من معاذ شيئا، وقد رواه قوم عن طاوس عن ابن عباس عن معاذ، إلا أنّ الذين أرسلوه أثبت من الذين أسندوه" التمهيد 2/ 274

وقال الشافعي: طاوس عالم بأمر معاذ وإنْ كان لم يلقه على كثرة من لقي ممن أدرك معاذا من أهل اليمن فيما علمت"

- ورواه الحكم بن عُتيبة واختلف عنه:

• فقال عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي: عن الحكم عن طاوس عن ابن عباس قال: لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن، أمره أنْ يأخذ من كل ثلاثين من البقر، تبيعا أو تبيعة، جَذَعا أو جَذَعة، ومن كل أربعين بقرة بقرة مُسِنة، فقالوا: فالأوقاص؟ قال: ما أمرني فيها بشيء، وسأسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدمت عليه، فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله عن الأوقاص، فقال "ليس فيها شيء".

قال المسعودي: والأوقاص ما دون الثلاثين، وما بين الأربعين إلى الستين.

ص: 1862

أخرجه البزار (كشف 892) والدارقطني (2/ 99) وابن حزم في "المحلى"(5/ 422) والبيهقي (4/ 99) وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 274) من طريق بقية بن الوليد ثني المسعودي عن الحكم به.

وأخرجه الدارقطني (2/ 94) والبيهقي (4/ 98) من طريق الحسن بن عُمارة ثنا الحكم عن طاوس عن ابن عباس قال: فذكر نحوه (1).

قال البزار: إنما يرويه الحفاظ عن الحكم عن طاوس مرسلا، ولم يتابع بقية على هذا أحد، ورواه الحسن بن عمارة عن الحكم عن طاوس عن ابن عباس، والحسن لا يحتج بحديثه إذا تفرد به"

وقال ابن عبد البر: لم يسنده عن المسعودي عن الحكم غير بقية بن الوليد، وقد اختلفوا في الاحتجاج بما ينفرد به بقية عن الثقة، وله روايات عن مجهولين لا يعرج عليهم، وقد رواه الحسن بن عمارة عن الحكم عن طاوس عن ابن عباس عن معاذ كما رواه بقية عن المسعودي عن الحكم، والحسن مجتمع على ضعفه"

وقال الحافظ: وهذا موصول لكن المسعودي اختلط وتفرد بوصله عنه بقية بن الوليد، وقد رواه الحسن بن عمارة عن الحكم أيضا لكن الحسن ضعيف" التلخيص 2/ 152

قلت: لم أر أحدا ذكر سماع بقية من المسعودي أهو قبل اختلاط المسعودي أم بعده، وقد تكلم ابن المديني وابن عدي فيما يرويه بقية عن غير أهل الشام، فقال ابن المديني: ما رواه عن أهل الحجار والعراق ضعيف جدا، وقال ابن عدي: إذا روى عن غير أهل الشام خلط.

• ورواه ابن أبي ليلى عن الحكم مرسلا لم يذكر طاوسا ولا ابن عباس.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 129 و 14/ 209) عن عبد الله بن نُمير عن ابن أبي ليلى عن الحكم قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا فأمره أنْ يأخذ من البقر من كل ثلاثين تبيعا أو تبيعة، ومن كل أربعين مسنة. فسألوه عن فضل ما بينهما فأبى أنْ يأخذه حتى سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال "لا تأخذ شيئا".

وابن أبي ليلى ضعيف.

(1) ورواه سوار بن مصعب عن ليث عن مجاهد وطاوس عن ابن عباس رفعه "ليس في البقر العوامل صدقة، ولكن في كل ثلاثين، تبيع، وفي كل أربعين، مسن أو مسنة"

أخرجه ابن عدي (3/ 1293) والدارقطي (2/ 103)

وسوار قال النسائي وغيره: متروك الحديث.

ص: 1863

• ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور عن الحكم قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى معاذ بن جبل باليمن أنْ يأخذ من كل حَالِم أو حَالِمة دينارا أو قيمته، ولا يفتن يهودي عن يهوديته.

أخرجه يحيى بن آدم في "الخراج"(229) ومن طريقه البيهقي (9/ 193 - 194)

ورواته ثقات إلا أنّه مرسل.

• ورواه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان عن الحكم عن مِقْسم عن ابن عباس.

أخرجه البيهقي (9/ 194)

وأبو شيبة ضعيف.

الخامس: يرويه سلمة بن أسامة عن يحيى بن الحكم أنّ معاذا قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق أهل اليمن وأمرني أنْ آخذ من البقر من كل ثلاثين، تبيعا، ومن كل أربعين، مسنة، قال: فعرضوا عليّ أنْ آخذ ما بين الأربعين أو الخمسين وبين الستين والسبعين وما بين الثمانين والتسعين فأبيت ذاك وقلت لهم: حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقدمت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فأمرني أنْ آخذ من كل ثلاثين، تبيعا، ومن كل أربعين، مسنة، ومن الستين تبيعين، ومن السبعين مسنة وتبيعا، ومن الثمانين مسنتين، ومن التسعين ثلاثة أتباع، ومن المائة مسنة وتبيعين، ومن العشرة والمائة مسنتين وتبيعا، ومن العشرين ومائة ثلاث مسنات أو أربعة أتباع، قال: وأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ لا آخذ فيما بين ذلك شيئا إلا أنْ يبلغ مسنة أو جَذَعا، وزعم أنّ الأوقاص فريضة فيها.

أخرجه أحمد (5/ 240) والروياني في "مسنده" وابن عساكر في "تاريخه" كما في "التعجيل"(ص 442) من طرق عن عبد الله بن وهب عن حَيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن سلمة بن أسامة به.

• ورواه ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه:

فقال عبد الله بن يوسف التنيسي: أنا ابن لهيعة ثني يزيد بن أبي حبيب عن سلمة بن أسامة عن يحيى بن الحكم أنّ معاذا قال: فذكره.

أخرجه ابن زنجويه في "الأموال"(1456 و 1462) عن عبد الله بن يوسف به.

ورواه أبو الأسود النضر بن عبد الجبار عن ابن لهيعة فلم يذكر يحيى بن الحكم.

ص: 1864

أخرجه أبو عبيد (1) في "الأموال"(ص 474 و 475) والهيثم بن كليب (1398)

والأول أصح لأنّ رواية عبد الله بن يوسف عن ابن لهيعة أعدل من غيرها.

وسلمة بن أسامة ويحيى بن الحكم قال الحسيني في "الإكمال": لا يعرفان.

وقال أيضا: يحيى بن الحكم لا يُدرى من هو.

وتعقبه الحافظ فقال: سلمة بن أسامة ذكره أبو سعيد بن يونس في المصريين فقال: روى عنه يزيد بن أبي حبيب، ثم ساق حديثه من طريق حيوة عن يزيد بن أبي حبيب عنه عن يحيى بن الحكم أنّ معاذ بن جبل قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ آخذ من كل ثلاثين بقرة تبيعا. قال ابن يونس: يحيى بن الحكم هو أخو مروان بن الحكم الخليفة.

وقال الحافظ: يحيى بن الحكم معروف وهو ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عم عثمان بن عفان وأخو مروان بن الحكم وقع له ذكر في الصحيح، وقد ذكر أبو سعيد بن يونس في ترجمة سلمة بن أسامة الراوي عنه أنّه روى عن يحيى بن الحكم بن أبي العاص، وكذا قال ابن عساكر وأخرج في ترجمته الحديث الذي في "المسند".

وذكره أبو زرعة الدمشقي في كتاب "الإخوة" فقال: حدّث يحيى بن الحكم عن معاذ بن جبل.

وذكر غيره أنّه لم يدرك معاذا لأنّ وفاته قديمة وهو كذلك" التعجيل ص 158 - 159 و 441 - 442

السادس: يرويه عبد الله بن نُمير عن عبيد الله بن عمر قال: سألت نافعا عن البقر فقال: بلغني عن معاذ بن جبل أنّه قال: في كل ثلاثين، تبيع أو تبيعة، وفي كل أربعين بقرة، بقرة.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 127) والبيهقي (4/ 98)

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 127) والبيهقي (4/ 98)

وهو موقوف بإسناد منقطع.

وللحديث شاهد عن علي وعن ابن مسعود وعن أنس وعن عمرو بن حزم وعن الشعبي مرسلا وعن الحسن البصري مرسلا.

(1) ورواه أبو عبيد أيضا (ص 474) عن أبي الأسود عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سلمة بن أسامة عن يحيى بن الحكم مرسلا ولم يذكر معاذا.

ص: 1865

فأما حديث علي فيرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه:

- فرواه زهير بن معاوية الكوفي عن أبي إسحاق واختلف عن زهير:

• فقيل: عن زهير ثنا أبو إسحاق عن عاصم بن ضَمْرَة وعن الحارث الأعور عن علي - قال زهير: أحسبه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكر الحديث وفيه "وفي البقر في كل ثلاثين، تبيع، وفي الأربعين مسنة"

أخرجه أبو داود (1572) والبيهقي (4/ 93 - 94 و 99 و 106)

عن عبد الله بن محمد النفيلي

وابن خزيمة (2270)

عن عمرو بن خالد الجرار (1)

قالا: ثنا زهير بن معاوية به.

• ورواه أبو نُعيم الفضل بن دُكين عن زهير وأوقفه على عليّ.

أخرجه ابن زنجويه في "الأموال"(1461)

- ورواه أيوب بن جابر اليمامي عن أبي إسحاق فجزم به عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر الحارث الأعور.

أخرجه ابن خزيمة (2262)

وأيوب بن جابر قال ابن معين وغيره: ضعيف.

وتابعه أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق به.

أخرجه أبو عبيد (1054)

وسماع أبي بكر من أبي إسحاق ليس بذاك القوي. قاله أبو حاتم (العلل 1/ 35)

- ورواه غير واحد عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي قوله.

أخرجه عبد الرزاق (6794 و 6842) وابن حزم في "المحلى"(5/ 435)

عن مَعْمَر بن راشد

(1) لم يسم الحارث الأعور في روايته.

ص: 1866

وعبد الرزاق (6842)

عن الثوري

وابن أبي شيبة (3/ 127)

عن زكريا بن أبي زائدة

ثلاثتهم عن أبي إسحاق به.

وهذا أصح لأنّ الثوري سمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه، وزهير بن معاوية سمع من أبي إسحاق بعد اختلاطه.

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 126) وعنه أبو يعلى (5016) عن عبد السلام بن حرب المُلائي الكوفي عن خُصَيف بن عبد الرحمن عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه رفعه "في ثلاثين من البقر، تبيع أو تبيعة، وفي أربعين، مسنة".

وأخرجه ابن ماجه (1804) والترمذي (622) وابن الجارود (344) والبيهقي (4/ 99) والذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 62) وفي "تذكرة الحفاظ"(2/ 502) وأبو بكر المراغي في "المشيخة"(ص 182 - 183) من طرق عن عبد السلام بن حرب به.

ولم ينفرد عبد السلام بن حرب به بل تابعه مسعود بن سعد الجعفي ثنا خصيف عن أبي عبيدة عن أبيه قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدقة البقر إذا بلغ البقر ثلاثين، فيها تبيع من البقر جذع أو جذعة حتى تبلغ أربعين، فإذا بلغت أربعين ففيها بقرة مسنة، فإذا كثرت البقر ففي كل أربعين من البقر، بقرة مسنة.

أخرجه أحمد (1/ 411)

قال الترمذي: أبو عبيدة بن عبد الله لم يسمع من عبد الله أبيه"

وكذا قال النسائي (السنن 3/ 86) والبيهقي (السنن 5/ 333) وأبو حاتم (المراسيل ص 256 و 257) وغيرهم.

وأما حديث أنس فأخرجه البيهقي (4/ 99) من طريق سفيان الثوري عن أبان بن أبي عياش عن أنس رفعه "في أربعين من البقر مسنة، وفي ثلاثين، تبيع أو تبيعة"

وإسناده ضعيف جدا، أبان متروك الحديث، قاله أحمد وابن معين والنسائي وأبو حاتم والفلاس وغيرهم.

وأما حديث عمرو بن حزم فيرويه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم واختلف عنه:

ص: 1867

- فرواه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:

• قال سليمان بن داود الخولاني: عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن والديات وبعث به مع عمرو بن حزم، فقرأت على أهل اليمن وهذه نسختها:

فذكرها وفيها: وفي كل ثلاثين باقورة (1) تَبِيع جَذَع أو جَذَعة، وفي كل أربعين باقورة بقرة"

أخرجه أبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف"(8/ 147) وعبد الله الدارمي (1628 و1635 و1642 و2271 و2357 و2359 و2369 و2370 و2371 و2376 و2378 و2380) وعثمان الدارمي في "الرد على المريسي"(ص 131) وأبو القاسم البغوي في "مسائل أحمد بن حنبل"(73 و 99) عن أبي صالح الحكم بن موسى القَنْطري أنبا يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الديات"(ص 67 و 69 و 72) وابن نصر في "السنة"(234) والنسائي (8/ 51 - 52) وفي "الكبرى"(7058) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 34 و 35 و 4/ 374) والعقيلي (2/ 127) وابن حبان (6559) والطبراني في "الأحاديث الطوال"(56) وابن عدي (3/ 1123 - 1124 و 1124) وعبد الجبار الخولاني في "تاريخ داريا"(ص 86) والدارقطني (1/ 122 و 2/ 285) والحاكم (1/ 395 - 397) واللالكائي في "السنة"(571 و 572) وأبو نعيم في "الصحابة"(4974) وابن حزم في "المحلى"(5/ 432 - 433) والبيهقي (1/ 87 - 88 و309 و 4/ 89 - 90 و99 و352 و8/ 25 و28 و73 و79 و81 و88 و88 - 89 و95 و97 و121) وفي "الشعب"(1935) وفي "الخلافيات"(297) وفي "معرفة السنن"(6/ 101 - 102) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 339 - 340 و397) والخطيب في "التاريخ"(8/ 228) وفي "الكفاية"(ص 172 - 173) وابن الجوزي في "التحقيق"(178) والمزي في "التهذيب"(11/ 419 - 422) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 98 و 386) من طرق عن الحكم بن موسى به (2).

طوله بعضهم واختصره بعضهم.

قال أبو القاسم البغوي: سئل أحمد عن حديث عمرو بن حزم في الصدقات: صحيح هو؟ فقال: أرجو أنْ يكون صحيحا" مسائل أحمد لأبي القاسم البغوي ص 51 و 84

(1) الباقورة: جماعة البقر.

(2)

وتابعه أحمد بن سليمان عن يحيى بن حمزة به.

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 10)

ص: 1868

وقال ابن حبان: سليمان بن داود هذا هو الخولاني من أهل دمشق ثقة مأمون" الإحسان

وقال في "المجروحين"(1/ 334): سليمان بن داود الخولاني الذي يروي عن الزهري حديث الصدقات دمشقي صدوق مستقيم الحديث"

وقال الحاكم: وسليمان بن داود الدمشقي الخولاني معروف بالزهري وإنْ كان ابن معين غمزه فقد عدله غيره.

ثم أسند عن ابن أبي حاتم قال: سمعت أبي وسئل عن حديث عمرو بن حزم في كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتبه له في الصدقات فقال: سليمان بن داود الخولاني عندنا ممن لا بأس به.

قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول ذلك"

وقال البيهقي: وقد أثنى علي سليمان بن داود الخولاني هذا أبو زرعة الرازي وأبو حاتم الرازي وعثمان بن سعيد الدارمي وجماعة من الحفاظ ورأوا هذا الحديث الذي رواه في الصدقة موصول الإسناد حسنا"

وقال يعقوب بن سفيان: لا أعلم في جميع الكتب كتابا أصح من كتاب عمرو بن حزم، كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون يرجعون إليه ويدعون آراءهم" تهذيب الكمال 11/ 419

وقال الخطيب: لا أعلم أحدا تابع عليه الحكم بن موسى"

قلت: قد توبع كما تقدم.

واختلف في هذا الحديث على يحيى بن حمزة، فرواه غير واحد عنه عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده به. فجعلوه عن سليمان بن أرقم لا سليمان بن داود، وممن رواه عن يحيى بن حمزة هكذا:

1 -

محمد بن بكار بن بلال الدمشقي.

أخرجه أبو داود في "المراسيل"(تحفة 8/ 147) والنسائي (8/ 52 - 53) وفي "الكبرى"(7059)

2 -

جامع بن بكار بن بلال.

أخرجه أبو داود في "المراسيل"

ص: 1869

3 -

أبو هبيرة محمد بن الوليد بن هبيرة الهاشمي.

قال: قرأت في أصل يحيى بن حمزة ثني سليمان بن أرقم.

أخرجه أبو داود في "المراسيل".

4 -

دُحيم.

قال صالح جزرة: حدثنا دحيم قال: نظرت في أصل كتاب يحيى بن حمزة حديث عمرو بن حزم في الصدقات فإذا هو عن سليمان بن أرقم.

قال صالح: فكتب هذا الكلام عني مسلم بن الحجاج" الميزان 2/ 201 - 202

وقال النسائي: وهذا أشبه بالصواب، وسليمان بن أرقم متروك الحديث"

وقال أبو داود: وهذا وهم من الحكم بن موسى"

وقال عبد الجبار الخولاني: إنّ هذا غلط من الحكم بن موسى وقد قال أحمد بن حنبل: إنّ الذي حدّث بحديث الصدقات عن الزهري هو سليمان بن داود الجزري (1). وهو غلط أيضا، والذي صح عندنا أنّه روى حديث الصدقات عن الزهري هو سليمان بن أرقم، هكذا هو مكتوب في أصل يحيى بن حمزة: سليمان بن أرقم، وهو الصواب"

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن سليمان بن داود فقال: من الناس من يقول: سليمان بن أرقم، وقد كان قدم يحيى بن حمزة العراق فيرون أنّ الأرقم لقب وأنّ الاسم داود، ومنهم من يقول: سليمان بن داود الدمشقي شيخ ليحيى بن حمزة لا بأس به، فلا أدري أيهما هو وما أظنّ أنه هذا الدمشقي، ويقال أنهم أصابوا هذا الحديث بالعراق من حديث سليمان بن أرقم" العلل 1/ 222

وقال أبو الحسن الهروي: الحديث في أصل يحيى بن حمزة عن سليمان بن أرقم، غلط عليه الحكم" الميزان 2/ 201

وقال ابن منده: رأيت في كتاب يحيى بن حمزة بخطه عن سليمان بن أرقم عن الزهري وهو الصواب" الميزان

(1) هكذا جاء في رواية ابن حزم في "المحلى"، قال أبو زرعة الدمشقي: عرضت على أحمد بن حنبل حديث يحيى بن حمزة الطويل بالديات فقال: هذا رجل من أهل الجزيرة يقال له سليمان بن أبي داود ليس بشيء، فحدثت أنه وجد في أصل يحيى بن حمزة عن سليمان بن أرقم عن الزهري ولكن الحكم بن موسى لم يضبط" الكامل 3/ 1124

وتعقبهما ابن عدي فقال: وجميعا خطأ والحكم بن موسى قد ضبط ذلك وسليمان بن داود الخولاني

صحيح كما ذكره الحكم"

ص: 1870

وقال الذهبي: قلت: ترجح أنّ الحكم بن موسى وهم ولا بد، وسليمان هو ابن أرقم فالحديث إذا ضعيف الإسناد" الميزان

وقال الحافظ: قلت: أما سليمان بن داود الخولاني فلا ريب في أنّه صدوق، ولكن الشبهة دخلت على حديث الصدقات من جهة أنّ الحكم بن موسى غلط في اسم والد سليمان فقال: سليمان بن داود، وإنما هو سليمان بن أرقم فمن أخذ بهذا ضعف الحديث ولا سيما مع قول من قال أنه قرأه كذلك في أصل يحيى بن حمزة.

ثم ذكر كلام دحيم وابن منده ثم قال: وأما من صححه فأخذوه على ظاهره في أنّه سليمان بن داود وقوي عندهم أيضا بالمرسل الذي رواه معمر عن الزهري" التهذيب 4/ 190

• ورواه غير واحد عن الزهري مرسلا، منهم:

1 -

يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري قال: قرأت كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتب لعمرو بن حزم حين بعثه على نجران، وكان الكتاب عند أبي بكر بن حزم، فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكر نص الكتاب.

أخرجه أبو داود في "المراسيل"(تحفة 8/ 147) والنسائي (8/ 53) وفي "الكبرى"(7060) والعقيلي (2/ 127) والبيهقي (8/ 80 - 81 و 85) وفي "الصغرى"(3038)

2 -

شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: قرأت صحيفة عند أبي بكر بن حزم ذكر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبها لعمرو بن حزم

أخرجه البخاري في "لكبير"(2/ 2/ 10) وأبو داود في "المراسيل"(تحفة 13/ 427) وابن نصر (235) والعقيلي (2/ 127)

3 -

سعيد بن عبد العزيز الدمشقي عن الزهري قال: جاءني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم برقعة من آدم فيها مكتوب

أخرجه النسائي (8/ 53) وفي "الكبرى"(7061)

وهذا أصح، قال أبو داود: روي هذا الحديث مسندا ولا يصح"

- ورواه عبد الله ومحمد ابني أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيهما عن جدهما: أنّ في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم حين أمره على اليمن: وفرائض صدقة البقر، ليس فيما دون ثلاثين صدقة. فإذا بلغت ثلاثين ففيها عجل جذع، إلى أنْ تبلغ أربعين. فإذا بلغت أربعين، ففيها بقرة مسنة"

أخرجه ابن زنجويه في "الأموال"(1457) عن إسماعيل بن أبي أويس ثني أبي عن عبد الله ومحمد ابني أبي بكر به.

ص: 1871

وأخرجه ابن نصر (236) والحاكم (1/ 395) وابن حزم في "المحلى"(5/ 433 - 434) والبيهقي في "الخلافيات"(296) من طرق عن إسماعيل به.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال ابن حزم: أبو أويس ضعيف وهي منقطعة مع ذلك"

قلت: أبو أويس وابنه مختلف فيهما والرواية منقطعة كما قال ابن حزم.

ولم ينفرد أبو أويس به بل تابعه:

1 -

مَعْمَر بن راشد عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن جده.

أخرجه عبد الرزاق (17314 و 17358 و 17408 و 17457 و 17488 و 17619

و17679 و 17694) عن معمر به (1).

ومن طريقه أخرجه الدارمي (1629) وابن الجارود (784 و 786) وابن خزيمة (2269) والدارقطني (3/ 210) والبيهقي في "الخلافيات"(295)

وأخرجه البيهقي (8/ 81) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني عن معمر به.

ورواه نعيم بن حماد عن ابن المبارك واختلف عنه:

• فرواه عثمان الدارمي في "الرد على المريسي"(ص 131 - 132) عن نعيم عن ابن المبارك عن معمر عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن جده.

• ورواه محمد بن إسماعيل الترمذي عن نعيم فلم يذكر عن جده.

(1) أخرجه في موضع آخر (6793) فلم يذكر عن أبيه عن جده. وأخرجه في (1328) ولم يذكر عن جده. وأخرجه في "التفسير"(3/ 273) عن معمر عن عبد الله ومحمد ابني أبي بكر بن حزم عن أبيهما به ولم يذكر عن جدهما.

وأخرجه الدارقطني (1/ 121 - 122) من طريق محمد بن عبد الملك بن زنجويه ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن عبد الله ومحمد ابني أبي بكر بن حزم عن أبيهما به.

وأخرجه (1/ 121) من طريق الحسن بن أبي الربيع الجرجاني ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه به.

وقال: مرسل ورواته ثقات"

ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 87)

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(2/ 103) عن إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه به.

وأخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الحجة"(210) من طريق الطبراني ثنا الدبري به.

ص: 1872

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 396 - 397)

• ورواه عمر بن موسى بن فيروز التوزي عن نعيم ثنا ابن المبارك عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 200)

ونعيم مختلف فيه.

2 -

عمران بن أبي الفضل.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات"(ص 60 و111 - 112)

وعمران ضعيف.

واختلف فيه على عبد الله بن أبي بكر:

• فقال محمد بن إسحاق المدني: ثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن: فذكره.

ولم يقل ابن إسحاق: عن أبيه عن جده.

أخرجه البيهقي (9/ 194) من طريق أحمد عبد الجبار العُطَاردي ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق به.

ومن هذا الطريق أخرجه في "الخلافيات"(294) وزاد فيه: عن أبيه.

وهكذا رواه أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج عن يونس بن بكير وزاد فيه: عن أبيه.

أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير"(8482 و10779)

• ورواه مالك (2/ 849) عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه ولم يذكر عن جده.

ومن طريقه أخرجه ابن وهب في "الموطأ"(510) والشافعي في "السنن المأثورة"(618) والنسائي (8/ 54) وفي "الكبرى"(7062) وأبو القاسم البغوي في "مسائل أحمد بن حنبل"(100) والدارقطني في "غرائب مالك"(نصب الراية 1/ 197) والبيهقي (8/ 73 و 81 و82 و 87 و91) وأبو محمد البغوي (1) في "شرح السنة"(275 و 2538)

(1) وسقط منه في الموضع الأول: عن أبيه.

ص: 1873

قال ابن عبد البر: لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث بهذا الإسناد" التمهيد 17/ 338

قلت: رواه يحيى بن عبد الله بن بكير عن مالك فلم يذكر عن أبيه عن جده.

أخرجه البيهقي في "معرفة السنن"(1/ 318)

وهو في "الموطأ"(1/ 199) في موضع آخر هكذا.

وأخرجه أبو داود في "المراسيل"(تحفة الأشراف 13/ 427) عن القعنبي (1) عن مالك به.

ورواه أبو ثور هاشم بن ناجية عن مبشر بن إسماعيل عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن جده

أخرجه الدارقطني في "غرائب مالك"(نصب الراية 1/ 197)

وقال: تفرد به أبو ثور عن مبشر عن مالك فأسنده عن جده، والصواب عن مالك ليس فيه عن جده"

• رواه ابن لهيعة عن عمارة بن غزية عن عبد الله بن أبي بكر فلم يذكر عن أبيه عن جده.

أخرجه ابن وهب في "الموطأ"(181)

- ورواه إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده.

أخرجه الدارقطني (3/ 209 - 210)

وإسماعيل روايته عن الحجازيين ضعيفة وهذه منها.

- ورواه محمد بن عُمارة بن عمرو بن حزم عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: كان في كتاب عمرو بن حزم حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران: فذكره.

أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 155 و159 و 180) وإسحاق في "مسنده"(المطالب 90) وأبو داود في "المراسيل"(تحفة الأشراف 13/ 427) والدارقطني (1/ 121)

عن عبد الله بن إدريس الكوفي

والدارقطني (3/ 209) والبيهقي (8/ 87 - 88 و 93)

(1) رواه علي بن عبد العزيز البغوي عن القعنبي فلم يذكر عن جده.

أخرجه الجورقاني في "الأباطيل"(362)

ص: 1874

عن حاتم بن إسماعيل المدني

كلاهما عن محمد بن عمارة به.

قال البوصيري: رجاله ثقات" مختصر الإتحاف 1/ 249

وأما حديث الشعبي فأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 127)

عن الأجلح بن عبد الله الكندي

وابن زنجويه (1459) والبيهقي (4/ 99)

عن داود بن أبي هند

كلاهما عن الشعبي قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن أنْ يؤخذ من ثلاثين من البقر تبيع أو تبيعة، وفي كل أربعين مسنة. واللفظ لابن أبي شيبة

وأما حديث الحسن فأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(ص 469)

عن هُشيم بن بشير

وابن زنجويه (1458)

عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين

قالا: أنا قرة بن خالد عن الحسن رفعه "في كل أربعين بقرة مسنة، وفي كل ثلاثين تبيعا جذعة"

ورجال ثقات لولا إرساله.

وخلاصة ما تقدم أنّ الحديث بطرقه وشواهده لا ينزل عن رتبة الحسن والله أعلم.

1321 -

"إنّ فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة"

قال الحافظ: أخرج ذلك مسلم (18) من حديث أبي سعيد، وروى أبو داود من طريق أم أبان بنت الوازع بن الزارع عن جدها زارع وكان في وفد عبد القيس قال: فجعلنا نتبادر من رواحلنا - يعني لما قدموا المدينة - فنقبل يد النبي صلى الله عليه وسلم وانتظر الأشج واسمه المنذر حتى لبس ثوبيه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له "إن فيك لخصلتين" الحديث" (1)

حديث زارع سيأتي الكلام عليه في الحديث الذي بعده.

(1) 9/ 147 (كتاب المغازي - باب وفد عبد القيس)

ص: 1875

1322 -

حديث الأشج العَصَري أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة" قال: يا رسول الله، قديما كانا فِيّ أو حديثا؟ قال "قديما" قال: الحمد لله الذي جَبَلَني على خلقين يحبهما.

قال الحافظ: وقد وقع في حديث الأشج العصري عند أحمد والنسائي والبخاري في "الأدب المفرد" وصححه ابن حبان أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (1)

حسن

وله عن الأشج العصري طريقان:

الأول: يرويه يونس بن عبيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أشج عبد القيس (2) قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم "إنّ فيك لخلقين (3) يحبهما الله" قلت: وما هما يا رسول الله؟ قال "الحلم والحياء (4) " قلت: قديما كان (5) أو حديثا؟ قال "قديما" قلت: الحمد لله الذي جبلني على خلقين أحبهما الله.

أخرجه ابن سعد (5/ 558 و 7/ 85) وابن أبي شيبة (8/ 522 و 12/ 202) وأحمد (4/ 205 - 206) والبخاري في "الأدب المفرد"(584) واللفظ له وفي "خلق أفعال العباد"(195 و196 و197 و198) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(2/ 589) وابن أبي عاصم في "السنة"(190) وفي "الآحاد"(1643) والنسائي في "الكبرى"(7746 و 8306) وأبو يعلى (6848) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(150) والخرائطي في "المكارم"(1/ 299) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 103) والطبراني في "مكارم الأخلاق"(29) والدارقطني في "المؤتلف"(4/ 1775 - 1776) وابن منده في "التوحيد"(715) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1076) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(1/ 425) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 117) من طرق عن يونس بن عبيد به.

قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ ابن أبي بكرة لم يدرك الأشج" المجمع 9/ 387 - 388

قلت: صرّح عبد الرحمن بن أبي بكر بالتحديث من الأشج في رواية عمر بن شبة،

(1) 13/ 68 (كتاب الأدب - باب حسن الخلق)

(2)

وفي روايات أخرى "الأشج العصري""أشج بني عصر""الأشج: أشج عبد القيس".

(3)

وفي لفظ "لخلتين" وفي لفظ آخر "لخصلتين".

(4)

وفي لفظ "الحلم والأناة" وفي لفظ آخر "الحلم والأناة أو الحلم والحياء" على الشك.

(5)

زاد غير واحد "فِيَّ"

ص: 1876

لكن الإسناد إليه ضعيف جدا، يرويه عمر بن شبة عن إسحاق بن إدريس الأسواري وهو متروك.

ووقع في رواية ابن أبي عاصم عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: قال لي أشج بني عصر.

وقوله "لي" أظنها زائدة لأنّ ابن أبي عاصم روى هذا الحديث عن ابن أبي شيبة وهو في "مصنفه" كما تقدم في موضعين فلم يذكر هذه الزيادة.

ووقع في رواية أحمد والنسائي والبخاري في "خلق أفعال العباد" والخرائطي: عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: قال أشج بني عصر. ولم يذكروا هذه الزيادة.

الثاني: يرويه الحجاج بن حسان التيمي ثنا المثنى العبدي أبو منازل عن الأشج العصري.

أخرجه ابن حبان وغيره وسيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما لي أرى وجوهكم قد تغيرت".

وللحديث شاهد عن مزيدة العبدي العَصَري وعن الزارع وعن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري

فأما حديث مزيدة العبدي فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(587) وفي "التاريخ الكبير"(4/ 2/ 31) وفي "خلق الأفعال"(202) وأبو الشيخ في "الطبقات"(480) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 326 - 327)

عن قيس بن حفص الدارمي

وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1690) وأبو يعلى (6850) والطبراني في "الكبير"(20/ 345 - 346) وأبو بكر بن المقرئ في "تقبيل اليد"(6) وأبو نعيم في "الصحابة"(6319) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 151) والمزي في "تهذيب الكمال"(13/ 354 - 356)

عن أبي جعفر محمد بن إبراهيم صُدْران البصري

قالا: ثنا طالب بن حُجَيْر العبدي ثني هود بن عبد الله بن سعد العَصَري سمع جده مزيدة (1) العبدي قال: بينما رسول صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه إذ قال "يطلع عليكم من هذا

(1) أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(3/ 69) من طريق يحيى بن راشد ثنا طالب بن حجير به إلا أنه قال: سمعت مرثد العبدي.

ص: 1877

الوجه ركب من خير أهل المشرق" فقام عمر بن الخطاب، فتوجه في ذلك الوجه فلقي ثلاثة عشر راكبا، فرحَّب وقرَّب وقال: من القوم؟ قالوا: قوم من عبد القيس. قال: فما أقدمكم هذه البلاد؟ التجارة؟ قالوا: لا، قال: فتبيعون سيوفكم هذه؟ قالوا: لا. قال: فلعلكم إنما قدمتم في طلب هذا الرجل؟ قالوا: أجل. فمشى معهم يحدثهم حتى نظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم: هذا صاحبكم الذي تطلبون. فرمى القوم بأنفسهم عن رحالهم، فمنهم من سعى سعيا، ومنهم من هرول، ومنهم من مشى حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوا بيده يقبلونها، وقعدوا إليه، وبقي الأشج -وهو أصغر القوم- فأناخ الإبل وعقلها، وجمع متاع القوم، ثم أقبل يمشي على تؤدة حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده فقبلها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله" قال: وما هما يا نبي الله؟ قال "الأناة والتؤدة" قال: أَجَبْلاً جُبلت عليه أو تَخلقا مني؟ قال "بل جَبْلٌ" فقال: الحمد لله الذي جبلني على ما يحب الله ورسوله" اللفظ لأبي يعلى.

قال الهيثمي: رواه الطبراني وأبو يعلى ورجالهما ثقات وفي بعضهم خلاف" المجمع 9/ 388

قلت: هود العصري ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، تفرد عنه طالب بن حجير، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.

وطالب بن حجير وثقه ابن حبان وابن عبد البر، وقال الذهبي في "الميزان": صالح الأمر إنْ شاء الله، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وأما ابن القطان فقال: مجهول الحال.

وأما حديث الزارع فيرويه مَطَر بن عبد الرحمن الأَعْنق حدثتني امرأة من عبد القيس يقال لها: أم أبان بنت الوازع بن الزارع عن جدها الزارع -وكان في وفد عبد القيس- قال: فذكر حديثا طويلا وفيه: وأما الأشج فإنّه أناخ راحلته وعقلها وطرح عنه ثياب السفر وعمد إلى ثوبين كانا في العَيْبَة حسنين فلبسهما. وذلك بعيني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصنع. ثم أقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أشج إنّ فيك خلتين يحبهما الله عز وجل ورسوله" قال: وما هما؟ قال "الحلم والأناة" فقال: يا رسول الله، خلتان تخلقتهما أو جبلني الله عز وجل عليهما؟ قال "بل الله تعالى جبلك عليهما" فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله عز وجل ورسوله عليه السلام.

أخرجه أبو داود (5225) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(905) وابن الأعرابي في "القبل"(41) والطبراني في "الكبير"(5313) وفي "الأوسط"(420) والبيهقي (7/ 102) وفي "الدلائل"(5/ 327 - 328) وفي "الشعب"(8560) والمزي في "التهذيب"(9/ 266 - 267)

ص: 1878

عن محمد بن عيسى ابن الطباع البغدادي

وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1684) والبزار (كشف 2746) وأبو القاسم البغوي (904) والطبراني في "الكبير"(5/ 317) وأبو بكر بن المقرئ في "تقبيل اليد"(20) وأبو نعيم في "الصحابة"(3093)

عن أبي داود الطيالسي

والبغوي في "معجم الصحابة" كما في "الإصابة"(9/ 213 - 214)

عن يحيى بن حماد

وابن بشكوال في "الغوامض والمبهمات"(1/ 97 - 98)

عن أبي الوليد الطيالسي

كلهم عن مطر بن عبد الرحمن به (1).

ورواه موسى بن إسماعيل التبوذكي عن مطر بن عبد الرحمن حدثتني امرأة من صباح عبد القيس يقال لها: أم أبان ابنة الوازع العبدي عن جدها أنّ جدها الزارع بن عامر قال: فذكر الحديث.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(975) وفي "خلق أفعال العباد"(203) وفي "التاريخ الكبير"(2/ 1/ 447) وابن منده في "معرفة الصحابة" كما في "الإصابة"(9/ 214) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 443 - 444)

ومن هذا الطريق أخرجه الطبراني في "الكبير"(5314) لكن وقع عنده: عن أبيها أنّ جدها انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).

قال البزار: لا نعلم روى الزارع إلا هذا"

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أم أبان إلا مطر بن عبد الرحمن"

وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب"(4/ 80) في ترجمة الزارع: روت عنه بنت ابنه أم أبان بنت الوازع عن جدها الزارع حديثا حسنا ساقته بتمامه وطوله سياقة حسنة"

(1) رواه أحمد بن عبد الملك بن واقد عن مطر بن عبد الرحمن به إلا أنّه قال: عن أبيها.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 241 و 3/ 189) وأبو نعيم في "الصحابة"(3092) والبيهقي في "الشعب"(8053)

(2)

رواه ابن أبي خيثمة عن موسى بن إسماعيل فقال فيه: أم أبان بنت الوازع عن جدها الوازع بن عامر خرج وافدا أخرجه ابن بشكوال في "المبهمات"(433)

ص: 1879

وقال الهيثمي: وفيه أم أبان بنث الوازع روى لها أبو داود وسكت على حديثها فهو حسن، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 390

قلت: أم أبان ذكرها الذهبي في "الميزان" في النسوة المجهولات، وقال: تفرد عنها مطر الأعنق.

وأما حديث جعفر بن عبد الله بن الحكم فأخرجه ابن سعد (5/ 557 - 558) عن الواقدي ثني عبد الحميد بن جعفر عن أبيه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدموا: يا رسول الله وفد عبد القيس، فقال "مرحبا بهم

" الحديث وفيه "فيك خصلتان يحبهما الله" فقال: ما هما يا رسول الله؟ قال "الحلم والأناة" فقال: يا رسول الله أشيء حدث أم جبلت عليه؟ قال "بل جبلت عليه"

والواقدي متروك الحديث.

لكن الحديث بطريقيه وشواهده حسن إنْ شاء الله سيما وأنّ له أصل من حديث أبي سعيد وابن عباس عند مسلم (17 و 18) لكن دون قوله "قديما كان أو حديثا" والله تعالى أعلم.

1323 -

"إنّ فيكم قوما يدأبون ويعملون حتى يُعجبوا الناس وتُعجبهم أنفسهم"

قال الحافظ: وعند الطبري من طريق سليمان التيمي عن أنس: ذكر لي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، ومن طريق حفص ابن أخي أنس عن عمه بلفظ "يتعمقون في الدين"(1)

صحيح

أخرجه أحمد (3/ 183 و 189) وفي "السنة"(1547) وابن أبي عاصم في "السنة"(978) وأبو يعلى (4066) والهروي في "ذم الكلام"(424) من طرق عن سليمان التيمي ثنا أنس قال: ذكر لي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولم أسمعه منه "إنّ فيكم قوما يعبدون ويدأبون حتى يعجبوا الناس وتعجبهم أنفسهم يَمْرُقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّمِيَّة"

قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 229

وقال البوصيري: رواه أبو يعلى بسند صحيح"

وقال أيضا: رواه ابن أبي شيبة وأحمد بن منيع بسند واحد رواته ثقات" إتحاف الخيرة 9/ 497 و 10/ 196

قلت: وهو كما قالا.

(1) 15/ 318 (كتاب استتابة المرتدين - باب قتل الخوارج)

ص: 1880

وأما طريق حفص ابن أخي أنس عن عمه فأخرجه البزار (كشف 1853) عن محمد بن معاوية بن يزيد الأنماطي ثنا خلف بن خليفة ثنا حفص عن أنس مرفوعا "إنّ قوما يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية"

خلف بن خليفة صدوق اختلط قبل موته، ولم أر أحدا صرّح بسماع محمد بن معاوية منه أهو قبل الاختلاط أم بعده، ومحمد صدوق، وحفص ثقة.

وله طريق ثالثة يرويها قتادة عن أنس مرفوعا "سيكون في أمتي اختلاف وفُرقة، وسيجيء قوم يعجبونكم وتعجبهم أنفسهم، الذين يقاتلونهم أولى بالله منكم، يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يدعون إلى الله وليسوا من الله في شيء فإذا لقيتموهم فأنيموهم" قالوا: يا رسول الله، انعتهم لنا، قال "آيتهم الحلق والتسبيت -يعني استيصال التقصير قال: والتسبيت استيصال الشعر.

أخرجه الحاكم (2/ 147) من طريق علي بن بحر بن بَرِّي القطان ثنا هشام بن يوسف الصنعاني عن مَعْمَر عن قتادة به.

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: رواته ثقات إلا أنّ مسلما لم يخرج لعلي بن بحر وهشام بن يوسف شيئا، وروى البخاري عن علي بن بحر تعليقا، وقتادة مدلس وقد عنعن.

ولم ينفرد هشام بن يوسف به بل تابعه رباح بن زيد الصنعاني عن معمر عن قتادة عن أنس مرفوعا "يكون في أمتي اختلاف وفرقة، يخرج فيهم قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، سيماهم الحلق والتسبيد، فإذا رأيتموهم فأنيموهم"

أخرجه أحمد (3/ 197) وفي "السنة"(1548) عن إبراهيم بن خالد الصنعاني أنا رباح به.

- ورواه عبد الرزاق بن همام الصنعاني عن معمر واختلف عنه:

• فرواه إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق (18669) عن معمر عن قتادة مرسلا.

• ورواه الحسن بن علي الخلال عن عبد الرزاق فزاد فيه: عن أنس.

أخرجه أبو داود (4766) عن الحسن بن علي به.

وتابعه أبو بشر بكر بن خلف البصري عن عبد الرزاق به.

ص: 1881

أخرجه ابن ماجه (175) وعبد الله بن أحمد في "السنة"(1549) عن أبي بشر به.

وهذا أصح، وقد رواه أيضا الأوزاعي عن قتادة عن أنس، وسيأتي الكلام على حديثه في حرف الهاء، حديث رقم 4061

1324 -

"إنّ قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن"

سكت عليه الحافظ (1).

وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه مسلم (2654) " (2)

قلت: هو من حديث ابن عمرو، ولفظه: إنّ قلوب بني آدم"

1325 -

"إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن"

سكت عليه الحافظ (3).

أخرجه مسلم (2654) من حديث ابن عمرو.

1326 -

"إنّ قوائم منبري رواتب في الجنة"

قال الحافظ: رواه الطبراني في "الكبير" من حديث أبي واقد الليثي رفعه: فذكره" (4)

حسن

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 172) والطبراني في "الكبير"(3296) والحاكم (3/ 532) والقطيعي في "زيادات فضائل الصحابة"(500) وأبو نعيم في "الصحابة"(2028) من طرق عن أبي يحيى عبد الحميد الحِمَّاني ثنا عبد الرحمن بن آمين عن سعيد بن المسيب أنّه سمع أبا واقد الليثي رفعه: فذكره، وزاد "وإن عبدا من عباد الله خيره الله بين الدنيا ونعيمها وما عنده فاختار ما عنده" فلم يفهمها أحد من القوم غير أبي بكر، قال: فبكى، وقال: بل نفديك بالأموال والأنفس والأهلين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ما من أحد أمن علينا في ذات يده من أبي بكر، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكني خليل الله"

وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن آمين ويقال: يامين.

وللحديث شاهد عن أم سلمة مرفوعا مثله.

(1) 17/ 154 (كتاب التوحيد - باب ما يذكر في الذات)

(2)

17/ 170 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75])

(3)

17/ 170 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75])

(4)

4/ 472 (كتاب الحج -فضائل المدينة- باب حدثنا مسدد)

ص: 1882

أخرجه عبد الرزاق (5242) والحميدي (290) وابن سعد (1/ 253) وأحمد (6/ 289 و 292 و 318) والنسائي (2/ 29) وفي "الكبرى"(775 و 4287) وأبو يعلى (6974) والطحاوي في "المشكل"(2872) والمفضل الجندي في "فضائل المدينة"(53) وابن حبان (3749) والطبراني في "الكبير"(23/ 254) والآجري في "الشريعة"(1835) والإسماعيلي في "معجمه"(2/ 665 - 666) والبيهقي (5/ 248) من طرق عن عمار الدُّهْنِي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة به.

ورواه زائدة بن قدامة الكوفي عن عمار فلم يذكر أم سلمة.

أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 480)

والأول أصح.

وإسناده صحيح (1).

وله شاهد آخر عن سهل بن سعد أخرجه البيهقي (5/ 247) عن أبي الحسين بن بشران العدل وأبي القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي قالا: أنا حمزة بن محمد بن العباس ثان محمد بن غالب ثنا محمد بن بكير الحضرمي ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد رفعه "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، وقوائم منبري رواتب في الجنة"

وإسناده صحيح، وحمزة بن محمد هو الدهقان العقبي، ومحمد بن غالب هو المعروف بتمتام.

1327 -

"إنّ قوما يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارات وجوههم"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1/ 178) " (2)

1328 -

"إنّ لصاحب الدين مقالاً"

قال الحافظ: كما صح: فذكره" (3)

هو في صحيح البخاري (فتح 6/ 154) من حديث أبي هريرة قال: كان لرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم دين فهمَّ به أصحابه فقال "دعوه فإنّ لصاحب الحق مقالا".

(1) رواه الفضل بن موسى السيناني عن ابن عُيينة عن مِسعر عن عمار عن أبي سلمة عن أم سلمة.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 248) وقال: تفرد به الفضل بن موسى عن ابن عيينة"

قلت: وخالفه الحميدي وأحمد بن حنبل وغيرهما رووه عن ابن عيينة فلم يذكروا مسعرا، وهو الصواب.

(2)

14/ 254 (كتاب الرقاق - باب الصراط جسر جهنم)

(3)

6/ 307 (كتاب الوصيا - باب تأويل قول الله تعالى: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ} [النَّساء: 12])

ص: 1883

1329 -

"إنّ لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن حبان والحاكم وصححوه من حديث كعب بن عياض: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، وله شاهد مرسل عند سعيد بن منصور عن جبير بن نفير مثله وزاد "ولو سيل لابن آدم واديان من مال لتمنى إليه ثالثا"(1)

أخرجه أحمد (4/ 160) والبخاري في "الكبير"(4/ 1/ 222) والترمذي (2336) وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(13) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2516) والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(8/ 309) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2020 و 2021) والطحاوي في "المشكل"(4325) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 374) وابن حبان (3223) والطبراني في "مسند الشاميين"(2027) وفي "الأوسط"(3319) وفي "الكبير"(19/ 179) والحاكم (4/ 318) وتمام في "فوائده"(ق 77) وأبو نعيم في "الصحابة"(5826) والقضاعي (1022 و 1023) والبيهقي في "الشعب"(9827) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 485) والمزي في "التهذيب"(24/ 187 - 188 و188) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(3/ 883) من طرق عن معاوية بن صالح الحمصي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن كعب بن عياض به مرفوعا.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب إنما نعرفه من حديث معاوية بن صالح"

وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن كعب بن عياض إلا بهذا الإسناد، تفرد به معاوية بن صالح"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال ابن عبد البر: وهو حديث صحيح" الاستيعاب 9/ 251

وقال الذهبي: إسناده صالح"

وصححه الألباني وقال: بل هو على شرط مسلم" الصحيحة 592

قلت: الصحابي لم يخرج له مسلم شيئا، والباقون كلهم ثقات إلا أنّ جيبر بن نفير لم يذكر سماعا من كعب بن عياض، ولم أر أحداً ذكر أنّه سمع منه فالله أعلم.

وللحديث شاهد عن أبي هريرة وآخر عن عبد الله بن أبي أوفى

(1) 14/ 29 (كتاب الرقاق - باب ما يتقى من فتنة المال)

ص: 1884

فأما حديث أبي هريرة فأخرجه العقيلي (3/ 249) عن إبراهيم بن محمد ثنا علي بن قتيبة ثنا مالك عن موسى الأحمر عن أبي هريرة رفعه "لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال"

وقال: ليس له أصل من حديث مالك ولا من وجه يثبت، وعلي بن قتيبة الرفاعي بصري يحدث عن الثقات بالبواطيل وما لا أصل له"

وقال ابن عدي: علي بن قتيبة منكر الحديث"

وقال الخليلي: ليس بالقوي، يتفرد عن مالك بأحاديث" الإرشاد 1/ 243

وأما حديث عبد الله بن أبي أوفى فأخرجه القضاعي (1024) من طريق المفضل بن المختار عن فائد أبي الورقاء عن عبد الله بن أبي أوفى رفعه "لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال".

وإسناده ضعيف جدا، فائد متروك واتهم بوضع الحديث.

1330 -

"إنّ لكل نبي حوضا"

قال الحافظ: أخرج الترمذي من حديث سَمُرَة رفعه: فذكره، وأشار إلى أنّه اختلف في وصله وأرساله وأنّ المرسل أصح. قلت: والمرسل أخرجه ابن أبي الدنيا بسند صحيح عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن لكل نبي حوضا وهو قائم على حوضه بيده عصا يدعو من عرف من أمته ألا إنهم يتباهون أيهم أكثر تبعا، وإني لأرجو أن كون أكثرهم تبعا" وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن سمرة موصولا مرفوعا مثله، وفي سنده لين، وأخرج ابن أبي الدنيا أيضا من حديث أبي سعيد رفعه "وكل نبي يدعو أمته، ولكل نبي حوض، فمنهم من يأتيه الفئام، ومنهم من يأتيه العُصْبة، ومنهم من يأتيه الواحد، ومنهم من يأتيه الاثنان، ومنهم من لا يأتيه أحد، وإني لأكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة" وفي إسناده لين" (1)

ضعيف

وله عن سمرة طريقان:

الأول: يرويه سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن سمرة رفعه "إنّ لكل نبي حوضا، وإنّهم يتباهون أيهم أكثر واردة، وإني أرجو أنْ أكون أكثرهم واردة"

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 44) والترمذي (2443) وابن أبي عاصم في

(1) 14/ 262 (كتاب الرقاق- باب في الحوض)

ص: 1885

"السنة"(734) والطبراني في "الكبير"(6881) وفي "مسند الشاميين"(2647) من طرق عن محمد بن بكار بن بلال الدمشقي (1) ثنا سعيد بن بشير به.

وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن بشير ولعنعنة قتادة والحسن فإنّهما مدلسان، والحسن مختلف في سماعه من سمرة، واختلف عنه كما سيأتي.

قال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد روى الأشعث بن عبد الملك هذا الحديث عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، ولم يذكر فيه عن سمرة، وهو أصح"

قلت: وهو كما قال، فقد رواه هشام بن حسان عن الحسن مرسلا.

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(زيادات نعيم بن حماد 404)

وتابعه حزم بن أبي حزم عن الحسن مرسلا.

أخرجه ابن أبي الدنيا كما في "الفتن" لابن كثير (ص 263) عن خالد بن خداش البصري ثنا حزم به.

قال ابن كثير: وهذا مرسل عن الحسن، وهو حسن، صححه يحيى بن سعيد القطان وغيره، وقد أثنى شيخنا الحافظ المزي بصحة هذا الحديث بهذه الطرق"

قلت: إسناده إلى الحسن حسن، خالد بن خداش مختلف فيه والأكثر على توثيقه ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، وقد احتج به مسلم.

وحزم بن أبي حزم احتج به البخاري ووثقه أحمد وابن معين، وقال أبو حاتم: صدوق لا بأس به هو من ثقات من بقي من أصحاب الحسن.

الثاني: يرويه محمد بن إبراهيم بن خُبَيْب بن سليمان بن سمرة ثنا جعفر بن سعد بن سمرة عن خبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه عن سمرة رفعه "إنّ الأنبياء يتباهون أيهم كثر أصحابا من أمته فأرجو أن أكون يومئذ أكثرهم كلهم واردة، فإنّه كل رجل منهم يومئذ قائم على حوض ملآن معه عصا يدعو من عرف من أمته، ولكل أمة سِماً يعرفهم بها نبيهم"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7053) عن موسى بن هارون البزاز ثنا مروان بن جعفر السمري ثنا محمد بن إبراهيم به.

قال الهيثمي: وفيه مروان بن جعفر السمري وثقه ابن أبي حاتم، وقال الأزدي: يتكلمون فيه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 363

(1) تابعه عمرو بن أبي سلمة عن سعيد بن بشير به.

أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(293)

ص: 1886

قلت: بقية رجاله غير شيخ الطبراني مجهولون.

أما محمد بن إبراهيم بن خبيب فذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته وقال: لا يعتبر بما انفرد به من الإسناد، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكر الجميع عنه راويا إلا مروان بن جعفر السمري.

وأما جعفر بن سعد بن سمرة فذكره ابن حبان في "الثقات" أيضا، وقال ابن حزم: مجهول، وقال عبد الحق الاشبيلي: ليس ممن يعتمد عليه، وقال ابن عبد البر والحافظ في "التقريب": ليس بالقوي.

وأما خبيب بن سليمان بن سمرة فقال ابن حزم والحافظ في "التقريب": مجهول، وقال عبد الحق: ليس بقوي، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.

وأما سليمان بن سمرة فقال ابن القطان الفاسي: حاله مجهولة.

وقال أيضا: ما من هؤلاء من يعرف حاله وقد جهد المحدثون فيهم جهدهم.

وللحديث شاهد عن أبي سعيد وآخر عن ابن عباس.

فأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 453 و 13/ 146) وعنه ابن ماجه (4301) وابن أبي عاصم في "السنة"(723)

عن محمد بن بشر العبدي

وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 109 - 110) واللالكائي في "السنة"(2118)

عن إسحاق بن يوسف الأزرق

وابن أبي الدنيا في "الأهوال" كما في "الفتن" لابن كثير (ص 262) وأبو القاسم البغوي كما في "إتحاف السادة"(10/ 502) واللالكائي (2117)

عن عيسى بن يونس

ثلاثتهم عن زكريا بن أبي زائدة عن عطية عن أبي سعيد رفعه "إنّ لي حوضا طوله ما بين الكعبة إلى البيت المقدس، أشدّ بياضا من اللبن، آنيته عدد النجوم، وكل نبي يدعو أمته، ولكل نبي حوض، فمنهم من يأتيه الفئام، ومنهم من يأتيه العصبة، ومنهم من يأتيه النفر، ومنهم من يأتيه الرجلان والرجل، ومنهم من لا يأتيه أحد، فيقال: لقد بلغت وإني لأكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة" اللفظ لابن أبي الدنيا

وإسناده ضعيف لضعف عطية العَوْفي.

ص: 1887

وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن أبي الدنيا كما في "الفتن" لابن كثير (ص 262) ثنا العباس بن محمد ثنا الحسين بن محمد المَرُّوْذي ثنا محصن بن عقبة اليمامي عن الزبير بن شبيب عن عثمان بن حاضر عن ابن عباس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوقوف بين يدي رب العالمين: هل فيه ماء؟ فقال "إي والذي نفسي بيده، إنّ فيه الماء. إنّ أولياء الله ليردون حياض الأنبياء ويبعث الله سبعين ألف ملك في أيديهم العصي من نار يذودون الكفار عن حياض الأنبياء"

قال ابن كثير: وهذا حديث غريب من هذا الوجه، وليس هو في شيء من الكتب الستة"

قلت: ومحصن والزبير لم أر من ذكرهما.

1331 -

"إنّ لكل نبي دعوة مستجابة"

قال الحافظ: أخرج ابن أبي حاتم بسند صحيح عن الزهري عن القاسم قال: اجتمع أبو هريرة وكعب، فحدّث أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره، فقال كعب، أفلا أخبرك عن إبراهيم؟ لما أُري أنّه يذبح ابنه إسحاق قال الشيطان: إنْ لم أفتن هؤلاء عند هذه لم أفتنهم أبدا، فذهب إلى سارة فقال: أين ذهب إبراهيم بابنك؟

" (1)

وتمام المرفوع: وإني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة.

وقد أخرجه البخاري (فتح 13/ 340 - 341) من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به.

1332 -

عن جابر بن عبد الله قال: كانت ديارنا بعيدة من المسجد فأردنا أنْ نبتاع بيوتا فنقرب من المسجد، فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:"إنّ لكم بكل خطوة درجة"

قال الحافظ: رواه مسلم من طريق أبي الزبير قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فذكره. وللسراج من طريق أبي نَضْرة عن جابر: أرادوا أنْ يقربوا من أجل الصلاة، ولابن مردويه من طريق أخرى عن أبي نضرة عنه قال: كانت منازلنا بسلع" (2)

صحيح

وله عن جابر طرق:

الأول: يرويه أبو الزبير قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: كانت ديارنا نائية عن

(1) 16/ 32 (كتاب التعبير - باب رؤيا إبراهيم عليه السلام

(2)

2/ 280 (كتاب الصلاة -أبواب الأذان- باب احتساب الآثار)

ص: 1888

المسجد، فأردنا أنْ نبيع بيوتنا فنقترب من المسجد، فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "إنّ لكم بكل خطوة درجة"

أخرجه مسلم (664)

الثاني: يرويه أبو نضرة المنذر بن مالك العبدي عن جابر قال: أراد بنو سلمة أنْ يتحولوا إلى قرب المسجد. قال: والبقاع خالية، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال "يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم" فقالوا: ما كان يسرنا أنا كنا تحولنا.

أخرجه مسلم (1/ 462) والطبري في "تفسيره"(22/ 154) وأبو عوانة (1/ 388) والطبراني في "الأوسط"(4376) والبيهقي (3/ 64) من طريق كَهْمَس بن الحسن البصري عن أبي نضرة به.

ورواه سعيد الجُرَيْري عن أبي نضرة عن جابر قال (1): خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة أنْ ينتقلوا إلى قرب المسجد، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهم "إنه بلغني أنكم تريدون أنْ تنتقلوا قرب المسجد" قالوا: نعم يا رسول الله قد أردنا ذلك، فقال "يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم"

أخرجه أحمد (3/ 332 - 333 و 371 و 390) ومسلم (665) وأبو يعلى (2157) والطبري (22/ 154) وأبو عوانة (1/ 387 - 388) وابن حبان (2042) والبيهقي في "الشعب"(2628 و 2629)

ورواه داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن جابر قال: فذكر نحو حديث الجريري.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4593)

الثالث: يرويه طالب بن حبيب المدني ثنا عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه قال: أردنا بنو سلمة أنْ نتحول من منازلنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اثبتوا فإنكم أوتادها، وما من عبد يخطو خطوة إلى الصلاة إلا كتب له بها أجر"

أخرجه الطيالسي (ص 242)

وإسناده حسن، طالب بن حبيب مختلف فيه: وثقه ابن حبان، وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به، وقال البخاري: فيه نظر، وذكره العقيلي في "الضعفاء".

(1) وفي لفظ لأحمد وأبي عوانة "أردنا أن نبيع دورنا ونتحول قريبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل الصلاة، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال "يا فلان -لرجل من الأنصار- دياركم فإنها تكتب آثاركم"

ص: 1889

وعبد الرحمن بن جابر وثقه النسائي وغيره.

الرابع: يرويه موسى بن عُبيدة عن عبد الله بن عبيدة عن جابر قال: كانت منازلنا قاصية، فأردنا أنْ ندنو من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستشرناه، فقال "اثبتوا في مساكنكم، ما من مؤمن يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يعمد إلى المسجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ومحا عنه سيئة"

أخرجه عبد بن حميد (1149) عن عبيد الله بن موسى الكوفي عن موسى بن عبيدة به.

وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الرَّبَذِي.

1333 -

"إنّ للشهيد عند الله سبع خصال" فذكر الحديث وفيه "ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين"

قال الحافظ: ولأحمد والطبراني من حديث عبادة بن الصامت مرفوعا: فذكره، وإسناده حسن، وأخرجه الترمذي من حديث المِقدام بن معد يكرب وصححه" (1)

صحيح

ورد من حديث عبادة من الصامت ومن حديث المقدام بن معد يكرب ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أبي مالك الأشعري ومن حديث قيس الجذامي.

فأما حديث عبادة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه خالد بن مَعدان عن كثير بن مرة الحضرمي عن عبادة رفعه "إنّ للشهيد عند الله خصالا، يغفر في أول دفقة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الأيمان، ويزوج من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه".

أخرجه سعيد بن منصور (2563) عن إسماعيل بن عياش عن بَحير بن سعد عن خالد بن معدان به.

وأخرجه أحمد (4/ 131)

عن الحكم بن نافع الحمصي

(1) 6/ 356 (كتاب الجهاد - باب الحور العين وصفتهن)

ص: 1890

وابن أبي عاصم في "الجهاد"(207)

عن إسحاق بن إدريس الأسواري

والهيثم بن كليب في "مسنده"(1260)

عن داود بن عمرو الضبي

ثلاثتهم عن إسماعيل بن عياش به.

قال المنذري: رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد حسن" الترغيب 2/ 320

وقال الهيثمي: رجال أحمد والطبراني ثقات" المجمع 5/ 293

وقال الألباني: إسناده صحيح" أحكام الجنائز ص 50

قلت: وهو كما قال، وإسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين صحيحة وهذه منها فإنّ بحير بن سعد حمصي، واختلف في هذا الحديث على إسماعيل بن عياش كما سيأتي.

الثاني: يرويه موسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيى ابن أخي عبادة بن الصامت عن عبادة رفعه "للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له بأول دفعة من دمه، ويحل عليه حلة الكرامة أو قال حلة الإيمان، ويؤمن من الفزع الأكبر، ويرى مقعده من الجنة، ويزوج من الحور العين، - قال البزار: وأظنه "ويهون عليه الموت".

أخرجه البزار (2696 و 2715) عن خالد بن يوسف بن خالد ثني أبي أنا موسى بن عقبة به.

ويوسف بن خالد هو السمتي قال النسائي: متروك الحديث، وكذبه ابن معين والفلاس.

وأما حديث المقدام فأخرجه عبد الرزاق (9559) وسعيد بن منصور (2562) عن إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام رفعه: فذكر مثل حديث عبادة.

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 266 - 267) وفي "مسند الشاميين"(1120)

ومن طريق سعيد أخرجه البيهقي في "الشعب"(3949)

وأخرجه أحمد (4/ 131) ومن طريقه ابن بشران (761)

ص: 1891

عن أسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي

وعن الحكم بن نافع الحمصي

وابن ماجه (2799)

عن هشام بن عمار الدمشقي

وابن أبي عاصم في "الجهاد"(204) والطبراني في "مسند الشاميين"(1120) وشمس الدين المقدسي في "فضل الجهاد"(10)

عن عبد الوهاب بن نَجْدة الحَوْطي

وابن أبي عاصم (206)

عن إسحاق بن إدريس الأسواري

والبيهقي في "الشعب"(3949)

عن يحيى بن يحيى النيسابوري

والهيثم بن كليب في "مسنده"(1259)

عن داود بن عمرو الضبي

وابن شاهين في "الترغيب"(439)

عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي

كلهم عن إسماعيل بن عياش به.

وإسناده صحيح كذلك، ولم ينفرد إسماعيل بن عياش به بل تابعه بَقية بن الوليد عن بحير بن سعد به.

أخرجه الترمذي (1663) من طريق نعيم بن حماد ثنا بقية به.

وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب"

قلت: نعيم اختلفوا فيه، وثقه أحمد وغيره، وضعفه النسائي وغيره.

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 67) عن أبي يِزيد القراطيسي ثنا يعقوب بن عباد المكي ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم عن عبد الله بن يزيد عن ابن عمرو رفعه "للشهيد ست خصال: يغفر له بأول دفعة من دمه، ويؤمن من الفزع، ويرى مقعده من الجنة، ويزوج من الحور العين، ويجار من عذاب القبر".

ص: 1892

قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف" المجمع 5/ 293

قلت: وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها، ويعقوب بن عباد المكي لم أقف له على ترجمة.

وأما حديث أبي مالك الأشعري فأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(205) عن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ثنا ابن عياش ثني سعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام عن ابن مُعَانق الأشعري عن أبي مالك رفعه: فذكر نحو حديث المقدام.

وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن يوسف الرَّحبي.

وهذا الاختلاف في هذا الحديث على إسماعيل بن عياش إنما هو من إسماعيل نفسه، لأن سعيد بن منصور وغيره رووه عن إسماعيل على أكثر من وجه.

وأما حديث قيس الجذامي فأخرجه ابن سعد (7/ 426) وأحمد (4/ 200) والبخاري في "الكبير"(4/ 1/ 143 - 144) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1974) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 355) وأبو نعيم في "الصحابة"(5722) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 415)

عن زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي

وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2734) والطبراني في "مسند الشاميين"(204) وأبو نعيم في "الصحابة"(5722) والبيهقي في "الشعب"(3948)

عن بقية بن الوليد

والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(146) وفي "الشعب"(3947)

عن يزيد بن خالد بن مرشل

ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن كثير بن مرة عن

قيس الجذامي -رجل كانت له صحبة- رفعه "للشهيد عند الله ست خصال: يغفر الله له عند أول دفعة من دمه كل خطيئة، ويُجار من عذاب القبر، ويُحلى بحلة الإيمان، ويُرى مقعده من الجنة، ويُؤمن من الفزع الأكبر، ويُزوج من الحور العين". واللفظ للطبراني

قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وثقه أبو حاتم وجماعة، وضعفه جماعة" المجمع 5/ 293

قلت: هو حسن الحديث، ولم ينفرد أبوه به بل تابعه زيد بن واقد الدمشقي عن كثير بن مرة عن قيس الجذامي.

ص: 1893

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5723) عن محمد بن محمد بن أحمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا إبراهيم بن سعيد ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ثنا الهيثم بن حميد عن زيد بن واقد به.

شيخ أبي نعيم ما عرفته، وأظنّه الحاكم أبو أحمد النيسابوري، والباقون كلهم ثقات.

والحديث اختلف فيه على مكحول، فرواه وكيع عن سفيان عن بُرد بن سنان عن مكحول قوله.

أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 307 - 308)

وإسناده صحيح.

- واختلف فيه على كثير بن مرة أيضا، فرواه أبو قرة موسى بن طارق اليماني عن عباد عن كثير بن مرة ثنا في الجذامي عن معاذ بن جبل.

أخرجه ابن بشران في "الأمالي"(1057)

1334 -

"إنّ للموت فزعا"

قال الحافظ: ويؤيد الثاني رواية أبي سلمة عن أبي هريرة بلفظ: فذكره، أخرجه ابن ماجه، وعن ابن عباس مثله عند البزار" (1)

صحيح

وحديث أبي هريرة أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 357) وأحمد (2/ 287 و 343) وابن ماجه (1543) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّت به جنازة يهودي فقام (2)، فقيل له: يا رسول الله، إنها جنازة يهودي، فقال "إنّ للموت فزعا" السياق لأحمد

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 2/ 37

قلت: بل حسن للخلاف في محمد بن عمرو.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار (كشف 838) عن الفضل بن سهل الأعرج وأحمد بن إسحاق بن عيسى الأهوازي قالا: ثنا موسى بن داود ثنا قيس عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم مرّت به جنازة فقام، فقيل له، فقال "إنّ للموت فزعا"

(1) 3/ 423 (كتاب الجنائز - باب من قام لجنازة يهودي)

(2)

وفي لفظ "فقام وقال لمن معه: قوموا فإنّ الموت فزع"

ص: 1894

قال الهيثمي: وفيه قيس بن الربيع الأسدي وفيه كلام" المجمع 3/ 27

قلت: ضعفه الجمهور، وأبو هاشم هو الرماني واسمه يحيى وثقه أحمد وجماعة.

وفي الباب عن جابر قال: مرّت جنازة فقام لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمنا معه، فقلنا: يا رسول الله، إنها يهودية، فقال "إن الموت فزع، فإذا رأيتم الجنازة فقوموا"

أخرجه البخاري (فتح 3/ 423) ومسلم (960) واللفظ له.

1335 -

"إنّ لله باباً في الجنة لا يدخله إلا من عفا عن مظلمة"

قال الحافظ: رواه أحمد بن حنبل عن رَوح بن عبادة عن أشعث عن الحسن مرسلا" (1)

قلت: ورواته ثقات، وأشعث هو ابن عبد الملك الحُمْرَاني.

1336 -

"إنّ لله سرايا من الملائكة تقف وتحل بمجالس الذكر في الأرض"

قال الحافظ: وفي حديث جابر عند أبي يعلى: فذكره" (2)

تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا"

1337 -

"إنّ لله عبادا لا يكلمهم الله تعالى" الحديث وفيه "ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم"

قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبراني من طريق سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (3)

ضعيف

أخرجه أحمد (3/ 440)

عن رشدين بن سعد المصري

والخرائطي في "المساوئ"(88) والطبراني في "الكبير"(20/ 195)

عن يحيى بن أيوب المصري

كلاهما عن زَبَّان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه رفعه "إنّ لله تبارك

(1) 8/ 25 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لوكنت متخذا خليلا)

(2)

13/ 469 (كتاب الدعوات - باب فضل ذكر الله عز وجل

(3)

15/ 43 (كتاب الفرائض - باب إثم من تبرأ من مواليه)

ص: 1895

وتعالى عبادا لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم" قيل له: من أولئك يا رسول الله؟ قال "متبرئ من والديه راغب عنهما، ومتبرئ من ولده، ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم"

وإسناده ضعيف لضعف زبان بن فائد، وسهل بن معاذ مختلف فيه.

1338 -

عن ابن عباس قال: لما مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى عليه وقال: "إنّ له مرضعا في الجنة، لو عاش لكان صِدِّيقا نبيا ولأعتقت أخواله القبط"

قال الحافظ: أخرج ابن ماجه من حديث ابن عباس قال: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (1511)

عن عبد القدوس بن محمد الحَبْحَابي

وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(709)

عن أحمد بن داود المكي

قالا: ثنا داود بن شبيب الباهلي ثنا إبراهيم بن عثمان ثنا الحكم بن عُتيبة عن مِقْسم عن ابن عباس قال: لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال "إنّ له مرضعا في الجنة، ولو عاش لكان صديقا نبيا، ولو عاش لعتقت أخواله القبط، وما استرق قبطي".

ورواه يونس بن بكير في "المغازي"(ص 270) عن إبراهيم بن عثمان به.

قال أبو نعيم: تفرد به أبو شيبة إبراهيم بن عثمان عن الحكم"

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم بن عثمان أبو شيبة، وله شاهد في صحيح البخاري وغيره من حديث عبد الله بن أبي أوفى" مصباح الزجاجة 2/ 33

وقال الحافظ: وفي إسناده أبو شيبة الواسطي إبراهيم بن عثمان وهو ضعيف" الإصابة 1/ 151

قلت: وهو كما قال، وللحديث شاهد من حديث البراء بن عازب ومن حديث أنس بن مالك ومن حديث عبد الله بن أبي أوفى ومن حديث الشعبي مرسلا.

(1) 13/ 199 (كتاب الأدب - باب من سمى بأسماء الأنبياء)

ص: 1896

فأما حديث البراء فيرويه شعبة عن عدي بن ثابت قال: سمعت البراء قال: لما مات إبراهيم عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ له مرضعا في الجنة"

أخرجه البخاري (فتح 13/ 199)

وأما حديث أنس فأخرجه ابن منده كما في "الإصابة"(1/ 152) وأبو نعيم في "المعرفة"(710) من طريق أبي عامر الأسدي عن سفيان عن السُّدِّي عن أنس قال: توفي إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ستة عشر شهرا، فقال النبي "ادفنوه بالبقيع، فإنّ له مرضعا تتم رضاعه في الجنة".

أبو عامر الأسدي واسمه القاسم بن محمد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

ورواه غيره عن سفيان بغير هذا اللفظ.

فأخرج ابن سعد (1/ 140) وأحمد (3/ 280 - 281) من طريق أبي عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن إسماعيل السدي قال: سألت أنس بن مالك قلت: صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم؟ قال "لا أدري، رحمة الله على إبراهيم لو عاش كان صديقا نبيا"

وأخرج أحمد (3/ 133) عن عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن السدي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: لو عاش إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم لكان صديقا نبيا"

وأخرجه أبو نعيم في "المعرفة"(711) من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا عبد الرحمن بن مهدي به.

وإسناده حسن رواته ثقات غير إسماعيل بن عبد الرحمن السدي وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "الكاشف".

وأما حديث عبد الله بن أبي أوفى فيرويه إسماعيل بن أبي خالد قال: قلت لابن أبي أوفى: رأيت إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: مات صغيرا ولو قضي أنْ يكون بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبي عاش ابنه، ولكن لا نبي بعده.

أخرجه البخاري (فتح 13/ 199)

وأما حديث الشعبي فأخرجه ابن سعد (1/ 139) وابن أبي شيبة (3/ 379) عن وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي رفعه "إنّ له مرضعا في الجنة تتم بقية رضاعته" يعني إبراهيم.

ورواته ثقات.

ص: 1897

1339 -

"إنّ لهذا الحجر لسانا وشفتين، يشهدان لمن استلمه يوم القيامة بحق"

قال الحافظ: وفي صحيح ابن خزيمة أيضا عن ابن عباس مرفوعا: فذكره، وصححه أيضا ابن حبان والحاكم، وله شاهد من حديث أنس عند الحاكم أيضا" (1)

حسن

أخرجه أحمد (1/ 247 و 266 و 291 و 307 و 371) والدارمي (1846) وأبو الوليد الازرقي في "أخبار مكة"(1/ 323) وابن ماجه (2944) والترمذي (961) والفاكهي في "أخبار مكة"(2 و 3) وأبو يعلى (2719) وابن خزيمة (2734 و 2735 و 2736) وابن حبان (3711 و 3712) والطبراني في "الكبير"(12479) والحاكم (1/ 457) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 243) وابن بشران في "الأمالي"(1356) والبيهقي (5/ 75) وفي "الصغرى"(1627) وفي "الشعب"(3745 و 3746 و 3747) وإسماعيل الإصبهاني في "الترغيب"(1059) وابن الجوزي في "مثير الغرام"(ص 264) وفي "تنوير الغبش"(16) من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به مرفوعا.

وفي لفظ "ليبعثنّ الله الحجر يوم القيامة، وله عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد به على من استلمه بحق".

قال الترمذي: هذا حديث حسن"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال أبو نعيم: غريب من حديث ابن خثيم"

قلت: وهو مختلف فيه وحديثه في مرتبة الحسن.

طريق أخرى: قال الطبراني في "الكبير"(11432): ثنا إبراهيم بن أحمد الوكيعي ثنا بكر بن محمد القرشي ثنا الحارث بن غسان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رفعه "يبعث الله الحجر الأسود والركن اليماني يوم القيامة ولهما عينان ولسان وشفتان يشهدان لمن استلمهما بالوفاء".

قال الهيثمي: وبكر بن محمد القرشي والحارث بن غسان كلاهما لم أعرفه" المجمع 3/ 242

قلت: ورواه عبد الله بن المؤمل عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "يُبعث الركن يوم القيامة له لسان ينطق به، وعينان يبصر بهما، وهو يمين الله تعالى التي يصافح بها عباده"

(1) 4/ 207 - 208 (كتاب الحج - باب ما ذكر في الحجر الأسود)

ص: 1898

أخرجه الفاكهي (14)

وابن المؤمل مختلف فيه.

وللحديث شاهد عن ابن عمرو وعن عائشة وعن أبي سعيد

فأما حديث ابن عمرو فأخرجه أحمد (2/ 211) وابن خزيمة (2737) والطبراني في "الأوسط"(567) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 185) والحاكم (1/ 457) وإسماعيل الأصبهاني (1058) من طريق عبد الله بن المؤمل قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يحدث عن ابن عمرو رفعه "يأتي الركن يوم القيامة أعظم من أبي قُبَيْس له لسان وشفتان، يتكلم عمن استلمه بالنية، وهو يمين الله التي يصافح بها خلقه".

قال الحاكم: صحيح"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عبد الله بن المؤمل ضعيف"

وقال المنذري: رواه أحمد بإسناد حسن" الترغيب 2/ 194

وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" وفيه عبد الله بن المؤمل وثقه ابن حبان وقال: يخطئ، وفيه كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 242

قلت: عبد الله بن المؤمل مختلف فيه وأكثر على تضعيفه، وذكره ابن حبان في "الضعفاء" وقال: لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد.

وذكره في "الثقات" ظنا منه أنه غيره فقال: عبد الله بن المؤمل بن وهب المخزومي يروي عن عطاء بن أبي رباح روى عنه منصور بن سفيان، وليس هذا بصاحب أبي الزبير الذي روى عنه ابن المبارك.

قال الحافظ: فهذا ابن حبان إنما وثق هذا لأنّه ظنه غيره، والحق أنّه هو، ولفظة "يخطئ" لم أرها فيه" التهذيب 6/ 46

وأما حديث عائشة فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2995) عن إسماعيل بن قيراط الدمشقي ثنا إبراهيم بن العلاء الحمصي ثنا إسماعيل بن عياش ثنا الوليد بن عباد عن خالد الحَذَّاء عن عطاء عن عائشة مرفوعا "أَشهدوا هذا الحجر خيراً، فإنه يوم القيامة شافع مشفع، له لسان وشفتان، يشهد لمن استلمه"

وقال: لم يروه عن خالد الحذاء إلا الوليد"

وقال المنذري: ورواته ثقات إلا أنّ الوليد بن عباد مجهول" الترغيب 2/ 194

ص: 1899

وقال الهيثمي: وفيه الوليد بن عباد وهو مجهول، وبقية رجاله ثقات" المجمع 3/ 242

قلت: الوليد بن عباد ذكره ابن عدي وقال: ليس بمستقيم ولا يَروي عنه غير إسماعيل بن عياش، والوليد بن عباد ليس بالمعروف" الكامل 7/ 2545 و 2546

وأما حديث أبي سعيد فسيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر حديث "يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود

"

1340 -

"إنّ لهذه البيوت عَوَامر، فإذا رأيتم منها شيئا فَحَرِّجُوا عليه ثلاثا، فإنْ ذهب وإلا فاقتلوه"

قال الحافظ: وعند مسلم (2236) من حديث أبي سعيد مرفوعا: فذكره" (1)

1341 -

"إنّ مثل ما بقي من الدنيا فيما مضى منها كبقية يومكم هذا فيما مضى منه"

قال الحافظ: أورد أبو جعفر بن جرير الطبري في مقدمة تاريخه حديث أنس: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وقد كادت الشمس تغيب. فذكر نحو الحديث الأول عن ابن عمر (2)، ومن حديث أبي سعيد بمعناه: قال عند غروب الشمس: فذكره، وحديث أبي سعيد أخرجه أيضا وفيه علي بن زيد بن جُدْعان وهو ضعيف، وحديث أنس أخرجه أيضا وفيه موسى بن خلف" (3)

حديث أبي سعيد أخرجه أحمد وغيره من طرق عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما صلاة العصر بنهار، ثم قام خطيبا فلم يدع شيئا يكون إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به، حفظه من حفظه ونسيه من نسيه، وكان فيما قال: فذكر الحديث وفيه طول.

وقال في آخره: وجعلنا نلتفت إلى الشمس هل بقي منها شيء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه"

وقد تقدم الكلام عليه في حرف الصاد.

ولم ينفرد علي بن زيد به بل تابعه:

1 -

مَطَر الوراق عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يحدثنا حتى لم

(1) 7/ 159 (كتاب بدء الخلق - باب قول الله تعالى: {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} [البَقَرَة: 164])

(2)

رواه البخاري.

(3)

14/ 136 (كتاب الرقاق - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: بعثت أنا والساعة كهاتين)

ص: 1900

يبق إلا حمرة على سعف النخل، فقال "إنّه لم يبق من الدنيا فيما مضى إلا كما بقي من يومكم هذا"

أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد"(189) عن محمد بن إسماعيل البخاري (1) أنا عيسى بن إبراهيم البصري أنا عبد العزيز بن مسلم أنا مطر الوراق به.

وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(283) عن ابن أبي عاصم به.

وإسناده حسن.

2 -

عطاء بن ميسرة الخراساني أنّ أبا نضرة حدثه عن أبي سعيد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم العصر ثم قام فيهم خطيبا، فذكر الحديث وقال في آخره "ألا وإنّ ما مضى من الدنيا فيما بقي كما مضى من يومكم هذا فيما بقي، وذاك حين اصفرت الشمس وتغيب"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3829) عن علي بن سعيد الرازي ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة المروزي ثنا علي بن الحسين بن واقد حدثني أبي عن عطاء به.

وإسماعيل بن إبراهيم لم أقف له على ترجمة (2)، وعلي بن سعيد وعلي بن الحسين مختلف فيهما، والحسين وعطاء صدوقان، وأبو نضرة العبدي ثقة.

3 -

داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعا ببعضه.

أخرجه البيهقي في "القضاء والقدر"(91)

وقال: إسناده صحيح"

وحديث أنس أخرجه البزار كما في "المجمع"(10/ 311) والطبري في "تاريخه"(1/ 11 - 12) من طريق خلف بن موسى بن خلف البصري ثني أبي عن قتادة عن أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب أصحابه يوما وقد كادت الشمس أنْ تغيب، ولم يبق منها إلا شق يسير فقال "والذي نفس محمد بيده ما بقي من دنياكم فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه، وما ترون من الشمس إلا اليسير"

قال الهيثمي: رواه البزار من طريق خلف بن موسى عن أبيه وقد وثقا، وبقية رجاله رجال الصحيح"

(1) وتابعه إبراهيم بن سليمان البرلسي ثنا عيسى بن إبراهيم به.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(7431)

(2)

وتابعه مُطهْر بن الحكم المروزي ثنا علي بن الحسين به.

أخرجه الدارقطني في "المؤتلف"(4/ 2053)

ص: 1901

قلت: قتادة مدلس وقد عنعن.

وفي الباب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظر إلى الشمس عند غروبها على أطراف سعف النخل "ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إلا مثل ما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه"

قال الهيثمي: رواه البزار وفيه هشام بن عبد الرحمن ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 311

1342 -

"إنّ من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا"

قال الحافظ: وللترمذي من حديث جابر رفعه: فذكره، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ولأحمد والطبراني وصححه ابن حبان من حديث أبي ثعلبة نحوه وقال "أحاسنكم أخلاقا" وسياقه أتم" (1)

صحيح

ورد من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أبي ثعلبة الخشني ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي أمامة

فأما حديث جابر فأخرجه الترمذي (2018) والخرائطي في "المكارم"(1/ 34) وفي "المساوئ"(63 و 583) والطبراني في "المكارم"(6) وابن المقرئ في "المعجم"(441) والخطيب في "التاريخ"(4/ 62 - 63) من طرق عن حَبّان بن هلال البصري ثنا مبارك بن فضالة ثني عبد ربه بن سعيد ثني محمد بن المنكدر عن جابر رفعه "إنّ من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا (2)، وإنّ أبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون"

قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال "المتكبرون" اللفظ للترمذي

وأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه"(708) من طريق مؤمل بن إسماعيل البصري ثنا مبارك بن فضالة به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وروى بعضهم هذا الحديث

(1) 13/ 67 (كتاب الأدب - باب حسن الخلق)

(2)

زاد الطبراني "الموطئون أكنافا، الذين يألفون ويؤلفون".

ص: 1902

عن المبارك بن فضالة عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر فيه عن عبد ربه بن سعيد، وهذا أصح (1) "

وقال العراقي: أخرجه الطبراني في "مكارم الأخلاق" من حديث جابر بسند ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء 2/ 155

قلت: الحديث إسناده حسن رواته ثقات غير مبارك بن فضالة وهو مختلف فيه: وثقه جماعة وضعفه آخرون فهو حسن الحديث، ونسبه جماعة إلى التدليس فلا يحتج به إلا إذا صرّح بالتحديث، وقد صرّح هنا بالتحديث فانتفى التدليس.

قال أبو زرعة: مبارك بن فضالة يدلس كثيرا فإذا قال حدثنا فهو ثقة.

وقال يحيى القطان: لم أقبل منه شيئاً إلا شيئا يقول فيه حدثنا.

وأما حديث ابن عمرو فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول "ألا أخبركم بأحبكم إلىّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة؟ " فسكت القوم. فأعادها مرتين أو ثلاثا. قال القوم: نعم يا رسول الله. قال "أحسنكم خلقا"

أخرجه أحمد (2/ 185) واللفظ له

عن يونس بن محمد المؤدب

وأبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي

والبخاري في "الأدب المفرد"(272)

عن عبد الله بن صالح المصري

والبيهقي في "الشعب"(7619)

عن يحيى بن عبد الله بن بكير

أربعتهم عن الليث بن سعد ثني يزيد بن الهاد عن عمرو بن شعيب به.

(1) قلت: بل الرواية الأولى أصح لأنّ فيها تصريح مبارك بن فضالة بالتحديث من عبد ربه بن سعيد فلعله دلسه في الرواية التي صححها الترمذي، ولا يبعد ذلك لأنّ مبارك مشهور بالتدليس.

والحديث اختلف فيه على ابن المنكدر، فرواه هشام بن سعد عن ابن المنكدر مرسلا.

أخرجه ابن وهب في "الجامع"(454)

وهشام مختلف فيه.

ص: 1903

واختلف فيه على يونس بن محمد المؤدب، فرواه العباس بن محمد الدوري عنه عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.

أخرجه الخرائطي في "المكارم"(1/ 36)

واختلف فيه على يزيد بن الهاد أيضا، فرواه إبراهيم بن سعد الزهري عنه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن محمد بن عبد الله عن ابن عمرو، فزاد محمد بن عبد الله.

أخرجه أحمد (2/ 217 - 218) أبو يعلى (إتحاف الخيرة 7032 و 7033) وابن حبان (485)

الثاني: يرويه شعبة عن الأعمش: سمعت أبا وائل يحدث عن مسروق عن ابن عمرو قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشا ولا متفحشا وقال "إنّ من أحبكم إليّ أحسنكم أخلاقا"

أخرجه الطيالسي (ص 297) وأحمد (2/ 189) والبخاري (فتح 8/ 103) والخرائطي في "المكارم"(ص 5)

وأما حديث أبي ثعلبة فأخرجه مسدد في "مسنده"(إتحاف الخيرة 7005) وابن أبي شيبة (8/ 515) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 7005) وأحمد (4/ 193 و194) وهناد في "الزهد"(1255) وابن أبي الدنيا في "التواضع"(177) وفي "المداراة"(88) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 852) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 7007) والخرائطي في "المكارم"(1/ 32) وفي "المساوئ"(62) وابن حبان (482 و 5557) والطبراني في "الكبير"(22/ 221) وفي "مسند الشاميين"(3490) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 97 و5/ 188) وفي "الأربعين الصوفية"(20) وفي "الصحابة"(1677) والبيهقي في "الشعب"(4616 و7622 و7623) والخطيب في "الفقيه"(2/ 111) والهروي في "ذم الكلام"(ق 14) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(358) والبغوي في "شرح السنة"(3395) وأبو العلاء الهمذاني في "ذكر الاعتقاد"(23) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(1/ 147 - 148) من طرق عن داود بن أبي هند عن مكحول عن أي ثعلبة رفعه "إنّ أحبكم إليّ وأقربكم مني في الآخرة محاسنكم أخلاقا، وإنّ أبغضكم إليّ وأبعدكم مني في الآخرة مساوئكم أخلاقا، الثرثارون المتفيهقون المتشدقون"

ورواته ثقات إلا أنّه منقطع بين مكحول وأبي ثعلبة فإنّه لم يسمع منه (1).

(1) انظر حديث "إنّ الله فرض فرائض فلا تضيعوها"

ص: 1904

قال ابن عساكر: هذا حديث حسن على انقطاعه بين مكحول وأبي ثعلبة"

وقال المنذري: رواه أحمد ورواته رواة الصحيح" الترغيب 3/ 412

وقال الذهبي: ورواته ثقات، لكنه منقطع بين مكحول وأبي ثعلبة"

وقال العراقي: رواه أحمد من حديث أبي ثعلبة وفيه انقطاع، مكحول لم يسمع من أبي ثعلبة" إتحاف السادة 8/ 343

وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 8/ 21

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطبراني في "الكبير"(10424) عن أحمد بن زهير التستري ثنا عباد بن الوليد الغبري ثنا حبان بن هلال ثنا صدقة الزماني عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود رفعه "إنّ أحبكم إليّ يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإنّ أبغضكم إليّ يوم القيامة المتشدقون المتفيهقون"

وإسناده ضعيف، صدقة هو ابن هرمز أبو محمد الزماني قال ابن معين: ضعيف (الجرح 2/ 1/ 431)

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي الدنيا في "المداراة"(146) وفي "الصمت"(253) والطبراني في "الأوسط"(7693) وفي "الصغير"(2/ 25) وابن بشران (515) والخطيب في "التاريخ"(5/ 263 - 264) والحافظ في "الأمالي السفرية"(ص 47 - 48) من طريق صالح المُرِّي عن سعيد الجُرَيْري عن أبي عثمان النَّهْدي عن أبي هريرة رفعه "إنّ أحبكم إليّ أحاسنكم أخلاقا، الموطئون أكنافا، الذين يَألفون ويُؤلفون، وإنّ أبغضكم أليّ المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الملتمسون للبرآء العيب" اللفظ للطبراني

وقال: لم يروه عن الجريري إلا صالح المري"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط" وفي صالح بن بشير المري وهو ضعيف" المجمع 8/ 21

وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(7737) عن إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا يحيى بن الحارث الذماري عن القاسم عن أبي أمامة رفعه "من أحبّ لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان، وإنّ من أقربكم إليّ يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا".

وإسناد. حسن رواته كلهم ثقات غير القاسم بن عبد الرحمن الشامي وهو صدوق.

ص: 1905

1343 -

حديث سعيد بن زيد رفعه "إنّ من أربي الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود، وله شاهد عند البزار وابن أبي الدنيا من حديث أبي هريرة" (1)

حسن

أخرجه أحمد (1/ 190) والبخاري في "الكبير"(4/ 2/ 108 - 109) و"الأوسط"(1/ 200) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 292) عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي أنا شعيب بن أبي حمزة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين ثنا نوف بن مُسَاحِق عن سعيد بن زيد رفعه "مِنْ أربى الربا الاستطالة في عرض مسلم بغير حق، وإنّ هذه الرَّحم شُجْنَة من الرحمن فمن قطعها حرّم الله عليه الجنة"

ومن طريق يعقوب بن سفيان أخرجه البيهقي (10/ 241) وفي "الصغرى"(4307) وفي "الشعب"(6284) وفي "الآداب"(160)

وأخرجه أبو داود (4876) والبزار (1264) والهيثم بن كليب في "مسنده"(208 و230) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 260) والطبراني في "الكبير"(357) وفي "مسند الشاميين"(2937) والحاكم (4/ 157) والخطيب في "التاريخ"(6/ 363) والمزي في "التهذيب"(30/ 69 - 70) من طرق عن أبي اليمان به.

قال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يُروى عن سعيد بن زيد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"

وقال الحاكم: صحيح"

وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير نوفل بن مساحق وهو ثقة" المجمع 8/ 150

قلت: إسناده صحيح إنْ كان نوفل بن مساحق سمع من سعيد بن زيد فإنّه لم يذكر منه سماعا، ولم أر أحداً ذكر أنّه سمع منه فالله أعلم.

لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة فيتقوى بها، منها:

1 -

عن البراء بن عازب رفعه "الربا اثنان وسبعون بابا، أدناها إتيان الرجل أمه، وأربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه"

(1) 13/ 80 (كتاب الأدب - باب الغيبة)

ص: 1906

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7147) عن محمد بن عبد الرحيم الديباجي ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا معاوية بن هشام ثنا عمر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن البراء به (1).

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا عمر بن راشد، ولا رواه عن عمر بن راشد إلا معاوية بن هشام، ولا يروى عن البراء إلا بهذا الإسناد"

وقال المنذري: رواه الطبراني في "الأوسط" من رواية عمر بن راشد وقد وثق" الترغيب 3/ 8

وقال الهيثمي: وفيه عمر بن راشد وثقه العجلي وضعفه جمهور الأئم" المجمع 4/ 117

وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف عمر بن راشد" مختصر الإتحاف 8/ 281

قلت: اختلف في هذا الحديث على عمر بن راشد، فرواه عبد الرزاق (15345) عنه عن يحيى بن أبي كثير عن رجل من الأنصار رفعه "الربا أحد وسبعون، أو قال: ثلاثة وسبعون حَوْبا، أدناها مثل إتيان الرجل أمه، وإنّ أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه المسلم"

وإسناده ضعيف لضعف عمر بن راشد، وقد تكلموا في روايته عن يحيى بن أبي كثير.

قال أحمد: حدّث عن يحيى بن أبي كثير بأحاديث مناكير" (2)

وقال البخاري: حديثه عن يحيى بن أبي كثير مضطرب، ليس بقائم"

واختلف في هذا الحديث على يحيى بن أبي كثير:

• فرواه عكرمة بن عمار عنه ثنا أبو سلمة عن أبي هريرة رفعه "الربا سبعون بابا أدناها كالذي يقع على أمه"

أخرجه ابن الجارود (647) والبغوي في "تفسيره"(1/ 300)

عن النضر بن محمد اليمامي

والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 95) والعقيلي (2/ 257) والبيهقي في "الشعب"(5133) وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 244 - 245 و 245)

(1) ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 2745) عن معاوية بن هشام به.

(2)

وكذا قال البزار والحاكم وأبو نعيم الأصبهاني.

ص: 1907

عن عبد الله بن زياد اليمامي

وابن عدي (5/ 1913) والبيهقي في "الشعب"(5132)

عن عفيف بن سالم الموصلي

قالوا: ثنا عكرمة بن عمار به.

قال البيهقي: غريب بهذا الإسناد وإنما يعرف بعبد الله بن زياد عن عكرمة، وعبد الله بن زياد هذا منكر الحديث"

وقال المنذري: رواه البيهقي بإسناد لا بأس به" الترغيب 3/ 6

قلت: أحاديث عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير ضعيفة. قاله يحيى القطان وأحمد وغيرهما.

• ورواه طلحة بن زيد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أنس.

أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 246)

وقال: ليس بصحيح، تفرد به طلحة بن زيد قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث"

2 -

عن أنس قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أمر الربا، وعظم شأنه، وقال "إنّ الدرهم يصيبه الرجل من الربا، أعظم عند الله في الخطيئة، من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل، وإنّ أربى الربا عرض الرجل المسلم"

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الغيبة"(36) عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت أبي قال: ذكر أبو مجاهد عن ثابت البُنَاني عن أنس به.

وأخرجه ابن عدي (4/ 1548) في ترجمة أبي مجاهد عبد الله بن كيسان المروزي ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 245) عن أحمد بن محمد بن الهيثم الدوري ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق به.

ولم ينفرد محمد بن علي بن الحسن بن شقيق به بل تابعه محمد بن موسى الفاشاني ثنا علي بن الحسن بن شقيق به.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(5135)

وقال: تفرد به أبو مجاهد عبد الله بن كيسان المروزي عن ثابت وهو منكر الحديث"

ص: 1908

وقال ابن الجوزي: ليس بصحيح، أبو مجاهد واسمه عبد الله بن كيسان المروزي قال البخاري: منكر الحديث"

وقال العراقي: سنده ضعيف" إتحاف السادة المتقين 7/ 535

قال الزبيدي: قلت: ليس فيه من وصف بالضعف، وأبو مجاهد سعد الطائي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد: إنه لا بأس به، ونسبه فقال: سعد بن عبيد الطائي الكوفي روى له البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه"

كذا قال، وإنما هو عبد الله بن كيسان المروزي فإنّه هو الذي يروي عن ثابت البناني وعنه علي بن الحسن بن شقيق، وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

3 -

عن ابن مسعود رفعه "الربا ثلاثة وسبعون بابا، أيسرها مثل أنْ ينكح الرجل أمّه، وإنّ أربى الربا عرض الرجل المسلم".

أخرجه ابن ماجه (2275) والحاكم (2/ 37) واللفظ له وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 61) والبيهقي في "الشعب"(5131) من طريق أبي حفص عمرو بن علي الصيرفي ثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن زبيد عن إبراهيم عن مسروق عن ابن مسعود به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح، والمتن منكر بهذا الإسناد، ولا أعلمه إلا وهما، وكأنه دخل لبعض رواة الإسناد في إسناده"

وقال العراقي: إسناده صحيح" إتحاف السادة المتقين 8/ 327

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح" وابن أبي عدي اسمه محمد بن إبراهيم وهو ثقة تفرد برواية هذا الحديث عن شعبة، رواه البزار في "مسنده" ورجاله رجال الصحيح" مصباح الزجاجة 3/ 34 - 35

قلت: رفعه شعبة وخالفه الثوري فأوقفه على ابن مسعود.

أخرجه عبد الرزاق (15347)

ولفظه "الربا بضعة وسبعون بابا والشرك نحو ذلك"

4 -

عن أبي هريرة وله عنه طرق:

الأول: يرويه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن عبد الله بن سعيد المَقْبُري عن جده عن أبي هريرة رفعه "إنّ الربا سبعون حَوْبا، أيسرها نكاح الرجل أمّه، وأربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه"

ص: 1909

أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 561) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1409)

واختلف فيه على ابن أبي زكريا، فرواه سويد بن سعيد الهروي عنه عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الغيبة"(34)

ولم ينفرد ابن أبي زكريا به بل تابعه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي عن عبد الله بن سعيد المقبري عن جده عن أبي هريرة به.

أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(590)

وإسناده ضعيف جدا، عبد الله بن سعيد المقبري قال أحمد والفلاس والنسائي: متروك الحديث.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه أبو معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا نحوه.

أخرجه ابن ماجه (2274)

عن عبد الله بن إدريس الأودي

والبيهقي في "الشعب"(5134)

عن محمد بن أبي معشر السندي

كلاهما عن أبي معشر به.

قال البيهقي: أبو معشر وابنه غير قويين"

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، أبو معشر هو نَجيح بن عبد الرحمن متفق على تضعيفه" مصباح الزجاجة 3/ 34

الثاني: يرويه النعمان بن راشد الجزري عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رفعه "إنّ أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه"

أخرجه ابن عدي (6/ 2263)

عن علي بن إبراهيم الواسطي

والبيهقي في "الشعب"(6345)

عن علي بن عبد العزيز البغوي

قالا: ثنا محمد بن أبي نعيم الواسطي ثنا وهيب بن خالد عن النعمان بن راشد به.

ص: 1910

قال البيهقي: قال علي بن عبد العزيز: لم يقل أحد عن الزهري في هذا الحديث عن سعيد عن أبي هريرة إلا النعمان"

قلت: وهو مختلف فيه وأكثرهم ضعفه.

وقال ابن معين: ليس هو في الزهري بذاك" سؤالات ابن الجنيد

وقال ابن حبان: ربما أخطأ على الزهري" الإحسان 1/ 539

وخالفه مَعْمَر فرواه عن الزهري عن سعيد بن المسيب قوله، وهذا أصح.

أخرجه عبد الرزاق (20253) ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(6346)

الثالث: يرويه أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن النوفلي عن يحيى بن النضر عن أبي هريرة رفعه "أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه المسلم"

أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(588) من طريق قتيبة بن سعيد البلخي ثنا ابن لَهيعة عن أبي الأسود به.

وابن لهيعة ضعيف.

5 -

عن قيس بن سعد بن عبادة رفعه "إنّ أربى الربا أنْ يستطيل الرجل في شتم أخيه

"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 353) عن أحمد بن زهير التستري ثنا طاهر بن خالد بن نزار ثني أبي ثنا سفيان بن عُيينة عن ابن أبي نَجيح عن أبيه عن قيس بن سعد به.

ورواه البزار (3743) عن طاهر بن خالد به، ولفظه "إنّ أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه"

قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير طاهر بن خالد بن نزار وهو ثقة وفيه لين" المجمع 8/ 73

قلت: وأبوه لم يخرجاه، وهما كما قال الدارقطني: ثقتان، وكذا باقي رواته كلهم ثقات، إلا أنّ المزي قال في "التهذيب": روى أبو نجيح عن قيس بن سعد يقال مرسل.

وقال الحافظ في "تهذيبه": أرسل أبو نجيح عن قيس بن سعد.

6 -

عن ابن عباس رفعه "إنّ الربا نَيِّف وسبعون بابا أهونهنّ بابا من الربا مثل من زنى بأمه في الإسلام، ودرهم الربا أشدّ من خمس وثلاثين زنية، وأشدّ الربا وأربى الربا وأخبث الربا انتهاك عرض المسلم وانتهاك حرمته".

ص: 1911

أخرجه البيهقي في "الشعب"(6289) من طريق محمد بن رافع النيسابوري ثنا إبراهيم بن عمر أبو إسحاق الصنعاني قال: سمعت النعمان (1) يقول إنه سمع طاوسا يقول عن ابن عباس به.

قال أبو زرعة: هذا حديث منكر" علل الحديث 1/ 391

قلت: إبراهيم بن عمر قال الحافظ في "التقريب": مستور.

7 -

عن يوسف بن عبد الله بن سلام مرفوعا "إن أربى الربا استطالة أحدكم في عرض أخيه المسلم"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6127) عن محمد بن موسى الأبلي ثنا عمر بن يحيى الأبلي ثنا جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن سعيد الجُرَيري عن بحر بن مَرَّار عن يوسف به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن بحر بن مرار إلا الجريري، ولا عن الجريري إلا جعفر بن سليمان، تفرد به عمر بن يحيى"

قلت: وهو متهم بسرقة الحديث (الكامل 2/ 597)

وأما الفقرة الثانية من الحديث وهي "وإنّ هذه الرَّحم شُجْنَة"

فلها شاهد من حديث عائشة أخرجه البخاري (فتح 13/ 23)

1344 -

"إنّ من أشدّ الناس بلاء الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"

قال الحافظ: أخرجه النسائي وصححه الحاكم من حديث فاطمة بنت اليمان أخت حذيفة قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نساء نعوده فإذا بسقاء يقطر عليه من شدة الحُمَّى فقال: فذكره" (2)

حسن

أخرجه ابن سعد (8/ 325 - 326) وأحمد (6/ 369) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(6) والنسائي في "الكبرى"(7496، 7613) والطبراني في "الكبير"(24/ 245 - 246) والحاكم (4/ 404) وأبو نعيم في "الصحابة"(7801) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 233) والمزي في "التهذيب"(34/ 55)

(1) هو ابن الزبير كما في "العلل" لابن أبي حاتم، وفي "التهذيب": ابن أبي شيبة.

(2)

12/ 215 (كتاب المرضى - باب أشد الناس بلاء الأنبياء)

ص: 1912

عن شعبة

وابن أبي الدنيا (239)

عن محمد بن فضيل الكوفي

والطبراني في "الكبير"(24/ 244 - 245)

عن عبد الله بن إدريس الكوفي

و (24/ 245)

عن خالد بن عبد الله الواسطي

وعن سليمان بن كثير العبدي

و (24/ 246)

عن زائدة بن قدامة الكوفي

والنسائي في "الكبرى"(7482)

عن عَبْثر بن القاسم الكوفي

كلهم عن حُصين بن عبد الرحمن قال: سمعت أبا عبيدة بن حذيفة يحدث عن عمته فاطمة أنّها قالت: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نعوده في نساء، فإذا سقاء معلق نحوه يقطر ماؤه عليه من شدّة ما يجد من حرِّ الحُمّى، قلنا: يا رسول الله، لو دعوت الله فشفاك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ من أشدّ الناس بلاء الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" اللفظ لأحمد

وفي لفظ للطبراني "ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل"

واختلف في هذا الحديث على حصين بن عبد الرحمن، فرواه جرير بن عبد الحميد الرازي عنه عن خيثمة عن أبي عبيدة بن حذيفة عن عمته قالت: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك وقد علّق سقاء يقطر على فؤاده، فقلت: يا رسول الله ما هذا؟ فقال "إنا معشر الأنبياء يضاعف علينا البلاء" زاد في إسناده خيثمة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 246)

والأول أصح وقد صرّح حصين فيه بالسماع من أبي عبيدة.

وقال الهيثمي: رواه أحمد وإسناده حسن" المجمع 2/ 292

ص: 1913

وقال الحافظ: سنده قوي" الإصابة 13/ 88

قلت: رواته ثقات غير أبي عبيدة بن حذيفة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.

وللحديث شاهد عن سعد بن أبي وقاص وآخر عن أبي سعيد فيتقوى بهما، وسيأتي الكلام على الحديثين عند حديث "الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل".

1345 -

"إنّ من أشراط الساعة أنّ يمرّ الرجل بالمسجد لا يصلي فيه، وأن لا يسلم إلا على من يعرفه"

قال الحافظ: أخرجه الطحاوي والطبراني والبيهقي في "الشعب" عن ابن مسعود مرفوعا ولفظه: فذكره، ولفظ الطحاوي "إنّ من أشراط الساعة السلام للمعرفة"(1).

صحيح

وله عن ابن مسعود طرق:

الأول: يرويه ميمون أبو حمزة عن إبراهيم عن علقمة أنّه كان مع مسروق وبينهما ابن مسعود فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا ابن أم عبد، فضحك ابن مسعود، فقلنا: ما يضحكك؟ فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "إن من أشراط الساعة السلام بالمعرفة، وأنْ يمرّ الرجل بالمسجد فلا يصلي فيه، وأنْ يردّ الشاب الشيخ فيما بين الأربعين، وأنْ يتطاول الحفاة العراة رعاة الشاة في البنيان".

وفي لفظ "لا تقوم الساعة حتى يكون السلام على المعرفة، وحتى تتخذ المساجد طرقا فلا يسجد لله فيها، وحتى يبعث الغلام الشيخ بريدا بين الأفقين، وحتى يبلغ التاجر بين الأفقين فلا يجد ربحا"

أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 792) والبزار (1576) وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 131) واللفظ له والطحاوي في "المشكل"(1591) وابن عدي (6/ 2407)

عن حماد بن سلمة

والطبراني في "الكبير"(9490) واللفظ الثاني له وابن عدي (6/ 2407)

عن عمر بن المغيرة البصري

(1) 13/ 257 (كتاب الاستئذان - باب السلام للمعرفة)

ص: 1914

كلاهما عن ميمون أبي حمزة به.

وقال ابن عدي: وهذا لا يرويه عن إبراهيم غير أبي حمزة هذا"

قلت: وهو ضعيف الحديث، قاله أحمد والجوزجاني والدارقطني، وقال ابن عدي: وأحاديثه التي يرويها خاصة عن إبراهيم مما لا يتابع عليها.

الثاني: يرويه مُجالد بن سعيد عن الشعبي عن الأسود بن يزيد قال: أقيمت الصلاة في المسجد فجئنا نمشي مع عبد الله بن مسعود، فلما ركع الناس ركع عبد الله وركعنا معه ونحن نمشي، فمرّ رجل بين يديه فقال: السلام عليك يا أبا عبد الرحمن، فقال عبد الله وهو راكع: صدق الله ورسوله، فلما انصرف سأله بعض القوم: لم قلت حين سلم عليك الرجل: صدق الله ورسوله؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ من أشراط الساعة إذا كانت التحية على المعرفة".

أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند"(210) وأحمد (1/ 387) والبزار (1652) والطبراني في "الكبير"(9491)

وقال البزار: ولا نعلم روى الشعبي عن الأسود عن عبد الله إلا هذا الحديث"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد.

الثالث: يرويه شَريك بن عبد الله القاضي عن عياش العامري عن الأسود بن هلال عن ابن مسعود رفعه "إنّ من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل لا يسلم عليه إلا للمعرفة".

أخرجه أحمد (1/ 405 - 406) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثنا شريك به.

وشريك مختلف فيه، والباقون ثقات.

الرابع: يرويه سالم بن أبي الجَعْد واختلف عنه:

- فرواه منصور بن المعتمر عن سالم واختلف عن منصور:

• فقال عمر بن عبد الرحمن الأبار: عن منصور بن المعتمر عن سالم بن أبي الجعد عن مسروق أو غيره -كذا قال عمر- قال: دخل المسجد رجل وابن مسعود في المسجد ومعه رجل فقال: السلام عليك يا أبا عبد الرحمن، فقال له: وعليك، الله أكبر صدق الله ورسوله، صدق الله ورسوله، صدق الله ورسوله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ من أشراط الساعة أنْ لا يسلم الرجل على الرجل إلا بالمعرفة أو من معرفة، وأنْ يمرّ بالمسجد عرضه وطوله

ص: 1915

ثم لا يصلي فيه ركعتين، ومن أشراط الساعة أنْ يتطاول الحفاة العراة أو قال العراة الحفاة في بنيان الدور".

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1592) عن أبي أمية الطَرَسوسي ثنا محمد بن الصباح ثنا عمر بن عبد الرحمن به.

• ورواه إسرائيل بن يونس عن منصور عن سالم عن مسروق -ولم يشك-

أخرجه الهيثم بن كليب في "مسنده"(400) عن الحسن بن علي بن عفان ثنا عبيد الله بن موسى أنا إسرائيل به.

• ورواه زائدة بن قدامة الكوفي عن منصور عن سالم بن أبي الجعد قال: دخل ابن مسعود المسجد.

لم يذكر مسروقا.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(9488)

وحديث إسرائيل أصح، وإسناده صحيح.

- ورواه الحكم بن عبد الملك البصري عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه قال: لقي عبد الله رجل فقال.

أخرجه ابن خزيمة (1326) والهيثم بن كليب (267) والطبراني في "الكبير"(9489) والبيهقي في "الشعب"(8399)

وإسناده ضعيف لضعف الحكم بن عبد الملك.

- ورواه زيد بن أبي أنيسة عن زبيد اليامي عن سالم بن أبي الجعد عن ابن مسعود قوله.

أخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن"(437)

وخالفه مغيرة بن مِقسم الكوفي فرواه عن زبيد عن سالم عن ابن مسعود مرفوعا.

أخرجه الشجري في "أماليه"(2/ 255 - 256)

الخامس: يرويه بشير بن سلمان عن سَيَّار عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود.

وقد تقدم الكلام على هذا الطريق فانظر حديث "إنّ بين يدي الساعة" فذكر أشياء ثم قال "وظهور شهادة الزور، وكتمان شهادة الحق".

ص: 1916

السادس: يرويه عبد الأعلى بن الحكم -رجل من بني عامر- عن خارجة بن الصلت البُرْجُمي قال: دخلت مع عبد الله المسجد فإذا القوم ركوع فركع، فمرّ رجل فسلم عليه، فقال عبد الله: صدق الله ورسوله، ثم وصل إلى الصف، فلما فرغ سألته عن قوله: صدق الله ورسوله، فقال: إنّه كان يقول: "لا تقوم الساعة حتى تتخذ المساجد طرقا، وحتى يسلم الرجل على الرجل بالمعرفة، وحتى تتجر المرأة وزوجها، وحتى تغلو الخيل والنساء ثم ترخص فلا تغلو إلى يوم القيامة".

أخرجه الحاكم (4/ 524) من طريق وهب بن جرير بن حازم ثنا شعبة عن حصين بن عبد الرحمن عن عبد الأعلى بن الحكم به.

ورواه عمرو بن مرزوق الباهلي البصري عن شعبة بهذا الإسناد وفيه فقال ابن مسعود: إنّه لا تقوم الساعة حتى تتخذ المساجد طرقا

الحديث.

أخرجه الحاكم (4/ 446)

وقال: صحيح الإسناد"

وقال الذهبي: قلت: موقوف"

ورواه الطيالسي (1)(منحة 2/ 212) عن شعبة بهذا الإسناد عن ابن مسعود قال: كان يقال: إنّ من أشراط الساعة أنْ تتخذ المساجد طرقا .. الحديث.

قال الطيالسي: قال شعبة: لم يُسمع عن ابن مسعود كان يقال إلا هذا، وروى الثوري هذا الحديث عن حصين عن عبد الأعلى عن خارجة قال: دخلت مع عبد الله المسجد فركع فمرّ عليه رجل وهو راكع فسلم عليه، قال عبد الله: صدق الله ورسوله، فلما انصرف قال: كان يقال (2).

(1) ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 245)

وتابعه:

1 -

أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي.

أخرجه البيهقي (2/ 245)

2 -

النضر بن شميل.

أخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 4492/ 2)

(2)

أخرجه أبو يعلى (المطالب 4492/ 6) من طريق مؤمل بن إسماعيل البصري ثنا سفيان به.

ورواه عبد الرزاق عن الثوري فلم يذكر خارجة بن الصلت.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(9486) عن الدبري عن عبد الرزاق (5137)

ص: 1917

قلت: وهكذا رواه عبد الله بن إدريس وزائدة بن قدامة وهُشيم عن حصين عن عبد الأعلى عن الصلت عن ابن مسعود قال: كان يقال.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 339 - 340) وفي "مسنده"(377) وإسحاق في "مسنده"(المطالب 4492/ 1)

عن عبد الله بن إدريس

والطبراني في "الكبير"(9487)

عن زائدة بن قدامة

وأحمد بن منع في "مسنده"(المطالب 4492/ 4)

عن هشيم

ثلاثتهم عن حصين به.

وللحديث شاهد عن العداء بن خالد رفعه "لا تقوم الساعة حتى لا يُسلم الرجل إلا على من يعرف، وحتى تتخذ المساجد طرقا، وحتى تتجر المرأة وزوجها، وحتى ترخص النساء والخيل فلا تغلو إلى يوم القيامة"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 13) عن أحمد بن عبد الله بن مهدي ثنا محمد بن مرزوق ثنا فهد بن البختري بن شعيب ثني جدي ثني شعيب بن عمرو قال: سمعت العداء بن خالد به.

قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 7/ 329

1346 -

حديث أبي هريرة رفعه "إنّ من أكبر الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم"

قال الحافظ: أخرجه ابن أبي حاتم بسند حسن" (1)

ضعيف

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(727) عن الحسن بن عبد العزيز الجذامي

وأبو داود (4877) عن جعفر بن مسافر التِّنِّيسي قالا: ثنا عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ من أكبر الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم بغير حق، ومن الكبائر: السبتان بالسبة".

(1) 13/ 15 (كتاب الأدب - باب عقوق الوالدين من الكبائر)

ص: 1918

قال أبو حاتم: هذا حديث منكر" العلل 2/ 290 - 291

قلت: زهير بن محمد هو التميمي الخراساني وهو مختلف فيه، وقد تُكلم في رواية أهل الشام عنه وخاصة رواية عمرو بن أبي سلمة التنيسي عنه.

فقال أحمد: في رواية الشاميين عن زهير يروون عنه أحاديث مناكير، وأحاديث أبي حفص التنيسي عنه فتلك بواطيل موضوعة.

وقال النسائي: عند عمرو بن أبي سلمة التنيسي عنه مناكير.

وقال العجلي: الأحاديث التي يرويها أهل الشام عنه ليست تعجبني.

وقال البخاري: أهل الشام يروون عن زهير بن محمد هذا مناكير.

وقال أيضا: الوليد بن مسلم وأبو حفص عمرو بن أبي سلمة وأهل الشام يروون عنه مناكير.

1347 -

"إنّ من أكمل المؤمنين أحسنهم خلقا"

قال الحافظ: وللترمذي وحسنه والحاكم وصححه من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره، ولأحمد بسند رجاله ثقات من حديث جابر بن سَمُرة نحوه بلفظ "أحسن الناس إسلاما"(1)

صحيح

ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي سعيد ومن حديث عمير بن قتادة ومن حديث أنس بن مالك ومن حديث أبي ذر ومن حديث عائشة ومن حديث الحسن البصري مرسلا.

فأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق:

الأول: يرويه محمد بن عَجلان المدني عن القَعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا".

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 516 و 11/ 27 - 28) وفي "الإيمان"(20) وأحمد (2/ 527) والدارمي (2795) وعبد الله بن أحمد في "السنة"(747) وابن نصر في "الصلاة"(453) والخلال في "السنة"(1213) والطحاوي في "المشكل"(4430) والخرائطي في "المكارم"(1/ 27) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه"(2) والطبراني في "المكارم"(9)

(1) 13/ 66 - 67 (كتاب الأدب - باب حسن الخلق)

ص: 1919

وابن بطة في "الإبانة"(840) واللالكائي في "السنة"(1614 و 1615) والحاكم (1/ 3) وابن بشران (79) والبيهقي (10/ 192) وفي "الآداب"(204) و"الاعتقاد"(ص 178) و "الشعب"(26 و 7607 و 7608) والخطيب في "الفقيه"(2/ 110) من طرق عن ابن عجلان به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح لم يخرج في الصحيحين، وهو صحيح على شرط مسلم بن الحجاج فقد استشهد بأحاديث للقعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة، وقد احتج بمحمد بن عجلان"

وقال الذهبي: صحيح"

وقال العراقي في "أماليه": حديث صحيح" الفيض 2/ 97

قلت: هو صحيح كما قالوا ورواته ثقات إلا أنّ ابن عجلان إنما أخرج له مسلم في المتابعات ولم يحتج به كما قال الحافظ في "التهذيب".

الثاني: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رفعه "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم".

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 515 و 11/ 27) وفي "الإيمان"(17 و 18) وأحمد (2/ 250 و472) وهناد في "الزهد"(1252) ومحمد بن أسلم الطوسي في "الأربعين"(35) وأبو داود (4682) والترمذي (1162) وابن أبي الدنيا في "العيال"(471 و 479) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 848) والبزار (كشف 1485) وابن نصر في "الصلاة"(452) وأبو يعلى (5926 و 5927) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر - حديث رقم 680) والخلال في "السنة"(1113) والطحاوي في "المشكل"(4431) والخرائطي في "المكارم"(1/ 30) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 195) وابن حبان (479 و 4176) والآجري في "الشريعة"(ص 115) وابن بطة في "الإبانة"(838 و 839) وابن أبي زمنين في "أصول السنة"(139) وابن جميع الصيداوي في "معجمه"(ص 232) والحاكم (1/ 3) واللالكائي في "السنة"(1613) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 248) والقضاعي (1244) والبيهقي في "الشعب"(27 و 7612 و 7613) وابن عبد البر في "التمهيد"(9/ 237) والخطيب في "التاريخ"(7/ 13) والبغوي في "شرح السنة"(2341 و 3495) وفي "التفسير"(1/ 226 - 227) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1212) من طرق عن محمد بن عمرو به.

اقتصر أبو داود وابن حبان والخرائطي والحاكم وأبو نعيم والآجري وابن عبد البر والقضاعي وابن أبي زمنين على الشطر الأول منه.

ص: 1920

واقتصر البزار والطبري والخطيب على الشطر الثاني منه.

وزاد الترمذي "خلقا"

وزاد ابن جميع وابن قانع "وأنا خير لأهلي"

وزاد ابن أبي الدنيا في الموضع الثاني "وألطفهم بأهله"

وساقه بعضهم بلفظ "أفضل المؤمنين إيمانا"

وفي لفظ "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

قلت: إسناده حسن، محمد بن عمرو صدوق، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ثقة.

ولم ينفرد محمد بن عمرو به بل تابعه حُصين بن عبد الرحمن السلمي عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4417)

الثالث: يرويه أبو خلف عبد الله بن عيسى الحريري البصري عن يونس بن عبيد عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رفعه "إنّ من أكمل الإيمان حسن الخلق"

أخرجه الخرائطي في "المكارم"(1/ 28) وابن عدي (4/ 1564)

وإسناده ضعيف لضعف أبي خلف عبد الله بن عيسى.

الرابع: يرويه عثمان بن صالح السهمي ثنا ابن لَهيعة ثني عيسى بن سِيلان عن أبي هريرة رفعه "أكمل المؤمنين إيمانا أحاسنهم أخلاقا، وإنّ المرء ليكون مؤمنا، وإنّ في خلقه شيئا فينقص ذلك من إيمانه"

أخرجه ابن نصر في "الصلاة"(454)

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

الخامس: يرويه عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب عن أبي هريرة رفعه "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خيارهم لنسائهم"

أخرجه ابن حبان (موارد 1311) عن عمران بن موسى بن مجاشع ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا خالد بن مخلد ثنا سليمان بن بلال أني عمرو بن أبي عمرو به.

وإسناده ضعيف لانقطاعه، قال أبو حاتم: المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبي هريرة مرسل (الجرح 4/ 1/ 359)

ص: 1921

السادس: يرويه عفان بن مسلم البصري ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة رفعه "إنّ أكملكم إيمانا أحاسنكم أخلاقا إذا فقهوا"

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(9/ 237)

وأخرجه أحمد (2/ 466 - 467 و 469)

عن عبد الرحمن بن مهدي

و (2/ 481)

عن وكيع

والبخاري في "الأدب المفرد"(285)

عن حجاج بن منهال

وابن حبان (91)

عن هُدبة بن خالد القيسي

أربعتهم عن حماد بن سلمة بهذا الإسناد بلفظ "خيركم أحاسنكم أخلاقا إذا فقهوا"

وفي لفظ "خيركم إسلاما"

السابع: يرويه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رفعه "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخيركم خيركم لنسائه"

أخرجه أبو بكر بن المقرئ في "حديث نافع بن أبي نعيم"(15) عن علي بن الحسين بن حرب أبي عبيد ثنا علي بن شعيب ثنا ابن أبي فُديك ثنا نافع بن أبي نعيم عن أبى الزناد به.

وإسناده حسن رواته كلهم ثقات غير نافع بن أبي نعيم وهو صدوق، وعلي بن الحسين هو المعروف بابن حربويه له ترجمة في "سير الأعلام"(14/ 536)

الثامن: يرويه كلثوم بن محمد بن أبي سدرة عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني عن أبي هريرة رفعه "إنّ من أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا"

أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(522) ومن طريقه الطبراني في "مسند الشاميين"(2373)

وإسناده منقطع لأنّ عطاءا الخراساني لم يسمع من أبي هريرة، وكلثوم تكلم فيه ابن عدي وغيره.

ص: 1922

وأما حديث جابر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه أبو أيوب عن محمد بن المنكدر عن جابر رفعه "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا"

أخرجه البزار (كشف 34) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا معلي بن منصور ثنا أبو أيوب به.

قال الهيثمي: وفيه أبو أيوب عن محمد بن المنكدر ولا أعرفه" المجمع (1) 1/ 58

قلت: إسناده صحيح إنْ كان أبو أيوب هو سليمان بن بلال، ولم ينفرد به بل تابعه أبو أويس عن ابن المنكدر عن جابر رفعه "ألا أخبركم بأكملكم إيمانا؟ أحاسنكم أخلاقا، الموطئون أكنافا، الذين يَألفون ويُؤلفون".

أخرجه ابن أبي الدنيا في "المداراة"(79) وابن نصر في "الصلاة"(456) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1213)

الثاني: يرويه هشام بن حسان عن الحسن البصري عن جابر قال: قيل: يا رسول الله، أيّ الإيمان أفضل؟ قال "الصبر والسماحة" قيل: فأيّ المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال "أحسنهم خلقا"

أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 33) وفي "الإيمان"(43) وابن نصر في "الصلاة"(647)

والحسن لم يسمع من جابر بن عبد الله، قاله بهز بن أسد وابن المديني وأبو زرعة وأبو حاتم.

وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الطبراني في "الصغير"(1/ 218) و"الأوسط"(4419) وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 67) قال: ثنا عبد الله بن أبي داود السجستاني ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا يعقوب بن أبي عباد القلزمي ثنا محمد بن عُيينة عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد رفعه "أكمل المؤمنين إيمانا أحاسنهم أخلاقا، الموطئون أكنافا، الذين يَألفون ويُؤلفون، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف"

وأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 381) من طريق ابن عدي عن ابن أبي داود به (2).

(1) وفي هامش الكتاب: أبو أيوب هذا هو سليمان بن بلال مدني ثقة مشهور والحديث صحيح الإسناد.

(2)

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(7616) وقال: تفرد به يعقوب بهذا الإسناد"

ص: 1923

قال الطبراني: لم يروه عن محمد بن عيينة أخي سفيان إلا يعقوب"

وقال الهيثمي: وفيه يعقوب بن أبي عباد القلزمي ولم أعرفه"

وقال في موضع آخر: ولم أر من ذكره" المجمع 1/ 58 و 8/ 21

قلت: قد عرفته وهو يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد المكي القلزمي ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه (4/ 2/ 203) وقال: سألت أبي عنه فقال: كان يسكن قلزم، قدمت قلزم وهو غائب فلم أكتب عنه ومحله الصدق لا بأس به.

ومحمد بن عيينة مختلف فيه: وثقه ابن حبان، وقال العجلي: صدوق، وقال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه يأتي بالمناكير.

ومحمد بن عمرو صدوق، والباقون ثقات.

طريق أخرى: قال ابن وهب في "الجامع"(493): أخبرني رجل عمن حدثه عن عطية العَوْفي عن أبي سعيد مرفوعا "إنّ أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وأشبه المؤمنين بي أحسنهم خلقا"

وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفي ولمن لم يسم.

وأما حديث عمير بن قتادة فأخرجه ابن أبي خيثمة في "تاريخه"(أخبار المكيين 158) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(911) وابن نصر في "الصلاة"(645 و 882) وأبو يعلى في "معجمه"(129) والخرائطي في "المكارم"(1/ 29) وابن قانع (2/ 229) والطبراني في "الأوسط"(8119) و"الكبير"(17/ 48) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 357) وفي "الصحابة"(5262) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(20) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(802) والسلفي في "حديث أبي الحسين الثقفي"(40) من طريق سويد أبي حاتم عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن أبيه عن جده قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: فذكر حديثا وفيه "يا رسول الله، أيّ المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال "أحسنهم خلقا".

قال أبو نعيم: تفرد به سويد موصولا"

وقال المنذري: رواه الطبراني (1) في "الأوسط" من رواية سويد بن إبراهيم أبي حاتم ولا بأس به في المتابعات" الترغيب 3/ 409

وقال الهيثمي: وفيه سويد أبو حاتم اختلف في ثقته وضعفه" المجمع 1/ 58

(1) وقال: لا يُروى هذا الحديث عن عمير بن قتادة إلا بهذا الإسناد، تفرد به سويد أبو حاتم"

ص: 1924

قلت: وخالفه ابن شهاب الزهري فرواه عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه مرسلا، ولم يذكر عميرا.

أخرجه ابن نصر في "الصلاة"(643) واللالكائي في "السنة"(1620) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب به.

وهذا أصح، وصالح هو ابن كيسان المدني.

وأما حديث أنس فتقدم الكلام عليه فانظر حديث "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا"

وأما حديث أبي ذر فأخرجه الخرائطي في "المكارم"(1/ 24) عن علي بن داود القنطري ثنا سعيد بن سابق الرشيدي ثنا بشر بن خيثمة عن إسماعيل بن أبي زياد عن أبي سليمان الفلسطيني عن القاسم بن محمد بن أبي بكر عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله، أيّ المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال "أحسنهم خلقا"

بشر بن خيثمة لم أقف له على ترجمة، وإسماعيل بن أبي زياد أظنه السكوني، وأبو سليمان الفلسطيني ذكره ابن عبد البر في "الكنى" والذهبي في "الميزان" ولم يحكيا فيه جرحا ولا تعديلا، والباقون كلهم ثقات.

وأما حديث عائشة فله عنها طريقان:

الأول: يرويه خالد الحَذَّاء عن أبي قلابة عن عائشة مرفوعا "إنّ من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وألطفهم بأهله".

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 515 و 11/ 27) وفي "الإيمان"(19) وأحمد (6/ 47 و 99) وابنه في "السنة"(781) والترمذي (2612) وابن أبي الدنيا في "العيال"(473) وابن نصر في "الصلاة"(880) والنسائي في "الكبرى"(9154) والخلال في "السنة"(1114) وابن السني في "اليوم والليلة"(610) وابن بطة في "الإبانة"(841) والحاكم (1/ 53) واللالكائي في "السنة"(1616) والبيهقي في "الشعب"(7615 و 8345) من طرق عن خالد الحذاء به.

قال الترمذي: هذا حديث صحيح ولا نعرف لأبي قلابة سماعا من عائشة"

وقال الحاكم: رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات على شرط الشيخين"

وقال في موضع آخر: وأنا أخشى أن أبا قلابة لم يسمعه من عائشة" المستدرك 1/ 3

وقال الذهبي: قلت: فيه انقطاع"

ص: 1925

قلت: ولم يخرج البخاري رواية أبي قلابة عن عائشة، وأخرجها مسلم مقرونا بالقاسم بن محمد.

الثاني: يرويه الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة مرفوعا "أكملكم إيمانا أحسنكم خلقا"

أخرجه ابن نصر في "الصلاة"(455) والخرائطي في "المكارم"(1/ 61) من طرق عن أحمد بن خالد الوَهْبي ثنا محمد بن إسحاق عن الحارث بن عبد الرحمن به (1).

والحارث بن عبد الرحمن قال المزي في "التهذيب"(5/ 256): والظاهر أنّه خال ابن أبي ذئب"

قلت: بل هو الحارث بن عبد الرحمن بن مغيرة بن أبي ذُباب.

قال البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 272): ثني صاحب لنا عن أبي الأصبغ ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن الحارث بن عبد الرحمن بن مغيرة بن أبي ذباب عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أكملكم إيمانا أحسنكم خلقا".

وابن إسحاق مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من الحارث بن عبد الرحمن.

وأما حديث الحسن البصري فله عنه طريقان:

الأول: يرويه إسماعيل بن عُلية عن يونس بن عبيد عن الحسن رفعه "إنّ أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا"

أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 46 - 47) وفي "الإيمان"(125) والخلال في "السنة"(1204) وابن بطة في "الإبانة"(842)

الثاني: يرويه مبارك بن فَضالة والربيع بن صَبيح عن الحسن رفعه "أكمل المؤمنين أحسنهم خلقا"

أخرجه وكيع في "الزهد"(420)

وأما حديث جابر بن سمرة فقد تقدم الكلام عليه في أوائل حرف الهمزة باللفظ الذي ذكره الحافظ.

(1) وأخرجه البيهقي في "الشعب"(7614) من طريق محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق به.

ص: 1926

1348 -

عن ابن عباس قال: جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبرقان بن بدر وعمرو بن الأهتم وقيس بن عاصم ففخر الزبرقان فقال: يا رسول الله، أنا سيد بني تميم والمطاع فيهم والمجاب، أمنعهم من الظلم وآخذ منهم بحقوقهم، وهذا يعلم ذلك: يعني عمرو بن الأهتم. فقال عمرو: إنّه لشديد المعارضة مانع لجانبه مطاع في أدنيه. فقال الزبرقان: والله يا رسول الله، لقد علم مني غير ما قال، وما منعه أنْ يتكلم إلا الحسد، فقال عمرو: أنا أحسدك؟ والله يا رسول الله إنّه لئيم الخال، حديث المال، أحمق الوالد، مضيع في العشيرة. والله يا رسول الله لقد صدقت في الأولى وما كذبت في الآخرة، ولكني رجل إذا رضيت قلت أحسن ما علمت، وإذا غضبت قلت أقبح ما وجدت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنّ من البيان سحرا"

قال الحافظ: أخرجه البيهقي في "الدلائل" وغيره من طريق مِقْسم عن ابن عباس قال: فذكره.

وأخرجه الطبراني من حديث أبي بكرة قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقدم عليه وفد بني تميم عليهم قيس بن عاصم والزبرقان وعمرو بن الأهتم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو "ما تقول في الزبرقان؟ " فذكر نحوه" (1)

حديث ابن عباس أخرجه الحاكم (3/ 613) وأبو نعيم في "الصحابة"(5122) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 316 - 317) من طرق عن علي بن حرب الطائي الموصلي ثنا أبو سعد الهيثم بن محفوظ عن أبي المقوم الأنصاري يحيى (2) بن أبي يزيد عن الحكم بن عُتيبة عن مقسم مولى ابن عباس عن ابن عباس به.

قال ابن كثير: هذا إسناد غريب جدا" البداية والنهاية 5/ 45

وقال العراقي: سنده ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 3/ 1122

قلت: الهيثم بن محفوظ قال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من هو. وأبو المقوم الأنصاري لم أقف له على ترجمة، والحكم لم يسمع من مقسم هذا الحديث (تهذيب التهذيب 2/ 434)

وحديث أبي بكرة أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7667) من طريق الحسن بن

(1) 12/ 349 (كتاب الطب - باب إنّ من البيان سحرا)

(2)

وعند البيهقي: يحيى بن يزيد.

ص: 1927

كثير بن يحيى بن أبي كثير اليمامي ثنا سعيد بن سليمان السلمي ثنا عُيينة بن عبد الرحمن بن جَوْشَن عن أبيه عن أبي بكرة به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عيينة إلا سعيد بن سليمان، تفرد به الحسن بن كثير، ولا يُروى عن أبي بكرة إلا بهذا الإسناد"

قلت: تابعه أبو بكر محمد بن شاذان الجوهري ثنا سعيد بن سليمان النشيطي به.

أخرجه الحاكم (3/ 613)

وسعيد بن سليمان قال أبو حاتم: لا نرضاه وفيه نظر، وقال أبو زرعة: ليس بالقوي، وقال أبو داود: لا أحدث عنه.

وفي الباب عن محمد بن الزبير الحنظلي مرسلا

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 316) من طريق يعقوب بن سفيان ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن محمد بن الزبير الحنظلي قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم الزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم وعمرو بن الأهتم، فقال لعمرو بن الأهتم "أخبرني من هذا الزبرقان، فأما هذا فلست أسألك عنه -لقيس-" وذكر الحديث.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5121) من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب به.

قال البيهقي: هذا منقطع"

وقال ابن كثير: وهذا مرسل من هذا الوجه" البداية والنهاية 5/ 44 - 45

وقال الحافظ: وإسناده حسن إلا أنّ فيه انقطاعا" الإصابة 4/ 5

قلت: محمد بن الزبير قال ابن معين: ضعيف لا شيء، وقال البخاري: منكر الحديث وفيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة.

1349 -

"إنّ من البيان سحراً، وإن من العلم جهلاً، وإنّ من الشعر حكماً، وإن من القول عيلاً"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث صخر بن عبد الله بن بُريدة عن أبيه عن جده رفعه فذكره" (1)

(1) 11/ 107 (كتاب النكاح - باب الخطبة)

و13/ 156 (كتاب الأدب - باب ما يجوز من الشعر)

ص: 1928

يرويه عبد الله بن بريدة واختلف عنه:

- فقيل: عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا.

أخرجه أبو داود (5012) والدولابي في "الكنى"(1/ 135) وابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 288 - 289) والخليلي في "الإرشاد"(3/ 898 - 899) وابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 180 - 181) من طريق سعيد بن محمد الجَرْمي ثنا أبو تُمَيْلة يحيى بن واضح ثني أبو جعفر النحوي عبد الله بن ثابت ثني صخر بن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن جده به مرفوعا إلا أنّه قال "وإنّ من القول عِيالاً"

وإسناده ضعيف، عبد الله بن ثابت المروزي أبو جعفر النحوي قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه أبو تميلة، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

وصخر بن عبد الله بن بريدة ذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وذكره البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يحكيا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة.

وقد تابعه حسام بن مِصَك ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه رفعه "إنّ من الشعر لحكما، وإنّ من البيان لسحرا"

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 692) وفي "الأدب"(356) وابن عدي (2/ 840) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 146)

قال أبو زرعة: هذا الحديث خطأ" علل الحديث 2/ 289

قلت: حسام بن مِصَك قال أحمد: مطروح الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث منكر الحديث، وقال الدارقطني: متروك الحديث.

واختلف في هذا الحديث على عبد الله بن بريدة.

- قال أبو زرعة: روى هذا الحديث أبو هلال الرَّاسبي عن ابن بريدة قال: كان يقال.

وروى قتادة عن ابن بريدة عن ابن مسعود ولم يرفعه.

ورواه كَهْمَس بن الحسن عن ابن بريدة قال: كان يقال" العلل 2/ 289

- ورواه شعبة عن عمارة بن أبي حفصة عن ابن بريدة عن صَعْصَعَة بن صُوْحَان عن عليّ مرفوعا "إنّ من البيان لسحرا، وإنّ من الشعر لحكما، وإنّ من القول عيالا، وإن من طلب العلم جهلا"

ص: 1929

أخرجه أبو بكر بن زذان في "فوائده"(زهد وكيع 2/ 572) والقضاعي في "مسند الشهاب"(961) والخطيب في "المتفق"(1560)

ورواته ثقات.

1350 -

"إنّ من الحق على المسلم أنْ يغتسل يوم الجمعة"

انظر حديث "الغسل واجب على كل مسلم"

1351 -

"إنّ من الشعر حكما"

قال الحافظ: ووقع في حديث ابن عباس عند البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه بلفظ: فذكره، وكذا أخرجه ابن أبي شيبة من حديث ابن مسعود، وأخرجه أيضا من حديث بريدة مثله" (1)

صحيح

أخرجه البخاري (فتح 13/ 156) من حديث أبي بن كعب بلفظ "إنّ من الشعر حكمة"

ورواه جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ "إنّ من الشعر حكما" ذكر الحافظ منهم ثلاثة وهم ابن عباس وابن مسعود وبريدة.

فأما حديث ابن عباس فله عنه طرق:

الأول: يرويه سِماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس رفعه "إنّ من الشعر حكما، وإنّ من البيان سحرا"

وفي لفظ "إنّ من الشعر حكمة"

أخرجه الطيالسي (منحة 2/ 66) وابن أبي شيبة (8/ 691 - 692) وفي "الأدب"(355) وأحمد (1/ 269 و273 و303 و309 و313 و327 و332) والبخاري في "الأدب المفرد"(872) وأبو داود (5011) وابن ماجه (3756) والترمذي (2845) وأبو يعلى (2332 و 2581) وأبو بكر الخلال في "الأمر بالمعروف"(235) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 299) وابن حبان (5778 و5780) والطبراني في "الكبير"(11758 و11759 و11760 و11761 و11762 و11763) وأبو الشيخ في "الأمثال"(6 و 7) وتمام في "فوائده"(733 و 1491) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 355) والبيهقي (10/ 237 و241) وعبد الغني المقدسي في "أحاديث الشعر"(13) من طرق عن سماك به.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

(1) 13/ 156 (كتاب الأدب - باب ما يجوز من الشعر)

ص: 1930

قلت: هو حسن باعتبار شواهده وإلا فرواية سماك عن عكرمة فيها مقال.

الثاني: يرويه مَطر الوراق عن أبي يزيد المديني عن ابن عباس رفعه "إنّ من الشعر حكما، وإنّ من البيان سحرا"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12888)

عن محمد بن عبد الله الحضرمي

وابن عدي (3/ 1152)

عن إسحاق بن عبد الله الكوفي البزاز

قالا: ثنا محمد بن عثمان بن مخلد الواسطي قال: وجدت في كتاب أبي ثنا سلام أبو المنذر القاري عن مطر به.

محمد بن عثمان قال ابن أبي حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأبوه ذكره ابن حبان في "الثقات".

وسلام ومطر مختلف فيهما، وأبو يزيد المديني وثقه ابن معين.

واختلف فيه على سلام أبي المنذر، فرواه محمد بن عمر عنه ثنا مطر الوراق عن عبد الله بن بريدة عن ابن عباس.

أخرجه تمام في "فوائده"(1492) عن خيثمة بن سليمان ثنا صالح بن محمد ثنا محمد بن عمر به.

الثالث: يرويه سلمة بن وَهْرَام عن طاوس عن ابن عباس رفعه "إنّ من الشعر لحكمة"

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(3/ 443) من طريق محمد بن يونس الكُديمي ثنا أبو عامر العقدي ثنا زَمْعَة بن صالح عن سلمة بن وهرام به.

والكديمي اتهمه غير واحد بوضع الحديث.

وأما حديث ابن مسعود فله عنه طرق:

الأول: يرويه إبراهيم النخعي عن عبيدة السلماني عن ابن مسعود رفعه "إنّ من الشعر حكما، وإنّ من البيان سحرا"

وفي لفظ "إنّ من الشعر حكمة"

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 693) وفي "الأدب"(359)

عن طلق بن غنام الكوفي

ص: 1931

والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 297 و299) والطبراني في "الكبير"(10345) وابن عدي (6/ 2066) والقضاعي (962)

عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني

كلاهما عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن إبراهيم به.

وإسناده ضعيف لضعف قيس بن الربيع.

الثاني: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود عن زِربن حُبيش عن ابن مسعود رفعه "إنّ من الشعر حكمة"

أخرجه الترمذي (2844) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 297) وابن عدي (7/ 2665 و2666) والذهبي في "سير الأعلام"(14/ 312) من طريق أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غَنِيَّة ثنا أبي عن عاصم به.

وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه إنما رفعه أبو سعيد الأشج عن ابن أبي غنية، وروى غيره عن ابن أبي غنية هذا الحديث موقوفا"

وقال الذهبي: غريب فرد دار على الأشج"

قلت: أخرجه أبو يعلى (5104) وابن عدي (7/ 2666)

عن الحسن بن حماد الوراق الكوفي

وابن عدي (7/ 2666)

عن أحمد بن عبد الله بن حكيم المروزي

كلاهما عن يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية بهذا الإسناد، فلم ينفرد أبو سعيد الأشج به.

واختلف فيه على يحيى بن عبد الملك، فرواه إبراهيم بن أبي داود عنه عن أبيه (1) عن عاصم عن النبي صلى الله عليه وسلم.

لم يذكر زر بن حبيش ولا ابن مسعود.

أخرجه ابن عدي (7/ 2665)

وقال ابن معين: أخرج إليّ ابن أبي غنية كتاب أبيه أصفر فكتب منه عن أبيه عن عاصم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "إنّ من الشعر حكمة"

أخرجه ابن عدي.

(1) سقط من كتاب ابن عدي "عن أبيه"

ص: 1932

الثالث: يرويه عمارة بن عمير التيمي الكوفي عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود رفعه "إنّ من الشعر حكما"

وفي لفظ "حكمة"

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 297 - 299) والطبراني في "الكبير"(10346) وابن عدي (6/ 2066) من طريق قيس بن الربيع عن الأعمش عن عمارة بن عمير به.

وإسناده ضعيف لضعف قيس بن الربيع.

وأما حديث بريدة فقد تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنّ من البيان سحرا".

1352 -

عن جابر بن عَتيك الأنصاري رفعه "إنّ من الغيرة ما يحبّ الله ومنها ما يبغض الله، فأما الغيرة التي يحبّ الله فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغض فالغيرة في غير ريبة"

سكت عليه الحافظ (1).

- يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:

• فرواه غير واحد عنه قال: ثني محمد بن إبراهيم بن الحارث القرشي التيمي ثني ابن جابر بن عتيك الأنصاري عن أبيه رفعه "إنّ من الغيرة ما يحبّ الله، ومنها ما يبغض الله، وإنّ من الخيلاء ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله، وأما الغيرة التي يحبّ الله فالغيرة التي في الربية (2)، وأمّا الغيرة التي يبغض الله فالغيرة في غير الريبة (3)، وأما الخيلاء التي يحبّ الله فاختيال الرجل بنفسه عند القتال واختياله عند الصدقة، والخيلاء (4) التي يبغض الله فاختيال الرجل في الفخر (5) والبغي (6) "

أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 419 - 420) وفي "المسند"(896) وأحمد (5/ 445) وابن

(1) 11/ 239 (كتاب النكاح - باب غيرة النساء)

(2)

وفي لفظ "فالغيرة في الله" وفي لفظ آخر "الغيرة في الدين" وهما لابن حبان.

(3)

وفي لفظ لابن حبان "الغيرة في غير دينه"

(4)

ولفظ النسائي والبيهقي "والاختيال الذي يبغض الله عز وجل الخيلاء في الباطل"

وكذا هو لفظ ابن حبان إلا أنه قال "الاختيال في الباطل"

وفي لفظ آخر له "وأما الخيلاء التي يبغض الله فالخيلاء لغير الدين"

(5)

وفي لفظ للطبراني "الفجور"

(6)

وفي لفظ لأحمد "والكبر" وفي لفظ للبيهقي "والخيلاء"

ص: 1933

أبي عاصم في "الآحاد"(2142) وفي "الجهاد"(294) وابن حبان (295) والطبراني في "الكبير"(1776) وأبو نعيم في "الصحابة"(1513)

عن الحجاج بن أبي عثمان الصواف

وأحمد (5/ 445) والطبراني في "الكبير"(1773) وأبو نعيم في "الصحابة"(1512)

عن حرب بن شداد البصري

وأحمد (5/ 446) وأبو داود (2659) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(297) والطبراني في "الكبير"(1772) وابن منده في "التوحيد"(718) وأبو نعيم في "الصحابة"(1511) وابن بشران (87) والبيهقي (9/ 156) وفي "الشعب"(10312) وفي "الأسماء"(ص 637)

عن أبان بن يزيد العطار

والدارمي (2232) والنسائي (5/ 58) وفي "الكبرى"(2339) وأبو القاسم البغوي (296) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 140) وابن حبان (4762) والطبراني في "الكبير"(1774 و 1775) وابن منده (719) والبيهقي (7/ 308)

عن الأوزاعي (1)

والطبراني في "الكبير"(1777)

عن شيبان بن عبد الرحمن النَّحوي (2)

كلهم عن يحيى بن أبي كثير به.

واللفظ لأحمد وغيره.

قال الحافظ: إسناده صحيح" الإصابة 2/ 47 - 48

قلت: رواته ثقات غير ابن جابر بن عتيك الأنصاري فلم يُسَمَّ في جميع روايات الحديث التي وقفت عليها (3)، واختلف فيه: فقال المزي: إنْ لم يكن عبد الرحمن بن جابر بن عتيك فهو أخ له" تهذيب الكمال 34/ 429

(1) هكذا رواه غير واحد عن الأوزاعي، ورواه يحيى بن حمزة الحضرمي عن الأوزاعي فلم يذكر ابن جابر.

أخرجه أبو القاسم البغوي (295)

(2)

رواه عبيد الله بن موسى عن شيبان، واختلف فيه على شيبان كما سيأتي.

(3)

إلا في رواية أبان بن يزيد عند ابن منده فوقع فيها: عن ابن جابر بن عتيك وهو عبد الله بن جابر بن عتيك.

ص: 1934

وقال الحافظ: إمّا أن يكون عبد الرحمن أو أخا له" تهذيب التهذيب

وقال في ترجمة جابر بن عتيك: روى عنه ابناه أبو سفيان وعبد الرحمن"

وجزم ابن حبان بأنّه أبو سفيان. الإحسان 1/ 531

وهو وأخوه مجهولان.

• وقال مَعْمَر: عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن عبد الله بن زيد الأزرق عن عقبة بن عامر الجهني رفعه: فذكر نحو الحديث الأول.

أخرجه عبد الرزاق (19522) وأحمد (4/ 154) والروياني (186) والطبراني في "الكبير"(17/ 340) وابن منده (1)(720) والحاكم (1/ 417 - 418)

وقال: صحيح الإسناد"

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 329

وقال في موضع آخر: رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن زيد الأزرق وهو ثقة" المجمع 10/ 151

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": وعنه أبو سلام الأسود فقط ا. هـ فهو مجهول.

• وقال هشام الدَّسْتُوائي: عن يحيى بن أبي كثير قال: حُدثت أنّ أبا سلام قال: ثني عبد الله بن زيد الأزرق عن عقبة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 341)

• وقال شيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية: عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سهم عن أبي هريرة.

أخرجه ابن ماجه (1996) من طريق وكيع عن شيبان به.

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، أبو سهم هذا مجهول، وقال المزي في "الأطراف": أبو سهم وهم والصواب أبو سلمة" مصباح الزجاجة 2/ 121

وقال المزي في "التهذيب": قال أبو القاسم -هو ابن عساكر- في "الأطراف": أبو شهم، وهو وهم وصوابه أبو سَلْم.

(1) وقال: وهذا وهم، والصواب من حديث يحيى ما تقدم"

ص: 1935

هكذا في عدة نسخ من "الأطراف": أبو سلم. وهو وهم أيضا، وإنما الصواب: أبو سلمة، وهو ابن عبد الرحمن بن عوف"

1353 -

"إنّ من الناس مفاتيح للخير"

قال الحافظ: صححه ابن حبان من حديث أنس" (1)

ضعيف

وله عن أنس طريقان:

الأول: يرويه محمد بن أبي حميد الأنصاري أني حفص بن عبيد الله بن أنس عن أنس رفعه "إنّ من الناس ناسا مفاتيحا للخير مغاليقا للشر، وإنّ من الناس ناسا مفاتيحا للشر مغاليقا للخير، فطوبى لمن كان مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل مفاتيح الشر على يديه".

أخرجه الطيالسي (منحة 2/ 32 - 33) ثنا محمد بن أبي حميد به.

ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(299) والبيهقي في "الشعب"(687)

وأخرجه الحسين المروزي في "زوائد الزهد"(968) وابن ماجه (237) وأبو الغنائم النرسي في "قضاء الحوائج"(24)

عن محمد بن أبي عدي البصري

وابن عدي (6/ 2203 - 2204)

عن ابن وهب

كلاهما عن محمد بن أبي حميد به.

واختلف فيه على محمد بن أبي حميد، فرواه إسماعيل بن عياش عنه عن موسى بن وَرْدَان عن حفص بن عبيد الله عن أنس.

فزاد فيه موسى بن وردان.

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(297)

وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها فإنّ محمد بن أبي حميد مدني وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره

(1) 9/ 360 (كتاب المغازي - باب وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو)

ص: 1936

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف من أجل محمد بن أبي حميد فإنّه متروك" مصباح الزجاجة 1/ 34

الثاني: يرويه النضر بن شُميل ثنا حميد المزني عن أنس رفعه "إنّ من الرجال مفاتيحا للخير مغاليقا للشر، وإنّ من الناس مغاليقا للخير مفاتيحا للشر".

أخرجه البيهقي في "الشعب"(686)

وحميد المزني قال أبو زرعة: لا أعرفه (الجرح)، وقال الذهبي في "الميزان": مجهول.

وللحديث شاهد من سهل بن سعد رفعه "إنّ هذا الخير خزائن، ولتلك الخزائن مفاتيح، فطوبى لعبد جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر، وويل لعبد جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا للخير"

أخرجه ابن ماجه (238) واللفظ له وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 329)

عن عبد الله بن وهب

والخرائطي في "المكارم"(ص 58)

عن إسماعيل بن أبي أويس

وابن أبي عاصم في "السنة"(298)

عن إسحاق بن إدريس الأسواري

وابن عدي (4/ 1584)

عن إسماعيل بن زكريا الخُلْقَاني

كلهم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبي حازم عن سهل بن سعد.

قال أبو نعيم: غريب من حديث سهل لم يروه عنه إلا أبو حازم، تفرد به عنه عبد الرحمن فيما أعلم"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.

- ورواه معتمر بن سليمان التيمي واختلف عنه:

• فرواه عبد الأعلى بن حماد النّرسي عن معتمر: سمعت عقبة بن محمد المديني يحدّث عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبي حازم عن سهل.

ص: 1937

أخرجه أبو يعلى (7526) عن النرسي به.

وأخرجه ابن عدي (4/ 1584) عن الحسن بن عبد المجيب

وأبو الغنائم النرسي في "قضاء الحوائج"(25) عن عبد الله بن محمد البغوي

كلاهما عن النرسي به.

• ورواه محمد بن الفضل السقطي عن النرسي ولم يذكر عقبة بن محمد.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(5812) وفي "المكارم"(83)

• ورواه محمد بن بكر الحضرمي عن معتمر بن سليمان ولم يذكر عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.

أخرجه الطبراني (5956)

• ورواه محمد بن يحيى بن ميمون العكي ثنا معتمر بن سليمان عن عقبة بن محمد عن زيد بن أسلم عن أبي حازم عن سهل بن سعد.

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(296)

وأنا أظن أنّ في بعض هذه الأسانيد سقط والله تعالى أعلم.

1354 -

"إنّ من شقاء المرء في الدنيا سوء الدار والمرأة والدابة" وفيه "سوء الدار ضيق ساحتها وخبث جيرانها، وسوء الدابة منعها ظهرها وسوء طبعها، وسوء المرأة عقم رحمها وسوء خلقها"

قال الحافظ: وللطبراني من حديث أسماء: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 153 - 154) ثنا أحمد بن داود المكي ثنا معاذ بن أسد ثنا عبد الله بن هارون عن محمد بن إسحاق عن أبي عمر عن حبيب بن سالم عن أسماء بنت عميس به مرفوعا.

قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 5/ 105

قلت: أبو عمر وحبيب بن سالم لم أعرفهما، ومحمد بن إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من أبي عمر.

(1) 11/ 39 - 40 (كتاب النكاح - باب ما يتقى من شؤم المرأة)

ص: 1938

1355 -

"إنّ من يتردى من رؤوس الجبال، وتأكله السباع، ويغرق في البحار، لشهيد عند الله"

قال الحافظ: وعنده (أي الطبراني) من حديث ابن مسعود بإسناد صحيح: فذكره" (1)

أخرجه الدارقطني في "العلل"(5/ 115) عن عبد الله بن محمد بن سعيد الحمال ثنا عباس بن محمد ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا شعبة عن إبراهيم بن مهاجر عن طارق بن شهاب قال: قال ابن مسعود: قال النبي صلى الله عليه وسلم "إنّ الذي يأكله السَّبُع، ويتردى من الجبال، ويغرق في البحر شهداء عند الله عز وجل يوم القيامة".

ورواه حجاج بن نُصير عن شعبة فرفعه. ذكره الدارقطني

واختلف فيه على إبراهيم بن مهاجر:

• فرواه سفيان الثوري عنه عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود قوله.

أخرجه عبد الرزاق (9572) وابن أبي شيبة (5/ 333) والطبراني في "الكبير"(9718)

وتابعه أبو عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن إبراهيم بن مهاجر به.

أخرجه سعيد بن منصور (2617)

والموقوف أصح كما قال الدارقطني، وإذا اختلف سفيان وشعبة فالقول قول سفيان (2).

• ورواه زائدة بن قدامة الكوفي عن إبراهيم بن مهاجر عن أبي الشعثاء عن ابن مسعود قوله.

أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 335)

وقال: قال أبو زرعة: كذا قال: عن أبي الشعثاء، وإنما هو إبراهيم بن مهاجر البجلي عن طارق بن شهاب"

قلت: وإبراهيم بن مهاجر مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

1356 -

عن جابر قال: كان أبي بن كعب يصلي بأهل قباء فاستفتح سورة طويلة فدخل معه غلام من الأنصار في الصلاة فلما سمعه استفتحها انفتل من

(1) 6/ 384 (كتاب الجهاد - باب الشهادة سبع سوى القتل)

(2)

انظر حديث "الغسل واجب على كل مسلم"

ص: 1939

صلاته، فغضب أبي فأتى النبي صلى الله عليه وسلم حتى عرف الغضب في وجهه ثم قال:"إنّ منكم منفرين، فإذا صليتم فأوجزوا، فإنّ خلفكم الضعيف، والكبير، والمريض، وذا الحاجة"

قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى بإسناد حسن من رواية عيسى بن جارية -وهو بالجيم- عن جابر قال: فذكره" (1)

أخرجه أبو يعلى (1795) عن عبد الأعلى بن حماد النَّرْسي

و (1798) عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني

قالا: ثنا يعقوب بن عبد الله عن عيسى بن جارية عن جابر قال: كان أُبَيٌّ يصلي بأهل قباء، فاستفتح سورة طويلة، ودخل معه غلام من الأنصار في الصلاة، فلما سمعه قد استفتح بسورة طويلة انفتل الغلام من صلاته، وكان يريد أنْ يعالج ناضحا له يسقي عليه، فلما انفتل أبي بن كعب قال له القوم: إنّ فلانا انفتل من الصلاة. فغضب أُبَيٌّ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو الغلام، فأتاه الغلام يشكوه إليه، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى رُئي الغضب في وجهه ثم قال "إنّ منكم منفرين، فإذا صليتم فأوجزوا، فإنّ خلفكم الضعيف، والكبير، والمريض، وذا الحاجة".

واللفظ لحديث أبي الربيع

قال الهيثمي: وفيه عيسى بن جارية ضعفه ابن معين وأبو داود، ووثقه أبو زرعة وابن حبان" المجمع 2/ 72

قلت: هو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

1357 -

"إنّ منهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حُجْزَته" وفي رواية "إلى حِقْوَيه، ومنهم من تأخذه إلى عنقه"

قال الحافظ: أخرج مسلم (2845) من حديث سَمُرة رفعه: فذكره" (2)

1358 -

"إنّ موسى آجر نفسه ثمان سنين أو عشرا على عفة فرجه وطعام بطنه"

قال الحافظ: حديث عتبة بن النُّدَّر -بضم النون وتشديد المهملة- قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره، أخرجه ابن ماجه وفي إسناده ضعف" (3)

ضعيف

(1) 2/ 339 - 340 (كتاب الصلاة -أبواب الأذان- باب تخفيف الإمام في القيام)

(2)

14/ 185 (كتاب الرقاق - باب قول الله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5)})

(3)

5/ 351 (كتاب الإجارة - باب إذا استأجر أجيرا فبين له الأجل)

ص: 1940

أخرجه ابن ماجه (2444) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1377) عن محمد بن مُصفى الحمصي ثنا بَقية بن الوليد عن مسلمة بن علي عن سعيد بن أبي أيوب عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح قال: سمعت عتبة بن الندر يقول: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ طسم حتى إذا بلغ قصة موسى قال: فذكره.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 135) عن إبراهيم بن محمد بن عِرق الحمصي ثنا محمد بن مصفى به.

ومن طريقه أخرجه المزي في "التهذيب"(19/ 325)

ومن طريق ابن أبي عاصم أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 570)

وأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 269 - 270) عن أحمد بن النضر بن بحر ثنا محمد بن مصفى به.

وأخرجه الدينوري في "المجالسة"(9) وأبو نعيم في "الصحابة"(5358) من طريق موسى بن أيوب النَّصيبي ثنا بقية بن الوليد به.

قال ابن كثير: وهذا الحديث من هذا الوجه ضعيف لأنّ مسلمة بن علي وهو الخُشَني الدمشقي البَلاطي ضعيف الرواية عند الأئمة" التفسير 3/ 385

وقال البوصيري: إسناده ضعيف لتدليس بقية" مصباح الزجاجة 3/ 76

قلت: مسلمة بن علي متروك الحديث، قاله النسائي وغيره.

ولم ينفرد شيخه به بل تابعه ابن لَهيعة عن الحارث بن يزيد الحضرمي عن علي بن رباح اللخمي قال: سمعت عتبة بن الندر السلمي رفعه "إنّ موسى عليه السلام آجر نفسه بعفة فرجه وطعمة بطنه" فلما وفى الأجل قيل: يا رسول الله، أيّ الأجلين وفى؟ قال "أبرهما وأوفاهما" فلما فارق شعيبا عليه السلام أمر امرأته أنْ تسأل أباها أنْ يعطيها من غنمه ما يعيشون به

وذكر الحديث.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1378) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(16856 و16867) من طريق الوليد بن مسلم ثنا عبد الله بن لهيعة به.

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 207) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 490) والبزار (كشف 2246) وابن أبي حاتم (16856 و16867) والطبراني في "الكبير"(17/ 134 - 135)

عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري

ص: 1941

وابن عبد الحكم (ص 207) والطبراني (17/ 134 - 135) ويعقوب بن سفيان (2/ 490)

عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري

والطبراني (17/ 134 - 135) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 15) وفي "الصحابة"(5356 و5357) عن عثمان بن صالح بن صفوان السلمي

كلهم عن ابن لهيعة بهذا الإسناد قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيّ الأجلين أوفى موسى؟ قال "أبرهما وأوفاهما" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ موسى لما أراد فراق شعيب أمر امرأته أن تسأل أباها من غنمه ما يتعيشون به

الحديث.

ولم يذكروا قوله "إنّ موسى عليه السلام آجر نفسه

"

قال ابن كثير: في هذا الوجه نظر مداره على ابن لهيعة وفي حفظه سوء وأخشى أنْ يكون رفعه خطأ والله أعلم" التفسير 3/ 385 و387

قلت: ابن لهيعة ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما.

وقال الذهبي في "الكاشف": العمل على تضعيف حديثه.

واختلف في هذا الحديث على الحارث بن يزيد، فقال البخاري في "الكبير" (3/ 2/ 521 - 522): قال ابن المبارك: عن سعيد بن يزيد عن الحارث بن يزيد عن عتبة بن حصن عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة موسى، ولم يذكر لفظه.

وذكر الحافظ في "الإصابة"(1)(6/ 376) في ترجمة عتبة بن حصن لفظه وهو "إنّ موسى آجر نفسه بعفة فرجه وشبع بطنه

"

وقال: وأخرجه ابن السكن من هذا الوجه في ترجمة عيينة بن حِصن الفزاري وهو تصحيف، وقد روى مسلمة بن علي وابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن عتبة بن الندر نحو هذا فالله أعلم فيحتمل أنْ يكون اختلف في اسم أبيه أو أحد الاسمين جده"

قلت: مسلمة بن علي وابن لهيعة ضعيفان كما تقدم فلا عبرة بقولهما.

واختلف على ابن المبارك في اسم صحابي الحديث فقال الحسن بن عيسى بن ماسَرْجِس: ثنا ابن المبارك ثنا سعيد بن يزيد عن الحارث بن يزيد الحضرمي عن عيينة بن حصن رفعه "آجر موسى نفسه بشبع بطنه، وعفة فرجه

الحديث.

(1) انظر "الإصابة"(7/ 196)

ص: 1942

أخرجه الخطابي في "الغريب"(1/ 81) وأبو نعيم في "الصحابة"(5585)

ورواته ثقات إلا أنّه منقطع.

1359 -

"إن موسى سأل ربه: مَنْ أعظم أهل الجنة منزلة؟ فقال: غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (189) والترمذي (3198) من طريق الشعبي: سمعت المغيرة بن شعبة على المنبر يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: إنّ موسى سأل ربه، فذكر الحديث بطوله، وفيه هذا وفي آخرجه قال: ومصداق ذلك في كتاب الله {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السَّجدَة: 17] " (1)

1360 -

"إنّ هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق، ولا تبغضوا إلى أنفسكم عبادة الله، فإنّ المُنْبَتَّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى"

قال الحافظ: وقد أخرج البزار من طريق محمد بن سُوْقَة عن ابن المنكدر عن جابر ولكن صوب إرساله، فذكره" (2)

سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى"

1361 -

"إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فأيّ ذلك قرأتم أصبتم فلا تماروا فيه"

قال الحافظ: أخرجه أحمد عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو أنّ رجلا قرأ آية من القرآن فقال له عمرو: إنما هي كذا وكذا، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره، إسناده حسن، ولأحمد أيضا وأبي عبيد والطبري من حديث أبي جَهْم بن الصِّمَّة أنّ رجلين اختلفا في آية من القرآن كلاهما يزعم أنّه تلقاها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحو حديث عمرو بن العاص" (3)

أخرجه أحمد (4)(4/ 205) عن أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي أنا عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المِسْوَر بن مَخرمة أني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن بُسر بن سعيد عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص قال: سمع عمرو بن العاص رجلا يقرأ

(1) 10/ 134 (كتاب التفسير: سورة السجدة)

(2)

14/ 77 (كتاب الرقاق - باب القصد والمداومة على العمل)

(3)

10/ 401 (فضائل القرآن - باب أنزل القرآن على سبعة أحرف)

(4)

ومن طريقه أخرجه الخلال في "السنة"(1435)

ص: 1943

آية من القرآن فقال: من أقرأكها؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم على غير هذا، فذهبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما: يا رسول الله آية كذا وكذا، ثم قرأها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هكذا أنزلت" فقال الآخر: يا رسول الله، فقرأها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أليس هكذا يا رسول الله؟ قال "هكذا أنزلت، إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرف، فأيّ ذلك قرأتم فقد أحسنتم، ولا تماروا فيه، فإنّ المراء فيه كفر أو آية الكفر".

قال ابن كثير: هذا إسناد جيد" فضائل القرآن ص 19

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح إلا أنّه مرسل" المجمع 7/ 150

قلت: مراده بالإرسال أنّ أبا قيس مولى عمرو بن العاص تابعي ولم يدرك هذه القصة لأنّها كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

لكن أخرجه البيهقي في "الشعب"(2070) من طريق ابن أبي الوزير واسمه إبراهيم بن عمر بن مطرف عن عبد الله بن جعفر عن يزيد بن الهاد عن بسر بن سعيد عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص رفعه "اقرؤوا القرآن على سبعة أحرف، فأيما قرأتم أصبتم، ولا تماروا فيه، فإنّ المراء فيه كفر".

وتابعه أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم ثنا عبد الله بن جعفر به.

أخرجه أحمد (4/ 204)

وهذا الإسناد متصل صحيح لكن اختلف فيه على يزيد بن الهاد.

• فرواه عبد الله بن صالح المصري عن الليث بن سعد عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن بسر بن سعيد عن أبي قيس أنّ رجلا قرأ آية من القرآن فقال عمرو بن العاص: إنما هي كذا وكذا وذكر الحديث.

فزاد فيه محمد بن إبراهيم بين يزيد بن الهاد وبسر بن سعيد، وجعله عن أبي قيس مرسلا.

أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 202 و212)

• ورواه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن بسر بن سعيد عن أبي قيس عن عمرو بن العاص.

أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده"(إتحاف الخيرة 7945)

ص: 1944

واختلف فيه على بسر بن سعيد: فقال سليمان بن بلال المدني: ثني يزيد بن خُصيفة أنى بسر بن سعيد ثني أبو جُهَيم أنّ رجلين اختلفا في آية من القرآن، فقال هذا: تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألا النبي صلى الله عليه وسلم عنها، فقال "إنّ القرآن أنزل (1) على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإنّ المراء فيه كفر".

أخرجه أحمد (4/ 169 - 170) وابن بطة في "الإبانة"(801)

عن أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي

والطبري في "تفسيره"(1/ 19) والطحاوي في "المشكل"(3099) وابن عبد البر في "التمهيد"(8/ 281 - 282)

عن عبد الله بن وهب

وابن قانع في "الصحابة"(3/ 130 - 131) والهروي في "ذم الكلام"(ق 21 / أ)

عن يحيى الحِمَّاني

ثلاثتهم عن سليمان بن بلال به.

قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح ولم يخرجوه" فضائل القرآن ص 19

قلت: اختلف فيه على يزيد بن خصيفة، فرواه إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري عنه عن مسلم بن سعيد مولى الحضرمي عن أبي الجهيم.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4057) والبغوي في "شرح السنة"(1228)

عن علي بن حجر السعدي

والبيهقي في "الشعب"(2069)

عن أبي الربيع سليمان بن داود العَتَكي الزهراني

قالا: ثنا إسماعيل بن جعفر به.

ورواه أبو عبيد في"فضائل القرآن"(ص 202) عن إسماعيل بن جعفر عن يزيد بن خصيفة عن مسلم بن سعيد مولى الحضرمي وقال غيره (2) عن بسر بن سعيد عن أبي الجهيم.

(1) وفي لفظ "يقرأ"

(2)

الظاهر أنه يريد غير إسماعيل بن جعفر.

وأخرجه في موضع آخر (ص 212) وقال "عن مسلم بن سعيد أو بسر بن سعيد"

ص: 1945

واختلف فيه على إسماعيل بن جعفر:

• فرواه عاصم بن علي الواسطي عنه أني يزيد بن خصيفة عن مسلمة بن يزيد مولى أبي جهيم عن أبي الجهيم.

أخرجه الحارث (1) في "مسنده"(بغية الباحث 725)

• ورواه خالد بن القاسم المدائني عنه أنبا يزيد بن خصيفة عن بسر بن سعيد مولى الحضرميين عن أبي الجهيم.

أخرجه الحارث (726)

وخالد بن القاسم قال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث.

1362 -

"إنّ هذا المال حُلوة خَضِرَة فمن أخذه بإشراف نفس كان كالذي يأكل ولا يشبع"

قال الحافظ: ويشير إلى ذلك حديث أبي سعيد الصحيح: فذكره" (2)

أخرجه البخاري (فتح 14/ 36) ومسلم (1032) عن حكيم بن حِزام مرفوعا "إنّ هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع

"

1363 -

"إنّ هذا المال خَضِرَة حُلوة، من أصابه بحقه بورك له فيه، وَرُبَّ مُتخوض فيما شاءت نفسه من مال الله ورسوله، ليس له يوم القيامة إلا النار"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي من طريق سعيد المَقْبُري عن أبي الوليد: سمعت خولة بنت قيس وكانت تحت حمزة بن عبد المطلب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، قال الترمذي: حسن صحيح وأبو الوليد اسمه عبيد" (3)

صحيح

وله عن خولة بنت قيس طرق:

الأول: يرويه سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عبيد سَنُوطا أبي الوليد قال: سمعت

(1) ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4057) والخطيب في "تالي التلخيص"(29) لكن وقع عندها: عن مسلم بن سعيد مولى أبي الجهيم.

(2)

11/ 470 (كتاب الأطعمة - باب المؤمن يأكل في مِعىً واحد)

(3)

7/ 27 (كتاب فرض الخمس - باب قول الله تعالى {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} [الأنفال: 41] يعني للرسول قسم ذلك)

ص: 1946

خولة بنت قيس بن قَهْد وكانت تحت حمزة بن عبد المطلب تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

وفي لفظ "إنّ الدنيا خضرة حلوة

"

أخرجه المعافى بن عمران في "الزهد"(201) وأحمد (6/ 378) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 451) والترمذي (2374) وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(2) والسرقسطي في "الغريب"(1/ 261 - 262) والطحاوي في "المشكل"(4889) والطبراني في "الكبير"(24/ 228) وابن عساكر في "الأربعين البلدانية"(ص 89 - 90 و90 - 91) والمزي في "تهذيب الكمال"(19/ 252)

عن الليث بن سعد (1)

وأبو عبيد في "الغريب"(2/ 280 - 281) وإسحاق (2422) والطبرانى في "الكبير"(24/ 228) والبيهقي في "الشعب"(9823)

عن محمد بن عمرو بن علقمة

وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3259) والطبراني في "الكبير"(24/ 227 - 228) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 64) وفي "الصحابة"(7583)

عن أبي معشر نجيح السندي

والمعافى بن عمران (202) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 451) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 96)

عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري

والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 450)

عن محمد بن عجلان المدني

كلهم عن المقبري به.

(1) رواه أبو النضر هاشم بن القاسم وقتيبة بن سعيد وشجاع بن الأشرس وعبد الله بن صالح وعيسى بن حماد وغيرهم عن الليث عن المقبري عن عبيد سنوطا عن خولة بنت قيس.

ورواه أبو عتبة أحمد بن الفرج عن زيد بن يحيى بن عبيد عن الليث عن المقبري عن حمنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الحاكم (4/ 68)

والأول أصح، وأحمد بن الفرج مختلف فيه.

ص: 1947

ولم ينفرد المقبري به بل تابعه عمر بن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري عن عبيد سنوطا عن خولة بنت قيس به.

أخرجه عبد الرزاق (6962) والحميدي (353) وابن أبي شيبة (13/ 242) وأحمد (6/ 364 و410) والبخاري في "الكبير"(13/ 450) وعبد بن حميد (1588) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3260 و3261 و3262) وفي "الزهد"(152) والطحاوي (4890 و4891) وابن حبان (2892) والطبراني في "الكبير"(24/ 229 و229 - 230 و 230 و230 - 231 و231) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 311) وفي "الصحابة"(7584) والقضاعي (1143) والحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 188) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمر بن كثير به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأبو الوليد اسمه عبيد سنوطا"

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال العجلي: ثقة.

الثاني: يرويه سعد بن طَريف ثني موسى بن طلحة عن خولة امرأة حمزة بن عبد المطلب رفعته "إنّ الدنيا خضرة حلوة، فمن أخذها بحقها بورك له فيها، ومن خاض في مال الله عز وجل ومال رسوله بغير حقه فالنار له يوم القيامة"

أخرجه تمام في "فوائدة"(732) والبيهقي في "الشعب"(10719)

وإسناده ضعيف لضعف سعد بن طريف.

الثالث: يرويه عيسى بن النعمان من ولد رافع بن خَديج ثني معاذ بن رفاعة بن رافع بن خديج عن خولة بنت قيس وكانت تحت حمزة بن عبد المطلب قالت: دخل علىّ رسول الله (فجعلت له خريزة فقدمتها إليه، فوضع يده فيها فوجد حرّها فقبضها فقال "يا خولة لا نصبر على حر ولا برد، يا خولة إنّ الله أعطاني الكوثر وهو نهر في الجنة وما خلق أحبّ إليّ من يَرِدُهُ من قومك، يا خولة رُبَّ مُتخوض في مال الله ومال رسوله فيما اشتهت نفسه له النار يوم القيامة"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 231) وأبو نعيم في "الصحابة"(7585) من طريق زيد بن الحباب ثني عيسى بن النعمان به.

وعيسى بن النعمان روى عنه جماعة وذكره ابن حبان في "الثقات" وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ومعاذ بن رفاعة مختلف فيه.

واختلف فيه على عيسى بن النعمان، فرواه ابن أبي ذئب عن محمد بن عيسى الزرقي عن أبيه عن خولة بنت قيس.

ص: 1948

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 204 و 3/ 1/ 450)

ومحمد بن عيسى ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

الرابع: يرويه عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب ثني أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن عن النعمان بن أبي عياش الزرقي عن خولة بنت ثامر الأنصارية مرفوعا "إنّ الدنيا خضرة حلوة وإنّ رجالا سيخوضون في مال الله بغير حق لهم النار يوم القيامة"

أخرجه أحمد (6/ 410) والبخاري (فتح 7/ 26 - 27) وعبد بن حميد (1587) وابن أبي عاصم في "الزهد"(153) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه"(260) والطبراني في "الكبير"(24/ 242) وأبو نعيم في "الصحابة"(7598) والبغوي في "شرح السنة"(2730)

ولم ينفرد سعيد بن أبي أيوب به بل تابعه حيوة بن شريح المصري (1) وابن لهيعة عن أبي الأسود به.

أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1116)

قال الحافظ: فرق غير واحد بين خولة بنت قيس وخولة بنت ثامر وقيل: إنّ قيس بن قهد بالقاف لقبه ثامر، وبذلك جزم علي بن المديني، فعلى هذا فهي واحدة" فتح الباري 7/ 27

وقال ابن الأثير: ما أقرب أنْ يكون "ثامر" لقب قيس بن قهد، فإنّ الحديث في الترجمتين واحد وهو "إنّ المال حلوة خضرة" أسد الغابة 7/ 97

وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أم سلمة ومن حديث عمرة بنت الحارث بن أبي ضرار

فأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو يعلى (6606)

عن عبد الأعلى بن حماد النرسي

وابن أبي عاصم في "الزهد"(151)

عن عباس بن الوليد النرسي

(1) أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 450) والطحاوي في "المشكل"(4892 و 4893) من طريق حيوة بن شريح وحده.

ص: 1949

كلاهما عن داود بن عبد الرحمن العطار عن إسماعيل بن أمية عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رفعه "إنّ هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه -قال يحيى: ذكر شيئا لا أدري ما هو- بورك له فيه. ورب متخوض في مال الله ورسوله فيما اشتهت نفسه، له النار يوم القيامة"

ورواه أسد بن موسى المصري عن داود العطار فلم يذكر عن أبيه.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4887)

وتابعه إبراهيم بن محمد الشافعي ثنا داود العطار به (1).

أخرجه الطحاوي (4888)

والأول أصح.

قال الهيثمي: وفيه داود العطار وفيه كلام" المجمع 3/ 99

وقال في موضع آخر: إسناده حسن" 10/ 246

قلت: بل إسناده صحيح رواته ثقات، وداود العطار وثقه ابن معين وابن حبان وأبو داود والعجلي والبزار وغيرهم، واحتج به البخاري ومسلم.

لكن أعله أبو زرعة فقال: هذا خطأ إنما هو سعيد المقبري عن عبيد سنوطا أبي الوليد عن خولة بنت قيس امرأة حمزة بن عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن أبي حاتم: قلت لأبي زرعة: الخطأ ممن هو؟ قال: الله أعلم كذا رواه داود العطار" العلل 1/ 213

وقال الدارقطني: هذا وهم، وإنما يَروي هذا الحديث المقبري عن عبيد عن خولة بنت قهد عن النبي صلى الله عليه وسلم" العلل 10/ 386

وأما حديث ابن عمرو فهو بلفظ "إنّ الدنيا حلوة خضرة، فمن أخذها بحقها بورك له فيها، ورُبَّ متخوض فيما اشتهت نفسه ليس له في الآخرة إلا النار"

قال المنذري والهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله ثقات" الترغيب 4/ 163 - المجمع 3/ 99 و 10/ 246

وأما حديث أم سلمة فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8355) عن موسى بن زكريا

(1) ورواه مسلم بن خالد الزَّنْجي عن إسماعيل بن أمية عن سعيد المقبري عن خولة.

أخرجه الطحاوي (4886)

ومسلم بن خالد قال أبو داود وغيره: ضعيف.

ص: 1950

التستري ثنا أبو بريد عمرو بن يزيد الجَرْمي ثنا أبو بحر البكراوي ثنا إسماعيل بن مسلم ثنا حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن أم سلمة مرفوعا "إنّ الدنيا حلوة خضرة، فمن أخذها بحقها بورك له فيها، ومن أخذها بغير حقها فمثله كالذي يأكل ولا يشبع، ويل للمتخوض في مال الله ومال رسوله من عذاب جهنم يوم القيامة"

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن حبيب بن أبي ثابت إلا إسماعيل بن مسلم، ولا عن إسماعيل إلا أبو بحر، تفرد به أبو بريد"

وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف" المجمع 10/ 264

قلت: وموسى بن زكريا قال الدارقطني: متروك.

وأما حديث عمرة بنت الحارث فأخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 190) وابن أبي عاصم في "الزهد"(154) والطبراني في "الكبير"(24/ 340 - 341) والقضاعي (1144) والبيهقي في "الشعب"(9824) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 200)

عن محمد بن خالد بن سلمة أبي عبد الرحمن المخزومي

والطبراني في "الكبير"(24/ 340)

عن حماد بن زيد

كلاهما عن خالد بن سلمة المخزومي عن محمد بن عبد الرحمن (1) بن الحارث بن أبي ضرار عن عمته عمرة بنت الحارث مرفوعا "إنّ الدنيا حلوة خضرة، فمن أخذها بحقها يبارك الله له فيها، وَرُبَّ متخوض في مال الله ورسوله له النار يوم القيامة يوم يلقاه"

قال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" الترغيب 4/ 162 - المجمع 10/ 247

قلت: محمد بن عمرو بن الحارث ذكره البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يحكيا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

1364 -

"إنّ هذا ذكر الله فذكرته، وأنت نسيت الله فنسيك"

قال الحافظ: في حديث أبي هريرة عند المصنف في "الأدب المفرد" وصححه ابن حبان "أحدهما أشرف من الآخر، وإنّ الشريف لم يحمد" وللطبراني من حديث سهل بن سعد أنهما عامر بن الطفيل وابن أخيه.

(1) عند ابن أبي عاصم وابن الأثير "عمرو" ولعله الصواب.

ص: 1951

وقال: في حديث أبي هريرة: فذكره" (1)

حسن

أخرجه أحمد (2/ 328) والبخاري في "الأدب المفرد"(932) وأبو يعلى (6592 و6628) وابن حبان (602) والطبراني في "الأوسط"(1402) وفي "الدعاء"(1995 و1996) والحاكم (4/ 265) والبيهقي في "الشعب"(8889) من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق المدني عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة قال: جلس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما أشرف من الآخر، فعطس الشريف منهما، فلم يحمد الله ولم يُشَمِّتْه النبي صلى الله عليه وسلم، وعطس الآخر، فحمد الله فشمته النبي صلى الله عليه وسلم. فقال الشريف: عطست عندك فلم تشمتني، وعطس هذا الآخر فشمته. فقال "إنّ هذا ذكر الله فذكرتُه، وأنت نسيت الله فنسيتُك"

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: عبد الرحمن بن إسحاق صالح الحديث، وسعيد المقبري ثقة، فالإسناد حسن.

وحديث سهل بن سعد أخرجه الطبراني في "الكبير"(5724)

وفيه عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث.

1365 -

عن يعلي بن سِيابة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم مرّ على قبر يعذب صاحبه فقال: "إنّ هذا كان يأكل لحوم الناس" ثم دعا بجريدة رطبة، الحديث.

قال الحافظ: ولأحمد والطبراني من حديث يعلي بن سيابة: فذكره، ورواته موثقون، ولأبي داود الطيالسي عن ابن عباس بسند جيد مثله، وأخرجه الطبراني. وله شاهد عن أبي أمامة عند أبي جعفر الطبري في "التفسير"(2)

حديث يعلي بن سيابة أخرجه أحمد (4/ 172) وعبد بن حميد (404) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1603) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 221) والطبراني في "الكبير"(22/ 275 - 276) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(126) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(592) من طرق عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بَهْدَلة عن حبيب بن أبي جبيرة عن يعلي بن سيابة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بقبر (3) يعذب صاحبه فقال "إنّ صاحب هذا القبر

(1) 13/ 224 و225 (كتاب الأدب - باب الحمد للعاطس)

(2)

13/ 80 - 81 (كتاب الأدب - باب الغيبة)

(3)

وعند الطبراني "قبرين"

ص: 1952

يعذب في غير كبير" ثم دعا بجريدة فوضعها على قبره وقال "لعله أنْ يخفف عنه ما كانت رطبة".

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2434) من هذا الطريق عن يعلي بن سيابة أنّه عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأتى على قبر يعذب صاحبه، فقال "إنّ هذا كان يأكل لحوم الناس" ثم دعا بجريدة رطبة وذكر الحديث.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عاصم إلا حماد"

وقال المنذري: رواه أحمد والطبراني ورواة أحمد ثقات إلا عاصم بن بهدلة" الترغيب 3/ 513

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وأحمد وفيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه ضعف وبقية رجال ثقات" المجمع 8/ 93

وقال في موضع آخر: رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن" المجمع 9/ 7

قلت: بل إسناده ضعيف، حبيب بن أبي جبيرة ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يحكيا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكر الجميع عنه راويا إلا عاصم بن بهدلة فهو مجهول كما قال الحسيني في "الإكمال"، وقال الحافظ في "التعجيل": لا يعرف.

وأما عاصم بن بهدلة فهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "الميزان".

ويعلي بن سيابة هو ابن مرّة الثقفي وسيابة أمه.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطيالسي (ص 344) عن شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى قبرين فقال "إنّهما ليعذبان في غير كبير أمّا أحدهما فكان يأكل لحوم الناس، وأما الآخر فكان صاحب نميمة" ثم دعا بجريدة فشقها نصفين، فوضع نصفها على هذا القبر، ونصفها على هذا القبر وقال "عسى أنْ يخفف عنهما ما داما رطبين".

وإسناده صحيح إلا أنّه اختلف على الأعمش في إسناده، فرواه غير واحد عن الأعمش عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس.

أخرجه البخاري (فتح 3/ 467 - 468)

عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير

ص: 1953

ومسلم (292)

عن وكيع

والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(119)

عن عبد الواحد بن زياد البصري

ثلاثتهم عن الأعمش به.

وأما حديث أبي أمامة فأخرجه أحمد (5/ 266) وابن ماجه (245) وابن جرير الطبري كما في "الترغيب"(3/ 513) واللفظ له من طريق علي بن يزيد الألهاني عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيع الغرقد، فوقف على قبرين ثريين فقال "أدفنتم فلانا وفلانة، أو قال: فلانا وفلانا؟ " قالوا: نعم يا رسول الله، قال "قد أُقعد فلان الآن، فضرب" ثم قال "والذي نفسي بيده لقد ضرب ضربة ما بقي منه عضو إلا انقطع، ولقد تطاير قبره نارا، ولقد صرخ صرخة سمعها الخلائق إلا الثقلين: الإنس والجن، ولولا تمريج قلوبكم وتزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع" ثم قالوا: يا رسول الله، وما ذنبهما؟ قال "أمّا فلان، فإنّه كان لا يستبرئ من البول، وأما فلان أو فلانة فإنه كان يأكل لحوم الناس".

وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني.

1366 -

عن جابر أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم خطب أم مبشر بنت البراء بن معرور فقالت: إني شرطت لزوجي أنْ لا أتزوج بعده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنّ هذا لا يصلح"

قال الحافظ: وأخرج الطبراني في "الصغير" بإسناد حسن عن جابر: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(1186 و 25/ 102 - 103) و"الصغير"(1157) عن يحيى بن عثمان بن صالح بن صفوان السهمي المصري ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد الله بن إدريس عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أم مبشر الأنصارية أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب أم مبشر بنت البراء بن معرور فقالت: إني شرطت لزوجي أنْ لا أتزوج بعده. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إنّ هذا لا يصلح"

قال الطبراني: لم يروه عن الأعمش إلا ابن إدريس، تفرد به نعيم"

(1) 11/ 126 (كتاب النكاح - باب الشروط في النكاح)

ص: 1954

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 255

قلت: يحيى بن عثمان قال أبو حاتم: تكلموا فيه، وقواه الذهبي في غير ما كتاب من كتبه.

ونعيم بن حماد مختلف فيه: وثقه أحمد وابن معين والعجلي، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وضعفه النسائي، ونسبه غير واحد إلى كثرة الخطأ والوهم.

والأعمش مدلس ولم يذكر سماعا من أبي سفيان، وأبو سفيان مختلف فيه.

وللحديث علة ذكرها أبو حاتم قال: هذا حديث خطأ، رواه ابن إدريس عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن أمه أو بعض أهله عن النبي صلى الله عليه وسلم" علل الحديث 1/ 396

1367 -

"إنّ هذا يوم جعله الله عيدا للمسلمين"

سكت عليه الحافظ (1).

يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:

- فرواه مالك في "الموطأ"(1/ 65 - 66) عن الزهري عن ابن السَّبَّاق أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في جمعة من الجمع "يا معشر المسلمين إنّ هذا يوم جعله الله عيدا فاغتسلوا، ومن كان عنده طيب فلا يضره أنْ يَمَسَّ منه، وعليكم بالسواك".

وأخرجه ابن وهب في "الموطأ"(217) والشافعي في "الأم"(1/ 174) عن مالك به.

ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي (3/ 243) وفي "المعرفة"(4/ 412 - 413) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(927)

وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 96)

عن زيد بن الحباب

ومسدد في "مسنده"(المطالب 716)

عن يحيى القطان

وأبو بكر المروزي في "الجمعة"(32)

عن وكيع

(1) 3/ 38 (كتاب الجمعة - باب وقت الجمعة إذا زالت الشمس)

ص: 1955

ثلاثتهم عن مالك به.

قال البيهقي: هذا هو الصحيح مرسل، وقد روي موصولا، ولا يصح وصله"

وقال الذهبي: هذا مرسل، وروي موصولا ولا يصح" المهذب 3/ 219

وقال ابن عبد البر: هكذا رواه جماعة من رواة الموطأ عن مالك عن ابن شهاب عن ابن السباق مرسلا، ولا أعلم فيه بين رواة الموطأ اختلافا" التمهيد 11/ 210

قلت: اختلف فيه على مالك.

• فرواه أبو الأزهر حجاج بن سليمان الرُّعَيْني عنه عن الزهري عن أبي سلمة وحميد ابني عبد الرحمن بن عوف وعن أحدهما عن أبي هريرة مرفوعا.

ذكره ابن عبد البر.

وأبو الأزهر قال ابن يونس: في حديثه مناكير، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقواه ابن عدي.

قال ابن عبد البر: رواه عن أبي الأزهر جماعة هكذا ولا يصح فيه عن مالك إلا في الموطأ.

• ورواه أبو خالد يزيد بن سعيد بن يزيد الاسكندراني الصَّبَّاحي عن مالك عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبري عن أبيه عن أبي هريرة.

أخرجه الطبراني في "الصغير"(358) و"الأوسط"(3457)

عن الحسن بن إبراهيم بن مطروح الخولاني المصري

وابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 205)

عن أبيه

والبيهقي (3/ 243)

عن أبي علاثة محمد بن أبي غسان الفرائضي

وابن المقرئ في "المعجم"(411) وابن عبد البر في "التمهيد"(411)

عن أبي علي أحمد بن محمد بن خالد بن ميسرة

ومحمد بن المظفر في "غرائب مالك"(88)

عن محمد بن محمد بن سليمان

ص: 1956

وابن عبد البر في "التمهيد"(11/ 211)

عن أحمد بن قراد الجهيني

وأبي علي الحسن بن أحمد بن سليمان

وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(162) والذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 355)

عن عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث

قالوا: ثنا يزيد بن سعيد الإسكندراني به.

قال الطبراني: لم يروه عن مالك إلا يزيد بن سعيد ومعن بن عيسى"

وقال أبو حاتم: وهم يزيد بن سعيد في إسناد هذا الحديث، إنما يرويه مالك بإسناد مرسل"

وقال ابن عبد البر: لم يتابع يزيد بن سعيد أحد من الرواة على ذلك، ويزيد بن سعيد هذا من أهل الإسكندرية ضعيف" التمهيد 11/ 210

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال أبو حاتم: صدوق، وتابعه معن بن عيسى كما ذكر الطبراني.

واختلف في هذا الحديث على يزيد بن سعيد

فرواه عبد الله بن سليمان وأبو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى عنه قال: سمعت مالك بن أنس قال: ثني سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة، ليس فيه عن أبيه.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(11/ 211)

وقال: وهذا اضطراب عن يزيد بن سعيد ولا يصح شيء من روايته في هذا الباب"

ورواه الحسن بن أحمد بن سليمان أبو علي البصري عن يزيد بن سعيد قال: حضرت مالكا سنة اثنتين وسبعين ومائة وهو يسأل عن غسل الجمعة قال: حدثني صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري به.

أخرجه ابن عبد البر (11/ 210)

وقال: لم يتابعه أحد على الإسنادين جميعا في هذين الحديثين"

- ورواه صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عبيد بن السباق عن ابن عباس.

أخرجه ابن ماجه (1098) وأسلم في "تاريخ واسط"(ص 229) وأبو علي الطوسي

ص: 1957

في "مختصر الأحكام"(497) عن عمار بن خالد الواسطي ثنا علي بن غُراب عن صالح بن أبي الأخضر به.

وأخرجه الطبراني في "الصغير"(762) وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 162) عن القاسم بن فورك الأصبهاني ثنا عمار بن خالد الواسطي به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7351) عن محمد بن أبان الأصبهاني ثنا عمار بن خالد به.

وقال: لم يروه عن الزهري عن ابن السباق إلا صالح، ولا عن صالح إلا علي بن غراب، تفرد به عمار بن خالد"

وقال المنذري: رواه ابن ماجه بإسناد حسن" الترغيب 1/ 498

وقال البوصيري: هذا إسناد فيه صالح بن أبي الأخضر لينه الجمهور، وباقي رجال الإسناد ثقات" مصباح الزجاجة 1/ 132

قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف صالح بن أبي الأخضر.

قال ابن معين والبخاري: ليس هو بشيء عن الزهري.

وعلي بن غراب مختلف فيه، وقد كان يدلس، ولم يذكر سماعا من صالح.

- ورواه عُقيل بن خالد الأيلي عن الزهري عن أنس بن مالك.

أخرجه البيهقي (3/ 243)

عن علي بن محمد المصري

وابن عبد البر في "التمهيد"(11/ 212)

عن أحمد بن الحسن بن إسحاق

كلاهما عن يحيى بن عثمان بن صالح ثنا أبي ثنا عبد الله بن لَهيعة ثني عقيل به.

ورواه أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي عن يحيى بن عثمان فلم يذكر عثمان بن صالح.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(2732)

وأخرجه الواحدي في "الوسيط"(4/ 297 - 298) من طريق محمد بن إسحاق الصغاني ثنا عثمان بن صالح ثنا ابن لهيعة به.

ص: 1958

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

قال البيهقي: والصحيح ما رواه مالك عن ابن شهاب مرسلا"

- ورواه مَعْمَر بن راشد عن الزهري قال: أخبرني من لا أتهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنّهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم جمعة من الجمع وهو على المنبر يقول: فذكره.

أخرجه عبد الرزاق (5301)

- ورواه محمد بن الوليد الزُّبيدي عن الزهري قال: أخبرني من لا أتهم عن أبي سعيد الخدري أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في جمعة من الجمع: فذكره.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1824)

1368 -

حديث أبي هريرة: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر إذا رأينا إبلا مَصْرُوْرَة فَثِبْنَا إليها، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنّ هذه الإبل لأهل بيت من المسلمين هو قوتهم، وأيسرّكم لو رجعتم إلى مزاودكم فوجدتم ما فيها قد ذهب؟ " قلنا: لا، قال "فإنّ ذلك كذلك"

قال الحافظ: أخرجه أحمد وابن ماجه واللفظ له، وفي حديث أحمد "فابتدرها القوم ليحلبوها"(1)

ضعيف

أخرجه أحمد (2/ 405)

عن عباد بن عباد العتكي البصري

وابن ماجه (2303) والبيهقي (9/ 361)

عن عمر بن علي المُقَدمي

والبيهقي (9/ 360 - 361)

عن هشام الدَّسْتُوائي

ثلاثتهم عن حجاج بن أرْطَاة عن سَلِيط بن عبد الله الطَّهَوي عن ذُهيل بن عوف بن شَمَّاخ الطهوي ثنا أبو هريرة قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، إذ رأينا إبلاً مصرورة بعضاه الشجر. فثبنا إليها، فنادانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجعنا إليه، فقال "إنّ هذه الإبل

(1) 6/ 15 (كتاب الخصومات - باب لا تحلب ماشية أحد بغير إذنه)

ص: 1959

لأهل بيت من المسلمين هو قوتهم ويمنهم بعد الله. أيسركم لو رجعتم إلى مزاودكم فوجدتم ما فيها قد ذُهب به؟ أترون ذلك عدلا؟ " قالوا: لا، قال "فإنّ هذا كذلك" قلنا: أفرأيت إنْ احتجنا إلى الطعام والشراب؟ فقال "كُلْ ولا تحملْ، واشرب ولا تحمل"

واللفظ لحديث عمر بن علي.

وقال عباد بن عباد في حديثه "إن كنتم لا بد فاعلين فاشربوا ولا تحملوا"

وفي حديث هشام "قالوا: يا رسول الله، فما يحل للرجل من مال أخيه؟ قال "أنْ يأكل ولا يحمل ويشرب ولا يحمل".

قال البيهقي: هذا إسناد مجهول لا تقوم بمثله الحجة، والحجاج بن أرطأة غير محتج به"

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، سليط بن عبد الله قال فيه البخاري: إسناده ليس بالقائم (1). قلت: والحجاج هو ابن أرطأة كان يدلس وقد رواه بالعنعنة" مصباح الزجاجة 3/ 40

قلت: سليط وذهيل مجهولان كما في "التقريب"، وقال الذهبي في "الميزان" في ترجمة ذهيل: ما روى عنه سوى سليط بن عبد الله الطهوي.

وذكرهما ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، والحجاج قال ابن معين وغيره: ضعيف.

واختلف عنه، فرواه شَريك بن عبد الله القاضي عن حجاج عن سليط عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عما يحل للرجل من مال أخيه؟ قال "يأكل حتى يشبع إذا كان جائعا ويشرب حتى يروي"

أخرجه البيهقي (9/ 361)

وشريك سيىء الحفظ، والأول أصح.

1369 -

حديث زيد بن ثابت مرفوعا "إنّ هذه الأمة تبتلى في قبورها"

قال الحافظ: أخرجه مسلم، ومثله عند أحمد عن أبي سعيد في أثناء حديث" (2)

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 185) وعبد بن حميد (254) ومسلم (2867) والطبراني في "الكبير"(4784) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(203)

(1) في "التاريخ الكبير" للبخاري 2/ 2/ 191: إسناده مجهول"

(2)

3/ 483 (كتاب الجنائز - باب ما جاء في عذاب القبر)

ص: 1960

عن إسماعيل بن عُلية

وأحمد (5/ 190) والطبراني في "الكبير"(4784) والبغوي في "شرح السنة"(1361)

عن يزيد بن هارون

والطحاوي في "المشكل"(5203) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(203)

عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف

ثلاثتهم عن سعيد الجُرَيْري عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد الخدري عن زيد بن ثابت - قال أبو سعيد: ولم أشهده من النبي صلى الله عليه وسلم ولكن حدثنيه زيد بن ثابت- قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار، على بغلة له، ونحن معه، إذ حادت به فكادت به فكادت تلقيه. وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة فقال "من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟ " فقال رجل: أنا. قال "فمتى مات هؤلاء؟ " قال: ماتوا في الإشراك. فقال "إنّ هذه الأمة تبتلى في قبورها. فلولا أنْ لا تدافنوا، لدعوت الله أنْ يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه" ثم أقبل علينا بوجهه، فقال "تعوذوا بالله من عذاب النار" وذكر الحديث.

واختلف فيه على الجريري، فرواه خالد بن عبد الله الواسطي عنه فلم يذكر زيد بن ثابت.

أخرجه ابن حبان (1000)

والأول أصح.

وحديث أبي سعيد الذي أشار إليه الحافظ سيأتي الكلام عليه في المجموعة الثانية: كتاب الجنائز - باب ثناء الناس عن الميت.

1370 -

إنّ هذه الأمة لا تزال بخير ما عظموا هذه الحرمة -يعني الكعبة- حق تعظيمها، فإذا ضيعوا ذلك هلكوا"

قال الحافظ: وقد جاء عن عياش بن أبي ربيعة المخزومي -وهو بالتحتانية قبل الألف وبعدها معجمه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، أخرجه أحمد وابن ماجه وعمر بن شبة في "كتاب مكة" وسنده حسن" (1)

ضعيف

(1) 4/ 194 (كتاب الحج - باب فضل مكة وبنيانها)

ص: 1961

أخرجه أحمد (4/ 347) والمزي (22/ 555)

عن يزيد بن عطاء الواسطي

وابن ماجه (3110) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(689) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 321) وأبو نعيم في "الصحابة"(5543)

عن علي بن مُسْهر الكوفي

ومحمد بن فضيل الكوفي

والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 283)

عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني

كلهم عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن سابط عن عياش بن أبي ربيعة المخزومي رفعه "لا تزال هذه الأمة بخير

الحديث.

- ورواه شَريك بن عبد الله القاضي عن يزيد بن أبي زياد واختلف عنه

• فرواه الحسين بن محمد المَرُّوذي (1) عن شريك كرواية يزيد بن عطاء ومن تابعه.

• ورواه أسود بن عامر الشامي عن شريك فقال: عن المطلب أو العياش بن أبي ربيعة -على الشك-

أخرجهما أحمد (4/ 347)

- ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن يزيد واختلف عنه:

• فرواه إسحاق بن راهويه عن جرير عن يزيد عن عبد الرحمن بن سابط عن عياش بن أبي ربيعة.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(10498)

• ورواه يوسف بن موسى القطان عن جرير عن يزيد عن عبد الرحمن بن سابط عن رجل عن عياش بن أبي ربيعة.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(690)

(1) وتابعه علي بن الجعد الجوهري عن شريك به.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2386)

ص: 1962

وتابعه عبد السلام بن عاصم الرازي ثنا جرير به.

أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(1458)

وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد وهو الهاشمي الكوفي.

وقال البيهقي: عبد الرحمن بن سابط لم يدرك عياش بن أبي ربيعة"

1371 -

"إنّ هذه الحبة السوداء فيها شفاء"

قال الحافظ: أخرجه المستغفري في "كتاب الطب" من طريق حُسام بن مِصَك عن عبد الله بن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره، وفي لفظ "قيل: وما الحبة السوداء؟ قال "الشونيز" قال: وكيف أصنع بها؟ قال "تأخذ إحدى وعشرين حبة فتصرها في خرقة ثم تضعه في ماء ليلة، فإذا أصبحت قطرت في المنخر الأيمن واحدة وفي الأيسر اثنتين، فإذا كان من الغد قطرت في المنخر الأيمن اثنتين وفي الأيسر واحدة، فإذا كان في اليوم الثالث قطرت في الأيمن واحدة وفي الأيسر اثنتين"(1).

قلت: حسام بن مصك قال أحمد: مطروح الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء.

1372 -

"إنّ هذه السحابة لَتَسْتَهِل بنصر بني كعب"

سكت عليه الحافظ (2).

حسن

أخرجه الطبري في "تاريخه"(3/ 43 - 48)

عن سلمة بن الفضل الأبرش

وأبو نعيم في "الصحابة"(5060)

عن إبراهيم بن سعد الزهري

والبيهقي (9/ 233 - 234) وفي "الدلائل"(5/ 5 - 7) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 224 - 225)

عن يونس بن بكير الشيباني

(1) 12/ 250 (كتاب الطب - باب الحبة السوداء)

(2)

16/ 20 (كتاب التعبير - باب رؤيا الصالحين)

ص: 1963

ثلاثتهم عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن مسلم الزهري عن عروة بن الزبير عن المِسْوَر بن مخرمة ومروان بن الحكم وغيرهم من علمائنا قالوا: دخلت بنو بكر في عقد قريش، ودخلت خزاعة في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كانت الهدنة خرج نوفل بن معاوية الدؤلي في بني الديل، وهو يومئذ قائدهم، حتى بيتت خزاعة وهم على الوتير، وأصابوا منهم رجلا يقال له: منبه، فقتلوه، فلجأت خزاعة إلى مكة، وتظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة، وكانوا في عقده وعهده، خرج عمرو بن سالم الخزاعي ثم أحد بني كعب، حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وكان ذلك مما هاج فتح مكة، فوقف عليه وهو جالس في المسجد بين ظهراني الناس فقال:

اللهم إني ناشد محمدا

حلف أبينا وأبيه الأتْلَدَا

كنت أباً برا وكنت وَلَدا

ثُمَّتَ أسلمنا فلم ننزع يدا

فانصر هداك الله نفرا أبدا

وادع عباد الله يأتوا مددا

فيهم رسول الله قد تجردا

إنْ سِيْمَ خسفا وجهه تَرَبَّدا

في فَيْلق كالبحر يجري مُزْبدا

إنّ قريشا أخلفوك الموعدا

ونقضوا ميثاقك المُوَكدا

وجعلوا لي في كَدَاء رَصَدَا

وزعموا أنْ لست تدعو أحدا

وهم أذل وأقل عددا

هم بيتونا بالوتير هُجَّدا

فقتلونا ركعا وسجدا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قد نصرت يا عمرو بن سالم" ثم عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم عنان من السماء فقال "إنّ هذه السحاب لتستهل بنصر بني كعب"

وإسناده حسن.

ورواه عبد الله بن إدريس الكوفي عن ابن إسحاق قال: ثنا الزهري وغيره قال: فذكره.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 315 - 316)

والأول أصح.

1373 -

"إنّ هذه الصدقة إنّما هي أوساخ الناس وإنّها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد"

قال الحافظ: ولمسلم (1072) من حديث عبد المطلب بن ربيعة في أثناء حديث مرفوع: فذكره" (1)

(1) 13/ 412 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 1964

1374 -

حديث عبد الله بن عمرو قال: رأى علىّ النبي صلى الله عليه وسلم ثوبين مُعَصْفرين فقال: "إنّ هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2077) وفي لفظ له "فقلت أغسلهما؟ قال: "لا، بل احرقهما" (1)

1375 -

"إن يأجوج ومأجوج لهم نساء يجامعون ما شاءوا، وشجر يلقحون ما شاءوا"

قال الحافظ: وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق ابن عمرو بن أوس عن جده رفعه: فذكره" (2)

وذكره في موضع آخر وقال: وللنسائي من رواية عمرو بن أوس عن أبيه رفعه "إنّ يأجوج ومأجوج يجامعون ما شاءوا، ولا يموت رجل منهم إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا"(3)

أخرجه النسائي في "الكبرى"(11334) عن أبي داود سليمان بن سيف الحرّاني ثنا سهل بن حماد ثنا شعبة عن النعمان بن سالم عن ابن عمرو بن أوس عن أبيه عن جده به مرفوعا.

وابن عمرو بن أوس قال الحافظ في "التهذيب"(12/ 305): هو عبد الرحمن"

وقال في "التقريب"(2/ 518): يقال اسمه عبد الرحمن"

ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وسهل بن حماد هو أبو عتاب الدلال قال أبو حاتم وأبو زرعة: صالح الحديث.

وباقي رجال الإسناد ثقات.

وسيأتي الكلام على الحديث أيضا في حرف الياء فانظر حديث "يأجوج أمة، ومأجوج أمة

"

1376 -

"إنّ يأجوج ومأجوج يحفرون السد كل يوم"

قال الحافظ: وقد جاء في خبر مرفوع: فذكره، وهو فيما أخرجه الترمذي وحسنه، وابن حبان والحاكم وصححاه، من طريق قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة رفعه في السد

(1) 12/ 421 (كتاب اللباس - باب النهي عن التزعفر للرجال)

(2)

16/ 222 و 225 (كتاب الفتن - باب يأجوج ومأجوج)

(3)

16/ 222 و 225 (كتاب الفتن - باب يأجوج ومأجوج)

ص: 1965

"يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله واستثنى قال: فيرجعون فيجدونه كهيئته حين تركوه فيخرقونه فيخرجون على الناس" الحديث. قلت: أخرجه الترمذي والحاكم من رواية أبي عوانة، وعبد بن حميد من رواية حماد بن سلمة، وابن حبان من رواية سليمان التيمي كلهم عن قتادة، ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ قتادة مدلس، وقد رواه بعضهم عنه فأدخل بينهما واسطة أخرجه ابن مردويه، لكن وقع التصريح في رواية سليمان التيمي عن قتادة بأنّ أبا رافع حدّثه وهو في صحيح ابن حبان، وأخرجه ابن ماجه من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: حدّث أبو رافع، وله طريق آخر عن أبي هريرة أخرجه عبد بن حميد من طريق عاصم عن أبي صالح عنه لكنه موقوف" (1)

صحيح

أخرجه أحمد (2)(2/ 510 - 511) وابن ماجه (4080) والطبري في "تفسيره"(16/ 21)

عن سعيد بن أبي عَروبة

وأحمد (2/ 511)

عن شيبان بن عبد الرحمن التميمي

وابن حبان (6829)

عن سليمان التيمي

وعبد بن حميد كما ذكر الحافظ

عن حماد بن سلمة

كلهم عن قتادة ثنا أبو رافع عن أبي هريرة رفعه "إنّ يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم. حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا، فيعودون إليه كأشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم إلى الناس (3)، حفروا، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله، ويستثني، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس

(1) 16/ 224 (كتاب الفتن - باب يأجوج ومأجوج)

(2)

واللفظ له، ووقع عنده وعند ابن ماجه وابن حبان تصريح قتادة بالتحديث من أبي رافع.

(3)

وعند غير أحمد "على الناس"

ص: 1966

فينشفون المياه ويتحصن الناس منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع وعليها كهيئة الدم (1)، فيقولون: قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء، فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها"

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفس محمد بيده إنّ دواب الأرض لتسمن شَكَراً من لحومهم ودمائهم"

وهكذا رواه أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة.

أخرجه الترمذي (3153)

عن محمد بن بشار وغير واحد

والحاكم (4/ 488)

عن محمد بن يحيى الذهلي

قالوا: ثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ثنا أبو عوانة به.

واختلف فيه على أبي الوليد الطيالسي، فرواه محمد بن يونس الكُديمي عنه عن أبي عوانة عن قتادة عن خِلاس عن أبي رافع عن أبي هريرة.

زاد فيه خلاسا بين قتادة وأبي رافع.

أخرجه ابن مردويه كما في "النكت الظراف"(10/ 392) عن أبي بكر الشافعى عن الكديمي به.

والكديمي متهم بالوضع فلا حجة بمخالفته.

والحديث اختلف فيه على قتادة، فرواه سعيد بن بشير عنه عن صاحب له عن أبى سعيد الخدري.

أخرجه ابن مردويه كما في "النكت الظراف"(10/ 392)

وسعيد بن بشير قال ابن معين والنسائي وغيرهما: ضعيف.

والأول أصح.

(1) وعند ابن ماجه "عليها الدم الذي اجفظ"

ص: 1967

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه مثل هذا"

وقال الحاكم: صحيح على شرط الصحيحين"

وقال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 3/ 105

قلت: وهو كما قال، وأبو رافع هو نفيع بن رافع الصائغ المدني.

وقد أُعِلَّ الحديث:

فقال ابن كثير: إسناده جيد قوي ولكن متنه في رفعه نكارة لأنّ ظاهر الآية (1) يقتضي أنّهم لم يتمكنوا من ارتقائه ولا من نقبه لإحكام بنائه وصلابته وشدته، ولكن هذا قد روي عن كعب الأحبار أنّهم قبل خروجهم يأتونه فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل فيقولون: غدا نفتحه، فيأتون من الغد وقد عاد كما كان فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل فيقولون كذلك فيصبحون وهو كما كان فيلحسونه ويقولون غدا نفتحه ويلهمون أنْ يقولوا إنْ شاء الله فيصبحون وهو كما فارقوه فيفتحونه. وهذا متجه ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب فإنّه كان كثيرا ما كان يجالسه ويحدثه فحدّث به أبو هريرة فتوهم بعض الرواة عنه أنه مرفوع فرفعه والله أعلم.

ويؤيد ما قلناه من أنهم لم يتمكنوا من نقبه ولا نقب شيء منه ومن نكارة هذا المرفوع ما رواه أحمد عن زينب بنت جحش قالت: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من نومه وهو مُحْمَر وجهه وهو يقول "لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من رَدْم يأجوج ومأجوج مثل هذا" وهذا حديث صحيح متفق عليه" التفسير 3/ 105

وأجاب عن ذلك في "البداية والنهاية"(2/ 112) فقال: فإنْ لم يكن رفع هذا الحديث محفوظا وإنما هو مأخوذ عن كعب الأحبار كما قاله بعضهم ففد استرحنا من المؤنة، وإنْ كان محفوظا فيكون محمولا على أنّ صنيعهم هذا يكون في آخر الزمان عند اقتراب خروجهم كما هو المروي عن كعب الأحبار أو يكون المراد بقوله {وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} [الكهف: 97] أي نافذا منه فلا ينفي أنْ يلحسوه ولا ينفذوه والله أعلم، وعلى هذا فيمكن الجمع بين هذا وبين ما في الصحيحين عن أبي هريرة "فتح اليوم من رَدْم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد تسعين" أي فتح فتحا نافذا فيه والله أعلم.

وللحديث شاهد عن أبي سعيد الخدري سيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر

حديث "يفتح يأجوج ومأجوج فيعمون الأرض

"

ص: 1968

1377 -

حديث الحسن بن علي قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فمرّ علي جَرِين من تمر الصدقة، فأخذت منه تمرة فألقيتها في فِيَّ، فأخذها بلعابها فقال:"إنّا آل محمد لا تحل لنا الصدقة"

قال الحافظ: عند أحمد والطحاوي من حديث الحسن بن علي قال: فذكره، وإسناده قوي، وللطبراني والطحاوي من حديث أبي ليلى الأنصاري نحوه" (1)

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (2).

صحيح

أخرجه الطيالسي (ص 163) وعبد الرزاق (4984) وأحمد (1/ 200) والدارمي (1599) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(416) والبزار (1336) وأبو يعلى (6762) والدولابي في "الذرية الطاهرة"(134) وفي "الكنى"(1/ 161) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 6) وابن حبان (722 و 945) والطبراني في "الكبير"(2710 و 2711 و2714) والخطيب في "الموضح"(1/ 245) وابن عساكر (ترجمة الحسن بن علي ص 7) من طرق عن بُريد بن أبي مريم السلولي قال: سمعت أبا الحَوراء السعدي قال: قلت للحسن بن علي: ما تذكر من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أخذت تمرة من تمر الصدقة، فألقيتها فِيْ فِيَّ، فنزعها النبي صلى الله عليه وسلم بلُعابها، فألقاها في التمر، فقالوا: يا رسول الله تمرة من صبي، فقال "إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة"(3)

وفي لفظ "إنا لا نأكل الصدقة"

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 90

قلت: "إسناده صحيح، وأبو الحوراء السعدي اسمه ربيعة بن شيبان.

ولم ينفرد بريد بن أبي مريم به بل تابعه ثابت بن عُمارة الحنفي البصري وأبو يزيد الزراد كلاهما عن ربيعة بن شيبان عن الحسن بن علي به.

فأما حديث ثابت بن عمارة فأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 214) وأحمد (1/ 200) والبزار (1338) والدولابي في "الذرية الطاهرة"(128) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 7)

(1) 4/ 97 (كتاب الزكاة - باب ما يذكر في الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم وآله)

(2)

13/ 411 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)

(3)

واللفظ للطيالسي.

ص: 1969

والطبراني في "الكبير"(2741) والخطيب في "الموضح"(1/ 243 و243 - 244 و244) من

طرق عن ثابت بن عمارة به (1).

وإسناده صحيح.

وأما حديث أبي يزيد الزراد فأخرجه الطبراني في "الكبير"(2713) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن عبيد المُحَاربي ثنا الربيع بن سهل أبو إبراهيم الفزاري ثنا الربيع بن الرُّكَين عن أبي يزيد الزراد به.

وإسناده ضعيف لضعف الربيع بن سهل.

وللحديث شاهد عن أبي ليلى الأنصاري وعن أبي عميرة الأنصاري وعن أبي هريرة فأما حديث أبي ليلى فأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 215 و 4/ 279) وأحمد (4/ 348)

عن الحسن بن موسى الأشيب

وأحمد (4/ 348) والدارمي (2)(1650)

عن الأسود بن عامر الشامي

قالا: ثنا زهير عن عبد الله بن عيسى عن أبيه عن جده عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي ليلى قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده الحسن بن علي، فأخذ تمرة من تمر الصدقة، فانتزعها منه، وقال "أما علمت أنّه لا تحل لنا الصدقة"

وإسناده صحيح رواته ثقات، وزهير هو ابن معاوية الكوفي.

وخالفه شَريك بن عبد الله القاضي فرواه عن عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه، ولم يذكر عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 10)

والأول أصح، وشريك سيئ الحفظ.

وأما حديث أبي عَميرة فأخرجه أحمد (3/ 489)

(1) رواه وكيع فجعله عن الحسين بن علي.

أخرجه أحمد (1/ 201) والخطيب في "الموضح"(1/ 242)

ورواه بعضهم عن وكيع على الشك.

أخرجه الخطيب (1/ 243)

(2)

واللفظ له.

ص: 1970

عن يحيى بن آدم الكوفي

و (3/ 490)

عن حسن بن موسى الأشيب

وابن سعد (1/ 389 و6/ 45) وابن أبي شيبة (3/ 215 - 216) والبخاري في "الكبير"(2/ 1/ 334) وابن زنجويه في "الأموال"(2128) والطبراني في "الكبير"(4632) وأبو نعيم الأصبهاني في "الصحابة"(2811)

عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين

وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2736) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 222 - 223)

عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني

والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 9 - 10) والطبراني (4632) وأبو نعيم في "الصحابة"(2811) والخطيب في "الموضح"(2/ 76)

عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي

والطحاوي (2/ 9) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 216) والطبراني وأبو نعيم (2811)

عن الحكم بن مروان الضرير

وابن قانع والطبراني وأبو نعيم

عن خلاد بن يحيى السُّلَمي

والطبراني

عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري

والخطيب في "الموضح"(2/ 76 - 77)

عن أبي غسان مالك بن إسماعيل الكوفي

قالوا: ثنا مُعَرِّف بن واصل السعدي حدثتني حفصة بنت طلق -امرأة من الحي- سنة تسعين قالت: ثنا أبو عميرة (1) رُشيد بن مالك (2) قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه

(1) وقال بعضهم: أبو عمير.

(2)

سماه أحمد في روايته الثانية: أسيد بن مالك.

ص: 1971

رجل بطبق عليه تمر، فقال له "ما هذا أهدية أم صدقة؟ " قال الرجل: صدقة، قال: فقدِّمها إلى القوم، قال: وحسن بين يديه يَتَعَفَر، قال: فأخذ الصبي تمرة فجعلها في فِيْه، قال: ففطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدخل أصبعه فِيْ فِيِّ الصبي فانتزع التمرة ثم قذف بها وقال "إنا آل محمد لا نأكل (1) الصدقة"(2)

قال يحيى بن آدم: قلت لمعرف: أبو عمير جدك؟ قال: جد أبي.

ورواه أسباط بن محمد عن معرف بن واصل عن حفصة بنت طلق (3) عن عمير جد معرف.

أخرجه البغوي في "الصحابة" كما في "الإصابه"(8/ 47) ومن طريقه أبو نعيم في "الصحابة"(5281)

قال الحافظ: وهو خطأ نشأ عن تغيير ونقص والصواب عن أبي عمير"

وقال الهيثمي: وفيه حفصة بنت طلق ولم يَرو عنها غير معرف بن واصل ولم يوثقها أحدا" المجمع 3/ 89

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 214) والبخاري (فتح 4/ 96 - 97) وابن زنجويه في "الأموال"(2127) والدارمي (1599) ومسلم (1069) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 9) من طرق عن شعبة ثنا محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة قال: أخذ الحسن بن علي رضي الله عنه تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فِيْه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "كخ كخ" ليطرحها. ثم قال "أما شعرت أنا لا نأكل (4) الصدقة".

1378 -

"إنّا أمة لا نَحْسِب ولا نكتب"

سكت عليه الحافظ (5).

أخرجه البخاري (فتح 5/ 28 - 29) من حديث ابن عمر.

1379 -

حديث عمرو بن الشريد الثقفي عن أبيه قال: كان في وفد ثقيف رجل مَجْذُوم، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّا قد بايعناك فارجع"

(1) وفي لفظ "لا تحل لنا".

(2)

اللفظ للطبرانى.

(3)

ووقع عند أبي نعيم: الأقعص.

(4)

وفي لفظ "لا تحل".

(5)

16/ 224 (كتاب الفتن - باب يأجوج ومأجوج)

ص: 1972

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2231) " (1)

1380 -

"إنّا كنا احتجنا فتعجلنا من العباس صدقة ماله سنتين"

قال الحافظ: وقيل معنى قوله "عَلَيَّ" أي هي عندي قرض لأنني استسلفت منه صدقة عامين. وقد ورد ذلك صريحا فيما أخرجه الترمذي وغيره من حديث علي، وفي إسناده مقال. وفي الدارقطني من طريق موسى بن طلحة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وهذا مرسل. وروى الدارقطني أيضا موصولا بذكر طلحة فيه وإسناد المرسل أصح. وفي الدارقطني أيضا من حديث ابن عباس "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث عمر ساعيا فأتى العباس فأغلظ له فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال "إنّ العباس قد أسلفنا زكاة ماله العام والعام المقبل" وفي إسناده ضعف. وأخرجه أيضا هو والطبراني من حديث أبي رافع نحو هذا وإسناده ضعيف أيضا. ومن حديث ابن مسعود "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم تعجل من العباس صدقته سنتين" وفي إسناده محمد بن ذكوان وهو ضعيف. وليس ثبوت هذه القصة في تعجيل صدقة العباس ببعيد في النظر بمجموع هذه الطرق"(2)

يرويه الحكم بن عُتيبة واختلف عنه:

- فرواه الحسن بن عُمارة البجلي عنه عن موسى بن طلحة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "يا عمر أما علمت أنّ عمّ للرجل صِنْو أبيه؟ إنّا كنا احتجنا إلى مال فتعجلنا من العباس صدقة ماله لسنتين".

أخرجه البزار (945)

عن محمد بن حمران القيسي البصري

والدارقطني (2/ 124) واللفظ له

عن الحسن بن زياد

كلاهما عن الحسن بن عمارة به.

ورواه يوسف بن خالد السمتي عن الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة وحبيب بن أبي ثابت عن موسى بن طلحة عن أبيه.

أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(638) وفي "معجمه"(156) عن حميد بن مسعدة ثنا يوسف بن خالد به.

(1) 12/ 265 (كتاب الطب - باب الجذام)

(2)

4/ 76 (كتاب الزكاة - باب قول المه تعالى: {وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} [التَّوبَة: 60])

ص: 1973

وأخرجه ابن عدي (2/ 702) عن أبي يعلى به.

وقال: وهذا ليس البلاء فيه من الحسن بن عمارة، والبلاء من الراوي عنه يوسف بن خالد السمتي فإنّه ضعيف"

وقال الحافظ: في "المطالب العالية"(1/ 237): قلت: يوسف تالف لكنه توبع"

قلت: وليس البلاء منه وإنّما هو من الحسن بن عمارة فإنّه متروك الحديث كما قال أحمد والنسائي والفلاس وغيرهم.

وقال البزار: لا نعلم رواه إلا الحسن البجلي، وهو الحسن بن عمارة وقد سكت أهل العلم عن حديثه"

وقال الهيثمي: فيه الحسن بن عمارة وفيه كلام" المجمع 3/ 79

- ورواه الحجاج بن دينار الواسطي عن الحكم بن عتيبة عن حُجَيَّة بن عدي عن علي بن أبي طالب أنْ العباس بن عبد المطلب سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعجيل صدقته قبل أنْ تحل، فرخص (1) له في ذلك.

أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(1886) وابن سعد (4/ 26) وأحمد (1/ 104) والدارمي (1643) وأبو داود (1624) وابن ماجه (1795) والترمذي (678) وابن الجارود (360) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(620) والمحاملي في "أماليه"(187) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(252) وفي "عواليه"(20) والدارقطني (2/ 123) والحاكم (3/ 332) والبيهقي (4/ 111) وفي "معرفة السنن"(6/ 82) وفي "الصغرى"(1243) والبغوي في "شرح السنة"(1577) من طريق إسماعيل بن زكريا الأسدي عن الحجاج بن دينار به.

قال ابن الجارود: قال ابن معين: إسماعيل بن زكريا والحجاج بن دينار ثقتان"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد"

وقال البغوي: هذا حديث حسن"

قلت: إسماعيل بن زكريا صدوق اختلف فيه قول أحمد وابن معين والنسائي.

وخالفه إسرائيل بن يونس في سنده ومتنه، فرواه عن الحجاج بن دينار عن الحكم بن جَحْل عن حُجْر العدوي عن عليّ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر "إنّا قد أخذنا زكاة العباس عام الأول للعام"

(1) وفي لفظ "فأذن"

ص: 1974

أخرجه الترمذي (679) وأبو علي الطوسي (621) والدارقطني (2/ 124)

وقال الترمذي: وحديث إسماعيل بن زكريا عن الحجاج عندي أصح من حديث إسرائيل عن الحجاج بن دينار"

وقال الدارقطني: كلا الحديثين وهم" العلل 3/ 187 - 189

- ورواه منصور بن زاذان عن الحكم بن عتيبة عن الحسن بن مسلم بن يَنَاق قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم عمر على الصدقة فأتى على العباس يأخذ صدقة ماله، فتجهمه العباس. فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم يشكو إليه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "يا عمر، أما علمت أنّ عم الرجل صِنْو أبيه؟ إنّا تعجلنا صدقة العباس العام عام الأول".

أخرجه ابن زنجويه في "الأموال"(2208) عن يحيى بن يحيى النيسابوري أنا هُشيم عن منصور به.

وقال أبو عبيد في "الأموال"(ص 703) حُدثت بذلك عن هشيم ولا أحفظه منه (1).

وقال أبو داود: حديث هشيم أصح" السنن 2/ 276

قلت: ولم ينفرد هشيم به بل تابعه سفيان الثوري عن منصور به.

ذكره الدارقطني في "العلل"(4/ 208) وقال: وهو أشبه بالصواب"

وقال في موضع آخر: والصواب ما رواه منصور عن الحكم عن الحسن بن يناق مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم" العلل 3/ 189

وقال البيهقي: وهذا هو الأصح من هذه الروايات" السنن الكبرى 4/ 111

وكذا صحح هذه الرواية في "المعرفة"(6/ 82 - 83)

وقال الحافظ في "التلخيص"(2/ 163): والصواب عن الحكم عن الحسن بن مسلم بن يناق مرسلا"

- ورواه الحجاج بن أَرْطَاة عن الحكم بن عتيبة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمر بن الخطاب على الصدقة، فأتى العباس يسأله صدقة ماله، قال: قد عجلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة سنتين، فرافعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صدق عمي، قد تعجلنا منه صدقة سنتين".

(1) وأخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(253) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي ثنا هشيم أنبأ منصور به.

ص: 1975

أخرجه أبو عبيد (1885) وابن سعد (4/ 26) وابن زنجويه (2207)

عن يزيد بن هارون الواسطي

وابن أبي شيبة (3/ 148)

عن حفص بن غياث الكوفي

كلاهما عن الحجاج بن أرطأة به.

والحجاج ضعيف لكنّه لم ينفرد به بل تابعه أبو إسرائيل إسماعيل بن خليفة العبسي عن الحكم بن عتيبة قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم عمر على السعاية فأتى العباس يطلب منه صدقة ماله فأغلظ له، فأتى عليا فاستعان به على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم "تربت يداك، أما علمت أنّ عم الرجل صِنْو أبيه؟ إنّ العباس سلفنا زكاة العام عام أول".

أخرجه ابن سعد (4/ 26) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 500)

وأبو إسرائيل مختلف فيه.

- ورواه محمد بن عبيد الله العَرْزَمي عن الحكم بن عتيبهّ عن مِقْسَم عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر ساعيا، قال: فأتى العباس يطلب صدقة ماله، قال: فأغلظ له العباس، فخرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ العباس قد أسلفنا زكاة ماله العام والعام المقبل".

أخرجه الدارقطني (2/ 124) من طريق النعمان بن عبد السلام الأصبهاني عن محمد بن عبيد الله به.

ثم أخرجه من طريق مِنْدل بن علي العَنَزي عن عبيد الله بن عمر عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس.

وقال: كذا قال: عن عبيد الله بن عمر، وإنما أراد محمد بن عبيد الله والله أعلم"

قلت: ومحمد بن عبيد الله العرزمي متروك الحديث، ومندل بن علي ضعيف الحديث.

وللحديث شاهد من حديث علي ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أبي رافع

فأما حديث علي فأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 500 - 501) والبيهقي في "الكبرى"(4/ 111) وفي "المعرفة"(6/ 83) وابن عساكر (ترجمة العباس ص 139) من طريق الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البَخْتَري عن علي قال: فذكر الحديث وفيه "إنّا كنا احتجنا فاستسلفنا العباس صدقة عامين"

ص: 1976

وفي لفظ "إنّا تعجلنا من العباس صدقة زكاة العام عام الأول".

قال البيهقي: وفي هذا إرسال بين أبي البختري وعلي"

وقال أيضا: وهو منقطع بين أبي البختري وبين علي"

وقال الحافظ: رجاله ثقات إلا أنّ فيه انقطاعا" التلخيص 2/ 162 - 163

قلت: أبو البختري واسمه سعيد بن فيروز لم يدرك عليا ولم يره (1).

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه البزار (كشف 896) والطبراني في "الكبير"(9985) وفي "الأوسط"(1004) وابن عدي (6/ 2206) وابن عساكر (ترجمة العباس ص 141) من طريق محمد بن ذكوان الأزدي البصري عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود أنّ النبي صلى الله عليه وسلم تعجل من العباس صدقة سنتين.

قال البزار: إنما يرويه الحفاظ عن الحكم مرسلا، ومحمد بن ذكوان لين الحديث حدّث بحديث كثير لم يتابع عليه"

وقال أبو زرعة وأبو حاتم: هو خطأ إنما هو منصور عن الحكم عن الحسن بن مسلم بن يناق أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عمر. مرسل وهو الصحيح" علل الحديث 1/ 215

وقال ابن عدي: هذا الحديث لا يرويه عن منصور غير ابن ذكوان هذا، وهذا الحديث هو الذي أشار إليه النسائي أنه عندما قال: محمد بن ذكوان عن منصور منكر الحديث"

وقال الهيثمي: وفيه محمد بن ذكوان وفيه كلام وقد وثق" المجمع 3/ 79

وقال الحافظ: وفي إسناده محمد بن ذكوان وهو ضعيف" التلخيص 2/ 163

قلت: رواه ثُمامة بن عبيدة أبو خليفة ثنا عبد الله أبو عبد الرحمن عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود.

أخرجه ابن عساكر (ترجمة العباس ص 141 - 142)

وثمامة قال أبو حاتم: منكر الحديث ضعفه ابن المديني ونسبه إلى الكذب.

وأما حديث أبي رافع فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7858) والدارقطني (2/ 125) وابن عساكر (ترجمة العباس ص 142) من طريق شَريك بن عبد الله الكوفي عن إسماعيل

(1) انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 74 و 76 - تهذيب الكمال 11/ 33

ص: 1977

المكي عن سليمان الأحول عن أبي رافع أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث عمر ساعيا فكان بينه وبين العباس شيء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أما علمت أنّ عمّ الرجل صِنْو أبيه؟ إنّ العباس أسلفنا صدقة العام عام الأول".

قال الطبراني: لم يروه عن سليمان إلا إسماعيل، ولا عنه إلا شريك"

قلت: وشريك مختلف فيه، وإسماعيل لم أعرفه، وسليمان لم يذكر سماعا من أبي رافع فلا أدري أسمع منه أم لا.

1381 -

"إنّا معاشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر"

قال الحافظ: ولأبي يعلى من حديث أبي سعيد: فذكره" (1)

سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل

"

1382 -

"إنّا لا تحل لنا الصدقة، وإنّ موالى القوم من أنفسهم"

قال الحافظ: وروى أصحاب السنن وصححه الترمذي وابن حبان وغيره عن أبي رافع مرفوعا: فذكره" (2)

صحيح

أخرجه الطيالسي (ص 131) عن شعبة عن الحكم بن عُتيبة عن ابن أبي رافع عن أبي رافع أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا من بني مخزوم على الصدقة، فقال لأبي رافع: اصحبني كيما تصيب منها، قال: لَآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله، فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله، فقال "إنّ الصدقة لا تحل لنا، وإنّ مولى القوم من أنفسهم"

وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(2/ 643 - 644) عن الطيالسي به.

وأخرجه البيهقي (7/ 32) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني ثنا الطيالسي به.

وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 214) وأحمد (6/ 10) وابن زنجويه في "الأموال"(3123) وأبو داود (1650) والترمذي (657) والنسائي (5/ 80) وفي "الكبرى"(2394) وفي "الإغراب من حديث شعبة وسفيان"(148) والروياني (688 و719 و723) وابن خزيمة (2344) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 8) والمحاملي (363) والطبراني في "الكبير"(932) والحاكم (1/ 404) والبيهقي في "الكبرى"(7/ 32) وفي "معرفة السنن"(9/ 340)

(1) 9/ 206 (كتاب المغازي - باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته)

(2)

4/ 98 (كتاب الزكاة - باب الصدقة على موالى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 1978

وابن عبد البر في "التمهيد"(3/ 91 - 92 و 24/ 361) والبغوي في "شرح السنة"(1607)

من طرق عنه شعبة به.

قال الترمذى: هذا حديث حسن صحيح، وأبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم اسمه أسلم، وابن أبي رافع هو عبيد الله بن أبي رافع كاتب علي بن أبي طالب رضي الله عنه"

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: وهو كما قالا.

ولم ينقرد شعبة به بل تابعه ابن أبي ليلى عن الحكم بن عتيبة عن ابن أبي رافع عن أبي رافع به.

أخرجه أحمد (6/ 8 - 9) والخطيب (1) في "الأسماء المبهمة"(ص 20)

1383 -

"إنّا لا نستعين بمشرك"

قال الحافظ: أخرجه مسلم وأصحاب السنن" (2)

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (3).

أخرجه مسلم (1817) وأبو داود (2732) والترمذي (1858) وابن ماجه (2832) وغيرهم من حديث عائشة.

1384 -

قوله صلى الله عليه وسلم لسعد "إنّك إنْ تَذَر ورثتك أغنياء خير من أنْ تذرهم عالة"

سكت عليه الحافظ (4).

أخرجه البخاري (فتح 3/ 407) من حديث سعد بن أبي وقاص.

1385 -

قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل "إنّك تقدم على قوم أهل كتاب فأعلمهم أنّ الله فرض عليهم"

سكت عليه الحافظ (5).

أخرجه البخاري (فتح 4/ 4 و64) من حديث ابن عباس.

(1) ووقع عنده: عن ولد أبي رافع أنّ أبا رافع حدثهم.

(2)

5/ 349 (كتاب الإجارة - باب استئجار المشركين عند الضرورة)

(3)

9/ 15 (كتاب المغازي - باب غزوة خيبر)

(4)

14/ 37 (كتاب الرقاق - باب ما قدم من ماله فهو له)

(5)

16/ 361 (أخبار الآحاد - باب ما جاء في إجازة خبر الواحد)

ص: 1979

1386 -

عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله، ألا تستعملني؟ قال:"إنّك ضعيف، وإنّها أمانة، وإنّها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقِّها وأَدَّى الذي عليه فيها"

قال الحافظ: أخرجه مسلم" (1)

أخرجه مسلم (1825) عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي ثم قال "يا أبا ذر إنّك ضعيف

" الحديث

1387 -

قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن مسعود وهو بمكة وهو يرعى الغنم: "إنّك لغلام مُعَلَّم"

سكت عليه الحافظ (2).

حسن

أخرجه الطيالسي (ص 47) وابن سعد (2/ 343 و3/ 150 - 151) وابن أبي شيبة (7/ 51 و 11/ 510) وفي "مسنده"(388) وأحمد (1/ 379 و 453 و 457 و 462) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 245 و 2/ 537) وأبو يعلى (5311) والهيثم بن كليب (659) والطبراني في "الكبير"(8455) وأبو نعيم في "الدلائل"(233) وفي "الحلية"(1/ 125) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 171 - 172)

عن حماد بن سلمة

وابن أبي شيبة في "المسند"(317) وأحمد (1/ 379) والحسن بن عرفة في "جزئه"(46) والطحاوي في "المشكل"(4443) والآجري في "الشريعة"(1066) والحنائي في "فوائده"(ق 5) وابن جميع الصيداوي في "معجمه"(ص 68) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 172) وفي "الاعتقاد"(ص 284 - 285) وأبو القاسم الأصبهاني في "دلائل النبوة"(47 و48 و49) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(39/ 22 و22 - 24) والذهبي في "السير"(1/ 464 - 465)

عن أبي بكر بن عياش

والبزار (1824) وأبو يعلى (4985) والطحاوي في "المشكل"(4442) وابن حبان (6504) والطبراني في "الكبير"(8456) واللالكائي في "الاعتقاد"(1487) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 84) وأبو القاسم الأصبهاني (50) وابن عساكر (39/ 24 و 24 - 25) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 385)

(1) 16/ 244 (كتاب الأحكام - باب ما يكره من الحرص على الإمارة)

(2)

1/ 262 (كتاب الوضوء - باب من حمل معه الماء لطهوره)

ص: 1980

عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي

والطبراني في "الكبير"(8457) و"الأوسط"(7617) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(600) وابن عساكر (39/ 22)

عن أبي أيوب عبد الله بن علي الإفريقي

وأبو يعلى (5096) والطبراني في "الصغير"(513) وابن عساكر (39/ 25 - 26)

عن أبي المنذر سلام بن سليمان المزني

كلهم عن عاصم بن أبي النَّجُود عن زِر بن حُبيش عن ابن مسعود قال: كنت غلاماً يافعاً أرعى غنما لعقبة ابن أبي مُعيط (1) فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر (2) وقد فرّا من المشركين فقالا: يا غلام هل عندك من لبن تسقينا؟ فقلت: إني مؤتمن ولست ساقيكما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "هل عندك من جَذَعَة (3) لم يَنْزُ عليها الفحل؟ " قلت: نعم، فأتيتهما بها، فَاعْتَقَلَهَا النبي صلى الله عليه وسلم ومسح الضَّرْع ودعا فحفل الضرع، ثم أتاه أبو بكر بصخرة منقعرة فاحتلب فيها (4) فشرب (5) أبو بكر، ثم شربت، ثم قال للضرع "اقْلِصْ" فَقَلَص (6)، قال: فأتيته بعد ذلك فقلت: علمني من هذا القول (7). قال "إنك غلام معلم"

فأخذت من فِيْه سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد. اللفظ لابن سعد

قال الذهبي: هذا حديث صحيح الإسناد" (8)

وقال الحنائي: هذا حديث حسن"

(1) زاد الطيالسي "بمكة"

وعند يعقوب بن سفيان في إحدى روايتيه "بجياد"

(2)

زاد أبو يعلى وابن عساكر في حديث سلام بن المنذر "ابن أبي قحافة"

(3)

وفي حديث أبي بكر بن عياش "شاة"

وفي حديث أبي عوانة "فقال: ائتني بشاة لم ينز عليها الفحل" فأتيته بِعَنَاق جذعة.

وقال سلام بن المنذر في حديثه "شاة شصوص"

(4)

وفي حديث أبي بكر بن عياش "فحلبه في إناء"

(5)

وفي حديث أبي عوانة "فشرب أبو بكر، ثم شرب النبي صلى الله عليه وسلم وسلم بعده"

(6)

زاد أبو عوانة في حديثه "فعاد كما كان"

(7)

زاد الطيالسي "الطيب -يعني القرآن-"

وزاد أبو بكر بن عياش في حديثه "قال: فمسح رأسي وقال: يرحمك الله"

وعند الهيثم بن كليب "أو القرآن فأنا غلام متعلم"

(8)

وقال في "تاريخ الإسلام"(2/ 249 - القدسي): إسناده حسن قوي"

ص: 1981

قلت: وهو كما قال للخلاف المعروف في عاصم بن أبي النجود.

1388 -

"إنَّكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود، وصححه ابن حبان من حديث أبي الدرداء رفعه: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنّ في سنده انقطاع بين عبد الله بن أبي زكريا راويه عن أبي الدرداء فإنّه لم يدركه" (1)

ضعيف

أخرجه أحمد (5/ 194) وعبد بن حميد في "المنتخب"(213) والدارمي (2697) وأبو داود (4948) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2584) وابن حبان (5818) وابن عدي (3/ 951) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 152 و 9/ 58 - 59) والبيهقي (9/ 306) وفي "الشعب"(8265) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن أبي زكريا ص 404) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3360) والمزي (8/ 433) من طرق عن هُشيم أنا داود بن عمرو عن عبد الله بن أبي زكريا الخزاعي عن أبي الدرداء به مرفوعا.

وفي لفظ "فحسنوا أسماءكم"

وإسناده ضعيف لانقطاعه فقد قال أبو داود بعد إخراجه: ابن أبي زكريا لم يدرك أبا الدرداء.

وقال البيهقي: هذا مرسل، ابن أبي زكريا لم يسمع من أبي الدرداء.

وكذا قال أبو حاتم (المراسيل)

وأما قول النووي في "الأذكار"(ص 255): بإسناد جيد. فليس بجيد لما علمت من انقطاع السند.

وكذا قول ابن القيم في "تحفة المودود"(ص 81): إسناده حسن" ليس بحسن.

1389 -

حديث معاذ بن جبل أنّهم خرجوا في عام تبوك مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إنكم ستأتون غداً إنْ شاء الله تعالى عين تبوك، فمن جاءها فلا يَمَسَّ من مائها شيئا" فجئناها وقد سبق إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء، فذكر الحديث في غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه ويديه بشيء من مائها ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير فاستقى الناس.

(1) 13/ 198 (كتاب الأدب - باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه)

ص: 1982

قال الحافظ: ووقعت تسميتها بذلك -يعني تبوك- في الأحاديث الصحيحة: منها: حديث مسلم "إنكم ستأتون غدا عين تبوك" وكذا أخرجه أحمد والبزار من حديث حذيفة. وقيل: سميت بذلك لقوله صلى الله عليه وسلم للرجلين اللذين سبقاه إلى العين "ما زلتما تبوكانها منذ اليوم" والحديث المذكور عند مالك (1/ 143 - 144) ومسلم (4/ 1784 - 1785) بغير هذا اللفظ أخرجاه من حديث معاذ بن جبل: فذكره" (1)

حديث حذيفة أخرجه أحمد (5/ 390 - 391 و 400 و 401) والبزار (2803) من طرق عن الوليد بن عبد الله بن جُمَيْع الزهري ثنا أبو الطفيل عن حذيفة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غزوة تبوك فبلغه أنّ في الماء قلة الذي يَرِده فأمر مناديا فنادى في الناس أنْ لا يسبقني إلى الماء أحد، فأتى الماء وقد سبقه قوم فلعنهم.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى من حديث أبي الطفيل عن حذيفة إلا بهذا الإسناد"

وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 6/ 195

قلت: وإسناده حسن، الوليد بن عبد الله بن جميع قال أحمد وغيره: ليس به بأس، وأبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي له صحبة.

1390 -

حديث كعب بن مالك مرفوعا "إنّكم ستفتحون بلدا يذكر فيها القيراط"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه مسلم (2543) من حديث أبي ذر رفعه "إنّكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا فإنّ لهم ذمة ورحما، فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فأخرج منها".

1391 -

حديث أبي سعيد: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ونحن صيام، فنزلنا منزلنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا" فكانت رخصة فمنا من صام ومنا من أفطر، فنزلنا منزلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّكم مصبحوا عدوكم فالفطر أقوى لكم فأفطروا" فكانت عزيمة فأفطرنا، ثم لقد رأيتنا نصوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في السفر.

(1) 9/ 174 (كتاب المغازي - باب غزوة تبوك)

(2)

3/ 437 (كتاب الجنائز - باب فضل اتباع الجنائز)

ص: 1983

قال الحافظ: لأنّ مسلما أخرج (1120) من حديث أبي سعيد أنّه صلى الله عليه وسلم صام بعد هذه القصة في السفر ولفظه: فذكره" (1)

1392 -

"إنكم لن تَسْعوا الناس بأموالكم، ولكن يَسَعُهُمْ منكم بسط الوجه وحسن الخلق"

قال الحافظ: وللبزار بسند حسن من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره" (2)

له عن أبي هريرة طرق:

الأول: يرويه عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود الأودي الكوفي عن أبيه عن جده عن أبي هريرة به مرفوعا.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع"(190) وفي "المداراة"(55) البزار (كشف 1979) عن محمد بن عبد الله بن المبارك المُخَرَّمي ثنا الأسود بن سالم ثنا عبد الله بن إدريس به.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 72)

عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن القاضي

وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1208)

عن الحسين بن إسماعيل المحاملي

قالا: ثنا محمد بن عبد الله المخرمي به.

قال البزار: لا نعلم رواه عن ابن إدريس إلا أسود وكان ثقة بغداديا"

قلت: ووثقه ابن جرير الطبري كما في "تاريخ بغداد"(7/ 37) وكذا باقي رواته ثقات غير يزيد بن عبد الرحمن الأودي جد عبد الله بن إدريس ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ووثقه ابن حبان والعجلي، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث (3).

الثاني: يرويه طلحة عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا مثله.

(1) 5/ 86 (كتاب الصوم - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن ظلل عليه واشتد الحر: ليس من البر الصوم في السفر)

(2)

13/ 67 (كتاب الأدب - باب حسن الخلق والسخاء)

(3)

قال المنذري عن هذا الطريق: حسن جيد" الترغيب 3/ 411

وقال العراقي: رجاله ثقات" إتحاف السادة المتقين 7/ 321

ص: 1984

أخرجه البزار (كشف 1978) عن أحمد بن الوزير ثنا أبو عاصم ثنا طلحة به.

وقال: طلحة لين الحديث"

قلت: هو ابن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي قال أحمد وغيره: متروك الحديث، وقال ابن معين وغيره: ضعيف.

وعطاء هو ابن أبي رباح.

الثالث: يرويه أبو عباد عبد الله بن سعيد المَقْبُري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "إنكم لا تسعون الناس بأموالكم، ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق"

أخرجه البزار (كشف 1977)

عن القاسم بن مالك المزني

وابن أبي الدنيا في "المداراة"(54) وفي "اصطناع المعروف"(42) والطبراني في "المكارم"(18) وابن عدي (4/ 1481) والحاكم (1/ 124) والبيهقي في "الشعب"(7695) والخطيب في "الموضح"(2/ 193) وفي "الجامع"(817) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2407)

عن سفيان الثوري

والحاكم (1/ 124)

عن الفضل بن موسى السيناني

كلهم عن عبد الله بن سعيد المقبري به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عبد الله واه"

وقال البزار: لم يتابع عبد الله بن سعيد على هذا وتفرد به"

وقال البيهقي: تفرد به عبد الله بن سعيد عن أبيه"

وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن سعيد وهو ضعيف" المجمع 8/ 22

قلت: هو متروك الحديث كما قال أحمد والنسائي وغيرهما.

واختلف عنه، فقيل: عنه عن جده عن أبي هريرة.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 519) وفي "مسنده"(المطالب 2587/ 1) وأبو نعيم في "الحلية"(10/ 25) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1066)

ص: 1985

عن عبد الله بن إدريس الكوفي

وأبو يعلى (6550)

عن محمد بن فضيل الكوفي

كلاهما عن عبد الله بن سعيد المقبري به.

قال البوصيري: مداره على عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 7/ 215

وللحديث شاهد مرسل أخرجه ابن وهب في "الجامع"(499) عن ابن لَهيعة عن عبد الله بن أبي جعفر رفعه "إنّكم لن تستطيعوا أنْ تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم السلام وحسن الخلق"

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

1393 -

"إنّكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة، وخير دينكم اليسرة"

قال الحافظ: وفي حديث محجن بن الأدرع عند أحمد: فذكره" (1)

هما حديثان:

الأول: "إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة"

والثاني: "خير دينكم اليسرة"

فأما الحديث الأول فيرويه هشام بن سعد المدني وداود بن قيس الفراء عن زيد بن أسلم واختلف عن هشام:

- فقال وكيع: أنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن ابن الأدرع قال: كنت أحرس النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرج لبعض حاجته فرآني فأخذ بيدي، فانطلقنا فمررنا على رجل يصلي يجهر بالقرآن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "عسى أنْ يكون مرائيا" قال: قلت: يا رسول الله، يصلي يجهر بالقرآن. قال: فرفض يدي، ثم قال "إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة"

قال: ثم خرج ذات ليلة وأنا أحرسه لبعض حاجته، فأخذ بيدي فمررنا على رجل يصلي بالقرآن، فقلت: عسى أنْ يكون مرائيا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "كلا إنّه أوّاب" قال: فنظرت فإذا هو عبد الله ذو النجادين.

(1) 1/ 102 (كتاب الإيمان - باب الدين يسر)

ص: 1986

أخرجه أحمد (4/ 337) عن وكيع به.

ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 421 - 422)

قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 369

قلت: ابن الأدرع لم يخرج له الشيخان.

والحديث لم ينفرد وكيع به بل تابعه جعفر بن عون الكوفي أنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال: قال ابن الأدرع: فذكره.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(576)

وقال: إسناد هذا الحديث مرسل"

قلت: مراده بالإرسال هو الانقطاع بين زيد بن أسلم وابن الأدرع فالظاهر أنّه لم يسمع منه، والله أعلم.

- وقال طلحة بن يحيى: عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن سلمة بن الأكوع قال: فذكر معناه.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(2/ 474)

وقال: وهذا ليس بشيء، والصحيح رواية جعفر بن عون"

- وقال أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي: ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن ابن الأكوع قال: فذكره.

وقال في آخره: فإذا الرجل ذو البجادين.

أخرجه إسحاق في "مسنده"(إتحاف الخيرة 146 - المطالب 2929/ 1) عن أبي عامر به.

قال البوصيري: رجاله ثقات على شرط مسلم"

وقال في "مختصر الإتحاف"(1/ 81): إسناده صحيح على شرط مسلم"

قلت: هشام مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

- وقال عبد الله بن نافع الصائغ: عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن سلمة بن ذكوان قال: فذكره.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3394)

وقال: سلمة بن ذكوان يقال له ابن الأدرع"

ص: 1987

وقال الحافظ في "الإصابة"(4/ 228): سلمة بن ذكوان ويقال: هو ابن الأدرع"

قلت: عبد الله بن نافع مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره.

وأما حديث داود بن قيس فأخرجه (1) أبو يعلى (الإصابة 4/ 228 - المطالب 2929/ 2 - إتحاف الخيرة 147) عن محمد بن إسحاق المسيَّبي ثنا سليمان بن داود بن قيس عن داود بن قيس عن زيد بن أسلم عن سلمة قال: فذكر نحوه.

قال البوصيرى: سنده ضعيف لضعف سليمان بن داود" إتحاف الخيرة 1/ 123 ومختصر الإتحاف 1/ 81

قلت: سليمان بن داود ذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون كلهم ثقات.

وأما الحديث الثاني فسيأتي الكلام عليه في حرف الخاء.

1394 -

حديث معاوية بن حَيْدَة رفعه "إنّكم محشورون" ونحا بيده نحو الشام "رجالا وركبانا وتُجرون على وجوهكم"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي وسنده قوي" (2)

صحيح

أخرجه عبد الرزاق (20115) وأحمد (5/ 3 و5) وفي "فضائل الصحابة"(1711) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 296) والترمذي (2424 و3143 و4/ 485) والروياني (914 و 916) والطبراني في "الكبير"(19/ 407 - 408 و408 و409) والحاكم (4/ 564) وأبو سعد السمعاني في "فضائل الشام"(5) والبيهقي في "لشعب"(8931) من طرق عن بَهز بن حكيم بن معاوية عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله، اين تأمرني؟ خر لي. قال "ههنا"- ونحا بيده نحو الشام - "إنكم تحشرون (3) رجالا (4) وركبانا، وتجرون على وجوهكم"

ورواه بعضهم مطولا.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد رواه أبو قَزَعة سويد بن

(1) أخرجه في أثناء مسند سلمة بن الأكوع كما في "الإصابة".

(2)

14/ 168 (كتاب الرقاق - باب الحشر)

(3)

وفي لفظ "محشورون"

(4)

وفي لفظ "علي أقدامكم"

ص: 1988

حُجير عن حكيم بن معاوية مثل رواية بهز، على أنّ بهزا أيضا مأمون لا يحتاج في روايته إلى متابع.

ثم أخرجه من طريق حماد بن سلمة عن أبي قزعة سويد بن حجير عن حكيم بن معاوية عن أبيه رفعه "تحشرون ههنا حفاة عراة مشاة وركبانا وعلى وجوهكم، تعرضون على الله وعلى أفواهكم الفدام، وإنّ أول ما يُعْرب عن أحدكم فخذه"

ومن هذا الطريق أخرجه أحمد (5/ 3) والروياني (936) والطبراني في "الكبير"(19/ 426)

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 426 - 427) و"الأوسط"(6398) من طريق الحجاج الباهلي ثنا سويد بن حجير به.

وأخرجه أحمد (4/ 446 - 447) وفي "فضائل الصحابة"(1710) والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(8/ 433) والطبراني في "الكبير"(19/ 427 - 428) من طريق شبل بن عباد قال: سمعت أبا قزعة يحدث عمرو بن دينار عن حكيم بن معاوية به.

وإسناده صحيح.

1395 -

"إنّكم لاقو العدو غدا والفطر أقوى لكم"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (1120) من حديث أبي سعيد.

1396 -

قال العباس: يا رسول الله، لو جمعت لنا الحجابة والسِّقَاية؟ فقال:"إنّما أعطيتكم ما تُرْزَءون ولم أعطكم ما تَرْزءون"

قال الحافظ: وروى الفاكهي من طريق ابن جُريج قال: فذكره" (2)

لم أره في القسم المطبوع من كتاب الفاكهي.

وفي "أخبار مكة" للأزرقي (1/ 267) عن جده عن محمد بن إدريس عن الواقدي عن أشياخه قالوا: فذكروا حديثا وفيه: وقبض المفتاح من عثمان بن طلحة، فلما جلس بسط العباس بن عبد المطلب يده، فقال: بأبي وأمي يا رسول الله، اجمع لنا الحجابة والسقاية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أعطيتكم ما تُرزءون فيه ولا أعطيكم ما تَرزءون منه"

والواقدي متروك.

(1) 12/ 48 (كتاب الذبائح - باب التسمية على الذبيحة)

(2)

4/ 237 (كتاب الحج - باب سقاية الحاج)

ص: 1989

وقال عبد الرزاق في "مصنفه"(9076): عن بعض أصحابنا عن ابن جريج قال: حدثني ابن أبي مُليكة قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم وعثمان بن طلحة يوم الفتح بمفتاح الكعبة، فأقبل به مكشوفا، حتى دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال العباس: يا نبي الله اجمع لي الحجابة مع السقاية، ونزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "ادعوا لي عثمان بن طلحة" فَدُعي له، فدفعه النبي صلى الله عليه وسلم إليه، وستر عليه، قال: فرسول الله صلى الله عليه وسلم أول من ستر عليه، ثم قال "خذوه يا بني طلحة لا ينتزعه منكم إلا ظالم".

ورواه أيضا (5/ 84) عن ابن عُيينة قال: أخبرني ابن جريج عن ابن أبي مليكة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلىّ حين كلمه في المفتاح "إنما أعطيتكم ما تُرزءون ولم أعطكم ما تَرزءون"

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(9/ 54 - 55)

ورواته ثقات لولا إرساله.

وله شاهد عن عليّ قال: قلت للعباس: سل لنا النبي صلى الله عليه وسلم الحجابة. فسأله، فقال

"أعطيكم ما هو خير لكم منها، السقاية، تَرْزَؤُكم ولا تَرْزَؤُونَها"

أخرجه (1) الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند علي ص 233) عن أيوب بن إسحاق بن إبراهيم ثنا قَبيصة ثنا سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن أبي رزين عن أبيه عن عليّ به.

وأخرجه ابن سعد (4/ 25) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 514) وأحمد بن منيع وابن أبي شيبة وإسحاق في "مسانيدهم"(المطالب 2/ 64 - 65، مختصر الإتحاف 4/ 382 - 383) عن قبيصة بن عقبة به.

قال الطبري: سنده صحيح"

وقال الحافظان العسقلاني والبوصيري: إسناده حسن"

قلت: عبد الله بن أبي رزين مسعود بن مالك الأسدي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" وغيرهم ولم يذكروا عنه راويا إلى موسى بن أبي عائشة فهو مجهول، وقبيصة تكلم أحمد وغيره في روايته عن سفيان.

(1) وأخرجه البزار (895) عن محمد بن عمارة بن صبيح ثنا قبيصة بن عقبة به.

وقال: وهذا الحديث لا نعلم له إسنادا عن عليّ إلا هذا الإسناد"

وأخرجه الحاكم (3/ 332) من طريق الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا قبيصة بن عقبة به.

وقال: صحيح الإسناد"

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 286

ص: 1990

وخالفه أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري فرواه عن سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن زرير قال: قال علي للعباس

أخرجه أبو يعلى (310)

قال الهيثمي: وهو مرسل، عبد الله بن زرير لم يدرك القصة" المجمع 3/ 286

1397 -

قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أم سلمة "إنّما أقضي له بما أسمع"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 16/ 279)

1398 -

عن سهل بن أبي حَثْمَة أنّ أبا بُردة ذبح ذبيحة بسحر فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:"إنما الأضحية ما ذبح بعد الصلاة، اذهب فضح" فقال: ما عندي إلا جَذَعة من المعز، الحديث.

قال الحافظ: ووقع عند الطبراني من طريق سهل بن أبي حثمة فذكره.

وقال: وفي حديث سهل بن أبي حثمة "وليست فيها رخصة لأحد بعدك"(2)

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(9145) عن مسعدة بن سعد العطار المكي ثنا إبراهيمِ بن المنذر ثنا محمد بن صدقة الفَدَكِي ثنا محمد بن يحيى به سهل بن أبي حثمة عن عمه عُفَير بن سهل بن أبي حثمة أنّ أباه قد أخبره أنّ أبا بُردة بن نِيَار ذبح ذبيحة بِسَحَر، فلما انصرف ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "من ذبح قبل الصلاة فليست تلك الأضحية، إنما الأضحية ما ذبح بعد الصلاة، فاذهب فضح" فقال: يا رسول الله، ما أجد شيئا للأضحية، وما عندي إلا جَذَع من المعز، قال "اذهب فضح بها، وليس فيها رخصة لأحد بعدك"

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن سهل بن أبي حثمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به إبراهيم بن المنذر"

قلت: وثقه ابن معين وغيره، ومسعدة بن سعد لم أقف له على ترجمة، ومحمد بن صدقة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: ليس بالمشهور ولكن ليس به بأس، ومحمد بن يحيى بن سهل ترجمه البخاري في "التاريخ" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وعفير بن سهل لم أر من ترجمه.

(1) 16/ 259 (كتاب الأحكام - باب من رأى للقاضي أن يحكم بعلمه)

(2)

12/ 109 (كتاب الأضاحي - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بردة: ضح بالجذع من المعز)

ص: 1991

1399 -

"إنّما البيع عن تراض"

قال الحافظ: وروى أبو داود من حديث أبي سعيد مرفوعا: فذكره، وهو طرف من حديث طويل" (1)

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 278) وابن ماجه (2185) وابن حبان (4967) والبيهقي (6/ 17) والمزي في "التهذيب"(13/ 42 - 43) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن داود بن صالح بن دينار التمار المدني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أنّ يهوديا قدم زمن النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثين حِمل شعير وتمر، فسعّر مدّاً بمدّ النبي صلى الله عليه وسلم وليس في الناس يومئذ طعام وغيره، وكان قد أصاب الناس قبل ذلك جوع لا يجدون فيه طعاما، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم الناسُ يشكون إليه غلاء السعر، فصعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال "لا ألقينّ الله من قبل أنْ أعطي أحدا من مال أحد من غير طيب نفس، إنّما البيع عن تراض، ولكن في بيوعكم خصالا أذكرها لكم: لا تَضاغنوا، ولا تناجشوا، ولا تحاسدوا، ولا يسوم الرجل على سوم أخيه، ولا يبيعنّ حاضر لباد، والبيع عن تراض، وكونوا عباد الله إخوانا".

واللفظ لابن حبان.

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 3/ 17

قلت: بل إسناده حسن إنْ كان صالح بن دينار سمع من أبي سعيد، والدراوردي قال الذهبي في "الميزان": صدوق غيره أقوى منه.

وداود بن صالح التمار قال أحمد: لا أعلم به بأسا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وقال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق. فهو حسن الحديث.

وصالح بن دينار التمار قال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى ابنه داود.

ومع ذلك فقد وثقه النسائي وابن حبان والحافظ في "التقريب".

1400 -

حديث أبي قتادة "إنّما التفريط أن يؤخر الصلاة حتى يدخل وقت الأخرى"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (681) " (2)

(1) 5/ 192 (كتاب البيوع - باب ما جاء في قول الله تعالى {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} [الجُمُعَة: 10])

(2)

2/ 341 (كتاب الصلاة -أبواب الأذان- باب إذا صلى لنفسه فليطول ما شاء)

ص: 1992

1401 -

"إنّما الجمعة على من سمع النداء"

قال الحافظ: وفي "السنن" لأبي داود من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا: فذكره، وقال: إنّه اختلف في رفعه ووقفه، وأخرجه الدارقطني من وجه آخر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا" (1)

ضعيف

أخرجه أبو داود (1056) وأبو بكر المروزي في "الجمعة"(69) والدارقطني (2/ 6) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 104) والبيهقي (3/ 173) والخطيب في "الموضح"(1/ 13) من طرق عن قَبيصة بن عقبة الكوفي ثنا سفيان عن محمد بن سعيد الطائفي عن أبي سلمة بن نُبَيْه بن الحجاج عن عبد الله بن هارون عن ابن عمرو رفعه "الجمعة على من سمع النداء"

وفي لفظ "التأذين"

قال أبو داود: روى هذا الحديث جماعة عن سفيان مقصورا على عبد الله بن عمرو ولم يرفعوه، وإنما أسنده قبيصة"

وقال الدارقطني: قال لنا ابن أبي داود: محمد بن سعيد هو الطائفى ثقة، وهذه سنة تفرد بها أهل الطائف"

وقال البيهقي: وقبيصة بن عقبة من الثقات، ومحمد بن سعيد هذا هو الطائفي ثقة"

وقال ابن التركماني في "الجوهر النقي": رواه قبيصة عن الثوري وقد قال ابن معين وغيره: قبيصة ثقة إلا في حديث الثوري. والطائفي مجهول كما في "الميزان"، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم لا يحل الاحتجاج به. وسكت البيهقي عن بقية السند وفيه أبو سلمة بن نبيه عن عبد الله بن هارون ولا يعرف حالهما"

قلت: الحديث إسناده ضعيف، عبد الله بن هارون قال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه أبو سلمة بن نبيه، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

وأبو سلمة بن نبيه قال الذهبي في "المغني": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

وأما محمد بن سعيد الطائفي فهو ثقة كما قال ابن أبي داود والبيهقي وذكره ابن حبان في "الثقات".

(1) 3/ 35 (كتاب الجمعة - باب من أين تؤتى الجمعة؟ "

ص: 1993

وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.

وقال الذهبي في "الميزان" و"المغني" تبعا لأبي حاتم: مجهول (1).

ثم تعقب أبا حاتم فقال: قلت: هو أبو سعيد المؤذن. يروي أيضا عن عبد الله بن عُيينة وعطاء وجماعة. وعنه أيضا زيد بن الحباب ويحيى بن سليم الطائفي ومعتمر بن سليمان فانتفت الجهالة انتهى

وذكره في "الكاشف" وقال: صالح الحديث.

وروى عنه أيضا عدي بن الفضل فتوثيقه هو الصواب.

وأما قول ابن حبان الذي ذكره ابن التركماني فليس هو في هذا وإنما في محمد بن مسلم الطائفي الذي يروي عن ابن جُريج وعنه أبو عتبة أحمد بن الفرج، وقد فرق بينهما المزي وكذا الحافظ في "التهذيب"

وقال عن هذا الأخير: هو متأخر الطبقة عن الذي قبله.

وأما قبيصة بن عقبة فهو ثقة إلا أنّ أحمد وابن معين قد تكلما في حديثه عن سفيان.

وخالفه عبد الرحمن بن مهدي فرواه عن سفيان عن محمد بن سعيد -قال عبد الرحمن: أظنه رجلا من أهل الطائف- عن عبد الله بن هارون عن ابن عمرو قوله.

هكذا رواه عن سفيان وأوقفه على ابن عمرو وأسقط منه أبا سلمة بن نبيه.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(1/ 1/93) والخطيب في "الموضح"(1/ 13)

طريق أخرى: قال عبد الله بن سليمان بن الأشعث: ثنا هشام بن خالد ثنا الوليد عن

زهير بن محمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه "إنما الجمعة على من سمع النداء"

أخرجه الدارقطني (2/ 6) والبيهقي (3/ 173)

واختلف فيه على الوليد وهو ابن مسلم، فرواه أبو عامر موسى بن عامر عنه أخبرني زهير بن محمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: إنما تجب الجمعة على من سمع النداء، فمن سمعه فلم يأته فقد عصى ربه.

موقوف

(1) انظر مقدمة "الميزان" و"المغني" حيث ذكر الذهبي أنه يذكر في هذين الكتابين من نص أبو حاتم على جهالته وقال "هذا مجهول".

ص: 1994

أخرجه البيهقي (3/ 173 - 174)

وزهير بن محمد هو التميمي الخراساني ورواية أهل الشام عنه ضعيفة وهذه منها فإنّ الوليد بن مسلم دمشقي.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه الحجاج بن أَرْطَاة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه "الجمعة على من بِمَدَى الصوت"

أخرجه الدارقطني (2/ 6) من طريق محمد بن الفضل بن عطية عن الحجاج به.

والحجاج ضعيف مدلس، ومحمد بن الفضل بن عطية كذبه ابن معين والفلاس والنسائي وغيرهم.

واختلف فيه على عمرو بن شعيب

فقال ابن أبي شيبة (2/ 104): ثنا وكيع عن داود بن قيس الفراء قال: سمعت عمرو بن شعيب قيل له: يا أبا إبراهيم على من تجب الجمعة؟ قال: على من سمع الصوت.

وهذا إسناده صحيح.

1402 -

حديث أبي كبشة الأنماري "إنّما الدنيا لأربعة" فذكر الحديث وفيه "وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً فهو يعمل في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربّه ولا يصل فيه رَحِمَه ولا يرى لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل، ورجل لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول: لو أنّ لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهما في الوزر سواء".

قال الحافظ: أخرجه أحمد وابن ماجه والترمذي وصححه" (1)

صحيح

وله عن أبي كبشة الأنماري طرق:

الأول: يرويه يونس بن خباب عن أبي البَخْتَري سعيد الطائي قال: حدثني أبو كبشة الأنماري أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ثلاثة أقسم عليهنّ وأحدثكم حديثا، فاحفظوه، قال (2) "ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظُلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا، ولا فتح عبد باب مسئلة إلا فتح الله عليه باب فقر -أو كلمة نحوها-

(1) 14/ 109 - 110 (كتاب الرقاق - باب من هم بحسنة أو بسيئة)

(2)

زاد أحمد "فأما الثلاث الذي أقسم عليهن فإنه" وهي عند البغوي بنحوه.

ص: 1995

وأحدثكم حديثا فاحفظوه (1)، قال: إنما الدنيا لأربعة نفر:

عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل.

وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا، فهو صادق النية يقول: لو أنّ لي مالا لعملت بعمل فلان فهو نيته فأجرهما سواء.

وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما، فهو يخبط (2) في ماله بغير علم لا يتقى فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقا، فهذا بأخبث المنازل.

وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول: لو أنّ لي مالا فعملت فيه بعمل فلان فهو نيته فوزرهما سواء"

أخرجه أحمد (4/ 231)

عن عبد الله بن نُمير

ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(3/ 191) والترمذي (2325) واللفظ له والطبراني في "الكبير"(22/ 341 - 342 و345 - 346) والبغوي في "شرح السنة"(4097)

عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين

قالا: ثنا عبادة بن مسلم الفزاري ثنا يونس بن خباب عن سعيد الطائي به.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

قلت: بل ضعيف لضعف يونس بن خباب.

الثانى: يرويه سليمان الأعمش قال: سمعت سالم بن أبي الجَعْد قال: سمعت أبا كبشة الأنماري رفعه "مثل هذه الأمة مثل أربعة نفر: فذكر الحديث بنحو ما تقدم إلا أنّه قال في الأول "فهو يعمل بعلمه في ماله، ينفقه في حقه"

وقال في الثالث "فهو يخبط في ماله، ينفقه في غير حقه"

أخرجه وكيع في "الزهد"(240) وأحمد (4/ 230 و230 - 231) وهناد في "الزهد"(586) والحسين المروزي في "زيادات الزهد لابن المبارك"(999) وابن ماجه (4228)

(1) عند أحمد "وأما الذي أحدثكم حديثا فاحفظوه"

(2)

عند الطبراني والبغوي "يتخبط"

ص: 1996

والفريابي في "فضائل القرآن"(105 و106) والطحاوي في "المشكل"(263) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 64 / أو189/ ب) والطبراني في "الكبير"(22/ 345) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 273)

قال ابن كثير: إسناده صحيح" فضائل القرآن ص 39

قلت: وهو كما قال.

ولم ينفرد الأعمش به بل تابعه قتادة ومنصور بن المعتمر واختلف عنهما

فأما حديث قتادة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 343 و346) و"الأوسط"(4364) من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن أبي كبشة.

وسعيد بن بشير مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

وخالفه الحجاج بن الحجاج الباهلي فرواه عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن مَعدان بن أبي طلحة عن ثوبان أو عن أبي كبشة.

أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(63) ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(22/ 344 - 345)

وأما حديث منصور بن المعتمر فأخرجه أحمد (4/ 230) والطبراني في "الكبير"(22/ 343 و 344)

عن سفيان الثوري

والطبراني (22/ 344)

عن مِسْعَر بن كِدام

كلاهما عن منصور بن المعتمر عن سالم بن أبي الجعد عن أبي كبشة.

واختلف فيه على منصور بن المعتمر:

فقيل: عنه عن سالم بن أبي الجعد عن ابن أبي كبشة عن أبيه.

أخرجه ابن ماجه (2/ 1413) والطبراني (22/ 344) والبيهقي في "المدخل"(ص 260 - 261)

عن مَعْمَر بن راشد

وابن ماجه (2/ 1413) والخطيب في "التاريخ"(6/ 80)

ص: 1997

عن مُفضل بن مُهَلْهَل

كلاهما عن منْصور به.

الثالث: يرويه أبو خُليد عتبة بن حماد الدمشقي عن سعيد عن أبي كنانة عن أبي كبشة.

أخرجه الطبراني (22/ 346)

وأبو كنانة لم أعرفه.

1403 -

إنّما الربا في النسيئة"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 5/ 285 - 286) ومسلم (1596) من حديث أسامة بن زيد.

واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري "لا ربا إلا في النسيئة"

1404 -

"إنّما السُكْنَى والنفقة لمن يملك الرجعة"

قال الحافظ: وأما ما أخرجه أحمد من طريق الشعبي عن فاطمة في آخر حديثها مرفوعا: فذكره، فهو في أكثر الروايات موقوف عليها. وقد بيّن الخطيب في "المدرج" أنّ مُجالد بن سعيد تفرد برفعه وهو ضعيف، ومن أدخله في رواية غير رواية مُجالد عن الشعبي فقد أدرجه، وهو كما قال. وقد تابع بعض الرواة عن الشعبي في رفعه مجالدا لكنه أضعف منه" (2)

صحيح

يرويه مجالد بن سعيد الهمداني وزكريا بن أبي زائدة وجابر بن يزيد الجُعفي وسعيد بن يزيد الأحمسي البجلي وفراس بن يحيى الخارفي عن عامر الشعبي عن فاطمة بنت قيس:

فأما حديث مجالد فأخرجه أحمد (6/ 373 - 374 و416 - 418)

عن يحيى بن سعيد القطان

و (6/ 416) ومن طريقه الخطيب في "المدرج"(2/ 931)

عن عبدة بن سليمان الكلابي

(1) 1/ 14 (باب كيف كان بدء الوحي)

(2)

11/ 406 (كتاب الطلاق - قصة فاطمة بنت قيس)

ص: 1998

وسعيد بن منصور (1358)

عن سفيان بن عُيينة

والطبراني في "الكبير"(24/ 379)

عن شعبة

وعن حماد بن زيد

كلهم عن مجالد قال: ثنا عامر قال: قدمت المدينة فأتيت فاطمة بنت قيس فحدثتني أنّ زوجها طلقها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، قال: فقال لي أخوه: أخرجي من الدار، فقلت: إنّ لي نفقة وسكنى حتى يحل الأجل، قال: لا. قالت: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إنّ فلانا طلقني وإنّ أخاه أخرجني ومنعني السكنى والنفقة، فأرسل إليه فقال "ما لك ولإبنة آل قيس" قال: يا رسول الله، إنّ أخي طلقها ثلاثا جميعا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أُنظري يا ابنة آل قيس، إنما النفقة والسكنى للمرأة على زوجها ما كانت له عليها رجعة، فإذا لم يكن له عليها رجعة فلا نفقة ولا سكنى، أُخرجي فانزلي على فلانة" ثم قال "إنّه يتحدث إليها انزلي على ابن أم مكتوم فإنّه أعمى لا يراك"

اللفظ لحديث يحيى القطان.

- ورواه هُشيم بن بشير عن مجالد وغيره واختلف عنه:

• فقال أحمد (6/ 415): ثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي قال: حدثتني فاطمة بنت قيس أنّ زوجها طلقها البتة فخاصمته في السكنى والنفقة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فلم يجعل سكنى ولا نفقة وقال "يا بنت آل قيس إنما السكنى والنفقة على من كانت له رجعة"

وأخرجه البيهقي (7/ 473) من طريق أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي ثنا هشيم ثنا سَيَّار (1) وحُصين (2) ومغيرة بن مِقْسم وأشعث (3) ومجالد وداود (4) وإسماعيل بن أبي خالد كلهم عن الشعبي قال: دخلت على فاطمة بنت قيس فسألتها عن قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها، فقالت: طلقها زوجها البتة، قالت: فخاصمته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في السكنى والنفقة، قالت: فلم يجعل لي سكنى ولا نفقة وأمرني أنْ أعتدّ في بيت ابن أم مكتوم.

(1) هو أبو الحكم.

(2)

هو ابن عبد الرحمن.

(3)

هو ابن سوار.

(4)

هو ابن أبي هند.

ص: 1999

وفي رواية مجالد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لها "إنما السكنى والنفقة على من كانت له الرجعة"

وتابعه سعيد بن منصور (1356 و1357) عن هشيم أنا سيار ومغيرة وحصين وإسماعيل وداود وأشعث ومجالد عن الشعبي به.

وقال مجالد في حديثه "يا بنت آل قيس إنما السكنى والنفقة على من له الرجعة"

ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 64)

وأخرجه الدارقطني (4/ 24) والخطيب في "المدرج"(2/ 931 - 932) من طريق الحسن بن عرفة ثنا هشيم به.

• وقال أبو جعفر عبد الله بن محمد النُّفَيلي: ثنا هشيم أنا سيار ومغيرة وحصين ومجالد وإسماعيل وأشعث وداود كلهم عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "يا بنت قيس، إنما السكنى والنفقة على من كانت له الرجعة"

أخرجه الطبراني في "لأوسط"(1164)

وتابعه يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا هشيم عن سيار وحصين ومغيرة وأشعث وداود ومجالد وإسماعيل كلهم عن الشعبي قال: دخلت على فاطمة بنت قيس فسألتها عن قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: طلقها زوجها البتة، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، قالت: فلم يجعل لي سكنى ولا نفقة وقال "إنما السكنى والنفقة لمن يملك الرجعة"

أخرجه الدارقطني (4/ 23 - 24) عن يحيى بن محمد بن صاعد ثنا يعقوب بن إبراهيم به.

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 929)

وقال: أدرج يعقوب بن إبراهيم الدورقي رواية هذا الحديث أو أدرجه هشيم له لما حدّثه به، وذلك أنّ قوله "إنما السكنى والنفقة لمن يملك الرجعة" لم يذكره واحد من الجماعة المسمين عن الشعبي إلا مجالد بن سعيد وحده"

• ورواه غير واحد عن هشيم فلم يذكروا هذه الزيادة "إنما السكنى والنفقة لمن يملك الرجعة" منهم:

1 -

زهير بن حرب.

أخرجه مسلم (2/ 1117) والبيهقي (7/ 473)

2 -

يحيى بن يحيى النيسابوري.

أخرجه مسلم (2/ 1117)

ص: 2000

3 -

يعقوب بن ماهان البصري.

أخرجه النسائي (6/ 173 - 174) وفي "الكبرى"(5742)

4 -

أبو عبيد القاسم بن سلام.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 379)

5 -

أحمد بن مَنيع.

أخرجه الترمذي (3/ 476)

ومجالد قال أحمد وغيره: ضعيف.

وأما حديث زكريا بن أبي زائدة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 378 - 379) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أبو نعيم ثنا زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي قال: حدثتني فاطمة بنت قيس وكانت تحت أبي حفص بن عمرو أو عمرو بن حفص، فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم في النفقة والسكنى فقال لها "اسمعي يا ابنة قيس -وأشار بيده فمدّها على بعض جهه كأنه يستتر منها، وكأنّه يقول- اسكتي إنما النفقة للمرأة على زوجها ما كانت عليها رجعة، فإذا لم تكن عليها رجعة فلا نفقة لها ولا سكنى

"

ورواته ثقات إلا أنّ زكريا كان يدلس كما قال أبو داود وغيره، ولم يذكر سماعا من الشعبي.

قال أحمد: كان عند زكريا كتاب، وكان يقول فيه الشعبي، ولكن كان يدلس يأخذ عن جابر وبيان ولا يسمى.

وقال يحيى بن زكريا: لو شئت لسميت لك من بين أبي وبين الشعبي.

وأما حديث جابر الجعفي فأخرجه الدارقطني (4/ 22) من طريق شَريك بن عبد الله القاضي عن جابر عن عامر عن فاطمة بنت قيس مرفوعا "المطلقة ثلاثا لا سكنى لها ولا نفقة، إنما السكنى والنفقة لمن يملك الرجعة"

وأخرجه (4/ 22 - 23) من طريق زهير بن معاوية الكوفي عن جابر عن عامر قال: دخلنا على فاطمة بنت قيس فقلنا لها: حدثينا عن قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فيك، قالت: دخلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي أخو زوجي، فقلت: إنّ زوجي طلقني، وإنّ هذا يزعم أنْ ليس لي سكنى ولا نفقة، فقال "بل لك سكنى، ولك نفقة" قال: إنّ زوجها طلقها ثلاثا، فقال صلى الله عليه وسلم "إنما السكنى والنفقة على من له عليها رجعة"

وجابر الجعفي قال ابن معين وغيره: ضعيف، وقال النسائي: متروك الحديث.

ص: 2001

وأما حديث سعيد بن يزيد الأحمسي فأخرجه ابن سعد (8/ 275) عن أبي نعيم الفضل بن دُكَيْن ثنا سعيد بن يزيد الأحمسي ثنا الشعبي قال: حدثتني فاطمة بنت قيس أنها كانت تحت فلان بن المغيرة أو المغيرة بن فلان من بني مخزوم وأنّه أرسل إليها بطلاقها من الطريق من غزوة غزاها إلى اليمن، فسألت أهله النفقة والسكنى فأبوا وقالوا: لم يرسل إلينا من ذلك بشيء. قالت: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أنا ابنة آل خالد وإنّ زوجي أرسل إليّ بطلاقي وإني سألت أهله النفقة والسكنى فأبوا عليّ، فقالوا: يا رسول الله، إنّه أرسل إليها بثلاث تطليقات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما النفقة والسكنى للمرأة إذا كان لزوجها عليها رجعة"

وأخرجه النسائي (6/ 117) وفي "الكبرى"(5596) عن أحمد بن يحيى الصوفي ثنا أبو نعيم به.

وأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 325) من طريق إسحاق بن الحسن الحربي ثنا أبو نعيم به.

وإسناده صحيح رواته ثقات، وسعيد بن يزيد وثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان وابن حبان.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 382 - 383) و"الأوسط"(7105) من طريق بكر بن بكار القيسي ثنا سعيد بن يزيد به.

ومن طريقه أخرجه المزي في "التهذيب"(11/ 116 - 117)

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن سعيد بن يزيد إلا بكر بن بكار"

كذا قال، وقد تابعه أبو نعيم كما تقدم.

وأما حديث فِراس بن يحيى فأخرجه البيهقي (7/ 473 - 474) عن أبي الحسين بن بشران أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن محمد الدوري ثنا عبيد الله بن موسى أنا شيبان عن فراس عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس به، وفيه: فاختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل أو قال: فقال الرجل: قد طلقها ثلاثا، فقال "إنما السكنى والنفقة لمن كانت عليها رجعة" فأمرها فاعتدت عند ابن أم مكتوم.

وإسناده صحيح رواته ثقات، وابن بشران اسمه علي بن محمد بن عبد الله.

وللحديث شاهد عن عائشة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة "إنما السكنى والنفقة لمن كان لزوجها عليها رجعة"

ص: 2002

أخرجه الدارقطني (4/ 22) والبيهقي (7/ 474) من طريق أسود بن عامر شاذان عن الحسن بن صالح عن السُّدِّي عن البهي عنه عائشة به.

واختلف فيه على الحسن بن صالح:

فقال يحيى بن آدم: ثنا الحسن بن صالح عن السدي عن البهي عن فاطمة بنت قيس قالت: طلقني زوجي ثلاثا فلم يجعل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم سكنى ولا نفقة"

أخرجه مسلم (2/ 1120) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3184) والطبراني في "الكبير"(24/ 377) والبيهقي (7/ 474)

وقال: كذا أتى به الأسود بن عامر، والصحيح حديث يحيى بن آدم"

1405 -

"إنّما الماء من الماء"

سكت عليه الحافظ (1).

وقال في "بلوغ المرام": رواه مسلم وأصله في البخاري"

قلت: هو في "صحيح مسلم"(80) من حديث أبي سعيد الخدري.

1406 -

"إنّما النذر ما يُبتغى به وجه الله"

قال الحافظ: أخرجه أحمد من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده" (2)

أخرجه أحمد (2/ 183)

عن الحسين بن محمد المَرُّوذي وسُريج بن النعمان البغدادي

و (2/ 185)

عن إسحاق بن عيسى ابن الطباع البغدادي

قالوا: ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد (3) عن عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك رجلين وهما مقترنان يمشيان إلى البيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما بال القِران؟ " قالا: يا رسول الله، نذرنا أنْ نمشى إلى البيت مقترنين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس هذا نذرا" فقطع قرانهما.

(1) 1/ 14 (باب كيف كان بدء الوحي)

(2)

14/ 399 (كتاب الإيمان والنذور - باب النذر فيما لا يملك)

(3)

واختلف عنه، فرواه آدم بن أبي إياس عنه عن أبيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(6/ 48) وفي "تلخيص المتشابه"(1/ 477 - 478)

ص: 2003

لفظ حديث الحسين بن محمد

وقال سريج في حديثه "إنما النذر ما ابتغي به وجه الله عز وجل"

وقال إسحاق بن عيسى في حديثه "لا نذر إلا فيما ابتغي به وجه الله عز وجل، ولا يمين في قطيعة رحم"

ولم يذكر قصة الرجلين المقترنين.

وأخرجه أبو داود (2192)

عن يحيى بن عبد الله بن سالم المدني

و (3273)

عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله المخزومي

كلاهما عن عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا بمثل حديث إسحاق بن عيسى عن أبي الزناد، ولم يذكر يحيى بن عبد الله بن سالم قوله "ولا يمين في قطيعة رحم"

واختلف فيه على عبد الرحمن بن الحارث في سياق القصة فقال سليمان بن بلال المدني: ثني عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: جاءت امرأة أبي ذر على راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم القصواء حين أُغير على لقاحه، حتى أناخت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إني نذرت إنْ نجاني الله عليها لآكلنّ من كبدها وسنامها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لبئسما جزيتها، ليس هذا نذرا، إنّما النذر ما ابتغي به وجه الله"

أخرجه الدارقطني (4/ 162 - 163) واللفظ له.

عن خالد بن مخلد القَطَواني

والييهقي (10/ 75) وفي "المعرفة"(14/ 192)

عن أبي بكر بن أبي أويس

كلاهما عن سليمان بن بلال به.

وعبد الرحمن بن الحارث هو ابن عبد الله بن عياش المخزومي وهو مختلف فيه ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن فقد وثقه ابن سعد وغيره، وقال ابن معين: ليس به بأس.

وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان.

ص: 2004

ولم ينفرد عبد الرحمن بن الحارث به بل تابعه أبو حَرْمَلة عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "إنّما النذر ما ابتغي به وجه الله"

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 133) وفي "المشكل"(4162)

وأبو حرملة مختلف فيه (1).

1407 -

حديث ابن عباس مرفوعا "إنّما أُمرت بالوضوء إذا قمت إلى الصلاة"

قال الحافظ: رواه أصحاب السنن" (2)

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (3).

صحيح

أخرجه أحمد (1/ 282)

عن وهيب بن خالد البصري

وأبو داود (3760) والترمذي (1847) والنسائي (1/ 73) وابن خزيمة (35) والطبراني في "الكبير"(11241) والبيهقي (1/ 42 و 348) والبغوي في "شرح السنة"(2835)

عن إسماعيل بن عُلية

قالا: ثنا أيوب عن عبد الله بن أبي مُليكة عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من الخلاء فَقُدِّم إليه طعام، فقالوا: ألا نأتيك بِوَضوء؟ فقال: فذكره.

وإسناده صحيح رواته ثقات وأيوب هو السَّخْتِيَاني.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه عمرو بن دينار عن سعيد بن الحويرث عن ابن عباس"

ومن هذا الطريق أخرجه مسلم في "صحيحه"(374) ولفظه "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج من الخلاء فأتى بطعام فذكروا له الوضوء فقال "أريد أنْ أصلي فأتوضأ"

وفي رواية له "لم؟ أأصلي فأتوضأ"

(1) سيأتي الكلام على الحديث أيضا في حرف الميم فانظر "ما بال القرآن؟ "

(2)

1/ 243 (كتاب الوضوء - باب ما جاء في قول الله عز وجل {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ}

)

(3)

1/ 409 (كتاب الغسل - باب الجنب يتوضأ ثم ينام)

ص: 2005

وفي رواية أخرى له أيضا "ما أردت صلاة فأتوضأ"(1).

1408 -

حديث سَمُرة بن جُندب في قصة الكسوف وفيه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته "إنما أنا بشر رسول فأذكركم بالله إنْ كنتم تعلمون أني قصرت عن تبليغ شيء من رسالات ربي" يعني فقولوا، فقالوا: نشهد أنك بلغت رسالات ربك وقضيت الذي عليك.

قال الحافظ: ذكره البخاري في "خلق أفعال العباد" وأصله في "السنن" وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم" (2)

سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تقوم الساعة حتى تروا أمورا عظاما

"

1409 -

حديث ابن مسعود "إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون"

سكت عليه الحافظ (3).

أخرجه البخاري (فتح 2/ 49 - 50)

1410 -

"إنّما أنا نذير، وإنّما مثلي ومثلكم كرجل رأى العدو فجعل يهتف: يا صباحاه"

قال الحافظ: ووقع في حديث قَبيصة بن مُخارق وزهير بن عمرو عند مسلم (207) وأحمد (5/ 60): فجعل ينادي: فذكره" (4)

1411 -

"إنما أنهى الناس عن النياحة أن يُنْدب الرجل بما ليس فيه"

قال الحافظ: وعند عبد الرزاق من مرسل مكحول: فذكره" (5)

مرسل

(1) هكذا رواه حماد بن زيد وسفيان بن عيينة ومحمد بن مسلم الطائفي وابن جريج عن عمرو بن دينار عن سعيد بن الحويرث عن ابن عباس.

ورواه بقية بن الوليد عن ورقاء عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره بنحو حديث أيوب السختياني.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12547)

وبقية مدلس ولم يذكر سماعا من ورقاء.

(2)

17/ 285 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [المَائدة: 67])

(3)

10/ 463 (كتاب فضائل القرآن - باب نسيان القرآن)

(4)

10/ 119 (كتاب التفسير: سورة الشعراء - باب وأنذر عشيرتك الأقربين)

(5)

3/ 417 (كتاب الجنائز - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنا بك لمحزونون)

ص: 2006

وله عن مكحول طريقان:

الأول: يرويه سفيان بن عُيينة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن مكحول قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معتمد على عبد الرحمن بن عوف وإبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم يجود بنفسه، فلما رآه دمعت عيناه، فقال له عبد الرحمن بن عوف: أي رسول الله! تبكي، متى يراك المسلمون تبكي يبكوا، قال: فلما ترقرقت عبرته قال "إنّما هذا رُحْمٌ، وإنّ من لا يَرحم لا يُرحم، إنّما أنهى الناس عن النياحة، وأنْ يُندب الميت بما ليس فيه، فلما قضى قال "لولا أنّه وعد جامع وسبيل مأتي وإنّ الآخر منا يلحق بالأول لوجدنا غير الذي وجدنا، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون، تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، وفضل رضاعه في الجنة"

أخرجه عبد الرزاق (6672) وابن سعد (1/ 137) عن سفيان به.

ورواته ثقات.

الثاني: يرويه محمد بن راشد المكحولي عن مكحول أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ابنه إبراهيم وهو في السَّوْق فدمعت عيناه ومعه عبد الرحمن بن عوف، فقال: أتبكي وقد نهيت عن البكاء؟ فقال "إنّما نهيت عن النياحة، وأنْ يندب الميت بما ليس فيه وإنما هذه رحمة"

أخرجه عبد الرزاق (6671) عن محمد بن راشد به.

وأخرجه ابن سعد (1/ 138) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين أنا محمد بن راشد عن مكحول به.

وإسناده إلى مكحول حسن.

1412 -

حديث ابن مسعود: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة من آل حم فرحت إلى المسجد فقلت لرجل: اقرأها، فإذا هو يقرأ حروفا ما أقرؤها، فقال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه، فتغير وجهه وقال:"إنّما أهلك من كان قبلكم الاختلاف" ثم أسرّ إلى عليّ شيئا فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أنْ يقرأ كل رجل منكم كما علم. قال: فانطلقنا وكل رجل منا يقرأ حروفا لا يقرؤها صاحبه.

قال الحافظ: ولابن حبان والحاكم من حديث ابن مسعود فذكره" (1)

(1) 10/ 401 (كتاب فضائل القرآن - باب أنزل القرآن على سبعة أحرف)

ص: 2007

وذكره في موضع آخر وقال: وعند ابن حبان والحاكم من طريق زِر بن حُبيش عن ابن مسعود في هذه القصة "فإنما أهلك من كان قبلكم الاختلاف"

وذكر أنّه عند الخطيب في "المبهمات" وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1).

حسن

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(318) وابن حبان (747) والحاكم (2/ 223 - 224) عن طريق إسرائيل بن يونس عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة حم (2)، فخرجت إلى المسجد عشية، فجلس إلى رهط، فقلت لرجل من الرهط: أقرأ عليّ. فإذا هو يقرأ حروفا لا أقرؤها، فقلت له: من أقرأكها؟ قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا عنده رجل، فقلت له: اختلفنا في قراءتنا. فإذا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تغير، ووجد في نفسه حين ذكرت له الاختلاف، فقال "إنّما أهلك من قبلكم الاختلاف" ثم أسرّ إلى عليّ، فقال عليّ: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أنْ يقرأ كلّ رجل منكم كما علم (3)، فانطلقنا وكل رجل منا يقرأ حروفا لا يقرؤها صاحبه.

واللفظ للحاكم (4).

ولم ينفرد إسرائيل به بل تابعه جماعة عن عاصم بن أبي النَّجُود، منهم:

1 -

أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: فذكر الحديث بنحو ما تقدم.

أخرجه الحاكم (2/ 224)

وقال: صحيح الإسناد"

قلت: بل حسن للخلاف في عاصم بن أبي النجود.

2 -

أبو خالد الدالاني عن عاصم عن زر عن ابن مسعود بنحو ما تقدم.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3442)

3 -

حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: فذكر الحديث وسمى

(1) 10/ 480 (كتاب فضائل القرآن - باب اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم)

(2)

وعند ابن حبان "سورة الرحمن".

(3)

زاد ابن حبان "فإنما أهلك من قبلكم الاختلاف"

(4)

وسياق ابن أبي شيبة نحوه.

ص: 2008

السورة "الأحقاف" وقال بعد أنْ ذكر كلام علي: فوالله ما أدري أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره بذلك أم هو قاله.

أخرجه أحمد (1/ 421 و452) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 202)

4 -

الأعمش عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: تمارينا في سورة من القرآن، فقلنا: خمس وثلاثون، أو ست وثلاثون آية، قال: فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدنا عليّا يناجيه، قال: فقلنا: إنا اختلفنا في القراءة، قال: فاحمرّ وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال "إنّما هلك من كان قبلكم باختلافهم بينهم" قال: ثم أسرّ إلى عليّ شيئا، فقال لنا علىّ: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أنْ تقرءوا كما علمتم.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1/ 105 - 106) والبزار (449) والطبري في "تفسيره"(1/ 12) وابن حبان (746) وأبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن"(ص 38 - 39) من طرق عن يحيى بن سعيد الأموي ثنا الأعمش به.

واللفظ للطبري، ولفظ عبد الله بن أحمد قريب منه.

وأما ابن حبان فساقه بلفظ "قال: سمعت رجلا يقرأ آية أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف ما قرأ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يناجي علياً، فذكرت له ذلك، فأقبل علينا عليّ، وقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أنْ تقرءوا كما علمتم.

قال البزار: لا نعلم رواه عن الأعمش إلا يحيى بن سعيد الأموي"

5 -

شَريك بن عبد الله القاضي عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: فذكر نحو حديث إسرائيل.

أخرجه الآجري في "الشريعة"(ص 69) وفي "أخلاق أهل القرآن"(73) وابن بطة في "الإبانة"(802)

6 -

أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة من الثلاثين من آل حم، [قال: يعني الأحقاف، قال: وكانت السورة إذا كانت أكثر من ثلاثين آية سميت الثلاثين،] قال: فرحت إلى المسجد فإذا رجل يقرؤها على غير ما أقرأني، فقلت: من أقرأك؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقلت لآخر: اقرأها، فقرأها على غير قراءتي وقراءة صاحبي، فانطلقت بهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله إنّ هذين يخالفاني في القراءة، قال: فغضب وتَمَعَّر وجهه وقال "إنّما أهلك من كان قبلكم الاختلاف" قال، قال زر: وعنده رجل، قال: فقال الرجل: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أنْ يقرأ كل رجل منكم كما أقرئ فإنّما أهلك من كان قبلكم الاختلاف.

ص: 2009

قال ابن مسعود: فلا أدري أشيئا أسرّه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو علم ما في نفس

رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[قال: والرجل هو علي بن أبي طالب.]

أخرجه أحمد (1/ 419 و 421) واللفظ له ومن طريقه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 203)

عن يحيى بن آدم الكوفي

وأبو يعلى (5057) والطبري في "تفسيره"(1/ 12) والهروي في "ذم الكلام"(ق 6)

عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهمداني

وأبو يعلى (536) والآجري في "الشريعة"(ص 69) وفي "أخلاق أهل القرآن"(72) وابن بطة (803) وأبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن"(ص 30 و 31)

عن أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي

قالوا: ثنا أبو بكر بن عياش به.

وما بين المعكوفتين الظاهر أنّه من كلام زر بن حبيش والله أعلم.

وفي حديث أبي كريب "قال: فقام كل رجل منا وهو لا يقرأ على قراءة صاحبه".

7 -

شيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية النَّحْوي.

أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 211 و 217) والهيثم بن كليب (627 و628)

واختلف في هذا الحديث على عاصم، فرواه همام بن يحيى العوذي عنه عن أبي وائل عن ابن مسعود.

أخرجه أحمد (1/ 401)

والأول أصح، وهمام ثقة في حفظه شيء.

قال عفان بن مسلم: كان همام لا يكاد يرجع إلى كتابه ولا ينظر فيه وكان يخالف فلا يرجع إلى كتابه وكان يكره ذلك. قال: ثم رجع بعد فنظر في كتبه فقال: يا عفان كنا نخطئ كثيرا فأستغفر الله".

وللحديث طريق أخرى فقال الطيالسي (منحة 2/ 6 - 7): ثنا شعبة أني عبد الملك بن

ص: 2010

ميسرة قال: سمعت النزال بن سَبْرة يحدث عن عبد الله بن مسعود قال: قرأت آية وقرأ رجل خلافها فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له -فقال شعبة: وأكبر علمي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهما: لا تختلفا فإنّ من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا-

ومن هذا الطريق أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 210 - 211) وابن أبي شيبة (10/ 529) وأحمد (1/ 393 و 411 - 412 و 412) والبخاري (فتح 10/ 479 - 480) والنسائي في "فضائل القرآن"(119) وأبو يعلى (5262 و 5341) وأبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن"(ص 24) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 805) والهروي في "ذم الكلام"(ق 6/ ب) والبغوي في "شرح السنة"(1229)

1413 -

قال أبو هريرة: إنّما بال رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما لجرح كان في مَأْبِضَه"

قال الحافظ: وروى الحاكم والبيهقي من حديث أبي هريرة قال: فذكره، ولو صح هذا الحديث لكان فيه غنى عن جميع ما تقدم لكن ضعفه الدارقطني والبيهقي" (1)

ضعيف

أخرجه الحاكم (1/ 182) والبيهقي (1/ 101) من طريق يحيى بن عبد الله بن ماهان الهمداني الكرابيسي ثنا حماد بن غسان الجُعْفي ثنا مَعْن بن عيسى ثنا مالك بن أنس عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بال قائما من جرح كان بمأبضه.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح تفرد به حماد بن غسان ورواته كلهم ثقات"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: حماد ضعفه الدارقطني"

وقال البيهقي: حديث لا يثبت مثله"

وقال الذهبي في "المهذب"(1/ 120): قلت: هذا منكر"

وقال الدارقطني: تفرد به حماد بن غسان عن معن بهذا الإسناد" اللسان 2/ 44

1414 -

"إنّما بعثت لأتمم صالح الأخلاق"

قال الحافظ: أخرج أحمد من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره، وأخرجه البزار من هذا الوجه بلفظ "مكارم" بدل "صالح"(2).

صحيح

(1) 1/ 343 (كتاب الوضوء - باب البول عند سباطة قوم)

(2)

7/ 385 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 2011

أخرجه ابن سعد (1/ 192) والبرجلاني في "الكرم"(1) وأحمد (2/ 381) والبخاري في "الكبير"(4/ 1/ 188) وفي "الأدب المفرد"(273) وابن أبي الدنيا في "المكارم"(13) والبزار (كشف 2470) والطحاوي في "المشكل"(4432) والخرائطي في "المكارم"(1/ 1) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه"(277) والحاكم (2/ 613) وتمام في "فوائده"(ق 21/ ب) وابن بشران (755 و 1465) والقضاعي (1165) والبيهقي (10/ 191 - 192) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 333 و333 - 334) والخطيب في "الجامع"(40) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء"(ص 25) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم الكناني المدني عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة به مرفوعا.

وفي لفظ "مكارم الأخلاق"

وفي لفظ آخر "محاسن الأخلاق".

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال ابن عبد البر: هذا حديث مدني صحيح"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 15

قلت: الحديث إسناده حسن رواته كلهم ثقات غير الدراوردي وهو صدوق، وابن عجلان إنما أخرج له مسلم في المتابعات ولم يحتج به.

ولم ينفرد الدراوردي به بل تابعه يحيى بن أيوب الغافقي ثني محمد بن عجلان به.

أخرجه الخرائطي في "المكارم"(1/ 4) والبيهقي (10/ 192)

ويحيى بن أيوب صدوق كذلك فالإسناد حسن.

والحديث بمجموع الطريقين صحيح.

وله شاهد عن زيد بن أسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا مثله.

أخرجه ابن وهب في "الجامع"(483) وابن أبي شيبة (11/ 500 - 501)

وفيه هشام بن سعد وهو مختلف فيه.

1415 -

"إنّما تقومون إعظاما للذي يقبض النفوس"

قال الحافظ: ولأحمد وابن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا: فذكره، ولفظ ابن حبان "إعظاما لله الذي يقبض الأرواح"(1)

(1) 3/ 424 (كتاب الجنائز - باب من قام لجنازة يهودي)

ص: 2012

أخرجه أحمد (2/ 168) وعبد بن حميد (340) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 271) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب ثني ربيعة بن سيف المَعَافري عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو أنّه سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، تمرّ بنا جنازة الكافر أفنقوم لها؟ قال "نعم قوموا لها، فإنكم لستم تقومون لها، إنّما تقومون إعظاما للذي يقبض النفوس"

وأخرجه البزار (كشف 836) وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 391) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 486) وابن حبان (3053) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 47) وابن شاهين في "الناسخ"(337) والحاكم (1/ 357) والبيهقي (4/ 27) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقرئ"(19) من طرق عن أبي عبد الرحمن المقرئ به.

وكلهم ذكره بلفظ "النفوس" إلا ابن حبان فذكره بلفظ "الأرواح" وذكره الطبراني بلفظ "إنما تقومون لمن معها من الملائكة"

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الهيثمي: رجال أحمد ثقات" المجمع 3/ 27

وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده حسن" المسند 10/ 79

قلت: ربيعة بن سيف المعافري مختلف فيه، وثقه العجلي وغيره، وضعفه البخاري وغيره، واختلف فيه قول النسائي، والباقون ثقات.

1416 -

عن ابن عباس قال: طلق رُكانة بن عبد يزيد امرأته ثلاثا في مجلس واحد فحزن عليها حزنا شديدا، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم:"كيف طلقتها؟ " قال: ثلاثا في مجلس واحد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إنّما تلك واحدة فارتجعها إنْ شئت" فارتجعها.

قال الحافظ: رواه محمد بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره، وأخرجه أحمد وأبو يعلى وصححه من طريق محمد بن إسحاق" (1)

ضعيف

أخرجه أحمد (1/ 265) وأبو يعلى (2500) والبيهقي (7/ 339) من طريق محمد بن إسحاق المدني ثني داود بن الحصين عن عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: طلق ركانة بن عبد يزيد أخو بني مطلب امرأته ثلاثا في مجلس واحد فحزن عليها حزنا شديدا،

(1) 11/ 277 (كتاب الطلاق - باب من جوز الطلاق الثلاث)

ص: 2013

قال: فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم "كيف طلقتها؟ "(1) قال: طلقتها ثلاثا، فقال "في مجلس واحد" قال: نعم، قال "فإنما تلك واحدة فأرجعها إنْ شئت" قال: فرجعها.

فكان ابن عباس يرى إنما الطلاق عند كل طهر.

قال البيهقي: وهذا الإسناد لا تقوم به الحجة مع ثمانية رووا عن ابن عباس رضي الله عنه فتياه

بخلاف ذلك ومع رواية أولاد ركانة أنّ طلاق ركانة كان واحدة"

وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح" نظام الطلاق ص 39

وقال الحافظ: رواه أحمد والحاكم وهو معلول" التلخيص 3/ 213

قلت: وعلته داود بن الحصين فإنّه مختلف فيه، وقد تكلموا في روايته عن عكرمة.

قال علي بن المديني: ما روى عن عكرمة فمنكر الحديث.

وقال أيضا: مرسل الشعبي وسعيد بن المسيب أحبّ إليّ من داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس.

وقال أبو داود: أحاديثه عن عكرمة مناكير.

وقال الحافظ في "التقريب": ثقة إلا في عكرمة.

وقد روى له البخاري حديثا واحدا لكنه عن غير عكرمة، وكذلك لم يَرو له مسلم من روايته عن عكرمة شيئا.

ورواه غيره عن عكرمة.

قال عبد الرزاق (11334 و11335): عن ابن جُريج قال: أخبرني بعض بني أبي رافع عن عكرمة عن ابن عباس قال: طلق عبد يزيد أبو ركانة وإخوتِهِ أمّ ركانة ونكح امرأة من مزينة، فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: ما يغني عني إلا كما يغني هذه الشعرة -لشعرة أخذتها من رأسها- ففرّق بيني وبينه، فأخذت النبي صلى الله عليه وسلم حمية، فدعا بركانة وإخوته وقال لجلسائه:"أترون فلانا يشبه منه كذا -من عبد يزيد- وفلانا منه كذا؟ " قالوا: نعم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد يزيد "طلقها" ففعل. فقال "راجع امرأتك أم ركانة" فقال: إني طلقتها ثلاثا يا رسول الله، قال "قد علمت، راجعها" وتلا بآية النساء.

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو داود (2196) والبيهقي (7/ 339)

(1) وفي لفظ "كم طلقتها"

ص: 2014

قال الخطابي: في إسناد هذا الحديث مقال لأنّ ابن جريج إنما رواه عن بعض بني أبي رافع ولم يسمه، والمجهول لا تقوم به الحجة" معالم السنن 2/ 645 - 646

وقال ابن حزم: وهذا لا يصح لأنه عن غير مسمى من بني أبي رافع ولا حجة في مجهول، وما نعلم في بني أبي رافع من يحتج به إلا عبيد الله وحده وسائرهم مجهولون" المحلى 11/ 462

قلت: قد جاء مسمى عند الحاكم (2/ 491) فإنّه أخرجه من طريق محمد بن ثور الصنعاني عن ابن جريج عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكر نحو حديث عبد الرزاق إلا أنّه قال: إني طلقتها. ولم يقل ثلاثا.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: محمد واه، والخبر خطأ، عبد يزيد لم يدرك الإسلام"

وقال في "التجريد": وهذا لا يصح والمعروف أنّ صاحب القصة ركانة"

وقال ابن رجب: إن الرجل الذي لم يسمّ في رواية عبد الرزاق: محمد بن عبيد الله بن أبي رافع وهو رجل ضعيف الحديث بالاتفاق، وأحاديثه منكرة، وقيل: إنّه متروك، فسقط هذا الحديث حينئذ" سير الحاث إلى علم الطلاق الثلاث ص 13 (1)

1417 -

"إنّما تنصرون بضعفاءكم"

قال الحافظ: حديث أبي الدرداء عند أحمد والنسائي بلفظ: فذكره" (2)

صحيح

أخرجه أحمد (5/ 198) وأبو داود (2594) والترمذي (1702) والنسائي (6/ 38) وفي "الكبرى"(3488) وابن حبان (4767) والطبراني في "مسند الشاميين"(590) والحاكم (2/ 106 و 145) والبيهقي (3/ 345 و6/ 331) من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثنا زيد بن أرطاة الفزاري عن جبير بن نفير الحضرمي أنّه سمع أبا الدرداء رفعه "ابغوني ضعفاءكم (3)، فإنّما ترزقون وتنصرون بضعفائكم"

قال الترمذي: حسن صحيح"

(1) لابن القيم في "إغاثة اللهفان"(1/ 304 - 306) كلام على هذا الحديث فراجعه.

(2)

6/ 429 (كتاب الجهاد - باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب)

(3)

وفي لفظ "الضعفاء"

ص: 2015

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: وهو كما قالا.

1418 -

عن عبد الله بن عمرو مرفوعا "إنّما جمع منزل لدلج المسلمين"

قال الحافظ: رواه الطبري بسند فيه ضعف" (1)

1419 -

قوله صلى الله عليه وسلم في شاة ميمونة "إنَّما حُرِّم أكلها"

قال الحافظ: وقال البغوي في "شرح السنة" في قوله صلى الله عليه وسلم في شاة ميمونة: فذكره: يستدل لمن ذهب إلى أنّ ما عدا ما يؤكل من أجزاء الميتة لا يحرم الانتفاع به" (2)

أخرجه البخاري (فتح 4/ 98 و5/ 318 و12/ 79) من حديث ابن عباس.

1420 -

عن ابن عباس قال: إنما حَرَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمر الأهلية مخافة قلة الظهر"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني وابن ماجه من طريق شقيق بن سلمة عن ابن عباس، وسنده ضعيف" (3)

له عن ابن عباس طرق:

الأول: يرويه أبو وائل شقيق بن سلمة عن ابن عباس قال: فذكره.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12226) عن زكريا بن يحيى الساجي ثنا محمد بن المثنى ثنا بكر بن يحيى بن زَبَّان ثنا حِبَّان بن علي عن الأعمش عن أبي وائل به.

وإسناده ضعيف لضعف حبان بن علي العَنَزي.

الثاني: يرويه الأعمش قال: حُدثت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال ابن عباس: ما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن أكل لحوم الحمر الأهلية إلا من أجل أنها ظهر.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 206) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي ثنا عباد بن موسى الخُتلي ثنا يحيى بن سعيد الأموي عن الأعمش.

وإسناده ضعيف لأنّ الأعمش لم يذكر من حدثه.

ورواه شَريك بن عبد الله القاضي عن الأعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قوله.

(1) 4/ 276 (كتاب الحج - باب من قدم ضعفه أهله بليل)

(2)

1/ 283 (كتاب الوضوء - باب الماء الذي يغسل به شعر الإنسان)

(3)

12/ 77 (كتاب الذبائح - باب لحوم الحمر الإنسية)

ص: 2016

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 265)

الثالث: يرويه أيوب السَّخْتِياني عمن حدّثه أنّ ابن عباس سئل عن لحوم الحمر الأهلية، فقال: إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها يوم خيبر لأنّها كانت هي الحمولة، ثم تلا {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا} [الأنعَام: 145] الآية.

أخرجه عبد الرزاق (8727) عن مَعْمَر بن راشد عن أيوب به.

وإسناده ضعيف للذي لم يسم.

الرابع: يرويه عاصم بن سليمان الأحول عن عامر الشعبي عن ابن عباس قال: لا أدري أنهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل أنّه كان حمولة الناس فكره أنْ تذهب حمولتهم أو حرّمه في يوم خيبر لحم الحمر.

أخرجه البخاري (فتح 9/ 24)

1421 -

عن سهل بن سعد قال: إنّما رَخَّص النبي صلى الله عليه وسلم في المتعة لعزبة كانت بالناس شديدة ثم نهى عنها"

قال الحافظ: أخرجه ابن عبد البر" (1)

ضعيف

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(10/ 109 - 110) ونصر المقدسي في "تحريم نكاح المتعة"(51) من طريق عثمان بن صالح السهمي ثنا ابن لَهيعة ثني عُقيل بن خالد أنّ ابن شهاب أخبره عن سهل بن سعد قال: فذكره.

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

1422 -

قال ابن عباس: إنّما صلّي النبي صلى الله عليه وسلم الركعتين بعد العصر لأنّه أتاه مال فشغله عن الركعتين بعد الظهر، فصلاهما بعد العصر، ثم لم يعد.

قال الحافظ: روى الترمذي من طريق جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره، قال الترمذي: حديث حسن. قلت: وهو من رواية جرير عن عطاء وقد سمع منه بعد اختلاطه وإنْ صح فهو شاهد لحديث أم سلمة.

وقال قبل ذلك: قال البيهقي: وأما ما روي عن ذكوان عن أم سلمة في هذه القصة

(1) 11/ 74 (كتاب النكاح - باب نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة آخرا)

ص: 2017

أنها قالت: فقلت: يا رسول الله، أنقضيهما إذا فاتتا؟ فقال "لا" فهي رواية ضعيفة لا تقوم بها حجة. قلت: أخرجها الطحاوي.

وقال بعد أسطر: وكذا ما رواه النسائي من طريق أبي سلمة عن أم سلمة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى في بيتها بعد العصر ركعتين مرة واحد" الحديث وفي رواية له عنها "لم أره يصليهما قبل ولا بعد" (1)

حسن

أخرجه الترمذي (184) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره وزاد "لهما"

قال الترمذي: حديث حسن"

قلت: عطاء بن السائب صدوق اختلط، وسماع جرير وهو ابن عبد الحميد منه بعد اختلاطه، قاله أحمد وابن معين وغيرهما.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي الكوفي عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بمال بعد الظُّهر، فقسمه، حتى صلّى العصر، ثم دخل منزل عائشة، فصلى الركعتين بعد العصر، وقال "شغلني هذا المال عن الركعتين بعد الظهر، فلم أصلهما حتى كان الآن"

أخرجه ابن حبان (1575)

وعبد الرحمن بن حميد ممن سمع من عطاء بن السائب بعد اختلاطه أيضا.

لكن للحديث شاهد عن أم سلمة فيتقوى به.

وله عن أم سلمة طرق:

الأول: يرويه الأزرق بن قيس البصري عن ذكوان عن أم سلمة قالت: صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر، ثم دخل بيتي فصلى ركعتين. قلت: يا رسول الله، صليت صلاة لم تكن تصليها؟ فقال "قدم عليّ مال فشغلني عن ركعتين كنت أركعهما بعد الظهر فصليتهما الآن" فقلت: يا رسول الله، أفنقضيهما إذا فاتتا؟ قال "لا".

أخرجه أحمد (6/ 315) عن يزيد بن هارون أنا حماد بن سلمة عن الأزرق بن قيس به.

(1) 2/ 204 (كتاب الصلاة -أبواب المواقيت- باب ما يصلى بعد العصر من الفوائت ونحوها)

ص: 2018

وأخرجه أبو يعلى (7028)

عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي

والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 306)

عن علي بن شيبة السدوسي

قالا: ثنا يزيد بن هارون به.

وتابعه النضر بن شُميل ثنا حماد به.

أخرجه إسحاق في "مسنده"(1957)

واختلف فيه على حماد بن سلمة، فرواه غير واحد عنه عن الأزرق بن قيس عن ذكوان عن عائشة عن أم سلمة، فزادوا فيه عائشة.

أخرجه الطحاوي (1/ 302)

عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي

والطبراني في "الكبير"(23/ 248 - 249)

عن حجاج بن المنهال البصري

وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3084)

عن هُدبة بن خالد البصري

والبيهقي (2/ 457)

عن عبد الملك بن إبراهيم الجُدّي

قالوا: ثنا حماد بن سلمة به.

وهذا أصح لأنّ الزيادة من الثقة مقبولة.

إسناده صحيح رواته ثقات، وذكوان هو أبو عمرو المدني مولى عائشة.

الثاني: يرويه عبد الله بن أبي لَبيد المدني قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يقول: قدم معاوية بن أبي سفيان المدينة فبينا هو على المنبر إذ قال لكثير بن الصلت: اذهب إلى عائشة أم المؤمنين فسلها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الركعتين بعد العصر، قال أبو سلمة: فذهبت معه إلى عائشة، وبعث عبد الله بن عباس عبد الله بن الحارث بن نوفل معنا فقال: اذهب فاسمع ما تقول أم المؤمنين، قال أبو سلمة: فجاءها فسألها، فقالت: لا علم لي

ص: 2019

ولكن اذهب إلى أم سلمة فاسألها، فذهبت معه إلى أم سلمة فسألها، فقالت أم سلمة: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بعد العصر فصلى عندي ركعتين ولم أكن أراه يصليهما، فقلت: يا رسول الله، لقد صليت صلاة لم أكن أراك تصليها، قال "إني كلنت أصلي ركعتين بعد الظهر وإنّه قدم عليّ وفد بني تميم أو صدقة فشغلونى عنهما فهما هاتان الركعتان".

أخرجه الشافعي في "مسنده"(ص 84 - 85) وعبد الرزاق (3971) والحميدي (295) عن سفيان بن عُيينة ثنا عبد الله بن أبي لبيد به.

ومن طريق الشافعي أخرجه البغوي في "شرح السنة"(781)

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 259)

وأخرجه الطحاوي (1/ 302) من طريق محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ثنا سفيان به.

وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات (1).

ولم ينفرد ابن أبي لبيد به بل تابعه:

1 -

يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة قالت: لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى بعد العصر قطّ، إلا مرة جاءه ناس بعد الظهر فشغلوه في شيء ولم يصل بعد الظهر شيئا حتى صلّى العصر، فلما صلّى العصر دخل بيتي فصلى ركعتين.

أخرجه الطيالسي (ص 223) وعبد الرزاق (3970) واللفظ له وأحمد (6/ 304 و 310) والنسائي (1/ 226) وفي "الكبرى"(1557) والطبراني في "الكبير"(23/ 257 - 258) والبيهقي (2/ 457) من طرق عن يحيى بن أبي كثير به.

وإسناده صحيح إنْ كان يحيى بن أبي كثير سمعه من أبي سلمة فإنّه يدلس.

2 -

محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العصر فصلّى ركعتين، فقلت: يا رسول الله، ما هذه الصلاة؟ ما كنت تصليها، قال "قدم وفد بني تميم فحبسوني عن ركعتين كنت أركعهما بعد الظهر".

أخرجه إسحاق في "مسنده"(1922 و1970) وأحمد (6/ 293) وعبد بن حميد (1531) وابن المنذر في "الأوسط"(2/ 390)

(1) وكذا صحح إسناده الحافظ في "الفتح"(3/ 348)

ص: 2020

عن يعلي بن عبيد الطنافسي

وابن خزيمة (1277)

عن معتمر بن سليمان التيمي

كلاهما عن محمد بن عمرو به.

وإسناده حسن.

الثالث: يرويه طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي المدني قال: زعم لي عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنّ معاوية أرسل إلى عائشة يسألها: هل صلّى النبي صلى الله عليه وسلم بعد العصر شيئا؟ قالت: أمّا عندي فلا ولكن أم سلمة أخبرتني أنّه فعل ذلك فَأَرسِل إليها فاسألها. فأرسل إلى أم سلمة فقالت: نعم دخل عليّ بعد العصر فصلّى سجدتين، قلت: يا نبي الله أنزل عليك في هاتين السجدتين؟ قال "لا ولكن صليت الظهر فشغلت فاستدركتها بعد العصر".

أخرجه أحمد (6/ 309) عن عبد الله بن نُمير ثنا طلحة بن يحيى به.

• ورواه عبيد الله بن موسى العَبْسي عن طلحة بن يحيى فلم يذكر ارسال معاوية إلى عائشة.

أخرجه الطحاوي (1/ 301)

• ورواه عبد الواحد بن زياد البصري عن طلحة بن يحيى ثنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أم سلمة قالت: فذكرت الحديث وليس فيه قصة الإرسال.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 272 - 273)

• ورواه وكيع عن طلحة بن يحيى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أم سلمة مختصرا وليس فيه قصة الإرسال أيضا.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 353) وإسحاق في "مسنده"(1855) وأحمد (6/ 306) والنسائي (1/ 226) وفي "الكبرى"(1558) وابن حبان (1574) والطبراني في "الكبير"(23/ 407 - 408)

• ورواه عبد الله بن داود الخُرَيْبي عن طلحة بن يحيى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة عن أم سلمة مختصرا.

أخرجه ابن خزيمة (1276)

ص: 2021

الرابع: يرويه موسى بن عُبيدة بن نشيط قال: أخبرني ثابت مولى أم سلمة عن أم سلمة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من بيته صلّى قبل الظهر ركعتين، وصلّى قبل العصر ركعتين. فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعيا إلى قوم، فلما بلغهم أراد قوم منهم أن يعينوه، وتهيؤوا لذلك، فلما بلغ الساعي فرأى القوم، ظنّ أنّهم سيقتلونه فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنهم منعوني صدقتهم، واحتبس الساعي على القوم، فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتذرون إليه وقد قضى صلاة الظهر، فجعلوا يعتذرون إليه حتى صلّى العصر، ونسي الركعتين التي كان يصليهما قبل العصر، فأرسلت عائشة إلى أم سلمة: يا أخيه، ما الركعتان التي صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرتك بعد العصر؟ فأخبرتها، وقالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى قبلها ولا بعدها.

وفي لفظ: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العصر فصلّى ركعتين، فقلت: ما هاتان الركعتان يا رسول الله؟ قال "كنت أصليهما قبل العصر فجاءني قوم فشغلوني فصليتهما الآن".

أخرجه أبو يعلى (7019) والطبراني في "الكبير"(23/ 290 و400 - 401) وابن شاهين في "الناسخ"(255) من طرق عن موسى بن عبيدة به.

وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الرَّبَذي.

الخامس: يرويه يزيد بن أبي زياد الكوفي عن عبد الله بن الحارث قال: دخلت مع ابن عباس على معاوية، فأجلسه معاوية على السرير، ثم قال له: ما ركعتان يصليهما الناس بعد العصر لم نر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاهما ولا أمر بهما؟ قال: ذلك ما يفتي به الناسَ ابنُ الزبير، فأرسل إلى ابن الزبير فسأله فقال: أخبرتني ذلك عائشة، فأرسل إلى عائشة فقالت: أخبرتني ذلك أم سلمة، فأرسل إلى أم سلمة، فانطلقت مع الرسول فسأل أم سلمة فقالت: يرحمها الله ما أرادت إلى هذا فقد أخبرتها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنهما، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو في بيتي يتوضأ الظهر وكان قد بعث ساعيا وكثر عنده المهاجرون وكان قد أهمه شأنهم إذ ضرب الباب فخرج إليه فصلّى الظهر ثم جلس يقسم ما جاء به فلم يزل كذلك حتى صلّى العصر، فلما فرغ رأى بلالا فأقام الصلاة فصلّى العصر دخل منزلي فصلى ركعتين، فلما فرغ قلت: ما الركعتان رأيتك تصليهما بعد العصر لم أراك تصليهما؟ فقال "شغلني أمر الساعي لم أكن صليتهما بعد الظهر فصليتهما".

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 351 - 352) واللفظ له وأحمد (6/ 303 و 311) وابن ماجه (1159) والطبراني في "الكبير"(23/ 295 و389) من طرق عن يزيد بن أبي زياد به.

ص: 2022

قال البوصيري: هذا إسناد حسن. يزيد بن أبي زياد مختلف فيه" مصباح الزجاجة 1/ 140

وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده حسن أو صحيح. يزيد بن أبي زياد صدوق، تكلموا فيه من قبل حفظه فقط" تخريج الترمذي 1/ 348

قلت: يزيد بن أبي زياد ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه:

1 -

حنظلة السدوسي عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: فذكر نحوه إلا أنّه جعله عن عائشة ولم يذكر أم سلمة.

أخرجه أحمد (6/ 183 - 184) عن علي بن عاصم الواسطي أنا حنظلة السدوسي به.

قال الشيخ أحمد شاكر: وهذا إسناد حسن لا بأس به، عبد الله بن الحارث ثقة، وحنظلة السدوسي ضعفه بعضهم من أجل اختلاط روايته بعد ما كبر، ولكنه صدوق وقد روى عنه شعبة وهو لا يروي إلا عن ثقة" تخريج الترمذي 1/ 348

قلت: حنظلة السدوسي ضعيف. قاله أحمد وابن معين وأبو زرعة والنسائي وغيرهم.

وعلي بن عاصم ضعفه ابن معين وغيره.

2 -

عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عائشة قالت: حدثتني أم سلمة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاهما في بيتها.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 249) من طريق محمد بن إسحاق المدني ثني محمد بن عمرو بن عطاء عن عبد الرحمن بن أبي سفيان به.

واختلف فيه على محمد بن عمرو بن عطاء، فرواه الوليد بن كثير القرشي المخزومي عنه عن عبد الرحمن بن أبي سفيان أنّ معاوية أرسل إلى عائشة يسألها عن السجدتين بعد العصر، فقالت: ليس عندي صلاهما ولكن أم سلمة حدثتني أنّه صلاهما عندها، فأرسل إلى أم سلمة فقالت: صلاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي لم أره صلاهما قبل ولا بعد، فقلت: يا رسول الله، ما سجدتان رأيتك صليتهما بعد العصر ما صليتهما قبل ولا بعد؟ فقال "هما سجدتان كنت أصليهما بعد الظهر فقدم عليّ قلائص من الصدقة فنسيتهما حتى صليت العصر، ثم ذكرتهما، فكرهت أنْ أصليهما في المسجد والناس يروني فصليتهما عندك".

أخرجه الطحاوي (1/ 302)

ص: 2023

السادس: يرويه عبيد الله بن عبد الرحمن بن مَوْهَب ثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: أجمع أبي على العمرة فلما حضر خروجه قال: أي بني لو دخلنا على الأمير فودعناه، قلت: ما شئت، قال: فدخلنا على مروان وعنده نفر فيهم عبد الله بن الزبير فذكروا الركعتين التي يصليهما ابن الزبير بعد العصر، فقال له مروان: ممن أخذتهما يا ابن الزبير؟ قال: أخبرني بهما أبو هريرة عن عائشة، فأرسل مروان إلى عائشة: ما ركعتان يذكرهما ابن الزبير أنّ أبا هريرة أخبره عنك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصليهما بعد العصر؟ فأرسلت إليه: أخبرتني أم سلمة، فأرسل إلى أم سلمة: ما ركعتان زعمت عائشة أنك أخبرتيها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصليهما بعد العصر؟ فقالت: يغفر الله لعائشة لقد وضعت أمري على غير موضعه، صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر وقد أُتي بمال فقعد يقسمه حتى أتاه المؤذن بالعصر، فصلّى العصر ثم انصرف إليّ وكان يومي فركع ركعتين خفيفتين فقلت: ما هاتان الركعتان يا رسول الله أمرت بهما؟ قال "لا، ولكنهما ركعتان كنت أركعهما بعد الظهر فشغلني قسم هذا المال حتى جاءني المؤذن بالعصر فكرهت أنْ أدعهما" فقال ابن الزبير: الله أكبر أليس قد صلاهما مرة واحدة والله لا أدعهما أبدا.

وقالت أم سلمة: ما رأيته صلاهما قبلها ولا بعدها.

أخرجه أحمد (6/ 299 - 300) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري ثنا عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب ثني عمي عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب به.

وإسناده ضعيف.

السابع: يرويه عمرو بن الحارث المصري عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن كُريب مولى ابن عباس أنّ عبد الله بن عباس وعبد الرحمن بن أزهر والمِسْور بن مخرمة أرسلوه إلى عائشة فقالوا: اقرأ عليها السلام منا جميعا وسلها عن الركعتين بعد العصر. وقيل: إنا أُخبرنا أنك تصلينهما. وقد بلغنا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنهما.

قال ابن عباس: وكنت أضرب مع عمر بن الخطاب الناس عليها.

قال كريب: فدخلت عليها وبلغتها ما أرسلوني به، فقالت: سل أم سلمة، فخرجت إليهم فأخبرتهم بقولها، فردوني إلى أم سلمة، بمثل ما أرسلوني به إلى عائشة. فقالت أم سلمة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنهما، ثم رأيته يصليهما. أمّا حين صلاهما فإنّه صلّى العصر ثم دخل وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار فصلاهما، فأرسلت إليه الجارية فقلت: قومي بجنبه فقولي له: تقوم أم سلمة: يا رسول الله إني أسمعك تنهي عن هاتين الركعتين وأراك تصليهما؟ فإنْ أشار بيده فاستأخري عنه. قال: ففعلت الجارية، فأشار بيده،

ص: 2024

فاستأخرت عنه، فلما انصرف قال "يا بنت أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر، إنّه أتاني ناس من عبد القيس بالإسلام من قومهم فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان"

أخرجه البخاري (فتح 3/ 347 - 349 و9/ 148 - 149) ومسلم (834)

1423 -

"إنما نَهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير الشيطان، وصوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان" قال "إنّما هذا رحمة ومن لا يرحم لا يرحم"

قال الحافظ: ووقع في حديث عبد الرحمن بن عوف نفسه: فقلت: يا رسول الله تبكي؟ أولم تنه عن البكاء؟ وزاد فيه: فذكره.

وذكر قبل ذلك أنه عند ابن سعد والطبراني.

وقال بعد ذلك: في حديث عبد الرحمن بن عوف "ولا نقول ما يسخط الرب" وزاد "لولا أنّه أمر حق ووعد صدق وسبيل نأتيه وإنّ آخرنا سيلحق بأولنا لحزنا عليك حزنا هو أشدّ من هذا"(1)

ضعيف

أخرجه الطيالسي (ص 235) وابن سعد (1/ 138) وابن أبي شيبة (3/ 390 و393) وفي"مسنده"(المطالب 869/ 1) وإسحاق في "مسنده" كما في "نصب الراية"(4/ 84) وأحمد بن منيع في "مسنده"(المطالب 869/ 4) وعبد بن حميد (1006) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 44) والترمذي (1005) وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"(ق 8/ ب) والبزار (1001) وأبو يعلى (المقصد العلي 438) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 293) والحكيم الترمذي في "المنهيات"(ص 87) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 245 - 246) والآجري في "تحريم النرد"(63) وأبو الشيخ في "الأمثال"(170 و171) والحاكم (4/ 40) والبيهقي (4/ 69) وفي "الشعب"(9684 و9685) وفي "الآداب"(1068) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 442 - 443) والبغوي في "شرح السنة"(1530) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(251) من (2)

(1) 3/ 416 و 417 (كتاب الجنائز - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنا بك لمحزونون)

(2)

ومنهم من جعله عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم

ورواه أبان المكتب عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن الجوزي في "التلبيس"(ص 260 - 261)

ص: 2025

طرق عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى (1) عن عطاء عن جابر بن عبد الله عن عبد الرحمن بن عوف قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فانطلق بي إلى النخل الذي فيه إبراهيم، فوضعه في حجره وهو يجود بنفسه، فذرفت عيناه، فقلت له: أتبكي يا رسول الله! أولم تنه عن البكاء؟ قال "أنما نهيت عن النوح عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نِعمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان، أنما هذا رحمة، ومن لا يرحم لا يرحم. يا إبراهيم لولا أنّه أمر حق ووعد صادق وإنها سبيل مأتية وأن أُخرانا ستلحق أُولانا لحزنا عليك حزنا هو أشدّ من هذا، وإنا بك لمحزونون، تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب عز وجل".

قال الترمذي: هذا حديث حسن"

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبد الرحمن إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"

قال ابن حبان: سمعت محمد بن إسحاق السعدي يقول في عقب هذا الخبر لما قرأه: لو لم يَرو ابن أبي ليلى غير هذا الحديث لكان يستحق أنْ يترك حديثه"

قلت: ضعفه أحمد وابن معين والنسائي والجوزجاني والبيهقي وابن حبان ويحيى القطان وغيرهم.

1424 -

حديث معاذ رفعه "إنّما نهيتكم عن نهب العساكر فأما العرسات فلا"

قال الحافظ: حديث ضعيف في سنده ضعف وانقطاع" (2)

ضعيف

روي من حديث معاذ بن جبل ومن حديث أنس

فأما حديث معاذ فله عنه طريقان:

الأول: يرويه ثور بن يزيد عن خالد بن مَعدان عن معاذ بن جبل قال: شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أملاك رجل من أصحابه، فقال له "على الخير والألفة، والطائر الميمون، والسعة في الرزق، بارك الله لكم، دففوا على رأسه" فجيء بدف، فضرب به، فأقبلت الأطباق وعليها فاكهة وسكر، فنثر عليه، فكفّ الناس أيديهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما لكم

(1) ورواه يونس بن بكير في "المغازي"(ص 270 - 271) عن ابن أبي ليلى به.

(2)

15/ 66 (كتاب الحدود - باب الزنا وشرب الخمر)

ص: 2026

لا تنتهبون؟ " قالوا: يا رسول الله أولم تنه عن النهبة؟ قال "إنّما نهيتكم عن نهبة العساكر، فأما العرسات فلا" قال: فجاذبهم وجابوه.

أخرجه جعفر الخلدي في "الفوائد"(37) والطبراني في "الكبير"(20/ 97 - 98) وفي "الدعاء"(935) وفي "مسند الشاميين"(416) واللفظ له وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 215 و6/ 96) وفي "الصحابة"(4712) والبيهقي (7/ 288) وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 265 - 266) من طريق عصمة (1) بن سليمان الخزاز ثنا حازم مولى بني هاشم عن لمازة بن المغيرة عن ثور بن يزيد به.

وليس في إسناد البيهقي "حازم مولى بني هاشم"

قال أبو نعيم: غريب من حديث خالد، تفرد به عنه ثور"

وقال في الموضع الثاني: غريب من حديث ثور لم نكتبه إلا من حديث حازم عن لمازة"

وقال البيهقي: في إسناده مجاهيل وانقطاع"

وقال ابن الجوزي: حازم ولمازة مجهولان"

وقال الحافظ: سنده ضعيف" الفتح 11/ 129

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" وفي إسناده حازم مولى بني هاشم عن لمازة ولم أجد من ترجمهما، ولمازة هذا يروي عن ثور بن يزيد متأخر وليس هو ابن زياد ذاك يروي عن علي بن أبي طالب ونحوه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 290

وقال الذهبي في "الميزان" في ترجمة بشر بن إبراهيم: حازم مولى بني هاشم مجهول.

وقال الحافظ في "اللسان": لا يعرف.

ولم ينفرد به بل تابعه عون بن عمارة ثنا لمازة بن المغيرة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ قال: فذكره.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 50) عن عبد العزيز بن معاوية العتابي ثنا عون بن عمارة به.

(1) رواه محمد بن إسحاق الصاغاني عن عصمة بن سليمان ثنا حازم بن مروان عن عبد الرحمن بن فلان أو فلان بن عبد الرحمن قال: فذكره.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4711) وقال: عبد الرحمن بن فلان أو فلان بن عبد الرحمن مجهول"

ص: 2027

قال البيهقي في "المعرفة"(10/ 273): هذا حديث رواه عون بن عمارة وعصمة بن سليمان عن لمازة وكلاهما لا يحتج بحديثه، ولمازة بن المغيرة مجهول، وخالد بن معدان عن معاذ منقطع"

الثاني: يرويه مكحول عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: حدثني معاذ بن جبل أنّه شهد املاك رجل من الأنصار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنكح الأنصاري، وقال "على الألفة والخير والطير الميمون، دففوا على رأس صاحبكم" فدففوا على رأسه، وأقبلت السلال فيها الفاكهة والسكر فنثر عليهم، فأمسك القوم فلم ينتهبوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما أزين الحِلم، ألا تنتهبون؟ " فقالوا: يا رسول الله، إنّك نهيتنا عن النهبة يوم كذا وكذا. فقال "إنّما نهيتكم عن نهبة العساكر، ولم أنهكم عن نهبة الولائم"

قال معاذ: فوالله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبذنا ونحبذه إلى ذلك النهب.

أخرجه العقيلي (1/ 142) والطبراني في "الأوسط"(118) واللفظ له وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 265) من طريق بشر بن إبراهيم الأنصاري عن الأوزاعي عن مكحول به.

قال الطبراني: لم يروه عن الأوزاعي إلا بشر"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح وبشر بن إبراهيم قال ابن عدي وابن حبان: يضع الحديث، وقال العقيلي: روى عن الأوزاعي أحاديث موضوعة لا يتابع عليها"

وقال الذهبي في "الميزان": قلت: هكذا فليكن الكذب"

وقال الهيثمي: وفي إسناد "الأوسط" بشر بن إبراهيم وهو وضاع" المجمع 4/ 290

قلت: رواه الزهري عن عروة عن عائشة قالت: خطب فتى من الأنصار على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال "على الخير والطائر الميمون، دففوا على صاحبكم" فأقبلت الأطباق والسكر، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهبها فأمسك القوم، فقال "ما لكم لا تنتهبون؟ " قالوا: يا رسول الله، أولم تنهنا عن النهبة؟ قال "إنما نهيتكم عن نهبة العساكر، لم أنهكم عن نهبة العرسان" فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ ويأخذون.

أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(970) عن أبي القاسم الأزهري أنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ثنا أحمد بن عيسى بن السكين البلدي ثني أبو محمد عبيد الله بن موسى الخوزي ثنا محمد بن كثير عن أخيه سليمان بن كثير عن الزهري به.

وسليمان بن كثير هو العبدي لا بأس به إلا أنّ النسائي وغيره تكلموا في روايته عن الزهري.

ص: 2028

وأما حديث أنس فأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 340 - 341) من طريق صالح بن زياد السوسي ثنا أحمد بن يعقوب ثنا خالد بن إسماعيل الأنصاري ثنا مالك بن أنس عن حميد عن أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد املاك رجل أو امرأة من الأنصار فقال "أين شاهدكم؟ " قالوا: يا رسول الله وما شاهدنا؟ قال "الدف" فأتوا به، قال "اضربوا على رأس صاحبكم" ثم جاءوا بأطباقهم فنثروها فهاب القوم أنْ يتناولوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما أزين الحِلم، ما لكم لا تتناولوا؟ " قالوا: يا رسول الله، ألم تنه عن النهبة؟ قال "نهيتكم عن النهبة في العساكر، فأما في هذا وأشباهه فلا".

وقال: غريب من حديث مالك وحميد لم نكتبه إلا من حديث صالح بن زياد"

ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 266)

وقال: خالد بن إسماعيل قال ابن عدي: يضع الحديث على ثقات المسلمين، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال"

1425 -

حديث زيد بن ثابت إنّما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الجلوس على القبور لِحَدَث غائط أو بول"

قال الحافظ: وأخرج الطحاوي عن زيد بن ثابت مرفوعا: فذكره، ورجال إسناده ثقات" (1)

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 517) عن سليمان بن شعيب بن سليمان الكيساني ثنا الخَصِيب بن ناصح ثنا عمر بن علي ثنا عثمان بن حكيم عن أبي أمامة أنّ زيد بن ثابت قال: هلم يا ابن أخي أخبرك: إنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الجلوس على القبور لحدث غائط أو بول.

الخصيب بن ناصح صدوق، والباقون ثقات، وأبو أمامة اسمه أسعد بن سهل بن حُنيف، وعمر بن علي هو المُقّدَّمي وكان يدلس تدليس القطع يقول: حدثنا، ثم يسكت، ثم يقول: هشام بن عروة أو الأعمش أو غيرهما، وعثمان بن حكيم هو الأنصاري.

1426 -

حديث ابن عباس "إنّما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الثوب المُصْمَت من الحرير، فأما العَلَم من الحرير وسَدَى الثوب فلا بأس به"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني بسند حسن هكذا، وأصله عند أبي داود. وأخرجه

(1) 3/ 467 (كتاب الجنائز - باب الجريدة على القبر)

ص: 2029

الحاكم بسند صحيح بلفظ: "إنما نهى عن المصمت إذا كان حريرا" وللطبراني من طريق ثالث "نُهى عن مصمت الحرير فأما ما كان سواه من قطن أو كتان فلا بأس به"(1)

صحيح

وله عن ابن عباس طرق:

الأول: يرويه خُصَيْف بن عبد الرحمن الجَزَري عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره.

أخرجه أحمد (1/ 218)

عن مروان بن شجاع الجزري

وأبو داود (4055) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 255) والبيهقي (2/ 424 و3/ 270) وفي "الشعب"(5695) وفي "الآداب"(715) وابن عبد البر في "التمهيد"(14/ 249 و 249 - 250)

عن أبي خيثمة زهير بن معاوية الكوفي

وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2309 و 2448) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 255) وفي "المشكل"(1422)

عن شَريك بن عبد الله القاضي

ثلاثتهم عن خصيف به.

وإسناده حسن.

- ورواه ابن جُريج قال: أخبرني خصيف عن سعيد بن جبير وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: إنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الثوب الحرير المصمت، فأما الثوب الذي سَدَاه حرير ليس بحرير مصمت فلا نرى به بأسا، وإنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يشرب في إناء الفضة.

أخرجه أحمد (1/ 313 و 321) عن رَوح بن عبادة البصري ثنا ابن جريج به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(12232) و"الأوسط"(2441) والبيهقي (3/ 270 - 271) والخطيب في "التاريخ"(11/ 254) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن ابن جريج به بلفظ: إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحرير المصمت، فأما أنْ يكون سداه أو لحمته حريرا فلا بأس بلبسه، ونهى عن الإناء الفضة.

(1) 12/ 410 - 411 (كتاب اللباس - باب لبس القسي)

ص: 2030

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن خصيف عن سعيد وعكرمة إلا ابن جريج"

قلت: وإسناده حسن.

- ورواه مُعَمَّر بن سليمان الرقي قال: قال خصيف: حدثني غير واحد عن ابن عباس عن المصمت منه وأما العلم فلا.

أخرجه أحمد (1/ 218)

ولم ينفرد خصيف به بل تابعه مالك بن دينار عن عكرمة قال: كان ابن عباس يلبس الخز، فقيل له، فقال: إنّما نُهي عن المصمت.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(11939) و"الأوسط"(5634) عن محمد بن عبد الله الحضرمي مطين ثنا مسلم بن سلام مولى بني هاشم ثنا عبد السلام بن حرب عن مالك بن دينار به.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(5697) من طريق أبي الحسن محمد بن الحسن بن إسماعيل السراج ثنا مطين به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن مالك بن دينار إلا عبد السلام بن حرب، تفرد به مسلم بن سلام"

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات.

الثاني: يرويه عكرمة بن خالد بن العاص المخزومي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الثوب المصمت حريرا.

أخرجه أحمد (1/ 313) عن محمد بن بكر البُرْساني ثنا ابن جريج أني عكرمة بن خالد به.

ومن طريقه أخرجه الحاكم (4/ 192) والبيهقي في "الشعب"(5698)

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(12505) عن موسى بن هارون البزاز ثنا أبي ثنا محمد بن بكر البرساني به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وقال البيهقي: إسناده صحيح"

قلت: وهو كما قال.

ص: 2031

الثالث: يرويه إسماعيل بن مسلم المكي عن عطاء قال: قال ابن عباس: إنما حرّم رسول الله صلى الله عليه وسلم المصمت من الحرير، فأما ما كان لحمته قطن وسَدَاه حرير، أو لحمته حرير وسداه قطن فلا بأس به.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(5696) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أنا إسماعيل بن مسلم به.

وقال: إسماعيل بن مسلم هذا ضعيف، والرواية الأولى عن ابن جريج التي توافق رواية زهير عن خصيف أولى أنْ تكون محفوظة، وأما خصيف فقد روى عنه الكبار، واختلفوا في عدالته، وكان ابن عدي يقول: إذا حدث عن خصيف ثقة فلا بأس بحديثه وبرواياته إلا أنْ يروي عنه ضعيف"

الرابع: يرويه عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال: إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مصمت الحرير، وأما ما كان سداه قطن أو كتان فلا بأس به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10888) عن سهل بن موسى شيران أنا أحمد بن عبدة الضبي ثنا محمد بن حُمران ثنا إسماعيل عن عمرو بن دينار به.

وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن مسلم المكي، ومحمد بن حمران القيسي مختلف فيه.

الخامس: يرويه محمد بن نصير العبيدي عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس قال: إنما نُهي عن المصمت حريرا.

أخرجه الطبراني (12685) عن الحسن بن علي المعمري ثنا رزق الله بن موسى ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي ثنا محمد بن نصير به.

ومحمد بن نصير مختلف فيه، وثقه ابن حبان، وضعفه الدارقطني، وحبيب بن أبي ثابت مدلس وقد عنعن، والحسن بن علي ثقة، ورزق الله ويعقوب صدوقان.

1427 -

عن عبد الله بن عمرو قال: هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسمع رجلين اختلفا في آية فخرج يعرف الغضب في وجهه فقال: "إنما هلك من كان قبلكم بالاختلاف في الكتاب"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2666) من طريق حماد عن أبي عمران الجَوْني عن عبد الله بن رباح عن عبد الله بن عمرو قال: فذكره" (1)

(1) 10/ 479 (كتاب فضائل القرآن - باب (اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم))

ص: 2032

1428 -

"إنّما هما النَّجْدَان، فما جعل نجد الشرّ أحبّ إليكم من نجد الخير"

قال الحافظ: وقال عبد الرزاق: عن مَعْمَر عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)

مرسل

وله عن الحسن البصري طرق:

الأول: يرويه معمر بن راشد عن الحسن في قوله تعالى -وهديناه النجدين- قال: قال النبي "إنّما هما النجدان، فما يجعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير"

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(3/ 374) عن معمر به.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(30/ 201) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن الحسن به.

ورواته ثقات إلا أنّ معمرا لم يسمع من الحسن.

الثاني: يرويه يونس بن عبيد عن الحسن مرفوعا "هما نجدان: نجد الخير، ونجد الشر، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير"

أخرجه الطبري (30/ 200) عن عمران بن موسى القزاز ثنا عبد الوارث ثنا يونس به.

ورواته ثقات، وعبد الوارث هو ابن سعيد.

الثالث: يرويه عطية أبو وهب السمسار قال: سمعت الحسن رفعه "ألا إنما هما نجدان"

أخرجه الطبري (30/ 200) عن مجاهد بن موسى ثنا يزيد بن هارون أنا عطية أبو وهب به.

وعطية أبو وهب ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومجاهد بن موسى أظنه الخوارزمي وثقه ابن معين وغيره، ويزيد بن هارون ثقة مشهور.

الرابع: يرويه حبيب عن الحسن.

أخرجه الطبري (30/ 200) عن محمد بن المثنى ثنا هشام بن عبد الملك ثنا شعبة عن حبيب به.

(1) 10/ 332 (كتاب التفسير: سورة {لَا أُقْسِمُ} [القِيَامَة: 1])

ص: 2033

ورواته ثقات، وحبيب أظنه ابن الشهيد.

الخامس: يرويه أبو رجاء محمد بن سيف الأزدي عن الحسن.

أخرجه الطبري (30/ 200) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن علية عن أبي رجاء به.

ورواته ثقات.

السادس: يرويه أبو الأشهب جعفر بن حيان العُطَاردي عن الحسن.

أخرجه الواحدي في "الوسيط"(4/ 490) من طريق أبي الشيخ ثنا أبو يحيى الرازي ثنا سهل بن عثمان ثنا يحيى بن أبي زائدة عن أبي الأشهب به.

وسهل بن عثمان هو العسكري صدوق، والباقون كلهم ثقات، وأبو يحيى اسمه عبد الرحمن بن محمد بن سَلْم.

وللحديث شاهد عن أبي أمامة وعن أنس وعن قتادة مرسلا

فأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(8020) وابن السني في "القناعة"(35) والقضاعي (1263) من طريق محمد بن عرعرة ثنا فضال بن جبير عن أبي أمامة مرفوعا "أيها الناس هلموا إلى ربكم، إنّ ما قل وكفى خير مما كثر وألهى، يا أيها الناس إنما هما نجدان: فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير"

قال الهيثمي: وفضال ضعيف" المجمع 10/ 256

وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي (3/ 1193) من طريق ابن وهب أني ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس مرفوعا "هما نجدان، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير"

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وسنان مختلف فيه، وقال أحمد: يشبه حديثه حديث الحسن، لا يشبه حديث أنس.

وأما حديث قتادة فأخرجه الطبري (30/ 201) عن بشر بن معاذ العقدي ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة -وهديناه النجدين- قال: ذكر لنا أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول "أيها الناس إنما هما النجدان: نجد الخير، ونجد الشر، فما جعل نجد الشر أحبّ إليكم من نجد الخير"

ورواته ثقات.

وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعا "إنما هما النجدان، نجد الخير ونجد الشر، فلا يكن نجد الشرّ أحبّ إلى أحدكم من نجد الخير"

ص: 2034

أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(447) عن كلثوم بن محمد بن أبي سدرة عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني عن أبي هريرة به.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2379) عن عبدان بن محمد المروزي ثنا إسحاق بن راهويه به.

وإسناده ضعيف لضعف كلثوم، وعطاء لم يسمع من أبي هريرة.

1429 -

"إنّما هو بَضْعَةٌ منك"

قال الحافظ: والحديث صحيح أو حسن" (1)

يرويه قيس بن طلق بن علي الحنفي اليمامي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه عن قيس بن طلق خمسة من الرواة، وهم:

1 -

عبد الله بن بدر السحيمي.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 165) عن ملازم بن عمرو اليمامي عن عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه طلق بن علي قال: خرجنا وفداً حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه وصلينا معه، فجاء رجل فقال: يا رسول الله، ما ترى في مس الذكر في الصلاة؟ فقال "وهل هو إلا بضعة أو مُضْغَة منك"

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1675) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه أبو داود (182) والترمذي (85) والنسائي في "الصغرى"(1/ 84) وفي "الكبرى"(199) وابن الجارود (21) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 75 و76) وابن حبان (1119 و1120) والطبراني في "الكبير"(8243) والدارقطني (1/ 149) وابن شاهين في "الناسخ"(103) والبيهقي (1/ 134) وفي "الخلافيات"(1/ 149) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 196 - 197) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 93) من طرق عن ملازم بن عمرو به.

وفي لفظ لأبي داود وغيره "ما ترى في مَسِّ الرجل ذَكَرَهُ بعد ما يتوضأ"

وفي لفظ لابن حبان "إنّ أحدنا يكون في الصلاة، فيحتك فتصيب يده ذكره".

قال الترمذي: وهذا الحديث أحسن شيء روي في هذا الباب، وقد روى هذا

(1) 1/ 265 (كتاب الوضوء - باب لا يمسك ذكره بيمينه إذا بال)

ص: 2035

الحديث أيوب بن عتبة ومحمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه، وقد تكلم بعض أهل الحديث في محمد بن جابر وأيوب بن عتبة، وحديث ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر أصح وأحسن"

وقال الطحاوي: فهذا حديث ملازم صحيح مستقيم الإسناد غير مضطرب في إسناده ولا في متنه"

وقال ابن حزم: وهذا خبر صحيح" المحلى 1/ 323

وقال الشيخ أحمد شاكر: حديث صحيح" شرح الترمذي 1/ 132

وخالفهم البيهقي فحكى عن الشافعي أنّه قال: قد سألنا عن قيس فلم نجد من يعرفه بما يكون لنا قبول خبره.

قال البيهقي: ورواه ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق. إلا أنّ صاحبي الصحيح لم يحتجا بشيء من روايتهما. وحديث قيس بن طلق كما لم يخرجه صاحبا الصحيح في الصحيح، لم يحتجا بشيء من رواياته ولا بروايات أكثر رواة حديثه في غير هذا الحديث" المعرفة 1/ 408و410و412

وقال في "الخلافيات": عبد الله بن بدر ثقة، وملازم بن عمرو لم أسمع ذكره أحد بجرح، إلا أنّ أبا بكر بن إسحاق بن أيوب الصبغي قال: ملازم فيه نظر وليس له ذكر في الصحيح"

قلت: ملازم بن عمرو وعبد الله بن بدر وإنْ لم يحتج صاحبي الصحيح بشيء من روايتهما إلا أنّهما ثقتان، وثقهما ابن معين وأبو زرعة وابن حبان والعجلي.

وأما قيس بن طلق فاختلفوا فيه، وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.

وقال أحمد: غيره أثبت منه، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ليس ممن تقوم به الحجة، وقال الدارقطني: ليس بالقوي.

قال ابن القطان الفاسي: والحديث مختلف فيه، فينبغي أنْ يقال فيه: حسن" الوهم والإيهام 4/ 144

2 -

أيوب بن عتبة اليمامي.

قال الطيالسي (ص 147): ثنا أيوب بن عتبة عن قيس بن طلق عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، يكون أحدنا في الصلاة فيمس ذكره أيعيد الوضوء؟ قال "لا، إنما هو منك".

ص: 2036

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "معرفة السنن"(1/ 409) والحازمي في "الاعتبار"(ص 42)

وأخرجه أحمد (4/ 22) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3422) وفي "الصحابة"(1374) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 75 و76) والطبراني في "الكبير"(8249) وابن عدي (1/ 344) وابن شاهين في "الناسخ"(102) وتمام (1493 و1494) وابن الجوزي في "العلل"(596) والحازمي في "الاعتبار"(ص 41 - 42) من طرق عن أيوب بن عتبة به.

ولفظ أحمد "إنّما هو بضعة منك أو جسدك"

ولفظ الطبراني "إنّما هو مضغة منك"

قال ابن الجوزي: لا يصح، فيه أيوب بن عتبة قال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: مضطرب الحديث.

قلت: هو ضعيف لكنه لم ينفرد به كما تقدم وكما سيأتي.

3 -

محمد بن جابر بن سيار بن طلق اليمامي السحيمي.

أخرجه عبد الرزاق (426) وأحمد (4/ 23) وأبو داود (183) وابن ماجه (483) وابن قتيبة في "الغريب"(1/ 158) وابن الجارود (20) وابن المنذر في "الأوسط"(1/ 203) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 75) ومحمد بن هارون الحضرمي في "الفوائد"(28 - منتقاه للمزي) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 41) وابن حبان في "الثقات"(9/ 95 - 96) والطبراني في "الكبير"(8233 و 8234) و"الأوسط"(1274) وابن عدي (6/ 2158 - 2159 و 2159 و 2159 - 2160 و 2160) وأبو الشيخ في "الطبقات"(3/ 329 - 330) وفي "الأقران"(182 و 183) والدارقطني (1/ 149) وفي "المؤتلف"(1/ 521) وابن شاهين في "الناسخ"(101) والقطيعي في "جزء الألف دينار"(80) وتمام (1745) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 103 و 166) وفي "الصحابة"(3964 و3965 و3966) وفي "أخبار أصبهان"(2/ 352) والبيهقي (1/ 135) وفي "معرفة السنن"(1/ 409) وفي "الخلافيات"(567) والحازمي في "الاعتبار"(ص 42) وابن الجوزي في "العلل"(597 و 599) والمزي في "التهذيب"(24/ 569) من طرق عن محمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه قال: قال رجل: يا رسول الله، أيتوضأ أحدنا إذا مس ذكره في الصلاة؟ قال "هل هو إلا منك أو بضعة منك".

واللفظ لأحمد.

وفي لفظ "إنّما هو كبعض جسده".

ص: 2037

وفي لفظ آخر "إنّما هو بضعة منك".

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه محمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه أنّه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل في مس الذكر وضوء؟ قال "لا". فلم يثبتاه وقالا: قيس بن طلق ليس ممن تقوم به الحجة ووهماه (1) " العلل 1/ 48

وقال ابن الجوزي: لا يصح، فيه محمد بن جابر قال يحيى: ليس بشيء، وقال الفلاس: متروك الحديث، وقال ابن حبان: كان أعمى يلحق في كتبه ما ليس من حديثه وشرق ما ذوكر به فيحدث به"

وقال البيهقي: محمد بن جابر ضعيف"

قلت: وقد توبع.

4 -

أيوب بن محمد العجلي اليمامي.

أخرجه ابن عدي (1/ 344) والدارقطني (1/ 149 - 150) وابن الجوزي في "العلل"(598) من طريق عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن أيوب بن محمد العجلي عن قيس بن طلق عن أبيه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مس فرجه، فقال "إنّما هو بضعة منك".

قال الدارقطني: أيوب مجهول"

وقال ابن الجوزي: لا يصح، العجلي ضعفه يحيى، وفيه عبد الحميد قال يحيى القطان والثوري: هو ضعيف"

قلت: عبد الحميد وأيوب مختلف فيهما.

5 -

عكرمة بن عمار العجلي اليمامي.

أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(1/ 203) عن أبي أحمد محمد بن عبد الوهاب الفراء ثنا الحسين بن الوليد ثنا عكرمة بن عمار عن قيس بن طلق أنّ طلقا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يمس ذكره وهو في الصلاة، فقال "لا بأس به، إنّما هو كبعض جسدك"

وأخرجه ابن حبان (1121) عن ابن المنذر به.

وأخرجه البيهقي في "المعرفة"(1/ 411) وفي "الخلافيات"(562 و 563) من طريق أبي عبد الله محمد بن يعقوب وأبي طاهر المحمد اباذي قالا: ثنا محمد بن عبد الوهاب به.

(1) وفي لفظ "ووهناه". انظر سنن الدارقطني 1/ 149 - سنن البيهقي 1/ 135 - الخلافيات 2/ 282

ص: 2038

ووقع عند ابن حبان "عن قيس بن طلق عن أبيه"

وعند البيهقي "عن قيس بن طلق أنّ طلقا" كرواية ابن المنذر.

قال البيهقي: وهذا منقطع، لأنّ قيسا لم يشهد سؤال طلق. وعكرمة بن عمار أقوى من رواه عن قيس بن طلق، وإنْ كان هو أيضاً مختلفا في عدالته فاحتج به مسلم في غير هذا الحديث، وتركه البخاري، وضعفه يحيى القطان في آخرين"

وقال في "الخلافيات": وعكرمة بن عمار ممن اختلفوا في عدالته، فاستشهد به مسلم ولم يحتج به، وأما البخاري فقد ردّه أصلا وطعن فيه وقال: لم يكن عند كتاب فاضطرب في حديثه. وقال ابن المديني: سألت يحيى بن سعيد عن أحاديث عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير فضعفها، وقال: ليست بصحاح

، ثم حديث عكرمة منقطع لأنه قال: عن قيس بن طلق أنّ طلقا سأل النبي صلى الله عليه وسلم، وقيس لم يشهد سؤال طلق"

قلت: عكرمة بن عمار ثقة تكلموا في روايته عن يحيى بن أبي كثير.

وللحديث شاهد عن أبي أمامة أخرجه عبد الرزاق (425) وابن أبي شيبة (1/ 165) وابن أبي عمر العدني في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة"(1/ 70) وابن ماجه (484) والطبراني في "الكبير"(7945) وابن عدي (2/ 559) وابن شاهين في "الناسخ"(104) وتمام (1495) والبيهقي في "الخلافيات"(575) وابن الجوزي في "العلل"(600) من طرق عن جعفر بن الزبير عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة أنّ رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: مسست ذكري وأنا أصلي؟ قال "لا بأس إنما هو جذية منك"

واللفظ لعبد الرزاق

وفي لفظ "هل هو إلا جذوة منك".

قال البيهقي: إسناده ضعيف، جعفر بن الزبير لا يحتج بحديثه"

وقال ابن الجوزي: لا يصح"

وقال الزيلعي: وهو حديث ضعيف، قال البخاري والنسائي والدارقطني في جعفر بن الزبير: متروك" نصب الراية 1/ 69

وقال البوصيري: هذا إسناد فيه جعفر بن الزبير وقد اتفقوا على ترك حديثه واتهموه" مصباح الزجاجة 1/ 70

1430 -

حديث أبي سعيد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ وهو على المنبر (ص)، فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه، ثم قرأها في يوم آخر فتهيأ الناس للسجود فقال "إنّما هي توبة نبي، ولكني رأيتكم تهيأتم" فنزل وسجد وسجدوا معه.

ص: 2039

قال الحافظ: ولأبي داود وابن خزيمة والحاكم من حديث أبي سعيد: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه أبو داود (1410)

عن أحمد بن صالح المصري

وابن حبان (2765)

عن حَرملة بن يحيى التُّجيبي

والطحاوي في "المشكل"(4/ 31) وفي "شرح المعاني"(1/ 361)

عن يونس بن عبد الأعلى الصدفي

وفي "المشكل"(4/ 31 - 32)

عن حجاج بن إبراهيم الأزرق

والحاكم (2/ 431 - 432) والبيهقي (2/ 318)

عن بحر بن نصر الخولاني

كلهم (2) عن عبد الله بن وهب أني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح عن أبي سعيد قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر، فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه، فلما كان يوما آخر قرأها، فلما بلغ السجدة تهيأ (3) الناس للسجود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما هي توبة نبي، ولكن رأيتكم تهيأتم (4) للسجود" فنزل فسجد وسجدوا.

وأخرجه الدارمي (1474) وابن خزيمة (1795) وابن حبان (2799) والدارقطني (1/ 408) والحاكم (1/ 284 - 285) من طرق عن الليث بن سعد ثنا خالد بن يزيد

(1) 3/ 207 (كتاب الصلاة- أبواب سجود القرآن- باب سجدة ص)

(2)

قال ابن خزيمة: أدخل بعض أصحاب ابن وهب عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث في هذا الإسناد إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة بين سعيد بن أبي هلال وبين عياض. وإسحاق ممن لا يحتج أصحابنا بحديثه، وأحسب أنه غلط في إدخاله إسحاق بن عبد الله في هذا الإسناد" الصحيح 1/ 148

قلت: وهو كما قال لأنّ جمهور الرواة عن ابن وهب لم يذكروه بينهما.

(3)

وفي لفظ لأبي داود "تشزّن"

(4)

وفي لفظ "تشزنتم"

ص: 2040

المصري عن سعيد بن أبي هلال عن عياض بن عبد الله بن سعد عن أبي سعيد قال: فذكره نحوه.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وقال البيهقي: هذا حديث حسن الإسناد صحيح"

وقال النووي: سنده صحيح على شرط البخاري" المجموع 3/ 512 - نصب الراية 2/ 181

وقال الألباني: إسناده صحيح لولا اختلاط سعيد بن أبي هلال، لكن الحديث صحيح لما له من الشواهد" صحيح ابن خزيمة 3/ 148

قلت: الحديث إسناده صحيح رواته ثقات، وقد احتج الشيخان برواية عمرو بن الحارث وخالد بن يزيد المصري عن سعيد بن أبي هلال.

1431 -

"إنّما يتجالس المتجالسان بالأمانة، فلا يحل لأحد أنْ يفشي على صاحبه ما يكره"

قال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق من مرسل أبي بكر بن حزم" (1)

ضعيف

روي من حديث أبي بكر بن محمد بن حزم مرسلا ومن حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عباس

فأما حديث أبي بكر بن محمد بن حزم فأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(691) وعبد الرزاق (19791) عن مَعْمَر عن سعيد بن عبد الرحمن الجحشي عن أبي بكر بن محمد بن حزم رفعه "إنما يتجالس المتجالسان بأمانة الله، فلا يحل لأحدهما أنْ يفشي على صاحبه ما يكره" واللفظ لابن المبارك

وأخرجه الخرائطي في "المكارم"(2/ 703) والبيهقي في "الآداب"(135) وفي "الشعب"(10677) من طريق عبد الرزاق به.

وقال البيهقي: هذا مرسل، حسن في هذا المعنى"

وقال أيضاً: هذا مرسل جيد"

(1) 13/ 325 (كتاب الاستئذان- باب حفظ السر)

ص: 2041

وأما حديث ابن مسعود (1) فأخرجه أبو بكر بن لال في "مكارم الأخلاق" وأبو الشيخ في "الثواب" والديلمي.

قال العراقي: إسناده ضعيف"

وقال الألباني: ضعيف" (2)

وأما حديث ابن عباس (3) فذكره العراقي في "تخريج الإحياء" ونسبه للحكيم.

وقال: وفي سنده وسند ابن لال عبد الله بن محمد بن المغيرة قال الذهبي في "الضعفاء": وقال العقيلي: يحدث بما لا أصل له، وقال ابن عدي: عامة أحاديثه لا يتابع عليها" إتحاف السادة 6/ 217

1432 -

"إنما يرحم الله من عباده الرحماء"

قال الحافظ: ووجدت في "الأنساب" للبلاذري أنّ عبد الله بن عثمان بن عفان من رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم لما مات وضعه النبي صلى الله عليه وسلم في حجره وقال: فذكره" (4)

1433 -

حديث لُبابة بنت الحارث مرفوعا "إنّما يُغسل من بول الأنثى، ويُنضح من بول الذكر"

قال الحافظ: أخرجه أحمد وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وغيره، ومنها حديث أبي السمح نحوه بلفظ "يرش" رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة أيضاً" (5)

صحيح

ورد من حديث لبابة بنت الحارث أم الفضل بن عباس بن عبد المطلب ومن حديث علي ومن حديث أبي السمح ومن حديث زينب بنت جحش ومن حديث أم كُرْز ومن حديث أم سلمة ومن حديث امرأة لم تسم.

فأما حديث لبابة بنت الحارث فله عنها طرق:

الأول: يرويه سِماك بن حرب واختلف عنه:

(1) ولفظه "إنّما يتجالس المتجالسان بأمانة الله تعالى، فلا يحل لأحدهما أن يفشي على صاحبه ما يخاف"

(2)

انظر "إتحاف السادة"(6/ 217 و7/ 358 - 359) - فيض القدير 2/ 569 - ضعيف الجامع 2/ 213

(3)

ولفظه مثل لفظ حديث ابن مسعود.

(4)

3/ 397 (كتاب الجنائز- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه)

(5)

1/ 338 (كتاب الوضوء- باب بول الصبيان)

ص: 2042

- فرواه غير واحد عنه عن قابوس بن المُخارق (1) عن لبابة بنت "الحارث" منهم:

1 -

أبو الأحوص سلاّم بن سليم

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 120و 14/ 171 - 172) عنه عن قابوس عن لبابة قالت: بال الحسين (2) بن علي على حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أعطني ثوبك والبس ثوبا غيره، فقال "إنّما ينضح من بول الذكر، ويغسل من بول الأنثى".

وأخرجه ابن ماجه (522) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(25/ 26) ومن طريقه المزي في "التهذيب"(23/ 330 - 331) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 398 - 399)

عن عبيد بن غنام الكوفي

والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 92)

عن فهد بن سليمان بن يحيى

قالا: ثنا ابن أبي شيبة به.

وأخرجه ابن سعد (339) وإسحاق (2274) وأبو داود (375) وابن ماجه (522) وابن خزيمة (282) والطبراني في "الكبير"(25/ 26) والحاكم (1/ 166) وأبو نعيم الأصبهاني في "الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين"(14) والبيهقي (2/ 414) والبغوي في "شرح السنة"(295) من طرق عن أبي الأحوص به.

قال الحاكم: صحيح"

وقال الحافظ: هذا حديث حسن"

2 -

إسرائيل بن يونس.

أخرجه أحمد (6/ 339) عن يحيى بن أبي بكير الكرماني ثنا إسرائيل عن سماك عن قابوس بن المخارق عن أم الفضل قالت: رأيت كأنّ في بيتي عضوا من أعضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فجزعت من ذلك، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال "خيرا، تلد فاطمة غلاما فتكفلينه بلبن ابنك قُثَم" قالت: فولدت حسنا فأعطيته فأرضعته حتى تحرك، أو فطمته، ثم

(1) قال الحافظ: ووقع في بعض الروايات قابوس بن أبي المخارق، والصواب الأول، أو لعل الراوي نسبه إلى جده" تخريج أحاديث المختصر 2/ 400

(2)

وعند الطبراني وأبي نعيم "الحسن".

ص: 2043

جئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسته في حجره فبال، فضربت بين كتفيه، فقال "ارفقي بابني رحمك الله أو أصلحك الله أوجعت ابني" قلت: يا رسول الله، اخلع إزارك والبس ثوبا غيره حتى أغسله. قال "إنّما يغسل بول الجارية، وينضح بول الغلام".

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(669) وأبو يعلى (7074)

عن أبي خيثمة زهير بن حرب

والبيهقي في "المعرفة"(3/ 375 - 376)

عن محمد بن إسحاق الصغاني

قالا: ثنا يحيى بن أبي بكير به.

واختلف فيه على إسرائيل، فرواه عبيد الله بن موسى عنه عن سماك عن قابوس مرسلا.

أخرجه ابن سعد (8/ 279)

وتابعه وكيع ثنا إسرائيل به.

أخرجه إسحاق في "مسنده"(2273)

والأول أصح.

3 -

شَريك بن عبد الله القاضي.

أخرجه ابن سعد (337) وأحمد (6/ 340) وابن أبي الدنيا في "العيال"(673) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 94) والطبراني في "لكبير"(2541) من طرق عن شريك عن سماك عن قابوس عن أم الفضل قالت: فذكرت الحديث بنحو حديث إسرائيل.

وفيه "ويصب على بول الغلام".

- ورواه عبد الملك بن الحسين أبو مالك الأشجعي (1) عن سماك عن قابوس عن أبيه عن أم الفضل.

فزاد فيه عن أبيه.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(25/ 26)

(1) هكذا هو في كتاب الطبراني "الأشجعي" وأظنه محرف من النخعي، وهو ضعيف للحديث كما قال الفلاس وغيره.

ص: 2044

وتابعه مِسعر بن كِدام عن سماك به.

أخرجه ابن المقرئ في "المعجم"(595)

- ورواه علي بن صالح الهمداني عن سماك عن قابوس عن أبيه قال: جاءت أم الفضل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: فذكر الحديث بنحو حديث إسرائيل. وجعله من مسند المخارق.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(3/ 5 و 25/ 25) وأبو نعيم في "الصحابة"(4570) والبيهقي (2/ 414 - 415) من طريق عثمان بن سعيد المُرّي ثنا علي بن صالح به.

واختلف فيه على علي بن صالح، فرواه معاوية بن هشام القصار عنه عن سماك عن قابوس قال: قالت أم الفضل.

ولم يذكر أباه.

أخرجه ابن ماجه (3923) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1989) والطبراني في "الكبير"(25/ 25 - 26)

- ورواه سفيان الثوري عن سماك عن قابوس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.

أخرجه عبد الرزاق (1487) ومسدد في "مسنده"(إتحاف الخيرة 721)

- ورواه حاتم بن أبي صغيرة عن سماك أنّ أم الفضل قالت. ولم يذكر قابوسا.

أخرجه ابن سعد (8/ 278 - 279)

وتابعه داود بن أبي هند عن سماك به.

أخرجه ابن عساكر (ترجمة الحسين بن علي ص 9 - 10)

وحديث أبي الأحوص ومن تابعه أصح.

وإسناده حسن إنْ كان قابوس بن المخارق سمع من أم الفضل لبابة بن الحارث فإنّه لم يذكر سماعا منها.

لكن قال الحافظ في "التهذيب": ذكره ابن يونس فيمن قدم مع محمد بن أبي بكر في خلافة عليّ فهو على هذا قديم لا يمتنع إدراكه لأم الفضل وحديثه عنها في صحيح ابن خزيمة"

الثاني: يرويه صالح أبو الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم الفضل قالت: أتيت

ص: 2045

النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إني رأيت في منامي في بيتي أو حجرتي عضوا من أعضائك

وذكرت الحديث.

أخرجه أحمد (6/ 339 - 340) عن عفان بن مسلم الصفار ثنا وهيب ثنا أيوب عن صالح أبي الخليل به.

وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات.

وهيب هو ابن خالد، وأيوب هو السَّخْتِيَاني، وصالح هو ابن أبي مريم الضُّبَعي البصري.

وعبد الله بن الحارث هو ابن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي، وروايته عن أم الفضل في صحيح مسلم.

الثالث: يرويه حماد بن سلمة أنا عطاء الخراساني عن لبابة أم الفضل أنّها كانت ترضع الحسن أو الحسين قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع في مكان مرشوش فوضعه على بطنه فبال على بطنه فرأيت البول يسيل على بطنه فقمت إلى قربة لأصبها عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أم الفضل إنّ بول الغلام يصب عليه الماء، وبول الجارية يغسل غسلا".

أخرجه أحمد (6/ 339) عن عفان بن مسلم وبهز بن أسد البصري قالا: ثنا حماد بن سلمة به.

قال عفان: ثنا حماد قال: قال حميد: كان عطاء يرويه عن أبي عياض عن لبابة.

أخرجه أحمد (6/ 339) والبيهقي (2/ 415)

وأبو عياض لم أعرفه ويحتمل أنْ يكون هو عمرو بن الأسود العنسي والله تعالى أعلم.

الرابع: يرويه عطاء بن عجلان عن عكرمة عن ابن عباس عن أم الفضل قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أرضع الحسين بن علي بلبن ابن كان يقال له قُثَم، قالت: فتناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فناولته إياه، فبال عليه، قالت: فأهويت بيدي إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تزرمي ابني" قالت: فرشه بالماء.

قال ابن عباس: بول الغلام الذي لم يأكل يرش، وبول الجارية يغسل.

أخرجه الحاكم (3/ 180) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي ثنا إسماعيل بن عياش ثنا عطاء بن عجلان به.

ص: 2046

وقال: إسماعيل بن عياش وعطاء بن عجلان لم يخرجاهما"

قلت: وعطاء بن عجلان قال ابن معين وغيره: كذاب، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.

الخامس: يرويه الأوزاعي عن أبي عمار عن أم الفضل أنّها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني رأيت في المنام حُلما منكرا، فقال "وما هو؟ " قالت: أصلحك الله إنه شديد، قال "فما هو؟ " قالت: رأيت كأن بَضْعة من جسدك قطعت ثم وضعت في حجري، فقال "خيرا رأيت، تلد فاطمة إنْ شاء الله غلاما يكون في حجرك" فولدت فاطمة حسنا، فكان في حجرها، فدخلت به على النبي صلى الله عليه وسلم فوضعته فبال عليه، فذهبت أتناوله، فقال "دعي ابني فإنّ ابني ليس بنجس" ثم دعا بماء فصبه عليه.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(25/ 27) عن أبي زيد أحمد بن يزيد الحوطي ثنا محمد بن مصعب القَرْقَساني ثنا الأوزاعي به.

وإسناده ضعيف لضعف القرقساني، وأبو عمار هو شداد بن عبد الله القرشي.

السادس: يرويه قتادة عن محمد بن علي أبي جعفر عن أم الفضل أنّها أتت النبي صلى الله عليه وسلم بالحسين بن علي فوضعته في حجره فبال، قالت: فذهبت لآخذه فقال "لا تزرمي ابني، فإنّ بول الغلام ينضح أو يرش، وبول الجارية يغسل"

أخرجه ابن سعد (338) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة به (1).

ومحمد بن علي لم يدرك أم الفضل.

وأما حديث علي فأخرجه أحمد (1/ 97) وابنه (1/ 137) وأبو داود (378) وابن ماجه (525) والترمذي (610) وفي "العلل"(1/ 141) وابن أبي الدنيا في "العيال"(670) والبزار (717) وأبو يعلى (307) وابن خزيمة (284) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(569) وابن المنذر في "الأوسط"(2/ 144) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 92) وابن حبان (1375) والدارقطني (1/ 129) والحاكم (1/ 165 - 166) والبيهقي (2/ 415) وفي "معرفة السنن"(3/ 377) وفي "الصغرى"(191) والبغوي في "شرح السنة"(296) والمزي في "التهذيب"(33/ 232 - 233) والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 397)

(1) ورواه عبدة بن سليمان الكلابي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي جعفر مرسلا.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 121)

ص: 2047

عن معاذ بن هشام الدَّسْتُوَائي

وأحمد (1/ 76 و 137) وابنه (1/ 137) والدارقطني (1/ 129)

عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري

كلاهما عن هشام الدستوائي عن قتادة عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن أبيه عن عليّ أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال في بول الرضيع (1)"ينضح (2) بول الغلام، ويغسل بول الجارية"

واختلف فيه على هشام الدستوائي، فرواه مسلم بن إبراهيم الأزدي عنه عن قتادة عن ابن أبي الأسود عن أبيه مرسلا، ولم يذكر عليا.

أخرجه البيهقي (2/ 415)

والأول أصح.

- ورواه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة واختلف عنه:

• فرواه يحيى بن سعيد القطان عن سعيد عن قتادة عن أبي حرب عن أبيه عن علي قوله وزاد "ما لم يطعم"

أخرجه مسدد (إتحاف الخيرة 720) وأبو داود (377) وابن المنذر في "الأوسط"(2/ 143) والبيهقي (2/ 415) وفي "معرفة السنن"(3/ 376)

• ورواه عبدة بن سليمان الكلابي عن سعيد عن قتادة عن أبي حرب عن علي قوله، ولم يذكر عن أبيه.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 121)

وتابعه عثمان بن مطر عن سعيد به.

أخرجه عبد الرزاق (1488)

وحديث هشام الدستوائي أصح.

قال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: شعبة لا يرفعه، وهشام الدستوائي حافظ" العلل 1/ 142

يشير إلى تقوية حديث الدستوائي.

(1) وفي لفظ "المرضع" وهو لابن خزيمة.

(2)

وفي لفظ "يرش" وهو لابن أبي الدنيا.

ص: 2048

وقال الترمذي أيضاً: هذا حديث حسن صحيح"

وقال البيهقي في "المعرفة": هذا حديث وقفه سعيد بن أبي عروبة، ورفعه هشام الدستوائي وهو حافظ ثقة.

قال: رفع الحديث أقوى من وقفه، لزيادة حفظ هشام الدستوائي على سعيد بن أبي عروبة"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح فإنّ أبا الأسود الديلي سمع من علي، وهو على شرطهما صحيح ولم يخرجاه"

وقال الحافظ: إسناده صحيح إلا أنّه اختلف في رفعه ووقفه وفي وصله وإرساله، وقد رجح البخاري صحته وكذا الدارقطني" التلخيص 1/ 38

وقال في "الفتح"(1/ 338): وإسناده صحيح، ورواه سعيد عن قتادة فوقفه، وليس ذلك بعلة قادحة"

وقال في "تخريج أحاديث المختصر": هذا حديث حسن"

وقال الألباني: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم"

قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا، ولم يخرج مسلم رواية قتادة عن أبي حرب، وإنما أخرج رواية داود بن أبي هند عن أبي حرب فقط.

وأما حديث أبو السمح فأخرجه البخاري في "الكنى"(ص 41) وأبو داود (376) وابن ماجه (526) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(469 و2637) والبزار كما في "لتلخيص"(1/ 37) والنسائي في "الصغرى"(1/ 129) وفي "الكبرى"(293) والدولابي في "الكنى"(1/ 37) وابن خزيمة (283) والطبراني في "الكبير"(22/ 384 - 385) والدارقطني (1/ 130) والحاكم (1/ 166) وأبو نعيم في "الصحابة"(6840) والبيهقي (2/ 415) وفي "معرفة السنن"(3/ 376) وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 156) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 401 - 402) من طرق عن عبد الرحمن بن مهدي ثنا يحيى بن الوليد ثنا مُحِل بن خليفة الطائي ثني أبو السمح قال: كنت خادم (1) النبي صلى الله عليه وسلم (2) وجيء

(1) وفي لفظ "أخدم" وهو لأبي داود والدارقطني وابن أبي عاصم والطبراني والبخاري.

(2)

زاد أبو داود ونحوه للطبراني والبخاري "فكان إذا أراد أن يغتسل قال "ولني قفاك" فأوليه قفاي فأستره به"

وعند الدارقطني وابن أبي عاصم والدولابي "فأوليه قفاي، وانشر الثوب، يعني فأستره" ونحوه للبخاري.

ص: 2049

بالحسن أو الحسين فبال على صدره، فأرادوا أنْ يغسلوه (1)، فقال "رشوه رشاً (2) فإنّه يغسل بول الجارية، ويرش بول الغلام"

واللفظ لابن خزيمة والحاكم.

قال البخاري: حديث حسن" التلخيص 1/ 38

وقال البزار: لا يعلم حديث أبي السمح عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الحديث، وليس له إسناد إلا هذا، ولا نحفظه إلا من حديث عبد الرحمن بن مهدي"

وقال الحاكم: صحيح"

وقال الحافظ: هذا حديث صحيح" تخريج أحاديث المختصر

قلت: الحديث إسناده حسن رواته ثقات غير يحيى بن الوليد الطائي وهو صدوق.

وقد ذكر ابن عبد البر هذا الحديث في "التمهيد"(9/ 111 و 112) وقال: وهو حديث لا تقوم به حجة، والمحل ضعيف"

فتعقبه الحافظ في "التهذيب"(10/ 60) فقال: ولم يتابع ابن عبد البر على ذلك"

وهو كما قال، فقد وثق المحل ابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن حبان والدارقطني وغيرهم، واحتج به البخاري.

وأما حديث زينب بنت جحش فأخرجه عبد الرزاق (1491)

عن حسين بن مهران الكوفي

وأبو يعلى (المطالب 11)

عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني

وابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 11) والطبراني في "الكبير"(24/ 57)

عن عبد الله بن إدريس الأودي (3)

(1) وفي لفظ "فدعا بماء فرشه عليه" وهو للدارقطني وابن أبي عاصم والبخاري.

ولفظ الطبراني "فجئت أغسله"

(2)

وفي لفظ "رشه فإنه يغسل

" وهو لابن ماجه.

(3)

رواه أبو سعيد الأشج في "حديثه"(153) عن عبد الله بن إدريس فقال: عن ليث عن حدمر مولى لزينب عن زينب.

ص: 2050

ثلاثتهم عن ليث بن أبي سليم عن حدمر مولى لبني عبس عن مولى لزينب بنت جحش يقال له أبو القاسم عن زينب بنت جحش قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نائما في بيتي، فجاء حسين بن علي يدرج فخشيت أنْ يوقظه فعلّلته بشيء، ثم غفلت عنه، فقعد على بطن النبي صلى الله عليه وسلم فوضع طرف ذكره في سرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبال فيها، ففزعت لذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "هاتي ماءً" فصبه عليه، ثم قال "ينضح بول الغلام، ويغسل بول الجارية"

واللفظ لعبد الرزاق

واختلف فيه على ليث بن أبي سليم، فرواه عبد السلام بن حرب الكوفي عنه عن أبي القاسم مولى زينب عن زينب.

ولم يذكر حدمرا.

أخرجه الطبراني (24/ 54)

وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، وحدمر قال الذهبي في "الميزان": ليس بالمقنع.

وقال البوصيري: رواه ابن أبي شيبة وأبو يعلى، ومدار الإسناد على ليث بن أبي سليم وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 1/ 206

وقال الحافظ: وهو صحيح" المطالب 1/ 57

يعني لشواهده.

وأما حديث أم كرز فأخرجه أحمد (6/ 464) عن أبي بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي ثنا أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب عن أم كرز قالت: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بغلام فبال عليه فأمر به فنضح، وأتي بجارية فبالت عليه فأمر به فغسل.

وأخرجه ابن ماجه (527) عن محمد بن بشار عن أبي بكر الحنفي بهذا الإسناد بلفظ "بول الغلام ينضح، وبول الجارية يغسل".

قال البوصيري: هذا إسناد منقطع، عمرو بن شعيب لم يسمع من أم كرز" مصباح الزجاجة 1/ 76

وقال الحافظ: وفيه انقطاع، وقد اختلف فيه على عمرو بن شعيب فقيل: عنه عن أبيه عن جده كالجادة، أخرجه الطبراني في "الأوسط" التلخيص 1/ 38

ص: 2051

وأما حديث أم سلمة فله عنها طريقان:

الأول: يرويه الحسن البصري عن أمه عن أم سلمة واختلف عنه:

- فقال إسماعيل بن مسلم المكي: عن الحسن عن أمه عن أم سلمة مرفوعا "يصب على بول الغلام الماء، ويغسل بول الجارية"

أخرجه أبو يعلى (6921) عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني ثنا إسماعيل بن عياش ثنا إسماعيل بن مسلم به.

وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن إسماعيل بن مسلم به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2763)

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الحسن عن أمه إلا إسماعيل، تفرد به عبد الرحيم"

كذا قال.

وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف" المجمع 1/ 285

- ورواه مبارك بن فَضالة عن الحسن واختلف عنه:

• فقال حوثرة بن أشرس: ثنا مبارك بن فضالة عن الحسن عن أم سلمة مرفوعا "بول الغلام يصب عليه الماء صبّا ما لم يطعم، وبول الجارية يغسل غسلا طعمت أو لم تطعم"

أخرجه أبو يعلى (6923) عن حوثرة بن أشرس به (1).

• ورواه علي بن الجَعْد الجوهري عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن أمه عن أم سلمة موقوفاً.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3311) عن علي بن الجعد به.

ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(9/ 111)

ومبارك مدلس وقد عنعن.

(1) هكذا وقع هذا الحديث في مسند أبي يعلى: عن الحسن عن أم سلمة مرفوعا.

ووقع عند الحافظ في "المطالب العالية"(13/ 2) عن الحسن عن أمه عن أم سلمة موقوفا.

وهكذا هو في "مختصر الإتحاف"(1/ 207) موقوفا.

ولعله الصواب.

ص: 2052

- وقال الفضل بن دَلْهَم القصاب: عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت: يغسل بول الجارية، وينضح بول الغلام.

موقوف.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 121) عن وكيع عن الفضل بن دلهم به.

والفضل بن دلهم مختلف فيه.

- ورواه يونس بن عبيد عن الحسن عن أمه عن أم سلمة من فعلها.

فقال أبو داود (379): ثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج ثنا عبد الوارث عن يونس عن الحسن عن أمه أنها أبصرت أم سلمة تصب الماء على بول الغلام ما لم يطعم، فإذا طعم غسلته، وكانت تغسل بول الجارية.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 416)

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(2/ 143) من طريق إسماعيل بن عُلية عن يونس بن عبيد به.

وهذا أصح.

قال البيهقي: وهذا الحديث صحيح عن أم سلمة من فعلها"

وقال الحافظ: أخرجه أبو داود بسند صحيح تخريج أحاديث المختصر 2/ 403

الثاني: يرويه الفضيل بن سليمان النميري ثنا كثير بن قَارَوَنْدا أنبأ عبد الله بن حزم عن معاذة بنت حبيش عن أم سلمة أن رسول صلى الله عليه وسلم كان جالسا وفي حجره حسن أو حسين أو أحدهما فبال الصبي، قالت: فقمت، فقلت: أغسل الثوب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بول الغلام ينضح، وبول الجارية يغسل"

أخرجه البيهقي (2/ 415)

قال الحافظ: سنده ضعيف" تخريج أحاديث المختصر 2/ 403

قلت: الفضيل بن سليمان قال ابن معين: ليس بثقة، وكثير بن قاروندا وثقه ابن حبان، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله.

وأما حديث المرأة التي لم تسم فأخرجه أحمد بن منيع (المطالب 12 - إتحاف الخيرة 724) عن إسماعيل بن علية ثنا عمارة بن أبي حفصة عن أبي مِجْلَز عن حسن بن

ص: 2053

علي أو أنّ (1) حسين بن علي قال: حدثتنا امرأة من أهلي قالت: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقيا على ظهره، ويلاعب صبيا على صدره، إذ بال، فقامت لتأخذه وتضربه، فقال "دعيه، ائتوني بكُوز من ماء" فنضح الماء على البول حتى تفايض الماء على البول، فقال صلى الله عليه وسلم "هكذا يصنع بالبول ينضح من الذكر، ويغسل من الأنثى"

قال البوصيري: ورجال إسناده ثقات" مختصر الإتحاف 1/ 206

وقال الحافظ: رجاله ثقات" تخريج أحاديث المختصر 2/ 403

1434 -

"إنّما يفعل ذلك الذين لا يعلمون"

قال الحافظ: وأما حديث عليّ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، أخرجه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان" (2)

له عن علي طريقان:

الأول: يرويه يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه:

- فقال الليث بن سعد: عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مَرثد بن عبد الله اليَزَني عن عبد الله بن زُرَير الغافقي عن علي أنه قال: أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة، فقلنا: يا رسول الله، لو أنا أنزينا الحمر على خيلنا فجاءتنا بمثل هذه، فقال صلى الله عليه وسلم "إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون"

أخرجه أحمد (1/ 100) واللفظ له

عن هاشم بن القاسم البغدادي

وأبو داود (2565) والنسائي (6/ 186) وفي "الكبرى"(4421)

عن قتيبة بن سعيد البلخي

والطحاوي في "المشكل"(214) وفي "شرح المعاني"(3/ 271)

عن شعيب بن الليث بن سعد

والطحاوي في "المشكل"(215)

عن عبد الله بن صالح المصري

(1) في "إتحاف الخيرة": ابن.

(2)

6/ 415 (كتاب الجهاد- باب بغلة النبي صلى الله عليه وسلم البيضاء)

ص: 2054

والبيهقي (10/ 22 - 23)

عن شبابة بن سَوَّار الفزاري

كلهم عن الليث بن سعد به.

• ورواه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عن الليث بن سعد واختلف عنه

فقال أبو خليفة الفضل بن الحباب: ثنا أبو الوليد ثنا الليث بن سعد ثنا يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن زرير عن علي.

أخرجه ابن حبان (4682)

وتابعه.

1 -

يزيد بن سنان القزاز ثنا أبو الوليد به.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(215)

2 -

محمد بن معمر البحراني.

أخرجه البزار (889)

وقال شعيب بن أيوب الصَّرِيفيني: ثنا أبو الوليد ثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد العزيز بن أبي الصعبة عن أبي أفلح الهمداني عن عبد الله بن زرير عن علي.

أخرجه البيهقي (10/ 23)

وقال ابن لَهيعة: ثنا يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن زرير عن علي.

أخرجه أحمد (1/ 158) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم ثنا ابن لهيعة به.

وابن لهيعة فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات.

- وقال محمد بن إسحاق المدني: عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد العزيز بن أبي الصعبة عن أبي أفلح الهمداني عن عبد الله بن زرير عن علي.

أخرجه البيهقي (10/ 23) من طريق علي بن المديني ثنا عبد الأعلى ثنا ابن إسحاق به.

وابن إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من يزيد بن أبي حبيب.

وحديث هاشم بن القاسم ومن تابعه عن الليث أصح، ويحتمل أنْ يكون ليزيد بن أبي حبيب فيه إسنادان والله أعلم.

ص: 2055

والأسناد الأول صحيح، والإسناد الثاني حسن.

الثاني: يرويه عثمان بن أبي زرعة المغيرة الثقفي عن سالم بن أبي الجَعْد واختلف عنه:

- فقال سفيان الثوري: عن عثمان عن سالم عن علي قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزى حمارا على فرس"

أخرجه أحمد (1/ 95 و 132) عن وكيع ثنا سفيان به.

وتابعه قيس بن الربيع عن عثمان به.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(213)

وإسناده منقطع، قال أبو زرعة: سالم بن أبي الجعد عن علي مرسل.

- وقال شَريك بن عبد الله القاضي: عن عثمان عن سالم عن عليّ بن علقمة عن عليّ قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: أنُنْزِي الحمار على الفرس؟ قال "إنّما يفعل ذلك الذين لا يعلمون"

أخرجه الطيالسي (ص 23) عن شريك به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 23)

وأخرجه أحمد (1/ 98) والبزار (669) والطحاوي في "المشكل"(212) وابن عدي (5/ 1847) والبيهقي (10/ 23) من طرق عن شريك به.

ورواه أبو غسان مالك بن إسماعيل الكوفي عن شريك فقال فيه: عن علقمة عن علي.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(211) وفي "شرح المعاني"(3/ 271)

والأول أصح، وعلي بن علقمة هو الأنماري الكوفي قال ابن المديني: لم يَرو عنه غير سالم بن أبي الجعد، وقال البخاري: في حديثه نظر، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال ابن عدي: لا أرى بحديثه بأسا، واختلف فيه قول ابن حبان، فذكره في "الثقات"، وذكره في "المجروحين" وقال: منكر الحديث ينفرد عن علي بما لا يشبه حديثه فلا أدري سمع منه سماعا أو أخذ ما يروى عنه عن غيره.

وللحديث شاهد عن دِحية بن خليفة الكلبي قال: يا رسول الله، ألا نُنْزِي لك حمارا على فرس فتنتج لك بغلة تركبها؟ فقال "إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4993) عن القاسم بن عباد الخطابي ثنا هاشم بن الوليد الهروي ثنا وكيع بن الجراح عن عمر بن حسيل بن حذيفة بن اليمان قال: سمعت الشعبي يقول: قال دحية: فذكره.

ص: 2056

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن دحية إلا الشعبي ولا عن الشعبي إلا عمر بن حسيل، تفرد به وكيع"

قلت: تابعه محمد بن عبيد الطنافسي ثنا عمر من آل حذيفة عن الشعبي عن دحية به.

أخرجه أحمد (4/ 311) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(641)

قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح خلا عمر بن حسيل من آل حذيفة ووثقه ابن حبان" 5/ 265

قلت: وقال وكيع: كان ثبتا، وقال البخاري: روى عن الشعبي مرسل، وقال ابن أبي حاتم: روى عن الشعبي حديثا مرسلا أنّ دحية قال: فذكر الحديث.

1435 -

عن أبي اليَسَر بن عمرو أَنَّه أتته امرأة، وزوجها قد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث، فقالت له: بِعْني تمرا بدرهم، قال: فقلت لها وأعجبتني: إنّ في البيت تمرا أطيب من هذا، فانطلق بها معه فَغمزها وقبلها ثم فرغ فخرج فلقي أبا بكر فأخبره، فقال: تب ولا تعد، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، الحديث، وفي روايته أنَّه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم العصر فنزلت (1).

قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي والبزار من طريق موسى بن طلحة عن أبي اليسر بن عمرو: فذكره، وفي رواية ابن مردويه من طريق ابن بُريدة عن أبيه: جاءت امرأة من الأنصار إلى رجل يبيع التمر بالمدينة، وكانت حسناء جميلة، فلما نظر إليها أعجبته، فذكر نحوه.

وقال: وفي حديث أبي اليسر: فقال إنسان: يا رسول الله له خاصة؟

وللدارقطني مثله من حديث معاذ" (2)

حديث أبي اليسر أخرجه الترمذي (3115) وابن نصر في "الصلاة"(79) والطبري في "تفسيره"(12/ 137) والهيثم بن كليب (1530) والطبراني في "الكبير"(19/ 165)

عن قيس بن الربيع

والبزار (2300) والنسائي في "الكبرى"(7327 و 11248) وابن نصر في "الصلاة"(80) والخطيب في "التاريخ"(4/ 76) وفي "الأسماء المبهمة"(ص 439) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 153 - 154) وابن بشكوال في "الغوامض"(280)

(1) يعني قوله تعالى "قم الصلاة طرفي النهار" الآية

(2)

9/ 426 و 427 (كتاب التفسير: سورة هود- باب قوله {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} [هود: 114])

ص: 2057

عن شَريك بن عبد الله القاضي

كلاهما عن عثمان بن عبد الله بن مَوْهَب عن موسى بن طلحة عن أبي اليسر قال: أتتني امرأة تبتاع مني تمرا، فقلت: إنّ في البيت تمرا أطيب منه، فدخلت معي البيت، فأهويت إليها فغمزتها وقبلتها، فأسقط في يدي فأتيت أبا بكر فذكرت ذلك له، فقال: استر على نفسك ولا تخبر أحدا، فلم أصبر فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال "أخلفت غازيا في أهله بمثل هذا" حتى تمنيت أني لم كن أسلمت إلا تلك الساعة، حتى ظننت أني من أهل النار، فأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا، ثم أوحى الله إليه {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} [هود: 114] إلى آخر الآية. قال أبو اليسر: فأتيته فقرأها عليّ، فقال أصحابه: يا رسول الله، أله خاصة أو للناس عامة؟ قال "بل للناس عامة"

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقيس بن الربيع ضعفه وكيع وغيره، وأبو اليسر هو كعب بن عمرو"

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم يُروى بهذا اللفظ إلا عن أبي اليسر، ولا نعلم رواه عن أبي اليسر إلا موسى بن طلحة، ولا عن موسى إلا عثمان بن عبد الله بن موهب، ورواه عن عثمان شريك وقيس. فذكرنا حديث شريك لأنّه كان أجل من قيس، واقتصرنا عليه"

قلت: قيس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وشريك مختلف فيه كذلك، وموسى بن طلحة لم يذكر سماعا من أبي اليسر فلا أدري أسمع منه أم لا فإني لم أر من صرّح بسماعه منه.

وحديث بريدة أخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور"(4/ 483)

ولفظه: قال: جاءت امرأة من الأنصار إلى رجل يبيع التمر بالمدينة وكانت امرأة حسناء جميلة، فلما نظر إليها أعجبته وقال: ما أرى عندي ما أرضى لك ها هنا، ولكن في البيت حاجتك، فانطلقت معه حتى إذا دخلت راودها على نفسها فأبت، وجعلت تناشده فأصاب منها من غير أنْ يكون أفضى إليها، فانطلق الرجل وندم على ما صنع حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره، فقال "ما حملك على ذلك؟ " قال: الشيطان، فقال له "صل معنا" ونزل {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} [هود: 114] يقول: صلاة الغداة والظهر والعصر {وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} [هود: 114] المغرب والعشاء {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] فقال الناس: يا رسول الله، لهذا خاصة أم للناس عامة؟ قال "بل هي للناس عامة"

ص: 2058

وحديث معاذ يرويه عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى واختلف عن عبد الملك:

- فقال زائدة بن قدامة الكوفي: عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله أرأيت رجلاً لقي امرأة وليس بينهما معرفة فليس يأتي الرجل شيئاً إلى امرأته إلا قد أتى هو إليها إلا أنه لم يجامعها، قال: فأنزل الله {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] فأمره أنْ يتوضأ ويصلي، قال معاذ: فقلت: يا رسول الله، أهي له خاصة أم للمؤمنين عامة؟ قال "بل للمؤمنين عامة"

أخرجه أحمد (5/ 244) وعبد بن حميد (110) والترمذي (3113) وابن نصر في "الصلاة"(78) والطبري (12/ 136) والطبراني في "الكبير"(20/ 136 - 137)

وتابعه جرير بن عبد الحميد الرازي عن عبد الملك بن عمير به.

أخرجه ابن نصر في "الصلاة"(77) والطبري (12/ 136) والطبراني (20/ 137) والدراقطني (1/ 134) والحاكم (1/ 135) والبيهقي (1/ 125) وفي "الخلافيات"(434) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 154)

قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بمتصل. عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، ومعاذ مات في خلافة عمر، وقُتل عمر وعبد الرحمن بن أبي ليلى غلام صغير ابن ست سنين"

وقال البيهقي: فيه ارسال، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك معاذ بن جبل"

وقال الدارقطني: صحيح"

كذا قال، وقد قال في "العلل" (6/ 61): سماع عبد الرحمن بن أبي ليلى من معاذ فيه نظر؛ لأنّ معاذا قديم الوفاة، مات في طاعون عمواس وله نيف وثلاثون سنة"

- ورواه شعبة عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلا، ولم يذكر معاذا.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف 8/ 409) والطبري (12/ 136) من طرق عن شعبة به.

1436 -

عن أبي سلمة قال: حدثني الأقرع بن حابس أنَّه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، اخرج إلينا، فنزلت {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} [الحجرات: 4] الآية.

قال الحافظ: وقد أخرجه الطبري والبغوي وابن أبي عاصم في كتبهم في الصحابة من

ص: 2059

طريق موسى بن عقبة عن أبي سلمة قال: فذكره، الحديث وسياقه لابن جرير. قال ابن منده: الصحيح عن أبي سلمة أنْ الأقرع مرسل، وكذا أخرجه أحمد على الوجهين" (1)

انظر حديث "ذاك الله تبارك وتعالى" في حرف الذال.

1437 -

عن زياد بن حصين عن أبيه أنَّه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده على ذُؤَابَتِه وسَمَّت عليه ودعا له"

قال الحافظ: وأخرج النسائي بسند صحيح عن زياد بن حصين عن أبيه: فذكره" (2)

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 1) والنسائي (8/ 116) وفي "الكبرى"(9331) والطبراني في "الكبير"(3558 و 3559) وأبو نعيم في "الصحابة"(2205) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 24) والمزي في "التهذيب"(9/ 454 - 455) من طرق عن غسان بن الأغر بن حصين النهشلي قال: حدثني عمي زياد بن الحصين النهشلي عن أبيه حصين بن أوس (3) أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "ادن مني" فدنا منه، فوضع يده على ذؤابته، ثم أجرى يده وسَمَّت عليه ودعا له.

اللفظ للنسائي

وفي لفظ: قال: قدمت المدينة بإبل فقلت: يا رسول الله، مُر أهل الوادي أنْ يعينوني ويحسنوا مخالطتي، فأمرهم فأعانوه وأحسنوا مخالطته، ثم دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح وجهه ودعا له.

غسان بن الأغر ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري في "الكبير" وغير واحد ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلا، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

وزياد بن الحصين وثقه النسائي وغيره.

وأخرجه البزار (كشف 1273) عن عبد الله بن معاوية الجُمَحي ثنا نعيم بن حصين السدوسي ثني عمي عن جدي قال: أتيت المدينة ومعي إبل لي، والنبي صلى الله عليه وسلم بها، فقلت: يا رسول الله، مُر أهل الغائط أنْ يحسنوا مخالطتي وأنْ يعينوني، فقاموا معي، فلما بعت إبلي، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي "ادنه" فمسح يده على ناصيتي، ودعا لي ثلاث مرات.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3560) و"الأوسط"(7961) عن موسى بن هارون البزاز ثنا عبد الله بن معاوية الجمحي به.

(1) 10/ 215 (كتاب التفسير: سورة الحجرات- باب {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} [الحجرات: 4])

(2)

12/ 488 (كتاب اللباس- باب القزع)

(3)

وفي الرواية الثانية للطبراني: ابن قيس.

ص: 2060

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن نعيم بن حصين إلا عبد الله بن معاوية. وهو نعيم بن فلان بن حصين، وجده حصين السدوسي"

وقال الهيثمي: وفي إسناده جماعة لم أجد من ترجمهم" المجمع 4/ 83

قلت: موسى بن هارون مترجم في "تاريخ بغداد" وغيره، قال الذهبي في "السير": الإِمام الحافظ الكبير الحجة الناقد، محدث العراق.

وعبد الله بن معاوية مترجم في "التهذيب" وثقه ابن حبان وغيره.

ونعيم ومن فوقه لم أر من ترجمهم.

قال الحافظ في "التهذيب": ذكر المزي في "الأطراف" حديث حصين بن أوس رُوي من طريق نعيم بن حصين السدوسي عن عمه عن جده، والسدوسي لا يجتمع مع النهشلي فيغلب على الظن أنه غيره وقد أوضحت ذلك في كتاب الصحابة"

وقال في كتاب الصحابة: ويحتمل أنْ يكون هذا آخر لاختلاف النسبتين والمخرجين، والاختلاف في تسمية أبيه"

1438 -

عن طلحة أَنَّه أُهدي له لحم طير وهو مُحرم فَوَفَّقَ من أكله، وقال: أكلناه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1197) " (1)

قلت: أخرجه من طريق معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي عن أبيه قال: كنا مع طلحة بن عبيد الله ونحن حرم، فأُهدي له طير وطلحة راقد، فمنا من أكل، ومنا من تورع، فلما استيقظ طلحة وَفَّقَ من أكله، وقال: أكلناه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

1439 -

عن عليّ أَنَّه جمع بين الحج والعمرة فطاف لهما طوافين وسعى لهما سعيين، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل.

قال الحافظ: واحتج الحنفية بما روي عن عليّ: فذكره، وطرقه عن عليّ عند عبد الرزاق والدارقطني وغيرهما ضعيفة، وكذا أخرج من حديث ابن مسعود بإسناد ضعيف نحوه، وأخرج من حديث ابن عمر نحو ذلك، وفيه الحسن بن عُمارة وهو متروك. والمخرج في "الصحيحين" وفي "السنن" عنه من طرق كثيرة الاكتفاء بطواف واحد، وقال

(1) 4/ 405 (كتاب الحج- أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب إذا أهدي للمحرم حمارا وحشيا حيا لم يقبل)

ص: 2061

البيهقي: إنْ ثبتت الرواية أنّه طاف طوافين فيحمل على طواف القدوم وطواف الإفاضة، وأما السعي مرتين فلم يثبت. وقال ابن حزم: لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه في ذلك شيء أصلا.

قلت: لكن روى الطحاوي وغيره موقوفاً عن علي وابن مسعود بأسانيد لا بأس بها إذا اجتمعت، ولم أر في الباب أصح من حديثي ابن عمر وعائشة المذكورين في هذا الباب" (1)

روي من حديث عليّ ومن حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عمر ومن حديث عمران بن حَصين

فأما حديث علي فله عنه طرق:

الأول: يرويه حماد بن عبد الرحمن الأنصاري عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية قال: طفت مع أبي وقد جمع بين الحج والعمرة، فطاف لهما طوافين، وسعى لهما سعيين، وحدثني أنّ عليا فعل ذلك، وقد حدّثه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك.

أخرجه النسائي في "مسند علي"(نصب الراية 3/ 110 - تهذيب الكمال 7/ 279 - 280) من طريق إسرائيل بن يونس عن حماد بن عبد الرحمن به.

قال ابن عبد الهادي في "التنقيح": وحماد هذا ضعفه الأزدي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، قال بعض الحفاظ: هو مجهول، والحديث من أجله لا يصح" نصب الراية

قلت: ولم يذكر ابن حبان عنه راويا إلا إسرائيل، وكذلك البخاري وابن أبي حاتم فهو مجهول.

الثاني: يرويه الحكم بن عُتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قرن، فطاف بطوافين، وسعى سعيين.

أخرجه العقيلي (1/ 238) عن عبد الله بن محمد بن صالح السمرقندي ثنا يحيى بن الحكم المقوم قال: قلت لأبي داود الطيالسي: إن محمد بن الحسن صاحب الرأي حدثنا عن الحسن بن عُمَارة عن الحكم به.

فقال أبو داود وجمع يده إلى نحره،: مِنْ هذا كان شعبة يشق بطنه من الحسن بن عمارة.

(1) 4/ 240 (كتاب الحج- باب طواف القارن)

ص: 2062

قلت: والحسن بن عمارة قال أبو حاتم وجماعة: متروك الحديث.

ولم ينفرد محمد بن الحسن به بل تابعه إسحاق الأزرق عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي أنه طاف لهما طوافين وسعى لهما سعيين، وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع.

أخرجه الدارقطني (2/ 263)

وقال: الحسن بن عمارة متروك الحديث"

وخالفه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى فرواه عن الحكم وقال فيه "فطاف لهما طواف واحد"

أخرجه الدارقطني (2/ 263) من طريق حفص بن أبي داود عن محمد بن عبد الرحمن به.

وقال: حفص بن أبي داود ضعيف، وابن أبي ليلى رديء الحفظ، كثير الوهم"

الثالث: يرويه عباد بن يعقوب ثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي ثني أبي عن أبيه عن جده عن عليّ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قارنا، فطاف طوافين، وسعى سعيين.

أخرجه الدارقطني (2/ 263)

وقال: عيسى بن عبد الله يقال له مبارك وهو متروك الحديث"

وقال البيهقي: وقد روي بأسانيد ضعاف عن علي موقوفاً ومرفوعا قد ذكرته في "الخلافيات" ومدار ذلك على الحسن بن عمارة وحفص بن أبي داود وعيسى بن عبد الله وحماد بن عبد الرحمن وكلهم ضعيف لا يحتج بشيء مما رووه من ذلك" السنن الكبرى 5/ 108 - 109

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الدارقطني (2/ 264) من طريق عبد العزيز بن أبان ثنا أبو بُردة عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال: طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرته وحجته طوافين وسعى سعيين، وأبو بكر وعمر وعلي وابن مسعود.

وقال: أبو بردة هذا هو عمرو بن يزيد ضعيف، ومن دونه في الإسناد ضعفاء"

وأما حديث ابن عمر فأخرجه الدارقطني (2/ 258) من طريق عبد الله بن بزيع عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عمر أنه جمع بين حجته وعمرته معا، وقال: سبيلهما واحد، قال: فطاف لهما طوافين، وسعى لهما سعيين، وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع كما صنعت.

ص: 2063

وقال: لم يروه عن الحكم غير الحسن بن عمارة وهو متروك الحديث"

وأما حديث عمران بن حصين فأخرجه الدارقطني (2/ 264) عن أبي محمد يحيى بن محمد بن صاعد ثنا محمد بن يحيى الأزدي ثنا عبد الله بن داود عن شعبة عن حميد بن هلال عن مُطَرِّف عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف طوافين وسعى سعيين.

وقال: قال لنا ابن صاعد: خالف محمد بن يحيى غيره في هذه الرواية"

قال الدارقطني: يقال إنّ محمد بن يحيى الأزدي حدّث بهذا من حفظه فوهم في متنه، والصواب بهذا الإسناد أن النبي صلى الله عليه وسلم قرن الحج والعمرة، وليس فيه ذكر الطواف ولا السعي.

وقد حدّث به محمد بن يحيى الأزدي على الصواب مرارا، ويقال إنّه رجع عن ذكر الطواف والسعي إلى الصواب، والله أعلم.

ثم أخرجه عن محمد بن إبراهيم بن نيروز ثنا محمد بن يحيى الأزدي ثنا عبد الله بن داود ثنا شعبة عن حميد بن هلال عن مطرف عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرن.

وكذلك حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد الوكيل ومحمد بن مخلد قالا: ثنا القاسم بن محمد بن عباد بن المهلبي ثنا عبد الله بن داود ثنا شعبة بهذا الإسناد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قرن.

1440 -

عن عويمر بن أشقر أنَّه ذبح أضحيته قبل أن يغدو يوم الأضحى، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد أضحية أخرى.

قال الحافظ: وفي صحيح ابن حبان وابن ماجه من طريق عباد بن تميم عن عويمر بن أشقر: فذكره" (1)

يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن يحيى بن سعيد أخبرني عباد بن تميم عن عويمر بن أشقر (2) به، منهم:

1 -

يزيد بن هارون.

أخرجه أحمد بن حنبل (3/ 454 و 4/ 341) وأحمد بن منيع في "مسنده"(مصباح الزجاجة 3/ 228) وأبو نعيم في "الصحابة"(5295) والمزي (22/ 469)

(1) 12/ 110 (كتاب الأضاحي- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بردة: ضح بالجذع من المعز)

(2)

وعند ابن حبان: الأنصاري ثم المازني.

ص: 2064

2 -

أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر.

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(مصباح الزجاجة 3/ 228) وابن ماجه (3153)

3 -

عمرو بن الحارث المصري.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 252) وابن حبان (5912)

4 -

أبو ضَمرة أنس بن عياض المدني.

أخرجه الترمذي في "العلل"(2/ 648) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2171)

5 -

هُشيم.

أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" وابن قانع (2/ 252)

6 -

عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي.

أخرجه ابن أبي عاصم (2171) وابن قانع (2/ 252)

قال الترمذي؛ سألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: الصحيح عن عباد بن تميم مرسلا أنّ عويمر بن أشقر ذبح قبل أنْ يغدو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أعرف لعويمر بن أشقر عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً، ولا أعرف أنّه عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم"

وقال البوصيري: رجال إسناده ثقات إلا أنّه منقطع، عباد بن تميم لم يسمع من عويمر بن أشقر" المصباح 3/ 228

وقال الحافظ: وذكر ابن معين أنّ عبادا لم يسمع من عويمر، لكن وقع التصريح بسماعه منه في حديث الدراوردي عن يحيى بن سعيد عن عباد بن تميم: سمعت عويمرا" تهذيب التهذيب 8/ 175

قلت: حديث الدراوردي عند ابن أبي عاصم وابن قانع كما تقدم وليس فيه تصريح عباد بالسماع من عويمر فلعله عند غيرهما، وكذلك جميع الروايات التي ذكرتها ليس فيها التصريح بالسماع.

- وقال مالك (2/ 484): عن يحيى بن سعيد عن عباد بن تميم أن عويمر بن أشقر ذبح أضحيته قبل أنْ يغدو يوم الأضحى

ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 263) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 318)

قال ابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 229): ذكر أحمد بن زهير عن يحيى بن معين أنّ حديث عباد بن تميم هذا عن عويمر بن أشقر مرسل، وأظنّ يحيى بن معين إنما قال ذلك

ص: 2065

من أجل رواية مالك هذه عن يحيى بن سعيد عن عباد بن تميم أن عويمر بن أشقر ذبح أضحيته. وظاهر هذا اللفظ الانقطاع؛ لأنّ عباد بن تميم لا يجوز أنْ يظنّ به أحد من أهل العلم أنّه أدرك ذلك الوقت، ولكنه ممكن أن يدرك عويمر بن أشقر، فقد روى هذا الحديث عبد العزيز الدراوردي عن يحيى بن سعيد عن عباد بن تميم أن عويمر بن أشقر أخبره أنّه ذبح قبل الصلاة وهذه الرواية تدل على غلط ابن معين، وقوله في ذلك ظنّ لم يصب فيه"

- وقال حماد بن سلمة: عن يحيى بن سعيد عن عباد بن تميم أنّ رجلا ذبح قبل الصلاة فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يعيد.

أخرجه ابن قانع (1)(2/ 252)

- وقال داود بن عبد الرحمن العطار: عن يحيى بن سعيد أني رجل من بني مازن أنّ عباد بن تميم أخبره أنّ رجلاً منهم يقال له عويمر بن أشقر ذبح أضحيته

أخرجه ابن قانع (2/ 252)

- ورواه عمرو بن يحيى المازني واختلف عنه:

• فقال عبد العزيز بن محمد الدراوردي: عن عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن غير واحد من قومه أنّ عويمر بن أشقر ذبح ضحية قبل أنْ يغدو

أخرجه ابن أبي عاصم (2172) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا عبد العزيز به.

• وقال خالد بن عبد الله الطحان: عن عمرو بن يحيى عن يحيى بن أبي كثير- رجل من بني النجار- عن عويمر بن أشقر

أخرجه الخطيب في "المتفق"(1694)

1441 -

حديث أبي مسعود أَنَّه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أنْ نصلي عليك. الحديث

قال الحافظ: في حديث أبي مسعود عند مالك ومسلم وغيرهما: فذكره.

وقال: زاد أبو مسعود في حديثه "فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنّه لم يسأله.

وقال: ووقع في حديث أبي مسعود عند أبي داود والنسائي "على محمد النبي الأمي"

(1) رواه عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي ثنا حجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة به.

وخالفه فاروق الخطابي فرواه عن أبي مسلم الكشي وقال فيه: عن عباد بن تميم عن عويمر بن أشقر.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5295)

ص: 2066

وقال: ووقع في حديث أبي مسعود وحده في آخره "في العالمين إنك حميد مجيد" ومثله في رواية داود بن قيس عن نعيم المُجْمر عن أبي هريرة عند السراج.

وقال: لم يقع قوله "في العالمين" إلا في ذكر آل إبراهيم دون ذكر آل محمد، على ما وقع في الحديث الذي ورد فيه وهو حديث أبي مسعود فيما أخرجه مالك ومسلم وغيرهما.

وقال: وقع في هذا الحديث من الزيادة في بعض الطرق عن أبي مسعود وهو ما أخرجه أصحاب السنن وصححه الترمذي وابن خزيمة والحاكم كلهم من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد عنه بلفظ: فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا؟ قال الدارقطني: إسناده حسن متصل. وقال البيهقي؛ إسناده حسن صحيح. وتعقبه ابن التركماني بأنّه قال في باب تحريم قتل ما له روح بعد ذكر حديث فيه ابن إسحاق: الحفاظ يتوقون ما ينفرد به.

قلت: وهو اعتراض متجه لأنّ هذه الزيادة تفرد بها ابن إسحاق، لكن ما ينفرد به وإنْ لم يبلغ درجة الصحيح فهو في درجة الحسن إذا صرّح بالتحديث، وهو هنا كذلك، وإنما يصحح له من لا يفرق بين الصحيح والحسن، ويجعل كل ما يصلح للحجة صحيحا، وهذه طريقة ابن حبان ومن ذكر معه" (1)

صحيح

وله عن أبي مسعود طريقان:

الأول: يرويه محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري عن أبي مسعود أنّه قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أنْ نصلّي عليك يا رسول الله، فكيف نصلّي عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنّه لم يسأله، ثم قال "قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، في العالمين، إنك حميد مجيد. والسلام كما قد علمتم"

أخرجه مالك (1/ 165 - 166) عن نُعيم بن عبد الله المُجْمِر عن محمد بن عبد الله بن زيد به.

وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(102) وعبد الرزاق (3108) عن مالك به.

(1) 13/ 404 و 406 و 408 و 414 و 415 (كتاب الدعوات- باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 2067

ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في "الدعوات"(84) وفي "معرفة السنن"(3/ 66) وفي "الصغرى"(452)

وأخرجه أحمد (4/ 118 و 5/ 273 - 274) والبخاري في "الكبير"(2/ 1/87) والدارمي (1349) ومسلم (405) وأبو داود (980) والترمذي (3220) وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي"(63) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي"(3 و4 و5) والنسائي (3/ 38 - 39) وفي "الكبرى"(1208) وفي "اليوم والليلة"(48) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند طلحة بن عبيد الله 345 و 346) وأبو عوانة (2/ 230 - 231) والطحاوي في "المشكل"(2229) وابن حبان (1958 و 1965) والطبراني في "الكبير"(17/ 264) والبيهقي (2/ 146) وفي "الشعب"(1451) والبغوي في "شرح السنة"(683) والمزي في "التهذيب"(25/ 483 - 484) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 192 - 193) من طرق عن مالك به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحافظ: هذا حديث صحيح. ورواه داود بن قيس المدني أحد الثقات عن نعيم فخالف مالكا في سنده"

قلت: رواه داود بن قيس عن نعيم بن عبد الله عن أبي هريرة قال: قلنا: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ قال "قولوا: اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم (1)، إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم"

أخرجه البزار (كشف 565) والنسائي في "اليوم والليلة"(47) والطبري (347) والسراج (جلاء الأفهام ص 90 - 91) والطحاوي في "المشكل"(2240) والحافظ في "النتائج"(2/ 193 - 194) من طرق عن داود بن قيس به.

والسياق للطحاوي والطبري.

قال البزار: لا نعلمه إلا من حديث داود عن نعيم عن أبي هريرة"

وقال ابن القيم: وهذا الإسناد صحيح على شرط الشيخين" (2)

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 144

(1) زاد البزار والسراج "في العالمين"

(2)

قلت: داود استشهد به البخاري كما في "تهذيب الكمال"، ولم يخرج مسلم روايته عن نعيم.

ص: 2068

وقال الحافظ: هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح، وقد رجح الدارقطني رواية مالك، وأما علي بن المديني فمال إلى الجمع بين الروايتين، فقال: كنت أظن داود بن قيس سلك الحجة لأنّ نعيما معروف بالرواية عن أبي هريرة، فلما تدبرت الحديث وجدت لفظه لفظ الحديث الآخر فجوزت أنْ يكون عند نعيم بالوجهين"

قلت: إسناده صحيح إلا أنّ الحفاظ رجحوا رواية مالك.

قال ابن أبي حاتم: قال أبي: حديث مالك أصح، وحديث داود خطأ.

قيل لأبي: إنّ موسى بن إسماعيل أبا سلمة قد روى عن حبان بن يسار قال: حدثنا أبو مطرف عبيد الله بن طلحة بن كَرِيز ثني محمد بن علي الهاشمي يعني أبا جعفر عن المجمر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فقلت لأبي: قد تابع هذا داود بن قيس. قال: مالك أحفظ، والحديث حديث مالك" العلل 1/ 76

وقال الدارقطني: حديث مالك أولى بالصواب" العلل 6/ 190

وقال العقيلي: وحديث مالك أولى" الضعفاء 1/ 319

ولم ينفرد نعيم المجمر به بل تابعه محمد بن إبراهيم التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد عن أبي مسعود قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل حتى جلس بين يديه، فقال: يا رسول الله، أما السلام عليك فقد علمناه، وأما الصلاة فأخبرنا بها كيف نصلي عليك (1)؟ قال: فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وددنا أنّ الرجل الذي سأله لم يسأله ثم قال "إذا صليتم عليّ فقولوا: اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد".

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 507 - 508) وعبد بن حميد (234) وأبو داود (981) وإسماعيل القاضي (59) وابن أبي عاصم (7) والطبري (344) والطبراني في "الكبير"(17/ 251 - 252) والحافظ في "النتائج"(2/ 188)

عن زهير بن معاوية الكوفي

وأحمد (4/ 119) وابن خزيمة (711) وابن حبان (1959) وأبو أحمد الحاكم في

(1) زاد إبراهيم بن سعد في حديثه "إذا نحن صلينا في صلاتنا، صلى الله عليك"

ص: 2069

"شعار أصحاب الحديث"(ص 104) والدارقطني (1/ 354 - 355) والحاكم (1/ 268) والبيهقي (2/ 146 - 147 و 147 و 378 - 379) وفي "معرفة السنن"(3/ 66 - 67) وفي "الصغرى"(454 و 455)

عن إبراهيم بن سعد الزهري

وابن أبي عاصم (6) وابن عبد البر في "التمهيد"(16/ 184)

عن زياد بن عبد الله البكائي

والنسائي في "اليوم والليلة"(49)

عن محمد بن سلمة الحرّاني

والطبري (343)

عن أحمد بن خالد الوهبي

كلهم عن محمد بن إسحاق ثني محمد بن إبراهيم التيمي به.

قال ابن أبي عاصم: وليس يقول "النبي الأمي" غير ابن إسحاق.

وقال الدارقطني: هذا إسناد حسن متصل"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم" (1)

وقال الحافظ: هذا حديث حسن من هذا الوجه صحيح"

قلت: ابن إسحاق صدوق يدلس، وقد صرّح بالتحديث من التيمي فانتفى التدليس، ومحمد بن إبراهيم ومحمد بن عبد الله ثقتان فالإسناد حسن.

الثاني: يرويه محمد بن سيرين عن عبد الرحمن بن بشر بن مسعود الأنصاري واختلف عنه:

- فرواه هشام بن حسان عن ابن سيرين واختلف عنه:

• فقال عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي: ثنا هشام عن ابن سيرين عن عبد الرحمن بن بشر عن أبي مسعود قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: أمرنا الله أنْ نصلي عليك، ونسلم عليك، فأما السلام فقد عرفناه، فكيف نصلي عليك؟ قال "قولوا: اللهم صل على محمد كما صليت على آل إبراهيم، اللهم بارك على محمد كما باركت على آل إبراهيم"

(1) قلت: لم يخرج مسلم رواية ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم، ولا رواية محمد بن إبراهيم عن محمد بن عبد الله.

ص: 2070

أخرجه النسائي (3/ 39 - 40) وفي "الكبرى"(1209) وفي "اليوم والليلة"(50) وابن عبد البر في "التمهيد"(16/ 194 - 195)

وتابعه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ثنا هشام به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 250) والمزي (16/ 550 - 551)

• ورواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري عن هشام عن ابن سيرين عن عبد الرحمن بن بشر مرسلا.

أخرجه إسماعيل القاضي (73)

- ورواه عبد الله بن عون البصري عن ابن سيرين عن عبد الرحمن بن بشر مرسلا.

أخرجه إسماعيل القاضي (72) والنسائي في "اليوم والليلة"(51)

وتابعه أيوب السَّخْتِيَاني عن ابن سيرين به.

أخرجه إسماعيل القاضي (71) والطبري في "تفسيره"(22/ 44)

وهذا أصح.

وقال الدارقطني: وهو الصواب" العلل 6/ 184

1442 -

حديث ابن مسعود أَنَّه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه عند الافتتاح ثم لا يعود"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود، وردّه الشافعي بأنّه لم يثبت. قال: ولو ثبت لكان المثبت مقدما على النافي. وقد صححه بعض أهل الحديث لكنه استدل به على عدم الوجوب" (1)

أخرجه ابن أبي شيبة (2416) وفي "المسند"(323) وأحمد (1/ 388 و 441 - 442) وفي "العلل"(694) وأبو داود (748) والترمذي (257) والنسائي (2/ 153) وفي "الكبرى"(645) وأبو يعلى (5040 و 5302) وابن المنذر في "الأوسط"(3/ 149) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 224) وفي "المشكل"(5826) وابن حزم في "المحلى"(3/ 301 و 4/ 119 - 120) والبيهقي (2/ 78) وفي "معرفة السنن"(2/ 422) وابن عبد البر في "التمهيد"(9/ 215) وابن الجوزي في "التحقيق"(1/ 275)

عن وكيع

(1) 2/ 362 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب رفع اليدين إذا كبر وإذا ركع وإذا رفع)

ص: 2071

والنسائي (2/ 142) وفي "الكبرى"(1099)

عن عبد الله بن المبارك

كلاهما عن سفيان الثوري عن عاصم بن كُليب عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه كان يرفع يديه في أول تكبيرة ثم لا يعود.

وفي لفظ: قال ابن مسعود: ألا أخبركم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فقام فرفع يديه أول مرة ثم لم يعد.

وفي لفظ "فلم يرفع يديه إلا مرة واحدة"

قال ابن المبارك: لم يثبت عندي حديث ابن مسعود" سنن الترمذي 2/ 38 - 39 وسنن الدارقطني 1/ 293 وسنن البيهقي 2/ 79 ومعرفة السنن 2/ 423

وقال أبو داود: ليس هو بصحيح على هذا اللفظ"

وقال أبو حاتم: هذا خطأ، يقال: وهم فيه الثوري، وروى هذا الحديث عن عاصم جماعة فقالوا كلهم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم افتتح فرفع يديه ثم ركع فطبق وجعلها بين ركبتيه، ولم يقل أحد ما رواه الثوري" العلل 1/ 96

وقال محمد بن وضاح: الحديث ضعيف" التمهيد 9/ 221

وقال البخاري: قال أحمد بن حنبل عن يحيى بن آدم قال: نظرت في كتاب عبد الله بن إدريس عن عاصم بن كليب ليس فيه "ثم لم يعد" قال البخاري: فهذا أصح لأنّ الكتاب أحفظ عند أهل العلم لأنّ الرجل يحدث بشيء ثم يرجع إلى الكتاب فيكون كما في "الكتاب" رفع اليدين ص 28

وقال الدارقطني: وليس قول من قال: ثم لم يعد، محفوظا" العلل 5/ 173

وقال ابن حبان: هو في الحقيقة أضعف شيء يعول عليه لأنّ له عللا تبطله" التلخيص 1/ 222

وأما الترمذي فقال: حديث حسن"

وصححه (1) ابن القطان في "الوهم والإيهام"(نصب الراية 1/ 395) وأبن حزم في "المحلى"(4/ 120)

(1) إلا زيادة "ثم لا يعود"

ص: 2072

وقال الشيخ أحمد شاكر: وهو حديث صحيح" سنن الترمذي 2/ 41

وقال في "تخريج المحلى"(4/ 120): وهو حديث صحيح، وأحاديث إثبات رفع اليدين أصح منه، بل هي متواترة حقا وابن مسعود نفى رفع اليدين وكثيرون من الصحابة رووا اثباته، والمثبت مقدم على النافي، بل لعل ابن مسعود حكى الصلاة الأولى كما حكى التطبيق في الركوع وهو منسوخ"

قلت: وهو كما قال الشيخ رحمه الله، وحديث التطبيق رواه عبد الله بن إدريس الكوفي عن عاصم بن كليب عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة عن ابن مسعود قال: علمنا (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة فكبر ورفع يديه (2)، فلما أراد أنْ يركع طبّق يديه بين ركبتيه (3)، قال: فبلغ ذلك سعداً فقال: صدق أخي، قد كنا نفعل هذا ثم أمرنا بهذا- يعني الإمساك بالركب- ووضع يديه على ركبتيه.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 246) عن عبد الله بن إدريس به.

ومن طريقه أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(3/ 151 - 152) والحاكم (1/ 224) والبيهقي (4) في "المعرفة"(3376)

وأخرجه أحمد (1/ 418 - 419) وفي "العلل"(699) والبخاري في "رفع اليدين"(32) وأبو داود (747) والبزار (1608) والنسائي (2/ 144) وفي "الكبرى"(620) وابن الجارود (196) واللفظ له وابن خزيمة (595) والدارقطني (1/ 339) والبيهقي (2/ 78 - 79) والحازمي في "الاعتبار"(ص 86) من طرق عن عبد الله بن إدريس به.

قال البخاري: وهذا هو المحفوظ عند أهل النظر من حديث ابن مسعود"

وقال الدارقطني: هذا إسناد ثابت صحيح"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" (5)

وقال أبو حاتم: حديث ابن مسعود في التطبيق منسوخ" العلل 1/ 91

وقال العراقي في "التقريب": والتطبيق منسوخ بما في الصحيحين عن رواية مصعب بن

(1) ولفظ البزار "ألا أريكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ "

(2)

زاد البزار "حين افتتح الصلاة"

(3)

ولفظ البزار "فخذيه"

(4)

ووقع عنده "عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن ابن مسعود" وهو وهم.

(5)

قلت: لم يخرج مسلم رواية عاصم بن كليب عن عبد الرحمن بن الأسود.

ص: 2073

سعد قال: صليت إلى جنب أبي فطبقت بين كفي ثم وضعتهما بين فخذي فنهاني أبي وقال: كنا نفعله فنهينا عنه وأمرنا أنْ نضع أيدينا على الركب" طرح التثريب 2/ 284

وروى حديث التطبيق أيضاً أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود وعلقمة عن ابن مسعود.

قال أبو معاوية: هذا قد ترك.

أخرجه مسلم (534) والبيهقي (2/ 83) وفي "المعرفة"(3366)

طريق أخرى: أخرج أبو يعلى (5039) والعقيلي (4/ 42) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 270) وابن عدي (6/ 2162) والدارقطني (1/ 295) والحاكم كما في "اللآلئ"(2/ 18) والبيهقي (2/ 79 - 80) وفي "معرفة السنن"(2/ 424) وابن الجوزي في "التحقيق"(1/ 275 - 276) وفي "الموضوعات"(2/ 96) من طريق محمد بن جابر اليمامي عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومع أبي بكر، ومع عمر، فلم يرفعوا أيديهم إلا عند التكبيرة الأولى في افتتاح الصلاة.

لفظ الدارقطني.

ولفظ ابن حبان "صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فكانوا يرفعون أيديهم في أول الصلاة ثم لا يعودون".

قال أحمد بن حنبل: هذا ابن جابر إيش حديثه، هذا حديث منكر، أنكره جدا" العلل 1/ 144

وقال الدارقطني: تفرد به محمد بن جابر وكان ضعيفا عن حماد عن إبراهيم، وغير حماد يرويه عن إبراهيم مرسلا عن عبد الله من فعله غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصواب"

وقال ابن عدي: وهذا لم يوصله عن حماد غير محمد بن جابر، ورواه غيره عن حماد عن إبراهيم عن عبد الله ولم يجعل بينهما علقمة"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"

وقال العقيلي: لا يتابع محمد بن جابر على هذا الحديث ولا على عامة حديثه"

وقال البيهقي: قال الحاكم: هذا إسناد ضعيف، وإنما الرواية فيه عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن ابن مسعود من فعله مرسلا، هكذا رواه حماد بن سلمة عن حماد"

ص: 2074

وفي الباب عن البراء بن عازب وعن ابن عمر وعن عباد بن الزبير

فأما حديث البراء فيرويه جماعة عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء، منهم:

1 -

سفيان بن عُيينة.

أخرجه الشافعي في "الأم"(1/ 90) وعبد الرزاق (2531) والحميدي (724) عن سفيان بن عيينة قال: ثنا يزيد بن أبي زياد بمكة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء قال: رأيت رسول الله وإذا افتتح الصلاة رفع يديه.

قال سفيان: وقدم الكوفة فسمعته يحدث به، فزاد فيه "ثم لا يعود" فظننت أنهم لقنوه، وكان بمكة يومئذ أحفظ منه يوم رأيته بالكوفة، وقالوا لي: إنّه قد تغير حفظه، أو ساء حفظه.

اللفظ للحميدي.

وأخرجه ابن حبان في "المجروحين"(3/ 100) والبيهقي (2/ 76) وفي "معرفة السنن"(2/ 418) والخطيب في "المدرج"(1/ 374) من طريقين عن الشافعي به.

وأخرجه الخطيب في "المدرج"(1/ 367) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به.

وأخرجه البخاري في "رفع اليدين"(33) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(3/ 81) عن الحميدي به.

وأخرجه البيهقي (2/ 76) من طريق بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به.

وأخرجه أبو داود (750) والخطيب في "المدرج"(1/ 373 - 374)

عن عبد الله بن محمد الزهري

وابن عدي (7/ 2730) والبيهقي (2/ 77)

عن إبراهيم بن بشار الرمادي

ويعقوب بن سفيان (3/ 81)

عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي

وسعيد بن منصور

ص: 2075

والخطيب في "المدرج"(1/ 371)

عن مالك بن سليمان الهروي

و (1/ 374)

عن علي بن المديني

كلهم عن ابن عيينة به.

2 -

سفيان الثوري.

أخرجه عبد الرزاق (2530) عنه عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبّر رفع يديه حتى يرى إبهاميه قريبا من أذنيه.

وأخرجه أحمد (4/ 303) عن عبد الرزاق به (1).

وأخرجه البخاري في "رفع اليدين"(34أ) والخطيب في "المدرج"(1/ 369 - 370)

عن محمد بن يوسف الفِرْيابي

ويعقوب بن سفيان (3/ 79 - 80)

عن قبيصة بن عقبة الكوفي

والدراقطني (1/ 293)

عن إبراهيم بن خالد بن عبيد القرشي

قالوا: ثنا سفيان الثوري به.

ورواه مؤمل بن إسماعيل البصري عن سفيان وزاد "ثم لا يعود"

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 224)

ورواه معاوية بن هشام القصار وخالد بن عمرو القرشي الأموي وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي عن سفيان بلفظ "فرفع يديه في أول مرة"

وقال بعضهم "مرة واحدة"

أخرجه أبو داود (751)

(1) وأخرجه الخطيب في "المدرج"(1/ 369 - 370) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق به.

ص: 2076

3 -

شَريك بن عبد الله القاضي.

أخرجه أبو داود (749) وأبو يعلى (1690) وابن عبد البر في "التمهيد"(9/ 215) والخطيب في "المدرج"(1/ 373) من طرق عن شريك عن يزيد عن عبد الرحمن عن البراء قال: كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه إلى قريب من أذنيه ثم لا يعود.

4 -

إسماعيل بن زكريا الخُلْقَاني. وزاد في روايته "ثم لم يعد إلى شيء من ذلك حتى فرغ من صلاته"

أخرجه الدارقطني (1/ 293) والخطيب في "المدرج"(1/ 367 - 368) وابن الجوزي في "التحقيق"(1/ 276)

ورواه إسماعيل بن زكريا أيضاً عن يزيد بن أبي زياد عن عدي بن ثابت عن البراء به.

أخرجه الدارقطني (1/ 294)

5 -

الجراح بن مليح. ولم يقل في روايته "ثم لا يعود"

أخرجه أحمد في "العلل"(700)

6 -

خالد بن عبد الله الواسطي. ولم يقل "ثم لا يعود"

أخرجه يعقوب بن سفيان (3/ 80) والدارقطني (1/ 294) والخطيب في "المدرج"(1/ 372 و 373)

ورواه خالد بن عبد الله أيضاً عن يزيد بن أبي زياد ثني عدي بن ثابت عن البراء به.

أخرجه يعقوب بن سفيان (3/ 80)

قال الدارقطني: وهذا هو الصواب، وإنما لقن يزيد في آخر عمره "ثم لم يعد" فتلقنه وكان قد اختلط"

7 -

هُشيم. وزاد "ثم لم يعد"

أخرجه أبو يعلى (1658) عن زكريا بن يحيى الواسطي و (1691) عن إسحاق بن أبي إسرائيل قالا: ثنا هشيم به.

ورواه غير واحد عن هشيم فلم يذكروا الزيادة، منهم:

أ - حجاج بن منهال البصري.

أخرجه الخطيب في "المدرج"(1/ 371)

ص: 2077

ب- سعيد بن منصور.

أخرجه يعقوب بن سفيان (3/ 80)

ت- ابن أبي شيبة.

أخرجه يعقوب بن سفيان (3/ 80)

8 -

شعبة. ولم يقل "ثم لا يعود"

أخرجه أحمد (4/ 303) وفي "العلل"(693) ويعقوب بن سفيان (3/ 80) والدارقطني (1/ 293) والخطيب في "المدرج"(1/ 370 و 371)

9 -

عبد الله بن إدريس الكوفي. وزاد "ثم لم يرفعهما"

أخرجه أبو يعلى (1692)

10 -

أبو عمر حفص بن سليمان الأسدي البزاز. وزاد "ثم لم يعد"

أخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه"(123)

وحفص قال ابن معين وغيره: ليس بثقة.

11 -

موسى بن محمد الأنصاري. وزاد "في أول مرة لم يزد عليها"

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(9/ 214)

12 -

أسباط بن محمد القرشي. ولم يقل "ثم لا يعود"

أخرجه الخطيب في "المدرج"(1/ 372)

13 -

محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وزاد "ثم لم يعد"

أخرجه الدارقطني (1/ 294) والخطيب في "المدرج"(1/ 375) وابن الجوزي في "التحقيق"(473) من طريق علي بن عاصم الواسطي عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى به.

قال علي بن عاصم: فلما قدمت الكوفة قيل لي: إنّ يزيد حي فأتيته فحدثني بهذا الحديث فقال: حدثني عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قام إلى الصلاة فكبر ورفع يديه حتى ساوى بهما أذنيه. فقلت له: أخبرني ابن أبي ليلى أنك قلت: ثم لم يعد. قال: لا أحفظ هذا، فعاودته فقال: ما أحفظه.

ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ضعيف لسوء حفظه وكثرة غلطه، واختلف عليه في هذا الحديث.

ص: 2078

فرواه وكيع عنه عن أخيه عيسى والحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء.

أخرجه ابن أبي شيبة (2415) وعبد الله بن أحمد في "العلل"(1/ 143) وأبو يعلى (1689) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 224)

ومن هذا الطريق أخرجه أبو داود (752) لكن وقع عنده: عن أخيه عيسى عن الحكم.

وقال: هذا الحديث ليس بصحيح"

وقال البخاري: وإنما روى ابن أبي ليلى هذا من حفظه فأمّا من حدّث عن ابن أبي ليلى من كتابه فإنما حدّث عن ابن أبي ليلى عن يزيد فرفع الحديث إلى تلقين يزيد، والمحفوظ ما روي عن الثوري وشعبة وابن عيينة قديما" رفع اليدين ص30 - 31

وقال أحمد: ابن أبي ليلى كان سيئ الحفظ، ولم يكن يزيد بن أبي زياد بالحافظ" العلل 1/ 143

وقال البيهقي: ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى لا يحتج بحديثه وهو أسوأ حالا عند أهل المعرفة بالحديث من يزيد بن أبي زياد.

وأسند عن عثمان بن سعيد الدارمي قال: سألت أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال: لا يصح عنه هذا الحديث، قال: وسمعت ابن معين يضعف يزيد بن أبي زياد. قال الدارمي: ومما يحقق قول ابن عيينة أنهم لقنوه هذه الكلمة أنّ سفيان الثوري وزهير بن معاوية وهشيما (1) وغيرهم من أهل العلم لم يجيئوا بها إنما جاء بها من سمع منه بأخرة" (2)

وقال ابن حبان في "المجروحين": هذا خبر عول عليه أهل العراق في نفي رفع اليدين في الصلاة عند الركوع وعند رفع الرأس منه وليس في الخبر "ثم لم يعد" وهذه الزيادة لقنها أهل الكوفة يزيد بن أبي زياد في آخر عمره فتلقن كما قال سفيان بن عيينة أنه سمعه قديما بمكة يحدث بهذا الحديث بإسقاط هذه اللفظة، ومن لم يكن العلم صناعته لا يذكر له الاحتجاج بما يشبه هذا من الأخبار الواهية" (3)

(1) قد تقدم أنّ الثوري وهشيما ذكرا هذه الزيادة في روايتهما.

(2)

المعرفة للبيهقي 2/ 419

(3)

وقال الخطيب في "المدرج"(1/ 369): ذكر ترك العود إلى الرفع ليس بثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يزيد بن أبي زياد يروي هذا الحديث قديما ولا يذكره، ثم تغير وساء حفظه فلقنه الكوفيون ذلك فتلقنه ووصله بمتن الحديث"

ص: 2079

وقال الحافظ: واتفق الحفاظ على أنّ قوله "ثم لم يعد" مدرج في الخبر من قول يزيد بن أبي زياد، ورواه عنه بدونها شعبة والثوري وخالد الطحان وزهير (1) وغيرهم من الحفاظ، وقال الحميدي: إنما روى هذه الزيادة يزيد ويزيد يزيد، وقال عثمان الدارمي عن أحمد بن حنبل: لا يصح، وكذا ضعفه البخاري وأحمد ويحيى والدارمي والحميدي وغير واحد، وقال يحيى بن محمد بن يحيى: سمعت أحمد بن حنبل يقول: هذا حديث واهي قد كان يزيد يحدث به برهة من دهره لا يقول فيه "ثم لا يعود" فلما لقنوه تلقن فكان يذكرها

وقال البزار: لا يصح قوله في الحديث "ثم لا يعود" التلخيص 1/ 221

طريق أخرى: قال علي بن محمد بن روح بن أبي الحرش المِصيصي: سمعت أبي يحدث عن أبيه: سمعت أبا حنيفة يقول: الشعبي يقول: سمعت البراء بن عازب يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي منكبيه، لا يعود يرفعهما حتى يسلم من صلاته.

أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 156)

وأبو حنيفة ضعفه البخاري والجمهور، واختلف فيه قول ابن معين.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه البيهقي في "الخلافيات" كما في "نصب الراية"(1/ 405) من طريق عبد الله بن عون الخراز ثنا مالك عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة ثم لا يعود.

وقال: قال الحاكم: هذا باطل موضوع ولا يجوز أنْ يذكر إلا على سبيل القدح فقد روينا بالأسانيد الصحيحة عن مالك بخلاف هذا"

وقال الحافظ: وهو مقلوب موضوع" التلخيص 1/ 222

وأما حديث عباد بن الزبير فأخرجه البيهقي في "الخلافيات" أيضا من طريق الحسن بن الربيع عن حفص بن غياث عن محمد بن أبي يحيى عن عباد بن الزبير أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه في أول الصلاة ثم لم يرفعها في شيء حتى يفرغ.

قال ابن دقيق العيد في "الإمام": وعباد هذا تابعي فهو مرسل"

وفي الباب عن عليّ أيضاً، انظر علل الدراقطني 4/ 106 - 107

(1) قد تقدم أن الثوري وهشيما ذكرا هذه الزيادة في روايتهما.

ص: 2080

1443 -

عن مالك عن الحُويرث أَنّه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في صلاته إذا (1) ركع، وإذا رفع رأسه من ركوعه (2)، وإذا سجد، وإذا رفع رأسه من سجوده (3)، حتى يحاذي بهما فروع أذنيه"

قال الحافظ: رواه النسائي من رواية سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن نصر بن عاصم عن مالك بن الحويرث، وقد أخرج مسلم بهذا الإسناد طرفه الأخير، ولم ينفرد به سعيد فقد تابعه همام عن قتادة عند أبي عوانة في "صحيحه"(4)

صحيح

أخرجه الطيالسي (ص 176) وابن أبي شيبة (1/ 234) وأحمد (3/ 436 و 437 و5/ 53) والحسن بن عرفة (25) ومسلم (1/ 293) وأبو داود (745) وابن ماجه (859) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(922 و 923) والنسائي (2/ 94 و 95 و 142 و 152 و 162) وفي "الكبرى"(643 و672 و673 و 674 و 954 و 955 و 1097) وأبو عوانة (2/ 103 - 104 و 104) والطبراني في "الكبير"(19/ 284 و 284 - 285 و 285 و 286) والبيهقي (2/ 25 و 71) والبغوي في "شرح السنة"(567) والجورقاني في "الأباطيل"(394 و 398) من طرق عن قتادة عن نصر بن عاصم الليثي عن مالك بن الحويرث.

1444 -

حديث أبي سعيد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على حصير.

قال الحافظ: رواه مسلم (519")(5)

1445 -

عن الحكم بن سفيان الثقفي أو سفيان بن الحكم عن أبيه أَنَّه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم. توضأ ثم أخذ حفنة من ماء فانتضح بها.

قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن" (6)

يرويه مجاهد بن جبر واختلف عنه:

- فرواه منصور بن المعتمر عن مجاهد واختلف عنه:

(1) عند النسائي "وإذا"

(2)

عند النسائي "الركوع"

(3)

عند النسائي "السجود"

(4)

2/ 365 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب رفع اليدين إذا قام من الركعتين)

(5)

2/ 37 (كتاب الصلاة- باب الصلاة على الخمرة)

(6)

12/ 458 (كتاب اللباس- باب قص الشارب)

ص: 2081

• رواه سفيان الثوري عن منصور واختلف عنه:

فقال غير واحد: عن سفيان عن منصور عن مجاهد عن سفيان بن الحكم أو الحكم بن سفيان الثقفي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بال وتوضأ ونضح فرجه بالماء.

وفي لفظ "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بال يتوضأ وينتضح.

منهم:

1 -

عبد الرزاق (587)

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(3174)

2 -

عبد الرحمن بن مهدي.

أخرجه أحمد (4/ 179 و 212 و 5/ 408)

3 -

يحيى بن سعيد القطان.

أخرجه أحمد (4/ 179 و 212 و 5/ 408 و 409)

4 -

يعلي بن عبيد الطنافسي.

أخرجه أحمد (3/ 410 و 4/ 212 و 5/ 409) وابن المنذر في "الأوسط"(1/ 243)

5 -

أبو نُعيم الفضل بن دُكين.

أخرجه الحاكم (1/ 171)

وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وإنما تركاه للشك فيه وليس ذلك مما يوهنه"

قلت: لم يخرج الشيخان لسفيان بن الحكم أو الحكم بن سفيان شيئا.

6 -

محمد بن كثير العبدي (1).

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 330) وأبو داود (166) والحاكم (1/ 171) والبيهقي (1/ 161) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 35 - 36)

(1) رواه أبو داود والبخاري وأحمد بن سيار المروزي عن محمد بن كثير هكذا.

ورواه معاذ بن المثنى عن محمد بن كثير فقال فيه: عن الحكم أو أبي الحكم.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 206)

ص: 2082

وقال غير واحد: عن سفيان عن منصور عن مجاهد عن الحكم بن سفيان ولم يشكوا، منهم:

محمد بن يوسف الفِرْيابي.

1 -

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 329)

2 -

قاسم بن يزيد الجَرْمي.

أخرجه النسائي (1/ 74)

3 -

عفيف بن سالم الموصلي.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(1919)

ورواه مؤمل بن إسماعيل البصري عن سفيان فقال: عن الحكم بن سفيان عن أبيه.

• ورواه شعبة عن منصور واختلف عنه:

فرواه خالد بن الحارث البصري عن شعبة فقال: عن الحكم عن أبيه.

أخرجه النسائي (1/ 73) وفي "الكبرى"(135)

ورواه غير واحد عن شعبة فقالوا: عن الحكم أو أبي الحكم الثقفي عن أبيه.

منهم:

1 -

أبو داود الطيالسي (ص 179)

ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 161) وفي "معرفة السنن"(1/ 350)

2 -

حجاج بن المنهال البصري.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(3176)

3 -

أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي.

وقال في حديثه: عن الحكم بن سفيان أو أبي الحكم الثقفي عن أبيه.

أخرجه ابن قانع (1/ 205)

4 -

حفص بن عمر الحَوْضي.

أخرجه البيهقي (1/ 161)

5 -

النضر بن شُميل.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 330)

ص: 2083

ورواه سليمان بن حرب البصري عن شعبة فقال: عن رجل من ثقيف يقال له: الحكم أو أبو الحكم، ولم يقل: عن أبيه.

أخرجه الطبراني (3177)

وتابعه علي بن الجَعْد الجوهري عن شعبة به.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(845) وفي "الصحابة"(480) وابن السكن (الوهم والإيهام 5/ 131)

• ورواه زائدة بن قدامة الكوفي عن منصور واختلف عنه:

فرواه معاوية بن عمرو الأزدي عن زائدة فقال: عن الحكم أو ابن الحكم عن أبيه.

أخرجه أبو داود (168)

ورواه غير واحد عن زائدة فقالوا: عن الحكم بن سفيان أو سفيان بن الحكم، ولم يقولوا: عن أبيه، منهم:

1 -

عبد الرحمن بن مهدي.

أخرجه أحمد (4/ 179 و 212 و 5/ 408)

2 -

أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي.

أخرجه ابن قانع (1/ 206)

3 -

يحيى بن أبي بكير الكرماني.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(1918)

• ورواه معلي بن أسد البصري عن وهيب بن خالد عن منصور واختلف عنه:

فرواه البخاري في "الكبير"(1/ 2 / 329) عن معلى فقال: عن أبي الحكم بن سفيان الثقفي عن أبيه.

ورواه علي بن عبد العزيز البغوي عن معلى فقال: عن الحكم بن سفيان عن أبيه.

أخرجه الطبراني (3178)

• وقال غير واحد: عن منصور عن مجاهد عن الحكم بن سفيان، منهم:

1 -

عمار بن رُزَيق الضبي.

أخرجه النسائي (1/ 74)

ص: 2084

2 -

زكريا بن أبي زائدة.

أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(1/ 168) وفي "مسنده"(585) والبخاري في "الكبير"(1/ 2/ 330) وابن ماجه (461) والطبراني (3180 و 3182) وأبو نعيم في "الصحابة"(1922)

3 -

سلام بن أبي مطيع.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2 / 329) وابن قانع (1/ 206) والطبراني (3175) وأبو نعيم في "الصحابة"(1920)

4 -

قيس بن الربيع.

أخرجه الطبراني (2183) وأبو نعيم في "الصحابة"(1921)

• ورواه مَعْمر بن راشد عن منصور فقال: عن سفيان بن الحكم أو الحكم بن سفيان.

أخرجه عبد الرزاق (586) وعبد بن حميد (486) والطبراني (3174)

وتابعه مُفضل بن مُهَلْهِل الكوفي عن منصور به.

أخرجه الطبراني (3181)

• وقال غير واحد: عن منصور عن مجاهد عن الحكم أو أبي الحكم، منهم:

1 -

جرير بن عبد الحميد الرازي.

أخرجه أحمد (3/ 410 و 4/ 212) وفي "العلل"(2/ 231) والبخاري في "الكبير"(1/ 2 / 329 - 330) وأبو القاسم البغوي (481) والطبري (3184)

2 -

أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2 / 329) وابن قانع (1/ 205 - 206) والطبراني (3179)

3 -

رَوح بن القاسم البصري.

أخرجه ابن قانع (1/ 206)

4 -

عَبيدة بن حُميد الكوفي.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2 / 329)

• وقال مِسْعَر بن كِدَام: عن منصور عن مجاهد عن رجل من ثقيف.

ص: 2085

أخرجه الإسماعيلي في "معجمه"(2/ 567)

- ورواه (1) سفيان بن عُيينة عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن رجل من ثقيف عن أبيه.

أخرجه أحمد (4/ 69 و 5/ 380) وأبو داود (167) والحاكم (1/ 171) والبيهقي (1/ 161) وفي "معرفة السنن"(1/ 351)

واختلف أهل العلم في أرجح هذه الروايات:

فقال أبو زرعة: الصحيح مجاهد عن الحكم بن سفيان وله صحبة" علل الحديث 1/ 46

وقال أبو حاتم: الصحيح مجاهد عن الحكم بن سفيان عن أبيه ولأبيه صحبة" علل الحديث 1/ 46

وقال البخاري: الصحيح ما روى شعبة ووهيب وقال: عن أبيه" علل الترمذي 1/ 125

وقال ابن القطان الفاسي في "الوهم والإيهام"(5/ 136 - 137) بعد أنْ ذكر كلاما طويلاً حول هذا الحديث قال: وإذ قد انتهينا إلى هنا فنقول بعده: لا نترك رواية من زاد عن أبيه لترك من ترك ذلك، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ، وإذا لم يكن بد من زيادته فالحكم تابعي، فيحتاج أنْ نعرف من عدالته ما يلزمنا به قبول روايته، وإنْ لم يثبت ذلك لم تصح عندنا روايته، ونسأل من صححها عما علم من حاله، وليس بمبين لها فيما أعلم.

وقال قبل ذلك في أول كلامه: والحديث المذكور قد عدم الصحة من وجوه: منها الاضطراب والجهل بحال الحكم بن سفيان، فإنّه غير معروفها، وأباه المذكور لا تعرف صحبته، ولا روايته لشيء غير هذا"

وذكره النووي في "الخلاصة"(1/ 123) في فصل الضعيف.

(1) رواه أحمد وإسحاق بن إسماعيل الطالقاني ومحمد بن أبي عمر العدني عن سفيان هكذا.

ورواه سريج بن يونس عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن سفيان بن الحكم الثقفي أو الحكم بن سفيان.

ورواه سريج أيضاً عن سفيان عن منصور عن مجاهد عن رجل من ثقيف عن أبيه.

أخرجه أبو القاسم البغوي (1125)

ص: 2086

1446 -

عن أبي رِمْثة أنه رأى على النبي صلى الله عليه وسلم بردين أخضرين.

قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (1)

تقدم الكلام عليه فانظر حديث "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه بردان أخضران"

1447 -

عن ثُمامة بن حَزْن القشيري أنَّه سأل عائشة عن النبيذ فدعت جارية حبشية فقالت: سل هذه فإنها كانت تنبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت الحبشية: كنت أنبذ له في سقاء من الليل وأوكئه وأعلقه فإذا أصبح شرب منه.

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2005). وروى الحسن البصري عن أمه عن عائشة نحوه" (2)

قلت: وحديث الحسن البصري عن أمه عن عائشة أخرجه مسلم أيضاً.

1448 -

عن ابن عباس عن عمر أنَّه سأل عن قضية النبي صلى الله عليه وسلم فقام حَمَل بن مالك بن النابغة فقال: كنت بين امرأتين فضربت إحداهما الأخرى.

قال الحافظ: أخرج أبو داود من طريق ابن جريج عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس عن عمر: فذكره. هكذا رواه موصولا. وأخرجه الشافعي عن سفيان بن عُيينة عن عمرو فلم يذكر ابن عباس في السند، ولفظه: أنّ عمر قال: أذكر الله امرءا سمع من النبي صلى الله عليه وسلم في الجنين شيئا.

وكذا قال عبد الرزاق عن مَعْمَر عن ابن طاوس عن أبيه أنّ عمر استشار.

وقال: ووقع في رواية عكرمة عن ابن عباس في آخر هذه القصة: قال ابن عباس: إحداهما مليكة والأخرى أم عطيف، أخرجه أبو داود.

وقال: وكذا عند أبي داود من حديث حمل بن مالك بمسطح.

وقال: وفي حديث حمل بن مالك مثله بلفظ: فقتلتها وجنينها.

وقال: وفي رواية عكرمة عن ابن عباس: فقال عمها: إنّها قد أسقطت غلاما قد نبت شعره، فقال أبو القاتلة: إنّه كاذب، إنّه والله ما استهل ولا شرب ولا أكل، فمثله يطل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أسجع كسجع الجاهلية وكهانتها؟ "

وقال: وقع عند عبد الرزاق في رواية ابن طاوس عن أبيه عن عمر مرسلاً: فقال

(1) 12/ 396 (كتاب اللباس- باب الثياب الخضر)

(2)

12/ 141 (كتاب الأشربة- باب الخمر من العسل)

ص: 2087

حمل بن النابغة: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدية في المرأة، وفي الجنين غرة عبد أو أمة أو فرس.

وأشار البيهقي إلى أنّ ذكر الفرس في المرفوع وهم وأنّ ذلك أدرج من بعض رواته على سبيل التفسير للغرة.

وذكر أنّه في رواية حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن طاوس بلفظ: فقضى أنّ في الجنين غرة.

قال طاوس: الفرس غرة.

وقال: وقع في حديث ابن عباس عند أبي داود: فأسقطت غلاما قد نبت شعره ميتا" (1)

صحيح

وله عن ابن عباس طريقان:

الأول: يرويه طاوس واختلف عنه:

- فرواه عمرو بن دينار عن طاوس واختلف عنه:

• فقال ابن جُريج: أخبرني عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس أنّ عمر ناشد الناس (2) في الجنين، فقام حَمَلُ بن مالك بن النابغة فقال: كنت بين امرأتين (3)، فضربت إحداهما الأخرى (4)، فقتلتها وجنينها، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه (5) بِغُرَّةٍ: عبد أو أمة، وأنْ تقتل بها.

أخرجه أحمد (1/ 364 و 4/ 79 - 80) والدارمي (2386) وأبو داود (4572) وابن ماجه (2641) وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 74) وفي "الآحاد"(1070) والنسائي (8/ 19) وفي "الكبرى"(6941) وابن حبان (6021) والسياق له وأبو نعيم في "الصحابة"(2302 و 2304) والبيهقي (8/ 114) والخطيب في "الفقيه"(352) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 58) من طرق عن ابن جريج به.

وإسناده صحيح.

(1) 15/ 271 و 272 و 276 (كتاب الديات- باب جنين المرأة)

(2)

زاد أحمد وغيره: قضاء النبي صلى الله عليه وسلم.

(3)

زاد ابن ماجه وغيره: لي.

(4)

زاد أبو داود وغيره: بِمِسْطَح.

(5)

ولفظ الدارمي وغيره: في جنينها.

ص: 2088

• ورواه سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار واختلف عنه:

فقال عبد الرزاق (18343): عن ابن عيينة قال: أخبرني عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال: قام عمر على المنبر فقال: فذكره نحوه.

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(3482) والحاكم (3/ 575) وأبو نعيم في "الصحابة"(2303)

وإسناده صحيح.

ورواه الشافعي في "السنن المأثورة"(627) عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس مرسلا، ولم يذكر ابن عباس.

ورواه في "الرسالة"(1174) عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار وابن طاوس عن طاوس به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 114) والخطيب في "الفقيه"(351 و 353)

وتابعه عبد الله بن محمد الزهري ثنا سفيان عن عمرو عن طاوس به.

أخرجه أبو داود (4573)

• ورواه حماد بن زيد عن عمرو عن طاوس مرسلاً.

وزاد: قال طاوس: إنّ الفرس غُرَّة.

أخرجه النسائي (8/ 42) وفي "الكبرى"(7020) والبيهقي (8/ 115)

- ورواه ابن طاوس عن أبيه مرسلا ليس فيه ابن عباس.

رواه عن ابن طاوس غير واحد، منهم:

1 -

مَعْمَر بن راشد.

أخرجه عبد الرزاق (18339) ومن طريقه البيهقي (8/ 115)

وقال في حديثه: فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدية في المرأة، وفي الجنين بغرة، عبد أو

أمة أو فرس.

2 -

ابن جريج.

أخرجه عبد الرزاق (18342)

3 -

سفيان بن عيينة.

أخرجه عبد الرزاق (18344) والشافعي في "الرسالة" والبيهقي كما تقدم.

ص: 2089

وقال في حديثه: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قضى فيه بغرة، عبد أو أمة أو فرس.

وهو مرسل رواته ثقات.

الثاني: يرويه عكرمة عن ابن عباس قال: كانت امرأتان ضرتان فكان بينهما سَخَبٌ فرمت إحداهما الأخرى بحجر فأسقطت غلاما قد نبت شعره ميتا وماتت المرأة فقضى على العاقلة الدية، فقال عمها: إنّها قد أسقطت يا رسول الله غلاما قد نبت شعره، فقال أبو القاتلة: إنّه كاذب إنّه والله ما اسْتَهَل ولا عقل ولا شرب ولا أكل فمثله يُطَل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أسَجْع الجاهلية وكهانتها أرى في الصبي غرة"

قال ابن عباس: كان اسم إحداهما مُليكة والأخرى أم غُطيف.

أخرجه أبو داود (4574) وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 74) والنسائي (8/ 46) وفي "الكبرى"(7032) وابن حبان (6019) والطبراني في "الكبير"(11767) والبيهقي (8/ 115) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 512 - 513 و 513) من طرق عن عمرو بن حماد بن طلحة القناد ثنا أسباط بن نصر عن سِماك بن حرب عن عكرمة به.

وإسناده ضعيف، سماك مختلف فيه، وقد تكلم ابن المديني وغيره في روَايته عن عكرمة.

وأسباط مختلف فيه كذلك.

واختلف في هذا الحديث على عكرمة، فرواه ابن جريج عن رجل عن عكرمة مرسلا.

أخرجه عبد الرزاق (18356)

وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.

1449 -

حديث عبد الله بن الزبير أَنَّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن نبيذ الجَرِّ"

قال الحافظ: أخرجه أحمد" (1)

صحيح

وله عن عبد الله بن الزبير طريقان:

الأول: يرويه أبو مسلمة سعيد بن يزيد البصري قال: سمعت عبد العزيز بن أَسيد الطاحي البصري يقول: سمعت رجلاً قال لابن الزبير: أفتنا في نبيذ الجر، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنه.

(1) 12/ 404 (كتاب اللباس- باب لبس الحرير للرجال)

ص: 2090

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 124 - 125) وأحمد (3/ 4) وأبو يعلى (6809) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 315) والمزي (18/ 114)

عن إسماعيل بن عُلية

وأحمد (4/ 6) والبزار (2227) والنسائي (8/ 271) وفي "الكبرى"(5128) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 126)

عن شعبة

كلاهما عن أبي مسلمة به.

قال البزار: عبد العزيز بن أسيد هذا لا نعلم روى عنه إلا أبو مسلمة"

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى أبي مسلمة.

فهو مجهول.

الثاني: يرويه سلمة بن كُهيل الكوفي قال: سمعت أبا الحكم عمران السلمي قال: سألت ابن عباس أو سمعته يسأل عن نبيذ الجر، فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجر والدُّبَّاء، وسألت ابن الزبير فقال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجر والدباء،

أخرجه أحمد (4/ 5) والدارمي (2117) والسياق له والبزار (2228) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 223 - 224) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 285) من طرق عن شعبة عن سلمة بن كهيل به.

وأخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 284) من طريق سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أبي الحكم إلا سلمة بن كهيل"

قلت: وإسناده صحيح.

1450 -

حديث عمرو بن الأحوص أَنَّه شهد حجه الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر حديثا طويلاً وفيه "فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح"

قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن وصححه الترمذي واللفظ له. وفي حديث جابر الطويل عند مسلم (1218)"فإنْ فعلن فاضربوهن ضربا غير مبرح"(1)

(1) 11/ 214 (كتاب النكاح- باب ما يكره من ضرب النساء)

ص: 2091

ورد من حديث عمرو بن الأحوص ومن حديث جابر ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي حُرَّة الرقاشي عن عمه

فأما حديث عمرو بن الأحوص فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(562) وأحمد (3/ 498 - 499) وابن ماجه (1851) والترمذي (1163 و 3087) والفاكهي في "أخبار مكة"(1896) والنسائي في "الكبرى"(9169) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 204) والطبراني في "الكبير"(17/ 32) وأبو نعيم في "الصحابة"(5033 و 5034)

عن زائدة بن قدامة الكوفي

وابن أبي شيبة في "مسنده"(561) وفي "مصنفه"(15/ 26) وأحمد (3/ 426) والبخاري في "الكبير"(3/ 2 /305 - 306) وأبو داود (3334) وابن ماجه (2669 و 3055) والترمذي (2159) وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 119 - 120) والنسائي في "الكبرى"(4100) وابن قانع (2/ 204) والطبراني في "الكبير"(17/ 31 - 32) وتمام (925) وأبو نعيم في "الصحابة"(5032) والبيهقي (8/ 27) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 189) والمزي (21/ 539 - 540)

عن أبي الأحوص سَلام بن سُلَيْم الكوفي

وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2925)

عن شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي

ثلاثتهم عن شبيب بن غَرْقَدَة البارقي عن سليمان بن عمرو بن الأحوص قال: حدثني أبي أنّه شهد حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكّر، ثم قال "أيّ يوم أحرّم؟ - ثلاث مرات-" فقال الناس: يوم الحج الأكبر يا رسول الله، قال "فإنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا لا يَجني جان إلا على نفسه، ولا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده، ألا إنّ المسلم أخو المسلم، فليس يحل لمسلم من أخيه شيء إلا ما حلّ له من نفسه، ألا إنّ كلّ رباً في الجاهلية موضوع كله، لكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون، غير ربا العباس فإنّه موضوع كله، ألا وإنّ كلّ دم كان في الجاهلية موضوع، وأول دم أضعه من دماء الجاهلية دم الحارث بن عبد المطلب، كان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل، ألا فاستوصوا بالنساء خيرا، فإنهنّ عَوان عندكم، ليس تملكون شيئا غير ذلك إلا أنْ يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مُبَرِّح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلا، إنّ لكم من نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا، فأما حقكم على

ص: 2092

نسائكم فلا يُوطِئْن فُرُشَكم من تكرهون، ولا يأذنّ في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقّهنّ عليكم أن تحسنوا إليهنّ في كسوتهن وطعامهن"

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث شبيب بن غرقدة"

قلت: وهو ثقة كما قال أحمد وغير واحد، وسليمان بن عمرو ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول، وقال الحافظ: مقبول.

وأما حديث جابر فأخرجه مسلم (1218) من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر في حجة النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: فأتى بطن الوادي فخطب الناس وقال "إنّ دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدميّ موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإنّ أول دم أضع من دمائنا دمُ ابن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ربانا، ربا عباس بن عبد المطلب، فإنّه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهنّ بكلمة الله، ولكم عليهنّ ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مُبَرِّح، ولهنّ عليكم رزقهنّ وكسوتهن بالمعروف"

وأما حديث ابن عمر (1) فأخرجه البزار (كشف 1141) وغيره من طريق موسى بن عُبيدة الرَّبَذي عن عبد الله بن دينار وصدقة بن يسار عن ابن عمر قال: فذكر حديثا طويلا وفيه "أما بعد، أيها الناس فإنّ كل دم كان في الجاهلية فهو هدر، وإن أول دمائكم أهدم دم ربيعة بن الحارث، كان مسترضعا في بني ليث، فقتلته هذيل، وكل ربا كان في الجاهلية فهو موضوع، وإنّ أول رباكم أضع ربا العباس بن عبد المطلب

أيها الناس إنّ النساء عندكم عَوان أخذتموهنّ بأمانة الله، واستحللتم فروجهنّ بكلمة الله، لكم عليهنّ حق، ولهنّ عليكم حق، ومن حقكم عليهنّ أنْ لا يوطئن فرشكم، ولا يعصينكم في معروف، فإنْ فعلن ذلك فليس لكم عليهنّ سبيل، ولهن رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف، فإن ضربتم فاضربوا ضربا غير مبرح"

وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة.

وأما حديث أبي حرة الرقاشي عن عمه (2) فأخرجه أحمد وغيره من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعَان عن أبي حرّة عن عمه قال: فذكر حديثا طويلا وفيه "يا

(1) سيأتي الكلام على الحديث في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس"

(2)

سيأتي الكلام على الحديث في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس"

ص: 2093

أيها الناس أتدرون في أيّ شهر أنتم؟ وفي أيّ يوم أنتم؟ وفي أيّ بلد أنتم؟ " قالوا: في يوم حرام، وشهر حرام، وبلد حرام، قال "فإنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه

ألا وإنّ كل دم ومال ومأثرة كانت في الجاهلية تحت قدمي هذه إلى يوم القيامة، وإنّ أول دم يوضع دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، كان مسترضعا في بني ليث، فقتلته هذيل، ألا وإنّ كل ربا كان في الجاهلية موضوع، وإنّ الله عز وجل قضى أنّ أول ربا يوضع ربا العباس بن عبد المطلب، لكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون

فاتقوا الله عز وجل في النساء فإنهنّ عندكم عَوان لا يملكن لأنفسهنّ شيئا، وإنّ لهنّ عليكم ولكم عليهنّ حقا أنْ لا يوطئن فرشكم أحدا غيركم، ولا يأذنّ في بيوتكم لأحد تكرهونه، فإنْ خفتم نشوزهنّ فعظوهنّ واهجروهنّ في المضاجع واضربوهنّ ضربا غير مبرح، ولهنّ رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف، وإنما أخذتموهنّ بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله

عز وجل"

وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد.

1451 -

حديث مالك بن عمير السلمي أَنَّه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتح وغيرها وكان شاعرا فقال: يا رسول الله، أفتني في الشعر، فذكر الحديث (1)، وزاد: قلت: يا رسول الله، امسح على رأسي، قال: فوضع يده على رأسي فما قلت بيت شعر بعد.

قال الحافظ: أخرجه البغوي في "معجم الصحابة" والحسن بن سفيان في "مسنده" والطبراني في "الأوسط" من حديث مالك بن عمير السلمي: فذكره، وفي رواية الحسن بن سفيان بعد قوله "على رأسي" ثم أمرها على كبدي وبطني، وزاد البغوي في روايته "فإن رابك منه شيء فاشبب بامرأتك وامدح راحلتك"(2)

سيأتي الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "لأَنْ يمتلئ جوف أحدكم من عانته إلى لهاته قيحا

"

1452 -

أَنّه صلى الله عليه وسلم استبرأ صفية بحيضة.

قال الحافظ: رواه البيهقي بإسناد لين" (3)

(1) وهو "لأن يمتلئ ما بين لبتك إلى عانتك قيحا خير من أن يمتلئ شعرا"

(2)

13/ 167 (كتاب الأدب- باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر)

(3)

5/ 328 (كتاب البيوع- باب هل يسافر بالجارية قبل أن يستبرئها؟)

ص: 2094

هو من حديث أنس وله عنه طريقان:

الأول: يرويه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال: استبرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بحيضة.

أخرجه عبد الرزاق (12898)

وإبراهيم بن محمد كذبه يحيى القطان وابن معين وابن حبان وغيرهم.

الثاني: يرويه إسماعيل بن عياش عن الحجاج بن أَرْطَاة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم استبرأ صفية بحيضة.

أخرجه البيهقي (7/ 449 - 450)

وقال: في إسناده ضعف"

قلت: وهو كما قال لضعف الحجاج، وإسماعيل روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها فإنّ الحجاج كوفي.

1453 -

حديث أنس أَنَّه صلى الله عليه وسلم أكل تمرا وهو مُقْع، وفي رواية: وهو مُحْتَفِز.

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (2044)

1454 -

"أَنَّه صلى الله عليه وسلم أوصى أن يصلوا عليه أرسالا بغير إمام"

قال الحافظ: وفي مسند البزار ومستدرك الحاكم بسند ضعيف: فذكره" (2)

ضعيف

يرويه عبد الملك بن عبد الرحمن بن الأصبهاني واختلف عنه:

- فقال عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي: عن ابن الأصبهاني أنّه أخبره عن مرة بن شراحيل الهمداني عن ابن مسعود قال: نعى إلينا حبيبنا ونبينا بأبي هو ونفسي له الفداء قبل موته بست

فذكر الحديث وفيه طول، وقال فيه" ثم ادخلوا عليَّ فوجا فوجا فصلوا عليّ وسلموا تسليما ولا تؤذوني بباكية، أحسبه قال: ولا صارخة ولا رانّة، وليبدأ بالصلاة عليّ رجال أهل بيتي ثم أنتم بعد

"

(1) 11/ 472 (كتاب الأطعمة- باب الأكل متكئا)

(2)

6/ 292 (كتاب الوصايا- باب الوصايا)

ص: 2095

أخرجه البزار (2028) عن محمد بن إسماعيل بن سَمُرَة الأحْمَسي ثنا المحاربي به.

وقال: وهذا الكلام قد روي عن مرة عن ابن مسعود من غير وجه، وأسانيدها عن مرة عن ابن مسعود متقاربة، وعبد الرحمن بن الأصبهاني لم يسمع هذا من مرة وإنما هو عن من أخبره عن مرة، ولا أعلم أحدا رواه عن ابن مسعود غير مرة"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسماعيل الأحمسي وهو ثقة" المجمع 9/ 24 - 25

قلت: ابن الأصبهاني اسمه عبد الملك بن عبد الرحمن كما جاء مصرحا به في الروايات الآتية، ولم يخرج له في الصحيح شيئا.

- وقال عمرو بن محمد العَنْقَزِي: ثنا عبد الملك بن الأصبهاني عن خلاد الصفار عن الأشعث بن طليق عن الحسن العُرَنِي عن مرة عن ابن مسعود قال: فذكر الحديث بطوله.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4008)

وقال: لم يجود أحد إسناد هذا الحديث إلا عمرو بن محمد العنقزي"

- وقال سلام (1) بن سليم الطويل: عن عبد الملك بن عبد الرحمن عن الحسن العرني عن الأشعث بن طليق عن مرة عن ابن مسعود قال: فذكر الحديث بطوله. ولم يذكر خلاد الصفار.

أخرجه الحاكم (3/ 60) عن سلام بن سليمان المدائني

وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 168 - 169) عن محمد بن جعفر المدائني

قالا: ثنا سلام بن سليم به.

قال الحاكم: عبد الملك بن عبد الرحمن الذي في هذا الإسناد مجهول لا نعرفه بعدالة ولا جرح، والباقون كلهم ثقات"

وتعقبه الذهبي فقال: قوله: عبد الملك مجهول، قلت: بل كذبه الفلاس، وقوله: والباقون ثقات، قلت: وهذا شأن الموضوع يكون كل رواته ثقات سوى واحد، فلو استحى الحاكم لما أورد هذا"

وقال البوصيري: قلت: عبد الملك هذا قال فيه الفلاس: كذاب، وقال البخاري:

(1) ووقع عند الحاكم "سليمان بن سليم" وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره.

ص: 2096

منكر الحديث. ولم ينفرد به عبد الملك فقد رواه البزار في مسنده بسند رواته ثقات" مختصر الإتحاف 3/ 180 و 9/ 126

وقال أبو نعيم: هذا حديث من حديث مرّة عن ابن مسعود لم يروه متصل الإسناد إلا عبد الملك بن عبد الرحمن وهو ابن الأصبهاني"

وقال في "أخبار أصبهان"(2/ 130): عبد الملك بن عبد الرحمن بن الأصبهاني يروي عن خلاد الصفار وعن أبيه حديث ابن مسعود في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حدّث عنه عمرو بن محمد العنقزي وأبو نعيم وعبد العزيز بن أبان"

قلت: وفيما قاله الذهبي والبوصيري نظر من وجوه:

الأول: أنّ عبد الملك الذي تكلم فيه الفلاس والبخاري شامي نزل البصرة، يروي عن الأوزاعي وإبراهيم بن أبي عبلة، واختلف في اسم أبيه، فقيل: عبد الرحمن، وقيل: عبد العزيز، وقيل: عبد الله (1).

وعبد الملك راوي هذا الحديث أصبهاني ترجمه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" كما تقدم، وذكره المزي في الرواة عن خلاد الصفار (تهذيب 8/ 359)

الثاني: أنّ إسناد الحاكم ليس كلهم ثقات، ففيه غير عبد الملك سلام بن سليم وهو متروك الحديث كما تقدم.

الثالث: أنّ عبد الملك راوي هذا الحديث قد انفرد به، لكن اختلف عنه كما تقدم، وليس في إسناد البزار متابعة له.

1455 -

حديث عائشة أَنَّه صلى الله عليه وسلم توفي ودرعه مرهونة على شعير.

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه البخاري (فتح 6/ 440)

1456 -

حديث جابر أَنَّه صلى الله عليه وسلم صلي الضحي ست ركعات"

قال الحافظ: وحديث جابر عند الطبراني في "الأوسط" فذكره" (3)

ضعيف

(1) انظر المجروحين 2/ 133 - 134، الكامل 5/ 1943، اللسان 4/ 66

(2)

7/ 13 (كتاب فرض الخمس- باب رقم 1)

(3)

3/ 296 (كتاب الصلاة- أبواب التطوع- باب صلاة الضحى في السفر)

ص: 2097

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 212 - 213) عن محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي ثنا معتمر: سمعت حميدا عن محمد بن قيس عن جابر قال: كنت أعرض بعيرا لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبصرته يصلي من الضحى ستا"

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2745) عن إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا أمية بن بِسطام ثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت حميد الطويل يحدث عن محمد بن قيس عن جابر بن عبد الله قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أعرض عليه بعيرا لي، فرأيته صلّى الضحى ست ركعات.

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن جابر إلا بهذا الإسناد، تفرد به معتمر"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" من رواية محمد بن قيس عن جابر وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" المجمع 2/ 238

قلت: محمد بن قيس هذا ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه وقال: روى عن جابر بن عبد الله وأم هانئ، روى عنه حميد الطويل وحماد بن سلمة، سمعت أبي يقول ذلك. ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

ولم يذكره ابن حبان في "الثقات" ولعل الهيثمي اشتبه عليه بغيره والله أعلم.

وللحديث شاهد عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الضحى ست ركعات.

أخرجه الترمذي في "الشمائل"(273) ثنا محمد بن المثنى ثني حكيم بن معاوية الزيادي ثنا زياد بن عبيد الله بن الربيع الزيادي عن حميد الطويل عن أنس به (1).

ومن طريقه أخرجه البغوي في "الشمائل"(605)

وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1958) والمزي في "تهذيب الكمال"(7/ 205) من طريق العباس بن يزيد البحراني ثنا حكيم بن معاوية به.

وحكيم بن معاوية قال الحافظ في "التقريب": مستور، وقال في "التهذيب": لا أعرفه.

وشيخه ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وخالفه إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية فرواه عن حميد الطويل عن محمد بن قيس عن جابر.

(1) أخرجه ابن شاهين في "الترغيب"(119) عن محمد بن إبراهيم الأنماطي ثنا محمد بن المثنى به.

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المتفق"(489)

ص: 2098

أخرجه أبو جعفر الطبري كما في "النكت الظراف"(1/ 190)

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4408) من طريق الجراح بن مليح ثني إبراهيم بن عبد الحميد به.

قال الحافظ: فهذه علته"

قلت: وإبراهيم بن عبد الحميد ثقة كما قال الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 8) وذكره ابن حبان في "الثقات".

ورواه الجراح بن مليح عنه أيضاً فجعله عن أم هانئ

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4407)

طريق أخرى: روى الطبراني في "الأوسط"(1298) من طريق سعيد بن مسلمة الأموي ثنا عمر بن خالد بن عباد عن زياد بن عبيد الله بن الربيع عن الحسن عن أنس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى ست ركعات، فما تركتهنّ بعد.

وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن مسلمة.

1457 -

حديث عليّ أَنَّه صلى الله عليه وسلم قام لجنازة ثم قعد"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (962) " (1)

1458 -

حديث ابن عمر أَنَّه صلى الله عليه وسلم قرأ سورة فيها سجدة في صلاة الظهر فسجد بهم فيها.

قال الحافظ: لكن صح من حديث ابن عمر: فذكره، أخرجه أبو داود والحاكم" (2)

ضعيف

يرويه سليمان التيمي واختلف عنه:

- فرواه معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه واختلف عنه:

• فرواه محمد بن عيسى ابن الطباع البغدادي عن معتمر بن سليمان عن أبيه عن أمية عن أبي مِجْلَز عن ابن عمر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سجد في صلاة الظهر، ثم قام فركع، فرأينا أنّه قرأ تنزيل السجدة.

(1) 3/ 424 (كتاب الجنائز- باب من قام لجنازة يهودي)

(2)

3/ 29 (كتاب الجمعة- باب ما يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة)

ص: 2099

أخرجه أبو داود (807) عن محمد بن عيسى به.

وتابعه يحيى بن معين ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن مية عن أبي مجلز عن ابن عمر.

أخرجه البيهقي (2/ 322) من طريق جعفر بن محمد الطيالسي ثني ابن معين به.

وقال: كذا قال: مية، وقال غيره: أمية"

ثم أخرجه من طريق محمد بن إسحاق الصغاني أخبرني ابن معين ثنا معتمر عن أبيه عن رجل يقال له أمية (1) عن أبي مجلز عن ابن عمر.

• ورواه ابن أبي شيبة (2/ 22) عن معتمر عن أبيه قال: بلغني عن أبي مجلز أنّ النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.

• ورواه سعيد بن منصور (تحفة الأشراف 6/ 259) عن معتمر عن أبيه أخبرني أمية عن أبي مجلز مرسلا.

- ورواه غير واحد عن سليمان التيمي عن أبي مجلز عن ابن عمر ولم يذكروا أمية، منهم:

1 -

هُشيم.

أخرجه أبو داود (807)

2 -

يحيى بن سعيد القطان.

أخرجه الحاكم (1/ 221)

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

3 -

أبو زبيد عَبْثر بن القاسم.

قاله المزي في "التحفة"(6/ 259)

- ورواه يزيد بن هارون عن سليمان التيمي عن أبي مجلز- قال: ولم أسمعه من أبي مجلز- عن ابن عمر.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 22) وأحمد (الفتح الرباني 4/ 162) وأبو داود (807) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 207 - 208) والبيهقي (2/ 322)

(1) قال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من ذا، وقال الحافظ في "التلخيص" (2/ 10): لا يعرف"

ص: 2100

وهذه الرواية تقوي رواية معتمر بن سليمان وأنّه بين سليمان التيمي وأبي مجلز واسطة وهو أمية وهو لا يعرف فالإسناد ضعيف.

1459 -

حديث عبد الرحمن بن سابط أَنَّه صلى الله عليه وسلم قرأ في الركعة الأولى بسورة طويلة فسمع بكاء صبي، فقرأ بالثانية بثلاث آيات"

قال الحافظ: وبين ابن أبي شيبة من طريق عبد الرحمن بن سابط مقدارها ولفظه: فذكره، وهذا مرسل" (1)

مرسل.

أخرجه عبد الرزاق (3724) عن سفيان الثوري عن أبي السوداء عن عبد الرحمن بن سابط قال: قرأ النبي صلى الله عليه وسلم في الفجر في الركعة الأولى بستين آية، ثم قام في الركعة الثانية فسمع صوت صبي، فقرأ فيها ثلاث آيات.

وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 57) عن وكيع عن سفيان به.

ورواته ثقات، وأبو السوداء اسمه عمرو بن عمران النَّهْدي الكوفي.

1460 -

حديث بُريدة أنه صلى الله عليه وسلم كان ربما أخذته الشقيقة فيمكث اليوم واليومين لا يخرج.

قال الحافظ: أخرجه أحمد" (2)

سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إني دافع اللواء إلى رجل يحبه الله ورسوله"

1461 -

عن عائشة أَنَّه صلى الله عليه وسلم كان يجنب ثم ينام ولا يمس ماء"

انظر حديث "كان النبي صلى الله عليه وسلم يجنب ثم ينام ولا يمس ماء" في حرف الكاف.

1462 -

حديث حفصة أَنَّه صلى الله عليه وسلم كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها"

قال الحافظ: وقد روى مسلم (733) هن حديث حفصة: فذكرته" (3)

1463 -

عن عائشة أَنَّه صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين بعد الوتر وهو جالس"

قال الحافظ: فوقع عند مسلم (1/ 509) من طريق أبي سلمة عن عائشة: فذكره" (4)

(1) 2/ 344 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي)

(2)

12/ 259 (كتاب الطب- باب الحجامة والشقيقة)

(3)

2/ 387 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب القراءة في الظهر)

(4)

3/ 133 (كتاب الصلاة- أبواب الوتر- باب رقم 1)

ص: 2101

1464 -

عن عائشة أَنَّه صلى الله عليه وسلم كان يصوم من الشهر السبت والأحد والاثنين، ومن الآخر الثلاثاء والأربعاء والخميس"

قال الحافظ: وروى الترمذي من طريق خيثمة عن عائشة: فذكره، وروي موقوفا وهو أشبه" (1)

أخرجه الترمذي (746) عن محمود بن غيلان المروزي ثنا أبو أحمد ومعاوية بن هشام قالا: ثنا سفيان عن منصور عن خيثمة عن عائشة به.

ومن طريقه أخرجه البغوي في "الشمائل"(680)

قال الترمذي: هذا حديث حسن، وروى عبد الرحمن بن مهدي هذا الحديث عن سفيان ولم يرفعه"

قلت: وخيثمة قال ابن القطان: ينظر في سماعه من عائشة.

1465 -

عن المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب أَنَّه صلى الله عليه وسلم كان يغدو يوم العيد إلى المصلى من الطريق الأعظم ويرجع من الطريق الأخرى"

قال الحافظ: في رواية الشافعي من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب مرسلا: فذكره" (2)

أخرجه الشافعي في "الأم"(1/ 207) قال: أخبرنا إبراهيم قال: حدثني خالد بن رباح عن المطلب بن عبد الله بن حنطب أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يغدو يوم العيد إلى المصلى من الطريق الأعظم، فإذا رجع رجع من الطريق الأخرى على دار عمار بن ياسر.

إبراهيم هو ابن محمد بن أبي يحيى الأسلمي كذبه يحيى القطان ويحيى بن معين وابن المديني وابن حبان.

1466 -

عن أبان بن صالح أَنَّه صلى الله عليه وسلم كان يغمس يده في إناء وتغمس المرأة يدها فيه.

قال الحافظ: وأخرج ابن إسحاق في "المغازي" من رواية يونس بن بكير عنه عن أبان بن صالح: فذكره" (3)

قلت: وهو مرسل لأنّ أبان بن صالح بن عمير بن عبيد القرشي تابعي، وابن إسحاق مدلس وقد عنعن.

(1) 5/ 130 (كتاب الصوم- باب صيام البيض)

(2)

3/ 126 (كتاب العيدين- باب من خالف الطريق إذا رجع يوم العيد)

(3)

10/ 261 (كتاب التفسير: سورة الممتحنة- باب {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} [الممتحنة: 10])

ص: 2102

1467 -

عن أم حبيبة أنّه صلى الله عليه وسلم كان يقول كما يقول المؤذن حتى يسكت.

قال الحافظ: رواه النسائي من حديث أم حبيبة" (1)

أخرجه أحمد (6/ 425 - 426) وابن ماجه (719) والنسائي في "اليوم والليلة"(36) وابن خزيمة (412) والخطيب في "التاريخ"(14/ 213) والمزي في "تهذيب الكمال"(15/ 268)

عن هُشيم

ومسدد في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة"(1/ 91) وابن أبي شيبة (2333) والنسائي (35) وأبو يعلى (7146) وابن المنذر في "الأوسط"(3/ 34) وابن عبد البر في "التمهيد"(10/ 135)

عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي

كلاهما عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية عن أبي المليح بن أسامة أني عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان قال: حدثتني عمتي أم حبيبة بنت أبي سفيان قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان عندي فسمع الأذان (2) يقول كما يقول حتى يسكت"

اللفظ للنسائي من حديث أبي عوانة.

وعنده من حديث هشيم "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندها في يومها (3)، فسمع المؤذن يؤذن قال كما يقول حتى يفرغ".

- ورواه شعبة عن أبي بشر واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن شعبة عن أبي بشر عن أبي المليح عن عبد الله بن عتبة عن أم حبيبة.

أخرجه أبو يعلى (7142) وابن خزيمة (413)

عن عبد الرحمن بن مهدي

وعن بهز بن أسد البصري

(1) 2/ 231 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب ما يقول إذا سمع المنادي)

(2)

ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "المؤذن"

(3)

زاد ابن ماجه "وليلتها" ولفظ أحمد "أوليلتها"

ص: 2103

والطبراني في "الكبير"(23/ 228 - 229) وفي "الدعاء"(440) والحاكم (1/ 204)

عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي

وفي "الدعاء"(440)

عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري

والحاكم (1/ 204)

عن وهب بن جرير بن حازم

وعن آدم بن أبي إياس

كلهم عن شعبة به.

• ورواه شَبابة بن سَوَّار المدائني عن شعبة فلم يذكر عبد الله بن عتبة.

أخرجه ابن أبي شيبة (2333)

وتابعه محمد بن جعفر البصري عن شعبة به.

أخرجه أحمد (6/ 326) عن محمد بن جعفر به.

وأخرجه النسائي (37) وفي "الإغراب من حديث شعبة وسفيان"(32) وأبو يعلى (7141) عن محمد بن بشار بُندار ثنا شعبة به (1).

والأول أصح.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

كذا قال، وعبد الله بن عتبة لم يخرجاه.

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح" مصباح الزجاجة 1/ 91

قلت: رواته ثقات غير عبد الله بن عتبة قال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، تفرد عنه أبو المليح بن أسامة. وقال في "المغني": فيه جهالة (2).

(1) قال الحافظ: قلت: أخرجه ابن جرير في "تهذيبه" عن بندار بهذا السند وذكر فيه "عبد الله بن عتبة" النكت الظراف 11/ 308

(2)

وللحديث طريق أخرى عند عبد الرزاق (1851) وفيها الصلت بن دينار قال أحمد وغيره: متروك الحديث.

ص: 2104

وللحديث شاهد عن أبي رافع يرويه عاصم بن عبيد الله بن عاصم القرشي العدوي المدني واختلف عنه:

- فرواه شَريك بن. عبد الله القاضي عن عاصم بن عبيد الله عن علي بن حسين عن أبي رافع واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن شريك عن عاصم عن علي بن حسين عن أبي رافع قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع المؤذن قال مثل ما يقول حتى إذا بلغ حي على الصلاة حي على الفلاح قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.

أخرجه أحمد (6/ 9)

عن أسود بن عامر الشامي

وحسين بن محمد المرُّوْذي

والبزار (كشف 360)

عن حسين بن الحسن (1)

والنسائي في "اليوم والليلة"(41) وابن السني (91)

عن علي بن حجر السعدي

والنسائي (41)

عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين وهو في كتاب "الصلاة" له (196)

والطبراني في "الكبير"(924) وفي "الدعاء"(443)

عن زكريا بن يحيى زحمويه

وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2358)

عن علي بن الجعد

كلهم عن شريك به.

• وقال يحيى بن آدم الكوفي: عن شريك عن عاصم عن علي بن حسين عن أبيه عن أبي رافع.

(1) أظنه: الأشقر.

ص: 2105

أخرجه أحمد (6/ 391)

- ورواه سفيان الثوري عن عاصم واختلف عنه:

• فقال عبد الرحمن بن مهدي: ثنا سفيان عن عاصم عن ابن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه النسائي (42)

• وقال مؤمل بن إسماعيل البصري: ثنا سفيان عن عاصم عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن أبيه.

أخرجه الطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل"(ص 549)

- ورواه عنبسة بن سعيد قاضي الري عن عاصم عن عبد الله بن الحارث عن أبيه.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(3266)

وإسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله.

1468 -

عن قتادة أَنَّه صلى الله عليه وسلم كان يمتحن من هاجر من النساء بالله ما خرجت إلا رغبة في الإسلام وحبا لله ورسوله.

قال الحافظ: وأخرج عبد الرزاق عن مَعْمَر عن قتادة: فذكره، وأخرج عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد نحوه وزاد "ولا خرج بك عشق رجل منا ولا فرار من زوجك" وعند ابن مردويه وابن أبي حاتم والطبراني من حديث ابن عباس نحوه، وسنده ضعيف" (1)

حديث قتادة أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(3/ 288) عن معمر قال: وقال قتادة: وكان يحلفهنّ بالله ما خرجن إلا رغبة في الإسلام، وحبا لله ولرسوله.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(28/ 68) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن قتادة في قوله {فَامْتَحِنُوهُنَّ} [الممتحنة: 10] قال: يحلفن ما خرجن إلا رغبة في الإسلام، وحبا لله ورسوله.

ورواته ثقات.

وحديث مجاهد أخرجه عبد بن حميد كما ذكر الحافظ.

(1) 10/ 262 (كتاب التفسير: سورة الممتحنة باب {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} [الممتحنة: 10]

ص: 2106

وحديث ابن عباس أخرجه الترمذي (3308) والحارث (بغية الباحث 722) والبزار (كشف 2272) والطبري (28/ 67) من طرق عن قيس بن الربيع عن الأغر بن الصباح عن خليفة بن حصين عن أبي نصر الأسدي قال: سئل ابن عباس: كيف كان امتحان رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء؟ قال: كان يمتحنهن بالله ما خرجت من بُغْضِ زوج، وبالله ما خرجت رغبة عن أرض إلى أرض، وبالله ما خرجت التماس دنيا، وبالله ما خرجت إلا حبا لله ورسوله.

قال الترمذي: هذا حديث غريب"

وقال البزار: لا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، وأبو نصر لم يَرو عنه إلا خليفة"

وقال السيوطي: سنده حسن" الدر المنثور 8/ 137

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، أبو نصر لم يسمع من ابن عباس" الإتحاف 4/ 208

قلت: وقيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

1469 -

عن أبي هريرة أَنَّه صلى الله عليه وسلم كان ينهض على صدور قدميه.

قال الحافظ: فعند سعيد بن منصور بإسناد ضعيف عن أبي هريرة: فذكره، وعن ابن مسعود مثله بإسناد صحيح" (1)

ضعيف جدا

حديث أبي هريرة أخرجه ابن عدي (3/ 879) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي ثنا خالد بن إلياس عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهض على صدور قدميه في الصلاة.

الحديث ذكره البيهقي في "الكبرى"(2/ 124) وقال: خالد بن إلياس ضعيف"

قلت: وقال أحمد والنسائي: متروك الحديث، وقال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال ابن معين: لا يكتب حديثه، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات

وأما حديث ابن مسعود فهو موقوف، أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 394) وابن المنذر في "الأوسط"(3/ 195 و 195 - 196) والبيهقي (2/ 125)

(1) 2/ 447 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب كيف يعتمد على الأرض إذا قام من الركعة)

ص: 2107

1470 -

عن ابن عمر أَنَّه عليه الصلاة والسلام لَبَّدَ رأسه بالعسل.

قال الحافظ: ولأبي داود والحاكم من طريق نافع عن ابن عمر: فذكره" (1)

أخرجه أبو داود (1748) عن عبيد الله بن عمر القواريري ثنا عبد الأعلى ثنا محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لبَّدَ رأسه بالعسل.

وأخرجه الحاكم (1/ 450) من طريق يحيى بن محمد بن يحيى الذهلي ثنا القواريري به.

وأخرجه البيهقي (5/ 36) عن الحاكم به.

وفيه عنعنة ابن إسحاق فإنّه كان مدلساً، وعبد الأعلى هو ابن عبد الأعلى البصري.

1471 -

حديث أبي رفاعة أنّه قال للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب: رجل غريب لا يدري دينه، جاء يسأل عن دينه. فترك خطبته وأتى بكرسي فقعد عليه فجعل يعلمه، ثم أتى خطبته فأتم آخرها.

قال الحافظ: كما في حديث أبي رفاعة عند مسلم (876): فذكره" (2)

1472 -

عن مكحول قال: حدثني عمرو بن أبي خزاعة أَنَّه قُتل فيهم قتيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل القَسَامَة على خزاعة: بالله ما قتلنا ولا علمنا قاتلا، فحلف كل منهم عن نفسه وغرم الدية.

قال الحافظ: أخرجه ابن منده في "الصحابة" وعمرو مختلف في صحبته" (3)

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5117) من طريق أحمد بن عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي ثنا أبي ثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن عبد الله الشعيثي عن مكحول ثنا عمرو بن أبي خزاعة قال: قتل منا قتيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيناه فقضى لنا.

قال ابن عبد البر: عمرو بن أبي خزاعة ليس بالمعروف، روى عنه مكحول، في صحبته نظر" الاستيعاب 8/ 303

قلت: عبد الوهاب بن الضحاك قال أبو داود: كان يضع الحديث، وقال صالح جزرة: منكر الحديث، عامة حديثه كذب.

وقال أبو حاتم: كان يكذب، وقال الدارقطني وغيره: متروك.

(1) 4/ 143 (كتاب الحج- باب من أهل ملبدا)

(2)

1/ 150 - 151 (كتاب العلم- باب من سئل علما وهو مشتغل في حديثه)

(3)

15/ 259 (كتاب الديات- باب القسامة)

ص: 2108

1473 -

حديث عائشة أَنَّه كان صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث لا يقعد إلا في آخرهن.

قال الحافظ: رواه الحاكم، وروى النسائي من حديث أبي بن كعب نحوه ولفظه "يوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى:1]، و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون:1]، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، ولا يسلم إلا في آخرهن" (1)

حديث عائشة يرويه قتادة عن زُرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة وعنه غير واحد، منهم:

1 -

أبان بن يزيد العطار.

أخرجه الحاكم (1/ 304) عن أبي نصر أحمد بن سهل الفقيه ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ ثنا شيبان بن فروخ أبو شيبة ثنا أبان عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث، لا يسلم إلا في آخرهن.

وأخرجه البيهقي (3/ 28) عن الحاكم به.

وقال: كذا في هذه الرواية، وقد روينا في حديث سعد بن هشام وتر النبي صلى الله عليه وسلم بتسع ثم بسبع.

2 -

سعيد بن أبي عَروبة.

وعنه جماعة، منهم:

1 -

عبد الوهاب بن عطاء الخفاف.

أخرجه الحاكم (1/ 304) عن الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عبد الوهاب بن عطاء انبأ سعيد عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسلم في الركعتين الأوليين من الوتر.

وأخرجه البيهقي في "المعرفة"(4/ 70) عن الحاكم به.

وأخرجه في "الكبرى"(3/ 31) عن الحاكم وأبي سعيد بن أبي عمرو قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبا عبد الوهاب بن عطاء به بلفظ "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسلم في ركعتي الوتر"

وقال: كذا رواه عبد الوهاب عن سعيد بن أبي عروبة، وقال أبان: عن قتادة: يوتر بثلاث لا يقعد إلا في آخرهن.

(1) 3/ 134 (كتاب الصلاة- أبواب الوتر- باب رقم 1)

ص: 2109

ورواه الجماعة عن ابن أبي عروبة عن قتادة، وهمام بن يحيى عن قتادة: أوتر بتسع ثم بسبع، وكذلك رواه بَهز بن حكيم عن زرارة بن أوفى، وفي رواية عبد الوهاب يشبه أن يكون اختصارا من الحديث، ورواية أبان خطأ، والله أعلم"

وأما الحاكم فقال: صحيح على شرط الشيخين"

ب- عيسى بن يونس.

قال إسحاق في "مسند عائشة"(767): أخبرنا عيسى بن يونس ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسلم في الركعتين الأوليين من الوتر.

وأخرجه الحاكم (1/ 304) من طريق إبراهيم بن موسى الفراء الرازي ثنا عيسى بن يونس به.

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

ت- أبو بدر شجاع بن الوليد الكوفي.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 280) عن أبي بشر عبد الملك بن مروان الرقي ثنا شجاع بن الوليد عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة عن سعد عن عائشة قالت: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم لا يسلم في ركعتي الوتر.

ث- يزيد بن زُرَيع.

أخرجه الطحاوي (1/ 280) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي ثنا محمد بن المنهال ثنا يزيد بن زريع عن سعيد، فذكر بإسناده مثله.

ج- بشر بن المفضل البصري.

أخرجه النسائي (3/ 193) وفي "الكبرى"(1400) عن إسماعيل بن مسعود الجَحْدري ثنا بشر بن المفضل ثنا سعيد، فذكر بإسناده مثله.

وخالفهم غير واحد رووه عن سعيد بن أبي عروبة فقالوا: أوتر بتسع ثم بسبع، منهم:

ح- يحيى بن سعيد القطان.

قال أحمد (6/ 53 - 54): ثنا يحيى ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام، فذكر قصة وفيها أنّه سأل عائشة عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت:

ص: 2110

يصلي ثماني ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة فيجلس ويذكر ربه عز وجل ويدعو ويستغفر ثم ينهض ولا يسلم ثم يصلي التاسعة فيقعد فيحمد ربه ويذكره ويدعوه ثم يسلم تسليما يسمعنا ثم يصلي ركعتين وهو جالس بعد ما يسلم فتلك إحدى عشرة ركعة يا بني، فلما أسنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ اللحم أوتر بسبع ثم صلى ركعتين وهو جالس بعد ما يسلم فتلك تسع يا بني.

ومن طريق أحمد أخرجه البيهقي (3/ 29 - 30)

وأخرجه أبو داود (1343) وابن خزيمة (1078) عن محمد بن بشار بُندار ثنا يحيى القطان به.

وأخرجه ابن حبان (2441) عن ابن خزيمة به.

خ- محمد بن بشر العبدي.

أخرجه مسلم (1/ 514) وأبو داود (1344) وابن ماجه (1191) وأبو عوانة (2/ 352 - 354) من طرق عن محمد بن بشر ثنا سعيد بن أبي عروبة، فذكر بإسناده نحوه.

د- عبدة بن سليمان الكلابي.

أخرجه النسائي (3/ 199) وابن خزيمة (1078) عن هارون بن إسحاق الكوفي ثنا عبدة عن سعيد، فذكر بإسناده نحوه.

ذ- محمد بن أبي عدي البصري.

أخرجه مسلم (746) وابن نصر في "قيام الليل"(ص 107 - 108) والبغوي في "شرح السنة"(963)

عن محمد بن المثنى

وأبو داود (1345) وابن خزيمة (1078) والبيهقي (3/ 29 - 30) وفي "المعرفة"(4/ 68)

عن محمد بن بشار بُندار

قالا: ثنا ابن أبي عدي عن سعيد، فذكر بإسناده نحوه.

ر- خالد بن الحارث البصري.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(1408 و 1414) وفي "الصغرى"(3/ 198) عن إسماعيل بن مسعود الجحدري أنا خالد ثنا سعيد، فذكر بإسناده نحوه.

ص: 2111

ومن طريقه أخرجه ابن حزم في "المحلى"(3/ 71)

3 -

همام بن يحيى العَوْذي.

أخرجه أبو داود (1342) عن حفص عن عمر الحَوْضي ثنا همام ثنا قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام، فذكر نحو حديث يحيى القطان.

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(5/ 202 - 203) من طريق عفان بن مسلم الصفار ثنا همام به.

4 -

هشام الدَّسْتُوَائي.

أخرجه إسحاق (1) في "مسند عائشة"(774) عن معاذ بن هشام الدستوائي ثني أبي عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام، فذكر نحو حديث يحيى القطان.

ومن طريقه أخرجه النسائي (3/ 198 - 199) وفي "الكبرى"(1409) وابن حبان (2442) وابن حزم (3/ 70)

وأخرجه مسلم (1/ 514) وابن خزيمة (1078) والبيهقي (3/ 30) وفي "الصغرى"(778) من طرق عن معاذ بن هشام به.

5 -

مَعْمَر بن راشد.

رواه عبد الرزاق (4714) عن معمر عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام، فذكر نحو حديث يحيى القطان.

ورواه إسحاق في "مسند عائشة"(773) عن عبد الرزاق به.

ورواه مسلم (1/ 514) وابن نصر في "قيام الليل"(ص 95) عن إسحاق به.

ورواه النسائي (3/ 199 - 200) عن زكريا بن يحيى السِّجْزِي ثنا إسحاق به.

ورواه مسلم (1/ 514) عن محمد بن رافع النيسابوري

وأبو عوانة (2/ 350 - 352) وابن المنذر (5/ 176 - 177) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري

كلاهما عن عبد الرزاق به.

وخالفهم حجاج بن أرطاة رواه عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة

(1) ورواه ابن نصر في "قيام الليل"(ص 179) عن إسحاق به.

ص: 2112

أخرجه أبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(306) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 112)

وحجاج ضعيف.

وأما حديث أبي بن كعب فأخرجه النسائي (3/ 194) وفي "اليوم والليلة "(740) عن يحيى بن موسى الحُدَّاني ثنا عبد العزيز بن خالد ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عَزْرَةَ عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} [الأعلى: 1]، وفي الركعة الثانية بـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1]، وفي الثالثة بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1]، ولا يسلم إلا في آخرهن، ويقول بعد التسليم: سبحان الملك القدوس ثلاثاً.

وأخرجه ابن السني في "اليوم والليلة"(706) عن النسائي به.

واختلف فيه على سعيد بن أبي عروبة

- فقال محمد بن بشر العبدي: عن سعيد عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه ولم يذكر أبيا.

أخرجه عبد بن حميد (312) والنسائي في "اليوم والليلة"(742)

وتابعه (1) عبد العزيز بن عبد الصمد البصري ثنا سعيد به.

أخرجه النسائي (3/ 208 - 209) وفي "اليوم والليلة"(741)

- وقال عيسى بن يونس: عن سعيد عن قتادة عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بن كعب.

أخرجه ابن نصر في "الوتر"(ص 278 و 289) والنسائي (3/ 193 - 194) والطبراني في "الأوسط"(8111)

عن إسحاق بن راهويه

والطحاوي في "المشكل"(4504)

عن سليمان بن عمر بن خالد الرقي (2)

(1) وتابعه أيضاً يزيد بن زريع عن سعيد به.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1928)

(2)

وقال في حديثه "وكان يقنت قبل الركوع"

ص: 2113

وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 112)

عن القَرْقَساني

ثلاثتهم عن عيسى بن يونس به.

ورواه ابن أبي داود عن المسيب بن واضح ثنا عيسى بن يونس عن سعيد عن قتادة- قال ابن أبي داود: ربما قال المسيب: عن عزرة، وربما لم يقل- عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بن كعب به.

وقال في حديثه "وكان يقنت قبل الركوع، وكان يقول إذا سلم: سبحان الملك القدوس مرتين يسرهما، والثالثة يجهر بها ويمدّ بها صوته"

أخرجه الدارقطني (2/ 31) عن ابن أبي داود به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (393)

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا سعيد، تفرد به عيسى بن يونس"

قلت: رواه غير واحد عن قتادة واختلف عنه:

- فقال معمر بن راشد: عن قتادة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} [الأعلى: 1]، و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1]، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] ".

أخرجه عبد الرزاق (4695) عن معمر به.

- وقال همام بن يحيى البصري: أنا قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه، فذكر مثل حديث معمر وزاد "وكان إذا سلم قال: سبحان الملك القدوس يطولها ثلاثا.

أخرجه أحمد (3/ 406) عن بهز بن أسد البصري ثنا همام به.

وتابعه شعبة عن قتادة قال: سمعت عزرة يحدث عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه به.

أخرجه أحمد (3/ 406) عن أبي داود الطيالسي ثنا شعبة به.

وأخرجه النسائي (3/ 204 - 205) وفي "الكبرى"(1446) وفي "اليوم والليلة"(743) عن محمد بن بشار ثنا أبو داود الطيالسي به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 181 - 182) من طريق محمد بن المثنى ثنا أبو داود الطيالسي به.

ص: 2114

وأخرجه أحمد (3/ 406) عن محمد بن جعفر البصري ثنا شعبة به.

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 181 - 182)

وأخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 111 - 112) من طريق يحيى القطان عن شعبة (1) به.

- وقال هشام الدستوائي: عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن مرسلا.

أخرجه النسائي (3/ 209) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن أبي عامر العَقَدي عن هشام به.

• ورواه ذَر بن عبد الله الهَمْداني المُرْهبي عن سعيد بن عبد الرحمن واختلف عنه:

- فقال الأعمش: عن طلحة بن مصرِّف وزبيد بن الحارث اليامي عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بن كعب.

أخرجه ابن ماجه (1171) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(5/ 123) عن عثمان (2) بن أبي شيبة ثنا أبو حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار ثنا الأعمش به.

(1) ورواه شعبة أيضاً عن قتادة قال: سمعت زرارة يحدث عن عبد الرحمن بن أبزى قال: فذكره.

أخرجه أحمد (3/ 406) والنسائي (3/ 205) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 181)

عن محمد بن جعفر البصري

وأحمد (3/ 406)

عن حجاج بن محمد المصيصي

وأحمد (3/ 406) والنسائي (3/ 205) وفي "الكبرى"(1447) وفي "اليوم والليلة"(744)

عن أبي داود الطيالسي

وأحمد (3/ 407) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 181)

عن يحيى بن سعيد القطان

كلهم عن شعبة به.

وخالفهم شبابة بن سوار المدائني فرواه عن شعبة عن قتادة عن زرارة عن عمران بن حصين.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 298 - 299) والنسائي (3/ 205) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(989) وقال النسائي: لا أعلم أحدا تابع شبابة على هذا الحديث، خالفه يحيى بن سعيد.

ثم أخرجه من طريق يحيى بن سعيد عن شعبة عن قتادة عن زرارة عن عمران قال: صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فقرأ رجل بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} [الأعلى: 1]، فلما صلّى قال "من قرأ بسبح اسم ربك الأعلى؟ " قال رجل: أنا، قال "قد علمت أنّ بعضهم خالجنيها"

وتابعه محمد بن جعفر البصري عند مسلم (1/ 299) وأحمد (4/ 426 و 441)

وبهز بن أسد البصري عند أبي القاسم في "الجعديات"(988)

(2)

رواه أبو داود (1423) عن عثمان بن أبي شيبة فلم يذكر ذرا.

ص: 2115

وأخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 110 - 111) من طريق جعفر بن محمد الفِرْيابي ثنا عثمان بن أبي شيبة به.

وأخرجه ابن حبان (2436) من طريق يحيى بن معين ثنا أبو حفص الأبار به.

وأخرجه عبد بن حميد (176) والنسائي (3/ 202) والهيثم بن كليب (1433) والطبراني في "الأوسط"(1687) والدارقطني (2/ 31) والبيهقي (3/ 38) من طريق أبي جعفر الرازي عن الأعمش به.

• ورواه محمد بن أبي عبيدة بن معن الكوفي عن أبيه عن الأعمش ولم يذكر زبيدا.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 300 و 14/ 263) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(5/ 123) والنسائي (3/ 202) وفي "الكبرى"(1429) وفي "اليوم والليلة"(729) وابن الجارود (271) والهيثم بن كليب (1434 و 1435) وابن حبان (2450) والبيهقي (3/ 41 - 42)

• ورواه إبراهيم بن موسى الرازي عن محمد بن أنس القرشي عن الأعمش واختلف عنه:

فرواه إسحاق بن إبراهيم بن جبلة عن إبراهيم بن موسى عن محمد بن أنس عن الأعمش عن طلحة عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بن كعب.

أخرجه الهيثم بن كليب (1436)

ورواه أبو داود (1423) عن إبراهيم بن موسى فلم يذكر ذرا وقال فيه: عن طلحة وزبيد.

وتابعه الحسن بن علي بن زياد ثنا إبراهيم بن موسى به.

أخرجه الحاكم (2/ 257)

وقال: صحيح الإسناد"

- وقال شعبة (1): عن سلمة بن كُهيل وزبيد اليامي عن ذر عن ابن عبد الرحمن عن أبيه.

أخرجه الطيالسي (ص 74) عن شعبة به.

(1) وخالفه منصور بن المعتمر رواه عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه، ولم يذكر ذرا.

أخرجه النسائي (3/ 203) وفي "اليوم والليلة"(739) والمحاملي (367) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 111) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(442) من طريق جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور به.

ص: 2116

وأخرجه أحمد (3/ 406) عن الطيالسي به.

وأخرجه البيهقي (3/ 41) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي به.

ورواه عمرو بن علي الفلاس عن الطيالسي فلم يذكر زبيدا.

أخرجه العقيلي (4/ 98 - 99) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 181)

وأخرجه أحمد (3/ 406)

عن محمد بن جعفر البصري

و (3/ 406)

عن عفان بن مسلم البصري

والنسائي (3/ 202 - 203) وفي "الكبرى"(1435) وفي "اليوم والليلة"(737)

عن بهز بن أسد البصري

والنسائي (3/ 203) وفي "اليوم والليلة"(738)

عن خالد بن الحارث البصري

وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(502) وفي "الصحابة"(1927) ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 181) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(972) وفي "الشمائل"(595)

عن علي بن الجَعْد الجوهري

وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 181)

عن حفص بن عمر الحَوْضي

والحنائي في "فوائده"(ق33/أ)

عن بشر بن عمر الزهراني

كلهم عن شعبة به.

ورواه سليمان بن حرب البصري عن شعبة فلم يذكر سلمة بن كهيل.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 181) وفي "مسند أبي حنيفة"(ص 109 - 110) عن فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم (1) الكشي ثنا سليمان بن حرب به.

(1) رواه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 150) عن أبي مسلم الكشي فلم يذكر ذرا أيضاً.

ص: 2117

- ورواه سفيان الثوري واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن سفيان عن زبيد عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه، منهم:

1 -

عبد الرزاق (4696)

وعنه أحمد (3/ 406 - 407)

2 -

وكيع.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 298) وأحمد (3/ 407)

3 -

أبو نُعيم الفضل بن دُكين.

أخرجه النسائي (3/ 208) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 292) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 110)

• وقال مخلد بن يزيد الحرّاني: ثنا سفيان عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بن كعب.

أخرجه النسائي (3/ 193) وفي "الكبرى"(1432) وفي "اليوم والليلة"(734) وأبو علي الطوسي (1) في "مختصر الأحكام"(444) والطحاوي في "المشكل"(4503) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 110)

• وقال قاسم بن يزيد الجَرْمي: عن سفيان عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه.

أخرجه النسائي (3/ 207)

وتابعه محمد بن عبيد الطنافسي عن سفيان به.

أخرجه النسائي (3/ 207 - 208) وفي "اليوم والليلة"(735)

وقال: أبو نعيم أثبت عندنا من محمد بن عبيد ومن قاسم بن يزيد"

قلت: وإسناده صحيح.

- ورواه مالك بن مِغْول واختلف عنه:

(1) وقال: هذا حديث حسن غريب.

ص: 2118

• فقال يحيى بن آدم الكوفي: ثنا مالك عن زبيد عن ذر عن ابن أبزى مرسل.

أخرجه النسائي (3/ 204) وفي "اليوم والليلة"(732)

• وقال شعيب بن حرب المدائني: عن مالك عن زبيد عن ابن أبزى عن أبيه.

أخرجه النسائي (3/ 204)

- ورواه جرير بن حازم البصري واختلف عنه:

• فقال أبو عمر حفص بن عمر الضرير البصري: ثنا جرير بن حازم عن زبيد عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بن كعب.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(5/ 123)

• ورواه يونس بن محمد المؤدب عن جرير بن حازم فلم يذكر أبيا (1).

أخرجه النسائي (3/ 208) وفي "الكبرى"(1448) وفي "اليوم والليلة"(731)

• ورواه أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي عن جرير عن حازم فلم يذكر ذرا ولا أبيا.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 150)

- وقال محمد بن طلحة بن مصرّف: عن زبيد عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 292)

- وقال فِطر بن خليفة: عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بن كعب قال: فذكره، وقال فيه: وكان يقنت قبل الركوع، وإذا سلم قال: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات، يمدّ بها صوته في الأخيرة ويقول: رب الملائكة والروح.

أخرجه الدارقطني (3/ 31) عن ابن أبي داود ثنا علي بن خشرم ثنا عيسى بن يونس عن فطر به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (3/ 40)

(1) ورواه محمد بن الفضل عارم عن جرير بن حازم عن أبيه عن جده عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه.

أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 110)

وقوله "عن أبيه عن جده" أظنه تصحيف، والصواب "عن زبيد عن ذر" والله أعلم.

ص: 2119

وتابعه مِسعر بن كِدام عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بن كعب به.

وقال فيه أيضا: وقنت قبل الركوع.

أخرجه ابن المنذر (5/ 203) والهيثم بن كليب (1432) عن أبي حاتم الرازي ثنا عمر بن حفص بن غياث ثنا أبي عن مسعر به.

وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(4501) عن محمد بن الحسن بن علي البخاري الأحول وغيره قالوا: ثنا أبو حاتم الرازي به.

وأخرجه البيهقي (3/ 40 - 41) من طريق محمد بن يونس الكديمي ثنا عمر بن حفص بن غياث به.

- ورواه أبو حنيفة عن زبيد واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن أبي حنيفة عن زبيد عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه، منهم:

1 -

أبو يوسف القاضي.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(11/ 415)

2 -

زُفر بن الهذيل.

أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 108 - 109)

3 -

أسد بن عمرو البجلي.

أخرجه أبو نعيم (ص 108 - 109)

4 -

أبو قرة موسى بن طارق اليماني.

أخرجه أبو نعيم (ص 108 - 109)

• وقال عمر بن نوح: ثنا محمد بن ميسر أبو سعد وأبو حنيفة عن زبيد عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بن كعب.

أخرجه أبو نعيم (ص 109)

- وقال غير واحد: عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه، منهم:

1 -

عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 298) والنسائي (3/ 203 و207 - 208) وفي "الكبرى"(1433) وفي "اليوم والليلة"(735)

ص: 2120

2 -

عمرو بن قيس المُلائي.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 149 - 150) والطبراني في "الأوسط"(686)

3 -

محمد بن جُحادة الكوفي.

أخرجه النسائي (3/ 203 - 204) وفي "الكبرى"(1434) وفي "اليوم والليلة"(733) عن عمران بن موسى القزاز عن عبد الوارث بن سعيد عن محمد بن جحادة به (1).

- وقال هاشم بن سعيد الكوفي: عن زبيد عن ابن أبي أوفى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث، وذكر الحديث.

أخرجه البزار (3373)

وقال: وهذا الحديث أخطأ فيه هاشم بن سعيد لأنّ الثقات يروونه عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم"

قلت: هاشم بن سعيد قال أحمد: لا أعرفه، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال ابن عدي: مقدار ما يرويه لا يتابع عليه، وذكره ابن حبان في "الثقات".

- وقال حُصين بن عبد الرحمن السلمي: عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه (2).

أخرجه النسائي (3/ 202) وفي "الكبرى"(1430) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 111) والبيهقي (3/ 38)

- ورواه عطاء بن السائب واختلف عنه:

• فقال حماد بن سلمة: عن عطاء عن ذر عن ابن أبزى عن أبيه.

(1) ورواه جعفر بن مهران السباك عن عبد الوارث بن سعيد عن محمد بن جحادة عن زبير عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عائشة.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4297)

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن محمد بن جحادة إلا عبد الوارث، ولم يقل عن ابن أبزى عن عائشة إلا جعفر بن مهران"

(2)

ومن هذا الطريق أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(559) إلا إنّه لم يذكر ذرا في إسناده.

ص: 2121

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(730) عن أحمد بن يحيى بن زكريا الصوفي ثنا إسحاق بن منصور ثنا حماد (1) به.

• وقال رَوح بن القاسم البصري: عن عطاء عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه.

أخرجه النسائي (3/ 204) وفي "الكبرى"(1431) والطبراني في "الأوسط"(1686)

وتابعه محمد بن فضيل عن عطاء به.

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 262)

- ورواه عمر بن ذر بن عبد الله الكوفي عن أبيه عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه.

أخرجه عبد الرزاق (4697) عن عمر بن ذر به.

وإسناده صحيح.

1474 -

عن العلاء أنّه كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبدأ بنفسه.

قال الحافظ: وعند أبي داود من طريق ابن سيرين عن ابن العلاء بن الحضرمي عن العلاء: فذكره" (2)

انظر الحديث الذي بعده.

1475 -

عن العلاء بن الحضرمي أنَّه كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان عامله على البحرين فبدأ بنفسه: من العلاء إلى محمد رسول الله.

قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود" (3)

مرسل

أخرجه أحمد (4/ 339) عن هُشيم ثنا منصور عن ابن سيرين عن ابن العلاء بن الحضرمي أنّ أباه كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبدأ بنفسه.

(1) واختلف عنه، فرواه أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي عنه عن عطاء عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه.

أخرجه ابن قانع (2/ 150)

(2)

13/ 268 (كتاب الاستئذان- باب بمن يبدأ في الكتاب)

(3)

9/ 290 (كتاب التفسير: سورة آل عمران- باب {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} [آل عمران: 64])

ص: 2122

قال أحمد: حدثنا به هشيم مرتين، مرة قال: عن ابن العلاء، ومرة لم يقل.

وأخرجه المزي (22/ 487 و 34/ 466) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.

ورواه أبو داود (5134) عن أحمد فقال فيه: عن بعض ولد العلاء أنّ العلاء بن الحضرمي كان عامل النبي صلى الله عليه وسلم، فكان إذا كتب إليه بدأ بنفسه.

ورواه صالح بن أحمد في "المسائل"(ص 241) عن أبيه به.

وأخرجه البيهقي (10/ 129) بن طريق محمد بن بكر التمار ثنا أبو داود به. ووقع عنده: عن ابن سيرين. قال أحمد: قال مرة: عن بعض ولد العلاء أنّ العلاء.

- ورواه المعلي بن منصور الرازي عن هشيم فقال فيه: عن ابن (1) العلاء بن الحضرمي عن أبيه.

أخرجه أبو داود (5135) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(892) والبزار (كشف 2070) والطبراني في "الكبير"(18/ 98) والحاكم (2)(3/ 636 و 4/ 273) والخطيب في "الكفاية"(ص 482)

- ورواه القاسم بن عيسى بن إبراهيم الطائي الواسطي عن هشيم فقال فيه. عن ابن سيرين أن العلاء بن الحضرمي.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5510)

- ورواه شعبة عن منصور وهو ابن زاذان عن ابن سيرين مرسلا.

أخرجه ابن أبي شيبة (3)(8/ 660) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1789) والطبراني (18/ 88)

وتابعه أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي عن منصور به.

أخرجه ابن الأعرابي (2140) وأبو نعيم في "الصحابة"(5509)

• ورواه حماد بن زيد ثنا خليف بن عقبة عن ابن سيرين مرسلا.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 301)

(1) قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.

(2)

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

(3)

سقط من إسناده: عن منصور.

ص: 2123

• ورواه حماد بن سلمة عن هشام بن حسان عن ابن سيرين مرسلاً.

أخرجه البيهقي (10/ 130)

وهذا أصح.

1476 -

عن ابن عباس أَنَّه لما نزل تحريم الخمر في قبيلتين من الأنصار شربوا، فلما ثمل القوم عبث بعضهم ببعض، فلما أنْ صحوا جعل الرجل يرى في وجهه ورأسه الأثر فيقول: صنع هذا أخي فلان، وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن، فيقول: والله لو كان بي رحيما ما صنع بي هذا، حتى وقعت في قلوبهم الضغائن، فأنزل الله عز وجل هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} [المائدة: 90] إلى {مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91] فقال ناس من المتكلفين: هي رجس، وهي في بطن فلان وقد قتل يوم أحد، فأنزل الله تعالى {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] إلى {الْمُحْسِنِينَ} [التوبة: 91].

قال الحافظ: وأخرج النسائي والبيهقي بسند صحيح عن ابن عباس: فذكره، ووقعت هذه الزيادة في حديث أنس في البخاري كما مضى في المائدة، ووقعت أيضاً في حديث البراء عند الترمذي وصححه، ومن حديث ابن عباس عند أحمد "لما حرمت الخمر قال ناس: يا رسول الله، أصحابنا الذين ماتوا وهم يشربونها" وسنده صحيح، وعند البزار من حديث جابر. أنّ الذي سأل عن ذلك اليهود، وفي حديث أبي هريرة الذي ذكرته في تفسير المائدة نحو الأول وزاد في آخره: قال النبي صلى الله عليه وسلم "لو حُرِّم عليهم لتركوه كما تركتم" (1).

حديث ابن عباس الأول وحديث جابر سيأتي الكلام عليهما في حرف النون فانظر حديث "نزل تحريم الخمر في ناس شربوا فلما ثملوا عبثوا"

وحديث أبي هريرة سيأتي الكلام عليه في حرف اللام.

وأما حديث البراء فأخرجه الطيالسي (ص 97 - 98) والترمذي (3051) وأبو يعلى (1719 و1720) والطبري في "تفسيره"(7/ 37) وابن أبي حاتم في "التفسير"(6775) وابن حبان (5350 و 5351) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 120)

(1) 12/ 127 (كتاب الأشربة وقول الله تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ} [المائدة: 90])

ص: 2124

عن شعبة

والترمذي (3050) والطبري (7/ 37)

عن إسرائيل بن يونس

كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء قال: مات ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم يشربون الخمر، فلما نزل تحريمها قال أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: وكيف بأصحابنا الذي ماتوا وهم يشربونها؟ فنزلت {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا} [المائدة: 93]

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

قلت: لم يسمعه أبو إسحاق من البراء.

قال شعبة: قلت لأبي إسحاق: أسمعته من البراء؟ قال: لا" مسند أبي يعلى 3/ 266

وحديث ابن عباس الثاني له عنه طرق:

الأول: يرويه إسرائيل بن يونس عن سِماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزل تحريم الخمر قالوا: يا رسول الله، كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يشربونها؟ فنزلت {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] إلى آخر الآية.

أخرجه أحمد (2088 و 2452 و 2691 و 2775) والترمذي (3052) والطبري (7/ 37) والطبراني في "الكبير"(11730) والحاكم (4/ 143) والبيهقي في "الشعب"(5229) من طرق عن إسرائيل به.

قال الترمذي: حسن صحيح"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: سماك مختلف فيه وقد تكلم غير واحد في حديثه عن عكرمة.

قال العجلي: كان في حديث عكرمة ربما وصل الشيء عن ابن عباس، وربما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما كان عكرمة يحدث عن ابن عباس.

وقال ابن معين: كان شعبة يضعفه، وكان يقول في التفسير: عكرمة، ولو شئت أنْ أقول له ابن عباس لقاله.

ص: 2125

وكان شعبة لا يروى تفسيره إلا عن عكرمة.

وقال ابن المديني: رواية سماك عن عكرمة مضطربة.

الثاني: يرويه عبد الله بن صالح المصري ثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] قالوا: يا رسول الله، ما نقول لإخواننا الذين مضوا، كانوا يشربون الخمر، ويأكلون الميسر، فأنزل الله {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] يعني قبل التحريم إذا كانوا محسنين متقين.

أخرجه الطبري (7/ 38)

وعبد الله بن صالح مختلف فيه، وعلي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس.

الثالث: يرويه محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العَوْفي ثني أبي ثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية العوفي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس في هذه الآية قال: يعني بذلك رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ماتوا وهم يشربون الخمر قبل أنْ تحرم الخمر، فلم يكن عليهم فيها جناح قبل أنْ تحرم، فلما حرمت قالوا: كيف تكون علينا حراما وقد مات إخواننا وهم يشربونها؟ فأنزل الله تعالى {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] الآية.

أخرجه الطبري (7/ 38)

وإسناده ضعيف، سعد بن محمد قال أحمد: لم يكن ممن يستاهل أنْ يكتب عنه، ولا كان موضعا لذاك.

والحسين بن الحسن ضعفه ابن معين وابن سعد وأبو حاتم والنسائي.

والحسن بن عطية ضعفه أبو حاتم وغيره، واختلف فيه قول ابن حبان.

وعطية بن سعد ضعيف مدلس.

1477 -

عن عائشة أَنَّها صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جبة من صوف سوداء فلبسها.

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي والحاكم" (1)

يرويه قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشِّخِّير واختلف عنه:

(1) 12/ 396 (كتاب اللباس- باب الخميصة السوداء)

ص: 2126

- فقال همام بن يحيى العَوْذي: عن قتادة عن مطرف عن عائشة أنّها صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جبة (1) من صوف سوداء فلبسها (2)، فلما عرق (3) وجد (4) ريح الصوف (5) فخلعها (6)، وكان يعجبه (7) الريح الطيب (8).

أخرجه الطيالسي (ص 218) عن همام

ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 419) وفي "الآداب"(738)

وأخرجه ابن سعد (1/ 453) وإسحاق (1325 و 1326) وأحمد (6/ 132 و 144 - 145 و 219 و 249) وأبو داود (4074) والنسائي في "الكبرى"(9661) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 113 - 114) والحاكم (4/ 188 - 189) واللفظ له والبيهقي في "الشعب"(5750) والبغوي في "الشمائل"(777 و 778) من طرق عن همام به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: قتادة مدلس وقد عنعن.

- ورواه هشام الدَّسْتُوَائي عن قتادة عن مطرف مرسلا.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(9662) عن محمد بن المثنى ثنا معاذ بن هشام ثني أبي به.

وهذا أصح لأنّ هشاما أثبت في قتادة من همام.

قال ابن أبي حاتم: سئل أبي عن هشام وهمام أيهما أحفظ؟ قال: هشام.

وقال الفلاس: الأثبات من أصحاب قتادة: ابن أبي عَروبة وهشام وشعبة وهمام رابع القوم عندي.

(1) ولفظ ابن سعد وغيره "بردة" زاد إسحاق "حسناء" وفي لفظ لأحمد "حلة"

(2)

زاد الطيالسي وإسحاق "فأعجبته" وزاد ابن سعد وغيرها "فذكرت بياض النبي صلى الله عليه وسلم وسوادها"

ولفظ إسحاق وغيره "فقالت: ما أحسنها يا رسول الله، يشيب بياضك سوادها وسوادها بياضك"

(3)

زاد ابن سعد وغيره "فيها"

(4)

زاد ابن سعد وغيره "منها"

(5)

ولفظ الطيالسي "النمرة"

(6)

ولفظ أحمد وغيره "فقذفها"

(7)

ولفظ النسائي وغيره "يحب"

(8)

ولفظ أبي داود وغيره "الطيبة"

ص: 2127

1478 -

حديث أم سلمة أَنَّها قَرَّبَت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجَنْباً مشويا فأكل منه، ثم قام إلى الصلاة.

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وصححه (1)

صحيح

وله عن أم سلمة طرق:

الأول: يرويه ابن جُريج عن محمد بن يوسف بن عبد الله الكندي واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن ابن جريج أني محمد بن يوسف أنّ عطاء بن يسار أخبره أنّ أم سلمة أخبرته أنَّها قربت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جنبا مشويا فأكل منه، ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ.

منهم:

1 -

عبد الرزاق (638)

وعنه أخرجه أحمد (6/ 307)

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 285 - 286) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري ثنا عبد الرزاق به.

وأخرجه البيهقي (1/ 154) من طريق أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق به.

2 -

محمد بن بكر البُرْساني.

أخرجه أحمد (6/ 307)

3 -

رَوح بن عبادة البصري.

أخرجه أحمد (6/ 307)

4 -

حجاج بن محمد المِصيصي.

أخرجه الترمذي (1829) وفي "الشمائل"(155) وابن المنذر في "الأوسط"(1/ 224) والبغوي في "شرح السنة"(2846) وفي "الشمائل"(155)

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه"

(1) 11/ 483 (كتاب الأطعمة- باب شاة مسموطة والكتف والجنب)

ص: 2128

وقال ابن عبد البر: حديث صحيح"

قلت: وهو كما قالا.

- وقال عثمان بن عمر بن فارس العبدي: ثنا ابن جريج أنا محمد بن يوسف عن سليمان بن يسار عن أم سلمة.

أخرجه أبو يعلى (6985) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 65) والبيهقي (1/ 154)

وتابعه خالد بن الحارث البصري ثنا ابن جريج به.

أخرجه النسائي (1/ 90) وفي "الكبرى"(188) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا خالد به.

وإسناده صحيح.

الثاني: يرويه محمد بن علي بن الحسين واختلف عنه:

- فرواه جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة قالت: أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتف شاة فأكل منها فصلى (1) ولم يمس ماء.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 48) وإسحاق (1862) وابن ماجه (491) والطبراني في "الكبير"(23/ 351 - 352)

عن حاتم بن إسماعيل المدني

وأحمد (6/ 292) والنسائي (1/ 90) وفي "الكبرى"(187) وابن خزيمة (44)

عن يحيى بن سعيد القطان

وإسحاق (1931) والطبراني (23/ 351)

عن حفص بن غياث الكوفي

والطبراني (23/ 411)

عن محمد بن جعفر بن محمد

(1) وفي لفظ: فجاءه بلال فخرج إلى الصلاة.

ص: 2129

وعبد الله بن ميمون القداح

كلهم عن جعفر بن محمد به.

وإسناده صحيح.

• وقال أبو جعفر الرازي: عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أم سلمة، ولم يذكر زينب بنت أم سلمة.

أخرجه ابن سعد (1/ 392) عن هاشم بن القاسم البغدادي أنا أبو جعفر الرازي به.

وأبو جعفر مختلف فيه، وقال الفلاس وغيره: سيئ الحفظ، وقال أبو زرعة: يهم كثيرا.

- ورواه ابن جُريج عن محمد بن علي بن الحسين قال: أخبرني أبي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دُعي إلى الطعام فأكل كتفا، ثم جاءه المؤذن فقام إلى الصلاة ولم يتوضأ.

أخرجه عبد الرزاق (633)

والأول أصح.

الثالث: يرويه أبو عون محمد بن عبيد الله الثقفي ثنا عبد الله بن شداد بن الهاد قال: قال أبو هريرة: الوضوء مما مست النار، فقال مروان: وكيف يُسأل أحد وفينا أزواج نبينا صلى الله عليه وسلم وأمهاتنا، قال: فأرسلني إلى أم سلمة فسألتها، فقالت: أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد توضأ، فناولته عَرْقاً أو كتفا فأكل، ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ.

أخرجه عبد الرزاق (644) وابن أبي شيبة (1/ 48) وإسحاق (1900 و 1901 و 1902) وأحمد (6/ 317 و 323) وأبو يعلى (7005) والطحاوي (1/ 65) والطبراني (23/ 286 و 287) من طرق عن أبي عون به.

وإسناده صحيح.

1479 -

حديث عائشة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لابنته أم كلثوم لما زوجها عثمان "إِنّه أشبه الناس بجدِّك إبراهيم وأبيك محمد"

قال الحافظ: وهو حديث موضوع كما قاله الذهبي في ترجمة عمرو بن الأزهر أحد رواته، وهو وشيخه خالد بن عمرو كذبهما الأئمة، وانفرد بهذا الحديث" (1)

موضوع

(1) 8/ 99 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب الحسن والحسين)

ص: 2130

أخرجه ابن عدي (5/ 1784) من طريق المسيب بن واضح ثنا خالد بن عمرو عن عمرو بن الأزهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: لما زوّج- تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته أم كلثوم قال لأم أيمن "هيئي ابنتي أم كلثوم وزفيها إلى عثمان وخفقي بين يديها بالدف" ففعلت ذلك، فجاءها النبي صلى الله عليه وسلم بعد الثالثة فدخل عليها فقال "يا بنية كيف وجدت بعلك؟ " قالت: خير بعل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أما إنّه أشبه الناس بجدك إبراهيم وأبيك محمد عليهما السلام"

وقال: وهذا الحديث لا يُروى عن هشام إلا من رواية عمرو بن الأزهر عنه"

وقال الذهبي في "الميزان" في ترجمة عمرو بن الأزهر: هذا موضوع"

قلت: وهو كما قال، وخالد بن عمرو وعمرو بن الأزهر متهمان بالكذب.

1480 -

حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً. يقرأ ويرفع صوته بالذكر فقال "إنّه أواب" قال: فإذا هو المقداد بن الأسود.

قال الحافظ: أخرجه الطبري" (1)

1481 -

"إنّه جبل يحبنا ونحبه"

سكت عليه الحافظ (2).

هو في صحيح البخاري (فتح 17/ 71) من حديث أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم طلع له أُحُد فقال: "هذا جبل يحبنا ونحبه".

1482 -

عن قَرَظة بن كعب وأبي مسعود الأنصاريين قالا: إنَّه رُخِّص لنا في اللهو عند العرس.

قال الحافظ: وأخرج النسائي من طريق عامر بن سعد عن قرظة بن كعب وأبي مسعود الأنصاريين: قالا: فذكراه، الحديث وصححه الحاكم" (3)

سيأتي الكلام عليه في حرف الراء فانظر حديث "رُخِّص لنا في البكاء عند المصيبة"

1483 -

عن ابن عباس قال: لما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] جاءت امرأة أبي لهب، فقال أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم: لو تنحيت، قال "إنّه سيحال بيني وبينها"

(1) 14/ 121 (كتاب الرقاق- باب الرياء والسمعة)

(2)

3/ 438 (كتاب الجنائز- باب فضل اتباع الجنائز)

(3)

11/ 133 (كتاب النكاح- باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها)

ص: 2131

فأقبلت، فقالت: يا أبا بكر هجاني صاحبك، قال: لا وربِّ هذه البنية: ما ينطق بالشعر ولا يفوه به، قالت: إنك لمصدق، فلما ولّت قال أبو بكر: ما رأتك، قال "ما زال ملك يسترني حتى ولت"

قال الحافظ: وروى البزار بإسناد حسن عن ابن عباس قال: فذكره، وأخرجه الحميدي وأبو يعلى وابن أبي حاتم من حديث أسماء بنت أبي بكر نحوه" (1)

أخرجه البزار (البحر الزخار 15) وابن بشكوال في "الغوامض والمبهمات"(158)

عن إبراهيم بن سعيد الجوهري

وأبو يعلى (25 و 2358) وابن حبان (6511) وأبو نعيم في "الدلائل"(141)

عن محمد بن منصور الطوسي

قالا: ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا عبد السلام بن حرب ثنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] جاءت امرأة أبي لهب ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ومعه أبو بكر، فقال له أبو بكر: لو تنحيت لا تؤذيك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّه سيحال بيني وبينها" فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر، فقالت: يا أبا بكر هجانا صاحبك، فقال أبو بكر: لا وربِّ هذه البنية ما ينطق بالشعر ولا يتفوه به، فقالت: إنك لمصدق، فلما ولت قال أبو بكر: ما رأتك، قال "لا، ما زال ملك يسترني حتى ولت".

اللفظ للبزار وقال: هذا الحديث حسن الإسناد"

وتعقبه الهيثمي:- فقال: قلت: ولكن فيه عطاء بن السائب وقد اختلط" المجمع 7/ 144

قلت: وسماع عبد السلام بن حرب منه بعد اختلاطه فالإسناد ضعيف.

واختلف في هذا الحديث على عطاء بن السائب، فرواه محمد بن فضيل عنه عن سعيد بن جبير مرسلاً، ولم يذكر ابن عباس.

أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 498 - 499) عن ابن فضيل به.

وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(140) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا ابن فضيل به.

ومحمد بن فضيل ممن سمع من عطاء بن السائب بعد اختلاطه كذلك.

(1) 10/ 369 (كتاب الفسير- صورة المسد- باب {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4)} [المسد: 4])

ص: 2132

وللحديث شاهد عن أسماء بنت أبي بكر وله عن أسماء طريقين:

الأول: يرويه الوليد بن كثير القرشي المخزومي عن ابن تدرس عن أسماء قالت: لما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة وفي يدها فهر وهي تقول: مذمم أبينا، ودينه قلينا، وأمره عصينا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد، ثم قرأ قرآنا ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله، قد أقبلت وأنا أخاف أنْ تراك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّها لن تراني" وقرأ قرآنا اعتصم به كما قال، وقرأ {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45)} [الإسراء: 45] حتى وقفت على أبي بكر ولم تر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا أبا بكر إني أخبرت أنّ صاحبك هجاني، فقال: لا وربّ هذا البيت ما هجاك، قال: فولت وهي تقول: قد علمت قريش أني بنت سيدها.

أخرجه الحميدي (323) عن سفيان بن عُيينة ثنا الوليد بن كثير به.

ومن طريقه أخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 564) والحاكم (2/ 361) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 195 - 196) وأبو القاسم الأصبهاني في "الدلائل"(73) وابن بشكوال (159)

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

ولم ينفرد الحميدي به بل تابعه:

1 -

إسحاق بن إبراهيم أبو موسى الهروي ثنا سفيان عن الوليد بن كثير عن ابن تدرس عن أسماء به.

أخرجه أبو يعلى (المطالب 3797) ومن طريقه الواحدي في "الوسيط"(3/ 110)

2 -

محمد بن حسان السمتي.

أخرجه السرقسطي في "الغريب"(3/ 1195)

3 -

أحمد بن الوليد بن عقبة المكي.

أخرجه أبو الوليد الأزرقي في "أخبار مكة"(1/ 316 - 317)

وابن تدرس لم أقف له على ترجمة (1).

(1) ولعله أبو الزبير المكي، فقد قال يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 22): ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا الوليد بن كثير عن ابن تدرس مولى حكيم بن حزام.

وابن تدرس مولى حكيم بن حزام هو محمد بن مسلم بن تدرس أبو الزبير المكي، والله أعلم.

ص: 2133

الثاني: يرويه علي بن مُسْهر عن سعيد بن كثير عن أبيه قال: حدثتني أسماء بنت أبي بكر أنّ أم جميل دخلت على أبي بكر وعنده رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا ابن أبي قُحافة ما شأن صاحبك ينشد فيّ الشعر؟ فقال: والله ما صاحبي بشاعر وما يدري ما الشعر، فقالت: أليس قد قال: في جِيدها حبل من مَسَد، فما يدريه ما في جيدي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "قل لها: ترين عندي أحدا فإنّها لن تراني، جُعل بيني وبينها حجاب" فسألها أبو بكر، فقالت: أتهزأ بي يا ابن أبي قحافة، والله ما أرى عندك أحدا.

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(2/ 196) من طريق مِنْجَاب بن الحارث الكوفي وأبي إبراهيم الترجماني قالا: ثنا علي بن مسهر به.

سعيد بن كثير هو ابن عبيد التيمي الكوفي وهو ثقة كما قال ابن معين وغيره، وأبوه ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.

وأبو إبراهيم واسمه إسماعيل بن إبراهيم بن بسام صدوق، ومنجاب وعلي ثقتان.

1484 -

حديث الزبير قال: لما نزلت {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)} [التكاثر: 8] قلت: وأيّ نعيم نسأل عنه وإنما هو الأسودان: التمر والماء؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم "إنّه سيكون"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي" (1)

يرويه محمد بن عمرو بن علقمة الليثي واختلف عنه:

- فرواه سفيان بن عُيينة عن محمد بن عمرو واختلف عنه:

• فقال محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني: ثنا سفيان عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عبد الله بن الزبير بن العوام عن أبيه قال: فذكره.

أخرجه ابن ماجه (4158) والترمذي (3356) عن ابن أبي عمر به.

وقال الترمذي: حديث حسن"

وتابعه محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري ثنا سفيان به.

أخرجه أبو يعلى (676) عن ابن أبي سمينة به (2).

(1) 14/ 73 (كتاب الرقاق- باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه)

(2)

رواه أحمد بن داود البصري عن ابن أبي سمينة فقال فيه: عن سفيان عن عمرو بن دينار.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(467)

وهو وهم.

ص: 2134

• ورواه غير واحد عن سفيان فقالوا فيه: عن عبد الله بن الزبير قال: قال الزبير. منهم:

1 -

الحميدي (61)

2 -

أحمد بن أبان القرشي.

أخرجه البزار (963)

3 -

مسدد.

أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 546)

• وقال غير واحد: عن سفيان عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن عن عبد الله بن الزبير قال: لما نزلت

منهم:

1 -

أحمد (1/ 164)

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 337)

2 -

عبد الرزاق في "تفسيره"(3/ 393)

3 -

إبراهيم بن بشار الرمادي

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 304)

وهذا الاختلاف إنما هو من سفيان نفسه.

قال الحميدي: فكان سفيان ربما قال: قال الزبير، وربما قال: عن عبد الله بن الزبير، ثم يقول: فقال الزبير"

- وقال أبو بكر بن عياش: عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: فذكره.

أخرجه الترمذي (3357) عن عبد بن حميد ثنا أحمد بن يونس عن أبي بكر بن عياش به.

وقال: وحديث ابن عيينة عن محمد بن عمرو عندي أصح من هذا، ابن عيينة أحفظ وأصح حديثا من أبي بكر بن عياش"

- وقال يزيد بن هارون: أنا محمد بن عمرو عن صفوان بن سليم عن محمود بن لَبيد قال: فذكره.

ص: 2135

أخرجه أحمد (5/ 429) والطبري في "التفسير"(30/ 288) والواحدي في "الوسيط"(4/ 549)

وتابعه محمد بن بشر العبدي ثنا محمد بن عمرو به.

أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 231)

1485 -

حديث أبي رافع أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب: "إنه سيكون بينك وبين عائشة أمر" قال: فأنا أشقاهم يا رسول الله، قال "لا، ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها"

قال الحافظ: وأخرج أحمد والبزار بسند حسن من حديث أبي رافع: فذكره" (1)

أخرجه أحمد (6/ 393) والبزار (3881) والطحاوي في "المشكل"(5612 و 5613) والطبراني في "الكبير"(995) وابن الجوزي في "العلل"(1419) من طريق الفضيل بن سليمان ثنا محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن أبي أسماء مولى آل جعفر عن أبي رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب "إنَّه سيكون بينك وبين عائشة أمر" قال: أنا يا رسول الله؟ قال "نعم" قال: أنا (2)، قال "نعم" قال: فأنا أشقاهم يا رسول الله، قال "لا، ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها" واللفظ لأحمد.

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 7/ 234

قلت: الفضيل بن سليمان هو النميري وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وأبو أسماء ترجمه البخاري في "الكنى" وابن أبي حاتم في "الجرح" ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

1486 -

إنّه سيكون قوم يعتدون في الدعاء، وقرأ هذه الآية {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55] "

قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود هن حديث سعد بن أبي وقاص أنّه سمع ابنا له يدعو فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، وأخرج أيضاً ابن ماجه من حديث عبد الله بن مغفل أنّه سمع ابنا له يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة فذكر نحوه لكن لم يقل وقرأ الآية" (3)

(1) 16/ 165 (كتاب الفتن - باب حدثنا عثمان بن الهيثم)

(2)

زاد البزار والطبراني "من بين أصحابي؟ "

(3)

9/ 367 (كتاب التفسير- سورة الأعراف)

ص: 2136

حديث سعد بن أبي وقاص يرويه شعبة بن الحجاج واختلف عنه:

- فرواه أبو داود الطيالسي في "مسنده"(ص 28) عن شعبة أخبرني زياد بن مِخْراق سمعت أبا عَبَاية أنّ سعدا سمع ابنا له يقول: اللهم إني أسألك الجنة غرفها كذا وكذا، وأعوذ بك من النار وأغلالها وسلاسلها. فقال له سعد، لقد سألت الله خيرا كثيرا وتعوذت به من شرّ كثير أو قال عظيم وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "سيكون قوم يعتدون في الدعاء" وبحسبك أنْ تقول: اللهم إني أسالك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم.

وأخرجه الدورقي في "مسند سعد"(91) عن الطيالسي فقال فيه: سمعت قيس بن عباية يكنى أبا عباية.

وأخرجه البيهقي في "الدعوات"(277) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني (1) عن الطيالسي فقال فيه: سمعت قيس بن عباية، ولم يذكر كنيته.

ولم ينفرد الطيالسي به بل تابعه عاصم بن علي الواسطي عن شعبة أني زياد بن مخراق قال: سمعت قيس بن عباية مولى لسعد أنّ ابنا لسعد كان يدعو

فقال له سعد: وذكر الحديث.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(55)

- ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن زياد بن مخراق قال: سمعت أبا عباية عن مولى لسعد أنّ سعدا سمع ابنا له يدعو

فقال سعد: وذكر الحديث وزاد فيه: وقرأ هذه الآية {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)} [الأعراف: 55].

أخرجه أحمد (1/ 172)

- ورواه يحيى بن سعيد القطان عن شعبة عن زياد بن مخراق عن أبي نعامة عن ابن لسعد أنّه قال: سمعني أبي وأنا أقول

فقال: وذكر الحديث

أخرجه أبو داود (1480) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 110) والطبراني في "الدعاء"(56) والبيهقي في "الدعوات"(278)

- ورواه محمد بن جعفر البصري عن شعبة عن زياد بن مخراق قال: سمعت قيس بن عباية أبا نعامة القيسي يحدّث عن مولى لسعد عن ابن لسعد أنّه كان يصلي

فقال له سعد: وذكر الحديث وذكر فيه الآية.

(1) وهو راوي المسند عن الطيالسي.

ص: 2137

أخرجه أحمد (1/ 183) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 110)

- ورواه غير واحد عن شعبة عن زياد بن مخراق عن قيس بن عباية عن مولى لسعد عن سعد.

أخرجه أحمد (1/ 183)

عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي

وابن أبي شيبة (10/ 288)

عن عبيد بن سعيد بن أبان القرشي

وأبو يعلى (715)

عن شَبابة بن سوّار المدائني

وابن أبي حاتم في "تفسيره"(8595)

عن آِدم بن أبي إياس

أربعتهم عن شعبة به.

وقد نسب الإِمام أحمد هذا الاضطراب إلى زياد بن مخراق.

فقال أبو بكر الأثرم: قلت لأبي عبد الله: روى زياد بن مخراق حديث سعد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "سيكون بعدي قوم يعتدون في الدعاء" فقال: نعم، لم يقم إسناده" تهذيب الكمال 9/ 510

قلت: وزياد بن مخراق ثقة كما قال ابن معين وغيره لكن خالفه سعيد بن إياس الجُرَيري فرواه عن أبي نعامة -وهو قيس بن عباية- أنّ عبد الله بن مغفل سمع ابنا له يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض من الجنة إذا دخلتها عن يميني، فقال له: يا بني سل الله الجنة وتعوذه من النار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "سيكون بعدي قوم من هذه الأمة يعتدون في الدعاء والطهور".

أخرجه أحمد (4/ 87)

عن سليمان بن حرب البصري

و (5/ 55)

عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري

ص: 2138

وابن أبي شيبة (10/ 288) وأحمد (5/ 55) وابن ماجه (3864)

عن عفان بن مسلم البصري

وأبو داود (96) والحاكم (1/ 162 و 540) والبيهقي في "الدعوات"(279)

عن موسى بن إسماعيل البصري

وابن حيان (6764) والطبراني في "الدعاء"(59)

عن كامل بن طلحة الجَحْدري

والحاكم (1/ 540) والبغوي في "شرح السنة"(279)

عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي

والطبراني في "الدعاء"(59)

عن حجاج بن المنهال البصري

وعن أبي عمر حفص بن عمر البصري الضرير

والحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 17)

عن إبراهيم بن الحجاج السامي

كلهم عن حماد بن سلمة عن الجريري به (1).

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال ابن كثير: وهو إسناد حسن لا بأس به" التفسير 2/ 222

وقال الحافظ: هذا حديث حسن"

وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: فيه إرسال"

قلت: يريد بالإرسال رواية أبي نعامة عن عبد الله بن مغفل فإنّه لم يذكر سماعا منه، وهو يروي عن ابن عبد الله بن مغفل عن أبيه كما في "مسند أحمد"(4/ 85 و5/ 54 و 55) وغيره.

(1) رواه أحمد بن إسحاق الحضرمي عن حماد عن الجريري عن أبي نعامة عن ابن لعبد الله بن مغفل قال: سمعني أبي.

أخرجه الروياني (897)

ص: 2139

والحديث اختلف فيه على حماد بن سلمة:

فرواه غير واحد عنه عن يزيد الرقاشي عن أبي نعامة الحنفي أنّ عبد الله بن مغفل سمع ابنا له.

أخرجه أحمد (4/ 86)

عن يزيد بن هارون

وعبد بن حميد في "المنتخب"(500)

عن محمد بن الفضل السدوسي

والطبراني في "الدعاء"(58)

عن حجاج بن المنهال وأبي عمر الضرير

وكامل بن طلحة الجحدري (1)

كلهم عن حماد بن سلمة به.

ورواه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي (2) عن حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي العلاء قال: سمع عبد الله بن مغفل ابنا له.

أخرجه ابن حبان (6763)

وقال: سمع هذا الخبر الجريري عن يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير وأبي نعامة، فالطريقان جميعاً محفوظان"

قلت: واختلف فيه على الجريري، فرواه هلال بن حِق البصري عنه عن قيس بن عباية عن ابن عبد الله بن مغفل قال: سمعني أبي وأنا أقول.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(11/ 176)

1487 -

عن أبي ذر قال: كان رجل يطوف بالبيت ويقول في دعائه: أوّه أوّه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنّه لأواه"

(1) رواه حجاج بن المنهال وأبو عمر الضرير وكامل بن طلحة على الوجهين الأول والثاني مما يدل على أنهما محفوظين.

(2)

ورواه على الوجه الأول أيضاً مما يقوي كلام ابن حبان.

ص: 2140

قال الحافظ: رواه ابن أبي حاتم ورجاله ثقات إلا أنّه فيه رجلا مبهما" (1)

ضعيف

أخرجه الطبري في "تفسيره"(11/ 50 - 51) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(10061) والحاكم (1/ 368) من طريق وكيع عن شعبة عن أبي يونس الباهلي قال: سمعت رجلا بمكة كان أصله روميا يحدث عن أبي ذر قال: كان رجل يطوف بالبيت ويقول في دعائه: أوّه أوّه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال "إنّه أواه"

قال: فخرجت ذات ليلة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدفن ذلك الرجل ليلا ومعه المصباح.

تابعه محمد بن جعفر البصري ثنا شعبة عن أبي يونس القشيري عن قاص كان بمكة أنّ رجلا كان في الطواف فجعل يقول: أوّه، قال: فشكاه أبو ذر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال "دعه إنّه أواب"

أخرجه الطبري (11/ 50) ثنا ابن المثنى ثنا محمد بن جعفر به.

ورواه محمد بن بشار بُندار عن محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي يونس وهو حاتم بن أبي صغيرة قال: سمعت رجلا بمكة كان اسمه وقاص يحدث عن أبي ذر قال: فذكر الحديث.

أخرجه الحاكم (1/ 368) والبيهقي في "الشعب"(580)

وقال الحاكم: إسناده معضل"

وقال ابن كثير: هذا حديث غريب" التفسير 2/ 395

قلت: رجاله ثقات غير وقاص هذا فلم أعرفه"

1488 -

عن عائشة أنّها سألت النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يعلمها الاسم الأعظم فلم يفعل، فصلت ودعت: اللهم إني أدعوك الله، وأدعوك الرحمن، وأدعوك الرحيم، وأدعوك باسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم، الحديث وفيه أنّه صلى الله عليه وسلم قال لها:"إنَّه لفي الأسماء التي دعوت بها"

قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه وسنده ضعيف" (2)

ضعيف

(1) 7/ 198 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125]).

(2)

13/ 483 (كتاب الدعوات- باب لله مائة اسم غير واحدة).

ص: 2141

روي من حديث عائشة ومن حديث أنس

فأما حديث عائشة فله عنها طريقان:

الأول: يرويه عبد الله بن عُكيم قال: قلت لعائشة: علميني دعاء سمعتيه من النبي صلى الله عليه وسلم. فقالت: نعم، دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال "يا عائشة شعرت أني علمت الاسم الذي دعا به صاحب سليمان" فقلت: علمنيه، فقال "لا يصلح يا عائشة"- ثلاث مرات- قالت: فقمت فتوضأت، ودخلت المسجد فقلت: أدعوك اللهم، وأدعوك الرحمن، وأدعوك البر الرحيم، وأسألك بأسمائك الحسنى كلها، ما علمت منها وما لم أعلم، أنْ تغفر لي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أصبت يا عائشة" ثلاث مرات.

أخرجه ابن فضيل في "الدعاء"(5) عن عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث الواسطي عن عبيد الله القرشي عن عبد الله بن عكيم به.

وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق.

وأخرجه ابن ماجه (3859) من طريق محمد بن سلمة الحرّاني عن الفزاري عن أبي شيبة عن عبد الله بن عكيم الجهني عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك، الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استفرجت به فرّجت"

قالت: وقال ذات يوم "يا عائشة هل علمت أنّ الله قد دلني على الاسم الذي إذا دعي به أجاب" قالت: فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي فعلمنيه، قال "إنه لا ينبغي لك يا عائشة" قالت: فتنحيت وجلست ساعة، ثم قمت فقبلت رأسه، ثم قلت: يا رسول الله، علمنيه، قال "إنّه لا ينبغي لك يا عائشة أن أعلمك، إنه لا ينبغي لك أن تسألي به شيئا من الدنيا" قالت: فقمت فتوضأت ثم صليت ركعتين، ثم قلت: اللهم إني أدعوك الله، وأدعوك الرحمن، وأدعوك البر الرحيم، وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها، ما علمت منها وما لم أعلم، أن تغفر لي وترحمني. قالت: فاستضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال "إنَّه لفي الأسماء التي دعوت بها"

قال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال، وعبد الله بن عكيم وثقه الخطيب وعدّه جماعة في الصحابة ولا يصح له سماع، وأبو شيبة لم أر من جرحه ولا من وثقه، وباقي رجال الإسناد ثقات" المصباح 4/ 146 - 147

قلت: والفزاري هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث الكوفي.

ص: 2142

الثاني: يرويه صالح المُرِّي عن جعفر بن زيد العبدي عن عائشة أنّها قالت: يا رسول الله، علمني اسم الله الذي إذا دعي به أجاب. قال لها صلى الله عليه وسلم "قومي فتوضئي وأدخلي المسجد فصلي ركعتين، ثم ادعي حتى أسمع" ففعلت، فلما جلست للدعاء قال النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم وفقها" فقالت: اللهم إني أسألك بجميع أسمائك الحسنى كلها، ما علمنا منها وما لم نعلم، وأسألك باسمك العظيم الأعظم، الكبير الأكبر، الذي من دعاك به أجبته، ومن سألك به أعطيته قال: يقول النبي صلى الله عليه وسلم "أصبته، أصبته"

أخرجه البيهقي في "الأسماء"(ص 18) من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري أنا صالح المري به.

وإسناده ضعيف لضعف صالح المري.

وأما حديث أنس فله عنه طريقان:

الأول: يرويه إسحاق بن أَسِيْد عن رجل عن أنس أنْ عائشة قالت: يا رسول الله، علمني اسم الله العظيم، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "قومي فتوضئي ثم ادعي حتى أسمع" قالت: ففعلت، فقلت: اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى كلها، ما علمت منها وما لم أعلم، وباسمك العظيم الأعظم، وباسمك الكبير الأكبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أصبت والذي نفسي بيده"

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(118) عن مطلب بن شعيب الأزدي ثنا عبد الله بن صالح ثني الليث عن إسحاق بن أسيد به.

وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم، وإسحاق بن أسيد قال أبو حاتم: شيخ ليس بالمشهور لا يشتغل به، وقال أبو أحمد الحاكم: مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطئ.

الثاني: يرويه محمد بن عبد الله العصري ثنا غالب القطان عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه دخل على عائشة ذات غداة، فقالت: بأبي وأمي يا رسول الله علمني اسم الله الذي إذا دعي به استجاب، وإذا سئل به أعطى، فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه، فقامت وتوضأت، فقالت: اللهم إني أسألك من الخير كله، ما علمت وما لم أعلم، وباسمك العظيم الذي إذا دعيت به استجبت، وإذا سئلت به أعطيت، فقال "والله إنّه لفي هذه الأسماء"

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(120) وفي "الأوسط"(518) عن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا محمد بن عبد الله العصري به.

ص: 2143

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن غالب القطان إلا محمد بن عبد الله العصري، تفرد به القواريري"

وقال الهيثمي: وفيه محمد بن عبد الله العصري وهو ضعيف" المجمع 10/ 156

قلت: ذكره ابن حبان في "المجروحين" فقال: منكر الحديث جدا، لا يجوز الاحتجاج به ولا الاعتبار بما يرويه إلا عند الوفاق للاستئناس به.

1489 -

"إنّه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال"

قال الحافظ: في حديث أبي أمامة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكر الحديث وفيه: فذكره، أخرجه أبو داود وابن ماجه" (1)

يرويه أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني واختلف عنه:

- فقال ضَمْرة بن ربيعة الفلسطيني: سمعت يحيى بن أبي عمرو السَّيْبَاني عن عمرو بن عبد الله الحضرمي عن أبي أمامة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أكثر خطبته ما يحدثنا عن الدجال يحذرناه، وكان من قوله "يا أيها الناس، إنها لم تكن فتنة في الأرض أعظم من فتنة الدجال،

وذكر الحديث وفيه طول.

أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(1446 و 1491 و 1516 و 1554 و 1562 و 1572 و 1589) عن ضمرة بن ربيعة به.

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(861 و 862) وفي "الأحاديث الطوال"(48)

وأخرجه أبو داود (4322) وحنبل بن إسحاق في "الفتن"(37) وابن أبي عاصم في "السنة"(400 و 438) وفي "الآحاد"(1249) وعبد الله بن أحمد في "السنة"(1008) والروياني (1239) والطبراني في "الكبير"(7645) وفي "مسند الشاميين"(862) والآجري في "الشريعة"(882) والدارقطني في "الرؤية"(67) وتمام (267) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 108) وفي "صفة النفاق"(166) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة"(453) وعبد الغني المقدسي في "أخبار الدجال"(100) والضياء في "فضائل بيت المقدس"(37) من طرق عن ضمرة بن ربيعة به.

وتابعه عطاء الخراساني عن يحيى بن أبي عمرو به.

(1) 13/ 434 (كتاب الدعوات- باب التعوذ من البخل)

ص: 2144

أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"(270) والطبراني في "الكبير"(7644) وفي "مسند الشاميين"(861) والدارقطني في "الرؤية"(68) والحاكم (4/ 536 - 537) وعبد الغني المقدسي (99) من طريق عبد الله بن وهب ابن يونس بن يزيد عن عطاء الخراساني به.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: لم يخرج مسلم لعمرو بن عبد الله الحضرمي شيئا، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي: شامي تابعي ثقة، وقال يعقوب بن سفيان (المعرفة 2/ 437): شامي ثقة. وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا يحيى بن أبي عمرو.

وقال الذهبي في "الميزان": ما علمت روى عنه سوى يحيى بن أبي عمرو.

وقال في "الديوان": مجهول.

وقال في "المغني": لا يعرف.

- ورواه أبو رافع إسماعيل بن رافع الأنصاري عن يحيى بن أبي عمرو فلم يذكر عمرو بن عبد الله الحضرمي.

أخرجه ابن ماجه (4077) عن علي بن محمد الطنافسي ثنا عبد الرحمن المُحَاربي عن أبي رافع به.

قال المزي في "التحفة"(4/ 175): وهو وهم فاحش"

قلت: واختلف عن أبي رافع، فرواه هشام بن سليمان المخزومي عنه عمن أخبره عن أبي أمامة.

أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده"(المطالب 4516)

وإسماعيل بن رافع قال ابن معين وغيره: ضعيف، وقال الدارقطني وغيره: متروك، وقال النسائي وغيره: ليس بثقة.

1490 -

قوله صلى الله عليه وسلم لما سألته عائشة عن ابن جدعان وما كان يصنعه من الخير هل ينفعه؟ فقال "إنّه لم يقل يوما: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (214)

(1) 1/ 107 (كتاب الإيمان- باب حسن إسلام المرء)

ص: 2145

1491 -

"إنّه لم يكن نبي إلا وقد اتخذ من أمته خليلا، وإنّ خليلي أبو بكر، ألا وإنّ الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا"

قال الحافظ: روي عن أبي بن كعب قال: إنّ أحدث عهدي بنبيكم قبل موته بخمس دخلت عليه وهو يقول: فذكره، أخرجه أبو الحسن الحربي في "فوائده"، وقد روي من حديث أبي أمامة نحو حديث أبي بن كعب دون التقييد بالخمس، أخرجه الواحدي في "تفسيره" والخبران واهيان" (1)

حديث أبي بن كعب لم أقف عليه.

وحديث أبي أمامة أخرجه الطبراني في "الكبير"(7816) والواحدي في "الوسيط"(2/ 121) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي المهلب الكناني عن عبيد الله بن زَحْر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا "إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، وإنّه لم يكن نبي إلا له في أمته خليل، ألا وإنّ خليلي أبو بكر"

قال الهيثمي: وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف" المجمع 9/ 45

قلت: وأبو المهلب واسمه مُطَّرِح بن يزيد قال الذهبي في "الميزان": مجمع على ضعفه.

1492 -

"إنّه لما أصيب إخوانكم بِأُحُد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر تَرِدُ أنهار الجنة وتأكل من ثمرها"

قال الحافظ: أخرج مسلم (1887) من طريق مسروق قال: سألنا عبد الله بن مسعود عن هؤلاء الآيات، قال: أما إنا قد سألنا عنها فقيل لنا: فذكره" (2)

1493 -

عن وائل رفعه "إنّه ليس بدواء، ولكنه داء"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1984) " (3)

1494 -

حديث أم سلمة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما تزوجها أقام عندها ثلاثا وقال: "إنّه ليس بك على أهلك هوان، إنْ شئت سَبَّعْتُ لك وإنْ سبعت لك سبعت لنسائي"

(1) 8/ 18 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلا)

(2)

8/ 351 (كتاب المغازي- باب غزوة أحد)

(3)

17/ 21 (كتاب الاعتصام- باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم)

ص: 2146

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1460) وفي رواية له "إن شئت ثلثت ثم درت" قالت: ثلث" (1)

1495 -

عن أبي الدرداء قال: ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من وصل رحمه أنسئ له في أجله فقال: "إنّه ليس زيادة في عمره قال الله تعالى {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ} [الأعراف: 34] الآية. ولكن الرجل تكون له الذرية الصالحة يدعون له من بعده"

قال الحافظ: أخرج الطبراني في "الصغير" بسند ضعيف عن أبي الدرداء قال: فذكره" (2)

ضعيف

ذكره الهيثمي في "المجمع"(8/ 153) بلفظ: ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الأرحام فقلنا: من وصل رحمه أنسئ في أجله قال "إنّه ليس بزيادة في عمره قال الله {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف: 34] ولكنه الرجل تكون له الذرية الصالحة فيدعون له من بعده فيبلغه ذلك، فذلك الذي ينسأ في أجله"

وقال: رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط" وليس في إسناده متروك ولكنهم ضعفوا"

وذكره في (7/ 196) بلفظ: ذكر زيادة العمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "لا يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها".

وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه سليمان بن عطاء وهو ضعيف"

وقد بعثت عن الحديث في "المعجم الصغير" من أوله إلى آخره فلم أره فيه فالله أعلم.

وقد تقدم الكلام على الحديث فانظر "إنّ الله لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها، وإنما زيادة العمر ذرية صالحة"

1496 -

"إنه ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة"

قال الحافظ: وللنسائي من رواية زُفر بن صَعصعة عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (3)

(1) 11/ 228 (كتاب النكاح- باب إذا تزوج الثيب على البكر)

(2)

13/ 21 (كتاب الأدب- باب من بسط له في الرزق لصلة الرحم)

(3)

16/ 30 (كتاب التعبير- باب المبشرات)

ص: 2147

أخرجه مالك (الموطأ برواية يحيى بن يحيى الليثي 2/ 956 - 957) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن زفر بن صعصعة عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول "هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا؟ " ويقول "ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة"

وأخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 430)

عن عبد الله بن يوسف التنيسي

وأبو داود (5017)

عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي

والحاكم (4/ 390 - 391)

عن إسحاق بن سليمان الرازي

وأحمد (2/ 325)

عن رَوح بن عبادة البصري

وعن أبي المنذر إسماعيل بن عمر الواسطي

والمزي في "التهذيب"(3/ 170)

عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري

كلهم عن مالك به.

وخالفهم جماعة رووه عن مالك عن إسحاق بن عبد الله عن زفر بن صعصعة عن أبي هريرة، ولم يذكروا عن أبيه، منهم:

1 -

مَعن بن عيسى القزاز.

أخرجه النسائي في "الكبرى" وفي "مسند حديث مالك" كما في "تحفة الأشراف"(9/ 452).

2 -

عبد الرحمن بن القاسم المصري.

أخرجه النسائي في "الكبرى"

3 -

موسى بن أعْيَن الجَزَري.

أخرجه النسائي في "مسند حديث مالك".

ص: 2148

قال ابن عبد البر لا نعلم لزفر بن صعصعة ولا لأبيه غير هذا الحديث، وهما مدنيان، وهكذا قال يحيى "عن أبيه" وتابعه أكثر الرواة وهو الصواب، ومنهم من يقول فيه عن زفر بن صعصعة عن أبي هريرة لا يقول عن أبيه" التمهيد 1/ 313

قلت: وهو كما قال، فقد سئل ابن المديني عن القعنبي فقال: لا أقدم أحدا على القعنبي، وقال ابن معين: أوثق الناس في "الموطأ" القعنبي ثم عبد الله بن يوسف.

فهي زيادة من ثقة فوجب قبولها، أضف إلى هذا أنّ أكثر الرواة قالوا: عن أبيه. فالقول قولهم وهو المحفوظ كما قال المزي في "تهذيب الكمال"(9/ 353) وتبعه الحافظ ابن حجر في "تهذيبه"(3/ 327)

والحديث قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: رواته ثقات إلا أنّ ابن حبان قال: ما أظن صعصعة بن مالك لقي أبا هريرة (الثقات 6/ 475) فالله أعلم.

1497 -

"إنَّه ليعذب بمعصيته أو بذنبه، وإن أهله ليبكون عليه الآن"

قال الحافظ: قول عائشة: إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، أخرجه مسلم (932) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عنها" (1)

1498 -

"إنّه منافق أُداريه عن نفاقه وأخشى أنْ يفسد عليّ غيره"

قال الحافظ: عند الحارث بن أبي أسامة من حديث صفوان بن عَسَّال نحو حديث عائشة، وفيه فقال: فذكره" (2)

ضعيف جدا

أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 800) عن الخليل بن زكريا الشيباني ثنا هشام الدَّسْتُوَائي عن عاصم بن بَهْدَلة عن زِر بن حُبيش عن صفوان بن عسال المرادي قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأقبل رجل، فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "بئس أخو العشيرة أو بئس الرجل" فلما دنا منه أدنى مجلسه، فلما قام وذهب قالوا: يا رسول الله حين أبصرته قلت: بئس أخو العشيرة أو بئس الرجل ثم أدنيت مجلسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّه منافق أداريه

"

(1) 3/ 395 (كتاب الجنائز- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه)

(2)

13/ 145 (كتاب الأدب- باب المداراة مع الناس)

ص: 2149

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 285) عن أبي بكر أحمد بن يوسف بن خلاد ثنا الحارث به.

والخليل بن زكريا متروك الحديث.

1499 -

قال الحصين بن محمد: قلت لمحمود بن لبيد كيف كانت قصته؟ قال: كان يأبى الإسلام فلما كان يوم أُحُد بدا له فأخذ سيفه حتى أتى القوم فدخل في عرض الناس فقاتل حتى وقع جريحا، فوجده قومه في المعركة فقالوا: ما جاء بك؟ أشفقة على قومك أم رغبة في الإسلام؟ قال: بل رغبة في الإسلام، قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصابني ما أصابني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنّه من أهل الجنة"

قال الحافظ: وقد أخرج ابن إسحاق في "المغازي" قصة عمرو بن ثابت بإسناد صحيح عن أبي هريرة أنّه كان يقول: أخبروني عن رجل دخل الجنة لم يصل صلاة؟ ثم يقول: هو عمرو بن ثابت. قال ابن إسحاق: فذكره" (1)

حسن

أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام"(2/ 90) ثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد عن أبي هريرة قال: كان يقول: حدثوني عن رجل دخل الجنة لم يصل قط، فإذا لم يعرفه الناس سألوه: من هو؟ فيقول: أُصَيْرِم بني عبد الأشهل عمرو بن ثابت بن وقش.

قال الحصين: فقلت لمحمود بن لبيد: كيف كان شأن الأصيرم؟ قال: كان يأبى الإسلام على قومه، فلما كان يوم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد بدا له في الإسلام فأسلم، ثم أخذ سيفه فعدا حتى دخل في عرض الناس فقاتل حتى أثبتته الجراحة. قال: فبينا رجال من بني عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به فقالوا: والله إنّ هذا للأصيرم ما جاء به؟ لقد تركناه وإنه لمنكر لهذا الحديث فسألوه ما جاء به فقالوا: ما جاء بك يا عمرو أَحَدَبٌ على قومك أم رغبة في الإسلام؟ قال: بل رغبة في الإسلام آمنت بالله وبرسوله وأسلمت ثم أخذت سيفي فغدوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قاتلت حتى أصابني ما أصابني، ثم لم يلبث أن مات في أيديهم، فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "إنّه لمن أهل الجنة"

وأخرجه أحمد (5/ 428 - 429) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4964)

(1) 6/ 365 (كتاب الجهاد- باب عمل صالح قبل القتال)

ص: 2150

عن إبراهيم بن سعد الزهري

وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1048 و 4964)

عن محمد بن سلمة الحرّاني

وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 202)

عن يونس بن بكير الشيباني

وأبو نعيم (4964)

عن يحيى بن سعيد الأموي

أربعتهم عن ابن إسحاق به.

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 9/ 363

وقال الحافظ: إسناده حسن" الإصابة 7/ 90

قلت: وهو كما قال، فإبن إسحاق صدوق يدلس وقد صرّح بالتحديث من الحصين فانتفى التدليلس، والحصين ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو داود: حسن الحديث، الذهبي في "الكاشف" و"الديوان" وقال في "الميزان": ما ضعفه أحد وهو صالح الأمر.

وأبو سفيان وثقه ابن سعد والدارقطني وغيرهما واحتج به الشيخان.

ومحمود بن لبيد مختلف في صحبته، وقد أثبت له الصحبة جماعة، وذكروا أنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

وللحديث شاهد عن أبي هريرة بإسناد حسن أخرجه أبو نعيم (4965)

1500 -

"إِنّه من شادّ هذا الدين يغلبه"

قال الحافظ: حديث بُريدة عند أحمد: فذكره" (1)

سيأتي الكلام عليه في حرف العين فانظر حديث "عليكم هديا قاصدا

"

1501 -

حديث بريدة قال: لما خطب عليّ فاطمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنه لا بد للعروس من وليمة"

(1) 1/ 102 (كتاب الإيمان- باب الدين يسر)

ص: 2151

قال الحافظ: وروى أحمد من حديث بريدة قال: فذكره، وسنده (1) لا بأس به" (2)

ضعيف

أخرجه ابن سعد (8/ 21) عن مالك بن إسماعيل أبي غسان النَّهدي ثنا عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي ثنا عبد الكريم بن سَليط عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال نفر من الأنصار لعلي: عندك فاطمة. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليه، فقال "ما حاجة ابن أبي طالب؟ " قال: ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال "مرحبا وأهلا" لم يزده عليهما. فخرج عليّ على أولئك الرهط من الأنصار ينظرونه. قالوا: ما وراءك؟ قال: ما أدري غير أنّه قال لي: مرحبا وأهلا. قالوا: يكفيك من رسول الله صلى الله عليه وسلم إحداهما، أعطاك الأهل أعطاك المرحب. فلما كان بعدما زوّجه قال "يا علي إنّه لا بد للعروس من وليمة" فقال سعد: عندي كبش. وجمع له رهط من الأنصار آصعا من ذرة، فلما كان ليلة البناء قال "لا تحدث شيئاً حتى تلقاني" قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء فتوضأ فيه ثم أفرغه على عليّ ثم قال "اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في نسلهما".

وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(258) وابن السني في "اليوم والليلة"(605 و 607)

عن عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى الكوفي

وعن أحمد بن سليمان الرُّهاوي

والبزار (كشف 1407)

عن رجاء بن محمد

وعن عبد الملك بن محمد الرقاشي

والطبراني في "الكبير"(1153) وفي "الدعاء"(1950)

عن علي بن عبد العزيز البغوي

والروياني (35)

عن محمد بن إسحاق الصاغاني

(1) وقال في "الإصابة"(13/ 74): سنده جيد"

(2)

11/ 137 (كتاب النكاح - باب الوليمة حق)

ص: 2152

والدولابي في "الذرية الطاهرة"(94)

عن أبي جعفر محمد بن عوف بن سفيان الطائي

والمزي في "التهذيب"(17/ 75 - 76)

عن إسماعيل بن عبد الله العبدي الأصبهاني سَمُّوْيَه

كلهم عن أبي غسان النهدي به.

وخالفهم علي بن شيبة بن الصلت السدوسي وفهد بن سليمان بن يحيى فروياه عن أبي غسان النهدي عن حميد بن عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي ثنا أبي عن عبد الكريم بن سليط عن ابن بريدة عن أبيه.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4/ 145)

والأول أصح.

ولم ينفرد أبو غسان النهدي به بل تابعه حميد بن عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي ثنا أبي به.

أخرجه أحمد (5/ 359) وفي "فضائل الصحابة"(1178) عنه به.

وأخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 4444 و 4445) والطحاوي في "المشكل"(4/ 144 - 145) من طرق عن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي به.

ورواته ثقات غير عبد الكريم بن سليط بن عقبة المروزي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.

1502 -

"إنّه لا ينبغي أنْ يعذب بالنار إلا ربّ النار"

قال الحافظ: وروى أبو داود من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه أبو إسحاق الفزاري في "السير"(110) عن أبي إسحاق الشيباني عن قيس أو

(1) 6/ 491 (كتاب الجهاد- باب لا يعذب بعذاب الله)

و15/ 297 (كتاب استتابة المرتدين- باب حكم المرتد والمرتدة)

ص: 2153

غيره عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مقبرة فانطلق لحاجته، فرأينا حُمَّرة معها فرخين فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمَّرة تفرش، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال "من فجع هذه بولدها؟ ردّوا ولدها إليها"

ورأى قرية نمل حرّقناها، فقال "من حرّق هذه؟ " قلنا: نحن، قال "إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار".

رواه أبو مروان عبد الملك بن حبيب المصيصي عن الفزاري هكذا.

وخالفه أبو صالح محبوب بن موسى الأنطاكي فرواه عن الفزاري عن أبي إسحاق الشيباني عن ابن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به.

أخرجه أبو داود (2675 و 5268)

وقال: ابن سعد هو الحسن بن سعد"

وهذا أصح فقد رواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق الشيباني عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال: فذكر قصة تحريق قرية النمل، ولم يذكر قصة الحمرة.

أخرجه عبد الرزاق (9414) عن الثوري به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8614)

عن أبي عاصم خُشَيْش بن أصرم

والطبراني في "الكبير"(10374)

عن إبراهيم بن محمد بن وبرة الصنعاني

وفي "الأوسط"(3423)

عن الحسن بن عبد الأعلى البَوْسِي الصنعاني (1)

ثلاثتهم عن عبد الرزاق به.

قال الطبراني: لم يروه عن سفيان غير عبد الرزاق"

قلت: لم ينفرد عبد الرزاق به بل تابعه سعدان بن بشر الموصلي ثنا الثوري به، لكنه ذكر قصة الحمرة ولم يذكر قصة قرية النمل.

(1) وأخرجه في "الكبير"(10373) عن البوسي ووقع عنده: عن الحسن بن سعد عن أبيه.

ص: 2154

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10376)

ولم ينفرد الثوري به بل تابعه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير ثنا أبو إسحاق الشيباني ثنا الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: فذكر الحديث بتمامه.

أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند"(196) والحاكم (4/ 239)

وقال: صحيح الإسناد" (1)

قلت: وهو كما قال، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود اختلف في سماعه من أبيه، وجزم البخاري وغيره بسماعه منه.

والحسن بن سعد هو ابن معبد الهاشمي.

وأبو إسحاق الشيباني هو سليمان بن أبي سليمان، ولم ينفرد برواية هذا الحديث عن الحسن بن سعد بل تابعه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي وأبو خالد الدالاني.

فأما حديث المسعودي فأخرجه الطيالسي (ص 44) عنه عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: فذكر قصة الحمرة.

ومن طريقه أخرجه البزار (2010)

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(382) عن طلق بن غنام الكوفي ثنا المسعودي به.

واختلف فيه على المسعودي.

• فرواه أبو قَطَن عمرو بن الهيثم البصري عنه عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود مرسلاً.

أخرجه أحمد (1/ 404)

• ورواه يزيد بن هارون عن المسعودي عن القاسم والحسن بن سعد عن عبد الرحمن مرسلا.

أخرجه أحمد (1/ 404)

وهذا الاختلاف إنما هو من المسعودي نفسه لأنّه كان قد اختلط وسماع الطيالسي

(1) ومن هذا الطريق أخرجه البزار (2009) واقتصر على قوله "لا يعذب بالنار إلا رب النار".

وأخرجه الدارقطني في "المؤتلف"(3/ 602) واقتصر على قصة الحمرة.

ص: 2155

ويزيد بن هارون منه بعد اختلاطه، وسماع طلق بن غنام وعمرو بن الهيثم منه قبل اختلاطه.

وأما حديث أبي خالد الدالاني فأخرجه الطبراني في "الكبير"(10375) من طريق عبد السلام بن حرب الكوفي عن أبي خالد الدالاني عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال: فذكر قصة الحمرة.

وأبو خالد الدلاني مختلف فيه ولا بأس به في المتابعات.

وللحديث شاهد من حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث حمزة الأسلمي ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث ابن أبي نجيح مرسلا ومن حديث الحسن البصري مرسلا.

فأما حديث ابن عباس فأخرجه البخاري (فتح 6/ 491 - 492) وغيره من طريق عكرمة أنّ عليا حرّق قوما فبلغ ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا تعذبوا بعذاب الله".

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البخاري (فتح 6/ 490 - 491)

ولفظه "وإن النار لا يعذب بها إلا الله".

وأما حديث حمزة الأسلمي فأخرجه سعيد بن منصور (2643) عن مغيرة بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد ثني محمد بن حمزة الأسلمي عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمّره على سرية فخرجت فيها فقال "إن أخذتم فلانا وفلانا فاحرقوه بالنار" فوليت فناداني فرجعت فقال "إنّ أخذتم فلانا فاقتلوه ولا تحرقوه فإنها لا يعذب بالنار إلا رب النار".

وأخرجه أحمد (3/ 494) وأبو داود (2673) عن سعيد بن منصور به.

ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي (9/ 72)

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2989) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا سعيد بن منصور به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2376) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 166 - 167)

عن أبي بكر سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي

والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 59)

عن يحيى بن قَزَعة المكي

والطبراني في "الكبير"(2989) وأبو نعيم في "الصحابة"(1844)

ص: 2156

عن عبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبي

وعن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري

قالوا: ثنا مغيرة بن عبد الرحمن به.

قال الحافظ: إسناده صحيح" الفتح 6/ 490

قلت: مغيرة بن عبد الرحمن مختلف فيه: قواه أحمد وغيره، وضعفه ابن معين وغيره.

وخالفه زياد بن سعد الخراساني فرواه عن أبي الزناد قال: أخبرني حنظلة بن علي عن حمزة بن عمرو الأسلمي حدثه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه ورهطا معه إلى رجل من عذرة فقال "إنْ قدرتم على فلان فاحرفوه بالنار" فانطلقوا حتى إذا تواروا منه ناداهم أو أرسل في أثرهم فردوهم ثم قال "إنّ أنتم قدرتم عليه فاقتلوه ولا تحرقوه بالنار فإنما يعذب بالنار رب النار".

أخرجه أحمد (1)(3/ 494)

عن محمد بن بكر البُرْساني

وعن عبد الرزاق (2)

والبيهقي (9/ 72)

عن الضحاك بن مخلد

ثلاثتهم عن ابن جُريج أني زياد بن سعد به (3).

وإسناده صحيح.

(1) أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2242) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي ثنا عبد الرزاق به.

(2)

هكذا رواه أحمد عن عبد الرزاق على الصواب، ورواه إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق (المصنف 9418) فلم يذكر زياد بن سعد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2995) عن الدبري به.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(1843) عن الطبراني به.

ورواه الحسين بن مهدي البصري عن عبد الرزاق فقال فيه: عن أبي الزناد عن حنظلة بن علي عن حنظلة بن عمرو.

أخر- أبو نعيم في "الصحابة"(2241) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 67)

وقال أبو نعيم: وهو وهم، وصوابه حمزة بن عمرو"

(3)

واختلف فيه على ابن جريج، فرواه حجاج بن محمد المصيصي عنه أخبرني زياد أنّ أبا الزناد أخبره قال: أخبرني ابن حنظلة بن علي الأسلمي عن حمزة بن عمرو الأسلمي.

فقال فيه: ابن حنظلة بن علي.

أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 459)

ص: 2157

وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه البزار (كشف 1538) من طريق سعيد بن زيد بن درهم البصري عن سعيد البراد عن عثمان بن حيان قال: كنت عند أم الدرداء فأخذتُ برغوثا فألقيته في النار فقالت: سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يعذب بالنار إلا رب النار"

وقال: قد رُوي من وجوه وسعيد البراد بصري روى عنه حماد بن زيد وسعيد"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني والبزار وفيه سعيد البراد ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 25

وقال ابن القطان الفاسي: سعيد البراد لا يعرف حاله" الوهم والإيهام 4/ 632

وأما حديث ابن أبي نَجيح فقد تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنْ وجدتموه فاجعلوه بين حزمتي حطب

"

وأما حديث الحسن البصري فأخرجه سعيد بن منصور (2644) عن هُشيم أنا يونس عن الحسن قال: لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن قال له "إن أمكنك الله من فلان فحرقه بالنار" فلما مضى معاذ دعاه فقال له "إنّ أمكنك الله منه فاضرب عنقه فإنّه ليس لأحد أنْ يعذب بعذاب الله"

ورواته ثقات.

1503 -

"إنّه لا ينبغي للشيطان أنْ يتمثل بي"

قال الحافظ: في حديث جابر عند مسلم (2268) وابن ماجه (3902): فذكره" (1)

1504 -

عن أبي سعيد قال: صحبني ابن صياد إلى مكة فقال له: ماذا لقيت من الناس؟ يزعمون أني الدجال، ألست سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّه لا يولد له؟ " قلت: بلى، قال: فإنّه قد وُلد لي، قال: أولست سمعته يقول "لا يدخل المدينة ولا مكة؟ " قلت: بلى، قال: فقد ولدت بالمدينة وها أنا أريد مكة.

قال الحافظ: أخرج مسلم (2927) من طريق داود بن أبي هند عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد قال: فذكره.

ومن طريق سليمان التيمي عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: أخذتني من ابن صياد دمامة فقال هذا: عذرت الناس، ما لي وأنتم يا أصحاب محمد؟ ألم يقل نبي الله صلى الله عليه وسلم "إنّه- يعني الدجال- يهودي" وقد أسلمت؟ فذكر نحوه.

(1) 16/ 41 (كتاب التعبير- باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام)

ص: 2158

ومن طريق الجُرَيْري عن أبي نضرة عن أبي سعيد: خرجنا حجاجا ومعنا ابن صياد فنزلنا منزلا وتفرق الناس، وبقيت أنا وهو، فاستوحشت منه وحشة شديدة مما يقال فيه، فقلت: الحرّ شديد، فلو وضعت ثيابك تحت تلك الشجرة، ففعل، فرفعت لنا غنم، فانطلق فجاء بِعُس، فقال: اشرب يا أبا سعيد، فقلت: إنّ الحرّ شديد، وما بي إلا أن أكره أني أشرب من يده، فقال: لقد هممت أنْ آخذ حبلا فأعلقه بشجرة ثم أختنق به مما يقول بي الناس يا أبا سعيد، من خفي عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خفي عليكم معشر الأنصار. ثم ذكر نحو ما تقدم وزاد: قال أبو سعيد: حتى كدت أعذره. وفي آخر كل من الطرق الثلاثة أنّه قال: إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن، قال أبو سعيد: فقلت له: تبا لك سائر اليوم. لفظ الجريري" (1)

1505 -

"إنّه يخرج -يعني الدجال- في نقص من الدنيا وخفة من الدين وسوء ذات بين، فَيرِد كل منهل وتُطوى له الأرض طي فروة الكبش حتى يأتي المدينة فيغلب على خارجها ويمنع داخلها، ثم يأتي إيلياء فيحاصر عصابة من المسلمين"

قال الحافظ: وعند الحاكم من طريق قتادة عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد رفعه: فذكره" (2)

قلت: هو عن حذيفة بن أسيد قوله ولم يرفعه، أخرجه الحاكم (4/ 529 - 530) وقال: صحيح الإسناد"

1506 -

حديث عمرو بن العاص أنّه قال لابنه عبد الله في أيام التشريق: إنّها الأيام التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صومهنّ وأمر بفطرهن.

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وابن المنذر وصححه ابن خزيمة والحاكم" (3)

صحيح

أخرجه مالك (1/ 376 - 377) وأحمد (4/ 197) وأبو داود (2418) وابن خزيمة (2149 و 2961) والحاكم (1/ 435) والبيهقي (4/ 297) وفي "معرفة السنن"(6/ 364 - 365 و 365) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(299) من طريق عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن أبي مُرَّة مولى (4) عقيل بن أبي طالب أنّه دخل هو وعبد الله بن

(1) 17/ 91 (كتاب الاعتصام- باب من رأى ترك النكير من النبي صلى الله عليه وسلم حجة)

(2)

16/ 205 و 207 (كتاب الفتن- باب ذكر الدجال)

(3)

5/ 146 (كتاب الصوم- باب صيام أيام التشريق)

(4)

وفي بعض الروايات: مولى أم هانئ.

ص: 2159

عمرو على عمرو بن العاص، وذلك الغد أو بعد الغد من يوم الأضحى، فقرّب إليهم عمرو طعاما، فقال عبد الله: إني صائم، فقال له عمرو: أفطر، فإنّ هذه الأيام التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بفطرها، وينهى عن صيامها. فأفطر عبد الله، فأكل وأكلت معه. السياق لابن خزيمة.

قال الحاكم: صحيح"

قلت: وهو كما قال، وأبو مرة اسمه يزيد.

1507 -

قصة طلب الفضل بن العباس أن يكون عاملا على الصدقة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إنّها أوساخ الناس"

قال الحافظ: ثبت في صحيح مسلم (1072): فذكره" (1)

1508 -

"إنّها أيام أكل وشرب"

قال الحافظ: رواه مسلم" (2)

أخرجه مسلم (1141) من حديث نُبيشة الهذلي رفعه "أيام التشريق أيام أكل وشرب"

وأخرجه (1142) من حديث كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه وأوس بن الحدثان أيام التشريق، فنادى إنّه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وأيام مني أيام أكل وشرب.

1509 -

"إنّها صافية بَلجَة كأن فيها قمرا ساطعا، ساكنة صاحية لا حرّ فيها ولا برد، ولا يحل لكوكب يُرمى به فيها، ومن أماراتها أنّ الشمس في صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر، ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ"

قال الحافظ: ولأحمد من حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: فذكره" (3)

حسن

وله عن عبادة بن الصامت طريقان:

الأول: يرويه بَحير بن سعيد عن خالد بن مَعدان عن عبادة رفعه "ليلة القدر في العشر البواقي، من قامهنّ ابتغاء حسبتهنّ (4)، فإن الله تبارك وتعالى يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهي ليلة وتر تسع أو سبع أو خامسة أو ثالثة أو آخر ليلة"

(1) 9/ 132 (كتاب المغازي- باب بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى اليمن)

(2)

3/ 111 (كتاب العيدين- باب فضل العمل في أيام التشريق)

(3)

5/ 163 (صلاة التراويح- باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)

(4)

وفي لفظ "خشية الله"

ص: 2160

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ أَمارة ليلة القدرة أنّها صافية بلجة (1) كأن فيها قمرا ساطعا، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أنْ يُرمى به فيها حتى تصبح، وإنّ أَمارتها أنّ الشمس صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر، ولا يحل للشيطان أنْ يخرج معها يومئذ"

أخرجه أحمد (5/ 324) واللفظ له

عن حَيوة بن شريح الحمصي

وابن نصر في "قيام الليل"(ص 238)

عن إسحاق بن راهويه

والطبراني في "مسند الشاميين"(1119)

عن عبد الوهاب بن نَجْدة الحَوْطي

ثلاثتهم عن بَقية بن الوليد ثني بحير بن سعد به.

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع

قلت: وهو كما قال إلا إنّ في إسناده انقطاع، قال أبو حاتم: خالد بن معدان لم يصح سماعه من عبادة بن الصامت (المراسيل ص 52)

الثاني: يرويه معاوية بن يحيى الصَدَفي عن الزهري عن محمد بن عبادة بن الصامت عن أبيه رفعه "ليلة القدر في رمضان، من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، وهي ليلة وتر لثالثة أو خمسة أو سابعة أو تاسعة، ومن أمارتها أنها ليلة بلجة صافية ساكنة لا حارة ولا باردة، كأنّ فيها قصر، ولا يحل لنجم أنْ يرمى به في تلك الليلة حتى الصباح. ومن أمارتها أنّ الشمس تطلع صبيحتها مستوية لا شعاع لها، كأنّها القمر ليلة البدر، وحرّم الله على الشيطان أنْ يخرج معها"

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 386) ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(3420)

قال البيهقي: في إسناده ضعف"

وقال في "فضائل الأوقات"(ص 240): حديث ضعيف"

(1) وفي لفظ "مليحة"

ص: 2161

قلت: الصدفي قال أبو داود والنسائي وغيرهما: ضعيف.

وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة فيتقوى بها، منها:

1 -

حديث جابر بن عبد الله رفعه "إني كنت أُريت ليلة القدر، ثم نُسيتها، وهي في العشر الأواخر، وهي طلقة بلجة لا حارة ولا باردة كأن فيها قمرا يفضح كواكبها، لا يخرج شيطانها حتى يخرج فجرها".

أخرجه ابن خزيمة (2190) وعنه ابن حبان (3688) من طريق الفضيل بن سليمان النميري ثنا عبد الله بن عثمان بن خُثيم عن أبي الزبير عن جابر به.

والفضيل بن سليمان مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وابن خثيم صدوق، وأبو الزبير ثقة يدلس ولم يذكر سماعا من جابر فالإسناد ضعيف.

ومنها:

2 -

حديث واثلة بن الأسقع رفعه "ليلة القدر بلجة، لا حارة ولا باردة، ولا سحاب فيها ولا مطر ولا ريح ولا يُرمى فيها بنجم، ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 59) وفي "مسند الشاميين"(3389) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا بشر بن عون عن بكار بن تميم عن مكحول عن واثلة به.

قال الهيثمي: وفيه بشر بن عون عن بكار بن تميم وكلاهما ضعيف" المجمع 3/ 179

وقال أبو حاتم: بشر وبكار مجهولان.

وقال ابن حبان: بشر أحاديثه كلها موضوعة لا يجوز الاحتجاج به بحال.

ومنها:

3 -

حديث أبي بن كعب رفعه "إنّ الشمس تطلع يومها لا شعاع لها"

أخرجه مسلم (762) وأبو داود (1378) وابن خزيمة (2193) وغيرهم.

ومنها:

4 -

حديث ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر "ليلة سمحة طلقة، لا حارة ولا باردة، تصبح شمسها صبيحتها ضعيفة حمراء"

أخرجه الطيالسي (ص 349) عن زَمْعَة بن صالح اليماني عن سلمة بن وَهرَام عن عكرمة عن ابن عباس به.

ص: 2162

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 26) والبيهقي في "الشعب"(3419)

وأخرجه ابن نصر في "قيام الليل"(ص 238 - 239) والبزار (كشف 1034) وابن خزيمة (2192) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1831) من طريق أبي عامر العَقَدي عن زمعة بن صالح به.

قال ابن خزيمة: إنْ صح الخبر فإنّ في القلب من حفظ زمعة"

وقال البيهقي: في الإسناد ضعف"

وقال في "فضائل الأوقات"(ص 240): حديث ضعيف"

قلت: وعلته زمعة بن صالح فإنّه ضعيف كما قال أبو داود وغيره.

ومنها:

5 -

حديث ابن مسعود رفعه "إنّ ليلة القدر في النصف من السبع الأواخر من رمضان تطلع الشمس غداة إذ صافية ليس لها شعاع"

أخرجه أحمد (1/ 406) عن أبي النضر هاشم بن القاسم ثنا أبو معاوية (1) - يعني شيبان- عن أبي اليعفور عن أبي الصلت عن أبي عقرب قال: غدوت إلى ابن مسعود ذات غداة في رمضان فوجدته فوق بيته جالسا فسمعنا صوته وهو يقول: صدق الله وبلغ رسوله، فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

وأخرجه أبو يعلى (المقصد العلي 526) عن أبي خيثمة زهير بن حرب ثنا شجاع بن الوليد بن قيس ثنا أبو خالد الدالاني عن طلق بن حبيب عن أبي عقرب الأسدي قال: فذكر نحوه.

وأخرجه البخاري في "الكنى"(ص 62) عن عبد الله بن محمد بن عبد الله الجُعْفي ثنا شجاع بن الوليد به.

قال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى وأبو عقرب لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 3/ 174

(1) تابعه أبو عوانة عن أبي يعفور به.

أخرجه البخاري في "الكنى"(ص 62)

ورواه الطيالسي (منحة 1/ 201) عن شريك وأبي عوانة وشيبان عن أبي يعفور ولم يذكر أبا الصلت.

ص: 2163

قلت: أبو عقرب ترجمه البخاري في "الكنى"(ص 62) وابن أبي حاتم في "الجرح"(4/ 2/ 418) والحسيني في "الإكمال"(ص 535) وابن عبد البر في "الكنى"(3/ 1490) ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلا.

وحكى الحافظ في "التعجيل" عن الحسيني أنّه قال: مجهول.

وأبو الصلت مجهول كذلك كما في "التعجيل" لكنّه لم ينفرد به.

وأبو خالد الدالاني مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات.

ومنها:

6 -

حديث الحسن البصري رفعه "ليلة القدر ليلة بلجة سمحة تطلع شمسها ليس لها شعاع"

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 77) عن وكيع عن سفيان عن يونس عن الحسن به.

وهو مرسل رواته ثقات.

1515 -

"إنّها طعام طُعْم"

قال الحافظ: وقع في مسلم (2473) من حديث أبي ذر: فذكره، زاد الطيالسي (1)(منحة 2/ 158) من الوجه الذي أخرجه مسلم "وشفاء سقم"(2)

1511 -

"إنّها لرؤيا حق إنّ شاء الله تعالى فقم مع بلال فألقها عليه فإنّه أندى صوتا منك"

قال الحافظ: أخرجه ابن خزيمة وابن حبان من طريق محمد بن إسحاق قال: حدثني محمد بن إبراهيم التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه قال: حدثني عبد الله بن زيد، فذكر نحو حديث ابن عمر وفي آخره "فبينما هم على ذلك أُري عبد الله النداء" فذكر الرؤيا وفيها صفة الأذان لكن بغير ترجيع، وفيه تربيع التكبير وإفراد الإقامة وتثنية قد قامت الصلاة، وفي آخره قوله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وفيه مجيء عمر وقوله إنّه رأى مثل ذلك. وقد أخرج الترمذي في ترجمة بدء الأذان حديث عبد الله بن زيد مع حديث عبد الله بن عمر، وإنما لم يخرجه البخاري لأنّه على غير شرطه. وقد روي عن عبد الله بن زيد من طرق، وحكى ابن خزيمة عن الذهلي أنّه ليس في طرقه أصح من هذه الطريق، وشاهده حديث عبد الرزاق عن

(1) والطبراني في "الصغير"(1/ 106)

(2)

4/ 238 (كتاب الحج - باب ما جاء في زمزم)

ص: 2164

مَعْمَر عن الزهري عن سعيد بن المسيب مرسلا، ومنهم من وصله عن سعيد عن عبد الله بن زيد والمرسل أقوى إسنادا" (1)

حسن

وله عن عبد الله بن زيد طرق:

الأول: يرويه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه قال: حدثني أبي قال: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس يعمل ليضرب به للناس لجمع الصلاة طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده، فقلت: يا عبد الله، أتبيع الناقوس؟ قال: وما تصنع به؟ فقلت: ندعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ فقلت له: بلى، قال: تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أنْ لا إله إلا الله، أشهد أنْ لا إله إلا الله، أشهد أنّ محمدا رسول الله، أشهد أنّ محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، قال: ثم استأخر عني غير بعيد، ثم قال: وتقول إذا أقمت الصلاة: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أنْ لا إله إلا الله، أشهد أنّ محمدا رسول الله، حى على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. فلما أصبحت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما رأيت، فقال "إنها لرؤيا حق إنْ شاء الله، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به، فإنه أندى صوتا منك" فقمت مع بلال، فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به، قال: فسمع ذلك عمر بن الخطاب وهو في بيته، فخرج يجرّ رداءه، ويقول: والذي بعثك بالحق يا رسول الله لقد رأيت مثل ما رأى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فلله الحمد".

أخرجه أحمد (4/ 43) والبخاري في "خلق الأفعال"(180) والدارمي (1191) وأبو داود (499) وابن الجارود (158) وأبو يعلى (تنقيح التحقيق 1/ 674) وابن خزيمة (371) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(174) وابن المنذر في "الأوسط"(3/ 12 - 13) وابن حبان (1679) والدارقطني (1/ 241) والبيهقي (1/ 390 - 391 و 391 و 415 و 427) وفي "معرفة السنن"(2/ 259) وفي "الصغرى"(273) وفي "الدلائل"(7/ 17 - 18) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 23 - 24 و 25) والحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 334) وفي "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 254 - 255)

عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم المدني

(1) 2/ 218 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب بدء الأذان)

ص: 2165

والدارمي (1190) ومن طريقه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 255)

عن سلمة بن الفضل الرازي

والترمذي (189) وابن خزيمة (363) وأبو القاسم البغوي (1599) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 248)

عن يحيى بن سعيد الأموي

ثلاثتهم عن ابن إسحاق (1) ثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي به.

- ورواه أبو عبيد محمد بن عبيد بن ميمون المدني عن محمد بن سلمة الحرّاني عن ابن إسحاق واختلف عنه:

• فرواه ابن ماجه (706) عن محمد بن عبيد كرواية إبراهيم بن سعد ومن تابعه.

• ورواه البخاري في "خلق الأفعال"(181) عن محمد بن عبيد فلم يذكر محمد بن إبراهيم التيمي.

والأول أصح.

قال الترمذي والحافظ ابن حجر: حديث حسن صحيح"

وقال ابن خزيمة: وخبر ابن إسحاق ثابت صحيح من جهة النقل لأنّ محمد بن عبد الله بن زيد قد سمعه من أبيه، وابن إسحاق قد سمعه من محمد بن إبراهيم، وليس هو مما دلسه ابن إسحاق" 1/ 197

وقال: سمعت محمد بن يحيى يقول: ليس في أخبار عبد الله بن زيد في قصة الأذان خبر أصح من هذا، لأنّ محمد بن عبد الله بن زيد سمعه من أبيه، وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمعه من عبد الله بن زيد"

وقال الدارقطني: حديث ابن إسحاق هذا متصل"

وقال ابن المنذر: وليس في أسانيد أخبار عبد الله بن زيد إسنادا أصح من هذا الإسناد، وسائر الأسانيد فيها مقال"

وقال النووي في "الخلاصة"(1/ 276): حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وآخرون بأسانيد صحيحة"

(1) وأخرجه في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام "(1/ 508 - 509) عن محمد بن إبراهيم به.

ص: 2166

قلت: ابن إسحاق صدوق، ومحمد بن إبراهيم ومحمد بن عبد الله ثقتان، فالإسناد حسن.

الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب واختلف عنه:

- فقال محمد بن إسحاق: وذكر محمد بن مسلم الزهري عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه قال: فذكر نحو حديث محمد بن إبراهيم التيمي، ولم يذكر قصة عمر، وزاد فيه: فكان بلال يؤذن بذلك ويدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة، قال: فجاءه فدعاه ذات غداة إلى الفجر، فقيل له: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نائم، قال: فصرخ بلال بأعلى صوته: الصلاة خير من النوم.

قال سعيد بن المسيب: فأدخلت هذه الكلمة في التأذين إلى صلاة الفجر.

أخرجه أحمد (4/ 42 - 43) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد المدني أنا أبي عن ابن إسحاق به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 415) وابن الجوزي في "التحقيق"(396) والحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 333)

وأخرجه ابن خزيمة (373) وأبو القاسم البغوي (1597) وأبو علي الطوسي (173) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 22 - 23) من طرق عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد به.

- وقال غير واحد: عن الزهري عن سعيد بن المسيب مرسلا.

منهم:

1 -

مَعْمَر بن راشد.

أخرجه عبد الرزاق (1774) وابن سعد (1/ 246 - 247)

2 -

شعيب بن أبي حمزة.

أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(177)

3 -

يونس بن يزيد الأيلي.

أخرجه البيهقي (1/ 414)

وقالوا في ابتداء الأذان: الله أكبر الله أكبر، مرتين.

وهذا أصح من حديث ابن إسحاق.

ص: 2167

قال الحاكم: ولم يُخرج في الصحيحين لاختلاف الناقلين في أسانيده، وأمثل الروايات فيه رواية سعيد بن المسيب، وقد توهم بعض أئمتنا أن سعيدا لم يلحق عبد الله بن زيد، وليس كذلك فإنّ سعيد بن المسيب كان فيمن يدخل بين علي وبين عثمان في التوسط، وإنما تُوفي عبد الله بن زيد في أواخر خلافة عثمان"

قلت: صرّح البيهقي بأنّ حديث سعيد بن المسيب مرسل، قال: وهو أصح التابعين إرسالا (السنن 1/ 421)

وقال ابن عبد البر: رواية معمر ويونس لهذا الحديث عن الزهري عن سعيد كأنّها مرسلة، لم يذكرا فيها سماعا لسعيد من عبد الله بن زيد، وهي محمولة عندنا على الاتصال" التمهيد 24/ 24

قلت: ورواه بعضهم عن سعيد بن المسيب فوصله عن عبد الله بن زيد.

أخرجه عبد الرزاق (1787) عن إبراهيم بن محمد الأسلمي عن أبي جابر البياضي عن سعيد عن عبد الله بن زيد.

قال ابن عبد البر: أبو جابر البياضي متروك الحديث، وكذلك إبراهيم بن محمد" التمهيد 24/ 26

وقال الحافظ: أبو جابر البياضي كذاب" التلخيص 1/ 203

- وقال عبد الرحمن بن إسحاق العامري: عن الزهري عن سالم عن ابن عمر.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(1598)

الثالث: يرويه عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زيد عن أبيه عن جده قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته كيف رأيت الأذان، فقال "ألقه على بلال، فإنّه أندى منك صوتا" فلما أذن بلال، ندم عبد الله، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام.

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 183) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 142) والعقيلي (2/ 296) والدراقطني (1/ 242 - 243) وابن شاهين في "الناسخ"(175) والبيهقي (1/ 399) والحازمي في "الاعتبار"(ص 67) من طرق عن عبد السلام بن حرب الكوفي عن أبي العُمَيس عن عبد الله بن محمد بن عبد الله به.

ذكره البخاري في ترجمة عبد الله بن محمد بن عبد الله وقال: فيه نظر لأنّه لم يذكر سماع بعضهم من بعض.

وقال العقيلي: الرواية في هذا الباب فيها لين وبعضها أفضل من بعض"

ص: 2168

ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن أبي العميس قال: سمعت عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري يحدث عن أبيه عن جده أنّه أُري الأذان مثنى مثنى، والإقامة مثنى مثنى، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال "علمهنّ بلالا" فعلمتهنّ بلالا، قال: فتندمت، فأمرني أنْ أقيم، فأقمت.

أخرجه البيهقي في "الخلافيات"(نصب الراية 1/ 270) عن الحاكم عن أبي علي الحافظ عن عبد الرحمن بن أبي حاتم عن سليمان بن داود الرازي عن أبي أسامة به.

وقال: قال الحاكم: هذا في متنه ضعيف، فإنّ أبا أسامة أتى فيه بشيء لم يروه أحد، وهو أنّ بلالا أذن، وعبد الله بن زيد أقام، وقد رواه عبد السلام بن حرب عن أبي العميس فلم يذكر فيه تثنية الإقامة، وعبد السلام أعلم الكوفيين بحديث أبي العميس وأكثرهم عنه رواية"

قلت: وفي حديث عبد السلام بن حرب أنّ بلالا أذن، وعبد الله بن زيد أقام، لكنه لم يذكر كيفية الأذان والإقامة.

- ورواه أبو سهل محمد بن عمرو الواقفي الأنصاري واختلف عنه:

• فقال الطيالسي (ص 148): ثنا محمد بن عمرو الواقفي عن عبد الله بن محمد الأنصاري عن عمه عبد الله بن زيد أنّه رأى الأذان في المنام، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، قال: فأذن بلال، وجاء عمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أرى الرؤيا ويؤذن بلال، قال "فأقم أنت" فأقام عمي.

ومن طريقه أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(172) والبيهقي (1/ 399)

وتابعه غير واحد عن محمد بن عمرو الواقفي عن عبد الله بن محمد بن زيد عن عمه عبد الله بن زيد، منهم:

1 -

زيد بن الحباب.

أخرجه أحمد (4/ 42)

2 -

سُريج بن النعمان البغدادي.

أخرجه الهيثم بن كليب (1080)

3 -

عبد السلام بن مطهَّر البصري.

أخرجه ابن شاهين (173)

ص: 2169

4 -

حماد بن خالد الخياط.

أخرجه ابن شاهين (174) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا حماد بن خالد به.

ورواه أبو داود (512) عن عثمان بن أبي شيبة فقال فيه: عن محمد بن عبد الله عن عمه عبد الله بن زيد.

ومن طريقه أخرجه الدارقطني (1/ 245)

5 -

المعافى بن عمران الموصلي.

أخرجه الهيثم بن كليب (1079)

• وقال عبد الرحمن بن مهدي: ثنا محمد بن عمرو قال: سمعت عبد الله بن محمد قال: كان جدي عبد الله بن زيد يحدث بهذا الخبر قال: فذكره.

أخرجه أبو داود (513) والدارقطني (1/ 245)

• وقال معن بن عيسى القزاز: ثني محمد بن عمرو ثني محمد بن سيرين عن محمد بن عبد الله بن زيد قال: أراد النبي صلى الله عليه وسلم في الأذان شيئاً فجاء عمي عبد الله بن زيد فقال: أريت الأذان

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 183)

ومحمد بن عمرو الواقفي ضعفه يحيى القطان وابن معين ويعقوب بن سفيان وغيرهم.

الرابع: يرويه عبد الرحمن بن أبي ليلى واختلف عنه:

- فرواه عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى واختلف عنه:

• فقال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديثه في رؤياه وفيه أنّ الأذان مثنى مثنى، والإقامة مثنى مثنى.

أخرجه البيهقي (1/ 421) من طريق محمد بن أبي بكر المُقدَّمي ثنا حصين بن نمير ثنا ابن أبي ليلى عن عمرو بن مرة به.

وأخرجه ابن خزيمة (1/ 197) عن الحسن بن قزعة البصري ثنا حصين بن نمير به.

وأخرجه الهيثم بن كليب (1083) من طريق عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثني أبي به.

ص: 2170

وأخرجه الترمذي (194) وابن خزيمة (1/ 197) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1601) وابن شاهين (191) والدارقطني (1/ 241) من طريق عقبة بن خالد بن عقبة الكوفي عن ابن أبي ليلى عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن زيد قال: كان أذان رسول الله صلى الله عليه وسلم شفعا شفعا: في الأذان والإقامة.

وأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 206) عن علي بن هاشم بن البريد عن ابن أبي ليلى به.

وأخرجه الهيثم بن كليب (1081) وابن شاهين (192) من طريق محمد بن بكير بن واصل البغدادي ثنا عدي بن هاشم بن البريد به.

قال الترمذي وابن خزيمة: وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عبد الله بن زيد"

وقال ابن خزيمة أيضا: سمعت الذهلي يقول: عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك عبد الله بن زيد"

وقال الدارقطني: ابن أبي ليلى هوالقاضي محمد بن عبد الرحمن ضعيف الحديث سيئ الحفظ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى لا يثبت سماعه من عبد الله بن زيد"

قلت: ولم ينفرد ابن أبي ليلى به بل تابعه قيس بن الربيع عن عمرو بن مرة به. أخرجه الهيثم بن كليب (1084)

وقيس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

• وقال عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي: ثنا عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، وأحيل الصيام ثلاثة أحوال، فذكر الحديث وفيه طول.

وقال فيه: وكانوا يجتمعون للصلاة ويؤذن بها بعضهم بعضا حتى نَقَسُوا أو كادون يَنْقُسون، ثم إنّ رجلا من الأنصار يقال له: عبد الله بن زيد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني رأيت فيما يرى النائم ولو قلت إني لم أكن نائما لصدقلت: إني بينا أنا بين النائم واليقظان إذ رأيت شخصا عليه ثوبان أخضران فاستقبل القبلة فقال: الله أكبر الله أكبر، أشهد أنْ لا إله إلا الله، أشهد أنْ لا إله إلا الله، مثنى مثنى، حتى فرغ من الأذان، ثم أمهل ساعة ثم قال مثل الذي قال غير أنه يزيد في ذلك: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "علمها بلالا فليؤذن بها" فكان بلالا أول من أذن بها. قال: وجاء عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله إنّه قد طاف بي مثل الذي أطاف به غير أنَّه سبقني.

ص: 2171

أخرجه أحمد (5/ 246 - 247) وأبو داود (507) وابن خزيمة (381) والهيثم بن كليب (1362 و 1363)

عن يزيد بن هارون

وأحمد (5/ 246 - 247) والحاكم (2/ 274)

عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي

وابن خزيمة (381) والطبراني في "الكبير"(20/ 132 - 133) والبيهقي (1/ 391 و 420 - 421 و 2/ 296 و3/ 93 و 4/ 200)

عن عاصم بن علي الواسطي

والطبراني (20/ 132 - 133)

عن آدم بن أبي إياس

كلهم عن المسعودي به.

ورواه الطيالسي (ص 77) ويونس بن بكير في "المغازي"(ص 297 - 299) عن المسعودي به.

ومن طريق الطيالسي أخرجه أبو داود (507)

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال البيهقي: هذا مرسل، عبد الرحمن لم يدرك معاذ بن جبل"

وقال الدارقطني: لا يثبت" السنن 1/ 241

قلت: المسعودي كان قد اختلط وسماع يزيد بن هارون وأبي النضر وعاصم بن علي والطيالسي منه بعد اختلاطه، وأما آدم بن أبي إياس ويونس بن بكير فلم أر أحدا صرّح بسماعهما منه أهو قبل الاختلاط أم بعده.

وعبد الرحمن لم يسمع من معاذ، قاله الترمذي والبزار.

وقال الدارقطني: سماع عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ فيه نظر لأنّ معاذا قديم الوفاة، مات في طاعون عمواس وله نيف وثلاثون سنة" العلل 6/ 61

• ورواه الأعمش عن عمرو بن مرة واختلف عنه:

فقال وكيع: ثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا

ص: 2172

أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ عبد الله بن زيد الأنصاري جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، رأيت في المنام كأنّ رجلاً قام وعليه بردان أخضران على جِذْمَة حائط فأذن مثنى وأقام مثنى وقعد قعدة، قال: فسمع ذلك بلال، فقام فأذن مثنى وأقام مثنى وقعد قعدة.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 203 و 216) كما وكيع به.

ومن طريقه أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(3/ 28) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 27)

وأخرجه ابن خزيمة (380) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 131 - 132 و 134) وابن شاهين (193) وابن حزم في "المحلى"(3/ 207) والبيهقي (1/ 420) وابن عبد البر (24/ 27) من طرق عن وكيع به.

قال ابن حزم: وهذا إسناد في غاية الصحة من إسناد الكوفيين"

وتابعه عبد الله بن نمير ثنا الأعمش به.

أخرجه البيهقي (4/ 200) والحافظ في "تغليق التعليق"(3/ 185) وفي "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 289 - 290)

وقال: هذا حديث صحيح أخرجه البخاري تعليقا فقال: وقال ابن نمير (1) "

وقال أبو بكر بن عياش: عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال: جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت في النوم كأني مستيقظ أرى رجلا نزل من السماء عليه بردان أخضران، نزل على جِذْم حائط من المدينة فأذن مثنى مثنى، ثم جلس، ثم أقام، فقال مثنى مثنى، قال "نِعم ما رأيت علمها بلالا" قال: قال عمر: قد رأيت مثل ذلك ولكنه سبقني.

أخرجه أحمد (5/ 232) وابن خزيمة (1/ 198) والدارقطني (1/ 242) وفي "العلل"(6/ 60)

وقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل (2).

(1) صحيح البخاري- كتاب الصوم- باب وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين.

(2)

قال ابن خزيمة: بعض هذا الخبر، أعني قوله: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال ولم يذكر: عبد الله بن زيد ولا معاذا"

ص: 2173

أخرجه ابن خزيمة (384) عن يوسف بن موسى القطان ثنا جرير به.

ورواه غير واحد عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلا.

منهم:

1 -

أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي.

أخرجه إسحاق في "مسنده"(نصب الراية 1/ 275 - تلخيص الحبير 1/ 204) قال: أنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: جاء عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إني رأيت رجلا نزل من السماء، فقام على جِذْم حائط فاستقبل القبلة، وقال: فذكر الأذان والإقامة مثنى مثنى وزاد في الإقامة: قد قامت الصلاة، مرتين، وقال في آخره "علمها بلالا، فإنه أندى صوتا منك"

2 -

محمد بن فضيل الكوفي.

أخرجه ابن خزيمة (1/ 199 - 200) عن هارون بن إسحاق الهمداني ثنا ابن فضيل عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، وأحيل الصوم ثلاثة أحوال: فذكر الحديث بطوله.

ولم يذكر عبد الله بن زيد، ولا معاذ بن جبل، ولا أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا قال: حدثنا أصحابنا، ولم يقل أيضاً: عن رجل.

3 -

عبد الله بن داود الخُرَيْبي.

أخرجه الطحاوي (1/ 131 و 133) عن إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري ثنا عبد الله بن داود عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنّ عبد الله بن زيد رأى رجلا نزل من السماء عليه ثوبان أخضران، أو بردان أخضران، فقام على جِذْم حائط فنادى: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، فذكر الأذان، ثم قعد، ثم قام فأقام مثل ذلك، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال "نِعم ما رأيت، علمها بلالا".

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1600) عن نصر بن علي الجهضمي أنا عبد الله بن داود به.

• ورواه زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة واختلف عنه:

فقال عبيد الله بن عمرو الرقي: عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحابنا: فذكر نحو حديث وكيع عن الأعمش.

قال عبد الله: لولا أني أتهم نفسي لظننت أني رأيت ذلك وأنا يقظان غير نائم، ثم

ص: 2174

قال: وقال عمر بن الخطاب: أنا والله لقد طاف بي الذي طاف بعبد الله، فلما رأيته قد سبقني سكت.

أخرجه الطحاوي (1/ 134)

وقال فُليح بن سليمان الخزاعي: عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ أنّ الصلاة أحيلت ثلاثة أحوال: فذكر أحوالها.

أخرجه أحمد (5/ 246) والطبراني (20/ 134 - 135)

وتابعه أبو يحيى بن سليمان عن زيد بن أبي أنيسة به.

أخرجه الطبراني (20/ 135)

• وقال شعبة: عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، والصيام ثلاثة أحوال، فحدثنا أصحابنا

فذكر الحديث بطوله.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 204) وأبو داود (506) وابن خزيمة (383) والبيهقي (3/ 93 - 94) وابن عبد البر (24/ 26) والحازمي في "الناسخ"(ص 145)

• ورواه سفيان الثوري عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلا.

أخرجه عبد الرزاق (1788) عن الثوري به.

وأخرجه ابن خزيمة (1/ 198) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد الرزاق به.

- ورواه حُصين بن عبد الرحمن السلمي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى واختلف عنه

• فقال سليمان بن كثير العبدي: أنا حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن زيد الأنصاري قال: استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في الأذان، وذكر الحديث.

أخرجه ابن سعد (1/ 247) عن محمد بن كثير العبدي أنا سليمان بن كثير به.

وتابعه شَريك بن عبد الله القاضي عن حصين به.

أخرجه ابن خزيمة (1/ 199)

• وقال غير واحد: عن حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ.

منهم:

1 -

عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي.

أخرجه أحمد (5/ 233) والهيثم بن كليب (1360)

ص: 2175

2 -

إبراهيم بن طهمان.

قاله الدارقطني في "العلل"(6/ 59)

3 -

محمد بن جابر.

قاله الدارقطني (6/ 59)

• ورواه غير واحد عن حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلاً.

منهم:

1 -

سفيان الثوري.

أخرجه عبد الرزاق (1788) وابن خزيمة (382)

2 -

هُشيم.

أخرجه أبو عبيد في "الناسخ"(56)

3 -

محمد بن فضيل.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 204 - 205)

4 -

شعبة.

أخرجه أبو داود (1/ 346) والبيهقي (3/ 94)

5 -

جرير بن عبد الحميد.

قاله الدارقطني (6/ 59)

وقال: والمرسل أصح"

وقال في "السنن"(1/ 241 - 242): والصواب المرسل"

- ورواه يزيد بن أبي زياد الكوفي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن زيد.

أخرجه أبو الشيخ في "كتاب الأذان"(تلخيص الحبير 1/ 203)

ويزيد قال أبو حاتم وغيره: ليس بالقوي.

الخامس: يرويه سعيد بن أبي مريم قال: أنا عبد الله بن عمر ثني أبي عن بشر بن محمد عن عبد الله بن زيد أنه رأى في المنام رجلا معه خشبتان فقال: تبيع الخشبتين؟ فقال الرجل: وما تصنع بهما؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد مثل يضرب لهما ليجتمع الناس إلى

ص: 2176

الصلاة، فقال له الرجل: أفلا تصنعون كما صنع من قبلكم يؤذنون بالصلاة يقولون: الله أكبر الله أكبر، أشهد أنْ لا إله إلا الله، أشهد أنّ محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال "اطلع على هذه المشربة" وقال للأنصاري "ارق معه فألق عليه"

أخرجه الهيثم بن كليب (1082)

وعبد الله بن عمر هو ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العُمَري وهو مختلف فيه، وأبوه ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وبشر بن محمد لم أر من ترجمه.

1512 -

قوله صلى الله عليه وسلم في الخمر: "إنّها ليست بدواء إنّها داء"

قال الحافظ: ولا يرد قوله صلى الله عليه وسلم في الخمر: فذكره، في جواب من سأله عن التداوي بها فيما رواه مسلم فإنّ ذلك خاص بالخمر" (1)

أخرجه مسلم (1984) من حديث وائل الحضرمي أنّ طارق بن سويد الجُعْفي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر فنهاه أو كره أنْ يصنعها فقال: إنّما أصنعها للدواء، فقال "إنه ليس بدواء ولكنه داء"

1513 -

"إنّهما ليعذبان وما يعذبان في كبير"

سكت عليه الحافظ (2).

هو في صحيح البخاري (فتح 3/ 468 الجنائز- باب الجريدة على القبر) من حديث ابن عباس.

1514 -

عن أبي بكرة قال: مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال: "إنّهما يعذبان وما يعذبان في كبير" وبكى وفيه "وما يعذبان إلا في الغيبة والبول"

قال الحافظ: وأخرج أحمد والطبراني بإسناد صحيح عن أبي بكرة قال: فذكره" (3)

أخرجه الطيالسي (ص 117) عن الأسود بن شيبان السدوسي عن بحر بن مَرَّار البكراوي عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال: بينما أنا أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي رجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي بيننا إذ أتى رجل على قبرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ صاحبي

(1) 1/ 352 (كتاب الوضوء- باب أبواب الإبل والدواب والغنم ومرابضها)

(2)

1/ 121 (كتاب الإيمان- باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر)

(3)

13/ 80 (كتاب الأدب- باب الغيبة)

ص: 2177

هذين القبرين يعذبان الآن في قبورهما فأيكما يأتيني من هذا النخل بِعَسِيب" فاستبقت أنا وصاحبي فسبقته وكسرت من النخل عسيبا فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فشقه نصفين من أعلاه فوضع على أحدهما نصفا وعلى الآخر نصفا وقال "إنّه يهون عليهما ما دام فيهما من بلولتهما شيء إنهما يعذبان في الغيبة والبول".

ومن طريق الطيالسي (1) أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر"(124)

وتابعه عن الأسود بن شيبان غير واحد، منهم:

1 -

أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم.

أخرجه أحمد (5/ 35 - 36)

2 -

مسلم بن إبراهيم الأزدي.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 126 - 127) والبزار (3636) والعقيلي (1/ 154) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 142 - 143) وابن عدي (2/ 487) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(125)

3 -

عبد الصمد بن عبد الوارث البصري.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2 / 127)

4 -

عبد الله بن أبي بكر العَتَكي.

أخرجه ابن عدي (2/ 487)

وخالفهم وكيع فرواه عن الأسود بن شيبان عن بحر بن مرار عن أبي بكرة، ولم يذكر عبد الرحمن بن أبي بكرة.

أخرجه ابن أبي شيبة (1287) وأحمد (5/ 39) وابن ماجه (349)

والأول أصح.

قال المنذري: رواه أحمد وغيره بإسناد رواته ثقات" الترغيب 3/ 512

(1) هذه رواية يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي، ورواه حامد بن عمر البكراوي عن الطيالسي فلم يذكر عبد الرحمن بن أبي بكرة.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2 / 127)

وتابعه أبو بكرة بكار بن قتيبة البكراوي عن الطيالسي به.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(5191)

ص: 2178

وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير بحر بن مرار وهو ثقة" المجمع 8/ 93

وقال العراقي: إسناده جيد" إتحاف السادة المتقين 7/ 536

قلت: رواته ثقات غير بحر بن مرار ذكره العقيلي في "الضعفاء" وذكر له هذا الحديث وقال: وليس بمحفوظ من حديث أبي بكرة إلا عن بحر بن مرار هذا، وقد صح من غير هذا الوجه.

وذكره النسائي وابن حبان وابن الجارود في "الضعفاء" أيضا، وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم.

ووثقه ابن معين.

وللحديث شاهد عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى على قبرين، يعذب صاحباهما، فقال "إنهما لا يعذبان في كبير ويل، أمّا أحدهما فكان يغتاب الناس، وأما الآخر فكان لا يتأذى من البول" فدعا فجريدة رطبة، أو بجريدتين، فكسرهما، ثم أمر بكل كسرة فغرست على قبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما إنّه سيهون من عذابهما ما كانتا رطبتين، أو لم تيبسا"

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(735) واللفظ له

عن محمد بن يوسف البيكندي

وابن أبي الدنيا في "الغيبة"(37)

عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق

قالا: ثنا النضر بن شُميل ثنا أبو العوام عبد العزيز بن ربيع الباهلي ثنا أبو الزبير محمد عن جابر به.

قال العراقي: أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" وأبو العباس الدغولي في "كتاب الآداب" بإسناد جيد" تخريج الإحياء 3/ 140

قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة أبي الزبير فإنّه كان مدلسا.

وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2232) من طريق إبراهيم الحربي ثنا أبو بكر بن نافع ثنا يحيى بن كثير عن عبد العزيز بن ربيع عن عطاء عن جابر.

ص: 2179

قال إبراهيم الحربي: قول أبي بكر بن نافع: عن عطاء، خطأ، وإنما هو عن أبي الزبير.

1515 -

حديث أم سلمة أنّه صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم السبت والأحد يتحرى ذلك ويقول "إنّهما يوما عيد الكفار، وأنا أحب أن أخالفهم"

وفي لفظ "ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان أكثر صيامه السبت والأحد"

قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي من حديث أم سلمة" (1)

أخرجه النسائي في "الكبرى"(2776) وابن حبان (3646)

عن حبان بن موسى المروزي

وابن خزيمة (2167) وابن حبان (3616)

عن سلمة بن سليمان المروزي

والطبراني في "الكبير"(23/ 402 - 403)

عن معاذ بن أسد المروزي

والحاكم (1/ 436) والبيهقي (4/ 303) وفي "فضائل الأوقات"(306)

عن عَبْدان عبد الله بن عثمان المروزي

كلهم عن عبد الله بن المبارك أنا عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه أنّ كُريبا مولى ابن عباس أخبره أنْ ابن عباس وناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثوني إلى أم سلمة أسالها الأيام كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر لها صياما، قالت: يوم السبت والأحد. فرجعت إليهم فأخبرتهم وكأنهم أنكروا ذلك (2)، فقاموا بأجمعهم إليها، فقالوا: إنا بعثنا إليك هذا في كذا وكذا وذكر أنّك قلت كذا وكذا.

فقالت: صدق إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر ما كان يصوم من الأيام يوم السبت والأحد كان يقول "إنّهما يوما عيد للمشركين وأنا أريد أن أخالفهم". اللفظ لابن خزيمة

• ورواه نعيم بن حماد عن ابن المبارك فقال في روايته: أرسلني ناس إلى أم سلمة، ولم يذكر ابن عباس

(1) 12/ 484 (كتاب اللباس- باب الفرق)

(2)

زاد ابن حبان "فظنوا بي أني لم أحفظ فردوني، فقالت مثل ذلك، فأخبرتهم".

ص: 2180

أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 283)

• ورواه عتاب بن زياد المروزي عن ابن المبارك فقال في روايته: عن غريب أنّه سمع أم سلمة ولم يقل: أرسلني ابن عباس وأناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أحمد (6/ 323 - 324)

• ورواه بَقية بن الوليد عن ابن المبارك فقال في روايته: عن غريب أن ابن عباس بعث إلى أم سلمة وعائشة يسألهما.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(2775) وابن شاهين في "الناسخ"(399)

قال الحاكم: إسناده صحيح"

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 198

قلت: عبد الله بن محمد بن عمر وثقه الدارقطني والذهبي في "الكاشف"، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وقال ابن حبان: يخطئ ويخالف، وقال ابن المديني: هو وسط.

وأبوه قال ابن القطان: حاله مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال في "الميزان": ما علمت به بأسا، ولا رأيت لهم فيه كلاما، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.

1516 -

عن عائشة مرفوعاً "إنّهم عطلوا الحدود عن الأغنياء، وأقاموها على الضعفاء"

قال الحافظ: أخرجه أبو الشيخ في "كتاب السرقة" من طريق زاذان عن عائشة مرفوعا" (1)

1517 -

عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إنّهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم والصالحين قبلهم"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2135) " (2)

1518 -

عن ابن عمر قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم المجوس فقال "إنّهم يوفون سِبَالَهم، ويحلقون لحاهم، فخالفوهم"

(1) 15/ 102 (كتاب الحدود- باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)

(2)

13/ 198 (كتاب الأدب- باب من سمى بأسماء الأنبياء)

ص: 2181

قال: فكان ابن عمر يستعرض سَبَلَتَهُ فيجزها كما يجز الشاة أو البعير.

قال الحافظ: ففي رواية ميمون بن مِهران عن ابن عمر قال: فذكره، أخرجه الطبري والبيهقي" (1)

حسن

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 566 - 567) وابن حبان (5476) والطبراني في "الأوسط"(1055 و 1645) والبيهقي (1/ 151) وفي "الشعب"(6027) من طرق عن مَعْقِل بن عبيد الله الجَزَري عن ميمون بن مِهْران عن ابن عمر به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ميمون إلا معقل"

قلت: وهو حسن الحديث، وميمون بن مهران ثقة مشهور، وقد سمع ابن عمر كما قال البخاري في "الكبير" فالإسناد حسن.

1519 -

عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى قال: اسم الجونية أسماء بنت النعمان بن أبي الجون، قيل لها: استعيذي منه فإنّه أحظى لك عنده وخدعت لما رؤي من جمالها، وذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم من حَمَلَهَا على ما قالت فقال "إنّهنّ صواحب يوسف وكيدهن"

قال الحافظ: أخرجه ابن سعد" (2)

ضعيف جدا

أخرجه ابن سعد (8/ 144 - 145) عن الواقدي ثني عبد الله بن جعفر عن عمرو بن صالح عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى به.

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (السيرة النبوية 1/ 188)

والواقدي متروك الحديث.

1520 -

"إنّي أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل"

قال الحافظ: في رواية جُندب عند مسلم (532) أنّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل أنْ يموت بخمس: فذكره" (3)

(1) 12/ 468 - 469 (كتاب اللباس- باب قص الشارب)

(2)

11/ 274 (كتاب الطلاق- باب من طلق)

(3)

8/ 18 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلا)

ص: 2182

1521 -

حديث أبي أيوب قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالمدينة "إني أُخبرت عن عِيْر أبي سفيان فهل لكم أنْ تخرجوا إليها لعل الله يغنمناها؟ " قلنا: نعم، فخرجنا، فلما سرنا يوما أو يومين قال "قد أخبروا خبرنا فاستعدوا للقتال" فقلنا: لا والله ما لنا طاقة بقتال القوم، فأعاده، فقال له المقداد: لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى ولكن نقول: إنّا معكما مقاتلون، قال: فتمنينا معشر الأنصار لو أنا قلنا كما قال المقداد، فأنزل الله تعالى {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5)} [الأنفال: 5] "

قال الحافظ: وروى ابن أبي حاتم من حديث أبي أيوب قال: فذكره، وأخرج ابن مردويه من طريق محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص عن أبيه عن جده نحوه لكن فيه أنّ سعد بن معاذ هو الذي قال ما قال المقداد، والمحفوظ أن الكلام المذكور للمقداد كما في حديث الباب، وأنّ سعد بن معاذ إنما قال: لو سرت بنا حتى تبلغ برك الغماد لسرنا معك، كذلك ذكره موسى بن عقبة.

وقال: وفي رواية محمد بن عمرو المذكور: ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما متبعون" (1)

حديث أبي أيوب سيأتي الكلام عليه في حرف التاء فانظر حديث "تعادّوا"

وحديث علقمة بن وقاص أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 355 - 356) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن محمد بن عمرو الليثي عن جده قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر حتى إذا كان بالروحاء خطب الناس فقال "كيف ترون؟ " قال أبو بكر: يا رسول الله بلغنا أنهم بكذا وكذا، قال: ثم خطب الناس فقال "كيف ترورن" فقال عمر مثل قول أبي بكر، ثم خطب فقال "ما ترون؟ " فقال سعد بن معاذ: إيانا تريد، فوالذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب ما سلكتها قط ولا لي بها علم، ولئن سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي يمن لنسيرنّ معك، ولا نكون كالذين قالوا لموسى من بني إسرائيل: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما متبعون، ولعلك أنْ تكون خرجت لأمر وأحدث الله إليك غيره فانظر الذي أحدث الله إليك فامض له

وذكر الحديث.

ومن هذا الطريق أخرجه ابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 287) و"الدر المنثور"(4/ 15)

(1) 8/ 289 - 290 (كتاب المغازي- باب قول الله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} [الأنفال: 9])

ص: 2183

ووقع عنده: عن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي عن أبيه عن جده.

وهذا مرسل لأنّ علقمة بن وقاص تابعي، وابنه عمرو ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لم يَرو عنه غير ولده محمد بن عمرو.

1522 -

"إني أُريت كأنّ بني أمية يتعاورون منبري هذا" فقيل: هي دنيا تنالهم. ونزلت هذه الآية" (1)

قال الحافظ: روى ابن مردويه من حديث الحسين بن علي رفعه: فذكره، وأخرجه ابن أبي حاتم من حديث عمرو بن العاص ومن حديث يعلي بن مرة ومن مرسل سعيد بن المسيب نحوه، وأسانيد الكل ضعيفة" (2)

حديث الحسين بن علي أخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور"(5/ 310)

ولفظه "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح وهو مهموم، فقيل: مالك يا رسول الله؟ فقال "اني أريت في المنام كأنّ بني أمية يتعاورون منبري هذا" فقيل: يا رسول الله، لا تهتم فإنّها دنيا تنالهم.

فأنزل الله {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60].

وحديث عمرو بن العاص أخرجه ابن أبي حاتم كما ذكر الحافظ.

وحديث يعلي بن مرة أخرجه ابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور"(5/ 309)

ولفظه "أريت بني أمية على منابر الأرض وسيتملكونكم فتجدونهم أرباب سوء" واهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك فأنزل الله {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60]

وحديث سعيد بن المسيب أخرجه البيهقي في "الدلائل"(6/ 509) من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي ثنا سفيان عن علي بن زيد بن جُدْعَان عن سعيد بن المسيب قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم بني أمية على منبره فساءه ذلك فأُوحي إليه إنما هي دنيا أعطوها، فقرت عينه. وهي قوله تعالى {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] يعني بلاء للناس.

قال ابن كثير: علي بن زيد بن جدعان ضعيف، والحديث مرسل أيضا" البداية 6/ 243

(1) يعني قوله تعالى {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60]

(2)

10/ 13 (كتاب التفسير: سورة الإسراء- باب {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60])

ص: 2184

1523 -

عن رجل من الأنصار أنّه قَبَّل امرأته وهو صائم فأمر امرأته أنْ تسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فسألته فقال "إنّي أفعل ذلك" فقال زوجها: يرخص الله لنبيه فيما يشاء، فرجعت فقال "أنا أعلمكم بحدود الله وأتقاكم"

قال الحافظ: وروى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن عطاء بن يسار عن رجل من الأنصار: فذكره، وأخرجه مالك لكنه أرسله قال: عن عطاء أنّ رجلا فذكر نحوه مطولا" (1)

صحيح

أخرجه عبد الرزاق (8412) عن ابن جُريج أخبرني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن رجل من الأنصار أنّه أخبره أنّه قَبَّل امرأته على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم فأمر امرأته فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال "إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك" فأخبرته امرأته فقال: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم يرخص له في أشياء فارجعي إليه فقولي له ذلك، فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال "أنا أتقاكم وأعلمكم بحدود الله".

وأخرجه أحمد (5/ 434) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه ابن حزم في "المحلى"(6/ 306) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري ثنا عبد الرزاق به.

قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 166 - 167

وقال الشيخ أحمد شاكر: وهو كما قال" الرسالة ص 405

قلت: وإسناده صحيح كما قال الحافظ لكن اختلف فيه على زيد بن أسلم.

فرواه مالك (1/ 291 - 292) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أنّ رجلا قَبّل امرأته وهو صائم في رمضان. الحديث

قال ابن عبد البر: هذا الحديث مرسل عند جميع رواة الموطأ عن مالك" التمهيد 5/ 108

وأخرجه الشافعي في "الرسالة"(ص 404) عن مالك به.

وقال: وقد سمعت من يصل هذا الحديث ولا يحضرني ذكر من وصله انتهى

قلت: وصله ابن جريج كما تقدم.

(1) 5/ 53 (كتاب الصوم- باب المباشرة للصائم)

ص: 2185

1524 -

عن جابر قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فَقَدَّ قميصه من جيبه حتى أخرجه من رجليه وقال "إني أمرت بِبُدْني التي بعثت بها أنْ تُقلد اليوم وتُشعر على مكان كذا فلبست قميصي ونسيت فلم أكن لأخرج قميصي من رأسي"

قال الحافظ: رواه الطحاوي وغيره من طريق عبد الملك بن جابر عن أبيه قال: فذكره، الحديث وهذا لا حجة فيه لضعف إسناده" (1)

أخرجه أحمد (3/ 400)

عن علي بن بحر القطان

والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 138) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 223)

عن أسد بن موسى الأموي

قالا: ثنا حاتم بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن عطاء بن لَبيبة عن عبد الملك بن جابر عن جابر بن عبد الله قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم -جالسا (2) فقدَّ قميصه من جيبه حتى أخرجه من رجليه، فنظر القوم إلى رسول الله- فقال "إنّي أمرت ببدني التي بعثت بها أن تُقَلَّد اليوم وتُشْعَر اليوم على ماء (3) كذا وكذا فلبست قميصا ونسيت فلم أكن أخرج قميصي من رأسي"

وكان قد بعث ببدنه من المدينة وأقام بالمدينة.

وأخرجه البزار (كشف 1107) من طريق داود بن قيس الفراء عن عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الملك بن جابر عن جابر قال: فذكره باختصار.

قال الهيثمي: رواه أحمد والبزار باختصار ورجال أحمد ثقات" المجمع3/ 227

قلت: عبد الرحمن بن عطاء مختلف فيه: وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه البخاري وغيره، والباقون ثقات.

وللحديث شاهد عن عطاء بن يسار عن نفر من بني سلمة قالوا: كان النبي صلى الله عليه وسلم

جالسات فَشَقَّ ثوبه فقال "إنّي واعدت هديا يُشعر اليوم"

قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 227

(1) 4/ 294 (كتاب الحج- باب من قلد القلائد بيده)

(2)

زاد الطحاوي "في المسجد".

(3)

ولفظ ابن عبد البر "مكان".

ص: 2186

قلت: هكذا وقع في "المجمع" عن عطاء بن يسار. وقال أحمد في "المسند"(5/ 426): ثنا وكيع ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن عطاء عن نفر من بني سلمة.

ولعل ما في "المجمع" هو الصواب لأنّ زيد بن أسلم مذكور في الرواة عن عطاء بن يسار والله أعلم.

وهشام بن سعد هو المدني وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

1525 -

"إني أوتيت مفاتيح خزائن الأرض والخلد ثم الجنة، فَخُيِّرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة فاخترت لقاء ربي والجنة"

قال الحافظ: ولأحمد من حديث أبي مُوَيْهِبَة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)

أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام"(2/ 642 حلبي) ثني عبد الله بن عمر عن عبيد بن جبير مولى الحكم بن أبي العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوف الليل، فقال "يا أبا مويهبة، إنّي قد أمرت أنْ استغفر لأهل هذا البقيع، فانطلقْ معي" فانطلقت معه، فلما وقف بين أظهرهم، قال "السلام عليكم يا أهل المقابر، لِيَهْنئ لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع آخرها أولها، الآخرة أشدّ من الأولى" ثم أقبل عليّ، فقال "يا أبا مويهبة، إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، ثم الجنة، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة" فقلت: بأبي أنت وأمي، فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، ثم الجنة، قال "لا والله يا أبا مويهبة، لقد اخترت لقاء ربي والجنة" ثم استغفر لأهل البقيع، ثم انصرف، فبدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه الذي قبضه الله فيه.

رواه عن ابن إسحاق جماعة، منهم:

1 -

إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.

رواه عنه غير واحد، منهم:

1 -

ابنه يعقوب بن إبراهيم بن سعد.

أخرجه أحمد (3/ 489) ثنا يعقوب به.

وقال في روايته: عن ابن إسحاق ثني عبد الله بن عمر العبلي ثني عبيد بن جبير به.

(1) 9/ 202 (كتاب المغازي- باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته)

ص: 2187

ورواه علي بن المديني عن يعقوب بن إبراهيم فقال في روايته: عن ابن إسحاق ثني عبد الله بن عمر بن علي العبلي عن عبيد بن حنين.

أخرجه حماد بن إسحاق في "تركة النبي"(ص 51 - 52)

2 -

أحمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي.

رواه علي بن عبد العزيز البغوي عنه فقال في روايته: عن ابن إسحاق عن عبد الله بن عمر العبلي عن عبيد بن حنين.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 346 - 347)

ورواه أحمد بن زهير بن حرب عنه فقال في روايته: عن ابن إسحاق ثني عبد الله بن عمر بن علي العبلي عن عبيد بن جبير.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(20/ 111)

ورواه محمد بن يحيى المروزي عنه فقال في روايته: عن ابن إسحاق ثني عبد الله بن عمر بن علي العبلي عن عبيد بن حنين.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6998)

3 -

عمر بن عبد الوهاب الرياحي.

رواه البخاري في "الكنى"(ص 73 - 74) عنه فقال في روايته: عن ابن إسحاق عن عبد الله بن عمر عن عبيد بن حنين.

وتابعه علي بن عبد العزيز البغوي عن عمر بن عبد الوهاب به، ونسب عبد الله بن عمر فقال: العبلي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 346 - 347)

وتابعه أيضا عمرو بن علي الفلاس ثنا عمر بن عبد الوهاب به.

أخرجه الرووإني (1508)

وخالفهم أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي فرواه عن عمر بن عبد الوهاب الرياحي عن إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق ثني عبيد الله بن عمر بن حفص عن عبيد بن حنين مولى الحكم به.

أخرجه الحاكم (3/ 55 - 56) عن أبي أحمد بكر بن محمد بن همدان الصيرفي ثنا أبو إسماعيل الترمذي به.

ص: 2188

قال الحافظ في "الإصابة"(12/ 36): وقوله: ابن عمر بن حفص وهم"

قلت: وهذا الوهم من أبي أحمد الصيرفي، فقد رواه أحمد بن سلمان النجاد عن أبي إسماعيل الترمذي ومحمد بن غالب تمتام قالا: ثنا عمر بن عبد الوهاب ثنا إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق عن عبد الله بن عمر عن عبيد بن جبير به.

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(7/ 163)

وأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 419) من طريق أبي بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ثنا أبو إسماعيل الترمذي به.

ونخلص مما تقدم من الروايات عن إبراهيم بن سعد أنّ شيخ ابن إسحاق اسمه عبد الله بن عمر بن علي العبلي.

وأما شيخ شيخه فاتفق الرواة عن إبراهيم بن سعد أنّ اسمه عبيد واختلفوا في اسم أبيه فقيل: جبير، وقيل حنين. والأول أصح كما سيأتي.

2 -

زياد بن عبد الله البكائي قال: قال ابن إسحاق: ثني عبد الله بن عمر بن ربيعة عن عبيد بن حنين مولى الحكم بن أبي العاص عن ابن عمرو عن أبي مويهبة به.

أخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 58)

هكذا قال البكائي في روايته "عبد الله بن عمر بن ربيعة عن عبيد بن حنين"

وتابعه:

3 -

يونس بن بكير الشيباني إلا أنّه قال في روايته "عبيد مولى الحكم" ولم يذكر أباه.

أخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 57 - 58) والبيهقي في "الدلائل"(7/ 162 - 163) وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 309) من طريق أحمد بن عبد الجبار العُطاردي ثنا يونس بن بكير به.

ومن هذا الطريق أخرجه الحاكم (3/ 56) إلا أنّه وقع عنده "عن عبيد بن عبد الحكم".

قال الحافظ: كذا فيه، والصواب عن عبيد مولى الحكم" الإصابة 12/ 36

4 -

جرير بن حازم البصري عن ابن إسحاق عن عبد الله بن عمر ثني عبيد بن حنين عن ابن عمرو عن أبي مويهبة.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(467) والبزار (كشف 863)

ص: 2189

5 -

أبو يحيى بكر بن سليمان البصري الأسواري ثنا ابن إسحاق ثني عبد الله بن عمر بن علي بن عدي عن عبيد مولى الحكم عن ابن عمرو عن أبي مويهبة.

أخرجه الدارمي (79)

وبكر بن سليمان قال أبو حاتم: مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": لا بأس به إن شاء الله تعالى.

6 -

محمد بن سلمة الباهلي الحرّاني عن ابن إسحاق عن عبد الله بن عمر بن علي عن عبيد بن جبير مولى الحكم بن أبي العاص عن ابن عمرو عن أبي مويهبة.

أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 87) عن إسماعيل بن أبي طرفة الحرّاني ثنا محمد بن سلمة (1) به.

قال الحافظ: قال البغوي: وقع في رواية بعضهم "عن عبيد بن حنين" بمهملة ونونين وبه جزم ابن عبد البر وهو تصحيف، وإنما هو عبيد بن جبير بجيم وموحدة. ونبه على ذلك ابن فتحون وهو عبلي عبشمي" الإصابة 12/ 37

وقال الدارقطني: من قال في هذا: عبيد بن حنين، فقد وهم" تلخيص المتشابه 1/ 420

وخالف الجميع عبد العزيز بن عمران عبد العزيز الزهري المدني فرواه عن أبيه عن ابن إسحاق عن عبد الله بن عمر بن علي عن عبيد الله بن جبير مولى الحكم بن أبي العاص عن ابن أبي مويهبة.

فقال: عن عبيد الله بن جبير وأسقط منه ابن عمرو وجعله عن ابن أبي مويهبة.

أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 86)

وعبد العزيز بن عمران قال النسائي وأبو حاتم: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة.

وأبوه قال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث.

والأول ذكره الهيثمي في "المجمع"(3/ 59) من رواية أحمد والبزار وقال: إسناده ضعيف"

قلت: عبد الله بن عمر العبلي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا

(1) واختلف عنه، فقال عبد العزيز بن يحيى الحراني: ثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن أبي مالك بن ثعلبة عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي مويهبة.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6999)

ص: 2190

فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر الجميع عنه راويا إلا ابن إسحاق فهو مجهول.

وخالفه يعلي بن عطاء العامري الليثي فرواه عن عبيد بن جبير عن أبي مويهبة. ولم يذكر ابن عمرو.

أخرجه أحمد (1)(3/ 488) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثنا الحكم بن فَصِيل ثنا يعلي بن عطاء به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 347 - 348) عن محمد بن أبان الواسطى عن الحكم بن فضيل فسمى أبا عبيد حنينا.

وعبيد بن جبير ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

ولم ينفرد برواية هذا الحديث عن ابن عمرو بل تابعه عمر بن الحكم بن ثوبان عن ابن عمرو عن أبي مويهبة به.

أخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 58) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 27) من طريقين عن محمد بن سلمة الباهلي عن محمد بن إسحاق عن أبي مالك بن ثعلبة بن أبي مالك عن عمر بن الحكم به.

قال الحافظ: قال أبو نعيم: خالف محمد بن سلمة جميع الرواة عن ابن إسحاق في هذا السند.

فأشار إلى أنّ رواية إبراهيم بن سعد ومن تابعه أرجح، ويحتمل أنْ يكون لابن إسحاق فيه شيخان" (2)

قلت: الاحتمال الذي ذكره الحافظ أقرب إلى الصواب لأنّ محمد بن سلمة الباهلي ثقة وقد رواه على الوجهين.

وأبو مالك بن ثعلبة قال الذهبي في "الكاشف": مستور.

وعمر بن الحكم بن ثوبان وثقه ابن سعد وغيره.

وتابعه شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص عن جده عن أبي مويهبة.

(1) وابن أبي شيبة (3/ 340 - 341) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 445)

(2)

"تعجيل المنفعة"(ص 522)

ص: 2191

أخرجه ابن سعد (2/ 204) عن محمد بن عمر الواقدي ثني إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمرو بن شعيب عن أبيه به.

والواقدي متروك الحديث.

1526 -

حديث "إنّي حَرَّمت الظلم على نفسي"

قال الحافظ: هو في صحيح مسلم (2577) " (1)

1527 -

"إني دافع اللواء إلى رجل يحبه الله ورسوله"

قال الحافظ: أخرجه أحمد من حديث بُريدة" (2)

صحيح

أخرجه أحمد (5/ 353 - 354) وفي "فضائل الصحابة"(1009) والبيهقي (9/ 132) الأثير في "أسد الغابة"(4/ 98)

عن زيد بن الحباب

والنسائي في "خصائص علي"(15) وفي "الكبرى"(8601)

عن معاذ بن خالد المروزي

والبيهقي في "الدلائل"(4/ 210)

عن يونس بن بكير الشيباني

ومحمد بن مخلد في "حديث"(64)

عن علي بن الحسن بن شقيق المروزي

أربعتهم عن الحسين بن واقد ثني عبد الله بن بريدة ثني أبي بريدة قال: حاصرنا خيبر (3)، فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذه من الغد (4) فخرج فرجع ولم يفتح له (5)، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني دافع اللواء (6) غداً

(1) 17/ 154 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28]).

(2)

6/ 468 (كتاب الجهاد- باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم).

(3)

محمد البيهقي في "الدلائل" وابن الأثير "لما كان يوم خيبر".

(4)

زاد النسائي والبيهقي وابن الأثير "عمر".

(5)

زاد البيهقي "وقتل محمود بن مسلمة".

(6)

وفي لفظ "لوائي".

ص: 2192

إلى رجل يحبه الله ورسوله، ويحبّ الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح له" فبتنا طيبة أنفسنا أنّ الفتح غدا، فلما أنْ أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى الغداة، ثم قام قائما، فدعا باللواء، والناس على مصافهم (1)، فدعا عليّا (2) وهو أرمد (3)، فتفل في عينيه (4) ودفع إليه اللواء وفتح له.

واللفظ لأحمد

قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 150 - 151

قلت: وإسناده حسن.

ولم ينفرد الحسين بن واقد به بل تابعه غير واحد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، منهم:

1 -

ميمون أبو عبد الله.

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 462 - 463) وأحمد (5/ 358 - 359) وفي "فضائل الصحابة"(1034) وابن أبي عاصم في "السنة"(1379) والبزار (كشف 1814) والنسائي في "خصائص علي"(16) وفي "الكبرى"(8600) وابن جرير في "التاريخ"(3/ 11 - 12) والحاكم (5)(3/ 437) من طرق عن عوف بن أبي جميلة عن ميمون أبي عبد الله عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: لما كان حين نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصن (6) أهل خيبر (7)، أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء عمر بن الخطاب، ونهض من نهض معه من الناس، فلقوا أهل خيبر، فانكشف عمر وأصحابه، فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجبنه أصحابه ويجبنهم (8)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لأعطين اللواء (9) غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله" فلما كان من الغد تطاول (10) لها أبو بكر وعمر، فدعا علياً وهو أرمد، فتفل في عينيه، وأعطاه اللواء، ونهض معه من الناس من نهض.

(1) زاد النسائي والبيهقي "فما منا إنسان له منزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هو يرجو أن يكون صاحب اللواء"

(2)

وعند النسائي والبيهقي "علي بن أبي طالب"

(3)

وفي لفظ "وهو يشتكي عينيه"

(4)

زاد النسائي "ومسح عنه"

(5)

ولم يذكر في إسناده "عن بريده"

(6)

وفي لفظ "بحضرة"

(7)

زاد ابن أبي شيبة "فزع أهل خيبر وقالوا: جاء محمد في أهل يثرب"

(8)

ولفظ ابن أبي عاصم "لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصن خيبر ماج أهل الحصن بعضهم في بعض وفزعوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّا إذا أنزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين"

(9)

وفي لفظ "الراية"

(10)

لفظ النسائي والحاكم "تطاول" ولفظ ابن أبي عاصم "تبادر" ولفظ ابن أبي شيبة "تصادر"

ص: 2193

قال: فلقي أهل خيبر، فإذا مرحب يرتجز ويقول:

قد علمت خيبر أني مرحب

شاكي السلاح بطل مجرب

أطعن أحيانا وحينا أضرب

إذا اللوث أقبلت تلهب

فاختلف هو وعليّ ضربتين، فضربه عليّ على هامته، حتى عضّ السيف منها بأضراسه (1)، وسمع أهل العسكر صوت ضربته (2)، فما تتامّ آخر الناس مع علي حتى فتح الله له ولهم (3).

واللفظ لابن جرير.

قال البزار: لا نعلمه عن بريدة إلا بهذا الإسناد"

وقال الهيثمي: وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 150

قلت: إسناده ضعيف لضعف ميمون أبي عبد الله.

2 -

المسيب بن مسلم الأزدي.

أخرجه ابن جرير في "التاريخ"(3/ 12 - 13)

عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني

والحاكم (3/ 37) والبيهقي (9/ 132) وفي "الدلائل"(4/ 210 - 212)

عن أحمد بن عبد الجبار العُطاردى

قالا: ثنا يونس بن بكير ثنا المسيب بن مسلم الأزدي (4) ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما أخدته الشقيقة، فيلبث اليوم واليومين لا يخرج. فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر أخذته الشقيقة فلم يخرج إلى الناس. وإنّ أبا بكر أخذ راية رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نهض فقاتل قتالا شديدا، ثم رجع فأخذها عمر فقاتل قتالا شديدا هو أشد من القتال الأول، ثم رجع فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "أما والله لأعطينها غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يأخذها عنوة" وليس ثم عليّ. فتطاولت لها قريش، ورجا كل

(1) ولفظ النسائي "أبيض رأسه" ولفظ ابن أبي عاصم "بالأرض"

(2)

زاد الحاكم "فقتله"

(3)

وفي لفظ "حتى فتح لأولهم"

(4)

عند ابن جرير "الأودي"

ص: 2194

واحد منهم أنْ يكون صاحب ذلك، فأصبح فجاء عليّ على بعير له، حتى أناخ قريبا من خباء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أرمد، وقد عصب عينيه بشقة برد قطري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما لك؟ " قال: رمدت بعد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ادن مني" فدنا فتفل في عينيه، فما وجعها حتى مضى لسبيله. ثم أعطاه الراية، فنهض بها معه وعليه حُلة أرجوان حمراء قد أخرج خملها. فأتى مدينة خيبر، وخرج مرحب صاحب الحصين وعليه مغفر معصفر يمان، وحجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه، وهو يرتجز ويقول:

قد علمت خيبر أني مرحب

شاكي السلاح بطل مجرّب

فقال عليّ:

أنا الذي سمتني أمي حيدره

أكيلكم بالسيف كيل السندره

ليث بغابات شديدٌ قسوره

فاختلفا ضربتين، فبدره عليّ فضربه، فقدَّ الحجر والمغفر ورأسه، حتى وقع في الأضراس. وأخذ المدينة.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: المسيب بن مسلم لم أقف له على ترجمة.

3 -

عطاء الخراساني.

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1380) عن محمد بن خلف العسقلاني ثنا آدم بن أبي إياس ثنا يزيد بن زُرَيع عن عطاء الخراساني عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر قال "لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه" فدعا عليا فعقد له الراية فسار عليّ وتلقاه مرحب فقتله، وفتح الحصن.

وإسناده حسن إنْ كان يزيد بن زريع سمع من عطاء الخراساني فإنهم لم يذكروه في الرواة عن عطاء، وإني أظنّ أنّ في هذا الإسناد راو سقط بين يزيد وعطاء والله أعلم.

وللحديث شاهد عن علي قال: سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، فلما أتاها بعث عمر ومعه الناس إلى مدينتهم أو إلى قصرهم، فقاتلوهم فلم يلبثوا أنْ انهزم عمر وأصحابه، فجاء يجبنهم ويجبنونه، فساء ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "لأبعثنّ إليهم رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يقاتلهم حتى يفتح الله له، ليس بفرار" فتطاول الناس لها، ومدوا أعناقهم يرونه أنفسهم رجاء ما قال، فمكث ساعة ثم قال "أين علي؟ " فقالوا: هو أرمد، فقال "ادعوه لي" فلما أتيته فتح عيني ثم تفل فيهما، ثم أعطاني اللواء فانطلقت به

ص: 2195

سعيا خشية أنْ يحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم حدثا أو فِيّ، حتى أتيتهم فقاتلتهم، فبرز مرحب يرتجز، وبرزت له أرتجز كما يرتجز حتى التقينا، فقتله الله بيدي، وانهزم أصحابه فتحصنوا وأغلقوا الباب، فأتينا الباب، فلم أزل أعالجه حتى فتحه الله.

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 469) عن عبيد الله بن موسى الكوفي ثنا نعيم بن حكيم عن أبي مريم عن علي به.

وأخرجه البزار (770)

عن يوسف بن موسى القطان

والحاكم (1)(3/ 37)

عن سعيد بن مسعود المروزي

قالا: ثنا عبيد الله بن موسى به.

قال الهيثمي: وفيه نعيم بن حكيم وثقه ابن حبان وغيره وفيه لين" المجمع 6/ 151

قلت: هو مختلف فيه، وأبو مريم الحنفي قال ابن حبان وغيره: اسمه إياس بن صبيح وقال بعضهم: ضُبيح. ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

1528 -

"إني راكب غدا إلى اليهود فلا تبدءوهم بالسلام"

قال الحافظ: وللبخاري في "الأدب المفرد" والنسائي من حديث أبي بَصْرة- وهو بفتح الموحدة وسكون المهملة- الغفاري أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (2)

وذكره في موضع آخر وقال: قال المنذري: وأما حديث أبي عبد الرحمن الجهني فأخرجه ابن ماجه، وأما حديث أبي بصرة فأخرجه النسائي. قلت: هما حديث واحد اختلف فيه على يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير فقال عبد الحميد بن جعفر: عن أبي بصرة، أخرجه النسائي والطحاوي، وقال ابن إسحاق: عن أبي عبد الرحمن، أخرجه أحمد وابن ماجه والطحاوي أيضا، وقد قال بعض أصحاب ابن إسحاق عنه مثل ما قال عبد الحميد، أخرجه الطحاوي، والمحفوظ قول الجماعة" (3)

صحيح

(1) ووقع عنده "عن أبي موسى الحنفي عن علي" والصواب أبو مريم.

(2)

13/ 277 (كتاب الاستئذان- باب التسليم في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين)

(3)

13/ 282 - 283 (كتاب الاستئذان- باب كيف الرد على أهل الذمة بالسلام)

ص: 2196

أخرجه أحمد (6/ 398) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 491) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 342) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 149) والطبراني في "الكبير"(2162) وأبو نعيم في "الصحابة"(6707) والبيهقي في "الشعب"(8513)

عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد

والنسائي في "اليوم والليلة"(388)

عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي

كلاهما عن عبد الحميد بن جعفر أني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليَزَني عن أبي بصرة الغفاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم يوما "إني راكب (1) إلى يهود، فمن انطلق معي (2) (3) فإنْ سلموا عليكم فقولوا: وعليكم" فانطلقنا فلما جئناهم سلموا علينا فقلنا: وعليكم.

واللفظ لأحمد

واختلف فيه على عبد الحميد بن جعفر، فرواه وكيع (4) عنه عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي بصرة، ولم يذكر أبا الخير.

أخرجه ابن أبي شيبة (5)(8/ 631) وأحمد (6/ 398) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1005)

والأول أصح لأنّ أبا عاصم وأبا أسامة ثقتان، والزيادة من الثقة مقبولة.

والحديث إسناده صحيح رواته ثقات.

ولم ينفرد عبد الحميد بن جعفر به بل تابعه غير واحد عن يزيد بن أبي حيب به، منهم:

1 -

ابن لهيعة.

أخرجه أحمد (6/ 398) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 341) وابن قانع (1/ 149) والطبراني في"الكبير"(2163) من طرق عن ابن لَهيعة ثنا يزيد بن أبي حيب عن

(1) وفي لفظ "اركب"

(2)

زاد الطبراني "منكم فلا تبدءوهم بالسلام"

(3)

لفظ يعقوب بن سفيان "إذا مررتم باليهود والنصارى فلا تسلموا عليهم"

وقوله "والنصارى" شاذ (انظر الصحيحة للألباني 5/ 288 - 291)

(4)

ولفظ حديثه "إنا غادون على يهود فلا تبدءوهم بالسلام، فإذا سلموا عليكم فقولوا: وعليكم"

(5)

وفي "مسنده"(668)

ص: 2197

أبي الخير قال: سمعت أبا بصرة رفعه "إني راكب إلى يهود (1)، فإذا أتيتموهم، فسلموا عليكم، فقولوا: وعليكم"

واللفظ للطحاوي.

وابن لهيعة فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات (2).

2 -

خالد بن يزيد المصري.

أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 83 و188) عن عبد الله بن صالح المصري عن الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن أبي بصرة رفعه "إنّا راكبون غدا إلى يهود، فإذا سلموا عليكم، فقولوا: عليكم".

عبد الله بن صالح مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات.

3 -

محمد بن إسحاق المدني.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1102)

عن أحمد بن خالد الوَهْبي

وعن يحيى بن واضح المروزي

والترمذي في "العلل الكبير"(2/ 861)

عن ابن المبارك

والطبراني في "الكبير"(2164)

عن محمد بن سلمة المرادي

وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 188) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 341)

عن عبيد الله بن عمرو الأسدي الجَزَري

وابن قانع (1/ 149)

عن عبدة بن سليمان الكلابي

(1) وفي لفظ "إنا غادون إلى اليهود"

(2)

انظر "فتح الباري"(4/ 464 حلبي)

ص: 2198

كلهم عن ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد عن أبي بصرة رفعه "إني راكب (1) غدا إلى يهود، فلا تبدءوهم بالسلام. فإذا سلموا عليكم فقولوا: وعليكم"

واختلف فيه على ابن إسحاق، فرواه جماعة عنه عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فجعلوه من مسند أبي عبد الرحمن الجهني.

أخرجه أحمد (4/ 233)

عن يزيد بن هارون

وعن محمد بن أبي عدي البصري (2)

وابن أبي شيبة (8/ 630) وفي "المسند"(729) وابن ماجه (3699) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2577) وأبو يعلى (936) والطبراني في "الكبير"(22/ 290) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 93) وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 197) والمزي في "التهذيب"(34/ 40 - 41)

عن عبد الله بن نمير

والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 341)

عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري

والطبراني في "الكبير"(22/ 291)

عن شريك بن عبد الله النخعي

و (22/ 290) والطحاوي (4/ 341)

عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني

والطبراني (22/ 290 - 291)

عن علي بن مُسْهِر الكوفي

كلهم عن ابن إسحاق به.

(1) وفي لفظ "منطلق"

(2)

ومن طريق أحمد أخرجه المزي في "التهذيب"(34/ 40)

ص: 2199

قال الترمذي: سألت محمدا -يعني البخاري- عن هذا الحديث فقال: عن أبي بصرة أصح، وعن أبي عبد الرحمن وهم فيه ابن إسحاق، والصحيح عن أبي بصرة.

قال الترمذي: وإنما قال محمد: حديث أبي بصرة أصح لأنّ عبد الحميد بن جعفر روى هذا الحديث عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله عن أبي بصرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث ابن المبارك عن ابن إسحاق" العلل الكبير 2/ 862

وقال البوصيري: قلت: ليس لأبي عبد الرحمن الجهني عند ابن ماجه سوى هذا الحديث، وليس له رواية في شيء من الخمسة، وإسناد حديثه من هذا الوجه ضعيف لتدليس ابن إسحاق" مصباح الزجاجة 4/ 109

قلت: صرّح ابن إسحاق بالتحديث من يزيد بن أبي حبيب في رواية ابن أبي عدي عنه فانتفى التدليس.

1529 -

عن أبي أمامة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح فقال "إني رأيت الليلة رؤيا هي حق فاعقلوها. أتاني رجل فأخذ بيدي فاستتبعني حتى أتى جبلا طويلا وعرا فقال لي: ارقه، فقلت: لا أستطيع، فقال: إني سأسهله لك، فجعلت كلما وضعت قدمي وضعتها على درجة حتى استويت على سواء الجبل، ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء مشققة أشداقهم فقلت: من هؤلاء؟ قال الذين يقولون ما لا يعلمون، الحديث"

قال الحافظ: أخرج الطبراني بسند جيد عن أبي أمامة قال: فذكره" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: وفي حديث أبي أمامة "ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء أقبح شيء منظرا وأنتنه ريحا كأنما ريحهم المراحيض، قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزواني والزناة، ثم انطلقنا فإذا نحن بموتى أشد شيء انتفاخا وأنتنه ريحا، قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء موتى الكفار، ثم انطلقنا فإذا نحن برجال نيام تحت ظلال الشجر. قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء موتى المسلمين، ثم انطلقنا فإذا نحن برجال أحسن شيء وجهاً وأطيبه ريحا، قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الصديقون والشهداء والصالحون" الحديث" (2)

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7666) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن صالح ثني معاوية بن صالح عن سليم بن عامر أنّه حدّثه أنّ أبا أمامة الباهلي حدّثه قال: خرج علينا

(1) 16/ 100 (كتاب التعبير، باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح)

(2)

16/ 106 - 107 (الموضع السابق)

ص: 2200

رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح فقال "إني رأيت رؤيا هي حق فاعقلوها، أتاني رجل فأخذ بيدي فاستتبعني حتى أتاني جبلا وعرا طويلاً، فقال لي: ارقه، فقلت: إني لا أستطيع، فقال: إني سأسهله لك، فجعلت كلما رقيت قدمي وضعتها على درجهّ حتى استوينا على سواء الجبل الحديث وفيه طول.

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 76 - 77

قلت: بكر بن سهل قال النسائي: ضعيف، وعبد الله بن صالح هو كاتب الليث مختلف فيه، واستشهد به البخاري وقيل: روى عنه، ومعاوية بن صالح هو الحضرمي ثقة احتج بن مسلم.

ولم ينفرد به بل تابعه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي ثنى سليم بن عامر أبو يحيى الحمصي ثني أبو أمامة رفعه "بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعرا فقالا لي: اصعد، فقلت: إني لا أطيق، فقالا: إنا سنسهله لك، وذكر الحديث بنحوه.

وفي حديث معاوية بن صالح زيادات ليست في حديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.

أخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(4/ 166) وابن خزيمة (1986) وابن حبان (7491) والطبراني في "الكبير"(7667) والحاكم (1/ 430 و 2/ 209 - 210) والبيهقي (4/ 216) من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقد احتج البخاري بجميع رواته غير سليم بن عامر وقد احتج به مسلم"

قلت: وهو كما قال.

1530 -

"إني سقت الهدي وَقَرَنْت"

قال الحافظ: ولأبي داود والنسائي من حديث البراء مرفوعاً: فذكره، وللنسائي من حديث عليّ مثله" (1)

أخرجه أبو داود (1797) عن يحيى بن معين ثنا حجاج (2) ثنا يونس عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: كنت مع عليّ حين أمّره رسول الله صلى الله عليه وسلم على اليمن، قال: فأصبت معه أَوَاقِي، فلما قدم عليّ من اليمن على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وجدت فاطمة قد لبست ثيابا

(1) 4/ 171 (كتاب الحج - باب التمتع والقران والإفراد بالحج)

(2)

هو ابن محمد الأعور.

ص: 2201

صبيغا، وقد نضحت البيت بنضوح، فقالت: مَالَكَ؟ فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أصحابه فأحلوا؟ قال: قلت لها: إني أهللت بإهلال النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي "كيف صنعت؟ " فقال: قلت: أهللت بإهلال النبي صلى الله عليه وسلم، قال "فإني قد سقت الهدي وقرنت" قال: فقال لي "انحر من البُدن سبعا وستين، أو ستا وستين، وأمسك لنفسك ثلاثا وثلاثين، أو أربعا وثلاثين، وأمسك لي من كل بدنة منها بَضعة"

ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 15)

وأخرجه النسائي (5/ 115 و 122) وفي "الكبرى"(3705 و 3726) والروياني (306) والطبراني في "الأوسط"(6303) وابن حزم في "المحلى"(7/ 120) من طرق عن يحيى بن معين به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا يونس، تفرد به حجاج بن محمد"

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 237

قلت: يونس هو ابن أبي إسحاق السبيعي وهو صدوق، والباقون ثقات إلا أنّ أبا إسحاق السبيعي اختلط بأخرة، وكان يدلس ولم يذكر سماعا من البراء، وسماع يونس منه بعد الاختلاط.

1531 -

عن حذيفة قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين ينهى عن النَّعْي.

قال الحافظ: وقد كان بعض السلف يشدد في ذلك حتى كان حذيفة إذا مات له الميت يقول: لا تؤذنوا به أحدا، إني أخاف أنْ يكون نعيا: فذكره، أخرجه الترمذي وابن ماجه بإسناد حسن" (1)

ضعيف

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 274 - 275) وأحمد (5/ 385 و 406) وابن ماجه (1476) والترمذي (986) والبيهقي (4/ 74) والمزي (5/ 376 - 377) من طرق عن حبيب بن سليم العبسي عن بلال بن يحيى العبسي عن حذيفة قال: فذكره.

قال الترمذي: حديث حسن صحيح"

قلت: حبيب بن سليم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": صالح الحديث، وقال الحافظ: مقبول. أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث.

(1) 3/ 360 (كتاب الجنائز- باب الرجل ينعى إلى أهل الميت بنفسه)

ص: 2202

وبلال بن يحيى قال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق.

وقال ابن القطان الفاسي: هو ثقة روى عن حذيفة أحاديث معنعنة ليس في شيء منها ذكر سماع، وقد صحح الترمذي حديثه عن حذيفة، فمعتقده والله أعلم أنه سمع منه.

وقال ابن معين أيضاً: روايته عن حذيفة مرسلة (تهذيب التهذيب)

وقال ابن أبي حاتم: وجدته يقول: بلغني عن حذيفة (الجرح والتعديل)

فعلى هذا فالإسناد منقطع.

1532 -

"إنّي عبد الله وخاتَم النبيين، وإنّ آدم لَمُنْجَدل في طينته. وسأخبركم عن ذلك: إنّي دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين يَرْيَن، وإنّ أم الرسول صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت له قصور الشام"

قال الحافظ: أخرجه (أي البخاري) في "التاريخ" من حديث العِرْباض بن سارية رفعه: فذكره، وأخرجه أيضا أحمد وصححه ابن حبان والحاكم" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم، وفي حديث أبي أمامة عند أحمد نحوه، وأخرج ابن إسحاق عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه" (2)

حديث العرباض أخرجه ابن سعد (1/ 148 - 149) وأحمد (4/ 127) وابنه في "السنة"(865) والبخاري في "الكبير"(3/ 2 / 68) و "الأوسط"(1/ 13) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(2/ 636) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 345) والطبري في "تفسيره"(1/ 556 و 28/ 87) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1264) وابن حبان (6404) والطبراني في "الكبير"(18/ 252) وفي "مسند الشاميين"(1939) والآجري في "الشريعة"(ص 421) والحاكم (2/ 418) وأبو نعيم في "الدلائل"(9 و 10) وابن بشران (1653) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 80 و 389 - 390 و 2/ 130) وفي "الشعب"(1322) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(39/ 404 - 405 و 405) والبغوي في "شرح السنة"(3626) وفي "معالم التنزيل"(1/ 111) وفي "الشمائل"(4) من طرق عن معاوية بن صالح الحمصي عن سعيد بن سويد

(1) 7/ 369 - 370 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب خاتم النبيين)

(2)

7/ 394 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام)

ص: 2203

عن عبد الأعلى بن هلال السلمي عن العرباض بن سارية رفعه "إنّي عند الله مكتوب (1) لخاتم النبيين، وإنّ آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم بأول ذلك (2) (3): دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى (4) بي، والرؤيا التي رأت أمي (5)، وكذلك أمهات النبيين يرين، أنها رأت حين وضعتني أنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام (6) "

واللفظ للطبري

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الهيثمي: رواه أحمد بأسانيد والبزار والطبراني واحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سويد وقد وثقه ابن حبان" المجمع 8/ 223

قلت: وعبد الأعلي بن هلال ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

واختلف فيه على سعيد بن سويد، فرواه أبو بكر بن أبي مريم الغساني عنه عن العرباض، ولم يذكر عبد الأعلى بن هلال.

أخرجه أحمد (4/ 128) وابن أبي عاصم في "السنة"(409) والبزار (كشف 2365) والطبري في "تفسيره"(1/ 556) والطبراني في "الكبير"(18/ 253) وفي "مسند الشاميين"(1455) والحاكم (2/ 600) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 89 - 90) وابن بشران (40) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 83) من طرق عن أبي بكر بن أبي مريم به.

قال البزار: لا نعلمه يُروى بإسناد أحسن من هذا، وسعيد بن سويد شامي ليس به بأس"

قلت: وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف كما قال أحمد وأبو زرعة والنسائي وغيرهم، والصواب الأول.

وللحديث شاهد عن أصحاب رسول الله لم يسموا وعن أبي أمامة وعن عبادة بن الصامت

(1) وفي لفظ "إني عبد الله"

(2)

وفي لفظ "بأول أمري"

(3)

زاد البخاري والحاكم "أنا"

(4)

زاد البخاري "ابن مريم"

(5)

زاد الحاكم "آمنة"

(6)

زاد الحاكم "ثم تلا {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46)} "

ص: 2204

فأما حديث أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام"(1/ 166 - 167) ثني ثور بن يزيد عن بعض أهل العلم ولا أحسبه إلا عن خالد بن مَعدان الكَلَاعي أنّ نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا له: يا رسول الله، أخبرنا عن نفسك؟ قال "نعم، أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى أخي عيسى، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام، واسترضعت في بني سعد بن بكر، فبينا أنا مع أخ لي خلف بيوتنا نرعى بَهْما لنا، إذ أتاني رجلان

وذكر الحديث.

وأخرجه الحاكم (2/ 600) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 83 - 84 و 145 - 146)

عن يونس بن بكير وهو في "مغازيه"(ص 51)

والطبري في "تفسيره"(1/ 556) وفي "تاريخه"(2/ 165)

عن سلمة بن الفضل الأبرش

كلاهما عن ابن إسحاق به.

قال الحاكم: خالد بن معدان من خيار التابعين صحب معاذ بن جبل فمن بعده من الصحابة فإذا أسند حديثا إلى الصحابة فإنّه صحيح الإسناد"

وقال ابن كثير: وهذا إسناد جيد" التفسير 4/ 360

قلت: اختلف في هذا الحديث على ثور بن يزيد، فرواه عبد الوهاب بن عطاء والواقدي عنه عن خالد بن معدان مرسلا.

أخرجه ابن سعد (1/ 150)

وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطيالسي (منحة 2/ 86) عن الفرج بن فَضالة عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة قال: قيل: يا رسول الله، ما كان بدؤ أمرك؟ قال "دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى بن مريم، ورأت أمي أنه خرج منها نورا أضاءت منه قصور الشام".

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل"(1/ 84)

وأخرجه ابن سعد (1/ 102 و 149) وأحمد (5/ 262) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 927) والروياني (1267) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3553) والطبراني في "الكبير"(7729) وفي "مسند الشاميين"(1582) وابن عدي (6/ 2055) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(2/ 9) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(597) واللالكائي في "السنة"(1404) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 84) وإسماعيل الأصبهاني في "دلائل النبوة"(1) من طرق عن الفرج بن فضالة به.

ص: 2205

قال ابن عدي: هذا الحديث غير محفوظ"

وقال الهيثمي: إسناده حسن، وله شواهد تقويه" المجمع 8/ 222

قلت: بل إسناده ضعيف لضعف الفرج بن فضالة.

وأما حديث عبادة بن الصامت فأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(السيرة النبوية- القسم الأول ص330 - 331) من طريق محمد بن عمران بن أبي ليلى ثنا بشر بن عمارة عن الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن غَنْم عن عبادة قال: قيل: يا رسول الله، أخبرنا عن نفسك؟ قال "نعم، أنا دعوة أبي إبراهيم، وكان آخر من بشر بي عيسى بن مريم".

وإسناده ضعيف لضعف بشر بن عمارة الخثعمي، والأحوص بن حكيم مختلف فيه.

1533 -

"إني فَرَطُكُم على الحوض، وإني مكاثر بكم"

قال الحافظ: وأما حديث عبد الله الصُّنَابحي فغلط عياض في اسمه وإنّما هو الصُّنَابح بن الأعْسر وحديثه عند أحمد وابن ماجه بسند صحيح ولفظه: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه ابن المبارك في "مسنده"(237) عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن الصنابحي مرفوعا "أنا فرطكم على الحوض، واني مكاثر بكم الأمم فلا تقتتلوا بعدي"

وأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 29) وعنه أبو يعلى (1454) عن ابن المبارك به.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 219) وابن حبان (5985) من طريقين عن ابن المبارك به.

وأخرجه الحميدي (780) ومسدد في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة"(4/ 167) وابن أبي شيبة (15/ 29 و 30 و 11/ 438 - 439) وأحمد (4/ 349 و 351) وفي "مسائل صالح"(ص 166 و 167) والبخاري في "الأوسط"(1/ 168) وابن ماجه (3944) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 220) وابن أبي عاصم في "السنة"(739) وفي "الآحاد"(2540 و 2541) وأبو يعلى (1454 و 1455) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1296) وابن الأعرابي (ق 238/ أ) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 23 و 74 و 74 - 75) وابن

(1) 14/ 264 (كتاب الرقاق- باب في الحوض)

ص: 2206

حبان (6446 و 6447) والطبراني في "الكبير"(7415 و 7416) وأبو نعيم في "الصحابة"(3859) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 35) والمزي في "تهذيب الكمال"(13/ 235 - 236) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت قيس بن أبي حازم يقول: سمعت الصنابح (1) الأحمسي (2) البجلي (3) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

قال البخاري: والصنابح الذي له صحبة هو ابن الأعسر الأحمسي البجلي، ثم ذكر له هذا الحديث، قال: وقال وكيع وابن المبارك عن إسماعيل عن قيس عن الصنابحي، والصحيح الصنابح، حديثه في الكوفيين، ليس له حديث صحيح إلا هذا" التاريخ الأوسط 1/ 167 - 168 والتاريخ الكبير 2/ 2/327

وقال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 167

قلت: وهو كما قال، ولم ينفرد إسماعيل بن أبي خالد به بل تابعه مُجالد بن سعيد عن قيس بن أبي حازم عن الصنابح (4) رفعه "أنا فرطكم على الحوض، وإنّي مكاثر بكم الأمم فلا ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض"

أخرجه أحمد (4/ 351) وفي "مسائل صالح"(ص 167) وأبو يعلى (1452) وأبو القاسم البغوي (1295) والطبراني في "الكبير"(7414)

والصنابح هو ابن الأعسر الأحمسي البجلي كما قال البخاري وغيره.

وخالف في ذلك الألباني فقال: الصنابحي اسمه عبد الله لم يخرج له الشيخان، وهو مختلف في صحبته والراجح عندي ثبوتها لتصريحه بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، وقد أثبتها له ابن معين فقال: عبد الله الصنابحي روى عنه المدنيون ويشبه أنْ يكون له صحبة". وهو غير عبد الرحمن بن عُسَيْلة أبي عبد الله المرادي الصنابحي الذي روى عنه الكوفيون

إلى آخر ما قال" ظلال الجنة 2/ 344

والجواب عليه من وجوه:

الأول: أنّ الذين أخرجوا الحديث ممن ذكرتهم لم يسموه عبد الله، وإنما سموه الصنابح أو الصنابحي على الخلاف بينهم في ذلك.

(1) وقال بعضهم: الصنابحي، بالياء.

(2)

وعند ابن الأعرابي "رجل من أحمس".

(3)

من مسند أحمد.

(4)

وعند أحمد وأبي يعلى "الصنابحي"

ص: 2207

الثاني: أنّ الصنابح بن الأعسر الأحمسي البجلي لم يختلف في صحبته (1) بخلاف عبد الله الصنابحي فاختلفوا في صحبته (2).

الثالث: أنّ الصنابح بن الأعسر سكن الكوفة وهو أحمسي بجلي، ولم يَرو عنه إلا قيس بن أبي حازم وهو أحمسي بجلي كوفي كذلك (3).

الرابع: أنّ البخاري وغيره نصوا على أن صحابي الحديث هو الصنابح بن الأعسر، ووهموا من قال هو الصنابحي بالياء (4).

قال الحافظ: ووقع في رواية ابن المبارك ووكيع عن إسماعيل: الصنابحي، بزيادة ياء، وقال الجمهور من أصحاب إسماعيل: بغير ياء، وهو الصواب، ونص ابن المديني (5) والبخاري ويعقوب بن شيبة وغير واحد على ذلك" الإصابة 5/ 158 - 159

1534 -

"إنّي قد أهديت إلى النجاشي حلة وأَوَاقي من مسك، ولا أرى النجاشي إلا قد. مات، ولا أرى هديتي إلا مردودة عليّ، فإنْ رُدت عليّ فهي لك"

قال الحافظ: رواه أحمد والطبراني عن أم كلثوم بنت أبي سلمة وهي بنت أم سلمة قالت: لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة قال لها: فذكره، قالت: وكان كما قال. وإسناده حسن" (6)

ضعيف

أخرجه أحمد (6/ 404)

عن حسين بن محمد المَرُّوذي

(1) قال البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة وابن عبد البر والمزي: له صحبة.

التاريخ الصغير 1/ 167 - 168 والجرح والتعديل 2/ 1/ 454 والمراسيل ص 121 و 122 والاستيعاب 5/ 179 وتهذيب الكمال 13/ 235 والكاشف للذهبي والإصابة 7/ 255 والتقريب والثقات لابن حبان 3/ 196

(2)

انظر تهذيب الكمال 16/ 343 و 17/ 283 - 285 والإصابة 6/ 248 والمراسيل ص 122 والمستدرك 1/ 130 وانظر حديث "تطلع الشمس بين قرني شيطان" في حرف التاء.

(3)

انظر "تهذيب التهذيب"(4/ 438) والاستيعاب 5/ 179

(4)

علل ابن أبي حاتم 2/ 410 والمراسيل ص 122 والإصابة 5/ 159 والثقات لابن حبان 3/ 196 والتاريخ الكبير 2/ 2/ 327 وتقريب التهذيب 1/ 370 والمؤتلف والمختلف للدارقطني 3/ 1458

(5)

المؤتلف للدارقطني (3/ 1457)

(6)

6/ 149 (كتاب الهبة- باب إذا وهب هبة أو وعد ثم مات قبل أن تصل إليه)

ص: 2208

وابن سعد (8/ 95)

عن أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي

والطحاوي في "المشكل"(347) والحاكم (2/ 188) والبيهقي (6/ 26 - 27)

عن عبد الله بن وهب

والطحاوي (348)

عن أسد بن موسى المصري

وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3459) ومن طريقه أبو نعيم في "الصحابة"(8020) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 385)

عن الصلت بن مسعود الجَحْدري

والطبراني في "الكبير"(25/ 81)

عن سعيد بن أبي مريم

ويحيى بن عبد الله بن بكير

والطبراني أيضاً وأبو الشيخ في "الأقران"(180)

وعن سفيان الثوري

والطبراني أيضا وأبو نعيم في "الصحابة"(8019)

عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني

وابن المنذر في "الأوسط"(2/ 296) وابن منده في "المعرفة" كما في "الإصابة"(13/ 277) والبيهقي (1)(6/ 26 - 27)

عن مسدد وهو في "مسنده"(إتحاف الخيرة 3991 و 8653)

كلهم عن مسلم بن خالد الزَّنْجي عن موسى بن عقبة عن أمه عن أم كلثوم بنت أبي سلمة قالت: لما تزوج (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة قال لها "إنّي قد أهديت إلى النجاشي حلة وأواقي من مسك، ولا أرى النجاشي إلا قد مات، ولا أرى إلا هديتي مردودة عليّ (3)، فإن ردت عليّ فهي لك"

(1) سقط من إسناده "عن أمه" وأثبته البوصيري في "إتحاف الخيرة"(4/ 351 و 352)

(2)

وفي لفظ "بنى"

(3)

وفي لفظ "ولا أرى الهدية التي أهديت إليه إلا سترد".

ص: 2209

قال: وكان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) ورُدت عليه هديته، فأعطى كل امرأة من نسائه أوقية مسك، وأعطى أم سلمة بقية المسك والحلة.

واختلف فيه على مسلم بن خالد الزنجي:

• فرواه يزيد بن هارون عنه عن موسى بن عقبة عن أبيه عن أم كلثوم.

فجعله عن موسى بن عقبة عن أبيه.

أخرجه أحمد (6/ 404) عن يزيد بن هارون به (2).

• ورواه هشام بن عمار عن مسلم بن خالد عن موسى بن عقبة عن أمه عن أم كلثوم عن أم سلمة.

فزاد فيه أم سلمة.

أخرجه ابن حبان (5114)

قال الحافظ في "الإصابة"(13/ 277): وهو المحفوظ"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف مسلم بن خالد الزنجي.

وأما الحاكم فقال: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: منكر، ومسلم الزنجي ضعيف"

وقال الهيثمي: وفيه مسلم بن خالد الزنجي وثقه ابن معين (3) وغيره، وضعفه جماعة، وأم موسى بن عقبة لم أعرفها، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 148

1535 -

حديث المهاجر بن قُنْفُذ أنّه سلّم على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يردّ عليه حتى توضأ وقال: "إنّي كرهت أن أذكر الله إلا على طهر"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي، وصححه ابن خزيمة وغيره" (4)

أخرجه أحمد (4/ 345 و5/ 80) وأبو داود (17) وابن ماجه (350) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(673) والنسائي (1/ 34 - 35) وفي "الكبرى"(37) وابن خزيمة (206)

(1) زاد ابن سعد وغيره "مات النجاشي"

(2)

رواه أبو خيثمة زهير بن حرب عن يزيد بن هارون فلم يقل عن أبيه.

أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 3992 و 8654)

(3)

اختلف فيه قول ابن معين: فوثقه في بعض الروايات، وضعفه في روايات أخرى.

(4)

13/ 249 (كتاب الاستئذان- باب السلام اسم من أسماء الله تعالى)

ص: 2210

والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 85) وابن حبان (803 و 806) والطبراني في "الكبير"(20/ 329 - 330) وأبو نعيم (1) في "الصحابة"(6213) والحاكم (1/ 167) والبيهقي (1/ 90) والبغوي في "شرح السنة"(312) وفي "الشمائل"(242) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 280) والمزي في "تهذيب الكمال"(28/ 578 و 578 - 579) والحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 205 - 206)

عن سعيد بن أبي عَروبة

والدارمي (2644) وابن أبي عاصم (674) والحسن بن سفيان في "مسنده"(نتائج الأفكار 1/ 207) والطبراني (20/ 329) وأبو نعيم في "الصحابة"(6214) والحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 207)

عن هشام الدَّسْتُوَائي

والحاكم (1/ 167)

عن شعبة (2)

ثلاثتهم عن قتادة عن الحسن عن حُضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة أبي ساسان الرَّقَاشي عن المهاجر بن قنفذ بن عُمير بن جُدْعان أنّه سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو يتوضأ فلم يرّد عليه، فلما فرغ من وضوئه (3) قال "إنّه لم يمنعني أنْ أردّ عليك إلا أني (4) كرهت أنْ أذكر الله تبارك وتعالى إلا على طهارة".

واللفظ لأحمد والبيهقي.

وفي لفظ (5): أنّه أتى النبي صلى الله عليه وسلم -وهو يبول، فسلم عليه، فلم يردّ عليه حتى توضأ (6)، ثم اعتذر إليه فقال "إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر"

(1) وسقط من إسناده: عن الحسن.

(2)

رواه عبد الله بن خيران البغدادي عنه، وعبد الله بن خيران ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يتابع على حديثه.

وتعقبه الخطيب فقال: قد اعتبرت من رواياته أحاديث كثيرة فوجدتها مستقيمة تدل على ثقته (تاريخ بغداد 9/ 451)

(3)

وفي لفظ لأحمد "حتى توضأ فردّ عليه" ولفظ ابن خزيمة وابن حبان وابن أبي عاصم "حتى توضأ، ثم اعتذر إليه"

(4)

لفظ ابن ماجه "إلا أني كنت على غير وضوء"

(5)

وهو لأبي داود وابن حبان والحاكم والبغوي.

(6)

زاد النسائي والدارمي "فلما توضأ ردّ عليه" ولم يذكرا ما بعده.

ص: 2211

أو قال "على طهارة"

واختلف فيه على الحسن وهو البصري:

فقيل: عنه عن المهاجر بن قنفذ، ليس فيه حضين بن المنذر.

أخرجه أحمد (5/ 80 - 81) والطحاوي (1/ 85) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 59) والطبراني في "الكبير"(20/ 329)

عن حميد الطويل

وابن أبي شيبة (8/ 623)

عن جرير بن حازم البصري

وابن قانع (3/ 59 - 60)

عن مُجَّاعة بن الزبير العتكي والحسن بن دينار

والخرائطي في "المساوئ"(871)

عن يونس بن عبيد

وأبو نعيم في "الصحابة"(6215)

عن عبد الله بن المختار البصري

خمستهم عن الحسن عن المهاجر بن قنفذ به.

- وذكر أبو نعيم أيضاً: زياد الأعلم (1).

والأول أصح.

قال الحاكم بعد تخريجه: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: رواته ثقات إلا أنّ الشيخين لم يخرجا للمهاجر بن قنفذ شيئا، وحضين بن المنذر إنما احتج به مسلم وحده لكن لا في روايته عن المهاجر بن قنفذ ولا في رواية الحسن البصري عنه، وحضين لم يذكر سماعا من المهاجر فلا أدري أسمع منه أم لا (2)،

(1) وخالف الجميع أبو عبيدة بكر بن الأسود الناجي فرواه عن الحسن عن البراء بن عازب. قال أبو نعيم: وأبو عبيدة ضعيف مضطرب الحفظ" معرفة الصحابة 5/ 2578

(2)

ولما ترجمه البخاري في "التاريخ "الكبير" (2/ 1/ 128) قال: سمع عثمان وعليا وعن مهاجر بن قنفذ. ولم يذكر أنه سمع من مهاجر، والله تعالى أعلم.

ص: 2212

وقتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا، لكن رواية شعبة عن قتادة مأمون فيها من تدليس قتادة لأنّ شعبة كان لا يسمع منه إلا ما سمع، فانحصرت العلة في عنعنة الحسن، وفي عدم تصريح حضين بالسماع من المهاجر.

وقال النووي: حديث صحيح، رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه بأسانيد صحيحة" الأذكار ص 28

وقال الحافظ: هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه حميد الطويل وغيره عن الحسن فلم يذكروا أبا ساسان. وليست هذه العلة بقادحة، فإنّ قتادة أحفظهم، لكن في السند علة أخرى، وهي أنّ سعيد بن أبي عروبة وشيخه وشيخ شيخه وصفوا بالتدليس في الإسناد وقد عنعنوه، ولم أره في شيء من الطرق تصريحا من واحد منهم بالتحديث، وقد انجبرت رواية سعيد برواية هشام.

وعذر من صحح الحديث كثرة شواهده، وإلا فغاية إسناده أن يكون حسنا" نتائج الأفكار 1/ 206 - 208

1536 -

عن أبي سلمة قال: قلت: يا أبا سعيد، إن أبا هريرة حدثنا عن الساعة التي في الجمعة فقال: سألت عنها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إنّي كنت أُعلمتها ثم أُنسيتها كما أُنسيت ليلة القدر"

قال الحافظ: أخرجه أحمد وصححه ابن خزيمة من طريق سعيد بن الحارث عن أبي سلمة قال: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنّ النهار ثنتا عشرة ساعة"

1537 -

"إنّي كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فادخروا ما بدا لكم"

قال الحافظ: أخرج أحمد والطحاوي من طريق مخارق بن سليم عن عليّ رفعه: فذكره" (2)

صحيح

ورد من حديث عليّ ومن حديث بُريدة ومن حديث ابن مسعود ومن حديث زيد بن الخطاب ومن حديث أنس ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أبي سعيد ومن حديث ثوبان ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمر ومن حديث عائشة

(1) 13/ 455 (كتاب الدعوات- باب الدعاء في الساعة التي في يوم الجمعة)

(2)

12/ 125 (كتاب الأضاحي- باب ما يؤكل من لحوم الأضاحي وما يتزود منها)

ص: 2213

فأما حديث عليّ فأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 111 و160) وأحمد (1/ 145) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(3/ 125) وأبو يعلى (278) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 185) والعقيلي (2/ 54) وابن عدي (3/ 1019) وابن عبد البر في "التمهيد"(3/ 226 - 227) من طرق عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن ربيعة بن النابغة عن أبيه عن عليّ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور وعن الأوعية، وأنْ تحبس (1) لحوم الأضاحي بعد ثلاث، ثم قال:"إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة، ونهيتكم عن الأوعية فاشربوا فيها واجتنبوا كل ما أسكر (2)، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي أنْ تحبسوها بعد ثلاث، فاحبسوا (3) ما بدا لكم"

واللفظ لأحمد.

واختلف فيه على عليّ بن زيد، فرواه عبد الوارث بن سعيد البصري عنه ثني النابغة بن مخارق بن سليم (4) عن أبيه عن عليّ به.

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(3/ 125 - 126) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 185) وابن شاهين في "الناسخ"(548) والخطيب في "المتفق والمفترق"(1021)

وقال يعقوب بن سفيان: وهذا الصحيح"

والحديث ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 1/ 289) وقال: لا يصح"

وهو كما قال لضعف علي بن زيد بن جدعان، والنابغة قال الحسينى في "الإكمال": مجهول، وقال الحافظ في "اللسان": لا أعرفه حاله.

وأما حديث بريدة فقد تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنّ القبر الذي جلست عنده قبر أمي

"

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 161) وفي "المسند"(312) وأحمد (1/ 452) وفي "الأشربة"(12) وأبو يعلى (5299) والطحاوي (4/ 228) والدارقطني (4/ 259) وابن عبد البر في "التمهيد"(3/ 223) من طريق حماد بن زيد ثنا فَرْقد السَّبَخي ثنا

(1) وفي لفظ "نحتبس"

(2)

وفي لفظ "وإياكم وكل مسكر"

(3)

وفي لفظ "فاحبسوها"

(4)

وفي رواية يعقوب بن سفيان وابن شاهين "سليمان"

ص: 2214

جابر بن يزيد أنه سمع مسروقا يحدث عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال "إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها (1)، ونهيتكم أنْ تحبسوا لحوم الأضاحي فوق ثلاث فاحبسوا (2)، ونهيتكم (3) عن الظروف فانبذوا (4) فيها واجتنبوا كل مسكر"

واللفظ لأحمد.

قال الدارقطني: فرقد وجابر ضعيفان، ولا يصح"

وقال الهيثمي: وفيه فرقد السبخي وهو ضعيف" المجمع 4/ 26 - 27

قلت: ولم ينفرد جابر بن يزيد به بل تابعه أيوب بن هانئ عن مسروق عن ابن مسعود به (5).

وأما حديث زيد بن الخطاب فقد تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنّ القبر الذي جلست عنده قبر أمي"

وأما حديث أنس فله عنه طريقان:

الأول: يرويه الحارث بن نبهان البصري ثنا حنظلة السدوسي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن نبيذ الجر، وعن لحوم الأضاحي أنْ نمسكها فوق ثلاثة أيام، وعن زيارة القبور، ثم قال "إني نهيتكم عن نبيذ الجر فانتبذوا فيما بدا لكم، فإن الوعاء لا يحل شيئا ولا يحرمه، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي أنْ تحبسوها فوق ثلاث فاحبسوها ما بدا لكم، ونهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنها تذكر الآخرة".

أخرجه البزار (كشف 1211)

وقال: لا نعلم رواه عن حنظلة إلا الحارث"

وقال الهيثمي: وفيه الحارث بن نبهان وهو ضعيف" المجمع 4/ 27

الثاني: سيأتي الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها"

(1) زاد الدارقطني "تذكركم آخرتكم"

(2)

وفي لفظ "فكلوا وادخروا"

(3)

لفظ الدارقطني "ونهيتكم عن الأوعية، وإنّ الأوعية لا تحرم شيئا، فاشربوا ولا تسكروا"

(4)

وفي لفظ "فانتبذوا"

(5)

وقد تقدم الكلام على حديثه فانظر "إنّ القبر الذي جلست عنده قبر أمي

"

ص: 2215

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطبراني في "الصغير"(2/ 42) و"الأوسط"(6819) عن محمد بن أحمد بن لبيد البيروتي ثنا عبد الحميد بن بكار الدمشقي ثنا محمد بن شعيب بن شابور عن عبد الرحمن بن يزيد عن جابر أن أباه حدثه عن عمرو بن شعيب عن أييه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه نهى عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث، وعن النبيذ في الجر، وعن زيارة القبور، فلما كان بعد ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كنت نهيتكم عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث فكلوا ما شئتم، ونهيتكم عن نبيد الجر فاشربوا وكل مسكر حرام، ونهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا ما يسخط الله عز وجل"

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن يزيد بن جابر إلا عبد الرحمن بن يزيد، ولا عن عبد الرحمن إلا محمد بن شعيب"

وقال الهيثمي: وفيه يزيد بن جابر الأزدي والد عبد الرحمن الحافظ ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 27

قلت: في "اللسان" للحافظ ابن حجر: يزيد بن جابر عن أبي هريرة وعنه مكحول حديثه في "الكامل" في ترجمة محمد بن القاسم الأسدي، وقال ابن القطان: لا يعرف ويشبه أنْ يكون والد يزيد بن جابر أحد الثقات.

قال شيخنا في "الذيل": هو معروف الحال وهو والد يزيد كما يفطن له فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: رجل من أهل الشام وهو والد عبد الرحمن ويزيد. ويزيد روى عن أبي هريرة رضي الله عنه روى عنه مكحول"

وأما حديث أبي سعيد فله عنه طرق:

الأول: يرويه زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد مرفوعا "كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فكلوا وادخروا، ونهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا ما يسخط الرب، ونهيتكم عن الأوعية فانتبذوا وكل مسكر حرام".

أخرجه البزار (كشف 861) ثنا سليمان ثنا شعبة ثنا عمر بن محمد عن زيد بن أسلم به.

وقال: وعمر قد حدّث بأحاديث لم يتابع عليها"

وقال الهيثمي: وإسناده رجاله رجال الصحيح" المجمع3/ 58

وقال الحافظ: سنده صحيح" الفتح 12/ 142

قلت: سليمان ما عرفته والباقون كلهم ثقات، وعمر بن محمد هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.

ص: 2216

الثاني: يرويه أسامة بن زيد الليثي أنّ محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري أخبره أن الواسع بن حبان أخبره أنّ أبا سعيد حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة، ونهيتكم عن النبيذ ألا فانتبذوا ولا أحلّ مسكرا، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فكلوا وادخروا"

وفي لفظ "إني كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي أن تدخروها فوق ثلاثة أيام فادخروها ما بدا لكم"

أخرجه أحمد (3/ 38) وفي "الأشربة"(231) وعبد بن حميد (985) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 186) وفي "المشكل"(4744) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(372) وابن شاهين في "الناسخ"(547) والحاكم (1/ 374 - 375) والبيهقي (4/ 77) وفي "معرفة السنن"(5/ 351)

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: إسناده حسن، محمد والواسع ثقتان، وأسامة حسن الحديث، وخالفه أبو الزناد فرواه عن محمد بن يحيى بن حبان عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، والصواب حديث أسامة. قاله الدارقطني في "العلل"(11/ 319)

ورواه حَبّان بن واسع عن أبيه عن أبي سعيد مرفوعا "كل مسكر حرام"

أخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ"(894)

الثالث: يرويه محمد بن عمرو بن ثابت حدثني أبي أنّ عبد الله بن عمر مرّ به فقال له: أين تريد يا أبا عبد الرحمن؟ قال: أردت أبا سعيد الخدري. فانطلقت معه، قال: فقال ابن عمر: يا أبا سعيد إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن لحوم الأضاحي وعن أشياء من الأشربة وعن زيارة القبور، وقد بلغني أنك محدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك. قال أبو سعيد: سمعت أذناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول "إني نهيتكم عن أكل لحوم الأضاحي (1) بعد ثلاث فكلوا وادخروا (2) فقد جاء الله بالسعة، ونهيتكم عن أشياء من الأشربة أو الأنبذة فاشربوا (3) وكل مسكر حرام، ونهيتكم عن زيارة القبور فإن زرتموها فلا تقولوا هجرا".

(1) زاد ابن عبد البر "وادخارها"

(2)

زاد ابن عبد البر "ما بدا لكم"

(3)

زاد ابن عبد البر "كما بدا لكم"

ص: 2217

أخرجه أحمد (3/ 63 و 66) وابن عبد البر في "التمهيد"(3/ 222 - 223) من طرق عن فُليح بن سليمان الخزاعي عن محمد بن عمرو بن ثابت به.

وفليح بن سليمان مختلف فيه، ومحمد بن عمرو بن ثابت قال أبو حاتم: لا أعرفه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبوه عمرو بن ثابت ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضاً.

الرابع: يرويه مالك (الموطأ ص 300 - ط الشعب) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أبي سعيد أنّه قدم من سفر فقدّم إليه أهله لحما فقال: انظروا أنْ يكون هذا من لحوم الأضحى، فقالوا: هو منها. فقال أبو سعيد: ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها؟ فقالوا: إنّه قد كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدك أمر. فخرج أبو سعيد فسأل عن ذلك فأخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "نهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث فكلوا وتصدقوا وادخروا، ونهيتكم عن الانتباذ فانتبذوا وكل مسكر حرام، ونهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هجرا"

ومن طريق مالك أخرجه البيهقي (4/ 77) وابن بشكوال في "الغوامض"(621)

وقال البيهقي: ربيعة لم يدرك أبا سعيد"

وقال ابن عبد البر: لم يسمع ربيعة من أبي سعيد، وهذا الحديث يتصل من غير حديث ربيعة، ويستند إلى النبي صلى الله عليه وسلم من طرق حسان من حديث عليّ وأبي سعيد وبريدة وجابر وأنس وغيرهم، وهو حديث صحيح" التمهيد 3/ 214 - 215

وأما حديث ثوبان فأخرجه الطبراني في "الكبير"(1419) من طريق يزيد بن ربيعة أنا أبو الأشعث عن ثوبان رفعه "إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، واجعلوا زيارتكم لها صلاة عليكم واستغفارا لهم، ونهيتكم عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث فكلوا منها وادخروا، ونهيتكم عما ينبذ في الدباء والحنتم والمقير فانتبذوا وانتفعوا بها"

قال الهيثمي: وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو ضعيف" المجمع 3/ 59

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(11653) من طريق النضر أبي عمر عن عكرمة عن ابن عباس رفعه "نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هُجْرا، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث فكلوا وأمسكوا، ونهيتكم عن النببذ فاشربوا ولا تشربوا مسكرا"(1)

قال الهيثمي: وفيه النضر أبو عمر وهو ضعيف جدا" المجمع 3/ 59

(1) وله طريق أخرى عند البزار (كشف 2908)

قال الهيثمي: وفيه يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف يكتب حديثه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 66

ص: 2218

وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الكبير"(13235) وأبو الحسن الحربي في "فوائده"(73) والشجري في "أماليه"(2/ 68) من طريق أحمد بن عبدة الضبي ثنا يزيد بن أبان عن عمرو بن دينار مولى آل الزبير عن سالم عن أبيه رفعه "إني نهيتكم عن نبيذ الجر، وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، وإني كنت نهيتكم عن الأضاحي، ألا وإنّ الأوعية لا تحل شيئا ولا تحرمه، ألا وزوروا القبور فإنها ترق القلوب، ألا وإني نهيتكم عن لحوم الأضاحي فكلوا وادخروا ما شئتم"

قال الهيثمي: وفيه يزيد بن أبان الرَّقاشي وفيه ضعف وقد وثق" المجمع 4/ 27 - 28

قلت: وعمرو بن دينار ضعفوه.

وأما حديث عائشة فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5205) عن محمد بن الفضل السَّقَطي ثنا محمد بن أبي الخَصيب الأنطاكي ثنا عبد الجبار بن الورد المخزومي قال: سمعت ابن أبي مُليكة يقول: سمعت عائشة مرفوعا "ثلاث نهيتكم عنها: زيارة القبور، ولحوم الأضاحي فوق ثلاث، وشرب في المُزَفَّت والحَنْتَم والنَّقير، ألا فزوروا إخوانكم، وسلموا عليهم، فإن فيهم عبرة، ألا ولحوم الأضاحي فكلوا منها وادخروا، ألا وكل مسكر خمر، ألا وكل خمر حرام"

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الجبار بن الورد إلا محمد بن أبي الخصيب"

قلت: وهو ثقة كما قال الخطيب (تاريخ بغداد 5/ 250)، وكذا باقي رواته ثقات فالإسناد صحيح.

1538 -

"إنّي لَأَذُوْدُ عن حوض رجالا كما تُذَادُ الغريبة عن الإبل"

قال الحافظ: أخرج مسلم (2302) من طريق محمد بن زياد عن أبي هريرة رفعه: فذكره، وأخرجه من وجه آخر عن أبي هريرة في أثناء حديث (247 و 249) " (1)

1539 -

عن أبي هريرة قال: لما نزلت- ثلة من الأولين وقليل من الآخرين- شقّ ذلك على الصحابة فنزلت {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (40)} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني لأرجو أنْ تكونوا ربع أهل الجنة، بل ثلث أهل الجنة، بل أنتم نصف أهل الجنة وتقاسمونهم في النصف الثاني"

قال الحافظ: أخرج أحمد وابن أبي حاتم من حديث أبي هريرة قال: فذكره،

(1) 14/ 272 (كتاب الرقاق- باب في الحوض)

ص: 2219

وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" والطبراني من وجه آخر عن أبي هريرة بلفظ "أنتم ربع أهل الجنة، أنتم ثلث أهل الجنة، أنتم نصف أهل الجنة، أنتم ثلثا أهل الجنة"(1)

ضعيف

أخرجه أحمد (2/ 391) والطحاوي في "المشكل"(357) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 284) من طرق عن شَريك عن محمد بن عبد الرحمن بياع المُلاء عن أبيه عن أبي هريرة به.

واللفظ لابن أبي حاتم.

قال الهيثمي: رواه أحمد من حديث محمد بياع الملاء عن أبيه ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 118

قلت: محمد هو ابن عبد الرحمن بن خالد بن ميسرة القرشي أبو عمرو الكوفي القاص بياع الملاء مولى السائب بن يزيد (2) كما في "تهذيب الكمال" ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.

وأبوه عبد الرحمن بن خالد مجهول، قال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى ابنه.

وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

وشريك هو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه، ونسبه غير واحد إلى التدليس وإلى الاختلاط وإلي سوء الحفظ.

وخالفه سفيان فرواه عن أبي عمرو عن أبي هريرة قال: لما نزلت {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (40)} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنتم ربع أهل الجنة

" الحديث كما ساقه الحافظ.

أخرجه عبد الله بن أحمد كما في "حادي الأرواح"(ص 123 - 124) من طريق ابن المبارك عن سفيان به.

(1) 14/ 177 (كتاب الرقاق- باب الحشر)

(2)

ووقع في رواية الطحاوي "مولى آل طلحة"

قال الحافظ: وأفاد أبو حاتم أنه الذي روى عنه شريك فقال: عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وهو وهم عن بعض الرواة عن شريك فإنه غيره" التهذيب 9/ 297

ص: 2220

قال الطبراني: تفرد برفعه ابن المبارك عن الثوري" حادي الأرواح

قلت: وهما ثقتان حافظان لكن أبو عمرو هو بياع الملاء وتقدم ما فيه.

قال ابن كثير: وقد وردت طرق كثيرة متعددة بقوله صلى الله عليه وسلم "إني لأرجو أنْ تكونوا ربع أهل الجنة" الحديث بتمامه وهو مفرد في صفة الجنة ولله الحمد والمنة" التفسير 4/ 284

لكن ليس في هذه الأحاديث ذكر سبب نزول الآيتين. وقد انفرد بذلك محمد بياع الملاء وزاد في الحديث" وتقاسمونهم في النصف الثاني".

ومن هذه الأحاديث التي أشار إليها ابن كثير حديث الصحيحين عن ابن مسعود مرفوعًا "أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ " فكبرنا، ثم قال "أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ " فكبرنا، ثم قال "إني لأرجو أنْ تكونوا شطر أهل الجنة

"

وزاد البزار (كشف 3538) والطبري في "تفسيره"(27/ 190 و 191) والطحاوي في "المشكل"(358) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 293 - 294) والحاكم (4/ 578) من طريق أخرى قال: فتلا النبي صلى الله عليه وسلم {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (40)}

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

1540 -

"إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربها أنْ يؤخرهم نصف يوم" قيل لسعد: كم نصف يوم؟ قال: خمسمائة سنة.

قال الحافظ: وعند أبي داود من حديث سعد بن أبي وقاص بلفظ: فذكره، ورواته موثقون إلا أنّ فيها انقطاعا" (1)

أخرجه أبو داود (4350) عن عمرو بن عثمان الحمصي ثنا أبو المغيرة ثني صفوان عن شريح بن عبيد عن سعد بن أبي وقاص به مرفوعا.

ورواته ثقات إلا أنّ فيه انقطاعا.

قال أبو داود والمزي: شريح بن عبيد لم يدرك سعد بن أبي وقاص" تهذيب الكمال 12/ 446 و 447

لكن لم ينفرد شريح بن عبيد به عن سعد بل تابعه راشد بن سعد المَقْرَائي عن سعد مرفوعا نحوه.

(1) 14/ 137 (كتاب الرقاق- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: بعثت أنا والساعة كهاتين"

ص: 2221

أخرجه أحمد (1/ 170) والحاكم (4/ 424) وأبو نعيم في "الحلية "(6/ 117) من طرق عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن راشد بن سعد به.

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لا والله ابن أبي مريم ضعيف ولم يرويا له شيئا"

قلت: وراشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص مرسل. قاله أبو زرعة (المراسيل ص 59)

وللحديث شاهد عن أبي ثعلبة الخشني رفعه "لن يعجز الله هذه الأمة من نصف يوم"

أخرجه أبو داود (4349) والطبراني في "الكبير"(22/ 215 - 216) وفي "مسند الشاميين"(2029) والحاكم (4/ 424) من طرق عن عبد الله بن وهب ثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن أبي ثعلبة به

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: بل هو على شرط مسلم وحده لأنّ معاوية بن صالح وعبد الرحمن بن جبير بن نفير وأبوه لم يخرج لهم البخاري شيئا.

وقال الحافظ: ورواته ثقات ولكن رجح البخاري وقفه" الفتح 14/ 137

قلت: اختلف فيه على معاوية بن صالح، فرواه الليث بن سعد عنه عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي ثعلبة قوله.

أخرجه أحمد (4/ 193) والحارث في"مسنده"(بغية الباحث 790)

وهذا الاختلاف إنما هو من معاوية بن صالح، فقد رواه عبد الله بن صالح عنه عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي ثعلبة، رفعه معاوية مرة ولم يرفعه أخرى.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 214)

1541 -

حديث أنس "إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة"

سكت عليه الحافظ (1).

يرويه قتادة عن أنس، وعن قتادة غير واحد، منهم:

(1) 13/ 346 (كتاب الدعوات - باب استغفار النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة)

ص: 2222

1 -

سليمان التيمي.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "التوبة"(152) والنسائي في "اليوم والليلة"(432) وأبو يعلى (2934 و 2989) وابن حبان (924) والطبراني في "الأوسط"(2898) وفي "الدعاء"(1837) وتمام (382) من طرق عن معتمر بن سليمان التيمي قال: سمعت أبي يحدث عن قتادة عن أنس مرفوعا "إني لأتوب في اليوم سبعين مرة"

ورواته ثقات، لكن قتادة مدلس وقد عنعن.

2 -

عمران بن دَاوَر القطان.

أخرجه البزار (كشف 3246) والنسائي في "اليوم والليلة"(433) عن محمد بن المثنى

والطبراني في "الأوسط"(2418) وفي "الدعاء"(1836) عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي

قالا: ثنا عبد الله بن رجاء عن عمران عن قتادة عن أنس مرفوعا "إني لأستغفر الله في اليوم وأتوب إليه أكثر من سبعين مرة"

اللفظ للنسائي.

ولفظ الطبراني "إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة"

عمران مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات.

3 -

شعبة.

أخرجه البزار (كشف 3245) عن أحمد بن بكار الباهلي ثنا أبو بحر ثنا شعبة عن قتادة عن أنس مرفوعا "إني لأتوب إلى الله في اليوم مائة مرة"

وإسناده ضعيف لضعف أبي بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي.

1542 -

"إني لأعرف حجرا كان يُسَلم علي"

قال الحافظ: وفي مسلم من حديث جابر بن سَمُرة مرفوعا فذكره" (1).

أخرجه مسلم (2277) من حديث جابر بن سمرة مرفوعا بلفظ "إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن"

(1) 2/ 229 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب رفع الصوت بالأذان)

ص: 2223

1534 -

"إني لأعلم أرضًا يقال لها عُمَان ينضح بناحيتها البحر لو أتاهم رسولي ما رموه بسهم ولا حجر"

قال الحافظ: وروى أحمد من طريق أبي لبيد قال: خرج رجل منا يقال له بيرح بن أسد فرآه عمر فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل عمان، فأدخله على أبي بكر فقال: هذا من أهل الأرض التي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره" (1)

أخرجه أحمد (1/ 44) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 1038) وأبو نعيم في "المعرفة"(1244) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 249)

عن يزيد بن هارون

وأبو يعلى (106)

عن يونس بن محمد المؤدب

كلاهما عن جرير بن حازم أنبا الزبير بن خِرَّيت عن أبي لبيد قال: خرج رجل (2) من طاحية (3) مهاجرا يقال له: بيرح بن أسد فقدم (4) المدينة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأيام، فرآه عمر فعلم أنّه غريب، فقال له: من (5) أنت؟ قال: من أهل عمان (6)، قال: نعم. قال: فأخذ بيده فأدخله على أبي بكر فقال: هذا من أهل الأرض التي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (7)"إني لأعلم أرضا يقال لها عمان، ينضح بناحيتها (8) البحر، بها حي من العرب، لو أتاهم رسولي ما رموه بسهم ولا حجر". واللفظ لأحمد

ومن هذا الطريق أخرجه ابن أبي خيثمة كما في "الإصابة"(1/ 291)

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير لِمَازة بن زَبَّار وهو ثقة" المجمع 10/ 52

وقال البوصيري: رواته ثقات" إتحاف الخيرة 9/ 465

(1) 9/ 158 (كتاب المغازي- قصة عمان والبحرين)

(2)

زاد أبو يعلى "من الأسر"

(3)

وفي لفظ "ضاحية"

(4)

لفظ أبي يعلى "مهاجرا إلى"

(5)

وفي لفظ "ممن"

(6)

زاد الحارث "قال: من أهل عمان؟ "

(7)

لفظ أبي يعلى "فقال: يا أبا بكر، هذا من الأرض التي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أهلها، من أهل عمان.

فقال أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول"

(8)

وفي لفظ "بجانبها"

ص: 2224

قلت: وهو كما قالا إلا أنّه منقطع بين أبي لبيد وهو لمازة بن زبار وبين عمر فإنّه لم يلقه كما قال المفضل بن غسان الغلابي فقول الشيخ أحمد شاكر في "شرح المسند"(1/ 288): إسناده صحيح، ليس بصحيح.

ولجرير بن حازم في هذا الحديث إسناد آخر

أخرجه أحمد (2/ 30) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 361) والبيهقي (4/ 335)

عن يزيد بن هارون

وأحمد (2/ 30)

عن إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي

كلاهما عن جرير بن حازم عن الزبير بن الخريت عن الحسن بن هادية قال: لقيت ابن عمر فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من أهل عمان، قال: من أهل عمان؟ قلت: نعم. قال: أفلا أحدثك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى. فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إني لأعلم أرضا يقال لها عمان ينضح بجانبها (1) البحر الحجة منها أفضل من حجتين من غيرها".

قال الهيثمي والبوصيري: رجاله ثقات" المجمع 3/ 217 - إتحاف الخيرة 4/ 37

قلت: اختلف فيه على جرير بن حازم، فرواه مسلم بن إبراهيم الأزدي ووهب بن جرير بن حازم عن جرير بن حازم عن الزبير بن الخريت عن الحسن بن هادية قال: لقيت ابن عمر فقال: إني لأعلم أرضا ينضح بجانبها البحر الحجة منها أفضل من حجتين من غيرها. وذكر عمان. موقوف

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 307)

والحسن بن هادية مجهول، ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا الزبير بن الخريت، وكذا البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما (2).

وللحديث شاهد عن أبي برزة الأسلمي قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا إلى حي من أحياء العرب، فسبوه وضربوه، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو أنّ أهل عمان أتيت، ما سبوك ولا ضربوك"

(1) وفي لفظ "بناحيتها"

(2)

الحديث ذكره الألباني في "السلسلة الضعيفة"(213) وأعله بالحسن بن هادية.

ص: 2225

أخرجه أحمد (4/ 420) وفي "فضائل الصحابة"(1516) ومسلم (2544) وابن حبان (7310)

1544 -

"إني لأعلم كلمة لو يقولها هذا الغضبان لذهب عنه الغضب: اللهم اني أعوذ بك من الشيطان الرجيم"

قال الحافظ: وفي حديث معاذ بن جبل عند أحمد وأصحاب السنن: حتى إنّه ليخيل إليّ أنّ أنفه ليتمزع من الغضب.

وقال: ومثله في حديث معاذ ولفظه: فذكره" (1)

يرويه عبد الملك بن عمير الكوفي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن عبد الملك عن عبد الرحمن عن معاذ، منهم:

1 -

جرير بن عبد الحميد الضبي.

قال الطيالسي (ص 78): ثنا جرير عن عبد الملك عن عبد الرحمن عن معاذ قال: تسابّ رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فغضب أحدهما حتى تَمَزَّعَ أنفه من الغضب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما إني أعلم كلمة لو قالها هذا الغضبان لذهب غضبه: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"

أخرجه أبو داود (4780)

عن يوسف بن موسى القطان

والطبراني في "الكبير"(20/ 140 - 141)

عن عثمان بن أبي شيبة

قالا: ثنا جرير به.

زاد أبو داود: فجعل معاذ يأمره، فأبى ومَحِكَ، وجعل يزداد غضبا.

2 -

سفيان الثوري.

أخرجه أحمد (5/ 244) والترمذي (3452) والنسائي في "اليوم والليلة"(389) والطبراني (20/ 141) وابن السني في "اليوم والليلة"(454)

3 -

زائدة بن قدامة الكوفي.

(1) 13/ 76 (كتاب الأدب - باب ما ينهى من السباب)

ص: 2226

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 534) وأحمد (5/ 240) وعبد بن حميد (111) والنسائي في "اليوم والليلة"(390) والطبراني (20/ 141)

4 -

عبيد الله بن عمرو الرقي.

أخرجه الطبراني (20/ 140)

5 -

إسرائيل بن يونس.

قاله الدارقطني في "العلل"(6/ 57)

قال الترمذي: هذا حديث مرسل، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، مات معاذ في خلافة عمر، وقتل عمر وعبد الرحمن بن أبي ليله غلام ابن ست سنين"

وقال المنذري: والذي قاله الترمذي واضح، فإنّ البخاري ذكر ما يدل على أنّ مولد عبد الرحمن بن أبي ليلى سنة سبع عشرة، وذكر غير واحد أنّ معاذ بن جبل توفي في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، وقيل: سنة سبع عشرة" الترغيب 3/ 451

- ورواه يزيد بن زياد بن أبي الجَعْد عن عبد الملك عن عبد الرحمن عن أبي بن كعب.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(391) والحافظ في "الأمالي"(2/ 184)

وقال: هذا حديث حسن، قال الدارقطني في "الأفراد": تفرد به يزيد بن زياد عن عبد الملك بن عمير. قلت: ويزيد بن زياد ثقة، فلعل الاضطراب فيه من عبد الملك بن عمير"

وقال الدارقطني في "العلل"(6/ 58): والصحيح قول من قال: عن معاذ"

قلت: وهو كما قال، ورواته ثقات لولا انقطاعه.

1545 -

"إني لأقوم يوم القيامة المقام المحمود إذا جيء بكم حفاة عراة" وفيه "ثم يكسوني ربي حلة فألبسها فأقوم عن يمين العرش مقاما لا يقومه أحد يغبطني به الأولون والآخرون"

قال الحافظ: أخرجه الطبرني من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره، وأخرجه أحمد والنسائي والحاكم" (1)

ضعيف

(1) 14/ 218 و 219 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

ص: 2227

أخرجه أحمد (1/ 398 - 399) والطبري في "تفسيره"(15/ 146) والطبراني في "الكبير"(10017) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 238 - 239) من طريق سعيد بن زيد بن درهم الأزدي ثنا علي بن الحكم البُنَاني ثنا عثمان بن عمير عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن ابن مسعود مرفوعا "إني لأقوم المقام المحمود"، فقال رجل: يا رسول الله، وما ذلك المقام المحمود؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ذاك إذا جيء بكم حفاة عراة عُزلا، فيكون أول من يكسى إبراهيم عليه السلام، فيؤتى بِرَيْطَتَين بيضاوين، فيلبسهما، ثم يقعد مستقبل العرش، ثم أوتى بكسوتي فألبسها، فأقَوم عن يمينه مقاما لا يقومه غيري يغبطني فيه الأولون والآخرون، ثم يفتح نهر من الكوثر إلى الحوض"

واللفظ للطبري، وساقه الباقون مطولا وكذا البزار (1534) لكنه لم يذكر الأسود في إسناده.

والحديث اختلف فيه على عليّ بن الحكم، فرواه الصَّعْق بن حَزْن عنه عثمان بن عمير عن أبي وائل عن ابن مسعود.

أخرجه الدارمي (2803) والطبراني في "الكبير "(10018) والحاكم (2/ 364 - 365) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 239)

قال البزار: لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ من حديث علقمة عن عبد الله إلا من هذا الوجه، وقد روى الصعق بن حزن عن علي بن الحكم عن عثمان بن عمير عن أبي وائل عن عبد الله، وأحسب أنّ الصعق غلط في هذا الإسناد"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعثمان بن عمير هو أبو اليقظان"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لا والله فعثمان ضعفه الدارقطني والباقون ثقات"

وقال أبو نعيم: حديث غريب"

وقال ابن كثير: غريب جدا" الفتن والملاحم ص 253

وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار والطبراني وفي أسانيدهم كلهم عثمان بن عمير وهو ضعيف" المجمع 10/ 362

قلت: وهو كما قال.

1546 -

أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قيل له: ما شأن الناس حلوا من العمرة ولم تحل أنت من عمرتك؟ فقال: إني لَبّدْتُ رأسي وقَلّدْتُ هَدْيي فلا أحل حتى أنحر"

ص: 2228

قال الحافظ: قال النووي: فقد تظاهرت الأحاديث في مسلم (1229) وغيره: فذكره" (1)

أخرجه البخاري (فتح 4/ 170 - 174 و 308) من حديث حفصة.

1547 -

قوله في حُلّة عطارد حيث بعث بها إلى عمر "إني لم أبعث بها إليك لتلبسها" سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه البخاري (فتح (3/ 24 و 6/ 156) من حديث ابن عمر.

1548 -

حديث عبادة بن الصامت رفعه "إني لسيد الناس يوم القيامة بغير فخر، ومما من الناس إلا من هو تحت لوائي ينتظر الفرج، وإنّ معي لواء الحمد"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني.

وقال: وفي حديث عبادة بن الصامت "فإذا رأيت ربي خررت له ساجدا شاكرا له"(3)

ضعيف

أخرجه الحاكم (1/ 30) من طريق محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي ثنا فضيل بن سليمان ثنا موسى بن عقبة ثني إسحاق بن يحيى عن عبادة مرفوعا "أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر، ما من أحد إلا وهو تحت لوائي يوم القيامة ينتظر الفرج، وإنْ معي لواء الحمد أنا أمشي ويمشي الناس معي حتى آتي باب الجنة فاستفتح فيقال: من هذا؟ فأقول: محمد، فيقال: مرحبا بمحمد، فإذا رأيت ربي خررت له ساجدا أنظر إليه"

وأخرجه الطبراني كما في "المجمع"(10/ 376) وقال فيه "فإذا رأيت ربي خررت له ساجدا شكرا له، فيقال: ارفع رأسك، قل تطاع، واشفع تشفع، فيخرج من قد أحرم برحمة الله وشفاعتي"

قال الحاكم: هذا حديث كبير في الصفات والرؤية صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"

وقال الهيثمي: وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة، وبقية رجاله ثقات"

قلت: إسحاق بن يحيى هو ابن الوليد بن عبادة بن الصامت قال المزي: روى عن عبادة ولم يدركه، وروى عنه موسى بن عقبة ولا يَروي عنه غيره.

(1) 4/ 314 (كتاب الحج - باب الحلق والتقصير عند الإحلال)

(2)

2/ 29 (كتاب الصلاة - باب إذا صلى في ثوب له أعلام)

(3)

14/ 226 و231 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

ص: 2229

وقال ابن عدي: أحاديثه عامتها غير محفوظة.

وقال الحافظ في "التقريب": أرسل عن عبادة، وهو مجهول الحال.

وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

وفضيل بن سليمان هو النُّمَيْري مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

1549 -

"إني لمع غلمان هم أسناني قد جعلنا أزرنا على أعناقنا لحجارة ننقلها، إذ لكمني لاكم لكمة شديدة، ثم قال: أشدد عليك إزارك"

قال الحافظ: روى ابن إسحاق في "السيرة" عن أبيه عمن حدّثه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(2/ 30 - 31) من طريق يونس بن بكير الشيباني قال: قال ابن إسحاق: حدثني والدي إسحاق بن يسار عمن حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال فيما يذكر من حفظ الله إياه: فذكره.

وزاد بعد قوله: ننقلها: نلعب بها.

وإسناده ضعيف للذي لم يسم.

1550 -

عن عياض بن حمار قال: أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة فقال: أسلمت؟ قلت: لا. قال: "إني نُهيت عن زَبْد المشركين"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما من طريق قتادة عن يزيد بن عبد الله عن عياض بن حمار قال: فذكره، صححه الترمذي وابن خزيمة" (2)

له عن عياض بن حمار طريقان:

الأول: يرويه قتادة عن يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير عن عياض بن حمار قال: أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة أو قال هدية فقال: "أسلمت؟ " قلت: لا. قال "إني نهيت عن زبد المشركين".

أخرجه الطيالسي (ص 146) عن عمران بن دَاوَر القطان عن قتادة به.

(1) 4/ 185 (كتاب الحج - باب فضل مكة)

(2)

6/ 158 (كتاب الهبة - باب قبول الهدية من المشركين)

ص: 2230

ومن طريقه أخرجه أبو داود (3057) والترمذي (1577) والبزار (3494) والبيهقي (9/ 216)

وأخرجه ابن الجارود (1110) والطحاوي في "المشكل"(4354) والطبراني في "الكبير"(17/ 364) و"الأوسط"(2545) وأبو نعيم في "الصحابة (5431) وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 11 - 12) من طريق عمرو بن مرزوق الباهلي البصري أنا عمران القطان به.

ولم ينفرد عمران القطان به بل تابعه:

1 -

سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن يزيد بن عبد الله عن عياض بن حمار به.

أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند علي 345)

2 -

حجاج بن حجاج الباهلي.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(429)

قال الطبري: صحيح"

وقال الترمذي: حسن صحيح"

قلت: فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا.

الثاني: يرويه الحسن البصري عن عياض بن حمار قال: فذكر نحوه.

أخرجه الطيالسي (ص 146) وابن زنجويه في "الأموال"(965) والطحاوي في "المشكل"(2567 و 4353) والبيهقي (9/ 216) من طريق حماد بن زيد عن أبي التياح يزيد بن حميد البصري ثنا الحسن به.

ورواه عبد الوارث بن سعيد البصري عن أبي التياح يزيد بن حميد البصري عن الحسن مرسلا

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(2568 و 3455)

وهكذا رواه غير واحد عن الحسن مرسلا.

أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(ص 326) وفي "الغريب"(3/ 42) وابن أبي شيبة (12/ 469) وأحمد (4/ 162) والحسين المروزي في "زوائده على البر والصلة" لابن المبارك (267) وابن زنجويه (966) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 451) وأبو نعيم في "الصحابة"(5430)

ص: 2231

عن عبد الله بن عون البصري (1)

وعبد الرزاق (19659)

عن رجل لم يسم

والطبراني في "الكبير"(17/ 364)

عن مطر الوراق

ثلاثتهم عن الحسن به.

- ورواه أشعث بن سَوَّار الكندي عن الحسن عن عياض بن حمار.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7616) من طريق سهل بن عثمان العسكري ثنا بن غياث عن أشعث به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أشعث بن سوار إلا حفص، تفرد به سهل بن عثمان"

قلت: وأشعث قال النسائي وجماعة: ضعيف.

1551 -

حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بمخنث قد خضب يديه ورجليه، فقيل: يا رسول الله، إنّ هذا يتشبه بالنساء، فنفاه إلى النقيع، فقيل: ألا تقتله؟ فقال "إني نُهيت عن قتل المصلين"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (2)

ضعيف

(1) هكذا رواه هُشيم وابن عُلية وسعيد بن عامر الضُّبَعي ووكيع وحماد بن زيد عن ابن عون عن الحسن مرسلا.

ورواه الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي عن سفيان الثوري عن ابن عون عن الحسن عن عمران بن حصين أنّ عياض بن حمار أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا الحديث.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(70) و"الصغير"(1/ 9) والعقيلي (2/ 210) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 461) وابن الأعرابي (ق 19/ ب)

قال الطبراني: لم يروه عن سفيان إلا الصلت بن عبد الرحمن"

وقال العقيلي: الصلت بن عبد الرحمن مجهول لا تابع على حديثه، والحديث غير محفوظ"

وقال أبو زرعة الرازي: حديث هشيم عن ابن عون أشبه.

وقال أبو حاتم الرازي: حديث هشيم الصحيح والذي يقول عن عمران ليس بشيء، وأنكره جدا" العلل 2/ 260

وقال الهيثمي: وفيه الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي وهو ضعيف" المجمع 4/ 152

(2)

11/ 248 (كتاب النكاح - باب ما ينهى من دخول المتشبهين بالنساء على المرأة)

ص: 2232

أخرجه أبو داود (4928) وابن نصر في "الصلاة"(963) وأبو يعلى (6126) والدارقطني (2/ 54 - 55) والبيهقي (8/ 224) وفي "الشعب"(2541) وفي "الصغرى"(559) وابن الجوزي في "العلل"(1257) والمزي في "التهذيب"(28/ 427) من طريق مفضل بن يونس الجعفي الكوفي عن الأوزاعي عن أبي يسار القرشي عن أبي هاشم عن أبي هريرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بمخنث قد خضب يديه ورجليه بالحِنَّاء، فأمر به فنفي إلى النقيع، فقالوا: يا رسول الله، ألا نقتله؟ فقال "إني نهيت عن قتل المصلين".

واللفظ لأبي داود.

قال الدارقطني: أبو هاشم وأبو يسار مجهولان، ولا يثبت الحديث" العلل 11/ 231

وقال المنذري: في متنه نكارة، وأبو يسار هذا لا أعرف اسمه، وقد قال أبو حاتم الرازي لما سئل عنه: مجهول. وليس كذلك فإنّه قد روى عنه الأوزاعي والليث فكيف يكون مجهولا" الترغيب 3/ 105 - 107

وقال الذهبي في "الميزان" 4/ 588: قد روى عن أبي يسار إمامان: الأوزاعي والليث فهذا شيخ ليس بضعيف، وهذا الحديث في سنن أبي داود من طريق مفضل بن يونس عن الأوزاعي عنه، والمفضل هذا كوفي مات شابا ما علمت به بأسا، تفرد بهذا وقد وثقه أبو حاتم.

وقال قبل ذلك: إسناد مظلم لمتن منكر"

قلت: لم ينفرد أبو حاتم بقوله عن أبي يسار إنّه مجهول بل قال ذلك الدارقطني أيضا كما تقدم.

والذهبي لما ذكره في "ديوان الضعفاء" قال: مجهول كشيخه.

وذكره ابن حبان في "الثقات"

وشيخه أبو هاشم هو الدوسي ابن عم أبي هريرة وثقه العجلي، وقال الدارقطني في "العلل": مجهول، وقال ابن القطان الفاسي والحافظ في "التقريب": مجهول الحال، وقال الذهبي في "الميزان" و"المغني": لا يعرف.

وللحديث شاهد عن أبي سعيد نحوه.

قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط"(5054) وفيه الخَصِيب بن جَحْدَر وهو كذاب" المجمع 6/ 273

ص: 2233

1552 -

عن ابن عمرو قال: تضور النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقيل له: ما أسهرك؟ قال: "إني وجدت تمرة ساقطة فأكلتها، ثم ذكرت تمرا كان عندنا من تمر الصدقة فما أدري أمن ذلك كانت التمرة أو من تمر أهلي فذلك أسهرني"

قال الحافظ: وقد روى أحمد من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: فذكره" (1)

حسن

أخرجه ابن سعد (1/ 390 - 391) وأحمد (6691 و 6720 و 6820) والحاكم (2/ 14) من طرق عن أسامة بن زيد الليثي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تضَوَّر ذات ليلة فقيل له: ما أسهرك؟ قال "إني وجدت تمرة ساقطة فأكلتها، ثم تذكرت تمرا كان عندنا من تمر الصدقة فلا أدري أمن ذلك كانت التمرة أو من تمر أهلي فذلك أسهرني".

واللفظ للحاكم

وقال: صحيح الإسناد"

وقال الهيثمي: ورجاله موثقون" المجمع 3/ 89

وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح المسند 10/ 220 و11/ 10 و 72

قلت: بل هو حسن للخلاف المعروف في أسامة بن زيد وعمرو بن شعيب.

1553 -

عن حصين بن وَحْوَح أن طلحة بن البراء مرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقال:"إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت فآذنوني به وعجلوا"

قال الحافظ: رواه أبو داود مختصرا والطبراني من طريق عروة بن سعيد الأنصاري عن أبيه عن حصين بن وَحْوَح الأنصاري - وهو بمهملتين بوزن جعفر- أنّ طلحة بن البراء مرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقال: فذكره، فلم يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم بني سالم بن عوف حتى توفي وكان قال لأهله لما دخل الليل: إذا مت فادفنوني ولا تدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أخاف عليه يهودًا أنْ يصاب بسببي، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم حين أصبح، فجاء حتى وقف على قبره فصف الناس معه ثم رفع يديه فقال "اللهم الق طلحة يضحك إليك وتضحك إليه"(2)

ضعيف

(1) 5/ 198 (كتاب البيوع - باب ما يتنزه من الشبهات)

(2)

3/ 360 - 361 (كتاب الجنائز- باب الاذن بالجنازة)

ص: 2234

أخرجه أبو داود (3159) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2139) وفي "السنة"(558) وأبو نعيم في "الصحابة"(2204) والبيهقي (3/ 386 - 387) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 83) والمزي في "تهذيب الكمال"(6/ 549)

عن أبي سفيان عبد الرحيم بن مطرف الرواسي السَرُوجي

وأبو داود (3159) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(518 و1351) وأبو نعيم (2203) والبيهقي (3/ 386 - 387) وابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 272 - 273) وابن الأثير (3/ 83)

عن أحمد بن جَنَاب المِصيصي

والطبراني في "الكبير"(3554) وفي "الأوسط"(8164) وفي "الدعاء"(1189) وفي:"السنة" كما في "تهذيب الكمال"(6/ 549) وابن بطة في "الإبانة"(المختار 72) وأبو نعيم في "الصحابة"(2203 و 3930) والبيهقي (3/ 386 - 387 و 9/ 26 - 27) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة"(266)

عن عمر بن زرارة الحدثي

قالوا: ثنا عيسى بن يونس عن سعيد بن عثمان البَلَوي عن عروة (1) بن سعيد الأنصاري عن أبيه عن الحصين بن وحوح أنّ طلحة بن البراء لما لقي النبي صلى الله عليه وسلم -قال: يا رسول الله، مرني بما أحببت ولا أعصي لك أمراً، فعجب لذلك النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام فقال له عند ذلك "اذهب فاقتل أباك" قال: فخرج موليا ليفعل فدعاه، فقال له "أقبل فإني لم أبعث بقطيعة رحم" فمرض طلحة بعد ذلك فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده في الشتاء برد وغيم فلما انصرف قال لأهله "لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت فآذنوني به حتى أشهده وأصلي عليه وعجلوه (2) " فلم يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم بني سالم بن عوف حتى توفي وجن عليه الليل فكان فيما قال طلحة: ادفنوني وألحقوني بربي عز وجل ولا تدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أخاف اليهود أنْ يصاب في سببي. فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم حين أصبح، فجاء حتى وقف على قبره، فصل الناس معه، ثم رفع يديه فقال "اللهم الق طلحة تضحك إليه ويضحك إليك" واللفظ للطبراني

واختلف فيه على عيسى بن يونس، فرواه زيد بن مَوْهَب عنه عن سعيد بن عثمان عن عروة بن سعيد عن أبيه عن الحصين بن وحوح عن طلحة بن البراء أنّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم.

(1) وقيل: عزرة.

(2)

زاد أبو داود "فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله"

ص: 2235

أخرجه ابن السكن كما في "الإصابة"(5/ 228)

والأول أصح.

قال أبو القاسم البغوي: لا أعلم روى هذا الحديث غير سعيد بن عثمان البلوي، وهو غريب"

قال الطبراني في "الأوسط": لا يُروى عن حصين بن وحوح إلا بهذا الإسناد، تفرد به عيسى بن يونس"

وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 3/ 37

قلت: بل ضعيف وإسناده مسلسل بالمجاهيل، أما سعيد بن عثمان البلوي فلم يرو عنه إلا عيسى بن يونس كما في "الميزان" فهو مجهول (1)، وأما عروة بن سعيد فقال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من هو، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول، وأما سعيد الأنصاري فهو مجهول كما قال الحافظ في "التقريب".

1554 -

"إني لا أصافح النساء"

قال الحافظ: وقد أخرج إسحاق بن راهويه بسند حسن عن أسماء بنت يزيد مرفوعا: فذكره" (2) حسن

أخرجه الحميدي (368) وابن سعد (8/ 6 و11 - 12) وإسحاق في "مسنده"(2309) وأحمد (6/ 454 و 459) وأبو يعلى (المطالب 1601/ 2 و 3 - إتحاف الخيرة 84 و 85) والدولابي في "الكنى"(2/ 128) والطبراني في "الكبير"(24/ 163 - 164 و 173 و180و 182) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 293) وابن عبد البر في "التمهيد"(12/ 244) وابن عساكر في "تاريخ دمشق "(تراجم النساء ص 36 و 37 و 37 - 38 و 38) من طرق عن شَهر بن حَوشب قال: حدثتني أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع نساء المسلمين للبيعة (3) فقالت له أسماء: ألا تحسر لنا عن يدك

(1) وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

(2)

16/ 330 (كتاب الأحكام- باب بيعة النساء)

(3)

وفي رواية للطبراني "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وابنة عمة لي لنبايعه"

وعند الدولابي وابن عساكر وابن عبد البر "أنا وابنة عم لي"

وفي رواية لابن عساكر "أنها كانت من النسوة اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية"

ص: 2236

يا رسول الله؟ (1) فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني لست أصافح النساء (2) ولكن آخد عليهن (3) " وفي النساء خالة لها (4) عليها قلبان من ذهب وخواتيم من ذهب فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "هذه هل يسرك أن يحليك الله يوم القيامة من جمر جهنم سوارين وخواتيم؟ " فقالت: أعوذ بالله يا نبي الله، قالت قلت: يا خالتي اطرحي ما عليك، فطرحته، فحدثتني أسماء: والله يا بني لقد طرحته فما أدري من لقطه من مكانه ولا التفت منا أحد إليه. قالت أسماء: فقلت يا نبي الله إنّ إحداهنّ تَصْلف عند زوجها إذا لم تملح له أو تحلى له. قال نبي الله صلى الله عليه وسلم "ما على إحداكنّ أنْ تتخذ قرطين من فضة وتتخد لها جمانتين من فضة فتدرجه بين أناملها بشيء من زعفران فإذا هو كالذهب يبرق".

واللفظ لأحمد.

قال الحفاظ الهيثمي والعسقلاني والبوصيري: إسناده حسن" المجمع 8/ 266 - مختصر إتحاف السادة 1/ 69 - المطالب 2/ 378

قلت: وهو كما قالوا للخلاف المعروف في شهر بن حوشب.

1555 -

"إني لا أصافح النساء، ولكن سآخد عليكن"

قال الحافظ: وروى النسائي والطبري من طريق محمد بن المنكدر أن أميمة بنت رُقيقة- بقاقين مصغر- أخبرته أنها دخلت في نسوة تبايع فقلن: يا رسول الله أبسط يدك نصافحك، فقال: فذكره، فأخذ علينا حتى بلغ {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة: 12]، فقال "فيما طقتننّ واستطعتنّ" فقلن: الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا. وفي رواية الطبري "ما قول لمائة امرأة إلا كقولي لامرأة واحدة"(5)

صحيح

(1) وفي لفظ "بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة فقال "فيما استطعتن وأطقتن" فقلنا: يا رسول الله بايعنا.

وفي رواية للطبراني "ابسط يدك حتى أصافحك" وفي إسنادها إبراهيم بن الحكم بن أبان وهو متروك.

وفي رواية أخرى له أيضا إنها بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بايع النساء، فمالت فمدت يدها لتبايعه، فقبض يده"

وفي رواية لابن عساكر "وأخرجت ابنة عم لي يدها لتبايعه فكفّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يده"

(2)

زاد أبو نعيم "ثم دعا بقعب فيه ماء فخاض فيه يده فقال: خضن أيديكن فيه، فكانت بيعتهن"

رواه من طريق صغدي بن سنان عن عثمان بن عبد الملك عن شهر عن أسماء. وصغدي قال أبو حاتم وأبو زرعة: ضعيف الحديث، زاد أبو حاتم: ليس بقوي، وقال ابن معين: ليس بشيء.

(3)

وفي رواية "فأخذ علينا أن لا يشركن بالله شيئًا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن، الآية".

وزاد الحميدي وغيره "إنما آخذ عليكن ما أخذ الله-عز وجل" وفي رواية لابن عساكر "ولكن إنما آخذ عليهن بالقول"

(4)

وفي رواية "ابنة عم".

(5)

10/ 261 (كتاب التفسير- باب {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} [الممتحنة: 10])

ص: 2237

أخرجه مالك في "الموطأ"(2/ 982) عن محمد بن المنكدر عن أميمة بنت رُقيقة أنها قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة بايعنه على الإسلام. فقلن: يا رسول الله، نبايعك على أنْ لا نشرك بالله شيئًا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيك في معروف. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فيما استطعتن وأطقتن" قالت: فقلن: الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا. هَلُمَّ نبايعك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني لا أصافح النساء. إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة. أو مثل قولي لامرأة واحدة"

وأخرجه ابن سعد (8/ 5) وأحمد (6/ 357) والنسائي في "الكبرى"(8713 و 9240 و 11589) وابن حبان (4553) والطبراني في "الكبير"(24/ 186 - 187) والدارقطني (4/ 47) والبيهقي (8/ 148) وفي "معرفة السنن"(13/ 222 - 223) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(تراجم النساء ص 52) والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 527) من طرق (1) عن مالك به.

وأخرجه الطيالسي (ص 225) والحميدي (341) وابن سعد (8/ 5 - 6) وإسحاق (2195) وأحمد (6/ 357) وابن ماجه (2874) والترمذي (1597) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3340 و 3341) والنسائي (7/ 134 و 136 - 137) وفي "الكبرى"(7804) والطبري في "تفسيره"(28/ 79 و80) والخلال في "السنة"(45) والخرائطي في "اعتلال القلوب"(ص 136) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 352) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(731) والطبراني في "الكبير"(24/ 186 و 187 و188و188 - 189) والدارقطني (4/ 46 أو 147) والحاكم (4/ 71) وأبو نعيم في "الصحابة"(7516) وابن عبد البر في "التمهيد"(12/ 240) وابن عساكر (ص 53 و 54) من طرق عن ابن المنكدر عن أميمة بنت رقيقة به.

وفي بعض هذه الروايات تصريح ابن المنكدر بالسماع من أميمة.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث محمد بن المنكدر"

وقال ابن كثير: هذا إسناد صحيح التفسير 4/ 352

وقال الحافظ: هذا حديث صحيح" تخريج أحاديث المختصر 1/ 527

قلت: وهو كما قالوا.

(1) قال ابن عبد البر: لا خلاف عن مالك في إسناد هذا الحديث ومتنه عند أحد من رواته عنه فيما علمت" التمهيد 12/ 236

ص: 2238

1556 -

"إني لا أقبل هدية مشرك"

قال الحافظ: أخرجه موسى بن عقبة في "المغازي" عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ورجال من أهل العلم أنّ عارم بن مالك الذي يدعى ملاعب الأسنة قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مشرك فأهدى له فقال: فذكره، رجاله ثقات إلا أنّه مرسل وقد وصله بعضهم عن الزهري ولا يصح" (1)

مرسل

وقال في "الإصابة"(5/ 298 - 299): وروى سعيد بن اشكاب من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه في رجال من أهل العلم حدثوه أن عامر بن مالك الذي يقال له: ملاعب الأسنة قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك فعرض عليه الإسلام فأبى، فأهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال "إنا لا نقبل هدية مشرك" ورواه أكثر أصحاب الزهري فلم يقولوا فيه: عن أبيه، وهو المحفوظ، وكذا لم يقولوا: بتبوك، أخرجه الذهلي في "الزهريات" من طرق، وكذا أخرجه ابن البرقي وابن شاهين، وأخرجه من طريق ضعيفة عن الزهري فقال أيضًا: عن عبد الرحمن بن كعب عن أبيه، والذي في مغازي موسى بن عقبة قال: كان ابن شهاب يقول: حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك ورجال من أهل العلم أنّ عامر بن مالك الذي يدعى ملاعب الأسنة قدم وهو مشرك فعرض النبي صلى الله عليه وسلم عليه الإسلام فأبى وأهدى للنبي صلى الله عليه وسلم فقال "إني لا أقبل هدية مشرك".

قلت: أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة"(3/ 341 - 343) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال: فذكر حديثا وفيه: قال موسى بن عقبة: وكان ابن شهاب (2) يقول في هذا الحديث: حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك السلمي ورجال من أهل العلم أنّ عامر بن مالك بن جعفر الذي يدعى ملاعب الأسنة، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مشرك وذكر الحديث. مرسل

ولم ينفرد موسى بن عقبة به بل تابعه (3) يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك وغيره أن عامر بن مالك

مرسل

(1) 6/ 158 (كتاب الهبة- باب قبول الهدية من المشركين)

(2)

يعني الزهري.

(3)

وتابعه أيضًا:

أ- صالح بن كيسان المدني.

أخرجه ابن سعد (2/ 54)

ب - زياد بن سعد الخراساني.

أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(631)

ص: 2239

أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 71 - 72) وأبو نعيم في "الدلائل"(440)

ورواه مَعْمَر عن ابن شهاب أني عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: جاء ملاعب الأسنة

مرسل

أخرجه عبد الرزاق (5/ 382 - 383 و 10/ 446) عن معمر به.

وأخرجه البزار (كشف 1934) عن أحمد بن منصور الرمادي عن عبد الرزاق به.

واختلف فيه على عبد الرزاق، فرواه محمد بن أبي عمر العدني عنه عن معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن أبيه، فزاد فيه عن أبيه.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 71) عن أحمد بن عمرو الخلال المكي عن محمد بن أبي عمر العدني به.

وأحمد بن عمرو الخلال لم أقف له على ترجمة، والصواب الأول.

- ورواه ابن المبارك عن معمر واختلف عنه:

• فرواه محمد بن مقاتل المروزي عن ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن كعب أن عامر بن مالك الذي كان يقال له: ملاعب الأسنة قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بتبوك

أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 81)

• ورواه يوسف بن عدي التيمي عن ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن عامر بن مالك الذي يقال له: ملاعب الأسنة قال: وذكر الحديث.

فجعله من مسند عامر بن مالك.

أخرجه البزار (كشف 1933) عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ثنا يوسف بن عدي ثنا عبد الله بن المبارك به.

وقال: رفعه ابن المبارك ووصله، وأرسله عبد الرزاق، ولا نعلم روى عامر إلا هذا"

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ البزار إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد وهو ثقة (1) " المجمع 4/ 152

(1) وتابعه محمد بن وضاح ثنا يوسف بن عدي به

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 12)

ص: 2240

قلت: ورواية عبد الرزاق عندي أرجح لأن معمرا قد توبع عليها من قبل موسى بن عقبة ويونس بن يزيد وأكثر أصحاب الزهري كما قال الحافظ.

وخالفهم الأوزاعي فرواه عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال: جاء ملاعب الأسنة.

فجعله من مسند كعب بن مالك.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 70) وابن شاهين في "الناسخ"(671) من طريق أحمد بن بكر البالسي ثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعي به.

قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 127

قلت: محمد بن مصعب هو القَرْقَساني لم يخرجاه، وهو مختلف فيه، وتكلم بعضهم في روايته عن الأوزاعي.

والبالسي ضعفه الدارقطني، وقال ابن عدي: روى أحاديث مناكير عن الثقات، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطئ.

1557 -

عن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله، إنّك تداعبنا، قال:"إني لا أقول إلا حقا"

قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي وحسنه من حديث أبي هريرة قال: فذكره" (1)

صحيح.

يرويه سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة، وعن سعيد غير واحد، منهم:

1 -

أسامة بن زيد الليثي.

أخرجه أحمد (2/ 360) والترمذي (1990) وفي "الشمائل"(227) والبيهقي (10/ 248) وفي "الآداب"(537) والبغوي في "شرح السنة"(3602) وفي "الشمائل"(312) من طريق عبد الله بن المبارك عن أسامة بن زيد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: فذكره.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

قلت: إسناده حسن، أسامة بن زيد مختلف فيه، وعبد الله بن المبارك وسعيد المقبري ثقتان.

(1) 13/ 142 (كتاب الأدب- باب الانبساط إلى الناس)

ص: 2241

2 -

محمد بن عجلان المدني.

أخرجه أحمد (2/ 340)

عن يونس بن محمد المؤدب

والبيهقي (10/ 248) وفي "الصغرى"(4321)

عن يحيى بن عبد الله بن بكير

وابن شاهين (تاريخ الإسلام- الترجمة النبوية ص 338)

عن آدم بن أبي إياس

قالوا: ثنا الليث- هو ابن سعد- عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال "إني لا أقول إلا حقا" قال بعض أصحابه: فإنك تداعبنا يا رسول الله، فقال "إني لا أقول إلا حقا" اللفظ لأحمد

وإسناده صحيح رواته ثقات" (1)

وصححه الذهبي في "تاريخ الإسلام"

3 -

أبو مَعشر نَجيح السندي.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(397)

عن سعيد بن سليمان الواسطي

وابن السني في "اليوم والليلة"(418)

عن عامر بن سيار النجليني

كلاهما عن أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قلنا: يا رسول الله إنك تمزح معنا. قال "إني لا أقول إلا حقا" اللفظ لابن السني.

وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر.

وللحديث شاهد عن ابن عمر وآخر عن أنس

(1) ورواه يحيى بن أيوب المصري عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة.

أخرجه سمويه في "الفوائد"(47) عن عبد الله بن صالح المصري ثنا يحيى بن أيوب به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8701) عن مطلب بن شعيب الأزدي عن عبد الله بن صالح به.

وحديث الليث أصح.

ص: 2242

فأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه طفيل بن سنان عن عبيد بن عمير قال: سمعت رجلا يقول لابن عمر: ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إني لأمزح ولا أقول إلا حقا"؟ قال: نعم.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13443) عن أحمد بن المعلى الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الله بن يزيد البكري ثنا سليمان بن أبي داود عن طفيل بن سنان به.

وأخرجه في "الأوسط"(6760) عن محمد بن أبي زرعة الدمشقي ثنا هشام بن عمار به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبيد بن عمير إلا طفيل بن سنان، ولا رواه عن طفيل إلا سليمان بن أبي داود، ولا عن سليمان إلا عبد الله بن يزيد، تفرد به هشام بن عمار"

وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 8/ 89

قلت: وإسناده ضعيف، عبد الله بن يزيد البكري قال أبو حاتم: ضعيف الحديث ذاهب الحديث (الجرح 2/ 2 / 201)

وسليمان بن أبي داود وطفيل بن سنان لم أر من ترجمهما.

الثاني: يرويه مبارك بن فَضالة عن بكر بن عبد الله المزني عن ابن عمر رفعه "إني لأمزح ولا أقول إلا حقا"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(999 و 7318) و "الصغير"- (2/ 7) من طرق عن الهيثم بن جميل البغدادي ثنا مبارك بن فضالة به.

قال الطبراني: لم يروه عن مبارك إلا الهيثم، ولا يُروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد"

وقال الهيثمي (1): إسناده حسن" المجمع 8/ 89

قلت: فيه عنعنة مبارك بن فضالة فإنه كان مدلسًا، واختلف عنه، فرواه عبيد الله بن موسى الكوفي عنه عن بكر بن عبد الله مرسلًا.

أخرجه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(375)

(1) وقال الذهبي: إسناده قريب من الحسن" تاريخ الإسلام (الترجمة النبوية ص 338)

ص: 2243

وأما حديث أنس فله عنه طريقان:

الأول: يرويه شعبة عن قتادة عن أنس رفعه "إني لأمزح ولا أقول إلا حقا".

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(3/ 378) عن أبي القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري ثنا محمد بن المظفر ثنا محمد بن محمد الباغندي ثني محمد بن يزيد بن سعيد النهرواني ثنا أحمد بن عبد الصمد الأنصاري ثنا وكيع بن الجراح ثنا شعبة به.

ذكره في ترجمة محمد بن يزيد بن سعيد النهرواني ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وأحمد بن عبد الصمد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.

الثاني: يرويه كثير بن شِنْظِير عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك قال: قالوا: يا رسول الله! إنك تمزح معنا، قال "إني أمزح ولا أقول إلا حقا"

أخرجه ابن عدي (2/ 755) عن الحسن بن محمد بن عنبر ثنا محمد بن بكار ثنا جعفر بن سليمان عن كثير بن شنظير به.

وقال: وهذا الحديث باطل، وإنما بهذا الإسناد طلب العلم، وهذا المتن إنما يرويه ابن بكار عن أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة فإنْ لم يكن ابن عنبر تعمد فلعله دخل له حديث في حديث"

قلت: ابن عنبر وثقه البرقاني وضعفه ابن قانع، وكثير بن شنظير مختلف فيه، والباقون ثقات.

1558 -

"إني لا أقول في الغضب والرضا إلا حقا"

سكت عليه الحافظ (1).

تقدم الكلام عليه فانظر حديث "اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا الحق"

1559 -

"إني لا أَنْسَى ولكني أُنَسَّى"

قال الحافظ: وقد تعقبوا هذا أيضًا بأنّ حديث: فذكره، لا أصل له فإنّه من بلاغات مالك التي لم توجد موصولة بعد البحث الشديد" (2)

الحديث في "الموطأ"(1/ 100) بلفظ "إني لَأَنْسى أو أُنَسَّى لِأَسُنَّ"

(1) 9/ 197 (كتاب المغازي- باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته)

(2)

3/ 343 (كتاب الصلاة - أبواب السهو - باب يكبر في سجدتي السهو)

ص: 2244

قال ابن عبد البر: أما هذا الحديث بهذا اللفظ، فلا أعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بوجه من الوجوه مسندا ولا مقطوعا من غير هذا الوجه- والله أعلم -، وهو أحد الأحاديث الأربعة في "الموطأ" التي لا توجد في غيره مسندة ولا مرسلة- والله أعلم-، ومعناه صحيح في الأصول" التمهيد 24/ 375

1560 -

عن أبي عمير بن أنس عن عمومته من الأنصار قالوا: اهتم النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة كيف يجمع الناس لها؟ فقال (1): أنصب راية عند حضور وقت الصلاة فإذا رأوها آذن بعضهم بعضا، فلم يعجبه" الحديث. وفيه ذكروا القُنْع- بضم القاف وسكون النون -يعني البوق، وذكروا الناقوس. فانصرف عبد الله بن زيد وهو مهتم فأُوي الأذان فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وكان عمر رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوما ثم أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال "ما منعك أن تخبرنا؟ " قال: سبقني عبد الله بن زيد فاستحييت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا بلال قم فانظر ما يأمرك به عبد الله بن زيد فافعله"

قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود بسند صحيح إلى أبي عمير بن أنس عن عمومته من الأنصار قالوا: فذكره" (2)

صحيح

أخرجه أبو داود (498) عن عباد بن موسى الخُتَّلي وزياد بن أيوب البغدادي- وحديث عباد أتم- قالا: ثنا هشيم عن أبي بشر- قال زياد: أخبرنا أبو بشر- عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار قال: اهتم النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة، كيف يجمع الناس لها؟ فقيل له: انصب راية عند حضور الصلاة، فإذا رأوها آذن بعضهم بعضا، فلم يعجبه ذلك، قال: فذكر له القُنْع -يعني الشَّبُّور- وقال زياد: شبور اليهود، فلم يعجبه ذلك، وقال "هو من أمر اليهود" قال: فذكر له الناقوس، فقال "هو من أمر النصارى" فانصرف عبد الله بن زيد بن عبد ربه وهو مهتم لهمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأُري الأذان في منامه، قال: فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال له: يا رسول الله إني لبين نائم ويقظان إذ أتاني آت فأراني الأذان، قال: وكان عمر بن الخطاب قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوما، قال: ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له "ما منعك أن تخبرني؟ " فقال: سبقني عبد الله بن زيد، فاستحييت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا بلال، قم فأنظر ما يأمرك به عبد الله بن زيد فافعله" قال: فأذن بلال.

(1) ولفظ أبي داود: فقيل.

(2)

2/ 221 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب بدء الأذان)

ص: 2245

قال أبو بشر: فأخبرني أبو عمير أن الأنصار تزعم أنّ عبد الله بن زيد لولا أنّه كان يومئذ مريضا لجعله رسول الله- صلى الله عليه وسلم مؤذنا.

ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي (1/ 390) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 20 - 21)

وأخرجه البيهقي (1/ 399) من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري ثنا هشيم به.

وأبو عمير بن أنس بن مالك الأنصاري وثقه ابن سعد وابن حبان والحافظ في "التقريب".

وقال ابن عبد البر في "التمهيد": مجهول لا يحتج به (التهذيب)

وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه أبو بشر، قال ابن القطان: لم تثبت عدالته، وصحح حديثه ابن المنذر وابن حزم وغيرهما فذلك توثيق له"

قلت: وباقي رواته كلهم ثقات، وأبو بشر هو جعفر بن إياس بن أبي وحشية، وهشيم صرّح بالإخبار من أبي بشر فانتفى التدليس.

1561 -

"اهجوا المشركين بالشعر فإنّ المؤمن يجاهد بنفسه وماله، والذي نفس محمد بيده كأنما تنضحونهم بالنبل"

قال الحافظ: وروى أحمد من حديث كعب بن مالك قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)

يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:

• فقيل: عنه عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن كعب بن مالك رفعه" اهجوا بالشعر إنّ المؤمن يجاهد بنفسه وماله، والذي نفس محمد بيده كأنما ينضحونهم بالنبل"

أخرجه أحمد (3/ 460) من طريق محمد بن عبد الله بن أخي ابن شهاب عن ابن شهاب به.

• ورواه غير واحد عن ابن شهاب أني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أنّ كعب بن مالك حين أنزل الله تبارك وتعالى في الشعر ما أنزل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله تبارك وتعالى قد أنزل في الشعر ما قد علمت وكيف ترى فيه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إنّ المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه"

(1) 7/ 365 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب من أحب أن لا يسب نسبه)

ص: 2246

أخرجه أحمد (3/ 456) والبيهقي (10/ 239)

عن شعيب بن أبي حمزة (1)

والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 304 - 305)

عن محمد بن الوليد الزُّبيدي

و (3/ 1/305)

عن محمد بن عبد الله بن أبي عتيق (2)

ثلاثتهم عن ابن شهاب به.

وإسناده صحيح على شرط البخاري، لكن قال الذهلي في "العلل": ما أظنّ عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك سمع من جده شيئًا، وقال الدارقطني: روايته عن جده مرسل.

وقد جاء التصريح بسماع عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك من جده في رواية عند البخاري في كتاب الجهاد (فتح 6/ 454)(3) وقد تكلم الدارقطني على هذه الرواية (انظر هدي الساري 2/ 122 - 123)

• وقيل: عن ابن شهاب الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه أنّه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنّ الله قد أنزل في الشعر ما أنزل (4)، قال "إنّ المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه، والذي نفسي بيده لكأنما ترمون فيهم نضح النبل (5) "

أخرجه عبد الرزاق (20500) وأحمد (6/ 387) وابن حبان (5786) والطبراني في "الكبير"(19/ 75) والبيهقي (10/ 239) والبغوي في "شرح السنة"(3409)

(1) رواه أبو اليمان الحكم بن نافع عنه

(2)

رواه إسماعيل بن أبي أويس عن أخيه عن سليمان بن بلال عن ابن أبي عتيق.

(3)

وكذا هي عند النسائي في كتاب الطلاق من سننه (6/ 124) وهي من رواية عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك قال: سمعت كعب بن مالك.

ورواه غير ابن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه قال: سمعت كعب بن مالك.

وهكذا رواه غير يونس بن يزيد عن الزهري به

(4)

ولفظ حديث يونس "يا رسول الله، ما ترى في الشعر؟ "

(5)

ولفظ حديث يونس "لكأنما تنضحونهم بالنبل"

ص: 2247

عن مَعْمَر بن راشد

وابن حبان (4707) والطبراني في "الكبير"(19/ 76)

عن يونس بن يزيد

كلاهما عن الزهري به.

واللفظ لحديث معمر.

وإسناده صحيح على شرط البخاري، لكن قال أحمد بن صالح المصري: لم يسمع الزهري من عبد الرحمن بن كعب بن مالك شيئًا والذي يروي عنه هو عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك (1).

• وقيل: عن ابن شهاب الزهري عن بشير بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن كعب بن مالك كان يحدث أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "والذي نفسي بيده لكأنما تنضحونهم بالنبل فيما تقولون لهم من الشعر"

أخرجه أحمد (3/ 456) والبيهقي (10/ 239)

عن شعيب بن أبي حمزة (2)

والطبراني في "الكبير"(19/ 76)

عن محمد بن عبد الله بن أبي عتيق (3)

كلاهما عن ابن شهاب به.

• وقيل: عن ابن شهاب الزهري ثني عبد الله بن كعب بن مالك أن كعب بن مالك حين أنزل الله في الشعر ما أنزل، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن الله قد أنزل في الشعر ما قد علمت، فكيف ترى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ المؤمن ليجاهد بسيفه ولسانه"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(673) من طريق عتاب بن بشير الجزري عن إسحاق بن راشد عن الزهري به.

(1) المراسيل ص 190 - جامع التحصيل ص 231 - التهذيب 9/ 450

(2)

رواه أبو اليمان الحكم بن نافع عنه.

(3)

رواه إسماعيل بن أبي أويس عن أخيه عن سليمان بن بلال عن ابن أبي عتيق.

وقد تقدم أنّ شعيب وابن أبي عتيق روياه عن الزهري. عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أنّ كعب بن مالك. مما يدل على أنّ هذا الاختلاف إنما هو من الزهري نفسه، والله تعالى أعلم.

ص: 2248

وقال: لم يروه عن إسحاق إلا عتاب"

قلت: "وإسحاق بن راشد هو الجَزَري وهو ثقة لكن تكلم ابن معين في روايته عن الزهري فقال: ليس هو في الزهري بذاك.

1562 -

"اهدوا السبيل، وأعينوا المظلوم، وأفشوا السلام"

قال الحافظ: وفي حديث البراء عند أحمد والترمذي: فذكره" (1)

أخرجه الطيالسي (ص 97) عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على قوم جلسوا في الطريق، فقال "إنْ كنتم لا بد فاعلين فردوا السلام، وأعينوا المظلوم، واهدوا السبيل"

وأخرجه الترمذي (2726) عن محمود بن غيلان المروزي عن الطيالسي به.

وأخرجه أحمد (4/ 282 و 291 و 301) والدارمي (2658) وأبو يعلى (1717 و 1718) والروياني (323) والطحاوي في "المشكل"(170 و 171) من طرق عن شعبة به.

وأخرجه أحمد (4/ 282 و 291 و 293) والطحاوي (172) وابن حبان (597) من طرق عن إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن البراء به.

قال شعبة: قلت لأبي إسحاق: أسمعته من البراء؟ قال: لا.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"

قلت: رواته ثقات إلا أنّه منقطع.

1563 -

عن عائشة قالت: أُهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أرنب وأنا نائمة، فخبأ لي منها العجز، فلما قمت أطعمني"

قال الحافظ: أخرجه الدارقطني وسنده ضعيف" (2)

ضعيف

أخرجه الدارقطني (4/ 291) من طريق عبد الله بن يزيد بن الصلت الشيباني عن يزيد بن عياض عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف عن عكرمة عن ابن عباس عن عائشة به.

(1) 13/ 247 (كتاب الاستئذان- باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} [النور: 27])

(2)

12/ 83 - 84 (كتاب الذبائح - باب الأرنب)

ص: 2249

وعبد الله بن يزيد قال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال النسائي: ضعيف.

ويزيد بن عياض كذبه مالك وابن معين والنسائي.

وخالفه عبد الله بن عبد الله الطلحي المدني فرواه عن عبد المجيد بن سهيل عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف قال: سمعت ابن عباس يقول: أُهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرنبا، وعائشة نائمة، فرفع لها منها العجز، فلما انتبهت أعطاها إياه فأكلته.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10644) عن محمد بن عبد الله القرمطي ثنا عبيد الله بن عبد الله الطلحي المدني ثني أبي عبد الله بن عبد الله به.

قال الهيثمي: وفي إسناده جماعة لم أعرفهم" المجمع 4/ 36

قلت: شيخ الطبراني ترجمه الخطيب في "التاريخ"(5/ 433 - 434) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا.

وعبيد الله بن عبد الله وأبوه لم أر من ترجمهما.

وعبد المجيد وأبو أمامة ثقتان.

1564 -

عن ابن عمر قال: أُهدي لرجل رأس شاة، فقال: إنّ أخي وعياله أحوج منا إلى هذا، فبعث به إليه، فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى رجعت إلى الأول بعد سبعة، فنزلت (1).

قال الحافظ: وعند ابن مردويه من طريق محارب بن دِثَار عن ابن عمر: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه الحاكم (2/ 483 - 484) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 239) من طريق

القاسم بن الحكم العُرَني ثنا عبيد الله بن الوليد عن محارب بن دِثار عن ابن عمر قال: فذكره.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عبيد الله ضعفوه"

قل: هو الوَصَّافي.

(1) يعني قوله تعالى {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9]

(2)

8/ 121 (كتاب الأنبياء- باب قول الله عز وجل {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9])

ص: 2250

1565 -

عن أبي طلحة قال: يا نبي الله، اشتريت خمرا لأيتام في حجري، قال:"أَهْرق الخمر واكسر الدِّنَان"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي" (1).

أخرجه الترمذي (1293)

عن حميد بن مسعدة البصري

والطبراني في "الكبير"(4714)

عن مسدد

والدراقطني (4/ 266)

عن موسى بن أعْيَن الجزري

ثلاثتهم عن معتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم عن أبي هُبيرة يحيى بن عباد عن أنس عن أبي طلحة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني اشتريت خمرا لأيتام في حجري، فقال"أهرق الخمر واكسر الدنان" فقلت: يا رسول الله، إنها لأيتام، قال "أهرق الخمر واكسر الدنان"

واللفظ للطبراني.

ولفظ الدارقطني: عن أنس قال: ثني أبو طلحة أنه كان عنده مال ليتامى، فاشترى به خمرا، قال: فنزل تحريم الخمر، قال: وما خمرنا يومئذ إلا من التمر، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له: إنّه كان عندي مال يتيم، فاشتريت به خمرا قبل أنْ تحرم الخمر، فأمرني أكسر الدنان وأهريقه، فأتيته ثلاث مرات، كل ذلك يأمرني أن كسر الدنان وأهريقه.

واختلف فيه على ليث، فرواه إسرائيل بن يونس عنه عن يحيى بن عباد عن أنس قال: كان في حِجر أبي طلحة يتامى فابتاع لهم خمرا، فلما حرمت الخمر أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "أجعله خلا؟ قال "لا" فأهراقه.

أخرجه أحمد (3/ 260)

وهذا أصح من حديث معتمر بن سليمان.

فقد رواه إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدِّي عن يحيى عن عباد عن أنس قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيتخذ الخمر خلا؟ قال "لا"

(1) 6/ 46 (كتاب المظالم - باب هل تكسر الدنان التي فيها الخمر)

ص: 2251

وفي لفظ "أنّ أبا طلحة سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أيتام ورثوا خمرا، قال "أهرقها" قال: أفلا أجعلها خلا؟ قال "لا".

أخرجه مسلم (1983) والدارقطني (4/ 265) والبيهقي (6/ 37)

عن عبد الرحمن بن مهدي

وابن أبي شيبة (8/ 202) وأبو داود (3675) واللفظ الثاني له

عن وكيع

والترمذي (1)(1294)

عن يحيى بن سعيد القطان

وابن الجارود (854) والبيهقي (6/ 37)

عن قَبيصة بن عقبة الكوفي

والبيهقي (6/ 37)

عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النَّهدي

كلهم عن سفيان الثوري عن إسماعيل السدي به.

وخالفهم عبد الصمد بن حسان المروزي فرواه عن الثوري عن السدي عن يحيى بن عباد عن أنس عن أبي طلحة

فجعله عن أبي طلحة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(4713)

والأول أصح.

ورواه إسرائيل بن يونس عن السدي عن يحيى بن عباد عن أنس قال: كان في حِجر أبي طلحة يتامى واشترى لهم خمرا، فلما نزل تحريم الخمر أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال: أجعله خلا؟ قال "لا" فأهراقه.

أخرجه أحمد (3/ 260) والدارمي (2121) واللفظ له والدارقطني (4/ 265) والبيهقي (6/ 37)

(1) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وهو أصح من حديث الليث"

يعني رواية معتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم.

ص: 2252

1566 -

"أهل الجنة عشرون ومائة صف، أمتي منها ثمانون صفا"

قال الحافظ: وأخرج أحمد والترمذي وصححه من حديث بُريدة رفعه: فذكره، وله شاهد من حديث ابن مسعود بنحوه وأتم منه أخرجه الطبراني" (1)

صحيح

ورد من حديث بريدة ومن حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي موسى الأشعري ومن حديث معاوية بن حَيدة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث الشعبي مرسلاومن حديث مجاهد مرسلا

فأما حديث بريدة فأخرجه أحمد (5/ 347 و 355) وأبو يعلى في "معجمه"(211) والطحاوي في "المشكل"(366) والطبراني في "الأوسط"(8488) وابن عدي (4/ 1420) وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين"(53)

عن عبد العزيز بن مسلم القَسْملي

وابن أبي شيبة (11/ 470 - 471) وسمويه في "الفوائد"(63) والترمذي (2546) وابن حبان (7459) والحاكم (1/ 81 - 82)

عن محمد بن فضيل بن غزوان الكوفي

كلاهما عن ضرار بن مرة (2) أبي سنان الشيباني عن محارب بن دِثار (3) عن ابن بريدة عن أبيه رفعه "أهل الجنة عشرون ومائة صف، هذه الأمة منها ثمانون صفا (4) "

قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روي هذا الحديث عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن النبي- صلى الله عليه وسلم مرسلا، ومنهم من قال عن سليمان بن بريدة عن أبيه، وحديث أبي سنان عن محارب بن دثار حسن، وأبو سنان اسمه ضرار بن مرة"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال ابن القيم: إسناده على شرط الصحيح" حادي الأرواح ص 123

(1) 14/ 178 (كتاب الرقاق- باب الحشر)

(2)

ووقع في رواية ابن عدي "ضرار بن عمرو" وهو وهم.

(3)

تابعه أبو سعد البقال عن ابن بريدة عن أبيه به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1627)

وأبو سعد واسمه سعيد بن المرزبان ضعيف.

(4)

زاد الترمذي "وأربعون من سائر الأمم"

ص: 2253

قلت: وهو كما قالا، وابن بريدة هو عبد الله، جاء التصريح بذلك في رواية لأحمد (5/ 361)

وتابعه أخوه سليمان بن بريدة عن أبيه رفعه "أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون منها أمتي، وأربعون سائر الأمم".

أخرجه الدارمي (2838)

عن معاوية بن هشام الكوفي (1)

وسمويه في "الفوائد"(62) وابن ماجه (4289) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 275) والحاكم (1/ 82)

عن الحسين بن حفص الأصبهاني

وسمويه في "الفوائد"(60)

عن محمد بن كثير العبدي البصري

كلاهما عن سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه به.

- ورواه المؤمل بن إسماعيل البصري عن الثوري واختلف عنه:

• فقيل: عن المؤمل عن الثوري عن علقمة عن سليمان عن أبيه.

أخرجه ابن حبان (7460)

عن أبي عبيدة بن الفضيل بن عياض

والحاكم (1/ 82)

عن الحسن بن الحارث

وعن عمرو بن محمد العَنْقَزي قالوا: ثنا المؤمل بن إسماعيل به.

• وخالفهم الحسين بن الحسن المروزي فرواه في "زيادات الزهد" لابن المبارك (1572) عن المؤمل بن إسماعيل عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة مرسلا.

- ورواه عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه.

(1) قال في روايته "أراه عن أبيه"

ص: 2254

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5759)

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 471) وفي "مسنده"(380) وأحمد (1/ 453) عن عفان بن مسلم البصري ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا الحارث بن حصيرة ثنا القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "كيف أنتم وربع أهل الجنة لكم ربعها ولسائر الناس ثلاثة أرباعها" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال "فكيف وأنتم ثلثها" قالوا: فذاك أكثر. قال "فكيف وأنتم الشطر" قالوا: فذلك أكثر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أهل الجنة يوم القيامة عشرون مائة صف، أنتم منها ثمانون صفا".

وأخرجه البزار (1999) وأبو يعلى (5358) والطحاوي في "المشكل"(365) والطبراني في "الكبير"(10350) و"الأوسط"(543) و"الصغير"(1/ 34) وأبو نعيم في "صفة الجنة"(239) والخطيب في "المتفق والمفترق"(1331) من طرق عن عفان بن مسلم به.

وتابعه يحيى (1) ثنا عبد الواحد به.

أخرجه سمويه في "الفوائد"(64)

قال البزار: لا نعلم يُروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد"

وقال الطبراني: لم يروه عن القاسم إلا الحارث، تفرد به عبد الواحد بن زياد"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وقد وثق" المجمع 10/ 403

قلت: إسناده حسن رواته ثقات غير الحارث بن حصيرة فهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وذكره العقيلي وغيره في "الضعفاء".

والقاسم بن عبد الرحمن هو ابن عبد الله بن مسعود، وأبوه اختلف في سماعه من ابن مسعود، وأثبت له السماع منه غير واحد.

والحديث اختلف فيه على عبد الواحد بن زياد، فرواه يعقوب بن إسحاق الحضرمي عنه عن الحارث بن حصيرة عن زيد بن وهب عن ابن مسعود.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10398) عن محمد بن أحمد بن أبي خيثمة ثنا أحمد بن محمد بن نيزك الطوسي ثنا يعقوب بن إسحاق به.

(1) ما عرفته.

ص: 2255

والأول أصح لأنّ عفان بن مسلم أثبت من يعقوب بن إسحاق.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(10682) وابن عدي (3/ 885) وأبو الطاهر الذهلي في حديثه (143) والخطيب في "تالي التلخيص"(120) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا خالد بن يزيد البجلي ثنا سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده رفعه "أهل الجنة عشرون ومائة صف (1)، ثمانون منها أمتي"

وإسناده ضعيف لضعف خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد البجلي القسري.

قال ابن عدي: أحاديثه كلها لا يتابع عليها لا إسنادا ولا متنا، ولم أر للمتقدمين الذين يتكلمون في الرجال لهم فيه قول، ولعلهم غفلوا عنه، وقد رأيتهم تكلموا في من هو خير من خالد هذا، فلم أجد بداً من أنْ أذكره، وأنْ أبين صورته عندي، وهو عندي ضعيف، إلا أنّ أحاديثه افرادات، ومع ضعفه كان يكتب حديثه"

وسليمان بن علي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله في الحديث.

وأما حديث أبي موسى فأخرجه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"(1323) من طريق سويد بن عبد العزيز الدمشقي ثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن أبي زائدة عن أبيه عن أبي موسى رفعه "أهل الجنة عشرون ومائة صف، أمتي منها ثمانون صفا، وسائر الأمم أربعون صفا"

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الله بن أبي زائدة إلا زهير، تفرد به سويد"

وقال الهيثمي: وفيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف جدًا" المجمع 10/ 403

وأما حديث معاوية بن حيدة فأخرجه خيثمة بن سليمان في "فوائده"(ص 78 - 79) والطبراني في "الكبير"(19/ 419) وابن عدي (6/ 2288) وابن شاهين في "الأفراد"(53 و 54) من طريق حماد بن عيسى الجهني ثنا سفيان الثوري عن بَهز بن حكيم عن أبيه عن جده رفعه "أهل الجنة مائة وعشرون صفا، أنتم ثمانون صفا والناس سائر ذلك، وأنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل"

قال ابن شاهين: هذا حديث غريب من حديث الثوري، لا أعلم حدّث به عنه إلا حماد بن عيسى"

(1) وفي لفظ "صنف"

ص: 2256

وقال الهيثمي: وفيه حماد بن عيسى الجهني وهو ضعيف" المجمع 10/ 403

قلت: ضعفه أبو حاتم وأبو داود والدارقطني واتهمه الحاكم والنقاش بالوضع.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عدي (7/ 2661) عن أبي عروبة الحسين بن محمد الحرّاني ثنا المسيب ثنا ابن المبارك عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة رفعه "أهل الجنة يوم القيامة عشرون مائة صنف، ثمانون صنفا من أمتي"

وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب التيمي المدني.

وأما حديث الشعبي فأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(379 - زيادات نعيم عن موسى الجهني)

وأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 470) وهناد في "الزهد"(196) وسمويه (61) والواحدي في "الوسيط"(1/ 478) من طرق عن موسى الجهني عن الشعبي قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم لجلسائه يوما "أيسركم أنْ تكونوا ثلث أهل الجنة؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "أفيسركم أن تكونوا نصف أهل الجنة؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "فإنّ أمتي يوم القيامة ثلثا أهل الجنة، إنّ الناس يوم القيامة عشرون ومائة صف، وإنّ أمتي من ذلك ثمانون صفا"

واختلف فيه على موسى الجهني، فرواه القاسم بن غصن عنه عن أبي بُردة بن أبي موسى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن هذا الحديث قالا: هذا خطأ إنما هو موسى الجهني عن الشعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل. قالا: والخطأ من القاسم، قلت: ما حال القاسم: قالا: ليس بقوي" العلل 2/ 215

وأما حديث مجاهد فأخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 106 - 107) من طريق إسماعيل بن عيسى العطار أنا إسحاق بن بشر عن ابن جريج عن مجاهد، ومحمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي نَجيح عن مجاهد فذكر حديثا وفيه "أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة" قالوا: بلى يا رسول الله، فقال "أما ترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال "فإن أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون صفا أمتي، وأربعون صفا سائر الأمم

"

إسحاق بن بشر هو أبو حذيفة البخاري صاحب كتاب المبتدأ كذبه الدارقطني وغيره.

1567 -

عن مجاهد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أنصرف من غزاة بني المصطلق، فساق قصة طويلة وفيها أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون صفا

ص: 2257

منها أمتي، وأربعون صفا سائر الأمم، ولي مع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب" قيل: من هم؟ فذكر الحديث وفيه: فقال "اللهم اجعل عكاشة منهم" قال: فاستشهد بعد ذلك. ثم قام سعد بن عبادة الأنصاري فقال: يا رسول الله، ادع الله أنْ يجعلني منهم، الحديث.

قال الحافظ: أخرجه الخطيب في "المبهمات" من طريق أبي حذيفة إسحاق بن بشر البخاري أحد الضعفاء من طريقين له عن مجاهد: فذكره" (1)

انظر الحديث الذي قبله.

1568 -

"أهل النار كل جَعْظَرِي جَوَّاظ مستكبر"

قال الحافظ: وأخرج الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو أنّه تلا قوله تعالى {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ} [ق: 25] إلى {زَنِيمٍ} [القلم: 13]، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره" (2)

صحيح

أخرجه أحمد (2/ 169 و 214) وابن قتيبة في "الغريب"(1/ 256) وابن أبي الدنيا في "التواضع"(220) والحارث (بغية الباحث 1098) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه"(12) والحاكم (2/ 499) والبيهقي في "الشعب"(7822)"وإسماعيل الأصبهاني في"الترغيب" (1031) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (86 و 87) من طرق عن موسى بن عُلَي بن رباح قال: سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص به.

وزاد "جَمَّاع، وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون"

والسياق للحاكم، ولم يذكر الباقون الآية.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 393

وقال البوصيري: ورواته ثقات" مختصر الإتحاف 10/ 628

قلت: إسناده صحيح، وعلي بن رباح قال الذهبي في "السير" (5/ 101): سمع من عبد الله بن عمرو.

ولم يخرج مسلم روايته عن ابن عمرو.

(1) 14/ 204 (كتاب الرقاق- باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب)

(2)

10/ 289 - 290 (كتاب التفسير: سورة {ن وَالْقَلَمِ} - باب {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13)} [القلم: 13])

ص: 2258

1569 -

عن قتادة قال: أرسل عبد الله بن أُبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما دخل عليه قال:"أهلكك حب يهود" فقال: يا رسول الله، إنما أرسلت إليك لتستغفر لي ولم أرسل إليك لتوبخني، ثم سأله أنْ يعطيه قميصه يكفن فيه فأجابه.

قال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق عن مَعْمَر، والطبري من طريق سعيد كلاهما عن قتادة قال: فذكره، وهذا مرسل مع ثقة رجاله، ويعضده ما أخرجه الطبراني من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما مرض عبد الله بن أبي جاءه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد فهمت ما تقول فامنن علىّ فكفني في قميصك وصلّ علىّ، ففعلّ" (1)

مرسل

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 2/ 284 - 285) عن معمر بن راشد عن قتادة في قوله تعالى {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} [التوبَة: 84] قال: أرسل عبد الله بن أبي بن سلول وهو مريض إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم، قال له "أهلكك حب يهود" قال له: يا رسول الله، إنما أرسلت إليك تستغفر لي، ولم أرسل إليك لتؤنبني، ثم سأله عبد الله أنْ يعطيه قميصه يكفن فيه، فأعطاه إياه، وصلّى عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وقام على قبره، فأنزل الله تعالى {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبَة: 84].

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(10/ 206) من طريق محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن قتادة به.

ولم ينفرد معمر به بل تابعه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة به (2).

أخرجه الطبري.

ورواته ثقات إلا إنّه مرسل.

وله شاهد عن ابن عباس قال: لما كان مرض عبد الله بن أُبي الذي مات فيه جاءه النبي صلى الله عليه وسلم فتكلما بكلام بينهما، فقال عبد الله: قد فهمت ما تقول أمنن علىّ فكفني في قميصك وصلِّ عليّ، فكفنه النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه ذلك وصلّى عليه.

أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(6627) عن ابن جُريج أني الحكم بن أبان عن عكرمة مولى ابن عباس قال: قال ابن عباس: فذكره.

(1) 9/ 403 (كتاب التفسير- باب قوله {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبه: 80] الآية)

(2)

وزاد: قال قتادة: ذكر لنا أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم كلم في ذلك فقال "وما يغني عنه قميصي من الله أو ربي وصلاتي عليه، وإني لأرجو أن يسلم به ألف من قومه".

ص: 2259

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(11598)

قال الهيثمي: وفيه الحكم بن أبان وثقه النسائي وجماعة وضعفه ابن المبارك، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 33

قلت: إسناده صحيح رواته كلهم ثقات، والحكم بن أبان الأكثر على توثيقه.

1570 -

حديث جابر أَنَّ عائشة أهلت بعمرة حتى إذا كانت بِسَرِف حاضت، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم "أَهلي بالحج" حتى إذا طهرت طافت بالكعبة وسعت، فقال "قد حللت من حجك وعمرتك" قالت: يا رسول الله، إني أجد في نفسي أني لم أطف بالبيت حتى حججت، قال: فأعمرها من التنعيم"

قال الحافظ: رواه مسلم (1213) " (1)

1571 -

"أوتروا يا أهل القرآن، فإنّ الله وتر يحب الوتر"

قال الحافظ: حديث علي "إنّ الوتر ليس بحتم كالمكتوبة ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتر ثم قال: فذكره، أخرجوه في السنن الأربعة وصححه ابن خزيمة واللفظ له"(2)

يرويه أبو إسحاق السبيعي عن عاصم بن ضَمْرَة عن علي.

واختلف فيه على أبي إسحاق في رفعه ووقفه:

- فرواه غير واحد عنه عن عاصم بن ضمرة السلولي عن عليّ قال: إنّ الوتر ليس بحتم كصلاتكم المكتوبة ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتر (3) ثم قال: "يا أهل القرآن أوتروا، فإن الله وتر يحب الوتر"

أخرجه ابن ماجه (1169) والترمذي (453) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1/ 148) والنسائي (3/ 187) وفي "الكبرى"(1384) وابن خزيمة (1067) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(431) والحاكم (1/ 300) والبغوي في "شرح السنة"(976)

عن أبي بكر بن عياش

(1) 4/ 166 (كتاب الحج- باب التمتع)

(2)

13/ 487 (كتاب الدعوات- باب لله مائة اسم غير واحدة)

(3)

وفي لفظ "سنَّ"

وفي لفظ آخر "ولكنه سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم"

ص: 2260

وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1/ 143و144) والبزار (670) وابن نصر في "الوتر"(ص 245) وأبو يعلى (585) وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 168) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 120) وابن بشران (293) والخطيب في "التاريخ"(12/ 102)

عن منصور بن المعتمر (1)

وأحمد (1/ 110) وأبو داود (1416)

عن زكريا بن أبي زائدة

والبيهقي (2/ 468)

عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي

كلهم عن أبي إسحاق به.

- ورواه غير واحد عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي فأوقفوا المرفوع، وهو قوله "يا أهل القرآن أوتروا، فإنّ الله وتر يحب الوتر"

أخرجه الطيالسي (ص 15) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2012) والخطيب في "الموضح"(2/ 282 - 283)

عن إسرائيل بن يونس

وأحمد (1/ 100) وأبو القاسم البغوي (2647) والبيهقي (2/ 467 - 468)

عن أبي خيثمة زهير بن معاوية الكوفي

وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1/ 145)

عن علي بن صالح بن حي الكوفي

ثلاثتهم عن أبي إسحاق به.

- ورواه غير واحد عن أبي إسحاق فلم يذكروا قوله "يا أهل القرآن أوتروا، فإنّ الله وتر يحب الوتر" واقتصروا على أوله.

(1) هكذا رواه جرير بن عبد الحميد عن منصور بن المعتمر عن أبي إسحاق عن عاصم عن علي، وخالفه أبو حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار فرواه عن منصور عن أبي إسحاق عن عاصم أو الحارث عن علي.

أخرجه البزار (671)

قال الدارقطني: والمحفوظ عن عاصم بن ضمرة عن علي" العلل 4/ 79

ص: 2261

أخرجه أحمد (1/ 107) وعبد بن حميد (70) والدارمي (1587) والبزار (683) وأبو يعلى (317) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 331)

عن شعبة

وعبد الرزاق (4569) وابن أبي شيبة (2/ 296) وأحمد (1/ 86 و 98 و115) والترمذي (454) والبزار (684) والنسائي (3/ 187) وفي "الكبرى"(1385) وأبو يعلى (618) وابن خزيمة (2/ 137) وأبو علي الطوسي (432) والبيهقي (2/ 8 و 467 - 468) وابن عبد البر في "التمهيد"(13/ 260)

عن سيفان الثوري (1)

وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1/ 144)

عن شَريك بن عبد الله القاضي

وعبد الرزاق (4569) وأحمد (1/ 115)

عن مَعْمر بن راشد

وابن أبي شيبة (2/ 295)

عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي

وابن أبي شيبة (2/ 296) وأحمد (1/ 120) والبزار (682)

عن حجاج بن أرطأة

كلهم عن أبي إسحاق به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا أبو إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي، ورواه غير واحد عن أبي إسحاق"

وقال الترمذي: حديث علي حديث حسن، وحديث سفيان الثوري أصح من حديث أبي بكر بن عياش"

ونقل الحافظ في "التلخيص"(2/ 14) تصحيح الحاكم له.

(1) هكذا رواه وكيع وعبد الرحمن بن مهدي وعبد الرزاق وأبو نعيم الفضل بن دكين وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وأبو أحمد الزبيري عن الثوري عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي.

وخالفهم معاوية بن هشام فرواه عن الثوري عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي.

أخرجه الدارقطني في "العلل"(4/ 79) وقال: والمحفوظ قول من قال: عن عاصم بن ضمرة عن علي"

ص: 2262

قلت: أبو إسحاق السبيعي ثقة مشهور إلا أنّه كان يدلس واختلط بأخرة، وقد صرّح بالسماع من عاصم بن ضمرة في رواية شعبة فانتفى التدليس.

ورواية سفيان الثوري ومن تابعه عن أبي إسحاق أصح لأن سفيان الثوري من أثبت الناس في أبي إسحاق، وهو وشعبة وشريك ممن سمعوا من أبي إسحاق قبل أنْ يختلط.

وإسرائيل بن يونس ثبت أيضا في أبي إسحاق وهو مما يقوي الموقوف والله تعالى أعلم.

وللحديث شاهد عن ابن مسعود وآخر عن أبي هريرة

فأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عمرو بن مرّة واختلف عنه:

- فرواه الأعمش عن عمرو بن مرة واختلف عن الأعمش:

* فقيل: عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه رفعه "إنّ الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن" فقال أعرابي: ما تقول يا رسول الله؟ فقال "ليس لك ولا لأصحابك"

أخرجه ابن نصر في "الوتر"(ص 245)

عن إبراهيم بن طهمان

وأبو داود (1417) وابن ماجه (1170) وأبو يعلى (4987) والبيهقي (2/ 468) عن عمر بن عبد الرحمن أبي حفص الأبار

كلاهما عن الأعمش به.

• ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود مرسلا، ليس فيه عن أبيه.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 298)

- ورواه سفيان الثوري واختلف عنه:

• فرواه عبد الرزاق (4571) عن الثوري عن الأعمش كرواية أبي معاوية.

• ورواه أيوب بن سويد الرملي عن الثوري عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبيه.

ص: 2263

أخرجه الدارقطني في "العلل"(5/ 294).

• ورواه الحسين بن حفص الأصبهاني عن الثوري عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة مرسلا، ولم يذكر الأعمش ولا ابن مسعود.

أخرجه البيهقي (2/ 468)

• ورواه غير واحد عن الثوري عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبيه.

أخرجه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2741) والدارقطني في "العلل"(5/ 293 - 294)

عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد

والدارقطني (5/ 294).

عن النعمان بن عبد السلام الأصبهاني

و (5/ 293)

عن موسى بن أعْيَن الجزري (1)

ثلاثتهم عن الثوري به.

قال الدارقطني: قال أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن مهدي: سألت سفيان عن عمرو بن مرة هذا فقال: لم أسمعه من عمرو بن مرة"

وقال البيهقي: ويقال لم يسمعه الثوري من عمرو إنما سمعه عن رجل عن عمرو، وروي عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن الثوري فذكر فيه عبد الله وليس بمحفوظ"

- ورواه أبو سنان سعيد بن سنان الكوفي عن عمرو بن مرة واختلف فيه على سعيد بن سنان

• فرواه مهران بن أبي عمر الرازي عنه عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبيه.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10262) وتمام في "فوائده"(1565) والبيهقي (2/ 468)

• ورواه وكيع عن سعيد بن سنان عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة مرسلا.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 297 - 298)

(1) قال في روايته: أراه عن عبد الله.

ص: 2264

- ورواه غير واحد عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبيه، منهم:

1 -

أبو سفيان صالح بن مهران.

أخرجه محمد بن عاصم في "جزئه"(44)

2 -

سفيان بن عُيينة.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 313)

3 -

الأوزاعي.

أخرجه تمام في "فوائده"(1189)

قال الدارقطني: والمرسل هو المحفوظ" العلل 5/ 293

وقال البيهقي: والحديث مع ذكر عبد الله بن مسعود فيه منقطع لأنّ أبا عبيدة لم يدرك أباه"

قلت: والموصول عندي أصح من المرسل فقد رواه علي بن بَذِيمة وهو ثقة عن أبي عبيدة عن أبيه.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10263) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثنى إسرائيل عن علي بن بذيمة به.

الثاني: يرويه سفيان بن عُيينة عن جامع بن أبي راشد وعبد الملك بن أعين عن أبي وائل عن ابن مسعود رفعه "أوتروا يا أهل القرآن فقال أعرابي: ما تقول يا رسول الله؟ قال "ليست لك ولا لأصحابك"

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 313) عن إبراهيم بن محمد بن حمزة ثنا محمد بن أحمد بن سعيد الواسطي ثنا ابن أبي عمر ثنا سفيان به.

وقال: غريب من حديث أبي وائل عن ابن مسعود، تفرد به ابن أبي عمر"

قلت: وهو ثقة وكذا باقي رواته كلهم ثقات غير محمد بن أحمد الواسطي فلم أقف له على ترجمة.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الخطيب في "تاريخه"(2/ 43 - 44) من طريقين عن أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي الترمذي ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رفعه "إنّ الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن"

وإسناده صحيح رواته ثقات.

ص: 2265

1572 -

حديث البراء "أوثق عُرى الإيمان: الحب في الله والبغض في الله"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه الطيالسي (ص 101) عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن ليث عن عمرو بن مرة عن معاوية بن سويد بن مُقَرِّن عن البراء بن عازب قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال "أتدرون أي عرى الإيمان أوثق؟ " قلنا: الصلاة، قال "الصلاة حسنة وليست بذلك" قلنا: الصيام، فقال مثل ذلك حتى ذكرنا الجهاد فقال مثل ذلك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أوثق عرى الإيمان: الحب في الله عز وجل والبغض في الله".

ومن طريقه أخرجه ابن قدامة المقدسي في "المتحابين في الله"(12)

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان"(1) وابن نصر في "الصلاة"(393) والروياني (399) والبيهقي في "الشعب"(4 أو 9066) من طرق عن جرير بن عبد الحميد به.

وأخرجه أحمد (4/ 286)

عن إسماعيل بن عُلية

وابن أبي الدنيا في "الإخوان"(1) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 431)

عن إسماعيل بن زكريا الخُلقاني

قالا: ثنا ليث بن أبي سليم به.

واختلف فيه على ليث بن أبي سليم

• فرواه محمد بن فضيل عنه عن عمرو بن مرة عن البراء، ولم يذكر معاوية بن سويد.

أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 41 و 13/ 229) وفي "الإيمان"(110) وفي "المسند"(إتحاف الخيرة 93)

وتابعه محمد بن كثير الكوفي عن ليث به.

أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(1056) والخطيب في "التاريخ"(11/ 354) والشجري في "أماليه"(2/ 133) وابن قدامة في "المتحابين"(10)

• ورواه أبو شيخ الحرّاني عن موسى بن أعْيَن عن ليث عن عمرو بن مرة عن معاوية بن سويد قال: أراه عن أبيه - الشك من أبي شيخ - قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم.

(1) 1/ 53 (كتاب الإيمان- باب الإيمان وقول النبي صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام على خمس)

ص: 2266

أخرجه البيهقي في "الشعب"(13)

وليث بن أبي سليم ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وابن سعد وغيرهم (1).

وخالفه أبو اليسع المكفوف فرواه عن عمرو بن مرة عن عطاء أبي حمزة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه البخاري في "الكنى"(ص 82) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي ثنا أبو اليسع به.

وهذا أصح، وأبو اليسع قال أبو حاتم: يكتب حديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وللحديث شاهد عن ابن مسعود وآخر عن ابن عباس

فأما حديث ابن مسعود فله عنه طرق:

الأول: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن سويد بن غفلة عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا عبد الله، أتدري أيّ عرى الإسلام أوثق؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، قال "الولاية في الله، والحب في الله، والبغض في الله. يا عبد الله، أتدري أي الناس أعلم؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، قال "فإنّ أعلم الناس أعلمهم بالحق إذا اختلف الناس وإنْ كان مقصرا في العلم، وإن كان يزحف على اسْتِهِ زحفا".

أخرجه الطيالسي (ص50) عن الصعق بن حَزْن عن عقيل الجعدي عن أبي إسحاق به.

ومن طريقه أخرجه الخرائطي في "المكارم"(2/ 750) والبيهقي (10/ 233) وفي "الآداب"(235) وفي "المدخل"(ص 446) وفي "الشعب"(9064) وابن عساكر في "تبيين كذب المفتري"(ص 126) وابن قدامة المقدسي في "المتحابين"(15)

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 2898/ 2 و 3038/ 1) وفي "مصنفه"(11/ 48) وأبو يعلى (المطالب 2898/ 3 و 3038/ 3) والعقيلي (3/ 409) والهيثم بن كليب في "مسنده "(772) والطبراني في "الكبير"(10531) و"الصغير"(1/ 223 - 224) و "الأوسط"(4476) والحاكم (2/ 480) وأبو ذر الهروي في "فوائده"(1) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(2/ 54) وفي "التمهيد"(7/ 430) والشجري في "أماليه"(2/ 138) والبيهقي في "الشعب"(9065) وأبو إسماعيل الهروي في "ذم الكلام"(ق 132 - 133) من طرق عن الصعق بن حزن به.

ولفظه عندهم "أيّ عرى الإيمان أوثق؟ ".

(1) قال البوصيري: مداره على ليث بن أبي سليم وهو ضعيف" مختصر إتحاف السادة 1/ 71

ص: 2267

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا عقيل الجعدي، تفرد به الصعق بن حزن"

وقال العقيلي في ترجمة عقيل الجعدي: حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا به"

وقال أبو حاتم: حديث منكر لا يشبه حديث أبي إسحاق، ويشبه أنْ يكون عقيل هذا أعرابيا، والصعق لا بأس به" العلل 2/ 162

وقال البيهقي في "المدخل": عقيل الجعدي غير معروف"

وقال الهيثمي: وفيه عقيل بن الجعد قال البخاري: منكر الحديث" المجمع 1/ 90

وقال البوصيري: في أسانيدهم عقيل الجعدي وهو ضعيف" مختصر إتحاف السادة 1/ 146

وخالف الحاكم فقال: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: ليس بصحيح فإنّ الصعق وإنْ كان موثقا فإنّ شيخه منكر الحديث"

الثاني: يرويه القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا ابن مسعود" قلت: لبيك ثلاثا. قال "هل تدرورن أيّ عرى الإيمان أوثق؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، قال "الولاية في الله، والحب في الله، والبغض في الله

وذكر الحديث.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10357) وابن عدي (2/ 467) والهروي في "ذم الكلام"(ق 133/ب) والشجري في "أماليه"(2/ 135 و 147) من طريقين عن الوليد بن مسلم (1) ثنا بكير بن معروف أبو معاذ ثنا مقاتل بن حيان عن القاسم بن عبد الرحمن به.

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير بكير بن معروف وثقه أحمد وغيره وفيه ضعف" المجمع 7/ 260 - 261

قلت: بكير صدوق، قال النسائي وغيره: ليس به بأس، ووثقه ابن حبان وغيره، والباقون كلهم ثقات، لكن اختلف في سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود من أبيه، وقد أثبت له السماع من أبيه غير واحد، منهم البخاري وأبو حاتم فالإسناد حسن.

(1) تابعه عيسى بن موسى أنا بكير بن معروف به.

أخرجه ابن بشران (775)

ص: 2268

الثالث: يرويه بكر بن خُنيس عن سالم النصيبي عن عواد بن نافع قاضي جرجان عن ابن مسعود أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "أيّ عرى الإيمان أوثق؟ " قالوا: الصلاة، الزكاة، صوم رمضان، الحج، قال "إنّ الحج لحسن" قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "الحب في الله، والبغض في الله أوثق عرى الإيمان" وذكر الحديث.

أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان"(ص 281 - 282)

بإسناده ضعيف لضعف بكر بن خنيس.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(11537) والبيهقي في "الشعب"(9068) والشجري في "أماليه"(2/ 133 و151) والبغوي في "شرح السنة"(3468) من طريق معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه عن حنش عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر "أيّ عرى الإيمان أوثق؟ " قال: الله ورسوله أعلم، قال "الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في الله".

وإسناده ضعيف جدا، حنش واسمه حسين بن قيس الرحبي متروك الحديث، قاله أحمد والنسائي.

1573 -

حديث أبي زهير النميري قال: وقف النبي صلى الله عليه وسلم على رجل قد أَلَحَّ في الدعاء فقال "أوجب إنْ ختم" فقال: بأي شيء؟ قال "بآمين" فأتاه الرجل فقال: يا فلان اختم بآمين وأبشر.

قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (1)

تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنْ ختم بآمين فقد أوجب"

1574 -

"أوجب ذو الثلاث" فقال له معاذ: وذو الاثنين. قال "وذو الاثنين"

قال الحافظ: وعند أحمد والطبراني من حديث معاذ رفعه: فذكره، زاد في رواية الطبراني "أو واحد. قال "أو واحد" وفي سنده ضعف"(2)

أخرجه الطيالسي (ص 77) عن شعبة عن قيس بن مسلم قال: سمعت أبا رملة يحدث عن عبيد الله بن مسلم عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أوجب ذو الثلاثة" قال معاذ: فقلت: يا رسول الله، وذو الاثنين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وذو الاثنين"

(1) 13/ 456 (كتاب الدعوات- باب التأمين)

(2)

14/ 18 (كتاب الرقاق- باب العمل الذي يبتغى به وجه الله تعالى)

ص: 2269

قال: يعني من قدّمْ بين يديه ثلاثة من ولده.

وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 353) وأحمد (5/ 230 و 237) والهيثم بن كليب في "مسنده"(1390 و 1392) والطبراني في "الكبير"(20/ 146) من طرق عن شعبة به.

قال الهيثمي: وفيه أبو رملة ولم أجد من وثقه ولا جرحه" المجمع 3/ 8

قلت: ترجمه ابن عبد البر في "الكنى"(2/ 1195) وقال: كوفي. هو الجدلي كما صرّح بذلك الحاكم.

ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وقال الحسيني فيما حكاه عنه الحافظ في "التعجيل": مجهول.

ولم ينفرد به بل تابعه يحيى بن عبد الله الجابر أبو الحارث التيمي عن عبيد الله بن مسلم الحضرمي عن معاذ رفعه "ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد إلا أدخل الله والديهما الجنة بفضل رحمته" قالوا: واثنين يا رسول الله؟ قال "واثنين" قالوا: وواحد يا رسول الله؟ قال "وواحد" ثم حدّث "إنّ السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة".

أخرجه عبد بن حميد (123) والطبراني في "الكبير"(20/ 145 - 146)

عن إسرائيل بن يونس

والطبراني (20/ 146)

عن جرير بن عبد الحميد الرازي

وعن شيبان بن عبد الرحمن التميمي

والهيثم بن كليب (1391) والطبراني (20/ 147)

عن زيد بن أبي أنيسة

وأحمد (5/ 241)

عن خالد بن عبد الله الطحان

والهيثم بن كليب (1389)

عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي

وابن عدي (7/ 2659)

عن عَبيدة بن حُميد الكوفي

ص: 2270

ومسدد في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة"(2/ 52)

عن خليد (1) بن عبد الله

كلهم عن يحيى الجابر به.

واللفظ لحديث إسرائيل بن يونس

واختلف فيه على عبيدة بن حميد:

• فرواه سُريج بن يونس عنه كما تقدم

• ورواه علي بن هاشم بن مرزوق عنه ثنا يحيى بن عبيد الله عن عبيد الله بن مسلم الحضرمي عن معاذ.

أخرجه ابن ماجه (1609)

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لاتفاقهم على ضعف يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب"

قلت: قول من قال: عن يحيى الجابر أصح.

قال المزي في "تحفة الأشراف"(8/ 405): وهو المحفوظ"

وقال في "تهذيب الكمال"(31/ 453): وهو أولى بالصواب"

وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب": يحيى بن عبيد الله عن عبيد الله بن مسلم الحضرمي وعنه عبيدة بن حميد، وقيل: عن عبيدة عن يحيى بن عبد الله الجابر عن عبيد الله بن مسلم وهو الصواب"

وقال في "التقريب": صوابه يحيى بن عبد الله وهو الجابر.

ويحيى الجابر مختلف فيه: وثقه ابن المديني وغيره، وضعفه ابن معين وغيره.

وللحديث شاهد عن ابن مسعود سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "من قدم ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث

"

1575 -

"أوجب طلحة"

قال الحافظ: وذكر ابن إسحاق أنّ طلحة جلس تحت النبي صلى الله عليه وسلم حتى صعد الجبل

(1) أظنه: خالد، وهو الطحان المتقدم.

ص: 2271

قال: فحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده عبد الله بن الزبير عن الزبير قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ يقول: فذكره" (1)

حسن

أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام"(2/ 86 حلبي) ثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده عن الزبير بن العوام به.

وأخرجه ابن سعد (3/ 218) وابن أبي شيبة (12/ 91) وأحمد (1/ 165) وفي "فضائل الصحابة"(1290) وأبو سعيد الأشج في "حديثه"(59) والترمذي (1692 و 3738) وفي "الشمائل"(103) وابن أبي عاصم في "السنة"(1397 و1398) والبزار (972) وأبو يعلى (670) والطبري في "تاريخه"(2/ 522) وابن حبان (6979) والهيثم بن كليب في "مسنده"(31) والحاكم (3/ 25 و 373 - 374 و 374) واللالكائي في "السنة"(2709 و 2710) وأبو نعيم في "الإمامة"(ق 10/ أ) والبيهقي (6/ 370 و 9/ 46) وفي "الدلائل"(3/ 238) والبغوي في "شرح السنة"(3915) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 86) والمزي في "التهذيب"(13/ 416 - 417) والحافظ في "الإمتاع بالأربعين"(ص 23) من طرق عن ابن إسحاق به.

قال الترمذي في الموضع الأول: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن إسحاق"

وقال في الموضع الثاني: هذا حديث حسن صحيح غريب"

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن الزبير إلا من هذا الوجه"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم (2) "

وقال الذهبي في "السير"(1/ 26): إسناده حسن"

قلت: وهو كما قال فإنّ رواته ثقات غير ابن إسحاق وهو صدوق يدلس، وقد صرّح بالتحديث من يحيى بن عباد فانتفى التدليس، وأخرج له مسلم في المتابعات ولم يحتج به، ويحيى بن عباد لم يخرج له مسلم شيئا.

(1) 8/ 364 (كتاب المغازي- باب- إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا- الآية)

(2)

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1346) من طريق عبد الله بن المبارك عن ابن إسحاق عن يحيى بن عباد عن أبيه عن جده الزبير.

والأول أصح.

ص: 2272

1576 -

"أُوحي إليّ {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)} ولن يغلب عسر يسرين"

قال الحافظ: أخرجه ابن مردويه من حديث جابر بإسناد ضعيف" (1)

قلت: له شواهد من حديث ابن مسعود ومن حديث قتادة مرسلا ومن حديث الحسن البصري مرسلا وسيأتي الكلام عليها في حرف اللام عند حديث "لو كان العسر في جحر لدخل عليه اليسر

"

1577 -

حديث خِدَاش أبي سلامة رفعه "أوصي امرءا بأمه، أوصي امرءا بأمه، أوصي امرءا بأمه، أوصي امرءا بأبيه، أوصي امرءا بمولاه الذي يليه وإن كان عليه فيه أذى يؤذيه"

قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه والحاكم" (2)

ضعيف

يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه في اسم شيخه، فممن رواه عنه:

1 -

سفيان الثوري.

أخرجه أحمد (4/ 311) ومن طريقه ابن الجوزي في "البر والصلة"(40)

عن إسحاق بن يوسف الأزرق.

والبخاري في "الكبير"(2/ 1/219)

عن وكيع

والدولابي في "الكنى"(1/ 37)

عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري

وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(450)

عن إبراهيم بن هراسة الشيباني الكوفي

أربعتهم عن سفيان عن منصور عن عبيد بن علي عن أبي سلامة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فسماه عبيد بن علي

(1) 10/ 341 (كتاب التفسير- سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ} [الشّرح: 1])

(2)

13/ 5 (كتاب الأدب- باب من أحق الناس بحسن الصحبة)

ص: 2273

2 -

جرير بن عبد الحميد الرازي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(4185) من طريق إسحاق بن راهويه وعثمان (1) بن أبي شيبة قالا: ثنا جرير عن منصور عن عبيد الله بن علي عن خداش أبي سلامة.

وأخرجه العسكري في "تصحيفات المحدثين"(2/ 529) من طريق يوسف بن موسى القطان عن جرير فقال في روايته: عن خداش بن أبي سلامة.

فسماه عبيد الله بن علي

3 -

شَريك بن عبد الله القاضي.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 540 - 541) عن شريك عن منصور عن عبيد الله بن علي عن أبي سلامة السلامي.

وأخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 218 - 219) وابن ماجه (3657) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2632) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(631) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4186) ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال"(8/ 232 - 233) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به.

فسماه عبيد الله بن علي وتابع جريرا على ذلك (2).

4 -

عَبيدة بن حُميد الكوفي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(4187) عن مُطَين محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا جُبارة بن المُغلس ثنا عبيدة بن حميد عن منصور عن عبيد الله بن علي بن عرفطة عن أبي سلامة.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2534) عن الطبراني به.

فسماه عبيد الله بن علي بن عرفطة وتابع جريرا وشريكا على ذلك إلا أنّه زاد عليهما في تسمية جده.

(1) وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2531) من طريق عثمان بن أبي شيبة به.

(2)

رواه يحيى الحِمَّاني عن شريك واختلف عنه:

• فرواه إبراهيم بن إسحاق الحربي عن الحماني ثنا شريك عن منصور عن عبيد الله بن علي عن عرفطة السلمي عن خداش أبي سلامة.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3535)

• ورواه محمد بن عبد الله الحضرمي عن الحماني ثنا شريك عن منصور عن عبيد عن أبي سلامة.

أخرجه أبو نعيم (6835)

ص: 2274

ورواه سريج بن يونس عن عبيدة بن حميد فسمى شيخ منصور: عبد الله بن فلان بن عرفطة.

أخرجه أبو القاسم البغوي (632)

5 -

زائدة بن قدامة الكوفي.

واختلف عنه:

• فرواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن زائدة عن منصور عن عبيد الله بن علي السلمي عن خداش.

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 220)

• ورواه معاوية بن عمرو الأزدي عن زائدة عن منصور عن عبيد بن علي عن خداش بن سلامة رجل من الصحابة.

أخرجه الحاكم (4/ 150)

6 -

شيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية النَّحْوي.

واختلف عنه:

• فرواه حسين بن محمد المَرُّوذي عنه عن منصور عن عبد الله بن علي بن عرفطة السلمي عن خداش أبي سلامة.

فسماه عبد الله.

أخرجه أحمد (4/ 311)

• ورواه عبد الله بن رجاء الغُدَاني البصري عنه عن منصور عن عبيد الله بن علي بن عرفطة السلمي عن خداش أبي سلامة.

فسماه عبيد الله.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(4184) و"الأوسط"(2470) عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي ثنا عبد الله بن رجاء به.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2530) عن فاروق الخطابي وحبيب بن الحسن القزاز قالا: ثنا أبو مسلم الكشي به.

ص: 2275

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابه"(2/ 123 - 124) والمزي في "تهذيب الكمال"(8/ 231 - 232) والذهبي في "سير الأعلام"(10/ 377 - 378) من طريق أبي بكر القطيعي ثنا أبو مسلم الكشي به.

ووقع عند الطبراني في "الكبير" وابن الأثير "عن عبيد الله بن علي عن عرفطة السلمي"

وكذا رواه عمار بن عبد الجبار المروزي عن شيبان.

أخرجه أبو القاسم البغوي (633)

• ورواه آدم بن أبي إياس عن شيبان واختلف فيه على آدم:

فرواه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 219 - 220) عن آدم ثنا شيبان ثنا منصور عن عبيد الله بن علي عن عرفطة السلمي عن خداش أبي سلامة.

وتابعه محمد بن عوف الطائي وبكر بن إدريس أبو القاسم المصري قالا: ثنا آدم به.

أخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 72)

ورواه محمد بن خلف أبو نصر العسقلاني عن آدم واختلف عنه

فرواه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2483 و 2633) عن محمد بن خلف فقال في روايته: عن عبيد الله بن علي عن عرفطة السلمي.

ورواه الدولابي في "الكنى"(1/ 37) عن محمد بن خلف فقال في روايته: عن عبيد الله بن علي بن عرفطة السلمي.

7 -

أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي.

واختلف عنه:

• فرواه عفان بن مسلم البصري عنه عن منصور عن عبيد الله بن علي عن عرفطة السلمي عن خداش أبي سلامة.

أخرجه أحمد (4/ 311) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 124) عن عفان به.

ص: 2276

وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(1)(2/ 271) عن محمد بن علي بن داود البغدادي والحسين بن الحكم الحيري الكوفي قالا ثنا عفان (2) به.

واختلف عن عفان، فرواه أحمد بن زهير بن حرب عنه فلم يذكر عرفطة، وقال: عن عبيد بن علي.

أخرجه أبو القاسم البغوي (634)

• ورواه مسدد عن أبي عوانة واختلف عنه:

فرواه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 219) عن مسدد كرواية عفان.

ورواه عثمان بن عمر الضبي عن مسدد عن أبي عوانة عن منصور عن علي بن عبيد الله بن عرفطة عن خداش أبي سلمة به.

أخرجه البيهقي (4/ 179 - 180)

وتابعه إبراهيم بن إسحاق ثنا مسدد به.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2532)

• وهكذا رواه محمد بن عيسى بن نجيح البغدادي عن أبي عوانة إلا أنّه كنى خداشا أبا النضر.

أخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 72)

• ورواه أبو كامل فضيل بن حسين الجَحْدَري عن أبي عوانة عن منصور عن علي بن عبيد الله عن عرفطة عن خداش أبي سلامة.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2533)

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن خداش إلا بهذا الإسناد، تفرد به منصور"

وقال البخاري: لم يتبين سماع خداش من النبي صلى الله عليه وسلم"

(1) ووقع في النسخة المطبوعة بتحقيق شعيب الأرنؤوط "منصور عن عبيد الله بن علي بن عرفطة عن خداش"(حديث رقم 1669)

(2)

وتابعه المعلي بن مهدي أنا أبو عوانة به.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(7457) ووقع عنده: منصور عن عبيد الله بن علي بن عرفطة.

ص: 2277

قلت: وعبيد الله بن علي قال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى منصور بن المعتمر.

وقال في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": مجهول.

فالإسناد ضعيف.

1578 -

"أوصيكم بالسابقين الأولين من المهاجرين وأبناءهم من بعدهم"

قال الحافظ: وأخرج الطبراني في "الأوسط" من حديث عبد الرحمن بن عوف قالوا: يا رسول الله أوصنا -يعني في مرض موته- قال: فذكره، وقال: لا يُروى عن عبد الرحمن إلا بهذا الإسناد، تفرد به عتيق بن يعقوب انتهى وفيه من لا يعرف حاله" (1)

ضعيف

أخرجه البزار (1022)

عن جعفر بن عون الكوفي

والطبراني في "الأوسط"(878)

عن عتيق بن يعقوب الزبيري

كلاهما عن حميد بن القاسم بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده عن عبد الرحمن بن عوف قال: لما حضر النبي صلى الله عليه وسلم الوفاة قالوا: يا رسول الله أوصنا. قال "أوصيكم بالسابقين الأولين (2) وبأبنائهم من بعدهم، وبأبنائهم من بعدهم، وبأبنائهم من بعدهم، إلا تفعلوا لا يقبل منكم صوت ولا عدل"

واللفظ للبزار

وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى إلا عن عبد الرحمن بن عوف بهذا الإسناد"

وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الرحمن إلا بهذا الإسناد"

وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 10/ 17

قلت: حميد بن القاسم وأبوه ذكرهما ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم أر من ترجمهما غيره، وهما مراد الحافظ بقوله: وفيه من لا يعرف حاله.

(1) 6/ 292 (كتاب الوصايا- باب الوصايا)

(2)

زاد الطبراني "من المهاجرين".

ص: 2278

1579 -

حديث عائشة: توفي صبي من الأنصار فقلت: طوبى له لم يعمل سوءا ولم يدركه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أَوَ غير ذلك يا عائشة، إنّ الله خلق للجنة أهلا"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2662) " (1)

1580 -

أَنَّ امرأة قالت: يا رسول الله، إني نذرت أنْ أضرب على رأسك بالدف، فقال:"أوفي بنذرك"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وأخرجه أحمد والترمذي من حديث بُريدة: فذكره، وزاد في حديث بريدة أنّ ذلك وقت خروجه في غزوة فنذرت إن رده الله تعالى سالما، وفي رواية أحمد "إنْ كنت نذرت فاضربي وإلا فلا" وفي آخر الحديث "إن عمر دخل فتركت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان ليخاف منك يا عمر" (2)

حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أخرجه أبو داود (3312) ومن طريقه البيهقي (10/ 77) عن مسدد ثنا الحارث بن عبيد أبو قدامة عن عبيد الله بن الأخنس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إني نذرت أنْ أضرب على رأسك بالدف، قال "أوفي بنذرك" قالت: إني نذرت أنْ أذبح بمكان كذا وكذا- مكان كان يذبح فيه أهل الجاهلية- قال "لصنم" قالت: لا. قال "لوثن" قالت: لا. قال "أوفي بنذرك"

الحارث بن عبيد مختلف فيه وأكثر على تضعيفه، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، ومسدد وعبيد الله ثقتان.

وأما حديث بريدة فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 29) وأحمد (5/ 353 و 356) والترمذي (3690) وابن حبان (4386) والبيهقي (10/ 77) وفي "الصغرى"(4080) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 161) من طرق عن الحسين بن واقد ثني عبد الله بن بريدة قال: سمعت بريدة يقول: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه، فلما انصرف جاءت جارية (3) سوداء فقال: يا رسول الله، إني كنت نذرت إنْ ردّك الله صالحا (4) أنْ أضرب بين يديك (5) بالدف

(1) 3/ 487 (كتاب الجنائز- باب ما قيل في أولاد المسلمين)

(2)

14/ 398 (كتاب الإيمان والنذور- باب النذر فيما لا يملك، وفي معصية)

(3)

وفي لفظ "أَمَةٌ"

(4)

وفي لفظ "سالما"

(5)

وفي لفظ "على رأسك"

ص: 2279

وأتغنى، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنْ كنت نذرت فاضربي، وإلا فلا" فجعلت تضرب، فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل عليّ وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، ثم دخل عمر فألقت الدف تحت إستها ثم قعدت عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ الشيطان ليخاف (1) منك يا عمر، إني كنت جالسا وهي تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل علي وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف".

واللفظ للترمذي.

وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث بريدة"

وقال ابن القطان الفاسي: حديث صحيح" نصب الراية 3/ 301

قلت: الحسين بن واقد صدوق، وابن بريدة ثقة، فالإسناد حسن.

وفي الباب عن عائشة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سافر سفرا فنذرت جارية من قريش إنْ ردّه الله عز وجل أنْ تضرب في بيت عائشة بدف، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت الجارية فقالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم: هذه فلانة بنت فلان نذرت إنْ ردَك الله تعالى أنْ تضرب في بيتي بدف، قال "فلتضرب"

أخرجه ابن طاهر المقدسي في "كتاب السماع"(ص 54 - 55) من طريق داود بن رشيد الهاشمي ثنا أبو حفص الأبار عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الشعبي عن عائشة به.

وقال: وهذا إسناد متصل ورجاله ثقات"

قلت: بل إسناده منقطع. قال ابن معين وأبو حاتم: الشعبي عن عائشة مرسل (المراسيل)

وقال الحاكم: لم يسمع من عائشة (المعرفة ص 111)

وعبد الرحمن بن إسحاق هو أبو شيبة الواسطي وهو ضعيف كما قال ابن معين وابن سعد وأبو داود والنسائي وغيرهم.

1581 -

عن جابر في هذا الحديث "فقيل له: إن الناس قد شقّ عليهم الصيام وإنما ينظرون فيما فعلت، فدعا بقدح من ماء بعد العصر" وله من وجه آخر عن جعفر "ثم شرب فقيل له بعد ذلك: إنّ بعض الناس قد صام، فقال "أولئك العصاة"

(1) وفي لفظ "ليفرق"

ص: 2280

قال الحافظ: ولمسلم (1114) من طريق الدَّرَاوَرْدي عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن جابر: فذكره" (1)

1582 -

"أول الآيات طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، فأيهما خرجت قبل الأخرى فالأخرى منها قريب"

قال الحافظ: أخرج مسلم أيضا من طريق أبي زرعة عن عبد الله بن عمرو بن العاص رفعه: فذكره" (2)

أخرجه مسلم (2941) عن ابن عمرو مرفوعا "إنّ أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا"

1583 -

عن عمرو بن عوف قال: أول غزاة غزوناها مع النبي صلى الله عليه وسلم الأبواء.

قال الحافظ: وفي الطبراني من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده قال: فذكره، وأخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" عن إسماعيل وهو ابن أبي أويس عن كثير بن عبد الله مقتصرا عليه، وكثير ضعيف عند الأكثر، لكن البخاري مشاه وتبعه الترمذي" (3)

سيأتي الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "لقد صلى في هذا المسجد سبعون نبيا"

1584 -

عن أنس قال: أول لعان كان في الإسلام أنّ شريك بن سحماء قذفه هلال بن أمية بامرأته.

قال الحافظ: في حديث أنس عند أبي يعلى قال: فذكره" (4)

صحيح

أخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل"(91) والنسائي (6/ 141 - 142) وفي "الكبرى"(5663) وأبو يعلى (2824) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 101 - 102) وفي "المشكل"(2961 و 5148 و 5149) وابن حبان (4451) وابن حزم في "المحلى"(11/ 420) من طرق عن مخلد بن الحسين الأزدي ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين

(1) 5/ 84 (كتاب الصوم- باب إذا صام أياما من رمضان ثم سافر)

(2)

14/ 139 (كتاب الرقاق- باب حدثنا أبو اليمان)

(3)

8/ 281 - 282 (كتاب المغازي- باب غزوة العشيرة)

(4)

10/ 66 (كتاب التفسير: سورة النور- باب ويدرأ عنها العذاب)

ص: 2281

عن أنس قال: إنّ أول لعان كان في الإسلام أَنّ هلال بن أمية قذف شريك بن السَّحْمَاء بامرأته، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "أربعة شهداء وإلا فحدّ في ظهرك" يردد ذلك عليه مرارا. فقال له هلال، والله يا رسول الله، إن الله عز وجل ليعلم أني صادق، ولينزلنّ الله عز وجل عليك ما يبرئ ظهري من الجلد. فبينما هم كذلك إذ نزلت عليه آية اللعان {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} [النُور: 6] إلى آخر الآية.

فدعا هلالا فشهد أربع شهادات بالله إنّه لمن الصادقين، والخامسة أنّ لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين. ثم دعيت المرأة فشهدت أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين. فلما أن كان في الرابعة أو الخامسة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وَقفُوها فإنّها موجبة" فتلكّأت حتى ما شككنا أنها ستعترف، ثم قالت: لا أفضح قومي سائر اليوم، فمضت على اليمين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "انظروها فإنْ جاءت به أبيض سَبطا، قَضِيئ العينين فهو لهلال بن أمية، وإنْ جاءت به آدم جَعْدا رَبْعا حَمْش الساقين فهو لشريك بن السمحاء" فجاءت به آدم جعدا ربعا حمش الساقين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لولا ما سبق فيها من كتاب الله لكان لي ولها شأن" اللفظ للنسائي

وإسناده صحيح رواته ثقات.

وأخرجه أحمد (3/ 142) وعبد بن حميد (1218) ومسلم (1496) والنسائي (6/ 140 - 141) وفي "الكبرى"(5662) وأبو يعلى (2825) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 102) وفي "المشكل"(5147) والبيهقي (7/ 405 - 406 و 406 و10/ 265 - 266) من طرق عن هشام عن محمد عن أنس به مختصرا.

1585 -

"أول ما خلق الله العقل"

قال الحافظ: وأما حديث: فذكره، فليس له طريق ثبت" (1)

ضعيف

روي في من حديث عائشة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي أمامة ومن حديث علي ومن حديث الحسن البصري مرسلا

فأما حديث عائشة فأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 318) من طريق سهل بن المرزبان بن محمد أبي الفضل التيمي الفارسي ثنا عبد الله بن الزبير الحميدي ثنا سفيان بن

(1) 7/ 98 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في قول الله تعالى {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الرُّوم:27])

ص: 2282

عُيينة عن منصور عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة مرفوعا "إنّ أول ما خلق الله سبحانه وتعالى العقل فقال: أقبل، فأقبل. ثم قال: أدبر، فأدبر. ثم قال: ما خلقت شيئا أحسن منك، بك آخذ، وبك أعطي"

وقال: غريب من حديث سفيان ومنصور والزهري لا أعلم له راويا عن الحميدي إلا سهلا وأراه واهما فيه"

وقال العراقي: لم أجد في إسناده أحدا مذكورا بالضعف، ولا شك أنّ هذا مركب على هذا الإسناد، ولا أدري ممن وقع ذلك، والحديث منكر" تخريج الإحياء للحداد 1/ 232

وقال الصغاني: موضوع" الموضوعات ص 34

قلت: سهل بن المرزبان لم أقف له على ترجمة، والباقون ثقات.

- وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق:

الأول: يرويه حفص بن عمر قاضي حلب ثنا الفضل بن عيسى الرقاشي عن أبي عثمان النَّهدي عن أبي هريرة مرفوعا "لما خلق الله العقل قال له: قم، فقام. ثم قال له: أدبر، فأدبر. ثم قال له: أقبل، فأقبل. ثم قال له: اقعد، فقعد. فقال الله: (1) ما خلقت خلقا خيرا منك، ولا أكرم منك، ولا أفضل منك، ولا أحسن منك. بك آخذ، وبك أعطي، وبك أعز، وبك أعرف، وإياك أعاقب. بك الثواب، وعليك العقاب".

أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقل"(15) والطبراني في "الأوسط"(1866) وابن عدي (2/ 797 - 798و798و 6/ 2040) والبيهقي في "الشعب"(4313 و 4314) وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 174)

واللفظ لابن أبي الدنيا.

قال البيهقي: هذا إسناد غير قوي، وهو مشهور من قول الحسن"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن معين: الفضل رجل سوء، وقال ابن حبان: وحفص بن عمر يروي الموضوعات لا يحل الاحتجاج به"

وقال الهيثمي: وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو مجمع على ضعفه" المجمع 8/ 28

(1) زاد الطبراني "وعزتي"

ص: 2283

قلت: رواه سيف بن محمد بن أخت سفيان عن سفيان الثوري عن الفضل بن عيسى عن أبي عثمان عن أبي هريرة.

أخرجه ابن شاهين في "الترغيب"(252)

وسيف بن محمد كذبه ابن معين وغيره.

الثاني: يرويه سُمَي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "أول ما خلق الله القلم، ثم خلق النون وهي الدواة. قال: وذلك في قوله تعالى {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)} [القلم: 1] ثم قال له: اكتب. قال: وما كتب؟ قال: ما كان وما هو كائن من عمل أو أجل أو أشر، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة ثم ختم على فِيِّ القلم فلم ينطق ولا ينطق إلى يوم القيامة، ثم خلق العقل فقال الجبار: ما خلقت خلقا أعجب إليّ منك، وعزتي لأكملنك فيمن أحببت ولأنقصنك ممن أبغضت، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأكمل الناس عقلا أطوعهم لله وأعملهم بطاعته، وأنقص الناس عقلا أطوعهم للشيطان وأعملهم طاعته"

أخرجه ابن عدي (6/ 2272 - 2273) والدارقطني في "الغرائب" كما في "اللسان"(5/ 420) من طريق الربيع بن سليمان الجيزي ثنا محمد بن وهب الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا مالك بن أنس عن سمي به.

قال ابن عدي: وهذا بهذا الإسناد باطل منكر، ولمحمد بن وهب غير حديث منكر، ولم أر للمتقدمين فيه كلاما، وقد رأيتهم قد تكلموا فيمن هو خير منه"

وقال الذهبي: صدق ابن عدي في أنّ الحديث باطل" الميزان 4/ 61

وقال الدارقطني: هذا حديث غير محفوظ عن مالك ولا عن سمي، والوليد بن مسلم ثقة، ومحمد بن وهب ومن دونه ليس بهم بأس، وأخاف أنْ يكون دخل على بعضهم حديث في حديث" اللسان (1) 5/ 420

قلت: محمد بن وهب هو ابن مسلم القرشي الدمشقي قال ابن عساكر: ذاهب الحديث.

وقال الحافظ في "التهذيب"(9/ 506): وظن ابن عدي أنّه محمد بن وهب بن عطية وليس كما ظن، وقد فرق بينهما أبو القاسم فأصاب"

(1) وانظر "تهذيب التهذيب"(9/ 506)

ص: 2284

وقال في "التقريب": ضعيف ووهم من خلطه بالذي قبله"

وسبقه الذهبي في توهيم ابن عدي" (1)

ولم ينفرد سمي به بل تابعه الحسين أبو عبد الله مولى بني أمية عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا به.

أخرجه الفريابي في "القدر"(18) والحكيم الترمذي في "النوادر" كما في "اللآلئ"(1/ 131) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 401) والآجري في "الشريعة"(ص 83 و177) وابن بطة (1364) والواحدي في "الوسيط"(4/ 333) وابن عساكر (7/ 148)

قال ابن كثير: حديث غريب جدا"

الثالث: يرويه سفيان الثوري عن الفضل بن عثمان عن أبي هريرة مرفوعا "لما خلق الله العقل قال له قم

الحديث.

أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 174) من طريق الدارقطني ثنا علي بن محمد بن الجهم ثنا الحسن بن عرفة ثنا سيف بن محمد عن الثوري به.

وسيف بن محمد هو الثوري كذبه أحمد وابن معين وأبو داود، وقال الدارقطني: متروك.

وأما حديث أبي أمامه فأخرجه العقيلي (3/ 175) والطبراني في "الكبير"(6086) و "الأوسط"(7237) وأبو الشيخ في "فضائل الأعمال" كما في تخريج أحاديث الإحياء للحداد (1/ 232) وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 175) من طريق سعيد بن الفضل القرشي ثنا عمر بن أبي صالح العتكي عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعا "لما خلق الله العقل قال له: أقبل، فأقبل. ثم قال له: أدبر، فأدبر. فقال: وعزتي ما خلقت خلقا هو أعجب إليّ منك. بك آخذ، وبك أعطي، ولك الثواب، وعليك العقاب"

قال العقيلي: عمر بن أبي صالح حديثه منكر، وعمر هذا وسعيد بن الفضل الراوي عنه مجهولين جميعا بالنقل ولا يتابع على حديثه ولا يثبت في هذا المتن شيئا"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسعيد وعمر وأبو غالب مجهولون منكرو الحديث ولا يتابع أحد منهم على حديثه، وقد روي هذا الحديث من حديث علي وأبي هريرة وليس فيه شيء يثبت"

(1) الميزان 4/ 61

ص: 2285

وقال الذهبي في "الميزان": عمر بن أبي صالح العتكي عن أبي غالب لا يعرف، ثم إنّ الراوي عنه مشهور بالمنكرات، والخبر باطل في العقل وفضله".

وأما حديث علي فأخرجه الخطيب في "التاريخ"(13/ 40) عن علي بن أحمد الرزاز أني أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الكاتب المعروف بابن الأصبهاني أني أبو جعفر أحمد بن محمد بن نصر القاضي ثني محمد بن الحسن الزرقي ثني موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن حدثتني فاطمة بنت سعيد بن عقبة بن شداد بن أمية الجهني عن أبيها عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي مرفوعا "أول ما خلق الله القلم، ثم خلق الدواة، وهو قوله تعالى {ن وَالْقَلَمِ} النون الدواة، ثم قال للقلم: خط ما هو كائن إلى أنْ تقوم الساعة من جنة، أو نار، وخلق العقل فاستنطقه فأجابه، ثم قال له: اذهب، فذهب. ثم قال له: أقبل، فأقبل. ثم استنطقه فأجابه، ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت من شيء أحبّ إليّ منك، ولا أحسن منك، ولأجعلنك فيمن أحببت، ولأنقصنك ممن أبغضت فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أكمل الناس عقلا أطوعهم لله، وأعملهم بطاعته، وأنقص الناس عقلا أطوعهم للشيطان، وأعملهم بطاعته"

ذكره في ترجمة موسى بن عبد الله ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وأما حديث الحسن فله عنه طريقان:

الأول: يرويه داود بن المُحَبَّر في كتاب "العقل" كما في "المقاصد"(ص 118) عن صالح المُرِّي عن الحسن مرفوعا "لما خلق الله العقل قال له: أقبل، فأقبل. ثم قال له: أدبر، فأدبر. ثم قال: ما خلقت خلقا أحبّ إليّ منك، ولا أكرم عليّ منك، لأني بك أعرف، وبك أعبد، وبك آخذ، وبك أعطي"

وأخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" كما في "اللآلئ"(1/ 130) عن عبد الرحيم بن حبيب ثنا داود بن المحبر ثنا الحسن بن دينار قال: سمعت الحسن يقول: ثني عدة من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم عن رسول الله.

قال العراقي: ورجاله كلهم هلكي إلا الحسن البصري" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 1/ 234

واختلف فيه على صالح المري، فرواه عبيد الله بن محمد العائشي عنه عن الحسن قوله.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(4312)

وصالح المري ضعيف.

ص: 2286

الثاني: يرويه جعفر بن سليمان الضُّبَعِي ثنا مالك بن دينار عن الحسن مرفوعا "لما خلق الله العقل قال له: أقبل، فأقبل

الحديث".

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" كما في "المقاصد"(ص 118) عن علي بن مسلم الطوسي عن سيار بن حاتم ثنا جعفر بن سليمان به.

قال السيوطي: وهذا مرسل جيد الإسناد" تنزيه الشريعة 1/ 203 - 204

وقال الزبيدي: سند جيد" تخريج الإحياء للحداد 1/ 234

قلت: ومراسيل الحسن ضعيفة.

1586 -

"أول ما خلق الله القلم ثم قال: اكتب، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة"

قال الحافظ: رواه أحمد والترمذي وصححه من حديث عبادة بن الصامت مرفوعا" (1)

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (2).

ورد من حديث عبادة بن الصامت ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث علي

فأما حديث عبادة فله عنه طرق:

الأول: يرويه عطاء بن أبي رباح ثني الوليد بن عبادة بن الصامت قال: دعاني أبي فقال: يا بني اتق الله واعلم أنك لن تتقي الله حتى تؤمن بالقدر كله خيره وشره وإنْ من على غير هذا دخلت النار، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ أول ما خلق الله القلم فقال: اكتب، فقال: يا ربّ ما أكتب؟ قال: اكتب القدر ما كان وما هو كائن إلى الأبد"

أخرجه الطيالسي (منحة 2/ 79) عن عبد الواحد بن سليم البصري عن عطاء به.

ومن طريقه أخرجه الترمذي (2155 و 3319) وابن أبي عاصم في "السنة"(105) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 401) والحنائي في "فوائده "(ق 73) وابن بطة في "الإبانة"(1363 و 1447) واللالكائي في "السنة"(357) والبيهقي في "القضاء والقدر"(486) والمزي في "تهذيب الكمال"(18/ 456 - 457)

وأخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 3/ 92) والطبري في "تاريخه"(2/ 32 - 33)

و

(1) 7/ 98 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في قول الله تعالى {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الرُّوم:27])

(2)

17/ 218 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ} [النحل: 40])

ص: 2287

"تفسيره"(29/ 16) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3569) والهيثم بن كليب (1192) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 191 - 192) وابن بطة (1446) واللالكائي في "السنة"(1097) والمزي (18/ 457) من طرق عن عبد الواحد بن سليم به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" (1)

وقال البخاري: عبد الواحد بن سليم فيه نظر"

قلت: هو ضعيف كما قال ابن معين وغيره.

وقال الذهبي في "الميزان": هالك، له حديث منكر في القدر وخلق القلم والعجب أنّ ابن حبان ذكره في "الثقات".

ولم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن السائب عن عطاء بن أبي رباح عن الوليد بن عبادة عن أبيه مرفوعا "إنّ أول ما خلق الله القلم وذكر الحديث.

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(104) وفي "الأوائل"(2) والفريابي في "القدر"(425) عن محمد بن مُصفى الحمصي ثنا بَقية بن الوليد ثني معاوية بن سعيد ثني عبد الله بن السائب به.

وإسناده ضعيف، معاوية بن سعيد هو ابن شريح التُّجِيبي ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "المجرد": مستور، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

ولم ينفرد عطاء به بل تابعه غير واحد عن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه، منهم:

1 -

يزيد بن أبي حبيب.

أخرجه أحمد (5/ 317)

عن موسى بن داود الضبي

وابن أبي عاصم في "السنة"(103) وفي "الأوائل"(1)

عن مروان بن محمد الدمشقي قالا: ثنا ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب به.

واختلف فيه على ابن لهيعة، فرواه عبد الله بن وهب في "القدر"(27) عنه وأسقط منه الوليد بن عبادة.

وابن لهيعة ضعيف ورواية ابن وهب عنه أعدل من غيرها فالقول قوله.

(1) وفي "تحفة الأشراف"(4/ 261): حسن صحيح غريب"

ص: 2288

2 -

عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت.

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 114) وأحمد (5/ 317) والبخاري في "الكبير"(3/ 2/ 92) وابن أبي عاصم في "السنة"(107) والبزار (2687) والفريابي في "القدر"(72 و 73 و 74) والطبري في "تاريخه"(1/ 32) وفي "تفسيره"(29/ 17) والدولابي في "الكنى"(1/ 103) والطبراني في "مسند الشاميين"(1949) والآجري في "الشريعة"(ص 177 - 178 و 187) وابن بطة في "الإبانة"(1362 و 1448) وابن أبي زمنين في "أصول السنة"(57) وابن بشران (786) من طرق عن معاوية بن صالح الحمصي عن أيوب (1) بن زياد الحمصي ثني عبادة بن الوليد عن أبيه عن جده به.

قال الطبري: صحيح" (2)

قلت: أيوب بن زياد وثقه ابن حبان، وقال ابن القطان الفاسى: لا يعرف حاله (الوهم والإيهام 3/ 610) والباقون ثقات.

3 -

سليمان بن حبيب المحاربي.

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(111) والفريابي (75) والهيثم بن كليب (1193) والآجري في "الشريعة"(ص 186) واللالكائي في "السنة"(1233) من طرق عن الوليد بن مسلم ثنا عثمان بن أبي العاتكة ثني سليمان بن حبيب المحاربي عن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه قال له ابنه عبد الرحمن: يا عبادة أوصني. فذكر الحديث إلا أنه لم يذكر القلم وقال في آخره: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "القدر على هذا من مات على غير هذا أدخله الله النار".

عثمان بن أبي العاتكة مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات.

الثاني: يرويه عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر أن سليمان بن مهران حدّثه قال: قال عبادة بن الصامت: ادعوا لي ابني وهو يموت لعلي أخبره بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن أول شئ خلقه الله من خلقه القلم فقال له: اكتب فقال: يا رب اكتب ماذا؟ قال: القدر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره أحرقه الله عز وجل بالنار".

(1) وسماه بعضهم أيوب بن أبي زياد.

(2)

قال الحافظ في "النكت الظراف"(4/ 261): وجاء عن علي بن المديني أنه قال: إسناد حسن"

وقال عبد الحق الإشبيلي: هذا من حديث أهل الشام، وإسناده حسن، ذكر ذلك علي بن المديني" الوهم والإيهام 3/ 610

ص: 2289

أخرجه ابن وهب في "القدر"(26) عن عمر بن محمد به.

وإسناده منقطع. سليمان بن مهران هو الأعمش ولم يسمع من عبادة شيئا.

الثالث: يرويه إبراهيم بن أبي عبلة الشامي عن أبي حفصة (1) قال: قال عبادة بن الصامت لابنه: يا بني إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: ربِّ وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة"

يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من مات على غير هذا فليس مني"

أخرجه أبو داود (4700) واللفظ له والطبراني في "مسند الشاميين"(59) وأبو نعيم في "الحلية "(5/ 248) والبيهقي (10/ 204) وفي "الاعتقاد"(ص 136) وفي "القضاء والقدر"(11) من طريق يحيى بن حسان التِّنِّيسي ثنا الوليد بن رباح الذماري عن إبراهيم بن أبي عبلة به.

قال أبو نعيم: غريب من حديث إبراهيم، تفرد به يحيى عن الوليد"

وقال أبو داود: قال مروان بن محمد: هو رباح بن الوليد، سمع منه، وذكر أنّ يحيى بن حسان وهم فيه" السنن 5/ 211

قلت: هكذا قال يحيى بن حسان: ثنا الوليد بن رباح، وخالفه مران بن محمد الطاطري فقال: ثنا رباح بن الوليد بن يزيد بن نمران الذماري ثني إبراهيم بن أبي عبلة ثني أبو عبد العزيز الأردني (2) عن عبادة.

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(102) عن محمود بن خالد السلمي ثنا مروان بن محمد به.

ورواه عمرو بن أبي الطاهر بن السرح عن محمود بن خالد فقال فيه: عن أبي يزيد الأزدي عن عبادة.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(58)

(1) واسمه حبيش بن شريح الحبشي.

(2)

وفي "تحفة الأشراف"(4/ 246): عبد العزيز الأزدي، وفي "تهذيب الكمال" (5/ 415): أبو عبد العزيز الأردني.

ص: 2290

ورواه سلمة بن شبيب النيسابوري عن مروان بن محمد فقال: عن أبي يزيد عن عبادة.

ذكره المزي في "التحفة"(4/ 246)

الرابع: يرويه الزهري عن محمد بن عبادة بن الصامت قال: دخلت على أبي فقال: أي بني، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن أول شيء خلقه الله عز وجل القلم، فقال: اكتب، قال: وما أكتب؟ قال: اكتب القدر، فجرى تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة".

أخرجه الآجري في "الشريعة"(ص 84 و 178) والبيهقي في "القضاء والقدر"(209) من طريق إسحاق بن سليمان الرازي عن معاوية بن يحيى عن الزهري به.

وإسناده ضعيف لضعف معاوية بن يحيى الصَّدَفي.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه عثمان الدارمي في "الرد على المريسي"(ص 198) وفي "الرد على الجهمية"(253) ابن أبي عاصم في "السنة"(108) وفي "الأوائل"(3) وعبد الله بن أحمد في "السنة"(854) وأبو يعلى (2329) وفي "المعجم"(69) والطبري في "تفسيره"(29/ 16) وفي "تاريخه"(1/ 32) وابن حبان في "روضة العقلاء"(ص 135) والطبراني في "الكبير"(12500) و"الأوائل"(1) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 181) والبيهقي (9/ 3) وفي "الأسماء"(ص 480 - 481) من طرق (1) عن عبد الله بن المبارك ثنا رباح بن زيد عن عمر بن حبيب عن القاسم بن أبي بزة قال: سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس رفعه "إن أول شيء خلق الله القلم، فأمره فكتب كل شيء يكون".

وفي لفظ (2)"لما خلق الله القلم قال له: اكتب (3)، فجرى بما هو كائن إلى قيام الساعة"

قال البيهقي: قال أبو علي الحسين بن علي الحافظ: لم يسنده عن القاسم غير عمر بن حبيب، وهو مكي يجمع حديثه"

وقال أبو نعيم: لم يروه عن سعيد إلا القاسم، ولا عنه إلا عمر، تفرد به رباح، ورواه عن ابن عباس جماعة، منهم: أبو ظبيان وأبو إسحاق ومِقْسم ومجاهد، منهم من رفعه ومنهم من وقفه، ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا متصلا عبادة بن الصامت وابن عمر"

(1) ومن هذا الطريق أخرجه الفريابي في "القدر"(65) لكنه لم يرفعه.

وأخرجه ابن بطة (1361) فلم يذكر رباح بن زيد.

(2)

وهو للطبراني في "الكبير"

(3)

وفي لفظ "اجرِ. فقال: بم أجري؟ ".

ص: 2291

وقال ابن كثير: غريب من هذا الوجه ولم يخرجوه" التفسير 4/ 402

وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله ثقات" المجمع 7/ 190

قلت: وإسناده صحيح لكن اختلف فيه على سعيد بن جبير، فرواه عطاء بن السائب عنه عن ابن عباس قوله.

ولفظه "أول ما خلق الله من شيء القلم، ثم خلق النون فكبس الأرض على ظهر النون".

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 132) عن محمد بن فضيل الكوفي عن عطاء به.

والأول أصح، وعطاء بن السائب اختلط بأخرة، وسماع محمد بن فضيل منه بعد اختلاطه.

وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه أرطأة بن المنذر الحمصي عن مجاهد بن جبر عن ابن عمر رفعه "أول ما خلق الله تعالى القلم، فأخده بيمينه، وكلتا يديه يمين، قال: فكتب الدنيا وما يكون فيها من عمل معمول، برِّ أو فجور، رطب أو يابس، فأحصاه (1) عنده في الذكر، فقال: اقرءوا إن شئتم {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29)} [الجاثية: 29] فهل تكون النسخة (2) إلا من شئ قد فرغ منه".

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(106) واللفظ له

عن محمد بن مصفى الحمصي

والآجري في "الشريعة"(ص175 و321 - 322) وابن بطة (1365)

عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي

والطبراني في "مسند الشاميين"(673)

عن نعيم بن حماد

ثلاثتهم عن بَقية بن الوليد ثني أرطاة بن المنذر به.

وإسناده صحيح إلا أنّ أبا أنس مالك بن سليمان الألهاني الحمصي رواه عن بقية عن أرطاة بن المنذر عن مجاهد أنّه بلغه عن ابن عمر.

(1) وفي لفظ "فأمضاه"

(2)

وفي لفظ "يكون النسخ"

ص: 2292

أخرجه الفريابي في "القدر"(416) والآجري في "الشريعة"(ص 175 - 176 و 238 و322)

ومالك بن سليمان ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وقال محمد بن عوف الحمصي: كان ابن عم زوجتي وهو ضعيف الحديث (تاريخ بغداد 13/ 159)

واختلف فيه على أرطاة بن المنذر، فرواه أبو سليمان عتبة بن السكن الفزاري عنه ثنا ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر.

أخرجه الدارقطني في "الصفات"(14)

وعتبة بن السكن أظنه المترجم في "اللسان"(4/ 128) فإنْ كان هو فهو ضعيف.

الثاني: يرويه محمد بن سليمان ثنا عبد الله بن أبي قيس قال: سمعت ابن عمر رفعه "إنّ أول ما خلق الله القلم، فقال: اكتب، قال: وما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة"

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1572) عن خطاب بن سعد ثنا نصر بن محمد بن سليمان ثنا أبي به.

وإسناده ضعيف، نصر بن محمد بن سليمان الحمصي ضعفه أبو حاتم (الجرح) وأبو زرعة (سؤالات البرذعي 2/ 705) والحافظ في "التقريب"

وأما حديث أبي هريرة وحديث علي فقد تقدم الكلام عليهما فانظر الحديث السابق "أول ما خلق الله العقل".

1587 -

حديث ابن عباس رفعه "أول ما خلق الله القلم، فأخذ بيمينه وكلتا بديه يمين"

سكت عليه الحافظ (1).

هو من حديث ابن عمر وقد تقدم الكلام عليه في الحديث الذي قبله.

1588 -

حديث ابن عباس مرفوعا "أول ما خلق الله القلم والحوت قال: اكتب، قال: ما أكتب؟ قال: كل شئ كائن إلى يوم القيامة، ثم قرأ فالنون الحوت والقلم القلم"

(1) 17/ 164 و168 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75])

ص: 2293

قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (1)

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12227) من طريق مؤمل بن إسماعيل البصري ثنا حماد بن زيد عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى مسلم بن صُبيح عن ابن عباس رفعه "إنّ أول ما خلق الله تعالى القلم والحوت .. وذكر الحديث.

وقال: لم يرفعه عن حماد بن زيد إلا مؤمل بن إسماعيل" (2)

وقال الهيثمي: ومؤمل ثقة كثير الخطأ وقد وثقه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 128

قلت: مؤمل صدوق إلا أنّه كثير الخطأ كما قال أبو حاتم والدارقطني وغيرهما.

وعطاء بن السائب صدوق كذلك إلا أنّه اختلط بأخرة واختلف عليه في هذا الحديث.

• فرواه جرير بن عبد الحميد الرازي عنه عن أبي الضحى عن ابن عباس قال: إنّ أول شيء خلق ربي القلم فقال له: اكتب، فكتب ما هو كائن إلى أنْ تقوم الساعة، ثم خلق النون فوق الماء ثم كبس الأرض عليه"

أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(29/ 15) و"تاريخه"(1/ 34) عن محمد بن حميد الرازي ثنا جرير به.

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد الرازي، وجرير سمع من عطاء بعد اختلاطه.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه:

1 -

محمد بن فضيل الكوفي ثنا عطاء به.

أخرجه الآجري في "الشريعة"(ص 84 - 85 و 178) من طريق أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي ثنا محمد بن فضيل به.

وأبو هشام الرفاعي مختلف فيه، ومحمد بن فضيل سمع من عطاء بعد اختلاطه.

2 -

حماد بن سلمة عن عطاء به.

أخرجه ابن بطة في "الإبانة"(1367 و1368) من طريقين عن حماد به.

(1) 10/ 287 (كتاب التفسير- تفسير سورة {ن وَالْقَلَمِ})

(2)

رواه سليمان بن حرب البصري عن حماد بن زيد فلم يرفعه.

أخرجه ابن بطة في"الإبانة"(1369)

ص: 2294

3 -

عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي وعَبيدة بن حُميد الكوفي.

أخرجه الواحدي في "الوسيط"(4/ 333)

ورواه عصمة أبو عاصم عن عطاء عن مِقْسم عن ابن عباس قوله.

أخرجه الآجري في "الشريعة"(ص 85 و178) وابن بطة (1376)

وللحديث طريق أخرى أحسن من هذه لكن ليس فيها ذكر الحوت ولا قوله: ثم قرأ - ن والقلم-.

وهي من رواية القاسم بن أبي بزة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وقد تقدم الكلام عليها قبل حديث.

وله طرق أخرى عن ابن عباس موقوفا، منها:

1 -

ما رواه الأعمش عن أبى ظَبيان عن ابن عباس قال: إنّ أول ما خلق الله من شيء خلق القلم فقال: اكتب، فقال: أي ربِّ وما أكتب؟ قال: اكتب القدر، فجرى بما هو كائن في ذلك اليوم إلى أنْ تقوم الساعة، ثم طوى الكتاب ورفع القلم، فارتفع بخار الماء ففتق السموات، ثم خلق النون، ثم بسط الأرض عليها فاضطربت النون فمادت الأرض فخلق الجبال فوتدها فإنّها لتفخر على الأرض، ثم قرأ ابن عباس {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)} [القلم: 1] إلى {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)} [القَلَم: 2].

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(3/ 307) واللفظ له وابن أبي شيبة (14/ 101) ومحمد بن عثمان في "العرش"(4) والفريابي في "القدر"(77) والطبري في "تفسيره"(29/ 14) وفي "تاريخه"(1/ 33) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في تفسير ابن كثير" (4/ 400) والآجري في "الشريعة" (ص 85 و 178 - 179) وأبو الشيخ في "العظمة" (897) وابن بطة (1372) والبيهقي (9/ 3) وفي "الأسماء" (ص 481) وفي "القضاء والقدر" (9) من طرق عن الأعمش به.

ورواه شَريك بن عبد الله القاضي عن الأعمش فقال فيه: عن أبي ظبيان أو مجاهد، على الشك.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(29/ 14) وفي "تاريخه"(1/ 33)

وشريك سيىء الحفظ.

والأعمش مدلس ولم يذكر سماعا من أبي ظبيان، لكن رواه شعبة عنه كما عند

ص: 2295

الطبري وشعبة لا يسمع من شيوخه إلا ما سمعوا، وأبو ظبيان واسمه حصين بن جندب ثقة فالإسناد صحيح.

ومنها:

2 -

ما رواه أبو هاشم الرُّمَّاني عن مجاهد عن ابن عباس قال: إن الله عز وجل استوى على عرشه قبل أنْ يخلق شيئا، فكان أولى ما خلق القلم. فأمره أنْ يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، وإنما يجري الناس في أمر قد فرغ منه.

أخرجه الفريابي (78 و 79) والطبري في "تفسيره"(29/ 17) والآجري في "الشريعة"(ص 179 و 293) وابن بطة (1371)

عن سفيان الثوري

والفريابي (80 و 81) والطبري وابن بطة (1370)

عن شعبة

كلاهما عن أبي هاشم به.

وإسناده صحيح.

ومنها:

3 -

ما رواه الحكم عن بعض أصحابه عن ابن عباس قال: أولى ما خلق الله القلم، ثم خلقت له النون وهي الدواة.

أخرجه ابن أبي شيبة 14/ 101 عن يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية عن أبيه عن الحكم به.

ورواته ثقات غير الذي لم يسم.

وأخرجه ابن أبي زمنين في "أصول السنة"(58) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثنا عبد الملك بن حميد به وزاد "فقال له ربه: كتب، قال: ربِّ ما أكتب؟ قال: اكتب القدر خيره وشره، فجرى بما كان حتى تقوم الساعة".

ورواه منصور بن زاذان عن الحكم وسمى شيخه أبا ظبيان.

أخرجه ابن بطة في "الإبانة"(الرد على الجهمية 2/ 22 - 23 و 29) والبيهقي في "القضاء والقدر"(490 - 491)

ص: 2296

1589 -

"أول ما يحاسب به العبد الصلاة، وأول ما يقضى بين الناس في الدماء"

قال الحافظ: أورده النسائي من طريق أبي وائل عن ابن مسعود رفعه: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنّ أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته".

1590 -

"أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة: ألم أُصح جسمك، وأرويك من الماء البارد؟ "

قال الحافظ: قال المهلب: وقد أخرج الترمذي من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره" (2)

صحيح

أخرجه ابن الجنيد في "سؤالات ابن معين"(ص 200 و310) والعباس الدوري في "التاريخ"(2/ 729 و 3/ 19) والترمذي (3358) وابن أبي عاصم في "الأوائل"(85 و 154) وعبد الله بن أحمد في "زوائد "الزهد" (ص 40) والطبري في "تفسيره" (30/ 288) والخرائطي في "الشكر" (54) والدينوري في "المجالسة" (75 و 3018) وابن حبان (7364) والطبراني في "الأوسط" (62) وفي "مسند الشاميين" (779) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (566) والحاكم (4/ 138) وفي "معرفة علوم الحديث" (ص 187) وابن بشران (34 و 997) وتمام في "فوائده" (ق 16/ 2) والبيهقي في "الشعب" (4287) والخطيب في "التاريخ" (7/ 224 - 225 و 11/ 92 و 12/ 339) والبغوي في "شرح السنة" (4120) وفي "التفسير" (7/ 286) وابن عساكر (7/ 66) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار" (20 و21) من طرق عن أبي زَبْر عبد الله بن العلاء بن زَبْر الشامي قال: سمعت الضحاك بن عبد الرحمن بن عَرْزَم (3) الأشعري يقول: سمعت أبا هريرة رفعه "أول ما يحاسب (4) به (5) العبد يوم القيامة (6)، أن يقال (7) (8): ألم أُصح (9) جسمك، وأُروك (10) من الماء البارد (11) "

(1) 14/ 187 (كتاب الرقاق- باب القصاص يوم القيامة)

و15/ 206 (كتاب الديات- باب قول الله تعالى {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93])

(2)

12/ 180 (كتاب الأشربة- باب شرب اللبن بالماء)

(3)

وقال بعضهم: عَرْزَب، وصحح الترمذي الأول، وصحح ابن حبان الثاني.

(4)

وفي لفظ "يُسال عنه"

(5)

وفي لفظ "عنه"

(6)

زاد الدوري وغيره "عن النعيم"

(7)

وفي لفظ "يقول الله تعالى"

(8)

زاد الخرائطي وغيره "له"

(9)

وفي لفظ "نُصِح" وفي لفظ "أصحح"

(10)

وفي لفظ "وأرويك" وفي لفظ "ونروك"

(11)

ومن هذا الطريق أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 34) لكنه لم يذكر أبا هريرة.

ص: 2297

واللفظ للطبراني وغيره.

قال الترمذي: هذا حديث غريب"

وقال الطبراني: لم يروه عن الضحاك إلا عبد الله بن العلاء"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: وهو كما قال.

ولم ينفرد عبد الله بن العلاء به بل تابعه مكحول عن الضحاك بن عبد الرحمن به.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1984و 3587)

1591 -

حديث أبي هريرة "أول ما يحاسب به المرء صلاته"

سكت عليه الحافظ (1).

انظر حديث "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته"

1592 -

في حديث الصور الطويل عن أبي هريرة رفعه "أول ما يقضى بين الناس في الدماء، ويأتي كلّ قتيل قد حمل رأسه فيقول: يا ربِّ، سل هذا فيم قتلني؟ "

سكت عليه الحافظ (2).

تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنّ الله خلق الصور فأعطاه إسرافيل

"

1593 -

"أول من أذن بالصلاة جبريل في سماء الدنيا" فسمعه عمر وبلال، فسبق عمر بلالا فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم جاء بلال فقال له "سبقك بها عمر".

قال الحافظ: وفي مسند الحارث بن أبي أسامة بسند واه فذكره" (3)

ضعيف

أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 118) عن داود بن رشيد الهاشمي ثنا أبو حيوة ثنا سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة الحضرمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أول من أذن في السماء جبريل" فسمعه عمر وبلال، فأقبل عمر فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما سمع، ثم أقبل بلال فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما سمع، فقال له رسول الله "سبقك عمر، يا بلال أذن كما سمعت" قال: ثم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يضع أصبعيه في أذنيه استعانة بهما على الصوت"

(1) 15/ 206 (كتاب الديات وقول الله تعالى: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم)

(2)

14/ 187 (كتاب الرقاق- باب القصاص يوم القيامة)

(3)

2/ 218 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب بدء الأذان)

ص: 2298

وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن سنان الشامي.

1594 -

"أول من أشفع له أهل المدينة، ثم أهل مكة، ثم أهل الطائف"

قال الحافظ: حديث عبد الملك بن عباد: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، أخرجه البزار والطبراني" (1)

ضعيف

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 414 - 415) عن محمد بن مسكين اليمامي ثنا عمارة بن عقبة عن محمد بن مسلم عن عبد الملك بن أبي زهير أني حمزة بن عبد الله سمع القاسم بن حبيب سمع عبد الملك بن عباد بن جعفر به مرفوعا.

وإسناده ضعيف، عبد الملك بن أبي زهير وحمزة بن عبد الله والقاسم بن حبيب كلهم مجهولون.

واختلف فيه على محمد بن مسلم، فرواه زافر بن سليمان القُهُسْتاني عنه عن عبد الملك بن زهير عن حمزة بن أبي سمي عن محمد بن عبادة به مرفوعا.

أسقط منه القاسم بن حبيب وجعله من حديث محمد بن عبادة.

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 49 و 3/ 1/ 414)

والأول أصح فقد رواه سعيد بن السائب الطائفي عن عبد الملك بن أبي زهير بن عبد الرحمن الطائفي أنّ حمزة بن عبد الله بن أبي تيماء الثقفي أخبره أن القاسم بن جبير أخبره أنّ عبد الملك بن عباد بن جعفر أخبره أنَّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 404) عن عبد الله ثنا حَرَمي بن عُمارة ثنا سعيد بن السائب به.

عبد الله أظنه ابن محمد المسندي ولم ينفرد به بل تابعه إبراهيم بن محمد بن عرعرة ثني حرمي بن عمارة به.

إلا أنّه سمى الصحابي عبد الله بن عباد بن جعفر.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل"(ق 41 - 42) عن أحمد بن محمد ثنا محمد بن مروان الكلابي ثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة به.

(1) 14/ 220 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

ص: 2299

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4729) من طريق أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ثنا إبراهيم بن عرعرة به.

ورواة إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي عن إبراهيم بن محمد بن عرعرة ثنا أبو روح - وهو حرمي بن عمارة- ثنا سعيد بن السائب ثنا عبد الملك بن أبي زهير عن حمزة بن أبي أسماء الثقفي أنّ القاسم بن جبيرة أخبره أن عبد الملك بن عباد بن جعفر أخبره.

فقال عن حمزة بن أبي أسماء أنّ القاسم بن جبيرة.

أخرجه البزار (كشف 3470)

قال الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم" المجمع 10/ 381

ورواه العباس بن الفضل الأسفاطي عن إبراهيم بن محمد بن عرعرة عن حرمي بن عمارة ثني سعيد بن السائب الطائفي عن عبد الملك بن أبي زهير أنّ حمزة بن عبد الله بن أبي أسماء أخبره أنّ القاسم بن الحسن الثقفي أخبره أن عبد الله بن جعفر أخبره أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

فجعله عن عبد الله بن جعفر وسمى الراوي عنه القاسم بن الحسن.

أخرجه الطبراني في "الأوائل"(76)

وأختلف فيه على سعيد بن السائب، فرواه الفيض بن وثيق الثقفي عنه عن حمزة بن عبد الله بن سبرة عن القاسم بن حبيب عن عبد الملك بن عباد بن جعفر.

ولم يذكر عبد الملك بن أبي زهير.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1848)

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الملك بن عباد بن جعفر إلا بهذا الإسناد، تفرد به سعيد بن السائب"

قلت: تابعه محمد بن مسلم كما تقدم.

1595 -

"أول من أشفع له أهل بيتي، ثم الأقرب فالأقرب، ثم سائر العرب، ثم الأعاجم"

قال الحافظ: وأخرج الطبراني من حديث ابن عمر رفعه: فذكره" (1)

ضعيف جدا

(1) 14/ 220 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

ص: 2300

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13550) وابن عدي (2/ 790) والدارقطني (1) في "الأفراد" كما في "الفيض"(913) والخطيب في "الموضح"(2/ 48) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 250) والرافعي في "التدوين"(1/ 426) من طريق أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني ثنا حفص بن أبي داود عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا "أول من أشفع له يوم القيامة (2) أهل بيتي، ثم الأقرب فالأقرب من قريش، ثم الأنصار، ثم من آمن بي واتبعني من اليمن، ثم سائر العرب، ثم الأعاجم، وأول من أشفع له أولوا الفضل (3) "

واللفظ للطبراني.

قال ابن عدي: وهذا الحديث عن الليث لا يرويه عنه غير حفص، والحديث غير محفوظ"

وقال الدارقطني: غريب من حديث ليث عن مجاهد، تفرد به حفص بن أبي داود عن ليث، وهو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر المقرئ صاحب عاصم بن أبي النَّجُود في القراءة"

وقال ابن الجوزي: قلت: أما ليث فغاية في الضعف عندهم، إلا أنّ المتهم بهذا حفص. قال أحمد ومسلم والنسائي: هو متروك. وقال ابن خراش: متروك يضع الحديث"

وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 10/ 380 - 381

قلت: كلهم معروفون وحفص بن أبي داود هو ابن سليمان الأسدي سماه أبو الربيع الزهراني: ابن أبي داود كما قال ابن عدي وهو متروك الحديث.

1596 -

"أول من سَيَّبَ السوائب عمرو بن لُحَي، وأول من بحر البحائر رجل من بني مدلج جدع أذن ناقته وحرّم شرب ألبانها"

قال الحافظ: وروى عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم مرسلا: فذكره" (4)

مرسل

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 197) عن مَعْمَر بن راشد عن زيد بن أسلم رفعه

(1) أخرجه الخطيب وابن الجوزي من طريقه.

(2)

ولفظ الباقين "من أمتي"

(3)

وقال الباقون "من أشفع له أولا أفضل"

(4)

9/ 355 (كتاب التفسير- تفسير سورة المائدة- باب {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ} [المائدة:103])

ص: 2301

"إني لأعرف أول من سيب السوائب وأول من غير عهد إبراهيم" قالوا: من هو يا رسول الله؟ قال "عمرو بن لُحَي أخو بني كعب، لقد رأيته يجرّ قُصْبَه في النار، يؤذي بريحه أهل النار، وإني لأعرف أول من بحر البحائر" قالوا: من هو يا رسول الله؟ قال "رجل من بني مدلج، كانت له ناقتان، فجدع آذانهما، وحرّم ألبانهما، ثم شرب ألبانهما بعد ذلك، ولقد رأيته في النار هو وهما في النار تعضانه بأفواههما، وتخبطانه بأخفافهما".

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 87) عن الحسن بن يحيى أنا عبد الرزاق به.

ولم ينفرد معمر به بل تابعه هشام بن سعد المدني عن زيد بن أسلم به.

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 92) وابن جرير (7/ 86)

1597 -

"أول من سَيَّب السَّوائب وعبد الأصنام عمرو بن عامر أبو خزاعة"

قال الحافظ: في حديث ابن مسعود عند أحمد ولفظه: فذكره" (1)

أخرجه أحمد (1/ 446) من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن مسلم الهَجَري عن أبي الأحوص عوف بن مالك الجُشَمي عن ابن مسعود مرفوعا "إنّ أول من سيب السوائب وعبد الأصنام أبو خزاعة عمرو بن عامر، وإنى رأيته يجرّ أمعاءه في النار"

قال الهيثمي: وفيه إبراهيم الهجري وهو ضعيف" المجمع 1/ 116

1598 -

"أول من غير دين إبراهيم عمرو بن لُحَي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة"

قال الحافظ: وروى الطبراني في حديث ابن عباس رفعه: فذكره، وذكر الفاكهي من طريق عكرمة نحوه مرسلا وفيه "فقال المقداد: يا رسول الله، من عمرو بن لحي؟ قال "أبو هؤلاء الحي من خزاعة"(2)

حسن

وله عن ابن عباس طريقان:

الأول: يرويه ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن ابن عباس به مرفوعا.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10808) و"الأوسط"(203) عن أحمد بن المعلى الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الله بن يزيد البكري عن ابن أبي ذئب به.

(1) 7/ 360 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قصة خزاعة)

(2)

7/ 359 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قصة خزاعة)

ص: 2302

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل"(190) عن هشام بن عمار به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن صالح مولى التوأمة إلا ابن أبي ذئب، ولا عن ابن أبي ذئب إلا عبد الله بن يزيد البكري، تفرد به هشام بن عمار"

وقال الهيثمي: وفيه صالح مولى التوأمة وضَعفه بسبب اختلاطه، وابن أبي ذئب سمع منه قبل الاختلاط، وهذا من رواية ابن أبي ذئب عنه" المجمع 1/ 116

قلت: وإسناده ضعيف، عبد الله بن يزيد البكري قال أبو حاتم: ضعيف الحديث ذاهب الحديث (الجرح 2/ 2/ 201)

الثاني: يرويه ابن جُريج قال: قال عكرمة مولى بن عباس عن ابن عباس رفعه "رأيت

عمرو بن لحي يجر قُصْبَه في النار" فذكر الحديث وفيه "هو أول من جعل البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ونصب الأوثان حول الكعبة وغير الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام"

أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة"(1/ 116 - 117) ثنا جدي ثنا سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج أني ابن جريج به.

وإسناده ضعيف، ابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من عكرمة، وسعيد بن سالم القداح وعثمان بن عمرو بن ساج مختلف فيهما.

وللحديث شاهد عن أبي هريرة فيتقوى به، وله عن أبي منفي هريرة طرق:

منها: ما أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام"(1/ 76) ثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أنّ أبا صالح السمان حدّثه أنّه سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأكثم بن الجون الخزاعي "يا أكثم رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قُصْبه في النار فما رأيت رجلا أشبه برجل منك به ولا بك منه"

فقال أكثم: عسى أنْ يضرني شبهه يا رسول الله؟ قال "لا، إنك مؤمن وهو كافر، إنّه كان أول من غير دين إسماعيل فنصب الأوثان وبحر البحيرة وسيب السائبة ووصل الوصيلة وحمى الحامي"

ومن طريق ابن إسحاق أخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل"(83) والطبري في "تفسيره"(7/ 86 و88)

وإسناده حسن.

ومنها: ما أخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل"(165) والطبري في "تفسيره"(7/ 87) والدارقطني في "المؤتلف"(1/ 497 - 498) والحاكم (4/ 605) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رفعه "عرضت عليّ النار

ص: 2303

فرأيت فيها عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبو عمرو (1)، وهو يجر قصبه في النار. وهو أول من سيب السوائب (2) وغير عهد إبراهيم عليه السلام (3) وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي الجون (4) "

قال: فقال أكثم: يا رسول الله، يضرني شبهه؟ قال"لا، إنك مسلم وإنه كافر"

واللفظ للحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم"

قلت: إسناده حسن للخلاف في محمد بن عمرو، وقد أخرج له مسلم في المتابعات.

ومنها: ما أخرجه البخاري (فتح 7/ 360 و 9/ 352 - 353) وغيره من طرق عن ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا "رأيت عمرو بن لحي بن عامر الخزاعي يجر قُصْبَه في النار، كان أوَّلَ من سَيَّبَ السَّوائب"

1599 -

حديث حَيْدَة رفعه "أول من يكسى إبراهيم، يقول الله: اكسوا خليلي ليعلم الناس اليوم فضله عليهم"

قال الحافظ: أخرجه ابن منده" (5)

أخرجه ابن السكن والإسماعيلي وابن منده كما في "الإصابة"(2/ 308) وأبو نعيم في "الصحابة"(2332) من طريق طلق بن حبيب أنّه سمع حيدة يقول: إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "تحشرون يوم القيامة حفاة عراة غُرْلا، وأول من يكسى إبراهيم، الحديث.

قال أبو نعيم: حيدة مجهول، ذكره بعض المتأخرين في الصحابة، حديثه عند طلق بن حبيب إنْ كان محفوظا"

وقال ابن السكن: لعله والد معاوية بن حيدة"

وقال الحافظ: قلت: والذي أظنه أنّه سقط بين طلق وحيدة شيء، فإنّ هذا الحديث معروف من رواية معاوية بن حيدة، رواه عنه ابنه حكيم بن معاوية، من رواية بَهز بن حكيم عن أبيه، ومن رواية غير بهز بن حكيم أيضا"

وقال ابن الأثير: حيدة مجهول" أسد الغابة 2/ 79

(1) وعند ابن أبي عاصم "أخو بني عمرو"

(2)

وفي لفظ "السيب" وفي لفظ آخر "السائبة"

(3)

وعند ابن أبي عاصم "وهو أول من غير عهد إبراهيم"

وعند الطبري والدارقطني "وهو أول من غير دين إبراهيم"

(4)

وعند الطبري والدارقطني "ابن الجون"

(5)

14/ 174 (كتاب الرقاق- باب الحشر)

ص: 2304

1600 -

عن عائشة قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فسبهما ولعنهما، فلما خرجا قلت له، فقال:"أوما علمت ما شارطت عليه ربي قلت: اللهم إنما أنا بشر فأيّ المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا"

قال الحافظ: وأخرج -أي مسلم- (2600) من حديث عائشة قالت: فذكرته،

وأخرجه (2602) من حديث جابر نحوه، وأخرجه من حديث أنس (2603) ولفظه "إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر، فإيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة"(1)

1601 -

"أولاد المشركين خدم أهل الجنة"

قال الحافظ: وللطبراني والبزار من حديث سَمُرة مرفوعا: فذكره، وإسناده ضعيف" (2)

ضعيف

روي من حديث سمرة بن جُندب ومن حديث أنس بن مالك ومن حديث أبي مالك غير منسوب

فأما حديث سمرة فأخرجه البزار (كشف 2172) والطبراني في "الكبير"(6993) و "الأوسط"(2066) من طريق عيسى بن شعيب البصري ثنا عباد بن منصور عن أبي رجاء عن سمرة به مرفوعا.

وفي لفظ: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أطفال المشركين، فقال "هم خدم أهل الجنة".

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي رجاء إلا عباد بن منصور"

وقال الهيثمي: وفيه عباد بن منصور وثقه يحيى القطان وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 219

وقال العراقي: وفيه عباد بن منصور الناجي وهو ضعيف، يرويه عنه عيسى بن شعيب وقد ضعفه ابن حبان" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 5/ 2102

قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف عباد بن منصور، وأما عيسى بن شعيب فقال الفلاس: صدوق.

(1) 13/ 425 - 426 (كتاب الدعوات- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من آذيته فاجعله له زكاة ورحمة)

(2)

3/ 489 (كتاب الجنائز- باب ما قيل في أولاد المشركين)

ص: 2305

وأما حديث أنس فله عنه طرق:

الأول: يرويه يزيد الرقاشي عن أنس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذراري المشركين لم يكن لهم ذنوب فيعاقبون بها فيدخلون النار، ولم تكن لهم حسنة يجازون بها فيكونون من ملوك الجنة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "هم خدم أهل الجنة"

أخرجه الطيالسي (ص 282) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 308) واللفظ له والبيهقي في "القضاء والقدر"(628)

عن الربيع بن صَبيح البصري

وأبو يعلى (4090) والكلاباذي في "مفتاح المعاني" كما في "الصحيحة"(3/ 453) وابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 118)

عن الأعمش

كلاهما عن يزيد الرقاشي به.

قال الحافظ: حديث أنس ضعيف" فتح الباري 3/ 489

قلت: وهو كما قال لضعف يزيد الرقاشي.

الثاني: يرويه مبارك بن فَضالة عن علي بن زيد عن أنس رفعه "أطفال المشركين خدم أهل الجنة"

أخرجه البزار (كشف 2170) عن الفضل بن سهل الأعرج ثنا الحجاج بن نُصير ثنا مبارك بن فضالة به.

والحجاج بن نصير ضعفه النسائي وغيره، وخالفه معلي بن عبد الرحمن (1) فرواه عن مبارك بن فضالة عن علي بن زيد عن أنس قوله.

أخرجه البزار (كشف 2171)

ومعلي بن عبد الرحمن هو الواسطي وهو أشد ضعفا من الحجاج بن نصير.

ومبارك بن فضالة صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من علي بن زيد بن جُدْعَان.

وعلي بن زيد ضعيف.

(1) ورواه الحر بن مالك العنبري عن مبارك بن فضالة عن علي بن زيد عن أنس أحسبه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5351)

ص: 2306

الثالث: يرويه مقاتل بن سليمان عن قتادة عن أنس رفعه "أولاد المشركين خدم أهل الجنة"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2996) عن إسماعيل بن محمد النيسابوري ثنا إبراهيم بن أحمد الخزاعي ثنا الحكم بن ميسرة عن مقاتل به.

وقال: لم يروه عن قتادة إلا مقاتل"

قلت: وهو متهم، فقد كذبه وكيع والفلاس والنسائي وابن حبان والدارقطني.

وأما حديث أبي مالك فأورده ابن منده في "المعرفة" كما في "الصحيحة"(3/ 452) وأبو نعيم في "الصحابة"(6981) معلقا فقالا: حدّث إبراهيم بن المختار عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أبي مالك قال: سئل النبيء صلى الله عليه وسلم عن أطفال المشركين قال "هم خدم أهل الجنة".

قال أبو نعيم: كذا قال: عن أبي مالك، والمشهور عن يزيد عن سنان عن أنس بن مالك"

وقال الحافظ: قلت: وهو كذلك" الإصابة 12/ 6

قلت: وإسناده ضعيف، فيه عنعنة ابن إسحاق فإنّه كان مدلسا، وإبراهيم بن المختار وسنان بن سعد مختلف فيهما.

1602 -

حديث معاذ: أخبرني بعمل يدخلني الجنة، فذكر الوصية بطولها، وفي آخرها "ألا أخبرك بِمِلَاك ذلك كله؟ كُفَّ عليك هذا" وأشار إلى لسانه. قلت: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال "وهل يَكُبُّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم"

قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي والنسائي" (1)

وقال أيضا: أخرجه أحمد والترمذي وصححه، والنسائي وابن ماجه كلهم من طريق أبي وائل عن معاذ مطولا. وأخرجه أحمد أيضا من وجه آخر عن معاذ، وزاد الطبراني في رواية مختصرة "ثم إنك لن تزال سالما ما سكت، فإذا تكلمت كتب عليك أو لك"(2)

صحيح

(1) 13/ 54 (كتاب الأدب- باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره)

(2)

14/ 90 (كتاب الرقاق- باب حفظ اللسان)

ص: 2307

وله عن معاذ بن جبل طرق:

الأول: يرويه ميمون بن أبي شبيب عن معاذ قال: قلت: يا رسول الله، أنبئني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، فقال "سألت عن عظيم وإنّه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، وإنْ شئت أنبأتك بأبواب الخير؟ " قلت: أجل يا رسول الله، قال "الصوم جُنة، والصدقة تكفر الخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل يبتغي وجه الله" قال: ثم قرأ هذه الآية {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدَة: 16] قال "وإن شئت أنبأتك برأس هذا الأمر وعموده وذِرْوَة سنامه؟ " قلت: أجل يا رسول الله، قال "أما رأس الأمر فالإسلام، وأما عموده فالصلاة، وأما ذروة سنامه فالجهاد في سبيل الله، وإنْ شئت أنبأتك بِأَمْلَكَ للناس من ذلك؟ " قلت: وما هو يا رسول الله؟ فأهوى بأصبعه إلى فِيْهِ، قلت: يا رسول الله، إنا لنؤاخذ بما نقول بألسنتنا؟ قال " ثكلتك أمك ابن جبل، هل يكبّ الناس على مناخرهم في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم؟ "

أخرجه ابن نصر في "الصلاة"(197) والطبراني في "الكبير"(20/ 143) والحاكم (2/ 412 - 413)

عن إسحاق بن راهويه

والواحدي في "الوسيط"(3/ 452 - 453)

عن قتيبة بن سعيد البلخي

والطبراني (20/ 143)

عن عثمان بن أبي شيبة (1)

وابن أبي الدنيا في "الصمت"(6)

عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي

وإسحاق بن إسماعيل الطالقاني

قالوا: ثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن الحكم بن عُتيبة وحبيب بن أبي ثابت عن ميمون عن معاذ به.

(1) هكذا رواه الحسين بن إسحاق التستري عن عثمان.

ورواه هناد في "الزهد"(1090) عن عثمان فلم يذكر الحكم.

ص: 2308

وأخرجه النسائي (4/ 138) وفي "الكبرى"(2535)

عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله اليشكري الواسطي

والحاكم (2/ 412 - 413)

عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي

كلاهما عن الأعمش به.

• ورواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن الأعمش فلم يذكر الحكم.

أخرجه الحاكم (2/ 76 و 412 - 413) والبيهقي في "الشعب"(4607)

وتابعه عمار بن رُزَيق الكوفي عن الأعمش به.

أخرجه الطبراني (20/ 144)

• ورواه عَبيدة بن حُميد الكوفي عن الأعمش فلم يذكر حبيبا.

أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 8) وفي "الإيمان"(2) والدارقطني في "العلل"(6/ 76 - 77)

• وأخرجه الهيثم بن كليب (1366)

عن جعفر بن عون الكوفي

والطبراني (20/ 142 - 143) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 376)

عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين

قالا: ثنا فِطر بن خليفة عن حبيب والحكم عن ميمون عن معاذ.

وخالفهما عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي فرواه عن فطر عن حبيب عن الحكم عن ميمون عن معاذ.

أخرجه النسائي (4/ 138) وفي "الكبرى"(2534)

والأول أصح.

• وأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 65) وعنه ابن أبي عاصم في "الزهد"(7)

عن محمد بن جعفر غُنْدر

وأحمد (5/ 233)

عن رَوْح بن عبادة البصري

ص: 2309

والنسائي (4/ 138) وفي "الكبرى"(2537)

عن حجاج بن محمد المصيصي

كلاهما عن شعبة عن الحكم عن ميمون عن معاذ.

وخالفهما آدم بن أبي إياس فرواه عن شعبة عن منصور بن المعتمر عن الحكم عن ميمون عن معاذ.

أخرجه الخرائطي في "المكارم"(470)

• وأخرجه هناد في "الزهد"(1090) عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن منصور عن حبيب عن ميمون عن معاذ.

وأخرجه الطبراني (20/ 144) من طريق يوسف بن عدي الكوفي ثنا أبو الأحوص به.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(21/ 102 - 103) عن محمد بن خلف العسقلاني ثنا آدم- هو ابن أبي إياس- ثنا شيبان (1) ثنا منصور عن الحكم عن ميمون عن معاذ به.

وأخرجه البيهقي (9/ 20) من طريق إبراهيم بن الهيثم البلدي ثنا آدم بن أبي إياس به.

• وأخرجه البيهقي (9/ 233) من طريق سليمان بن يحيى بن ثعلبة بن عبيد الله بن أبي عمرة ثني أبي عن الحكم عن ميمون عن معاذ.

قال الدارقطني في "العلل"(6/ 75): وهو صحيح من حديث الحكم وحبيب عن ميمون"

قلت: وهو كما قال.

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

كذا قال، وميمون إنما أخرج له البخاري في "الأدب" ومسلم في مقدمة كتابه.

ومع ذلك فميمون عن معاذ مرسل.

قال أبو حاتم: روى ميمون عن معاذ مرسل.

وقال الفلاس: روى عن معاذ وغيره، وليس عندنا في شيء منه يقول: سمعت، ولم أُخبر أنّ أحدا يزعم أنّه سمع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

(1) في المطبوع "سفيان" وأظنه تحرف عن "شيبان"

ص: 2310

وقال ابن رجب: لم يسمع ميمون من معاذ" جامع العلوم 2/ 135

وقال المنذري: وميمون هذا كوفي ثقة ما أراه سمع من معاذ بل ولا أدركه، فإنّ أبا داود قال: لم يدرك ميمون بن أبي شبيب عائشة، وعائشة تأخرت بعد معاذ من نحو ثلاثين سنة" الترغيب 3/ 529

الثاني: يرويه الحكم بن عُتيبة عن عروة بن النزال أو النزال بن عروة عن معاذ قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن عمل يدخلني الجنة؟ قال "بخ بخ لقد سألت عن عظيم، وإنّه ليسير على من يسّره الله عليه. صلِّ الصلاة المكتوبة، وأدِّ الزكاة المفروضة، أولا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ أما رأس الأمر فالإسلام، من أسلم سلم، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله، ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تكفر الخطيئة، وقيام العبد في جوف الليل يكفر الخطايا، وتلا {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السَّجدَة: 16] إلى آخر الآية، ألا أخبرك بأَمْلَك ذلك كله؟ " قال: فاطلع ركب أو راكب فخشيت أنْ يشغلوا عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلتَ: يا رسول الله، قولك: أولا أدلك على أملك ذلك كله، قال: فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى لسانه، فقلت: يا رسول الله، وإنا لنؤاخذ بما نتكلم بألسنتنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يَكُبُّ الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم"

أخرجه الطيالسي (ص 76 - 77) عن شعبة عن الحكم به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(2549)

وأخرجه أحمد (5/ 233) وفي "العلل"(2340) والخرائطي (472)

عن رَوح بن عبادة البصري

والحارث (بغية الباحث 12)

عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي

والطبراني (20/ 147 - 148) والبيهقي في "الشعب"(3921)

عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري

والبيهقي في "الشعب"(3078)

عن أبي زيد سعيد بن الربيع العامري

كلهم عن شعبة به.

ص: 2311

ورواه محمد بن جعفر غُنْدَر عن شعبة فقال فيه: عن عروة بن النزال ولم يشك.

أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 286 - 287 و 9/ 65 و11/ 7 - 8) وفي "الإيمان"(1) وفي "الأدب"(220) وأحمد (5/ 237) وابن أبي عاصم في "الزهد"(7) وفي "الجهاد"(16) وابن نصر في "قيام الليل"(ص 21) والنسائي (4/ 138) وفي "الكبرى"(2536) وفي "الإغراب من حديث شعبة وسفيان"(92) والطبري (21/ 102) والطبراني (20/ 148) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 469) والمزي (20/ 40)

وتابعه حجاج بن محمد عن شعبة به.

أخرجه النسائي (4/ 138) وفي "الكبرى"(2537) والقضاعي (48)

قال شعبة: فقال الحكم: فقلت له: أسمعته من معاذ؟ قال: لم أسمعه منه، وقد أدركته.

قلت: وعروة هذا ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر عنه راويا إلا الحكم، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.

الثالث: يرويه أبو وائل شقيق بن سلمة عن معاذ قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت قريبا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله، ألا تخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار؟ قال "لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسّره الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت" ثم قال "أدلك على أبواب الخير، الصوم جُنّة، والصدقة تطفئ الخطيئة، وصلاة الرجل من جوف الليل" ثم قرأ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السَّجدَة: 16] حتى {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السَّجدَة: 17] ثم قال "ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ فقلت: بلى يا رسول الله، قال "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد" ثم قال "ألا أخبرك بمِلاك ذلك كله؟ " قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه، قال "اكفف عليك هذا" فقلت: يا رسول الله، أو إنا لمأخوذون بما نتكلم؟ قال "ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يَكُبُّ الناس في النار على وجوههم- أو قال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم"

أخرجه عبد الرزاق (20303) عن مَعْمَر بن راشد عن عاصم بن أبي النَّجُود عن أبي وائل به.

وأخرجه أحمد (5/ 231) وعبد بن حميد (112) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه ابن نصر في "الصلاة"(196) والطبراني في "الكبير"(20/ 130 - 131)

ص: 2312

والبيهقي في "الآداب"(399) والبغوي في "شرح السنة"(11) وفي "تفسيره"(5/ 224 - 225) من طرق عن عبد الرزاق به.

وأخرجه ابن ماجه (3973) والترمذي (2616)

عن عبد الله بن معاذ الصنعانى

والنسائي في "الكبرى"(11394) والقضاعي (104) والبيهقي في "الشعب"(3079)

عن محمد بن ثور الصنعاني

كلاهما عن معمر به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

قلت: لم يثبت سماع أبي وائل من معاذ كما قال ابن رجب في "جامع العلوم" وقال: كان معاذ بالشام، وأبو وائل بالكوفة (1).

واختلف فيه على عاصم، فرواه حماد بن سلمة عن عاصم عن شَهر بن حَوشب عن معاذ.

أخرجه أحمد (5/ 232 و 242) وفي "الزهد"(ص 39) والطبري (21/ 103) والطبراني (20/ 103) من طرق عن حماد به.

وشهر لم يلق معاذا.

الرابع: يرويه عبد الرحمن بن غَنْم عن معاذ، وعن عبد الرحمن غير واحد، منهم:

1 -

شهر بن حوشب.

أخرجه أحمد (5/ 236 و245 - 246) والبزار (2669) والخلال في "السنة"(1171) وابن نصر في "الصلاة"(7) والطبراني (20/ 63 و 64) وابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 65 - 66)

عن عبد الحميد بن بهرام الفزاري

وأحمد (5/ 335) والبزار (2670)

عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي

(1) وقال المنذري: أبو وائل أدرك معاذا بالسن، وفي سماعه عندي نظر، وكان أبو وائل بالكوفة، ومعاذ بالشام" الترغيب 3/ 529

ص: 2313

كلاهما عن شهر عن عبد الرحمن عن معاذ أنّ رسول الله خرج بالناس قِبَلَ غزوة تبوك، فلما أنْ أصبح صلى بالناس صلاة الصبح، ثم إن الناس ركبوا، فلما أنْ طلعت الشمس نعس الناس على أثر الدُّلْجَة، ولزم معاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو أثره والناس تفرقت بهم ركابهم على جواد الطريق تأكل وتسير، فبينما معاذ على أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم وناقته تأكل مرة وتسير أخرى عثرت ناقة معاذ فكبحها بالزمام فهبت حتى نفرت منها ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف عن قناعه فالتفت فإذا ليس من الجيش رجل أدنى إليه من معاذ، فناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "يا معاذ" قال: لبيك يا نبي الله، قال "ادن دونك" فدنا منه حتى لصقت راحلتاهما إحداهما بالأخرى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما كنت أحسب الناس منا كمكانهم من البعد" فقال معاذ: يا نبي الله، نعس الناس فتفرقت بهم ركابهم ترتع وتسير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وأنا كنت ناعسا" فلما رأى معاذ بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه وخلوته له قال: يا رسول الله، ائذن لي أسألك عن كلمة قد أمرضتني وأسقمتني وأحزنتني، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم "سلني عَمّ شئت" قال: يا نبي الله، حدثني بعمل يدخلني الجنة لا أسألك عن شيء غيرها، قال "بخ بخ بخ، لقد سألت بعظيم، ثلاثا، وإنه ليسير على من أراد الله به الخير، وإنه ليسير على من أراد الله به الخير، وإنه ليسير على من أراد الله به الخير" فلم يحدثه بشيء إلا قاله له ثلاث مرات، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم "تؤمن بالله واليوم الآخر، وتقيم الصلاة، وتعبد الله وحده لا تشرك به شيئا حتى تموت وأنت على ذلك" فقال: يا نبي الله، أعد لي، فأعاده له ثلاث مرات، ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم "إن شئت حدثتك يا معاذ برأس هذا الأمر، وقوام هذا الأمر، وذروة السنام" فقال معاذ: بلى بأبي وأمي أنت يا نبي الله فحدثني، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم "إنّ رأس هذا الأمر أنْ تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنّ محمدا عبده ورسوله، وإنّ قوام هذا الأمر إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وإنّ ذروة السنام منه الجهاد في سبيل الله، إنما أمرت أنْ أقاتل الناس حتى يقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويشهدوا أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمدا عبده ورسوله، فإذا فعلوا ذلك فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل، والذي نفس محمد بيده ما شحب وجه ولا اغبرت قدم في عمل تبتغي فيه درجات الجنة بعد الصلاة المفروضة كجهاد في سبيل الله، ولا ثقل ميزان عبد كدابة تنفق له في سبيل الله أو يحمل عليها في سبيل الله"

السياق لأحمد من حديث عبد الحميد بن بهرام.

وإسناده حسن، عبد الحميد وشهر صدوقان، وعبد الله وعبد الرحمن ثقتان.

2 -

ابن شهاب الزهري.

أخرجه الطبراني (20/ 75 - 77) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج

ص: 2314

الحمصي ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن تميم ثني الزهري عن عبد الرحمن بن غنم ثني معاذ قال: فذكر الحديث بطوله.

وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن يزيد بن تميم.

3 -

عمير بن هانئ العَنْسي.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3528) وفي "الصحابة"(2097) عن علي بن الجَعْد الجوهري أنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عمير بن هانئ أنّه سمع عبد الرحمن يحدث أنّه سمع معاذا يحدث أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: حدثني بعمل يدخل العبد الجنة إذا عمله، قال "بخ بخ، سألت عن عظيم وهو يسير لمن يسره الله له، تقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، ولا تشرك بالله شيئا"

وأخرجه ابن حبان (214) عن أبي يعلى ثنا علي بن الجعد به.

وأخرجه الطبراني (20/ 66) وفي "مسند الشاميين"(222) عن أحمد بن الحسن بن مكرم ثنا علي بن الجعد به.

وإسناده حسن.

4 -

أيوب بن كريز.

أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 1/426)

عن علي بن أبي هاشم البغدادي

وابن نصر في "الصلاة"(195)

عن يحيى بن يحيى النيسابوري

والخرائطي (477) والدارقطني في "المؤتلف"(4/ 1957 - 1958)

عن الحسن بن عرفة

والطبراني (20/ 73 - 74)

عن سعيد بن سليمان الواسطي

والطبراني (20/ 73 - 74) وابن بشران (818)

عن حجاج بن إبراهيم الأزرق (1).

(1) رواه الطبراني عن أبي يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي ثنا حجاج بن إبراهيم به.

ورواه ابن بشران من طريق الحسين بن محمد الفزاري ثنا القراطيسي به. =

ص: 2315

قالوا: ثنا مبارك بن سعيد عن أبيه سعيد بن مسروق عن أيوب بن كريز عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ قال: فذكر الحديث بطوله.

أيوب بن كريز ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا سعيد بن مسروق فهو مجهول.

الخامس: يرويه مكحول عن معاذ أنّ الناس تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلحقته، فلما سمع حسي قال "من هذا؟ ابن جبل" قلت: نعم يا رسول الله، قال "أين الناس؟ " قلت: تخلفوا عنك، وظنوا أنه ينزل عليك، وكانت لي حاجة فأسرعت لها، قال "وما هي؟ " قلت: أخبرني بعمل الجنة؟ قال "بخ بخ، سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتصلي الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، ألا أنبئك برأس هذا الأمر، وعموده، وذروة سنامه؟ رأسه الإسلام، فمن أسلم سلم، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله، ألا أنبئك بأبواب الخير: الصيام جنة، والصدقة تمحو الخطيئة، وقيام العبد في جوف الليل لله" ثم تلا هذه الآية {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السَّجدَة: 16] حتى فرغ منها، ألا أنبئك بأملك الناس من ذلك" فأشار إلى لسانه ثلاثا، فقلت: وإنا لنؤاخذ بما نتكلم به؟ فضرب منكبى، ثم قال "ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يَكُبُّ الناس في النار على وجوههم إلا هذا اللسان، إنك ما سكت سلمت، وإذا تكلمت فلك أو عليك"

أخرجه هناد (1091) عن حاتم بن إسماعيل المدني عن محمد بن عجلان عن مكحول به.

ورواته ثقات إلا أنّه منقطع بين مكحول وبين معاذ فإنّه لم يسمع منه.

ولم ينفرد ابن عجلان به بل تابعه ثابت بن ثوبان عن مكحول عن معاذ به مختصرا.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3528) وفي "الصحابة"(2097) عن علي بن الجَعْد الجوهري أنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه به.

وأخرجه ابن حبان (214) عن أبي يعلى ثنا علي بن الجعد به.

وأخرجه الطبراني (20/ 66) وفي "مسند الشاميين"(222) عن أحمد بن الحسن بن مكرم ثنا علي بن الجعد به.

= ورواه الطحاوي في "المشكل"(1478) عن أبي يزيد القراطيسي فقال فيه: عن أيوب بن كريز عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم.

ص: 2316

السادس: يرويه أبو معاوية عمرو بن عبد الله النخعي عن أبي عمرو سعد بن إياس الشيباني عن معاذ أنّه قال: يا رسول الله، أوصني، قال "احفظ عليك لسانك" فأعاد عليه، فقال "ثكلتك أمك يا معاذ، هل يَكُبُّ الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم "

أخرجه البزار (2643) عن أحمد بن منصور بن سيار الرمادي أنا أبو أحمد أنا عمرو بن عبد الله به.

ورواته ثقات لكن ما أظنّ أبا عمرو الشيباني سمع من معاذ، وأبو أحمد هو محمد بن عبد الله الزبيري.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 127 - 128) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا طاهر بن أحمد الموسري ثنا أبي ثنا عمرو بن عبد الله به.

السابع: يرويه نعيم بن وهب عن معاذ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له "وسأنبئك برأس الأمر وعموده، رأسه الإسلام، وعموده الصلاة"

أخرجه ابن نصر في "الصلاة"(198) عن أحمد بن محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي ثنا إسحاق بن محمد الفَرْوي ثنا عبد الله بن عمر عن نعيم بن وهب به.

وإسحاق بن محمد الفروي وعبد الله بن عمر العمري مختلف فيهما، ونعيم بن وهب لم أقف له على ترجمة، والمقدمي قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات".

الثامن: يرويه أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: قال معاذ: يا رسول الله أوصني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اعبد الله كأنك تراه، واعدد نفسك مع الموتى، واذكر الله عند كل حجر وشجر، وإذا عملت السيئة فأعمل بجنبها حسنة، السر بالسر، والعلانية بالعلانية، وأخبرك بما هو أملك بك من ذلك" قال: يا رسول الله، وما هو؟ قال "هذا" وأشار إلى لسانه، قال معاذ: يا رسول الله هو هذا!! وأشار إلى لسانه، قال "وهل يَكُبُّ الناس على مناخرهم في النار إلا هذا"

أخرجه هناد (1092) وابن أبي الدنيا في "الصمت"(22) والهيثم بن كليب (1400) والطبراني (20/ 175) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة به.

قال المنذري: إسناده جيد" الترغيب 3/ 532

وقال العراقي: رجاله ثقات وفيه انقطاع" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1630

قلت: أبو سلمة لم يسمع من معاذ.

التاسع: يرويه علي بن يزيد الألهاني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن

ص: 2317

معاذ رفعه "رأس هذا الأمر الإسلام، ومن أسلم سلم، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، لا يناله إلا أفضلهم"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 55) من طريق الوليد بن مسلم ثنا عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد به.

وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد.

1603 -

حديث جابر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أخبرك ما قال الله لأبيك؟ قال: يا عبد الله تمنّ علي أعطيك. قال: يا ربِّ تحييني فأقتل فيك ثانية، قال: إنّه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون"

قال الحافظ: وللترمذي وحسنه والحاكم وصححه من حديث جابر قال: فذكره" (1)

صحيح

وله عن جابر طرق:

الأول: يرويه موسى بن إبراهيم بن كثير بن بشير بن الفاكه الأنصاري قال: سمعت طلحة بن خِرَاش بن الصمة الأنصاري ثم السلمي يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول (2): لقيني (3) رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي "يا جابر مالي أراك منكسرا (4)؟ " قلت: يا رسول الله استشهد أبي قتل يوم أحد، وترك عيالا ودينا، قال "أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك (5)؟ " قال: قلت: بلى يا رسول الله. قال "ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحا (6) فقال: يا عبدي تمنّ علي (7) أعطك، قال: يا رب تحييني (8) فأقتل فيك ثانية. قال الرب عز وجل: إنّه قد سبق مني (9) أنهم إليها لا يرجعون (10). قال: وأنزلت هذه الآية {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} [آل عِمرَان: 169] الآية (11).

(1) 6/ 373 (كتاب الجهاد- باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا)

(2)

وعند ابن ماجه "لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام يوم أحد"

(3)

وعند البيهقي وغيره "نظر إليّ"

(4)

وعند البيهقي وغيره "مهتما"

(5)

وعند ابن ماجه وغيره "ألا أخبرك ما قال الله لأبيك" وعند المزي "ألا أخبرك عن الله"

(6)

وعند ابن ماجه وغيره "وكلم أباك كفاحا"

(7)

زاد ابن خزيمة "ما شئت" ولفظ البيهقي وغيره "يا عبدي سلني"

(8)

وعند ابن خزيمة وغيره "تردني إلى الدنيا"

(9)

وعند ابن خزيمة "لا، إني أقسمت بيمين"

(10)

زاد ابن ماجه وغيره "قال: يا رب فأبلغ من ورائي"

(11)

زاد البيهقي وغيره "حتى أنفذ فيه الآية"

ص: 2318

أخرجه ابن ماجه (190 و2800) والترمذي (3010) واللفظ له وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية"(115و 289) وابن أبي عاصم في "الجهاد"(196) وفي "السنة"(602) وابن خزيمة في "التوحيد"(2/ 890 و 891) وابن الأعرابي (ق 213/ ب) وابن حبان (7022) والإسماعيلي في "معجمه"(2/ 668) والحاكم (3/ 203 - 204) وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 427) وأبو نعيم في "الصحابة"(4341) والبيهقي في "الدلائل"(3/ 298 - 299) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 74) والبغوي في "التفسير"(1/ 446 - 447) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(119و 232) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 347) والمزي في "تهذيب الكمال"(13/ 394) من طرق عن موسى بن إبراهيم به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال المنذري: إسناده حسن" الترغيب 2/ 314

قلت: وهو كما قال.

الثاني: يرويه محمد بن علي بن ربيعة السُّلَمي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا جابر أما علمت أن الله عز وجل أحيا أباك فقال له: تمنّ علي، فقال: أرد إلى الدنيا فأقتل مرة أخرى، فقال: إني قضيت الحكم أنهم إليها لا يرجعون"

أخرجه الحميدي (1)(1265) وسعيد بن منصور (2550) عن سفيان بن عُيينة ثنا محمد بن علي به.

وأخرجه أحمد (3/ 361) وعبد بن حميد (1039) وابن أبي الدنيا في "المتمنين"(2) وأبو يعلى (2002) والدينوري في "المجالسة"(3515) من طرق عن سفيان به.

ورواته ثقات غير عبد الله بن محمد بن عقيل وهو مختلف فيه وأكثر على تضعيفه لكن لا بأس به في المتابعات.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(4/ 172) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 193) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 221 - 222) من طرق عن سلمة بن الفضل حدثني

(1) ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4343)

ص: 2319

محمد بن إسحاق قال: وحدثني بعض أصحابي عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: سمعت جابر بن عبد الله به (1).

وأخرجه هناد في "الزهد"(157) عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن عبد الله بن محمد قال: سمعت جابر بن عبد الله به.

الثالث: يرويه أبو معاوية صدقة بن عبد الله السمين الدمشقي عن عياض بن عبد الله الأنصاري عن جابر قال: استشهد أبي يوم أُحُد، فأشفقت عليه إشفاقا شديدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أبشرك؟ إنّ أباك عُرض على ربه، ليس بينه وبينه ستر، فقال: تمنّ عليّ ما شئت قال: ربّ تردني إلى الدنيا حتى أقتل فيك وفي نبيك عليه السلام مرة أخرى. فقال الله تبارك وتعالى: "سبق القضاء مني أنهم إليها لا يرجعون"

أخرجه ابن أبي الدنيا في "المتمنين"(3) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن إسحاق الأَذْرَمي ثنا القاسم بن يزيد ثني صدقة بن عبد الله به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(215) وفي "السنة"(603) عن عمرو بن عثمان الحمصي ثنا الوليد بن مسلم عن صدقة به.

وأخرجه ابن بطة في "الإبانة"(المختار 27) من طريق يزيد بن عبد ربه الجرجسي ثنا الوليد بن مسلم به.

وإسناده ضعيف لضعف صدقة بن عبد الله السمين أبي معاوية.

الرابع: يرويه محمد بن سليمان بن سليط الأنصاري عن أبيه عن جابر.

أخرجه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 427)

ومحمد بن سليمان بن سليط الأنصاري مجهول (اللسان 5/ 190)

الخامس: يرويه محمد بن إسحاق ثني عمرو بن قيس عن محمد بن المنكدر عن جابر.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4342)

(1) وأخرجه عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية"(303) والحاكم (2/ 119 - 120) من طريق أبي إسحاق الفزاري عن أبي حماد الحنفي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: أبو حماد هو المفضل بن صدقة قال النسائي: متروك"

ص: 2320

وللحديث شاهد عن عائشة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم لجابر "ألا أبشرك يا جابر؟ " قال: بلى، بشرك الله بالخير. قال "إنّ الله تبارك وتعالى أحيا أباك، فأقعده بين يديه فقال: تمنّ عليّ عبدي ما شئت أُعْطِكَه، قال: يا ربِّ ما عبدتك حقّ عبادتك، أتمنى عليك أنْ تردني إلى الدنيا، فأقاتل مع نبيك، فأقتل فيك مرة أخرى، قال: إنه قد سلف مني أنك إليها لا ترجع"

أخرجه ابن أبي الدنيا في "المتمنين"(4) عن أبي عمرو الفيض بن وثيق ثني أبو عبادة الأنصاري- شيخ من أهل المدينة- أني ابن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة به.

وأخرجه ابن بطة (المختار 28) والحاكم (3/ 203) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 4 - 5) وفي "الصحابة"(4344) والبيهقي في "الدلائل"(3/ 298) من طرق عن الفيض بن وثيق به.

ومن هذا الطريق أخرجه البزار (كشف 2706) لكن وقع عنده: ثنا أبو عباد- شيخ من أهل المدينة- عن إبراهيم عن عروة عن عائشة.

وقال: لا نعلمه يُروى عن عائشة إلا من هذا الوجه"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: فيض كذاب"

وقال في "الميزان": فيض قال ابن معين: كذاب خبيث قلت: قد روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم وهو مقارب الحال إن شاء الله تعالى"

وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأبو عبادة الأنصاري قال ابن كثير: وهو عيسى بن عبد الرحمن إنْ شاء الله" التفسير 1/ 427

قلت: وهو متروك الحديث، قاله النسائي.

1604 -

"ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من انفاق الذهب والوَرِق وخير لكم من أنْ تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ " قالوا: بلى. قال "ذكر الله عز وجل"

قال الحافظ: وأخرج الترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث أبي الدرداء مرفوعا: فذكره" (1)

سياتي الكلام عليه فانظر حديث "ألا أنبئكم بخير أعمالكم

"

(1) 13/ 466 (كتاب الدعوات- باب فضل ذكر الله عز وجل)

ص: 2321

1605 -

"ألا أخبركم بخير الشهداء؟ الذي يأتى بالشهادة قبل أنْ يسألها"

قال الحافظ: رواه مسلم (1719) من حديث زيد بن خالد: مرفوعا" (1)

1606 -

"ألا أخبركم بخير الناس؟ رجل ممسك بِعِنَان فرسه" الحديث وفيه "ألا أخبركم بالذي يتلوه؟ رجل معتزل في غنيمة يؤدي حق الله فيها"

قال الحافظ: وللنسائي من حديث ابن عباس رفعه: فذكره، وأخرجه الترمذي واللفظ له وقال: حسن" (2)

صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 294) وأحمد (1/ 237 و 319 و 322) وعبد بن حميد (668) والدارمي (2400) وابن أبي عاصم في "الجهاد"(153) والنسائي (5/ 62) وفي "الكبرى"(2350) وابن حبان (604) والطبراني في "الكبير"(10767) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 447 - 448) والشجري في "أماليه"(2/ 157) من طرق عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد القارظي عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب (3) عن عطاء بن يسار عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وهم جلوس (4) فقال "ألا أحدثكم بخير (5) الناس منزله (6)؟ " فقالوا: بلى يا رسول الله. قال "رجل ممسك (7) برأس (8) فرسه في سبيل الله حتى يموت (9) أو يقتل. أفأخبركم بالذي يليه؟ " قالوا: نعم يا رسول الله. قال "امرؤ معتزل في شعب (10) يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعتزل شرور (11) الناس. أفأخبركم بشر (12) الناس منزلة (13)؟ " قالوا: نعم يا رسول الله. قال "الذي يُسئل بالله (14) ولا يُعطي به" واللفظ لأحمد.

(1) 6/ 187 (كتاب الشهادات- باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد)

(2)

14/ 115 (كتاب الرقاق- باب العزلة راحة للمؤمن من خلاط السوء)

(3)

وقال بعضهم: ابن ذؤيب.

(4)

زاد أحمد في رواية وابن حبان "في مجلس لهم"

(5)

وفي لفظ "بأحسن"

(6)

وفي لفظ "منزلا"

(7)

وفي لفظ "آخذ"

(8)

وفي لفظ "بعنان"

(9)

وعند ابن حبان "عُقرت"

(10)

زاد عبد بن حميد "من هذه الشعاب"

(11)

وفي لفظ "شر"

(12)

وفي لفظ "بأسوأ"

(13)

وفي لفظ "منزلا"

(14)

زاد الدارمي "العظيم"

ص: 2322

رواه أبو داود الطيالسي (ص 347) عن ابن أبي ذئب فلم يذكر إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب.

ورواه آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئب فلم يذكر سعيد بن خالد.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "العزلة"(98) والشجري في "أماليه"(2/ 157)

والصواب الأول.

وإسناده حسن رواته ثقات غير سعيد بن خالد القارظي وهو صدوق كما قال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب".

ولم ينفرد إسماعيل بن عبد الرحمن به بل تابعه بكير بن عبد الله بن الأشج عن عطاء بن يسار عن ابن عباس مرفوعا نحوه.

أخرجه الترمذي (1652) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 448) من طريق ابن لَهيعة عن بكير بن عبد الله به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، ويُروى هذا الحديث من غير وجه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم"

قلت: وابن لهيعة ضعيف، لكنه لم ينفرد به بل تابعه عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله به.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(152) عن يعقوب بن حميد بن كاسب وأبي مروان محمد بن عثمان العثماني قالا: ثنا ابن أبي حازم عن أسامة بن زيد عن عمرو بن الحارث به.

بإسناده حسن للخلاف في أسامة بن زيد الليثي.

ولم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث به.

أخرجه ابن حبان (605) عن عبد الله بن محمد بن سلم ثنا حرملة بن يحيى أنا ابن وهب به.

واختلف فيه على حرملة، فرواه محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني عن حرملة فقال فيه "عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن أبيه"

زاد فيه "عن أبيه"

ص: 2323

أخرجه الضياء في "المختارة"(1)

وهذا أصح فقد رواه غير واحد عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكير عن أبيه عن عطاء بن يسار عن ابن عباس، منهم:

1 -

سعيد بن منصور في "سننه"(2434)

2 -

أحمد بن صالح المصري.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10768)

3 -

يونس بن عبد الأعلى المصري.

أخرجه أبو الطاهر المخلص (2).

واختلف عن عطاء بن يسار، فرواه مالك (2/ 445) عن أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري عن عطاء بن يسار مرسلا.

والأول أصح.

1607 -

"إلا أخبركم بخير دور الأنصار؟ " قالوا: بلى، قال "بنو عبد الأشهل" وهم رهط سعد بن معاذ، قالوا: ثم من يا رسول الله؟ قال "ثم بنو النجار"

قال الحافظ: وقع في رواية مَعْمَر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وأبي سلمة عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، أخرجه أحمد (2/ 267).

وأخرجه مسلم (2512) من طريق صالح بن كيسان عن الزهري، وأخرج مسلم (4/ 1950) أيضا من طريق أبي الزناد عن أبي سلمة عن أبي أسيد مثل رواية أنس عن أبي أسيد، فقد اختلف على أبي سلمة في إسناده: هل شيخه فيه أبو أسيد أو أبو هريرة؟

ويؤيدها رواية إبراهيم بن محمد بن طلحة عن أبي أسيد وهي عند مسلم (4/ 1950) أيضا

" (3)

1608 -

"ألا أخبركم بليلة القدر" قالوا: بلى. فسكت ساعة ثم قال "لقد قلت لكم وأنا أعلمها ثم أنسيتها"

قال الحافظ: روى عبد الرزاق من مرسل سعيد بن المسيب أنه صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (4)

مرسل

(1) انظر هامش كتاب الجهاد لابن أبي عاصم 2/ 431

(2)

انظر هامش كتاب الجهاد لابن أبي عاصم 2/ 431

(3)

8/ 116 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب فضل دور الأنصار)

(4)

5/ 173 (صلاة التراويح- باب رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس)

ص: 2324

أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(7687) عن ابن جريج قال: أخبرني يونس بن سيف أنّه سمع ابن المسيب يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه فقال "ألا أخبركم بليلة القدر؟ " قالوا: بلى يا رسول الله. فسكت ساعة فقال "لقد قلت لكم ما قلت آنفا وأنا أعلمها وإني لأعلمها ثم أنسيتها أرأيتم يوما كنا مكان كذا وكذا أي ليلة هي؟ " في غزوة غزاها. فقالوا: سرنا ففعلنا حتى استقام ملأ القوم على أنها ليلة ثلاث وعشرين.

وإسناده إلى سعيد بن المسيب حسن، فابن جريج ثقة مشهور، ويونس بن سيف قال أبو حاتم: شيخ محله الصدق لا بأس به (الجرح 4/ 2 / 239)

1609 -

"ألا أَدُلَكِ على خير من ذلك؟ "

قال الحافظ: قال المهلب وغيره: كره النبي صلى الله عليه وسلم لابنته ما كره لنفسه من تعجيل الطيبات في الدنيا إلا أنّ ستر الباب حرام، وهو نظير قوله لها لما سألته خادما: فذكره، فعلمها الذكر عند النوم" (1)

أخرجه البخاري (فتح 13/ 366 - 369) من حديث علي.

1610 -

عن أبي هريرة قال: جاءت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فقال "ألا أَدُلَكِ على ما هو خير من خادم؟ تسبحين" فذكره وزاد "وتقولين: اللهم ربّ السموات السبع وربّ العرش العظيم، ربنا وربّ كل شيء، منزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، أعوذ بك من شرِّ كل ذي شرّ، ومن شرِّ كل دابة أنت آخذ بناصيتها. أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شئ، وأنت الباطن فليس دونك شئ، أقض عني الدَّيْن واغنني من الفقر"

قال الحافظ: زاد أبو هريرة في هذه القصة مع الذكر المأثور دعاء آخر، ولفظه عند الطبري في "تهذيبه" من طريق الأعمش عن أبي صالح عنه: فذكره. وقد أخرجه مسلم (2713 و 2728) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه لكن فوقه حديثين، وأخرجه الترمذي (3481) من طريق الأعمش لكن اقتصر على الذكر الثاني ولم يذكر التسبيح وما معه" (2)

(1) 6/ 157 (كتاب الهبة- باب هدية ما يكره لبسها)

(2)

13/ 371 (كتاب الدعوات- باب التكبير والتسبيح عند المنام)

ص: 2325

1611 -

"لما نزلت هذه الآية (1) سأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريل، فقال: يا محمد، إنّ ربك يأمرك أنْ تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ألا أدلكم على أشرف أخلاق الدنيا والآخرة؟ " قالوا: وما ذاك؟ فذكره.

قال الحافظ: وأخرج ابن مردويه من حديث جابر، وأحمد من حديث عقبة بن عامر: فذكره"

حديث جابر سيأتي الكلام عليه في حرف اللام عند حديث: لما نزلت {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} [الأعرَاف: 199] سأل جبريل

وأما حديث عقبة بن عامر فهو بغير هذا السياق، وله عن عقبة طريقان:

الأول: يرويه أبو أمامة الباهلي عن عقبة قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدأته فأخذت بيده فقلت: يا رسول الله، أخبرني بفواضل الأعمال؟ فقال "يا عقبة، صِلْ من قطعك، وأعط من حرمك، وأعرض عمن ظلمك"

أخرجه أحمد (4/ 148) والطبراني في "الكبير"(17/ 269 - 270) وفي "المكارم"(56)

عن معاذ بن رفاعة السلامي

والطبراني في "الكبير"(17/ 270)

عن أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد الحرّاني

وابن عدي (5/ 1813)

عن أبي حفص عثمان بن أبي العاتكة

ثلاثتهم عن علي بن يزيد أبي عبد الملك الألهاني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة به.

وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد.

- ورواه يحيى بن أيوب المصري عن عبيد الله بن زَحْر واختلف عنه:

• فقال سعيد بن أبي مريم: ثنا يحيى بن أيوب ثني عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد

(1) يعني قوله تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} [الأعرَاف: 199].

ص: 2326

عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن عقبة قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فبدرته فأخذت بيده، أو بدرني فأخذ بيدي، فقال "يا عقبة، ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا وأهل الآخرة؟ تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، ألا ومن أراد أنْ يُمَدّ له في عمره، ويُبسط في رزقه فليتق ربه، وليصل ذا رحمه"

أخرجه ابن أبي الدنيا في "المكارم"(19) والروياني (157) والطبراني في "الكبير"(17/ 269 - 270) والبيهقي في "الشعب"(7587) والبغوي في "شرح السنة"(3443) من طرق عن سعيد بن أبي مريم به.

• ورواه ابن وهب عن يحيى بن أيوب فلم يذكر علي بن يزيد ولا أبا أمامة.

أخرجه الحاكم (4/ 161 - 162)

والأول أصح.

الثاني: يرويه فروة بن مجاهد اللخمي عن عقبة قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي "يا عقبة بن عامر، صِلْ من قطعك، واعف عمن ظلمك، وأعط من حرمك"

أخرجه هناد في "الزهد"(1014) عن إسماعيل بن عياش عن أَسِيْد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة به

وأخرجه أحمد (4/ 158 - 159) وابن أبي الدنيا في "المكارم"(20) والبيهقي في "الشعب"(7723) من طرق عن إسماعيل بن عياش به.

وفروة بن مجاهد قال الحافظ في "التقريب": مختلف في صحبته، عابد.

وإسماعيل وأسيد ثقتان.

1612 -

"ألا أدلكم على ما تحابون به؟ أفشوا السلام بينكم"

قال الحافظ: ولمسلم من حديث أبي هريرة مرفوعا: فذكره" (1)

أخرجه مسلم (54) عن أبي هريرة مرفوعا "لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم".

1613 -

عن رافع بن خَديج قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فرأى على رواحلنا أكسية فيها خطوط عِهْن حُمْر، فقال "ألا أرى هذه الحُمرة قد غلبتكم" قال: فقمنا سراعا فنزعناها حتى نفر بعض إبلنا.

(1) 13/ 255 (كتاب الاستئذان- باب إفشاء السلام)

ص: 2327

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وفي سنده راو لم يسم" (1)

ضعيف

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 492 - 493) وأبو داود (4070) والطبراني في "الكبير"(4449)

عن الوليد بن كثير المدني

وأحمد (3/ 463)

عن محمد بن إسحاق المدني

كلاهما عن محمد بن عمرو بن عطاء عن رجل من بني حارثة عن رافع بن خديج قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فرأى على رواحلنا وعلى إبلنا أكسية فيها خيوط عِهْن حمر، فقال "ألا أرى هذة الحّمرة قد علتكم؟ " فقمنا سراعا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نفر بعض إبلنا، فأخذنا الأكسية فنزعناها عنها.

واللفظ لأبي داود.

وأسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.

1614 -

حديث عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيته كاشفا عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحالة، الحديث، وفيه: ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك! فقال "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟ "

قال الحافظ: حديث عائشة: فذكره، وفي رواية لمسلم أنّه صلى الله عليه وسلم قال في جواب عائشة "أنّ عثمان رجل حيي وأني خشيت أنّ أذنت له على تلك الحالة لا يبلغ إليّ في حاجته"(2)

أخرج مسلم (2401) الرواية الأولى من طريق إسماعيل بن جعفر عن محمد بن أبو حرملة عن عطاء وسليمان ابني يسار وأبي سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة قالت: فذكرته.

وأخرج (2402) الرواية الثانية من طريق عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن يحيى بن سعيد بن العاص أخبره أن عائشة وعثمان حدثاه: فذكرا الحديث.

(1) 12/ 423 (كتاب اللباس- باب الثوب الأحمر)

(2)

8/ 55 (كتاب أحاديث الأنيياء- فضائل عثمان بن عفان)

ص: 2328

1615 -

قوله صلى الله عليه وسلم للعباس "ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أجيزك؟ " فذكر حديث صلاة التسبيح.

سكت عليه الحافظ (1).

صحيح.

روى من حديث ابن عباس ومن حديث أبي رافع ومن حديث ابن عمرو ومن حديث ابن عمر ومن حديث العباس بن عبد المطلب ومن حديث الفضل بن العباس ومن حديث علي بن أبي طالب ومن حديث جعفر بن أبي طالب ومن حديث عبد الله بن جعفر ومن حديث أم سلمة ومن حديث أنصاري لم يسم ومن حديث عمر مولى غُفْرة مرسلا ومن حديث محمد بن كعب القرظي مرسلا

فأما حديث ابن عباس فله عنه طرق:

الأول: يرويه عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب "يا عباس يا عماه ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سرّه وعلانيته، عشر خصال: أنْ تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا، ثم تهوي ساجدا فتقولها وأنت ساجد عشرا، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات، إن استطعت أنْ تصليها في كل يوم مرّة فافعل، فإنْ لم تفعل ففي كل جمعة، فإنْ لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة"

أخرجه أبو داود (1297) وابن ماجه (1387) والحسن بن علي المعمري في "اليوم والليلة"(اللآلئ 2/ 39) وابن خزيمة (1216) والطبراني في "الكبير"(11622) والدارقطني في "صلاة التسبيح"(الترجيح لحديث صلاة التسبيح ص 40) والحاكم (1/ 318) والخليلي في "الإرشاد"(1/ 325 - 326) والبيهقي (3/ 51 - 52 و 52) وفي "الدعوات"(393) وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 143) والمزي (29/ 102 - 103) وابن ناصر الدين الدمشقي في "الترجيح لحديث صلاة التسبيح"(ص 38 - 39)

(1) 13/ 150 (كتاب الأدب- باب إكرام الضيف)

ص: 2329

عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم بن حبيب بن مِهران العبدي

والبخاري في "القراءة خلف الإمام"(158) والمعمري (اللآلئ 2/ 39) والحاكم (1/ 318)

عن أبي عبد الرحمن بشر بن الحكم بن حبيب بن مهران العبدي

والمعمري (اللآلئ 2/ 39) وابن شاهين في "الترغيب"(105) والحاكم (1/ 318 - 319)

عن إسحاق بن أبي إسرائيل

قالوا: ثنا أبو شعيب موسى بن عبد العزيز القِنْباري العدني ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس به.

قال ابن خزيمة: إنْ صح الخبر فإنّ في القلب من هذا الإسناد شيء"

وقال الخليلي: وقد تفرد الحكم بن أبان العدني عن عكرمة بأحاديث، ويسند عنه ما يَقِفُه غيره، وهو صالح ليس بمتروك. منها: حديث التسبيح هذا"

وقال أبو حامد بن الشرقي: سمعت مسلم بن الحجاج وكتب معي هذا عن عبد الرحمن بن بشر يقول: لا يُروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا" الإرشاد للخليلي

وقال الحاكم: هذا حديث وصله موسى بن عبد العزيز عن الحكم بن أبان، وموسى سئل عبد الرزاق عنه فأحسن عليه الثناء، والحكم قال ابن عُيينة: سألت يوسف بن يعقوب: كيف كان الحكم؟ قال: ذاك سيدنا"

وقال ابن الجوزي: لا يثبت فيه موسى بن عبد العزيز مجهول"

وتعقبه الزركشي فقال: غلط ابن الجوزي بلا شك في جعله من الموضوعات لأنّه رواه من ثلاثة طرق أحدها حديث ابن عباس وهو صحيح وليس بضعيف فضلا عن أن يكون موضوعا، وغاية ما علله بموسى بن عبد العزيز فقال: مجهول، وليس كذلك فقد روى عنه بشر بن الحكم وابنه عبد الرحمن وإسحاق بن أبي إسرائيل وزيد بن المبارك الصنعاني وغيرهم، وقال فيه ابن معين والنسائي: ليس به بأس. ولو ثبتت جهالته لم يلزم أنْ يكون الحديث موضوعا ما لم يكن في إسناده من يتهم بالوضع، والطريقان الآخران في كل منهما ضعيف، ولا يلزم من ضعفهما أنْ يكون حديثهما موضوعا" عون المعبود 4/ 178 - اللآلئ 2/ 44

ص: 2330

وقال الحافظ في "الخصال المكفرة"(ص 42 - 43): رجال إسناده لا بأس بهم، عكرمة احتج به البخاري، والحكم بن أبان صدوق، وموسى بن عبد العزيز قال ابن معين: لا أرى به بأسا، وقال النسائي نحو ذلك، وقال ابن المديني: ضعيف. فهذا الإسناد من شرط الحسن، فإن له شواهد تقويه، وقد أساء ابن الجوزي بذكره إياه في الموضوعات وقال: إنّ موسى بن عبد العزيز مجهول، فلم يصب في ذلك، لأنّ من يوثقه ابن معين والنسائي لا يضره أنْ يجهل حاله من جاء بعدهما"

وقال في "نتائج الأفكار": إسناده حسن" اللآلئ 2/ 39

وقال في "تلخيص الحبير"(2/ 7): حديث ابن عباس يقرب من شرط الحسن، إلا أنّه شاذ لشدة الفردية فيه، وعدم المتابع والشاهد من وجه معتبر، ومخالفة هيئتها لهيئة باقي الصلوات، وموسى بن عبد العزيز وإن كان صادقا صالحا فلا يحتمل منه هذا التفرد"

وقال المنذري: صحح حديث عكرمة عن ابن عباس هذا جماعة، منهم: الحافظ أبو بكر الآجري، وشيخنا أبو محمد عبد الرحيم المصري، وشيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي" الترغيب 1/ 468

وقال ابن ناصر الدين الدمشقي: حديث عكرمة هذا صححه أبو داود وأبو بكر الآجري

قال ابن أبي داود: سمعت أبي يقول: ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا. وقال أبو بكر الآجري في كتاب "النصيحة": هذا حديث صحيح"

وتعقبَ ابنَ الجوزيَ فقال: وكيف يحكم بالوضع لجهالة الراوي فقط؟! وفيه أيضا نظر لما تقدم عن أبي داود وغيره من التصحيح ونحوه"

وقال أيضا: وممن صحح الحديث المشار إليه آنفا أبو موسى محمد بن أبي بكر المديني، وصنف فيه مصنفا سماه "كتاب تصحيح حديث التسبيح من الحجج الواضحة والكلام الفصيح".

قال: وللحديث طرق جمة معروفة عند الأئمة، أمثلها في الاقتباس حديث عكرمة عن ابن عباس"

وقال العلائي في "النقد الصحيح"(ص 30): حديث حسن صحيح، رواه أبو داود وابن ماجه بسند جيد إلى ابن عباس"

- ورواه إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه واختلف عنه:

• فقال إسحاق بن راهويه: أنبأ إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس.

ص: 2331

أخرجه الحاكم (1/ 319) والبيهقي في "الشعب"(2817)

وقال: وقد رأيت حديث إسحاق بن راهويه في موضع آخر مرسلا، والمرسل أصح"

• وقال محمد بن رافع النيسابوري: ثني إبراهيم بن الحكم ثني أبي ثني عكرمة به مرسلا، ولم يذكر ابن عباس.

أخرجه ابن خزيمة (2/ 224) والحاكم (1/ 319) والبيهقي (3/ 52) وفي "الشعب"(2816) والبغوي في "شرح السنة"(1018)

وقال الحاكم: هذا الإرسال لا يوهن وصل الحديث فإنّ الزيادة من الثقة أولى من الإرسال، على أنّ إمام عصره في الحديث إسحاق بن راهويه قد أقام هذا الإسناد عن إبراهيم بن الحكم بن أبان ووصله"

قلت: وإبراهيم بن الحكم قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال البخاري: سكتوا عنه.

الثاني: يرويه عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: جاء العباس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ساعة لم يأتيه فيها، فقيل: يا رسول الله، هذا عمك على الباب، فقال "ائذنوا له فقد جاء لأمر" فلما دخل عليه قال "فما جاء بك يا عماه هذه الساعة وليست ساعتك التي كنت تجيء فيها؟ " قال: يا ابن أخي ذكرت الجاهلية وجهلها فضاقت على الدنيا بما رحبت، فقلت: من يفرج عني؟ فعلمت أنّه لا يفرج عني أحد إلا الله ثم أنت، فقال "الحمد لله الذي أوقع هذا في قلبك، وددت أن أبا طالب أخذ نصيبه، ولكن الله يفعل ما يشاء" قال "أحبوك؟ " قال: نعم، قال "أعطيك؟ " قال: نعم، قال "أحبوك؟ " قال: نعم، قال "فإذا كانت ساعة يصلى فيها ليست بعد العصر ولا بعد طلوع الشمس فما بين ذلك فأسبغ طهورك ثم قم إلى الله، فاقرأ بفاتحة الكتاب وسورة ان شئت جعلتها من أول المفصل، فإذا فرغت من السورة فقل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة، فإذا ركعت فقل ذلك عشرا، فإذا رفعت رأسك فقل ذلك عشر مرار"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(11365) عن إبراهيم بن محمد بن الحارث المعروف بإبن نائلة الأصبهاني ثنا شيبان بن فروخ ثنا نافع أبو هُرمز عن عطاء به.

وأخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الترغيب"(1974) من طريق ابن مردويه ثنا محمد بن إسحاق ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث به.

قال الهيثمي: وفيه نافع أبو هرمز وهو ضعيف" المجمع 2/ 282

ص: 2332

وقال الحافظ: رواته ثقات إلا أبا هرمز فإنّه متروك" اللآلئ 2/ 39 - 40

الثالث: يرويه مجاهد عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له "يا غلام ألا أحبوك؟ ألا أَنْحَلُك؟ ألا أعطيك؟ " قلت: بلى بأبي وأمي أنت يا رسول الله

فقال "أربع ركعات تصليهنّ في كل يوم، فإنْ لم تستطع ففي كل جمعة، وإنْ لم تستطع ففي كل شهر، فإنْ لم تستطع ففي كل سنة، فإن لم تستطع ففي دهرك مرة، تكبّر، فتقرأ أم القرآن وسورة، ثم تقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا إله إلا الله خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها عشرا، ثم ترفع فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع فتقولها عشرا، ثم تفعل في صلاتك كلها مثل ذلك

"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2339) عن إبراهيم بن أحمد بن برة الصنعاني ثنا هشام بن إبراهيم أبو الوليد المخزومي ثنا موسى بن جعفر بن أبي كثير عن عبد القدوس بن حبيب عن مجاهد به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية "(1/ 25 - 26) وفي "قربان المتقين"(الترجيح ص 73) عن الطبراني به.

وأخرجه ابن ناصر الدين في "الترجيح"(ص 72 - 73) من طريق أبي علي الحسن بن أحمد الجواد أنا أبو نعيم به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن مجاهد إلا عبد القدوس، ولا عن عبد القدوس إلا موسى بن جعفر، تفرد به أبو الوليد المخزومي"

وقال الحافظان الهيثمي والعسقلاني: وعبد القدوس بن حبيب متروك" المجمع 2/ 282 - الخصال المكفرة ص 45

وقال العسقلاني أيضا في "نتائج الأفكار": وعبد القدوس شديد الضعف" اللآلئ 2/ 40

قلت: كذبه ابن المبارك وإسماعيل بن عياش، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات.

الرابع: يرويه أبو الجوزاء أوس بن عبد الله الرَّبَعي واختلف عنه:

- فقال محمد بن جُحَادة الكوفي: عن أبي الجوزاء قال: قال لي ابن عباس: يا أبا الجوزاء، ألا أخبرك، ألا أتحفك، ألا أعطيك؟ قلت: بلى. فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من صلى أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة أم القرآن وسورة، فإذا فرغ من القراءة قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وذكر الحديث وقال في آخره: من صلاهنّ غفر له كلُّ ذنب صغيرهِ وكبيرهِ، قديم أو حديث كان أو هو كائن"

ص: 2333

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2900) عن إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا مُحْرِز بن عون ثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن محمد بن جحادة به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن محمد بن جحادة إلا يحيى بن عقبة، تفرد به محرز.

وقال المنذري: وإسناده واه" الترغيب 1/ 471

وقال الهيثمي: وفيه يحيى بن عقبة بن أبي العيزار وهو ضعيف" المجمع 2/ 282

وقال الحافظ: وفي إسناده يحيى بن عقبة وهو متروك" الخصال المكفرة ص 45

وقال في "أمالي الأذكار": وكلهم ثقات إلا يحيى بن عقبة فإنّه متروك" اللآلئ المصنوعة 2/ 40

قلت: كذبه ابن معين، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، ذاهب الحديث، كان يفتعل الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة.

- ورواه أبو جَنَاب يحيى بن أبي حية الكلبي واختلف عنه:

• فقال القاسم بن الحكم: ثنا أبو جناب عن محمد بن جحادة عن أبي الجوزاء قال: قال ابن عباس: ألا أحبوك؟ ألا أدلك؟ ألا أرفدك؟ ألا أعلمك ما إذا فعلته غفرت لك ذنوبك، سرها وعلانيتها، قديمها وحديثها، ما كان أو هو كائن؟ قلت: بلى، قال: فذكره، وهو موقوف.

أخرجه الدارقطني في "صلاة التسبيح"(الترجيح ص 62 - 63)

• وقال جرير بن عبد الحميد: وجدت في كتابي بخطي عن أبي جناب عن أبي الجوزاء عن ابن عمرو قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أحبوك؟ ألا أعطيك؟ ألا أجيزك؟ وذكر الحديث.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(604) والفضل بن جعفر التميمي في "نسخته"(36) من طريق محمد بن حميد الرازي ثنا جرير به.

وأبو جناب ضعفه ابن سعد وجماعة، وقواه بعضهم، واختلف فيه قول ابن معين، وكان يدلس وقد عنعن.

- وقال الوليد بن مسلم: عن عثمان بن أبي العاتكة عن أبي صالح عن أبي الجوزاء عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس: فذكره.

ذكره ابن ناصر الدين في "الترجيح"(ص 47)

ص: 2334

والوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن، وعثمان ضعفه ابن معين وغير واحد، وقواه بعضهم، وأبو صالح ما عرفته.

- ورواه أبان بن أبي عياش عن أبي الجوزاء عن ابن عمرو مرفوعا.

أخرجه الدارقطني في "صلاة التسبيح"(الترجيح ص 64 و65) من طرق عن أبان به.

وأبان قال النسائي وغير واحد: متروك الحديث.

- ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن يحيى بن سليم عن عمران بن مسلم عن أبي الجوزاء عن ابن عمرو موقوفا.

قاله البيهقي في "الشعب"(2/ 511)

ويحيى بن سليم هو الطائفي وثقه ابن سعد وغيره، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، واختلف فيه قول النسائي.

وعمران بن مسلم هو القصير وثقه أحمد وغيره، وتكلم ابن حبان في رواية يحيى بن سليم عنه.

وقتيبة وأبو الجوزاء ثقتان.

- ورواه عمرو بن مالك النُّكْرِي عن أبي الجوزاء واختلف عنه:

• فقال مهدي بن ميمون الأزدي: ثنا عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء قال: حدثني رجل كانت له صحبة يرون أنّه عبد الله بن عمرو قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.

أخرجه أبو داود (1298) عن محمد بن سفيان الأبلي ثنا حَبَّان بن هلال أبو حبيب ثنا مهدي بن ميمون به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (3/ 52)

ورواته ثقات.

قال الحافظ في "الخصال المكفرة"(ص 44): إسناده لا بأس به إلا أنه اختلف على راويه في وقفه ورفعه"

• ورواه غير واحد عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس موقوفا، منهم:

1 -

روح بن المسيب الكلبي.

ص: 2335

أخرجه الدارقطني في "صلاة التسبيح"(الترجيح ص 59 - 60) والداراني في "صلاة التسبيح"(اللآلئ 2/ 40)

2 -

عباد بن عباد المهلبي.

أخرجه الدارقطني في "صلاة التسبيح"(الترجيح ص 60 و61)

3 -

يحيى بن عمرو بن مالك النكري.

أخرجه الدارقطني في "صلاة التسبيح"(الترجيح ص 61 - 62)

4 -

جعفر بن سليمان الضُّبَعِي.

قاله أبو داود (السنن 2/ 69)

- ورواه المستمر بن الريان عن أبي الجوزاء عن ابن عمرو موقوفا.

قاله أبو داود (السنن 2/ 69)

وأما حديث أبي رافع فأخرجه ابن ماجه (1386) والترمذي (482) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(458) والطبراني في "الكبير"(987) ونصر السمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 421 - 422) والدارقطني في "صلاة التسبيح"(الترجيح ص 51) وأبو نعيم في "قربان المتقين"(اللآلئ 2/ 41) والبيهقي في "الشعب"(602) والخطيب في "المتفق والمفترق"(641) وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 144) والمزي (10/ 465 - 466) من طرق عن زيد بن الحباب العُكْلي ثنا موسى بن عُبيدة ثني سعيد بن أبي سعيد مولى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبي رافع قال: قال رسول الله (للعباس "يا عم، ألا أحبوك، ألا أنفعك، ألا أصلك؟ " قال: بلى يا رسول الله. قال "فصلّ أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، فإذا انقضت القراءة فقل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، خمس عشرة مرة قبل أن تركع، ثم اركع فقلها عشرا، ثم ارفع رأسك فقلها عشرا، ثم اسجد فقلها عشرا، ثم ارفع رأسك فقلها عشرا، ثم اسجد فقلها عشرا، ثم ارفع رأسك فقلها عشرا قبل أن تقوم، فتلك خمس وسبعون في كل ركعة، وهي ثلاث مائة في أربع ركعات، فلو كانت ذنوبك مثل رَمْلِ عَالِجِ غفرها الله لك" قال: يا رسول الله، ومن لم يستطع يقولها في يوم؟ قال "قلها في جمعة، فإنْ لم تستطع فقلها في شهر" حتى قال "فقلها في سنة"

قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث أبي رافع"

وقال ابن الجوزي: لا يثبت، فيه موسى بن عبيدة قال أحمد: لا تحل عندي الرواية عنه، وقال ابن معين: ليس بشيء"

ص: 2336

وقال ابن العربي: وأما حديث أبي رافع في قصة العباس فضعيف ليس لها أصل في الصحة ولا في الحسن" عارضة الأحوذي 2/ 226

وقال الحافظ: إسناده ضعيف" الخصال المكفرة ص 43

وقال في "نتائج الأفكار": وموسى هو الرَّبَذي ضعيف جدا" اللآلئ 2/ 41

قلت: وسعيد بن أبي سعيد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى موسى بن عبيدة"

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الدارقطني في "صلاة التسبيح"(الترجيح ص 65 - 66 واللآلئ 2/ 41) عن ابن أبي داود ثنا محمود بن خالد ثنا الثقة عن عمر بن عبد الواحد عن ابن ثوبان ثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال لجعفر "ألا أهب لك، ألا أمنحك، ألا أفديك، ألا أعطيك؟ " حتى ظننت أنّه سيعطيني جزيلا من الدنيا، قلت: بلى يا رسول الله، قال "تصلي في كل يوم، أو في كل ليلة، أو في كل جمعة، أو في كل شهر، أو في كل سنة، تقرأ بأم القرآن سورة، ثم تكبر وتحمد وتسبح وتهلل قبل أنْ تركع خمس عشرة، وإذا ركعت عشرا، وإذا قلت سمع الله لمن حمده عشرا، وإذا سجدت عشرا، وإذا رفعت رأسك عشرا، وإذا سجدت عشرا، وإذا رفعت رأسك عشرا، في كل ركعة ثلاث مائة، وفي كل أربع ركعات ألف ومائتين، يغفر الله لك ذنوبك ما أسررت وما أعلنت"

قال الدارقطني: غريب عن ابن عمرو"

قلت: وإسناده ضعيف للذي لم يسم، وابن ثوبان اسمه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان مختلف فيه، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون ثقات.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه الحاكم (1/ 319) عن أبي علي الحسين بن علي الحافظ ثنا أحمد بن داود بن عبد الغفار بمصر ثنا إسحاق بن كامل ثنا إدريس بن يحيى عن حَيْوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر قال: وجّه رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة، فلما قدم اعتنقه وقبل بين عينيه، ثم قال "ألا أهب لك، ألا أبشرك، ألا أمنحك، ألا أتحفك؟ " قال: نعم يا رسول الله، قال "تصلي أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة بالحمد وسورة، ثم تقول بعد القراءة وأنت قائم قبل الركوع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولهن عشرا

وذكر الحديث بطوله.

ص: 2337

وأخرجه البيهقي في "الدعوات"(394) عن الحاكم به.

قال الحاكم: وهذا إسناد صحيح لا غبار عليه"

وقال البيهقي: أحمد بن داود المصري ضعيف"

وقال المنذري: وأحمد بن داود بن عبد الغفار أبو صالح الحرّاني ثم المصري تكلم فيه غير واحد من الأئمة، وكذبه الدارقطني" الترغيب 1/ 468

وقال الحافظ: وسنده ضعيف" تلخيص الحبير 2/ 7

قلت: أحمد بن داود ذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: كان بالفسطاط يضع الحديث، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الإبانة عن أمره ليتنكب حديثه.

وذكره الدارقطني في "الضعفاء" وقال: متروك، كذاب.

وأما حديث العباس فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عروة بن رُوَيم اللخمي عن ابن الديلمي عن العباس قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أهب لك، ألا أفديك، ألا أعطيك، ألا أمنحك؟ " قال: وظننت أنّه يعطيني من الدنيا شيء لم يعطه أحد قبلي، قال "أربع ركعات إذا قلت فيهن ما أعلمك غفر لك. تبدأ فتكبر، ثم تقرأ بفاتحة الكتاب وسورة، ثم تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر خمس عشرة مرة، فإذا ركعت قلت مثل ذلك عشر مرات، فإذا قلت سمع الله لمن حمده قلت مثل ذلك عشر مرات، فإذا سجدت قلت مثل ذلك عشر مرات، فإذا رفعت رأسك قلت مثل ذلك عشر مرات بين السجدتين، فإذا سجدت قلت مثل ذلك عشر مرات، فإذا رفعت رأسك من السجود قلت مثل ذلك عشر مرات قبل أنْ تقوم، ثم افعل في الركعة الثانية مثل ذلك غير أنك إذا جلست للتشهد قلت ذلك عشر مرات قبل التشهد، ثم افعل في الركعتين الباقيتين مثل ذلك. فإنْ استطعت أنْ تفعل ذلك في كل يوم، وإلا ففي كل جمعة، وإلا ففي كل شهر، وإلا ففي كل شهرين، وإلا ففي كل ستة أشهر، وإلا ففي كل سنة"

أخرجه الدارقطني في "صلاة التسبيح"(الترجيح ص 47 - 48) وفي "الأفراد"(الخصال المكفرة ص 43 - اللآلئ2/ 40) وأبو نعيم في "قربان المتقين"(النكت الظراف 11/ 186 - اللآلئ 2/ 40) وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 143) من طريق موسى بن أعْيَن الجزري عن أبي رجاء الخراساني عن صدقة الدمشقي عن عروة بن رويم به.

قال ابن الجوزي: لا يثبت، صدقة بن يزيد الخراساني قال أحمد: حديثه ضعيف،

ص: 2338

وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: حدّث عن الثقات بالأشياء المعضلات لا يجوز الاشتغال بحديثه عند الاحتجاج به"

وتعقبه الحافظ في "نتائج الأفكار" فقال: ورجاله ثقات إلا صدقة وهو الدمشقي كما نسب في رواية أبي نعيم وابن شاهين، ووقع في رواية الدارقطني غير منسوب فأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" من طريق الدارقطني وقال: صدقة هذا هو ابن يزيد الخراساني، ونقل كلام الأئمة فيه، ووهم في ذلك، والدمشقي هو ابن عبد الله ويعرف بالسمين ضعيف من قبل حفظه، ووثقه جماعة فيصلح في المتابعات .. وأبو رجاء الذي في السند اسمه عبد الله بن محرز الجَزَري، وابن الديلمي اسمه عبد الله بن فيروز" اللآلئ 2/ 40

قلت: أبو رجاء الجزري اسمه مُحْرِز بن عبد الله كما في "التهذيب" وغيره، وأظنه غير المذكور في هذا الإسناد، فإنّ ذلك خراساني، وهذا جزري، فافترقا.

وصدقة السمين ضعيف عند الجمهور، وقواه بعضهم، واختلف فيه قول دحيم.

وابن الديلمي ثقة لكنّه لم يذكر سماعا من العباس فلا أدري أسمع منه أم لا.

الثاني: يرويه محمد بن المنكدر عن عبد الله بن عباس قال: قال عباس: مرّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي "ألا أفديك، ألا أمنحك، ألا أعطيك، ألا أستجيبك؟ " فظننت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني زغما من الدنيا فقلت: بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال "أربع ركعات في كل يوم، وذكر الحديث بطوله.

أخرجه أبو القاسم الخرقي في "فوائده"(الترجيح ص 44 - 45) من طريق حماد بن عمرو النَّصِيبي عن أبي رافع عن ابن المنكدر به.

والنصيبي كذبه ابن معين وغيره، وقال ابن حبان وغيره: يضع الحديث.

وأما حديث الفضل بن العباس فأخرجه أبو نعيم في "قربان المتقين"(الترجيح ص 57 - اللآلئ 2/ 40) من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل المنقري ثنا عبد الرحمن بن عبد الحميد الطائي ثني أبي قال: لقيت أبا رافع فسألته فحدثني عن الفضل بن العباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع ركعات إذا فعلتهن في كل سنة أو في شهر

" وذكر الحديث

قال الحافظ في "نتائج الأفكار": والطائي المذكور لا أعرفه ولا أباه، وأظنّ أنّ أبا رافع شيخ الطائي ليس أبا رافع الصحابي بل هو إسماعيل بن رافع أحد الضعفاء" اللآلئ 2/ 40

وأما حديث علي فأخرجه الواحدي في "الدعوات" (الترجيح ص 52 - 53، اللآلئ

ص: 2339

2/ 41) من طريق أبي علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي ثنا أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ثنا الحسين عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال: لما قدم جعفر بن أبي طالب تلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبّل بين عينيه، فلما جلسا قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أمنحك، ألا أحبوك؟ " قال: بلى يا رسول الله، قال "تصلي أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة الحمد وسورة، ثم تقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا اله والله أكبر خمس عشرة، ثم تركع فتقول عشرا، ثم ترفع رأسك فتقول عشرا، ثم تسجد فتقول عشرا، ثم ترفع رأسك فتقول عشرا، ثم تسجد فتقول عشرا، ثم ترفع رأسك فتقول عشرا، فذلك خمس وسبعون مرة في كل ركعة. فإن استطعت أن تصليها في كل يوم فافعل، فإنْ لم تستطع في كل يوم ففي كل جمعة، فإن لم تستطع في كل جمعة ففي كل شهر، فإنْ لم تستطع في كل شهر ففي كل سنة، فإن لم تستطع في كل سنة ففي عمرك مرة فإذا فعلت ذلك غفر الله ذنبك صغيره وكبيره، وخطأه وعمده، قديمه وحديثه"

قال ابن ناصر الدين: تفرد به الأشعث عن موسى العلوي فيما أعلم"

وقال الحافظ: وقد طعنوا في أبي علي بن الأشعث هذا" اللآلئ 2/ 41

قلت: هو متهم بوضع الحديث "اللسان"(5/ 362)

وأما حديث جعفر بن أبي طالب فله عنه طريقان:

الأول: يرويه داود بن قيس المدني عن إسماعيل بن رافع عن جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له "ألا أهب لك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحذوك؟ ألا أوثرك؟ ألا؟ ألا؟ " حتى ظننت أنّه سيقطع لي ماء البحرين، قال "تصلي أربع ركعات، تقرأ أم القرآن في كل ركعة وسورة .. وذكر الحديث

أخرجه عبد الرزاق (5004) عن داود بن قيس به.

وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن رافع أبي رافع.

واختلف عنه، فرواه أبو معشر نَجيح بن عبد الرحمن السندي عنه قال: بلغني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجعفر: فذكره.

أخرجه سعيد بن منصور (اللآلئ 2/ 42) عن يزيد بن هارون عن أبي معشر به.

وأخرجه الخطيب في "صلاة التسبيح"(الترجيح ص 55 - 56) من طريق أبي حمزة بصير بن الفرج ثنا يزيد بن هارون به.

ص: 2340

قال الحافظ: وأبو معشر ضعيف وكذا شيخه أبو رافع" اللآلئ 2/ 42

الثاني: يرويه عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن علي عن جعفر.

أخرجه الدارقطني في "صلاة التسبيح"(اللآلئ 2/ 41)

قال ابن ناصر الدين: فيه أنواع من الثواب على صلاة التسبيح، وأمارات الوضع عليه لائحة، وهو غير صحيح" الترجيح ص 57

قلت: عبد الملك بن هارون كذبه ابن معين والجوزجاني، وقال ابن حبان: يضع الحديث.

وأما حديث عبد الله بن جعفر فأخرجه الدارقطني في "صلاة التسبيح"(الترجيح ص 53 - 54) من طريق علي بن عاصم عن عبد الله بن زياد بن سمعان ثني معاوية وإسماعيل ابنا عبد الله بن جعفر عن أبيهما عبد الله بن جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أعطيك، ألا أحبوك، ألا أمنحك؟ " فظننت أنّه غِنَى الدهر، قلت: بلى يا رسول الله، قال "تفتح الصلاة وتقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها عشرا

وذكر الحديث.

وأخرجه الدارقطني أيضا (الترجيح ص 53 - اللآلئ 2/ 42) من طريق الحسن بن قتيبة عن عبد الله بن زياد بن سمعان ثني معاوية وعون ابنا عبد الله بن جعفر عن أبيهما به.

قال الحافظ: وابن سمعان ضعيف" اللآلئ 2/ 42

قلت: كذبه مالك وإبراهيم بن سعد وابن معين وغيرهم.

وأما حديث أم سلمة فأخرجه أبو نعيم في "قربان المتقين"(الترجيح ص 46 - اللآلئ 2/ 42) والخطيب في "صلاة التسبيح"(الترجيح ص 47) من طريق عمرو بن جميع عن عمرو بن قيس عن سعيد بن جبير عن أم سلمة قالت: فذكرت الحديث وفيه "يا عباس يا عمَّ النبي أما إني لا أقول لك صلّ بعد الفجر حتى تطلع الشمس، ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس، صلّ أربع ركعات تقرأ فيهنّ بأربع سور من طوال المفصل، فإذا قرأت الحمد وسورة فقل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فهذه واحدة قلها خمس عشرة مرة، فإذا ركعت فقلها عشرا الحديث.

قال الحافظ: وعمرو بن جميع ضعيف، وفي إدراك سعيد أم سلمة نظر" اللآلئ 2/ 42

قلت: عمرو بن جميع متهم بوضع الحديث (اللسان 4/ 358 - 359)

ص: 2341

وأما حديث الأنصاري فأخرجه أبو داود (1299) عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي ثنا محمد بن مهاجر عن عروة بن رويم ثني الأنصاري أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجعفر: فذكره.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (3/ 52)

وإسناده صحيح رواته ثقات، محمد بن مهاجر هو الأنصاري الأشهلي الشامي، والأنصاري قيل: هو جابر بن عبد الله (تهذيب الكمال 8/ 9 و 35/ 6) وقيل: هو أبو كبشة الأنماري، وهو الأظهر.

قال الحافظ: في "النكت الظراف"(11/ 186): وجدت في "مسند الشاميين" للطبراني (522) من طريق (1) أبي توبة عن محمد بن مهاجر حديثا غير هذا، لكن قال فيه: عن محمد بن مهاجر عن عروة بن رويم عن أبي كبشة الأنماري قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة من مغازيه

فذكر قصة، وفيها "الإيمان ههنا" إلى لخم وجذام.

فليستظهر بنسخ من سنن أبي داود لاحتمال أنْ يكون الأنصاري محرف من الأنماري"

وقال في "نتائج الأفكار": وجدت في ترجمة عروة هذا من الشاميين للطبراني حديثين أخرجهما من طريق أبي توبة الربيع بن نافع بهذا السند بعينه فقال فيهما: حدثني أبو كبشة الأنماري، فلعل الميم كبرت قليلا فأشبهت الصاد، فإنْ يكن كذلك فصحابي هذا الحديث أبو كبشة، وعلى التقديرين فسند هذا الحديث لا ينحط عن درجة الحسن

" اللآلئ 2/ 42

وأما حديث عمر مولى غُفْرَة فأخرجه الدارقطني في "صلاة التسبيح"(الترجيح ص51 - 52) من طريق إبراهيم بن محمد الأرقمي ثنا إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس عن عمر بن عبد الله مولى غفرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليّ "ياعلي، ألا أهدي لك، ألا أعطيك، ألا أمنحك، ألا أنحلك؟ " قال: حتى ظننت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني جبال تهامة ذهبا، قال "إذا قمت إلى الصلاة فقل: الله أكبر، والحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، تقولها خمس عشرة مرة

الحديث"

قال الحافظ في "نتائج الأفكار": في سنده ضعف وانقطاع" اللآلئ 2/ 41

قلت: إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس قال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ضعيف، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.

وعمر مولى غفرة مختلف فيه.

(1) وأخرجه في "المعجم الكبير"(22/ 342) أيضًا.

ص: 2342

وأما حديث محمد بن كعب القرظي فأخرجه الخطيب في "صلاة التسبيح"(الترجيح ص 56) من طريق أبي علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي ثنا أحمد بن أبي عمران ثنا عاصم بن علي بن عاصم ثنا أبو معشر المدني عن محمد بن كعب أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لجعفر بن أبي طالب: فذكره.

وأبو علي بن الأشعث متهم كما تقدم.

1616 -

عن أسماء بنت عُمَيْس قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أعلمك كلمات تقوليهنّ عند الكرب: الله، الله ربي لا أشرك به شيئا"

قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن إلا الترمذي، وأخرجه الطبري من طريق أبي الجوزاء عن ابن عباس مثله" (1)

أخرجه إسحاق (2)(2135) وأحمد (6/ 369) والبخاري في "الكبير"(2/ 2 /329) وابن ماجه (3882) والبيهقي في "الدعوات"(169) والضياء المقدسي في "العدة للكرب والشدة"(8) والمزي في "تهذيب الكمال"(33/ 437 - 438)

عن وكيع

وابن أبي شيبة (10/ 196 - 197) وابن ماجه (3882) وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد"(ص 353) والبيهقي في "الشعب"(9745) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(812)

عن محمد بن بشر العبدي

وأبو داود (1525)

عن عبد الله بن داود الخُرَيْبي

والنسائي في "اليوم والليلة"(647)

عن محمد بن خالد الوَهْبي

والبخاري في "الكبير"(2/ 2 / 329) والنسائي (649)(3) والطبراني في "الدعاء"(1027) وفي "الكبير"(24/ 135 - 136) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 360) وفي "الرواة

(1) 13/ 398 (كتاب الدعوات- باب الدعاء عند الكرب)

(2)

سقط من إسناده "عن عمر بن عبد العزيز"

(3)

سقط من إسناد النسائي "عن عبد الله بن جعفر" والصواب إثباته فقد ذكر المزي هذا الحديث في "التحفة"(11/ 260) ونسبه للنسائي في "اليوم والليلة" وذكر عبد الله بن جعفر في إسناده.

ص: 2343

عن أبي نعيم" (38) وفي "الصحابة" (7504) والبيهقي في "الدعوات" (168) وفي "الشعب" (9746) والتنوخي في "الفرج بعد الشدة" (1/ 132 - 133) وأبو موسى المديني في "اللطائف" (811 - 812) والمزي (33/ 438)

عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين (1)

كلهم عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ثني هلال (2) مولى عمر بن عبد العزيز عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أمه أسماء بنت عميس قالت: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن (3) عند الكرب (4)"الله، الله ربي لا أشرك به شيئا".

اللفظ لابن أبي شيبة وغيره.

قال أبو نعيم: غريب من حديث عمر، تفرد به ابنه عن هلال مولاه عنه، رواه وكيع ومحمد بن بشر ومروان الفزاري في آخرين عن عبد العزيز"

قلت: واختلف فيه على عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز.

- فرواه شريك (5) بن عبد الله القاضي عنه عن هلال عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن جعفر أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم علمه عند الكرب: الله، الله ربي لا أشرك به شيئا"

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(648)

وقال: وهذا خطأ والصواب حديث أبي نعيم"

- ورواه عمر بن علي المُقَدّمي البصري عن عبد العزيز بن عمر عن هلال عن عمر بن عبد العزيز عن بعض ولد عبد الله بن جعفر عن أبيه عن أسماء بنت عميس.

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 329) ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(9747)

- ورواه مِسعر بن كِدَام واختلف عنه:

• فرواه جرير بن عبد الحميد الرازي عنه عن عبد العزيز بن عمر عن عمر بن عبد العزيز

(1) ومن هذا الطريق أخرجه الدينوري في "المجالسة"(60) لكن سقط منه: عن هلال.

(2)

وقع في رواية محمد بن خالد الوهبي عند النسائي "عن أبي هلال" قال النسائي: قوله: عن أبي هلال، خطأ وإنما هو هلال وهو مولى لهم.

(3)

وعند أحمد "أقولها"

(4)

لفظ أبي داود "ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب"

(5)

تابعه يحيى بن أيوب المصري ثني عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز به.

أخرجه التنوخي في "الفرج بعد الشدة"(1/ 133 - 134)

ص: 2344

قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل بيته فقال "إذا أصاب أحدكم هَمُّ أو حزن فليقل سبع مرات: الله ربي لا أشرك به شيئا"

أخرجه إسحاق (2136) والنسائي في "اليوم والليلة"(650) والطبراني في "الدعاء"(1026)

• ورواه سفيان بن عُيينة عن مسعر عن عبد العزيز بن عمر عن أبيه عمر بن عبد العزيز بن مروان عن أبيه عبد العزيز بن مروان عن أسماء بنت عميس.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1025) عن محمد بن زكريا الغلابي ثنا إبراهيم بن بشار الرمادي ثنا ابن عيينة به.

والغلابي قال الدارقطني: يضع الحديث، وقال البيهقي: متروك، وذكره ابن حبان في "الثقات".

• ورواه أبو معاوية شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن مسعر عن بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن جده عن أسماء.

أخرجه الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز"(17) عن أحمد بن محمد القاضي البرتي (1) ثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج ثنا عبد الوارث بن سعيد ثنا شيبان به.

ورواية وكيع ومن تابعه أصح.

قال النسائي: هذا الصواب"

ورواته ثقات غير هلال مولى عمر بن عبد العزيز، ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

(1) واختلف فيه على البرتي، فرواه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(803) عن البرتي ثنا أبو معمر ثنا عبد الوارث ثنا أبو معاوية عن محمد بن عبد الله عن مسعر عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن جده عن أسماء.

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "التاريخ"(5/ 457) وقال: وهم فيه الشافعي إذ قدم محمد بن عبد الله على مسعر، وصوابه عن أبي معاوية عن مسعر عن محمد.

ثم أخرجه من طريق إسماعيل بن محمد الصفار وأبي سهل بن زياد القطان قالا: ثنا البرتي ثنا أبو معمر ثنا عبد الوارث ثنا شيبان ثنا مسعر عن محمد بن عبد الله عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن جده عن أسماء.

ورواه أحمد بن محمد الوراق وعلي بن الحسن عن البرتي فلم يذكرا محمد بن عبد الله.

أخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الترغيب"(1308)

ص: 2345

ويقال هو أبو طُعْمة مولى عمر بن عبد العزيز المترجم في "التهذيب" وتوابعه والله تعالى أعلم.

ولم ينفرد به بل تابعه مزاحم عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن جعفر عن أسماء بنت عميس قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا نزل بك غمّ أو همّ لأواء أو أمر فظيع أو استقبلت الموت فقولي: الله، الله ربي لا أشرك به شيئا"

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1028) عن محمد بن زكريا الغلابي ثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة التيمي عن أبيه عن عمه مزاحم به.

والغلابي تقدم الكلام فيه.

طريق أخرى: قال عبد الواحد بن زياد البصري: ثني مجمع بن يحيى الأنصاري ثني أبو العيوف (1) صعب أو صعيب العنزي قال: سمعت أسماء بنت عميس (2) تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين وهو يقول "من أصابه همّ أو غمّ أو سقم أو شدة أو أذى (3) فقال: الله ربي لا شريك له، كشف ذلك عنه".

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 328 - 329) والدولابي في "الكنى"(2/ 80)

عن قيس بن حفص التميمي البصري

وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة"(51) والطبراني في "الكبير"(24/ 154) و "الدعاء"(1029) والبيهقي في "الآداب"(1076) وفي "الشعب"(9749)

عن عفان بن مسلم البصري

قالا: ثنا عبد الواحد بن زياد به.

ورواته ثقات غير صعب أو صعيب العنزي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

وللحديث شاهد عن ابن عباس وآخر عن عائشة

فأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(12788) و"الدعاء"(1030) والبيهقي في "الشعب"(9750) من طرق عن عبيد الله بن محمد بن عائشة التيمي ثنا

(1) هكذا عند الطبراني، وعند البخاري "أبو الغوث"، وعند الدولابي "أبو الغريف بن صعب أو صعيب"

(2)

وعند البخاري "أسماء بنت أبي بكر"

(3)

وفي لفظ "لأواء"

ص: 2346

صالح بن عبد الله أبو يحيى عن عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء عن ابن عباس رفعه "يا بني عبد المطلب إذا نزل بكم كرب أو حمة أو جهد أو لأواء فقولوا: الله، الله ربنا لا شريك له".

قال الهيثمي: وفيه صالح بن عبد الله أبو يحيى وهو ضعيف" المجمع 10/ 137

قلت: ذكره العقيلي في "الضعفاء" وأسند عن البخاري قال: فيه نظر.

وأما حديث عائشة فأخرجه ابن حبان (864) عن أبي يعلى ثنا إبراهيم بن محمد بن عَرعرة بن البِرِنْد ثنا عتاب بن حرب أبو بشر ثنا أبو عامر الخزاز عن ابن أبي مُليكة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع أهل بيته فقال "إذا أصاب أحدكم غمّ أو كرب، فليقل: الله، الله ربي لا أشرك به شيئا".

وإسناده ضعيف لضعف عتاب بن حرب.

1617 -

"ألا إنّ أربعين دارا جار"

قال الحافظ: وللطبراني بسند ضعيف عن كعب بن مالك مرفوعا: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 73) من طريق يوسف بن السفر عن الأوزاعي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله، إني نزلت في محلة بني فلان وإنّ أشدهم لي أذى أقدامهم لي جوارا، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وعليا يأتون المسجد فيقومون على بابه فيصيحون "ألا إنّ أربعين دارا جار، ولا يدخل الجنة من خاف جاره بوائقه"

قال الهيثمي: وفيه يوسف بن السفر وهو متروك" المجمع 8/ 169

قلت: وكذبه ابن معين والجوزجاني وغيرهما.

وخالفه مروان بن محمد بن حسان الطَاطَرِي الدمشقي فرواه عن الأوزاعي عن يونس بن يزيد عن الزهري مرفوعا "أربعين دارا جار"

قال يزيد: فقلت لابن شهاب: وكيف أربعين دارا؟ فقال: أربعين عن يمينه وعن شماله وخلفه وبين يديه"

(1) 13/ 55 (كتاب الأدب- باب حق الجوار في قرب الأبواب)

ص: 2347

أخرجه أبو داود (1) في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف"(13/ 382)

وهذا أصح.

وله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه أبو يعلى (5982) عن محمد بن جامع العطار ثنا محمد بن عثمان ثنا عبد السلام بن أبي الجنوب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "حق الجوار أربعون دارا هكذا. وهكذا، وهكذا يمينا وشمالا، وقداما، وخلفا"

وأخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 150) عن أبي يعلى به.

وقال: عبد السلام منكر الحديث يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات لا يعجبني الاحتجاج بخبره لمخالفته الأثبات في الروايات" (2)

وهذا الحديث وحديث الطبراني ذكرهما العراقي في "تخريج الإحياء" وقال: كلاهما ضعيف"

1618 -

"ألا إنّ العبد نام"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره من طريق حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر موصولا مرفوعا، ورجاله ثقات حفاظ، لكن اتفق أئمة الحديث: علي بن المديني وأحمد بن حنبل والبخاري والذهلي وأبو حاتم وأبو داود والترمذي والأثرم والدارقطني على أنّ حمادا أخطأ في رفعه وأنّ الصواب وقفه على عمر بن الخطاب، وأنّه هو الذي وقع له ذلك مع مؤذنه وأنّ حمادا تفرد برفعه، ومع ذلك فقد وجد له متابع أخرجه البيهقي من طريق سعيد بن زَرْبِي، فرواه عن أيوب موصولا لكن سعيد ضعيف، ورواه عبد الرزاق عن مَعْمَر عن أيوب أيضا لكن أعضله فلم يذكر نافعا ولا ابن عمر. وله طريق أخرى عن نافع عند الدارقطني وغيره اختلف في رفعها ووقفها أيضا، وأخرى مرسلة من طريق يونس بن عبيد وغيره عن حميد بن هلال، وأخرى من طريق سعيد عن قتادة مرسلة، ووصلها يونس عن سعيد بذكر أنس، وهذه طرق يقوي بعضها بعضا قوة ظاهرة" (3)

روي من حديث ابن عمر ومن حديث أنس ومن حديث بلال ومن حديث حميد بن هلال مرسلا ومن حديث الحسن البصري مرسلا

(1) ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة"(9/ 191) إلا أنه قال فيه: عن مروان الدمشقي عن معقل بن زياد عن الأوزاعي، فزاد فيه عن معقل بن زياد، ولعله ساقط من "تحفة الأشراف".

(2)

وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى عن شيخه محمد بن جامع العطار وهو ضعيف" المجمع 8/ 168

(3)

2/ 243 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب الأذان بعد الفجر)

ص: 2348

فأما حديث ابن عمر فيرويه نافع واختلف عنه:

- فرواه أيوب عن نافع واختلف عنه:

• فقال حماد بن سلمة: عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنّ بلالا أذن قبل طلوع الفجر، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يرجع فينادي: ألا إنّ العبد قد نام، ألا إنّ العبد قد نام، فرجع فنادى: ألا إنّ العبد قد نام.

أخرجه عبد بن حميد (782) وأبو داود (532) وأسلم في "تاريخ واسط"(ص 245) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 139) والدارقطني (1/ 244) وابن حزم في "المحلى"(3/ 164) والبيهقي (1/ 383) وابن الجوزي في "العلل"(661) وفي "التحقيق"(413) من طرق عن حماد بن سلمة به.

قال أبو داود: وهذا الحديث لم يروه عن أيوب إلا حماد بن سلمة"

وقال الترمذي: هذا حديث غير محفوظ" السنن 1/ 394

وقال ابن المديني: حديث حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعا هو غير محفوظ، وأخطأ فيه حماد بن سلمة" سنن الترمذي 1/ 395

وقال أبو حاتم: لا أعلم روى هذا الحديث عن أيوب إلا حماد بن سلمة، وحديث حماد بن سلمة خطأ" العلل 1/ 114

وقال البيهقي: هذا حديث تفرد بوصله حماد بن سلمة عن أيوب، وروي أيضا عن سعيد بن زَرْبِي عن أيوب إلا أنّ سعيدا ضعيف، ورواية حماد منفردة"

وأسند عن الذهلي قال: حديث حماد هذا شاذ غير واقع على القلب، وهو خلاف ما رواه الناس عن ابن عمر"

وقال ابن الجوزي: وهذا الحديث لا يثبت، وهم فيه حماد بن سلمة. وقد تابع حمادا على روايته سعيد بن زربي، قال يحيى: سعيد ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن حبان: روى الموضوعات عن الأثبات"

وقال ابن عبد البر: وهذا حديث انفرد به حماد بن سلمة دون أصحاب أيوب، وأنكروه عليه وخطؤوه فيه، لأنّ سائر أصحاب أيوب يروونه عن أيوب قال: أذن بلال مرة بليل- فذكره مقطوعا" التمهيد 10/ 59 - 60

• وقال مَعْمَر بن راشد: عن أيوب قال: أَذَّنَ بلال مرّة بليل

، لم يذكر نافعا ولا ابن عمر.

ص: 2349

أخرجه عبد الرزاق (1888) عن معمر به.

ومن طريقه أخرجه الدارقطني (1/ 244)

وقال: هذا مرسل"

- ورواه عبد العزيز بن أبي رَوَّاد عن نافع واختلف عنه:

• فقال وكيع: عن ابن أبي رواد عن نافع أنّ مؤذنا لعمر يقال له: مسروح اذَّنَ قبل الفجر، فأمره عمر أنْ يعيد.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 222)

وتابعه شعيب بن حرب المدائني عن ابن أبي رواد عن نافع عن مؤذن لعمر يقال له: مسروح، أذن قبل الصبح، فأمره عمر أنْ يعيد.

أخرجه أبو داود (533) والدارقطني (1/ 244) وابن حزم (3/ 162) والبيهقي (1/ 384)

قال الترمذي: وهذا لا يصح لأنّه عن نافع عن عمر: منقطع. ولعل حماد بن سلمة أراد هذا الحديث" السنن 1/ 395

وقال ابن عبد البر: وهذا إسناد غير متصل لأنّ نافعا لم يلق ابن عمر" التمهيد 10/ 60

• وقال عامر بن مُدْرك: ثنا ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر أنّ بلالًا أذن قبل الفجر، وذكر الحديث.

أخرجه الدارقطني (1/ 244 - 245) وابن الجوزي في "العلل"(662) وفي "التحقيق"(414)

وقال الدارقطني: وهم فيه عامر بن مدرك، والصواب رواية شعيب بن حرب"

وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يثبت"

قلت: ولم ينفرد عامر بن مدرك به بل تابعه إبراهيم بن عبد العزيز بن أبي محذورة عن ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر أنّ بلالا أذن بليل، الحديث.

أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 114) والبيهقي (1/ 383 - 384)

وقال ابن أبي حاتم: قال أبي: والصحيح عن نافع عن ابن عمر أنّ عمر أمر مسروحا أذن قبل الفجر وأمره أنْ يرجع، وابن أبي محذورة شيخ"

وقال البيهقي: ضعيف لا يصح، ورواه عامر بن مدرك عن ابن أبي رواد موصولا مختصرا وهو وهم، والصواب رواية شعيب بن حرب"

ص: 2350

- ورواه عبيد الله بن عمر عن نافع واختلف عنه:

• فقال حماد بن زيد: عن عبيد الله بن عمر عن نافع أو غيره أنّ مؤذنا لعمر يقال له مسروح أو غيره.

ذكره أبو داود (1/ 365)

• وقال عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي: عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: كان لعمر مؤذن يقال له مسعود، وذكر نحوه.

ذكره أبو داود أيضا.

وأما حديث أنس فله عنه طريقان:

الأول: يرويه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة واختلف عنه:

- فقال أبو يوسف القاضي: عن سعيد عن قتادة عن أنس أنّ بلالا أَذَّنَ قبل الفجر، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يعود فينادي: إنّ العبد نام، ففعل وقال: ليت بلالا لم تلده أمه، وابتل من نضح دم جبينه.

أخرجه الدارقطني (1/ 245) من طريق محمد بن سعد العَوْفي ثنا أبي ثنا أبو يوسف القاضي به.

ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل"(663) وفي "التحقيق"(415)

قال الدارقطني: تفرد به أبو يوسف عن سعيد، وغيره يرسله عن سعيد عن قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم"

وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يثبت، تفرد أبو يوسف برفعه، وغيره يرويه عن قتادة أنّ بلالا"

قلت: ومحمد بن سعد العوفي مختلف فيه: قال الدارقطى: لا بأس به، وقال الخطيب: كان لينا في الحديث.

وأبوه قال أحمد: لم يكن ممن يستاهل أنْ يكتب عنه ولا كان موضعا لذاك.

- وقال عبد الوهاب بن عطاء الخفاف: ثنا سعيد عن قتادة أنّ بلالا أذن. ولم يذكر أنسا.

أخرجه الدارقطني (1/ 245)

ص: 2351

وقال: المرسل أصح"

الثاني: يرويه محمد بن القاسم الأسدي ثنا الربيع بن صَبيح عن الحسن عن أنس قال: أَذَّنَ بلال قبل الفجر، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يرجع فيقول: ألا إنّ العبد نام، فرقي بلال وهو يقول:

ليت بلالا ثكلته أمه

وابتل من نضح دم جبينه.

أخرجه البزار (كشف 364) والدارقطني (1/ 245) وابن الجوزي في "العلل"(664) وفي "التحقيق"(416)

وقال البزار: لا نعلم رواه عن الحسن عن أنس إلا محمد بن القاسم، تفرد به عن أنس"

وقال الدارقطني: محمد بن القاسم الأسدي ضعيف جدا"

وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يثبت، فيه الأسدي قال أحمد: أحاديثه موضوعة ليس بشيء، وقال الدارقطني: يكذب"

وأما حديث بلال فأخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 239) عن أحمد بن أيوب السمرقندي عن أبي حمزة السكري عن جابر عن أبي نصر قال: قال بلال: أذنت بليل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "منعت الناس من الطعام والشراب، انطلق فاصعد فناد: ألا إنّ العبد قد نام" فانطلقت وأنا أقول:

ليت بلالا لم تلده أمه

وابتل من نضح دم جبينه.

فناديت ثلاثا: ألا إنّ العبد قد نام.

قال الحافظ: هذا إسناد ضعيف، وفيه انقطاع"

وقال البوصيري: رواه إسحاق بسند ضعيف، وفيه انقطاع" مختصر الإتحاف 2/ 324

قلت: جابر هو ابن يزيد الجُعْفي وهو ضعيف.

وأما حديث حميد بن هلال فله عنه طريقان:

الأول: يرويه هُشيم ثنا يونس بن عبيد عن حميد بن هلال أنّ بلالا أَذَّنَ ليلة بسواد، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يرجع إلى مقامه فينادي: إنّ العبد نام، فرجع وهو يقول:

ليت بلالا لم تلده أمه

وابتل من نضح دم جبينه.

ص: 2352

أخرجه الدراقطني (1/ 244)

قال الحافظ: وهذا مرسل قوي" الدراية 1/ 119

الثاني: يرويه بشر بن موسى الأسدى ثنا المقري أنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال: أَذَّنَ بلال بليل، فقال رسول صلى الله عليه وسلم "ارجع إلى مقامك فناد ثلاثا: ألا إن العبد قد نام" فانطلق وهو يقول:

ليت بلالا لم تلده أمه

وابتل من نضح دم جبينه.

أخرجه البيهقي (1/ 384 - 385)

ورواته ثقات والمقري هو عبد الله بن يزيد.

وتابعه أبو نعيم في "كتاب الصلاة"(221) عن سليمان بن المغيرة به وزاد: فانطلق فنادى بها ثلاثا: ألا إنّ العبد نام".

وأما حديث الحسن فله عنه طرق:

الأول: يرويه أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر عن أشعث بن سَوَّار عن الحسن قال: أَذَّنَ بلال بليل، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أنْ ينادي: ألا إنّ العبد نام، فرجع فنادى: العبد نام، وهو يقول:

ليت بلالا لم تلده أمه

وابتل من نضح دم جبينه.

قال: وبلغنا أنّه أمره أنْ يعيد الأذان.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 221 - 222)

وأشعث قال النسائي وجماعة: ضعيف.

الثاني: يرويه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي أنبا أبو سفيان السعدي عن الحسن قال: أذن بلال بليل، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم فصعد، فنادى: إن العبد قد نام، فوجد بلال وَجْداً شديدا.

أخرجه القاسم بن ثابت السرقسطي في "غريب الحديث"(نصب الراية 1/ 286) عن محمد بن علي ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو معاوية به.

قال الحافظ: وهذا مرسل ضعيف" الدراية 1/ 120

قلت: أبو سفيان واسمه طَرِيف بن شهاب قال ابن عبد البر: أجمعوا على أنّه ضعيف الحديث.

ص: 2353

الثالث: يرويه عبد الكريم بن هشام ثنا عمي ثني عمرو عن الحسن أنّ بلالا أَذَّنَ الفجر بليل فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعيد الأذان حتى طلع الفجر، ثم يقول "نام العبد نام العبد"

أخرجه ابن المقرئ في "المعجم"(664)

وعبد الكريم لم أر من ترجمه.

1619 -

"ألا إنّ القوة الرمي" ثلاثًا

قال الحافظ: وهو عند مسلم من حديث عقبة بن عامر ولفظه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفَال: 60] فذكره. ولأبي داود وابن حبان من وجه آخر عن عقبة بن عامر رفعه "إنّ الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، ومنبله. فارموا واركبوا وأن ترموا أحبّ إليّ من أن تركبوا" الحديث وفيه "ومن ترك الرمي بعد علمه رغبة عنه فإنها نعمة كفرها" ولمسلم من وجه آخر عن عقبة رفعه "من علم الرمي ثم تركه فليس منا أو فقد عصى الله" ورواه ابن ماجه بلفظ "فقد عصاني"(1)

الحديث بلفظ "ألا إنّ القوة الرمي ثلاثا" أخرجه مسلم (1917)

والحديث بلفظ "إنّ الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة

" تقدم الكلام عليه.

والحديث بلفظ "من علم الرمي ثم تركه

" أخرجه مسلم (1919) وابن ماجه (2814)

1620 -

"ألا إنّ حِمَى الله محارمه"

قال الحافظ: قال الطيبي: حديث صحيح" (2)

أخرجه البخاري (فتح 1/ 134 - 137) من حديث النعمان بن بشير.

1621 -

"ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مَلِيْكِكُمْ، وأرفعِها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والوَرِق وخير لكم من أنْ تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم أو يضربوا أعناقكم؟ " قالوا: بلى، قال "ذكر الله".

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد وصححه الحاكم من حديث أبي الدرداء مرفوعا" (3)

(1) 6/ 431 (كتاب الجهاد- باب التحريض على الرمي)

(2)

14/ 101 (كتاب الرقاق- باب الانتهاء عن المعاصي)

(3)

6/ 345 (كتاب الجهاد- باب فضل الجهاد والسير)

ص: 2354

ورد من حديث أبي الدرداء ومن حديث ابن عمر

فأما حديث أبي الدرداء فله عنه طريقان:

الأول: يرويه زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش عن أبي بحرية عن أبي الدرداء به مرفوعا.

أخرجه أحمد (5/ 195) والطبراني في "الدعاء"(1872) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 11 - 12) والمزي (9/ 469)

عن يحيى بن سعيد القطان

وأحمد (5/ 195) والحاكم (1/ 496) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 11 - 12) والبيهقي في "الدعوات"(20) والمزي (9/ 469) والحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 95)

عن مكي بن إبراهيم البلخي

والترمذي (3377) وابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 58)

عن الفضل بن موسى السِّيْنَاني

وابن ماجه (3790) والبيهقي في "الشعب"(516) والحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 95)

عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي

والقشيري في "الرسالة"(ص 110) والبغوي في "شرح السنة"(1244) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1351)

عن أبي ضَمْرَة أنس بن عياض المدني

كلهم عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن زياد بن أبي زياد به.

واختلف فيه على زياد بن أبي زياد

• فرواه موسى بن عقبة عنه عن أبي الدرداء مرفوعا، ولم يذكر أبا بحرية

أخرجه أحمد (5/ 195 و 6/ 447)

• ورواه عبد العزيز بن أبي سلمة عن زياد بن أبي زياد أنّه بلغه عن معاذ بن جبل مرفوعا به.

أخرجه أحمد (5/ 239)

ص: 2355

قال المنذري: إسناده جيد إلا أنّ فيه انقطاعا" الترغيب 2/ 395

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ زياد بن أبي زياد لم يدرك معاذا" المجمع 10/ 73

• وراوه مالك في "الموطأ"(1/ 211) عن زياد بن أبي زياد قال: قال أبو الدرداء، فذكره موقوفا.

والأول أصح، قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال ابن عبد البر: وهذا يُروى مسندا من طرق جيدة عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم" التمهيد 6/ 57

وقال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" الترغيب 2/ 395 - المجمع 10/ 73

قلت: رواته ثقات وأبو بحرية واسمه عبد الله بن قيس الكندي السكوني لم يذكر سماعا من أبي الدرداء فلا أدري أسمع منه أم لا فإني لم أر أحدا صرّح بسماعه منه فالله أعلم.

الثاني: يرويه صالح بن أبي عَريب عن كثير بن مرة قال: سمعت أبا الدرداء رفعه: فذكره.

أخرجه السمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 306 - 307) من طريق محمد بن الفضل ثنا أبو أسامة عن عبد الحميد بن جعفر ثنا صالح بن أبي عريب به.

واختلف فيه على أبي أسامة، فرواه يحيى بن عمار المِصيصي عنه فأوقفه على أبى الدرداء.

أخرجه الحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 96)

وقال: رجاله ثقات"

قلت: وتابعه عبد الله بن محمد العبسي ثنا أبو أسامة به.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 219)

وأما حديث ابن عمر فأخرجه البيهقي في "الشعب"(515) عن أبي على بن شاذان أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا محمد بن خنيس الغزي ثنا يحيى بن سليم الطائفي عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر رفعه "ألا أخبركم بخير أعمالكم

وذكر الحديث.

ص: 2356

محمد بن خنيس ذكره ابن حبان في "الثقات"، ويحيى بن سليم مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات.

1622 -

"ألا تعجبون من حنين هذه الخشبة؟ " فأقبل الناس عليها فسمعوا من حنينها حتى كثر بكاؤهم.

قال الحافظ: وفي حديث سهل بن سعد عند أبي نعيم: فقال: فذكره" (1)

صحيح

وله عن سهل بن سعد طريقان:

الأول: يرويه عباس بن سهل بن سعد عن أبيه، وعن عباس غير واحد، منهم:

1 -

سعد بن سعيد بن قيس الأنصاري.

أخرجه ابن سعد (1/ 250 - 251) عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني ثني سليمان بن بلال عن سعد بن سعيد عن عباس بن سهل عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إذا خطب إلى خشبة ذات فُرْضَتَين، قال: أراها من دَوْم، وكانت في مصلاه فكان يتكئ إليها، فقال له أصحابه: يا رسول الله، إن الناس قد كثروا فلو اتخذت شيئا تقوم عليه إذا خطبت يراك الناس؟ فقال "ما شئتم" قال سهل: ولم يكن بالمدينة إلا نجار واحد فذهبت أنا وذاك النجار إلى الخافقين فقطعنا هذا المنبر من أثلة، قال: فقام عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فحنّت الخشبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ألا تعجبون لحنين هذه الخشبة؟ " فأقبل الناس وفرقوا من حنينها حتى كثر بكاؤهم، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتاها، فوضع يده عليها فسكنت، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بها فدفنت تحت منبره أو جعلت في السقف.

وإسناده حسن، سعد بن سعيد صدوق، والباقون ثقات، وأبو بكر اسمه عبد الحميد (2).

وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(2/ 559 - 560) من طريق أيوب بن سليمان بن بلال ثني أبو بكر بن أبي أويس ثني سليمان بن بلال به.

2 -

عُمارة بن غَزِيَّة بن الحارث المدني

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4196)

(1) 7/ 415 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام)

(2)

انظر "تهذيب الكمال"(16/ 444)

ص: 2357

عن يحيى بن عبد الله بن بكير

وأبو نعيم في "الدلائل"(309)

عن كامل بن طلحة الجَحْدري

كلاهما عن عبد الله بن لَهيعة ثني عمارة بن غزية أنّه سمع عباس بن سهل يخبر عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم إذا خطب إلى خشبة كانت في المسجد، فلما ذاع الناس وكثروا قيل له: يا رسول الله، لو جعلت منبرا تُشرف على الناس منه؟ فبعث إلى النجار فانطلق، فانطلقت معه حتى أتى الغابة فقطع منه أثلاً، فعمله وهيأه ثم أتينا نحمله، فكان درجتين، والثالثة مقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوالله ما هو إلا أنْ قعد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم، وفقدته الخشبة فخارت كخُوار الثور لها حنين (فجعل عباس يمدّ يده كنحو ما رأى أباه يمدّ يده يحكي حنين الخشبة) حتى فزع الناس، وكثر البكاء مما رأوا بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "سبحان الله ألا ترون إلى هذه الخشبة؟ " فجاء فوضع يده عليها حتى سكنت. السياق لأبي نعيم

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

3 -

عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(5726) عن موسى بن هارون البزاز ثنا إسحاق بن راهويه ثنا عبد المهيمن بن عباس ثني أبي عن جدي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أنْ يبني المسجد يصلي إلى خشبة، فلما بني المسجد بُنى له محراب فتقدم إليه، فحنت الخشبة حنين البعير، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليها فسكنت.

وإسناده ضعيف لضعف عبد المهيمن.

الثاني: يرويه أبو حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد، وعن أبي حازم غير واحد، منهم:

1 -

سفيان بن عُيينة.

أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 485) وأحمد (5/ 330) عن ابن عيينة عن أبي حازم قال: أتوا سهل بن سعد فقالوا: من أي شيء منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما بقي أحد من الناس أعلم به مني، هو من أثل الغابة، وعمله فلان مولى فلانة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستند إلى جذع في المسجد يصلي إليه إذا خطب، فلما اتخذ المنبر فقعد عليه حَنَّ الجذع، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوطده.

ص: 2358

قال ابن كثير: إسناده على شرطهما" البداية والنهاية 6/ 129

قلت: وهو كما قال.

2 -

عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي.

أخرجه الدارمي (41 و 1573) عن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا المسعودي عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: لما كثر الناس بالمدينة جعل الرجل يجيء والقوم يجيئون فلا يكادون يسمعون كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يرجعوا من عنده، فقال له الناس: يا رسول الله، إنّ الناس قد كثروا، وإنّ الجائي يجيء فلا يكاد يسمع كلامك، قال "فما شئتم" فأرسل إلى غلام لامرأة من الأنصار نجار وإلى طَرْفاء الغابة، فجعلوا له مرقاتين أو ثلاثا، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس عليه ويخطب عليه، فلما فعلوا ذلك حنت الخشبة التي كان يقوم عندها، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها فوضع يده عليها فسكنت.

وأخرجه الآجري في "الشريعة"(1971) من طريق محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ به.

ورواته ثقات إلا أنّ المسعودي اختلط بأخرة ولم أر أحدا صرّح بسماع عبد الله بن يزيد منه أهو قبل الاختلاط أم بعده.

ولم ينفرد عبد الله بن يزيد به بل تابعه عاصم بن علي الواسطي ثنا المسعودي به.

أخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(307) عن أبي علي محمد بن أحمد بن الحسن البغدادي ابن الصواف ثنا محمد بن يحيى المروزي ثنا عاصم بن علي به.

ورواته ثقات أيضا، لكن سماع عاصم بن علي من المسعودي بعد اختلاطه.

3 -

عبد العزيز بن أبي حازم المدني.

أخرجه أحمد (5/ 339) عن إسحاق بن عيسى ابن الطباع البغدادي ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد أنّه سئل عن المنبر من أي عود هو؟ قال: أما والله إني لأعرف من أيّ عود هو، وأعرف من عمله، وأيّ يوم صنع، وأيّ يوم وضع، ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم أول يوم جلس عليه، أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى امرأة لها غلام نجار، فقال لها "مري غلامك النجار أنْ يعمل لي أعوادا أجلس عليها إذا كلمت الناس" فأمرته فذهب إلى الغابة فقطع طرفاء فعمل المنبر ثلاث درجات، فأرسلت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع في موضعه هذا الذي ترون، فجلس عليه أول يوم وُضع فكبّر هو عليه، ثم ركع، ثم نزل القهقري فسجد وسجد الناس معه، ثم عاد حتى فرغ، فلما انصرف قال "يا أيها الناس إنما فعلت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي"

ص: 2359

فقيل لسهل: هل كان من شأن الجذع ما يقول الناس؟ قال: قد كان منه الذي كان.

عبد العزيز بن أبي حازم صدوق تكلموا في روايته عن أبيه.

قال ابن معين: ليس بثقة في أبيه.

وقال ابن المديني: كان حاتم بن إسماعيل يطعن عليه في أحاديث رواها عن أبيه، قال لي حاتم: نهيته عنها فلم ينته.

1623 -

حديث الشفاء بنت عبد الله أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: " ألا تعلمين هذه - يعني حفصة- رقية النملة"

قال الحافظ: ولأبي داود من حديث الشفاء بنت عبد الله: فذكره" (1)

له عن الشفاء طرق:

الأول: يرويه أبو بكر بن سليمان بن أبي حَثْمَة واختلف عنه:

- فرواه صالح بن كيسان المدني عنه واختلف فيه على صالح بن كيسان:

• فرواه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن صالح بن كيسان عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة، فقال لي "ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة"

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 38) وإسحاق في "مسنده"(2185 و 2186) وأحمد (6/ 372) وأبو داود (3887) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3177) والنسائي في "الكبرى"(7543) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 326) والطبراني في "الكبير"(24/ 313 - 314) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(1/ 198) وأبو نعيم في "الصحابة"(7710) والبيهقي (9/ 349) من طرق عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز به.

• ورواه إبراهيم بن سعد الزهري عن صالح بن كيسان ثنا إسماعيل بن محمد بن سعد أنّ أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة حدثه أنّ رجلا من الأنصار خرجت به نملة فَدُلَّ أنّ الشفاء بنت عبد الله ترقي من النملة فجاءها فسألها أنْ ترقيه فقالت: والله ما رقيت منذ أسلمت، فذهب الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي قالت الشفاء، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الشفاء فقال "اعرضي عليّ" فأعرضتها عليه فقال "ارقيه وعلميها حفصة كما علمتيها الكتاب".

(1) 12/ 304 (كتاب الطب- باب الرقي بالقرآن والمعوذات)

ص: 2360

أخرجه الحاكم (4/ 56 - 57) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد (1) ثنا أبي به.

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

• ورواه إسماعيل بن عياش عن صالح بن كيسان عن أبي إسحاق مولى الشفاء عن الشفاء.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3178) عن عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي ثنا ابن عياش به.

وعبد الوهاب بن الضحاك قال الدارقطني وغيره: متروك، وكذبه أبو حاتم وغيره.

- ورواه محمد بن المنكدر عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة واختلف فيه على محمد بن المنكدر:

• فرواه سفيان الثوري عن ابن المنكدر عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن حفصة أن النبي- صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة يقال لها الشفاء ترقى من النملة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم "علميها حفصة"

أخرجه أحمد (6/ 286) والنسائي في "الكبرى"(7542) والطبراني في "الكبير"(24/ 316)

عن وكيع

وأحمد (6/ 286) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 327) والطبراني (2) في "الكبير"(23/ 217)

عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي

والحاكم (4/ 414)

عن يحيى بن سعيد القطان

ومحمد بن كثير العبدي

وأبي حذيفة موسى بن مسعود النّهدي

(1) رواه الحسين بن سيار الحراني وهو متروك عن إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن أبي إسحاق مولى الشفاء عن الشفاء أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أذن لها في رقية النملة.

أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى"(1/ 198)

(2)

سقط من إسناده "حفصة"

ص: 2361

والطبراني في "الكبير"(24/ 316)

عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين

كلهم عن الثوري به.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

• ورواه إسماعيل بن عُلية عن ابن المنكدر عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة مرسلا.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 37) والطبراني في "الكبير"(24/ 316) وأبو نعيم في "الصحابة"(7709)

وحديث سفيان الثوري أصح.

الثاني: يرويه الجراح بن الضحاك عن غريب بن سليمان الكندي قال: أخذ علي بن الحسين بيدي فانطلقنا إلى شيخ (1) من قريش (2) يقال له: ابن أبي حثمة يصلي إلى اسطوانة، فجلسنا إليه، فلما انصرف قال له عليّ: حدثنا بحديث أمك في الرقية؟ فقال: حدثتني أمي أنها كانت ترقي برقية لها في الجاهلية، فلما جاء الإسلام قالت: لا أرقي بها حتى استأذن (3) رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته فاستأمرته (4) فقال"ارقي ما لم يكن فيها شرك".

أخرجه ابن حبان (6092) والطبراني في "الكبير"(24/ 316) واللفظ له والحاكم (4/ 57) من طريق إسحاق بن سليمان الرازي ثنا الجراح بن الضحاك به.

كريب الكندي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكروا عنه راويا إلا الجراح بن الضحاك فهو مجهول، والجراح صدوق وإسحاق ثقة.

الثالث: يرويه عثمان بن سليمان عن أبيه عن أمه الشفاء بنت عبد الله أنّها كانت تُرْقِي بِرُقَى الجاهلية وأنها لما هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قدمت عليه فقالت: يا رسول الله إني كنت أرقي برقى في الجاهلية فقد رأيت أنْ أعرضها عليك، فقال "اعرضيها" فعرضتها عليه وكانت منها رقية النملة، فقال "ارقي بها وعلميها حفصة" بسم الله صلوب حين يعود من أفواهها

(1) وفي لفظ "رجل"

(2)

زاد الحاكم "أحد بني زهرة"

(3)

وفي لفظ "استأمر"

(4)

وفي لفظ "فاستأذنته"

ص: 2362

ولا تضر أحدا، اللهم اكشف البأس رب الناس. قال: ترقي بها على عود كُركُم سبع مرات وتضعه مكانا نظيفا ثم تدلكه على حجر وتطليه على النملة"

أخرجه الحاكم (4/ 57) وابن منده وأبو نعيم (1) في "الصحابة"(7708) من طريق عثمان بن عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة القرشي العدوي ثني أبي عن جدي عثمان بن سليمان به.

سكت عليه الحاكم.

وقال الذهبي: قلت: سئل ابن معين عن عثمان فلم يعرفه"

قلت: قال عثمان بن سعيد الدارمي: قلت لابن معين: فعثمان بن عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة كيف حاله؟ فقال: لا أعرفه.

وقال ابن عدي: وهذا الذي قال ابن معين أنه لا يعرفه فهو كما قال لأنّه مجهول (2).

وللحديث شاهد عن الزهري قال: بلغني أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة "ألا تعلمين هذه رقية النملة- يريد حفصة زوجته- كما علمتها الكتابة"

أخرجه عبد الرزاق (19768) عن مَعْمَر عن الزهري به.

ورواته ثقات.

واختلف فيه على عبد الرزاق، فرواه بكر بن الهيثم عنه فزاد فيه: عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة.

أخرجه البلاذري في "فتوح البلدان"(ص 280)

1624 -

حديث أبي سعيد أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي وحده فقال: "ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه؟ "

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وحسنه الترمذي وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم" (3)

صحيح

(1) سقط من إسناده: عن أبيه.

(2)

تاريخ الدارمي ص 170 - كامل ابن عدي 5/ 1821

(3)

2/ 334 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب إذا لم ينو الإمام أن يؤم ثم جاء قوم فأمهم)

ص: 2363

ورد من حديث أبي سعيد ومن حديث أبي أمامة ومن حديث سلمان الفارسي ومن حديث أنس ومن حديث عصمة بن مالك الخطمي ومن حديث الوليد بن أبي مالك مرسلا ومن حديث الحسن البصري مرسلا ومن حديث أبي عثمان النهدي مرسلا ومن حديث مكحول مرسلا.

فأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 322 و 14/ 186) وأحمد (3/ 5 و45 و 64 و 85) وعبد بن حميد (936) والدارمي (1375 و 1376) وأبو داود (574) والترمذي (220) وأبو يعلى (1057) وابن الجارود (330) وابن خزيمة (1632) وابن المنذر في "الأوسط (4/ 215) وابن حبان (2397 و 2398 و 2399) والطبراني في "الصغير" (606 و665) وفي "الأوسط" (2195) والحاكم (1/ 209) وابن حزم في "المحلى" (2/ 322) والبيهقي (3/ 69) وفي "معرفة السنن" (4/ 115 - 116 و 116) وفي "الصغرى" (550) والبغوي في "شرح السنة" (859) والمزي في "تهذيب الكمال" (12/ 110) من طرق عن سليمان الأسود (1) الناجي البصري عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا يصلي (2) وحده، فقال "ألا رجل يتصدق (3) على هذا فيصلي معه"

وفي لفظ "أنّ رجلا دخل المسجد وقد صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من يتصدق على هذا فيصلي معه" فقام رجل من القوم فصلى معه.

قال الترمذي: حديث حسن، وسليمان الناجي بصري ويقال سليمان بن الأسود، وأبو المتوكل اسمه علي بن داود"

وقال الطبراني: لا يُروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد"

وقال ابن المنذر: حديث أبي سعيد ثابت" الأوسط 4/ 218

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. سليمان الأسود هذا هو سليمان بن سُحَيم قد احتج مسلم به وبأبي المتوكل"

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 45

وصححه الحافظ ابن حجر. فتح الباري 2/ 282

قلت: الحديث إسناده صحيح رواته ثقات إلا أّنه ليس على شرط مسلم لأنّ سليمان

(1) وفي بعض الروايات "بن الأسود"

(2)

زاد الطبراني وغيره "في المسجد"

(3)

وفي لفظ "يتجر"

ص: 2364

الأسود لم يخرج له مسلم شيئا، وقد أخطأ الحاكم في قوله: إنه ابن سحيم، بل هو غيره.

وأما حديث أبي أمامة فأخرجه أحمد (5/ 254 و 269) وأبو يعلى (المطالب 421) والطبراني في "الكبير"(7857)

عن علي بن يزيد الألهاني

والطبراني في "الكبير"(7974)

عن جعفر بن الزبير الحنفي

كلاهما عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي فقال "ألا رجل يتصدق على هذا يصلي معه؟ " فقام رجل فصلّى معه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هذان جماعة"

قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني وله طرق كلها ضعيفة" المجمع 2/ 45

قلت: علي بن يزيد قال ابن معين وغيره: ضعيف، وجعفر بن الزبير قال النسائي وغيره: متروك الحديث.

وخالفهما يحيى بن الحارث الذِّمَاري فرواه عن القاسم أبي عبد الرحمن مرسلا.

أخرجه أبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف"(13/ 333)

وهذا أصح.

وأما حديث سلمان فأخرجه الطبراني في "الكبير"(6140) عن البزار (2538) ثنا محمد بن أشرس الوراق ثنا أبو جابر محمد بن عبد الملك ثنا الحسن بن أبي جعفر عن ثابت البُنَاني عن أبي عثمان عن سلمان أنّ رجلا دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم قد صلى، فقال "ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه"

وإسناده ضعيف لضعف الحسن بن أبي جعفر.

وأما حديث أنس فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7282) والدارقطني (1/ 276) من طريق عمر بن محمد بن الحسن الأسدي ثنا أبي ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أنّ رجلا جاء وقد صلّى رسول الله (فقام يصلي وحده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من يتجر على هذا فليصلي معه"

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن حماد بن سلمة إلا محمد بن الحسن الأسدي"

ص: 2365

وقال الزيلعي: سنده جيد" نصب الراية 2/ 58

وقال الهيثمي: وفيه محمد بن الحسن فإنْ كان ابن زَبَالة فهو ضعيف" المجمع 2/ 46

قلت: بل هو ابن الزبير الأسدي المعروف بالتل وهو مختلف فيه، وابنه صدوق، وحماد وثابت ثقتان.

وأما حديث عصمة بن مالك فأخرجه الدارقطني (1/ 277 - 278) من طريق خالد بن عبد السلام الصَّدَفي ثنا الفضل بن المختار عن عبيد الله بن موْهَب عن عصمة بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلّى الظهر وقعد في المسجد، إذ دخل رجل يصلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا رجل يقوم فيتصدق على هذا فيصلي معه؟ "

قال الحافظ: سنده ضعيف" الدراية 1/ 173

قلت: وهو كما قال لضعف الفضل بن المختار.

وأما حديث الوليد بن أبي مالك فأخرجه أحمد (5/ 269) عن هشام بن سعيد الطالقاني ثنا ابن المبارك عن ثور بن يزيد عن الوليد بن أبي مالك قال: دخل رجل المسجد فصلّى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه؟ " قال: فقام رجل فصلى معه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هذان جماعة"

قال الهيثمي: رواه أحمد والوليد ليس بصحابي والحديث منقطع الإسناد" المجمع 2/ 45

قلت: رواته ثقات إلا أنّه مرسل.

وأما حديث الحسن البصري فأخرجه أبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف"(13/ 333) عن أبي غريب محمد بن العلاء الهَمْداني أنبا هُشيم عن الخَصِيب بن زيد عن الحسن في هذا الخبر: فقام أبو بكر فصلّى معه، وقد كان صلّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم".

ومن طريقه أخرجه البيهقي (3/ 69 - 70)

ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة هشيم فإنّه كان مدلسا.

وأما حديث أبي عثمان النهدي فأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 322) عن هشيم أنبا سليمان التيمي عن أبي عثمان قال: دخل رجل المسجد وقد صلّى النبي صلى الله عليه وسلم فقال "ألا رجل يتصدق علي هذا فيقوم فيصلي معه"

وأخرجه الدارقطني في "العلل"(11/ 349) من طريق سفيان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان به.

ورواته ثقات.

ص: 2366

وأما حديث مكحول فأخرجه أبو داود في "المراسيل"(تحفة 13/ 333) عن أبي توبة الرييع بن نافع الحلبي عن الهيثم بن حميد عن العلاء بن الحارث وزيد بن واقد كلاهما عن مكحول قال: دخل رجل المسجد ولم يدرك الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا رجل يتصدق على هذا فيتم له صلاته؟ " فقام رجل فصلّى معه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "وهذه من صلاة الجماعة".

الهيثم بن حميد صدوق، والباقون كلهم ثقات.

1625 -

حديث أبي أمامة: رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي وحده فقال: "ألا رجل يتصدق علي هذا فيصلي معه" فقام رجل فصلّى معه فقال "هذان جماعة"

قال الحافظ: وعند أحمد من حديث أبي أمامة أيضا: فذكره، والقصة المذكورة دون قوله "هذان جماعة" أخرجها أبو داود والترمذي من وجه آخر صحيح" (1)

انظر الحديث الذي قبله.

1626 -

"ألا وإنى نهيت أنْ أقرأ راكعا أو ساجدا"

قال الحافظ: وقع في حديث ابن عباس في نحو هذه القصة أنَّه صلى الله عليه وسلم قال لهم في تلك الحالة: فذكره، أخرجه مسلم (479) من رواية عبد الله بن معبد عنه" (2)

1627 -

عن عمر أنه خطب ثم قال: إني لا أدع بعدي شيئا أهم عندي من الكلالة، وما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما راجعته في الكلالة حتى طعن بأصبعه في صدري فقال "ألا يكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء؟ "

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1617) " (3)

1628 -

حديث مُجَمِّع بن جارية قال: وشهدنا الحديبية فلما انصرفنا وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا عند كُراع الغَمِيم وقد جمع الناس قرأ عليهم {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)} [الفتح: 1]، الآية، فقال رجل: يا رسول الله، أو فتح هو؟ قال "إيْ والذي نفسي بيده إنّه لفتح" ثم قسمت خيبر على أهل الحديبية.

قال الحافظ: رواه أحمد وأبو داود والحاكم" (4)

(1) 2/ 282 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب اثنان فما فوقهما جماعة)

(2)

2/ 306 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة)

(3)

15/ 27 (كتاب الفرائض- باب {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النًساء: 176])

(4)

8/ 446 - 447 (كتاب المغازي- باب غزوة الحديبية)

ص: 2367

أخرجه ابن سعد (2/ 105) وابن أبي شيبة (12/ 400 - 401 و 14/ 437 - 438) وفي "مسنده"(914) وأحمد (3/ 420) وابن زنجويه في "الأموال"(220) وأبو داود (2736 و3015) والطبري في "تفسيره"(26/ 71) والطبراني في "الكبير"(19/ 445) و"الأوسط"(3778) والدارقطني (4/ 105 - 106) والحاكم (1)(2/ 131) وأبو نعيم في "الصحابة"(6154) والبيهقي في "الدلائل"(4/ 156 - 157 و 239) وفي "الكبرى"(6/ 325) والمزي (32/ 364) من طرق عن مُجَمِّع بن يعقوب بن مُجَمِّع بن يزيد الأنصاري قال: سمعت أبي يحدث عن عمه عبد الرحمن بن يزيد عن عمه مجمع بن جارية قال: شهدت الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرفنا عنها إذا الناس يوجفون الأباعر، فقال الناس بعضهم لبعض: ما للناس؟ قالوا: أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجنا نُوْجِف مع الناس حتى وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا عند كُراع الغَمِيم، فلما اجتمع إليه بعض ما يريد من الناس قرأ عليهم:{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)} [الفتح: 1]، قال: فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله، أو فتح هو؟ قال "إي والذي نفسي بيده إنّه لفتح" قال: ثم قسمت خيبر على أهل الحديبية على ثمانية عشر سهما وكان الجيش ألفا وخمسمائة، فيهم ثلاثمائة فارس، وكان للفارس سهمان.

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن مجمع بن جارية إلا بهذا الإسناد، تفرد به مجمع بن يعقوب"

وقال الحاكم: هذا حديث كبير صحيح الإسناد"

وقال البيهقي: قال الشافعي في القديم: مجمع بن يعقوب شيخ لا يعرف"

وقال ابن القطان الفاسي: وعلة هذا الحديث الجهل بحال يعقوب بن مجمع، ولا يعرف روى عنه غير ابنه، وابنه مجمع ثقة، وعبد الرحمن بن يزيد أخرج له البخاري" نصب الراية 3/ 417

قلت: مجمع بن يعقوب قال ابن معين وغيره: ليس به بأس، ويعقوب بن مجمع ذكره ابن حبان في "الثقات" وروى عنه أيضا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وعبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب كما في "التهذيب"، وعبد الرحمن بن يزيد وثقه ابن سعد وغيره.

1629 -

"أَيْ عباس، ناد أصحاب الشجرة (2) "

قال الحافظ: وفي حديث العباس عند مسلم (1775): شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم

(1) وأخرجه في موضع آخر (2/ 459) فلم يذكر عبد الرحمن بن يزيد وقال: صحيح على شرط مسلم" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لم يرو مسلم لمجمع شيئا ولا لأبيه، وهما ثقتان"

(2)

في صحيح مسلم "السمرة"

ص: 2368

حنين فلزمته أنا وأبو سفيان بن الحارث فلم نفارقه. الحديث وفيه: ولى المسلمون مدبرين فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته قِبَل الكفار، قال العباس: وأنا آخذ بلجام رسول الله صلى الله عليه وسلم أكفها إرادة أنْ لا تسرع وأبو سفيان آخذ بركابه.

وقال: وعند مسلم من حديث العباس: وكان على بغلة له بيضاء أهداها له فَرْوَة بن نُفَاثَة الجُذَامي.

وقال: ولمسلم من حديث العباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ صار يركض بغلته إلى جهة الكفار، وزاد فقال: فذكره، وكان العباس صَيِّتا، قال: فناديت بأعلى صوتي: أين أصحاب الشجرة (1)، قال: فوالله لَكَاَنَّ عَطْفَتَهُمْ حين سمعوا صوتي عَطْفَةُ البقر على أولادها فقالوا: يا لبيك! يا لبيك! قال: فاقتتلوا والكفار فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول إلى قتالهم فقال "هذا حين حَمِيَ الوطيس" ثم أخذ حصيات فرمى بهنّ وجوه الكفار ثم قال "انهزموا ورب الكعبة" قال: فما زلت أرى حَدَّهُم كَلِيلا وأَمْرَهُم مُدْبِرا" (2)

1630 -

حديث عمرو بن عَبْسَة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لعُيينة بن حصن "أيّ الرجال خير؟ " قال: رجال أهل نجد. قال "كذبت بل هم أهل اليمن، الإيمان يمان" الحديث

قال الحافظ: وفي الطبراني من حديث عمرو بن عبسة: فذكره، وأخرجه أيضا من حديث معاذ بن جبل" (3)

حسن

ورد من حديث عمرو بن عبسة ومن حديث معاذ بن جبل

فأما حديث عمرو بن عبسة فله عنه طرق:

الأول: يرويه شريح بن عبيد الحمصي عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن عمرو بن عبسة السلمي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض يوما خيلا وعنده عيينة بن حصن بن بدر الفزاري فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنا أفرس بالخيل منك" فقال عيينة: وأنا أفرس بالرجال منك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "وكيف ذاك؟ " قال: خير الرجال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم جاعلين رماحهم على مناسج خيولهم لابسو البرود من أهل نجد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كذبت بل خير الرجال رجال أهل اليمن والإيمان يمان إلى لَخْم وجُذَام وعاملة ومأكول حمير خير من آكلها وحضرموت خير من بني الحارث الحديث وفيه طول.

(1) في صحيح مسلم "السمرة"

(2)

9/ 91 و 92 (كتاب المغازي- باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ} [التوبَة: 25])

(3)

9/ 163 (كتاب المغازي- باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن)

ص: 2369

أخرجه أحمد (4/ 387) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ثنا صفوان بن عمرو ثني شريح بن عبيد به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2269 و 2282)

عن عبد الوهاب بن نَجْدة الحَوْطي

والطبراني في "مسند الشاميين"(969) ومن طريقه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 753 - 754)

عن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي

وخالد أبي يزيد

قالوا: ثنا أبو المغيرة به.

وإسناده صحيح إنْ كان ابن عائذ سمع من ابن عبسة فإنّه لم يذكر منه سماعا، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه.

الثاني: يرويه أبو حمزة العنسي- من أهل حمص- عن عبد الرحمن بن جبير بن نُفير الحضرمي وراشد بن سعد المَقْرَائي وشبيب الكَلاعي عن جبير بن نفير عن عمرو بن عبسة قال: عُرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل وعنده عيينة بن بدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعيينة "أنا أفرس بالخيل منك" وذكر الحديث

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 327 - 328) عن عبد الله بن يوسف الكلاعي الدمشقي ثنا يحيى بن حمزة عن أبي حمزة العنسي به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2270 و 2283)

عن دُحيم

والطحاوي في "المشكل"(1/ 349)

عن أبي قرة محمد بن حميد الرُّعَيني

قالا: ثنا عبد الله بن يوسف به.

وإسناده صحيح إنْ كان جبير بن نفير سمع من ابن عبسة، وأبو حمزة العنسي اسمه عيسى بن سليم الرَّسْتَني.

الثالث: يرويه يزيد بن يزيد بن جابر عن رجل عن عمرو بن عبسة قال: بينا

ص: 2370

رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض خيلا وعنده عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري فقال لعيينة "أنا أبصر بالخيل منك" وذكر الحديث.

أخرجه أحمد (4/ 387) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا زهير بن معاوية ثنا يزيد بن يزيد به.

ورواته ثقات إلا الذي لم يسم.

وأما حديث معاذ فأخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 98) عن عبد الله بن محمد بن العباس الأصبهاني ثنا سلمة بن شبيب ثنا عبد الرزاق أني ثور بن يزيد عن خالد بن مَعدان عن معاذ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في دارنا يعرض الخيل فدخل عليه عيينة بن حصن فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: أنت أبصر بالخيل مني وأنا أبصر بالرجال منك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "فأيّ الرجال خير؟ " فقال: رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم ويعرضون رماحهم على مناسج خيولهم ويلبسون البرود من أهل نجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "كذبت، خيار الرجال رجال ذي يمن، الإيمان يمان، وأكثر قبيلة في الجنة مذحج، ومأكول حمير من آكلها، حضر موت خير من كندة، فلعن الله الملوك الأربعة جَمداً ومِشْرَحاً ومِخْوسا وأَبْضَعا وأختهم العَمَرَّدَة".

قال الهيثمي: ورجاله ثقات إلا أنّ خالد بن معدان لم يسمع من معاذ" المجمع 10/ 44

1631 -

عن محمد بن حمزة بن عمرو عن أبيه أنّه قال: يا رسول الله، إني صاحب ظهر أعالجه، أسافر عليه وأركبه، وإنّه ربما صادفني هذا الشهر- يعني رمضان- وأنا أجد القوة وأجدني أنْ أصوم وأهون عليّ من أنْ أؤخره فيكون دينا عليّ، فقال "أيّ ذلك شئت يا حمزة"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والحاكم" (1)

ضعيف

أخرجه أبو داود (2403) والطبراني في الكبير (2994) و"الأوسط"(1071) والحاكم (1/ 433) وأبو نعيم في "الصحابة"(1840) والبيهقي (4/ 241) والمزي في "تهذيب الكمال"(7/ 337) من طريق أبي جعفر عبد الله بن محمد النُّفَيلي ثنا محمد بن عبد المجيد المدني قال: سمعت حمزة بن محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي يذكر أنّ أباه أخبره عن جده حمزة بن عمرو قال: قلت: يا رسول الله، إني صاحب ظهر أعالجه: أسافر

(1) 5/ 83 (كتاب الصوم- باب الصوم في السفر والإفطار)

ص: 2371

عليه، وأكريه، وإنّه ربما صادفني هذا الشهر -يعني رمضان- وأنا أجد القوة، وأنا شاب، وأجد (1) بأنْ أصوم يا رسول الله أهون عليّ من أنْ أوْخره فيكون دينا (2)، أفأصوم يا رسول الله أعظم لأجري أو أفطر؟ قال "أي ذلك شئت يا حمزة".

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن حمزة إلا محمد بن عبد المجيد، تفرد به النفيلي"

وقال ابن القطان الفاسي: هو حديث لا يصح، فمحمد بن حمزة بن عمرو لا يعرف له حال، وابنه حمزة بن محمد مجهول الحال أيضا، ومحمد بن عبد المجيد هذا لا يعرف روى عنه إلا النفيلي، ولا تعرف له هو رواية عن غير حمزة بن محمد هذا، فهو أيضا مجهول، فالحديث لأجله لا يصح" الوهم والإيهام 3/ 437 - 438

وقال الحافظ: الرواية صحيحة" تلخيص الحبير 4/ 204

قلت: بل ضعيفة، فمحمد بن عبد المجيد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان" و"المغني": لا يعرف، ما روى عنه سوى أبي جعفر النفيلي، وقال في "الديوان": ليس بمعروف.

وحمزة بن محمد ضعفه ابن حزم (المحلى 6/ 375)، وقال الذهبي في "الميزان": ليس بمشهور روى عنه محمد بن عبد المجيد وحده في الصيام، وقال الحافظ: مجهول الحال.

وأبوه محمد بن حمزة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حزم: ضعيف.

1632 -

حديث نُبيط بن شَريط أنّه رأى النبي صلى الله عليه وسلم واقفا بعرفة على بعير أحمر يخطب فسمعته يقول: "أيّ يوم أحرم؟ " قالوا: هذا اليوم. قال "فأيّ بلد أحرم؟ " الحديث

قال الحافظ: وأخرج أحمد من حديث نبيط بن شريط: فذكره، ونحوه لأحمد من حديث العداء بن خالد" (3)

صحيح

وله عن نبيط بن شريط طريقان:

الأول: يرويه أبو مالك الأشجعي ثني نبيط بن شريط قال: إني لرديف أبي في حجة

(1) وفي لفظ "فأحب"

(2)

زاد الطبراني في "الكبير": عليّ.

(3)

4/ 326 (كتاب الحج- باب الخطبة أيام منى)

ص: 2372

الوداع إذ تكلم النبي صلى الله عليه وسلم (1) فقمت على عجز الراحلة فوضعت يدي على عاتق أبي فسمعته يقول (2)"أيّ يوم أحرم؟ " قالوا: هذا اليوم. قال "فأيّ بلد أحرم (3)؟ " قالوا: هذا البلد. قال "فأيّ شهر أحرم؟ " قالوا: هذا الشهر. قال "فإن دماءكم وأموالكم (4) حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا (5)، هل بلغت؟ " قالوا: نعم. قال "اللهم اشهد، اللهم اشهد".

أخرجه ابن سعد (2/ 184 و 6/ 29 - 30) وأحمد (4/ 305 - 306) واللفظ له وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1298) والفاكهي (1894) والنسائي في "الكبرى"(4097) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1256) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 169) وأبو نعيم في "الصحابة"(3769 و3770) والبيهقي (3/ 215) من طرق عن أبي مالك الأشجعي به.

وإسناده صحيح، وأبو مالك الأشجعي اسمه سعد بن طارق.

ووقع عند البغوي: نبيط بن شريط عن أبيه شريط بن أنس.

الثاني: يرويه سلمة بن نبيط عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على جمل (6) أحمر بعرفة (7) قبل الصلاة.

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(522) وأحمد (4/ 305) وابن ماجه (1286)

عن وكيع

وأحمد (4/ 306) وأبو نعيم في "الصحابة"(3768)

عن أبي يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمَّاني

وابن سعد (6/ 30) والبخاري في "الكبير"(4/ 2/ 137) والنسائي (5/ 204) وفي "الكبرى"(4000) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 312)

(1) عند ابن سعد والبيهقي "يخطب عند الجمرة" وعند النسائي "يخطب الناس بمنى"

(2)

زاد ابن سعد والبيهقي "الحمد لله نستعينه ونستغفره ونشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا عبده ورسوله، أوصيكم بتقوى الله"

(3)

وفي لفظ "أعظم"

(4)

زاد ابن أبي عاصم وغيره "عليكم"

(5)

وفي لفظ "كحرمة هذا اليوم، وحرمة هذا الشهر، وحرمة هذا البلد"

(6)

وفي لفظ "بعيره"

(7)

وفي لفظ "يوم عرفة" وفي لفظ "عشية عرفة"

وعند ابن سعد "يوم النحر" وهو من رواية مؤمل بن إسماعيل عن الثوري وهو كثير الخطأ.

ص: 2373

عن سفيان الثوري

وأبو نعيم في "الصحابة"(6463)

عن عبيد الله بن موسى الكوفي

وابن سعد (2/ 185) والنسائي (5/ 204) وفي "الكبرى "(3999)

عن ابن المبارك

كلهم عن سلمة بن نبيط به.

واللفظ لحديث سفيان الثوري (1).

وإسناده صحيح لكن اختلف فيه على سلمة بن نبيط:

• فرواه عبد الله بن داود الخُرَيبي عنه عن رجل من الحي عن أبيه نبيط أنَّه رأى النبي صلى الله عليه وسلم واقفا على بعير أحمر يخطب.

أخرجه أبو داود (1916)

• ورواه أبو نُعيم الفضل بن دُكين عن سلمة بن نبيط ثني أبي أو نعيم بن أبي هند عن أبي.

أخرجه ابن سعد (6/ 29)

والأول أصح.

وأما حديث العداء بن خالد الذي أشار إليه الحافظ فأخرجه أحمد (5/ 30) والبخاري في"الكبير"(4/ 1/ 86) وأبو داود (1917و 1918) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1502) والروياني (1507) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 279 - 280) والطبراني في "الكبير"(18/ 11) وأبو نعيم في "الصحابة"(5575 و 5576) والمزي في "تهذيب الكمال"(18/ 277) من طرق عن أبي عمرو عبد المجيد بن أبي يزيد العقيلي قال: فذكر حديثا وفيه:

(1) رواه رافع بن سلمة الأشجعي عن سلمة بن نبيط أنّ أباه قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم كان ردفا خلف أبيه في حجة الوداع، قال: فقلت: يا أبت أرني النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قم فخذ بواسطة الرحل، قال: فقمت فأخذت بواسطة الرحل، فقال: انظر إلى صاحب الجمل الأحمر الذي يومئ بيده في يده القضيب.

أخرجه أحمد (4/ 306)

ورافع بن سلمة وثقه ابن حبان والذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب" وقال ابن حزم وابن القطان الفاسي: مجهول الحال.

ص: 2374

قال العداء بن خالد: كنت تحت ناقته (1) يوم عرفة وهي تَقْصَعُ بِجِرَّتِها (2) فقال "أيها الناس، أيّ يوم هذا؟ وأيّ شهر هذا؟ وأيّ بلد هذا؟ قال: قلنا: الله ورسوله أعلم، قال "أليس هذا شهر حرام، وبلد حرام، ويوم حرام؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم، قال "ألا إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، إلى يوم تلقون ربكم (3)، اللهم هل بلغت؟ اللهم اشهد".

واللفظ للطبراني

وإسناده صحيح.

ورواه غير عبد المجيد العقيلي عن العداء.

قال البخاري في "خلق الأفعال"(399): ثنا موسى بن إسماعيل ثنا سفيان بن نشيط ثني عبد الكريم من بني عقيل سمع العداء بن خالد قال: فذكر نحوه.

وسفيان بن نشيط وعبد الكريم العقيلي ذكرهما ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": سفيان بن نشيط ما علمت أحدا روى عنه سوى أبي سلمة التبوذكي.

1633 -

"خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النَّحر فقال: أيّ يوم أعظم حرمة؟ "

قال الحافظ: وليس في شيء من أحاديث الباب التصريح بغير يوم النحر وهو الموجود في أكثر الأحاديث كحديث الهِرْمَاس بن زياد وأبي أمامة كلاهما عند أبي داود، وحديث جابر بن عبد الله عند أحمد: فذكره" (4)

حديث الهرماس سيأتي الكلام عليه في حرف الراء فانظر حديث "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس على ناقته الجدعاء يوم الأضحى"

وحديث أبي أمامه أخرجه أبو داود (1955) عن مؤمل بن الفضل الحراني ثنا الوليد ثنا ابن جابر ثنا سُلَيْم بن عامر الكَلَاعي قال: سمعت أبا أمامة يقول: سمعت خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى يوم النحر"

(1) أي ناقة النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

وفي لفظ "حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما في الرِّكابَيْن ينادي يوم عرفة"

وفي لفظ آخر "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم عرفة على بعير قائما في الركابين"

(3)

زاد أحمد "فيسألكم عن أعمالكم. قال: ثم رفع يديه إلى السماء"

(4)

4/ 321 - 322 (كتاب الحج - باب الخطبة أيام منى)

ص: 2375

ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 140)

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7668) من طريق دُحيم ثنا الوليد بن مسلم به ولفظه "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم النحر على راحلته"

وإسناده صحيح، وابن جابر هو عبد الرحمن بن يزيد.

وحديث جابر يرويه الأعمش واختلف عنه:

- فقال محمد بن عبيد الطنافسي: ثنا الأعمش عن أبي صالح عن جابر قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر، فقال: أيّ يوم أعظم حرمة؟ " فقالوا: يومنا هذا، قال "فأيّ شهر أعظم حرمة؟ " قالوا: شهرنا هذا، قال "أيّ بلد أعظم حرمة؟ "، قالوا: بلدنا هذا، قال "فإنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، هل بلغت؟ " قالوا: نعم، قال "اللهم اشهد".

أخرجه أحمد (3/ 371) عن محمد بن عبيد به.

وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1112) من طريق عباس بن محمد الدوري ثنا محمد بن عبيد به.

وتابعه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي ثنا الأعمش به.

أخرجه أحمد (3/ 313)

- وقال عيسى بن يونس: ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري.

أخرجه أحمد (3/ 371) وابن ماجه (3931)

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 164

- ورواه حفص بن غياث الكوفي عن الأعمش واختلف عنه:

• فقال أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي: ثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد.

أخرجه البزار (كشف 3346) والفاكهي (1895)

قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 295

قلت: أبو هشام مختلف فيه، والباقون ثقات.

• وقال أحمد بن إبراهيم الموصلي: ثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي سفيان وأبي صالح أو أحدهما عن جابر.

ص: 2376

أخرجه أبو يعلى (2113)

قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 268

قلت: أحمد بن إبراهيم الموصلي لم يخرج له الشيخان شيئا.

• وقال عمر بن حفص بن غياث: عن أبيه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد أو أبي هريرة، قال: وأراه أبا سعيد.

قاله الدارقطني في "العلل"(10/ 122)

وإسناده صحيح والاختلاف في اسم الصحابي لا يضر.

1634 -

حديث سرّاء بنت نَبْهان قالت: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الرؤوس فقال "أيّ يوم هذا؟ أليس أوسط التشريق"

قال الحافظ: وفي حديث سَرَّاء بنت نَبْهان عند أبي داود: فذكره، وفي الباب عن كعب بن عاصم عند الدارقطني، وعن ابن أبي نَجيح عن رجلين من بني بكر عند أبي داود، وعن أبي نضرة عمن سمع خطبة النبي صلى الله عليه وسلم عند أحمد" (1)

حديث سراء بنت نبهان أخرجه ابن سعد (8/ 310) والبخاري في "الكبير"(2/ 1/ 287) وفي "خلق أفعال العباد"(398) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن ربيعة بن عبد الرحمن بن حصن الغنوي قال: حدثتني جدتي سراء بنت نبهان- وكانت ربة بيت في الجاهلية- أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في اليوم الذي يدعون الرؤوس الذي يلي يوم النحر "أيّ يوم هذا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "هذا أوسط أيام التشريق" وذكر الحديث بطوله.

وأخرجه أبو داود (1953) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3305) وأسلم في "تاريخ واسط"(ص 244) وأبو يعلى (المطالب 1295) وابن خزيمة (2973) والطبراني في "الكبير"(24/ 307 - 308) و"الأوسط"(2451) وأبو نعيم في "الصحابة"(7701) والبيهقي (5/ 151 - 152) وفي "الدلائل"(5/ 449) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 140) والمزي (9/ 122 - 123) من طرق عن أبي عاصم به.

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن سراء بنت نبهان إلى بهذا الإسناد، تفرد به أبو عاصم"

(1) 4/ 322 (كتاب الحج- باب الخطبة أيام منى)

ص: 2377

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 273

قلت: ربيعة ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: تابعي، فيه جهالة. عن جدة له اسمها سراء بنت نبهان. لا يعرفان إلا في حديث عند أبي عاصم عنه في الخطبة يوم الرؤوس. نعم لسراء حديث في قتل الحية روته عنها مجهولة اسمها ساكنة بنت الجعد.

وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

وحديث كعب بن عاصم له عنه طريقان:

الأول: يرويه يعقوب بن محمد بن عيسى الزهرى المدني قال: حدثتني كرامة بنت الحسين بن جعفر بن الحارث الأنصارية المازنية قالت: سمعت أبي يحدث عن أبي عياش الزرقي الأنصاري عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن كعب بن عاصم الأشعري أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب بمنى أوسط أيام الأضحى يعني الغد من يوم النحر.

وفي لفظ "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع في أوسط أيام التشريق

يقول: هذا اليوم حرام، وذكر الحديث.

أخرجه الروياني (1530) والطبراني (19/ 175 - 176 و 176) والدارقطني (2/ 245) من طرق عن يعقوب بن محمد الزهري به.

قال الهيثمي: وفيه كرامة بنت الحسين ولم أجد من ذكرها" المجمع 3/ 272

قلت: ويعقوب بن محمد الزهري مختلف فيه، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو زرعة وغيره.

الثاني: يرويه إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبي مريم الجدعاني عن أبيه عن جده قال: سمعت أبا مالك كعب بن عاصم الأشعري يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع في أواسط أيام الأضحى: فذكر الحديث.

أخرجه أبو عمرو المديني في "حجة الوداع"(48) عن أبي حاتم الرازي

و (49) عن أحمد بن مسعود المقدسي

قالا: ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثني إسماعيل بن عبد الله بن خالد به.

وإسناده ضعيف، إسماعيل بن أبي أويس مختلف فيه، وإسماعيل بن عبد الله بن خالد قال أبو حاتم: لا أعلم روى عنه إلا إسماعيل بن أبي أويس وأرى في حديثه ضعفا وهو مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

ص: 2378

وعبد الله بن خالد ذكره ابن شاهين في "الثقات"، وقال: قال أحمد بن صالح: ثقة، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الحافظ: مستور.

وخالد بن سعيد وثقه ابن حبان والذهبي في "الكاشف"، وقال ابن المديني: لا نعرفه، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول.

وحديث رجلين من بني بكر أخرجه أبو داود (1952) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا ابن المبارك عن إبراهيم بن نافع عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن رجلين من بني بكر قالا: رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بين أوسط أيام التشريق، ونحن عند راحلته، وهي خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي خطب بمنى.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 151)

ورواته ثقات لكن لم يذكر أبو نجيح سماعا من الرجلين فلا أدري أسمع منهما أم لا.

وحديث أبي نضرة عمن سمع خطبة النبي صلى الله عليه وسلم سيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر حديث "يا أيها الناس إنّ ربكم واحد

"

1635 -

حديث أبي عبد الرحمن الفِهْرِي في قصة حنين قال: فولّى المسلمون مدبرين كما قال الله تعالى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيا عباد الله، أنا عبد الله ورسوله" ثم اقتحم عن فرسه فأخذ كفا من تراب، قال: فأخبرني الذي كان أدنى إليه مني أنّه ضرب به وجوههم وقال "شاهت الوجوه" فهزمهم.

قال يعلي بن عطاء راويه عن أبي همام عن أبي عبد الرحمن الفهري قال: فحدثني أبناؤهم عن آبائهم أنّهم قالوا: لم يبق منا أحد إلا امتلأت عيناه وفمه ترابا.

قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي" (1)

أخرجه الطيالسي (ص 195 - 196) عن حماد بن سلمة عن يعلي بن عطاء عن عبد الله بن يسار ويكنى أبا همام عن أبي عبد الرحمن الفهري قال: كنا مع رسول الله (في حنين، فسرنا في يوم قائظ شديد الحرّ، فنزلنا تحت ظلال الشجر، فلما زالت الشمس لبست لَأْمَتِي وركبت فرسي فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في فُسْطَاطه فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، قد حان الرَّوَاح يا رسول الله، فقال "أجل" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قم يا بلال" فثار عن تحت سَمُرَة كأنّ ظله ظل طير فقال: لبيك وسعديك

(1) 9/ 93 (كتاب المغازي- باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التّوبة: 25])

ص: 2379

وأنا فداؤك، قال "اسرج لي فرسي" فأتاه بِدَفَّتَين من ليف ليس فيهما أشر ولا بَطَر، قال: فركب فرسه، ثم سرنا يومنا فلقَينا العدو وتشامَّت الخيلان، فقاتلناهم، فولى المسلمون مدبرين كما قال الله تعالى، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يا عباد الله، أنا عبد الله ورسوله، يا أيها الناس إليّ أنا عبد الله ورسوله" فاقتحم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فرسه، وحدثني من كان أقرب إليه مني أنه أخذ حفنة من تراب فحثا بها في وجوه القوم وقال "شاهت الوجوه"

قال يعلي بن عطاء: فأخبرنا أبناؤهم عن آبائهم أنّهم قالوا: ما بقي منا أحد إلا امتلأت عيناه وفمه من التراب، وسمعنا صَلْصَلة من السماء كمرِّ الحديد على الطَّشْت الجديد فهزمهم الله.

ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(863) وأبو نعيم في "الصحابة"(6893) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 141) وأبو القاسم الأصبهاني في "الدلائل"(329)

وأخرجه ابن سعد (2/ 156) وابن أبي شيبة (14/ 529 - 530) وفي "المسند"(576) وأحمد (5/ 286) والدارمي (2456) وأبو داود (5233) والحارث "بغية الباحث"(701) والبزار (كشف 1833) والدولابي في "الكنى"(1/ 42) والطبراني في "الكبير"(22/ 288 - 289) وأبو نعيم في "الصحابة"(6893) والبيهقي في "الشعب"(8500) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 592 - 593) وأبو القاسم الأصبهاني (329) وابن الأثير (6/ 200) والمزي (16/ 328 - 329) من طرق عن حماد بن سلمة به.

قال أبو داود: أبو عبد الرحمن الفهري ليس له إلا هذا الحديث، وهو حديث نبيل جاء به حماد بن سلمة"

وقال البزار: ما روى الفهري إلا هذا، ولا رواه إلا حماد"

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 181

قلت: عبد الله بن يسار ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وقال ابن المديني والحافظ في "التقريب": مجهول.

ولم يذكر سماعا من أبي عبد الرحمن الفهرى فلا أدري أسمع منه أم لا.

1636 -

عن ابن عباس أنّ نبهانا التمار أتته امرأة حسناء جميلة تبتاع منه تمرا فضرب على عجيزتها ثم ندم، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال "إياك أنْ تكون امرأة غازِ في سبيل الله" فذهب يبكي ويصوم ويقوم، فأنزل الله تعالى {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا

ص: 2380

فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ} [آل عِمرَان: 135] الآية، فأخبره فحمد الله وقال: يا رسول الله، هذه توبتي قبلت، فكيف لي بأنْ يتقبل شكري؟ فنزلت {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} [هُود: 114] الآية.

قال الحافظ: وقصة نبهان التمار ذكرها عبد الغني بن سعيد الثقفي أحد الضعفاء في "تفسيره" عن ابن عباس، وأخرجه الثعلبي وغيره من طريق مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس: فذكره" (1)

موضوع

وله عن ابن عباس طريقان:

الأول: يرويه ابن جُريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} [آل عِمرَان: 135] قال: يريد نبهان التمار وكنيته أبو مقبل أتته امرأة حسناء جميلة تبتاع تمرا فضرب على عَجُزِها، فقالت: والله ما حفظت غيبة أخيك ولا نلت حاجتك، فأسقط في يده، فذهب إلى أبي بكر الصديق فقال: إياك أنْ تكون امرأة غازٍ، ثم ذهب إلى عمر فقال: إياك أن تكن امرأة غازٍ في سبيل الله، ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال "إياك أنْ تكون امرأة غازٍ" فولّى وهو يبكي فأقام ثلاثة أيام النهار صائما والليل قائما، يبكي حزينا. فلما كان اليوم الرابع أنزل الله عز وجل {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} [آل عِمرَان: 135] يريد: الزنا {أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} [آل عِمرَان: 135] الآية، يريد مثل الذي فعل نبهان التمار، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فأخبره بما نزل، فحمد الله وشكره، فقال: يا رسول الله، هذه توبتي قد قبلها الله مني فكيف لي حتى يقبل شكري؟ فأنزل الله تعالى {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} [هُود: 114] الآية.

أخرجه عبد الغني بن سعيد الثقفي في "تفسيره" كما في "الإصابة"(10/ 140) عن موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني عن ابن جريج به.

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6473) وابن بشكوال في "الغوامض"(281)

قال الحافظ: وعبد الغني وموسى هالكان"

قلت: موسى بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "المجروحين"(2/ 242) فقال: شيخ دجال يضع الحديث، روى عنه عبد الغني بن سعيد الثقفي، وضع على ابن جريج عن عطاء

(1) 9/ 426 - 427 (كتاب التفسير: سورة هود- باب قوله {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} [هُود: 114])

ص: 2381

عن ابن عباس كتابا في التفسير جمعه من كلام الكلبي ومقاتل بن سليمان وألزقه بابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، ولم يحدث به ابن عباس ولا عطاء سمعه ولا ابن جريج سمع من عطاء، وإنما سمع ابن جريج من عطاء الخراساني عن ابن عباس في التفسير أحرفا شبيها بجزء، وعطاء الخراساني لم يسمع من ابن عباس شيئا ولا رواه، لا تحل الرواية عن هذا الشيخ ولا النظر في كتابه إلا على سبيل الاعتبار"

الثاني: يرويه الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس في قوله تعالى {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} [آل عِمرَان: 135] الآية، قال: هو نبهان التمار، أتته امرأة حسناء جميلة تبتاع منه تمرا، فضرب على عجيزتها، فقالت: والله ما حفظت غيبة أخيك، ولا نلت حاجتك. فسُقط في يده، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعلمه، فقال له "إياك أنْ تكون امرأة غاز" فذهب يبكي، فقام ثلاثة أيام يصوم النهار ويقوم الليل، فلما كان اليوم الرابع أنزل الله تعالى {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} [آل عِمرَان: 135] الآية. فأرسل رسول الله (إليه فأخبره بما نزل فيه، فحمد الله وأثنى عليه وشكره، وقال: يا رسول الله، هذه توبتي قبلها فكيف لي حتى يقبل شكري! فأنزل الله تعالى {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} [هُود: 114] الآية.

أخرجه مقاتل بن سليمان في "تفسيره" كما في "أسد الغابة"(5/ 309) و"الإصابة"(10/ 140) عن الضحاك به.

قال الحافظ: ومقاتل متروك، والضحاك لم يسمع من ابن عباس.

قلت: مقاتل كذبه وكيع والفلاس والنسائي وابن حبان والدارقطني، وقال الحافظ في "التقريب": كذبوه وهجروه ورمي بالتجسيم.

1637 -

"إياكم والتمادح، فإنه الذبح"

قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه وأحمد من حديث معاوية: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، وأخرجه البيهقي في "الشعب" مطولا وفيه "وإياكم والمدح فإنه من الذبح"(1).

حسن

أخرجه الطيالسي كما في "مصباح الزجاجة"(4/ 119) و"إتحاف الخيرة"(404) وابن أبي شيبة (5/ 9 - 6) وفي "الأدب"(31) وأحمد (4/ 92 و 93) وابن ماجه (3743) والطحاوي في "المشكل"(1687 و 4894) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 72) والطبراني في

(1) 13/ 88 (كتاب الأدب- باب ما يكره من التمادح)

ص: 2382

"الكبير"(19/ 350) والبيهقي في "الشعب"(9825) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(258)

عن شعبة

وأحمد (4/ 98 - 99 و99) والطبراني في "الكبير"(19/ 350) والقضاعي (953و954)

عن إبراهيم بن سعد الزهري

كلاهما عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن معبد الجهني قال: كان معاوية قلما يحدث (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم (2). قال: فكان قلما يكاد أنْ يدع يوم الجمعة هؤلاء الكلمات أنْ يحدث بهنّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"من يرد الله به خيرا يفقه في الدين"

"وإنّ هذا المال حُلو خَضِر فمن يأخذه بحقه يبارك (3) له فيه"

"وإياكم والتمادح (4) فإنّه الذبح"

قال ابن عساكر: غريب من حديث معبد عن معاوية، تفرد به سعد عنه"

وقال البوصيري (5): هذا إسناد حسن، معبد مختلف فيه وباقي رجال الإسناد ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 119

قلت: وهو كما قال.

1638 -

"إياكم والغُبَيرَاء فإنّها خمر العالم"

سكت عليه الحافظ (6).

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 197) وأحمد (3/ 422) وفي "الأشربة"(27) وابن

(1) وفي لفظ "قليل الحديث"

(2)

زاد أحمد في رواية "شيئا"

(3)

وفي لفظ "بارك الله عز وجل"

(4)

وفي لفظ "والمدح"

(5)

وقال في "مختصر إتحاف السادة"(1/ 140): ومعبد وثقه ابن معين والعجلي وأبو حاتم وضعفه أبو زرعة، وباقي رجال الإسناد ثقات"

(6)

12/ 146 (كتاب الأشربة- باب ما جاء في أنّ الخمر ما خامر العقل)

ص: 2383

عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 180) والطبراني في "الكبير"(18/ 352) والبيهقي (10/ 222) من طرق عن يحيى بن أيوب المصري عن عبيد الله بن زَحْر عن بكر بن سوادة عن قيس بن سعد بن عبادة مرفوعا "إنّ ربي حرّم علي الخمر والكُوبة والقِنين، وإياكم والغبيراء فإنها ثلث خمر العالم"

وإسناده ضعيف، بكر بن سوادة لم يذكر سماعا من قيس بن سعد، وما أظنّه سمع منه، فإنّ قيسا توفي سنة ستين أو بعدها بقليل، وتوفي بكر سنة ثمان وعشرين ومائة، فبين وفاتيهما ثمان وستون سنة.

وعبيد الله بن زحر مختلف فيه، قواه النسائي وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، واختلف فيه قول أحمد.

وللحديث طريق أخرى سيأتي الكلام عليها في حرف الكاف عند حديث "كل مسكر خمر"

1639 -

"إياكم والغلول فإنّه عارٌ على أهله يوم القيامة"

قال الحافظ: وفي حديث عُبادة بن الصامت في "السنن": فذكره" (1)

سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس

"

1640 -

إياكم والكِبْر، فإنّ الكبر يكون في الرجل وإنّ عليه العباءة"

قال الحافظ: وأخرج الطبراني في "الأوسط" عن ابن عمر رفعه: فذكره، ورواته ثقات" (2)

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(547) عن أحمد بن القاسم بن مُسَاور ثني عمي عيسى بن المساور ثنا سويد بن عبد العزيز ثنا عبد الله بن حميد ثنا طاوس عن ابن عمر مرفوعا به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن طاوس إلا عبد الله بن حميد، تفرد به سويد"

وقال المنذري والهيثمي: رجاله ثقات" الترغيب 3/ 561 - المجمع 10/ 226

(1) 6/ 526 (كتاب الجهاد - باب الغلول)

(2)

13/ 103 (كتاب الأدب - باب الكبر)

ص: 2384

قلت: سويد بن عبد العزيز قال أحمد: متروك الحديث، وقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال البخاري: في حديثه نظر لا يحتمل، وقال يعقوب بن سفيان والخلال: ضعيف الحديث.

1641 -

حديث علي رفعه "إياكم ولبوس الرهبان فإنّه من تزيا بهم أو تشبه فليس مني"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" بسند لا بأس به" (1)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3921) عن علي بن سعيد الرازي ثنا محمد بن صالح بن مهران ثنا أرطأة أبو حاتم ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن أبي كريمة قال: سمعت عليّ بن أبي طالب رفعه "إياكم ولباس الرهبان، فإنّه من ترهّب وتشبّه فليس مني"

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن صالح بن مهران"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخه علي بن سعيد الرازي وهو ضعيف" المجمع 5/ 131

قلت: شيخ الطبراني هذا هو علي بن سعيد بن بشير بن مهران الرازي عَلِيَّك أبو الحسن نزيل مصر وهو مختلف فيه: فقال مسلمة بن قاسم: ثقة، وقال ابن يونس: كان يفهم ويحفظ، وقال الذهبي في "الميزان": حافظ رحال جوال، وقال في "سير الأعلام" (14/ 145) وفي "تذكرة الحفاظ" (2/ 750): حافظ بارع، وقال الخليلي: حافظ متقن صاحب غرائب (الارشاد 1/ 437)

وقال الدارقطني: ليس في حديثه بذاك، حدّث بأحاديث لم يتابع عليها، في نفسي منه شيء وقد تكلم فيه أصحابنا بمصر، وأشار بيده وقال: هو كذا وكذا ونفض بيده يقول: ليس بثقة (سؤالات السهمي- اللسان)

وقال ابن يونس: تكلموا فيه.

وفي شذرات الذهب (2/ 232): كان حافظا لم يكن بذاك.

وأرطأة أبو حاتم ذكره ابن عدي في "الكامل" وذكر أنه روى أحاديث فيها خطأ وغلط.

وأبو كريمة ما عرفته، والباقون ثقات.

(1) 12/ 386 (كتاب اللباس- باب البرانس)

ص: 2385

1642 -

حديث سهل بن سعد رفعه "إياكم ومحقرات الذنوب، فإنّما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم، وإنّ محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه"

قال الحافظ: أخرجه أحمد بسند حسن، ونحوه عند أحمد والطبراني من حديث ابن مسعود" (1)

صحيح

ورد من حديث سهل بن سعد ومن حديث ابن مسعود

فأما حديث سهل بن سعد فأخرجه أحمد (5/ 331) عن أنس بن عياض المدني ثني أبو حازم لا أعلمه إلا عن سهل بن سعد رفعه "إياكم ومحقرات الذنوب كقوم نزلوا في بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم، وإنّ محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه".

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التوبة"(3)

عن أبي جعفر محمد بن يزيد الآدمي

و (43)

عن عمرو بن محمد الناقد

والطبراني في "الكبير"(5872)

عن يعقوب بن حميد بن كاسب

و (5872) وفي "الصغير"(904) وفي "الأوسط"(7319)

عن عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق

والرامهرمزي في "الأمثال"(ص 108)

عن حميد بن الربيع اللخمي الكوفي

والبيهقي في "الشعب"(6881) والقاسم بن الفضل الثقفي في "الأربعين"(ص 193) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 313)

(1) 14/ 113 (كتاب الرقاق- باب ما يتقى من محقرات الذنوب)

ص: 2386

عن محمد بن حماد الأبيوردي

والبغوي في "شرح السنة"(4203)

عن يوسف بن عدي البصري

والروياني (1065)

عن زهير بن حرب

والذهبي في "المعجم"(2/ 370)

عن علي بن محمد بن معاوية النيسابوري

قالوا: ثنا أبو ضَمْرَة أنس بن عياض المديني به.

قال الطبراني: لم يروه عن أبي حازم إلا أنس، تفرد به عبد الوهاب"

كذا قال، وقد تابعه أحمد بن حنبل وغيره كما تقدم.

وقال الذهبي: حسن غريب، تفرد به أبو ضمرة"

وقال أيضا: إسناده صالح"

وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 190 و 228

زاد في الموضع الثاني: ورواه الطبراني في الثلاثة من طريقين ورجال احداهما رجال الصحيح غير عبد الوهاب بن عبد الحكم وهو ثقة"

وقال المنذري: رواته محتج بهم في الصحيح" الترغيب 3/ 312

قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات وأبو حازم اسمه سلمة بن دينار وهو وأبو ضمرة من رجال الستة.

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطيالسي (ص 53) عن عمران بن داود القطان عن قتادة عن عبد ربه عن أبي عياض عن ابن مسعود رفعه "إياكم ومحقرات الأعمال فإنهنّ ليجتمعن علي الرجل حتى يهلكنه، وإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهنّ مثلا كمثل قوم نزلوا بأرض فلاة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل ينطلق يجيء بالعود والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا من ذلك سوادا ثم أججوا نارا فأنضجت ما قذف فيها".

وأخرجه أحمد (1/ 402) وفي "الزهد"(ص 21) عن الطيالسي به.

وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(319) والبيهقي في "الشعب"(281) من طرق عن الطيالسي به.

ص: 2387

إلا أنّهم قالوا "إياكم ومحقرات الذنوب"

ولم ينفرد الطيالسي به بل تابعه عمرو بن مرزوق الباهلي البصري أنا عمران القطان به.

أخرجه الهيثم بن كليب (807) والطبراني في "الكبير"(10500) و"الأوسط"(2550)

قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" ورجالهما رجال الصحيح غير عمران بن دَاوَر القطان وقد وثق" المجمع 10/ 189

قلت: الحديث إسناده ضعيف، عبد ربه هو ابن أبي يزيد قال ابن المديني: مجهول لم يَرو عنه غير قتادة، وقال الذهبي في "الكاشف": مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.

وأبو عياض قال الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 35): مجهول لا يعرف اسمه ولا حاله.

وقد روي عن ابن مسعود موقوفا.

أخرجه عبد الرزاق (11/ 184) عن مَعْمَر عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود.

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(8796) والبيهقي في "الشعب"(6876) والشجري في "أماليه"(2/ 7)

قال الهيثمي: رواه الطبراني موقوفا بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح" المجمع 10/ 189 - 190

قلت: أبو إسحاق هو السبيعي وهو مدلس ولم يذكر سماعا من عبد الرحمن بن يزيد، وقد اختلط بأخرة ولم أر أحدا صرّح بسماع معمر منه أهو قبل الاختلاط أم بعده.

1643 -

"أيام التشريق أيام أكل وشرب"

قال الحافظ: حديث نُبَيْشَة الهذلي عند مسلم (1141) مرفوعا: فذكره" (1)

(1) 5/ 146 (كتاب الصوم- باب صيام أيام التشريق)

ص: 2388

1644 -

"أيام منى أيام أكل وشرب"

قال الحافظ: وله (أي مسلم) من حديث كعب بن مالك: فذكره" (1)

أخرجه مسلم (1142) عن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه وأوس بن الحدثان أيام التشريق فنادى "أنّه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وأيام منى أيام أكل وشرب".

1645 -

حديث عقبة بن عامر مرفوعا "أيام منى عيدنا أهل الإسلام"

قال الحافظ: وهو في السنن وصححه ابن خزيمة" (2)

صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 104 و 4/ 21) وأحمد (4/ 152) والدارمي (1771) وأبو داود (2419) والترمذي (773) والنسائي (5/ 203) وفي "الكبرى"(2829 و 4181) والفريابي في "العيدين"(11) وابن خزيمة (2100) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 71) وفي "المشكل"(4/ 111) وابن حبان (3603) والطبراني في "الكبير"(17/ 291) و"الأوسط"(3209) والحاكم (1/ 434) والبيهقي (4/ 298) وفي "فضائل الأوقات"(216) والبغوي في "شرح السنة"(1796) من طرق عن موسى بن عُلَي بن رباح عن أبيه قال: سمعت عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يوم عرفة ويوم النّحر (3) وأيام التشريق (4) عيدنا (5) أهل الإسلام وهي (6) أيام أكل وشرب"

قال الترمذي: حسن صحيح"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: وهو كما قالا.

وسيأتي الحديث أيضا في حرف الياء فانظر "يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام"

(1) 5/ 146 (كتاب الصوم- باب صيام أيام التشريق)

(2)

3/ 128 (كتاب العيدين- باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين)

(3)

وفي لفظ "الأضحى"

(4)

زاد أحمد "هُنّ"

(5)

وفي لفظ "عيد"

(6)

وفي لفظ "وهن"

ص: 2389

1646 -

"أيتكنّ صاحبة الجمل الأَدْبَب، تخرج حتى تنبحها كلاب الحَوْأب، يُقتل عن يمينها وعن شمالها قتلى كثيرة وتنجو من بعد ما كادت؟ "

قال الحافظ: أخرجه عمر بن شبة في كتاب "أخبار البصرة" من طريق عصام بن قدامة عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسائه: فذكره، وهذا أورده البزار ورجاله ثقات" (1)

حسن

أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 265) وفي "مسنده"(المطالب 4404) وعمر بن شبة في "أخبار البصرة" والبزار (كشف 3273 و 3274) والطحاوي في "المشكل"(5611) من طرق عن عصام بن قدامة البجلي عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه "ليت شعري، أيتكن صاحبة الجمل الأَدْبَب، تخرج فينبحها كلاب حوأب، يقتل عن يمينها وعن يسارها، قتلى كثيرا، ثم تنجو بعد ما كادت"

واللفظ للبزار

وقال: لا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد"

وقال أبو حاتم: لم يَرو هذا الحديث غير عصام، وهو حديث منكر لا يُروى من طريق غيره" علل الحديث 2/ 426

وقال الهيثمي والبوصيري: رجاله ثقات" المجمع 7/ 234 - مختصر الإتحاف (2) 10/ 451

قلت: إسناده حسن، وعصام بن قدامة قال أبو حاتم وأبو زرعة: لا بأس به، وقال أبو داود: ليس به بأس، ووثقه النسائي وابن حبان.

وللحديث شاهد عن عائشة سيأتي في حرف الكاف فانظر "كيف بإحداكنّ تنبح عليها كلاب الحوأب"

1647 -

حديث البراء قال: جاء رجل من الأنصار بالعباس قد أسره، فقال العباس: ليس هذا أسرني، بل أسرني رجل انزع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصاري "أيدك الله بملك كريم"

(1) 16/ 165 (كتاب الفتن- باب حدثنا عثمان بن الهيثم ..)

(2)

انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (حديث رقم 475)

ص: 2390

قال الحافظ: رواه أحمد" (1)

صحيح

أخرجه أحمد (4/ 283) عن بهز بن أسد البصري ثنا شعبة

وعن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري ثنا سفيان

كلاهما عن أبي إسحاق عن البراء أو غيره قال: جاء رجل من الأنصار بالعباس قد أسره، فقال العباس: يا رسول الله، ليس هذا أسرني، أسرني رجل من القوم أَنْزَع من هيئته كذا وكذا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل "لقد آزرك الله بملك كريم"

وأخرجه ابن عساكر (ترجمة العباس بن عبد المطلب ص 117) من طريق أحمد (2) ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان به.

قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 85

قلت: وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات.

وأخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 446) من طريق عبد الله بن واقد الحرّاني ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن البراء ولم يشك به.

وله شاهد من حديث علي وآخر من حديث ابن عباس

فأما حديث علي فأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 362 - 364) وأحمد (1/ 117) والطبري في "تاريخه"(2/ 424 - 426) وابن بشران (2 و 813) والبيهقي في "الدلائل"(3/ 62 - 64) من طرق عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مُضَرِّب عن علي قال: لما قدمنا المدينة أصبنا من ثمارها

فذكر حديثا طويلا (3) وفيه "فجاء رجل من الأنصار قصير بالعباس (4) بن عبد المطلب أسيرا، فقال العباس (5): يا رسول الله، إنّ هذا والله ما أسرني،

(1) 8/ 323 (كتاب المغازي- باب حدثني خليفة ..)

(2)

وتابعه:

أ- حجاج بن الشاعر ثنا أبو أحمد به.

أخرجه ابن البختري في "حديثه"(575) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 446 - 447)

ب- إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا أبو أحمد به.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 133)

(3)

وسيأتي الكلام عليه أيضا في حرف القاف فانظر "قم يا حمزة، قم يا عليّ، قم يا عبيدة"

(4)

وعند البيهقي "برجل من بني هاشم أسيرا"

(5)

وعند البيهقي "الرجل"

ص: 2391

لقد أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجها، على فرس أبلق، ما أراه في القوم، فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول الله، فقال "اسكت فقد أيدك (1) الله تعالى بملك كريم"

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب وهو ثقة" المجمع 6/ 75

قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة أبي إسحاق السبيعي فإنّه كان مدلسا.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه أحمد (1/ 353) عن يزيد بن هارون قال: قال محمد -يعني ابن إسحاق- حدثني من سمع عكرمة عن ابن عباس قال: كان الذي أسر العباس بن عبد المطلب أبا اليَسَر بن عمرو وهو كعب بن عمرو أحد بني سلمة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "كيف أسرته يا أبا اليسر؟ " قال: لقد أعانني عليه رجل ما رأيته بعد ولا قبل هيئته كذا هيئته كذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لقد أعانك عليه ملك كريم"

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ترجمة العباس ص 117 - 118)

قال الهيثمي: رواه أحمد وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 85 - 86 قلت: ابن إسحاق مختلف فيه فهو حسن الحديث.

واختلف عنه:

- فرواه هارون بن أبي عيسى الشامي وإبراهيم بن سعد الزهري عن ابن إسحاق قال: حدثني بعض أصحابنا عن مِقْسَم أبي القاسم عن ابن عباس قال: فذكره.

أخرجه ابن سعد (4/ 12)

وأخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 447) من طريق محمد بن سلمة الحرّاني عن ابن إسحاق به.

- ورواه سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق قال: حدثني الحسن بن عُمارة عن الحكم بن عُتيبة عن مقسم عن ابن عباس.

أخرجه الطبري في "تاريخه"(2/ 463) وأبو نعيم في "الدلائل"(402)

والحسن بن عمارة قال أحمد وغيره،: متروك الحديث.

1648 -

"أيسر العبادة الصمت"

قال الحافظ: أخرجه ابن أبي الدنيا بسند مرسل رجاله ثقات" (2)

مرسل

(1) ولفظ الطبري "آزرك"

(2)

8/ 150 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب أيام الجاهلية)

ص: 2392

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(27) ثنا هارون بن عبد الله ثنا ابن أبي فُديك عن عبد الله بن أبي بكر عن صفوان بن سليم رفعه "ألا أخبركم بأيسر العبادة، وأهونها على البدن؟ الصمت" وحسن الخلق".

ورجاله ثقات.

وله شاهد عن الشعبي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر "ألا أدلك على أيسر العبادة وأهونها على اليد، وأخفها على اللسان، وأثقلها في الميزان: طول الصمت، وحسن الخلق".

أخرجه هناد في "الزهد"(1129) عن عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي عن إسحاق بن أبي جعفر عمن أخبره عن الشعبي به.

وهو مرسل بإسناد ضعيف.

واختلف عن الشعبي، فرواه سليم مولى الشعبي عن الشعبي عن أبي ذر رفعه "ألا أدلك على أفضل العبادة وأيسرها على يديك؟ " قلت: بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال "عليك بالصمت وحسن الخلق، فإنّك لن تلقى الله بمثلها"

أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(735)

وسليم قال أبو زرعة وغيره: ضعيف، وقال النسائي: ليس بثقة.

1649 -

حديث قَيْلة بنت مَخْرمة - وهي بفتح القاف وسكون التحتانية وأبوها بفتح الميم وسكون المعجمة ثقفية - قلت: يا رسول الله، قد ولدته فقاتل معك يوم الرَّبَذة ثم أصابته الحُمَّى فمات ونزل عليّ البكاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أيغلب أحدكم أنْ يصاحب صُوَيحبه في الدنيا معروفا وإذا مات استرجع، فوالذي نفس محمد بيده إنّ أحدكم ليبكي فيستعبر إليه صويحبه، فيا عباد الله لا تعذبوا موتاكم"

قال الحافظ: هذا طرف من حديث طويل حسن الإسناد أخرجه ابن أبي خيثمة وابن أبي شيبة والطبراني وغيرهم وأخرج أبو داود والترمذي أطرافا منه" (1)

هو قطعة من حديث طويل أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(730) والبخاري في "الأدب المفرد"(1178) وأبو داود (3070 و 4847) والترمذي (2814) وفي "الشمائل"(64 و 120) والحربي في "الغريب"(2/ 392 و 3/ 930) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3492) والطبراني في "الكبير"(3/ 343) وفي "الأحاديث الطوال"(25/ 7 - 11)

(1) 3/ 396 (كتاب الجنائز- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه)

ص: 2393

والخطابي في "الغريب"(1/ 341) وابن منده وابن السكن كما في "الإصابة"(13/ 98 - 99) وأبو نعيم في "الصحابة"(2140 و 7816) والبيهقي في "الآداب"(336 و 337) والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"(944) والبغوي في "الشمائل"(468) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 246) والمزي في "تهذيب الكمال"(35/ 275 - 279) من طرق عن أبي الجنيد عبد الله بن حسان العنبري أخي بني كعب بن العنبر قال: حدثتني جدتاي صَفية ودُحيبة بنتا عُليبة وكانتا ربيبتي قيلة بنت مخرمة وكانت جدة أبيهما أنّ قيلة بنت مخرمة حدثتهما: فذكرت حديثا طويلا.

وفيه "أتغلب أحداكنّ أنْ تصاحب صويحبة في الدنيا معروفا، فإذا حال بينه وبينه من هو أولى به منه استرجع، ثم قال: ربِّ أسِنّي ما أمضيتَ وأعني على ما أبقيت، فوالذي نفس محمد بيده إنّ أحدكم ليبكي، فَيَسْتَعْبِر إليه صويحبه، فيا عباد الله لا تعذبوا موتاكم"

طوله بعضهم واختصره بعضهم (1).

قال الترمذي: حديث قيلة لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن حسان"

وقال ابن السكن: لم يروه غير عبد الله بن حسان"

وقال ابن عبد البر: حديث حسن" الاستيعاب 13/ 140

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 12

قلت: عبد الله بن حسان قال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

وصفية بنت عليبة ذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": لا تعرف إلا من رواية عبد الله بن حسان العنبري عنها، وقال الحافظ في "التقريب": مقبولة.

ودحيبة بنت عليبة ذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنها عبد الله بن حسان، وقال الحافظ: مقبولة.

1650 -

عن أبي هريرة قال: تذكرنا ليلة القدر فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أيكم يذكر حين طلع القمر كأنه شقّ جَفْنَة"

قال الحافظ: وروى مسلم أيضا من طريق أبي حازم عن أبي هريرة قال: فذكره" (2)

(1) وسيأتي الكلام عليه أيضا في حرف الواو فانظر حديث "وعليك السلام ورحمة الله"

(2)

5/ 169 (صلاة التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)

ص: 2394

أخرجه مسلم (1170) عن أبي هريرة قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة".

1651 -

حديث ابن مسعود: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال: "أيكم يذكر ليلة الصَّهْبَاوات؟ " قلت: أنا، وذلك ليلة سبع وعشرين.

قال الحافظ: وروى الطبراني من حديث ابن مسعود: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه الطيالسي (ص 43 - 44) عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي

وأخرجه أحمد (1/ 396) والبيهقي (4/ 312)

عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي

وأحمد (1/ 376 و 452 - 453)

عن أبي قَطَن عمرو بن الهيثم البصري

والطبراني في "الكبير"(10289)

عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني

وأبو يعلى (5393)

عن يحيى بن أبي بكير الكرماني

والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 93)

عن أحمد بن خالد الوَهْبي

كلهم عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن سعيد بن عمرو بن جعدة عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال "أيكم يذكر ليلة الصهباوات؟ " فقال عبد الله: أنا (2) بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وبيدي تُميرات أتسحر بهن، وأنا مستتر (3) من الفجر، حتى طلع الفجر (4)، وذلك ليلة سبع وعشرين إنْ شاء الله.

(1) 5/ 169 (صلاة التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)

(2)

زاد أحمد "والله أذكرها"

(3)

زاد أحمد والطحاوي "بمؤخرة رحلي"

(4)

وفي لفظ "القمر"

ص: 2395

واللفظ لأبي يعلى.

وإسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه. قاله الترمذي (السنن3/ 11) والنسائي (السنن 3/ 86) وغيرهما.

وقال الحافظ في "الفتح"(1/ 267): أبو عبيدة لم يسمع من أبيه على الصحيح.

وقال في "التقريب": والراجح أنّه لا يصح سماعه من أبيه.

والمسعودي كان قد اختلط وسماع عمرو بن الهيثم وعبد الله بن رجاء منه قبل اختلاطه.

والحديث ذكره البوصيري في "إتحاف الخيرة"(3/ 430) وقال: سنده ضعيف"

1652 -

"أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها وثنا إلا كسره، ولا صورة إلا لطخها" الحديث وفيه "من عاد إلى صنعة شيء من هذا فقد كفر بما أنزل على محمد"

قال الحافظ: أخرجه أحمد من حديث عليّ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (1)

ضعيف

يرويه شعبة والحجاج بن بن أَرْطَاة عن الحكم بن عُتيبة واختلف فيه على شعبة:

- فرواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن شعبة عن الحكم عن أبي محمد الهذلي عن عليّ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فقال "أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها وثنا إلا كسره، ولا قبرا إلا سواه، ولا صورة إلا لطخها؟ " فقال رجل: أنا يا رسول الله. فانطلق فهاب أهل المدينة فرجع. فقال علي: أنا انطلق يا رسول الله. قال: فانطلق ثم رجع فقال: يا رسول الله لم أدع بها وثنا إلا كسرته، ولا قبرا إلا سويته، ولا صورة إلا لطختها، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من عاد لصنعة شيء من هذا فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" ثم قال "لا تكوننّ فتانا ولا مختالا ولا تاجرا إلا تاجر خير فإنّ أولئك هم المسبوقون بالعمل".

أخرجه أحمد (1/ 87) عن معاوية بن عمرو الأزدي ثنا أبو إسحاق به.

وتابعه أسود بن عامر الشامي ثنا شعبة قال الحكم أخبرني عن أبي محمد عن علي قال: بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فأمره أن يسوّي القبور.

أخرجه أحمد (1/ 139).

(1) 12/ 507 (كتاب اللباس- باب عذاب المصورين يوم القيامة)

ص: 2396

- ورواه أبو شهاب عبد ربه بن نافع الحنّاط عن شعبة عن الحكم عن أبي المورع عن علي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فقال "من يأتي المدينة

" وذكر الحديث.

أخرجه أحمد (1/ 138 - 139)

- ورواه أبو داود الطيالسي (ص 16) عن شعبة عن الحكم عن رجل من أهل البصرة ويكنونه أهل البصرة أبو المورع وأهل الكوفة يكنونه بأبي محمد وكان من هذيل عن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة

- ورواه محمد بن جعفر البصري عن شعبة عن الحكم عن رجل من أهل البصرة قال: ويكنونه أهل البصرة أبا مورع وأهل الكوفة يكنونه بأبي محمد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فذكر الحديث ولم يقل عن علي.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1/ 87 و 139)

وأما حديث الحجاج بن أرطأة فأخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1/ 139) من طريق حماد بن سلمة أنبأ حجاج بن أرطأة عن الحكم عن أبي محمد الهذلي عن علي.

وإسناده ضعيف لجهالة أبي محمد الهذلي.

قال الهيثمي: رواه أحمد وفيه أبو محمد الهذلي ويقال أبو مورع ولم أجد من وثقه، وقد روى عنه جماعة ولم يضعفه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 173

وقال البوصيري: رواه الطيالسي بسند ضعيف لجهالة بعض رواته" إتحاف الخيرة 3/ 265

قلت: أبو محمد الهذلي قال الحسيني: مجهول (التعجيل) وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

1653 -

حديث محمود بن لبيد قال: أُخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل طلق امرأته ثلاث تطليقات جميعا فقام مغضبا فقال "أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم؟ "

قال الحافظ: أخرجه النسائي ورجاله ثقات، لكن محمود بن لبيد ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت له منه سماع، وإنْ ذكره بعضهم في الصحابة فلأجل الرؤية، وقد ترجم له أحمد في "مسنده" وأخرج له عدة أحاديث ليس فيها شيء صرّح فيه بالسماع، وقد قال النسائي بعد تخريجه: لا أعلم أحدا رواه غير مَخرمة بن بكير -يعني ابن الأشج- عن أبيه ا. هـ ورواية مخرمة عن أبيه عند مسلم في عدة أحاديث، وقد قيل: إنّه لم يسمع من أبيه" (1)

(1) 11/ 277 (كتاب الطلاق- باب من جوز الطلاق الثلاث)

ص: 2397

أخرجه النسائي (6/ 116) وفي "الكبرى"(5594) عن أبي الربيع سليمان بن داود المصري عن ابن وهب أني مخرمة عن أبيه قال: سمعت محمود بن لبيد قال: فذكره.

وقال: لا أعلم أحدا روى هذا الحديث غير مخرمة"

قلت: رجاله ثقات كما قال الحافظ، ومخرمة هو ابن بكير بن عبد الله بن الأشج وقد اختلف في سماعه من أبيه، والأكثر على أنّه لم يسمع منه وإنما يحدث من كتب أبيه.

ومحمود بن لبيد ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم واختلف في صحبته، فاثبتها له البخاري وغيره، ونفاها عنه أبو حاتم وغيره، وقال ابن حبان وغيره: له رؤية.

1654 -

عن يزيد بن الأصم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر "أَيُّما أسنّ أنا أو أنت؟ " قال: أنت أكرم يا رسول الله مني وأكبر وأنا أسنّ منك"

قال الحافظ: وقد ذكر أبو عمر من رواية حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران عن يزيد بن الأصم: فذكره، قال أبو عمر: هذا مرسل ولا أظنّه إلا وهما. قلت: وهو كما ظنّ، وإنّما يعرف هذا للعباس، وأمّا أبو بكر فثبت في صحيح مسلم عن معاوية أنّه عاش ثلاثا وستين سنة وكان قد عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم سنتين وأشهرا، فيلزم على الصحيح في سنّ أبي بكر أنْ يكون أصغر من النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من سنتين" (1)

مرسل

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(51) عن محمد بن المثنى ثنا ابن أبي عدي عن حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران عن يزيد بن الأصم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر "أنا أكبر أو أنت؟ " قال: لا، بل أنت كبر مني وأكرم مني وخير مني، وأنا أسن منك.

ورواته ثقات.

1655 -

"أيُّما امرأة أصاب ولدها عُذْرَة أو وجع في رأسه فلتأخذ قُسْطاً هنديا فتحكه بماء ثم تَسْعَطْهُ إياه"

قال الحافظ: وأخرج أحمد وأصحاب السنن من حديث جابر مرفوعا: فذكره" (2)

صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(إتحاف الخيرة 5348) وأحمد (3/ 315) والبزار

(1) 8/ 251 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم)

(2)

12/ 254 (كتاب الطب- باب السعوط بالقسط الهندي والبحري)

ص: 2398

(كشف 3024) وأبو يعلى (1912 و 2009 و2280) والحاكم (4/ 406) من طرق عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة (1) بصبي (2) يسيل (3) منخراه دما فقال "ما لهذا؟ (4) " فقالوا: به العذرة. فقال "علام (5) تعذبن (6) أولادكنّ إنما يكفي إحداكنّ أنْ تأخذ قسطا هنديا فتحكه بماء سبع مرات ثم توجره (7) إياه" ففعلوا فبرأ (8).

واللفظ لأحمد.

قال البزار: لا نعلمه يُروى عن جابر إلا بهذا الإسناد"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 89

وقال الحافظان العسقلاني والبوصيري: إسناده حسن" المطالب 3/ 81 - إتحاف الخيرة 5/ 537

قلت: الأعمش مدلس وقد عنعن، وأبو سفيان واسمه طلحة بن نافع مختلف فيه.

قال ابن حبان: كان الأعمش يدلس عن أبي سفيان طلحة بن نافع" الثقات 4/ 393 (9)

لكن للحديث شاهد عن عائشة وعن أم قيس بنت محصن فيتقوى بهما

فأما حديث عائشة فأخرجه البزار (كشف 3025)

عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني

و (3026)

(1) وفي بعض الروايات "عائشة"

(2)

وعند الحاكم "وعندها امرأة معها صبي لها"

(3)

وفي لفظ "ينبعث" وفي لفظ آخر "يقطر"

(4)

وفي لفظ "ما هذا؟ " وفي لفظ آخر "ما شأن هذا الصبي؟ "

(5)

وفي لفظ "ويحكنّ يا معشر النساء لا تقتلن أولادكن"

(6)

وفي لفظ "تدغرن"

(7)

وفي لفظ "تسعطه"

(8)

وفي رواية "ثم أمر عائشة ففعلت ذلك بالصبي فبرأ.

(9)

وللحديث طريق أخرى عند الحاكم (4/ 406) وفي إسناده يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني وحماد بن شعيب قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": وهما ضعيفان.

ص: 2399

عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي

كلاهما عن المسعودي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنّ امرأة دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها صبي يسيل منخراه دما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "علام تَدْغَرْن أولادكنّ ألا أخذت قسطا بحريا ثم أسعطته إياه، فإنّ فيه شفاء من سبعة أدوية إحداهنّ ذات الجنب"

وقال: لا نعلم رواه إلا المسعودي"

وقال الهيثمي: وفيه المسعودي وهو ثقة، وقد حصل به اختلاط، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 89

قلت: سماع عبد الله بن رجاء من المسعودي قبل اختلاطه فالإسناد صحيح.

وأما حديث أم محصن فأخرجه البخاري (فتح 12/ 254 و 275) من طريق الزهري أني عبيد الله بن عبد الله أنّ أم قيس بنت محصن أخبرته أنّها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن لها قد أعْلَقَتْ عليه من العُذْرَة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "علام تدغرن أولادكنّ بهذا العلاق؟ عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية، منها ذات الجَنْب- يريد الكُسْتَ -وهو العود الهندي"

1656 -

حديث ثوبان "أيُّما امرأة سألت زوجها الطلاق فحرام عليها رائحة الجنة"

قال الحافظ: رواه أصحاب السنن وصححه ابن خزيمة وابن حبان وفي بعض طرقه "من غير ما بأس"(1)

له عن ثوبان طريقان:

الأول: يرويه أبو قِلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي واختلف عنه:

- فرواه أيوب السَّخْتياني عن أبي قلابة واختلف عن أيوب:

• فقال غير واحد: عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرَّحَبي عن ثوبان رفعه "أيما امرأة سألت زوجها الطلاق (2) في غير ما بأس، فحرام عليها (3) رائحة الجنة"

أخرجه أحمد (5/ 283) والدارمي (2275) وأبو داود (2226) وابن ماجه (2055)

(1) 11/ 322 (كتاب الطلاق- باب الخلع وكيف الطلاق فيه)

(2)

وفي لفظ "طلاقا"

(3)

زاد الحاكم "أن تريح"

ص: 2400

وإسماعيل القاضي في "حديث أيوب"(12) وابن الجارود (748) والطبري في "تفسيره"(2/ 468) وابن بطة في "الخلع"(ص 46 - 47 و 47) والحاكم (1)(2/ 200) والبيهقي (7/ 316) وابن خلفون في "المعلم"(ص 526 - 537) والذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 227)

عن حماد بن زيد

وابن حبان (4184) والبيهقي (7/ 316) وإسماعيل القاضي (13)

عن وهيب بن خالد الباهلي البصري

وابن أبي شيبة (5/ 272)

عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي

ثلاثتهم عن أيوب به.

• وقيل: عن أيوب عن أبي قلابة عمن حدّثه عن ثوبان.

أخرجه أحمد (5/ 277) والطبري (2/ 468)

عن إسماعيل بن عُلية

والترمذي (2)(1187) والروياني (659) والطبري (2/ 468)

عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي

قالا: ثنا أيوب به.

• ورواه الربيع بن بدر عليلة عن أيوب عن أبي قلابة عن ابن عباس.

أخرجه ابن عدي 3/ 989

وقال: وهذا عن أيوب لا يرويه غير الربيع"

قلت: وهو متروك.

• ورواه سفيان الثوري عن أيوب عن أبي قلابة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.

أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 271)

(1) وقال: صحيح على شرط الشيخين" كذا قال، وأبو أسماء الرحبي لم يخرج له البخاري شيئا.

(2)

وقال: هذا حديث حسن"

ص: 2401

- ورواه خالد الحَذَّاء عن أبي قلابة واختلف عن خالد:

• فقال هُشيم: أنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قوله.

أخرجه سعيد بن منصور (1407) عن هشيم أنا خالد به.

• ورواه سفيان الثوري عن خالد الحذاء عن أبي قلابة مرسلا.

أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 271)

• ورواه عبد الوهّاب بن عبد المجيد الثقفي وعبد الأعلي بن عبد الأعلى عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان مرفوعا.

أخرجه الروياني (631) عن سفيان بن وكيع ثنا عبد الوهاب وعبد الأعلى به.

وسفيان بن وكيع ضعيف.

الثاني: يرويه معتمر بن سليمان عن ليث عن أبي إدريس عن ثوبان.

أخرجه الطبري (2/ 467)

وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.

وللحديث شاهد عن ابن عباس رفعه "لا تسأل المرأة زوجها الطلاق في غير كنهه فتجد ريح الجنة وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما".

أخرجه ابن ماجه (2054) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن جعفر بن يحيى بن ثوبان عن عمه عمارة بن ثوبان عن عطاء عن ابن عباس به.

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف" مصباح الزجاجة 2/ 127

قلت: وهو كما قال، فجعفر بن يحيى بن ثوبان قال ابن المديني: مجهول ما روى عنه غير أبي عاصم، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الذهبي في "المغني": لا يعرف، وقال في "الديوان": مجهول.

وعمه عمارة بن ثوبان قال ابن المديني: لم يَرو عنه غير جعفر بن يحيى، وقال عبد الحق الإشبيلي: ليس بالقوي، وقال ابن القطان: مجهول الحال، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.

وقد ذكرهما ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

ص: 2402

1657 -

حديث عائشة المرفوع "أيُّمَا امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل" الحديث وفيه "والسلطان ولي من لا ولي لها"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه، وصححه أبو عوانة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم.

وذكره في موضع آخر وقال: وهو حديث صحيح" (1)

صحيح

وله عن عائشة طريقان:

الأول: يرويه ابن شهاب الزهري أنّ عروة بن الزبير أخبره أنّ عائشة أخبرته أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، ولها مهرها بما أصاب منها، فإنْ اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له"

أخرجه عبد الرزاق (10472) عن ابن جريج أني سليمان بن موسى أنّ ابن شهاب أخبره به.

وأخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(699) وأحمد (6/ 165 - 166) عن عبد الرزاق به.

ومن طريق إسحاق أخرجه الحاكم (2/ 168)

وأخرجه ابن الجارود (700) والدارقطني (3/ 221) والبيهقي (7/ 105) وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 85) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(234) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 205) من طرق عن عبد الرزاق به.

وأخرجه الطيالسي (منحة 1/ 305) والشافعي في "الأم"(5/ 11) وفي "اختلاف مالك والشافعي"(7/ 206) والحميدي (228) وابن أبي شيبة (4/ 128 و 14/ 168) وسعيد بن منصور (528 و 529) وإسحاق في "مسند عائشة"(698) والدارمي (2190) وأبو داود (2083) وابن ماجه (1879) والترمذي (1102) والنسائي في "الكبرى"(5394) وأبو يعلى (4750) وأبو عوانة كما في "تلخيص الحبير"(3/ 156) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 7) وأبو عروبة الحراني في "حديثه"(18) وابن حبان (4074 و 4075) وأبو الشيخ في "الأقران"(181) والدارقطني (3/ 225 - 226) والحاكم (2/ 168) وفي "علوم الحديث"(ص 134) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 315 - 316) وأبو نعيم في

(1) 11/ 96 و 99 (كتاب النكاح - باب السلطان ولي، باب لا ينكح الأب وغيره البكر والثيب إلا برضاها)

ص: 2403

"الحلية"(6/ 88) والبيهقي (7/ 113 و 124 و 124 - 125 و125و 138 و10/ 148) وفي "معرفة السنن"(10/ 29 و55 - 56) وفي "الصغرى"(2382) وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 85 و 86) والبغوي في "شرح السنة"(2262) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(365) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(556 و 586 و 606) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 205) من طرق (1) عن ابن جريج به (2).

وأخرجه أحمد (6/ 47) والبخاري في "الكبير"(2/ 2 /38) و"الأوسط"(1/ 304) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 8) والعقيلي (2/ 140) والخطابي في "معالم السنن"(2/ 567)

عن إسماعيل بن عُلية

وابن عدي (3/ 1115)

عن بشر بن المفضل البصري (3)

كلاهما عن ابن جريج أني سليمان بن موسى به.

وزادا في آخره: قال ابن جريج: فلقيت الزهري فسألته عن هذا الحديث فلم يعرفه.

زاد بشر: فقلت له: إنّ سليمان بن موسى حدثناه به عنك، قال: فعرف سليمان وذكر وقال: أخاف أنْ يكون قد وهم علي.

قلت: سيلمان بن موسى هو الدمشقي الأشدق وهو مختلف فيه وأكثر على توثيقه، ابن معين: هو ثقة في الزهري.

ولم ينفرد بهذا الحديث بل تابعه غير واحد عن الزهري به، منهم:

1 -

الحجاج بن أرطاة.

أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 130) وسعيد بن منصور (534) وأحمد (1/ 250 - 251 و 6/ 260) وابن ماجه (1880) وأبو يعلى (2507 و 2508 و 4692 و 4906) والطحاوي في

(1) رواه ابن وهب في "الموطأ"(241) عن ابن جريج به.

ومن طريقه أخرجه الطحاوي (3/ 7) والبيهقي في "الصغرى"(2366) والخطيب في "المدرج"(2/ 760)

(2)

وزاد بعضهم "وشاهدي عدل" وسيأتي الكلام على هذه الزيادة في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا نكاح إلا بولي، وشاهدي عدل"

(3)

رواه عنه سليمان بن داود الشاذكوني وهو متهم بالكذب.

ورواه مطرف بن مازن عن ابن جريج عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.

أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(3/ 412) ومطرف قال النسائي: ليس بثقة.

ص: 2404

"شرح المعاني"(3/ 7) وأبو عروبة الحراني في "حديثه"(16) وأبو علي محمد بن سعيد الحراني في "تاريخ الرقة"(238) والبيهقي (7/ 106و 106 - 107) وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 87) والسلفي في "معجم السفر"(43) من طرق عن الحجاج عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فإنّ أصابها فلها مهرها، بما استحل من فرجها، فإنْ اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له" واللفظ للطحاوي

ولفظ الباقين "لا نكاح إلا بولي، والسلطان ولي من لا ولي له".

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، حجاج بن أرطاة مدلس وقد رواه بالعنعنة، ولم يسمع من الزهري، قاله عباد بن العوام وأبو زرعة وأبو حاتم" مصباح الزجاجة 2/ 103

2 -

جعفر بن ربيعة بن شُرَحبيل بن حَسَنة.

أخرجه أحمد (6/ 66) وأبو داود (2084) وأبو يعلى (4837) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 7) والبيهقي (7/ 106) وفي "المعرفة"(10/ 32) وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 86 - 87 و 87) من طرق عن ابن لَهيعة عن جعفر بن ربيعة عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة مرفوعاً بنحوه.

قال أبو داود: جعفر لم يسمع من الزهري كتب إليه"

قلت: وابن لهيعة ضعيف.

3 -

عبيد الله بن أبي جعفر المصري.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 7)

وفيه ابن لهيعة.

4 -

أيوب بن موسى القرشي.

أخرجه ابن عدي (4/ 1516) من طريق سعيد بن أبي مريم ثنا عبد الله بن فروخ عن أيوب بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعاً "لا نكاح إلا بولي".

وقال: حديث عبد الله بن فروخ هذا غير محفوظ"

قلت: عبد الله بن فروخ هو الخراساني وهو مختلف فيه: وثقه الذهلي وغيره، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال البخاري: تعرف وتنكر.

والباقون ثقات.

5 -

محمد بن أبي قيس.

ص: 2405

أخرجه الخطيب في "الموضح"(2/ 347) من طريق سويد بن سعيد الهروي ثنا مروان - هو ابن معاوية- عن محمد بن أبي قيس عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا "لا نكاح إلا بولي، من نكح بغير ولي فنكاحه باطل".

وقال: محمد بن أبي قيس هو محمد بن سعيد المصلوب"

قلت: وهو متهم. قال أحمد بن صالح المصري: أخبرني من رأى هذا الحديث في كتاب ذاك الخبيث محمد بن سعيد عن الزهري وأنا أظنّ أنّه ألقاه إلى سليمان بن موسى وألقاه سليمان إلى ابن جريج" الكنى لأبي أحمد الحاكم 1/ 290

وتابع سليمان بن موسى غير هؤلاء أيضاً.

قال الحافظ في "التلخيص"(3/ 157): وعدّ أبو القاسم بن منده عدة من رواه عن ابن جريج فبلغوا عشرين رجلاً، وذكر أنْ مَعْمَرا وعبيد الله بن زَحْر تابعا ابن جريج على روايته إياه عن سليمان بن موسى وأنّ قرة وموسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأيوب بن موسى وهشام بن سعد وجماعة تابعوا سليمان بن موسى عن الزهري، قال: ورواه أبو مالك الجَنْبي (1) ونوح بن دّرَّاج (2) ومِنْدل (3) وجعفر بن برقان (4) وجماعة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة"

(1) أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 239)

(2)

وحديثه عند الخطيب في "التاريخ"(12/ 157)

(3)

أخرجه أبو يعلى (4749)

وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير"(1/ 430) وأبو يعلى (4682)

عن زَمعة بن صالح اليماني

والدرقطني (3/ 227)

عن يزيد بن سنان الرُّهاوي

وابن عدي (4/ 1393) وابن المقرئ في "المعجم"(457) وفي "حديثه"(8) والدارقطني في "المؤتلف"(3/ 1257)

عن صدقة بن عبد الله السمين

ثلاثتهم عن هشام بن عروة به.

قال الخليلي: ولم يتابعهم الأئمة من أصحاب هشام" الإرشاد 1/ 350

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6348) وابن عدي (3/ 889) من طريق أبي الوليد خالد بن يزيد العدوي ثنا أبو الغصن ثابت بن قيس أنَّه سمع عروة يحدث عن عائشة.

قال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن ثابت بن قيس غير خالد بن يزيد، ومقدار ما يرويه خالد بن يزيد لا

يتابع عليه"

قلت: كذبه ابن معين وأبو حاتم.

(4)

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6923) والخطيب في "المتفق والمفترق"(1830)

ص: 2406

وقال ابن عدي: وقد حدّث بهذا الحديث عن الزهري عن عروة عن عائشة مع سليمان بن موسى: حجاج بن أرطاة ويزيد بن أبي حبيب وقرة بن حيوئيل وأيوب بن موسى وابن عُيينة وإبراهيم بن سعد وكل هؤلاء طرقهم طرق غريبة (1) إلا حديث حجاج بن أرطاة فإنّه مشهور رواه عنه جماعة" الكامل 3/ 1116

وأما إنكار الزهري لهذا الحديث فهو محمول على أنّه قد نسيه، والذي رواه عنه وهو سليمان بن موسى الدمشقي صدوق وقد صرّح بالأخبار منه فلا ينبغي أنْ ترد روايته لإنكار الزهري فإنّ المحدث قد ينسى الحديث الذي حدّث به، وقد حصل هذا لغير واحد من ثقات الرواة، وقد جمع الدارقطني في هذا الباب جزءا فيمن حدث ونسي وكذا الخطيب البغدادي.

قال ابن الجوزي في "التحقيق": والدليل على أنّ الزهري نَسِيَ، أنّ هذا الحديث رواه جعفر بن ربيعة وقرة بن عبد الرحمن وابن إسحاق فدل على ثبوته عنه" نصب الراية 3/ 187

وقال أيضا: وإنكار الزهري الحديث لا يطعن في روايته لأنّ الثقة قد يروي وينسى"

وقد تكلم أحمد وابن معين في رواية ابن علية عن ابن جريج.

قال الحاكم: أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب ثنا أبو حاتم الرازي قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول وذكر عنده أنّ ابن علية يذكر حديث ابن جريج "لا نكاح إلا بولي" قال ابن جريج: فلقيت الزهري فسألته عنه فلم يعرفه وأثنى على سليمان بن موسى، فقال أحمد بن حنبل: إنّ ابن جريج له كتب مدونة وليس هذا في كتبه. يعني حكايته ابن علية عن ابن جريج" (2)

وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: ذكرت لأحمد حكاية ابن علية فقال: كتب ابن جريج مدونة فيها أحاديثه فلو كان محفوظا عنه لكان هذا في كتبه" (3)

وقال جعفر الطيالسي: سمعت ابن معين يقول: لم يذكره عن ابن جريج غير ابن علية

وإنما سمع ابن علية من ابن جريج سماعا ليس بذاك، إنما صحح كتبه على كتب عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد.

قال جعفر: وضعف يحيى بن معين رواية إسماعيل عن ابن جريج جدا" (4)

(1) قال أبو أحمد الحاكم: كلها واهنة ليست مما يقوم به الحجة وهو شبيه بما قاله أحمد بن صالح" الكنى 1/ 293

(2)

المستدرك 2/ 169 - السنن الكبرى 7/ 105 - 106

(3)

علل الحديث 1/ 408

(4)

المستدرك 2/ 169 - السنن الكبرى 7/ 106 - معرفة السنن والآثار 10/ 31 - سنن الترمذي 3/ 401

ص: 2407

وقال العباس الدوري عن ابن معين: ليس يقول هذا إلا ابن علية وإنما عرض ابن علية كتب ابن جريج على عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد فأصلحها له. فقلت ليحيى: ما كنت أظنّ أنّ عبد المجيد هكذا. فقال: كان أعلم الناس بحديث ابن جريج ولكنه لم يكن يبذل نفسه للحديث" (1)

قال البيهقي: فهذان إمامان في الحديث وهنا هذه الحكاية ولم يثبتاها مع ما في مذاهب أهل العلم بالحديث من وجوب قبول خبر الصادق وإنْ نسيه من أخبره عنه" معرفة السنن والآثار 10/ 31

وقال الحاكم: فقد صح وثبت بروايات الأئمة الأثبات سماع الرواة بعضهم من بعض فلا تعلل هذه الروايات بحديث ابن علية وسؤاله ابن جريج عنه وقوله إني سألت الزهري عنه فلم يعرفه فقد ينسى الثقة الحافظ الحديث بعد أن حدّث به وقد فعله غير واحد من حفاظ الحديث" المستدرك

وقال ابن حبان: هذا خبر قد أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنّه منقطع أو لا أصل له بحكاية حكاها ابن علية عن ابن جريج في عقب هذا الخبر، قال: ثم لقيت الزهري، فذكرت ذلك له فلم يعرفه، وليس هذا مما يَهِي الخبر بمثله وذلك أنّ الخير الفاضل المتقن الضابط من أهل العلم قد يحدث بالحديث، ثم ينساه، وإذا سئل عنه لم يعرفه، فليس بنسيانه الشيء الذي حدّث به بدال على بطلان أصل الخبر، والمصطفى صلى الله عليه وسلم خير البشر صلَّى فسها، فقيل له: يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال "كل ذلك لم يكن" فلما جاز على من اصطفاه الله لرسالته، وعصمه من بين خلقه النسيان في أعم الأمور للمسلمين الذي هو الصلاة حتى نسي، فلما استثبتوه، أنكر ذلك، ولم يكن نسيانه بدال على بطلان الحكم الذي نسيه، كان من بعد المصطفى صلى الله عليه وسلم من أمته الذين لم يكونوا معصومين جواز النسيان عليهم أجوز، ولا يجوز مع وجوده أنْ يكون فيه دليل على بطلان الشيء الذي صح عنه قبل نسيانهم ذلك (2) " الإحسان 9/ 385 - 386

وقال ابن عبد البر: روى هذا الحديث ابن علية عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة كما رواه غيره. وزاد عن ابن جريج قال: فسألت عنه الزهري فلم يعرفه، ولم يقل هذا أحد عن ابن جريج غير ابن علية، وقد رواه عنه جماعة لم يذكروا ذلك، ولو ثبت هذا عن الزهري لم يكن في ذلك حجة، لأنّه قد نقله عنه ثقات،

(1) المستدرك 2/ 169 - السنن الكبرى 7/ 106 - الكامل لابن عدي 3/ 1115

(2)

انظر "المحلى"(11/ 24 - 27)

ص: 2408

منهم: سليمان بن موسى وهو فقيه ثقة إمام، وجعفر بن ربيعة، والحجاج بن أرطاة، فلو نسيه الزهري لم يضره ذلك شيء، لأنّ النسيان لا يعصم منه إنسان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نسي آدم فنسيت ذريته" وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينسى، فمن سواه أحرى أنْ ينسى، ومن حفظ فهو حجة على من نسي، فإذا روى الخبر ثقة عن ثقة، فلا يضره نسيان من نسيه، هذا لو صح ما حكى ابن علية عن ابن جريج فكيف وقد أنكر أهل العلم ذلك من حكايته ولم يعرجوا عليه" التمهيد 19/ 86

قلت: وحديث سليمان بن موسى صححه جماعة، منهم:

1 -

قال ابن معين: ليس يصح في هذا شيء إلا حديث سليمان بن موسى" (1)

2 -

وقال الترمذي وابن عساكر: هذا حديث حسن"

3 -

وقال البيهقي: حديث سليمان بن موسى صحيح" السنن الكبرى 7/ 107

وقال أيضا: هذا حديث رواه ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري. وكلهم ثقة حافظ" المعرفة 10/ 29

4 -

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" المستدرك

وقال أيضاً: هذا حديث محفوظ من حديث ابن جريج عن سليمان بن موسى" المعرفة ص 134

5 -

وقال ابن الجوزي في "التحقيق": هذا الحديث صحيح ورجاله رجال الصحيح"

6 -

وقال الحافظ: هذا حديث حسن" تخريج أحاديث المختصر

7 -

وقال أبو موسى المديني في "اللطائف": هذا حديث ثابت مشهور يحتج به"

قلت: إسناده حسن، وليس هو على شرط الشيخين لأنّ سليمان بن موسى لم يخرج له الشيخان شيئا.

والحديث صحيح باعتبار ما له من متابعات.

الثاني: يرويه عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن عائشة مرفوعا "لا يجوز لامرأة نكاح إلا بإذن وليها، فإنْ لم يكن لها ولي فالسلطان ولي من لا ولي له"

أخرجه تمام (1439) عن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي ثنا بكر بن سهل

(1) التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 236 - الكامل 3/ 1115 - السنن الكبرى 7/ 107

ص: 2409

الدمياطي ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا بكر بن عبد الله بن الشرود الصنعاني ثنا سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير به.

وأخرجه ابن عدي (2/ 459) عن الحسن بن سفيان النسوي ثنا محمد بن أبي السري بهذا الإسناد بلفظ "لا نكاح إلا بولي".

وأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(310) من طريق أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي ثنا ابن أبي السري به.

وأخرجه ابن الحطاب الرازي في "مشيخته"(98) من طريق ميمون بن الحكم بن ميمون ثني بكر بن عبد الله بن الشرود به.

وبكر بن عبد الله بن الشرود قال ابن معين: كذاب، وقال أيضا: ليس بثقة، وقال أيضا: ليس بشيء، وقال ابن عدي: أحاديثه كلها غير محفوظة، وذكره العقيلي وابن حبان في "الضعفاء"

1658 -

"أيُّمَا امرأة نُكِحَت على صداق أو حِبَاءٍ أو عدَةٍ قبل عِصمة النكاح فهو لها، فما كان بعد عصمة النكاح فهو لمن أعطيه، وأحق ما أكرم به الرجل ابنته أو أخته"

قال الحافظ: أخرجه النسائي من طريق ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وأخرجه البيهقي من طريق حجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن عروة عن عائشة نحوه" (1)

حسن

أخرجه أحمد (2/ 182) وأبو داود (2129) وابن ماجه (1955) والنسائي (6/ 98) وفي "الكبرى"(5509 و 5532) والبيهقي (7/ 248) وفي "معرفة السنن"(10/ 234) من طريق ابن جريج ثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به مرفوعا.

وإسناده حسن، فابن جريج ثقة يدلس وقد صرّح بالتحديث عند النسائي فانتفى التدليس، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان.

واختلف في هذا الحديث على عمرو بن شعيب:

فرواه حجاج بن أرطاة عنه عن عروة عن عائشة مرفوعا "ما استحل به فرج المرأة من

(1) 11/ 125 (كتاب النكاح - باب الشروط في النكاح)

ص: 2410

مهر أو عدة فهو لها، وما أكرم به أبوها أو أخوها أو وليها بعد عقدة النكاح فهو له، وأحق ما أكرم الرجل به ابنته أو أخته"

أخرجه البيهقي (1)(7/ 248) من طريق أحمد بن الفرات الرازي ومحمد بن إسحاق الصغاني كلاهما عن عفان بن مسلم ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا حجاج بن أرطاة به.

ورواه أحمد (6/ 122) عن عفان بن مسلم ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا الحجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن عروة بن الزبير عن عائشة.

قال: وحدثنيه مكحول قالا: فذكرا الحديث.

وحجاج بن أرطاة ضعيف مدلس ولم يذكر سماعا من عمرو بن شعيب.

وقال البيهقي: الحجاج غير محتج به"

1659 -

"أيُّمَا رجل ارتد عن الإسلام فادعه فإنْ عاد وإلا فاضرب عنقه، وأيما امرأة ارتدت عن الإسلام فادعها فإن عادت وإلا فاضرب عنقها"

قال الحافظ: وقد وقع في حديث معاذ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما أرسله إلى اليمن قال له:

فذكره، وسنده حسن" (2)

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 53 - 54) عن الحسين بن إسحاق التُّسْتَري ثنا هوبر بن معاذ ثنا محمد بن سلمة عن الفزاري عن مكحول عن ابن أبي طلحة اليعمري عن أبي ثعلبة الخُشَني عن معاذ بن جبل أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له حين بعثه إلى اليمن "أيما رجل ارتد عن الإسلام فادعه، فإنْ تاب فأقبل منه، وإنْ لم يتب فاضرب عنقه، وأيما امرأة ارتدت عن الإسلام فادعها، فإنْ تابت فأقبل منها، وإنْ أبت فاستتبها".

وإسناده ضعيف جدا، الفزاري هو محمد بن عبيد الله العَرْزَمي قال النسائي والفلاس وغيرهما: متروك الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث جدا.

وقال ابن عدي: ومحمد بن سلمة الحرّاني في عامة ما يروي عن محمد بن عبيد الله العرزمي يقول: عن الفزاري فيكني عنه ولا يسميه لضعفه وأحيانا يسميه وينسبه" الكامل 6/ 2112

(1) وأخرجه في "معرفة السنن"(10/ 233 - 234) وفي "الصغرى"(2561) من طريق الصغاني وحده.

(2)

15/ 298 (كتاب استتابة المرتدين- باب حكم المرتد والمرتدة)

ص: 2411

ولم يعرفه الهيثمي فقال: رواه الطبراني وفيه راو لم يسم قال: عن مكحول عن ابن لأبي طلحة اليعمري، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 263

1660 -

حديث المقدام بن مَعْد يكرب مرفوعا "أيُّمَا رجل ضاف قوما فأصبح الضيف محروما فإنّ نصره حق على كل مسلم حتى يأخذ بِقِرَى ليلته من زرعه وماله"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (1)

صحيح

وله عن المقدام طرق:

الأول: يرويه شعبة أني أبو الجُوْدي الشامي قال: سمعت سعيد بن المهاجر يحدث عن المقدام رفعه "ما من رجل ضاف قوما فأصبح الضيف محروما إلا كان له على كل مسلم نصره حتى يأخذ بقرى ليلته من زرعه وماله"

أخرجه الطيالسي (ص 156) ثنا شعبة به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 197) والمزي في "تهذيب الكمال"(11/ 82 - 83)

وأخرجه أحمد (4/ 131 و 132) وأبو داود (3751) والنسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان"(222) وأسلم في "تاريخ واسط"(ص 111) والحاكم (4/ 132) والبيهقي (10/ 270) وابن عبد البر في "الكنى"(3/ 538 - 539) والبغوي في "شرح السنة"(3004) من طرق عن شعبة به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الحافظ: إسناده صحيح" التلخيص 4/ 159

قلت: سعيد بن المهاجر ويقال ابن أبي المهاجر ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه أبو الجودي، وقال ابن القطان الفاسي والحافظ في "التقريب": مجهول.

الثاني: يرويه مروان بن رُؤبة عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجُرَشي عن المقدام رفعه "أيما رجل ضاف قوما فلم يُقْرُوه فإن له أنْ يطلبهم (2) بمثل قراه".

(1) 6/ 33 (كتاب المظالم- باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه"

(2)

وفي لفظ "يغصبهم" وفي لفظ آخر "يُعقبهم"

ص: 2412

أخرجه أبو داود (3804) والطحاوي في "المشكل"(4/ 40) وفي "شرح المعاني"(4/ 242) والطبراني في "الكبير"(20/ 282 و 283) والدارقطني (4/ 287) من طرق عن محمد بن الوليد الزبيدي عن مروان بن رؤبة به.

ومروان بن رؤبة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة

وتابعه حَرِيْز بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عوف عن المقدام به.

أخرجه أحمد (4/ 130 - 131) والطبراني في "الكبير"(20/ 282 و 283 - 284) وفي "مسند الشاميين"(1061) والمزي (17/ 331) من طرق عن حريز به.

وإسناده صحيح إنْ كان عبد الرحمن سمع من المقدام فإنّه لم يذكر منه سماعا، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه.

الثالث: يرويه منصور بن المعتمر عن عامر الشعبي عن المقدام رفعه "ليلة الضيف واجبة على كل مسلم، فإنْ أصبح بفنائه محروما كان دَينا له عليه إنْ شاء اقتضاه، وإنْ شاء تركه".

أخرجه الطيالسي (ص 157) وأحمد (4/ 130 و 132 و 132 - 133 و 133) واللفظ له وهناد في "الزهد"(1055) والبخاري في "الأدب المفرد"(744) وأبو داود (3750) وابن ماجه (3677) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 160) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2127 و 2128) والطحاوي في "المشكل"(1839 و 2812 و 2813) وفي "شرح المعاني"(4/ 242) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 107) والطبراني في "الكبير"(20/ 263 و 263 - 264 و 264) وأبو نعيم في "الصحابة"(6172) وفي "الرواة عن الفضل بن دكين"(19) والبيهقي (9/ 197) وفي "الشعب"(9145) وأبو القاسم الحنائي في "فوائده"(ص 119) من طرق عن منصور به.

قال الحنائي: هذا حديث حسن مشهور من حديث الثوري عن منصور عن الشعبي عن المقدام، وهو صحيح ورجاله ثقات، وقد سمع الشعبي من المقدام"

وقال الحافظ: إسناده على شرط الصحيح" التلخيص 4/ 159

قلت: إسناده صحيح رواته ثقات إلا أنْ الشيخين لم يخرجا رواية الشعبي عن المقدام مع أنّه سمع منه كما قال أبو داود وأبو حاتم.

ولم ينفرد منصور به بل تابعه محمد بن جُحَادة الكوفي عن الشعبي به.

ص: 2413

أخرجه ابن البختري في "حديثه"(304) وابن بشران (862)

الرابع: يرويه أبو يحيى الكَلَاعي عن المقدام رفعه "ليلة الضيف حق واجب، فإنْ أصبح محروما بفنائه وجبت نصرته على المسلمين حتى يأخذوا له بحقه من زرعه وضرعه لما حرمه من حق الضيافة"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 281) من طريق أبي فروة يزيد (1) بن محمد بن سنان ثنا أبي عن أبيه ثنا أبو يحيى الكلاعي به.

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن يزيد بن سنان وأبيه.

وللحديث شاهد عن عقبة وآخر عن أبي هريرة

فأما حديث عقبة فأخرجه البخاري (فتح 6/ 33) ولفظه "إن نزلتم بقوم فأُمر لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا فإنْ لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف"

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 380) والطحاوي في "المشكل"(4/ 40) وفي "شرح المعاني"(4/ 242) والحاكم (4/ 132) من طرق عن معاوية بن صالح عن أبي طلحة نعيم بن زياد عن أبي هريرة رفعه "أيما ضيف نزل بقوم، فأصبح الضيف محروما، فله أنْ يأخذ بقدر قراه، ولا حرج عليه".

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: رواته ثقات إلا أن نعيم بن زياد لم يذكر سماعا من أبي هريرة فلا أدري أسمع منه أم لا.

1661 -

"أيُّمَا رجل ظلم شبرا من الأرض كَلَّفَهُ الله أن يحفره حتى يبلغ آخر سبع أرضين، ثم يطوقه يوم القيامة حتى يقضى بين الناس"

قال الحافظ: وقد روى الطبري وابن حبان من حديث يعلي بن مرة مرفوعا: فذكره" (2)

صحيح

وله عن يعلي بن مرة طريقان:

الأول: يرويه الربيع بن عبد الله عن أيمن بن ثابت عن يعلي بن مرة به مرفوعا.

(1) هو يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان بن يزيد الجزري أبو فروة الرهاوي.

(2)

6/ 29 (كتاب المظالم- باب أاثم من ظلم شيئا من الأرض)

ص: 2414

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(إتحاف الخيرة 3892) عن حسين بن علي الجُعْفي عن زائدة بن قدامة عن الربيع بن عبد الله به.

وأخرجه أحمد وابنه (4/ 173) وعبد بن حميد (407) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 3896) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه ابن حبان (5164) عن أبي يعلى به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 270) عن عبيد بن غنام الكوفي وعبدان بن أحمد قالا: ثنا ابن أبي شيبة به.

ووقع عند أحمد وعبد بن حميد: عن أيمن بن نابل، وهو خطأ، والصواب: ابن ثابت. لأنّ الذين ترجموه ذكروا أنه يروي عن يعلي بن مرة، ويروي عنه الربيع بن عبد الله والشعبي وأبو يعفور عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس، ولم يذكروا ذلك في ترجمة أيمن بن نابل.

قال الحسيني في "الإكمال"(ص 139): كذا وقع في هذه الرواية (1)، والصواب: الربيع عن أيمن بن ثابت وهو أبو ثابت"

وقال الحافظ في "التعجيل" في ترجمة الربيع بن عبد الله: ذكره ابن حبان في "الثقات" لكنه قال: يروي عن أيمن بن ثابت فأصاب"

قلت: ولما ذكر ابن حبان الربيع بن عبد الله لم يذكر عنه راويا إلا زائدة بن قدامة فهو مجهول.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه أبو يعفور عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس والشعبي عن أيمن بن ثابت عن يعلي بن مرة.

فأما حديث أبي يعفور فأخرجه ابن أبي شيبة (6/ 565) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 3891) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبي يعفور عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبي يعفور عن أيمن قال: سمعت يعلى رفعه "من أخذ أرضا بغير حقها كُلِّف أنْ يحمل ترابها إلى المحشر".

وأخرجه عبد بن حميد (406) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه ابن حبان في "الثقات"(4/ 48) والطبراني في "الكبير"(22/ 270) من طرق عن ابن أبي شيبة به.

(1) أي رواية الإمام أحمد.

ص: 2415

وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"(إتحاف الخيرة 3893) عن مروان بن معاوية الفزاري عن أبي يعفور به.

وأخرجه أحمد بن حنبل (4/ 172)

عن أبي إبراهيم إسماعيل بن محمد المعقب

وابن قانع في "الصحابة"(3/ 215)

عن سويد بن سعيد الهروي

والدولابي في "الكنى"(1/ 54)

عن محمد بن عبد الله بن يزيد القرشي

قالوا: ثنا مروان بن معاوية الفزاري ثنا أبو يعفور (1) به.

وأخرجه الخطيب في "الموضح"(2/ 221 - 222)

عن مسدد وهو في "مسنده"(إتحاف الخيرة 3890)

و (2/ 222)

عن قيس بن حفص الدارمي

وأحمد (2)(4/ 173) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 3897) وأبو نعيم في "الصحابة"(6641) والخطيب (1/ 282)

عن عفان بن مسلم البصري

والطبراني (3) في "الكبير"(22/ 269 - 270) وأبو نعيم (6641)

عن مسلم بن إبراهيم البصري

قالوا: ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا أبو يعفور عبد الرحمن بن عبيد ثنا أبو ثابت (4): سمعت يعلي بن مرة به.

(1) عند أحمد "أبو يعقوب" وعند الدولابي "ابن يعفور عن عيبد بن نسطاس" وكلاهما تحريف والصواب ما أثبته.

(2)

ووقع عنده: عبد الواحد بن زياد ثنا أبو يعقوب عبد الله جدي. وهو تحريف انظر "إتحاف الخيرة"(4/ 302)

(3)

ووقع عنده: ثنا أبو يعقوب. وهو خطأ والصواب أبو يعفور.

(4)

وهو أيمن بن ثابت.

ص: 2416

وإسناده حسن رواته ثقات غير أبي ثابت وهو أيمن بن ثابت وهو صدوق كما قال الخزرجي في "الخلاصة" والحافظ في "التقريب".

وأما حديث الشعبي فأخرجه أبو يعلى في "المعجم"(111) وابن قانع (3/ 215)

عن إسماعيل بن عبد الله بن خالد القرشي السكري

والطبراني في "الكبير"(22/ 270 - 271)

عن عبد الله بن جعفر الرقي

وعمرو بن عثمان الكلابي

وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي (1)

قالوا: ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أُنيسة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن أبي ثابت أيمن عن يعلي بن مرة رفعه "من سرق شبرا (2) من الأرض أو غَلَّه جاء يحمله (3) يوم القيامة إلى أسفل الأرضين"

واللفظ للطبراني.

وإسناده حسن لكن اختلف فيه على عبيد الله بن عمرو، فرواه علي بن معبد بن شداد العبدي عنه وأسقط منه زيد بن أبي أنيسة والشعبي.

أخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 132 - 133)

والأول أصح.

الثاني: يرويه جابر الجُعْفي عن موسى التغلبي عن يعلي بن مرة رفعه "من ظلم من الأرض شبرا فما فوقه كُلف أن يحمله يوم القيامة حتى يبلغ الماء، ثم يحمله إلى المحشر"

(1) هكذا رواه محمد بن عبد الله الحضرمي عن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، ورواه محمد بن إسحاق الصفار البغدادي عن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة وأسقط منه زيد بن أبي أنيسة.

أخرجه الطبراني في "الصغير"(1054) والأول أصح.

وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة هذا أظنّه الذي روى عنه ابن معين.

قال الدولابي في "الكنى"(1/ 132 - 133): سمعت العباس بن محمد قال: سمعت ابن معين قال: وقدم شيخ من درب الحدث يقال له: ابن زرارة فحدثنا عن عبيد الله بن عمرو عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن أيمن بن ثابت عن يعلي بن مرة رفعه: فذكره الحديث.

(2)

لفظ أبي يعلى "شيئا"

(3)

لفظ أبي يعلى "به"

ص: 2417

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 271) عن محمد بن إسحاق بن راهويه ثنا أبي ثنا أحمد بن أيوب السكري عن أبي حمزة (1) عن جابر به.

قال الهيثمي: وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف وقد وثق" المجمع 4/ 175

وللحديث شاهد عن سعيد بن زيد وعن عائشة أخرجهما البخاري (فتح 6/ 28 - 30) فهو بهما صحيح.

1662 -

"أيَّمُا عبد من عبادي خرج مجاهدا في سبيلي ابتغاء مرضاتي ضمنت له إنْ رجعته أنْ أرجعه بما أصاب من أجر أو غنيمة"

قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي من حديث ابن عمر فوقع في روايته التصريح بأنّه من الأحاديث الإلهية ولفظه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه قال: فذكره، الحديث رجاله ثقات" (2)

حسن

أخرجه أحمد (2/ 117)

عن رَوح بن عبادة البصري

والنسائي (6/ 16) وفي "الكبرى"(4334) ومن طريقه ابن بلبان في "المقاصد السنية"(ص 357)

عن حجاج بن المنهال البصري

قالا: ثنا حماد بن سلمة عن يونس عن الحسن عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه تبارك وتعالى قال "أيما عبد من عبادي خرج مجاهدا في سبيلي ابتغاء مرضاتي، ضمنت له أنْ أرجعه بما أصاب من أجر وغنيمة، وإنْ قبضته أن أغفر له وأرحمه وأدخله الجنة"

واللفظ لأحمد

ورواته ثقات كما قال الحافظ إلا أنْ فيه عنعنة الحسن البصري فإنّه كان مدلسا.

لكن للحديث شاهد عن أنس وعن أبي هريرة فيتقوى بهما.

(1) هو محمد بن ميمون السكري.

(2)

6/ 347 - 348 (كتاب الجهاد- باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله)

ص: 2418

وسيأتي الكلام عليهما عند حديث "يقول الله عز وجل: المجاهد في سبيلي هو علي ضامن"

1663 -

"أيمان الرماة لغو لا كفارة لها ولا عقوبة"

قال الحافظ: أخرجه الطبري من طريق الحسن البصري مرفوعا في قصة الرماة "وكان أحدهم إذا رمى حلف أنّه أصاب فيظهر أنّه أخطأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره، وهذا لا يثبت لأنّهم كانوا لا يعتمدون مراسيل الحسن لأنّه كان يأخذ عن كل أحد"(1)

ضعيف

أخرجه الطبري في "تفسيره"(2/ 412) ثنا محمد بن موسى الحَرَشي ثنا عبيد الله بن ميمون المرادي ثنا عوف الأعرابي عن الحسن بن أبي الحسن قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم يَنْتَضِلون، يعني يرمون، ومع النبي صلى الله عليه وسلم رجل من أصحابه، فرمى رجل من القوم، فقال: أصبت والله وأخطأت، فقال الذي مع النبي صلى الله عليه وسلم: حنث الرجل يا رسول الله، قال "كلا، أيمان الرماة لغو لا كفارة فيها ولا عقوبة".

وإسناده ضعيف لأنه مرسل، وعبيد الله بن ميمون لم أعرفه.

وللحديث شاهد عن معاوية بن حيدة وآخر عن ابن عمر

فأما حديث معاوية فيرويه بَهز بن حكيم بن معاوية عن أبيه عن جده أنّ النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بقوم يرمون وهم يحلفون، أخطأت والله. أصبت والله، فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسكوا، فقال "ارموا فإنّ أيمان الرماة لغو لا حنث فيها، ولا كفارة"

أخرجه الطبراني في "الصغير"(1151) وفي "فضل الرمي"(29) وعنه أبو نعيم في "رياضة الأبدان"(11) ثنا يوسف بن يعقوب بن عبد العزيز الثقفي ثني أبي ثنا سفيان بن عُيينة عن بهز به.

قال الطبراني: لم يروه عن بهز إلا سفيان، تفرد به يوسف بن يعقوب عن أبيه"

وقال الهيثمي: رجاله ثقات إلا أنّ شيخ الطبراني لم أجد من وثقه ولا جرحه" المجمع 4/ 185

وقال الحافظ في "اللسان" في ترجمة يوسف بن يعقوب بن عبد العزيز الثقفي البصري: نزل مصر لا أعرف حاله، أتى بخبر باطل بإسناد لا بأس به. ثم ذكر هذا الحديث.

(1) 14/ 355 (كتاب الإيمان والنذور، باب {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} [البقرة: 225])

ص: 2419

قال: الحمل فيه على يوسف أو على أبيه فما حدّث به ابن عيينة قط"

وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "فضل الرمي"(30) وابن عدي (2/ 464) من طريق بكر بن يونس بن بكير الشيباني ثنا ليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم ينتضلون ويتحالفون: أصبت والله، فقال "ارموا ولا إثم عليكم"

قال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد منكر، وبكر بن يونس عامة ما يرويه مما لا يتابع بعضه عليه"

قلت: بكر قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، زاد أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث.

وقواه العجلي وغيره.

1664 -

حديث عبادة بن الصامت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سئل أيّ الأعمال أفضل؟ فقال "إيمان بالله، وتصديق بكتابه"

ذكر الحافظ أنّ البخاري أورده في "خلق أفعال العباد"(1).

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(إتحاف الخيرة 1) وأحمد (5/ 318 - 319) والطبراني في "الكبير" كما في "المجمع"(5/ 278) من طريق ابن لَهيعة ثنا الحارث بن يزيد عن عُلَي بن رباح أنَّه سمع جُنَادة بن أبي أمية يقول: سمعت عبادة بن الصامت يقول: إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، أيّ العمل أفضل؟ قال "الإيمان بالله، وتصديق به، وجهاد في سبيله" قال: أريد أهون من ذلك يا رسول الله. قال "السماحة والصبر" قال: أريد أهون من ذلك يا رسول الله. قال "لا تتهم الله تبارك وتعالى في شيء قضى لك به".

واللفظ لأحمد

قال الهيثمي: في إسناده ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 1/ 59 و 5/ 278 - 279

قلت: ابن لهيعة ضعيف كما قال ابن معين والنسائي والفلاس وغيرهم، وذكره العقيلي وابن حبان وأبو زرعة وغيرهم في الضعفاء.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه عياش بن عباس القِتْبَاني عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت سمع النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أيّ الأعمال أفضل؟ قال "إيمان بالله، وتصديق بكتابه"

(1) 17/ 291 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا} [آل عمران: 93])

ص: 2420

أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(163) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 2 و 3) والطبراني في "الكبير" كما في "المجمع"(5/ 278 - 279) من طريق سويد أبي حاتم ثني عياش بن عباس به.

قال الهيثمي: في إسناده سويد بن إبراهيم وثقه ابن معين في روايتين وضعفه النسائي، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 278 - 279

قلت: سويد مختلف فيه وأكثر على تضعيفه واختلف فيه قول ابن معين.

ولم ينفرد الحارث بن يزيد به بل تابعه موسى بن عُلي بن رباح عن أبيه عن جنادة عن عبادة قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيّ الأعمال أفضل؟ قال "إيمان بالله، وتصديق رسوله، وجهاد في سبيله"

أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(161) عن ضرار بن صُرَد عن عبد الله بن وهب عن موسى بن علي به.

وإسناده ضعيف لضعف ضرار بن صرد.

واختلف فيه على موسى بن علي، فرواه رشدين بن سعد عنه عن أبيه عن عمرو بن العاص قال: قال رجل: يا رسول الله، أيّ العمل أفضل؟ قال "إيمان بالله، وتصديق، وجهاد في سبيل الله، وحج مبرور"

أخرجه أحمد (4/ 204)

قال الهيثمي: وفي إسناده رشدين وهو ضعيف" المجمع 1/ 60

1665 -

قال صلى الله عليه وسلم "أين كون غدا" كررها، فعرفت أزواجه أنّه إنما يريد عائشة، فقلن: يا رسول الله، قد وهبنا أيامنا لأختنا عائشة.

قال الحافظ: وفي مرسل أبي جعفر عند ابن أبي شيبة: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 560) ثنا حاتم عن جعفر عن أبيه قال: لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم قال "أين أكون غداً؟ " قالوا: عند فلانة، قال "أين أكون بعد غد؟ " قالوا: عند فلانة، فعرفن أزواجه أنّه إنما يريد عائشة، فقلن: يا رسول الله، قد وهبنا أيامنا لأختنا عائشة.

(1) 9/ 207 (كتاب المغازي - باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته)

ص: 2421

وأخرجه ابن سعد (2/ 233 و 8/ 168 - 169) عن الواقدي حدثني حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه به.

وهو مرسل لأنّ محمد هو ابن علي بن الحسين وهو تابعي.

1666 -

"قوله صلى الله عليه وسلم للجارية "أين الله؟ " قالت: في السماء.

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (537)

1667 -

عن أم سلمة في قصة تزويج النبي صلى الله عليه وسلم بها ففيه: وكان أم سلمة ترضع زينب بنتها فجاء عمار فأخذها، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال "أين زينب" فقالت قريبة بنت أبي أمية صادفها عندها: أخذها عمار.

قال الحافظ: ثبت في النسائي بسند صحيح من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أم سلمة: فذكره" (2)

سيأتي الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث أم سلمة: لما خطبني النبي صلى الله عليه وسلم

1668 -

حديث سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن بيع الرطب بالتمر فقال "أينقص الرطب إذا جف؟ " قالوا: نعم. قال "فلا إذا"

قال الحافظ: أخرجه مالك وأصحاب السنن، وصححه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم" (3)

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (4).

أخرجه مالك في "الموطأ"(2/ 624) عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود أنّ زيدا أبا عياش أخبره أنّه سأل سعد بن أبي وقاص عن البيضاء بالسُّلْتِ؟ فقال له سعد: أيتهما أفضل؟ قال: البيضاء. فنهاه عن ذلك، وقال سعد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسأل عن اشتراء التمر بالرطب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أينقص الرطب إذا يبس؟ " فقالوا: نعم. فنهى عن ذلك.

وأخرجه الطيالسي (منحة 1/ 270) والشافعي في "الأم"(3/ 15) وفي "الرسالة"(ص 331 - 332) وعبد الرزاق (14185) عن مالك به.

(1) 17/ 174 (كتاب التوحيد- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا شخص أغير من الله)

(2)

11/ 339 (كتاب الطلاق- باب نكاح من أسلم من المشركات)

(3)

5/ 289 (كتاب البيوع- باب المزابنة)

(4)

9/ 100 (كتاب المغازي- باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25])

ص: 2422

وأخرجه ابن أبي شيبة (6/ 182 - 183 و 14/ 204 - 205) وأحمد (1/ 175 و 179) والدورقي في "مسند سعد"(111) وأبو داود (3359) وابن ماجه (2264) والترمذي (1225) والبزار (1)(1233) والنسائي (7/ 236) وفي "الكبرى"(6034 و 6136) وأبو يعلى (712 و 713 و 825) وابن الجارود (657) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 6) وفي "المشكل"(6161 و 6162 و 6163 و 6164 و 6165 و 6166 و 6167) والهيثم بن كليب في "مسنده"(161 و 162 و 163) وابن حبان (4997) والدارقطني (3/ 49) والقطيعي في "جزء الألف دينار"(55) والخطابي في "الغريب"(2/ 225) والحاكم (2/ 38) وابن حزم في "الأحكام"(ص 1304 - 1305) والبيهقي (5/ 294) وفي "معرفة السنن"(8/ 61) وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 171 و 175 و 175 - 176 و 176) والخطيب في "الفقيه"(1/ 210 - 211) والبغوي في "شرح السنة"(2068) وأبو طاهر السلفي في "الأربعين البلدانية"(30) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(712) والمزي في "تهذيب الكمال"(10/ 102) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 353) من طرق (2) عن مالك به.

ولم ينفرد به مالك بل تابعه غير واحد عن عبد الله بن يزيد، منهم:

1 -

إسماعيل بن أمية الأموي.

أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(211) والحميدي (75) وأحمد (1/ 179) وفي "المسائل" لابنه عبد الله (ص 274 - 275) والطحاوي في "المشكل"(6169) والدارقطني (3/ 50) والحاكم (2/ 38) والبيهقي في "معرفة السنن"(8/ 62) وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 174) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 353)

عن سفيان بن عُيينة

(1) وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"

(2)

واختلف فيه على مالك، فرواه أحمد بن عبيد عن إسماعيل بن إسحاق عن علي بن عبد الله بن جعفر المديني عن أبيه عن مالك عن داود بن الحصين عن عبد الله بن يزيد عن زيد أبي عياش عن سعد.

أخرجه البيهقي (5/ 294)

ورواه يحيى بن صاعد وعبد الله بن محمد النيسابوري عن إسماعيل بن إسحاق عن علي بن المديني عن أبيه عن مالك عن داود بن الحصين عن عبد الله بن يزيد عن زيد أبي عياش عمن سمعه.

أخرجه ابن جميع الصيداوي في "معجمه"(ص 201) ومن طريقه ابن عساكر (7/ 10)

قال علي بن المديني: وسماع أبي عن مالك قديم قبل أن يسمعه هؤلاء فأظن أنّ مالكا كان علقه قديما عن داود بن الحصين عن عبد الله بن يزيد ثم سمعه من عبد الله بن يزيد فحدث به قديما عن داود ثم نظر فيه فصححه عن عبد الله بن يزيد وترك داود بن الحصين"

كذا قال، وأبوه ضعيف كما قال ابن معين وغيره فلا عبرة بمخالفته.

ص: 2423

وعبد الرزاق (14186) والنسائي (7/ 236) وفي "الكبرى"(6137) والبيهقي (5/ 294) وفي "الصغرى"(1885) والحاكم (2/ 38)

عن سفيان الثوري

كلاهما عن إسماعيل بن أمية (1) عن عبد الله بن يزيد عن زيد أبي عياش (2) عن سعد قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرطب بالتمر، فقال "أينقص إذا يبس؟ " قالوا: نعم، فنهى عنه.

وفي لفظ: سئل سعد عن رجلين تبايعا بالسُّلْتِ والشعير، فقال: تبايع رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر ورطب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أينقص الرطب إذا يبس؟ " قالوا: نعم، فنهى عنه (3).

2 -

أسامة بن زيد الليثي.

أخرجه ابن الجارود (657) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 6) وفي "المشكل"(6161) والهيثم بن كليب (181) وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 172) من طرق عن عبد الله بن وهب (4) عن أسامة بن زيد عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان أنّ زيدا أبا عياش (5) أخبره أنّه سأل سعدا عن السُّلْتِ بالبيضاء، فقال سعد: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن الرطب بالتمر، فقال "أينقص الرطب إذا جف؟ " فقالوا: نعم، قال "فلا إذاً"(6) وكرهه.

واللفظ للطحاوي.

وأسامة بن زيد مختلف فيه، وحديثه في مرتبة الحسن، وقد احتج مسلم برواية ابن وهب عنه.

(1) وثقه ابن معين وأبو زرعة وابن سعد والعجلي وابن حبان وغيرهم.

(2)

زاد البيهقي في "المعرفة" وغيره: الزرقي.

(3)

وفي لفظ "فلا إذاً"

(4)

رواه عبد الله بن صالح المصري ثني الليث ثني أسامة بن زيد وغيره عن عبد الله بن يزيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(6168) وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 172)

وعبد الله بن صالح فيه ضعف.

(5)

زاد ابن الجارود "مولى بني زهرة".

(6)

وفي لفظ "لا تبتاعوا التمر بالرطب"

ص: 2424

3 -

الضحاك بن عثمان.

قاله الدارقطني في "السنن"(3/ 49) وفي "العلل"(4/ 399) ولم يسق إسناده.

وخالفهم يحيى بن أبي كثير فرواه عن عبد الله بن يزيد أنّ أبا عياش أخبره أنّه سمع سعد بن أبي وقاص يقول: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الرطب بالتمر نسيئة.

فزاد فيه "نسيئة"

أخرجه أبو داود (3360) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 6) وفي "المشكل"(6171 و 6172) والهيثم بن كليب (167) والدارقطني (3/ 49) والحاكم (2/ 38 - 39) والبيهقي (5/ 294)

وقال الطحاوي: فكان هذا أصل الحديث فيه ذكر النسيئة زاده يحيى بن أبي كثير على مالك بن أنس فهو أولى"

وقال الدارقطني: وخالفه مالك وإسماعيل بن أمية والضحاك بن عثمان وأسامة بن زيد رووه عن عبد الله بن يزيد ولم يقولوا فيه نسيئة، واجتماع هؤلاء الأربعة على خلاف ما رواه يحيى يدل على ضبطهم للحديث وفيهم إمام حافظ وهو مالك بن أنس"

وقال ابن عبد البر: والصواب عندي ما قاله مالك، وقد وافقه إسماعيل بن أمية على إسناده ولفظه، وفي حديث أسامة بن زيد ما يعضد المعنى الذي جاء به مالك وإسماعيل بن أمية"

ولم ينفرد عبد الله بن يزيد به بل تابعه عمران بن أبي أنس فقال: سمعت أبا عياش يقول: سألت سعد بن أبي وقاص عن اشتراء السُّلْتِ بالتمر، فقال سعد: أبينهما فضل؟ قالوا: نعم، قال: لا يصلح.

وقال سعد: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اشتراء الرطب بالتمر، فقال "أبينهما فضل؟ " قالوا: نعم، الرطب ينقص، فقال "فلا يصلح"

أخرجه الحاكم (2/ 43) والبيهقي (5/ 295) وفي "المعرفة"(8/ 63 - 64) من طريق ابن وهب أني مخرمة بن بكير عن أبيه عن عمران به.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: اختلف فيه على بكير وهو ابن عبد الله بن الأشج، فرواه عمرو بن الحارث عنه عن عمران بن أبي أنس أنّ مولى لبني مخزوم حدّثه أنّه سأل سعد بن أبي وقاص عن الرجل يسلف الرجل الرطب بالتمر إلى أجل، فقال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا.

ص: 2425

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 6) وفي "المشكل"(6173)

فهذه الرواية توافق رواية يحيى بن أبي كثير، والتي قبلها توافق رواية مالك ومن تابعه.

ورواية عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله عندي أصح لأنّها سماع، ورواية مخرمة بن بكير عن أبيه وجادة، وقد تقرر في علم المصطلح أنّ السماع أقوى مرتبة من الوجادة.

قال ابن حبان: مخرمة بن بكير يحتج بروايته من غير روايته عن أبيه لأنّه لم يسمع من أبيه ما يروي عنه" الثقات 7/ 510

ومما تقدم تبين أنّ الحديث قد اضطرب في متنه، فحديث مالك ومن تابعه فيه النهي عن بيع التمر بالرطب، وحديث يحيى بن أبي كثير فيه النهي عن بيع التمر بالرطب نسيئة.

واختلف أهل العلم في الترجيح بين الروايتين، وأكثرهم على ترجيح حديث مالك.

فقال الترمذي بعد أن أخرجه من طريق مالك: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح لإجماع أئمة النقل على إمامة مالك بن أنس وأنّه محكم في كل ما يرويه من الحديث إذ لم يوجد في رواياته إلا الصحيح خصوصا في حديث أهل المدينة ثم لمتابعة هؤلاء الأئمة إياه في روايته عن عبد الله بن يزيد، والشيخان لم يخرجاه لما خشياه من جهالة زيد أبي عياش"

وصححه ابن المديني كما في "بلوغ المرام" وابن خزيمة وابن حبان.

ورجح رواية مالك أيضا الدارقطني وابن عبد البر كما تقدم والبيهقي (السنن 5/ 295)

ورجح غير واحد من الحنفية رواية يحيى بن أبي كثير، منهم:

1 -

الطحاوي.

وقد تقدم كلامه.

2 -

ابن التركماني.

قال في "الجوهر النقي"(5/ 295): ولو سلم حديث هؤلاء من الاختلاف كان حديث يحيى بن أبي كثير أولى بالقبول من حديثهم لأنّه زاد عليهم وهو إمام جليل وزيادة الثقة مقبولة"

3 -

ابن الهمام.

قال في "شرح فتح القدير"(7/ 29): وأنت تعلم أنّ بعد صحة هذه الزيادة يجب

ص: 2426

قبولها لأنّ المذهب المختار عند المحدثين قبول الزيادة وإنْ كان الأكثر لم يوردها إلا في زيادة تفرد بها بعض الرواة الحاضرين في مجلس واحد ومثلهم لا يغفل عن مثلها فإنّها مردودة على ما كتبناه في "تحرير الأصول" وما نحن فيه لم يثبت أنّه زيادة لما في مجلس واحد اجتمعوا فيه فسمع هذا ما لم يسمع المشاركون له في ذلك المجلس بالسماع فما لم يظهر أنّ الحال كذلك فالأصل أنّه قاله في مجالس ذكر في بعضها ما تركه في آخر"

وذكر في "تحرير الأصول" أَنه إذا علم اتحاد المجلس لم تقبل الزيادة وإذا تعدد المجلس أو لم يعلم بذلك قبلت الزيادة اتفاقا" تيسير التحرير3/ 108 - 109

وقد ردّ غير واحد الحديث وأعلّه بجهالة زيد أبي عياش، ومنهم من ضعفه.

فقال ابن حزم: هذا خبر لا يصح لأنّ زيدا أبا عياش مجهول" الأحكام ص 1304 - المحلى 9/ 492

وقال المرغيناني في "الهداية": زيد بن عياش ضعيف عند النقلة (1) " تحفة الأحوذي 4/ 420

وقال الحافظ في "التلخيص"(3/ 10): وقد أعله جماعة منهم الطحاوي والطبري وابن حزم وعبد الحق كلهم أعله بجهالة حال زيد أبي عياش، والجواب أنّ الدارقطني قال: إنّه ثقة ثبت، وقال المنذري: قد روى عنه اثنان ثقتان وقد اعتمده مالك مع شدة نقده، وصححه الترمذي والحاكم. قال: ولا أعلم أحدا طعن فيه، وجزم الطحاوي بوهم من زعم أنّه هو أبو عياش الزرقي زيد بن الصامت، وقيل: زيد بن النعمان الصحابي المشهور وصحح أنّه غيره وهو كما قال"

وقال الخطابي: قد تكلم بعض الناس في إسناد حديث سعد بن أبي وقاص وقال: زيد أبو عياش راويه ضعيف، ومثل هذا الحديث على أصل للشافعي لا يجوز أنْ يحتج به، وليس الأمر على ما توهمه، وأبو عياش هذا مولى لبني زهرة معروف وقد ذكره مالك في "الموطأ" وهو لا يروي عن رجل متروك الحديث بوجه وهذا من شأن مالك وعادته معلوم"

وقال المنذري في "مختصره": وقد حكي عن بعضهم أنّه قال: زيد أبو عياش مجهول، وكيف يكون مجهولا وقد روى عنه اثنان ثقتان عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان وعمران بن أبي أنس وهما ممن احتج به مسلم في "صحيحه" وقد عرفه أئمة هذا الشأن فالإمام مالك قد أخرج حديثه في "موطئه" مع شدة تحريه في الرجال وتتبعه لأحوالهم، والترمذي قد صحح حديثه وكذلك الحاكم في كتاب المستدرك، وقد ذكره

(1) وتعقبه العيني في "البناية" فقال: هذا ليس بصحيح بل هو ثقة عند النقلة" تحفة الأحوذي 4/ 420

ص: 2427

مسلم والنسائي وأبو أحمد الكرابيسي في كتاب الكنى وذكروا أنّه سمع من سعد بن أبي وقاص وما علمت أحدا ضعفه"

وقال ابن الجوزي في "التحقيق": قال أبو حنيفة: زيد أبو عياش مجهول، فإنْ كان هو لم يعرفه فقد عرفه أئمة النقل، ثم ذكر ما قال المنذري سواء" نصب الراية 4/ 41

وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح": زيد بن عياش أبو عياش الزرقي ويقال المخزومي ويقال مولى بني زهرة المدني ليس به بأس" نصب الراية 4/ 42

قلت: وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": صالح الأمر، وقال في "المغنى": مشهور، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.

وللحديث شاهد عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يباع الرطب بالتمر الجاف.

أخرجه الدارقطني (3/ 48) من طريق يحيى بن أبي أُنيسة عن الزهري عن سالم عن أبيه به.

وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن أبي أنيسة.

وله شاهد مرسل أخرجه البيهقي (5/ 295) من طريق ابن وهب أنا سليمان بن بلال ثني يحيى بن سعيد عن عبد الله بن أبي سلمة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن رطب بتمر، فقال "أينقص الرطب إذا يبس؟ " قالوا: نعم، قال "لا يباع رطب بيابس"

وقال: وهذا مرسل جيد شاهد لما تقدم"

وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح": وهذا مرسل جيد وهو شاهد لحديث سعد بن أبي وقاص" نصب الراية 1/ 43

وقال الحافظ: وهو مرسل قوي" التلخيص 3/ 10

1669 -

حديث ابن عباس أنّه سئل عن غسل يوم الجمعة أواجب هو؟ فقال: لا، ولكنّه أطهر لمن اغتسل، ومن لم يغتسل فليس بواجب عليه وسأخبركم عن بدء الغسل. كان الناس مجهودين يلبسون الصوف ويعملون وكان مسجدهم ضيقا فلما آذى بعضهم بعضا قال النبي صلى الله عليه وسلم "أيها الناس إذا كان هذا اليوم فاغتسلوا"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والطحاوي وإسناده حسن" (1)

حسن

(1) 3/ 13 (كتاب الجمعة- باب فضل الغسل يوم الجمعة)

ص: 2428

أخرجه أبو داود (353) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 116 - 117)

عن عبد الله بن مسلمة القَعْنبي

والطحاوي والطبراني في "الكبير"(11548)

عن سعيد بن أبي مريم

قالا: ثنا عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن عمرو بن أْبي عمرو مولى المطلب عن عكرمة أنّ أناسا من أهل العراق جاءوا فقالوا: يا ابن عباس، أترى الغسل يوم الجمعة واجبا؟ قال: لا، ولكنّه أطهر (1)، وخير لمن اغتسل، ومن لم يغتسل فليس عليه بواجب، وسأخبركم كيف بدء الغسل؟ كان الناس مجهودين يلبسون الصوف ويعملون على ظهورهم، وكان مسجدهم ضيقا مقارب السقف، إنما هو عريش، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم حار وعرق الناس في ذلك الصوف حتى ثارت منهم رياح آذى بذلك بعضهم بعضا، فلما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الريح قال "أيها الناس، إذا كان هذا اليوم فاغتسلوا، وليمس أحدكم أفضل (2) ما يجد من دهنه وطيبه".

قال ابن عباس: ثم جاء الله بالخير، ولبسوا غير الصوف، وكُفوا العمل، ووسع مسجدهم، وذهب بعض الذي كان يؤذي بعضهم بعضا من العرق.

واللفظ لأبي داود.

وإسناده حسن كما قال الحافظ رواته ثقات غير الدراوردي وعمرو بن أبي عمرو وهما صدوقان، ولم ينفرد الدراوردي به بل تابعه سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس نحوه.

أخرجه أحمد (الفتح الرباني 6/ 41 - 42) وابن خزيمة (1755) والحاكم (1/ 280 - 281)

وقال: صحيح على شرط البخاري"

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 172

قلت: وإسناده حسن.

(1) وفي لفظ "طهور"

وفي لفظ آخر "أحبّ إليّ أن اغتسل"

(2)

وفي لفظ "أمثل"

ص: 2429

1670 -

قال عبد الله بن حبشي الخثعمي: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى باب الكعبة وهو يقول "أيها الناس إنّ الباب قبلة البيت"

قال الحافظ: رواه البزار" (1)

ضعيف جدا

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 65) من طريق عبد الله بن شبيب الربعي ثنا محمد بن عمرو أني عبد الله بن أبي مريم عن ابن أبي مُليكة عن عبيد بن عمير عن عبد الله بن حبشي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قام على باب الكعبة فقال "أما بعد، فإن الباب قبلة البيت، والبيت قبلة المسجد، والمسجد قبلة الحرم، والحرم قبلة الآفاق"

قال البيهقي: إسناده ضعيف ولا يحتج بمثله" السنن الكبرى 2/ 10

وقال الحافظ: رواه البزار وإسناده ضعيف" التلخيص 1/ 213

قلت: عبد الله بن شبيب قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به لكثرة ما خالف أقرانه في الروايات عن الأثبات، وقال الذهبي في "الميزان": واه.

وللحديث شاهد عن ابن عباس مرفوعا "البيت قبلة لأهل المسجد، والمسجد قبلة لأهل الحرم، والحرم قبلة لأهل الأرض في مشارقها ومغاربها من أمتي"

أخرجه ابن الأعرابي (1262) والبيهقي (2/ 9 - 10) من طريق عمر بن حفص المكي ثنا ابن جُريج عن عطاء عن ابن عباس به.

قال البيهقي: تفرد به عمر بن حفص المكي وهو ضعيف لا يحتج به"

وقال الحافظ: إسناده ضعيف" التلخيص 2/ 213

1671 -

حديث جابر قال: مَرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يصلي على صخرة، فأتى ناحية فمكث، ثم انصرف فوجده على حاله، فقام فجمع يديه ثم قال "أيها الناس، عليكم القصد، عليكم القصد"

قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه" (2)

أخرجه ابن ماجه (4241) وأبو يعلى (1796 و 1797) وابن حبان (357) والخطيب

(1) 2/ 47 - 48 (كتاب الصلاة- باب قول الله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125])

(2)

14/ 77 (كتاب الرقاق- باب القصد والمداومة على العمل)

ص: 2430

في "الفقيه"(2/ 124) والمزي في "تهذيب الكمال"(22/ 590) من طرق عن يعقوب بن عبد الله الأشعري القُمِّي ثنا عيسى بن جارية عن جابر بن عبد الله قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل يصلي على صخرة، فأتى ناحية مكة فمكث مليا، ثم انصرف فوجد الرجل يصلي على حاله، فقام فجمع يديه ثم قال "يا أيها الناس عليكم بالقصد" ثلاثا "فإن الله لا يمل حتى تملوا"

قال ابن عدي: الأحاديث بهذا الإسناد كلها غير محفوظة" الكامل 5/ 1889

وقال البوصيري: هذا إسناد حسن، يعقوب مختلف فيه، والباقي ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 245

قلت: يعقوب حسن الحديث، وثقه الطبراني وغيره، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال الدارقطني: ليس بالقوي.

وعيسى بن جارية مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

1672 -

"أيها الناس، مثلي ومثلكم مثل قوم خافوا عدوا أنْ يأتيهم فبعثوا رجلا يترايا لهم، فبينما هم كذلك إذ أبصر العدو فأقبل لينذر قومه، فخشي أنْ يدركه العدو قبل أن ينذر قومه فأهوى بثوبه. أيها الناس، أُتيتم، ثلاث مرات"

قال الحافظ: أخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" وهو عند أحمد أيضاً بسند جيد من حديث عبد الله بن بُريدة عن أبيه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فنادى ثلاث مرات: فذكره" (1)

أخرجه أحمد (5/ 348) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكَين ثنا بشير ثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: خرج إلينا النبي صلى الله عليه وسلم يوما فنادى ثلاث مرار "يا أيها الناس تدرون ما مثلي ومثلكم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "إنما مثلي ومثلكم مثل قوم خافوا عدوا يأتيهم فبعثوا رجلا يترايا لهم، فبينما هم كذلك أبصر العدو فأقبل لينذرهم وخشي أنْ يدركه العدو قبل أنْ ينذر قومه فأهوى بثوبه: أيها الناس أتيتم، أيها الناس أتيتم، ثلاث مرار".

وأخرجه الرامهرمزي في "الأمثال"(ص 16)

عن محمد بن الحسن بن سماعة الحضرمي

وأبو الشيخ في "الأمثال"(253)

(1) 14/ 99 (كتاب الرقاق- باب الانتهاء عن المعاصي)

ص: 2431

عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي

قالا: ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا بشير بن المهاجر الغَنَوي ثني عبد الله بن بريدة عن أبيه به.

قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 188

قلت: بشير بن المهاجر وإن أخرج له مسلم إلا أنّه مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره.

1673 -

"الأئمة من قريش"

قال الحافظ: وقد جمعت طرقه عن نحو أربعين صحابيا لما بلغني أن بعض فضلاء العصر ذكر أنّه لم يُرو إلا عن أبي بكر الصديق" (1)

سيأتي الكلام عليه عند حديث "الأمراء من قريش"

1674 -

"الأذان مثنى والإقامة واحدة"

قال الحافظ: وهو عند ابن حبان من حديث ابن عمر" (2)

وذكره في الباب الذي قبله وقال: أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" فقال فيه: "مثنى مثنى" وهو عند أبي داود والنسائي وصححه ابن خزيمة وغيره من هذا الوجه لكن بلفظ "مرتين مرتين"(3)

له عن ابن عمر طرق:

الأول: يرويه أبو المثنى مسلم بن المثنى عن ابن عمر.

أخرجه الطيالسي (ص 260) عن شعبة أني أبو جعفر- وليس بالفراء- عن أبي المثنى عن ابن عمر قال: كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى والإقامة مرة مرة غير أنّ المؤذن كان إذا قال: قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة قالها مرتين".

ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 259 - 260)

عن سهل بن حماد البصري

(1) 8/ 30 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب حدثنا الحميدي ومحمد بن عبد الله ..)

(2)

2/ 224 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب الإقامة واحدة)

(3)

2/ 223 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان- باب الأذان مثنى)

ص: 2432

وأخرجه أحمد (2/ 87) والدارقطني (1/ 239) والبيهقي (1/ 413) وفي "المعرفة"(2/ 255 - 256) وفي "الصغرى"(282) وابن الجوزي في "التحقيق"(402)

عن عبد الرحمن بن مهدي

والدارمي (1195) ومن طريقه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 259 - 260)

عن سهل بن حماد الدلال البصري

وأحمد (2/ 85) وأبو داود (510) والدولابي في "الكنى"(2/ 106) وابن خزيمة (374) وابن حبان (1674) والحاكم (1/ 197 - 198) وابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 317 - 318) والبغوي في "شرح السنة"(406)

عن محمد بن جعفر غُندر

والنسائي (2/ 4) وفي "الكبرى"(1593) وابن خزيمة (1/ 194) وابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 317) والجورقاني في "الأباطيل"(389)

عن يحيى القطان

وابن المنذر في "الأوسط"(3/ 18) وابن حبان (1677)

عن آدم بن أبي إياس

وأبو داود (511) وابن الجارود (164)

عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي

وأحمد (2/ 85) وعبد الله بن أحمد في "العلل"(1/ 183) والنسائي (2/ 18) وفي "الكبرى"(1632) والدولابي (2/ 106)

عن حجاج بن محمد الأعور

والطحاوي (1) في "شرح المعاني"(1/ 133)

عن إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري

وابن الجارود (164)

(1) في إسناده سقط.

ص: 2433

عن عيسى بن يونس

والبيهقي (1/ 413)

عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي

وابن عبد البر (18/ 317)

عن الأسود بن عامر الشامي

والحاكم (1/ 197 - 198)

عن الربيع بن يحيى البصري

وعن عثمان بن جبلة المروزي

والحاكم أيضا والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 261)

عن عبد الله بن خيران البغدادي

وابن المنذر (3/ 20)

عن خالد بن الحارث البصري

كلهم عن شعبة: ثنا أبو جعفر (1) مؤذن مسجد العريان (2) قال: سمعت أبا المثنى مسلم بن المثنى القاري (3) مؤذن (4) مسجد الأكبر (5) يقول: سمعت ابن عمر يقول: فذكره.

زاد أبو داود والنسائي والدارمي وابن خزيمة وابن حبان والدولابي والحاكم والبيهقي وابن الجارود والطحاوي وابن عبد البر والبغوي: "فإذا سمعنا الإقامة توضأنا، ثم خرجنا إلى الصلاة".

قال شعبة: لم أسمع من أبي جعفر غير هذا الحديث"

وقال ابن حبان: أبو جعفر هذا هو إمام مسجد الأنصار بالكوفة (6) اسمه محمد بن مسلم بن مهران بن المثنى، وأبو المثنى اسمه مسلم بن المثنى"

(1) وفي رواية آدم بن أبي إياس وأبي النضر "يعني الفراء" وفي روايات الحاكم الأربعة "المدائني".

(2)

زاد أحمد وابنه والدولابي في رواية حجاج بن محمد "في مسجد بني هلال"

(3)

زاد الحاكم في رواياته الأربع "القاري".

(4)

في رواية إبراهيم بن مرزوق "مؤذن كان لأهل الكوفة".

(5)

في رواية حجاج بن محمد "مسجد الجامع".

(6)

بل هو مؤذن مسجد العريان كما صرح بذلك أبو عامر العقدي وحجاج بن محمد في روايتهما.

ص: 2434

وقال ابن الجارود: أبو المثنى اسمه مسلم بن مهران مؤذن مسجد الكوفة"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد فإنّ أبا جعفر هذا عمير بن يزيد بن حبيب الخطمي (1)، وأما أبو المثنى القاري فإنّه من أستاذي نافع بن أبي نعيم واسمه مسلم بن المثنى"

وقال الجورقاني: هذا حديث صحيح، وأبو جعفر وأبو المثنى ثقتان"

وقال ابن سيد الناس: إسناده صحيح" نيل الأوطار 1/ 48 - 49

وقال النووي: إسناده صحيح أو حسن" الخلاصة 1/ 282

قلت: أبو المثنى وثقه أبو زرعة وابن حبان والذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب".

وأبو جعفر قال أبو زرعة: هو كوفي لا أعرفه إلا في هذا الحديث (الجرح 4/ 2 / 353)

ولم ينفرد به بل تابعه حجاج بن دينار (2) عن أبي المثنى عن ابن عمر مثله.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل"(1/ 183) عن أبيه عن محمد بن يزيد الكَلَاعي عن حجاج به.

- ورواه إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه:

• فرواه محمد بن يزيد الكلاعي عن إسماعيل بن أبي خالد عن المثنى عن ابن عمر قال: فذكر مثله.

أخرجه عبد الله بن أحمد (1/ 183)

• ورواه عبدة بن سليمان الكلابي عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي المثنى أنّ ابن

عمر كان يأمر المؤذن أنْ يشفع الأذان ويوتر الإقامة ليعلم المار الأذان من الإقامة.

فجعله عن أبي المثنى وأوقفه على ابن عمر.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 205)

• ورواه وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن المثنى أو ابن أبي المثنى عن ابن عمر.

(1) قال الحافظ في "التلخيص"(1/ 196): ووهم الحاكم في ذلك" وانظر "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 260)

(2)

هذا الذي قوي عندي ويحتمل أنّه حجاج بن أرطاة فإنّه مذكور في الرواة عن أبي المثنى والله أعلم.

ص: 2435

أخرجه عبد الله بن أحمد (1/ 183)

الثاني: يرويه عبيد الله بن عمر العدوي عن نافع عن ابن عمر قال: كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى (1)، والإقامة فرادى (2).

أخرجه أبو عوانة (1/ 329) وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث"(ص 58) والدارقطني (1/ 239) وابن الجوزي في "التحقيق"(397) وأبو الشيخ في "كتاب الأذان"(3) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 261 - 262) من طرق عن سعيد بن المغيرة الصياد ثنا عيسى بن يونس عن عبيد الله بن عمر به.

واللفظ لأبي عوانة.

قال ابن عبد الهادي: هذا إسناد صحيح، وسعيد بن المغيرة الصياد وثقه أبو حاتم وغيره" تنقيح التحقيق 1/ 676

وقال الحافظ: وأظنّ سعيدا وهم فيه وإنما رواه عيسى عن شعبة كما تقدم، لكن سعيد وثقه أبو حاتم" التلخيص 1/ 196

الثالث: يرويه سليمان التيمي قال: حدثني رجل في مسجد الكوفة عن ابن عمر قال: الأذان مثنى والإقامة واحدة، قال: كذلك أذان بلال.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 205) عن إسماعيل بن عُلية عن سليمان التيمي به.

والرجل لعله أبو المثنى والله تعالى أعلم.

1675 -

حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا "الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام"

قال الحافظ: رواه أبو داود والترمذي ورجاله ثقات لكن اختلف في وصله وإرساله وحكم مع ذلك بصحته الحاكم وابن حبان" (4)

صحيح

أخرجه أحمد (3/ 83) وأبو داود (492) وابن ماجه (745) وأبو يعلى (1350) وابن حزم في "المحلى"(4/ 38) والبيهقي (2/ 434 - 435)

(1) لفظ الدارقطني "مرتين مرتين"

(2)

لفظ الدارقطني "مرة مرة"

(3)

كما في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 262)

(4)

2/ 75 (كتاب الصلاة- باب كراهية الصلاة في المقابر)

ص: 2436

عن حماد بن سلمة

وأحمد (3/ 96) وأبو داود (492) وابن خزيمة (791) وابن المنذر في "الأوسط"(2/ 182 و 5/ 417) وابن حبان (1699 و 2316 و 2321) والحاكم (1/ 251) وابن حزم في "المحلى"(4/ 38) والبيهقي (2/ 435)

عن عبد الواحد بن زياد البصري

والدارمي (1397) والترمذي (317) وفي "العلل الكبير"(1/ 238) وابن خزيمة (791) والحاكم (1/ 251) وأبو نعيم الأصبهاني في "الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين"(31) والبيهقي (2/ 435) والبغوي في "شرح السنة"(2/ 409)

عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي

وأحمد (3/ 83)

عن محمد بن إسحاق المدني

كلهم عن عمرو بن يحيى بن عمارة الأنصاري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري به مرفوعا.

- ورواه سفيان الثوري عن عمرو بن يحيى واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن الثوري عن عمرو بن يحيى عن أبيه مرسلا، منهم:

1 -

عبد الرزاق (1582)

2 -

يزيد بن هارون.

أخرجه أحمد (3/ 83) وابن ماجه (745) وأبو يعلى (1350) والبيهقي (2/ 434)

3 -

قَبيصة بن عقبة الكوفي.

أخرجه الدارقطني في "العلل"(11/ 321)

• ورواه سعيد بن سالم القداح عن الثوري عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد.

وتابعه يحيى بن آدم الكوفي عن الثوري به.

قاله الدارقطني (11/ 321)

• ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين عن الثوري واختلف عنه:

فرواه السري بن يحيى بن السري الكوفي عن أبي نعيم عن الثوري عن عمرو بن يحيى عن أبيه مرسلا.

ص: 2437

أخرجه الدارقطني (11/ 321)

ورواه أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي عن أبي نعيم واختلف عنه:

فرواه أبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(298) عن أبي قلابة مرسلا.

ورواه أحمد بن العباس البغوي وإسماعيل الصفار عن أبي قلابة موصولا بذكر أبي سعيد.

أخرجه الدارقطني (11/ 321)

- ورواه سفيان بن عُيينة عن عمرو بن يحيى عن أبيه مرسلا.

أخرجه الشافعي في "الأم"(1/ 79)

وقال: وجدت هذا الحديث في كتابي في موضعين: أحدهما منقطع، والآخر عن سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة"(3/ 401)

قال الدارمي: الحديث أكثرهم أرسلوه"

وقال الترمذي: هذا حديث فيه اضطراب، وكان رواية الثوري عن عمرو بن يحيى أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أثبت وأصح مرسلا"

وقال في "العلل": والصحيح رواية الثوري وغيره عن عمرو بن يحيى عن أبيه مرسل"

وقال الدارقطني في "العلل": المرسل المحفوظ"

وقال البيهقي: حديث الثوري مرسل، وقد روي موصولا وليس بشيء، وحديث حماد بن سلمة موصول وقد تابعه على وصله عبد الواحد بن زياد والدراوردي (1) "

وقال ابن التركماني: قلت: إذا وصله ابن سلمة وتوبع على وصله من هذه الأوجه فهو زيادة ثقة فلا أدري ما وجه قول البيهقي: وليس بشيء" الجوهر النقي 2/ 434

وقال ابن دقيق العيد في "الإمام": حاصل ما علل به الإرسال وإذا كان الواصل له ثقة فهو مقبول" (2)

وذكره النووي في "الخلاصة"(1/ 321 - 322) في فصل الضعيف وقال: ضعفه

(1) وعبد الله بن عبد الرحمن ، قاله البزار (التلخيص 1/ 277)

(2)

نصب الراية 2/ 324 - التلخيص 1/ 277

ص: 2438

الترمذي وغيره، قال: هو مضطرب. ولا يعارض هذا بقول الحاكم: أسانيده صحيحة. فإنّهم أتقن في هذا منه، ولأنّه قد تصح أسانيده وهو ضعيف لاضطرابه"

وقال الحافظ: وأفحش ابن دحية فقال في كتاب "التنوير" له: هذا لا يصح من طريق من الطرق. كذا قال فلم يصب" التلخيص 1/ 277 (1)

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: أسانيده جيدة ومن تكلم فيه فما استوفى طرقه" الإرواء 1/ 320

قلت: حديث حماد بن سلمة ومن تابعه أصح لأن الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة.

ومما يقوي الموصول أنّ عمرو بن يحيى لم ينفرد به فقد تابعه عمارة بن غَزِيَّة عن يحيى بن عمارة الأنصاري عن أبي سعيد به مرفوعا.

أخرجه ابن خزيمة (792) والحاكم (1/ 251) والبيهقي (2/ 435) من طريقين عن بشر بن المفضل ثنا عمارة بن غزية به.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

وقال الحاكم بعد أنْ ذكر هذه الطريق وطريقي عبد الواحد بن زياد والدراوردي: هذه الأسانيد كلها صحيحة على شرط البخاري ومسلم"

قلت: عمارة بن غزية احتج به مسلم واستشهد به البخاري.

1676 -

"الإزار إلى أنصاف الساقين، فإنْ أبيت فأسفل، فإن أبيت فمن وراء الساقين، ولاحق للكعبين في الإزار"

قال الحافظ: وأخرج النسائي وصححه الحاكم أيضا من حديث حذيفة بلفظ: فذكره" (2)

يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن أبي إسحاق عن مسلم بن نُذَير عن حذيفة قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضلة ساقي، فقال "هذا موضع الإزار، فإن أبيت فأسفل من ذلك، فإنْ أبيت فلا حق للإزار في الكعبين"

(1) وقال ابن عبد البر: في إسناد هذا الخبر من الضعف ما يمنع الاحتجاج به. رواه ابن عيينة عن عمرو بن يحيى عن أبيه مرسلا. فسقط الاحتجاج به عند من لا يرى المرسل حجة وليس مثله مما يحتج به" التمهيد 5/ 220 - 225

(2)

12/ 369 (كتاب اللباس- باب ما أسفل من الكعبين فهو في النار)

ص: 2439

وفي لفظ "موضع الإزار إلى أنصاف الساقين والعضلة، فإنْ أبيت فأسفل، فإن أبيت فمن وراء الساق، ولاحق للكعبين في الإزار".

منهم:

1 -

سفيان الثوري.

أخرجه أحمد (5/ 400 - 401) وابن حبان (5445 و 5449) والبيهقي في "الشعب"(5728) والمزي (27/ 547)

2 -

سفيان بن عُيينة.

أخرجه الحميدي (445) وأحمد (5/ 382) وابن ماجه (2/ 1183)

3 -

أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 390 - 391) وابن ماجه (3572) والترمذي (1)(1783) وفي "الشمائل"(115) والنسائي في "الكبرى"(9687)

4 -

زهير بن معاوية الكوفي.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2652) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3078)

5 -

الأعمش.

أخرجه البزار (2973) والنسائي (8/ 182) وفي "الكبرى"(9688)

6 -

زكريا بن أبي زائدة.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(9689)

7 -

فِطر بن خليفة.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(9690)

8 -

الجراح بن الضحاك الكوفي.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1800)

9 -

مُطرف بن طَريف الكوفي.

أخرجه الطبراني في "الصغير"(270)

(1) وقال: هذا حديث حسن صحيح"

ص: 2440

- ورواه شعبة عن أبي إسحاق واختلف عنه:

• فقال الطيالسي (ص 57): ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت مسلم بن قريش يحدث عن حذيفة.

• وقال عفان بن مسلم البصري: ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت مسلم بن نذير عن حذيفة.

أخرجه أحمد (5/ 396)

• ورواه محمد بن جعفر البصري عن شعبة واختلف عنه:

فرواه محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر فقال: عن مسلم بن نذير.

أخرجه البزار (2974)

• ورواه أحمد (5/ 398) عن محمد بن جعفر فقال: عن مسلم بن يسار.

- وقال زيد بن أبي أنيسة: عن أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم عن حذيفة.

أخرجه ابن حبان (5448)

وقال: سمع هذا الخبر أبو إسحاق عن مسلم بن نذير والأغر أبي مسلم، فالطريقان جميعا محفوظان إلا أن خبر الأغر أغرب، وخبر مسلم بن نذير أشهر"

- وقال يونس بن أبي إسحاق: عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(9685)

وقال: وهذا الحديث خطأ، والصواب حديث أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن مسلم (1) عن حذيفة"

وقال المزي: المحفوظ حديث أبي إسحاق عن مسلم بن نذير عن حذيفة" تحفة الأشراف 2/ 61

- وقال شعيب بن صفوان الكوفي: عن أبي إسحاق عن صِلَة بن زُفَر عن حذيفة.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(9686)

(1) وقع عند النسائي في حديث أبي الأحوص والأعمش وزكريا بن أبي زائدة وفطر بن خليفة: عن أبي إسحاق عن مسلم بن يزيد، وهذا في رواية أبي علي الأسيوطي عن النسائي كما قال المزي في "التحفة" (3/ 53) وذكر أنّ في أكثر الروايات: عن مسلم بن نذير.

ص: 2441

وقال: وهذا الحديث خطأ، والصواب حديث أبي الأحوص"

وقال المزي: كذا قال (1)، والمحفوظ حديث أبي إسحاق عن مسلم بن نذير عن حذيفة" تحفة الأشراف 3/ 43

وقال أيضا عن حديث أبي الأحوص ومن تابعه: وهذا أصح من حديث من قال: عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة" تحفة 3/ 53

قلت: وهو كما قال، وأبو إسحاق كان قد اختلط وسماع شعبة والثوري منه قبل اختلاطه.

ومسلم بن نذير ذكره ابن حبان في "الثقات".

1677 -

"الإسبال في الإزار، والقميص، والعمامة، من جَرَّ منها شيئا خيلاء"

قال الحافظ: فأخرج أصحاب السنن إلا الترمذي واستغربه ابن أبي شيبة من طريق عبد العزيز بن أبي رَوَّاد عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وعبد العزيز فيه مقال، وقد أخرج أبو داود من رواية يزيد بن أبي سُمَيَّة عن ابن عمر قال: ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإزار فهو في القميص" (2)

حسن

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 396) وهناد في "الزهد"(847) عن حسين بن علي الجُعْفي عن عبد العزيز بن أبي روّاد عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رفعه: فذكره وزاد: لم ينظر الله إليه يوم القيامة"

وأخرجه ابن ماجه (3576) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه أبو داود (4094) عن هناد به.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع"(251)

عن أحمد بن يزيد اليامي

والنسائي (8/ 184) وفي "الكبرى"(9720)

عن محمد بن رافع النيسابوري

(1) يعني شعيب بن صفوان.

(2)

12/ 375 (كتاب اللباس- باب من جر ثوبه من الخيلاء)

ص: 2442

والطبراني في "الكبير"(13209)

عن علي بن المديني

والبيهقي في "الشعب"(5723)

عن أحمد بن عبد الحميد الحارثي

قالوا: ثنا حسين بن علي الجعفي به.

وخالفهم محمد بن عبد الرحمن الجعفي فرواه عن حسين بن علي الجعفي عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن سالم عن ابن عمر.

ذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 486) وقال عن أبيه: هذا حديث منكر بهذا الإسناد نافع عن سالم"

والأول قال ابن ماجه: قال ابن أبي شيبة: ما أغربه"

وقال النووي: رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح" رياض الصالحين ص 274

قلت: ابن أبي رواد مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره، فهو حسن الحديث، وحسين وسالم ثقتان فالإسناد حسن.

وأما رواية يزيد بن أبي سمية عن ابن عمر فأخرجها هناد في "الزهد"(848) وأحمد (2/ 110 و 137) وأبو داود (4095) والبيهقي (2/ 244) وفي "الشعب"(5724) وفي "الآداب"(756) والمزي (1) في "تهذيب الكمال"(10/ 323)

عن عبد الله بن المبارك

والدولابي في "الكنى"(2/ 13) وابن حبان في "الثقات"(6/ 431) والطبراني في "الأوسط"(425)

عن ضَمْرَة بن ربيعة الفلسطيني

كلاهما عن أبي الصباح سعدان بن سالم الأيلي قال: سمعت يزيد بن أبي سمية قال: سمعت ابن عمر يقول: فذكره.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

(1) ووقع في روايته "عن عمر" وهو خطأ.

ص: 2443

1678 -

"الاسم الأعظم في ثلاث سور: البقرة وآل عمران وطه"

قال الحافظ: أخرج ابن ماجه من حديث أبي أمامة: فذكره" (1)

يرويه الوليد بن مسلم وأبو حفص عمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي الدمشقي عن عبد الله بن العلاء بن زَبْر واختلف عنهما.

فأما حديث الوليد بن مسلم فأخرجه الفريابي في "فضائل القرآن"(47) والطحاوي في "المشكل"(176) والطبراني في "الكبير"(7925) وفي "مسند الشاميين"(778)

عن هشام بن عمار الدمشقي

والحاكم (1/ 506)

عن عمار بن نصر السَّعْدي

وتمام في "فوائده"(221)

عن عمرو بن حفص بن شليلة

وأبو يعلى في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة (4/ 145)

عن داود بن رشيد الهاشمي

كلهم عن الوليد بن مسلم ثنا عبد الله بن العلاء بن زبر أنّه سمع القاسم أبا عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة رفعه "اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في ثلاث سور من القرآن: في البقرة وآل عمران وطه).

• ورواه عبد الرحمن بن إبراهيم دُحيم عن الوليد بن مسلم ثنا عبد الله بن العلاء ثني القاسم أبو عبد الرحمن قال: إنّ اسم الله الأعظم في ثلاث سور من القرآن، في سورة البقرة وآل عمران وطه"

فجعله عن القاسم أبي عبد الرحمن قوله.

أخرجه الفريابي (48)

وأما حديث عمرو بن أبي سلمة فأخرجه العباس الدوري (2) في "التاريخ"(2/ 269)

عن خزيمة بن زرعة الخراساني

(1) 13/ 483 (كتاب الدعوات- باب لله مائة اسم غير واحدة)

(2)

أخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 184) عن العباس الدوري وسقط منه أبا أمامة.

ص: 2444

والحاكم (1)(1/ 506)

عك محمد بن مهدي العطار

كلاهما عن عمرو بن أبي سلمة عن عبد الله بن العلاء عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة رفعه به.

• ورواه عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم عن عمرو بن أبي سلمة عن عبد الله بن العلاء عن القاسم أبي عبد الرحمن قوله.

أخرجه ابن ماجه (3856) والفريابي (49)

وتابعه عبد الله بن أبي مريم ثنا عمرو بن أبي سلمة به.

أخرجه البيهقي في "الأسماء"(ص 35 - 36)

وجاء في آخر هذه الروايات: قال عمرو بن أبي سلمة: فقال رجل يقال له عيسى بن موسى لابن زبر وأنا أسمع: يا أبا زبر سمعت غيلان بن أنس يحدث قال: سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: فذكره.

وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(177) والطبراني في "الكبير"(7758)

قال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال، غيلان لم أر من جرحه ولا وثقه، وباقي رجال الإسناد ثقات"

قلت: غيلان بن أنس ذكره ابن حبان في "الثقات"، وعمرو بن أبي سلمة مختلف فيه.

1679 -

"الأسواق شرُّ البقاع، والمساجد خير البقاع"

قال الحافظ: أخرجه البزار وغيره ولا يصح إسناده" (2)

روي من حديث جبير بن مطعم ومن حديث ابن عمر ومن حديث أنس ومن حديث يحيى بن قيس الطائفي مرسلا

فأما حديث جبير بن مطعم فأخرجه أحمد (4/ 81) والبزار (3430) وأبو يعلى (7403) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 10)

عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي

(1) في "تلخيص المستدرك" للذهبي جعله عن القاسم أبي عبد الرحمن قوله فالله أعلم.

(2)

2/ 110 (كتاب الصلاة- باب الصلاة في مسجد السوق)

ص: 2445

والطبراني في "الكبير"(1546) والحاكم (1/ 89 - 90 و 2/ 7) والخطيب في "الفقيه"(2/ 170 - 171) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 10)

عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النّهدي

قالا: ثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أنّ رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أيّ البلدان شر؟ قال: فقال "لا أدري" فلما أتاه جبريل عليه السلام قال "يا جبريل، أيّ البلدان شر؟ " قال: لا أدري، حتى أسأل ربي عز وجل، فانطلق جبريل عليه السلام ثم مكث ما شاء الله أنْ يمكث، ثم جاء فقال: يا محمد إنك سألتني: أيّ البلدان شر، فقلت: لا أدري، وإني سألت ربي عز وجل: أيّ البلدان شر؟ فقال: أسواقها".

وفي لفظ: أنّ رجلاً قال: يا رسول الله، أيّ البلدان أحبّ إلى الله؟ وأي البلدان أبغض إلى الله؟ قال "لا أدري حتى أسأل جبريل" فأتاه فأخبره أنّ أحبّ البقاع إلى الله المساجد، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق".

قال البزار: لا نعلمه يُروى عن جبير إلا بهذا الإسناد، وعبد الله بن محمد بن عقيل قد احتمل الناس حديثه"

وقال الحاكم: قد احتجا جميعاً برواة هذا الحديث إلا عبد الله بن محمد بن عقيل، وقد تفرد البخاري بالاحتجاج بأبي حذيفة"

وقال أيضاً: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: زهير ذو مناكير هذا منها، وابن عقيل فيه لين"

وقال الهيثمي: رجال أحمد وأبي يعلى والبزار رجال الصحيح خلا عبد الله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث وفيه كلام" المجمع 4/ 76

قلت: زهير بن محمد هو التميمي أبو المنذر الخراساني والمناكير التي وقعت في حديثه إنما هي في رواية أهل الشام عنه، وأما رواية أهل العراق عنه فهي مستقيمة، صرّح بذلك أحمد والبخاري وغيرهما.

وهذا الحديث رواه أبو عامر وأبو حذيفة وهما بصريان عن زهير بن محمد.

ومما يؤيد ذلك أن زهير بن محمد لم ينفرد بهذا الحديث فقد تابعه قيس بن الربيع وعمرو بن ثابت بن أبي المقدام عن عبد الله بن محمد بن عقيل.

ص: 2446

فأما حديث قيس بن الربيع فأخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 420) والطبراني في "الكبير"(1545) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 10)

وقال: هذا حديث حسن"

قلت: قيس قال ابن معين وغيره: ضعيف، وذكره النسائي والبخاري والعقيلي وأبو زرعة وابن حبان في الضعفاء.

وأما حديث عمرو بن ثابت بن أبي المقدام فأخرجه الحاكم (1/ 90)

وعمرو بن ثابت قال مسلم وأبو زرعة وأبو حاتم: ضعيف الحديث. ومنهم من تركه.

وعبد الله بن محمد بن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 124) وأبو يعلى (المطالب 361) وابن حبان (1599) والآجري في "أخلاق العلماء"(189) والطبراني في "الكبير" كما في "المجمع"(2/ 6) والحاكم (1/ 90 و 2/ 7 - 8) وابن بشران (692) والبيهقي (3/ 65 و 7/ 50 - 51) وفي "الأسماء"(ص 277 - 278) وابن عبد البر في "الجامع"(2/ 62) والخطيب في "الفقيه"(2/ 129) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 11 و 14) من طرق عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن عطاء بن السائب عن مُحَارب بن دِثَار عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أيّ البقاع خير؟ قال "لا أدري" فقال: أيّ البقاع شر؟ فقال "لا أدري" قال: سل ربك. فأتاه جبريل فقال "يا جبريل، أيّ البقاع خير؟ " قال: لا أدري. فقال "أيّ البقاع شر؟ " فقال: لا أدري. فقال "سل ربك" فانتفض جبريل انتفاضة كاد يصعق منها محمد صلى الله عليه وسلم وقال: ما أسأله عن شيء، فقال الله عز وجل لجبريل: سألك محمد أيّ البقاع خير فقلت: لا أدري، وسألك أي البقاع شر فقلت: لا أدري، فأخبره أنّ خير البقاع المساجد، وأنّ شرّ البقاع الأسواق"

قال الحاكم: صحيح"

وقال الذهبي: هذا حديث غريب صالح الإسناد" العلو للعلي الغفار ص 78 - 79

وقال الهيثمي: وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة لكنه اختلط في آخر عمره، وبقية رجاله موثقون" المجمع 2/ 6

وقال الحافظ: هذا حديث حسن صحيح"

وقال البوصيري: في الحكم بصحته نظر فإنّ جرير بن عبد الحميد سمع من عطاء بن

ص: 2447

السائب بعد اختلاطه، لكن المتن له شاهد من حديث أبي هريرة رواه مسلم" مختصر الإتحاف 2/ 348

قلت: صرّح بسماع جرير بن عبد الحميد من عطاء بعد الاختلاط غير واحد، منهم: أحمد وابن معين وغيرهما.

وقال ابن معين: ما سمع جرير وذووه من عطاء ليس من صحيح حديث عطاء.

وقال أيضاً: وحديث جرير، وأشباه جرير، ليس بذاك. لتغير عطاء في آخر عمره.

وقال يعقوب بن سفيان: رواية جرير عن عطاء ضعيفة.

وأما حديث أنس فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7136) عن محمد بن نوح بن حرب ثنا محمد بن خالد بن خداش ثنا عبيد بن واقد القيسي عن عمر بن عمارة الأبيدي ثنا محمد بن عبد الله عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل "أيّ البقاع خير؟ " قال: لا أدري، قال "فاسأل عن ذلك ربك عز وجل" قال: فبكى جبريل عليه السلام وقال: يا محمد، ولنا أنْ نسأله هو الذي يخبرنا بما يشاء، فعرج إلى السماء ثم أتاه فقال: خير البقاع بيوت الله في الأرض. قال "فأيّ البقاع شر؟ " فعرج إلى السماء، ثم أتاه فقال: شرّ البقاع الأسواق"

ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 9)

قال الطبراني: لم يروه عن عمر بن عمارة وهو أبو القاسم صاحب الزعفراني إلا عبيد بن واقد"

قال الحافظ: قلت: وهو ضعيف. وله طريق أخرى عن أنس عند ابن مردويه في تفسير سورة مريم، وساقه أخصر من هذا، وفي إسناده زياد النميري وهو ضعيف أيضاً"

وقال الهيثمي: وفيه عبيد بن واقد الليثي وهو ضعيف" المجمع 2/ 6

وأما حديث يحيى بن قيس فأخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 14) من طريق محمد بن عبد الله الشافعي (1) ثنا منصور بن محمد الزاهد ثنا محمد بن الصباح حدثتنا أم عمر بنت حسان عن سعيد بن يحيى بن قيس الطائفي عن أبيه أنّ إنسانا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أيّ البقاع خير وأيها شر؟ فسكت، فأتاه جبريل فقال: خير البقاع المساجد وشرها الأسواق"

وقال: هذا حديث مرسل اعتضد بما تقدم من الشواهد"

(1) وهو في "فوائده"(661)

ص: 2448

1680 -

"الإسلام يزيد ولا ينقص"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وصححه الحاكم من طريق يحيى بن يَعْمَر عن أبي الأسود الديلي عن معاذ أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، قال الحاكم: صحيح الإسناد. وتعقب بالانقطاع بين أبي الأسود ومعاذ ولكن سماعه منه ممكن، وقد زعم الجورقاني أنّه باطل وهي مجازفة، وقال القرطبي في "المفهم": هو كلام محكي ولا يروى. كذا قال وقد رواه من قدمت ذكره فكأنه ما وقف على ذلك" (1)

ضعيف

يرويه عمرو بن أبي حكيم المعروف بابن الكردي واختلف عنه:

• فرواه شعبة عنه عن عبد الله بن بُريدة عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الديلي قال: أتي معاذ بن جبل في رجل قد مات على غير الإسلام وترك ابنه مسلما فورثه منه معاذ وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "الإسلام يزيد ولا ينقص".

أخرجه الطيالسي (ص 77) ثنا شعبة به.

ومن طريقه أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(1045) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 350) والبيهقي (6/ 205 و 254) والخطيب في "الموضح"(2/ 291 - 292)

وأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 374) وأحمد (5/ 230) وابن أبي عاصم في "السنة"(954) والطبراني في "الكبير"(20/ 162)

عن محمد بن جعفر غُندر

وأحمد (5/ 236) وأبو داود (2913) والحاكم (2)(4/ 345)

عن يحيى بن سعيد القطان (3)

والطبراني في "الكبير"(20/ 162)

عن عفان بن مسلم البصري

(1) 15/ 52 (كتاب الفرائض- باب "لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم")

(2)

وقال: صحيح الإسناد"

(3)

أخرجه الجورقاني في "الأباطيل"(550) من طريق محمد بن المهاجر ثنا يحيى بن سعيد وأبو أسامة قالا: ثنا شعبة به بلفظ "الإيمان يزيد ولا ينقص"

وقال: وهذا حديث باطل، مضطرب الإسناد والمتن ومحمد بن مهاجر ليس بثقة ولا مأمون"

ص: 2449

ثلاثتهم عن شعبة به.

ورواه عمران بن أبان الواسطي عن شعبة بلفظ "الإيمان يعلو ولا يعلى عليه"

أخرجه أسلم في "تاريخ واسط"(ص 155)

وعمران بن أبان مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

• ورواه عبد الوارث بن سعيد البصري عن عمرو بن أبي حكيم ثنا عبد الله بن بريدة أنّ أخوين اختصما إلى يحيى بن يعمر: يهودي ومسلم، فورث المسلم منهما وقال: حدثني أبو الأسود أنّ رجلا حدّثه أنّ معاذا حدّثه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "الإسلام يزيد ولا ينقص" فورث المسلم.

فزاد فيه بين أبي الأسود ومعاذ رجلاً لم يسم.

أخرجه مسدد في "مسنده"(إتحاف الخيرة 4082) وأبو داود (2912) ووكيع في "أخبار القضاة"(3/ 305) والبيهقي (6/ 205 و 254 - 255) والخطيب في "الموضح"(2/ 293)

قال البيهقي: وهذا رجل مجهول فهو منقطع"

• ورواه خالد الحَذَّاء عن عمرو بن كردي (1) عن يحيى بن يعمر أنّ معاذ بن جبل كان يورث المسلم من الذمي ولا يورث الذمي من المسلم وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ الإسلام يزيد ولا ينقص"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 162 - 163)

عن إبراهيم بن الحجاج السامي

وابن عساكر (2) في "معجم الشيوخ"(461)

عن حجاج بن منهال البصري

وعن عبد الأعلى بن حماد بن نصر النَّرْسِي

قالوا: ثنا حماد بن سلمة عن خالد الحذاء به.

وتابعه يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة به.

(1) وهو عمرو بن أبي حكيم كما تقدم.

(2)

وقال: وهذا حديث في إسناده انقطاع لأنّ يحيى لم يدرك معاذا"

ص: 2450

أخرجه الجورقاني (549) من طريق محمد بن المهاجر البغدادي ثنا يزيد بن هارون به.

وقال: هذا حديث باطل"

وقال ابن الجوزي: هذا باطل والمتهم بوضعه محمد بن المهاجر قال ابن حبان: يضع الحديث. وقد رواه فغير إسناده ولفظه"

قلت: ليس بموضوع ولم ينفرد محمد بن المهاجر بإسناده ولفظه بل تابعه:

1 -

عيسى بن أحمد بن عيسى العسقلاني.

أخرجه الهيثم بن كليب (1380)

2 -

زياد بن أيوب البغدادي.

أخرجه البزار (2636)

3 -

أحمد بن منيع في "مسنده"(إتحاف الخيرة 4083)

واختلف فيه على حماد بن سلمة:

فرواه زيد بن الحباب عن حماد واختلف عن زيد:

فقيل: عن زيد بن الحباب عن حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن عمرو بن كردي عن يحيى بن يعمر عن معاذ رفعه "الإيمان يزيد وينقص"

أخرجه الجورقاني (551)

عن محمد بن حميد الرازي

والخطيب في "الموضح"(2/ 292)

عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني قالا: ثنا زيد بن الحباب به.

قال الجورقاني: رواه عن زيد بن الحباب جماعة كثيرة وقالوا فيه عن معاذ رفعه "الإيمان يزيد وينقص، أما زيادته إذا عملنا الصلاة والصوم فأحسنا، ونقصانه إذا عصينا، ولم نعمل الصلاة والصوم" وهذا حديث حسن"

وقال الخطيب: هذا هو الحديث الذي رواه شعبة، وقع فيه خطأ في الإسناد والمتن، وذاك الصواب، وقد روى هذا الحديث غير الحماني عن زيد بن الحباب عن سفيان الثوري عن داود بن أبي هند، وأورد المتن على الصواب.

ثم أخرجه من طريق أيوب بن محمد الوزان أنا زيد بن الحباب ثنا سفيان الثوري عن

ص: 2451

داود بن أبي هند عن عمرو بن كردي عن يحيى بن يعمر عن معاذ رفعه، الإسلام يزيد ولا ينقص"

ورواه الحسن بن علي بن عفان العامري عن زيد بن الحباب ثنا حماد بن سلمة عن خالد الحذاء عن عمرو بن كردي عن يحيى بن يعمر أو غيره- شك حماد- عن معاذ مرفوعا "الإسلام يزيد ولا ينقص"

ورواه عمار بن مطر الرُّهاوي عن حماد عن خالد الحذاء عن عمرو بن كردي عن عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود الدؤلي عن معاذ مرفوعا "الإيمان يزيد وينقص"

أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(272)

وقال: قال أبو حاتم: كان عمار يكذب، وقال ابن عدي: متروك الحديث، أحاديثه بواطيل"

1681 -

"الإسلام يَعلو ولا يُعلى"

قال الحافظ: أخرجه الدارقطني ومحمد بن هارون الروياني في "مسنده" من حديث عائذ بن عمرو المزني بسند حسن، ورويناه في فوائد أبي يعلى الخليلي من هذا الوجه، وزاد في أوله قصة وهي أنّ عائذ بن عمرو جاء يوم الفتح مع أبي سفيان بن حرب فقال الصحابة: هذا أبو سفيان وعائذ بن عمرو، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هذا عائذ بن عمرو وأبو سفيان، الإسلام أعز من ذلك، الإسلام يعلو ولا يعلى"(1)

ضعيف

أخرجه الروياني (783) والدارقطني (3/ 252) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 65) والخليلي في "فوائده" كما في "تغليق التعليق"(2/ 489) والبيهقي (6/ 205) والحافظ في "تغليق التعليق" من طريق خليفة بن خياط المعروف بشباب العُصْفُري ثنا حَشْرَج بن عبد الله بن حشرج ثني أبي عن جدي عن عائذ بن عمرو المزني به.

قال الخليلي: لم يروه عن عائذ إلا حشرج"

قلت: هو حشرج بن عائذ بن عمرو قال أبو حاتم: لا يعرف (الجرح 1/ 2/ 296) وقال الدارقطني: مجهول (نصب الراية 3/ 213)

وابنه عبد الله بن حشرج قال الدارقطني أيضاً: مجهول (نصب الراية) وقال أبو حاتم: لا يعرف (الجرح 2/ 2/ 40) وقال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من ذا.

(1) 3/ 462 - 463 (كتاب الجنائز- باب إذا أسلم الصبي فمات)

ص: 2452

فعلى هذا فقول الحافظ: بسند حسن، ليس بحسن، والله أعلم.

1682 -

"الأصابع سواء كلهنّ فيه عشر عشر من الإبل"

قال الحافظ: ولابن ماجه من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه: فذكره، وسنده جيد" (1)

حسن

أخرجه ابن المبارك في "مسنده"(136) وعبد الرزاق (17702) وابن أبي شيبة (9/ 192 - 193 و 10/ 162) وأحمد (2/ 207 و 215) وأبو داود (4562 و 4564) وابن ماجه (2653) والنسائي (8/ 50 - 51 و 51) وفي "الكبرى"(7055 و 7056) وابن الجارود (781 و 785) والدراقطني (3/ 210) والبيهقي (8/ 92) وفي "الصغرى"(3042 و 3043) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 376 و 377) ومؤمل الشيباني في "الفوائد"(14) من طرق (2) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به مرفوعاً.

وفي لفظ "قضى النبي صلى الله عليه وسلم في الأصابع عشر عشر من الإبل"(3)

قال مؤمل الشيباني: هذا حديث حسن"

وقال البوصيري: هذا إسناد حسن" مصباح الزجاجة 3/ 127

قلت: وهو كما قال.

وللحديث شاهد عن أبي موسى رفعه "الأصابع سواء"

وفي لفظ "في الأصابع عشر عشر"

وفي لفظ "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قضى في الأصابع عشرا عشرا"

وفي لفظ "الأصابع كلهنّ سواء، في كل أصبع عشر من الإبل".

(1) 15/ 247 (كتاب الديات- باب دية الأصابع)

(2)

رواه بعضهم عن عمرو بن شعيب مرسلاً.

أخرجه عبد الرزاق (17696)

والصواب الأول.

(3)

رواه بعضهم بلفظ "والأضراس سواء: عشر، عشر"

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 377) وقال: هكذا وقع "والأضراس" وهو خطأ وإنما هو: والأصابع سواء: عشر، عشر" وهذا محفوظ في هذا الحديث وغيره، لا يختلف فيه"

ص: 2453

أخرجه ابن المبارك في "مسنده"(138) والطيالسي (ص 69) وأحمد (4/ 397 و 398) والدارمي (2374) وأبو داود (4557) والروياني (560) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1525) وابن حبان (6013) والدارقطني (3/ 211) وابن بشران (446) والبيهقي (8/ 92) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 376) والبغوي في "شرح السنة"(2540) والمزي في "تهذيب الكمال"(23/ 90)

عن شعبة

وابن أبي شيبة (9/ 192) وأحمد (4/ 404) وأبو يعلى (7335) والدارقطني (3/ 211) والبيهقي (8/ 92) وفي "معرفة السنن"(12/ 129) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 374 - 375)

عن إسماعيل بن عُلية

وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(696) والخطيب في "الموضح"(2/ 68)

عن حنظلة بن أبي صفية

والدارقطني (3/ 211)

عن علي بن عاصم الواسطي (1)

وعن خالد بن يحيى

كلهم عن غالب التمار عن مسروق بن أوس اليربوعي التميمي عن أبي موسى به.

ووقع في رواية شعبة "ثنا أوس بن مسروق أو مسروق بن أوس" على الشك، وفيها تصريحه بالسماع من أبي موسى.

- ورواه سعيد بن أبي عَروبة عن غالب التمار واختلف عنه:

• فأخرجه النسائي (8/ 50) وفي "الكبرى"(7048)

عن يزيد بن زُرَيْع البصري

وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 375)

عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف

(1) ولفظ حديثه "إنّ أصابع اليدين والرجلين سواء عشرا عشرا من الإبل"

ص: 2454

كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة عن غالب التمار عن مسروق بن أوس عن أبي موسى.

• ورواه جماعة عن سعيد بن أبي عروبة عن غالب التمار عن حميد بن هلال عن مسروق بن أوس عن أبي موسى.

فزادوا في إسناده "حميد بن هلال"

أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 192 و 10/ 162) وأحمد (4/ 413) وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 70) والدارقطني (3/ 210) والبيهقي (8/ 92)

عن محمد بن بشر العبدي

وابن أبي شيبة (9/ 192) وابن أبي عاصم (ص 70)

عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي

وأبو داود (4556)

عن عبدة بن سليمان الكلابي

وأحمد (4/ 403) والبزار (3084) والنسائي في "الكبرى"(7049)

عن محمد بن جعفر غُندر

وابن ماجه (2654) وأبو يعلى (1)(7334) والدارقطني (3/ 210)

عن النضر بن شُميل

والنسائي (8/ 50) وفي "الكبرى"(7050)

عن حفص بن عبد الرحمن البلخي

كلهم عن سعيد بن أبي عروبة به.

• ورواه أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي عن خالد بن الحارث عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن مسروق بن أوس عن أبي موسى.

أخرجه النسائي (8/ 49) وفي "الكبرى"(7047) والدارقطني (3/ 211)

وقال: تفرد به أبو الأشعث، وليس هو عندي بمحفوظ عن قتادة"

(1) ووقع في روايته "ثنا شعبة أو سعيد".

ص: 2455

قلت: وحديث شعبة ومن تابعه أصح، وسعيد بن أبي عروبة كان قد اختلط.

والحديث رواته ثقات غير مسروق بن أوس ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.

1683 -

"الإضرار في الوصية من الكبائر"

قال الحافظ: ثبت عن ابن عباس: فذكره، رواه سعيد بن منصور موقوفاً بإسناد صحيح، ورواه النسائي مرفوعاً ورجاله ثقات" (1)

موقوف صحيح

أخرجه الطبري في "تفسيره"(4/ 289) والعقيلي (3/ 189) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(4939 و 4943 و 5209) والدينوري في "المجالسة"(3460) وابن الأعرابي (ق 119 - 120) والطبراني في "الأوسط"(8942) والدارقطني (4/ 151) وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 213 و 461) والبيهقي (6/ 271) من طريق عمر بن المغيرة المِصيصي ثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس به مرفوعاً.

وزاد "ثم قرأ {وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ} [الطلاق: 1] "

وفي لفظ "الضرار"

قال الطبراني: لم يرفع هذا الحديث عن داود بن أبي هند إلا عمر بن المغيرة"

وقال العقيلي: هذا رواه الناس عن داود موقوفاً لا نعلم رفعه غير عمر (2) بن المغيرة ولا يتابع على رفعه"

وقال ابن أبي حاتم: الصحيح أنه موقوف"

وقال ابن كثير: في رفعه نظر" التفسير 1/ 213

قلت: وهو كما قالوا فقد رواه جماعة عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قوله، منهم:

1 -

علي بن مُسهر الكوفي.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(11092)

(1) 6/ 288 (كتاب الوصايا- باب الوصايا)

(2)

ومن طريقه أخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(249) وأوقفه على ابن عباس.

ص: 2456

2 -

خالد بن عبد الله الطحان.

أخرجه سعيد بن منصور (259)

3 -

سفيان بن عُيينة.

أخرجه سعيد بن منصور (260)

4 -

سفيان الثوري.

أخرجه عبد الرزاق (16456) وابن أبي حاتم (4961) واللالكائي في "السنة"(1920)

5 -

أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر.

أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 205) وابن أبي حاتم (5210)

6 -

عائذ بن حبيب بن الملاح الكوفي.

أخرجه ابن أبي حاتم (4940 و 4944)

7 -

هُشيم.

أخرجه سعيد بن منصور (258) والبيهقي (6/ 271)

8 -

يزيد بن زُرَيع البصري.

9 -

بشر بن المفضل البصري

10 -

إسماعيل بن عُلية البصري.

11 -

محمد بن أبي عدي البصري.

12 -

عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري

13 -

عَبيدة بن حُميد الكوفي.

14 -

عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي.

أخرجها الطبري في "تفسيره"(4/ 288 و 289)

15 -

عبد الله بن إدريس الأودي.

أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 204)

16 -

أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي.

أخرجه ابن أبي حاتم (4962) وابن عبد البر في "التمهيد"(14/ 305)

ص: 2457

قال البيهقي: هذا هو الصحيح موقوف، وكذلك رواه ابن عيينة وغيره عن داود موقوفاً، وروي من وجه آخر مرفوعا ورفعه ضعيف"

وقال الذهبي: والمحفوظ موقوف" الميزان 3/ 224

1684 -

"الأعمال بخواتيمها"

قال الحافظ: وسيأتي حديث سهل بن سعد بعد أبواب وفي آخره "إنما الأعمال بالخواتيم" ومثله في حديث عائشة عند ابن حبان، ومن حديث معاوية نحوه، وفي آخر حديث عليّ المشار إليه قبل: فذكره" (1)

صحيح

ورد من حديث سهل بن سعد ومن حديث عائشة ومن حديث معاوية بن أبي سفيان ومن حديث علي بن أبي طالب ومن حديث ابن عمر

فأما حديث سهل بن سعد فأخرجه البخاري (فتح 14/ 114 و301)

وأما حديث عائشة فيرويه الحسن بن علي الحُلْواني واختلف عنه:

- فقال عبد الله بن صالح البخاري: ثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً "إنما الأعمال بالخواتيم"

أخرجه ابن حبان (340)

ونعيم مختلف فيه، وعبد العزيز صدوق، والباقون ثقات.

- وقال محمد بن هارون بن حميد بن المُجَدَّر: ثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا إسحاق بن إبراهيم أبو النضر الدمشقي ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن هشام عن أبيه عن عائشة.

أخرجه ابن عدي (1/ 332)

وقال: وهذا الحديث من حديث هشام بن عروة غير محفوظ، ولم أر لأبي النضر الدمشقي أنكر من هذا الحديث"

قلت: أبو النضر وثقه أبو حاتم وغير واحد، وابن المجدر وثقه الخطيب، فالإسناد حسن.

(1) 14/ 288 (كتاب القدر- باب في القدر)

ص: 2458

وأما حديث معاوية فأخرجه أبو يعلى (7362) عن أبي همام الوليد بن شجاع السَّكوني ثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: سمعت أبا عبد رب يقول: سمعت معاوية رفعه "إنّما الأعمال بخواتيمها، كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله"

وأخرجه ابن حبان (339) من طريق هشام بن عمار الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جابر به.

وأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(702) والمزي (34/ 38 - 39) والذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 200) من طريق محمد بن مُصفى الحمصي ثنا الوليد بن مسلم به.

وأخرجه المزي من طريق عمرو بن عثمان الحمصي ثنا الوليد بن مسلم به، وزاد في أوله (1)"إنّه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة"

ومن هذا الطريق أخرجه الذهبي في "المعجم" إلا أنه لم يذكر هذه الزيادة.

وقال: هذا حديث حسن غريب"

• ورواه عثمان بن إسماعيل بن عمران الدمشقي عن الوليد بن مسلم وساقه بلفظ "إنما الأعمال كالوعاء"

ولم يقل بخواتيمها.

أخرجه ابن ماجه (4199)

• ورواه صفوان بن صالح الدمشقي عن الوليد بن مسلم وساقه بلفظ "إنما مثل أحدكم مثل الوعاء

"

(1) وهكذا رواه غير واحد عن الوليد بن مسلم واقتصروا على أوله، منهم:

- عبد الوهاب بن نجدة الحوطي.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد"(146) والطبراني في "مسند الشاميين"(607)

- غياث بن جعفر الرحبي.

أخرجه ابن ماجه (4035)

قال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 190

- محمود بن خالد الدمشقي

أخرجه المزي (34/ 38)

ص: 2459

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(608)

ولم ينفرد الوليد بن مسلم به بل تابعه:

1 -

ابن المبارك (الزهد 596) قال: أنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثني أبو عبد رب قال: سمعت معاوية رفعه "إنّ ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء

"

أخرجه أحمد (4/ 94) وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا"(202) والطبراني في "الكبير"(9/ 368) وفي "مسند الشاميين"(607 و 608) والرامهرمزي في "الأمثال"(59) والقضاعي (1175) من طرق عن ابن المبارك به.

2 -

صدقة بن خالد الدمشقي.

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(مصباح الزجاجة 4/ 235) عن المعلي بن منصور الرازي عن صدقة بن خالد

وأخرجه ابن حبان (392) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 162) من طريق هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به بلفظ "إنّه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة، وإنما العمل كالوعاء

"

السياق لأبي نعيم.

3 -

بشر بن بكر التِّنِّيسي واقتصر على أوله "ما بقي من الدنيا إلا بلاء وفتنة"

أخرجه ابن حبان (2899)

4 -

الوليد بن مزيد البيروتي. واقتصر أيضاً على أوله.

أخرجه ابن حبان (690)

وأبو عبد رب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

والباقون ثقات.

وأما حديث علي وحديث ابن عمر فسيأتي الكلام عليهما في حرف الهاء فانظر حديث "هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة

"

1685 -

"الأعمال عند الله سبع" الحديث وفيه "وعمل لا يعلم ثواب عامله إلا الله" ثم قال "وأما العمل الذي لا يعلم ثواب عامله إلا الله فالصيام"

ص: 2460

قال الحافظ: رواه ابن وهب في "جامعه" عن عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن جده زيد مرسلا، ووصله الطبراني والبيهقي في "الشعب" من طريق أخرى عن عمر بن محمد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعاً" (1)

ضعيف

أخرجه البيهقي في "الشعب"(3316)

عن بحر بن نصر الخولاني

والسمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 266 - 267)

عن عيسى بن أحمد العسقلاني

قالا: ثنا عبد الله بن وهب أني عمر بن محمد بن زيد العُمَري أن زيد بن أسلم حدّثه قال: لا أعلم إلا أنّه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الأعمال عند الله سبع، فعمل بمثله، وعمل بمثليه، وعمل بعشرة، وعمل بسبع مائة، وعمل موجب، وعمل موجب، وعمل لا يعلم ثواب عامله إلا الله عز وجل فأما العمل الذي بمثله فالرجل يعمل سيئة فتكتب واحدة، والرجل يهم بحسنة فلا يعملها فتكتب له حسنة. ورجل يعمل حسنة فتكتب له عشرا، ورجل يعمل في سبيل الله أو ينفق في سبيل الله بسبعمائة، والعمل الموجب من لقي الله لا يعبد إلا هو وجبت له الجنة، والعمل الموجب من لقي الله يعبد غيره وجبت له النار، والعمل الذي لا يعلم ثواب عامله إلا الله الصيام"

هكذا رواه ابن وهب عن عمر بن محمد بن زيد عن زيد بن أسلم مرسلا.

وخالفه أبو عَقيل يحيى بن المتوكل فرواه عن عمر بن محمد بن زيد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعاً.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(869) عن أحمد بن يحيى الحلواني ثنا سعيد بن سليمان أنا أبو عقيل به.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(3317) من طريق العباس بن محمد الدوري ثنا سعيد بن سليمان به (2).

(1) 5/ 9 (كتاب الصيام- باب فضل الصوم)

(2)

رواه إبراهيم بن نصر النهاوندي عن سعيد بن سليمان فلم يذكر عمر بن محمد بن زيد.

أخرجه الدينوري في "المجالسة"(2548 و 3021)

ص: 2461

قال الطبراني: لا يَروي هذا الحديث عن عبد الله بن دينار إلا عمر بن محمد، تفرد به أبو عقيل"

قلت: وهو ضعيف كما قال ابن المديني والنسائي وغيرهما.

1686 -

"الافتتاح سبحانك اللهم"

قال الحافظ: وفي الترمذي وصحيح ابن حبان من حديث أبي سعيد: فذكره" (1)

صحيح

ورد من حديث أبي سعيد ومن حديث عائشة ومن حديث واثلة بن الأسقع ومن حديث ابن مسعود ومن حديث الحكم بن عمير الثمالي ومن حديث ابن عمر ومن حديث أنس ومن حديث عمر ومن حديث جابر

فأما حديث أبي سعيد فأخرجه عبد الرزاق (2554) عن جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن علي بن علي الرفاعي عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل فاستفتح صلاته كبّر، ثم قال: سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جَدّك، ولا إله غيرك، ثم يهلل ثلاثاً، ويكبر ثلاثاً، ثم يقول: أعوذ بالله السميع العلم من الشيطان الرجيم"

ومن طريقه أخرجه النسائي (2/ 102) وفي "الكبرى"(972) والطبراني في "الدعاء"(501) والحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 412)

وأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 232) وأحمد (3/ 50 و 69) والمؤمل بن إهاب في "جزئه"(28) والدارمي (1242) وحنبل بن إسحاق في "جزئه"(54) وأبو داود (775) وابن ماجه (804) والترمذي (242) وعبد الله بن أحمد في "زيادات الزهد"(ص 280) والنسائي في "الكبرى"(973) وابن خزيمة (467) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 197 - 198 و 198) والطبراني في "الدعاء"(501) وابن المقرئ في "المعجم"(624) والدارقطني (1/ 298 - 299) وتمام (117) والبيهقي (2/ 34) وفي "معرفة السنن"(2/ 348) وابن الجوزي في "التحقيق"(484) وفي "العلل"(707) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(2/ 459) والحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 411 - 412) من طرق عن جعفر بن سليمان الضبعي به.

زاد أبو داود وغيره "من همزه ونفخه ونفثه، ثم يقرأ".

(1) 2/ 373 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب ما يقول بعد التكبير)

ص: 2462

قال الترمذي: حديث أبي سعيد أشهر حديث في هذا الباب. وقد تُكلم في إسناد حديث أبي سعيد، كان يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي الرفاعي وقال أحمد: لا يصح هذا الحديث"

وقال أبو داود: وهذا الحديث يقولون هو عن علي بن علي عن الحسن مرسلاً، الوهم من جعفر"

وقال ابن خزيمة: أمّا ما يفتتح به العامة صلاتهم بخراسان من قولهم: سبحانك الله وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيره، فلا نعلم خبرا ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل المعرفة بالحديث. وأحسن إسناد نعلمه روي في هذا خبر أبي المتوكل عن أبي سعيد.

ثم ساقه بإسناده

ووقع فيه "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل إلى الصلاة كبر ثلاثاً"

قال: وهذا الخبر لم يسمع في الدعاء، لا في قديم الدهر ولا في حديثه، استعمل هذا الخبر على وجهه ولا حكي لنا عن من لم نشاهده من العلماء أنّه كان يكبر لافتتاح الصلاة ثلاث تكبيرات، ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك إلى قوله ولا إله غيرك ثم يهلل ثلاث مرات ثم يكبر ثلاثا"

والجواب عن هذا أنّ لفظ "كبر ثلاثا" لم يرد إلا في رواية محمد بن موسى الحَرَشي البصري عن جعفر بن سليمان الضبعي عند ابن خزيمة، والحرشي هذا مختلف فيه، ولينه الحافظ في "التقريب"، وقد رواه الترمذي عنه فلم يقل "ثلاثا" وكذلك سائر الرواة عن جعفر بن سليمان قالوا "كبر" ولم يقولوا "ثلاثا" فدل ذلك على أنّ هذه الزيادة شاذة وأنّ المحفوظ ما رواه الجماعة.

وقال عبد الله بن أحمد: لم يروه إلا جعفر بن سليمان عن علي بن علي عن أبي المتوكل" التنقيح لابن عبد الهادي 2/ 793

وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله ثقات" المجمع 4/ 238

وقال الحافظ: هذا حديث حسن، وقد وَثَّق علي بن علي ابنُ معين وأحمد وأبو حاتم وآخرون، وسائر رواته رواة الصحيح" نتائج الأفكار 1/ 412 - 414

وقال الشيخ أحمد شاكر: الحديث حديث صحيح" سنن الترمذي 2/ 11

قلت: الضبعي والرفاعي صدوقان، والناجي ثقة، فالإسناد حسن.

ص: 2463

وأما حديث عائشة فله عنها طرق:

الأول: يرويه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن حارثة بن أبي الرِّجَال محمد بن عبد الرحمن عن عَمرة عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه، فكبر، ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا اله غيرك"

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(1000) وابن ماجه (806) والترمذي (243) وابن خزيمة (470) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(226) وابن المنذر في "الأوسط"(3/ 81 - 82) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 198) والعقيلي (1/ 288 - 289) وابن الأعرابي (ق 163/ أ) والطبراني في "الدعاء"(502) وابن عدي (2/ 617) والدارقطني (1/ 301) والحاكم (1/ 235) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 46) والبيهقي (2/ 34) وفي "معرفة السنن"(2/ 346) والخطيب في "الموضح"(2/ 66) والبغوي في "شرح السنة"(573) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(331) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1518) والمزي (5/ 315 - 316) والحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 408)

وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه من حديث عائشة إلا من هذا الوجه، وحارثة قد يسلم فيه من قبل حفظه"

وقال ابن خزيمة: وحارثة بن محمد ليس ممن يحتج أهل الحديث بحديثه"

وقال العقيلي: روي هذا الحديث من غير هذا الوجه بأسانيد جياد"

وقال البيهقي في "المعرفة": وحارثة بن محمد ضعيف لا يحتج به، ضعفه ابن معين وأحمد والبخاري وغيرهم"

وقال في "الكبرى": وهذا لم نكتبه إلا من حديث حارثة بن أبي الرجال وهو ضعيف"

وقال ابن الجوزي: ونحن لا نرتضي طريق حارثة. فإنّه ضعيف عند الكل" التحقيق 1/ 288

وأما الحاكم فقال: صحيح الإسناد"

وقال الذهبي: صحيح وفي حارثة لين"

قلت: هو متروك الحديث كما قال النسائي، وقال ابن معين: ليس بثقة.

الثاني: يرويه بُديل بن ميسرة البصري عن أبي الجوزاء عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة، قال: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جَدَّك، ولا إله غيرك"

ص: 2464

أخرجه أبو داود (776) والدارقطني (1/ 299) والبيهقي في "المعرفة"(2/ 347 - 348) وابن الجوزي في "التحقيق"(485)

عن حسين بن عيسى البسطامي

والحاكم (1/ 235) والبيهقي (2/ 33 - 34) والحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 406 - 407)

عن العباس بن محمد الدوري

قالا: ثنا طلق بن غنام ثنا عبد السلام بن حرب المُلائي عن بديل بن ميسرة به.

قال أبو داود: وهذا الحديث ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب لم يروه إلا طلق بن غنام، وقد روى قصة الصلاة عن بديل جماعة لم يذكروا فيه شيئاً من هذا" (1)

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وتعقبه الحافظ في "نتائج الأفكار" فقال: قلت: رجاله من رجالهما في الجملة، وليس على شرط واحد منهما، فإنّ حسين بن عيسى هو البسطامي وطلق بن غنام جميعا من شيوخ البخاري، وليس لواحد منهما شيء في صحيح مسلم، وأبو الجوزاء واسمه أوس بن عبد الله وإنْ أخرج له الشيخان، فروايته عن عائشة عند مسلم خاصة. وقد ذكر بعضهم أنّه لم يسمع منها. والراوي عنه بديل بن ميسرة من رجال مسلم دون البخاري، وعبد السلام من رجالهما جميعاً"

وحكى عن شيخه العراقي أنه قال: رجاله ثقات"

وقال في "التلخيص"(1/ 229): ورجال إسناده ثقات لكن فيه انقطاع"

الثالث: يرويه أبو عامر سهل بن عامر البجلي ثنا مالك بن مِغْول عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة بمثل حديث أبي الجوزاء.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(503) والدارقطني (1/ 301)

(1) قال الحافظ: وأشار بذلك إلى ما أخرجه مسلم وغيره من طريق شعبة وغيره عن بديل بلفظ "كان يفتتح الصلاة بالتكبير والقراء بالحمد لله رب العالمين

الحديث بطوله. فظاهر رواية عبد السلام يقتضي الزيادة على ما رواه أولئك، وهم أحفظ منه وأتقن. لكن طريقة المصنف (أي النووي) الحكم بقبول الزيادة من الثقة مطلقا كما صرّح به في غير موضع، وهذا من هذا القبيل، فأقل درجاته أن يكون حسناً، لا سيما إذا انضم إليه الطريق السابق والشواهد الآتية" نتائج الأفكار 1/ 408

ص: 2465

قال الحافظ: هذه الطريق ضعيفة وسهل بن عامر متروك" نتائج الأفكار 1/ 409 - 410

وأما حديث واثلة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 64) وفي "مسند الشاميين"(569 و 3404) وفي "الأوسط"(8345) من طريق عمرو بن الحصين العقيلي ثنا عبد الله بن عبد الملك عن (1) عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن مكحول عن واثلة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استفتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك"

قال الطبراني: تفرد به عمرو بن الحصين"

وقال الهيثمي: وفيه عمرو بن الحصين وهو ضعيف" المجمع 2/ 6

قلت: بل هو متروك ومنهم من كذبه.

وأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان:

الأول: يرويه مسعود بن سليمان قال: سمعت الحكم يحدث عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة قال: فذكره.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10117) وفي "الدعاء"(504) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كُريب ثنا فردوس الأشعري ثنا مسعود بن سليمان به.

قال الهيثمي: وفيه مسعود بن سليمان قال أبو حاتم: مجهول" المجمع 2/ 106

الثاني: يرويه علي بن عابس الكوفي عن أبي إسحاق عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا إذا استفتحنا الصلاة أنْ نقول: فذكره.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10280) و"الأوسط"(1030)

وإسناده ضعيف لضعف علي بن عابس.

ورواه خُصَيف بن عبد الرحمن الجزري عن أبي عبيدة عن أبيه موقوفاً.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 230) والطبراني في "الأوسط"(430)

وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه.

وأما حديث الحكم بن عمير الثمالي فأخرجه الطبراني في "الكبير"(3190) وفي

(1) في "الأوسط": عن سعيد بن عبد الملك وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر.

ص: 2466

"الدعاء"(507) وأبو نعيم في "الصحابة"(1928) من طريق يحيى بن يعلى الأسلمي عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا "إذا قمتم إلى الصلاة فارفعوا أيديكم ولا تخالف آذانكم ثم قولوا: الله أكبر، سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، وإنْ لم تزيدوا على التكبير أجزأتكم".

قال الهيثمي: وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف" المجمع 2/ 102

قلت: وموسى بن أبي حبيب قال ابن أبي حاتم: ضعيف الحديث (الجرح 1/ 2/ 125)

وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه المنذر بن عبد الله الحزامي عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة قال: فذكره.

أخرجه الحاكم في "المعرفة"(ص 118)

وقال: لهذا الحديث علة صحيحة والمنذر بن عبد الله أخذ طريق المجرة فيه.

ثم أخرجه من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل الكوفي ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة ثنا عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه كان إذا افتتح الصلاة، فذكر الحديث بغير هذا اللفظ، وهذا مخرج في صحيح مسلم"

قلت: والمنذر ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

الثاني: يرويه عبد الله بن عامر الأسلمي عن محمد بن المنكدر عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة قال: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين. سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك.

إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13324) وفي "الدعاء"(500 و 508)

قال ابن عبد الهادي: عبد الله بن عامر ضعفوه" التنقيح 2/ 795

وقال للزيلعي: والحديث معلول بعبد الله بن عامر، نقل شيخنا الذهبي في "ميزانه"

ص: 2467

تضعيفه عن جماعة كثيرة، وقال ابن حبان في "كتاب الضعفاء": كان يقلب الأسانيد والمتون، ويرفع المراسيل والموقوفات، ثم أسند عن ابن معين أنّه قال فيه: ليس بشيء" نصب الراية 1/ 319

وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف" المجمع 2/ 107

وأما حديث أنس فله عنه طريقان:

الأول: يرويه مخلد بن يزيد الحراني عن عائذ بن شريح عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم -كان إذا استفتح الصلاة يكبر، ثم يقول: فذكره.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(505) و"الأوسط"(3063)

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به مخلد بن يزيد"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف عائذ بن شريح.

الثاني: يرويه الفضل بن موسى السِّيْنَاني عن حميد الطويل عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة قال: فذكره.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(506) عن محمود بن محمد الواسطي ثنا زكريا بن يحيى زحمويه ثنا الفضل بن موسى به.

ومحمود الواسطي ترجمه الذهبي في "السير"(14/ 242) وقال: الحافظ المفيد العالم كان من بقايا الحفاظ ببلده.

والباقون كلهم ثقات، لكن لا أدري أسمع السيناني من حميد أم لا.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر عن حميد عن أنس به.

أخرجه أبو يعلى (3735) عن الحسين بن علي بن الأسود العجلي ثني محمد بن الصلت ثنا أبو خالد الأحمر به.

وأخرجه الدارقطني (1/ 300) عن يحيى بن محمد بن صاعد ثنا الحسين بن علي به.

ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "التحقيق"(483) وقال: هذا إسناد كلهم ثقات"

وقال أبو حاتم: هذا حديث كذب لا أصل له، ومحمد بن الصلت لا بأس به كتبت عنه" علل الحديث 1/ 135

قلت: الحسين بن علي قال ابن عدي: يسرق الحديث، وأحاديثه لا يتابع عليها،

ص: 2468

وقال ابن المواق: رُمي بالكذب وسرقة الحديث، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ.

ومحمد بن الصلت وثقه أبو زرعة وغيره، وأبو خالد الأحمر صدوق.

وأما حديث عمر فأخرجه الدارقطني (1/ 299) من طريق عبد الله بن شبيب الربعي ثني إسحاق بن محمد عن عبد الرحمن بن عمر بن شيبة عن أبيه عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر للصلاة قال: فذكره، وزاد: وإذا تعوذ قال: أعوذ بالله من همز الشيطان ونفخه ونفثه"

وقال: رفعه هذا الشيخ عن أبيه عن نافع عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمحفوظ عن عمر من قوله، كذلك رواه إبراهيم عن علقمة والأسود عن عمر، وكذلك رواه يحيى بن أيوب عن عمر بن شيبة عن نافع عن ابن عمر عن عمر من قوله، وهو الصواب.

ثم أخرجه من طريق يحيى بن أيوب ثني عمر بن شيبة عن نافع عن ابن عمر عن عمر أنّه كان إذا كبر للصلاة قال: فذكره.

قال: هذا صحيح عن عمر قوله"

وتعقبه ابن الجوزي فقال: قلنا: عبد الرحمن ثقة، أخرجه عنه البخاري في صحيحه، ومن وقفه على عمر فقد سمع عمر يقوله، وإنما كان قد يقوله اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم التحقيق 1/ 286

وتعقبه ابن عبد الهادي فقال: عبد الله بن شبيب تكلم فيه غير واحد، وإسحاق روى عنه البخاري في "صحيحه" وله مناكير، وعبد الرحمن بن عمر غير معروف ولم يرو له البخاري، والصحيح أنّ عمر كان يقول ذلك" التنقيح 2/ 790

وقال الحاكم: قد أسند هذا الحديث عن عمر ولا يصح" المستدرك 1/ 235

قلت: عبد الله بن شبيب ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: واه، وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث.

وأما حديث جابر فأخرجه البيهقي (2/ 35) من طريقين عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ثنا عبد السلام بن محمد الحمصي ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة أن أباه حدّثه أنّ محمد بن المنكدر أخبره أنّ جابر بن عبد الله أخبره أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استفتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك.

ص: 2469

وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين. إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له"

وقال في "المعرفة"(2/ 349): وروي عن ابن المنكدر مرة عن جابر ومرة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الجمع بينهما وليس بالقوي"

قلت: راويه عن ابن المنكدر عن ابن عمر هو عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف كما تقدم.

وراويه عن ابن المنكدر عن جابر هو شعيب بن أبي حمزة وهو ثقة وكذا باقي رواته ثقات فالإسناد صحيح.

1687 -

"الأمراء من قريش"

قال الحافظ: أخرجه يعقوب بن سفيان وأبو يعلى والطبراني من طريق سُكين بن عبد العزيز ثنا سيار بن سلامة أبو المنهال قال: دخلت مع أبي على أبي بَرْزة الأسلمي فذكر الحديث الذي أوله: إني أصبحت ساخطا على أحياء قريش. وفيه "إنّ ذاك الذي بالشام إنْ يقاتل إلا على الدنيا" وفي آخره "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، الحديث وقد تقدم التنبيه عليه في الفتن في باب إذا قال عند قوم شيئاً ثم خرج فقال بخلافه، وفي لفظ للطبراني "الأئمة" بدل الأمراء، وله شاهد من حديث علي رفعه "ألا إنّ الأمراء من قريش ما أقاموا ثلاثا" الحديث أخرجه الطبراني، وأخرجه الطيالسي والبزار والمصنف في "التاريخ" من طريق سعد بن إبراهيم عن أنس بلفظ "الأئمة من قريش ما إذا حكموا فعدلوا" وأخرجه النسائي والبخاري أيضاً في "التاريخ" وأبو يعلى من طريق بكير الجَزَري عن أنس، وله طرق متعددة عن أنس، منها للطبراني من رواية قتادة عن أنس بلفظ "إنّ الملك في قريش" وأخرج أحمد هذا اللفظ مقتصرا عليه من حديث أبي هريرة ومن حديث أبي بكر الصديق بلفظ "الأئمة من قريش" ورجاله رجال الصحيح لكن في سنده انقطاع، وأخرجه الطبراني والحاكم من حديث علي بهذا اللفظ الأخير"(1)

صحيح

هذه خمسة أحاديث ذكرها الحافظ وهي حديث أبي برزة الأسلمي وحديث علي وحديث أنس وحديث أبي هريرة وحديث أبي بكر الصديق (2)

(1) 16/ 230 - 231 (كتاب الأحكام- باب الأمراء من قريش)

(2)

وورد في معناها أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما. انظر تلخيص الحبير 4/ 42 مجمع الزوائد 5/ 191 - السنة لابن أبي عاصم (2/ 527)

ص: 2470

فأما حديث أبي برزة فأخرجه الطيالسي (ص 125) عن سكين بن عبد العزيز البصري عن سيار بن سلامة عن أبي برزة رفعه "الأئمة من قريش ما عملوا بثلاث".

وأخرجه أحمد (4/ 421) عن الطيالسي (1) به.

وساقه بلفظ "الأئمة (2) من قريش إذا استرحموا رحموا، وإذا عاهدوا وفوا، وإذا حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".

وأخرجه أحمد (4/ 421) أيضا وابن أبي عاصم في "السنة"(1125) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 477 - 478)

عن عفان بن مسلم البصري

وأحمد (4/ 424)

عن حسن بن موسى الأشيب

والبزار (3857)

عن أبي النعمان محمد بن الفضل البصري

وأبو يعلى (3645) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 477 - 478)

عن إبراهيم بن الحجاج السامي

والروياني (764)

عن موسى بن داود الضبي

و (1323)

عن خالد بن خداش البصري

قالوا: ثنا سكين بن عبد العزيز ثنا سيار بن سلامة أبو المنهال الرياحي عن أبي برزة به.

قال البزار: لا نعلمه عن أبي برزة إلا بهذا الإسناد، وسكين بصري مشهور" كشف الأستار 1583

(1) وأخرجه الروياني (768) عن عمرو بن علي الفلاس عن الطيالسي به.

(2)

وفي لفظ "الأمراء"

ص: 2471

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا سكين بن عبد العزيز وهو ثقة" المجمع 5/ 193

وقال الحافظ: إسناده حسن" التلخيص 4/ 42 - تخريج أحاديث المختصر 1/ 478

قلت: وهو كما قال، فسكين صدوق، وسيار ثقة.

وأما حديث علي فله عنه طريقان:

الأول: يرويه أبو صادق عن ربيعة بن ناجد عن علي رفعه "الأئمة من قريش، أبرارها أمراء أبرارها، وفجارها أمراء فجارها، ولكل حق، فآتوا كل ذي حق حقه، وإنْ أُمر عليكم عبد حبشي مُجَدَّع، فاسمعوا له وأطيعوا ما لم يُخير أحدكم بين إسلامه، وبين ضرب عنقه، فإنْ خيّر بين إسلامه وبين ضرب عنقه، فليمدد عنقه، ثكلته أمه، فلا دنيا ولا آخرة بعد ذهاب إسلامه".

أخرجه البزار (759) والهيثم بن كليب في "مسنده" كما في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 473) وابن الأعرابي في "معجم"(ق 234 / أ) والطبراني في "الصغير"(425) واللفظ له وفي "الأوسط"(3545) والخطابي في "الغريب"(1/ 363) والحاكم (4/ 75 - 76) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 242) وأبو عمرو الداني في "الفتن"(203) والبيهقي (8/ 143) والمهرواني في "الفوائد المنتخبة"(100) والحافظ في "المختصر"(1/ 472) من طرق عن فيض بن الفضل البجلي ثنا مِسعر بن كِدام عن سلمة بن كُهيل عن أبي صادق به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن علي مرفوعاً إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"

وقال الطبراني: لم يروه عن مسعر إلا فيض"

وقال أبو نعيم: غريب من حديث مسعر لم نكتبه عاليا إلا من حديث الفيض"

وقال الحافظ: هذا حديث حسن ورجاله موثقون"

قلت: اختلف فيه على مسعر:

• فرواه جماعة عنه فأوقفوه على عليّ، منهم:

1 -

وكيع.

أخرجه في "فضائل الصحابة"(1)

(1) تخريج أحاديث المختصر 1/ 473

ورواه ابن أبي شيبة (12/ 172) عن وكيع عن مسعر عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن أبي صادق عن

ربيعة بن ناجد عن علي موقوفاً.

ورواه ابن أبي عاصم في "السنة"(1513) عن ابن أبي شيبة فجعله عن وكيع عن سفيان.

ص: 2472

2 -

شعيب بن إسحاق الدمشقي.

أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(1) وأبو عمرو (2) الداني في "الفتن"(204)

3 -

عثمان بن المغيرة.

أخرجه النسائي في "حديث أبي عوانة"(3)

• ورواه داود بن عبد الجبار عن مسعر عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد عن علي مرفوعا.

ذكره الدارقطني في "العلل"(3/ 199)

وقال: والموقوف أشبه بالصواب"

قلت: وهو كما قال، فقد رواه الحارث بن حصيرة عن أبي صادق عن عليّ قوله.

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 171 - 172) وعنه ابن أبي عاصم في "السنة"(1514)

وتابعه إبراهيم بن يزيد ثني عمي أبو صادق عن علي قوله.

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 173)

الثاني: يرويه حفص بن خالد العبدي ثني أبي عن جدي عن عليّ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس ذات يوم فقال "إنّ الأمراء من قريش، ثلاث مرار ما أقاموا ثلاثا: ما حكموا فعدلوا، وما عاهدوا فوفوا، وما استرحموا فرحموا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"

أخرجه أبو يعلى (564)

عن عبيد الله بن عمر القواريري

والطبراني في "الدعاء"(2116)

عن محمد بن عبيد بن حساب البصري

قالا: ثنا محمد بن عبيد الله العبدي العمري ثنا حفص بن خالد به.

(1) تخريج أحاديث المختصر 1/ 473

(2)

رواه من طريق علي بن معبد بن شداد العبدي ثنا شعيب بن إسحاق عن مسعر عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد عن عليّ قوله.

(3)

تخريج أحاديث المختصر 1/ 473

ص: 2473

قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 5/ 191 - 192

وأما حديث أنس فله عنه طرق:

الأول: يرويه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري عن أبيه عن أنس رفعه "الأئمة من قريش إذا حكموا عدلوا، وإذا عاهدوا وفوا، وإنْ استرحموا رحموا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منهم صوت ولا عدل".

أخرجه الطيالسي (ص 284) عن إبراهيم بن سعد به.

وأخرجه البزار (كشف 1578) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 171) والبيهقي في "المعرفة"(4/ 211) والحسن بن سفيان في "مسنده" كما في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 474) والحافظ أيضاً (1/ 473 - 474) من طرق عن الطيالسي به.

وأخرجه أبو يعلى (3644) وفي "المعجم"(158) وابن عدي (1/ 246) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(331) والبيهقي (8/ 144) والحافظ (1/ 473 - 474) من طرق عن إبراهيم بن سعد به.

قال البزار: لا نعلم أسند سعد عن أنس إلا هذا"

وقال أبو نعيم: هذا حديث مشهور ثابت من حديث أنس لم يروه عن سعد فيما أعلم إلا ابنه إبراهيم"

وقال أبو داود السجستاني: سمعنا أحمد بن حنبل يُسأل عن حديث إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أنس مرفوعا "الأئمة من قريش" قال: ليس هذا في كتب إبراهيم بن سعد لا ينبغي أنْ يكون له أصل" الكامل 1/ 246

قال الحافظ: قلت: رواه جماعة عن إبراهيم" التهذيب 1/ 123

وقال في "تخريج أحاديث المختصر": هذا حديث حسن"

وقال الألباني: وإسناده صحيح على شرط الستة فإنّ إبراهيم بن سعد وأباه ثقتان من رجالهم" الإرواء 2/ 298

قلت: لم يخرج أحد من الستة رواية سعد بن إبراهيم عن أنس، وما أظنّه سمع منه فقد قال ابن المديني: لم يلق سعد بن إبراهيم أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

ومما يقوى أنّه لم يسمع منه، أنّه لم يذكر سماعا عند جميع من ذكرت ممن أخرج حديثه هذا والله أعلم.

ص: 2474

الثاني: يرويه بكير بن وهب الجَزَري (1) عن أنس قال: كنا في بيت رجل من الأنصار (2) فجاء النبي صلى الله عليه وسلم (3) حتى وقف فأخذ بعضادة الباب فقال "الأئمة (4) من قريش ولهم عليكم حق (5) ولكم مثل ذلك (6) ما إذا استرحموا رحموا، وإذا حكموا عدلوا، وإذا عاهدوا وفوا، فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"

أخرجه أبو خيثمة في "مسنده" كما في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 474) وابن أبي شيبة (12/ 169 - 170) وفي "مسنده"(5660) وأحمد (3/ 129 و 183) واللفظ له والبخاري في "الكبير"(2/ 2/ 99 و 100) وابن أبي عاصم في "السنة"(1120) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(3/ 222) والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(1/ 102) وأبو يعلى (7)(4032 و 4033) والدولابي في "الكنى"(1/ 106) والطبراني في "الدعاء"(2120 و 2121 و 2122) و"الأوسط"(6606) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 122 - 123) وابن بشران (1404) وأبو عمرو الداني في "الفتن"(201) والبيهقي (3/ 121 و 8/ 143 - 144) والمزي في "تهذيب الكمال"(21/ 183) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"

قال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الأوسط" والبزار ورجال أحمد ثقات" المجمع 5/ 192

قلت: بكير بن وهب ذكره ابن حبان في "الثقات"(8) وقال الذهبي في "الميزان": يجهل، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي حيث يتابع، وقد تابعه جماعة.

الثالث: يرويه الصعق بن حزن البصري ثنا علي بن الحكم البُنَاني عن أنس رفعه "الأمراء من قريش، الأمراء من قريش، الأمراء من قريش، ولي عليهم حق، ولكم عليهم حق (9)، ما عملوا فيكم بثلاث: ما إذا استرحموا رحموا، وأقسطوا إذا قسموا، وعدلوا إذا حكموا"

(1) وعند الدولابي وغيره: قال لي أنس: أحدثك حديثا ما أحدثه كل أحد؟ أتى علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في بيت فأخذ بعضادتي الباب فقال"

(2)

وفي رواية للطبراني: كنا في بيت نفر من المهاجرين ونفر من الأنصار"

(3)

زاد الطبراني في رواية "فأقبل كل رجل منا يوسع إلى جنبه رجاء أن يجلس إليه"

(4)

وفي لفظ "الأمراء"

(5)

ولفظ أبي يعلى "ولي عليكم حق، ولهم عليكم مثله" وفي رواية للطبراني "ولي عليهم حق عظيم ولهم مثل ذلك"

(6)

زاد أبو يعلى والطبراني "ما فعلوا ثلاثا"

(7)

وفي أحد اسناديه تقديم وتأخير.

(8)

وقال ابن القطان الفاسي: غير معروف الحال (الوهم والإيهام 4/ 359)

(9)

وفي لفظ "ولي عليكم حق، ولهم عليكم حق"

ص: 2475

أخرجه الحاكم (4/ 501) والبيهقي (8/ 144) من طرق عن الصعق بن حزن به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: الصعق احتج به مسلم وحده، وعلي بن الحكم احتج به البخاري وحده، وهما ثقتان لكن لا أدري أسمع علي بن الحكم من أنس أم لا، والظاهر أنّه لم يسمع منه فقد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا له رواية عن أحد من الصحابة والله أعلم.

الرابع: يرويه أبو حمزة محمد بن ميمون السكري عن محمد بن سُوقة عن أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بعضادتي الباب، فقال "الأئمة من قريش، لهم عليكم حق، ولكم عليهم حق ما عملوا بثلاث: إذا ملكوا أحسنوا، وإذا استرحموا رحموا، وإذا قسموا عدلوا، فإنْ لم يفعلوا فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منهم صرف ولا عدل"

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(5/ 8) عن أبي بكر بن محمد بن أحمد بن عقيل الوراق النيسابوري ثنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبد الله السلمي ثنا أبو القاسم حماد بن أحمد بن حماد بن أبي رجاء المروزي قال: وجدت في كتاب جدي حماد بن عبد الله السلمي بخطه عن أبي حمزة السكري به.

وقال: غريب من حديث محمد، تفرد به حماد موجودا في كتاب جده"

وقال الألباني: قلت: والحمادان لم أجد من ترجمهما" الإرواء 2/ 299

الخامس: يرويه حبيب بن أبي ثابت عن أنس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في بيت وكل إنسان منا تأخر عن مجلسه ليجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام على الباب فقال:"الأئمة (1) من قريش، ولي عليكم حق، ولهم حق ما فعلوا ثلاثاً: إنْ حكموا عدلوا، وإنْ عاهدوا وفوا، وإنْ استرحموا رحموا، فمن لم يفعل ذلك منهم، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"

أخرجه البزار (كشف 1580) والطبراني في "الكبير"(725) وفي "الدعاء"(2118 و 2119) من طرق عن حبيب بن أبي ثابت به.

وحبيب بن أبي ثابت ثقة إلا أنه يدلس ولم يذكر سماعا من أنس.

السادس: يرويه سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس رفعه "الملك في قريش، ولكم

(1) وفي لفظ "الأمراء"

ص: 2476

عليهم حق، ولهم مثله ما حكموا فعدلوا، واسترحموا فرحموا، وعاهدوا فوفوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"

أخرجه البزار (كشف 1579)

عن إبراهيم بن هانئ النيسابوري

والطبراني في "الدعاء"(2117)

عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي

قالا: ثنا محمد بن بكار بن بلال عن سعيد بن بشير به.

وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن بشير.

السابع: يرويه عمر بن عبد الله بن يعلى الثقفي عن أنس قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في بيت مجتمعون، فنهانا أنْ نوسع له. فقال وهو قائم "الأئمة من قريش ثلاثا: الأولى عليكم حق ولكم مثله ما استرحموا فرحموا، وعاهدوا فوفوا، وحكموا فعدلوا. فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"

أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده"(إتحاف الخيرة 5659) وبحشل في "تاريخ واسط"(ص 63 و 123) من طريقين عن عمر بن عبد الله به.

وإسناده ضعيف لضعف عمر بن عبد الله.

الثامن: يرويه موسى الجهني عن منصور عمن سمع أنسا عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه.

أخرجه البيهقي (8/ 144)

وإسناده ضعيف للذي لم يسم.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي شيبة (1)(12/ 172) وأحمد (2/ 364) عن زيد بن الحباب العُكْلي ثنا معاوية بن صالح ثنى أبو مريم أنّه سمع أبا هريرة رفعه "الملك في قريش، والقضاء في الأنصار، والأذان في الحبشة، والسرعة في اليمن، والأمانة في الأزد"

وأخرجه الترمذي (3936) عن أحمد بن منيع ثنا زيد بن الحباب به.

(1) أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1124) عن ابن أبي شيبة فأوقفه على أبي هريرة.

ص: 2477

واختلف فيه على معاوية بن صالح، فرواه عبد الرحمن بن مهدي عنه فأوقفه على أبي هريرة.

أخرجه الترمذي (5/ 727)

وقال: وهذا أصح من حديث زيد بن الحباب"

وأما حديث أبي بكر فلم أره في "المسند" باللفظ الذي ذكره الحافظ وإنما فيه قوله لسعد بن عبادة: ولقد علمت يا سعد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد "قريش ولاة هذا الأمر"

"المسند"(1/ 5) من طريق حميد بن عبد الرحمن قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في طائفة من المدينة قال: فجاء فكشف عن وجه فقبله وذكر الحديث.

قال الهيثمي: ورجاله ثقات إلا أنّ حميد بن عبد الرحمن لم يدرك أبا بكر" المجمع 5/ 191

قلت: قال أبو زرعة: حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي بكر مرسل (المراسيل ص 49)

1688 -

حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: مَرَّ بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أطين حائطا فقال "الأمر أعجل من ذلك"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وصححه الترمذي وابن حبان" (1)

صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 218) وأحمد (2/ 161) وفي "الزهد"(ص 37 - 38) وهناد في "الزهد"(515) والبخاري في "الأدب المفرد"(456) وحماد بن إسحاق في "تركة النبي"(ص 53) والعباس الدوري في "التاريخ"(2/ 323) وأبو داود (5235 و 5236) وابن ماجه (4160) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(3/ 78) والترمذي (2335) وابن أبي الدنيا في "قصر الأمل"(242) والبزار (2436) والخلال في "العلل"(المنتخب لابن قدامة 2) وابن حبان (2996 و 2997) والبيهقي في "الآداب"(1019) وفي "الشعب"(10220) والبغوي في "شرح السنة"(4030) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2307) وابن بشكوال في "الغوامض"(903) من طرق عن الأعمش (2) ثنا أبو السَّفَر عن ابن عمرو قال:

(1) 13/ 336 (كتاب الاستئذان- باب ما جاء في البناء)

(2)

صرّح الأعمش بالتحديث من أبي السفر عند البخاري ويعقوب بن سفيان

ص: 2478

مَرَّ (1) بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن (2) نصلح (3) خُصًّا لنا (4)، فقال "ما هذا؟ " قلنا خُصُّ لنا وَهَى، فنحن نصلحه (5) فقال "أما إنّ الأمر أعجل (6) من ذلك"

اللفظ لأحمد وغيره.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

قلت: وهو كما قال، وأبو السفر أسمه سعيد بن يُحمِد الهمداني.

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى إلا عن ابن عمرو، ولم يسند الأعمش عن أبي السفر إلا هذا الحديث"

1689 -

"الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون"

قال الحافظ: وقد جمع البيهقي كتابا لطيفا في حياة الأنبياء في قبورهم أورد فيه حديث أنس: فذكره، وأخرجه من طريق يحيى بن أبي بكير وهو من رجال الصحيح عن المستلم بن سعيد وقد وثقه أحمد وابن حبان عن الحجاج بن الأسود وهو ابن أبي زياد البصري وقد وثقه أحمد وابن معين عن ثابت عنه، وأخرجه أيضاً أبو يعلى في "مسنده" من هذا الوجه، وأخرجه البزار لكن وقع عنده عن حجاج الصواف وهو وهم والصواب الحجاج الأسود كما وقع التصريح به في رواية البيهقي وصححه البيهقي، وأخرجه أيضاً من طريق الحسن بن قتيبة عن المستلم. وكذلك أخرجه البزار وابن عدي، والحسن بن قتيبة ضعيف، وأخرجه البيهقي أيضاً من رواية محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى أحد فقهاء الكوفة عن ثابت بلفظ آخر "إنّ الأنبياء لا يتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة ولكنّهم يصلون بين يدي الله حتى ينفخ في الصور" ومحمد سيئ الحفظ" (7)

حسن

أخرجه البزار (كشف 2340)

(1) وفي لفظ "علينا" وفي لفظ آخر "عليّ"

(2)

وعند الدوري "وأنا وأبي" وعند ابن حبان والبزار "أنا وأمي" وعند أبي داود وحماد "وأنا أطين حائطا لي أنا وأمي"

(3)

وفي لفظ "نعالج"

(4)

زاد أبو داود وغيره "وَهَى"

(5)

وفي لفظ "نعالجه"

(6)

وفي لفظ "أسرع"

(7)

7/ 296 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها)

ص: 2479

عن رزق الله بن موسى البغدادي

وتمام في "الفوائد"(58)

عن أحمد بن عبد الرحمن الحداني

وابن عدي (2/ 739) ومن طريقه البيهقي في "حياة الأنبياء"(1)

عن الحسن بن عرفة

قالوا: ثنا الحسن بن قتيبة المدائني ثنا المستلم بن سعيد الثقفي عن الحجاج (1) بن الأسود عن ثابت البُنَاني عن أنس به مرفوعاً.

واختلف فيه على الحسن بن قتيبة، فرواه محمد بن عبد الرحمن بن المفضل الحرّاني عنه ثنا حماد بن سلمة عن عبد العزيز عن أنس.

أخرجه البزار (كشف 2339)

وقال: لا نعلم أحدا تابع الحسن بن قتيبة على روايته عن حماد"

قلت: والأول أصح، ومحمد بن عبد الرحمن لم أر من ترجمه.

وقال البزار بعد أن أخرجه من الطريق الأولى: لا نعلم رواه عن ثابت عن أنس إلا الحجاج، ولا عن الحجاج إلا المستلم، ولا نعلم روى الحجاج عن ثابت إلا هذا"

وقال ابن عدي: الحسن بن قتيبة أرجو أنّه لا بأس به"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل هو هالك. قال الدارقطني في رواية البرقاني: متروك الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف، وقال الأزدي: واهي الحديث، وقال العقيلي: كثير الوهم" الميزان 1/ 519

وقال البيهقي: هذا حديث يعد في أفراد الحسن بن قتيبة المدائني"

قلت: لم ينفرد به بل تابعه يحيى بن أبي بكير الكرماني ثنا المستلم بن سعيد به.

أخرجه أبو يعلى (3425) ومن طريقه البيهقي في "حياة الأنبياء"(2)

(1) ووقع في رواية البزار: عن الحجاج - يعني الصواف -وهو وهم كما قال الحافظ.

ص: 2480

عن أبي الجهم الأزرق بن علي (1)

وأبو نعيم (2) في "أخبار أصبهان"(2/ 83)

عن عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير

قالا: ثنا يحيى بن أبي بكير به.

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 211

وقال المناوي: وهو حديث صحيح" الفيض 3/ 184

قلت: الحجاج بن الأسود ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: نكرة ما روى عنه فيما أعلم سوى مستلم بن سعيد فأتى بخبر منكر عن ثابت عن أنس في أنّ الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون" رواه البيهقي.

وتعقبه الحافظ في "اللسان" فقال: وإنما هو حجاج بن أبي زياد الأسود يعرف بزق العسل وهو بصري كان ينزل القسامل روى عن ثابت وجابر بن زيد وأبي نضرة وجماعة وعنه جرير بن حازم وحماد بن سلمة ورَوح بن عبادة وآخرون. قال أحمد: ثقة ورجل صالح، وقال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات": فقال: حجاج بن أبي زياد الأسود من أهل البصرة كان ينزل القسامل"

قلت: والمستلم بن سعيد قال ابن معين والنسائي: ليس به بأس، وقال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق، فالإسناد حسن.

واختلف فيه على ثابت البناني في لفظه.

فرواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عنه عن أنس رفعه "إن الأنبياء لا يتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة، ولكنهم يصلون بين يدي الله عز وجل حتى ينفخ في الصور"

أخرجه البيهقي في "حياة الأنبياء"(4) عن الحاكم ثنا أبو حامد أحمد بن علي

(1) ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يغرب.

(2)

أخرجه عن علي بن محمود ثنا عبد الله بن إبراهيم بن الصباح ثنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير به.

وعلى بن محمود هو ابن علي بن مالك بن الأخطل أبو الحسن المديني قال أبو نعيم (2/ 19): ثقة

صاحب أصول كثير الحديث.

وعبد الله بن إبراهيم ترجمه أبو نعيم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا.

وعبد الله بن محمد وثقه الخطيب (التاريخ 10/ 8)

ص: 2481

الحسنوي ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحمصي ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا إسماعيل بن طلحة بن يزيد عن ابن أبي ليلى به.

وإسناده ضعيف جداً، الحسنوي قال الخطيب: لم يكن بثقة، وقال الحاكم: غير محتج بحديثه، ومنهم من كذبه (اللسان 1/ 223)

وقد روي عن أنس قوله، أخرجه البيهقي (3) من طريق الحسين بن الحسن المروزي ثنا مؤمل ثنا عبيد الله بن أبي حميد الهذلي عن أبي المليح عن أنس قال: الأنبياء في قبورهم أحياء يصلون.

وعبيد الله بن أبي حميد قال البخاري: ذاهب الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن معين وغيره: ضعيف الحديث.

1690 -

عن سعد بن أبي وقاص قال: قلت: يا رسول الله، أيّ الناس أشدّ بلاءً؟ قال:"الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه: الحديث وفيه "حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة"

قال الحافظ: أخرجه الدارمي والنسائي في "الكبرى" وابن ماجه، وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم، كلهم من طريق عاصم بن بَهْدَلة عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: فذكره، أخرجه الحاكم من رواية العلاء بن المسيب عن مصعب أيضاً، وأخرج له شاهدا من حديث أبي سعيد ولفظه "قال: الأنبياء. قال: ثم من؟ قال: العلماء. قال: ثم من؟ قال: الصالحون" الحديث، وليس فيه ما في آخر حديث سعد"(1)

حسن

أخرجه الطيالسي (ص 29 - 30) عن شعبة وهشام وحماد بن سلمة كلهم عن عاصم بهدلة عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، أيّ الناس أشدّ بلاءً؟ قال "الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، حتى يبتلى الرجل على قدر دينه، فإن كان صلب الدين اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب ذلك أو قدر ذلك، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة"

وأخرجه الدروقي في "مسند سعد"(42) والطحاوي في "المشكل"(2202) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 368) والبيهقي (3/ 372 - 373) وفي "الآداب"(1043) وفي "الشعب"(9318) والخطيب في "التاريخ"(3/ 378 - 379) من طرق عن الطيالسي به.

(1) 12/ 215 (كتاب المرضى - باب أشد الناس بلاء الأنبياء)

ص: 2482

وأخرجه ابن سعد (2/ 209 و 209 - 210) وابن أبي شيبة (3/ 233) وأحمد (1/ 172 و 173 - 174 و 180 و 185) وفي "الزهد"(ص 69 - 70) وعبد بن حميد (146) والدارمي (2786) وابن ماجه (4023) والترمذي (2398) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(3) والبزار (1154) والنسائي في "الكبرى"(7481) وأبو يعلى (830) والطحاوي في "المشكل"(2203 و 2204 و 2205 و 2206) والهيثم بن كليب (67 و 68 و 69) وابن حبان (2900 و 2901 و 2921) والحاكم (1/ 41) والبيهقي (3/ 372 - 373) وفي "الشعب"(9318) والبغوي في "شرح السنة"(1434) وفي "معالم التنزيل"(1/ 130) والقاضي عياض في "الشفا"(2/ 913) من طرق عن عاصم بن بهدلة به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى إلا عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نعلم رواه عن سعد بهذا اللفظ إلا مصعب"

قلت: وإسناده حسن رواته ثقات غير عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث.

ولم ينفرد عاصم به بل تابعه:

1 -

سِماك بن حرب.

أخرجه البزار (1150) والطحاوي في "المشكل"(2207) والهيثم بن كليب (80) من طريق شريك بن عبد الله القاضي عن سماك به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن سماك إلا شريك، وإنما يعرف من حديث عاصم عن مصعب"

قلت: وشريك مختلف فيه.

2 -

العلاء بن المسيب الكوفي.

واختلف عنه:

- رواه خالد بن عبد الله الواسطي عنه عن مصعب بن سعد عن سعد.

أخرجه الحاكم (1/ 40 - 41)

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

وتابعه خالد بن العلاء بن المسيب عن أبيه به.

أخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 90)

ص: 2483

- ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن سعد.

أخرجه ابن حبان (2920) والمحاملي في "أماليه"(151)

وتابعه محمد بن فضيل عن العلاء بن المسيب به.

أخرجه ابن المقرئ في "المعجم"(650)

- ورواه عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن العلاء بن المسيب عن عاصم بن أبي النَّجُود عن مصعب بن سعد عن أبيه.

أخرجه البزار (1155) وبحشل في "تاريخ واسط"(ص 253)

وأما حديث أبي سعيد الذي ذكره الحافظ فيرويه زيد بن أسلم واختلف عنه:

- فرواه هشام بن سعد المدني عنه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو محموم (1) فوضعت يدي فوق القطيفة فوجدت حرارة الحُمَّى (2) فقلت: ما أشد (3) حُمَّاك (4) يا رسول الله! قال "إنا كذلك معشر الأنبياء يضاعف علينا الوجع (5) ليضاعف لنا الأجر" قلت "يا رسول الله، فأي الناس أشدّ بلاءً؟ قال "الأنبياء" (6) قلت: ثم من؟ قال "ثم الصالحون، إنْ كان (7) ليبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة فيجوبها (8) ويلبسها، وإنْ كان أحدهم ليبتلى بالقمل حتى يقتله القمل وكان ذلك أحبّ إليهم من العطاء" (9)

أخرجه ابن سعد (2/ 208) وابن ماجه (4024) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(1) وأبو يعلى (1045) والطحاوي في "المشكل"(2210) والحاكم (1/ 40 و 4/ 307) وابن بشران (745) والبيهقي (3/ 372) وفي "الآداب"(1042) وفي "الشعب"(9317) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(572) من طرق عن هشام بن سعد به.

(1) وفي لفظ: "موعوك" وفي لفظ آخر "يوعك"

(2)

زاد ابن سعد وغيره "فوق القطيفة" وزاد ابن ماجه "فوق اللحاف"

(3)

زاد أبو يعلى وغيره "حَرّ"

(4)

وفي لفظ "حرارتك"

(5)

وفي لفظ "يشدد علينا البلاء"

(6)

زاد الحاكم "قلت: ثم من؟ قال: العلماء"

(7)

زاد أبو يعلى "أحدهم"

(8)

وفي لفظ "يحويها"

(9)

ولفظ ابن ماجه "وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء"

ص: 2484

واللفظ لابن أبي الدنيا.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم فقد احتج بهشام بن سعد"

وقال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 188

قلت: هشام بن سعد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

- ورواه مَعْمَر عن زيد بن أسلم عن رجل عن أبي سعيد.

أخرجه عبد الرزّاق (20626) وأحمد (3/ 94) وفي "الزهد"(ص 77 - 78) وعبد بن حميد (960)

- ورواه موسى بن عُبيدة الرَّبَذي عن زيد بن أسلم عن أبي سعيد، ولم يذكر بينهما أحدا.

أخرجه ابن سعد (2/ 208)

وموسى بن عبيدة ضعيف.

1691 -

"الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى"

قال الحافظ: ولأبي داود وابن خزيمة من حديث أبي الأحوص عوف بن مالك عن أبيه مرفوعاً: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه أحمد (3/ 473 و 4/ 137) عن عَبيدة بن حُميد أبي عبد الرحمن التيمي ثنا أبو الزعراء عن أبي الأحوص عن أبيه مالك بن نَضلة مرفوعاً به وزاد "فأعط الفضل، ولا تعجز عن نفسك"

وأخرجه أبو داود (1649) عن أحمد به.

وأخرجه الحاكم (1/ 408) عن القطيعي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه به.

ولم ينفرد به أحمد بل تابعه:

1 -

الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ثنا عبيدة بن حميد به.

أخرجه ابن خزيمة (2440) وفي "التوحيد"(1/ 158) وابن الأعرابي (ق 128/ أ) وابن حبان (3362) والبيهقي (4/ 198) وابن بشكوال في "الغوامض"(812)

(1) 4/ 40 (كتاب الزكاة- باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى)

ص: 2485

2 -

أبو بشر هارون بن حاتم البزاز.

أخرجه أبو طاهر السلفي في "حديث أبي حسين الثقفي"(34)

قال ابن خزيمة وابن حبان: أبو الزعراء هو عمرو بن عمرو بن مالك بن أخي أبي الأحوص"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: وهو كما قال، وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك بن نضلة الجُشَمي.

وله شاهد من حديث ابن مسعود أخرجه أحمد (1/ 446) وأبو يعلى (5125) وابن خزيمة (2435) وفي "التوحيد"(1/ 156 - 157) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 21) والهيثم بن كليب (718 و 719) والحاكم (1/ 408) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 155 - 156) والبيهقي (4/ 198) والبغوي في "شرح السنة"(1618) من طرق عن إبراهيم الهَجَري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود رفعه "الأيدي ثلاثة أيد: فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل أسفل (1) إلى يوم القيامة، فاستعفوا (2) من السؤال (3) ما استطعتم (4)، ومن أعطاه (5) الله خيرا فلير عليه، وابدأ بمن تعول، وارتضخ (6) من الفضل، ولا تلام على كفاف (7)، ولا تعجز عن نفسك"

واللفظ للبيهقي.

قال الحاكم: حديث محفوظ مشهور عن ابن مسعود"

وقال البغوي: وإبراهيم هو ابن مسلم الهجري تكلموا فيه"

وقال الهيثمي: ورجاله موثقون" المجمع 3/ 97

قلت: إسناده ضعيف لضعف إبراهيم الهجري، وأبو الأحوص هو عوف بن مالك الجشمي.

(1) وفي لفظ "السفلى"

(2)

وفي لفظ "فاستعفف" وفي لفظ آخر "فاستعف"

(3)

وفي لفظ "الناس":

(4)

وفي لفظ "ما استطعت"

(5)

وفي لفظ "وإذا آتاك الله خيرا فلير عليك"

(6)

وفي لفظ "وارضخ"

(7)

وفي لفظ "العفاف"

ص: 2486

وقد روي موقوفاً على ابن مسعود.

قال الطيالسي (ص 40): ثنا شعبة عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال: فذكره.

وقال: غير شعبة يرفعه"

قلت: وشعبة يرفعه أيضاً، رواه محمد بن جعفر البصري وغيره عن شعبة مرفوعاً.

1692 -

"الإيمان يمان"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 7/ 343) من حديث أبي هريرة.

(1) 16/ 191 (كتاب الفتن- باب تغيير الزمان حتى يعبدوا الأوثان)

ص: 2487