الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للَّه مميز الخبيث من الطيب، ومحرز الحديث بنقاده من الخطأ والكذب، والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمد وعلى آله وأزواجه ومن له صحب، صلاةً وسلاماً نرجو بهما الاستقامة للنفس والأهل والعقب.
وبعد: فهذا كتاب رغب إلي فيه بعض الأئمة الأنجاب، أبين فيه بالعزو والحكم المعتبر، ما على الألسنة اشتهر، مما يظن إجمالاً أنه من الخبر، ولا يهتدي لمعرفته إلا جهابذة الأثر، وقد لا يكون فيه شيء مرفوع، وإنما هو في الموقوف أو المقطوع وربما لم أقف له على أصل أصلاً، فلا أبت بفصل فيه قولاً، غير ملتزم في ذلك الاستيفاء ولا مقدم على تنقيص لمتقدم أو جفاء، وإن لم يسلم كلامه من خلل، ولا تكلم بما يتضح به زوال العلل، تأدباً مع الأئمة كالزركشي وابن تيمية، فالفضل للسابق، والعدل هو الموافق، مرتباً على حروف المعجم في أول الكلمات، وإن كان ترتيبه على الأبواب للعارف من أكبر المهمات، ولذا جمعت بين الطريقتين، ورفعت عني اللوم ممن يختار إحدى الجهتين، فبوبت للأحاديث بعد انتهائها، وأشرت لمظانها من ابتدائها، ولاحظت في تسميتها أحاديث - المعنى اللغوي، كما أني لم أقصد في الشهرة الاقتصار على الاصطلاح القوي، وهي ما يروى عن أكثر من اثنين في معظم طباقه أو جميعها بدون مين، بل القصد الذي عزمت على إيضاحه وأن أتقنه، ما كان مشهوراً على الألسنة من العالم المتقن في سبره أو غيره في بلد خاص، أو قوم معينين، أو في جل البلدان وبين أكثر الموجودين، وذلك يشمل ما كان كذلك، وما انفرد به راويه بحيث ضاقت مما عداه المسالك، وما لا يوجد له عند أحد سند معتمد، بل عمن عرف بالتضعيف والتلفيق والتحريف، وما لم يجيء كما أشرت إليه إلا عن الصحابة، فمن بعدهم من ذوي الرجاحة والإصابة، وما لم يفه به أحد من المعتمدين بالظن الغالب لا اليقين، وربما أنشط لشيء من المعنى، وأضبط ما يزول به اللبس بالحسنى، وكان أعظم باعث لي على
هذا الجمع، وأهم حاث لعزمي فيما تقر به العين ويلتذ به السمع، كثرة التنازع لنقل ما لا يعلم في ديوان، مما لا يسلم عن كذب وبهتان، ونسبتهم إياه إلى الرسول، مع عدم خبرتهم بالمنقول، جازمين بإيراده، عازمين على إعادته وترداده، غافلين عن تحريمه، إلا بعد ثبوته وتفهيمه، من حافظ متقن في تثبيته، بحيث كان ابن عم المصطفى علي بن أبي طالب، لا يقبل الحديث إلا ممن حلف
(1)
له من قريب أو مناسب، لأن الكذب عليه صلى الله عليه وآله وسلم ليس كالكذب على غيره من الخلق والأمم، حتى اتفق أهل البصيرة والبصائر، أنه من أكبر الكبائر، وصرح غير واحد من علماء الدين وأئمته، بعدم قبول توبته، بل بالغ الشيخ أبو محمد الجويني فكفره وحذر فتنته وضرره، إلى غيره من الأسباب، التي يطول في شأنها الانتخاب وسميته:
المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة
واللَّه أسأل أن يسلك بنا طريق الحق والاعتدال وأن لا يترك الأحمق المائق يتمادى بالضلال، فيما لم يحققه مع الفحول الأبطال، وأن يجعل هذا التأليف خالصاً لوجهه الكريم، موجباً لرضاه العميم، إنه قريب مجيب.
(1)
روى أحمد وأصحاب السنن والبزار عن علي عليه السلام قال: كنت إذا سمعت من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم حديثاً نفعني اللَّه بما شاء منه، وإذا حدثني عنه غيره استحلفته، فإذا حلف لي صدقته، وأن أبا بكر حدثني - وصدق أبو بكر - أنه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول "ما من رجل يذنب ذنباً فيتوضأ ويصلي ركعتين فيستغفر اللَّه عز وجل الا غفر له" حسنه الترمذي وصححه ابن حبان، وله طرق أوردها ابن كثير في مسند الصديق من كتاب جامع المسانيد.
حرف الهمزة
1 -
حديث: آخر الدواء الكي، كلام معناه أنه بعد انقطاع طرق الشفاء يعالج به، ولذا كان أحد ما حمل عليه النهي
(1)
عن الكي وجود طريق مرجو الشفاء.
2 -
حديث: آفة الكذب النسيان، القضاعي في مسند الشهاب، والديلمي من حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن جده، ومن حديث شعبة عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور كلاهما عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرفوعاً في حديث بلفظ: آفة الحديث الكذب وآفة العلم النسيان، وسنده ضعيف إلا أنه صحيح المعنى، وللدارمي في مسنده والعسكري في الأمثال من حديث وكيع عن الأعمش رفعه معضلاً أو مرسلاً: آفة العلم النسيان وإضاعته أن تحدث به غير أهله، وللبيهقي في المدخل من حديث أبي العميس
(2)
المسعودي عن القاسم هو ابن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود عن جده - وبينهما انقطاع - موقوفاً: آفة الحديث النسيان، وله في الشعب وغيرها وكذا للخلعي في فوائده عن رؤبة بن العجاج، قال قال لي النسابة البكري: للعلم آفة ونكد وهجنة فآفته نسيانه، ونكده الكذب، وهجنته نشره عند غير أهله.
3 -
حديث: آل محمد كل تقي، تمام في فوائده من حديث شيبان بن فروخ حدثنا نافع بن هرمز. والديلمي من حديث النضر بن محمد الشيباني عن يحيى بن سعيد كلاهما عن أنس رضي الله عنه، قال: سئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من آل محمد؟ فقال كل تقي من أمة محمد، ولفظ الديلمي فقال: آل محمد كل تقي، ثم قرأ {إن أولياؤه إلا المتقون} وفي الدلائل من حديث ابن الشخير
(3)
ومن حديث شريك عن أبي إسحاق
(1)
يقصد بالنهي ما رواه أحمد وأبو داود والترمذي بسند قوي عن عمران بن حصين قال: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عن الكي، فاكتوينا فما أفلحنا ولا أنجحنا، وهذا النهي محمول على الكراهة أو خلاف الأولى كما قال العلماء، لصحة الأحاديث بجواز الكي.
(2)
بضم العين وفتح الميم. اسمه عتبة بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود الهذلي ثقة من رجال الستة.
(3)
بكسر الشين والخاء المشددتين اسمه عبد اللَّه له صحبة، من مسلمة الفتح عداده في البصريين.
السبيعي
(1)
عن الحارث الأعور عن علي رضي الله عنه قال: قلت يا رسول اللَّه من آل محمد؟ قال: كل تقي، وأسانيدها ضعيفة، ولكن شواهده كثيرة. منها في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم: إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء إنما وليي اللَّه وصالح المؤمنين، كما بينتها في ارتقاء الغرف، وقد حمل الحليمي حديث الترجمة على كل تقي من قرابته، ومن الأدلة التي استدل بها البيهقي على أن اسم الآل للقرابة خاصة لا لعامة المؤمنين
(2)
.
4 -
حديث: آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان، متفق عليه من حديث مالك بن أبي عامر جد مالك بن أنس عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً بهذا.
5 -
حديث: آية من كتاب اللَّه خير من محمد وآله، لم أقف عليه، وكذا فيما قيل شيخي
(3)
من قبلي، ولكن قد رأيته بخط بعض طلبته من أصحابنا في هامش تسديد القوس مجرداً عن العزو والصحابي، وذلك لا أعتمده من مثله، وزاد فيه: لأن القرآن كلام اللَّه غير مخلوق. نعم في فضائل القرآن من جامع الترمذي من حديث الحميدي قال: قال لنا سفيان بن عيينة في تفسير حديث ابن مسعود: ما خلق اللَّه سبحانه من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي: آية الكرسي كلام اللَّه وكلام اللَّه أعظم خلق اللَّه من السماء والأرض، وفي نسخة: أعظم مما في السماوات والأرض، قلت: وكأنه أشار إلى ما أورده الطبراني من حديث ابن مسعود موقوفاً: كل آية في كتاب اللَّه خير مما في السماء والأرض، ووقفت على أثر عن ابن مسعود رضي الله عنه من قوله أنه كان يقرئ الرجل الآية ثم يقول: لهي خير مما طلعت عليه الشمس وما على الأرض من شيء، حتى يقول ذلك في القرآن كله، وفي لفظ أنه كان إذا علم الآية قال: خذها
(1)
بفتح السين.
(2)
كذاباً لأصل، ولعل بقية الكلام: أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا ضحى أتى بكبشين أحدهما عن أمته من شهد للَّه بالتوحيد وله بالبلاغ وذبح الآخر عن محمد وآل محمد، فقد استدل الحليمي بهذا الحديث لهذا المعنى أيضاً.
(3)
أي لم يقف عليه شيخه الحافظ ابن حجر أيضاً.
فلهي خير من الدنيا وما فيها. أخرجهما ابن الضريس في فضائل القرآن، وأولهما عند الطبراني في معجمه الكبير، وأبي عبيد في فضائل القرآن، بلفظ: كان يقرئ القرآن فيمر بالآية فيقول للرجل: خذها فواللَّه لهي خير مما على الأرض من شيء، وأورده بعضهم موهماً رفعه بلفظ: آية من كتاب اللَّه خير من الدنيا وما فيها. ولأبي عبيد أيضاً من حديث فروة بن نوفل الأشجعي عن خَبَّاب ابن الأرتِّ أنه قال: واعلم أنك لست تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه، وفي الأول من ثاني حديث المخلص من مرسل محمد بن علي، بل هو في مسند الفردوس عن علي رفعه: القرآن أفضل من كل شيء دون اللَّه، قال: وفي الباب عن أنس وكأنه يشير إلى ما أخرجه من حديثه رضي الله عنه في حديث أوله: لقراءة آية من كتاب اللَّه أفضل مما تحت العرش. ولأبي الشيخ والديلمي في مسنده معاً من حديث صهيب رضي الله عنه مرفوعاً: لقراءة آية من كتاب اللَّه أفضل من كل شيء دون العرش، وفي المعنى ما رواه عبد الملك بن حبيب من رواية سعيد بن سليم رفعه مرسلاً - مما هو عند الغزالي في الإحياء -: ما من شفيع أعظم عند اللَّه منزلة من القرآن، لا نبي ولا ملك ولا غيره.
6 -
حديث: أبخل الناس، في: إن أبخل.
7 -
حديث: ابدأ بنفسك، مسلم في الزكاة من صحيحه من حديث الليث عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه، قال: أعتق رجل من بني عذرة عبداً له عن دبر
(1)
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ألك مال غيره؟ فقال: لا، فقال: من يشتريه مني؟ فاشتراه نعيم بن عبد اللَّه العدوي بثمانمائة درهم، فجاء بها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فدفعها إليه، ثم قال: ابدأ بنفسك فتصدق عليها فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا، يقول: فبين يديك وعن يمينك وعن شمالك، وكذا أخرجه النسائي وآخرون، وفي الباب عن جابر بن سمرة عند الطبراني في الكبير من حديث حاتم بن إسماعيل وابن أبي ذئب كلاهما عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد عنه رضي الله عنه رفعه إذا أنعم اللَّه على عبد بنعمة فليبدأ بنفسه وأهل بيته، ولفظ ابن أبي ذئب: إذا أعطى
(1)
أي بعد موته.
اللَّه أحدكم خيراً فليبدأ بنفسه وأهله. وهو كذلك - لكن بلفظ -: وأهل بيته، عند مسلم في أول الإمارة من صحيحه من حديث حاتم بن إسماعيل فقط، وفي الحروف من السنن لأبي داود من حديث حمزة الزيات عن أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا بدأ بنفسه، وقال: رحمة اللَّه علينا وعلى موسى الحديث، بل هو في صحيح مسلم من حديث رَقَية بن مَصْقَلة عن أبي إسحاق في قصة موسى مع الخضر: وكان يعني النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أحداً من الأنبياء بدأ بنفسه: رحمة اللَّه علينا وعلى أخي كذا، وفي السنن لسعيد بن منصور من حديث عروة بن الزبير أن عمر بن الخطاب كان إذا تشهد قال: بسم اللَّه خير الأسماء، وذكر التشهد وفيه: السلام علينا وعلى عباد اللَّه الصالحين، إن أحدكم يصلي فيسلم ولا يسلم على نفسه، فابدؤوا بأنفسكم فإن ذلك قد جمع لكم الملائكة والصالحين.
8 -
حديث: الأبدال، له طرق عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً بألفاظ مختلفة كلها ضعيفة. منها للخلال في كرامات الأولياء بلفظ: الأبدال أربعون رجلاً وأربعون امرأة كلما مات رجل أبدل اللَّه رجلاً مكانه، وإذا ماتت امرأة أبدل اللَّه مكانها امرأة، ومنها للطبراني في الأوسط بلفظ: لن تخلو الأرض من أربعين رجلاً مثل خليل الرحمن عليه السلام، فبهم يسقون، وبهم ينصرون، ما مات منهم أحد إلا أبدل اللَّه مكانه آخر، ومنها لابن عدي في كامله بلفظ: البدلاء أربعون، اثنان وعشرون بالشام، وثمانية عشر بالعراق، كلما مات منهم واحد أبدل اللَّه مكانه آخر، فإذا جاء الأمر قبضوا كلهم، فعند ذلك تقوم الساعة، وكذا يروى كما عند أحمد في المسند والخلال وغيرهما عن عبادة بن الصامت رضي اللَّه مرفوعاً: لا يزال في هذه الأمة ثلاثون مثل إبراهيم خليل الرحمن كلما مات واحد منهم أبدل اللَّه عز وجل مكانه رجلاً، وفي لفظ للطبراني في الكبير: بهم تقوم الأرض، وبهم يمطرون، وبهم ينصرون، ولأبي نعيم في الحلية عن ابن عمر رفعه: خيار أمتي في كل قرن خمسمائة والأبدال أربعون، فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون كلما مات رجل أبدل اللَّه مكانه آخر، قالوا: يا رسول اللَّه دلنا على أعمالهم؟ قال: يعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، ويتواصلون فيما أتاهم اللَّه عز وجل، وفي لفظ للخلال: لا يزال أربعون رجلاً يحفظ
اللَّه بهم الأرض كلما مات رجل أبدل اللَّه مكانه آخر وهم في الأرض كلها، وفي الحلية أيضاً عن ابن مسعود رضي الله عنه رفعه: لا يزال أربعون رجلاً من أمتي قلوبهم على قلب إبراهيم يدفع اللَّه بهم عن أهل الأرض يقال لهم الأبدال، إنهم لم يدركوها بصلاة ولا بصوم ولا بصدقة، قالوا: فبم أدركوها يا رسول اللَّه؟ قال: بالسخاء والنصيحة للمسلمين، والجملة الأخيرة تروى كما للطبراني في الأجواد وغيره كأبي بكر ابن لال في مكارم الأخلاق، عن أنس رضي الله عنه رفعه بلفظ: إن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بصلاة ولا صيام، ولكن دخلوها بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنصح للمسلمين، وللخرائطي في المكارم من حديث أبي سعيد نحوه، وبعضها أشد في الضعف من بعض، وآخرها جاء عن فضيل بن عياض رحمه الله من قوله بلفظ: لم يدرك عندنا من أدرك بكثرة صيام ولا صلاة، وانما أدرك عندنا بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنصح للأمة، وأحسن مما تقدم ما لأحمد من حديث شريح يعني ابن عبيد قال: ذكر أهل الشام عند علي رضي الله عنه وهو بالعراق فقالوا: العنهم يا أمير المؤمنين، قال: لا، إني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: البدلاء يكونون في الشام وهم أربعون رجلاً كلما مات رجل أبدل اللَّه مكانه رجلاً يسقي بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء، ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب، ورجاله من رواة الصحيح، إلا شريحاً وهو ثقة، وقد سمع ممن هو أقدم من علي، ومع ذلك فقال الضياء المقدسي: إن رواية صفوان بن عبد اللَّه عن علي رضي الله عنه من غير رفع: لا تسبوا أهل الشام جماً غفيراً، فإن فيها الأبدال، قالها ثلاثاً. أولى، أخرجها عبد الرزاق ومن طريقه البيهقي في الدلائل ورواها غيرهما، بل أخرجها الحاكم في مستدركه مما صححه من قول علي نحوه، ورأى بعضهم النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له: أين بدلاء أمتك؟ فأومأ بيده نحو الشام، وقال: فقلت يا رسول اللَّه؟ أما بالعراق أحد منهم؟ قال: بلى وسمى جماعة، ومما يتقوى به هذا الحديث ويدل لانتشاره بين الأئمة قول إمامنا الشافعي رحمه الله في بعضهم: كنا نعده من الأبدال.
وقول البخاري في غيره: كانوا لا يشكون أنه من الأبدال، وكذا وصف غيرهما من النقاد والحفاظ والأئمة غير واحد بأنهم من الأبدال، ويروى في حديث مرفوع: ثلاث من كن فيه فهو من الأبدال، الرضا بالقضاء، والصبر عن المحارم، والغضب
للَّه، وعن بعضهم قال: أكلهم فاقة وكلامهم ضرورة، وعن معروف الكرخي قال: من قال اللَّهم ارحم أمة محمد في كل يوم كتبه اللَّه من الأبدال، وهو في الحلية بلفظ من قال في كل يوم عشر مرات: اللَّهم أصلح أمة محمد، اللَّهم فرج عن أمة محمد، اللَّهم ارحم أمة محمد، كتب من الأبدال، وعن غيره قال: علامة الأبدال أن لا يولد لهم، بل يروى في مرفوع معضل: علامة أبدال أمتي أنهم لا يلعنون شيئاً أبداً، وقال يزيد بن هارون: الأبدال هم أهل العلم، وقال الإمام أحمد: إن لم يكونوا أصحاب الحديث فمن هم؟ وقال بلال الخواص فيما رويناه في مناقب الشافعي ورسالة القشيري: كنت في تيه بني إسرائيل فإذا رجل يماشيني فتعجبت منه وألهمت أنه الخضر، فقلت له: بحق الحق من أنت؟ قال: أنا أخوك الخضر، فقلت له: أريد أن أسألك، قال: سل، قلت: ما تقول في الشافعي، قال: هو من الأبدال، قلت: فما تقول في أحمد، قال: رجل صديق، قلت: فما تقول في بشر بن الحارث، قال: رجل لم يخلق بعده مثله، قلت: فبأي وسيلة رأيتك، قال: ببركة أمك، وروينا في تاريخ بغداد للخطيب عن الكتاني قال: النقباء ثلاثمائة، والنجباء سبعون، والبدلاء أربعون، والأخيار سبعة، والعمد أربعة، والغوث واحد، فمسكن النقباء المغرب. ومسكن النجباء مصر، ومسكن الأبدال الشام، والأخيار سيَّاحون في الأرض، والعُمُدُ في زوايا الأرض، ومسكن الغوث مكة، فإذا عرضت الحاجة من أمر العامة ابتهل فيها النقباء، ثم النجباء، ثم الأبدال، ثم الأخيار، ثم العمد، فإن أجيبوا وإلا ابتهل الغوث، فلا تتم مسئلته حتى تجاب دعوته، وفي الإحياء: ويقال إنه ما تغرب الشمس من يوم إلا ويطوف بهذا البيت رجل من الأبدال ولا يطلع الفجر من ليلة إلا ويطوف به واحد من الأوتاد، وإذا انقطع ذلك كان سبب رفعه من الأرض، وذكر أثراً. إلى غير ذلك من الآثار الموقوفة وغيرها، وكذا من المرفوع مما أفردته واضحاً بيناً معللاً في جزء سميته نظم اللآل في الكلام على الأبدال
(1)
(1)
وللحافظ السيوطي كتاب الخبر الدال على وجود النجباء والأوتاد والأبدال، أثبت فيه تواتر حديث الأبدال، وإن لم يسلم له التواتر فالحديث صحيح جزماً خلافاً للمؤلف. ومن طرقه حديث أم سلمة عند أبي داود بإسناد على شرط الصحيحين، رواه في باب المهدي من كتاب الملاحم.
9 -
حديث: أبردوا بالطعام، فإن الطعام الحار غير ذي بركة، الطبراني في الأوسط من حديث هشام بن عمار حدثنا عبد اللَّه بن يزيد البكري عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً بهذا، وقال: لم يروه عن ابن أبي ذئب إلا البكري تفرد به هشام، وعنده في الأوسط والصغير معاً من حديث هشام عن البكري المذكورين قال
(1)
: حدثنا يعقوب بن محمد بن طلحة المدني حدثنا بلال بن أبي هريرة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بصحيفة تفور فرفع يده منها فقال: إن اللَّه عز وجل لم يطعمنا ناراً، وفي لفظ فأسرع يده فيها ثم رفع يده، وقال: لم يروه عن بلال إلا يعقوب ولا عنه إلا عبد اللَّه تفرد به هشام، وبلال قليل الرواية عن أبيه انتهى. والبكري ضعفه أبو حاتم، لكن عند البيهقي بسند صحيح عن أبي هريرة قال: أُتيَ النبي صلى الله عليه وسلم يوماً بطعام سخن، فقال: ما دخل بطني طعام سخن منذ كذا وكذا قبل اليوم، بل للديلمي من حديث عبد الصمد بن سليمان عن قزعة بن سويد عن عبد اللَّه بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما رفعه: أبردوا بالطعام، فإن الحار لا بركة فيه، ولأبي نعيم في الحلية من حديث يوسف بن أسباط عن صفوان بن سليم عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يكره الكي والطعام الحار، ويقول: عليكم بالبارد، فإنه ذو بركة ألا وإن الحار لا بركة له، قال: وكانت له مكحلة يكتحل بها عند النوم ثلاثاً ثلاثاً، ولأحمد وأبي نعيم أيضاً من حديث ابن لهيعة عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير أن أسماء رضي الله عنها كانت إذا ثردت غطته بشيء حتى يذهب فوره، ثم تقول: إني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: هو أعظم للبركة وهو عند كل من أحمد أيضاً والطبراني من غير هذا الوجه، وللطبراني في الكبير بسند فيه من لم يسم عن جويرية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره الطعام، حتى تذهب فورة دخانه، وله وكذا للبيهقي في الشعب عن خولة ابنة قيس رضي الله عنها أنها جعلت للنبي صلى الله عليه وسلم حريرة، وقدمتها إليه، فوضع يده فوجد حرها فقبضها وقال: يا خولة لا نصبر على حر ولا برد الحديث، وفي لفظ لأحمد بسند جيد فأحرقت أصابعه، فقال: حَسِّ
(1)
يعني البكري.
10 -
حديث: أبغض الحلال إلى اللَّه الطلاق، أبو داود في سننه عن أحمد بن يونس عن معرِّف بن واصل عن محارب بن دثار رفعه بلفظ: ما أحل اللَّه شيئاً أبغض إليه من الطلاق، وهذا مرسل، وهو وإن أخرجه الحاكم في مستدركه من جهة محمد بن عثمان ابن أبي شيبة عن أحمد بن يونس هذا فوصله بإثبات ابن عمر فيه، ولفظه: ما أحل اللَّه شيئاً أبغض إليه من الطلاق، فقد رواه ابن المبارك في البر والصلة له، وكذا أبو نعيم - الفضل بن دكين - كلاهما عن معرف كالأول، ولذا قال الدارقطني في علله: المرسل فيه أشبه، وكذلك صحح البيهقي إرساله، وقال: إن المتصل ليس محفوظاً، ورجح أبو حاتم الرازي أيضاً المرسل، وصنيع أبي داود مشعر به، فإنه قدم الرواية المرسلة، خلافاً لما اقتضاه قول الزركشي: ثم رواه أبو داود متصلاً عن كثير بن عبيد عن محمد بن خالد الوهبي عن معرف بلفظ الترجمة، وكذا رواه عن كثير - ابن أبي داود وابن أبي عاصم والحسين بن إسحاق، كما أخرجه الطبراني عنه لكن رواه ابن ماجه في سننه عن كثير فجعل بدل معرف عبيد اللَّه بن الوليد الوصافي، وكذا هو عند تمام في فوائده من حديث سليمان بن عبد الرحمن، ومحمد بن مسروق، كلاهما عن الوصافي وهو ضعيف، ومن جهته أورده ابن الجوزي في العلل المتناهية، وله شاهد عند الدارقطني في سننه من حديث إسماعيل بن عياش عن حميد بن مالك اللخمي عن مكحول عن معاذ رضي الله عنه مرفوعاً، بلفظ: يا معاذ! ما خلق اللَّه شيئاً أحب إليه من العتاق، ولا خلق الله شيئاً على وجه الأرض أبغض إليه من الطلاق، فإذا قال الرجل لمملوكه: أنت حر إن شاء اللَّه فهو حر لا استثناء له، وإذا قال لامرأته: أنت طالق إن شاء اللَّه فله استثناؤه، ولا طلاق عليه، وهو عند الديلمي في مسنده من جهة محمد بن الربيع عن أبيه عن حميد، ولفظه: إن اللَّه يبغض الطلاق ويحب العتاق، ولكنه ضعيف بالانقطاع، فمكحول لم يسمع من معاذ، بل وحميد مجهول، وقد قيل عنه عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ، وقيل عنه عن مكحول عن خالد بن معدان عن معاذ، وكلها ضعيفة، والحمل فيه كما قال ابن الجوزي على حميد، وفي الباب أيضاً عن علي رضي الله عنه رفعه: تزوجوا ولا تطلقوا، فإن الطلاق يهتز منه العرش، أخرجه الديلمي من حديث جوبير عن
الضحاك عن النَّزَّال عنه وسنده ضعيف، وعن أبي موسى الأشعري
(1)
مرفوعاً: ما بال أحدكم يلعب بحدود اللَّه يقول: قد طلقت قد راجعت. وكأن ذلك حيث لم يكن ما يقتضيه، وعليه يحمل قولهم: الطلاق يمين الفساق.
11 -
حديث: أبلغوا حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته، فإنه من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يستطيع إبلاغها إياه ثبت اللَّه قدميه يوم القيامة، البيهقي في الدلائل من حديث جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده علي بن الحسين، ومن حديث من لم يسم عن ابن لأبي هالة كلاهما عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي - وكان وصافاً - عن حلية النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر حديثاً طويلاً، وفيه أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: ليبلغ الشاهد الغائب، وأبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته، وذكره، وهو من الوجه الأول عندنا في مشيخة ابن شاذان الصغرى، ومن الوجه الثاني في المعجم الكبير للطبراني. وكذا في الشمائل النبوية للترمذي، لكن بدون القصد منه هنا، وأخرجه البغوي وابن منده وآخرون، ورواه الفقيه نصر في فوائده من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرفوعاً: أبلغوني. وذكره بزيادة على الصراط، وفي الباب عن عائشة وابن عمر رضي الله عنهما، وهما بلفظ: من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في تبليغ برٍّ أو تيسير عسير أعانه اللَّه على إجازة الصراط عند دحض الأقدام، وهما عند الطبراني، وصحح ثانيهما الحاكم، وابن حبان، ووهم الديلمي في عزوه لفظ الترجمة للطبراني عن أبي الدرداء
(2)
، فالذي فيه حديث عائشة وابن عمر، ولكن بلفظ: رفعه اللَّه في الدرجات العلى من الجنة.
12 -
حديث: ابن أخت القوم منهم، متفق عليه من رواية شعبة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً في حديث، وله طرق عن أنس وغيره، منها للبزار عن عائشة، وللطبراني عن جبير بن مطعم رفعاه مقتصرين عليه، ومنها عن
(1)
رواه ابن ماجه وابن حبان.
(2)
وكذا عزاه السيوطي في الجامع الصغير، ولعله قلد الديلمي، والذي روى حديث أبي الدرداء. البزار في مسنده.
أبي مالك الأشعري، وأبي موسى، وعتبة بن غزوان، وعلي بن ركانة، وحديثه عند الديلمي في مسنده، بلفظ: يا معشر قريش إن ابن أخت القوم منهم أو من أنفسهم وينظر في قول القائل:
وإن ابن أخت القوم مصغي إناؤه
…
إذا لم يزاحم خاله باب جلمد.
13 -
حديث: ابن الذبيحين، الحاكم في المناقب من مستدركه من حديث عبيد اللَّه بن محمد العتبي حدثنا عبد اللَّه بن سعيد عن الصنابحي قال: حضرنا مجلس معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما فتذاكر القوم إسماعيل وإسحاق أبناء إبراهيم عليهم السلام، فقال بعضهم: الذبيح إسماعيل، وقال بعضهم: بل إسحاق، فقال معاوية رضي الله عنه: سقطتم على الخبير، كنا عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأتاه أعرابي، فقال: يا رسول اللَّه، خلفت البلاد يابسة، والماء يابساً، هلك المال وضاع العيال، فعد علي مما أفاء اللَّه عليك يا ابن الذبيحين، قال: فتبسم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه، فقلنا: يا أمير المؤمنين! وما الذبيحان؟ قال: إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر للَّه إن سهل له أمرها أن ينحر بعض ولده، فأخرجهم فأسهم بينهم، فخرج السهم لعبد اللَّه، فأراد ذبحه فمنعه أخواله من بني مخزوم، وقالوا: أرض ربك وافد ابنك. قال: ففداه بمائة ناقة فهو الذبيح، وإسماعيل الثاني، وهكذا رواه ابن مردويه والثعلبي في تفسيريهما، ورواه الخلعي في فوائده بزيادة والد العتبي بينه وبين الصنابحي، وعند الزمخشري في الكشاف: أنا ابن الذبيحين.
14 -
حديث: أبى اللَّه أن يرزق عبده المؤمن إلا من حيث لا يعلم، الديلمي من حديث عمر بن راشد عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً بهذا، وابن راشد ضعيف جداً، لا سيما وقد رواه القضاعي في مسنده من جهته، فقال: حدثنا مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده، قال: اجتمع أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم فتماروا في شيء، فقال لهم علي: انطلقوا بنا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلما وقفوا عليه، قالوا: يا رسول اللَّه، جئنا نسألك عن شيء؟ فقال: إن شئتم فاسألوا، وإن شئتم أخبرتكم، بما جئتم له، فقال لهم: جئتم تسألوني عن الرزق؟ ومن أين يأتي
وكيف يأتي؟ أبى اللَّه، وذكره، ولكن معناه صحيح، ففي التنزيل:{ومن يتق اللَّه يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب} ، وللعسكري من حديث علي بن الحسين عن أبيه عن علي مرفوعاً: إنما تكون الصنيعة إلى ذي دين أو حسب، وجهاد الضعفاء الحج، وجهاد المرأة حسن التبعل لزوجها، والتودد نصف الإيمان، وما عال امرؤ على اقتصاد، واستنزلوا الرزق بالصدقة، وأبى اللَّه إلا أن يجعل أرزاق عباده المؤمنين من حيث لا يحتسبون، وسنده ضعيف، وقد أخرجه ابن حبان في الضعفاء، بل أورده ابن الجوزي في الموضوعات، ولما أورده البيهقي في الشعب قال: وهذا حديث لا أحفظه على هذا الوجه إلا بهذا الإسناد، وهو ضعيف بمرة، وإن صح فمعناه أبى اللَّه أن يجعل أرزاقهم من حيث لا يحتسبون، وهو كذلك فإن اللَّه تعالى يرزق عباده من حيث يحتسبون، كالتاجر يرزقه من تجارته، والحارث من حراثته، وغير ذلك. وقد يرزقهم من حيث لا يحتسبون، كالرجل يصيب معدناً أو ركازاً أو يموت له قريب فيرثه أو يعطى من غير إشراف نفس ولا سؤال، ونحن لم نقل إن اللَّه تعالى لا يرزق أحداً إلا بجهد وسعي، وإنما قلنا إنه قد بين لخلقه وعباده طرقاً جعلها أسباباً لهم إلى ما يريدون، فالأولى بهم أن يسلكوها متوكلين على اللَّه في بلوغ ما يؤملونه دون أن يعرضوا عنها، ويجردوا التوكل عنها، وليس في شيء من هذه الأحاديث ما يفسد قولنا.
15 -
حديث: أبى اللَّه أن يصح إلا كتابه، لا أعرفه، ولكن قد قال اللَّه تعالى {ولو كان من عند غير اللَّه لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً} ولذا قال إمامنا الشافعي رحمه الله فيما رويناه في مناقبه لأبي عبد اللَّه ابن شاكر من طريق محمد بن عامر عن البويطي، قال: سمعت الشافعي يقول: لقد ألفت هذه الكتب ولم آل فيها، ولا بد أن يوجد فيها الخطأ، لأن اللَّه تعالى يقول {ولو كان من عند غير اللَّه} الآية، فما وجدتم في كتبي هذه مما يخالف الكتاب والسنة، فقد رجعت عنه ولبعضهم شعر:
كم من كتاب قد تصفحته
…
وقلت في نفسي أصلحته
حتى إذا طالعته ثانيا
…
وجدت تصحيفا فصححته
16 -
حديث: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم، الدارمي في العلم من مسنده من حديث حبيب بن أبي ثابت عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود به من قوله
(1)
، وكذا أخرجه الديلمي في مسنده وأدلته كثيرة.
17 -
حديث: اتخذوا عند الفقراء أيادي، فإن لهم دولة يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة نادى مناد سيروا إلى الفقراء، فيعتذَر إليهم كما يعتذر أحدكم إلى أخيه في الدنيا، أبو نعيم في ترجمة وهب بن منبه من الحلية كما عزاه الديلمي ثم العراقي في تخريج الإحياء، وقال: بسند ضعيف عن الحسين بن علي، ولم أره في النسخة التي عندي، وقال شيخنا: إنه لا أصل له، نعم في الحلية من حديث إبراهيم بن فارس عن وهب من قوله: اتخذوا اليد عند المساكين، فإن لهم يوم القيامة دولة، وفي قضاء الحوائج للنرسي بسند فيه غير واحد من المجهولين عن أبي عبد الرحمن السلمي التابعي رفعه مرسلاً: اتخذوا عند الفقراء أيادي، فإن لهم دولة، قيل: يا رسول اللَّه، وما دولتهم؟ قال: ينادي مناد يوم القيامة يا معشر الفقراء قوموا فلا ينقى فقير إلا قام حتى إذا اجتمعوا قيل: ادخلوا إلى صفوف أهل القيامة، فمن صنع إليكم معروفاً فأوردوه الجنة، قال: فجعل يجتمع على الرجل كذا وكذا من الناس، فيقول له الرجل منهم: ألم أكسك؟ فيصدقه فيقول له الآخر: يا فلان ألم أكلم لك؟ قال: ولا يزالون يخبرونه بما صنعوا إليه، وهو يصدقهم بما صنعوا إليه، حتى يذهب بهم جميعاً فيدخلهم الجنة، فيقول قوم لم يكونوا يصنعون المعروف: يا ليتنا كنا نصنع المعروف حتى ندخل الجنة، وبسند رواه
(2)
عن ميمون بن مهران عن ابن عباس رفعه: إن للمساكين دولة قيل: يا رسول اللَّه، وما دولتهم؟ قال: إذا كان يوم القيامة قيل لهم: انظروا من أطعمكم في اللَّه تعالى لقمة أو كساكم ثوباً أو سقاكم شربة فأدخلوه الجنة، وكل هذا باطل كما بينته في بعض الأجوبة، وسبق الذهبي وابن تيمية وغيرهما للحكم بذلك.
18 -
حديث: اتركوا الترك ما تركوكم، أبو داود في الملاحم من سننه من حديث أبي سكينة رجل من المحررين، عن رجل من الصحابة رضي الله عنه عن النبي
(1)
فهو موقوف صحيح.
(2)
الصواب: واهٍ.
صلى الله عليه وسلم، قال: دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم، ورواه النسائي في الجهاد من سننه مطولاً، وأوله: لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق عرضت له صخرة وذكره، وهو عند الطبراني في الكبير والأوسط من حديث الأعمش عن زيد بن وهب وشقيق بن سلمة كلاهما عن ابن مسعود رضي الله عنه رفعه: اتركوا الترك ما تركوكم، فإن أول من يسلب أمتي ما خولهم اللَّه بنو قنَطوراء، وكذا رواه غسان بن غيلان عن الأعمش، وله شاهد عند الطبراني من طريق ابن لهيعة عن كعب بن علقمة عن حسان بن كريب عن ابن ذي الكلاع عن معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنهما مرفوعاً به، وبعضها يشهد لبعض، ولا يسوغ معها الحكم عليه بالوضع، وقد جمع الحافظ ضياء الدين المقدسي جزءاً في خروج الترك سمعناه، وسيأتي في: إن نوحاً، إنهم إخوة يأجوج ومأجوج ولابن حاتم وغيره من طريق سعيد بن بشير عن قتادة، قال: يأجوج ومأجوج ثنتان وعشرون قبيلة، بنى ذو القرنين السدَّ، على إحدى وعشرين، وكانت منهم قبيلة في الغزو غائبة وهم الأتراك، فبقوا دون السدَّ، ولابن مردويه من طريق السدي، قال: الترك سرية من سرايا يأجوج ومأجوج خرجت تغير فجاء ذو القرنين فبنى السدَّ فبقوا خارجاً.
19 -
حديث: اتقوا البرد، فإنه قتل أخاكم أبا الدرداء، لا أعرفه، فإن كان وارداً فيحتاج إلى تأويل
[*]
فإن أبا الدرداء عاش
(1)
بعد النبي صلى الله عليه وسلم دهراً.
20 -
حديث: اتقوا دعوة المظلوم، أحمد وأبو يعلى في مسنديهما من حديث أبي عبد اللَّه الأسدي عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً بزيادة: وإن كانت من كافر فإنه ليس دونها حجاب، والطبراني، والدينوري، ومن طريقهما القضاعي في مسنده من حديث خزيمة بن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه عن جده عن خزيمة رضي الله عنه رفعه بزيادة: فإنها تحمل على الغمام، ويقول اللَّه جل جلاله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين، وهما من هذين الوجهين عند الضياء في المختارة، والحاكم من حديث محارب بن دثار عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً بزيادة: فإنها تصعد إلى السماء كأنها الشرار، وصححه على شرط مسلم، ورواه أبو يعلى من حديث عطية عن
(1)
ولم يثبت أنه مات بالبرد.
[*] تعليق الشاملة: قال العجلوني «كشف الخفاء» (1/ 39):
أبي سعيد رضي الله عنه رفعه بلفظ: اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين اللَّه حجاب، واتفق الشيخان عليه بهذا اللفظ من حديث أبي معبد نافذ عن مولاه ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً في حديث إرسال معاذ رضي الله عنه إلى اليمن. وفي الباب عن جماعة. فلأبي داود والترمذي وحسنه وابن ماجه وغيرهم - مما صححه ابن خزيمة وابن حبان - عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه: ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن دعوة المظلوم، وذكر الحديث، زاد بعضهم: ودعوة المظلوم يرفعها اللَّه دون الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول لها الرب بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين.
21 -
حديث: اتقوا ذوي العاهات، لم أقف عليه، ولكن سيأتي من كلام الشافعي في حديث: إياك والأشقر، ما يجيء هنا. وروينا من طريق إسماعيل بن إسحاق عن عبد الرحمن بن سلام الجمحي وعلي بن المديني ويحيى بن محمد الجاري كلهم عن إبراهيم بن حمزة عن الداوردي عن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان بن عفان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: لا عدوى، ولا هامة، ولا صفر، واتقوا المجذوم كما يتقى الأسد، وكذلك قال البخاري: روى إبراهيم بن حمزة عن الدراوردي عن محمد بن أبي الزناد - يعني محمد بن عبد الرحمن ابن أبي الزناد - عن جده أبي الزناد به، وأشار الخطيب إلى تخطئة هذا الإسناد في موضعين:(أحدهما) رواية الدراوردي عن ابن أبي الزناد، (والثاني) رواية محمد بن عبد الرحمن عن جده أبي الزناد فإنه لم يدرك جده، والصواب ما تقدم انتهى، والمعنى: فر من المجذوم فرارك من الأسد كما ورد في بعض ألفاظ الحديث، وهو متفق عليه عن أبي هريرة مرفوعاً بمعناه، فيمكن أن يكون المعنى باتقاء ذوي العاهات الفرار منها خوفاً من العدوى لا كما يتوهمه العامة، ثم إن هذا في حق ضعيف اليقين، وإلا فقد ورد: لا يعدي شيء شيئاً ولا عدوى، ونحو ذلك كما قرر في محاله
22 -
حديث: اتقوا زلة العالم، العسكري في الأمثال، والديلمي من رواية كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده رضي الله عنه مرفوعاً به بزيادة: وانتظروا فيئته، يعني رجوعه، وهو عند الحلواني أيضاً، وللدارمي في مسنده عن زياد بن جرير، قال قال لي عمر: يهدم الإسلام زلة العالم، وللطبراني عن أبي الدرداء مرفوعاً: مما أخاف على أمتي زلة عالم، وجدال منافق، وللبيهقي من حديث مجاهد عن ابن عمر رفعه: إن أشد ما أتخوف على أمتي ثلاث زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، ودنيا تقطع أعناقكم فاتهموها على أنفسكم، وقيل عن عبد اللَّه بن عمرو بدل ابن عمر، قال البيهقي: والأول أصح.
23 -
حديث: اتقوا فراسة المؤمن، فانه ينظر بنور اللَّه، الترمذي في التفسير، والعسكري في الأمثال، كلاهما من حديث عمرو بن قيس الملائي عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً ثم قرأ {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} ، وقال الترمذي: إنه غريب. وقد روي عن بعض أهل العلم في تفسير للمتوسمين، قال: للمتفرسين، وكذا أخرجه الهروي، والطبراني، وأبو نعيم في الطب النبوي، وغيرهم من حديث راشد بن سعد عن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعاً، ويروى عن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما أيضاً، بل هو عند الطبراني، وأبي نعيم، والعسكري من حديث وهب بن منبه عن طاوس عن ثوبان رضي الله عنه رفعه بلفظ: احذروا دعوة المسلم وفراسته، فإنه ينظر بنور اللَّه، وينطق بتوفيق اللَّه، ولكن قد قال الخطيب عقب حديث أبي سعيد: المحفوظ ما رواه سفيان عن عمرو ابن قيس قال: كان يقال اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور اللَّه، انتهى.
وعند العسكري من حديث ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عمير بن هانئ عن أبي الدرداء رضي الله عنه من قوله: اتقوا فراسة العلماء، فإنهم ينظرون بنور اللَّه، إنه شيء يقذفه اللَّه في قلوبهم، وعلى ألسنتهم، وكلها ضعيفة، وفي بعضها ما هو متماسك، لا يليق مع وجوده الحكم على الحديث بالوضع
(1)
(1)
بل هو حديث حسن كما قال الحافظ الهيثمي وغيره.
، لا سيما وللبزار والطبراني وغيرهما كأبي نعيم في الطب بسند حسن عن أنس رضي الله عنه رفعه: إن للَّه عباداً، يعرفون الناس بالتوسم، ونحوه قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين رضي الله عنهما وقد أخذ بطرف عمامته من ورائه: واعلم أن اللَّه يحب الناظر الناقد
(1)
عند مجيء الشبهات.
24 -
حديث: اتقوا النار ولو بشق تمرة، الشيخان عن عدي بن حاتم، والحاكم عن ابن عباس، وأحمد عن عائشة، والديلمي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، بزيادة: فإنها تقيم المعوج، وتسد الخلل، وتدفع ميتة السوء، وتقع من الجائع موقعها من الشبعان، قال: وفي الباب عن أبي هريرة، وكذا فيه عن جماعة آخرين.
25 -
حديث: اتق شر من أحسنت إليه، لا أعرفه، ويشبه أن يكون من كلام بعض السلف، وليس على إطلاقه، بل هو محمول على اللئام غير الكرام، فقد قال علي بن أبي طالب كما في ثاني عشر وحادي المجالسة للدينوري: الكريم يلين إذا استعطف، واللئيم يقسو إذا ألطف، وعن عمر بن الخطاب قال: ما وجدت لئيماً إلا قليل المروءة، وفي التنزيل:{وما نقموا منهم إلا أن أغناهم اللَّه ورسوله من فضله} ، وقال أبو عمرو بن العلاء أحد الأئمة يخاطب بعض أصحابه:
"كن من الكريم على حذر إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الأحمق إذا رحمته، ومن الفاجر إذا عاشرته، وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدث من لا ينصت لك". وفي الإسرائيليات يقول اللَّه عز وجل: من أساء إلى من أحسن إليه فقد بدل نعمتي كفراً، ومن أحسن إلى من أساء إليه فقد أخلص لي شكراً، وعند البيهقي في الشعب عن محمد بن حاتم المظفري قال: اتق شر من يصحبك لنائلة، فانها إذا انقطعت عنه لم يعذر ولم يبال ما قال وما قيل فيه، وللدينوري في عشري المجالسة من طريق ابن عائشة عن أبيه قال: قال بعض الحكماء: لا تضع معروفك
(1)
وفي رواية: البصر النافذ، وبقية الحديث: ويحب العقل الكامل عند نزول الشهوات، ويحب السماحة ولو على تمرات، ويحب الشجاعة ولو على قتل حية، وهو حديث ضعيف.
عند فاحش، ولا أحمق، ولا لئيم، ولا فاجر، فإن الفاجر يرى ذلك ضعفاً، والأحمق لا يعرف قدر ما أتيت، فارزق معروفك أهله تحصل به شكراً انتهى، وفي المرفوع ما يشهد للأخير.
26 -
حديث: الإثنان فما فوقهما جماعة، ابن ماجه، والدارقطني في سننيهما، والطحاوي في شرح معاني الآثار، وأبو يعلى في مسنده، والحاكم في صحيحه كلهم من حديث الربيع بن بدر بن عمرو عن أبيه عن جده عمرو بن جراد السعدي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه رفعه بهذا، وهو ضعيف لضعف الربيع، لكن في الباب عن أنس عند البيهقي، وعن الحكم بن عمير عند البغوي في معجمه، وعن عبد اللَّه بن عمرو عند الدارقطني في أفراده، وعن أبي أمامة عند الطبراني في الأوسط، وفي لفظ لأحمد عنه أنه صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يصلي وحده، فقال: ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه، فقام رجل فصلى معه، فقال: هذان جماعة، والقصة المذكورة دون قوله "هذان جماعة" أخرجها أنو داود والترمذي من وجه آخر صحيح، وعن أبي هريرة وآخرين، واستعمله البخاري ترجمة، وأورد في الباب ما يؤدي معناه، فاستفيد كما قال شيخنا من ذلك ورود هذا الحديث في الجملة.
27 -
حديث: اجتماع الخضر وإلياس عليهما السلام كل عام في الموسم، ابن شاذان في مشيخته الصغرى عن أبي إسحاق المزكي، كما هو في فوائد تخريج الدارقطني من جهة ابن خزيمة، ثم من طريق الحسن بن رزين عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما لا أعلمه إلا مرفوعاً، قال: يلتقي الخضر وإلياس كل عام بالموسم بمنى، فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه ويتفرقان عن هؤلاء الكلمات وذكرها
(1)
وكذا يروى عن مهدي بن هلال عن ابن جريج نحوه، وهو منكر من الوجهين، وثانيهما أشد وهاء، وكذا من الواهي في ذلك ما أخرجه الحارث بن أبي اسامة في مسنده عن أنس رفعه، وعند عبد اللَّه بن أحمد في زوائد الزهد وغيره من حديث عبد العزيز بن أبي رواد، قال: يجتمع الخضر وإلياس
(1)
وهي: بسم اللَّه ما شاء اللَّه لا قوة إلا باللَّه، ما شاء اللَّه لا يصرف السوء إلا اللَّه، ما شاء اللَّه ما كان من نعمة فمن اللَّه، ما شاء اللَّه لا حول ولا قوة إلا باللَّه.
ببيت المقدس في شهر رمضان من أوله إلى آخره، ويفطران على الكرفس، ويوافيان الموسم كل عام، وهو معضل، ومثله ما يروى عن الحسن البصري، قال: وكل إلياس بالفيافي، والخضر بالبحور، وقد أعطيا الخلد في الدنيا إلى الصيحة الأولى، وإنهما يجتمعان في موسم كل عام، إلى غير ذلك مما هو ضعيف كله، مرفوعه وغيره، وأودع شيخنا رحمه الله في الإصابة له أكثره بل لا يثبت منه شيء.
28 -
حديث: أحب الأسماء إلى اللَّه عبد اللَّه وعبد الرحمن، مسلم من حديث عبيد اللَّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما رفعه بهذا.
29 -
حديث: أحب البقاع إلى اللَّه مساجدها، وأبغض البلاد إلى اللَّه أسواقها، مسلم من حديث عبد الرحمن بن مهران مولى أبي هريرة عن مولاه به مرفوعاً بلفظ "البلاد" ولأحمد وأبو يعلى والبزار والحاكم وصحح إسناده والطبراني، كلهم عن جبير بن مطعم أنه صلى الله عليه وسلم لما سئل عن خير البقاع وشرها قال: لا أدري، حتى نزل جبريل. الحديث، ولابن حبان والحاكم وصححه عن ابن عمر نحوه، وفي الباب عن واثلة بلفظ: شر المجالس الأسواق والطرق، وخير المجالس المساجد وإن لم تجلس في المسجد فالزم بيتك.
30 -
حديث: أحب الدين إلى اللَّه الحنيفية السمحة، في: إني بعثت.
31 -
حديث: أحبوا العرب لثلاث، لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي، الطبراني في معجميه الكبير والأوسط، والحاكم في مستدركه، والبيهقي في الشعب، وتمام في فوائده، وآخرون، كلهم من حديث العلاء بن عمرو الحنفي حدثنا يحيى بن يزيد الأشعري عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه بهذا. وابن يزيد والراوي عنه ضعيفان، وقد تفردا به كما قاله الطبراني والبيهقي، ومتابعة محمد بن الفضل التي أخرجها الحاكم أيضاً من جهته عن ابن جريج لا يعتد بها، فابن الفضل لا يصلح للمتابعة ولا يعتبر بحديثه للاتفاق على ضعفه واتهامه بالكذب، ولكن لحديث ابن عباس شاهد رواه الطبراني أيضاً في معجمه الأوسط من رواية شبل بن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده عن
أبي هريرة مرفوعاً: أنا عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي، وهو مع ضعفه أيضاً أصح من حديث ابن عباس. وأخرج أبو الشيخ في الثواب بسند ضعيف عن عطاء بن أبي ميمونة عن أبي هريرة مرفوعاً: أحبوا العرب وبقاءهم، فإن بقاءهم نور في الإسلام، وإن فناءهم ظلمة في الإسلام، وفي حب العرب أحاديث كثيرة أفردها بالتأليف العراقي
(1)
، منها ما في الأفراد للدارقطني عن ابن عمر رفعه: حب العرب إيمان، وبغضهم نفاق، وعن أنس مثله بزيادة أخرجه الديلمي، وعن البراء أخرجه البيهقي في الشعب، ولكنه قال: إن المحفوظ من حديث البراء معناه في الأنصار، قال: وإنما يعرف هذا المتن من حديث الهيثم بن حماد
(2)
عن ثابت عن أنس، يعني كما أخرجه الديلمي، ومنها ما للبيهقي أيضاً من حديث زيد بن جبير عن داود بن الحصين عن أبي رافع عن أبيه عن علي مرفوعاً: من لم يعرف حق عترتي والأنصار، فهو لأحد ثلاث، إما منافق، وإما لزينة، وإما لغير طهور، يعني حملته أمه على غير طهور، وقال: زيد غير قوي في الرواية.
32 -
حديث: احترسوا من الناس بسوء الظن، أحمد في الزهد، والبيهقي في السنن وغيرها، كلاهما من قول مطرف بن عبد اللَّه بن الشخير أحد التابعين، زاد البيهقي أنه يروى عن أنس مرفوعاً، وهو كذلك عند الطبراني في الأوسط، والعسكري في الأمثال من وجهين عن بقية عن معاوية بن يحيى عن سليمان بن مسلم عن أنس وقال أولهما: إنه لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به بقية، هذا وقد أخرجه تمام في فوائده من حديث إبراهيم بن طهمان عن أبان بن أبي عياش عن أنس مرفوعاً أيضاً، بل رواه أيضاً من جهة محمود بن محمد بن الفضل الرافقي عن أحمد ابن أبي غانم الرافقي عن الفريابي عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن طاوس عن ابن عباس عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أنه من حسن ظنه بالناس كثرت ندامته، ومن هذا الوجه أورده ابن عساكر في تاريخه، ولأبي الشيخ ومن طريقه الديلمي
(1)
وتأليفه مطبوع، وللسيد مصطفى البكري في ذلك تأليف أيضاً.
(2)
كذا في النسخة الهندية والصواب: جماز، الحنفي القاضي، متروك، ذكر في الكذابين.
في مسنده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه من قوله: الحزم سوء الظن، وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب عن عبد الرحمن بن عائذ رفعه مرسلاً. وكلها ضعيفة، وبعضها يتقوى ببعض، وقد أفردته في جزء، وأوردت الجمع بينهما وبين قوله تعالى {اجتنبوا كثيراً من الظن} وما أشبهها مما هو في الحديث كالحديث الآتي في المؤمن، وكحديث عائشة: من أساء بأخيه الظن فقد أساء بربه، لأن اللَّه يقول {اجتنبوا} الآية.
33 -
حديث: احثوا في وجوه المداحين التراب، مسلم، وأحمد، وأبو داود، وغيرهم عن المقداد بن الأسود مرفوعاً به.
34 -
حديث: احذروا صفر الوجوه، الديلمي في مسنده من حديث رجاء بن نوح البلخي عن زيد بن الحباب عن عمران بن جرير عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً به بزيادة: فإنه إن لم يكن من علة أو سهر فإنه من غل في قلوبهم للمسلمين، وأورده هو وأبوه بلا سند عن أنس مرفوعاً بلفظ: إذا رأيتم الرجل أصفر الوجه من غير مرض ولا عبادة فذاك من غش الإسلام في قلبه، وقال شيخنا: إنه لم يقف له على أصل عنه، وإن ذكره ابن القيم في الطب النبوي له فذاك بغير سند، قلت: قد ذكره أبو نُعيم في الطب من حديث حماد بن المبارك
(1)
عن السري بن إسماعيل عن الأوزاعي عن رجل عن أنس رفعه مثله سواء، وفي ثالث عشر المجالسة
(2)
من طريق ابن جريج عن مجاهد في قول اللَّه تعالى {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} قال: ليس بالندب، ولكن صفرة الوجوه والخشوع.
35 -
حديث: أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب اللَّه، في: إن أحق.
36 -
حديث: أحلت لنا ميتتان ودمان، السمك والجراد، والكبد والطحال، الشافعي، وأحمد، وابن ماجه، والدارقطني، والبيهقي، من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر رفعه بهذا، وهو عند الدارقطني أيضاً من
(1)
وهو مجهول.
(2)
لأحمد بن مروان المالكي الدينوري.
حديث سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم به موقوفاً، وقال: أنه أصح، وكذا صحح الموقوف أبو زرعة وأبو حاتم، ومع ذلك فحكمهما الرفع
(1)
.
37 -
حديث: إحياء أبوي النبي صلى الله عليه وسلم حتى آمنا به، أورده السهيلي عن عائشة، وكذا الخطيب في السابق واللاحق، وقال السهيلي: إن في إسناده مجاهيل، وقال ابن كثير: إنه حديث منكر جداً، وإن كان ممكناً بالنظر إلى قدرة اللَّه تعالى، لكن الذي ثبت في الصحيح يعارضه، وفي الوسيط للواحدي عند قوله تعالى {ولا تسأل عن أصحاب الجحيم}. قال: قرأ نافع تسأل بفتح المثناة الفوقانية، وجزم اللام على النهي للنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه سأل جبريل عن قبر أبيه وأمه، فدله عليهما، فذهب إلى القبرين، ودعا لهما، وتمنى أن يعرف حال أبويه في الآخرة، فنزلت. وما أحسن قول حافظ الشام ابن ناصر الدين:
حبا اللَّه النبي مزيد فضل
…
على فضل وكان به رؤوفا
فأحيا أمه وكذا أباه
…
لإيمان به فضلا لطيفا
فسلم فالقديم بذا قدير
…
وإن كان الحديث به ضعيفا
وقد كتبت فيه جزءاً، والذي أراه الكف عن التعرض لهذا اثباتاً ونفياً
(2)
.
38 -
حديث: اخبر
(3)
تقله، أبو يعلى في مسنده، والعسكري في الأمثال، والطبراني في الكبير، ثلاثتهم من حديث بقية بن الوليد عن أبي بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس، وقال الطبراني في روايته عن عطية المذبوح، ثم اتفقوا عن أبي الدرداء، رفعه به، وكذا أخرجه ابن عدي في كامله من جهة بقية بلفظ: وجدت الناس اخبر تقله، ورواه الحسن بن سفيان ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية من حديث
(1)
ولشقيقنا الأصغر السيد عبد العزيز الصديق جزء في تصحيح هذا الحديث أجاد فيه.
(2)
كلا. بل نجزم بنجاتهما يوم القيامة لعدة وجوه ودلائل، بيَّنها السيوطي في رسائله في هذا الموضوع، بياناً شافياً، أزال كل شبهة، فرضي اللَّه عنه وأرضاه، أما علي القاري فله رسالة يؤكد فيها أنهما في النار، وهي منه جرأة مذمومة.
(3)
أي اختبر الشخص تبغضه.
بقية أيضاً باللفظ الأول، لكنه قال: عن أبي عطية المذبوح، ورواه الطبراني في الكبير، والعسكري في الأمثال، من حديث أبي حَيْوة شريح بن يزيد عن أبي بكر ابن أبي مريم عن سعيد بن عبد اللَّه الأفطس وسفيان المذبوح، كلاهما عن أبي الدرداء أنه كان يقول: ثق بالناس رويداً، ويقول اخبر تقله، وكلها ضعيفة، فابن أبي مريم وبقية ضعيفان، ورواه العسكري من جهة حوثرة بن محمد حدثنا سفيان عن سعيد بن حسان عن مجاهد قال: وجدت الناس كما قيل، أخبر من شئت تقله، ومن شواهده ما اتفق عليه الشيخان عن ابن عمر مرفوعاً: الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة، وقد بينت معناهما في الجزء المشار اليه
(1)
قريباً، وقوله تقله من القلى: البغض، يقال قلاه يقليه، قلا وقلى، إذا أبغضه، وهو بالضم والفتح معاً، لكن قال الجوهري: إذا فتحت مددت وتقلاه لغة طيء، يقول: جرب الناس فإنك إذا جربتهم قليتهم وتركتهم، لما يظهر لك من بواطن سرائرهم، لفظه لفظ الأمر ومعناه الخبر، أي من جربهم وخبرهم أبغضهم وتركهم، والهاء في تقله للسكت، ومعنى نظم الحديث وجدت الناس مقولاً فيهم هذا القول، وقد أخرج الطبراني عن ابن عمر رفعه: يا أبا بكر تنق وتَوقَّ، وهو عند أبي نُعيم في المعرفة عن شيبان غير منسوب، وللخرائطي في المكارم من حديث يحيى بن المختار عن الحسن قال: تنقوا الإخوان والأصحاب والمجالس، وأحبوا هوناً، وأبغضوا هوناً، فقد أفرط أقوام في حب أقوام فهلكوا، وأفرط أقوام في بغض أقوام فهلكوا، إن رأيت دون أخيك ستراً فلا تكشفه.
39 -
حديث: اختلاف أمتي رحمة، البيهقي في المدخل من حديث سليمان ابن أبي كريمة عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: مهما أوتيتم من كتاب اللَّه فالعمل به لا عذر لأحد في تركه، فإن لم يكن في كتاب اللَّه فسنة مني ماضية، فإن لم تكن سنة مني فما قال أصحابي، إن أصحابي بمنزلة النجوم في السماء، فأيما أخذتم به اهتديتم، واختلاف أصحابي لكم رحمة، ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني، والديلمي في مسنده بلفظه سواء، وجويبر
(1)
في حديث احترسوا من الناس بسوء الظن.
ضعيف جداً، والضحاك عن ابن عباس منقطع، وقد عزاه الزركشي إلى كتاب الحجة لنصر المقدسي مرفوعاً من غير بيان لسنده، ولا صحابيه
(1)
، وكذا عزاه العراقي لآدم بن أبي إياس في كتاب العلم والحكم بدون بيان بلفظ: اختلاف أصحابي رحمة لأمتي، قال: وهو مرسل ضعيف، وبهذا اللفظ ذكره البيهقي في رسالته الأشعرية بغير إسناد، وفي المدخل له من حديث سفيان عن أفلح بن حميد عن القاسم بن محمد قال: اختلاف أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رحمة لعباد اللَّه، ومن حدبث قتادة أن عمر بن عبد العزيز كان يقول: ما سرني لو أن أصحاب محمد صلى اللَّه عليه لم يختلفوا، لأنهم لو لم يختلفوا لم تكن رخصة، ومن حديث الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد قال: أهل العلم أهل توسعة. وما برح المفتون يختلفون فيحل هذا ويحرم هذا فلا يعيب هذا على هذا إذا علم هذا، وقد قرأت بخط شيخنا: إنه يعني هذا الحديث حديث مشهور على الألسنة، وقد أورده ابن الحاجب في المختصر في مباحث القياس بلفظ: اختلاف أمتي رحمة للناس، وكثر السؤال عنه، وزعم كثير من الأئمة أنه لا أصل له، لكن ذكره الخطابي في غريب الحديث مستطرداً، وقال: اعترض على هذا الحديث رجلان، أحدهما ماجن، والآخر ملحد، وهما إسحاق الموصلي وعمرو بن بحر الجاحظ، وقالا جميعاً: لو كان الاختلاف رحمة لكان الإتفاق عذاباً، ثم تشاغل الخطابي برد هذا الكلام، ولم يقع في كلامه شفاء في عزو الحديث، ولكنه أشعر بأن له أصلاً عنده، ثم ذكر شيخنا شيئاً مما تقدم في عزوه.
40 -
حديث: أخذنا فالك من فيك، أبو داود في سننه من حديث وهيب عن سهيل عن رجل عن أبي هريرة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سمع كلمة فأعجبته، فقال: وذكره، وللعسكري في الأمثال، والخلعي في فوائده من حديث محمد بن يونس حدثنا عون بن عمارة حدثنا السري بن يحيى عن الحسن عن سمرة بن جندب، قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعجبه الفال الحسن، فسمع علياً يوماً وهو يقول: هذه خضرة، فقال: يا لبيك قد أخذنا فالك من فيك فاخرجوا بنا إلى خضرة، قال: فخرجوا إلى خيبر فما سل فيها سيف إلا سيف علي بن أبي طالب رضي الله عنه، زاد العسكري حتى فتح اللَّه عز وجل، وله شاهد عند البزار في مسنده، ثم
(1)
نصر المقدسي ذكره بغير إسناد أيضاً.
الديلمي من حديث نافع عن ابن عمر مرفوعاً في حديث، وثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفال في الحديث المتفق عليه عن أنس بلفظ: ويعجبني الفال الصالح، والكلمة الحسنة، وعن أبي هريرة بلفظ: وخيرها الفال، قالوا: وما الفال؟ قال: الكلمة الطيبة الصالحة يسمعها أحدكم، وقال العسكري: إن العرب كانت تتفاءل بالكلمة الحسنة، مثل قولهم للمقبل يا واجد، وللمسافر يا سالم، فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم، أن يخرج إلى خيبر، وسمع علياً يقول ما قال، تفاءل. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتفاءل ولا يتطير، يعني كما ثبت قال: وانشد ابن الأعرابي:
ألا ترى الظباء في أصل السلم
…
والنعم الرتاع في جنب العلم
سلامة ونعمة من النعم
فاشتق السلامة من السلم، والنعمة من النعم، ومن كلمات بعض الصوفية: ألسنة الخلق أقلام الحق، وقول العامة: مضت بأقوالها.
41 -
حديث: أخروهن من حيث أخرهن اللَّه، قال الزركشي: عزوه للصحيحين غلط، قلت: وكذا من عزاه لدلائل النبوة للبيهقي مرفوعاً، ولمسند رزين، ولكنه في مصنف عبد الرزاق، ومن طريقه الطبراني من قول ابن مسعود في حديث أوله: كان في بني إسرائيل الرجل والمرأة يصلون جميعاً. الحديث، وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعاً في خير صفوف الرجال والنساء وشرها، وغيره من الأحاديث ولا نطيل بها، وأشار لبعضها شيخنا في مختصر تخريج الهداية.
42 -
حديث: اخشوشنوا، في: تمعددوا.
43 -
حديث: أخفوا الختان وأعلنوا النكاح، لا أصل للأول، واستحباب الوليمة لما يروى فيه، وكذا قول سالم ختنني أبي يعني ابن عمر أنا ونعيماً، فذبح علينا كبشاً، فلقد رأيتنا وأنا لنجدل به على الصبيان أن ذبح لنا كبشاً، وقد بوب له البخاري في الأدب المفرد: الدعوة في الختان، وكذا بوب: اللهو في الختان، وذكر حديثاً كله مما يشهد للإعلان به، وروى البيهقي عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم،
أنه عق عن الحسن والحسين وخنتهما لسبعة أيام، وأما الثاني فسيأتي في محله، وما نقله ابن الحاج في مدخله من اختصاص الإخفاء بالإناث، فالمعنى عليه والعرف يشهد له، ولكن ورد عن عائشة رضي الله عنها إظهاره فيه أيضاً.
44 -
حديث: أخوك البكري ولا تأمنه. أبو داود في سننه، وأحمد في مسنده، وغيرهما، عن عمرو بن الفغوا الخزاعي في قصة، ورواه مقتصراً عليه العسكري في الأمثال من حديث المسور بن مَخْرمة مرفوعاً.
45 -
حديث: أدبني ربي فأحسن تأديبي
(1)
، العسكري في الأمثال من جهة السدي عن أبي عمارة عن علي رضي الله عنه، قال: قدم بنو نهد بن زيد على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أتيناك من غوري تهامة، وذكر خطبتهم، وما أجابهم به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فقلنا: يا نبي اللَّه، نحن بنو أب واحد، ونشأنا في بلد واحد، وإنك لتكلم العرب بلسان ما نفهم أكثره، فقال: إن اللَّه عز وجل أدبني فأحسن أدبي، ونشأت في بني سعد بن بكر، وسنده ضعيف جداً، وإن اقتصر شيخنا على الحكم عليه بالغرابة في بعض فتاويه، ولكن معناه صحيح، وكذا جزم ابن الأثير بحكايته في خطبة النهاية وغيرها، لا سيما وفي تاريخ أصبهان لأبي نُعيم بسند ضعيف أيضاً، من حديث ابن عمر قال: قال عمر: يا نبي اللَّه، ما لك أفصحنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: جاءني جبريل فلقنني لغة أبي إسماعيل، بل أخرج أبو سعد ابن السمعاني في أدب الاملاء بسند منقطع، فيه من لم أعرفه عن عبد اللَّه أظنه ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إن اللَّه أدبني فأحسن تأديبي، ثم أمرني بمكارم الأخلاق، فقال: خذ العفو، وأمر بالمعروف، وأعرض عن الجاهلين، ولثابت السرقسطي في الدلائل، بسند واه، من حديث جد محمد بن عبد الرحمن الزهري، قال: قال رجل من بني سليم للنبي صلى الله عليه وسلم:
(1)
قرأته مسنداً بإسناد ضعيف، في كتاب الأربعين، المنسوب للقطب الكبير أحمد الرفاعي، لكني غير واثق من صحة ما ينسب إليه من المؤلفات، لأنها من صنع أبي الهدى الصيادي الذي كان يكتب مؤلفات في مناقب الرفاعي، وينسبها إلى علماء في القرن الثامن الهجري أو قبله أو بعده.
يا رسول اللَّه، أيدالك الرجل امرأته، قال: نعم، إذا كان ملفجاً، قال: فقال له أبو بكر: يا رسول اللَّه، ما قال لك، قال: قال لي أيماطل الرجل امرأته، قلت: نعم، إذا كان مفلساً، قال: فقال أبو بكر: ما رأيت أفصح منك، فمن أدبك يا رسول اللَّه؟ قال: أدبني ربي، ونشأت في بني سعد. وبالجملة فهو كما قال ابن تيمية: لا يعرف له إسناد ثابت.
46 -
حديث: ادرؤوا الحدود بالشبهات، الحارثي في مسند أبي حنيفة له من حديث مقسم عن ابن عباس به مرفوعاً، وكذا هو عند ابن عدي أيضاً، وفي ترجمة الحسين بن علي بن أحمد الخياط المقري من الذيل لأبي سعد بن السمعاني من روايته عنه عن أبي منصور محمد بن أحمد بن الحسين النديم الفارسي، أنا جناح بن نذير حدثنا أبو عبد اللَّه ابن بطة العكبري، حدثنا أبو صالح محمد بن أحمد بن ثابت، حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الصمد، حدثنا محمد بن أبي بكر المقدسي حدثنا محمد بن علي الشامي، حدثنا أبو عمران الجوني عن عمر بن عبد العزيز فذكر قصة طويلة فيها: قصة شيخ وجدوه سكران، فأقام عمر عليه الحد ثمانين، فلما فرغ قال: يا عمر ظلمتني فإنني عبد فاغتم عمر ثم قال: إذا رأيتم مثل هذا في هيئته وسمته وفهمه وأدبه فاحملوه على الشبهة، فإن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: ادرؤوا الحدود بالشبهة، قال شيخنا: وفي سنده من لا يعرف، ولابن أبي شيبة من طريق إبراهيم النخعي عن عمر قال: لأن أخطئ في الحدود بالشبهات، أحب إلي من أن أقيمها بالشبهات، وكذا أخرجه ابن حزم في الإيصال له بسند صحيح، وعند مسدد من طريق يحيى بن سعيد عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود أنه قال: ادرؤوا الحدود عن عباد اللَّه عز وجل، وكذا أشار إليه البيهقي من حديث الثوري عن عاصم بلفظ: ادرؤوا الحدود بالشبهات، ادفعوا القتل عن المسلمين ما استطعتم، وقال: أنه أصح ما فيه، وفي الباب ما أخرجه الترمذي والحاكم والبيهقي وأبو يعلى من طريق الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعاً: ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن كان له مخرج فخلوا سبيله، فإن الإمام أن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة، وفي سنده يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف، لا سيما وقد رواه وكيع عنه موقوفاً، وقال الترمذي: أنه أصح، قال: وقد روي عن غير واحد من الصحابة أنهم
قالوا ذلك، وقال البيهقي في السنن: رواية وكيع أقرب إلى الصواب، قال: ورواه رشدين عن عقيل عن الزهري، ورشدين ضعيف أيضاً: ورويناه عن علي مرفوعاً: ادرؤوا الحدود، ولا ينبغي للإمام أن يعطل الحدود، وفيه المختار بن نافع، وهو منكر الحديث كما قاله البخاري، وروي عن عقبة ومعاذ موقوفاً، وأُخرج عن ابن ماجه من جهة إبراهيم بن الفضل وهو ضعيف عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة رفعه: ادفعوا الحدود ما وجدتم له مدفعاً.
47 -
حديث: ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين، فإن الميت يتأذى بجار السوء، كما يتأذى الحي بجار السوء، أبو نُعيم في الحلية، والخليلي، من حديث سليمان بن عيسى حدثنا مالك عن عمه نافع بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً بهذا، وسليمان متروك، بل اتهم بالكذب والوضع، ولكن لم يزل عمل السلف والخلف على هذا، وما يروى في كون الأرض المقدسة لا تقدس أحداً إنما يقدس المرء عمله
(1)
قد لا ينافيه.
48 -
حديث: أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك، أبو داود والترمذي من رواية شربك وقيس بن الربيع كلاهما عن أبي صالح، والحارث من رواية الحسن كلاهما عن أبي هريرة، وقال الترمذي: حسن غريب، وأخرجه الدارمي في مسنده، والدارقطني، والحاكم، وقال: إنه صحيح على شرط مسلم، كلهم عن شريك بهذا، وفي الباب عن جماعة من الصحابة كأنس عند الطبراني في الكبير والصغير برجال ثقات، وعن أبي أمامة بإسناد فيه مقال، ولكن قد أعل ابن حزم حديث أبي هريرة، وكذا ابن القطان والبيهقي، وقال أبو حاتم: إنه منكر، وقال الشافعي: إنه ليس بثابت عند أهله، وقال أحمد: هذا حديث باطل، لا أعرفه عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه صحيح، قال ابن ماجه: وله طرق ستة كلها ضعيفة، قلت: لكن بانضمامها يقوى الحديث، وعن محمد بن كعب عن ابن عباس رفعه: إن عيسى عليه السلام قام في بني إسرائيل، فقال: يا بني إسرائيل لا تظلموا ظالماً، ولا تكافئوا ظالماً، فيبطل فضلكم عند ربكم، وعن قتادة في قوله {ولمن انتصر بعد ظلمه} قال: هذا فيما يكون بين الناس من القصاص، فأما لو ظلمك رجل لم يحل لك أن تظلمه،
(1)
ليس بثابت في المرفوع، ثم حديث الترجمة في الجار الصالح الذي ينفع جاره بالشفاعة ونحوها.
أخرجهما العسكري، وقال: هذا مذهب الحسن، وخالفه الشافعي، فإنه قال: إذا كانت زوج أبي سفيان وكانت القيم على ولدها لصغرهم بأمر زوجها أذن لها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لما شكت إليه، أن تأخذ من ماله ما يكفيها بالمعروف، فمثلها الرجل يكون له الحق على الرجل يمنعه إياه، فله أن يأخذ من ماله حيث وجده بوزنه أو كيله فإن لم يكن له مثل كانت قيمته دنانير أو دراهم، فإن لم يجد له باع عَرَضه واستوفى من ثمنه حقه، ثم حمل النهي على الزائد على استيفاء حقه معللاً بأنه قد خانه ومن هذا مسألة الظفر
(1)
.
49 -
حديث: إذا آخى الرجل الرجل فليسأله عن اسمه واسم أبيه وممن هو فإنه أوصل للمودة، الترمذي في الزهد من جامعه من حديث عمران بن مسلم القصير عن سعيد بن سليمان الربعي عن أبي مودود يزيد بن نعامة السهمي البصري به مرفوعاً، وقال: إنه غريب
(2)
، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا نعرف ليزيد سماعاً من النبي صلى الله عليه وسلم انتهى، وجزم أبو حاتم بأنه لا صحبة له، وخلط البخاري في إثباتها له، وكذا قال ابن حبان: إن له صحبة، وقال البغوي: اختلف فيها، غير أن أبا بكر ابن أبي شيبة أخرج حديثه في مسنده، قال الترمذي: ويروى عن ابن عمر مرفوعاً نحوه، ولا يصح إسناده انتهى، ويروى كما في مسند الفردوس عن أنس رفعه: ثلاثة من الجفاء، وذكر منها عدم معرفة المرء اسم من يواخيه.
50 -
حديث: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه، ابن ماجه في سننه من حديث سعيد بن مسلمة عن محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر رفعه بهذا. وسنده ضعيف، لكن روى الطبراني في الأوسط من حديث حصين بن عمر الأحمسي عن إسماعيل ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير البجلي، قال:
(1)
هي أن يظفر الشخص بمال مثلاً لآخر، وللظافر على صاحب المال حق، فهل يأخذ من المال الذي ظفر به حقه؟.
(2)
يعني: ضعيف، وهذا مراده إذا وصف الحديث بالغرابة، أما إذا قال: حسن غريب، أو صحيح غريب، فمراده التفرد لا الضعف.
لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أتيته، فقال: ما جاء بك؟ قلت: جئت لأسلم فألقى إلي كساءه وقال: وذكره، وحصين فيه ضعف، وله طريق آخر عند الطبراني في الأوسط، والصغير، بسند ضعيف، وآخر عند البزاز في مسنده من حديث الجريري وهو ضعيف أيضاً، عن ابن بريدة عن يحيى بن يعْمَر عن جرير، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لي رداءه وقال لي: اجلس على هذا، فقلت: أكرمك اللَّه كما أكرمتني، فقال صلى الله عليه وسلم وذكره، وقال: إنه غريب بهذا الإسناد، ويحيى بن يعمر لا نعلم روى عن جريراً إلا هذا، وللعسكري في الأمثال، وابن شاهين، وابن السكن، وأبي نُعيم، وابن منده، في كتبهم في الصحابة، وأبي سعد في شرف المصطفى، والحكيم الترمذي، وآخرين، كلهم من طريق صابر بن سالم بن حميد بن يزيد بن عبد اللَّه بن ضمرة حدثني أبي عن أبيه حدثني يزيد بن عبد اللَّه، حدثتني أختي أم القصاف، قالت: حدثني أبي عبد اللَّه بن ضمرة أنه بينما هو قاعد عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في جماعة من أصحابه، إذ قال لهم: سيطلع عليكم من هذه الثنية خير ذي يمن، فإذا هم بجرير بن عبد اللَّه. فذكر قصة طولها بعضهم، وفيه: فقالوا: يا نبي اللَّه، لقد رأينا منك له ما لم نره لأحد؟ فقال: نعم، هذا كريم قوم فإذا أتاكم، وذكره، وليس عند ابن السكن حدثتني أختي، وسنده مجهول، وللعسكري فقط من حديث مجالد عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه لما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ألقى إليه وسادة فجلس على الأرض وقال: أشهد أنك لا تبغي علواً في الأرض ولا فساداً، وأسلم، ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وذكره، وسنده ضعيف أيضاً، وللدولابي في الكنى من حديث عبد الرحمن بن خالد بن عثمان عن أبيه عن جده عثمان عن جده محمد بن عثمان بن عبد الرحمن عن أبيه عثمان عن جده أبي راشد عبد الرحمن بن عبد، قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم في مائة راجل من قومي، فذكر حديثاً، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أكرمه وأجلسه وكساه ورفع رداءه ودفع إليه عصاه وأنه أسلم، فقال له رجل من جلسائه: يا رسول اللَّه، إنا نراك أكرمت هذا الرجل؟ فقال: إن هذا شريف قوم، وإذا أتاكم شريف قوم فأكرموه، ولأبي داود في المراسيل وسنده صحيح من حديث طارق عن الشعبي رفعه مرسلاً: إذا أتاكم، وذكره، وقال: روي متصلاً، وليس بشيء انتهى، وفي الباب عن جابر، وابن عباس، ومعاذ، وأبي
قتادة، وأبي هريرة، وآخرين، منهم أنس وهو عند الحاكم في المعرفة، والتيمي في ترغيبه من حديث معبد بن خالد بن أنس عن جده، وبهذه الطرق يقوى الحديث، وإن كانت مفرداتها كما أشرنا إليه ضعيفة، ولذا انتقد شيخنا وشيخه رحمهما اللَّه الحكم عليه بالوضع.
51 -
حديث: إذا أحببتموهم فأعلموهم، وإذا أبغضتموهم فتجنبوهم، أما الشق الأول فهو معنى الحديث الذي بعده، ولذا قال صلى اللَّه عليه لمعاذ: إني أحبك
(1)
، وأما الثاني فلا أعلمه، وليس هو بصحيح على الإطلاق.
52 -
حديث: إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه، البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود واللفظ له، والترمذي، والنسائي، وآخرون، كلهم من حديث ابن عبيد عن المقدام بن معدي كرب به مرفوعاً، ولفظ البخاري: إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه أحبه، ولفظ الترمذي: فليعلمه إياه. وقال النسائي "ذلك" بدل: إياه، وصححه ابن حبان، والحاكم، وقال الترمذي: إنه حسن صحيح غريب، زاد بعضهم: ثم ليزره، ولا يكونن أول قاطع، وفي لفظ للطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن عمر فليخبره فإنه يجد مثل الذي يجده له، وفي آخر عند غيره عن أبي ذر فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه، وفي الباب عن أنس وأبي سعيد وآخرين منهم من لم يسم، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد من حديث مجاهد، قال: لقيني رجل من الصحابة فأخذ بمنكبي من ورائي قال: أما إني أحبك، قال: أحبك الذي أحببتني له، فقال: لولا أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: إذا أحب الرجل الرجل فليخبره أنه أحبه ما أخبرتك، قال: ثم أخذ يعرض عليَّ الخِطبة، قال: أما إن عندنا جارية إلا أنها عوراء.
53 -
حديث: إذا أراد اللَّه إنفاذ قضائه وقدره سلب ذوي العقول عقولهم، حتى ينفذ فيهم قضاؤه وقدره، أبو نُعيم في تاريخ أصبهان، ومن طريقه الديلمي في
(1)
فقل دبر كل صلاة: اللَّهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك. رواه أبو داود وغيره، ونرويه مسلسلاً بقول كل راو إني أحبك فقل، وهو حديث صحيح.
مسنده من حديث سعيد بن سليمان بن حرب عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس به مرفوعاً، وكذا أخرجه الخطيب وغيره بلفظ: إن اللَّه إذا أحب نفاذ أمر، وذكره، وأعله الخطيب بلاحق بن الحسين، وقال: إنه كذاب يضع انتهى، وسعيد أيضاً متروك، وعند البيهقي في الشعب من حديث المنهال بن عمر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس من قوله: إن القدر إذا جاء حال دون البصر، قال: ورواه عكرمة عن ابن عباس قال: إذا جاء القضاء ذهب البصر، وعن نافع بن الأزرق في معناه: أرأيت الهدهد كيف يجيء فينقر الأرض، فيصيب موضع الماء، ويجيء إلى الفخ وهو لا يبصره حتى يقع في عنقه، وعند الترمذي: إذا جاء القدر عمي البصر، وإذا جاء الحين غطى العين، وحديث ابن عباس معزو للحاكم بلفظ: إذا نزل القضاء عمي البصر، فينظر، وفي الباب عن ابن عمر، وعلي، وفي حديثه من الزيادة: فإذا مضى أمره رد إليهم عقولهم، وبعث الندامة، وأنشد أبو عمر الزاهد غلام ثعلب لنفسه:
إذا أراد اللَّه أمراً بامرئ
…
وكان ذا رأي وعقل وبصر
وحيلة يعملها في كل ما
…
يأتي به محتوم أسباب القدر
أغواه الجهل وأعمى عينه
…
فسله عن عقله سل الشعر
حتى إذا أنفذ فيه حكمه
…
رد عليه عقله ليعتبر
54 -
حديث: إذا أكلتم فأفضلوا
(1)
.
55 -
حديث: إذا انتصف شعبان فلا صوم حتى رمضان، أحمد والدارمي والأربعة، وصححه ابن حبان وأبو عوانة وغيرهما، والدينوري في المجالسة كلهم من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعاً، وله شاهد عند الطبراني في الأوسط، والبيهقي في الخلافيات، والدارقطني في الأفراد، من غير جهة العلاء، فأخرجوه من جهة المنكدر بن محمد عن أبيه عن عبد الرحمن والد العلاء، وقد أفردت فيه جزءاً.
56 -
حديث: إذا بليتم فاستتروا، يأتي في: من أتى من هذه القاذورات شيئاً.
57 -
حديث: إذا جئت يا معاذ أرض الحصيب - يعني من اليمن - فهرول، فإن
(1)
لم يتكلم عليه المؤلف، وهو حديث لا أصل له.
تعليق الشاملة: قال العجلوني «كشف الخفاء» (1/ 82):
قال في التمييز: ترجمه شيخنا ولم يتكلم عليه، قلت: وما في صحيح البخاري من شربه صلى الله عليه وسلم الفضلة من اللبن في حديث أبي هريرة، وكذا حديث القصعة الذي في الصحيح يؤيده، انتهى.
وفي التأييد مما ذكر خفاء، إذ لا يلزم من وجود فضلة اللبن طلب إبقائها، ثم رأيت القاري قال: لكن يوافقه حديث: لا خير في طعام ولا شراب ليس له سؤر، وحديث: إذا شربتم أسئروا، ذكرهما عياض وابن الأثير؛ الثاني: فالجمع بأنه يجوز استئصاله والأفضل إبقاؤه شيئًا، لكن قدرًا ينتفع به غيره، وإلا فالأفضل إنقاؤه كما يقال: بقوا ونقوا، قال النجم: لم أجده حديثًا، بل في الحديث ما يعارضه كحديث مسلم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلعق الأصابع والصفحة وقال: إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة، اللهم إلا أن يحمل على ما لو كان له خادم ونحوه، فلا بأس أن يفضل له إن لم يكن قد أطعمه منه، انتهى، وأقول: لو قال: فينبغي أن يفضل له
…
إلخ؛ لكان أولى من قوله: فلا بأس
…
إلخ فتأمل. وفي طبقات الحنابلة لابن رجب في ترجمة الوزير ابن هبيرة ما نصه قوله عليه السلام: إذا شربتم فأسئروا قال هذا في الشرب خاصة، وأما في الأكل فمن السنة لعق القصعة والأصابع، وإنما خص الشرب بذلك؛ لأن التراب والأقذار ترسخ في أسفل الإناء، فاشتفاف ذلك يوجب شرب ما يؤذي، انتهى فتدبر
بها الحور العين، لا أعرفه
(1)
، وفي القاموس: وكزبَيْر موضع باليمن فاقت نساؤه حسناً، ومنه إذا دخلت أرض الحصيب فهرول.
58 -
حديث: إذا حج رجل بمال من غير حله فقال: لبيك اللَّهم لبيك قال اللَّه عز وجل: لا لبيك ولا سعديك، هذا مردود عليك، الديلمي من حديث أبي الغصن الدجين بن ثابت عن أسلم مولى عمر عن عمر رفعه بهذا، والدجين
(2)
ضعيف، وله شاهد عند البزار بسند ضعيف أيضاً عن أبي هريرة رفعه: من أمَّ هذا البيت من الكسب الحرام شخص في غير طاعة اللَّه، فإذا أهل ووضع رجله في الغرز أو الركاب، وانبعثت به راحلته، وقال: لبيك اللَّهم لبيك، نادى مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك، كسبك حرام، وزادك حرام، وراحلتك حرام، فارجع مأزوراً غير مأجور، وأبشر بما يسوؤك، الحديث. وهو عند الخلعي من هذا الوجه، بلفظ: من تيمم بكسب حرام حاجاً، كان في غير طاعة اللَّه، حتى إذا وضع رجله في الغرز وبعث راحلته، قال: لبيك اللَّهم لبيك، ينادي مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك، كسبك حرام، وثيابك حرام، وراحلتك حرام، وزادك حرام، فارجع مذموماً غير مأجور، أبشر بما يسوؤك، الحديث.
59 -
حديث: إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق فصدقوه، وخذوا به، حدثت به أو لم أحدث، الدارقطني في الأفراد، والعقيلي في الضعفاء، وأبو جعفر بن البختري في الجزء الثالث عشر من فوائده، من حديث محمد بن عون الزيادي حدثنا أشعث بن نزار
(3)
عن قتادة عن عبد اللَّه بن شقيق عن أبي هريرة به مرفوعاً، وقال الدارقطني: إن أشعث تفرد به انتهى، وهو شديد الضعف، والحديث منكر جداً، استنكره العقيلي، وقال: إنه ليس له إسناد يصح، قلت: فمن طرقه ما عند الطبراني في الكبير من حديث الوَضِين عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر عن أبيه مرفوعاً: سئلت اليهود عن
(1)
ولوائح الوضع ظاهرة عليه.
(2)
قال ابن عدى: قد روي لنا عن يحيى بن معين أنه قال: الدجين هو جحا، وهذا لم يصح عنه.
(3)
كذا في النسخة الهندية، والصواب: براز بضم الباء الموحدة وهو الهجيمي.
تعليق الشاملة: قال ابن الجوزي (الضعفاء والمتروكون 1/ 124):
أشعث بن براز أبو عبد الله الهجيمي البصري
يروي عن الحسن وقتادة
قال يحيى ليس بشيء وقال مرة ضعيف وكذلك قال أبو زرعة. قال الفلاس: ضعيف جدا، وقال البخاري والدارقطني: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: يخالف الثقات ويروي المنكر حتى خرج عن حد الاحتجاج به
موسى فأكثروا فيه، وزادوا ونقصوا حتى كفروا، وسئلت النصارى عن عيسى فأكثروا فيه، وزادوا ونقصوا حتى كفروا، وإنه ستفشو عني أحاديث فما أتاكم من حديثي فاقروؤا كتاب اللَّه واعتبروا، فما وافق كتاب اللَّه فأنا قلته، وما لم يوافق كتاب اللَّه فلم أقله، وقد سئل شيخنا عن هذا الحديث، فقال: إنه جاء من طرق لا تخلو من مقال، وقد جمع طرقه البيهقي في كتاب المدخل
(1)
ومعناه إن ثبت أن يحمل قوله - يعني الوارد في بعض طرقه - وإلا فاتركوه على أن هناك حذفاً تقديره، وإلا إن خالف فاتركوه، فقد دخل في الشق الأول وهو قوله إن وافق ما يوافق نصاً، وما يوافق استنباطاً أو ما يوافق خصوصاً، وما يوافق عموماً، لقوله تعالى {وما أتاكم الرسول فخذوه} فما ثبت عن الرسول فهو مأخوذ عن اللَّه، بأمر القرآن انتهى.
60 -
حديث: إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة، أبو داود في سننه، والعسكري في الأمثال من حديث يحيى بن آدم، والترمذي في جامعه، وابن أبي الدنيا في الصمت من حديث ابن المبارك، وأبو يعلى في مسنده من حديث شَبَابة ابن سَوَّار، وهو وأحمد من حديث يزيد بن هارون، وأحمد فقط من حديث أبي عامر العقدي، وأبو الشيخ من حديث عاصم بن علي، كلهم عن ابن أبي ذئب هو محمد بن عبد الرحمن، وكذا أخرجه الطيالسي في مسنده عنه عن عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الملك بن جابر بن عتيك عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعاً به، وألفاظهم متقاربة، وقال الترمذي: إنه حسن، إنما نعرفه من حديث ابن أبي ذئب، قلت: وكأنه عنى لفظاً خاصاً، وإلا فقد أخرجه أحمد أيضاً عن أبي سلمة الخزاعي وموسى بن داود، كلاهما عن سليمان بن بلال عن ابن عطاء هذا، مع أنه اختلف فيه على ابن أبي ذئب، فالجمهور كما تقدم، ورواه البزار في مسنده، فجعل شيخه فيه عبد الرحمن بن جابر، قال البزار: وهذا عندي غير عبد الملك بن جابر بن عتيك، قال: ولا نعلم روى عن جابر غير هذا الحديث، وأيضاً فابن عطاء قد اختلف فيه،
(1)
واستوعبت طرقه في كتاب الابتهاج بتخريج أحاديث المنهاج للبيضاوي، وبينت بطلانه من جميع طرقه، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، بلفظ: إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق فخذوا به، حدثت به أو لم أحدث به، وحاول السيوطي أن يتعقبه فلم يصب.
فوثقه جماعة، ولينه آخرون، وقال البخاري: فيه نظر، فإما أن يكون الترمذي اعتمد توثيقه، أو حسنه لشاهده الذي أخرجه أبو يعلى في مسنده بسند ضعيف أيضاً من حديث مالك بن دينار عن أنس به مرفوعاً، وقد أورد الحديث الضياء أيضاً في المختارة لهذا أيضاً، وقال العقيلي في ترجمة حسين بن عبد اللَّه بن ضميرة لما ساق له عن أبيه عن جده عن علي رفعه: المجالس بالأمانة، وهذا قد جاء عن جابر بن عتيك بلفظ: إذا حدث الرجل ثم التفت فهي أمانة.
61 -
حديث: إذا حضر العِشاء والعَشاء فابدوؤا بالعَشاء، قال العراقي في شرح الترمذي: إنه لا أصل له في كتب الحديث بهذا اللفظ، قال تلميذه شيخنا في فتح الباري: لكن رأيت بخط الحافظ قطب الدين - يعني الحلبي - أن ابن أبي شيبة أخرج عن إسماعيل، يعني ابن علية عن ابن إسحاق حدثني عبد اللَّه بن رافع عن أم سلمة مرفوعاً: إذا حضر العَشاء وحضرت العِشاء فابدؤوا بالعَشاء، فإن كان ضبطه فذاك، وإلا فقد رواه أحمد في مسنده عن إسماعيل، بلفظ: وحضرت الصلاة، ثم راجعت مصنف ابن أبي شيبة، فرأيت الحديث فيه كما أخرجه أحمد، وأصل الحديث في المتفق عليه بلفظ: إذا وضع العَشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعَشاء، ولما أورده الصغاني في مشارقه: حكى أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه، وسأله عن صحته، فقال: نعم، هو صحيح.
62 -
حديث: إذا دخل الضيف على قوم دخل برزقه، وإذا خرج خرج بمغفرة ذنوبهم، الديلمي من حديث معروف بن حسان، حدثنا زياد الأعلم عن الحسن عن أنس مرفوعاً بهذا، وسنده ضعيف، وله شاهد عند أبي الشيخ من حديث عزة ابنة أبي قرصافة عن أبيها مرفوعاً: إذا أراد اللَّه بقوم خيراً أهدى إليهم هدية، قالوا: يا رسول اللَّه، وما تلك الهدية؟ قال: الضيف ينزل برزقه، ويرتحل وقد غفر اللَّه لأهل المنزل، وكذا أخرجه الديلمي من حديث إسحاق بن نجيح عن عطاء الخراساني عن أبي ذر رفعه: الضيف يأتي برزقه، ويرتحل بذنوب القوم، يمحص عنهم ذنوبهم، ومن حديث عبد اللَّه بن همام عن أبي الدرداء مرفوعاً مثله، لكن بلفظ: أهل البيت، بدل القوم دون ما بعده، وفي رواية: ويرتحل وقد غفر لأهل المنزل،
وحديث أبي ذر عند الديلمي، وكذا له عن ابن عباس رفعه أيضاً: أكرموا الضيف وأقروا الضيف، فإنه أول من يقدم برزقه جبريل مع رزق أهل البيت، وفي الأفراد للدارقطني من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رفعه: إذا نزل الضيف بالقوم نزل برزقه، وقال: غريب.
63 -
حديث: إذا رأيتم الحريق فكبروا، فإنه يطفئه، الطبراني في الدعاء من حديث عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً بهذا، وهو عند البيهقي في الدعوات من طريق كامل بن طلحة حدثنا ابن لهيعة حدثنا عمرو به بلفظ: استعينوا على إطفاء الحريق بالتكبير، وللطبراني في الدعاء، وفي الأوسط، من حديث أيوب بن نوح المطوَّعي حدثنا أبي حدثنا محمد بن عجلان عن سعيد بن أبي المقبري عن أبي هريرة رفعه، بلفظ: أطفئوا الحريق بالتكبير، وقال: لم يروه عن ابن عجلان إلا نوح تفرد به ابنه، قلت: ويشهد له ما رواه ابن السني عن أنس وجابر رضي الله عنهما مرفوعاً: إذا وقعت كبيرة أو هاجت ريح عظيمة فعليكم بالتكبير، فإنه يجلي العجاج الأسود.
64 -
حديث: إذا رأيتم الرجل يتعاهد المساجد فاشهدوا له بالإيمان، فإن اللَّه يقول {إنما يعمر مساجد اللَّه} الآية، أحمد بن حنبل، وابن منيع، والترمذي، وابن ماجه، والدارمي، وابن مردويه، من حديث أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعاً بهذا، وقال الترمذي: إنه حسن غريب، وصححه ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، وفي لفظ الديلمي عن معاذ بن جبل به مرفوعاً: إذا رأيتم الرجل يلزم المسد فلا تَحَرَّجوا أن تشهدوا له أنه مؤمن.
65 -
حديث: إذا سميتم فعبدوا، الديلمي عن معاذ بن جبل به مرفوعاً، ومسدد ومن طريقه الطبراني في معجمه الكبير حدثنا أبو أمية ابن يعلى عن أبيه عن عبد الملك بن أبي زهير الثقفي عن أبيه مرفوعاً بهذا، وعند مسلم كما تقدم في: أحب، من حديث عبيد اللَّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر رفعه: أحب الأسماء إلى اللَّه عبد اللَّه وعبد الرحمن، وللطبراني بسند ضعيف عن ابن مسعود رفعه: أحب الأسماء إلى اللَّه ما تعبد له، وأما ما يذكر على الألسنة من: خير الأسماء ما حمد وما عبد فما علمته
(1)
.
(1)
بل لا أصل له.
66 -
حديث: إذا صدقت المحبة سقطت شروط الأدب، هو من كلام المبرِّد، بلفظ: إذا صحت المودة سقط التكليف والتعمل، وأورده الخطابي في العزلة في باب ترك الإكثار من الأصدقاء، وفي الرسالة للقشيري عن الجنيد: إذا سقطت المحبة سقط آدابها.
67 -
حديث: إذا صليتم علي فعمموا، لم أقف عليه بهذا اللفظ، ويمكن أن يكون بمعنى: صلوا علي وعلى أنبياء اللَّه، فإن اللَّه بعثهم كما بعثني، وقد بينته في القول البديع.
68 -
حديث: إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه، البخاري من طريق همام، والنسائي من طريق عجلان، كلاهما عن أبي هريرة مرفوعاً به، وهو من الوجه الأول عند الطبراني بلفظ: إذا ضربتم فاتقوا الوجه، فإن اللَّه خلق آدم على صورته، ومن الوجه الثاني عند ابن منيع بلفظ: إذا ضربتم المملوكين فلا تضربوهم على وجوههم.
69 -
حديث: إذا طلع النجم صباحاً رفعت العاهة عن كل بلدة، أبو داود من جهة عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة رفعه بهذا، وكذا أخرجه الطبراني في ترجمة أحمد بن محمد بن يعقوب من معجمه الصغير، بلفظ: إذا ارتفع النجم رفعت العاهة عن كل بلد، وهو عند أبي حنيفة عن عطاء ورواه عسل
(1)
بن سفيان عن عطاء بلفظ: ما طلع النجم صباحاً قط ويقوم عاهة إلا رفعت أو خفت، كما لمسدد، وفي لفظ عنه أخرجه أحمد: ما طلع النجم قط وفي الأرض من العاهة شيء إلا رفع والنجم الثريا، ولأحمد والبيهقي من حديث عثمان بن عبد اللَّه بن سراقة عن ابن عمر، قال: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمار حتى تؤمن عليها العاهة، قيل أو قلت: ومتى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: إذا طلعت الثريا، وطلوعها صباحاً يقع في أول فصل الصيف، وذلك عند اشتداد الحر في بلاد الحجاز وابتداء نضج الثمار، والمعتبر في الحقيقة النضج، وطلوع النجم علامة له، وقد بينه في الحديث بقوله: ويتبين الأصفر من الأحمر.
70 -
حديث: إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني، وليصل علي، وليقل ذكر اللَّه
(1)
بكسر أوله وسكون ثانيه، وقيل بفتح أوله وثانيه، هو التميمي، ضعيف.
بخير من ذكرني بخير، الطبراني وابن السني في عمل اليوم والليلة، والخرائطي في المكارم، وآخرون عن أبي رافع مرفوعاً بهذا، وسنده ضعيف، بل قال العقيلي: إنه ليس له أصل، ونحوه ما عزاه السهيلي وغيره للدارقطني من حديث مالك بن مغول عن الشعبي عن مسروق عن عائشة مرفوعاً: إن اللَّه أعطاني نهراً يقال له الكوثر في الجنة لا يدخل أحد أصبعيه في أذنيه إلا سمع خرير ذلك النهر، قال: فقلت يا رسول اللَّه، وكيف ذلك؟ قال: أدخلي أصبعيك في أذنيك وشدي، والذي تسمعين منهما من خرير الكوثر، وهو عند ابن جرير في تفسيره عن أبي كريب عن وكيع عن أبي جعفر الرازي عن ابن أبي نجيح عن عائشة من قولها، قالت: من أحب أن يسمع خرير الكوثر، فليجعل أصبعيه في أذنيه، وهذا مع وقفه منقطع، وقد رواه بعضهم عن ابن أبي نجيح عن رجل عنها، ولا يثبت. قال العماد ابن كثير: ومعناه من أحب أن يسمع خرير الكوثر أي نظيره وما يشبهه لا أنه يسمعه بعينه، بل شبهت دويه بدوي ما تسمع إذا وضع الإنسان أصبعيه في أذنيه واللَّه أعلم.
71 -
حديث: إذا قضى اللَّه لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة، الترمذي في القدر من جامعه، وعبد اللَّه بن أحمد في زوائد المسند، وغيرهما من حديث أبي إسحاق السبيعي عن مطر بن عكامس مرفوعاً بهذا، وقال الترمذي: إنه حسن غريب، ولا يعرف لمطر غيره، وصححه الحاكم، وهو عند الترمذي أيضاً من حديث أبي المليح ابن أسامة عن أبي عزة رفعه بلفظه سواء، وتردد الراوي هل قال: إليها أو بها؟ وقال: إنه صحيح، وكذا صححه ابن حبان والحاكم، وهو عنده بلفظين أولهما: إذا قضى اللَّه لرجل موتاً ببلدة جعل له بها حاجة، والآخر: ما جعل اللَّه أجل رجل بأرض إلا جعلت له فيها حاجة، ورواه أحمد والطيالسي في مسنديهما، ولفظه: إن اللَّه عز وجل إذا أراد قبض عبد بأرض جعل له بها حاجة، ولفظ أحمد: إذا أراد اللَّه قبض روح عبد بأرض جعل له فيها أو قال بها حاجة، وفي الباب عن عروة بن مضرس مرفوعاً: إذا أراد اللَّه قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة، أخرجه البيهقي في الشعب، وعن ابن مسعود أخرجه الحاكم من حديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عنه مرفوعاً،
بلفظ: إذا كان أجل أحدكم بأرض أوثبته له إليها حاجة، فإذا بلغ أقصى أثره فتوفاه وتقول الأرض يوم القيامة: يا رب هذا ما استودعتني، وبلفظ: جعلت له إليها حاجة فتوفاه اللَّه بها فتقول الأرض، وبلفظ: إذا كانت ميتة أحدكم بأرض أتيح له الحاجة، فيقصد إليها فتكون أقصى أثر منه فيقبض فيها فتقول الأرض يوم القيامة هذا ما استودعتني، وهو عند ابن ماجه في الزهد من سننه، وروينا في الجزء الأول من المجالسة للدينوري مما يشهد لهذا المعنى من طريق أبي قلابة الجرمي قال: كان رجل يقول اللَّهم صل على ملك الشمس فيكثر ذلك، فاستأذن ملك الشمس ربه عز وجل أن بنزل إلى الأرض فيزوره، فنزل إلى الأرض ثم أتى الرجل، فقال: إني سألت اللَّه تعالى النزول إلى الأرض من أجلك، فما حاجتك؟ فقال: بلغني أن ملك الموت صديق لك فاسأله أن ينسئ في أجلي ويخفف عني الموت، قال: فحمله معه فأقعده مقعده من الشمس، وأتى ملك الموت فأخبره، فقال: من هو، قال:: فلان ابن فلان، فنظر ملك الموت في اللوح معه، فقال: إن هذا لا يموت حتى يقعد مقعدك من الشمس، قال: فقد قعد مقعدي من الشمس، فقال: توفته رسلنا وهو لا يفرطون، فرجع ملك الشمس فوجده قد مات.
72 -
حديث: إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت، متفق عليه عن أبي هريرة، وفي لفظ لمسلم: أنصت يوم الجمعة، ولابن خزيمة في صحيحه، ولأبي داود وغيرهما من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رفعه في حديث: ومن لغا وتخطى الرقاب كانت له ظهراً، ولأحمد عن علي مرفوعاً: من قال صه فقد تكلم، ومن تكلم فلا جمعة له، وعزى ابن دقيق العيد للترمذي قوله: ومن لغا فلا جمعة له، وما رأيت هذا في جامعه
(1)
وبسطت هذا كله في جزء مفرد، وغفل المبتدع - بإيراد هذا بين يدي الخطيب يوم الجمعة مع إدراجه فيه انصتوا - عن لفظ من هذه الثلاثة وهو أصرح.
73 -
حديث: إذا كبر ولدك واخيه، الطبراني في الأوسط، وأبو نُعيم في المعرفة، والدارقطني في الأفراد عن أبي جبيرة بن الضحاك رفعه: الولد سبع سنين سيد
(1)
وجدته بهذا اللفظ في تاريخ واسط لبحشل من حديث ابن عباس بسند فيه مجالد، ولم يقف عليه المؤلف.
وأمير، وسبع سنين عبد وأسير، وسبع سنين أخ ووزير، فإن رضيت مكانته وإلا فاضرب على جنبه، فقد أعذرت فيما بينك وبينه، وسنده ضعيف. وللبيهقي في الشعب من حديث خالد بن معدان أنه قال: من حق الولد على والده أن يحسن أدبه وتعليمه، فإذا بلغ اثنتي عشرة سنة فلا حق له، وقد وجب حق الوالد على ولده، فإن هو أرضاه فليتخذه شريكاً، وإن لم يرضه فليتخذه عدواً، وللدارقطني في الأفراد وغيره من حديث أبي العطوف الجراح بن منهال
(1)
عن الزهري عن سليمان بن أبي رافع - وقال بعضهم أبو سليم مولى أبي رافع - عن أبيه، قلت: يا رسول اللَّه، لأولادنا حق كحقنا، فذكر من حقهم على أبيهم تعليم كتاب اللَّه، والرمي، والسباحة.
74 -
حديث: إذا كتب أحدكم كتاباً فليتربه فإنه أنجح للحاجة، الترمذي في الاستئذان من جامعه، من حديث حمزة عن أبي الزبير عن جابر رفعه بهذا، وقال: إنه منكر، لا نعرفه عن أبي الزبير إلا من هذا الوجه، قال: وحمزة - وهو عندي ابن عمرو النصيبي - ضعيف في الحديث، وقد أخرجه ابن ماجه في الأدب من سننه من حديث بقية أنا أبو أحمد الدمشقي عن أبي الزبير لكن بلفظ: تربوا صحفكم، فإنه أنجح لها، لأن التراب مبارك، وأبو أحمد قال البيهقي: هو من مشايخ بقية المجهولين، وروايته منكرة، وأشار بذلك إلى هذا الحديث، وكذا قال أبو طالب: سألت أحمد يعني عنه فقال: هذا حديث منكر، وما روى بقية عن المجهولين لا يكتب، وروينا في الجامع للخطيب من حديث عبد الوهاب الحجي، قال: كنت في مجلس بعض المحدثين ويحيى بن معين إلى جنبي، فكتبت صحفاً، فذهبت لأتربه فقال لي: لا تفعل فإن الأرضة تسرع إليه، قال: فقلت له: الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أتربوا الكتاب فإن التراب مبارك، وهو أنجح للحاجة، قال: ذلك إسناد لا يساوي فلساً، وفي الباب ما أخرجه ابن منيع، والحسن بن سفيان في مسنديهما، وأبو نُعيم في المعرفة، وابن قانع في معجم الصحابة، من حديث هشام بن زياد أبي المقداد عن الحجاج بن يزيد عن أبيه مرفوعاً: تربوا الكتاب أنجح له، وهشام وحجاج ضعيفان، وأخرجه الديلمي في مسنده من جهة ابن جهضم بسنده إلى ابن عباس قال مثله، والطبراني في الأوسط، من
(1)
متروك، ذكر في الكذابين.
حديث إبراهيم بن أبي عبلة سمعت أم الدرداء تخبر عن أبي الدرداء مرفوعاً: إذا كتب أحدكم إلى إنسان فليبدأ بنفسه، وإذا كتب فليترب كتابه، فهو أنجح. وكلها ضعيفة.
75 -
حديث: إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه، مسلم، وأبو داود، والنسائي، من حديث ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابراً عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا، وهو عند الحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن منيع في مسنديهما، من جهة زكريا ابن إسحاق عن أبي الزبير، بلفظ: إذا ولِيَ، وذكره، بزيادة: فإنهم يبعثون في أكفانهم، ويتزاورون في أكفانهم، ورواه أبو نصر السجزي في الإبانة من رواية إبراهيم بن معاوية، بلفظ: أحسنوا أكفان موتاكم فإنهم يتباهون ويتزاورون، وفي الباب عن جماعة، منهم أبو قتادة، أخرجه الترمذي من حديث محمد بن سيرين عنه رفعه: إذا ولى أحدكم أخاه فليحسن كفنه، وقال: إنه حسن غريب، قال: وفيه عن جابر، وقال ابن المبارك: قال سلام بن أبي مطيع: هو الصفاء وليس بالمرتفع
(1)
، وعن عمر: أحسنوا أكفان موتاكم فإنهم يبعثون فيها يوم القيامة، أخرجه سعيد بن منصور وعن معاذ بن جبل نحوه، وهما موقوفان، ويمكن الجمع بين بعثهم في أكفانهم، وبين ما ثبت أنهم يحشرون عراة، بأنهم يقومون من القبور بثيابهم، ثم عند الحشر يكونون عراة، على أن البيهقي حمل حديث أن الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها. على العمل، ثم جوز على ظاهره الجمع بما قدمته.
76 -
حديث: إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث، فإن ذلك يحزنه، متفق عليه عن ابن عمر.
77 -
حديث: إذا كنت على الماء فلا تبخل بالماء، لم أقف عليه، ولكن في الأوسط للطبراني عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً: من سقى مسلماً شربة من ماء حيث يوجد الماء فكأنما أعتق رقبة، أو في موضع لا يوجد فيه الماء فكأنما أحياه، ونحوه في الأفراد للدارقطني من حديث حميد الطويل عن أنس مرفوعاً: من سقى الماء في موضع يقدر فيه على الماء
(2)
.
(1)
يعني أن المراد بإحسانه صفاؤه ونظافته لا ارتفاع قيمته.
(2)
وبقيته: فكأنما أعتق رقبة.
78 -
حديث: إذا لم تستح فاصنع ما شئت، البخاري من حديث منصور بن المعتمر عن ربْعي بن حِراش عن أبي مسعود البدري مرفوعاً: إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم. وذكره، وقيل فيه عن حذيفة بدل أبي مسعود والمحفوظ الأول، وقد توبع ربعي عليه من مسروق وغيره، بل في الباب عن أبي الطفيل كما عند الطبراني في الأوسط من حديثه مرفوعاً، بلفظ: كان يقال إن مما أدرك، وذكره، وعن ابن عباس كما عند ابن عدي ومن جهته الدمياطي وقال: إنه غريب، ومع ترجيح حديث أبي مسعود، قال شيخنا: إنه ليس ببعيد أن يكون ربعي سمعه منه ومن حذيفة جميعاً.
79 -
حديث: إذا مات العالم
(1)
انثلم في الإسلام ثلمة، ولا يسدها شيء إلى يوم القيامة، الزبير بن بكار في الموقفيات، عن محمد بن سلام الجمحي عن علي بن أبي طالب من قوله. وهو معضل، وله شواهد منها ما رواه أبو بكر ابن لال من حديث جابر مرفوعاً: موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها اختلاف الليل والنهار، والطبراني من حديث أبي الدرداء رفعه: موت العالم مصيبة لا تجبر، وثلمة لا تسد، وموت قبيلة أيسر من موت عالم، وهو نجم طمس، ومنها عن ابن عمر أخرجه الديلمي بلفظ: ما قبض اللَّه عالماً إلا كان ثغرة في الإسلام لا تسد، وعن آخرين وثبت كما في صحيح الحاكم من حديث عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى {أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} قال: موت علمائها، وللبيهقي من حديث معروف بن خربوذ عن أبي جعفر أنه قال: موت عالم أحب إلى إبليس من موت سبعين عابداً.
80 -
حديث: إذا وزنتم فأرجحوا، ابن ماجه من حديث شعبة عن محارب ابن دثار عن جابر مرفوعا بهذا، ومن طريقه أورده الضياء في المختارة، بل أصله في الصحيح في قصة بعير جابر: وزن لي فأرجح، وفي لفظ: وزن لي دراهم فأرجحها، وفي آخر فقضاني وزادني، وروى أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والدارمي وآخرون من حديث وكيع عن الثوري عن سماك بن حرب عن سويد بن قيس قال: جلبت أنا ومخرمة العبدي بزا من هجر فجاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فساومنا سراويل، وعندنا وزان يزن بالأجر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
(1)
العالم هو المجتهد، أما المقلد فهو عامي، وإن حمل شهادات عليا.
يا وزان زن وأرجح، وكذا رواه قيس بن الربيع عن سماك وخالفهما شعبة فقال عن سماك، قال: سمعت مالكا أبا صفوان بن عميرة يقول: بعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل سراويل قبل الهجرة فوزن لي فأرجح، أخرجها كذلك النسائي وابن ماجه وغيرهما، ورجح أبو داود الأول، وكذا قال النسائي: إنه أشبه بالصواب من حديث شعبة، وقال الترمذي: إنه حسن صحيح، وصححه ابن حبان، وجعلهما الحاكم واحدا، فقال: أبو صفوان كنية سويد بن قيس، وهو صحابي من الأنصار، والحديث صحيح على شرط مسلم، والرواية المسمى فيها بمالك بن عميرة ترد عليه، والصنيع الأول هو المعتمد، وقد بسطت الكلام عليه في بعض الأجوبة، وفي الباب عن أنس وغيره
81 -
حديث: إذا وسع اللَّه فأوسعوا، البخاري من حديث حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، فذكر حديثاً مرفوعاً، ثم قال: إن رجلاً سأل عمر بن الخطاب، فذكره، وهو عند ابن حبان من طريق إسماعيل بن علية عن أيوب، فأدرج الموقوف في المرفوع، ولم يذكر عمر والأول أصح، لا سيما وقد وافق حماد بن زيد عليه كذلك حماد بن سلمة، فرواه عن أيوب وهشام وحبيب وعاصم، كلهم عن ابن سيرين، أخرجه ابن حبان أيضاً، بل أخرج مسلم حديث ابن علية فاقتصر على المتفق على رفعه، وحذف الباقي وهو من حسن تصرفه، ولأبي نُعيم وابن لال وغيرهما عن ابن عمر مرفوعاً: إن المؤمن من أخذ عن اللَّه أدباً حسناً إذا وسع عليه وسع على نفسه.
82 -
حديث: إذا وعد أحدكم فلا يخلف، أحمد بن منيع والحسن بن سفيان وأبو يعلى في مسانيدهم وآخرون، منهم الحاكم في صحيحه عن أنس مرفوعاً به في حديث، وله طرق بينتها في جزء "التماس السعد".
83 -
حديث: إذا وقع القضاء عمي البصر، تقدم معناه في: إذا أراد اللَّه.
84 -
حديث: اذكروا محاسن موتاكم، وكفوا عن مساويهم، أبو داود في الأدب والترمذي في الجنائز من حديث معاوية بن هشام عن عمران بن أنس المكي
عن ابن عمر رفعه بهذا، وقال الترمذي والطبراني: إنه غريب، وقال الحاكم: إنه صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وفي البخاري عن مجاهد عن عائشة مرفوعاً: لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا، ولأبي داود من حديث وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عنها مرفوعاً: إذا مات صاحبكم فدعوه لا تقعوا فيه، وكذا هو عند الطيالسي في مسنده عن عبد اللَّه بن عثمان عن هشام، وللنسائي من حديث منصور بن صفية عن أمه عنها، قالت: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم هالك بسوء، فقال: لا تذكروا هلكاكم إلا بخير، وفي الباب عن غير واحد من الصحابة.
85 -
حديث: اذكروا الفاجر، يأتي في: لا غيبة لفاسق.
86 -
حديث: أربع لا يشبعن من أربع: أرض من مطر، وأنثى من ذكر، وعين من نظر، وعالم من علم، الحاكم في تاريخ نيسابور، وأبو نُعيم في الحلية، كلاهما من حديث سليمان التيمي عن ابن سيرين عن أبي هريرة رفعه به، وراويه عن التيمي محمد بن الفضل بن عطية، اتهم بالكذب والوضع، وأورده العقيلي في الضعفاء وغيره من جهة محمد بن الحسن بن زبالة عن عبد اللَّه بن محمد بن عجلان عن أبيه عن جده عن أبي هريرة كذلك، وابن زبالة كذبه ابن معين في إحدى الروايتين عنه، وقال النسائي: إنه متروك الحديث، ورواه ابن عدي في كامله من جهة عبد السلام بن عبد القدوس عن هشام عن عروة عن أبيه عن عائشة، وقال: إنه منكر عن هشام لم يروه غيره، قال ابن طاهر: رواه عن هشام حسين بن علوان الكوفي وكان يضع الحديث، ولعل عبد السلام سرقه منه، وقد ذكره من هذه الطرق ابن الجوزي في الموضوعات، ولبعضه شواهد كحديث: منهومان لا يشبعان: طالب علم، وطالب دنيا، وحديث لا يشبع عالم من علم حتى يكون منتهاه الجنة.
87 -
حديث: أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر اللَّه عمر، وأصدقهم حياءً عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت وأقرأهم أُبيُّ، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة، الترمذي من حديث داود العطار ومعمر قرنهما عن قتادة عن أنس عن النبي مرفوعاً به، وقال: غريب، لا نعرفه من حديث قتادة إلا من هذا الوجه، انتهى. ورواية داود في طريقها
سفيان بن وكيع وهو ضعيف، ورواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مرسلاً، قال الدارقطني: وهو أصح، ثم رواه الترمذي من طريق الحذاء عن أبي قلابة عن أنس مرفوعاً نحوه، وقال: إنه حسن صحيح، وهو المشهور. ومن الوجه الثاني أخرجه أحمد والطيالسي في مسنديهما، والنسائي وابن ماجه وآخرون، منهم الضياء في المختارة، وصححه ابن حبان، والحاكم، والترمذي، وفي لفظ للحاكم: أفرض أمتي زيد، وصححها أيضاً، والحديث أعل بالإرسال، وسماع أبي قلابة من أنس صحيح، إلا أنه قيل: إنه لم يسمع منه هذا، وقد ذكر الدارقطني في العلل الاختلاف فيه على أبي قلابة ورجح هو وغيره كالبيهقي والخطيب في المدرج أن الموصول منه ذكر أبي عبيدة والباقي مرسل، ورجح ابن المواق وغيره رواية الموصول، وليس عند واحد منهم: وأقضاهم علي، وفي الباب عن جابر عند الطبراني في ترجمة علي بن جعفر من معجمه الصغير وعن أبي سعيد عند قاسم بن أصبغ عن ابن أبي خيثمة، وعند العقيلي في الضعفاء عن علي بن عبد العزيز، كلاهما عن أحمد بن يونس عن سلام عن زيد العمي عن أبي الصديق عنه، وزيد وسلام ضعيفان، وعن ابن عمر عند ابن عدي في ترجمة كوثر بن حكيم وهو متروك، وله طريق أخرى في مسند أبي يعلى من طريق ابن البيلماني عن أبيه عنه، وأورده ابن عبد البر في الاستيعاب من طريق أبي سعد البقال عن شيخ من الصحابة يقال له محجن أو أبو محجن، قلت: وقد اختص الصديق رضي الله عنه بما لم يزاحمه فيه غيره من سائر الصحابة، ولذا من قدم غيره عليه فقد أزرى بسائرهم، ولا متمسك في هذا الحديث له كما بينته في بعض تصانيفي.
88 -
حديث: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود والترمذي وآخرون، كلهم من حديث ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعاً بهذا، في حديث. وقال الترمذي: إنه حسن صحيح، وصححه الحاكم، وكان ذلك باعتبار ماله من المتابعات والشواهد، وإلا فأبو قابوس لم يرو عنه سوى ابن دينار ولم يوثقه سوى ابن حبان على قاعدته في توثيق من لم يجرح، ومن شواهده ما رواه أحمد وعبد في مسنديهما والطبراني وآخرون من طريق حبان بن زيد الشرعبي عن عبد اللَّه بن عمر
[*]
مرفوعاً:
[*](تعليق الشاملة): كذا في المطبوع، والصواب:«عبد الله بن عمرو»
ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر لكم
(1)
، إلى غيره مما أوضحته في غير موضع، بل أفردت لأحاديث الرحمة تصنيفاً.
89 -
حديث: ارحموا من الناس ثلاثة، عزيز قوم ذل، وغني قوم افتتقر، وعالماً بين جهال، العسكري في الأمثال، والسليماني في الضعفاء من حديث زيد بن أبي الزرقاء عن عيسى بن طهمان عن أنس به مرفوعاً بهذا، وقال ثانيهما: إن الحمل فيه على عيسى، وكذا أورده ابن حبان في ترجمة عيسى، وقال: إنه يتفرد بالمناكير عن أنس كأنه يدلس عن أبان بن أبي عياش، ويزيد الرقاشي عنه، لا يجوز الاحتجاج بخبره، وهو عند الخطيب من حديث جعفر بن هارون الواسطي عن سمعان بن مهدي عن أنس رفعه مثله، لكن بلفظ: فقيهاً يتلاعب به الصبيان والجهال، وسمعان مجهول لا يكاد يعرف ألصقت به نسخة مكذوبة، ورواه القضاعي من حديث عبد اللَّه بن الوليد العدني، حدثنا الثوري عن مجاهد عن ابن مسعود مرفوعاً به بلفظ: وعالماً يلعب به الحمقى والجهال، ومجاهد قال أبو زرعة: إنه عن ابن مسعود مرسل، ورواه ابن حبان في الضعفاء من حديث نوح بن الهيثم عن وهب بن وهب أحد الكذابين عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً مثله، بلفظ: وعالم يتلاعب به الصبيان، ويروى عن أبي هريرة أيضاً
(2)
، ولكن الحديث عند ابن الجوزي في الموضوعات، وقال: إنما يعرف من كلام الفضيل بن عياض، وساقه من جهة الحاكم، قال: سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل يقول: سمعت جدي يقول، سمعت سعيد ابن منصور يقول، قال الفضيل بن عياض: ارحموا عزيز قوم ذل، وغنياً افتقر، وعالماً بين جهال.
90 -
حديث: الأرز ليس بثابت، وسيأتي في: لو كان، من اللام.
91 -
حديث: الأرضون سبع، في كل أرض نبي كنبيكم، البيهقي في بدء الخلق من الأسماء والصفات له من طريق عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس في قوله عز وجل {اللَّه الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن}
(1)
له بقية، وهو من رواية عبد اللَّه بن عمرو، وسبق في الصفحة السابقة: عبد اللَّه بن عمر خطأ.
(2)
رواه الديلمي.
قال: سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم، وآدم كآدم، ونوح كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى، ومن طريق عمرو بن مرة عن أبي الضحى به بلفظ: في كل أرض نحو إبراهيم عليه السلام، وقال البيهقي عقبه: إسناد هذا صحيح عن ابن عباس، وهو شاذ بمرة، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعاً، وقال ابن كثير - بعد عزوه لابن جرير بلفظ: في كل أرض من الخلق مثل ما في هذه حتى آدم كآدمكم، وإبراهيم كإبراهيمكم -: فهو محمول إن صح نقله عنه، أي عن ابن عباس على أنه أخذه عن الإسرائيليات، وذلك وأمثاله، إذا لم يخبر به ويصح سنده إلى معصوم فهو مردود على قائله.
92 -
حديث: الأرض المقدسة لا تقدس أحداً، وإنما يقدس المرء عمله، مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد، أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان الفارسي: أن هلم إلى الأرض المقدسة، فكتب إليه سلمان: إن الأرض، وذكره، وهو مع كونه موقوفاً منقطع، لكنه في تاسع المجالسة للدينوري من حديث يحيى بن سعيد عن عبد اللَّه بن هبيرة، قال: كتب أبو الدرداء، وذكره بزيادة: وأرض الجهاد.
93 -
حديث: ارض من الدنيا بالقوت، فإن القوت لمن يموت كثير، العسكري من جهة الخليل بن عمر حدثنا صالح المري عن الحسن عن سمرة مرفوعاً، بلفظ: يا ابن آدم ارض، وذكره، وفي معناه قال الخليل بن أحمد شعر:
يكفي الفتى خلَق وقوت
…
ما أكثر القوت لمن يموت.
94 -
حديث: الأرمد لا يعاد، في: ثلاث، من المثلثة.
95 -
حديث: الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، مسلم في الأدب من صحيحه من حديث عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن سهيل عن أبيه، ومن حديث جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم، كلاهما عن أبي هريرة به مرفوعاً، وهو عند البخاري في الأدب المفرد من حديث سليمان بن بلال عن سهيل، بل علقه في بدء الخلق عن الليث، ويحيى بن أيوب، كلاهما عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وذكره، ووصله
عنها في الأدب المفرد له، وكذا رويناه من جهة ابن أبي داود بسنده إلى الليث ولفظه: عن عمرة، قالت: كانت امرأة مكية بطالة تضحك النساء وتغني، وكانت بالمدينة امرأة مثلها فقدمت المكية المدينة، فلقيت المدينة فتعارفتا، فدخلتا على عائشة فتعجبت من اتفاقهما، فقالت عائشة للمكية: عرفت هذه؟ قالت: لا، ولكن التقينا فتعارفنا، فضحكت عائشة، وقالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وذكرته، وأخرجه أبو يعلى بنحوه من حديث يحيى بن أيوب، وعند الزبير بن بكار في المزاح والمفاكهة من حديث علي بن أبي طالب اللهبي عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة، أن امرأة كانت بمكة تدخل على نساء قريش تضحكهن، فلما هاجرت ووسع اللَّه تعالى دخلت المدينة، قالت عائشة: فدخلت علي فقالت لها فلانة: ما أقدمك؟ قالت: إليكن، قلت: فأين نزلت؟ قالت: على فلانة، امرأة كانت تضحك بالمدينة، قالت عائشة: ودخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: فلانة المضحكة عندكم؟ قالت عائشة: نعم، فقال: فعلى من نزلت؟ قالت: على فلانة المضحكة، قال: الحمد للَّه إن الأرواح، وذكره، وأفادت هذه الرواية سبب هذا الحديث، وفي الباب عن سلمان وابن عباس وابن عمر وابن مسعود وعلي وعمر وأبي الطفيل، ولا نطيل بإيرادها لكن لفظ حديث ابن مسعود منها عند العسكري في الأمثال من حديث إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عنه رفعه: الأرواح جنود مجندة، تلتقي فتتشامُّ كما تتشامُّ الخيل، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، فلو أن رجلاً مؤمناً جاء إلى مجلس فيه مائة منافق وليس فيه إلا مؤمن واحد، لجاء حتى يجلس إليه، ولو أن منافقاً جاء إلى مجلس فيه مائة مؤمن، وليس فيه إلا منافق لجاء حتى يجلس إليه، وللديلمي بلا سند عن معاذ بن جبل مرفوعاً: لو أن رجلاً مؤمناً دخل مدينة فيها ألف منافق ومؤمن واحد لشم روحه روح ذلك المؤمن، وعكسه، ويشهد لمعنى الحديث حديث: المرء على دين خليله، وسيأتي في الميم، وفي الحلية لأبي نعيم في ترجمة أويس أنه لما اجتمع به هرم بن حيان العبدي - ولم يكن لقيه قبل وخاطبه أويس باسمه - قال له هرم: من أين عرفت اسمي واسم أبي فواللَّه ما رأيتك قط ولا رأيتني؟ قال: عرف روحي روحك حين كلمت نفسي نفسك، لأن الأرواح لها أنفس كأنفس الأجساد،
وإن المؤمنين يتعارفون بروح اللَّه وإن نأت بهم الدار ووفت بهم المنازل، ولبعضهم يقول:
إن القلوب لأجناد مجندة
…
قول الرسول فمن ذا فيه يختلف
فما تعارف منها فهو مؤتلف
…
وما تناكر منها فهو مختلف
وقال آخر:
بيني وبينك في المحبة نسبة
…
مستورة عن سر هذا العالم
نحن اللذان تحاببت أرواحنا
…
من قبل خلق اللَّه طينة آدم
96 -
حديث: ازهد في الدنيا يحبك اللَّه، وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك، ابن ماجه في الزهد من سننه، والطبراني في الكبير، وأبو نُعيم في الحلية، وابن حبان في روضة العقلاء، والحاكم في صحيحه، والبيهقي في الشعب، وآخرون، كلهم من حديث خالد بن عمرو القرشي عن الثوري عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، دلني على عمل إذا عملته أحبني اللَّه وأحبني الناس، فقال: ازهد، وذكره، وقال الحاكم: إنه صحيح الإسناد، وليس كذلك، فخالد مجمع على تركه بل نسب إلى الوضع، لكن قد رواه غيره عن الثوري، بل أخرجه أبو نُعيم في الحلية أيضاً من حديث منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أنس رفعه نحوه، ورجاله ثقات، لكن في سماع مجاهد من أنس نظر، وقد رواه الأثبات فلم يجاوزوا به مجاهداً، وكذا يروى من حديث ربعي بن حِراش، عن الربيع بن خيثم رفعه: مرسلاً، وبالجملة فقد حسن هذا الحديث النووي، ثم العراقي رحمهما اللَّه، وكلام شيخنا رحمه الله، ينازع فيه كما بينته في تخريج الأربعين.
97 -
حديث: أسأل اللَّه العظيم، رب العرش العظيم، أن يعافيك ويشفيك في الدعاء للمريض، هو عند الإمام أحمد، وابن منيع، وأبي داود، والترمذي وحسنه، والنسائي في عمل اليوم والليلة، وابن حبان في صحيحه، والحاكم، وقال: صحيح على شرط البخاري، كلهم عن ابن عباس رفعه: من عاد مريضاً لم يحضر
أجله، فقال عنده سبع مرات: أسأل اللَّه العظيم، رب العرش العظيم أن يشفيك، ليس عند أحد منهم "يعافيك"، وهي مستفيضة على الألسنة، بل ربما يقتصر عليها، ولم أرها في شيء من الكتب، نعم في الدعاء للطبراني، بلفظ: من دخل على مريض فقال: أسأل اللَّه العظيم، رب العرش العظيم، أن يعافيك، إلا عوفي ما لم يحضر أجله، وكذا هو عند أبي نُعيم في عمل اليوم والليلة، وفي آخره أن بعض رواته رفعه مرة ووقفه مرتين، هذا كما ترى اقتصر فيه على العافية، وقد وقعتا مجتمعتين في نسخ عدة الحصن الحصين لابن الجزري العافية، لكن ملحقة بالهامش، وجوزت غلطها فإنها ليست في أصله الحصن الحصين.
98 -
حديث: استاكوا عرضاً، وادهنوا غباً، واكتحلوا وتراً، قال ابن الصلاح: بحثت عنه فلم أجد له أصلاً ولا ذكراً في شيء من كتب الحديث، قال: وقد عقد البيهقي باباً في الاستياك عرضاً، ولم يذكر فيه حديثاً يحتج به، يشير بذلك إلى ما أخرجه أبو داود في مراسيله، والبيهقي من جهته من حديث محمد بن خالد القرشي عن عطاء ابن أبي رباح، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إذا شربتم فاشربوا مصاً، وإذا استكتم فاستاكوا عرضاً، وعند البيهقي، والبغوي، والعقيلي، وابن عدي، وابن منده، وابن قانع، والطبراني، من حديث ثَبيت بن كثير وهو ضعيف عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن بهز قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يستاك عرضاً، ويشرب مصاً، يتنفس ثلاثاً، ويقول: هو أهنأ وأمرأ وأبرأ، وذكر أبو نُعيم في الصحابة ما يدل على أن بهزاً هو ابن حكيم بن معاوية القشيري، وعلى هذا فهو منقطع، وهو من رواية الأكابر عن الأصاغر، وحكى ابن منده ما يؤيد ذلك أن مخيس بن تميم رواه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، لكن قد اختلف في رواية بهز الأولى على راويها يحيى بن سعيد، فقال: ثَبيت كما تقدم، ورواه علي بن ربيعة القرشي المدني عنه عن سعيد بن المسيب فقال: عن ربيعة بن أكثم بدل بهز أخرجه البيهقي والعقيلي، وسنده ضعيف جداً، بل قال ابن عبد البر: ربيعة قتل بخيبر فلم يدركه سعيد، وقال في التمهيد: لا يصحان من جهة الإسناد، ورواه أبو نُعيم في كتاب السواك من حديث عائشة، قالت: كان رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وسلم يستاك عرضاً ولا يستاك طولاً، وفي سنده عبد اللَّه بن الحكيم وهو متروك، والجملة الثانية من أصل الحديث عند أحمد، وأبي داود، والنسائي، والترمذي مما صححه هو وابن حبان، وغيرهم، من حديث عبد اللَّه بن مغفل، قال: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غباً، وللديلمي من حديث الحسن عن ابن مغَفَّل رفعه: الترجيل غباً فصاعداً، والجملة الثالثة عند أبي داود وغيره من حديث سعيد عن أبي هريرة رفعه: من اكتحل فليوتر، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج.
99 -
حديث: استتمام المعروف أفضل من ابتدائه، في: تمام، من المثناة.
100 -
حديث: استعن بيمينك، الترمذي في العلم من جامعه من حديث الخليل بن مرة عن يحيى بن أبي صالح عن أبي هريرة، قال: كان رجل من الأنصار يجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيسمع من النبي صلى الله عليه وسلم الحديث فيعجبه ولا يحفظه، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، إني أسمع منك الحديث فيعجبني ولا أحفظه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: استعن بيمينك، وأومأ بيده للخط، وقال عقبه: ليس إسناده بذاك القائم، ثم نقل عن شيخه البخاري أن الخليل منكر الحديث، هذا مع أنه اختلف عليه فيه، فقيل عنه كما تقدم، وقيل عنه عن أبي صالح السمان بدل يحيى بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، أخرج الأخير الخطيب في جامعه من حديث الليث عن الخليل باللفظ الأول، والبيهقي في المدخل من حديث عبد اللَّه بن عبد اللَّه الأموي والليث فرقهما كلاهما عن الخليل عن يحيى بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رجلاً شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم سوء الحفظ، فقال: استعن بيمنيك، قال: ورواه خصيب بن جحدر وهو ضعيف يعني بالكذب، عن أبي صالح عن أبي هريرة انتهى. وهو من جهته كذلك عند البزار، والعسكري، ولفظه: قال رجل: يا رسول اللَّه! إني لا أحفظ شيئاً، فقال: استعن بيمينك على حفظك، وفي لفظ له: شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم سوء الحفظ، فقال: استعن بيمينك، أي اكتب، بل عند الطبراني في الأوسط من حديث
الخصيب أيضاً، فقال عن عبد اللَّه ابن أبي بكر بن أنس بن مالك عن جده عن أنس بن مالك، قال: شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم سوء الحفظ، فقال: استعن بيمينك، وفي فضل العلم للمرهبي بسند واه من جهة محمد بن عبيد اللَّه ابن أبي رافع عن أبيه عن جده، قال: قلت يا رسول اللَّه، إنا نسمع منك أحاديث فأستعين بيدي على قلبي؟ قال: نعم، وكانت له صحيفة تسمى الصادقة، ومن حديث عمر بن قيس المكي عن الزهري مرسلاً أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن في أن تكتب الأحاديث، وبالجملة ففي الإذن في الكتابة أحاديث. منها ما عند الطبراني وأبي نُعيم في الحلية وغيرهما عن ابن عمرو مرفوعاً، بلفظ: قيدوا العلم بالكتاب، وعند العسكري من حديث عبد الحميد بن سليمان حدثنا عبد اللَّه بن المثنى عن ثمامة عن أنس مرفوعاً: ما قيد العلم بمثل الكتابة، وقال لُوَين راويه عن عبد الحميد إنه لم يرفعه غيره، وقال العسكري: ما أحسبه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وأحسب عبد الحميد وهم فيه، وإنه من قول أنس، فقد روى عبد اللَّه بن المثنى عن ثمامة، قال: كان أنس يقول لبنيه: يا بني قيدوا العلم بالكتاب، قال: فهذا علة للحديث
(1)
.
101 -
حديث: استعيذي باللَّه من شر هذا - يعني القمر - فإنه الغاسق إذا وقب، قاله لعائشة. الترمذي وصححه من حديثها، وبه ينتقد تضعيف النووي له.
102 -
حديث: استعينوا بطعام السحر على طعام النهار والقيلولة على قيام الليل، ابن ماجه في سننه، وابن أبي عاصم، والحاكم في صحيحه، من حديث أبي عامر العقدي حدثنا زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس رفعه بهذا، وكذا رواه محمد نصر في قيام الليل له، والطبراني في معجمه الكبير من حديث إسماعيل بن عياش عن زمعة بلفظ: استعينوا بقائلة النهار على قيام الليل، وبأكلة السحر على صيام النهار، وهو عند البزار في مسنده من هذا الوجه، وأورده الضياء في المختارة، فهو عنده حجة، وكذا صححه الحاكم، لكنه قال: زمعة وسلمة لم يحتج بهما الشيخان. وهو كذلك، أما زمعة فلأنه كان مع صدقه ضعيفاً لخطئه ووهمه، ولذا لم يخرج له مسلم إلا مقروناً، وأما سلمة فلضعفه، إما مطلقاً وإما
(1)
صحت أحاديث في الأمر بكتابة الحديث، منها حديث: اكتبوا لأبي شاه، وهو في صحيح مسلم.
في خصوص ما يرويه عنه زمعة، وهو الظاهر فقد وثقه جماعة، والأحاديث في الأمر بالسحور في الصحيح وغيره، بل عند البزار في مسنده من حديث قتادة: سمعت أنساً يقول: ثلاث من أطاقهن أطاق الصوم من أكل قبل أن يشرب وتسحر وقال، معنى قال نام بالنهار، وكذا جاء الأمر بالقائلة في حديث عند الطبراني من حديث يزيد ابن أبي خالد الدالاني عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة عن أنس مرفوعاً لفظه: قيلوا فإن الشياطين لا تقيل، وقال: لم يروه عن أبي خالد إلا كثير بن مروان
(1)
ولمحمد بن نصر في قيام الليل له من حديث مجاهد قال: بلغ عمر أن عاملاً له لا يقيل فكتب إليه: أما بعد فقل، فإن الشيطان لا يقيل، ومن حديث إسماعيل بن عياش عن إسحاق ابن أبي فروة أنه قال: القائلة من عمل أهل الخير، وهي مجمة للفؤاد، مقواة على قيام الليل، ومن حديث الفيض بن إسحاق سمعت الفضل بن الحسن - ومر بقوم في السوق - فرأى منهم ما رأى، فقال: أما يقيل هؤلاء، قالوا: لا، قال: إني لأرى ليلهم ليل سوء، ومن جهة عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن خوات بن جبير أنه قال: نوم أول النهار حمق، ووسطه خلق، وآخره خرق.
103 -
حديث: استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود، الطبراني في معاجيمه الثلاثة، وعنه وعن غيره أبو نُعيم في الحلية من حديث سعيد بن سلام العطار عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل
(2)
رفعه بهذا، وكذا أخرجه ابن أبي الدنيا، والبيهقي في الشعب، والعسكري في الأمثال، والخلعي في فوائده، والقضاعي في مسنده، وسعيد كذبه أحمد وغيره، وقال فيه العجلي: لا بأس به، ولكن قد أخرجه العسكري أيضاً من غير طريقه بسند ضعيف أيضاً عن وكيع عن ثور، ولفظه: استعينوا على طلب حوائجكم بكتمانها، فإن لكل نعمة حسدة، ولو أن امرءاً كان أقوم من قدح لكان له من الناس غامز، وهو مع ذلك منقطع، فخالد لم يسمعه من معاذ، وله طريق أخرى عند الخلعي من فوائده من حديث مروان الأصفر عن النزال بن سبرة عن علي
(1)
وهو ضعيف، ذكر في الكذابين،
(2)
له طريق آخر من حديث أبي هريرة. رواه السهمي في تاريخ جرجان.
رفعه: استعينوا على قضاء الحوائج بالكتمان لها، ويستأنس له بما أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث ابن عباس مرفوعاً: إن لأهل النعم حساداً فاحذروهم، وفي الباب عن جماعة، ذكر عدة منهم الزيلعي في سورة الأنبياء من تخريجه
(1)
، والأحاديث الواردة في التحدث بالنعم محمولة على ما بعد وقوعها فلا تكون معارضة لهذه، نعم إن ترتب على التحدث بها حسدُه فالكتمان أولى.
104 -
حديث: استعينوا على إطفاء الحريق بالتكبير، في: إذا رأيتم.
105 -
حديث: استعينوا على كل صنعة بصالح أهلها، قد يستأنس له بقوله صلى الله عليه وسلم: ما كان من أمر دنياكم فإليكم.
106 -
حديث: استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك، البزار في مسنده، والطبراني في معجمه الكبير، والعسكري في الأمثال، والقضاعي في مسنده، من حديث الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً بهذا، ورجاله ثقات، وفي لفظ أورده العسكري بدون إسناد، لكن رفعه، استغنوا عن الناس ولو عن قصمة السواك، وهو بقاف وصاد مهملة، أي ما انكسر منه إذا استيك به، ومن هنا لما قيل لابن عائشة: ما شوص السواك؟ قال: أما ترى الرجل يستاك قيبقى في أسنانه شظية من السواك، فلا ينتفع بها في الدنيا لشيء، والأحاديث في القناعة والتعفف عن الناس مفردة بالتأليف، ومن أقربها لمعنى هذا الحديث، حديث: لأن يأخذ أحدكم حبلاً فيأتي بحزمة حطب على ظهره فيكف به نفسه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه.
107 -
حديث: استفت قلبك ولو أفتاك الناس وأفتوك، أحمد والدارمي وأبو يعلى في مسانيدهم، والطبراني في الكبير، وأبو نُعيم في الحلية، من حديث أيوب بن عبد اللَّه بن مكرز عن وابصة به مرفوعاً، في حديث وفي الباب عن النواس وواثلة وغيرهما.
(1)
لأحاديث الكشاف، وهو تخريج واسع مفيد.
108 -
حديث: استفرهوا ضحاياكم، فإنها مطاياكم على الصراط، أسنده الديلمي من طريق ابن المبارك عن يحيى بن عبيد اللَّه عن أبيه عن أبي هريرة رفعه بهذا، ويحيى ضعيف جداً، ووقع في النهاية لإمام الحرمين ثم في الوسيط ثم في العزيز
(1)
: عظموا ضحاياكم فإنها على الصراط مطاياكم، وقال الأول معناه: إنها تكون مراكب للمضحين، وقيل: إنها تسهل الجواز على الصراط، لكن قد قال ابن الصلاح: إن هذا الحديث غير معروف ولا ثابت فيما علمناه. وقال ابن العربي في شرح الترمذي: ليس في فضل الأضحية حديث صحيح، ومنها قوله: إنها مطاياكم إلى الجنة.
109 -
حديث: الإسلام يعلو ولا يعلى، الدارقطني في النكاح من سننه، والروياني في مسنده، ومن طريقه الضياء في المختارة، كلاهما من طريق شَباب بن خياط العُصفُري، حدثنا حَشرَج بن عبد اللَّه بن حَشرَج، حدثني أبي عن جدي عن عايذ بن عمرو المزني رفعه بهذا، ورواه الطبراني في الأوسط، والبيهقي في الدلائل عن عمر، وأسلم بن سهل
(2)
في تاريخ واسط عن معاذ، كلاهما به مرفوعاً، وعلقه البخاري في صحيحه،
110 -
حديث: اسمح يسمح لك، أحمد، والطبراني في الصغير والأوسط، والعسكري، كلهم من جهة الوليد بن مسلم عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رفعه بهذا، ورجاله ثقات، ورواه تمام في فوائده من حديث حفص بن غياث عن ابن جريج في حديث طويل، بل رواه من حديث ابن عياش عن ابن جريج، وقال: إنه خطأ من راويه، والصواب الوليد لا ابن عياش، وقد أفرد الحافظ أبو محمد ابن الأكفاني طرقه، وحسنه العراقي، ولم يصب من حكم عليه بالوضع، وفي معناه ما رويناه في المجالسة من طريق عوف، قال: أخذ الحسن شعرة فأعطى الحجام درهمين، فقيل له: يكفيك دانق، فقال: لا تدنقوا يدنق عليكم.
111 -
حديث: اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن
(1)
للرافعي وهو الشرح الكبير عند الشافعية.
(2)
الحافظ، يلقب بَبحْشَل، وكتابه تاريخ واسط قرأته وقيدت منه فوائد.
رأسه زبيبة، البخاري في الأحكام من صحيحه من حديث شعبة عن أبي التياح يزيد بن حميد عن أنس مرفوعاً به.
112 -
حديث: اسمعي يا جارة، هو كلام قاله الحجاج المسكين لأنس رضي الله عنه حين شكا منه: إنما مثلي ومثلك كقول الذي قال: إياك أعني واسمعي يا جارة.
113 -
حديث: أسوأ، في: إن أسوأ.
114 -
حديث: اشتدي أزمة تنفرجي، العسكري في الأمثال، والديلمي، والقضاعي، كلهم من حديث أمية بن خالد حدثنا الحسين بن عبد اللَّه بن ضميرة عن أبيه عن جده عن علي، قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول، وذكره، والحسين كذاب، والمراد: ابلغي في الشدة النهاية، حتى تنفرجي، وذلك أن العرب كانت تقول: إن الشدة إذا تناهت انفرجت، قلت: وقد عمل أبو الفضل يوسف بن محمد الأنصاري عرف بابن النحوي لفظ هذا الحديث مطلع قصيدة في الفرج بديعة في معناها، وشرحها بعض المغاربة في مجلد حافل، ولخص منه غير واحد من العصريين شرحاً، وعارضها الأديب الجليل أبو عبد اللَّه محمد بن أحمد بن محمد بن أبي القاسم التُّجاني، ولكن إنما إبتدئها بقوله:
لا بد لضيق من فرج
…
بخواطر علمك لا تهج
وذكر أبو موسى المديني في ذيل الغريبين
(1)
من جمعه أن المراد بقولهم في هذا المثل: أزمة امرأة اسمها أزمة أخذها الطلق فقيل لها ذلك، أي تصبري يا أزمة حتى تنفرجي عن قريب بالوضع، قاله مغلطاي أي في حاشية أسد الغابة انتهى، وليس في الذيل التصريح بما يدل على صحتها، بل قال فيه عقب هذا ذكره بعض الجهال، وهذا باطل، زاد بعضهم أن الذي قال لها ذلك هو النبي صلى الله عليه وسلم.
115 -
حديث: اشتد غضب اللَّه على من ظلم من لا يجد ناصراً غير
(1)
وفي النسخة الهندية: العرش.
اللَّه، أسنده القضاعي والديلمي من حديث الطبراني من جهة شريك عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور عن علي رفعه بلفظ: يقول اللَّه، اشتد غضبي، وذكره، والأعور كذاب
(1)
.
116 -
حديث: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل، فالأمثل، الترمذي في الزهد من جامعه من حديث عاصم بن بهدلة عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: قلت يا رسول اللَّه، أي الناس أشد بلاء؟ قال: الأنبياء، ثم الأمثل، فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة، ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة، وكذا هو عند النسائي في الكبرى، وعند ابن ماجه في الفتن من سننه، والدارمي في الرقاق من مسنده
(2)
، وأخرجه أحمد بن حنبل، وابن منيع، وأبو يعلى، وابن أبي عمر في مسانيدهم، كلهم من حديث عاصم، وهو عند مالك في الموطأ وآخرين، وقال الترمذي: إنه حسن صحيح، وصححه ابن حبان، والحاكم، وأخرجه أيضاً من حديث العلاء ابن المسيب عن مصعب، وللطبراني من حديث فاطمة رفعه: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، الحديث، وأورده الغزالي بلفظ: البلاء موكل بالأنبياء، ثم الأولياء، ثم الأمثل، فالأمثل.
117 -
حديث: اشفعوا تؤجروا، الشيخان من حديث بُرَيد بن عبد اللَّه ابن أبي بردة، عن جده عن أبي موسى، قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا جاء السائل أو طلبت إليه حاجة، قال: اشفعوا تؤجروا، ويقضي اللَّه على لسان نبيه ما شاء، وفي لفظ لأبي داود: اشفعوا لي لتؤجروا، وليقض اللَّه على لسان نبيه ما شاء، وهي موضحة لمعنى رواية الصحيحين، ولأبي داود والنسائي من حديث همام بن منبه عن معاوية رضي الله عنه أنه قال: إن الرجل ليسألني الشيء فأمنعه كي تشفوا فتؤجروا، وإن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
(1)
غلط المؤلف رحمه الله، فلم يكن الأعور كذاباً، وان قيل فيه ذلك زوراً، ولشقيقنا السيد عبد العزيز كتاب "الباحث عن أسباب الطعن في الحارث " مفيد جداً.
(2)
عد سنن الدارمي مسنداً مما انتقد على ابن الصلاح كما في الألفية.
وسلم قال: اشفعوا تؤجروا، وفي الباب عن جماعة، وروى البيهقي من طريق المزني عن الشافعي قال: الشفاعات زكاة المروَّات.
118 -
حديث: أشهد أني رسول اللَّه، قال الرافعي: المنقول أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في تشهده: أشهد أني رسول اللَّه انتهى، قال شيخنا في تلخيص تخريجه: ولا أصل لذلك كذلك، بل ألفاظ التشهد متواترة عنه صلى الله عليه وسلم وأنه كان يقول أشهد أن محمداً رسول اللَّه، وعبده ورسوله، وللأربعة من حديث ابن مسعود في خطبة الحاجة: وأشهد أن محمد رسول اللَّه، نعم في البخاري عن سلمة بن الأكوع لما خفت أزواد القوم، فذكر الحديث في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأني رسول اللَّه، وله شاهد عند مسلم عن أبي هريرة، وفي مغازي موسى بن عقبة معضلاً كما أورده البيهقي في قدوم وفد ثقيف من دلائل النبوة: أن الوفد المذكور قالوا أمرنا أن نشهد أنه رسول اللَّه ولا يشهد به في خطبته، فلما بلغه قولهم قال: فإني أول من شهد أني رسول اللَّه، وفي البخاري في الرطب والتمر من الأطعمة في قصة جداد نخل جابر واستيفاء غرمائه - بل وفضل له من التمر - قوله صلى الله عليه وسلم حين بشره جابر بذلك: أشهد أني رسول اللَّه.
119 -
حديث: اصف النية ونم حيث شئت
(1)
، كلام يشبه أن يكون في معناه ما في الحلية لأبي نُعيم من جهة نافع بن جبير بن مطعم أن سلمان الفارسي كان يلتمس مكاناً يصلي فيه، فقالت له علجة: التمس قلبا طاهراً، وصل حيث شئت، وفي لفظ فيها أيضاً عن ميمون بن مهران قال: نزل حذيفة وسلمان الفارسي على نبطية فقالا لها: هل ههنا مكان نصلي فيه؟ فقالت النبطية: طهر قلبك فقال أحدهما للآخر: خذها حكمة من قلب كافر، انتهى. ولا بد من تأويله.
120 -
حديث: أصل كل داء البردة، أبو نُعيم، والمستغفري معاً، في الطب النبوي والدارقطني في العلل، كلهم من طريق تمام بن نجيح عن الحسن البصري عن أنس رفعه بهذا. وتمام ضعفه الدارقطني وغيره، ووثقه ابن معين وغيره، ولأبي
(1)
وجدت هذا الحديث في نسخة عليها خط السيد مرتضى الزبيدي.
نُعيم أيضاً من حديث ابن المبارك عن السائب بن عبد اللَّه عن علي بن زحر عن ابن عباس مرفوعاً مثله، ومن حديث عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي سعيد رفعه: أصل كل داء من البردة، ومفرداتها ضعيفة، وقد قال الدارقطني عقب حديث أنس من علله: وقد رواه عباد بن منصور عن الحسن من قوله وهو أشبه بالصواب، وجعله الزمخشري في الفايق من كلام ابن مسعود، قال الدارقطني في كتاب التصحيف: قال أهل اللغة: رواه المحدثون بإسكان الراء والصواب البردة يعني بالفتح وهي التخمة، لأنها تبرد حرارة الشهوة، أو لأنها ثقيلة على المعدة بطيئة الذهاب من برد إذا ثبت وسكن، وقد أورد أبو نُعيم مضموماً لهذه الأحاديث حديث الحارث بن فضيل عن زياد بن مينا عن أبي هريرة رفعه: استدفئوا من الحر والبرد، وكذا أورده المستغفري - مع ما عنده منها - حديث إسحاق بن نجيح عن أبان عن أنس رفعه: إن الملائكة لتفرح بارتفاع البرد عن أمتي، أصل كل داء البرد، وهما ضعيفان. وذلك منهما شاهد لما حكى عن اللغويين في كون المحدثين رووه بالسكون.
121 -
حديث: أصل كل داء الرضى عن النفس، في كلام كثير من السلف معناه مما أورده القشيري في الرسالة كثيراً منه، كقول أبي عمرو بن نجيد الذي سمعه سبطه أبو عبد الرحمن السلمي شيخ القشيري: آفة العبد رضاه عن نفسه بما هو فيه وقول ذي النون: علامة الإصابة مخالفة النفس والهوى، وقول ابن عطاء: أقرب شيء إلى مقت اللَّه وبلائه النفس وأحوالها، وأشد من ذلك مطالعة الأعواض على أفعالها
(1)
، وقول أبي حنيفة: من لم يتهم نفسه على دوام الأوقات ولم يخالفها في جميع الأحوال ولم يجرها إلى مكروهها في سائر أيامه كان مغروراً، ومن نظر إليها باستحسان شيء منها فقد أهلكها، وكيف يصح لعاقل الرضى عن نفسه، والكريم ابن الكريم يقول {وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء} ، قال القشيري: وسئل المشايخ عن الإسلام، فقالوا: ذبح النفوس بسيوف المخالفة، بل عنده من حديث محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعاً: أخوف ما أخاف على أمتي اتباع الهوى، وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فيضل عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة، وفي التنزيل {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل اللَّه} ، وسيأتي الحديث: عدوك نفسك التي بين جنبيك، وفي رواية: زوجتك التي تضاجعك وما ملكت يمينك
(1)
أي يتطلعون إلى العوض عما فعلوا.
122 -
حديث: اصنع المعروف إلى من هو أهله، وإلى من ليس أهله، فإن أصبت أهله فهو أهله، وإن لم تصب أهله فأنت من أهله، القضاعي من حديث سعيد بن مسلمة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده رفعه بهذا. وهو مرسل، وكذا أخرجه الدارقطني في المستجاد، وقد أوردت من الأحاديث في هذا المعنى جملة في كتابي "الجواهر المجموعة"
(1)
.
123 -
حديث: أطفئوا الحريق بالتكبير، في: إذا رأيتم.
124 -
حديث: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه، في: التمسوا.
125 -
حديث: اطلبوا العلم ولو بالصين، فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم، البيهقي في الشعب، والخطيب في الرحلة وغيرها، وابن عبد البر في جامع العلم، والديلمي، كلهم من حديث أبي عاتكة طريف بن سلمان، وابن عبد البر وحده من حديث عبيد بن محمد عن ابن عيينة عن الزهري كلاهما عن أنس مرفوعاً به، وهو ضعيف من الوجهين، بل قال ابن حبان: إنه باطل لا أصل له، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وستأتي الجملة الثانية في الطاء معزوة لابن ماجه وغيره مع بيان حكمها.
126 -
حديث: اظلال الغمامة له صلى الله عليه وسلم، ذكره القاضي عياض في الشفاء وغيره لرواية: أن خديجة ونساءها رأينه لما قدم وملكان يظلانه، فذكرت ذلك لميسرة، فأخبرها أنه رأى ذلك منذ خرج معه في سفره، ويروى أن حليمة رأت غمامة تظله وهو عندها، وروي ذلك عن أخيه من الرضاعة، ومن ذلك أنه نزل في بعض أسفاره تحت شجرة يابسة فاعشوشب ما حولها وأينعت هي فأشرفت وتدلت عليه أغصانها بمحضر من رآه، ومال فيء الشجرة إليه في الخبر الآخر حتى أظلته، وما ذكر أنه لا ظل لشخصه في شمس ولا قمر لأنه كان نوراً، وإن الذباب كان لا يقع على جسده ولا ثيابه، انتهى، ووقع في خروجه مع عمه إلى الشام وقصة بحيرا الراهب مما أورده ابن إسحاق معضلاً ففيها: فلما نزلوا قريباً من صومعة بحيرا صنع لهم طعاماً كثيراً وذلك فيما يزعمون عن شيء رآه وهو في صومعته، يزعمون أنه رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين
(1)
وانظر حديث: اتق شر من أحسنت إليه، وتقدمت عبارة في ص 21 س 2 نصوبها هنا بما يأتي: له واللئيم سبخة لا تنبت ولا تثمر ولكن إذا وجدت المؤمن فأزرعه معروفك تحصد به شكراً.
أقبلوا وعمامة تظله من بين القوم، ثم أقبلوا فنزلوا في ظل شجرة قريباً منه، فنظر إلى الغمامة حين أظلته الشجرة وتقصرت أغصان الشجرة على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين استظل تحتها، القصة. ووصله البيهقي في الدلائل وأبو بكر الخرائطي واللفظ له من طريق قراد أبي نوح حدثنا يونس عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه، قال: خرج أبو طالب إلى الشام، ومعه النبي صلى الله عليه وسلم في أشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب، يعني بحيرا، هبطوا فحلوا رحالهم، فخرج إليهم الراهب - وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت - قال: فنزل وهم يحلون رحالهم، فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقال: هذا سيد العالمين، زاد البيهقي ورسول رب العالمين ابتعثه اللَّه رحمة للعالمين، فقال له أشياخ قريش: وما علمك، فقال: إنكم حين أشرفتم من الثنية لم يبق شجر ولا حجر، إلا خر ساجداً، ولا يسجدون إلا لنبي، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه، ثم رجع فصنع لهم طعاماً، فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل فقال: أرسلوا إليه، فأقبل وغمامة تظله، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى الشجرة، فلما جلس صلى الله عليه وسلم مال فيء الشجرة عليه، فقال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه، الحديث، وهكذا رواه الترمذي عن أبي العباس الفضل بن سهل الأعرج عن قراد أبي نوح، وهكذا رواه غير واحد من الحفاظ من حديث أبي نوح قراد، واسمه عبد الرحمن بن غزوان، وهو ممن خرج له البخاري، ووثقه جماعة من الأئمة الحفاظ، ولم أر فيه جرحاً، ومع هذا ففي حديثه هذا غرابة، ولذا قال الترمذي: إنه حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقال عباس الدوري: ليس في الدنيا أحد يحدث به غيره، وقد سمعه منه أحمد وابن معين لغرابته، وانفراده به، حكاه البيهقي وابن عساكر، وأبو موسى إما أن يكون تلقاه من النبي صلى الله عليه وسلم فيكون أبلغ، أو من بعض كبار الصحابة، أو كان مشهوراً أخذه بطريق الاستفاضة، وبالجملة فلم تذكر الغمامة في حديث أصح من هذا، وقد استدل بذلك لجواز اظلال المحرم، ولكن لم يكن الاظلال ملازماً له صلى الله عليه وسلم. فقد وقع اظلال أبي بكر له صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة في الهجرة لما أصابت الشمس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأن أبا بكر أقبل حتى جلل عليه بردائه، بل ثبت أنه كان بالجعرانة ومعه ثوب قد أظل عليه، وإنهم كانوا إذا أتوا
على شجرة ظليلة تركوها للنبي صلى الله عليه وسلم، ونحو ذلك مما لا نطيل بتخريجه، وكله مما يتأيد به كونه لم يكن دائماً، وكذا يشهد له صنيع القاضي عياض حيث صدر ما سلف مما عزي إليه باظلال اللَّه له بالغمام في سفره، وإن كان في أثنائه ما ليس صريحاً فيه، واللَّه أعلم.
127 -
حديث: أعطى يوسف عليه السلام شطر الحسن، مسلم في صحيحه عن شيبان بن فروخ، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابت البناني عن أنس: فذكر حديث الإسراء مرفوعاً، وفيه: فإذا أنا بيوسف صلى الله عليه وسلم، إذا هو قد أعطي شطر الحسن، وأخرج أبو يعلى في مسنده لفظ الترجمة فقط منه عن شيبان، ورويناه كذلك في الكنجروديات، وأخرجه أبو نُعيم في الحلية من حديث شيبان، بلفظ: أتيت على يوسف، وقد أعطي شطر الحسن، وكذا رواه أحمد في مسنده، وابن أبي شيبة في مصنفه عن عفان عن حماد بن سلمة، والحاكم من طريق عفان، وقال: إنه صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وقد علمت تخريج مسلم له، زاد بعضهم: وأمه شطر الحسن، وزاد آخر: ومن سواه شطره، ولإسحاق بن راهويه من حديث شعبة عن أبي إسحاق قال: قال أبو الأحوص عن عبد اللَّه بن مسعود: أوتي يوسف وأمه ثلث الحسن، وسنده أيضاً صحيح.
128 -
حديث: اعقلها وتوكل، الترمذي في الزهد، وفي العلل، والبيهقي في الشعب، وأبو نُعيم في الحلية، وابن أبي الدنيا في التوكل، من حديث المغيرة بن أبي قرة السدوسي سمعت أنساً يقول: قال رجل: يا رسول اللَّه، أعقلها وأتوكل، أو أطلقها وأتوكل؟ قال: اعقلها وتوكل، يعني الناقة. وقال الترمذي: قال عمرو بن علي يعني الفلاس شيخه قال يحيى بن سعيد القطان: إنه منكر، ثم قال الترمذي: وهو غريب لا نعرفه من حديث أنس إلا من هذا الوجه، وإنما أنكره القطان من حديث أنس، وقد روي عن عمرو بن أمية الضمري عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، يشير إلى ما أخرجه ابن حبان في صحيحه، وأبو نُعيم من حديث جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: أرسل ناقتي وأتوكل؟ قال: اعقلها وتوكل، ورواه الطبراني في الكبير، والبيهقي في الشعب، وجعلا في روايتهما
القائل عمراً نفسه، وكذا هو عند أبي القاسم بن بشران في أماليه، وأخرجه البيهقي كذلك من حديث جعفر، لكن مرسلاً، قال: قال عمرو بن أمية: يا رسول اللَّه، وذكره. وهو عند الطبراني من حديث أبي هريرة بلفظ: قيدها وتوكل.
129 -
حديث: أعلنوا النكاح واجعلوه في المساجد، واضربوا عليه بالدف، الترمذي وضعفه، وابن ماجه، وابن منيع، وغيرهم عن عائشة مرفوعاً بهذا، وهو حسن، فراويه عند الترمذي وإن كان ضعيفاً فإنه قد توبع كما في ابن ماجه وغيره، وفي الباب عن جماعة، وفي لفظ: وأخفوا الخِطبة، وبه تمسك من أبطل نكاح السر.
130 -
حديث: أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك، الترمذي وابن ماجه وآخرون من حديث محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به مرفوعاً، وصححه ابن حبان، والحاكم، وقال: إنه على شرط مسلم، وقال الترمذي: إنه حسن غريب من حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة، وقد روي عن أبي هريرة من غير هذا الوجه، ومن ذلك ما رواه هو من حديث كامل أبي العلاء عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: عمر أمتي من ستين إلى سبعين، وقال أيضاً: إنه حسن غريب من حديث أبي صالح عن أبي هريرة، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة، ومن ذلك ما رواه ابن عساكر من طريق شيخ مدني عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رفعه، بلفظ: أقل أمتي أبناء السبعين، وفي لفظ لأحمد والترمذي وابن ماجه وأبي يعلى والعسكري والقضاعي والرامهرمزي وغيرهم مرفوعاً: معترك المنايا ما بين الستين إلى السبعين، وفي لفظ لابن منيع والرامهرمزي: من عمره اللَّه ستين سنة، فقد أعذر إليه في العمر يريد {أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر، وجاءكم النذير} ، وللعسكري من حديث عبد اللَّه بن محمد القرشي
(1)
عن أبيه، قال رجل لعبد الملك بن مروان: كم تعد يا أمير المؤمنين، فبكى، وقال: إنا في معترك المنايا، هذه ثلاث وستون، فمات لها، وللرامهرمزي عن وهب بن منبه في قوله تعالى {وقد بلغت من الكبر عتيا} قال: قال هذه المقالة وهو ابن ستين أو خمس وستين سنة، وأصل الحديث في البخاري من حديث سهل بن سعد، ويروى في هذا الباب عن ابن عمر، وأنس، لفظ أحدهما: أقل أمتي من يبلغ السبعين، ولفظ الآخر: حصاد أمتي ما بين الستين إلى السبعين،
(1)
هو ابن أبي الدنيا.
ولعمر ابن أبي حسين المكي، عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً: إذا كان يوم القيامة نودي أين أبناء الستين، وهو العمر الذي قال اللَّه {أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير} أخرجه الرامهرمزي والطبراني كما بينت أكثر ذلك في المسلسلات.
131 -
حديث: الأعمال بالخواتيم، البخاري في القدر من صحيحه مترجماً عليه: العمل بالخواتيم، من حديث أبي غسان، حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد الساعدي، أن رجلاً من أعظم المسلمين غنَاء عن المسلمين في غزوة غزاها مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إليه، فقال: من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار، وذكر الحديث، وفي آخره: وإنما الأعمال بالخواتيم، واتفقا عليه من حديث يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن أبي حازم، لكن بدون محل الحاجة منه، وفي الباب عن معاوية، أخرجه ابن حبان في صحيحه، من حديث الوليد بن مسلم، وصدقة بن خالد، قالا واللفظ لأولهما: حدثنا ابن جابر هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، سمعت أبا عبد رب يقول: سمعت معاوية يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بخواتيمها كالوعاء، إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله، ولفظ الآخر: إنما الأعمال كالوعاء، إذا طاب. وذكره، وكذا هو بهذا اللفظ عند ابن ماجه في سننه، والعسكري من حديث الوليد بن مسلم، وعند أحمد في مسنده من حديث ابن المبارك عن ابن جابر وعن عائشة أخرجه ابن حبان في صحيحه، وابن عدي في كامله، بلفظ: إنما الأعمال بالخواتيم، وعن علي أخرجه الطبراني في حديث فيه: وصاحب الجنة مختوم له بعمل أهل الجنة، وإن عمل أي عمل، الأعمال بخواتيمها، وعن أنس أخرجه أحمد وابن منيع وأبو يعلى في مسانيدهم، والترمذي وصححه هو وابن خزيمة وابن حبان والحاكم مرفوعاً: إذا أراد اللَّه بعبد خيراً استعمله قبل موته، قالوا: وكيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل موته، ثم يقبضه عليه، وأوله عند أحمد: لا تعجبوا لعمل عامل حتى تنظروا بم يختم له؟ وهو على شرط الشيخين، وعن أبي عنَبة الخولاني أخرجه أحمد والطبراني وأبو الشيخ مرفوعاً: إذا أراد اللَّه بعبد خيراً عَسله، يفتح له عملاً صالحاً بين يدي موته، والعسل طيب الثناء، وأخرجه الطبراني من حديث أبي أمامة مختصراً، وأخرج البزار من حديث ابن عمر حديثاً فيه: ذكر الكتابين. وفي آخره: العمل بخواتيمه، العمل بخواتيمه، وللعسكري من حديث وهيب بن خالد
عن حميد عن أنس مرفوعاً: لا يضركم ألا تعجبوا من أحد حتى تنظروا بم يختم له، وفي سياق ألفاظها مع استيفاء ما في معناها تطويل، وروينا عن معاوية بن قرة قال: بلغني أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يقول: اللَّهم اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك، بل هو من دعائه صلى الله عليه وسلم، كما للطبراني في الأوسط عن أنس
(1)
وله طرق.
132 -
حديث: الأعمال بالنيات، متفق عليه لكن بزيادة "إنما"، وابن حبان في صحيحه بدونها كلهم عن عمر
(2)
.
133 -
حديث: أعينوا الشاري، لا أصل له بهذا اللفظ، نعم عند الديلمي عن أنس رفعه: ألا بلغوا الباعة والسوقة: أن كثرة السوم في بضائعهم من قلة الرحمة، وقساوة القلب، ارحم من تبيعه، وارحم من تشتري منه، فإنما المسلمون أخوة، ارحم الناس يرحمك اللَّه، من لا يرحم لا يرحم.
134 -
حديث: اغد عالماً أو متعلماً أو مستمعاً أو محباً، ولا تكن الخامس فتهلك، البيهقي في الشعب وغيرها، وابن عبد البر من حديث عطاء بن مسلم الخفاف عن خالد الحذاء عن عبد الرحمن ابن أبي بكرة عن أبيه به مرفوعاً، وفيه قال عطاء: قال لي مسعر بن كدام، يا عطاء زدتنا في هذا الحديث زيادة لم تكن في أيدينا، قال ابن عبد البر: الخامسة معاداة العلماء وبغضهم، ومن لم يحبهم فقد أبغضهم أو قارب وفيه الهلاك، والحديث عند الطبراني وأبي نُعيم وآخرين، وعند البيهقي في آخره: يا عطاء! ويل لمن لم يكن فيه واحدة منهن. وقال البيهقي: إن عطاء تفرد بهذا الحديث، وإنما يروى عن ابن مسعود وأبي الدرداء من قولهما، ولفظ أبي الدرداء متبعاً بدل مستمعاً.
135 -
حديث: افتضحوا فاصطلحوا، هو من الأمثال السائرة، وقد رواه الخطابي في العزلة من طريق محمد بن حاتم المظفري به.
136 -
حديث: أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر أو أمير جائر، أبو داود في الملاحم من سننه من حديث محمد بن جحادة عن عطية العوفي عن أبي سعيد
(1)
بإسناد وجيد.
(2)
وهو صحيح غريب، وقد تواتر معناه من طرق استوعبتها في "الابتهاج بتخريج أحاديث المنهاج".
الخدري مرفوعاً بهذا، ورواه الترمذي في الفتن من جامعه من هذا الوجه، بلفظ: إن من أعظم الجهاد، وذكره بدون أو أمير جائر، وقال: إنه حسن غريب، وهو عند ابن ماجه في الفتن أيضاً باللفظ الأول بدون أو أمير جائر، وأخرجه ابن ماجه أيضاً من حديث حماد بن سلمة عن أبي غالب عن أبي أمامة، قال: عرض لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رجل عند الجمرة الأولى، فقال: يا رسول اللَّه، أي الجهاد أفضل، فسكت عنه، فلما رمى الجمرة الثانية سأله فسكت عنه فلما رمى جمرة العقبة، ووضع رجله في الغَرز ليركب، قال: أين السائل، قال: أنا يا رسول اللَّه، قال: كلمة حق عند ذي سلطان جائر، وأخرجه البيهقي في الشعب، قال: وله شاهد مرسل بإسناد جيد، ثم ساق ما أخرجه النسائي في البيعة من سننه من جهة علقمة بن مرثد عن طارق بن شهاب، قال: سئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أي الجهاد أفضل؟ قال: كلمة عدل عند إمام جائر، وطارق له وؤية فقط، فلذا كان حديثه مرسلاً
(1)
، وكذا في الباب عن واثلة وآخرين.
137 -
حديث: أفضل طعام الدنيا والآخرة اللحم، في: سيد.
138 -
حديث: أفضل العبادات أحمزها، قال المزي: هو من غرائب الأحاديث، ولم يروى في شيء من الكتب الستة، انتهى، وهو منسوب في النهاية - لابن الأثير- لابن عباس، بلفظ: سئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: أحمزها، وهو بالمهملة والزاي أي أقواها وأشدها، وفي الفردوس مما عزاه لعثمان بن عفان مرفوعاً: أفضل العبادات أخفها، فيجمع بينهما على تقدير ثبوتهما بأن القوة والشدة بالنظر لتبين شروط الصحة ونحوها فيها، والخفة بالنظر لعدم الإكثار بحيث تمل، ولكن الظاهر أن لفظ الثاني العيادة بالتحتانية لا بالموحدة ويروى عن جابر رفعه: أفضل العيادة أجراً سرعة القيام من عند المريض، وفي فضائل العباس لابن المظفر من حديث هود بن عطاء سمعت طاوساً يقول: أفضل العيادة ما خف منها، ومن الآثار في تخفيف العيادة - مما هو في سادس المجالسة للدينوري من جهة شيبان - عن أبي هلال، قال: عاد قوم بكر بن عبد اللَّه المزني فأطالوا الجلوس: فقال لهم بكر: إن المريض ليعاد والصحيح يزار، ومن جهة الأصمعي قال: عاد قوم مريضاً في بني يشكر، فأطالوا عنده، فقال لهم: إن كان لكم في الدار حق فخذوه، ومن جهة الأصمعي أيضاً قال:
(1)
لكنه مرسل صحابي، فهو حجة على الراجح عند الجمهور.
مرض أبو عمرو بن العلاء فأتى أصحابه إلا رجلا منهم ثم جاءه بعد ذلك، فقال: إني أريد أن أسامرك الليلة، فقال: أنت معافى وأنا مبتلى، فالعافية لا تدعك تسهر، والبلاء لا يدعني أنام، واللَّه أسأل أن يسوق إلى أهل العافية الشكر، وإلى أهل البلاء الصبر.
139 -
حديث: أفطر الحاجم والمحجوم، يروى كما علقه البخاري بصيغة التمريض عن الحسن عن غير واحد مرفوعاً، ثم قال: وقال لي عياش: حدثنا عبد الأعلى حدثنا يونس عن الحسن مثله، فقيل له عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، ثم قال: اللَّه أعلم، وهذا بعينه قد رواه في تاريخه ومن جهته البيهقي في سننه فقال
(1)
: حدثني عياش، وذكره، وبه يستدل على أن البخاري إذا قال: قال لي يكون محمولاً على السماع، وللبيهقي أيضاً، وكذا النسائي من حديث علي بن المديني عن المعتمر بن سليمان عن أبيه عن الحسن عن غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال، وذكره، قال علي بن المديني رواه يونس عن الحسن عن أبي هريرة ورواه قتادة عن الحسن عن ثوبان، ورواه عطاء ابن السائب عن الحسن عن معقل بن يسار، ورواه مطر عن الحسن عن علي، قال البيهقي: ورواه أشعث عن الحسن عن أسامة، قال شيخنا: ورواه قتادة أيضاً عن الحسن عن علي أخرجه عبد الرزاق عن معمر عنه، ورواه أبو حُرَّة عن الحسن عن غير واحد من الصحابة، ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وآخرون، كالحارث من حديث شداد وثوبان مرفوعاً في حديث، وقال أحمد والبخاري: إنه عن ثوبان أصح، وصححه عن شداد إسحاق ابن راهُويَه وصححهما معاً البخاري متبعاً لابن المديني، ورواه الترمذي عن رافع بن خديج، ورواه غيرهم عن آخرين، وتأوله بعض العلماء المرخصين في الحجامة على أن معناه: إن تعرضا للإفطار، أما المحجوم فللضعف، وأما الحاجم فلأنه لا يأمن من أن يصل إلى جوفه شيء بالمص، ولكن قد جزم الشافعي بأنه منسوخ.
140 -
حديث: الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة، والتودد إلى الناس نصف العقل، وحسن السؤال نصف العلم، البيهقي في الشعب، والعسكري في الأمثال، وابن السني، والديلمي من طريقه، والقضاعي، كلهم من حديث مخيس بن تميم عن حفص بن عمر، حدثنا إبراهيم بن عبد اللَّه بن الزبير عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً بهذا، وضعفه البيهقي
(2)
، ولكن له شاهد عند العسكري من حديث خلاد بن عيسى عن ثابت
(1)
يعني البخاري.
(2)
لأن مخيساً وشيخه مجهولان.
عن أنس رفعه: الاقتصاد نصف العيش، وحسن الخلق نصف الدين، وكذا أخرجه الطبراني وابن لال، ومن شواهده أيضاً ما للعسكري من حديث أبي بلال الأشعري، حدثنا عبد اللَّه بن حكيم المدني عن شبيب بن بشر عن أنس رفعه: السؤال نصف العلم، والرفق نصف المعيشة، وما عال امرؤ في اقتصاد، وللديلمي من جهة الحاكم، ثم من حديث عمر بن صبح عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي أمامة رفعه: السؤال نصف العلم، والرفق نصف المعيشة، وما عال من اقتصد، وللقضاعي ومن قبله أحمد والطبراني من حديث إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود رفعه: ما عال من اقتصد، وللطبراني عن عبد اللَّه بن سرجس مرفوعاً: التودد، والاقتصاد، والسمت الحسن، جزء من أربعة وعشرين جزءاً من النبوة، وللديلمي عن أنس مرفوعاً: التدبير نصف المعيشة، والتودد نصف العقل، والهم نصف الهرم، وقلة العيال أحد اليسارين، ورواه البيهقي من قول ميمون بن مهران، ولفظه: التودد إلى الناس نصف العقل، وحسن المسألة نصف الفقه، ورفقك في معيشتك تكفي عنك نصف الموؤنة، ولابن حبان في صحيحه في حديث طويل عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا أبا ذر، لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق، وهذا اللفظ عند البيهقي في الشعب، وللعسكري من جهة أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعاً: ما عال مقتصد، ومن حديث سكين بن عبد العزيز عن الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعاً: لا يعيل أحد على قصد، ولا يبقى على سرف كثيرٌ، ومن حديث عثمان بن عمر بن خالد بن الزبير عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه علي مرفوعاً: التودد نصف الدين، وما عال امرؤ قط على اقتصاد، واستنزلوا الرزق بالصدقة، ومن حديث يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس رفعه: رأس العقل بعد الإيمان باللَّه التودد إلى الناس، وأهل التودد لهم درجة في الجنة، ونصف العلم حسن المسألة، والاقتصاد في المعيشة والرفق تكفي نصف الموؤنة، وذكر حديثاً، وجاء في الاقتصاد قوله صلى الله عليه وسلم: السمت الحسن، والهدى، والاقتصاد، جزء من أربعة وعشرين جزءاً من النبوة، وفي لفظ من ستة وأربعين، وفي حديث يروى مرفوعاً: من فقه الرجل أن يصلح معيشته، وقد عقد البيهقي في الشعب للاقتصاد في النفقة باباً، وقوله: ما عال مقتصد، أي ما افتقر من أنفق قصداً، ولم يجاوزه إلى الإسراف
141 -
حديث: الأقربون أولى بالمعروف، ما علمته بهذا اللفظ، ولكن قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة: أرى أن تجعلها في الأقربين، رواه البخاري من حديث مالك عن إسحاق بن عبد اللَّه عن أنس قال: وقال ثابت عن أنس: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة: اجعله لفقراء أقاربك، وقال الأنصاري: حدثني أبي عن ثمامة عن أنس مثل حديث ثابت: اجعلها لفقراء قرابتك ترحم، هذا كله إذا أوقف أو أوصى لأقاربه، وفي التنزيل {قل ما أنفقتم من خير فللوالدين وللأقربين} ، و {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف} .
142 -
حديث: أقضاكم علي، الملاّ في سيرته عن ابن عباس في حديث مرفوع أوله: أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، ورواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة رفعه مرسلاً: أرحم أمتي بأمتي أبكر، وأقضاهم علي. الحديث، وهو موصول عندنا في فوائد أبي بكر بن العباس بن نجيح من حديث أبي سعيد الخدري مثله، وقد تقدم عن أنس مثله، بدون الشاهد منه هنا في: أرحم، ولكن يروى في المرفوع عن أنس أيضاً، أقضى أمتي علي، أخرجه البغوي في شرح السنة والمصابيح، وعزى المحب الطبري في الرياض النضرة للحاكم من المرفوع عن معاذ بن جبل في حديث أوله، يا علي تخصم الناس بسبع، وذكر منها، وأبصرهم بالقضية، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، ونحوه عند أبي نُعيم في الحلية عن أبي سعيد رفعه: يا علي لك سبع خصال، لا يحاجك فيها أحد، وكلها واهية، وأثبت منها كلها أنه صلى الله عليه وسلم بعث علياً قاضياً إلى اليمن، قال: يا رسول اللَّه، بعثتني أقضي بينهم، وأنا شاب لا أدري ما القضاء، فضرب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في صدره، وقال: اللَّهم اهده وثبت لسانه، قال: فوالذي فلق الحبة ما شككت في قضاء بين اثنين، رواه أبو داود، والحاكم، وابن ماجه، والبزار، والترمذي، من طرق عن علي أحسنها رواية البزار عن عمرو بن مرة عن عبد اللَّه بن سلمة عن علي، وفي إسناده عمرو بن أبي المقدام، واختلف فيه على عمرو بن مرة، فرواه شعبة عنه عن أبي البَخْتَري، قال: حدثني من سمع علياً، أخرجه أبو يعلى وسنده صحيح، لولا هذا المبهم، ومنهم من أخرجه عن أبي البختري عن علي، أخرجه ابن ماجه، والبزار، والحاكم، وهو منقطع، ومنها
رواية البزار عن حارثة بن مضرب عن علي، قال: وهذا أحسن أسانيده، ومنها، وهو أشهرها، رواية أبي داود وغيره من طريق سماك عن حَنَش بن المعتمر عن علي، وأخرجها النسائي في الخصائص، والحاكم، والبزار، وقد رواه ابن حبان من رواية سماك، عن عكرمة عن ابن عباس عن علي، وهذه الطرق يقوي بعضها ببعض، نعم روى البخاري في البقرة من صحيحه، وأبو نُعيم في الحلية، كلاهما من جهة حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: عليٌّ أقضانا، وأبيٌّ أقرأنا، ونحوه عن أبيٍّ وآخرين، وللحاكم في مستدركه عن ابن مسعود قال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي، وقال: إنه صحيح، ولم يخرجاه، قلت: ومثل هذه الصيغة حكمها الرفع على الصحيح
(1)
.
143 -
حديث: أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا في الحدود، أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن عدي، والعسكري، والعقيلي، من حديث عمرة عن عائشة به مرفوعاً، وقال العقيلي: له طرق لا يثبت منها شيء، وهو عند الشافعي وابن حبان في صحيحه، وكذا ابن عدي والعسكري أيضاً، والبيهقي من حديث عائشة، بلفظ: زلاتهم دون ما بعده، وفي سند العسكري وابن حبان أبو بكر بن نافع، وقد نص أبو زرعة على ضعفه في هذا الحديث، وفي الباب عن ابن عمر رواه أبو الشيخ في كتاب الحدود بسند ضعيف، وعن ابن مسعود رفعه بلفظ: تجاوزوا عن ذنب السخي، فإن اللَّه يأخذ بيده، عند عثراته، رواه الطبراني في الأوسط، وعن عائشة أيضاً عند العسكري من حديث المثنى أبي حاتم عن عبيد اللَّه بن العيزار عن القاسم عنها مرفوعاً، بلفظ: تهادوا تزدادوا حباً، وهاجروا تورثوا أبناءكم مجداً، وأقيلوا الكرام عثراتهم، قال الشافعي عقب حديث عائشة: وسمعت من أهل العلم ممن يعرف الحديث، يقول: يتجافى للرجل ذي الهيئة عن عثرته ما لم يكن حداً، قال: وذوو الهيئات الذين يقالون عثراتهم الذين ليسوا يعرفون بالشر فيزل أحدهم الزلة، وقال الماوردي: في عثراتهم وجهان، أحدهما الصغائر، والثاني أول معصية، زل فيها مطيع
(1)
قضاء علي، وعلمه، وشجاعته، من المتواترات، فليس في الصحابة من يفوقه في ذلك.
144 -
حديث: أكثر أهل الجنة البله، البيهقي في الشعب، والبزار والديلمي في مسنديهما، والخلعي في فوائده، كلهم من حديث سلامة بن روح بن خالد، قال: قال عقيل: حدثني ابن شهاب عن أنس أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال، وذكره، وسلامة فيه لين، ولم يسمع من جد أبيه عقيل، إنما أخذ من كتبه، وعد هذا الحديث في أفراده، لكن هو عند القضاعي من حديث يحيى بن أيوب، حدثنا عقيل به، ورويناه في الكنجروديات من طريق محمد بن العلاء الأبلي عن يونس بن يزيد عن الزهري، وقال العسكري: إنه غريب من حديث الزهري، وهو من حديث يونس عنه أغرب لا أعلمه إلا من هذا الوجه، وله شاهد عند البيهقي أيضاً من حديث مصعب بن ماهان عن الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر، وقال عقبة: إنه بهذا الإسناد منكر، وجاء عن سهل بن عبد اللَّه التستَري في تفسيره: هم الذين ولهت قلوبهم وشغلت باللَّه عز وجل، وعن أبي عثمان قال: هو الأبله في دنياه، الفقيه في دينه، وعن الأوزاعي قال: هو الأعمى عن الشر، البصير بالخير، أخرجها البيهقي في الشعب.
145 -
حديث: أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب اللَّه وقضائه وقدره بالأنفس، البزار من حديث عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر به مرفوعاً، ورجاله ثقات، وقال البزار: يعني بالعين، وعند الطبراني في الكبير من حديث علي بن عروة وهو كذاب، عن عبد الملك عن داود بن أبي عاصم عن أسماء ابنة عميس قالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: نصف ما يحفر لأمتي من القبور من العين.
146 -
حديث: أكثروا ذكر اللَّه حتى يقولوا مجنون، أحمد وأبو يعلى والبيهقي في الشعب وغيرها من حديث ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد به مرفوعاً، وصححه الحاكم، وللبيهقي من حديث عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء رفعه مرسلا. أكثروا ذكر اللَّه حتى يقول المنافقون إنكم مراؤون.
147 -
حديث: أكثروا ذكر هادم اللذات، يعني الموت، أحمد والترمذي
والنسائي وابن ماجه من حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة به مرفوعاً، وصححه ابن حبان والحاكم وابن السكن وابن طاهر، وأعله الدارقطني بالإرسال، ولفظه عند العسكري في الأمثال: مر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمجلس من مجالس الأنصار وهم يمزحون ويضحكون، فقال: أكثروا ذكر هادم اللذات، فإنه لم يذكر في كثير إلا قلله، ولا في قليل إلا كثره، ولا في ضيق إلا وسعه، ولا في سعة إلا ضيقها، أخرجه البيهقي، وفي الباب عن جماعة منهم أبو سعيد ولفظه: دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المسجد فرأى ناساً يكشِرون
(1)
، فقال: أما إنكم لو أكثرتم ذكر هادم اللذات، فأكثروا ذكر هادم اللذات الموت، وإنه لم يأت على القبر يوم إلا وهو يقول: أنا بيت الوحدة، وبيت الغربة، أنا بيت التراب، أنا بيت الدود، ولفظه عند العسكري: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مصلى فرأى ناساً يكشرون، فقال: أما إنكم لو أكثرتم ذكر هادم اللذات، فأكثروا من ذكر هادم اللذات. وأنس ولفظه عنده أيضاً: أكثروا ذكر الموت، فإنكم إن ذكرتموه في غنى كدره عليكم، وإن ذكرتموه في ضيق وسعه عليكم، الموت القيامة، إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته، يرى ما له من خير وشر، وفي لفظ لأنس عند ابن أبي الدنيا في الموت بسند ضعيف جداً: أكثروا من ذكر الموت، فإنه يمحص الذنوب، ويزهد في الدنيا، وفي لفظ للبيهقي: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يضحكون ويمزحون، فقال: أكثروا من ذكر هادم اللذات، وابن عمر وهو عند البيهقي في الشعب من حديث عبد اللَّه بن عمر العمري عن نافع عنه مرفوعاً: أكثروا ذكر هادم اللذات، فإنه لا يكون في كثير إلا قلله، ولا في قليل إلا أكثره، إلى غيرها، وعن مالك بن دينار قال: قال معبد الجهني: بعض مصلحة القلب ذكر الموت، يطرد فضول الأمل، ويكف غَرب التمني، ويهون المصائب، ويحول بين القلب وبين الطغيان.
148 -
حديث: أكثروا الصلاة عليَّ في الليلة الزهراء، واليوم الأغر، فإن صلاتكم تعرض عليَّ، الطبراني في الأوسط من حديث أبي مودود عبد العزيز ابن أبي سليمان المدني، عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة رفعه بهذا، وقال: لا يروى عن محمد عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به بهذا أبو مودود، وله شواهد بينتها في "القول البديع"، منها ما رواه ابن بشكوال بسند ضعيف أيضاً عن
(1)
بفتح الياء وكسر الشين المخففة، أي يضحكون.
عمر بن الخطاب مرفوعاً به بزيادة: فأدعو لكم وأستغفر، والليلة الزهراء ليلة الجمعة، واليوم الأغر يومها.
149 -
حديث: أكذب الناس الصباغون والصواغون، ابن ماجه وأحمد وغيرهما عن أبي هريرة به مرفوعاً، وسنده مضطرب، وكذا أورده ابن الجوزي في العلل المتناهية، وقال: إنه لا يصح، وللديلمي بسند ضعيف أيضاً عن أبي سعيد أنه صلى الله عليه وسلم قال: أكذب الناس الصناع، يعني بضم الصاد المهملة، ثم نون مشددة، ثم نون مهملة، وكذا روى إبراهيم الحربي في غريبه من طريق أبي رافع الصائغ، قال: كان عمر رضي الله عنه يمازحني فيقول: أكذب الناس الصواغ، يقول اليوم وغداً، فأشار إلى السبب في كونهم أكذب الناس، وهو المطل والمواعيد الكاذبة، ونحوه ما يروى عن أبي هريرة أنه رأى قوماً يتعادون، فقال: ما لهم؟ فقالوا: خرج الدجال، فقال: كذبة كذبها الصواغون، ويروى الصياغون أعني بالياء على لغة الحجاز كالديار والقُيام، على أنه قد قيل: إنه ليس المراد بالصواغين صاغة الحلي، ولا بالصباغين صباغة الثياب، بل أراد الذين يصبغون الكلام، ويصوغونه، أي يغيرونه، ويزينونه، يقال صاغ شعراً، وصاغ كلاماً، أي وضعه وزينه، وإلى نحو هذا جنح أبو عبيد القاسم بن سلام، فقال: الصياغ الذي يزيد في الحديث من عنده ويزينه به انتهى، وقد بسطت هذا في محل آخر.
150 -
حديث: إكرام الميت دفنه، لم أقف عليه مرفوعاً، وإنما أخرجه ابن أبي الدنيا في الموت له من جهة أيوب السختياني. قال: كان يقال: من كرامة الميت على أهله تعجيله إلى حفرته، وقد عقد البيهقي لاستحباب تعجيل تجهيزه إذا بان موته باباً، وأورد فيه ما رواه أبو داود من حديث حصين بن وَحْوَح مرفوعاً: لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله، الحديث. وللطبراني من حديث ابن عمر مرفوعاً: إذا مات أحدكم فلا تحبسوه، وأسرعوا به إلى قبره، وفي لفظ له: من مات في بكرة فلا تقيلوه إلا في قبره، ومن مات عشية فلا يبيتن إلا في قبره، ويشهد لهذا كله حديث: أسرعوا بالجنازة، وأهل مكة في غفلة عن هذا، فإنهم غالباً يجيئون بالميت بعد الظهر أو وقت التسبيح في السحر، وقد يكون مات قبل الوقتين بكثير، فيضعونه عند باب الكعبة حتى يصلي العصر أو الصبح، ثم يصلي عليه.
151 -
حديث: أكرم المجالس ما استقبل به القبلة، أبو يعلى والطبراني
في الأوسط، عن ابن عمر مرفوعاً بهذا، وفيه حمزة بن أبي حمزة متروك، وكذا رواه ابن عدي، وأبو نُعيم في العين من تاريخ أصبهان، وهو عند الطبراني في الكبير من حديث ابن عباس مرفوعاً بلفظ: إن لكل شيء شرفاً، وإن شرف المجالس ما استقبل به القبلة، وفي سنده هشام بن زياد أبو المقدام وهو أيضاً متروك، ومن جهته وجهة مصادق بن زياد المديني كلاهما عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس، أورده الحاكم في صحيحه في حديث طويل، وقال: إنه صحيح، ولم أستجز إخلاء هذا الموضع منه، فقد جمع أداباً كثيرة انتهى، وأخرجه أبو داود والعقيلي وابن سعد مطولاً، ولفظه: أشرف المجالس، والراوي له عن مصادق واهي الحديث، فلا يغتر بروايته، وأبو المقدام هو المشهور بهذا الحديث، وهو مشهور الضعف، وللطبراني في الأوسط من حديث أبي هريرة رفعه: إن لكل شيء سيداً، وإن سيد المجالس قبالة القبلة، وسنده حسن، وقد قال ابن حبان في كتاب "وصف الاتباع، وبيان الابتداع": إنه خبر مرفوع، تفرد به أبو المقدام عن محمد بن كعب عن ابن عباس، وقد كانت أحواله صلى الله عليه وسلم في مواعظ الناس، أن يخطب لها وهو مستدبر القبلة، كذا قال، وما استدل به لا ينهض للحكم بالوضع
(1)
إذ استدباره صلى الله عليه وسلم القبلة ليكون مستقبلا لمن يعلمه أو يعظه، ممن بين يديه لا سيما مع ما أوردته من طرقه. وقد ترجم البخاري في الأدب المفرد: استقبال القبلة، وأورد من حديث سفيان بن منقذ عن أبيه، قال: كان أكثر جلوس عبد اللَّه بن عمر وهو مستقبل القبلة.
152 -
حديث: أكرموا حملة القرآن، فمن أكرمهم فقد أكرمني، ومن أكرمني فقد أكرم اللَّه عز وجل، الوائلي في الإبانة له، والديلمي في مسنده من طريق خلف الضرير عن وكيع عن الأعمش عن زائدة عن عاصم عن زِر عن عبد اللَّه بن عمرو قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول بهذا، زاد الديلمي: ألا فلا تنقصوا حملة القرآن حقوقهم، فإنهم من اللَّه بمكان، كاد حملة القرآن أن يكونوا أنبياء، إلا أنهم لا يوحى إليهم، وقال: إنه غريب جداً من رواية الأكابر عن الأصاغر انتهى، وفيه من لا يعرف وأحسبه غير صحيح
(1)
كثيراً ما يحكم ابن حبان بوضع الحديث لمجرد مخالفته لحديث صحيح، وكذلك الجوزقاني، وقد عاب الحفاظ ذلك منهم الذهبي وابن حجر.
153 -
حديث: أكرموا الخبز، البغوي في معجم الصحابة، وعنه المخلص من حديث ثور بن يزيد عن عبد اللَّه بن يزيد عن أبيه مرفوعاً بزيادة: فإن اللَّه أنزل معه بركات من السماء، وأخرج له بركات من الأرض، وكذا هو عند أبي نُعيم في المعرفة من جهة البغوي، ورواه تمام في فوائده من حديث إبراهيم ابن أبي عبلة عن عبد اللَّه بن يزيد عن عبد اللَّه بن عمرو رفعه بنحوه، ورواه الطبراني، وعنه أبو نُعيم في الحلية من طريق إبراهيم المذكور، فقال: سمعت عبد اللَّه بن أم حرام الأنصاري، يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وذكره، بلفظ: فإن اللَّه سخر له بركات السماوات والأرض، وهو عند البزار والطبراني وغيرهما بزيادة: ومن يتبع ما يسقط من السفرة غفر له، وكل هذه الطرق ضعيفة مضطربة، وبعضها أشد في الضعف من بعض، وله طرق أيضاً كذلك، منها: ما رواه ابن قتيبة في كتاب تفضيل العرب من جهة ميمون بن مهران، عن ابن عباس، قال: ولا أعلمه إلا رفعه، قال: أكرموا الخبز فإن اللَّه سخر له السماوات والأرض، ويروى عن ابن عباس أيضاً مما رفع: ما استخف قوم بحق الخبز، إلا ابتلاهم اللَّه بالجوع، ومنها ما رواه المخلص وتمام وغيرهما من حديث نمير بن الوليد بن نمير بن أوس الدمشقي عن أبيه عن جده عن أبي موسى رفعه: أكرموا الخبز، فإن اللَّه سخر له بركات السماوات والأرض والحديد والبقر وابن آدم، إلى غير ذلك مما أوردته واضحاً معللاً في جزء مفرد
(1)
، وفي الجملة خير طرقه الإسناد الأول على ضعفه، ولا يتهيأ الحكم عليه بالوضع مع وجوده، لا سيما وفي المستدرك للحاكم من طريق غالب القطان عن كريمة ابنة همام عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أكرموا الخبز، حسب، قال شيخنا: فهذا شاهد صالح، قلت: ومن كلمات بعضهم: الحنطة إذا ديست اشتكت إلى ربها، ومنه يكون القحط، وقال آخر: الخبز يباس ولا يداس.
154 -
حديث: أكرموا الشهود، فإن اللَّه يستخرج بهم الحقوق، ويدفع بهم الظلم، العقيلي في الضعفاء، والنقاش في القضاة والشهود، والديلمي في مسنده، رواه من جهة ابن جهضم، كلهم من طريق عبد الصمد بن علي بن عبد اللَّه بن عباس عن أبيه عن جده ابن عباس رفعه بهذا، وفي لفظ لأحدهم: فإن اللَّه يحيي، بدل يستخرج، وقال العقيلي: إنه لا يعرف إلا من رواية عبد الصمد، وتفرد
(1)
ولشقيقنا الحافظ أبي الفيض جزء " رفع الرجز باكرام الخبز" استوعب فيه طرقه، وانفصل على صحة حديث عائشة عند الحاكم.
به، إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى عن أبيه عن إبراهيم بن محمد الإمام عنه، ولم ينفرد به إبراهيم، فقد قال ابن طاهر في التذكرة: إنه رواه ابن أبي مسرة أيضاً عن عبد الصمد بن موسى ومن طريقه أخرجه النقاش، بل رواه من طريق إبراهيم بن عبد العزيز الهاشمي حدثنا عمي حدثنا عبد الصمد بن علي، ثم إن في رواية الديلمي جعله عن عبد الصمد بن موسى عن عبد الكريم بن محمد، بدل إبراهيم بن محمد، وبالجملة فقد قال العقيلي: إنه غير محفوظ، بل صرح الصغاني بأنه موضوع، ولم يستدرك ذلك العراقي.
155 -
حديث: أكرموا الضيف، في: إذا دخل.
156 -
حديث: أكرموا عمتكم النخلة، فإنها خلقت من فضلة طينة آدم، وليس من الشجر شجرة أكرم على اللَّه من شجرة ولدت تحتها مريم ابنة عمران فأطعموا نساءكم الولِّد الرطب، فإن لم يكن رطب فتمر، أبو نُعيم في الحلية، واللفظ له، والرامهرمزي في الأمثال، وأبو يعلى في مسنده، كلهم من حديث مسرور بن سعيد التميمي عن الأوزاعي عن عروة بن رويم عن على مرفوعاً بهذا، ومن هذا الوجه أخرجه أبو يعلى في مسنده لكن بلفظ: نزلت، بدل، ولدت، وبلفظ: فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم، وليس من الشجر يلقح غيرها، وكذا أخرجه المستغفري في الطب النبوي وغيره، وهو عند عثمان الدارمي في الأطعمة، بزيادة: وأطعموا نفساءكم الرطب، فإن لم يكن رطب فالتمر، وهي الشجرة التي نزلت مريم ابنة عمران تحتها، وفي سنده ضعف وانقطاع، وفي الباب حديث: نعم المال النخل، الراسخات في الوحل المطعمات في المحل
(1)
وقد تكلم في معناه الرامهرمزي.
157 -
حديث: أكرموا الغرباء، في: الغرباء.
158 -
حديث: أكل الرطب بالقثاء، واستعانته بيديه جميعاً، أحمد عن عبد اللَّه بن جعفر، قال: آخر ما رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في إحدى يديه رطبات، وفي أخرى قثاء، يأكل من هذه، ويعض من هذه، وأصل أكله القثاء بالرطب، في المتفق عليه عن ابن جعفر أيضاً
(1)
رواه القضاعي في مسنده الشهاب، من حديث علي عليه السلام.
159 -
حديث: أكل الطين حرام على كل مسلم، أسنده الديلمي عن أنس مرفوعاً، وساق أيضاً بلا سند عن جابر مرفوعاً: أكل الطين يورث النفاق، وعن علي مرفوعاً: أكل الطين، وقلم الأظافر بالأسنان، وقرض اللحية من الوسواس، وفي ذلك تصنيف لأبي القاسم ابن مندة
(1)
، ولكن قال البيهقي: إنه روى في تحريمه أحاديث لا يصح منها شيء، وتبعه غيره في ذلك، وهو كذلك، ومن الواهي فيه ما عند الدارقطني في الأفراد من حديث يحيى بن هاشم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً: يا حميراء لا تأكلي الطين، فإنه يصفر اللون، وأسنده الديلمي من حديث زياد الأعلم عن هشام، ولفظه: يا حميراء لا تأكلي الطين، فإن فيه ثلاث خصال، يورث الداء، ويعظم البطن، ويصفر اللون.
160 -
حديث: الأكل في السوق دناءة، الطبراني وابن عدي في كامله، عن أبي أمامة مرفوعاً، وسنده ضعيف، ويعارضه حديث ابن عمر: كنا نأكل على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ونحن نمشي، ونشرب ونحن قيام، أخرجه الترمذي وصححه، وابن ماجه، وابن حبان، إلا أن يحمل ذلك على أكله مع غيره على سماط، ومن طريف ما يحكى أنه شوهد من يأكل في الطريق، فليم، فقال: قد تاقت نفسي للأكل، ومعي خبز، فلا أمطلها لأن مطل الغني ظلم.
161 -
حديث: التمسوا الخير عند حسان الوجوه، الطبراني من حديث يزيد بن خُصيفة عن أبيه عن جده مرفوعاً بهذا، وكذا هو عند أبي يعلى وهو مشهور، له طريق عن أنس، وجابر، وعائشة، وابن عباس، وابن عمر، ويزيد القسملي، وأبي بكرة، وأبي هريرة، ولفظ أكثرهم: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه، ولفظ القسلمي: إذا طلبتم الحاجات فاطلبوها إلى الحسان الوجوه، وفي لفظ: اطلبوا الحوائج والخير، وفي آخر: اطلبوا. وقال العراقي: وكلاهما عند العسكري، وعند بعضهم من الزيادة: فإن قضى حاجتك قضاها بوجه طلق، وإن ردك ردك بوجه طلق، فرب حسن الوجه ذميمه عند
(1)
وقفت عليه، وأحاديثه موضوعة أو واهية، ومن الموضوع في هذا المعنى حديث: من أكل الطين فقد أعان على قل نفسه، وهو في الجامع الصغير.
طلب الحاجة، ورب دميم الوجه حسنه عند طلب الحاجة، ونحوه، قيل لابن عباس: كم من رجل قبيح الوجه قضاء للحوائج، قال: إنما يعني حسن الوجه عند الطلب، وكذا زاد آخر: وسموا بخياركم، وإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه، وطرقه كلها ضعيفة، وبعضها أشد في ذلك من بعض، وأحسنها ما أخرجه تمام في فوائده وغيره من جهة سفيان الثوري عن طلحة بن عمرو، عن عطاء ابن أبى رباح عن ابن عباس رفعه بلفظ: التمسوا الخير، وكذا ما أخرجه البخاري في تاريخه، قال: حدثني إبراهيم هو ابن المننر حدثنا معن حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي عن امرأته خيرة ابنة محمد بن ثابت بن سباع عن أبيها عن عائشة، فالمليكي صدوق، لكنه ينفرد بما لا يتابع عليه مما لا يحتمل، حتى قيل فيه: إنه متروك، وكذا كان طلحة متروك الحديث، وقيل: عنه أيضاً عن عطاء عن أبي هريرة بدل ابن عباس إلا أن ذاك أثبت، وبالجملة فلم يتهم واحد منهم بكذب، بل توبع المليكي فرواه أبو يعلى الموصلي في مسنده، حدثنا داود بن رشيد حدثنا إسماعيل عن خيرة به، وكذا أخرج الطبراني حديث ابن عباس من جهة مجاهد عنه، وقال: أراه رفعه، ورجاله موثقون، إلا عبد اللَّه بن خراش بن حوشب مع أن ابن حبان وثقه، ولكنه قال: ربما أخطأ وضعفه غيره، ومع هذا لا يتهيأ الحكم على المتن بالوضع كما أشار إليه شيخنا، ومن الأشعار القديمة في معنى ذلك ما يروى عن ابن عباس أنه قال: قال الشاعر:
ائت شرط النبي إذ قال يوما
…
فابتغوا الخير في صباح الوجوه
ولابن رواحة أو حسان كما رواه العسكري:
قد سمعنا نبينا قال قولا
…
هو لمن يطلب الحوائج راحة
اغتدوا واطلبوا الحوائج ممن
…
زين اللَّه وجهه بصباحة
وأنشد ابن عائشة أبياتاً، أحدها:
وجهك الوجه لو سألت به المز
…
ن من الحسن والجمال استهلا
ثانيها:
وجوه لو أن المدلجين اعتشوا بها
…
صد عْن الدجى حتى ترى الليل ينجلي
ثالثها:
دل على معروفه وجهه
…
بورك هذا هاديا من دليل
وأنشد غيره:
يدل على معروفه حسن وجهه
…
وما زال حسن الوجه إحدى الشواهد
ويروى - كما للعسكري - عن أبي إسحاق عن رجل من جهينة رفعه: شر ما أعطي الرجل قلب سوء في صورة حسنة، وللبزار من حديث قتادة عن عبد اللَّه بن بريدة عن أبيه رفعه: إذا أبردتم إليَّ بريداً فأبردوه حسن الوجه، حسن الاسم، وقال: لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا قتادة، وله أيضاً من حديث عمر بن أبي خثعم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً: إذا بعثتم إليَّ رجلاً، فابعثوه حسن الوجه، حسن الاسم، وقال أيضاً: لا نعلمه روي عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، قلت: وأحدهما يقوي الآخر.
162 -
حديث: التمسوا الرزق بالنكاح، الثعلبي في تفسيره، والديلمي من حديث مسلم بن خالد عن سعيد بن أبي صالح عن ابن عباس رفعه بهذا، ومسلم فيه لين وشيخه، ولكن له شاهد أخرجه البزار، والدارقطني في العلل، والحاكم، وابن مردويه، والديلمي، كلهم من رواية أبي السائب، سلم بن جنادة عن أبي أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعا: تزوجوا النساء، فإنهن يأتين بالمال، قال الحاكم: تفرد به سلم، وهو ثقة، وقال البزار والدارقطني وغيره: سلم يرويه مرسلا، وهو كما قالا، فقد أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة فلم يذكر عائشة، وكذلك أخرجه أبو داود في المراسيل عن أبي توبة عن أبي أسامة، ولا ينتقد عليهم بما أخرجه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان من رواية الحسين بن علوان عن هشام موصولا، فالحسين متهم بالكذب، لا اعتبار بمتابعته، وفي الباب ما رواه الثعلبي من رواية الدراوردي عن ابن عجلان: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه الحاجة، والفقر، فقال: عليك
بالباءة، ولعبد الرزاق عن معمر عن قتادة، أن عمر قال: عجبت لرجل لا يطلب الغنى بالباءة، والله تعالى يقول في كتابه {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله} وعن هشام بن حسان، عن الحسن، عن عمر نحوه، وقد قال القفال في محاسن الشريعة: وقد وعد الله تعالى على النكاح، فقال تعالى:{وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله} ، وفي المعنى ما في صحيح ابن حبان والحاكم عن أبي هريرة مرفوعا: ثلاثة حق على الله أن يغنيهم، وفي لفظ: عونهم، وذكر منهم الناكح ليستعفف، ولابن منيع عن أبي هريرة رفعه: حق على الله عون من نكح يريد العفاف عما حرم الله، وفي الباب عن أبي أمامة وجابر ولفظه كما للحارث بن أبي أسامة في مسنده رفعه: ثلاثة من أدان فيهن، ثم مات ولم يقض، قضى الله عنه، وذكر: رجل يخاف على نفسه الفتنة في العزوبة، واستعفف بدين، ولا يعارض هذا ما يروى من حديث هشام بن عبد الله بن عكرمة المخزومي حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعا: التمسوا الرزق في خبايا الأرض، يعني الزرع، ولذا قال عروة بن الزبير: عليكم بالزرع، وكان يتمثل بهذه الأبيات:
لعل الذي أعطى العزيز بقدره
…
وذا خشب أعطى وقد كان زردقا
سيؤتيك ماء واسعا ذا قرارة
…
إذا ما مياه الناس غاضت تدفقا
تتبع خبايا الأرض وادع مليكها
…
لعلك يوما أن تجاب فترزقا
163 -
حديث: التمسوا الرفيق قبل الطريق، والجار قبل الدار، الطبراني في الكبير، وابن أبي خيثمة، وأبو الفتح الأزدي، والعسكري في الأمثال، والخطيب في الجامع، من حديث أبان بن المحبر عن سعيد بن معروف بن رافع بن خديج عن أبيه عن جده رفعه بهذا، وابن المحبر متروك، وهو وسعيد لا تقوم بهما حجة، ولكن له شاهد رواه العسكري فقط، من حديث عبد الملك بن سعيد الخزاعي عن جعفر بن محمد عن أبيه، عن آبائه عن علي قال: خطب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وذكر حديثاً طويلاً وفي آخره: الجار، ثم الدار، الرفيق، ثم الطريق، وهو عند
الخطيب في جامعه باختصار، من حديث محمد بن مسلم عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الجار قبل الدار، والرفيق قبل الطريق، والزاد قبل الرحيل، وللخطيب أيضاً من طريق عبد اللَّه بن محمد اليمامي عن أبيه عن جده قال: قال خفاف بن ندبة: أتيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّه، على من تأمرني أن أنزل أعلى قريش، أم على الأنصار، أم أسلم، أم غفار، فقال: يا خفاف، ابتغ الرفيق قبل الطريق، فإن عرض لك أمر لم يضرك، وإن احتجت إليه نفعك، وكلها ضعيفة، ولكن بانضمامها تقوى، وفي قوله تعالى حكاية عن السيدة آسية {رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة} ما يشير إلى الجملة الثانية.
164 -
حديث: ألسنة الخلق أقلام الحق، لا أصل له، نعم هو من كلام بعض الصوفية، ويمكن أن يكون معناه: الفال الموكل بالمنطق، وقد مضى في: أخذنا فالك من فيك.
165 -
حديث: اللَّهم اجعلنا من المفلحين، ابن السني في عمل اليوم والليلة، ومن طريقه الديلمي في مسنده من حديث نصر بن طريف أبي جزى القصاب عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح ذكوان عن معاوية بن أبي سفيان قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا سمع المؤذن يقول: حي على الفلاح، قال: اللَّهم اجعلنا من المفلحين، وأبو جزى متروك عندهم، والراوي عنه، وهو أبو قتادة عبد اللَّه بن واقد الحراني، قال البخاري: تركوه، وقد أخرج أحمد والطبراني من رواية حماد بن سلمة عن عاصم بهذا الإسناد، أنه قال كما قال المؤذن إلى قوله: أشهد أن محمداً رسول اللَّه، وزاد الطبراني من رواية أبان العطار عن عاصم: ثم صمت، فظهر بذلك أن الذي زاده نصر لم يتابع عليه.
166 -
حديث: اللَّهم أحيني مسكيناً، وأمتني مسكيناً، واحشرني في زمرة المساكين، ابن ماجه من حديث أبي خالد الأحمر عن يزيد بن سنان عن ابن المبارك عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد الخدري، قال: أحبوا المساكين، فإني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه، وذكره،
ورواه الطبراني في الدعاء من حديث أبي فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، حدثني أبي عن أبيه هو يزيد بن سنان عن عطاء بدون واسطة بين يزيد وعطاء وبدون قول أبي سعيد، وبلفظ: وتوفني، ويزيد بن سنان ضعيف عندهم، لكن قد رواه الطبراني أيضاً من جهة خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن عطاء، بلفظ: اللَّهم توفني إليك فقيراً، ولا توفني غنياً، واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة، وخالد الأكثر على تضعيفه، وكان الحاكم اعتمد توثيقه فإنه قد أخرج هذا الحديث من جهته في الرقاق من مستدركه بزيادة: وإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا، وعذاب الآخرة، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وكذا رواه البيهقي في الشعب، بلفظ: يا أيها الناس لا يحملنكم العسر، على أن تطلبوا الرزق من غير حله، فإني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول، وذكره بالزيادة، وهو عند أبي الشيخ، ومن جهته الديلمي بدون قول أبي سعيد، وله شواهد، فرواه الترمذي في الزهد من جامعه، والبيهقي في الشعب، من حديث ثابت بن محمد العابد الكوفي حدثنا الحارث بن النعمان الليثي عن أنس أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: اللَّهم أحيني مسكيناً، وأمتني مسكيناً، واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة، فقالت عائشة: لم يا رسول اللَّه؟ قال: إنهم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفاً، يا عائشة، لا تردي المساكين، ولو بشق تمرة، يا عائشة، أحبي المساكين وقربيهم، فإن اللَّه يقربك يوم القيامة، وقال: إنه غريب انتهى، والحارث قال البخاري وغيره: إنه منكر الحديث، وتردد فيه ابن حبان فذكره في الثقات وفي الضعفاء، ورواه الطبراني في الدعاء من حديث بقية بن الوليد حدثنا الهقل بن زياد عن عبيد بن زياد، سمعت جنادة بن أبي أمية، يقول: حدثنا عبادة بن الصامت، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اللَّهم أحيني مسكيناً، وتوفني مسكيناً، واحشرني في زمرة المساكين، ورجاله موثوقون، وبقية قد صرح بالتحديث، ومع وجود هذه الطريق وغيرها مما تقدم لا يحسن الحكم عليه بالوضع
(1)
لا سيما وفي الباب عن أبي قتادة
(1)
بل هو حديث حسن.
167 -
حديث: اللَّهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، أحمد في مسنده عن أبي عامر العقدي عن الزبير بن عبد اللَّه عن ربيح بن أبي سعيد الخدري عن أبيه، قال: قلنا يوم الخندق: يا رسول اللَّه، هل من شيء نقوله؟ فقد بلغت القلوب الحناجر، قال: نعم اللَّهم، وذكره، قال: فضرب اللَّه وجوه أعدائه بالريح فهزمهم اللَّه بالريح، وهو عند الديلمي في مسنده من جهة أبي عامر، فقال: عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن جده، وذكره، ورواه الطبراني في الدعاء من حديث قيس بن الربيع عن مجزأة بن زاهر عن إبراهيم بن فلان عن أبيه، وكانت له صحبة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللَّهم، وذكره بزيادة: واقض عني ديني، وربيح فيه لين، وقال البخاري: إنه منكر الحديث، وإبراهيم مجهول، وعند البزار بسند ضعيف عن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللَّهم إني أسألك العفو والعافية في ديني، ودنياي، وأهلي، ومالي. اللَّهم استر عورتي، وآمن روعتي، واحفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بك أن أغتال من تحتي، وله شاهد عند أبي داود في سننه، من حديث جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم، سمعت ابن عمر يقول: لم يكن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي، وحين يصبح: اللَّهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللَّهم إني أسألك العفو، وذكره بزيادة: اللَّهم، قبل احفظني، وبزيادة يعني الخسف في آخره
(1)
، وبلفظ: وأعوذ بعظمتك أن أغتال، وفي لفظ بالجمع: عوراتي وآمن روعاتي، وصححه الحاكم، وعند أبي نُعيم في الحلية من حديث مصعب الأسلمي، حدثني ثلاثة منهم الحسن بن علي أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، كان يدعو يقول: اللَّهم أقلني عثرتي، وآمن روعتي، واستر عورتي، وانصرني على من بغى علي، وأرني فيه ثأري، وللطبراني في الكبير من حديث خباب الخزاعي، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: اللَّهم استر عورتي، وآمن روعتي، واقض عني ديني. وفرق الطبراني، ثم أبو نُعيم بين خباب هذا وخباب بن الأرت، وحديثه هذا من رواية مجزأة بن ثور عن إبراهيم بن خباب عن أبيه
(1)
يعني أن الاغتيال من تحت هو الخسف، وهو تفسير من الراوي، والحديث شامل للخسف ولغيره كاللغم الأرضي مثلاً.
168 -
حديث: اللَّهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك، بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب، أحمد في مسنده، والترمذي في جامعه، وابن سعد في الطبقات، والبيهقي في الدلائل، كلهم من جهة خارجة بن عبد اللَّه بن سليمان بن زيد بن ثابت عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً به، وقال الترمذي: إنه حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر، وصححه ابن حبان، وقد أخرجه أبو نُعيم في الحلية من حديث مبشر بن إسماعيل الحلبي عن نوفل بن أبي الفرات الحلبي، عن عمر هو ابن عبد العزيز عن سالم عن أبيه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللَّهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك، عمر أو بأبي جهل. وللترمذي من حديث النضر أبي عمر عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: اللَّهم أعز الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر. قال: فأصبح فغدا عمر على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأسلم. وقال: غريب من هذا الوجه. وقد تكلم بعضهم في النضر، وهو يروي مناكير من قبل حفظه، وللحاكم في صحيحه من حديث يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود مرفوعاً: اللَّهم أيد الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام، فجعل اللَّه دعوة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لعمر، فبني عليه ملك الإسلام وهدم الأوثان به، وقال: إن مجالداً انفرد به عن الشعبي، وللبيهقي في الدلائل من حديث إسحاق بن إبراهيم الحنيني، قال. ذكر أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده قال: قال لنا عمر: أتحبون أن أعلمكم كيف كان إسلامي، فذكر القصة، وفيها أنه جاء بيته، وكان فيه أخته وزوجها، ومعه آخران فاختفوا في البيت إلا أخته، فلما أسلم خرجوا إليه متبادرين وكبروا، وقالوا: أبشر يا ابن الخطاب، فإن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دعا يوم الإثنين، فقال: اللَّهم أعز دينك بأحب الرجلين إليك، إما أبو جهل بن هشام، وإما عمر بن الخطاب، وإنا نرجو أن تكون دعوة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لك، فأبشر، وذكر تمام القصة. ومن حديث إسحاق بن يوسف الأزرق، حدثنا القاسم بن عثمان البصري عن أنس نحوه، وأنه كان في البيت أخته وزوجها ورجل من المهاجرين وهو
خباب، وأنه توارى منه، فلما علم بإسلامه ظهر، وقال: أبشر يا عمر، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلة الخميس: اللَّهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام، الحديث. وللبغوي في معجم الصحابة من طريق الضحاك الشيباني عن ربيعة السعدي رفعه: اللَّهم أعز الدين بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب، ولابن سعد في الطبقات من حديث عبد الرحمن بن خولة، عن سعيد بن المسيب قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا رأى عمر بن الخطاب أو أبا جهل بن هشام، قال: اللَّهم اشدد دينك بأحبهما إليك، فشد دينه بعمر بن الخطاب، ومن حديث داود بن الحصين والزهري، قالا: أسلم عمر بعد أن دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وبعد أربعين أو نيف وأربعين بين رجال ونساء قد أسلموا قبله، وقد كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال بالأمس: اللَّهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك، عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام، فلما أسلم عمر نزل جبريل عليه السلام، فقال. يا محمد! استبشر أهل السماء بإسلام عمر، وللحاكم في مستدركه من حديث شبابة بن سوار وسعيد بن سليمان كلاهما، واللفظ لأولهما عن المبارك بن فضالة عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع عن ابن عمر، عن ابن عباس، رفعه: اللَّهم أيد الدين بعمر بن الخطاب، ولفظ الآخر، اللَّهم أعز الإسلام بعمر، وقال: إنه صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ثم ساق له شاهداً من حديث الماجشون ابن أبي سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللَّهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة، وقال: إنه صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وكذا وقع عنده الماجشون عن هشام، وقد رواه ابن ماجه في سننه، وابن حبان في صحيحه، كلاهما من حديث عبد الملك بن الماجشون، حدثني مسلم بن خالد الزنجي عن هشام به، ولابن سعد من حديث أشعث عن الحسن رفعه مرسلاً: اللَّهم أعز الدين بعمر، في طرق سوى هذه، وما زعمه أبو بكر النارنجي من نقله عن عكرمة، أنه سئل عن قوله: اللَّهم أيد الإسلام، فقال: معاذ اللَّه، دين الإسلام أعز من ذلك، ولكنه قال: اللَّهم أعز عمر بالدين أو أبا جهل، فأحسبه غير صحيح.
169 -
حديث: اللَّهم أعني على ديني بدنياي، وعلى آخرتي بتقواي،
الطبراني في الدعاء من حديث عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن إبراهيم المدني، حدثنا أبي عن محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعاً به في حديث، وعبد الرحمن المدني هو القاص، ضعفه الدارقطني وغيره، وأخرجه الديلمي مسلسلاً من جهة علي بن أمية، وموسى بن سهل، كلاهما عن الربيع حاجب المنصور عن جعفر بن محمد بن الصادق، حدثني أبي عن أبيه عن جده، على: أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا حزبه أمر دعا بهذا الدعاء، وذكره، وفيه: اللَّهم أعني على ديني بالدنيا، وعلى آخرتي بالتقوى، وسنده أضعف من الذي قبله.
170 -
حديث: اللَّهم إنك أخرجتني من أحب البقاع إلي، فأسكني بأحب البلاد إليك، فأسكنه اللَّه المدينة، الحاكم في الهجرة من مستدركه، وأبو سعد في شرف المصطفى من حديث الحسن بن سفيان عن أبي موسى الأنصاري عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، حدثني أخي هو عبد اللَّه عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً به، وقال الحاكم عقبه: رواته مدنيون من بيت أبي سعيد المقبري انتهى، وعبد اللَّه ضعيف جداً، وهذا الحديث من منكراته، وكذا قال ابن عبد البر: لا يختلف أهل العلم في نكارته ووضعه، وقال ابن حزم: هو حديث لا يسند، وإنما هو مرسل من جهة محمد بن الحسن بن زبالة وهو هالك.
171 -
حديث: اللَّهم بارك لأمتي في بكورها، الأربعة، وحسنه الترمذي، وصححه ابن حبان، من حديث صخر بن وداعة الغامدي، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال، وذكره، وزاد: وكان إذا بعث سرية أو جيشاً، بعثهم أول النهار، قال: وكان صخر تاجراً، فكان يبعث في تجارته في أول النهار، فأثرى وكثر ماله، ولابن ماجه عن أبي هريرة، والطبراني في الأوسط، عن عائشة مرفوعاً: اللَّهم بارك لأمتي في بكورها يوم الخميس، ولفظ الطبراني: واجعله يوم
(1)
الخميس، ولفظه في رواية منها: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اغدوا في طلب العلم، فإني سألت ربي أن يبارك لأمتي في بكورها، ويجعل ذلك يوم الخميس، ورواه البزار عن ابن عباس وأنس، بلفظ: اللَّهم بارك لأمتي في بكورها يوم خميسها، وفي لفظ
(1)
وكذا رواه السهمي من حديث أنس، إلا أنه قال: واجعل ذلك يوم الإثنين.
للطبراني من حديث ابن عباس: باكر حاجنا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم، قال، وذكره، وكلها ما عدا الأول ضعاف، وفي الباب عن بريدة، وجابر، وعبد اللَّه بن سلام، وابن عمر، وعلي، وعمران بن حصين، ونبَيط بن شريط، وأبي بكرة. وقال شيخنا: ومنها ما يصح، ومنها ما لا يصح، وفيها الحسن والضعيف.
172 -
حديث: اللَّهم خر لي واختر لي، الترمذي، والبيهقي في الشعب، من حديث زنفل بن عبد اللَّه، عن عبد اللَّه بن أبي مليكة، عن عائشة، عن أبي بكر الصديق، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أمراً قال: وذكره، وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث زنفل، وهو ضعيف عند أهل الحديث، وهو عند أبي يعلى وآخرين.
173 -
حديث: اللَّهم لا تؤمنا مكرك، ولا تنسنا ذكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تجعلنا من الغافلين، الديلمي في مسنده من حديث معروف الكرخي، عن بكر بن خنيس، حدثنا سفيان الثوري، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: من قال عند منامه هذا الدعاء بعث اللَّه إليه ملكاً في أحب الساعات إليه فيوقظه، وذكره بزيادة.
174 -
حديث: اللَّهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك، أحمد من حديث ابن لهيعة عن ابن هبيرة عن أبي عبد الرحمن الحُبلي، عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعاً: من ردته الطيرة عن حاجة فقد أشرك، قالوا: يا رسول اللَّه، ما كفارة ذلك، قال: أن يقول أحدكم، وذكره، وكذا أخرجه الطبراني وغيره، وفي الباب عن بريدة، أخرجه البزار، ولفظه: ذكرت الطيرة عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: من أصابه من ذلك شيء ولا بد، فليقل: اللَّهم، وذكره مقدماً الجملة الثانية، وعن أبي هريرة أخرجه البزار أيضاً مرفوعاً بلفظ: لا طائر إلا طائرك، ثلاث مرات.
175 -
حديث: اللَّهم لا رادَّ لما قضيت، في الذكر عقب الصلاة، في الواو
176 -
حديث: اللَّهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت إن شئت جعلت الحزن سهلاً، العدني في مسنده من حديث بشر بن السَّري، وابن حبان في صحيحه من حديث سهل بن حماد أبي عتاب الدلال، والبيهقي، ومن قبله الحاكم، ومن طريقه الديلمي في مسنده من حديث عبد اللَّه بن موسى، وابن السني في عمل اليوم والليلة، والبيهقي في الدعوات من طريق أبي داود الطيالسي، كلهم عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رفعه بهذا، وكذا رواه القعني عن حماد بن سلمة، لكنه لم يذكر أنساً، ولفظه: وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً، ولا يؤثر في وصله، وكذا أورده الضياء في المختارة وصححه غيره.
177 -
حديث: اللَّهم لا عيش إلا عيش الآخرة، الشيخان عن أنس، وفي الباب عن سهل.
178 -
حديث: أمرت أن أحكم بالظاهر، واللَّه يتولى السرائر، اشتهر بين الأصوليين والفقهاء، بل وقع في شرح مسام للنووي في قوله صلى الله عليه وسلم: أني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس، ولا أشق بطونهم، ما نصه معناه، إني أمرت بالحكم الظاهر، واللَّه يتولى السرائر، كما قال صلى الله عليه وسلم انتهى، ولا وجود له في كتب الحديث المشهورة، ولا الأجزاء المنثورة، وجزم العراقي بأنه لا أصل له، وكذا أنكره المزي وغيره، نعم في صحيح البخاري عن عمر: إنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، بل وفي الصحيح من حديث أبي سعيد رفعه: إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس، وفي المتفق عليه من حديث أم سلمة إنكم تختصمون إليَّ فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه، فلا يأخذ منه شيئاً، قال ابن كثير: إنه يؤخذ معناه منه، وقد ترجم له النسائي في سننه، باب الحكم بالظاهر، وقال إمامنا ناصر السنة أبو عبد اللَّه الشافعي رحمه الله عقب إيراده في كتاب الأم: فأخبرهم صلى الله عليه وسلم أنه إنما يقضي بالظاهر، وأن أمر السرائر إلى اللَّه، والظاهر كما قال شيخنا رحمه الله، أن بعض من لا يميز ظن هذا حديثاً آخر منفصلاً عن
حديث أم سلمة فنقله كذلك، ثم قلده من بعده، ولأجل هذا يوجد في كتب كثير من أصحاب الشافعي دون غيرهم، حتى أورده الرافعي في القضاء، ثم رأيت في الأم بعد ذلك، قال الشافعي: روي أنه صلى الله عليه وسلم، قال: تولى اللَّه منكم السرائر. ودرأ عنكم بالبينات، وكذا قال ابن عبد البر في التمهيد: أجمعوا أن أحكام الدنيا على الظاهر، وأن أمر السرائر إلى اللَّه، وأغرب إسماعيل بن علي بن إبراهيم بن أبي القاسم الجنزوي في كتابه إدارة الأحكام، فقال: فيما نقل عنه مغلطاي - مما وقف عليه -: إن هذا الحديث ورد في قصة الكندي والحضرمي اللذين اختصما في الأرض، فقال المقضى عليه: قضيتَ علي والحق لي، فقال صلى الله عليه وسلم: إنما أقضي بالظاهر، واللَّه يتولى السرائر، قال شيخنا: ولم أقف على هذا الكتاب، ولا أدري أساق له إسماعيل المذكور إسناداً أم لا، قلت: وسيأتي في: المسلمون عدول، من قول عمر: إن اللَّه تعالى تولى عنكم السرائر، ودفع عنكم بالبينات.
179 -
حديث: أمرنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم، مسلم في مقدمة صحيحه بلا إسناد تعليقاً، فقال: ويذكر عن عائشة، قالت: أمرنا، وذكره، ووصله أبو نُعيم في المستخرج وغيره، كأبي داود في سننه، وابن خزيمة في صحيحه، والبزار وأبي يعلى في مسنديهما، والبيهقي في الأدب، والعسكري في الأمثال وغيرهم، كلهم من طريق ميمون ابن أبي شبيب قال: جاء سائل إلى عائشة رضي الله عنها، فأمرت له بكسرة، وجاء رجل ذو هيئة فأقعدته معها، فقيل لها: لم فعلت ذلك؟ قالت: أمرنا، وذكره، ومنهم من اختصر هذا، ولفظ أبي نُعيم في الحلية: أن عائشة كانت في سفرة فأمرت لناس من قريش بغداء، فمر رجل غني ذو هيئة، فقالت: ادعوه، فنزل فأكل ومضى، وجاء سائل فأمرت له بكسرة، فقالت: إن هذا الغني لم يجمل بنا إلا ما صنعناه به، وإن هذا السائل سأل، فأمرت له بما يترضاه، وإن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وذكره، وقد صحح هذا الحديث الحاكم، وغيره، وتعقب بالانقطاع وبالاختلاف على رواية في رفعه ووقفه كما بسطت ذلك في أول ترجمة شيخنا مع الإلمام بمعناه، وما ورد عن غير عائشة من الصحابة
رضي الله عنهم في ذلك كحديث معاذ، وحديثه عند الخرائطي في المكارم مرفوعاً، بلفظ: أنزل الناس منازلهم من الخير والشر، وأحسن أدبهم على الأخلاق الصالحة، وجابر وحديثه مرفوع في جزء الغسولي بلفظ: جالسوا الناس على قدر أحسابهم، وخالطوا الناس على قدر أديانهم، وأنزلوا الناس على قدر منازلهم، وداروا الناس بعقولكم، وعلي بن أبي طالب وحديثه موقوف في تذكرة الغافل لأبي النرسي بلفظ: من أنزل الناس منازلهم رفع المؤونة عن نفسه، ومن رفع أخاه فوق قدره اجتر عداوته، وبالجملة فحديث عائشة حسن.
180 -
حديث: أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم، الديلمي من طريق أبي عبد الرحمن السلمي، حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن قريش حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا إسماعيل بن محمد الطلحي حدثنا عبد اللَّه بن أبي بكر، عن أبي معشر، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً بهذا، وسنده ضعيف، وقد عزاه شيخنا لمسند الحسن بن سفيان من حديث ابن عباس بلفظ: أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم، قال: وسنده ضعيف جداً، ورواه أبو الحسن التميمي من الحنابلة في العقل له بسنده عن ابن عباس أيضا بلفظ: بعثنا معاشر الأنبياء نخاطب الناس على قدر عقولهم، وله شاهد من حديث مالك عن سعيد بن المسيب رفعه مرسلاً: إنا معاشر الأنبياء أمرنا وذكره، بل عند البخاري في صحيحه عن علي موقوفاً: حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب اللَّه ورسوله، ونحوه ما أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه عن ابن مسعود، قال: ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة، وللعقيلي في الضعفاء، وابن السني، وأبي نُعيم في الرياضة، وآخرين عن ابن عباس مرفوعاً: ما حدث أحدكم قوماً بحديث لا يفهمونه إلا كان فتنة عليهم، وعند أبي نُعيم، ومن طريقه الديلمي من حديث حماد بن خالد عن ابن ثوبان عن عمه عن ابن عباس رفعه: لا تحدثوا أمتي من أحاديثي إلا ما تحتمله عقولهم فيكون فتنة عليهم، فكان ابن عباس يخفي أشياء من حديثه
ويفشيها إلى أهل العلم، وللديلمي في مسنده عن ابن عباس، رفعه: يا ابن عباس، لا تحدث قوماً حديثاً لا تحتمله عقولهم، وللبيهقي في الشعب من حديث عبد الرحمن بن عائذ عن المقدام بن معدي كرب مرفوعاً: إذا حدثتم الناس عن ربهم فلا تحدثوهم بما يعزب عنهم، ويشق عليهم، وصح عن أبي هريرة قوله: حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعائين، فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته لقطع مني هذا البلعوم، وللديلمي في مسنده من حديث ابن عباس مرفوعاً: عاقبوا أرقاءكم على قدر عقولهم، وكذا أخرجه الدارقطني في الأفراد من حديث عبيد بن نجيح، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة مرفوعاً مثله، وللحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين عن أبي ذر مرفوعاً: خالقوا الناس بأخلاقهم، الحديث، ولأبي الشيخ عن ابن مسعود مرفوعاً: خالط الناس بما يشتهون، ودينك فلا تكلنه ونحوه عن علي رفعه: خالق الفاجر مخالقة، وخالص المؤمن مخالصة، ودينك لا تسلمه لأحد، وفي حديث أوله: خالطوا الناس على قدر إيمانهم.
181 -
حديث: أمر بتصغير اللقمة في الأكل
(1)
، وتدقيق المضغ، قال النووي: لا يصح، قلت: ويرد شقه الثاني رغبة بعض السلف في السويق، وقوله بين شرب السويق ومضغ الفتيت، قراءة خمسين آية، في أشباه لهذا، ويمكن أن يكون موافقاً للطب فيما يحتاج إلى المضغ.
182 -
حديث: أمير النحل علي، لا أصل له، وإن وقع في كلام ابن سيده في المحكم: اليعسوب أمير النحل، ثم كثر حتى سموا كل رئيس يعسوباً، ومنه حديث: علي هذا يعسوب قريش، وكذا في الأمثال للرامهرمزي: علي يعسوب المؤمنين، أي سيدهم، وهو عند الطبراني من حديث أبي ذر وسلمان، وعند الديلمي من حديث الحسن بن علي، قال: وقال ثعلب: اليعسوب الذكر من النحل الذي يقدُمها ويحامي عنها، قال: علي أنا يعسوب المؤمنين، رواه الديلمي في مسنده عنه مرفوعاً: يا علي إنك لسيد المسلمين ويعسوب المؤمنين، الحديث
(1)
يشهد له حديث: ما ملأ ابن آدم وعاءاً شراً من بطنه، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، الحديث، فيؤخذ منه استحباب تصغير اللقمة.
تعليق الشاملة: قال العجلوني «كشف الخفاء» (1/ 197):
وقال النجم: لكن نقل العبادي في طبقاته عن الشافعي أنه قال: في الأكل أربع سنن: الجلوس على اليسرى، وتصغير اللقمة، والمضغ الشديد، ولعق الأصابع، قال ابن العماد: وهذا مخالف لما ذكر النووي، قلت: وفي سنن ابن ماجه عن المقدام بن معدي كرب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما ملأ ابن آدم وعاءً شرًّا من بطنه، حسب الآدمي لقيمات يقمن صلبه، فإن غلبت الآدمي نفسه، فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس. والحديث عند أحمد والترمذي وحسنه الحاكم وصححه ولفظ أكثرهم: أكلات، فإن تصغير لقمات دليل واضح على استحباب تصغير اللقمة، ثم رأيت أبا طالب المكي استدل بهذا الحديث، فحمدت الله على موافقته، انتهى
183 -
حديث: أنا ابن الذبيحين، في: ابن الذبيحين.
184 -
حديث: أنا أعرفكم باللَّه، وأخوفكم منه، قال شيخنا: صحيح، يعني فقد ترجم البخاري في صحيحه، قول النبي صلى الله عليه وسلم أنا أعلمكم باللَّه، وأورده من حديث عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم أمرهم من الأعمال ما يطيقون، قالوا: إنا لسنا كهيئتك يا رسول اللَّه؟ إن اللَّه قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه، ثم يقول: إن أتقاكم وأعلمكم باللَّه أنا، ولفظ الترجمة لأبي ذر: أنا أعرفكم، بدل أعلمكم، وكأنه مذكور بالمعنى، حملاً على ترادفهما هنا، قال شيخنا: وهو ظاهر هنا، وعليه عمل المصنف، وللبخاري أيضاً في باب من لم يواجه الناس بالعتاب من الأدب من حديث مسلم عن مسروق عن عائشة، قالت: صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً فترخص فيه فتنزه عنه قوم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخطب فحمد اللَّه، ثم قال: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه، فواللَّه إني لأعلمهم باللَّه عز وجل وأشدهم له خشية، وللحاكم من حديث عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة عن عائشة مرفوعاً في حديث: قد علموا أني أتقاهم للّه، وأدَّاهم للأمانة.
185 -
حديث: أنا أفصح من نطق بالضاد، معناه صحيح، ولكن لا أصل له كما قاله ابن كثير.
186 -
حديث: أنا جليس من ذكرني، الديلمي بلا سند عن عائشة مرفوعاً بهذا، وعند البيهقي في الذكر من شعب الإيمان من جهة الحسين بن حفص عن سفيان عن عطاء بن أبي مروان حدثني أُبيَّ بن كعب قال: قال موسى عليه السلام: يا رب أقريب أنت فأناجيك، أو بعيد فأناديك، فقال له: يا موسى؟ أنا جليس من ذكرني، ونحوه عند أبي الشيخ في الثواب من جهة عبد اللَّه بن عمير عن كعب، وهو في سابع عشر المجالسة من حديث ثور بن يزيد عن عبيدة قال: لما كلم اللَّه عز وجل موسى عليه الصلاة والسلام يوم الطور كان على موسى جبة من صوف،
مخلل بالعيدان، محزوم وسطه بشريط ليف، وهو قائم على جبل، وقد أسند ظهره إلى صخرة من الجبل، فقال اللَّه: يا موسى إني قد أقمتك مقاماً لم يقم أحد قبلك، ولا يقومه أحد بعدك، وقربتك نجياً، قال موسى: إلهي ولم أقمتني هذا المقام؟ قال: لتواضعك يا موسى، قال: فلما سمع لذاذة الكلام من ربه نادى موسى: إلهي أقريب فأناجيك أم بعيد فأناديك، قال: يا موسى، أنا جليس من ذكرني، وللبيهقي في موضع آخر عن شعبة من جهة أبي أسامة، قال: قلت لمحمد بن النضر: أما تستوحش من طول الجلوس في البيت، فقال: ما لي أستوحش وهو يقول: أنا جليس من ذكرني، وكذا أخرجه أبو الشيخ من جهة حسين الجعفي قال: قال محمد بن النضر الحارثي لأبي الأحوص: أليس تروي أنه قال: أنا جليس من ذكرني؟ فما أرجو بمجالسة الناس، وعند البيهقي معناه في المرفوع من حديث إسماعيل بن عبد اللَّه عن كريمة ابنة الحسحاس المزنية عن أبي هريرة: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: إن اللَّه عز وجل قال: أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه، قال: ورواه الأوزاعي عن أبي هريرة موقوفاً ومرفوعاً ورواية كريمة أصح
(1)
.
187 -
حديث: أنا عند ظن عبدي، متفق عليه من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً عن اللَّه عز وجل في حديث، وللبيهقي من حديث سالم بن عامر عن أبي هريرة مرفوعاً:"يا أيها الناس أحسنوا الظن برب العالمين، فإن الرب عند ظن عبده"، ومن حديث رجل من ولد عبادة بن الصامت عن أبي هريرة رفعه: أمر اللَّه عز وجل بعبدين إلى النار، فلما وقف أحدهما على شفتها التفت، فقال: أما واللَّه إن كان ظني بك لحسناً؟ فقال اللَّه عز وجل: ردوه فأنا عند ظنك بي فغفر له، وفي لفظ: ردوه أنا عند حسن ظن عبدي بي، ولأبي الشيخ عن أبي هريرة أيضاً مرفوعاً: العبد عند ظنه باللَّه، ولابن أبي الدنيا "حسن الظن باللَّه" في تأليف.
188 -
حديث: أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي، جرى ذكره في البداية للغزالي
(1)
بل في الصحيحين حديث: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، وسها عنه المؤلف.
189 -
حديث: أنا مدينة العلم، وعلي بابها، الحاكم في المناقب من مستدركه، والطبراني في معجمه الكبير، وأبو الشيخ ابن حيان في السنة له، وغيرهم، كلهم من حديث أبي معاوية الضرير عن الأعمش، عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً به بزيادة: فمن أتى العلم فليأت الباب، ورواه الترمذي في المناقب من جامعه، وأبو نُعيم في الحلية، وغيرهما من حديث علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا دار الحكمة، وعلي بابها، قال الدارقطني في العلل عقب ثانيهما: إنه حديث مضطرب غير ثابت، وقال الترمذي: إنه منكر، وكذا قال شيخه البخلري، وقال: إنه ليس له وجه صحيح، وقال ابن معين فيما حكاه الخطيب في تاريخ بغداد: إنه كذب لا أصل له، وقال الحاكم عقب أولهما: إنه صحيح الإسناد، وأورده ابن الجوزي من هذين الوجهين في الموضوعات، ووافقه الذهبي وغيره على ذلك، وأشار إلى هذا ابن دقيق العيد، بقوله: هذا الحديث لم يثبتوه، وقيل: إنه باطل، وهو مشعر بتوقفه فيما ذهبوا إليه من الحكم بكذبه، بل صرح العلائي بالتوقف في الحكم عليه بذلك، فقال: وعندي فيه نظر، ثم بين ما يشهد لكون أبي معاوية راوي حديث ابن عباس حدث به، فزال المحذور ممن هو دونه، قال: وأبو معاوية ثقة حافظ محتج بأفراده كابن عيينة وغيره، فمن حكم على الحديث مع ذلك بالكذب، فقد أخطأ، قال: وليس هو من الألفاظ المنكرة التي تأباها العقول، بل هو كحديث: أرحم أمتي بأمتي، يعني الماضي، وهو صنيع معتمد، فليس هذا الحديث بكذب، خصوصاً وقد أخرج الديلمي في مسنده بسند ضعيف جداً، عن ابن عمر مرفوعاً: علي بن أبي طالب باب حطةٍ فمن دخل فيه كان مؤمناً، ومن خرج منه كان كافراً، ومن حديث أبي ذر رفعه: علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبه إيمان، وبغضه نفاق، والنظر إليه رأفة، ومن حديث ابن عباس رفعه: أنا ميزان العلم، وعلي كفتاه، والحسن والحسين خيوطه، الحديث، وأورد صاحب الفردوس وتبعه ابنه المذكور بلا إسناد عن ابن مسعود رفعه: أنا مدينة العلم، وأبو بكر أساسها، وعمر حيطانها، وعثمان سقفها، وعلي بابها، وعن أنس مرفوعاً: أنا مدينة العلم، وعلي بابها، ومعاوية حلقتها،
وبالجملة فكلها ضعيفة، وألفاظ أكثرها ركيكة، وأحسنها حديث ابن عباس، بل هو حسن
(1)
، وقد روى الترمذي أيضاً والنسائي، وابن ماجه، وغيرهم من حديث حبشي بن جنادة مرفوعاً: علي مني، وأنا من علي، لا يؤدي عني إلا أنا أو علي، وليس في هذا كله ما يقدح في إجماع أهل السنة، من الصحابة والتابعين، فمن بعدهم على أن أفضل الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق، أبو بكر، ثم عمر رضي الله عنهما، وقد قال ابن عمر رضي الله عنهما: كنا نقول ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حي: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، وعمر، وعثمان، فيسمع ذلك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلا ينكره، بل ثبت عن علي نفسه أنه قال: خير الناس بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبو بكر، ثم عمر، ثم رجل آخر، فقال له ابنه محمد بن الحنفية: ثم أنت يا أبت. فكان يقول: ما أبوك إلا رجل من المسلمين. رضي الله عنهم، وعن سائر الصحابة أجمعين.
190 -
حديث: أنا من اللَّه، والمؤمنون مني، قال شيخنا: إنه كذب مختلق، وقال بعض الحفاظ: لا يعرف هذا اللفظ مرفوعاً، لكن ثبت في الكتاب والسنة أن المؤمنين بعضهم من بعض، وفي السنة قوله صلى الله عليه وسلم لحي الأشعريين: هم مني، وأنا منهم. وقوله لعلي: أنت مني، وأنا منك. وللحسين: هذا مني، وأنا منه. وكله صحيح. بل عند الديلمي بلا إسناد عن عبد اللَّه بن جراد مرفوعاً: أنا من اللَّه عز وجل، والمؤمنون مني، فمن آذى مؤمناً فقد آذاني، الحديث.
191 -
حديث: أنا والأتقياء من أمتي بريئون من التكلف، قال النووي: ليس بثابت انتهى. وقد أخرجه الدارقطني في الأفراد من حديث الزبير بن العوام مرفوعاً: ألا إني بريء من التكلف وصالحو أمتي، وسنده ضعيف، وأورده الغزالي في الإحياء، بلفظ: أنا وأتقياء أمتي برآء من التكليف، وقال سلمان كما عند أحمد والطبراني في معجمه الكبير والأوسط، وأبو نُعيم في الحلية وغيرها لمن استضافه: لولا أنا نهينا عن التكلف لتكلفت لكم. وإلى هذا أشار شيخنا بقوله.
(1)
بل صحيح جداً لعدة وجوه، بينها شقيقنا الحافظ أبو الفيض في "فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي" لم يؤلف مثله.
روي مرفوعاً من حديث سلمان، والصحيح عنه من قوله، وقال عمر رضي الله عنه كما أخرجه البخاري عن أنس عنه: نهينا عن التكلف.
192 -
حديث: أنا يعسوب المؤمنين، في: أمير النحل.
193 -
حديث: إنا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب، متفق عليه من حديث سعيد بن عمرو القرشي عن ابن عمر مرفوعاً به.
194 -
حديث: إنا لنكشر في وجوه أقوام، وإن قلوبنا لتلعنهم، وهو في أبي الدرداء من الحلية
(1)
.
195 -
حديث: انتظار الفرج عبادة، الترمذي في الدعوات من جامعه، وابن أبي الدنيا في الفرج، والبيهقي في الشعب، والعسكري في الأمثال، والديلمي في مسنده، كلهم من حديث حماد بن واقد سمعت إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق الهمداني عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعاً: سلوا اللَّه من فضله، فإن اللَّه يحب أن يسأل من فضله، وأفضل العبادة انتظار الفرج، وقال البيهقي عقبه: تفرد به حماد، وليس بالقوي، وحسن شيخنا إسناده، لكن قال الترمذي عقبه: هكذا روى حماد بن واقد وليس بالحافظ، ورواه أبو نُعيم عن إسرائيل عن حكيم بن جبير عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: وحديث أبي نُعيم أشبه أن يكون أصح، وله طرق منها: ما رواه ابن أبي الدنيا، والبيهقي من طريقه، والديلمي من حديث علي بن الحسين عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب رفعه: انتظار الفرج من اللَّه عبادة، ومن رضي بالقليل من الرزق رضي اللَّه منه بالقليل من العمل، ومنها ما رواه العسكري في الأمثال، والقضاعي، من حديث عمرو بن حميد حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رفعه: انتظار الفرج بالصبر عبادة، ومنها ما أشار إليه الخليلي في الإرشاد بقوله: تفرد به بقية عن مالك، عن الزهري، عن أنس، قال: ورواه بعضهم عن بقية مرسلاً، وهو أشبه، وكذا أخرجه البيهقي من حديث نُعيم بن حماد عن بقية عن مالك عن الزهري، رفعه: العبادة انتظار الفرج من اللَّه عز
(1)
من كلام أبي الدرداء، وعلقه البخاري في باب المداراة من صحيحه، ورواه ابن أبي الدنيا والدينوري في المجالسة وغيرهما.
وجل، وقال: إنه مرسل، ثم ساق من جهة سليمان بن سلمة الخبائري عن بقية متصلاً بلفظ: انتظار الفرج عبادة، وقال: إن الأول أولى، ومنها ما أورده البيهقي من حديث قيس بن الربيع عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رفعه: أفضل العبادة توقع الفرج، وأخرجه القضاعي من حديث حنظلة المكي، عن مجاهد عن ابن عباس رفعه: انتظار الفرج بالصبر عبادة، ومنها ما أورده الحكيم الترمذي في الأصل الثامن والخمسين،
(1)
بلفظ: الحياء زينة، والتقى كرم، وخير الركب الصبر، وانتظار الفرج من اللَّه عبادة.
196 -
حديث: أنت ومالك لأبيك، ابن ماجه من حديث يوسف بن إسحاق عن محمد بن المنكدر، عن جابر، أن رجلاً قال: يا رسول اللَّه، إن لي مالاً وولداً، وإن أبي يريد أن يجتاح مالي، فقال: وذكره، وكذا أخرجه من هذا الوجه الطحاوي، وبقي بن مخلد، والطبراني في الأوسط، ورواه البزار من حديث هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر، وقال: إنه إنما روي عن هشام مرسلاً، يعني بدون جابر، وصححه ابن القطان من هذا الوجه، وله طريق أخرى عند البيهقي في الدلائل، والطبراني في الأوسط والصغير، فيها ذكر سبب هذا الحديث، روياه من طريق المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه، عن جابر، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، إن أبي أخذ مالي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اذهب فأتني بأبيك، فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن اللَّه عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: إذا جاءك الشيخ فسله عن شيء قاله في نفسه ما سمعته أذناه، فلما جاء الشيخ قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما بال ابنك يشكوك؟ تريد أن تأخذ ماله! قال: سله يا رسول اللَّه؟ هل أنفقته إلا على إحدى عماته، أو خالاته، أو على نفسي؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إيه دعنا من هذا، أخبرني عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناك، فقال الشيخ: واللَّه يا رسول اللَّه ما يزال اللَّه يزيدنا بك يقيناً، لقد قلت في نفسي شيئاً ما سمعته أذناي، فقال: قل وأنا أسمع، فقال: قلت
(1)
بل في الأصل السابع والخمسين ومائة من نوادر الأصول.
:
غذوتك مولودا ومنتك يافعاً
…
تعل بما أجني عليك وتنهل
إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت
…
لسقمك إلا ساهراً أتململ
كأني أنا المطروق دونك بالذي
…
طرقت به دوني فعينيَّ تهمل
تخاف الردى نفسي عليك وإنها
…
لتعلم أن الموت وقت مؤجل
فلما بلغت السن والغاية التي
…
إليها مدى ما كنت فيك أؤمل
جعلت جزائي غلظة وفظاظة
…
كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتك إذ لم ترع حق أبوتي
…
فعلت كما الجار المجاور يفعل
تراه معدا للخلاف كأنه
…
برد على أهل الصواب موكل
قال: فحينئذ أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بتلابيب ابنه وقال: أنت ومالك لأبيك، والمنكدر ضعفوه من قبل حفظه، وهو في الأصل صدوق، لكن في السند إليه من لا يعرف، وهو عند الزمخشري في الإسراء من كشافه بلفظ: شكا رجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أباه، وأنه يأخذ ماله، فدعا به، فإذا شيخ يتوكأ على عصى، فسأله فقال: إنه كان ضعيفاً وأنا قوي، فقيراً وأنا غني، فكنت لا أمنعه شيئاً من مالي، واليوم أنا ضعيف، وهو قوي، وأنا فقير، وهو غني، وهو يبخل علي بمالي، فبكى عليه الصلاة والسلام وقال: ما من حجر ولا مدر يسمع هذا إلا بكى، ثم قال للولد: أنت ومالك لأبيك، وقال مخرجه لم أجده، فقال شيخنا أخرجه، وبيض، في معجم الصحابة من طريق، وبيض قلت: وكأنه رام ذكر الذي قبله، والحديث عند البزار في مسنده من حديث سعيد بن المسيب عن عمر أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي يريد أن يأخذ مالي؟ قال: وذكره وهو منقطع، وللطبراني في الكبير والأوسط، وكذا من حديث الحسن البصري عن سمرة رفعه: قال لرجل وذكره، وكذا أخرجه الطبراني في الثلاثة من حديث إبراهيم بن يزيد النخعي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود، وهو وأبو يعلى عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستعدي على والده، قال: أنه أخذ مني مالي، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أما علمت أنك ومالك من كسب أبيك. وابن ماجه من طريق حجاج بن أرطأة عن
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن أبي اجتاج مالي، قال: أنت ومالك لأبيك، إن أولادكم من أطيب كسبكم فكلوا من أموالكم، وكذا أخرجه أحمد من حديث حجاج، بل أخرجه هو وابن الجارود في المنتقى من حديث عبيد اللَّه بن الأخنس، وهو والطحاوي من حديث حسين المعلم، كلاهما عن عمرو بن شعيب به، في طرق سواها. منها لابن حبان في صحيحه من حديث عبد اللَّه بن كيسان عن عطاء عن عائشة، والحديث قوي.
197 -
حديث: انصر أخاك ظالماً أو مطلوماً، البخاري من جهة معتمر بن سليمان، عن حميد عن أنس مرفوعاً، وبقيته: قال: يا رسول اللَّه، هذا ينصره مظلوماً، فكيف ينصره ظالماً؟ قال: يأخذ فوق يديه، وفي لفظ لغيره: يمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه، ولفظ الترجمة عند البخاري أيضاً من حديث هشيم عن حميد الطويل، وعبيد اللَّه بن أبي بكر بن أنس سمعا أنساً به، بل أخرجه في الاكراه من حديث عبيد اللَّه فزاد: فقال رجل: يا رسول اللَّه، أنصره إذا كان مظلوماً أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره، والحديث عند مسلم من وجه آخر، وفيه بيان سببه فرواه في الأدب من حديث زهير عن أبي الزبير عن جابر، قال: اقتتل غلامان، غلام من المهاجرين، وغلام من الأنصار، فنادى المهاجري يال المهاجرين، ونادى الأنصاري يال الأنصار، فخرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا دعوى أهل الجاهلية، قالوا: يا رسول اللَّه ألا إن غلامين اقتتلا فكسع أحدهما الآخر، فقال: لا بأس ولينصر الرجل أخاه، ظالماً أو مظلوماً، إن كان ظالماً فلينهه، فإنه له نصر، وإن كان مظلوماً، فلينصره.
198 -
حديث: أنصف من بالحق اعترف، لم أعرفه هكذا، ولكن روى أحمد والحاكم في مستدركه من حديث الأسود بن سريع رضي الله عنه، قال: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بأعرابي أسير، قال: أتوب إلى اللَّه، ولا أتوب إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عرف الحق لأهله
199 -
حديث: انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من فوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة اللَّه عليكم، متفق عليه من حديث الأعرج، ومسلم من حديث همام وأبي صالح، ثلاثتهم عن أبي هريرة به مرفوعاً، وفي لفظ لمسلم: إذا نظر أحدكم إلى من فضله اللَّه عليه في المال والخلق، فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه، ولأحمد وابن حبان في أثناء حديث عن أبي ذر: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن أنظر إلى من هو دوني، ولا أنظر إلى من فوقي.
200 -
حديث: أنفق أنفق عليك، متفق عليه من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً، قال: قال اللَّه عز وجل أنفق أنفق عليك، وقال: يد اللَّه ملآى لا تغيضها نفقة. الحديث، فالبخاري من حديث شعيب، ومسلم من حديث ابن عيينة، كلاهما عن أبي الزناد، وهو عند مسلم من حديث معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة مرفوعاً: إن اللَّه تعالى قال لي أنفق أنفق عليك.
201 -
حديث: أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً، الطبراني في الكبير، والبزار في مسنده، من حديث عاصم بن علي، والطبراني فقط، وكذا القضاعي في مسنده، من حديث مالك بن إسماعيل، كلاهما عن قيس بن الربيع عن أبي حصين عن يحيى بن وئاب عن مسروق عن ابن مسعود، قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على بلال، وعنده صبر من تمر، فقال: ما هذا يا بلال؟ قال: يا رسول اللَّه ذخرته لك، ولضيفانك، قال: أما تخشى أن يفور لها بخار من جهنم، أنفق يا بلال، وذكره، قال البزار: هكذا رواه جماعة عن قيس، وخالفهم يحيى بن كثير عنه، فقال: عن عائشة بدل ابن مسعود انتهى، وتابعه طلحة بن مصرف عن مسروق عن عائشة، أخرجه العسكري في الأمثال، من طريق مفضل بن صالح عن الأعمش عن طلحة به، ولفظها: قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أطعمنا يا بلال، فقال: يا رسول اللَّه ما عندي إلا صبر من تمر خبأته لك، فقال: أما تخشى أن يقذف به في نار جهنم، أنفق يا بلال؟ ولا تخش من ذي العرش إقلالاً، وقيل عن مسروق عن بلال، أخرجه البزار من طريق محمد بن الحسن الأسدي، عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن مسروق عن بلال، ولفظه: دخل النبي صلى
اللَّه عليه وسلم وعنده صبر من المال، فقال: أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً، ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني، بلفظ: أنفق يا بلال، وقال البزار: لم يقل عن بلال إلا محمد بن الحسن، وقيل عن مسروق مرسلاً بدون صحابي، وفي الباب عن أبي هريرة، أخرجه البزار من حديث موسى بن داود عن مبارك بن فضالة عن يونس بن عبيد عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دخل على بلال، وعنده صبر من تمر، فقال: ما هذا؟ قال: أدخره، فقال: أما تخشى أن يرى له بخار في نار جهنم، أنفق بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالاً، وقال: تفرد به مبارك
(1)
، وكذا أخرجه الطبراني في الكبير من حديث موسى بن داود، وإسناده حسن، لكن خولف مبارك فرواه بشر بن الفضل، ويزيد بن زريع، كلاهما عن يونس مرسلاً بدون أبي هريرة، وكذلك اختلف على عوف ابن أبي جميلة في وصله وإرساله، فأخرجه البيهقي في الشعب من حديث عثمان بن الهيثم حدثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دخل على بلال، وعنده صبرة من تمر، فقال: ما هذا يا بلال؟ قال: تمر ذخرته، فقال: أما تخشى يا بلال أن يكون له بخار في نار جهنم، أنفق بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالاً، قال: وخالفه روح بن عبادة، فرواه عن عوف، عن ابن سيرين، قال: دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على بلال، فوجد عنده تمراً ادخره، فذكره مرسلاً، ثم ساقه كذلك، وكذا اختلف فيه علي بن عون، فقال: معاذ بن معاذ، ومحمد بن أبي عدي عنه عن ابن سيرين مرسلاً، وأخرجه الطبراني والبيهقي في الدلائل من حديث بكار بن محمد السيريني حدثنا ابن عون به متصلاً، فلفظ البيهقي: أنفق بلال، ولفظ الآخر: أنفق يا بلال، ولم يختلف على هشام بن حسان في وصله، فأخرجه أبو يعلى، والطبراني، من حديث حرب بن ميمون حدثنا هشام، فلفظ أبي يعلى: أنفق يا بلال، ولا تخافن من ذي العرش إقلالاً، ولفظ الطبراني: ولا تخش، وما يحكى على لسان كثيرين في لفظ هذا الحديث، وإنه بلال. ويتكلفون في توجيهه لكونه نهياً عن المنع وبغير ذلك، فشيء لم أقف له على أصل.
202 -
حديث: إنما الأعمال بالنيات، في: الأعمال
(1)
قال الحافظ في زوائد البزار: إسناده حسن.
203 -
حديث: أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب، هو معنى: أنفق أنفق عليك، وقوله تعالى {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} .
204 -
حديث: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، أورده مالك في الموطأ بلاغاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن عبد البر: هو متصل من وجوه صحاح عن أبي هريرة وغيره مرفوعاً، منها ما أخرجه أحمد في مسنده، والخرائطي في أول المكارم، من حديث محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً، بلفظ: صالح الأخلاق، ورجاله رجال الصحيح، والطبراني في الأوسط، بسند فيه عمر بن إبراهيم القرشي، وهو ضعيف عن جابر مرفوعاً: إن اللَّه بعثني بتمام مكارم الأخلاق، وكمال محاسن الأفعال، ومعناه صحيح، وقد عزاه الديلمي لأحمد عن معاذ، وما رأيته فيه، والذي رأيته فيه عن أبي هريرة.
205 -
حديث: إنما بقي من الدنيا بلاء وفتنة، أحمد، والرامهرمزي في الأمثال، واللفظ لهما، وابن ماجه بلفظ: لم يبق، كلاهما من طريق أبي عبد رب الدمشقي الزاهد عن معاوية رفعه بهذا، وصححه ابن حبان.
206 -
حديث: إنما حر جهنم على أمتي كحر الحمام، الطبراني في الأوسط، من حديث شعيب بن طلحة بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، حدثني أبي عن أبيه، عن جده عن أبيه، عن أبي بكر الصديق، رفعه بهذا، ورجاله موثوقون، إلا أنه نقل عن الدارقطني في شعيب أنه متروك، والأكثر على قبوله، قال فيه أبو حاتم: لا بأس به، ووثقه ابن حبان، ولم أر هذه الترجمة في الوشي المعلم، ولا في تلخيصه، وفي الأفراد للدارقطني من حديث محمد بن عبد اللَّه الحنفي، عن عبدان عن خارجة عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رفعه: إن حظ أمتي من النار طول بلائها تحت التراب، وبيض له الديلمي في مسنده.
207 -
حديث: إنما السلطان ظل اللَّه ورمحه في الأرض، أبو الشيخ، والبيهقي، والديلمي، وعباس الترقفي وآخرون عن أنس مرفوعاً: إذا مررت ببلدة ليس فيها سلطان فلا تدخلها، إنما السلطان، وذكره، لفظ الآخرين، وفي لفظ للديلمي وأبي نُعيم وغيرهما من جهة قتادة عن أنس مرفوعاً: السلطان ظل اللَّه
ورمحه في الأرض، فمن نصحه ودعا له فقد اهتدى، ومن دعا عليه ولم ينصحه ضل، وهما ضعيفان، لكن في الباب عن أبي بكر، وعمر، وابن عمر، وأبي بكرة، وأبي هريرة، وغيرهم، كما بينتها واضحة في جزء "رفع الشكوك في مفاخر الملوك".
208 -
حديث: إنما شفاء العي السؤال، ابن ماجه من حديث عبد الحميد بن حبيب ابن أبي العشرين، حدثنا الأوزاعي عن عطاء ابن أبي رباح، سمعت ابن عباس يخبر أن رجلاً أصابه جرح في رأسه على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم أصابه احتلام، فأمر بالاغتسال فاغتسل فكن فمات، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: قتلوه، قتلهم اللَّه، أولم يكن شفاء العي السؤال، قال عطاء: وبلغنا أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: لو غسل جسده وترك رأسه، حيث أصابه الجرح به، هكذا رواه بدون واسطة بين الأوزاعي وعطاء، وحكى ابن أبي حاتم عن أبيه وأبي زرعة في رواية ابن أبي العشرين هذا، إثبات إسماعيل بن مسلم بينهما، وكذا أثبت الواسطة لكن مع إبهامها محمد بن شعيب، أخبرني الأوزاعي أنه بلغه عن عطاء به، أخرجه أبو داود، ولفظه: أصاب رجلاً جرح في عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم احتلم فأمر بالاغتسال فاغتسل فمات، فبلغ ذلك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: قتلوه قتلهم اللَّه، ألم يكن شفاء العي السؤال، وهكذا رواه أحمد والدارمي في مسنديهما، عن أبي المغيرة، والدارقطني من حديثه، وكذا هو والحاكم في مستدركه، من حديث الوليد بن يزيد والدارقطني فقط من حديث يحيى بن عبد اللَّه، ثلاثتهم عن الأوزاعي، وللدارقطني أيضاً من طريق عبد الرزاق عن رجل عن عطاء، وتابعهم على الواسطة إسماعيل بن سماعة، ورواه بدونها الحاكم، والدارقطني أيضاً من طريق هقل بن زياد عن الأوزاعي قال: قال عطاء، والدارقطني فقط من حديث أيوب بن سويد عن الأوزاعي، والحاكم فقط من حديث بشر بن بكر حدثني الأوزاعي حدثنا عطاء به، وقال الحاكم: قد أقام بشر إسناده، وهو ثقة مأمون، قلت: وإقامته له من جهة تصريحه بالتحديث بحيث ثبت اتصاله بلا واسطة، ثم إن الأوزاعي لم ينفرد به، فقد رواه ابن الجارود في المنتقى، والحاكم أيضاً في صحيحه، وابن خزيمة، وعنه ابن حبان في صحيحهما، من جهة الوليد بن عبيد اللَّه، ابن أبي رباح عن عمه عطاء، ولكن الوليد ضعفه الدارقطني، ولم يخرج له في الكتب الستة مع إيراد
الضياء في المختارة لحديثه هذا، بل وفي الباب عن جابر وعلي
(1)
.
209 -
حديث: إنما الطلاق لمن أخذ بالساق، ابن ماجه من حديث ابن لهيعة عن موسى بن أيوب الغافقي عن عكرمة عن ابن عباس قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول اللَّه سيدي زوجني أمته، وهو يريد أن يفرق بيني وبينها، قال: فصعد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المنبر، فقال: يا أيها الناس ما بال أحدكم يزوج عبده أمته، ثم يريد أن يفرق بينهما، إنما، وذكره، وهو عند الدارقطني من طريق ابن لهيعة بدون ذكر ابن عباس، ولكن قد أخرجه بإثباته من حديث بقية، حدثنا أبو الحجاج المهدي عن موسى ولفظهما: إنما يملك الطلاق من أخذ بالساق.
210 -
حديث: إنما العلم بالتعلم، الطبراني في الكبير، وأبو نُعيم في الحلية، والعسكري، كلهم من طريق محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، حدثنا الثوري عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيْوة عن أبي الدرداء رفعه: إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه، لم يسكن الدرجات العلى ولا أقول لكم من الجنة من استقسم أو تطير طيراً يرده من السفر، وابن الحسن كذاب، ولكن قد رواه البيهقي في المدخل من جهة هلال بن العلاء عن أبيه عن عبيد اللَّه بن عمرو عن عبد الملك بن عمير به موقوفاً على أبي الدرداء، وفي الباب عن أنس رفعه مثله، أخرجه العسكري من حديث محمد بن الصلت، حدثنا عثمان البزي عن قتادة عنه مرفوعاً به، وعن معاوية مرفوعاً: يا أيها الناس إنما العلم بالتعلم، والفقه بالتفقه، ومن يرد اللَّه به خيراً يفقهه في الدين، وإنما يخشى اللَّه من عباده العلماء، أخرجه الطبراني في الكبير، وابن أبي عاصم في العلم له، كلاهما من حديث عتبة بن أبي حكيم عمن حدثه عن معاوية بهذا، وجزم البخاري بتعليقه فقال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يرد اللَّه به خيراً يفقهه في الدين، وقال: إنما العلم بالتعلم، مع أن في إسناده من لم يسم، لمجيئه من طريق أخرى، وعن شداد بن أوس أن رجلاً قال: يا رسول اللَّه، ماذا يزيد في العلم؟ قال: التعلم، أخرجه أبو نُعيم في الحلية من حديث طويل، وفي سنده عمر بن صبح، وهو كذاب، وعن ابن مسعود أنه كان يقول: فعليكم بهذا القرآن فإنه مأدبة اللَّه، فمن استطاع منكم أن يأخذ من مأدبة اللَّه فليفعل، فإنما العلم
(1)
حديث جابر رواه أبو داود، وحديث علي رواه القضاعي في مسنده.
بالتعلم، أخرجه البزار موقوفاً في حديث طويل، ورجاله موثوقون، وعند البيهقي في المدخل من طريق علي بن الأقمر، والعسكري من حديث أبي الزعراء، كلاهما عن أبي الأحوص عنه قال: إن الرجل لا يولد عالماً، وإنما العلم بالتعلم، وللعسكري فقط من حديث حماد عن حميد الطويل، قال: كان الحسن يقول: إذا لم تكن حليماً فتحلم، وإذا لم تكن عالماً فتعلم، فقلما تشبه رجل بقوم إلا كان منهم، ومن حديث زافر عن عمرو بن عامر البجلي، قال: قال الحسن: هو واللَّه أحسن منك رداءاً، وإن كان رداؤك حبرة، رجل رداه اللَّه الحلم، فإن لم يكن حلم لا أبالك فتحلم، فإنه من تشبه بقوم لحق بهم.
211 -
حديث: إنما يرحم اللَّه من عباده الرحماء، متفق عليه عن أسامة بن زيد مرفوعاً، وقد جمعت في هذا المعنى جزءاً.
212 -
حديث: إنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذو الفضل، العسكري في الأمثال، والخلعي في تاسع فوائده، واللفظ لأولهما، من طريق محمد بن زكريا الغلابي حدثنا العباس بن بكار حدثنا عبد اللَّه بن المثنى عن عمه ثمامة عن أنس قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد إذ أقبل علي فسلم، ثم وقف ينظر موضعاً يجلس فيه، فنظر النبي في وجوه أصحابه أيهم يوسع له، وكان أبو بكر رضي الله عنه عن يمينه فتزحزح له عن مجلسه، وقال: ههنا يا أبا الحسن، فجلس بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أبي بكر، فعرف السرور في وجه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: يا أبا بكر، إنما يعرف، وذكره، وهو عند الديلمي في مسنده من جهة حسين بن الفضل حدثنا مأمون بن سعيد بن يوسف حدثنا سليمان عن سليم عن أبي سعيد رفعه: يا أبا بكر إنما يعرف الفضل لذوي الفضل أهل الفضل، وفي ترجمة العباس من تاريخ دمشق من حديث عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالساً مع أصحابه، وبجنبه أبو بكر وعمر، فأقبل العباس فأوسع له أبو بكر، فجلس بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أبي بكر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره وهما ضعيفان، ومعناه صحيح، ولا يخدش في إجماع المسلمين على تقديم أبي بكر وفضله على سائر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
213 -
حديث: إنما اليمين حنث أو ندم، في: الحلف
214 -
حديث: إني بعثت بالحنيفية السمحة، الديلمي من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عائشة في حديث الحبشة ولعبهم ونظر عائشة إليهم، قالت: فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لتعلم يهود أن في ديننا فسحة وإني بعثت. وذكره، وهكذا هو عند أحمد في مسنده من حديث ابن أبي الزناد عن أبيه قال: قال لي عروة: أن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومئذ - تعني يوم الحبشة لتعلم وذكره - بلفظ: إني أرسلت، وسنده حسن، وفي الباب عن أُبيَّ بن كعب، وأسعد بن عبد اللَّه الخزاعي
(1)
، وجابر، وابن عمر، وأبي أمامة، وأبي هريرة، وغيرهم، وترجم البخاري في صحيحه، أحب الدين إلى اللَّه الحنيفية السمحة، وساق في الأدب المفرد من طريق داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس: قيل لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أي الأديان أحب إلى اللَّه؟ قال: الحنيفية السمحة، وله طرق.
215 -
حديث: إن أبخل الناس من بخل بالسلام، أبو يعلى، وعنه ابن حبان في صحيحه، والإسماعيلي، ومن طريقه البيهقي في الشعب، من رواية إسماعيل بن زكريا عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة موقوفاً: إن أبخل التاس من بخل بالسلام، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء، ورواه الطبراني في الأوسط والدعاء، والبيهقي في الشعب، من حديث حفص بن غياث عن عاصم به مرفوعاً، بلفظ: أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام، وقال: لا يروى عن النبي إلا بهذا الإسناد، ورجاله رجال الصحيح، وفي لفظ عن أبي هريرة: البخيل كل البخيل، وله عن أبي هريرة طريق آخر، رواه البيهقي في الشعب، من جهة كنانة مولى صفية عنه، وذكره في حديث موقوفاً بجملة الترجمة فقط، وفي الباب عن عبد اللَّه بن مغفل رفعه: أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام، أخرجه الطبراني في الدعاء، من حديث عوف عن الحسن عنه مرفوعاً به، وكذا أخرجه العسكري بزيادة: إن أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته، وعن جابر أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن لفلان في حائطي عذقاً، وإنه
(1)
حديثه رواه الحاكم، وابن عساكر في تاريخهما.
قد آذاني وشق علي مكان عذقه، فأرسل إليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: بعني عذقك الذي في حائط فلان، قال: لا، قال: فهبه لي، قال: لا، قال: فبعنيه بغدق في الجنة، قال: لا، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما رأيت الذي هو أبخل منك إلا الذي يبخل بالسلام، أخرجه أحمد، والبزار في مسنديهما، والبيهقي في الشعب، وعن أنس رفعه: بخيل الناس من بخل بالسلام، أخرجه أبو نُعيم في الحلية.
216 -
حديث: إن ابن آدم لحريص على ما منع، الطبراني، ومن طريقه الديلمي، من جهة يوسف بن عطية عن هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً. وسنده ضعيف، وقوله ابن أسلم تحريف، والصواب سالم، وحينئذ فالثلاثة مجهولون، لقول أبي حاتم عقب حديث هارون عن زيد بن سالم عن أبي أمامة هذا باطل لا أعرف من الإسناد سوى أبي أمامة انتهى، ويوسف أيضاً ضعيف.
217 -
حديث: إن أحدكم يأتيه اللَّه برزق عشرة أيام في يوم واحد، فإن هو حبس عاش تسعة أيام بخير، وإن هو وسع وأسرف قتر عليه تسعة أيام، أسنده الديلمي عن أنس، وفي التنزيل:{وكان بين ذلك قواماً} .
218 -
حديث: إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب اللَّه، البخاري في الطب من صحيحه، من حديث عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن أبي مليكة عن ابن عباس به مرفوعاً، في قصة اللديغ الذي رقاه أحد النفر
(1)
من الصحابة رضي الله عنهم بفاتحة الكتاب على شاء شرطها، فبرأ وكره منه أصحابه ذلك، وقالوا له: أخذت على كتاب اللَّه أجراً، حتى قدموا المدينة فقالوا يا رسول الله أخذ على كتاب الله أجراً فقال وذكره، وعلقه البخاري في الإجازة جازماً به، فقال: وقال ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب اللَّه، وفي الطب بصيغة التمريض، فقال: ويذكر عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما أورد هذه الجملة كذلك مع إيراده للحديث متصلاً في صحيحه لروايته لها بالمعنى كما أفاده العراقي في تقييده، ويروى
(1)
هو أبو سعيد الخدري، وانظر كتابنا "كمال الإيمان في التداوي بالقرآن" رددنا به على بعض أعداء السنة من مبتدعة الأزهريين.
كما لأبي نُعيم في الحلية عن أبي هريرة مرفوعاً: من أخذ أجراً على القرآن فذاك حظه من القرآن، ولأبي نُعيم أيضاً ومن جهته الديلمي عن ابن عباس مثله، بلفظ: فقد تعجل حسناته في الدنيا، فيحمل إن ثبت على من تعين عليه التعليم.
219 -
حديث: إن أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته، قالوا: يا رسول اللَّه، وكيف يسرق من صلاته؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها، أحمد والدارمي في مسنديهما، من حديث الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد اللَّه بن أبي قتادة عن أبيه مرفوعاً به، وفي لفظ بحذف: إن، وصححه ابن خزيمة، والحاكم، وقال: إنه على شرطهما ولم يخرجاه، لرواية كاتب الأوزاعي له عنه عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة، ورواه أحمد أيضاً والطيالسي في مسنديهما، من حديث علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري به مرفوعاً، ورواية أبي هريرة عند ابن منيع، وفي الباب عن عبد اللَّه بن مغفل كما مضى قريباً في: إن أبخل، وعن النعمان بن مرة عند مالك مرسلاً، في آخرين.
220 -
حديث: إن الأسود إذا جاع سرق، وإذا شبع زنى، الطبراني في الأوسط، من حديث عائشة مرفوعاً به بزيادة: وإن فيهم لخلتين صدق السماحة، والبخل، وهو عند ابن عدي في كامله، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات، بلفظ: الزنجي إذا جاع سرق، وإذا شبع زنى، وله شاهد عنده في الكبير، من حديث عوسجة عن ابن عباس، قال: قيل يا رسول اللَّه، ما يمنع حبش بني المغيرة أن يأتوك إلا أنهم يخشون أن تردهم، قال: لا خير في الحبش، إذا جاعوا سرقوا، وإن شبعوا زنوا، وإن فيهم لخلتين حسنتين: إطعام الطعام، وبأس عند البأس، ورواه البزار بلفظ: لا خير في الحبش، إن شبعوا زنوا، وإن فيهم لخصلتين: إطعام الطعام، وبأس عند البأس، وعند الطبراني في الكبير عن أم أيمن، قالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأسود لبطنه وفرجه، وكذا أخرجه من حديث يحيى بن أبي سليمان عن عطاء عن ابن
عباس بلفظ: ذكر السودان عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دعوني من السودان، فإن الأسود لبطنه وفرجه، وبعضها يؤكد بعضاً، بل سند البزار حسن، ولأبي نُعيم فيما أسنده الديلمي من طريقه عن أبي رافع مرفوعاً: شر الرقيق الزنج، إذا شبعوا زنوا، وقد اعتمد هذا الحديث إمامنا الشافعي، فروينا في مناقبه للبيهقي من طريق المزني قال: كنت مع الشافعي في الجامع، إذ دخل رجل يدور على النيام، فقال الشافعي للربيع: قم فقل له ذهب لك عبد أسود مصاب بإحدى عينيه، قال الربيع: فقمت إليه فقلت له، فقال: نعم، فقلت له تعاله، قال: فجاء إلى الشافعي، فقال: أين عبدي؟ فقال: تجده في الحبس، فذهب الرجل فوجده في الحبس، فقال المزني: فقلت له: أخبرنا فقد حيرتنا، فقال: نعم، رأيت رجلاً دخل من باب المسجد يدور بين النيام، فقلت: يطلب هارباً، ورأيته يجيء إلى السودان دون البيض، فقلت: هرب له عبد أسود، ورأيته يجيء إلى ما يلي العين اليسرى، فقلت: مصاب بإحدى عينيه، قلت: فما يدريك أنه في الحبس، فقال: ذكرت الحديث في العبيد: إن جاعوا سرقوا، وإن شبعوا زنوا، فتأولت أنه فعل أحدهما فكان كذلك.
221 -
حديث: إن بلالاً كان يبدل الشين في الآذان سيناً. قال المزي فيما نقله عن البرهان السفاقسي: إنه اشتهر على ألسنة العوام. ولم نره في شيء من الكتب. وسيأتي في: سين. من السين المهملة.
222 -
حديث: إن حسن العهد من الإيمان. في: حسن العهد.
223 -
حديث: إن رحمتي تغلب غضبي، متفق عليه من حديث مغيرة بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد عن الأعوج عن أبي هريرة رفعه قال: لما قضى، ولفظ آخر لمسلم: لما خلق اللَّه الخلق، كتب في كتابه، فهو عنده فوق العرش، إن رحمتي غلبت. ولفظ مسلم: تغلب غضبي. وهو عند البخاري فقط من حديث مالك عن أبي الزناد، بلفظ: إن رحمتي سبقت غضبي، وهو عند مسلم من حديث ابن عيينة عن أبي الزناد، بلفظ: قال اللَّه سبقت رحمتي غضبي، وممن رواه عن أبي هريرة أبو صالح وعطاء بن ميناء
224 -
حديث: إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله، البيهقي في الشعب، وأبو الشيخ في الثواب، والعسكري في الأمثال، من حديث الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن إسماعيل بن عبيد اللَّه عن أم الدرداء عن أبي الدرداء به مرفوعاً، وهو عند الطبراني، وأبي نُعيم في الحلية، وكذا رواه القضاعي من هذا الوجه، بلفظ: الرزق أشد طلباً للعبد من أجله، ورواه الدارقطني في علله مرفوعاً وموقوفاً، وقال: إن الموقوف هو الصواب، وكذا أورده البيهقي في الشعب موقوفاً، وقال: إنه أصح، قال: وروي عن عطية عن أبي سعيد بمعناه مرفوعاً، وهو عند الطبراني في الأوسط من حديث علي بن زيد عن فضيل بن مرزوق عن عطية، ولفظه: لو فر أحدكم من رزقه لأدركه كما يدركه أجله، ولأبي نُعيم في الحلية من حديث جابر مرفوعاً: لو أن ابن آدم يهرب من رزقه، كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت، وكذا أخرجه العسكري، ولأبي الشيخ والبيهقي من حديث محمد بن المنكدر عن جابر رفعه: لا تستبطئوا الرزق، فإنه لم يكن عبد يموت حتى يبلغه آخر الرزق، فأجملوا في الطلب، ولأبي الشيخ من حديث ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، مرفوعاً بنحوه، وحديث ابن المنكدر عند العسكري من حديث الثوري عنه بلفظ: لو أن ابن آدم يهرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه، كما يدركه الموت، وله من حديث جهم بن مسعدة الفزاري حدثنا أبي حدثنا ابن أبي ذئب، عن نافع عن ابن عمر رفعه: والذي بعثني بالحق إن الرزق ليطلب أحدكم، كما يطلبه أجله، ومن حديث يوسف بن السفر حدثنا عبدة بن أبي لبابة، عن شقيق عن ابن مسعود مرفوعاً: إنه ليس أحد بأكسب من أحد، قد كتب اللَّه النصيب والأجل، وقسم المعيشة والعمل، والرزق مقسوم، وهو آت ابن آدم، على أي سيرة سارها، ليس تقوى تقي بزائده، ولا فجور فاجر بناقصه، وبينه وبينه ستر، وهو في طلبه، ومن حديث ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس عن ثوبان مرفوعاً: إن الدعاء يرد القضاء، وإن البر يزيد في العمر، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ثم قرأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
{إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون} وبعضها يقوي بعضاً، قال البيهقي عقب أولها: والمراد به واللَّه أعلم، أن ما قدر له من الرزق يأتيه، فلا يجاوز الحد في طلبه، يعني كما جاء في الحديث الآخر: اتقوا اللَّه وأجملوا في الطلب، وللديلمي بسند ضعيف عن جابر مرفوعاً: إن للأرزاق حجباً فمن شاء أن يهتك ستره بقلة حياء، ويأخذ رزقه فعل، ومن شاء بقاء حيائه وترك رزقه محجوباً عنه حتى يأتيه رزقه على ما كتب اللَّه له فعل، وقوله في حديث ابن مسعود: ولا فجور فاجرٍ بناقصه، يعارض ظاهره ظاهر حديث: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، كما بينته مع الجمع في مكان آخر.
225 -
حديث: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه، مسلم في صحيحه، من حديث شعبة عن المقدام بن شريح بن هانئ عن أبيه عن عائشة مرفوعاً بهذا، ومن وجه آخر، عن شعبة بزيادة: ركبت عائشة بعيراً، فكانت فيه صعوبة، فجعلت تردده، فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: عليك بالرفق، ثم ذكر مثله، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد من حديث شعبة بلفظ: كنت على بعير فيه صعوبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عليك بالرفق، فإنه لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه، وهو عند أحمد وآخرين، ورواه العسكري من حديث عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، ولفظه: ما كان الرفق في قوم إلا نفعهم، ولا كان الخرق في قوم إلا ضرهم، ومن حديث عمران بن حطان عن عائشة ما يأتي في: لو كان الفحش، وله أيضاً من جهة حجاج بن سليمان الرعيني قال: قلت لابن لهيعة: كنت أسمع عجائز المدينة يقلن: إن الرفق في المعيشة خير من بعض التجارة، فقال: حدثني محمد بن المنكدر عن جابر رفعه به، ومن حديث عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: مكتوب في التوراة، الرفق
رأس الحكمة، وأثر عروة عند أبي الشيخ من هذا الوجه بلفظ: بلغني أنه مكتوب في التوراة، وأخرجه ابن أبي عاصم، وحديث جابر أخرجه البزار، وفي الباب عن أبي أمامة، وكذا أخرج الطبراني عن جرير مرفوعاً: الرفق زيادة بركة، وللعسكري والقضاعي من حديث عبد الرحمن ابن أبي بكر بن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعاً: من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة، ومن حرم حظه من الرفق، فقد حرم حظه من خير الدنيا والآخرة، وهو عند العسكري فقط من حديث ابن أبي مليكة أيضاً عن عائشة بلا واسطة، ولفظه: إذا أراد اللَّه بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق، وللقضاعي من حديث يعلى بن مملك عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، مرفوعاً مثله، وللعسكري من حديث عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس مرفوعاً، ما كان الرفق في شيء قط إلا زانه، ولا كان الخرق في شيء قط إلا شانه، ومن حديث عبد الرحمن بن هلال عن جرير رفعه: من يحرم الرفق يحرم الخير كله، وروي البيهقي في مناقب الشافعي من طريق محمد ابن الشافعي، قال: رآني أبي وأنا أعجل في بعض الأمر، فقال: يا بني رفقاً، رفقاً، فإن العجلة تنقص الأعمال، وبالرفق تدرك الآمال، وقد سمعت عبد الرحمن بن أبي بكر هو المليكي يقول: سمعت الزهري يقول: سمعت عروة يقول: سمعت أبا هريرة رفعه: إن اللَّه رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف.
226 -
حديث: إن ساقي القوم آخرهم، في: ساقي القوم.
227 -
حديث: إن في معاريض الكلام مندوحة عن الكذب، البخاري في الأدب المفرد، من طريق قتادة، عن مطرف بن عبد اللَّه قال: صحبت عمران بن حصين من الكوفة إلى البصرة، فما أتى عليه يوم إلا أنشدنا فيه شعراً وقال: إن، وذكره. وأخرجه الطبري في التهذيب، والبيهقي في الشعب، والطبراني في الكبير، ورجاله ثقات، وهو عند ابن السني من طريق الفضل بن سهل حدثنا سعيد بن أوس حدثنا شعبة عن قتادة به مرفوعاً، وكذا قال
البيهقي: رواه داود بن الزبرقان عن سعيد عن أبي عروبة، عن قتادة، لكن عن زرارة بن أوفى عن عمران مرفوعاً، قال: والموقوف هو الصحيح، وكذا وهى المرفوع ابن عدي، قال البيهقي: وروي من وجه آخر ضعيف، يعني جداً مرفوعاً، يشير إلى ما أخرجه أيضاً من طريق أبي بكر بن كامل في فوائده من حديث علي مرفوعاً، وكذا هو عند أبي نُعيم، ومن طريقه الديلمي، من جهة يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبو موسى عن عطاء بن السائب حدثنا عبد اللَّه بن الحارث، عن علي رفعه: إن في المعاريض ما يكفي الرجل العاقل عن الكذب، وبالجملة فقد حسن العراقي هذا الحديث، وقال عن سند ابن السني: إنه جيد، ورد على الصغاني حكمه عليه بالوضع
(1)
، وللبخاري أيضاً في الأدب المفرد، والبيهقي في الشعب، من طريق أبي عثمان النهدي، عن عمر، قال: أما في المعاريض ما يكفي المسلم من الكذب، ورواه العسكري من حديث محمد بن كثير عن ليث عن مجاهد، قال: قال عمر بن الخطاب: إن في المعاريض لمندوحة للرجل المسلم الحر عن الكذب، وأشار إلى أن حكمه الرفع، وقال: المعاريض ما حادت به عن الكذب، والمندوحة السعة.
228 -
حديث: إن لإبراهيم الخليل، ولأبي بكر الصديق لحية في الجنة، لم يصح أن للخليل ولا للصديق لحية في الجنة، ولا أعرف ذلك في شيء من كتب الحديث المشهورة، ولا الأجزاء المنثورة، قاله شيخنا، قال: وعلى تقدير وروده فيظهر لي أن الحكمة في ذلك. أما في حق الخليل عليه السلام فلكونه منزلاً منزلة الوالد للمسلمين، لأنه الذي سماهم بهذا الاسم، وأمروا باتباع ملته. وأما في حق الصديق رضي الله عنه فينتزع من نحو ما ذكر في حق الخليل، فإنه كالوالد للمسلمين. إذ هو الفاتح لهم باب الدخول إلى الإسلام. لكن أخرج الطبراني بسند ضعيف من حديث ابن مسعود: أهل الجنة جرد مرد، إلا موسى عليه السلام، فإن له لحية تضرب إلى سرته. وذكر القرطبي في تفسيره أن ذلك ورد في حق هارون أخيه أيضاً. ورأيت بخط بعض أهل العلم أنه ورد في حق آدم ولا أعلم شيئاً من ذلك ثابتاً
(1)
والصغاني يجازف في الحكم بالوضع، ولشقيقنا السيد عبد العزيز رسالة في التعقيب عليه، أجاد فيها.
229 -
حديث: إن لجواب أهل الكتاب حقاً كرد السلام، الديلمي من حديث أبي جعفر، والقضاعي من حديث العباس بن ذريح عن الشعبي، كلاهما عن ابن عباس مرفوعاً بهذا، وهو عند ابن لال، ومن طريقه الديلمي، من حديث جوبير عن الضحاك عن ابن عباس، بل وأخرج أبو نُعيم، ومن طريقه الديلمي، من جهة الحسن بن المثنى عن حميد الطويل عن أنس رفعه: رد جواب أهل الكتاب حق كرد السلام، ولا يثبت رفعه، بل المحفوظ كما قال ابن تيمية وقفه. وقال القضاعي
(1)
عقبه: ليس بالقوي. قال ابن عبد البر: قال الزبير بن بكار: كتب إلى المغيرة يستبطئني كتبي فكتبت إليه شعراً:
ما غير النأي وداً كنت تعهده
…
ولا تبدلت بعد الذكر نسيانا
ولا حمدت إخاءاً من أخي ثقة
…
إلاجعلتك فوق الحمد عنوانا
230 -
حديث: إن لصاحب الحق مقالاً، متفق عليه، من حديث سلمة بن كهيل، سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن، يحدث عن أبي هريرة أن رجلاً تقاضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأغلظ، فهم به أصحابه، فقال: دعوه. فإن، وذكره، وهو من غرائب الصحيح. قال: البزار: لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، ومداره على سلمة بن كهيل، وقد صرح يعني، كما في رواية البخاري بأنه سمعه من أبي سلمة بمنى، وذلك في الحج.
231 -
حديث: إن اللَّه طيب لا يقبل إلا طيباً، مسلم، والترمذي، والدارمي، وأحمد، وآخرون، من حديث عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعاً بهذا في حديث، وأخرج الترمذي وغيره من حديث مهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعيد بن أبي وقاص عن أبيه مرفوعاً: إن اللَّه طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، وذكر حديثاً
(1)
بل نقله عن شيخه الحافظ عبد الغني بن سعيد.
232 -
حديث: إن اللَّه كتب الغيرة على النساء، والجهاد على الرجال، فمن صبر منهن كان لها أجر الشهيد، البزار، والطبراني، من حديث عبيد بن الصباح الكوفي حدثنا كامل أبو العلاء عن الحكم يعني ابن عتيبة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: كنت جالساً مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ومعه أصحابه، إذ أقبلت امرأة عريانة، فقام إليها رجل من القوم، فألقى عليها ثوباً وضمها إليه، فتغير وجه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال بعض أصحابه: أحسبها امرأته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أحسبها غيرَى، إن اللَّه تبارك وتعالى كتب، وذكره، قال البزار: لا نعلمه إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وعبيد ليس به بأس، وكامل كوفي مشهور، على أنه لم يشاركه أحد في هذا الحديث انتهى، وقد ضعف عبيداً أبو حاتم.
233 -
حديث: إن اللَّه لما خلق العقل قال له: أقبل، فأقبل، ثم قال له: أدبر، فأدبر، فقال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً أشرف منك، فبك آخذ، وبك أعطي، قال ابن تيمية وتبعه غيره: إنه كذب موضوع باتفاق انتهى، وفي زوائد عبد اللَّه بن الإمام أحمد على الزهد لأبيه عن علي بن مسلم عن سيار بن حاتم، وهو ممن ضعفه غير واحد، وكان جماعاً للرقائق، وقال القواريري: إنه لم يكن له عقل، قال: حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، حدثنا مالك بن دينار عن الحسن البصري مرفوعاً مرسلاً: لما خلق اللَّه العقل، قال له: أقبل، فأقبل، ثم قال له: أدبر، فأدبر، ثم قال: ما خلقت خلقاً أحب إلي منك، بك آخذ، وبك أعطي، وأخرجه داود بن المحبر في كتاب العقل له حدثنا صالح المري عن الحسن به بزيادة: ولا أكرم علي منك، لأني بك أعرف، وبك أعبد، والباقي مثله، وفي الكتاب المشار إليه لداود من هذا النمط أشياء، منها: أول ما خلق اللَّه العقل، وذكره. وابن المحبر كذاب، قال شيخنا: والوارد في أول ما خلق اللَّه، حديث: أول ما خلق اللَّه القلم، وهو أثبت من حديث العقل
234 -
حديث: إن اللَّه لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم، أحمد في الأشربة، والطبراني في الكبير، وابن أبي شيبة في مصنفه، وآخرون من طريق منصور، وأحمد ومسدد في مسنديهما، من طريق الأعمش، كلاهما عن شقيق أبي وائل، قال: اشتكى رجل داء في بطنه، فنعت له السكر فأتينا عبد اللَّه بن مسعود، فسألناه، فقال: إن اللَّه، وذكره موقوفاً، وهو عند الحاكم في صحيحه من حديث الأعمش، وعند الطبراني أيضاً، والطحاوي من جهة عاصم، كلاهما عن أبي وائل، ورواه الأعمش أيضاً، عن مسلم بن صبيح عن مسروق، قال: قال ابن مسعود: لا تسقوا أولادكم الخمر، فإنهم ولدوا على الفطرة، فإن اللَّه، وذكره، وهكذا رواه إبراهيم الحربي في غريب الحديث له، من حديث يحيى عن مسروق بنحوه، وطرقه صحيحة. ولذا علقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم، فقال: وقال ابن مسعود في السكر: إن اللَّه، وذكره. ولابن حبان في صحيحه عن أبي يعلى وهو في مسنده، والبيهقي من حديث حسان بن مخارق عن أم سلمة، قالت: نبذت نبيذاً في كوز، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغلي، فقال: ما هذا؟ قالت: اشتكت ابنة لي، فنُعت لها هذا، فقال: إن اللَّه لم يجعل شفاءكم في ما حرم عليكم، لفظ البيهقي، ولفظ ابن حبان: إن اللَّه لم يجعل شفاءكم في حرام
(1)
.
235 -
حديث: إن اللَّه نقل لذة طعام الأغنياء إلى طعام الفقراء، حكم عليه شيخنا بالوضع.
236 -
حديث: إن اللَّه لا يعذب بقطع الرزق، هو بمعناه عند الطبراني في الصغير من حديث أبي سعيد الخدري رفعه: إن الرزق لا تنقصه المعصية، ولا تزيده الحسنة، وترك الدعاء معصية، وعند العسكري من حديث ابن مسعود رفعه: ليس أحد بأكسب من أحد. وقد كتب اللَّه النصيب والأجل، وقسم المعيشة والعمل، والرزق مقسوم، وهو آت على ابن آدم، على أي سيرة سارها، لا تقوى تقي بزائده، ولا فجور فاجر بناقصه، بينه وبينه ستر
(1)
وانظر كتابنا "واضح البرهان على تحريم الخمر في القرآن" ففيه هذا البحث بتوسع.
وهو في طلبه. وسنده ضعيف. وهو في فوائد أبي علي عبد الرحمن بن محمد النيسابوري رواية أبي بكر بن زيرك عنه، أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب، حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا مالك القاضي
(1)
حدثنا أبو المطاع أحمد بن عصمة الجوزجاني حدثنا عبد الجبار بن أحمد السجستاني. بمصر حدثنا أبو دعامة إسماعيل بن علي بن الحكم. وكان قد أربى على المائة بسر من رأى. حدثني أبو العتاهية، حدثني الأعمش، عن أبي وائل عن ابن مسعود، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: الرزق يأتي العبد في أي مسيرة سار لا تقوى متق بزائده، ولا فجور فاجر بناقصه، بينه وبين العبد ستر، والرزق طالبه
(2)
. قال: وأنشد أبو العتاهية لنفسه مع الحديث:
ورزق الخلق مجلوب إليهم
…
مقادير يقدرها الجليل
فلا ذو المال يرزقه بعقل
…
ولا بالمال تنقسم العقول
وهذا المال يرزقه رجال
…
مباذيل قد اختبروا فسيلوا
كما تسقي سباخ الأرض يوما
…
ويصرف عن كرائمها السيول
وأصله عند ابن أبي الدنيا مرفوعاً: إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله، ويدل على اشتهار هذا ما يحكى أن كسرى غضب على بعض مرازبته، فاستؤمر في قطع عطائه، فقال: نحط من مرتبته، ولا ننقص من وصلته، فإن الملوك تؤدب بالهجران، ولا تعاقب بالحرمان. ولكن قد يعارض بما ورد في الزنا: أنه يورث الفقر، كما سيأتي. وبما في النسائي، وابن ماجه، وأحمد، وأبي يعلى، وابن منيع، والطبراني، كلهم عن ثوبان مرفوعاً حديث: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، وكذا يروى عن ابن مسعود رفعه: إن الرجل ليذنب الذنب فيحرم به الشيء من الرزق، وقد كان هيئ له. وإنه ليذنب فينسى به الباب من العلم، وقد كان علمه. وإنه ليذنب الذنب فيمنع به قيام الليل، وفي لفظ: إياكم والمعاصي، فإن العبد ليدنب الذنب، وذكره، وفي الحلية لأبي نُعيم من طريق سعيد بن المسيب عن عثمان رفعه: إن الصبحة تمنع الرزق
(1)
في الهندية: بكر القضاعي.
(2)
هذا حديث موضوع، وأبو دعامة لا يعرف، قاله الذهبي والحافظ.
وسيأتي في الصاد، ولأبي الشيخ في طبقات الأصبهانيين عن أبي هريرة مرفوعاً: الكذب ينقص الرزق، وكذا هو في مشيخة أبي بكر الأنصاري، وفي مسند الفردوس في أوله: بر الوالدين يزيد في العمر، وللديلمي عن أنس رفعه: إذا ترك العبد الدعاء للوالدين فإنه ينقطع عن الولد الرزق في الدنيا، ونحوه قول وهيب بن الورد لمن سأله: أيجد طعم العبادة من عصى اللَّه سبحانه، قال: لا، ولا من هم بالمعصية، وكذا بما اشتهر مما لم أقف عليه، ومعناه صحيح: المعاصي تزيل النعم، حتى قال أبو الحسن الكندي القاضي مما أنشده البيهقي من جهته:
إذا كنت في نعمة فارعها
…
فإن المعاصي تزيل النعم
وقد يدل على المعنى ما يروى أنه صلى الله عليه وسلم، دخل على عائشة فرأى كسرة ملقاة فمسحها، فقال: يا عائشة، أحسني جوار نعم اللَّه، فإنها قلما نفرت عن أهل بيت، فكادت أن ترجع إليهم، ويروى من حديث عائشة، وأنس، وغيرهما. وقد سبق ذكره في: أكرموا الخبز، بل أوسعت الكلام على هذا الحديث في بعض الأجوبة، وجمعت بينهما على تقدير تساويهما.
وفي تاسع المجالسة للدينوري عن الفضيل بن عياض في قوله {خير الرازقين} قال: المخلوق يرزق، فإذا سخط قطع رزقه، واللَّه تعالى يسخط فلا يقطع رزقه.
237 -
حديث
(1)
: إن اللَّه لا يهتك عبده أول مرة، بل عند الديلمي في الفردوس مما لم يسنده ولده عن أنس مرفوعاً: إن اللَّه لا يهتك ستر عبد فيه مثقال ذرة من خير، وفي الستر أحاديث كثيرة منها: قوله تعالى: إني سترتها عليك في الدنيا، وإني أغفرها لك اليوم، ونحوه عن أنس رفعه: يقول اللَّه عز وجل إني أعظم عفواً من أن أستر على عبدي ثم أفضحه، أخرجه الديلمي.
238 -
حديث: إن اللَّه يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها، أبو داود في الملاحم من سننه من حديث ابن وهب، أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن شراحيل بن يزيد المعافري عن أبي علقمة، واسمه مسلم بن يسار الهاشمي عن أبي هريرة فيما أعلم عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بهذا، وقال بعده: رواه عبد الرحمن بن شريح الاسكندراني عن شراحيل فلم يجز به شراحيل،
(1)
هذا الحديث وجدته في نسخة الزبيدي.
يعني عضله، وقد أخرجه الطبراني في الأوسط كالأول وسنده صحيح، ورجاله كلهم ثقات، وكذا صححه الحاكم، فإنه أخرجه في مستدركه من حديث ابن وهب، وسعيد الذي رفعه أولى بالقبول لأمرين: أحدهما: أنه لم يختلف في توثيقه بخلاف عبد الرحمن فقد قال فيه ابن سعد: إنه منكر الحديث، والثاني: أن معه زيادة علم على من قطعه، وقوله فيما أعلم ليس بشك في وصله، بل قد جعل وصله معلوماً له، وقد اعتمد الأئمة هذا الحديث، فروينا في المدخل للبيهقي بإسناده إلى الإمام أحمد، أنه قال بعد ذكره إياه: فكان في المائة الأولى عمر بن عبد العزيز، وفي الثانية الشافعي، وكذا قال محمد بن علي بن الحسين سمعت بعض أصحابنا يقول: كان، وذكرهما، زاد غيره: وفي الثالثة أبو العباس بن سريج، وفي الرابعة أبو الطيب سهل الصعلوكي، أو أبو حامد الأسفراييني، وفي الخامسة حجة الإسلام الغزالي، وفي السادسة الفخر الرازي، أو الحافظ عبد الغني، وفي السابعة ابن دقيق العيد، وفي الثامنة البلقيني، أو العراقي، وفي التاسعة المهدي ظناً
(1)
. أو المسيح عليه الصلاة والسلام. فالأمر قد اقترب، والحال قد اضطرب، فنسأل اللَّه حسن الخاتمة، قال العماد ابن كثير: وقد ادعى كل قوم في إمامهم، أنه المراد بهذا الحديث، والظاهر، واللَّه أعلم، أنه يعم حملة العلم من كل طائفة، وكل صنف من أصناف العلماء، من مفسرين، ومحدثين، وفقهاء، ونحاة، ولغويين، إلى غير ذلك من الأصناف، واللَّه أعلم.
239 -
حديث: إن اللَّه يبغض السائل الملحف، أبو نُعيم، ومن طريقه الديلمي، من طريق ورقاء عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة، رفعه به، ورواه الديلمي أيضاً من جهة موسى بن عبد الرحمن الصنعاني، عن ابن جريج عن عطاء، عن ابن عباس رفعه مثله، قال: وفي الباب عن أنس، وأبي أمامة، وكذا في المرفوع: لا يزال العبد يسأل الناس وهو غني يلحف وجهه، فما يكون له عند اللَّه وجه.
240 -
حديث: إن اللَّه يحب إذا عمل أحدكم العمل أن يتقنه، أبو يعلى، والعسكري، من حديث بشر بن السري عن مصعب بن ثابت عن هشام بن عروة عن
(1)
رجا السيوطي أن يكون هو مجدد المائة التاسعة، وليس بمدفوع عن ذلك، وذكر كثيرون أن مجدد الألف هو الشيخ أحمد بابا السوداني، أما عيسى والمهدي فسيكونان في آخر الزمان حسبما تواترت به الأحاديث.
أبيه عن عائشة رفعه بهذا، ورواه العسكري بهذا فقط من طريق الفضل بن موسى عن مصعب به، بلفظ: أن يحكمه. ولابن أبي خيثمة، والبغوي، وابن قانع عنه، وابن السكن، وابن شاهين، والطبراني، من طريق قطبة بن العلاء بن منهال عن أبيه عن عاصم بن كليب عن أبيه، أنه خرج مع أبيه إلى جنازة شهدها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأنا غلام أعقل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يحب اللَّه العامل إذا عمل أن يتقن، ورواه زائدة عن عاصم فقال: عن أبيه عن رجل من الأنصار، قال: خرجت مع أبي بكر، فذكر الحديث، وصنيع الأئمة يقتضي ترجيحها. فقد جزم أبو حاتم والبخاري وآخرون بأن كليباً تابعي. وكذا ذكره أبو زرعة وابن سعد وابن حبان في ثقات التابعين، وحينئذ فمن ذكره في الصحابة كابن عبد البر وغيره فيه نظر، قال العسكري: فأخذ قول النبي صلى الله عليه وسلم بعض الشعراء المتقدمين فقال:
وما عليك أن تكون أعلما
…
إذا تولى عقد شيء أحكما
قال: ومما ينسب إلى الأحنف:
وما عليك أن تكون أزرقا
…
إذا تولى عقد شيء أوثقا
241 -
حديث: إن اللَّه يحب الشاب التائب، أبو الشيخ عن أنس مرفوعاً به، والديلمي عن ابن عمر مرفوعاً: إن اللَّه يحب الشاب التائب الذي يفني شبابه في طاعة اللَّه، وللطبراني في الأوسط من حديث الحسن بن أبي جعفر عن ثابت عن أنس رفعه: خير شبابكم من تشبه بكهولكم، وشر كهولكم من تشبه بشبابكم، ولتمام في فوائده، والقضاعي في مسنده، من حديث ابن لهيعة حدثنا أبو عشانة عن عقبة بن عامر مرفوعاً: إن اللَّه ليعجب من الشاب الذي ليست له صبوة، وكذا هو عند أحمد، وأبي يعلى، وسنده حسن، وضعفه شيخنا في فتاويه لأجل ابن لهيعة، وروينها في جزء أبي حاتم الحضرمي من حديث الأعمش عن إبراهيم قال: كان يعجبهم أن يكون للشباب صبوة.
242 -
حديث: إن اللَّه يحب كل قلب حزين، الطبراني، والقضاعي، من حديث أبي بكر ابن أبي مريم، حدثنا ضمرة بن حبيب عن أبي الدرداء به مرفوعاً
243 -
حديث: إن اللَّه يحب الملحين في الدعاء، الطبراني في الدعاء، وأبو الشيخ، والقضاعي، من حديث بقية عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعاً بهذا.
244 -
حديث: إن اللَّه يدعو الناس يوم القيامة بأمهاتهم، ستراً منه على عباده، الطبراني في الكبير، من حديث إسحاق بن بشر أبي حذيفة، عن ابن جريج، عن عبد اللَّه بن أبي مليكة عن ابن عباس مرفوعاً به في حديث، وفي الباب عن أنس رفعه، بلفظ: يدعى الناس، وذكره، وعن عائشة، وكلها ضعاف، وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات، ويعارضه ما رواه أبو داود يسند جيد عن أبي الدرداء رفعه: إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم، وأسماء آبائكم، فحسنوا أسماءكم، بل عند البخاري في صحيحه عن ابن عمر مرفوعاً: إذا جمع اللَّه الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع كل غادر لواء، فيقال هذه غدرة فلان ابن فلان، نعم حديث التلقين بعد الدفن
(1)
. وإنه يقال له يا ابن فلانة، فإن لم يعرف اسمها، فيا ابن حواء، ويا ابن أمة اللَّه، مما يستأنس به لهذا. كما بينت ذلك مع الجمع في "الإيضاح والتبين عن مسألة التلقين".
245 -
حديث: إن اللَّه يكره الحبر السمين، البيهقي في الشعب، من حديث محمد بن ذكوان. عن رجل عن كعب من قوله، بلفظ: يبغض. وزاد: وأهل البيت اللحِمين. وقيل في تأويل الجملة الزائدة: هم الذين يكثرون أكل لحوم الناس. قال البيهقي: وهو حسن، لكن ظاهره الإكثار من أكل اللحم، وقرانه بالجملة الأخرى كالدلالة على ذلك، ولأبي نُعيم في الحلية من جهة سيار، حدثنا جعفر، سمعت مالك بن دينار يقول: قرأت في الحكمة: إن اللَّه يبغض كل حبر سمين. وكذا قال الغزالي في الإحياء ما نصه: وفي التوراة مكتوب: إن الله يبغض الحبر السمين، وفي الكشاف، والبغوي، والقرطبي، وغيرها، عند قوله تعالى في الأنعام {وما قدروا اللَّه حق قدره} أن مالك بن الصيف من أحبار اليهود ورؤسائهم، قال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى، هل تجد فيها إن اللَّه يبغض الحبر السمين، وكان حبراً سميناً، فغضب وقال: واللَّه ما أنزل اللَّه على بشر من شيء
(1)
رواه الطبراني وغيره عن أبي أمامة، وهو حديث صالح، جرى عليه عمل الأئمة.
وهذا أخرجه الواحدي في أسباب النزول له من طريق سعيد بن جبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمالك بن الصيف، فذكره، وكذلك أخرجه الطبري في تفسيره من رواية جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير مرسلاً، وعزاه القرطبي أيضاً للحسن البصري. وعند أبي نُعيم في الطب النبوي له من طريق بشر الأعور، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إياكم والبطنة في الطعام والشراب، فإنها مفسدة للجسد، مورثة للفشل، مكسلة عن الصلاة، وعليكم بالقصد فيهما، فإنه أصلح للجسد، وأبعد من السرف، وإن اللَّه ليبغض الحبر السمين. ونقل الغزالي عن ابن مسعود أنه قال: إن اللَّه يبغض القاري السمين. بل عزاه أبو الليث السمرقندي في بستانه لأبي أمامة الباهلي مرفوعاً، ولكن ما علمته في المرفوع، نعم عند أحمد والحاكم في مستدركه، والبيهقي في الشعب، من حديث جعدة الجشمي، أنه صلى الله عليه وسلم نظر إلى رجل سمين فأومأ إلى بطنه بأصبعه. وقال: لو كان هذا في غير هذا لكان خيراً لك، وسنده جيد. وقد أفردت لهذا الحديث جزءاً فيه نفائس.
وقد أورد البيهقي في مناقب الشافعي من طريق الحسين بن إدريس الحلواني عنه أنه قال: ما أفلح سمين قط إلا أن يكون محمد بن الحسن. فقيل له: ولم؟ قال: لأنه لا يعدو العاقل من إحدى حالتين: إما أن يهتم لآخرته ومعاده، أو لدنياه ومعاشه، والشحم مع الهم لا ينعقد، فإذا خلا من المعنيين صار في حد البهائم فينعقد الشحم. ثم قال الشافعي رحمه الله: كان ملك في الزمان الأول وكان مثقلاً كثير اللحم، لا ينتفع بنفسه، فجمع المتطببين وقال: احتالوا لي حيلة تخفف عني لحمي هذا قليلاً، فما قدروا له على صفة، قال: فنعت له رجل عاقل، أديبٌ، متطبب، منجم، فبعث إليه فأشخص، فقال: تعالجني ولك الغنى، قال: أصلح اللَّه الملك، أنا رجل متطبب، منجم، دعني أنظر الليلة في طالعك، أي دواء يوافق طالعك فأشفيك، فغدا عليه، فقال: أيها الملك الأمان، قال: لك الأمان، قال: رأيت طالعك يدل على أن عمرك شهر، فإن أحببت حتى أعالجك، وإن أردت بيان ذلك فاحبسني عندك، فإن كان لقولي حقيقة فخل عني، وإلا فاقتص مني، قال: فحبسه الملك، ثم احتجب عن الناس، وجلس وحده مغتماً ما يرفع رأسه يعد أيامه كلما انسلخ يوم ازداد غماً، حتى هزل وخف لحمه، ومضى لذلك ثمانية وعشرون يوماً، فبعث إليه فأخرجه، فقال: ما ترى؟ فقال:
أعز اللَّه الملك، أنا أهون على اللَّه من أن أعلم الغيب، واللَّه ما أعرف عمري، فكيف أعرف عمرك، إنه لم يكن عندي دواء إلا الغم، فلم أقدر أن أجلب إليك الغم إلا بهذه الحيلة. فأذابت شحم الكلى، فأجازه وأحسن إليه.
246 -
حديث: إن اللَّه يكره الرجل البطَّال. قال الزركشي لم أجده انتهى. وفي معناه ما أخرجه سعيد بن المنصور في سننه عن ابن مسعود من قوله: إني لأكره الرجل فارغاً لا في عمل الدنيا، ولا في الآخرة، وهو عند أحمد، وابن المبارك، والبيهقي، كلهم في الزهد. وابن أبي شيبة من طريق المسيب بن نافع، قال: قال ابن مسعود: إني لأمقت الرجل أراه فارغاً ليس في شيء من عمل دنيا ولا آخرة. وأورده الزمخشري في سورة الانشراح عن عمر بلفظ: إني لأكره أن أرى أحدكم سَبَهْللا. لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة. وللبيهقي في الشعب من طريق عروة بن الزبير، قال: يقال ما شر شيء. قال: البطالة في العالم، وأخرج الطبراني في معجميه الكبير والأوسط، وابن عدي في كامله، من حديث أبي الربيع السمان، أشعث بن سعيد، وهو متروك عن عاصم بن عبيد اللَّه، وهو ضعيف عن سالم، عن أبيه مرفوعاً: إن اللَّه يحب المؤمن المحترف. ولابن ماجه في الزهد من سننه من حديث موسى بن عبيدة، أخبرني القاسم بن مهران، عن عمران بن حصين: إن اللَّه يحب عبده المؤمن الفقير المتعفف أبا العيال، وكذا أخرجه الطبراني، وللديلمي من حديث زيد بن علي عن أبيه عن جده، الحسين عن علي رفعه: إن اللَّه يحب أن يرى عبده تعباً في طلب الحلال. ومفرداتها ضعاف، ولكن بانضمامها تقوى. وقد قال ابن وهب كما في ترجمته من الحلية: لا يكون البطال من الحكماء. وسيأتي في: نعمتان، ما يجيء هنا.
247 -
حديث: إن اللَّه يكره العبد المتميز على أخيه. لا أعرفه، وسيأتي في: لا خير في صحبة من لا يرى لك من الود مثل ما ترى له، ثم رأيت في جزء تمثال النعل الشريف، لأبي اليمن ابن عساكر في الكلام على الأثرة ما نصه: ويؤيده ما روي أنه صلى الله عليه وسلم، أراد أن يمتهن نفسه في شيء، قالوا: نحن نكفيك يا رسول اللَّه؟ قال: قد علمت أنكم تكفوني ولكن أكره أن أتميز عليكم، فإن اللَّه يكره من عبده أن يراه متميزاً على أصحابه. صلى الله عليه وسلم، وشرف وكرم
248 -
حديث: إن اللَّه يكره الرجل المطلاق الذواق، لا أعرفه كذلك، ولكن قد مضى حديث: أبغض الحلال إلى اللَّه الطلاق، ويأتي حديث: لا أحب الذواقين ولا الذواقات.
249 -
حديث: إن للَّه أهلين من الناس، قالوا: يا رسول اللَّه، من هم؟ قال: هم أهل القرآن، أهل اللَّه وخاصته، النسائي وابن ماجه في سننيهما، وأحمد والدارمي في مسنديهما، من حديث عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة العقيلي، عن أبيه عن أنس، به مرفوعاً، وصححه الحاكم، وقال: إنه روي من ثلاثة أوجه، عن أنس هذا مثلها.
250 -
حديث: إن للَّه ملائكة تنقل الأموات، لم أقف عليه، ولكن قد نقل إلينا عن العز يوسف الزرندي أبي السادة الزرنديين المدنيين، وهو ممن لم يمت بالمدينة، أنه رؤي في النوم وهو يقول: للرائي سلم على أولادي، وقل لهم إني قد حملت إليكم، ودفنت بالبقيع عند قبر العباس، فإذا أرادوا زيارتي فليقفوا هناك، ويسلموا ويدعوا، ونحوه ما حكاه البدر ابن فرحون، أن محمد بن إبراهيم المؤذن حكى له أنه حمل ميتاً في أيام الحاج، ولم يجد من يساعده عليه، غير شخص واحد، قال: فحملناه ووضعناه في اللحد، ثم ذهب الرجل، وجئت أنا باللبن، لأجل اللحد، فلم أجد الميت في اللحد، فذهبت وتركت القبر على حاله، وحكى البدر أيضاً أن شخصاً كان يقال له ابن هيلان من المبالغين في التشيع، بحيث يفضي إلى ما يستقبح في حق الصحابة مع الإسراف على نفسه، بينما هو يهدم حائطاً، إذ سقط عليه، فهلك فدفن بالبقيع، فلم يوجد ثاني يوم في القبر الذي دفن فيه، ولا التراب الذي ردم به القبر، بحيث يستدل بذلك لنبشه، وإنما وجد اللبن على حاله حسبما شاهده الجم الغفير، حتى كان ممن وقف على قبره القاضي جمال الدين المطري، وصار الناس يجيئون لرؤيته أرسالاً أرسالاً، إلى أن اشتهر أمره، وعد ذلك من الآيات التي يعتبر بها من شرح اللَّه صدره، نسأل اللَّه السلامة.
251 -
حديث: إن للَّه ملائكة في الأرض، تنطق على ألسنة بني آدم، بما في المرء من الخير والشر، المحاملي في أماليه الأصبهانية، ومن طريقه الديلمي من حديث يونس بن محمد، حدثنا حرب بن ميمون الكبير عن النضر بن أنس عن أنس، قال:
مرت جنازة فأثنوا عليها خيراً، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: وجبت، ثم مر بأخرى فأثنوا عليها شراً، فقال: وجبت، فسئل عن ذلك، فقال: وذكره، كذا رويناه بعلو في جزء بيتي ابنة عبد الصمد الهرثمية، بل أخرجه الحاكم في الجنائز من صحيحه من هذا الوجه، وقال: إنه صحيح على شرط مسلم.
252 -
حديث: إن المسافر وماله على قلتِ، في: لو علم الناس.
253 -
حديث: إن المعونة تأتي من اللَّه للعبد على قدر المؤونة، وإن الصبر يأتي من اللَّه للعبد على قدر المصيبة، البيهقي في الشعب، والعسكري في الأمثال، من حدبث بقية، حدثنا معاوية بن يحيى عن أبي بكر القيسي عن أبي الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة به مرفوعاً، وهو عند ابن شاهين والبزار بهذا اللفظ، ورواه القضاعي من حديث بقية عن معاوية، فقال: عن عبد اللَّه بن ذكوان، هو أبو الزناد وذكره، وأخرجه البيهقي أيضاً، وابن الشخير في الثاني من فوائده من طريق الدراوردي عن عباد بن كثير، وطارق بن عمار، كلاهما عن أبي الزناد به، بلفظ: أنزل اللَّه عز وجل المعونة على قدر المؤونة، وأنزل الصبر عند البلاء، لفظ البيهقي، ولفظ الاخر: أنزل الله المعونة مع شدة المؤنة، وأنزل الصبر عند البلاء وقال البيهقي: إنه تفرد به عباد، وطارق، وقيل: عن عباد عن طارق، وهو أصح، قال: ورواه أيضاً عمر بن طلحة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة نحوه، وعنده أيضاً من حديث ابن أبي الحواري حدثنا عبد العزيز بن عمر، قال: أوحى اللَّه إلى داود عليه السلام: يا داود اصبر على المؤونة، تأتك المعونة، وإذا رأيت لي طالباً فكن له خادماً.
254 -
حديث: إن من الذنوب ذنوباً لا يكفرها الصلاة، ولا الصوم، ولا الحج، ويكفرها الهم في طلب المعيشة، الطبراني، وأبو نُعيم في الحلية، عن أبي هريرة به مرفوعاً، وهو عند الخطيب أيضاً في تلخيص المتشابه، وفي لفظ: عَرَقُ الجبين بدل الهم، وللديلمي عن أبي هريرة مرفوعاً: إن في الجنة درجة لا ينالها إلا أصحاب الهموم، يعني في المعيشة، ولأبي سليمان الداراني: من بات تعباً من كسب الحلال فإن اللَّه عنه راض
255 -
حديث: إن من الشعر لحكمة، البخاري من حديث عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث عن أُبيِّ بن كعب، والترمذي من حديث عاصم عن زر عن عبد اللَّه بن مسعود، كلاهما به مرفوعاً، ولأبي داود والترمذي من حديث سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس، رفعه: إن من الشعر حكماً، وأوله عند أبي داود: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يتكلم بكلام، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إن من البيان سحراً، وإن، وذكره، وعند الطبراني من حديث زائدة عن سماك، فيه جملة أخرى، وهي: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يتمثل من الأشعار: ويأتيك من الأخبار من لم تزود، وعنده من حديث مطر الوراق، عن أبي يزيد المديني عن ابن عباس رفعه: إن من الشعر حكماً، وإن من البيان سحراً، ولأبي داود من حديث صخر بن عبد اللَّه بن بريدة عن أبيه عن جده مرفوعاً: إن من البيان سحراً، وإن من الشعر حكماً، وإن من القول عيلاً. وفي الباب عن جماعة آخرين
(1)
، والمعنى أن من الشعر ما يحث على الحسن، ويمنع من القبيح. لأن أصل الحكم في اللغة المنع. ومنه حكمة الدابة. لأنها تمنهعا أن تنصرف كيف شاءت، قاله العسكري، قال: وفي بعض كتب المتقدمين: أحكموا سفهاءكم. أي امنعوهم عن القبيح.
256 -
حديث: إن من الناس مفاتيح للخير، مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر، مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل اللَّه مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل اللَّه مفاتيح الشر على يديه، ابن ماجه في السنة من سننه، والطيالسي في مسنده، كلاهما من حديث محمد بن أبي حميد، عن حفص بن عبد اللَّه، بن أنس بن مالك، عن جده أنس رفعه به، وقيل عن ابن أبي حميد عن موسى بن وردان عن حفص، ولكن ابن أبي حميد منكر الحديث، وله شاهد عن سهل بن سعد، أخرجه ابن ماجه أيضاً، بلفظ: إن لهذا الخير خزائن، ولتلك الخزائن مفاتيح له، فطوبى لعبد جعله اللَّه مفتاحاً للخير، مغلاقاً للشر، وويل لعبد جعله اللَّه مفتاحاً للشر، مغلاقاً للخير، وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ضعيف أيضاً
(1)
منهم عائشة، رواه السهمي في تاريخ جرجان.
257 -
حديث: إن الميت يرى النار في بيته سبعة أيام، قال البيهقي في مناقب الإمام أحمد: قال ابن منيع: سئل عنه أحمد، فقال: باطل لا أصل له، وهو بدعة. قلت: وينظر معناه، وقد أخرجه أبو داود في سننه عن عائشة، قالت: لما مات النجاشي كنا نتحدث أنه لا يزال يرى على قبره نور. وترجم عليه: النور يرى عند قبر الشهداء.
258 -
حديث: إن الميت يؤذيه في قبره ما كان يؤذيه في بيته، الديلمي بلا سند، عن عائشة مرفوعاً، ويشهد له ما أخرجه أبو داود وابن ماجه وغيرهما، مرفوعاً: كسر عظم الميت ككسر عظمه حياً.
259 -
حديث: إن نوحاً عليه السلام اغتسل، فرأى ابنه ينظر إليه، فقال: تنظر إلي وأنا أغتسل حار اللَّه لونك، قال: فاسود فهو أبو السودان، الحاكم عن ابن مسعود موقوفاً، وقال: إنه صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. ولابن أبي حاتم والحاكم أيضاً من حديث أبي هريرة مرفوعاً: ولد لنوح سام، وحام، ويافث، فولد لسام العرب، وفارس، والروم. وولد لحام القبط، والبربر، والسودان. وولد ليافث ياجوج، وماجوج، والترك، والصقالبة، وسنده ضعيف.
260 -
حديث: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم، مسلم عن ابن سيرين من قوله.
261 -
حديث: إن الورد خلق من عرق النبي صلى الله عليه وسلم، أو من عرق البراق، قال النووي: لا يصح، وكذا قال شيخنا: إنه موضوع، وسبقه لذلك ابن عساكر، وهو في مسند الفردوس، بلفظ: الورد الأبيض خلق من عرقي ليلة المعراج، والورد الأحمر خلق من عرق جبريل، والورد الأصفر من عرق البراق، رواه من طريق مكي بن بندار الزنجاني، حدثنا الحسن بن علي بن عبد الواحد القرشي، حدثنا هشام بن عمار عن الزهري، عن أنس به مرفوعاً، ثم قال: قال أبو مسعود: حدث به أبو عبد اللَّه الحاكم عن مكي، ومكي تفرد به، انتهى. ورواه أبو الحسين ابن فارس اللغوي في الريحان والراح له، عن مكي به، ومكي ممن اتهمه الدارقطني بالوضع،
وله طريق أخرى رواه أبو الفرج النهرواني في الخامس والتسعين من "الجليس الصالح" له من طريق محمد بن عنبسة بن حماد، حدثنا أبي عن جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار، عن أنس، رفعه: لما عرج بي إلى السماء بكت الأرض من بعدي، فنبت اللصف من بكائها، فلما أن رجعت قطر من عرقي على الأرض، فنبت ورد أحمر، ألا من أراد أن يشم رائحتي فليشم الورد الأحمر، ثم قال أبو الفرج: اللَّصَف الكَبر، قال: وما أتى به هذا الخبر فهو اليسير من كثير مما أكرم اللَّه تعالى به نبيه، ودل على فضله ورفيع منزلته، قال: وقد روينا معناه من طرق، لكن حضرنا منها هذا فذكرناه، انتهى. ولأبي الحسين ابن فارس أيضاً مما عزاه لهشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً: من أراد أن يشم رائحتي فليشم الورد الأحمر.
262 -
حديث: إن حدثت أن جبلاً زال عن مكانه فصدق، وإن حدثت أن رجلاً زال عن خليقته فلا تصدق، ابن وهب في القدر له من حديث عقيل بن خالد، عن ابن شهاب الزهري رفعه مرسلاً بهذا، وأخرجه أحمد في مسنده من حديث الزهري عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: بينما نحن عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نتذاكر ما يكون، إذ قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا، وإذا سمعتم برجل زال عن خلقه فلا تصدقوا، فإنه يصير إلى ما جبل إليه، وهو منقطع، فالزهري لم يدرك أبا الدرداء، ولكن له شواهد منها ما في الأمثال للعسكري من حديث أبي هريرة مرفوعاً: إن تغير الخُلق كتغير الخَلْق، إنك لا تستطيع أن تغير خَلقه، حتى تغير خُلقه، ومنها ما في المعجم الكبير للطبراني من حديث عبد اللَّه بن ربيعة، قال: كنا عند ابن مسعود، فذكر القوم رجلاً، فذكروا من خلقه فقال ابن مسعود: أرأيتم لو قطعتم رأسه أكنتم تستطيعون أن تعيدوه، قالوا: لا، قال: فيده، قالوا: لا، قال: فرجله، قالوا: لا، قال: فإنكم لن تستطيعوا أن تغيروا خُلقه حتى تغيروا خَلقه، ومنها ما في "أنس العاقل" لأبي النرسي من حديث إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، أنه سمع جده أبا إسحاق يقول لأبيه يونس المذكور: يا أبا اسرائيل! إن بلغك أن رجلاً مات فصدق، وإن بلغك أن غنياً افتقر فصدق، وإن بلغك أن فقيراً أفاد
مالاً فصدق، وإن بلغك أن أحمق أفاد عقلاً فلا تصدق، ومنها ما في الأفراد للدارقطني من حديث أبي هريرة مرفوعاً: إن اللَّه عز وجل مَنَّ على قوم، فألهمهم، فأدخلهم في رحمته، وابتلى قوماً، وذكر كلمة فلم يستطيعوا أن يرحلوا عما ابتلاهم فعذبهم، وذلك عدله فيهم، إلى غير ذلك، كحديث ابن مسعود: فرغ من أربع من الخَلْق والخُلُق، كما سيأتي في: جف القلم، من الجيم، وكقوله: إن اللَّه قسم بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم، مما بينته في بعض الأجوبة. ولبعضهم:
ومن تحلى بغير طبع
…
يرد قسراً إلى الطبيعة
كخاضب الشيب في ثلاث
…
تهتك أستاره الطبيعة
263 -
حديث: إن كان الكلام من فضة فالصمت من ذهب، ابن أبي الدنيا في الصمت من طريق الأوزاعي، قال: قال سليمان بن داود عليهما السلام، وذكره، ومن طريق ابن المبارك وسئل عن قول لقمان لابنه إن كان الكلام من فضة، فإن الصمت من ذهب، فقال عبد اللَّه: يقول لو كان الكلام بطاعة اللَّه من فضة، فإن الصمت عن معصية اللَّه من ذهب، ومن طريق ابن المبارك أنه ذكر أبياتاً وساقها وآخرها: إن كان من فضة كلامك يا نفس، فإن السكوت من ذهب.
264 -
حديث: إن لم تكن العلماء أولياء، فليس للَّه ولي، لا أعرفه حديثاً، وكذا: ما اتخذ اللَّه من ولي جاهل، كما سيأتي، نعم روينا في مناقب الشافعي للبيهقي من طريق الربيع بن سليمان، قال: سمعت الشافعي يقول: إن لم تكن الفقهاء أولياء اللَّه في الآخرة فما للَّه ولي، انتهى
(1)
. وكيف لا، والشافعي يقول: ما أحد أورع لخالقه من الفقهاء.
265 -
حديث: أهل القرآن هم أهل اللَّه وخاصته، في: إن للَّه أهلين.
266 -
حديث: أوتيت جوامع الكلم، واختصر لي الكلام اختصاراً، العسكري في الأمثال، من طريق سليمان بن عبد اللَّه النوفلي، عن جعفر بن محمد عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وذكره، وهو مرسل في
(1)
وقال أحمد: إن لم يكن أصحاب الحديث هم الأبدال فما أعلم للَّه أبدالاً.
سنده من لم أعرفه، وللديلمي بلا سند عن ابن عباس مرفوعاً مثله، بلفظ: أعطيت، والحديث بدل الكلم، وعند البيهقي في الشعب من طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة، أن عمر مرَّ برجل يقرأ كتاباً من التوراة، فذكر الحديث، وقوله صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت فاتحاً وخاتماً، وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه، واختصر لي الحديث اختصاراً، وللطبراني من طريق أبي الدرداء، قال: جاء عمر، وذكر نحوه، ولأبي يعلى من طريق خالد بن عرفطة، قال: كنت عند عمر فجاءه رجل، فذكره، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس قد أوتيت جوامع الكلم وخواتمه، واختصر لي الحديث اختصاراً، وأصل الحديث
(1)
من طريق ابن سيرين عن أبي هريرة بلفظ: أعطيت فواتح، وفي لفظ: مفاتيح، وفي آخر: جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، ومن حديث سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، كلاهما عن أبي هريرة، بلفظ: أعطيت جوامع الكلم، وفي لفظ: بعثت بجوامع الكلم، ومن طريق أبي يونس مولى أبي هريرة عن مولاه، بلفظ: أوتيت جوامع الكلم، ومن طريق العلاء، عن أبيه عن عبد الرحمن عن أبي هريرة، بلفظ: أعطيت، ومن حديث عطاء بن السائب عن أبي جعفر، عن أبيه عن علي، في حديث: أعطيت خمساً، ففيه: وأعطيت جوامع الكلم، وفي حديث أبي موسى الأشعري: أعطيت فواتح الكلم وخواتمه، قلنا: يا رسول اللَّه، علمنا مما علمك اللَّه؟ فعلمنا التشهد، وفي حديث هند بن أبي هالة الطويل: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يتكلم بجوامع الكلم، قال ابن شهاب فيما نقله البخاري في الصحيح: بلغني في جوامع الكلم: أن اللَّه يجمع له الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله، في الأمر الواحد، والأمرين، ونحو ذلك، انتهى. وحاصله أنه صلى الله عليه وسلم كان يتكلم بالقول الموجز، القليل اللفظ، الكثير المعاني، وقال سليمان بن عبد اللَّه النوفلي: كان يتكلم بالكلام القليل يجمع به المعاني الكثيرة، وقال غيره: يعني القرآن بقرينة قوله: بعثت، والقرآن هو الغاية في إيجاز اللفظ، واتساع المعاني. وقال آخر: القرآن وغيره مما أوتيه في منطقه، فبان به من غيره بالإيجاز والإبلاغ والسداد، ودليل هذا: كان يعلمنا جوامع الكلم وفواتحه والكلام في هذا المعنى يطول
(1)
يعني في الصحيحين أو أحدهما.
267 -
حديث: أولاد المؤمنين في جبل في الجنة، يكفلهم إبراهيم وسارة، حتى يردهم إلى آباءهم يوم القيامة، الحاكم في الجنائز من مستدركه، والديلمي في مسنده من جهة مؤمل بن إسماعيل، حدثنا سفيان الثوري عن عبد الرحمن ابن الأصبهاني، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة مرفوعاً بهذا، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. وكذا صححه ابن حبان. وقد تابع مؤملاً على رفعه وكيع، لكن رواه ابن مهدي وأبو نُعيم، كلاهما عن الثوري فوقفاه، وقال الدارقطني: إنه أشبه، وأصله عند البخاري من حديث سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه رأى في منامه جبريل وميكائيل أتياه، فانطلقا به، وذكر حديثاً طويلاً، وفيه: وأما الشيخ الذي في أصل الشجرة، فذاك إبراهيم. وأما الصبيان الذي رأيت، فأولاد الناس. وفي رواية: فإن كل مولود مات على الفطرة، وكل بهم إبراهيم عليه السلام، يربيهم إلى يوم القيامة، وقد بسطته في "ارتياح الأكباد".
268 -
حديث: أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة، الترمذي من حديث ابن مسعود رفعه بهذا، وقال: حسن غريب، انتهى. وفي سنده موسى بن يعقوب الزمعي، وقد تفرد به فيما قاله الدارقطني مع الاختلاف عليه فيه، فقيل عن عبد اللَّه بن شداد عن ابن مسعود بلا واسطة، وهي رواية الترمذي، والبخاري في تاريخه الكبير، وابن أبي عاصم وآخرين. وقيل: بإثبات أبيه بينهما. وهي رواية أبي بكر ابن أبي شيبة، ومن طريقه ابن حبان في صحيحه، وأبو نُعيم، وابن بشكوال، وآخرين. وهي أكثر وأشهر، والزمعي قال فيه النسائي: إنه ليس بالقوي، لكن وثقه ابن معين فحسبك به، وكذا وثقه أبو داود، وابن حبان، وابن عدي، وجماعة، وأشار البخاري في تاريخه أيضاً إلى أن الزمعي رواه عن ابن كيسان. عن عتبة بن عبد اللَّه عن ابن مسعود، وفيه منقبة لأهل الحديث، فإنهم أكثر الناس صلاة عليه، كما بينته في "القول البديع".
269 -
حديث: أول ما خلق اللَّه العقل
(1)
.
270 -
حديث: ألا لا تغالوا في صدق النساء، فإنها لو كانت مكرمة لكان
(1)
حديث موضوع.
تعليق الشاملة: سبق أن ذكره المصنف تحت حديث 233 فقال:
وقال ابن تيمية رحمه الله: «منهاج السنة النبوية» (8/ 16):
وقال العجلوني رحمه الله: «كشف الخفاء» (1/ 263): «قال الصغاني: موضوع باتفاق»
أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم، في: كل أحد، من الكاف.
271 -
حديث: إياكم وخضراء الدمن، الدارقطني في الأفراد، والرامهرمزي، والعسكري في الأمثال، وابن عدي في الكامل، والقضاعي في مسند الشهاب، والخطيب في ايضاح الملتبس، والديلمي من حديث الواقدي، حدثنا يحيى بن سعيد بن دينار عن أبي وجزة
(1)
يزيد بن عبيد عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد مرفوعاً بهذا، قيل: وماذا يا رسول اللَّه؟ قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء، قال ابن عدي: تفرد به الواقدي، وذكره أبو عبيد في الغريب، فقال: يروى عن يحيى بن سعيد بن دينار، قال ابن طاهر وابن الصلاح: يعد في أفراد الواقدي، وقال الدارقطني: لا يصح من وجه، انتهى. ومعناه أنه كره نكاح الفاسدة، وقال: أن أعراق السوء تنزع أولادها، وتفسير حقيقته أن النبات ينبت على البعر في الموضع الخبيث، فيكون ظاهره حسناً، وباطنه قبيحاً فاسداً، فالدمن جمع دمنة، وهي البعر. وأنشد زفر بن الحارث:
وقد ينبت المرعى على دمن الثرى
…
وتبقى حزازات النفوس كما هيا
ومعنى البيت: أن الرجلين يظهران الصلح والمودة، وينطويان على البغضاء والعداوة، كما ينبت المرعى على الدمن. وهذا أكثري أو كلي في زماننا، واللَّه المستعان.
272 -
حديث: إياكم وزي الأعاجم، في: تمعددوا، من قول عمر، واعتمده الإمام مالك حيث قال: أميتوا سنة العجم، وأحيوا سنة العرب.
273 -
حديث: إياكم والطمع، فإنه الفقر الحاضر، الطبراني في الأوسط، والعسكري من طريق أبي بكر ابن عياش عن منصور بن أبي ثويرة عن محمد بن أبي حميد عن محمد بن المنكدر عن جابر رفعه بهذا، بزيادة: وإياكم وما يعتذر منه، وابن أبي حميد مجمع على ضعفه، لا سيما وقد رواه القعنبي وغيره، كما سيأتي بعد حديث
(1)
بفتح الواو والزاي، بينهما جيم ساكنة، وفي الهندية: وجرة، وهو خطأ.
عنه بغير هذا السند، لكن له شواهد، فعند العسكري من حديث محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس، قال: قيل يا نبي اللَّه، ما الغنى؟ قال: اليأس مما في أيدي الناس، وإياكم والطمع، فإنه الفقر الحاضر، ومن حديث أبي بكر ابن عياش عن عاصم عن زر عن عبد اللَّه بن مسعود: سئل النبي صلى الله عليه وسلم ما الغنى؟ فقال: اليأس مما في أيدي الناس، ومن مشي منكم إلى طمع فليمش رويداً، وهذا عند تمام في فوائده من حديث جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة، مرفوعاً: أعوذ باللَّه من طمع يجر إلي طبَع، ومن طمع في غير مطمع، ومن طمع حيث لا مطمع، وهذا عند أحمد من حديث جبير بن نفير عن معاذ بن جبل به مرفوعاً، وللطبراني بأسانيد رجال أحدها ثقات مع اختلاف في بعضهم عن جبير بن نفير، أن عوف بن مالك خرج إلى الناس، فقال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمركم أن تتعوذوا من ثلاث من طمع حيث لا مطمع، ومن طمع يرد إلى طبَع، ومن طمع إلى غير مطمع.
274 -
حديث: إياك والأشقر الأزرق، فإنه من تحت قرنه إلى قدمه مكر وخديعة وغدر، ذكره الديلمي عن ابن عمر مرفوعاً ولم يسنده ولده، ويشير إلى ذم الأزرق الشعر الماضي في: إن اللَّه يحب، بل في مناقب الشافعي للبيهقي أنه رحمه الله أمر صاحبه الربيع بن سليمان يوماً أن يشتري له عنباً أبيض، قال: فاشتريت له منه بدرهم، فلما رآه استجاده، وقال: يا أبا محمد ممن اشتريت هذا؟ فسميت له البائع، فنحى الطبق من بين يديه، وقال لي: اردده عليه، واشتر لي من غيره، فقلت له: وما شأنه؟ فقال: ألم أنهك أن تصحب أشقر أزرق، فإنه لا ينجب، فكيف آكل من شيء يشترى لي ممن أنهى عن صحبته، قال الربيع: فرددته واعتذرت إليه واشتريت له عنباً من غيره، قال الربيع: ووجه الشافعي رجلاً ليشتري له طيباً، فلما جاءه قال: اشتريته من أشقر كوسج؟ فقال: نعم، قال: عد فرده عليه، زاد حرملة عن الشافعي: فما جاءني خير قط من أشقر، وعن حرملة أيضاً، قال: سمعت الشافعي يقول: احذر الأعور، والأحول، والأعرج، والأحدب، والأشقر، والكوسج، وكل من به عاهة في بدنه، وكل ناقص الخَلق فاحذره، فإنه صاحب التواء، ومعاملتهم عسرة، وقال مرة أخرى: فإنهم أصحاب خبث، قال ابن أبي حاتم: هذا إذا كان ولادتهم كذلك، فأما من حدثت له هذه العلل، وكان في الأصل صحيح التركيب فلا تضر
مخالطته، وعن الحميدي قال: قال الشافعي: خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة، حتى كتبتها وجمعتها، ثم لما كان انصرافي مررت في طريقي برجل، وهو محتبي بفناء داره، أزرق العينين، ناتئ الجبهة، سناط
(1)
فقلت له: هل من منزل؟ قال: نعم، قال الشافعي: وهذا النعت أخبث ما يكون في الفراسة، فأنزلني، فرأيته أكرم رجل، بعث إليَّ بعشاء، وطيب، وعلف لدابتي، وفراش، ولحاف، قال: فجعلت أتقلب الليل، أجمع ما أصنع بهذه الكتب، فلما أصبحت قلت للغلام: أسرج فأسرج، فركبت ومررت عليه، وقلت له: إذا قدمت مكة، ومررت بذي طوى، فاسأل عن منزل محمد بن إدربس الشافعي، فقال: أمولى كنت أنا لأبيك؟ فقلت: لا، قال: فهل كانت لك عندي نعمة؟ فقلت: لا، قال: فأين ما تكلفت لك البارحة؟ قلت: وما هو؟ قال: اشتريت لك طعاماً بدرهمين وأدماً بكذا، وعطراً بثلاث دراهم، وعلفاً لدابتك بدرهمين، وكراء الفراش واللحاف درهمين، قال: فقلت يا غلام أعطه، فهل بقي من شيء؟ قال: نعم كراء المنزل، فإني وسعت عليك، وضيقت على نفسي بتلك الكتب، فقلت له بعد ذلك: هل بقي من شيء؟ قال: لا، قلت: امض، جزاك اللَّه، فما رأيت قط شراً منك.
275 -
حديث: إياك وما يعتذر منه، العسكري في الأمثال من طريق القعنبي، حدثنا محمد بن أبي حميد حدثني إسماعيل الأنصاري هو ابن محمد بن سعيد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده أن رجلاً قال: يا رسول اللَّه، أوصني وأوجز، فقال: عليك باليأس مما في أيدي الناس، فإنه الغنى، وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر، وصل صلاتك وأنت مودع، وإياك وما يعتذر منه، وأخرجه أبو نُعيم في المعرفة، والديلمي من حديث ابن أبي فديك عن حماد بن أبي حميد - وهو لقب محمد - به، وقال: إن رجلاً من الأنصار، ورواه الحاكم في الرقاق من صحيحه من حديث أبي عامر العقدي حدثنا محمد بن أبي حميد به مثله، بدون تعين كونه من الأنصار، وقال: إنه صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وهذا عجيب فابن أبي حميد مجمع على ضعفه، وهو عند البيهقي في الزهد، وسلف قبل بحديث من حديث ابن أبي حميد بسند آخر، وله شواهد منها عن أنس رواه الديلمي في مسنده من حديث أبي الشيخ حدثنا ابن أبي عاصم حدثنا أبي حدثنا شبيب بن بشر عن أنس، رفعه: اذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن تحسن صلاته، وصل صلاة رجل
(1)
بضم السين وبكسرها وتخفيف النون، هو الذي لا لحية له أصلاً أو لحيته خفيفة.
لا يظن أنه يصلي صلاة غيرها، وإياك وكل أمر يعتذر منه، وقال شيخنا: إنه حسن، قال: وهو عند الديلمي أيضاً في حديث أوله: اعمل للَّه رأي العين، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وأسبغ طهورك، وإذا دخلت المسجد فاذكر الموت، الحديث. وعن أبي أيوب مرفوعاً أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق، وعن جابر عند الطبراني في الأوسط مرفوعاً، ولفظه: إياكم والطمع فإنه هو الفقر، وإياكم وما يعتذر منه، وعن ابن عمر، أخرجه القضاعي في مسنده من حديث ابن منيع حدثنا الحسن بن راشد بن عبد ربه، حدثني أبي عن نافع عن ابن عمر، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، حدثني حديثاً واجعله موجزاً لعلي أعيه، فقال صلى الله عليه وسلم: صل صلاة مودع كأنك لا تصلي بعدها، وآيس مما في أيدي الناس تعش غنياً، وإياك وما يعتذر منه، وكذا هو في السادس من فوائد المخلص، حدثنا عبد اللَّه هو البغوي ابن بنت أحمد بن منيع، حدثنا ابن راشد به، وأخرجه العسكري عن ابن منيع أيضاً به، ورواه الطبراني في الأوسط عن البغوي، حدثنا الحسن بن علي الواسطي، حدثنا أبي علي بن راشد أخبرني أبي راشد بن عبد اللَّه عن نافع، سمعت ابن عمر، وذكر نحوه بلفظ: صل صلاة مودع، فإنك إن كنت لا تراه فإنه يراك. وعن سعد بن عمارة أخرجه الطبراني في الكبير من طريق ابن إسحاق عن عبد اللَّه ابن أبي بكر بن حزم وغيره عن سعد بن عمارة أخي بني سعد بن بكر وكانت له صحبة، أن رجلاً، قال له: عظني في نفسي يرحمك اللَّه، قال: إذا انتهيت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، فإنه لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا إيمان لمن لا صلاة له، ثم إذا صليت فصل صلاة مودع، واترك طلب كثير من الحاجات، فإنه فقر الحاضر، وأجمع اليأس مما عند الناس، فإنه هو الغنى، وانظر ما يعتذر منه من القول والفعل فاجتنبه، وهو موقوف، وكذا أخرجه البخاري في تاريخه من طريقين عن ابن إسحاق، قال في أحدهما: إنه سعد، وفي الآخر: إنه سعيد، وأخرجه أحمد في كتاب الإيمان، والطبراني، ورجاله ثقات، وعن العاص بن عمرو الطفاوي رواه عبد اللَّه ابن أحمد في زوائده على المسند من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، سمعت العاص قال: خرج أبو الغادية، وحبيب بن الحارث، وأم الغادية، مهاجرين إلى رسول اللَّه
صلى الله عليه وسلم، فأسلموا، فقالت المرأة: أوصني يا رسول اللَّه؟ قال: إياك وما يسوء الأذن، وكذا أخرجه أبو نُعيم، وابن مندة، كلاهما في المعرفة، وهو مرسل، فالعاص لا صحبة له، بل قال شيخي في بعض تصانيفه: إنه مجهول، لكن ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يعتبر حديثه من غير رواية تمام بن بزيع عنه، وذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكره فيه جرحاً، وقال: سمع من عمته أم الغادية روى عنه تمام، ورواية تمام عنه في هذا الحديث أيضاً، وهي عند ابن مندة في المعرفة، والخطيب في المؤتلف من طريقه عن العاص عن عمته أم الغادية، قالت: خرجت مع رهط من قومي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أردت الانصراف، قلت: يا رسول اللَّه أوصني، قال: إياك وما يسوء الأذن، وكذا أخرجه ابن سعد في الطبقات، بزيادة: ثلاثاً، وتمام وإن كان ضعيفاً فبروايته يعتضد المرسل، وكذا رواه العسكري من حديث الطفاوي، حدثني العاص عن حبيب وأبي الغادية، أنهما خرجا مهاجرين، ومعهما أم غادية، وذكره وهو متصل أيضاً، وقد روينا في المائتين لأبي عثمان الصابوني من جهة شهر بن حوشب، عن سعد بن عبادة أنه قال لابنه: إياك وما يعتذر منه، وفي غيرها من حديث سعيد بن جبير أنه قال لابنه كذلك، بزيادة: فإنه لا يعتذر من خير.
276 -
حديث: أيام التشريق، أيام أكل وشرب وبعال
(1)
، مسلم عن نبيشة الخير، وأحمد، وأبو يعلى، وابن ماجه، عن أبي هريرة نحوه، وفي لفظ من حديث أنس: وقرام بدل وبعال، وهو بكسر القاف قال الديلمي: ستر.
277 -
حديث:
(2)
ايش يخفي؟ قال: ما لا يكون، قال شيخي: لا أعرف له أصلاً، قلت: ونحوه حديث: من أخفى سريرة صالحة أو سيئة ألبسه اللَّه منها رداء بين الناس يعرف به، ولو دخل المؤمن كوة في حائط وعمل عملاً، أصبح الناس يتحدثون به، وروينا عن يحيى بن معاذ الرازي، قال: من خان اللَّه في السر هتك ستره في العلانية، وأنشد شعراً أو متمثلاً:
(1)
بكسر الباء هو الجماع وملاعبة الرجل أهله، وهذه أصح من رواية: وقرام.
(2)
وجدت هذا الحديث في نسخة الزبيدي.
إذا المرء أخفى الخير مكتتما له
…
فلا بد أن الخير يوما سيظهره
ويكسى رداءاً بالذي هو عامل
…
كما يلبس الثوب النقي المشهرة
وقد كتبت فيه جزءاً.
278 -
حديث: الإيمان عقد بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان، ابن ماجه من حديث عبد السلام بن صالح الهروي عن علي بن موسى الرضي عن أبيه عن جعفر عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي رفعه بهذا، وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع
(1)
وذكر الديلمي أن علي بن موسى المذكور لما دخل نيسابور وهو في عمارته على بغلة شهباء، خرج علماء البلد في طلبه: يحيى بن يحيى، وإسحاق ابن راهويه، وأحمد بن حرب، ومحمد بن رافع، فتعلقوا بلجامه، فقال له إسحاق: بحق آبائك الطاهرين حدثنا بحديث سمعته من أبيك؟ فقال: حدثنا العبد الصالح أبي موسى بن جعفر، وذكره
(1)
متهماً به عبد السلام بن صالح وبعض المتابعين له، وهو خطأ، فالحديث صحيح، وعبد السلام بن صالح ثقة، وإنما تكلم فيه لتشيعه وذلك لا يضره، وانظر تعليقاتنا على "تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريقة الشاذلية" للسيوطي.
حرف الباء الموحدة
279 -
حديث: الباذنجان لما أكل له، باطل لا أصل له، وإن أسنده صاحب تاريخ بلخ، وقد قال شيخنا: ولم أقف عليه، ولكن وجدت في بعض الأجزاء من رواية أبي علي ابن زيرك: الباذنجان شفاء، لا داء فيه، ولا يصح، وسمعت بعض الحفاظ يقول: إنه من وضع الزنادقة، وقال الزركشي: وقد لهج به العوام حتى سمعت قائلاً منهم يقول: هو أصح من حديث ماء زمزم لما شرب له، وهذا خطأ قبيح، انتهى، وللديلمي من حديث محمد بن عبد اللَّه القرشي عن جعفر بن محمد، قال: كلوا الباذنجان وأكثروا منه، فإنها أول شجرة آمنت باللَّه عز وجل، وعزاه شيخنا له عن أنس، وله بلا سند عن أبي هريرة مرفوعاً: كلوا الباذنجان وأكثروا منه، فإنها أول شجرة رأيتها في جنة المأوى، الحديث، وفيه: ومن أكلها على أنها داء كانت داء، ومن أكلها على أنها دواء كانت دواء، وكلها باطلة
(1)
وقد قال حرملة: سمعت الشافعي ينهى عن أكل الباذنجان بالليل، أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي.
280 -
حديث: الباقلا، ليس بثابت
(2)
.
281 -
حديث: باكروا بالصدقة، فإن البلاء لا يتخطاها، أبو الشيخ في الثواب، وابن أبي الدنيا، والبيهقي في الشعب من حديث بشر بن عبيد، حدثنا أبو يوسف القاضي، عن المختار بن فلفل، عن أنس مرفوعاً بهذا، وكذا رواه الصقر بن عبد الرحمن ابن بنت مالك بن مِغْوَل عن عبد اللَّه بن إدريس عن المختار، وتابعهما سليمان بن عمرو النخعي وعبد الأعلى بن أبي المساور، وهما كذابان، وكذا كذب الأزدي بشراً، وأما الصقر فصدقه أبو حاتم الرازي، وذكره ابن حبان
(1)
للبرهان الناجي كتاب "قلائد المرجان في الوارد كذباً في الباذنجان" أجاد فيه.
(2)
بل هو موضوع، والعبارة التي ذكرها المؤلف إنما تقال في الضعيف المتماسك، والباقلاء بالمد وتخفيف اللام وبالقصر وتشديد اللام، الفول.
تعليق الشاملة: قال العجلوني «كشف الخفاء» (1/ 287):
في الثقات، وقال: إن له حديثاً منكراً في الخلافة، نعم وكذبه مُطَيَّن، وصالح جزرة، قال شيخنا: ولكن لا يتبين لي أن هذا الحديث موضوع، يعني كما فعل ابن الجوزي، لا سيما وفي معناه ما أورده الديلمي من حديث عمرو بن قيس عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رفعه: الصدقات بالغدوات تذهب العاهات، وفي حديث آخر: تداركوا الهموم والغموم بالصدقات، يكشف اللَّه ضركم، بل وجدت له شاهداً عن علي رواه الطبراني في الأوسط من حديث حمزة بن أحمد بن عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب حدثني عمي عيسى بن عبد اللَّه عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب مرفوعاً مثله، وقال: لا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد، انتهى. وعيسى ضعيف، وقد ذكر هذا الحديث رزين في جامعه، مع أنه ليس في شيء من الأصول
(1)
، نعم رواه البيهقي من حديث ابن المصفَّى عن يحيى بن سعيد عن المختار عن أنس موقوفاً، ونقل شيخنا عنه أنه قال: المرفوع وهم، وكذا قال المنذري: إن الموقوف أشبه
(2)
.
282 -
حديث: البتيرا، عبد الحق في الأحكام، من جهة ابن عبد البر بسنده إلى أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن البتيرا، أن يصلي الرجل واحدة يوتر بها، وفيه عثمان بن محمد بن ربيعة، قال: والغالب على حديثه الوهم، والبيهقي في المعرفة، في حديث من جهة أبي منصور مولى سعد بن أبي وقاص، قال: سألت ابن عمر عن وتر الليل، فقال: يا بني هل تعرف وتر النهار؟ قلت: نعم هو المغرب، قال: صدقت، ووتر الليل واحدة، بذلك أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قلت: يا أبا عبد الرحمن، إن الناس يقولون هي البتيرا؟ فقال: يا بني ليست تلك البتيرا، إنما البتيرا أن يصلي الرجل ركعة، يتم ركوعها، وسجودها، وقيامها، ثم يقوم إلى الأخرى فلا يتم لها ركوعاً ولا سجوداً، ولا قياماً، فتلك البتيرا، وقد قال النووي في الخلاصة: حديث محمد بن كعب في النهي عن البتيرا مرسل ضعيف.
283 -
حديث: البحر هو جهنم، أحمد في مسنده، من حديث صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه، رفعه بهذا، فقالوا: ليعلى فقال: ألا ترون أن اللَّه عز وجل يقول
(1)
يعني الكتب الستة.
(2)
لكنه في حكم المرفوع، لأنه ليس للرأي فيه مجال.
{ناراً أحاط بهم سرادقها} ، قال: لا، والذي نفس يعلى بيده لا أدخلها أبداً، حتى أعرض على اللَّه عز وجل، ولا يصيبني منها قطرة حتى ألقى اللَّه عز وجل، ورواه الحاكم في الأهوال من هذا الوجه، بلفظ: إن البحر، وقال: إنه صحيح الإسناد، وقد قدمت الرواية الصحيحة، أن جهنم تحت الأرض السابعة، انتهى، وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، قال: إن تحت البحر ناراً ثم ماء، ثم ناراً، أخرجه ابن أبي شيبة، وأبو عبيد، زاد أبو عبيد: حتى عد سبعة أبحر، وزاد غيره: وسبعة نيران
(1)
.
284 -
حديث: بخلاء أمتي الخياطون، لم أقف عليه.
285 -
حديث: البخيل عدو اللَّه ولو كان راهباً، في: السخي، من السين المهملة، وإنه لا أصل له.
286 -
حديث: البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليَّ، أحمد، والنسائي في الكبرى، والبيهقي في الدعوات والشعب، والطبراني في الكبير، وآخرون، من حديث الحسين بن علي رضي الله عنهما مرفوعاً به، زاد بعضهم "كل البخيل"، وصححه ابن حبان، وقال: إنه أشبه شيء روي عن الحسين، والحاكم: وأنهما لم يخرجاه، ورجحه الدارقطني بالنسبة لما جاء عن أخيه الحسن وأبيهما، وله شاهد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، بل وأخرجه الحاكم أيضاً من طريق علي بن الحسين عن أبي هريرة، وكذا أخرجه البيهقي في الشعب، بلفظ: البخيل كل البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليَّ، وهو عند الترمذي من حديث علي بن أبي طالب به مرفوعاً، وقال: إنه حسن صحيح، زاد في نسخة: غريب، وفي الباب عن جماعة، كما بينته في "القول البديع".
287 -
حديث: بدأ الإسلام غريباً، وسيعود كما بدأ غريباً، فطوبى للغرباء، مسلم في صحيحه من حديث يزيد بن كيسان، عن أبي حازم عن أبي هريرة رفعه بهذا، ومن حديث عاصم بن محمد العمري عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً: إن الإسلام بدأ غريباً، وسيعود كما بدأ، وهو يأرز
(2)
بين المسجدين، كما تأرز الحية إلى جحرها، وفي الباب عن أنس، وجابر، وسعد بن أبي وقاص، وسهل بن سعد، وسلمان، وابن عباس، وابن عمرو، وابن مسعود، وعبد الرحمن ابن سنَّة
(1)
هذا مما أخذه عبد اللَّه بن عمرو من الإسرائليات.
(2)
أي ينضم، والمراد بالمسجدين مسجدا مكة والمدينة.
وعلي، وعمرو بن عوف، وواثلة، وأبي أمامة، وأبي الدرداء، وأبي سعيد، وأبي موسى، وغيرهم
(1)
، وللبيهقي في الشعب من حديث شريح بن عبيد مرسلاً: إن الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً، فطوبى للغرباء، ألا إنه لا غربة على مؤمن، من مات في أرض غربة غابت عنه بواكيه، إلا بكت عليه السماء والأرض، وقد أنشد الإمام أحمد:
إذا سلف القرن الذي أنت فيهم
…
وخلفت في قرن فأنت غريب
288 -
حديث: بدلاء أمتي، في: الأبدال، من الهمزة.
289 -
حديث: البر وحسن الجوار عمارة الديار، وزيادة الأعمار، ذكره أبو عمر ابن عبد البر من جهة أبي مليكة عن أبي سعيد
(2)
، وقيل أبي سعيد مرفوعاً بهذا، قال: وفيه نظر، وتبعه الذهبي، ثم شيخنا.
290 -
حديث: البركة مع أكابرهم، ابن حبان والحاكم في صحيحهما، من حديث ابن المبارك عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً، فابن حبان، وكذا الطبراني في الأوسط، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات، من طريق الوليد ابن مسلم، والحاكم من طريق عبد الوارث بن عبيد اللَّه، ونعيم بن حماد، والديلمي في مسنده من حديث النضر بن طاهر، أربعتهم عن ابن المبارك به، قال ابن حبان: وليس هذا الحديث في كتب ابن المبارك مرفوعاً، ولم يحدث به بخراسان، إنما حدث به بدرب الروم، فسمعه منه أهل الشام، وقال الحاكم: إنه صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه، وتبعه في ذلك ابن دقيق العيد في الاقتراح، ونعيم إنما أخذ هذا الحديث عن الوليد، فقد رواه البزار في مسنده عن محمد بن سهل بن عسكر حدثنا نعيم بن حماد نا الوليد بن مسلم، عن ابن مبارك به، بلفظ: الخير مع أكابرهم، وكذا هو بهذا اللفظ عند بعض من عزى الحديث إليه، وأيضاً فقد رواه هشام بن عمار عن الوليد عن خالد موقوفاً، وقيل إنه الأصوب، وله شاهد عن أنس
(1)
وهو حديث متواتر، ولابن رجب الحافظ رسالة في شرحه مفيدة.
(2)
يعني موقوفاً من كلامه.
عند ابن عدي في كامله من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس مرفوعاً به، وقال: سعيد، الغالب على حديثه الصدق، وفي المعنى ما لأبي نُعيم في الحلية عن أنس عن ابن مسعود رفعه: لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم، فلإذا أخذوا العلم عن أصاغرهم هلكوا، وللبيهقي في الشعب عن الحسن، قال: لا يزال الناس بخير ما تباينوا، فإذا استووا فذلك هلاكهم.
291 -
حديث: بسم اللَّه في أول التشهد، الديلمي من حديث محمد بن عبيد بن حسابٍ، عن
(1)
ثابت بن زهير عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان يقول قبل أن يتشهد: بسم اللَّه خير الأسماء، قال: وكان ابن عمر يقوله، وثابت ضعفه ابن عدي، وأورد هذا الحديث في ترجمته، وله طريق أخرى عنه عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، وللنسائي وابن ماجه والترمذي في العلل، والحاكم في صحيحه، كلهم من حديث أيمن بن نابل، عن أبي الزبير، عن جابر قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن: بسم اللَّه وباللَّه، التحيات للَّه، الحديث، ورجاله ثقات، إلا أن أيمن أخطأ في إسناده، وخالفه الليث وهو من أوثق الناس في أبي الزبير، فقال: عنه عن طاوس وسعيد بن جبير، كلاهما عن ابن عباس، ويروى في البسملة في التشهد غير ذلك، ولكن قد صرح غير واحد بعدم صحته، كما أوضحه شيخنا في تخريج الرافعي.
292 -
حديث: البشاشة خيرٌ من القِرى، لا أعرفه، ولكن قد قال العز الديريني
(2)
، نفعنا اللَّه به، في أبيات شعر:
بشاشة وجه المرء خير من القِرى
…
فكيف الذي يأتي به وهو ضاحك
293 -
حديث: بشر القاتل بالقتل، لا أعرفه أيضاً.
294 -
حديث: البطالة، في: إن اللَّه يكره البطال.
295 -
حديث: البطنة تذهب الفطنة، هو بمعناه عن عمرو بن العاص، وغيره
(1)
في الهندية: بن، وهو خطأ.
(2)
من كبار الصوفية، له كتب في التصوف وغيره نافعة.
من الصحابة، فمن بعدهم، كما بينته في الجزء الذي أشرت إليه في: إن اللَّه يكره الحبر السمين.
296 -
حديث: البطيخ وفضائله، صنف فيه أبو عمرو النوقافي جزءاً، وأحاديثه باطلة، قال أبو القاسم التيمي فيما أجاب به أبا موسى المديني: لا تزيده كثرة الطرق إلا ضعفاً، وقال النووي: إنه غير صحيح.
297 -
حديث: بعثت بجوامع الكلم، في: أوتيت، من الهمزة.
298 -
حديث: بعثت بالحنيفية السمحة، في: إني بعثت، من الهمزة أيضاً.
299 -
حديث: بعثت في زمن الملك العادل، في: ولدت.
300 -
حديث: بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، في: إنما بعثت، من الهمزة أيضاً.
301 -
حديث: بلوا أرحامكم ولو بالسلام، العسكري من حديث إسماعيل بن عياش عن مجمع بن جارية الأنصاري، عن عمه، عن أنس رفعه به، وفي الباب عن أبي الطفيل، عند الطبراني، وابن لال، وعن سويد بن عامر، وبعضها يقوي بعضاً.
302 -
حديث: بني الدين على النظافة، ذكره في الإحياء، وقال مخرجه: لم أجده، وفي الضعفاء لابن حبان من حديث عائشة مرفوعاً: تنظفوا، فإن الإسلام نظيف، وكذا هو عند الطبراني في الأوسط، والدارقطني في الأفراد من حديث نعيم بن مورِّع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً، بلفظ: الإسلام نظيف فتنظفوا، فإنه لا يدخل الجنة إلا نظيف، ونعيم ضعيف، وعزى الديلمي إلى الطبراني عن ابن مسعود، مرفوعاً: والنظافة تدعو إلى الإيمان، وفي الباب ما رواه الطبراني عنه، قال العراقي: وهو عند الطبراني في الأوسط، وسنده ضعيف جداً، قلت: وفي الترمذي: إن اللَّه نظيف يحب النظافة، وهو بعض حديث ذكره مطولاً في كتاب الاستئذان من حديث سعد، يعني ابن مالك أحد العشرة، وقال: إنه غريب، وخالد بن الياس أو إياس، يعني راويه ضعيف، وأبو نُعيم
في الحلية عنه من طريق بقية بن الوليد، عن أبي توبة عن عباد بن كثير، عن ابن طاوس عن أبيه، عن ابن عمر مرفوعاً: إن من كرامة المؤمن على اللَّه عز وجل نقاء ثوبه، ورضاه باليسير، ولأبي نُعيم من حديث الأوزاعي عن حسان بن عطية، عن محمد بن المنكدر، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم، رأى رجلاً وسخة ثيابه، فقال: أما وجد هذا شيئاً ينقي به ثوبه، ورأى رجلاً شعث الرأس، فقال: أما وجد هذا شيئاً يسكن به شعره؟ وفي لفظ: رأسه بدل شعره.
303 -
حديث: بورك لأمتي في بكورها، في: اللَّهم بارك.
304 -
حديث: البلاد بلاد اللَّه، والعباد عباد اللَّه، فأي موضع رأيت فيه رفقاً فأقم، أحمد، والطبراني من حديث الزبير بسند ضعيف.
305 -
حديث: البلاء موكل بالقول، القضاعي من حديث حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن جندب عن حذيفة، ومن حديث العلاء بن عبد الملك، بن هارون بن عنترة، عن أبيه عن جده، عن علي، كلاهما مرفوعاً به، وحديث علي عند ابن السمعاني، ورواه ابن لال في المكارم من حدبث ابن عباس مرفوعاً أيضاً، وأوله: ما من طامة إلا وفوقها طامة، والبلاء، وذكره، وهو عند البيهقي في الدلائل في حديث: عرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل من حديث ابن عباس، لكن من قول أبي بكر الصديق، لما قال له علي: لقد وقعت من هذا الأعرابي على باقعة، يعني الذي دقق عليه في سؤاله عن نسبه، بعد أن كان رضي الله عنه دقق في سؤال واحد منهم عن نسبه، بلفظ: أجل يا أبا حسن، ما من طامة إلا وفوقها طامة، والبلاء موكل بالقول، وللديلمي من حديث ابن زياد النيسابوري، ثم من جهة نصر بن باب عن الحجاج، عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن ابن مسعود رفعه بلفظ الترجمة، وزاد: فلو أن رجلاً عير رجلاً برضاع كلبة لرضعها، وأخرجه أبو نُعيم، والعسكري، وسنده ضعيف، وهو عند أحمد في الزهد بدون رفع، وأخرجه ابن أبي شيبة في الأدب المفرد من رواية إبراهيم عن ابن مسعود، بلفظ: البلاء موكل بالمنطق، لو سخرت من كلب، لخشيت أن أحول كلباً، وعند الخرائطي في المكارم من جهة إبراهيم أيضاً عن ابن مسعود من قوله: لا تستشرفوا
البلية، فإنها مولعة بمن تشرف لها، إن البلاء موكل بالكلام، ورواه الديلمي أيضاً من حديث عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء مرفوعاً: البلاء موكل بالمنطق، ما قال عبد لشيء: واللَّه لا أفعله، إلا ترك الشيطان كل شيء، وولع به حتى يؤثمه، وكذا هو عند الدارقطني، ورواه العسكري من حديث محمد بن أبي الزعَيْزِعَة عن عطاء بن أبي رباح عن أبي الدرداء رفعه بلفظ الترجمة خاصة، وأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت من حديث جرير بن حازم عن الحسن رفعه مرسلاً: البلاء موكل بالقول، بل عنده من حديث إبراهيم النخعي، قال: إني لأجد نفسي تحدثني بالشيء فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أُبتلي به، وفي الباب عن أنس
(1)
. أشار إليه الديلمي، وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات من حديثي أبي الدرداء وابن مسعود، ولا يحسن بمجموع ما ذكرناه الحكم عليه بذلك، ويشهد لمعناه قول النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي الذي دخل عليه يعوده، وقال له: لا بأس، فقال له الأعرابي: بل هي حمى حتى تفور، إلى آخره: فنعم إذاً. وأنشد القاضي ابن بهلول:
لا تنطقن بما كرهت فربما
…
نطق اللسان بحادث فيكون
وأنشد غيره:
لا تمزحن بما كرهت فربما
…
ضرب المزاح عليك بالتحقيق
306 -
حديث: بيت المقدس أرض المحشر والمنشر، ابن ماجه في سننه من جهة ثور بن يزيد عن زياد بن أبي سودة عن أخيه عثمان عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: قلت يا رسول اللَّه، أفتنا في بيت المقدس؟ قال: أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره، الحديث، وهكذا هو عند أبي علي ابن السكن وغيره من حديث ثور، وروي عن ثور أيضاً بدون عثمان، وكذا هو عند أبي داود من حديث سعيد بن عبد العزيز عن زياد بدون ذكر أخيه أيضاً، وبدون محل الشاهد منه، وكذا رواه معاوية بن صالح عن زياد، لكن كلفظ ابن ماجه.
307 -
حديث: بيت المقدس طست من ذهب مملوء عقارب، هو في فضائل
(1)
رواه البيهقي في الشعب، بإسناد ضعيف.
بيت المقدس من حديث إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عميرة، قال: مكتوب في التوراة، فذكره بلفظ: كأس.
308 -
حديث: بئس مطية الرجل زعموا، الحسن بن سفيان في مسنده، والطحاوي، ومن طريقه القضاعي من جهة الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو قلابة، حدثني أبو عبد اللَّه رفعه بهذا، وسنده صحيح متصل، أمن فيه من تدليس الوليد وتسويته، لكن قد رواه أحمد في مسنده من حديث ابن المبارك، وكذا الأوزاعي فجعله عن أبي مسعود عقبة ابن عمرو البدوي بدل أبي عبد اللَّه، وأخرجه أبو داود في سننه، وأحمد من طريق وكيع عن الأوزاعي، فقال فيه: عن أبي قلابة، قال: قال أبو مسعود لأبي عبد اللَّه، أو قال أبو عبد اللَّه لأبي مسعود: ما سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا، فقال: وذكره، وكذا رواه القضاعي من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن الأوزاعي، قال أبو داود: أبو عبد اللَّه هذا هو حذيفة بن اليمان، قال شيخنا: كذا قال، وفيه نظر، لأن أبا قلابة لم يدرك حذيفة، وقد صرح في رواية الوليد، بأن أبا عبد اللَّه حدثه والوليد أعرف بحديث الأوزاعي من وكيع، وكذا ممن جزم بأنه حذيفة القضاعي، وقال: إنه كان مع أبي مسعود بالكوفة، وكانا يتجالسان، ويسأل أحدهما الآخر، لكن ما أشار إليه شيخنا يتأيد بأن ابن منده جزم بأنه غيره، وقد جزم ابن عساكر بأن أبا قلابة لم يسمع من أبي مسعود أيضاً، ويستأنس له بما رواه الخرائطي في المساوي له من حديث يحيى بن عبد العزيز الأزدي، عن يحيى بن أبي كثير، فقال: عن أبي المهلَّب، يعني عمه، أن عبد اللَّه بن عامر قال: يا أبا مسعود! ما سمعت من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا، قال: سمعته يقول: بئس مطية الرجل، ورجاله موثوقون فثبت اتصاله، وتأكد الجزم بأنه عن أبي مسعود، وفي الباب عن يحيى بن هانئ عن أبيه، وهو أحد المخضرمين، أنه قال لابنه: هب لي من كلامك كلمتين زعم وسوف، أخرجه الخرائطي في المساوي مضافاً للحديث، وترجم لهما "كراهة إكثار الرجل، من قول زعموا" قال الخطابي في المعالم: أصل هذا أن الرجل إذا أراد الظعن في حاجة، والسير إلى بلد، ركب مطية وسار حتى يبلغ حاجته، فشبه النبي صلى الله عليه وسلم ما يقدم الرجل أمام كلامه، ويتوصل به إلى حاجته من قولهم زعموا
بالمطية، وإنما يقال زعموا في حديث بلا سند ولا يثبت إنما هو شيء يحكى على سبيل البلاغ، فذم النبي صلى الله عليه وسلم من الحديث ما هذا سبيله، وأمر بالتوثق فيما يحكيه، والتثبت فيه، فلا يرويه حتى يكون معزواً إلى ثبت، انتهى.
309 -
حديث: بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة، مسلم من حديث ابن جريج، عن أبي الزبير، أنه سمع جابراً يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة، ومن حديث جرير عن الأعمش عن أبي سفيان، سمعت جابراً يقول: إن بين الرجل، وذكره. ورواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، كلهم من حديث الثوري عن أبي الزبير به، وقال الترمذي: إنه حسن صحيح، وكذا رواه حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر في آخرين، وفي الباب ما سيأتي في: ترك الصلاة.
310 -
حديث: بين كل أذانين صلاة، ثلاثاً، لمن شاء، متفق عليه من حديث عبد اللَّه بن بريدة، عن عبد اللَّه بن مغفل مرفوعاً بهذا
حرف التاء المثناة
311 -
حديث: التاجر الجبان محروم، والتاجر الجسور مرزوق، القضاعي من حديث حماد بن سلمة عن حميد عن أنس مرفوعاً بهذا.
312 -
حديث: التأني من اللَّه والعجلة من الشيطان، أبو بكر ابن أبي شيبة، وأبو يعلى عنه، وابن منيع، والحارث ابن أبي أسامة، كلهم في مسانيدهم من حديث سنان بن سعد، عن أنس مرفوعاً بهذا، وأخرجه البيهقي في سننه وغيرها، كذلك فسمى الراوي عن أنس سعد بن سنان، وله شاهد عند الترمذي، والعسكري، وغيرهما، من حديث عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي، عن أبيه عن جده مرفوعاً به مثله، ولفظه: الأناة، وقال الترمذي: إنه حسن غريب، وقد تكلم بعضهم في عبد المهيمن وضعفه من قبل حفظه، وللبيهقي من حديث محمد بن سواء عن سعيد بن سماك بن حرب به عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً: إذا تأنيت أصبت أو كدت تصيب، وإذا استعجلت أخطأت أو كدت تخطئ، وسعيد قال فيه أبو حاتم: إنه متروك، وللطبراني والعسكري والقضاعي من حديث ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر مرفوعاً: من تأنى أصاب، أو كاد، ومن عجل أخطأ أو كاد، وللعسكري فقط من حديث سهل بن أسلم، عن الحسن رفعه مرسلاً: التبين من اللَّه، والعجلة من الشيطان، فتبينوا، قال: والتبين عند أهل اللغة مثل التثبت في الأمور، والتأني، وقد قرأ بعضهم إذا ضربتم في سبيل اللَّه فتثبتوا، إن جاءكم فاسق بنبأ فتثبتوا، ويشهد لها قوله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس إن فيك خصلتين يحبهما اللَّه، الحلم والأناة، وهو صحيح، وقد ورد تقييد ذلك، فلأبي داود عن سعد بن أبي وقاص: التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة، قال الأعمش: لا أعلم إلا أنه رفعه، وللمزي في ترجمة محمد بن موسى بن أبي نفيع من تهذيبه عن شيخة من قومه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: الأناة في كل شيء إلا في ثلاث: إذا صيح يا خيل اللَّه، وإذا نودي بالصلاة، وإذا كانت الجنازة، وهذا مرسل، وللترمذي عن علي رفعه: ثلاثة لا تؤخرها: الصلاة إذا أذنت، والجنازة
إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤاً، وسنده حسن.
وعند الغزالي عن حاتم الأصم، قال: العجلة من الشيطان، إلا في خمسة، فإنها من سنة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، إطعام الطعام، وتجهيز الميت، وتزويج البكر، وقضاء الدين، والتوبة من الذنب.
313 -
حديث: التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ابن ماجه، والطبراني في الكبير، والبيهقي في الشعب، من طريق أبي عبيدة بن عبد اللَّه بن مسعود عن أبيه، رفعه بهذا، ورجاله ثقات، بل حسنه شيخنا يعني لشواهده، والا فأبو عبيدة جزم غير واحد، بأنه لم يسمع من أبيه، ومن شواهده ما أخرجه البيهقي عن أبي عنبة الخولاني وابن أبي الدنيا، عن ابن عباس، وعنده فيه من الزيادة: والمستغفر من الذنب، وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه، ومن آذى مسلماً كان عليه من الإثم مثل كذا وكذا، وسنده ضعيف، فيه من لا يعرف، وروي موقوفاً، قال المنذري: ولعله أشبه، بل هو الراجح، ولأبي نُعيم في الحلية، والطبراني في الكبير، من حديث ابن أبي سعيد الأنصاري، عن أبيه مرفوعاً: الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وسنده ضعيف، وللديلمي عن أنس جملة الترجمة وزاد: وإذا أحب اللَّه عبداً لم يضره ذنب، ولابن أبي الدنيا من طريق الشعبي من قوله جملة الترجمة، ثم تلا {إن اللَّه يحب التوابين، ويحب المتطهرين} .
314 -
حديث: تبصر القذاة في عين أخيك، وتنسى الجذاع في عينك، البيهقي في الشعب، والعسكري من حديث محمد بن حميد عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة رفعه بلفظ: يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه، وينسى الجذع أو الجذل في عينه، ومن حديث أبي الأشهب عن الحسن البصري، أنه قال: يا ابن آدم تبصر القذاة في عين أخيك، وتدع الجذع معترضاً في عينيك، وللبيهقي في الشعب عن ابن عمر من قوله: كفى من البغي ثلاث: أن تبصر من الناس ما يخفى عليك من نفسك، وأن تعيب عليهم فيما تأتي، وتؤذي جليسك بما لا يعنيك، قال: وروي معناه عن عمر، ومما قيل:
أرى كل إنسان يرى عيب غيره
…
ويعمى عن العيب الذي هو فيه
ولا خير فيمن لا يرى عيب نفسه
…
ويعمى عن العيب الذي بأخيه
315 -
حديث: تجدون من شر الناس ذا الوجهين: يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه، متفق عليه عن أبي هريرة.
316 -
حديث: تحت البحر نار، في: البحر، من الموحدة.
317 -
حديث: تحت كل شعرة جنابة، أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، عن أبي هريرة مرفوعاً، وقال أبو داود: إنه ضعيف.
318 -
حديث: التحدث بالنعم شكر، أحمد، والطبراني، وغيرهما، من حديث أبي عبد الرحمن الشامي عن الشعبي عن النعمان بن بشير به مرفوعاً
(1)
.
319 -
حديث: تختموا بالزبرجد، فإنه يسر لا عسر فيه، قال شيخنا: إنه موضوع.
320 -
حديث: تختموا بالزمرد، فإنه ينفي الفقر، الديلمي عن ابن عباس، ولا يصح أيضاً.
321 -
حديث: تختموا بالعقيق، له طرق كلها واهية، فمنها لابن عدي في كامله من جهة يعقوب بن الوليد، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً به، ويعقوب كذبه أحمد وأبو حاتم وغيرهما، وقد تحرف اسم أبيه على بعض رواته فسماه إبراهيم، كذلك أخرجه ابن عدي أيضا، ومن طريقه البيهقي في الشعب، وله عن عائشة طرق بألفاظ منها: اشتر له خاتماً وليكن فصه عقيقاً، فإنه من تختم بالعقيق لم يقض له إلا الذي هو أسعد، ومنها: أكثر خرز أهل الجنة العقيق، ومنها لابن عدي أيضاً من طريق الحسين بن إبراهيم البابي عن حميد عن أنس مرفوعاً، بلفظ: فإنه ينفي الفقر بدل فإنه مبارك، زاد: واليمين أحق بالزينة، والبابي تالف، وجزم الذهبي في الميزان بأنه موضوع، ومنها للديلمي من رواية ميمون بن سليمان عن منصور بن بشر الساعدي عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن عمر رفعه بلفظ: تختموا بالعقيق، فإن جبريل أتاني به من الجنة، وقال لي: يا محمد تختم بالعقيق، وأمر أمتك أن تختم به، وهو موضوع على عمر فمن دونه إلى مالك، ومنها له أيضاً من طريق علي بن مهرويه القزويني عن داود بن سليمان عن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه
(1)
وله طرق ذكرتها في "الأربعين الغمارية في شكر النعم".
عن أبيه عن أبيه، بلفظ: تختوا بالخواتم العقيق، فإنه لا يصيب أحدكم غم ما دام عليه، وعلي بن مهرويه صدوق، وداود بن سليمان يقال له الغازي وهو جرجاني كذبه ابن معين، وله نسخة موضوعة بالسند المذكور من جملتها: إن الأرض تنجس من بول الأقلف أربعين يوما، وهو في أمالي الحسين بن هارون الضبي من وجه آخر عن أبي بكر الأزرق عن جعفر به، ولفظه: من تختم بالعقيق ونقش فيه {وما توفيقي إلا باللَّه} وفقه اللَّه لكل خير، وأحبه الملكان الموكلان به، وفي سنده أبو سعيد الحسن بن علي وهو كذاب، وهذا عمله، ومنها لابن حبان في الضعفاء من طريق أبي بكر بن شعيب عن مالك عن الزهري عن عمرو بن الشريد عن فاطمة مرفوعاً: من تختم بالعقيق لم يزل يرى خيراً، قال: وابن شعيب يروي عن مالك ما ليس من حديثه، لا يحل الاحتجاج به، وهو عند الطبراني في معجمه الأوسط، والدارقطني في الأفراد، بل وعند الطبراني، وأبي نُعيم في الحلية، وغيرهما، من طرقه سواه، ومع ذلك فهو باطل، وقد قال العقيلي: إنه لا يثبت في هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وقال: قد ذكر حمزة بن الحسن الأصبهاني في كتاب "التنبيه على حروف من التصحيف" قال: كثير من رواة الحديث يروون أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: تختموا بالعقيق، وإنما قال: تخيموا بالعقيق، وهو اسم وادٍ بظاهر المدينة، قال ابن الجوزي: وهذا بعيد، وتأويله أحق أن ينسب إليه التصحيف لما ذكرنا من طرق الحديث، بل قال شيخنا: حمزة معذور، فإن أقرب طرق هذا الحديث كما يقتضيه كلام ابن عدي في رواية يعقوب، ولفظه: تخيموا بالعقيق فإنه مبارك، وهذا الوصف بعينه قد ثبت لوادي العقيق في حديث عمر الذي أخرجه البخاري في أوائل الحج من رواية عكرمة عن ابن عباس: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بوادي العقيق يقول: أتاني الليلة آت من ربي، فقال: صل في هذا الوادي المبارك، انتهى. وما رواه المطرز في اليواقيت عن أبي القاسم الصايغ عن إبراهيم الحربي أنه سئل عنه فقال: إنه صحيح، قال: ويروى أيضاً يالياء المثناة من تحت، أي اسكنوا العقيق وأقيموا به، فغير معتمد، بل المعتمد بطلانه، ثم إن قوله في بعض ألفاظه: فإنه ينفي الفقر، يروى في اتخاذ الخاتم الذي فصه من ياقوت، ولا يصح أيضاً، قال ابن الأثير: يريد أنه إذا ذهب ماله باع خاتمه فوجد به غنى، وقال غيره: بل الأشبه إن صح الحديث أن يكون لخاصية فيه، كما أن النار لا تؤثر فيه ولا تغيره، وإن من تختم به أمن من الطاعون، وتيسرت له أمور المعاش،
ويقوى قلبه، ويهابه الناس، ويسهل عليه قضاء الحوائج، انتهى. وكل هذا يمكن قوله في العقيق إن ثبت.
322 -
حديث: تخليل الخمر، مسلم عن أبي طلحة أنه قال: يا رسول اللَّه، أخللها، قال: لا.
323 -
حديث: تخيروا لنطفكم، وانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم، ابن ماجه، والدارقطني عن عائشة به مرفوعاً، وفي لفظ: اطلبوا مواضع الأكفاء لنطفكم، فإن الرجل ربما أشبه أخواله، ومداره على أناس ضعفاء رووه عن هشام، أمثلهم صالح بن موسى الطلحي، والحارث بن عمران الجعفري، وهو حسن، ففي الباب عن أنس رفعه، وكذا عن عمر، بلفظ: وانتجبوا المناكح، وعليكم بذات الأوراك، فإنهن أنجب، أسنده الديلمي ولا يصح، وفي لفظ عن عمر مرفوعاً، كما عند أبي موسى المديني في كتاب "تضييع العمر والأيام
(1)
": فانظر في أي نصاب تضع ولدك، فإن العرق جساس، وفي لفظ عن أنس: تزوجوا في الحجز الصالح، فإن العرق دساس، وكلها ضعيفة.
324 -
حديث: تداووا، فإن الذي أنزل الداء أنزل الدواء، القضاعي من جهة بكر بن بكار عن شعبة عن الأعمش عن أبي هريرة رفعه بهذا، وفي الباب عن أسامة بن شريك عند الترمذي وغيره بلفظ: فإن اللَّه لم ينزل داء إلا وقد أنزل له شفاء، وعن أبي مسعود وآخرين بينتها فيما كتبته في الطب النبوي.
325 -
حديث: التدبير نصف المعيشة، في: الاقتصاد.
326 -
حديث: التراب ربيع الصبيان، الطبراني عن سهل بن سعد به مرفوعاً، وكذا رواه القضاعي من حديث مالك بن سعير عن مالك عن نافع عن ابن عمر به، والأول أيضاً يروى من حديث مالك، وقال الخطيب: إن المتن لا يصح.
327 -
حديث: ترب الكتاب، في: إذا كتبت.
328 -
حديث: ترك العادة عداوة مستفادة، لا أصل له، ولكن قد قال الشافعي: ترك العادة ذنب مستحدث، أورده البيهقي في مناقبه.
329 -
حديث: ترك العَشاء، في: تعشوا، قريباً.
(1)
في اصطناع المعروف إلى اللئام، وهو جيد نفيس.
330 -
حديث: تزوجوا فقراء، في: التمسوا الرزق في النكاح.
331 -
حديث: تستغفر الصحفة لِلاحِسِهَا، في: من أكل في قصعة.
332 -
حديث: تسليم الغزالة، اشتهر على الألسنة، وفي المدائح النبوية، وليس له كما قاله ابن كثير أصل، ومن نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقد كذب، ولكن قد ورد الكلام في الجملة في عدة أحاديث يتقوى بعضها ببعض، أوردها شيخنا في المجلس الحادي والستين من تخريج أحاديث المختصر.
333 -
حديث: تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين، الحديث، مسلم عن أبي هريرة.
334 -
حديث: التشبيك في المسجد، أحمد والطيالسي في مسنديهما، وأبو داود والترمذي وابن ماجه في سننهم، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما، والطبراني وآخرون، كلهم من حديث كعب بن عجرة مرفوعاً: يا كعب بن عجرة إذا كنت في المسجد فلا تشبك، إلى غيره من المرفوع والموقوف في النهي عنه مع اختلاف في سنده أو ضعف، وقال مالك: إنه لا بأس به في المسجد، وإنما يكره في الصلاة، وقد ترجم البخاري لتشبيك الأصابع في المسجد، وأورد قصة ذي اليدين، وفيها: وشبك النبي صلى الله عليه وسلم بين أصابعه، ولكن محل جوازه ما إذا كان لغرض صحيح، كإراحة الأصابع، بخلاف ما يكون عبثاً، إذ التشبيك من الشيطان، سيما وقد يجلب النوم.
335 -
حديث: تصدقوا ترزقوا، صحيح المعنى. ونحوه: أنفق أنفق عليك، {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه}
(1)
ينظر لفظه.
336 -
حديث: تعرف إلى اللَّه في الرخاء يعرفك في الشدة، الطبراني في الكبير من حديث عيسى بن محمد القرشي، والعسكري في الأمثال من حديث حجاج بن فرافصة، كلاهما عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس قال: كنت ردف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فالتفت إليَّ فقال: يا غلام! احفظ اللَّه يحفظك، احفظ اللَّه تجده أمامك، تعرف. الحديث، وفيه: قد جف القلم بما هو كائن، فلو أن الخلق كلهم جميعاً
(1)
تقدم حديث: واستنزلوا الرزق بالصدقة، ضمن حديث في الهمزة.
أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقضه اللَّه لك، لم يقدروا عليه، أو أرادوا أن يضروك بشيء، لم يقضه الله عليك، لم يقدروا عليه، وفيه: واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك. وما أخطاك لم يكن ليصيبك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً، ومن طريق الطبراني أورده الضياء في المختارة، وهو حسن، وله شاهد عند عبد بن حميد من طريق المثنى بن الصباح، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس مرفوعاً: يا ابن عباس! احفظ اللَّه يحفظك، واحفظ اللَّه تجده أمامك، وتعرف إلى اللَّه في الرخاء، يعرفك في الشدة، وذكره مطولاً، وسنده ضعيف، وأصل الحديث بدون لفظ الترجمة عند الترمذي، وصححه من حديث حَنش عن ابن عباس مرفوعاً، بل أخرجه أحمد، والطبراني، وغيرهما من هذا الوجه أيضاً بتمامه، وهو أصح وأقوى رجالاً، وقد بسطت الكلام عليه في تخريج الأربعين.
337 -
حديث: تعس عبد الدينار وعبد الدرهم، الحديث، البخاري من حديث أبي بكر بن عياش عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به مرفوعاً، وفي لفظ للعسكري من حديث الحسن عن أبي هريرة مرفوعاً، لعن بدل تعس.
338 -
حديث: تعشوا، ولو بكف من حشف، فإن ترك العَشاء مهرمة، الترمذي من حديث عنبسة بن عبد الرحمن القرشي عن عبد الملك بن عَلاَّف، عن أنس به مرفوعاً، وقال: هذا منكر لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وعنبسة يضعف في الحديث، وعبد الملك مجهول، وهو عند أبي نُعيم في الحلية من جهة ابن السماك حدثنا عنبسة ابن عبد الرحمن، فقال عن مسلم، بدل عبد الملك، ولفظه: لا تدعوا عشاء الليل ولو بكف من حشف، فإن تركه مهرمة، ورواه القضاعي من جهة عتبة بن الحارث عن عنبسة، فقال: عن عبد الرحمن بن علاف بن أبي مسلم، بدل عبد الملك، ولفظه كالأول، وقد رواه ابن ماجه من حديث عبد اللَّه بن ميمون عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعاً: لا تدعوا العَشاء، ولو بكف من تمر، فإن تركه يهرم، وراويه عن ابن ميمون، وهو إبراهيم بن عبد السلام ضعيف، يسرق الحديث، وحكم عليه الصغاني بالوضع، وفيه نظر، ولما ذكر العسكري حديث ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن، قال: قد حث عليه الصلاة والسلام بهذا على قلة المطعم، وما أكثر من يغلط في قوله عليه الصلاة والسلام
تعشوا ولو بكف من حشف، ويتوهم أنه صلى الله عليه وسلم حث على الإكثار من المطعم، وأنه أمر بالعشاء من ضره ونفعه، وهذا غلط شديد، لأن من أكل فوق شبعه، فقد أكل ما لا يحل له أكله، فكيف يأمره بذلك، وإنما معنى قوله: ترك العشاء مهرمة، أن القوم كانوا يخففون في المطعم، ويدع المتغدي منهم الغداء، ولم يبلغ الشبع، ويتواصون بذلك.
339 -
حديث: تعلموا الفرائض وعلموه، فإنه نصف العلم، وهو ينسى، وهو أول شيء ينتزع من أمتي، ابن ماجه والدارقطني في سننهما، والحاكم في صحيحه، كلهم من حديث حفص بن عمر بن أبي العطاف، عن أبي الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة رفعه: يا أبا هريرة تعلموا، وذكره، وابن أبي العطاف متروك، وفي الباب عن ابن مسعود، أخرجه أحمد من حديث أبي الأحوص عنه رفعه: تعلموا الفرائض وعلموها الناس، فإني امرؤ مقبوض، وإن العلم سيقبض، ويظهر الفتن حتى يختلف الاثنان في الفريضة، فلا يجدان من يفصل بينهما، وأخرجه النسائي والدارقطني والحاكم والدارمي، كلهم من حديث عوف عن سليمان بن جابر عن ابن مسعود، وفيه انقطاع، وعن أبي بكرة وأبي هريرة وآخرين، قال ابن الصلاح: لفظ النصف هنا عبارة عن القسم الواحد، وإن لم يتساويا، وقال ابن عيينة: إنما قيل له نصف العلم لأنه يبتلى به الناس كلهم.
340 -
حديث: تفرق الأمة، أبو داود والترمذي، وقال: حسن صحيح. وابن ماجه عن أبي هريرة رفعه: افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، والنصارى كذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول اللَّه؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي، وهو عند ابن حبان والحاكم في صحيحهما بنحوه، وقال الحاكم: إنه حديث كبير في الأصول، وقد روي عن سعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وعوف بن مالك. قلت: وعن أنس، وجابر، وأبي أمامة، وابن عمر، وابن مسعود، وعلي، وعمرو بن عوف، وعويمر أبي الدرداء، ومعاوية، ووائلة، كما بينتها في كتابي في الفرق، وأودع الزيلعي في سورة الأنعام من تخريجه من ذلك جملة.
341 -
حديث: تفقهوا قبل أن تسودوا، البيهقي في الشعب وغيرها من حديث الأحنف بن قيس عن عمر قوله، وعلقه البخاري جازماً به، ثم قال: وبعد أن تسودوا، قال شمر: ومعنى قول عمر: قبل أن تزوجوا فتصيروا أرباب بيوت، وكذا كان بعض العلماء يقول: ضاع العلم بين أفخاذ النساء، ونحوه قول الخطيب: ينبغي للطالب أن يكون عزباً ما أمكن، لئلا يشغله القيام بحقوق الزوجة، فيعسر الطلب، ولكن هو مفسر بما هو أعم من ذلك، وكذا قال الثوري: من أسرع الرياسة أضر بكثير من العلم، ومن لم يسرع الرياسة كتب، ثم كتب، ثم كتب.
342 -
حديث: تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في اللَّه، ابن أبي شيبة في العرش من حديث سعيد بن جبير، عن ابن عباس به قوله، ورواه الأصبهاني في ترغيبه، ثم أبو نُعيم في الحلية من حديث عبد الجليل بن عطية عن شهر عن عبد اللَّه بن سلام، قال: خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على أناس من أصحابه، وهم يتفكرون في خلق اللَّه، فقال لهم: فيما كنتم تفكرون، قالوا: نتفكر في خلق اللَّه قال: لا تتفكروا في اللَّه وتفكروا في خلق اللَّه، فإن ربنا خلق ملكاً قدماه في الأرض السابعة السفلى، ورأسه قد جاوز السماء العليا من بين قدميه إلى كعبيه مسيرة ستمائة عام، وما بين كعبه إلى أخمص قدميه مسيرة ستمائة عام، الخالق أعظم من الخلق، ولأبي نُعيم فقط من حديث إسماعيل بن عياش عن الأحوص بن حكيم عن شهر عن ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه، فقال: ما جمعكم؟ فقالوا: اجتمعنا نذكر ربنا ونتفكر في عظمته، فقال: تفكروا في خلق اللَّه ولا تفكروا في اللَّه، فإنكم لن تقدروا قدره، الحديث، وفيه ذكر إسرافيل، وللطبراني في الأوسط، والبيهقي في الشعب، من حديث ابن عمر مرفوعاً: تفكروا في آلاء اللَّه ولا تتفكروا في اللَّه، وأسانيدها ضعيفة، لكن اجتماعها يكتسب قوة، والمعنى صحيح، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً: لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق اللَّه الخلق، فمن خلق اللَّه، فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل آمنت باللَّه.
343 -
حديث: تقوى اللَّه رأس كل حكمة، عزاه الديلمي لأنس مرفوعاً: بدون إسناد، وفي المرفوع عن معاذ بن جبل: يا أيها الناس! اتخذوا تقوى اللَّه
تجارة، يأتكم الربح بلا بضاعة، ثم قرأ {ومن يتق اللَّه يجعل له مخرجاً} ، وعن ابن عباس: من سره أن يكون أكرم الناس فليتق اللَّه، وعن أبي هريرة قال: قيل يا رسول اللَّه، من أكرم الناس؟ قال: أتقاهم للَّه، وأفرد ابن أبي الدنيا في التقوى جزءاً، وفيه عن عبد الرحمن بن صالح قال: كتب رجل من العباد إلى أخيه "أوصيك بتقوى اللَّه، فإن في تقوى اللَّه الخير كله، التيسير، والفرج، والرزق الطيب في الدنيا، وفيه النجاة، وحسن الثواب في الآخرة، وفي التنزيل:{ومن يتق اللَّه يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً} ، وللعسكري من حديث الحسن عن سمرة مرفوعاً، قال: من اتقى اللَّه عاش قوياً، وسار في بلاد عدوه آمناً، وللحاكم، والبيهقي، وأبي يعلى، وإسحاق، وعبد، والطبراني، وأبي نُعيم في الحلية، كلهم من طريق هشام بن زياد أبي المقدام عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس مرفوعاً: من سره أن يكون أكرم الناس فليتق اللَّه، قال البيهقي في الزهد: تكلموا في هشام بسبب هذا الحديث، وأنه كان يقول: حدثني يحيى عن محمد بن كعب، ثم ادعى أنه سمعه من كعب، ثم أخرجه البيهقي من طريق عبد الجبار بن محمد العطاردي والد أحمد، عن عبد الرحمن الضبي عن القاسم بن عروة عن محمد بن كعب عن ابن عباس يرفع الحديث نحوه، وفي الثعلبي والواحدي والزمخشري في الحجرات من تفاسيرهم بلا سند، عن يزيد بن سخبرة، قال: مر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في سوق المدينة، فرأى غلاماً أسود ينادي: من يشتريني على شرط ألا يمنعني من الصلاة الخمس، الحديث في نزول {إن أكرمكم عند اللَّه أتقاكم} .
344 -
حديث: تقول النار للمؤمن يوم القيامة جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي، الطبراني في الكبير من طريق بشير بن طلحة الحزامي عن خالد بن دريك عن يعلى بن منية رفعه بهذا، وفي سنده منصور بن عمار الواعظ الشهير، قال أبو حاتم: إنه ليس بالقوي، وقال ابن عدي: منكر الحديث، وأورد له هذا الحديث في كامله، وهو مع ذلك منقطع بين خالد ويعلى، وأرجو أن يكون صحيحاً، وهو عند الحكيم الترمذي في السادس عشر من نوادر الأصول، بلفظ: إن النار تقول.
345 -
حديث: التكبير جزم، لا أصل له في المرفوع، مع وقوعه في الرافعي،
وإنما هو من قول إبراهيم النخعي، حكاه الترمذي في جامعه عنه عقب حديث: حذف السلام سنَّة، فقال ما نصه: وروي عن إبراهيم النخعي أنه قال: التكبير جزم، والتسليم جزم، ومن جهته
(1)
رواه سعيد بن منصور في سننه، بزيادة: والقراءة جزم، والأذان جزم، وفي لفظ عنه: كانوا يجزمون التكبير، واختلف في لفظه ومعناه، فقال الهروي في الغريبين: عوام الناس يضمون الراء من اللَّه أكبر، وقال أبو العباس المبرد: اللَّه أكبر اللَّه أكبر، ويحتج بأن الأذان سمع موقوفاً، غير معرب في مقاطعه، وكذا قال ابن الأثير في النهاية: معناه أن التكبير والسلام لا يمدان، ولا يعرب التكبير، بل يسكن آخره، وتبعه المحب الطبري، وهو مقتضى كلام الرافعي في الاستدلال به على أن التكبير جزم لا يمد، وعليه مشى الزركشي، وإن كان أصله الرفع بالخبرية، ويمكن الاستشهاد له بما أخرجه الطيالسي في مسنده من طريق ابن عبد الرحمن بن أَبزى، عن أبيه، قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فكان لا يتم التكبير، لكن قد خالفهم شيخي رحمه الله، فقال: وفيما قالوه نظر، لأن استعمال لفظ الجزم في مقابل الإعراب اصطلاح حادث لأهل العربية، فكيف يحمل عليه الألفاظ النبوية، يعني على تقدير الثبوت، وجزم بأن المراد بحذف السلام وجزم التكبير الإسراع به، وقد أسند الحاكم عن أبي عبد اللَّه البوشنجي أنه سئل عن حذف السلام، فقال: لا يمد، وكذا أسنده الترمذي في جامعه عن ابن المبارك أنه قال: لا يمده مداً، قال الترمذي: وهو الذي استحسنه أهل العلم، وقال الغزالي في الإحياء: ويحذف السلام، ولا يمده مداً، فهو السنة، وكذا قال جماعة من العلماء: إنه يستحب أن يدرج لفظ السلام، ولا يمده مداً، وإنه ليس برفع الصوت، فرفع الصوت غير المد، وقيل: معناه إسراع الإمام به لئلا يسبقه المأموم، وعن بعض المالكية: هو أن لا يكون فيه قوله: ورحمة للّه، فهذا ما علمته الآن في معناه، ومما قيل فيه أيضاً التحتم بمعنى عدم إجزاء غيره، وأما لفظه فجزم بالجيم والزاي المعجمتين، بل قيده بعضهم بالحاء المهملة، والذال المعجمة ومعناه
سريع، فالحذم السرعة، ومنه قول عمر: إذا أذنت فترسل، وإذا أقمت فاحذم. أي أسرع، حكاه ابن سيد الناس، وكذا السروجي المحدث من الحنفية قال: والحذم في اللسان
(1)
يعني إبراهيم النخعي.
السرعة، ومنه قيل للأرنب حذمة انتهى، وحديث: حذف السلام سنة، أخرجه أبو داود والترمذي، وابن خزيمة والحاكم في صحيحهما من رواية قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي هريرة، قال: حذف السلام سنة، رفعه أبو داود وابن خزيمة والحاكم مع حكايتهما الوقف أيضاً، ووقفه الترمذي، وقال: إنه حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ونقل أبو داود عن الفريابي، قال. نهاني أحمد عن رفعه، وعن عيسى بن يونس الرملي قال: نهاني ابن المبارك عن رفعه، والمعنى أنهما نهيا أن يعزى هذا القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فقول الصحابي: السنة كذا، له حكم المرفوع على الصحيح، على أن البيهقي قال: كأن وقفه تقصير من بعض الرواة، وصحح الدارقطني في العلل في حديث الفريابي وقفه، وأما أبو الحسن ابن القطان فقال: إنه لا يصح مرفوعاً ولا موقوفاً.
346 -
حديث: تلقين الميت بعد الدفن، الطبراني في الدعاء ومعجمه الكبير من طريق محمد بن إبراهيم بن العلاء الحمصي، حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا عبد اللَّه بن محمد القرشي عن يحيى بن أبي كثير، عن سعيد بن عبد اللَّه الأودي قال: شهدت أبا أمامة، وهو في النزع، فقال: إذا أنا مت فاصنعوا بي كما أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أن نصنع بموتانا، أمرنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم على قبره، فليقم أحدكم على قبره، ثم يقول يا فلان ابن فلانة، فإنه يسمعه ولا يجيب، ثم يقول: يا فلان ابن فلانة، فإنه يستوي قاعداً، ثم يقول: يا فلان ابن فلانة، فإنه يقول: أرشد رحمك اللَّه، ولكن لا تشعرون، فليقل: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمداً عبده ورسوله، وأنك رضيت باللَّه رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً، وبالقرآن إماماً، فإن منكراً ونكيراً يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه، يقول: انطلق ما تقعد عند من لقن حجته، فيكون اللَّه حجيجه دونهما، فقال رجل: يا رسول اللَّه، فإن لم يعرف اسم أمه؟ قال: فلينسبه إلى حواء، فلان بن حواء، ومن طريق الطبراني أورده الضياء في أحكامه، وكذا رواه إبراهيم الحربي في اتباع الأموات، وأبو بكر غلام الخلال في الشافي من جهة ابن عياش، وابن
زبر في وصايا العلماء عند الموت من طريق عبد الوهاب بن نجدة عن ابن عياش، وابن شاهين في ذكر الموت من جهة حماد بن عمرو النصيبي عن عبد اللَّه بن محمد، وآخرون، وضعفه ابن الصلاح، ثم النووي، وابن القيم، والعراقي، وشيخنا في تصانيفه، وآخرون، وقواه الضياء في أحكامه، ثم شيخنا
(1)
مما له من الشواهد، وعزى الإمام أحمد العمل به لأهل الشام، وابن العربي لأهل المدينة وغيرهما، كقرطبة وغيرها، وأفردت للكلام عليه جزءاً.
347 -
حديث: تمام المعروف خير من ابتدائه، القضاعي في مسنده من حديث صالح بن عبد اللَّه القرشي، عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً بلفظ: استتمام، وكذا هو عند الطبراني في الصغير، بلفظ: أفضل بدل خير، وقال: لم يروه عن أبي الزبير إلا صالح، انتهى، وراويه عنه، وهو عبد الرحمن بن قيس الضبي متروك، وعن سلم بن قتيبة رحمه الله، قال: تمام المعروف أشد من ابتدائه، لأن ابتداءه نافلة، وتمامه فريضة، وعن العباس رضي الله عنه قال: لا يتم المعروف إلا بتعجيله، فإنه إذا عجله هناه.
348 -
حديث: تمعددوا واخشوشنوا، أبو الشيخ ابن حيان في السبق، وابن شاهين في الصحابة، والطبراني في معجمه الكبير، وعنه أبو نُعيم في المعرفة، كلهم من حديث يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن عبد اللَّه بن سعيد المقبري، عن أبيه عن القعقاع ابن أبي حدرد رفعه: تمعددوا، واخشوشنوا، واخلولقوا، وانتضلوا، وامشوا حفاة، وهو عند أبي الشيخ فقط من طريق صفوان بن عيسى عن عبد اللَّه بن سعيد المقبري عن أبيه عن عبد اللَّه ابن أبي حدرد عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، وكذا أخرجه أبو نُعيم في المعرفة من جهة صفوان، لكن جعله عن القعقاع كالأول، ورواه أيضاً من طريق إسماعيل بن زكريا عن عبد اللَّه بن سعيد عن أبيه عن القعقاع ابن أبي حدرد، وكذا أخرجه البغوي في معجم الصحابة في ترجمة القعقاع، لكنه لم يسمه، إذ ساقه، بل قال: عن ابن أبي حدرد، وأعاده في عبد اللَّه من العبادلة من حديث إسماعيل أيضاً، ولم يسمه كذلك، ورواه الطبراني
(1)
في التلخيص الحبير.
في الكبير أيضاً من حديث مندل بن علي عن عبد اللَّه بن سعيد عن أبيه عن عبد اللَّه ابن أبي حدرد به، وأبو الشيخ أيضاً من طريق سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أخيه هو عبد اللَّه عن جده، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، ورواه الرامهرمزي في الأمثال من جهة أبي بكر ابن أبي شيبة، حدثنا عبد الرحمن عن عبد اللَّه بن سعيد عن أبيه، عن رجل من أسلم يقال له ابن الأدرع رفعه: تمعددوا، واخشوشنوا، وامشوا حفاة، فهذا ما فيه من اختلاف، ومداره على عبد اللَّه بن سعيد، وهو ضعيف، ولأبي عبيد في الغريب، حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي العدبس الأسدي، عن عمر أنه قال: اخشوشنوا، وتمعددوا واجعلوا الرأس رأسين، ورواه ابن حبان في صحيحه من طريق أبي عثمان، قال: أتانا كتاب عمر فذكر قصة فيها هذا، وقد بينته في: الرمي بالسهام، وفيه: وإياكم وزي الأعاجم، وقوله: تمعددوا، أي اتبعوا معد بن عدنان في الفصاحة، وقيل: تشبهوا بعيشه من الغلظ والقشف، فكونوا مثله، ودعوا التنعم وزي العجم، ويشهد له قوله في الحديث الآخر: عليكم باللبسة المعدية، أي بخشونة اللباس، ويقال تمعدد الغلام إذا شبَّ وغلظ، وقال الرامهرمزي: المعنى:
اقتدوا بمعد بن عدنان، والبسوا الخشن من الثياب، وامشوا حفاةً، فهو حث على التواضع، ونهي عن الإفراط في الترفه والتنعم، ومن شواهده ما رواه أحمد وأبو نُعيم عن معاذ رفعه: إياك والتنعم، فإن عباد اللَّه ليسوا بالمتنعمين. بل عند الدارقطني في السنن من حديث سليمان بن عيسى السجزي، عن الثوري عن الليث عن طاوس عن ابن عباس مرفوعاً: إذا سارعتم إلى الخيرات فامشوا حفاة.
349 -
حديث: تمكث إحداكن شطر دهرها لا تصلي، لا أصل له بهذا اللفظ، فقد قال أبو عبد اللَّه ابن منده فيما حكاه عنه ابن دقيق العيد في الإمام: ذكر بعضهم هذا الحديث، ولا يثبت بوجه من الوجوه، وقال البيهقي في المعرفة: هذا الحديث يذكره بعض فقهائنا، وقد تطلبته كثيراً فلم أجده في شيء من كتب الحديث، ولم أجد له إسناداً، وقال ابن الجوزي في التحقيق: هذا لفظ يذكره أصحابنا ولا أعرفه، وقال
الشيخ أبو اسحاق في المهذب: لم أجده بهذا اللفظ إلا في كتب الفقهاء، وقال النووي في شرحه: باطل لا يعرف، وفي الخلاصة: باطل لا أصل له، وقال المنذري: لم يوجد له إسناد بحال، وأغرب الفخر ابن تيمية في شرح الهداية لأبي الخطاب، فنقل عن القاضي أبي يعلى أنه قال: ذكره عبد الرحمن ابن أبي حاتم البستي في كتاب السنن له كذا قال! وابن حاتم ليس بُستيا، وإنما هورازيُّ، وليس له كتاب يقال له السنن، وفي قريب من معناه، ما اتفقا عليه من حديث أبي سعيد مرفوعاً: أليس إذا حاضت لم تصل، ولم تصم فذاك من نقصان دينها، ورواه مسلم من حديث ابن عمر بلفظ: تمكث الليالي ما تصلي، وتفطر في شهر رمضان، فهذا نقصان دينها، ومن حديث أبي هريرة كذلك، وفي المستدرك من حديث ابن مسعود نحوه، ولفظه: فإن إحداهن تقعد ما شاء اللَّه من يوم وليلة لا تسجد للَّه سجدة، قال شيخنا: هذا، وإن كان قريباً من معناه لكنه لا يعطي المراد منه.
350 -
حديث: تناكحوا تناسلوا أباهي بكم يوم القيامة، جاء معناه عن جماعة من الصحابة، فأخرج أبو داود والنسائي والبيهقي وغيرهم من حديث معقل بن يسار مرفوعاً: تزوجوا الولود الودود، فإني مكاثر بكم الأمم، ولأحمد وسعيد بن منصور والطبراني في الأوسط والبيهقي وآخرين من حديث حفص بن عمر بن أخي أنس عن عمه أنس قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهياً شديداً، ويقول: تزوجوا الوَدود الوَلود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة، وصححه ابن حبان، والحاكم، ولابن ماجه من حديث عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة رفعه: انكحوا فإني مكاثر بكم، وقد جمعت طرقه في جزء.
351 -
حديث: تنكح المرأة لمالها، وجمالها، وحسبها، ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك، متفق عليه عن أبي هريرة.
352 -
حديث: تهادوا تحابوا، الطبراني في الأوسط، والحربي في الهدايا، والعسكري في الأمثال، من حديث عبيد اللَّه بن العيزار عن القاسم بن محمد بن أبي
بكر عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً به بزيادة: وهاجروا تورثوا أبناءكم مجداً، وأقيلوا الكرام عثراتهم، وفي لفظ تقدم في أقيلوا: تهادوا تزدادوا حباً، وللطبراني في الأوسط من حديث عمرة ابنة أرطاة، سمعت عائشة تقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يا نساء المؤمنين؟ تهادين ولو فرسن شاةٍ، فإنه يثبت المودة، ويذهب الضغائن، وللقضاعي من حديث أبي يوسف الرعيني، حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً: تهادوا فإن الهدية تذهب بالضغائن، وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد والبخاري في الأدب المفرد والطيالسي والترمذي والنسائي في الكنى والبيهقي في الشعب من طريق ضمام عن موسى بن وردان عنه به، وهو عند ابن عدي في ترجمة ضمام، وفي لفظ الترمذي: تهادوا فإن الهدية تذهب وحر الصدر، وعن عبد اللَّه بن عمرو أخرجه الحاكم في علوم الحديث من وجه آخر عن ضمام عن أبي قبيل عنه، وعن أم حكيم ابنة وداع عند أبي يعلى والطبراني في الكبير والديلمي في مسنده، مرفوعاً بلفظ: تهادوا فإن الهدية تضعف الحب، وتذهب الغوائل، وفي رواية بغوائل الصدر، وفي لفظ: تزيد في القلب حباً، وأخرجه البيهقي في الشعب عن أنس، وله طرق منها عند الطبراني في الأوسط من حديث عائذ بن شريح عنه مرفوعاً: يا معشر الأنصار تهادوا فإن الهدية تسل السخيمة، وتورث المودة، فواللَّه لو أهدى إلي كراع، الحديث، وقال: لم يروه عن أنس إلا عائذ وهو عند البزار في مسنده بدون: وتورث المودة، وفي لفظ للحربي: تهادوا، فإن الهدية، قلَّت أو كثرت تورث المودة، وتسل السخيمة، وللديلمي بلا سند عن أنس رفعه: عليكم بالهدايا، فإنها تنشئ المودة، وتذهب بالضغائن، وعن ابن عمر في الترغيب للأصبهاني، وذكره ابن طاهر في الكلام على أحاديث الشهاب، وعن عطاء الخراساني رفعه مرسلاً، أخرجه مالك في الموطأ بلفظ: تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا تذهب السخائم، وهو حديث جيد، وقد بينت ذلك مع ما وقفت عليه من معناه في تكملة شرح الترمذي، قال الحاكم: تحابوا إن كان
بالتشديد، فمن المحبة، وإن كان بالتخفيف فمن المحاباة، ويشهد للأول رواية تزيد في القلب حباً.
353 -
حديث: التهنئة بالشهور والأعياد، هو مما اعتاده الناس، مروي في
خصوص العيد أن خالد بن معدان لقي واثلة بن الأسقع في يوم عيد، فقال له: تقبل اللَّه منا ومنك، فقال له: نعم، تقبل اللَّه منا ومنك، وأسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الأشبه فيه الوقف خاصة بما عند البيهقي، وله شواهد عن غير واحد من الصحابة، بينها شيخنا في بعض الأجوبة عن أصل المسألة، بل عند الديلمي عن ابن عباس رفعه: من لقي أخاه عند الانصراف من الجمعة، فليقل تقبل اللَّه منا ومنك، ويروى في جملة حقوق الجار من المرفوع: إن أصابه خير هنأه أو مصيبة عزاه أو مرض عاده، إلى غيره مما هو في معناه، بل أقوى منه ما في الصحيحين من قيام طلحة لكعب رضي الله عنه، وتهنئته بتوبة اللَّه عليه
(1)
.
(1)
للحافظ السيوطي رسالة في التهنئة بالأعياد والمناصب الدينية، وكذا للمحدث الشيخ محمد الزرقاني.
حرف الثاء المثلثة
354 -
حديث: الثبات نبات، له ذكر: في الحركات البركات.
355 -
حديث: الثقة بكل أحد عجز، لا أعرفه بهذا اللفظ، ولكن عند الخطابي في العزلة من طريق عبد الملك الذماري قال: وجد عبد الملك بن مروان حجراً فيه مكتوب بالعبرانية، فبعث به إلى وهب بن منبه، فإذا فيه مكتوب: إذا كان الغدر في الناس طباعاً، فالثقة بكل أحد عجز، ومن طريق عبد اللَّه بن حنيف، قال: قال عمر بن عبد العزيز لمحمد بن كعب القرظي: أي خصال الرجل أوضع له؟ قال: كثرة كلامه، وإفشاؤه سره، والثقة بكل أحد، وفي ثامن المجالسة للدينوري من حديث هشام بن إسماعيل قال: كان ملك من الملوك لا يأخذ أحداً من أهل الإيمان باللَّه إلا أمر بصلبه، فأُتي برجل كذلك، فأمر بصلبه، فقيل له: أوص، فقال: بأي شيء، إني أدخلت في الدنيا ولم أستأمر، وعشت فيها جاهلاً، وأخرجت وأنا كاره، وكانوا إذ ذاك لا يقتل أحد إلا ومعه كيس فيه شيء من ذهب أو فضة، فأصابوا كتاباً فيه ثلاث كلمات: إذا كان القدر حقاً، فالحرص باطل، وإذا كان الغدر في الناس طباعاً، فالثقة بكل أحد عجز، وإذا كان الموت بكل أحد رصداً، فالطمأنينة إلى الدنيا حمق.
356 -
حديث: ثلاث لا يركن إليها: الدنيا، والسلطان، والمرأة، كلام صحيح، لا نطيل فيه بالاستشهاد لكل من الثلاثة لوضوح الأمر فيها.
357 -
حديث: ثلاث لا يعاد صاحبهن: الرمد، وصاحب الضرس، وصاحب الدمل، الطبراني في الأوسط، والبيهقي في الشعب، وضعفه من حديث سلمة بن علي الخشني عن الأوزاعي عن يحيى ابن أبي كثير عن أبي جعفر عن أبي هريرة رفعه به، وهو عند البيهقي فقط من جهة هقل عن الأوزاعي، فقال: عن يحيى بن أبي كثير وجعله من قوله لم يجاوز به، قال: وهو الصحيح، فقد قال زيد بن أرقم: رمدت فعادني النبي صلى الله عليه وسلم. فإن ثبت النهي أمكن أن يقال إنها لكونها من الآلام التي لا ينقطع صاحبها غالباً بسببها لا يعاد، بل مع المخالطة قد لا يفطن لمزيد ألمه، كما أوضحته مع غيره في جزء أفردته لهذا الحديث.
358 -
حديث: ثلاث يجلين البصر: النظر إلى الخضرة، وإلى الماء الجاري، وإلى الوجه الحسن، الحاكم، ومن طريقه الديلمي، من جهة عبد اللَّه بن عبد الوهاب الخوارزمي، عن يحيى بن أيوب المقابري، حدثنا شعيب بن حرب عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن نافع عن ابن عمر رفعه بهذا، ومن جهة أبي البختري القاضي، قال: كنت أدخل على الرشيد وابنه القاسم بين يديه، فكنت أدمن النظر إليه عند دخولي وخروجي، قال: فقال لي بعض ندمائه: ما أظن أبا البختري إلا يحب رأس الحملان؟ ففطن له، فلما أن دخلت قال: أراك تدمن النظر إلى القاسم تريد أن تجعل انقطاعه إليك، قلت: أعيذك باللَّه يا أمير المؤمنين أن ترميني بما ليس فيَّ، وإنما إدماني النظر إليه لأن جعفر بن محمد الصادق، حدثنا عن أبيه عن جده علي بن الحسين، عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب مرفوعاً: ثلاث يزدن في قوة البصر: النظر إلى الخضرة، وإلى الماء الجاري، وإلى الوجه الحسن، والخوارزمي، قال أبو نُعيم: في حديثه نكارة، وأبو البختري رمي بالوضع، لكن لأبي نُعيم في الطب من حديث سليمان بن عمرو النخعي عن منصور بن عبد الرحمن الحجي عن أمه صفية ابنة شيبة، عن عائشة مرفوعاً: ثلاثة يجلين البصر: النظر إلى الماء الجاري، والنظر في الخضرة، والنظر إلى الوجه الحسن، ومن حديث القاسم بن مطيب، عن منصور المذكور، لكنه عن أبي سعيد عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب أن ينظر إلى الخضرة، وإلى الماء الجاري، قال ابن عباس: ثلاث يجلين البصر: النظر إلى الخضرة، والإئمد عند النوم، والوجه الحسن، ومن حديث أبي هلال الراسبي عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه مرفوعاً: النظر إلى الخضرة يزيد في البصر، والنظر في الماء يزيد في البصر، والنظر إلى الوجه الحسن يزيد في البصر، ومن حديث ابن أبي فديك عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر مرفوعاً: النظر في وجه المرأة الحسناء والخضرة يزيدان في البصر، وآخرها عند القضاعي
(1)
في مسنده، وسيأتي طرف منه في: النظر، من النون.
(1)
بل رواه القضاعي بلفظ: النظر إلى الخضرة يزيد في البصر، والنظر إلى المرأة الحسناء يزيد البصر، وللحديث طرق كلها واهية.
حرف الجيم
359 -
حديث: الجار قبل الدار، في: التمسوا، من الهمزة.
360 -
حديث: الجار إلى أربعين، أبو يعلى في مسنده، وابن حبان في الضعفاء، معاً من حديث أبي هريرة رفعه: حق الجار أربعون داراً، هكذا، وهكذا، وهكذا، وهكذا، يميناً وشمالاً، وقداماً، وخلفاً، وهو عند الديلمي في مسنده من الوجه الذي أخرجاه، لكن بلفظ: الجار ستون ذراعاً عن يمينه، وستون عن يساره، وستون خلفه، وستون قدامه، وسنده ضعيف، ولكن له باللفظ الأول شاهد عن كعب بن مالك رفعه أيضاً، ولفظه: في حديث: ألا إن أربعين داراً جار، وسنده ضعيف أيضاً، بل يروى عن عائشة أنها قالت: يا رسول اللَّه، ما حد الجوار، قال: أربعون داراً، وفي رواية عنها: أوصاني جبريل إلى أربعين داراً، عشرة من ههنا، وعشرة من ههنا، وعشرة من ههنا، وعشرة من ههنا، قال البيهقي: وكلاهما ضعيف أيضاً، والمعروف ما لأبي داود في المراسيل من حديث الزهري أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن ينادي على باب المسجد، ألا إن أربعين داراً جوار، قال يونس يعني ابن يزيد، فقلت لابن شهاب: كيف؟ قال: أربعون هكذا، وأربعون هكذا، وأربعون هكذا، وأومأ إلى أربع جهات، وبه قالت عائشة: فروينا عنها قالت: حق الجوار أربعون داراً، من كل جانب، ورواه البخاري في الأدب المفرد من قول الحسن البصري أنه سئل عن الجار، فقال: أربعون داراً أمامه، وأربعون خلفه، وأربعون عن يمينه، وأربعون عن يساره، وكذا جاء عن الأوزاعي.
361 -
حديث: الجالب مرزوق، والمحتكر ملعون، ابن ماجه في سننه، والحاكم في صحيحه، وإسحاق، والدارمي، وعبد، وأبو يعلى في مسانيدهم، والعقيلي في الضعفاء، من حديث عمر به مرفوعاً، وسنده ضعيف.
362 -
حديث: جالسوا العلماء، وسائلوا الكبراء، وخالطوا الحكماء، الطبراني والعسكري من حديث أبي مالك النخعي، عن سلمة بن كهيل عن أبي
جُحيفة مرفوعاً بهذا، وكذا أخرجه العسكري من حديث إسحاق بن الربيع العصفري، حدثنا أبو مالك به نحوه، ومن جهة مسعر عن سلمة عن أبي جُحيفة، قال: كان يقال: جالس الكبراء، وخالط العلماء، وخالل الحكماء، موقوف، وفي الباب عن ابن عباس: قيل: يا رسول اللَّه، من نجالس؟ أو قال: أي جلسائنا خير؟ قال: من ذكركم اللَّه رؤيته، وزاد في علمكم منطقه، وذكركم الآخرة عمله، وعن ابن عيينة، قال: قيل لعيسى: يا روح اللَّه من نجالس؟ فقال: من يزيد في علمكم منطقه، ويذكركم اللَّه رؤيته، ويرغبكم في الآخرة عمله، رواهما العسكري.
363 -
حديث: الجالس وسط الحلقة ملعون، أبو داود من حديث قتادة حدثني أبو مجْلز، عن حذيفة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لعن من جلس وسط الحلقة، وهو عند الترمذي من هذا الوجه عن أبي مجلز أن رجلاً قعد وسط حلقة، فقال حذيفة: ملعون على لسان محمد أو لعن اللَّه على لسان محمد صلى الله عليه وسلم من قعد وسط الحلقة، وقال: إنه حسن صحيح، ورواه الحاكم بلفظ: رأى حذيفة إنساناً قاعداً وسط حلقة، فقال: لعن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من قعد وسط حلقة، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وأخرجه أحمد وأبو يعلى في مسنديهما، ومن طريقهما الضياء في المختارة وآخرون، وكلهم بمعنى لفظ الترجمة.
364 -
حديث: الجبروت في القلب، ابن لال عن جابر به مرفوعاً، ويدخل هنا ما رواه أحمد بن منيع، والحارث بن أبي أسامة في مسنديهما، عن علي مرفوعاً، إن الرجل ليكتب جباراً وما يملك غير أهل بيته، ومن كلامهم: الظلم كمين في النفس، العجز يخفيه، والقدرة تبديه.
365 -
حديث: جبلت القلوب على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها، أبو نُعيم في الحلية، وأبو الشيخ، وابن حبان في روضة العقلاء، والخطيب في تاريخ بغداد، وآخرون، كلهم من طريق إسماعيل بن أبان الخياط، قال: بلغ الحسن بن عمارة أن الأعمش وقع فيه، فبعث إليه بكسوة فمدحه الأعمش، فقيل للأعمش: ذممته، ثم مدحته، فقال: إن خيثمة حدثني عن ابن مسعود قال: جبلت، وذكره،
وهكذا أخرجه ابن عدي في كامله، ومن طريقه البيهقي في الشعب، وابن الجوزي في العلل المتناهية، لكن مرفوعاً، وهو باطل مرفوعاً، وموقوفاً، وقول ابن عدي، ثم البيهقي: إن الموقوف معروف عن الأعمش، يحتاج إلى تأويل، فإنهما أورداه كذلك بسند فيه من اتهم بالكذب والوضع، بسياق يجل الأعمش عن مثله، وهو أنه لما ولى الحسن بن عمارة مظالم الكوفة بلغ الأعمش فقال: ظالم ولى مظالمنا، فبلغ الحسن، فبعث إليه بأثواب ونفقة، فقال الأعمش: مثل هذا ولي علينا يرحم صغيرنا، ويعود على فقيرنا، ويوقر كبيرنا، فقال له رجل: يا أبا محمد ما هذا وقولك فيه أمس؟ فقال: حدثني خيثمة، وذكره موقوفاً، وأخرجه القضاعي مرفوعاً من جهة ابن عائشة، حدثنا محمد بن عبد الرحمن، رجل من قريش، قال: كنت عند الأعمش، فقيل: إن الحسن بن عمارة ولى المظالم، فقال الأعمش: يا عجبا؟ من ظالم ولي المظالم، ما للحائك ابن الحائك والمظالم، فخرجت، فأتيت الحسن فأخبرته، فقال: علي بمنديل وأثواب، فوجه بها إليه، فلما كان من الغد، بكرت إلى الأعمش فقلت: أجري الحديث، قبل أن يجتمع الناس، فأجريت ذكره، فقال: بخ بخ، هذا الحسن بن عمارة ولي العمل وما زانه، فقلت: بالأمس، قلت: ما قلتَ؟ واليوم تقول هذا، فقال: دع عنك هذا، حدثني خيثمة عن ابن مسعود مرفوعاً، فقد كان رحمه الله زاهداً، ناسكاً، تاركاً للدنيا، حتى وصفه القائل بقوله: ما رأيت الأغنياء والسلاطين عند أحد أحقر منهم عنده
(1)
مع فقره وحاجته، وقال آخر: إنه فقير، صبور، محانب للسلطان، ورع، عالم بالقرآن، وربما يستأنس له بما يروى: اللَّهم لا تجعل للفاجر عندي نعمة يرعاه بها قلبي، وبحديث: الهدية تذهب بالسمع والبصر، وهو ضعيف، والكلام في هذا كله مبسوط في الأجوبة الحديثية.
366 -
حديث: الجبن والجرأة غرائز يضعها اللَّه حيث يشاء، البيهقي في السنن من حديث شعبة عن أبي إسحاق، عن حسان بن فائد، عن عمر بن الخطاب أنه قال: الشجاعة والجبن غرائز في الناس، تلقى الرجل يقاتل عمن لا يعرف، وتلقى الرجل يفر عن أبيه، وهو عند أبي يعلى، ومن طريقه القضاعي من حديث معدي بن سليمان، حدثنا ابن عجلان هو محمد عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً: كرم المؤمن
(1)
يعني الأعمش.
تقواه، ومروءته خلقه، ونسبه دينه، والجبن والجرأة غرائز يضعها اللَّه حيث يشاء، معدي قال فيه أبو زرعة: واهي الحديث، يحدث عن ابن عجلان بمناكير، وكذا ضعفه غيره، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال الشاذكوني: كان من أفضل الناس، وكان يعد من الأبدال، وصحح له الترمذي حديثاً، وعند الدارقطني من حديثه بهذا السند: الحسب المال، والكرم التقوى، ويروى كما للخرائطي من حديث مسلم بن خالد الزنجي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً: كرم المرء دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه، ومن حديث الشعبي، قال: قال عمر: حسب المرء دينه، ومروءته خلقه، وأصله عقله، وهو عن عمر في الموطأ.
367 -
حديث: الجزاء من جنس العمل، يشير إليه قوله تعالى {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، وجزاء سيئة سيئة مثلها، هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} ، وكما تدين تدان، واسمح يسمح لك، وأشباهها، ووقع في كتب النحاة كشروح الألفية وتوضيحها: الناس مجزيون بأعمالهم، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، وقد أخرجه
(1)
ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس موقوفاً.
368 -
حديث: جف القلم بما هو كائن، في: تعرف إلى اللَّه، وعند القضاعي في مسنده من حديث مسعر بن كدام، عن المنبعث الأثرم سمعت كردوسا، سمعت ابن مسعود، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: جف القلم بالشقي والسعيد، وفرغ من أربع من الخلق والخلق والأجل والرزق، وكذا أخرجه الديلمي بلفظ: جرى، بدل جف.
369 -
حديث: الجماعة رحمة، والفرقة عذاب، عبد اللَّه بن أحمد في زوائد المسند من حديث الجراح بن مليح، عن أبي عبد الرحمن، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على المنبر: من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر اللَّه، والتحدث بنعمة اللَّه شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب، قال: فقال: أبو أمامة الباهلي: عليكم بالسواد الأعظم، قال: فقال رجل: ما السواد الأعظم؟ فنادى أبو أمامة: هذه الآية التي في سورة النور {فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم} ، وهو عند القضاعي والديلمي
(1)
بياض بالأصول.
من هذا الوجه، فاقتصر أولهما منه على الترجمة فقط، وثانيهما على: من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، وأورد الديلمي أيضاً من حديث حماد بن سعيد بن معروف الأنصاري قال: حدثنا ليث ابن أبي سليم عن أبي الزبير، عن جابر رفعه: من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر اللَّه، وما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة، وفي الجماعة رحمة، وفي الفرقة عذاب، وسندهما ضعيف، لكن له شواهد، منها في الترمذي عن ابن عباس رفعه: يد اللَّه على الجماعة، اتبعوا السواد الأعظم، فإنه من شذ شذ في النار، ومنها في الطبراني عن أسامة بن شريك رفعه: يد اللَّه على الجماعة، فإذا شذ الشاذ منهم اختطفته الشياطين، الحديث، ومنها فيه أيضاً عن عرفجة رفعه: يد اللَّه مع الجماعة، والشيطان مع من فارق الجماعة يركض، ومنها في الديلمي عن أبي هريرة مرفوعاً: الشيطان يهم بالواحد والاثنين، فإذا كانوا ثلاثة لم يهم بهم.
370 -
حديث: جمال الرجل فصاحة لسانه، القضاعي من حديث الأوزاعي، والعسكري من حديث المنكدر بن محمد بن المنكدر، كلاهما عن محمد بن المنكدر، عن جابر به مرفوعاً، وأخرجه أيضاً الخطيب، وابن طاهر، وفي إسناده أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي، وهو كذاب، وللديلمي من حديث جابر أيضاً رفعه: الجمال صواب المقال، والكمال حسن الفعال بالصدق، وعند العسكري من حديث يعقوب بن جعفر بن سليمان سمعت أبي يحدث عن أبيه عن علي بن عبد اللَّه بن عباس عن أبيه عن جده العباس، قال: قلت يا نبي اللَّه، ما الجمال في الرجل، قال: فصاحة لسانه، وهو عند ابن لال، بلفظ: الجمال في الرجل اللسان، وفي إسناده محمد بن زكريا الغلابي، وهو ضعيف جداً، ورواه أيضاً عن ابن عائشة عن أبيه معضلاً، وفي لفظ عنده: إن جمال، وفي إسناده عبد اللَّه بن إبراهيم الغفاري وهو ضعيف، وللحاكم في المستدرك من طريق أبي جعفر بن علي بن الحسين عن أبيه، قال: أقبل العباس إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعليه حلتان، وله ضفيرتان، وهو أبيض، فلما رآه تبسم، فقال: يا رسول اللَّه، ما أضحكك أضحك اللَّه سنك؟ فقال: أعجبني من جمال عم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال العباس: ما الجمال؟ قال: اللسان، وهو
مرسل، وقال ابن طاهر: إسناده مجهول، وروى العسكري من حديث هارون بن عمر، حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه، قال: مر عمر بقوم يرمون، فقال: بئس ما رميتم، فقالوا: إنا متعلمين، فقال عمر: واللَّه لذنبكم في لحنكم أشد عليَّ من ذنبكم في رميتكم، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: رحم اللَّه امرأ أصلح من لسانه، انتهى، ووقع هذا الحديث في الديات من الرافعي بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الجمال، فقال: هو اللسان.
371 -
حديث: الجمعة حج المساكين، القضاعي من حديث عيسى بن إبراهيم الهاشمي، عن مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس رفعه به، وفي لفظ له أيضاً بإسناده: الفقراء، بدل المساكين، وهو عند الحارث بن أبي أسامة في مسنده، ومقاتل ضعيف، وكذا الراوي عنه، وللديلمي من حديث هشام بن عبيد اللَّه الرازي، حدثنا ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر رفعه: الدجاج غنم فقراء أمتي، والجمعة حج فقرائها، وهكذا هو في ترجمة هشام من ضعفاء ابن حبان، ولابن ماجه من حديث علي بن عروة عن المقبري، عن أبي هريرة، قال: أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الأغنياء باتخاذ الغنم، وأمر الفقراء باتخاذ الدجاج، وقال: عند اتخاذ الأغنياء الدجاج يأذن اللَّه تعالى بهلاك القرى. وهو ضعيف.
372 -
حديث: جنبوا مساجدكم صبيانكم، ابن ماجه من حديث أبي سعيد الشامي عن مكحول عن واثلة مرفوعاً، بلفظ: جنبوا مساجدكم صبيانكم، ومجانينكم، وشراءَكم، وبيعكم، وخصوماتكم، ورفع أصواتكم، وإقامة حدودكم، وسل سيوفكم، واتخذوا على أبوابها المطاهر، وجمروها في الجمع، وسنده ضعيف، ولكن له شاهد عند الطبراني في الكبير، والعقيلي وابن عدي بسند فيه العلاء بن كثير الشامي، وهو ضعيف من حديث مكحول، عن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة، قالوا: سمعنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وذكره بلفظ: مساجدكم، وبدون شراءكم وبيعكم. ومن حديث مكحول عن معاذ مرفوعاً بنحوه، وكذا أخرج عبد الرزاق وإسحاق حديث معاذ، ومكحول لم يسمع من معاذ. ولابن عدي من
حديث أبي هريرة رفعه: جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم، وفي سنده عبد اللَّه بن محرر، بمهملات وزن محمد، وهو ضعيف، وذكره عبد الحق من جهة البزار، ثم من حديث ابن مسعود قال: وليس له أصل، انتهى. وفي الباب مما يستأنس به لتقويته عدة أحاديث: كحديث من رأيتموه يبيع، أو يبتاع في المسجد، أو ينشد ضالة، الحديث.
373 -
حديث: الجنة تحت أقدام الأمهات، أحمد والنسائي وابن ماجه والحاكم في مستدركه من حديث ابن جريج، أخبرني محمد بن طلحة هو ابن عبد اللَّه بن عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق عن أبيه عن معاوية بن جاهمة السلمي، أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك، فقال: هل لك من أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها، وقال الحاكم: إنه صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقب بالاضطراب. فقيل: هكذا كما اتفق عليه حجاج بن محمد، وروح بن عبادة، وأبو عاصم، كلهم عن ابن جريج. وقيل عن معاوية أنه السائل، أخرجه ابن ماجه أيضاً من حديث محمد بن إسحاق عن محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن معاوية عن جاهمة. قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّه، إني كنت أردت الجهاد معك، أبتغي بذلك وجه اللَّه، والدار الآخرة، قال: ويحك أحية أمك، قلت: نعم يا رسول اللَّه، قال: ويحك الزم رجلها فثم الجنة، وجعله أيضاً بلا واسطة بين محمد بن طلحة ومعاوية. وقد أخرجه ابن شاهين من جهة إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق فأثبته، وتابعه محمد بن سلمة الخزاعي عن ابن إسحاق، وهو المشهور عنه. وقيل عن طلحة بن معاوية أنه هو الذي سأل، ورجح البيهقي الأول. وفيه من الاختلاف غير ذلك مما لبسطه غير هذا المحل. وفي الباب ما أخرجه الخطيب في جامعه، والقضاعي في مسنده، من حديث منصور بن المهاجر البزوري. عن أبي النضر الأبار عن أنس رفعه: الجنة تحت أقدام الأمهات، قال ابن طاهر: ومنصور وأبو النضر لا يعرفان، والحديث منكر، وذكره أيضاً من حديث ابن عباس وضعفه، هذا وقد عزاه الديلمي لمسلم عن أنس، فينظر
(1)
. والمعنى أن التواضع للأمهات سبب لدخول الجنة.
(1)
لم يخرجه مسلم أصلاً، وإن عزاه له الزركشي والسيوطي تقليداً للديلمي.
374 -
حديث: جهد المقل دموعه، هو معنى خير أو أفضل الصدقة: جهد المقل الذي أخرجه أبو داود وغيره عن أبي هريرة مرفوعاً. وفي الباب عن جابر وغيره كعبد اللَّه بن حبشي الخثعمي، وحديثه عند أبي داود والنسائي في الجهاد، والدارمي وغيرهم بإسناد قوي من طريق عبيد بن عمير عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الأعمال أفضل، قال: إيمان لا شك فيه، وجهاد لا غلول فيه، وحج مبرور. قيل: فأي الصلاة أفضل، قال: طول القيام، قيل: فأي الصدقة أفضل، قال: جهد المقل. وذكر البخاري في تاريخه له علة، وهي الاختلاف على رواية عبيد في سنده، فقال علي الأزدي: هكذا وقال: عبد اللَّه بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده واسم جده قتادة الليثي. ولكن لفظ المتن قال: السماحة والصبر، ومن هنا يمكن أن يقال ليست العلة بقادحة، وقد أخرجه هكذا موصولاً من وجهين في كل منهما مقال، ثم أورده من طريق الزهري عن عبد اللَّه بن عبيد عن أبيه مرسلاً، وهذا أقوى ويروى عن ابن مسعود أن نملة تجر نصف شقها حملت إلى سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام نبقة جلوقية، فوضعت بين يديه فلم يلتفت إليها، فرفعت رأسها فقالت:
ألا كلنا نهدي إلى اللَّه ماله
…
وإن كان عنه ذا غنى فهو قابله
ولو كان يهدى للجليل بقدره
…
لقصر أعلى البحر منه مناهله
ولكنا نهدي إلى من نحبه
…
ولو لم يكن في وسعنا ما يشاكله
فأتاه جبريل عليه السلام، فقال: إن اللَّه عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: اقبل هديتها، فإن اللَّه تعالى يحب جهد المقل، أسنده الديلمي، وعنده عن ابن عمر رفعه: خير الناس مؤمن فقير يعطي من جهده.
375 -
حديث: جور الترك ولا عدل العرب، كلام ساقط.
376 -
حديث: الجوع كافر، وقاتله من أهل الجنة، كلام يدور في الأسواق، ويقرب من معنى الشق الأول، قوله صلى الله عليه وسلم: اللَّهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، في حديث عند أبي داود والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة، وللطبراني في الأوسط عن عائشة مرفوعاً أيضاً في حديث: اللَّهم إني
أعوذ بك من الجوع ضجيعاً، وأما الشق الثاني، فأحاديث ذم الجائع كثيرة، منتشرة، أفردت بالتأليف، كحديث: أفشوا السلام، وأحسنوا الكلام، وأطعموا الطعام، تدخلوا الجنة بسلام. ومنها: من أطعم كبداً جائعاً أطعمه اللَّه من أطيب طعام الجنة. ومن برد كبداً عطشانة، الحديث. ومنها: من أطعم مؤمناً حتى يشبعه أدخله اللَّه من أبواب الجنة، لا يدخلها إلا من كان مثله.
377 -
حديث: الجيزة روضة من رياض الجنة، ومصر خزائن اللَّه في أرضه، قال شيخنا: هو كذب موضوع، وهو في نسخة نبيط الموضوعة
(1)
.
(1)
نسخة نبيط بن شريط أوردها السيوطي في آخر ذيل اللآلى، وابن عراق في كتاب "تنزيه الشريعة المرفوعة" الذي سنخرجه قريباً بحول اللَّه. إذ هو أوسع كتاب في الموضوعات.
حرف الحاء المهملة
378 -
حديث: حارم وارثه من أهل النار، في: من زوى.
379 -
حديث: حاكوا الباعة، فإنه لا ذمة لهم، قال شيخنا: إنه ورد بسند ضعيف، لكن بلفظ: ماكسوا الباعة، فإنه لا خلاق لهم، قال: وورد بسند قوي عن سفيان الثوري أنه قال: كان يقال: وذكره، وترجم شيخنا في كتابه المطالب العالية مماكسة الباعة، وأورد من طريق جابر أبي الشعثاء أنه كان لا يماكس في ثلاثة: في الكراء إلى مكة، وفي الرقية، وفي الأضحية، وفي الفردوس بلا إسناد عن أنس مرفوعاً: أتاني جبريل، فقال: يا محمد! ماكس عن درهمك، فإن المغبون لا مأجور، ولا محمود، وشطره الأخير عند أبي يعلى في مسنده، قال: حدثنا كامل بن طلحة، حدثنا أبو هشام القناد عن الحسين بن علي رفعه، قال: المغبون لا محمود، ولا مأجور
(1)
، وهو عند البغوي في معجمه من حديث أبي هشام المذكور، قال: كنت أحمل المتاع من البصرة إلى الحسن بن علي، فكان يماكسني فيه، فلعلي لا أقوم من عنده حتى يهب عامته، فقلت: يا ابن رسول اللَّه! أجيئك بالمتاع من البصرة تماكسني فيه، فلعلي لا أقوم حتى تهب عامته؟ فقال: إن أبي حدثني يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: المغبون، وذكره، قال البغوي: وهذا وهم من كامل، يعني راويه، عن أبي هشام، فقد رواه غيره عن أبي هشام، قال: كنت أحمل إلى علي بن الحسين، ورواه أبو سعيد الحسن بن علي عن كامل، وزاد فيه علي بن أبي طالب، إلا أنه جعله من رواية الحسن لا الحسين، وكذا رواه الطبراني في الكبير من حديث طلحة بن كامل عن ابن هشام عن عبد اللَّه بن الحسن عن أبيه عن جده رفعه بهذا أيضاً، وأبو هشام، قال الذهبي: إنه لا يعرف، وخبره منكر انتهى، لا سيما وقد اضطرب فيه، وفي سابع عشر المجالسة من حديث محمد بن سلام الجمحي، قال: رؤي عبد اللَّه بن جعفر يماكس في درهم فقيل له: تماكس في درهم، وأنت تجود من المال بكذا وكذا، فقال: ذاك مالي جدت به، وهذا عقلي بخلت به، وللطبراني في الكبير عن أبي أمامة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(1)
قرأته مرويا عن الشعبي في كتاب النوادر والنتف لأبي الشيخ.
غبن المسترسل حرام، وسنده ضعيف جدًا، لكن في الباب عن أنس وعلي وهما في اللسان لشيخنا.
380 -
حديث: حبب إليَّ النساء، والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة، الطبراني في الأوسط، من حديث الأوزاعي عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أنس به مرفوعاً، وكذا هو عنده في الصغير، وكذا الخطيب في تاريخ بغداد من هذا الوجه، لكن مقتصراً على جملة: جعلت فقط، ورواه النسائي في سننه من حديث بشَّار عن جعفر عن ثابت عن أنس بلفظ الترجمة، والحاكم في مستدركه بدون لفظة: جعلت، وقال: إنه صحيح على شرط مسلم، ورواه مؤمل بن إهاب في جزئه الشهير، قال: حدثنا سفيان عن جعفر به بلفظ: وجعل قرة، والباقي سواء، وأخرجه ابن عدي في كامله من جهة سلام ابن أبي خُبزة، حدثنا ثابت البناني وعلي بن زيد، كلاهما عن أنس بلفظ الترجمة، وهو عند النسائي أيضاً من جهة سلام أبي المنذر عن ثابت عن أنس بلفظ: حبب إلي من الدنيا النساء، والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة، ومن هذا الوجه أخرجه أحمد وأبو يعلى في مسنديهما، وأبو عوانة في مستخرجه الصحيح، والطبراني في الأوسط، والبيهقي في سننه، وآخرون، حسبما بينته موضحاً في جزء أفردته لهذا الحديث، وقد عزاه الديلمي بلفظ: حبب إلي كل شيء.
وحبب إلي النساء، إلى آخره للنسائي وغيره مما لم أره كذلك فيها، وكذا أفاد ابن القيم أن أحمد رواه في الزهد بزيادة لطيفة، وهي: أصبر عن الطعام والشراب، ولا أصبر عنهن، وأما ما استقر في هذا الحديث من زيادة ثلاث، فلم أقف عليها إلا في موضعين من الإحياء؛ وفي تفسير آل عمران، من الكشاف، وما رأيتها في شيء من طرق هذا الحديث بعد مزيد التفتيش؛ وبذلك صرح الزركشي فقال: إنه لم يرد فيه لفظ ثلاث، قال: وزيادته محيلة للمعنى، فإن الصلاة ليست من الدنيا، قال: وقد تكلم الإمام أبو بكر ابن فورك على معناه في جزء، ووجه ما ثبت فيه الثلاث: ونحوه قول شيخنا في تخريج الرافعي تبعاً لأصله: وقد اشتهر على الألسنة بزيادة: ثلاث، وشرحه الإمام أبو بكر ابن فورك في جزء مفرد، وكذلك ذكره الغزالي، ولم نجد لفظ ثلاث في شيء من طرقه المسندة، وقال في موضع آخر: قد وقفت على جزء للإمام أبي بكر ابن فورك أفرده للكلام على
هذا الحديث وشرحه على أنه ورد بلفظ الثلاث، ووجهه وأطنب في ذلك، وقال في تخريج الكشاف: إن لفظ ثلاث لم يقع في شيء من طرقه وزيادته تفسد المعنى، على أن الإمام أبا بكر ابن فورك شرحه في جزء مفرد بإثباته، وكذلك أورده الغزالي في الإحياء، واشتهر على الألسنة. وكذا قال الولي العراقي في أماليه: ليست هذه اللفظة وهي ثلاث في شيء من كتب الحديث، وهي مفسدة للمعنى، فإن الصلاة ليست من أمور الدنيا انتهى، وقد وجهناها في الجزء المشار إليه.
381 -
حديث: حبك الشيء يعمي ويصم، أبو داود والعسكري من حديث بقية بن الوليد عن أبي بكر بن عبد اللَّه بن أبي مريم عن خالد بن محمد الثقفي عن بلال ابن أبي الدرداء عن أبيه به مرفوعاً، ولم ينفرد به بقية، فقد تابعه أبو حيوة شريح بن يزيد، ومحمد بن حرب، كما عند العسكري ويحيى البابلتي كما عند القضاعي في مسنده، وعصام بن خالد ومحمد بن مصعب، كما عند أحمد في مسنده، وابن أبي مريم ضعيف، لا سيما وقد رواه أحمد عن أبي اليمان عن ابن أبي مريم فوقفه، والأول أكثر، وقد بالغ الصغاني فحكم عليه بالوضع، وكذا تعقبه العراقي، وقال: إن ابن أبي مريم لم يتهمه أحد بكذب، إنما سرق له حلي فأنكر عقله، وقد ضعفه غير واحد، ويكفينا سكوت أبي داود عليه، فليس بموضوع، بل ولا شديد الضعف، فهو حسن، انتهى. وفي الباب مما لم يثبت عن معاوية، قال العسكري: أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن من الحب ما يعميك عن طريق الرشد، ويصمك عن استماع الحق، وأن الرجل إذا غلب الحب على قلبه ولم يكن له رادع من عقل أو دين أصمه حبه عن العدل، وأعماه عن الرشد، وكذا قال بعض الشعراء: وعين أخي الرضى عن ذاك تعمى.
وقال آخر:
فعين الرضى عن كل عيب كليلة
…
ولكن عين السخط تبدي المساويا
وعن ثعلب قال:
تعمى العين عن النظر إلى مساويه، وتصم الأذن عن استماع العدل فيه.
وأنشأ يقول:
وكذبت طرفي فيك والطرف صادق
…
وأسمعت أذني فيك ما ليس تسمع
وقيل: تعمي وتصم عن الآخرة، وفائدته النهي عن حب ما لا ينبغي الإغراق في حبه.
382 -
حديث: الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام، البخاري من حديث عقيل عن ابن شهاب، حدثني أبو سلمة وسعيد بن المسيب أن أبا هريرة أخبرهما أنه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: وذكره، قال ابن شهاب: الحبة السوداء الشونيز، والسام الموت، ومن حديث خالد بن سعد قال: خرجنا ومعنا غالب بن أبجر، فمرض في الطريق، فقدمنا المدينة وهو مريض، فعاده ابن أبي عتيق، فقال: عليكم بهذه الحبة السوداء، فخذوا منها خمساً أو سبعاً فاسحقوها، ثم أقطروها في أنفه بقطرات زيت في هذا الجانب، وفي هذا الجانب، فإن عائشة حدثتني أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن هذه الحبة، وذكره، بلفظ: إلا من السام، قلت: وما السام؟ قال: الموت.
383 -
حديث: الحبيب لا يعذب حبيبه، ما علمته في المرفوع، ولكن قد يشير إليه قوله تعالى {وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء اللَّه وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم} .
384 -
حديث: حب الدنيا رأس كل خطيئة، البيهقي في الحادي والسبعين من الشعب، بإسناد حسن إلى الحسن البصري، رفعه مرسلاً، وأورده الديلمي في الفردوس، وتبعه ولده بلا إسناد، عن علي رفعه به، وهو عند البيهقي أيضاً في الزهد، وأبي نُعيم في الترجمة الثوري من الحلية من قول عيسى بن مريم عليه السلام، وعند ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان له، من قول مالك بن دينار، وعند ابن يونس في ترجمة سعد بن مسعود التجيبي من تاريخ مصر له، من قول سعد هذا. وجزم ابن تيمية بأنه من قول جندب البجلي رضي الله عنه. وبالأول يرد عليه وعلى غيره.
ممن صرح بالحكم عليه بالوضع، لقول ابن المديني: مرسلات الحسن إذا رواها عنه الثقات صحاح، ما أقل ما يسقط منها، وقال أبو زرعة: كل شيء يقول الحسن، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وجدت له أصلاً ثابتاً ما خلا أربعة أحاديث. وليته ذكرها، وقال الدارقطني: في مراسيله ضعف، وللديلمي عن أبي هريرة رفعه: أعظم الآفات تصيب أمتي: حبهم الدنيا، وجمعهم الدنانير والدراهم، لا خير في كثير ممن جمعها إلا من سلطه اللَّه على هلكتها في الحق.
385 -
حديث: حبوا العرب، في: أحبوا العرب.
386 -
حديث: حب الوطن من الإيمان، لم أقف عليه، ومعناه صحيح في ثالث المجالسة للدينوري من طريق الأصمعي، سمعت أعرابياً يقول: إذا أردت أن تعرف الرجل فانظر كيف تحننه إلى أوطانه، وتشوقه إلى إخوانه، وبكاؤه على ما مضى من زمانه، ومن طريق الأصمعي أيضاً، قال: قالت الهند: ثلاث خصال في ثلاثة أصناف من الحيوان، الإبل تحن إلى أوطانها، وإن كان عهدها بها بعيداً، والطير إلى وكره، وإن كان موضعه مجدباً، والإنسان إلى وطنه، وإن كان غيره أكثر نفعاً، ولما اشتاق النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة محل مولده ومنشئه أنزل اللَّه تعالى عليه قوله:{إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} إلى مكة، وللخطابي في غريب الحديث من طريق إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز عن أبيه عن الزهري، قال: قدم أصيل - بالتصغير - الغفاري على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من مكة قبل أن يضرب الحجاب، فقالت عائشة: كيف تركت مكة، قال: اخضرت جنباتها، وابيضت بطحاؤها، وأغدق اذخرها، وانتشر سلمها، الحديث، وفيه: فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: حسبك يا أصيل لا تحزني، وهو عند أبي موسى المديني من وجه آخر، قال: قدم أصيل الهذلي فذكر نحوه باختصار، وفيه: فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ويها يا أصيل تدع القلوب تقر.
387 -
حديث: الحجامة تكره في أول النهار، ولا يرجى نفعها حتى ينقص الهلال، عبد الملك بن حبيب في الطب النبوي من رواية عبد الكريم الحضرمي معضلاً.
388 -
حديث: الحجامة في نقرة الرأس تورث النسيان، فتجنبوا ذلك، الديلمي من حديث عمر بن واصل، قال: حكى محمد بن سواءٍ عن مالك بن دينار عن أنس مرفوعاً به، وابن واصل اتهمه الخطيب بالوضع، لا سيما وهو حكاية، وقد احتجم صلى الله عليه وسلم في يافوخه، من وجع كان به، ويروى أنه كان يحتجم على هامته وبين كتفيه، ولكن قد قال أبو داود: قال معمر: احتجمت فذهب عقلي، حتى كنت ألقن فاتحة الكتاب في صلاتي، وكان احتجم على هامته، أي على رأسه. وللحاكم من حديث عطاف بن خالد، عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: الحجامة على الريق أمثل، وهي شفاء وبركة، وهي تزيد في العقل، وتزيد في الحفظ. الحديث، وفيه: احتجموا يوم الاثنين، ويوم الثلاثاء، فإنه اليوم الذي صرف اللَّه عن أيوب فيه البلاء، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء، وسنده ضعيف، وأخرجه ابن ماجه من جهة سعد بن ميمون عن نافع، وإسناده قال الذهبي: مجهول، وقد أفرد بعض الآخذين عن شيخنا وشيخه أحاديث الحجامة في جزء، وهو مفتقر لتحرير.
389 -
حديث: حجبت، في: حفت
390 -
حديث: الحجر الأسود من الجنة، النسائي عن ابن عباس به مرفوعاً، وزاد الترمذي والحاكم: وإنه يبعث يوم القيامة له عينان. الحديث ولابن منيع عنه الحدر مروة من مرو الجنة، وأصله عند أحمد، والترمذي، وللديلمي عن عائشة مرفوعاً أيضاً: الحجر الأسود من حجارة الجنة، وشواهده كثيرة.
391 -
حديث: حجوا قبل أن لا تحجوا، عبد الرزاق، ومن طريقه أبو نُعيم، ثم الديلمي، أنا عبد اللَّه بن عيسى بن عمر الجندي، حدثنا محمد بن أبي محمد عن أبيه، عن أبي هريرة به مرفوعاً، بزيادة: تقعد أعرابها على أذناب أوديتها، فلا يدعون أحداً يدخلها، وهو عند الدارقطني في آخر الحج من سننه من رواية الجندي المذكور، ولفظه: حجوا قبل أن لا تحجوا، قالوا: وما شأن الحج يا رسول اللَّه؟ قال: تقعد أعرابها على أذناب أوديتها، فلا يصل إلى الحج أحد، عبد اللَّه ومحمد مجهولان، قاله العقيلي، وقد أورده الزمخشري في الكشاف، بلفظ: حجوا قبل أن لا تحجوا، قبل أن يمنع البر جانبه، والبحر راكبه، وكذا أورد: حجوا قبل أن لا تحجوا، فإنه قد هدم
البيت مرتين، ويرفع في الثالثة، وهذا الثاني عند ابن أبي شيبة، قال أنا يزيد بن هارون عن حميد عن بكر بن عبد اللَّه المزني، عن ابن عمر، قال: تمتعوا من هذا البيت، فإنه، وذكره موقوفاً، وقد روي مرفوعاً، أخرجه ابن حبان والحاكم والبزار والطبراني من طريق سفيان بن حبيب عن حميد بهذا، وفي الكشاف أيضاً مما لم يقف عليه مخرجه عن ابن مسعود مرفوعاً: حجوا هذا البيت قبل أن تنبت شجرة في البادية، لا تأكل منها دابة إلا نفقت انتهى، ولما أورد البخاري في صحيحه حديث قتادة عن عبد اللَّه بن أبي عتبة عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج من جهة الحجاج بن حجاج عنه، قال عقبه: تابعه أبان وعمران عن قتادة، قال: وقال عبد الرحمن عن شعبة يعني عن قتادة به: لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت، مما أخرجه أبو يعلى وغيره، قال البخاري: والأول أكثر سمع قتادة عبد اللَّه وعبد اللَّه أبا سعيد.
392 -
حديث: الحجون والبقيع يؤخذ بأطرافهما وينثران في الجنة، وهما مقبرتا مكة والمدينة، أورده الزمخشري في الكشاف، وبيض له الزيلعي في تخريجه، وتبعه شيخنا.
393 -
حديث: الحج جهاد كل ضعيف، ابن ماجه والقضاعي من حديث أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أم سلمة مرفوعاً بهذا ورجاله ثقات، محتج بهم في الصحيح، ولكن لا يعرف لأبي جعفر سماع من أم سلمة وقد أدرك ست سنين من حياتها، فمولده سنة ست وخمسين وماتت سنة اثنتين وستين على المعتمد، ولولا التوقف في سماعه لكان على شرط الصحيح، وله شاهد عند القضاعي من حديث ابن لهيعة عن محمد بن عبد الرحمن، عن عامر بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبيه عن علي به مرفوعاً، وفيه: وجهاد المرأة حسن التبعل، وأورده الديلمي عن علي بلا سند، وعلق البخاري عن عمر قوله شدوا الرحال في الحج، فإنه أحد الجهادين، وقد تساهل الصغاني حيث أدرجه في الموضوعات.
394 -
حديث: الحج عرفة، أحمد وأصحاب السنن وابن حبان والحاكم والدارقطني والبيهقي، كلهم من حديث عبد الرحمن بن يعمر الديلمي، قال: شهدت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفات وأتاه ناس من أهل نجد، فقالوا: يا رسول اللَّه كيف الحج؟ فقال: الحج عرفة، من جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع، فقد تم به حجه، ولفظ أحمد وفي رواية لأبي داود: من أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر، فقد أدرك الحج، وألفاظ الباقين نحوه، ورواه الدارقطني والبيهقي: الحج عرفة، الحج عرفة.
395 -
حديث: حدثوا الناس بما يعرفون، في: أمرنا أن نكلم الناس.
396 -
حديث: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، أبو داود عن أبي هريرة، وأصله صحيح وفي لفظ لأحمد بن منيع عن جابر: حدثوا عن بني إسرائيل فإنه كانت فيهم أعاجيب، وكذا هو عند تمام في فوائده قال: وأنشأ صلى الله عليه وسلم يحدث قال: خرجت طائفة من بني إسرائيل حتى أتوا مقبرة من مقابرهم، فقالوا: لو صلينا ودعونا اللَّه عز وجل يخرج لنا رجلاً ممن قد مات فنسأله عن الموت، ففعلوا فبينا هم كذلك إذ أطلع رجل رأسه من قبر من تلك المقابر خلاسئ
(1)
بين عينيه أثر السجود، فقال: ما هؤلاء ما أردتم إلي لقد مت من مائة عام فما سكنت عني حرارة الموت فادعوا اللَّه أن يردني كما كنت انتهى، وهذه الزيادة تكاد أن يكون مقيدة لكون المأذون في التحديث به، هو ما يكون من هذا النمط لا فيما يرجع إلى الأحكام ونحوها، لعدم اتصالها، وأحسن هذا القول بأن الواو في موضع الحال كما أوضحته في بعض التعاليق.
397 -
حديث: الحدة تعتري خيار أمتي، أبو يعلى والطبراني عن ابن عباس به مرفوعاً، وفي سنده سلام بن سالم الطويل وهو متروك، وهو في مسند الحسن بن سفيان من جهة الليث عن ذويد بن نافع، قلت لأبي منصور الفارسي: يا أبا
(1)
أي بين البياض والسواد، وهذه القصة مدرجة حسبما بينته في كتاب "الحجج البينات في إثبات الكرامات".
منصور، لولا حدة فيك، فقال: ما يسرني بحدتي كذا وكذا، وقد قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إن الحدة تعتري خيار أمتي، وكذا أخرجه البغوي في معجم الصحابة، ووصفا أبا منصور في روايتهما بالصحبة، وأخرجه أبو نُعيم في المعرفة أيضاً، ولكن رواه المستغفري من طريق الليث، فقال: عن يزيد بن أبي منصور وكانت له صحبة بدل: عن أبي منصور ولفظه كالترجمة، وأشار إلى الاختلاف على الليث فيه، والأول أكثر، والطبراني في الأوسط، بسند فيه يغنم بن سالم، بن قنبر وهو كذاب، عن علي رفعه: خيار أمتي أحداؤهم، الذين إذا غضبوا رجعوا، وهو عند البيهقي في الشعب، وفي المسند للديلمي من حديث بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي، عن أنس بلفظ: لا تكون إلا في صالحي أمتي وأبرارها ثم تقيء، وبهذا السند بلفظ: ليس أحد أولى بالحدة من صاحب القرآن لعز القرآن في جوفه، ومن حديث وهب بن وهب، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ مرفوعاً أيضاً: الحدة تعتري جماع القرآن في أجوافهم.
398 -
حديث: حذف السلام سنة، في: التكبير جزم.
399 -
حديث: الحرائر صلاح البيت، والإماء هلاك البيت، الثعلبي من رواية أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامي، حدثنا أحمد بن يوسف العجلي، حدثنا يونس بن مرداس خادم أنس، قال: كنت بين أنس وأبي هريرة فقال له أنس: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: من أحب أن يلقى اللَّه طاهراً مطهراً قليتزوج الحرائر، وقال أبو هريرة: سمعته يقول: الحرائر صلاح البيت، والإماء فساد البيت، أو هلاك البيت، وأحمد بن محمد متروك، كذبه أبو حاتم ويونس مجهول، وقد قيل:
إذا لم يكن في منزل المرء حرة
…
تدبره ضاعت عليه مصالحه
400 -
حديث: الحرب خدعة، متفق عليه من حديث ابن المبارك عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال: سمى النبي صلى الله عليه وسلم الحرب خدعة، وليس عند مسلم سمى، وانفرد به البخاري من حديث عبد الرزاق عن معمر، واتفقا عليه
أيضاً من حديث ابن عيينة عن عمرو بن دينار أنه سمع جابراً يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: الحرب خدعة، وكذا رواه الحميدي عن ابن عيينة وقال: قال سفيان: قال عمرو: خدعة بالضم، وأهل العربية يقولونها بالفتح، وممن رواه عن عمرو بن دينار محمد بن مسلم، وفي الباب عن جماعة كثيرين، فمنه ما رواه ابن إسحاق عن عبد اللَّه بن سهل الأنصاري أن عائشة قالت: ثم إن نعيم بن مسعود قال: يا نبي اللَّه، إني أسلمت ولم أعلم قومي بإسلامي فمرني بما شئت؟ فقال: أنت فينا كرجل واحد، فخادع إن شئت، فإنما الحرب خدعة، أخرجه العسكري وقال: أراد أن المماكرة في الحرب أنفع من المكاثرة، ومنه قول بعض الحكماء: إنفاذ الرأي في الحرب أنفع من الطعن والضرب، والمثل السائر إذا لم تغلب فاخلب، أي اخدع، وقال بعض اللغويين: معنى خدع أظهر أمراً أبطن خلافه، ومنه كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزوة ورَّى بغيرها.
401 -
حديث: الحزم سوء الظن، في: احترسوا.
402 -
حديث: الحسد في الجيران، في: العداوة في الأهل.
403 -
حديث: الحسد يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل، الديلمي عن معاوية بن حيْدة، ويشهد له حديث أبي هريرة مرفوعاً: الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، ونحوه عن أنس.
404 -
حديث: حسنات الأبرار سيئات المقربين، هو من كلام أبي سعيد الخراز، رواه ابن عساكر في ترجمته.
405 -
حديث: حسنوا نوافلكم، فبها تكمل فرائضكم، عزاه الفاكهاني لابن عبد البر في بعض تصانيفه، وتكملة الفرائض بالنوافل ثابت، وإليه أشار ابن دقيق العيد في الكلام على الحديث الخامس من فضل الجماعة بقوله: قد ورد أن النوافل جابرة لنقصان الفرائض، وقرر في السنن المشروعة قبل الفرائض وبعدها معنى لطيفاً من الخبر المشار إليه وغيره، وللديلمي من حديث عبد اللَّه بن يرفا الليثي عن أبيه عن جده مرفوعاً: النافلة هدية المؤمن إلى ربه، فليحسن أحدكم هديته وليطيبها.
407 -
حديث: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، الترمذي من حديث عبد الرحمن بن أبي نعيم عن أبي سعيد الخدري رفعه به، وقال: إنه حسن صحيح، وهو عند أحمد، وصححه ابن حبان والحاكم، وفيه من الزيادة: إلا ابني الخالة عيسى ويحيى، وقد روى هذا الحديث سويد بن سعيد عن أبي معاوية عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد، فقال ابن معين: إنه باطل عن أبي معاوية، قال الدارقطني: فلم نزل نظن أن هذا كما قال ابن معين حتى دخلت مصر في سنة سبع وخمسين فوجدت الحديث في مسند إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي - وكان ثقة - رواه عن أبي كريب عن أبي معاوية كما قال سويد سواء، وتخلص سويد، ولابن ماجه من حديث محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً بزيادة: وأبوهما خير منهما، وصححه الحاكم من هذا الوجه أيضاً، وفي الباب عن جماعة.
408 -
حديث: حسن السؤال نصف العلم، في: الاقتصاد.
409 -
حديث: حسن العهد من الايمان، الحاكم في مستدركه، ومن طريقه الديلمي من حديث الصغاني عن أبي عاصم، حدثنا صالح بن رستم عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت: جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي فقال لها من أنت فقالت: أنا جثامة المزنية قال أنت حسانة؛ كيف أنت كيف حالكم كيف كنتم بعدنا، قالت بخير بأبي أنت، فلما خرجت قلت يا رسول الله: تقبل على هذه العجوز هذا الاقبال؟ قال: إنها كانت تأتينا زمن خديجة وإن حسن العهد من الايمان وقال: إنه صحيح على شرط الشيخين، وقد روى ابن عبد البر من طريق الكديمي عن أبي عاصم فسمى المرأة الحولاء، فيحتمل أن يكون وصفها أو لقبها، ويحتمل التعدد مع بعده لاتحاد الطريق، وللعسكري من جهة الزبير بن بكار، حدثنا محمد بن حسن، حدثنا إبراهيم بن محمد عن محمد بن زيد بن مهاجر بن قنفذ أن عجوزا سوداء دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فحياها وقال: كيف أنت كيف حالكم، فلما خرجت قالت عائشة: يا نبي الله ألهذه السوداء
[*]
تحيى وتصنع ما أرى؟ فقال: إنها كانت تغشانا في حياة خديجة، وان، وذكره قال الزبير حدثني سليمان بن عبد الله عن شيخ من أهل مكة قال: هي أم زفر ماشطة خديجة، ومن حديث حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كانت تأتي النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فيكرمها فقلت يا رسول الله من هذه؟ فقال: هذه كانت تأتينا على زمن خديجة، وإن وذكره، وهذا الأخير عند البيهقي في الشعب، وقال: إنه بهذا السند غريب. انتهى، والعهد ينصرف في اللغة إلى وجوه أحدها الحفظ والمراعاة وهو المراد هنا.
[*](تعليق الشاملة): في المطبوع: «السواء»
410 -
حديث: الحُسْن مرحوم، هو من كلام أبي حازم التابعي رواه الفاكهي في كتاب مكة.
411 -
حديث: الحسود لا يسود، ليس في المرفوع، ولكنه من كلام بعض السلف، ففي الرسالة القشيرية قيل: وذكره. ومعناه صحيح، ففي المرفوع من طريق أبي هريرة: الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، وإنه يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل، وهو أحد خصال ثلاث أصل لكل خطيئة وقال الأحنف ابن قيس: لا راحة لحسود، وقال الخليل بن أحمد: ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من حاسد، نفس دائم، وعقل هائم، وحزن لائم، رواها البيهقي في الشعب، وقال بعضهم: الحاسد جاحد، لأنه لا يرضى بقضاء الواحد، وفي بعض الكتب: الحاسد عدو نعمتي إلى غير ذلك، وقد أفرد ذمه بالتأليف، وأخذ له القشيري باباً فيه آثار جمة.
412 -
حديث: حسين مني وأنا من حسين. الترمذي من حديث سعيد ابن راشد، عن يعلى بن مرة الثقفي به مرفوعاً، وقال: حسن، وكذا رواه أحمد وابن ماجه في السنة، في حديث.
413 -
حديث: حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء الدعاء، الطبراني وأبو نُعيم والعسكري والقضاعي، كلهم من حديث إبراهيم بن يزيد النخعي عن الأسود عن ابن مسعود به مرفوعاً، وللطبراني من حديث إبراهيم ابن أبي عبلة عن عبادة بن الصامت قال: أتى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو قاعد في ظل الحطيم بمكة فقيل: يا رسول اللَّه أتى على مال لي بسيف البحر فذهب به، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما تلف مال في بر ولا بحر إلا بمنع
الزكاة، فحرزوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا عنكم طوارق البلاء بالدعاء، فإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، ما نزل يكشفه، وما لم ينزل يحبسه، وللبيهقي في الشعب من حديث طالوت ابن عباد، حدثنا فضال بن جبير عن أبي أمامة مرفوعاً: حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء، وقال: فضال صاحب مناكير، ومن حديث مطرف بن سمرة بن جندب عن أبيه رفعه مثله، إلا أنه قال: وردوا نائبة البلاء بالدعاء، بدل الجملة الثانية وراويه مجهول، وله وكذا للديلمي من حديث بدل بن المحبر، حدثنا هلال بن مالك الهزاني عن يونس بن عبيد عن راو عن ابن عمر مرفوعاً ولفظه: داووا مرضاكم بالصدقة، وحصنوا أموالكم بالزكاة، فإنها تدفع عنكم الأعراض والأمراض. وقال البيهقي: إنه منكر بهذا الإسناد. وفي الباب أيضا عن أبي أمامة عند الطبراني وأبي الشيخ، وعن أنس مرفوعاً: ما عولج مريض بدواء أفضل من الصدقة، أخرجه الديلمي وعن غيرهما مما لا نطيل به.
414 -
حديث: حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات، متفق عليه، فمسلم بهذا اللفظ من حديث ورقاء، والبخاري بلفظ: حجبت في الموضعين من حديث مالك، كلاهما عن أبي الزناد، عن الأعرج عن أبي هريرة به مرفوعاً، وهو عند مسلم أيضاً من حديث حماد بن سلمة عن ثابت وحميد، كلاهما عن أنس مرفوعاً بلفظ: حفت في الموضعين، وكذا أخرجه الترمذي، بل رواه القضاعي من حديث إسحاق بن محمد الفروي عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة كذلك.
415 -
حديث: الحكمة ضالة المؤمن، القضاعي في مسنده من حديث الليث عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم مرفوعاً به بزيادة: حيث ما وجد المؤمن ضالته فليجمعها إليه، وهو مرسل، وقد رواه أيضاً وكذا الترمذي في أواخر العلم من جامعه، والبيهقي في المدخل، والعسكري من حديث إبراهيم بن الفضل عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رفعه، فلفظ العسكري والقضاعي: كلمة الحكمة ضالة كل حكيم، فإذا وجدها فهو أحق بها، ولفظ الترمذي: الكلمة الحكيمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها. وقال: إنه غريب، وإبراهيم يضعف في الحديث.
وقد رواه العسكري
من حديث عنبسة بن عبد الرحمن عن شبيب بن بشير عن أنس رفعه: العلم ضالة المؤمن حيث وجده أخذه، ومن حديث سليمان بن معاذ عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس من قوله: خذوا الحكمة ممن سمعتموها، فإنه قد يقول الحكمة غير الحكيم، وتكون الرمية من غير رام، وهذا الأخير عند البيهقي في المدخل من حديث أبي نعيم، حدثنا الحسن بن صالح عن عكرمة به بلفظ: خذ الحكمة ممن سمعت، فإن الرجل يتكلم بالحكمة، وليس بحكيم، فتكون كالرمية، خرجت من غير رام، وعنده من حديث سعيد بن أبي بردة قال: كان يقال الحكمة ضالة المؤمن يأخذها حيث وجدها، ومن جهة عبد العزيز بن أبي داود عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير، قال: كان يقال العلم ضالة المؤمن يغدو في طلبها، فإن أصاب منها شيئاً حواه حتى يضم إليه غيره، ويروى في معنى الأول المرفوع عن بريدة، وكذا هو في نسخة أبي الدنيا الأشج الكذاب، عن علي بل للديلمي من طريق عبد الوهاب عن مجاهد عن علي مرفوعاً: ضالة المؤمن العلم، كلما قيد حديثاً طلب إليه آخر، وأخرجه من قبله ابن لال والحسن بن سفيان، ومن طريقه أبو نُعيم وآخرون، وللديلمي عن ابن عباس مرفوعاً: نعم الفائدة الكلمة من الحكمة يسمعها الرجل فيهديها لأخيه، وبلا سند عن ابن عمر رفعه: خذ الحكمة ولا يضرك من أي وعاء خرجت، ونحو هذا يروى من قول علي، قال العسكري: أراد صلى الله عليه وسلم أن الحكيم يطلب الحكمة أبداً، وينشدها فهو بمنزلة المضل ناقته يطلبها، ثم أسند عن مبارك بن فضالة قال: خطب الحجاج فقال: إن اللَّه أمرنا بطلب الآخرة، وكفانا مؤونة الدنيا، فليته كفانا مؤونة الآخرة، وأمرنا بطلب الدنيا، قال: يقول الحسن: ضالة مؤمن عند فاسق فليأخذها وعن يوسف بن أسباط قال: كنت مع سفيان الثوري وحازم بن خزيمة يخطب فقال حازم: إن يوماً أسكر الكبار، وأشاب الصغار، ليوم عسير، شره مستطير، فقال سفيان: حكمة من جوف خرب، ثم أخرج شريحة يعني ألواحاً فكتبها ونحوه، فرب مبلغ أوعى من سامع.
416 -
حديث: حكمي على الواحد حكمي على الجماعة، ليس له أصل كما قاله العراقي في تخريجه، وسئل عنه المزي والذهبي فأنكراه، وللترمذي والنسائي
من حديث أميمة ابنة رقيقة: ما قولي لامرأة واحدة، إلا كقولي لمائة امرأة. لفظ النسائي، وقال الترمذي: إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة. وهو من الأحاديث التي ألزم الدارقطني الشيخين بإخراجها لثبوتها على شرطهما.
417 -
حديث: الحلف حنث أو ندم، ابن ماجه وأبو يعلى من حديث بشار بن كدام عن محمد بن زيد عن ابن عمر رفعه بلفظ: إنما الحلف، إلا أبا يعلى، فقال: إنما اليمين، وفي لفظ له أيضاً كالترجمة، وأخرجه الطبراني، وكذا العسكري، ولفظه: اليمين حنث أو ندم، وفي لفظ أيضاً: الحلف حنث أو مندمة.
(تنبيه) وقع في مسند الشهاب مسعر بن كدام في موضعين بدل بشار وهو غلط.
418 -
حديث: حمل علي بابَ خيبر، أورده ابن إسحاق في السيرة عن أبي رافع مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأن سبعة هو ثامنهم، اجتهدوا أن يقلبوه، فلم يستطيعوا، ومن طريق ابن إسحاق أخرجه البيهقي في الدلائل، ورواه الحاكم، وعنه البيهقي في الدلائل من جهة ليث ابن أبي سليم عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين عن جابر أن علياً حمل الباب يوم خيبر، وأنه جرب بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلاً، وليث ضعيف، والراوي عنه شيعي، وكذا من دونه ولكن لمن دونه متابع، ذكره البيهقي، ومن جهة حرام بن عثمان عن أبي عتيق وابن جابر أن علياً لما انتهى إلى الحصن اجتبذ أحد أبوابه فألقاه بالأرض فاجتمع عليه بعده منا سبعون رجلاً، فكان جهدهم أن أعادوا الباب، وعلقه البيهقي مضعفاً له، قلت: بل كلها واهية، ولذا أنكره بعض العلماء.
419 -
حديث: الحمية رأس الدواء، في: المعدة بيت الداء.
420 -
حديث: الحمى رائد الموت، أبو نُعيم في الطب من حديث حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أنس مرفوعاً بزيادة: وسجن اللَّه في الأرض، وقال: إن بشر بن شبيب رواه عن أنس مرفوعاً، ورواه أيضاً من طريق حماد بن زيد عن حميد وحبيب وثابت وعلي بن زيد في آخرين، كلهم عن الحسن رفعه
مرسلاً، ومن حديث إسماعيل بن أبي خالد عن سعيد بن جبير من قوله: الحمى رائد الموت، والطريق المقطوعة عند ابن أبي الدنيا في الأمراض من حديث إسماعيل ابن أبي خالد به، بل المرسل عنده من حديث جرير عن ابن شبرمة عن الحسن بلفظ: الحمى رائد الموت وهو سجن اللَّه للمؤمن، ومن حديث خالد بن خداش عن حماد بن زيد، عن يونس، عن الحسن بلفظ: الحمى رائد الموت، وهي سجن اللَّه في الأرض يحبس عبده إذا شاء، ثم يرسله إذا شاء، ففتروها بالماء، وكذا أخرج المرسل من الوجه الثاني القضاعي في مسنده من حديث عبد اللَّه بن مسلم بن حبيبة حدثني أبو الخطاب حدثنا بشر بن المفضل عن يونس مثله، بدون ففتروها بالماء، وفي الباب ما للبخاري في تاريخه، وإسحاق في مسنده، والحسن بن سفيان والبغوي وابن قانع، كلهم من طريق محر بن هارون عن أبي يزيد المدني عن عبد الرحمن بن المرقع، قال: لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر كان في ألف وثماني مائة. فقسمها على ثمانية عشر سهماً. فذكر حديث الترجمة، وهو عند أبي نُعيم في المعرفة من طريق إسحاق وابن سفيان وغيرهما من جهة أبي عاصم العباداني راويه عن المحبر وكذا رواه الطبراني في من اسمه عبد الرحمن من معجمه من طريق محمد بن عبد اللَّه الرقاشي، ومحمد بن بكار العيشي، قالا: حدثنا عبد اللَّه بن عبد اللَّه أبو عاصم العباداني به، ومن طريق فرج بن عبيد الزهراني حدثنا أبو عاصم به، وسمى الصحابي عبد اللَّه لا عبد الرحمن. ولذا ذكر هذا الطريق فيمن اسمه عبد اللَّه، وبالجملة فهو حديث حسن، وقد عزى الديلمي رواية ابن المرقع لأبي الشيخ، ورواية أنس للطبراني والحلية، وما وقفت عليهما الآن.
421 -
حديث: حمى يوم كفارة سنة، القضاعي في مسنده من حديث الحسن بن صالح عن الحسن بن عمرو عن إبراهيم النخعي عن الأسود عن ابن مسعود مرفوعاً في حديث بلفظ: وحمى ليلة تكفر خطايا سنة مجرمة
(1)
. وله شاهد عن أبي الدرداء موقوفاً بلفظ: حمى ليلة كفارة سنة. رواه ابن أبي الدنيا في المرض، والكفارات، وله من حديث عبد الملك بن عمير عنه به، وعند تمام في فوائده، من حديث أبي هاشم الرماني، عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة رفعه بلفظ الترجمة وزاد: وحمى يومين كفارة سنتين، وحمى ثلاثة أيام كفارة ثلاث سنين، ولابن أبي
(1)
وسنده ضعيف جداً.
الدنيا من جهة حوشب عن الحسن رفعه مرسلاً: إن اللَّه ليكفر عن المؤمن خطاياه كلها بحمى ليلة، وقال ابن المبارك عقب روايته له: إنه من جيد الحديث ومن جهة هشام عن الحسن قال: كانوا يرجون في حمى ليلة كفارة لما مضى من الذنوب، وشواهده كثيرة وبعضها يؤكد بعضاً.
422 -
حديث: حلالها حساب، وحرامها عذاب، ابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب من طريقه عن علي موقوفاً بلفظ: وحرامها النار
(1)
وسنده منقطع، ولفظ الترجمة للغزالي، وقال مخرجه: لم أجده يعني مطلقاً مرفوعاً، قلت: وفي مسند الفردوس عن ابن عباس رفعه: يا ابن آدم ما تصنع بالدنيا؟ حلالها حساب، وحرامها عقاب.
423 -
حديث: الحياء من الإيمان، متفق عليه عن ابن عمر، ومسلم عن أبي هريرة، وفي الباب عن جماعة.
424 -
حديث: حين تلقى
[*]
تدري، معناه صحيح، ويشير إليه قوله تعالى:{وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلاً} ، ويروى من حديث عبد اللَّه بن عثمان بن خيْثَم عن أبي الزبير، عن جابر قال: لما رجعت مهاجرة الحبشة إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لهم: ألا تحدثوني بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة، فقال فتية منهم: بلى يا رسول اللَّه، بينا نحن جلوس مرَّت بنا عجوز من عجائز رهابينهم تحمل على رأسها قلة ماء، فمرَّت بفتى منهم فجعل إحدى يديه بين كتفيها، ثم دفعها فخرت على ركبتيها، فانكسرت قلتها، فلما ارتفعت التفتت إليه فقالت: سوف تعلم يا غدر إذا وضع اللَّه تعالى الكرسي وجمع الأولين والآخرين، وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون، فسوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده غداً، قال: فيقول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صدقت، صدقت، كيف يقدس اللَّه أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم، وقد جمعت طرقه في الأجوبة الدمياطية.
(1)
وأسنده محي الدين ابن العربي في المسامرات عن أبي هريرة.
[*](تعليق الشاملة): كذا في المطبوع، والصواب «حين تَقْلي تدري» ، وعلى الصواب ورد في القسم المرتب على الأبواب (ص 487)
حرف الخاء المعجمة
425 -
حديث: خاب قوم لا سفيه لهم، هو من قول مكحول بلفظ: ذل من لا سفيه له، كما رواه ابن أبي الدنيا في الحلم له من حديث سعيد بن المسيب، أن رجلاً استطال على سليمان بن موسى فانتصر له أخوه، فقال مكحول: وذكره، وهو عند البيهقي في الشعب بلفظ: لقد ضل من لا سفيه له، وللبيهقي فقط من طريق أبي بكر محمد بن الحسن، أنه سمع صالح بن جناح يقول. اعلم أن من الناس من يجهل إذا حلمت عنه، ويحلم إذا جهلت عليه، ويحسن إذا أسأت به، ويسيء إذا أحسنت إليه، وينصفك إذا ظلمته، ويظلمك إذا أنصفته، فمن كان هذا خلقه فلا بد من خلق ينصف من خلقه، ثم فجة تنصر من فجته، وجهالة تفزع من جهالته، ولا أب لك، لأن بعض الحلم إذعان فقد ذل من ليس له سفيه يعضده، وضل من ليس له حليم يرشده، ولابن أبي الدنيا فقط من حديث ابن سيرين أن ابن عمر كان إذا خرج في سفر أخرج معه سفيهاً، فإن جاء سفيه رده عنه، وعن أبي جعفر القرشي قال: اعتلج فتية من بني تميم يتصارعون، والأحنف ينظر إليهم. فقالت عجوز من بني تميم: ما لكم أقل اللَّه عددكم؟ فقال لها: مه تقولين ذلك لولا هؤلاء لكنا سفهاء، أي أنهم يدفعون السفهاء عنا، وفي الباب: قوام أمتي بشرارها، وسيأتي، وروى البيهقي في مناقب الشافعي من جهة الربيع والمزني أنهما سمعا الشافعي يقول: لا بأس بالفقيه أن يكون معه سفيه يسافه به، ولكن قال المزني بعد هذا: إن من أحوجك الدهر إليه فتعرضت له هنت عليه، انتهى، وهو صحيح مجرب في السفهاء، وفي عاشر المجالسة للدينوري من حديث محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام، وكان من سروات الناس أنه قال: ما قل سفهاء قوم قط إلا ذلوا، ومن حديث الأصمعي قال: قال المهلب: لأن يطيعني سفهاء قومي، أحب إلي من أن يطيعني حلماؤهم.
426 -
حديث: الخازن الأمين المعطي ما أمر به كاملاً موفراً طيباً به نفسه أحد المتصدقين، متفق عليه عن أبي موسى الأشعري به مرفوعاً.
427 -
حديث: خازن القوت ممقوت، قد يستأنس له بقصة سوبيط مع النعيمان
(1)
.
428 -
حديث: الخالة بمنزلة الأم، ثابت في الصحيحين وغيرهما.
429 -
حديث: الخال وارث من لا وارث له، أبو داود وابن ماجه من حديث راشد بن سعد، عن أبي عامر الهوزني عن المقدام الكندي رفعه بهذا في حديث بزيادة: يعقل عنه ويرثه، وفي لفظ عند أبي داود والنسائي بهذا السند: الخال مولى من لا مولى له، يرث ماله ويفك عانه، ومن حديث صالح بن يحيى بن المقدام عن أبيه عن جده به كالأول بلفظ: يفك عانيه ويرث ماله، وعند النسائي من حديث راشد بلفظ: الخال عصبة من لا عصبة له يعقل عنه ويرثه، ومن حديث راشد أنه سمع المقدام بلا واسطة بلفظ: الخال ولي من لا ولي له يفك عنوه ويرث ماله. ومن حديث راشد رفعه معضلاً: الخال ولي من لا ولي له، يرثه ويفك عنه. وصحح الحاكم وابن حبان هذا الحديث، وقال أبو زرعة: إنه حسن، وأعله البيهقي بالاضطراب، وفي الباب عن عائشة رواه الترمذي والنسائي والدارقطني من حديث طاوس عنها، وأعله النسائي أيضاً بالاضطراب، ورجح الدارقطني والبيهقي وقفه، وعن عمر رواه الترمذي والنسائي، وابن ماجه، كلهم من رواية أبي أمامة بن سهل قال: كتب عمر إلى أبي عبيدة وذكره مرفوعاً، وقال البزار: إنه أحسن إسناد فيه، وأما البيهقي فإنه نقل عن ابن معين أنه كان يقول: ليس فيه حديث قوي، وكذا في الباب عن أبي هريرة وغيره، بل أورده الديلمي بلا سند عن ابن عمر رفعه: الخال والد من لا والد له، وللخرائطي في المكارم من حديث سعيد بن سلام العطار، حدثنا هشام بن الغاز عن محمد بن عمير بن وهب خال النبي صلى الله عليه وسلم قال: جاء يعني عمير والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد فبسط له رداءه، فقال: أجلس على ردائك يا رسول اللَّه، قال: نعم فإنما الخال والد، وسعيد كذبه أحمد، وعند ابن أبي حاتم قوله: وروى سعيد بن سلام عن محمد بن أبان عن عمير أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فبسط له رداءه، ويروى عن القاسم عن عائشة أن الأسود بن وهب خال النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
بل أقرب منها حديث: المحتكر ملعون.
تعليق الشاملة: قال العجلوني «كشف الخفاء» (1/ 373):
«وقال القاري تبعا للتمييز ليس بحديث، لكن معناه صحيح لحديث المحتكر ملعون»
استأذن عليه، فقال: يا خال ادخل فبسط رداءه، الحديث، ورواه ابن شاهين وفي إسناده محمد بن عبد اللَّه بن ربيعة القدامي وهو ضعيف، وعلى تقدير ثبوتهما فلعل القصة وقعت لكل من الأسود وأخيه عمير واللَّه أعلم.
430 -
حديث: الخبر الصالح يجيء به الرجل الصالح، أحمد ابن منيع عن أنس، وفي الباب عن أبي هريرة ولفظه: الرجل الصالح يحب الخبر الصالح، والرجل السوء يحب الخبر السوء.
431 -
حديث: خذوها يعني حجابة الكعبة يا بني طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم، الطبراني في الكبير والأوسط من حديث عبد اللَّه بن المؤمل عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس مرفوعاً، وابن المؤمل وثقه ابن معين في رواية وابن حبان وقال: يخطئ وضعفه آخرون، وعن مصعب الزبيري أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع إلى شيبة وعثمان بن طلحة مفتاح الكعبة، وقال: خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة لا يأخذها منكم إلا ظالم، ولابن سعد من طريق عثمان بن طلحة أنه عليه السلام قال له يوم الفتح: ائتني بالمفتاح، فأتيته به فأخذه مني، ثم دفعه إلي وقال: خذوها تالدة خالدة ولا ينزعها منكم إلا ظالم، يا عثمان إن اللَّه استأمنكم على بيته فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف، وللآزرقي عن جده عن سعيد بن سالم عن ابن جريج عن مجاهد في قوله تعالى:{إن اللَّه يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} قال: نزلت في عثمان بن طلحة حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة ودخل به الكعبة يوم الفتح فخرج صلى الله عليه وسلم وهو يتلو هذه الآية فدعا عثمان فدفع إليه المفتاح وقال صلى الله عليه وسلم: خذوها يا بني طلحة بأمانة اللَّه سبحانه لا ينزعها منكم إلا ظالم.
432 -
حديث: خذوا شطر دينكم عن الحميراء، قال شيخنا في تخريج ابن الحاجب من إملائه: لا أعرف له إسناداً، ولا رأيته في شيء من كتب الحديث إلا في النهاية لابن الأثير ذكره في مادة ح م ر، ولم يذكر من خرجه، ورأيته أيضاً في كتاب الفردوس، لكن بغير لفظه، وذكره من حديث أنس بغير إسناد أيضاً ولفظه: خذوا ثلث دينكم من بيت الحميراء، وبيض له صاحب مسند الفردوس فلم يخرج له إسناداً، وذكر الحافظ عماد الدين ابن كثير أنه سأل الحافظين المزي والذهبي عنه فلم يعرفاه.
433 -
حديث: خذ حقك في عفاف، في: كفى بالمرء كذباً.
434 -
حديث: الخراج بالضمان، أحمد وأصحاب السنن الأربعة، كلهم من حديث مخلد بن خُفَاف عن عروة عن عائشة مرفوعاً به.
435 -
حديث: خرافة، الترمذي في السمر من جامعه، بل وفي الشمائل النبوية، وأحمد وأبو يعلى في مسنديهما، كلهم من حديث عامر الشعبي عن مسروق عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم حدث ذات ليلة نساءه حديثاً فقالت امرأة منهن: يا رسول اللَّه هذا حديث خرافة؟ إن خرافة كان رجلاً من عذرة أسرته الجن في الجاهلية، فمكث فيهم دهراً، ثم ردوه إلى الإنس فكان يحدث الناس بما رأى فيهم من الأعاجيب فقال الناس: حديث خرافة انتهى، وإليه أشار أبو الفرج النهرواني في الجليس الصالح له، فقال عوام الناس: يرون أن قول القائل هذه خرافة معناه أنه حديث لا حقيقة له، ولا أصل له، وقد بين خلاف ذلك الصادق المصدوق، ونحوه قول ابن الأثير في النهاية: أجروه على كل ما يكذبونه من الأحاديث وعلى كل ما يستملح ويتعجب منه، ويروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: خرافة حق.
436 -
حديث: الخربز، يعني البطيخ بالفارسية؛ وأنه صلى الله عليه وسلم كان يحبه، يروى عن أنس قال: رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرطب والخربز، وسيأتي في البطيخ.
437 -
حديث: الخرقة الصوفية، في: لبس، من اللام.
438 -
حديث: خشية اللَّه رأس كل حكمة، هو معنى: تقوى اللَّه، وقد تقدم.
439 -
حديث: خصمي حاكمي
(1)
، هو كلام يشبه قول عبد اللَّه بن أبيّ لما لم يوافقه على قوله النبي صلى الله عليه وسلم: اجلس في بيتك فمن جاء منا، القصة. وعارضه ابن رواحة رضي الله عنه بقوله: يا رسول اللَّه فاغشنا به.
متى ما يكن مولاك خصمك لم تزل
…
تذاد ويصرعْك الذين تصارع
وهل ينهض البازي بغير جناحه
…
وإن جز يوما ريشه فهو نافع
(1)
وجدت هذا الحديث في نسخة الزبيدي.
440 -
حديث: خص البلاء بمن عرف الناس وعاش فيهم من لم يعرفهم، القضاعي من حديث عثمان بن سماك عن محمد بن إسحاق عن جعفر بن محمد عن أبيه رفعه به، وسنده ضعيف، مع إرساله أو إعضاله، لكن أخرجه الديلمي من حديث أبي بكر ابن لال، ثم من جهة معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه، عن عمر قال: وذكره موقوفاً بلفظ: من لا يعرفهم.
441 -
حديث: خلق اللَّه التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، الحديث، أحمد ومسلم والنسائي، كلهم من حديث أيوب بن خالد عن عبد اللَّه بن رافع، عن أبي هريرة مرفوعاً به.
442 -
حديث: خلقت المرأة من ضلع، متفق عليه من حديث ميسرة عن أبي هريرة مرفوعاً، في حديث بلفظ: فإن المرأة خلقت، وفي لفظ للبخاري أيضاً فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، ورواه مسلم أيضاً من حديث ابن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: إن المرأة خلقت من ضلع لن يستقيم لك على طريقه، فإن استمتعت بها، استمتعت بها، وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها، وهو من هذا الوجه عند العسكري بلفظ: خلقت المرأة من ضلع إن تقمها تكسرها، وإن تتركها تعش معها على عوجها، وفي الباب عن أنس وعائشة وغيرهما وللعسكري عن المبرد قال: قال ابن طيفور: روي أن إبراهيم الخليل عليه السلام شكى إلى ربه عز وجل سوء خلق سارة، فأوحى اللَّه إليه إنما هي ضلع فارفق بها. أما ترضى أن تكون نصيبك من المكروه، وفي الحديث إشارة إلى ما يروى من أن حواء خلقت من ضلع آدم، ولسليمان ابن يزيد العدوي من قصيدة طويلة يذم امرأة فيها:
هي الضلع العوجاء لست مقيمها
…
ألا إن تقويم الضلوع انكسارها
أتجمع ضعفاً واقتداراً على الفتى
…
أليس عجيباً ضعفها واقتدارها
443 -
حديث: الخلق كلهم عيال اللَّه، فأحب الخلق إلى اللَّه من أحسن إلى عياله، الطبراني في الكبير والأوسط، وأبو نُعيم في الحلية، والبيهقي في الشعب، كلهم من
حديث إبراهيم عن الأسود، عن ابن عباس مرفوعاً، وهو عند أبي نُعيم أيضاً عن علقمة، بدل الأسود، ورواه البيهقي أيضاً، وأبو نعيم، وأبو يعلى، والبزار، والطبراني، والحارث ابن أبي أسامة، وابن أبي الدنيا، والعسكري، وآخرون، من جهة يوسف بن عطية، عن ثابت عن أنس مرفوعاً بلفظ: فأحبهم إلى اللَّه أنفعهم إلى عياله، وهو عند الديلمي من حديث بشر بن رافع عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفعه بلفظ: الخلق كلهم عيال اللَّه، وتحت كنفه، فأحب الخلق إلى اللَّه من أحسن إلى عياله، وللطبراني في الأوسط، والعسكري، من حديث سكين ابن أبي سراج، في رواية الطبراني عن عمرو بن دينار، وفي رواية العسكري: عن عبد اللَّه بن دينار، ثم اتفقا عن ابن عمر قال: قيل: يا رسول اللَّه، أي الناس أحب إلى اللَّه قال: أنفع الناس للناس، وذكر حديثاً، وهو عند أبي نُعيم في الحلية، من حديث موسى بن محمد الموقري، حدثنا مالك عن عبد اللَّه بن دينار به، وللطبراني من حديث زيد بن خالد مرفوعاً: خير العمل ما نفع وخير الهدى ما اتبع، وخير الناس أنفعهم للناس، وبعضها يؤكد بعضاً، ومخرج هذا الكلام كما قال العسكري على المجاز والتوسع، كأن اللَّه لما كان المتضمن بأرزاق العباد، والكافل لهم، كان الخلق كالعيال له، ونحوه حديث: إن للَّه أهلين من الناس، أهل القرآن هم أهل اللَّه، أي خاصته، وقد قال أبو العتاهية:
عيال اللَّه أكرمهم عليه
…
ابثهم المكارم في عياله
ولم تر مثنيا في ذي فعال
…
عليه قط أفصح من فعاله
وقال غيره:
الخلق كلهم عيال اللَّه تحت ظلاله
…
فأحبهم طراً إليه أبرُّهم بعياله
444 -
حديث: خللوا أصابعكم لا تتخللها النار يوم القيامة، الدارقطني بسند واهٍ عن أبي هريرة مرفوعاً، وبسند ضعيف عن عائشة نحوه، لكن قد ورد الأمر بتخليل الأصابع في أحاديث.
445 -
حديث: الخمر أم الخبائث، الدارقطني وغيره من حديث الوليد بن عبادة عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعاً: اجتنبوا الخمر أم الخبائث، ورواه القضاعي
من هذا الوجه بلفظ الترجمة فقط، وهو عند الطبراني في الأوسط من وجه آخر بلفظ: الخمر أم الفواحش، ولابن أبي عاصم من حديث السائب بن يزيد عن عثمان قال: اجتنبوا الخمر، فإن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سماها أم الخبائث، وللطبراني في الكبير والأوسط، من حديث ابن عباس مرفوعاً: الخمر أم الفواحش، وأكبر الكبائر من شربها وقع على أمه، وخالته، وعمته، وله في الكبير عن عتاب بن عامر النجاري عن ابن عمرو عن رجل مرفوعاً في حديث: إنها أكبر الكبائر وأم الفواحش، وللديلمي عن عقبة بن عامر رفعه في حديث: الخمر جماع الإثم، وللعسكري من حديث مكحول عن أم أيمن مرفوعاً: إياك والخمر، فإنها مفتاح كل شر، ومن حديث شهرٍ عن أبي الدرداء قال: أوصاني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن لا أشرك باللَّه شيئاً، وأن أصل رحمي، وإن قطعت، وأن لا أشرب خمراً فإنها مفتاح كل شر، وشواهد هذا المعنى كثيرة، وقد صنف في ذم المسكر ابن أبي الدنيا ثم الضياء وآخرون.
446 -
حديث: الخمول نعمة وكل أحد يأباها، ليس بمرفوع وإنما هو عن بعض السلف، نعم ثبت عن سعد مرفوعاً: إن اللَّه يحب العبد الخفي التقي، وسيأتي قريباً في: خير الذكر.
447 -
حديث: خيار أمتي أحداؤها، في: الحدة، من الحاء المهملة.
448 -
حديث: خيار البر عاجله، هو بمعناه عن العباس كما مضى، في: تمام من المثناة.
449 -
حديث: خيار عباد اللَّه الذين يراعون الشمس والقمر والأهلة لذكر اللَّه، الحاكم والطبراني وأبو نُعيم من حديث ابن أبي أوفى به مرفوعاً، وللطبراني في الأوسط من حديث الحارث بن النعمان عن أنس رفعه: لو أقسمت لبررت أن أحب عباد اللَّه إلى اللَّه لرعاة الشمس والقمر، يعني المؤذنين، وإنهم ليعرفون يوم القيامة بطول أعناقهم.
450 -
حديث: خياركم أحسنكم قضاء، متفق عليه من حديث سلمة بن كهيل عن أبي سلمة عن أبي هريرة به مرفوعاً في حديث فلفظ البخاري: إن خياركم أو: فإن خيركم أو: إن من خيار الناس، ولفظ مسلم: خياركم محاسنكم أو: خيركم أحسنكم أو: فإن من خيركم أو: خيركم، وفي الباب عن أبي رافع عند مسلم، بلفظ: إن خيار الناس أحسنهم قضاء أو: فإن خير عباد اللَّه أحسنهم قضاء.
451 -
حديث: خياركم خياركم لنسائهم، ابن ماجه عن عبد اللَّه بن عمرو به مرفوعاً، وللترمذي عن عائشة مرفوعاً: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، ولأبي يعلى عن أبي هريرة بلفظ: لأهلي من بعدي، وللطبراني عن عبد اللَّه بن بريدة عن معاوية رفعه: خيركم خيركم لأهله، وقد صنف الطبراني وأبو عمر النوقاني وغيرهما في معاشرة الأهل.
452 -
حديث: خيركم في رأس المائتين الخفيف الحاذ، قيل: يا رسول اللَّه، ما خفة الحاذ؟ قال: من لا أهل له، ولا مال، أبو يعلى في مسنده من حديث رواد بن الجراح عن سفيان الثوري، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة مرفوعاً به، وعلته روَّادٌ، ولذا قال الخليلي: ضعفه الحفاظ فيه وخطؤوه انتهى، فإن صح فهو محمول على جواز الترهب أيام الفتن، وفي معناه أحاديث كثيرة كلها واهية، منها ما رواه الحارث بن أبي أسامة من حديث ابن مسعود مرفوعاً: سيأتي على الناس زمان تحل فيه العزبة، لا يسلم لذي دين دينه، إلا من فر بدينه من شاهق، إلى شاهق، ومن جحر إلى جحر كالطائر يفر بفراخه، وكالثعلب بأشباله، فأقام الصلاة، وآتى الزكاة، واعتزل الناس إلا من خير، الحديث، ومنها ما رواه الديلمي من حديث زكريا بن يحيى الصوفي عن ابن ابن لحذيفة بن اليمان عن أبيه عن جده حذيفة مرفوعاً: خير نسائكم بعد ستين ومائة العواقر وخير أولادكم بعد أربع وخمسين البنات، وفي الترمذي من طريق علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، مرفوعاً: إن أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحاذ، ذو حظ من الصلاة، أحسن عبادة ربه، وأطاعه في السر والعلانية، وكان غامضاً في الناس، لا يشار إليه بالأصابع،
وكان رزقه كفافاً، فصبر على ذلك، ثم نفض بيده، فقال: عجلت منيته، قلت بواكيه، قل تراثه، وقال عقبه: علي ضعيف، وقد أخرجه أحمد والبيهقي في الزهد والحاكم في الأطعمة من مستدركه، وقال: هذا إسناد للشاميين صحيح عندهم ولم يخرجاه، انتهى، ولم ينفرد به علي بن يزيد، فقد أخرجه ابن ماجه في الزهد من سننه، من غير طريقه من حديث صدقة بن عبد اللَّه، عن إبراهيم بن مرَّة، عن أيوب بن سليمان عن أبي أمامة ولفظه: أغبط الناس عندي مؤمن خفيف الحاذ، وذكر نحوه، والحاذ بالتخفيف وبالمهملة ثم المعجمة لغة: الحال، وللديلمي من حديث عبد اللَّه بن عبد الوهاب الخوارزمي، عن داود بن عقال، عن أنس رفعه: يأتي على الناس زمان لأن يربي أحدكم جرو كلب خيرٌ له من أن يربي ولداً من صلبه.
453 -
حديث: خيركن أيسركن صداقاً، الطبراني عن ابن عباس مرفوعاً بإسنادين في أحدهما: جابر الجعفي، وفي الآخر: رجاء بن الحارث، وهما ضعيفان، لكن في الباب عن عائشة مرفوعاً: إن أعظم النساء بركة أيسرهن صداقاً، رواه أحمد والبيهقي، وفي لفظ: أيسر مؤونة، وفي لفظ: أخف النساء صداقاً أعظمهن بركة، رواه القضاعي والطبراني في الأوسط بسند ضعيف، وله فيه وفي الصغير وكذا لأحمد والبيهقي عنها أيضاً: إن من يُمن المرأة تيسير خطبتها، وتيسير صداقها، وتيسير رحمها، قال عروة: يعني الولادة، وسنده جيد، وهو عند ابن حبان بلفظ: من يمن المرأة تسهيل أمرها، وقلة صداقها، بل حديث ابن عباس عنده أيضاً، وللقضاعي من حديث يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد اللَّه عن عقبة بن عامر مرفوعاً: خير النكاح أيسره، وهو عند أبي داود في حديث، وللديلمي بلا إسناد عنها مرفوعاً: خيار نساء أمتي أحسنهن وجهاً وأرخصهن مهراً، وهو عند أبي عمر النوقاني في معاشرة الأهلين بلفظ: إن أعظم النساء بركة أصبحهن وجوهاً، وأقلهن مهراً، وفي الباب قوله صلى الله عليه وسلم: لو كنتم تغرفون من بطحان ما زدتم، وله طرق بعضها في مسلم من حديث يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة، وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ينهى عن المغالاة في المهر ويقول:
ما تزوج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولا زوج بناته، بأكثر من اثنتي عشرة أوقية، فلو كانت مكرمة كان أحقكم وأولاكم بها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، رواه أحمد والدارمي وأصحاب السنن الأربعة.
وقال الترمذي: إنه حسن صحيح، والأوقية عند أهل العلم أربعون درهماً واثنتا عشرة أوقية أربعمائة وثمانون درهماً، وصححه ابن حبان والحاكم وقال: لم يخرجاه لقول سلمة بن علقمة عن ابن سيرين: نبئت عن ابن أبي العجفاء، يعني روايه، عن عمر وفيه: وإن الرجل ليغلي بصدقة امرأته حتى يكون لها عداوة في نفسه، ونحوه حديث عائشة: ما أصدق أحداً من نسائه ولا بناته فوق اثنتي عشرة أوقية، وفي لفظ: كان صداقه لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشّ وهو نصف أوقية فذلك خمسمائة درهم، وهو محمول على الأكثر، وإلا فخديجة وجويرية بخلاف ذلك، وصفية كان عتقها صداقها، وأم حبيبة أصدقها عنه النجاشي أربعة آلاف، كما رواه أبو داود والنسائي، وقال ابن إسحاق عن أبي جعفر: أصدقها أربعمائة دينار، وأخرجه ابن أبي شيبة من طريقه، وللطبراني عن أنس مائتي دينار، لكن إسناده ضعيف، وسيأتي شيء من هذا في: كل أحد، على أنه قد يجاب أيضاً بأن زواج خديجة كان قبل البعثة، وجويرية كان القدر الذي كوتبت عليه، فتضمن مع المهر المعونة، وأما صفية وأم حبيبة فلا يردان.
454 -
حديث: خير الأسماء ما حمًّد وما عبَّد، في: إذا سميتم فعبدوا.
455 -
حديث: خير الأمور أوساطها، ابن السمعاني في ذيل تاريخ بغداد بسند مجهول عن علي مرفوعاً به، وهو عند ابن جرير في التفسير من قول مطرف بن عبد اللَّه ويزيد بن مرة الجعفي، وكذا أخرجه البيهقي عن مطرف، وللديلمي بلا سند عن ابن عباس مرفوعاً: خير الأعمال أوسطها، في حديث أوله: داوموا على أداء الفرائض، وللعسكري من طريق معاوية بن صالح عن الأوزاعي قال: ما من أمر أمر اللَّه به إلا عارض الشيطان فيه بخصلتين لا يبالي أيهما أصاب الغلو والتقصير، ولأبي يعلى بسند رجاله ثقات عن وهب بن منبه قال: إن لكل شيء طرفين ووسطاً، فإذا أمسك بأحد الطرفين مال الآخر، وإذا أمسك بالوسط اعتدل الطرفان، فعليكم بالأوسط من
الأشياء، ويشهد لهذا كله قوله تعالى:{ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط} وقوله: {لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً} وقوله {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً} وقوله: {إنها بقرة لا فارض ولا بكر} وهي الشابة {عوان بين ذلك} وكذا حديث الاقتصاد، وأنشد بعضهم:
عليك بأوساط الأمور فإنها
…
نجاة ولا تركب ذلولاً ولا صعباً
وقال آخر:
حب التناهي غلط
…
خير الأمور الوسط
456 -
حديث: خير خلكم خل خمركم، البيهقي في المعرفة من حديث المغيرة بن زياد، وقال: إنه ليس بالقوي عن أبي الزبير عن جابر به مرفوعاً.
457 -
حديث: خير خير، حين يسمع الغراب ونحوه، هو نوع من الطيرة، وقد قال عكرمة: كنا عند ابن عمر وعنده ابن عباس رضي الله عنهما، فمر غراب يصيح فقال رجل من القوم: خير خير، فقال ابن عباس: لا خير ولا شر، وفي نحوه لبعض الشعراء:
ولقد غدوت وكنت لا
…
أغدو على واق وحاتم
فإذا الأشائم كالأيامن
…
والأيامن كالأشائم
وكذاك لا خير ولا
…
شر على أحد بدائم
أوردها الدينوري في سابع المجالسة، قلت: وإنما اختص الغراب غالباً بالتشاؤم به، أخذاً من الاغتراب بحيث قالوا: غراب البين، لأنه بان عن نوح عليه السلام لما وجهه لينظر إلى الماء فذهب ولم يرجع، ولذا تشاءموا به، واستخرجوا من اسمه الغربة، واللَّه الموفق.
458 -
حديث: خير الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي، أبو يعلى والعسكري من حديث محمد بن عبد الرحمن ابن أبي لبابة عن سعد بن أبي وقاص رفعه بهذا،
وصححه ابن حبان وأبو عوانة، والمعنى أن إخفاء العمل، وعدم الشهرة، والإشارة إلى الرجل بالأصابع، خير من ضده، وأسلم في الدنيا والدين، والقليل من المال الذي لا يشغل عن الآخرة خير من الكثير الذي يلهي عنها، وكذا لما قال عمر بن سعد ابن أبي وقاص كما عند أبي عوانة وغيره لأبيه: أرضيت أن تكون أعرابياً في غنمك والناس يتنازعون في المال، ضرب سعد وجهه وقال: دعني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن اللَّه يحب العبد الغني التقي الخفي، ويروى عن زيد الرقاشي عن أنس مرفوعاً: طوبى لكل غني تقي، ولكل فقير خفي، يعرفه اللَّه ولا يعرفه الناس.
459 -
حديث: خير الزاد التقوى، العسكري من حديث عبد اللَّه بن مصعب بن زيد بن خالد الجهني عن أبيه عن جده عن زيد بن خالد مرفوعاً به في حديث، وفي الباب عن ابن عباس عند أبي الشيخ من حديث ابن أبي نجيح عن مجاهد عنه مرفوعاً، وعن عقبة بن عامر عند الديلمي كما سيأتي في: رأس الحكمة، وبعضها يقوي بعضاً، بل يشهد له صريح القرآن.
460 -
حديث: خير السودان ثلاثة بلال ولقمان ومهجع مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، الحاكم في صحيحه من حديث الهِقل بن زياد عن الأوزاعي حدثني أبو عمار عن واثلة بن الأسقع مرفوعاً به، وللطبراني من رواية عطاء عن ابن عباس مرفوعاً: اتخذوا السودان فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة لقمان والنجاشي وبلال، وفي المحلى: لا يكمل حسن الحور العين في الجنة إلا بسواد بلال، فإنه يفرق سواده، شامتين في خدودهن، وللطبراني من حديث أيوب بن عتبة عن عطاء عن ابن عباس قال: جاء رجل من الحبشة إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يسأله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: سل واستفهم، فقال: يا رسول اللَّه، فضلتم علينا بالصور والألوان والنبوة، أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنت، وعملت بمثل ما عملتَ به، إني لكائن معك في الجنة؟ قال: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنه ليرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام، الحديث.
461 -
حديث: خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها، مسلم من حديث جرير عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي هريرة رفعه بهذا.
462 -
حديث: خير العمل ما نفع، في: الخلق كلهم عيال اللَّه.
463 -
حديث: خير الغداء بواكره، وأطيبه أوله، وأنفعه، الديلمي من جهة عنبسة بن عبد الرحمن القرشي، حدثني أبو زكريا اليماني عن أنس به مرفوعاً.
464 -
حديث: خير المجالس أوسعها، البخاري في الأدب المفرد، من حديث عبد الرحمن بن أبي عمرة، قال: أوذن أبو سعيد الخدري بجنازة، قال: فكأنه تخلف حتى أخذ القوم مجالسهم، ثم جاء بعد، فلما رآه القوم تشرفوا عنه، وقام بعضهم عنه ليجلس في مجلسه، فقال: لا، إني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: وذكره، ثم تنحى فجلس في مجلس واسع، ومن حديث ابن أبي عمرة أورده أبو داود والبيهقي في الشعب، وفي الباب عن أنس وغيره.
465 -
حديث: خير المجالس ما استقبل به القبلة، في: أكرم المجالس.
466 -
حديث: خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، الحديث، متفق عليه عن عَبيدة السلماني، عن ابن مسعود به مرفوعاً، وكذا عن زهدم بن مضرب عن عمران بن حصين، لكن بلفظ: خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، وشك عمران في الثالث.
467 -
حديث: الخير عادة، والشر لجاجة، ابن ماجه والطبراني في الكبير، وأبو نُعيم في الحلية، والقضاعي وآخرون، من حديث يونس بن ميسرة بن حلبَس، عن معاوية به مرفوعاً، زاد بعضهم فيه: ومن يرد اللَّه به خيراً يفقهه في الدين.
468 -
حديث: الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة، قال شيخنا: لا أعرفه
ولكن معناه صحيح، يعني في حديث: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة.
469 -
حديث: الخير كثير، وفاعله قليل. الطبراني والعسكري من حديث إسماعيل بن أبي خالد عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمرو به مرفوعاً، وفي لفظٍ: ومن يعمل قليل.
470 -
حديث: الخير مع أكابركم، في: البركة.
471 -
حديث: الخير معقود بنواصي الخيل، متفق عليه من حديث مالك، عن نافع عن ابن عمر رفعه بلفظ: الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وفي لفظ لغيرهما من هذا الوجه، ومن حديث خالد بن عون عن نافع أيضاً، كالترجمة، ولهما أيضاً من حديث الشعبي عن عروة البارقي مرفوعاً مثله بزيادة: معقود، وفي لفظ لهما أيضاً من هذا الوجه: الخير، قال مسلم: معقوص، وللبخاري: معقود، ثم اتفقا بنواصي الخيل إلى يوم القيامة، ولهما من حديث شعبة عن أبي التياح، عن أنس مرفوعاً، بلفظ: البركة في نواصي الخيل، وهو عند البخاري أيضاً، من هذا الوجه، بلفظ: الخيل معقود في نواصيها الخير. وفي الباب عن جماعة، منهم، جابر بزيادة: وأهلها معانون عليها، وأسماء ابنة يزيد بلفظ: معقود أبداً إلى يوم القيامة، وقد أفرده الدمياطي بالتأليف.
472 -
حديث: خيرة اللَّه للعبد، خير من خيرته لنفسه
(1)
.
(1)
لم يتكلم عليه، وهو حديث لا أصل له. وإن كان معناه صحيحاً.
تعليق الشاملة: قال العجلوني «كشف الخفاء» (1/ 398):
«قال في التمييز: لم أجد عليه كلامًا وما علمته في المرفوع، ويستأنس له بقوله تعالى:{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ} -الآية [البقرة: 216].
وقال القاري: لم يعرف له أصل في مبناه وإن صح معناه كما يستفاد من قوله تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} -الآية.
ومن هنا ورد الأمر بالاستخارة صلاة ودعاء، وورد ما خاب من استخار، وما ندم من استشار، وثبت في الدعاء: اللهم خر لي واختر لي ولا تكلني إلى اختياري، وهذا أصل ما اشتهر على ألسنة العامة: الخيرة فيما اختاره الله، والخيرة في الواقع»
حرف الدال المهملة
473 -
حديث: الداخل له دهشة، في رواية الأبناء عن الآباء، من العباسيين للحِلاّبي بسند ضعيف من حديث الحسن بن علي مرفوعاً: للداخل دهشة، فتلقوه بالمرحبا.
474 -
حديث: دار الظالم خراب ولو بعد حين، لم أقف عليه، ولكن يشهد له {فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا} .
475 -
حديث: دارت رحى فلان، كلام يوصف به من انحط عما كان فيه، ومنه حديث البراء بن ناجية عن ابن مسعود: تدور رحا الإسلام لخمس، أو ست، أو سبع وثلاثين، الحديث، ودوران الرحى كناية عن الحرب والقتال، شبهها بالرحا الدوارة التي تطحن، لما يكون في الوقت المعين من قبض الأرواح، وهلاك الأنفس.
476 -
حديث: دارهم ما دمت في دارهم، ما علمته، ولكن جاء في الزوجة فدارها تعش بها، أخرجه ابن حبان في صحيحه عن سمرة.
477 -
حديث: الداعي والمؤمن في الأجر شريكان، والقارئ والمستمع، والعالم والمتعلم، عزاه الديلمي للضحاك عن ابن عباس.
478 -
حديث: الدال على الخير كفاعله، العسكري وابن جميع، ومن طريقه المنذري من حديث طلحة بن عمرو، عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً، في حديث لفظه: كل معروف صدقة، والدَّال على الخير كفاعله، واللَّه يحب إغاثة اللَّهفان، ومثله، بل بطوله للدارقطني في المستجاد من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده به مرفوعاً، وللعسكري من حديث إسحاق الأزرق، عن أبي حنيفة عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه مرفوعاً، بلفظ الترجمة، وكذا هو عند البزار عن أنس، وأخرجه مسلم بمعناه من حديث أبي عمرو الشيباني، عن
أبي مسعود، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: احملني، فقال: ما أجد ما أحملك عليه، ولكن ائت فلاناً، فلعله يحملك، فأتاه فحمله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله، ولابن عبد البر عن أبي الدرداء من قوله: الدَّال على الخير وفاعله شريكان، والمعنى: من دلك على خير، وأرشدك إليه، فنلته بإرشاده، فكأنه فعل ذلك الخير.
479 -
حديث: داروا سفهاءكم، وهو على بعض الألسنة، بزيادة: بثلث أموالكم، وقد بيض له شيخنا حين سئل عنه، وفي الفردوس بلا سند عن أبي هريرة رفعه: داروا النساء تنتفعوا بهن، فإنهن لا تستوين لكم أبداً، ومضى في: أمرنا، من الهمزة، في حديث: وداروا الناس بعقولكم، وفي لفظ: داروا الناس على قدر أحسابهم، وللديلمي من حديث محمد بن مطرف عن ابن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً: ذبوا بأموالكم عن أعراضكم، قالوا: يا رسول اللَّه كيف؟ قال: تعطون الشاعر، ومن يخاف لسانه، ورواه ابن لال عن عائشة، ونحوه حديث محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعاً: ما وقى به الرجل عرضه كتب له به صدقة، رواه عن ابن المنكدر مسور بن الصلت، وعبد الحميد بن الحسن الهلالي، قلت لابن المنكدر: وما يعني به، قال: أن تعطي الشاعر أو ذا اللسان المتقى، والأصل في هذا: إن من شرِّ الناس من توقاه الناس اتقاء فحشه.
480 -
حديث: داووا مرضاكم بالصدقة، في: حصنوا أموالكم بالزكاة.
481 -
حديث: الدجاج غنم فقراء أمتي، في: الجمعة.
482 -
حديث: الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية، متفق عليه من حديث أيوب ابن أبي تميمة السخيتاني، وموسى بن عقبة، ومسلم فقط، من حديث أبي أسامة، ومحمد بن بشر، كلاهما عن عبيد اللَّه بن عمر ثلاثتهم عن نافع عن ابن عمر، وفي الباب عن حذيفة عند مسلم من حديث الأعمش، عن شقيق، عنه بلفظ: الدجال أعور العين اليسرى، وفي لفظ له من حديث ربعي بن حراش عنه: وإن الدجال ممسوح العين، عليها ظفرة غليظة، وعن أنس عنده أيضاً
من حديث شعيب بن الحبحاب عنه، بلفظ: الدجال ممسوح العين، مكتوب بين عينيه كافر، وعند البخاري من حديث شعبة عن قتادة عنه في حديث: ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وعن جابر عند أحمد بلفظ: الدجال أعور، وهو أحد الكذابين، وعن أبي عنده وعند الطيالسي بلفظ: الدجال عينه خضراء كالزجاجة، وعن أبي سعيد عند أبي يعلى من حديث عطية عنه بلفظ: الدجال ممسوح العين اليمنى أو اليسرى، كأنها كوكب، الحديث، وعن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس عند الطيالسي، والطبراني، بلفظ: الدجال آدم هجان، أعور جعد الرأس، إلى غير ذلك مما أفرد بالتصنيف
(1)
.
483 -
حديث: دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها النساء، البيهقي في البعث، وابن عساكر في ترجمة عمرو بن أبي عمرو، من تاريخ دمشق له من حديث جابر، ولا تنافي بينه وبين حديث: اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء، لإمكان حمل دلك على الابتداء، وذا على ما بعد كما أوضحته في مكان آخر، بل لمسلم من حديث عمران بن حصين رفعه: أقل ساكني الجنة النساء.
484 -
حديث: الدرجة الرفيعة، المدرج فيما يقال بعد الأذان، لم أره في شيء من الروايات، وأصل الحديث عند أحمد والبخاري والأربعة عن جابر مرفوعاً: من قال - حين يسمع النداء -: اللَّهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة، وهو عند البيهقي في سننه، فزاد في آخره مما ثبت عند الكشميهني في البخاري نفسه: إنك لا تخلف الميعاد، وزاد البيهقي في أوله: اللَّهم إني أسألك بحق هذه الدعوة، وزاد فيه ابن وهب في جامعه، بسند فيه ابن لهيعة: صل على محمد عبدك ورسولك، ولم يذكر: الفضيلة، وزاد بدلها: والشفاعة يوم القيامة، وقال: حلت له شفاعتي دون ما بعده، ورواه أحمد وابن السني والطبراني وآخرون بلفظ: صل على محمد وارض عنه رضى لا سخط بعده، استجاب اللَّه دعوته، ولم يذكروا سواه، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه وردت عن غير جابر، وفي بعضها: وآته سؤله، كما بينت
(1)
أحاديث الدجال متواترة كما قال الحفاظ.
ذلك في القول البديع مع ألفاظ غير ذلك لا نطيل بها، لا سيما وما ذكرناه زيادة على المقصود، وكأن من زادها اغتر بما وقع في بعض نسخ الشفاء في حديث جابر المشار إليه لكن مع زيادتها في هذه النسخة المعتمدة علم عليها كاتبها بما يشير إلى الشك فيها، ولم أرها في سائر نسخ الشفاء، بل في الشفاء عقد لها فصلاً في مكان آخر، ولم يذكر فيه حديثاً صريحاً، وهو دليل لغلطها.
485 -
حديث: الدعاء سلاح المؤمن، أبو يعلى عن علي مرفوعاً
(1)
في حديث.
486 -
حديث: الدعاء يرد البلاء، أبو الشيخ عن أبي هريرة به مرفوعاً، وكذا هو من حديث أبي هريرة عند الديلمي لكن بلفظ: الدعاء يرد القضاء في حديث أوله: بر الوالدين يزيد في العمر، وللطبراني في الدعاء من حديث بريد بي أبي مريم عن أنس رفعه: ادعوا فإن الدعاء يرد القضاء، ومن حديث أبي عثمان النهدي عن سلمان رفعه: لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، ومن حديث الاشعث الصنعاني عن ثوبان رفعه: لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يذنبه، ومن حديث شهر بن حوشب عن معاذ بن جبل مرفوعاً: لن ينفع حذر من قدر، ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم بالدعاء عباد اللَّه، ومن حديث عطاف الشامي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً: لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن الدعاء والبلاء ليعتلجان إلى يوم القيامة، وللترمذي عن ابن عمر مرفوعاً: إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، بل أخرج حديث سلمان الماضي وقال: إنه حسن غريب، وأخرج أحمد حديث ثوبان وصححه ابن حبان والحاكم، كلهم من حديث عبد اللَّه بن أبي الجعد عنه، وأوردت له طريقاً آخر في: إن اللَّه لا يعذب: وكذا أخرج هو وابنه حديث معاذ، والعسكري حديث عائشة من جهة محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن القاسم بن محمد عنها مرفوعاً بلفظ: لا ينفع حذر من قدر، والدعاء يرد البلاء وقرأ {إلا قوم يونس لما آمنوا} قال: دعوا، قالت: وإن كان شيء يرد الرزق فإن الصبحة تقطع الرزق، تعني بالصبحة نوم الغداة لمن تعودها.
(1)
ورواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، ثم أعله في الميزان.
487 -
حديث: دعاء المرء على حبيبه غير مقبول، الديلمي عن ابن عمر رفعه: إني سألت اللَّه أن لا يقبل دعاء حبيب على حبيبه، رواه النقاش والدارقطني في الأفراد وغيرهما، ولكن صح أن دعاء الوالدين على ولده لا يرد، فيجمع بينهما، وكذا ثبت كما في آخر صحيح مسلم وفي أبي داود وغيرهما عن جابر رفعه: لا تدعوا على أنفسكم ولا أولادكم ولا أموالكم لا توافقوا من اللَّه ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب له.
488 -
حديث: دعوة الأخ لأخيه في الغيب مستجابة، مسلم عن أبي الدرداء به مرفوعاً، وهو عند الدارقطني في العلل بلفظ: لا ترد، ولأبي داود والترمذي وضعفه عن ابن عمرو رفعه: إن أسرع الدعاء إجابة دعوة غائب لغائب، بل في مسلم عن أبي الدرداء أيضاً: إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قال الملك: ولك بمثل ذلك.
489 -
حديث: دعوا الحبشة ما ودعوكم، في: اتركوا الترك، بل هو عند أبي داود أيضاً من حديث ابن عمرو بلفظ: اتركوا الحبشة ما تركوكم.
490 -
حديث: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة، أبو داود والطيالسي، وأحمد، وأبو يعلى في مسانيدهم، والدارمي، والترمذي، والنسائي، وآخرون، كلهم من حديث شعبة أخبرني بريد بن أبي مريم سمعت أبا الحوراء السعدي يقول: قلت للحسن بن علي: ما تذكر من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: كان يقول، فذكره، وليس عند النسائي فإن الصدق إلى آخره، وقال الترمذي: إنه حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وكذا صححه ابن حبان، وهو طرف من حديث طويل فيه ذكر القنوت كما أمليت ذلك مع ما ورد في الباب في تخريج أربعين النووي، ولابن عمر رضي الله عنهما من الزيادة فيه: فإنك لن تجد فقد شيء تركته للَّه تعالى.
491 -
حديث: دفن البنات من الكرمات، الطبراني في الكبير والأوسط، وابن عدي في الكامل، والقضاعي والبزار، كلهم من حديث عثمان بن عطاء
الخراساني عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما عزي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بابنته رقية قال: الحمد للَّه، وذكره، إلا أن البزار قال: موت بدل دفن، وهو عندنا باللفظ الأول في السابع من النسيبيات تخريج الخطيب وقال: إنه غريب، ورواه ابن الجوزي وغيره من حديث ابن عمر مرفوعاً بلفظ الترجمة، وأفاد الخليلي في الارشاد أن بعض الكذابين رواه عن جابر، قال: وإنما يروى عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وابن عطاء متروك، انتهى. وقد وصلوه بعكرمة عن ابن عباس كما سبق إلا أنه ضعيف، ولابن أبي الدنيا في العزاء له من جهة قتادة أن ابن عباس توفيت له ابنة، فأتاه الناس يعزونه فقال لهم: عورة سترها اللَّه ومؤونة كفاها اللَّه وأجر ساقه اللَّه، فاجتهد المهاجرون أن يزيدوا فيها حرفاً فما قدروا عليه، وقد أنشد الباخرزي لنفسه:
القبر أخفى سترة للبنات
…
ودفنها يروى من المكرمات
أما ترى اللَّه عز اسمه
…
قد وضع النعش بجنب البنات
ونحوه قول غيره:
لكل أبي بنت على كل حالة
…
ثلاثة أصهار إذا ذكر الصهر
فزوج يراعيها وخدر يصونها
…
وقبر يواريها وخيرهم القبر
وأشار بذلك إلى ما قيل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: نعم الصهر القبر، ولكن قد قال بعض العلماء: إنه لم يظفر به بعد التفتيش وإنما ذكر صاحب الفردوس مما لم يسنده ابنة عن ابن عباس مرفوعاً: نعم الكفؤ القبر للجارية، وهو عند ابن السمعاني عن ابن عباس من قوله بلفظ: نعم الاختان القبور، وللطبراني عنه أيضاً مرفوعاً: للمرأة ستران القبر والزوج، قيل: فأيهما أفضل قال: القبر، وهو ضعيف جداً، ومثله ما رواه الجعابي في تاريخ الطالبيين له، والديلمي عن علي رفعه: للنساء عشر عورات، فإذا تزوجت المرأة ستر الزوج عورة، فإذا ماتت ستر القبر عشر عورات، وأوردت مما قيل في معنى ذلك من الشعر ونحوه في ارتياح الأكباد. أشياء.
492 -
حديث: الدنانير والدراهم خواتيم اللَّه في أرضه، من جاء بخاتم
مولاه قضيت حاجته، الطبراني في الأوسط من حديث ابن عيينة وابن أبي فديك، كلاهما عن محمد بن عمرو عن ابن أبي لبيبة عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعاً، وقال: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، ونحوه ما عنده أيضاً في الأوسط والصغير، عن المقدام بن معدي كرب مرفوعاً: يأتي على الناس زمان من لم يكن معه أصفر ولا أبيض لم يتهن بالعيش، وهو غريب أيضاً، وهو عند أحمد بلفظ: يأتي على الناس زمان لا ينفع فيه إلا الدراهم والدينار وفيه قصة له، ومما قيل:
إذا أردت الآن أن تكرما
…
فأرسل الدينار والدرهما
فليس في الأرض وما فوقها
…
أقضى لأمر يشتهي منهما
وللديلمي عن جابر رفعه: الموت تحفة المؤمن، والدرهم والدينار مع المنافق، وهما زاده إلى النار.
493 -
حديث: الدنيا خضرة حلوة وأن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، مسلم والنسائي وآخرون من حديث سعيد بن يزيد أبي مسلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به، وممن رواه عن أبي نضرة خليد بن جعفر وسليمان بن طرخان التيمي وعلي بن زيد بن جدعان وحديثه عند ابن ماجه والترمذي وقال: حسن، والمستمر بن الريان ولكن بلفظ: إن الدنيا، لأكثرهم وهو عند العسكري من حديث عبيد الله بن عمر عن عمر بن نافع عن بعجة عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: الدنيا خضرة حلوة من أخذها بحقها بورك له فيها ورب متخوض في مال الله ورسوله له النار يوم القيامة، وقد عزا الديلمي حديث: الدنيا خضرة حلوة وأن رجالا يتخوضون إلى البخاري عن خولة والذي فيه من حديثها الجملة الثانية خاصة، نعم فيه حديث حكيم بن حزام في قوله صلى الله عليه وسلم له: يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه باشراف نفس لم يبارك له فيه، الحديث، وفي الباب عن ميمونة عند أبي يعلى والطبراني والرامهرمزي في الأمثال، وعن عبد الله بن عمرو عند الطبراني فقط رفعاه بلفظ: الدنيا حلوة خضرة، وعن غيرهما وتكلم الرامهرمزي على معناه.
494 -
حديث: الدنيا دار من لا دار له، ولها يجمع من لا عقل له، أحمد من حديث دُويد عن أبي إسحاق عن عروة عن عائشة مرفوعاً به، ورجاله ثقات.
495 -
حديث: الدنيا سجن المؤمن وجتة الكافر، مسلم من حديث الدراوردي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعاً، وكذا هو في حديث مالك عن العلاء، وهو عند العسكري والقضاعي وغيرهما من حديث موسى بن عقبة عن عبد اللَّه بن دينار عن ابن عمر، وأخرجه البزار أيضاً وعند الطبراني وأبي نُعيم واللفظ له من حديث ابن عمر مرفوعاً: يا أبا ذر! الدنيا سجن المؤمن، والقبر أمنه، والجنة مصيره. يا أبا ذر! إن الدنيا جنة الكافر، والقبر عذابه، والنار مصيره، الحديث، وعند أحمد وأبي نُعيم من حديث أبي عبد الرحمن الحُبلي عن ابن عمرو بلفظ: الدنيا سجن المؤمن وسِنته، فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة، وكذا أخرجه الطبراني باختصار، ورواه البغوي في شرح السنة، وصححه الحاكم، وفي الباب عن غير هؤلاء، وعند العسكري من طريق سعيد بن سليمان عن المبارك قال: كان الحسن يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر، فالمؤمن يتزود، والكافر يتمتع، واللَّه إن أصبح فيها مؤمن إلا حزيناً، وكيف لا يحزن من جاءه عن اللَّه تعالى أنه وارد جهنم، ولم يأته أنه صادر عنها.
496 -
حديث: الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة، مسلم والنسائي وابن ماجه وغيرهم من حديث عبد اللَّه بن يزيد الحُبلي عن عبد اللَّه بن عمرو رفعه بهذا، فمسلم من جهة شراحيل بن شريك، والآخران من جهة عبد الرحمن بن زياد الافريقي، كلاهما عن الحبلي.
497 -
حديث: الدنيا مزرعة الآخرة، لم أقف عليه مع إيراد الغزالي له في الإحياء، وفي الفردوس بلا سند عن ابن عمر مرفوعاً: الدنيا قنطرة الآخرة فاعبروها، ولا تعمروها، وفي الضعفاء للعقيلي ومكارم الأخلاق لابن لال من حديث طارق بن اشيم رفعه: نعمت الدار الدنيا لمن تزود منها لآخرته، الحديث. وهو عند الحاكم في مستدركه وصححه، لكن تعقبه الذهبي بأنه منكر قال: وعبد الجبار يعني راويه لا يعرف.
498 -
حديث: دواء العين ترك مسها، في: العين.
499 -
حديث: الديك الأبيض صديقي، وصديق صديقي، وعدو عدوي، الحارث ابن أبي أسامة، ومن جهته أبو نُعيم من حديث عمرو بن جميع عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عائشة مرفوعاً بهذا، ومن حديث أبان عن أنس رفعه مثله، وهو عند أبي الشيخ في الثواب، ولأبي نُعيم من جهة أحمد بن محمد ابن أبي بزة عن أبي سعيد مولى بني هاشم عن الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس رفعه: الديك الأبيض الأفرق حبيبي، وحبيب حبيبي جبريل يحرس بيته وستة عشر بيتاً من جيرانه، أربعة عن اليمين، وأربعة عن الشمال، وأربعة من قدام، وأربعة من خلف، ومن هذا الوجه أورده العقيلي في الضعفاء، وللطبراني في الأوسط من حديث إبراهيم ابن أبي عبلة عن أنس رفعه: اتخذوا الديك الأبيض، فإن داراَ فيها ديك أبيض لا يقربها شيطان ولا ساحر ولا الدويرات حولها، ورواه الحسن بن سفيان في مسنده ومن جهته أبو نُعيم من طريق عبد اللَّه بن صالح عن رشدين عن الحسن بن ثوبان عن يزيد بن أبي حبيب عن سالم عن أبيه رفعه، ولفظه: لا تسبوا الديك فإنه صديقي، وأنا صديقه، وعدوه عدوّي، والذي بعثني بالحق لو يعلم بنو آدم ما في صوته لاشتروا ريشه ولحمه بالذهب والفضة، وإنه ليطرد مدى صوته من الجن، وللواحدي في سورة النمل من تفسيره من جهة داود بن طلحة عن علي بن الخليل عن موسى بن إبراهيم عن الليث عن نافع عن ابن عمر رفعه بلفظ الترجمة بزيادة: قالوا: فما يقول إذا صاح قال: يقول اذكروا اللَّه يا غافلين، وعند أبي نُعيم من حديث محمد بن المهاجر عن أبي زيد الأنصاري مرفوعاً: الديك الأبيض أخي وصديقي وعدو عدو اللَّه إبليس، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبته معه في البيت، ورواه الحارث بن أبي أسامة من جهة طلحة بن عمرو عمن حدثه عن أبي زيد بزيادة: يحرس دار صاحبه وتسع دور حولها، وكذا روي أيضاً من حديث أثوب - بالثاء المثلثة الساكنة - ابن عتبة قال الخطيب: ولا يصح.
ومن طريق أبي شهاب الخياط عن طلحة بن زيد عن أبي الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان رفعه مرسلاً بلفظ: الديك الأبيض صديقي، وعدو عدو اللَّه يحرس دار صاحبه وسبع أدور، وكان يبيته معه في البيت، ومن طريق عبد اللَّه بن جعفر - والد علي بن المديني
- عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ الترجمة، وكل من عبد اللَّه بن جعفر وطلحة ورشدين بن سعد ضعيف، ولكن لم يبلغ أمره إلى أن يحكم على حديثه بالوضع، وأما عبد اللَّه بن صالح فهو صدوق في نفسه إلا أن في حديثه مناكير، والربيع بن صبيح استشهد به البخاري وابن أبي بزة فيه ضعف، ولذا قال شيخنا فيما تعقب به على ابن الجوزي في الموضوعات: على أنه لا يتبين لي الحكم هذا المتن بالوضع، قلت: لكن في أكثر ألفاظه ركة لا رونق لها، وقد أفرد الحافظ أبو نُعيم أخبار الديك في جزء.
500 -
حديث: الدين النصيحة، قالوا: لمن؟ قال: للَّه، ولرسوله، وأئمة المسلمين وعامتهم، مسلم عن تميم الداري مرفوعاً، وفي الباب عن جماعة.
501 -
حديث: الدَّين ولو درهم، والعائلة ولو بنت، والسؤال ولو كيف، الطريق لا أستحضره في المرفوع، ومعناه صحيح، وللديلمي مما عزاه الطبراني من جهة جُليد
(1)
عن أبي المحبّر بالجيم والحاء رفعه: من كانت عنده ابنة فقد فدح، والذي رأيته في المعجم الكبير للطبراني. في الثلاث لا في الواحدة، والمفدوح المثقل بالدين، نعم لابن الشيخ عن أنس رفعه: من كانت له ابنة فهو متعبٌ، ولأحمد في مسنده، وكذا ابن منيع وغيره عن ابن عباس مرفوعاً: من ولدت له أنثى فلم يؤذها ولم يهنها ولم يؤثر عليها الذكور أدخله اللَّه بها الجنة، والأحاديث بنحوه شهيرة، وأصحها ما اتفق عليه الشيخان من حديث عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عروة عن عائشة مرفوعاً: من ابتلي بشيء من البنات فأحسن إليهن كن له ستراً من النار، وفي أوله قصة، ولأبي داود والنسائي وغيرهما عن ثوبان رفعه: من يتكفل لي أن لا يسأل الناس شيئاً فأتكفل له بالجنة، فكان يسقط علاقة سوطه ولا يأمر أحداً يناوله إياه وينزل هو فيأخذه.
(1)
كذا في نسخة الزبيدي. وفي اللآلئ: خليل الثوري، وهي أصح.
حرف الذال المعجمة
502 -
حديث: ذبوا عن أعراضكم، في: داروا سفهاءكم.
503 -
حديث: ذروا المِراء، مسلم وأحمد عن جابر، وفي الباب عن جماعة كثيرين، ولأبي داود عن أبي هريرة رفعه: المراء في القرآن كفر.
504 -
حديث: ذكاة الأرض يبسها، احتج به الحنفية ولا أصل له في المرفوع، نعم ذكره ابن أبي شيبة موقوفاً عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر وعن ابن الحنفية وأبي قلابة قال: إذا جفت الأرض فقد ذكيت، وقول ابن الحنفية عند ابن جرير في تهذيبه أيضاً، وقول أبي قلابة رواه عبد الرزاق أيضاً بلفظ: جفوف الأرض طهورها، ويعارضه حديث أنس في الأمر بصب الماء على بول الأعرابي، بل ورد فيه الحفر من طريقين مسندين، وطريقين مرسلين، وكلها في الدارقطني مع بيان عللها.
505 -
حديث: ذهب الناس وما بقي إلا النسناس، لا أصل له في المرفوع، ولكن عند أبي داود ومن جهته الخطابي في العزلة من حديث سفيان عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أبي هريرة من قوله: ذهب الناس وبقي النساس، فقيل له: ما النسناس؟ قال: يتشبهون بالناس وليسوا بناس، وهو عند أبي نُعيم في الحلية من جهة ابن أبي مليكة فقال: عن ابن عباس من قوله بلفظ: ذهب الناس وبقي النسناس قيل: وما النسناس قال: الذين بتشبهون بالناس وليسوا بالناس، وفي المجالسة للدينوري عن الحسن البصري مثله بدون تفسير وزاد: لو تكاشفتم ما تدافنتم، وكذا هو في غريب الهوري والفايق للزمخشري، والنهاية لابن الأثير، بدون زيادة، ولا تفسير، وقال ابن الأثير: قيل: هم ياجوج وماجوج وقيل: خلق على صورة الناس أشبهوهم في شيء وخالفوهم في شيء، وليسوا من بني آدم وقيل: هم من بني آدم. ومنه الحديث: أن حياً من عاد عصوا رسولهم فمسخهم اللَّه نسناساً، لكل رجل منهم يد ورجل من شق واحد ينقرون
كما ينقر الطير ويرعون كما ترعى البهائم، ونونه الأولى مكسورة، وقد تُفتح انتهى. ولأحمد في الزهد عن مطرف بن عبد اللَّه قال: عقول الناس على قدر زمانهم وقال: هم الناس والنساس وأناس غمسوا في ماء الناس
(1)
، قال الكديمي: سمعت أبا نُعيم يقول: كثيراً ما يعجبني قول عائشة رضي الله عنها:
ذهب الذين يُعاش في أكنافهم
…
وبقيت في خلف كجلد الأجرب
ولكن أبا نعيم يقول:
ذهب الناس فاستقلوا وصِرنا
…
خلفا في أراذل النسناس
في أناس نعدهم من بعيد
…
فإذا فتشوا فليسوا بناس
كلما جئت أبتغي النيل منهم
…
يدروني قبل السؤال بياس
وبلوني حتى تمنيت أني
…
منهم قد أفلت رأسا برأس
(1)
لم أجده في ترجمة مطرف من كتاب الزهد، وعزاه له أيضاً الدميري في حياة الحيوان.
حرف الراء المهملة
506 -
حديث: الرابح في الشر خاسر، كلام صحيح.
507 -
حديث: رأس الحكمة مخافة اللَّه، البيهقي في الدلائل، والعسكري في الأمثال، والديلمي من حديث عبد اللَّه بن مصعب بن منظور بن جميل بن سنان عن أبيه، عن عقبة بن عامر قال: خرجنا في غزوة تبوك، فذكر حديثاً طويلاً فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب اللَّه، وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة اللَّه، والخمر جماع الإثم، وهو عند العسكري فقط من حديث عمرو بن ثابت، عن أبيه، قال: أعطى ابن أبي الدرداء عبد الملك بن مروان كتاباً ذكر أنه عن أبيه أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أشرف الحديث كتاب اللَّه، فذكر حديثاً، وفيه: رأس الحكمة مخافة اللَّه، والخمر جوامع الإثم، وروى القضاعي في مسنده من حديث عبد اللَّه بن مصعب بن خالد بن زيد الجهني عن أبيه عن جده بن خالد قال: تلقيت هذه الخطبة من فيِّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فذكرها، وفيه: الخمر جماع الإثم، ورأس الحكمة مخافة اللَّه، وأخرج ابن لال، ومن طريقه الديلمي من حديث الحسن بن عمارة عن عبد الرحمن بن عابس، بن ربيعة، عن ابن مسعود مرفوعاً الجملة المذكورة فقط، ورواه البيهقي في الشعب من جهة الثوري عن ابن عباس، ووقفه بلفظ: أنه كان يقول في خطبته: خير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة اللَّه عز وجل، وأعاده مقتصراً على لفظ الترجمة، ثم ساقه من جهة بقية، حدثنا عثمان بن زفر عن أبي عمار الهذلي عنه مرفوعاً بالترجمة فقط، وضعفه، والطبراني والقضاعي من حديث سعيدة ابنة حكامة، عن أمها عن أبيها عن مالك بن دينار عن أنس، ورفعه: خشية اللَّه رأس كل حكمة، والورع سيد العمل.
508 -
حديث: رأس العقل بعد الإيمان باللَّه التودد إلى الناس، البيهقي في الشعب، والعسكري والقضاعي من حديث علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ورفعه بهذا، فالعسكري من جهة كرم بن أرطبان، والقضاعي من جهة عبيد بن عمرو السعدي، والبيهقي من جهة سفيان، ثلاثتهم عن ابن جدعان،
وهو عند البيهقي من حديث أشعث بن براز حدثنا علي بن زيد مرسلاً، بحذف أبي هريرة، وزاد فيه: وما يستغني رجل عن مشورة، وأهل المعروف في الدنيا، هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة. وقال البيهقي: إنه هو المحفوظ، قلت: وهكذا هو عند العسكري من حديث أحمد بن عبيد اللَّه الغداني عن هشيم عن ابن جدعان مرسلاً، بحذف أبي هريرة بزيادة: وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، ولن يهلك الرجل بعد مشورة، وقال الغداني: إن هشيماً حدث به الرشيد فأمر له بعشرة آلاف درهم، ومن حديث محمد بن يزيد المقسمي عن هشيم به كذلك بلفظ: مداراة الناس بدل التودد، وبدون: ولن يهلك إلى آخره. ومن حديث عبد الرزاق عن حرام بن عثمان، عن ابن جابر بن عبد اللَّه، عن أبيه رفعه: مثل الذي قبله، وزاد: وما سعد أحد برأيه، ولا شقي عن مشورة، وإذا أراد اللَّه بعبد خيراً فقهه في دينه، وبصره عيوبه، وبعضه عند القضاعي من حديث سليمان بن عمرو عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعاً: ما شقي عبد قط بمشورة، ولا سعد باستغناء برأي، يقول اللَّه تعالى {وشاورهم في الأمر} ، {وأمرهم شورى بينهم} ، وكذا أخرج جملة مداراة الناس صدقة، الطبراني وأبو نُعيم في الحلية، وعمل اليوم والليلة، وابن السني، والعسكري، والقضاعي، من حديث محمد ابن المنكدر عن جابر، وصححه ابن حبان، ثم قال: المداراة التي تكون صدقة للمداري هي تخلق الإنسان بالأشياء المستحسنة، مع من يدفع إلى عشرته ما لم يشبها بمعصية اللَّه، والمداهنة هي استعمال المرء الخصال التي يستحسن منه في العشرة، وقد يشوبها بما يكره اللَّه، وقد أخرج البيهقي في الشعب من حديث النضر بن شميل من قوله: ما سعد أحد باستغناء برأي، ولا هلك امرؤ دعا بمشورة، وفي الباب عن أنس، وجابر، وابن عباس، وعلي، ويتأكد بعضها ببعض، وروى الخطابي في أواخر العزلة من جهة حزم القطعي: سمعت الحسن يقول: يقولون المداراة نصف العقل، وأنا أقول هي العقل كله، وقد أفرد ابن أبي الدنيا المداراة بالتأليف.
509 -
حديث: ربط الخيط بالأصبع لتذكر الحاجة، أبو يعلى من جهة سالم بن عبد الأعلى أبي الفيض عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان إذا أشفق من الحاجة أن ينساها ربط في أصبعه خيطاً ليذكرها، وكذا هو في رابع الخلعيات، وسالم رماه ابن حبان بالوضع، بل اتهمه أبو حاتم بهذا الحديث، فقال ابنه: سألت أبي عنه فقال: إنه باطل، وسالم ضعيف، وهذا منه، وقد قال الدارقطني في الأفراد: إنه انفرد به. وروى ابن شاهين في الناسخ له النهي عنه، وكذا فعله، ثم قال: وجميع أسانيده يعني في الطرفين منكرة، ولا أعلم شيئاً منها صحيحاً، ولابن عدي بسند ضعيف عن واثلة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد حاجة أوثق في خاتمه خيطاً، وللدارقطني في الأفراد من حديث غياث بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن الحارث عن عياش بن أبي ربيعة عن سعيد المقبري، عن رافع ابن خديج قال: رأيت في يد النبي صلى الله عليه وسلم خيطاً، فقلت: ما هذا؟ قال: أستذكر به، وقال: تفرد به غياث
(1)
.
510 -
حديث: رجب شهر اللَّه، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي، الديلمي وغيره عن أنس به مرفوعاً، وجاء في كون رجب شهر اللَّه عن أبي
(2)
سعيد وعائشة وغيرهما، بل عند الديلمي عن عائشة مرفوعاً، مما سيأتي في الشين المعجمة: شعبان شهري، ورمضان شهر اللَّه، وسيأتي في: فضل، من الفاء، ما قد يشهد للأول، ولأبي الشيخ: عن أبي هريرة، وأبي سعيد رفعاه: إن شهر رمضان شهر أمتي، الحديث، كما سيجيء بتمامه في شعبان، من الشين المعجمة.
511 -
حديث: الرجل في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس، أحمد وأبو يعلى وغيرهما من حديث أبي الخير مرئد بن عبد اللَّه المزني عن عقبة بن عامر مرفوعاً به، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وقال: إنه على شرط مسلم، وأوله عند جميعهم أو أكثرهم: كل امرئ، وكان أبو الخير لا يخطئه يوم حتى يتصدق فيه بشيء.
512 -
حديث: الرجل مع رحله حيث كان، قاله النبي صلى الله عليه وسلم لمن قال له - حين قدم المدينة في الهجرة ونقل رحله إلى أبي أيوب-: أين تحل، فقال: إن الرجل، وذكره ورواه البيهقي في الدلائل من حديث صديق بن موسى، عن أبي الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة، وذكر القصة، وفيها هذا.
(1)
وهو متروك يضع الحديث.
(2)
رواه السهمي في تاريخ جرجان.
513 -
حديث: رحم اللَّه أخي الخضر، لو كان حياً لزارني، قال شيخنا: لا يثبت مرفوعاً، وإنما هو من كلام بعض السلف، ممن أنكر حياة الخضر.
514 -
حديث: رحم اللَّه من زارني وزمام ناقته بيده، قال شيخنا: إنه لا أصل له بهذا اللفظ.
515 -
حديث: رحم اللَّه من قال خيراً، أو صمت، الديلمي من حديث إسماعيل بن عياش، عن عمارة بن غزية، عن ابن سيرين، عن ثابت، عن أنس رفعه بلفظ: رحم اللَّه امرأ تكلم فغنم، أو سكت فسلم، وهو عند العسكري بلفظ: عبداً بدل امرءاً من حديث عباد بن صهيب، عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن أنس به مرفوعاً، ومن حديث كامل بن طلحة عن مبارك به مرسلاً، بدون أنس، وله شاهد عنده أيضاً من حديث أبي بكر النهشلي عن الأعمش عن شقيق عن ابن مسعود أنه قال: يا لسان، قل خيراً تغنم، أو اسكت تسلم، قبل أن تندم، فقيل له: تقوله أو سمعته، فقال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: أكثر خطايا ابن آدم في لسانه.
516 -
حديث: رحم اللَّه والداً أعان ولده على بره، أبو الشيخ في الثواب من حديث علي وابن عمر به مرفوعاً، وسنده ضعيف، ورواه أبو عمرو النوقاني في معاشرة الأهلين له من رواية الشعبي مرسلاً، بدون ذكر علي، وفي مسند الفردوس عن أبي هريرة رفعه: يلزم الوالدين من البر لولدهما ما يلزم الولد، يؤدبانه ويزوجانه. وللديلمي عن معاذ بن جبل مرفوعاً: رب والدين عاقين، الولد يبرهما، وهما يعقانه، فيكتبان عاقين، وقد ترجم البخاري في الأدب المفرد بر الأب لولده، وساق عن محارب بن دثار، عن ابن عمر أنه قال: أسماهم اللَّه عز وجل أبراراً، لأنهم بروا الآباء والأبناء، فكما أن لوالدك عليك حقاً، كذلك لولدك عليك حق، وفي ثامن المجالسة للدينوري، ورابع عشرها من حديث المدايني أن رجلاً قال لأبيه: يا أبت إن عظيم حقك عليَّ لا يذهب صغير حقي عليك، والذي تمت به إلى أمت بمثله إليك، ولست أزعم أنا على سواء، وفيها من حديث الحماني أن علي بن زيد ابن الحسن
قال لابنه يحيى: إن اللَّه تعالى لم يرضك لي. فأوصاك بي، ورضيني لك، فلم يوصني بك.
517 -
حديث: رد جواب الكتاب، في: إن لجواب الكتاب.
518 -
حديث: رد دانق على أهله، خير من عبادة سبعين سنة، قاله يحيى بن عمر بن يوسف بن عامر الأندلسي، الفقيه المالكي، حين ليم على ارتحاله من القيروان إلى قرطبة، ليردَّ دانقاً كان لبقال عليه، قال شيخنا: وما عرفت أصله.
519 -
حديث: رد الشمس على عليٍّ، قال أحمد: لا أصل له، وتبعه ابن الجوزي، فأورده في الموضوعات، ولكن قد صححه الطحاوي، وصاحب الشفاء
(1)
، وأخرجه ابن منده، وابن شاهين من حديث أسماء ابنة عميس، وابن مردويه من حديث أبي هريرة، وكذا ردت للنبي صلى الله عليه وسلم حين أخبر قومه بالرفقة التي رآها في ليلة الإسراء، وأنها تجيء في يوم كذا، فأشرقت قريش ينظرون، وقد ولى النهار ولم تجيء، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم، فزيد له في النهار ساعة، وحبست عليه الشمس، قال راويها: فلم تحبس على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ، وعلى يوشع بن نون حين قاتل الجبارين يوم الجمعة، فلما أدبرت الشمس خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم، ويدخل السبت فلا يحل له قتالهم فيه، فدعا اللَّه فرد عليه الشمس حتى فرغ من قتالهم.
520 -
حديث: الرزق مقسوم، مضى مع حديث في حديث: إن اللَّه قسم بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم، في: إن الرزق يطلب العبد.
521 -
حديث: الرزق يطلب العبد، في: إن الرزق.
522 -
حديث: الرسول لا يقتل، أحمد في مسنده من طريق ابن إسحاق، حدثني سعد بن طارق عن سلمة بن نُعيم بن مسعود الأشجعي عن أبيه، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول لرسول مسيلمة: لولا أن الرسول لا يقتل لضربت أعناقكما، وكذا أخرجه أبو داود في الجهاد من سننه من طريق ابن إسحاق، ولفظه: سمعت
(1)
وأحمد بن صالح المصري الحافظ، وحض على حفظه. وانظر تتمة هذا البحث في كتابنا "الأحاديث المنتقاة في فضائل رسول اللَّه".
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول لهما حين قرأ كتاب مسيلمة: ما تقولان أنتما؟ قالا: تقول كما قال، قال: أما واللَّه لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما، وهو عند البيهقي أيضاً، وأوله: سمعته حين جاءه رسول مسيلمة الكذاب بكتابه، ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول لهما: وأنتما تقولان مثل ما يقول، فقالا له: نعم، وذكره، وصححه الحاكم على شرط مسلم، وله عند أبي داود ومن طريقه البيهقي مما هو عند أحمد، وصححه ابن حبان من طريق آخر من جهة أبي إسحاق السبيعي عن حارثة بن مضرب أنه أتى ابن مسعود فقال: ما بيني وبين أحد من العرب حبة
(1)
، وإني مررت بمسجد لبني حنيفة، فإذا بهم يؤمنون بمسيلمة، فأرسل إليهم عبد اللَّه فجيء بهم، فاستتابهم غير ابن النواحة، قال له: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: لولا أنك رسول لضربت عنقك، فأنت اليوم لست برسول، فأمر قرظة بن كعب، فضرب عنقه في السوق، ثم قال: من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة قتيلاً بالسوق، وهو عند النسائي في السير من سننه بنحوه، ورواه أيضاً هو وابن الجارود والبيهقي بما صححه ابن حبان من جهة عاصم ابن أبي النجود عن أبي وائل عن ابن مسعود، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لابن النواحة: لولا أنك رسول لقتلتك، وبه عن ابن مسعود قال: مضت السنة أن لا نقتل الرسل، وفي الباب عن أبي رافع القبطي في حديث مرفوع: إني لا أخيس بالعهد، ولا أحبس البُرُد، لكن ارجع إليهم، فإن كان في نفسك الذي في نفسك الآن فارجع، قال: فذهبت، ثم أتيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأسلمت، وينظر ما في ذكري من قول: وعلمت أنه لا يهيج الرسل.
523 -
حديث: رسول المرء دال على عقله، الدينوري في سابع المجالسة من قول يحيى بن خالد بلفظ: ثلاثة أشياء تدل على عقل أربابها: الكتاب، والرسول، والهدية.
524 -
حديث: الرضاع يغير الطباع، القضاعي من حديث صالح بن عبد الجبار عن ابن جريج عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً بهذا، وهو عند أبي الشيخ، عن ابن عمر، ومن ثم لما دخل الشيخ أبو محمد الجويني بيته، وجد ابنه الإمام أبا المعالي يرتضع ثدي غير أمه اختطفه منها، ثم نكس رأسه، ومسح بطنه، وأدخل أصبعه في فيه،
(1)
أي ليس بيني وبينهم شيء يوجب الكذب عليهم.
ولم يزل يفعل ذلك حتى خرج ذاك اللبن، قائلاً: يسهل علي موته، ولا تفسد طباعه بشرب لبن غير أمه، ثم لما كبر الإمام كان إذا حصلت له كبوة في المناظرة يقول: هذه من بقايا تلك الرضعة، وقال العز الديريني: العادة جارية، أن من ارتضع امرأة، فالغالب عليه أخلاقها، من خير وشر، وكذا الحديث كما مضى: تخيروا لنطفكم، مع كلام فيه يجيء هنا.
525 -
حديث: رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد، الترمذي من حديث خالد بن الحارث، حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو رفعه بهذا، ثم ساقه من حديث محمد بن جعفر عن شعبة به نحوه، ولم يرفعه، قال: وهذا أصح، وهكذا رواه أصحاب شعبة، ولا نعلم أحداً رفعه غيره، وهو ثقة مأمون، وكذا قال البزار، وقد رفعه أيضاً عن شعبة عبد الرحمن بن مهدي كما للحاكم في المستدرك، والقاسم بن سليم كما للطبراني والبيهقي، والحسين بن الوليد كما للبيهقي، بل قال: وروينا أيضاً من رواية أبي إسحاق الفزاري ويزيد بن أبي الزرقاء وغيرهم مرفوعاً، ورواية أبي إسحاق عند أبي يعلى، وقال البخاري في الأدب المفرد: حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شعبة فذكره موقوفاً، وفي الباب عن ابن عمر أخرجه البزار، وقد تفرد به عصمة بن محمد الأنصاري عن يحيى بن سعيد.
526 -
حديث: رضى الناس غاية لا تدرك، الخطابي في العزلة من حديث أكثم بن صيفي أنه قال: رضى الناس غاية لا تدرك، ولا يكره سخط من رضاه الجور، ومن طريق الشافعي أنه قال ليونس بن عبد الأعلى: يا أبا إسحاق! رضى الناس غاية لا تدرك، ليس إلى السلامة من الناس سبيل، فانظر ما فيه صلاح نفسك الزمه، ودع الناس وما هم فيه.
527 -
حديث: رضِي مخرمة، قاله صلى الله عليه وسلم، لمخرمة والد المسور رضي الله عنهما حين أعطاه القباء، كما في الصحيح وغيره.
528 -
حديث: رفع عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه، وقع بهذا اللفظ في كتب كثيرين من الفقهاء والأصولين، حتى أنه وقع كذلك في ثلاثة
أماكن من الشرح الكبير، وقال غير واحد من مخرجيه وغيرهم: إنه لم يظفر به، ولكن قد قال محمد بن نصر المروزي في باب طلاق المكره من كتاب الاختلاف: يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رفع اللَّه عن هذه الأمة الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه، غير أنه لم يسق له إسناداً، ورواه أبو نُعيم في تاريخ أصبهان، وابن عدي في الكامل من حديث جعفر بن جسر بن فرقد، عن أبيه عن الحسن عن أبي بكرة مرفوعاً، بلفظ: رفع اللَّه عن هذه الأمة ثلاثاً: الخطأ، والنسيان، والأمر يكرهون عليه، وجعفر وأبوه ضعيفان، لكن له شاهد جيد أخرجه أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي المعروف بأخي عاصم في فوائده، عن الحسن بن أحمد أو الحسين بن محمد على ما يحرر، وكلاهما ثقة عن محمد بن المصفي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس بلفظ: رفع اللَّه، والباقي كلفظ الترجمة، ورواه ابن ماجه وابن أبي عاصم، ومن طريقه الضياء في المختارة، كلاهما عن محمد بن المصفي به، لكن بلفظ: وضع بدل رفع، ورجاله ثقات، ولذا صححه ابن حبان، ورواه البيهقي وغيره، إلا أن فيه تسوية الوليد، فقد رواه بشر بن بكر عن الأوزاعي فأدخل بين عطاء وابن عباس عبيد بن عمير، أخرجه الطبراني والدارقطني والحاكم في صحيحه من طريقه بلفظ: تجاوز بدل وضع، قال البيهقي: جوده بشر بن بكر، وقال الطبراني في الأوسط: لم يروه عن الأوزاعي، يعني مجوداً إلا بشر، تفرد به الربيع بن سليمان، وله طرق عن ابن عباس، بل للوليد فيه إسنادان آخران، رواه محمد بن المصفى عنه عن مالك عن نافع عن ابن عمر، وعن ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن عقبة بن عامر، وقد قال ابن أبي حاتم في العلل: سألت أبي عنهما فقال: هذه أحاديث منكرة، كأنها موضوعة. وقال في موضع آخر: لم يسمعه الأوزاعي عن عطاء، إنما سمعه من رجل لم يسمه، أتوهم أنه عبد اللَّه بن عامر الأسلمي، أو إسماعيل بن مسلم، قال: ولا يصح هذا الحديث، ولا يثبت إسناده، وقال عبد اللَّه بن أحمد في العلل: سألت أبي عنه فأنكره جداً، وقال: ليس يروى هذا إلا عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم، ونقل الخلال عن أحمد قال: من زعم أن الخطأ والنسيان مرفوع، فقد خالف كتاب اللَّه، وسنة رسول اللَّه، فإن اللَّه أوجب في قتل النفس
الخطأ الكفارة، يعني من زعم ارتفاعها على العموم في خطاب الوضع والتكليف، وقال محمد بن نصر - عقب إيراده له كما تقدم -: إلا أنه ليس له إسناد يحتج بمثله، ورواه العقيلي في الضعفاء من حديث الوليد عن مالك به. ورواه البيهقي، وقال: قال الحاكم: هو صحيح غريب، تفرد به الوليد عن مالك، وقال البيهقي في موضع آخر: إنه ليس بمحفوظ عن مالك، ورواه الخطيب في ترجمة سوادة بن إبراهيم من كتاب الرواة عن مالك، وقال بعد سياقه من جهة سوادة عنه: سوادة مجهول، والخبر منكر عن مالك انتهى، والحديث يروى عن ثوبان، وأبي الدرداء، وأبي ذر، ومجموع هذه الطرق يظهر أن للحديث أصلاً، لا سيما وأصل الباب حديث أبي هريرة في الصحيح من طريق زرارة ابن أوفى عنه بلفظ: إن اللَّه تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل به، أو تكلم به. ورواه ابن ماجه ولفظه: عما توسوس به صدورها بدل ما حدثت به أنفسها، وزاد في آخره: وما استكرهوا عليه، ويقال إنها مدرجة فيه، وقد صحح ابن حبان والحاكم وغيرهما هذا الخبر، كما أشرت إليه، وقال النووي في الروضة وفي الأربعين: إنه حسن، وبسط الكلام عليه في تخريج الأربعين، وكذا تكلم عليه شيخنا في تخريج المختصر وغيره
(1)
.
529 -
حديث: الرفق رأس الحكمة، في: إن الرفق.
530 -
حديث: روحوا القلوب ساعة وساعة، الديلمي من جهة أبي نُعيم ثم من حديث أبي الطاهر الموقري عن الزهري عن أنس رفعه بهذا، ويشهد له ما في صحيح مسلم وغيره من حديث: يا حنظلة ساعة وساعة.
531 -
حديث: الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت، أبو داود وابن ماجه من حديث أبي رزين لقيط بن عامر العقيلي رفعه بهذا، وأخرجه أحمد والدارمي والترمذي ولفظه: رؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، وهي على رجل طائر ما لم يحدث بها، فإذا حدث بها وقعت، وقال: إنه حسن صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم وابن دقيق العيد وقال: إنه على شرط مسلم، وفي الباب عن أنس عند ابن ماجه من حديث الأعمش عن يزيد الرقاشي
(1)
وأوسعت تخريجه في كتاب "الابتهاج بتخريج أحاديث المنهاج".
عنه مرفوعاً في حديث: والرؤيا لأول عابر، وكذا أخرجه ابن منيع في مسنده، والرقاشي ضعيف.
532 -
حديث: الرياء الشرك الأصغر، الطبراني من جهة ابن لهيعة عن عمارة بن غزية عن يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه، قال: كنا نعد الرياء على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الشرك الأصغر.
533 -
حديث: ريح الولد من ريح الجنة، الطبراني في الأوسط والصغير، من حديث مندل بن علي عن عبد المجيد بن سهل بن عبد الرحمن بن عوف عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة عن ابن عباس مرفوعاً بهذا، وقال: لم يروه عن عبيد اللَّه إلا عبد المجيد، تفرد به مندل.
534 -
حديث: ريق المؤمن شفاء، معناه صحيح، ففي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء، أو كانت به قرحة أو جرح قال بأصبعه يعني سبابته الأرض ثم رفعها وقال: بسم اللَّه تربة أرضنا، بريقة بعضنا، أي ببصاق بني آدم، يشفي سقيمنا بإذن ربنا، إلى غير ذلك مما يقرب منه، وأما ما على الألسنة من أن: سؤر المؤمن شفاء، ففي الأفراد للدارقطني من حديث نوح ابن بي مريم عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رفعه من التواضع أن يشرب الرجل من سؤر أخيه
(1)
(1)
ونوح تالف.
حرف الزاي المعجمة
535 -
حديث: زامر الحي ما يطرب، هو كلام صحيح في الغالب، وقد قال عروة بن الزبير لبنيه: يا بني أزهد الناس في العالم أهله، وسيأتي في: صغار قوم، بل قال أبو عبيدة مخاطباً لأهل مصر:
إن البغاث بأرضكم يستنسر.
أي يصير نسراً بعد حقارته، يشير إلى أن الغريب، ولو كان ناقصاً، يصير بينهم ذا شأن، وهو مشاهد في كثيرين ممن لا نسبة لهم، بما يكون في بلدهم، سيما وقد انقرض أهل التمييز، فللَّه الأمر.
لا عيب لي غير أني من ديارهم
…
وزامر الحي لا تطرب مزاميره
ومن العجيب قول القائل:
يا أهل مصر أما تخشون نازلة
…
تصيبكم يا بني الأقباط والوبش
كل الخلائق منقوصون عندكم
…
إلا اليهود ونسل الترك والحبش
536 -
حديث: الزحمة رحمة، هو كلام صحيح المعنى، بالنظر إلى الوقوف في الصلاة، ومشروعية سد الخلل، والمحاذاة بالمناكب، حتى كأنهم بنيان مرصوص، ولا ينافيه قول سفيان: ينبغي أن يكون بين الرجلين في الصف، قدر ثلثي ذراع، فذلك في غيره.
537 -
حديث: زر غباً تزدد حباً، البزار والحارث بن أبي أسامة في مسنديهما، ومن طريق ثانيهما، أبو نُعيم في الحلية، من حديث طلحة بن عمرو عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة به مرفوعاً، وكذا أخرجه العسكري في الأمثال، والبيهقي في الشعب، وقال: إن طلحة غير قوي، وقد روي هذا الحديث بأسانيد هذا أمثلها، وفي بعضها أنه قيل له: أين كنت أمس يا أبا هريرة، قال: زرت ناساً من أهلي، فقال: يا أبا هريرة زر غباً تزدد حباً، وقال العقيلي: هذا الحديث إنما يعرف بطلحة، وقد تابعه قوم نحوه في الضعف، وإنما يروى هذا عن
عطاء عن عبيد بن عمير قوله انتهى، يشير إلى ما رواه ابن حبان في صحيحه، عن عطاء قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة، فقال لعبيد: قد آن لك أن تزورنا، فقال: أقول لك يا أمه، كما قال الأول: زر غباً تزدد حباً، فقال: دعونا من بطالتكم هذه، وذكر حديثاً، وقد رواه الطبراني في الأوسط، من طريق منصور بن إسماعيل الحراني عن ابن جريج وطلحة بن عمرو، كلاهما عن عطاء به، ومن طرق حديث أبي هريرة أيضاً، ما رواه الخلعي في فوائده من حديث عون بن سنان بن الحكم عن أبيه عن يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة، وذكره، وللعسكري من طريق ابن علاثة عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وذكره، والحديث مروي أيضاً عن أنس وجابر وحبيب بن مسلمة وابن عباس وابن عمرو وعلي ومعاوية بن حيدة وأبي الدرداء وأبي ذر وعائشة وآخرين حتى قال ابن طاهر: إن ابن عدي أورده في أربعة عشرة موضعاً من كامله، وعللّها كلها، وأفرد أبو نُعيم طرقه ثم شيخنا في "الإنارة، بطرق غب الزيارة "، وبمجموعها يتقوى الحديث، وإن قال البزار: إنه ليس فيه حديث صحيح، فهو لا ينافي ما قلناه، وقد أنشد ابن دريد في معناه:
عليك باغباب الزيارة إنها
…
إذا كثرت كانت إلى الهجر مسلكا
فإني رأيت الغيث يسأم دائماً
…
ويسأل بالأيدي إذا هو أمسكا
وقال غيره:
قلل زيارتك الصديق
…
تكون كالثوب استجده
وأمل شيء لامرئ
…
ألا يزال يراك عنده
538 -
حديث: الزكاة قنطرة الإسلام، الطبراني في الكبير والأوسط، عن أبي الدرداء به مرفوعاً، ورجاله موثوقون إلا أنه عن بقية أحد المدلسين بالعنعنة مع تفرده به، وهو عند إسحاق بن راهويه في مسنده، وفيه الضحاك بن حمزة، وهو ضعيف
539 -
حديث: زكاة الحلي عاريته، يذكره الفقهاء، وهو عند البيهقي من حديث كامل بن العلاء عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر من قوله، ومن طريق قتادة عن سعيد بن المسيب أنه قال في زكاة الحلي: يعار ويلبس، ويذكر عن الشعبي في إحدى الروايتين عنه، وعن أحمد قال: خمسة من الصحابة كانوا لا يرون في الحلي زكاة، ابن عمر وعائشة وأنس وجابر وأسماء انتهى، فأما ابن عمر فهو عند مالك عن نافع عنه، وأما عائشة فعنده أيضاً، وهما صحيحان، وأما أنس فأخرجه الدارقطني من حديث علي بن سليمان سألت أنساً عن الحلي فقال: ليس فيه زكاة، وأما جابر فرواه الشافعي عن سفيان عن عمرو سمعت رجلاً يسأله عن الحلي فيه زكاة قال: لا، قال البيهقي في المعرفة: فأما ما يروى عنه مرفوعاً: ليس في الحلي زكاة فباطل لا أصل له، وإنما يروى عنه من قوله، وأما أسماء فروى الدارقطني من طريق هشام بن عروة عن فاطمة ابنة المنذر عن أسماء ابنة أبي بكر أنها كانت تحلي بناتها الذهب نحواً من خمسين ألفاً ولا تزكيه.
540 -
حديث: زمزم لما شرب له، في: ماء زمزم.
541 -
حديث: الزهد غنى الأبد، في: الصبر.
542 -
حديث: الزهرة، في: هاروت.
543 -
حديث: الزنا يورث الفقر، الديلمي والقضاعي من حديث الماضي بن محمد عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر رفعه بهذا، وعنده أيضاً من حديث أبي الدنيا الكذاب، عن علي رفعه: في الزنا ست خصال، ثلاثة في الدنيا، وذكر منها الفقر، وثلاثة في الآخرة.
544 -
حديث: الزنجي إذا جاع سرق، في: إن الأسود.
545 -
حديث: الزيدية مجوس هذه الأمة، لم أره ولكنه عند أبي داود والطبراني وغيرهما من حديث ابن عمر مرفوعاً بلفظ: القدرية، لا الزيدية وباقيه إن مرضوا فلا تعودهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم، وأخرجه أبو نُعيم في الحلية عن أنس بلفظ: مجوس العرب وإن صاموا وصلوا
(1)
.
546 -
حديث: زينوا القرآن بأصواتكم، عبد الرزاق، ومن طريقه الحاكم في صحيحه، عن معمر عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن
(1)
يعني القدرية أيضاً لا الزيدية.
عوسجة عن البراء مرفوعاً بهذا، وكذا هو عند الطبراني بذا اللفظ بسند حسن، من حديث ابن عباس مرفوعاً، وفي لفظ له أيضاً: أحسنوا أصواتكم بالقرآن، وأخرجه ابن حبان في صحيحه من جهة البخاري حدثنا يحيى بن بكير حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الاسكندارني عن سهيل ابن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة بلفظ الترجمة، وتوسع الحاكم في إيراد طرق حديث البراء، واتفقت ألفاظها على: زينوا القرآن بأصواتكم، إلا ما قدمته، وكذا أخرجه محمد بن نصر في قيام الليل له من حديث جرير عن الأعمش به، بل أخرجه أيضاً من حديث علقمة بن مرئد عن زاذان أبي عمر عن البراء بلفظ: حسنوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً، وهو عند الحاكم والدارمي كذلك، وهذه الزيادة أخرجها أبو نُعيم في الحلية من حديث علقمة قال: كنت رجلاً حسن الصوت بالقرآن، فكان ابن مسعود يبعث إلي فآتيه، فيقول لي: رتل فداك أبي وأمي، فإني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: حسن الصوت زينة القرآن، وكلاهما مما يتأيد به رواية زينوا القرآن بأصواتكم، وإن كان الخطابي رجح اللفظ الأول، وعلقه البخاري بلفظ الترجمة في أواخر صحيحه جازماً به، ولكن قد أخرجه في خلق أفعال العباد من طرق، وأبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه وآخرون باللفظ الثاني، بل وهو لفظ حديث ابن عباس عند الدارقطني في الأفراد، من الوجه الذي أخرجه منه الطبراني، وفي الباب عن جماعة من الصحابة.
547 -
حديث: زينوا أعيادكم بالتكبير، الطبراني في الأوسط والصغير، بسند ضعيف، عن أبي هريرة به مرفوعاً، ولأبي نُعيم في الحلية بسند فيه كذابان، عن أنس، رفعه: زينوا العيدين بالتهليل.
548 -
حديث: زينوا مجالسكم بالصلاة عليَّ، فإن صلاتكم عليَّ نور لكم يوم القيامة، الديلمي بسند ضعيف عن عائشة به مرفوعاً، وله شاهد عند النميري عن عائشة من قولها: زينوا مجالسكم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وبذكر عمر بن الخطاب، واقتصر الديلمي على الجملة الثانية منه بلا سند
حرف السين المهملة
549 -
حديث: سافروا تربحوا، وصوموا تصحوا، واغزوا تغنموا، أحمد عن أبي هريرة به مرفوعاً، وهو عند الطبراني، بلفظ: اغزوا تغنموا، وصوموا تصحوا، وسافروا تستغنوا، من حديث زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به، وقال: لم يروه بهذا الإسناد إلا زهير، ومن حديثه رويناه في جزء ابن نُجيب، بلفظ: سافروا تربحوا، وصوموا تصحوا، واغزوا تغنموا، وكذا أخرجه أبو نُعيم في الطب من حديثه مقتصراً على: صوموا تصحوا، وفي موضع آخر منه، بلفظ: اغزوا تغنموا، وسافروا تصحوا، وللطبراني والحاكم عن ابن عباس بلفظ: سافروا تصحوا وتغنموا، وللقضاعي والطبراني من حديث محمد بن عبد الرحمن بن زياد عن عبد اللَّه بن دينار عن ابن عمر رفعه: سافروا تصحوا وتغنموا، ورواه أبو نُعيم في الطب من حديث مطرف: عن مالك عن نافع عن ابن عمر رفعه بلفظ: سافروا تصحوا وتسلموا، ومن حديث سوار بن مصعب عن عطية عن أبي سعيد رفعه: سافروا تصحوا.
550 -
حديث: سأراه - يعني الهلال - وأنا مستلق على فراشي، هو من قول عمر، في مسلم من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس، قال: تراءينا الهلال، فما من الناس أحد يزعم أنه رآه غيري، فقلت لعمر: يا أمير المؤمنين، أما تراه، فجعلت أريه إياه، فلما أعيي أن يراه قال: وذكره.
551 -
حديث: ساقي القوم آخرهم شرباً، مسلم من حديث عبد اللَّه بن رباح عن أبي قتادة مرفوعاً في حديث طويل بلفظ: إن ساقي القوم آخرهم، فقط، وأبو داود عن ابن أبي أوفى، وفي الباب عن غيرهما، كأبي معبد الخزاعي في قصة اجتياز النبي صلى الله عليه وسلم، ومن معه بخيمتي أم معبد، كما أخرجه البيهقي في الدلائل.
552 -
حديث: سبابة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنها كانت أطول من الوسطى، اشتهر هذا على الألسنة كثيراً، وسلف جمهورهم الكمال الدميري، وهو خطأ نشأ عن اعتماد رواية مطلقة، وعبارته: كذا رواه ابن هارون عن عبد اللَّه بن مقسم
عن سارة ابنة المقسم أنها سمعت ميمونة ابنة كردم تخبر أنها رأت أصابع النبي صلى الله عليه وسلم كذلك، فضم ما وقع فيها من إطلاق الأصابع إلى كون الوسطى من كل أطول من السبابة، وعين اليد منه صلى الله عليه وسلم، لذلك بناء على أن القصد ذكر وصف اختص به النبي صلى الله عليه وسلم عن غيره، ولكن الحديث في مسند الإمام أحمد من حديث يزيد بن هارون المذكور مقيد بالرجل، ولفظه: وما نسيت طول أصبع قدمه السبابة على سائر أصابعه، وهو عند البيهقي في الدلائل من طريق يزيد، ولفظها: رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمكة، وهو على ناقته، وأنا مع أبي، وبيد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم درة كدرة الكتاب، فدنا منه أبي، فأخذ بقدمه، فأقر له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قالت: فما نسيت طول أصبع قدمه السبابة على سائر أصابعه، وأعاده بعد يسير بلفظ: كنت رديف أبي، فلقي النبي صلى الله عليه وسلم قال: فقبضت على رجله، فما رأيت شيئاً أبرد منها، وأشار عقبها إلى ظن أنه قال يعني إياها ليوافق اللفظ الأول، ولا يمنع ذكرها لذلك مشاركة غيره من الناس له صلى الله عليه وسلم، في التفضيل المذكور، إذ لا مانع أن يقال رأيت فلاناً وهو أبيض أو أسمر مع العلم بمشاركة غيره في البياض والسمرة، ويجوز أن يكون التفاوت لطول زائد الظهور، إذ الناس فيه متفاوتون، وكذا لا يمنع منه كون السبابة في اليد خاصة، لأنا نقول تسميتها بذلك فيها حقيقة وفي القدم لاشتراكها معها في التوسط بين الإبهام والوسطى فقط، ثم وقفت على ما أوضحته بالبيان في كلام شيخنا إجمالاً، فإنه سئل عن قول القرطبي: إن مسبحة النبي صلى الله عليه وسلم أطول من الوسطى، فأجاب بقوله: هذا غلط ممن قاله، وإنما كان ذلك في أصابع رجليه انتهى.
553 -
حديث: سبقت رحمتي غضبي، في: إن رحمتي.
554 -
حديث: سبقك بها عكاشة، الشيخان من حديث حصين بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب، فقال عكاشة: ادع اللَّه أن يجعلني منهم، فقال: أنت منهم، فقام آخر فقال: وذكره، وللطبراني وعمر بن شبة من طريق نافع مولى بنت شجاع عن أم قيس ابنة محصن
قالت: أخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بيدي، حتى أتينا البقيع، فقال: يا أم قيس يبعث من هذه المقبرة سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، فقام رجل، فقال: أنا منهم. قال: نعم، فقام آخر، فقال: سبقك بها عكاشة، والأول أصح، ولا مانع من وقوع القضيتين، وقد ضرب المثل بهذا، فيقال لمن سبق في الأمر: سبقك بها عكاشة.
555 -
حديث:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً
…
ويأتيك بالأخبار من لم تزود
في تمثيله صلى الله عليه وسلم به، رواه معمر عن قتادة، قال: بلغني أن عائشة سئلت: هل كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر؟ فقالت: لا إلا بيت طرفة، وذكرته، قالت: فجعل صلى الله عليه وسلم يقول: من لم تزود بالأخبار، فقال أبو بكر: ليس هذا هكذا، فقال صلى الله عليه وسلم: إني لست بشاعر ولا ينبغي لي، ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، قال: قيل لعائشة: هل كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، يتمثل بشيء من الشعر، قالت: كان أبغض الحديث إليه، غير أنه صلى الله عليه وسلم، كان يتمثل ببيت أخي بني قيس، فيجعل أوله آخره، وآخره أوله، فقال أبو بكر: ليس هكذا يا رسول اللَّه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إني واللَّه ما أنا بشاعر وما ينبغي لي، ورواه ابن أبي حاتم وابن جرير واللفظ له، وعلقه البزار عن زائدة عن سماك عن عكرمة عنها، وهكذا رواه أبو يعلى، ورواه البخاري في الأدب المفرد، من حديث الوليد بن أبي ثور عن سماك عن عكرمة قال: سألت عائشة، هل كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يتمثل شعراً قط، قالت: كان أحياناً إذا دخل بيته يقول، وذكره، بل رواه البزار من حديث أسامة عن زائدة عن سماك عن عكرمة، فقال: عن ابن عباس لا عائشة، ولفظه: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، يتمثل بالأشعار: ويأتيك بالأخبار من لم تزود، ولكن له طرق عن عائشة، فللإمام أحمد من حديث مغيرة عن الشعبي عنها، قالت: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، إذا استراث الخبر تمثل ببيت طرفة: ويأتيك بالأخبار من لم تزود، وهكذا رواه النسائي في اليوم والليلة، من طريق إبراهيم
ابن مهاجر عن الشعبي، ورواه أحمد عن وكيع عن شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة، وقيل لها: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يروي شيئاً من الشعر، قالت: نعم، شعر عبد اللَّه بن رواحة، وذكرته، ورواه الترمذي والنسائي أيضاً، من حديث المقدام بن شريح بن هائى عن أبيه عنها كذلك، وقال الترمذي: إنه حسن صحيح انتهى، ورواه البخاري في الأدب المفرد من جهة ليث عن طاوس عن ابن عباس قال: إنها كلمة نبي: ويأتيك وذكره، وهذا في شعر طرفة بن العبد في معلقته المشهورة، وبعده:
ويأتيك بالأخبار من لم تبع له
…
بتاتا ولم تضرب له وقت موعد
556 -
حديث: سحاق النساء زنا بينهن، الطبراني عن واثلة به مرفوعاً.
557 -
حديث: السخي قريب من اللَّه، قريب من الناس، قريب من الجنة، بعيد من النار، وذكر في البخيل ضده الترمذي في جامعه، والعقيلي في الضعفاء، وغيرهما من حديث سعيد بن محمد الوراق عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة رفعه به، وقال الترمذي: إنه غريب، وإنما يروى هذا عن يحيى بن سعيد عن عائشة مرسل انتهى، وقد رواه أبو داود عن جعفر بن محمد بن المرزيان عن خالد بن يحيى القاضي عن غَريب بن عبد الواحد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عائشة، فزاد فيه سعيداً لكن غريب لا أعرفه، ورواه سعيد بن محمد الوراق أيضاً عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عائشة، أخرجه الطبراني في الأوسط، وقيل: عن الوراق عن يحيى عن عروة عن عائشة، وسعيد ضعيف، وروي من حديث أنس بإسناد ساقط، فيه محمد بن تميم وهو وضاع، ونقل ابن الجوزي في الموضوعات، لما ذكر هذا الحديث فيها عن الدارقطني أنه قال: لهذا الحديث طرق، ولا يثبت منها شيء، قال شيخنا: ولا يلزم من هذه العبارة أن يكون موضوعاً، فالثابت يشمل الصحيح، والضعيف دونه، وهذا ضعيف، فالحكم ليس بجيد عليه كما بسطه في موضع آخر، ومما يذكر على بعض الألسنة مما ليس له رونق: الكريم حبيب اللَّه، ولو كان فاسقاً، والبخيل عدو اللَّه ولو كان راهباً
558 -
حديث: سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا، البخاري في الرقاق من حديث ابن أبي ذئب، وفي الإيمان بنحوه، من حديث معن بن محمد الغفاري، كلاهما عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة به مرفوعاً، واتفق الشيخان عليه من حديث موسى بن عقبة، عن سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن عائشة مرفوعاً، واللفظ للبخاري: سددوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لا يدخل أحداً الجنة عمله، قالوا: ولا أنت يا رسول اللَّه، قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني اللَّه بمغفرته ورحمته.
559 -
حديث: السر عند الأحرار، وكذا: صدور الأحرار قبور الأسرار، كلام صحيح، أنشد في معناه أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الوقشي من نظمه:
ومستودع عندي حديثاً يخاف من
…
إذاعته في الناس إن ينفد العمر
فقلت له لا تخش مني فضيحة
…
لسر غداً ميتاً وصدري له قبر
على أن من في القبر يرجى نشوره
…
وسرك لا يرجى له أبداً نشر
560 -
حديث: سرعة المشي، قد روي أنها تذهب بهاء المؤمن، هو في لقمان من تخريج الكشاف، وشواهده كثيرة، ولكن في الطبقات لابن سعد من رواية سليمان بن أبي حثمة قال: قالت الشفاء ابنة عبد اللَّه وهي أم سليمان: كان عمر إذا مشى أسرع، وذكره ابن الأثير في النهاية، والزمخشري في الفائق، وغيرهما وهو محمود لمن يخشى من البطء في السير، تفويت أمر ديني ونحوه، كما في شرب السويق وتقديمه على الفتيت.
561 -
حديث: السعيد من وعظ بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه، مسلم من حديث عمرو بن الحارث عن أبي الزبير المكي عن عامر بن واثلة عن ابن مسعود به قوله، وهو عند العسكري في الأمثال، من حديث ابن عون عن أبي وائل، وعند القضاعي من حديث إدريس بن يزيد الأودي عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص، كلاهما عن ابن مسعود به مرفوعاً، وأخرجه كذلك
البيهقي في المدخل، وكذا هو في مسند البزار من حديث هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً، لكن بلفظ: السعيد من سعد في بطن أمه، وسنده صحيح، وكذا أخرجه الطبراني في الصغير من هذا الوجه، لكن مقتصراً على: السعيد من سعد في بطن أمه، وللعسكري من حديث عبد اللَّه بن مصعب بن خالد بن زيد عن أبيه عن جده زيد بن خالد رفعه: السعيد من وعظ بغيره، ورواه القضاعي من هذا الوجه بتمامه، ويروى من حديث عبد اللَّه بن مصعب عن أبيه أيضاً فقال: عن عقبة بن عامر بدل زيد، وهما ضعيفان، ولذا قال ابن الجوزي في أمثاله: إنه لا يثبت كذلك مرفوعاً، وفيه مع ما قدمت نظر، بل قال شيخنا: إنه صحيح، وسبقه لذلك شيخه العراقي.
562 -
حديث: السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله، متفق عليه من حديث مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعاً، وسئل إمام الحرمين حين جلس موضع أبيه: لم جعل السفر قطعة من العذاب، فأجاب على الفور: لأن فيه فراق الأحباب.
563 -
حديث: السفر يسفر عن أخلاق الرجال، كلام صحيح، وفي خامس المجالسة للدينوري من طريق الأصمعي عن عبد اللَّه العمري قال: قال رجل لعمر بن الخطاب: إن فلاناً رجل صدق، فقال له: هل سافرت معه قال: لا، قال: فهل كانت بينك وبينه معاملة؟ قال: لا، قال: فهل ائتمنته على شيء؟ قال: لا، قال: فأنت الذي لا علم لك به، أراك رأيته يرفع رأسه ويخفضه في المسجد، انتهى. ولا يعارضه: إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان.
564 -
حديث: سفهاء مكة حشو الجنة، قال شيخنا: لم أقف عليه، قلت: قال الشيخ أبو العباس الميورقي: إجمالاً إنه ورد، واتفق بين عالمين في الحرم، تنازع في تأويله وسنده، فأصبح الطاعن فيه وقد طعن أنفه وأعوج، وقيل له وكأنه في المنام أي واللَّه سفهاء مكة من أهل الجنة ثلاثاُ، فراعه ذلك، وخرج إلى خصمه، وأقر على نفسه بالكلام فيما لا يعنيه، وما لم يحط به خبراً انتهى ملخصاً، ويقال: إنه التقي محمد بن
إسماعيل بن أبي الصيف اليماني الشافعي، وأنه كان يقول: إنما هو أسفاء مكة، أي المحزونون فيها على تقصيرهم.
565 -
حديث: السلام على النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت، لم أقف عليه، وإن وقع في كلام جمع من الفقهاء، كما بينته في القول البديع.
566 -
حديث: السلام قبل الكلام، الترمذي وأبو يعلى والقضاعي من حديث عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن محمد بن المنكدر عن جابر به مرفوعاً، وقال: إنه منكر لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمعت محمداً، يعني البخاري، يقول: عنبسة ضعيف في الحديث ذاهب، ومحمد بن زاذان منكر الحديث، وله شاهد عند أبي نُعيم في الحلية، وابن السني في عمل اليوم والليلة، من حديث بقية عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: من بدأكم بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه، ورجاله من أهل الصدق، لكن بقية مدلس وقد عنعنه، لكن قد تابعه حفص بن عمر الأيلي عن عبد العزيز، أخرجه ابن عدي في ترجمة عبد العزيز من الكامل، وحفص تركوه، ومنهم من كذبه، وعبد العزيز ضعفه بعضهم بسبب الإرجاء، ولا يقدح فيه عند الجمهور.
567 -
حديث: السلام في العزلة، أسند الديلمي معناه مسلسلاً عن أبي موسى رفعه، بلفظ: سلامة الرجل في الفتنة أن يلزم بيته، وكذا رويناه في مسلسلات أبي سعد السمان، وابن المفضل، وبينت حكمه في الجواهر المكللة، ومعناه صحيح في عدة أحاديث، وفي ترجمة يحيى بن أبي يحيى من المتفق للخطيب عن سعيد بن المسيب، من قوله: العزلة عبادة، وأفرد الخطابي في العزلة جزءاً، وصح: المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم، خير من ضده، قال الخطابي: وهي عند الفتنة سنة الأنبياء، وعصمة الأولياء، وسيرة الحكماء والألباء، فلا أعلم لمن عابها عذراً، ولا أفهم لمن تجنبها فخراً، لا سيما في هذا الزمان القليل خيره، البكيء دره، فباللَّه نستعيذ من شره وريبه، وضرره وعيبه، قلت: ورحمه اللَّه كيف لو أدرك هذا الزمن الكثير الشر والمحن، ثم أنشد لبعضهم فقال:
وكل رئيس له ملال
…
وكل رأس به صداع
لزمت بيتي وصنت عرضاً
…
به عن الذلة امتناع
أشرب مما ادخرت كأساً
…
له على راحلتي شعاع
وأجتني من عقول قوم
…
قد أقفرت منهم البقاع
ونحوه قول أبي حيان أيضاً:
أرحت نفسي من الإيناس بالناس
…
لما غنيت عن الأكياس بالياس
وصرت في البيت لا أرى أحداً
…
بنات فكري وكتبي هن جلاسي
وفي معناه لابن الوردي أبيات:
ولزمت بيتي قانعاً ومطالعاً
…
كتب العلوم وذاك زين الزين
وكذا لغيره مما لا نطيل به.
568 -
حديث: السلطان ظل اللَّه في الأرض، في: إنما السلطان.
569 -
حديث: السلطان ولي من لا ولي له، أصحاب السنن إلا النسائي عن عائشة به مرفوعاً في حديث، وحسنه الترمذي، وصححه ابن حبان، ورواه ابن ماجه، عن ابن عباس، وله طرق.
570 -
حديث: السماح رباح، والعسر شؤم، القضاعي من حديث عبد اللَّه بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن ابن عمر رفعه به، وهو عند الديلمي في مسنده من حديث الحجاج بن فرافصة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي هريرة به مرفوعاً، وله وللعسكري معاً من طريق أشعث بن براز عن علي بن زيد، عن سعيد بن جبير، قال: ما كنت أحسبها إلا مقوله: اليسر يمن، والعسر شؤم، حتى حدثني الثقة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: اليسر، وذكره، والأحاديث في السماح كثيرة، مضى منها: اسمح يسمح لك.
571 -
حديث: سنة المغرب ترفع معها، أورده رزين في جامعه عن حذيفة به مرفوعاً، بلفظ: عجلوا الركعتين بعد المغرب، فإنهما ترفعان مع المكتوبة، وأخرجه أبو الشيخ أيضاً، وكذا هو بنحوه عند البيهقي في الشعب، وقد ثبت في الجمعة
عدم وصل السنة بها، أو الفصل بينهما بكلام، أو خروج.
572 -
حديث: السؤال نصف العلم، في: الاقتصاد.
573 -
حديث: السؤال ولو كيف الطريق، في: الدَّين ولو درهم.
574 -
حديث: سؤر المؤمن شفاء، تقدم: في ريق.
575 -
حديث: سيد إدامكم الملح، ابن ماجه وأبو يعلى والطبراني والقضاعي من حديث عيسى بن أبي عيسى البصري، عن رجل، أراه موسى عن أنس به مرفوعاً، وهو ضعيف أثبت بعضهم المبهم، وحذفه آخرون.
576 -
حديث: سيد الشهور شهر رمضان، وأعظمها حرمة ذو الحجة، الديلمي من جهة الحارث بن أبي أسامة، ثم من طريق زيد بن عبد الملك عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رفعه بهذا.
577 -
حديث: سيد طعام أهل الدنيا والآخرة اللحم، ابن ماجه وابن أبي الدنيا في إصلاح المال من طريق سليمان بن عطاء عن مسلمة الجزري عن عمه أبي مشجعة، عن أبي الدرداء مرفوعاً به، بلفظ: وأهل الجنة، بدل الآخرة، وسنده ضعيف، فسليمان قال فيه ابن حبان: إنه يروي عن مسلمة أشياء موضوعة، ما أدري التخليط منه، أو من مسلمة، ولبعضهم فيه من الزيادة: وما دعي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى لحم إلا أجاب، ولا أهدي إليه إلا قبله، وله شواهد، منها عن علي رفعه بلفظ: سيد طعام الدنيا اللحم، ثم الأرز، أخرجه أبو نُعيم في الطب النبوي، وعن صهيب بلفظ: سيد الطعام في الدنيا والآخرة اللحم، ثم الأرز، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء، أخرجه الديلمي من جهة الحكم، ثم من طريق هشيم عن عبد الحميد بن صيفي بن صهيب، عن أبيه عن جده به مرفوعاً، وعن بريدة أيضاً مرفوعاً بلفظ: سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء، وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية. رواه الطبراني، وكذا أبو نُعيم في الطب، لكن بلفظ: خير، وأبو عثمان الصابوني، بلفظ:
سيد، وهو كذلك عند تمام في فوائده، ولفظه: سيد الإدام اللحم، وعن ربيعة بن كعب رفعه: أفضل طعام الدنيا والآخرة اللحم، أخرجه أبو نُعيم في الحلية من طريق عمرو بن بكر السكسكي، وهو ضعيف جداً، قال العقيلي: ولا نعرف هذا الحديث إلا به، ولا يصح فيه شيء، وأدخله ابن الجوزي في الموضوعات، وقال شيخنا: إنه لم يتبين لي الحكم بالوضع على هذا المتن، فإن مسلمة غير مجروح، وابن عطاء ضعيف، قلت: وقد فردت فيه جزءاً، ولأبي الشيخ من رواية ابن سمعان، قال: سمعت من علمائنا يقولون: كان أحب الطعام إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم اللحم، ويقول: هو يزيد في السمع، وهو سيد الطعام في الدنيا والآخرة، ولو سألت ربي أن يطعمنيه كل يوم لفعل، وللترمذي في الشمائل من حديث جابر: أتانا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في منزلنا، فذبحنا شاة، فقال: كأنهم علموا أنا نحب اللحم، وأصح من هذا كله قوله صلى الله عليه وسلم: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، وفي قصة مجيء إبراهيم الخليل لزيارة ابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام: وإنه لم يجده ووجد زوجته، فسألها: ما طعامكم؟ قالت: اللحم، قال: فما شرابكم؟ قالت: الماء، قال: اللَّهم بارك لهم في اللحم والماء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ولم يكن لهم يومئذ حب، ولو كان لهم لدعا لهم فيه، قال: فهما لا يخلو عليهما أحد بعير مكة إلا لم يوافقاه، أخرجه البخاري في صحيحه، وقال إمامنا الشافعي: إن أكله يزيد في العقل.
578 -
حديث: سيد العرب علي، الحاكم في صحيحه من حديث أبي عوانة، عن أبي بشر عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعاً: أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب، وقال: صحيح ولم يخرجاه، وله شاهد من حديث عروة عن عائشة، وساقه من طريق أحمد بن عبيد بن ناصح، حدثنا الحسين بن علوان، وهما ضعيفان عن هشام بن عروة، عن أبيه به بلفظ: ادعوا لي سيد العرب، قالت: فقلت يا رسول اللَّه، ألست سيد العرب؟ فقال: وذكره، وكذا أورده من حديث عمر بن موسى الوجيهي، وهو ضعيف أيضاً، عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً: ادعوا لي سيد العرب، فقالت عائشة: ألست سيد العرب؟ وذكره، وأخرجه أبو
نُعيم في الحلية من حديث إبراهيم بن إسحاق الصيني
(1)
، عن قيس بن الربيع عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن الحسن بن علي أنه صلى الله عليه وسلم قال: ادع سيد العرب، يعني علياً، فقالت له عائشة: ألست سيد العرب؟ فقال: أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب، ومن حديث حسين الأشقر عن قيس نحوه بزيادة زبيد بين قيس، وعبد الرحمن، وكلها ضعيفة، بل جنح الذهبي إلى الحكم عليه بالوضع
(2)
.
579 -
حديث: سيد القوم خادمهم، أبو عبد الرحمن السلمي في آداب الصحبة له، من رواية يحيى بن أكثم، عن المأمون، عن أبيه، عن جده، عن عقبة بن عامر، رفعه بهذا، وفيه قصة ليحيى بن أكثم مع المأمون، وفي سنده ضعف، وانقطاع، ورواه ابن عساكر في ترجمة المأمون من تاريخه، وهو عند الخطيب من وجه آخر عن يحيى بن أكثم، فقال: عن أبيه، عن جده، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن جرير مرفوعاً، ورواه أبو نُعيم في ترجمة إبراهيم بن أدهم من الحلية، بسند ضعيف جداً، مع انقطاعه أيضاً من حديث أنس مرفوعاً، بلفظ: ويح الخادم في الدنيا هو سيد القوم في الآخرة، وأخرجه الديلمي في مسنده من طريق الحاكم، يعني في تاريخه، ثم من جهة علي بن عبد الرحيم الصفار عن علي بن حجر، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد رفعه: سيد القوم في السفر خادمهم، فمن سبقهم بخدمه لم يسبقوه بعمل إلا الشهادة، وعن الحاكم رواه البيهقي في الشعب، وقال: إنه في ترجمة أبي الحسين النيسابوري الصفار، من فقهاء أصحاب الرأي، ومن أهل الورع منهم من تاريخ شيخه، وجاء معناه فيما رواه الطبراني بسند ضعيف، عن أبي هريرة مرفوعاً: أفضل الغزاة في سبيل اللَّه خادمهم، ثم الذي يأتيهم بالأخبار، وأخصهم منزلة عند اللَّه تعالى الصائم، ومن استقى لأصحابه قربة في سبيل اللَّه سبقهم إلى الجنة سبعين درجة، أو سبعين عاماً، وقد عد ابن دريد في المجتبى قوله صلى الله عليه وسلم: سيد القوم خادمهم، في الكلمات التي تفرد بها صلى الله عليه وسلم. (تنبيه) قد عزاه الديلمي للترمذي وابن ماجه عن أبي قتادة فوهم.
(1)
نسبة إلى صينية مدينة بالعراق، قرب واسط.
(2)
لنزعته الشامية.
580 -
حديث: سيروا على سير أضعفكم، لا أعرفه بهذا اللفظ، ولكن معناه في قوله صلى الله عليه وسلم: أقدر القوم بأضعفهم، فإن فيهم الكبير والسقيم والبعيد وذا الحاجة، وهو عند الشافعي في سننه، والترمذي، وقال: حسن، وابن ماجه من حديث عثمان بن أبي العاصي، وصححه ابن خزيمة والحاكم، وقال: إنه على شرط مسلم، ونحوه عند الحارث بن أبي أسامة، عن أبي هريرة رفعه: يا أبا هريرة؟ إذا كنت إماماً فقس الناس بأضعفهم، وفي لفظ: فاقتد بأضعفهم، الحديث.
581 -
حديث: السيف محاء للخطايا، وكذا السيف لا يمحو النفاق، كلاهما في: ما ترك القاتل.
582 -
حديث: سين بلال عند اللَّه شين، قال ابن كثير: إنه ليس له أصل، ولا يصح، وكذا سلف عن المزي في: إن بلالاً، من الهمزة، ولكن قد أورده الموفق ابن قدامة في المغني بقوله: روي أن بلالاً كان يقول أسهد، يجعل الشين سيناً، والمعتمد الأول، وقد ترجمه غير واحد بأنه كان ندي الصوت حسنه فصيحه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد اللَّه بن زيد صاحب الرؤيا: ألق عليه، أي على بلال، الأذان، فإنه أندى صوتاً منك، ولو كانت فيه لثغة لتوفرت الدواعي على نقلها، ولعابها أهل النفاق والضلال، المجتهدين في التنقص لأهل الإسلام، نسأل اللَّه التوفيق
حرف الشين المعجمة
583 -
حديث: الشام صفوة اللَّه من بلاده، يجتبي إليها صفوته من خلقه، الطبراني وغيره عن أبي أمامة به مرفوعاً، وفي فضل الشام أحاديث مرفوعة وغيرها أفردت بالتأليف، ومنها ما للترمذي عن زيد بن ثابت رفعه: طوبى للشام، الحديث. وفيه: ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها، وعن ابن عمر مرفوعاً في حديث: عليكم بالشام، ولأحمد وأبي داود والبغوي والطبراني وآخرين، وفي خصوص دمشق منها أحاديث عن عبد اللَّه بن حوالة رفعه: عليكم بالشام، فإنه خيرة اللَّه من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده، إن اللَّه توكل لي بالشام وأهله، ونحوه عن واثلة وابن عباس وغيرهما، وللبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة رفعه: الخلافة بالمدينة، والملك بالشام.
584 -
حديث: الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، أحمد من حديث محمد بن عمر بن علي عن جده علي، قال: قلت يا رسول اللَّه، إذا بعثتني أكون كالسكة المحماة أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟ فقال: الشاهد، وذكره، ومن هذا الوجه أورده الضياء في المختارة، والعسكري في الأمثال
(1)
، وهو عند أبي نُعيم في الحلية من وجه آخر عن علي، وفي الباب عن ابن عباس عند العسكري من حديث هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عنه مرفوعاً: الشاهد، وذكره. وعن أنس عند القضاعي من حديث ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، وعقيل، كلاهما عن الزهري عن أنس به مرفوعاً.
585 -
حديث: شاوروهن وخالفوهن، لم أره مرفوعاً، ولكن عند العسكري من حديث حفص بن عثمان بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر، قال: قال عمر: خالفوا النساء، فإن في خلافهن البركة، بل يروى في المرفوع من حديث أنس، لا يفعلن أحدكم أمراً حتى يستشير، فإن لم يجد من يستشير، فليستشر امرأة، ثم ليخالفها، فإن في خلافها البركة، أخرجه ابن لال، ومن طريقه الديلمي من حديث
(1)
بل هو في صحيح مسلم عن أنس في حديث طويل.
أحمد بن الوليد الفحام، حدثنا كثير بن هشام، حدثنا عيسى بن إبراهيم الهاشمي عن عمر بن محمد عنه به، وعيسى ضعيف جداً مع انقطاع فيه، وعند العسكري من حديث عون بن موسى قال: قال معاوية: عودوا النساء لا فإنها ضعيفة، إن أطعتها أهلكتك وقال بعض الشعراء: وترك خلافهن من الخلاف.
وفي الباب عن عائشة رواه الديلمي والعسكري والقضاعي وغيرهم من حديث عمرو بن هاشم، حدثنا محمد ابن أبي كريمة، والديلمي فقط من حديث أحمد بن إبراهيم، عن أحمد بن عمرو، والعسكري فقط من حديث سعدان بن نصر عن خالد بن إسماعيل المخزومي، ثلاثتهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً: طاعة النساء ندامة، ولكن قد قال ابن عدي: إنه ما حدث به عن هشام إلا ضعيف. ومحمد بن سليمان لم يتكلم فيه المتقدمون، وله طريق أخرى رواها عثمان بن عبد الرحمن الطرائقي عن عنبسة بن عبد الرحمن، وهما متروكان عن محمد بن زاذان عن أم سعيد ابنة زيد بن ثابت عن أبيها مرفوعاً نحوه، وكذا في الباب ما أخرجه أحمد والعسكري وغيرهما من حديث محمد بن عيسى عن بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، سمعت أبي يذكر عن جده مرفوعاً: هلكت الرجال حين أطاعت النساء، ولذا كان إدخال ابن الجوزي لحديث عائشة في الموضوعات ليس بجيد، وقد استشار النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة رضي الله عنها كما في قصة صلح الحديبية، وصار دليلاً لجواز استشارة المرأة الفاضلة، لفضل أم سلمة، ووفور عقلها، كذا قال إمام الحرمين: لا نعلم امرأة أشارت برأي فأصابت إلا أم سلمة، كذا قال: وقد استدرك بعضهم عليه ابنة شعيب في أمر موسى عليهما السلام، في آخرين.
586 -
حديث: الشباب شعبة من الجنون، والنساء حبالة الشيطان، أبو نُعيم في الحلية عن عبد الرحمن بن عابس، وابن لال عن ابن مسعود، والديلمي عن عبد اللَّه بن عامر في حديث طويل، والتيمي في ترغيبه عن زيد بن خالد، كلهم
مرفوعاً به، وحبالة بالكسر هو ما يصاد به من أي شيء كان، وجمعه حبائل، والرواية به أكثر أي مصائده، ولا ينافيه ما روينا عن سفيان الثوري من قوله: يا معشر الشباب عليكم بقيام الليل، فإنما الخير في الشباب، لكونه محلاً للقوة، والنشاط غالباً، ومن شواهد الحديث: عجب ربك من شاب ليست له صبوة، وسيأتي.
587 -
حديث: شبه الشيء منجذب إليه، هو معنى: الأرواح جنود مجندة، وقد تقدم، بل عند الديلمي عن أنس رفعه: إن للَّه عز وجل ملكاً موكلاً يتألف الأشكال، وهو ضعيف، نعم في تاسع المجالسة للدينوري من جهة ابن أبي غزية الأنصاري، عن الشعبي قال: إن للَّه ملكاً موكلاً بجمع الأشكال بعضها إلى بعض، وهو أشبه.
588 -
حديث: الشتاء ربيع المؤمن طال ليله فقامه، وقصر نهاره فصامه، أبو يعلى والعسكري بتمامه، وأحمد وأبو نُعيم باختصار، كلهم من حديث دراج، عن أبي الهيثم عن أبي سعيد به مرفوعاً. ودراج ممن ضعفه جماعة، وعد هذا الحديث فيما أنكر عليه، لكن قد وثقه ابن معين وابن حبان، وقال ابن شاهين في ثقاته: ما كان من حديثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فليس به بأس، وعليه مشى شيخي في تقريبه حيث قال: إنه صدوق في حديثه عن أبي الهيثم، ضعيف، يعني في غيره، وعكس أبو داود فقال: أحاديثه مستقيمة، إلا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، وعلى كل حال فلهذا الحديث شواهد، منها ما رواه ابن أبي عاصم والطبراني وغيرهما من حديث سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس مرفوعاً: الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة، وسعيد ضعيف عند أكثرهم، وقد رواه همام عن قتادة، فجعله عن أنس عن أبي هريرة موقوفاً أخرجه البيهقي وأبو نُعيم، وعبد اللَّه بن أحمد، وهو أصح، ومنها ما رواه أحمد والترمذي وابن خزيمة في صحيحه، والطبراني والقضاعي من حديث الثوري عن أبي إسحاق عن نمير بن عريب عن عامر بن مسعود رفعه، بلفظ حديث أنس كما بينت ذلك كله في الأمثال، وتكلم العسكري في معناهما، للديلمي عن ابن مسعود مرفوعاً: مرحباً بالشتاء، فيه تنزل الرحمة، أما ليله فطول للقائم، وأما نهاره فقصير للصائم، وفي حادي عشر المجالسة من حديث عمران بن حدير عن قتادة قال: لم ينزل عذاب قط من السماء على قوم إلا عند انسلاخ الشتاء
589 -
حديث: شراركم عزابكم، أبو يعلى والطبراني من حديث أبي هريرة، أنه قال: لو لم يبق من أجلي إلا يوم واحد، لقيت اللَّه بزوجة، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: وذكره، وفي سنده خالد بن إسماعيل المخزومي، وهو متروك، ولهما أيضاً من حديث عطية بن بسر المازني مرفوعاً في حديث: أن من سنتنا النكاح، شراركم عزابكم، وشرار أمواتكم عزابكم، وفيه معاوية بن يحيى الصدفي، وهو ضعيف، وكذا هو بهذا اللفظ لأحمد من حديث أبي ذر رفعه أيضاً في حديث، إلى غيرهما من الأحاديث التي لا تخلو من ضعف واضطراب، ولكنه لا يبلغ الحكم عليه بالوضع، ولذا أشار إليه ابن العماد في منظومته في العُقَّاد بقوله:
شراركم عزابكم جاء الخبر
…
أراذل الأموات عزاب البشر
590 -
حديث: شر البقاع الأسواق، في: أحب.
591 -
حديث: شر الحياة ولا الممات، هو من كلام بعض القدماء من الحكماء كما قاله شيخنا، قال: والمراد بشر الحياة ما يقع من الأعراض الدنيوية في المال، والجسد، والأهل، وما أشبه ذلك، فعلى هذا فهو كلام صحيح، فإن فرض أن القائل يقصد بشر الحياة أعم من ذلك حتى يتناول شيئاً من أمر الدين، فهو أمر مردود على قائله، ويخشى عليه في بعض صوره الكفر وفي بعض صوره الإثم، وأما الذي ورد في السنة من ذلك فهو النهي عن تمني الموت، وعلل ذلك في الحديث بأنه إما أن يقلع، وإما أن يعمل من الخير ما يقابل ذلك الشر، انتهى.
592 -
حديث: شر الطعام طعام الوليمة، يدعى لها الأغنياء، ويترك الفقراء، ومن ترك الدعوة فقد عصى اللَّه ورسوله، متفق عليه عن أبي هريرة، وهو عند الطبراني عن ابن عباس بلفظ: يدعى إليه الشبعان، ويحبس عنه الجائع.
593 -
حديث: شر الناس ذو الوجهين، في: تجدون.
594 -
حديث: شرف المؤمن قيامه بالليل، في: عز المؤمن
595 -
حديث: شعبان شهري، ورمضان شهر اللَّه، وشعبان المطهِّر، ورمضان المكفر، الديلمي من حديث الحسن بن يحيى الخشني عن الأوزاعي عن يحيى ابن أبي كثير عن عائشة به مرفوعاً، وله من طريق الحاكم من طريق عصام بن طليق عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري رفعه: شهر رمضان شهر أمتي، ترمض فيه ذنوبهم، فإذا صامه عبد مسلم ولم يكذب وفطره طيب، خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها.
596 -
حديث: شفاء العي السؤال، في: إنما، من الهمزة.
597 -
حديث: شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي، الترمذي والبيهقي من حديث عبد الرزاق عن معمر، عن ثابت عن أنس به مرفوعاً، وصححه ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، وقال الترمذي: إنه حسن صحيح، غريب من هذا الوجه، وقال البيهقي: إنه إسناد صحيح، وأخرجه أيضاً هو وأحمد وأبو داود وابن خزيمة والحاكم في صحيحيهما، من حديث أشعث الحداني عن أنس، وهو وابن خزيمة من حديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس، بلفظ: الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي، وهو وحده من حديث مالك بن دينار، عن أنس بزيادة: وتلا هذه الآية {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه، نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً} ، ومن حديث يزيد الرقاشي عن أنس، بلفظ: قلنا: يا رسول اللَّه، لمن تشفع؟ قال: لأهل الكبائر من أمتي، وأهل العظائم، وأهل الدماء، ومن حديث زياد النميري عن أنس، بلفظ: إن شفاعتي أو: إن الشفاعة لأهل الكبائر، وفي الباب جماعة، منهم جابر، أخرجه ابن خزيمة، وابن حبان والحاكم في صحاحهم، والبيهقي من حديث زهير بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي بن الحسين عنه مرفوعاً بلفظ الترجمة، رواه عن زهير عمر بن أبي سلمة ومحمد بن ثابت البناني، زاد ثانيهما في رواية الطيالسي: فقال جابر: من لم يكن من أهل الكبائر فما له وللشفاعة، وزاد الوليد بن مسلم في روايته له عن زهير: فقلت: ما هذا يا جابر، قال: نعم يا محمد إنه من زادت حسناته عن سيئاته، فذلك الذي يدخل الجنة بغير حساب،
وأما الذي استوت حسناته وسيئاته، فذلك الذي يحاسب حساباً يسيراً، ثم يدخل الجنة، وإنما الشفاعة شفاعة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لمن أوبق نفسه، وأغلق ظهره
(1)
، ومنهم كعب بن عجرة أخرجه البيهقي في البعث من طريق الشعبي عنه قال: قلت يا رسول اللَّه، الشفاعة، الشفاعة، فقال: شفاعتي، وذكره. وهو عند عبد الرزاق ومن جهته البيهقي عن معمر بن ابن طاوس عن أبيه رفعه به كالترجمة بزيادة: يوم القيامة، وقال: هذا مرسل حسن، يشهد لكون هذه اللفظة شائعة فيما بين التابعين، ثم روي من جهة أبي مالك الأشجعي عن ربعِيِّ بن حِرَاش عن حذيفة بن اليماني أنه سمع رجلاً يقول: اللَّهم اجعلني فيمن تصيبه شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، قال: إن اللَّه يغني المؤمنين عن شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن الشفاعة للمذنبين المؤمنين والمسلمين.
598 -
حديث: الشفقة على خلق اللَّه تعظيم لأمر اللَّه، معناه صحيح في كثير من الأحاديث، وأما خصوص هذا اللفظ فلا أعرفه.
599 -
حديث: الشقي من شقي في بطن أمه، في: السعيد.
600 -
حديث: الشكر في الوجه مذمة، كلام ليس على إطلاقه، نعم إن لم يكن المشكور منصفاً به، إذ يحصل به له زهو أو إعجاب مما قد يشير إليه، ويحك قطعت ظهر صاحبك، وإذا مدح الفاسق اهتز العرش، فغير محمود.
601 -
حديث: شهادة البقاع للمصلي، مروي عن أبي الدرداء، وغيره من الصحابة والتابعين، فقال أبو الدرداء: اذكروا اللَّه عند كل حجيرة وشجيرة، لعلها تأتي يوم القيامة فتشهد لكم. وقال ابن عمر: ما من مسلم يأتي بقعة من الأرض أو مسجداً بني بأحجار فيصلي فيه، إلا قالت الأرض: سل اللَّه في أرضه تشهد لك يوم تلقاه، وقال عطاء الخراساني: ما من عبد يسجد للَّه سجدة في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له بها يوم القيامة، وبكت عليه يوم يموت، وقال ثور بن يزيد عن مولى لهذيل، قال: ما من عبد يضع جبهته في بقعة من الأرض ساجداً إلا شهدت له يوم القيامة، وإلا بكت عليه يوم يموت، أخرجها كلها أبو الشيخ الحافظ في الثواب له
(1)
يعني أثقل ظهره بالمعاصي.
602 -
حديث: شهادة خزيمة شهادة رجلين، أبو داود وابن خزيمة في صحيحه، وكذا هو عندنا في جزء الذهلي شيخهما فيه من طريق الزهري عن عمارة بن خزيمة بن ثابت أن عمه حدثه، وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع فرساً من أعرابي، الحديث، وفيه: فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة شهادة رجلين، ورواه أبو بكر ابن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى في مسنديهما، من حديث محمد بن زرارة بن خزيمة بن ثابت حدثني عمارة بن خزيمة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى فرساً من سواء بن الحارث فجحده، فشهد له خزيمة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما حملك على الشهادة، ولم تكن معه حاضراً؟ قال: صدقتك بما جئت به، وعلمت أنك لا تقول إلا حقاً، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من شهد له خزيمة أو شهد عليه فحسبه، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه من حديث عبدة بن علقمة، والطبراني من حديث أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة وغيرهما، كلهم عن زيد بن الحباب عن محمد بن زرارة به، وهو عند ابن أبي عمر العدني في مسنده من حديث عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن خزيمة بنحوه، ولفظه: فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين حتى مات خزيمة، وللدارقطني من طريق أبي حنيفة عن حماد عن إبراهيم عن أبي عبد اللَّه الجدلي عن خزيمة بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل شهادته بشهادة رجلين، وفي البخاري من حديث زيد بن ثابت قال: فوجدتها
(1)
مع خزيمة، الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين، وفي لفظ عن زيد: وكان خزيمة يدعى ذا الشهادتين، ولأبي يعلى عن أنس قال: افتخر الحيان الأوس والخزرج، فقالت الأوس: ومنا من جعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين، وعند الحارث بن أبي أسامة في مسنده من حديث مجالد عن الشعبي عن النعمان بن بشير أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم اشترى من أعرابي فرساً فجحده الأعرابي، فجاء خزيمة فقال: يا أعرابي أتجحد؟ أنا أشهد عليك أنك بعته، فقال الأعرابي: إن شهد علي خزيمة فأعطني الثمن فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
(1)
يعني الآية الأخيرة من سورة التوبة، وذلك حين كان يجمع المصحف بأمر أبي بكر، ولا يثبت فيه إلا ما شهد به صحابيان.
يا خزيمة إنا لم نشهدك كيف تشهد؟ قال: أنا أصدقك على خبر السماء، ألا أصدقك على ذا الأعرابي، فجعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين، فلم يكن في الإسلام من تجوز شهادته بشهادة رجلين غير خزيمة، ومما يستطرف قول بعض المحققين من شيوخنا: حديث خزيمة أخرجه ابن خزيمة. وفي الباب أيضاً عن عمر.
603 -
حديث: شهادة المرء على نفسه بشهادتين، صحيح المعنى بالنظر إلى الإقرار.
604 -
حديث: الشهرة في قصر الثياب، كلام صحيح، وفي ثالث عشر المجالسة من حديث عبد الرزاق عن معمر قال: رأيت قميص أيوب السختياني يكاد يلثم الأرض، فسألته عن ذلك، فقال: إن الشهرة فيما مضى كانت في تذييل القميص، وإنها اليوم في تشميره.
605 -
حديث: شهوة النساء تضاعف على شهوة الرجال، والطبراني في الأوسط عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ: فضلت المرأة على الرجل، بتسعة وتسعين من اللذة، ولكن اللَّه ألقى عليهن الحياء.
606 -
حديث: شيبتني هود وأخواتها، ابن مردويه في تفسيره، من رواية محمد بن سيرين، عن عمران بن حصين قال: قيل يا رسول اللَّه، أسرع إليك الشيب، قال: شيبتني هود والواقعة وأخواتهما، وفي الترمذي والحلية لأبي نُعيم من حديث شيبان عن أبي إسحاق السبعي عن عكرمة عن ابن عباس، قال: قال أبو بكر: يا رسول اللَّه قد شبت، قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت، وصححه الحاكم، وقال الترمذي: إنه حسن غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه، وقد رواه علي بن صالح عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة نحوه، يعني كما أخرجه في الشمائل النبوية له، وأبو نُعيم في الحلية، بلفظ: هود وأخواتها، قال الترمذي: روي عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة شيء من هذا، وهو مرسل، وكذا من حديث
شيبان أخرجه البزار، وقال: اختلف فيه على أبي إسحاق فقال: شيبان كذا، وقال: علي بن صالح عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة، وقال: زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق عن مسروق أن أبا بكر قال: وحديث أبي بكر رواه كذلك أبي بكر الشافعي كما في الفوائد الغيلانيات، بل وأخرجه ابن أبي شيبة في مسنده عن أبي الأحوص، وكذا هو عند أبي يعلى عن طريق أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن عكرمة، قال: قال أبو بكر: سألت النبي صلى الله عليه وسلم ما شيبك؟ قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت، وهو مرسل صحيح، إلا أنه موصوف بالاضطراب، وقد قال الدارقطني في ذكر علله، واختلاف طرقه في أوائل كتاب العلل - ونقله حمزة السهمي عنه، أنه قال: طرقه كلها معتلة، وأنكره موسى بن هارون الحمال على تمام، وفيه نظر فطريق شيبان وافقه أبو بكر ابن عياش عليها، كما أخرجه الدارقطني في العلل، وقال ابن دقيق العيد في أواخر الاقتراح: إسناده على شرط البخاري، ورواه البيهقي في الدلائل من رواية عطية عن أبي سعيد، قال: قال عمر بن الخطاب: يا رسول اللَّه، لقد أسرع إليك الشيب؟ فقال: شيبتني هود وأخواتها الواقعة، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت، وأخرجه ابن سعد وابن عدي من رواية يزيد الرقاشي عن أنس وفيه: الواقعة والقارعة، وسأل سائل، وإذا الشمس كورت، وللطبراني من حديث عقبة بن عامر بسند رجاله رجال الصحيح، أن رجلاً قال: يا رسول اللَّه قد شبت قال: شيبتني هود وأخواتها، ومن حديث ابن مسعود بسند فيه عمرو بن ثابت، وهو متروك، أن أبا بكر سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما شيبك يا رسول اللَّه، قال: شيبتني هود والواقعة، ومن حديث سهل بن سعد بسند فيه سعيد بن سلام العطار، وهو ضعيف جداً مرفوعاً
(1)
: شيبتني هود وأخواتها الواقعة، والحاقة، وإذا الشمس كورت.
607 -
حديث: الشيب نور المؤمن، في: لا تنتفوا الشيب، ومن شاب في الإسلام
(1)
أوسعت تخريجه في تعليقاتي على "فيض الجود على حديث شيبتني هود" للشيخ عبد العزيز المسكي، ولمرتضى الزبيدي جزء "بذل المجهود في تخريج حديث شيبتني هود".
608 -
حديث: شيب وعيب، في: من لم يرعو عند الشيب.
609 -
حديث: الشيخ في قومه كالنبي في أمته، ابن حبان في الضعفاء والديلمي، كلاهما من حديث رافع بن أبي رافع عن أبيه مرفوعاً به، وذكره ابن حبان في ترجمة عبد اللَّه بن عمر بن غانم الأفريقي، وأنه رواه عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً قال: وهذا موضوع انتهى، ولعل البلاء فيه من غير الأفريقي، فهو جليل القدر ثقة لا ريب فيه، وممن جزم بكونه موضوعاً شيخنا ومن قبله التقي ابن تيمية، فقال: إنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما يقوله بعض أهل العلم، وربما أورده بعضهم بلفظ: الشيخ في جماعته كالنبي في قومه يتعلمون من علمه، ويتأدبون من أدبه، وكل ذلك باطل، ويروى عن أنس مرفوعاً: بجلوا المشايخ، فإن تبجيل المشايخ من إجلال اللَّه عز وجل، فمن لم يجلهم فليس منا، أسنده الديلمي، وأصح من هذا كله ما أكرم شاب شيخاً لسنه إلا قيض اللَّه له في سنه من يكرمه
(1)
.
610 -
حديث: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة، الطبراني وابن منده في المعرفة، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن خالته العجماء قالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، وفي الباب عن أُبيَّ بن كعب عند النسائي وعبد اللَّه بن أحمد في زوائد المسند، وصححه ابن حبان، والحاكم، وعن زيد بن ثابت عند أحمد وصححاه أيضاً، وعن عمر متفق عليه من طريق ابن عباس، وهو عند الشافعي وأحمد والترمذي وآخرين من جهة سعيد بن المسيب، وكلاهما عن عمر، وعند بعضهم أنه مما كان يتلى ثم نسخ دون الحكم
(1)
رواه الترمذي وحسنه.
حرف الصاد المهملة
611 -
حديث: صاحب الحاجة أعمى، لا أعرفه في المرفوع، ولكن أنشد أبو سليمان إدريس بن عبد اللَّه بن إسحاق النابلسي من نظمه:
صاحب الحاجة أعمى
…
وهو ذو مال بصير
فمتى يبصر فينا
…
رشده أعمى فقير
612 -
حديث: صاحب الدابة أحق بصدرها، أحمد من حديث عبد العزيز بن عبد المالك عن عبد الرحمن بن أبي أمية أن حبيب بن مسلمة أتى قيس بن سعد، فذكره مرفوعاً في قصة، ورواه الطبراني من جهة حسين بن عبد اللَّه بن ضميرة عن أبيه، عن جده قيس بن سعد به مرفوعاً، وفي الباب عن عروة بن متعب رواه الحسن بن سفيان وابن أبي خيثمة وابن قانع والإسماعيلي في الصحابة، كلهم من طريق هشام بن عمار عن إسماعيل بن عياش عن عتبة بن تميم عن الوليد بن عامر عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى أن صاحب الدابة أحق بصدرها، ورواه أبو زرعة في مسند الشاميين، ويعقوب بن سفيان في تاريخه، والدارقطني في المؤتلف من حديث أبي اليمان عن إسماعيل بن عياش فقالوا عن عروة عن عمر بن الخطاب وعن بريدة أخرجه ابن حبان في صحيحه، من حديث الحسين بن واقد عن عبد اللَّه بن بريدة عن أبيه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بينما هو يمشي فقال له رجل: اركب يا رسول اللَّه وتأخر، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: صاحب الدابة أحق بصدرها إلا أن تجعلها لي قال: فجعلها له فركب صلى الله عليه وسلم، وترجم عليه الإخبار عن استحقاق صاحب الدابة صدرها، وكذا أخرجه أبو داود والترمذي بلفظ: أنت أحق بصدر دابتك، وقال الترمذي: إنه غريب، وهو عند أحمد والروياني في مسنديهما، وأورده الضياء في المختارة، ورواه حبيب بن الشهيد عن عبد اللَّه بن بريدة مرسلاً: أن معاذاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم بدابة ليركبها، فذكر معناه، وقد استوفيت طرقه في أوائل تكملة تخريج الأذكار.
613 -
حديث: صاحب الشيء أحق بحمله إلا أن يكون ضعيفاً، هو في حديث طويل، وكذا هو عند ابن حبان في الضعفاء، وأبي يعلى والطبراني
في الأوسط، والدارقطني في الأفراد، والعقيلي في الضعفاء، وأورده عياض في الشفاء بدون عزو وهو ضعيف. بل بالغ ابن الجوزي فذكره في الموضوعات، وطولته في بعض الأسئلة عن السروايل، ويروى كما للديلمي عن أبي بكر الصديق رفعه: من اشترى لعياله شيئاً ثم حمله بيده إليهم حط عنه ذنب سبعين سنة، وأحسبه باطلاً.
614 -
حديث: الصائم لا ترد دعوته، الترمذي - وقال: حسن - وابن ماجه من حديث أبي هريرة بزيادة فيه.
615 -
حديث: الصبحة تمنع الرزق، عبد اللَّه بن أحمد في زوائده، والقضاعي، من حديث إسماعيل بن عباس عن ابن أبي فروة عن محمد بن يوسف عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أبيه به مرفوعاً، وابن أبي فروة هو إسحاق ضعيف، ومن جهته أورده ابن عدي، وقال: إنه غلط في إسناده، فتارة جعله عن عثمان، وتارة عن أنس، ولا يعرف إلا به، وهو متروك، كذا قال، وقد رواه أبو نُعيم في الحلية من حديث حسين بن الوليد، حدثنا سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عثمان رفعه به، وكذا هو عندنا في جزء الغطريف. وفي الباب عن عائشة كما مضى في الدعاء، والصبحة نوم أول النهار، لأنه وقت الذكر ثم وقت طلب الكسب، وجوز الزمخشري في الفائق في صادها الضم والفتح قال: وإنما نهى عنها لوقوعها وقت الذكر والمعاش، قلت: ويشهد لذلك حديث جعفر بن برقان عن الأصبغ بن نباتة عن أنس رفعه: لا تناموا عن طلب أرزاقكم فيما بين الصلاة إلى طلوع الشمس، قال: فسئل أنس عن ذلك، فقال: تسبح وتهلل وتكبر وتستغفر سبعين مرة، فعند ذلك ينزل الرزق، أو قال يقسم، رواه أبو القاسم عمر بن أحمد بن الوليد المنبجي في جزئه المسموع لنا، وكذا الديلمي في مسنده، وجابر بن علقمة بن قيس فيما ذكره البغوي في شرح السنة، أنه قال: بلغنا أن الأرض تعج إلى اللَّه من نومة العالم بعد صلاة الصبح، بل عند الديلمي من حديث علي مرفوعاً: ما عجت الأرض إلى ربها من شيء كعجيجها من دم حرام، أو غسل من زنا، أو نوم عليها قبل طلوع الشمس، وسنده ضعيف، وفي رابع عشر المجالسة من جهة ابن الأعرابي قال:
مر ابن عباس بابنه الفضل وهو نائم نومة الضحى فركضه برجله، وقال: قم إنك لنائم الساعة التي يقسم اللَّه فيها الرزق لعباده. أوما سمعت ما قالت العرب فيها، قال: وما قالت العرب يا أبت؟ قال: زعمت أنها مكسلة مهرمة مقساة للحاجة، ثم يا بني نوم النهار على ثلاثة نوم محق وهي نومة الضحى، ونومة الخلق وهي التي روي: قيلوا فإن الشياطين لا تقيل، ونومة الخرق وهي نومة بعد العصر لا ينامها إلا سكران أو مجنون، انتهى. وهذا الأخير عنده أيضاً بجانبه عن خوات بن جبير، قال: نوم أول النهار خرق، وأوسطه خلق، وآخره حمق.
616 -
حديث: الصبر مفتاح الفرج، والزهد غنى الأبد، ذكره الديلمي بلا إسناد عن الحسين بن علي به مرفوعاً، وللقضاعي عن ابن عمر وابن عباس مرفوعاً: انتظار الفرج بالصبر عبادة، وهو عبد ابن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدة، وأبي سعد الماليني عن ابن عمر فقط لكن بدون الصبر، ولأولهما ومن جهته البيهقي من حديث علي مرفوعاً مثل لفظ القضاعي سواء، وكذا هو لابن عبد البر، وبعضها يؤكد بعضاً.
617 -
حديث: صدق رسول اللَّه، هو كلام يقوله كثيرون من العامة عقب قول المؤذن في الصبح: الصلاة خير من النوم، وهو صحيح بالنظر لكونه صلى الله عليه وسلم أقر بلالاً على قوله: الصلاة خير من النوم، كما بينت ذلك في القول المألوف، بل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أبا محذورة بقول ذلك، ولذا كان استحباب قوله وجهاً، ولكن الراجح قول: صدقت وبررت، لا هذا.
618 -
حديث: صدقة السر تطفئ غضب الرب، الطبراني في الصغير، ومن جهته القضاعي من جهة أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: قلت لعبد اللَّه بن جعفر: حدثنا حديثاً سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وذكره، وفيه أصرم بن حوشب وهو ضعيف، ولكن له شواهد منها عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً مثله، أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده، وأبو الشيخ في الثواب، والبيهقي في الشعب، وفيه الواقدي وهو ضعيف، وعن ابن مسعود
مرفوعاً مثله بزيادة: وصلة الرحم تزيد في العمر، أخرجه القضاعي من حديث عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عنه، وعن أبي أمامة مرفوعاً، ولفظه: صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر، أخرجه الطبراني في الكبير بسند حسن، وعن معاوية بن حيدة مرفوعاً: إن صدقة السر تطفئ غضب الرب، رواه الطبراني أيضاً في الكبير والأوسط، والعسكري، وفي سنده صدقة بن عبد اللَّه ضعفه الجمهور، ووثقه دحيم، وعن أم سلمة مرفوعاً: صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفياً تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الأخرة، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف. رواه الطبراني في الأوسط، وسنده ضعيف، وعن أنس رفعه بلفظ الترجمة زاد: وصدقة العلانية تقي ميتة السوء، أورده الديلمي بلا سند، بل في الترمذي من حديث يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس مرفوعاً: إن الصدقة تطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء، من غير تقييد بالسر، وقال: إنه حسن غريب، وصححه ابن حبان من هذا الوجه، وفيه نظر، فعبد اللَّه بن عيسى راويه عن يونس متفق على ضعفه، حتى إن ابن حبان نفسه لم يذكره في الثقات، وأورده ابن عدي في ترجمته، وقال: إنه لا يتابع عليه، وهو في الحلية لأبي نُعيم في ترجمة علي بن الحسين من قوله، وجملة: الصدقة تمنع ميتة السوء، مروية أيضاً عن أبي هريرة ورافع بن مكيث وغيرهما.
619 -
حديث: صدقة القليل تدفع البلاء الكبير، معناه صحيح.
620 -
حديث: الصراط كحد السيف أو كحد الشفرة، البيهقي في الشعب عن أنس به مرفوعاً، وقال: هذا إسناد ضعيف، قال: وروي عن زيادة النميري عن أنس مرفوعاً: الصراط كحد الشفرة أو كحد السيف، قال: وهي رواية صحيحة انتهى، ورواه أحمد من حديث عائشة، وفيه ابن لهيعة.
621 -
حديث: صغار قوم كبار قوم آخرين، الدارمي في مسنده، والبيهقي في مدخله، من جهة شرحبيل بن سعد، قال: دعا الحسن بن علي بن أبي طالب بنيه وبني أخيه، فقال:
يا بني وبني أخي، إنكم صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار آخرين، فتعلموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن يرويه، أو قال: يحفظه فليكتبه، وليضعه في بيته، ورواه ابن عبد البر من طريق أحمد بن حنبل، ثم من جهة محمد بن أبان قال الحسين بن علي لبنيه ولبني أخيه: تعلموا العلم، فإنكم صغار قوم وتكونون كبارهم غداً، فمن لم يحفظ منكم فليكتب، كذا رأيته، الحسين بالتصغير، وعند البيهقي من حديث عبد اللَّه بن عبيد بن عمير قال: كان في هذا المكان خلف الكعبة حلقة، فمر عمرو بن العاص يطوف، فلما قضى طوافه جاء إلى الحلقة فقال: ما لي أراكم نحيتم هؤلاء الفتيان عن مجلسكم، لا تفعلوا أوسعوا لهم وأدنوهم وأفهموهم الحديث. فإنهم اليوم صغار قوم يوشكون أن يكونوا كبار آخرين، قد كنا صغار قوم ثم أصبحنا كبار آخرين، ومن جهة يحيى بن أيوب عن هششام بن عروة قال: كان أبي يقول: إنا كنا أصاغر قوم، ثم نحن اليوم كبار، وإنكم اليوم أصاغر، وستكونون كباراً، فتعلموا العلم تسودوا به قومكم، ويحتاجوا إليكم، فواللَّه ما يسألني الناس حتى لقد نسيت، وعند ابن عبد البر من طريق عثمان بن عروة عن أبيه أنه كان يقول لبنيه: يا بني أزهد الناس في العالم أهله، فهلموا إلي فتعلموا مني، فإنكم توشكون أن تكونوا كبار قوم، إني كنت صغيراً لا ينظر إلي، فلما أدركت من السن ما أدركت جعل الناس يسألوني، وما شيء أشد على امرئ من أن يسأل عن شيء من أمر دينه، فيجهله، ولبعضهم مما هو شبيه بهذا:
قل لمن لا يرى المعاصر شيئاً
…
ويرى للأوائل التقديما
إن ذاك القديم كان جديداً
…
وسيغدو هذا الجديد قديما
622 -
حديث: صغروا الخبز وأكثروا عدده، يبارك لكم فيه، الديلمي من حديث عبد اللَّه بن إبراهيم، حدثنا جابر بن سليم الأنصاري عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة به مرفوعاً، وهو واه بحيث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وقال: إن المتهم به جابر بن سليم، قال: وروي عن ابن عمر مرفوعاً: البركة في صغر القرص، وطول الرشأ، وصغر الجدول، ونقل عن النسائي أنه كذب، وهو باللفظ الثاني عند
الديلمي بلا سند عن ابن عباس وكل ذلك باطل، ولكن قد جاء عن الأوزاعي وغيره كما سيأتي في قوله: قوتوا طعامكم، أنه تصغير الأرغفة.
623 -
حديث: صلاتكم عليَّ تبلغني أينما كنتم، هو في حديث أوس بن أوس مرفوعاً بلفظ: إن صلاتكم معروضة عليَّ، أخرجه أبو داود والنسائي وغيرهما، وصححه ابن خزيمة، وابن حبان والحاكم والنووي وآخرون، ورواه ابن أبي عاصم من حديث الحسين بن علي رضي الله عنهما مرفوعاً: صلوا عليَّ، فإن صلاتكم وتسليمكم تبلغني حيثما كنتم، وفي لفظ لأبي يعلى: صلوا عليَّ وسلموا، فإن صلاتكم وسلامكم يبلغني أينما كنتم، وفي لفظ عند الطبراني في الكبير وابن أبا عاصم أيضاً: حيثما كنتم فصلوا عليَّ، فإن صلاتكم تبلغني، وله شواهد، منها عن علي مرفوعاً: صلوا عليَّ، فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم، وهو حديث حسن.
624 -
حديث: صلاة بخاتم تعدل سبعين بغير خاتم، هو موضوع كما قال شيخنا، وكذا رواه الديلمي من حديث ابن عمر مرفوعاً، بلفظ: صلاة بعمامة تعدل بخمس وعشرين، وجمعة بجماعة تعدل سبعين جمعة، ومن حديث أنس مرفوعاً: الصلاة في العمامة تعدل عشرة آلاف حسنة.
625 -
حديث: صلاة بسواك خير من سبعين صلاة بغير سواك، البيهقي من حديث فرج بن فضالة عن عروة بن رويم عن عمرة عن عائشة مرفوعاً به، وقال: إنه غير قوي الإسناد، وساقه أيضاً من طريق الواقدي عن عبد اللَّه بن يحيى الأسلمي عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة مرفوعاً، بلفظ: الركعتان بعد السواك أحب إلي من سبعين ركعة قبل السواك، وضعفه أيضاً الواقدي، وقد رواه من غير جهته الحارث بن أبي أسامة في مسنده من رواية ابن لهيعة عن أبي الأسود بلفظ: صلاة على أثر سواك أفضل من سبعين صلاة بغير سواك، بل أخرجه ابن خزيمة وغيره كأحمد والبزار والبيهقي من طريق ابن إسحاق قال: ذكر الزهري عن عروة بلفظ: فضل الصلاة التي يستاك لها على الصلاة التي لا يستاك لها سبعين ضعفاً، وتوقف ابن خزيمة والبيهقي في صحته، خوفاً من أن يكون من تدليسات ابن إسحاق،
وأنه لم يسمعه من الزهري، لا سيما وقد قال الإمام أحمد: أنه إذا قال: وذكره، ولم يسمعه، وانتقد بذلك تصحيح الحاكم له، وهو قوله إنه على شرط مسلم، ولكن قد رواه معاوية بن يحيى عن الزهري، أخرجه البزار وأبو يعلى والبيهقي وجماعة منهم ابن عدي في كامله، وفي معاوية ضعف أيضاً، قال البيهقي: ويقال إن ابن إسحاق أخذه منه، ورواه أبو نُعيم من حديث الحميدي عن سفيان عن منصور عن الزهري، ورجاله ثقات، وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن عدي في كامله بلفظ: صلاة في أثر سواك، أفضل من خمس وسبعين ركعة بغير سواك، وعن ابن عباس عند أبي نُعيم في السواك له بلفظ: لأن أصلي ركعتين بسواك أحب إلي من أن أصلي سبعين ركعة بغير سواك، وسنده جيد، وعن أنس وجابر وابن عمر. وكذا عن أم الدرداء وجبير بن نفير مرسلاً، كما بينته في بعض التصانيف، وبعضها يعتضد ببعض، ولذا أورده الضياء في المختارة من جهة بعض هؤلاء، وقول ابن عبد البر في التمهيد عن ابن معين: إنه حديث باطل، هو بالنسبة لما وقع له من طرقه.
626 -
حديث: صلاة في مسجدي هذا، ولو وسع إلى صنعاء اليمن بألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام، قال شيخنا: قد مر بي ولا أستحضر الآن، هل هو بلفظه أو بمعناه، ولا في أي الكتب هو؟ قلت: قد أخرجه ابن شبه في أخبار المدينة عن محمد بن يحيى أبي غسان المدني، والديلمي في مسنده من طريق إسحاق بن موسى الأنصاري، كلاهما عن سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أخيه هو عبد اللَّه بن سعيد عن أبيهما، وعن أبي هريرة مرفوعاً، بلفظ: لو مد مسجدي هذا إلى صنعاء كان مسجدي، وسعد لين الحديث، وأخوه واهٍ جداً، ولابن شبه أيضاً عن شيخه أبي غسان، عن محمد بن عثمان، هو ابن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن مصعب بن ثابت عن خباب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوماً وهو في مصلاه: لو زدنا في مسجدنا، وأشار بيده نحو القبلة، وهو منقطع مع لين مصعب. ولو ثبت لكان منزل منزلة الفعل عند القائل بأن همه صلى الله عليه وسلم كفعله
(1)
، وله أيضاً عن أبي غسان عن محمد بن إسماعيل هو ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، هو محمد
(1)
وهو المعتمد في علم الأصول.
ابن عبد الرحمن بن المغيرة الفقيه المشهور عن عمر بن الخطاب، قال: لو مد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم لكان منه. وهو معضل، ولو ثبت لكان حكمه الرفع، فهو مما لا مجال للرأي فيه، وله أيضاً عن أبي غسان حدثني عبد العزيز بن عمران هو المعروف بابن أبي ثابت عن فليح بن سليمان عن ابن أبي عمرة، وهو إما عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأنصاري أو أبوه، أنه قال: زاد عمر رضي الله عنه في المسجد في شاميه، ثم قال: لو زدنا فيه حتى يبلغ الجبانة، كان مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وابن أبي ثابت متروك الحديث، وبالجملة فليس فيها ما تقوم به الحجة، بل ولا تقوم بمجموعها، ولذا صحح النووي اختصاص التضعيف بمسجده الشريف، عملاً بالإشارة في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام، والمروي في مسلم عن أبي عمر أيضاً دون ما زيد فيه
(1)
. وأما قول أبي هريرة - إن صح لأنه عند ابن شبة والديلمي بالسند الأول -: واللَّه لو مد هذا المسجد إلى باب داري ما عدوت أن أصلي فيه، فمحتمل لاقتصاره على الصلاة في مسجده الشريف دون الزائد، لاختصاصه بالتمييز بلا شك، ويحتمل أن الضمير فيه لباب داره ولكنه بعيد، وعلى كل حال فليس بثابت أيضاً.
627 -
حديث: صلاة في مسجد قباء كعمرة، الترمذي وقال: حسن غريب، وابن ماجه والبيهقي عن أسيد بن ظهير، والنسائي عن سهل بن حنيف بلفظ: من خرج حتى يأتي هذا المسجد، مسجد قباء، فيصلي فيه كان له كعدل عمرة، وفي الباب أيضاً عن أبي أمامة وآخرين، والحديث عند الحاكم في صحيحه كما بينته موضحاً في موضع آخر.
628 -
حديث: صلاة النهار عجماء، قال النووي في الكلام على الجهر بالقراءة من شرح المهذب: إنه باطل لا أصل له، وكذا قال الدارقطني: لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من قول بعض الفقهاء، حكاه الروياني في البحر، وقال: المراد به معظم الصلاة، ولهذا يجهر في الجمعة والعيد، وذكره، غير أنه من كلام الحسن البصري، بل هو عند أبي عبيد في فضائل القرآن من قول أبي عبيدة بن عبد اللَّه
(1)
لكن سئل عن ذلك مالك فقال: ما أراه عليه السلام أشار بقوله: في مسجدي هذا، إلا لما سيكون من مسجده بعده، وأن اللَّه أطلعه على ذلك، نقله أبو عبد اللَّه بن فرحون في شرح مختصر الموطأ.
ابن مسعود، وكذا أخرجه عبد الرازق من قوله، ومن قول مجاهد موقوفاً عليهما، ولابن أبي شيبة في مصنفه، عن يحيى بن أبي كثير، إنهم قالوا: يا رسول اللَّه، إن ههنا قوماً يجهرون بالقراءة بالنهار، فقال: ارموهم بالبعر، وهذا مرسل، وقد رواه ابن شاهين مسنداً عن أبي هريرة، وثبت عن أبي قتادة وخباب وأبي سعيد مرفوعاً، ما يدل على الإسرار بالقراءة في الظهر والعصر.
629 -
حديث: الصلاة خلف العالم بأربعة آلاف وأربعمائة وأربعين صلاة، هو باطل كما قال شيخنا، وللديلمي من حديث البراء رفعه: الصلاة خلف رجل ورع مقبولة.
630 -
حديث: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من عتق الرقاب، التيمي في ترغيبه، وعنه أبو القاسم ابن عساكر، ومن طريقه أبو اليمن
(1)
عن أبي بكر الصديق به من قوله، وهو عند النميري وابن بشكوال وغيرهما، بلفظ السلام بدل الصلاة، وقول شيخنا في بعض فتاويه عن هذا: إنه كذب مختلق، يعني به إضافته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
631 -
حديث: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا ترد، هو من كلام أبي سليمان الداراني، ولفظه: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مقبولة، وفي لفظ: إن اللَّه يقبل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه باللفظ ابن النميري، كما بينته في القول البديع، بل في الإحياء مرفوعاً، مما لم أقف عليه، وإنما هو عن أبي الدرداء من قوله: إذا سألتم اللَّه حاجة فابدوؤا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن اللَّه أكرم من أن يسأل حاجتين، فيقضي أحدهما ويرد الأخرى.
632 -
حديث: الصلاة عماد الدين، البيهقي في الشعب بسند ضعيف من حديث عكرمة عن عمر مرفوعاً، ونقل عن شيخه الحاكم أنه قال: عكرمة لم يسمع من عمر، قال: وأراه ابن عمر، وأورده صاحب الوسيط فقال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: الصلاة عماد الدين، ولم يقف عليه ابن الصلاح، فقال في مشكل
(1)
ابن عساكر.
الوسيط: إنه غير معروف، وقال النووي في التنقيح: منكر باطل، وهو عند الطبراني أيضاً، وكذا للديلمي عن علي رفعه: الصلاة عماد الدين، والجهاد سنام العمل، والزكاة تبين ذلك، ورواه التيمي في الترغيب، بلفظ: الصلاة عماد الإسلام، وللقضاعي من حديث عيسى بن ميسرة عن أبي الزناد عن أنس رفعه: الصلاة نور المؤمن، وكذا له وللديلمي، من حديث حمزة الزيات عن أبي سفيان عن أبي نضرة عن أبي سعيد رفعه: علم الإيمان الصلاة، قلت: وأورده الزمخشري بلفظ الترجمة في البقرة من كشافه، وعزاه الطيبي لتخريج الترمذي في حديث معاذ وفيه: وعموده الصلاة، ولا يخفى بعده ثم رواه أبو نُعيم
(1)
شيخ البخاري، في كتاب الصلاة عن حبيب بن سليم عن بلال بن يحيى قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الصلاة، فقال: الصلاة عمود الدين، وهو مرسل، ورجاله ثقات.
633 -
حديث: صلة الرحم تزيد في العمر، في: صدقة السر، قريباً.
634 -
حديث: صلى اللَّه على نبي قبلك، يقوله جمهور العوام، عند تقبيل الحجر الأسود، وهو كلام حسن، لكن قول ما وردت به السنة أحسن وأولى.
635 -
حديث: صلوا على كل ميت، وجاهدوا مع كل أمير، ابن ماجه والدارقطني من حديث مكحول عن واثلة به مرفوعاً، وللطبراني، وأبي نُعيم في الحلية، والدارقطني بسندين مختلفين إلى ابن عمر مرفوعاً: صلوا على من قال لا إله إلا اللَّه، وخلف من قال لا إله إلا اللَّه، وفي الباب عن أبي هريرة بلفظ: صلوا خلف كل بر وفاجر، أخرجه أبو داود والدارقطني واللفظ له والبيهقي بزيادة: وجاهدوا مع كل أمير، كلهم من حديث مكحول عنه، وهو منقطع، وله طريق أخرى في الضعفاء لابن حبان، ورواه الدارقطني من حديث الحارث عن علي، ومن حديث علقمة والأسود عن ابن مسعود، ومن حديث أبي الدرداء، وكلها واهية، كما صرح به غير واحد، وبعضها في العلل لابن الجوزي، وأصح ما فيه حديث مكحول، عن أبي هريرة على إرساله
(1)
اسمه الفضل بن دكين، بالتصغير.
636 -
حديث: صنائع المعروف تقي مصارع السوء، في صدقة السر.
637 -
حديث: صوموا تصحوا، في: سافروا.
638 -
حديث: الصوم جنة، أحمد والنسائي والقضاعي من حديث عروة ابن النزال عن معاذ بن جبل به مرفوعاً، ووقع في رواية أخرى لأحمد عروة ابن النزال أو النزال بن عروة، قال شعبة: فقلت له: سمعته من معاذ قال: وهو في نسخة سمعان بن المهدي عن أنس، بل اتفق عليه الشيخان عن أبي هريرة بلفظ: الصيام جنة، في حديث، ورواه أحمد والنسائي وابن ماجه، عن عثمان بن أبي العاص، بلفظ: الصيام جنة من النار، كجنة أحدكم من القتال.
639 -
حديث: الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة، في: الشتاء ربيع المؤمن
حرف الضاد المعجمة
640 -
حديث: ضاع العلم في أفخاذ النساء، هو بمعناه من كلام بشر الحافي قال: لا يفلح من ألف أفخاذ النساء، ونحوه: ما أفلح صاحب عيال.
641 -
حديث: ضالة المؤمن العلم، في: الحكمة.
642 -
حديث: الضامن غارم، هو بمعناه عند أحمد وأصحاب السنن وآخرين عن أبي أمامة مرفوعاً: الزعيم غارم، وصححه ابن حبان.
643 -
حديث: الضرورات تبيح المحظورات، كلام صحيح ونحوه: لو كانت الدنيا دماً عبيطاً لكان يكفي المؤمن منها قوته، وقد اعتمده الفقهاء في إساغة اللقمة لمن خشي التلف بجرعة من خمر من غير أن يزيد على الحاجة.
644 -
حديث: الضحك من غير عجب من قلة الأدب، الديلمي عن أنس بلفظ: الضحك من غير عجب مذهب للمروءة وممحقة للرزق.
645 -
حديث: ضعيفان يغلبان قوياً، هو بمعناه في حديث: إن الشيطان أبعد من الاثنين، وأقرب إلى الواحد، وإنما يأخذ الذئب من الغنم القاصية، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب، ومنه: لو يعلم الناس ما في الوحدة ما سار راكب بليل وحده، وقوله: الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب.
646 -
حديث: الضيف يأتي برزقه، ويرتحل بذنوب القوم، يمحص عنهم ذنوبهم، في: إذا دخل الضيف
حرف الطاء المهملة
647 -
حديث: طاب حمامكما، قاله لأبي بكر وعمر، الحديث. الديلمي بلا سند عن ابن عمر مرفوعاً، وقد قال أبو سعد المتولي: التحية عند الخروج من الحمام بأن يقول له طاب حمامك ولا أصل له، ولكن روى أن علياً قال لرجل خرج من الحمام: طهرت فلا نجست انتهى قال النووي في الأذكار: هذا المحل لم يصح فيه شيء، ولو قال إنسان لصاحبه على سبيل المودة والمؤانسة واستجلاب الوداد: أدام اللَّه لك النُعيم، ونحو ذلك من الدعاء، فلا بأس به، انتهى. ومما يوهي هذا الخبر أنه لم يكن لهم إذ ذاك حمام، وكل ما جاء فيه ذكر الحمام فهو محمول على الماء السخن خاصة من عين أو نحوها.
648 -
حديث: طاعة النساء ندامة، في: شاوروهن.
649 -
حديث: طالب القوت ما تعدى
(1)
.
650 -
حديث: الطبيخ، الحميدي حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الطبيخ والرطب فيأكله، هكذا وقع في أصل من مسند الحميدي، اعتمدت عليه في ترتيبي له، ولكنه في أصل آخر قديم كالجادة
(2)
، وهو الذي رواه إسحاق بن أبي إسرائيل وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي ومحمد بن المنصور الجوَّاز وعباس بن الفضل عن ابن عيينة، وكلها عند المستغفري إلا آخرها فعند أبي نُعيم، كلاهما في الطب، وهكذا رواه إبراهيم بن حميد وداود الطائي وسفيان الثوري وعيسى بن يونس وهمام ووهيب عن هشام، فالأول والخامس عند أبي نُعيم في الطب، والثاني عنده في الحلية، والثالث والأخير عند المستغفري، والرابع عند أبي نُعيم في الطب، وابن حبان في صحيحه، وكذا عنده الثالث، نعم رواه أبو عمر والتوقاني في فضل البطيخ له من حديث سعيد بن عبد الرحمن فقال بالطبيخ أو البطيخ وأخرجه عثمان الدارمي في الأطعمة عن سهل بن بكار عن وهيب بلفظ: كان يعجبه أن يجمع بين الطبيخ والرطب، وكذا رواه أبو داود في سننه من حديث
(1)
ليس بحديث.
تعليق الشاملة: قال العجلوني «كشف الخفاء» (2/ 37):
«قال في التمييز بيض له شيخنا، فلم يتكلم عليه، قلت وليس هو بحديث، بل من الأمثال السائرة، انتهى، قال ابن الغرس في المعنى:
يا من غدا حبه غذائي
…
فهو غذائي إذا تغدى
جد لي بوصل فذاك قوتي
…
وطالب القوت ما تعدى»
(2)
يعني بلفظ: البطيخ.
أبي أسامة عن هشام بلفظ: كان يأكل البطيخ بالرطب، وزاد فيه فيقول: نكسر حر هذا ببرد هذا، وبرد هذا بحر هذا، ورواه يزيد بن رومان عن الزهري عن عروة بتقديم الطاء، كما قال أبو عمرو التوقاني والبختري في رابع حديثه، وبتأخيرها كما للنسائي في الوليمة، فكأنه كان عند هشام باللفظين، وكذا رواه ابن حبان في صحيحه من حديث محمد بن عبد الرحمن الشامي عن أحمد بن حنبل عن وهب بن جرير عن حازم، حدثنا أبي، وسمعت حميداً يحدث عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الطبيخ، أو البطيخ بالرطب، وقال عقبه: الشك من أحمد، قلتُ: وفيه نظر، وكأنه إنما أراد بيان كونه مروياً بهما، فقد رواه مسلم بن إبراهيم عن جرير، بالطبيخ بدون شك، أخرجه أبو نُعيم، وكذا أبو بكر الشافعي في الفوائد الغيلانيات، وهكذا أخرجه أبو يعلى في مسنده من حديث حبان بن هلال عن جرير، ولفظه: رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يجمع بين الطبيخ والرطب، ورواه عثمان الدارمي في الأطعمة عن مسلم بن إبراهيم كالجادة، لكن حديث وهب عند الترمذي في الشمائل، والنسائي في الوليمة، بلفظ: كان يجمع بين الخبز والرطب، وهو الذي رأيته في الموضعين من مسند أحمد عن وهب، وحينئذ فالظاهر أنه من حديثه عند خارج المسند، وأنه كان عند جرير باللفظين وباللغتين، ورواه عثمان الدارمي في الأطعمة من حديث يعقوب بن الوليد المدني عن أبي حازم عن سهل بن سعد، أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يأكل الطبيخ بالرطب
(1)
، وإلى غيرها من الروايات، وبالجملة فقد ثبت الحديث أيضاً بتقديم الطاء على المبالغة في البطيخ، وهي لغة حكاها صاحب المحكم (فائدة) قد مضى التنصيص على حكمة ذلك، وأما كيفية ما كان يفعل، فيروى في حديث عن أنس أنه كان يأخذ الرطب بيمينه، والبطيخ بيساره فيأكل الرطب بالبطيخ، وكان أحب الفاكهة إليه، أخرجه الطبراني في الأوسط، وأبو الشيخ في الأخلاق النبوية
(2)
، وأبو عمرو النوقاني في البطيخ، وعن عبد اللَّه بن جعفر قال: رأيت في يمين رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قثاء، وفي شماله رطبات، وهو يأكل من ذا مرة، ومن ذا مرة، رواه الطبراني أيضاً في الأوسط، وهما ضعيفان
(1)
وحديث: ربيع أمتي العنب والبطيخ، موضوع، وإن ذكر في الجامع الصغير.
(2)
وهو كتاب نفيس جدير بالطبع، توجد منه نسخة قيمة بمكتبة الاسكوريال.
651 -
حديث: الطرق ولو دارت، والبكر ولو بارت، معناه صحيح، ويشهد للأول:{وأتوا البيوت من أبوابها} ، وللثاني أحاديث كثيرة، منها في قصة جابر: هلا بكراً.
652 -
حديث: الطعام الحار لا بركة فيه، في: أبردوا.
653 -
حديث: طعام البخيل داء، وطعام الجواد دواء، الدارقطني في غرائب مالك، والخطيب في المؤتلف، والديلمي في مسنده من جهة الحاكم، وأبو علي الصدفي في عواليه، وابن عدي في كامله، من طريق أحمد بن محمد بن شعيب السجزي، عن محمد بن معمر البحراتي عن روح بن عبادة عن الثوري عن مالك عن نافع عن ابن عمر به مرفوعاً، ولفظ الخطيب: طعام السخي دواء، أو قال: شفاء، وطعام الشحيح داء، ولفظ بعضهم: طعام الكريم، قال شيخنا: وهو حديث منكر، وقال الذهبي: كذب، وقال ابن عدي: إنه باطل عن مالك، فيه مجاهيل وضعفاء، ولا يثبت.
654 -
حديث: طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة، وطعام الثلاثة يكفي الأربعة، متفق عليه عن أبي هريرة مرفوعاً، بدون الجملة الأولى، ولكن بها ترجم البخاري، وقيل: إنه أشار بالترجمة لرواية بها ليست على شرطه، وفي لفظ لابن ماجه عن عمر: طعام الواحد يكفي الاثنين، وإن طعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة، وإن طعام الأربعة يكفي الخمسة والستة، وعند البزار من حديث سمرة نحوه، وزاد في آخره: ويد اللَّه على الجماعة، وكذا وقع في حديث عبد الرحمن بن أبي بكر في قصة أضياف أبي بكر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس، بل في مسلم من طريق الأعمش عن أبي سفيان ومن طريق ابن جريج وسفيان الثوري، كلاهما عن أبي الزبير عن جابر رفعه: طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية، وبلفظ: طعام الرجل يكفي رجلين، وطعام رجلين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية، وصرح في طريق ابن جريج بسماع أبي الزبير من جابر
(1)
، وليس على شرط البخاري، فإنه وإن خرج لأبي سفيان لم يخرج له إلا مقروناً بأبي صالح، كلاهما عن جابر، ومع ذلك فالمخرج عنده
(1)
فانتفى تدليس أبي الزبير.
كذلك ثلاثة أحاديث، وممن روى هذا الحديث أيضاً عن أبي الزبير ابن لهيعة، وليس ابن لهيعة من شرط البخاري قطعاً، وللطبراني من حديث ابن عمر ما يرشد إلى العلة في ذلك، وأوله: كلوا جميعاً ولا تفرقوا، فإن طعام الواحد يكفي الاثنين، الحديث، وأشار إليه الترمذي، وإليها يومئ حديث سمرة الماضي عن ابن مسعود في الطبراني.
655 -
حديث: الطلاق لمن أخذ بالساق، في: إنما الطلاق.
656 -
حديث: الطلاق يمين الفساق، وقع في عدة من كتب المالكية، حتى في شرح الرسالة للفاكهاني، جازمين بعزوه للنبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: لا تحلفوا بالطلاق ولا بالعتاق، فإنهما من يمين الفساق، وسلفهم ابن حبيب أظنه في الواضحة وكأنه سلف صاحبها في قوله: ويؤدب من حلف بطلاق، ويلزمه، قال الفاكهاني: وهذا إنما يجيء على القول بتحريمه لا كراهته، إذ المكروه جائز شرعاً، والجائز لا يؤدب عليه، ولا يذم فاعله، فلو ذم لكان كالحرام، وإذا لم يذم فكيف يؤدب، فتأمله، انتهى. وكل هذا بناء على وروده فضلاً عن ثبوته، ولم أقف عليه، وأظنه مدرجاً، فأوله وارد دونه
(1)
، واللَّه أعلم.
657 -
حديث: طلب الاستقادة من النبي صلى الله عليه وسلم، أبو داود والنسائي عن أبي سعيد، بينما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقسم قسماً أقبل رجل فأكب عليه، فطعنه بعرجون فجرح بوجهه. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: تعال فاستقد، فقال: بل عفوت يا رسول اللَّه؟. وللبيهقي في الجنايات من سننه من جهة مالك عن أبي النضر وغيره أنهم أخبروه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً متخلفاً، فطعنه بقدح كان في يده، ثم قال: ألم أنهكم عن مثل هذا؟ فقال الرجل: يا رسول اللَّه؟ إن اللَّه قد بعثك بالحق، وإنك قد عقرتني، فألقى إليه القدح، وقال: استقد، فقال الرجل: إنك طعنتني، وليس علي ثوب وعليك قميص، فكشف له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن بطنه، فأكب عليه الرجل فقبله، وهو منقطع، وأسنده البيهقي من وجه آخر ضعيف فيه الكديمي، وعنده أيضاً من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: كان أسيد بن حضير رجلاً ضاحكاً
(1)
روى ابن عساكر عن أنس مرفوعاً: ما حلف بالطلاق مؤمن، ولا استحلف به إلا منافق، وهو ضعيف.
مليحاً، فبينا هو عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يحدث القوم ويضحكهم، فطعن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بأصبعه في خاصرته، فقال: أوجعتني قال: فاقتص، قال: يا رسول اللَّه إن عليك قميصاً ولم يكن علي قميص؟ قال: فرفع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قميصه، قال: فاحتضنه، ثم جعل يقبل كشحه، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول اللَّه، أردت هذا، وقال الذهبي: إسناده قوي، وروى ابن إسحاق عن حسان بن واسع عن أشياخ من قومه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عدل الصفوف يوم بدر، وفي يده قدح، فمر بسواد بن غزية فطعن في بطنه، فقال: أوجعتني فأقدني، فكشف عن بطنه، فاعتنقه وقبل بطنه، فدعا له بخير، قال ابن عبد البر: وجدت هذه القصة لسواد بن عمرو
(1)
، انتهى. لكن التعدد غير ممتنع سيما مع اختلاف السبب، وروى عبد الرزاق عن ابن جريج عن جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخضر بعرجون، فأصاب به سواد بن غزية، وأخرجه البغوي من طريق عمرو بن سليط عن الحسن عن سواد بن عمر، وكان يصيب من الخلوق، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها: ولقيه ذات يوم ومعه جريدة فطعنه في بطنه، فقال: أقدني يا رسول اللَّه فكشف عن بطنه، فقال له: اقتص فألقى الجريدة وطفق يقبله، قال الحسن: حجزه الإسلام.
658 -
حديث: طلب الحق غربة، الهروي في ذم الكلام، أو منازل السائرين
(2)
له بسند صوفي إلى جعفر بن محمد عن آبائه إلى علي رفعه به، وكذا أخرجه الديلمي في مسنده فقال: أنا أبو بكر أحمد بن سهل السراج الصوفي إذناً عن أبي طالب حمزة بن محمد الجعفري عن عبد الواحد بن أحمد الهاشمي عن أحمد بن منصور بن يوسف الواعظ بن علان بن يزيد الدينوري، عن جعفر بن محمد الصوفي عن الجنيد عن السري السقطي، عن معروف الكرخي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي به، ومن هذا الوجه أخرجه ابن عساكر في تاريخه مسلسلاً أيضاً بالصوفية.
659 -
حديث: طلب خاتمة خير، قال الشهاب ابن رسلان: لم أزل أسمع في ألسنة الناس الدعاء بخاتمة الخير، ولم أجد له أصلاً، حتى ظفرت به في الحلية من طريق الصلت بن عاصم المرادي عن أبيه عن وهب بن منبه، قال: لما أهبط اللَّه آدم إلى
(1)
ذكرت حديثه مع أحاديث أخرى في كتابي "إعلام النبيل بجواز التقبيل".
(2)
بل في منازل السائرين، ورواه الحكيم الترمذي وأبو نُعيم أيضاً.
الأرض استوحش لفقد أصوات الملائكة، فهبط عليه جبريل عليه فقال: يا آدم هلا أعلمك شيئاً تنتفع به في الدنيا والآخرة؟ قال: بلى، قال: قل: اللَّهم أدم لي النعمة حتى تهنيني المعيشة، اللَّهم اختم لي بخير حتى لا تضرني ذنوبي، اللَّهم اكفني مؤونة الدنيا وكل هول في القيامة حتى تدخلني الجنة، قلت: بل يروى في أدعيته صلى الله عليه وسلم الدعاء بخاتمة خير، وقد سلف عنه وعن أبي بكر الصديق في: الأعمال بالخواتيم، ورأى بعض الصالحين النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال: يا رسول اللَّه ادع لي، قال: فحسر عن ذراعيه، ودعا له كثيراً ثم قال: ليكن جل ما تدعو به: اللَّهم اختم لنا بخير، رواه ابن أبي الدنيا في المنامات، ومما قال بعض السادات: أنه ينفع في ذلك قول: يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت، أربعين مرة
(1)
ختم اللَّه له بخير.
660 -
حديث: طلب العلم فريضة على كل مسلم، ابن ماجه في سننه، وابن عبد البر في العلم له من حديث حفص بن سليمان عن كثير بن شِنْظِير، عن محمد بن سيرين عن أنس به مرفوعاً بزيادة: وواضع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب، وحفص ضعيف جداً، بل اتهمه بعضهم بالكذب والوضع، وقيل عن أحمد: إنه صالح، ولكن له شاهد عند ابن شاهين في الأفراد، ورويناه في ثاني السمعونيات من حديث موسى بن داود، حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس به، وقال ابن شاهين: إنه غريب، قلت: ورجاله ثقات، بل يروى عن نحو عشرين تابعياً عن أنس كإبراهيم النخعي وإسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، وثابت وله عنه طرق، وحميد والزبير بن الحريت وزياد بن ميمون أبي عمار أو ابن عمار وسلام الطويل وطريف بن سليمان أبي عاتكة، وقتادة والمثنى بن دينار، ومحمد بن مسلم الزهري، ومسلم الأعور، كلهم عن أنس ولفظ حميد: طلب الفقه محتم واجب على كل مسلم، ولزياد من الزيادة: واللَّه يحب إغائة اللهفان، ولأبي عاتكة في أوله: اطلبوا العلم ولو بالصين، وفي كل منها مقال، ولذا قال ابن عبد البر: إنه يروى عن أنس من وجوه كثيرة، كلها معلولة لا حجة في شيء منها عند أهل العلم بالحديث من جهة الإسناد، وقال البزار: إنه روي عن أنس بأسانيد واهية، قال: وأحسنها ما رواه إبراهيم بن سلام عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن أنس به مرفوعاً. قال: ولا نعلم أسند النخعي عن أنس سواه، وإبراهيم بن سلام لا نعلم
(1)
بين سنة الفجر، وصلاة الصبح، وكان ابن تيمية يزيد في آخره: برحمتك أستغيث.
روى عنه إلا أبو عاصم، وهو عند البيهقي في الشعب، وابن عبد البر في العلم، وتمام في فوائده من طريق عبد القدوس بن حبيب الدمشقي الوحاظي، عن حماد، وأما أبو بكر ابن أبي داود السجستاني فإنه أورده عن جعفر بن مسافر النفيسي حدثنا يحيى بن حسان عن سليمان بن قَرْم، عن ثابت البناني عن أنس به وقال: سمعت أبي يقول: ليس فيه أصح من هذا، وكذا رواه ابن عبد البر من جهة جعفر، بل وفي الباب عن أبيَّ وجابر وحذيفة والحسين بن علي وسلمان وسمرة وابن عباس وابن عمر وابن مسعود وعلي ومعاوية بن حيدة ونبيط بن شريط وأبي سعيد وأبي هريرة وأم المؤمنين عائشة، وعائشة ابنة قدامة، وأم هانئ، وآخرين، وبسط الكلام في تخريجها العراقي في تخريجه الكبير للإحياء
(1)
، ومع هذا كله قال البيهقي: متنه مشهور، وإسناده ضعيف، وقد روي من أوجه كلها ضعيفة، وسبقه الإمام أحمد فيما حكاه ابن الجوزي في العلل المتناهية عنه فقال: إنه لم يثبت عندنا في هذا الباب شيء، وكذا قال إسحاق بن راهويه: إنه لم يصح، أما معناه فصحيح في الوضوء والصلاة والزكاة إن كان له مال، وكذا الحج وغيره، وتبعه ابن عبد البر بزيادة إيضاح وبيان، وقال أبو علي النيسابوري الحافظ: إنه لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه إسناد، ومثل به ابن الصلاح للمشهور الذي ليس بصحيح وتبع في ذلك أيضاً الحاكم، ولكن قال العراقي: قد صحح بعض الأئمة بعض طرقه كما بينته في تخريج الإحياء، وقال المزي: إن طرقه تبلغ به رتبة الحسن، وقال غيره: أجودها طريق قتادة وثابت كلاهما عن أنس، وطريق مجاهد عن ابن عمر، وقال ابن القطان صاحب ابن ماجه في كتاب العلل عقب إيراده له من جهة سلام الطويل عن أنس: إنه غريب حسن الإسناد، وقال البيهقي في المدخل: أراد - واللَّه أعلم - العلم العام الذي لا يسع البالغ العاقل جهله أو علم ما يطرأ له خاصة، أو أراد أنه فريضة على كل مسلم حتى يقوم به من فيه الكفاية، ثم أخرج عن ابن المبارك أنه سئل عن تفسيره فقال: ليس هذا الذي تظنون، إنما طلب العلم فريضة أن يقع الرجل في شيء من أمر دينه فيسأل عنه حتى يعلمه
(1)
واستوعب شقيقنا أبو الفيض طرقه في جزء "المسهم في طرق حديث طلب العلم فريضة على كل مسلم" وحكم بصحته.
تنبيه: قد ألحق بعض المصنفين بآخر هذا الحديث "ومسلمة" وليس لها ذكر في شيء من طرقه وإن كان معناها صحيحاً.
661 -
حديث: طلب كسب الحلال فريضة بعد الفريضة، في: كسب الحلال.
662 -
حديث: طوبى لمن تواضع في غير منقصة، وذل في نفسه من غير مسكنة، وخالط أهل الفقه والحكمة، طوبى لمن علم بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، العسكري من حديث فصيح العنسي عن ركب المصري به مرفوعاً، وهو عند البخاري في تاريخه، والبغوي، والبارودي، وابن شاهين وآخرين، وسنده ضعيف حتى قال ابن حبان: إنه لا يعتمد عليه، وإن قال ابن عبد البر: إنه حديث حسن فيه آداب، فالظاهر أنه عنى اللغوي، إذ لفظه حسن.
663 -
حديث: طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، الديلمي عن أنس به مرفوعاً، وفي الباب عن الحسن بن علي وأبي هريرة.
664 -
حديث: طوبى لمن طال عمره وحسن عمله، الطبراني عن عبد اللَّه بن بسر به مرفوعاً، وفيه بقية، وقد عنعنه، وفي الباب عن أبي بكرة، أخرجه الترمذي بلفظ: خير الناس من طال عمره وحسن عمله، وقال: حسن صحيح.
665 -
حديث: طول اللحية دليل قلة العقل، يروى عن عمرو بن العاص رفعه: اعتبروا عقل الرجل في ثلاث في طول لحيته، وكنيته، ونقش خاتمه، أسنده الديلمي، وهو واه، ويقال: أن علي بن حجر نظر إلى لحية أبي الدرداء عبد العزيز بن القاضي منيب، فقال:
ليس بطول اللحى
…
تستوجبون القضا
إن كان هذا كذا
…
فالتيس عدل رضي
وفي لفظ نحوه، وأنه مكتوب في التوراة: لا يغرنك طول اللحى فإن التيس له لحية.
666 -
حديث: طينة المعتق من طينة المعتِق، ابن لال والديلمي من وجهين
عن ابن عباس به مرفوعاً، وهو بأحدهما عند الحلابي في رواية الأبناء عن الأباء من العباسيين، ورواه ابن شاهين من حديث أحمد بن إبراهيم البزوري الموصلي سمعت المأمون، أبي سمعت جدي عن ابن عباس: سمعت العباس يذكره، وهو كما قال الذهبي في البزوري من ميزانه منقطع كما ترى، قال شيخنا: فلعل المهدي أو المنصور سمعه من شيخ كذاب فأرسله عن ابن عباس، فيتخلص بهذا البزوري من العهدة.
667 -
حديث: طي القماش يزيد في زيه، الديلمي عن جابر رفعه: طي الثوب راحته، وفي لفظ له بلا سند: إذا خلعتم ثيابكم فاطووها ترجع إليها أنفاسها، وهو عند الطبراني في الأوسط، من حديث عمر بن موسى
(1)
عن أبي الزبير عن جابر رفعه بلفظ: اطووا ثيابكم ترجع إليها أرواحها، فإن الشيطان إذا وجد ثوباً مطوياً لم يلبسه، وإذا وجده منشوراً لبسه، وقال: إنه لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، وكلها واهية، بل للطبراني في الأوسط عن عائشة قالت: كان لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثوبان، يلبسهما في جمعته، فإذا انصرف طويناهما إلى مثله، وفي رابع عشر المجالسة من حديث بكر العابد قال: كان لسفيان الثوري عباءة يلبسها بالنهار، ويرتدي بها، فكان إذا جاء الليل طواها وجعلها تحت رأسه، وقال: بلغني أن الثوب إذا طوي رجع ماؤه إليه، وكذا مما اشتهر على بعض الألسنة: اطووا ثيابكم بالليل لا يلبسها الجن قتوسخ، لم أره، وفي كلمات بعضهم أنها تقول: اطوني ليلاً أجملك نهاراً
(1)
هو الوجيهي الشامي، رضا.
حرف الظاء المعجمة
668 -
حديث: الظالم عدل اللَّه في الأرض ينتقم به، أو ينتقم منه، الطبراني في الأوسط في ترجمة جعفر بن محمد بن ماجد من طريق الحجاج بن أرطأة عن محمد بن المنكدر عن جابر رفعه: إن اللَّه يقول: أنتقم ممن أُبغِض بمن أبغض، ثم أصير كلاً إلى النار، وساقه الديلمي في الفردوس بلا إسناد عن جابر رفعه، بلفظ: يقول اللَّه عز وجل أنتقم ممن أبغض، لمن أبغض، ثم أصيرهما إلى النار، وهو في الرابع من المجالسة للدينوري، ورابع عشرها من طريق الحجاج بن أرطأة، عن ابن المنكدر أنه قال: يقول اللَّه عز وجل: أنتصر لمن أبغض ممن أبغض، ثم أصيَّر كلاً إلى النار، وكذا في ترجمة مالك بن دينار من الحلية - مما هو في صفة المنافق، للغرباني - أنه قال: قرأت في الزبور إني لأنتقم من المنافق بالمنافق، ثم أنتقم من المنافقين جميعاً، ونظير ذلك في كتاب اللَّه تعالى {وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون} ، وفي ترجمة علي بن عثام، من تاريخ دمشق لابن عساكر، أنه قال: كان يقال ما انتقم اللَّه لقوم إلا بشر منهم، وقد قرأت بخط شيخنا في بعض فتاويه هذا الحديث لا أستحضره، ومعناه دائر على الألسنة، وعلى تقدير وجوده فلا إشكال فيه، بل الرواية بلفظ: عدل اللَّه أظهر في المعنى من الرواية بلفظ عبد اللَّه، وأما قول القائل كيف يجوز وصفه بالظلم، وينسب إلى أنه عدل من اللَّه تعالى؟ فجوابه: أن المراد بالعدل هنا ما يقابل بالفضل، والعدل أن يعامل كل أحد بفعله، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، والفضل أن يعفو مثلاً عن المسيء، وهذا على طريق أهل السنة بخلاف المعتزلة، فإنهم يوجبون عقوبة المسيء، ويدعون أن ذلك هو العدل، ومن ثم سموا أنفسهم أهل العدل والعدلية، وإلى ما صار إليه أهل السنة يشير قوله تعالى {قال رب احكم بالحق} أي لا تمهل الظالم، ولا تتجاوز عنه، بل عجل عقوبته، لكن اللَّه يمهل من يشاء ويتجاوز عمن يشاء، لا يسأل عما يفعل، وسبقه إلى نفي وجوده أيضاً الزركشي، فقال: لم أجده، لكن معناه مركب من حديثين صحيحين: أحدهما: إن اللَّه يؤيد هذا
الدين بالرجل الفاجر، وفي رواية النسائي: بقوم لا خلاق لهم، ثانيهما: إن اللَّه يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وفي حادي الأرواح لابن القيم ما نصه: وفي الأثر إن اللَّه عز وجل خلق خلقاً من غضبه، وأسكنهم بالمشرق ينتقم بهم ممن عصاه.
669 -
حديث: الظلم ظلمات يوم القيامة: متفق عليه عن ابن عمر به مرفوعاً.
670 -
حديث: الظلم كمين في النفس، ذكر في: الجبروت.
671 -
حديث: ظلم دون ظلم، أحمد في الإيمان له، وإسماعيل القاضي في أحكام القرآن له من حديث ابن جريج، عن عطاء في قوله {ومن لم يحكم بما أنزل اللَّه} قال كفر دون كفر وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق، وعند أحمد وحده من حديث ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس معناه، وبه ترجم البخاري في صحيحه فقال: باب ظلم دون ظلم، وساق فيها حديث علقمة عن ابن مسعود لما نزلت {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} قال أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أينا لم يظلم. فأنزل اللَّه تعالى {إن الشرك لظلم عظيم} .
672 -
حديث: ظهر المؤمن قبلة، لا أعرفه، ومعناه صحيح، بالنظر للاكتفاء به في السترة كالاكتفاء بالصلاة إلى الراحلة على ما صح به الخبر، وفعله ابن عمر، ونحوه حديث: سترة الإمام سترة من خلفه، ولكن يروى: ظهر المؤمن حمى إلا في حد من حدود اللَّه، أخرجه العسكري عن عائشة، وأبو نُعيم ومن جهته الديلمي عن عقبة بن مالك، كلاهما مرفوعاً به، والمعنى أنه لا يضرب ظهره إلا في حد من الحدود، وهو نظير قوله: المعاصي حمى اللَّه
حرف العين المهملة
673 -
حديث: العار خير من النار، قاله الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما حين قال له أصحابه، لما أذعن لمعاوية، خوفاً من قتل من لعله يموت من المسلمين بين الفريقين، بحيث انطبق ذلك مع قوله صلى الله عليه وسلم: ابني هذا سيد، وسيصلح اللَّه به بين فئتين من المسلمين: يا عار المؤمنين، أخرجه أبو عمر ابن عبد البر في ترجمته من الاستيعاب، وفي لفظ عنده أيضاً: أنه قيل له يا مذل المؤمنين، فقال: إني لم أذلهم، ولكني كرهت أن أقتلهم في طلب الملك.
674 -
حديث: العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه، متفق عليه عن ابن عباس به مرفوعاً.
675 -
حديث: عالم قريش يملأ الأرض علماً، الطيالسي في مسنده من جهة الجارود عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود به مرفوعاً: لا تسبوا قريشاً، فإن عالمها يملأ الأرض علماً، اللَّهم إنك أذقت أولها عذاباً أو وبالاً، فأذق آخرها نوالاً، والجاورد مجهول، والراوي عنه مختلف فيه، وله شواهد عن أبي هريرة في تاريخ بغداد للخطيب من حديث وهب بن كيسان عنه رفعه: اللَّهم اهد قريشاً، فإن عالمها يملأ طباق الأرض علماً، اللَّهم كما أذقتهم عذاباً فأذقهم نوالاً، دعا بها ثلاث مرات، وراويه عن وهب فيه ضعف، وعن علي وابن عباس، وكلاهما في المدخل للبيهقي، وثانيهما عند أحمد والترمذي، وقال: حسن، بلفظ: اللَّهم اهد قريشاً، فإن علم العلم منهم يسع طباق الأرض، في آخرين. وهو منطبق على إمامنا الشافعي
(1)
، ويؤيده قول أحمد رحمه الله، كما في المدخل أيضاً: إذا سئلت عن مسألة لا أعرف فيها خبراً أخذت فيها بقول الشافعي، لأنه إمام عالم من قريش، قال: وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: عالم قريش يملأ الأرض علماً انتهى، فما كان الإمام أحمد ليذكر حديثاً موضوعاً يحتج به أو يستأنس به للأخذ في الأحكام بقول شيخه الشافعي، وإنما أورده بصيغة التمريض احتياطاً للشك في ضعفه، فإن إسناده لا يخلو
(1)
وحمله بعضهم على علي عليه السلام، وأغرب القاري فقال: المراد به النبي عليه السلام، وهذا من تعنته على الشافعية.
من ضعف، قاله العراقي رداً على الصغاني في زعمه: أنه موضوع، بل قد جمع شيخنا طرقه في كتاب سماه "لذة العيش في طرق حديث الأئمة من قريش".
676 -
حديث: العائلة ولو بنت، في: الدين ولو درهم.
677 -
حديث: العبد من طينة مولاه، في: طينة المعتق.
678 -
حديث: العبيد إذا جاعوا سرقوا، في: إن الأسود.
679 -
حديث: عجب ربنا من شاب ليست له صبوة، في: إن اللَّه يحب الشاب التائب.
680 -
حديث: العجلة من الشيطان، في: التأني.
681 -
حديث: العداوة في الأهل، والحسد في الجيران، والمنفعة في الإخوان، لم أقف عليه حديثاً، وإنما رويناه في شعب الإيمان للبيهقي وغيره من طريق بشر بن الحارث قوله، بلفظ: في القرابة لا: الأهل.
682 -
حديث: عداوة العاقل، ولا صحبة المجنون، هو كلام صحيح، ولكن يروى عن عمر بن الخطاب رفعه: استعيذوا اللَّه من ثلاث، وذكر منها معاداة العاقل.
683 -
حديث: العدس، في قدس.
684 -
حديث: عدو المرء من يعمل بعمله، ما علمته حديثاً، ولكن قد اعتمد معناه بعض العلماء في الشهادات مع قول الشاعر: والخارب اللص يحب الخاربا
الذي ظاهره التنافي للجمع بينهما.
685 -
حديث: العدة دين، الطبراني في الأوسط، والقضاعي وغيرهما من حديث ابن مسعود أنه قال: لا يعد أحدكم صبيه، ثم لا ينجز له، فإن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: وذكره، ولفظه عند أبي نُعيم في الحلية: إذا وعد أحدكم
صبيه فلينجز له، فإني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وذكره، بلفظ: عطية، والموقوف منه فقط عند البخاري في الأدب المفرد بزيادة، وللطبراني والديلمي وآخرين عن علي مرفوعاً: العدة دين، ويل لمن وعد ثم أخلف، ويل له، ويل له، ثلاثاً. وأورد القضاعي منه لفظ الترجمة فقط، والديلمي معناه بلفظ: الواعد بالعدة مثل الدين أو أشد، وفي لفظ له: عدة المؤمن دين، وعدة المؤمن كالأخذ باليد، وللطبراني في الأوسط عن قباث بن أشبم الليثي مرفوعاً، العدة عطية، وللخرائطي في المكارم عن الحسن البصري مرسلاً: أن امرأة سألت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شيئاً فلم تجده عنده، فقالت: عدني، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إن العدة عطية، وهو في المراسيل لأبي داود، وكذا في الصمت لابن أبي الدنيا من حديث يونس بن عبيد البصري عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العدة عطية، وفي لفظ عن يونس بن عبيد عن الحسن قال: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً فقال: ما عندي ما أعطيك، فقال: تعدني، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: العدة واجبة، وقد أفردته مع ما يلائمه في جزء، وفيه وفي الإخلاف:
لسانك أحلى من جني النحل موعداً
…
وكفك بالمعروف أضيق من قفل
تمنى الذي يأتيك حتى إذا انتهى
…
إلى أمد ناولته طرف الحبل
وقول:
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا
…
وما مواعيدها إلا الأباطيل
وقوله:
وعدت وكان الخلف منك سجية
…
مواعيد عرقوب، أخاه بيثرب
686 -
حديث: عد من لا يعودك، في: لا تعد.
687 -
حديث: عذره أشد من ذنبه، هو من الأمثال الشهيرة، وقد قال عمر بن عبد العزيز كما في سادس عشر المجالسة مما قد رواه عن ابن أبي الدنيا: إن خصلتين خيرهما الكذب، لخصلتا سوء يريد الرجل يكذب، ثم يعتذر من فعله.
688 -
حديث: عرفوا ولا تعنفوا، في: علموا، قريباً
689 -
حديث: عرف الحق لأهله، قاله للأسير الذي قال: اللَّهم إني أتوب إليك، وفيه: خلو سبيله، أخمد عن الأسود بن سريع به مرفوعاً.
690 -
حديث: العرق دساس، أسنده الديلمي عن ابن عباس مرفوعاً في حديث أوله: الناس معادن، وسيأتي في النون. وتقدم في: تخيروا، من حديثي عمر وأنس.
691 -
حديث: عز المؤمن استغناؤه عن الناس، الطبراني في الأوسط، واللفظ له من حديث محمد بن حميد، والقضاعي من حديث عبد الصمد بن موسى القطان وابن حميد، والشيرازي في الألقاب من حديث إسماعيل بن توبة، ثلاثتهم
(1)
عن زافر بن سليمان عن محمد بن عتبة عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: جاء جبرائيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، واستغناؤه عن الناس، وهو عند أبي الشيخ وأبي نُعيم وغيرهما، كالحاكم وصحح إسناده وحسنه العراقي، لا سيما وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس، لكن حديث ابن عباس عند محمد بن نصر من حديث هشيم عن جرير عن الضحاك عنه موقوفاً، ولفظه: شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عما في أيدي الناس، وجعله القضاعي في مسند الشهاب في حديث سهل من قول النبي صلى الله عليه وسلم لا حكاية عن جبريل، لكن بلفظ: عن الناس.
692 -
حديث: العزلة، في الوحدة.
693 -
حديث: العز مقسوم، وطلب العز غموم وأحزان، في نسخة سمعان بن المهدي عن أنس مرفوعاً، ولا يصح لفظه.
694 -
حديث: عش ما شئت فإنك ميت، سلف قريباً.
695 -
حديث: العصمة أن لا تجد، ونحوه: الفقر قيد المجرمين، ويشير إليهما: إن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر، ولو أغنيته لأفسده ذلك
(1)
وكذا هو في تاريخ جرجان من طريق زافر، وأورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات فأخطأ.
696 -
حديث: عظموا مقداركم بالتغافل، لا أعرفه. وفي التنزيل {لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} .
697 -
حديث: عفوا تعف نساءكم، وبروا آباءكم تبركم أبناءكم، الطبراني عن جابر، والديلمي عن علي مرفوعاً، لا تزنوا فتذهب لذة نساءكم، وعفوا تعف نساؤكم، إن بني فلان زنوا فزنت نساؤهم، وهو في الغيلانيات أيضاً، وفي الباب عن غيرهما.
698 -
حديث: عفو اللَّه أكبر من ذنوبك، قاله النبي صلى الله عليه وسلم لحبيب بن الحارث، العسكري وأبو نُعيم ومن جهته الديلمي عن عائشة، وقال العسكري: أخذه عبد الملك بن مروان فقال على المنبر: اللَّهم إني قد عظمت ذنوبي، وكثرت، وإن عفوك لأعظم منها وأكبر. وكذا أخذه الحسن بن هاني فقال:
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة
…
فقد علمت بأن عفوك أعظم
وقال أيضاً: يا كبير الذنوب عفو اللَّه من ذنبك أكبر.
699 -
حديث: عقولهن في فروجهن، يعني النساء، لا أصل له، ولكن حكى القرطبي في التذكرة عن علي أنه قال: أيها الناس لا تطيعوا للنساء أمراً، ولا تدعوهن يدبرن أمر عسير، فإنهن إن تركن وما يردن أفسدن الملك، وعصين المالك، وجدناهن لا دين لهن في خلواتهن، ولا ورع لهن عند شهواتهن، اللذة بهن يسيرة، والحيرة بهن كثيرة، فأما صوالحهن فاجرات، وأما طوالحهن فعاهرات، وأما المعصومات فهن المعدومات، فيهن ثلاث خصال من يهود، يتظلمن وهن ظالمات، ويحلفن وهن كاذبات، ويتمنعن وهن راغبات، فاستعيذوا باللَّه من شرارهن، وكونوا على حذر من خيارهن، انتهى. وفي المرفوع: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء، وما رأيت من ناقصات عقل ودين أسلب للب الرجل الحازم منكن، وهن مائلات مميلات، وما أحسن قول أبي الخطاب ابن دحية: تحفظوا عباد اللَّه منهن، وتجنبوا عنهن، ولا تثقوا بودهن، ولا وثيق عهدهن، ففي نقصان عقلهن وودهن ما يغني عن الإطناب فيهن، واللَّه الموفق
700 -
حديث: علامة الإذن التيسير
(1)
.
701 -
حديث: علقوا السوط حيث يراه أهل البيت، فإنه أدب لهم، الطبراني في الكبير من حديث عيسى وعبد الصمد ابني علي بن عبيد اللَّه بن عباس عن أبيهما عن جدهما ابن عباس به، ومن طريق داود بن علي عن أبيه به بدون، فإنه أدب لهم، زاد في رواية: كي يرهب عنه الخادم. وهو من حديث داود عن البزار بلفظ: ضع السوط حيث يراه الخادم، وقال: لا نعلمه عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد من حديث ابن عباس، وحديث ابن عباس عند البخاري في الأدب المفرد بلفظ: علق سوطك حيث يراه أهلك، وفيه ابن أبي ليلى وفيه ضعف، وفي الباب عن ابن عمر عند أبي نُعيم في ترجمة الحسن بن صالح من الحلية من روايته عن عبد اللَّه بن دينار عنه بلفظ الترجمة، وعن جابر رفعه: رحم اللَّه رجلاً علق في بيته سوطاً يؤدب به أهله، وفي سنده عباد بن كثير وهو ضعيف.
702 -
حديث: علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل، قال شيخنا ومن قبله الدميري والزركشي: إنه لا أصل له، زاد بعضهم: ولا يعرف في كتاب معتبر، وقد مضى في: أكرموا حملة القرآن، كاد حملة القرآن أن يكونوا أنبياء، إلا أنهم لا يوحى إليهم، ولأبي نُعيم في فضل العالم العفيف بسند ضعيف عن ابن عباس رفعه: أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم والجهاد.
703 -
حديث: العلماء ورثة الأنبياء، أحمد وأبو داود والترمذي وآخرون عن أبي الدرداء به مرفوعاً، بزيادة: إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورثوا العلم، الحديث
(2)
. وصححه ابن حبان والحاكم وغيرهما، وحسنه حمزة الكتاني، وضعفه غيرهم بالاضطراب في سنده، لكن له شواهد يتقوى بها، ولذا قال شيخنا: له طرق يعرف بها أن للحديث أصلاً انتهى، ولفظ الترجمة عند الديلمي من حديث محمد بن مطرف عن شريك عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب بزيادة: يحبهم أهل السماء، وتستغفر لهم الحيتان في البحر إذا ماتوا، وكذا أورد لفظ الترجمة بلا سند عن أنس بزيادة، وإنما العالم من عمل بعلمه
(1)
لم يتكلم عليه وهو حكمة صوفية.
تعليق الشاملة: قال العجلوني «كشف الخفاء» (2/ 63):
«قال في التمييز كذا ترجم له شيخنا يعني السخاوي ولم يتكلم عليه، وليس هو بحديث، وقال القاري وفي رواية علامة الإجازة تيسير الأمر، انتهى.
وقال النجم لعله من الحكم، ولا يعرف في المرفوع، وكذلك ما يجري على الألسنة إذا أراد الله أمرا هيأ أسبابه، نعم من دعائه صلى الله عليه وسلم اللهم الطُفْ بي في تيسيرِ كلِ عسير، فإن تيسيرَ كلِ عسيرٍ عليك يسير، وأسألك التيسير والمعافاة في الدنيا والآخرة أخرجه الطبراني عن أبي هريرة.
وعند أبي يعلى عن عائشة سلوا الله كل شئ حتى الشسع، فإن الله إن لم ييسره لم ييسر، انتهى»
(2)
أكثر العامة يحملون الحديث على علماء العصر خطأ، والمراد بالعلماء المجتهدون العاملون بعلمهم، وهذا غير متوفر الآن إلا نادراً.
704 -
حديث: العلم خزائن ومفتاحها السؤال، أبو نُعيم في الحلية، والعسكري من حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي به مرفوعاً، وسنده ضعيف.
705 -
حديث: العلم في الصغر كالنقش في الحجر، البيهقي في المدخل من جهة يزيد بن معمر الراسبي سمعت الحسن هو البصري، يقول: فذكره من قوله، وأخرجه ابن عبد البر من جهة من لم يسم عن معبد عن الحسن، بلفظ: طلب الحديث في الصغر كالنقش في الحجر، ورواه الطبراني في الكبير بسند ضعيف عن أبي الدرداء مرفوعاً بلفظ: مثل الذي يتعلم في صغره كالنقش على الحجر، ومثل الذي يتعلم في كبره كالذي يكتب على الماء، وللبيهقي في المدخل أيضاً من حديث يزيد بن هارون أخبرنا إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن رافع رفعه: من تعلم العلم وهو شاب كان كوسم في حجر، ومن تعلم في الكبر كان كالكاتب على ظهر الماء، وقال: هذا منقطع، يعني فابن رافع ممن يروي عن سعيد المقبري وغيره من التابعين، هذا مع ضعفه، وقد أخرجه ابن عبد البر في العلم من جهة صدقة بن عبد اللَّه عن طلحة بن زيد عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به مرفوعاً، وكذا البيهقي في المدخل من جهة موسى بن عقبة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً: من تعلم القرآن في شبيبته اختلط القرآن بلحمه ودمه، ومن تعلمه في كبره، فهو يفلت منه ولا يتركه، فله أجره مرتين، وهو عند الديلمي من جهة أبي نُعيم، ثم من طريق عبد الحليم بن محمد بن عبد اللَّه بن قيس، ومن جهة الحاكم من طريق عمر بن طلحة، كلاهما عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رفعه بهذا، أخرجه البيهقي في المدخل من هذا الوجه، لكن بلفظ: من قرأ القرآن، والباقي نحوه، وقال: إن الثاني أولى أن يكون محفوظاً من الأول، وعند البيهقي والديلمي أيضاً من حديث الحسن بن أبي جعفر، حدثنا أبو الصهباء، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: من قرأ القرآن قبل أن يحتلم فهو ممن أوتي الحكم صبياً، موقوف. ورواه البيهقي فقط من وجه آخر بهذا السند أيضاً فرفعه، وعنده وكذا ابن عبد البر من طريق الأعمش عن إبراهيم النخعي عن علقمة قال:
أما ما حفظت وأنا شاب فكأني أنظر إليه في قرطاس أو ورقة، ولفظ البيهقي: فكأني أقرأه في دفتر، ولبعضهم:
أراني أنسى ما تعلمت في الكبر
…
ولست بناس ما تعلمت في الصغر
وما العلم إلا بالتعلم بالصبا
…
وما الحلم إلا بالتحلم في الكبر
ولو فلق القلب المعلم في الصبا
…
لألفى فيه العلم كالنقش في الحجر
وما العلم بعد الشيب إلا تعسف
…
إذا كلَّ قلب المرء والسمع والبصر
وما المرء إلا اثنان عقل ومنطق
…
فمن فاته هذا وهذا فقد دمر
وقال غيره:
إن الحداثة لا تقصر بالفتى المرزوق ذهنا
…
لكن تذكي عقله فيفوق أكبر منه سناً
وهذا محمول على الغالب، وإلا فقد اشتغل أفراد كالقفال والقدوري بعد كبرهم ففاقوا في علمهم وراقوا بمنظرهم.
706 -
حديث: العلم لا يحل منعه، القضاعي من حديث عمر بن صدقة إمام أنطاكية عن عمر بن شاكر عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أي شيء لا يحل منعه؟ فقال بعضهم: الملح، وقال آخر: النار، فلما أعياهم، قالوا: اللَّه ورسوله أعلم قال: ذلك العلم لا يحل منعه، ورواه الديلمي من حديث يزيد بن هارون عن يزيد بن عياض، حدثنا الأعرج عن أبي هريرة بلفظ الترجمة مرفوعاً.
707 -
حديث: العلم يسعى إليه، هو قول مالك، لكن بلفظ: العلم أولى أن يوقر ويؤتى، قاله للمهدي حين استدعى به لولديه ليسمعا منه، ويروى بلفظ: العلم يزار ولا يزور، ويؤتى ولا يأتي، وأنه قاله لهارون الرشيد، وفي لفظ: أنه قال له: أدركت أهل العلم يؤتون ولا يأتون، ومنكم خرج العلم، وأنتم أولى الناس بإعظامه، ومن إعظامكم له أن لا تدعوا حملته إلى أبوابكم، بل قال له حين التمس منه خلوة للقراءة: إن العلم إذا منع من العامة لأجل الخاصة لم ينتفع به الخاصة، أورد ذلك كله القاضي عياض في ترجمة مالك من المدارك
708 -
حديث: علموا بنيكم السباحة والرمي، ولنعم لهو المؤمنة مغزلها، وإذا دعاك أبوك وأمك فأجب أمك، ابن منده في المعرفة، والديلمي من حديث بكر بن عبد اللَّه بن الربيع الأنصاري به مرفوعاً، وسنده ضعيف، لكن له شواهد، فعند الديلمي من حديث جابر مرفوعاً: علموا بنيكم الرمي، فإنه نكاية العدو، وعند البيهقي عن ابن عمر مرفوعاً: علموا أبناءكم السباحة والرمي، والمرأة المغزل، إلى غيرهما، مما بينته مع حكمه في "القول التام في فضل الرمي بالسهام".
709 -
حديث: علموا ولا تعنفوا، الطيالسي في مسنده عن أبي عتبة هو إسماعيل بن عياش عن حميد بن أبي سويد عن عطاء عن أبي هريرة رفعه به بزيادة: فإن المعلم خير من المعنف، ومن حديث إسماعيل أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده، والبيهقي في المدخل والشعب، به سواء، وكذا رواه الآجري في أخلاق حملة القرآن له، وحميد قال فيه ابن عدي: إنه منكر الحديث، ولكن من شواهده حديث ابن عباس: علموا وبشروا ولا تعسروا أخرجه أحمد وابن أبي شيبة وغيرهما، بل في صحيح مسلم عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه ومعاذاً إلى اليمن قال لهما: يسرا ولا تعسرا، وعلما ولا تنفرا.
710 -
حديث: على الخبير سقطت، هو كلام يقوله لمسؤول عما يكون به عالماً، وجاء عن جماعة منهم ابن عباس مما صح عنه حيث سئل عن البدنة إذا عطبت، وفي دلائل النبوة للبيهقي من طريق ابن إسحاق في نحو هذا أن أبا حاضر الحضرمي قال حين سئل عنه.
711 -
حديث: على كل خير مانع، هو كلام صحيح بالنظر للشيطان ومكائده وحيله، وقد روى أحمد - مما أخرجه النسائي وصححه ابن حبان - عن سبرة بن الفاكه سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إن الشيطان قعد لابن آدم بطرقه، فقعد له بطريق الإسلام، فقال له: أتسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء أبيك؟ قال: فعصاه فأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة، فقال: أتهاجر وتذر أرضك وسماءك؟ وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول، قال: فعصاه فهاجر، ثم قعد له بطريق
الجهاد، فقال: هو جهد النفس والمال، فتقاتل، فتنكح المرأة، ويقسم المال، قال: فعصاه فجاهد، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: فمن فعل ذلك منهم فمات كان حقاً على اللَّه أن يدخل الجنة، أو وقصته دابته كان حقاً على اللَّه أن يدخل الجنة.
712 -
حديث: على اليد ما أخذت حتى تؤديه، أحمد والنسائي وابن ماجه والحاكم من حديث الحسن عن سمرة به مرفوعاً، ورواه أبو داود، والترمذي بلفظ: حتى تؤدي، والحسن مختلف في سماعه من سمرة، وزاد فيه أكثرهم: ثم نسي الحسن فقال: هو أمينك لا ضمان عليه.
713 -
حديث: عليكم بألبان البقر وسمنانها، وإياكم ولحومها، فإن ألبانها وسمنانها دواء وشفاء، ولحومها داء، الحاكم من حديث ابن مسعود به مرفوعاً، وقد كتبت فيه جزءاً ومما أوردته فيه ما صح أنه صلى الله عليه وسلم ضحى عن نسائه بالبقر، ولكن قال الحليمي: هذا ليبس الحجاز ويبوسة لحم البقر ورطوبة لبنها وسمنها، فكأنه يرى اختصاص ذلك به، وسيأتي في: لحوم، من اللام.
714 -
حديث: عليكم بدين العجائز، لا أصل له بهذا اللفظ، ولكن عند الديلمي من حديث محمد بن عبد الرحمن بن البَيْلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً: إذا كان في آخر الزمان واختلفت الأهواء، فعليكم بدين أهل البادية والنساء، وابن البيلماني ضعيف جداً، قال ابن حبان: حدث عن أبيه بنسخة شبيهاً بمائتي حديث، كلها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به، ولا ذكره إلا على وجه التعجب، وعند زين في جامعه مما أضافه لعمر بن عبد العزيز، وابن تيمية لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال: تركتم على الواضحة، ليلها كنهارها، كونوا على دين الأعراب والغلمان والكتاب، قال ابن الأثير في جامع الأصول: أراد بقوله: دين الأعراب والغلمان الوقوف عند قبول ظاهر الشريعة، واتباعها من غير تفتيش عن الشبه، وتنفير عن قول أهل الزيغ والأهواء، ومثله قوله عليكم بدين العجائز انتهى
(1)
.
715 -
حديث: علي سيد العرب، في: سيد العرب
(1)
وأسند ابن وضاح في كتاب البدع عن عمار بن ياسر قال: يأتي على الناس زمان خير دينهم دين الأعراب، قيل: ولما ذاك، قال: تحدث أهواء وبدع.
716 -
حديث: على مثل الشمس فاشهد أو دع، الحاكم والبيهقي عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ: إذا علمت مثل الشمس فاشهد وإلا فدع، وأورده الديلمي في الفردوس عنه بلفظ: يا ابن عباس لا تشهد إلا على أمر يضيع لك كضياع الشمس، وهو عند الطبراني، ثم الديلمي عن ابن عمر.
717 -
حديث: العمائم تيجان العرب، الديلمي من جهة أبي نُعيم، ثم من جهة ابن عباس به مرفوعاً، بزيادة: والاحتباء حيطانها، وجلوس المؤمن في المسجد رباطه، وهو كذلك عند القضاعي من حديث علي مرفوعاً أيضاً، لكن قد أخرجه البيهقي عن الزهري من قوله، ولفظه: العمائم تيجان العرب، والحبوة حيطان العرب، والاضطجاع في المساجد رباط المؤمنين، وللديلمي لفظ الترجمة من حديث ابن عباس أيضاً بزيادة: فإذا وضعوها وضعوا عزهم، وفي لفظ عنده: العمائم وقار المؤمن وعز العرب، فإذا وضعت العرب عمائمها فقد خلعت عزها، وكذا البيهقي بلفظ الترجمة بزيادة: واعتموا تزدادوا حلماً، وفي الباب مما يشبهه بلفظ: تعمموا تزدادوا حلماً، والعمائم تيجان العرب، سوى ما ذكره، وكله ضعيف، ومنه للبيهقي في الشعب عن ابن عباس مرفوعاً: عليكم بالعمائم، فإنها سيما الملائكة، فأرخوها خلف ظهوركم، وأيضاً هو عند الطبراني ثم الديلمي عن ابن عمر، ومما لا يثبت ما أورده الديلمي في مسنده عن ابن عمر رفعه: صلاة بعمامة تعدل بخمس وعشرين صلاة، وجمعة بعمامة تعدل سبعين جمعة، وفيه: إن الملائكة يشهدون الجمعة معتمين، ويصلون على أهل العمائم حتى تغيب الشمس، وفي لفظ عنه أيضاً: جمعة بعمامة أفضل من سبعين بلا عمامة، وعنه وعن أبي هريرة معاً: إن للَّه عز وجل ملائكة، وقوفاً بباب المسجد، يستغفرون لأصحاب العمائم البيض، وعن جابر: ركعتان بعمامة أفضل من سبعين بغيرها، وعن أبي الدرداء: إن اللَّه وملائكته يصلون على أصحاب العمائم يوم الجمعة، وعن علي: العمامة حاجز بين المسلمين والمشركين، وعن رُكانة: فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس، وبعضه أوهى من بعض.
وقد استطرد بعض الحفاظ ممن جمع في العذبة وسدل العمامة بخصوصها لما استحضره من هذا المعنى
718 -
حديث: العنب دُودُو، يعني مثنى مثنى، والتمرُ يك، يعني واحد، هو مشهور بين الأعاجم، ولا أصل له، نعم ورد النهي عن القِران في التمر، يعني من أحد الشريكين إلا أن يستأذن صاحبه.
719 -
حديث: عند جهينة الخبر اليقين، الدارقطني والخطيب في الرواة عن مالك لكل منهما، ولثانيهما عزاه الديلمي في مسنده من حديث ابن عمر رفعه: آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة يقال له جهينة فيقول أهل الجنة: عند جهينة الخبر اليقين، هل بقي من الخلائق أحد، وذكره الميانشي في كتابه "الاختيار في الملح من الأخبار والآثار"، والسهيلي، بل هو في ترجمة الوليد بن موسى من ضعفاء العقيلي بسنده إلى أنس مطولاً، وقال الدارقطني - وقد أخرج حديث ابن عمر في غرائب مالك له من وجهين عن جامع بن سوادة، عن زهير بن عباد عن أحمد بن الحسين اللهبي عن عبد الملك بن الحكم بسنده -: هذا الحديث باطل، وجامع ضعيف، وكذا عبد الملك انتهى.
720 -
حديث: عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة، قال شيخنا: لا أستحضره مرفوعاً، وسبقه لذلك شيخه العراقي فقال في تخريج الإحياء: ليس له أصل في المرفوع، وإنما هو قول سفيان بن عيينة، كذا ذكره ابن الجوزي في مقدمة صفوة الصفوة، قلت: وسأل أبو عمرو بن نجيد أبا جعفر بن حمدان وهما صالحان: بأي نية أكتب الحديث؟ فقال: ألستم ترون
(1)
أن عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة؟ قال: نعم، قال: فرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رأس الصالحين.
721 -
حديث: عودوا المريض، البخاري عن أبي موسى به مرفوعاً، وفي الباب عن جماعة.
722 -
حديث: عودوا كل بدن ما اعتاد، سيأتي في: المعدة، وقد ترجم أبو نُعيم: تعاهد العادات، وأورده في حديث: الخبر عادة، وحديث: تعشوا ولو بكف من حشف، وقد تقدما، وكذا ترجم: الامتناع من الأطعمة
(1)
ترون من الرأي، وفي لفظ: ترون من الرواية.
التي لم تجربها العادات، وأورد حديث خالد بن الوليد في دخوله مع النبي صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة ابنة الحارث، وتقديمها إليه ضباً محنوذاً. وقوله صلى الله عليه وسلم: إنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه.
723 -
حديث: عورة سترت ومؤونة كفيت، في: دفن.
724 -
حديث: عيادة المريض بعد ثلاث، ابن ماجه في الجنائز من سننه، وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات، والبيهقي في الشعب، كلهم من حديث مسلمة بن علي - بضم العين، مصغر - حدثنا جريج عن حميد الطويل عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعود مريضاً إلا بعد ثلاث، ومسلمة متروك، ولأبي يعلى في مسنده من حديث عباد بن كثير عن ثابت عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام، سأل عنه، فإن كان غائباً دعا له، وإن كان شاهداً زاره، وإن كان مريضاً عاده، وذكر حديثاً، وعباد ضعيف، وللديلمي في مسنده من حديث أبي عصمة نوح بن أبي مريم الملقب بالجامع، وغيره كما قال البيهقي أوثق منه، عن عبد الرحمن بن الحارث عن أبيه عن أنس رفعه في حديث: والعيادة بعد ثلاث، وكذا عنده بلا سند عن أنس رفعه: المريض لا يعاد حتى يمرض ثلاثة أيام، وللطبراني في الأوسط من حديث نصر بن حماد أبي الحارث الوراق عن روح بن جناح عن جناح عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يعاد المريض إلا بعد ثلاث، ونصر ضعيف، قال ابن عدي: ومع ذلك يكتب حديثه، وهذه الطرق يتقوى بعضها ببعض، ولذا أخذ بمضمونها جماعة، فقال النعمان بن أبي عياش الزُّرقي أحد التابعين الفضلاء من أبناء الصحابة فيما أخرجه البيهقي في الشعب وابن أبي الدنيا: عيادة المريض بعد ثلاث، وقال الأعمش فيما أخرجه البيهقي فقط: كنا نقعد في المجلس فإذا فقدنا الرجل ثلاثة أيام سألنا عنه، فإن كان مريضاً عدناه، وهذا لا يشعر باتفاقهم على هذا، وبه جزم حجة الإسلام الغزالي فقال في الإحياء: لا يعاد إلا بعد ثلاث، قلت: وليس في صريح الأحاديث ما يخالفه، وما رواه الطبراني في الأوسط من حديث النضر بن عربي عن عكرمة عن
ابن عباس أنه قال: عيادة المريض أول يوم سنة، فما كان بعد ذلك فتطوع، وكذا أخرجه البزار من حديث النضر ولفظه: وما زااد فهي له نافلة، وقال: لا نعلمه بهذا اللفظ من هذا الطريق إلا عن ابن عباس، وهو منتقد برواية الطبراني له في الكبير من حديث علي بن عروة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس، لكن ابن عروة ضعيف متروك، والطريق الأولى راويها النضر حديثه حسن، وقوله سنة يريد بها سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما هو الصحيح في المسألة، فيحتمل أن يكون مراده أول مرة.
725 -
حديث: العين الرمدة لا تمس، أبو نُعيم في الطب من حديث أبي العيناء عن الأصمعي عن سفيان بن عيينة عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال: مثل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مثل العين، ودواء العين ترك مسها، وهو ضعيف، ومن حديث عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب قال: العين نطفة، فإن مسستها رتقت، وإن أمسكت عنها صفت، ومن حديث الزهري عن أبي إدريس الخولاني أن أبا مسلم الخولاني سمع أهل الشام وكادوا أن يتناولوا عائشة، فقال: ألا أخبركم بمثلكم ومثل أمكم، كمثل عينين في رأس يؤذيان صاحبهما، ولا يستطيع أن يعاقبهما إلا بالذي هو خير لهما.
726 -
حديث: العين حق تدخل الجمل القِدر، والرجل القبر، أبو نُعيم في الحلية من جهة شعيب بن أيوب عن معاوية بن هشام عن الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر به مرفوعاً، ونقل عن ابن عدي، أنه إنما يعرف بعلي بن أبي علي الكعبي، عن ابن المنكدر لا عن الثوري، ولكن قد تفرد به شعيب، قال إسماعيل الصابوني: وبلغني أنه قيل له ينبغي أن تمسك عن هذه الرواية ففعل، انتهى. وحديث: العين حق، بدون هذه الزيادة متفق عليه من حديث عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة، وفي رواية أحمد عن أبي هريرة أيضاً: ويحضرها الشيطان، وحسد ابن آدم. ورواه مسلم من حديث ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس بزيادة: ولو كان شيء سابقَ القدر سبقته العين، وإذا استُغْسِلتم فاغسلوا، وكذا لأحمد من وجه
آخر عنه، وزاد تستنزل الخالق. ولأبي داود عن أسماء ابنة يزيد بزيادة: وإنها لتدرك الفارس فقد عثره، وللبزار بسند حسن عن جابر رفعه: أكثر من يموت بعد قضاء اللَّه وقدره بالنفس، وفي الباب عن ابن عمر وعامر بن ربيعة وعائشة وأسماء ابنة عميس وآخرين، ولابن السني والبزار من حديث أنس رفعه: من رأى شيئاً فأعجبه، فقال: ما شاء اللَّه لا قوة إلا باللَّه لم يضره، وفي حديث عن عامر بن ربيعة، فليدع بالبركة، وسيأتي في الفاتحة من الفاء: إن الفاتحة وآية الكرسي وتمام ثمان آيات للعين، وللديلمي عن أنس رفعه: شفاء من العين الصائبة أن يقال على ماء في إناء نظيف وتسقيه منه وتغسله وتلقنه: عبس عابس
(1)
بشهاب قابس رددت العين من المُعْين إليه وإلى أحب الناس عليه، فارجع البصر هل ترى من فطور الآية، والثابت: أمر المصيب بغسل أطرافه ومغابنه ثم صبه على المصاب كما أوضحته في الأماني، ومما جرب لمنع الإصابة من العين تعليق خشب السِّبِستان وهو شجر المخيط، وكذا بلغني عن الولي بن العراقي أنه لم يكن يفارق رأسه واقتفيت أثره فيه
(1)
نسخة: حبس حابس، ولعلها أصح.
حرف الغين المعجمة
727 -
حديث: الغرباء ورثة الأنبياء، ولم يبعث اللَّه نبياً إلا وهو غريب في قومه، في نسخة سمعان بن المهدي عن أنس مرفوعاً، وهو باطل، ويروى: أكرموا الغرباء، فإن لهم شفاعة يوم القيامة، لعلكم تنجون بشفاعتهم، أخرجه الديلمي عن أبي سعيد مرفوعاً في حديث أوله: الغريب في غربته كالمجاهد في سبيل اللَّه، وعنده من حديث ابن عباس رفعه: الغريب إذا مرض، فنظر عن يمينه، وعن شماله، وعن أمامه، ومن خلفه، فلم ير أحداً يعرفه غفر اللَّه له ما تقدم من ذنبه، وكذا عنده بلا سند عن ابن عباس أيضاً رفعه: من أكرم غريباً في غربته وجبت له الجنة، ولا يصح شيء من ذلك، ولأحمد بسند فيه ابن لهيعة من حديث عبد اللَّه ابن عمرو مرفوعاً: الغرباء ناس قليلون صالحون.
728 -
حديث: غسل الإناء وطهارة الفناء يورثان الغنى، أورده الديلمي ثم ابنه في مسنده بلا إسناد عن أنس مرفوعاً.
729 -
حديث: الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل، الطبراني في الكبير والبيهقي في الشعب، من رواية بهز بن حكيم عن أبيه عن جده به مرفوعاً، وسنده ضعيف، ومن شواهده ما للترمذي عن أبي سعيد رفعه بسند ضعيف أيضاً: الغضب جمرة في قلب ابن آدم، ولأبي داود عن عطية السعدي رفعه: إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار.
730 -
حديث: غمز القدم ونحوه، أورده الدارقطني في الأفراد عن ابن عباس، قال: كنت عند أُبيَّ بن كعب أغمز قدمه، فذكر حديثاً في قراءة آية بل في المرفوع
(1)
.
731 -
حديث: الغِناء واللهو ينبتان النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب، الديلمي من حديث مسلمة بن عُلي، حدثنا عمر مولى غُفرة عن أنس به مرفوعاً بزيادة: والذي نفسي بيده إن القرآن والذكر لينبتان الإيمان في القلب كما ينبت الماء العشب، ولا يصح كما قاله النووي
(1)
لعله يقصد ما رواه النسائي بسند صحيح عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، وأنا معترضة في قبلته اعتراض الجنازة، فإذا أراد أن يوتر مسني برجله.
732 -
حديث: الغنى غنى النفس، متفق عليه عن أبي هريرة مرفوعاً في حديث أوله: ليس الغنى عن كثرة العرض وإنما الغنى، وذكره، وللديلمي بلا سند عن أنس رفعه: الغنى غنى النفس، والفقر فقر النفس، ورواه العسكري
(1)
من حديث معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن أبي ذر في حديث أوله: يا أبي ذر أترى أن كثرة المال هو الغنى، ولكن بلفظ: إنما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب، وعنده من حديث ابن عائشة قال: قال أعرابي: يسار النفس أفضل من يسار المال، ورب شبعان من النعم غرثان من الكرم وأنشد ابن دريد لسالم بن وابصة:
غنى النفس ما يغنيك من سد حاجة
…
فإن زاد شيئاً عاد ذلك الغنى فقراً
وأنشد يعقوب ابن إسحاق الكندي لنفسه:
أتاف الدنايا على الأرؤس
…
فغمض جفونك أو نكس
وضائل سوادك واقبض يديك
…
وفي قعر بيتك فاستحلس
وعند مليكك فابغ العلو
…
وبالوحدة اليوم فاستأنس
فإن الغنى في قلوب الرجال
…
وإن التعزز للأنفس
وكائن ترى من أخي عسرة
…
غنى وذي ثروة مفلس
ومن قائم شخصه ميت
…
على أنه بعد لم يرمس
وأراد بقوله غنى النفس: أن من كان غني النفس لم يحرص ولم يلحف في الطلب، فكأنه غير فاقد.
733 -
حديث: الغيرة من الإيمان والمذاء من النفاق، الديلمي والقضاعي من حديث أبي مرحوم ابن عم ابن عون عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري به مرفوعاً، وفيه فقال رجل من أهل الكوفة لزيد: ما المذاء؟ قال: الذي لا يغار على أهله يا عراقي، وفي الغيرة أحاديث كثيرة، منها: المؤمن يغار واللَّه سبحانه يغار، وغيرته أن يأتي عبده ما حرم عليه، وغيرتان إحداهما يحبها اللَّه والأخرى يبغضها اللَّه، الغيرى لا تدري أعلى الوادي من أسفله، كلوا غارت أمكم، ولا نطيل بتخريجها
(1)
وكذا رواه حمزة السهمي في تاريخ جرجان ص 99.
حرف الفاء
734 -
حديث: الفاتحة لما قرئت له، عزاه الزركشي للبيهقي في الشعب، قال: وأصله في الصحيح، والذي رأيته في الشعب هو من حديث عبد اللَّه بن محمد بن عقيل عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا جابر ألا أخبرك بخير سورة نزلت في القرآن، قال: قلت بلى يا رسول اللَّه، قال: فاتحة الكتاب، قال راويه علي بن هاشم: وأحسبه قال: فيها شفاء من السم، وهو عند الديلمي من حديث أبي سعيد وأبي هريرة مرفوعاً، وعنده من حديث عمران بن حصين مرفوعاً: في كتاب اللَّه ثمان آيات للعين، وذكر منها: الفاتحة وآية الكرسي، ولأبي الشيخ في الثواب عن عطاء من قوله: إذا ما أردت حاجة فاقرأ بفاتحة الكتاب حتى تختمها تقضى إن شاء اللَّه، ويستأنس لذلك بحديث: خير الدواء القرآن، وما أشبهه من الأحاديث.
735 -
حديث: فاز باللذة الجسور، لا أعرفه، ويقرب من معناه: التاجر الجسور مرزوق، وربما يتكلف لشبهه في الجملة: وكل الرزق بالحمق، والحرمان بالعقل، والبلاء واليقين بالصبر، وقد أورده الديلمي عن الحسين بن علي به مرفوعاً.
736 -
حديث: فاز المخفون، الحاكم في الأهوال من مستدركه، وتمام في فوائده، من حديث هلال بن يساف عن أم الدرداء قالت: قلت لأبي الدرداء: ما يمنعك أن تبتغي لأضيافك ما يبتغي الرجال لأضيافهم؟ قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: أمامكم عقبة كؤد لا يجوزها المثقلون، فأنا أريد أن أتخفف لتلك العقبة، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وهو عند ابن المظفر في فضائل العباس بزيادة: إن، في المرفوع، وفي الطبراني بلفظ: إن وراءكم عقبة كؤداً لا يجوزها المثقلون، فأنا أحب أن أتخفف لتلك العقبة، وأورده ابن الأثير في النهااية بلفظ: إن بين أيدينا عقبة كؤداً لا يجوزها إلا الرجل المخفف، والكؤد بفتح الكاف وبعدها همزة مضمومة هي العقبة الصعبة، ويروى كما في الحلية لأبي نُعيم في قصة: التقاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأويس القرني رحمه الله، وعرض عليه نفقة وأباها، أنه - قال: يا أمير المؤمنين إن بين يدي ويديك عقبة كؤداً لا يجاوزها إلا ضامر مخفف، وفي الباب عن أنس
عند الطبراني بلفظ: خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوماً، وهو آخذ بيد أبو ذر فقال: يا أبا ذر، أعلمت أن بين أيدينا عقبة كؤداً لا يصعدها إلا المخفون، قال رجل: يا رسول اللَّه أمن المخفين أنا، أم من المثقلين؟ قال: عندك طعام يوم، قال: نعم، وطعام غد، قال: نعم، وطعام بعد غد، قال: لا، قال: لو كان عندك طعام ثلاث، كنت من المثقلين. ومما قيل:
قالوا تزوج فلا دينا بلا امرأة
…
وراقب اللَّه واقرأ آي ياسينا
لما تزوجت طاب العيش لي وحلا
…
وصرت بعد وجود الخير مسكينا
جاء البنون وجاء الهم يتبعهم
…
ثم التفت فلا دنيا ولا دينا
هذا الزمان الذي قال الرسول لنا
…
خفوا الرحال فقد فاز المخفون
737 -
حديث: الفال موكل بالمنطق، في: أخذنا فالك من فيك.
738 -
حديث: فدى اللَّه إسماعيل عليه السلام بالكبش، هو كلام صحيح، وفي التنزيل {وفديناه بذبح عظيم} .
739 -
حديث: فر من المجذوم فرارك من الأسد، في: اتقوا ذوي العاهات.
740 -
حديث: فضل شهر رجب على الشهور كفضل القرآن على سائر الكلام، وفضل شهر شعبان على الشهور كفضلي على سائر الأنبياء، وفضل شهر رمضان كفضل اللَّه على سائر العباد، قال شيخنا: إنه موضوع.
741 -
حديث: فضل العلم خير من فضل العبادة، في: لفقيه واحد
(1)
.
742 -
حديث: فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة، الطبراني والقضاعي من حديث القاسم بن يزيد بن عبد اللَّه بن قسيط عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس عن أخيه الفضل به مرفوعاً.
743 -
حديث: الفطر مما دخل، في: الوضوء مما خرج
(1)
لم يتكلم عليه فيما يأتي، وقد رواه البزار والطبراني عن حذيفة، والحاكم عنه وعن سعد مرفوعاً: فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة وخير دينكم الورع.
تعليق الشاملة: قال العجلوني «كشف الخفاء» (2/ 85):
«قال في التمييز: «لم يتكلم -أي: السخاوي- عليه في الترجمة التي أشار إليها، وأشعر أنه ضعيف، أو لا أصل له» . وأقول رواه البزار والطبراني في الأوسط عن حذيفة والحاكم عنه، وعن سعد ابن أبي وقاص لكن بلفظ فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة، وخير دينكم الورع» ا. هـ
744 -
حديث: الفقر قيد المجرمين، في: العصمة أن لا تجد.
745 -
حديث: الفقر فخري وبه أفتخر، قال شيخنا: هو باطل موضوع، قلت: ومن الواهي في الفقر ما للطبراني عن شداد بن أوس رفعه: الفقر أزين بالمؤمن من العذار الحسن على خد الفرس، وسنده ضعيف، والمعروف أنه من كلام عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، كذلك رواه ابن عدي في الكامل، ولمحمد بن خفيف الشيرازي في شرف الفقر، والديلمي عن معاذ بن جبل رفعه: تحفة المؤمن في الدنيا الفقر، وسنده لا بأس به، وهو عند الديلمي أيضاً عن ابن عمر بسند ضعيف جداً.
746 -
حديث: الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا، ويتبعوا السطان، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم، العسكري من حديث العوام بن حوشب عن أبي صادق عن علي به مرفوعاً، وهو ضعيف السند.
747 -
حديث: فقيه، في: لفقيه.
748 -
حديث: فم ساكت رب كاف، ونحوه: اللَّه ولي من سكت، صحيح المعنى.
749 -
حديث: في آخر الزمان ينتقل برد الروم إلى الشام، وبرد الشام إلى مصر، يجري على الألسنة كثيراً حتى سمعت شيخنا يحكيه بقوله: يقال مع الإفصاح بأنه لا أصل له، وقد راجعت "أنس الشاتي في الزمن العاتي" لأبي سعد ابن السمعاني، لظن حكايته عن أحد فما وجدته.
750 -
حديث: في بيته يؤتى الحكم، من الأمثال الشهيرة، لا الأحاديث المأثورة، وقد أخرج سعيد بن منصور في سننه من جهة الشعبي، قال: كان بين عمر وأبي رضي الله عنهما تدارؤ في شيء، فجعلا بينهما زيد بن ثابت، فأتياه في منزله، فلما دخلا عليه، قال له عمر: أتيناك لتحكم بيننا، وذكره، ثم جلسا بين يديه فقضى بينهما، ومن هنا قيل: العلم يسعى إليه، وفي هذا المثل حكاية ساقها الدميري في الضب، من
حياة الحيوان، في مجيء حيوانين للضب في محله، وقولهما له: اخرج إلينا يا أبا حسل فقال: في بيته يؤتى الحكم.
751 -
حديث: في الحركات البركات، هو في كلام السلف، ويعارضه قولهم: الثبات نبات، ولكن يشير إلى الأول قوله تعالى:{ومن يهاجر في سبيل اللَّه يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة} وبالجملة فهما طريقتان بحسب اختلاف الأحوال.
752 -
حديث: في كل ذات كبد حرَّى أجر، البخاري من حديث مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعاً، وفي الباب عن سراقة
حرف القاف
753 -
حديث: قاتل الحسين في تابوت من نار، عليه نصف عذاب أهل الدنيا، قال شيخنا: قد ورد عن علي رفعه من طريق واهي.
754 -
حديث: القاض ينتظر المقت، والمستمع إليه ينتظر الرحمة، الطبراني والقضاعي من حديث الثوري، عن مجاهد عن العبادلة
(1)
به مرفوعاً، وفيه: التاجر ينتظر الرزق، والمحتكر ينتظر اللعنة، والنائحة ومن حولها من امرأة مستمعة عليهن لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين.
755 -
حديث: قاض في الجنة، في: القضاة ثلاثة.
756 -
حديث: قال لي جبريل: قال اللَّه تعالى: إني قتلت بدم يحيى بن زكريا سبعين ألفاً، وإني قاتل بدم الحسين بن علي سبعين ألفاً وسبعين ألفاً، الحاكم في المستدرك، من حديث ابن عباس مرفوعاً بأسانيد متعددة تدل على أن له أصلاً، كما قاله شيخنا.
757 -
حديث: القبر أول منزل من منازل الآخرة، أحمد، والترمذي وحسنه، وابن ماجه والحاكم وصححه، وآخرون، من حديث هانى مولى عثمان عن عثمان به مرفوعاً، وفيه أن عثمان، كان إذا وقف على قبر، بكى حتى تبتل لحيته. فيقال له تذكر الجنة والنار ولا تبكي، وتبكي من هذا، فيقول: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: وذكره.
758 -
حديث: القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار، الترمذي والطبراني معاً، عن أبي سعيد، والطبراني فقط، في ترجمة مسعود بن محمد الرملي، من معجمه الأوسط، عن أبي هريرة، كلاهما به مرفوعاً، وسند كل منهما ضعيف
(1)
هم عبد اللَّه بن عباس، وابن عمر، وابن عمرو، وابن الزبير، وعد ابن مسعود منهم خطأ.
759 -
حديث: قبر إسماعيل عليه الصلاة والسلام في الحجر، الديلمي عن عائشة به مرفوعاً وسنده ضعيف.
760 -
حديث: قدرة الشرك لا تَغْلى
(1)
، هو من كلمات بعضهم، وذلك في الغالب وفي التنزيل {لو كان فيهما آلهة إلا اللَّه لفسدتا} .
761 -
حديث: القدرية مجوس هذه الأمة، في: الزيدية.
762 -
حديث: قدر اللَّه المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف عام، مسلم عن ابن عمر مرفوعاً به.
763 -
حديث: قدس العدس على لسان سبعين نبياً، آخرهم عيسى بن مريم، الطبراني من جهة محمد بن عبد اللَّه بن علاثة عن ثور بن يزيد عن مكحول عن واثلة به مرفوعاً، وأسنده أبو نُعيم في المعرفة، ومن طريقه الديلمي من حديث عبد الرحمن ابن دلهم بزيادة: أنه يرقق القلب، ويسرع الدمع، وفيه: وعليكم بالقرع، فإنه يشد الفؤاد، ويزيد في الدماغ، وقال: إنه مجهول لا تعرف له صحبة، وفي الباب عن علي بن أبي طالب، ولا يصح من ذلك شيء، وقد حكى الخطيب في ترجمة أسلم بن سالم من تاريخه، أن ابن المبارك سئل عنه، فقال: ولا على لسان نبي واحد، إنه لمؤذ منفخ من يحدثكم به؟ قالوا: أسلم بن سالم، قال: عمن؟ قالوا: عنك، قال: وعني أيضاً، وكذا نقل عن ابن المبارك بطلانه ابن الصلاح، قال: الحافظ أبو موسى المديني في كتاب الحنا أيضاً: إنه باطل روي بغير إسناد عن ابن عباس وواثلة، ثم أسند إلى يوسف بن أبي طيبة، عن ابن إدريس عن لليث أنه ذكر العدس، فقالوا: بارك عليه كذا وكذا نبي، وكان الليث يركع، فالتفت إليهم - يعني بعد فراغه - وقال: ولا نبي واحد، إنه لبارد، إنه ليؤذي، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات.
764 -
حديث: قدموا خياركم تزكو صلاتكم، الديلمي عن جابر به مرفوعاً، وللحاكم والطبراني بسند ضعيف عن مرثد بن أبي مرثد الغنوي رفعه: إن سركم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم خياركم، وفي رواية للطبراني: علماؤكم، فإنهم وفدكم فيما بينكم
(1)
وفي الأمثال المغربية: قدرة عشرة لا تطيب.
تعليق الشاملة: قال العجلوني «كشف الخفاء» (2/ 91):
وبين ربكم، وللدارقطني عن ابن عباس مرفوعاً: اجعلوا أئمتكم خياركم فيما بينكم وبين ربكم، وما وقع في الهداية للحنفية بلفظ: من صلى خلف عالم تقي، فكأنما صلى خلف نبي، فلم أقف عليه بهذا اللفظ.
765 -
حديث: قدموا قريشاً ولا تَقَدموها، الطبراني عن عبد اللَّه بن السائب، وأبو نُعيم، ثم الديلمي عن أنس، وآخرون عن غيرهما، كلهم به مرفوعاً.
766 -
حديث: القرآن غنى لا فقر بعده، ولا غنى دونه، أبو يعلى والدارقطني من حديث الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس به مرفوعاً، وقال الدارقطني: رواه أبو معاوية عن الأعمش، فجعله عن الحسن لا أنس، مرسلاً، وهو أشبههما بالصواب.
767 -
حديث: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق، فمن قال غير هذا فقد كفر، الديلمي من حديث أبي هاشم عبد اللَّه بن أبي سفيان الشعراني عن الربيع بن سليمان قال: ناظر الشافعي حفصاً الفرد أحد غلمان بشر المريسي فقال في بعض كلامه: القرآن مخلوق، فقال الشافعي: كفرت باللَّه العظيم حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أنس رفعه: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق، ومن قال مخلوق فاقتلوه، فإنه كافر، قال الشافعي: وحدثنا ابن عيينة عن الزهري وسعيد بن المسيب عن رافع بن خديج وحذيفة بن اليمان وعمران بن حصين قالوا: سمعنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قرأ آية ثم قال: فمن قال غير ذلك فقد كفر، انتهى. والمناظرة دون الحديث صحيحة، وتكفير الشافعي لحفص ثابت، أورده البيهقي في مناقب الشافعي ومعرفة السنن وغيرهما من تأليفه، ولكن الحديث من الوجهين، بل ومن جميع طرقه باطل، والسندان مختلقان على الشافعي قال البيهقي في الأسماء والصفات: ونقل إلينا عن أبي الدرداء مرفوعاً: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق، وروى ذلك أيضاً عن معاذ وابن مسعود وجابر مرفوعاً، ولا يصح شيء من ذلك، أسانيده مظلمة لا ينبغي أن يحتج بشيء منها، ولا أن يستشهد بها، وسرد من الأدلة المرفوعة لمعنى كون القرآن كلام اللَّه غير مخلوق ما فيه الكفاية، وكذا ساق عن الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين ما فيه مقنع، قال: وعلى هذا مضى صدر الأمة،
لم يختلفوا في ذلك، ثم نقل عن جعفر بن محمد الصادق فيمن قال إنه مخلوق: إنه يقتل ولا يستتاب، وكذا عن ابن المديني ومالك: إنه كافر، زاد مالك: فاقتلوه، وعن ابن مهدي وغيره أنه يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه، وقال البخاري في خلق أفعال العباد: تواترت الأخبار عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن القرآن كلام اللَّه، وأن أمر اللَّه قبل مخلوقاته قال: ولم يذكر عن أحد من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان خلاف ذلك، وهم الذين أدوا إلينا الكتاب والسنة قرناً بعد قرن، ولم يكن بين أحد من أهل العلم فيه خلاف إلى زمن مالك والثوري وحماد وفقهاء الأمصار، ومضى على ذلك من أدركناه من علماء الحرمين والعراقين والشام ومصر وخراسان، إلى آخر الكلام. وأطال أبو الشيخ وغيره في كتب السنة وغيرها بذكر الآثار في ذلك، ولكن الاختلاف في تكفير المتأولين المخطئين من أهل الأهواء شهير، ولبسط ذلك في تمامه في غير هذا المحل، وروينا في جزء الفيل عن أبي بكر يحيى بن أبي طالب قال: من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر، ومن زعم أن الإيمان مخلوق فهو مبتدع، والقرآن بكل جهة غير مخلوق، وفي غيره من عمرو بن دينار قال: أدركت الناس منذ سبعين سنة يقولون: كل شيء دون اللَّه مخلوق ما خلا كلامه، فإنه منه وإليه يعود.
768 -
حديث: القرآن هو الدواء، القضاعي من حديث أبي إسحاق عاد الحارث الأعور عن علي به مرفوعاً.
769 -
حديث: قراءة سور القلاقل
(1)
أمان من الفقر، لا أعرفه.
770 -
حديث: القرض مرتين في عفاف خير من الصدقة مرة، أسنده الديلمي من حديث ابن مسعود من طريق مهند بن محمد المزني عن أبيه قال: وفي الباب عن أنس، كلهم به مرفوعاً، بل لابن ماجه من حديث بريدة مرفوعاً: من أنظر معسراً كان له مثل كل يوم صدقة، ومن أنظره بعد أجله كان له بمثله في كل يوم صدقة، وسنده ضعيف، ورواه أحمد والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين، وأورده الغزالي في
(1)
المراد بها السور المبدوءة بقل، وهي سورة الجن والكافرون والإخلاص والمعوذتين.
الإحياء بلفظ: من أقرض ديناً إلى أجله فله بكل يوم صدقة إلى أجله، فإذا حل الأجل فأنظره بعده فله بكل يوم مثل ذلك الدين صدقة، ولابن ماجه بسند ضعيف من حديث أنس رفعه: رأيت على باب الجنة: الصدقة بعشر أمثالها، والقرض بثمان عشرة، وقد تكلم عليه البلقيني حكماً ومعنىً في بعض فتاويه بما تحسن مراجعته.
771 -
حديث: القرُّ بؤس، والحر أذى، العسكري في الأمثال، من حديث يحيى بن العلاء عن ابن كريب عن أبيه عن ابن عباس، ومن حديث هشام بن يوسف عن حكيم بن محمد عن أبيه عن أبي هريرة، كلاهما مرفوعاً به، وقال: البؤس عن العرب الشقاء، وحديث: الشتاء ربيع المؤمن، أصح.
772 -
حديث: قص الأظفار، لم يثبت في كيفيته، ولا في تعيين يوم له، عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، وما يعزى من النظم في ذلك لعلي رضي الله عنه، ثم لشيخنا رحمه الله فباطل عنهما، وقد أفردت لذلك مع بيان الآثار الواردة فيه جزءاً.
773 -
حديث: القضاة ثلاثة، قاضيان في النار، وقاض في الجنة، قاض قضى بغير حق وهو يعلم فذاك في النار، وقاض قضى وهو لا يعلم فأهلك حقوق الناس فذاك في النار، وقاض قضى بحق فذاك في الجنة، أبو داود والترمذي وابن ماجه والطبراني واللفظ له من حديث ابن بريدة عن أبيه به مرفوعاً، وصححه والحاكم وغيره، وأفرد شيخنا طرقه، وهو عند الطبراني وغيره عن ابن عمر، وعند البيهقي عن علي مرفوعاً، وحكمه الرفع وهي مبينة عند شيخنا في الجزء المشار إليه.
774 -
حديث: قطع السدر، أبو داود والبيهقي في سننيهما من حديث سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم عن عبد اللَّه بن حُبْشي رضي الله عنه رفعه: من قطع سدرة صوب اللَّه رأسه في النار، وفي الباب من المرفوع عن جابر بلفظه، وعن عائشة بلفظ: إن الذين يقطعون السدر يصبون في النار على رؤوسهم صباً، وعن علي بلفظ: لعن اللَّه قاطع السدر، وعن عمر بن أوس الثقفي بلفظ: من قطع السدر إلا من زرع صب اللَّه عليه العذاب صباً، وعن عروة بن الزبير مرسلاً بلفظ عائشة، أخرجها كلها البيهقي، وقال عقبها: ومنقطع وضعيف إلا الأول، مع أني لا أدري سمعه سعيد
من ابن حبشي أم لا؟ قال: وروي بإسناد آخر موصولاً، ثم ساقه من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رفعه: السدر يصوب اللَّه رأسه في النار، ولأبي داود في سننه من حديث حسان بن إبراهيم سألت هشام بن عروة عن قطع السدر وهو مستند إلى قصر عروة، فقال: ترى هذه الأبواب والمصاريع، إنما هي من سدر عروة، كان عروة يقطعه من أرضه، وقال: لا بأس به، زاد في رواية: يا عراقي جئتني ببدعة، قال: فقلت إنما البدعة من قبلكم، سمعت من يقول بمكة: لعن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من قطع السدر، وأشار البيهقي إلى اختصاصها إن صحت، وقال: قال أبو داود: يعني من قطع سدرة في فلاة، يستظل بها ابن السبيل، والبهائم عبثاً وظلماً بغير حق، يكون له فيهما، ونحوه قول المزني: وجهه أن يكون صلى الله عليه وسلم سئل عمن هجم على قطع سدرة لقوم ليتيم أو لمن حرم اللَّه عليه أن يقطع عليه فتحامل عليه فقطعه، يعني فأجاب بما قاله، فسمع بعض من حضر الجواب ولم يسمع المسألة، ويتأيد الحمل بكون عروة أحد رواة النهي كان يقطعه من أرضه، وقد قال أبو ثور: سألت الشافعي عن قطع السدر، فقال: لا بأس به، قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اغسله بماء وسدر، وكذا احتج المزني بما احتج به الشافعي، من إجازة النبي صلى الله عليه وسلم غسل الميت بالسدر، وأنه لو كان حراماً لم يجز الانتفاع به، والورق من السدر كالغصن، فقد سوى النبي صلى الله عليه وسلم فيما حرم قطعه من شجرة الحرم بين ورقه وغيره، فلما لم أر أحداً يمنع من ورق السدر دل على جواز قطع السدر، قلت: وقد ثبت من حديث جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رفعه: مر رجل بغصن شجرة على ظهر الطريق فقال: لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة، ومن حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه: لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس، ومن حديث أبي رافع عن أبي هريرة رفعه: إن شجرة كانت تؤذي المسلمين، فجاء رجل فقطعها فدخل الجنة، إلى غيرها مما ورد في عزل الأذى عن طريق المسلمين، مما يتأيد به التأويل، واللَّه الموفق
(1)
.
775 -
حديث: قلب المؤمن حلو يحب الحلاوة، البيهقي في المطاعم من الشعب، والديلمي عن أبي أمامة، وابن الجوزي في الموضوعات عن أبي موسى،
(1)
للحافظ السيوطي رسالة "رفع الخدر عن قطع السدر" وهي رسائل "الحاوي للفتاوى" له.
وعند الديلمي أيضاً عن علي رفعه أيضاً: المؤمن حلو يحب الحلاوة، ومن حرمها على نفسه فقد عصى اللَّه ورسوله، لا تحرموا نعمة اللَّه والطيبات على أنفسكم، وكلوا واشربوا واسكروا، فإن لم تفعلوا لزمتكم عقوبة اللَّه عز وجل، وهو واهٍ، لكن ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الحلواء والعسل، وكذا يروى من حديث أنس رفعه: من لقم أخاه المؤمن لقمة حلواء، لا يرجو بها ثناء، ولا يخاف بها من شره، ولا يريد بها إلا وجهه، صرف اللَّه عنه بها مرارة الموقف يوم القيامة، رواه ابن ماجه والطبراني وأبو الشيخ وآخرون وهو ضعيف.
776 -
حديث: القلب بيت الرب، ليس له أصل في المرفوع، والقلب بيت الإيمان ومعرفته ومحبته.
777 -
حديث: قلة العيال أحد اليسارين، وكثرتهم أحد الفقرين، القضاعي عن علي، والديلمي عن عبد اللَّه بن عمر وابن هلال المزني، كلاهما بالشطر الأول مرفوعاً بسندين ضعيفين، واللفظ بتمامه في الإحياء.
778 -
حديث: قل الحق وإن كان مرَّاً، أحمد عن أبي ذر به مرفوعاً
(1)
، وفي الباب عن جابر مرفوعاً: ما من صدقة أفضل من قول الحق، وقيل: أنه عن أبي هريرة مرفوعاً أيضاً، ولفظه: ما من صدقة أحب إلى اللَّه من قول الحق، أخرجهما البيهقي، وشواهد هذا المعنى كثيرة، وكذا على الألسنة: قل الحق ولو على نفسك، وإليه يشير قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء للّه ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين} .
779 -
حديث: القناعة مال لا ينفد، وكنز لا يفنى، الطبراني في الأوسط، والعسكري من حديث المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر، والقضاعي بدون: وكنز لا يفنى عن أنس، وكذا ليست الجملة عند العسكري، وفي القناعة أحاديث كثيرة، منها حديث ابن عمر مرفوعاً: قد أفلح من أسلم، ورزق كفافاً، وقنعه اللَّه بما آتاه، وعن علي في قوله {فلنحيينه حياة طيبة} قال: القناعة، وكذا قال الأسود: إنها الرضى والقناعة، وعن سعيد بن جبير، قال: لا تحوجه إلى أحد، وقال
(1)
وصححه ابن حبان في حديث طويل.
بشر بن الحارث: لو لم يكن في القُنوع إلا التمتع بالعز، لكفى صاحبه، وقال بعض الحكماء: انتقم من حرصك بالقناعة، كما تنتقم من عدوك بالقصاص، وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: اللَّهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه، وقال الشاعر:
ما ذاق طعم الغنى من لا قُنوع له
…
ولن ترى قانعاً - ما عاش - مفتقرا
والعرف من يأته يحمد مغبته
…
ما ضاع عرف وإن أوليته حجرا
وقال غيره:
تسربلت أخلاقي قنوعاً وعفة
…
فعندي بأخلاقي كنوز من الذهب
فلم أر خصباً كالقنوع لأهله
…
وأن يُجمل الإنسان ما عاش في الطلب
وقال آخر:
وإذا استكان لذي الغنى ضَرِع
…
يرجو جداه لحظة شزرا
إن القناعة فاعلمن غنى
…
والحرص يورث أهله الفقر
780 -
حديث: قوام أمتي بشرارها، البخاري في تاريخه، وعبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند، والطبراني من طريق هارون بن دينار أبي المغيرة العجلي البصري حدثني أبي قال: كنت على باب الحسن، فخرج رجل من الصحابة، وهو ميمون بن سنباذ فقال لي: يا أبا المغيرة، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، وأخرجه ابن السكن من رواية يحيى بن راشد عن هارون بن دينار العجلي، حدثني أبي قال: كنت عند الحسن، فلما خرجت من عنده لقيني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، يقال له ميمون بن سنباذ فقال: يا أبا المغيرة، فذكره، وأخرجه ابن منده من هذا الوجه، وقال في سياقه عن أبيه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، وقد استنكره بعض الأئمة، وقال: هارون وأبوه مجهولان، وقال ابن عبد البر: ليس إسناد حديثه بالقائم، لكن قد أخرجه أبو نُعيم من طريق خليفة بن خياط عن معتمر بن سليمان عن أبيه، قال: كنا على باب الحسن، فخرج علينا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، يقال له ميمون بن سنباذ، فذكر
الحديث بلفظ: ملاك هذه الأمة بشرارها، وأخرجه ابن عدي في الكامل من طريق عبد الخالق بن زيد بن واقد عن أبيه عن ميمون به، ويتأيد بحديث: إن اللَّه يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، وكذا بحديث: إن اللَّه يؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم.
781 -
حديث: قوتوا طعامكم، في: كيلوا.
782 -
حديث: القوت لمن يموت كثير، في: ارض من الدنيا.
783 -
حديث: قوموا إلى سيدكم، متفق عليه، عن أبي سعيد به مرفوعاً.
784 -
حديث: قيدها وتوكل، في: اعقلها.
785 -
حديث: قيدوا العلم بالكتاب، في: استعن بيمينك.
786 -
حديث: قيلوا فإن الشياطين لا تقيل، في: استعينوا بطعام السحر
حرف الكاف
787 -
حديث: كاد الحسد أن يغلب القدر، في: الحديث الآتي بعد حديث.
788 -
حديث: كاد الحليم أن يكون نبياً، الديلمي عن أنس به مرفوعاً.
789 -
حديث: كاد الفقر أن يكون كفراً، أحمد بن منيع من طريق يزيد الرقاشي عن الحسن أن أنس به مرفوعاً، بزيادة: وكاد الحسد أن يسبق القدر، وهو عند أبي نُعيم في الحلية، وأبي مسلم الكشي في سننه، وأبي علي بن السكن في مصنفه، والبيهقي في الشعب، وابن عدي في الكامل، من طريق يزيد عن أنس بلا شك، وفي لفظ عند أكثرهم: أن يغلب، بدل: أن يسبق، ويزيد ضعيف، ورواه الطبراني من طريق عمرو بن عثمان الكلابي، من عيسى بن يونس عن سليمان التيمي عن أنس مرفوعاً، ولفظه: كاد الحسد أن يسبق القدر، وكادت الحاجة أن تكون كفراً، وفيه ضعف أيضاً، وفي ترجمة عكرمة من الحلية أن لقمان قاله لابنه: قد ذقت المرار فليس شيء أمر من الفقر، وللنسائي وصححه ابن حبان من جهة أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً أنه كان يقول: اللَّهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر فقال رجل: ويعتدلان؟ قال: نعم، وهذا أصحها. وما قبله من المرفوع ضعيف الإسناد. قال العسكري: ولا تكاد العرب تجمع بين كاد وأن، وبذلك نزل القرآن، ولكن كذا يرويه أصحاب الحديث.
790 -
حديث: كأنك بالدنيا ولم تكن، وبالآخرة ولم تزل، هو عند أبي نُعيم من جهة عمر بن عبد العزيز.
791 -
حديث: كأنك من أهل بدر وحنين، هو كلام يقال لمن بتسامح أو يتساهل ونحو ذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم: ما يدريك لعل اللَّه اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم، ولكنه لم يرد في أهل حنين ذلك، مع مزيد التفاوت بينهما في المسافة، فحنين من نواحي عرفة، وبدر معروفة
792 -
حديث: كان وضوؤه لا يبل الثرى، أبو داود من حديث ذي مخْبَرْ أنه صلى الله عليه وسلم توضأ وضوءاً لم يبل منه التراب.
793 -
حديث: كبر كبر، متفق عليه من حديث بشر بن المفضل عن يحيى بن سعيد عن بشر بن يسار عن سهل ابن أبي حثمة قال: انطلق عبد اللَّه ابن سهل ومحيصة ابن مسعود بن زيد إلى خيبر، وهو يومئذ صلح فتفرقا، فأتى محيصة إلى عبد اللَّه بن سهل وهو يتشحط في دمه قتيلاً فدفنه، ثم قدم المدينة فانطلق عبد الرحمن ابن سهل أخا المقتول، وحويصة ومحيصة ابنا مسعود وهما ابنا عمهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذهب عبد الرحمن يتكلم وهو أحدث القوم فقال: كبر كبر، فسكت فتكلما، الحديث لفظ البخاري، وهو عند مسلم أيضاً من طريق بشر بن عمرو سمعت مالكاً حدثني أبو ليلى بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن سهل عن سهل بن أبي حثمة وفيه: ثم أقبل محيصة وأخوه حويصة وهو أكبر منه وعبد الرحمن بن سهل فذهب محيصة ليتكلم وهو الذي كان بخيبر، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم له: كبر كبر، يريد السن فتكلم حويصة ثم تكلم محيصة، الحديث، والأحاديث في فضل الكبر كثيرة، كليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا، وفي لفظ: ويجل كبيرنا، وفي آخر: ويوقر كبيرنا، وكحديث: إن من إجلال اللَّه إكرام ذي الشيبة المسلم، وكحديث: ما أكرم شاب شيخاً لسنه، إلا قيض اللَّه له في سنه من يكرمه، وأوصى قيس بن عاصم عند موته بنيه فقال: اتقوا اللَّه وسودوا أكبركم، فإن القوم إذا سودوا أكبرهم خلفوا آباءهم، وإذا سودوا أصغرهم أزرى بهم ذلك في أكفائهم، إلى غير ذلك مما لا نطيل به، ويحكى عن ليث بن أبي سليم أنه قال: كنت أمشي مع طلحة بن مصرف فتقدمني وقال: واللَّه لو علمت أنك أكبر مني بيوم ما تقدمتك، وقد ترجم البخاري في الأدب المفرد: إذا لم يتكلم الكبير، هل للأصغر أن يتكلم، وساق حديث ابن عمر: أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم، وأنه منعه من الإعلام بما وقع في نفسه من كونها النخلة وجود أبي بكر وعمر وسكوتهما، وقال له أبوه: لو قلتها كان أحب إلي من كذا وكذا قال: ما منعني إلا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت، وكل هذا لا يمنع التنويه بفضيلة الصغير، ففي الصحيح عن ابن عباس قال:
كان عمر رضي الله عنه يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال: لم تدخل هذا معنا، ولنا أبناء مثله، فقال عمر: إنه مما علمتم، وفي لفظ: من حيث علمتم، فدعاهم ذات يوم، فأدخله معهم، فما رأيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم، وذكر الحديث في {إذا جاء نصر اللَّه والفتح} .
794 -
حديث: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما ألقيته في النار، مسلم وابن حبان في صحيحهما، وأبو داود وابن ماجه، كلهم عن أبي هريرة مرفوعاً: يقول اللَّه، والباقي نحوه، لفظ ابن ماجه: في جهنم، وأبي داود: قذفته في النار، ومسلم: عذبته، وقال: رداؤه وإزاره بالغيبة، وزاد مع أبي هريرة أبا سعيد ورواه الحاكم في مستدركه من وجه آخر بلفظ: قصمته، وبدون ذكر العظمة، وقال: صحيح على شرط مسلم، وممن أخرجه بلفظ الترجمة القضاعي في مسنده من حديث عطاء بن السائب عن أبيه عن أبي هريرة بزيادة: يقول اللَّه، وللحكيم الترمذي عن أنس رفعه بلفظ: يقول اللَّه عز وجل: لي العظمة والكبرياء والفخر والقدر سري فمن نازعني واحدة منهن كببته في النار.
795 -
حديث: كثرة الضحك تميت القلب، القضاعي من حديث برد بن سنان عن مكحول عن واثلة عن أبي هريرة به مرفوعاً، وللعسكري من حديث جعفر بن سليمان عن أبي طارق عن الحسن عن أبي هريرة رفعه: اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم اللَّه لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب، وهو عند ابن ماجه عن أبي هريرة بلفظ: لا تكثروا الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب، وللديلمي من حديث إبراهيم بن أبي عيلة عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير بن نفير عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعاً: عليكم بصلاة الليل ولو ركعة واحدة، فإن صلاة الليل منهاة عن الإثم، وتطفئ غضب الرب تبارك وتعالى، وتدفع عن أهلها حر النار يوم القيامة، وإن أبغض الخلق إلى اللَّه ثلاثة: الرجل يكثر النوم بالنهار ولم يصل من الليل شيئاً، والرجل يكثر الأكل ولا يسمي اللَّه على طعامه ولا يحمده، والرجل يكثر الضحك من غير عجب، فإن كثرة الضحك تميت القلب
وتورث الفقر، وللطبراني وابن لال من حديث أبي ذر أنه صلى الله عليه وسلم قال له: يا أبا ذر أوصيك نتقوى اللَّه، وذكر حديثاً طويلاً فيه: وإياك وكثرة الضحك وعليك بالصمت، زاد في رواية عند غيرهما: قول جبريل: ما ضحكت منذ خلقت جهنم، وسبق في: أكثروا ذكر هادم اللذات، أنه صلى الله عليه وسلم قاله لقوم مر بهم وهم يضحكون ويمرحون، وسيأتي في: من كثر كلامه قول عمر: من كثر ضحكه قلت هيبته، وقال عبد اللَّه بن ثعلبة: أتضحك ولعل كفتك قد خرج من القصار وأنت لا تدري، وقال يحيى بن أبي كثير: قال سليمان بن داود عليهما السلام لابنه: يا بني لا تكثر الغيرة على أهلك فترمي بالشر من أجلك وإن كانت برية، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تسخف فؤاد الرجل الحليم قال: وعليك بالخشية فإنها غاية كل شيء، وعن بشر بن الحارث الحافي أنه قال لرجل ضحك عنده: احذر يا ابن أخي لا يؤاخذك اللَّه على هذا، وقال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله تعالى {ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} قال: الصغيرة هي الضحك، أوردها كلها البيهقي، ومن كلماتهم: الضحك بلا سبب من قلة الأدب، ولبعضهم:
كلما أبديته مباحثة
…
قابلني بالضحك والقهقهة
إن كان ضحك المرء من فقهه
…
فالذيب في الصحراء ما أفقهه
796 -
حديث: الكذب مجانب للإيمان، ابن عدي من طريق إسماعيل ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر به مرفوعاً، ولفظه: إياكم والكذب فإنه مجانب للإيمان، قال الدارقطني في العلل: رفعه يحيى بن عبد الملك وجعفر الأحمر وعمرو بن ثابت عن إسماعيل، ووقفه بعضهم وهو أصح، وروي عن أبي أسامة ويزيد بن هارون عنه أيضاً مرفوعاً، ولا يثبت عنهما والموقوف عند أحمد وابن أبي شيبة في الأدب كلاهما عن وكيع عن إسماعيل، وابن المبارك في الزهد عن إسماعيل كذلك، ولمالك في الموطأ عن صفوان بن سليم مرسلاً أو معضلاً قيل: يا رسول اللَّه المؤمن يكون جباناً قال: نعم، قيل: يكون بخيلاً قال: نعم، قيل: يكون كذاباً قال: لا، ولابن عبد البر في التمهيد عن عبد اللَّه بن جراد أنه سأل النبي صلى اللَّه عليه
وسلم هل يزني المؤمن؟ قال: قد يكون من ذلك، قال: هل يكذب؟ قال: لا، ورواه ابن أبي الدنيا في الصمت مقتصراً على الكذب، وجعل السائل أبا الدرداء، ولابن أبي الدنيا في الصمت عن حسان بن عطية قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تجد المؤمن كذاباً، ونحوه ما للبزار وأبي يعلى في مسنديهما عن سعد بن أبي وقاص رفعه: يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب، وفي الباب عن ابن عمر وابن مسعود وأبي أمامة وآخرين، وأمثلها حديث سعد لكن ضعف البيهقي رفعه، وقال الدارقطني: الموقوف أشبه بالصواب، انتهى. ومع ذلك فهو مما يحكم له بالرفع على الصحيح لكونه مما لا مجال للرأي فيه.
797 -
حديث: كرم الكتاب ختمه، القضاعي من حديث محمد بن مروان السدي الصغير عن الكلبي محمد بن السائب عن أبي صالح مولى أم هانى عن ابن عباس مرفوعاً بهذا بزيادة وهو قوله تعالى {إني ألقي إلي كتاب كريم} ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني في الأوسط، بل رواه أيضاً من حديث السدي أيضاً عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، والسدي راويه من الوجهين متروك.
798 -
حديث: كرم المرء دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه، أبو يعلى والعسكري والقضاعي من حديث مسلم بن خالد الزنجي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعاً، وأورده شيخنا في زوائد تلخيصه لمسند الفردوس بلفظ: حسب المرء دينه، ومروءته خلقه، ولم يذكر صحابيه ولا عزاه، وهو في الموطأ عن عمر من قوله، وكذا هو عند العسكري من حديث حسان بن فائد عن عمر أنه قال: الكرم التقوى، والحسب المال، لست بخير من فارسي ولا نبطي إلا بتقوى، وعنده أيضاً من حديث محمد بن سلام قال: بينما عمر بن الخطاب يمشي ورجل يخطر بين يديه ويقول: أنا ابن بطحاء مكة كديِّها فكداها، فقال عمر: إن لم يكن لك دين فلك كرم، وإن لم يكن لك عقل فلك مروءة، وإن لم يكن لك مال فلك شرف، وإلا فأنت والحمار سواء، وقد ذكر الخرائطي في أول باب من مكارمه. أثر عمر.
799 -
حديث: الكريم إذا قدر عفا، البيهقي في الشعب من حديث ربيعة
ابن أبي عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال أعرابي: يا رسول اللَّه من يحاسب الخلق يوم القيامة؟ قال: اللَّه قال: اللَّه؟ قال: اللَّه، قاال: نجونا ورب الكعبة، قال: وكيف؟ قال: لأن الكريم وذكره، وقال: إن محمد بن زكريا الغلابي تفرد به عن عبيد اللَّه بن محمد بن عائشة، والغلابي متروك، ويشبه أن يكون موضوعاً، ولكنه مشهور، يعني عن الزهاد ونحوهم وأنا أبرأ من عهدته، وأسند عن أبي سيف الزاهد أنه قال: ما تحب أن يلي حسابنا غير اللَّه لأن الكريم يجاوز، ومن طريق الثوري قال: ما أحب أن حسابي جعل إلى والدي، ربي خير لي من والدي.
800 -
حديث: الكريم حبيب اللَّه ولو كان فاسقاً، في: السخي، وإنه لا أصل له.
801 -
حديث: كسب الحلال فريضة بعد الفريضة، الطبراني والبيهقي في الشعب، والقضاعي من جهة عباد بن كثير عن الثوري عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود به مرفوعاً، وقال البيهقي: تفرد به عباد، وهو ضعيف، قال أبو أحمد الفرَّا: سمعت يحيى بن يحيى يسأل عن حديث عباد في الكسب، فإذا انتهى إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: إن كان قاله، وله شواهد، منها عن ابن مسعود مرفوعاً أخرجه الطبراني، وعن أنس رفعه ولفظه: طلب الحلال واجب على كل مسلم أخرجه الطبراني في الأوسط والديلمي، وعن ابن عباس مرفوعاً: طلب الحلال جهاد، رواه القضاعي من حديث محمد بن الفضل عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عنه، وهو عند أبي نُعيم في الحلية، ومن طريقه الديلمي عن ابن عمر، وبعضها يؤكد بضاً، لا سيما وشواهدها كثيرة.
802 -
حديث: كسر عظم الميت ككسر عظم الحي، أحمد وأبو داود وابن ماجه والبيهقي من حديث عائشة به مرفوعاً. وحسنه ابن القطان، وقال ابن دقيق العيد: إنه على شرط مسلم، ورواه الدارقطني من وجه آخر عنها وزاد: في الإثم، وفي رواية: يعني في الإثم، وذكره مالك في الموطأ بلاغاً عن عائشة موقوفاً ورواه ابن ماجه من حديث أم سلمة
803 -
حديث: كفارة الذنب الندامة، الطبراني والقضاعي من حديث عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء عن ابن عباس به مرفوعاً، وكذا أسنده الديلمي من جهة الحاكم.
804 -
حديث: كفارة من اغتبته أن تستغفر له، الحارث بن أبي أسامة في مسنده، والخرائطي في المساوي، والبيهقي في الشعب، وأبو الشيخ في التوبيخ، والدينوري في المجالسة، وابن أبي الدنيا وآخرون، وكلهم من طريق عنبسة ابن عبد الرحمن عن خالد بن يزيد عن أنس به مرفوعاً، ولفظ بعضهم: كفارة الاغتياب أن تستغفر لمن اغتبته، وعنبسة ضعيف جداً، وقد رواه الخرائطي من غير طريقه من جهة أبي سليمان الكوفي عن ثابت عن أنس مرفوعاً بلفظ: إن من كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته، تقول اللَّهم اغفر لنا وله، وهو ضعيف أيضاً، ولكن له شواهد، فعند أبي نُعيم في الحلية، وابن عدي في الكامل، كلاهما من حديث أبي داود سليمان بن عمرو النخعي عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعاً ولفظه: من اغتاب أخاه فاستغفر له فهو كفارته، والنخعي ممن اتهم بالوضع، وعند الدارقطني من حديث حفص بن عمر الأيلي عن مفضل بن لاحق عن محمد بن المنكدر عن جابر رفعه: من اغتاب رجلاً ثم استغفر له من بعد ذلك غفرت له غيبته، وحفص ضعيف. وعند البيهقي في الشعب من جهة عباس الترقفي ثم من جهة همام بن منبه عن أبي هريرة قال: الغيبة تخرق الصوم والاستغفار يرفعه فمن استطاع منكم أن يجيء غداً بصومه مرقعاً فليفعل، وقال عقبه: هذا موقوف وسنده ضعيف. وعن ابن المبارك قال: إذا اغتاب رجل رجلاً فلا يخبره ولكن يستغفر وعن محبوب بن موسى قال: سألت علي بن بكار عن رجل اغتبته ثم ندمت، قال: لا تخبره فتغري قلبه، ولكن ادع له وأثن عليه حتى تمحوا السيئة بالحسنة، وللحاكم وقال: صحيح والبيهقي وقال: إنه أصح مما قبله، وهو في معناه من حديث حذيفة قال: كان في لساني ذرب على أهلي لم يعدهم إلى غيرهم فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أين أنت من الاستغفار يا حذيفة إني لأستغفر اللَّه كل يوم مائة مرة، وهو
عند البيهقي بنحوه من حديث أبي موسى، وبمجموع هذا يبعد الحكم عليه بالوضع، وإن كان أصح منه حديث أبي هريرة رفعه: من كان عنده مظلمة لأخيه فليستحلله منها، لكن قد روي عن ابن سيرين أنه قيل له: إن رجلاً اغتابك فتُحله، قال: ما كنت لأحل شيئاً حرمه اللَّه.
805 -
حديث: كفى بالدهر واعظاً، وبالموت مفرقاً، العسكري من حديث ابن إسحاق عن ابن لهيعة عن جبير بن أبي حكيم عن أنس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن فلاناً جاري يؤذيني فقال: اصبر على أذاه، وكف عنه أذاك، قال: فما لبث إلا يسيراً إذ جاء فقال: يا رسول اللَّه إن جاري ذاك مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره، ومن حديث أنس أيضاً وعراك بن مالك أخرج الحارث بن أبي أسامة المرفوع بسند ضعيف، وهو عند الطبراني والبيهقي في الشعب والقضاعي والعسكري أيضاً من حديث يونس بن عبيد عن الحسن عن عمار بن ياسر مرفوعاً ولفظه: كفى بالموت واعظاً، وكفى باليقين غنى، وكفى بالعبادة شغلاً، ولابن أبي الدنيا في البر والصلة من رواية أبي عبد الرحمن الحُبُلي مرسلاً: كفى بالموت مفرقاً، وللطبراني والبيهقي في الشعب عن عمار بن ياسر رفعه: كفى بالموت واعظاً، وسنده ضعيف، وهو مشهور من قول الفضيل بن عياض رواه البيهقي في الزهد.
806 -
حديث: كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت، مسلم من حديث وهب بن جابر عن ابن عمرو به مرفوعاً.
807 -
حديث: كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع، مسلم في مقدمة صحيحه من حديث شعبة عن خُبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة به مرفوعاً، ومن طريق أبي عثمان النهدي قال: قال عمر: بحسب المرء من الكذب أن يحدث، وذكره. ومن حديث أبي الأحوص عن ابن مسعود من قوله أيضاً مثل قول عمر، وفي الباب عن أبي أمامة أخرجه القضاعي من حديث هلال بن عمر عن أبي غالب عنه رفعه بلفظ: كفى المرء
من الكذب، ومن هذا الوجه أخرجه العسكري لكنه قال: عمر بن هلال وزاد فيه: وكفى بالمرء من الشح أن يقول: آخذ حقي لا أترك منه شيئاً، وفي معنى هذه الجملة ما رواه العسكري من حديث الأصمعي قال: أتى أعرابي قوماً فقال لهم: هل لكم في الحق أو فيما هو خير منه؟ قالوا: وما هو خير من الحق؟ قال: التفضل والتغافل أفضل من أخذ الحق كله، وقال الأصمعي: تقول العرب: خذ حقك في عفاف وافياً أو غير واف، وسيأتي رفعه قريباً، قال: وأنشدني عمي بأثر هذا:
وقومي إن جهلت فسائليهم
…
كفى قومي بصاحبهم خبيرا
هل أعفو عن أصول الحق فيهم
…
إذا عثرت واقتطع الصدورا
ويروى بسند حسن عن أبي هريرة مرفوعاً: خذ حقك في عفاف وافياً أو غير واف، وعن أنس مثله، وأوله: مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل يتقاضى دينه رجلاً وقد ألح عليه في الطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم للطالب، وذكره. أخرجهما العسكري، وأولهما عند ابن ماجه، ولابن حبان والحاكم وصححه بنحوه من حديث ابن عمر وعائشة.
808 -
حديث: كف عن الشر بكف الشر عنك، ليس في المرفوع ولكنه في المجالسة للدينوري من حديث عبد اللَّه بن جعفر الرقي قال: وشى واش برجل إلى الاسكندر، فقال: أتحب أن تقبل منك ما قلت فيه على أنا تقبل منه ما قال فيك؟ فقال: لا، فقال له: فكف وذكره. نعم مضى في: إنما العلم من الهمزة، في حديث: ومن يتوق الشر يوقه.
809 -
حديث: كلكم حارث وكلكم همام، ذكره الحريري في صدر مقاماته وجعل معَوَّله فيها، ويقرب منه: أصدق الأسماء حارث وهمام
(1)
.
810 -
حديث: الكلام صفة المتكلم، كلام ليس على إطلاقه، فقد يخاطب المرء غيره بما يؤذيه أو يستعيبه ويخرجه بما هو متصف به مما هو
(1)
روى البخاري في الأدب وأبو داود والنسائي عن أبي وهب الجشمي وكانت له صحبة، يسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى اللَّه عبد اللَّه وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة.
تعليق الشاملة: قال العجلوني «كشف الخفاء» (2/ 115):
غير مرتكبه، ويصفه بالحفظ ونحوه وليس متلبساً به، على أنه يحتمل أن يكون صفته ذم القبيح ومدح الحسن، ونحوه: كل إناء بما فيه ينضح.
811 -
حديث: الكلام على المائدة، لا أعلم فيه شيئاً نفياً ولا إثباتاً، نعم جاءت أحاديث في تعليم أدب الأكل من التسمية، والأكل مما يليه، والجولان باليد إن كان ألواناً، كالرطب ونحوه وغير ذلك، كإلقاء النوى بين يدي غير آكل تمره مما لعله لا يخلو عن كلام، وربما يلتحق به مؤانسة الضيف سيما بالحض على الأكل، ولكن علل عدم استحباب السلام على الأكل بأنه ربما يشتغل بالرد فيحصل له ازورار، وفي آخر مناقب الحاكم من قول الشافعي رحمه الله: إن من الأدب على الطعام قلة الكلام.
812 -
حديث: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، متفق عليه عن ابن عمر به مرفوعاً.
813 -
حديث: الكلمة الطيبة صدقة، أحمد وأبو الشيخ والقضاعي وغيرهم من حديث ابن المبارك عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة به مرفوعاً في حديث، وصححه ابن خزيمة وابن حبان.
814 -
حديث: كل أحد أعلم أو أفقه من عمر، قاله بعد أن خطب ناهياً عن المغالاة في صداق النساء، وأن لا يزن على أربعمائة درهم، وقالت له امرأة من قريش: أما سمعت اللَّه تعالى يقول {وآتيتم إحداهن قنطاراً} ، أبو يعلى في مسنده الكبير من طريق مجالد بن سعيد عن الشعبي عن مسروق قال: ركب عمر منبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: أيها الناس ما إكثاركم في صداق النساء، وقد كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأصحابه إنما الصدقات فيما بينهم أربعمائة درهم فما دون ذلك، ولو كان الإكثار في ذلك تقوى عند اللَّه أو مكرمة لم تسبقوهم إليها فلا أعرفن ما زاد رجل في صداق امرأة على أربعمائة، قال: ثم نزل، فاعترضته امرأة من قريش فقالت له: يا أمير المؤمنين، نهيت الناس أن يزيدون النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم؟ قال: نعم، فقالت: أما سمعت ما أنزل اللَّه في القرآن؟ قال: وأي
ذلك، فقالت: أما سمعت اللَّه يقول {وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً} قال: فقال: اللَّهم غفراً كل الناس أفقه من عمر، قال: ثم رجع فركب المنبر فقال: أيها الناس إني كنت نهيت أن تزيدوا النساء في صدقهن على أربعمائة درهم، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب، قال أبو يعلى: وأظنه قال: فمن طابت نفسه فليفعل، وسنده جيد قوي. وهو عند البيهقي في سننه من هذا الوجه بدون مسروق، ولذا قال عقبه: إنه منقطع، ولفظه: خطب عمر الناس فحمد اللَّه وأثنى عليه وقال: ألا لا تغالوا في صداق النساء فإنه لا يبلغني عن أحد ساق أكثر من شيء ساقه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أو سيق إليه إلا جعلت فضل ذلك في بيت المال، ثم نزل فعرضت له امرأة من قريش فقالت: يا أمير المؤمنين أكتاب اللَّه أحق أن يتبع أم قولك، قال: بل كتاب اللَّه فما ذاك قالت: نهيت الناس آنفاً أن يتغالوا في صدق النساء واللَّه يقول في كتابه {وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً} ، فقال: كل أحد أفقه من عمر مرتين أو ثلاثاً، ثم رجع إلى المنبر فقال للناس: إني كنت نهيتكم أن تغالوا في صداق النساء ألا فليفعل رجل في ماله ما بدا له، وأخرجه عبد الرزاق من جهة أبي العجفاء السلمي قال: خطبنا عمر، فذكر نحوه، فقامت امرأة فقالت له: ليس ذلك لك يا عمر إن اللَّه يقول {وآتيتم إحداهن قنطاراً} الآية، فقال: امرأة خاصمت عمر فخصمته، ورواه ابن المنذر من طريق عبد الرزاق أيضاً بزيادة: قنطاراً من ذهب، قال: وكذلك في قراءة ابن مسعود ورواه الزبير بن بكار عن عمه مصعب بن عبد اللَّه عن جده قال: قال عمر: لا تزيدوا في مهر النساء فمن زاد ألقيت الزيادة في بيت المال، وذكر نحوه، بلفظ: فقال عمر: امرأة أصابت ورجل أخطأ، وللبيهقي من حديث بكر قال: قال عمر: لقد خرجت وأنا أريد أن أنهى عن كثرة مهور النساء حتى نزلت هذه الآية {وآتيتم إحداهن قنطاراً} وقال: إنه مرسل جيد، وقد تقدم أصل الحديث بدون الترجمة في: خيركن أيسركن صداقاً.
815 -
حديث: كل أحد يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم، هو من قول مالك رحمه الله، بل في الطبراني من حديث ابن عباس رفعه: ما من أحد إلا يؤخذ من قوله ويدع، وأورده
الغزالي في الإحياء بلفظ: ما من أحد إلا يؤخذ من علمه ويترك إلا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ومعناه صحيح.
816 -
حديث: كل الأعمال فيها المقبول والمردود إلا الصلاة عليَّ، فإنها مقبولة غير مردودة، قال شيخنا: إنه ضعيف جداً، قلت: وقد سلف كون الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم مقبولة، في الصاد المهملة.
817 -
حديث: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد اللَّه فهو أقطع، أبو داود وابن ماجه عن أبي هريرة به مرفوعاً، وأفردت فيه جزءاً.
818 -
حديث: كل امرئ حسيب نفسه، ليشرب كل قوم فيما بدا لهم، قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد القيس لما سألوه عن الأوعية، أبو يعلى والقضاعي من حديث شهر بن حوشب عن أبي هريرة به.
819 -
حديث: كل امرئ في ظل صدقته، في: الرجل.
820 -
حديث: كل إناء بما فيه ينضح، مضى في: الكلام، قريباً.
821 -
حديث: كل بني آدم ينتمون إلى عصبة أبيهم إلا ولد فاطمة، فإني أنا أبوهم وأنا عصبتهم، الطبراني في الكبير من طريق عثمان بن أبي شيبة عن جرير عن شيبة بن نعامة عن فاطمة ابنة الحسين عن جدتها فاطمة الكبرى به مرفوعاً، وكذا أخرجه أبو يعلى ومن طريقه الديلمي في مسنده عن عثمان بن أبي شيبة بلفظ: لكل بني آدم عصبة ينتمون إليه إلا ولدي فاطمة فأنا وليهما وعصبتهما، ولم ينفرد به ابن أبي شيبة، بل رواه الخطيب في تاريخه من طريق محمد بن أحمد بن يزيد بن أبي العوام حدثنا أبي حدثنا جرير بلفظ: كل بني آدم ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة، فإني أنا أبوهم وأنا عصبتهم، ومن طريق حسين الأشقر عن جرير بنحوه، ولكن شيبة ضعيف، ورواية فاطمة عن جدتها مرسلة، ولكن له شاهد عند الطبراني في ترجمة الحسن من الكبير أيضاً من طريق يحيى بن العلاء الرازي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر
مرفوعاً: إن اللَّه جعل ذرية كل نبي في صلبه، وإن اللَّه جعل ذريتي في صلب علي، ويروى أيضاً عن ابن عباس كما كتبته في "ارتقاء الغرف" وبعضها يقوي بعضاً، وقول ابن الجوزي في العلل المتناهية: إنه لا يصح ليس بجيد، وفيه دليل لاختصاصه صلى الله عليه وسلم بذلك كما أوضحته في بعض الأجوبة، بل وفي مصنفي في أهل البيت
(1)
.
822 -
حديث: كل ثاني لا بد له من ثالث
(2)
.
823 -
حديث: كل ذي نعمة محسود، في: استعينوا.
824 -
حديث: كل شيء بقدر، حتى العجز والكيس، مسلم من حديث طاوس عن ابن عمر مرفوعاً بهذا.
825 -
حديث: كل شيء بغيض، إلا الشر فإنه يزاد فيه، أحمد بن منيع والطبراني والعسكري من حديث بقية بن الوليد عن أبي بكر بن أبي مريم عن زيد بن أرطاة أخي عدي عن أبي الدرداء به مرفوعاً، وغاض الشيء إذا نقص وقل، وفاض إذا زاد وكثر.
826 -
حديث: كل الصيد في جوف الفرا، الرامهرمزي في الأمثال من جهة ابن عيينة عن وائل بن داود عن نصر بن عاصم الليثي قال: أذن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لقريش وأخر أبا سفيان ثم أذن له، فقال: ما كدت أن تأذن لي حتى كنت أن تأذن لحجارة الجلهمتين قبلي، فقال: وما أنت وذاك يا أبا سفيان، إنما أنت كما قال الأول، وذكره، وسنده جيد، لكنه مرسل، ونحوه عند العسكري قال: في جوف أو جنب، وقد أفردت فيه جزءاً فيه نفائس.
827 -
حديث: كل طويل اللحية، الحديث، في: طول اللحية.
828 -
حديث: كل عام ترذلون، هو من كلام الحسن البصري في رسالته، بل معناه في حديث عن أنس رفعه: لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم، أخرجه البخاري في صحيحه من حديث الزبير
(1)
هو "استجلاب ارتقاء الغرف" قرأته وفيه فوائد، ولحديث الترجمة طريق عن عمر خرجته في الرد المحكم المتين.
(2)
لا أصل له.
تعليق الشاملة: قال العجلوني «كشف الخفاء» (2/ 120):
ابن عدي عنه بهذا، وفي لفظ لغيره: لا يأتيكم عام، بدل زمان، وهو بهذا اللفظ عند الطبراني بسند جيد عن ابن مسعود من قوله: ليس عام إلا والذي بعده شر منه، بل عنده عنه أيضاً بسند صحيح: أمس خير من اليوم، واليوم خير من غد، وكذلك حتى تقوم الساعة، وليعقوب بن شيبة من طريق الحارث بن حصيرة عن زيد بن وهب سمعت ابن مسعود يقول: لا يأتي عليكم يوم إلا وهو شر من اليوم الذي قبله حتى تقوم الساعة، لست أعني رخاء من العيش ولا مالًا يفيده، ولكن لا يأتي عليكم يوم إلا وهو أقل علماً من اليوم الذي مضى قبله، فإذا ذهب العلماء استوى الناس، فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر فعند ذلك يهلكون، ومن طريق أبي إسحاق عن أبي الأحوص عنه إلى قوله شر منه، قال: فأصابتنا سنة خصبة فقال: ليس ذلك أعني، إنما أعني ذهاب العلماء، ومن طريق الشعبي عن مسروق عنه: لا يأتي عليكم زمان إلا وهو أشد مما كان قبله، أما إني لا أعني أميراً خيراً من أمير ولا عاماً خيراً من عام، ولكن علماؤكم أو فقهاؤكم يذهبون، ثم لا تجدون منهم خلفاً، ويجيء قوم يفتون برأيهم، وفي لفظ عنه من هذا الوجه: وما ذلك بكثرة الأمطار وقلتها ولكن بذهاب العلماء، ثم يحدث قوم يقيسون الأمور برأيهم، فيثلمون الإسلام ويهدمونه. وأخرج الدارمي أول هذين اللفظين من طريق الشعبي بلفظ: لست أعني عاماً أخصب من عام والباقي مثله وزاد: وخياركم، قبل قوله: وفقهاؤكم، وللطبراني في معجمه من حديث مهدي الهجري عن عكرمة عن ابن عباس قال: ما من عام إلا ويحدث الناس بدعة، ويميتون سنة، حتى تمات السنن، وتحيى البدع، وأخرجه أيضاً في كتاب السنة، وللدينوري في حادي عشر المجالسة من حديث الأعمش عن يحيى بن وثاب عن حذيفة قال: لا تضجون من مر إلا أتاكم بعده أشد منه، وقد سئل شيخنا عن لفظ الترجمة وأن عائشة قالت: ولولا كلمة سبقت من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لقلت كل يوم ترذلون، فقال: إنه لا أصل له بهذا اللفظ
829 -
حديث: كل ما هو آت قريب، القضاعي من حديث عبد اللَّه بن مصعب بن خالد الجهني عن أبيه عن جده زيد قال: تلقفت هذه الخطبة من فيَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فذكرها، وفيها هذا.
830 -
حديث: كل معروف صدقة، البخاري عن جابر، ومسلم عن حذيفة، كلاهما به مرفوعاً، زاد ابن عدي والدارقطني في المستجاد والخرائطي والبيهقي في الشعب في حديث جابر: وكل ما أنفق الرجل على نفسه وأهله كتب له صدقة، وأبو يعلى في حديث جابر أيضاً: يصنعه أحدكم إلى غني أو فقير، وفي الباب عن جماعة، كابن عمر وابن مسعود وأبي سعيد، كما بينتها في "الجواهر المجموعة".
831 -
حديث: كل ممنوع حلو، هو معنى: إن ابن آدم لحريص على ما منع، الماضي في: الهمزة، وفي الإحياء للغزالي: لو منع الناس عن فت البعر لفتوه، فقال مخرجه: لم أجده إلا من حديث الحسن مرسلاً، وهو ضعيف، رواه ابن شاهين.
832 -
حديث: كل يوم لا أزداد فيه علماً يقربني من اللَّه فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم، الطبراني في الأوسط، وأبو نُعيم في الحلية، وابن عبد البر في جامع العلم، وآخرون بسند ضعيف من حديث عائشة به مرفوعاً.
833 -
حديث: كلوا الزيت وادَّهنوا به فإنه مبارك، أحمد والترمذي وابن ماجه عن عمر، وابن ماجه فقط عن أبي هريرة، وصححه الحاكم على شرطهما، وفي لفظ: فإنه من شجرة مباركة، وفي الباب عن جماعة.
834 -
حديث: كما تدين تدان، أبو نُعيم والديلمي من حديثه، وحديث غيره، كلاهما من جهة مكرم بن عبد الرحمن الجوزجاني عن محمد بن عبد الملك الأنصاري عن نافع عن ابن عمر رفعه في حديث لفظه: البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، فكن كما شئت، فكما تدين تدان، ومن هذا الوجه أورده ابن عدي في الكامل، وضعف محمداً، ولكن قد أخرجه البيهقي في الكلام على الديان
من الأسماء والصفات وفي الزهد، كلاهما له من جهة عبد الرزاق، وكذلك هو في جامعه عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة رفعه به مرسلاً، ووصله أحمد فرواه في الزهد له من هذا الوجه بإثبات أبي الدرداء وجعله من قوله، وهو منقطع مع وقفه، ولابن أبي عاصم في السنة عن أبي أيوب الخبايري عن سعيد بن موسى عن رباح بن زيد عن معمر عن الزهري عن أنس في حديث: إن اللَّه قال: يا موسى كما تدين تدان، وهو موضوع، والمتهم بوضعه سعيد بن موسى، وفي الحلية في ترجمة أبي زرعة يحيى بن أبي عمرو السِّيباني أنه قال: مكتوب في التوراة كما تدين تدان، وبالكاس الذي تسقي به تشرب، وفي الذكر:{من يعمل سوءاً يجز به} .
835 -
حديث: كما تكونون يولى عليكم أو يؤمر عليكم، الحاكم ومن طريقه الديلمي من حديث يحيى بن هاشم حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه أظنه عن أبي بكرة مرفوعاً بهذا، ومن هذا الوجه أخرجه البيهقي في السابع والأربعين
(1)
، بلفظ: يؤمر عليكم، بدون شك، وبحذف أبي بكرة، وقال: إنه منقطع، وراويه يحيى في عداد من يضع، وله طريق أخرى، فأخرجه ابن جميع في معجمه، والقضاعي في مسنده، من جهة الكرماني بن عمرو حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي بكرة بلفظ: يولى عليكم، بدون شك، وفي سنده إلى مبارك مجاهيل، وعند الطبراني معناه من طريق عمر وكعب الأحبار والحسن فإنه سمع رجلاً يدعو على الحجاج فقال له: لا تفعل إنكم من أنفسكم أتيتم، إنا نخاف إن عزل الحجاج أو مات أن يستولي عليكم القردة والخنازير، فقد روي أن أعمالكم عمالكم، وكما تكونون يولى عليكم، وأنشد بعضهم: بذنوبنا دامت بليتنا، واللَّه يكشفها إذا تبنا، وفي المأثور من الدعوات: اللَّهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا.
836 -
حديث: كم من نعمة للّه في عرق ساكن، العسكري من حديث أبي داود عن هشام الدستوائي عن قتادة مرفوعاً به مرسلاً، وهو في ترجمة سفيان الثوري من الحلية أنه بلغه مرفوعاً
(1)
يعني من شعب الإيمان.
837 -
حديث: كنت أول النبيين في الخلق، وآخرهم في البعث، أبو نُعيم في الدلائل، وابن أبي حاتم في تفسيره، وابن لال، ومن طريقه الديلمي، كلهم من حديث سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة به مرفوعاً، وله شاهد من حديث ميسرة الفجر بلفظ: كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد، أخرجه أحمد، والبخاري في تاريخه، والبغوي، وابن السكن، وغيرهما في الصحابة، وأبو نُعيم في الحلية، وصححه الحاكم، وكذا هو بهذا اللفظ عند الترمذي وغيره عن أبي هريرة: متى كنت أو كتبت نبياً؟ قال: وآدم، وذكره، وقال الترمذي: إنه حسن صحيح، وصححه الحاكم أيضاً وفي لفظ: وآدم منجدل في طينته، وفي صحيحي ابن حبان والحاكم من حديث العرباض بن سارية مرفوعاً: إني عند اللَّه لمكتوب خاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وكذا أخرجه أحمد والدارمي في مسنديهما، وأبو نُعيم والطبراني من حديث ابن عباس قال: قيل يا رسول متى كتبت نبياً؟ قال: وآدم بين الروح والجسد، وأما الذي على الألسنة بلفظ: كنت نبياً وآدم بين الماء والطين، فلم نقف عليه بهذا اللفظ، فضلاً عن زيادة: وكنت نبياً ولا آدم ولا ماء ولا طين، وقد قال شيخنا في بعض الأجوبة عن الزيادة: إنها ضعيفة والذي قبلها قوي
(1)
.
838 -
حديث: كنت كنزاً لا أعرف، فأحببت أن أعرف فخلقت خلقاً، فعرفتهم بي فعرفوني، قال ابن تيمية: إنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف له سند صحيح ولا ضعيف، وتبعه الزركشي وشيخنا.
839 -
حديث: كنت لك كأبي زرع لأم زرع غير أني لم أطلق، الدارقطني في ثاني الأفراد من حديث الهيثم بن عدي الطائي عن هشام بن عروة عن أخيه يحيى بن عروة عن أبيه عروة عن عائشة، فذكر حديث أم زرع بطوله، وجعله مرفوعاً، ولفظه: لأم زرع في الألفة والوفاء لا في الفرقة والجلاء، وأشار إلى تفرد الهيثم عن هشام بهذا السند، ورواه الطبراني في الكبير من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام عن أبيه عنها بلفظ: إلا أن
(1)
تجد الكلام على هذا الحديث بتوسع في كتابنا "الأحاديث المنتقاة في فضائل رسول اللَّه.
أبا زرع طلق وأنا لا أطلق، وكذا هو عند الزبير بن بكار من وجه آخر عن عائشة ولفظه: إلا أنه طلقها وإني لا أطلقك، وبمجموعها يقوى، قال شيخنا: وكأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك تطييباً لها وطمأنينة لقلبها ودفعاً لإيهام عموم التشبيه بجملة أحوال أم زرع إذ لم يكن فيها ما يذمه النساء سوى ذلك، وكذا أجابت هي عن ذلك بما هو جواب مثلها في فضلها وعلمها حيث قالت كما في رواية أخرى: بأبي وأمي لأنت خير لي من أبي زرع لأم زرع.
840 -
حديث: كن عالماً، في: اغد عالماً.
841 -
حديث: كن من الخيرة منهن على حذر، يعني النساء في قول علي، على ما مضى في: عقولهن في فروجهن.
842 -
حديث: كنت نبياً وآدم بين الماء والطين، كتب قريباً.
843 -
حديث: كن ذنباً ولا تكن رأساً، هو صحيح في نفسه، وأوصى به إبراهيم بن أدهم بعض أصحابه فقال: كن ذنباً ولا تكن رأساً، فإن الرأس يهلك، والذنب يسلم، أورده الدينوري في سابع مجالسته وسادس عشرها وفي معناه الكثير.
844 -
حديث: الكندر طيبي وطيب الملائكة، وإنها منفرة للشيطان، مرضاة للرحمن تعالى، الديلمي من جهة إسماعيل بن عياش عن يزيد بن عبد اللَّه معضلاً، ولا يصح، والكندر هو اللبان الحاسكي أو الجاوي، وكان إمامنا الشافعي يكثر من استعماله لأجل الذكاء، فقد روى البيهقي في مناقبه من طريق ابن عبد الحكم عنه قال: دمت على أكل اللبان وهو الكندر للفهم فأعقبني صب الدم سنة.
845 -
حديث: كن خير آخذ، هو قول غَوْرث للنبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح ومضى ما يشبهه في الجملة في: كفى بالمرء كذباً.
846 -
حديث: كن عبد اللَّه المظلوم ولا تكن عبد اللَّه الظالم، هو بمعناه
عند الطبرااني من حديث خبَّاب في حديث بلفظ: فكن عبد اللَّه المقتول، ولا تكن عبد اللَّه القاتل، ومن حديث شهر بن حوشب عن جندب بن سفيان الطرف الأول خاصة، وأخرجه هو وأحمد والحاكم وابن قانع عن خالد بن عرفطة في حديث أيضاً لفظه: فإن استطعت أن تكون عبد اللَّه المقتول لا القاتل فافعل، وبعضها يقوى ببعض، ونحوه ما في صحيح مسلم عن حذيفة في حديث أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصاه بقوله: تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع وأطع، وعزاه الرافعي في الصيال من الشرح لحذيفة بلفظ: كن عبد اللَّه المقتول ولا تكن عبد اللَّه القاتل، وتعقب بأنه لا أصل له من حديث حذيفة، وإن زعم إمام الحرمين في النهاية أنه صحيح فقد تعقبه ابن الصلاح وقال: لم أجده في شيء من الكتب المعتمدة، واللَّه أعلم.
847 -
حديث: كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل، وعد نفسك في أهل القبور، البيهقي في الشعب والعسكري من حديث سفيان الثوري عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر به مرفوعاً في حديث: وأخرجه البخاري من حديث الأعمش عن مجاهد به، ورواه الترمذي وآخرون.
848 -
حديث: كن مع الحق حيث كان، وميز ما اشتبه عليك بعقلك، فإن حجة اللَّه عليك وديعة فيك وبركاته عندك، الديلمي من حديث أبي إسماعيل العتكي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قلت يا رسول اللَّه أخبرني عن الزهد ما هو؟ فقال: يا علي مثل الآخرة في قلبك، وذكره في حديث طويل.
849 -
حديث: الكواكب أمان لأهل السماء، في: النجوم.
850 -
حديث: الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على اللَّه تعالى، الحاكم في المستدرك والعسكري والقضاعي من حديث ابن المبارك عن أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن شداد بن أوس به مرفوعاً، وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، وتعقبه الذهبي بأن ابن أبي مريم واه، وقد قال سعيد بن جبير: الاغترار باللَّه
المقام على الذنب ورجاء المغفرة، وقال العسكري: هذا الحديث فيه رد على المرجئة وإثبات للوعيد.
851 -
حديث: كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه، الطبراني عن أبي الدرداء والقضاعي من حديث المقدام بن معدي كرب، عن أبي أيوب، كلاهما به مرفوعاً، وحديث أبي الدرداء عند البزار بلفظ: قوتوا، وسندهما ضعيف، وبلفظ: وقوتوا، أورده ابن الأثير في النهاية، وحكى عن الأوزاعي أنه تصغير الأرغفة، قال: وقال غيره: وهو مثل كيلوا، وكذا حكى البزار عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن الجنيد عن بعض أهل العلم في تفسير قوتوا أنه تصغير الأرغفة، وقد أشار شيخنا لذلك في البيوع من فتح الباري، وجمع العلماء بمقتضى ظاهره بينه وبين قول عائشة: فكلته ففني
حرف اللام
852 -
حديث: لبس الخرقة الصوفية، وكون الحسن البصري لبسها من علي، قال ابن دحية وابن الصلاح: إنه باطل، وكذا قال شيخنا: إنه ليس في شيء من طرقها ما يثبت، ولم يرد في خبر صحيح، ولا حسن، ولا ضعيف، أن النبي صلى الله عليه وسلم ألبس الخرقة على الصورة المتعارفة بين الصوفية لأحد من أصحابه
(1)
، ولا أمر أحداً من أصحابه يفعل ذلك، وكل ما يروى في ذلك صريحاً فباطل، قال: ثم إن من الكذب المفترى قول من قال: إن علياً ألبس الخرقة الحسن البصري، فإن أئمة الحديث لم يثبتوا للحسن من علي سماعاً فضلاً عن أن يلبسه الخرقة، ولم يتفرد شيخنا بهذا، بل سبقه إليه جماعة
(2)
حتى من لبسها وألبسها كالدمياطي والذهبي والهكاري وأبي حيان والعلائي ومغطاي والعراقي وابن الملقن والأبناسي والبرهان الحلبي وابن ناصر الدين، وتكلم عليها في جزء مفرد، وكذا أفردها غيره ممن توفي من أصحابنا، وأوضحت ذلك كله مع طرقها في جزء مفرد، بل وفي ضمن غيره من تعاليقي، هذا مع إلباسي إياها لجماعة من أعيان المتصوفة امتثالاً لإلزامهم لي بذلك، حتى تجاه الكعبة المشرفة تبركاً بذكر الصالحين واقتفاء لمن أثبته من الحفاظ المعتمدين.
853 -
حديث: اللبن لا يرد، في: من عرض عليه طيب.
854 -
حديث: لحوم البقر داء، وسمنها ولبنها دواء، أبو داود في المراسيل من حديث مليكة ابنة عمرو أنها وصفت للرواية عنها سمن بقر من وجع بحلقها، وقالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ألبانها شفاء، وسمنها دواء، ولحومها داء، وكذا أخرجه الطبراني في الكبير، وابن منده في المعرفة، وأبو نُعيم في الطب بنحوه، ورجاله ثقات، لكن الرواية عن مليكة لم تسم، وقد وصفها الراوي عنها زهير ابن معاوية أحد الحفاظ بالصدق، وأنها امرأته، وذكر أبي داود له في مراسيله لتوقفه في صحبة مليكة ظناً، وقد جزم بصحتها جماعة، وله شواهد منها عن ابن مسعود
(1)
بل ألبس علياً عمامة تسمى السحاب، وألبس أيضاً عبد الرحمن بن عوف عمامة وأرخى لها عذبة.
(2)
بل ثبت سماعه في حديث ذكرناه في تعليقنا على الحديث الآتي: مثل أمتي مثل المطر.
رفعه: عليكم بألبان البقر وسمنانها، وإياكم ولحومها، فإن ألبانها وسمنانها دواء وشفاء، ولحومها داء، أخرجه الحاكم وتساهل في تصحيحه له، كما بسطته مع بقية طرقه في بعض الأجوبة، وقد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم عن نسائه بالبقر، وكأنه لبيان الجواز أو لعدم تيسر غيره، وإلا فهو لا يتقرب إلى اللَّه تعالى بالداء، على أن الحليمي قال كما أسلفته في: عليكم، إنه صلى الله عليه وسلم إنما قال في البقر ذلك ليبس الحجاز ويبوسة لحم البقر منه، ورطوبة ألبانها وسمنها، واستحسن هذا التأويل، واللَّه أعلم.
855 -
حديث: لدوا للموت، وابنوا للخراب، البيهقي في الشعب من رواية مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة مرفوعاً: إن ملكاً بباب من أبواب السماء، فذكر حديثاً وفيه: وإن ملكاً بباب آخر يقول: يا أيها الناس هلموا إلى ربكم، فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وإن ملكاً بباب آخر ينادي: يا بني آدم لدوا للموت وابنوا للخراب، وهو عند أحمد والنسائي في الكبرى بدون الشاهد منه، وصححه ابن حبان، ثم شيخنا، وللبيهقي أيضاً من رواية موسى بن عبيدة عن محمد بن ثابت عن أبي حكيم مولى الزبير عن الزبير رفعه: ما من صباح يصبح على العباد إلا وصارخ يصرخ: لدوا للموت، واجمعوا للفناء، وابنوا للخراب، وموسى وشيخه ضعيفان، وأبو حكيم مجهول، وقد أخرج الترمذي من طريق موسى هذا بهذا الإسناد حديثاً غير هذا واستغربه، ولأبي نُعيم في الحلية من حديث ابن وهب عن يحيى بن أيوب عن عبيد اللَّه بن زحر أن أبا ذر قال: تلدون للموت، وتبنون للخراب، وتؤثرون ما يفنى، وتتركون ما يبقى، وهو موقوف منقطع، وقد رواه أحمد في الزهد له من رواية ابن المبارك عن ابن أيوب، فأدخل بين عبيد اللَّه وأبي ذر رجلاً، وأخرج الثعلبي في التفسير، وفي القصص بإسناد واهي جداً عن كعب الأحبار قال: صاح ورشان عند سليمان بن داود فقال: أتدرون ما يقول هذا؟ قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: يقول لدوا للموت، وابنوا للخراب، فذكر قصة طويلة،
وأخرج أحمد في الزهد من طريق عبد الواحد بن زياد قال: قال عيسى بن مريم عليهما السلام: يا بني آدم لدوا للموت، وابنوا للخراب، تفنى نفوسكم، وتبلى دياركم، وأنشد البيهقي بسنده إلى ثابت البربري من أبيات:
وللموت تغدو الوالدات سخالها
…
كما لخراب الدور تبنى المساكن
وقال غيره:
له ملك ينادي كل يوم
…
لدوا للموت وابنوا للخراب
ولشيخنا رحمه الله في المعنى:
بني الدنيا أقلوا الهم فيها
…
فما فيها يؤول إلى الفوات
بناء للخراب وجمع مال
…
ليفنى والتوالد للممات
856 -
حديث: لسعت حية الهوى كبدي إلى آخر البيتين، وأنهما من الإنشاد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن تيمية: ما اشتهر أن أبا محذورة أنشده بين يديه صلى الله عليه وسلم، وأنه تواجد حتى وقعت البردة الشريفة عن كتفه، فتقاسمها فقراء الصفة وجعلوها رقعاً في ثيابهم، كذب باتفاق أهل العلم بالحديث، وما روي في ذلك فموضوع.
857 -
حديث: اللعب بالحمام مجلبة للفقر، هو بمعناه عن إبراهيم النخعي رواه ابن أبي الدنيا في الملاهي، ومن طريقه البيهقي في الشعب من جهة مغيرة عنه أنه قال: من لعب بالحمام الطيارة لم يمت حتى يذوق ألم الفقر، نعم في المرفوع حديث لحماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رجلاً يتبع حمامة، فقال: شيطان يتبع شيطانة، أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود في سننه، والبيهقي، ولأولهم من حديث الحسن قال: كان عثمان لا يخطب جمعة إلا أمر بقتل الكلاب وذبح الحمام، وترجم عليه: ذبح الحمام، ولذا كان مكروهاً، ولكن الكراهة كما قال البيهقي حملها بعض أهل العلم على إدمان صاحب الحمام على إطارته، والاشتغال به، وارتقائه
السطوح التي يشرف منها على بيوت الجيران وحرمهم لأجله، ومن الواهي ما للدارقطني في الأفراد، والديلمي في مسنده، من حديث محمد بن زياد اليشكري عن ميمون بن مهران عن ابن عباس مرفوعاً: اتخذوا الحمام المقاصيص، فإنها تلهى الجن عن صبيانكم، وعن خالد الحذاء عن رجل يقال له أيوب، قال: كان تلاعب آل فرعون بالحمام، وعن ابن المبارك عن الثوري قال: سمعنا أن اللعب بالحمام من عمل قوم لوط، أخرجها كلها ابن أبي الدنيا، ومن طريقه البيهقي وزيادة أو جناح في حديث: لا سبق إلا في خف، كذب كما بينته في شرحي للألفية في الموضوع.
858 -
حديث: لعمل العادل في رعيته يوماً واحداً أفضل من عمل العابد ستين عاماً، الحارث بن أبي أسامة عن أبي هريرة به مرفوعاً، ولإسحاق والطبراني والبيهقي من حديث عكرمة عن ابن عباس رفعه: يوم من وال عادل أفضل من عبادة الرجل ستين سنة، وحد يقام في الأرض بحقه أزكى فيها من مطر أربعين يوماً، وأورده في الإحياء بلفظ: سبعين، وللطبراني في الكبير من حديث سعد ابن سنان عن أبي الزاهرية عن أبي شجرة كثير بن مرة عن ابن عمر مرفوعاً: إقامة حد من حدود اللَّه خير من تنزل الغيث أربعين ليلة في بلاد اللَّه، وفي الأموال لأبي عبيدة عن أبي هريرة رفعه: العادل في رعيته يوماً واحداً أفضل من عبادة العابد في أهله مائة سنة وخمسين سنة، وللنسائي من جهة أبي زرعة عن أبي هريرة موقوفاً: إقامة حد بأرض خير لأهله من مطر أربعين ليلة، وهو عنده أيضاً، وابن حبان وأحمد وابن ماجه والطبراني من هذا الوجه، لكن مرفوعاً، وقال: أربعين صباحاً، ولابن ماجه عن ابن عمر مرفوعاً: إقامة حد من حدود اللَّه خير من مطر أربعين ليلة، وقد بسطت الكلام عليه في تخريج أحاديث العادلين لأبي نُعيم.
859 -
حديث: لعن اللَّه الداخل فينا بغير نسب، والخارج منا بغير سبب، بيض له شيخنا، وشواهده ثابتة أوردت الكثير منها في "استجلاب ارتقاء الغرف".
860 -
حديث: لعن اللَّه سهيلاً فإنه كان عشاراً، يأتي في: هاروت
861 -
حديث: لعن اللَّه الراشي والمرتشي والرائش، أحمد بن منيع عن ابن عمرو وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف وثوبان وعائشة وأم سلمة وآخرين، والرائش هو السفير بينهما، وقد قال ابن مسعود: الرشوة في الحكم كفر، وهي في الناس سحت، رواه الطبراني وسنده صحيح.
862 -
حديث: لعن اللَّه المغني والمغني له، قال النووي: إنه لا يصح.
863 -
حديث: لعن اللَّه الكذاب ولو كان مازحاً، ما علمته في المرفوع، نعم في الأدب المفرد للبخاري من حديث أبي معمر عن عبد اللَّه بن مسعود قال: لا يصلح الكذب في جد ولا هزل، ولا أن يعد أحدكم ولده شيئاً ثم لا ينجز له، ولأبي داود في سننه عن محمد بن عجلان أن رجلاً من موالي عبد اللَّه بن عامر ابن ربيعة العدوي حدثه عن عبد اللَّه بن عامر أنه قال: دعتني أمي يوماً ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قاعد بيننا فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: وما أردت أن تعطيه، قالت: أعطيه تمراً، فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أما إنك لو لم تعطيه شيئاً كتبت عليك كذبة، وكذا أخرجه أحمد والبخاري في التاريخ، وابن سعد والطبراني والذهلي من طريق ابن عجلان وسموا المولى زياداً، وسنده حسن، لكن قال ابن سعد: قال محمد بن عمر يعني الواقدي: ما أدري هذا الحديث محفوظاً، هذا مع نقله عنه أنه يكون عند الوفاة النبوية ابن خمس سنين، ونحوه قول ابن منده: كان ابن خمس، وقيل: أربع، قال شيخنا: يحتمل أن تكون أمه أخبرته بذلك، فأرسله هو، انتهى. وقد اعتمد غير واحد هذا الحديث، فذكروا عبد اللَّه في الصحابة، وقال الترمذي: رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه حرفاً، وقال أبو حاتم الرازي: إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أمه وهو صغير، وقال ابن حبان في الصحابة: أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم في بيتهم وهو غلام. ولأبي يعلى من حديث واثلة عن أبي هريرة: دع الكذب وإن كنت مازحاً تكن أعبد الناس، ورواه أبو نُعيم من وجه آخر عن أبي هريرة.
864 -
حديث: لفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، البيهقي في
الشعب، والطبراني في الأوسط، وأبو بكر الآجري في فضل العلم، وأبو نُعيم في رياضة المتعلمين، والدارقطني في سننه، والقضاعي من حديث يزيد بن عياض عن صفوان بن سليم عن سفيان بن يسار عن أبي هريرة مرفوعاً به، في حديث لفظه: ما عبد اللَّه بشيء أفضل من فقه في دين، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، ولكل شيء عماد وعماد هذا الدين الفقه، وفي لفظ: لكل شيء دعامة ودعامة الإسلام الفقه في الدين، والفقيه أشد على الشيطان من ألف عابد، رواه البيهقي وقال: تفرد به أبو الربيع السمان عن أبي الزناد عن الأعرج عنه به مرفوعاً، وقال الطبراني: لم يروه عن صفوان إلا يزيد، وسنده ضعيف، وللعسكري من حديث الوليد بن مسلم حدثنا راشد بن جناح عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً: الفقيه الواحد أشد على إبليس من ألف عابد، ورواه الترمذي وقال: غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وابن ماجه، والبيهقي، ثلاثتهم من جهة الوليد بن مسلم فقال: عن روح بن جناح بدل راشد ولفظه: فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، وسنده ضعيف أيضاً، لكن يتأكد أحدهما بالآخر، وفي الديلمي بلا سند عن ابن مسعود رفعه: لعالم واحد أشد على إبليس من عشرين عابداً، وفي الباب عن ابن عمر عند الحكيم الترمذي في التاسع عشر، وعن أبي هريرة رفعه: فضل المؤمن العلم على المؤمن العابد سبعون درجة، أخرجه ابن عدي بسند ضعيف، ولأبي يعلى وابن عدي من رواية عبد اللَّه بن محرَّر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفعه: بين العالم والعابد مائة درجة بين كل درجتين خنصر الجواد المضمر سبعين سنة، وذكر ابن عبد البر في العلم أن ابن عون رواه عن ابن سيرين عن أبي هريرة فينظر من خرجه، وعن ابن عمرو بن العاص في الترغيب للأصفهاني، وعن أبي الدرداء مرفوعاً عند أصحاب السنن الأربعة بلفظ: فضل العالم على العابد كفضل القمر على البدر على سائر الكواكب، وعن عبد الرحمن ابن عوف نحوه أخرجه أبو يعلى
(1)
.
865 -
حديث: لكل بلوى عون، صحيح المعنى، فالصبر ينزل بقدر المصيبة، والمعونة بقدر المؤونة كما بينته في ارتياح الأكباد
(1)
وعن جابر رواه السهمي في تاريخ جرجان، والطوسي في أماليه من طريق محمد بن جعفر عن أبيه جعفر عن أبيه محمد بن علي عن جابر.
866 -
حديث: لكل حجرة، صحيح المعنى أيضاً، فأجرة المثل، ومهر المثل، وقيمة المثل، منظور إليها.
867 -
حديث: لكل زمان دولة ورجال، سيأتي في: لكل مقام مقال، وهو في معنى قوله تعالى:{وتلك الأيام نداولها بين الناس} .
868 -
حديث: لكل ساقطة لاقطة، هو من كلام السلف، وإليه يشير قوله تعالى:{ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} ، ولكن الجاري على الألسنة لا يقصد به هذا المعنى، وكثيراً ما يعلل به انتقاض الوضوء بمس العجوز الشوهاء، وتحريم رؤيتها، ونحو ذلك.
869 -
حديث: لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به، متفق عليه عن أنس به مرفوعاً.
870 -
حديث: لكل مقام مقال، الخطيب في الجامع عن أبي الدرداء، والخرائطي في المكارم، وابن عدي في الكامل، كلاهما عن أبي الطفيل موقوفاً، وزاد ابن عدي: لكل زمان رجال، ويروى عن عوف بن مالك: إن لكل زمان رجالاً، فخيارهم الذين يرجى خيرهم، ولا يخاف شرهم، وشرارهم يغني بضدهم، ولكل زمان نساء، فخيارهن الجوانيات، العفيفات، المتعففات، وشرارهن الزانيات، المسرفات، المترجلات.
871 -
حديث: للبيت رب يحميه، وهو من كلام عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم لأبرهة صاحب الفيل، لما سأله أن يرد عليه ماله، وقال له: سألتني مالك، ولم تسألني الرجوع عن قصد البيت أنه شرفكم فقال: إن، وذكره.
872 -
حديث: للخير معادن، هو في معنى: الناس معادن.
873 -
حديث: للسائل حق، وإن جاء على فَرَسٍ
[*]
، أحمد وأبو داود عن الحسين ابن علي به مرفوعاً، وسنده جيد كما قاله العراقي وتبعه غيره، وسكت عليه أبو داود لكن
[*](تعليق الشاملة): في المطبوع: «فرض»
قال ابن عبد البر: إنه ليس بقوي، انتهى. وهو من رواية فاطمة ابنة الحسين ابن علي، واختلف عليها فقيل: عنها عن أبيها عن علي، وقيل: بدون علي، وقيل: عنها عن جدتها فاطمة الكبرى، وهذه الرواية عند إسحاق بن راهويه، وعلى كل حال ففي الباب عن الهرماس عند الطبراني، وفيه عثمان بن فايد وهو ضعيف، وعن ابن عباس
(1)
، وعن زيد بن أسلم رفعه مرسلاً، بلفظ: أعطوا السائل ولو جاء على فرس، أخرجه مالك في الموطأ هكذا، ووصله ابن عدي من طريق عبد اللَّه بن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة، ولكن عبد اللَّه ضعيف، بل رواه ابن عدي أيضاً من طريق عمر بن يزيد المدائني عن عطاء عن أبي هريرة، وعمر ضعيف أيضاً، وللدارقطني في الأفراد من جهة الحسن بن علي الهاشمي عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً: لا يمنعن أحدكم السائل أن يعطيه، وإن كان في يده قلب من ذهب، وقال: تفرد به حسن عن الأعرج، وهو في مسند الفردوس أيضاً، وقد أورد ابن النجار في ترجمته محمد بن أحمد ابن بختيار من ذيله عن عبد اللَّه بن عمرو الرقي حدثني أبو عبد اللَّه، وكان من أعوان عمر بن عبد العزيز قال: أعطاني عمر بن عبد العزيز مالاً أقسمه بالرقة، وكتب إلى وابصة كتاباً أن يبعث معي بشُرط يكفون الناس عني، وقال: لا يقسم بينهم إلا على شاطئ نهر جار، فإني أخاف أن يعطشوا، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين إنك تبعثني إلى قوم لا أعرفهم وفيهم غني وفقير فقال: يا هذا كل من مد يده إليك فأعطه.
874 -
حديث: لما خلق اللَّه العقل، في: إن اللَّه لما خلق، من الهمزة.
875 -
حديث: لما غسلت النبي صلى الله عليه وسلم اقتصلت ماء محاجر عينيه فشربته فورثت علم الأولين والآخرين، يحكى عن علي، قال النووي: إنه ليس بصحيح.
876 -
حديث: لن يعجز اللَّه هذه الأمة من نصف يوم، أبو داود والطبراني في الشاميين من حديث جبير بن نفير عن أبي ثعلبة الخشني به مرفوعاً، وهو بمعناه عند أبي داود أيضاً عن سعد بن أبي وقاص.
877 -
حديث: لن يغلب عسر يسرين، الحاكم والبيهقي في الشعب، من طريق
(1)
رواه ابن عدي في الكامل.
عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن الحسن مرسلاً، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم وهو يضحك، وهو يقول: وذكره، بزيادة:"إن مع العسر يسرا" وهو عند الطبراني من طريق أبي ثور عن معمر، ورواه العسكري في الأمثال، وأخرجه ابن مردويه من طريق عطية عن جابر موصولاً وسنده ضعيف، وفي الباب عن ابن عباس من قوله، ذكره الفراء عن الكلبي عن أبي صالح عنه، وعن ابن مسعود موقوفاً أيضاً أخرجه عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن ميمون أبي حمزة عن إبراهيم عنه قال: لو كان العسر في جحر ضب لتبعه اليسر حتى يستخرجه، لن يغلب عسر يسرين، بل للطبراني عن ابن مسعود مرفوعاً: لو دخل العسر جحراً لدخل اليسر حتى يخرجه فيغلبه، فلا ينتظر الفقير إلا اليسر، ولا المبتلى إلا العافية، ولا المعافى إلا البلاء، ورواه ابن أبي الدنيا ومن طريقه البيهقي في الشعب من طريق شعبة عن معاوية بن قرة عمن حدثه عن ابن مسعود قال: لو أن العسر دخل في جحر لجاء اليسر حتى يدخل معه ثم قرأ {إن مع العسر يسراً} ، وكذا في الباب عن عمر موقوفاً، ذكره مالك في الموطأ عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب بلغه أن أبا عبيدة حصر بالشام، فذكر القصة وقال في الكتاب إليه: ولن يغلب عسر يسرين، ومن طريقه رواه الحاكم وهذا أصح طرقه، وأخرجه ابن أبي الدنيا ومن طريقه البيهقي في الشعب من طريق عبد اللَّه بن زيد بن أسلم عن أبيه أن أبا عبيدة حصر فكتب إليه عمر يقول: مهما ينزل بامرئ شدة يجعل اللَّه بعدها فرجاً، وإنه لن يغلب عسر يسرين، وإنه يقول {اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا اللَّه لعلكم تفلحون} ، وعن أنس مرفوعاً أخرجه البيهقي أيضاً من حديث حميد بن حماد أبي الجهم حدثنا عائذ بن شريح سمعت أنساً يقول: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالساً وحياله جحر فقال: لو جاء العسر فدخل هذا الجحر لجاء اليسر فدخل عليه فأخرجه، قال: فأنزل اللَّه تعالى {فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا} ، وقد صنف التنوخي وابن أبي الدنيا وغيرهما في الفرج بعد الشدة، ومما أورده ابن أبي الدنيا ومن طريقه البيهقي في الشعب من طريق إبراهيم ابن مسعود قال: كان رجل من تجار المدينة يختلف إلى جعفر بن محمد فيخالطه ويعرفه بحسن الحال فتغيرت حاله فجعل يشكو ذلك إلى جعفر فقال جعفر:
فلا تجزع وإن أعسرت يوماً
…
فقد أيسرت في الزمن الطويل
ولا تيأس فإن اليأس كفر
…
لعل اللَّه يغني عن قليل
ولا تظنن بربك سوء ظن
…
فإن اللَّه أولى بالجميل
قال: فخرجت من عنده، وأنا أغنى الناس، وعند البيهقي من طريق محمد بن حاتم أبي جعفر الكشي أن عبد اللَّه بن حميد قال لرجل تشكى إليه العسرة في أموره:
ألا أيها المرء الذي في عسرة أصبح
…
إذا اشتد بك الأمر فلا تنس ألم نشرح
878 -
حديث: لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة، البخاري في الفتن والمغازي من صحيحه من حديث الحسن البصري عن أبي بكرة قال: لقد نفعني اللَّه عز وجل بكلمة أيام الجمل: لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن فارساً ملكوا ابنة كسرى قال، وذكره، وهو عند ابن حبان والحاكم وأحمد مطول، ولفظ الحاكم: عصمني اللَّه بشيء سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن ملك ذي يزن توفي فولوا أمرهم امرأة، بل له طريق أخرى عند أحمد من حديث عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن عن أبيه عن أبي بكرة بلفظ: لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة
(1)
، وسيأتي من وجه آخر عن أبي بكرة بلفظ: هلكت الرجال، وعن سماك بن الفضل سمعت عروة ابن محمد بن عطية يقول: ما أبرم قوم قط أمراً فصدروا فيه عن رأي امرأة إلا بتروا.
879 -
حديث: لن ينفع حذر من قدر، في: الدعاء.
880 -
حديث: اللَّه ولي من سكت، في: فم ساكت.
881 -
حديث: لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون من قتل المسلم، لم أقف عليه بهذا اللفظ، ولكن في معناه ما عند الطبراني في الصغير عن أنس رفعه: من آذى مسلماً بغير حق فكأنما هدم بيت اللَّه، ونحوه من غير واحد من الصحابة أنه صلى الله عليه وسلم نظر إلى الكعبة فقال: لقد شرفك اللَّه وكرمك وعظمك، والمؤمن أعظم حرمة منك، وسيأتي في: المؤمن، وكذا حديث: ليس شيء أكرم على اللَّه من المؤمن، وقد أشبعت الكلام عليه فيما كتبته على الترمذي في: باب ما جاء في تعظيم المؤمن، قبيل
(1)
وللطبراني عن جابر بن سمرة مرفوعاً: لن يفلح قوم يملك رأيهم امرأة.
الطب. وفي الباب مما رواه النسائي من حديث بريدة مرفوعاً: قدر المؤمن أعظم عند اللَّه من زوال الدنيا، وابن ماجه من حديث البراء مرفوعاً: لزوال الدنيا أهون عند اللَّه من قتل مؤمن بغير حق، والنسائي من حديث عبد اللَّه بن عمرو رفعه مثله، لكن قال: من قتل رجل مسلم، ورواه الترمذي وقال: روي مرفوعاً وموقوفاً.
882 -
حديث: لولا عباد للّه ركع وصبية رضع وبهائم رتع لصب عليكم البلاء صباً، الطيالسي والطبراني وابن منده وأبي عدي وآخرون من حديث مالك بن عبيدة بن مسافع الديلي عن أبيه عن جده، وأبو يعلى من حديث أبي هريرة، كلاهما به مرفوعاً.
883 -
حديث: لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه اللَّه به، قال ابن تيمية: إنه كذب، ونحوه قول شيخنا: لا أصل له، قلت: ونحوه، من بلغه عن اللَّه شيء فيه فضيلة فعمل به إيماناً به ورجاء ثوابه أعطاه اللَّه ذلك وإن لم يكن كذلك، ولا يصح أيضاً كما بينته في آخره القول البديع، بل وسيأتي في: من بلغه، من الميم.
884 -
حديث: لو أن أهل العالم صانوه ووضعوه عند أهله لسادوا به في أهل زمانهم، الحديث. ابن ماجه عن ابن عمر به موقوفاً، ورواه البيهقي في الشعب من جهة نهشل عن الضحاك عن الأسود عن ابن مسعود من قوله أيضاً، بلفظ: لو أن أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله سادوا به أهل إيمانهم، أو قال: أهل زمانهم، ولكن بذلوه لأهل الدنيا لينالوا من دنياهم، فهانوا على أهلها، سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: من جعل الهم هماً واحداً هم آخرته كفاه اللَّه عز وجل ما همه من أمر دنياه، ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال اللَّه في أي أوديتها هلك، ومعناه في أبيات الجرجاني الشهيرة فإنه قال فيها:
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم
…
ولو عظموه في النفوس لعظما
885 -
حديث: لو أنكم توكلون على اللَّه حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً، وتروح بطاناً، أحمد والطيالسي في مسنديهما، والترمذي، وابن ماجه من حديث أبي تميم الجيشاني عن عمر به مرفوعاً، وصححه ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، وللعسكري
من جهة وهب بن منبه قال: سئل ابن عباس عن المتوكل فقال: الذي يحرث ويبذر بذره بين المدر، ومن طريق بن معاوية بن قرة قال: لقي عمر بن الخطاب ناساً من اليمن فقال: ما أنتم فقالوا: متوكلون، فقال: كذبتم أنتم متكلون، إنما المتوكل رجل ألقى حبه في الأرض وتوكل على اللَّه عز وجل، وقد صنف ابن خزيمة وابن أبي الدنيا وغيرهما في التوكل.
886 -
حديث: لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على اللَّه، الترمذي في تفسير سورة الحديد من جامعه من حديث الحسن عن أبي هريرة به مرفوعاً، وقال: إنه غريب، قال: ولم يسمع الحسن من أبي هريرة
(1)
قال: وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا: إنما هبط على علم اللَّه وقدرته وسلطانه، وعلم اللَّه وقدرته وسلطانه في كل مكان، وهو على العرش كما وصف في كتابه، انتهى بحروفه. وكذا قال شيخنا: معناه أن علم اللَّه يشمل جميع الأقطار، والتقدير لهبط على علم اللَّه، واللَّه سبحانه وتعالى منزه عن الحلول في الأماكن فإنه سبحانه وتعالى كان قبل أن تحدث الأماكن.
887 -
حديث: لو اغتسل اللوطي بماء البحر لم يجيء يوم القيامة إلا جنباً، أسنده الديلمي عن أنس به مرفوعاً، وهو عنده أيضاً من حديث أبي هريرة رفعه بلفظ: المتلوط لو اغتسل بكل قطرة تنزل من السماء على وجه الأرض إلى أن تقوم الساعة لما طهره اللَّه من نجاسته أو يتوب، وكل ما في معناه باطل.
888 -
حديث: لو يبغي جبل على جبل لدك الباغي، البخاري في الأدب المفرد حدثنا أبو نُعيم حدثنا فطر بن خليفة عن أبي يحيى القتات سمعت مجاهداً عن ابن عباس به موقوفاً، وهو عند البيهقي في الشعب من طريق الأعمش عن ابن يحيى القتات به، ورواه ابن مردويه عن طريق قطبة عن الأعمش به مرفوعاً، ومن طريق الثوري عن الأعمش موقوفاً، ورواه ابن المبارك في الزهد عن فطر عن أبي يحيى عن مجاهد مرسلاً، قال ابن أبي حاتم: اختلف فيه على أبي يحيى القتات، والموقوف أصح، وفي الباب عن ابن عمر عند ابن مردويه، وعن أنس عند ابن حبان في الضعفاء في ترجمة أحمد بن الفضل، وقال: إنه كان يضع الحديث
(1)
بل سمع من كما صرح به الحسن نفسه في أحاديث بأسانيد جياد، منها حديث في فضل سورة الدخان.
889 -
حديث: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، متفق عليه عن أنس به مرفوعاً، وفي الباب عن أبي هريرة وجماعة.
890 -
حديث: لو تعلم البهائم من الموت ما يعلم ابن آدم ما أكلتم منها سميناً، البيهقي في الشعب، والقضاعي من حديث أم صبية الجهنية به مرفوعاً، ورواه الديلمي من حديث أبي سعيد رفعه بلفظ: لو علمت البهائم من الموت ما علمتم ما أكلتم منها لحماً سميناً، وعنده بلا سند عن أنس رفعه: لو أن البهائم التي تأكلون لحومها علمت ما تريدون بها ما سمنت، وكيف تسمن أنت يا ابن آدم والموت أمامك.
891 -
حديث: لو تفتح عمل الشيطان، النسائي وابن ماجه والطحاوي من طريق محمد بن عجلان عن الأعرج عن أبي هريرة به مرفوعاً: المؤمن القوي خير وأحب إلى اللَّه من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن باللَّه ولا تعجز، فإن غلبك أمر فقل قدر اللَّه وما شاء فعل، وإياك واللو فإن اللو تفتح عمل الشيطان، وهو من هذا الوجه عند الطبري بلفظ: فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا ولكن قدر اللَّه وما شاء فعل، فإن لو مفتاح الشيطان، وأوله عنده احرص، دون ما قبله، وقد رواه هو والنسائي أيضاً من حديث فضيل بن سليمان عن ابن عجلان، فأدخل بينه وبين الأعرج أبا الزناد، وقال النسائي: فضيل ليس بالقوي، وأخرجاه أيضاً وكذا الطحاوي من طريق ابن المبارك عن ابن عجلان فجعل الواسطة ربيعة بن عثمان لا أبا الزناد، ورواه النسائي من وجه آخر عن ابن المبارك، فبين أنه سمعه من ربيعة، وحفظه من ابن عجلان عنه، وكذا أخرجه الطحاوي وقال: دلسه ابن عجلان عن الأعرج، وإنما سمعه من ربيعة، ثم رواه الثلاثة أيضاً، وكذا مسلم في صحيحه من طريق عبد اللَّه بن إدريس عن ربيعة بن عثمان فقال: عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج بدل ابن عجلان، فيحتمل أن يكون ربيعة سمعه من كل من ابن حبان وابن عجلان، إذ ابن المبارك حافظ كابن إدريس، ولفظ ابن إدريس: إياك ولو فإن لو من الشيطان، وما وقع عند بعض رواة مسلم بلفظ اللو بالتشديد قال القاضي عياض: المحفوظ خلافه، قال النووي مشيراً للجمع بين هذا الحديث وما ثبت من استعماله صلى الله عليه وسلم لو كقوله: لو سلك الناس وادياً، لو استقبلت من أمري
ما استدبرت: الظاهر أن النهي عن إطلاقها فيما لا فائدة فيه، وأما من قالها متأسفاً على ما فات من طاعة اللَّه تعالى أو ما هو متعذر عليه منها ونحو هذا فلا بأس به، وعليه يحمل أكثر الاستعمال الموجود في الأحاديث وفيه غير ذلك، وترجمة البخاري في التمني بما يجوز من اللو قد يشير لذلك، واللَّه الموفق.
892 -
حديث: لو صدق السائل ما أفلح من رده، وروي كما قال ابن عبد البر في الاستذكار، من جهة جعفر بن محمد عن أبيه عن جده به مرفوعاً، ومن جهة يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة رفعه أيضاً: لولا أن السؤال يكذبون ما أفلح من ردهم، وحديث عائشة عند القضاعي بلفظ: ما قدس، قال ابن عبد البر: وأسانيدها ليست بالقوية، وسبقه ابن المدائني فأدرجه في خمسة أحاديث قال: إنه لا أصل لها، وكذا رواه العقيلي في الضعفاء من حديث عائشة وابن عمر وقال: إنه لا يصح في هذا الباب شيء، وعند الطبراني بسند ضعيف أيضاً من حديث أبي أمامة مرفوعاً: لولا أن السائلين يكذبون ما أفلح من ردهم.
893 -
حديث: لو عاش إبراهيم لكان نبياً، قال النووي في ترجمة إبراهيم من تهذيبه: وأما ما روي عن بعض المتقدمين لو عاش إلى آخره فباطل وجسارة على الكلام على المغيبات ومجازفة وهجوم على عظيم، ونحوه قول ابن عبد البر في تمهيده: لا أدري ما هذا فقد ولد نوح عليه السلام غير نبي ولو لم يلد النبي إلا نبياً لكان كل أحد نبياً لأنهم من ولد نوح عليه السلام انتهى. قال شيخنا: ولا يلزم من الحديث المذكور ما ذكره لما لا يخفى، وكأنه سلف النووي، وقد قال شيخنا أيضاً عقب كلام النووي: إنه عجيب مع وروده عن ثلاثة من الصحابة قال: وكأنه لم يظهر له وجه تأويله فقال في إنكاره ما قال، وجوابه أن القضية الشرطية لا تستلزم الوقوع ولا يظن بالصحابة الهجوم على مثل هذا بالظن، قلت: والطرق الثلاثة أحدها: ما أخرجه ابن ماجه وغيره من حديث ابن عباس قال: لما مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن له مرضعاً في الجنة، ولو عاش لكان صديقاً نبياً، ولو عاش لأعتقت أخواله من القبط وما استرق قبطي، وفي سنده أبو شيبة إبراهيم بن عثمان الواسطي وهو ضعيف، ومن طريقه أخرجه ابن منده في المعرفة وقال: إنه غريب.
ثانيها: ما رواه إسماعيل السدي عن أنس قال: كان إبراهيم قد ملأ المهد ولو بقي لكان نبياً، لكن لم يكن ليبقى فإن نبيكم آخر الأنبياء، ثالثها: ما عند البخاري من طريق محمد بن بشر عن إسماعيل بن أبي خالد قال: قلت لعبد اللَّه بن أبي أوفى: رأيت إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مات صغيراً ولو قضي أن يكون بعد محمد نبي عاش ابنه إبراهيم ولكن لا نبي بعده، وأخرجه أحمد عن وكيع عن إسماعيل سمعت ابن أبي أوفى يقول: لو كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم نبي ما مات ابنه، قلت: وعزاه شيخنا للبخاري من حديث البراء فينظر، ولأحمد والترمذي وغيرهما عن عقبة بن عامر رفعه: لو كان بعدي نبي لكان عمر
(1)
، وفي الباب عن جماعة.
894 -
حديث: لو علمت البهائم، تقدم قريباً.
895 -
حديث: لو علم اللَّه في الخصيان خيراً لأخرج من أصلابهم ذرية توحد اللَّه، ولكن علم أن لا خير فيهم فأجبهم، الديلمي بلا سند عن ابن عباس به مرفوعاً، ولا يصح، وكذا كل ما ورد في هؤلاء من مدح وقدح باطل، وقد رأيت من نسب لشيخنا فيهم جزءاً فافترى، لكن قد قال الشافعي فيما أخرجه البيهقي في مناقبه: أربعة لا يعبأ اللَّه بهم يوم القيامة زهد خصي، وتقوى جندي، وأمانة امرأة، وعبادة صبي، وهو محمول على الغالب.
896 -
حديث: لو علم الناس رحمة اللَّه بالمسافر لأصبح الناس وهم على سفر إن المسافر ورحله على قلت إلا ما وقى اللَّه، والديلمي عن أبي هريرة مرفوعاً بلا سند
(2)
. وأورده ابن الأثير في النهاية بلفظ: إن المسافر وماله على قلت إلا ما وقى
(1)
وروى أبو القاسم الأزهري من طريق المعافي بن زكريا حدثنا ابن أبي الأزهر حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا إسماعيل بن صبيح حدثنا أبو إدريس حدثنا محمد بن المنكدر حدثنا جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لعلي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ولو كان لكنته.
(2)
أسنده السلفي في أخبار أبي العلاء المعري من طريق خيثمة بن سليمان الطرابلسي حدثنا أبو عتبة الشامي نا بشير بن زاذان الدارسي عن أبي علقمة عن أبي هريرة مرفوعاً به، قال الخليل ابن عبد الجبار - شيخ السلفي في السند وتلميذ المعري -: والقلت الهلاك، وذكر الحافظ في كتاب الوديعة من التلخيص الجبير: أن أبا منصور الديلمي أسنده في مسند الفردوس من غير طريق المعري عن أبي هريرة.
اللَّه، وقال: القلت الهلاك، وعند الديلمي أيضاً بسنده إلى أبي هريرة رفعه: لو يعلم الناس ما للمسافر لأصبحوا وهم على ظهر سفر، إنّ اللَّه بالمسافر لرحيم، وكلها ضعيفة.
897 -
حديث: لو كانت الدنيا تعدل عند اللَّه جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة، الترمذي من حديث عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بن سعد رفعه به، وقال: صحيح غريب من هذا الوجه، وهو من هذا الوجه عند الطبراني وأبي نُعيم ومن طريقهما أورده الضياء في المختارة، ورواه ابن ماجه والحاكم في مستدركه من طريق أبي يحيى زكريا بن منظور حدثنا أبو حازم به ولفظه: كنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة، فإذا هو بشاة ميتة شائلة برجلها، فقال: أترون هذه هينة على صاحبها، فوالذي نفسي بيده للدنيا أهون على اللَّه من هذه على صاحبها، ولو كانت الدنيا تزن عند اللَّه جناح بعوضة ما سقى كافراً منها قطرة أبداً، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وهو متعقب، فابن منظور ضعيف، ولو صحح الحديث
(1)
لكان متوجهاً، ففي الباب عن ابن عمر أخرجه القضاعي من حديث أبي جعفر محمد بن أحمد أبي عون حدثنا أبو منصور عن مالك عن نافع عنه رفعه بجملة، لو كانت الدنيا فقط. لكن بلفظ: شربة ماء، بدل: قطرة أبداً، وعن أبي هريرة أشار إليه الترمذي.
898 -
حديث: لو كانت الدنيا دماً عبيطاً كان قوت المؤمن منها حلالاً
[*]
، لا يعرف له إسناد، ولكن معناه صحيح، فإن اللَّه لم يحرم على المؤمن ما يضطر إليه من غير معصية.
899 -
حديث: لو كان الأرز رجلاً لكان حليماً، قال شيخنا: هو موضوع، وإن كان يجري على الألسنة مرفوعاً، وممن صرح بكونه باطلاً موضوعاً أبو عبد اللَّه ابن القيم في الهدي النبوي ولم أره في الطب النبوي لأبي نُعيم مع كثرة ما فيه من الأحاديث الواهية، قلت: ومن الباطل في الأرز ما عند الديلمي من رواية الحارث الأعور عن علي رفعه: الأرز في الطعام كالسيد في القوم، والكراث في البقول بمنزلة الخبز، وعائشة كالثريد وأنا كالملح في الطعام، وفيه يعقوب بن الحسن الفسوي راويه عن ابن وهب، وكذا ما عنده من حديث صهيب مرفوعاً بلفظ: سيد الطعام في الدنيا والآخرة
(1)
يعني أن الحديث صحيح باعتبار طرق أخرى، وإن كان سند الحاكم ضعيفاً.
[*](تعليق الشاملة): قال العجلوني «كشف الخفاء» (2/ 159):
والعبيط بالعين المهملة والموحدة، ففي القاموس لَحْمٌ ودَمٌ وزَعْفَرانٌ عَبيطٌ بَيِّنُ العُبْطَةِ، بالضم: طَرِيٌّ
وقال ابن الغرس: عبيطا هو بالعين المهملة أي طريا» ا هـ.
قال السيوطي «الحاوي للفتاوي» (1/ 461) عن قول نجم الدين «الذكر يقطع لقيمات الحرام» :
وما ذكره الشيخ جار على القواعد، ومحمله على لقيمات يسيرة كما أشار إليه الشيخ بقوله: لقيمات - بالتصغير - يأكلها الإنسان في وقت غلبة الحرام على الدنيا، كما في زماننا هذا، فإن ذلك يباح له من حيث الشرع، كما نص عليه ابن عبد السلام وغيره أنه لو عم الحرام الدنيا جاز للمسلم أن يأكل منه قدر القوت، كما يباح للمضطر أكل الميتة، وفي معناه قيل: لو كانت الدنيا دما عبيطا كان قوت المؤمن منها حلالا، ومع كونه مباحا من حيث الشرع فإنه يورث ظلمة في القلب {قل لا يستوي الخبيث والطيب} [المائدة: 100] فالذكر ينوره ويمحق تلك الظلمة كما أن الدواء يذهب الأخلاط المتولدة من الغذاء المذموم ويقطعها {إن الحسنات يذهبن السيئات} [هود: 114]» ا هـ
ونحوه ذكره الهيتمي في «الفتاوى الحديثية» (ص 119)
اللحم ثم الأرز، وقد تقدم في السين، وكذا من حديث أنس رفعه: نعم الدواء الأرز، وسيأتي في النون.
900 -
حديث: لو كان جريج فقهياً عالماً لعلم أن إجابة دعاء أمه أولى من عبادة ربه عز وجل، الحسن بن سفيان في مسنده، والترمذي في النوادر، وأبو نُعيم في المعرفة، والبيهقي في الشعب، كلهم من طريق الليث عن يزيد بن حوشب عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول، فذكره، وقال ابن منده: إنه غريب، تفرد به الحكم ابن الريان عن الليث، ومن شواهده ما عند أبي الشيخ عن طلق بن علي مرفوعاً: لو أدركت والدي أو أحدهما وقد افتتحت صلاة العشاء ودعتني أمي يا محمد لأجبتها لبيك، وفي لفظ عنده عن علي بن شيبان مرسلاً: لو دعاني والدي أو أحدهما وأنا في الصلاة لأجبته.
901 -
حديث: لو كان الصبر رجلاً كان كريماً، الطبراني والعسكري من حديث منصور عن مجاهد عن عائشة به مرفوعاً.
902 -
حديث: لو كان الفحش رجلاً لكان رجل سوء، الطيالسي عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: يا عائشة لو كان، وذكره، وهو من هذا الوجه عند الطبراني، والعسكري، وعند العسكري أيضاً من حديث عمران بن حنطان عن عائشة قالت: دخل يهودي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السام عليكم، فقال له: عليكم، فلما خرج قلت أما فهمت ما قال، فقال: وما رأيت ما رددت عليه يا عائشة، إن الرفق لو كان خلقاً لما رأى الناس خلقاً أحسن منه، وإن الخرق لو كان خلقاً لما رأى الناس أقبح منه، وعند مسلم وغيره من حديثها: يا عائشة عليك بالرفق فإنه لم يكن في شيء إلا زانه، وإياك والفحش، بل في الصحيحين عنها: إن شر الناس منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه، وقد استوفيت ما في المعنى فيما كتبته من تكملة شرح الترمذي.
903 -
حديث: لو كان لابن أدم واديان من مال لابتغى إليهما ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب اللَّه على من تاب، الشيخان
والترمذي وأبو عوانة وغيرهم بألفاظ متقاربة من حديث ابن شهاب، ومسلم وأبو عوانة من حديث قتادة، كلاهما عن أنس به مرفوعاً، واتفقا عليه أيضاً من حديث عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس، وانفرد به البخاري عن ابن الزبير، ومسلم عن أبي موسى، وفي حديث بعضهم أنه مما كان يقرأ في القرآن، وفي الباب عن جماعة بينتها في جزء.
904 -
حديث: لو كان المؤمن في جحر فأرة لقيض اللَّه له فيه من يؤذيه، ابن عدي والقضاعي من حديث عيسى بن عبد اللَّه بن محمد بن علي بن أبي طالب وهو متروك الحديث يروي الموضوعات عن أبيه عن جده عن علي به مرفوعاً، وللقضاعي من حديث ابن أخي ابن شهاب عن عمه عن أنس رفعه بلفظ: لو أن المؤمن في جحر ضب لقيض اللَّه إليه من يؤذيه، وهو من حديث أنس عند الطبراني في الأوسط والديلمي، بل عنده بلا سند أنس مرفوعاً: لو خلق المؤمن على رأس جبل لا بد له من منافق يؤذيه.
905 -
حديث: لولا الخليفي لأذنت، أبو الشيخ في الأذان له ثم البيهقي من حديث عمر أنه قال: وذكره، وفيه قصة، ولسعيد بن منصور من حديث قيس قال: قال عمر: لو أطيق مع الخليفي لأذنت، الشيخ ثم الديلمي من حديث أبي الوقاص عن عمر قال: لو كنت مؤذناً لكل أمري وما باليت أن لا أنتصب لقيام ليل ولا لصيام نهار، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: اللَّهم اغفر للمؤذنين اللَّهم اغفر للمؤذنين اللَّهم اغفر للمؤذنين، قلت: يا رسول اللَّه تركتنا ونحن نجتلد عن الأذان بالسيوف، فقال: كلا يا عمر إنه سيأتي زمان يتركون الأذان على ضعفائهم تلك لحوم حرمها اللَّه على النار لحوم المؤذنين انتهى، ومعنى المرفوع أيضاً روي في حديث ضعيف أيضاً، والخليفي بالكسر والتشديد والقصر الخلافة وهو وأمثاله من الأبنية كالرمتَّي والدليلي مصدر يدل على معنى الكثرة يريد كثر اجتهاده في ضبط مواد الخلافة وتصريف أعنتها.
906 -
حديث: لو لم تذنبوا لذهب اللَّه بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون
اللَّه فيغفر لهم، مسلم من حديث جعفر الجزري عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة به مرفوعاً: وأوله: والذي نفسي بيده لو لم، وذكره، ورواه أيضاً من حديث أبي صِرْمة عن أبي أيوب مرفوعاً بلفظ: لولا أنكم تذنبون لخلق اللَّه خلقاً يذنبون يغفر لهم، وفي لفظ له أيضاً: لو أنكم لم تكن لكم ذنوب يغفرها اللَّه لكم لجاء اللَّه بقوم لهم ذنوب يغفرها لهم، وللقضاعي من حديث زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً: لو لم تذنبوا لجاء اللَّه بقوم يذنبون فيغفر لهم ويدخلهم الجنة، وعنده أيضاً حديث آخر من طريق سلام بن أبي الصهباء عن ثابت عن أنس رفعه: لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أشد من ذلك، العجب العجب، وأخرجه البزار، وهذا عند الديلمي عن أنس وكذا عن أبي سعيد، قال الديريني: وإنما كان العجب أشد لأن العاصي معترف بنقصه فيرجى له العفو به، والمعجب مغرور بعمله فتوبته بعيدة انتهى، ويشير إليه {وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً} .
907 -
حديث: لو مد مسجدي هذا إلى صنعاء لكان مسجدي، مضى في: صلاة في مسجدي.
908 -
حديث: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان الناس لرجح إيمان أبي بكر، إسحاق بن راهويه والبيهقي في الشعب بسند صحيح عن عمر من قوله، وراويه عن عمر هذيل بن شرحبيل، وهو عند ابن المبارك في الزهد ومعاذ ابن المثنى في زيادات مسند مسدد، وكذا أخرجه ابن عدي في ترجمة عيسى ابن عبد اللَّه من كامله، وفي مسند الفردوس معاً من حديث ابن عمر مرفوعاً بلفظ: لو وضع إيمان أبي بكر على إيمان هذه الأمة لرجح بها، وفي سنده عيسى ابن عبد اللَّه بن سليمان وهو ضعيف، لكنه لم ينفرد به، فقد أخرجه ابن عدي أيضاً من طريق غيره: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجحهم، وله شاهد في السنن أيضاً عن أبي بكرة مرفوعاً: أن رجلاً قال: يا رسول اللَّه رأيت كأن ميزاناً أنزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت أنت، ثم وزن أبو بكر بمن بقي فرجح، الحديث
909 -
حديث: لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلا، لا أصل له في المرفوع، وإنما يؤثر عن بعض السلف، فللبيهقي في الشعب من طريق ثابت عن مطرف قال: لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه ما رجح أحدهما على صاحبه، ومن طريق الأصمعي قال: قال مطرف: لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه بميزان ما كان بينهما خيط شعرة، ومن طريق ابن عيينة عن شعبة قال: لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه ما زاد خوفه على رجاؤه، ولا رجاؤه على خوفه، ومعناه صحيح. وقد قال أبو علي الروذباري: الخوف والرجاء كجناحي الطائر إذا استويا استوى الطائر وتم طيرانه، وإذا انتقص واحد منهما وقع فيه النقص، وإذا ذهبا جميعاً صار الطائر في حد الموت، لذلك قيل: لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلا، وأخرجه البيهقي أيضاً، وفي التنزيل {يرجون رحمته ويخافون عذابه} .
910 -
حديث: لو يعلم الناس ما في الحلبة لاشتروها ولو بوزنها ذهباً، الطبراني في الكبير من حديث سليمان بن سلمة الخبائري حدثنا عتبة بن السكن الفزاري حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل مرفوعاً به، والخبائري كذاب، وهو عند ابن عدي في كامله، من حديث أحمد بن عبد الرحمن الملقب جحدر وهو ممن يسرق الحديث ثنا بقية عن ثور به، وقد قال الشافعي عن ابن عيينة رحمهما اللَّه: نظر إليَّ ابن الحر، وبي صفرة، فقال لي: عليك بالحلبة بالعسل، رواه البيهقي في مناقب الشافعي.
911 -
حديث: ليس الأعمى من عمي بصره، الأعمى من عميت بصيرته، البيهقي في الشعب والعسكري والديلمي من حديث يعلى بن الأشدق عن عبد اللَّه بن جراد به مرفوعاً، قال العسكري: البصيرة الاستبصار في الدين، يقال فلان حسن البصيرة، إذا كان بصيراً بدينه، ولما قال معاوية لعقيل بن أبي طالب: ما لكم يا بني هاشم تصابون بأبصاركم فقال: كما تصابون يا بني أمية ببصائركم، وفي الذكر جل منزله {لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر للناس} ، {فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} ، وروى البيهقي من جهة أبي علي البغدادي قال: ذكر أبو عبيد بن حربويه القاضي، منصور بن إسماعيل الفقيه فقال:
ذاك الأعمى، فأنشأ يقول:
ليس العمى أن لا ترى بل العمى
…
ألا تُرى مميزاً بين الصواب والخطأ
912 -
حديث: ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا بد له من معاشرته بد حتى يجعل اللَّه له من ذلك مخرجاً، الحاكم ومن طريقه الديلمي، من طريق عبد اللَّه بن إبراهيم الشيباني عن ابن المبارك حدثنا الحسن بن عمرو الفقيمي عن منذر الثوري عن محمد بن الحنفية رفعه به مرسلاً، وهو عند الحسن بن عرفة في جزئه عن ابن المبارك به لكن وقفه، ومن طريق ابن عرفة رواه الخطابي في آخر العزلة، وكذا رواه أبو الشيخ، ومن طريقه الديلمي، من طريق محمد بن حميد عن ابن المبارك، وأورده الحكيم الترمذي، ومن طريقه الديلمي، عن عمر بن زياد حدثنا ابن المبارك كذلك، وزاد قال ابن المبارك: لما سمعته صمت ذلك اليوم، وتصدقت بدينار، ولولا هذا الحديث ما جمعني اللَّه وإياكم على حديث، قال شيخنا: والموقوف هو المعروف، وقد علم له الديلمي في الهامش: أبو فاطمة الأيادي المصري
(1)
، وللمتنبي:
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى
…
عدواً له ما من صداقته بد
913 -
حديث: ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيراً أو نمى خيراً، متفق عليه من أم كلثوم ابنة عقبة به مرفوعاً.
914 -
حديث: ليس بين العبد والكفر إلا ترك الصلاة، مضى في: بين.
915 -
حديث: ليس الخبر كالمعاينة، أحمد وابن معين والطبراني والعسكري، من حديث أبي بشر جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بزيادة: إن اللَّه قال لموسى: إن قومك فعلوا كذا وكذا، فلما عاين ألقى الألواح، وفي لفظ: إن موسى أخبر أن قومه قد ضلوا من بعده فلم يلق الألواح، فلما رأى ما أحدثوا ألقى الألواح، وممن رواه عن أبي بشر هشيم فمرة بتمامه، ومرة اقتصر على لفظ الترجمة، كذلك رواه عنه أحمد وزياد بن أيوب والنضر بن طاهر والمأمون وأبو القاسم
(1)
يعني أنه مروي من حديث أبي فاطمة، لكن لم نقف عليه.
البغوي، وأورده الدارقطني في الأفراد من حديث غندر عن شعبة، والطبراني في الأوسط من حديث محمد بن عيسى الطباخ، كلاهما عن هشيم، وقال الدارقطني: تفرد به خلف بن سالم عن غندر عن شعبة، والطريق الثاني وارد عليه، وكذا رواه أبو عوانة عن أبي بشر مختصراً، أخرجه ابن حبان والعسكري أيضاً، وقد صحح هذا الحديث ابن حبان والحاكم وغيرهما، وقول ابن عدي: إن هشيماً لم يسمعه من أبي بشر وإنما سمعه من أبي عوانة عنه فدلسه، لا يمنع صحته، لا سيما وقد رواه الطبراني وابن عدي وأبو يعلى الخليلي في الارشاد من حديث تمامة عن أنس
(1)
، ومن هذا الوجه أيضاً أورده الضياء في المختارة، وفي لفظ: ليس المعاين كالمخبر، وأورده الدارقطني في الأفراد من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر، وقال: إنه باطل لا يصح عن عمرو ولا عن ابن عيينة، ولعله شبه على محمد بن ماهان يعني إذ رواه عن أبي مسلم المستملي وإبراهيم بن بشار، كلاهما عن ابن عيينة، انتهى. قال العسكري: وأراد صلى الله عليه وسلم أنه لا يهجم على قلب المخبر من الهلع بالأمر والاستفظاع له مثل ما يهجم على قلب المعاين، قال: وطعن بعض الملحدين في حديث موسى عليه السلام فقال: لم يصدق ما أخبره ربه، وليس في هذا ما يدل على أنه لم يصدق أو شك فيما أخبره، ولكن للعيان روعة هي أنكأ للقلب وأبعث لهلعه من المسموع، قال: ومن هذا قول إبراهيم عليه السلام {ولكن ليطمئن قلبي} أي بيقين النظر، لأن للمشاهدة والمعاينة حالاً ليست لغيره، وقد أخبر ابن دريد عن أبي حاتم أن أبا مليك
(2)
أحد فرسان بني يربوع لما قتلت بكر بن وائل ابنيه وأخبر بذلك ولم يشك فيه لم يظهر منه من الجزع مثل ما ظهر منه لما رآهما صريعين، فإنه ألقى بنفسه عن فرسه عليهما، وقد أيقن أنهما قتلا فما شك عند الخبر وغلبه الجزع عند المعاينة انتهى، وللّه در القائل:
ولكن للعيان لطيف معنى
…
من أجله سال المعاينة الكليم
وأنشده الحريري في معنى سماعك بالمعيدي خير من رؤيته، وقد أشار الإمام
(1)
ورواه السهمي في تاريخ جرجان من طريق شعبة عن قتادة عن أنس.
(2)
في نسخة بخط الداودي: أبا مليل، بالتصغير.
أبو عمرو بن الحاجب في مختصره الأصلي إلى هذا الحديث، وقال البدر الزركشي: ظن أكثر الشراح أنه ليس بحديث، زاد شيخنا في المجلس الثامن والخمسين بعد المائة من تخريجه: وأغفله ابن كثير وتنبه له السبكي.
916 -
حديث: ليس شيء أكرم على اللَّه من الدعاء، أبو داود وأبو يعلى والعسكري من حديث سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة مرفوعاً.
917 -
حديث: ليس شيء خيراً من ألف مثله إلا الإنسان، الطبراني والعسكري من جهة الأعمش عن عطية عن سلمان به مرفوعاً، وكذا أخرجه القضاعي من حديث محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان عن عبد اللَّه بن دينار عن ابن عمر به مرفوعاً، وهو عند الطبراني في الأوسط من حديث أسامة بن زيد
(1)
عن ابن دينار بلفظ: لا تعلم شيئاً خيراً من ألف مثله إلا الرجل المؤمن، وقال: لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد، ورواه العسكري من حديث محمد بن عبد اللَّه عن عطاء وأبي الزبير، كلاهما عن جابر مرفوعاً بلفظ: ما من شيء خير من ألف مثله؟ قيل: ما هو يا نبي اللَّه، قال: الرجل المسلم، وأخرجه أيضاً من حديث الأعمش عن إبراهيم رفعه مرسلاً، بلفظ: ليس شيء أفضل من ألف مثله إلا الإنسان، وعمر خير من ألف مثله، وفي الباب عن عمر، والحسن بن علي، وروى العسكري عن الأصمعي قال: قال الحسن: ما ظننت أن شيئاً يساوي ألفاً مثله حتى رأيت عباد بن الحصين ليلة كابل، وقد ثلم العدو في السور ثلمة فكأن يحرس ذلك الموضع ألف رجل، فانهزموا ليلة، وبقي عباد وحده يدافع عن ذلك الموضع إلى أن أصبح وما قدر عليه العدو، وأنشد ابن دريد لنفسه:
والناس ألف منهم كواحد
…
وواحد كالألف إن أمر عنا
918 -
حديث: ليس على أهل لا إله إلا اللَّه وحشة في قبورهم ولا في النشور، أبو يعلى والطبراني والبيهقي في الشعب بسند ضعيف عن ابن عمر.
919 -
حديث: ليس لعرق ظالم حق، أبو داود من حديث سعيد بن زيد
(1)
هو الليثي أبو زيد المدني، في توثيقه خلاف.
به مرفوعاً في حديث، ورواه النسائي والترمذي وأعله بالإرسال، وكذا رجح الدارقطني إرساله، واختلف فيه على رواية هشام بن عروة، فروى عنه عن عروة عن عائشة، أخرجه الطيالسي وغيره بلفظ: العباد عباد اللَّه، والبلاد بلاد اللَّه، فمن أحيي من موات الأرض شيئاً فهو له، وليس، وذكره، وفي سنده زمعة بن صالح، وهو ضعيف، وقيل: عن كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده، أخرجه ابن أبي شيبة، وإسحاق في مسنديهما، وعلقه البخاري فقال: ويروى عن عمرو ابن عوف، وقيل: عن الحسن عن سمرة أخرجه البيهقي، ورواه الطبراني من حديث عبادة وعبد اللَّه بن عمر، والعسكري من حديث ابن عمر، وقوله لعرق ظالم بالتنوين، وبه جزم الأزهري وابن فارس وغيرهما، وغلط الخطابي من رواه بالإضافة.
920 -
حديث: ليس الغنى عن كثرة العرض، في: الغنى.
921 -
حديث: ليس لفاسق غيبة، الطبراني وابن عدي في الكامل، والقضاعي من حديث جعدية بن يحيى عن العلاء بن بشر عن ابن عيينة عن بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه عن جده مرفوعاً به، وأخرجه الهروي في ذم الكلام له، وقال: إنه حسن، وليس كذلك، وقد قال ابن عدي: إنه معروف بالعلاء، ومنهم من قال: عنه عن الثوري وهو خطأ، وإنما هو ابن عيينة وهذا اللفظ غير معروف، وكذا قال الحاكم فيما نقله البيهقي في الشعب عنه عقب إيراده له: إنه غير صحيح ولا معتمد، قال الدارقطني: وابن عيينة لم يسمع من بهز، وللجارود بن يزيد عن بهز بهذا السند نحوه ولفظه: أترعون عن ذكر الفاجر اذكروه بما فيه يحذره الناس أخرجه أبو يعلى والترمذي الحكيم في الثامن والستين بعد المائة من نوادر الأصول له، والعقيلي، وابن عدي، وابن حبان، والطبراني، والبيهقي، وغيرهم، ولا يصح أيضاً، فالجارود ممن رمي بالكذب، وقال الدارقطني: هو من وضعه، ثم سرقه منه جماعة، منهم عمر بن الأزهر عن بهز، وسليمان بن عيسى عن الثوري عن بهز، وسليمان وعمر كذابان، وقد رواه معمر عن بهز أيضاً أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق عبد الوهاب أخي عبد الرزاق وهو كذاب، وقال الطبراني: لم يروه عن
معمر غيره كذا قال، وللحديث طريق أخرى عن عمر بن الخطاب رواه يوسف بن أبان حدثنا الأبرد بن حاتم أخبرني منهال السراج عن عمر، وبالجملة فقد قال العقيلي: إنه ليس لهذا الحديث أصل من حديث بهز ولا من حديث غيره ولا يتابع عليه من طريق يثبت، وقال الفلاس: إنه منكر، ولأبي الشيخ والبيهقي في السنن والشعب وغيرهما وكذا القضاعي، من حديث رواد بن الجراح عن أبي سعد الساعدي عن أنس رفعه: من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له، وقال البيهقي: إنه ليس بالقوي، ومرة: في إسناده ضعف، وأخرجه ابن عدي من رواية الربيع بن بدر عن أبان عن أنس، وإسناده أضعف من الأول، قال البيهقي: ولو صح فهو في الفاسق المعلن بفسقه، وأخرج في الشعب له بسند جيد عن الحسن أنه قال: ليس في أصحاب البدع غيبة، ومن طريق ابن عيينة أنه قال: ثلاثة ليست لهم غيبة الإمام الجائر، والفاسق المعلن بفسقه، والمبتدع الذي يدعو الناس إلى بدعته، ومن طريق زيد بن أسلم قال: إنما الغيبة لمن لم يعلن بالمعاصي، ومن طريق شعبة قال: الشكاية والتحذير ليستا من الغيبة، وقال عقبة: هذا صحيح، فقد يصيبه من جهة غيره أذى فيشكوه، ويحكي ما جرى عليه من الأذى فلا يكون ذلك حراماً، ولو صبر عليه كان أفضل، وقد يكون مزكياً في رواية الأخبار والشهادات فيخبر بما يعلمه من الراوي أو الشاهد، ليتقي خبره وشهادته فيكون ذلك مباحاً، واللَّه الموفق.
922 -
حديث: ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت، مسلم والطيالسي والترمذي والنسائي وآخرون منهم القضاعي من حديث شعبة عن قتادة عن مطرف بن عبد اللَّه بن الشخير عن أبيه قال: أتيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فسمعته يقرأ {ألهاكم التكاثر} قال: يقول ابن آدم مالي مالي وليس لك. وذكره.
923 -
حديث: ليس للمؤمن راحة دون لقاء ربه، محمد بن نصر في قيام الليل له، عن وهب بن منبه قوله، وفي المرفوع: إنما المستريح من غفر له.
924 -
حديث: ليس منا من لم يتغن بالقرآن، البخاري في أواخر التوحيد
من صحيحه من جهة ابن جريج عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة به مرفوعاً، قال البخاري: وزاد غيره يجهر به انتهى، وبذلك جزم الشافعي فإنه لما قيل له: إن معناه يستغني به، قال: إنما معناه يقرأ تحزيناً، وللبخاري من حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً: ما أذن اللَّه لشيء ما أذن للنبي أن يتغنى بالقرآن قال سفيان يعني ابن عيينة أحد من رواه عن الزهري: تفسيره يستغني به، ويشير إليه قوله تعالى {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم} .
925 -
حديث: ليس منا من لم يوقر كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ومن لم يعرف لعالمنا حقه، الترمذي عن عبد اللَّه بن عمرو، وأبو يعلى عن أنس، والعسكري عن عبادة، كلهم به مرفوعاً، وفي الباب عن جماعة منهم ابن عباس أخرجه القضاعي بلفظ: ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، بدل الجملة الأخيرة، ويروى عن سعيد ابن زون عن أنس قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يا أنس ارحم الصغير ووقر الكبير تكن من رفقائي
(1)
.
926 -
حديث: لي مع اللَّه وقت لا يسع فيه ملك مقرب، ولا نبي مرسل، يذكره المتصوفة كثيراً، وهو في رسالة القشيري لكن بلفظ: لي وقت لا يسعني فيه غير ربي، ويشبه أن يكون معنى ما للترمذي في الشمائل، ولابن راهويه في مسنده، عن علي في حديث طويل: كان صلى الله عليه وسلم إذا أتى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزءاً للّه تعالى، وجزءاً لأهله، وجزءاً لنفسه، ثم جزأ جزأه بينه وبين الناس.
927 -
حديث: ليس من خلق المؤمن الملق، القضاعي من حديث النعمان بن نعيم عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل به مرفوعاً
(1)
هو بعض من حديث طويل رواه أبو سعيد الكنجرودي في الكنجروديات، وسعيد ابن زون الثعلبي البصري هالك.
حرف الميم
928 -
حديث: ماء زمزم لما شرب له، ابن ماجه من حديث عبد اللَّه ابن المؤمل أنه سمع أبا الزبير يقول: سمعت جابراً يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فذكره، وكذا رواه أحمد من حديث ابن المؤمل بلفظ: لما شرب منه، وأخرجه الفاكهي في أخبار مكة من هذا الوجه أيضاً باللفظين، وسنده ضعيف، ولكن له شاهد عن ابن عباس أخرجه الدارقطني في سننه من حديث محمد بن حبيب الجارودي حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي نجيح عن مجاهد عنه رفعه به بزيادة: إن شربته تستشفي شفاك اللَّه، وإن شربته لشبعك أشبعك اللَّه، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه اللَّه هي هزمة جبريل وسقيا اللَّه إسماعيل، ورواه الحاكم من هذا الوجه وقال: إنه صحيح الإسناد إن سلم من الجارودي، انتهى. وهو صدوق إلا أنه تفرد عن ابن عيينة بوصله، ومثله إذا انفرد لا يحتج به، فكيف إذا خالف فقد رواه الحميدي وابن أبي عمر وغيرهما من الحفاظ كسعيد بن منصور عن ابن عيينة بدون ابن عباس فهو مرسل، وإن لم يصرح فيه أكثرهم بالرفع لكن مثله لا يقال بالرأي، وأحسن من هذا كله عند شيخنا ما أخرجه الفاكهي من رواية ابن إسحاق حدثني يحيى بن عباد عن عبد اللَّه بن الزبير عن أبيه قال: لما حج معاوية فحججنا معه، فلما طاف بالبيت صلى عند المقام ركعتين، ثم مر بزمزم وهو خارج إلى الصفا فقال: نزع لي منها دلو يا غلام، قال: فنزع له منه دلواً فأتى به فشرب وصب على وجهه ورأسه وهو يقول: زمزم شفاء، وهي لما شرب له، بل قال شيخنا: إنه حسن مع كونه موقوفاً، وأفرد فيه جزءاً، واستشهد له في موضع آخر بحديث أبي ذر رفعه: إنها طعام طعم وشفاء سقم، وأصله في مسلم وهذا اللفظ عند الطيالسي قال: ومرتبة هذا الحديث أنه باجتماع هذه الطرق يصلح للاحتجاج به، وقد جربه جماعة من الكبار فذكروا أنه صح، بل صححه من المتقدمين ابن عيينة، ومن المتأخرين الدمياطي في جزء جمعه فيه، والمنذري، وضعفه النووي، وفي الباب عن صفية مرفوعاً: ماء زمزم شفاء من كل داء، أخرجه الديلمي وعن ابن عمر وابن عمرو وإسناده كل من
الثلاثة واه، فلا عبرة بها والاعتماد على ما تقدم، ومن مآثره حديث ابن عباس مرفوعاً: التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق، أخرجه ابن ماجه والأزرقي في تاريخ مكة من حديث خالد بن كيسان عن ابن عباس، وله طريق أخرى من حديث عطاء، وابن أبي مليكة فرقهما كلاهما عن ابن عباس، أخرجه الطبراني في الكبير بلفظ: علامة بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم، بل حديث ثانيهما عند الدارقطني والبيهقي فسمياه عبد اللَّه، وفي رواية لثانيهما تسميته بعبد الرحمن، وفي ثالثة له أيضاً جعل بدله محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر يعني القرشي المخزومي، وفي رابعة له أيضاً لم يسم أحداً فقال عن جليس لابن عباس، والرابع من هذا الاختلاف أصح، فهو كذلك من جهة جماعة بعضهم عند ابن ماجه، وبعضهم عند البخاري في تاريخه الكبير بلفظ: إنه ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من ماء زمزم، وله عند الأزرقي طريق آخر من حديث رجل من الأنصار عن أبيه عن جده رفعه: علامة ما بيننا وبين المنافقين أن تدلوا دلوا من ماء زمزم فتضلع منها، ما استطاع منافق قط يتضلع منها، وهو حسن. وللأزرقي من حديث الضحاك بن مزاحم قال: بلغني أن التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق وأن ماءها يذهب بالصداع، والاطلاع فيها يجلو البصر. والكلام في استيفاء هذا المعنى يطول.
(تتمة) يذكر على بعض الألسنة أن فضيلته ما دام في محله فإذا نقل يتغير، وهو شيء لا أصل له، فقد كتب صلى الله عليه وسلم إلى سهيل بن عمرو إن وصل كتابي ليلاً فلا تصبحن أو نهاراً فلا تمسين حتى تبعث إلي بماء زمزم، وفيه أنه بعث له بمزادتين وكان حينئذ بالمدينة قبل أن يفتح مكة، وهو حديث حسن لشواهده، وكذا كانت عائشة رضي الله عنها تحمل وتخبر أنه صلى الله عليه وسلم كان يفعله وأنه كان يحمله في الأداوي والقرب فيصب منه على المرضى ويسقيهم، وكان ابن عباس إذا نزل به ضيف أتحفه بماء زمزم، وسئل عطاء عن حمله فقال: قد حمله النبي صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين رضي الله عنهما، وتكلمت على هذا في الأمالي.
929 -
حديث: ما أخاف على أمتي فتنة أخوف عليها من النساء والخمر، في: ما تركت
930 -
حديث: ما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة، أبو داود والترمذي وأبو يعلى والبزار من طريق عثمان بن واقد عن أبي نصيرة عن مولى لأبي بكر عنه به مرفوعاً، وقال الترمذي: إنه غريب، وليس إسناده بالقوي، وقال البزار: لا نحفظه إلا من حديث لأبي بكر بهذا الطريق، وأبو نصيرة وشيخه لا يعرفان، انتهى. وله شاهد عند الطبراني في الدعاء من حديث ابن عباس.
931 -
حديث: ما أضيف شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم، في: ما جمع قريباً.
932 -
حديث: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء، بعد النبيين امرأ أصدق لهجة من أبي ذر، أحمد والترمذي وابن ماجه والطبراني عن عبد اللَّه بن عمرو به مرفوعاً، وله شاهد عن أبي الدرداء، أخرجه العسكري بلفظ: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة من أبي ذر، وقد أورده مطولاً مع الكلام عليه في النكت على شرح الألفية الحديثية.
933 -
حديث: ما أعز اللَّه بجهل قط، ولا أذل بحلم قط، ولا نقصت صدقة من مال، الديلمي واللفظ له والقضاعي والعسكري، كلهم من حديث قيس بن كعب عن معن بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود رفعه، ولفظ القضاعي: ولا نقص مال من صدقة، وليست هذه الجملة عند العسكري، وعنده من جهة عبد اللَّه بن المعتز قال: سمعت المنتصر يقول: واللَّه ما عز ذو باطل، ولو اطلع القمر من جبينه، ولا ذل ذو حق، ولو اتفق العالم عليه.
934 -
حديث: ما أعلم ما خلف جداري هذا، قال شيخنا: لا أصل له، قلت: ولكنه قال في تلخيص تخريج الرافعي عند قوله في الخصائص، ويرى من وراء ظهره كما يرى من قدامه: هو في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس وغيره، والأحاديث الواردة في ذلك مقيدة بحالة الصلاة، وبذلك يجمع بينه وبين قوله لا أعلم ما وراء جداري، انتهى. وهذا مشعر بوروده، على أنه على تقدير وروده لا تنافي بينهما لعدم تواردهما على محل واحد، إذ الظاهر من الثاني أن معناه نفي علم المغيبات مما لا يعلم به، فإنه صلى الله عليه وسلم قد أخبر بمغيبات كثيرة كانت وتكون،
وحينئذ فهو نظير: لا أعلم إلا ما علمني اللَّه عز وجل، ولكن قد مشى ابن الملقن وقلده شيخنا على أن معناه نفي الرؤية من خلفه، ومع ذلك فلا تنافي بينهما أيضاً إن مشينا على ظاهر الأول في تقييده بالصلاة، لكونه فيها لا حائل بينه وبين المأمومين، وإن كان ابن الملقن لم ينظر لهذا بل جعل الأول مقيداً للثاني، والظاهر ما قلته، أما على قول مجاهد أن ذلك كان واقعاً في جميع أحواله صلى الله عليه وسلم فلا، على أن بعضهم زعم أن المراد بالأول خلق علم ضروري له بذلك، والمختار حمله على الحقيقة، ولذلك قال الزين ابن المنير: إنه لا حاجة إلى التأويل فإنه في معنى تعطيل لفظ الشارع من غير ضرورة، وقال القرطبي: إن حمله على ظاهره أولى لأن فيه زيادة في كرامة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن قيل: قد روي أنه صلى الله عليه وسلم ورد عليه وفد عبد القيس وفيهم غلام وضيء فأقعده وراء ظهره
(1)
فالجواب أنه مع كونه روي مسنداً ومرسلاً والحكم عليه بالنكارة، ومع ذلك قد فعله صلى الله عليه وسلم إن صح كما قال ابن الجوزي ليسن أو لأجل غيره، وقد أطلت الكلام على هذا الحديث في بعض الأجوبة.
935 -
حديث: ما أفلح صاحب عيال قط، الديلمي من حديث أيوب بن نوح المطوعي عن أبيه عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به مرفوعاً، وذكره ابن عدي في ترجمة أحمد بن سلمة الكوفي فقال: إن أحمد بن حفص السعدي حدث عنه عن أبي عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً بهذا، قال: وهو عن النبي منكر، إنما هو من كلام ابن عيينة قلت: وصح قوله صلى الله عليه وسلم: وأي رجل أعظم أجراً من رجل له عيال يقوم عليهم حتى يغنيهم اللَّه من فضله.
936 -
حديث: ما أكرم شاب شيخاً إلا قيض اللَّه له من يكرمه عند سنه، الترمذي من حديث يزيد بن بيان عن أبي الرحال عن أنس به مرفوعاً، وقال:
(1)
وقال: إذا كانت فتنة أخي داود من النظر، هذه بقية الحديث وهو حديث موضوع كما قال غير واحد منهم الحافظ.
غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد، قلت: هو وشيخه ضعيفان، وقد رواه حزم ابن أبي حزم القطعي عن الحسن البصري من قوله.
937 -
حديث: ما أنصف القارئ المصلي، قال شيخنا: لا أعرفه، ولكن يغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم: لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن، وهو صحيح من حديث البياضي في الموطأ وأبي داود وغيرهما، وقال في موضع آخر: لم يثبت لفظه، وثبت معناه، قلت: وحديث البياضي عند أبي عبيد في فضائل القرآن من جهة أبي حازم التمار عنه قال: خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على الناس وهم يصلون، وقد علت أصواتهم، فقال: إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن، ومن حديث الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير رفعه مرسلاً مثله، وللبيهقي في الشعب بسند ضعيف عن علي مرفوعاً: لا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة قبل العشاء وبعدها، وهو عند الغزالي في الإحياء بلفظ: بين المغرب والعشاء، وأخرجه أبو عبيد من حديث أبي إسحاق عن الحارث عن علي: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يرفع الرجل صوته بالقراءة في الصلاة قبل العشاء الآخرة وبعدها، يغلط أصحابه، ولأبي داود من حديث إسماعيل ابن أمية عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري قال: اعتكف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال: ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة، أو قال: في الصلاة، وأخرجه النسائي في فضائل القرآن من سننه أيضاً.
938 -
حديث: ما أهدى مسلم لأخيه هدية أفضل من كلمة حكمة، البيهقي في الشعب وأبو نُعيم والديلمي وآخرون من حديث عبد اللَّه بن عمرو به مرفوعاً.
939 -
حديث: ما أوذي أحد ما أوذيت في اللَّه عز وجل، أبو نُعيم في الحلية عن أنس به مرفوعاً، وأصله في البخاري.
940 -
حديث: ما اتخذ اللَّه من ولي جاهل، ولو اتخذه لعلمه، قال شيخنا:
ليس بثابت، ولكن معناه صحيح، والمراد بقوله: ولو اتخذه لعلمه، يعني لو أراد اتخاذه ولياً لعلمه، ثم اتخذه ولياً.
941 -
حديث: ما اجتمع الحلال والحرام إلا غلب الحرام الحلال، قال البيهقي: رواه جابر الجعفي عن الشعبي عن ابن مسعود، وفيه ضعف وانقطاع، وقال الزين العراقي في تخريج منهاج الأصول: إنه لا أصل له، وكذا أدرجه ابن مفلح في أول كتابه في الأصول فيما لا أصل له.
942 -
حديث: ما استفاد المؤمن بعد تقوى اللَّه خيراً من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، الحديث
(1)
، ابن ماجه والطبراني عن أبي أمامة، وسنده ضعيف، ولكن له شواهد تدل على أن له أصلاً.
943 -
حديث: ما بدئ بشيء يوم الأربعاء إلا تم، لم أقف له على أصل، ولكن ذكر برهان الإسلام في كتابه تعليم المتعلم عن شيخه المرغيناني صاحب الهداية في فقه الحنفية، أنه كان يوقف بداية السبق على يوم الأربعاء، وكان يروي في ذلك بحفظه ويقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما من شيء بدئ به يوم الأربعاء إلا وقد تم، قال: وهكذا كان يفعل أبي فيروي هذا الحديث بإسناده عن القوام أحمد بن عبد الرشيد، انتهى. ويعارضه حديث جابر مرفوعاً: يوم الأربعاء يوم نحس مستمر، أخرجه الطبراني في الأوسط، ونحوه ما يروى عن ابن عباس أنه لا أخذ فيه ولا عطاء، وكلها ضعيفة
(2)
، وبلغني عن بعض الصالحين ممن لقيناه أنه قال: شكت الأربعاء إلى اللَّه سبحانه تشاؤم الناس بها فمنحها أنه ما ابتدئ بشيء فيها إلا تم.
944 -
حديث: ما بعث اللَّه نبياً إلا عاش نصف ما عاش النبي قبله، أبو نُعيم
(1)
بقيته: وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله.
(2)
بل كل ما ورد في هذا المعنى باطل، كحديث "آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر" وانظر أحكام القرآن لابن العربي في الكلام على سورة فصلت.
في الحلية، والفسوي في مشيخته عن زيد بن أرقم به مرفوعاً، وسنده حسن لاعتضاده، لكن يعكر عليه ما ورد في عمر عيسى عليه السلام، نعم قد أخرج الطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات إلى محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان بن عفان وهو المعروف بالديباج عن أمه فاطمة ابنة الحسين بن علي أن عائشة كانت تقول: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة: إن جبريل كان يعارضه القرآن في كل عام مرة، وإنه عارضني بالقرآن العام مرتين، وأخبرني أنه أخبره أنه لم يكن نبي إلا عاش نصف عمر الذي كان قبله، وأخبرني أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة، ولا أراني إلا على رأس الستين، فبكت. الحديث
(1)
. ولأبي نُعيم عن ابن مسعود رفعه: يا فاطمة، إنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي قبله. الحديث.
945 -
حديث: ما بكيت من دهر إلا بكيت عليه، هو من كلام ابن عباس، فقد روينا في معجم ابن جميع من حديث السري بن إسماعيل عن الشعبي قال: كنت عند ابن عباس فجاء رجل فقال: يا أبا عباس، أما تعجب من عائشة تذم دهرها وتنشد قول لبيد: ذهب الذين يعاش في أكنافهم، وبقيت في خلف كجلد الأجرب، يتأكلون ملاُذْة ومشحّة، ويعاب قائلهم، وإن لم يشغب، فقال ابن عباس: لئن ذمت عائشة دهرها فقد ذمت عاد دهرها، وجد في خزانة عاد سهم كأطول ما يكون من رماحنا، عليه مكتوب وذكر الشعر، فقال ابن عباس: ما بكينا من دهر إلا بكينا عليه، وقوله: ملاذة من الملاذ الذي لا يصدق في مودته، ولأبي العتاهية من أبيات:
يا رب لم نبك من زمان
…
إلا بكينا على الزمان.
(1)
وهو حديث غريب كما قال ابن كثير، وحديث الترجمة لا يبلغ رتبة الحسن خلافاً للمؤلف، لأن طرقه واهية. والصحيح عند علماء الحديث وأهل الأخبار: أن عيسى رفع ابن ثلاث وثلاثين سنة، في ذلك صرح الحديث في سن أهل الجنة، وانظر كتابنا "إقامة البرهان على نزول عيسى في آخر الزمان" وكتابنا "عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى عليه السلام".
946 -
حديث: ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، متفق عليه عن أبي هريرة به مرفوعاً.
947 -
حديث: ما تبعد مصر عن حبيب، يأتي في: ما ضاق، معناه عن ذي النون المصري، ولفظه: ما بعد طريق أدى إلى صديق.
948 -
حديث: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء، متفق عليه عن أسامة بن زيد به مرفوعاً، وعند الديلمي بلا سند عن علي رفعه: ما أخاف على أمتي فتنة أخوف عليها من النساء والخمر.
949 -
حديث: ما ترك عبد شيئاً للَّه لا يتركه إلا له عوضه اللَّه منه ما هو خير له في دينه ودنياه، أبو نُعيم في الحلية من حديث عبد اللَّه بن سعيد الرقي عن أم فروة ابنة مروان عن أمها عاتكة ابنة بكار عن أبيها عن الزهري عن سالم عن أبيه مرفوعاً به، وقال: إنه غريب عن الزهري، لم نكتبه إلا من هذا الوجه، وله شواهد، منها ما عند التيمي في الترغيب له من حديث أُبيَّ بن كعب مرفوعاً، بلفظ: ما ترك عبد شيئاً لا يدعه إلا للَّه إلا آتاه اللَّه ما هو خير له منه، ولأحمد في مسنده من حديث قتادة وأبي الدهماء قالا: أتينا على رجل من أهل البادية فقلنا: هل سمعت من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شيئاً، قال: نعم سمعته يقول: إنك لن تدع شيئاً للَّه إلا أبدلك اللَّه به ما هو خير لك منه، وفي لفظ له أيضاً: إنك لن تدع شيئاً اتقاء اللَّه عز وجل إلا أعطاك اللَّه خيراً منه، ورجاله رجال الصحيح، وللطبراني وأبي الشيخ من حديث أبي أمامة مرفوعاً: من قدر على طمع من طمع الدنيا فأداه، ولو شاء لم يؤده زوجه اللَّه من الحور العين حيث شاء.
950 -
حديث: ما ترك القاتل على المقتول من ذنب، قال ابن كثير في تاريخه: إنه لا يعرف له أصلاً، ومعناه صحيح، يعني كما أخرجه ابن حبان عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ: إن السيف محاء للخطايا، وللعقيلي في ترجمة أصرم بن غياث من الضعفاء له من رواية أصرم عن عاصم الأحول عن أنس رفعه: لا يمر السيف بذنب إلا محاه، قال: ولا يتابع عليه، وليس له من حديث عاصم أصل يثبت، وقد روي
بغير هذا الإسناد بإسناد لين، وللبيهقي من حديث عتبة بن عبد السلمي في حديث مرفوع، أوله: القتلى ثلاثة، ففيه قوله في الرجل المؤمن المعترف على نفسه المقتول في الجهاد في سبيل اللَّه: إن السيف محاء للخطايا، وفي المنافق المقتول في الجهاد: إن السيف لا يمحو النفاق، ولأبي نُعيم والديلمي من حديث عائشة مرفوعاً: قتل الصِّبر لا يمر بذنب إلا محاه، ونحوه لسعيد بن منصور من حديث عمرو بن شعيب معضلاً: من قتل صبراً كان كفارة لخطاياه، بل رواه أبو الأحوص ومحمد بن الفضل بن عطية، كلاهما عن عبد العزيز بن رفيع عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه بلفظ: قتل الرجل صبراً كفارة لما كان قبله من الذنوب، لكن رواه صالح بن موسى الطلحي عن ابن رفيع فجعله عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال الدارقطني: والأول أشبه.
951 -
حديث: ما تعاظم على أحد مرتين، هو كلام لغير واحد من السلف، فروى الدينوري في حادي عشر وخامس عشر المجالسة عن الأصمعي قال: قال أعرابي: ما تاه على أحد قط مرتين، قيل: ولم ذاك؟ قال: لأنه إذا تاه عليَّ مرة لم أعد إليه، ومن جهته قال: قال رجل: ما رأيت ذا كبر قط إلا تحول داؤه فيَّ، يريد أني أتكبر عليه، ويروى عن الشافعي في هذا المعنى أيضاً.
952 -
حديث: ما جبل ولي للَّه إلا على السخاء وحسن الخلق، الديلمي عن عائشة به مرفوعاً، وسنده ضعيف، وهو عند الدارقطني في الأجود وأبي الشيخ وابن عدي، ولكن ليس عند أولهم: وحسن الخلق، ومن شواهده: حديث أنس مرفوعاً: إن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بصوم ولا صلاة، ولكن برحمة اللَّه وسخاء الأنفس والرحمة للمسلمين، ونحوه عن أبي سعيد، وكذا منها عن عمر رفعه: إن اللَّه بعث جبريل إلى إبراهيم، فقال له: يا إبراهيم إني لم أتخذك خليلاً على أنك أعبد عبادي، ولكن اطلعت على قلوب المؤمنين، فلم أجد قلباً أسخى من قلبك، وكلها مع ما في الباب في كتابي "الجواهر المجموعة".
953 -
حديث: ما جمع شيء إلى شيء أحسن من حلم إلى علم، العسكري
من حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي به مرفوعاً بزيادة: وأفضل الإيمان التحبب إلى الناس، ثلاث من لم تكن فيه فليس مني ولا من اللَّه: حلم يرد به جهل الجاهل، وحسن خلق يعيش به في الناس، وورع يحجزه عن معاصي اللَّه، وعنده أيضاً من حديث شبل بن عباد عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعاً: ما أوتي شيء إلى شيء أحسن من حلم إلى علم، وصاحب العلم غرثان إلى علم، ولأبي الشيخ عن أبي أمامة مرفوعاً: ما أضيف شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم.
954 -
حديث: ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، ولا عال من اقتصد، الطبراني في الصغير، ومن طريقه القضاعي من حديث عبد القدوس بن حبيب عن الحسن عن أنس به مرفوعاً، وقد تقدم: ما سعد أحد برأيه، ولا شقي عن مشورة، عن جابر وسهل مرفوعاً، وعن غيرهما من قوله، مع الإشارة لما في الباب أيضاً في: رأس العقل.
955 -
حديث: ما خلا جسد من حسد، لم أقف عليه بلفظه، ولكن معناه عند أبي موسى المديني في نزهة الحفاظ له من طريق خلف بن موسى العمي عن أبيه عن قتادة عن أنس رفعه: كل بني آدم حسود، وبعض أفضل في الحسد من بعض، ولا يضر حاسداً حسده ما لم يتكلم باللسان أو يعمل باليد، وسنده ضعيف، وهو عندنا أيضاً مسلسل بجماعة يسمون خلفاً في علوم الحديث للحاكم وبعلو في فوائد إسحاق الصابوني، ولابن أبي الدنيا في ذم الحسد له بسند ضعيف. وكذا أخرجه ابن أبي الدنيا أيضاً من وجه آخر مرسل ضعيف، وللطبراني من حديث حارثة بن النعمان نحوه، وقد بسطت الكلام عليه فيما كتبته من شرح الترمذي.
956 -
حديث: ما خلا قصير من حكمة، لم أقف عليه، نعم في ابن لال عن عائشة مرفوعاً: جعل الخير كله في الربعة، يعني المعتدل الذي ليس بالطويل ولا بالقصير، ويشهد له: خير الأمور أوساطها، وفي صفته صلى الله عليه وسلم: أطول من المربوع، وهو بين الطويل والقصير، يقال له رجل ربعة ومربوع، وعن الحسن بن علي رفعه: إن اللَّه جعل البهاء والهوج، أي الحمق في الطوال
957 -
حديث: ما خلا يهوديان بمسلم إلا هما بقتله، الثعلبي وابن مردويه وابن حبان في الضعفاء، من رواية يحيى بن عبيد اللَّه عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعاً، وفي رواية ابن حبان: يهودي، على الإفراد، وكذا أخرجه الديلمي في مسنده، ولفظه: ما خلا قط يهودي بمسلم إلا حدث نفسه بقتله. وقد تكلمت عليه في بعض الحوادث، وأوردت ما حكاه لي قاضي الحنابلة الأستاذ عز الدين الكتاني رحمه الله من واقعة له مع يهودي نؤيد ذلك.
958 -
حديث: ما رفع أحد أحداً فوق مقداره إلا واتضع عنده من قدره بأزيد، ليس هو في المرفوع، ولكن قد جاء نحوه عن الشافعي، ولفظه: ما أكرمت أحداً فوق مقداره إلا اتضع من قدري عنده بمقدار ما أكرمته به، رواه البيهقي في مناقبه من طريق علي بن إسماعيل بن طبا طباء العلوي عن أبيه عن الشافعي به، نعم مضى في حديث: أمرنا، في الهمزة: ومن رفع أخاه فوق قدره فقد اجتر عداوته، انتهى. وهو في اللئام غير الكرام أشد، وقد قال الشافعي: ثلاثة إن أكرمتهم أهانوك: المرأة، والعبد، والفلاح، وكذا روي مرفوعاً: لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين، كما لا تصلح الرياضة إلا في النجيب، أخرجه البزار عن عائشة، وقال: إنه منكر قلت: لكن قد قال الشافعي: إنه لا صنيعة عند ندل، ولا شكر للئيم، ولا وفاء لعبد.
959 -
حديث: ما رآه المسلمون حسناً فهو عند اللَّه حسن، أحمد في كتاب السنة، ووهم من عزاه للمسند
(1)
، من حديث أبي وائل عن ابن مسعود قال: إن اللَّه نظر في قلوب العباد فاختار محمداً صلى الله عليه وسلم، فبعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد فاختار له أصحاباً، فجعلهم أنصار دينه ووزراء نبيه، فما رآه المسلمون حسناً فهو عند اللَّه حسن، وما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند اللَّه قبيح، وهو موقوف حسن، وكذا أخرجه البزار والطيالسي والطبراني وأبو نُعيم في ترجمة ابن مسعود من الحلية، بل هو عند البيهقي في الاعتقاد من وجه آخر عن ابن مسعود.
960 -
حديث: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه، متفق عليه عن عائشة وابن عمر، وكلاهما به مرفوعاً، والضمير في أنه لجبريل، وفي سيورثه للجار، ونسبة التوريث إلى جبريل مجازية، والمراد أنه يخبرني عن اللَّه، بأن الجار يرث كأنه من شدة الوصية به نزله منزلة الوارث
(1)
بل هو في المسند أيضاً.
961 -
حديث: ما سعد أحد برأيه ولا شقي مع مشورة، مضى في: رأس العقل.
962 -
حديث: ما ضاق مجلس بمتحابين، الديلمي بلا سند عن أنس به مرفوعاً، وقد أخرجه البيهقي في الشعب من قول ذي النون المصري، ولفظه: ما بعد طريق أدى إلى صديق، ولا ضاق مكان من حبيب، وفي معناه: سم الخياط مع الأحباب ميدان، ولكن من آداب الجلوس ما قال سفيان أظنه الثوري: ينبغي أن يكون بين الرجلين في الصيف قدر ثلثي ذراع، انتهى. ومحل ذلك في غير الصلاة.
963 -
حديث: ما عاقبت من عصى اللَّه فيك بمثل أن تطيع اللَّه فيه
(1)
.
964 -
حديث: ما عال من اقتصد، في: الاقتصاد.
965 -
حديث: ما عبد اللَّه بشيء أفضل من جبر القلوب، لا أعرفه في المرفوع.
966 -
حديث: ما عدل من ولى ولده، لا أصل له، وقد كتبت فيه بعض الأجوبة شيئاً.
967 -
حديث: ما عز شيء بشيء إلا هان، هو معنى ما في البخاري وغيره عن أنس في ذكر العضباء، وقوله صلى الله عليه وسلم: حق على اللَّه أن لا يرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه.
968 -
حديث: ما عظمت نعمة اللَّه على عبد إلا عظمت مؤونة الناس عليه، فمن لم يحتمل تلك المؤونة فقد عرض تلك النعمة للزوال، البيهقي في الشعب، وأبو يعلى والعسكري، من حديث ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل به
(1)
بيض له المؤلف، وهو من كلام عمر، أخرج أبو القاسم الأصفهاني في الترغيب، والخطيب في المتفق والمفترق، بإسناد ضعيف عن يحيى بن سعيد بن المسيب قال: وضع عمر ثماني عشر كلمة حكم كلها، قال: ما عاقبت من عصى اللَّه فيك بمثل أن تطيع اللَّه فيه، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك، ولا تظن بكلمة خرجت من أخيك المسلم سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً، ومن تعرض للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن، وقد أوردتها كلها في تعليقاتي على كتاب "تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريقة الشاذلية" للحافظ السيوطي.
تعليق الشاملة: قال العجلوني «كشف الخفاء» (2/ 189): «لم يتكلم عليه في المقاصد مع أنه بيض له، وقال في التمييز: لم أره مرفوعا ومعناه صحيح انتهى» ا. هـ
وأثر عمر رضي الله عنه، أخرجه الخطيب في «المتفق والمفترق» (1/ 305)، عن سعيد بن المسيب قال: وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه للناس ثمان عشرة كلمة حكم كلها قال:
(1)
ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن يطيع الله فيه
(2)
وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك منه ما يغلبك
(3)
ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرا وأنت تجد لها في الخير محملا
(4)
ومن عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن
(5)
ومن كتم شره كانت الخبرة في يده
(6)
وعليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم فإنه زينة في الرخاء وعدة في البلاء
(7)
وعليك بالصدق وإن قتلك
(8)
ولا تعرض فيما لا يعني
(9)
ولا تسئل عما لم يكن فإن فيما كان شغلا عما لم يكن
(10)
ولا تطلبن حاجتك إلى من لا يحب نجاحها لك
(11)
ولا تهاون بالحلف الكاذب فتهلك
(12)
ولا تصحب الفجار لتعلم من فجورهم
(13)
واعتزل عدوك واحذر صديقك إلا الأمين
(14)
ولا أمين إلا من خشي الله
(15)
وتخشع عند القبور وذل عند الطاعة
(16)
واستعصم عند المصيبة
(17)
واستشر في أمرك الذين يخشون الله
(18)
فإن الله يقول {إنما يخشى الله من عباده العلماء}
مرفوعاً، ورواه البيهقي أيضاً بإثبات مالك
(1)
بن يخَامر بين خالد ومعاذ، وللطبراني والبيهقي من حديث الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن ابن عمر رفعه: إن للَّه أقواماً اختصهم بالنعم لمنافع العباد، يقرهم فيها ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم، وقيل: بإدخال نافع بين عبدة وابن عمر
(2)
، ورواه البيهقي من حديث الأوزاعي عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعاً: ما من عبد أنعم اللَّه عليه نعمة فأسبغها عليه إلا جعل اللَّه إليه شيئاً من حوائج الناس، فإن تبرم بهم فقد عرض تلك النعمة للزوال، وبعضها يؤكد بعضاً، وعن الفضيل بن عياض
(3)
قال: أما علمتم أن حاجة الناس إليكم نعمة من اللَّه عليكم، فاحذروا أن تملوا النعم فتصير نقماً، أخرجه البيهقي.
969 -
حديث: ما عمل أفضل من إشباع كبد جائعة، الديلمي عن أنس به مرفوعاً.
970 -
حديث: ما فضلكم أبو بكر بفضل صوم ولا صلاة، ولكن بشيء وقر في قلبه، ذكره الغزالي، وقال العراقي: لم أجده مرفوعاً، وهو عند الحكيم الترمذي في نوادر الأصول من قول بكر بن عبد اللَّه المزني.
971 -
حديث: ما قبض اللَّه نبياً إلا في الموضع الذي يجب أن يدفن فيه، الترمذي وأبو يعلى عن عائشة، وأحمد بن منيع عن أبي بكر، كلاهما به مرفوعاً.
972 -
حديث: ما قبل حج امرئ إلا رفع حصاه، الديلمي عن ابن عمر به مرفوعاً، وكذا رواه الأزرقي في تاريخ مكة عن ابن عمرو أبي سعيد أيضاً، وعنده أيضاً بسنده إلى ابن خثيم قال: قلت لأبي الطفيل: هذه الجمار ترمى في الجاهلية والإسلام، كيف لا تكون هضاباً تسد الطريق، قال: سألت عنها ابن عباس فقال: إن اللَّه عز وجل وكل بها
(1)
وهو أصح، لأن خالداً لم يلق معاذاً.
(2)
وهو من المزيد في متصل الأسانيد، لأن عبدة لقي ابن عمر بالشام، قاله أحمد.
(3)
أحد أئمة الحديث والصوفية، روى عنه الثوري وابن عيينة وابن المبارك والأئمة قال هارون الرشيد: ما رأيت في العلماء أهيب من مالك، ولا أورع من الفضيل.
ملكاً، فما تقبل منه رفع، وما لم يتقبل منه ترك، قال شيخنا: وأنا شاهدت من ذلك العجب، كنت أتأمل فأراهم يرمون كثيراً، ولا أرى يسقط منه إلى الأرض إلا شيء يسير جداً، قلت: وكذا نقل المحب الطبري في شرح التنبيه عن شيخه بشير التبريزي شيخ الحرم ومفتيه: أنه شاهد ارتفاع الحجر عياناً، واستدل بذلك المحب على صحة الوارد في ذلك، وهو أحد الآيات الخمس التي بمنى أيام الحج: اتساعاً للحجيج مع ضيقها في الأعين، وكون الحدأة لا تخطف بها اللحوم، وكون الذباب لا يقع في الطعام، وإن كان لا ينفك عنه في الغالب كالعسل وشبهه، وقلة البعوض بها، كما بسط ذلك التقي الفاسي في شفاء الغرام.
973 -
حديث: ما قدر يكن، في: لا يكثر همك، وفي: لو تفتح عمل الشيطان.
974 -
حديث: ما قل وكفى خير مما كثر وألهى، أبو يعلى والنسائي
(1)
، والعسكري من حديث عمارة بن غزية عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو على هذه الأعواد، وذكره، وفي الباب عن عيبة بن عامر أخرجه الديلمي في حديث أوله: أما بعد، فإن أصدق الحديث
(2)
، وعن أبي أمامة الثعلبي
(3)
، أخرجه العسكري في قصة ثعلبة بن حاطب، ولفظه: ويحك يا ثعلبة، قليل تطيق شكره خير من كثير لا تؤدي حقه، أو قال: لا تطيقه.
975 -
حديث: ما كثر أذان بلدة إلا قل بردها، الديلمي بلا سند عن علي.
976 -
حديث: ماكسوا الباعة، في: حاكوا
(1)
كذا في الهندية خطأ، فالنسائي لم يرو هذا الحديث، وفي الباب عن ثوبان رواه القضاعي في مسند الشهاب، وعن أبي الدرداء في حديث: اللَّهم أعط منفقاً خلفاً الخ، رواه الطيالسي وأحمد والحاكم في المستدرك.
(2)
وتقدمت الإشارة إليه في: رأس الحكمة مخافة اللَّه.
(3)
كذا في الهندية خطأ، والصواب: الباهلي، والصواب أيضاً في ثعلبة أنه ابن أبي حاطب، وحديث ثعلبة هذا واهٍ.
977 -
حديث: ما كل مرة تسلم الجرة، وقع في شعر المبرد:
أقول للنفس وأعتبتها
…
على التصابي مائتي مرة
يا نفس صبراً عن طلاب الهوى
…
ما كل مرة تسلم الجرة
978 -
حديث: ما المعطي من سعة بأعظم أجراً من الآخذ من حاجة، ابن حبان في الضعفاء، والطبراني في الأوسط، وأبو نُعيم في الحلية، عن أنس به مرفوعاً، وهو عند الطبراني في الكبير، من حديث مجاهد عن ابن عمر بسند ضعيف أيضاً، وبه يتأيد من ذهب إلى أن اليد العليا - خير من اليد السفلى - هي الآخذة، لا سيما وسيطوف الرجل بصدقته فلا يجد إلا غنياً لا يسقط به أداء الفرض
(1)
عنه، ولكن الجمهور على خلافه.
979 -
حديث: ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة، قالوا: وإياك يا رسول اللَّه، قال: وإياي، لكن اللَّه أعانني عليه فأسلم، البخاري عن ابن مسعود به مرفوعاً، وذكر الزركشي مما في معناه أحاديث كثيرة في الباب الأخير من كتابه.
980 -
حديث: ما من أحد من أصحابي يموت بأرض إلا بعث قائداً يعني لأهلها أو نوراً يوم القيامة، الترمذي عن بريدة به مرفوعاً، ولفظه: من مات من أصحابي بأرض، كان نورهم وقائدهم يوم القيامة
(2)
981 -
حديث: ما من رمانة من رمانكم هذا إلا وهي تلقح بحبة من رمان الجنة، الديلمي وابن عدي في كامله، عن ابن عباس به مرفوعاً، وسنده ضعيف، كما قاله الذهبي في ترجمة محمد بن الوليد بن أبان أبي جعفر القلانسي، راويه عن أبي عاصم عن ابن جريج عن ابن عجلان عن أبيه عن ابن عباس به مرفوعاً
(1)
وذلك في أيام المهدي وعيسى عليهما السلام، حسبما جاء في الأحاديث المتواترة، التي أنكرها المبتدعة، أعداء السنة في هذا العصر، كما أنكروا غير هذا من السنن النبوية، جرياً على أهوائهم الضالة، وتقليداً للجاهلين بهذا العلم النبوي الشريف. أرغم اللَّه أنوفهم.
(2)
وضعفه الترمذي.
982 -
حديث: ما من طامة إلا وفوقها طامة، في: البلاء موكل بالقول.
983 -
حديث: ما من عالم أتى صاحب سلطان طوعاً إلا كان شريكه في كل لون يعذب به في نار جهنم، الديلمي عن معاذ بن جبل به مرفوعاً، ولا يصح، ولكن قد ورد في تنفير العالم من إتيانهم أشياء سيأتي بعضها في: نعم.
984 -
حديث: ما من مسلم يسلم علي إلا رد اللَّه علي روحي حتى أرد عليه، أحمد وأبو داود عن أبي هريرة به مرفوعاً، وهو صحيح، وفي توجيه معناه أوجه بينتها في القول البديع.
985 -
حديث: ما من نبي نبئ إلا بعد الأربعين، قال ابن الجوزي: إنه موضوع، لأن عيسى عليه السلام نبئ ورفع إلى السماء وهو ابن ثلاثة وثلاثين سنة، فاشتراط الأربعين في حق الأنبياء ليس بشيء، كذا قال، وما قدمناه في حديث: ما بعث اللَّه نبياً يرد عليه
(1)
.
986 -
حديث: ما نزعت الرحمة إلا من شقي، الحاكم في مستدركه، والقضاعي واللفظ له، كلاهما من حديث منصور عن أبي عثمان عن أبي هريرة به مرفوعاً، وهو عند البخاري في الأدب المفرد، وأبي داود، والترمذي، من حديث شعبة عن منصور به، وقال الترمذي: إنه حسن، وقال الحاكم: إنه صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأبو عثمان هذا هو مولى المغيرة، وليس بالنهدي، ولو كان النهدي لحكمت به على شرطهما.
987 -
حديث: مانع الزكاة يوم القيامة في النار، الطبراني في الصغير عن أنس به مرفوعاً.
988 -
حديث: ما نقص مال من صدقة، القضاعي من حديث منصور عن يونس عن أبي سلمة مرفوعاً بزيادة: ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده اللَّه بها
(1)
كلا لا يرد عليه، لأنه حديث ضعيف الإسناد يخالف للواقع الثابت في عمر عيسى عليه السلام، وللقرآن أيضاً، قال تعالى في يحيى {وآتيناه الحكم صبياً} ، بل قال ابن عباس: ما نبئ نبي إلا وهو شاب، ولا أوتي عالم علماً إلا وهو شاب، نعم أغلب الأنبياء نبئ بعد الأربعين لكن لا يشترط.
تعليق الشاملة: قال العجلوني «كشف الخفاء» (2/ 194):
وقال أيضا «كشف الخفاء» (2/ 157):
عزاً، وعند الديلمي من حديث أبي هريرة مرفوعاً، والذي نفس محمد بيده لا ينقص مال من صدقة، وعزاه لمسلم وأبي يعلى والطبراني، ولفظ مسلم من جهة إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعاً، إنما هو: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد اللَّه عبد إلا عزاً، وما تواضع أحد للَّه إلا رفعه اللَّه، وكذا هو عند الترمذي من حديث عبد العزيز بن محمد بن العلاء، وقال: إنه حسن صحيح، انتهى. وممن رواه عن العلاء حفص بن ميسرة وشعبة ومحمد بن جعفر، وهكذا رواه مالك عنه، لكن وقفه.
989 -
حديث: ما وقى به المرء عرضه فهو له صدقة، العسكري والقضاعي من حديث عبد الحميد بن الحسين بن الحسن الهلالي عن محمد بن المنكدر عن جابر به مرفوعاً، زاد القضاعي: وما أنفق الرجل على أهله ونفسه كتب له بصدقة، فقلت لمحمد ابن المنكدر: وما معنى ما وقى المرء به عرضه؟ فقال: أن يعطى الشاعر أو ذا اللسان المتقي، ولم ينفرد به عبد الحميد، فقد رواه القضاعي أيضاً من طريق مسور بن الصلت المزني عن ابن المنكدر به، ولفظه: كتب له به صدقة.
990 -
حديث: ما وسعني سمائي ولا أرضي، ولكني وسعني قلب عبدي المؤمن، ذكره الغزالي في الإحياء بلفظ: قال اللَّه لم يسعني، وذكره بلفظ: ووسعني قلب عبدي المؤمن اللين الوادع، وقال مخرجه العراقي: لم أر له أصلاً، وكذا قال ابن تيمية: هو مذكور في الإسرائيليات، وليس له إسناد معروف عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومعناه: وسع قلبه الإيمان بي ومحبتي ومعرفتي وإلا فمن قال إن اللَّه تعالى يحل في قلوب الناس، فهو أكفر من النصارى الذين خصوا ذلك بالمسيح وحده. وكأنه أشار بما في الإسرائيليات إلى ما أخرجه أحمد في الزهد عن وهب بن منبه قال: إن اللَّه فتح السماوات لحزقيل حتى نظر إلى العرش فقال حزقيل: سبحانك ما أعظمك يا رب، فقال اللَّه تعالى: إن السماوات والعرش ضعفن عن أن يسعنني، ووسعني قلب المؤمن الوادع اللين. ورأيت بخط ابن الزركشي: سمعت بعض أهل العلم يقول هذا، يعني حديث الترجمة حديث باطل، وهو من وضع الملاحدة، وأكثر ما يرويه المتكلم على رؤوس العوام علي بن
(1)
وفا لمقاصد يقصدها
(1)
كلا، بل القطب علي وفا المالكي الشاذلي أحد الأفراد في الولاية وعلوم الحقائق وجميع الطاعنين عليه لم يوفقوا لفهم مغزى كلامه، لعلو كعبه وبعد مرامه.
ويقول عند الوجد والرقص: طوفوا ببيت ربكم، قلت: قد روى الطبراني من حديث أبي عنَبة الخولاني رفعه: إن للَّه آنية من أهل الأرض، وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين، وأحبها إليه ألينها وأرقها، وفي سنده بقية بن الوليد، وهو مدلس، ولكنه صرح بالتحديث.
991 -
حديث: ما لا يجيء من القلب عنايته صعبة، لا أعرفه
(1)
حديثاً، وقد أنشد أبو النواس حين جلس إليه أبو العتاهية وبالغ في وعظه بحيث أبرمه:
لا زجر للأنفس عن غيها
…
ما لم يكن منها لها زاجر
قال أبو العتاهية: فوددت أن لو كان لي بجميع ما قلته من شعري.
992 -
حديث: ما يبعد مصر عن حبيب، قد سبق في: ما ضاق، معناه عن ذي النون المصري ولفظه: ما بعد طريق أدى إلى حبيب، بل سبق في: ما تبعد، بالمثناة الفوقانية أيضاً.
993 -
حديث: المتشبع، في: من تشبع.
994 -
حديث: المتلوط لو اغتسل بكل قطرة تنزل من السماء على وجه الأرض إلى أن تقوم الساعة لما طهره اللَّه من نجاسته أو يتوب، مضى في: لو اغتسل.
995 -
حديث: مت مسلماً ولا تبال، لا أعلمه بهذا اللفظ، والأحاديث في أن من مات لا يشرك باللَّه شيئاً دخل الجنة كثيرة
(2)
، منها للشيخين عن ابن مسعود، ومنها لمسلم عن عثمان: وهو يشهد أن لا إله إلا اللَّه.
996 -
حديث: مثل أصحابي في أمتي كالملح في الطعام، ولا يصلح الطعام إلا بالملح، ابن المبارك في الزهد عن إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن البصري عن أنس به مرفوعاً، وكذا أخرجه البغوي في شرح السنة من هذا الوجه، وإسماعيل ضعيف، وقد تفرد به عن الحسن.
997 -
حديث: مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره، الترمذي
(1)
روى الترمذي عن أم سلمة مرفوعاً إذا أراد اللَّه بعبد خيراً جعل له واعظاً من قلبه.
(2)
بلغت حد التواتر المقطوع به، وضل المعتزلة بإنكارها لبعدهم عن السنة.
من حديث حماد بن يحيى الأبح، وأبو يعلى في مسنده من حديث يوسف الصفار، كلاهما عن ثابت البناني عن أنس به مرفوعاً، وذكره الدارقطني في سنده حديث مالك من رواية هشام بن عبد اللَّه عن مالك عن الزهري عن أنس به، وكذا أورده أبو الحسن ابن القطان صاحب ابن ماجه في العلل له من حديث هشام وقال: إنه تفرد به، ولا نعلم له علة، وأخرجه الخطيب أيضاً في الرواة عن مالك له كذلك، وقال: إنه غريب جداً من حديث مالك، تفرد به هشام، يعني عنه ولم يتابع عليه، وله شاهد عن عمر بن ياسر أخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث عبيد بن سلمان الأغر عن أبيه عنه مرفوعاً به، وفي لفظ عند الطبراني في الكبير من حديث عمار: مثل أمتي كالمطر يجعل اللَّه في أوله خيراً وفي آخره خيراً. وفي الباب أيضاً عن عمران بن حصين
(1)
، أخرجه البزار بسند حسن، وقال: إنه لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد أحسن من هذا، وعن ابن عمر عند الطبراني، وعن عبد اللَّه بن عمرو عند الطبراني أيضاً، وأشار إليه ابن عبد البر، وقال: إن الحديث حسن، وقول النووي في فتاويه: إنه ضعيف متعقب، ولابن عساكر في تاريخه من جهة ابن أبي مليكة عن عمرو بن عثمان رفعه مرسلاً: أمتي أمة مباركة لا يدرى أولها خير أو آخرها.
998 -
حديث: مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد لا يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه أو تجد ريحه، وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحاً خبيثة، متفق عليه عن أبي موسى مرفوعاً به، وأخرجه العسكري وأبو نُعيم ومن طريقه الديلمي عن أنس.
999 -
حديث: مثل الذي يجلس فيسمع الحكمة ثم لا يحدث إلا بشر ما سمع كمثل رجل أتى راعياً، فقال: أجزرني شاة، فقال له: خذ خيرها شاة، فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم، أحمد وابن ماجه وابن منيع والطيالسي والبيهقي والعسكري،
(1)
وعن علي عليه السلام، قال أبو يعلى أنا حوثرة بن أشرس أنا عقبة بن أبي الصهباء الباهلي سمعت الحسن يقول: سمعت علياً يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره. رجاله ثقات، وفيه إثبات سماع الحسن البصري من علي عليه السلام.
كلهم من حديث حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أوس بن خالد عن أبي هريرة به مرفوعاً، وسنده ضعيف، وقال العسكري: أراد به الحث على إظهار أحسن ما يسمع، والنهي عن الحديث بما يستقبح، وهو معنى قوله عز وجل {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} .
1000 -
حديث: المجالس بالأمانة، أبو داود والعسكري من جهة ابن أبي ذيب عن ابن أخي جابر عن عمه جابر بن عبد اللَّه مرفوعاً به بزيادة: إلا ثلاثة مجالس: سفك دم حرام، أو فرج حرام، أو اقتطاع مال بغير حق، ولفظ الترجمة فقط عند العسكري والديلمي والقضاعي من حديث حسين بن عبد اللَّه بن ضميرة عن أبيه عن جده عن علي مرفوعاً، وعند الديلمي من حديث أسامة بن زيد رفعه: المجالس أمانة، فلا يحل لمؤمن أن يرفع على مؤمن قبيحاً، ولعبد الرزاق في جامعه من حديث أبي بكر بن محمد بن حزم رفعه مرسلاً: إنما يتجالس المتجالسان بأمانة اللَّه، فلا يحل لأحدهما أن يفشي عن صاحبه ما يكره، وللعسكري من حديث هشام بن زياد عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس مرفوعاً: إنما يتجالسون بالأمانة، وقال: أراد صلى الله عليه وسلم أن الرجل يجلس إلى القوم فيخوضون في الحديث، ولعل فيه ما إن نمى كان فيه ما يكرهون، فيأمنونه على أسرارهم، فيريد أن الأحاديث التي تجري بينهم كالأمانة التي لا يحب أن يطلع عليها، فمن أظهر أحاديث الذين أمنوه على أسرارهم فهو قتات. وفي التنزيل {هماز مشاء بنميم} وقال صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة قتات، أي نمام. وروي من طريق سلم بن جنادة حدثنا أبو أسامة عن عمرو بن عبيد عن الحسن عن أنس مرفوعاً: ألا ومن الأمانة، أو ألا من الخيانة أن يحدث الرجل أخاه بالحديث فيقول اكتمه فيفشيه، وعن أبي سعيد الخدري رفعه: إن من أعظم الأمانة عند اللَّه يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها، وقد مضى حديث: إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة.
1001 -
حديث: المجاهد من جاهد نفسه في ذات اللَّه، أحمد والطبراني والقضاعي من حديث عمرو بن مالك الجنبي عن فضالة بن عبيد به مرفوعاً، وفي الباب عن جابر وعقبة بن عامر
1002 -
حديث: المحبة مكبة، هو معنى: حبك الشيء يعمي ويصم.
1003 -
حديث: محبة في الآباء صلة في الأبناء، لم أقف عليه، ولكن في معناه: إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه، ونحوه: الود والعدواة يتوارثان، وسيأتي.
1004 -
حديث: المحسود مرزوق
(1)
.
1005 -
حديث: مداد العلماء أفضل من دم الشهداء، المنجنيقي في رواية الكبار عن الصغار له عن الحسن البصري قوله، وعند ابن عبد البر في فضل العلم له من حديث سماك بن حرب عن أبي الدرداء مرفوعاً: يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودم الشهداء، وللخطيب في تاريخه من حديث نافع عن ابن عمر رفعه: وزن حبر العلماء بدم الشهداء فرجح عليهم، وفي سنده محمد بن جعفر اتهم بالوضع، ولكن هو عند الديلمي من حديث عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع به بلفظ: يوزن حبر العلماء ودم الشهداء فيرجح ثواب حبر العلماء على ثواب دم الشهداء.
1006 -
حديث: مداراة الناس صدقة، في: رأس العقل، وكذا مضى في حديث: أمرنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، من الهمزة: وداروا الناس بعقولكم، وذكر شيء منه في: داروا سفهاءكم، ولإبراهيم بن حمير علك القزويني القاضي: بئس الصديق صديق يحتاج إلى المداراة، ويلجئكم إلى الاعتذار، أو يقول لك: اذكرني في دعائك.
1007 -
حديث: مدمن الخمر كعابد وثن، أحمد عن ابن عباس، والحاكم عن عبد اللَّه بن عمرو، كلاهما به مرفوعاً.
1008 -
حديث: المرء بسعده، لا بأبيه ولا بجده، هو معنى {إن أكرمكم عند اللَّه أتقاكم} ، وفي حديث: إن اللَّه أذهب عنكم عبية
(2)
الجاهلية وفخرها بالآباء، وقوله: من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه إلى غيرهما
(1)
بيض له المؤلف، ولا أصل له.
تعليق الشاملة: قال العجلوني «كشف الخفاء» (2/ 200):
«قال في "التمييز": كذا ترجمه شيخنا، ولم يتكلم عليه، قلت: ليس هو بحديث. انتهى.
وسبقه في "اللآلئ"، وقال ابن الغرس: لا يعرف، وقال النجم: ليس بحديث»
(2)
بقسم العين وكسرها، لغتان، نص عليهما أبو عبيدة واللحياني والأزهري وغيرهم، ومعناه الكبر والفخر، قال الأزهري: لا أدري أهي فعلية من العب؟ أو من العبو؟، وهو الضوء، نقله النووي في تهذيب الأسماء واللغات، قلت: والمحفوظ عندنا رواية: ضم العين، ووقع في النسخة الهندية وتفسير ابن كثير والدر المنثور وكشف الخفا: عيبة بتقديم الياء، وهو خطأ من الطابعين.
1009 -
حديث: المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل، أبو داود والترمذي وحسنه، والطيالسي والبيهقي والقضاعي من طريقه، والعسكري من حديث موسى بن وردان عن أبي هريرة به مرفوعاً، وتوسع ابن الجوزي فأورده في الموضوعات، ورواه العسكري أيضاً من حديث سليمان بن عمرو النخعي عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة عن أنس مرفوعاً، ولفظه: المرء على دين خليله، ولا خير في صحبة من لا يرى لك من الخير مثل الذي ترى له، ورواه ابن عدي في كامله، وسنده ضعيف، وأورده بعضهم ومنهم البيهقي في الشعب، بلفظ: من يخال بلام واحدة مشددة، وفي معناه قول الشاعر:
عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه
…
فكل قرين بالمقارن يقتدي
وفي السادس والستين جملة آثار في المعنى، وروى الجملة الثانية من حديث ليث عن مجاهد قال: كانوا يقولون: لا خير لك في صحبة من لا يرى لك من الحق مثل ما ترى له، ولأبي نُعيم في الحلية عن سهل بن سعد رفعه: لا تصحبن أحداً لا يرى لك من الفضل كما ترى له، وشاهده ما ثبت في الأمر بأن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وقد قال الشاعر:
إن الكريم الذي تبقى مودته
…
مقيمة إن صافا وإن صرما
ليس الكريم الذي إن زل صاحبه
…
أفشى وقال عليه كل ما كتما
وأنشد العسكري لأبي العباس الدغولي:
إذا كنت تأتي المرء تعرف حقه
…
ويجهل منك الحق فالصرم أوسع
ففي الناس أبدال وفي الأرض مذهب
…
وفي الناس عمن لا يواتيك مقنع
وإن امرأ يرضى الهوان لنفسه
…
حقيق بجدع الأنف والجدع أشنع
1010 -
حديث: المرء كثير بأخيه، قاله النبي صلى الله عليه وسلم حين عزى بجعفر بن أبي طالب، إذ قتل في غزوة مؤتة كما في دلائل النبوة وغيرها، وأخرجه الديلمي والقضاعي من حديث سليمان بن عمرو النخعي عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي
طلحة عن أنس مرفوعاً به، وهو عند العسكري أيضاً في حديث من حديث سليمان المذكور ولكن قال عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعاً، وزاد فيه يقول: يكسوه ويحمله ويرفده، وقال: أراد أن الرجل وإن كان قليلاً في نفسه منفرداً فإنه يكثر بأخيه إذا ظافره على الأمر وساعده عليه، فكأنه كان قليلاً في حين انفراده كثيراً باجتماعه مع أخيه وهو مثل قوله: الاثنان فما فوقهما جماعة.
1011 -
حديث: المرء مع من أحب، متفق عليه من حديث شعبة عن قتادة عن أنس، ومن حديث الأعمش عن شقيق عن أبي موسى وابن مسعود، ثلاثتهم به مرفوعاً، زاد الترمذي من طريق أشعث عن الحسن عن أنس: وله ما اكتسب، وممن رواه عن أنس سالم بن أبي الجعد. وقال صفوان بن قدامة: هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته فقلت: يا رسول اللَّه ناولني يدك أبايعك فناولني يده، فقلت: يا رسول اللَّه إني أحبك، فقال: المرء مع من أحب، وفي الباب عن ابن مسعود وأبي موسى وآخرين، منهم بمعناه أبو ذر وقد أفرد بعض الحفاظ
(1)
طرقه في جزء، وفي لفظ: قال رجل: يا رسول اللَّه متى قيام الساعة؟ فقال: إنها قائمة فما أعددت لها؟ قال: ما أعددت لها من كبير إلا أني أحب اللَّه ورسوله، قال: فأنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت، قال: فما فرح المسلمون بشيء بعد الإسلام ما فرحوا به، وفي لفظ آخر عن أبي أمامة: يا ابن آدم لك ما نويت، وعليك ما اكتسبت، ولك ما احتسبت، وأنت مع من أحببت، وفي آخر عن أبي قرصافة: من أحب قوماً ووالاهم حشره اللَّه فيهم، وفي آخر عن جابر: من أحب قوماً على أعمالهم حشر معهم يوم القيامة، وفي لفظ: حشر في زمرتهم، وفي سنده إسماعيل بن يحيى التيمي ضعيف، وهذا الحديث كما قال بعض العلماء معقود بشرط، وعنى عليه السلام أنه إذا أحبهم عمل أعمالهم، ويدل لهذا ما رواه العسكري من جهة داود بن المحبر
(2)
حدثنا الحسن بن واصل قال:
(1)
هو الحافظ أبو نُعيم في كتاب "المحبين مع المحبوبين" وبلغ عدد الصحابة فيه نحو العشرين، وقد عده السيوطي وغيره متواتراً.
(2)
وهو هالك.
قال الحسن: لا تغتر يا ابن آدم بقول من يقول أنت مع من أحببت، فإنه من أحب قوماً اتبع آثارهم. واعلم أنك لن تلحق بالأخيار حتى تتبع آثارهم، وحتى تأخذ بهديهم، وتقتدي بسنتهم، وتصبح وتمسي على منهاجهم، حرصاً على أن تكون منهم، قلت: ومن ثم قال القائل:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه
…
هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته
…
إن المحب لمن يحب مطيع
وسأل رجل من أهل بغداد أبا عثمان الواعظ: متى يكون الرجل صادقاً في حب مولاه؟ فقال: إذا خلا من خلافه كان صادقاً في حبه، قال: فوضع الرجل التراب على رأسه وصاح فقال: كيف أدعي حبه ولم أخل طرفة عين من خلافه، قال: فبكى أبو عثمان وأهل المجلس، وصار أبو عثمان يقول في بكائه: صادق في حبه مقصر في حقه، أورده البيهقي وقال عقبه: وما قاله أبو عثمان من صدق حبه وإن كان مقصراً في موجباته يشهد له قوله صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب، لمن قال له المرء يحب القوم ولم يلحق بهم، ومن ثم لما قيل للفرزدق: أما آن لك أن تقصر عن قذف المحصنات، فقال: واللَّه للَّه أحب إلي من عيني التي أبصر بها، أفتراه يعذبني، ورواه البيهقي أيضاً، ومنه قوله تعالى {وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء اللَّه وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم} .
1012 -
حديث: المرض ينزل جملة واحدة، والبرء ينزل قليلاً قليلاً، الحاكم في تاريخه والخطيب في المتفق والمفترق، والديلمي من طريق عبد اللَّه بن الحارث الصنعاني عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة به مرفوعاً، وهو باطل، فالصنعاني اتهم بالوضع. وقد قال الخطيب عقب إيراده له: إنه أخطأ فيه خطأ فظيعاً، وأتى أمراً شنيعاً، ولا يثبت عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بوجه من الوجوه، ولا عن أحد من الصحابة، وإنما هو قول عروة بن الزبير، ثم ساقه من طريق أحمد بن منصور الرمادي حدثنا عبد الرزاق قال: ذكر معمر عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال: المرض يدخل جملة، والبرء يبعض، انتهى. وعزا الديلمي هذا الحديث أيضاً لأبي الدرداء
1013 -
حديث: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع، أبو داود والحاكم من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وهما والترمذي والدارقطني من حديث عبد الملك بن الربيع بن سبرة الجهني نحوه، ولم يذكر التفرقة، وفي الباب عن أبي رافع قال: وجدنا في صحيفة في قراب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فيها مكتوب بسم اللَّه الرحمن الرحيم وفرقوا بين مضاجع الغلمان والجواري والأخوة والأخوات لسبع سنين، واضربوا أبناءكم على الصلاة إذا بلغوا أظنه تسع سنين، أخرجه البزار. وروى أبو داود من طريق هشام بن سعد حدثني معاذ بن عبد اللَّه بن خبيب الجهني قال: دخلنا عليه فقال لامرأة وفي رواية لامرأته: متى يصلي الصبي؟ فقالت: كان رجل منا يذكر عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: إذا عرف يمينه من شماله فمروه بالصلاة، وقال ابن القطان: لا نعرف هذه المرأة ولا الرجل الذي روت عنه، انتهى. وقد رواه الطبراني من هذا الوجه فقال: عن معاذ بن عبد اللَّه بن خبيب عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم به، قال: ولا يروى عن عبد اللَّه بن خبيب وله صحبة إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد اللَّه بن نافع عن هشام، وقال ابن صاعد: إسناد حسن غريب، وعن أبي هريرة نحو الأول رواه العقيلي في ترجمة محمد بن الحسن بن عطية العوفي عن محمد بن عبد الرحمن عنه، قال: وروي عن محمد بن عبد الرحمن مرسلاً، وهو أولى، والرواية في هذا الباب فيها لين، ورواه أبو نُعيم في المعرفة من حديث عبد اللَّه بن مالك الخثعمي وإسناده ضعيف وعن أنس بلفظ: ومروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لثلاث عشرة، رواه الطبراني وفي إسناده داود بن المحبر وهو متروك، وقد تفرد به فيما قاله الطبراني، وهو في نسخة سمعان ابن المهدي عن أنس بلفظ: مروا الصبيان بالصلاة إذا بلغوا سبع سنين.
1014 -
حديث: المريض أنينه تسبيح، وصيامه تكبير، ونفسه صدقة، ونومه عبادة، وتقلبه من جنب إلى جنب جهاد في سبيل اللَّه
(1)
، قال شيخنا: إنه ليس
(1)
رواه الخطيب في التاريخ من حديث أبي هريرة، وقال: رجاله معروفون بالثقة إلا حسين بن أحمد البلخي فإنه مجهول.
بثابت، قلت: وقد كتبت في الأنين شيئاً، ومما أودعته فيه ما رواه البيهقي في الشعب من طريق علي بن عثام قال: دخل الفضيل بن عياض على ابنه وهو مريض فقال: يا بني إن اللَّه أمرضك فما تئن قال: فصاح ابنه صيحة وغشي عليه، قالوا: قال الفضيل: فقلت ابني ابني قال: فما أن حتى فارق الدنيا، ومن طريق سفيان الثوري قال: ما أصاب إبليس من أيوب عليه السلام في مرضه إلا الأنين، وهكذا رويناه في ثاني المجالسة للدينوري، بل عنده في أولها من طريق وهب بن منبه أن زكريا عليه السلام هرب فدخل جوف شجرة فوضع المنشار على الشجرة وقطع بنصفين فلما وقع المنشار على ظهره أن، فأوحى اللَّه إليه يا زكريا إما أن تكف عن أنينك أو أقلب الأرض وما عليها، قال: فسكت حتى قطع بنصفين، وفي ثانيها أيضاً أن عبد اللَّه بن الإمام أحمد بن حنبل قال: لما مرض أبي واشتد مرضه ما أن، فقيل له في ذلك فقال: بلغني عن طاوس أنه قال: [أنين]
[*]
المريض شكوى اللَّه عز وجل، قال عبد اللَّه: فما أَنَّ حتى مات، وأسند ابن الجوزي عن صالح ابن الإمام نحوه، وأنه لم يئن إلا في ليلة موته، وعند جعفر السراج من حديث سعيد بن عثمان قال: دخل ذو النون على مريض يعوده فرآه يئن، فقال له ذو النون: ليس بصادق في حبه من لم يصبر على ضربه، فقال المريض: لا ولا صدق في حبه من لم يتلذذ بضربه، وكان جماعة من السلف يجعلون مكان الأنين ذكر اللَّه والاستغفار والتعبد
(1)
.
1015 -
حديث: المريض لا يعاد حتى يمرض ثلاثة أيام، في: عيادة المريض.
1016 -
حديث: المسافر على قلت، في: لو علم.
1017 -
حديث: المستبان ما قالا فعلى البادئ حتى يعتدي المظلوم، مسلم
(1)
وحديث: دعوه يئن فإن الأنين اسم من أسماء اللَّه تعالى يستريح إليه العليل، رواه الديلمي في مسند الفردوس والرافعي في تاريخ قزوين من حديث عائشة، وفي سنده الأول محمد بن أيوب بن سويد الرملي، وضاع، وفي سنده الثاني - مع كونه وجادة - ليث بن أبي سليم ومجهولون، فالحديث واهٍ بالمرة.
[*](تعليق الشاملة): ما بين المعكوفين ليس في المطبوع
والترمذي من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعاً، وفي الباب عن أنس وسعد وابن مسعود وعبد اللَّه بن المغفل وعياض بن حمار وغيرهم.
1018 -
حديث: مستريح ومستراح منه، قاله للجنازة التي مر عليه بها، متفق عليه عن أبي قتادة به مرفوعاً، وكذا هو عن غير واحد وفيه: المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة اللَّه، والفاجر يستريح منه البلاء والعباد والشجر والدواب، وفي حديث عن حذيفة: إن بعدي فتنة الراقد فيها خير من اليقظان، الحديث، وفيه: فإن أدركتها فالزق نطاقك بالأرض حتى يستريح برٌّ أو يستراح من فاجر، أخرجه العسكري.
1019 -
حديث: المستشار مؤتمن
(1)
، أحمد عن أبي مسعود به مرفوعاً وفيه: وهو بالخيار إن شاء تكلم، وإن شاء سكت، فإن تكلم فليجتهد رأيه، والقضاعي عن سمرة وزاد: فإن شاء أشار، وإن شاء سكت، فإن أشار فليشر بما لو نزل به فعله، والعسكري عن عائشة ولفظه: إن المستشير مُعَانٌ والمستشار مؤتمن، وعن علي ولفظه: المستشار مؤتمن، فإذا استشير أحدكم فليشر بما هو صانع لنفسه، وفي الباب عن جابر بن سمرة وابن عباس وأبي هريرة وحديثه عند الأربعة عن أبي سلمة عنه، وقال الترمذي: إنه حسن غريب، وعن أبي الهيثم ابن التيهان وأم سلمة وآخرين، قال العسكري: وأراد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن من أفضى إليك سره وأمنك على ذات نفسه فقد جعلك بوضع نفسه فيجب عليك أن لا تشير عليه إلا بما تراه صواباً، فإنه كالأمانة للرجل الذي لا يأمن على إيداع ماله إلا الثقة في نفسه، والسر الذي ربما كان في إذاعته تلف النفس أولى بأن لا يجعل إلا عند الموثوق به.
1020 -
حديث: المسجد بيت كل تقي، الطبراني والقضاعي من حديث محمد بن واسع قال: كتب أبو الدرداء إلى سلمان: أما بعد: يا أخي فاغتنم صحتك وفراغك قبل أن ينزل بك من البلاء ما لا يستطيع أحد من الناس رده، ويا أخي اغتنم دعوة المؤمن المبتلى، وليكن المسجد بيتك، فإني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول، وذكره
(1)
ورواه ابن ماجه، وإسناده صحيح، وأبو مسعود هو البدري.
وله شواهد أودعتها بعض التصانيف، منها ما عند أبي نُعيم في الحلية عن أبي إدريس الخولاني من قوله: المساجد مجالس الكرام.
1021 -
حديث: مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما عند سماع قول المؤذن أشهد أن محمداً رسول اللَّه، مع قوله: أشهد أن محمداً عبده ورسوله، رضيت باللَّه رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً، ذكره الديلمي في الفردوس من حديث أبي بكر الصديق أنه لما سمع قول المؤذن أشهد أن محمد رسول اللَّه قال هذا، وقبل باطن الأنملتين السبابتين ومسح عينيه، فقال صلى الله عليه وسلم: من فعل مثل ما فعل خليلي فقد حلت عليه شفاعتي، ولا يصح. وكذا ما أورده أبو العباس أحمد ابن أبي بكر الرداد اليماني المتصوف في كتابه "موجبات الرحمة وعزائم المغفرة" بسند فيه مجاهيل مع انقطاعه، عن الخضر عليه السلام أنه: من قال حين يسمع المؤذن يقول أشهد أن محمد رسول اللَّه: مرحباً بحبيبي وقرة عيني محمد بن عبد اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم يقبل إبهاميه ويجعلهما على عينيه لم يرمد أبداً، ثم روى بسند فيه من لم أعرفه عن أخي الفقيه محمد بن البابا فيما حكى عن نفسه أنه هبت ريح فوقعت منه حصاة في عينه، فأعياه خروجها، وآلمته أشد الألم، وأنه لما سمع المؤذن يقول أشهد أن محمداً رسول اللَّه قال ذلك، فخرجت الحصاة من فوره، قال الرداد: وهذا يسير في جنب فضائل الرسول صلى الله عليه وسلم، وحكى الشمس محمد بن صالح المدني إمامها وخطيبها في تاريخه عن المجد أحد القدماء من المصريين أنه سمعه يقول: من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع ذكره في الأذان وجمع أصبعيه المسبحة والإبهام وقبلهما ومسح بهما عينيه لم يرمد أبداً، قال ابن صالح: وسمعت ذلك أيضاً من الفقيه محمد بن الزرندي عن بعض شيوخ العراق أو العجم أنه يقول عندما يمسح عينيه: صلى اللَّه عليك يا سيدي يا رسول اللَّه يا حبيب قلبي ويا نور بصري ويا قرة عيني، وقال لي كل منهما: منذ فعله لم ترمد عيني، قال ابن صالح: وأنا وللَّه الحمد والشكر منذ سمعته منهما استعملته فلم ترمد عيني، وأرجو أن عافيتهما تدوم، وأني أسلم من العمى إن شاء اللَّه، قال وروي عن الفقيه محمد بن سعيد الخولاني قال: أخبرني الفقيه العالم أبو الحسن علي
ابن محمد بن حديد الحسيني أخبرني الفقيه الزاهد البلالي عن الحسن عليه السلام أنه قال: من قال حين يسمع المؤذن يقول أشهد أن محمداً رسول اللَّه: مرحباً بحبيبي وقرة عيني محمد بن عبد اللَّه صلى الله عليه وسلم ويقبل إبهاميه ويجعلهما على عينيه لم يعم ولم يرمد، وقال الطاوسي: إنه سمع من الشمس محمد ابن أبي نصر البخاري خواجه حديث: من قبل عند سماعه من المؤذن كلمة الشهادة ظفري إبهاميه ومسهما على عينيه وقال عند المس: اللَّهم احفظ حدقتي ونورهما ببركة حدقتي محمد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ونورهما لم يعم، ولا يصح
(1)
في المرفوع من كل هذا شيء.
1022 -
حديث: المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا محدوداً في فرية، أورده الديلمي عن ابن عمرو بلا سند مرفوعاً، وهو عند ابن أبي شيبة من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ابن عمرو به، ويروى عن عمر من قوله، أخرجه الدارقطني من طريق أبي المليح قال: كتب عمر رضي الله عنه إلى أبي موسى: أما بعد، فإن القضاء فريضة محكمة، وسنة متبعة، فافهم وآس بين الناس في مجلسك، والفهم الفهم فيما يختلج في صدرك، مما لم يبلغك في الكتاب والسنة، واعرف الأشباه والأمثال، إلى أن قال: المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلوداً في حد، أو مجرباً في شهادة زور، أو ظنيناً في ولاء أو قرابة، إن اللَّه تعالى تولى عنكم السرائر ودفع عنكم بالبينات.
1023 -
حديث: المسلمون على شروطهم، والصلح جائز بين المسلمين، إلا صلحاً أحل حراماً أو حرم حلالاً، أبو داود وأحمد والدارقطني من حديث كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده مرفوعاً، ولفظه: المسلمون عند شروطهم إلا شرطاً حرم حلالاً أو أحل حراماً، وفي
(1)
وحكى الحطاب في شرح مختصره خليل حكاية أخرى غير ما هنا، وتوسع في ذلك، ولا يصح شيء من هذا في المرفوع كما قال المؤلف، بل كله مختلق موضوع.
الباب عن أنس عند الحاكم، وعن رافع بن خديج عند الطبراني، وعن ابن عمر عند البزار، وعن عطاء قال: بلغنا أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: المؤمنون عند شروطهم، أخرجه ابن أبي شيبة، وكلها فيها مقال، وأمثلها أولها وقد علقه البخاري جازماً به فقال في الإجارة: وقال النبي صلى الله عليه وسلم المسلمون عند شروطهم، فهو صحيح على ما تقرر في علوم الحديث
(1)
، وهو في المصراة، والرد بالعيب من تخريج الرافعي.
1024 -
حديث: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يشتمه، الحديث. وفيه: ومن كان في حاجة أخيه. متفق عليه عن ابن عمر به مرفوعاً، ورواه أبو يعلى عن أبي هريرة بزيادة: ولا يحقره حسب المسلم من الشر أن يحقر أخاه المسلم، والثعلبي من رواية إسماعيل بن رافع عن سعيد عن أبي هريرة به مرفوعاً بلفظ: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يعتبه، ولا يتطاول عليه في البنيان فيستر عليه الريح إلا بإذنه، ولا يؤذيه بقتار قدره إلا أن يغرف له منها، ولا يشتري لبيته فاكهة فيخرجون بها إلى صبيان جاره ثم لا يطعمونهم منها، وإسناده ضعيف، وقد تكلمت عليه في بعض تصانيفي، ومسلم والطبراني عن عقبة بن عامر مقتصراً على: المسلم أخو المسلم، وزاد: فلا يحل لمسلم باع من أخيه بيعاً يعلم فيه عيباً إلا بينه، وأبو داود عن عمرو بن الأحوص كذلك بدون الزيادة إلا أنه زاد: فليس يحل لمسلم من مال أخيه شيء إلا ما أحل له من نفسه، وعن قبلة ابنة مخرمة بلفظ: المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان
(2)
، والديلمي بلا سند عن علي بن شيبان بلفظ: المسلم أخو المسلم إذا لقيه حياه بالسلام.
1025 -
حديث: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من
(1)
وهو أن البخاري إذا علق في صحيحه حديثاً بصيغة الجزم أفاد صحته، وإن لم يكن على شرطه.
(2)
رواه أبو داود في كتاب الخراج من سننه، والفتان يروى بفتح الفاء ومعناه الشيطان، لأنه يفتن المسلمين عن دينهم ويضلهم، ويروى بضم الفاء جمع فاتن، وهم قطاع الطريق ومن في معناهم.
هجر ما حرم اللَّه، متفق عليه عن ابن عمرو به مرفوعاً، وعن أبي موسى، ومسلم عن جابر، وفي الباب عن أنس بزيادة: المؤمن من أمنه الناس، وعن بلال وعمرو بن عبسة وفضالة بن عبيد ومعاذ والنعمان بن بشير وأبي هريرة وآخرين.
1026 -
حديث: المصائب مفاتيح الأرزاق
(1)
.
1027 -
حديث: مصر أطيب الأرضين تراباً، وعجمها أكرم العجم أنساباً، قال شيخنا: لا أعرفه مرفوعاً، وإنما يذكر معناه عن عمرو بن العاص.
1028 -
حديث: مصر بأقوالها، كلام، نحو قول بعض الصوفية: ألسنة الخلق أعلام أو أقلام الحق، بل مضى: الفال موكل بالمنطق
(2)
.
1029 -
حديث: مصر كنانة اللَّه في أرضه، ما طلبها عدو إلا أهلكه اللَّه، لم أره بهذا اللفظ في مصر ولكن عند أبي محمد الحسن بن زولاق في فضائل مصر له حديثاً بمعناه ولفظه: مصر خزائن الأرض كلها من يردها بسوء قصمه اللَّه، وعزاه المقريزي في الخطط لبعض الكتب الإلهية، وكذا يروى عن كعب الأحبار: مصر بلد معافاة من الفتن من أرادها بسوء كبه اللَّه على وجهه، ولابن يونس وغيره عن أبي موسى الأشعري: أهل مصر الجند الضعيف، ما كادهم أحد إلا كفاهم اللَّه مؤونته. قال نبيع بن عامر الكلاعي: فأخبرت بذلك معاذ بن جبل فأخبرني بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمرو بن العاص حدثني عمر أنه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إذا فتح اللَّه عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد الأرض، قال أبو بكر: ولم ذاك يا رسول اللَّه؟ قال: لأنهم في رباط إلى يوم القيامة، وعن عمرو بن الحمق مرفوعاً: تكون فتنة أسلم الناس فيها أو خير الناس فيها الجند الغربي، قال: فلذلك قدمت عليكم مصر، وعن أبي بصرة الغفاري أنه قال: مصر خزائن الأرض كلها، وسلطانها سلطان الأرض كلها، ألا ترى إلى قول يوسف
(1)
لم يتكلم عليه، وهو غير وارد.
تعليق الشاملة: قال العجلوني «كشف الخفاء» (2/ 210):
«وهو يحتمل احتمالين: أحدهما أنه يجبره في مصيبته ويعوضه خيرا منها كما يشير إليه حديث اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها.
وثانيهما ما اشتهر من قولهم "مصائب قوم عند قوم فوائد" ومن اللطائف موت الحمير عرس الكلاب انتهى.
وقال في التمييز لم يرد مرفوعا بهذا اللفظ.
وقال النجم لا أعرفه حديثا انتهى.
وأقول: مثله ما أخذ منك إلا ليعطيك فراجعه»
(2)
هذا على أن بأقوالها، بالقاف وقيل بالفاء فول، إشارة إلى أن الفول طعام مصر الشعبي المتداول.
{اجعلني على خزائن الأرض} ، ففعل فأغيث بمصر، وخزائنها يومئذ كل حاضر وباد من جميع الأرضين، إلى غيرها مما أودعه في مقدمة تاريخه
(1)
، وعزا شيخنا لنسخة منصور ابن عمار عن ابن لهيعة من حديث: من أحب المكاسب فعليه بمصر، الحديث. وفي صحيح مسلم عن أبي ذر مرفوعاً: إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحماً، ثم قال حرملة راويه: يعني بالقيراط أن قبط مصر يسمون أعيادهم وكل مجمع لهم القيراط، وفي الطبراني وتاريخ مصر لابن يونس واللفظ له من حديث كعب بن مالك مرفوعاً: إذا دخلتم مصر فاستوصوا بالأقباط خيراً فإن لهم ذمة ورحماً، ولابن يونس فقط من طريق بحير بن ذاخر المعافري عن عمرو بن العاص حدثني عمر أنه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إن اللَّه سيفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيراً فإن لهم منكم صهراً وذمة، وجاء عن ابن عيينة قال: من الناس من يقول هاجر أم إسماعيل كانت قبطية ومنهم من يقول مارية أم إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم قبطية، وعن الزهري قال: الرحم باعتبار هاجر والذمة باعتبار إبراهيم، وقد تحصل أنه أراد بالذمة العهد الذي دخلوا منه في الإسلام أيام عمر فإن مصر فتحت صلحاً، وفي هذا الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم فتح مصر وإعطاء أهلها العهد، وقد بسطت الكلام فيه في بعض الأجوبة.
1030 -
حديث: مصر ما تبعد عن حبيب، مضى في: ما تبعد.
1031 -
حديث: مطل الغني ظلم، متفق عليه عن أبي هريرة، وفي لفظ لبعضهم عنه: المطل ظلم الغني، وفي الباب عن عمران بن حصين عند القضاعي بزيادة، في آخرين.
1032 -
حديث: المطيع لوالديه هو المطيع لرب العالمين في أعلى عليين، أبو بكر ابن لال عن أنس به مرفوعاً
(1)
يعني ابن يونس.
1033 -
حديث: المعاصي تزيل النعم
[*]
، لم أقف عليه، كما أشرت إليه في: إن اللَّه لا يعذب، من الهمزة.
1034 -
حديث: معترك المنايا، في: أعمار أمتي.
1035 -
حديث: المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء، لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو من كلام الحارث بن كلدة طبيب العرب أو غيره، نعم عند ابن أبي الدنيا في الصمت من جهة وهب بن منبه قال: أجمعت الأطباء على أن رأس الطب الحمية، وأجمعت الحكماء على أن رأس الحكمة الصمت، وللخلال من حديث عائشة: الأزم دواء، والمعدة داء، وعودوا بدناً ما اعتاده، وأورد الغزالي في الإحياء من المرفوع: البطنة أصل الداء، والحمية أصل الدواء، وعودوا كل بدن بما اعتاد، وقال مخرجه: لم أجد له أصلاً، وللطبراني في الأوسط من حديث يحيى بن عبيد اللَّه البابلتي عن إبراهيم بن جريج الرهاوي عن زيد بن أبي أنيسة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً: المعدة حوض البدن، والعروق إليها واردة، فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة، وإذا فسدت المعدة صدرت العروق بالسقم، وقال: لم يروه عن الزهري إلا زيد بن أبي أنيسة، تفرد به الرهاوي، وقد ذكره الدارقطني في العلل من هذا الوجه، وقال: اختلف فيه على الزهري، فرواه أبو قرة الرهاوي عنه فقال عن عائشة، قال: وكلاهما لا يصح، قال: ولا يعرف هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، إنما هو من كلام عبد الملك بن سعيد بن أنجر
(1)
.
1036 -
حديث: المغتاب والمستمع شريكان في الإثم، ذكره الغزالي في الإحياء لم يخرجه العراقي، وذكره عن الطبراني من حديث ابن عمر حديث: نهى عن الغيبة، وعن الاستماع إلى الغيبة.
1037 -
حديث: مفتاح الجنة لا إله إلا اللَّه، أحمد عن معاذ به مرفوعاً.
1038 -
حديث: المقدر كائن، في: لا يكثر همك
(1)
رواه العقيلي من طريق الحميدي عن سفيان عن عبد الرحمن بن عبد الملك عن أبيه.
[*] تعليق الشاملة: قال العجلوني «كشف الخفاء» (2/ 213):
«قال في "المقاصد": لم أقف عليه، قال في "التمييز": يعني مرفوعًا؛ وإلا فهو كلام بعض السلف، وما أحسن ما قيل:
إذا كنت في نعمة فارعها
…
فإن المعاصي تزيل النعم
ودوام عليها بذكر الإله
…
فإن الإله سريع النقم
ويؤيده قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11] وقوله تعالى {فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112].»
1039 -
حديث: المقل
(1)
.
1040 -
حديث: المكر والخديعة في النار، الديلمي عن أبي هريرة والقضاعي عن ابن مسعود رفع، كلاهما به، زاد ثانيهما: ومن غشنا فليس منا
(2)
، وفي الباب عن غيرهما، ونحوه حديث: ليس منا من ضار مسلماً أو ماكره، أخرجه الترمذي، قال العسكري: يريد أن ذا المكر والخداع لا يكون تقياً ولا خائفاً للَّه، لأنه إذا مكر غدر، وإذا غدر خدع، وإذا خدع أوبق، وهذا لا يكون في تقي فكل خلة جانبت التقى فهي في النار.
1041 -
حديث: ملعون من زاد ولم يشتر، لا أعلمه في المرفوع، نعم قد ثبت النهي عن النجش، وهو أن يزيد في ثمن السلعة لا إرادة لشرائها ولكن ليوقع غيره أو يمدحها لينفقها ويروجها.
1042 -
حديث: المنافق يملك عينيه يبكي بهما متى يشاء، الديلمي وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات، كلاهما عن علي به مرفوعاً، وهو ضعيف، ونحوه ما لابن عدي في الكامل بسند ضعيف جداً عن جابر رفعه: أتدرون ما علامة المنافق؟ قلنا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: الذي يبكي بإحدى عينيه، لكن قال مالك بن دينار: قرأت في التوراة: إذا استكمل العبد النفاق ملك عينيه، وللبيهقي في الشعب من طريق علي بن عثام قال: بكى سفيان الثوري يوماً ثم قال: بلغني أن العبد أو الرجل إذا كمل نفاقه ملك عينيه فبكى، ولابن المبارك في الجزء الأول من الزهد عن زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن شعيب الجبائي قال: إذا كمل فجور الإنسان ملك عينيه، فمتى شاء أن يبكي بكى، انتهى. ومن ثم قيل: دمع الفاجر حاضر، قال الصلاح الصفدي: رأيت من يبكي بإحدى عينيه، ثم يقول لها: قفي، فيقف دمعها، ويقول للأخرى: ابكي أنت، فيجري دمعها، ورأيت آخر له محبوب فإذا قال له: ابك بكى، وإذا قال وهو في وسط البكاء: اضحك يجمد دمعه ويضحك، ورأيت من يبكي بإحدى عينيه، انتهى ملخصاً، وقال ابن مردويه فيما انتقاه من
(1)
بيض له، وقال ابن الديبع: لم أفهم معناه، قلت: المقل بضم الميم الكندر أو الجوز، ولعله أراد أن يذكر فيه حديثاً من الأحاديث الباطلة.
(2)
رواه عن ابن مسعود الطبراني في الكبير بسند جيد وصححه ابن حبان.
حديث الطبراني: حدثنا الفضل بن أحمد الأصبهاني حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي حدثنا عبد السلام بن حرب حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة رفعه: بكاء المؤمن من قلبه، وبكاء المنافق من هامته، وكذا هو عند الطبراني في معجمه، وفي الباب عن أنس، ويروى عن ابن عباس مرفوعاً: بكاء الكبد والعين من اللَّه.
1043 -
حديث: المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، البزار والحاكم في علومه، والبيهقي في سننه عنه، وكذا ابن طاهر من طريقه، وأبو نُعيم والقضاعي والعسكري والخطابي في العزلة، كلهم من طريق محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعاً بلفظ: إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغض إلى نفسك عبادة اللَّه، فإن المنبت، وذكره، وهو مما اختلف فيه على ابن سوقة في إرساله ووصله، وفي رفعه ووقفه، ثم في الصحابي، أهو جابر أو عائشة أو عمر، وقال الدارقطني: ليس فيها حديث ثابت، ورجح البخاري في تاريخه من حديث ابن المنكدر الإرسال، وأخرجه البيهقي أيضاً، والعسكري من حديث ابن عمرو بن العاص رفعه لكن بلفظ: فإن المنبت لا سفراً قطع ولا ظهراً أبقى، وزاد: فاعمل عمل امرئ يظن أن لن يموت أبداً، واحذر حذراً تخشى أن تموت غداً
(1)
، وسنده ضعيف أيضاً، مع كون صحابيه عند العسكري عمرو بن العاص لا ولده، لكن الظاهر أنه من الناسخ فطريقهما متحد، وهو عند ابن المبارك في الزهد من حديث عبد اللَّه بن عمرو لكن وقفه ولفظه: إن دينكم دين متين فأوغلوا فيه برفق، ولا تبغضوا إلى أنفسكم عبادة اللَّه، فإن المنبت، وذكره. ولهما شاهد عند العسكري من حديث الفرات بن السالب عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي رفعه: إن دينكم دين متين فأوغل فيه برفق، فإن المنبت لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع، وفرات ضعيف، وهو عند أحمد من حديث أنس رفعه، لكن ليس فيه جملة الترجمة، وهو على اختصاره أجود مما قبله، وهو من البت القطع يريد أنه بقى في طريقه عاجزاً عن مقصده
(1)
وهذا أصل ما اشتهر على ألسنة العوام: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً، وقد عزاه سهل بن هارون في رسالته في مدح البخل لعبد اللَّه بن عمرو، وكذلك رواه ابن أبي الدنيا في بعض أجزائه، بلفظ: احرث وفي إسناده مجهول، ولا أصل له في المرفوع.
لم يقض وطره، وقد أعطب ظهره، والوغول الدخول في الشيء، فكأنه قال إن هذا الدين مع كونه سهلاً يسيراً صلب شديد فبالغوا فيه في العبادة، لكن اجعلوا تلك المبالغة مع رفق، فإن الذي يبالغ فيه بغير رفق ويتكلف من العبادة فوق طاقته يوشك أن يمل حتى ينقطع عن الواجبات، فيكون مثله مثل الذي يعسف الركاب ويحملها من السير على ما لا تطيق رجاء الإسراع فينطبق ظهره فلا هو قطع الأرض التي أراد ولا هو أبقى ظهره سالماً ينتفع به بعد ذلك، وهذا كالحديث الآخر: إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، أخرجه البخاري وغيره عن أبي هريرة كما سيجيء في: من يشاد، وكقوله: سددوا وقاربوا، أي اقصدوا السداد والصواب ولا تفرطوا فتجهدوا أنفسكم في العبادة، لئلا يفضي بكم ذلك إلى الملال فتتركوا العمل فتفرطوا، وقد روى الخطابي في العزلة من جهة ابن أبي قماش عن عائشة قال: ما أمر اللَّه عباده بما أمر إلا وللشيطان فيه نزعتان، فإما إلى غلو وإما إلى تقصير فبأيهما ظفر قنع، وعن علي بن عثام قال: كلا طرفي القصد مذموم، ولبعض الشعراء:
فسامح ولا تستوف حقك كله
…
وأبق فلا يستوف قط كريم
ولا تعد في شيء من الأمر واقتصد
…
كلا طرفي قصد الأمور ذميم
وقد أفردت في هذا الحديث جزءاً.
1044 -
حديث: من آذى ذمياً فأنا خصمه، أبو داود من حديث ابن وهب عن أبي صخر المدني عن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن آبائهم دنْيَة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا خصمه يوم القيامة، وسنده لا بأس به، ولا يضره جهالة من لم يسم من أبناء الصحابة، فإنهم عدد ينجبر به جهالتهم، ولذا سكت عليه أبو داود، وهو عند البيهقي في سننه من هذا الوجه، وقال: عن ثلاثين من أبناء أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن آبائهم دنية، وذكره بلفظ: ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس منه فأنا حجيجه يوم
القيامة، وأشار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بأصبعه إلى صدره: ألا ومن قتل معاهداً له ذمة اللَّه وذمة رسوله حرم اللَّه عليه ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفاً، وله شواهد بينتها في جزء أفردته لهذا الحديث أيضاً، ومنها عن عمر بن سعد رفعه: أنا خصم يوم القيامة لليتيم والمعاهد ومن أخاصمه أخصمه.
1045 -
حديث: من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه، مسلم من حديث أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه به، في حديث أوله: من نفَّس عن مؤمن كربة، لكن بلفظ: من بطأ، بدون ألف، وكذا هو بهذا اللفظ عند العسكري من حديث أبي عوانة وعبد اللَّه بن سيف، فرقهما، كلاهما عن الأعمش، ورواه القضاعي من حديث زائدة به بلفظ الترجمة، وعن محمد بن النضر الحارثي قال: من فاته حسب نفسه يعني الدين لم ينفعه حسب أبيه.
1046 -
حديث: من أتت عليه أربعون سنة ولم يغلب خيره شره فليتجهز إلى النار، أورده الأزدي في ترجمة بارح بن أحمد الهروي من رواية بارح عن عبد اللَّه بن مالك الهروي عن سفيان عن جوبير عن الضحاك عن ابن عباس به مرفوعاً، وأشار إليه الخطيب.
1047 -
حديث: من أتت عليه ستون سنة، في: معترك المنايا.
1048 -
حديث: من أحب أن يتمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار، أحمد والطيالسي في مسنديهما، والترمذي وآخرون عن معاوية به مرفوعاً، وفي الباب عن جماعة، وقد أفرد النووي رحمه الله في المسألة جزءاً وقال أبو سليمان الخطابي في معناه: هو أن يأمرهم بذلك ويلزمهم إياه على مذهب الكبر والنخوة، وقوله يتمثل معناه: يقوم ينتصب بين يديه، قال: وفي حديث سعد دلالة على أن قيام المرء بين يدي الرئيس الفاضل والولي العادل وقيام المتعلم العالم مستحب غير مكروه، قال البيهقي في الشعب عقب حكايته: وهذا القيام يكون على وجه البر والإكرام، كما كان قيام الأنصار وقيام طلحة لكعب بن مالك،
ولا ينبغي للذي يقام له أن يريد ذلك من صاحبه حتى إن لم يفعل حنق عليه أو شكاه أو عاتبه، وقد سمعت أبا عبد اللَّه الحافظ هو الحاكم يقول: سمعت الإمام أبا بكر أحمد بن إسحاق هو الضبعي إمام الفقهاء الشافعية بنيسابور يقول: التقيت مع أبي عثمان الحيري في يوم عيد في المصلى، وكان من عادته إذا التقى بواحد منا يسأله بحضرة الناس عن مسائل فقهية، يريد بذلك إجلاله وزيادة محله عند العوام، فسألني بحضرة الناس في مصلى العيد عن مسائل، فلما فرغ منها قلت له: أيها الأستاذ في قلبي شيء أردت أن أسألك عنه منذ حين، قال: قل، قلت: إني رجل قد دفعت إلى صحبة الناس، وحضور هذه المحافل، وإني ربما أدخل مجلساً يقوم لي بعض الحاضرين ويتقاعد عن القيام لي بعضهم، فأجدني أنقم على المتقاعد حتى لو قدرت على الإساءة إليه فعلت، قال: فلما فرغت من كلامي سكت أبو عثمان وتغير لونه ولم يجبني بشيء فلما رأيته قد تغير سكتت، ثم انصرفت من المصلى، فلما كان بعد العصر قعدت وأذنت للناس فدخل علي عند المساء جار لي، قلمَّا كان يتخلف عن مجلس أبي عثمان، فقلت له: من أين أقبلت قال: من مجلس أبي عثمان، قلت: وفي ماذا كان يتكلم؟ قال: أخذ في المجلس من أوله إلى آخره في رجل، كان ظنه به أجمل ظن، فأخبره عن سره بشيء أنكره أبو عثمان وتغير ظنه به. قال أبو بكر: فعلمت أنه حديثي، قلت: وبماذا ختم حديث ذلك الرجل؟ قال: قال أبو عثمان: أظهر لي من باطنه شيئاً لم أشم منه رائحة الإيمان، ويشبه أنه على الضلال ما لم تظهر توبته من الذي أخبرني به عن نفسه، قال الشيخ أبو بكر: فوقع على البكاء وتبت إلى اللَّه عز وجل مما كنت عليه، انتهى. والابتلاء بهذا كثير، نسأل اللَّه التوفيق.
1049 -
حديث: من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه، أحمد والطبراني والقضاعي وغيرهم من حديث المطلب عن أبي موسى به
(1)
مرفوعاً.
1050 -
حديث: من أحب شيئاً أكثر ذكره، أبو نُعيم ثم الديلمي
(1)
بزيادة: فآثروا ما يبقى على ما يفنى.
من حديث مقاتل بن حيان عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن عائشة به مرفوعاً.
1051 -
حديث: من أحب قوماً حشر معهم، ذكره بهذا اللفظ الحاكم قبيل المغازي من صحيحه المستدرك جازماً به بلا سند، وشاهده: المرء مع من أحب
(1)
، وقد مضى.
1052 -
حديث: من أحب لقاء اللَّه أحب اللَّه لقاءه، ومن كره لقاء اللَّه كره اللَّه لقاءه، متفق عليه عن أبي موسى، وفي الباب عن جماعة.
1053 -
حديث: من أحبك لشيء هلك عند انقضائه، هو كما حكاه أبو سليمان الخطابي في العزلة له مما كان على نقش خاتم بعض الحكماء، بلفظ: من ودك لأمر ولى عند انقضائه، وكان يقال: لا تواخين من مودته لك على قدر حاجته إليك، فعند ذهاب الحاجة ذهاب المودة، وكلاهما عند الدينوري في رابع المجالسة، فالأول عن ابن قتيبة حدثني من رأى على فص ملك الهند مكتوباً: من ودك لأمر ولى عند انقضائه، والثاني عن ابن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سلام قال: كان يقال: لا ترجين من مودته لك على قدر حاجته إليك فعند ذهاب الحاجة ذهاب المودة.
1054 -
حديث: من أخلص للَّه أربعين يوماً ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه، أبو نُعيم في الحلية، من جهة مكحول عن أبي أيوب به مرفوعاً، وسنده ضعيف، وهو عند أحمد في الزهد مرسل
(2)
بدون أبي أيوب، وله شاهد عن أنس، بل ورواه القضاعي من جهة ابن فيل، ثم من طريق سوار بن مصعب عن ثابت عن مقسم عن ابن عباس به مرفوعاً، وفي آخره قال: وأظنه القضاعي كأنه يريد بذلك من يحضر العشاء أو الفجر في جماعة، قال: ومن حضرها أربعين يوماً يدرك التكبيرة الأولى كتب اللَّه له براءتين، براءة من النار وبراءة من النفاق، وهذه الجملة رواها أبو الشيخ في الثواب عن أنس، بلفظ: من أدرك التكبيرة الأولى مع الإمام أربعين صباحاً كتبت
(1)
بل عند الطبراني والضياء المقدسي من حديث أبي قرصافة: من أحب قوماً حشره اللَّه في زمرتهم.
(2)
وكذا رواه الحسين بن الحسن المروزي في زوائده على كتاب الزهد لشيخه عبد اللَّه بن المبارك فقال: حدثنا أبو معاوية أنبأنا حجاج عن مكحول عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
له، وذكره. ولابن عدي ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات عن أبي موسى رفعه: ما من عبد يخلص للَّه أربعين يوماً. الحديث.
1055 -
حديث: من أدخل في بيته حبشياً أو حبشية أدخل اللَّه بيته رزقاً، الديلمي عن ابن عمر مرفوعاً به، بلفظ: بركة، وأورده ابن الجوزي في "تنوير الغبش في فضل السودان والحبش" ولا يصح، وعند البيهقي في مناقب الشافعي من طريق الربيع بن سليمان عنه قال: ما نقص من أثمان السودان إلا لضعف عقولهم، ولولا ذلك لكان لوناً من الألوان، من الناس من يشتهيه ويفضله على غيره.
1056 -
حديث: من أراد أن يستحلف أخاه وهو يعلم أنه كاذب فأجل اللَّه أن يحلفه وجبت له الجنة، أبو الشيخ عن رافع بن خديج به مرفوعاً، وفي الباب عن ابن عباس.
1057 -
حديث: من أساء لا يستوحش، هو في معنى: إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم.
1058 -
حديث: من أسدى إلى هاشمي أو مطلبي معروفاً ولم يكافئه كنت مكافئه يوم القيامة، لم أقف عليه، ولكن قد بيض له شيخنا في بعض أجوبته، قلت: قد أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث أبان بن عثمان سمعت عثمان بن عفان يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من صنع إلى أحد من ولد عبد المطلب يداً فلم يكافئه بها في الدنيا فعلي مكافأته غداً إذا لقيني، وللثعلبي في تفسيره بسند فيه بعض الكذابين عن علي مرفوعاً: من اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها إذا لقيني يوم القيامة، ورواه الخطابي في تاريخ الطالبين بلفظ: من اصطنع إلى أحد من أهل بيتي يداً كافأته عنها يوم القيامة، كما بينته في "استجلاب ارتقاء الغرف".
1059 -
حديث: من أسرج في مسجد من مساجد اللَّه سراجاً لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له ما دام في ذلك المسجد ضوء من ذلك السراج،
الحارث بن أبي أسامة في مسنده وأبو الشيخ في الثواب، كلاهما عن أنس به مرفوعاً، وسنده ضعيف.
1060 -
حديث: من أسمك فليتمر، قال شيخنا: إنه باطل، قلت: وفي مناقب الشافعي للبيهقي من طريق يونس بن عبد الأعلى عنه أنه قال: لقد أفلست ثلاث مرات، ولقد رأيتني آكل السمك بالتمر لا أجد غيرهما.
1061 -
حديث: من أصاب مالاً من نهاوش أذهبه اللَّه في نهابر، القضاعي من حديث عمرو بن الحصين حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن علاثة حدثنا أبو سلمة الحمصي به مرفوعاً، وكذا هو في ترجمة عمرو بن الحصين من الميزان، ولكن عمرو متروك، وأبو سلمة واسمه سليمان بن سلم وهو كاتب يحيى بن جابر قاضي حمص لا صحبة له، فهو مع ضعفه مرسل، وقد عزاه الديلمي ليحيى بن جابر هذا، وهو أيضاً ليس بصحابي، وقال التقي السبكي: إنه لا يصح، قلت: وقد بسطت الكلام عليه في بعض الأجوبة. والمعنى أن كل مال أصيب من غير حله ولا يدرى ما وجهه أذهبه اللَّه في مهالك وأمور متبددة.
1062 -
حديث: من أصاب من شيء فليلزمه، ابن ماجه من طريق فروة بن يونس عن هلال بن جبير عن أنس به مرفوعاً، وكذا هو عند البيهقي في الشعب والقضاعي من هذا الوجه بلفظ: من رزق، بدل: من أصاب، وفي لفظ للبيهقي: من رزقه اللَّه رزقاً في شيء فليلزمه، ولابن ماجه أيضاً من طريق الزبير بن عبيد عن نافع، قال: كنت أجهز إلى الشام وإلى مصر فجهزت إلى العراق فأتيت أم المؤمنين عائشة فقلت لها: يا أم المؤمنين كنت أجهز إلى الشام وإلى مصر فجهزت إلى العراق فقالت: لا تفعل ما لك ولمتجرك فإني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إذا سبب اللَّه لأحدكم رزقاً من وجه فلا يدعه حتى يتغير له أو يتنكر، وهو عند البيهقي بلفظ: إذا قسم لأحدكم رزق فلا يدعه حتى يتغير أو يتنكر، وبلفظ: إذا فتح لأحدكم رزق من باب فليلزمه، وحديث جابر عند أحمد أيضاً، وسندهما ضعيف، وترجم لهما ابن ماجه: إذا قسم للرجل رزق من وجه فليلزمه، وأورده الغزالي بلفظ: من جعلت معيشته في شيء فلا ينتقل عنه حتى
يتغير له. والذي على الألسنة معناه، وهو من بورك له في شيء فليلزمه، ومضى في: البلاد، من الموحدة. فأي موضع رأيت فيه رفقاً فأقم.
1063 -
حديث: من أعان ظالماً سلطه اللَّه عليه، ابن عساكر في تاريخه من جهة الحسن بن علي بن زكريا عن سعيد بن الجبار الكرابيسي عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر عن ابن مسعود به مرفوعاً، وابن زكريا هو العدوي، متهم بالوضع، فهو آفته، وقد أورده الديلمي بلا سند عن ابن مسعود، بل ذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى {وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً} فقال: وفي الحديث، ولم يعزه لصاحب ولا مخرج، وبالجملة فمعناه صحيح، وفي التنزيل {كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير} .
1064 -
حديث: من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة، في: أن الرفق.
1065 -
حديث: من أقال نادماً، أبو داود في سننه، والحاكم في مستدركه، والبيهقي، كلهم من حديث ابن معين عن حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه: من أقال مسلماً أقال اللَّه عثرته، وقال الحاكم: إنه صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وقال ابن دقيق العيد: هو على شرطهما، وهو عند عبد اللَّه بن أحمد في زوائد المسند عن ابن معين بلفظ: من أقال عثرة أقاله اللَّه يوم القيامة. وفي لفظ عند البيهقي أيضاً من هذا الوجه: من أقال نادماً أقاله اللَّه، ورواه ابن حبان في النوع الثاني من القسم الأول من صحيحه من حديث ابن معين أيضاً بلفظ: من أقال مسلماً عثرته أقاله اللَّه يوم القيامة، وأشار إلى تفرد ابن معين به عن حفص، وتفرد حفص به عن الأعمش، وليس كذلك فقد رواه ابن ماجه من حديث مالك بن سعير عن الأعمش به باللفظ الأول سواء، مع زيادة: يوم القيامة، وأخرجه البزار أيضاً، وقال: أن زياد بن يحيى الحماني تفرد به عن ابن سعير، وهو عند ابن حبان أيضاً من طريق إسحاق الفروي عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً: من
أقال نادماً بيعته أقال اللَّه عثرته يوم القيامة، وكذا أخرجه قاسم بن أصبغ في مصنفه، والبزار في مسنده، وقال: إن إسحاق تفرد به، ومن هذا الوجه أخرجه البيهقي في سننه لكن بلفظ: من أقال نادماً أقاله اللَّه يوم القيامة، ورواه أيضاً من حديث مالك عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة بلفظ: من أقال مسلماً عثرته أقاله اللَّه تعالى يوم القيامة، وهي أصح من طريق مالك بن سمي بل قيل: إن تلك خطأ، وللبيهقي أيضاً من حديث معمر عن محمد بن واسع عن أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ: من أقال نادماً أقاله اللَّه نفسه يوم القيامة، ومن هذا الوجه رواه شيخه الحاكم في علوم الحديث، وقال: لم يسمعه معمر من محمد ولا محمد من أبي صالح، وبالجملة فالحديث صحيح كما قدمنا، وكذا صححه ابن حزم، وأورده البغوي في المصابيح بلفظ: من أقال أخاه المسلم صفقة كرهها أقاله اللَّه عثرته يوم القيامة، وفي الباب عن أبي قتادة.
1066 -
حديث: من أكرم أخاه المؤمن فإنما يكرم اللَّه، الأصبهاني في ترغيبه عن جابر، والعقيلي في الضعفاء عن أبي بكر، كلاهما به مرفوعاً. وسندهما ضعيف.
1067 -
حديث: من أكرم حبيبتيه فلا يكتب بعد العصر، ليس في المرفوع، ولكن قد أوصى الإمام أحمد بعض أصحابه أن لا ينظر بعد العصر في كتاب، أخرجه الخطيب أو غيره، وقال الشافعي فيما رواه حرملة بن يحيى كما أخرجه البيهقي في مناقبه: الوراق إنما يأكل دية عينيه.
1068 -
حديث: من أكرم غريباً في غربته وجبت له الجنة، ذكره الديلمي بلا سند عن ابن عباس به مرفوعاً.
1069 -
حديث: من أكل طعام أخيه ليسره لم يضره، هو من كلام أبي سليمان الداراني، أورده ابن عساكر في ترجمة أحمد بن سباع من تاريخه.
1070 -
حديث: من أكل فولة بقشرها أخرج اللَّه منه من الداء مثلها، ابن حبان في ترجمة عبد الصمد بن مطير من الضعفاء، والديلمي، كلاهما من حديث عبد الصمد عن ابن وهب عن الليث عن يزيد ابن أبي حبيب عن أبي الخير عن عروة عن عائشة
به مرفوعاً، وأورده الذهبي في الميزان من الكنجروديات، وهو باطل
(1)
، ورويناه في مناقب الشافعي للبيهقي من طريق الربيع بن سليمان عنه أنه قال: الفول يزيد في الدماغ، والدماغ يزيد في العقل.
1071 -
حديث: من أكل في قصعة ثم لحسها استغفرت له القصعة، الترمذي من حديث المعلى بن راشد أبي اليماني حدثتني جدتي أم عاصم وكانت أم ولد لسنان ابن سلمة قالت: دخل علينا نبيشة الخير، ونحن نأكل في قصعة، فحدثنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: وذكره، وهكذا أخرجه ابن ماجه وآخرون منهم أحمد والبغوي والدارمي وابن أبي خيثمة وابن السكن وابن شاهين، وقال الترمذي: إنه غريب، وكذا قال الدارقطني، وأورده بعضهم بلفظ: تستغفر الصحفة للاحسها، ووقع لابن قانع فيه تصحيف شنيع، فإنه قال: حدثتني جدتي قالت: دخل علينا رجل من هذيل يقال سحر الخير، يعني بسين وحاء وراء مهملات، وكانت له صحبة فذكره، والصواب ما تقدم هذا مع أنه أورده أيضاً على الصواب في نبيشة، ووقع له في سنده خبط آخر ليس هذا محل بيانه، وثبت في صحيح مسلم عن جابر: الأمر بلعق الأصابع والصحفة، فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة، وفي لفظ لابن حبان: ولا ترفع الصحفة حتى تلعقها، فإن في آخر الطعام البركة.
1072 -
حديث: من أكل ما يسقط من الخوان والقصعة أمن من الفقر والبرص والجذام وصرف عن ولده الحمق، أبو الشيخ في الثواب عن جابر به مرفوعاً وعن الحجاج بن علاط مرفوعاً أيضاً بلفظ: أعطي سعة من الرزق ووقى الحمق في ولده وولد ولده، والديلمي من طريق الرشيد عن آبائه ابن عباس رفعه: من أكل ما يسقط من المائدة خرج ولده صباح الوجوه ونفى عنه الفقر، وأخرجه الخطيب في ترجمة عبد الصمد الهاشمي ثم ضعفه، وأورده الغزالي في الإحياء بلفظ: عاش في سعة وعوفي في ولده، وفي الباب عن أنس، أورده الخطيب في ترجمة يونس من المؤتلف، وفيه قصة لهدبة بن خالد مع المأمون، وعن أبي هريرة، وكلها مناكير، نعم ثبت في مسلم عن جابر وأنس مرفوعاً: إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها، فليمط ما كان بها من أذى، ولا يدعها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أي طعامه البركة
(1)
وعبد الصمد كذاب.
1073 -
حديث: من أكل مع مغفور له غفر له، قال شيخنا: هو كذب موضوع، وقال مرة أخرى: إنه لا أصل له صحيح، ولا حسن، ولا ضعيف، وكذا قال غيره: ليس له إسناد عند أهل العلم، وإنما يروى عن هشام، وليس معناه صحيحاً على الإطلاق، فقد يأكل مع المسلمين الكفار والمنافقون، وأورده عبد العزيز الديربني في الدرر الملتقطة، وقال: إنه لا أصل له عند المحدثين، ولكن قد نقل عن بعض الصالحين أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: يا رسول اللَّه أنت قلت وذكره، فقال: نعم ومن نظر إلى مغفور غفر له، قال: والمعنى صحيح إذا أكل معه بنية البركة والمحبة في اللَّه تعالى.
1074 -
حديث: من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له، في: ليس لفاسق غيبة.
1075 -
حديث: من أهديت له هدية وعنده قوم، فهم شركاؤه فيها، عبد بن حميد في مسنده، وعبد الرزاق، والطبراني، وأبو نعيم في الحلية، عن ابن عباس، وللطبراني فقط، وكذا إسحاق ابن راهويه، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات، من حديث الحسن بن علي، والعقيلي من حديث عائشة، كلهم به مرفوعا، وقال العقيلي: إنه لا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، وكذا قال البخاري عقب إيراده له تعليقا، فقال: ويذكر عن ابن عباس أن جلساءه شركاؤه: أنه لم يصح، انتهى ولكن هذه العبارة من مثله لا تقتضي البطلان بخلافها من العقيلي، وعلى كل هذا فقد قال شيخنا: إن الموقوف أصح
1076 -
حديث: من أيقن بالخلف جاد بالعطية، القضاعي من حديث ابن لهيعة عن محمد بن عبد الرحمن عن عامر بن عبد اللَّه بن الزبير عن أبيه عن علي به مرفوعاً في حديث طويل.
1077 -
حديث: من ابتلي ببليتين فليختر أسهلهما، يستأنس له بقول عائشة: ما خير النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً.
1078 -
حديث: من ازداد علماً ولم يزدد في الدنيا زهداً لم يزدد من اللَّه إلا بعداً،
الديلمي من حديث علي به مرفوعاً، وفي لفظ: ثم ازداد للدنيا حباً ازداد اللَّه عليه غضباً.
1079 -
حديث: من استرضي فلم يرض فهو شيطان، ليس في المرفوع، وإنما هو فيما أورده البيهقي في الشعب من جهة جعفر بن محمد الصادق قال: من لم يغضب عند التقصير لم يكن له شكر عند المعروف، ومن طريق الربيع، وفي مناقب الشافعي من جهة أحمد بن سنان، كلاهما عن الشافعي من قوله بزيادة: ومن استغضب ولم يغضب فهو حمار، نعم في ابن ماجه والطبراني عن جودان
(1)
، والحارث بن أبي أسامة عن جابر، كلاهما مرفوعاً: من اعتذر إلى أخيه فلم يقبل كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس، ولأبي الشيخ عن عائشة مرفوعاً: من اعتذر إليه أخوه المسلم فلم يقبل لم يرد علي الحوض، وللديلمي عن أنس في حديث رفعه: ومن اعتذر قبل اللَّه معذرته، وقد أنشد البيهقي في الشعب لبعضهم:
اقبل معاذير من يأتيك معتذراً
…
إن ير عندك فيما قال أو فجرا
فقد أطاعك من أرضاك ظاهره
…
وقد أجلك من يعصيك مستترا
وما قيل مما هو على الألسنة أيضاً، وأورده شيخنا في ترجمة العلاء علي بن موسى بن إبراهيم الرومي الحنفي صاحب تلك الوقائع من معجمه فقال: أنشدني يعني العلاء من لفظه قال: أنشدني الشيخ شهاب الدين نعمان الحنفي العالم المشهور بما وراء النهر وهو والد القاضي عبد الجبار:
إذا اعتذر المسيء إليك يوماً
…
تجاوز عن مساويه الكثيرة
لأن الشافعي روى حديثاً
…
مسنداً عن الحبر المغيرة
عن المختار أن اللَّه يمحو
…
بعذر واحد ألفي كبيرة
فكذب، وفي العشرين من المجالسة من جهة محمد بن سلام قال: قال بعض الحكماء: أقل الاعتذار موجب للقبول وأكثره ريبة، ومضى في: مداراة الناس صدقة، قول القائل: بئس الصديق صديق يلجئك إلى الاعتذار.
1080 -
حديث: من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه شراً فهو ملعون، ومن لم يكن في الزيادة فهو في النقصان، ومن كان في النقصان فالموت خير له، ومن اشتاق إلى الجنة سارع في الخيرات، الحديث. الديلمي من حديث محمد بن سوقة عن الحارث عن علي به مرفوعاً، وسنده ضعيف
(1)
ورواه ابن حبان في روضة العقلاء من طريق ابن جريج عن العباس بن عبد الرحمن ابن ميناء عن جودان، وقال: إن سمعه ابن جريج من العباس فهو حديث حسن.
1081 -
حديث: من اشترى شيئاً لم يره فهو بالخيار إذا رآه، الدارقطني، والبيهقي، والديلمي، من حديث أبي هريرة به مرفوعاً، وفي سنده عمر بن إبراهيم الكردي مذكور بالوضع، وذكر الدارقطني أنه تفرد به، وقال هو والبيهقي: والمعروف أنه من قول ابن سيرين، وجاء من طريق أخرى مرسلة عن مكحول مرفوعاً، أخرجها ابن أبي شيبة، والدارقطني، والبيهقي، والراوي عنه ضعيف، ولكنها أمثل من الموصولة، وقد علق الشافعي القول به على ثبوته، ونقل النووي اتفاق الحفاظ على تضعيفه، وعند الطحاوي، والبيهقي، من طريق علقمة بن وقاص، أن طلحة اشترى من عثمان مالاً، فقيل لعثمان: إنك قد غبنت، فقال عثمان: لي الخيار، لأني بعت ما لم أره، وقال طلحة: لي الخيار، لأني اشتريت ما لم أره، فحكما بينهما جبير بن مطعم فقضى أن الخيار لطلحة، ولا خيار لعثمان.
1082 -
حديث: من اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب في: من أسدى.
1083 -
حديث: من اعتز بالعبيد أذله اللَّه، أبو نُعيم في الحلية، والقضاعي، من حديث الحسن بن الحر عن يعقوب بن عتبة عن سعيد بن المسيب عن عمر مرفوعاً، وفي لفظ: من استعز بقوم أورثه اللَّه لهم، ولفظ الترجمة عند العقيلي في ترجمة عبد اللَّه بن عبد اللَّه الأموي من الضعفاء، وقال: لا يتابع على حديثه، وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخالف في روايته.
1084 -
حديث: من اعتذر إليه أخوه، في: استرضي.
1085 -
حديث: من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم ترمد عينه أبداً، الحاكم والبيهقي في الثالث والعشرين من الشعب، والديلمي من حديث جوبير عن الضحاك عن ابن عباس به مرفوعاً، وقال الحاكم: إنه منكر، قلت: بل موضوع أورده ابن الجوزي في الموضوعات من هذا الوجه، ومن حديث أبي هريرة بسند لين فيه أحمد بن منصور الشونيزي، فكأنه أدخل عليه وهو إسناد مختلق لهذا المتن قطعاً،
قال الحاكم: والاكتحال يوم عاشوراء لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه أثر، وهو بدعة ابتدعها قتلة الحسين عليه السلام.
1086 -
حديث: من التمس محامد الناس بمعاصي اللَّه عاد حامده من الناس له ذاماً، ابن لال من جهة عائشة به مرفوعاً، وكذا هو عند العسكري من جهة قطبة بن العلاء عن أبيه عن هشام بن عروة عن أبيه عنها، بلفظ: من يرضي الناس بسخط اللَّه، وذكره، ومن هذا الوجه أورده القضاعي لكن بلفظ: من طلب محامد الناس، وذكره كالأول، وللعسكري من حديث واقد بن محمد عن ابن مليكة عن عائشة مرفوعاً: من أرضى الناس بسخط اللَّه وكله اللَّه إليهم، ومن أرضى اللَّه بسخط الناس كفاه اللَّه شرهم، وللقضاعي من حديث واقد أبي عثمان
(1)
عن محمد بن المنكدر عن عروة عن عائشة مرفوعاً: من التمس رضى الناس بسخط اللَّه سخط عليه، وأسخط عليه الناس، وذكر مقابله، وعند العسكري من حديث عمرو بن مساور عن الحسن عن أنس مرفوعاً: ما من مخلوق يلتمس رضاء مخلوق بمعصية الخالق إلا سلطه اللَّه عليه، وما من مخلوق يلتمس رضى الخالق في سخط المخلوق إلا كفاه اللَّه مؤونته، ومن حديث المغيرة بن سقلاب عن أبي رواد عن عطاء بن أبي رباح، أن معاوية أرسل إلى عائشة أخبريني بشيء سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقالت: سمعته يقول: من آثر محبة الناس على محبة اللَّه وكله إلى الناس، وذكر مقابله، ومن حديث عبد الوهاب بن نافع السلمي عن مالك عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة عن أنس مرفوعاً: من حاول أمراً بمعصية اللَّه كان أبعد له مما رجا وأقرب مما يتقى، وهذا الأخير عند أبي نُعيم في الحلية.
1087 -
حديث: من باع داراً أو عقاراً ولم يجعل ثمنه في نظيره فجدير أن لا يبارك له فيه، أبو داود الطيالسي في مسنده من حديث حذيفة، وأحمد والحارث في مسنديهما، والطبراني من حديث سعيد، كلاهما به مرفوعاً، وقد كتبت فيه جزءاً.
1088 -
حديث: من بان عذره وجبت الصدقة عليه، لا أصل له
(1)
هو واقد بن محمد، وعثمان ابنه.
1089 -
حديث: من بدا جفا، في: من سكن البادية.
1090 -
حديث: من بطأ به عمله، في: من أبطأ.
1091 -
حديث: من بلغه عن اللَّه عز وجل شيء فيه فضيلة فأخذ به إيماناً أو رجاء ثوابه أعطاه اللَّه ذلك، وإن لم يكن كذلك، أبو الشيخ في مكارم الأخلاق من جهة بشر بن عبيد حدثنا حماد عن أبي الزبير عن جابر به مرفوعاً، وبشر متروك، لكن هو عندنا في جزء الحسن بن عرفة قال: حدثني خالد بن حيان الرقي أبو يزيد عن فرات بن سلمان وعيسى بن كثير، كلاهما عن أبي رجاء عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر، وخالد وفرات فيهما مقال، وأبو رجاء لا يعرف، ورواه كامل الجحدري في نسخته عن عباد بن عبد الصمد وهو متروك، عن أنس بن مالك نحوه، وكذا أخرجه ابن عبد البر بسند فيه الحارث وغيره من حديث أنس، وذكره أبو أحمد ابن عدي في كامله من رواية يزيغ عن ثابت عن أنس، واستنكره، وهكذا أخرجه أبو يعلى والطبراني في محمد بن هشام المستملي من معجمه الأوسط، بلفظ: من بلغه عن اللَّه فضيلة فلم يصدق بها لم ينلها، وله شواهد عن ابن عباس وابن عمر وأبي هريرة، وقد قال ابن عبد البر: إنهم يتساهلون في الحديث إذا كان من فضائل الأعمال، فإن قيل: كيف هذا مع اشتراطهم في جواز العمل بالضعيف عدم اعتقاد ثبوته؟ قلنا: بحمله على ما صح مما ليس بقطعي حيث لم يكن صحيحاً في نفس الأمر، أو بحمله إن كان عاماً بحيث يشمل الضعيف على اعتقاده الثبوت من حيث إدراجه في العمومات لا من جهة السند.
1092 -
حديث: من بنى بناء فوق ما يكفيه كلف يوم القيامة أن يحمله على عاتقه من سبع أرضين، البيهقي في الشعب، وأبو نُعيم في الحلية، من حديث الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي عبيدة عن أبي مسعود به مرفوعاً، وللطبراني وعنه أبو نُعيم في الحلية أيضاً من حديث الوليد بن موسى القرشي عن الأوزاعي عن يحيى ابن أبي كثير عن الحسن عن أنس مرفوعاً: إذا بنى الرجل المسلم سبعة أو تسعة أذرع ناداه مناد من السماء أين تذهب يا أفسق الفاسقين، وله شواهد، منها حديث: يؤجر
المرء في كل نفقة إلا ما كان في الماء والطين، وقال صلى الله عليه وسلم لمن رآه من أصحابه يصلح خصاً له قد وهى: الأمر أعجل من ذلك
(1)
.
1093 -
حديث: من بورك له في شيء فليلزمه، في: من أصاب.
1094 -
حديث: من تأنى أصاب. في: التأني.
1095 -
حديث: من ترك شيئاً للَّه عوضه اللَّه خيراً منه، في: ما ترك.
1096 -
حديث: من ترك الصلاة فقد كفر، الدارقطني في العلل من رواية أبي النضر هاشم بن القسم عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس - وليس هو بأبيه - به قال: ورواه علي بن الجعد عن أبي جعفر عن الربيع مرسلاً، هو أشبه بالصواب، ورواه البزار من حديث أبي الدرداء قال: أوصاني أبو القاسم صلى الله عليه وسلم أن لا أشرك باللَّه شيئاً وإن حرقت، ولا أترك صلاة مكتوبة متعمداً فمن تركها متعمداً فقد كفر، ولا أشرب خمراً فإنها مفتاح كل شر، أخرجه من رواية راشد الحماني عن شهر بن حوشب، وقال: راشد بصري وليس به بأس، وشهر مشهور، والحديث عند الترمذي والنسائي وأحمد وابن حبان والحاكم من حديث بريدة دون قوله متعمداً، ولفظه: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر، ولمسلم عن جابر رفعه: بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة، وقد سبق في الموحدة. قال الحليمي: يحتمل أن يكون المراد بهذا الكفر كفراً يبيح الدم، لا كفراً يرده إلى ما كان عليه في الابتداء انتهى. وفيه التأويل لصرفه عن ظاهره غير ذلك، واللَّه الموفق.
1097 -
حديث: من تزوج امرأة لمالها أحرمه اللَّه مالها وجمالها، لم أقف عليه، ولكن عند أبي نُعيم في الحلية من حديث عبد السلام بن عبد القدوس عن إبراهيم عن أنس رفعه: من تزوج امرأة لعزها لم يزده اللَّه إلا ذلاً، ومن تزوجها لمالها لم يزده اللَّه إلا فقراً، ومن تزوجها لحسنها لم يزده اللَّه إلا دناءة، ومن تزوجها لم يتزوجها إلا ليغض بصره ويحصن فرجه أو يصل رحمه إلا بارك اللَّه له فيها وبارك لها فيه، بل في الصحيحين كما في المثناة: تنكح
(1)
قاله لعبد اللَّه بن عمرو كما في سنن أبي داود، وفيها أيضاً من حديث أنس، أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا إلا ما لا - يعني ما لا بد منه.
المرأة لمالها وجمالها وحسبها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.
1098 -
حديث: من تزوج فقد أحرز نصف دينه فليتق اللَّه في النصف الباقي، ابن الجوزي في العلل من حديث مالك بن سليمان عن هياج بن بسطام عن خالد الحذاء عن يزيد بن الرقاشي عن أنس به مرفوعاً، وقال: إنه لا يصح، وهو عند الطبراني في الأوسط من حديث عصمة بن المتوكل عن زافر بن سليمان عن إسرائيل بن يونس عن جابر عن الرقاشي به بلفظ: فقد استكمل نصف الإيمان، والباقي مثله، وقال: لم يروه عن عصمة إلا زافر، ورواه البيهقي في الشعب من حديث الخليل بن مرة عن الرقاشي ولفظه: إذا تزوج العبد فقد كمل نصف الدين فليتق اللَّه في النصف الباقي. ومن حديث زهير بن محمد أخبرني عبد الرحمن بن زيد بن عقبة المدني عن أنس مرفوعاً بلفظ: من رزقه اللَّه امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتق اللَّه في الشطر الباقي، وكذا هو عند شيخه فيه الحاكم في مستدركه، وقال: إنه صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
1099 -
حديث: من تزيا بغير زيه فقتل فدمه هدر، ليس له أصل يعتمد، ويحكى فيه حكايات متقطعة أن بعض الجان حدث به إما عن علي مرفوعاً، وإما عن النبي صلى الله عليه وسلم بلا واسطة: مما لم يثبت فيه شيء.
1100 -
حديث: من تشبع بما لم يعط فهو كلابس ثوبي زور، متفق عليه عن أسماء ابنة أبي بكر به مرفوعاً بلفظ: المتشبع، وبدون: فهو، ورواه العسكري من حديث أيوب بن سويد عن الأوزاعي عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعاً بلفظ: من تحلى بباطل كان كلابس ثوبي زور، ومن حديث ابن جريج عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة مرفوعاً باللفظ الثاني، وفي الباب أيضاً عن سفيان الثقفي وعائشة.
1101 -
حديث: من تشبه بقوم فهو منهم، أحمد وأبو داود والطبراني في الكبير من حديث أبي منيب الجرشي عن ابن عمر به مرفوعاً، وفي سنده ضعف، ولكن شاهده عند البزار من حديث حذيفة
(1)
، وأبي هريرة، وعند أبي نُعيم في تاريخ أصبهان عن أنس، وعند القضاعي من حديث طاوس مرسلاً وتقدم في: إنما العلم بالتعلم، من الهمزة، عن الحسن في أثر: قلما تشبه رجل بقوم إلا ما كان منهم، وبلفظ آخر
(1)
وعند الديلمي ولفظه: لا يشبه الزي الزي حتى يشبه الخلق الخلق، ومن تشبه بقوم فهو منهم، وقد صحح الحديث ابن حبان والعراقي.
1102 -
حديث: من تواضع لغني لأجل غناه ذهب ثلثا دينه، البيهقي في الشعب من حديث الحسن بن بشر حدثت عن الأعمش عن إبراهيم عن ابن مسعود من قوله: من خضع لغني ووضع له نفسه إعظاماً له وطمعاً في فيما قبله ذهب ثلثا مروءته وشطر دينه، ومن حديث شعر ابن عطية عن أبي وائل عن ابن مسعود مرفوعاً: من أصبح محزوناً على الدنيا أصبح ساخطاً على ربه، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنما يشكو ربه، ومن دخل على غني فتضعضع له ذهب ثلثا دينه، ومن قرأ القرآن فدخل النار فهو ممن اتخذ آيات اللَّه هزواً، وللطبراني في الصغير من حديث وهب ابن راشد البصري عن ثابت البناني عن أنس مرفوعاً: من أصبح حزيناً على الدنيا أصبح ساخطاً على ربه، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنما يشكو اللَّه تعالى، ومن تضعضع لغني لينال مما في يديه أسخط اللَّه عز وجل، ومن أعطي القرآن فدخل النار فأبعده اللَّه، وقال: لم يروه عن ثابت إلا وهب، وكان من الصالحين، وفي لفظ: من تضعضع لغني لينال فضل ما عنده أحبط اللَّه تعالى عمله، وهما واهيان جداً، حتى أن ابن الجوزي ذكرهما في الموضوعات، وكذا من الواهي في ذلك ما أورده الديلمي من حديث أبي هريرة، وهو في ترجمة وهب بن منبه من الحلية لأبي نُعيم مرفوعاً، بلفظ: من تضعضع لذي سلطان إرادة دنياه أعرض اللَّه عنه، وللديلمي عن أبي هريرة أيضاً رفعه: من تضرع لصاحب دنيا ودع بذلك نصف دينه، ومن حديث أبي ذر مرفوعاً: لعن اللَّه فقيراً تواضع لغني من أجل ماله، من فعل ذلك منهم فقد ذهب ثلثا دينه، نعم عند البيهقي من حديث وهب بن منبه قال: قرأت في التوراة، وذكر نحوه.
(تنبيه) إنما لم يحكم على الثلث الثالث وهو القلب، لخفائه إذ الإيمان: قول باللسان، وعمل بالأركان، وتصديق بالقلب، نسأل اللَّه التوفيق.
1103 -
حديث: من توضأ على طهر كتب اللَّه له عشر حسنات، أبو داود والترمذي وابن ماجه عن ابن عمر به مرفوعاً، وضعف الترمذي إسناده.
1104 -
حديث: من جالس عالماً فكأنما جالس نبياً، لا أعرفه في المرفوع، ولكن جاء عن إمامنا الشافعي رحمه الله أنه قال: إذا رأيت رجلاً من أصحاب الحديث، فكأنما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
(1)
في هذا شرف كبير لأصحاب الحديث.
1105 -
حديث: من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيي به الإسلام، فبينه وبين النبيين درجة واحدة في الجنة، الدارمي عن الحسن رفعه مرسلاً.
1106 -
حديث: من جد وجد
(1)
.
1107 -
حديث: من جعل قاضياً بين الناس فقد ذبح بغير سكين، أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وغيرهم، كابن أبي عاصم من حديث عثمان بن محمد الأخنسي، والقضاعي من حديث زيد بن أسلم عن سعيد المقبري والأعرج، كلاهما عن أبي هريرة به مرفوعاً، ولفظ بعضهم: فإنه قد ذبح، ولم يذكر: بين الناس، وهو عند ابن ماجه، وكذا النسائي، والدارقطني، وابن أبي عاصم بدون الأعرج، ولفظ أحدهم: من استعمل على القضاء، بل شذ بعضهم فقال: كأنما ذبح بالسكين، ورواه النسائي بدون الأعرج أيضاً، وابن أبي عاصم من حديث داود بن خالد المكي أنه سمع المقبري، وأبو داود أيضاً بلفظ: من ولى القضاء من حديث عمرو بن أبي عمرو عن المقبري، وهو عند الترمذي وابن أبي عاصم، بلفظ: من ولى القضاء أو جعل قاضياً بين الناس، والدارقطني، بلفظ: من ولى، وقال الترمذي: إنه حسن غريب، وقال النسائي: إن داود ليس بالمشهور، والأخنسي ليس بالقوي، قلت: قد سبق عن غيرهما، بل رواه أحمد من حديث محمد بن عجلان، وابن أبي عاصم من حديث بعض المدنيين، والقضاعي من حديث زيد بن أسلم، ثلاثتهم عن المقبري، وهو صحيح بل حسن، قيل: وفي قوله بغير سكين، الإشارة إلى أن محذوره الخوف من هلاك الدين دون البدن، إذ الذبح في ظاهر العرف إنما هو بالسكين، أو إلى شدة الألم لكون الذبح بغير سكين يكون إما بالخنق أو التعذيب، وهو للذبيحة بالسكين أروح.
1108 -
حديث: من جمع مالاً من نهاوش، في: من أصاب.
1109 -
حديث: من جهل شيئاً عاداه، وفي مناقب الشافعي للبيهقي من طريق
(1)
بيض له المؤلف، وليس هو بحديث.
تعليق الشاملة: قال العجلوني «كشف الخفاء» (2/ 243):
الربيع سمعت الشافعي يقول: العلم جهل عند أهل الجهل، كما أن الجهل جهل عند أهل العلم، ثم أنشأ يقول:
ومنزلة الفقيه من السفيه
…
كمنزلة السفيه من الفقيه
فهذا زاهد في قرب هذا
…
وهذا فيه أزهد منه فيه
ويشير إليه قوله: {بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه} ، وقوله:{وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم} .
1110 -
حديث: من حج ولم يزرني فقد جفاني، في: من لم يزرني.
1111 -
حديث: من حدث حديثاً فعطس عنده فهو حق، أبو يعلى من حديث بقية عن معاوية بن يحيى عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به مرفوعاً، وكذا أخرجه الطبراني والدارقطني في الأفراد، بلفظ: من حدث بحديث فعطس عنده فهو حق، والبيهقي - وقال: إنه منكر - عن أبي الزناد، وقال غيره: إنه باطل، ولو كان سنده كالشمس، ولكن قال النووي في فتاويه: له أصل أصيل، انتهى. وله شاهد عند الطبراني من حديث خضر بن محمد بن شجاع عن غضيف بن سالم عن عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس مرفوعاً: أصدق الحديث ما عطس عنده، وقال: لم يروه عن ثابت إلا عمارة، تفرد به الخضر، وفي معرفة الصحابة ومسند الديلمي، كلاهما من جهة أبي وهم مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مرفوعاً: من سعادة المرء العطاس عند الدعاء، انتهى. والكلام عليه مستوفى في تخريج الأذكار.
1112 -
حديث: من حسن ظنه بحجر نفعه اللَّه به، مضى في: لو أحسن.
1113 -
حديث: من حسن ظنه بالناس كثرت ندامته، في: احترسوا.
1114 -
حديث: من حفر لأخيه قليباً أوقعه اللَّه فيه قريباً، قال شيخنا: لم أجد له أصلاً، وإنما ذكر صاحب الأمثال: من حفر جباً أوقعه اللَّه فيه منكباً، وذكر عن كعب الأحبار أنه سأل ابن عباس: من حفر مهواة كبه اللَّه فيها، فقال ابن عباس: إنا نجد في كتاب اللَّه {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله} ، قلت: وهو على الألسنة أيضاً
بلفظ: من حفر بئراً لأخيه وقع فيه، قال الشاعر:
ومن يحتفر بئراً ليوقع غيره
…
سيوقع يوماً في الذي هو حافر
وفي الرابع والعشرين من المجالسة للدينوري من حديث أبي حصين قال: مر داود القصاب بامرأة عند قبر، وهي تبكي، فرق لها، وقال: ما هذا الميت منك؟ قالت: ابني، قال: وما كان يعمل؟ قالت: يحفر القبور، قال: أبعده اللَّه، ما علم أن من حفر حفرة وقع فيها.
1115 -
حديث: من حفظ على أمتي أربعين حديثاً بعث يوم القيامة فقيهاً، أبو نُعيم في الحلية بنحوه عن ابن مسعود وابن عباس، وفي الباب عن أنس وعلي ومعاذ وأبي هريرة وآخرين، أخرجها ابن الجوزي في العلل المتناهية، قال النووي: طرقه كلها ضعيفة، وليس بثابت، وكذا قال شيخنا: جمعت طرقه في جزء
(1)
ليس فيها طريق تسلم من علة قادحة، وقد قال أحمد فيما حكاه البيهقي في الشعب عنه عقب حديث أبي الدرداء منها: هذا متن مشهور فيما بين الناس وليس له إسناد صحيح.
1116 -
حديث: من حلف باللَّه صادقاً كان كمن سبح اللَّه وقدسه
(2)
.
1117 -
حديث: من حمل سلعته فقد برئ من الكبر، القضاعي والديلمي في مسنديهما من حديث سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر به مرفوعاً، وهو عند ابن لال عن أبي أمامة، وفي لفظ: بضاعته بدل سلعته. والشرك بدل الكبر.
1118 -
حديث: من حوسب، في: من نوقش.
1119 -
حديث: من خاف اللَّه خوف منه كل شيء، الحديث، أبو الشيخ في الثواب والديلمي والقضاعي عن واثلة، والعسكري عن الحسين بن علي، كلاهما به مرفوعاً، لفظ العسكري: من خاف اللَّه أخاف اللَّه منه كل شيء، وهو عنده عن ابن مسعود من
(1)
ولشقيقنا أبي الفيض جزء "إرشاد المربعين إلى طرق حديث الأربعين" استوعبها باستيفاء وهو مطبوع.
(2)
ليس بحديث، وقد قال الشافعي: ما حلفت باللَّه صادقاً ولا كاذباً إجلالاً للَّه تعالى، لكن يرد عليه أمر اللَّه لنبيه بالحلف في قوله تعالى:{قل بلى وربي لتبعثن} ، {قل إي وربي إنه لحق} .
تعليق الشاملة: قال العجلوني «كشف الخفاء» (2/ 247):
«قال في "التمييز": ما علمته في المرفوع، وقال الإمام الشافعي: ما حلفت بالله تعالى قط صادقًا ولا كاذبًا إجلالًا لله؛ فلو كان معنى هذا الحديث صحيحًا لما كان ترك اليمين إجلالًا لله من الخصال المحمودة. انتهى.
وقال القاري: ترجمه السخاوي ولم يتكلم عليه ومعناه صدق، وصواب؛ لأنه إذا كان في يمينه صادقًا؛ يكون في حلفه بالله ذكرًا موافقًا. ثم قال بعد ذكر ما نقل في "التمييز" عن الشافعي ما نصه: ولا يخفى أنه لو كان تركه من الخصال الحميدة؛ ما كان فعله من الشمائل السعيدة. وقد حلف صلى الله عليه وسلم في مواضع متعددة، من أحاديث متبددة، كما حلف بالله تعالى في أماكن، فينبغي أن يحمل أن ترك الحلف من الخصال المحمودة على حالة مخصوصة في المعاملة؛ بأن يعطي ما يتوجه عليه، ولا يحلف عملًا بالمجادلة. انتهى»
قوله بزيادة الشق الآخر، وقال المنذري في ترغيبه: رفعه منكر، وفي الباب عن علي، وبعضها يقوي بعضاً، وقد قال عمر بن عبد العزيز: من خاف اللَّه أخاف منه كل شيء، ومن لم يخف اللَّه خاف من كل شيء، وقال الفضيل بن عياض: من خاف اللَّه لم يضره أحد، ومن خاف غير اللَّه لم ينفعه أحد، وفي لفظ: إن خفت اللَّه لم يضرك أحد، وإن خفت غير اللَّه لم ينفعك أحد، وقال يحيى بن معاذ الرازي: على قدر حبك اللَّه يحبك الخلق، وعلى قدر خوفك من اللَّه يهابك الخلق، وعلى قدر شغلك بأمر اللَّه يشغل في أمرك الخلق، ورواها كلها البيهقي في الشعب.
1120 -
حديث: من دعا على من ظلمه فقد انتصر، الترمذي وأبو يعلى وغيرهما من حديث إبراهيم عن الأسود عن عائشة به مرفوعاً.
1121 -
حديث: من دعا لظالم بطول البقاء فقد أحب أن يعصى اللَّه، ذكره الزمخشري في تفسير هود، والغزالي في موضعين من الإحياء، ولم نره في المرفوع، ولكن هو في السادس والستين من الشعب للبيهقي، وفي الصمت لابن أبي الدنيا من قول الحسن البصري، وكذا عزاه الغزالي نفسه في موضع ثالث من الإحياء، وأخرجه أبو نُعيم في ترجمة الثوري من الحلية من قول الثوري، نعم في المرفوع كما لابن أبي الدنيا في الصمت، وابن عدي في الكامل، وأبي يعلى، والبيهقي في الشعب عن أنس، رفعه: إن اللَّه ليغضب إذا مدح الفاسق، وسنده ضعيف، ولابن عدي عن عائشة، والطبراني في الأوسط، وأبي نُعيم في الحلية، عن عبد اللَّه بن بسر، كلاهما مرفوعاً: من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام، وأسانيده ضعيفة، بل قال ابن الجوزي: كلها موضوعة، وأورده الغزالي بلفظ: من أكرم فاسقاً، بدل: من وقر صاحب بدعة.
1122 -
حديث: من دل على خير، في: الدال.
1123 -
حديث: من رآني في المنام فقد رأى الحق، متفق عليه عن أبي هريرة وأبي قتادة، وفي الباب عن أبي جحيفة عند ابن ماجه، وعن حذيفة وغيرهما، وفي لفظ لبعضهم: فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي
1124 -
حديث: من رفع كتاباً عن الطريق، الدارقطني في الأفراد من حديث سليمان بن الربيع عن همام بن يحيى عن عمر بن عبد اللَّه بن أبي خثعم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به مرفوعاً، ولأبي الشيخ عن أنس رفعه: من رفع قرطاساً من الأرض فيه بسم اللَّه إجلالاً كتب من الصديقين.
1125 -
حديث: من زار قبري وجبت له شفاعتي، أبو الشيخ وابن أبي الدنيا وغيرهما عن ابن عمر، وهو في صحيح ابن خزيمة، وأشار إلى تضعيفه، وهو عند أبي الشيخ والطبراني وابن عدي والدارقطني والبيهقي، ولفظهم: كان كمن زارني في حياتي، وضعفه البيهقي، وكذا قال الذهبي: طرقه كلها لينة
(1)
، لكن يتقوى بعضها ببعض، لأن ما في روايتها متهم بالكذب، قال: ومن أجودها إسناداً حديث حاطب: من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي. أخرجه ابن عساكر وغيره، وللطيالسي عن عمر مرفوعاً: من زار قبري كنت له شفيعاً أو شهيداً، وقد صنف السبكي "شفاء السقام في زيارة خير الأنام
(2)
".
1126 -
حديث: من زارني وزار أبي إبراهيم في عام واحد دخل الجنة، قال ابن تيمية: إنه موضوع، ولم يروه أحد من أهل العلم بالحديث، وكذا قال النووي في آخر الحج من شرح المهذب: هو موضوع، لا أصل له.
1127 -
حديث: من زرع حصد، معناه صحيح، وإليه يشير قوله تعالى {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً} وقد سلف: الدنيا مزرعة الآخرة.
1128 -
حديث: من زوى ميراثاً عن وارثه زوى اللَّه عنه ميراثه من الجنة، أورده الديلمي بلا سند عن أنس مرفوعاً، ولا يصح. وقد أخرجه ابن ماجه فقال: حدثنا سويد بن سعيد حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن أنس رفعه: من فر عن ميراث وارثه قطع اللَّه ميراثه من الجنة يوم القيامة، وهو ضعيف جداً
(1)
واللين هو الضعف الخفيف.
(2)
رد به دعوى ابن تيمية وضع أحاديث الزيارة النبوية، وقد انتصر له ابن عبد الهادي في كتابه الصارم المكي، لكنه تعنت في الكلام على الأسانيد تعنتاً بالغاً.
1129 -
حديث: من سبق إلى مباح فهو له، أبو داود من حديث أسمر ابن مضرس رفعه بلفظ: من سبق إلى ما لم يسبق إليه فهو له، قال البغوي: لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث، وصححه الضياء في المختارة، ونحوه: من أحيا أرضاً ميتة في غير حق مسلم فهي له، أخرجه البيهقي من حديث كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده به، وهو عند ابن أبي شيبة، وإسحاق بن راهويه، والبزار، وآخرين، ولأحمد أبي داود عنه، والطبراني، والبيهقي من حديث الحسن عن سمرة، وفي سماعه منه خلف، رفعه: من أحاط حائطاً على أرض فهي له، ورواه عبد بن حميد من جهة سليمان البشكري عن جابر به مرفوعاً، بل أخرج البخاري وأحمد والنسائي عن عائشة مرفوعاً: من عمر أرضاً ليست لأحد فهو أحق بها، وعمر بفتح العين وتخفيف الميم، ووقع في البخاري: أعمر بزيادة ألف في أوله، وخطئ راويها، وقال ابن بطال: يمكن أن يكون اعتمر، فسقطت التاء من النسخة، وأخرجه الطبراني عن فضالة بن عبيد وغيره.
1130 -
حديث: من سبق العاطس بالحمد أمن الشوص واللوص والعلوص، ذكره ابن الأثير في النهاية، وهو ضعيف، وفي الأوسط للطبراني عن علي رفعه: من عطس عنده فسبق بالحمد لم يشتك خاصرته، والأول بفتح الشين المعجمة وجع الضرس، وقيل: وجع في البطن، والثاني وجع الأذن، وقيل: وجع المخ، والثالث بكسر العين المهملة وفتح اللام الثقيلة وسكون الواو وآخره مهملة وجع في البطن من التخمة، وقد نظمه بعض أصحابنا:
من يبتدئ عاطسا بالحمد يأمن من
…
شوص ولوص وعلوص كما وردا
عنيت بالشوص داء الرأس ثم بما
…
يليه ذا البطن والضرس اتبع رشدا
1131 -
حديث: من سر
(1)
فليولم، هو كلام صحيح
[*]
، والولائم مشروعة عند التزويج، ووكيرة الدار، والقدوم من سفر، وجملة مما نظم ونثر.
1132 -
حديث: من سكن البادية جفا، ومن أتى السلطان افتتن، ومن اتبع
(1)
من السر وهو النكاح، قال تعالى {ولكن لا تواعدهن سراً} ، أي نكاحاً.
[*] تعليق الشاملة: أي صحيحٌ معناه، وليس بحديث. قال العجلوني «كشف الخفاء» (2/ 254):
الصيد غفل، العسكري من حديث وهب بن منبه عن ابن عباس به مرفوعاً، وهو من حديث ابن عباس عند أبي داود والترمذي وأبو يعلى والطبراني وآخرين يزيد بعضهم على بعض، وأوله عند بعضهم: من بدا جفا، وكذا أخرجه أحمد، والبيهقي في الشعب، والقضاعي وغيرهم، من حديث عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة به مرفوعاً، بزيادة: ما ازداد أحد من السلطان قرباً إلا ازداد من اللَّه بعداً، والمحفوظ ما لأبي داود في سننه من جهة عدي فقال: عن شيخ من الأنصار، بدل أبي حازم.
1133 -
حديث: من سلك مسالك التهم اتهم، الخرائطي في المكارم، من حديث عمر من قوله لكن بلفظ: من أقام نفسه مقام التهمة فلا يلومن من أساء الظن به، وقد ذكرت آثاراً من المعنى في تصنيفي في الظن، ومنها ما في أواخر تفسير الأحزاب من الكشاف، ولفظه: من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فلا يقفن مواقف التهم.
1134 -
حديث: من سمع سمع اللَّه به، ومن رأيا رأيا اللَّه به، متفق عليه من حديث سلمة بن كهيل عن جندب به مرفوعاً، وأخرجه مسلم وغيره من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس به مرفوعاً، وفي الباب عن أبي سعيد، وتكلم عليه العسكري، وعن ابن عمر عند الطبرااني في الكبير والبيهقي في الشعب من رواية شيخ يكنى أبا زيد عند رفعه بلفظ: من سمع الناس سمع اللَّه به سامع خلقه وحقره وصغره، وكذا عزاه الغزالي لابن عمر، وفي الزهد لابن المبارك ومسند أحمد وابن منيع أنه عن ابن عمرو بالواو.
1135 -
حديث: من سئل عن علم فكتمه ألجمه اللَّه بلجام من نار يوم القيامة، أحمد، وأبو داود، وابن ماجه، وأبو يعلى، والترمذي وحسنه، والحاكم وصححه، والبيهقي، من حديث أبي هريرة به مرفوعاً، وهو عند الحاكم أيضاً وغيره عن ابن عمرو، وعند ابن ماجه عن أنس وأبي سعيد، وعند الطبراني من حديث ابن عباس وابن عمر وابن مسعود.
1136 -
حديث: من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة، أحمد
والترمذي والبيهقي عن عمرو بن عبسة به مرفوعاً، وهو حديث حسن، وفي الباب أحاديث كثيرة منها عن أنس رفعه: يقول اللَّه عز وجل: الشيب نوري، والنار خلقي، وإني أستحيي أن أعذب نوري بناري، أخرجه الديلمي في مسنده، وأبو الشيخ، وآخرون، وعند الديلمي عن أبي هريرة رفعه: إن اللَّه يبغض الشيخ الغربيب، وهو بكسر المعجمة وسكون الراء بعدها موحدة مكسورة ثم تحتانية ثم موحدة: شديد السواد، وجمعه غرابيب، يعني الذي لا يشيب، وقيل: الذي يسود شعره.
1137 -
حديث: من شكا ضرورته وجبت مساعدته، كلام بعض السلف، وفي الإحياء شواهد لمعناه.
1138 -
حديث: من صبر على حر مكة ساعة من نهار تباعدت منه جهنم مسيرة مائتي عام، هكذا ذكره أبو الوليد الأزرقي في تاريخ مكة بغير إسناد، ثم الزمخشري في آل عمران من تفسيره، وقد أخرجه العقيلي في ترجمة الحسن بن رشيد من الضعفاء، من طريق الحسن المذكور عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رفعه: من صبر في حر مكة ساعة باعد اللَّه جهنم منه سبعين خريفاً، وقال: هذا باطل، لا أصل له، وابن رشيد يحدث بالمناكير، وأورده الديلمي من حديث أنس بلفظ: تباعدت منه جهنم مائة عام، وتقربت منه الجنة مائة عام.
1139 -
حديث: من صلى خلف عالم، في: قدموا خياركم.
1140 -
حديث: من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة اللَّه، فانظر يا ابن آدم لا يطلبنك اللَّه بشيء من ذمته، مسلم عن جندب بن سفيان به مرفوعاً، وفي لفظ عند أحمد والترمذي وابن ماجه وأبي يعلى من يعلى من حديث أبي بكر الصديق: فهو في جوار اللَّه، وليس فيه: في جماعة، وكذا رواه الأوزاعي عن فزعة عن أبي سبرة رفعه بلفظ: من صلى الصبح فهو في ذمة اللَّه.
1141 -
حديث: من صمت نجا، الترمذي وقال: غريب، والدارمي وأحمد وآخرون عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص به مرفوعاً، ومداره على ابن لهيعة
(1)
رواه عن يزيد بن عمرو عن أبي عبد الرحمن الحبلي عنه، ولكن شواهده كثيرة، منها عند
(1)
وهو صدوق إلا أنه مدلس، وحديثه يكون حسناً في المتابعات.
الطبراني بسند جيد، وقد أفرد ابن أبي الدنيا للصمت جزءاً حافلاً.
1142 -
حديث: من ضمن لي ما بين لحييه ورجليه ضمنت له على اللَّه الجنة، جماعة منهم العسكري من حديث معقل بن عبيد اللَّه عن عمرو بن دينار عن جابر به مرفوعاً، وفي الباب عن سهل بن سعد بلفظ: من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة، أخرجه البخاري والترمذي وفي لفظ: من توكل لي ما بين فقميه ورجليه أتوكل له بالجنة، وفي آخر: من تكفل لي تكفلت له، وتكلم عليها العسكري، وفي الباب عن ابن عباس وأبي هريرة وآخرين وكلها في الجزء المشار إليه
(1)
، ولفظ حديث أبي هريرة: من وقاه اللَّه شر ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة، وفي لفظ عنه: من حفظ ما بين لحييه، وللديلمي بسند ضعيف عن أنس رفعه: من وقى شر قبقبه وذبذبه ولقلقه وجبت له الجنة، ولفظ الإحياء: فقد وقى، يعني البطن من القبقبة، وهو صوت يسمع من البطن، فكأنها حكاية ذلك الصوت، ويجوز أن يكون كناية عن أكل الحرام وشبهه، والذكر واللسان، وفي سادس المجالسة للدينوري من حديث أبي الأشهب عن أبي رجاء العطاردي قال: كان يقال إذا وقى الرجل شر لقلقه وقبقبه وذبذبه فقد وقى، اللقلق اللسان، والقبقب البطن، والذبذب الفرج.
1143 -
حديث: من صنع إلى أحد من ولد عبد المطلب، في: من أسدى.
1144 -
حديث: من طاف بهذا البيت أسبوعاً، وصلى خلف المقام ركعتين، وشرب من ماء زمزم، غفرت له ذنوبه بالغة ما بلغت، الواحدي في تفسيره، والجندي في فضائل مكة من حديث أبي معشر المدني عن محمد بن المنكدر عن جابر به مرفوعاً، وكذا أخرجه الديلمي في مسنده بلفظ: من طاف بالبيت أسبوعاً، ثم أتى مقام إبراهيم فركع عنده ركعتين، ثم أتى زمزم فشرب من مائها، أخرجه اللَّه من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ولا يصح باللفظين. وقد ولع به العامة كثيراً، لا سيما بمكة بحيث كتب على بعض جدرها الملاصق لزمزم. وتعلقوا في ثبوته بمنام وشبهه مما لا تثبت الأحاديث النبوية بمثله، مع العلم بسعة فضل اللَّه والترجي لما هو أعلى وأغلى، وكذا من المشهور بين الطائفين حديث: من طاف أسبوعاً في المطر غفر له ما سلف من ذنوبه،
(1)
يعني جزء الصمت لابن أبي الدنيا.
ويحرصون لذلك على الطواف في المطر، وهو فعل حسن، حتى إن البدر ابن جماعة طاف بالبيت سباحة، كلما حاذى الحجر غطس لتقبيله، وكذا اتفق لغيره من المكيين وغرهم، بل قال مجاهد: إن ابن الزبير رضي الله عنهما طاف سباحة. وقد جاء سيل طبق الأرض، وامتنع الناس من الطواف، وقد ذكره بهذا اللفظ الغزالي في الإحياء، بل عنده أيضاً فيمن طاف أسبوعاً خالياً حاسراً كان له كعتق رقبة، ولم يخرج مخرجه ثانيهما، وأما أوله فلابن ماجه من حديث أبي عقال قال: طفت مع أنس بن مالك في مطر، فلما قضيت الطواف أتينا المقام فصلينا ركعتين، فقال لنا أنس: ائتتنفوا العمل فقد غفر لكم، هكذا قال لنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وطفنا معه في مطر، وفي لفظ غيره: من طاف بالكعبة في يوم مطير كتب اللَّه له بكل قطرة تصيبه حسنة، ومحا عنه بالأخرى سيئة، ويشهد لذلك كله كثرة الوارد في فضل مطلق الطواف والترغيب فيه، كحديث ابن عمر عند الترمذي وحسنه واللفظ له، وابن ماجه مرفوعاً: من طاف بهذا البيت أسبوعاً وأحصاه كان عتق رقبة، بل من المشهور أيضاً حديث: من طاف بالبيت سبعاً لا يتكلم إلا بسبحان اللَّه والحمد للّه ولا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر ولا حول ولا قوة إلا باللَّه محيت عنه عشر سيئات، وكتبت له عشر حسنات، ورفع له به عشر درجات، ومن طاف فتكلم في تلك الحال خاض في الرحمة برجليه كخائض الماء برجليه، وقد أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن ماجه، وسنده ضعيف، ومنه: من طاف حول البيت سبعاً في يوم صائف شديد حره، وحسر عن رأسه، وقارب بين خطاه، وقل التفاته، وغض بصره، وقل كلامه إلا بذكر اللَّه تعالى، واستلم الحجر في كل طواف، من غير أن يؤذي أحداً كتب اللَّه له بكل قدم يرفعها ويضعها سبعين ألف حسنة، ومحا عنه سبعين ألف سيئة، ورفع له سبعين ألف درجة، ويعتق عنه سبعين رقبة، ثمن كل رقبة عشرة آلاف درهم، ويعطيه اللَّه سبعين شفاعة، إن شاء في أهل بيته من المسلمين، وإن شاء في العامة، وإن شاء عجلت له في الدنيا، وإن شاء أخرت له في الآخرة، أخرجه الجندي في تاريخ مكة من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس به مرفوعاً، وفي رسالة الحسن البصري ومناسك ابن الحاج نحوه، وهو باطل.
1145 -
حديث: من طلب السلامة سلم، معناه صحيح
1146 -
حديث: من ظلم ذمياً، في: من آذى.
1147 -
حديث: من عبد اللَّه بجهل كان ما يفسد أكثر مما يصلح، قيل: إنه من كلام ضرار بن الأزور الصحابي، وللديلمي من حديث واثلة بن الأسقع مرفوعاً: المتعبد بغير فقه كالحمار في الطاحونة.
1148 -
حديث: من عرض عليه طيب فلا يرده، فإنه خفيف المحمل، طيب الرائحة، مسلم وأبو داود وغيرهما من حديث عبيد اللَّه بن أبي جعفر عن الأعرج عن أبي هريرة به مرفوعاً، ولفظ بعضهم: ريحان بدل طيب، وللترمذي عن ابن عمر مرفوعاً: ثلاثة لا ترد: اللبن، والوسادة، والدهن، وقد أنشد بعضهم:
قد كان من سيرة خير الورى
…
صلى عليه اللَّه طول الزمن
أن لا يرد الطيب والمتكئ
…
واللحم أيضاً يا أخي واللبن
1149 -
حديث: من عرف نفسه فقد عرف ربه، قال أبو المظفر ابن السمعاني: في الكلام على التحسين والتقبيح العقلي من القواطع أنه لا يعرف مرفوعاً، وإنما يحكى عن يحيى بن معاذ الرازي يعني من قوله، وكذا قال النووي: إنه ليس بثابت، وقيل في تأويله: من عرف نفسه بالحدوث عرف ربه بالقدم، ومن عرف نفسه بالفناء عرف ربه بالبقاء.
1150 -
حديث: من عرف نفسه استراح، هو عند ابن أبي الدنيا في الصمت عن سفيان بن عيينة، قال: ليس يضر المدح من عرف نفسه.
1151 -
حديث: من عزى مصاباً فله مثل أجره، الترمذي وابن ماجه وابن منيع عن الأسود عن ابن مسعود به مرفوعاً، وهو عند ابن طاهر في الكلام على أحاديث الشهاب بسند ضعيف جداً من حديث جابر بزيادة: من غير أن ينقصه اللَّه من أجره شيئاً، وفي الباب بنحوه أحاديث بينتها في "ارتياح الأكباد".
1152 -
حديث: من عز بغير اللَّه ذل، في: من اعتز.
1153 -
حديث: من عشق فعف وكتم فمات مات شهيداً، الخطيب في ترجمة
محمد بن داود بن علي الأصبهاني من تاريخه من طريق نفطويه عن محمد المذكور عن أبيه إمام مذهب الظاهر عن سويد بن سعيد عن علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس به مرفوعاً، بلفظ: فهو شهيد، وكذا رواه جعفر السراج في مصارع العشاق من حديث الحسن بن علي الأشناني وأحمد بن محمد بن مسروق، كلاهما عن سويد به، ولفظه: من عشق فظفر فعف فمات مات شهيداً، ورواه ابن المزريان عن أبي بكر الأزرق حدثنا سويد به موقوفاً، وزاد: فمات، وقال ابن المزربان: أن شيخه كان حدثه به مرفوعاً، فعاتبه فيه، فأسقط الرفع. ثم صار بعد يرويه موقوفاً، وهو مما أنكره ابن معين وغيره على سويد، حتى إن الحاكم كما رواه في تاريخه قال: يقال: إن يحيى لما ذكر له هذا الحديث قال: لو كان لي فرس ورمح غزوت سويداً، ولكنه لم يتفرد به، فقد رواه الزبير بن بكار حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون عن عبد العزيز بن أبي حازم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد به مرفوعاً، وهو سند صحيح، وينظر هل هذه هي الطريق التي أورده الخرائطي منها، فإن تكن هي فقد قال العراقي: في سندها نظر، ومن طريق الزبير أخرجه الديلمي في مسنده، ولكن وقع عنده عن عبد اللَّه بن عبد الملك بن الماجشون لا كما هنا، وقد ذكره ابن حزم في معرض الاحتياج فقال:
فإن أهلك هوى أهلك شهيداً
…
وإن تمنن بقيت قرير عين
روى هذا لنا قوم ثقات
…
نأوا بالصدق عن كذب ومين
وذكر نحوه منظوماً أبو الوليد الباجي وأبو القاسم القشيري وغيرهما، بل عند الديلمي بلا سند عن أبي سعيد مرفوعاً: العشق من غير ريبة كفارة للذنوب، وعند الطبراني في الأوسط والنسائي فيما أورده البيهقي في آخر فتح مكة من دلائله من حديث محمد بن علي بن حرب المروزي أنبأنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية فغنموا، وفيهم رجل، فقال: اللَّهم إني لست منهم، عشقت امرأة فلحقتها، فدعوني أنظر إليها نظرة، ثم اصنعوا بي ما بدا لكم، فنظروا، فإذا امرأة طويلة أدماء، فقال لها: اسلمي حبيش قبل نفاد العيش.
أرأيت لو تبعتكم فلحقتكم
…
بحبلة أو ألفيتكم بالخوانق
أما كان حق أن يتولى عاشق
…
تكلف إدلاج السرى والوادئق
قالت: نعم فديتك، فقدموه، فضربوا عنقه، فجاءت المرأة فوقفت عليه فشهقت شهقة أو شهقتين ثم ماتت، فلما قدموا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخبروه بذلك، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أما كان فيكم رجل رحيم، وقال الطبراني: لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن علي، وهو في مصارع العشاق من طريق أبي نُعيم عند الطبراني، وأخرجه الخرائطي والديلمي وغيرهما ولفظه عند بعضهم: من عشق فعف فكتم فصبر فمات فهو شهيد، ونظيره في توالي التعقيب بالفاء في قوله تعالى {فقال لهم رسول اللَّه ناقة اللَّه وسقياها فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها} ، وكذا في النازعات وله طرق عند البيهقي
(1)
أيضاً.
1154 -
حديث: من عصى اللَّه في غربته رده
(2)
خائباً.
1155 -
حديث: من علم عبداً آية من كتاب اللَّه فهو له عبد، الطبراني عن أبي أمامة به مرفوعاً بلفظ: فهو مولاه، ونحوه ما رويناه عن شعبة أنه قال: من كتب عنه أربعة أحاديث أو خمسة فأنا عبده حتى أموت، بل في لفظ عنه: ما كتبت عن أحد حديثاً إلا وكنت له عبداً ما حيي.
1156 -
حديث: من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله، الترمذي وابن منيع والطبراني وغيرهم عن معاذ به مرفوعاً، وقال الترمذي: إنه حسن غريب، وليس إسناده بمتصل، قال: وقال أحمد بن منيع يعني شيخه قالوا: من ذنب قد تاب منه، قلت: ونحوه فليجلدها الحد ولا يثرب، أي لا يوبخ ولا يقرع بالزنا بعد الجلد، وقد مضى في: البلاء من الموحدة حديث ابن مسعود: لو سخرت من كلب لخشيت أن أحول كلباً، ولابن أبي شيبة عن أبي موسى من قوله نحوه، وعزاه الزمخشري في الحجرات من الكشاف لعمر بن شرحبيل بلفظ: لو رأيت رجلاً يرضع عنزاً فضحكت منه لخشيت أن أصنع مثل ما صنع، وللبيهقي عن يحيى بن جابر قال: ما عاب رجل قط رجلاً بعيب إلا ابتلاه اللَّه بذلك العيب، وعن إبراهيم النخعي قال: إني لأرى الشيء فأكرهه فما يمنعني
(1)
ولشقيقنا أبي الفيض جزء "درء الضعيف عن حديث من عشق فعف".
(2)
لم يتكلم عليه ولا أصل له.
تعليق الشاملة: قال العجلوني «كشف الخفاء» (2/ 264):
«قال القاري: ترجمه السخاوي ولم يتكلم عليه، ولا أصل له فيما أعلمه. انتهى»
أن أتكلم فيه إلا مخافة أن أبتلى بمثله، ومن هنا ورد النهي عن توبيخ من ارتكب شيئاً أقيم عليه الحد كقوله صلى الله عليه وسلم: ولا يثرب. وقوله حين قال رجل لسكران أقيم عليه الحد أخزاك اللَّه: لا تعينوا عليه الشيطان إلى غيرهما من الأحاديث.
1157 -
حديث: من غشنا فليس منا، مسلم في الإيمان من صحيحه من جهة يعقوب بن عبد الرحمن القاري وابن أبي حازم، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعاً، وفيه: ومن حمل علينا السلاح فليس منا، وعنده أيضاً من حديث إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً: من غش فليس مني، قاله حين مر على صبرة من طعام وأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً، ورواه ابن عيينة عن العلاء بلفظ: ليس منا من غش، وللعسكري من حديث الوليد بن رباح عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ الترجمة، وزاد: قيل يا رسول اللَّه ما معنى قولك ليس منا فقال: ليس مثلنا، وفي الباب عن أنس وبريدة وحذيفة وابن عباس وابن عمر وابن مسعود وعلي وأبي بردة بن نيار وأبي الحمراء وأبي سعيد وعم
(1)
عمير بن سعيد، ولفظ حديثه عند
[*]
العسكري: ليس منا من غش مسلماً أو ضاره أو ماكره، ولفظ حديث ابن عمر عند القضاعي: يا أيها الناس لا غش من المسلمين، من غشنا فليس منا، وفي لفظ عن أنس عند الدارقطني في الأفراد بسند ضعيف: من غش أمتي فعليه لعنة اللَّه.
1158 -
حديث: من فرق بين والدة وولدها فرق اللَّه بينه وبين أحبته يوم القيامة، أحمد والدارمي والترمذي وقال: حسن غريب، والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم، والطبراني وغيرهم من حديث أبي عبد الرحمن الحبلي عن أبي أيوب به مرفوعاً، وفي سنده ضعيف، وتصحيح الحاكم له على شرط مسلم منتقد، فيحيى بن عبد اللَّه راويه عن أبي عبد الرحمن لم يخرج له واحد من الشيخين، وأخرجه البيهقي في أواخر الشعب بسند آخر عنه فيه انقطاع، ولكن في الباب عن حريث بن سليم العذري عن أبيه في الدارقطني بسند فيه الواقدي، وعن عمران بن حصين عند الحاكم، وعن أبي موسى الأشعري عند الدارقطني، وعن علي عند الحاكم وأبي داود في آخرين
(1)
اسمه الحارث بن سعيد كما سماه الحاكم في المستدرك، وصحح حديثه لكن لم يذكروه والصحابة، فإن ثبتت صحبته فينبغي أن يستدرك عليهم.
[*](تعليق الشاملة): في المطبوع «عن»
1159 -
حديث: من فطر صائماً كتب له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجر الصائم شيء، أحمد والترمذي وابن ماجه وابن منيع وغيرهم من حديث زيد بن خالد الجهني به مرفوعاً، وفي لفظ: كان له مثل أجره، بدل: كتب إلى آخره، وهو عند الطبراني في الأوسط من حديث عائشة نحو الأول بزيادة: وما عمل الصائم من الخير كان له مثل أجره ما دام الطعام فيه، وفي الباب عن ابن عباس وآخرين منهم علي ولفظه عند الديلمي: من فطر صائماً مؤمناً وكل اللَّه به سبعين ملكاً يقدسونه، الحديث. وسلمان ولفظه عند الطبراني: من فطر صائماً على طعام وشراب من حلال صلت عليه الملائكة، وذكر حديثاً، ولفظه عند علي بن حجر في فوائده، ومن طريقه ابن خزيمة في صحيحه، والبيهقي في الشعب والفضائل: من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء، قالوا: يا رسول اللَّه، ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يعطي اللَّه عز وجل هذا الثواب من فطر صائماً على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء، ومن أشبع صائماً أسقاه اللَّه من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة، وهما ضعيفان، وقال ابن خزيمة في ثانيهما إن صح الخبر، وقد تكلمت عليه في الحادي عشر من الأمالي.
1160 -
حديث: من قال أنا مؤمن فهو كافر، ومن قال أنا عالم فهو جاهل
(1)
، الطبراني في الأوسط بالشطر الثاني منه عن ابن عمر بسند فيه ليث ابن أبي سليم، وفي الصغير بالشطر الأول من قول يحيى بن أبي كثير بلفظ: من قال أنا في الجنة فهو في النار، وسنده ضعيف، وهو عند الديلمي في مسنده عن جابر بسند ضعيف جداً، ورواه الحارث بن أبي أسامة من جهة قتادة عن عمر بن الخطاب موقوفاً عليه، وهو منقطع.
1161 -
حديث: من قرأ البقرة وآل عمران ولم يدع بالشيخ فقد ظلم، لا أصل له، نعم لأحمد وابن أبي شيبة فيما روياه عن يزيد بن هارون عن حميد عن أنس أن
(1)
للسيوطي في توهين هذا الحديث رسالة اسمها "أعذب المناهل" فهي رسائل كتابه الحاوي.
رجلاً كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا، أي عظم، الحديث. وأخرجه ابن حبان من هذا الوجه بلفظ: عد فينا ذا بيان، وقد ذكره الجوهري في الصحاح من حديث أنس بلفظ: كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا، وكذا أورده الزمخشري في البقرة من كشافه، وأصله عند البخاري من رواية عبد العزيز بن صهيب، وعند مسلم من رواية ثابت، كلاهما عن أنس بدون الشاهد فيه، ولذا لم يصب الطيبي في عزوه للصحيحين لفظ الكشاف، وعزاه الزمخشري أيضاً في تفسير الجن إلى رواية عمر، ولم نره من حديثه، وللترمذي وحسنه، وابن حبان في صحيحه، عن أبي هريرة في حديث أنه صلى الله عليه وسلم سأل رجلاً في قوم بعثهم بعثاً وهو من أحدثهم سناً: أمعك سورة البقرة؟ قال: نعم، قال: فاذهب، فأنت أميرهم.
1162 -
حديث: من قرأ في الفجر بألم نشرح وألم تر كيف لم يرمد، لا أصل له، سواء أريد بالفجر هنا سنة الصبح أو الصبح لمخالفته سنة القراءة فيهما، وإن حكيت لي تجربته من غير واحد من العامة، بل يقال: إنه يحفظ من مطلق الألم، وفي روضة الأفكار لابن الركن الحلبي نقلاً عن الغزالي أنه بلغه عن غير واحد من الصالحين وأرباب القلوب أنه من قرأ في ركعتي الفجر بهما قصرت يد كل ظالم وعدو عنه، ولم يجعل لهم إليه سبيل، قال: وهذا صحيح لا شك فيه، انتهى. ولم أره في الإحياء، وكذا قراءة سورة {إنا أنزلناه} عقب الوضوء لا أصل له، وإن رأيت في المقدمة المنسوبة للإمام أبي الليث من الحنفية إيراده مما الظاهر إدخاله فيها من غيره، وهو أيضاً مفوت سننه.
1163 -
حديث: من قص أظفاره مخالفاً لم ير في عينيه رمداً، وهو في كلام غير واحد من الأئمة منهم ابن قدامة في المغني، والشيخ عبد القادر في الغنية، ولم أجده. لكن كان الحافظ الشرف الدمياطي يأثر ذلك عن بعض مشايخه، ونص الإمام أحمد على استحبابه.
1164 -
حديث: من قطع رجاء من ارتجاه قطع اللَّه منه رجاءه يوم القيامة فلم
يلج الجنة، رأيت من نسب لحياة الحيوان الكبرى في كلب من حرف الكاف عزوه لأحمد من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به مرفوعاً، في حكاية، وذلك مختلق على أحمد.
1165 -
حديث: من قطع سدرة، في: قطع السدر، من القاف.
1166 -
حديث: من قصدنا وجب حقه علينا
[*]
، لم أقف عليه بهذا اللفظ، ولكن في معناه حديث: للسائل حق وإن جاء على فرس، وقد مضى.
1167 -
حديث: من كتم سره ملك أمره، ليس في المرفوع
(1)
، ولكن في مناقب الشافعي للبيهقي من طريق محمد بن عبد اللَّه بن عبد الحكم، سمعت الشافعي يقول: من كتم سره كانت الخيرة في يده، قال الشافعي: وروي لنا عن عمرو بن العاص أنه قال: ما أفشيت إلى أحد سراً فأفشاه فلمته، لأني كنت أضيق صدراً منه، نعم فيه: استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان. وقد مضى في الهمزة.
1168 -
حديث: من كتم علماً يعلمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار، أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححاه من حديث أبي هريرة، وقال الترمذي: إنه حسن صحيح، قلت: وله طرق كثيرة أورد الكثير منها ابن الجوزي في العلل المتناهية، وفي الباب عن أنس وجابر وطلق بن علي وعائشة وابن عباس وابن عمر وابن عمرو وابن مسعود وعمرو بن عبسة أوردها الزيلعي في آل عمران من تخريجه، ويشمل الوعيد حبس الكتب عمن يطلبها للانتفاع بها، لا سيما مع عدم التعدد لنسخها، الذي هو أعظم أسباب المنع، وكون المالك لا يهتدي للمراجعة منها، والابتلاء بهذا كثير.
1169 -
حديث: من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار، لا أصل له، وإن روي من طرق عند ابن ماجه بعضها، وأورد الكثير منها القضاعي وغيره،
(1)
بل هو من كلام عمر رضي الله عنه، وهو من حكمه التي سبقت الإشارة إليها: في ما عاقبت من عصى اللَّه فيك، الخ.
[*] تعليق الشاملة: قال العجلوني «كشف الخفاء» (2/ 271):
«لم أقف عليه بهذا اللفظ، ولكن في معناه ما مضى من حديث:"للسائل حق وإن جاء على فرس".
وقال القاري: وكذا في معناه: " إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه"، ولا شك أن كل مؤمن كريم عند الله بشهادة قوله تعالى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} انتهى، فتدبر»
ولكن قد قرأت بخط شيخنا في بعض أجوبته: إنه ضعيف، بل قواه بعضهم، والمعتمد الأول، وقد أطنب ابن عدي في رده، ومثلوا به في الموضوع غير المقصود، قال ابن طاهر: ظن القضاعي أن الحديث صحيح لكثرة طرقه، وهو معذور، لأنه لم يكن حافظاً، انتهى. واتفق أئمة الحديث، ابن عدي والدارقطني والعقيلي وابن حبان والحاكم، على أنه من قول شريك قاله لثابت لما دخل عليه، وقال ابن عدي: سرقه جماعة من ثابت كعبد اللَّه بن شبرمة الشريكي وعبد الحميد بن بحر وغيرهما، وأوردت من الكلام عليه في شرح الألفية والحاشية ما يستفاد.
1170 -
حديث: من كثر سواد قوم فهو منهم، أبو يعلى وعلي بن معيد في كتاب الطاعة من طريق
(1)
أن رجلاً دعا ابن مسعود إلى وليمة، فلما جاء ليدخل سمع لهواً، فلم يدخل فقيل له فقال: إني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: وذكره، وزاد: ومن رضي عمل قوم كان شريك من عمل به، وهكذا هو عند الديلمي بهذه الزيادة، ولابن المبارك في الزهد عن أبي ذر نحوه موقوفاً، وشاهده حديث: من تشبه بقوم فهو منهم، وقد مضى.
1171 -
حديث: من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه، ومن كثرت ذنوبه فالنار أولى به، الطبراني وأبو نُعيم في الحلية، والعسكري وغيرهم، من حديث ابن عجلان، وبعضهم من حديث يحيى بن أبي كثير، كلاهما عن نافع عن ابن عمر به مرفوعاً، وقال العسكري: أحسبه وهماً وأن الصواب أنه عن عمر من قوله، وساقه من جهة مالك بن دينار عن الأحنف قال: قال لي عمر: يا أحنف من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استخف به، ومن أكثر من شيء عرف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه، وكذا أورده من جهة معاوية قال: لو ولد أبو سفيان - يعني والده - الخلق كانوا عقلاء، فقال له رجل: قد ولدهم من هو خير من أبي سفيان، فكان فيهم العاقل والأحمق، فقال معاوية: من كثر كلامه كثر سقطه، وفي الباب عن معاذ.
1172 -
حديث: من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار، متفق عليه
(1)
بياض بالأصول.
عن علي، والبخاري عن سلمة، كلاهما مرفوعاً، وهو من أمثلة المتواتر
(1)
، وأفرد جمع من الحفاظ طرقه.
1173 -
حديث: من لبس ثوب شهرة ألبسه اللَّه ثوب ذل أو مذلة يوم القيامة، أحمد وأبو داود وابن ماجه بسند حسن عن ابن عمر به مرفوعاً، وفي الباب عن أبي ذر بلفظ: أعرض اللَّه عنه حتى يضعه. وعن أنس بلفظ: من لبس رداء شهرة أو ركب ذا شهرة أعرض اللَّه عنه وإن كان له ولياً، وهذا عند الحارث والطبراني والذي قبله عند ابن ماجه وأبي نُعيم، وللديلمي في مسنده عن أنس رفعه: من لبس الصوف ليعرفه الناس كان حقاً على اللَّه أن يكسوه ثوبين من جرب حتى تتساقط عروقه.
1174 -
حديث: من لبس نعلاً صفراء قل همه، العقيلي والطبراني والخطيب عن ابن عباس به موقوفاً، لكن بلفظ: لم يزل في سرور ما دام لابسها، بدل: قل همه، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: كذب موضوع، وعزاه الزمخشري في الكشاف لعلي باللفظ الأول سواء.
1175 -
حديث: من لعب بالشطرنج فهو ملعون، قال النووي: لا يصح، وهو كذلك بل لم يثبت من المرفوع في هذا الباب شيء، كما بينته في عمدة المحتج.
1176 -
حديث: من لم يخف اللَّه خف منه، معناه صحيح، فإن عدم الخوف من اللَّه يوقع صاحبه في كل محذور ومكروه، وقد تقدم في: من خاف اللَّه خوف منه كل شيء.
1177 -
حديث: من يرًعوِ عند الشيب، ولم يستحيي من العيب، ولم يخش اللَّه في الغيب، فليس للّه فيه حاجة، ذكره الديلمي بلا سند عن جابر مرفوعاً.
1178 -
حديث: من لم يزرني فقد جفاني، ذكره الغزالي في الإحياء بلفظ:
(1)
اللفظي كما نبه عليه الحفاظ، ومن الخطأ البين قول علي القاري: إنه تواتر معنى وكاد يتواتر مبنى.
من وجد سعة ولم يفد إلي فقد جفاني، ولم يخرجه العراقي، بل أشار إلى ما أخرجه ابن النجار في تاريخ المدينة مما هو في معناه عن أنس بلفظ: ما من أحد من أمتي له سعة، ثم لم يزرني إلا وليس له عذر، قلت: ولابن عدي في الكامل، وابن حبان في الضعفاء، والدارقطني في العلل، وغرائب مالك، وآخرين، كلهم على ابن عمر مرفوعاً: من حج ولم يزرني فقد جفاني، ولا يصح.
1179 -
حديث: من لم يشكر الناس لم يشكر اللَّه، الترمذي وحسنه الحارث عن أبي سعيد به مرفوعاً، وفي الباب عن أبي هريرة عند أبي داود والترمذي، وقال: حسن صحيح، وابن حبان، وعن جابر عند الديلمي، وعن النعمان عند القضاعي، وأفرد الدمياطي طرقه في جزء.
1180 -
حديث: من لم يصلحه الخير يصلحه الشر، هو من كلام بعض السلف، ويدخل في معناه ما سبق عن صالح بن جناح في: من خاب، ومن كلام خاقان: إذا نصحت الرجل فلم يقبل تقرب إلى اللَّه بغشه، رويناه في ثامن عشر المجالسة.
1181 -
حديث: من لم يكن ذئباً أكلته الذئاب، الطبراني في أحمد بن علي الأبار من الأوسط عن أنس رفعه بلفظ: يأتي على الناس زمان هم ذئاب فمن لم، وذكره.
1182 -
حديث: من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، البيهقي في الشعب من حديث وهب بن راشد حدثنا فرقد السبخي
(1)
عن أنس رفعه: من أصبح لا يهتم للمسلمين فليس منهم، ومن أصبح وهمه غير اللَّه فليس من اللَّه، وهو عند الطبراني وأبي نُعيم في الحلية، وبسطت الكلام عليه في الأجوبة الدمياطية.
1183 -
حديث: من مات فقد قامت قيامته، له ذكر في: أكثروا هادم اللذات، ورواه الديلمي عن أنس مرفوعاً، ولفظه: إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته، وللطبراني من حديث زيادة بن علاقة عن المغيرة بن شعبة قال: يقولون القيامة القيامة، وإنما قيامة المرء موته، ومن رواية سفيان بن أبي قيس قال: شهدت جنازة فيها علقمة، فلما دفن، قال: أما هذا فقد قامت قيامته
(1)
بفتح الباء نسبة إلى سبخة البصرة، وقيل سبخة الكوفة.
1184 -
حديث: من مات من أصحابي بأرض كان نورهم وقائدهم يوم القيامة، مضى في: ما من أحد.
1185 -
حديث: من مات من أمتي وهو يعمل عمل قوم لوط نقله اللَّه إليهم حتى يحشر معهم، الديلمي بلا سند عن أنس به مرفوعاً، وكذا حكاه وكيع فيما أسنده ابن عساكر عنه، فقال: وسمعت في حديث: من مات، وذكره بلفظ: سار به قبره حتى يصير معهم، ويحشر يوم القيامة معهم.
1186 -
حديث: من مات يوم الجمعة كتب له أجر شهيد، ووقي فتنة القبر، قال عبد الرزاق: أنا ابن جريج عن رجل عن ابن شهاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وقي فتنة القبر، وكتب شهيداً، وقال أبو قرة في السنن: ذكر ابن جريج أخبرني سفيان عن ربيعة بن سيف عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعاً مثله، ومن طريق ربيعة أخرجه الترمذي، ولم يذكر الشهادة، وقال: غريب، وليس لربيعة سماع من عبد اللَّه بن عمرو، انتهى. وقد وصله الطبراني وأبو يعلى من حديث ربيعة بن عياض بن عقبة الفهري عن عبد اللَّه بن عمرو، وله طريق أخرى أخرجها أحمد وإسحاق والطبراني من رواية بقية حدثني معاوية بن سعيد سمعت أبا قبيل سمعت عبد اللَّه بن عمرو نحوه، ورواه أبو نُعيم في الحلية في ترجمة ابن المنكدر، من طريق عمر بن موسى بن الوجيه عنه عن جابر بلفظ: من مات ليلة الجمعة أو يوم الجمعة أجير من عذاب القبر وجاء يوم القيامة عليه طابع الشهداء، وفي الباب عن أنس عند أبي يعلى، وعن علي عند الديلمي في مسنده بلفظ: من مات ليلة الجمعة أو يوم الجمعة دفع اللَّه عنه عذاب القبر، ويروى: الأمن من فتنة القبر لمن مات في أحد الحرمين، أو في طريق مكة، أو مرابطاً، ولمن يقرأ سورة الملك عند منامه، في آخرين، نظمهم ولي اللَّه ابن رسلان فقال:
عليك بخمس فتنة القبر تمنع
…
وتنجي من التعذيب عنك وتدفع
رباط بثغر ليلة ونهارها
…
وموت شهيد شاهد السيف يلمع
ومن سورة الملك اقترئ كل ليلة
…
ومن روحه يوم العروبة تنزع
وموت شهيد البطن جاء ختامها
…
وذو غيبة تعذيبه يتنوع
1187 -
حديث: من مزح استخف به، في: من كثر كلامه، قريباً.
1188 -
حديث: من مشى مع ظالم فقد أجرم، القضاعي والديلمي من حديث جنادة عن معاذ بن جبل به مرفوعاً، وقال: يقول اللَّه: {إنا من المجرمون منتقمون} ، وللطبراني عن أوس بن شرحبيل به مرفوعاً: من مشى مع ظالم ليعينه، وهو يعلم أنه ظالم، فقد خرج من الإسلام.
1189 -
حديث: من نصح جاهلاً عاداه، لا أستحضره، ولكن قد ساق الخطيب في جامعه عن الخليل بن أحمد أنه قال لأبي عبيدة معمر بن المثنى: لا تردن على معجب خطأ فيستفيد منك علماً ويتخذك عدواً.
1190 -
حديث: من نظر إلى ما في أيدي الناس طال حزنه، ولم يشف غيظه، العسكري من حديث أبي معمر خادم أنس عن أنس به مرفوعاً، أوله: من لم يتعزز بعز اللَّه تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، ومن لم ير أن للَّه عنده نعمة، إلا في مطعم أو مشرب، فذلك الذي قلَّ علمه، وكثر جهله، ومن نظر، وذكره، وهو ضعيف.
1191 -
حديث: من نظر في كتاب أخيه بغير أذنه فإنما ينظر في النار، أبو داود في الدعاء أواخر الصلاة من حديث عبد الملك بن محمد بن أيمن عن عبد اللَّه بن يعقوب بن إسحاق عن من حدثه عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس به مرفوعاً في حديث، وقال: إنه روي من غير وجه عن محمد بن كعب كلها واهية، وهذا الطريق أمثلها، وهو ضعيف أيضاً، يعني لما فيه من جهالة المبهم الذي تظاهرت عدة روايات على أنه هشام بن زياد المكنى بأبي المقدام منها لابن منيع في مسنده حدثنا يزيد حدثنا هشام، ومنها للقضاعي من حديث حبان بن هلال حدثنا أبو المقدام، وحينئذ فهو مشهور الضعف، ولكن له طريق أخرى رواها هلال بن العلاء الرقي قال: وجدت في كتاب أبي بخطه: حدثنا طلحة بن يزيد عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: قدم محمد بن كعب القرظي على عمر بن عبد العزيز بعد ما ولي الخلافة فذكره مطولاً، وكذلك أخرجه الحاكم في الأدب من مستدركه من جهة عبيد اللَّه بن محمد العيشي حدثنا أبو المقدام من جهة مصادف بن زياد المديني، كلاهما عن محمد بن كعب وقال: إنه صحيح لاتفاق هشام
ومصادف، انتهى. ومصادف واهي الحديث متهم، فلا يغتر بروايته.
1192 -
حديث: من نوقش الحساب عذب، متفق عليه عن عائشة به مرفوعاً.
1193 -
حديث: من وسع على عياله في يوم عاشوراء وسع اللَّه عليه السنة كلها، الطبراني في الشعب وفضائل الأوقات، وأبو الشيخ عن ابن مسعود، والأولان فقط عن أبي سعيد، والثاني فقط في الشعب عن جابر وأبي هريرة، وقال: إن أسانيده كلها ضعيفة، ولكن إذا ضم بعضها إلى بعض أفاد قوة، بل قال العراقي في أماليه: لحديث أبي هريرة طرق، صحح بعضها ابن ناصر الحافظ، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق سليمان ابن أبي عبد اللَّه عنه، وقال: سليمان مجهول، وسليمان ذكره ابن حبان في الثقات، فالحديث حسن على رأيه
(1)
، قال: وله طريق عن جابر على شرط مسلم، أخرجها ابن عبد البر في الاستذكار من رواية أبي الزبير عنه، وهي أصح طرقه، ورواه هو والدارقطني في الأفراد بسند جيد، عن عمر موقوفاً عليه، والبيهقي في الشعب من جهة محمد بن المنتشر، قال: كان يقال، فذكره، قال: وقد جمعت طرقه في جزء، قلت: واستدرك عليه شيخنا رحمه الله كثيراً لم يذكره، وتعقب اعتماد ابن الجوزي في الموضوعات، قول العقيلي في هيصم بن شداخ راوي حديث ابن مسعود: إنه مجهول بقوله بل ذكره ابن حبان في الثقات والضعفاء.
1194 -
حديث: من ولي القضاء، في: من جعل. قريباً.
1195 -
حديث: من لانت كلمته وجبت محبته، الخطيب في المؤتلف من قول علي.
1196 -
حديث: من يخطب الحسناء يعطي مهرها، كلام صحيح يشير إليه قوله تعالى {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} .
1197 -
حديث: من يشاد هذا الدين يغلبه، العسكري والقضاعي من حديث عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن عن أبيه عن بريدة به مرفوعاً، وأوله عند أولهما: عليكم هدياً قاصداً فإنه، وذكره، وفي لفظ آخر عنده: فإنه من يغالب، وذكره، وللبخاري من
(1)
بل هذه الأحاديث من صنع أعداء الحسين عليه السلام، وراجت على كثير من المحدثين.
حديث معن بن محمد الغفاري عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعاً: إن الدين يسر، ولن يشاد الدين إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة.
1198 -
حديث: من تمام الحج ضرب الجمال، هو من كلام الأعمش، ولكن حمله ابن حزم على الفسقة منهم، يعني إن ساغ له ذلك بنفسه وإلا أعلم الأمير ونحوه، وعلى كل حال فهو من نوادر الأعمش، وقد قال صاحب الفروع من الحنابلة: وليس من تمام الحج ضرب الجمال، ثم حكى حمل ابن حزم.
1199 -
حديث: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعينه، أحمد وأبو يعلى والترمذي وابن ماجه من حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وأحمد عن الحسين بن علي، والعسكري عن علي، والطبراني عن زيد بن ثابت، أربعتهم به مرفوعاً، وفي الباب عن جماعة، وقد أوضحته في تخريج الأربعين.
1200 -
حديث: من المرافقة الموافقة
(1)
.
1201 -
حديث: من سعادة المرء حسن الخلق، الخرائطي في المكارم، والقضاعي من حديث محمد بن المنكدر عن جابر به مرفوعاً، وهو عند أولهما، بلفظ: ابن آدم عن سعد بن أبي وقاص.
1202 -
حديث: من سعادة المرء خفة لحيته، الطبراني عن أنس وابن عباس مرفوعاً.
1203 -
حديث: من علامة الساعة انتفاج الأهلة، يروى مرفوعاً عن أبي هريرة وابن مسعود وأنس، فالأول عند الطبراني في الصغير بلفظ: من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة، وأن يرى الهلال لليلة فيقال لليلتين، والثاني عنده أيضاً في الكبير، وكذا عند تمام في فوائده، كلاهما بالجملة الأولى منه فقط، والثالث عنده أيضاً في الأوسط
(1)
لم يتكلم عليه، وليس بحديث، وإن كان معناه صحيحاً، وقد كان من خُلُقه صلى الله عليه وسلم موافقة أصحابه فيما يخوضون فيه من أحاديث الدنيا وغيرها.
والصغير، بلفظ: من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلاً فيقال لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقاً، وأن يظهر موت الفجأة، وبعضها يتقوى ببعض، ولما أخرج العقيلي ثانيهما في ترجمة عبد الرحمن بن يوسف، قال: إنه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به، انتهى. ومن شواهده ما للبخاري في التاريخ من طريق محمد بن معمر عن عمه عن طلحة بن أبي حدرد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أشراط الساعة أن يروا الهلال فيقولوا ابن ليلتين وهو ابن ليلة، وهو بالجيم، من انتفج جنبا البعير إذا ارتفعا وعظما خلقة، وبالخاء المعجمة، واضح وقبلاً، بفتحتين، أن يرى ساعة ما يطلع لعظمه ووضوحه من غير أن يتطلب.
1204 -
حديث: من علامة الساعة التدافع على الإمامة، معناه ثابت، وفي ثامن المجالسة للدينوري من جهة عبد الرزاق سمعت أبي يقول عن بعض أهل العلم قال: أقيمت الصلاة فجعل القوم يتدافعون، هذا يقدم هذا، وهذا يقدم هذا، فلم يزالوا كذلك حتى خسف بهم.
1205 -
حديث: من يمن المرأة تبكيرها بالأنثى، الديلمي عن واثلة بن الأسقع مرفوعاً بلفظ: من بركة المرأة تبكيرها بالأنثى، ألم تسمع قوله تعالى:{يهب لمن يشاء إناثاً} ، فبدأ بالإناث، ورواه أيضاً عن عائشة مرقوعاً، بلفظ: من بركة المرأة على زوجها تيسير مهرها، وأن تبكر بالإناث، وهما ضعيفان، وثانيهما عند أحمد والطبراني في الأوسط والصغير، وأبي نُعيم وآخرين بلفظ: إن من يمن المرأة تيسير خطبتها، وتيسير صداقها، وتيسير رحمها، زاد الطبراني عن عروة فأقول أنا: من أول شؤمها أن يكثر صداقها، ويروى: لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات، وفي الفردوس ثم مسنده بلا سند عن علي رفعه: نعم الولد البنات مؤنسات مجهزات غاليات مباركات، ويروى عن إبراهيم بن حكيم المدني المتهم بالوضع عن شعبة عن الحكم عن عكرمة عن ابن عباس: أن رجلاً دعا على بناته بالموت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا تدع، فإن البركة في البنات، وهو عند أبي موسى المديني
(1)
عن ابن عباس أن أوس بن ساعدة الأنصاري دخل على النبي
(1)
هو أيضاً من طريق إبراهيم بن حيان بن حكيم المدني، ولأحمد والطبراني عن عتبة بن عامر مرفوعاً: لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات، ورجاله ثقات، غير ابن لهيعة حديثه حسن في المتابعات.
صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إن لي بنات وأنا أدعو عليهن بالموت، فقال: يا ابن ساعدة، لا تدع عليهن، فإن البركة في البنات، هن المحملات عند النعمة، والمنعيات عند المصيبة، والممرضات عند الشدة، ثقلهن على الأرض، ورزقهن على اللَّه، انتهى. ولو لم يكن فيهن البركة ما كانت العترة الطاهرة والسلالة النبوية المستمرة من الإناث.
1206 -
حديث: منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا، الطبراني في الكبير، والقضاعي من حديث إسماعيل ابن أبي خالد عن زيد بن وهب عن ابن مسعود به مرفوعاً، وهو عند البيهقي في المدخل، من حديث جعفر بن عون عن أبي العميْس عن القاسم قال: قال ابن مسعود: منهومان لا يشبعان طالب العلم وطالب الدنيا، ولا يستويان، أما طالب الدنيا فيتمادى في الطغيان، وأما طالب العلم فيزداد من رضى الرحمن، ثم قرأ {إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى} وقوله {إنما يخشى اللَّه من عباده العلماء} وقال: إنه موقوف منقطع، ثم ساقه من حديث عبد الأعلى بن حماد النرسي عن حماد بن سلمة عن حميد عن أنس مرفوعاً، بلفظ: منهومان لا يشبعان منهوم في العلم لا يشبع منه، ومنهوم في الدنيا لا يشبع منها، ومن حديث أبي عوانة عن قتادة عن أنس مرفوعاً نحوه، قال: وروي عن عبد اللَّه بن شقيق عن كعب الأحبار من قوله، ورواه البزار من حديث ليث عن طاوس أو مجاهد عن ابن عباس رفعه بلفظ الترجمة، وكذا رواه العسكري من حديث ليث، ولم يشك في مجاهد بل قال: أحسبه مرفوعاً، ولفظه: منهومان لا يقضى واحد منهما نهمته، منهوم في طلب العلم، ومنهوم في طلب الدنيا، وأخرجه العسكري وحده من حديث عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، رفعه: لن يشبع المؤمن من خير يسمعه حتى يكون منتهاه الجنة، ومن حديث خالد بن الحارث عن عوف عن الحسن قال: بلغني أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: أيها الناس إنما هما منهومان، فمنهوم في العلم لا يشبع، ومنهوم في المال لا يشبع، وفي الباب عن ابن عمر
(1)
وأبي هريرة، وهي وإن كانت مفرداتها ضعيفة فمجموعها تقوى، وقد قال البزار عقب حديث ابن عباس: إنه لا يعلمه يروى من وجه أحسن من هذا
(1)
حديث ابن عمر رواه أبو نُعيم في تاريخ أصبهان، والديلمي في مسند الفردوس، وحديث أبي سعيد رواه الترمذي وحسنه، وحديث أنس رواه الحاكم من طريق قتادة عنه وصححه على شرط الشيخين.
1207 -
حديث: المهدي، يروى ذكره في أحاديث أفردها بعض الحفاظ
(1)
بالتأليف، منها عن أم سلمة مرفوعاً: المهدي من ولد فاطمة، أخرجه أبو داود، وابن ماجه، ولأبي داود عن ابن مسعود رفعه: المهدي من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، وأوله عند الطبراني: لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي، ولأحمد وأبي يعلى والطبراني عن علي مرفوعاً: المهدي من أهل البيت، يصلحه اللَّه في ليلة، وللطبراني عن علي أيضاً مرفوعاً: المهدي منا يختم الدين به كما فتح بنا، إلى غيرها من الأحاديث التي بينتها في "ارتقاء الغرف"، مع المروي في كونه من ولد العباس
(2)
.
1208 -
حديث: المهلكات ثلاث إعجاب المرء بنفسه، وشح مطاع، وهوى متبع، العسكري من حديث محمد بن عون الخراساني عن محمد بن زيد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به مرفوعاً، ولزياد النميري وقتادة، كلاهما عن أنس مرفوعاً: ثلاث منجيات، وثلاث مهلكات، وذكره. أخرجه من الوجهين العسكري أيضاً.
1209 -
حديث: الموت كفارة لكل مسلم، البيهقي في الشعب، والقضاعي من حديث يزيد هارون عن عاصم الأحول عن أنس به مرفوعاً، وصححه أبو بكر ابن العربي، وقال العراقي في أماليه: إنه ورد من طرق يبلغ بها رتبة الحسن، ولم يصب ابن الجوزي في ذكره في الموضوعات، وتبعه الصغاني، وكذا قال شيخنا: إنه لا يتهيأ الحكم عليه بالوضع مع وجود هذه الطرق، قال: ومع ذلك فليس هو على ظاهره، بل هو محمول على موت مخصوص إن ثبت الحديث.
1210 -
حديث: موت العالم ثلمة لا تسد ما اختلف الليل والنهار، في: إذا مات العالم.
1211 -
حديث: موت الغريب شهادة، أبو يعلى، وابن ماجه، والطبراني، والبيهقي في الشعب، والقضاعي عن عبد العزيز بن أبي رواد عن عكرمة عن ابن عباس به مرفوعاً، وله شواهد، منها للطبراني من طريق عبد الملك بن هارون بن عنترة - وهو متروك - عن
(1)
منهم أبو نُعيم الحافظ.
(2)
والأحاديث الواردة في كونه من ولد العباس ضعيفة منكرة، كما قال الدارقطني وغيره.
أبيه عن جده رفعه: ما تعدون الشهيد فيكم؟ قلنا: يا رسول اللَّه، من قتل في سبيل اللَّه، فقال صلى الله عليه وسلم: إن شهداء أمتي إذاً لقليل، ثم ذكر الشهداء، وقال: والغريب شهيد، وفي الترغيب فيه أحاديث: منها للنسائي من حديث حُيي بن عبد اللَّه عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد اللَّه بن عمرو قال: مات رجل بالمدينة ممن ولد بها فصلى عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا ليته مات بغير مولده، فقالوا: ولم ذاك يا رسول اللَّه فقال: إن الرجل إذا مات بغير مولده قيس من مولده إلى منقطع أثره في الجنة، وهو عند ابن ماجه وأحمد وآخرين.
1212 -
حديث: موت الفجأة راحة للمؤمن، وأسف على الفاجر، أحمد عن عائشة رفعه بسند صحيح، ولفظه: وأخذة أسف للكافر، ولأبي داود من حديث عبيد بن خالد السلمي رفعه: موت الفجأة أخذة أسف، وفي الباب عن أنس وابن مسعود بينها الزيلعي في سورة طه من تخريجه.
1213 -
حديث: موتوا قبل أن تموتوا، قال شيخنا: إنه غير ثابت.
1214 -
حديث: المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة، مسلم عن معاوية به مرفوعاً، وفي الباب عن جماعة، منهم أنس أخرجه القضاعي من حديث زائدة عن سليمان عمن سمعه يقول عنه، وذكره مرفوعاً، وبلال أخرجه البيهقي في الشعب، وعنده أيضاً من طريق أبي داود السجستاني قال: معناه أن الناس يعطشون يوم القيامة، وإذا عطش الإنسان انطوت عنقه، والمؤذنون لا يعطشون يوم القيامة فأعناقهم قائمة.
1215 -
حديث: مولى القوم منهم، أصحاب السنن، وابن حبان، من حديث أبي رافع، وفيه قصة، وهو عند الطبراني عن عتبة بن غزوان، وعنده وعند إسحاق وابن أبي شيبة عن عمرو بن عوف، وعند البزار عن أبي هريرة، وعند أحمد والحاكم والبخاري في الأدب المفرد عن رفاعة بن رافع، وعند الشيخين بلفظ: من أنفسهم عن أنس، وعند أحمد عن أم كلثوم ابنة علي عن مولى
لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مرفوعاً، بلفظ: إنا لا تحل لنا الصدقة، ومولى القوم منهم
(1)
.
1216 -
حديث: المؤمنون عند شروطهم، في: المسلمون.
1217 -
حديث: المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف، إن قدته انقاد، وإن أنخته أناخ، البيهقي في الشعب، والقضاعي والعسكري من حديث عبد اللَّه بن عبد العزيز ابن أبي رواد عن أبيه عن نافع عن ابن عمر به مرفوعاً، والعسكري فقط من حديث حمزة بن حبيب عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض بن سارية به مرفوعاً، بلفظ: إن قيد انقاد، وإن أنيخ على صخرة استناخ، وهو عند البيهقي أيضاً عن مكحول مرسلاً، وقال: إنه أصح، وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعاً، بلفظ: المؤمن لين تخاله من اللين أحمق، أخرجه البيهقي عنه، وكذا عن ابن عباس.
1218 -
حديث: المؤمن أخو المؤمن، أبو داود من حديث الوليد بن رباح عن أبي هريرة به مرفوعاً، وفيه أيضاً: والمؤمن مرآة المؤمن، وسيأتي.
1219 -
حديث: المؤمن إذا قال صدق، وإذا قيل له صدَّق، شقه الأول هو معنى يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب، وفي لفظ: الكذب مجانب للإيمان، وقد تقدما، وأما الثاني فيمكن الاستئناس له بحديث: رأى عيسى عليه الصلاة والسلام رجلاً يسرق فقال له: أسرقت فقال: لا والذي لا إله إلا هو، فقال عيسى: آمنت باللَّه وكذبت بصري، وهو صحيح. بل جاء في المرفوع: من حلف باللَّه فليصدق، ومن حُلف له باللَّه فليرض، ومن لم يرض باللَّه فليس من اللَّه، أخرجه ابن ماجه وغيره من حديث محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر به.
1220 -
حديث: المؤمن أعظم حرمة من الكعبة، ابن ماجه بسند لين عن ابن عمر، رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة، وهو يقول: ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم
(1)
ورواه السهمي في تاريخ جرجان من طريق المأمون العباسي عن آبائه عن ابن عباس، بلفظ: مولى القوم من أنفسهم، ومولى مولاهم منهم، ص 36 وسنده تالف.
عند اللَّه حرمة منك ماله ودمه وأن يظن به خيراً، ولابن أبي شيبة من طريق مجالد عن الشعبي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى الكعبة فقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمسلم أعظم حرمة منك قد حرم اللَّه دمه وماله وعرضه وأن يظن به ظن السوء، وعند البيهقي في الشعب من طريق مجاهد عن ابن عباس نحوه، وفيه حفص بن عبد الرحمن، ونحو هذا الحديث قول عمرو بن العاص: ليس شيء أكرم على اللَّه من ابن آدم، قلت: الملائكة، قال: أولئك كمنزلة الشمس والقمر، أولئك مجبورون
(1)
، أخرجه البيهقي، وقال: إن الصحيح وقفه، ورفعه بعضهم، وهو ضعيف، وعن أبي المهزم عن أبي هريرة من قوله: المؤمن أكرم على اللَّه من ملائكته
(2)
، رواه البيهقي أيضاً، وقال أبو المهزم: متروك.
1221 -
حديث: المؤمن حلوى والكافر خمري، قال شيخنا: إنه باطل لا أصل له، قلت: وقد مضى معنى الجملة الأولى في: قلب المؤمن.
1222 -
حديث: المؤمن سريع الغضب سريع الرجوع، في: الحدة.
1223 -
حديث: المؤمن غر كريم، والفاجر خب لئيم، أحمد من حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به مرفوعاً، وفي الباب عن كعب بن مالك.
1224 -
حديث: المؤمن كيس، فطن، حذر، وقاف، لا يعجل، الديلمي والقضاعي من حديث أبان بن أبي عياش عن أنس به مرفوعاً.
1225 -
حديث: المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضاً، متفق عليه عن أبي موسى به مرفوعاً.
1226 -
حديث: المؤمن ليس بحقود، ذكره الغزالي في الإحياء، وقال مخرجه: إنه لم يقف له على أصل
(1)
هذا خطأ، بل الملائكة مختارون، وإن كانوا معصومين كالأنبياء، فالعصمة لا تنفي الاختيار.
(2)
وهذا أيضاً خطأ، وإن قال به معظم الأشاعرة، والصواب أن الملائكة أكرم وأفضل من جميع بني آدم إلا الأنبياء.
1227 -
حديث: المؤمن محفوظ في ولده، الدارقطني في الأفراد من حديث عمرو بن عطية العوفي عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رفعه: إن اللَّه عز وجل ليحفظ المؤمن في ولده، وللديلمي عن ابن عباس مرفوعاً: إن اللَّه ليرفع ذرية المؤمن إليه حتى يلحقهم به في درجته، الحديث. وروي عن الضحاك في قوله {ألحقنا بهم ذرياتهم} ، أي أبلغ بهم الأطفال الذين لم يبلغوا إلى الإيمان يلحق الأبناء بالآباء.
1228 -
حديث: المؤمن مرآة المؤمن، أبو داود عن أبي هريرة به مرفوعاً، وهو عند العسكري من أوجه عن أبي هريرة لفظه في بعضها: إن أحدكم مرآة أخيه، فإذا رأى شيئاً فليمطه، وفي الباب عن أنس من جهة شريك بن أبي نمر عنه، أخرجه الطبراني والبزار والقضاعي، وعن الحسن من قوله، أخرجه ابن المبارك في البر له، وأنشد بعضهم في معناه:
صديقي مرآة أميط بها الأذى
…
وعضب حسام إن منعت حقوقي
وإن ضاق أمر أو ألمت ملمة
…
لجأت إليه دون كل شقيق
1229 -
حديث: المؤمن ملقى، والكافر موقى، معناه صحيح.
1230 -
حديث: المؤمن مؤتمن على نسبه، بيض له شيخنا في بعض أجوبته، وهو من قول مالك وغيره، بلفظ: الناس مؤتمنون على أنسابهم.
1231 -
حديث: المؤمن واهٍ راقع، وسعيد من هلك على رقعه، البيهقي في الشعب، والطبراني والعسكري من حديث سعيد بن خالد الخزاعي عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعاً، والمعنى أنه يخرق دينه ثم يرقعه بالتوبة، ونحوه: استقيموا ولن تحصوا، أي لن تستطيعوا أن تستقيموا في كل شيء حتى لا تميلوا، ومنه يا حنظلة ساعة وساعة.
1232 -
حديث: المؤمن يأكل بشهوة عياله، والمنافق بشهوة نفسه، للديلمي في مسنده عن أبي أمامة به مرفوعاً، ولعبد الرزاق في التفسير، والثعلبي من طريقه عن
ابن عيينة عن رجل عن الحسن عن عمر بن الخطاب أنه قال: كفى سرفاً أن لا يشتهي رجل شيئاً إلا اشتراه فأكله، وهو منقطع، وكذا رواه أحمد في الزهد عن إسماعيل عن يونس عن الحسن، وأخرجه ابن ماجه وأبو يعلى والبيهقي في الشعب من طريق نوح بن ذكوان عن الحسن عن أنس مرفوعاً، بلفظ: إن من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت، ونوح ضعيف، والأول أصح.
1233 -
حديث: المؤمن يألف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، الحاكم في المستدرك من جهة أبي صخر عن أبي حازم عن أبي هريرة به مرفوعاً، وقال: إنه صحيح على شرط الشيخين، ولا أعلم له علة، وتعقبه الذهبي بأن أبا حازم هو المديني لا الأشجعي، وهو لم يلق أبا هريرة ولا لقيه أبو صخر، انتهى. وقد رواه العسكري من جهة الزبير بن بكار عن خالد بن وضاح عن أبي حازم ابن دينار، فقال: عن أبي صالح عن أبي هريرة، بل هو عند القضاعي والعسكري من حديث عبد الملك ابن أبي كريمة عن ابن جريج عن عطاء عن جابر مرفوعاً، بلفظ: المؤمن آلف مألوف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس، وليست الجملة الأخيرة منه عند العسكري، ولا أثبت ابن جريج بين عبد الملك وعطاء، وكذا من شواهده حديث: خياركم أحاسنكم أخلاقاً، الموطئون أكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون.
1234 -
حديث: المؤمن ينظر بنور اللَّه الذي خُلِق منه، الديلمي عن ابن عباس به مرفوعاً
حرف النون
1235 -
حديث: الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم، أورده الحافظ الصريفيني في بعض أجزائه من قول عمر بن الخطاب، وقال: قال محمد بن أيوب: ارتحلت إلى يحيى بن هشام الغساني من أجله.
1236 -
حديث: الناس على دين ملكيهم، لا أعرفه حديثاً. وهو قريب مما قبله، وقد روينا عن الفضيل بن عياض أنه قال ما معناه: لو كانت لي دعوة صالحة لرأيت السلطان أحق بها، فبصلاحه صلاح الرعية، وبفساده فسادهم، ويتأيد بما للطبراني في الكبير والأوسط، عن أبي أمامة مرفوعاً: لا تسبوا الأئمة، وادعوا لهم بالصلاح، فإن بصلاحهم لكم صلاح، وللبيهقي عن كعب الأحبار قال: إن لكل زمان ملكاً يبعثه اللَّه على نحو قلوب أهله، فإذا أراد صلاحهم بعث عليهم مصلحاً، وإذا أراد هلكتهم بعث فيهم مترفيهم، إلى غير ذلك مما بينته في "مفاخر الملوك"، ومنه قول القاسم بن مخيمرة: إنما زمانكم سلطانكم، فإذا صلح سلطانكم صلح زمانكم، وإذا فسد سلطانكم فسد زمانكم، وفي ثالث المجالسة للدينوري أن عمر بن الخطاب لما جيء إليه بتاج كسرى وسواريه، جعل يقلبه بعود في يده، ويقول: واللَّه إن الذي أدى هذا لأمين، قال له رجل: يا أمير المؤمنين، أنت أمين اللَّه، يؤدون إليك ما أديت إلى اللَّه، فإن خنت خانوا، وقد مضى: كما تكونون يولى عليكم.
1237 -
حديث: الناس مجزيون بأعمالهم، في: الجزاء من جنس العمل.
1238 -
حديث: الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، العسكري من حديث قيس بن الربيع عن أبي حصين عثمان بن عاصم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة به مرفوعاً، ولأبي هريرة في المرفوع حديث آخر لفظه: الناس معادن في الخير والشر، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، أخرجه الطيالسي وابن منيع والحارث وغيرهم، كالبيهقي من حديث ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة،
وأصله في الصحيح، وللديلمي عن ابن عباس مرفوعاً: الناس معادن، والعرق دساس، وكثير من العامة يورده بلفظ: للخير معادن.
1239 -
حديث: الناس مؤتمنون على أنسابهم، مضى قريباً في: المؤمن.
1240 -
حديث: الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا، هو من قول علي بن أبي طالب في
(1)
.
1241 -
حديث: نبات الشعر في الأنف أمان من الجذام، الطبراني عن عائشة به مرفوعاً.
1242 -
حديث: نبذ القمل يورث النسيان، يروى في حديث مرفوع شديد الوهاء، أورده ابن عدي في ترجمة الحكم بن عبد اللَّه أبي عبد اللَّه الأيلي المتهم بالكذب والوضع من كامله، لفظه: ست منها النسيان: سؤر الفار، وإلقاء القملة وهي حية، والبول في الماء الراكد، وقطع القطار، ومضغ العلك، وأكل التفاح الحامض
(2)
. وقد اعتمده الجاحظ حيث قال: وفي الحديث أن أكل الحامض، وسؤر الفار، ونبذ القمل، يورث النسيان. قال وفي آخر: إن الذي يلقي القملة لا يكفى الهم، وتزعم العامة أن لبس النعال السود يورث النسيان، قال ابن الجوزي: وقد يورث النسيان أشياء بخاصيتها، مثل الحجامة، وأكل الكزبرة الرطبة، والتفاح الحامض، والمشي بين جملين مقطورين، وكثرة الهم، وقراءة ألواح القبور، والنظر في الماء الدائم، والبول فيه، والنظر إلى المصلوب، ونبد القمل، وأكل سؤر الفار، انتهى. ولا يصح في المرفوع من ذلك شيء، وأورده الخطيب في جامعه عن إبراهيم بن المختار، قال: خمس يورثن النسيان، أكل التفاح، وشرب سؤر الفار، والحجامة في النقرة، وإلقاء القملة، والبول في الماء الراكد، وعليكم باللبان فإنه يشجع القلب، ويذهب بالنسيان، وعن ابن شهاب قال: التفاح يورث النسيان، وفي رواية عنه أنه كان يكره أكل التفاح، وسؤر الفار، ويقول: إنه ينسي، قال: وكان يشرب العسل ويقول: إنه يذكي، وفي رواية
(1)
بياض في الأصول.
(2)
وذكره الدميري في حياة الحيوان وقال: إسناده صحيح، وهو غلط.
عنه أيضاً: ما أكلت تفاحاً ولا جلدة منذ عالجت الحفظ، ولكن في فتاوى قاضي خان من الحنفية: لا بأس بطرح القملة حية، والأدب أن يقتلها، وكذا قيل: إن المصلي إذا وجد في ثوبه قملة أو برغوثاً ولم يسلك الأولى وهو تغافله عنها ولا قتله كما قال نعيم بن حماد عن ابن المبارك عن المبارك بن فضالة عن الحسن رفعه مرسلاً: كان يقتل القملة في الصلاة
(1)
، يعني مع التحرز عن تعلق جلدها بظفره أو ثيابه: أنه لا بأس أن يلقيها بيده أو يمسكها حتى يفرغ، ولكن قال القمولي: محل إلقائها في غير المسجد، يعني لما عند أحمد في مسنده بسند صحيح عن أبي هريرة مرفوعاً: إذا وجد أحدكم القملة في المسجد فليصرها في ثوبه حتى يخرج من المسجد، وعن شيخ قرشي من أهل مكة قال: وجد رجل في ثوبه قملة فأخذها ليطرحها في المسجد فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: لا تفعل ردها في ثوبك حتى تخرج من المسجد، وكذا رواه الحارث، وقال البيهقي: إنه مرسل حسن، ثم روى عن ابن مسعود أنه رأى قملة في ثوب رجل في المسجد، فأخذها فدفنها في الحصى، ثم قال: ألم نجعل الأرض كفاتاً أحياء وأمواتاً، قال: ويذكر نحوه عن مجاهد، وعن ابن المسيب يدفنها كالنخامة، وفي ذلك حديث مرفوع عند البزار والطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رفعه: إذا وجد أحدكم القملة في المسجد فليدفنها، وكأن المنهي عنه طرحها فيه بدون دفن، وممن كان يقتل القمل والبراغيث في الصلاة في المسجد معاذ بن جبل، وعن الحسن: لا بأس بقتل القملة في الصلاة ولكن لا يعبث، وقد استطردنا لفوائد.
1243 -
حديث: النبي لا يُؤَلِّفُ تحت الأرض، لا أصل له، وممن صرح ببطلانه العز الديريني في " الدرر الملتقطة في المسائل المختلطة "، ولكنه قال: إنه مما نقل عن علماء أهل الكتاب، كعبد الله بن سلام وكعب الأحبار، انتهى ولا يصح، بل كل ما ورد مما فيه تحديد لوقت يوم القيامة على التعيين، فإما أن
(1)
قال نعيم: هذا أول حديث سمعته من ابن المبارك.
يكون لا أصل له، كإن أحسنت أمتي فلها يوم، وإن أساءت فلها نصف يوم، أو لا يثبت إسناده، ومن ذلك ما للديلمي عن أنس مرفوعا: الدنيا كلها سبعة أيام من أيام الآخرة وذلك قول الله عز وجل: {وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون} ، وعن ابن زمل
(1)
الجهني رفعه أيضا: الدنيا سبعة آلاف سنة، أنا في آخرها ألفا، لا نبي بعدي، ولا أمة بعد أمتي، وفي سابع المجالسة للدينوري من جهة عثمان بن زائدة قال: كان كرز مجتهدا في العبادة فقيل له: ألا تريح نفسك ساعة؟ قال: كم بلغكم عمر الدنيا، قالوا: سبعة آلاف سنة قال: فكم بلغكم مقدار يوم القيامة، قالوا: خمسون آلف سنة، قال: أفيعجب أحدكم أن يعمل سبع يومه، حتى يأمن من ذلك اليوم، وما أورده أبو جعفر الطبري في مقدمة تاريخه عن ابن عباس من قوله: الدنيا جمعة من جمع الآخرة، كل يوم ألف سنة، وعلى تقدير صحته فالأخبار الثابتة في الصحيحين كما قال شيخنا تقتضي أن تكون مدة هذه الأمة نحو الربع أو الخمس لليوم، لما ثبت في حديث ابن عمر: إنما أجلكم فيما مضى قبلكم كما بين صلاة العصر وغروب الشمس، الحديث بمعناه، قال: فإذا ضم هذا إلى قول ابن عباس زاد على الألف زيادة كثيرة، والحق أن ذلك لا يعلم حقيقته إلا الله تعالى، وأما حديث سعد بن أبي وقاص رفعه: إني لأرجو أن لا يعجز الله أمتي أن يؤخرهم نصف يوم، وإنه قيل لسعد: وكم نصف يوم، قال: خمسمائة سنة، الذي أخرجه أبو داود، وصححه الحاكم وغيره، فقد حقق الله رجاءه صلى الله عليه وسلم، وقد بسطته في بعض الأجوبة، والله تعالى يحسن العاقبة ويختم بخير
1244 -
حديث: النبي وصاحباه، يقال في اعتضاد المرء بصاحبه، وقد قال البخاري في سورة الفتح من صحيحه في قوله {كزرع أخرج شطأه} شطأه السيل ينبت الحبة عشراً وثمانياً فيقوى بعضه ببعض، كذلك قوله {فآزره} قواه، ولو كانت واحدة لم تقم على ساق، وهو مثل ضربه اللَّه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ خرج وحده،
(1)
اسمه عبد الله، صحابي ليس له إلا هذا الحديث، رواه الطبراني وغيره، وهو ضعيف.
والأحاديث في هذا الباب ضعيفة لا تقوم بها حجة، والعجيب أن السيوطي اعتمدها مع ضعفها، وقال إن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة، وأن هذه الأمة لا تزيد على ألف وخمسمائة سنة.
ثم قواه بأصحابه كما قوى الحبة بما ينبت منها، وفي التنزيل أيضاً {سنشد عضدك بأخيك} ونحوه: المؤمن للمؤمن كالبنيان.
1245 -
حديث: الندم
(1)
توبة، الطبراني في الكبير وأبو نُعيم في الحلية من حديث ابن أبي سعيد الأنصاري عن أبيه به مرفوعاً بزيادة: والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وسنده ضعيف، وقد مضى في: التائب، وهو عند ابن ماجه من حديث عبد الكريم الجزري عن زياد بن أبي مريم عن ابن معقل قال دخلت مع أبي على ابن مسعود فسمعته يقول قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: الندم توبة، قال نعم ومن هذا الوجه أخرجه الطيالسي في مسنده ولكن قال عن زياد وليس بابن أبي مريم وقال عن عبد اللَّه بن معقل ولفظه: دخلت مع أبي وأنا إلى جنبه عند عبد اللَّه فقال قال له أبي أسمعت من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال نعم سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: الندم توبة، وأخرجه الطبراني في الكبير وآخرون، وفي سنده اختلاف كثير.
1246 -
حديث: النساء ينصر بعضهن بعضاً، هو من قول عكرمة فيما رويناه في فوائد أبي عمرو بن السماك من طريق وهيب بن خالد عن أيوب عنه، بل هو في باب الثياب الخضر من اللباس من صحيح البخاري، لكن بدون بيان أنه قول عكرمة.
1247 -
حديث: النساء حبائل الشيطان، في: الشباب شعبة من الجنون.
1248 -
حديث: النسيان طبع الإنسان، لا أعرفه بهذا اللفظ، وللطبراني في الكبير من حديث جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رفعه: ما من مسلم إلا وله ذنب يصيبه الفينة بعد الفينة، إن المؤمن نسَّاء، إن ذكر ذكر، ومن حديث داود بن علي بن عبد اللَّه بن عباس عن أبيه عن جده ابن عباس رفعه: إن
(1)
أخرجه حمزة السهمي في تاريخ جرجان ص 199 من حديث وائل بن حجر، ورواه أيضاً من طريق شعبة عن قتادة عن أنس به بلفظ الترجمة، ص 33.
المؤمن خلق مفتناً تواباً نسَّاء إذا ذكر ذكر، وأخرجه أبو نُعيم أيضاً.
1249 -
حديث: نصرة اللَّه للعبد خير من نصرته لنفسه، هو بمعناه عند ابن أبي حاتم في تفسيره من جهة وهيب بن الورد، قال: يقول اللَّه: ابن آدم إذا ظلمت فاصبر وارض بنصرتي، فإن نصرتي لك خير من نصرتك لنفسك، وأورده عبد اللَّه بن أحمد في زوائد الزهد لأبيه عنه قال: بلغني أنه مكتوب في التوراة، وذكره، وقد مضى حديث: من دعا على من ظلمه فقد انتصر، وهو مشعر بمعنى هذا الحديث.
1250 -
حديث: النظر إلى الوجه الحسن يجلو البصر، والنظر إلى الوجه القبيح يورث القلح، أبو نُعيم في الحلية بسند ضعيف عن جابر بالشطر الأول فقط، وبسند آخر أشد ضعفاً من الأول بالشطر الثاني، وللديلمي عن عائشة مرفوعاً: النظر إلى الوجه الحسن والخضرة والماء يحيي القلب ويجلي عن البصر الغشاوة، وعن ابن عباس مرفوعاً: النظر إلى الوجه القبيح يورث الكلح، وقد مضى في المثلثة له شواهد.
1251 -
حديث: نظرة في وجه العالم أحب إلى اللَّه من عبادة ستين سنة صياماً وقياماً، في نسخة سمعان
(1)
ابن المهدي عن أنس مرفوعاً، وكذا أورده الديلمي بلا سند عن أنس مرفوعاً بلفظ: النظر إلى وجه العالم عبادة، وكذا الجلوس معه والكلام والأكل، ولا يصح.
1252 -
حديث: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ، البخاري عن سعيد بن أبي هند عن ابن عباس به مرفوعاً، وفي لفظ لغيره من حديث يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً: نعمتان الناس فيهما متغابنون، الصحة والفراغ، وفي الباب عن أنس وغيره، وكان الحسن البصري يقول: ابن آدم نعمتان عظيمتان المغبون فيهما كثير، الصحة والفراغ، فمهلا مهلا الثواء ههنا قليل، في حديث ذكره أخرجه العسكري، وقال: الصحة عند بعضهم الشباب قال: والعرب تجعل
(1)
أحد الوضاعين.
مكان الصحة الشباب، كما قالوا: بالقلب الفارغ والشباب المقبل تكسب الآثام، وكان يقال: إن لم يكن الشغل محمدة فإن الفراغ مفسدة، ولا تفرغ قلبك من فكر، ولا ولدك من تأديب، ولا عبدك من مصلحة، فإن القلب الفارغ يبحث عن السوء، واليد الفارغة تنازع إلى الآثام، وقال أبو العتاهية:
علمت يا مجاشع بن مسعدة
…
أن الشباب والفراغ والجدة
…
مفسدة للمرء أي مفسدة
وعن بعضهم بلفظ: للدين بدل: للمرء، ونقل البيهقي في الحادي والسبعين من الشعب لأبي عصمة محمد بن أحمد السختياني:
أبلغنا خير بني آدم
…
وما على أحمد إلا البلاغ
الناس مغبونون في نعمة
…
صحة أبدانهم والفراغ
قال العسكري: وسمعت أبا بكر ابن دريد يقول: إن أفضل النعم العافية والكفاية، لأن الإنسان لا يكون فارغاً حتى يكون مكتفياً، والعافية هي الصحة، ومن عوفي وكفي فقد عظمت عليه النعمة، ومن كلمات بعض الصوفية: سيروا إلى اللَّه عرجاً ومكاسير، ولا تنتظروا الصحة فإن الصحة بطالة.
1253 -
حديث: نعم الإدام الخل، مسلم والأربعة عن جابر به مرفوعاً، وهو عند البيهقي في الشعب من وجه آخر عن جابر، وفيه قصة، ولمسلم والترمذي عن عائشة كالأول، وأخرجه الحاكم عن أم هانئ، وفيه قصة، وزاد: لا يفقر بيت فيه خل، وأفرد بعض الحفاظ طرقه.
1254 -
حديث: نعم الأمير إذا كان بباب الفقير، وبئس الفقير إذا كان بباب الأمير، ابن ماجه بسند ضعيف بمعنى الشطر الثاني
(1)
عن أبي هريرة رفعه، وأورده الغزالي بتمامه، ولفظه: شرار العلماء الذين يأتون الأمراء، وخيار الأمراء
(1)
ولفظه أثناء حديث: وإن أبغض القراء إلى اللَّه الذين يزورون الأمراء الجورة.
الذين يأتون العلماء، وللديلمي عن عمر بن الخطاب مرفوعاً: إن اللَّه يحب الأمراء إذا خالطوا العلماء، ويمقت العلماء إذا خالطوا الأمراء، لأن العلماء إذا خالطوا الأمراء رغبوا في الدنيا، وإذا خالطهم الأمراء رغبوا في الآخرة، وفي ترجمة علي بن الحسن بن علي الصندلي من طبقات الحنفية أن السلطان ملك شاه قال له: لم لا تجيء إلي، قال: لأني أردت أن تكون من خير الملوك حيث تزور العلماء، ولا أكون من شر العلماء حيث أزور الملوك، وسلف: ما من عالم أتى صاحب سلطان طوعاً إلا كان شريكه في كل لون يعذب به في نار جهنم، وكذا سلف: الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا ويتبعوا السلطان، وفي السادس والستين من الشعب مما يدخل هنا الكثير، ومنه: وما ازداد أحد من السلطان قرباً إلا ازداد من اللَّه بعداً، وهو في: من بدا جفا، وقول الثوري: إذا رأيت القارئ يلوذ بالسلطان فاعلم أنه لص، وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مرائي، وإياك أن تخدع ويقال لك ترد مظلمة وتدفع عن مظلوم، فإن هذه خدعة إبليس اتخذها القراء سلماً، وقوله أيضاً: إني لألقى الرجل أبغضه فيقول لي: كيف أصبحت فيلين له قلبي، فكيف بمن أكل ثريدهم، ووطئ بساطهم، ومن ثم ورد: اللَّهم لا تجعل للفاجر عندي نعمة يرعاه بها قلبي، وقال أبو إسحاق السبيعي: من أغناه اللَّه عن أبواب الأمراء وأبواب الأطباء فهو سعيد، وعنده أيضاً في السابع عشر عن بشر بن الحارث قال: ما أقبح أن يطلب العالم فيقال: هو بباب الأمير، وعن الفضيل بن عياض قال: آفة القراء العجب، واحذروا أبواب الملوك، فإنها تزيل النعم، فقيل له: يا أبا علي كيف تزول النعم؟ قال: الرجل يكون عليه من اللَّه نعمة ليست له إلى خلق حاجة، فإذا دخل إلى هؤلاء الملوك فرأى ما بسط لهم في الدور والخدم استصغر ما هو فيه، فمن ثم تزول النعم، ولقي ابن عمر ناساً خرجوا من عند مروان فقال: من أين جئتم قالوا: من عند الأمير، قال: فهل كل حق رأيتموه تكلمتم به وأعنتم عليه؟ وكل منكر رأيتموه أنكرتموه ورددتموه عليه؟ قالوا: لا واللَّه بل يقول ما ينكر فنقول قد أصبت أصلحك اللَّه، ثم إذا خرجنا من عنده نقول قاتله اللَّه ما أظلمه وأفجره، فقال: كنا نعد هذا نفاقاً لمن كان هكذا على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، أخرجه أحمد وغيره. واللَّه المستعان
1255 -
حديث: نعم البيت الحمام، فإنه يذهب بالوسخ، ويذكر الآخرة، ابن منيع في مسنده عن عمار بن محمد عن يحيى بن عبيد اللَّه بن موهب عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً، ويحيى ضعيف.
1256 -
حديث: نعم الدواء الأرز، صحيح سليم من كل داء، الديلمي من حديث حمزة الزيات عن أبان بن أبي عياش عن أنس به مرفوعاً، ولا يصح، وفي الأطعمة للدارمي حديث: تسبيحه في البطن.
1257 -
حديث: نعم الصهر القبر، في: دفن البنات من المكرمات.
1258 -
حديث: نعم صومعة الرجل بيته، يكف بصره وسمعه وقلبه ولسانه، العسكري من حديث ثور بن يزيد عن سليم بن عامر عن أبي الدرداء به مرفوعاً، ومن هذا الوجه أخرجه البيهقي في الشعب لكن موقوفاً، ولفظه: يكف بصره وفرجه، وإياكم والأسواق فإنها تلغي وتلهي، وعزاه بعضهم للطبراني عن أبي أمامة، وللعسكري من حديث الحسن قال: البيوت صوامع المؤمنين، وله شواهد كثيرة، منها: قوله صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه: كن حلساً من أحلاس بيوتك، وفي لفظ: الزم بيتك، وصنف ابن البنا جزءاً في السكوت ولزوم البيوت
(1)
1259 -
حديث: نعم العبد صهيب، لو لم يخف للَّه لم يعصه، اشتهر في كلام الأصولين وأصحاب المعاني وأهل العربية من حديث عمر، وذكر البهاء السبكي أنه لم يظفر به في شيء من الكتب، وكذا قال جمع جم من أهل اللغة، ثم رأيت بخط شيخنا أنه ظفر به في مشكل الحديث لأبي محمد ابن قتيبة لكن لم يذكر له ابن قتيبة إسناداً وقال: أراد أن صهيباً إنما يطيع اللَّه حبالا لمخافة عقابه، انتهى. وقد أخرج أبو نُعيم في الحلية من طريق عبد اللَّه بن الأرقم قال: حضرت عمر عند وفاته مع ابن عباس والمسور بن مخرمة فقال عمر: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إن سالماً شديد الحب للّه عز وجل لو كان لا يخاف اللَّه ما عصاه، وسنده ضعيف، وعنده
(1)
قرأته وهو مفيد، وتوجد منه نسخة بدار الكتب المصرية.
من حديث عمر أيضاً قال: لو استخلفت سالماً مولى أبي حذيفة، فسألني ربي: ما حملك على ذلك لقلت: رب سمعت نبيك صلى الله عليه وسلم يقول: إنه يحب اللَّه حقاً من قلبه، قلت: وهذا يؤيد تأويل ابن قتيبة الماضي.
1260 -
حديث: نية المؤمن أبلغ من عمله، العسكري في الأمثال، والبيهقي في الشعب، من جهة ثابت عن أنس به مرفوعاً، وقال ابن دحية: لا يصح، وقال البيهقي: إسناده ضعيف، انتهى. وله شواهد منها عن سهل بن سعد الساعدي مرفوعاً: نية المؤمن خير من عمله، وعمل المنافق خير من نيته، وكل يعمل على نيته، فإذا عمل المؤمن عملاً نار في قلبه نور، أخرجه الطبراني، وكذا هو عنده وعند العسكري من حديث النواس بن سمعان، ولفظ العسكري: نية المؤمن خير من عمله، ونية الفاجر شر من عمله، وأخرجه الديلمي من حديث أبي موسى الأشعري بالجملة الأولى، وزاد: وإن اللَّه عز وجل ليعطي العبد على نيته ما لا يعطيه على عمله، وذلك أن النية لا رياء فيها، والعمل يخالطه الرياء، وهي وإن كانت ضعيفة فبمجموعها يتقوى الحديث، وقد أفردت فيه وفي معناه جزءاً، بل في عاشر المجالسة للدينوري إلمام ببعض ما وجه به فيراجع
حرف الواو
1261 -
حديث: الوحدة خير من جليس السوء، والجليس الصالح خير من الوحدة، وإملاء الخير خير من الصمت، والصمت خير من إملاء الشر، الحاكم وأبو الشيخ والعسكري عن أبي ذر
(1)
به مرفوعاً، والديلمي عن أبي هريرة، وثبت في المرفوع كما في صحيح البخاري وغيره: لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب لميل وحده، ولا تنافي بينهما وقد ترجم البخاري: العزلة راحة من خلاط السوء
(2)
وذكر حديث أبي سعيد مرفوعاً: ورجل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره، وفي لفظ: يأتي على الناس زمان خير مال المسلم الغنم، يتبع بها شغف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن، وثبت حديث: المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم.
1262 -
حديث: الود والعداوة يتوارثان، العسكري من حديث محمد بن طلحة عن أبيه عن أبي بكر الصديق به مرفوعاً، وهو عند الطبراني عن أبي بكر أنه قال لعفير: كيف قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الود؟ قال: فذكره بلفظ "يتوارثان"، وفي الباب عن رافع بن خديج مرفوعاً بلفظ: الود يتوارث في الإسلام
(3)
.
1263 -
حديث: الود، في: إن الود.
1264 -
حديث: الوضوء على الوضوء نور على نور، ذكره الغزالي في الإحياء، فقال مخرجه: لم أقف عليه، وسبقه لذلك المنذري، وأما شيخنا فقال: إنه
(1)
قال الحافظ في الفتح: وسنده حسن، لكن المحفوظ أنه موقوف عن أبي ذر أو عن أبي الدرداء.
(2)
أخرج ابن أبي شيبة عن عمر أنه قال: العزلة راحة للمؤمن من خلاط السوء، رجاله ثقات إلا أنه منقطع، وخلاط بضم الخاء وتشديد اللام.
(3)
رواه الطبراني، وفي سنده محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك، وحديث أبي بكر رواه أيضاً البخاري في التاريخ، وابن أبي عاصم، والبغوي، والحاكم، وقال ابن حبان: ليس إسناده بشيء، قال الحافظ: فيه عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وهو ضعيف.
حديث ضعيف، رواه رزين في مسنده، قلت: قد تقدم في معناه حديث: من توضأ على طهر كتب اللَّه له عشر حسنات.
1265 -
حديث: الوضوء مما خرج وليس مما دخل، الدارقطني والبيهقي وأبو نُعيم عن ابن عباس به مرفوعاً، وسنده ضعيف، وكذا هو عنه وعن عمر بن الخطاب عند سعيد بن منصور في سننه، لكن موقوفاً، وهو الأصل كما قاله ابن عدي، ونحوه قول البيهقي: لا يثبت مرفوعاً، ورواه الطبراني عن أبي أمامة، وسنده أضعف من الأول، ومن حديث ابن مسعود مرفوعاً، وفي الباب عن ابن عمر أخرجه الدارقطني في غرائب مالك، بلفظ: لا ينقض الوضوء إلا ما خرج من قُبُل أو دُبر، وسنده ضعيف، والصوم بخلافه، فعلق البخاري عن ابن عباس وعكرمة من قولهما: الفطر مما دخل وليس مما خرج، بل هو عند أبي يعلى مرفوعاً عن عائشة.
1266 -
حديث: ولا راد لما قضيت، في حديث الذكر بعد الصلاة، هي عند عبد في مسنده من حديث معمر عن عبد الملك بن عمير، راوي أصل الحديث في الصحيح عن وراد كاتب المغيرة بن شعبة، قال: أملى عليَّ المغيرة في كتاب إلى معاوية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة، وذكر الحديث المشهور، لكن حذف منه: ولا معطي لما منعت، وتابع معمراً عليها مسعر عن عبد الملك، أخرجها الطبراني بسند صحيح بدون حذف: ولا معطي لما منعت، وكذا رويناها في فوائد أبي سعيد الكنجرودي، وحينئذ فمن أنكرها فهو مقصر.
1267 -
حديث: ولا يعز من عاديت، في القنوت، قبل تباركت وتعاليت، أكثر الروايات بدونها، ولكنها قد اشتهرت وزادها غير واحد من العلماء في كتبهم، ورواها البيهقي من طريق إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن الحسن أو الحسين بن علي به مرفوعاً، والتردد في الصحابي من إسرائيل، والصحيح أنه من حديث الحسن، وقد أخرجه الطبراني في الكبير من حديث أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن بريد عن أبي الجوزاء عن الحسن بن علي قال: علمني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر، وذكره بالزيادة
1268 -
حديث: الولد سر أبيه، لا أصل له. وقد قال عبد العزيز الديريني في "الدرر الملتقطة" في توجيهه: إن الولد إنما يتعلم من أوصاف أبيه ويسرق من طباعه، بل قد يصحب المرء رجلاً فيسرق من طباعه في الخير والشر.
1269 -
حديث: الولد مبخلة مجبنة
(1)
، ابن ماجه من حديث يوسف بن عبد اللَّه بن سلام عن أبيه جاء الحسن والحسين يستبقان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فضمهما إليه، وقال: فذكره، وللعسكري والحاكم في صحيحه من حديث معمر عن ابن خيثم عن محمد بن الأسود بن خلف عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ حسناً فقبله، ثم أقبل عليهم فقال: إن الولد مجبنة مبخلة، وأحسبه قال: مجهلة، وللعسكري فقط من حديث أشعث بن قيس قال: مررت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: ما فعلت بنت عمك قلت: نفست بغلام، وواللَّه لوددت أن لي به سبعة فقال: أما لئن قلت: إنهم لمجبنة مبخلة، وإنهم لقرة العين، وثمرة الفؤاد، ومن حديث عمر بن عبد العزيز قال: زعمت المرأة الصالحة خولة ابنة حكيم أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خرج وهو محتضن حسناً أو حسيناً وهو يقول: إنكم لتجبنون وتجهلون، وإنكم من ريحان اللَّه، وفي الباب عن أبي سعيد، أخرجه أبو يعلى والبزار، ولفظه: مبخلة مجبنة محزنة، وعن غيره، وألممت بمعاني هذه الألفاظ في "ارتياح الأكباد".
1270 -
حديث: الولد يشبه أخواله، الديلمي عن عائشة مرفوعاً: اطلبوا مواضع الأكفاء لنطفكم، فإن الرجل ربما أشبه أخواله، كما سلف في: تخيروا لنطفكم، وقد صح: إذا سبق ماء الرجل نزع إلى أبيه، وإذا سبق ماء المرأة نزع إلى أمه، فأيهما سبق كان له الشبه، وروى الترمذي عن جابر أنه صلى الله عليه وسلم قال لسعد بن أبي وقاص: هذا خالي فليرني امرؤ خاله، ومضى: ابن أخت القوم منهم
(1)
مبخلة ومجبنة ومحزنة ومجهلة بفتح أولها وثالثها وسكون ثانيها، والمعنى أن الأولاد يحملون أباهم على البخل والجبن والحزن والجهل، فيقبض يده عن الصدقة، ويتأخر عن الجهاد، خوفاً على أولاده، ويحزن إذا أصابهم ألم، ويجهل على من يعرض لهم بكلمة سوء مثلاً.
1271 -
حديث: ولدت في زمن الملك العادل، لا أصل له، وقد قال أبو سعد ابن السمعاني الحافظ: سمعت أبا أحمد السنجي بمرو يقول: سمعت أبا عبد اللَّه محمد بن عبد الواحد الحافظ يقول: سمعت الزكي أبا عبد اللَّه إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي يقول: سمعت محمد بن عبد الواحد الأصبهاني قال: يحكى أن القاضي أبا بكر الحيري حكى له شيخ من الصالحين أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، قال: فقلت له: يا رسول اللَّه بلغني أنك ولدت في زمن الملك العادل، وإني سألت الحاكم أبا عبد اللَّه الحافظ عن هذا، فقال: هذا كذب، ولم يقله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق أبو عبد اللَّه، انتهى. وقال الحليمي في الشعب: إنه لا يصح، وإن صح فإطلاق العادل عليه لتعريفه بالاسم الذي كان يدعى به لا لوصفه بالعدل والشهادة له بذلك، بناء على اعتقاد المعتقدين فيه أنه كان عدلاً كما قال تعالى {فما أغنت عنهم آلهتهم} أي ما كان عندهم آلهة، ولا يجوز أن يسمي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من يحكم بغير حكم اللَّه عادلاً، انتهى. وما يحكى عن الشيخ أبي عمر ابن قدامة الحنبلي مما أورده الحافظ الزين ابن رجب في ترجمته من طبقات الحنابلة أنه قال: قد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولدت في زمن العادل كسرى، لا يصح لانقطاع سنده، وإن صح فلعل الناقل للحكاية لم يضبط لفظ الشيخ، وإن ضبط الحكاية، واللَّه الموفق.
1272 -
حديث: ويأتيك بالأخبار من لم تزود، في: ستبدي.
1273 -
حديث: ويه اسم شيطان، أبو عمرو التوقاني في معاشرة الأهلين له عن ابن عمر من قوله، وكذا عن إبراهيم النخعي
(1)
(1)
فإذا كان الاسم مثل نفطويه ومردويه، فالمحدثون يضمون ما قبل الواو فراراً من ويه، والنحويون يفتحونه.
حرف الهاء
1274 -
حديث: هاروت وماروت وقصتهما مع الزهرة، أحمد وابن حبان في صحيحه، وابن السني في عمل اليوم والليلة، وآخرون من جهة موسى بن جبير عن نافع عن ابن عمر به مرفوعاً، وموسى ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال فيه ابن القطان: لا يعرف حاله، وقال ابن حبان في ثقاته: إنه يخطئ ويخالف، ولكن قد تابعه معاوية بن صالح فرواه بنحوه عن نافع، أخرجه ابن جرير في تفسيره، وأول الحديث: إن آدم عليه السلام لما أهبط إلى الأرض قالت الملائكة: أي رب أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال: إني أعلم ما لا تعلمون، قالوا: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم، قال اللَّه لملائكته: نهبط ملكين من الملائكة فننظر كيف يعملان؟ قالوا: ربنا هاروت وماروت، قال: فاهبطا إلى الأرض، فهبطت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر، الحديث في شرب الخمر وقتل النفس والزنا، ولأبي نُعيم في عمل اليوم والليلة من طريق عيسى بن يونس عن أخيه إسرائيل عن جابر عن أبي الطفيل عن علي قال: لعن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الزهرة، وقال: إنها فتنت المسكين، وكذا أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة أيضاً، وهو عند الطبراني بزيادة: لعن اللَّه سهيلاً فإنه كان عشاراً، وأخرج هذه الجملة الزائدة أيضاً من حديث ابن عمر، وعند ابن السني أيضاً من طريق حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنه كان إذا نظر إلى الزهرة قذفها، ومن طريق أبي عثمان النهدي عن ابن عباس قال: هذه الكوكبة يعني الزهرة كانت تدعى في قومها بيذخت، وأورده المنذري في الترهيب من الخمر من ترغيبه، قال: وقيل: إن الصحيح وقفه على كعب، وتبع البيهقي في ذلك فإنه قال في الرابع والأربعين من الشعب بعد أن أورده من طريق أبي حذيفة عن الثوري عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن كعب باختصار: هذا هو الصحيح من قول كعب
(1)
وأورد
(1)
هذا هو الصحيح، فهي من الإسرائيليات، وإن كان الحافظ جمع طرقها في جزء مفرد وقال في القول المسدد: إن الواقف عليه - أي الحديث - يكاد يقطع بوقوع هذه القصة، لكثرة الطرق الواردة فيها وقوة مخارج أكثرها، وأطنب السيوطي في الحبائك وفي الدر المنثور في ذكر طرقها حتى زاد عدة طرق على ما أورده الحافظ، ولكنها مع ذلك قصة شاذة تخالف القرآن وقواعد العلم، وبيان ذلك في كتابنا "قصص القرآن".
حديث ابن عباس من جهة أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن قيس ابن عباد عنه.
1275 -
حديث: الهدية لمن حضر، هو معنى من أهديت له هدية، وقد تقدم.
1276 -
حديث: هرم بن حيان في مجيء سحابة عند الفراغ من دفنه، أحمد في الزهد ثنا محمد بن مصعب سمعت مخلداً هو ابن حصين ذكر عن هشام يعني ابن حسان عن الحسن أن هرماً مات في غزاة له في يوم صائف، فلما فرغ من دفنه، جاءت سحابة حتى كانت حيال القبر فرشت القبر حتى روى لا تجاوزه قطرة، ثم عادت عودها على بدئها، وكذا رواه ابنه عبد اللَّه في زوائده من طريق أبي جعفر الطباع عن مخلد، وأخرجه سنيد بن داود عن مخلد به، وفي لفظ لأبي نُعيم في الحلية: مات هرم في يوم صائف شديد الحر، فلما نفضوا أيديهم عن قبره جاءت سحابة تسير حتى قامت على قبره فلم تكن أطول منه ولا أقصر منه رشته حتى أروته ثم انصرفت، وفي آخر: لما مات جاءت سحابة فظللت سريره فلما دفن رشت على القبر فما أصابت حول القبر شيئاً، وله أيضاً من حديث السري بن يحيى عن قتادة قال: أمطر قبر هرم من يومه وأنبت العشب من يومه.
1277 -
حديث: حديث: هلكت الرجال حين أطاعت النساء، أحمد من حديث أبي بكرة بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة عن أبيه عن جده أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم أتاه بشير يبشره بظفر جند له على عدوهم، ورأسه في حجر عائشة، فقام فخر ساجداً، ثم أنشأ يسأل البشير فأخبره مما أخبره أنه ولى أمرهم امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن هلكت الرجال إذ أطاعت النساء. قاله ثلاثاً، وهو عند الحاكم بنحوه من هذا الوجه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هلكت الرجال حين أطاعت النساء، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأشار إلى أن شاهده حديث: لن يفلح قوم يملكهم امرأة، وقد مضى
1278 -
حديث: هما جنتك ونارك، قاله لرجل قال: يا رسول اللَّه! ما حق الوالدين على ولدهما؟، ابن ماجه من حديث علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة به مرفوعاً.
1279 -
حديث: الهم نصف الهرم، الديلمي من جهة عبد الواحد بن غياث عن حماد بن سلمة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به مرفوعاً، وفي الباب عن أنس، مضى في: الاقتصاد، من الهمزة.
1280 -
حديث: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم، متفق عليه عن أبي هريرة مرفوعاً في حديث طويل في التماس الملائكة أهل الذكر، وقولهم للَّه عز وجل فيهم فلان خطاء مر فجلس معهم، فقال عز وجل، وذكره، وفي الباب عن ابن عباس عند الطبراني في الصغير، وعن أنس في البزار بلفظ: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم، قلت: وقد كان القدماء يتمادحون بذلك ويذمون من أغفله، ولبعض الشعراء:
وكنت جليس قعقاع بن شور
…
ولا يشقى لقعقاع جليس
حرف اللام ألف
1281 -
حديث: لا أحب الذواقين من الرجال، ولا الذواقات من النساء، الطبراني عن أبي موسى به مرفوعاً، وللديلمي عن أبي هريرة فقط، بلفظ: تزوجوا ولا تطلقوا، فإن اللَّه لا يحب الذواقين والذواقات، وكذا هو عند الدارقطني في الأفراد من طريق بكر بن بكار عن أبي عروبة عن قتادة عن شهر بن حوشب عنه.
1282 -
حديث: لا أدري نصف العلم، الدارمي في مسنده من حديث مغيرة عن الشعبي به من قوله، وكذا أخرجه البيهقي في المدخل، ولكن قد روى الهروي في ذم الكلام له من حديث الشعبي قال: قال ابن مسعود: إذا سئل أحدكم عما لا يدري فليقل: لا أدري، فإنه ثلث العلم، وكذا هو في سنن سعيد بن منصور، إلا أنه منقطع بين الشعبي وابن مسعود، وفي ثبوت لا أدري من الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة عن الصحابة والتابعين فمن بعدهم الكثير. ولما سأل النبي صلى الله عليه وسلم جبرائيل عن خير البقاع وشرها قال: لا أدري، كما تقدم في: أحب، وعند البيهقي في مناقب الشافعي من طريق أحمد بن حنبل عن الشافعي عن مالك رحمهم الله، قال: سمعت محمد بن عجلان يقول: إذا أغفل العالم لا أدري أصبت مقاتله. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: يا أيها الناس من علم منكم علماً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل اللَّه أعلم، فإن من العلم أن يقول العالم لما لا يعلم اللَّه أعلم، قال اللَّه تعالى لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين} ، وقد كثر إغفال لا أدري، وترك الحوالة على من يدري، فعم الضرر بذلك. نسأل اللَّه التوفيق والسلامة.
1283 -
حديث: لا إله إلا اللَّه ما أشد حر هذا اليوم، ابن السني وأبو نُعيم في عمل اليوم والليلة لهما، من حديث أبي سعيد الخدري أو أبي هريرة مرفوعاً: إذا كان يوم حار فقال الرجل: لا إله إلا اللَّه ما أشد حر هذا اليوم، اللَّهم أجرني من حر جهنم،
قال اللَّه عز وجل: إن عبداً من عبيدي استجار بي من حرك، وإني أشهدك أني قد أجرته، وإن كان يوماً شديد البرد فقال العبد: لا إله إلا اللَّه ما أشد برد هذا اليوم، اللَّهم أجرني من زمهرير جهنم، قال اللَّه عز وجل لجهنم: إن عبداً من عبيدي استجار بي من زمهريرك، وإني أشهدك أني قد أجرته، قالوا: وما زمهرير جهنم؟ قال: بيت يلقى فيه الكافر فيتميز من شدة بردها بعضه من بعض، وسنده ضعيف.
1284 -
حديث: لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له، أحمد وأبو يعلى في مسنديهما
(1)
، والبيهقي في الشعب عن أنس به مرفوعاً.
1285 -
حديث: لا آلاء إلا آلاؤك يا اللَّه، إنك سميع عليم محيط به علمك كعسهلون وبالحق أنزلناه وبالحق نزل، هذه ألفاظ اشتهرت ببلاد اليمن ومكة ومصر والمغرب وجملة بلدان: أنها حفيظة رمضان تحفظ من الغرق والسرق والحرق وسائر الآفات وتكتب في آخر جمعة منه، فجمهورهم والخطيب يخطب على المنبر وبعضهم بعد صلاة العصر، وهي بدعة لا أصل لها، وإن وقعت في كلام غير واحد من الأكابر، بل أشعر كلام بعضهم ورودها في حديث ضعيف، وكان شيخنا رحمه الله ينكرها جداً حتى وهو قائم على المنبر في أثناء الخطبة حين يرى من يكتبها كما بينته في "الجواهر والدرر" ترجمته.
1286 -
حديث: لا بأس بالذواق عند المشتري، صحيح المعنى
(2)
.
1287 -
حديث: لا تتمارضوا فتمرضوا، ولا تحفروا قبوركم فتموتوا، ذكره ابن أبي حاتم في العلل عن ابن عباس، وقال عن أبيه: إنه منكر، وأسنده الديلمي من جهة أبي حاتم الرازي حدثنا عاصم بن إبراهيم عن المنذر بن النعمان عن وهب بن قيس به مرفوعاً، وعلى كل حال فلا يصح وإن وقع لبعض أصحابنا، وأما
(1)
رواه السهمي من حديث ثوبان بلفظ: "لا إيمان لمن لا أمانة له ولا صلاة لمن لا وضوء له" ص 65 تاريخ جرجان.
(2)
لكنه ليس بحديث.
الزيادة التي على ألسنة كثير من العامة فيه وهي: فتموتوا فتدخلوا النار، فلا أصل لها أصلاً.
1288 -
حديث: لا تجتمع أمتي على ضلالة، أحمد في مسنده، والطبراني في الكبير، وابن أبي خيثمة في تاريخه، عن أبي بصرة الغفاري مرفوعاً في حديث: سألت ربي أن لا تجتمع أمتي على ضلالة فأعطانيها، والطبراني وحده وابن أبي عاصم في السنة له عن أبي مالك الأشعري رفعه: إن اللَّه أجاركم من ثلاث، وذكر منها وأن لا تجتمعوا على ضلالة، وأبو نُعيم في الحلية، والحاكم في مستدركه وأعله، واللالكائي في السنة، وابن منده، ومن طريقه الضياء في المختارة عن ابن عمر، رفعه: إن اللَّه لا يجمع هذه الأمة على ضلالة أبداً، وإن يد اللَّه مع الجماعة فاتبعوا السواد الأعظم، فإنه من شذ شذ في النار، وهكذا هو عند الترمذي لكن بلفظ: هذه الأمة، أو قال: أمتي، وابن ماجه، وعبد في مسنده، عن أنس مرفوعاً: إن أمتي لا تجتمع على ضلالة، فإذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم، والحاكم في مستدركه عن ابن عباس رفعه بلفظ: لا يجمع اللَّه هذه الأمة على ضلالة، ويد اللَّه مع الجماعة، والجملة الثانية منه عند الترمذي وابن أبي عاصم وغيره عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري موقوفاً في حديث: وعليكم بالجماعة فإن اللَّه لا يجمع هذه الأمة على ضلالة، زاد غيره: فإياكم والتلون في دين اللَّه، والطبري في تفسيره عن الحسن البصري مرسلاً بلفظ أبي بصرة، وبالجملة فهو حديث مشهور المتن، ذو أسانيد كثيرة، وشواهد متعددة في المرفوع وغيره، فمن الأول: أنتم شهداء اللَّه في الأرض، ومن الثاني قول ابن مسعود: إذا سئل أحدكم فلينظر في كتاب اللَّه فإن لم يجده ففي سنة رسول اللَّه فإن لم يجده فيها فلينظر فيما اجتمع عليه المسلمون وإلا فليجتهد.
1289 -
حديث: لا تسافروا في محاق الشهر ولا إذا كان القمر في العقرب، يروى من طريق المأمون عن الرشيد عن آبائه عن ابن عباس عن علي من قوله، ويشهد له ما في سؤالات ابن الجنيد لابن معين بسنده إلى علي أنه
كان يكره أن يتزوج أو يسافر إذا نزل القمر في العقرب، وعزاه الدميري في منظومته لنص الشافعي.
1290 -
حديث: لا تسبوا البرغوث، الطبراني في الأوسط من حديث أبي يوسف القاضي عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي قال: نزلنا منزلاً فآذتنا البراغيث فسبباها، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لا تسبوها فنعمت الدابة، فإنها أيقظتكم لذكر اللَّه، وقال: لا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد، ومن حديث الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس قال: ذكرت البراغيث عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنها توقظ للصلاة، وقال: لم يروه عن قتادة إلا سعيد، تفرد به الوليد، قلت: قد رواه البزار من حديث سويد أبي حاتم الجحدري حدثنا قتادة عن أنس ولفظه: كنا عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلدغت رجلاً برغوث فلعنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنها فإنها نبهت نبياً من الأنبياء للصلاة، وحديث أنس عند البخاري في الأدب المفرد، وأحمد في مسنده، وآخرين منهم الطبراني في الدعاء، وأفرد شيخنا فيه
(1)
جزءاً، وللعسكري في الدعوات، وغيره عن أبي ذر: إذا آذاك البرغوث فخذ قدحاً من ماء واقرأ عليه سبع مرات {وما لنا أن لا نتوكل على اللَّه} الآية، ثم قل: إن كنتم مؤمنين فكفوا شركم وأذاكم عنا، ثم رشه حول فراشك، فإنك تبيت آمناً من شرها، ولابن أبي الدنيا في التوكل له أن عامل أفريقية كتب إلى عمر بن عبد العزيز يشكو إليه الهوام والعقارب، فكتب إليه: وما على أحدكم إذا أمسى وأصبح أن يقول {وما لنا أن لا نتوكل على اللَّه} الآية، قال زرعة بن عبد اللَّه أحد رواته: وتنفع من البراغيث.
1291 -
حديث: لا تسعروا، أحمد والبزار وأبو يعلى في مسانيدهم، وأبو داود والترمذي وابن ماجه والدارمي في سننهم، من طريق حماد بن سلمة عن ثابت وغيره عن أنس قال: قال الناس: يا رسول اللَّه غلا السعر فسعر لنا، فقال: إن اللَّه هو المسعر القابض الباسط الرزاق، وإني لأرجو أن ألقى اللَّه وليس أحد
(1)
ولليسوطي أيضاً جزء "الطرثوث في أخبار البرغوث".
منكم يطالبني بمظلمة في دم ولا مال، وإسناده على شرط مسلم، وقد صححه ابن حبان والترمذي، ولابن حبان في صحيحه، من حديث صالح بن دينار التمار عن أبي سعيد الخدري أن يهودياً قدم زمن النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثين حمل شعير وبر وتمر، فسعر مداً بمد النبي صلى الله عليه وسلم بدرهم، وليس في الناس يومئذ طعام غيره، وكان قد أصاب الناس قبل ذلك جوع لا يجدون فيه طعاماً، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم الناس يشكون غلاء السعر، فصعد المنبر فحمد اللَّه وأثنى عليه فقال: لألقين اللَّه من قبل أن أعطي أحداً من مال أحد من غير طيب نفس، إنما البيع من تراض، ولكن في بيوعكم خصالاً أذكرها لكم: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا يسم الرجل على سوم أخيه ولا يبيعن حاضر لباد والبيع عن تراض وكونوا عباد اللَّه إخواناً، ورواه أحمد وابن ماجه وغيرهما من حديث قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: غلا السعر على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالوا: لو قومت يا رسول اللَّه، قال: إني لأرجو أن أفارقكم ولا يطلبني أحد منكم بمظلمة ظلمته، وكذا رواه البزار والطبراني في الأوسط، ولأحمد أيضاً وأبي داود من حديث أبي هريرة: جاء رجل فقال: يا رسول اللَّه سعر لنا، فقال: بل أدعو، ثم جاء آخر فقال: يا رسول اللَّه سعر، فقال: بل اللَّه يخفض ويرفع، وإسناد كلا الحديثين حسن، وفي الباب عن ابن عباس في الطبراني الصغير، وعن أبي جحيفة في الكبير، وعن علي في البزار، وكذا في أفراد الدارقطني ولفظه: غلا السعر بالمدينة قال: فذهب الصحابة إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: غلا السعر فسعر لنا، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إن اللَّه هو المعطي إن للَّه ملكاً اسمه عمارة على فرس من حجارة الياقوت، طوله مد بصره، يدور في الأمصار ويقف في الأسواق، فينادي: ألا ليغل كذا وكذا، ألا ليرخص كذا وكذا، وأغرب ابن الجوزي فأخرجه في الموضوعات من حديث علي وقال: إنه حديث لا يصح
(1)
، وقد علمت صحته، بل حديث: دعوا الناس يرزق اللَّه
(1)
أورد ابن الجوزي حديث إن للَّه ملكاً اسمه عمارة الخ، من طريق علي وأنس وحكم بوضعه فأصاب، والمؤلف أراد بتعقبه أصل الحديث في الغلاء وطلب التسعير، وامتناع النبي صلى الله عليه وسلم منه، وهو صحيح، فلم يتوارد كلامهما على شيء واحد، وكلاهما مصيب.
بعضهم من بعض، في صحيح مسلم وغيره
(1)
، واللَّه المستعان.
1292 -
حديث: لا تسيدوني في الصلاة، لا أصل له.
1293 -
حديث: لا تظهر الشماتة لأخيك فيعافيه اللَّه ويبتليك، الترمذي من حديث مكحول عن واثلة به مرفوعاً، وقال: إنه حسن غريب، وهو عند الطبراني أيضاً، وفي رواية لابن أبي الدنيا: فيرحمه اللَّه، بدل: فيعافيه اللَّه.
1294 -
حديث: لا تعد من لا يعودك، أبو الطيب الغسولي من جهة إبراهيم النخعي عن جابر قال: خطبنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس أنا أكرم الناس حسباً، فذكر حديثاً، وفيه: ومن عاد مرضانا عدنا مرضاه، وسنده ضعيف، وإليه ذهب ابن وهب فقال: لا تعد من لا يعودك، وكذا قال الإمام أحمد لابنه وقد قال له يا أبت إن جارنا مرض فلم نعده: يا بني ما عادنا فنعوده، ويستأنس لهذا بحديث: لا خير في صحبة من لا يرى لك مثل ما ترى له، ولكن في حديث ضعيف أيضاً عند الديلمي من جهة أنصاري يقال له قيس قال: أخبرت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: عد من لا يعودك، وكذا رواه الحربي في الهدايا له عن أيوب بن ميسرة رفعه مرسلاً، وينظر في الجمع بينهما، قال الخطابي عقب النهي: يراد به التقويم والتأديب دون المكافأة والمجازاة، وبعض هذا مما يراض به بعض الناس، وقد بسطت ذلك في "ارتياح الأكباد".
1295 -
حديث: لا تغضبوا في كسر الآنية، فإن لها آجالاً كآجال الأنفس، سعيد بن يعقوب في الصحابة بسند ضعيف من طريق عبد اللَّه بن الصَّعِق عن أبيه به مرفوعاً، وكذا أورده أبو موسى المديني في الذيل من جهة سعيد، ولفظه: لا تغضبوا ولا تسخطوا، والباقي مثله، وسنده ضعيف، لا سيما وقد قال سعيد: لا أدري للصَّعِق صحبة أم لا، قلت: للحديث شواهد منها عن كعب بن عجرة مرفوعاً، بلفظ: لا تضربوا إماءكم على كسر إنائكم، فإن لها آجالاً كآجالكم، أخرجه
(2)
، والديلمي عن أبي قتادة وآخرين
(1)
لابن القيم في كتاب "الطرق الحكمية" بحث واسع في التسعير.
(2)
هنا بياض، والحديث أخرجه أبو نُعيم في الحلية عن كعب بن عجرة.
1296 -
حديث: لا تفضحوا موتاكم بسيئات أعمالكم، فإنها تعرض على أوليائكم من أهل القبور، ابن أبي الدنيا والمحاملي عن أبي هريرة رفعه بسند ضعيف
(1)
.
1297 -
حديث: لا تقولوا قوس قزح، فإن قزح هو الشيطان، ولكن قولوا قوس اللَّه، وهو أمان لأهل الأرض، أبو نُعيم في الحلية ومن طريقه الديلمي من حديث زكريا بن حكيم عن أبي رجاء العطاردي عن ابن عباس به مرفوعاً، وقزح اسم أيضاً للقرن الذي يقف عنده الإمام بالمزدلفة، وهو غير منصرف للعدل والعلمية كعمر.
1298 -
حديث: لا تكرهوا الفتنة في آخر الزمان، فإنها تبير أي تهلك المنافقين، أبو الشيخ ومن جهته الديلمي من طريق إبراهيم بن قتيبة عن قيس عن العباس ابن ذريح عن شريح بن هانئ عن علي به مرفوعاً، وكذا أخرجه أبو نُعيم وفي سنده ضعف ومجهول، ولكن قد ثبتت الاستعاذة من الفتن، وقال ابن بطال في الكلام على حديث عمار مرفوعاً: ويح عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، وقول عمار أعوذ باللَّه من الفتن، من شرح البخاري ما نصه: فيه دليل أن الفتنة في الدين يستعاذ منها، لأنه لا يدري أحد أهو في الفتنة مأجور أم مأثوم، قال: وهو يرد الحديث الذي روي: لا تستعيذوا باللَّه من الفتن فإنها حصاد المنافقين انتهى، وكذا نقل شيخنا في فتح الباري عن ابن وهب أنه سئل عنه فقال: إنه باطل وأقره، وهو كذلك. وما أشار إليه عن ابن وهب قد حكاه الساجي فقال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت ابن وهب وقيل له: إن فلاناً حدث عنك عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا تكرهوا الفتن فإن فيها حصاد المنافقين، فقال ابن وهب: أعماه اللَّه إن كان كاذباً، قال الربيع: فأخبرني أحمد بن عبد الرحمن أن الرجل عمي، وحديث: لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا اللَّه العافية، قد يشهد لعدم صحته.
1299 -
حديث: لا تكن عوناً للشيطان على أخيك، البخاري في حديث الذي أُتي به النبي صلى الله عليه وسلم وهو سكران، وقال له رجل من القوم: اللَّهم العنه،
(1)
انظر كتابنا "نهاية الآمال بصحة حديث عرض الأعمال".
من حديث محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً به.
1300 -
حديث: لا تلد الحية إلا حية، هو من كلمات بعضهم، وذلك في الأغلب، وإليه الإشارة بقوله تعالى {ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً} ومن هنا قيل: إذا طاب أصل المرء طابت فروعه، البيتان
(1)
ونحوه: الولد سر أبيه.
1301 -
حديث: لا تمارضوا، في: لا تتمارضوا، قريباً.
1302 -
حديث: لا تنتفوا الشيب، فإنه نور المؤمن، أبو داود من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بزيادة: ما من مسلم يشيب، وفي الباب عن أبي هريرة ومعاوية بن حيدة وآخرين، ويروى عن عبد اللَّه بن بسر في النهي عن نتف الشعر من الأنف، فإنه يورث الأكلة، ولكن قصوه قصاً، وللديلمي عن أنس رفعه: أيما رجل نتف شعرة بيضاء متعمداً صارت رمحاً يوم القيامة يطعن به.
1303 -
حديث: لا حكيم إلا ذو تجربة ولا حليم إلا ذو عثرة، الحاكم في مستدركه من حديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً به، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
1304 -
حديث: لا خير في صحبة من لا يرى لك مثل ما ترى له، في: المرء على دين خليله.
1305 -
حديث: لا راحة للمؤمن دون لقاء ربه، وكيع في الزهد عن ابن مسعود من قوله، ورفعه بعضهم، واستشهد له بحديث عائشة: من أحب لقاء اللَّه أحب اللَّه لقاءه، وغيره بقوله صلى الله عليه وسلم حين سئل عن قوله: مستريح ومستراح منه: العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة اللَّه. الحديث،
(1)
بقيتهما:
إذا طاب أصل المرء طابت فروعه
…
ومن عجب جاءت يد الشوك بالورد
وقد يخبث الفرع الذي طاب أصله
…
ليظهر حكم اللَّه في العكس والطرد
قلت: وكذا من شواهده ما عند أحمد من حديث عائشة مرفوعاً، في حديث: إنما المستريح من غفر له.
1306 -
حديث: لا سلام على الآكل، معناه صحيح، إذا كانت اللقمة في فم الآكل كما قيده به النووي في الأذكار، وسبقه إليه الإمام
(1)
، مع إطلاق النووي المنع في المنهاج تبعاً لأصله، فإن سلم عليه والحالة هذه لا يستحق جواباً. أما إذا كان على الأكل وليست اللقمة في فمه فلا بأس بالسلام، ويجب الرد. وقد جاء من حديث هاشم بن البريد عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل عن جابر، أن رجلاً مرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسلم عليه، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتني على مثل هذه الحالة فلا تسلم عليَّ فإنك إن فعلت لم أرد عليك، وروى الضحاك بن عثمان عن نافع عن ابن عمر قال: مرَّ رجل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسلم عليه فلم يرد عليه، أخرجهما ابن ماجه في الطهارة.
1307 -
حديث: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي، هو في أثر واهٍ عند الحسن بن عرفة في جزئه الشهير قال: حدثني عمار بن محمد عن سعد بن طريف الحنظلي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر أنه قال: نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له رضوان: لا سيف، وذكره. وترجم عليه المحب الطبري في مناقب علي من الرياض النضرة اختصاصه بتنويه الملك باسمه يوم بدر، وذو الفقار اسم سيف النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشهر أسيافه تنفله يوم بدر، وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد، وكان لمنبه ابن وهب وقيل: لنبيه أو منبه بن الحجاج وقيل: للعاص بن منبه بن الحجاج بل قيل: إن الحجاج بن علاط أهداه لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، كان عند الخلفاء العباسيين، ويقال: إن أصله من حديدة وجدت مدفونة عند الكعبة فصنع منها، وقال مرزوق الصيقل
(2)
أنه صقله، فكانت قبضته من فضة، وحلق في قيده، وبكر في وسطه من فضة، قال أبو العباس: سمي بذلك لأنه كان فيه حفر صغار، والفقرة الحفرة التي فيها الودية
(1)
يعني إمام الحرمين.
(2)
رواه البغوي والطبراني من طريق محمد بن حمير قال: حدثنا أبو الحكم حدثني مرزوق الصيقل فذكره.
وعن أبي عبيد قال: الفقر من السيوف الذي فيه حزوز، وقال الأصمعي: دخلت على الرشيد فقال: أريكم سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذا الفقار؟ قلنا: نعم، فجاء به، فما رأيت سيفاً قط أحسن منه، إذا نصب لم ير فيه شيء، وإذا بطح عد فيه سبع فقار، وإذا صفيحة يمانية يحار الطرف فيه من حسنه، ولذا قال قاسم في الدلائل: إن ذلك كان يرى في رونقه شبيهاً بفقار الحية، فإذا التمس لم يوجد، وفي رواية عن الأصمعي قال: أحضر الرشيد ذا الفقار يوماً بين يديه، فاستأذنته في تقليبه، فأذن لي، فقلبته، فاختلفت أنا ومن حضر في عدة فقاره هل هي سبع عشرة أو ثماني عشرة.
1308 -
حديث: لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار، أبو الشيخ ومن طريقه الديلمي من حديث سعيد بن سليمان سعدويه عن أبي شيبة الخراساني عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس به مرفوعاً، ومن هذا الوجه أخرجه العسكري في الأمثال، وسنده ضعيف، لا سيما وهو عند ابن المنذر في تفسيره، عن ابن عباس من قوله، وكذا رواه البيهقي في الشعب، من حديث سعيد بن صدقة عن قيس بن سعد عن ابن عباس موقوفاً، وله شاهد عند البغوي، ومن جهته الديلمي عن خلف بن هشام عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس به مرفوعاً، وينظر سنده
(1)
، ورواه إسحاق بن بشر أبو حذيفة في المبتدأ عن الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وإسحاق حديثه منكر، وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين من رواية مكحول عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وزاد في آخره: فطوبى لمن وجد في كتابه استغفاراً كثيراً، وفي إسناده بشر بن عبيد الدارسي، وهو متروك، ورواه الثعلبي وابن شاهين في الترغيب من رواية بشر بن إبراهيم عن خليفة بن سليمان عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.
1309 -
حديث: لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد، الدارقطني والحاكم والطبراني فيما أملاه، ومن طريقه الديلمي عن أبي هريرة، والدارقطني أيضاً عن جابر عن علي، كلاهما به مرفوعاً، وابن حبان في الضعفاء عن عائشة، وأسانيدها
(1)
نظرت سنده فوجدت فيه راوياً مجهولاً.
ضعيفة، وليس له كما قال شيخنا في تلخيص تخريج الرافعي إسناد ثابت، وإن كان مشهوراً بين الناس، وقد قال ابن حزم: هذا الحديث ضعيف، وقد صح من قول علي انتهى، وهو عند الشافعي من طريق أبي حيَّان التيمي عن أبيه عن علي، وأخرجه ابن أبي شيبة أيضاً موقوفاً: لا تقبل صلاة جار المسجد إلا في المسجد، إذا كان فارغاً أو صحيحاً، قيل: ومن جار المسجد، قال: من أسمعه المنادي، وكذا أخرجه سعيد بن منصور في السنن.
1310 -
حديث: لا ضرر ولا ضرار، مالك والشافعي عنه عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه به مرسلاً، وهو عند أحمد وعبد الرزاق وابن ماجه والطبراني عن ابن عباس، وفيه جابر الجعفي، وأخرجه ابن أبي شيبة من وجه آخر أقوى منه، والدارقطني من وجه ثالث، وفي الباب عن أبي سعيد وأبي هريرة وأبي لبابة وثعلبة بن أبي مالك وجابر وعائشة
(1)
.
1311 -
حديث: لا عذر لمن أقر، قال شيخنا: لا أصل له، وليس معناه على إطلاقه صحيحاً.
1312 -
حديث: لا غيبة لفاسق، في: ليس لفاسق غيبة.
1313 -
حديث: لا كبيرة مع الاستغفار، مضى في: لا صغيرة.
1314 -
حديث: لا مهر أقل من عشرة دراهم، الدارقطني عن جابر به مرفوعاً في حديث، ولكن سنده واه، لأن فيه مبشر بن عبيد وهو كذاب، وهو عند الدارقطني أيضاً، من وجهين ضعيفين، عن علي مثله موقوفاً، وقد قال الإمام أحمد: سمعت سفيان بن عيينة يقول: لم نجد لهذا أصلاً، يعني العشرة في المهر انتهى، ويعارضه حديث سهل بن سعد في الواهية: التمس ولو خاتماً من حديث، متفق عليه في أحاديث، منها عن جابر رفعه: من أعطى في صداق امرأة ملء كفّه سويقاً
(1)
وأبي جعفر الباقر مرسلاً، وقد خرجت طرقه في كتاب "الابتهاج بتخريج أحاديث المنهاج" للبيضاوي.
أو تمراً فقد استحل، أخرجه أبو داود ورجح وقفه، وقد بسطت الكلام عليه في بعض الأجوبة.
1315 -
حديث: لا نصبر على حر ولا على برد، مضى في: أبردوا، من الهمزة.
1316 -
حديث: لا هم إلا هم الدَّين، ولا وجع إلا وجع العين، البيهقي في الشعب، والطبراني في الصغير، من حديث قرين بن سهل عن أبيه حدثنا ابن أبي ذئب عن خالد بن الحارث بن عبد الرحمن عن محمد بن المنكدر عن جابر رفعه به، وقال البيهقي: إنه منكر، وقرين - وهو بفتح القاف أو ضمها - منكر الحديث، كذبه الأزدي وأبوه لا شيء، وينظر ترجمة ابن أبي ذئب عن ابن المنكدر عن جابر.
1317 -
حديث: لا يأبى الكرامة إلا حمار، الديلمي عن ابن عمر به مرفوعاً، ثم قال: ويقال إنه من قول علي، قلت: هو كذلك في سنن سعيد بن منصور عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي، قال: ألقي لعلي وسادة فقعد عليها، وقال ذلك.
1318 -
حديث: لا يتعلم العلم مستحي ولا متكبر، البخاري في صحيحه عن مجاهد من قوله تعليقاً.
1319 -
حديث: لا يُتْمَ بعد احتلام، أبو داود عن علي في حديث وقد أعَلَّهُ غير واحد، وحسنه النووي متمسكاً بسكوت أبي داود عليه، لا سيما وهو عند الطبراني في الصغير، من وجه آخر عن علي، بل له شواهد عن جابر وأنس وغيرهما.
1320 -
حديث: لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن، في: ما أنصف القارئ.
1321 -
حديث: لا يدخل الجنة صاحب مكس يعني العشار، أبو داود وأحمد وغيرهما عن عقبة بن عامر به مرفوعاً، وصححه ابن خزيمة والحاكم، وبسطت الكلام عليه في بعض الأجوبة
1322 -
حديث: لا يدخل الجنة ولد زنية، أبو نُعيم في الحلية من حديث الحسن بن عمرو الفقيمي عن مجاهد عن أبي هريرة به مرفوعاً، وأعله الدارقطني بأن مجاهداً لم يسمعه من أبي هريرة، وكذا رويناه من حديثه بإثبات واسطة بينه وبينه، أخرجه الطبراني وأبو نُعيم أيضاً، وكذا النسائي ولكنه مضطرب في تعيينها، بل يروى عن مجاهد عن أبي سعيد الخدري وعن عبد اللَّه ابن عمرو بن العاصي، كما بينت ذلك في جزء مفرد، وزعم ابن طاهر وابن الجوزي أن هذا الحديث موضوع، وليس بجيد، وقد رواه النسائي أيضاً، من رواية شعبة عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن نبيط بن شريط عن جابان عن عبد اللَّه ابن عمرو بلفظ: لا يدخل ولد زنية الجنة، ومن رواية سفيان الثوري عن منصور بإسقاط نبيط. وأخرجه ابن حبان من الوجهين، وقال: الطريقان محفوظان، إلا أن الثوري أعرف بحديث بلده، وقال شيخنا: وقد فسره العلماء على تقدير صحته، بأن معتاه: إذا عمل بمثل عمل أبويه، وزيفه الطالقاني بأنه لا يختص بولد الزنا، فولد الرِّشْدة كذلك، واتفقوا على أنه لا يحمل على ظاهره، لقوله تعالى {ولا تزر وازرة وزر أخرى} قال في تأويله أيضاً: إن المراد به من يواظب الزنا، كما يقال للشهود بنو صحف، وللشجعان بنو الحرب، ولأولاد المسلمين بنو الإسلام، ووجهه الطالقاني بأنه إذا مات طفلاً وأبواه مؤمنان ألحق بهما، وبلغ درجتهما بصلاحهما، كما جاء النص
(1)
به، وولد الزنا لا يدخل الجنة بعمل أصلَيْه، أما الزاني فنسبه منقطع به، وأما الزانية فشؤم زناها وإن صلحت يمنع من وصول بركة صلاحها إليه
(2)
، واللَّه الموفق.
1323 -
حديث: لا يسأل بوجه اللَّه إلا الجنة، أبو داود في الزكاة من سننه من حديث سليمان بن معاذ عن محمد بن المنكدر عن جابر به مرفوعاً، وهو
(1)
يعني قوله تعالى {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء} .
(2)
قرأت هذا التوجيه عن الطالقاني في كتاب "التدوين في أخبار قزوين" للرافعي"، وذكر أنه أبداه بحضور جمع من العلماء تناقشوا في توجيه الحديث فاستحسنوه، وهو توجيه جيد جدير بالقبول، ولشيخ الجماعة بفاس أبي العباس أحمد بن الخياط رسالة في الكلام على هذا الحديث، قرأتها.
عند الديلمي في مسنده من وجهين، والظاهر أن النهي فيه للتنزيه، ولا يمنع استحباب الإجابة لمن سئل به، بل قد ورد الترهيب من كليهما، فعند الطبراني بسند رجاله رجال الصحيح إلا شيخه فيه وهو ثقة وفيه كلام، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أنه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: ملعون من سأل بوجه اللَّه، ملعون من يُسأل بوجه اللَّه، ثم منع سائله ما لم يُسأل هجراً، يعني شيئاً قبيحاً لا يليق أو يكون سؤاله بلفظ قبيح، وللطبراني أيضاً عن أبي عبيدة مولى رفاعة بن رافع أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: ملعون من سأل بوجه اللَّه، وملعون من يُسأل بوجه اللَّه فيمنع سائله، ولأبي داود والنسائي، وصححه ابن حبان، وقال الحاكم: إنه على شرط الشيخين عن ابن عمر رفعه في حديث: من سأل باللَّه فأعطوه، وللديلمي عن الحسن بن علي مرفوعاً: من سألكم بوجه اللَّه فأعطوه.
1324 -
حديث: لا يعد من العمر إلا أوقات الخير، كلام صحيح، وقد روينا في ثاني المجالسة للدينوري من حديث يحيى بن ضريس قال: قال بعض الحكماء: إن الناس سمعوا باللَّه ولم يعرفوه، قال: وكان يقال: إنما لك من عمرك ما أطعت اللَّه فيه، فأما ما عصيته فلا تعده عمراً.
1325 -
حديث: لا يعذب اللَّه بمسألة اختلف فيها، أظنه من كلام بعض السلف، وقول عمر بن عبد العزيز الماضي في اختلاف أمتي رحمة: ما سرني لو أن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم يختلفوا، لأنهم لو لم يختلفوا لم يكن رخصة، مع قول غيره مما ذكر هناك، يشهد له ولا أصل له في المرفوع
(1)
.
1326 -
حديث: لا يغني حذر من قدر، أحمد والحاكم عن عائشة به مرفوعاً، ومضى مع غيره في: الدعاء يرد البلاء.
1327 -
حديث: لا يكثر همك، ما يقدر يكن، وما ترزق يأتك، قاله لابن مسعود، أبو نُعيم من حديث خالد بن رافع، وهو مختلف في صحبته، والأصبهاني في ترغيبه من رواية مالك بن عمرو المعافري به مرسلاً
(1)
بل هو من القواعد العامة كما قالوا من شرط النهي عن المنكر أن يكون مجمعاً عليه.
1328 -
حديث: لا يكذب الكاذب إلا من مهانة نفسه عليه، الديلمي عن أبي هريرة به مرفوعاً.
1329 -
حديث: لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين، الشيخان وأبو داود وابن ماجه والعسكري، كلهم من حديث عقيل عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به مرفوعاً، لكن ليس عند ابن ماجه والعسكري: واحد، وهو عند مسلم أيضاً من طريق ابن أخي ابن شهاب الزهري عن عمه به مثله، وتابعهما سعيد بن عبد العزيز أن هشام بن عبد الملك قضى عن الزهري سبعة آلاف دينار فقال هشام للزهري: لا تعد لمثلها، فقال الزهري: يا أمير المؤمنين حدثني سعيد، وذكره بلفظ: لا يلسع المؤمن من جحر مرتين، وكذا تابعهم يونس عن الزهري وهو الصواب، وخالفهم زمعة بن صالح حيث رواه عن الزهري فقال: عن سالم عن ابن عمر بلفظ: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، أخرجه القضاعي وتابعه صالح بن أبي الأخضر عن الزهري، لكن صالح وزمعة ضعيفان، وفي الباب عن عمرو بن عوف المزني عند الطبراني في الكبير والأوسط، وقد تكلم على الحديث العسكري في أوائل الأمثال، وذكر سببه، وكذا وقع عند ابن إسحاق أن أبا عزة عمرو بن عبد اللَّه الجمحي كان قد منَّ عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيمن منَّ عليه من أسارى بدر، فلما رجع كان ممن ظاهر في وقعة أحد، فظفر به النبي صلى الله عليه وسلم بعد الوقعة، فقال: أقلني يا محمد، قال: لا واللَّه لا تمسح عارضيك بمكة، تقول خدعت محمداً مرتين، ثم أمر بضرب عنقه، قال سعيد بن المسيب: وفيه قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين، وإليه الإشارة بقول يعقوب في قصة ابنه يوسف عليهما الصلاة والسلام {هل آمنكم عليه كما أمنتكم على أخيه من قبل} .
1330 -
حديث: لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، في: لو كان لابن آدم.
1331 -
حديث: لأن تغدو فتتعلم باباً من العلم خير لك من أن تصلي مائة ركعة، أبو عمر ابن عبد البر في فضل العلم له عن أبي ذر به مرفوعاً، وأصله عند ابن ماجه والطبراني في الأوسط، بلفظ: باب من العلم يتعلمه الرجل خير له من مائة ركعة
حرف الياء الأخيرة
1332 -
حديث: يا خيل اللَّه اركبي، أبو الشيخ في الناسخ والمنسوخ من طريق أبي حمزة السكري عن عبد الكريم حدثني سعيد بن جبير عن قصة المحاربين، قال: كان ناس أتوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالوا: نبايعك على الإسلام، فذكر القصة، وفيها: فأمر النبي صلى الله عليه وسلم فنودي في الناس: يا خيل اللَّه اركبي، فركبوا لا ينتظر فارس فارساً، وللعسكري من حديث عبد اللَّه بن المثنى عن ثمامة عن أنس في حديث ذكره، قال: فنادى منادي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يا خيل اللَّه اركبي، ومن حديث يوسف بن عطية عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لحارثة ابن النعمان: كيف أصبحت؟ الحديث. وفيه أنه قال: يا نبي اللَّه ادع اللَّه لي بالشهادة، فدعا له، قال: فنودي يوماً بالخيل يا خيل اللَّه اركبي قال: فكان أول فارس ركب، وأول فارس استشهد، ولابن عائذ في المغازي عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عن قتادة قال: بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومئذ يعني يوم قريظة يوم الأحزاب منادياً ينادي: يا خيل اللَّه اركبي، وعزى السهيلي في غزوة حنين من الروض هذه اللفظة لصحيح مسلم فيحرر، نعم عند ابن إسحاق ومن طريقه البيهقي في الدلائل حدثني عاصم بن عمر بن قتادة وعبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم وغيرهما، قالوا: لما قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى بني لحيان، فذكر حديث إغارة بني فزارة على لقاح النبي صلى الله عليه وسلم صرخ في المدينة: يا خيل اللَّه اركبوا، وجاءت أحاديث عن علي وخالد بن الوليد، ففي المستدرك للحاكم في قصة أويس من حديث أبي نضرة عن أسير بن جابر، فذكر القصة، وقال في آخرها: فنادى علي: يا خيل اللَّه اركبي، وفي الردة للواقدي من رواية عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد أن خالد بن الوليد قال لأصحاب يوم اليمامة: يا خيل اللَّه اركبي فركبوا وساروا إلى بني حنيفة، وقال أبو داود في السنن: باب النداء عند النفير: يا خيل اللَّه اركبي، وساق في الباب حديث سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى خيلنا خيل اللَّه، وللعسكري من حديث موسى بن نفيع الحارثي عن مشيخة من قومه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الأناة في كل شيء خير إلا في ثلاث: إذا صيح في خيل للَّه
فكونوا أول من يشخص، وذكر حديثاً، قال العسكري: قوله يا خيل اللَّه اركبي، هذا على المجاز والتوسع، أراد: يا فرسان خيل اللَّه اركبي، فاختصر لعلم المخاطب بما أراد.
1333 -
حديث: يا سارية الجبل الجبل، قاله عمر بن الخطاب، وهو يخطب يوم جمعة، حيث وقع في خاطره أن الجيش الذي أرسله مع أسامة إلى فارس لاقى العدو، وهم في بطن واد وقد هموا بالهزيمة، وبالقرب منهم جبل فقال ذلك في أثناء خطبته، ورفع بها صوته فألقاه اللَّه في سمع سارية، فانحاز بالناس إلى الجبل، وقاتلوا من جانب واحد ففتح اللَّه عليهم، أخرج القصة الواقدي عن أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر، وأخرجها سيف مطولة عن أبي عثمان وأبي عمر وابن العلاء عن رجل من بني مازن فذكرها، وهي عند البيهقي في الدلائل واللألكائي في شرح السنة، والدير عاقولي في فوائده، وابن الأعرابي في كرامات الأولياء من طريق ابن وهب عن يحيى بن أيوب عن ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر، قال: وجه عمر جيشاً وولى عليهم رجلاً يدعى سارية، فبينما عمر يخطب جعل ينادي: يا سارية الجبل ثلاثاً، ثم قدم رسول الجيش فسأله عمر، فقال: يا أمير المؤمنين هزمنا فبينما نحن كذلك، إذ سمعنا صوتاً ينادي يا سارية الجبل ثلاثاً، فأسندنا ظهورنا إلى الجبل فهزمهم اللَّه، قال: فقيل لعمر إنك كنت تصيح هكذا، وهكذا ذكره حرملة في جمعه لحديث ابن وهب، وهو كما قال شيخنا إسناد حسن
(1)
، ولابن مردويه من طريق ميمون بن مهران عن ابن عمر عن أبيه أنه كان يخطب يوم الجمعة فعرض في خطبته أن قال: يا سارية الجبل من استرعى الذئب ظلم، فالتفت الناس بعضهم إلى بعض، فقال لهم علي: ليخرجن مما قال، فلما فرغ سألوه، فقال: وقع في خلدي أن المشركين هزموا إخواننا، وأنهم يمرون بجبل، فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجه واحد، وإن جاوزوا هلكوا، فخرج مني ما تزعمون أنكم سمعتموه، قال: فجاء البشير بعد شهر، وذكر أنهم سمعوا صوت عمر في ذلك اليوم، قال: فعدلنا إلى الجبل ففتح اللَّه علينا، وقد أفرد لطرقه الحافظ القطب الحلبي جزءاً.
1334 -
حديث: يا شيخ إن أردت السلامة فاطلبها في سلامة غيرك منك،
(1)
بل صححه ابن تيمية وحمل ذلك على أنه من فعل الجن، وهو تحريف بالغ.
ابن السمعاني في الذيل قال: سمعت أبا القاسم حيدر بن محمود الشيرازي الخالدي يقول: سمعت الإمام أبا إسحاق الشيرازي يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فسألته عن حديث أسمعه منه وأرويه عنه، فقال لي: يا شيخ، وذكره.
1335 -
حديث: يا صفراء يا بيضاء غري غيري، هو من قول علي رضي الله عنه، فروى الإمام أحمد في مناقبه من حديث علي بن ربيعة أن علياً رضي الله عنه جاءه ابن النباح فقال: يا أمير المؤمنين امتلأ بيت المال من صفراء وبيضاء قال: اللَّه أكبر، وقام متوكئاً على ابن النباح حتى قام على بيت المال، وأمر فنودي في الناس وأعطى جميع ما في بيت المال للمسلمين وهو يقول: يا صفراء يا بيضاء غري غيري هاؤما حتى ما بقي دينار ولا درهم، هاؤما وللجمع هاؤم، وغير الخطابي يجيز فيه السكون على حذف العوض وينزله منزلة ها التي للتنبيه.
1336 -
حديث: يا علي إذا تزودت فلا تنس البصل، كذب بحت، ونحوه ما أورده الديلمي في فردوسه بلا سند عن عبد اللَّه بن الحارث الأنصاري أخي جويرية مرفوعاً: عليكم بالبصل فإنه يطيب النطفة ويصح الولد.
1337 -
حديث: يا ويل من نال الغنى بعد فاقة، ليس بحديث، بل هو كلام، وليس على إطلاقه
(1)
، وإن قيل:
سل الخير أهل الخير قدما ولا تسل
…
فتى ذاق طعم العيش منذ قريب
1338 -
حديث: يخف الموقف للحساب على أمتي حتى يكون أخف عليهم من صلاة مكتوبة، وتخف عليهم النار حتى تكون كحر الحمام، أما الجملة الأولى فهي عند أحمد وأبي يعلى في مسنديهما من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً: والذي نفسي بيده إن يوم القيامة ليخف على المؤمن. وذكره، ولابن المبارك عن معمر عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة أنه قال: يقصر يومئذ على المؤمنين حتى يكون كوقت الصلاة، ومثله لا يقال رأياً فهو شاهد لما تقدم، وأما
(1)
وفي المجالسة للدينوري عن سفيان الثوري قال: أوحى اللَّه إلى موسى عليه السلام: لأن تدخل يديك إلى المنكبين في فم التنين خير من أن ترفعهما إلى ذي نعمة قد عالج الفقر.
الجملة الثانية فقد سلفت في الهمزة في: إنما حر جهنم. وهناك أيضاً: إن حظها طول بلائها تحت التراب، وثبت: إن اللَّه عز وجل يميتهم إماتة، وهو شاهد لها.
1339 -
حديث: يد عدوك إذا لم تقدر على قطعها قبلها، هو في ثامن عشر المجالسة عن المنصور: إذا مد إليك عدوك يده فإن قدرت على قطعها، وإلا فقبلها.
1340 -
حديث: يرقص للقرد في دولته، قال منصور بن الأزهر: أتيت باب المأمون فإذا ابن خميصة قد خرج واللواء بين يديه، فثنى رجله على معْرَفة دابته، وأنشأ يقول:
كم من رفيع القدر قد وضـ
…
ـع الدهر وكم ذي مهانة رفعه
قد يجمع المال غير آكله
…
ويأكل المال غير جامعه
فارض من الدهر ما أتاك به
…
من قر عيناً بعيشه نفعه
قال منصور: فلما كان في خلافة المنتصر، ولى أيضاً فوافقته في ذلك الموضع، ففعل فعله الأول وأنشد:
وقائد يحف في أعوانه
…
مثل حفيف الهيف في أجْفانه
فإن تلقاك بعدوانه
…
وخفت منه الجور في أوانه
فاسجد لقرد السوء في زمانه
…
وداره ما دام في سلطانه
انتهى، وقد كانت للقرود حقيقة دولة، فحكى المقريزي أن محمد بن إسحاق ابن محمد قاضي مدينة لامو غربي مقدشوه - ووصفه بالعلم مع العبادة والنسك - وأنه لقيه بمكة في سنة تسع وثلاثين وثمانمائة قال له: إن القردة غلبت على مقدشوه من نحو سنة ثمانمائة بحيث ضايقت الناس في مساكنهم وأسواقهم، وصارت تأخذ الطعام من الأواني وغيرها، وتهجم على الناس في الدور، وتأخذ ما تجده من آنية، حتى أن صاحب تلك الدار يتبع القرد ويتلطف به في رد الإناء، فيرده بعد أكل ما فيه، وإذا وجد امرأة منفردة وطئها، ومن عادة ملكها أن أرباب دولته يقفون تحت قصره، فإذا تكاملوا فتحت طاقة بأعلاه، فيقبلون الأرض ثم يرفعون رؤوسهم فيجدون الملك قد أشرف عليهم من تلك الطاقة، فيأمر وينهي، فلما كان
في بعض الأيام كان المشرف عليهم قرداً قال: وتمر القردة طوائف، طوائف، كل طائفة لها كبير يقدمها، وهي تابعة له بتؤدة وترتيب، قال: فيرون ذلك عقوبة من اللَّه لهم، انتهى. واللَّه أعلم بصحة ذلك.
1341 -
حديث: يساق إلى مصر كل قصير العمر، أبو نُعيم في الطب، والطبراني في الكبير، وابن شاهين وابن السكن في الصحابة، وابن يونس وغيرهم، كلهم من طريق موسى بن عُلَيّ بن رباح عن أبيه عن جده رباح رفعه: إن مصر ستفتح بعدي، فانتجعوا خيرها ولا تتخذوها داراً، فإنه يساق إليها أقل الناس أعماراً، لفظ الأولين، وكذا الثالث لكنه قال: إن مصراً وقال: خيراً، وقال: سيساق، وأما ابن يونس فلفظه: إن مصر ستفتح بعدي فانتزعوا خيرها، ولا تتخذوها قراراً، والباقي مثله، وقال عقبه: إنه منكر، وقد أعاذ اللَّه موسى أن يحدث بمثل هذا، فهو كان أتقى للَّه من ذلك، وتبعه ابن الجوزي فأورده في الموضوعات، وقال البخاري: إنه لا يصح.
1342 -
حديث: يس لما قرئت له، لا أصل له بهذا اللفظ، وهو بين جماعة الشيخ إسماعيل الجبرتي باليمن، قطعي.
1343 -
حديث: يشيب، في: يهرم قريباً.
1344 -
حديث: يصوم أهل قباء، يقال حين يرى الهلال بمكان دون آخر إذا اختلفت المطالع، وهو شيء ما علمته، ولكن حديث مسلم عن كريب: تراءينا الهلال بالشام ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة فقال ابن عباس: متى رأيتم الهلال؟ قلت: ليلة الجمعة فقال: أنت رأيته؟ قلت: نعم ورآه الناس وصاموا وصام معاوية، فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه، فقلت: أو لا نكتفي برؤية معاوية وصيامه، فقال: لا، هكذا أمرنا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، شاهد للحكم.
1345 -
حديث: يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب، في: الكذب مجانب للإيمان
1346 -
حديث: يعجب ربك من شاب ليست له صبوة، في: إن اللَّه يحب الشاب.
1347 -
حديث: يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج، البزار والطبراني في الصغير عن أبي هريرة به مرفوعاً، وهو عند ابن خزيمة في صحيحه، والحاكم في مستدركه، والبيهقي، بلفظ: اللَّهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج، وقال الحاكم: إنه على شرط مسلم، وتعقب بأن في سنده شريكاً القاضي، ولم يخرج له إلا في المتابعات، ولكن له شاهد عند التيمي في ترغيبه عن مجاهد. مرسل. ونحوه ما عند أحمد في مسنده عن أبي موسى الأشعري قال: إذا رجع - يعني الحاج - من الحج المبرور رجع وذنبه مغفور ودعاؤه مستجاب، إلى غير ذلك من الآثار حسبما بينته في الأمالي، بل عند أحمد أيضاً من حديث ابن عمر مرفوعاً: إذا لقيت الحاج فسلم عليه وصافحه، ومره أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته فإنه مغفور له، ولمسدد في مسنده وأبي الشيخ في الثواب وغيرهما عن عمر أنه قال: يغفر للحاج ولمن يستغفر له الحاج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وعشراً من ربيع الأول، وهو من رواية ليث بن أبي سليم - وهو ضعيف - عن المهاجر بن عمرو الشامي عن عمر وهو - فيما أظن - منقطع، ويشهد له ما جاء عن يوسف بن أسباط عن ياسين الزيات - وهو ضعيف - أنه قال: يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج في ذي الحجة والمحرم وصفر وعشرين من ربيع، أورده الدينوري في الجزء الثامن عشر من مجالسته، ومثله لا يقال رأياً فحكمه - إن ثبت - الرفع، ويمكن أن تكون حكمته أن أكثر الحاج يصل إلى مكة في أول ذي الحجة أو قبله بيسير، ومعلوم أن الحسنة بعشر أمثالها فيجعل لكل يوم من عشر ذي الحجة - ما عدا يوم الوقوف لمزيد الثواب فيه - عشرة أيام، فبلغ ذلك تسعين يوماً، القدر المذكور في حديث عمر، ويحتمل أن يكون ذلك أقصى زمن ينتهي فيه القاصد مكة بعد حجه، لبلده غالباً، وأما ما أورده الديلمي في الفردوس بلا إسناد - ولم يقف له ولده ولا شيخنا على سند - عن علي رفعه: يغفر للحاج ولأهل بيت الحاج ولقرابة الحاج ولعشيرة الحاج ولمن شيع الحاج ولمن استغفر له الحاج أربعة أشهر
عشرون بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وربيع الأول وعشر من ربيع الآخر، فليس عليه رونق ألفاظ النبوة، بل هو ركيك لفظاً ومعنىً، كما بينته في بعض الأجوبة.
1348 -
حديث: يقول اللَّه عز وجل وسعني في: ما وسعني، من الميم.
1349 -
حديث: يقي الحر الذي يقي البرد، معناه صحيح، وقد يشير إليه قوله تعالى {سرابيل تقيكم الحر} قال أبو عبيد: قمصا، وعن قتادة قال: القطن والكتان.
1350 -
حديث: اليمين على نية المستحلف، مسلم وابن ماجه عن أبي هريرة.
1351 -
حديث: ينزل اللَّه على هذا البيت كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة ستون للطائفين وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين، الطبراني في معاجيمه، والأزرقي وآخرون كالبيهقي في الشعب، والحارث في مسنده، ولفظ بعضهم: مائة رحمة فستون للطائفين وعشرون لأهل مكة ومثلها لسائر الناس، وحسنه المنذري، ثم العراقي، وتكلمت عليه في بعض الأجوبة، بل أمليت عليه بمكة جزءاً فيه فوائد ومهمات.
1352 -
حديث: يهرم ابن آدم ويبقى منه اثنتان الحرص والأمل، متفق عليه من حديث شعبة عن قتادة عن أنس مرفوعاً، وفي الباب عن سمرة وغيره، وفي لفظ: يشيب ابن آدم ويَشِبُّ منه.
1353 -
حديث: يؤجر المرء على رغم أنفه، هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم: عجب ربنا عز وجل من قوم يقادون للجنة في السلاسل، ونحوه: حفت الجنة بالمكاره.
1354 -
حديث: يوم الأربعاء يوم نحس مستمر، الطبراني في الأوسط عن جابر، ويروى الأمر باجتناب الحجامة يوم الأربعاء، فإنه اليوم الذي أصيب فيه أيوب بالبلاء، وما يبدأ جذام ولا برص إلا يوم الأربعاء، وليلة
الأربعاء، أخرجه ابن ماجه والحاكم في المستدرك من حديث ابن عمر بسند ضعيف، وقال الحاكم ما معناه: إنه صح موقوفاً، وفي الباب أيضاً عن علي وأنس أخرجه ابن مردويه في التفسير، وأسانيدها واهية، ويروى في أيام الأسبوع من المرفوع: يوم السبت يوم مكر وخديعة، ويوم الأحد يوم فيه غرس وبناء، والاثنين يوم سفر وطلب رزق، والثلاثاء يوم حديد وبأس، والأربعاء يوم لا أخذ ولا عطاء، والخميس يوم طلب الحوائج، والجمعة يوم خِطبة النكاح، أخرجه أبو يعلى من حديث ابن عباس، وهو ضعيف. وأخرجه تمام في فوائده، ولكن رويناه في جزء أبي بكر ابن البندار الأنباري من جهة عطاء بن ميسرة عن عطاء ابن أبي رباح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أن أحب الأيام إليَّ يخرج فيه مسافري، وأنكح فيه وأختن فيه صبي يوم الأربعاء. ويعزى لصاحب هداية الحنفية أنه كان يوقف بداية السبق على يوم الأربعاء، وينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه: ما بدء بشيء فيه إلا تم، قلت: واقتفى صنيعه هذا جماعة، وعند أبي داود والطبراني عن أبي الدرداء رفعه: يوم الثلاثاء يوم دم، وفيه ساعة من احتجم فيها لم يرقأ، يعني دمه. وكذا في يوم الجمعة خصوصيات زائدة أفردها ابن عساكر في مجلد، وفي غيره من أيام الأسبوع ما لا نطيل به.
1355 -
حديث: يوم صومكم يوم نحركم، لا أصل له كما قاله أحمد وغيره.
1356 -
حديث: يوم القيامة على المؤمنين كقدر ما بين الظهر والعصر، الديلمي في مسنده عن أبي هريرة به مرفوعاً، وله شواهد.
وإذ انتهى ما أوردناه مما استحضرناه. فيلتحق بذلك ما اشتهر من لقاء بعض الأئمة ونحوهم ببعض، وكذا تصانيف تضاف لأناس، وقبور لأقوام ذوي جلالة، مع بطلان ذلك كله، وأناس يذكرون بين كثير من العوام بالعلم إما مطلقاً أو في خصوص علم معين، وربما تساهل في ذلك من لا معرفة له بذلك العلم تقليداً، أو استصحب ما كان منصفاً به ثم زال بالترك أو تشاغل بما انسلخ به عن الوصف الأول، وهو في جميع هذا كثير لا ينحصر، فمن الأول قول ابن تيمية: ما اشتهر من أن الشافعي وأحمد اجتمعا بشيبان الراعي وسألاه فباطل باتفاق أهل المعرفة، لأنهما لم يدركاه، قال: وكذلك ما ذكر من أن الشافعي
اجتمع بأبي يوسف عند الرشيد باطل، فلم يجتمع الشافعي بالرشيد إلا بعد موت أبي يوسف، قال شيخنا: وكذا الرحلة المنسوبة للشافعي إلى الرشيد وأن محمد بن الحسن حَرَّضه على قتله، وإن أخرجها البيهقي في مناقب الشافعي وغيره فهي موضوعة مكذوبة، ومن الثاني قول الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ثلاث كتب ليس لها أصول: المغازي والملاحم والتفسير، قال الخطيب في جامعه: وهذا محمول على كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة غير معتمد عليها لعدم عدالة ناقليها وزيادات القصاص فيها، فأما كتب الملاحم فجميعها بهذه الصفة وليس يصح في ذكر الملاحم المرتقبة والفتن المنتظرة غير أحاديث يسيرة، وأما كتب التفسير فمن أشهرها كتابا الكلبي ومقاتل ابن سليمان، وقد قال أحمد في تفسير الكلبي: من أوله إلى آخره كذب، قيل له: فيحل النظر فيه؟ قال: لا، وأما المغازي فمن أشهرها كتاب محمد بن إسحاق وكان يأخذ عن أهل الكتاب، وقد قال الشافعي: كتب الواقدي كذب، وليس في المغازي أصح من مغازي موسى بن عقبة، انتهى.
ومن القبور ما يذكر بجبل لبنان من البقاع أنه قبر نوح عليه السلام، وإنما حدث في أثناء المائة السابعة، والمشهد الذي ينسب لأبي بن كعب بالجانب الشرقي من دمشق مع اتفاق العلماء أنه لم يقدمها، فضلاً عن دفنه فيها، والمكان المنسوب لابن عمر رضي الله عنه من الجبل الذي بالمعلاة لا يصح من وجه، وإن اتفقوا على أنه توفي بمكة، والمكان المنسوب لعقبة بن عامر رضي الله عنه من قرافة مصر إنما هو بمنام رآه بعضهم بعد مدد متطاولة، والمكان المنسوب لأبي هريرة رضي الله عنه بعسقلان إنما هو قبر جندرة بن خيشنة
(1)
، كما جزم به بعض الحفاظ الشاميين، ولكن قد جزم ابن حبان وتبعه شيخنا بالأول، والمكان المعروف بالمشهد الحسيني بالقاهرة ليس الحسين رضي الله عنه مدفوناً فيه باتفاق، وإنما فيه رأسه فيما ذكر بعض المصريين ونفاه بعضهم، قاله شيخنا. ومنهم التقي ابن تيمية فقد رأيت له جواباً بالغ فيه في إنكار ذلك وأطال فيه، والمكان المعروف بالسيدة نفيسة ابنة الحسن ابن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب التي وصفها الحافظ العلم البرزالي بأنها خفيرة ديار مصر، وكان شيخنا يقول - مما لا ينافيه -: ليس بالديار المصرية
(1)
هو أبو قرصافة الصحابي
أفضل من الشافعي، وهو كذلك رحمهما اللَّه ونفعنا ببركاتهما، فقد ذكر بعض أهل المعرفة أن خصوص هذا المحل الذي يزار ليس هو قبرها، ولكنها في تلك البقعة بالاتفاق. واستيفاء ذلك مع ما بعده يطول، وهو جدير بإفراده في تأليف. وكنت أردت إدراج كلمات يستعملها الناس في كلامهم لها أصول يرجع إليها كقولهم: أرغم اللَّه أنفه، استأصل اللَّه شأفته، أفلح الوجه، قالها صلى الله عليه وسلم لأبي قتادة، أكذب من دب ودرج، أنا النذير العريان، بنى بأهله، ترابها ينفع العوينات، الذي قاله الراعي لمن عتبه على المشي خلف غنمه، ونظمه الشاعر فقال:
تراب قطيع الشاء في عين ربها
…
إذا ما مشى من خلفهن ذرور
حمي الوطيس، للحديث شجون، وله قصة في رابع المجالسة للدينوري، ذكرني الطعن وكنت ناسياً، معناه في رابع المجالسة أيضاً، رفع عقيرته، شاهت الوجوه، وهو في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم، كبر حتى صار كأنه قفة، لا يقبل اللَّه منه صرفاً ولا عدلاً، ما به قلبة، في حديث الرقية. ما انتطح فيها شاتان، في المرفوع: ما لك بارقة عندي، الذي ضمنه الشاعر قوله:
والدمع قد وفَّى المنازل عهدها
…
ريا فما لك يا سحاب بارقه
وافق شن طبقه، والكثير من ذلك مما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، ونحوها قصص قوم جرى المثل بأسمائهم نحو رجع بخفي حنين، على يدي عدل، مواعيد عرقوب، وكذا إدراج أشعار شهيرة ضمنت أحاديث بعضها له أصل، وبعضها لا أصل له، ومن الشق الثاني، ما أسلفته في: من استرضى: إذا اعتذر المسيء إليك يوماً. الأبيات، وقول القائل - مما نسب لشيخنا وحاشاه من ذلك -:
في قص ظفرك يوم السبت آكلة
…
تبدو وفيما يليه تذهب البركه
وعالم فاضل يبدا بتلوهما
…
وإن يكن في الثلاثا فاحذر الهلكه
ويورث السوء في الأخلاق أربعها
…
وفي الخميس الغنى يأتي لمن سلكه
والعلم والرزق زيدا في عروبتها
…
عن النبي روينا فاقتفي نسكه
وقول أبي بكر الطولوني الحلبي:
وعد الرسول ووعده صدق وقد
…
جربته لمقلَّم يوم الأحد
بهدية تهدى إليه سنية
…
من عند رب ما له كفوا أحد
يبدا بتقليم الشهادة منهم
…
متتابعاً لتمام عشر في العدد
وقول آخر - مما قيل أنه عن علي وكذب القائل -:
ابدأ بيمناك وبالخنصر
…
في قص الأظفار واستبصر
الأبيات، ومن الشق الأول:
لم لا نرجى العفو من ربنا
…
أم كيف لا نطمع في حلمه
وفي الصحيحين أتى أنه
…
بعبده أرحم من أمه
فإنه يشير إلى قوله صلى الله عليه وسلم: للّه أرحم بعباده من هذه بولدها، وقول القائل:
قد جاءنا في خبر مسند
…
عن أحمد المبعوث بالمرحمه
من حسَّن الرحمن من خَلقه
…
وخُلقه فالنار لن تطعمه
فإنه يشير إلى ما عند الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رفعه: واللَّه ما حسن اللَّه خلق رجل وخلقه فتطعمه النار، وله شواهد بالمعنى، وقول القائل:
يا سيدي عندك لي مظلمة
…
فاستفت فيها ابن أبي خيثمه
فإنه يروي عن جده
…
وجده يروي عن عكرمه
عن ابن عباس عن المصطفى
…
المجتبى المبعوث بالمرحمه
إن انقطاع الخل عن خله
…
فوق ثلاث ربنا حرمه
فإنه يشير إلى حديث: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، وقول الآخر:
مت مسلماً ومن الذنوب فلا تخف
…
حاشا الموحد أن يرى تعسيرا
ما جاء أن اللَّه يخزي مسلما
…
يوم الحساب ولو أتى مأزورا
فأما البيت الأول فقد أشرت إليه في الأصل، وأما الثاني فيمكن أن يشير إلى حديث: لا يستر اللَّه على عبد في الدنيا إلا ستره في الآخرة، وفي لفظ: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، إلى غير هذا مما سبق في: الأرواح، والتمسوا، ودفن البنات، ومن عرض عليه طيب، ومن عشق، شيء منها مع بيانه، فرأيت ذلك خروجاً عن المقصود وإن جرى في الأثناء ذكر شيء منها، وباللَّه التوفيق
الباب الثاني
في
ترتيب ما أوردته على الأبواب
حسبما سلف الوعد به وترتيبها هكذا
الإيمان وصفات المؤمنين وفي أثنائه القدر والرفق وتجنب البدع وعلامات النفاق من الكذب وخلف الوعد والحسد مع الظلم،
ويليه الأدب لاشتماله على كثير من الأوصاف المحمودة، كالسلام والصمت، والمذمومة، كالسباب والغيبة،
ثم العلم
ثم الطهارة إلى آخر العيدين
ثم فضائل القرآن والذكر والدعوات المقيدة وغيرها وفيه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتوبة والاستغفار لمناسبة ذلك للعبادات
ثم الجنائز وافتتحته بالطب وختمته بالمواعظ والرقائق،
ثم الزكاة، وأدرجت فيه البخل والكرم والزهد واصطناع االمعروف والبر والصلة ونحوها،
ثم الصيام،
ثم الحج،
ثم الأضاحي والصيد والأطعمة،
ثم البيوع، وفي أثنائه السودان والخدم،
ثم النكاح والأبواب من متعلقاته،
ثم الأيمان، والرضاع والنفقات، وفيه البناء زيادة على الكفاية،
واللباس والأشربة،
والزنا، واللواط،
والجنايات والحدود،
ثم الجهاد، والإمارة، والقضاء، والشهادات،
والفضائل،
والبعث والنشور وما قبل ذلك من الفتن وغيرها.
كتاب الإيمان.
الأعمال بالنيات،
نية المؤمن أبلغ من عمله،
من أخلص للّه أربعين يوماً ظهرت ينابيع الحكمة على لسانه من قلبه،
من سمع سمع اللَّه به ومن رايا رايا اللَّه به،
الرياء الشرك الأصغر،
من التمس محامد الناس بسخط اللَّه عاد حامده من الناس له ذاماً،
ايش يخفى قال ما لا يكون،
دع ما يريبك إلى ما لا يريبك،
الإيمان عقد القلب،
استفت قلبك،
ما وسعني سمائي ولا أرضي ووسعني قلب المؤمن،
القلب بيت الرب،
كنت كنزاً لا أعرف،
من عرف نفسه فقد عرف ربه،
لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السفلى لسقط على اللَّه،
عرف الحق لأهله فيمن قال: اللَّهم إني أتوب عليك،
من قال أنا مؤمن فهو كافر،
عليكم بدين العجائز،
تفكروا في كل شيء ولا تتفكروا في اللَّه،
الأرضون سبع في كل أرض نبي كنبيكم،
الكبر ردائي والعظمة إزاري،
إن رحمتي
تغلب غضبي،
رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه،
النسيان طبع الإنسان،
شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي،
بدأ الإسلام غريباً،
طلب الحق غربة،
من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه،
المؤمنون هينون لينون،
المؤمن يألف،
المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم،
المؤمن كيس فطن،
أكثر أهل الجنة البله،
المؤمن ليس بحقود،
كلكم حارث وكلكم همام،
المكر والخديعة في النار،
ليس من خلق المؤمن الملق،
المؤمن واه راقع،
المؤمن حلويُّ،
قلب المؤمن حلو يحب الحلاوة،
المؤمن يأكل بشهوة عياله،
الدين النصيحة،
المؤمن مرآة المؤمن،
من أكرم أخاه المؤمن فإنما يكرم اللَّه،
حب الوطن من الإيمان،
حسن العهد من الإيمان،
لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له،
الشتاء ربيع المؤمن طال ليله فقامه وقصر نهاره فصامه،
الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل،
الحدة تعتري خيار أمتي،
المؤمن سريع الغضب سريع الرجوع،
كاد الحليم أن يكون نبياً،
إذا لم تستحي فاصنع ما شئت،
الحياء من الإيمان،
المرء مع من أحب،
من أحب قوماً حشر معهم،
من تشبه بقوم فهو منهم،
ومن كثر سواد قوم فهو منهم،
المرء على دين خليله،
شبه الشيء منجذب إليه،
الأرواح جنود مجندة،
ما تبعد مصر عن حبيب،
من أحب شيئاً أكثر من ذكره،
حبك الشيء يعمي ويصم،
المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً،
المرء كثير بأخيه النبي وصاحباه،
الحزم سوء الظن،
احترسوا من الناس بسوء الظن،
من حسن ظنه بالناس كثرت ندامته،
الثقة بكل أحد عجز،
أخوك البكري ولا تأمنه،
أخبر تقله،
ومن هنا: الوحدة خير من جليس السوء،
السلامة في العزلة،
نعم صومعة المرء بيته،
الخمول نعمة وكل يأباها،
خص البلاء من عرف الناس،
يا شيخ إن أردت السلامة فاطلبها في سلامة غيرك منك،
لو كان المؤمن في جحر فأرة لقيض اللَّه له فيه من يؤذيه،
انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً،
رأس العقل بعد الإيمان التودد للناس،
مداراة الناس صدقة،
داروا سفهاءكم،
ذبوا عن أعراضكم،
ترك العادة عداوة مستفادة،
لو أنكم تتوكلون على اللَّه حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير،
قيدها وتوكل،
اتقوا فراسة المؤمن،
أنا والأتقياء من أمتي بريئون من التكلف،
الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر،
إن للَّه ملائكة تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشر،
لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلا،
من خاف اللَّه خوف منه كل شيء،
المسلمون من سلم الناس من لسانه ويده،
المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يشتمه،
المؤمن أخو المؤمن،
من حفر لأخيه قليباً،
الناس معادن كمعادن الذهب والفضة،
للخير معادن،
كرم الكرء دينه ومروءته عقله وحسبه خلقه،
من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه،
المؤمن مؤتمن على نسبه،
الشيب نور المؤمن،
لا تنتفوا الشيب،
من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً،
من لم يرعو عند الشيب ولم يستحي من العيب ولم يخش اللَّه في الغيب فليس للَّه فيه حاجة،
المؤمن أعظم حرمة من الكعبة،
ليس شيء خيراً من ألف مثله إلا الإنسان،
أنا عند ظن عبدي به،
لو أحسن أحدكم ظنه بحجر نفعه،
من بلغه عن اللَّه عز وجل شيء فيه فضيلة فأخذ به إيماناً به ورجاء ثوابه أعطاه اللَّه ذلك وإن لم يكن كذلك،
الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة،
مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره،
لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق،
الخير عادة والشر لجاجة،
ذهب الناس،
ما بكيت من دهر إلا بكيت عليه،
الخير كثير وقليل فاعله،
كف عن الشر يكف الشر عنك،
كل شيء يغيض إلا الشر فإنه يزاد فيه،
على كل خير مانع،
كن عبد اللَّه المظلوم ولا تكن الظالم،
إذا وقع القضاء عمي البصر،
لو تفتح عمل الشيطان،
قدر اللَّه المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض،
كل شيء بقدر حتى العجز والكيس،
لن ينفع حذر من قدر،
جف القلم بما هو كائن،
لا يكثر همك ما قدر يكن وما ترزق يأتك،
المقدر كائن،
ما قدر يكن،
إذا أراد اللَّه إنفاذ قضائه وقدره سلب ذوي العقول عقولهم،
العز مقسوم،
الأعمال بالخواتيم،
حين تقلى تدرى،
من زرع حصد،
السعيد من وعظ بغيره والشقي من شقي في بطن أمه،
إن حدثت أن جبلاً زال عن مكانه فصدق أو رجلاً تحول عن طباعه فلا تصدق،
لا تغضبوا في كسر الآنية فإن لها آجالاً،
القدرية مجوس هذه الأمة،
الزيدية كذلك،
تفترق الأمة على فرق الناجي منها ما أنا عليه وأصحابي،
اتبعوا ولا تبتدعوا،
إياكم وزي الأعاجم،
حكمي على الواحد حكمي على الجماعة،
الجماعة رحمة والفرقة عذاب،
ضعيفان يغلبان قويا،
آية المنافق ثلاث،
إذا وعد أحدكم فلا يخلف،
العدة دين،
إن في معاريض الكلام مندوحة عن الكذب،
ليس بالكاذب من أصلح بين الناس،
بئس مطية الرجل زعموا،
آفة الكذب النسيان،
الكذب مجانب للإيمان،
يطبع المؤمن على كل خلة،
المؤمن إذا قال صدق وإذا قيل له صدَّق،
المنافق يملك عينيه،
الغناء واللهو ينبتان النفاق،
لعن اللَّه المغني والمغنى له،
الغيرة من الإيمان والمذاء من النفاق،
الحسد يفسد الإيمان،
الحسود لا يسود،
كاد الحسد أن يغلب القدر،
الحسد في الجيران،
ما خلا جسد من حسد،
المحسود مرزوق،
الظلم ظلمات يوم القيامة،
ظلم دون ظلم،
اشتد غضب اللَّه على من ظلم من لم يجد له ناصراً غيره،
من مشى مع ظالم فقد أجرم،
الظالم عدل اللَّه في أرضه ينتقم من الناس ثم ينتقم منه،
من أعان ظالماً سلط عليه،
دار الظالم خراب،
الجبروت في القلب،
وبمعناه: الظلم كمين،
لو بغى جبل على جبل لدك الباغي،
من لم يكن ذئباً أكلته الذئاب،
من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم،
لعن اللَّه الداخل فينا بغير نسب،
من أتت عليه أربعون سنة ولم يغلب خيره شره فليتجهز إلى النار،
من استوى يوماه فهو مغبون،
سددوا وقاربوا،
من يشاد هذا الدين يغلبه،
المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى،
إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه،
من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير،
التأني من اللَّه والعجلة من الشيطان،
بعثت بالحنيفية السمحة،
روحوا القلوب ساعة فساعة،
خير الأمور أوساطها،
أفضل العبادات أقواها،
المجاهد من جاهد نفسه في ذات اللَّه عز وجل،
الضرورات تبيح المحظورات.
كتاب الأدب
وقدمته لمناسبته للباب قبله.
السلام قبل الكلام،
إن أبخل الناس من بخل بالسلام،
لا سلام على الآكل،
إن لجواب الكتاب حقاً كرد السلام،
كرم الكتاب ختمه،
أحب الأسماء إلى اللَّه عبد اللَّه وعبد الرحمن،
إذا سميتم فعبدوا،
خير الأسماء ما عُبِّد وحُمِّد،
إذا آخى الرجل الرجل فليسأله عن اسمه،
إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه،
إذا أحببتموهم فأعلموهم،
الداخل له دهشة،
إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه،
لا يأبى الكرامة إلا حمار،
ما عبد اللَّه بشيء أعظم من جبر القلوب،
أمرنا أن ننزل الناس منازلهم،
كبر كبر،
ما رفع أحد أحداً فوق مقداره إلا واتضع عنده من قدره بأزيد،
زر غباً تزدد حباً،
السلامة في العزلة،
عظموا مقداركم بالتغافل،
إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث،
من صمت نجا،
من كثر كلامه كثر سقطه،
إن كان الكلام من فضة فالصمت من ذهب،
من ضمن لي ما بين لحييه ورجليه ضمنت له الجنة،
رحم اللَّه من قال خيراً أو صمت،
لكل ساقطة لاقطة،
البلاء موكل بالقول،
وفي لفظ الفال موكل بالمنطق،
أخذنا فالك من فيك،
ونحوها الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت،
إياك وما يعتذر منه،
خير المجالس أوسعها،
أكرم المجالس ما استقبل به القبلة،
الجالس وسط الحلقة ملعون،
ما ضاق مجلس عن متحابين،
المجالس بالأمانة،
إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة،
المغتاب والمستمع شريكان،
طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس،
تبصر القذاة في عين أخيك،
ليس لفاسق غيبة،
من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له،
احثوا في وجوه المداحين التراب،
تجدون من شر الناس ذا الوجهين،
إن من الشعر حكمة،
جمال الرجل فصاحة لسانه،
لسعت حية الهوى كبدي،
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً،
لو كان الفحش رجلاً لكان رجل سوء،
المستبان ما قالا فعلى البادي منهما،
من سعادة المرء حسن الخلق،
من سعادة المرء خفة لحيته،
طول اللحية دليل قلة العقل،
كثرة الضحك تميت القلب،
طوبى لمن تواضع في غير منقصة،
تمعددوا واخشوشنوا وامشوا حفاة،
انظروا إلى من هو أسفل منكم،
أصل كل داء الرضى عن النفس،
أنا عند المنكسرة قلوبهم،
السر عند الأحرار،
استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان،
من كتم سره ملك أمره،
التحدث بالنعم شكر،
من لم يشكر الناس لم يشكر اللَّه،
سرعة المشي،
من أحب أن يتمثل له الرجال قياماً،
من استرضى فلم يرض فهو شيطان،
لا خير في صحبة من لا يرى مثل ما ترى له،
عداوة العاقل ولا صحبة المجنون،
إن اللَّه يكره العبد المتميز على أخيه،
من اعتذر إليه أخوه فلم يقبل كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس،
نصرة اللَّه للعبد
خير من نصرته لنفسه،
ربط الخيط بالأصبع للتذكر،
لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين،
لا حكيم إلا ذو تجربة،
ما كل مرة تسلم الجرة،
من ابتلي ببليتين.
كتاب العلم.
طلب العلم فريضة على كل مسلم،
اطلبوا العلم ولو بالصين،
اغد عالماً أو متعلماً،
كن عالماً،
إنما العلم بالتعلم،
لا يتعلم العلم مستحي ولا متكبر،
جالسوا العلماء،
من جالس عالماً فكأنما جالس نبياً،
تفقهوا قبل أن تسودوا وبعد أن تسودوا،
منهومان لا يشبعان،
نعمتان مغبون بهما كثير من الناس،
الحكمة ضالة المؤمن،
ضالة المؤمن العلم،
فضل العلم خير من فضل العبادة،
لأن تغدو فتعلم باباً من العلم خير من مائة ركعة،
من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيي به الإسلام فبينه وبين النبيين درجة واحدة في الجنة،
إنما شفاء العي السؤال،
العلم خزائن ومفتاحها السؤال،
الإعادة سعادة،
السؤال حسن العلم،
ما من طامة إلا فوقها طامة،
ما بدئ بشيء يوم الأربعاء إلا تم،
نبذ القمل يورث النسيان،
العلم في الصغر كالنقش في الحجر،
العلم يسعى إليه في بيته يؤتى الحكم،
ليس الخبر كالمعاينة،
صغار قوم كبار قوم آخرين،
لكل زمان رجال،
علموا ولا تعنفوا،
العلم لا يحل منعه،
من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار،
الدال على الخير كفاعله،
من علم عبداً آية من كتاب اللَّه فهو له عبد،
ما أهدى مسلم لأخيه أفضل من كلمة حكمة،
مثل الجليس الصالح والجليس السوء مثل الذي يجلس فيسمع الحكمة ثم لا يحدث إلا بشر ما سمع،
أربع لا يشبعن من أربع وعالم من علم،
كل يوم لا أزداد فيه علماً يقربني إلى اللَّه فلا بورك لي في طلوع شمسه،
من ازداد علماً ولم يزدد في الدنيا زهداً لم يزدد من اللَّه إلا بعداً،
ما جمع شيء إلى شيء أفضل من علم إلى علم،
ما من عالم أتى سلطاناً إلا كان شريكه في العذاب،
لو أن أهل العلم صانوه ووضعوه عند أهله لسادوا به في أهل زمانهم،
ما اتخذ اللَّه ولياً جاهلاً،
إن لم يكن العلماء أولياء اللَّه فليس للّه ولي،
من عبد اللَّه بجهل كان ما يفسد أكثر مما يصلح،
من جهل شيئاً عاداه،
من نصح جاهلاً عاداه،
نظرة في وجه العالم عبادة،
العلماء ورثة الأنبياء،
علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل،
الفقهاء أمناء الرسل،
لفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد،
من حفظ على أمتي أربعين حديثاً بعثه اللَّه عالماً فقيهاً،
الناس معادن،
مضى في الإيمان،
إذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة لا تسد،
موت العالم ثلمة،
إن اللَّه يبعث لهذه الأمة على رأس مائة كل سنة من يجدد لها دينها،
اختلاف أمتي رحمة،
لا تجتمع أمتي على ضلالة،
ما رآه المسلمون حسناً فهو عند اللَّه حسن،
إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق فصدقوه،
اتقوا زلة العالم،
كل واحد يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم،
لا أدري نصف العلم،
الخبر الصالح يجيء به الرجل الصالح،
تقوى اللَّه رأس كل حكمة،
رأس الحكمة مخافة اللَّه،
من كذب علي متعمداً فليتبوَّأ مقعده من النار،
كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع،
لا يكذب الكاذب إلا من مهانة نفسه،
من حدث حديثاً فعطس عنده فهو حق،
حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج،
إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم،
الشيخ في قومه كالنبي في أمته،
البركة مع أكابركم،
ليس منا من لم يوقر كبيرنا،
ما أكرم شاب شيخاً إلا قيض اللَّه له عند سنه من يكرمه،
ارحموا من الناس ثلاثة وفيه وعالماً بين جهال،
قيدوا العلم بالكتاب،
استعن بيمينك،
إذا كتب أحدكم كتاباً فليتربه،
مداد العلماء أفضل من دم الشهداء،
من أكرم حبيبتيه فلا يكتب بعد العصر،
من نظر في كتاب أخيه بغير أذنه،
ذروا المراء،
من قال أنا عالم فهو جاهل،
القاص ينتظر المقت،
لكل مقام مقال،
حدثوا الناس بما يعرفون،
أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم،
إن اللَّه لما خلق العقل.
كتاب الطهارة إلى فضائل القرآن.
بني الدين على النظافة،
استاكوا عرضاً،
الوضوء مما خرج وليس مما دخل،
كان وضوءه لا يبل الثرى،
من توضأ على طهر كتب اللَّه له عشر حسنات،
الوضوء على الوضوء نور على نور،
خللوا أصابعكم،
تحت كل شعرة جنابة،
غسل الإناء وطهارة الفناء،
ذكاة الأرض يبسها،
تخليل الخمر،
خير خلكم خل خمركم،
أحلت لنا ميتتان،
تمكث إحداكن شطر دهرها لا تصلي،
خلق اللَّه التربة يوم السبت،
خيار عباد اللَّه الذين يراعون الشمس والقمر والأهلة لذكر اللَّه.
ولنذكر هنا ما يتعلق بأهل الميقات:
لا تقولوا قوس قزح ولكن قوس اللَّه وهو أمان لأهل الأرض،
إذا طلع النجم صباحاً،
الكواكب أمان لأهل السماء وبلفظ النجوم،
استعيذي باللَّه من شر القمر فإنه الغاسق إدا وقب،
مروا أولادكم بالصلاة لسبع،
من ترك الصلاة فقد كفر،
بين العبد والكفر ترك الصلاة،
الصلاة عماد الدين،
المؤذنون أطول الناس أعناقاً،
لولا الخليفا لأذنت،
إن بلالاً كان يبدل الشين في الأذان سيناً،
سين بلال عند اللَّه شين،
صدق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين قول الصلاة خير من النوم،
ما كثر أذان بلدة إلا قلَّ بردها،
مسح العينين عند سماع الشهادة من الأذان،
المسجد بيت كل تقي،
أحب البقاع إلى اللَّه مساجدها،
جنبوا مساجدكم صبيانكم،
من أسرج في مسجد سراجاً،
لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد،
إذا رأيتم الرجل يتعاهد المساجد،
التكبير جزم،
السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في القنوت،
ولا يعز من عاديت،
فيه،
حذف السلام سنة،
بسم اللَّه في أول التشهد،
أشهد أني رسول اللَّه فيه،
لا تسيدوني في الصلاة،
ولا راد لما قضيت فيما يقال بعد الصلاة،
إن أسوء الناس سرقة الذي يسرق صلاته،
البتيراء الذي يحسن ركعة دون أخرى،
بين كل أذانين صلاة،
حسنوا نوافلكم،
سنة المغرب ترفع معها،
من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار،
شرف المؤمن قيامه بالليل،
شهادة البقاع للمصلي،
قيلوا فإن الشياطين لا تقيل،
لولا عباد للّه ركع،
صلاة النهار عجماء،
صلاة بسواك،
صلاة بخاتم،
الاثنان فما فوقهما جماعة،
وفي اتباع السنة من الإيمان ما يجيء هنا،
خير صفوف الرجال أولها،
أخروهن من حيث أخرهن اللَّه،
إذا حضر العَشاء والعِشاء فابدؤوا بالعَشاء،
من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة اللَّه،
الصلاة خلف العالم،
قدموا خياركم تزكوا صلاتكم،
لا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة في الصلاة،
ما أنصف القارئ المصلي،
الجمعة حج المساكين،
إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت،
زينوا أعيادكم بالتكبير
كتاب فضائل القرآن والذكر والدعوات
المقيدة وغيرها وفيه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتوبة والاستغفار.
القرآن كلام اللَّه غير مخلوق،
القرآن غنى لا فقر بعده،
ليس منا من لم يتغن بالقرآن،
القرآن هو الدواء،
الفاتحة لما قرئت له،
يس لما قرئت له،
شيبتني هود وأخواتها،
من قرأ البقرة وآل عمران ولم يدع بالشيخ فقد ظلم،
أكرموا حملة القرآن،
إن للّه أهلين،
آية من كتاب اللَّه خير من محمد وآله،
أبى اللَّه أن يصح إلا كتابه،
زينوا القرآن بأصواتكم،
هم القوم لا يشقى بهم جليسهم في الذاكرين،
خير الذكر الخفي،
أكثروا ذكر اللَّه حتى يقال مجنون،
مفتاح الجنة لا إله إلا اللَّه،
الدعاء سلاح المؤمن،
الدعاء يرد البلاء،
ليس شيء أكرم على اللَّه من الدعاء،
الداعي والمؤمن شريكان،
إن اللَّه يحب الملحين في الدعاء،
اتقوا دعوة المظلوم،
من دعا على من ظلمه فقد انتصر،
من دعا لظالم بطول البقاء فقد أحب أن يعصى اللَّه،
دعوة الأخ لأخيه بالغيب مستجابة،
دعاء المرء على حبيبه غير مقبول،
كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد اللَّه،
إذا رأيتم الحريق فكبروا،
إذا طنت أذن أحدكم،
الدرجة الرفيعة فيما يقال بعد الأذان،
اللَّهم اجعلنا من المفلحين،
أسأل اللَّه العظيم أن يشفيك،
لا إله إلا اللَّه ما أشد حرَّ هذا اليوم،
اللَّهم أحيني مسكيناً،
اللَّهم استر عوراتنا،
اللَّهم أعني على ديني بدنياي،
اللَّهم خر لي،
اللَّهم لا تؤمنا مكرك،
اللَّهم لا خير إلا خيرك،
اللَّهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً،
اللَّهم لا عيش إلا عيش الآخرة،
لا آلاء إلا آلاؤك،
حفيظة رمضان،
طلب خاتمة خير،
ما من مسلم يسلم عليَّ إلا رد اللَّه علي روحي حتى أردَّ عليه،
صلاتكم علي تبلغني،
أولى الناس بي أكثرهم علي صلاة،
أكثروا الصلاة علي في الليلة الزهراء واليوم الأغر،
البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي،
إذا صليتم علي فعمموا،
زينوا مجالسكم بالصلاة علي،
الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من عتق
الرقاب،
كل الأعمال فيها المقبول والمردود إلا الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم،
الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا ترد،
الندم توبة،
كفارة الذنب الندامة،
التائب من الذنب كمن لا ذنب له،
لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار،
ما أصر من استغفر،
لو لم تذنبوا لذهب اللَّه بكم،
في الاستغفار،
كفارة من اغتبته أن تستغفر له،
عفو اللَّه أكبر من ذنوبك.
كتاب الجنائز وافتتحته بالطب وختمته بالمواعظ والرقائق.
تداووا فإن الذي أنزل الداء أنزل الدواء،
إن اللَّه لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم،
المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء،
أصل كل داء البردة،
الهم نصف الهرم،
عودوا كل بدن بما اعتاد،
ريق المؤمن شفاء،
الحبة السوداء شفاء،
عليكم بألبان البقر،
نعم الدواء الأرز،
العين الرمدة لا تمس،
ثلاث يجلين البصر،
ونحوه النظر إلى الوجه الحسن،
من قص أظفاره مخالفاً لم ير في عينيه رمد،
من قرأ في الفجر ألم نشرح وألم تر كيف لم يرمد،
نبات الشعر في الأنف أمان من الجذام،
الحجامة تكره في أول النهار،
الحجامة في نقرة الرأس،
آخر الطب الكي،
التراب ربيع الصبيان،
نعم البيت الحمام،
فر من المجذوم فرارك من الأسد،
اتقوا ذوي العاهات،
العرق دساس،
كم من نعمة للّه في عرق ساكن،
من عرض عليه طيب فلا يرده،
الكندر طيبي وطيب الملائكة،
احذروا صفر الوجوه،
إياك والأشقر من غير علة،
ليس الأعمى من عمي بصره الأعمى من عميت بصيرته،
داووا مرضاكم بالصدقة،
عودوا المريض،
المريض لا يعاد إلا بعد ثلاث،
ثلاث لا يعاد صاحبهن،
لا تعد من لا يعودك،
عد من لا يعودك،
أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل،
المؤمن ملقى،
لا تظهر الشماتة لأخيك فيعافيه اللَّه ويبتليك،
المريض أنينه تسبيح،
لا تتمارضوا فتمرضوا ولا تحفروا قبوركم فتموتوا،
الصبر مفتاح الفرج،
لو كان الصبر رجلاً كان حليماً كريماً،
يؤجر المرء على رغم أنفه،
حمى يوم كفارة سنة،
الحمى رائد الموت،
يقي الحر ما يقي البرد،
أكثروا ذكر هادم اللذات الموت،
موتوا قبل أن تموتوا،
من أحب لقاء اللَّه أحب اللَّه لقائه،
أكثر من يموت من أمتي بعد الكتاب والقضاء والقدر بالعين،
العين حق،
إذا قضي لعبد الموت ببلد جعل له إليها حاجة،
أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين،
معترك المنايا،
عش ما شئت فإن ميت،
لدوا للموت،
إن الميت يرى النار في بيته سبعة أيام،
لو تعلم البهائم من الموت ما تعلمون ما أكلتم منها سميناً،
شر الحياة ولا الموت،
لا راحة للمؤمن دون لقاء ربه،
وبلفظ ليس للمؤمن راحة دون لقاء ربه،
الموت كفارة لكل مسلم،
موت الغريب شهادة،
موت الفجأة راحة المؤمن،
من مات قامت قيامته،
اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم،
مستريح ومستراح منه،
إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه،
صلوا على كل ميت،
أول كرامة المؤمن أن يغفر لمن شهد جنازته،
إكرام الميت دفنه،
ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين،
الأرض المقدسة لا تقدس أحداً،
إن للّه ملائكة تنقل الأموات،
القبر أول منازل الآخرة،
القبر روضة من رياض،
إن الميت يؤذيه في قبره ما كان يؤذيه في بيته،
كسر عظم الميت ككسر عظم الحي،
تلقين الميت بعد الدفن،
ليس على أهل لا إله إلا اللَّه وحشة في قبورهم وفي النشور،
من عزى مصاباً فله مثل أجره،
أولاد المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة عليهما الصلاة والسلام،
دفن البنات من المكرمات،
عورة سترت،
نعم الصهر القبر،
كفى بالدهر واعظاً وكفى بالموت مفرقاً،
الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا،
الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت،
كن في الدنيا كأنك غريب.
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً
…
ويأتيك بالأخبار من لم تزود
كتاب الزكاة وأدرجت فيه البخل والكرم والزهد واصطناع المعروف والبر والصلة ونحو ذلك.
الزكاة قنطرة الإسلام،
مانع الزكاة يوم القيامة في النار،
حسنوا أموالكم بالزكاة،
زكاة الحلي عاريته،
للسائل حق وإن جاء على فرس،
من قصدنا وجب حقه علينا،
من قطع رجاء من ارتجاه،
من بان عذره وجبت الصدقة عليه،
لو صدق السائل ما أفلح من رده،
لا يسأل بوجه اللَّه إلا الجنة،
ما نقص مال من صدقة،
الرجل في ظل صدقته،
اتقوا النار ولو بشق تمرة،
صدقة السر تطفئ غضب الرب،
كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت،
ابدأ بنفسك،
الأقربون أولى بالمعروف،
الخازن الأمين المعطي ما أمر به أحد المتصدقين،
يا صفراء يا بيضاء غري غيري،
اتخذوا عند الفقراء أيادي،
كل معروف صدقة،
صنائع المعروف تقي مصارع السوء،
صدقة القليل تدفع البلاء الكثير،
اصنع المعروف إلى أهله وغير أهله،
تمام المعروف خير من ابتدائه،
خيار البر عاجله،
اشفعوا تؤجروا،
أبلغوا حاجة من لا يستطيع إبلاغها،
أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر،
ما عظمت نعمة اللَّه على عبد إلا عظمت مؤونة الناس عليه فمن لم يحتمل تلك المؤونة فقد عرض تلك النعمة للزوال،
إن من الناس مفاتيح للخير،
الخلق كلهم عيال اللَّه،
مداراة الناس صدقة،
إن اللَّه أمرني بمداراة الناس،
مما في: رأس العقل،
الكلمة الطيبة صدقة،
من لانت كلمته وجبت محبته،
البشاشة خير من القرى،
ما وقى به المرء عرضه صدقة،
إذا دخل الضيف على قوم دخل برزقه،
ما عمل أفضل من إشباع كبد جائعة،
في كل كبد حر أجر،
إن اللَّه طيب لا يقبل إلا طيباً،
إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق،
البخيل عدو اللَّه،
الكريم حبيب اللَّه،
السخي قريب من اللَّه،
ما جبل ولي للّه إلا على السخاء وحسن الخلق،
اسمح يسمح لك في البيوع،
من أيقن بالخلف جاد بالعطية،
طعام البخيل داء،
والجواد دواء،
المهلكات ثلاث: شح مطاع،
ما المعطي من سعة بأعظم أجراً من الآخذ عن حاجة،
كاد الفقر أن يكون كفراً،
الفقر فخري وبه أفتخر،
قلة العيال أحد اليسارين،
فاز المخفون،
القناعة مال لا ينفد،
عز المؤمن استغناؤه عن الناس،
ليس الغنى عن كثرة العرض،
الغنى غنى النفس،
استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك،
إن اللَّه يبغض السائل الملحف،
التمسوا الخير عند حسان الوجوه،
الحسن مرحوم،
ازهد في الدنيا يحبك اللَّه وفيما في أيدي الناس يحبوك،
ما ترك عبد شيئاً للّه إلا عوضه اللَّه خيراً منه،
ما قل وكفى خير مما كثر وألهى،
القوت لمن يموت كثير في الأطعمة،
لو كانت الدنيا دماً عبيطاً كان قوت المؤمن منها حلالاً،
وهو قريب من: الضرورات تبيح المحظورات،
الزهد غنى الأبد،
لو كانت الدنيا تعدل عند اللَّه جناح بعوضة،
حلالها
حساب وحرامها عذاب،
كأنك بالدنيا ولم تكن،
كل ما هو آت قريب،
إن ابن آدم حريص على ما منع،
كل ممنوع حلو،
ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت،
حب الدنيا رأس كل خطيئة،
من أحب دنياه أضر بآخرته،
الدنيا خضرة حلوة،
الدنيا دار من لا دار له،
الدنيا مزرعة للآخرة،
من زرع حصد،
تعس عبد الدينار والدرهم،
لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثاً،
إياكم والطمع فإنه الفقر الحاضر،
من تواضع لغني لغناه ذهب ثلثا دينه،
جبلت القلوب - أي الصافية - على حب من أحسن إليها،
اتق شر من أحسنت إليه من اللئام،
البر وحسن الجوار عمارة الديار وزيادة في الأعمار،
صلة الرحم تزيد في العمر،
الجنة تحت أقدام الأمهات،
لو كان جريج فقيهاً عالماً لعلم أن إجابة أمه أولى من عبادة ربه،
رضى اللَّه في رضى الوالدين،
المطيع لوالديه هو المطيع لربه،
هما جنتك ونارك،
ريح الولد من ريح الجنة،
إذا كبر ابنك واخه،
محبة في الأباء صلة في الأبناء،
الود والعداوة يتوارث،
بلوا أرحامكم ولو بالسلام،
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء،
إنما يرحم اللَّه من عباده الرحماء،
ما نزعت الرحمة إلا من شقي.
كتاب الصيام.
يوم صومكم يوم نحركم،
من علامة الساعة انتفاج الأهلة،
استعينوا بطعام السحر على صيام النهار،
أفطر الحاجم والمحجوم،
الفطر مما دخل،
صوموا تصحوا،
الصوم جنة،
الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة،
الشتاء ربيع المؤمن وفيه وقصر نهاره فصامه،
من فطر صائماً كتب له مثل أجره،
الصائم لا ترد دعوته،
تعرض الأعمال في كل خميس واثنين،
سيد الشهور رمضان،
رجب شهر اللَّه وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي،
شعبان شهري،
إذا انتصف شعبان،
فضل شهر رجب على الشهور،
من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبداً،
من وسع على عياله يوم عاشوراء
كتاب الحج.
حجوا قبل أن لا تحجوا،
الحج جهاد كل ضعيف،
ما خاب من استخار ولا ندم من استشار ولا عال من اقتصد،
ما سعد أحد برأيه ولا شقي من مشورة،
المستشار مؤتمن،
خير الزاد التقوى،
الطرق ولو دارت،
التمسوا الطريق قبل الرفيق،
الجماعة رحمة،
اللَّهم بارك لأمتي في بكورها،
لا تسافروا في محاق الشهر،
السفر قطعة من العذاب،
لو علم الناس رحمة اللَّه بالمسافر،
وفيه المسافر على قلَت،
سافروا تربحوا،
في الحركات البركات،
وكلاهما في البيوع،
تمام الحج ضرب الجمال،
الرجل مع رحله،
الغرباء ورثة الأنبياء،
من أكرم غريباً في غربته وجبت له الجنة،
من عصى اللَّه في غربته رده اللَّه خائباً،
إذا حج الرجل بمال من غير حله،
من طاف أسبوعاً وصلى خلف المقام ركعتين وشرب من ماء زمزم غفرت له ذنوبه،
الحجر الأسود من الجنة الحجون والبقيع،
اللَّهم إنك أخرجتني من أحب البلاد إلي،
للبيت رب يحميه،
سفهاء مكة حشو الجنة،
ينزل اللَّه على هذا البيت،
خذوها يعني حجابة الكعبة يا بني طلحة،
ماء زمزم لما شرب له،
الحج عرفة،
ما قبل حج إلا رفع حصاه،
رحم اللَّه أخي الخضر لو كان حياً لزارني،
من حج ولم يزرني فقد جفاني،
وبلفظ: من لم يزرني فقد جفاني،
من زارني وزار أبي إبراهيم في عام واحد دخل الجنة،
رحم اللَّه من زارني وزمام ناقته بيده،
ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة،
صلاة في مسجدي هذا ولو مد إلى صنعاء،
صلاة في مسجد قباء كعمرة.
كتاب الأضاحي والصيد والأطعمة.
استفرهوا ضحاياكم،
كل الصيد في جوف الفرا،
أكرموا الخبز،
سيد طعام أهل الدنيا والآخرة اللحم،
سيد إدامكم الملح،
نعم الإدام الخل،
اللبن لا يرد،
الحلواء،
في الإيمان،
لو كان الأرز رجلاً لكان حليماً،
وكذا سلف في الطب نعم الدواء الأرز،
كلوا الزيت وادهنوا به،
لو يعلم الناس ما في الحلبة،
ما من رمانة إلا وهي
تلقح بحبة من رمان الجنة،
قدس العدس،
من أكل فولة بقشرها،
من أسمك فليتمر،
الباذنجان لما أكل له،
الباقلا،
البطيخ،
الطبيخ،
الخريز،
العنب دودو والتمر يك،
يا علي إذا تزودت فلا تنس البصل،
الدجاج غنم فقراء أمتي،
إن اللَّه نقل لذة طعام الأغنياء إلى طعام الفقراء،
لحوم البقر داء،
أكل الطين حرام،
أبردوا الطعام،
الطعام الحار لا بركة فيه،
لا نصبر على حر ولا برد،
أمر بتصغير اللقمة في الأكل،
صغروا الخبز وكثروا عدده،
كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه،
خير الغداء بواكره،
تعشوا ولو بكف من حشف،
أكل الرطب بالقثاء واستعانته بيديه ففي إحداهما رطبات وفي الأخرى قثاء،
يأكل من هذه ويعض من هذه،
من أكل في قصعة ثم لعقها،
وبلفظ: تستغفر الصحفة للاحسها،
من أكل ما يسقط من السفرة،
من أكل طعام أخيه ليسره،
من أكل مع مغفور له غفر له،
الأكل في السوق دناءة،
طعام الواحد يكفي الاثنين،
القوت لمن يموت كثير،
البطنة تذهب الفطنة،
إن اللَّه يكره الحبر السمين.
كتاب البيوع إلى النكاح وفي أثنائه السودان والخدم.
كسب الحلال فريضة،
إن اللَّه يكره البطال،
سافروا تربحوا،
في الحركات البركات،
البلاد بلاد اللَّه والعباد عباد اللَّه فأي موضع رأيت فيه رفقاً فأقم،
شر البقاع الأسواق،
التاجر الجبان محروم،
أعينوا الشاري،
من أصاب من شيء أو من بورك له في شيء فليلزمه،
الجالب مرزوق والمحتكر ملعون،
لا تسعروا،
ما عز شيء إلا وهان،
الرزق مقسوم،
أبى اللَّه أن يرزق عبده إلا من حيث لا يعلم،
إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله،
إن اللَّه لا يعذب بقطع الرزق،
المعاصي تزيل النعم،
الصبحة تمنع الرزق،
إن من الذنوب ذنوباُ لا تكفرها الصلاة ولا الصوم ولكن يكفرها الهم بطلب المعيشة،
إن أحدكم يأتيه اللَّه برزق عشرة أيام في يوم،
انتظار الفرج عبادة،
لن يغلب عسر يسرين،
اشتدي أزمة تنفرجي،
تعرف إلى اللَّه في الرخاء يعرفك في الشدة،
السماح رباح،
والعسر شؤم،
اسمح يسمح لك،
إذا وزنتم فأرجحوا،
من اشترى شيئاً لم يره فهو بالخيار إذا رآه،
من أقال نادماً،
ملعون من زاد ولم يشتر،
لا بأس بالذواق عند المشتري،
من حمل سلعته فقد برئ من الكبر،
صاحب الشيء أحق بحمله،
من غشنا فليس منا،
حاكوا الباعة،
من فرق بين والدة وولدها،
من باع داراً أو عقاراً ولم يجعل ثمنه في نظيره فجدير أن لا يبارك له فيه،
من أصاب مالاً من نهاوش أذهبه اللَّه في نهابر،
ما اجتمع الحلال والحرام إلا وغلب الحرام الحلال،
لو كانت الدنيا دماً عبيطاً لكان قوت المؤمن منها حلالاً،
الدنانير والدراهم خواتيم اللَّه في أرضه من جاء بها قضيت حاجته،
القرض مرتين خير من الصدقة مرة،
لا هم إلا هم الدين ولا وجع إلا وجع العين،
الدين ولو درهم،
مطل الغني ظلم،
خياركم أحسنكم قضاء،
داروا سفهاءكم،
الشباب شعبة من الجنون،
عجب ربنا من شاب له صبوة،
إن اللَّه يحب الشاب التائب،
المسلمون على شروطهم،
لا ضرر ولا ضرار،
الخراج بالضمان،
الضامن غارم،
إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب اللَّه،
إن اللَّه يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه،
خير العمل ما نفع،
أكذب الناس الصباغون والصواغون،
بخلاء أمتي الخياطون،
على اليد ما أخذت حتى تؤديه،
صاحب الدابة أحق بصدرها،
ليس لعرق ظالم حق،
لا يدخل الجنة صاحب مكس،
لعن اللَّه سهيلاً فإنه كان عشاراً،
قدرة الشركة لا تغلى،
لا عذر لمن أقر،
شهادة المرء على نفسه بشهادتين،
أدَّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك،
طينة المعتِق من طينة المعتَق،
ويعبر عنه بالعبد من طينة مولاه،
إن نوحاً اغتسل في كون ولده اسود بدعائه عليه بالسواد،
إن الأسود إذا جاع سرق وإن شبع زنى،
وبلفظ: العبيد إذا جاعوا،
من أدخل بيته حبشياً أو حبشية أدخل اللَّه بيته رزقاً،
لو علم اللَّه في الخصيان خيراً ما أجبهم،
سيد القوم خادمهم،
من قطع سدرة،
قطع السدر،
تهادوا تحابوا،
العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه،
من أهديت له هدية وعنده قوم فهم شركاؤه،
وبلفظ: الهدية لمن حضر،
ما زال جبرائيل يوصيني بالجار،
الجار إلى أربعين،
لبس الخرقة الصوفية،
تعلموا الفرائض،
الخال وارث من لا وارث له،
من زوى ميراثاً عن وارثه زوى اللَّه عنه ميراثه من الجنة
كتاب النكاح وأبواب من متعلقاته.
تناكحوا تناسلوا،
شراركم عزابكم،
من تزوج فقد أحرز شطر دينه،
التمسوا الرزق بالنكاح،
أعلنوا النكاح،
أخفوا الختان،
النظر إلى الوجه الحسن يجلو البصر،
وهو مع آخر في الطب،
حبب إلي النساء والطيب،
الحرائر صلاح البيت والإماء هلاكه،
الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة،
ما استفاد المؤمن بعد تقوى اللَّه خيراً له من امرأة صالحة،
تنكح المرأة لمالها ولجمالها،
من تزوج امرأة لمالها أحرمه اللَّه مالها وجمالها،
إياكم وخضراء الدمن،
تخيروا لنطفكم،
المؤمن مؤتمن على نسبه،
لكل ساقطة لاقطة،
كن مع الخيرة منهن على حذر،
مولى القوم منهم،
ابن أخت القوم منهم،
الولد يشبه أخواله،
ما خلا قصير من حكمة ولا طويل من هبال،
السلطان ولي من لا ولي له،
الإسلام يعلو ولا يُعلى،
خيركن أيسركن صداقاً،
لا مهر أقل من عشرة دراهم،
من يخطب الحسناء يعط مهرها،
شر الطعام الوليمة،
خلقت المرأة من ضلع،
ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا بد له من معاشرته،
خياركم خياركم لنسائه،
كنت لك كأبي زرع لأم زرع غير أني لم أطلق،
علقوا السوط حيث يراه أهل البيت،
من لم يصلحه الخير أصلحه الشر،
ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء،
ما أخاف على أمتي فتنة أخوف عليها من النساء،
عفوا تعف نساءكم،
إن اللَّه كتب الغيرة على النساء،
من الإيمان،
من تشبع بما لم يعط فهو كلابس ثوبي زور،
طاعة المرأة ندامة،
هلكت الرجال حين أطاعت النساء،
شاوروهن وخالفوهن،
النساء حبائل الشيطان،
عقولهن في فروجهن،
شهوة النساء تضاعف على شهوة الرجال،
من عشق فعف فكتم فمات مات شهيداً،
من يمن المرأة تبكيرها بالأنثى،
الولد مبخلة مجبنة،
الولد سر أبيه،
لا تلد الحية إلا حية،
خيركم بعد المائتين الخفيف الحاذ،
أبغض الحلال الطلاق،
الطلاق يمين الفساق،
إن اللَّه يكره المطلاق الذواق،
لا أحب الذواقين ولا الذواقات،
إنما الطلاق لمن أخذ بالساق
كتاب الأيمان والرضاع والنفقات وفيه البناء زيادة على الكفاية واللباس والزينة.
الحلف حنث أو ندم،
من أراد أن يستحلف أخاه وهو يعلم أنه كاذب فأجل اللَّه أن يحلفه وجبت له الجنة،
من حلف باللَّه صادقاً كان كمن سبح اللَّه وقدسه،
اليمين على نية المستحلف،
الرضاع يغير الطباع،
إذا وسع اللَّه فأوسعوا،
أنفق أنفق عليك،
أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب،
أنفق بلالاً ولا تخش من ذي العرش إقلالاً،
الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة،
ما عال من اقتصد،
إن المعونة تأتي على قدر المؤونة،
ارض من الدنيا بالقوت،
القوت لمن يموت كثير،
وتقدم ما في الأطعمة والزهد،
ما أفلح صاحب عيال،
العائلة ولو بنت،
أنت ومالك لأبيك،
من بنى بناء فوق ما يكفيه كلف يوم القيامة أن يحمله،
من لبس ثوب شهرة،
من لبس نعلاً صفراء،
العمائم تيجان العرب،
إياكم وذي الأعاجم،
طي القماش يزيد في زيه،
تختموا بالزبرجد،
تختموا بالعقيق،
قص الأظفار،
من قص أظفاره مخالفاً لم ير في عينيه رمداً.
كتاب الأشربة والزنا واللواط والجنايات والحدود.
مدمن الخمر كعابد وثن،
الخمر أم الخبائث،
خير خلكم خل خمركم،
كل امرئ حسيب نفسه يشرب كل قوم فيما بدا لهم،
ساقي القوم آخرهم شرباً،
سؤر المؤمن شفاء،
الزنا يورث الفقر،
لا يدخل الجنة ولد زنية،
سحاق النساء زنا بينهن،
من مات من أمتي وهو يعمل عمل قوم لوط نقله اللَّه إليهم،
لو اغتسل اللوطي بماء البحر لم يجيء يوم القيامة إلا جنباً،
وبلفظ: المتلوط لو اغتسل،
من تزيى بغير زيه فقتل فدمه هدر،
لهدم الكعبة أهون من قتل المسلم،
بشر القاتل بالقتل،
السيف محاء للخطايا،
ما ترك القاتل على المقتول من ذنب،
من سلك مسالك التهم اتهم،
فضوح
الدنيا أهون من فضوح الآخرة،
إن اللَّه لا يهتك عبده،
الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما،
ادرؤوا الحدود بالشبهات،
أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود،
من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله،
لا تظهر الشماتة لأخيك فيعافيه اللَّه ويبتليك،
ظهر المؤمن قبلة،
إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه.
كتاب الجهاد والإمارة والقضاء والشهادات.
سيروا على سير أضعفكم،
الخير معقود بنواصي الخيل،
علموا بنيكم السباحة والرمي،
الجبن والجرأة غرائز،
كن خير آخذ،
الحرب خدعة،
يا خيل اللَّه اركبي،
لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به،
من آذى ذميّاً مقراً بعهده فأنا خصمه،
الرسول لا يقتل،
ما خلا يهوديان بمسلم إلا همَّا بقتله،
قدموا قريشاً،
وسيأتي مع: عالم قريش في الفضائل،
لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة،
إنما السلطان ظل اللَّه في الأرض،
لعمل العامل في رعيته يوماً واحداً أفضل من عبادة العابد ستين عاماً،
كلكم راع ومسؤول عن رعيته،
نعم الأمير إذا كان بباب الفقير،
من أتى السلطان افتتن في حديث أوله: من سكن البادية جفا،
وفيه: وما ازداد أحد من السلطان قرباً إلا ازداد من اللَّه بعداً ومضى في العلم مما يأتي هنا غير ذلك،
اسمعوا وأطيعوا كما تكونون يولى عليكم،
كما تدين تدان،
الناس على دين مليكهم،
الناس بزمانهم أشبه منهم بأبائهم،
الجزاء من جنس العمل،
الناس مجزيون بأعمالهم،
قوام أمتي بشرارها،
خاب قوم لا سفيه لهم،
من أعان ظالماً سلطه اللَّه عليه،
من اعتز بالعبيد أذله اللَّه،
كن مع الحق حيث كان،
قل الحق وإن كان مراً،
أمرت أن أحكم بالظاهر،
ما عزل من ولى ولده،
القضاة ثلاثة،
من جعل قاضياً ذبح بغير سكين،
لعن اللَّه الراشي والمرتشي والرائش،
أكرموا الشهود،
على مثل الشمس فاشهد،
الشاهد يرى ما لا يرى الغائب،
المسلمون عدول بعضهم على بعض،
من لعب بالشطرنج فهو ملعون،
اللعب بالحمام مجلبة للفقر،
عدو المرء من يعمل بعمله،
العداوة في الأهل
كتاب الفضائل.
عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة،
إن لإبراهيم الخليل ولأبي بكر الصديق لحية في الجنة،
قبر إسماعيل عليه السلام في الحجر،
أعطي يوسف شطر الحسن،
اجتماع الخضر وإلياس،
كنت أول النبيين في الخلق،
كنت نبياً وآدم بين الماء والطين،
ولدت في زمن الملك العادل،
ابن الذبيحين،
إحياء أبوي النبي صلى الله عليه وسلم،
ما من نبي إلا نبئ بعد الأربعين،
أنا من اللَّه والمؤمنون مني،
أنا أعرفكم باللَّه،
لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً،
ما أعلم ما خلف جداري،
أدبني ربي فأحسن تأديبي،
أنا أفصح من نطق بالضاد،
أوتيت جوامع الكلم،
أنا مدينة العلم وعلي بابها،
إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب،
إن الورد خلق من عرقه،
ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن ومن الملائكة إلا أن اللَّه أعانني فأسلم،
من رآني في المنام فقد رآني،
ما أوذي أحد ما أوذيت،
تسليم الغزالة،
خرافة،
طلب الاستقادة من النبي صلى الله عليه وسلم احتيالاً على رؤية بدنه الشريف،
سبابة النبي صلى الله عليه وسلم وأنها كانت أطول من الوسطى،
ما بعث اللَّه نبياً إلا عاش نصف ما عاش الذي قبله،
ما قبض اللَّه نبياً إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه،
لو عاش إبراهيم يعني ابن النبي صلى الله عليه وسلم لكان نبياً،
إن لأبي بكر الصديق لحية في الجنة في حديث أوله: إن لإبراهيم،
لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان الناس رجحهم،
أرحم أمتي بأمتي أبو بكر،
اللَّهم أعز الإسلام بأعز الرجلين عمر أو أبي جهل،
كل أحد أعلم أو أفقه من عمر قاله هو عن نفسه،
يا سارية الجبل،
سيد العرب علي،
علي بابها في حديث أوله: أنا مدينة العلم،
أقضاكم علي،
حمل على باب خيبر،
رد الشمس لعلي،
أمير النحل علي،
لما غسلت النبي صلى الله عليه وسلم اقتلصت ماء محاجر عينيه فشربته فورثت علم الأولين والآخرين قاله علي،
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة،
حسين مني وأنا من حسين،
قاتل الحسين في تابوت من نار،
قال لي جبريل إني قتلت بدم يحيى بن زكريا سبعين ألفاً وإني قاتل بدم الحسين سبعين ألفاً وسبعين ألفاً،
كل بني آدم ينتمون إلى عصبة
أبيهم إلا ولد فاطمة،
قوموا إلى سيدكم يعني سعداً،
ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر،
نعم العبد صهيب،
شهادة خزيمة بشهادتين،
سبقك بها عكاشة،
خير السودان ثلاثة بلال ولقمان ومهجع،
خذوا شطر دينكم عن الحميراء،
مثل أصحابي في أمتي كالملح في الطعام،
ما من أحد من أصحابي يموت بأرض إلا بعث قائداً لأهلها ونوراً،
من أسدى إلى هاشمي أو مطلبي معروفاً ولم يكافئه كنت مكافئه يوم القيامة،
عالم قريش يملأ الأرض علماً،
قدموا قريشاً،
أحبوا العرب،
آل محمد كل تقي،
الأبدال،
هرم بن حيان في مجيء سحابة عند الفراغ من دفنه،
أكرموا عمتكم النخلة،
الديك الأبيض صديقي،
لا تسبوا البرغوث،
مصر كنانة اللَّه في أرضه،
مصر أطيب الأرضين تراباً،
الجيزة روضة من رياض الجنة،
إذا جئت يا معاذ أرض الحصيب،
خير الناس قرني،
حسنات الأبرار سيئات المقربين.
كتاب البعث والنشور وما قبل ذلك من الفتن وغيرها.
لا تكرهوا الفتنة في آخر الزمان،
إنما بقي من الدنيا بلاء وفتنة،
هاروت وماروت وقصتهما مع الزهرة،
اتركوا الترك ما تركوكم،
دعوا الحبشة ما ودعوكم،
الدجال أعور العين اليمنى،
ويه اسم شيطان،
بيت المقدس أرض المحشر والمنشر،
لن يعجز اللَّه هذه الأمة من نصف يوم،
إن اللَّه يدعو الناس يوم القيامة بأمهاتهم،
الصراط كحد السيف،
البحر هو جهنم،
إنما حرُّ جهنم على أمتي كحرِّ الحمام،
تقول النار للمؤمن جز،
حفت الجنة بالمكاره،
دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها النساء،
عند جهينة الخبر اليقين.