المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الكتاب: المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على - المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة - جـ ١

[السخاوي]

فهرس الكتاب

‌الكتاب:

المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة

‌المؤلف:

شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت 902 هـ)

‌أصل التحقيق:

رسائل ماجستير، كلية الحديث الشريف، بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية

جـ 1: عبد المعطي بن عبد الرزاق البكور

جـ 2: حسام الدين بن أمين حمدان

جـ 3: إحسان الله بن عبد الوهاب مبارز البدخشي

جـ 4: عبد المولى عبد السلام سالم الهاشمي

جـ 5: سفيان بن فؤاد باسويدان

‌الناشر:

مكتبة الميمنة المدنية (المدينة النبوية)، دار الميمنة للنشر والتوزيع (سورية - دمشق)

‌الطبعة:

الأولى، 1439 هـ - 2017 م

ص: 1

أصل هذا التحقيق

رسالة علمية نوقشت في قسم علوم الحديث بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية

بتقدير: ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى

أشرف عليها: فضيلة الشيخ الدكتور عبد الصمد بن بكر آل عابد

وناقشها

فضيلة الأستاذ الدكتور: عبد الله بن محمد حسن دمفو

وفضيلة الدكتور: عبد الباري بن حمّاد الأنصاري

ص: 2

‌مقدمة

إنَّ الحمد لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا وسيِّئاتِ أعمالنا، من يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه.

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].

{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70، 71].

أما بعدُ، فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النارِ.

وبعدُ، فإنَّ الله عز وجل أرسلَ محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى الناسِ كافَّةً، وأنزل عليه الكتابِ تبيانًا لكلِّ شيءٍ؛ فقال تعالى:{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل: 89]، فكان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هو المبينَ عن اللهِ عز وجل أمرَه، وعن كتابِه معانيَ ما خوطبَ به الناسُ وما أرادَ الله عز وجل به، وما شرع من معاني دينِه وأحكامِه، قال تعالى:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44]، وقال سبحانه:{وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ} [النحل: 64].

ص: 5

فكان السبيلُ إلى معرفةِ معاني كتابِ اللهِ عز وجل ومعالمِ دينِه: الآثارَ الصحيحةَ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وعن أصحابِه الذين شهدوا التنزيلَ وعرفوا التأويلَ، رضي الله تعالى عنهم أجمعينَ.

ولأجلِ هذا حرص أهلُ العلمِ على تمييزِ صحيحِ الأخبارِ من سقيمِها، وتخليصِها مما دخلَ فيها وليس منها، لا سيَّما وقد راجت على ألسنةِ كثيرٍ من الناسِ أخبارٌ واهيةٌ ومكذوبةٌ، نُسِبَت إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وإلى أصحابِه رضي الله عنهم.

فقيَّض الله عز وجل لهذا الشأن أهلًا يذبُّون عن دينه وشرعه، وقام أهل الحديث يذودون عن حياض سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، فوضعوا المصنفاتِ لنفي الدخيلِ عن السُّنَّةِ، مما اشتَهَرَ من الأخبارِ على الأَلسِنَةِ.

ومن أجمعِ ما صُنِّفَ في هذا البابِ كتابُ الحافظِ السَّخَاويِّ رحمه الله، الموسومُ بـ "المقاصد الحسنةِ في بيانِ كثيرٍ من الأحاديثِ المشتهِرةِ على الألسِنةِ".

ولأهميَّةِ هذا الكتابِ ومكانةِ مصنِّفِه العلميَّةِ فقد قمنا بتحقيقه في مجموعةٍ من رسائل العالمية (الماجستير)، بقسم علوم الحديث، في كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية، بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية.

وقد أُجيزت جميع هذه الرسائل -بحمد الله وتوفيقه- بتقدير (ممتاز، مع مرتبة الشرف الأولى)، والحمد لله أولًا وآخرًا.

ثم الشكرُ موصولٌ للقائمين على هذه الجامعة المباركة، التي ما برحت تبثُّ العلم في شتى بقاع الأرض، فبارك الله في أعمالهم وأعمارهم، وسدَّد على طريق الخير والحق خطاهم.

ونتوجه بالشكر الجزيل والعرفان بالجميل إلى كلِّ من أسدى إلينا يدًا في عملنا هذا، وأعاننا بقليلٍ أو كثيرٍ، ونخصُّ بالذكر أصحاب الفضيلة المشايخ المشرفين على هذه الرسائل:

الشيخ: د. عبد الصمد بن بكر آل عابد.

والشيخ: أ. د. عبد الرحيم بن أحمد القشقري.

ص: 6

والشيخ: د. إبراهيم بن محمد نور بن سيف.

فجزاهم الله عنا خيرًا، وأجزل لهم الثواب، وبارك في أعمارهم وأعمالهم، ورفع درجاتهم في الدنيا والآخرة، وختم لهم بالخير والتوفيق.

واللهَ نسأل أن يجعل عملنا هذا خالصًا لوجهه الكريم، وأن يتقبله منا، وينفع به الإسلام والمسلمين.

سبحان ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

* * *

ص: 7

‌تمهيد

وفيه مبحثان:

المبحث الأول: التعريف بالمشهور وبيان أقسامه.

المبحث الثاني: المصنفات في الأحاديث المشتهرة.

ص: 9

‌المبحث الأول: التعريف بالمشهور وبيان أقسامه

‌تعريف المشهور لغة:

(المشهور) اسم مفعول من شَهَر الشَّيءَ، يَشهَرَه، إذا أظهره

(1)

، وشهرتُ الحديث إذا أفشيته، فاشتَهَر

(2)

. فالشُّهرةُ: ظهور الشيء ووُضوحه

(3)

.

وسمي الحديث بذلك لوضوحه

(4)

.

‌تعريف المشهور اصطلاحًا:

وأما الحديثُ المشهورُ في لسانِ المحدثينَ فإنه يُطلَقُ على معنَيَينِ:

الأول: وهو أشهرُ ذَينِكَ المعنَيينِ وأكثرُهما إطلاقًا وأوسعهما استعمالًا: وهو "ما شاع بين الناس واشتهر على الألسنة".

قال البرهانُ الجَعبَريُّ (732 هـ): "المشهورُ: الشائعُ عندَ الناسِ أو المحدِّثينَ أو الفقهاءِ أو الأصوليينَ"

(5)

.

(1)

انظر: "تهذيب الأسماء واللغات"(4/ 126).

(2)

انظر: "المصباح المنير" للفيومي (ص 445).

(3)

كذا أطلقه الجوهري في "الصحاح"(ص 705) وابن فارس في "مقاييس اللغة"(3/ 222). وقال الأزهري في "تهذيب اللغة"(6/ 80) وابن سيده في "المحكم"(4/ 132)، وابن الأثير في "النهاية" (1/ 902) وغيرهم:"الشهرة: ظهور الشيء في شُنْعَةٍ، حتى يشهره الناس". اهـ.

(4)

انظر: "نزهة النظر"(ص 46)، و"فتح المغيث"(3/ 389).

(5)

"رسوم التحديث"(ص 79)، وهو أول من وقفنا عليه عرَّفَ (المشهور) بهذا المعنى تعريفًا صريحًا، وكلُّ من قبله يحومون حول هذا المعنى، لكنهم لم يصرحوا به. والله أعلم.

ص: 11

وقال الحافظ: "المشهور يطلَقُ

على ما اشتَهَرَ على الألسِنَةِ"

(1)

.

وقال السخاويُّ: "كذلك المشهور أيضًا يقعُ على ما اشتَهَرَ على الألسنةِ، فيشملُ ما لَهُ إسنادٌ واحدٌ فصاعدًا، بل ما لا يوجدُ له إسناد أصلًا"

(2)

.

وقال السيوطي نحوًا كلامه في "التدريب"

(3)

.

وقال في "الألفية"

(4)

:

ويطلَقُ المشهورُ لِلَّذي اشتَهَرْ

في الناسِ مِن غيرِ شروطٍ تُعتَبَرْ

وفي كلام المتقدمين ما يشعر باستعمالهم لفظ "المشهور" بهذا المعنى:

قال الحاكم في "نوع: معرفة المشهور من الحديث" بعد أن ذكر أحاديثَ مشهورةً: "فهذه الأنواعُ التي ذكرنا من المشهورةِ التي يعرفُها أهل العلمِ، وقلَّ ما يخفى ذلك عليهِم، وهو المشهورُ الذي يستوي في معرفته الخاصُّ والعامُّ"

(5)

.

ويُشعرُ بذلك أيضًا ما ذكره ابنُ الصَّلاحِ في "معرفة المشهور من الحديث"؛ حيث قال: "وكما بلغَنا عن أحمدَ بنِ حنبلٍ رضي الله عنه أنه قال: "أربعةُ أحاديثَ تدورُ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الأسواقِ ليس لها أصلٌ: "من بشَّرني بخروجِ آذارَ بشرتُه بالجنةِ"

(6)

، و"من آذى ذِمِّيًا فأنا خصمُه يومَ القيامةِ"

(7)

، و"يومُ نحرِكم يومُ صومِكم"

(8)

، و"للسائلِ حقٌّ وإن جاءَ على فرسٍ"

(9)

.

ويغلب على هذا النوع من المشهور لقبُ (المشتهِر)، وعليه عامة من صنَّف في هذا الباب من أهل العلم.

والمعنى الثاني: وهو المعنى الخاص عند المحدثين؛ ولهم في ذلك تعريفان مشهوران؛

(1)

"نزهة النظر"(50).

(2)

"فتح المغيث"(4/ 13). وانظر: "الغاية في شرح الهداية"(141).

(3)

"تدريب الراوي"(2/ 173).

(4)

البيت رقم (198).

(5)

"معرفة علوم الحديث"(ص 92).

(6)

لم نقف عليه في غير كلام الإمام أحمد.

(7)

انظر: من الأصل.

(8)

انظر: من الأصل.

(9)

انظر: من الأصل.

ص: 12

أحدهما: ما ذكره ابن الصلاح عن ابن منده حيث قال: "الغريب من الحديث، كحديث الزهري وقتادة وأشباههم من الأئمة ممن يُجمع حديثُهم، إذا انفرد الرجل عنهم بالحديث يسمى غريبًا. فإذا روى عنهم رجلان وثلاثة واشتركوا في حديثٍ يسمى عزيزًا. فإذا روى الجماعة عنهم حديثًا سمي مشهورًا"

(1)

.

ومفهوم هذا، أن ما رواه أكثر من ثلاثة مطلقًا يسمى مشهورًا أيضًا، وهذا التعريف لا يفرق بين المشهور والمتواتر، ولذا صرح بأن من المشهور:"المتواترَ الذي يذكره أهل الفقه وأصوله"

(2)

.

ثم إنه لا يشترط عند ابن الصلاح ومن وافقه أن يكون العدد المذكور في جميع طبقات السند، بل يكتفى بطبقة واحدة، بحيث لا يمتنع أن يكون في غيرها من طباقه غريبًا، بأن ينفرد به راوٍ آخر عن شيخه. ودليل ذلك أنه مثَّل للمشهور بحديث:"إنما الأعمال بالنيات"، فقال إنه "غريب مشهور"، وذلك بوجهَين واعتبارَين

(3)

.

وقد مشى بعض المتقدمين -كأبي نعيم الأصبهاني- على هذا، فإنه قال في حديث سفيان عن عبد الله بن محمد بن عَقِيل، عن ابن الحَنَفِية، عن عليٍّ رفعه:"مفتاح الصلاة الطهور": إنه "مشهور لا نعرفه إلا من حديث ابن عقيل". فقال الحافظ ابن حجر: "إن مراده أنه مشهور من حديث ابن عقيل"، قال السخاوي:"فهذه الشُّهرة النِّسبية نظير الغرابة النِّسبية في قوله -فيما ينفرد به الراوي عن شيخه-: غريب"

(4)

.

والتعريف الثاني: -وهو المختار- ما ذكره الحافظ ابن حجر بقوله: "ما له طرقٌ محصورةٌ بأكثر من اثنين"

(5)

. فقوله (محصورة) يخرج به المتواتر، فإنه

(1)

"علوم الحديث"(ص 270)، وتبعه النووي كما في "تدريب الراوي"(2/ 632).

(2)

انظر: "علوم الحديث"(ص 267).

(3)

انظر: "فتح المغيث"(3/ 386). قال ابن الصلاح في "علوم الحديث"(ص 271): فإن إسناده متصف بالغرابة في طرفه الأول، متصف بالشهرة في طرفه الآخر.

(4)

انظر: "فتح المغيث"(3/ 386 - 387).

(5)

"نزهة النظر"(ص 46)، وانظر:"نخبة الفكر"(ص 30).

ص: 13

بلا حصر عددٍ معيَّن على الصحيح

(1)

. وقوله (بأكثر من اثنين) يخرج به العزيز والغريب.

وبعبارة أخرى، المشهور هو: ما رواه ثلاثة فصاعدًا، ما لم يجمع شروط التواتر

(2)

.

قال الحافظ ابن حجر: "وهو المستفيضُ على رأي جماعةٍ من أئمة الفقهاء، سُمِّى بذلك لانتشاره، من: فاضَ الماءُ يَفيضُ فَيضًا.

ومنهم من غايَرَ بين المستفيضِ والمشهور؛ بأنَّ المستفيضَ يكونُ في ابتدائه وانتهائه سواء، والمشهورَ أعمُّ من ذلك، ومنهم من غايَرَ على كيفيةٍ أخرى .. "

(3)

.

قال الحافظ السخاوي: "يعنى: بأنَّ المستفيضَ ما تلقَّته الأمةُ بالقبول، دونَ اعتبارِ عددٍ، ولذا قال أبو بكر الصَّيْرَفيُّ والقفَّال: إنه هو والمتواتر بمعنى واحدٍ"

(4)

.

‌أقسام الحديث المشتهِر (النوع الأول من المشهور):

سلك أهل الحديث مسالكَ شتى في تقسيم الأحاديث المشتهرة، والسبب في ذلك اختلافُ الحيثية الموجبة للتقسيم.

‌أ - فمن حيث الصحة وعدمها:

ينقسم إلى: مشهورٍ صحيحٍ، وغيرِه

(5)

.

فالصحيح؛ يعني: المحتجَّ به، الشامل للحسن

(6)

. وغيره؛ يعني: غير المحتج به، الشامل لجميع أنواع الضعيف.

(1)

وقد صرح بذلك في "النزهة"(ص 41 - 42).

(2)

كما في المصدر نفسه (ص 44).

(3)

المصدر السابق.

(4)

"فتح المغيث"(3/ 390).

(5)

انظر: "معرفة علوم الحديث"(ص 304 - 305)، و"علوم الحديث"(ص 265).

(6)

انظر: "فتح المغيث"(3/ 391) و"تدريب الراوي"(2/ 621).

ص: 14

فمثال المشهور الصحيح: حديث: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا

" الحديث.

وحديث: "من أتى الجمعة فليغتسل"

(1)

. وكلاهما في الصحيحين.

ومثال المشهور الحسن: حديث "طلب العلم فريضة على كل مسلم"، فقد قال المزي: إن له طرقًا يرتقي بها إلى رتبة الحسن

(2)

. وكذا حديث "من باع دارًا ولم يجعل ثمنها في مثلها، لم يبارك له فيه"، قال السخاوي: حديث حسن، ورد عن جماعة من الصحابة

(3)

.

ومثال المشهور الضعيف: حديث "من حفظ على أمتي أربعين حديثا بعث يوم القيامة فقيهًا"، فقد رُوي عن جماعة من الصحابة وليس له إسناد ثابت، كما قال البيهقي والنووي والحافظ

(4)

.

‌ب - ومن حيث الجماعة أو الطائفة التي يشتهر فيها:

ينقسم إلى أقسام:

1 -

مشهور عند أهل الحديث خاصة، كحديث أنس:"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرًا بعد الركوع يدعو على رِعْلٍ وذَكوان". أخرجه الشيخان من رواية سليمان التيمي، عن أبي مجلز، عن أنس. وقد رواه عن أنس جماعةٌ غير أبي مجلز، منهم: أنس بن سيرين وعاصم وقتادة. وعن أبي مجلز جماعة، وعن سليمان جماعة، بحيث اشتهر بين أهل الحديث خاصة، وقد يستغربه غيرُهم؛ لأن الغالب على رواية التيمي عن أنس، كونها بلا واسطة

(5)

.

(1)

ذكرهما الحاكم في "المعرفة"(ص 305)، وعنه السيوطي في "التدريب"(2/ 622).

(2)

المصدر نفسه (2/ 622)، وكذا حكاه عنه السخاوي في "المقاصد"(ص 276). وقد مثَّل به الحاكم "المعرفة"(ص 304) وابن الصلاح "المقدمة"(ص 205) للمشهور غير الصحيح، فقال البلقيني: المراد ما لم يبلغ رتبة الصحيح "محاسن الاصطلاح"(ص 450).

(3)

انظر: "الأجوبة المرضية"(ص 264) وقد توسع في تخريجه فيه.

(4)

انظره مع تخريجه برقم (1125).

(5)

انظر: "علوم الحديث"(ص 267)، و"الفتح"(3/ 395) و"تدريب الراوي"(2/ 623).

ص: 15

2 -

مشهور عند أهل الحديث والعلماء والعوام، كحديث:"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"

(1)

.

3 -

مشهور عند الفقهاء، كحديث:"أبغض الحلال عند الله الطلاق"، وحديث: "من سئل عن علم فكتمه

" الحديث، وحديث: "لا غيبة لفاسق"، وحديث: "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد" وغيرها

(2)

.

4 -

مشهور عند الأصوليين، كحديث:"رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" صححه ابن حبان، والحاكم بلفظ:"إن الله وضع"

(3)

، وحديث:"أمرت أن أحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر"

(4)

.

5 -

مشهور عند النحاة، كحديث:"نِعم العبدُ صهيبٌ، لو لم يخف الله لم يعصه"

(5)

.

وحديث: "الناس مجزيون بأعمالهم، إن خيرا فخير

"

(6)

، وحديث:"يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار"

(7)

.

6 -

مشهور عند أهل السير والمغازي، كحديث رضاعه صلى الله عليه وسلم في بني. سعد وقصة شقِّ صدره صلى الله عليه وسلم

(8)

.

(1)

انظر: "علوم الحديث"(ص 266)، و"الفتح"(3/ 395)، و"المقاصد" رقم (1025)، و"التدريب"(2/ 623).

(2)

انظر: "تدريب الراوي"(2/ 623 - 624)، وذكرها السخاوي في "المقاصد" بأرقام (10، 921، 1135).

(3)

"تدريب الراوي"(2/ 624). وذكره في "المقاصد" رقم (528) مشيرًا إلى شهرته عند الفقهاء أيضًا.

(4)

ذكره في "المقاصد" رقم (178) مشيرًا إلى شهرته عند الفقهاء أيضا.

(5)

"تدريب الراوي"(2/ 624). وذكره في "المقاصد" رقم (1259).

(6)

ذكره في "المقاصد" رقم (367).

(7)

وهو مشهور في كتب النحو، وقد استشهد به ابن مالك على لغة "أكلوني البراغيث" وسماه لغة "يتعاقبون فيكم ملائكة بالنهار". انظر:"شرح الكافية الشافية"(ص 581)، و"شرح ابن عقيل"(1/ 429).

(8)

انظر: "البداية والنهاية"(3/ 411 - 412) وقال ابن كثير عقبه: هذا الحديث قد روي من طرق أخر، وهو من الأحاديث المشهورة المتداولة عند أهل السير والمغازي.

ص: 16

7 -

مشهور عند العامة، كحديث:"من دل على خير فله مثل أجر فاعله" وهو في صحيح مسلم، وحديث:"اختلاف أمتي رحمة"، وحديث:"الخير عادة"

(1)

، وغيرها كثير.

* * *

(1)

ذكرها السخاوي في "المقاصد" بأرقام (39، 467 و 478).

ص: 17

‌المبحث الثاني: المصنفات فيه

جرت العادة في مبدأ التصنيف في كل فن من الفنون أن يكون مختلطًا مع غيره من أبواب العلم، غير متميز عنها، ثم ينضج التصنيف فيه تبعًا لتمايز العلوم من جهة، وتزايد الحاجة إليه من جهة أخرى؛ فيصبح له مصنفاته المفردة، الخاصة به دون غيره.

ولذا قسمنا الكلام في هذا المبحث إلى قسمين:

‌الأول: المصنفات التي تحوي كثيرًا من الأحاديث المشتهرة ولا تختص بها:

1 -

فأولها ما جاء عن ابن قتيبةَ رحمه الله (276 هـ) في "تأويل مختلف الحديث"

(1)

؛ حيث قال: "وقالوا في أحاديثَ موجودةٍ على ألسنةِ الناسِ: ليس لها أصلٌ، ومنها

".

2 -

ثم جاء علاءُ الدينِ ابنُ العطَّارِ؛ فعقد ضمن "فتاوى النووي"

(2)

بابًا جمع فيه أقوال النووي في أحاديثَ شائعةٍ.

3 -

ومنها ما جاء في "خاتمة سفر السعادة" للفيروز آبادي (ت 817 هـ) فقد ذكر فيها مجموعة من الأحاديث المشتهرة التي لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم

(3)

.

(1)

"تأويل مختلف الحديث"(ص 75).

واستفدنا هذا من مقدمة الدكتور محمد لطفي الصباغ لتحقيقه كتاب "الدرر المنتثرة"(ص 11).

(2)

"فتاوى النووي"(ص 118 - 132). وهذا استفدناه أيضًا من مقدمة الدكتور الصباغ.

(3)

انظر: "فهرس الفهارس" للكتاني (2/ 908).

ص: 18

وغيرها مما لا يختص بجمع الأحاديث المشتهرة على المعنى الذي تقدَّم.

‌الثاني: المصنفات التي تختص بجمع الأحاديث المشتهرة على الألسنة:

وفيما يأتي ذكر تلكم المصنفات، وسنرجئ الكلام عن المصنفات المتعلقة بالمقاصد إلى مبحث "عناية العلماء بالكتاب".

1 -

"أحاديث القصاص" وهي رسالة منسوبة لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله (ت 728 هـ).

وسميت أيضًا "أكاذيب القُصَّاص"، أو "أحاديث يرويها القصَّاص عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم" أو "رسالة في الأحاديث المتداولة بين الناس يذكرها القصَّاص"

(1)

. والسبب في اختلاف التسميات أن الرسالة ليست من جمع المؤلف، بل جمعها بعض تلامذته من أجوبته على أحاديث سئل عنها

(2)

.

والرسالة لا تراعي ترتيبًا معينًا، بل أقرب ما تكون إلى فتاوى حديثية، وأسلوبها مرسَل من غير تكلُّف ولا تنميق

(3)

.

وهذه الرسالة -مع صغر حجمها- ذات قيمة كبيرة من الناحية التاريخية؛ لأنها من أول الرسائل التي ألِّفت في الأحاديث المشتهرة الشائعة بين الناس بسبب القصاص وبتأثيرهم غالبًا. ومعظمها باطل مكذوب، وفيها ما لا يصل إلى هذه الدرجة، بل فيها حديث صحيح، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "بدأ الإسلام غريبًا

".

(1)

انظر: "الأثبات في مخطوطات الأئمة" شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن رجب (ص 45، 53 و 105).

(2)

ومما يؤكد أنها ليست من جمع المؤلف: اختلاف ترتيب أحاديثها والعبارة التي تفتتح بها.

(3)

ولمعرفة المزيد عن مزايا الرسالة ومنهج المؤلف فيها، انظر:"مقدمة الدكتور الصباغ"(ص 15 - 20).

ص: 19

والرسالة كانت أصلًا اعتمده الزركشي والسخاوي والسيوطي وغيرهم ممن ألف في الأحاديث المشتهرة، فأوردوا جل أحاديثها في مصنفاتهم، ونقلوا عبارات شيخ الإسلام فيها معزوة إليه تارة، وغير معزوة تارة أخرى

(1)

.

وقد طُبِعت أولًا ضمن مجموع فتاوى شيخ الإسلام (18/ 375 - 385).

ثم طبعت ثانيًا بتحقيق د. محمد لطفي الصباغ في المكتب الإسلامي، الأولى عام 1392 هـ، والثانية سنة 1405 هـ.

وطبعت ثالثًا بتحقيق أحمد عبد الله باجور، بالدار المصرية اللبنانية عام 1413 هـ، والطبعتان الأخيرتان بعنوان (أحاديث القصاص).

وعدد الأحاديث المسؤول عنها حسب ترقيم الصباغ (79) حديثا، وبترقيم باجور (77) حديثًا.

2 -

"اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة" أو "التذكرة بالأحاديث المشتهرة"، للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي (ت 794 هـ).

سماه مؤلفه بالاسم الأول كما في آخر مقدمته للكتاب، ولكنه اشتهر بالاسم الثاني. بدأ المؤلف كتابه بمقدمة نفيسة، بين فيها أهمية التأليف في هذا الباب، فقال:(أما بعد، فإن من النصيحة الواجبة في الدين: التنبيه على ما يشتهر بين الناس مما ألِفه الطبع، وليس له أصل في الشرع. وقد صنف الإمام تاج الدين الفزاري كتابا في تفقيه العوام وإنكار أمور قد اشتهرت بينهم لا أصل لها، أجاد فيها الانتقاد، وصان الشريعة أن يدخل فيها ما يخل بالاعتقاد، شكر الله صنعه، وأثاب جمعه. وقد رأيت ما هو أهم من ذلك: وهو تبيين الأحاديث المشتهرة على ألسنة العوامّ وكثير من الفقهاء الذين لا معرفة لهم بالحديث).

(1)

المصدر نفسه (ص 15 - 16) بتصرف.

وانظر أيضًا: مقدمة الصباغ على "التذكرة" للزركشي (ص 25) فقد بيَّن أن الزركشي اطلع على هذه الرسالة ونقل منها كثيرًا، وأورد معظم أحاديثها، بل نقل كلام شيخ الإسلام دون التصريح بالعزو إليه في كثير من المواضع. وقال:"ودرج من بعده من المؤلفين في الأحاديث المشتهرة على هذا الإغفال".

ص: 20

ففيه إشارة إلى ريادته في التأليف في الأحاديث المشتهرة، فقد توسع في تخريج أحاديثها، وأورد أسانيدها، وأقوال علماء الجرح والتعديل في بعض رواتها، وكلامهم عليها، فهو بهذا قد فتح الباب أمام طالب العلم الذي يريد التوسع في التحقيق والبحث

(1)

، وهذا لم يكن في رسالة شيخ الإسلام السابقة.

وقد تكلم الدكتور الصباغ على ملحوظات تتعلق بالكتاب، فبين منهج المؤلف فيه، ومزايا كتابه، مع بعض ما يؤخذ عليه، ومن أراد المزيد فليرجع إليه

(2)

.

والرسالة مطبوعة عدة طبعات.

* وهناك كتاب "اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة" الذي نسبه غير واحدٍ للحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله (ت 852 هـ).

ذكره عبد الوهاب عبد اللطيف في مقدمته على المقاصد، وذكره أيضًا الدكتور بدر العماش حفظه الله في كتابه حين بين مصادر السخاوي في "المقاصد"، فقال: (اعتمد السخاوي في مادة كتابه على مصادر كثيرة، وفي مقدمة هذه المصادر المصنفات في الحديث المشهور

) ثم ذكر في مقدمة تلك المصادر: اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة لشيخه ابن حجر، والتذكرة، وأحاديث القصاص

(3)

.

وفي هذا الكلام نظر مِنْ وجوه:

أولًا: عمدتهم في ذلك كلام العجلوني في مقدمته

(4)

، وقد نقل قبل هذا

(1)

مختصر من كلام المحقق في "مقدمته"(ص 29 - 31).

(2)

انظر: "مقدمة المحقق"(ص 31 - 37).

(3)

انظر: "الحافظ السخاوي وجهوده في الحديث وعلومه"(1/ 491 - 192).

(4)

قال في "مقدمة الكشف"(1/ 8 - 9): (

وضامًّا [أي: السخاوي] إليه [أي: المقاصد] مما في كتب الأئمة المعتبرين كاللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة لأمير الحفاظ والمحدثين من المتأخرين: الشهاب أحمد بن حجر العسقلاني

=

ص: 21

الكلام ثمانيةَ عشرَ سطرًا من مقدمة الكتاب المنسوب إلى الحافظ (انظر: ص 7 - 8)، وهي بحروفها موجودة في مقدمة الزركشي للتذكرة! فالكتاب كتاب الزركشي الذي سماه مؤلفه بهذا الاسم.

ثانيًا: لم ينسب أحدٌ هذا الكتاب إلى الحافظ ابن حجر قبل العجلوني، وهو متأخر عن الحافظ بثلاثة قرون تقريبًا. ولو كان السخاوي قد اعتمد عليه في المقاصد فلا بد أن يشير إليه ولو في موضعٍ واحدٍ في كتابه، لكنه لم يفعل، وإنما قال:(قال شيخنا) أو (قال شيخنا في بعض أجوبته) أو نحو ذلك. وقد وجدنا بعضها في "أجوبة الحافظ ابن حجر على أسئلة بعض تلامذته"، في المجموعتين الأولى والثانية، اللَّتَين حققهما الشيخ الدكتور عبد الرحيم القشقري.

ثالثًا: لم يذكر السخاوي في ترجمة شيخه -لما تكلم عن مصنفاته- أن له كتابًا في الأحاديث المشتهرة، لا بهذا الاسم ولا بغيره

(1)

، مع أنه لم يشاركه أحدٌ في كثرة ما قرأ من تصانيف الحافظ ومروياته عليه -كما صرح به في الضوء اللامع (2/ 40) - فَيبْعُد مع هذا أنه لم يعرفه.

ولعل سبب الوهم وجود حاشية للحافظ ابن حجر على النسخة الخطية لكتاب الزركشي -كما ذكره محققه مصطفى عبد القادر عطا-، فظُنَّ أنه من تصنيف الحافظ.

3 -

"المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة"، للحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت 902 هـ). وهو الكتاب الذي قمنا بتحقيقه، وسيأتي الكلام عليه في الفصل الثاني من القسم الأول إن شاء الله.

= وقال: واعلم أني حيث أقول (قال في اللآلئ) أو (ذكر فيها)، فالمراد به كتاب الحافظ العسقلاني المذكور

). اهـ.

(1)

انظر: "الجواهر والدرر"(2/ 657 - 693). وقد استقصى في ذلك بحيث ذكر المصنفات التي شرع فيها الحافظ ولم يتمها، بل هي مسوداتٌ في ورقات

فكيف يمكن أن يترك كتابا كاملًا!

ص: 22

4 -

"التخريج الصغير والتحبير الكبير"، للإمام يوسف بن حسن بن عبد الهادي المقدسي المعروف بابن المبرد (ت 909 هـ).

جمع فيه الأحاديث المشتهرة بين الناس مما ليس في صحيحي البخاري ومسلم، وكذا الأحاديث الغرائب التي لم تقع في كثير من الكتب المشهورة المتداولة، إلا أنه ترك بيان حال كثير من أحاديثها، فلم يبين صحتها من ضعفها.

ومع ذلك فقد حوى تصنيفُه جملةً وافرةً من النفائس والمهمات التي التقطها من المسانيد والمصنفات والمعاجم والأمالي والمشيخات والأجزاء وكتب التاريخ والطبقات والفوائد، ولم يزل كثير منها مفقودًا أو لم ير النور بعد.

وقد طبع الكتاب (عام 2011 م) بتحقيق نور الدين طالب في مجلد واحد، عن دار النوادر. ويبلغ عدد أحاديثه (1253) حديثًا

(1)

.

5 -

"الدُّرَر المُنتَثِرة في الأحاديث المشتهرة"، لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 هـ).

قال في مقدمته (ص 37): (وبعد، فإن من المهم بيان حال الأحاديث التي اشتهرت على ألسنة العامة ومن ضاهاهم من الفقهاء الذين لا علم لهم بالحديث، وبيان ما له أصل من ذلك من غيره. وقد ألف الشيخ بدر الدين الزركشي في ذلك كتابا لطيفًا، غير أنه محتاج إلى تنقيح وزيادة، وتنكيت وإفادة، فلخصته هنا مع زيادة الجم الغفير، ونبهت على ما فيه اعتراض من كلامه وتنفير، وميزتُ ما زدته بقولي (قلت) في أوله، وبـ (انتهى) في آخره. ورتبته على حروف المعجم ليكون أسهل في الكشف، وسميته:"الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة"

).

وترتيبه على الحروف مراعيا الحرف الأول فقط.

(1)

هذه المعلومات اختصرناها من كلام المحقق.

ص: 23

وبعد حرف الياء عقد فصلًا بعنوان: (فصل في أشياء لم تدخل في الحروف) وذكر (34) حديثا.

ثم ختمه بخاتمة وكأنها مختصرة من خاتمة المقاصد، لتشابه محتواهما إلى حدٍّ كبير.

وهو مطبوع عدة طبعات.

6 -

"الغمَّاز على اللمَّاز"، لنور الدين علي بن عبد الله السمهودي المدني (ت 911)

(1)

. والكتاب تجريد للموضوع والضعيف وما لا أصل له من أحاديث الدرر للسيوطي، كما ذكر ذلك في مقدمته.

وهي رسالة مختصرة جدًّا، اكتفى فيها بذكر الأحاديث والحكم عليها من غير تخريج. وهو مطبوع أيضا.

7 -

"التخريجات المختصرة للأحاديث المشتهرة"، تأليف: علي بن ناصر بن محمد الحجازي (ت بعد 915 هـ). مخطوط

(2)

.

8 -

"الدرة اللامعة في بيان كثير من الأحاديث الشائعة"، لشهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد السلام المنوفي (ت 931 هـ)، وهو تلميذ السخاوي، وكتابه تلخيص للمقاصد

(3)

ولم نقف عليه.

9 -

"الشذرة في الأحاديث المشتهرة"، لمحمد بن طولون الصالحي (ت 953 هـ)، اختصر فيه التذكرة والمقاصد والدرر

(4)

. وهو مطبوع.

(1)

انظر: "كشف الظنون"(2/ 1209)، و"هدية العارفين"(1/ 740)، و"الرسالة المستطرفة"(ص 191)، و"الأعلام"(4/ 307).

(2)

له نسخة على ميكروفيلم في مكتبة الجامعة الإسلامية برقم (856)، وانظر:"فهارس آل البيت"(1/ 353 رقم 248).

(3)

ذكره صاحب "كشف الظنون"(2/ 1780)، و"هدية العارفين" (1/ 141) وقال: إنه تلخيص من تمييز الطيب من الخبيث. وأبهم الكتاني اسمَ مؤلفه في "الرسالة المستطرفة"(ص 191).

(4)

انظر: "مقدمة الشذرة"(ص 17).

ص: 24

10 -

"البدر المنير في غريب أحاديث البشير النذير"، لعبد الوهاب بن أحمد بن علي الشعراني الشافعي (ت 973 هـ). انتخبها من جوامع السيوطي (الكبير والصغير وزوائده) مع المقاصد الحسنة

(1)

، وهو مطبوع.

11 -

"رسالة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة"، تأليف: المُلَّا علي القاري (ت 1014 هـ). مخطوط

(2)

، ولم نطلع عليه.

12 -

"مختصر الأحاديث المشتهرة على الألسنة وبيان الصحيح والحسن والضعيف والموضوع على الطريق الحسنة"، للقاري أيضًا. مخطوط

(3)

ويحتمل أنه نفس الذي قبله، والله أعلم.

13 -

"أجوبة الشنواني على الدرر المنتثرة" للسيوطي، تأليف: أبي بكر بن إسماعيل بن عمر الشنواني (ت 1019 هـ). مخطوط

(4)

.

14 -

"التذكرة المشهورة على الألسنة"، لمحمود بن صلاح الدين بن عيسى القباني المقدسي، تلميذ الرملي (ت 1043 هـ)

(5)

. لم نقف عليه.

15 -

"البدور المنورة في معرفة رتب الأحاديث المشتهرة"، لأحمد بن أحمد بن سلامة القليوبي (ت 1069 هـ). مخطوط

(6)

.

16 -

"الأحاديث المشتهرة"، تأليف: إبراهيم بن سليمان بن محمد

(1)

انظر: "الرسالة المستطرفة"(ص 192)، و "معجم المطبوعات" ليوسف سركيس (1/ 1130)، و"الأعلام"(4/ 180).

(2)

له نسخة في المكتبة المركزية بالرياض، برقم (1743)، وانظر:"فهارس آل البيت"(2/ 815 رقم 182).

(3)

له نسخة في دار الكتب القطرية، برقم (456 - الحديث وعلومه)؛ وأخرى في مكتبة عبد الله بن عباس بالطائف، برقم (3/ 166).

(4)

له نسخة في معهد المخطوطات العربية بالقاهرة (14 عن دار الكتب 1724 - الحديث).

(5)

انظر: "إيضاح المكنون"(1/ 277)، و"هدية العارفين"(2/ 415)، و"معجم المؤلفين"(3/ 800).

(6)

انظر: "فهارس آل البيت"(1/ 293 رقم 50)، و"معجم المؤلفين"(1/ 94).

ص: 25

الجينيني (ت 1108 هـ). مخطوط

(1)

.

17 -

"زيادات إتقان ما يحسن من بيان الأخبار الدائرة على الألسن"، للجينيني أيضًا. مخطوط

(2)

. ويحتمل أنه الذي قبله.

18 -

"الجوهرة النضرة في الأحاديث المشتهرة"، تأليف: إسماعيل بن عبد الباقي اليازجي (ت 1121 هـ). مخطوط

(3)

ولم نطلع عليه.

19 -

"النوافح العطرة في الأحاديث المشتهرة"، للشيخ محمد بن أحمد بن جار الله الصعدي اليمني المعروف بالمشحم الكبير (ت 1181 هـ)

(4)

، جمع فيه درر السيوطي ومختصر الزرقاني وتمييز ابن الديبع وزاد عليهما كثيرًا. وهو مطبوع

(5)

.

20 -

"أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب"، للشيخ محمد بن درويش الحُوت البيروتي (ت 1276 هـ)

(6)

، بترتيب ابنه عبد الرحمن، الذي قال في مقدمته: (إنني كثيرًا ما سئِلتُ من بعض المترددين عليَّ، الذين لهم حسن نظر إليَّ، عن فقرات اشتهرت بين الأنام، وتناقلها ألسنة الخاص والعام، هل هي من حديث سيد المرسلين، أم من كلام غيره من العالمين؟ فكنت أجيب عنها بما ذكره علماء هذا الفن، الذين بينوا أحاديثه صلى الله عليه وسلم

(1)

له نسخة على ميكروفيلم في مكتبة الجامعة الإسلامية برقم (461) ونسخة أخرى في مكتبة المخطوطات بجامعة الكويت برقم (6578)، وهي مصورة عن دار الكتب الظاهرية بدمشق.

(2)

له نسخة على ميكروفيلم في مكتبة الجامعة الإسلامية برقم (4588/ 19).

(3)

له نسخة في مركز الملك فيصل برقم (2686 - 2) وانظر: "فهرس مخطوطات المركز"(2/ 85)، و"فهارس آل البيت"(1/ 673 رقم 612).

(4)

انظر: "إيضاح المكنون"(2/ 682)، وسماه "النوافح المعطَّرة

"، و"هدية العارفين" (2/ 336) وسماه: "النوافح المعطرة والأحاديث المشتهرة" ولعله خطأ مطبعي.

(5)

انظر: "مقدمة المقاصد" لعبد الوهاب عبد اللطيف ص (ك)، و"دليل المؤلفات"(1/ 622).

(6)

انظر: "إيضاح المكنون"(1/ 81)، و"هدية العارفين"(2/ 377)، و"الرسالة المستطرفة"(ص 192)، و"الأعلام"(7/ 74)، و"معجم المؤلفين"(3/ 286).

ص: 26

وميزوا ضعيفها من الحسن، وكان والدي الشيخ محمد رحمه الله ممن عُنِي بهذا العلم الشريف، وألف به عدة تآليف، منها كتابه الذي جرد من مختصر الإمام العالم الشيخ عبد الرحمن اليمني رحمه الله

(1)

وزاد في آخره ذيلًا، ذكر فيه عدة أحاديث ليست في الأصل، ولكنه لم يرتبها على حروف المعجم، وكذلك ذكر في هامش النسخة التي بخطه أحاديث ليست في الذيل المذكور، وتكلم على بعض مآثر وفوائد ومطالب تتعلق بهذا الفن، فخدمة للعلم وتعميمًا للنفع تبادرت بطبع الكتاب المذكور، ورتبت جميع الأحاديث على حروف الهجاء تسهيلًا لتحصيلها، وألحقت تلك الفوائد والمآثر بآخر الكتاب تتميمًا للفائدة، وسميته:"أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب"

)

(2)

. وهو مطبوع.

21 -

"تحذير المسلمين من كثير من الأحاديث الموضوعة على سيد المرسلين"، لمحمد البشير ظافر الأزهري (ت 1325 هـ)، وهي رسالة في الموضوعات المشهورات، قال مؤلفها بعد الكلام على انتشار الموضوعات في زمنه (فلذلك عزمت على جمع الأحاديث الموضوعة المشتهرة على الألسنة في رسالة، أذكر فيها الأحاديث مرتبة على حروف المعجم، وسميتها: تحذير المسلمين من الأحاديث الموضوعة على سيد المرسلين

)

(3)

، وقد طبعت سنة 1321 هـ بمطبعة جريدة الراوي اليومية بمصر في (100 ص)، ولها مقدمة نافعة عن الأحاديث الموضوعة وما يتعلق بها.

22 -

"الكواكب المنتثرة في الأحاديث المشتهرة"، لمحمد بن إدريس القادري المغربي (ت 1350 هـ)، ذكره ابن سُودة في سل النصال

(4)

، ولم نقف عليه.

(1)

يعني: ابن الديبع في التمييز.

(2)

"مقدمة المرتب"(ص 15).

(3)

"المقدمة"(ص 3).

(4)

انظر: "موسوعة أعلام المغرب"(8/ 3003).

ص: 27

23 -

"رفع الجهالة والالتباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس"، لمحمد بن محمد بن حامد الجرجاوي المراغي (ت بعد 1355 هـ)، وهو مخطوط كما أشار إليه الزركلي

(1)

.

24 -

"المشتهر من الحديث الموضوع والضعيف والبديل الصحيح"، لعبد المتعال محمد الجبري (ت 1415 هـ).

قال في مقدمته: (

فهذه الرسالة في الحديث المشهور مما هو ضعيف أو موضوع، أقدمها تحذيرًا من رواية الموضوع وما لا أصل له، مما يجري على ألسنة الوعاظ الذين لا دراية لهم بالسُّنَّة

). وبين في المقدمة بعض المصطلحات الحديثية المستخدمة في الكتاب. والكتاب مرتب على الأبواب العلمية -سماها فصولًا-، فيه خمسة فصول (الإيمان - العلم والاجتهاد - السياسة والملك - اجتماعيات - العبادات)، وتحت كل فصل عناوين الموضوع. وكانت طريقته فيه مختصرة في التخريج والكلام على الأحاديث، وقد بدأ بالأحاديث الضعيفة والموضوعة في كل عنوان، ثم أتبعه بالبديل الصحيح، وهذه هي ميزة الكتاب. وهو مطبوع.

25 -

"أحاديث مردودة مشتهرة على ألسنة الناس"، للدكتور سعيد بن صالح الرقيب الغامدي.

وهي رسالة لطيفة ألفها مؤلفها لما رأى من كثرة الأحاديث التي اشتهرت عند الناس ولا يصح نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد بنوا عليها أحكامًا وعبادات ومفاهيم وأفكارًا. لم يتوسع المؤلف في التخريج وبيان العلل رغبة الاختصار، وقد يحيل إلى الكتب والمراجع التي استقى منها الحكم على الحديث. رتبه على الحروف وعدد أحاديثه (312) حديثًا. وهو مطبوع.

26 -

"أحاديث مقبولة مشتهرة على ألسنة الناس"، للمؤلف نفسه، وقد أشار إليه في مقدمة الكتاب السابق

(2)

.

(1)

"الأعلام"(7/ 81).

(2)

انظر: "المقدمة"(ص 3 - 5).

ص: 28

وتتميمًا للفائدة: هناك كتاب قد يدخل في هذا الباب ولم نقف عليه، ولا على من تعرض له، وهو:

27 -

"كشف الباس في كلمات يقولها كثير من الناس"، للعلامة محمد مكي بن عزوز التونسي (ت 1333 هـ)

(1)

. لم نقف عليه.

* * *

(1)

ذكره البغدادي في "إيضاح المكنون"(2/ 357).

وابن عزوز كان معاصرًا لعبد الحي الكتاني، وقد ترجم له في "فهرس الفهارس"(2/ 856 - 861)، ولم يذكر هذا الكتاب في مصنفاته.

ص: 29

القسم الأول:‌

‌ دراسة عن الحافظ السخاوي وكتابه "المقاصد الحسنة"

وفيه فصلان:

الفصل الأول: ترجمة موجزة للحافظ السخاوي.

الفصل الثاني: كتاب "المقاصد الحسنة".

ص: 31

‌الفصل الأول: ترجمة موجزة للحافظ السَّخَاوي

(1)

ويشتملُ على سبعةِ مباحثَ:

* المبحثُ الأولُ: اسمُهُ ونَسَبُه، ومَولِدُه ووفاتُه.

* المبحثُ الثاني: نشأتُه العلميَّةُ ورحلاتُه.

* المبحثُ الثالثُ: شيوخه.

* المبحثُ الرابعُ: تلاميذُه.

* المبحثُ الخامسُ: عقيدته ومذهبه الفِقهيُّ.

* المبحثُ السادسُ: مَنزلَته العِلمِيَّةُ وثناءُ العلماءِ عليه.

* المبحثُ السابعُ: مؤلَّفاته.

(1)

مصادر ترجمة السخاوي كثيرة، من أهمها ترجمته لنفسه في:"الضوء اللامع"(8/ 2 - 32)، وفي "التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة"(3/ 630)، وفي "الجواهر والدرر"(3/ 1146). وله كتابٌ مفردٌ صنفه في ترجمته الذاتية اسمه "إرشاد الغاوي"، أشار إليه في "التحفة اللطيفة"(3/ 630)، وقد طُبعَ. ومن أشهر مصادر ترجمته:

1 -

"نظم العقيان في أعيان الأعيان"(ص 152 - 153)، للسيوطي (911 هـ). وفيه حطٌّ على السخاوي، وذلك لما كان بينهما من منافسة ومنافرة -رحمهما الله-.

2 -

"النور السافر عن أخبار القرن العاشر"(ص 40 - 47)، لعبد القادر العيدروس (1038 هـ).

3 -

"الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة"(1/ 53 - 54)، للنجم الغزي (1061 هـ).

4 -

"شذرات الذهب في أخبار من ذهب"(10/ 23 - 25)، لابن العماد الحنبلي (1089 هـ).

5 -

"البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع"(701)، للشوكاني (1250 هـ).

6 -

"فهرس الفهارس والأثبات"(2/ 989 - 993)، لعبد الحي الكتاني (1382 هـ).

7 -

"الأعلام"(6/ 194 - 195)، لخير الدين الزركلي (1396 هـ).

ومن التراجم الحديثة المفردة للسخاوي رحمه الله:

1 -

"السخاوي مؤرخًا"، للدكتور عبد الله بن ناصر الشقاري (رسالة دكتوراه بجامعة الإمام).

2 -

"الحافظ السخاوي وجهوده في الحديث وعلومه"، للشيخ الدكتور بدر بن محمد العمَّاش، (رسالة دكتوراه بالجامعة الإسلامية).

ص: 33

‌المبحثُ الأولُ: اسمُهُ ونَسَبُه، ومَولِدُه ووفاتُه

‌اسمُه ونسبُه:

هو الحافظُ شمسُ الدِّينِ محمدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ محمدِ بنِ أبي بكرِ بنِ عثمانَ بن محمد السَّخَاوِيُّ القاهِريُّ. ويُكنى بـ "أبي الخير" و"أبي عبدِ الله".

والسَّخاويُّ نسبةٌ إلى"سَخَا": مدينة بأسفل مصر، وهي قصبة الكُورة الغربية

(1)

.

‌مَولِدُه:

أرَّخ الحافظ السخاوي مولده في شهر ربيع الأولِ من سنة إحدى وثلاثينَ وثمانمائةٍ بحارة بهاء الدين علو الدرب المجاور لمدرسة البلقيني

(2)

.

‌وفاتُه:

توفي بالمدينة النبوية

(3)

عصرَ يومِ الأحدِ سادسَ عشرَ

(4)

شعبانَ سنة اثنتين وتسعمائةٍ، وعمرُهُ إحدى وسبعونَ سنةً، وصُلِّي عليه بعدَ صلاةِ الصبحِ يوم الاثنينِ بالروضة الشريفة، ودُفِنَ بالبقيعِ بجوارِ الإمامِ مالكٍ.

(1)

"معجم البلدان"(3/ 196).

وهي الآن قريةٌ من قرى مركز كَفْر الشيخ بمديرية الغربية بمصر، وكَفْرُ الشيخِ يبعدُ عن القاهرة حوالي 17 كم. يُنظر:"الحافظ السَّخاوي وجهوده"(1/ 32).

(2)

"الضوء اللامع"(8/ 2).

(3)

على الأرجح. كما في "النور السافر" و"شذرات الذهب" و"البدر الطالع" وغيرها.

(4)

كما ذكر تلميذه جار الله بن فهد. نقله عنه الشوكاني في "البدر الطالع"(2/ 186). وقيل: في الثامن والعشرين. كما في "النور السافر"، و"شذرات الذهب".

ص: 35

‌المبحثُ الثاني: نشأتُه العلميَّةُ ورِحلاتُه

نشأ السخاويُّ في بيت علمٍ وفضلٍ، فأدخله أبوهُ المكتَبَ صغيرًا عند المؤدِّب الشرف عيسى بن أحمد المَقسي (865 هـ) فأقام عنده يسيرًا جدًا، ثم نقله لزوج أخته الفقيه الصالح البدر حسين بن أحمد الأزهري (878 هـ)، فقرأ عنده القرآنَ وصلى بالناسِ التراويحَ في رمضان بزاوية لأبي أمه الشيخ شمس الدين العدوي المالكي، ثم توجَّه به أبوه إلى الفقيه الشمس محمد بن أحمد الحريري (849 هـ)، فجوَّد عليه القرآن، وانتفع به في آداب التجويد وغيرها وعلق عنه فوائد ونوادر، وقرأ القرآن وجوَّده على غير واحدٍ من مشايخه، وحفظَ بعضَ "عمدةِ الأحكامِ"، ثم انتقل للعلامة الشهابِ بنِ أسدٍ فأكملَ عندَه حفظَها مع حفظِ "التنبيه"، و"المنهاج"، و"ألفية ابن مالك"، و"النُّخبة"، وقرأ عليه شيئًا من القراءاتِ.

ثم حفظَ "ألفية العراقي"، و"شرح النخبة"، وغالبَ "الشاطبية"، و"مقدمة الساوي" في العَروضِ، وسمع الكثيرَ من الجمعِ للسبعِ وللعشرِ على الزَّينِ رضوانَ العُقْبيِّ، ولازمَ البرهانَ ابنَ خضرٍ وقرأ عليه غالب "شرح الألفية" لابن عقيل، وسمع الكثيرَ من "توضيحِها" لابن هشام، وأخذ العربية أيضًا عن الشهابِ الأبدي المغربيِّ والجمالِ بنِ هشامٍ الحنبليِّ.

وأخذ الكثيرَ من الفقهِ عن العَلَم صالحٍ البُلقينيِّ وغيره، وأخذَ طرفًا من الفرائضِ والحسابِ والميقاتِ، وقرأ الأصولَ على الكمالِ ابنِ إمامِ الكامِلِيَّةِ، وحضر كثيرًا من دروسِ التقى الشُّمُنِّيِّ في الأصلينِ والمعاني والبيانِ والتفسيرِ، وقرأ عليه "شرحَه" نظمَ والدهِ للنخبةِ.

وسمع مع والده ليلًا الكثيرَ من الحديثِ على إمامِ عصرِه ووحيدِ دهرِه

ص: 36

أبي الفضلِ الشهابِ بنِ حجرٍ العسقلانيِّ، فكانَ أولُ سماعِهِ عليهِ في سنة ثمانٍ وثلاثينَ وثمانمائة -وعمره إذ ذاكَ سبعُ سنينَ-، ولازمَ مجلسَه حتى حملَ عنه علمًا جمًّا بحيث كان من أكثرِ الآخذينَ عنه، وأعانه على ذلك قربُ منزِله منهُ، فكان لا يفوتُه مما يُقرأُ عليه إلا النادرُ، وعلمَ الحافظُ شدَّةَ حرصِه على ذلك، فكان يرسلُ خلفَه أحيانًا بعضَ خدمه لمنزِله يأمرهُ بالمجيءِ للقراءةِ.

وقرأ عليه الاصطلاحَ بتمامِه، وسمع عليه جُلَّ كتبِه وأكثرَ تصانيفِه في الرجالِ وغيرِها، وأذن له في الإقراءِ والإفادةِ والتصنيفِ، وصلى به إمامًا التراويح في بعض ليالي رمضان، ولم ينفكَّ عن ملازمتِه ولا عدلَ عنه بملازمةِ غيرِه ولا ارتحلَ إلى الأماكن النائية، بل ولا حجَّ إلا بعدَ وفاتِه.

وبعد وفاةِ شيخه الحافظِ رحمه الله سافرَ لدمياطَ -وكان إذ ذاك ابنَ إحدى وعشرين سنة- فسمعَ بها، ثم توجَّه في البحرِ للحجِّ فلقي بالطورِ والينبوعِ وجُدَّةَ غيرَ واحدٍ أخذ عنهُم، ووصل لمكةَ أوائلَ شعبانَ فأقام بها إلى أن حجَّ، وقرأ بها على جمعٍ من أهل العلم؛ كأبي الفتحِ المراغيِّ، والبرهانِ الزَّمزَميِّ، والتقيِّ بن فهدٍ وغيرهم.

وقرأ في رجوعِه بالمدينةِ النبوِيَّةِ على البدرِ بنِ فرحونَ وغيرِهِ من أهلِ العلمِ.

ثم رجعَ للقاهرةِ، ثم توجَّه لمنوفٍ العُليا، ثم إلى فيشا الصُّغرى، ثم ارتحل إلى الثغرِ السَّكَندَريِّ ودَسوق والمحلَّةِ وسَمَنُّود وغيرها من الديار المصرية.

ثم ارتحلَ إلى حلب، وسمع في توجهه إليها بسرياقوسَ والخانقاه وبلبيس وغزةَ والمجدَلِ والرملةِ وبيتِ المقدسِ والخليلِ ونابُلُسَ ودِمَشقَ وصالحيَّتِها والزبداني وبعلَبَكَّ وحمصَ وحماةَ وحلب وجبرين ثم بالمعَرَّة وطرابُلُسَ وغيرها من ديار الشام. وقال رحمه الله في ترجمته لنفسه: وكلما انتهى حفظه لكتابٍ عرضه على شيوخ عصره.

وقد زادَ عددُ الأماكنِ التي ارتحلَ إليها من البلاد والقرى على الثمانينَ.

ص: 37

وكانت هذه رحلاته زمنَ الطَّلَبِ، وارتحل بعدها أربع مراتٍ حجَّ فيها وجاور بمكة، كان آخرها سنة ستٍّ وتسعين

(1)

، رجع بعدها إلى المدينة ولم يزل بها إلى أن توفي.

* * *

(1)

"الضوء اللامع"(8/ 2 - 10) باختصار.

ص: 38

‌المبحثُ الثالثُ: شيوخه

تقدَّم ذكرُ جماعةٍ من شيوخه الذين أخذ عنهم في المبحث السابق، وقد ذكر السخاويُّ أنَّ عددَ من أخذ عنه من الشيوخِ بمصرَ وحدَها أكثرُ من أربعمائةِ شيخٍ

(1)

، وعددَ من أخذَ عنه عامةً يزيد على ألفٍ ومائتي نفسٍ

(2)

.

ويرجع سببُ كثرةِ شيوخِهِ إلى بدئه بطلب العلم في سنٍّ مبكرةٍ بعناية والدِه المباركة، وإلى حرصه الشديد على التحصيل والسماع، ثم إلى ارتحاله وتطوافه في البلاد طالبًا لقاء أهل العلم ومشافهتهم به.

وقد ذكر أنه أفرد كتابًا في تراجم من أخذ عنهم على حروف المعجم سماه "بغية الراوي بمن أخذ عنه السخاوي"

(3)

، وأفرد أيضًا رحلاته الثلاث: السكندرية والحلبية والمكية مع تراجم كلٍّ منها، وصنفَ أيضًا "الثَّبَتَ المصريَّ"

(4)

.

ولكثرة عدد شيوخِ السخاوي، فإننا سنقتصر على ذكرِ أبرزِهم -بحسب وفياتهم-:

1 -

محمد بن أحمدَ بنِ عمرَ، الشمسُ النحريريُّ ثم القاهريُّ الشافعيُّ المؤدِّبُ الضَّريرُ، المعروف بالسعوديِّ (849 هـ)

(5)

.

2 -

عزُّ الدين أبو محمد عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحيم بن علي المصريُّ الحنفيُّ المعروف بابنِ الفرات (851 هـ)

(6)

.

(1)

"الضوء اللامع"(8/ 7).

(2)

"الضوء اللامع"(8/ 10).

(3)

"الضوء اللامع"(8/ 16).

(4)

المصدر السابق.

(5)

ترجمته في: "الضوء اللامع"(4/ 186).

(6)

انظر ترجمته في: "الضوء اللامع"(7/ 30).

ص: 39

3 -

أبو الفضل شهابُ الدينِ أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني الشافعي، المعروف بالحافظ ابن حجر (852 هـ).

4 -

علمُ الدين أبو البقاءِ صالحُ بن عمر بن رسلان بن نصير الكناني العسقلاني المعروف بابن البُلقينيِّ (868 هـ)

(1)

.

5 -

شرفُ الدين أبو زكريا يحيى بن محمد بن محمد بن أحمد الحدادي المناوي الشافعي، المعروف بالمُناوي (871 هـ)

(2)

.

6 -

أحمدُ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ حسنٍ التقيُّ أبو العباسِ التميميُّ الداريُّ القاهريُّ، المعروف بالشُّمُنِّيِّ

(3)

(872 هـ).

7 -

زين الدين وشرف الدين أبو العدل قاسم بن قُطْلُوبُغا بن عبد الله الجَمَّالي الحنفي (879 هـ)

(4)

.

* * *

(1)

ترجمته في: "الضوء اللامع"(3/ 213).

(2)

ترجمته في: "الضوء اللامع"(10/ 254).

(3)

بضمِّ المعجَمَةِ والميمِ، ثم نونٌ مشدَّدةٌ. كما في ترجمته من:"الضوء اللامع"(2/ 174).

(4)

ترجمته في: "الضوء اللامع"(6/ 184).

ص: 40

‌المبحثُ الرابعُ: تلاميذُه

كان السخاويُّ رحمه الله إمامًا من أئمة عصره بلا مدافعة، أقرَّ له بذلك الموافقُ والمخالفُ، وشهِدَ بفضله وعِلمه القاصي والداني، لا سيما في علم الحديث وفنونه، فهو المقدَّمُ فيه من أصحابِ الحافظِ ابنِ حجر، كما شَهِدَ له بذلك الحافظُ نفسه

(1)

، فلهذا كثُرَ الآخذون عنه من طلبة العلم، وقصدوه من كل حَدبٍ وصَوب.

ولكثرة الآخذين عنه فإننا سنقتصرُ على ذكرِ أشهر من أخذَ عنهُ ولازمَهُ:

1 -

ابن أبي حرفوش أحمد بن محمد بن محمد أبو العباس الأبشيهي (بعد 850 هـ)

(2)

.

2 -

أبو الغيث محمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدٍ النبهانيُّ الخانكيُّ قاضيها الشافعيُّ (891 هـ)

(3)

.

3 -

أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن رجب الشهاب الطوخي ثم القاهري الشافعي، يُعرف بـ"ابن رجب"(893 هـ)

(4)

.

4 -

أبو فارس عبدُ العزيزِ بن عمرَ بنِ محمدِ بن محمدٍ الهاشميُّ المكيُّ الشافعيُّ، المعروف بـ "ابنِ فهدٍ المكي"(921 هـ)

(5)

.

(1)

كما سيأتي في مبحث "منزلته العلمية وثناء العلماء عليه".

(2)

انظر ترجمته في: "الضوء اللامع"(2/ 187).

(3)

ترجمته في: "الضوء اللامع"(11/ 121).

(4)

انظر ترجمته في: "الضوء اللامع"(2/ 121).

(5)

ترجمته في: "الضوء اللامع"(4/ 224).

ص: 41

5 -

أبو العباسِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أبي بكرٍ القُسطلانيُّ

(1)

المصريُّ الشافعيُّ (923 هـ).

6 -

أبو محمد عبدُ الرحمنِ بنُ عليِّ بنِ محمدٍ الشيبانيُّ الزَّبِيديُّ الشافعيُّ، المعروف بـ"ابنِ الدَّيبَع"

(2)

(944 هـ).

* * *

(1)

بضم القاف، كما في "تاج العروس"(30/ 251)، وترجمته في:"الضوء اللامع"(2/ 103).

(2)

بمهمَلةٍ مفتوحةٍ، بعدها تحتانيَّةٌ، ثم موحَّدةٌ مفتوحةٌ، وآخره مهملةٌ. كما في "الضوء اللامع"(4/ 104).

ص: 42

‌المبحثُ الخامسُ: عقيدته ومذهبه الفِقهيُّ

وفيه مطلبان:

‌المطلب الأول: عقيدته.

المطلب الثاني: مذهبه الفقهي.

* * *

المطلب الأول: عقيدتُه

(1)

نشأ الحافظُ السخاويُّ -كما يظهر من تراجم شيوخه وأهل عصره ومِصره- في بيئةٍ سادَت فيها عقيدةُ الأشاعرة، وقُرِّرَت هذه العقيدة على أنها عقيدةُ أهلِ السُّنَّةِ والجماعة، فالتَبَسَ الحقُّ بالباطل، واعتُقِدَ في صفاتِ الله -جل وعلا- غيرُ المذهبِ الحقِّ.

وقد عُلِمَ أنَّ طريقةَ سلفِ الأمةِ وأئمَّتِها إثباتُ ما أثبَتَه اللهُ لنفسه وما أثبته له رسولُه صلى الله عليه وسلم من الصفات من غير تكييفٍ ولا تمثيل، ومن غيرِ تحريفٍ ولا تعطيل

(2)

. كما أنَّ الطرقَ الصوفيَّةَ قد ذاعَ صيتُها وانتَشَرَت في البلدِ الذي نشأ فيه السَّخاوي، وقلَّما ينجو أحدٌ من الانتسابِ إلى تلك الطرقِ، فضلًا عن أنْ يسلمَ من التأثُّرِ بها.

(1)

يُنظر في هذا المبحث: "الحافظ السخاوي وجهوده في الحديث وعلومه"(1/ 141 - 153)

(2)

انظر: "الرسالة التدمرية"(ص 7).

ص: 43

فكان لهذه البيئة أثرٌ على عقيدة السخاويِّ رحمه الله ظهرت معالِمُ هذا الأثر في جوانب من اعتقادِه، نُشير -فيما يأتي- إلى شيءٍ منها بإيجازٍ:

‌ففي الأسماء والصفات:

نشأ السخاوي وتربَّى على عقيدةِ الأشاعرةِ: فكان يعتقدُ أنَّ ظواهرَ نصوصِ الصفاتِ الخبرية تقتضي التشبيهَ والتجسيمَ وإثباتَ الجوارحِ والأعضاءِ -تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا-، ويرى أنه لا بدَّ من تأويلِها وصرفِها عن ظواهرِها، وأنَّ الواجبَ تجاه أحاديثِ الصفاتِ أنْ لا تُروى إلا لأهلها خوفَ الافتتان والضلال

(1)

.

وذكر في ترجمة أحمد بن ناصر الباعوني الشافعي عدة أبيات من قصيدةٍ له في الاعتقاد -ولم يتعقَّبه-، ومَفَاد هذه الأبيات: إثبات الصفات السبع -وهي صفات المعاني- التي يُثبتها الأشاعرة -ولا يُثبتون غيرها-، وذكر في هذه الأبيات أنَّ كلام الله قديمٌ قائمٌ بذاته

(2)

.

كما أنَّه على عقيدتِهم في مسألةِ رؤيةِ اللهِ عز وجل يومَ القيامةِ، فيقول بأنَّ اللهَ تعالى يُرى لا في جِهَةٍ

(3)

.

وقد أوَّل صفة الرحمة لله تعالى، بإرادة الخير بعبيده

(4)

.

ويقول بنفي الجهة عن الله تعالى

(5)

، وهي من الألفاظ المجملة التي لم يتعرَّض لها السلف الصالح إثباتًا أو نفيًا، وقد جَرَت عادةُ من ينفي الجهة عن الله أن ينفيها فِرَارًا من إثبات العلو لله تعالى.

(1)

انظر: "فتح المغيث"(3/ 271).

(2)

"الضوء اللامع"(2/ 232).

(3)

انظر: "الغاية في شرح الهداية"(2/ 559).

(4)

انظر: "فتح المغيث"(1/ 13).

(5)

انظر: "فتح المغيث"(3/ 350).

ص: 44

‌وفي توحيد الألوهية:

ففيما يتعلق بالتوسل والتبرك:

يرى السَّخَاويُّ جوازَ التوسُّلِ بالأنبياءِ والصالحينَ

(1)

.

ويرى أيضًا جوازَ التبرُّكِ بالصالحينَ وآثارِهم

(2)

، بل وبقبورهم؛ فقال في ترجمة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه من "التحفة اللطيفة":"وجُعِلَ على قبره قُبة، فهو يُزار ويُتبرك به وبمحلِّه"

(3)

.

‌وفي التصوُّف:

تأثَّر السَّخاويُّ أوَّل أمره بالصوفية وكان معهم، ولبس الخِرْقَة من عددٍ من مشايخه، وألْبَسَها لغيره، وقال:"نعم قد دخلتُ في إجازةِ خلقٍ من المُعتَبَرين هي إلى الخصوص أقرب، وهي الاستجازة لأبناء صوفية الخانقاه البِيْبَرْسَيَّة، وكنتُ إذ ذاك منهم"

(4)

.

ويُفهم من قوله: وكنتُ إذ ذاك منهم: أنه رَجَعَ عن التصوَّفِ، أو أنه لم يدخلْ في التصوُّفِ الغالي، ويدلُّ على ذلك أنه ألَّفَ كتابَ "القول المُنْبي في ترجمةِ ابنِ عربي"، و"الكفاية في طريق الهداية" في الردِّ على الاتحادية، وأيضًا فقد انتَقَدَ كثيرًا من المُتَرجمين في "الضوء اللامع" بسبب سلوكهم هذا المسلك وانتحالهم هذا المذهب.

‌وفي جانب البدع:

يرى السَّخاوي أنَّ البدعةَ لها الأحكامُ الخمسةُ

(5)

؛ وعليه فإنَّ في

(1)

كما في "ارتياح الأكباد"، وكما يُفهم من ترجمته لمحمد بن محمد بن عبد الله ابن إبراهيم المسوفي المدني المالكي في "الضوء اللامع"(9/ 115)، وكما في خطبة كتابه "التماس السعد"، وللتوسع يُنظر:"الحافظ السخاوي وجهوده"(1/ 144).

(2)

كما في ترجمة إبراهيم بن رجب بن حماد الكلابي من "التحفة اللطيفة"(1/ 114).

(3)

"التحفة اللطيفة"(1/ 532).

(4)

انظر: "فتح المغيث"(2/ 421).

(5)

"الأجوبة المرضية"(3/ 1089).

ص: 45

الدِّينِ بدعةً حسنةً: فحسَّن بدعةَ جهرِ المؤذِّنِ بالصلاةِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم عقبَ الأذانِ

(1)

.

وحسَّن أيضًا بدعةَ إقامةِ المولدِ، مع إقرارِه أنها لم تُنقَلْ عن أحدٍ من السلفِ

(2)

!

‌المطلب الثاني: مذهبُه الفِقهيِّ

هو شافعيُّ المذهبِ كما صرَّح بذلك في ترجمته لنفسه في "الضوء اللامع"

(3)

، وكذا كلُّ من ترجم له من بعده.

ويدلُّ على ذلك أيضًا ذكرُه للشافعيِّ بلفظ: "إمامنا"

(4)

.

ويظهر ذلك أيضًا في نشأته العلمية والكتب التي درسها

(5)

.

* * *

(1)

"القول البديع"(ص 280).

(2)

"الأجوبة المرضية"(3/ 1116).

(3)

"الضوء اللامع"(8/ 2)، وصرَّح بذلك أيضًا في "فتح المغيث"(2/ 32).

(4)

كما في الأحاديث (8، 15، 223) من هذا الكتاب، وكما في سائر كتبه.

(5)

كما سبق في مبحث "نشأته العلمية".

ص: 46

‌المبحثُ السادسُ: مَنزِلَته العِلمِيَّةُ وثناءُ العلماءِ عليه

حَظِيَ السخاويُّ رحمه الله بمنزلةٍ علميةٍ رفيعةٍ بين أهل العلم من لدن عصره إلى يومنا هذا، أقرَّ له بذلك الموافقُ والمخالفُ، وكَثُرَت كلماتُ أهل العلم -من شيوخه وأقرانه وتلاميذه وغيرهم- في الثناء عليه، والشهادة له بالفضل والعلم والتقدُّم والإمامة فيه، لا سِيما علمِ الحديثِ.

ومما يدلُّ على ذلك:

1 -

أنه قد أذِنَ له عددٌ من شيوخه بالإفتاء والتدريس والإملاء في وقتٍ مبكرٍ، بل كان كثيرٌ منهم يُرسلُ له بالفتاوى أو يسألهُ مشافهةً، بل ربما أخذ بعضهم عنه

(1)

.

2 -

إذنُ الحافظ ابن حجر له بالإقراء والإفادة والتصنيف، وقد تقدَّم أنَّ الحافظَ ابن حجر توفي وللسخاوي إحدى وعشرون سنةً، فدلَّ ذلك على نبوغه وهو صغير.

3 -

ثناء العلماء -المعاصرين له ومن جاء بعدهم- عليه، فمن ذلك:

قال الحافظُ ابنُ حجر: "الشيخ المبارك الفاضل المحدث البارع النبيه المُفنّن الأوحد المُكثر المُفيد المُحصِّل المجيد في الطلب الجميل"

(2)

، وقال أيضًا: "إنه أنبه طلبتي الآن

(3)

، وليس في جماعتي مثله"

(4)

. وقام الحافظ بتقريظِ غير واحدٍ من تصانيفِ السخاوي.

وشهدَ الزينُ بنُ قُطلُوبُغا أنَّ الحافظَ شافهه بأنَّ السخاويَّ أنبهُ طلبته،

(1)

انظر: "الضوء اللامع"(8/ 5).

(2)

"إرشاد الغاوي".

(3)

"الضوء اللامع"(8/ 20).

(4)

"الضوء اللامع"(2/ 40).

ص: 47

وقال: "حتى كان ينوِّهُ بذكرِه، ويعرِّفُ بعَلِيِّ فخرِه ويرجِّحُه على سائرِ جماعتِه المنسوبينَ إلى الحديثِ وصناعتِه كما سمعتُه منه وأثبتُّه بخطي قبلُ عنه"

(1)

.

ونقل البدرُ بنُ القطانِ عن الحافظ أنه سُئِلَ: من أمثلُ الجماعةِ الملازمينَ لكم في هذه الصناعة؟ فأشار إلى السخاويِّ وقال: "إنه مع صغرِ سنِّهِ وقُربِ أخذِهِ فاقَ مَن تقدَّمَ عليه بجِدِّه واجتهادِه وتحرِّيه وانتقاده، بحيثُ رجوتُ له وانشرحَ لذلك الصَّدرُ أن يكونَ هو القائمَ بأعباءِ هذا الأمرِ"

(2)

.

وقال فيه التقيُّ بن فهد المكي: "زينُ الحفاظِ، وعمدةُ الأئمةِ الأيقاظِ، شمسُ الدنيا والدينِ، ممن اعتنى بخدمةِ حديثِ سيِّدِ المرسلينَ، اشتَهَرَ بذلك في العالمَينَ على طريقةِ أهلِ الدينِ والتقوى، فبلغ فيه الغايةَ القُصوى"

(3)

.

وقال قاسم بن قُطْلُوبُغا: "وهو الذي لم يزل قائمًا من السُّنَّةِ بأعبائِها، ناصِبًا نفسَه لنشرِها وأدائِها، محقِّقًا لفنونِها ومضمونِ عيونِها، مع قلةِ المعينِ والناصرِ، والمجاري له في هذا العلمِ والمذاكرِ، لا يفتُرُ عن ذلكَ طرفةَ عينٍ، ولا يشغلُ نفسَه بغِيبَةٍ ولا مَينٍ"

(4)

.

وقال البرهان الباعوني: "الشيخُ الإمامُ، الحائزُ لأنواعِ الفضلِ على التمامِ، الحافظُ لحديثِ النبيِّ -عليه أفضلُ الصلاةِ والسلام-، أَمتع الله بحياته وأعادَ على المسلمين من بركاته، هو الآنَ من الأفرادِ في علمِ الحديثِ الذي اشتهَرَ فيه فضلُه، وليس بعدَ شيخِ الإسلامِ ابنِ حجرٍ فيه مثلُه .. "

(5)

.

* * *

(1)

"الضوء اللامع"(8/ 20).

(2)

المصدر السابق.

(3)

المصدر السابق.

(4)

المصدر السابق (8/ 21).

(5)

المصدر السابق.

ص: 48

‌المبحثُ السابعُ: مؤلَّفاته

يُعدُّ السَّخاوي رحمه الله مكثرًا من التصنيف؛ فقد تجاوزت مصنفاته المئتين، ولعلَّ السبب في ذلك يعود إلى بدايته المبكرة في التصنيف؛ فقد شرع فيه قبل سنة ثمانمائة وخمسين

(1)

، وهو آنذاك لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره، وعاش بعد ذلك ما يُقارب اثنتين وخمسين سنة، إضافةً إلى تقلُّده التدريس في مدارس القاهرة، مما أعانه على التأليف، إلى غير ذلك من الأسباب

(2)

.

وهو مع كثرة مصنَّفاته موصوف بالضبط والإتقان، شهد له بذلك شيوخه، وقرَّظ له جماعةٌ منهم جملةً منها

(3)

، منهم الحافظ ابن حجر، كما تقدم عنه في المبحث السابق.

وقد صنف السخاويُّ في فنونٍ شتى، ولكثرة مؤلفاته فإننا سنقتصر على ذكر الأشهر منها

(4)

، فمن ذلك:

1 -

"الأجوبة المرضية عما سئل عنه السخاوي من الأحاديث النبوية". مطبوع.

2 -

"الأحاديث البلدانيات". مطبوع.

3 -

"ارتياح الأكباد بأرباح فقد الأولاد". مطبوع.

(1)

كما في "الضوء اللامع"(8/ 15).

(2)

يُنظر: "الحافظ السخاوي وجهوده في علوم الحديث"(1/ 161 - 162).

(3)

"الضوء اللامع"(8/ 19).

(4)

ومن أراد التوسع فليرجع لكتاب "الحافظ السخاوي وجهوده في الحديث"(1/ 170 - 382).

ص: 49

4 -

"استجلابُ ارتقاءِ الغُرَفِ بحبِّ أقرباءِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم وذوي الشرف". مطبوع.

5 -

"الإعلان بالتوبيخ لمن ذمَّ التاريخ". مطبوع.

6 -

"بذل المجهود في ختم سنن أبي داود". مطبوع.

7 -

"بغية الراغب المتمني في ختم سنن النسائي رواية ابن السني"، مطبوع.

وألَّف السخاويُّ أختامًا لبقية الكتب الستة، طُبعَ منها "ختم صحيح البخاري"، و"ختم صحيح مسلم"، وخَتمًا لـ "دلائل النبوة" للبيهقي (مخطوط)، ولـ "الشفا" لعياض (مخطوط)، و"السيرة" لابن هشام (مخطوط)، وغيرها.

8 -

"التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة". مطبوع.

9 -

"تخريج أحاديث العادلين لأبي نعيم". مطبوع.

10 -

"تخريج الأربعين النووية".

11 -

"تكملة شرح الترمذي للعراقي".

12 -

"التوضيح الأبهر لتذكرة ابن الملقن في علم الأثر". مطبوع.

13 -

"الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر". مطبوع.

14 -

"رفع القلقِ والأرقِ بجمعِ المبتدعينَ من الفِرَق".

15 -

"السِّرُّ المكتومُ في الفَرْقِ بين المالينِ المحمودِ والمذموم". مطبوع.

16 -

"السَّيرُ القويُّ في الطبِّ النبويِّ".

17 -

"شرح التقريب للنووي". مطبوع.

18 -

"شرح شمائل الترمذي".

19 -

"الضوء اللامع لأهل القرن التاسع"، وهو من أجلِّ الكتب في بابه. مطبوع.

20 -

عمدة المحتج في حكم الشطرنج. مطبوع.

21 -

"الغاية في شرح الهداية في علم الرواية لابن الجزري". مطبوع.

ص: 50

22 -

"فتح المغيث بشرح ألفية الحديث"، وهو من أوسع وأدق الكتب المؤلَّفة في مصطلح الحديث. مطبوع.

23 -

"القناعة مما تحسنُ الإحاطةُ به من أشراطِ الساعة". مطبوع.

24 -

"القول البارُّ في تكملة تخريج الأذكار". مخطوط.

25 -

"القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع". مطبوع.

26 -

"القول التام في فضل الرمي بالسهام". مخطوط.

27 -

"القول المرتقي في ترجمة البيهقي".

28 -

"القول المُنبي في ترجمة ابن عربي". مطبوع.

30 -

"المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة". وهو كتابنا.

31 -

"المنهل العذب الروي في ترجمة قطب الأولياء النووي". مطبوع.

32 -

"وجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام للذهبي". مطبوع.

* * *

ص: 51

‌الفصل الثاني: دراسةٌ عن كتابِ المقاصِدِ الحَسَنَةِ

وفيه ثمانيةُ مباحثَ:

المبحثُ الأولُ: تحقيقُ اسمِ الكتابِ، وتوثيقُ نسبَتِه إلى المؤلِّف.

المبحثُ الثاني: سببُ تألِيف الكتاب.

المبحث الثالث: موضوعُ الكتابِ.

المبحث الرابع: منهجُ الحافظ السخاوي في كتابه، وطريقةُ ترتيبه.

المبحث الخامس: مصادرُ الحافظِ السَّخَاوِيِّ في كتابهِ.

المبحث السادس: منزلَةُ الكتابِ العلميَّةُ، وعنايةُ العلماءِ به.

المبحث السابع: طبعات الكتاب.

المبحث الثامن: وصف النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق، ونماذج منها.

ص: 53

‌المبحثُ الأولُ: تحقيقُ اسمِ الكتابِ، وتوثيقُ نسبَتِه إلى المؤلِّف

وفيه مطلبان:

‌المطلب الأول: تحقيق اسم الكتاب.

المطلب الثاني: توثيق نسبته إلى المؤلف.

المطلب الأول: تحقيق اسم الكتاب

ذكر المصنفُ رحمه الله في مقدمة الكتاب

(1)

أنه سماهُ: "المقاصدَ الحسنةَ في بيانِ كثيرِ من الأحاديثِ المشتهِرةِ على الألسِنةِ"، وكذا ذكرَ اسمه في "الضَّوء اللامع"

(2)

.

وذكره بهذا الاسم أيضًا عددٌ ممن نقل عنه أو أفاد منه؛ كالقاري

(3)

، والعجلوني

(4)

، وعددٌ من المترجِمين والمفهرسين: كعبد القادر العيدروس

(5)

، والكتاني

(6)

.

وكذا هو على طُرَّةِ جميع النسخ الخطية، إلا أنه قد جاء على طُرَّةِ النسخةِ الأصلِ باسم:"المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث (المذكورة) المشتهرة على الألسنة"، ويظهر جليًّا أنَّ كلمةَ "المذكورة" ليست من العنوان، وما يُظنُّ أنه تاء تأنيثٍ إنما هو إحدى العلاماتِ الزُّخرُفيةِ التي أطَّرَ بها الناسخُ عنوانَ الكتابِ، فيكونُ صوابُ الكلمةِ (المَذكور) وتكونُ راجعةً

(1)

مقدمة الكتاب.

(2)

"الضوء اللامع"(8/ 18).

(3)

"الأسرار المرفوعة"(ص 381).

(4)

"كشف الخفاء"(1/ 8).

(5)

"النور السافر"(ص 43).

(6)

"الرسالة المستطرفة"(ص 191).

ص: 55

إلى اسمِ المؤلف، فكأنَّ الناسخَ أرادَ أنْ يكتبَ: الحافظ المذكور البارع، فضاقَ عليه المكان فألحقَ كلمةَ "المذكور" فوق كلمة "الحافظ"، هذا مع ما في هذه الكلمة من المخالفة لما ثبَتَ من تسميته من قِبَلِ المصنف نفسه كما تقدم، والله أعلم.

وذكره المؤلف بالاسم المختصر "المقاصد الحسنة" في مواضع متفرقة من كتبه.

‌المطلب الثاني: توثيق نسبته إلى المؤلف

إنَّ صحةَ نسبةِ هذا الكتاب إلى الحافظِ السخاوي أمرٌ لا شكَّ فيه ولا ريب، ولكن من باب زيادة التأكيد والإيضاح، فإننا سنذكر -فيما يأتي- بعضَ الأدلة على ذلك:

1 -

الاستفاضة والشهرة التي تبلغ حدَّ التواتر في نسبة هذا الكتاب للسخاوي بين أهل العلم من زمن السخاوي إلى يومنا هذا.

2 -

وجود اسم الكتاب منسوبًا للسخاوي على طرَّة جميع النسخ الخطية.

3 -

أنَّ السخاوي قد نسبَ هذا الكتاب لنفسه في عددٍ من مصنفاته المشهورة؛ كـ "الضوء اللامع"، و"التحفة اللطيفة"

(1)

، و"وجيز الكلام"

(2)

، وغيرها.

4 -

نسَبَه للسخاوي جماعة من أهل العلم؛ ممن نقل عن الكتاب واستفاد منه، أو ترجم لمؤلفه أو فَهْرَسَ كُتُبَه، ومنهم: ابنُ عِرَاق في "تنزيه الشريعة"

(3)

، وابن العماد في "شذرات الذهب"، والنجمُ الغَزِّيُّ في "الكواكب السائرة"

(4)

، والكتاني في "نظم المتناثر"، وغيرُهم.

(1)

"التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة"(3/ 234).

(2)

"وجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام"(3/ 1295).

(3)

"تنزيه الشريعة المرفوعة"(1/ 332).

(4)

"الكواكب السائرة"(1/ 53).

ص: 56

‌المبحثُ الثاني: سببُ تألِيف الكتاب

بيَّن المؤلفُ سببَ تصنيفِه لهذا الكتاب في مقدمته، فذكر أمرين: أولهما: أنَّ بعضَ الأئمةِ قد طلبَ منه أنْ يُصنِّفَ كتابًا يبيِّنُ فيه ما اشتهَرَ على ألسِنة الناس من الأحاديث مع عزوه والحكمِ عليه؛ فقال: "وبعدُ: فهذا كتابٌ رَغِبَ إليَّ فيه بعضُ الأئمةِ الأنجابِ، أُبيِّنُ فيه بالعَزْوِ والحُكمِ المعتَبَرِ ما على الألسنَةِ اشتَهَرَ، مما يُظنُّ إجمالًا أنه مِنَ الخَبَرِ، ولا يهتدي لمعرفَتِهِ إلا جَهابِذةُ الأثر".

وثانيهما: القيام بالواجب تجاه حديث النبي صلى الله عليه وسلم من نفي الكذب عنه وتبيين الصحيح من السقيم، مع ما وقع من الناس من تساهلٍ وتسارعٍ في رواية الأخبار ونسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، مع عدم علمهم بما يقولون، ولا تثبتهم فيما ينقلون؛ فقال:"وكان أعظمُ باعثٍ لي على هذا الجمعِ، وأهمُّ حاثٍّ لعَزْمي فيما تَقِرُّ به العينُ ويلتَذُّ به السمعُ: كثرةَ التسارُعِ لنقلِ ما لا يُعلمُ في ديوانٍ، مما لا يسلمُ عن كذِبٍ وبُهْتانٍ، ونِسْبتهُم إيَّاهُ إلى الرسولِ، مع عدمِ خِبرتِهم بالمنقولِ، جازمينَ بإيرادِهِ، عازِمينَ على إعادتِه وترْدادِه، غافِلين عن تحرِيمِه، إلا بعدَ ثبوتِهِ وتفهيمِه، من حافظٍ متقِنٍ في تثبيته"

(1)

.

* * *

(1)

مقدمة الكتاب.

ص: 57

‌المبحث الثالث: موضوعُ الكتابِ

موضوع هذا الكتاب: جمعُ الأحاديث المشتهرة على ألسنةِ الناسِ -من غير شرطِ الاستيعاب لها- سواء كانت من المرفوع أو غيره، مع عزوها إلى قائلها، وبيان حكمها من ثبوتٍ أو عدمه، وقد أبان المؤلف في مقدمة كتابه عن موضوعه؛ حيث قال:

"فهذا كتابٌ رَغِبَ إليَّ فيه بعضُ الأئمةِ الأنجابِ، أُبيِّن فيه بالعَزْوِ والحُكم المعتبرِ ما على الألسنة اشتَهَرَ، مما يُظنُّ إجمالًا أنه من الخبرِ، ولا يهتدي لمعرفته إلا جَهابِذة الأثرِ، وقد لا يكون فيه شيءٌ مرفوعٌ، وإنما هو في الموقوفِ أو المقطوعِ، وربما لم أقفْ له على أصلٍ أصلًا، فلا أبُتُّ بفَصلٍ فيه قولًا، غير مُلتزمٍ في ذلك الاستيفاءَ".

وبيَّن أنه قصد بكلمة "الأحاديث" وكلمة "الشهرة": معناهما اللغويَّ لا الاصطلاحيَّ؛ فأراد بـ "الأحاديث" ما تحدَّث به الناس، وبـ "الشهرة" كلَّ ما اشتهر على ألسنتهم بقطع النظر عن بلدانهم أو طبقاتهم؛ فقال مبينًا ذلك:

"ولاحَظتُ في تسميتِها أحاديثَ المعنى اللغويَّ، كما أني لم أقصدْ في الشهرةِ الاقتصارَ على الاصطلاحِ القويِّ -وهي: ما يُروَى عن أكثرَ مِنَ اثنينِ، في بعضِ طِباقِه أو جميعِها بدون مَيْنٍ- بل القصدُ الذي عزمتُ على إيضاحِه وأنْ أتقِنَه. ما كانَ مشهورًا على الألسنةِ، من العالِم المُتقِن في سَبْرِه أو غيرِه، في بلدٍ خاصٍّ وقومٍ مُعيَّنينَ، أو في جُلِّ البلدانِ وبين أكثرِ الموحِّدينَ"

(1)

.

* * *

(1)

المصدر السابق.

ص: 58

‌المبحث الرابع: منهجُ الحافظ السخاوي في كتابه، وطريقةُ ترتيبه

وسيكون الكلام في ذلك من خلال مطلبين:

‌المطلب الأول: ترتيب الكتاب.

المطلب الثاني: منهج المصنف في الكتاب.

* * *

المطلب الأول: ترتيب الكتاب

1 -

بدأ المصنف هذا الكتابَ بمقدمةٍ موجزةٍ استهلَّها بالبسملةِ والحمدِ لله تعالى، والصلاةِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ثم ذكَرَ سببَ تصنيفِه للكتابِ، ومنهجَه فيه، وأنه لم يشترط الاستيعابَ، وذكر من سبقه إلى التصنيف في الأحاديث المشتهرة، وأنه استفادَ منهم، ثم ذكر طريقةَ ترتيبِه للكتاب، وإلى مقصودِه بـ "الأحاديثِ المشتهِرةِ" التي سيذكرها فيه، وذكر الباعثَ الأكبرَ على تصنيفِه، وأشار إلى خطر نسبةِ الحديثِ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم دون تثبُّتٍ، وإلى التشديد في الكذبِ عليه صلى الله عليه وسلم، وختم المقدمة بذكرِ تسميتِه للكتابِ.

2 -

جمعَ المصنفُ في ترتيبِه أحاديثَ الكتابِ بينَ منهجَينِ من مناهجِ الترتيبِ، وهما: الترتيب على حروف المعجم، والترتيب على الأبواب العلمية.

فبدأ المصنف بترتيب أحاديث الكتاب على أوائلِ الكلماتِ منها على حروفِ المعجم؛ فبدأ بحرفِ الهمزة، ثم الباءِ، فالتاءِ، وهكذا إلى الياءِ.

ص: 59

قال المصنف في مقدمة الكتاب -عند الكلام على ترتيب الكتاب-: "مُرتِّبًا له على حروفِ المعجَمِ في أوَّلِ الكلماتِ، وإنْ كان ترتيبُه على الأبواب للعارفِ من آكَدِ المهِمَّات، ولذا جمعتُ بينَ الطريقتَينِ، ورفعتُ عني اللَّومِ ممن يختارُ إحدى الجِهَتَينِ، فبوَّبتُ للأحاديثِ بعدَ انتِهائِها، وأرشدْتُ لمظانِّها بابتِدائِها".

3 -

ثم يذكر الأحاديث الداخلة تحت الحرف الواحد؛ بحيثُ يراعي في الترتيبِ الحرفَ الأولَ من الكلمة، فالثاني، وهكذا، مُتوخَيًا في ذلك الدقة، ولم يعتبر في هذا الترتيب "أل" التعريفِ في الترتيبِ، بل ينظرُ في الترتيبِ إلى الحرفِ التالي لها.

4 -

لمَّا فرغَ المصنف من ذكرِ الأحاديثِ مرتبةً على أطرافها باعتبارِ حروفِ المعجَم، أوردها في آخرِ الكتاب مرتبةً على الأبوابِ العلميةِ

(1)

، وابتدأ ترتيبَه هذا بفِهرِسٍ للكتبِ التي أَورَدها من حيثُ الجملةُ؛ ابتدأها بـ "كتابِ الإيمانِ"، وختمها بـ "كتاب البعثِ والنشورِ"، ثم شرع في ذكرِ الأحاديثِ تحتَ ما يناسِبُها من هذه الكتبِ، لكنْ دونَ ترتيبٍ معيَّنٍ لأحاديثِ الكتابِ الواحدِ.

‌المطلب الثاني: منهج المصنف في الكتاب

‌أولًا: منهج المؤلف في الترجمة للأحاديث:

1 -

يصدّرُ لكلِّ حديثٍ في كتابه بكلمة "حديث" دائمًا.

2 -

ثم يترجم للحديث بذكر طرفه -غالبًا- سواء اقتصر على جملةٍ منه

(2)

، أو ذكره كاملًا في الترجمة

(3)

، وربما ترجم للحديث بذكر عنوانٍ

(1)

في الأصل.

(2)

كما في الأحاديث: (2، 3، 14، 1283، 1284).

(3)

كما في الأحاديث: (4، 88، 126، 1176، 1177، 1262) وغيرها.

ص: 60

عامٍّ

(1)

أو مسألةٍ من المسائل الواردة فيه

(2)

.

‌ثانيًا: منهجه في تخريج الأحاديث وعزوها لمصادرها:

1 -

يُصدِّر المؤلفُ كلامَه على الحديث -غالبًا- بذكر من أخرج الحديث، فيقول: فلان وفلان و .. كلهم من طريق فلان، فيسوق طرفًا من الإسناد إلى منتهاه، ثم يذكر المتنَ المرادَ الاستدلال به للترجمة التي ترجم بها. وهذه الطريقة هي الغالبة عليه في التخريج

(3)

.

2 -

أحيانًا يُفصِّل في سياق الطرق، ويُبيِّنها إلى نقطة الالتقاء في الإسناد؛ فيقول -مثلًا-: تمام في فوائده من حديث شيبان بن فروخ حدثنا نافع بن هرمز، والديلمي من حديث النضر بن محمد الشيباني عن يحيى بن سعيد؛ كلاهما عن أنس رضي الله عنه

(4)

.

3 -

إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما فإنه يكتفي -في الغالب- بذكر صاحب الصحيح والراوي الأعلى، ولا يسوق سنده

(5)

. وقد يزيد في تخريجه أحيانًا

(6)

.

4 -

أحيانًا يُحيل -في أثناء التخريج- على كتابٍ آخر له

(7)

، وأحيانًا يحيل على كتابٍ آخر لغيره من أهل العلم

(8)

. وأحيانًا لا يُخرِّج الحديث، بل يُحيل علىَ موضعٍ آخر في الكتاب قبله أو بعده؛ فيه تخريجُ حديثِ

(1)

كحديث: "الأبدال"(رقم 8)، وحديث:"البُتَيراء"(رقم 287)، وحديث:"البطيخ" وفضائله (رقم 302)، وحديث:"المهدي"(رقم 1217)، وحديث:"هاروت وماروت وقصتهما مع الزهرة"(رقم 1271).

(2)

كما في الأحاديث: (7، 36، 330، 340) وغيرها.

(3)

كما في الأحاديث: (2، 26، 30، 234، 242، 1080، 1096) وغيرها.

(4)

الحديث (3)، وانظر: الأحاديث: (2، 39، 237، 256، 1171، 1181) وغيرها.

(5)

كما في الأحاديث: (4، 7، 28، 29، 77، 134).

(6)

كما في الأحاديث: (7، 133).

(7)

كما في الأحاديث: (73، 123، 150، 1185، 1192) وغيرها.

(8)

كما في الحديث: (6، 340، 1240).

ص: 61

الترجمة، ويقتصر على ذلك

(1)

.

5 -

وأحيانًا لا يخرج الحديث، بل يكتفي بالحكم عليه، فيقول:"كلامٌ"؛ يعني: أنه من كلامِ الناسِ، وليس له أصلٌ في الأحاديث النبوية. أو "كلام ساقط"، أو "كلام صحيح"، أو "ينظر معناه"

(2)

ونحوها. أو يكتفي بنقل حكم من سبقه عليه دون تخريج

(3)

.

6 -

وأحيانًا يبيِّض للحديث ولا يتكلم عليه البتة

(4)

.

7 -

يعتنى كثيرًا ببيان اختلافِ ألفاظِ النصوص

(5)

، ويعتني بالزيادات عليها أيضًا

(6)

. ويعتني أيضًا بذكر اختلاف الألفاظ في نسخ المصادر التي يعزو إليها

(7)

.

8 -

إذا كان للحديث قصة أو سبب ورود فإنه يذكره أحيانًا

(8)

.

9 -

إذا لم يقف على حديث الترجمة فإنه يذكر ما يكونُ بمعناه أو في موضوعه وبابه من الأحاديث

(9)

.

10 -

يُنبِّه على الأوهام في التخريج التي وقع فيها بعض أهل العلم

(10)

.

‌ثالثًا: منهجه في تقوية النص وذكر الشواهد:

يسوق المصنف طرفَ الحديث إلى منتهى الإسناد، ثم يحكم عليه في الغالب، ثم يذكر ما يُقوِّي الحديث من متابعات وشواهد على النحو الآتي:

(1)

كما في الأحاديث: (55، 57، 84، 86، 91، 100، 114).

(2)

كما في الأحاديث: (1، 120، 383، 364، 260) وغيرها.

(3)

كما في الأحاديث: (238، 327، 1223، 1231).

(4)

كما في الأحاديث: (1119، 1126، 1164) وغيرها.

(5)

كما في الأحاديث: (5، 7، 20، 133، 1163، 1169) وغيرها.

(6)

كما في الأحاديث: (24، 54، 73، 1167، 1180) وغيرها.

(7)

كما في الأحاديث: (5، 98).

(8)

كما في الأحاديث: (13، 96، 186، 283، 350).

(9)

كما في الأحاديث: (78، 180، 1118، 1173).

(10)

كما في الحديث: (11).

ص: 62

1 -

يعتني بذكر الشواهد بالمعنى، ويستطرد في ذلك

(1)

.

2 -

يذكر شواهد المعنى العام للحديث (أحاديث الباب)، ويسوقها

(2)

.

3 -

ربما يحيل -في ذكر الشواهد- إلى موضعٍ آخر في كتابٍ آخر له

(3)

.

4 -

وربما أشار إليها إشارة، فيقول: وفي الباب عن فلان وفلان

(4)

، أو يشير إليها إجمالًا؛ فيقول: وفي الباب عن جماعة آخرين

(5)

.

5 -

يعتني كثيرًا بالاستدلال والاستشهاد بآثار السلف وأهل العلم بعدهم

(6)

.

6 -

يستدل أحيانًا للمعاني ويستشهد لها بالآيات القرآنية الكريمة

(7)

.

7 -

يستشهد للمعاني كثيرًا بالأشعار، فينسبها أحيانًا

(8)

، ويترك نسبتها أحيانًا أخرى

(9)

.

8 -

ربما استأنس لتقوية المعاني بذكر بعض الحكايات

(10)

.

9 -

وقد لا يستدل للحديث أصلًا، بل يكتفي بالحكم عليه

(11)

.

‌رابعًا: منهجه في الحكم على الأحاديث، وبيان العلل:

بيَّن المصنفُ أنَّ شرطه في هذا الكتاب -كما أشار في مقدمته- أنْ يحكمَ على الأحاديث، ولذا فإنه -كما هو الحال في كتب التخريج- يعتني

(1)

كما في الأحاديث: (3، 8، 9، 10، 244، 266، 1213، 1243).

(2)

كما في الأحاديث: (7، 10، 11،، 21، 1133، 1167) وغيرها.

(3)

كما في الأحاديث: (58، 89، 123، 1161، 1192).

(4)

كما في الأحاديث: (51، 108، 210، 1083، 1111) وغيرها كثير.

(5)

كما في الأحاديث: (51، 53، 138، 1125، 1153).

(6)

كما في الأحاديث: (122، 133، 140، 244، 266، 1077، 1081).

(7)

كما في الأحاديث: (14، 143، 342، 351، 1119، 1137) وغيرها.

(8)

كما في الأحاديث: (54، 163، 232، 239، 243، 1090، 1120).

(9)

كما في الأحاديث: (15، 163، 1125، 1125).

(10)

كما في الأحاديث: (8، 72، 132، 223، 239، 253، 1110).

(11)

كما في الأحاديث: (1، 19، 102، 327، 364، 1116).

ص: 63

بالحكم على ما يورده من الأحاديث عنايةً كبيرةً ويهتمُّ ببيانِ عللِ الأحاديث والأسانيد، وسنُجملُ الكلام في هذا المبحث في مسألتين:

‌1 - حكمه على الأحاديث:

يحكم السخاوي -غالبًا- على الأحاديث عقبَ سياق طرقها، سواء كان حكمه عليها من عنده

(1)

، أو كان منقولًا عن غيره، ونادرًا ما يترك الحديث خِلوًا بلا حكم عليه

(2)

. ويمكن تقسيم أحكامه على الأحاديث إلى قسمين:

القسم الأول: ما كان الحكم فيه على الأحاديث من عنده هو؛

ومن الألفاظ التي يستخدمها المؤلف في الحكم على الأحاديث:

- الألفاظ التي تُفيدُ ثبوتَ الحديثِ: كـ "صحيح"

(3)

، أو "حسن"

(4)

، أو "إسناده جيدٌ"

(5)

، أو "رجاله ثقات"

(6)

، أو يُقوِّي الحديث بمجموع الطرق

(7)

.

- الألفاظ التي تُفيدُ ضعفَ الحديث: كـ "سنده ضعيف"

(8)

، أو "سنده ضعيفٌ جدًا"

(9)

، أو "سنده واهٍ"

(10)

، أو "منكر"

(11)

، أو "منكر جدًا"

(12)

، أو "أحسبه غير صحيح"

(13)

، وأحيانًا يحكم بضعف السند وصحة المعنى

(14)

.

(1)

كما في الأحاديث: (2، 3، 14، 46، 237، 241، 1076، 1081).

(2)

كما في الأحاديث: (45، 83، 94، 245، 246، 1088، 1089).

(3)

كما في الأحاديث: (47، 129، 247، 314، 1164، 1223).

(4)

كما في الأحاديث: (23، 131، 153، 244، 318، 1147، 1204).

(5)

كما في الأحاديث: (9، 138، 247، 248).

(6)

كما في الأحاديث: (107، 111، 147، 230).

(7)

كما في الأحاديث: (23، 26، 51، 144، 165، 249، 307).

(8)

كما في الأحاديث: (14، 26، 46، 72، 262، 310، وغيرها).

(9)

كما في الأحاديث: (46، 98، 191، 149، 1139، 1162).

(10)

كما في الأحاديث: (17، 27، 46، 329، 1113، 1202).

(11)

كما في الأحاديث: (27، 1083).

(12)

كما في الأحاديث: (60).

(13)

كما في الأحاديث: (154، 170).

(14)

كما في الأحاديث: (14، 46، 187).

ص: 64

- الألفاظ التي تفيدُ وجودَ علةٍ ظاهرةٍ في الإسناد: كـ "منقطع"

(1)

، أو "مرسل"

(2)

.

- الألفاظ التي تُفيد بطلان الحديث: كأن يقول: "موضوع"

(3)

، أو"لا أصل له"

(4)

، أو "باطل"

(5)

، أو يجمع بينهما فيقول:"باطل لا أصل له"

(6)

، أو "ليس هو بصحيح على الإطلاق"

(7)

.

- الألفاظ التي تُفيد أنَّه لم يقف على الحديث: كأن يقول: "لا أعرفه"

(8)

، أو "لم أقف عليه"

(9)

، أو "لا أعلمه"

(10)

.

- الألفاظ التي تدل على عدم الجزم في حكمه: كـ "إن ثبت" أو "فيما أظن"، أو نحو ذلك

(11)

.

القسم الثاني: ما كان فيه الحكم على الحديث منقولًا عن غيره من أهل العلم؛

فينقل عن أحمد بن حنبل

(12)

، والبخاري

(13)

، وأبي حاتم

(14)

، والترمذي

(15)

، وابن خزيمة

(16)

، والعقيلي

(17)

، وابن حبان

(18)

،

(1)

كما في الأحاديث: (40، 46، 91، 99، 1110، 1171).

(2)

كما في الأحاديث: (10، 17، 40، 269، 1092، 1116).

(3)

كما في الحديث: (1096).

(4)

كما في الأحاديث: (44، 62، 35، 290، 336، 187، 1099، 1172).

(5)

كما في الأحاديث: (17، 115، 302، 373).

(6)

كما في الحديث: (126 و 284).

(7)

كما في الأحاديث: (52).

(8)

كما في الأحاديث: (15، 19، 25، 250، 251).

(9)

كما في الأحاديث: (5، 21، 68، 78، 253، 289).

(10)

كما في الحديث: (52).

(11)

كما في الأحاديث: (61، 221، 329، 1357).

(12)

كما في الأحاديث: (49، 75، 141).

(13)

كما في الأحاديث: (141، 191).

(14)

كما في الأحاديث: (49، 219).

(15)

كما في الأحاديث: (23، 47، 49، 53، 61، 65، 72، 75).

(16)

كما في الأحاديث: (65، 133).

(17)

كما في الأحاديث: (60، 71، 156).

(18)

كما في الأحاديث: (11، 53، 65، 72، 81، 88).

ص: 65

والدارقطني

(1)

، والحاكم

(2)

، والبيهقي

(3)

، وابن الجوزي

(4)

، وابن الصلاح

(5)

، والنووي

(6)

، وابن تيمية

(7)

، وابن كثير

(8)

، والعراقي

(9)

، وابن حجر

(10)

.

والمؤلف عندما ينقل هذه الأحكام عن غيره ربما يذكر الحكم على الحديثِ ثم يتعقبه ولا يوافقه

(11)

، وربما اكتفى بنقلِ الحكم عن غيره مُقرًا له

(12)

.

‌2 - كلامه في العلل:

يعتني المصنف بشكلٍ ظاهرٍ ببيانِ عللِ الأسانيدِ، ومن أمثلهَ كلامِه في العلل ما يأتي:

أ - العناية بتحريرِ اختلافِ الرواةِ في سياق الأسانيدِ؛ من اختلافٍ في الرفعِ والوقفِ، أو الوصلِ والإرسالِ ونحوِ ذلك، وكثيرًا ما يرجِّحُ في هذا الخلافِ مستدِلًا على ذلك مِن عندِه، أو آثِرًا ذلك عن غيرِه من أهلِ الصناعةِ والنقدِ

(13)

.

ب - الإشارة إلى تفرد الرواة في الأسانيد

(14)

.

ج - الكشف عن أوهام الرواة وبيان أخطائهم

(15)

.

(1)

كما في الأحاديث: (60، 63، 88، 121، 149، 191).

(2)

كما في الأحاديث: (11، 20، 49، 53، 65، 72، 103).

(3)

كما في الأحاديث: (49، 88، 92، 136، 146، 218، 230).

(4)

كما في الأحاديث: (90، 151).

(5)

كما في الأحاديث: (98، 109).

(6)

كما في الأحاديث: (97، 102، 183، 193).

(7)

كما في الأحاديث: (46، 232).

(8)

كما في الأحاديث: (38، 187).

(9)

كما في الأحاديث: (17، 40، 62، 97).

(10)

كما في الأحاديث: (5، 17، 60، 119، 173، 182، 186، 192، 193).

(11)

كما في الأحاديث: (35، 49، 311، 329، 1120).

(12)

كما في الأحاديث: (23، 30، 35، 37، 38، 50).

(13)

كما في الأحاديث: (61، 101،205، 314، 346).

(14)

كما في الأحاديث: (136، 150، 153، 164، 197، 235، 264).

(15)

كما في الأحاديث: (82، 101).

ص: 66

د - بيان مواضع الانقطاع في الأسانيد والتنبيه عليها

(1)

.

‌خامسًا: منهجه في الجرح والتعديل والكلام في الرواة:

لما شَرَطَ المصنف على نفسه بيان درجة الأحاديث وتمييز صحيحِها من سقيمِها، كان لزامًا عليه أن يقوم بالكشف عن أحوال الرواة الذين عليهم مَدار الأسانيد، وبيان مراتبهم من حيث الجرح والتعديل، وقد وفَّى المصنف رحمه الله بذلك في الجملة، مما يدلُّ على سَعَةِ اطلاعه على أحوالِ الرواة ومراتبهم، ومن صور ذلك:

1 -

أنه يتكلم في أحوال الرواة جرحًا وتعديلًا باجتهاده في كثير من الأحيان: فـ "يوثِّق"

(2)

، أو يقول:"صدوق"

(3)

، أو "مجهول"

(4)

، أو "ضعيف"

(5)

، أو "ضعيفٌ جدًّا"

(6)

، أو "متروك"

(7)

، أو "تالف"

(8)

، أو "متهم بالكذب" ونحوه

(9)

، أو "كذاب"

(10)

.

2 -

وأحيانًا ينقل أحكامَ أئمةِ الجرح والتعديل في الرواة وبيان أحوالهم؛ فينقل عن الأئمة: ابن معين

(11)

، والبخاري

(12)

، وأبي زرعة

(13)

،

(1)

كما في الأحاديث: (2، 10، 21، 71، 104، 181).

(2)

كما في الأحاديث: (8، 241، 280، 1333).

(3)

كما في الأحاديث: (163، 198، 329).

(4)

كما في الحديث: (1308).

(5)

كما في الأحاديث: (10، 47، 59، 103، 249، 259).

(6)

كما في الأحاديث: (14، 109، 378).

(7)

كما في الأحاديث: (48، 54، 99، 347، 355).

(8)

كما في الأحاديث: (329).

(9)

كما في الأحاديث: (164، 272، 1252).

(10)

كما في الأحاديث: (115، 116، 147، 236، 286).

(11)

كما في الأحاديث: (121، 329).

(12)

كما في الأحاديث: (61، 101، 168، 169).

(13)

كما في الأحاديث: (90، 374).

ص: 67

وأبي حاتم

(1)

، والترمذي

(2)

، وابن حبان

(3)

، والدارقطني

(4)

، والحاكم

(5)

، وابن حجر

(6)

.

3 -

وأحيانًا ينقل بعض الأقوال المتعارضة ويرجِّحُ بينها

(7)

.

4 -

ويستعمل عباراتٍ وألفاظًا موجزةً ومختصرةً في التعريف بالرواة

(8)

.

‌سادسًا: منهجه في بيان معاني الأحاديث وفِقهِها:

أشار السخاوي رحمه الله في مقدمة الكتاب إلى أنه قد يتكلم في معاني الأحاديث ويبينها، فقال:"وربَّما أنشَطُ لشيءٍ مِنَ المعنى، وأضبطُ ما يزول به اللبس بالحسنى"

(9)

.

وبيان ذلك فيما يأتي:

‌شرح المعاني وتفسير الغريب:

1 -

يُفسِّرُ الغريبَ

(10)

، ويضبط الكلمات الغريبة بالحروف

(11)

.

2 -

أحيانًا يتكلم في شرح معاني الأحاديث وتوضيحها بكلامٍ من عندِهِ

(12)

.

(1)

كما في الحديث: (50 و 352).

(2)

كما في الأحاديث: (75، 174، 346).

(3)

كما في الأحاديث: (90، 168، 286).

(4)

كما في الأحاديث: (121، 171، 209، 264).

(5)

كما في الأحاديث: (164، 211)

(6)

كما في الأحاديث: (47، 280، 1084، 1086، 1125).

(7)

كما في الأحاديث: (50، 121، 163، 271).

(8)

كما في الأحاديث: (2، 99، 163، 280، 286).

(9)

مقدمة الكتاب.

(10)

كما في الأحاديث (58، 107، 133، 140، 325).

(11)

كما في الأحاديث: (39، 121، 151).

(12)

كما في الأحاديث: (1، 21، 25، 166).

ص: 68

3 -

والغالبُ فيما يذكره من معاني الأحاديث أنْ يكونَ نقلًا عن غيره من أهل العلم

(1)

.

4 -

وقد ينقل المعاني المختلفة فيُرجِّح بينها أو يستدرك عليها أو يشير إلى اختياره فيها

(2)

.

‌فقه الحديث وما يحتويه من المسائل:

اعتنى السَّخاويُّ رحمه الله بالكلام على فقه الحديث وما يتضمنه من المسائل العلمية، وبيان هذا فيما يأتي:

1 -

يتكلم المصنف في المسألة الفقهية التي تضمنها الحديث، ناقلًا عن أهل العلم الشافعية، وناقدًا لأقوالهم ومستدركًا عليها، بما يُظهر سعة اطلاعه على كتب المذهب الشافعي

(3)

.

2 -

وقد يتكلم في فقه الأحاديث ويُوضِّح المراد منها عمومًا من غير تقيُّد بقول مذهبٍ معيَّن

(4)

.

3 -

يُشير المصنف إلى تبويبات المصنفين وتراجمهم على الأحاديث واستنباطاتهم منها

(5)

.

‌سابعًا: منهجه في الجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض، وبيان المشكل من الحديث:

يعتني المصنفُ بإيراد ما يعارِضُ بظاهرِه ظاهرَ حديث الترجمة.

- فيجمع بين الحديثين المُتوهَّم تعارضهما، ويدرأ التعارض عنهما

(6)

.

(1)

كما في الأحاديث: (14، 28، 109، 241، 248).

(2)

كما في الأحاديث: (39، 141، 151).

(3)

كما في الأحاديث: (49، 110، 180).

(4)

كما في الأحاديث: (49، 76، 115).

(5)

كما في الأحاديث: (44، 142، 153، 260، 341).

(6)

كما في الأحاديث: (28، 104، 153، 325، 425).

ص: 69

- وأحيانًا لا يجمع بينهما، لكن يحيل إلى كتاب آخر له، فيه الجمع بينهما

(1)

.

- وأحيانًا يتركه، فلا يتعرَّض للجمع، يشير بذلك إلى عدم ثبوت معنى حديث الترجمة

(2)

.

- ويتكلم بما يُوضِّح المعنى ويرفع الإشكال عن الحديث

(3)

.

* * *

(1)

كما في الأحاديث: (33، 239، 247).

(2)

كما في الأحاديث: (49، 60، 119، 236، 288).

(3)

كما في الأحاديث: (25، 60، 141، 221، 1332).

ص: 70

‌المبحث الخامس: مصادرُ الحافظِ السَّخَاوِيِّ في كتابهِ

يمكن تقسيم المصادر التي اعتمد عليها المصنف في هذا الكتاب إلى الأقسام الآتية:

‌القسم الأول: كتب الأحاديث المشتهرة:

أشار المصنف رحمه الله في المقدمة إلى أنه استفاد ممن تقدمه في التصنيف في هذا الباب كالزركشي

(1)

، وابن تيمية

(2)

.

‌القسم الثاني: كتب متون السُّنَّة المسندة:

وهي على أنواع:

‌1 - المصنفات المبوَّبةُ:

كـ "صحيح البخاري"، و"صحيح مسلم"، وسنن الأئمة الأربعة (أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه)، و"السنن الكبرى" للنسائي، و"موطأ مالك"، و"سنن الدارمي"، و"مصنَّف عبد الرزاق"، و"مصنف ابن أبي شيبة"، و"سنن سعيد بن منصور"، و"صحيح ابن خزيمة"، و"صحيح ابن حبان"، و"صحيح ابن السكن"، و"شرح معاني الآثار"، و"مشكل الآثار" للطحاوي، و"السُّنَّة" لأبي الشيخ، و"مستخرج أبي نعيم"، و"مستدرك الحاكم"، و"مسند الشهاب" للقضاعي، و"السنن الكبرى"، و"معرفة السنن"، و"شعب الإيمان"، وغيرها من كتب البيهقي، و"شرح السُّنَّة" للبغوي.

(1)

وكتابه: "لتذكرة في الأحاديث المشتهرة". تقدمت الإشارة إليه في "التمهيد".

(2)

وكتابه: "أحاديث القُصَّاصِ". تقدمت الإشارة إليه في "التمهيد".

ص: 71

‌2 - المسانيد والمعاجم ونحوها:

كـ "مسند الطيالسي"، وأحمد، وإسحاق، وعبد بن حميد، وابن منيع، وابن أبي عمر العدني، والحسن بن سفيان، والبزار، وأبي يعلى، ومعاجم الطبراني، و"تهذيب الآثار" للطبري، و"مسند الفردوس" للديلمي، وغيرها.

‌3 - الكتب المفردة في أبواب مخصوصة:

كـ "الزهد": لابن المبارك، وأحمد، والبيهقي.

و"الأدب المفرد" للبخاري، و"عمل اليوم والليلة" لابن السني.

ومصنفات ابن أبي الدنيا: كـ "الصمت"، و"التوكل"، و"العيال"، وغيرهما.

و"الأسخياء" للدارقطني، وكتاب "الرياضة" و"السواك" كلاهما لأبي نعيم، و"القضاة والشهود" للنقاش، و"الإيصال" لابن حزم.

‌4 - كتب الفوائد والأمالي والأجزاء:

كـ "فوائد" تمام، والمُخلصيَّات، و"فوائد الخِلعي (الخِلَعيَّات) "، و"المُزكِّيات" للمُزكِّي، و"الكَنْجَرُوذِيَّات" للكَنْجَرُوذِيِّ، وفوائد أبي عمرو بن السماك، وغيرها.

و"الأمالي": للمحاملي، وابن بشران، والعراقي.

و"الأجزاء": كـ "جزء ابن لالٍ"، و"الأفراد" للدارقطني، وجزء "ابن عرفة"، وغيرها.

‌5 - كتب أمثال الحديث:

كـ "أمثال الحديث" لأبي أحمد العسكري؛ وقد أكثر السخاوي من النقل عنه، وهذا الكتاب في عداد المفقود، وأيضًا كتاب "أمثال الحديث" للقاضي الرامهرمزي.

‌الثالث: كتب السِّيَر والتاريخ والتراجم:

وهي على أقسام:

ص: 72

‌1 - كتب السِّيَر والمغازي ودلائل النبوة:

كـ "مغازي موسى بن عقبة"، و"السيرة النبوية" لابن إسحاق، و"دلائل النبوة" لأبي نعيم والبيهقي، و"الشفا" لعياض، و"السيرة" للمُلائي -بضم الميم وتخفيف اللام والمد-، و"شرف المصطفى" لأبي سعد.

‌2 - كتب معرفة الصحابة:

كـ "معجم الصحابة" للبغوي، و"معرفة الصحابة" لابن منده، ولابن شاهين، وللعقيلي، ولابن السكن، و"معجم الصحابة" لابن قانع، و"معرفة الصحابة" لأبي نعيم، و"الاستيعاب في معرفة الأصحاب" لابن عبد البر، و"الرياض النضرة في مناقب العشرة" للمحب الطبري، و"أسد الغابة" لابن الأثير، وحاشيته لمغلطاي، و"الإصابة" لابن حجر.

‌3 - كتب الجرح والتعديل:

كـ "التاريخ الكبير" للبخاري، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم، و"الثقات" و"المجروحين" لابن حبان، و"الكامل" لابن عدي، و"تهذيب الكمال" للمزي، و"ميزان الاعتدال" للذهبي.

‌4 - كتب الطبقات:

كـ "الطبقات الكبرى" لابن سعد، و"طبقات المحدثين بأصبهان" لأبي الشيخ، و"حلية الأولياء" لأبي نعيم.

‌5 - كتب تواريخ البلدان:

كـ "أخبار أصبهان" لأبي نعيم، و"تاريخ نيسابور" لأبي عبد الله الحاكم، و"تاريخ بغداد" للخطيب، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر، و"تاريخ واسط" لبحشل.

‌6 - كتب معرفة الأسماء وتمييزها:

كـ "الكنى" للدولابي، ولأبي أحمد الحاكم، و"الكنى" للنسائي، و"تلخيص المتشابه"، و"غنية الملتمس"، و"المؤتلف" كلها للخطيب.

ص: 73

‌7 - كتب التراجم المفردة:

كـ "آداب الشافعي ومناقبه" لابن أبي حاتم، و"مناقب الشافعي" و"مناقب أحمد" كلاهما للبيهقي.

‌الرابع: كتب التخريج:

كـ "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي، و"البدر المنير"

(1)

لابن الملقن، و"المغني عن حمل الأسفار" للعراقي، و"التلخيص الحبير" لابن حجر.

‌الخامس: كتب العلل والموضوعات:

كـ "العلل الكبير": للترمذي، و"العلل" لابن أبي حاتم، وللدارقطني، و"بيان الوهم والإيهام" لابن القطان، و"العلل المتناهية"، و"الموضوعات" لابن الجوزي، و"موضوعات الصغاني".

‌السادس: كتب الغريب والشروح:

‌1 - كتب الغريب:

كـ "غريب الحديث": لأبي عبيد، والحربي، والخطابي، و"الغريبين" للهروي، و"ذيل الغريبين" لأبي موسى المديني، و"الفائق في غريب الحديث" للزمخشري، و"الدلائل في غريب الحديث" لثابت السرقسطي، و"النهاية" لابن الأثير.

‌2 - كتب شروح الحديث:

كـ "معالم السنن" للخطابي، و"التمهيد" لابن عبد البر، و"شرح النووي على صحيح مسلم"، و"شرح جامع الترمذي" لابن العربي، وللعراقي، و"فتح الباري" لابن حجر.

(1)

ينقل السخاوي عنه ويستفيد منه، لكنه لا يشير إلى ذلك. انظر مثلًا:(99، 149).

ص: 74

‌السابع: كتب علوم الحديث:

كـ "معرفة علوم الحديث" للحاكم، و"الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" و"جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر، و"مقدمة ابن الصلاح"، و"الاقتراح" لابن دقيق العيد.

‌الثامن: كتب التفسير:

كتفسير الطبري، والثعلبي، والقرطبي، والزمخشري، وابن كثير.

‌التاسع: كتب الفقه:

وهي جميعها في الفقه الشافعي: كـ "الأم" للشافعي، و"محاسن الشريعة" للقفَّال، و"نهاية المطلب" لإمام الحرمين، و"الوسيط" للغزالي، و"مُشكل الوسيط" لابن الصلاح، و"الشرح الكبير" للرافعي، و"المجموع " للنووي.

‌العاشر: كتب السخاوي نفسه:

اعتمد المصنف في كتابه هذا على كتبه الأخرى؛ سواء في التوسع في الكلام على الأحاديث واستيعاب طرقها، أو في الجمع بين الأحاديث المتعارضة والجواب عن بعض الإشكالات، ومن هذه الكتب التي اعتمد عليها وعزى إليها: الفتاوى المسمى بـ "الأجوبة المرضية عما سئل عنه السخاوي من الأحاديث النبوية"، و"استجلابُ ارتقاءِ الغُرَفِ بحبِّ أقرباءِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم وذوي الشرف"، و"التماس السعد في الوفاء بالوعد"، و"الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر"، و"القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع"، و"تخريج الأربعين النووية"، و"عمدة المحتج في حكم الشطرنج"، و"ارتياح الأكباد في أرباح فقد الأولاد"، وغيرها.

وقد اعتَمَدَ السخاويُّ كثيرًا على كتبِ شيخِه الحافظِ ابنِ حجر، يذكر المصدر أحيانًا، ويُغفله أحيانًا أخرى. والله أَعلم.

* * *

ص: 75

‌المبحث السادس: منزِلَةُ الكتابِ العِلميَّةُ، وعنايةُ العلماءِ به

تبوَّأ كتابُ "المقاصد الحسنة" مكانةً رفيعة عند أهل العلم؛ فهو أجمعُ مصنَّفٍ في الأحاديثِ المشتهرةِ، وعليه عوَّلَ كلُّ من جاء بعدَهُ.

وقد فاقَ جميعَ المصنفاتِ في الأحاديثِ المشتهرةِ بالأسلوبِ المتينِ في تخريجِ الأحاديثِ وسياقِ الأسانيدِ وبيانِ العللِ، والعنايةِ باختلافِ الألفاظِ، حتى كأنه كتابٌ من كتبِ التخريجِ، كـ "البدرِ المنيرِ" و"التلخيصِ الحبيرِ" وغيرها، بالإضافة إلى ما تنوع مادته العلمية؛ حديثيَّةً وغير حديثية، فحُقَّ له أن يكون أشهرَ هذه المصنفاتِ على الإطلاقِ، وأجلَّها بالاتفاق.

ولا يبعدُ أنْ يُقال: لو لم يُصنِّفِ الحافظُ السخاويُّ غيرَ كتابِ "المقاصد" لكفى به قاضيًا بإمامته وسَعَةِ اطلاعه.

وهنا نسوق طرفًا من ثناء أهل العلم عليه، وإشادتهم به:

قال تلميذه ابن الدَّيبَع: " .. فإني وقفتُ على كتاب "المقاصد الحسنة" .. كتابًا حسنًا اشتمل على جُملٍ من النفائس والمهمات، والعوائد والتتمات"

(1)

.

وقال عبد القادر العيدروس في ترجمته: "وهو كتابٌ جليلٌ لم يسبَق إلى مثلِهِ، مفيدٌ في بابِه جدًّا"

(2)

.

وقال العجلوني: "وإنَّ مِن أعظمِ ما صُنِّفَ في هذا الغَرضِ، وأجمعِ ما مُيِّزَ فيه السالمُ من العلةِ والمرضِ: الكتابَ المسمى بـ "المقاصدِ الحسنةِ في بيانِ كثيرٍ من الأحاديثِ المشتهرةِ على الألسنةِ""

(3)

.

(1)

"التمييز"(ص 2 - 3).

(2)

"النور السافر"(ص 43).

(3)

"كشف الخفا"(1/ 8).

ص: 76

وقال ابن العماد الحنبلي: "وهو أجمعُ وأتقنُ من كتابِ السيوطيِّ المسمى بـ "الجواهرِ المنتثرةِ فى الأحاديثِ المشتهرةِ"، وفى كلٍّ منهما ما ليس في الآخر"

(1)

.

وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في مقدمة السلسلة الضعيفة "وألَف المتأخرون منهم كتبًا خاصة للكشف عن الأحاديث، وبيان حالها، أشهرها وأوسعها كتاب "المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة" للحافظ السخاوي"

(2)

.

وأما جانب عناية أهل العلم به، فيمكن إجماله فيما يأتي:

‌أولًا: اهتمامهم بسماع الكتاب ونسخه وقراءته

كتب الله عز وجل القبولَ لهذا الكتاب في حياة مصنفه رحمه الله؛ فاعتنى به أهل العلم -من حين تصنيفه- نسخًا وسماعًا وقراءةً على مؤلفه، فمِمَّن نسخه أو سمعَه أو قرأه:

1 -

عبد الرحمن بن علي بن محمد الشيباني، المعروف بـ "ابن الدَّيبَع"؛ صاحب "تمييز الطيب من الخبيث". سمع الكتاب على المصنف رحمه الله في مكة المكرمة، حيث قال: وقد أخبرني بالكتاب المذكور شيخنا .. فيما شافهني به بالمسجد الحرام

(3)

..

2 -

أحمد بن محمد بن عثمان، المعروف بـ "التبريني". قرأ على المصنف جُلَّ الكتاب

(4)

.

3 -

علي بن محمد الكازروني الشافعي. كتب بخطه غير نسخة من الكتاب، وقرأه على المصنف، وأجازه به

(5)

.

4 -

عمر بن عبد العزيز بن عبد السلام السراج الأنصاريُّ الزرنديُّ المدنيُّ الشافعيُّ. سمع الكتاب على المصنف وأجازه به

(6)

.

(1)

"شذرات الذهب"(10/ 24).

(2)

"الضعيفة"(1/ 48).

(3)

"تمييز الطيب من الخبيث"(ص 10).

(4)

"الضوء اللامع"(2/ 142).

(5)

"الضوء اللامع"(6/ 8).

(6)

"الضوء اللامع"(6/ 94).

ص: 77

5 -

محمد بن رجب الزبيري القاهري الشافعي. نسخ الكتاب وسمعه على المصنف

(1)

.

6 -

عبد الرحمن بن عبد الله المكي الشافعي، المعروف بـ "ابن جمال الثناء". قرأ الكثير من الكتاب على المصنف

(2)

.

7 -

علي بن ياسين بن محمد الداراني الحنفي. سمع جميع المقاصد على المصنف

(3)

.

8 -

محمد بن إبراهيم بن أبي بكر الطيب العامري الحرضي اليماني الشافعي. سمع بعض الكتاب على المصنف

(4)

.

9 -

محمد بن عبد القادر بن عبد الرحمن، بدر الدين السخاوي، ابن أخي المصنف. قرأه على المصنف

(5)

.

‌ثانيًا: عنايتُهم به اختصارًا وتلخيصًا وانتقاءً:

اختصر الكتابَ ولخَّصه جمعٌ مِنْ أهلِ العلمِ في مصنفاتٍ عديدةٍ، وقد تقدَّمَ التعريفُ ببعضها في التمهيد، في مبحثِ المصنفاتِ في الأحاديثِ المشتهرةِ، فما سبقَ الكلامُ عنه هناك فسنُشيرُ إليه هنا إشارةً فقط، ونعرِّفُ بما لم يسبق التعريفُ به، فمِنْ هذه المصنفات:

1 -

"التخريجات المختصرة للأحاديث المشتهرة"، لِعَلي بن ناصر بن محمد المكي الشافعي، المعروف بـ "ابن ناصر الحجازي"(كان حيًّا سنة 915 هـ). اختصر فيه "المقاصد" مقتصرًا على ذكر الحديث وذكر من أخرجه ومرتبته من الصحة والضعف

(6)

.

2 -

"مختصر المقاصد الحسنة"، لِجمال الدين محمد بن عمر بن مبارك الحضرمي، الشهير بـ "بَحْرَق"(ت 930 هـ)، ذكره عبد القادر العيدروس باسم

(1)

"الضوء اللامع"(7/ 243).

(2)

"الضوء اللامع"(4/ 88).

(3)

"الضوء اللامع"(6/ 50).

(4)

"الضوء اللامع"(6/ 251).

(5)

"الضوء اللامع"(8/ 67).

(6)

"التخريجات المختصرة".

ص: 78

"تجريد المقاصد عن الأسانيد والشواهد"

(1)

.

3 -

"الدُّرَّة اللامعة في بيان كثير من الأحاديث الشائعة"، لتلميذ المصنف: شهابِ الدينِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ عبدِ السلامِ المَنوفيِّ (ت 931 هـ).

4 -

"تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث"، لتلميذ المصنف: عبد الرحمن بن علي بن محمد الشيباني؛ المعروف بـ "ابن الدَّيبع"(ت 944 هـ). وهو أشهر مختصراته، وقد بيَّنَ المؤلفُ عملَه في الكتاب ومنهجه فيه، فقال في مقدمته: (

فجرَّدتُ في هذا المختصرِ فوائده، وقيدت فيه أوابده، وبذلت في ذلك جهد المقل، وتجنبت من التطويل ما يُضجِر ويُمِل، وتبعته في جميع ما ذكره من التصحيح والتمريض، وتركت ما وراء ذلك من الكلام الطويل العريض

وجعلته على الحروف تبعًا لأصله

ولي في هذا المختصر زيادات يسيرة ميزتها عن كلام شيخنا المقدم، بقولي في أولها (قلت) وفي آخرها (والله تعالى أعلم)

(2)

. وربما زاد أحاديث دون تمييز

(3)

. وهو مطبوع.

5 -

"تلخيص المقاصد الحسنة"، لِمحمد بن أحمد بن عبد العزيز، الشهير بـ "ابن النجَّار" الفتوحي الحنبلي (ت 972 هـ)، ذكره حاجي خليفة

(4)

.

6 -

"تحرير المقاصد الحسنة في تخريج الأحاديث الدائرة على الألسنة"، لأحمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم ابن الوزير اليمني (985 هـ). مخطوط

(5)

.

7 -

"مختصر المقاصد الحسنة"، لمحمدِ بنِ عبد الباقي الزُّرقاني

(1)

انظر: "النور السافر"(ص 207)، و"هدية العارفين"(2/ 230).

(2)

"المقدمة"(ص 3 - 4).

(3)

أفاده د. الصباغ في "مقدمة مختصر الزرقاني"(ص 30).

(4)

"كشف الظنون"(2/ 1780)، ومنه نسخة مخطوطة في مجموعة عارف حكمت.

(5)

ذكره عبد الله الحبشي في "مصادر الفكر الإسلامي في اليمن"(ص 64). وله نسخ، منها: في مكتبة الجامع الكبير بصنعاء، برقم (437)، ومنها في مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة، برقم (2583/ 1)، وانظر:"فهارس آل البيت"(1/ 331 رقم 81).

ص: 79

(ت 1122 هـ)، ونعني به المختصر الكبير

(1)

، وقد وجدنا في بعض فهارس المخطوطات ما يُشير إلى وجوده بهذا الاسم

(2)

، لكنَّا لا نجزمُ أنه هو، إذِ الكتاب بهذا الاسم يُطلق على المختصر الصغير. وهو:

8 -

"تلخيص المقاصد الحسنة"، لمُحمدِ بنِ عبدِ الباقي بنِ يوسفَ الزُّرقاني (1122 هـ).

ويسمى أيضًا بـ "اختصار مختصر المقاصد الحسنة"، وبـ "حُسنِ لآلئ الدُّرَرِ بإيجاز المختصر"

(3)

. ذكر الزرقانيُّ في مقدمته أنه قد اختصرَ كتاب "المقاصد للسخاوي"، فجاء حسنًا لطيفًا، مفيدًا منيفًا، ثم بدا له اختصار ذلك المختصر بحيث يذكر لفظ الحديث فقط، ويقول عقبه:(صحيح) أو (حسن) أو (ضعيف) أو نحو ذلك ليكون أسهل للمستعجل. وذكر بأنه أبدل لفظ (حديث) الواقع فيه بما صورته (ح) بالمداد الأحمر. وحيث قال (باطل) أو (لا أصل له) أو (لا أعرفه) أو نحو ذلك، فإنَّ ذلك حكاية لفظ السخاوي. وحيث قال (حسن لغيره) فذلك حكاية لمعناه، ولم يميِّز ما زاده على المقاصد بعلامةٍ. ورتَّبه على حروف المعجم كترتيب الأصل

(4)

.

والكتاب مطبوع باسم (مختصر المقاصد الحسنة) في مجلد لطيف بتحقيق الصباغ عن المكتب الإسلامي عام 1981 م، ثم أعيد طبعه أكثر من مرة. ومجموع أحاديثه (1241) حديث.

9 -

"مختصر المقاصد الحسنة"

(5)

، لِعليِّ بنِ عمرَ بنِ عبدِ الدائمِ السفطيِّ

(6)

.

(1)

انظر: "الرسالة المستطرفة"(ص 191) فقد ذكر له مختصرين: كبير وصغير، وهو المتداول.

(2)

انظر: "فهارس آل البيت"(3/ 1411 رقم 445).

(3)

هو بهذه الأسماء كلها على طُررِ نسخه المخطوطة، ولم نرَ من أشار إلى التسمية الأخيرة إلا أننَّا رأيناها على طرَّة مخطوطةٍ من الأزهرية، نُسِخَت سنة (1124 هـ).

(4)

انظر: "مقدمة المختصر"(ص 47 - 48).

(5)

منه نسخة مخطوطة في مركز الملك فيصل.

(6)

لم نقف له على ترجمة.

ص: 80

10 -

"تجريد المقاصد الحسنة"

(1)

، لأحمد بن عبد الله بن الهادىِ اليمني.

11 -

وانتقاه أحمد بن محمد صَحصاح الأبشيهي الفيومي، كما أشار إليه المصنف في الضوء حيث قال:"وانتقى كلًا من "المقاصد الحسنة" و"ارتياح الأكباد"، وعندَه أنه اختصرَهُما"

(2)

.

*‌

‌ تنبيه:

ذكر إسماعيل باشا

(3)

أن لِمحمد بن محمد الدلجي مختصرًا للمقاصد الحسنة اسمه "مقاصد المقاصد"، والصواب أنه مختصر لكتاب "المقاصد في علم الكلام" للتفتازاني

(4)

.

‌ثالثًا: عنايةُ أهلِ العلمِ بالكتابِ تضمينًا له في مصنفاتهم:

ومما يدلُّ على مَزيدِ اعتناءِ أهلِ العلمِ بالكتابِ، وعلى منزلته العلميةِ الكبيرةِ في بابه: كثرةُ المؤلفاتِ التي أفادت من المقاصد، واعتمدت عليه، فمنها:

1 -

"الوسائلُ السَّنِيَّة من المقاصدِ السَّخاويَّة والجامِع والزوائدِ الأَسيُوطِيَّة"، لِعليِّ بنِ محمدِ بنِ محمدٍ المنوفيِّ (ت 939 هـ)، وهو مخطوط

(5)

. انتخبه من "المقاصد"، و"الجامع الصغير" و"زيادته" للسيوطي، ورتبه على ترتيب "الجامع الصغير". ذكره حاجي خليفة

(6)

، والكتاني

(7)

.

2 -

"الشَّذْرَة في الأحاديث المشتهرة"، لِمحمد بن علي بن أحمد بن طولون الدمشقي (ت 953 هـ). اختصر فيه "المقاصد"، وكتابي السيوطي والزركشي، ورتَّبه على الحروف

(8)

. وباستقراء عمله في الكتاب فإنه يبدأ بكلام

(1)

منه نسخة مخطوطة في المحمودية.

(2)

"الضوء اللامع"(2/ 187).

(3)

"إيضاح المكنون"(2/ 532).

(4)

انظر: "كشف الظنون"(2/ 1781)، و"الأعلام"(7/ 56).

ومنه نسخة مخطوطة في الأزهرية.

(5)

ومنه نسخة في جامعة قاريونس.

(6)

"كشف الظنون"(2/ 2007).

(7)

"الرسالة المستطرفة"(ص 191).

(8)

"الشذرة"(1/ 17).

ص: 81

السخاوي فيختصره ثم يزيد عليه، وأحيانًا يقتصر على ما في "المقاصد" ولا يزيد عليه.

ذكر فيه (1169) حديثًا. وهو مطبوع

(1)

.

3 -

"البدر المنير في غريب أحاديث البشير النذير"، لعبد الوهاب بن أحمد بن علي الشعراني (973 هـ)، انتخب أحاديثه من كتب السيوطي الثلاثة:"الجامع الكبير" و"الجامع الصغير" و"زوائد الصغير"، وأضاف إليها جميع ما في "المقاصد الحسنة"

(2)

. ويبلغ عدد أحاديثه نحوًا من ألفين وثلاثمائة، مرتَّبةً على حروف المعجم. وهو مطبوع.

4 -

"كشف الالتباس عما دار من الأحاديث بين الناس"، منظومة فيها نحو عشرة آلاف بيت، للشيخ غرس الدين محمد بن أحمد الخليلي القادري الشافعي (ت 1057 هـ). جمعها من "اللآلئ المنثورة" للزركشي، و"المقاصد الحسنة" للسخاوي، و"الدرر المنتثرة" للسيوطي، و"تمييز الطيب من الخبيث" لابن الديبع.

5 -

"تسهيل السبيل إلى كشف الالتباس عما دار من الأحاديث بين الناس"

(3)

، فهذا تجريد المؤلف مع شرحه لأحاديث المنظومة المأخوذة من أربعة كتب، هي: اللآلئ للزركشي والمقاصد للسخاوي والدرر للسيوطي والتمييز لابن الديبع.

وقد اقتصر على ذكر الحديث ومرتبته دون مخرجه ورافعه وقائله إن لم يكن حديثًا نبويًا، اعتمادًا على أصله. وإذا زاد حديثًا على ما في الكتب الأربعة المذكورة ميَّزه بقوله:(قلت) في أوله، و (والله أعلم) في آخره. وربما ضبط بعض الأسماء والكلمات.

(1)

انظر: المصدر نفسه.

(2)

"الرسالة المستطرفة"(ص 191).

(3)

كذا في "مقدمة التسهيل"(ق 2/ أ). وانظر: "هدية العارفين"(2/ 282)، و"الرسالة المستطرفة"(ص 192)، و"الأعلام"(6/ 10)، و"معجم المؤلفين"(3/ 94، 577، 641).

ص: 82

وقد ذكرَ الأحاديث مُرتَّبة على حروفِ المعجم كما في أصله.

والكتاب لا يزال مخطوطًا

(1)

.

6 -

"إتقانُ ما يحسُنُ من بيانِ الأخبارِ الدائرةِ على الألسُنِ"، لِنجم الدين محمد بن محمد بن محمد الغَزِّيِّ العامريِّ القرشيِّ الدمشقيِّ (ت 1061 هـ). جمع فيه بين كتاب الزركشي والسيوطي والسخاوي مع زيادات لا غنى عنها لطالب الباب

مع جودة الاختصار وحسن التأليف وبيان الصحيح والحسن والضعيف، وما كان من الأحاديث مرسلًا أو موقوفًا صرَّح بإرساله أو وقفه، وما كان متصلًا مرفوعًا اكتفى بذكر صحابيه ولم يعرِّج على وصفه. وقد استخدم الرموز لأصحاب الأصول مبالغةً في الاختصار، فرمز للبخاري بـ (خ)، ولمسلم (م)، ولهما (ق)، ولأبي داود (د)

وهكذا. وجميعها (25) رمزًا

(2)

. وللكتاب طبعتان: الأولى في دار الفاروق الحديثة بمصر عام 1415 هـ بتحقيق خليل محمد العربي؛ والثانية في دار الكتب العلمية بتحقيق يحيى مراد عام 1425 هـ في مجلد.

* واختصره أحدُ أحفاده، وهو أحمد بن عبد الكريم بن سعودي بن نجم الدين، في كتاب سماه "الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث". وهو مطبوعٌ أيضًا.

7 -

"كشف الخفاء ومزيل الإلباس عمَّا اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس"، لإسماعيل بن محمد العَجْلُونيّ الجَرَّاحيِّ (ت 1162 هـ). ذكر في مقدمته أنه جمعَ ولخَّص ما وقف عليه من المصنفات في هذا الباب ليكون مرجعا له ولمن يرغب في تحصيل المهمات. وقد اعتمد على اللآلئ المنسوبة لا بن حجر

(3)

، والمقاصد، والتمييز، والدرر، والإتقان للغزي، والأسرار

(1)

ولدينا صورة منه، وهي مصورة من الجامعة الإسلامية. وللكتابِ نسخٌ أخرى، انظر:"فهارس آل البيت"(1/ 377).

(2)

انظر: "مقدمة الكتاب"(ص 15 - 16) بتحقيق: يحيى مراد.

(3)

وسبق التنبيه على أنه وَهَمٌ منه رحمه الله.

.

ص: 83

للقاري، والموضوعات للصغاني وزيادات كثيرة من عنده، مع التصريح بالعزو إليها وإلى غيرها من المصادر. ونقل أحكام العلماء على الحديث صحة وضعفًا.

رتَّبه على حروف المعجم مراعيًا الحرف الأول فقط، وقد يختل الترتيب أحيانًا. والكتاب يعدُّ من أجمع المصنَّاتِ في هذا الباب، وقد بلغ عددُ أحاديثه أكثرُ مِنْ ثلاثةِ آلافِ حديثٍ.

وأشار أنه حيث يقول: "في الأصل" أو "في المقاصد"؛ فإنه يعني به كتاب السخاوي.

ويظهر مما ذكره في المقدمة أن عمدَتَه في الكتاب تلخيصُ "المقاصد"؛ بحيث إنه جعله أصلَ كتابه، بل إنه قال:"ورتَّبتُه على حروف المعجم كأصله".

ويظهر ذلك أيضًا باستقراء عمله في الكتاب؛ فهو يبدأ دائمًا بتلخيص كلام السخاوي، ثم يزيد عليه من المصادر الأخرى التي أشار إليها.

انظر مثلًا الأحاديث

(1)

: 2384، 2389، 2390، 2394، 2397، وغيرها.

وكثيرًا ما يقتصر على ما ذكره السخاوي ولا يزيد عليه شيئًا.

انظر مثلًا

(2)

: 2385، 2391، 2392، 2433، 2435، وغيرها.

وله طبعاتٌ كثيرةٌ، منها طبعة قديمة عام 1351 هـ عن مكتبة القدس في مجلدين، وطبعة بتعليق أحمد القلاش عن مؤسسة الرسالة عام 1399 - 1405 هـ في مجلدين. وطبعة المطبعة العالمية بدمشق سنة 1421 هـ بتحقيق يوسف الحاج أحمد في مجلدين أيضا. وهي أفضلُ الطبعاتِ، والله أعلم.

(1)

وقارن بالأحاديث: (1076، 1078، 1079، 1184، 1186).

(2)

وقارن بالأحاديث: (1077، 1181، 1187، 1107، 1308).

ص: 84

رابعًا: عناية أهل العلم بالكتاب نقلًا منه ورجوعًا إليه:

لقد احتفى العلماءُ بكتاب "المقاصد الحسنة" وأولوه عنايةً فائقةً، وتمثَّلَ ذلك في مظاهرَ كثيرةٍ، ومِنْ هذه المظاهرِ ما كانَ نقلًا منه، أو عَزوًا ورجوعًا إليه، وهذا بابعٌ واسعٌ، ولكنَّا سنقتَصرُ على ذكرِ أشهرِ هذه المصنفاتِ التي اعتنت به وكثُرَ نقلُها منه:

1 -

"تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة"، لِعليِّ بن محمد بن عَرَّاقي الكِنانيِّ (ت 963 هـ). فقد نقل عن المقاصد في أكثر من ثلاثين موضعًا

(1)

.

2 -

"تذكرة الموضوعات"، لِمحمد بن طاهر الصِّدِّيقيِّ الهنديِّ الفَتَّنيِّ (ت 986 هـ). نقل عنه أكثر من مائة مرةٍ، بحيث لا تكاد تخلو صفحة من صفحاتها من النقل عن المقاصد، وصرح في مقدمته أن "المقاصد" من مصادر كتابه.

3 -

"الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة"، لعليِّ بن محمد بن سلطان، المشهور بـ "المُلّا علي القاري"(ت 1014 هـ). فقد نقل عنه ما يربو على مائةٍ وخمسين نقلًا.

4 -

"المصنوع في معرفة الحديث الموضوع"، للقاري أيضًا، وقد نقل عن السخاوي في كتابه هذا أكثر من خمسين مرةً.

5 -

"الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة"، لِمحمد بن عليٍّ الشَّوكانيِّ (ت 1250 هـ). نقل عن الكتاب في أكثر من ستينَ موضعًا

(2)

. وقد صرح في مقدمته أنه جمع الكتاب من مصنفات عدة، منها المقاصد.

6 -

"أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب"، لِمحمد بن درويش بن محمد الحوت البيروتي (ت 1277 هـ) بترتيب ابنه عبد الرحمن. وقد

(1)

منها على سبيل المثال: (1/ 191، 195، 236، 292، 302، 306، 379، 381، 454؛ 2/ 52، 131، 231، 250، 271، 279) وغيرها.

(2)

انظر مثلًا ص: (10، 22، 25، 26، 27، 28، 32، 35، 81، 82، 83، 86، 106، 114، 147، 197، 198، 259، 450، 509) وغيرها كثير.

ص: 85

نقل عنه في أكثر من ثلاثين موضعًا فيما صرَّحَ فيه بالنقل عنه

(1)

، وما لم يصرح به أكثر.

7 -

"سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة"، للشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني (ت 1420 هـ)، فقد نقل عن المقاصد في أكثر من مائة موضع

(2)

.

* * *

(1)

انظر مثلًا الأحاديث: (41، 46، 240، 336، 360، 395، 399، 450، 470، 526، 568) وغيرها كثير.

(2)

انظر مثلًا الأحاديث: (15، 26، 30، 41، 48، 51، 53، 55، 60، 66، 73، 127، 129، 136، 168) وغيرها كثير.

ص: 86

‌المبحث السابع: طبعات الكتاب

طبع الكتاب عدة طبعات لا تخلو من كثيرٍ من السقط والتصحيف والتحريف، وهي:

1 -

الطبعة الهندية سنة 1304 هـ، وهذه الطبعة عزيزة الوجود، بل هي في عِدادِ المفقود فيما نعلم، وهذه الطبعة هي الطبعة التي اعتمدها الغماري في تحقيقه، وأخطاؤها هي أخطاء طبعة الغماري نفسها.

2 -

طبعة بتحقيق عبد الله محمد الصديق الغماري سنة 1375 هـ بالقاهرة، اعتمد فيها الطبعة الهندية أصلًا، وأكمل النقصَ الواقعَ فيها مِنْ نسخةٍ خطيةٍ كانت للمرتضى الزبيدي، وهذه الطبعة أمثل الطبعات الموجودة للكتاب. ثم قامت دار الكتب العلمية بتصويره سنة 1399 هـ، ثم أعادت الدارُ صفَّ الكتاب سنة 1407 هـ.

3 -

طبعة دار الكتاب العربي بتحقيق محمد عثمان الخشت، ذكر في مقدمة تحقيقه أنه اعتمد على ثلاثِ نسخِ خطيةٍ في دار الكتب المصرية، وأنه خلَّصَ النصَّ المطبوعَ مِنْ شوائبِ التصحيفِ والتحريفِ والأخطاءِ اللغوية، ولكنْ تبيَّن بعد المقارنةِ بين هذه الطبعةِ وطبعةِ الغماري أنه لم يُصحِّح شيئًا مِنَ التصحيفات والتحريفات، بل تابع الغماري على الأخطاء نفسها.

فالطبعة الهندية هي الأصل الذي اعتمده الغماري، وطبعة دار الكتب العلمية إنما هي إعادةُ صفٍّ لطبعةِ الغماري، وطبعةُ دارِ الكتابِ العربي تابعَ محققُها الغماريَّ على أخطائه التي وقع فيها ..

ومع أنَّ طبعةَ الغماريَّ هي أمثلُ تلك الطبعات، إلا أنها لا تخلو مِنْ عددٍ مِنَ المؤاخذات المؤثِّرةِ في صُلبِ العملِ العلميِّ، ومنها:

ص: 87

1 -

أنَّ المحققَ لم يعتمد أصلًا خطيًّا في إخراج الكتاب، بل اعتمد الطبعةَ الهنديةَ أصلًا، وأكملَ بعضَ النقصِ مِن نسخةِ المرتضى الزبيدي المشار إليها سابقًا.

2 -

أنَّ هذه الطبعة مليئةٌ بالتصحيفات والتحريفات والأخطاء والسَّقطِ في كثيرٍ مِنَ المواضع.

3 -

أنها خاليةٌ مِنْ أيِّ خدمةٍ للنصوصِ؛ فليس فيها تخريج للأحاديث والآثار، ولا عزو لكلام أهل العلم الوارد في النص إلى مظانه، ولا ضبط للمُشكِل من الكلمات والأسماء، ولا شرح للغريب، إلى غير ذلك من جوانب خدمة النصوص.

4 -

أنَّ قراءةَ الكتاب بهذه الطبعةِ فيه عُسرٌ؛ فليس فيه فصلٌ للنصوص عن بعضها، ولا استعمالٌ لعلامات الترقيم المناسبة، بل تجد كثيرًا من النصوص متداخلة بحيث يصعب فهمها كذلك.

هذا وقد قمنا بمقابلةِ نماذجَ متفرقةٍ مِن طبعتَي الغماري والكتاب العربي مع أكثر من (60) لوحة من نسخة "تشستربيتي" البالغ عدد لوحاتها (241) لوحة، ووقفنا على أخطاءٍ كثيرةٍ مِنْ سقطٍ وتصحيفٍ وتحريفٍ، وهذه نماذجُ من السَّقطِ، وما تركناه أكثر:

الحديث

طبعة الغماري، وطبعة دار الكتاب العربي

المخطوط (تشستربيتي)

اللوحة

2

عن أبيه عن جده، ومن حديث شعبة

عن أبيه عن جده، و [هما عند ابن عديٍّ في كامله] من حديث شعبة .... 2/ أ.

2

عند غير أهله (سقط بعده أربعة أسطر ونصف)

عند غير أهله [

]

2/ أ.

3

لا لعامة المؤمنين.

لا لعامة المؤمنين [حديث: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ضحى

"]

2/ ب.

302

رأسه بدل شعره. (سقط خمسة أسطر)

بدل شعره [وللدارقطني في الأفراد .. طرق القرآن]

ص: 88

318

سقط حديثان بعد الحديث رقم (318)، وهما بقدر لوحة ونصف من المخطوط

حديث: "تحسين المرأة

" وحديث: "تحية البيت الطواف .. "

73/ أ، 73/ ب.

324

عن أبي هريرة رفعه بهذا، وفي الباب (سقط بمقدار سطرين)

رفعه بهذا [ولحديث أبي هريرة طرق

أنزل له شفاء] وفي الباب

74/ ب.

324

وقد أنزل له شفاء، وعن ابن مسعود (سقط ثلاثة أسطر)

وقد أنزل له شفاء [أخرجه أصحاب السنن .. ] وعن ابن مسعود

75/ أ.

1299

مرفوعًا به (سقط بعده تسعة أسطر إلى نهاية الحديث)

مرفوعا به [وفي تفسير غافر من الكشاف

]

216/ أ، 216/ ب.

وهذه نماذج من التصحيفات، وما تركناه أكثرُ:

الحديث

طبعة الغماري، وطبعة دارالكتاب العربي

المخطوط (تشستربيتي)

اللوحة

3

نافع بن هرمز

نافع أبو هرمز (وهو كذلك في فوائد تمام)

2/ ب

38

قلا وقلى وهو بالضم والفتح معًا

قلا وقلى وهو بالكسر والفتح معًا

13/ ب.

40

قولهم للمقبل: يا واجد، وللمسافر يا سالم

قولهم للمضلِّ: يا واجد، وللمسافر يا باسالم

14/أ.

40

قول العامة: مضت بأقوالها

قول العامة: مصر بأقوالها

14/ أ.

921

وقال الفلاس: إنه منكر

وقال القلانسي: إنه منكر

161/ ب.

928

نزع لي منها دلوًا

انزع لي منها دلوًا

162/ ب.

1009

مقيمة إن صافا وإن صرما

وتستقيم إذا صافا وإن صرما

171/ ب.

1043

رجاء الإسراع فينطبق ظهره

رجاء الإسراع فينقطع ظهره

178/ ب

ص: 89

‌المبحث الثامن: وصف النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق، ونماذج منها

ذاع صيتُ "المقاصد الحسنة" في الآفاق، فصارت له نسخٌ كثيرةٌ، وقد وقفنا على جُملةٍ منها، واخترنا منها أربعَ نسخٍ؛ هي أضبطها وأتمها فيما ظهر لنا، وهي:

‌النسخة الأولى: نسخة مكتبة "تشستربيتي":

وعنها صورة في جامعة الإمام، محفوظة برقم (4/ 3942)، وتقع في (241) ورقة، ومسطرتها (25) سطرًا، متوسط عدد الكلمات في السطر الواحد (15) كلمة، مكتوبة بخطٍ مشرقيٍّ واضح، وعلى ظهرها عنوان الكتاب:"المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة"، واسم المؤلف، وأسماء الذين تملكوا النسخة.

وفي آخرها: "وافَقَ الفراغُ من كتابته في يوم الجمعة المبارك، ثامن عشري شهر ذي الحجة الحرام، ختام عام ثمانٍ وتسعمائة

، كمَّلَ كتابته العبد الفقير إلى رحمة ربه العاطي كمال الدين محمد بن الشيخ عبد الحق السُّنباطي الشافعي".

وهذا الناسخُ لم نظفر له بترجمة، لكنَّ والده الشيخ عبد الحق السُّنباطي له ترجمة في "الضوء اللامع"

(1)

، يظهر فيها أنه تلميذ السخاوي.

(1)

"الضوء اللامع"(4/ 37).

ص: 90

وهذه النسخة كما يظهر قريبة جدًّا من عصر المصنف رحمه الله، وهي نسخةٌ تامةٌ ومضبوطةٌ، وعليها علاماتُ المقابلة، وفيها زيادةُ عدة أحاديث ليست في النسخ الأخرى، وعليها حواشٍ في شرحِ بعضِ الغريب والتعريف ببعض الرواة، وغير ذلك.

وقد صوَّرناها من مكتبة الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله.

ولكون هذه النسخة أضبط النسخ، ولتقدُّمها زمنًا فقد اعتمدناها أصلًا في التحقيق.

‌النسخة الثانية: نسخة المكتبة الأزهرية:

محفوظة برقم (762، 7567)، وفي مكتبة الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله نسخة مصورة عنها.

وتقع في (328) ورقة، ومسطرتها (21) سطرًا، ومتوسط عدد الكلمات في السطر الواحد (10) كلمات، مكتوبة بخطوطٍ مشرقيةٍ شتى، وعلى ظهرها عنوان الكتاب:"المقاصد الحسنة في بيان كثيرٍ من الأحاديث المشتهرة على الألسنة"، واسم المؤلف، واسم مالك النسخة.

وقد كتبها عدة نُسَّاخ، في آخرها اسمُ أحدِهم، وهو عبد الله بن علاء الدين الشهيربـ "قطب الدين"، نزيل مكة المشرفة، ولم نظفر له بترجمة أيضًا، وليس فيها ذكر لتاريخ النَّسْخ.

وهي نسخةٌ كاملةٌ واضحةُ الخطِّ وجيدةُ الضبطِ، وعليها بعض الحواشي في شرح الغريب والتعريف ببعض الرواة، وغير ذلك.

ونرمُزُ لها بالحرف "ز".

‌النسخة الثالثة: نسخة مكتبة الحرم المكي:

محفوظة برقم (1241)، وتقع في (403) ورقات، ومسطرتها (19) سطرًا، متوسط عدد الكلمات في السطر الواحد (9) كلمات، مكتوبة بخطٍ مشرقيٍّ واضح، وعلى ظهرها عنوان الكتاب: "المقاصد الحسنة في بيان كثير

ص: 91

من الأحاديث المشتهرة على الألسنة"، واسم المؤلف، وليس فيها ذكر اسم الناسخ ولا تاريخ النسخ.

وهي نسخة كاملة وواضحة الخط وجيدة الضبط، وعليها حواشٍ أكثر من سابقتيها.

ونرمُزُ لها بالحرف "م".

‌الرابعة: نسخة دار الكتب القومية:

محفوظة برقم (1505)، وتقع في (354) ورقات، ومسطرها (19) سطرًا، متوسط عدد الكلمات في السطر الواحد (12) كلمة، مكتوبة بخط مشرقي واضح، على ظهرها عنوان الكتاب "المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة"، واسم مؤلفه، وفي آخرها السماعات والإجازات واسم الناسخ وهو شمس الدين محمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم الداودي، وقد قرأها على العز ابن فهد الهاشمي المكي في مجالس متعددة، وكان آخرها يوم الأربعاء منسلخ شهر رجب سنة أربع وتسعمائة (904 هـ).

وتتميَّزُ هذه النسخةُ بقربِ عهدها مِنَ المؤلفِ، وقد قُرِئَت على تلميذِ المؤلفِ (ابن فهد) وبهامشها تعليقاتٌ لابنِ الدَّيبع وغيره بخطٍّ مختلفٍ، مع ذكر اسم المعلِّق، ولكثرةِ السَّقَطِ والتحريفِ فيها لم نعتَمِدها أصلًا، واعتمدناها كنسخةٍ مساعدةٍ.

ونرمزُ لها بالحرف "د".

* * *

ص: 92

‌نماذج مصورة من النسخ المعتمدة في التحقيق

ص: 93

صورة لوحة العنوان من نسخة "تشستربيتي"(الأصل)

ص: 94

صورة لوحة أخرى من نسخة "تشيستربيتي"(الأصل)

ص: 95

صورة اللوحة الأخيرة من نسخة "تشيستربيتي"(الأصل)

ص: 96

صورة لوحة العنوان من النسخة الأزهرية (ز)

ص: 97

صورة من النسخة الأزهرية (ز)

ص: 98

صورة لوحة أخرى من النسخة الأزهرية (ز)

ص: 99

صورة لوحة العنوان من النسخة المكية (م)

ص: 100

صورة لوحة أخرى من النسخة المكية (م)

ص: 101

صورة اللوحة الأخيرة من النسخة المكية (م)

ص: 102

صورة للوحة الأولى من نسخة (د)

ص: 103

صورة من آخر الكتاب من نسخة (د)

ص: 104

صورة من سماعات الكتاب من نسخة (د)

ص: 105

‌مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

(1)

قال شيخُنا الإمامُ العالمُ العلامةُ المُسنِدُ، إمامُ الحفَّاظِ والمُسنِدِين، شمسُ الدينِ محمدُ بنُ المَرحومِ وجيهِ الدِّينِ عبدِ الرحمن السَّخاويُّ المِصريُّ، أبقاه الله تعالى ونَفَعَ بعُلُومِهِ:

الحمدُ لله مُميِّزِ الخبيثِ مِنَ الطيِّب، ومُحْرِزِ

(2)

الحديثِ بنُقَّادِهِ مِنَ الخطأِ والكذِب.

والصَّلاةُ والسَّلامُ على أشرفِ خلقِهِ محمدٍ، وعلى آله وأزواجِهِ ومَنْ له صَحِب.

صلاةً وسلامًا نَرجو بهما الاستقامةَ للنفسِ والأهلِ والعَقِب.

وبعد: فهذا كتابٌ رَغِبَ إليَّ فيه بعضُ الأئمةِ الأنجاب، أُبيِّنُ فيه بالعَزْوِ والحُكمِ المُعتَبَر، ما على الألسنةِ اشتَهَر، مما يُظنُّ إجمالًا أَنه مِنَ الخَبَر، ولا يَهتَدِي لمَعرِفَتِهِ إلا جَهابِذَةُ الأثَر، وقد لا يكون فيه شيءٌ مرفوع، وإنما هو في المَوقوف أو المَقطوع، وربما لم أقفْ له على أصلٍ أصلا، فلا أبُتُّ بفَصْلٍ فيه قولا، غيرَ مُلْتَزمٍ في ذلك الاستيفاء، ولا مُقْدِمٍ على تنقيصٍ لمُتقدِّمٍ أو جَفَاء، وإنْ لم يَسْلَمْ كلامُهُ مِنْ خَلَل، ولا تكلَّمَ بما يتَّضحُ به زَوَال العِلَل، تأدُّبًا مع

(1)

في "ز" بدل هذه الجملة: ربِّ يسِّر يا كريم.

(2)

مُحْرز مِنْ: أحْرَزَ الشَّيءَ فهو مُحْرَز وحَرِيزٌ: حازَه والحِرْزُ: ما حِيزَ مِنْ مَوضعٍ أو غيرِه أو لُجِئَ إِليه. "لسان العرب"(5/ 333 مادة حرز).

ص: 109

الأئمةِ؛ كالزركشيِّ وابنِ تيمية، فالفضلُ للسابق، والعدلُ هو المُوافق.

مُرتِّبًا له على حروفِ المعجمِ في أوَّل الكلمات، وإنْ كان ترتيبُه على الأبوابِ للعارفِ من آكَد المهمَّات، ولذا جمعتُ بين الطريقَتَين، ورفعتُ عني اللَّومَ ممنْ يختارُ إحدى الجِهَتَين، فبوَّبتُ للأحاديثِ بعد انتهائها، وأرشدْتُ لمَظانِّها بابتدائها، ولاحَظتُ في تسمِيَتِها (أحاديث): المعنى اللغوي، كما أني لم أقصدْ في الشُّهرةِ الاقتصارَ على الاصطلاح القويّ -وهي: ما يُروى عن أكثرَ مِن اثنين، في بعض طِباقه أو جميعِها بدونِ مَيْن

(1)

- بل القَصْدُ الذي عَزَمْتُ على إيضاحِهِ وأنْ أُتقِنَه: ما كان مشهورًا على الألسنة، مِنَ العالم المُتقِنِ في سَبْره أو غيرِه، في بلدٍ خاصٍّ وقومٍ مُعيَّنين، أو في جُلِّ البلدان وبين

(2)

أكثر المُوحِّدين

(3)

.

وذلك يَشمَلُ ما كان كذلك، وما انفَرَدَ به راويه بحيثُ ضاقَتْ عمَّا عَدَاه المَسالك

(4)

.

وما لا يوجدُ له عند أحدٍ سندٌ مُعتَمَد، بل عن منْ عُرِفَ بالتضعيفِ والتَّلفيقِ والتَّحريفِ، وما لم يَجِئْ -كما أشرتُ إليه- إلا عن الصحابة، فمَنْ بعدهم مِنْ ذَوِي الرَّجاحَةِ

(5)

والإصابة، وما لم يَفُهْ به

(6)

أحدٌ مِنَ المُعتَمَدِين، بالظنِّ الغالبِ لا اليَقين.

وربما أنشَطُ لشَيءٍ مِنَ المعنى، وأضبِطُ ما يَزولُ به اللَّبْسُ بالحسنى.

وكان أعظمُ باعثٍ لي على هذا الجمع، وأهمُّ حاثٍّ لعَزْمي فيما تَقَرُّ به العَينُ ويلتَذُّ

(7)

به السَّمْع: كثرةَ التَّسارعِ لنَقلِ ما لا يُعلم في ديوان، مما لا

(1)

المَيْنُ: الكذب. "لسان العرب"(13/ 425).

(2)

في "ز": في أجل البلدان أو بين أكثر.

(3)

كذا في جميعِ ما وقفتُ عليه من نُسخٍ للمقاصدِ، وفي نسخة (فيض الله) وفي المطبوع: الموجودين.

(4)

في "م": السالك.

(5)

في "م" و"د": الوجاهة.

(6)

ليست في "م".

(7)

في الأصل: تلتذُّ، والتصويب من "ز" و"م" و"د".

ص: 110

يسلمُ عن كذِبٍ وبُهْتان، ونِسْبَتُهُم إيَّاه إلى الرسول، مع عَدَمِ خِبرَتهم بالمَنقول، جازِمِينَ بإيرادِهَ، عازِمين على إعادَتِه وتَرْدادِه

(1)

، غافِلينَ عن تَحريمِه، إلا بعد ثبوتِه وتَفهيمِه، مِنْ حافظٍ مُتقنٍ في تَثْبيتِه.

بحيثُ كان ابنُ عمِّ المصطفى عليُّ بنُ أبي طالب، لا يَقبلُ الحديثَ إلا ممن حَلَفَ له

(2)

، مِنْ قريبٍ أو مُناسب؛ لأنَّ الكذبَ عليه صلى الله عليه وسلم، ليس كالكذبِ

(1)

في الأصل: وترْديده، والتصويب من "ز" و"م" و"د".

(2)

رواه أبو داود في سننه (رقم 1521)، والترمذي في جامعه (رقم 406)، والنسائي في "السنن الكبرى"(9/ 160 رقم 10178)، وابن ماجه في سننه (رقم 1395)، وابن حبان في صحيحه (2/ 389 رقم 623)، والضياء المقدسي في "المختارة"(1/ 82 - 87 رقم 7 - 11)، وغيرهم كلهم من طرقٍ عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن علي بن ربيعة الأسدي، عن أسماء بن الحكم الفَزَاري قال: سمعتُ عليًّا رضي الله عنه يقول: "كنتُ رجلًا إذا سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا نَفَعَني الله منه بما شاء أنْ يَنْفعَني، وإذا حدَّثني أحدٌ من أصحابه اسْتَحْلَفْتُه؛ فإذا حَلَفَ لي صَدَّقْتُه، قال: وحدَّثني أبو بكر، وصَدَقَ أبو بكر رضي الله عنه أنه قال: سمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبدٍ يُذنِبُ ذنبًا فيُحِسُنُ الطّهور

" الحديث.

وأسماءُ بن الحكمِ الفَزاريُّ، وقيل السُّلَمي أبو حسَّان الكوفي، قال البخاري: لم يُروَ عنه إلا هذا الحديث وحديثٌ آخر لم يُتابَع عليه، وقد روى أصحابُ النبي صلى الله عليه وسلم بعضُهُم عن بعضٍ ولم يُحلِّفْ بعضُهُم بعضًا. "التاريخ الكبير"(2/ 54)، وقال العِجلي: كوفيٌّ تابعيٌّ ثقة. "الثقات"(1/ 223 رقم 84)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (4/ 59) وقال: يخطئ. ومع هذا فقد خرَّج حديثه في صحيحه (2/ 389 رقم 623)، وقال ابن حجر: صدوق. "التقريب"(408).

وقد اخُتُلِفَ في رَفع هذا الحديثِ ووَقْفِه؛ ويُنظر لذلك: "جامع الترمذي"(الصلاة، باب ما جاء في الصلاة عند التوبة بعد حديث 406)، و (التفسير، باب ومن سورة آل عمران بعد حديث 3006)، و"علل الدارقطني"(1/ 176).

والقدرُ المرفوعُ منه لا يُهِمُّنا هنا، وإنما الذي يُهِمُّنَا هو الاستحلافُ، وقد استَنْكَرَه البخاري، وحسَّنَ إسنادَه الترمذي، وصحَّحه ابنُ حبان، والضياءُ المقدسي، كما سبق، وقال ابن عدي: وهذا الحديث طريقه حسن، وأرجو أنْ يكون صحيحًا. "الكامل"(1/ 431)، وقال المِزيُّ: قلت: ما ذكره البخاري رحمه الله لا يَقدَحُ في صحةِ هذا الحديثِ ولا يُوجِبُ ضَعْفَه؛ أما كونه لم يُتابَعْ عليه، فليسَ شرطًا في صحةِ كلِّ حديثٍ صحيحٍ أنْ يكونَ لراويهِ مُتَابعٌ عليه

وأما ما أنكره من الاستحلاف، فليس فيه أنَّ كلَّ واحدٍ من الصحابةِ كان يَسْتَحْلِفُ من حدَّثَه عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل فيه =

ص: 111

على غيرِه مِنَ الخلقِ والأمم، حتى اتَّفقَ أهلُ البَصيرةِ والبصائر، أنه مِنْ أكبرِ الكبائر، وصرَّح غيرُ واحدٍ مِنْ علماءِ الدِّينِ وأئمَّتِه، بعَدَمِ قَبُولِ تَوبَتِه، بل بالَغَ الشَّيخُ أبو محمدٍ الجُوَينيُّ

(1)

فكَفَّرَه

(2)

، وحذَّرَ فِتنَتَه وضَرَرَه.

(إلى غيرِه مِنَ الأسباب؛ التي يَطولُ في شأنها الانتخاب، وسَمَّيتُه)

(3)

:

المَقَاصِدُ الحسنةُ في بيانِ كثيرٍ مِنَ الأحاديثِ المُشتَهِرَةِ على الألسِنةِ.

واللهَ أسألُ أنْ يَسْلُكَ بنا طريقَ الحقِّ والاعتدال، وأنْ لا يَتْرُكَ الأحمقَ المَايقَ

(4)

يَتَمَادَى في الضَّلال

(5)

، فيما لا

(6)

يُحقِّقُه مع الفُحولِ الأبطال، وأنْ يَجعَلَ هذا التأليفَ خالصًا لوجهِهِ الكريم، مُوجبًا لرضاه العَمِيم، إنه قريبٌ مُجيب.

= أنَّ عليًّا رضي الله عنه كان يَفعلُ ذلك، وليس ذلك بمُنكَرٍ أنْ يُحتاطَ في حديثِ النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما فَعَلَ عمرُ رضي الله عنه في سؤالِه البَيِّنةَ بعضَ منْ كان يَروي له شيئًا عن النبي صلى الله عليه وسلم كما هو مشهورٌ عنه، والاستحلافُ أيسرُ مِنْ سؤالِ البينةَ

وقد رُويَ الاستحلافُ عن غيرِه أيضًا

"تهذيب الكمال"(2/ 534)، وقال الحافظ ابن حجر: وهذا الحديثُ جيِّدُ الإسناد. "تهذيب التهذيب"(1/ 235)، وصحَّحه الألباني في "صحيح سنن أبي داود"(5/ 252 رقم 1361).

(1)

هو: عبد الله بن يوسف بن عبد الله الجويني، أبو محمد، والد إمام الحرمين، من أئمة الشافعية، (ت 438 هـ). "طبقات الشافعية الكبرى"(5/ 73 - 93 ترجمة 439).

(2)

حكاه عنه ابنه إمام الحرمين في "كتاب الحرية"، كما في "الطبقات الكبرى" للسبكي -زيادة من "الطبقات الوسطى"- (5/ 93)، وكذا نقله عنه النووي في "شرح صحيح مسلم"(1/ 69)، وانظر:"فتح المغيث"(2/ 119)، وقال السيوطي: لا أعلم شيئًا من الكبائر قال أحدٌ من أهل السُّنَّة بتكفير مرتكبه إلا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنَّ الشيخَ أبا محمد الجويني من أصحاب الشافعي -وهو والد إمام الحرمين- قال: إنَّ من تعمَّدَ الكذبَ عليه عليه الصلاة والسلام، يَكفُرُ كفرًا يُخرجُه عن الملة. وتَبِعَه على ذلك طائفةٌ؛ منهم الإمام ناصر الدين ابن المُنَيِّر من أئمةِ المالكية. وهذا يَدلُّ على أنه أكبر الكبائر؛ لأنه لا شيء من الكبائر يَقتضي الكفرَ عند أحدٍ من أهل السُّنَّة، والله أعلم. "تحذير الخواص"(ص 125).

(3)

ما بين قوسين سقط من الأصل، والاستدراك من "ز" و"م" و"د".

(4)

المائق أو المايق: الهالك حُمْقًا وغَباوةً. "لسان العرب"(10/ 350).

(5)

في الأصل: بالضلال، والتصويب من النسخ الأخرى.

(6)

في "م" و"د": لم.

ص: 112

‌حرف الهمزة

(1)

‌1 - حديث: "آخرُ الطبِّ الكيُّ".

كلامٌ

(2)

، معناه: أنه بعدَ انقطاعِ طُرُقِ

(3)

الشِّفَاءِ يُعالَجُ به، ولذا كان أحدُ ما

(4)

حُمِلَ عليه النهيُ عن الكَيِّ وجودَ طريقٍ مَرْجُوٍّ للشفاءِ سِوَاه

(5)

.

‌2 - حديث: "آفةُ الكذبِ النسيان".

القُضاعيُّ في "مسند الشِّهابِ"

(6)

،

(1)

العنوان ساقط من الأصل، والاستدراك من "ز" و"م" و"د".

(2)

هو من كلامِ العرب وليس بحديث، وقد أورده علي القاري في كتابه "المصنوع في معرفة الحديث الموضوع"(ص 50 رقم 10)، ومحمد بن خليل القاوقجي في "اللؤلؤ المرصوع"(ص 28 رقم 1)، وقال الزرقاني: لا أصل له. "مختصر المقاصد الحسنة"(ص 49 رقم 1).

وقال الزمخشري: يُضربُ في منْ يَستَعمِلُ في أولِ الأمر ما يجبُ استعمالُه في آخِرِه. "المستقصى في أمثال العرب"(1/ 5).

(3)

في الأصل: (عِرق) والتصويب من "ز" و"م" و"د".

(4)

في الأصل و"ز": مما، والتصويب من "م" و"د".

(5)

قال النووي في "شرحه على صحيح مسلم"(14/ 193) -عند قوله صلى الله عليه وسلم: "إنْ كان في شيءٍ من أدْوِيَتِكم خيرٌ ففي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أو شَرْبَةٍ من عَسَل أو لَذْعَةٍ بنار":-

وذكر الكَيَّ لأنه يُستعملُ عند عدم نَفع الأدوية المشروبة ونحوها، فآخِرُ الطبِّ الكَيُّ، وقوله صلى الله عليه وسلم:"ما أحِبُّ أنْ أكْتَوي" إشارةٌ إلى تأخيرِ العلاجِ بالكيِّ حتى يَضطرَ إليه، لما فيه من استعمال الألم الشديدِ في دَفع ألمٍ قد يكون أضعفَ من ألم الكيّ.

(6)

"مسند الشهاب"(1/ 79 رقم 75) من طريق حمَّادِ بن عَمرٍو النَّصيبيِّ أبي إسماعيل، عن السَّريِّ بن خالدٍ، عن جَعفرِ بن محمدٍ

به فذكره.

وقد وقع في مطبوع "مسند الشهاب": عمرو بن حماد، وهو تصحيف. =

ص: 113

والدَّيلميُّ

(1)

مِنْ حديثِ جعفرِ بنِ محمدٍ، عن أبيه، عن جدِّه.

وهما

(2)

مع ابن عديٍّ في كامله

(3)

من حديث شعبة، عن أبي إسحاق السَّبيعي، عن الحارث الأعور

(4)

؛ كلاهما

(5)

عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه مرفوعًا في حديثٍ بلفظ: "آفةُ الحديثِ: الكذبُ، وآفةُ العلمِ: النِّسيانُ".

وسَنَدُهُ ضعيفٌ

(6)

، إلا أنه صحيحُ المعنى.

وللدَّارميِّ في مسنده

(7)

، والعسكريِّ

(8)

في "الأمثال" مِنْ حديثِ وكيعٍ،

= وحمادُ بن عَمرٍو النَّصيبيُّ أبو إسماعيل؛ رماه غيرُ واحدٍ بالكذب. كما في "الكامل"(2/ 239).

فالإسناد موضوعٌ بسببه، والله أعلم.

(1)

كما في "الغرائب الملتقطة" لابن حجر (ص 256 رقم 176 رسالة العربي) حيث ساق حديثًا من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي مرفوعًا فذكره ثم قال: ومن طريقٍ أخرى: "وآفةُ الحديثِ الكذب .. ".

(2)

القضاعي في "مسند الشهاب"(1/ 78 رقم 74)، والدَّيلمي كما سبقت الإشارة إليه بقوله: ومِنْ طريقٍ أخرى، كلاهما مِنْ طريقِ محمدِ بن عبدِ الله أبي رجاء الحَبَطي -مِنْ أهل تَسْتُر- حدَّثنا شعبةُ بن الحجاج، عن أبي إسحاق، عن الحارث به.

(3)

"الكامل"(1/ 38) من طريق محمد بن عبد الله أبو رجاء الحبطي، من أهل تستر، حدثنا شعبة بن الحجاج به فذكره ثم قال: ولا أعلم يرويه عن شعبة، غير محمد بن عبد الله أبي رجاء الحبطي. وقال ابن حبان عن الحَبَطي: من أهل تستر، كنيته أبو رجاء، يروي عن شعبة بن الحجاج ما ليس من حديثه. "المجروحين"(2/ 306) فهو المتهم بهذا الحديث، والله أعلم.

(4)

الحارث بن عبد الله الأعور الهَمْداني -بسكون الميم-، قال يحيى بن معين: ليس به بأس، وقال ابن عدي: أكثر رواياته عن علي وروى عن ابن مسعود القليل، وعامة ما يرويه عنهما غير محفوظ. "الكامل"(2/ 186)، وقال الحافظ ابن حجر: كذَّبه الشعبي في رأيه، ورُمِيَ بالرفض، وفي حديثه ضعف. "التقريب"(1029).

(5)

ليست في "م"، وهي راجعة إلى: علي بن الحسين بن أبي طالب، والحارث الأعور.

(6)

سنده تالف بسبب محمد بن عبد الله الحَبَطي، والله أعلم.

(7)

"مسند الدارمي"(1/ 488 رقم 648) من طريق أبي أسامة عن الأعمش قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ورجاله ثقات، إلا أنه مرسلٌ ومعضلٌ بين الأعمش والنبي صلى الله عليه وسلم.

(8)

العسكريُّ؛ أبو أحمد الحسن بن عبدِ الله بن سعيد، الإمامُ المحدِّثُ الأديبُ العلَّامةُ، =

ص: 114

عن الأعمشِ رفعه مُعضلًا أو مرسلًا: "آفةُ العِلمِ: النِّسيانُ، وإضاعَتُه: أنْ يُحدَّثَ به غيرُ أهلِه".

وهو عند ابنِ عديٍّ في كامله

(1)

عن الأعمشِ قولُه.

وللبيهقيِّ في "المدخل"

(2)

مِنْ حديثِ (أبي العُمَيسِ المَسعوديِّ)

(3)

، عن القاسم -هو ابنُ عبدِ الرحمن بنِ عبدِ الله بنِ مسعود

(4)

-، عن جدِّه -وبينهما

= سمع أبا القاسم البغويَّ وأبا بكرِ بن أبي داودَ وطبقتَهم، وحدَّث عنه أبو نعيم وأبو سعدٍ المالينيُّ وغيرهم.

قال السِّلَفي: كان أبو أحمدَ العسكريُّ من الأئمةِ المذكورينَ بالتصرُّفِ في أنواعِ العلومِ والتبحُّرِ في فنونِ الفهومِ ومن المشهورينَ بجَودةِ التأليفِ وحُسنِ التصنيفِ. اهـ توفي سنة اثنتينِ وثمانينَ وثلاثمائةٍ. "أخبار أصبهان"(1/ 323)، و"سير أعلام النبلاء"(6/ 413).

وقد أكثرَ المصنفُ من النقلِ عن كتابِه "الأمثال"، وهو في عداد المفقود، والله أعلم.

والحديث رواه أيضًا ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"(1/ 444 - 445 رقم 690) من طريق وكيع عن الأعمش به.

(1)

"الكامل"(1/ 38) بإسناده إلى عبد الله بن داود، قال: سمعتُ الأعمش يقول: .. فذكره.

(2)

"المدخل إلى السنن الكبرى"(2/ 25 رقم 449) من طريق أبي العُمَيس، عن القاسم، قال: قال عبد الله، فذكره من قوله.

وقد رواه الدارمي في مسنده (1/ 487 رقم 646) من طريق أبي العُمَيس به.

ورواه (برقم 647) من طريق طارق، عن حكيم بن جابر قال: قال عبد الله

فذكره.

(3)

في الأصل: ابن العريس المسعود، والتصويب من "ز" و"م".

وأبو العُمَيس -بمهملتين مصغر- هو: عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي الكوفي؛ ثقة من السابعة ع "التقريب"(4432).

(4)

القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود المسعودي؛ روى عن أبيه وعن جده مرسلًا .. قال علي بن المديني: لم يلقَ من الصحابة غيرَ جابر بن سمرة. "تهذيب التهذيب"(8/ 288).

ورجال الإسناد ثقات، إلا أنه منقطع بين القاسم بن عبد الرحمن وجده عبد الله بن مسعود.

وأما إسناد الدارمي الثاني، فرجال إسناده ثقات إلا طارق؛ وهو ابن عبد الرحمن البجلي الأحمسي الكوفي؛ صدوق له أوهام من الخامسة ع "التقريب"(3003). =

ص: 115

انقطاع- موقوفًا

(1)

: "آفةُ الحديثِ: النِّسيانُ".

وله في "الشعب"

(2)

وغيرها

(3)

، وكذا للخِلَعي في "فوائده"

(4)

عن رُؤبةَ بنِ العجاج

(5)

قال: قال لي النَّسَّابُ البَكريُّ

(6)

: "للعلم آفة ونَكَدٌ وهُجنةٌ؛ فآفَتُه نسيانُه، ونَكَدُه الكذبُ فيه

(7)

، وهُجنَتُه نشرُه عند غيرِ أهلِهِ".

وهو عند ابنِ عديٍّ في مقدمة كامله

(8)

.

بل عنده

(9)

أيضًا مِنْ طريقِ القاسِم بنِ محمدٍ قال: "أعاننا الله على الكذَّابين بالنِّسيان".

ومِنْ جهةِ عبدِ الله بنِ المختار

(10)

قال: "آفةُ العلمِ الكذبُ، وآفتُه

= فالإسناد أيضًا منقطع، لكنه يصلح للمتابعة، ويرتقي الأثر بمجموع طريقَيه إلى الحسن لغيره.

(1)

في الأصل: مرفوعًا، والتصويب من "ز" و"م".

(2)

"شعب الإيمان"(3/ 261 - 262 رقم 1622) بإسناده إلى رؤبة بن العجاج، فذكره مطولًا.

(3)

لم أقف عليه في غيرها من كتبه المطبوعة.

(4)

"الخِلَعِيَّات"(رسالة د. علي النهاري)(ص 520 رقم 306).

ورواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 37)، و (3/ 180)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"(1/ 449 رقم 702)، وذكره الميداني في "مجمع الأمثال"(1/ 59 رقم 268).

(5)

في الأصل: الحجاج، والتصويب من "ز، و"م".

ورؤبة -بضم أوله وسكون الواو بعدها موحدة- ابن العجاج الراجز المشهور التميمي ثم السعدي؛ لين الحديث فصيح، مات بالبادية سنة خمس وأربعين

خت. "التقريب"(1959).

(6)

النَّسَّابُ البكري؛ هو: دغفل بن حنظلة بن زيد الذهلي السدوسي، قال ابن سعد: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسمع منه شيئًا. "الطبقات الكبرى"(7/ 140).

ويُنظر: "تهذيب الكمال"(8/ 486 - 491 رقم 1799).

(7)

كلمة (فيه) زيادة من "م".

(8)

"مقدمة الكامل"(1/ 37).

(9)

"مقدمة الكامل"(1/ 37)، ورواه العقيلي في "مقدمة الضعفاء الكبير"(1/ 11).

(10)

عبد الله بن المختار: هو البصري، لا بأس به من السابعة. "التقريب"(3605).

ص: 116

النِّسيان، وإضاعَتُه أنْ يُحدَّثَ به مَنْ ليس هو له بأهل"

(1)

.

ومِنْ طريقِ قيسِ

(2)

بنِ الرَّبيع

(3)

قال: كان يُقال: "نَكَدُ الحديثِ الكذبُ، وآفتُه النِّسيانُ، وإضاعَتُه أنْ يَضَعَه عند غيرِ أهلِهِ"

(4)

.

ومِنْ جهةِ الأفريقي

(5)

قال: "سمعتُ أنَّ لكلِّ شيءٍ

(6)

آفة، وأنَّ آفةَ العلمِ النِّسيانُ"

(7)

.

‌3 - حديث: "آلُ محمدٍ كلُّ تَقيٍّ".

تمام في فوائده

(8)

مِنْ حديثِ شَيْبَانَ بنِ فَرَّوخ، حدَّثنا نافعٌ أبو هُرْمُز

(9)

،

(1)

رواه ابن عدي في كامله (1/ 38) بإسناده إلى عبد الله بن المختار قال:

فذكره. ورواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"(2/ 446 رقم 693).

(2)

كلمة (قيس) زيادة من "م" و"د".

(3)

قيسُ بن الربيعِ الأسديُّ، أبو محمدٍ الكوفيُّ؛ وثَّقَه الثوري وشعبة وغيرهما، وضعَّفَه يحيى القطان وأحمد وابن معين وابن المديني وآخرون، وقال غيرُ واحدٍ بأنه أدخَلَ عليه ابنُه ما ليس من حديثه فحدَّثَ به، وقال ابن حبان:"تتبَّعتُ حديثَه، فرأيتُه صادقًا، إلا أنه لما كَبُرَ ساءَ حِفظُه، وامتُحِنَ بابنٍ سوءٍ فكان يُدخِلُ عليه ابنُه فيُحدِّثُ منه ثقةً به، فوقَعَت المناكيرُ في روايتِهِ، فاستَحَقَّ المُجانبة".

انظر: "تهذيب التهذيب"(3/ 447)، و"التقريب"(5573). وسيأتي ذِكره في أحاديث كثيرة.

(4)

"الكامل" لابن عدي (1/ 37) بإسناده إلى قيس بن الربيع، فذكره.

(5)

عبد الرحمن بن زياد بن أنعم -بفتح أوله وسكون النون وضم المهملة- الأفريقي قاضيها، قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. "الجرح والتعديل"(5/ 234)، وقال ابن حجر: ضعيف في حفظه، من السابعة

وكان رجلًا صالحًا. "التقريب"(3862).

(6)

كلمة (شيء) سقطت من الأصل، والاستدراك من "ز" و"م" و"د".

(7)

"الكامل" لابن عدي (1/ 38) بسناده إلى الأفريقي قال: فذكره.

(8)

"فوائد تمام"(2/ 217 رقم 1567) بإسناده إلى شَيْبَان بن فَرَّوخ، حدثنا نافع أبو هُرْمُز به.

ورواه العقيلي في "الضعفاء"(4/ 287)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 49)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 152)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 265 رقم 429) من طريق أبي هرمز به.

(9)

هو: نافع بن عبد الواحد أبو هُرْمُز؛ قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال أيضًا: =

ص: 117

والدَّيلميُّ

(1)

مِنْ حديثِ النَّضرِ بنِ محمدٍ الشَّيبانيِّ، عن يحيى بنِ سعيد؛ كلاهما

(2)

عن أنسٍ رضي الله عنه قال: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ آلُ محمدٍ؟ قال: "كلُّ تقيٍّ مِنْ أمةِ

(3)

محمدٍ".

ولفظُ الدَّيلميِّ: فقال: "آل محمد كلُّ تقي"، ثم قرأ:{إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ} [الأنفال: 34].

وفي الأولِ

(4)

مِنْ حديثِ ابنِ الشِّخِّيرِ؛ مِنْ حديثِ شريكٍ

(5)

، عن

= متروك الحديث ذاهب الحديث، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال أبو زرعة: هو ذاهب. "الجرح والتعديل"(8/ 455)، وقال ابن معين أيضًا: ليس بثقة كذاب. "الكامل"(7/ 49).

فهذا الإسناد ضعيف جدًا بسببه، وقد قال العقيلي: ولا يُتابع عليه، وقال البيهقي: وهذا لا يحلُّ الاحتجاج بمثله

وقال ابن الجوزي: هذا حديثٌ لا يصحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونافع يَغلِبُ على حديثِه الوهم. يُنظر لكلامهم: الموضع السابق، عَقِبَ تخريجهم للحديث.

(1)

"الغرائب الملتقطة"(حرف الألف) من طريق محمد بن أشرس، عن عمر بن عقبة، عن محمد بن مزاحم، عن النضر بن محمد الشيباني، عن يحيى بن سعيد به.

ومحمد بن أشرس؛ قال عنه الذهبي: متهم في الحديث، وتركه أبو عبد الله بن الأخرم الحافظ، وغيره. "الميزان" (3/ 485). ومحمد بن مزاحم -هو أخو الضحاك بن مزاحم-؛ قال أبو حاتم: منكر الحديث متروك الحديث. "الجرح والتعديل"(8/ 90 رقم 387).

والإسناد ضعيف جدًّا لحال محمد بن أشرس ومحمد بن مُزاحِم.

(2)

أي: نافع أبو هُرْمُز، ويحيى بن سعيد الأنصاري.

(3)

في الأصل: آل، والتصويب من "ز" و"م" و"د".

(4)

يعني "فوائد تمام"، ولم أجده فيه.

وهذا الإسناد ضعيف جدًّا، وآفته الحارث الأعور، وسبق الكلام فيه في الحديث (2).

(5)

كلمة (شريك) سقطت من الأصل، والاستدراك من "ز" و"م" و"د".

وشريك بن عبد الله النخعي الكوفي أبو عبد الله، قال يحيى بن معين: ثقة من يسأل عنه؟ وقال أبو حاتم: صدوق وكان له أغاليط، وقال أبو زرعة: كان كثير الحديث صاحب وهم، يغلط أحيانًا. "الجرح والتعديل"(4/ 367 رقم 1602)، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ كثيرًا تغيَّر حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة وكان عادلًا فاضلًا عابدًا شديدًا على أهل البدع

"التقريب"(2787).

ص: 118

أبي إسحاقَ السَّبيعيِّ، عن الحارثِ الأعورِ، عن عليٍّ رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسولَ الله، مَنْ آلُ محمدٍ؟ قال:"كلُّ تقيٍّ"

(1)

.

وأسانيدُها ضعيفةٌ

(2)

.

ولكنَّ شواهِدَه كثيرةٌ؛ منها في الصحيحين

(3)

: قوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ آلَ أبي فلانٍ ليسوا لي بأولياء، إنما وليِّيَ الله وصالحُ المؤمنين".

كما بيَّنتها في "ارتقاء الغُرَف"

(4)

.

وقد حَمَلَ الحَلِيميُّ

(5)

حديثَ الترجمةِ على كلِّ تقيٍّ مِنْ قرابته

(6)

.

ومِنَ الأدلةِ التي استدلَّ بها البيهقيُّ على أنَّ اسمَ الآلِ للقَرَابةِ خاصةً، لا لعامَّةِ المؤمنين: حديثُ: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ضَحَّى أُتِيَ بكَبشَين، فذَبَحَ أحدَهما عن أمتِه؛ مِمَّنْ شَهِدَ بالتوحيد، وشَهِدَ له بالبَلَاغ، وذَبَحَ الآخرَ عن محمدٍ وآلِ محمدٍ"

(7)

.

(1)

لم أقف عليه من حديث علي رضي الله عنه، ولم يذكره الهيثمي في "المجمع"(10/ 475)، ولا السيوطي في "الجامع الكبير" -كما في "كنز العمال"(3/ 89) - إلا من حديث أنس.

(2)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: حديثٌ موضوع. "منهاج السُّنَّة"(1/ 75).

(3)

"صحيح البخاري"(الأدب، باب تبل الرحم ببلالها رقم 5990)، و"صحيح مسلم"(الإيمان، باب موالاة المؤمنين ومقاطعة غيرهم رقم 215) كلاهما من حديث عمرو بن العاص.

(4)

"استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول صلى الله عليه وسلم وذوي الشرف"(2/ 666 - 673).

(5)

في الأصل: الحميدي، والتصويب من "ز" و"م" و"د". وهو: أبو عبد الله؛ الحسين بن الحسن بن محمد البخاري الجرجاني الخراساني، إمام المحدثين والمتكلمين بخراسان، ومن أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي، ولد سنة 338 هـ، وتوفي سنة 403 هـ، ويعتني به البيهقي، ويُكثرُ عنه النقولَ في كتابه "شعب الإيمان"، وغيره. انظر:"تاريخ جرجان"(ص 198 رقم 286)، "وفيات الأعيان"(2/ 137 - 138/ 186)، "سير أعلام النبلاء"(17/ 231 - 233/ 138).

(6)

"المنهاج في شعب الإيمان" للحَليمي (2/ 141 - 142).

(7)

حيث قال: وفي هذا دلالة على أنَّ اسمَ الآلِ للقرابة خاصة لا لعامة المؤمنين. "الشعب"(3/ 152). =

ص: 119

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والحديث الذي ذكره: رواه عبد بن حميد في "المنتخب"(1/ 347 رقم 1146)، وأبو يعلى في مسنده (3/ 327 رقم 1792) من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الرحمن بن جابر الأنصاري، عن أبيه مرفوعًا به.

ورواه ابن ماجه في سننه (الأضاحي، باب أضاحي رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم 3122)، وأحمد في مسنده (43/ 66 رقم 25886)، والبيهقي في "الشعب"(3/ 151 رقم 1591)، و"السنن الكبرى"(9/ 267) من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن أبي سلمة عن عائشة، وعن أبي هريرة بنحوه.

وهو عند أحمد والبيهقي على الشك: أو عن أبي هريرة. ورواه أحمد في مسنده (43/ 37 رقم 25843) من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل به، وفيه: عن أبي هريرة أنَّ عائشة قالت

فذكره بنحوه.

ورواه البزار في مسنده (9/ 318 رقم 3867)، والطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 311 - 312 رقم 920 - 922)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 392) من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، عن علي بن الحسين عن أبي رافع بنحوه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقَّبه الذهبي في "التلخيص" بقوله: سهيل ذو مناكير، وابن عقيل ليس بالقوي.

ورواه أيضًا: أبو يعلى في مسنده (3/ 11 رقم 1417) من طريق إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة، عن أبي طلحة بنحوه.

ورواه أبو يعلى في مسنده (5/ 427 رقم 3118)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 319 رقم 3278) من طريق حجاج عن قتادة عن أنس بنحوه.

وأصل الحديث -من غير زيادة: فذبح أحدهما عن أمته ممن شهد بالتوحيد .. - في الصحيحين: "البخاري"(رقم 5553، و 5564)، و"مسلم"(رقم 1966) من حديث أنس.

وأما حديث جابر وعائشة وأبي هريرة رضي الله عنه، فمداره على عبد الله بن محمد بن عقيل ابن أبي طالب؛ وقد قال فيه ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: لين الحديث ليس بالقوي ولا ممن يحتج بحديثه. "الجرح والتعديل"(5/ 154 رقم 706)، وقال الترمذي: صدوقٌ، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان أحمد وإسحاق والحميدي يحتجُّون بحديث ابن عقيل، قال محمد: وهو مُقارِبُ الحديث. "جامع الترمذي"(الطهارة، باب ما جاء أن مفتاح الصلاة الطهور بعد حديث 3)، وقال ابن حجر: صدوق في حديثه لين ويقال تغيَّر بأخرة. "التقريب"(3592).

وهو مع ضعفه قد اضطرب فيه، كما سبق، وقد بيَّن أبو زرعة الرازي أنَّ الاضطرابَ =

ص: 120

‌4 - حديث: "آيةُ المنافق ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كَذَبَ، وإذا وَعَدَ أخْلَفَ، وإذا ائْتُمِنَ خان".

متفقٌ عليه

(1)

(مِنْ حديثِ)

(2)

مالكِ بنِ أبي عامرٍ جدِّ مالكِ بنِ أنسٍ، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا بهذا.

‌5 - حديث: "آيةٌ من كتابِ الله خيرٌ مِنْ محمدٍ وآله"

(3)

.

لم أقفْ عليه

(4)

،

= فيه مِن ابنِ عقيل. كما في "علل الحديث لابن أبي حاتم"(مسألة 1599)، وذكر الدارقطني وجوهَ الاختلافِ السابقة ثم قال: والاضطرابُ فيه مِن ابنِ عقيل. "العلل"(9/ 320)، و (15/ 142).

وأما حديث أبي طلحة فهو منقطعٌ بين إسحاق وجده أبي طلحة، كما أشار الهيثمي في "المجمع"(4/ 20).

وأما حديث أنس ففيه حجاجُ بن أرطاة بن ثور النخعي الكوفي؛ كان يحيى بن سعيد القطان لا يحدِّث عنه، وكان ابن مهدي يحدِّث عنه، وكان شعبة يُثني عليه، وقال أبو طالب عن أحمد بن حنبل: كان الحجاج من الحفاظ. قلت: فلِمَ ليس هو عند الناس بذلك؟ قال: لأنَّ في حديثِه زيادةٌ على حديث الناس، ليس يَكادُ له حديثٌ إلا فيه زيادة، وقال يحيى بن معين: صدوقٌ ليس بالقوي، يُدلِّسُ عن محمد بن عبيد الله العَرْزَمي عن عمرو بن شعيب. "الجرح والتعديل"(3/ 154 - 156 رقم 673)، وقال ابن حجر: صدوق كثير الخطأ والتدليس. "التقريب"(1119).

فمثله يصلح حديثه للتقوية، لكن يُشكِل على ذلك أنَّ حديث أنس قد رواه الشيخان من غير طريق حجاج، مختصرًا من غير هذه الزيادة.

ويشهد لهذه الزيادة حديث عائشة الذي رواه مسلمٌ في صحيحه (الأضاحي، باب استحباب الضحية وذبحها مباشرة بلا توكيل رقم 1967).

وللحديث طرقٌ أخرى ضعيفة أيضًا، ولعلَّ القدر الذي أوردته يُقوِّي بعضه بعضًا، فيكون الحديث حسنًا لغيره، والله أعلم.

(1)

"صحيح البخاري"(الإيمان، باب علامة المنافق رقم 33)، وفي (الشهادات، باب من أمر بإنجاز الوعد رقم 2682)، و"صحيح مسلم"(الإيمان، باب بيان خصال المنافق رقم 59).

(2)

ما بين قوسين ساقط من الأصل والاستدراك من "ز" و"م" و"د".

(3)

في "م": وآل محمد.

(4)

أورده شيخ الإسلام ابن تيمية في "أحاديث القصاص"(رقم 48)، وفي =

ص: 121

وكذا -فيما قال

(1)

- شيخي مِنْ قبلي.

ولكنْ قد رأيتُه بخطِّ بعضِ طلَبَتِهِ مِنْ أصحابنا في هامشِ "تسديد

(2)

القوس"، مُجرَّدًا عن العزو والصحابيِّ، وذلك لا أَعتَمِدُه مِنْ

(3)

مثلِهِ، وزاد فيه:"لأنَّ القرآنَ كلامُ الله غيرُ مَخلوقٍ".

نعم في فضائلِ القرآن مِنْ "جامع الترمذي"

(4)

مِنْ حديثِ الحميديِّ قال: قال لنا سفيان بن عيينةَ -في تفسيرِ حديثِ ابنِ مسعودٍ: "ما خَلَقَ الله سبحانه مِنْ ساءٍ ولا أرضٍ أعظمَ مِنْ آيةَ الكرسيِّ"-: "آيةُ الكرسيِّ كلامُ الله، وكلامُ الله أعظَمُ

(5)

خَلْقِ الله مِنَ السماءِ والأرضِ". وفي نسخةٍ: "أعظَمُ مما في السماواتِ والأرضِ".

قلت

(6)

: وكأنه أشارَ إلى ما أورَدَه الطبرانيُّ

(7)

مِنْ حديثِ ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه موقوفًا: "كلُّ آيةٍ مِنْ كتابِ الله

(8)

خيرٌ مما في السماءِ والأرضِ".

= "مجموع الفتاوى"(18/ 381) وقال: القرآن كلامُ الله مُنزَّلٌ غيرُ مخلوقٍ، فلا يُشبه بالمخلوقين، واللفظ المذكور غير مأثور. اهـ. وقال محمد الأمير المالكي: لم يرد أصلًا. "النخبة البهية في الأحاديث المكذوبة"(1/ 2)، وأورده ابن عراق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(1/ 309).

(1)

في "د": فيما قيل. وكُتبَ عليها علامةُ التصحيح (صح).

(2)

في الأصل: (شبيه القوس) والتصويب من "ز" و"م" و"د".

(3)

في الأصل: (في)، والتصويب من "ز" و"م" و"د".

(4)

"جامع الترمذي"(فضائل القرآن، باب ما جاء في سورة آل عمران رقم 2884)، وفيه: قال سفيان: لأن آية الكرسي هو كلام الله

وإسناده صحيح.

(5)

كذا في سائر النسخ المعتمدة، ووقع في نسخ الترمذي المطبوعة:(أعظم من خلق).

(6)

مطموسة في الأصل، والاستدراك من "ز" و"م".

(7)

لم أقف عليه بهذا اللفظ في كتب الطبراني المطبوعة، والذي وجدته ما رواه الطبراني في "الكبير"(9/ 145 رقم 8662) من طريق أبي عُبَيدةَ أنَّ ابنَ مسعودٍ كان إذا أصبَحَ فخرج

وفيه قوله: "تعلَّمْها فإنها خيرٌ لك مما بين السماء والأرض

".

وهذا إسناد منقطعٌ؛ فإنَّ أبا عُبيدةَ بن عبدِ الله بن مسعود لم يسمع مِنْ أبيه شيئًا، كما في "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص 256 رقم 476).

(8)

تنبيه: اللوحة الثانية من الأصل، الظاهر أنها قد تَلِفَت فكُتِبَت بخطٍّ مُتأخِّر.

ص: 122

ووقفتُ على أثرٍ عن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه مِنْ قولِهِ: أنه كان يُقرِئ الرجلَ الآية، ثم يقول:"لهي خيرٌ مما طَلَعتْ عليه الشمسُ وما على الأرض مِنْ شيءٍ"، حتى يقولَ ذلك في القرآن كله.

وفي لفظٍ أنه كان إذا علَّمَ الآيةَ قال: "خُذْها فلَهِيَ خيرٌ من الدنيا وما فيها".

أخرجهما ابنُ الضريس في "فضائل القرآن"

(1)

.

وأولهما عند الطبراني في "معجمه الكبير"

(2)

، وأبىِ عُبيد في "فضائل القرآن"

(3)

بلفظ: كان يُقرئ القرآن فيمرُّ بالآية فيقول للرجل: "خُذْها فوَالله لَهِيَ خيرٌ مما على الأرض مِنْ شيءٍ".

وأورده بعضهم مُوهِمًا رفعه بلفظ: "آيةٌ مِنْ كتابِ الله خيرٌ مِنَ الدنيا وما فيها"

(4)

.

(1)

"فضائل القرآن" لمحمد بن الضريس (ص 47 رقم 61) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود به.

ورجال إسناده ثقات، وخَشيةُ تدليس أبي إسحاق السبيعي مَدفوعةٌ بأمرين:

1 -

أنه من رواية شعبة عنه، وقد قال شعبة: كفيتكم تدليس ثلاثة .. وذكر منهم أبا إسحاق. "تعريف أهل التقديس"(ص 59).

2 -

أنه من رواية أبي إسحاق عن أبي الأحوص -وهو: عَوف بن مالك بن نَضْلة الجُشَمي- وقد قال شعبة قال: قلت لأبي إسحاق: كيف كان أبو الأحوص يحدثكم؟ قال: كان يسكبها علينا في المسجد، يقول: قال عبد الله. قال عبد الله. "العلل للإمام أحمد"(3/ 244 رقم 5076).

فهذا يدلُّ على أنه سمعَ منه الكثير، فهو ليس بحاجةٍ أنْ يُدلس عنه.

وأما اللفظُ الثاني فلم أجده فيما طُبع من "فضائل القرآن".

(2)

"المعجم الكبير"(9/ 145 رقم 8663) بإسناده إلى شعبة أيضًا

به.

(3)

"فضائل القرآن" لأبي عبيد (ص 52) من طريق أبي إسحاق عن أبي عبيدة، عن عبد الله به.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(3/ 366 رقم 5992)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(15/ 488 رقم 30699) من طريق أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن أبيه بنحوه.

وسبق قبل قليل الكلام على هذا الإسناد.

(4)

لم أقف عليه بهذا اللفظ، وقد روى أبو يعلى في مسنده (5/ 308 رقم 2932)، =

ص: 123

ولأبي عُبَيدٍ

(1)

أيضًا مِنْ حديثِ فَرْوةَ بن نَوفَل الأشجعي، عن خبَّاب بن الأرَتْ رضي الله عنه أنه قال:"واعلم أنك لستَ تتقرَّبُ إليه بشيءٍ هو أحبُّ إليه مِنْ كلامه".

وفي الأول من ثاني "حديث المُخلِّص"

(2)

مِنْ مُرسلِ محمدِ بن عليٍّ، بل هو في "مسند الفِردوس"

(3)

عن عليٍّ رفعه: "القرآنُ أفضلُ مِنْ كلِّ شيءٍ دونَ الله".

قال

(4)

: وفي الباب عن أنس.

وكأنه يُشيرُ إلى ما أخرجه من حديثه رضي الله عنه في حديثٍ أوله "يُدْفعُ"

(5)

= والطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 186 رقم 2878) من طريق قتادة عن أنس، وفيه: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "قد أُنزِلَتْ عليَّ آيةٌ خيرٌ من الدنيا وما فيها جميعًا" لفظ الطبراني. والحديث في "صحيح مسلم"(رقم 1786) بلفظ: "لقد أنزلت عليَّ آيةٌ هي أحبُّ إليَّ من الدنيا جميعًا".

(1)

"فضائل القرآن" لأبي عبيد (ص 77) من طريق فروة بن نوفل به.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(15/ 498 رقم 30722) من طريق فروة به.

وإسناد هذا الأثر صحيح، والله أعلم.

(2)

لم أجده فيما طُبع من "فوائد المخلِّص"، وقد رواه الحافظ السِّلَفي في "المشيخة البغدادية مخطوط"(رقم 10) من طريق المخلِّص، عن البغوي، حدثنا هارون بن أبي هارون العبدي، حدثنا بقية بن الوليد، حدثني المعتمر بن أبي شريف أبو الحجاج، عن محمد بن علي، مرسلًا.

ورواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"(2/ 1046 رقم 1361) من طريق بقية به مطولًا.

وبقية لم يصرِّح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد، فيبقى احتمال تدليس التسوية، والله أعلم.

(3)

"مسند الفردوس"(النسخة السعيدية) من طريق أحمد بن محمد بن سعيد، عن أبيه عن سعيد بن مسوق، حدثنا محمد بن الحنفية، عن علي بن أبي طالب به مرفوعًا.

(4)

القائل هو الديلمي في الموضع السابق.

(5)

كذا في سائر النسخ المعتمدة، والمراد: قوله في أول الحديث: "يُدْفعُ عن مستمع القرآن

".

ص: 124

بلفظ: "لقراءةُ آيةٍ من كتابِ الله أفضلُ مما تحت العرش"

(1)

.

ولأبي الشيخ

(2)

، والدَّيلميِّ في مسنده

(3)

معًا مِنْ حديثِ صُهَيبٍ رضي الله عنه مرفوعًا: "لقراءةُ آيةٍ مِنْ كتابِ الله أفضلُ مِنْ كلِّ شيءٍ دون العرش".

وفي المعنى: ما رواه عبد الملك بن حبيبٍ، مِنْ روايةِ سعيدِ بن سُليم

(4)

رفعه مرسلًا -مما هو عند الغزالي في "الإحيَاء"

(5)

-: "ما مِنْ شفيعٍ أعظمُ عند الله منزلةً من القرآن؛ لا نبي ولا ملك ولا غيره".

‌6 - حديث: "أبخل الناس" في: "إنَّ أبخل"

(6)

.

‌7 - حديث: "ابدأ بنفسك".

مسلمٌ في الزكاة مِنْ صحيحه

(7)

، مِنْ حديثِ الليثِ، عن أبي الزُّبَير،

(1)

لم أجده في "مسند الفردوس"، وهو في "الفردوس بمأثور الخطاب"(5/ 259 رقم 8122).

وقد رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(17/ 189) من طريق علي بن الحسن الثامي، حدثنا حفص بن ميسرة، عن عروة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القرآن أفضل من كل شيء دون الله

". وعلي بن الحسن الشامي (أو السامي)؛ قال ابن عدي: ضعيف جدًّا. "الكامل" (5/ 1854)، وقال الدارقطني: مصري يكذب، يروي عن الثقات بواطيل مالك والثوري وابن أبي ذئب. "سؤالات البرقاني" (ص 53 رقم 368).

فالإسناد ضعيف جدًّا، وقد أورده ابن عراق في "تنزيه الشريعة"(1/ 309).

(2)

لم أقف عليه في كتبه المطبوعة.

(3)

"الفردوس بمأثور الخطاب"(4/ 367 رقم 7061)، ولم أجده في "الغرائب الملتقطة"، ولم أقف عليه مُسندًا.

(4)

سعيد بن سليم الضبعي؛ قال ابن عدي: وهو في عداد الضعفاء الذين يروون عن أنس. "الكامل"(3/ 402)، وقال الأزدي: متروك. "ميزان الاعتدال"(2/ 142) فالإسناد ضعيفٌ جدًّا.

(5)

"إحياء علوم الدين"(1/ 273)، وقد ذكره السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى"(6/ 301) في أحاديث الإحياء التي لم يقف لها على إسناد.

(6)

سيأتي برقم (218) من هذا القسم المحقق، وفي الأصل.

(7)

"صحيح مسلم"(الزكاة، باب الابتداء في النفقة بالنفس ثم أهله ثم القرابة رقم 997).

ص: 125

عن جابر رضي الله عنه قال: أعْتَقَ رجلٌ مِنْ بني عُذْرةَ

(1)

عبدًا له عن دُبُرٍ، فبَلَغَ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال:"ألَكَ مالٌ غيرُه؟ " فقال: لا. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يَشتَريه

(2)

مني؟ "، فاشتَرَاه نُعَيمُ بن عبدِ الله العَدَوي بثماني مائة درهم، فجاءَ بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فدَفَعَها إليه، ثم قال: "ابدأ بنفسك فتَصَدَّق عليها؛ فإنْ فَضَلَ شيءٌ فلأهلك، فإنْ فَضَلَ عن أهلك شيءٌ فلذي قَرَابَتِكَ، فإنْ فَضَلَ عن ذي قَرَابَتِكَ شيءٌ فهكذا وهكذا" يقول: فبَينَ يديك، وعن يمينك، وعن شمالك.

وكذا أخرجه النسائي

(3)

، وآخرون

(4)

.

وفي الباب عن جابر بن سَمُرة عند الطبراني في "الكبير"

(5)

مِنْ حديثِ حاتم بن إسماعيلَ وابنِ أبي ذئبٍ؛ كلاهما عن المُهاجرِ بن مسمار

(6)

، عن عامر بن سعدٍ، عنه رضي الله عنه رفعه:"إذَا أنعمَ الله على عبدٍ بنعمةٍ فليبدأ بنفسه وأهل بيته".

(1)

قال السمعاني: العُذْري -بضم العين المهملة، وسكون الذال المعجمة، وفي آخرها الراء- هذه النسبة إلى عُذْرة؛ وهو: ابن زيد اللات بن رفيدة .. وهي قبيلة معروفة. "الأنساب"(4/ 171).

(2)

في الأصل "م": من يشتري به مني، والتصويب من "ز" و"د".

(3)

"سنن النسائي الصغرى"(الزكاة، باب أي الصدقة أفضل رقم 2546)، و"الكبرى"(الزكاة، باب أي الصدقة أفضل رقم 2338)، وبرقم (4988 و 6203) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث به.

(4)

رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 178) من طريق الليث به. وأخرجه البخاري في صحيحه مختصرًا (البيوع، باب بيع المزايدة رقم 2141) مِنْ حديثِ عطاءِ بن أبي رَباح، عن جابر.

(5)

"المعجم الكبير"(2/ 198 رقم 1802، 1803) من طريق حاتم بن إسماعيل وابن أبي ذئب؛ كلاهما عن المهاجر بن مسمار

به.

(6)

مهاجر بن مسار الزهري مولى سعد المدني، قال ابن سعد: وله أحاديث وليس بذاك وهو صالح الحديث. "الطبقات الكبرى"(9/ 354)، وقال أبو بكر البزار: مشهور صالح الحديث. "مسند البزار"(3/ 320)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 486)، وقال الذهبي: ثقة. "الكاشف"(2/ 299 رقم 5661).

ص: 126

ولفظُ ابنِ أبي ذئبٍ: "إذا أعطى الله أحدَكم خيرًا، فليبدأ بنفسه وأهلِهِ"

(1)

.

وهو كذلك لكن بلفظ: "وأهل بيته" عند مسلم في أول الإمارةِ مِنْ صحيحِهِ

(2)

مِنْ حديثِ حاتمِ بن إسماعيلَ فقط.

وفي الحروف مِنَ "السُّنن" لأبي داود

(3)

مِنْ حديثِ حمزةَ الزَّيَّات

(4)

، عن أبي إسحاقَ السَّبِيعي، عن سعيدِ بن جُبَير، عن ابنِ عباس، عن أُبَيِّ بن كعبٍ رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا بدأ بنفسه، وقال:"رحمةُ الله علينا وعلى موسى" الحديث.

بل هو في "صحيح مسلم"

(5)

مِنْ حديثِ رَقَبَةَ بن مَصْقلة، عن

(1)

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 198 رقم 1803)، وأبو يعلى في مسنده (13/ 457 رقم 7466) من طريق حماد بن خالد عن ابن أبي ذئب به. ورواه أحمد في مسنده (34/ 401 رقم 20805) عن حماد بن خالد عن ابن أبي ذئب به مطولًا. وإسناده حسن كسابقه.

(2)

"صحيح مسلم"(الإمارة، باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش رقم 1822)

به مطولًا.

(3)

"سنن أبي داود"(الحروف والقراءات رقم 3984) بإسناده إلى حمزة الزيات به.

ورواه النسائي في "السنن الكبرى"(التفسير رقم 11248)، وأحمد في مسنده (35/ 64 رقم 21126)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(10/ 219 رقم 29836)، وابن حبان في صحيحه (3/ 267 رقم 988)، والحاكم في "المستدرك" (2/ 573) من طريق حمزة الزيات به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

ورجال إسناده ثقات رجال البخاري ومسلم، غير حمزة الزيات فمن رجال مسلم.

ورواه النسائي في "الكبرى"(العلم، باب الرحلة في طلب العلم رقم 5813)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(ص 87 - 88 رقم 169) من طريق إسرائيل بن يونس، عن أبى إسحاق

به مطولًا.

(4)

حمزة بن حبيب الزيات القارئ، أبو عمارة الكوفي التيمي مولاهم، وثقه أحمد وابن معين. "الجرح والتعديل"(3/ 210)، وقال ابن حجر: صدوق زاهد ربما وهم

"التقريب"(1518).

(5)

"صحيح مسلم"(الفضائل، باب من فضائل الخضر عليه السلام 4/ 1847 رقم 2380).

ص: 127

أبي إسحاقَ، في قصةِ موسى مع الخضر، قال: وكان -يعني النبي صلى الله عليه وسلم- إذا ذكر أحدًا مِن الأنبياء بدأ بنفسه: "رحمةُ الله علينا وعلى أخي كذا

(1)

، رحمةُ الله علينا".

وفي "السُّنن" لسعيد بن منصور

(2)

مِنْ حديثِ عروةَ بن الزبير: أنَّ عمرَ بن الخطاب كان إذا تشهَّدَ قال: "بسم الله خير الأسماء" وذكر التَّشهُّدَ، وفيه: "السلامُ علينا وعلى عبادِ الله الصالحين

(3)

، إنَّ أحَدَكم يُصلي فيُسلِّم ولا يُسلِّم على نفسه، فابدؤوا بأنفسِكم، فإنَّ ذلك قد جمعَ لكم الملائكةَ والصالحين".

ولأبي داود الطيالسي

(4)

، عن عبدِ الله بن عمرو بن العاص: أنه صلى الله عليه وسلم قال له: "يا عبدَ الله، ابدأ بنفسك فاغزُها وجاهِدْهَا" الحديث.

‌8 - حديث: "الأبدال"

(5)

.

(1)

قال الشيخ الألباني: كذا وقع هنا: "كذا"! ولم يتكلم عليه النووي بشيء. ولعلها زيادة من بعض النُّسَّاخ، كُتِبَتْ في الهامش، ثم نقلها آخر إلى المتن .. ثم بدا لي أنه يحتمل أنَّ قوله:"كذا: رحمة الله علينا"؛ إنما هو من أحدِ الرواة، كأنه يقول: كذا في الحديث: "رحمة الله علينا"؛ يعني. أنه بضمير الجمع، ولعل هذا هو الأرجح، والله أعلم. "السلسلة الضعيفة"(10/ 378 - 379).

(2)

لم أقف عليه في القسم المطبوع من "سنن سعيد بن منصور".

(3)

كلمة (الصالحين) زيادة مِنْ "م" و"د".

(4)

"مسند الطيالسي"(4/ 35 رقم 2391) من طريق العلاء بن عبد الله بن رافع، عن حنان بن خارجة عن عبد الله بن عمرو .. فذكره مطولًا.

والعلاء بن عبد الله بن رافع الحضرمي الجزري؛ قال أبو حاتم: شيخ بصري يُكتب حديثه. "الجرح والتعديل"(6/ 358 رقم 1975)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 265)، وقال ابن حجر: مقبول. "التقريب"(5245).

وحنان -بفتح أوله وتخفيف النون- ابن خارجة السلمي الشامي؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 188)، وقال ابن القطان: مجهول لا تُعرف له حال. "بيان الوهم والإيهام"(4/ 35)، وقال ابن حجر: مقبول "التقريب"(1573) فالإسناد ضعيف، والله أعلم.

(5)

شرح شيخ الإسلام ابن تيمية معنى الأبدال فقال: الأبدال: الأئمة الذين أجمَعَ المسلمون على هِدَايَتِهم ودِرَايتهم وهم الطائفة المنصورة

"مجموع الفتاوى"(3/ 159)، وقال أيضًا:"الأبدال" لأنهم أبدال الأنبياء وقائمون مقامهم. "مجموع الفتاوى"(4/ 97).

ص: 128

له طرقٌ عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا بألفاظٍ مختلفةٍ كلُّها ضعيفةٌ.

منها: للخلال في "كرامات الأولياء"

(1)

بلفظ: "الأبدال أربعون رجلًا وأربعون امرأةً، كلما ماتَ رجلٌ أبدلَ الله رجلًا مكانه

(2)

، وإذا ماتَت امرأةٌ أبدلَ الله مكانَها امرأةً".

ومنها: للطبراني في "الأوسط"

(3)

بلفظ: "لنْ تخلُوَ الأرضُ مِنْ أربعين رجلًا مثل خليلِ الرحمن عليهم السلام، فبهم يُسقَون وبهم يُنصَرون، ما ماتَ منهم أحدٌ إلا أبدلَ الله مكانَه آخر".

ومنها: لابنِ عدي في كامله

(4)

بلفظ: "البُدَلاء أربعون؛ اثنان وعشرون

(1)

"كرامات الأولياء" كما في "السلسلة الضعيفة"(5/ 519).

ورواه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 366 رقم 1641) من طريق الخلال بإسناده إلى إبراهيم بن الوليد، حدثنا أبو عمر الغُدَاني، حدثنا أبو سلمة الحراني، عن عطاء، عن أنس به مرفوعًا.

وقال ابن الجوزي: فيه مجاهيل.

قلتُ: مَنْ دون عطاء لم أقف على تراجمهم، ويوجد من يُسمَّى بأسمائهم لكن لا تَستَقيمُ روايةُ بعضهم عن بعض كما في هذا الإسناد. وقال الألباني: وهذا إسنادٌ ضعيفٌ مظلم، من دون عطاء لم أعرف أحدًا منهم. "السلسلة الضعيفة"(5/ 519).

(2)

في "م": مكانه رجلًا.

(3)

"المعجم الأوسط"(4/ 247 رقم 4101) من طريق إسحاق بن زريق الراسبي قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن أنس به

قال: وسمعتُ قتادة يقول: لسنا نشكُّ أنَّ الحسنَ منهم. وقال الطبراني: لم يروِ هذا الحديث عن قتادة إلا سعيد، ولا عن سعيد، إلا عبد الوهاب، تفرَّد به إسحاق.

وإسحاق بن زريق الراسبي؛ لعله: الرَّسْعَني، وهو من رأس العين، مات سنة تسع وخمسين ومائتين. ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 121).

وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف أبو نصر العجلي البصري؛ مختلفٌ فيه كما في "تهذيب الكمال"(18/ 511 - 514)، وقال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ أنكروا عليه حديثًا في العباس يقال دلَّسَه عن ثور. "التقريب"(4262).

ومثل إسحاق بن زُريق وعبد الوهاب بن عطاء لا يُحتمل تفرُّدهما، فالإسناد ضعيفٌ، والله أعلم.

(4)

"الكامل"(5/ 220) من طريق العلاء بن زيدل عن أن به.

والعلاء بن زيد الثقفي، ويقال له: ابن زيدل، أبو محمد البصري؛ قال ابن المديني: =

ص: 129

بالشام، وثمانية عشر بالعراق، كلما مات منهم واحدٌ أبدل الله مكانه آخر، فإذا جاء الأمر قُبِضوا كلهم، فعند ذلك تقوم الساعة".

وكذا يُروى -كما عند أحمد في "المسند"

(1)

، والخَلَّال

(2)

، وغيرهما

(3)

- عن عبادةَ ابنِ الصَّامتِ رضي الله عنه مرفوعًا: "لا يزالُ في هذه الأمة ثلاثونَ، مثل إبراهيم خليل الرحمن، كلما مات واحدٌ، أبدَلَ الله عز وجل مكانَه رجلًا".

وفي لفظٍ للطبراني في "الكبير"

(4)

: "بهم تَقومُ الأرضُ، وبهم يُمطَرون وبهم يُنصَرون".

ولأبي نعيم في "الحلية"

(5)

عن ابنِ عُمرَ رفعه: "خِيارُ أمتي في كلِّ قرنٍ

= كان يضع الحديث. "ميزان الاعتدال"(5/ 123)، وقال ابن حبان: يروي عن أنس بن مالك بنسخة موضوعة، لا يحلُّ ذكره في الكتب إلا على سبيل التعجُّب. "المجروحين"(2/ 180)، وقال ابن عدي: يحدث عن أنس بأحاديث عداد مناكير. "الكامل"(5/ 220) فالإسناد ساقط.

(1)

"مسند أحمد"(37/ 413 رقم 22751) من طريق الحسن بن ذكوان، عن عبد الواحد بن قيس، عن عبادة بن الصامت

بلفظ: "الأبدال في هذه الأمة"، فذكره وقال: فيه -يعني حديث عبد الوهاب- كلام غير هذا، وهو منكر؛ يعني حديث الحسن بن ذكوان. اهـ.

والحسن بن ذكوان؛ تكلَّم فيه أحمد كما سبق، وقال يحيى بن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ليس بالقوي. "الجرح والتعديل"(3/ 13).

وعبد الواحد بن قيس؛ قال عنه أحمد: لا أدري أخشى أن يكون حديثه منكرًا. "سؤالات أبي داود"(ص 257 رقم 280)، وقال علي بن المديني عن يحيى بن سعيد: كان شبه لا شيء، قلت ليحيى: كيف كان؟ قال: كان الحسن بن ذكوان يحدِّثُ عنه بعجائب، وقال أبو حاتم: لا يُعجبني حديثه. "الجرح والتعديل"(6/ 23 رقم 120). فالإسناد ضعيفٌ جدًّا، وقد استنكره أحمد كما سبق، والله أعلم.

(2)

في "كرامات الأولياء" كما في "السلسلة الضعيفة" للألباني (2/ 340).

(3)

رواه: الشاشي في مسنده (3/ 215 رقم 1314)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 180) من طريق الحسن بن ذكوان به.

(4)

لم أجده في القسم المطبوع من "المعجم الكبير".

(5)

"حلية الأولياء"(1/ 8) من طريق عبد الله بن هارون الصوري، حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن نافع، عن ابن عمر به. وأخرجه من طريقه ابن الجوزي =

ص: 130

خمسائة، والأبدالُ أربعون، فلا الخمسائة يَنقصونَ، ولا الأربعون، كلما مات رجلٌ أبدَلَ الله مكانه آخر" قالوا: يا رسولَ الله، دُلَّنا على أعمالهم، قال:"يَعفُون عن مَن ظَلَمَهم، ويُحسِنُونَ إلى مَنْ أساءَ إليهم، ويَتَواصَلُون فيما آتاهم الله عز وجل".

وفي لفظٍ للخَلَّال

(1)

: "لا يزالُ أربعون رجلًا يَحفَظُ الله بهم الأرضَ، كلما مات رجلٌ أبدلَ الله مكانَه آخر، وهم في الأرض كلِّها".

وفي "الحلية"

(2)

أيضًا عن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه رفعه: "لا يزالُ أربعون رجلًا

= في "الموضوعات"(3/ 398 رقم 1638)، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 303) من طريق عبد الله بن هارون به.

وعبد الله بن هارون الصوري؛ قال الذهبي: لا يُعرف، والخبر كذبٌ في أخلاق الأبدال. "الميزان"(4/ 217)، والحديث أورده الشوكاني في "الفوائد المجموعة"(ص 245).

(1)

وأخرجه أيضًا ابن حبان في "المجروحين"(2/ 264) في ترجمة محمد بن عبد الرحمن البَيْلَماني، وقال: حدث عن أبيه بنسخة شبيهًا بمائتي حديث كلها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به ولا ذكره في الكتب إلا على جهة التعجب. اهـ. وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف الحديث، مضطرب الحديث. "الجرح والتعديل"(7/ 311).

(2)

"حلية الأولياء"(4/ 173) من جهة الطبراني من طريق ثابت بن عياش الأحدب، حدثنا أبو رجاء الكلبي، حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن ابن مسعود به.

وقال: غريبٌ من حديث الأعمش عن زيد، ما كتبناه إلا من حديث أبي رجاء.

وقد أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 224 رقم 10390).

وثابت بن عياش الأحدب لم أجد له ترجمة. وقال الهيثمي: رواه الطبراني من رواية ثابت بن عياش الأحدب، عن أبي رجاء الكلبي، وكلاهما لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح. "المجمع"(10/ 63).

وأبو رجاء الكلبي، اسمه رَوْح بن المسيب؛ قال عنه يحيى بن معين: صُوَيلح، وقال أبو حاتم: هو صالح ليس بالقوي. "الجرح والتعديل"(3/ 496 رقم 2247)، وقال ابن حبان: وكان روح ممن يروي عن الثقات الموضوعات ويقلب الأسانيد ويرفع الموقوفات

لا تحلُّ الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا للاختبار. "المجروحين"(1/ 299)، وقال ابن عدي: يروي عن ثابت ويزيد الرقاشي أحاديث غير محفوظة. "الكامل"(3/ 143). فالإسناد ضعيف جدًّا، والله أعلم.

ص: 131

مِنْ أمتي، قلوبهم على قلبِ إبراهيمَ، يَدْفَعُ الله بهم عن أهلِ الأرض، يُقالُ لهم الأبدالُ، إنهم لم يُدركوها بصلاةٍ ولا بصومٍ ولا بصدقةٍ" قالوا: فبمَ أدركوها يا رسولَ الله؟ قال: "بالسَّخاءِ والنَّصيحةِ للمسلمين".

والجملةُ الأخيرةُ تُروى -كما للدارقطنيِّ في "الأجواد"

(1)

وغيره؛ كأبي بكرِ بن لالٍ

(2)

في "مكارم الأخلاق"

(3)

- عن أنسٍ رضي الله عنه رفعه بلفظ: "إنَّ بُدَلاءَ

(1)

"الأسخياء أو الأجواد"(ص 35 رقم 15) من طريق صالح المري عن الحسن مرسلًا بنحوه.

(2)

أبو بكر أحمد بن علي بن أحمد بن لال الهمَذَانيُّ، الفقيه الشافعي؛ سمع: حفصَ بن عمرَ الحافظَ وإسماعيلَ بن محمدٍ الصفارَ، وروى سننَ أبي داود عن ابن داسهْ. روى عنه: الدارقطني والبرقاني وجمعٌ. وثقه الخطيب، وقال أبو شجاع الديلمي: كان أوحدَ زمانهِ، ثقةً صدوقًا مفتيَ البلدِ

، وله مصنفاتٌ في علومِ الحديثِ غيرَ أنه كان مشهورًا بالفقهِ لا يعرفُ بهذه الصنعةِ، ورأيتُ له كتابَ "السنن" و"معرفة الصحابة" ما رأيتُ شيئًا أحسنَ منه. اهـ. وله أيضًا كتاب "مكارم الأخلاق"، وكتاب "المتحابين في الله". توفي سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائةٍ. "تاريخ بغداد"(5/ 521)، "طبقات الفقهاء"(118)، "التقييد"(1/ 167)، "سير أعلام النبلاء"(17/ 75).

(3)

كتاب "مكارم الأخلاق" لابن لال؛ ذكره السمعاني في "التحبير في المعجم الكبير"(2/ 364).

وأخرجه ابن عدي في "الكامل"(6/ 289) من طريق محمد بن عبد العزيز الدينوري، ثم قال: وهذا أيضًا بهذا الإسناد ليس يُعرف إلا بابن عبد العزيز الدينوري، وللدينوري غير هذا من الأحاديث التي أنكرت عليه. اهـ.

وقال الذهبي: وهو منكر الحديث ضعيف. وكان ليس بثقة يأتي ببلايا. "الميزان"(6/ 239).

ورواه البيهقي في "الشعب"(13/ 316 رقم 10393) من طريق صالح المري عن الحسن مرسلًا.

وهو مع كونه مرسلًا إسناده ضعيف جدًّا؛ فصالح المري: هو صالح بن بشير البصري أبو بشر؛ قال أحمد: كان صاحب قصص يقصُّ ليس هو صاحب آثار وحديث، ولا يَعرفُ الحديثَ، وقال عمرو بن علي: منكر الحديث جدًّا يحدِّث عن قومٍ ثقات أحاديثَ مناكير، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، يُكتب حديثه، وكان من المتعبدين، ولم يكن في الحديث بذاك القوي. "الجرح والتعديل"(4/ 395 رقم 1730)، وقال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(4/ 273 ترجمة 2782)، وقال يحيى بن معين: ضعيف، وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن عدي: وعامة =

ص: 132

أمَّتي لم يَدْخلوا الجنةَ بصلاةٍ ولا صيامٍ، ولكن دخلوها بسخاءِ الأنفسِ وسَلَامةِ الصُّدورِ والنُّصحِ للمسلمين".

وللخرائطيِّ في "المكارم"

(1)

مِنْ حديثِ أبي سعيدٍ به نحوه.

وبعضُها أشدُّ في الضَّعفِ مِنْ بعضٍ

(2)

.

وآخرها جاء عن فُضَيلِ بن عِياضٍ رحمه الله، مِنْ قولِهِ

(3)

بلفظ: "لم يُدركْ عندنا مَنْ أدْرَكَ بكثرةِ صيامٍ ولا صلاةٍ، وإنما أدْرَكَ عندنا بسخاءِ الأنفس وسَلَامةِ الصُّدُور والنُّصح للأمة".

= أحاديثه التي ذكرت والتي لم أذكر منكرات ينكرها الأئمة عليه، وليس هو بصاحب حديث "الكامل"(4/ 60 - 64).

(1)

لم أجده في "مكارم الأخلاق" للخرائطي، وقد أخرجه الطبراني في "مكارم الأخلاق"(باب فضل سلامة الصدر ص 85 رقم 71) من طريق صالح المري، عن الحسن، عن أبي سعيد بنحوه.

وهذا إسنادٌ ضعيف جدًّا كسابقه، ويُضاف له علة أخرى؛ وهي الانقطاع بين الحسن وأبي سعيد، قال علي بن المديني: لم يسمع منه شيئًا. "المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 41 رقم 130).

(2)

قال ابن الجوزي بعد أنْ ساقَ الحديثَ من عدةِ طرقٍ: ليس في هذه الأحاديث شيءٌ يصح. "الموضوعات"(3/ 400)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: كلُّ حديثٍ يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة "الأولياء" و"الأبدال" و"النقباء" و"النجباء" و"الأوتاد" و"الأقطاب" فهو كذب. "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان"(1/ 101)، وقال أيضًا: حديثُ الأبدال الأشبه أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم. "مجموع الفتاوى"(11/ 441)، وقال ابن القيم: أحاديثُ الأبدال، والأقطاب والأغواث، والنقباء، والنجباء، والأوتاد، كلها باطلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. "المنار المنيف"(ص 136).

(3)

أخرجه أبو عبد الرحمن السُّلَمي في "طبقات الصوفية"(ص 24)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(8/ 103)، والبيهقي في "الشعب" (13/ 316 رقم 10392) من طريق مَرْدُويه الصائغ قال: سمعتُ الفضيل بن عياض يقول به.

وأبو عبد الرحمن السُّلَمي محمد بن الحسين الصوفيُّ، قال عنه الخطيب: وكان ذا عنايةٍ بأخبار الصوفية، وصنَّف لهم سننًا، وتفسيرًا، وتاريخًا، وقال لي محمد بن يوسف القطان النيسابوري: كان أبو عبد الرحمن السلمي غير ثقة

قال: وكان يضع للصوفية الأحاديث. "تاريخ بغداد"(3/ 43 رقم 666).

ص: 133

وأحسنُ مما تقدَّمَ؛ ما لأحمدَ

(1)

مِنْ حديثِ شُرَيحٍ -يعني ابن عبيد- قال: ذُكِر أهلُ الشام عند عليٍّ رضي الله عنه -وهو بالعراق-، فقالوا: إلْعَنهم يا أميرَ المؤمنين، قال: لا، إني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"البُدَلاءُ يكونون بالشَّام، وهم أربعون رجلًا، كلما مات رجلٌ أبدلَ الله مكانه رجلًا، يُسقى بهم الغيث، ويُنتَصرُ بهم على الأعداء، ويُصرَفُ عن أهلِ الشام بهم العذاب".

ورجالُه مِنْ رواةِ الصحيح، إلا شُرَيحًا وهو ثقةٌ، وقد سمعَ مِمَّن هو أقدمُ مِنْ عليٍّ

(2)

، ومع ذلك فقال الضياء المقدسي: إنَّ روايةَ صفوانَ

(1)

"مسند أحمد"(2/ 231 رقم 896) من طريق شُرَيح بن عُبَيد به.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 289) وقال: هذا منقطع بين شريح وعلي؛ فإنه لم يلقَه. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(18/ 65 رقم 120) من طريق عمرو بن واقد، عن يزيد بن أبي مالك، عن شهر بن حَوْشب قال: لما فُتِحَتْ مِصر سبُّوا أهل الشام فأخرج عَوف بن مالك رأسَه من ترسٍ ثم قال: يا أهل مصر أنا عوف بن مالك، لا تسبُّوا أهل الشام فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"فيهم الأبدال وبهم تُنصرون وبهم تُرزقون".

وعمرو بن واقد، قال عنه البخاري: منكر الحديث. وقال أبو مسهر: ليس بشيء. "التاريخ الكبير"(6/ 380 رقم 2699).

وشَهْر بن حَوْشَب الأشعري الشامي، مولى أسماء بنت يزيد بن السَّكَن؛ وثقه ابن معين والفسوي ويعقوب بن شيبة، وقال أحمد وأبو زرعة: لا بأس به. وقال النسائي وأبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي. وطعن فيه شعبة. وضعفه البيهقي، وقال الساجي: فيه ضعف وليس بالحافظ. وقال ابن حبان: كان ممن يروي عن الثقات المعضلات، وعن الأثبات المقلوبات. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه فيه من الإنكار ما فيه، وشهر ليس بالقوي في الحديث، وهو ممن لا يحتج بحديثه ولا يتدين به. وقال ابن حجر: صدوق كثير الإرسال والأوهام. اهـ. انظر: "الجرح والتعديل"(4/ 382 رقم 1668)، "الكامل"(4/ 39)، "تهذيب التهذيب"(2/ 182 - 183)، "التقريب"(2830).

(2)

ولكنه لم يلقَ علي رضي الله عنه، كما قال ابن عساكر فيما سبق. وقد تُكُلِّم في سماعه من سائر الصحابة رضوان الله عليهم؛ فقد سُئِلَ محمد بن عَوف: هل سمع شُرَيحُ بن عُبيد من أبي الدرداء؟ فقال: لا. قيل له: فسمع من أحدٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما أظنُّ ذلك، وذلك أنه لا يقول في شيءٍ من ذلك سمعتُ، وهو ثقة. "تهذيب الكمال"(12/ 447).

وقال الذهبي: قد أرسل عن خلق. "الكاشف"(1/ 484).

ص: 134

ابنِ عبد الله، عن عليٍّ رضي الله عنه مِنْ غير رفعِ:"لا تسبُّوا أهلَ الشام جمًّا غفيرًا، فإنَّ بها الأبدال"، قالها ثلاثًا - أولى

(1)

.

أخرجها عبد الرزاق

(2)

، ومِنْ طريقِهِ البيهقيُّ في "الدلائل"

(3)

، ورواها غيرهما

(4)

.

بل أخرجها الحاكم في مستدركه

(5)

كما صحَّحه مِنْ قولِ عليٍّ نحوه.

ورأى بعضُهُم النبيَّ صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له: أين بُدَلَاءُ أمَّتِكَ؟ فأومأ بيدِهِ نحو الشام، قال: فقلتُ: يا رسولَ الله، أما بالعِراقِ أحدٌ منهم؟ قال: بلى! وسمَّى جماعة.

(1)

"المختارة"(2/ 111 رقم 485) حيث روى الطريق المرفوعة والموقوفة، ثم قال: شُرَيح بن عُبيد شاميٌ سمعَ معاويةَ بن أبي سفيان وغيرَه من أهل الشام، ولا أتحقَّق هل سمع من عليِّ عليه السلام أم لا، وصفوان بن عبد الله بن صفوان سمعَ عليًّا وغيرَه، فكأنَّ الموقوفَ أولى، والله أعلم، وقد تابع صالحُ بن كيسان معمرًا عن الزهري.

(2)

"مصنف عبد الرزاق"(الجامع لمعمر، باب الشام 11/ 249 رقم 20455) عن معمر، عن الزهري عن عبد الله بن صفوان به.

وعنه إسحاق بن راهويه -كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(7/ 356 رقم 7054) -، وقال: عن صفوان بن عبد الله، أو عبد الله بن صفوان

فذكره. وقال البوصيري: رواته ثقات.

(3)

"دلائل النبوة" (باب ما جاء في إخباره يملك معاوية

6/ 449) من طريق عبد الرزاق به.

(4)

رواه ابن المبارك في "الجهاد"(ص 171 رقم 192) عن معمر، عن الزهري، عن صفوان بن عبد الله عن علي موقوفًا. ورواه الضياء في "المختارة"(2/ 111 رقم 485) من طريق محمد بن كثير الصنعاني، عن معمر به.

فصار الحديث عن الزهري على وجهين: عن صفوان بن عبد الله أو عبد الله بن صفوان، والراجحُ في هذا الاختلاف: هو رواية من رواه عن معمر، عن الزهري، عن صفوان بن عبد الله؛ لأنهم أكثر وأوثق، وقد تابعهم صالح بن أبي الأخضر على هذا الوجه، فرواه إسحاق بن راهويه من طريقه، كما في "المطالب العالية"(13/ 371).

(5)

"المستدرك"(4/ 553) من طريق عبد الله بن زُرَير الغافقي قال: سمعتُ عليَّ بن أبي طالب فذكره بنحوه موقوفًا، وقال: صحيح الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4/ 176 رقم 3905)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 335) مِنْ طريقِ عبدِ الله بن زُرَيرٍ الغافقيِّ، عن عليٍّ موقوفًا.

ص: 135

ومما يَتقوَّى به هذا الحديث، ويَدُلُّ لانتشاره بين الأئمة: قولُ إمامِنا الشافعيِّ رحمه الله في بعضهم: "كُنَّا نعدُّهُ مِنَ الأبدال"

(1)

.

وقولُ البخاريِّ في غيرِه: "كانوا لا يَشُكُّونَ أنه مِنَ الأبدال"

(2)

.

وكذا وَصَفَ غيرُهما مِنَ النُّقَّادِ والحُفَّاظِ والأئمةِ غَيرَ واحدٍ بأنهم مِنَ الأبدالِ

(3)

.

ويُروى في حديثٍ مرفوعٍ: "ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه فهو مِنَ الأبدال: الرِّضا بالقَضَاء، والصَّبرُ عن المَحارمِ، والغَضَبُ لله"

(4)

.

(1)

قاله الشافعي في شيخه يحيى بن سليم القرشي الطائفي المكي الحذاء، قال:"كان فاضلًا، كنا نعدُّه من الأبدال". "تذكرة الحفاظ"(1/ 238)، و"تهذيب التهذيب"(11/ 198).

(2)

قال البخاري في فروة بن مجالد: "مولى اللخم، وكان يسكن كفر غما بالشام، وكانوا لا يشكُّون أنه من الأبدال، مستجاب الدعوة". "التاريخ الكبير"(7/ 127 رقم 572)، وكذا قال أبو حاتم الرازي، كما في "الجرح والتعديل"(7/ 82 رقم 468).

(3)

قال أبو داود: حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا عنبسة بن عبد الواحد القرشي، قال أبو جعفر -يعني ابن عيسى-: كنا نقول: "إنه من الأبدال قبل أنْ نسمعَ أنَّ الأبدال من الموالي". "سنن أبي داود"(الخراج والإمارة والفيء، باب في بيان مواضع قسم الخُمس رقم 2990).

وقال شعيب بن حرب في (سعيد بن السائب بن يسار الثقفي): "كنا نعدُّه من الأبدال". "تهذيب التهذيب"(4/ 32).

(4)

أخرجه الديلمي كما في "الغرائب الملتقطة"(رسالة خير حسني)(2/ 710 رقم 373) من طريق ميسرة بن عبد ربه، عن المغيرة بن قيس، عن شَهْر بن حَوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل به مرفوعًا.

وميسرة بن عبد ربه؛ قال عنه ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، ويضع المعضلات عن الثقات في الحثِّ على الخيرِ والزجرِ عن الشر، لا يحلُّ كتابةُ حديثه إلا على سبيل الاعتبار. "المجروحين"(3/ 11).

فالإسناد موضوع، وقال الألباني: موضوع، قال أبو عبد الرحمن السلمي في "سنن الصوفية": حدثنا أحمد بن علي بن الحسن، حدثنا جعفر بن عبد الوهاب السرخسي، حدثنا عبيد بن آدم عن أبيه عن أبي حمزة عن ميسرة بن عبد ربه به .. "السلسلة الضعيفة"(3/ 666 رقم 1474).

ص: 136

وعن بعضهم قال: "أكلُهُم فاقةٌ، وكلامُهُم ضَرورةٌ"

(1)

.

وعن مَعروفٍ الكَرْخِيِّ قال: "مَنْ قال: اللهمَّ أرحم أمةَ محمدٍ في كلِّ يومٍ، كَتَبَه الله مِنَ الأبدالِ"

(2)

.

وهو في "الحلية"

(3)

بلفظ: "مَنْ قالَ في كلِّ يومٍ عشرَ مراتٍ: اللهمَّ أصلِحْ أمةَ محمدٍ، اللهمَّ فرِّج عن أمةِ محمدٍ، اللهم أرحم أمةَ محمدٍ، كُتِبَ مِنَ الأبدال".

وعن غيرِه قال: "علامةُ الأبدال: أنْ لا يُولَدَ لهم"

(4)

.

بل يُروى في مرفوعٍ مُعضلٍ: "علامةُ أبدالِ أمتي أنهم لا يَلْعَنون شيئًا أبدًا"

(5)

.

(1)

قال أبو طالب مكي: ووصف بعضهم الأبدال فقال في وصفهم: "أكلهم فاقة، وكلامهم ضرورة، وكانوا لا يتكلمون حتى يُسألوا عن شيءٍ فيُجيبوا

". "قوت القلوب" (1/ 265).

(2)

ذكره الغزالي في "الإحياء"(3/ 126).

(3)

"حلية الأولياء"(8/ 366) من طريق ثابت بن الهيثم قال: سمعت معروفًا الكرخي يقول: فذكره.

(4)

روى ابن عدي في "الكامل"(2/ 253) بإسناده إلى شهاب بن معمر قال: "كان حماد بن سلمة يعدُّ من الأبدال، وعلامة الأبدال أنْ لا يُولد لهم، كان تزوَّج سبعين امرأةً فلم يولد".

(5)

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأولياء"(ص 28 رقم 59) من طريق بكر بن خنيس يرفعه، فذكره.

وإسناده تالفٌ معضلٌ؛ لأنَّ بكر بن خنيس -بالمعجمة والنون وآخره سين مهملة مصغر- يروي عن التابعين، وقال عنه يحيى بن معين: لا شيء، ضعيف، وقال أبو حاتم: كان رجلًا صالحًا غِرًا، وليس هو بقوي في الحديث. قلت -أي ابن أبي حاتم-: هو متروك الحديث؟ قال: لا يبلغ به الترك. "الجرح والتعديل"(2/ 384)، وقال أحمد بن صالح المصري وابن خراش والدارقطني: متروك، وقال عمرو بن علي ويعقوب بن شيبة والنسائي: ضعيف. "تهذيب التهذيب"(1/ 422).

وقال الشيخ الألباني: موضوع .. وهذا المتن منكرٌ دون شكٍّ أو ريب، بل هو موضوع، فإن اللعن، قد صدَرَ منه صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة، وقد أخبَرَ عن ذلك هو نفسه صلى الله عليه وسلم في غيرِ ما حديث. "السلسلة الضعيفة"(3/ 666).

ص: 137

وقال يزيد بن هارون: "الأبدالُ هم أهلُ العِلمِ"

(1)

.

وقال الإمام أحمد: "إنْ لم يكونوا أصحابَ الحديثِ، فمَنْ هم؟! "

(2)

.

وقال بلال الخوَّاص

(3)

-فيما رُوِّيناه في "مناقب الشافعي"

(4)

، ورسالة القُشَيري

(5)

-: "كنتُ في تِيه بني إسرائيل، فإذا رجلٌ يُماشيني، فتعجَّبتُ به وأُلهِمتُ أنه الخضر، فقلتُ له: بحقِّ الحقِّ مَنْ أنتَ؟ قال: أنا أخوكَ الخضر، فقلتُ له: أريدُ أنْ أسألك. قال: سَلْ. قلتُ: ما تقول في الشافعيِّ؟ قال: هو مِنَ الأوتاد. قلتُ: فما تقولُ في أحمدَ؟ قال: رجلٌ صِدِّيقٌ. قلتُ: فما تقولُ في بِشرِ بن الحارثِ؟ قال: رجلٌ لم يُخلق بعده مثله. قلتُ: فبأيِّ وسيلةٍ رأيتُكَ؟ قال: ببِرِّك أمّكَ"

(6)

.

(1)

رواه الدِّينَوَري في "المجالسة"(2/ 182 رقم 302) عن الحارث بن أبي أسامة، عن يزيد بن هارون.

(2)

قال النووي -في شرح حديث "لا تزال طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم"-: وأما هذه الطائفة؛ فقال البخاري: هم أهل العلم، وقال أحمد بن حنبل: إنْ لم يكونوا أهل الحديث، فلا أدري من هم؟! "شرح صحيح مسلم"(13/ 66).

(3)

بلال الخوَّاص الصوفي؛ قال السُّلمي في "تاريخ الصوفية": كان من متأخري مشايخ الصوفية ببيت المقدس. "الوافي بالوفيات"(10/ 177).

(4)

لم أجد هذه القصة فيما وقفتُ عليه مِنْ كتبِ "مناقب الشافعي".

(5)

"الرسالة القشيرية"(ص 405) من طريق محمد بن عبد الله الرازي قال: سمعت بلالًا الخواص يقول: فذكره.

ومحمد بن عبد الله بن عبد العزيز أبو بكر الرازي الصوفي، قال الذهبي: متهم، طعن فيه الحاكم، ولأبي عبد الرحمن السُّلمي عنه عجائب وبلايا. "المغني في الضعفاء"(2/ 603 رقم 5720).

(6)

أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(5/ 338) من طريق أبي عبد الرحمن السلمي قال: سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول: سمعتُ بلال الخواص يقول: .. فذكره. وأورده الحافظ ابن حجر في "الزهر النضر في أخبار الخضر"(1/ 152 رقم 142)، وفي "الإصابة"(2/ 330).

وأبو عبد الرحمن السلمي، ومحمد بن عبد الله الرازي متهمان، كما تقدم.

وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -عن هذه الألفاظ-: فجميع هذه الألفاظ؛ لفظ الغوث والقطب، والأوتاد، والنجباء، وغيرها؛ لم ينقل أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسنادٍ =

ص: 138

وروينا في "تاريخ بغداد"

(1)

للخطيب، عن الكتَّاني

(2)

قال: "النقباءُ ثلاثمائة، والنجباءُ سبعون، والبدلاءُ أربعون، والأخيارُ سبعة، والعُمَدُ أربعة، والغَوثُ واحدٌ، فمسكنُ النُّقَباءِ المغرب، ومَسكنُ النُّجَباء مصر، ومَسكنُ الأبدالِ الشام، والأخيارُ سيَّاحون في الأرض، والعُمَدُ في زوايا الأرض، ومَسكنُ الغَوثِ مكة؛ فإذا عَرَضَت الحاجةُ مِنْ أمرِ العامةِ ابتهَلَ فيها النُّقَباءُ، ثم النُّجباءُ، ثم الأبدالُ، ثم الأخيارُ، ثم العُمَدُ، فإنْ أُجِيبوا وإلا ابتهَلَ الغَوثُ، فلا تتمُّ مسألته حتى تُجابَ دعوتُه".

وفي "الإحياء"

(3)

: يُقال: "إنه ما تغرُبُ الشمسُ مِنْ يومٍ، إلا ويَطوفُ بهذا البيت رجلٌ مِنَ الأبدال، ولا يطلُعُ الفجرُ مِنْ ليلةٍ إلا ويطوفُ به واحدٌ مِنَ الأوتاد، وإذا انقطع ذلك كان سبب رفعه من الأرض"، وذكر أثَرًا.

إلى غير ذلك من الآثار الموقوفة وغيرها، وكذا من المرفوع مما أفردته

= معروفٍ أنه تكلم بشيءٍ منها، ولا أصحابه، ولكنَّ لفظ الأبدال تكلَّم به بعضُ السلف، ويروى فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثٌ ضعيف. "منهاج السُّنَّة النبوية"(1/ 48).

(1)

"تاريخ بغداد"(4/ 129) من طريق علي بن عبد الله بن جَهْضَم حدثنا عُبيد الله بن محمد العَيشي قال: سمعتُ الكتاني يقول

فذكره. ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 300).

وعلي بن عبد الله بن جَهْضَم أبو الحسن شيخ الصوفية بحرم مكة؛ قال الذهبي: متهم بوضع الحديث. "الميزان"(3/ 142)، و"الكشف الحثيث"(ص 188 رقم 516).

فالإسناد ساقط.

(2)

محمد بن علي بن جعفر أبو بكر الكتاني، قال الخطيب: أحد مشايخ الصوفية .. وكان فاضلًا نبيلًا حسَنَ الإشارة .. ومات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. "تاريخ بغداد"(4/ 127 - 130).

(3)

"إحياء علوم الدين"(1/ 242) فذكره وقال: وفي الخبر: "استكثروا من الطوافِ بهذا البيت قبلَ أنْ يُرفع، فقد هُدِمَ مرتين ويُرفع في الثالثة"، ورُوي عن عليٍّ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"قال الله تعالى: إذا أردتُ أنْ أخرِّبَ الدنيا بدأتُ ببيتي فخرَّبته، ثم أخرِّبُ الدنيا على إثره".

قال العراقي عن الحديث الأول: أخرجه البزار، وابن حبان والحاكم، وصححه من حديث ابن عمر .. وقال عن الثاني: ليس له أصل. "المغني عن حمل الأسفار"(1/ 197).

ص: 139

واضحًا بيِّنًا معلَّلا في جزءٍ سمَّيته: "نَظْم الَّلآل في الكلام على الأبدال"

(1)

.

ولأحمد

(2)

مِنْ حديثِ عبد الله بن مُلَيْل

(3)

عن عليٍّ رفعه: "ليس مِنْ نبيٍّ كان قبلي، إلا وقد أعطي سبع نُقَباء وُزَراء نُجَباء، إني أعطيتُ أربعة عشر وزيرًا نقيبًا نجيبًا؛ سبعة من قريش، وسبعة من المهاجرين" رضي الله عنهم أجمعين-.

‌9 - حديث: "أبْردُوا بالطعام؛ فإنَّ الطعامَ الحارَّ غَيرُ ذي بركة".

الطبرانيُّ في "الأوسط"

(4)

مِنْ حديثِ هشامِ بن عمار

(5)

، حدثنا عبدُ الله بن يزيدَ البَكريُّ، عن ابنِ أبي ذئبٍ، عن سعيدِ المَقْبُريِّ، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا بهذا، وقال: لم يروه عن ابنِ أبي ذئبٍ إلا البَكريُّ، تفرَّدَ به هشام.

وعنده في "الأوسط" و"الصغير"

(6)

معًا مِنْ حديثِ هشامٍ، عن البَكريِّ المَذكورَين قال: حدثنا يعقوبُ بن محمدِ بن طَحْلاءٍ

(7)

المدنيُّ، حدثنا

(1)

ذكره المؤلف ضمن مؤلفاته في "الضوء اللامع"(8/ 19).

وللسيوطي أيضًا رسالة بعنوان: "الخبر الدال على وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال" مطبوعة ضمن "الحاوي للفتاوي"(2/ 455 - 472) بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد.

(2)

"مسند أحمد"(2/ 91 رقم 665) من طريق كثير النوَّاء، عن عبد الله بن مليل

به فذكره.

وكثير النواء: هو كثير بن إسماعيل أو ابن نافع النوَّاء أبو إسماعيل التيمي؛ قال الجوزجاني: زائغ. "أحوال الرجال"(ص 50 رقم 27)، وقال ابن عدي: كان غاليًا في التشيُّع مفرطًا فيه. "الكامل"(6/ 67)، وقال الذهبي: ضعَّفوه. "الكاشف"(2/ 143 رقم 4625) فالإسناد ضعيف جدًّا.

(3)

عبد الله بن مليل، سمع عليًّا رضي الله عنه. "التاريخ الكبير"(5/ 192 رقم 608)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 43).

(4)

"المعجم الأوسط"(6/ 209 رقم 6209) من طريق هشام بن عمار .. به.

(5)

هشام بن عمار بن نصير -بنون مصغر- السلمي الدمشقي الخطيب: صدوق مقرئ كَبُرَ فصار يتلقَّن فحديثه القديم أصح، مات سنة (245 هـ). "التقريب"(7303).

(6)

"المعجم الأوسط"(7/ 114 رقم 7012)، و"الصغير"(2/ 144 رقم 934) من طريق هشام بن عمار

به.

(7)

يعقوب بن محمد بن طحلاء -بمهملتين الثانية ساكنة- المدني، قال أحمد وابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: ليس به بأس. "الجرح والتعديل"(9/ 214 رقم 893). =

ص: 140

بلالُ بن أبي هريرة

(1)

، عن أبيه: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بصَحْفةٍ تَفُورُ، فَرَفَعَ يدَه منها فقال:"إنَّ الله عز وجل لم يُطعِمْنا نارًا".

وفي لفظٍ: "فأشْرَعَ يدَه فيها ثم رَفَعَ يدَه"

(2)

.

وقال: لم يروه عن بلالٍ إلا يعقوب، ولا عنه إلا عبدُ الله، تفرَّدَ به هشامٌ. وبلالٌ قليلُ الروايةِ عن أبيه. انتهى.

والبَكريُّ ضعَّفَه أبو حاتم

(3)

.

لكن عند البيهقيِّ

(4)

بسندٍ صحيحٍ عن أبي هريرة قال: أُتِيَ النبي صلى الله عليه وسلم يومًا

=وقال ابن حجر: ما به بأس، مات سنة (272 هـ). "التقريب"(7833).

ووقع في "المعجم الصغير"(طبعة المكتب الإسلامي): محمد بن يعقوب بن محمد ابن طحلاء المديني، بدل يعقوب بن محمد بن طحلاء، والصواب ما في "الأوسط" عن والد محمد المذكور، كما أثبته السخاوي -في سائر النسخ المعتمدة-، وكما يظهر من تلميذه وشيخه في الإسناد. انظر:"تهذيب الكمال"(32/ 365 رقم 7104).

(1)

بلال بن أبي هريرة؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 65)، ولم أجد فيه كلامًا لغيره.

(2)

هو: لفظ "المعجم الأوسط".

(3)

قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، ذاهب الحديث. "الجرح والتعديل"(5/ 201 رقم 940).

فكلا الإسنادين السابقين ضعيف جدًّا لحال عبد الله البكري.

ورُوي الحديثُ مِنْ حديثِ جابرٍ؛ أخرجه الحاكم في "المستدرك"(4/ 118) مِنْ طريقِ صالحِ بن محمدِ بن عُبَيدِ الله بن العَرْزَميِّ، حدثني أبي، عن عطاء، عن جابر مرفوعًا به.

وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ محمد بن عبيد الله العَرْزَمي، تركه ابن المبارك ويحيى. "التاريخ الكبير"(1/ 171 رقم 513)، وقال أحمد: تَرَكَ الناسُ حديثَه. وقال يحيى ابن معين وأبو زرعة: لا يُكتبُ حديثُه، وقال أبو حاتم: ضعيفُ الحديث جدًّا. "الجرح والتعديل"(8/ 2 رقم 5).

(4)

"السنن الكبرى"(7/ 280) من طريق سويد بن سعيد، حدثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة

به فذكره. وقال: "هذا إنْ صحَّ يَحتَمِلُ معنى الأول -يعني: بعد أنْ يَذهَبَ فَورُه-، ويَحتَمِلُ غيره".

ورجالُ إسناده كلهم ثقات إلا سُوَيد بن سعيد الحدثاني، فقال البخاري: فيه نظر، وكان قد عمِيَ فتلقَّن ما ليس من حديثه. وقال ابن عدي: ولسُويد مما أنكرتُ عليه =

ص: 141

بطعامٍ سُخْنٍ فقال: "ما دخَلَ بَطني طعامٌ سُخنٌ منذُ كذا وكذا قبلَ اليوم".

وهو عند ابنِ ماجه

(1)

مِنْ حديثِ عليِّ بن مُسْهرِ، عن الأعمش، عن أبي صالح، عنه بلفظ:"أُتيَ يومًا بطعامٍ سُخْنٍ فأكَلَ منه فلما فَرَغَ قال: الحمدُ لله ما دخلَ .. " وذكره.

بل للدَّيلميِّ

(2)

مِنْ حديثِ عبدِ الصمد بن سليمان

(3)

، عن قَزَعَةَ ابن سُوَيدٍ

(4)

، عن عبدِ الله بن دينار، عن ابنِ عُمرَ رضي الله عنهما رفعه:"أبْرِدُوا الطعامَ فإنَّ الحارَّ لا بركة فيه".

= غير ما ذكرتُ وهو إلى الضعف أقرب. "الكامل"(3/ 428)، وقال أبو حاتم: كان صدوقًا، وكان يدلس يكثر ذاك يعني التدليس. "الجرح والتعديل"(4/ 240)، وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: صالح، أو قال: ثقة، وقال: ما علمتُ إلا خيرًا. وقال عبد الله بن علي بن المديني: سُئِلَ أبي عنه فحرَّك رأسَه وقال: ليس بشيء، وقال ابن معين: حلالُ الدَّم، وقال أيضًا -لما ذكر له أنه روى حديث "من عشق فعفَّ"-: لو كان لي فرسٌ ورمحٌ لكنتُ أغزوه. وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون. "تهذيب التهذيب"(4/ 240).

ولعلَّ الذي دفع المصنف إلى قوله: "إسنادُه صحيح" أنَّ سويدًا من رجال مسلم، والله أعلم.

(1)

"سنن ابن ماجه"(الزهد، باب معيشة آل محمد صلى الله عليه وسلم رقم 4150) حدثنا سويد ابن سعيد

به.

(2)

كما في "الغرائب الملتقطة"، و"الفردوس بمأثور الخطاب"(1/ 99 رقم 327).

وأخرجه مسدد كما في "المطالب العالية"(10/ 721 رقم 2398) عن قَزَعَة ابن سويد به.

(3)

عبد الصمد بن سليمان؛ قال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(6/ 106 رقم 1852)، وقال الدارقطني: متروك. "ميزان الاعتدال"(2/ 620).

(4)

قَزَعَة -بزاي وفتحات- ابن سُويد بن حُجير الباهلي البصري؛ قال عنه أحمد ابن حنبل: مضطرب الحديث، وقال يحيى بن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: ليس بذاك القوي محله الصدق وليس بالمتين، يُكتبُ حديثه ولا يُحتجّ به. "الجرح والتعديل"(7/ 139 رقم 782).

وقال يحيى بن معين في "رواية الدارمي"(ص 191 رقم 702): ثقة.

فالإسناد ضعيف جدًّا؛ مِنْ أجلِ عبد الصمد.

ص: 142

ولأبي نعيمٍ في "الحلية"

(1)

مِنْ حديثِ يوسفَ بن أسْباطٍ

(2)

، عن صفوانَ بن سُليم، عن أنسٍ رضي الله عنه قال:"كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَكْرَه الكَيَّ والطَّعامَ الحارَّ، ويقول: "عليكم بالبارد فإنه ذو بركةٍ، ألا وإنَّ الحارَ لا بركةَ له" قال: وكانت له مُكْحَلةٌ يَكتَحِلُ بها عند النوم ثلاثًا ثلاثًا".

ولأحمدَ

(3)

،

(1)

"الحلية"(8/ 252) من طريق عبد الله بن خبيق: حدثنا يوسف بن أسباط، عن العَرْزَمي، عن صفوان بن سليم، عن أنس بن مالك .. فذكره. وقال: غريبٌ من حديث صفوان، لم نكتبه إلا من حديث يوسف.

ورواه أبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين"(ص 18 رقم 7): من طريق عبد الله ابن خبيق

به.

وعبد الله بن خبيق أبو محمد الأنطاكي، لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا. وترجمته في "حلية الأولياء"(10/ 168) وقد سقَطَتْ جملة (عن العَرْزَمي) من جميع نسخ المقاصد المعتمدة.

(2)

يوسف بن أسباط بن واصل الشيباني الكوفي؛ قال أبو حاتم: كان رجلًا عابدًا، دفَنَ كتبَه، وهو يغلطُ كثيرًا، وهو رجلٌ صالحٌ، لا يُحتجُّ بحديثه. وقال ابن معين: ثقة. "الجرح والتعديل"(9/ 218 رقم 910)، وقال البخاريُّ: دَفَنَ يوسفُ بن أسباط كتبَه، فكان بعدُ يُقلَبُ عليه ولا يجيءُ كما ينبغي، يضطربُ في حديثِه. "التاريخ الصغير"(2/ 242)، وقال ابنُ حبان: مستقيمُ الحديثِ، ربما أخطأ. "الثقات" (7/ 638). وقال ابن عدي: هو عندي من أهل الصدق، إلا أنه لما عَدِمَ كُتُبَه كان يَحمِلُ على حفظِهِ، فيَغلَطُ ويَشتَبِهُ عليه، ولا يتعمَّدُ الكذب. "الكامل"(7/ 158).

فالحاصل أن يوسفَ هذا صدوقُ اللسانِ، إلّا أنه كان يعتمِدُ على حفظِه فيخطئُ، ومثله لا يحتجُّ بحديثِه لكنَّ حديثَه ليسَ ساقطًا، فيصلحُ للاعتبارِ.

والعَرْزَمي: متروك الحديث كما تقدَّمَ قبل قليل، فالإسناد ضعيف جدًّا.

(3)

"مسند أحمد"(44/ 521 رقم 26958) من طريق ابن لهيعة

به.

وأخرجه أيضًا في (44/ 521 رقم 26959) حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عقيل، وحدثنا عتاب قال: حدثنا عبد الله قال: أنبأنا ابن لهيعة

به. وعبد الله بن لَهيعةَ بن عقبةَ أبو عبد الرحمن الحضرمي؛ كان يحيى بن سعيدٍ لا يراه شيئًا.

وقال ابنُ المديني: سمعت عبد الرحمن بن مهدي -وقيل له: نحمل عن ابن لهيعة؟ - قال: لا، لا تحمل عنه قليلًا ولا كثيرًا. وقال ابن معين: ليس حديثه بذلك القوي، وقال أيضًا: ضعيف الحديث، وضعفه أحمد، وقال عمرو بن علي: احترقت كتبه، فمن كتب عنه قبل ذلك مثل ابن المبارك

أصحُّ مِنَ الذين كتبوا بعد ما احتَرَقَت =

ص: 143

وأبي نُعَيمٍ

(1)

أيضًا مِنْ حديثِ ابنِ لهيعةَ، عن عُقَيلٍ، عن ابنِ شهابٍ، عن عُروةَ بن الزُّبير: أنَّ أسماءَ رضي الله عنها كانت إذا ثَرَدَتْ

(2)

غَطَّتْه بشَيءٍ حتى يَذهبَ فَوْرُه، ثم تقوله: إني سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هو أعظمُ للبركة".

وهو عند كلٍّ مِنْ أحمدَ أيضًا، والطبرانيّ مِنْ غيرِ هذا الوجه

(3)

.

= الكتبُ، وهو ضعيفُ الحديثِ. وسُئِلَ أبو زرعة عن سماع القدماء من ابن لهيعة؟ فقال: آخره وأوله سواء إلا أنَّ ابن المبارك وابن وهب كانا يتتبعان أصوله فيكتبان منه

"الجرح والتعديل"(5/ 145 رقم 682).

وعبد الله في الإسناد الثاني: هو ابن المبارك كما جاء مصرحًا به عند عبد بن حميد في "المنتخب"(ص 455 رقم 1575)، وفي "الحلية"، كما سيأتي.

(1)

"حلية الأولياء"(8/ 176) من طريق عبد الله بن المبارك، حدثنا ابن لهيعة، حدثني عقيل

به فذكره.

وقال: غريبٌ من حديث ابن المبارك، عن ابن لهيعة.

ورواية عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة قد قَبِلَها العلماء كما تقدم، وقد تُوبعَ ابنُ لهيعة؛ فقد تابَعَه قرةُ بن عبد الرحمن؛ فرواه الدارمي في سننه (2/ 1301 رقم 2091)، وابن حبان في صحيحه (12/ 6 رقم 5207)، والطبراني في "المعجم الكبير"(24/ 84 رقم 226)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 118) من طريق عبد الله ابن وهب، عن قرة بن عبد الرحمن، عن الزهري

به.

وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلم في الشواهد، ولم يخرجاه، وله شاهدٌ مُفسرٌ من حديث محمد بن عبيد الله العَرْزَمي.

وقرة بن عبد الرحمن؛ هو: ابن حيوئيل المعافري المصري؛ قال يزيد بن السط: كان الأوزاعي يقول: ما أحد أعلم بالزهري من قرة بن عبد الرحمن، وقال أحمد بن حنبل: صاحب الزهري منكر الحديث جدًّا. وقال يحيى بن معين: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال أبو زرعة: الأحاديث التي يرويها مناكير. "الجرح والتعديل"(7/ 132 رقم 751).

وقُرَّةُ هذا وإن كان ضعيفًا، فحديثه يصلح للمتابعات، خاصةً كونه وُصِف بأنه من أعلم الناس بحديث الزهري. فهذا الطريقان يُقوّيانِ بعضهما، ويكونُ الحديثُ حسنًا لغيره، والله أعلم.

(2)

قال ابن منظور: الثَّرِيدُ معروف، والثَّرْدُ الهَشْمُ، ومنه قيل لما يُهشم من الخبز ويُبَلُّ بماء القِدْرِ وغيره ثَريدة

وثَرَدْتُ الخبزَ ثَرْدًا: كسرته فهو ثَريدٌ ومَثْرُود. "لسان العرب"(3/ 102).

(3)

الذي وجدتُه ما رواه أحمد في "مسنده"(28/ 638 رقم 17426)، والطبراني =

ص: 144

وللطبرانيِّ في "الكبير"

(1)

-بسندٍ فيه مَنْ لم يُسمَّ- عن جُوَيريةَ رضي الله عنها: "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يَكرَه الطعامَ حتَّى يَذهبَ فَوْرُه ودُخانُه

(2)

".

وله

(3)

، وكذا للبيهقيِّ في "الشعب"

(4)

، وابنِ منده في "معرفة الصحابة"

(5)

مِنْ حديثِ معاذِ بن رَفاعةَ بن رافع

(6)

، عن خَولةَ ابنةِ قيسٍ رضي الله عنها:

= في "المعجم الكبير"(17/ 338 رقم 932) من طريق ابن لهيعة، حدثنا الحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عقبة بن عامر مرفوعًا وفيه:"وكان يكره شربَ الحميم" وإسناده ضعيفٌ لحال ابن لهيعة.

(1)

"المعجم الكبير"(24/ 66 رقم 172) من طريق عمران بن هارون، حدثنا ابن لهيعة، عن مولى بكر بن سوادة، عن مولى لجويرية: عن جويرية .. به فذكره.

وهذا الإسناد ضعيفٌ فيه أكثر من علة؛ فعمران بن هارون، أبو موسى الرملي؛ قال أبو زرعة: صدوق. "الجرح والتعديل"(6/ 307 رقم 1704)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 498 رقم 14650) وقال: يخطئ ويخالف. وابن لهيعة: ضعيف كما تقدم، إلا في رواية العبادلة، والراوي عنه هنا ليس منهم. وفي الإسناد راويان مبهمان. وقد قال البخاري: محمد بن طحلاء؛ مدني مولى جويرية بنت الحارث الغطفاني. "التاريخ الكبير"(1/ 123 رقم 364).

ولا أدري إن كان هو المذكور هنا.

(2)

كذا في سائر النسخ المعتمدة، ووقع في "المعجم الكبير": فَورةُ دخانِهِ، وبينهما فرق في المعنى.

(3)

"المعجم الكبير"(24/ 231 رقم 588) من طريق عيسى بن النعمان -من ولد رافع بن خديج- قال: حدثني معاذ بن رفاعة بن رافع بن خديج، عن خولة بنت قيس

فذكره.

(4)

"شعب الإيمان"(8/ 74 رقم 5517) من طريق عيسى بن النعمان بن رفاعة

به فذكره.

وعيسى بن النعمان بن رفاعة بن رافع الزرقي، ذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 215 رقم 4580).

(5)

لم أجده فيما طبع من الكتاب.

(6)

معاذ بن رفاعة بن رافع الأنصاري الزرقي؛ قال أحمد: لم يكن به بأس. "سؤالات أبي داود"(1/ 262 رقم 295)، وقال ابن معين: ضعيف، وقال الأزدي: لا يحتج بحديثه. "تهذيب التهذيب"(10/ 172 رقم 355)، وقال ابن حجر: صدوق. "التقريب"(6730).

فالإسناد فيه ضعفٌ، لكنْ أخرجه الطبراني أيضًا في "المعجم الكبير"(24/ 231 رقم 589) =

ص: 145

أنها جَعَلت للنبي صلى الله عليه وسلم حَريرة

(1)

وقدَّمتها إليه، فوضَعَ يدَه فيها فوجَدَ حرَّها فقبضها وقال:"يا خَولة لا نصبِرُ على حرٍّ ولا بردٍ" الحديث.

وفي لفظٍ لأحمد

(2)

بسندٍ جيّد: فأحْرَقَت أصابِعَه فقال: "حَسِّ"

(3)

.

‌10 - حديث: "أبغضُ الحلالِ إلى الله الطلاق".

أبو داود في سننه

(4)

عن أحمد بن يونس، عن مُعَرِّف بن واصل، عن مُحارِب بن دِثَار رفعه بلفظ: "ما أحلَّ الله شيئًا أبغَضَ إليه

(5)

من الطلاق"، وهذا مرسل.

وهو وإنْ أخرجه الحاكم في مستدركه

(6)

مِنْ جهةِ محمدِ بن عثمانَ

= من وجهٍ آخر عن خولة بنحوه، وإسناده صحيح؛ رجاله رجال البخاري ومسلم.

(1)

كذا في سائر النسخ المعتمدة، وفي "الشعب": خزيرة. وفي "المعجم الكبير": خريزة.

قال ابن الأثير: الخَزِيرَة: لَحْمٌ يُقَطَّع صغارًا، ويُصَبُّ عليه ماءٌ كَثِير، فإذا نَضجَ ذُرَّ عليه الدَّقيق، فإنْ لم يكن فيها لحمٌ فهي عَصِيدَة. وقيل هي حَسًا من دقيق ودَسَم. وقيل: إذا كان من دَقيق فهي حَرِيرَة، وإذا كان من نُخَالة فهو خَزِيرَة. "النهاية"(2/ 28).

(2)

"مسند أحمد"(45/ 296 رقم 27316) من طريق يُحَنَّس، عن خولة بنت قيس به مطولًا.

يُحَنَّس -بضم أوله وفتح المهملة وتشديد النون المفتوحة ثم مهملة- ابن عبد الله أبو موسى مولى آل الزبير مدني ثقة م س. "التقريب"(7493) فالإسناد صحيح؛ رجاله رجال مسلم.

(3)

حَسِّ -بفتح الحاء وكسر السين وترك التنوين- كلمةٌ تُقال عند الألم، ويُقال: إِني لأجد حِسًّا من وَجَعٍ. "لسان العرب"(6/ 49).

(4)

"سنن أبي داود"(الطلاق، باب في كراهية الطلاق رقم 2177) حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا مُعرِّف، عن مُحارب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره مرسلًا.

ورجال إسناده كلهم ثقات، وهو مرسل.

(5)

في "ز": (إلى الله).

(6)

"المستدرك"(الطلاق 2/ 197) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن أحمد بن يونس .. به فذكره موصولًا، وقال: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي وقال: على شرط مسلم.

ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة؛ ضعفه الدارقطني، كما في "سؤالات الحاكم" =

ص: 146

ابن أبي شيبةَ، عن أحمدَ بن يونسَ هذا، فوَصَلَه بإثباتِ ابنِ عمرَ فيه، ولفظه:"ما أحلَّ اللهُ شيئًا أبغَضَ إليه مِن الطلاق"، فقد رواه ابنُ المبارك في "البرِّ والصلة"

(1)

له، وكذا أبو نعيم الفضلُ بن دُكَين

(2)

، كلاهما عن مُعرِّفٍ، كالأول.

ولذا قال الدارقطني في "علله"

(3)

: المُرسلُ فيه أشبه.

وكذلك صحَّحَ البيهقيُّ إرسالَه، وقال: إنَّ المُتصلَ ليس بمَحفوظٍ

(4)

.

ورجَّحَ أبو حاتم الرازي أيضًا المُرسلَ

(5)

.

وقال الخطابي: إنه المَشهور

(6)

.

وصنيعُ أبي داود مُشعِرٌ به، فإنه قدَّم الروايةَ المُرسلةَ

(7)

، خلافًا لما اقتضاه قولُ الزركشي

(8)

.

= (ص 136 رقم 172)، وقال الذهبي: وثقه صالح جزرة، وقال ابن عدي: لم أرَ له حديثًا منكرًا وهو على ما وصف لي عبدان لا بأس به. وأما عبد الله بن أحمد بن حنبل فقال: كذاب، وقال ابن خراش: كان يضع الحديث. وقال البرقاني: لم أزل أسعهم يذكرون أنه مقدوح فيه. "الميزان"(6/ 254).

فمثله لا يعتبر بما خالف فيه الثقات، وقد خالف هنا الإمامَ أبا داود الذي رواه عن أحمد بن يونس مرسلًا؛ ولذا فقد قال البيهقي: لا أراه حفظه. كما سيأتي.

(1)

لم أجده في المطبوع من "البر والصلة".

(2)

ذكر هذه الرواية: الدارقطنيُّ في "العلل"(13/ 225 رقم 3123).

(3)

"علل الدارقطني"(13/ 225 رقم 3123).

(4)

"السنن الكبرى"(7/ 322) قال: هذا حديث أبي داود، وهو مرسل، وفي رواية ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر موصولًا، ولا أراه حفظه.

(5)

في "علل الحديث لابن أبي حاتم"(المسألة 1297).

(6)

"معالم السنن"(3/ 231).

(7)

"سنن أبي داود"(الطلاق، باب في كراهية الطلاق) بعد أنْ ساق الرواية المرسلة (برقم 2177)، ذكر الموصولة (برقم 2178) فقال: حدثنا كثير بن عبيد، حدثنا محمد بن خالد، عن مُعرِّف بن واصل، عن مُحارب بن دثار، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ الترجمة.

(8)

"التذكرة في الأحاديث المشتهرة"(ص 35 رقم 1) فقد نَسَبَ له الروايةَ الموصولةَ قبل المرسلة.

ص: 147

ثم رواه أبو داود متصلًا عن كثيرِ بن عُبَيدٍ، عن محمدِ بن خالدٍ الوَهْبيِّ

(1)

، عن مُعرِّفٍ بلفظ الترجمة.

وكذا رواه عن كثيرٍ: ابنُ أبي داود، وابنُ أبي عاصمٍ، والحسين بن إسحاق، كما أخرجه الطبراني

(2)

عنه.

لكن رواه ابن ماجه في سننه

(3)

عن كثير، فجعلَ بدلَ مُعرِّفٍ: عبيدَ الله بن الوليد الوَصَّافي

(4)

.

(1)

في "ز": (الذهبي). ومحمد بن خالد بن محمد الوهبي الحمصي؛ وثقه يحيى بن معين، كما في "سؤالات ابن الجنيد"(ص 186 رقم 665)، وقال الآجري عن أبي داود: لا بأس به. وقال الدارقطني: ثقة. "تهذيب التهذيب (9/ 125 رقم 201).

ورجال إسناده ثقات، إلا أنه غير محفوظ؛ فقد خالف محمدُ بن خالد جماعةَ الثقات الذين رووه عن مُعرِّف مرسلًا، وهم: ابن المبارك، وأحمد بن يونس عند أبي داود في سننه، كما تقدم. وأبو نعيم الفضل بن دكين، كما ذكر الدارقطني في علله. ويحيى بن بكير، كما في "سنن البيهقي الكبرى"(7/ 322). ووكيع بن الجراح، كما في "مصنف ابن أبي شيبة"(10/ 189 رقم 19537).

قال ابن عدي: قال ابن أبي داود: وهذه سنةٌ تفرَّد بها أهل الكوفة؛ يعني: أنَّ مُعرِّفًا كوفي، ولا أعلم رواه عنه غير محمد بن خالد، وهو الوهبي. "الكامل"(6/ 462).

(2)

"المعجم الكبير"(13/ 139 رقم 13813) حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا كثير بن عبيد، حدثنا محمد بن خالد الوهبي، حدثنا عبيد الله بن الوليد، عن مُحارب بن دثار، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ الترجمة.

(3)

"سنن ابن ماجه"(الطلاق، باب حدثنا سويد بن سعيد رقم 2018) حدثنا كثير بن عبيد الحمصي، حدثنا محمد بن خالد، عن عبيد الله بن الوليد الوَصَّافي، عن مُحارِب بن دِثار، عن عبد الله بن عمر .. به فذكره.

(4)

عبيد الله بن الوليد الوَصَّافي -بفتح الواو وتشديد المهملة- أبو إسماعيل الكوفي؛ قال أبو طالب عن أحمد: ليس بمُحكم الحديث يُكتب حديثه للمعرفة، وقال ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال عمرو بن علي: متروك. "الجرح والتعديل"(5/ 336 رقم 1590)، وقال النسائي: متروك الحديث. "الضعفاء والمتروكين"(رقم 353)، وقال ابن عدي: ضعيف جدًّا يتبين ضعفه على حديثه. "الكامل"(4/ 323).

فهو بهذا الإسناد ضعيف جدًّا، والمحفوظ عن مُعرِّف مرسل، كما تقدم.

ص: 148

وكذا هو عند تمام في فوائده

(1)

مِنْ حديثِ سليمانَ بن عبدِ الرحمن

(2)

، ومحمدِ بن مسروق

(3)

؛ كلاهما عن الوَصَّافي -وهو ضعيفٌ-، ومِنْ جهتِهِ أوردَه ابنُ الجوزيِّ في "العلل المتناهية"

(4)

.

وله شاهدٌ عند الدارقطنيِّ في "سننه"

(5)

مِنْ حديثِ إسماعيلَ بن عيَّاش

(6)

،

(1)

"فوائد تمام"(1/ 21 رقم 26) من طريق أحمد بن محمد بن عمار بن نصر بن أبان ابن ميسرة ابن أخي هشام بن عمار، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن أبو أيوب، حدثنا سعدان بن يحيى ومحمد بن مسروق قالا: حدثنا عبيد الله بن الوليد، عن مُحارب بن دِثار، عن ابن عمر به.

وسقط من جميع نُسخ المقاصد المعتمدة جملة (حدثنا سعدان بن محمد).

ومن طريق تمام رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(5/ 422).

ابن أخي هشام بن عمار؛ ترجم له ابن عساكر في الموضع السابق ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

(2)

سُليمانُ بن عبدِ الرحمن بن عيسى أبو أيوب التَّميميُّ ابنُ بنتِ شُرَحْبِيلٍ؛ قال أبو حاتم: صدوقٌ مستقيمُ الحديثِ، ولكنه أرْوَى الناسِ عن الضعفاءِ والمَجهولين، وكان عندي في حدٍّ: لو أنَّ رجلًا وَضَعَ له حديثًا لم يَفهَمْ، وكان لا يُميِّز. وقال ابن حبان: يُعتَبَرُ حديثُه إذا رَوَى عن الثقاتِ المَشاهيرِ، فأما روايَتُه عن الضعفاءِ والمَجاهيلِ ففيها مناكيرٌ كثيرةٌ، لا اعتبارَ بها. وقال ابنُ حجر: صدوق يخطئ. الجرح والتعديل (4/ 129 رقم 559)، والثقات (8/ 278)، والتقريب (2588).

وسعيد بن يحيى بن صالح اللخمي أبو يحيى الكوفي؛ لقبه سعدان: صدوق وسط، مات قبل المائتين. "التقريب"(2416).

(3)

محمد بن مسروق؛ الكندي من أهل الكوفة. قال أبو زرعة: شيخ. "سؤالات البرذعي"(2/ 335) وذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 68).

(4)

"العلل المتناهية"(2/ 149 رقم 1056) من طريق الوَصَّافي فذكره، وقال: هذا حديث لا يصح.

والإسناد ضعيفٌ جدًّا بسبب الوصَّافي.

(5)

"سنن الدارقطني"(كتاب الطلاق وغيره 5/ 63 رقم 3984) من طريق إسماعيل ابن عياش، عن حميد بن مالك اللخمي، عن مكحول، عن معاذ بن جبل

به.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(6/ 390 رقم 11331) عن إسماعيل بن عياش بنحوه.

(6)

إسماعيل بن عياش بن سليم العنسي -بالنون- أبو عتبة الحمصي؛ أكثر أئمة الجرح والتعديل على قَبُولِ روايتِه عن الشاميين كما في "تهذيب الكمال"(3/ 168 - 180)، =

ص: 149

عن حُميدِ بن مالك اللَّخْميِّ

(1)

، عن مَكحولٍ، عن معاذٍ رضي الله عنه مرفوعًا بلفظ:"يا معاذ، ما خَلَقَ الله شيئًا أحبَّ إليه مِنَ العِتاقِ، ولا خَلَقَ الله شيئًا على وجهِ الأرضِ أبغضَ إليه مِنَ الطلاق؛ فإذا قال الرجل لمَملوكه: أنتَ حرٌّ إنْ شاءَ الله، فهو حرٌّ لا استثناءَ له، وإذا قال لامرأتِهِ: أنتِ طالقٌ إنْ شاءَ الله، فله استثناؤُه، ولا طلاقَ عليه".

وهو عند الدَّيلميِّ في "مسنده"

(2)

مِنْ جهةِ محمدِ بن الربيع، عن أبيه، عن حُميدٍ، ولفظه:"إنَّ الله يُبغضُ الطلاقَ ويحبُّ العِتاقَ".

ولكنه ضعيفٌ بالانقطاع؛ فمكحولٌ لم يسمعْ مِنْ معاذٍ، بل وحُميدٌ: مجهول

(3)

.

وقد قيل: عنه، عن مكحولٍ، عن مالكِ بن يَخَامِر، عن معاذٍ

(4)

.

وقيل: عنه عن مَكحولٍ، عن خالدِ بن مَعدان

(5)

، عن معاذٍ

(6)

.

= وقال ابن حجر: صدوق في روايته عن أهل بلده مخلطٌ في غيرهم. "التقريب"(473).

(1)

حميد بن مالك اللخمي؛ قال يحيى بن معين وأبو حاتم: ضعيف، وقال أبو زرعة: ليس بقوي، ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(3/ 228 رقم 1003)، وهو حجازي.

(2)

كما في "الغرائب الملتقطة"(حرف الألف) من طريق محمد بن الربيع به.

(3)

قال البيهقي: حُميد بن مالك: مجهول، ومكحول عن معاذ منقطع. "السنن الكبرى"(8/ 185).

(4)

كما في "سنن الدارقطني"(5/ 64 رقم 3986) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن سُنَين حدثنا عمر بن إبراهيم بن خالد، حدثنا حميد بن مالك اللخمي حدثنا مكحول عن مالك به.

وإسحاق بن إبراهيم بن سُنَين؛ قال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال مرة أخرى: ضعيف. "سؤالات الحاكم"(ص 104 رقم 58).

فهذا الإسناد ضعيفٌ، وقال البيهقي: ليس بمحفوظ. "السنن الكبرى"(7/ 361).

(5)

خالد بن معدان؛ هو: الكلاعي الحمصي أبو عبد الله ثقة عابد يرسل كثيرًا، من الثالثة مات سنة ثلاث ومائة، وقيل بعد ذلك. "التقريب"(1678)، وقال أبو حاتم: خالد ابن معدان عن معاذ بن جبل مرسل لم يسمع منه، وربما كان بينهما اثنان. "المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 52).

(6)

أشار إلى هذه الرواية البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 361).

ص: 150

وكلها ضعيفةٌ، والحملُ فيه -كما قال ابن الجوزي- على حُمَيد

(1)

.

وفي الباب أيضًا عن عليٍّ رضي الله عنه رفعه: "تَزَوَّجوا ولا تُطلِّقوا؛ فإنَّ الطلاقَ يَهتَزُّ منه العرشُ". أخرجه الدَّيلميُّ

(2)

مِنْ حديثِ جُوَيبرٍ

(3)

، عن الضحَّاك، عن النَزَّال

(4)

، عنه، وسَنَدُه ضعيفٌ.

وجاء عن عليٍّ أنه قال: "يا أهل الكوفةِ، لا تُزوِّجوا الحسنَ -يعني ابنَه رضي الله عنهما- فإنه رجلٌ مِطْلَاق. فقال له رجلٌ: والله لَنُزوِّجَنَّه؛ فما رَضِيَ أمْسَكَ، وما كَرِهَ طلَّق"

(5)

.

وعن أبي موسى الأشعري مرفوعًا: "ما بالُ أحدكم يلعبُ بحدودِ الله؛ يقول: قد طلَّقت، قد راجعت"

(6)

.

(1)

"العلل المتناهية"(2/ 155 رقم 1066) وقال: هذا حديث لا يصح.

(2)

كما في "الغرائب الملتقطة"(حرف التاء) من طريق عمرو بن جميع، عن جويبر، عن الضحاك، عن النزال، عن علي مرفوعًا به.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل"(5/ 112)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 79 - 80) من طريق عمرو بن جميع، عن جويبر

به.

وقال ابن عدي -في عمرو بن جميع-: رواياته عمن روى ليست بمحفوظة وعامتها مناكير، وكان يُتَّهم بوضعها. وقال ابن الجوزي: هذا حديثٌ لا يصح، وفيه آفات.

(3)

جُوَيبر -تصغير جابر- ابن سعيد الأزدي أبو القاسم البلخي ضعيفٌ جدًّا

"التقريب"(987).

(4)

النزال بن سَبْرة -بفتح المهملة وسكون الموحدة- الهلالي الكوفي؛ ثقة من الثانية، وقيل: إن له صحبة. "التقريب"(7105).

(5)

رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(10/ 190 رقم 19538) من طريق جعفر، عن أبيه قال: قال علي .. فذكره، من غير جملة: فقال له رجل.

قال أبو زرعة: محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب؛ لم يُدرك هو ولا أبوه علي عليًّا رضي الله عنه. "المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 186 رقم 676)، فالإسنادُ منقطع.

(6)

أخرجه ابن ماجه في سننه (الطلاق رقم 2017)، وابن حبان في "صحيحه"(10/ 82 رقم 4265)، والبزار في "مسنده"(8/ 116 رقم 3117) جميعهم من طريق مُؤَمَّل بن إسماعيل، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 322) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود؛ كلاهما عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى مرفوعًا به. =

ص: 151

وكأنَّ ذلك حيث لم يكنْ ما يَقْتَضِيه، وعليه يُحمَلُ قولهم:"الطلاقُ يمين الفُسَّاق"، وسيأتي

(1)

.

‌11 - حديث: "أبلغُوا حاجةَ مَنْ لا يستطيعُ إبلاغَ حاجَتِه

؛ فإنه مَنْ أبلَغَ سُلطانًا حاجةَ مَنْ لا يستطيعُ إبلاغَهَا إياه: ثَبَّتَ الله قَدَمَيه يومَ القيامة".

البيهقيُّ في "الدلائل"

(2)

مِنْ حديثِ جعفرِ بن محمدِ بن عليِّ التالي

= ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 323) من طريق أبي خالد الدالاني، عن أبي العلاء الأودي عن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن أبي موسى مرفوعًا بمعناه.

ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده (1/ 425 رقم 529)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 322) من طريق زهير، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة مرسلًا.

ومُؤمَّل - بوزن محمد بهمزة- ابن إسماعيل البصري أبو عبد الرحمن؛ صدوق سيء الحفظ. "التقريب"(7029).

وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي؛ صدوق سيء الحفظ وكان يُصحِّف. "التقريب"(7010).

ففي كلِّ من مؤمل وموسى ضعفٌ، وهما يُقوِّيان بعضهما بعضًا، لكن يبقى الإشكال في عنعنة أبي إسحاق، ففي الإسناد ضعفٌ، والله أعلم.

وقد اختُلِف فيه على أبي إسحاق؛ فرُوي عنه موصولًا ومرسلًا كما سبق، والراجح الطريق الموصول؛ وذلك لكون رواته أكثر، ولكون رواية زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق فيها ضعف، قال أحمد: زهير فيما روى عن المشايخ ثبتٌ بخٍ بخٍ، وفي حديثه عن أبي إسحاق لين، سمع منه بأخَرَة. "الجرح والتعديل"(3/ 588).

وأبو خالد الدالاني الأسدي؛ اسمه يزيد بن عبد الرحمن صدوق يخطئ كثيرًا، وكان يُدلِّس. "التقريب"(8072).

ففي إسناد البيهقي الثاني ضعفٌ بسببه، لكنه يتقوى بما قبله، ويكون الإسناد الموصول حسنًا لغيره، والله أعلم.

(1)

سيأتي برقم (665)، وهو في الأصل.

(2)

"دلائل النبوة"(1/ 283 - 288) من طريق أبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى العقيقي قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو محمد بالمدينة، سنة ثلاث وستين ومائتين، قال: حدثني علي بن جعفر بن محمد، عن أخيه موسى بن جعفر، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن علي بن الحسين، قال: قال الحسن بن علي .. به. ومن طريق رجلٍ بمكة، عن ابنٍ لأبي هالة التميمي عن الحسن به. =

ص: 152

الحسينِ، عن أبيه، عن جدِّه عليِّ بن الحسين، ومِنْ حديثِ مَنْ لم يُسمَّ عن ابنٍ لأبي هَالة؛ كلاهما عن الحسنِ بن عليٍّ رضي الله عنهما قال: سألتُ خالي هندَ بن أبي هالةٍ التَّميميَّ

(1)

-وكان وَصَّافًا- عن حِليةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فذكَرَ حديثًا طويلًا، وفيه: أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: "ليُبلِّغ الشاهدُ الغائبَ، وأبلغوني حاجةَ مَنْ لا يستطيعُ إبلاغي حاجَتَه" وذكره.

وهو مِنَ الوجه الأول عندنا في "مشيخةِ ابن شاذان الصغرى"

(2)

.

ومِنَ الوجه الثاني في "المعجم الكبير" للطبراني

(3)

.

وكذا في "الشمائل النبوية" للترمذي

(4)

؛ لكنْ بدون القَصْدِ منه هنا

(5)

.

= والإسناد الأول ساقط؛ فيه أبو محمد الحسن بن محمد العقيقي؛ كذبه الذهبي في "الميزان"(1/ 521 رقم 1943)، وفي الإسناد الثاني مجهولان، فهو ضعيف.

(1)

هند بن أبي هالة، واسمه النباش -بنون ثم موحدة ثم معجمة- التميمي ربيب النبي صلى الله عليه وسلم، أمُّه خديجةُ بنتُ خُويلد، قيل: استشهد يوم الجمل مع علي، وقيل عاش بعد ذلك. "التقريب"(7322).

(2)

"مشيخة ابن شاذان الصغرى"(ص 45 رقم 61).

وأخرجه من هذا الوجه: ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(3/ 338).

(3)

"المعجم الكبير"(22/ 155 رقم 414)، و"الأحاديث الطوال"(ص 64 رقم 29).

ورواه أيضًا: ابن سعد في "الطبقات"(1/ 422)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(3/ 348).

(4)

"الشمائل المحمدية"(ص 34 - 38 رقم 8)، و (ص 184 رقم 226)، و (ص 276 رقم 337) حدثنا سفيان بن وكيع قال: حدثنا جُميع بن عُمير بن عبد الرحمن العجلي إملاءً علينا من كتابه قال: أخبرني رجلٌ من بني تميم من ولد أبي هالة زوج خديجة يكنى أبا عبد الله، عن ابنٍ لأبي هالة، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: سألتُ خالي

فذكره.

وإسناده ضعيفٌ جدًّا؛ فسفيان بن وكيع بن الجراح الرؤاسي الكوفي، قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي وأبو زرعة، وتركا الرواية عنه. وقال: سألتُ أبا زرعة عنه فقال: لا يُشتغل به. قيل له: كان يكذب؟ قال: كان أبوه رجلًا صالحًا. قيل له: كان يُتَّهم بالكذب؟ قال: نعم. وقال أبو حاتم: له ورَّاق قد أفسَدَ حديثَه. "الجرح والتعديل"(4/ 231 رقم 991)، وقال ابن حجر: كان صدوقًا إلا أنه ابتُلِيَ بورَّاقه، فأدخَلَ عليه ما ليس من حديثه، فنُصِحَ فلم يقبلْ فسقَطَ حديثُه. "التقريب"(2456).

وفي الإسناد مبهمان أيضًا.

وقال الشيخ الألباني في "مختصر الشمائل"(ص 18 رقم 6) ضعيفٌ جدًّا.

(5)

أي: بدون قوله في الحديث: "أبلغوا حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته

" لكنَّ هذه =

ص: 153

وأخرجه البغويُّ

(1)

، وابنُ منده

(2)

، وآخرون

(3)

.

ورواه الفقيه نصرٌ

(4)

في فوائِدِه مِنْ حديثِ عليِّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه مرفوعًا: "أبلغوني"

وذكره بزيادة: (على الصراط).

وفي الباب عن عائشة، وابن عمر رضي الله عنهما؛ وهما بلفظ:"مَنْ كان وُصلةً لأخيه المسلم إلى ذي سلطانٍ في تبليغ برٍّ أو تيسيرِ عسيرٍ: أعانه الله على إجازَةِ الصِّرَاطِ عند دَحْضِ الأقدام".

وهما عند الطبراني

(5)

.

= الجملة موجودة في "الشمائل"(ص 277)، وللحديث طرقٌ كثيرة، لكنها من غير محلِّ الشاهد هنا.

(1)

في "الأنوار في شمائل النبي المختار"(2/ 343 - 348 رقم 457) من طريق الترمذي

به.

(2)

لم أجد هذه الرواية فيما وقفتُ عليه من كتبه المطبوعة.

(3)

كأبي الشيخ في "أخلاق النبي وآدابه"(ص 23 - 24) من طريق سفيان بن وكيع

به.

(4)

الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر النابلسي، المقدسي، قال الذهبي: الإمام، العلامة، القدوة، المحدث، مفيد الشام، شيخ الإسلام، الفقيه الشافعي، صاحب التصانيف والأمالي

توفي في المحرم سنة تسعين وأربع مئة. "سير أعلام النبلاء"(19/ 136)، ولم أقف على فوائده.

(5)

"المعجم الأوسط"(4/ 48 رقم 3577)، و"الصغير"(1/ 274 رقم 451)، و"مسند الشاميين" (1/ 307 رقم 537) من طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني قال: حدثني أبي هشام بن يحيى، عن عروة بن رويم، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة

فذكره، وقال: لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة، إلا عروة ابن رويم اللخمي -وكان تابعيًا ثقةٌ سمع من أنس- تفرَّد به يحيى الغساني، ولم يروه عنه إلا ابنه إبراهيم.

ورواه من هذا الوجه: القضاعي في "مسند الشهاب"(1/ 315 رقم 530 - 532).

وإبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني، نهى أبو حاتم أبا زرعة أن يُحدِّث عنه، وقال: أظنه لم يطلب العلم وهو كذَّاب. قال ابن أبي حاتم: فذكرتُ بعض هذا لعلي بن الحسين بن الجنيد فقال: صدق أبو حاتم، ينبغي أن لا يحدث عنه. "الجرح والتعديل"(2/ 143 رقم 469).

فالإسناد ضعيفٌ جدًّا؛ وقال ابن الجوزي: هذا حديثٌ لا يثبت

"العلل المتناهية"(2/ 29 رقم 860). =

ص: 154

وصحَّحَ ثانيهما الحاكمُ

(1)

، وابنُ حبان

(2)

.

ووَهِمَ الدَّيلميُّ

(3)

في عَزْوِه لفظَ الترجمةِ للطبراني عن أبي الدَّرداءِ؛ فالذي فيه عنه معنى حَدِيْثَي عائشةَ وابنِ عمرَ، ولكنْ بلفظ:"رَفَعَه الله في الدرجاتِ العُلى مِن الجنةِ"

(4)

.

= وحديث ابن عمر لم أجده عند الطبراني، وقد رواه العقيلي في "الضعفاء"(3/ 77)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 167)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(5/ 428) كلهم من طريق عبد الوهاب بن هشام بن الغاز عن أبيه هشام عن نافع عن ابن عمر

به. وعبد الوهاب بن هشام بن الغاز؛ قال عنه أبو حاتم: كان يكذب. "الجرح والتعديل"(6/ 71 رقم 368)، والإسناد ضعيفٌ جدًّا، وقد قال الدارقطني: يرويه هشام بن الغاز واختُلِفَ عنه: فرواه عبد الوهاب بن هشام بن الغاز، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وخالَفَه محمد بن علي بن عطاء بن مقدم؛ فرواه عن هشام بن الغاز، عن مكحول مرسلًا، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أشبه بالصواب. "العلل"(12/ 363 رقم 2788).

(1)

لم أقف عليه في "المستدرك"، ولا "المعرفة".

(2)

روى ابن حبان في صحيحه (2/ 287 رقم 530) حديث عائشة؛ من طريق إبراهيم بن هشام الغساني

به. ولم أجد في صحيحه حديثَ ابن عمر، وإنما رواه في "الثقات"(8/ 410) مِنْ طريقِ عبدِ الوهابِ بن هثامِ بن الغازِ، عن أبيه هشامٍ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ

به.

(3)

لم أجد هذا العزو في مسنده، ولا في "الغرائب الملتقطة".

(4)

"المعجم الأوسط"(3/ 351 رقم 3377)، و"مسند الشاميين" (1/ 39 رقم 28) من طريق إدريس بن يونس الحراني قال: حدثنا يحيى بن عمر بن ساج، قال: حدثنا سليمان بن وهب عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن خالد بن معدان، عن أبي الدرداء مرفوعًا بلفظ:"رفعه الله في الدرجات العلى من الجنة" وقال: لم يروِ هذا الحديث عن إبراهيم إلا سليمان، ولا عن سليمان إلا يحيى، تفرَّد به إدريس بن يونس. اهـ. وإدريس بن يونس؛ هو: ابن يناق أبو حمزة الفراء الحراني، قال ابن القطان: لا تُعرف حاله. "بيان الوهم والإيهام"(3/ 340 رقم 1085).

ويحيى بن عمر بن ساج؛ لم أقف على ترجمته، ولعله: يحيى بن عمر الليثي، قال أبو حاتم: لا أعرفه. "الجرح والتعديل"(9/ 174 رقم 715).

وسليمان؛ هو: سليمان بن عمرو بن عبد الله بن وهب النخعي؛ قال أحمد وابن معين وأبو حاتم: كذاب. "الجرح والتعديل"(4/ 132 رقم 576)، وقال البخاري: معروف بالكذب. "التاريخ الكبير"(4/ 28)، فالإسناد موضوع، والله أعلم.

ص: 155

‌12 - حديث: "ابنُ أختِ القومِ منهم".

متفقٌ عليه

(1)

مِنْ روايةِ شعبةَ، عن قتادةَ، عن أنسٍ رضي الله عنه مرفوعًا به في حديثٍ.

وله طرقٌ عن أنسٍ وغيره؛

منها: لمعاويةَ بن قُرَّةَ، عن أنسٍ

(2)

، والبزار

(3)

عن عائشةَ، والطبرانيِّ

(4)

عن جُبَيرِ بن مُطعِمٍ رفعاه مُقتَصِرَين عليه.

(1)

"صحيح البخاري"(الفرائض، باب مولى القوم من أنفسهم رقم 6762) من طريق شعبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ابن أخت القوم منهم أو من أنفسهم"، وأخرجه في الموضع نفسه (برقم 6761) من طريق شعبة: حدثنا معاوية بن قُرَّة وقتادة، عن أنس، مرفوعًا بلفظ:"مولى القوم من أنفسهم" أو كما قال. وأخرجه مسلم في صحيحه (الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام رقم 1059) مطولًا.

(2)

أخرجه أحمد في مسنده (19/ 224 رقم 12187)، و (20/ 162 رقم 12756)، و (21/ 42 رقم 13321)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(الأدب 13/ 480 رقم 27014)، والبزار في مسنده (13/ 509 رقم 7345)، وأبو يعلى في مسنده (7/ 172 رقم 4148) كلهم من طريق شعبة قال: قلتُ لمعاوية بن قرة: "أسَمِعتَ أنسًا يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ابنُ أختِ القومِ منهم؟ قال: نعم". وأخرجه أحمد في مسنده (21/ 194 رقم 13574) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس به مطولًا. وأسانيدهم صحيحة.

(3)

"مسند البزار"(18/ 217 رقم 219) من طريق عتاب بن حرب قال: حدثنا أبو عامر الخزاز، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة مرفوعًا بلفظ الترجمة، وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عائشة رضي الله عنها إلا من هذا الوجه، ولا رواه عن أبي عامر إلا عتاب بن حرب.

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء"(3/ 331) من طريق عتاب بن حرب

به مرفوعًا، وقال: هذا يُروى بأسانيد جياد من غير هذا الوجه.

وعتاب بن حرب؛ قال عنه عمرو بن علي: ضعيفٌ جدًّا. "التاريخ الكبير"(7/ 55 رقم 250)، وقال ابن حبان: كان ممن ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات على قلة روايته، فليس ممن يحتج به إذا انفرد. "المجروحين"(2/ 189)، فالإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببه.

(4)

"المعجم الكبير"(2/ 136 رقم 1576) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن الجعيد =

ص: 156

ومنها: عن أبي مالكٍ الأشعري

(1)

، وأبي موسى

(2)

، وعُتْبَة بن غَزْوان

(3)

،

= ابن عبد الرحمن، عن يزيد بن خصيفة، عن نافع بن جبير، عن أبيه .. مرفوعًا بلفظ الترجمة.

ورجال الإسناد ثقات، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. "المجمع"(1/ 196).

(1)

أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(2/ 63 رقم 2499)، وأحمد في مسنده (37/ 532 رقم 22898) كلاهما من طريق قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غُنْم عن أبي مالك الأشعري

به موقوفًا.

وقتادة بن دَعامةَ السَّدوسيُّ البَصريُّ؛ حافظٌ مشهور، إلا أنه مدلس؛ قال أبو داود الطيالسي عن شعبة: كان قتادة إذا جاء ما سمع قال: حدثنا، وإذا جاء ما لم يسمع قال: قال فلان. "تهذيب التهذيب"(8/ 317)، وذكره الحافظ في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين (ص 43 رقم 92).

وشهر بن حوشب؛ صدوق كثير الإرسال والأوهام، كما تقدم في الحديث (8).

فالإسنادُ ضعيفٌ؛ بسببِ عنعنةِ قتادةَ، وحالِ شَهْرِ بن حَوشب.

(2)

أخرجه أبو داود في سننه (الأدب، باب في العصبية رقم 5122)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(الأدب 13/ 479 رقم 27012)، وأحمد في مسنده (32/ 311 رقم 19541) من طريق أبي كنانة، عن أبي موسى مرفوعًا به بلفظ الترجمة.

وأبو كنانة؛ هو: القرشي: مجهول من الثالثة، ويقال هو معاوية بن قرة ولم يثبت. "التقريب"(8327) فالإسناد ضعيف بسببه. لكنَّ لفظَ الترجمةِ قد صحَّ من حديث أنس وغيره.

(3)

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1/ 232 رقم 302)، والطبراني في "المعجم الكبير"(17/ 118 رقم 291)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 262) من طريق عبد الملك بن بشير السامي، حدثنا عمر أبو حفص، حدثنا عتبة بن إبراهيم بن عتبة ابن غزوان، عن أبيه، عن عتبة بن غزوان أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومًا لقريش:"هل فيكم من ليس منكم؟ قالوا: ابن أختنا عتبة بن غزوان قال: ابن أخت القوم منهم، وحليف القوم منهم".

وقال الحاكم: ذِكر عتبة بن غزوان في هذا الحديث غريب جدًّا. وقال الذهبي: إسناده مظلم.

وعبد الملك بن بشير السامي (أو الشامي) ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(5/ 343 رقم 1623) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وعتبة بن إبراهيم بن عتبة بن غزوان السلمي؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 249). وهو مشهور بالرواية عن جده، ولم أرَ من ذكر له رواية عن أبيه، وكذا لم أرَ من ذكر رواية لأبيه إبراهيم عن أبيه عتبة بن غزوان. وأبوه لم أقف له على ترجمة. وقال الهيثمي: ولم أرَ من ذكر عتبة ولا إبراهيم. "المجمع"(1/ 462).

ص: 157

وعلي بن رُكانة

(1)

، وحديثه عند الديلمي في مسنده بلفظ:"يا معشر قريش: إنَّ ابنَ أختِ القومِ منهم، أو مِنْ أنفسهم"

(2)

.

ويُنظر في قول القائل:

وإنَّ ابنَ أختِ القومِ مُصْغًى إناؤُهُ

إذا لم يُزاحِم خالَه بأبٍ جلْدِ

(3)

‌13 - حديث: "ابنُ الذَّبيحَين".

الحاكمُ في المناقبِ مِنْ "مستدركه"

(4)

(1)

علي بن ركانة؛ قال البخاري: علي بن يزيد بن ركانة القرشي عن أبيه، لم يصح حديثه. "التاريخ الكبير"(6/ 301)، وقال الحافظ ابن حجر: قال ابن منده: لا يصح له صحبة، وأخرج من طريق محمد بن عبد الله بن نوفل عن محمد بن علي بن ركانة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح: "يا معشر قريش ابن أخت القوم منهم"، قلت -أي ابن حجر-: يحتمل أن يكون علي بن يزيد بن ركانة فيكون الحديث مرسلًا. "الإصابة"(7/ 274).

(2)

لم أقف عليه في مسنده ولا "الغرائب الملتقطة"، وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4/ 1975 رقم 4961) من طريق عبيد الله بن سعيد بن كثير، حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن محمد بن عبد الله بن نوفل، عن محمد بن علي بن ركانة، عن أبيه علي بن ركانة به مرفوعًا.

وعبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير أبو القاسم المصري؛ قال ابن حبان: يروي عن أبيه عن الثقات الأشياء المقلوبات لا يشبه حديثه حديث الثقات

لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. "المجروحين"(2/ 67)، وضعفه ابن عدي في ترجمة أبيه من "الكامل"(3/ 411).

وعبد العزيز بن عمران أبو ثابت؛ قال البخاري: لا يكتب حديثه، منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(6/ 29 رقم 1585)، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، ضعيف الحديث، منكر الحديث جدًّا. "الجرح والتعديل"(5/ 391 رقم 1817) فالإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببهما.

(3)

أنشده أبو تمام في "ديوان الحماسة"(ص 143) لغسان بن وعلة.

وأنشده ابن المُبَرِّد في "الكامل"(2/ 712) للنَّمر بن تَولَب.

(4)

"المستدرك"(تواريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين - ذكر إسماعيل بن إبراهيم 2/ 554) من طريق عمر بن عبد الرحمن الخطابي، حدثنا عبيد الله بن محمد العتبي، حدثنا عبد الله بن سعيد الصنابحي قال: .. فذكره. وسكَتَ عنه، وقال الذهبي: قلت: إسناده واهٍ. =

ص: 158

مِنْ حديثِ عُبَيدِ الله

(1)

بن محمدٍ العُتْبي، حدثنا عبدُ الله بن سعيدٍ

(2)

، عن الصُّنَابحي قال: حَضَرنا مجلِسَ معاويةَ بن أبي سفيان رضي الله عنهما، فتَذَاكَرَ القومُ إسماعيلَ وإسحاقَ، أبناءَ إبراهيمَ عليه السلام، فقال بعضهم: الذَّبيحُ إسماعيلُ، وقال بعضهم: بل إسحاق. فقال معاويةُ رضي الله عنه: سَقَطْتُم على الخَبيرِ، كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه أعرابيٌّ فقال: يا رسولَ الله، خلَّفْتُ البلادَ يابسةً، والماءَ يابسًا، هلكَ المالُ، وضاعَ العيالُ، فعُدْ عليَّ مما أفاءَ الله عليك يا ابنَ الذَّبَيحين. قال: فتَبَسَّمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يُنكِر عليه.

فقلنا: يا أميرَ المؤمنين، وما الذبيحان؟ قال: إنَّ عبدَ المطلب لمَّا أُمِرَ بحَفْرِ زَمزم، نذَرَ لله إنْ سَهُلَ له أمرُها أنْ يَنحَرَ بعضَ وَلَدِه، فأخرجهم فأسْهَمَ بينهم فخَرَجَ السَّهمُ لعبدِ الله، فأرادَ ذَبْحَه فمَنَعَه أخوالُه مِنْ بني مَخْزومٍ، وقالوا: أرْضِ ربَّك، وافْدِ ابنَك. قال: فَفَدَاه بمائةِ ناقةٍ، فهو الذَّبيح، وإسماعيلُ: الثاني.

= ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(56/ 200) بالإسناد نفسه.

ووقع في "المستدرك": عبد الرحيم الخطابي، وهو تصحيف والتصويب من مصادر الحديث، ومن "إتحاف المهرة"(13/ 364)، وعمر بن عبد الرحمن بن زيد ابن الخطاب الخطابي؛ ترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(45/ 119) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

(1)

كذا في سائر النسخ المعتمدة و"تاريخ دمشق"، ووقع في "المستدرك": عبد الله، والصواب ما أثبته.

(2)

في "ز": (من حديث عبيد الله بن سعيد عن الصنابحي)، وفي "م":(عبد الله بن شعبة)، ووقع في "المستدرك": عبد الله بن سعيد الصنابحي، وكلها تصحيف، والصواب ما أثبته. وعبد الله بن سعيد؛ والصواب: عبد الله بن سعد؛ هو: ابن فروة البجلي الدمشقي الكاتب، يروي عن الصنابحي، وقال عنه أبو حاتم: هو مجهول. "الجرح والتعديل"(5/ 64 رقم 298).

فالإسناد ضعيفٌ فيه مجاهيل، وقال الزيلعي: غريب. "تخريج أحاديث الكشاف"(3/ 177 رقم 1089). وكلمة (غريب) عند الزيلعي بمعنى: لا أصل له. كما بيَّن الألباني في "السلسلة الضعيفة"(2/ 44)، وقال ابن كثير: وهذا حديثٌ غريب جدًّا. "تفسير القرآن العظيم"(12/ 51).

وأورده القاوقجي في "اللؤلؤ المرصوع"(ص 49 رقم 81) وقال: لم يرد بهذا اللفظ.

ص: 159

وهكذا رواه ابنُ مَردُويه، والثَّعلبيُّ في تفسيريهما

(1)

.

ورواه الخِلَعي في فوائدِهِ

(2)

بزيادة والد العُتبي، بينه وبين الصُّنَابحي.

وعند الزَّمخشري في "الكشاف"

(3)

: "أنا ابنُ الذَّبيحَين".

‌14 - حديث: "أبَى اللهُ أنْ يَرزُقَ عبدَه المؤمن إلا منْ حيثُ لا يَعْلَم".

الدَّيلميُّ

(4)

مِنْ حديثِ عُمرَ بن راشدٍ

(5)

، عن عبدِ الرحمن بن حَرْمَلَةَ

(6)

، عن سعيدِ بن المسيِّبِ عن أبي هريرة مَرفوعًا بهذا.

وابنُ راشدٍ ضعيفٌ جدًّا، لا سيما وقد رواه القضاعيُّ في مسنده

(7)

مِنْ

(1)

"تفسير الثعلبي"(8/ 152) قال: فروى عمر بن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن محمد العتبي -من ولد عتبة بن أبي سفيان- عن أبيه قال: حدثني عبد الله بن سعيد

به فذكره.

ورواه ابن جرير في تفسيره (19/ 597 - 598) من طريق عمر بن عبد الرحيم الخطابيّ

به.

(2)

"الخِلعيات"(النسخة الأزهرية - رقم الفيلم 228)(الجزء 14 الحديث رقم 13) من طريق عمر ابن عبد الرحمن الخطابي، حدثنا عبيد الله بن محمد العُتبي، عن أبيه

به.

(3)

"الكشاف"(5/ 224) ذكره معلقًا.

(4)

"الغرائب الملتقطة"[رسالة العربي](ص 265 - 266 رقم 185) من طريق عمر بن راشد به.

(5)

عمر بن راشد أبو حفص المديني مولى عبد الرحمن بن أبان بن عثمان؛ كذبه أبو حاتم. "الجرح والتعديل"(6/ 108 رقم 569)، وقال الدارقطني: متروك. "سؤالات البرقاني"(ص 50 رقم 345).

(6)

عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي؛ ضعفه يحيى بن سعيد القطان. وقال يحيى بن معين: صالح. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. "الجرح والتعديل"(5/ 223 رقم 1052).

وقال النسائي: ليس به بأس. "الميزان"(2/ 556).

والإسناد ساقط بسبب عمر بن راشد.

(7)

"مسند الشهاب"(1/ 341 رقم 585) من طريق أحمد بن طاهر بن حرملة بن يحيى التجيبي، حدثنا جدي حرملة بن يحيى قال: حدثني عمر بن راشد المدني .. به فذكره.

وأحمد بن طاهر بن حرملة؛ قال الدارقطنيُّ: يكذب. "الضعفاء والمتروكين"(رقم 54). =

ص: 160

جهتِهِ فقال: حدثنا مالكُ بن أنس، عن جعفرِ بن محمدٍ، عن أبيه، عن جدِّه، قال: اجتَمَعَ أبو بكرٍ وعمر وأبو عُبَيدةَ بن الجرَّاحِ رضي الله عنهم، فتمارَوا في شيءٍ، فقال لهم عليٌّ: انطلقوا بنا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلما وقفوا عليه قالوا: يا رسول الله، جِئْنا نسألُكَ عن شيءٍ، فقال:"إنْ شِئْتُم فاسْألُوا، وإنْ شِئْتُم خَبَّرتُكُم بما جِئْتُم له"، فقال لهم:"جِئْتُم تَسْألوني عن الرِّزقِ، ومِنْ أينَ يأتي، وكيف يأتي، أبَى الله". وذكره.

ولكنَّ معناه صحيحٌ؛ ففي التنزيل: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 - 3].

وللعسكريِّ مِنْ حديثِ عليِّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليٍّ مرفوعًا:"إنما تكونُ الصَنيعةُ إلى ذِي دِينٍ أو حَسَبٍ، وجهادُ الضُّعفاءِ: الحجُّ، وجهادُ المرأة: حُسنُ التبَعُّل لزوجها. والتَوَدُّدُ نصفُ الإيمان، وما عالَ امرؤٌ على اقتصادٍ، واسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بالصَّدَقةِ، وأبَى اللهُ إلا أنْ يجعلَ أرزاقَ عبادِهِ المؤمنين مِنْ حيثُ لا يَحتَسِبُون".

وسنَدُهُ ضعيفٌ، وقد أخرجه ابنُ حبان في "الضعفاء"

(1)

.

بل أورده ابنُ الجوزيِّ في "الموضوعات"

(2)

.

= وقال ابن عدي: ضعيفٌ جدًّا يكذب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا روى، ويكذب في حديث الناس إذا حدَّث عنهم .. وهو كذوب. "الكامل"(1/ 196).

فالحديث موضوع، كما سيأتي في كلام ابن حبان وابن الجوزي.

(1)

"المجروحين"(1/ 147) من طريق أحمد بن داود بن عبد الغفار، عن مصعب قال: حدثني مالك عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده به فذكره، وقال: موضوع.

وقال عن أحمد بن داود: شيخٌ كان بالفسطاط يضع الحديث، لا يحلُّ ذكرُه في الكتب إلا على سبيل الإبانة عن أمره ليُتَنَكَّبَ حديثه.

وقال الدارقطني في أحمد هذا: متروكٌ كذاب. "الضعفاء والمتروكون"(رقم 51).

فالإسناد موضوعٌ كما قال ابن حبان، والله أعلم.

(2)

"الموضوعات"(2/ 481 رقم 1039) مِنْ طريقِ ابنِ حبانَ به.

ص: 161

ولمَّا أوْرَدَه البيهقيُّ في "الشعب" قال: "وهذا حديثٌ لا أحفَظُهُ على هذا الوجه، إلا بهذا الإسناد، وهو ضعيفٌ بمرَّة، وإنْ صحَّ فمعناه: أبى الله أنْ يجعلَ جميعَ أرزاقِهم مِنْ حيثُ يحتَسِبُون. (وهو كذلك فإنَّ الله تعالى رزَقَ عبادَه مِنْ حيثُ يحتَسِبُون)

(1)

؛ كالتَّاجرِ يَرْزُقُه مِنْ تجارتِهِ، والحارثِ مِنْ حِراثتِه، وغير ذلك، وقد يَرزقهم مِنْ حيث لا يحتَسِبون؛ كالرجلِ يُصيبُ مَعدِنًا أو رِكازًا، أو يموتُ له قريبٌ فَيَرِثُهُ، أو يُعطَى مِنْ غيرِ إشرافِ نفسٍ ولا سؤالٍ.

ونحن لم نقُلْ: إنَّ الله تعالى لا يرزقُ أحدًا إلا بجهدٍ وسعيٍ، وإنما قلنا: إنه قد بيَّن لخلقِهِ وعبادِه طُرُقًا جَعَلَهَا أسبابًا لهمِ إلى ما يُريدُون، فالأَولى بهم أنْ يَسْلُكوها مُتوكِّلين على الله في بلوغ ما يُؤمِّلونَه، دونَ أنْ يُعرِضُوا عنها ويُجرِّدوا التوكلَ عنها، وليس في شيءٍ مِنْ هذهِ الأحاديثِ ما يُفسِدُ قولَنَا".

‌15 - حديث: "أبى الله أنْ يَصِحَّ إلا كِتابُه".

لا أعرفه

(2)

، ولكنْ قد قال تعالى:{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82] ولذا قال إمامُنا الشافعيُّ رحمه الله فيما رُوِّيناه في "مناقبه" لأبي عبدِ الله بن شاكرٍ

(3)

مِنْ طريقِ محمدِ بن عامرٍ

(4)

، عن البُوَيْطِي قال: سَمِعتُ الشافعيَّ يقول: لقد ألَّفتُ هذه الكتبَ ولم آلُ فيها، ولا بُدَّ أنْ

(1)

ما بين قوسين ساقط من "م"، وهو موجود في بقية النسخ، وفي "الشعب".

(2)

أورده القاري في "المصنوع"(ص 50 رقم 11)، والنجم الغزي في "إتقان ما يحسن"(1/ 28 رقم 10)، والشوكاني في "الفوائد المجموعة"(ص 309 رقم 27)، ونقلوا عبارة السخاوي.

(3)

محمد بن أحمد بن شاكر القطان، أبو عبد الله المصري، الذي جمع ما انتهى إليه من فضائل الشافعي رضي الله عنه، توفي سنة (407 هـ). "طبقات الشافعية الكبرى"(4/ 95 رقم 290).

وكتابه "فضائل الشافعي" ذكره حاجي خليفة في "كشف الظنون"(2/ 1275)، والكتاني في "الرسالة المستطرفة"(3/ 50)، ولم أقف عليه.

(4)

محمد بن عامر أبو عمر الدمشقي؛ ترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(53/ 288) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

ص: 162

يوجدَ فيها الخطأ؛ لأنَّ الله تعالى يقول: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ

} [النساء: 82] الآية. فما وَجَدْتُم في كُتُبي هذه مما يُخالِفُ الكتابَ والسُّنَّةَ فقد رَجَعْتُ عنه

(1)

.

ولبعضهم:

كمْ مِنْ كتابٍ قد تَصَفَّحْتُه

وقلتُ في نفسي أصْلَحْتُه

حتى إذا طالَعْتُه ثانيًا

وجدتُ تصحيفًا فصحَّحتُه

‌16 - حديث: "اتَّبِعُوا ولا تَبْتَدِعُوا فقد كُفِيْتُم".

الدَّارميُّ في العِلمِ مِنْ مسنَدِهِ

(2)

مِنْ حديثِ حبيبِ بن أبي ثابتٍ، عن أبي عبدِ الرحمن السُّلَميِّ

(3)

، عن ابنِ مسعودٍ به مِنْ قولِهِ.

(1)

أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(51/ 365) من طريق محمد بن أحمد ابن محمد بن عمرو بن شاكر -صاحب كتاب "مناقب الشافعي"- به.

(2)

"سنن الدارمي"(العلم، باب في كراهية أخذ الرأي 1/ 288 رقم 211) من طريق الأعمش، عن حبيب، عن أبي عبد الرحمن قال: قال عبد الله .. فذكره.

وأخرجه وكيع في "الزهد"(2/ 590 رقم 315)، والطبراني في "الكبير"(9/ 168 رقم 8770)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3/ 506 رقم 2024)، واللالكائي في "أصول اعتقاد أهل السُّنَّة" (1/ 96 رقم 104) كلهم من طريق الأعمش به. وعند وكيع والطبراني زيادة:"وكل بدعة ضلالة".

(3)

أبو عبد الرحمن السلمي؛ هو: عبد الله بن حبيب الكوفي المقرئ، مشهور بكنيته: ثقة ثبت من الثانية مات بعد السبعين. "التقريب"(3271)، قال شعبة: لم يسمع من

ولا من عبد الله بن مسعود. وقال أحمد بن حنبل -في قول شعبة هذا-: أراه وهمًا. "المراسيل لابن أبي حاتم"(1/ 108).

وقد جاء تصريحُه بالسَّماعِ مِن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه: فيما رواه أحمد في مسنده (6/ 50 رقم 3578) بإسنادِهِ إلى أبي عبدِ الرحمن السُّلَميِّ قال: سَمِعْتُ عبدَ الله بن مسعودٍ يبلُغُ به النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أنزلَ الله داءً إلا قد أنزلَ له شفاء .. " الحديث. وإسناده صحيح.

وقد أثبَتَ سماعَه مِن ابنِ مسعودٍ: البخاريُّ في "التاريخ الكبير"(5/ 72 رقم 188)، والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(1/ 47 رقم 43)، والعلائي في "جامع التحصيل"(ص 208 رقم 347).

وقال الهيثمي -عن الأثر-: رجاله رجال الصحيح. "المجمع"(1/ 434 رقم 853). =

ص: 163

وكذا أخرجه الدَّيلميُّ في مسندِهِ.

وأدِلَّتُهُ كثيرةٌ

(1)

.

‌17 - حديث: "اتَّخِذوا عندَ الفقراءِ أيَادي فإنَّ لهم دولةً يومَ القيامةِ،

فإذا كانَ يومُ القيامةِ نادى مُنادٍ: سِيرُوا إلى الفقراء، فيُعْتَذَرُ إليهم كما يَعْتَذِرُ أحدُكُم إلى أخيه في الدنيا".

أبو نعيم في ترجمةِ وَهْبِ بن مُنَبِّه مِن "الحلية"، كما عزاه الدَّيلميُّ

(2)

، ثم العراقيُّ في "تخريج الإحياء"

(3)

، وقال: بسندٍ ضعيفٍ

(4)

، عن الحسين بن علي.

ولم أرَهُ في النسخةِ التي عندي

(5)

، وقال شيخُنا: إنه لا أصلَ له.

= ورجال إسناده ثقات، إلا أنَّ الأعمش وحبيب بن أبي ثابت مدلسان وقد عَنعَنا. ولكن قد توبعا؛ فقد أخرجه أبو خيثمة في "العلم"(ص 16 رقم 54) من طريق العلاء، وابن أبي زمنين في "أصول السُّنَّة" (ص 56 رقم 11) من طريق سفيان الثوري؛ كلاهما عن حماد بن زيد عن إبراهيم قال: قال عبد الله

به.

وإبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي؛ لم يسمع من عبد الله بن مسعود، لكنه إذا قال: قال عبد الله، فهو إسناد صحيح، فقد قال الأعمش: قلتُ لإبراهيم النخعي: أسنِد لي عن عبد الله بن مسعود، فقال إبراهيم: إذا حدثتكم عن رجلٍ عن عبد الله، فهو الذي سمعتَ، وإذا قلتُ: قال عبد الله فهو عن غير واحدٍ عن عبد الله. "الطبقات الكبرى لابن سعد"(6/ 272)، و"شرح علل الترمذي"(1/ 277)، وقد قوَّى جمعٌ من الأئمة مراسيل إبراهيم النخعي عن ابن مسعود، كما في "شرح علل الترمذي"(1/ 294). فإسناد هذا الأثر حسنٌ لغيره، والله أعلم.

(1)

من الأدلة: ما جاء في "صحيح مسلم"(الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة رقم 867) من حديث جابر رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب .. ويقول: أما بعد فإنَّ خير الحديثِ كتاب الله، وخيرَ الهَدي هديُ محمدٍ، وشرَ الأمورِ مُحدَثَاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ .. " الحديث. ولمزيد من الأدلة ينظر: "الشريعة للآجري"(1/ 275 - 301)، و"شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة" للالكائي (1/ 90 - 96)، و"ذم الكلام" للهروي (1/ 316 - 356).

(2)

"الفردوس بمأثور الخطاب"(1/ 83 رقم 261) ولم أجده في "الغرائب الملتقطة".

(3)

"المغني عن حمل الأسفار"(2/ 1087 رقم 3936).

(4)

في "م": وقال فيه: ضعيف.

(5)

أي: نسخته من "الحلية". ولم أجده في المطبوع من "الحلية".

ص: 164

نعم في "الحلية"

(1)

مِنْ حديثِ إبراهيمَ بن فارسٍ

(2)

، عن وَهْبٍ مِنْ قولِهِ: "اتَّخِذُوا اليدَ

(3)

عند المساكين، فإنَّ لهم يومَ القيامةِ دولةً".

وفي "قضاء الحوائج"

(4)

للنَّرْسيّ

(5)

بسندٍ فيه غيرُ واحدٍ مِن المجهولين، عن أبي عبد الرحمن السُّلَمِيِّ التابعيِّ رَفَعَه مرسلًا:"اتَّخِذُوا عند الفقراءِ أيَادي، فإنَّ لهم دولة". قيلَ: يا رسولَ الله وما دولَتُهُم؟ قال: "يُنادي مُنادٍ يومَ القيامة: يا معشر الفقراءِ قوموا، فلا يبقى فقيرٌ إلا قام، حتى إذا اجتمعوا قيل: ادخلوا

(1)

"حلية الأولياء"(4/ 71) وفي إسناده أصرم بن حوشب بن هشام الهمذاني -قاضيها-؛ كذبه ابن معين، وتركه ابن المديني، وقال: روى عجائب، ونسبه ابن حبان إلى الوضع على الثقات، وذكر الحاكم والخليلي وغيرهما أنه روى موضوعات، وعده ابن عدي ممن يسرق الحديث، وقال الفلاس والبخاري ومسلم وأبو حاتم: متروك الحديث. ولخصها الذهبي بقوله: هالك.

انظر: "التاريخ الكبير" للبخاري (2/ 56 رقم 1671)، و"الضعفاء" له (35)، والعقيلي (1/ 118 - 119 رقم 142)، و"الجرح والتعديل"(2/ 336 - 337 رقم 1273)، "المجروحين"(1/ 181 - 183)، "الكامل"(1/ 403 - 406)، "تاريخ بغداد"(7/ 34 - 35 رقم 3495)، "الميزان"(1/ 272 - 273 رقم 1017).

فالإسناد ضعيفٌ جدًّا.

(2)

كذا في جميع النسخ المعتمدة و"الحلية"، والذي يظهر أنه تصحيف، والصواب: إبراهيم بن فراس، فهو الذي يروي عن ابن وهب كما في مصادر ترجمته، وهو الأفطس نفسه؛ كما في:"التاريخ الكبير"(1/ 311 رقم 990)، و"الجرح والتعديل"(2/ 123 رقم 378)، و"الثقات"(6/ 21).

(3)

في الأصل و"م" آليَّةً، والتصويب من "ز" و"د".

(4)

"ثواب قضاء حوائج الإخوان"(ص 77 رقم 39) أخبرنا زيد بن جعفر بن حاجب إجازةً، حدثنا محمد بن طاهر الجعفري، حدثنا محمد بن الحسين بن حفص، حدثنا الحسين بن الحكم الحِبَري، حدثنا أبو حفص حدثنا عبيد الله الحارثي عن أبيه عن أبي عبد الرحمن السلمي به مرسلًا.

زيد بن جعفر بن حاجب، ومحمد بن طاهر الجعفري، وأبو حفص: لم أقف لهم على تراجم، وباقي رجال الإسناد ثقات. فالإسناد ضعيفٌ بسبب الإرسال وجهالة بعض رواته.

(5)

محمد بن علي بن ميمون بن محمد العرني أبو الغنائم النرسي الحافظ، المتوفى سنة (510 هـ). "سير أعلام النبلاء"(19/ 274).

ص: 165

إلى صفوفِ أهل القيامةِ، فمَنْ صَنَعَ إليكم مَعْروفًا فأوْرَدُوه الجنة. قال: فجَعَلَ يجتمع على الرجل كذا وكذا من الناس، فيقول له الرجل منهم: ألم أكسُكَ؟! فيُصَدِّقُه، فيقول له الآخر: ألم أكلِّم لك؟! قال: ولا يزالون يخبرونه بما صنعوا إليه وهو يُصَدِّقُهم بما صَنَعُوا إليه، حتى يَذهَبَ بهم جميعًا فيُدْخِلُهم الجنةَ، فيقول قومٌ -لم يكونوا يصنعون المعروفَ-: يا ليتنا كنا نَصْنَعُ المعروفَ حتى ندخلَ الجنةَ".

وبسندٍ واهٍ عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس رفعه:"إنَّ للمساكين دولةً" قيل: يا رسولَ الله وما دولَتُهُم؟ قال: "إذا كان يوم القيامة قيل لهمِ: انظروا مَنْ أطْعَمَكُم في الله تعالى لُقمَةً أو كسَاكُم ثوبًا، أو سَقَاكُم شَرْبَةً، فأدخِلُوه الجنةَ"

(1)

.

وكلُّ هذا باطلٌ، كما بيَّنتُه في بعضِ الأجوبةِ

(2)

.

وسبَقَ الذَّهبيُّ

(3)

، وابنُ تيميةَ

(4)

، وغيرُهما

(5)

للحكمِ بذلك.

(1)

أخرجه ابن عدي في "الكامل"(6/ 347) حدثنا الحسين بن عبد الغفار الأزدي بمصر، حدثنا موسى بن محمد الرملي، حدثنا أبو المليح الرقي، عن ميمون بن مهران

به فذكره. وقال: وهذا حديثٌ منكرٌ بهذا الإسناد؛ يرويه عن أبي المليح موسى بن محمد، وأبو المليح لا بأس به.

وأخرجه من طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(14/ 99).

والحسين بن عبد الغفار الأزدي؛ قال الدارقطني: هذا آية، متروك، كان بلية. "سؤالات السهمي"(ص 157 رقم 304)، وقال ابن عدي: وقد حدث بأحاديث مناكير. "الكامل"(2/ 367) وموسى بن محمد بن عطاء أبو الطاهر المقدسي الرملي؛ قال موسى بن سهل الرملي وأبو حاتم وأبو زرعة: كان يكذب. "الجرح والتعديل"(8/ 161 رقم 715).

فالإسناد ساقطٌ، والحديثُ موضوعٌ.

(2)

"الأجوبة المرضية"(2/ 748 رقم 193).

(3)

حيث ساق الحديث في ترجمة موسى بن محمد بن عطاء الدمياطي في "الميزان"(4/ 219 رقم 8915) ثم قال: هذا موضوع.

(4)

أورده شيخ الإسلام ابن تيمية في "أحاديث القصاص"(رقم 11)، وقال في "مجموع الفتاوى" (18/ 123): كذبٌ لا يُعرف في شيءٍ من كتب المسلمين المعروفة.

(5)

كابن القيم في "المنار المنيف"(ص 140 رقم 320).

ص: 166

‌18 - حديث: "اُتْرُكُوا التُّركَ ما تَرَكُوكُم".

أبو داود في الملاحم مِنْ سننِهِ

(1)

مِنْ حديثِ أبي سُكينةَ -رجلٍ مِن المُحَرَّرين

(2)

- عن رجلٍ مِنَ الصحابةِ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"دَعُوا الحبَشَةَ ما وَدَعُوكم، واتْرُكُو االتُّركَ ما تَرَكوكم".

ورواه النسائي في الجهادِ مِنْ سنَنِهِ

(3)

مُطوَّلًا، وأوَّله:"لمَّا أمَرَ النبي صلى الله عليه وسلم بحَفْرِ الخَنْدقِ عَرَضَتْ له صَخرةٌ .. " وذكره.

وهو عند الطبرانيِّ في "الكبير" و"الأوسط"

(4)

مِنْ حديثِ الأعمش، عن زيد بن وَهْبِ، وشقيقِ بن سَلَمَةَ؛ كلاهما عن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه رفعه:"اُتْرُكُوا التُّركَ مَا تَركُوكم، فإنَّ أولَ منْ يَسْلِبُ أمتي ما خَوَّلهم الله بنو قَنْطُوراء"

(5)

.

(1)

"سنن أبي داود"(الملاحم، باب في النهي عن تهييج الترك والحبشة رقم 4302) من طريق السَّيْبَاني، عن أبي سكينة

به. ورواه من طريقه البيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 176).

(2)

أبو سُكينة الحمصي؛ قال ابن أبي حاتم: لا صحبة له ولا يُسمى، وسُئِلَ أبو زرعة عن اسمه فقال: لا أعرف اسمه. "الجرح والتعديل"(9/ 387 رقم 1816)، وقال ابن حجر: وكان من المُحَرَّرين

قال علي بن المديني: أبو سكينة لا يُعلم له صحبة

"تهذيب التهذيب"(12/ 102 رقم 8472).

المُحرَّرين: يعني المُعْتَقِين، أو الموالي، كما في "النهاية" لابن الأثير (1/ 362 حرر).

والإسناد ضعيف بسبب جهالة أبي سكينة. قال ابن القطان: وينبغي أنْ لا يصح، فإنَّ أبا سُكَيْنَة مجهول. "بيان الوهم والإيهام"(2/ 598).

(3)

"سنن النسائي"(الجهاد - غزوة الترك والحبشة رقم 3176)، و"الكبرى"(الجهاد - غزوة الترك والحبشة رقم 4370) من طريق السَّيباني

به مطولًا.

(4)

"المعجم الكبير"(10/ 223 رقم 10389)، و"المعجم الأوسط"(6/ 7 رقم 5634) من طريق مروان بن سالم عن الأعمش

به.

ومروان بن سالم: هو الغفاري أبو عبد الله الجزري؛ قال عنه البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(7/ 373 رقم 1602)، وقال ابن حجر: متروك، ورماه الساجي وغيره بالوضع. "التقريب"(6570)، فالإسناد ضعيفٌ جدًّا من أجله.

(5)

بنو قَنطوراء: هم الترك. "غريب الحديث" لأبي عبيد (4/ 285).

ص: 167

وكذا رواه غسانُ بن غَيلان

(1)

، عن الأعمش

(2)

.

وله شاهدٌ عند الطبرانيِّ

(3)

مِنْ طريقِ ابنِ لهيعةَ، عن كعبِ بن علقمةَ

(4)

،

(1)

غسان بن غيلان أبو بشر الكاهلي؛ ترجم له أبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى"(2/ 290 رقم 812) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم أجد له ترجمة عند غيره.

(2)

رواه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 630 رقم 1205) من طريق أحمد ابن محمد بن الأزهر، حدثنا يحيى بن المعلى بن منصور، حدثنا سلمة بن حفص السعدي، حدثنا غسان بن غيلان .. به، فذكره وقال: هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأحمد بن محمد بن الأزهر؛ هو: أبو العباس السجزي، قال ابن حبان: كان ممن يتعاطى حفظ الحديث ويجري مع أهل الصناعة فيه، ولا يكاد يُذكر له باب إلا وأغرب فيه عن الثقات ويأتي فيه عن الأثبات بما لا يُتابع عليه .. فكأنه كان يعملها في صباه. "المجروحين"(1/ 163 - 164)، وقال الدارقطني: منكر الحديث، إلا أنه بلغني أنَّ محمدَ بن إسحاق بن خزيمة حسَّن الرأيَ فيه وكفى بهذا فخرًا. "سؤالات السلمي"(رقم 62)، وقال ابن عدي: حدَّث بمناكير. "الكامل"(1/ 202).

وقد تعقَّب السيوطيُّ ابنَ الجوزي: بأنَّ ابنَ الأزهر تابعه إسحاق بن أيوب الواسطي، أخرجه أبو الشيخ في الفتن، فزالت التهمة. "اللآلئ المصنوعة"(1/ 445).

ولكنْ بَقِيَت التُّهمة في سلمة بن حفص السعدي؛ قال عنه ابن حبان: شيخٌ كان يضع الحديث لا يحلُّ الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إلا عند الاعتبار. "المجروحين"(1/ 339).

(3)

"المعجم الكبير"(19/ 375 رقم 882) من طريق أبي صالح الحراني، حدثنا ابن لهيعة، عن كعب بن علقمة التنوخي، حدثني حسان بن كريب قال: سمعتُ ابنَ ذي الكلاع

به.

وأبو صالح الحراني عبد الغفار بن داود بن مهران؛ ثقة، توفي سنة (224 هـ). "الكاشف"(1/ 660)، وقال ابن عدي: كان كاتب ابن لهيعة. "تهذيب التهذيب"(6/ 326).

لكنه ليس مِنْ قدماءِ مَنْ رَوَى عن ابنِ لهيعةَ، كعبدِ الله بن المبارك وغيرِه، فروايتُه عنه ضعيفةٌ.

(4)

كعب بن علقمة التنوخي؛ هو: أبو عبد الحميد المصري؛ صدوق. "التقريب"(5644).

ص: 168

عن حسانَ بن كُرَيبٍ

(1)

، عن ابنِ ذِي الكَلَاعِ

(2)

، عن معاويةَ بن أبي سفيان رضي الله عنهما مرفوعًا به.

وبعضها يَشْهَدُ لبعض، ولا يَسُوغُ معها الحكمُ عليه بالوضع

(3)

.

وقد جمعَ الحافظُ ضياءُ الدِّين المقدسيُّ جزءًا في خروجِ الترك

(4)

، سمعناه.

وسيأتي في: "إنَّ نوحًا"

(5)

أنهم إخوةُ يأجوجَ ومأجوج.

ولابنِ أبي حاتمٍ

(6)

، وغيرِه مِنْ طريقِ سعيدِ بن بشيرٍ

(7)

، عن قتادةَ قال:

(1)

حسان بن كريب؛ هو: الرعيني أبو كريب المصري: مقبول، وله إدراك، قال ابن يونس: هاجر في خلافة عمر. "التقريب"(1205).

(2)

ابن ذي الكلاع؛ كذا في سائر النسخ المعتمدة ومصادر التخريج، وقال ابن حجر: ذو الكَلاع الحِميَري؛ روى ابن أبي عاصم وأبو نعيم من طريق حسان بن كريب، عن ذي الكلاع: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اتركوا التُّركَ ما تركوكم" تفرَّد به ابن لهيعة؛ فإن كان حفظه فهو غير ذي الكلاع الآتي ذكره في القسم الثالث. "الإصابة"(3/ 430 رقم 2475)، وقال أيضًا: ذو الكلاع اسمه أسْمَيْفَعُ -بفتح أوله وسكوِن المهملة وفتح ثالثه وسكون التحتانية وفتح الفاء بعدها مهملة- ويقال: سَمَيْفَع -بفتحتين- الحميري

قال أبو عمر: لا أعلم له صحبة

وشهد صفين مع معاوية. "الإصابة"(3/ 446 رقم 2516).

والإسناد ضعيفٌ؛ لحال حسان بن كريب وابن لهيعة.

(3)

سبق أنَّ ابنَ الجوزي قد حكم عليه بالوضع، لكن -كما قال السخاوي- تعدُّدُ طرقِ هذا الحديث تدلُّ على أنَّ له أصلًا، فلا يحسُنُ الحكمُ عليه بالوضع، والله أعلم.

(4)

ذكره الحافظ ابن حجر في المعجم المفهرس (ص 124 رقم 466) باسم: "كتاب خروج الترك".

(5)

حديث "إنَّ نوحًا اغتسل

" سيأتي في الأصل، وفيه أنَّ التركَ إخوةُ يأجوج ومأجوج.

(6)

لم أقف على هذه الرواية في كتب ابن أبي حاتم المطبوعة، ولا عند غيره، وقد ذكرها ابن حجر في "فتح الباري"(13/ 107).

(7)

سعيد بن بشير؛ هو: الأزدي مولاهم أبو عبد الرحمن أو أبو سلمة الشامي؛ قال عنه شعبة: صدوق اللسان، وكان سفيان بن عيينة ربما قال: حدثنا سعيد بن بشير وكان حافظًا

وقال أبو زرعة الدمشقي: سألتُ دُحيمًا: ما كان قول من أدركْتَ في سعيد بن بشير؟ فقال: يُوثِّقونه وكان حافظًا. اهـ. وقواه أبو حاتم والبزار وابن عدي، فجعلوه في مرتبة الصدوق. =

ص: 169

"يأجوجُ ومأجوجُ ثنتان وعشرون قبيلةً، بنَى ذو القرنين السَّدَّ على إحدى وعشرين، وكانت منهم قبيلةٌ غائبةٌ في الغزو -وهم الأتراك- فبَقُوا دون السَّدِّ".

ولابنِ مَرْدُويه

(1)

مِنْ طريقِ السُّدِّيِّ قال: "التُّركُ سَريةٌ مِنْ سرايا يأجوجَ ومأجوجَ، خَرَجَت تُغِيرُ، فجاءَ ذو القَرنَين فبَنَى السَّدَّ، فبَقوا خارجًا".

‌19 - حديث: "اتَّقوا البَرْدَ، فإنه قَتَلَ أخاكم أبا الدَّرداءِ".

لا أعرفه

(2)

، فإنْ كان واردًا، فيَحتاجُ إلى تأويلٍ؛ فإنَّ أبا الدَّرداءِ عاش بعدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم دَهْرًا

(3)

.

‌20 - حديث: "اتَّقوا دَعوةَ المَظلوم".

أحمد

(4)

،

= وضعفه ابن معين وابن المديني وابن نمير والبخاري وأبو زرعة الرازي وأبو داود والنسائي، وتركه ابن مهدي بأَخرة، ووهَّاه أبو مسهر والفسوي وابن حبان؛ وذكروا أنه كان سيء الحفظ جدًّا.

انظر: "الضعفاء" للبخاري (131)، والنسائي (267)، والعقيلي (2/ 101 - 102 رقم 563)، "سؤالات البردعي"(2/ 619 رقم 117)، "سؤالات ابن أبي شيبة"(223)، سؤالات الآجري (336)، "الجرح والتعديل"(4/ 6 - 7)، "المجروحين"(1/ 319)، "الكامل"(3/ 369 - 375)، "تهذيب التهذيب"(4/ 8 - 10).

(1)

لعله في تفسيره، وهو المفقود. وقد ذكر هذه الرواية ابن حجر في "الفتح"(13/ 107).

(2)

أورده القاري في "المصنوع"(ص 46 رقم 2)، وفي "الأسرار المرفوعة"(ص 104 رقم 8)، والغزي (1143 هـ) في "إتقان ما يحسن"(1/ 35 رقم 36)، وقال العجلوني: ذكره في المواهب بإسقاط "أخاكم"، وقال في الأصل تبعًا للحافظ ابن حجر: لا أعرفه. "كشف الخفاء"(1/ 39)، وأورده القاوقجي في "اللؤلؤ المرصوع"(ص 31 رقم 10).

(3)

بيَّن العجلوني التأويلَ المطلوبَ فقال: أي: فيُؤوَّل قَتَلَ بمعنى: سيقتُل، وعبَّر بالماضي لتحقُّق وقوعه؛ كقوله تعالى:{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ} ؟ [النحل: 1]، وكقوله صلى الله عليه وسلم:"من قتل قتيلًا فله سلبه"، لكن فيه أنه يحتاج أنْ يَثْبُتَ أن أبا الدرداء ماتَ بالبَرد فافهم. "كشف الخفاء"(1/ 39).

(4)

"مسند أحمد"(20/ 22 رقم 12549) من طريق يحيى بن أيوب الغافقي قال: أخبرني أبو عبد الله الأسدي قال: سمعت أنس

فذكره. =

ص: 170

وأبو يعلى

(1)

في مسنديهما مِنْ حديثِ أبي عبدِ الله الأسَديِّ

(2)

، عن أنسٍ رضي الله عنه مرفوعًا بزيادة:"وإنْ كانت مِنْ كافرٍ، فإنه ليس دونها حجابٌ".

والطبرانيُّ

(3)

، والدِّيْنَوَريُّ

(4)

، ومِنْ طريقِهِ القضاعيُّ في

= ويحيى بن أيوب الغافقي -بمعجمة ثم فاء وقاف- أبو العباس المصري، قال أحمد: سيء الحفظ. وقال ابن معين: صالح، وقال مرة: ثقة. وقال أبو حاتم: محله الصدق يُكتب حديثه ولا يحتج به. "الجرح والتعديل"(9/ 127 رقم 542)، وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة

ولا أرى في حديثه إذا روى عنه ثقة أو يروي هو عن ثقة حديثًا منكرًا فأذكره، وهو عندي صدوق لا بأس به. "الكامل"(7/ 216)، وقال الحافظ ابن حجر: صدوق ربما أخطأ

ع "التقريب"(7511).

(1)

بإسناد أحمد السابق -كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(6/ 468 رقم 6214) -، ولم أجده في المطبوع من مسنده، فالظاهر أنه في مسنده الكبير.

(2)

أبو عبد الله الأسدي؛ قال عنه أبو حاتم: مجهول. "الجرح والتعديل"(5/ 272 رقم 1286).

وقال الهيثمي: لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. "المجمع"(10/ 152).

فالإسناد ضعيفٌ بسبب جهالة أبي عبد الله الأسدي، لكنَّ الحديثَ صحيحٌ كما سيأتي.

(3)

"المعجم الكبير"(4/ 84 رقم 3718) من طريق سعد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، حدثنا عبد الله بن محمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة ابن عبيد الله رحمه الله حدثني خزيمة بن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت

فذكره.

(4)

"المجالسة وجواهر العلم"(7/ 279 رقم 3173) من طريق سعد بن عبد الحميد ابن جعفر

به.

والدِّيْنَوَريُّ: هو أحمدُ بن مروانَ بن محمدٍ، أبو بكرٍ المالكيُّ. سمع أبا بكرِ ابن أبي الدُّنيا وأبا محمدِ بن قتيبَةَ وعددًا كثيرًا، وحدَّثَ عنه القاضي أبو بكرٍ الأبهريُّ وأبو بكرِ بن شاذانَ وآخرونَ. ألَّفَ كتابًا في مناقب مالكِ، وكتابًا في الرَّدِّ على الشافعيِّ. توفي سنة (333). "الديباج المذهب"(1/ 152)، "سير أعلام النبلاء"(15/ 427)، و"لسان الميزان"(1/ 672).

والدِّيْنَوَرِيُّ: بكسرِ الدالِ المهملةِ، وسكونِ الياءِ، وفتح النونِ والواوِ، وفي آخرِها الراءُ؛ نسبةً إلى الدِّيْنَوَر، وهي بلدةٌ من بلادِ الجبلِ عند قَرمِيسينَ. انظر "الأنساب" (2/ 531). وقد اختُلِفَ في حالِ الدينوريِّ جرحًا وتعديلًا؛ فقال مسلمة بن القاسم:"كان ثقةً كثيرَ الحديثِ"، بينما اتهمه الدارقطني بالوضع.

والحاملُ للدارقطنيِّ رحمه الله على اتهامه بالوضع أنه روى حديثًا بإسناد غريبٍ لا يُعرَفُ به. =

ص: 171

مسندِهِ

(1)

مِنْ حديثِ خُزيمةَ بن محمدِ بن عُمارةَ بن خُزَيمةَ بن ثابتٍ

(2)

، عن أبيه

(3)

، عن جدِّه

(4)

، عن خُزَيمةَ رضي الله عنه رفعه بزيادة:"فإنها تُحمَلُ على الغَمَامِ، ويقولُ الله جل جلاله: وعِزَّتي وجلالي لأنصرنَّكِ ولو بعد حين".

وهما مِنْ هذَين الوَجهين عند الضِّياءِ في "المختارة"

(5)

، والحاكم

(6)

مِنْ

= والذي يظهر والله أعلم أنَّ الرجلَ ثقةٌ، وما ذكره الدارقطني -على إمامته في الباب- قد يكون من باب الوهم والخطأ، وقد يكون الحملُ فيه على من هو فوقَ الدِّيْنَوَري من المجاهيل

ومما يُؤيد كون الرجل ثقةً أنَّ عددًا من أهل العلم قد تلقَّى أسانيدَه بالقَبول: منهم الضياء في "المختارة"؛ حيث إنَّ الدِّينوري مِن رجالها، وفي هذا توثيق ضمنيٌّ له. كالحافظ في "الفتح"(انظر مثلًا (6/ 24)، ويُصرِّحُ بتحسين سنده أحيانًا، كما في "الإصابة"(5/ 649)، وغيرهما. وللاستزادة انظر مقدمة "المجالسة"(19 - 23) لمشهور حسن، ففيها بحثٌ جيِّدٌ، ومنه استفدت ما ذكرته هنا. والله الموفق.

(1)

"مسند الشهاب"(1/ 427 رقم 733) من طريق الدينوري

به.

وسعد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري؛ قال يحيى بن معين: ليس به بأس، قد كتبتُ عنه. "سؤالات ابن الجنيد"(ص 188 رقم 676)، وقال ابن حبان: كان ممن يروي المناكير عن المشاهير ممن فحش خطؤه وكثر وهمه، حتى حسن التنكب عن الاحتجاج به. "المجروحين"(1/ 357)، وقال ابن حجر: صدوق له أغاليط. "التقريب"(2247).

(2)

خزيمة بن محمد بن عمارة بن خزيمة؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 268).

(3)

أبوه محمد؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 436)، وقال ابن حجر: لا يكاد يُعرف. "تعجيل المنفعة"(2/ 200 رقم 963).

(4)

جده: عمارة بن خزيمة بن ثابت؛ الأنصاري الأوسي أبو عبد الله أو أبو محمد المدني: ثقة، من الثالثة، مات سنة 105، وهو ابن خمس وسبعين. "التقريب"(4844).

فالإسناد ضعيف بسبب من دون عمارة. وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفه. "المجمع"(10/ 231)، وقال الألباني: وبالجملة فالإسناد مظلمٌ مجهول. "السلسلة الصحيحة"(2/ 527).

(5)

"الأحاديث المختارة"(7/ 293 رقم 2748) من طريق الإمام أحمد .. به فذكره. وفي (1/ 427 رقم 2749) من طريق أبي يعلى الموصلي .. به فذكره.

والوجه الثاني: من حديث خزيمة، ومسند خزيمة غير موجود في القسم المطبوع من المختارة.

(6)

"المستدرك"(الإيمان 1/ 29) من طريق عاصم بن كليب عن محارب بن دثار .. به =

ص: 172

حديثِ مُحاربِ بن دِثارٍ عن ابنِ عمرَ رضي الله عنهما مرفوعًا بزيادة: "فإنها تَصعَدُ إلى السَّماءِ، كأنها الشَّرارُ" وصحَّحه على شرطِ مسلمٍ.

ورواه أبو يعلى

(1)

مِنْ حديثِ عطيةَ

(2)

، عن أبي سعيدٍ رضي الله عنه رفعه بلفظ:"اتَّقِ دعوةَ المَظلومِ، فإنه ليس بينها وبينَ الله حجابٌ".

واتَّفَقَ الشيخان

(3)

عليه بهذا اللفظِ مِنْ حديثِ أبي مَعْبدٍ نافِذٍ

(4)

، عن

= فذكره ثم قال: قد احتجَّ مسلمٌ بعاصم بن كليب، والباقون من رواة هذا الحديث متفق على الاحتجاج بهم، ولم يخرجاه. اهـ.

عاصم بن كليب؛ هو: الجرمي الكوفي، قال ابن سعد: وكان ثقة يحتج به وليس بكثير الحديث. "الطبقات"(6/ 341)، وقال ابن معين والنسائي: ثقة، وقال علي بن المديني: لا يحتج به إذا انفرد. "تهذيب التهذيب"(5/ 49)، وقال الحافظ ابن حجر: صدوق رمي بالإرجاء

خت م 4 "التقريب"(3075).

فالإسناد على شرط مسلم في المتابعات.

(1)

"مسند أبي يعلى"(2/ 494 رقم 1337) من طريق عطية عن أبي سعيد عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا دعوات المظلوم". وقال عطية: قال رجلٌ من أهل خراسان: قال أبو هريرة: "ما بينها وبين الله حجاب". وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(7/ 139 رقم 624).

(2)

عطية؛ هو: العوفي، قال أحمد: هو ضعيف الحديث. وقال: بلغني أنَّ عطية كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير، وكان يكنيه بأبي سعيد فيقول: قال أبو سعيد، وكان هشيم يضعف حديث عطية. "العلل ومعرفة الرجال"(1/ 548 رقم 1306)، وقال سفيان الثوري قال: سمعت الكلبي قال: كناني عطية بأبي سعيد.

قال الحافظ ابن رجب: ولكنَّ الكلبي لا يُعتمدُ على ما يرويه، وإنْ صحَّت هذه الحكايةُ عن عطيةَ، فإنما تَقتضي التَّوقُّفَ فيما يَحكِيه عطيةُ، عن أبي سعيدٍ مِن التفسيرِ خاصَّةً، فأما الأحاديثُ المرفوعةُ التي يَرويها عن أبي سعيدٍ فإنما يُريدُ أبا سعيد الخدري، ويصرِّحُ في بعضها بنسبَتِهِ. "شرح العلل"(2/ 690)، وذكره الحافظ ابن حجر في الطبقة الرابعة من المدلسين (ص 50 رقم 122) -وهم مَن اتَّفَقَ على أنه لا يُحتَجُّ بشيءٍ مِنْ حديثِهِم إلا ما صرَّحوا فيه بالسَّماعِ- وقال: ضعيفُ الحفظِ مشهورٌ بالتدليسِ القَبيحِ.

فهذا الإسناد ضعيفٌ لحالِ عطية.

(3)

"صحيح البخاري"(الزكاة، باب أخذ الصدقة من الأغنياء رقم 1496)، و"صحيح مسلم"(الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام رقم 19) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا وفيه: "واتقِ دعوة المظلوم، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب".

(4)

أبو مَعْبد نافذ -بفاء ومعجمة- مولى ابن عباس المكي ثقة من الرابعة ع "التقريب"(7071).

ص: 173

مولاه ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما مرفوعًا، في حديثِ إرسالِ معاذٍ رضي الله عنه إلى اليمن.

وفي البابِ عن جماعةٍ؛ فلأبي داود

(1)

، والتِّرمذيّ وحسَّنه

(2)

، وابنِ ماجه

(3)

، وغيرهم

(4)

، مما صحَّحَه ابنُ خُزيمةَ

(5)

، وابنُ حبانَ

(6)

؛ عن

(1)

"سنن أبي داود"(الصلاة، باب الدعاء بظهر الغيب رقم 1536) من طريق يحيى، عن أبي جعفر عن أبي هريرة.

ويحيى؛ هو: ابن أبي كثير الطائي: ثقةٌ ثبتٌ لكنه يدلِّس ويرسل .. "التقريب"(7632).

وأبو جعفر؛ هو: المؤذن الأنصاري المدني: مقبولٌ من الثالثة، ومن زعم أنه محمد ابن علي بن الحسين فقد وهم. "التقريب"(8017)، و"تهذيب التهذيب"(12/ 55).

وقال الذهبي: وروايته عن أبي هريرة وعن أم سلمة فيها إرسال ولم يلحقهما أصلًا. "الميزان"(4/ 511). فالإسناد منقطع. لكن قد تابعه أبو مُدِلَّة عند ابن خزيمة، كما سيأتي.

(2)

"جامع الترمذي"(البر والصلة، باب ما جاء في دعوة الوالدين رقم 1905)، و (الدعوات، باب رقم 3448) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي جعفر به فذكره وقال: هذا حديث حسن، وأبو جعفر الرازي هذا الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير يقال له: أبو جعفر المؤذن، وقد روى عنه يحيى بن أبي كثير غير حديث ولا نعرف اسمه.

(3)

"سنن ابن ماجه"(الدعاء، باب دعوة الوالد ودعوة المظلوم رقم 3862) من طريق ابن أبي شيبة -في "المصنف"(10/ 429 رقم 30449) - من حديث أبي جعفر، عن أبي هريرة

به.

(4)

كالطيالسي في مسنده (4/ 251 رقم 2639)، وأحمد في مسنده (12/ 479 رقم 7510).

(5)

"صحيح ابن خزيمة"(2/ 917 - 918 رقم 1901) من طريق أبي مُدِلَّة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ثلاثة لا تُردُّ دعوتهم: الصائم حتى يفطر، وإمام عدل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماوات، فيقول الرب عز وجل: وعزتي لأنصرنَّكِ ولو بعد حين".

وأبو مُدِلَّة -بضم الميم وكسر المهملة وتشديد اللام- مولى عائشة، يقال: اسمه عبد الله: مقبول من الثالثة. "التقريب"(8349)، وقال الذهبي: لا يكاد يعرف. "الميزان"(4/ 571 رقم 10588).

فالإسناد ضعيفٌ بسببه، والله أعلم.

(6)

"صحيح ابن حبان"(6/ 416 رقم 2699) من طريق أبي جعفر، عن أبي هريرة

فذكره ثم قال: اسم أبي جعفر: محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

وهذا وهمٌ، والصواب أنه المُؤذِّن الأنصاري، كما سبق في كلام الحافظ ابن حجر.

ص: 174

أبي هريرة رضي الله عنه رفعه: "ثلاثُ دعواتٍ يُستجابُ لهنَّ، لا شكَّ فيهنَّ: دعوةُ المظلوم .. " وذكر الحديث.

زاد بعضهم

(1)

: "ودعوةُ المظلوم يرفعُهَا الله دون الغَمَام، ويَفتحُ لها أبوابَ السماء، ويقول لها الربُّ: بعِزَّتي لأنصرنَّكِ ولو بعد حين".

‌21 - حديث: "اتقوا ذَوِي العَاهَات".

لم أقفْ عليه

(2)

، ولكنْ سيأتي مِنْ كلامِ الشافعي في حديث:"إيَّاك والأشقر"

(3)

ما يَجيُء هنا.

ورُوِّينا مِنْ طريقِ إسماعيلَ بن إسحاقَ، عن عبدِ الرحمن بن سَلَّام الجُمَحيِّ

(4)

، وعليِّ بن المَدينيِّ، ويحيى بن محمدٍ الجاري

(5)

؛ كلهم عن إبراهيمَ بن حمزةَ

(6)

، عن الدَّرَاوَرْديِّ

(7)

، عن محمد بن عبد الله بن عمرو

(1)

ابن خزيمة في صحيحه كما تقدم.

(2)

أورده القاري في "المصنوع"(ص 46 رقم 3)، وفي "الأسرار المرفوعة"(ص 104 رقم 9)، والغزي في "إتقان ما يحسن"(1/ 36 رقم 40).

(3)

سيأتي في الأصل.

(4)

عبد الرحمن بن سلام -بالتشديد- الجمحي مولاهم أبو حرب البصري، قال أبو حاتم: صدوق. "الجرح والتعديل"(5/ 242 رقم 1154)، وقال ابن حجر: صد وق .. م. "التقريب"(3890).

(5)

يحيى بن محمد بن عبد الله بن مهران المدني الجاري -بجيم وراء خفيفة-؛ قال البخاري: يتكلمون فيه. "الكامل"(7/ 226)، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ. "التقريب"(7638).

(6)

إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة الزبيري المدني أبو إسحاق، قال ابن سعد: وهو ثقة صدوق في الحديث. "الطبقات"(5/ 441)، وقال أبو حاتم: صدوق، ولم تكن له تلك المعرفة بالحديث. "الجرح والتعديل"(2/ 95 رقم 259)، وقال ابن حجر: صدوق. "التقريب"(168).

(7)

عبد العزيز بن محمد الدراوردي، أبو محمد الجهني مولاهم المدني؛ قال أحمد: كان معروفًا بالطلب، وإذا حدَّث من كتابه فهو صحيح، وإذا حدَّث من كتب الناس وهم، كان يقرأ من كتبهم فيخطئ

وقال أبو زرعة الرازي: سيئ الحفظ فربما حدث من حفظه الشيء فيخطئ. "الجرح والتعديل"(5/ 396 رقم 1833)، وقال علي بن المديني: هو عندنا ثقة ثبت. "سؤالات ابن أبي شيبة"(ص 127 رقم 160)، =

ص: 175

ابن عثمان بن عفان

(1)

، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا عدوى ولا هامة ولا صَفَر، واتقوا المجذوم كما يُتَّقَى الأسد"

(2)

.

وكذا قال البخاري: روى إبراهيم بن حمزة، عن الدراوردي، عن محمد بن أبي الزناد -يعني محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد

(3)

- عن جده

= وقال ابن معين: ثقة. "التاريخ؛ رواية الدارمي"(ص 124 رقم 389)، وقال ابن حجر: صدوق، كان يحدث من كتب غيره فيخطئ

ع "التقريب"(4119).

(1)

محمد بن عبد الله بن عمرو؛ أبو عبد الله المدني الأموي القرشي، يلقب الدِّيباج؛ قال النسائي: ثقة، وقال في موضع آخر: ليس بالقوي. "تهذيب الكمال"(25/ 516)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 417)، وقال: في حديثه عن أبي الزناد بعض المناكير. وقال ابن حجر: صدوق. "التقريب"(6038). فالإسناد ضعيفٌ لكونه من روايته عن أبي الزناد.

(2)

رواه البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 139)، والفاكهي في "حديثه"(ص 284 - 285 رقم 110)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 218) من طريق الدراوردي أخبرني محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أبي الزناد، عن الأعرج

به.

ثم رواه البخاري في "التاريخ" من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه عن مشيخةٍ لهم من أهل الصلاح ممن أدرك، حدثوه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، وقال: وهذا أصح مرسل.

فتكون رواية محمد بن عبد الله بن عمرو غير محفوظة.

وعلّقه البخاري في صحيحه (الطب، باب الجذام رقم 5707) فقال: وقال عفان: حدثنا سَليم بن حيَّان حدثنا سعيد بن ميناء قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره.

قال الحافظ ابن حجر: قوله: وقال عفان؛ هو: ابن مسلم الصفار، وهو من شيوخ البخاري لكن أكثر ما يخرج عنه بواسطة

وقد وصله أبو نعيم من طريق أبي داود الطيالسي وأبي قتيبة مسلم بن قتيبة؛ كلاهما عن سَليم بن حيَّان شيخ عفان فيه، وأخرجه أيضًا من طريق عمرو بن مرزوق عن سليم لكن موقوفًا

وقد وصله ابن خزيمة أيضًا .. "فتح الباري"(10/ 158).

والشطر الأول للحديث في "صحيح مسلم"(السلام، باب لا عدوى ولا طيرة رقم 2220).

(3)

محمد بنٍ عبد الرحمن بن أبي الزناد؛ قال ابن سعد: كان أعرف الناس بالحديث إتقانًا له ومعرفةً

وكان كثير الحديث ضعيفًا. "الطبقات"(5/ 418)، وقال أيضًا:

وكان ثقة عنده علم كثير. "الطبقات"(7/ 325)، وضعفه يحيى بن معين. "الكامل"(6/ 258 رقم 1736).

ص: 176

أبي الزناد به

(1)

.

وأشار الخطيب إلى تخطئة هذا الإسناد في موضعين:

أحدهما: رواية الدراوردي عن ابن أبي الزناد.

والثاني: رواية محمد بن عبد الرحمن، عن جده أبي الزناد؛ فإنه لم يُدرك جدَّه، والصواب ما تقدم انتهى

(2)

.

والمعنى: فِرَّ من المجذوم فِرارك من الأسد، كما ورد في بعض ألفاظ الحديث

(3)

، وهو متفق عليه عن أبي هريرة مرفوعًا بمعناه

(4)

، فيمكن أنْ يكون المعنى: باتقاء ذوي العاهات: الفِرار منها خوفًا من العَدْوَى، لا كما يَتَوَهَّمه العامةُ، ثمَّ إنَّ هذا في حقِّ ضعيفِ اليقين، وإلا فقد وَرَدَ: "لا يُعدِي شيءٌ

(1)

"التاريخ الكبير"(1/ 155 رقم 460) وقال: وقال لنا علي: حدثنا عبد العزيز قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أبي الزناد، ولم يصح الحديث.

(2)

"تاريخ بغداد"(3/ 531) ثم قال: وقد روى حديث الدراوردي هذا غير البخاري عن إبراهيم بن حمزة على الصواب، ثم ساق إسنادَه إلى من رواه، ثم قال: فاتفَقَ علي ابن المديني ويحيى بن محمد الحارثي وعبد الرحمن بن سلام الجمحي وإسماعيل ابن إسحاق عن إبراهيم بن حمزة على أنَّ الحديث عند الدراوردي، عن محمد ابن عبد الله بن عمرو بن عثمان -وهو المعروف بالديباج- عن أبي الزناد، وهو الصحيح.

(3)

ورد بهذا اللفظ عند ابن أبي شيبة في "المصنف"(12/ 416 رقم 25031)، و (13/ 455 رقم 26936)، وأحمد في مسنده (15/ 449 رقم 9722)، من طريق النهَّاس عن شيخ بمكة عن أبي هريرة مرفوعًا

فذكره.

والنهَّاس -بتشديد الهاء ثم مهملة- ابن قَهْم -بفتح القاف وسكون الهاء- القيسي أبو الخطاب البصري؛ قال أحمد: قاصّ وكان يحيى يضعف حديثه. "العلل ومعرفة الرجال"(2/ 497 رقم 3280)، وقال الدارقطني: مضطرب الحديث تركه يحيى القطان. "العلل"(9/ 200)، وقال الحافظ: ضعيف. "التقريب"(7197) فالإسناد ضعيف بسبب ضعف النهَّاس، وجهالة شيخه.

(4)

علقه البخاري في صحيحه (الطب، باب الجذام) بلفظه، وروى البخاري في صحيحه (الطب، باب لا هامة رقم 5771)، وفي (الطب، باب لا عدوى رقم 5774)، ومسلم في صحيحه (السلام، باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر رقم 2221) من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يُوردَنَّ مُمْرضٌ على مُصِحٍّ".

ص: 177

شيئًا"

(1)

، و"لا عَدْوى".

ونحو ذلك كما قُرِّر في محالِّه

(2)

.

‌22 - حديث: "اتَّقُوا زَلةَ العالم".

العسكريُّ في "الأمثال"، والدَّيلميُّ

(3)

مِنْ روايةِ كثيرِ بن عبدِ الله

(1)

رواه الترمذي في جامعه (القدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء لا عدوى ولا هامة ولا صفر رقم 2143)، وأحمد في مسنده (7/ 252 رقم 4198)، وأبو يعلى في مسنده (9/ 112 رقم 5182) من طريق عمارة بن القعقاع حدثنا أبو زرعة بن عمرو بن جرير قال: حدثنا صاحبٌ لنا عن ابن مسعود قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "لا يُعدي شيء شيئًا

" الحديث.

والإشكال في هذا الإسناد هو جهالة شيخ أبي زرعة بن عمرو، وقد خالَفَ عمارةَ في هذا الحديث: عمُّه عبد الله بن شبرمة فرواه عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة

به. رواه أحمد في "المسند"(14/ 85 رقم 8343) من طريق محمد ابن طلحة، عن عبد الله بن شبرمة

به.

ومحمد بن طلحة بن مصرف اليامي، قال أحمد: ثقة إلا أنه كان لا يكاد يقول في شيءٍ من حديثه حدثنا. "العلل ومعرفة الرجال"(1/ 435 رقم 969)، وقال ابن معين: قال أبو كامل: ليس بشيء. "رواية الدوري"(3/ 408 رقم 1988)، وعدَّه ابن معين فيمن يُتقى حديثه. نقله عنه عبد الله بن أحمد، وذكر أنه ضعفه. "العلل ومعرفة الرجال"(2/ 596 رقم 3826).

وقال ابن حجر: صدوقٌ له أوهام وأنكروا سماعه من أبيه لصغره

"التقريب"(5982). وعمارة بن القعقاع، وأبو زرعة بن عمرو، وعبد الله بن شُبْرُمة كلهم ثقات.

وقد رجح أبو حاتم رواية عمارة السابقة، فقال: خالف ابنَ شُبْرُمة: ابنُ أخيه عمارةُ ابن القعقاع، فقال: عن أبي زرعة، عن رجلٍ، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أشبه بالصواب. "العلل لابن أبي حاتم"(مسألة 2313).

(2)

قال الحافظ ابن حجر:

والأولى في الجمع بينهما أنْ يُقال: إنَّ نَفْيَه صلى الله عليه وسلم للعَدْوى باقٍ على عُمومه، وقد صحَّ قولُه صلى الله عليه وسلم:"لا يُعْدِي شيءٌ شيئًا"، وقوله صلى الله عليه وسلم لمَن عارَضَه: بأنَّ البعيرَ الأجربَ يكون في الإبل الصحيحة، فيُخَالِطُها، فتَجْرَب، حيث ردَّ عليه بقوله:"فمَنْ أعْدَى الأول؟ "؛ يعني أنَّ الله سبحانه وتعالى ابتدأ ذلك في الثاني كما ابتدأ في الأول. وأما الأمرُ بالفِرار من المجذوم فمن باب سدِّ الذَّرائع؛ لئَلا يَتَّفِقَ للشخصِ الذي يُخالِطُه شيءٌ من ذلك بتقدير الله تعالى ابتداءً لا بالعدوى المنفيَّة، فيَظُنُّ أنَّ ذلك بسبب مُخالطته فيَعْتَقِدَ صِحَّةَ العَدْوَى، فيَقَعَ في الحرج، فأمر بتجنُّبه؛ حسمًا للمادة، والله أعلم. "نزهة النظر"(ص 104).

(3)

كما في "الغرائب الملتقطة"(حرف الألف) من طريق كثير بن عبد الله به. =

ص: 178

ابن عَمرِو بن عَوف

(1)

، عن أبيه

(2)

، عن جدِّه

(3)

رضي الله عنه مرفوعًا به بزيادة:

"وانتَظِرُوا فَيْئَتَه "- يعني: رجوعه-، وهو عند الحُلوانيِّ أيضًا

(4)

.

= ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 211) من طريق كثير بن عبد الله به.

(1)

كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني؛ قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: لا يُساوي شيئًا، ليس بشيء، وضرب أبي على حديث كثير بن عبد الله، ولم يحدثنا بها في المسند. "العلل ومعرفة الرجال "(3/ 213 رقم 4922)، وقال أبو داود: كذاب. "الكاشف"(2/ 145)، وقال النسائي: متروك الحديث. "الضعفاء والمتروكين "(رقم 504)، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. "الكامل"(6/ 57)، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًّا، يروي عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه، وكان الشافعي رحمه الله يقول: كثير بن عبد الله المزني ركنٌ من أركان الكذب. "المجروحين"(2/ 221) فالإسناد ساقطٌ بسببه.

(2)

أبوه: عبد الله بن عمرو بن عوف المزني؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 41)، وقال ابن حجر: مقبول من الثالثة. "التقريب"(3503).

(3)

جدُّه: عمرو بن عوف المزني، قديم الإسلام، قَدِمَ مع النبي صلى الله عليه وسلم المدينةَ، وهو أحدُ البَكَّائين الذين قال الله فيهم:{تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} . "الاستيعاب"(3/ 1196).

(4)

الحُلواني: هو الحافظ أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الخلال، قال يعقوب بن شيبة: كان ثقةً ثبتًا متقنًا

توفي سنة (242 هـ). "تذكرة الحفاظ "(2/ 80)، له "المسند"، كما في "كشف الظنون "(2/ 1682).

والحديث رواه من طريقه الديلمي- كما في "الغرائب الملتقطة"(حرف الألف) قال: قال الحلواني بالإسناد السابق.

ورواه الديلمي أيضًا- كما في "الغرائب الملتقطة"(حرف الألف) من طريق أبي بكر محمد بن عبيد الله بن السمين، حدثنا الحسين بن علي بن المغيرة، عن محمد بن ثابت، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"احذروا زلة العالم فإن زلته يمَبكبُه في النار".

ومحمد بن عبيد الله بن السمين والحسين بن علي بن المغيرة لم أجد لهما ترجمة.

ومحمد بن ثابت؛ هو: العبدي أبو عبد الله البصري: صدوق لين الحديث. "التقريب"(5771).

ومحمد بن عجلان؛ هو: المدني، قال سفيان بن عيينة، وأحمد بن حنبل، وابن معين، وأبو حاتم وأبو زرعة: ثقةٌ. "الجرح والتعديل"(8/ 49 رقم 228)، وقال يحيى القطان: لا أعلم إلا أني سمعتُ ابنَ عجلان يقول: كان سعيد المقبري يحدِّث عن أبيه عن أبي هريرة، وعن رجل عن أبي هريرة، فاختلطت عليَّ فجعلتها عن أبي هريرة. "التاريخ الكبير"(1/ 197 رقم 603).

ص: 179

وللدَّارميِّ في مسنده

(1)

عن زيادِ بن حُدَيرٍ قال: قال لي عمر: "يَهدِمُ الإسلامَ زلةُ العالم".

وللطبرانيِّ

(2)

عن أبي الدَّرداء مرفوعًا: "مما أخافُ على أمتي زَلةُ عالم، وجِدَالُ منافق".

وللبيهقيِّ

(3)

مِنْ حديثِ مجاهدٍ، عن ابنِ عمر رفعه: "إنَّ أشدَّ ما أتخوَّفُ

= قال ابن حبان -بعد أن ذكر كلام القطان-: وليس هذا مما يهي الإنسان به؛ لأنَّ الصحيفةَ كلها في نفسها صحيحة، فما قال ابن عجلان: عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة، فذاك مما حُمل عنه قديمًا قبل اختلاط صحيفته عليه، وما قال: عن سعيد عن أبي هريرة، فبعضها متصلٌ صحيحٌ، وبعضها منقطعٌ؛ لأنه أسقط أباه منها، فلا يجب الاحتجاج عند الاحتياط إلا بما يروي الثقات المتقنون عنه عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة. "الثقات" (7/ 387) وقال ابن حجر: صدوقٌ إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة. "التقريب"(6136).

والإسناد ضعيفٌ لحال من دون ابن عجلان.

(1)

"سنن الدارمي"(1/ 295 رقم 220) أخبرنا محمد بن عيينة، أخبرنا علي -هو ابن مسهر-، عن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن زياد بن حُدير به.

ومحمد بن عيينة؛ هو المصّيصي: مقبول من العاشرة. "التقريب"(6212).

وباقي رجالِ الإسنادِ ثقاتٌ، وأبو إسحاقَ مُدلِّسٌ وقد عنعَنَ.

لكنَّ محمدَ بن عُيينةَ وأبا إسحاقَ قد توبعا؛ فقد روى هذا الأثر ابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(2/ 979 رقم 1867) مِنْ طريقِ أبي حُصَين، وفي (2/ 980 رقم 1870) مِنْ طريقِ المغيرةَ؛ كلاهما عن الشَّعبيِّ، عن زيادِ بن حُدَيرٍ بنحوه.

وكلا إسنادَي ابنِ عبدِ البَرِّ صحيحان، والله أعلم.

(2)

لم أجده في معاجم الطبراني، وقد قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف. "مجمع الزوائد"(7/ 415). وقد رواه الطبراني من حديث معاذ وسيأتي.

ورواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(2/ 980 رقم 1868) من طريق الحسن قال: قال أبو الدرداء .. فذكره موقوفًا بنحوه. والحسن لم يسمع من أبي الدرداء، كما قال أبو زرعة الرازي. "المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 44 رقم 148).

(3)

"شعب الإيمان"(12/ 524 رقم 9829) من طرقٍ عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد

به.

ويزيد بن أبي زياد؛ هو الهاشمي مولاهم الكوفي، قال أحمد: حديثه ليس بذاك. "العلل ومعرفة الرجال"(2/ 484 رقم 3180)، وقال النسائي: ليس بالقوي. =

ص: 180

على أمتي ثلاثًا: زلةُ عالمٍ، وجدَالُ منافقٍ بالقرآن، ودنيا تَقْطَعُ أعناقَكم، فاتَّهِمُوها على أنفسكم".

وقيل: عن عبدِ الله بن عَمرٍو، بدل ابنِ عُمرَ.

قال البيهقيُّ: والأولُ أصحُّ

(1)

.

‌23 - حديث: "اتَّقُوا فِرَاسَةَ المُؤمن فإنه يَنْظُرُ بنور الله"

(2)

.

الترمذيُّ في التفسير من جامعه

(3)

، والعسكريُّ في "الأمثال"؛ كلاهما مِنْ

= "الضعفاء والمتروكين"(رقم 651)، وقال ابن حجر: ضعيفٌ كبر فتغيَّر وصار يتلقن وكان شيعيًا. "التقريب"(7717).

فأسانيده ضعيفة لأنها ترجع إلى يزيد بن أبي زياد.

وروي هذا الحديث عن معاذ بن جبل؛ رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(8/ 307 رقم 8715)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة"(1/ 131 رقم 183) من طريق عمرو بن مرة، عن معاذ بن جبل مرفوعًا بمعناه، وهذا إسنادٌ منقطعٌ؛ فإن عمرو بن مرة لم يسمع من معاذ، قال أبو حاتم: لم يسمع من أحدٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من ابن أبي أوفى. "المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 146 رقم 531).

(1)

"الشعب"(12/ 524 رقم 9829).

(2)

قال ابن الأثير: يقال بمعْنيَيْن: أحدهما: ما دلَّ ظاهر الحديث عليه؛ وهو ما يُوقعُه الله تعالى في قلوبِ أوليائه فيَعْلَمون أحوالَ بعضِ الناس بنوعٍ من الكرامات وإصابة الظَّنِّ والحَدْس. والثاني: نوعٌ يُتَعَلَّم بالدلائل والتجارب والخلق والأخلاق فتُعْرف به أحوالُ الناس

"النهاية في غريب الأثر"(3/ 428 مادة فرس).

(3)

"جامع الترمذي"(التفسير، باب ومن سورة الحجر رقم 3126) من طريق أحمد ابن أبي الطيب، حدثنا مصعب بن سلام، عن عمرو بن قيس

به.

ورواه البخاري في "التاريخ الكبير"(7/ 354 رقم 1529) عن أحمد بن أبي الطيب به.

ورواه الطبراني في "الأوسط"(8/ 23 رقم 7843)، والعقيلي في "الضعفاء"(4/ 129)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(ص 98 رقم 127) وغيرهم؛ من طريق محمد بن كثير الكوفي، عن عمرو بن قيس به. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن قيس إلا محمد بن كثير ومحمد بن أبي مروان، ولا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد. اهـ.

وأحمد بن أبي الطيب سليمان البغدادي أبو سليمان المروزي؛ نقل ابن أبي حاتم عن أبي زرعة قوله: وكان حافظًا، قلت: هو صدوق؟ قال: على هذا يوضع، وقال =

ص: 181

حديثِ عَمرِو بن قيسٍ المُلائيِّ، عن عطيةَ العَوْفي

(1)

، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه به مرفوعًا:"ثم قرأ: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75)} [الحجر: 75] ".

وقال الترمذيُّ: إنه غريبٌ، وقد رُويَ عن بعضِ أهلِ العلمِ في تفسير {لِلْمُتَوَسِّمِينَ} قال: للمُتفرِّسين

(2)

.

وكذا أخرجه الهروي، والطبراني

(3)

، وأبو نعيم في "الطب النبوي"

(4)

، وغيرهم

(5)

من حديث راشد بن سعد، عن أبي أُمامة رضي الله عنه مرفوعًا.

= أبو حاتم: ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(2/ 52)، وقال ابن حجر: صدوق حافظ له أغلاط ضعفه بسببها أبو حاتم، وما له في البخاري سوى حديث واحد متابعة

"التقريب"(51).

وأحمد بن أبي الطيب ومصعب بن سلام قد تُوبِعَا، كما تقدم في رواية محمد بن كثير الكوفي، ومحمد بن أبي مروان -فيما ذكره الطبَراني- عن عمرو بن قيس.

ومحمد بن كثير الكوفي؛ هو القرشي أبو إسحاق ضعيف من التاسعة. "التقريب"(6253).

ومحمد بن أبي مروان؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 48).

(1)

عطية العوفي؛ ضعيف، وخاصة في روايته عن أبي سعيد في التفسير، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (20)، فالإسناد ضعيف، لحال عطية العوفي، ولمخالفته لما رواه سفيان الثوري -وهو إمام حافظ- فقد رواه عن عمرو بن قيس مرسلًا؛ كما عند العقيلي في "الضعفاء"(4/ 129) من طريق سفيان، عن عمرو بن قيس الملائي قال: كان يقال: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عز وجل". ثم قال العقيلي: وهذا أولى. وكذا رجحه الخطيب كما سيأتي.

(2)

رُوي ذلك عن مجاهد كما في تفسيره (ص 129 رقم 754)، وتفسير الطبري (14/ 94)، ورُوي عن ابن قتيبة كما في "زاد المسير"(4/ 409).

(3)

"المعجم الكبير"(8/ 121 رقم 7497)، و"الأوسط"(3/ 312 رقم 3254)، و"مسند الشاميين"(3/ 183 رقم 2042) حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد

به. وعنه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 118).

(4)

"الطب النبوي"(1/ 204 رقم 65) بالإسناد السابق نفسه.

وبكر بن سهل؛ هو الدمياطي، قال الذهبي: متوسط، ضعفه النسائي. "المغني في الضعفاء"(1/ 113 رقم 978)، ولكنه قد توبع، كما سيأتي في رواية الجماعة.

(5)

كالقضاعي في "مسند الشهاب"(1/ 387 رقم 663)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 207)، والبيهقي في "الزهد الكبير"(ص 159 - 160 رقم 358)، وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 118)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(6/ 279) من طرقٍ عن عبد الله =

ص: 182

ويُروَى عن ابن عمر

(1)

وأبي هريرة

(2)

رضي الله عنهما أيضًا.

= ابن صالح به. ورواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(1/ 677 رقم 1197) من طريق يحيى بن معين، عن عبد الله بن صالح به.

وعبد الله بن صالح؛ هو الجهني أبو صالح المصري كاتب الليث، قال أحمد: كان أول أمره متماسك ثم فسد بأخرة، وليس هو بشيء. "العلل ومعرفة الرجال"(3/ 212 رقم 4919)، وقال أبو حاتم: مصري صدوق أمين ما علمته، وقال أبو زرعة: لم يكن عندي ممن يتعمَّد الكذب، وكان حسن الحديث. "الجرح والتعديل"(5/ 86)، وقال النسائي: ليس بثقة. "الضعفاء والمتروكين"(رقم 334)، وقال ابن عدي:

وعنده عن معاوية بن صالح نسخة كبيرة

وهو عندي مستقيم الحديث، إلا أنه يقع في حديثه في أسانيده ومتونه غلط ولا يتعمَّد الكذبَ. "الكامل"(4/ 208)، وقال أيضًا: وعنده عن معاوية بن صالح كتابٌ طويلٌ ونسخةٌ حسنة. "الكامل"(6/ 406)، وقال ابن حجر -بعد أن ذكر كلام الأئمة فيه-: قلت: ظاهر كلام هؤلاء الأئمة أنَّ حديثه في الأول كان مستقيمًا ثم طرأ عليه فيه تخليط؛ فمقتضى ذلك أنَّ ما يجيء من روايته عن أهل الحِذق؛ كيحيى بن معين والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم فهو من صحيح حديثه، وما يجيء من رواية الشيوخ عنه فيُتوقَّف فيه. "هدي الساري"(1/ 414).

وروايته عند ابن عبد البر من طريق يحيى بن معين، كما سبق، وقال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده حسن. "المجمع"(10/ 473) وهو كما قال، والله أعلم.

(1)

رواه ابن جرير في تفسيره (14/ 96)، وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 94) من طريق فُرات بن السائب، قال: حدثنا ميمون بن مهران، عن ابن عمر به.

وقال أبو نعيم: غريبٌ من حديث ميمون لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

وفرات بن السائب؛ أبو سليمان، قال البخاري: تركوه منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(7/ 130 رقم 583)، وقال ابن عدي: أحاديثه عن ميمون بن مهران مناكير. "الكامل"(6/ 25)، وقال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ويأتي بالمعضلات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاختبار. "المجروحين"(2/ 207).

فالإسناد ضعيف جدًّا بسبب فرات بن السائب.

(2)

رواه أبو الشيخ في "الأمثال"(ص 97 رقم 126) من طريق سليمان بن أرقم، عن الحسن، عن أبي هريرة

به.

سليمان بن أرقم؛ هو أبو معاذ البصري، قال أحمد: لا يساوي شيئًا، لا يُروى عنه الحديث. "العلل"(2/ 67 رقم 1570)، وقال البخاري: تركوه. "التاريخ الكبير"(4/ 2)، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث ذاهب الحديث، وقال ابن أبي حاتم: ليس بثقة روى أحاديث منكرة. "الجرح والتعديل"(4/ 100). =

ص: 183

بل هو عند الطبراني

(1)

، وأبي نعيم

(2)

، والعسكري مِنْ حديثِ وهبِ بن مُنبهٍ، عن طاوسَ، عن ثَوبان رضي الله عنه رفعه بلفظ:"احذَرُوا دعوةَ المسلم وفِراسَته؛ فإنه ينظرُ بنورِ الله، ويَنطِقُ بتوفيقِ الله".

ولكن قد قال الخطيب عَقِبَ حديث أبي سعيد: المَحفوظُ ما رواه سفيان، عن عَمرو بن قيسٍ قال: كان يُقال: "اتَّقوا فِراسَةَ المؤمنِ، فإنه يَنظرُ بنورِ الله"

(3)

. انتهى.

وعند العَسكريِّ مِنْ حديثِ ابنِ المباركِ، عن عبدِ الرحمن بن يزيدَ ابن جابرٍ، عن عُمَيرِ بن هانئٍ

(4)

، عن أبي الدَّرداءِ رضي الله عنه مِنْ قولِهِ: "اتَّقُوا فِراسةَ

= وأكثر الأئمة على جرحه جرحًا شديدًا، فالإسناد ضعيفٌ جدًّا.

(1)

لم أجده عند الطبراني من حديث ثوبان.

(2)

في "الحلية"(4/ 81) من طريق سليمان بن سلمة، حدثنا مؤمل بن سعيد بن يوسف، حدثنا أبو العلاء أسد بن وداعة الطائي قال: حدثني وهب بن منبه

به. وقال: غريبٌ من حديث وهب، تفرد به مؤمل عن أسد.

وأخرجه أيضًا: ابن جرير في تفسيره (14/ 97)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(3/ 419) من طريق سليمان بن سلمة الخبائري به.

وسليمان بن سلمة؛ هو الخبائري الحمصي، قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي ولم يحدث عنه وسألته عنه فقال: متروك الحديث، لا يشتغل به، فذكرت ذلك لابن الجنيد فقال: صدق، كان يكذب، ولا أحدث عنه بعد هذا. "الجرح والتعديل"(4/ 122)، وقال النسائي: ليس بشيء. "الضعفاء والمتروكين"(رقم 253).

ومُؤمل بن سعيد بن يوسف؛ هو الرحبي، قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(8/ 49 رقم 2108)، و"الجرح والتعديل"(8/ 375 رقم 1711).

فالإسناد ضعيف جدًّا بسببهما.

(3)

"تاريخ بغداد"(4/ 314).

(4)

عمير بن هانئ؛ هو العنْسي -بسكون النون ومهملتين- أبو الوليد الدمشقي الداراني: ثقةٌ من كبار الرابعة قتل سنة سبع وعشرين وقيل قبل ذلك ع "التقريب"(5189).

وهو إنما يروي عن أبي الدرداء بواسطة أبي العذراء -قال عنه الدارقطني: مجهول. "ميزان الاعتدال"(4/ 551) - ولم أجد من ذكر له رواية عن أبي الدرداء، وربما قال: بلغني أنَّ أبا الدرداء، كما في "تاريخ ابن معين؛ رواية الدوري"(4/ 484 رقم 5405).

فالإسناد منقطع.

ص: 184

العُلماءِ، فإنهم يَنظرونَ بنورِ الله، إنه شيءٌ يَقْذِفُه الله في قُلوبهم وعلى ألسنتهم".

وكلها ضعيفةٌ، وفي بعضها ما هو مُتماسكٌ، لا يَلِيقُ مع وجودِهِ الحكمُ على الحديثِ بالوضعِ

(1)

، لا سِيَما وللبزار

(2)

، والطبرانيِّ

(3)

، وغيرهما؛ كأبي نعيم في "الطب"

(4)

بسندٍ حسنٍ

(5)

، عن أنسٍ رضي الله عنه رَفَعَه:"إنَّ لله عبادًا يَعرفُونَ الناسَ بالتَّوَسُّمِ".

(1)

كما صنع ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 389 - 392) حيث أورده من حديث ابن عمر وأبي سعيد وأبي أمامة وأبي هريرة رضي الله عنهم، وكذلك أورده الصغاني في "الموضوعات"(ص 51 رقم 74)، بينما قال السيوطي: حسن صحيح. "اللآلئ المصنوعة"(2/ 278).

وقال الشوكاني: وعندي أنَّ الحديث حسنٌ لغيره، وأما صحيح فلا. "الفوائد المجموعة"(ص 244)، وقال الألباني: وجملة القول، أنَّ الحديثَ ضعيفٌ، لا حسن ولا موضوع، وإليه مال الحافظ السخاوي في "المقاصد الحسنة"، والله أعلم. "السلسلة الضعيفة"(4/ 299).

(2)

"مسند البزار"(13/ 326 رقم 6935) من طريق سعيد بن محمد الحرسي، حدثنا أبو بشر -قال: وكان ثقة- عن ثابت، عن أنس به فذكره، وقال: وهذان الحديثان لا نعلم رواهما، عن ثابتٍ، عن أنس إلا أبو بشر.

ووقع في مطبوع "البزار": "الحرسي"، وهو تصحيف، والصواب:"الجرمي" كما في سائر المصادر.

وقد وقع في الإسناد سقطٌ؛ وهو أبو عبيدة الحداد: الراوي عن أبي بشر، كما سيأتي عند الطبراني.

(3)

"المعجم الأوسط"(3/ 207 رقم 2935) من طريق سعيد قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد قال: حدثنا أبو بِشر المزلق به. وقال: لم يروه عن ثابت إلا أبو بشر، ولا عن أبي بشر إلا أبو عبيدة.

(4)

"الطب النبوي"(1/ 206 رقم 67). ورواه الطبري في تفسيره (17/ 121).

(5)

أبو بشر؛ هو بكر بن الحكم التميمي المزلق -بالزاي والقاف وتشديد اللام-، قال أبو سلمة التبوذكي: ثقة، وقال الذهبي: صدوق. وقال: روى خبرًا منكرًا، ثم ذكر حديث أنس:"إن لله عبادًا .. ". "الميزان"(2/ 59)، وقال الشيخ المعلمي: والمزلق قال فيه جماعة من الذين أخذوا عنه وليسوا من أهل الجرح والتعديل: "كان ثقة" يريدون أنه كان صالحًا خيرًا فاضلًا، أما الأئمة فقال أبو زرعة: ليس بالقوي. أقول: وهو مُقلٌّ جدًّا من الحديث، فإذا كان مع إقلاله ليس بالقوي، ومع ذلك تفرَّد بهذا عن ثابت عن أنس .. فلا أراه يستقيم الحكم بحسنه، وإن كان معناه صحيحًا، والله أعلم. "هامش تحقيقه للفوائد المجموعة"(ص 345).

ص: 185

ونحوه: قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لعِمرانَ بن حُصَينٍ رضي الله عنهما -وقد أخَذَ بطَرَفِ عمَامَتِهِ مِنْ وَرَائِهِ-: "واعلم أنَّ الله يُحبُّ النظرَ النَّافِذَ عند مَجيءِ الشُّبُهاتِ"

(1)

.

‌24 - حديث: "اتَّقوا النَّارَ ولو بشِقِّ تَمرةٍ".

الشَّيخان

(2)

عن عَدِيٍّ بن حاتمٍ، والحاكمُ

(3)

عن ابنِ عباسٍ،

(1)

رواه ابن جُمَيعٍ الصيداوي في "معجم الشيوخ"(ص 88 - 89)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(2/ 152 رقم 1080)، وقوام السُّنَّة في "الترغيب والترهيب"(1/ 264 رقم 411) مِنْ طريقِ هِلالِ بن العلاءِ الرَّقيِّ، حدَّثنا أبي، حدثنا عُمرُ بن حفصٍ العَبديُّ، عن حَوْشَبٍ، ومَطرٍ الوَرَّاقِ، عن الحسن، عن عِمرانَ بن حُصَين

به.

وهلالُ بن العلاءِ بن هلالِ الباهلي مولاهم الرَّقيُّ أبو عمر، قال أبو حاتم: صدوق. "الجرح والتعديل"(9/ 79 رقم 318)، وأبوه العلاءُ بن هِلالِ بن عُمرَ الباهليُّ الرَّقيُّ، قال أبو حاتم: منكر الحديث ضعيف الحديث، عنده عن يزيد بن زريع أحاديث موضوعة. "الجرح والتعديل"(6/ 361 رقم 1997)، وقال النسائي: يروي عنه ابنه هلالُ بن العلاءِ غيرَ حديثٍ مُنكرٍ، فلا أدري منه أُتِيَ أو مِنْ أبيه. "الكامل" (5/ 223). وعمر بن حفص العبدي؛ قال عنه يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ليس بقوي، هو على يَدَي عدلٍ. "الجرح والتعديل"(6/ 103)، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن عدي: الضَّعفُ بيِّن على رواياته. "الكامل"(5/ 49).

وحَوْشبُ بن مسلم الثقفي أبو بشر، قال أبو داود: كان مِنْ كبارِ أصحاب الحسنِ. "سؤالات الآجري"(1/ 388 رقم 737).

ومطر بن طهمان الوراق الخراساني؛ قال عنه أحمد: كان يحيى بن سعيد يُشبِّه مطرَ الوراق بابنِ أبي ليلى؛ يعني في سوء الحفظ. "العلل"(1/ 409)، وقال يحيى بن معين: صالح، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال أبو زرعة: صالح -قال ابنُ أبي حاتم: كأنه ليَّنَ أمرَه- "الجرح والتعديل"(8/ 288). فالإسناد ضعيف جدًّا لحالِ العلاءِ بن هِلالٍ، وعُمرَ بن حفصٍ العبدي.

(2)

البخاري في صحيحه (الزكاة، باب اتقوا النار ولو بشق تمرة رقم 1417)، ومسلم في صحيحه (الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة رقم 1016).

(3)

لم أجده في "المستدرك"، وقد رواه ابن خزيمة في صحيحه (2/ 1165 رقم 2429)، وأبو يعلى في مسنده (5/ 97 رقم 2707)، والطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 163 رقم 12771) من طريق عبد الرحمن بن عثمان البكراوي، عن إسماعيل المكي، عن أبي رجاء، عن ابن عباس

به.

وعبد الرحمن بن عثمان بن أمية الثقفي أبو بحر البكراوي البصري، قال علي بن المديني: =

ص: 186

وأحمدُ

(1)

عن عائشةَ، والدَّيلميُّ

(2)

عن أبي بكر الصدِّيق بزيادة: "فإنها تُقيمُ العِوَجَ، وتسُدُّ الخَللَ، وتَدفَعُ مِيْتَةَ السُّوء، وتقعُ من الجائعِ مَوقِعَهَا من الشبعان".

قال: وفي البابِ عن أبي هريرةَ

(3)

.

= ذهب حديثه، وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه ولا يحتج به. "الجرح والتعديل"(5/ 265)، وقال الحافظ ابن حجر: ضعيف. "التقريب"(3943).

وإسماعيل المكي؛ هو: إسماعيل بن مسلم، أبو إسحاق البصري، ضعفه البخاري جدًّا. "علل الترمذي الكبير"(ص 237 رقم 430)، وقال يحيى القطان: لم يزل مختلطًا، كان يحدثنا بالحديث الواحد على ثلاثة ضروب، وقال أحمد: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، ليس بمتروك، يُكتب حديثه، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(2/ 198).

وقال ابن خزيمة في الموضع السابق: وأنا أبرأ من عهدته.

الإسناد ضعيف جدًّا، والله أعلم.

(1)

"مسند أحمد"(41/ 505 رقم 25057) من طريق ابن أبي مليكة، عن عائشة به.

ورواه البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 105 رقم 298)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1/ 395 رقم 678) من طرقٍ عن ابن أبي مليكة

به.

والإسناد صحيح، والله أعلم.

(2)

كما في "الغرائب الملتقطة"(حرف الألف) من طريق أبي يعلى الموصلي.

وقد أخرجه البزار في مسنده (1/ 195 رقم 82)، وأبو يعلى في مسنده (1/ 86 رقم 85)، وفي "معجم شيوخه"(ص 92 رقم 9) من طريق محمد بن إسماعيل بن علي الوساوسي، حدثنا زيد بن الحباب العكلي، عن عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، عن شرحبيل بن سعد، عن جابر بن عبد الله، عن أبي بكر الصديق به.

والوساوسي هذا قال عنه العقيلي: قال لي أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار: كان يضع الحديث، وحديثه يدلُّ على ذلك، ثم ذكر حديث أبي بكر. "الضعفاء" (4/ 22). وقال عنه الهيثمي: ضعيف جدًّا. "المجمع"(3/ 276). فهذه الزيادة موضوعة بسببه كما يُفهم من عبارة البزار، والله أعلم.

(3)

رواه الدارقطني في سننه (الزكاة، باب تعجيل الصدقة قبل الحول 3/ 34 رقم 2015) من طريق أبي أمية بن يعلى حدثنا أبو الزناد عن الأعرج، وابن عدي في "الكامل"(1/ 317) من طريق أبي أمية بن يعلى عن سعيد عن أبي سعيد، والعقيلي في "الضعفاء"(2/ 215 رقم 753)، وابن عدي في "الكامل" (4/ 87) من طريق صلة بن سليمان قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، وابن بشران في أماليه (1/ 310 رقم 714)، =

ص: 187

وكذا فيه عن جماعةٍ آخرين

(1)

.

‌25 - حديث: "اتقِّ شرَّ منْ أحسنتَ إليه".

لا أعرفه

(2)

. ويشبه أنْ يكونَ كلامَ بعضِ السَّلفِ، وليس على إطلاقِهِ، بل هو مَحمولٌ على اللِّئامِ غيرِ الكِرام، فقد قال عليُّ بن أبي طالبٍ -كما في ثاني عشر وحادي عشري المجالسة

(3)

للدِّينَوري-: "الكريمُ يَلِينُ إذا استُعْطِفَ، واللَّئيمُ يَقسُوا إذا أُلطِفَ".

= وابن عدي في "الكامل"(7/ 210) من طريق يحيى بن عبدويه حدثنا شعبة، وحماد ابن سلمة، عن محمد بن زياد؛ أربعتهم عن أبي هريرة بنحوه.

وأبو أمية بن يعلى، قال يحيى بن معين: ضعيف ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث أحاديثه منكرة، وقال أبو زرعة: واهي الحديث ضعيف الحديث ليس بقوي. "الجرح والتعديل"(2/ 203) وقد اضطرب فيه كما في طريق الدارقطني وابن عدي، فالإسناد ضعيفٌ بسببه، ولا تنفعه متابعة صلة بن سليمان ويحيى بن عبدويه؛ فقد كذبهما يحيى بن معين. "التاريخ؛ رواية الدوري"(4/ 385 رقم 4907)، و"ميزان الاعتدال"(4/ 394 رقم 9580).

(1)

روي عن عددٍ من الصحابة رضوان الله عليهم؛ فمن ذلك: حديث عبد الله بن مسعود؛ رواه أحمد في مسنده (6/ 201 رقم 3679) من طريق إبراهيم، عن أبي الأحوص، عن عبد الله مرفوعًا بنحوه.

وإبراهيم بن مسلم العبدي أبو إسحاق الهَجَري -بفتح الهاء والجيم-، ليِّن الحديث رفع موقوفات. "التقريب"(252) فالإسناد ضعيفٌ بسببه.

وحديث أبي أمامة؛ رواه الطبراني في "الكبير"(8/ 313 رقم 8017)، و "الأوسط"(3/ 77 رقم 2542)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/ 235 رقم 1263) من طريق فضال بن الزبير ابن جابر أبو مهند الغداني قال: سمعت أبا أمامة به مرفوعًا.

وفضال بن الزبير، ويقال: ابن جبير، أبو المهنى، قال ابن عدي: ولفضال بن جبير عن أبي أمامة قدر عشرة أحاديث كلها غير محفوظة. "الكامل"(6/ 21) وقال ابن حبان: يروي عن أبي أمامة ما ليس من حديثه، لا يحلُّ الاحتجاج به بحال. "المجروحين"(2/ 204)، فالإسناد ضعيف جدًّا.

(2)

أورده الميداني "مجمع الأمثال"(1/ 145 رقم 736) وقال: هذا قريبٌ من قولهم: "سَمِّنْ كَلْبَكَ يأكُلْكَ"، وأورده القاري في "الأسرار المرفوعة"(ص 105 رقم 11)، والنجم الغزي في "إتقان ما يحسن" (1/ 34 رقم 33) وقال: ليس بحديث، والشوكاني في "الفوائد المجموعة"(ص 83 رقم 58)، والقاوقجي في "اللؤلؤ المرصوع" (ص 32 رقم 12) وقال: هذا من الأمثال.

(3)

"المجالسة وجواهر العلم"(الثاني عشر 4/ 451 رقم 1658)، و (الحادي والعشرين =

ص: 188

وعن عُمرَ بن الخطاب قال: "ما وَجَدْتُ لئيمًا قط، إلا قليلَ المُروءةِ"

(1)

.

وفي التنزيل: {وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} [التوبة: 74]

(2)

.

وقال أبو عمرو

(3)

بنُ العلاءِ -أحدُ الأئمةِ- يُخاطِبُ بعضَ أصحابه: "كُنْ مِنَ الكريمِ على حَذَرٍ إذا أهَنْتَه، ومِنَ اللَّئيمِ إذا أكْرمتَه، ومِنَ العاقِلِ إذا أحْرَجْتَه، ومِنَ الأحمقِ إذا رَحمتَه، ومِنَ الفاجرِ إذا عاشَرتَه، وليس مِنَ الأدبِ أنْ تُجيبَ مَنْ لا يسألكَ، أو تسألَ مَنْ لا يُجيبك، أو تُحدِّثَ مَنْ لا يُنصِتُ لك"

(4)

.

وفي الإسرائيليات يقولُ الله عز وجل: (مَنْ أساءَ إلى مَنْ أحسنَ إليه، فقد

= 7/ 44، 2895) من طريق مصعب عن أبيه عن جده قال: قال علي بن أبى طالب .. فذكره. ومصعب؛ هو ابن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي أبو عبد الله الزبيري المدني نزيل بغداد؛ صدوق عالم بالنسب من العاشرة. "التقريب"(6693).

وأبوه: عبد الله بن مصعب بن ثابت؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 56)، وجده: مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير؛ قال أحمد: أراه ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: صدوق كثير الغلط ليس بالقوي، وقال أبو زرعة: ليس بقوي. "الجرح والتعديل"(8/ 304)، وقال ابن حجر: لين الحديث وكان عابدًا من السابعة مات سنة سبع وخمسين وله ثلاث وسبعون. "التقريب"(6686) ومع ضعفه فإنَّ روايته عن علي بن أبي طالب منقطعة، كما هو ظاهر.

(1)

لم أقف عليه مُسندًا.

(2)

قال القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن"(10/ 305) -عند تفسير الآية المذكورة-: قال القُشَيري أبو نصر: قيل للبَجَلي: أتجدُ في كتاب الله تعالى: اتَّقِ شرَّ مَنْ أحسنتَ إليه؟ قال: نعم {وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} [التوبة: 74].

(3)

في الأصل: قال عمرو بن العلاء، والتصويب من "ز" و"م"، وهذا النص كله ساقط مِن "د".

وأبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان المازني النحوي القارئ؛ ثقة من علماء العربية، من الخامسة مات سنة أربع وخمسين. "التقريب"(8271).

(4)

رواه المعافى بن زكريا في "الجليس الصالح والأنيس الناصح"(2/ 128 - 129) من طريق الأصمعي قال: قال أبو عمرو بن العلاء: يا عبد الملك كن من الكريم

فذكره. وأورده ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(67/ 116) فقال: قال الأصمعي: قال لي أبو عمرو

به فذكره.

ص: 189

بدَّلَ نِعمَتي كُفرًا، ومَنْ أحسنَ إلى مَنْ أساءَ إليه، فقد أخلَصَ لي شكرًا)

(1)

.

وعند البيهقيِّ في "الشعب"

(2)

عن محمدِ بن حاتم المظفريِّ

(3)

قال: "اتَّقِ شرَّ مَنْ يَصحَبُكَ لنائلةٍ، فإنها إذا انقَطَعَتْ عنه لم يُعذِر، ولم يُبالِ ما قال وما قيل فيه".

وللدِّينَوَري في عِشريِّ المُجالسةِ

(4)

مِنْ طريقِ ابنِ عائشةَ

(5)

، عن أبيه

(6)

قال: قال بعضُ الحكماءِ: "لا تَضَعْ معروفكَ عند فاجرٍ

(7)

، ولا أحمقٍ، ولا لئيمٍ؛ فإنَّ الفاجرَ

(8)

يَرى ذلك ضعفًا، والأحمقَ لا يَعرِفُ قدرَ ما أتَيتَ إليه، واللَّئيمَ سَبَخةٌ

(9)

لا تُنبِتُ ولا تُثمرُ

(10)

، ولكنْ إذا أصبْتَ المؤمنَ فازْرَعْهُ مَعروفَكَ تَحصُدْ به شُكرًا". انتهى.

(1)

لم أجد لهذه الرواية مصدرًا، وفي "نزهة المجالس ومنتخب النفائس" لعبد الرحمن الصفوري (باب الحلم والصفح عن عثرات الإخوان ص 198): قال عمر رضي الله عنه: "رأيتُ ربَّ العزة في المنام فقال: يا ابنَ الخطاب تمنَّ عليَّ .. يا ابنَ الخطاب مَنْ أحسنَ إلى مَنْ أساء إليه فقد أخلص

" فذكره بالتقديم والتأخير.

(2)

"شعب الإيمان"(11/ 343 رقم 8629) من طريق أبي العباس الدغولي: سمعت محمد بن أبي حاتم المظفري يقول

فذكره.

(3)

وقع في "شعب الإيمان": (محمد بن أبي حاتم)، وما ذكره السخاوي (محمد بن حاتم)، موافق لما في "غريب الحديث"(1/ 510) وغيره من كتب الخطابي، حيث يَرِدُ ذِكره في أسانيد الخطابي.

(4)

"المجالسة"(الجزء العشرون 6/ 399 رقم 2818) حدثنا محمد بن عبد العزيز عن ابن عائشة به. ومحمد بن عبد العزيز؛ هو الدينوري، قال الذهبي: شيخ صاحب المجالسة، منكر الحديث ضعيف. "المغني في الضعفاء"(2/ 609 رقم 5771).

(5)

ابن عائشة؛ هو عبيد الله بن محمد بن عائشة، اسم جده حفص بن عمر بن موسى التيمي، وقيل له: ابن عائشة، والعائشي، والعيشي؛ نسبةً إلى عائشة بنت طلحة لأنه من ذريتها؛ ثقة جواد رمي بالقدر ولم يثبت، من كبار العاشرة، مات سنة ثمان وعشرين. "التقريب"(4334).

(6)

أبوه: محمد بن حفص بن عمر القرشي التيمي؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 71).

(7)

في الأصل، و"د"، و"المجالسة":(فاحشٍ)، والتصويب من "ز"، وهو المناسب للسياق.

(8)

كذا في الأصل و"ز" و"د"، وفي النسخة "م" وفي "المجالسة": الفاحش.

(9)

السَّبَخةُ -بفتح الباءِ-: الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تُنْبِتُ إلا بعضَ الشجر. "مختار الصحاح"(ص 141)، و"لسان العرب"(3/ 23).

(10)

في "المجالسة": لا يُنبتُ ولا يُثمرُ.

ص: 190

وفي المرفوعِ ما يشهَدُ للأخير.

‌26 - حديث: "الاثنان فما فوقهما جماعة".

ابنُ ماجه

(1)

، والدَّارقطنيُّ

(2)

في سنَنَيهما، والطَّحاويُّ في "شرح معاني الآثار"

(3)

، وأبو يَعلى في مسنده

(4)

، والحاكمُ في صحيحه

(5)

؛ كُلُّهم مِنْ حديثِ الربيعِ بن بدرِ بن عَمرو

(6)

، عن أبيه

(7)

، عن جدِّه عَمرِو بن جَرادٍ السَّعديِّ

(8)

، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه رفعه بهذا، وهو ضعيفٌ لضعفِ الربيع

(9)

.

لكن في البابِ عن أنسٍ عند البيهقيِّ

(10)

.

(1)

"سنن ابن ماجه"(إقامة الصلوات والسُّنَّة فيها، باب الاثنان جماعة رقم 972).

(2)

"سنن الدارقطني"(2/ 24 رقم 1087).

(3)

"شرح معاني الآثار"(1/ 308 رقم 1846).

(4)

"مسند أبي يعلى"(13/ 152 رقم 7223).

(5)

"المستدرك"(4/ 334) وسكت عنه.

ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(6/ 76 رقم 8903)، والعقيلي في "الضعفاء"(2/ 53)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 69) كلهم من طريق الربيع بن بدر

به.

(6)

الربيع بن بدر بن عمرو بن جراد التميمي السعدي أبو العلاء البصري، يلقب عُليلة -بمهملة مضمومة ولامين-، قال أبو حاتم: لا يشتغل به ولا بروايته، فإنه ضعيف الحديث ذاهب الحديث. "الجرح والتعديل"(3/ 455)، وقال ابن عدي: عامة حديثه ورواياته عمن يروي عنهم مما لا يتابعه أحد عليه. "الكامل"(3/ 132)، وقال ابن حجر: متروك. "التقريب"(1883).

(7)

بدر بن عمرو بن جراد السعدي، لقبه عُليلة -بضم المهملة-؛ مجهول

"التقريب"(644).

(8)

عمرو بن جراد السعدي؛ قال الذهبي: لا يُدرى من هو. "الميزان"(3/ 251 رقم 6344).

وقال ابن حجر: مجهول من الثالثة. "التقريب"(4999).

(9)

أي: ضعيف جدًّا؛ كما قال النووي في "المجموع"(4/ 196).

(10)

"السنن الكبرى"(3/ 69) قال: وقد رُوي من وجهٍ آخر أيضًا ضعيف، ثم ساقه من طريق سعيد بن زَرْبي، حدثنا ثابت عن أنس قال: .. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الاثنان جماعة، والثلاثة جماعة وما كثر فهو جماعة".

وسعيد بن زَرْبي -بفتح الزاي وسكون الراء بعدها موحدة مكسورة- أبو عبيدة =

ص: 191

وعن الحَكم بن عُمَيرٍ

(1)

عند البَغويِّ في معجمِهِ

(2)

.

وعن عبدِ الله بن عَمرٍو عند الدارقطنيِّ في أفرادِهِ

(3)

.

= الخزاعي البصري العباداني؛ قال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري: صاحب عجائب. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، عنده عجائب من المناكير. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن عدي: يأتي بأشياء لا يتابعه عليها أحد، وعامة حديثه على ذلك. وقال ابن حجر: منكر الحديث.

انظر: "التاريخ الكبير"(3/ 473)، "الجرح والتعديل"(4/ 23)، "الكامل"(3/ 368)، "تهذيب التهذيب"(2/ 17)، "التقريب"(2304). فالإسناد ضعيفٌ جدًّا.

(1)

الحكم بن عُمير -بالتصغير- الثمالي، قال الذهبي: جاء في أحاديث منكرة لا صحبة له. "الميزان"(1/ 578 رقم 2193)، وتعقبه ابن حجر في "اللسان"(2/ 251 رقم 2695) وأثبت له صحبة.

(2)

"معجم الصحابة"(2/ 107 رقم 482) مِنْ طريقِ بقيةَ، عن عيسى بن إبراهيمَ القُرشيِّ، عن موسى بن أبي حبيبٍ، عن الحكم بن عُمَيرِ الثماليِّ -وكان مِنْ أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم- مرفوعًا بلفظ الترجمة.

ورواه ابن سعد في "الطبقات"(7/ 415)، وابن عدي في "الكامل" (5/ 250) كلاهما من طريق بقية عن عيسى بن إبراهيم القرشي قال: حدثني ابن أبي حبيب

به فذكره.

وبقية بن الوليد الحمصي: مشهور بالتدليس القبيح وقد عنعن، ذكره الحافظ ابن حجر في "تعريف أهل التقديس"(ص 49 رقم 117) في المرتبة الرابعة من المدلسين، وقال: المحدث المشهور المكثر

وكان كثير التدليس عن الضعفاء والمجهولين وصفه الأئمة بذلك.

وعيسى بن إبراهيم القرشي؛ قال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(6/ 407 رقم 2802)، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: متروك الحديث. "الجرح والتعديل"(6/ 272) فالإسناد ضعيف جدًّا.

(3)

لم أجده في "أطراف الغرائب والأفراد" لابن طاهر، وقد رواه الدارقطني في سننه (2/ 24 رقم 1088) من طريق عثمان بن عبد الرحمن المدني، عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده مرفوعًا بلفظ الترجمة.

وعثمان بن عبد الرحمن المدني الزهري أبو عمرو الوقاصي، قال السعدي: ساقط، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مناكير إما إسناده أو متنه منكرًا. "الكامل"(5/ 160)، وقال ابن حجر: متروك، وكذبه ابن معين. "التقريب"(4493).

فإسناده ضعيفٌ جدًّا بسببه.

ص: 192

وعن أبي أمامةَ عند الطبرانيِّ في "الأوسط"

(1)

، وفي لفظٍ لأحمدَ

(2)

عنه: أنه صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يُصلي وحدَه فقال: "ألا رجلٌ يَتصدَّقُ على هذا فيُصلي معه"، فقامَ رجلٌ فصلى معه، فقال:"هذان جماعة".

والقصةُ المذكورةُ دون قولِهِ: "هذان جماعة" أخرجها أبو داود

(3)

، والترمذيُّ

(4)

(1)

"المعجم الأوسط"(6/ 363 رقم 6624) من طريق أبي توبة حدثنا مسلمة بن علي، عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة به فذكره وقال: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن الحارث إلا مسلمة تفرَّد به أبو توبة.

ومسلمة بن علي؛ هو الخُشَني -بضم الخاء وفتح الشين المعجمة ثم نون- أبو سعيد الدمشقي البلاطي، قال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(7/ 388 رقم 1692)، وقال دُحَيم ويحيى بن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث لا يشتغل به، قلت -أي: ابنه-: هو متروك الحديث؟ قال: هو في حدِّ الترك، منكر الحديث، وقال أبو زرعة: منكر الحديث. "الجرح والتعديل"(8/ 268)، وقال الحافظ ابن حجر: متروك. "التقريب"(6662).

فالإسناد ضعيف جدًّا.

(2)

"مسند أحمد"(36/ 526 رقم 22189)، والطبراني في "الكبير"(8/ 252 رقم 7857) كلاهما من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة به.

وعبيد الله بن زَحْر -بفتح الزاي وسكون المهملة- الضمري مولاهم الإفريقي، ضعفه أحمد، وقال علي بن المديني: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: لين الحديث، وقال أبو زرعة: لا بأس بن صدوق. "الجرح والتعديل"(5/ 315 رقم 1499)، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ من السادسة. "التقريب"(4290).

وعلي بن يزيد؛ هو الألهاني الدمشقي، قال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(6/ 301)، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث حديثه منكر، وقال أبو زرعة: ليس بقوي. "الجرح والتعديل"(6/ 209)، وقال ابن حجر: صاحب القاسم ابن عبد الرحمن؛ ضعيف. "التقريب"(4817).

قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني وله طرقٌ كلها ضعيفة. "المجمع"(2/ 173 رقم 2179).

(3)

"السنن"(الصلاة، باب في الجمع في المسجد مرتين رقم 574) من طريق سليمان الأسود، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا.

(4)

"جامع الترمذي"(الصلاة، باب ما جاء في مسجد قد صلي فيه مرة رقم 220) من طريق سليمان الناجي

به فذكره وقال: وفي الباب عن أبي أمامة وأبي موسى والحكم بن عمير.

قال أبو عيسى: وحديثُ أبي سعيد حديثٌ حسن، وهو قولُ غيرِ واحدٍ من أهل العلم =

ص: 193

مِنْ وجهٍ آخرَ صحيح

(1)

.

وعن أبي هريرة

(2)

، وآخرين

(3)

.

واستَعمَلَه البخاريُّ ترجمةً، وأوْرَدَ في البابِ ما يُؤدِّي معناه

(4)

.

= من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم من التابعين؛ قالوا: لا بأسَ أنْ يصليَ القومُ الجماعةَ في مسجدٍ قد صُليَ فيه جماعة، وبه يقول أحمد وإسحق، وقال آخرون من أهل العلم: يُصلُّون فُرَادى، وبه يقول سفيان وابن المبارك ومالك والشافعي يختارون الصلاة فُرَادى، وسليمان الناجي بصريٌّ، ويقال: سليمان بن الأسود، وأبو المتوكل اسمه علي بن داود. اهـ.

ورواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 209)، والطبراني في "الصغير"(1/ 397 رقم 665)، وابن حزم في "المحلى"(4/ 238)، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، سليمان الأسود هذا هو سليمان بن سحيم، قد احتجَّ مسلم به وبأبي المتوكل، وهذا الحديث أصلٌ في إقامة الجماعة في المساجد مرتين. ووافقه الذهبي. وأشار ابن حزم إلى تقويته. ورجال إسناديهما ثقات.

(1)

هذا نصُّ كلام الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(2/ 142).

(2)

قال ابن الملقن في "البدر المنير"(7/ 204): رواه ابن المغلس في كتابه "الموضح" عن علي بن يونس بن السكن، حدثنا إبراهيم بن عبد الرزاق الضرير، حدثنا علي ابن يحيى، حدثنا عيسى بن يونس، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به. وهذا سندٌ فيه من لا يُعرف، قال الشاشي في "تخريج أحاديث المستصفى": هذا حديثٌ لا يصحُّ لجهالة بعض رواته.

(3)

روي من حديث سلمان رضي الله عنه؛ رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(6/ 254 رقم 6140) من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن ثابت البناني، عن أبي عثمان، عن سلمان بنحوه.

والحسن بن أبي جعفر؛ هو الجُفْري -بضم الجيم وسكون الفاء- البصري؛ ضعيف الحديث مع عبادته وفضله. "التقريب"(1222). فالإسناد ضعيف بسببه.

وروي من حديث الوليد بن أبي مالك مرسلًا؛ رواه أحمد في مسنده (36/ 654 رقم 22315) من طريق الوليد قال: دخل رجل المسجد .. فذكره مرسلًا.

ورجال الإسناد كلهم ثقات، إلا أنه مرسل؛ قال الهيثمي: الوليد ليس بصحابي والحديث منقطع الإسناد. "المجمع"(2/ 174).

(4)

فعقد في كتاب الأذان من صحيحه: (باب اثنان فما فوقهما جماعة)، ثم ذكر حديث مالك بن الحويرث (رقم 658) بلفظ:"إذا حضرت الصلاةُ فأذِّنا وأقيما ثم ليؤمّكما أكبرُكُما".

ص: 194

فاستُفيدَ -كما قال شيخُنا- مِنْ ذلك: وُرُودُ هذا الحديث في الجملةِ.

‌27 - حديث: "اجتماعُ الخَضِر وإلياسَ عليهما السلام، كلَّ عامٍ في المَوْسِم".

ابنُ شاذان في "مشيخته الصغرى"

(1)

عن أبي إسحاقَ المُزَكِّي

(2)

، كما هو في فوائِدِهِ

(3)

. -تخريج الدَّارقطنيّ- مِنْ جهةِ ابنِ خزيمةَ، ثم مِنْ طريقِ الحسنِ ابن رَزِينٍ

(4)

، عن ابنِ جُريجٍ

(5)

، عن عطاءٍ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما -لا أعلمه إلا

(1)

"مشيخة ابن شاذان الصغرى"(ص 40 رقم 52) قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكِّي النيسابوري، حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا محمد بن أحمد بن زيد إملاءً علينا بعبادان حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا الحسن بن رزين

به.

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(16/ 426)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 311 رقم 403) كلاهما من طريق المُزَكِّي به.

ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 328)، والعقيلي في "الضعفاء"(1/ 224 رقم 273) من طريق محمد بن أحمد بن زيد المذاري حدثنا عمرو بن عاصم

به، وقال ابن عدي: ولا أعلم يروي هذا عن ابن جريج بهذا الإسناد غير الحسن بن رزين هذا، وليس بالمعروف، وهو من رواية عمرو بن عاصم عنه، وهذا الحديث بهذا الإسناد منكر.

ورواه العقيلي في "الضعفاء"(1/ 224 رقم 273) من طريق محمد بن كثير العبدي قال: حدثنا الحسن بن رزين عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، وقال: نحوه موقوفًا، ولا يُتابع عليه مسندًا ولا موقوفًا.

(2)

وقع في "م": (المتولي) وهو خطأ.

وأبو إسحاق المُزَكِّي -بضم الميم وفتح الزاي وفي آخرها كاف مشددة كما في "اللباب في تهذيب الأنساب"(3/ 204) -؛ هو إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه النيسابوري، قال الخطيب: وكان ثقةً ثبتًا .. انتخب عليه ببغداد أبو الحسن الدارقطني، توفي سنة (362 هـ). "تاريخ بغداد"(7/ 105 رقم 3172).

(3)

"المُزكيات"(ص 91 - 92 رقم 23) وقال: حديثٌ غريبٌ من حديث ابن جريج، لم يحدِّث به غير هذا الشيخ، عنه.

(4)

الحسن بن رزين، قال ابن عدي: حدث عن ابن جريج بما ليس بمحفوظ .. وليس بالمعروف. "الكامل"(2/ 328 رقم 462)، وقال العقيلي: بصري مجهول في الرواية. "الضعفاء"(1/ 224).

(5)

ابن جريج؛ هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، قال أحمد: كل شيءٍ =

ص: 195

مرفوعًا- قال: "يلتقي الخضرُ وإلياسُ كلَّ عامٍ بالمَوسم بمنىً، فيَحْلِق كلُّ واحدٍ منهما رأسَ صاحبه، ويتفرَّقان عن هذه الكلمات". وذكرها.

وكذا يُروى عن مَهديِّ بن هلالٍ

(1)

، عن ابنِ جُرَيجٍ نحوه

(2)

.

وهو منكرٌ مِن الوجهين، وثانيهما أشدُّ وَهَاءً.

وكذا مِنَ الواهي في ذلك: ما أخرجه الحارثُ بن أبي أسامة في مسنده

(3)

عن أنسٍ رفعه.

= قال ابن جريج: قال عطاء، أو عن عطاء، فإنه لم يسمعه من عطاء. "شرح علل الترمذي"(1/ 376).

وذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين، وقال: مشهورٌ بالعلم والثبت كثير الحديث، وصفه النسائي وغيره بالتدليس، قال الدارقطني: شر التدليس تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس؛ لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح. "تعريف أهل التقديس"(ص 41 رقم 83).

فالإسناد ضعيفٌ بسبب الحسن بن رزين، وخشية تدليس ابن جريج، وقد ضعفه ابن عدي، والعقيلي كما تقدم، وقال ابن المنادي: هذا حديثٌ واهٍ بالحسن بن رزين، والخضر وإلياس مضيا لسبيلهما. "الموضوعات لابن الجوزي"(1/ 314).

(1)

مهديُّ بن هلال أبو عبد الله البصري، قال ابن المديني: ما سمعتُ يحيى بن سعيد القطان يُصرِّح بالكذب إلا لرجلين

ومهديِّ بن هلال فإنه قال: هما كذابان، وقال ابن معين: كذاب. "الجرح والتعديل"(8/ 336)، وقال أبو داود: كان كذابًا. "سؤالات الآجري"(1/ 391 رقم 748).

(2)

قال الحافظ ابن حجر -بعد أنْ ساق رواية الحسن بن رزين وبيَّن ضعفها-: وقد جاء من غير طريقه، لكن من وجهٍ واهٍ جدًّا: أخرجه ابن الجوزي من طريق أحمد بن عمار، حدثنا محمد بن مهدي، حدثنا مهدي بن هلال، حدثني ابن جريج فذكره بنحوه ثم قال: قال ابن الجوزي: أحمد بن عمار متروكٌ عند الدارقطني، ومهدي بن هلال مثله .. "الإصابة"(3/ 260).

ولم أجده عند ابن الجوزي في "الموضوعات" ولا "العلل المتناهية"، وهذا الإسناد موضوع.

(3)

كما في "بغية الباحث"(2/ 866 رقم 926) من طريق القاسم بن بهرام، حدثنا أبان، عن أنس مرفوعًا بنحوه.

والقاسم بن بهرام؛ قال ابن حبان: أبو همدان شيخٌ كان على القضاء .. لا يجوز الاحتجاج به بحال. "المجروحين"(2/ 214)، وقال الدارقطنى: متروك. "الضعفاء والمتروكين"(رقم 619). =

ص: 196

وعند عبدِ الله بن أحمدَ في "زوائد الزهد"

(1)

، وغيرِه مِنْ حديثِ عبدِ العزيز بن أبي رَوَّاد

(2)

قال: "يجتمعُ الخضرُ وإلياسُ ببيتِ المقدسِ في شهر رمضانَ مِنْ أوَّلِهِ إلى آخره، ويُفطران على الكَرَفْس

(3)

، ويُوافيان المَوسمَ كلَّ عام". وهو مُعضلٌ.

ومثله ما يُروى عن الحسنِ البصريّ قال: "وُكِّلَ إلياسُ بالفَيَافي، والخضرُ بالبُحُور، وقد أُعطيا الخُلْدَ في الدنيا إلى الصيحةِ الأولى، وإنهما يَجتَمِعان في مَوسمِ كلِّ عامٍ"

(4)

.

إلى غيرِ ذلك مما هو ضعيفٌ كلُّه؛ مرفوعُهُ وغيرُه.

وأودَعَ شيخُنا رحمه الله في "الإصابة"

(5)

له أكثَرَه.

بل لا يثبُتْ منه شَيءٌ

(6)

.

= وأبان؛ هو ابن أبي عياش البصري، قال شعبة: لأَنْ أرتكبَ سبعينَ كبيرة أحبُّ إليَّ من أنْ أحدِّثَ عن أبان بن أبي عياش."لجرح والتعديل"(1/ 134)، وقال ابن حجر: متروك. "التقريب"(142).

فالإسناد ضعيف جدًّا.

(1)

عزاه له الحافظ ابن حجر في "الزهر النضر"(ص 105 رقم 84) وقال: هذا معضل. ولم أجده في المطبوع من "الزهد".

(2)

عبد العزيز بن أبي روَّاد -بفتح الراء وتشديد الواو-؛ صدوقٌ عابدٌ ربما وهم ورمي بالإرجاء، من السابعة مات سنة تسع وخمسين خت. "التقريب"(4096).

(3)

الكَرَفْس -بفتح الكافِ والراءِ-: بَقْلٌ عَظِيمُ المَنَافِع. "القاموس المحيط"(ص 570).

(4)

أورده ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 210) معلقًا، وأورده ابن حجر في "الإصابة"(3/ 239)، وفي "الزهر النضر في أخبار الخضر"(ص 74 رقم 31) معلقًا بصيغة التمريض.

(5)

وذلك في ترجمة الخضر من "الإصابة"(3/ 227 - 303)، وقد ألَّفَ ابنُ حجرٍ رسالةً في ذلك سَمَّاها:"الزهر النضر في أخبار الخضر"، وهي مطبوعة في مجمع البحوث الإسلامية بالهند.

(6)

قال ابن القيم: الأحاديث التي يُذكر فيها الخضر وحياته كلها كذب، ولا يصحُّ في حياته حديثٌ واحد. فذكرها، ثم قال: سُئِل إبراهيم الحربي عن تعمير الخضر وأنه باقٍ فقال: من أحالَ على غائبٍ لم ينتصف منه، وما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان. وسُئِلَ البخاريُّ عن الخضر وإلياس هل هما أحياء؟ فقال: كيف يكون هذا =

ص: 197

‌28 - حديث: "الأجرُ على قَدرِ النَّصَبِ".

هو في حديثٍ صحيحٍ متفقٍ عليه

(1)

؛ قاله صلى الله عليه وسلم لعائشةَ رضي الله عنها-بعد اعتِمَارِها: "أجرُكِ على قدرِ نَفَقَتِكِ أو نَصَبِكِ".

وفي لفظٍ: "أو تَعَبِك"

(2)

بدل: "نَصَبك".

وفي آخر: "إنَّ لكِ مِنَ الأجرِ على قدرِ نَصَبِكِ ونَفَقَتِكِ"

(3)

بواو العَطفِ.

وفي آخر: "إنما أجرُك في عمرتك على قَدرِ نَفَقَتِك"

(4)

.

= وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يبقى على رأس مئة سنة ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد"، وسُئِل عن ذلك كثير غيرهما من الأئمة فقالوا:

{وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34)} [الأنبياء: 34].

وسئل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال: لو كان الخضر حيًا لوجب عليه أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويجاهد بين يديه ويتعلَّم منه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر:"اللهم إنْ تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض" وكانوا ثلاث مئة وثلاثة عشر رجلًا معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم فأين كان الخضر حينئذ. "المنار المنيف"(ص 67 رقم 123).

وانظر: "الفِصَل " لابن حزم (5/ 37)، و"مجموع فتاوى شيخ الإسلام "(4/ 337).

(1)

"صحيح البخاري"(العمرة، باب أجر العمرة على قدر النصب رقم 1787)، و"صحيح مسلم"(الحج، باب بيان وجوه الإحرام رقم 1211) من طريق الأسود عن عائشة رضي الله عنها به، ولفظ مسلم: قلت: يا رسول الله يَصدُرُ الناسُ بنُسُكَين وأصْدُرُ بنُسُكٍ واحدٍ؟ قال: "انتظري فإذا طَهُرْتِ فاخرجي إلى التَّنْعيم فأهلِّي منه ثم القينا عند كذا وكذا -قال: أظنُّه قال: غدًا-، ولكنها على قَدرِ نَصَبِكِ أو قال: نَفَقَتِك". ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده (2/ 379 رقم 926) من طريق ابن عون، وعنده:"نَفَقَتِك أو نَصَبِك"؛ شكَّ ابن عون.

(2)

لم أجده بهذا اللفظ.

(3)

رواه ابن خزيمة في صحيحه (2/ 1417 رقم 3027)، والدارقطني في سننه (3/ 350 رقم 2729)، والحاكم في مستدركه (1/ 471) من طريق ابن عون عن القاسم عن عائشة به. وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وله شاهدٌ صحيحٌ، ثم ذكره باللفظ الآتي.

ولعله يعني بقوله: ولم يخرجاه: اللفظ الذي ذكره بواو العطف، أو أنه سبقُ قلمٍ، والله أعلم.

(4)

رواه الدارقطني في سننه (3/ 350 رقم 2728)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 252 رقم 826)، والحاكم في مستدركه (المناسك 1/ 471) من طريق مهران، =

ص: 198

قال النوويُّ: وظاهره أنَّ الثوابَ والفضلَ في العبادةِ بكَثْرَةِ النَّصَبِ والنَّفَقَةِ

(1)

.

قال شيخُنا: وهو كما قال، ولكنه ليسَ بمُطَّرِدٍ، فقد تكون بعضُ العبادةِ أخفَّ مِنْ بعضٍ وهي أكثرُ فضلًا وثوابًا، بالنسبةِ إلى الزمان؛ كقيامِ ليلةِ القَدرِ بالنسبةِ

(2)

لقيامِ ليالي رمضان وغيرها، وبالنسبةِ للمكان؛ كصلاةِ ركعتين في المسجدِ الحرامِ بالنسبةِ لصلاةِ

(3)

ركعاتٍ في غيره، وبالنسبةِ إلى شرفِ العبادةِ المالية والبدنية؛ كصلاةِ الفريضةِ بالنسبةِ إلى أكثرَ مِنْ عَدَدِ ركعاتِها أو أطولَ مِنْ قراءتها، ونحو ذلك مِنْ صلاةِ النافلة، وكَدِرْهَمٍ مِنَ الزكاةِ بالنسبةِ إلى أكثرَ منه مِن التطوُّع.

أشارَ إلى ذلك ابنُ عبدِ السَّلام في "القواعِدِ"

(4)

؛ قال: وقد كانت الصلاةُ قُرَّةَ عينِ النبي صلى الله عليه وسلم وهي شاقَّةٌ على غيره، وليست صلاةُ غيرِه مع مَشقَّتِها مساويةٌ لصلاتِهِ مُطلقًا، والله أعلم

(5)

.

‌29 - حديث: "أحبُّ الأسماءِ إلى الله: عبدُ الله، وعبدُ الرحمن".

مسلمٌ

(6)

مِنْ حديثِ عُبَيدِ الله بن عُمرَ، عن نافعٍ، عن ابنِ عُمرَ رضي الله عنهما رفعه بهذا.

= عن سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة مرفوعًا به.

وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا مهران.

ومهران؛ هو ابن أبي عمر الرازي، قال يحيى بن معين: كان شيخًا مسلمًا، كتبتُ عنه، وكان عنده غلطٌ كثيرٌ في حديث سفيان، وقال أبو حاتم: ثقة صالح الحديث. "الجرح والتعديل"(8/ 301)، وقال البخاري: في حديثه اضطراب. "التاريخ الكبير"(7/ 429 رقم 1881)، وقال ابن معين أيضًا: ثقةٌ. "الكامل"(6/ 462)، وقال العقيلي: روى عن الثوري أحاديث لا يُتابع عليها. "الضعفاء"(4/ 229).

فهذا الإسناد ضعيفٌ لأنه من رواية مهران الرازي عن سفيان الثوري، والله أعلم.

(1)

"شرح النووي على صحيح مسلم"(8/ 152 - 153).

(2)

في هذا الموضع جملة مكررة موجودة في الأصل و "ز"، وغير موجودة في "م"، وهي:(إلى الزمان كقيام ليلة القدر بالنسبة).

(3)

في "م" بدل (بالنسبة لصلاة): (كصلاة).

(4)

"قواعد الأحكام في إصلاح الأنام"(1/ 42 - 45)، و (1/ 53).

(5)

"فتح الباري"(3/ 611).

(6)

"صحيح مسلم"(الآداب، باب النهي عن التكني بأبي القاسم رقم 5709).

ص: 199

‌30 - حديث: "أحبُّ البِقاعِ إلى الله مساجدُها، وأبغضُ البلادِ إلى الله أسواقُها".

مسلمٌ

(1)

مِنْ حديثِ عبدِ الرحمن بن مهرانَ مولى أبي هريرة، عن مولاه به مرفوعًا بلفظ:(البلاد).

ولأحمدَ

(2)

، وأبي يعلى

(3)

، والبزار

(4)

، والحاكم

(5)

وصحَّحَ إسنادَه،

(1)

"صحيح مسلم"(المساجد، باب فضل الجلوس في مصلاه رقم 671).

(2)

"مسند أحمد"(27/ 308 رقم 16744) قال: حدثنا أبو عامر قال: حدثنا زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه به.

(3)

"مسند أبي يعلى"(13/ 329 رقم 7403) من طريق عبد الملك بن عمرو أبي عامر به.

(4)

"مسند البزار"(8/ 352 رقم 3430) من طريق أبي عامر العقدي به فذكره وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن جبير بن مطعم إلا بهذا الإسناد، وعبد الله ابن محمد بن عقيل قد احتَمَلُ الناسُ حديثَه، وقد بيَّنا ما يجبُ في حديثه في غير هذا الموضع، وقد رُوي هذا الكلام عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوهٍ فاجْتَزَينا بحديثٍ جُبَير، إلا أنْ يزيدَ أحدٌ ممن روى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنُخرج ذلك لعلة الزيادة، ولم يروِ ابن عقيل عن محمد بن جبير غير هذا الحديث.

وعبد الله بن عقيل مختلف فيه، وقد مشَّاه جماعة من الأئمة، كما تقدم في الحديث (3). وزهير بن محمد التميمي أبو المنذر الخراساني؛ قال أحمد: مستقيم الحديث، وقال أبو حاتم: محلُّه الصدق وفي حفظه سوء، وكان حديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه، فما حدَّث من كتبه فهو صالح، وما حدَّث من حفظه ففيه أغاليط. وقال البخاري: أحاديثُ أهل العراق عن زهير بن محمد مُقاربة مُستقيمة، ولكنَّ الوليد ابن مسلم وأبو حفص عمرو بن أبي سلمة وأهل الشام يروون عنه مناكير، وكان أحمد يقول: كأنَّ ما يروي أهل الشام عن زهير بن محمد هو رجلٌ آخر .. وقال ابن عدي: ولعل الشاميين حيث رووا عنه أخطأوا عليه، فإنه إذا حدَّثَ عنه أهل العراق فرواياتهم عنه شبه المستقيم، وأرجو أنه لا بأس به.

وقال الحافظ: ثقة إلا أنَّ روايةَ أهل الشام عنه غير مستقيمة فضُعِّفَ بسببها.

انظر: "الجرح والتعديل"(3/ 590)، "جامع الترمذي"(رقم 296، 3291)، و"ترتيب العلل الكبير للترمذي"(ص 381، ح 713، ص 396 - 397)، الكامل لابن عدي (3/ 223)، و"التقريب"(2049).

لكن رواية أبي عامر العقدي عنه مستقيمة، كما في "تهذيب الكمال"(9/ 417).

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 135 رقم 6326): ورجال أحمد وأبي يعلى والبزار رجال الصحيح خلا عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو حسن الحديث وفيه كلام.

(5)

"المستدرك"(العلم 1/ 89 - 90)، و (البيوع 2/ 7) من طريق أبي حذيفة موسى =

ص: 200

والطبراني

(1)

؛ كلهم عن جُبير بن مطعم أنه صلى الله عليه وسلم لما سُئِلَ عن خيرِ البِقَاع وشَرِّها قال: "لا أدري حتى نزَلَ جبريل" الحديث.

ولابنِ حبان

(2)

، والحاكمِ

(3)

وصحَّحَه عن ابنِ عمرَ نحوه.

وفي الباب عن واثِلَةَ بلفظ: "شرُّ المَجالسِ الأسواقُ والطُّرقُ، وخيرُ المَجالسِ المساجدُ، وإنْ لم تَجلِسْ في المسجدِ فالزمْ بيتَكَ"

(4)

.

= ابن مسعود، حدثنا زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل به فذكره، وقال: قد احتجَّا جميعًا برواة هذا الحديث، إلا عبد الله بن محمد بن عقيل، وقد تفرَّد البخاريُّ بالاحتجاج بأبي حذيفة، وهذا الحديث أصلٌ في قول العالم: لا أدري، وله شاهدٌ عن عبد الله بن محمد بن عقيل .. ثم ذكره في (1/ 90) من طريق ابن المبارك، عن عمرو بن ثابت، عن عبد الله بن محمد بن عقيل بنحوه، وقال: عمرو بن ثابت؛ هو ابن أبي المقدام الكوفي، وليس من شرط الشيخين وإنما ذكرتُه شاهدًا، ورواية عبد الله بن المبارك عنه حتى حثَّني على إخراجه، فإني قد عَلَوتُ فيه من وجهٍ لا يعتمد.

وأبو حذيفة موسى بن مسعود؛ صدوق سيء الحفظ، وتقدمت ترجمته في الحديث (10).

وعمرو بن ثابت؛ هو ابن أبي المقدام الكوفي، تركه ابن المبارك، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث يكتب حديثه، كان رديء الرأي شديد التشيُّع، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(6/ 223)، وقال ابن حجر: ضعيف رمي بالرفض. "التقريب"(4995).

(1)

"المعجم الكبير"(2/ 128 رقم 1545) من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل به.

(2)

"صحيح ابن حبان"(4/ 476 رقم 1599) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عطاء بن السائب، عن مُحارب بن دِثار، عن ابن عمر، بنحو حديث جبير.

(3)

"المستدرك"(العلم 1/ 90)، وفي (البيوع 2/ 7) من طريق جرير، عن عطاء بنحوه.

وسكت عنه الحاكم، وقال الذهبي في التعليق: صحيح.

وعطاء بن السائب؛ هو الثقفي الكوفي: صدوق اختلط من الخامسة. "التقريب"(4592).

ورواية جرير بن عبد الحميد عنه ليست بذاك، كما قال يحيى بن معين. "رواية الدوري"(3/ 309 رقم 1465)، فالإسناد ضعيفٌ لكنه يتقوى بما قبله، فيصير حسنًا لغيره، والله أعلم.

(4)

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 60 رقم 142) من طريق بِشر بن عَون، حدثنا بكَّار بن تميم عن مكحول، عن واثلة مرفوعًا به. =

ص: 201

ولأبي نعيم في كتاب "حرمة المساجد"

(1)

عن ابنِ عباسٍ رفعه: "أبغضُ البِقاعِ إلى الله الأسواقُ، وأبغضُ أهلِها إلى الله أوَّلُهم دخولًا وآخِرُهم خُرُوجًا".

ولمسلمٍ في المَناقبِ مِنْ صحيحِهِ

(2)

(مِنْ حديثِ)

(3)

أبي عثمانَ، عن سلمانَ قال:(لا تكونَنَّ -إنْ استَطَعْتَ- أوَّل مَنْ يدخلُ السُّوقَ، ولا آخِرَ مَنْ يَخرجُ منها؛ فإنها معركةُ الشَّيطانِ، وبها يَنصِبُ رايَتَه)، وذَكَرَ حديثًا.

‌31 - حديث: "أحبُّ الدينِ إلى الله: الحَنِيفيةُ السَّمْحَةُ".

في: "إني بُعِثتُ"

(4)

.

= وبشر بن عون، وبكار بن تميم؛ مجهولان، كما قال أبو حاتم. "الجرح والتعديل"(2/ 408 رقم 1605)، فالإسناد ضعيفٌ، وفي متنه زيادات تمنع من تقويته بما قبله، والله أعلم.

(1)

لم أقف على هذا الكتاب، وقد نَسَبَه له الذهبي في "سير أعلام النبلاء"(19/ 306).

والحديث رواه أبو الشيخ في "العظمة"(2/ 674) من طريقِ عثمان بن عبد الله، حدثنا مُبشر بن إسماعيل الحلبي، حدثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس به مطولًا.

ورواه القضاعي في "مسند الشهاب"(2/ 253 رقم 1301) من طريق محمد بن زياد، عن ابن عباس مختصرًا بنحو حديث أبي هريرة.

وعثمان بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان؛ قال ابن حبان: روى عن الليث ابن سعد، ومالك وابن لهيعة، ويضع عليهم الحديث، كتب عنه أصحاب الرأي، لا يحلُّ كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار. "المجروحين"(2/ 102)، وقال ابن عدي: .. وحدث في كل موضع بالمناكير عن الثقات

ولعثمان غير ما ذكرت من الأحاديث أحاديث موضوعات. "الكامل"(5/ 176 رقم 1336)، وقال الألباني: موضوع؛ آفته عثمان بن عبد الله .. "السلسلة الضعيفة"(13/ 1142 رقم 6500).

ولا تنفعه متابعة محمد بن زياد -وهو الطحان اليشكري الجزري-، فقد قال عنه أحمد: أعورٌ كذابٌ خبيثٌ يضعُ الحديث، وقال ابن عدي: وكان كذابًا خبيثًا .. "الكامل"(6/ 129).

(2)

"صحيح مسلم"(المناقب، باب من فضائل أم سلمة أم المؤمنين رقم 2451).

(3)

في "م": (عن).

(4)

في الأصل، وسيأتي برقم (217).

ص: 202

‌32 - حديث: "أحِبُّوا العَرَبَ لثلاثٍ: لأني عربيٌّ، والقرآنَ عربيٌّ، وكلامَ أهلِ الجنةِ عربيٌ".

الطبرانيُّ في معجميه "الكبير"

(1)

و"الأوسط"

(2)

، والحاكمُ في مستدركه

(3)

، والبيهقيُّ في "الشعب"

(4)

، وتمامٌ في فوائده

(5)

، وآخرون

(6)

؛ كلُّهم مِنْ حديثِ العلاءِ بن عمرٍو الحنفيِّ

(7)

، حدثنا يحيى بن بُرَيدٍ الأشعريُّ

(8)

، عن ابنِ جُرَيجٍ، عن عطاءٍ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما رفعه بهذا.

(1)

"المعجم الكبير"(11/ 185 رقم 11441) من طريق العلاء بن عمرو الحنفي به.

(2)

"المعجم الأوسط"(5/ 369 رقم 5583) من طريق العلاء بن عمرو الحنفي به فذكره، وقال: لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا يحيى بن بُرَيد تفرَّد به العلاء بن عمرو.

(3)

"المستدرك"(فضل كافة العرب 4/ 87) من طريق العلاء بن عمرو الحنفي به، فذكره وقال: تابعه محمد الفضل عن ابن جريج، ثم أورده بعد ذلك من طريق محمد ابن الفضل، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس بنحوه ثم قال: حديث يحيى ابن يزيد، عن ابن جريج حديثٌ صحيحٌ، وإنما ذكرتُ حديثَ محمد بن الفضل متابعًا له. وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال: بل يحيى ضعفه أحمد وغيره

وأما الفضل فمتهم، وأظن الحديث موضوعًا.

(4)

"شعب الإيمان"(3/ 34 رقم 1364)، و (3/ 160 رقم 1496) من طريق العلاء ابن عمرو به فذكره، وقال: تفرَّد به العلاء بن عمرو عن يحيى بن يزيد.

(5)

"فوائد تمام"(1/ 61 رقم 134).

(6)

كالعقيلي في "الضعفاء"(3/ 348) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 292 رقم 859)، وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة"(2/ 112 رقم 268)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(20/ 140) كلهم من طريق العلاء بن عمرو الحنفي به.

(7)

العلاء بن عمرو الحنفي؛ قال أبو حاتم: ما رأينا إلا خيرًا. "الجرح والتعديل"(6/ 359)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 504) وقال: ربما خالف. وذكره في "المجروحين"(2/ 185) وقال: شيخٌ يروي عن أبي إسحق الفزاري العجائب، لا يجوز الاحتجاج به بحال. وقال الأزدي: لا يُكتب حديثه. "لسان الميزان"(5/ 467)، وقال الذهبي: متروك. "الميزان"(3/ 103 رقم 5737).

وقال الألباني: لعل قول أبي حاتم هذا

قبلَ أنْ يطلع على روايته للأحاديث المكذوبة، وإلا فتوثيقه لا يتفق في شيءٍ مع تكذيبه لحديثه

لكن قد يُقال: ما دام أنَّ الحديث له عللٌ كثيرة فجائزٌ أنْ تكونَ العلةُ عند أبي حاتم في غير العلاء هذا، والله أعلم. "السلسلة الضعيفة"(1/ 293).

(8)

يحيى بن بُريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، قال ابن نمير: =

ص: 203

وابنُ بُرَيدٍ والراوي عنه: ضعيفان، وقد تفرَّدَا به، كما قاله الطبرانيُّ، والبيهقيُّ

(1)

.

ومتابعةُ محمدِ بن الفضلِ

(2)

التي أخرجها الحاكمُ أيضًا مِنْ جهتِهِ، عن ابنِ جُرَيجٍ لا يُعتَدُّ بها؛ فابنُ الفضلِ لا يَصلُحُ للمتابعةِ، ولا يُعتَبَرُ بحديثِهِ؛ للاتفاقِ على ضَعْفِهِ واتِّهامِهِ بالكذبِ، ولكنْ لحديثِ ابنِ عباس شاهدٌ رواه الطبراني أيضًا في "معجمه الأوسط"

(3)

مِنْ روايةِ شِبْلِ بن العلاءِ

= ما يَسْوَى تَمرة، وقال يحيى بن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ليس بالمتروك، يُكتب حديثه، وقال أبو زرعة: منكر الحديث. "الجرح والتعديل"(9/ 131).

تنبيه: وقع في عدة مصادر ضبطه هكذا: "يحيى بن يزيد" بالزاي، وهو تصحيف، والصواب:"بُريد" كما في "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (1/ 225).

(1)

وقال العقيلي: منكر لا أصل له. "الضعفاء"(3/ 348)، وقال أبو حاتم: هذا حديثٌ كذبٌ. "علل الحديث" لابن أبي حاتم (مسألة 2641)، وقال الذهبي: هذا موضوع. "الميزان"(3/ 103)، وأورده مرعي الكرمي في "الفوائد الموضوعة"(ص 141 رقم 202)، وقال: ضعيف جدًّا. وقال الألباني: موضوع، وله ثلاث علل .. فذكرها. "السلسة الضعيفة"(1/ 293 رقم 160).

(2)

محمد بن الفضل بن عطية العبدي مولاهم الكوفي، قال أحمد: ليس بشيء حديثه حديث أهل الكذب. "العلل ومعرفة الرجال"(2/ 549 رقم 3601)، وقال يحيى ابن الضريس لعمرو بن عيسى -وحدَّث عن محمد بن الفضل-: ألم أنهكَ عن هذا الكذاب؟! وقال عمرو بن علي: متروكُ الحديثِ كذاب. وقال أبو حاتم: ذاهبُ الحديث تُرِكَ حديثُه. "الجرح والتعديل"(8/ 57)، وقال الجوزجاني: كان كذابًا سألت ابنَ حنبل عنه فقال: ذاكَ عَجَبٌ يجيئُكَ بالطَّامات. "أحوال الرجال"(ص 202).

(3)

"المعجم الأوسط"(9/ 69 رقم 9147) من طريق عبد العزيز بن عمران، حدثنا شبل ابن العلاء به فذكره وقال: لم يروِ هذا الحديث عن شبل إلا عبد العزيز بن عمران، تفرَّدَ به إبراهيم بن المنذر، ولا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد.

وعبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز الزهري المدني، قال عنه البخاري: لا يكتب حديثه، منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(6/ 29 رقم 1585)، وقال ابن حجر: متروك احتَرَقَت كتبه فحدَّث من حفظه فاشتدَّ غلطه. "التقريب"(4114).

ص: 204

ابن عبدِ الرحمن

(1)

، عن أبيه

(2)

، عن جدِّه، عن أبي هريرة مرفوعًا:"أنا عربيٌّ، والقرآنُ عربيٌّ، وكلامُ أهلِ الجنةِ عربيٌّ".

وهو مع ضَعْفِهِ

(3)

أيضًا أصحُّ مِنْ حديثِ ابنِ عباس.

وأخرج أبو الشيخ في "الثواب"

(4)

بسندٍ ضعيفٍ أيضًا، عن عطاءِ ابن أبي مَيمونةَ

(5)

، عن أبي هريرة مرفوعًا:"أحبُّوا العربَ وبقاءَهم؛ فإنَّ بقاءَهم نورٌ في الإسلام، وإنَّ فَنَاءَهم ظُلمةٌ في الإسلام".

(1)

شِبْل -بكسر المعجمة وسكون الموحدة- بن العلاء بن عبد الرحمن؛ هو الحُرَقي، قال ابن عدي: روى أحاديث مناكير. "الكامل"(4/ 47)، وقال الدارقطني: ليس بالقوي ويخرج حديثه. "سؤالات البرقاني"(ص 36 رقم 223).

(2)

هو العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي -بضم المهملة وفتح الراء بعدها قاف- أبو شبل المدني، قال أحمد: ثقة. "العلل"(2/ 482 رقم 3171)، وقال يحيى ابن معين: ليس حديثه بحجة، وقال أبو زرعة: ليس هو بأقوى ما يكون، وقال أبو حاتم: صالح، وقال أيضًا: روى عنه الثقات وأنا أنكر من حديثه أشياء. "الجرح والتعديل"(6/ 357)، وقال الحافظ: صدوق ربما وهم. "التقريب"(5247).

(3)

يعني أنه ضعيف جدًّا، بسبب حال عبد العزيز بن عمران، وأما حديث ابن عباس فهو موضوع، كما تقدمٍ. وقول المؤلف:(أصح) لا يعني الصحة الاصطلاحية، وإنما أنه أقوى أو أقل ضعفا.

(4)

الكتاب مفقود، وقد أسنده الديلمي، كما في "الغرائب الملتقطة"(حرف الألف) من طريق محمد بن الخطاب عن عطاء بن أبي ميمونة به.

وأخرجه أيضًا أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(4/ 273 رقم 1027) من طريق محمد بن عبد الصمد بن جابر الضبي، قال: حدثني أبي، عن عطاء به، وعنه: أبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان"(2/ 340).

(5)

عطاء بن أبي ميمونة؛ هو البصري أبو معاذ، واسم أبي ميمونة منيع: ثقة رمي بالقدر من الرابعة مات سنة إحدى وثلاثين. "التقريب"(4601).

ولم أجد من ذكر له سماعًا من أبي هريرة، وقال الألباني: ويبعدُ أنْ يكونَ سَمِعَ منه، بل لعله وُلِدَ بعدَ وفاةِ أبي هريرة، فإنَّ بين وفاتَيهما اثنتين وسبعين سنة على الأقل .. "السلسلة الضعيفة"(2/ 47) ومحمد بن الخطاب؛ هو ابن جبير بن حية الثقفي، قال أبو حاتم: لا أعرفه. "الجرح والتعديل"(7/ 246)، وقال الأزدي: منكر الحديث. "ميزان الاعتدال"(3/ 537).

ومحمد بن عبد الصمد بن جابر الضبي؛ قال أبو حاتم: لا أعرفه، والأحاديث التي رواها عن أبيه مناكير. "الجرح والتعديل"(8/ 16). =

ص: 205

وفي حبِّ العربِ أحاديثٌ كثيرةٌ، أفرَدَهَا بالتأليف العراقيُّ

(1)

؛

منها مما في الأفراد للدارقطني

(2)

عن ابنِ عمرَ رفعه: "حبُّ العربِ إيمانٌ، وبُغضهم نفاقٌ".

وعن أنسٍ مثله بزيادةٍ أخرجه الديلميُّ

(3)

.

وعن البراءِ أخرجه البيهقيُّ في "الشعب"

(4)

، ولكنه قال: إنَّ المَحفوظَ

= وأبوه: عبد الصمد بن جابر؛ ضعفه يحيى بن معين. "الميزان"(2/ 619)، وقال عنه ابن حبان: يخطئ كثيرًا ويهم فيما يروي على قلة روايته. "المجروحين"(2/ 150) فالإسناد ضعيف بسببهما.

(1)

واسم كتابه: "محجة القرب إلى محبة العرب" وقد طبع في دار العاصمة، سنة 1420 هـ.

(2)

كما في "أطراف الغرائب والأفراد" لابن طاهر (3/ 369 رقم 2944) وقال: غريبٌ من حديث الزهري عن سالم، تفرَّد به روح بن جبير عن ابن عيينة عنه.

وقد أسنده الديلمي كما في "الغرائب الملتقطة"(حرف الحاء) فقال: قال الدارقطني في "الأفراد": فساقه من طريق مورع بن حبر، حدثنا سفيان، عن الزهري، عن سالمٍ، عن أبيه به فذكره. والراوي عن سفيان: روح بن جبير أو: مورع بن حبر؛ لم أجد له ترجمة.

(3)

كما في "الغرائب الملتقطة"(حرف الحاء) من طريق الهيثم بن حماد، عن ثابت، عن أنس رفعه. وأخرجه الحاكم في "المستدرك"(4/ 87) من طريق الهيثم ابن حماد، عن ثابت، عن أنس بلفظ حديث ابن عمر فذكره، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

وتعقَّبَه الذهبي بقوله: الهيثم بن حماد متروك.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(2/ 333) من طريق الهيثم بن جمَّاز، عن ثابت، عن أنس مرفوعًا بزيادة:"فمن أحبَّ العرب فقد أحبني، ومن أبغض العرب فقد أبغضني". ثم قال: هذا حديثٌ غريبٌ من حديث ثابت عن أنى، تفرَّد به الهيثم ابن جمَّاز.

الهيثم بن جمَّاز (وما وقع في بعض المصادر: حمَّاد؛ تصحيف)؛ هو البكَّاء، قال أحمد: منكر الحديث تُرِكَ حديثُه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث. "الجرح والتعديل"(9/ 81)، وقال ابن عدي: أحاديثه أفراد غرائب عن ثابت، وفيها ما ليس بالمحفوظ. "الكامل"(7/ 102) فالإسناد ضعيفٌ بسببه.

(4)

"شعب الإيمان"(3/ 159 رقم 1495) أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أخبرنا داود بن محمد بن العباس بالكوفة، حدثنا أبو الحَرِيش أحمد بن عيسى، حدثنا =

ص: 206

مِنْ حديثِ البراءِ معناه في الأنصار، قال: وإنما يُعرفُ هذا المتنُ مِنْ حديثِ الهيثمِ بن جمَّاز، عن ثابت عن أنس.

يعني كما أخرجه الدَّيلميُّ.

ومنها ما للبيهقيِّ

(1)

أيضًا مِنْ حديثِ زيدِ بن جُبَيرٍ

(2)

، عن داودَ بن الحُصَينِ

(3)

،

= مؤمّل بن إهاب، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا ابن أبي ليلى، عن عدي بن ثابت، عن البراء به فذكره، وقال: كذا جاء به، والمحفوظ عن شعبة: عن عدي بن ثابت، عن البراء بمعناه.

وأبو عبد الرحمن السُّلمي: فيه كلامٌ شديد، كما تقدم في الحديث (8).

وداود بن محمد؛ لم أقف على ترجمته.

وأبو الحَرِيش أحمد بن عيسى الكلابي الكوفي؛ ذكره أبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه (1/ 342 رقم 24) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وابن أبي ليلى؛ هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي القاضي أبو عبد الرحمن: صدوق سيء الحفظ جدًّا من السابعة. "التقريب"(6081).

والإسناد ضعيف جدًّا بسبب السُّلمي، وفيه أكثر من راوٍ ضعيف أو مجهول.

(1)

"شعب الإيمان"(3/ 162 - 163 رقم 1500) من طريق ابن عدي -وهو في "الكامل"(3/ 203) - من جهة زيد بن جبيرة، عن داود بن الحصين، عن ابن أبي رافع، عن علي رفعه، وقال ابن عدي: وابن أبي رافع هذا هو عبيد الله بن أبي رافع.

وقال البيهقي: زيدٌ غير قوي في الرواية والله أعلم. والأحاديث في فضل العرب ثم فضل قريش كثيرةٌ لا يَحتَمِلُ هذا الموضوع إيرادُ جميعِها، والذي ذهَبَ إليه بعضُ الناسِ في تفضيلِ العجمِ على العربِ خلافُ ما مضى عليه صدرُ هذه الأمة، والذي رُوي في ذلك من الأحاديث أكثره بَاطل، لا ينبغي لأهلِ العلمِ أنْ يشتغل بمذهبه، وبما رُوِيَ فيه.

(2)

كذا في سائر النسخ المعتمدة، والصواب: زيد بن جبيرة؛ وهو ابن محمود بن أبي جبيرة، أبو جبيرة الأنصاري، قال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(3/ 390 رقم 1299)، وقال يحيى بن معين: لا شيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث جدًّا، متروك الحديث، لا يكتب حديثه. "الجرح والتعديل"(3/ 559)، وقال ابن حجر: متروك. "التقريب"(2122).

(3)

في سائر النسخ المعتمدة: داود بن الحُسين، وجاء على الصواب في نسخة دار الكتب (1134)؛ وداود بن الحصين؛ هو الأموي مولاهم أبو سليمان المدني: ثقة

"التقريب"(1779)

ص: 207

عن ابنِ أبي رافعٍ، عن أبيه

(1)

، عن عليٍّ مرفوعًا:"مَنْ لم يَعرِفْ حقَّ عِتْرَتي والأنصارِ والعربِ؛ فهو لأَحَدُ ثلاثٍ: إما منافقٌ، وإما لِزَنْيَةٍ، وإما لغيرِ طُهُور" يعني حملَتْه أمُّه على غيرِ طُهورٍ.

وقال: زيدٌ غيرُ قويٍّ في الروايةِ.

‌33 - حديث: "احْتَرِسُوا مِنَ الناسِ بسوءِ الظَّنِّ".

أحمدُ في الزهد

(2)

، والبيهقيُّ في سننه

(3)

وغيرها

(4)

؛ كلاهما مِنْ قولِ مُطَرِّفِ بن عبدِ الله بن الشِّخِّيرِ -أحدِ التابعين-، زاد البيهقيُّ أنه يُروى عن أنسٍ مرفوعًا.

وهو كذلك عند الطبرانيِّ في "الأوسط"

(5)

، والعسكريِّ في "الأمثال"، مِنْ وجهين عن بقيةَ، عن معاويةَ بن يحيى

(6)

، عن سليمانَ بن مسلمٍ

(7)

، عن أنسٍ.

(1)

كلمة (أبيه) كذا في سائر النسخ المعتمدة، وليست في "شعب الإيمان"، ولا "الكامل" لابن عدي.

والإسناد ضعيف جدًّا بسبب زيد بن جبيرة.

(2)

"الزهد" لأحمد (ص 297) وإسناده صحيح.

(3)

"السنن الكبرى"(10/ 129) به فذكره، وقال: وروي ذلك عن أنس بن مالك مرفوعًا.

(4)

كذا في سائر النسخ المعتمدة، وفي نسخة دار الكتب (رقم 1134)، والتيمورية:(وغيرهما)، ولعله الصواب، لأني لم أجده في غير "السنن الكبرى" من كتب البيهقي. وقد رواه أبو نعيم في "الحلية"(2/ 210) من قول مُطرِّف به.

(5)

"المعجم الأوسط"(1/ 189 رقم 598) من طريق داود بن رُشيد، و (9/ 175 رقم 9458) من طريق سلم بن قادم، ورواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 402) من طريق عمر بن عثمان؛ ثلاثتهم عن بقية بن الوليد، عن معاوية بن يحيى، عن سليمان بن مسلم، عن أنس بن مالك مرفوعًا فذكراه، وقال الطبراني: لم يُروَ هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد تفرَّد به بقية.

(6)

معاوية بن يحيى الصدفي أبو روح الدمشقي، قال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: .. ضعيف الحديث في حديثه إنكار، وقال أبو زرعة: ليس بقوي، أحاديثه كلها مقلوبة، ما حدث بالرَّي، والذي حدث بالشام أحسن حالًا. "الجرح والتعديل"(8/ 384).

(7)

سليمان بن مسلم؛ لعلَّه مؤذن مسجد ثابت البناني، قال العقيلي: ولا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به. "الضعفاء"(2/ 140).

ص: 208

وقال أولهما

(1)

: إنه لا يُروى عن أنس إلا بهذا الإسناد تفرَّدَ به بقيةُ.

هذا وقد أخرجه تمام في "فوائده"

(2)

مِنْ حديثِ إبراهيمَ بن طَهْمانٍ، عن أبانَ بن أبي عياشٍ

(3)

عن أنسٍ مرفوعًا أيضًا.

بل رواه أيضًا

(4)

مِنْ جهةِ محمودِ بن محمدِ بن الفضلِ الرافقيِّ

(5)

، عن أحمدَ بن أبي غانمٍ الرافقيِّ، عن الفِرْيابيِّ، عن الأوزاعيِّ، عن حسّانَ ابن عطيةَ، عن طاوسَ، عن ابنِ عباسٍ، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"مَنْ حسَّنَ ظنَّه بالناسِ كثُرَتْ نَدَامَتُه".

ومِنْ هذا الوجهِ أورَدَه ابنُ عساكر في تاريخه

(6)

.

ولأبي الشيخ

(7)

، ومِنْ طريقِهِ الدَّيلميُّ في مسنده

(8)

عن عليِّ ابن أبي طالبٍ رضي الله عنه مِنْ قولِهِ: "الحَزمُ سوءُ الظَّنِّ".

(1)

الطبراني في "الأوسط"، وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/ 531): أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق أنس، وهو من رواية بقية بالعنعنة، عن معاوية بن يحيى -وهو ضعيف- فله علتان، وصحَّ من قول مُطرِّف التابعي الكبير، أخرجه مسدد.

(2)

"فوائد تمام"(1/ 278 رقم 692) من طريق إبراهيم بن طهمان

به.

(3)

أبان بن أبي عياش البصري: متروك الحديث، كما تقدم في الحديث (27).

فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه، ولا يمكن أنْ تتقوَّى به الطريق السابقة.

وقد رُوِيَ من قول الحسن البصري؛ رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(2/ 177). وإسناده صحيح.

(4)

تمام في "فوائده"(2/ 77 رقم 1188) من طريق محمود بن محمد بن الفضل الرافقي به فذكره.

(5)

محمود بن محمد بن الفضل أبو العباس التميمي المازني الرافقي الأديب؛ ترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(57/ 126) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

(6)

"تاريخ دمشق"(57/ 126 ترجمة محمود بن محمد بن الفضل الرافقي) من طريق تمام في فوائده.

قال الألباني: باطل

والحديث مع ضعف سنده فإنه باطل عندي لأنه يتضمَّن الحضَّ على إساءةِ الظنِّ بالناس، وهذا خلافُ المقرَّر في الشرع أنَّ الأصل إحسان الظنِّ بهم. "السلسلة الضعيفة"(3/ 293).

(7)

في الثواب، قال السيوطي في "الدرر المنتثرة" (ص 102 رقم 200): أبو الشيخ بسند واهٍ جدًّا.

(8)

"مسند الفردوس"(النسخة السعيدية) بإسناده إلى هشام بن محمد السائب =

ص: 209

وأخرجه القضاعيُّ في "مسند الشهاب"

(1)

عن عبدِ الرحمن بن عائِذٍ رفعه مرسلًا.

وكلُّها ضعيفةٌ؛ وبعضها يَتقوَّى ببعضٍ

(2)

، وقد أفردْتُه

= الكلبي، حدثني عمرو بن شَمِر عن جابر بن يزيد الجعفي، عن علي بن أبي طالب موقوفًا عليه.

وهشام بن محمد السائب الكلبي؛ قال أحمد: من يحدث عنه؟! إنما هو صاحب سمر ونسبة، وما ظننتُ أنَّ أحدًا يحدِّث عنه! "الكامل"(7/ 110)، وقال ابن حبان: يروي عن أبيه ومعروف مولى سليمان والعراقيين العجائب والأخبار التي لا أصول لها .. وكان غاليًا في التشيع، أخباره في الأغلوطات أشهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفها. "المجروحين"(3/ 91)، وقال الدارقطني وغيره: متروك. وقال ابن عساكر: رافضي، ليس بثقة. "ميزان الاعتدال"(4/ 304).

وعمرو بن شَمِر (ووقع في "الغرائب الملتقطة": بحر)؛ قال الجوزجاني: كذَّابٌ زائغ. "أحوال الرجال"(ص 56 رقم 44)، وقال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(6/ 344 رقم 2583).

وجابر بن يزيد بن الحارث الجعفي أبو عبد الله الكوفي؛ متروك على الراجح؛ قال الذهبي: وثَّقه شعبةُ فشذَّ وترَكَه الحفاظُ. "الكاشف"(1/ 288). وانظر "تهذيب التهذيب"(2/ 41).

والإسناد ساقط بسبب الكلبي وعمرو بن شَمِر.

(1)

"مسند الشهاب"(1/ 48 رقم 24) من طريق أبي تقي، حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا الوليد بن كامل، عن نصر بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ رفعه مرسلًا فذكره.

ورواه أبو حاتم الرازي -كما في "المراسيل" لابنه (ص 124 رقم 445) - من طريق أبي تقي، فذكره وقال: هو مرسل لم يدرك ابن عائذ النبي صلى الله عليه وسلم.

والوليد بن كامل؛ هو أبو عبيدة البجلي الشامي، قال أبو حاتم: شيخ. "الجرح والتعديل"(9/ 14)، وقال ابن حجر: لين الحديث، من السابعة. "التقريب"(7450).

فالإسناد ضعيف لحال الوليد بن كامل، ولخشية تدليس بقية، وللإرسال.

(2)

قال الألباني -في معرض كلامه على الحديث-: وضعَّفَه السخاوي أيضًا، ولكنه لم يُصرِّح بضَعْفِه الشديد كما فعل السيوطي، وذلك منه تقصيرٌ؛ لأنه قد يَغتَرَّ بعضهم باقتصاره على التضعيف، فيظنُّ أنه من النوع الذي ينجبر ضعفه بمجيئه من طرقٍ أخرى! بل ذلك ما وقع فيه السخاوي نفسه، فإنه قد قال بعد أنْ ساقَ هذه الطرق والطريق الآتية عن ابن عباس:"وكلها ضعيفة، وبعضها يتقوَّى ببعض". فأقول: إنَّ هذه التقوية غيرُ جاريةٍ على قواعدِ علمِ الحديث، لأنَّ شرطَهَا أنْ لا يَشتَدَّ ضعفُ =

ص: 210

في جزءٍ

(1)

، وأوردتُ فيه الجمعَ بينها وبين قوله تعالى:{اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ} [الحجرات: 12]

(2)

.

وما أشبهها مما في الحديث؛ كالحديث الآتي في المؤمن

(3)

، وكحديث عائشة:"مَنْ أساءَ بأخيه الظنَّ فقد أساءَ بربه؛ لأنَّ الله يقول: {اجْتَنِبُوا} الآية"

(4)

.

‌34 - حديث: "أُحْثُوا في وجوهِ المَدَّاحين التُّرابَ".

مسلم

(5)

، وأحمد

(6)

، وأبو داود

(7)

، وغيرهم

(8)

: عن المِقدادِ بن الأسودِ مرفوعًا به.

= مُفرداتِ الطرق، وهذا مفقودٌ هنا كما تقدَّم بيانه. زِدْ على ذلك أنَّ الحديثَ مخالفٌ للنصوص الصحيحة كما سبق ذكره .. "السلسلة الضعيفة"(3/ 293).

(1)

اسمه: "القول المتين في تحسين الظن بالمخلوقين" ذكره المؤلف في "الضوء اللامع"(8/ 18 - 19).

(2)

قال العجلوني في "كشف الخفاء"(1/ 55): وقد يجاب بحمل الحديث "احترسوا"، ونحوه على أهل التُّهمة ونحوهم، والآية ونحوها على خلافهم.

(3)

يقصد حديث "المؤمن غِرٌ كريم"، وسيأتي في الأصل.

(4)

أورده الديلمي في "مسنده"(نسخة لا له لي) من غير إسناد.

(5)

"صحيح مسلم"(الزهد والرقائق، باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراطٌ رقم 3002) من طريق أبي معمر قال: قام رجلٌ يُثني على أميرٍ من الأمراء، فجعل المقداد يحثي عليه الترابَ، وقال:"أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ نحثيَ في وجوهِ المداحين التراب".

(6)

"مسند أحمد"(39/ 250 رقم 23828) من طريق مجاهد عن أبي معمر قال: قام رجلٌ يثني على أميرٍ من الأمراء فجعل المقداد

فذكره بنحوه. وإسناده صحيح؛ رجاله رجال الشيخين.

(7)

"سنن أبي داود"(الأدب، باب في كراهية التمادح رقم 4804) من طريق همام

فذكره.

(8)

كالترمذي في جامعه (2393)، وابن ماجه في سننه (3742)، والبخاري في "الأدب المفرد"(ص 120 رقم 339)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(13/ 393 رقم 26784)، وأبي بكر بن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1/ 229 رقم 295) من طرقٍ عن أبي معمر، عن المقداد بن الأسود

بلفظ الترجمة. وقال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح.

ص: 211

‌35 - حديث: "احذَرُوا صُفْرَ الوجوهِ".

الدَّيلميُّ في مسنده

(1)

مِنْ حديثِ رجاءَ بن نوح البَلْخيِّ

(2)

، عن زيدِ ابن الحُباب

(3)

، عن عِمرانَ بن حُدَيْرٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ مرفوعًا به بزيادة:"فإنِّه إنْ لم يكن مِنْ عِلَّةٍ أو سَهَرٍ، فإنَّه مِنْ غِلٍّ في قلوبهم للمسلمين".

وأورَدَه هو وأبوه

(4)

بلا سندٍ عن أنسٍ مرفوعًا بلفظ: "إذا رأيتُم الرجلَ أصفرَ الوجه مِنْ غيرِ مَرَضٍ ولا عِبادةٍ، فذاكَ مِنْ غِشِّ الإسلامِ في قلبه".

وقال شيخُنا: إنه لم يقفْ له على أصلٍ عنه، وإنْ ذكره ابنُ القيِّمِ في "الطب النبوي" له فذاك بغيرِ سَنَدٍ

(5)

.

(1)

كما في "الغرائب الملتقطة"(حرف الألف) من طريق أبي سعيد أحمد ابن محمد بن مهدي، عن أحمد بن محمد بن الحسين البلخي، عن رجاء بن نوح البلخي

به.

أحمد بن محمد بن مهدي أبو سعد (ووقع في "الغرائب الملتقطة": سعيد) القزويني؛ ترجم له الرافعي في "تاريخ قزوين"(2/ 348 - 349) وذكر أنه روى عن أبي حاتم الرازي، ولكنه لم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وأحمد بن محمد بن الحسن البلخي؛ قال الذهبي: كان مشتهرًا بالشرب، قاله الإسماعيلي، وقال الحاكم: وقع إليَّ من كتبه بخطه وفيها عجائب. "الميزان"(1/ 134).

(2)

رجاء بن نوح البلخي؛ أبو بكر، خدم سفيان الثوري سبع سنين، روى عنه عصام ابن يوسف، وأثنى عليه .. "فتح الباب في الكنى والألقاب لابن منده"(1/ 150 رقم 1147).

(3)

زيد بن الحُباب -بضم المهملة وموحدتين- أبو الحسين العُكْلي -بضم المهملة وسكون الكاف- قال أحمد: كان صدوقًا وكان يضبط الألفاظ عن معاوية بن صالح ولكن كان كثير الخطأ. "سؤالات أبي داود"(ص 319 رقم 432)، وقال علي بن المديني ويحيى بن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوقٌ صالح الحديث. "الجرح والتعديل"(3/ 561 رقم 2538). والحديث أورده القاري في "الأسرار المرفوعة"(ص 105 رقم 12)، والشوكاني في "الفوائد المجموعة"(ص 509 رقم 115)، وقال الألباني في "السلسلة الضعيفة" (5/ 87 ر قم 2067): موضوع.

(4)

"الفردوس بمأثور الخطاب"(1/ 261 رقم 1013)، وقال الألباني في "السلسلة الضعيفة" (14/ 185 رقم 6576): موضوع.

(5)

لم أجد كلام الحافظ ابن حجر ولا كلام الإمام ابن القيم في "الطب النبوي" له.

ص: 212

قلت: قد ذكره أبو نعيم في "الطب"

(1)

مِنْ حديثِ حمادِ بن المُباركِ

(2)

، عن السِّنْديِّ بن شَاهَكٍ

(3)

، عن الأوزاعيِّ، عن رجلٍ، عن أنسٍ رفعه مثله سواء.

وفي ثالثِ عَشَرِ المُجالَسَةِ للدِّينَوَريِّ

(4)

مِنْ طريقِ ابنِ جُرَيجٍ، عن مجاهدٍ في قولِ الله تعالى:{سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح: 29]، قال: ليس بالنَّدبِ، ولكنْ مِنْ صفرةِ الوجوهِ والخُشُوعِ.

‌36 - حديث: "أحقُّ ما أخذتُم عليه أجرًا كتابُ الله".

في: "إنَّ أحق"

(5)

.

(1)

"الطب النبوي" لأبي نعيم (1/ 206 رقم 68) من طريق عبد الله بن أبي داود، حدثنا حماد بن المبارك، حدثنا السندي بن شاهك

به فذكره.

(2)

حماد بن المبارك؛ الظاهر أنه أبو جعفر الأزدي السجستاني، قال عنه أبو حاتم: مجهول. "الجرح والتعديل"(3/ 148 رقم 647).

(3)

كذا في جميع ما وقفتُ عليه من نسخٍ للمقاصد، و"الطب النبوي"، وفي مطبوع المقاصد ومصادر الترجمة: السري بن إسماعيل، وهو الصواب؛ فالسَّريُ بن إسماعيل هو ابن عم الأوزاعي ويروي عنه، وأما السِّنْديُ بن شَاهَك فهو صاحب الشرطة في عهد الرشيد العباسي. "الأعلام للزركلي"(7/ 168)، ولم أجد له رواية عن الأوزاعي. وأكثر الأئمة على ترك حديث السَّري بن إسماعيل، كما في "الجرح والتعديل"(4/ 282 رقم 1216)، فالإسناد ضعيف جدًّا.

(4)

"المجالسة وجواهر العلم"(الثالث عشر 5/ 95 رقم 1898) من طريق خالد ابن خداش، عن سفيان بن عيينة عن ابن جريج

به فذكره.

وخالد بن خداش -بكسر المعجمة وتخفيف الدال وآخره معجمة- أبو الهيثم المهلبي مولاهم البصري صدوق يخطئ من العاشرة مات سنة أربع وعشرين. "التقريب"(1623).

وابن جريج مدلِّس وقد عنعن، وقد تكلم يحيى بن معين في سماعه من مجاهد، وقال: سمع منه حرفًا أو حرفين، كما في "سؤالات ابن الجنيد"(ص 142 رقم 405)، و"الجرح والتعديل"(1/ 245) فالإسناد ضعيف.

(5)

في الأصل: وسيأتي برقم (218) من هذا القسم المحقق.

ص: 213

‌37 - حديث: "أُحِلَّتْ لنا مَيْتَتَانِ ودَمَان: السَّمكُ والجَرَادُ، والكَبِدُ والطِّحالُ".

الشافعيُّ

(1)

، وأحمدُ

(2)

، وابنُ ماجه

(3)

، والدارقطنيُّ

(4)

، والبيهقيُّ

(5)

؛ مِنْ حديثِ عبدِ الرحمن بن زيدِ بن أسلمَ

(6)

، عن أبيه، عن ابنِ عمر رفعه بهذا.

وهو عند الدارقطنيِّ أيضًا

(7)

مِنْ حديثِ سليمانَ بن بلالٍ، عن زيدِ ابن أسلمَ به موقوفًا، وقال: إنه أصحُّ.

(1)

"مسند الشافعي"(2/ 173 رقم 607) أخبرنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم

به فذكره.

(2)

"مسند أحمد"(10/ 15 رقم 5723) حدثنا سريج، حدثنا عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم .. به.

(3)

"سنن ابن ماجه"(3218)، و (3314) من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم

به.

(4)

"سنن الدارقطني"(5/ 490 رقم 4732) من طريق عبد الرحمن وعبد الله ابنَي زيد ابن أسلم به نحوه.

(5)

"السنن الكبرى"(9/ 257)، و (10/ 7) من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم به، ورواه في "السنن الكبرى"(1/ 254) من طريق سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر موقوفًا، وقال: وهذا إسناد صحيح وهو في معنى المسند. ورواه في (1/ 254) من طريق عبد الرحمن وأسامة وعبد الله بني زيد به مرفوعًا، وقال: أولاد زيد هؤلاء كلهم ضعفاء، جرحهم يحيى بن معين، وكان أحمد بن حنبل وعلي ابن المديني يوثقان عبد الله بن زيد، إلا أنَّ الصحيح من هذا الحديث هو الأول. (أي: الموقوف).

(6)

عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؛ هو العدوي مولاهم، قال أحمد: ضعيف، وقال أبو حاتم: ليس بقوي الحديث كان في نفسه صالحًا وفي الحديث واهيًا، ضعَّفه علي -يعني: ابن المديني- جدًّا. "الجرح والتعديل"(5/ 233)، وقال ابن حجر: ضعيف من الثامنة. "التقريب"(3865).

(7)

في "العلل"(11/ 266 رقم 2277)، و (13/ 157 رقم 3038)، وقال: هو الصواب.

وأشار ابن أبي حاتم في "العلل"(مسألة 1524) إلى رواية القعنبي؛ عن أسامة وعبد الله ابنَي زيد، عن أبيهما، عن ابن عمر موقوفًا، وروى الموقوف العقيلي في "الضعفاء"(2/ 331) من طريق أسامة بن زيد، والبيهقي في "السنن الكبرى" كما تقدم.

ص: 214

وكذا صحَّحَ المَوقوفَ: أبو زرعةَ، وأبو حاتم

(1)

.

ومع ذلك فحُكمها الرفع

(2)

.

‌38 - حديث: "إحياءُ أبويِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم حتى آمنا به"

(3)

.

أورَدَه السُّهَيليُّ

(4)

عن عائشةَ، وكذا الخطيبُ في "السابق واللاحق"

(5)

.

(1)

كلام أبي زرعة في "العلل" لابن أبي حاتم (مسألة رقم 1524)، ولم أجد كلام أبي حاتم. وقال أحمد عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: روى حديثًا منكرًا .. فذكر الرواية المرفوعة. "العلل ومعرفة الرجال"(3/ 271 رقم 5204)، وكذا رجَّح الموقوف البيهقي في "السنن الكبرى" كما تقدم، وأعلَّ ابن حبان في "المجروحين"(2/ 58) الرواية المرفوعة.

(2)

وقال البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 254): وهو في معنى المسند. وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير"(1/ 34 رقم 11) الرواية الموقوفة التي صححها أبو حاتم وغيره هي في حكم المرفوع؛ لأنَّ قولَ الصحابي: "أحِلَّ لنا وحُرِّم علينا كذا"، مثل قوله:"أُمِرْنا بكذا ونُهِينا عن كذا"، فيَحصُلُ الاستدلال بهذه الرواية لأنها في معنى المرفوع، والله أعلم.

(3)

(حتى آمنا به): ليست في "ز".

(4)

في "الروض الأنف"(فصل: موت آمنة وزيارته لها 1/ 299).

وأسنده ابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"(ص 489 رقم 656) من طريق أبي غزية محمد بن يحيى الزهري قال: حدثنا عبد الوهاب بن موسى الزهري، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت

فذكره.

وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 11 رقم 546) من طريق أبي غزية قال: حدثني عبد الوهاب بن موسى، قال: حدثني مالك بن أنس، عن أبي الزناد

به فذكره، وقال: هذا حديثٌ موضوعٌ بلا شكّ، والذي وضعه قليل الفهم عديم العلم، إذْ لو كان له علمٌ لعلِمَ أنَّ منْ مات كافرًا لا ينفعه أنْ يؤمنَ بعد الرجعة، لا، بلْ لو آمن عند المعاينة لم ينتفع، ويكفي في ردِّ هذا الحديث قوله تعالى:{فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ} [البقرة: 217].

وأبو غزية هذا قال عنه الدارقطني: يضع. "الضعفاء والمتروكين"(رقم 482)، وقال الدارقطني أيضًا: والإسناد والمتنان باطلان، ولا يصحُّ لأبي الزناد عن هشام عن أبيه عن عائشة شيءٌ، وهذا كذِبٌ على مالك، والحمل فيه على أبي غزية، والمتهم بوضعه هو أو من حدث به عنه

"لسان الميزان"(5/ 480)، وقال الذهبي: لا يُدرى منْ ذا الحيوان الكذَّاب، فإنَّ هذا الحديث كذِبٌ مخالِفٌ لما صحَّ أنه عليه السلام استأذن ربَّه في الاستغفار لها فلم يأذَنْ له. "الميزان"(2/ 684). وأورده الشوكاني في "الفوائد الموضوعة"(ص 91 رقم 47).

(5)

عزاه له السهيلي في الموضع السابق، وابن كثير كما سيأتي، وهو غير موجود =

ص: 215

وقال السُّهَيليُّ: إنَّ في إسنادِهِ مَجاهيل.

وقال ابنُ كثير

(1)

: إنه حديثٌ منكرٌ جدًّا، وإنْ كان ممكنًا بالنظرِ إلى قدرةِ الله تعالى، لكنَّ الذي ثَبَتَ في الصحيحِ يُعارِضُه

(2)

.

وفي "الوسيط للواحدي"

(3)

عند قولِهِ تعالى: {وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ} [البقرة: 119] قال: قرأ نافع: تَسْألْ -بفتح المثناة الفوقية وجزم اللام- على النهي للنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه سأل جبريلَ عن قبرِ أبيه وأمِّهِ، فدَلَّه عليهما، فذهبَ إلى القَبرَينِ ودعا لهما

(4)

، وتمنَّى أنْ يَعرِفَ حالَ أبويه في الآخرة، فَنَزلتْ.

وما أحسنَ قول حافظِ الشامِ ابنِ ناصرِ الدين:

حَبَى الله النبيَّ مَزيدَ فَضْلٍ

على فَضْلٍ وكان به رؤوفًا

فأحْيَا أمَّه وكذا أباه

لإيمانٍ به فضْلًا لطيفًا

فسَلِّمْ فالقديمُ بذا قديرٌ

وإنْ كانَ الحديثُ به ضعيفًا

= في المطبوع في دار الصميعي، وقد قام المحقق (د. محمد مطر الزهراني رحمه الله بإلحاق هذا الحديث في الملحق الذي جعله في آخر الكتاب للنصوص التي عُزِيَت للكتاب، ولم يجدها في النسخة التي بين يديه.

(1)

لم أجد هذا النص، والذي وجدته في تفسيره (2/ 42) قوله: والحديث المروي في حياة أبويه عليه السلام ليس في شيءٍ من الكتب الستة ولا غيرها، وإسناده ضعيف والله أعلم. وقال في (7/ 296) -بعد أن ذكر حديثًا غريبًا-: وأغربُ منه وأشدُّ نكارةً ما رواه الخطيب البغدادي في كتاب "السابق واللاحق" بسندٍ مجهول، عن عائشة في حديثٍ فيه قصة: أنَّ الله أحيا أمَّه فآمنتْ ثم عادتْ .. وقد قال الحافظ ابن دِحْيَةَ: هذا الحديث موضوعٌ يرُدُّه القرآن والإجماع، قال الله تعالى:{وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ} [النساء: 18].

(2)

وذلك أنه جاء في "صحيح مسلم"(203) من حديث أنس: "أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: في النار. فلما قفى دعاه فقال: إنَّ أبي وأباك في النار". وفي "صحيح مسلم" أيضًا (976) من حديث أبي هريرة قال: "زار النبي صلى الله عليه وسلم قبرَ أمِّه، فبكى وأبْكى منْ حوله، فقال: استأذنتُ ربي في أنْ أستغفرَ لها فلم يُؤذنْ لي، واستأذنته في أنْ أزورَ قبرها فأذِنَ لي

".

(3)

"الوسيط"(1/ 198).

(4)

كلمة (لهما) سقطت من "م".

ص: 216

وقد كتبتُ فيه جزءًا

(1)

.

والذي أراه الكفَّ عن التعرُّضِ لهذا إثباتًا ونفيًا

(2)

.

‌39 - حديث: "أُخْبُرْ تَقْلِه"

(3)

.

أبو يعلى في مسنده

(4)

، والعسكري في "الأمثال"، والطبراني في "الكبير"

(5)

؛ ثلاثتهم مِنْ حديثِ بقيةَ بن الوليدِ، عن أبي بكر بن أبي مريم

(6)

،

(1)

وللسيوطي أيضًا جزءٌ بعنوان: "مسالك الحنفا في والديِّ المصطفى" مطبوع ضمن "الحاوي للفتاوي"(2/ 191)، وجزء بعنوان "التعظيم والمِنَّة في أنَّ أبوي النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة"، ذكره حاجي خليفة في "كشف الظنون"(1/ 423).

(2)

بل الواجب القطع بأنهما ماتا على الكفر كما تقدم في الحديث الصحيح، وقد قال البيهقي في "دلائل النبوة"(باب ذكر وفاة عبد الله أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووفاة أمه آمنة بنت وهب 1/ 192): قلت: كيف لا يكون أبواه وجده بهذه الصفة في الآخرة، وكانوا يعبدون الوثن حتى ماتوا، ولم يدينوا دين عيسى بن مريم عليه السلام، وأمرهم لا يقدح في نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنَّ أنكحة الكفار صحيحة؛ ألا تراهم يُسلمون مع زوجاتهم فلا يلزمهم تجديد العقد.

(3)

قال المناوي: (أُخْبُر) -بضم الهمزة والموحدة- أمر بمعنى الخبر .. "فيض القدير"(1/ 267).

(4)

كما في "المطالب العالية"(11/ 870 رقم 2723)، وعنه ابن عدي في "الكامل"(2/ 38) من طريق بقية بن الوليد به.

(5)

لم أجده في "المعجم الكبير"، وهو عنده في "مسند الشاميين"(2/ 358 رقم 1493)، وعند البزار في "مسنده"(10/ 41 رقم 4101)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1/ 369 رقم 635)، وأبي الشيخ في "الأمثال"(ص 92 رقم 117) من طرقٍ عن بقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن عطية بن قيس المذبوح به فذكروه، وقال الطبراني: قال بقية: يعني أنك إذا اخْتَبَرْتَ الناسَ بدا لكَ من أكبرهم ما لا ترضى منهم حتى تقلاهم. وقال البزار: منكر مرفوع.

وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف. "المجمع"(8/ 170).

(6)

أبو بكر بن أبي مريم؛ هو ابن عبد الله بن أبي مريم الغساني الشامي، وقد ينسب إلى جده، قيل: اسمه بكير وقيل: عبد السلام، قال أحمد: ضعيف كان عيسى لا يرضاه. وضعفه يحيى بن معين، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، منكر الحديث. "الجرح والتعديل"(2/ 404)، وقال ابن حجر: ضعيف وكان قد سُرِقَ بيتُه فاختلط، من السابعة. "التقريب"(7974).

ص: 217

عن عطيةَ بن قيسٍ

(1)

.

وقال الطبرانيُّ في روايته: عن عطيةَ المَذبوح: ثم اتفقوا عن أبي الدَّرداءِ رفعه به.

وكذا أخرجه ابنُ عديٍّ في كامله

(2)

مِنْ جهةِ بقيةَ بلفظ: "وجدتُ الناسَ اخْبُرْ تَقْلِهْ".

ورواه الحسنُ بن سفيان، ومِنْ طريقِهِ أبو نعيم في "الحلية"

(3)

مِنْ حديثِ بقيةَ أيضًا باللفظ الأول، لكنه قال: عن أبي عطية المذبوح.

ورواه الطبراني في "الكبير"

(4)

، والعسكري في "الأمثال" مِنْ حديثِ أبي حيوةَ شُريحِ بن يزيد، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن سعيد بن عبدِ الله الأفطسِ

(5)

، وسفيانَ بن المَذبوحِ؛ كلاهما عن أبي الدرداءِ: أنه كان يقول:

(1)

عطية بن قيس؛ هو الكلابي وقيل: بالعين المهملة بدل الموحدة، أبو يحيى الشامي: ثقة مقرئ من الثالثة مات سنة إحدى وعشرين وقد جاز المائة خت م 4. "التقريب" (4622). ويُعرف بالمذبوح، كما في "تاريخ دمشق"(40/ 467)، و"السير"(5/ 325)، وقال الذهبي: وأرسل عن أبي الدرداء. فالإسناد ضعيفٌ؛ بسبب الانقطاع وعنعنة بقية وضعف ابن أبي مريم.

(2)

"الكامل"(2/ 38) حدثنا أبو يعلى فذكره من جهة بقية بلفظ: "أُخْبُر تقله".

(3)

"حلية الأولياء"(5/ 154) حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا سويد بن سعيد وعمرو بن عثمان قالا: حدثنا بقية، حدثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن أبي عطية المذبوح به. وقوله فيه: عن أبي عطية المذبوح، تصحيفٌ والصواب: عطية المذبوح.

(4)

لم أجده في المطبوع من "المعجم الكبير"، ولا في كتب الطبراني الأخرى.

(5)

كذا في النسخ المعتمدة، والصواب: سعد بن عبد الله الأغطش -بمعجمتين - الخزاعي مولاهم الشامي، ويقال: سعيد، لين الحديث من الرابعة. "التقريب"(2246).

وروايته عند القضاعي في "مسند الشهاب"(1/ 369 رقم 636) من طريق عبد الله بن واقد عن أبي بكر ابن أبي مريم، عن سعيد بن عبد الله، عن أبي الدرداء فذكره مرفوعًا.

وعبد الله بن واقد؛ هو الحراني أبو قتادة، قال البخاري: تركوه، منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(5/ 219)، وقال ابن حجر: متروك، وكان أحمد يثني عليه، =

ص: 218

"ثِقْ بالناس رُوَيْدًا"، ويقول:"اخْبُرْ تَقْلِهْ"

(1)

.

وكلها ضعيفةٌ؛ فابنُ أبي مريم وبقيةُ ضعيفان.

ورواه العسكريُّ مِنْ جهةِ حَوْثرةَ بن محمدٍ

(2)

، حدثنا سفيان

(3)

، عن سعيد بن حسانَ، عن مجاهد قال:"وجدتُ الناس كما قيل: اخْبُرْ منْ شئتَ تَقْلِهْ".

ومِنْ شواهدِهِ: ما اتَّفقَ عليه الشَّيخان

(4)

عن ابنِ عمر مرفوعًا: "الناسُ كإبلِ مائةٍ، لا تَجِدُ فيها راحلةً".

(وقد بينتُ معناهما في الجزءِ المُشارِ إليه قريبًا)

(5)

.

وقوله: (تَقْلِه) مِنَ القَلْي: البُغضُ، يُقالُ: قَلَاه يَقلِيه قَلىً وقِلىً إذا أبغَضَه، وهو بالكسرِ والفتحِ معًا.

لكنْ قال الجوهريُّ: إذا فَتَحْتَ مَدَدْتَ، وتَقْلَاه لغةُ طَيْء

(6)

. يقول:

= وقال: لعله كبر واختلط، وكان يدلِّس من التاسعة. "التقريب"(3687).

فالإسناد ضعيف جدًّا.

(1)

وفي "الزهد لابن المبارك"(ص 61 رقم 185) قال: أخبرنا سفيان قال: قال أبو الدرداء فذكره موقوفًا بلفظ: "وجدتُ الناسَ أُخْبُر تَقْلِه".

وسفيان هنا لم يتبين لي من هو، وابن المبارك يروي عن الثوري وابن عيينة وسفيان التمار.

(2)

حَوْثَرة -بفتح أوله وسكون الواو بعدها مثلثة مفتوحة- ابن محمد أبو الأزهر البصري الوراق، ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 215)، وقال ابن حجر: صدوق. "التقريب"(1591).

فالإسناد حسن بسببه، والله أعلم.

(3)

هو ابن عيينة، كما في مصادر ترجمة حَوثرة.

(4)

البخاري في صحيحه (الرقاق، باب رفع الأمانة رقم 6498)، ومسلم في صحيحه (فضائل الصحابة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: الناس كالإبل مائة رقم 2547).

(5)

ما بين قوسين سقط من "م"، وقد كتب في هامش الأصل: في حديث "احترسوا .. ". وهو الحديث رقم (33)، والجزء المشار إليه هو "القول المتين في تحسين الظن بالمخلوقين".

(6)

"الصحاح للجوهري"(قلا 6/ 2467) قال: إذا فتحت القاف مددت.

وتتمة الكلام في "لسان العرب"(15/ 198).

ص: 219

جَرِّب الناسَ، فإنَّك إذا جرَّبتَهُم قَلَيْتَهم وتَركْتَهُم، لِمَا يظهرُ لك مِنْ بَوَاطنِ سرائِرِهم.

لفظُهُ لفظُ الأمرِ، ومعناه الخبر؛ أي: مَنْ جرَّبَهم وخَبَرهم، أبْغَضَهَم وتركهم.

والهاء في تَقْلِهْ للسَّكْتِ، ومعنى

(1)

نَظْمِ الحديثِ: وجدتُ الناسَ مَقُولًا فيهم هذا القولُ.

وقد أخرج الطبراني

(2)

عن ابنِ عمر رفعه: "يا أبا بكر تَنَقَّ وتَوَقَّ".

وهو عند أبي نعيم في "المعرفة"

(3)

عن شيبانَ

(4)

غيرِ منسوبٍ.

وللخرائطيّ في "المكارم"

(5)

مِنْ حديثِ يحيى بن المُختارِ، عن الحسن

(1)

كلمة (معنى) سقطت من "م".

(2)

لم أجده بهذا اللفظ، وفي "المعجم الصغير"(2/ 46 رقم 754) من طريق أبي بلال الأشعري، عن عبد الله بن مسعر بن كدامِ، في أبيه، عن وبرة بن عبد الرحمن، عن ابن عمر: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: "تنقَّه وتوقَّه". ورواه عنه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 267)، وقال الطبراني: لم يروه عن مسعر إلا ابنه عبد الله، تفرَّد به أبو بلال، ومعنى الحديث عندنا الطبراني -والله أعلم- أنه قال: تنقَّ الصديق واحذره. وبلغني عن بعض أهل العلم أنه فسَّره بمعنى آخر قال: معناه: اتقِ الذنوبَ واحذر عقوبتها. وأبو بلال الأشعري: اسمه كنيته، ضعفه الدارقطني. "المغنى في الضعفاء"(2/ 775 رقم 7357).

وعبد الله بن مسعر بن كدام، قال أبو حاتم: متروك الحديث. "الجرح والتعديل"(5/ 181).

وقال العقيلي: عن أبيه لا يُتابع عليه ولا يُعرف إلا به. "ضعفاء العقيلي"(2/ 304). فالإسناد ضعيف جدًّا.

(3)

"معرفة الصحابة"(3/ 1429) من طريق قاسم بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه عن سنان مرفوعًا بلفظ:"تبقَّى وتوقَّى"، ووقع في "الإصابة" (4/ 486):"تنقَّ وتوقَّ".

وقاسم بن أبي شيبة؛ أخو أبي بكر وعثمان ابنَي أبي شيبة؛ قال النسائي وابن عدي: ضعيف. "الضعفاء والمتروكين"(رقم 496)، و"الكامل"(6/ 276)، وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن، فالإسناد ضعيف.

(4)

كذا في سائر النسخ المعتمدة، ووقع في "المعرفة" و"الإصابة": سِنان.

(5)

"مكارم الأخلاق ومعاليها"(ص 242 رقم 742) من طريق يحيى بن المختار به فذكره.

ص: 220

قال: "تَنَقَّوْا الإخوانَ والأصحابَ والمجالسَ، وأحِبُّوا هَونًا وأبغضوا هَونًا؛ فقد أفرَطَ أقوامٌ في حبِّ أقوامٍ فهَلَكوا، وأفرَطَ أقوامٌ في بغض أقوامٍ فهَلَكوا. إنْ رأيتَ دونَ أخيك سِتْرًا فلا تَكشِفْه".

‌40 - حديث: "اختلاف أمتي رحمة".

البيهقيُّ في "المدخل"

(1)

مِنْ حديثِ سليمانَ بن أبي كَريْمة

(2)

، عن جُوَيْبِر، عن الضَّحَّاكِ

(3)

، عن ابنِ عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مهما أُوتِيتُم مِنْ كتابِ الله، فالعملُ به لا عُذرَ لأحدٍ في تركه، فإنْ لم يكن في كتابِ الله، فسُنةٌ مني ماضيةٌ، فإنْ لم تكن سُنةٌ مني، فما قال أصحابي، إنَّ أصحابي (بمنزلةِ النجومِ في السماء، فأيّما أخذتم به اهتديتم، واختلافُ أصحابي)

(4)

لكم رحمةٌ".

ومِنْ هذا الوجهِ أخرجه الطبرانيُّ

(5)

، والديلميُّ في مسنده

(6)

بلفظه سواء.

(1)

"المدخل إلى السنن الكبرى"(1/ 146 - 147 رقم 152) من طريق سليمان بن أبي كريمة به فذكره. ثم ذكره بنحوه من غير هذا الوجه، ثم قال: هذا حديث متنه مشهور، وأسانيده ضعيفة، لم يثبت في هذا إسنادٌ، والله أعلم.

(2)

سليمان بن أبي كريمة؛ هو الشامي، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.

"الجرح والتعديل"(4/ 138 رقم 605)، وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مناكير. "الكامل"(3/ 262).

(3)

الضحاك بن مزاحم الهلالي؛ قال ابن حجر: صدوق كثير الإرسال من الخامسة مات بعد المائة. "التقريب"(2978)، ولكنه لم يلقَ ابن عباس، قال شعبة عن مشاش: قلت للضحاك: سمعتَ من ابن عباس؟ قال: لا. قلت: رأيته؟ قال: لا. "المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 94 رقم 338).

فالإسناد ضعيف جدًّا بسبب ابن أبي كريمة وجويبر، والانقطاع بين الضحاك وابن عباس.

وقد قال السبكي: وليس بمعروف عند المحدثين، ولم أقف له على سندٍ صحيح ولا ضعيفٍ ولا موضوعٍ. "فيض القدير"(1/ 274).

(4)

ما بين قوسين سقط من "ز".

(5)

لم أجده في كتب الطبراني المطبوعة التي وقفتُ عليها.

(6)

لم أجده في مسنده، وهو "الفردوس بمأثور الخطاب"(4/ 160 رقم 6497).

ص: 221

وجُوَيْبرٌ ضعيفٌ جدًّا، والضحَّاكُ، عن ابنِ عباسٍ منقطعٌ.

وقد عزاه الزركشيُّ

(1)

إلى كتاب "الحجة" لنَصْر المقدسي مرفوعًا، مِنْ غيرِ بيانٍ لسَنَدِهِ ولا صحابيِّه.

وكذا عزاه العراقيُّ

(2)

لآدمَ بن أبي إياسٍ في كتاب "العلم والحلم"

(3)

بدون بيانٍ، بلفظ:"اختلافُ أصحابي رحمةٌ لأمتي" قال: وهو مرسلٌ ضعيف.

وبهذا اللفظ ذكره البيهقيُّ في "رسالته الأشعرية" بغيرِ إسنادٍ.

وفي "المدخل" له

(4)

مِنْ حديثِ سفيانَ، عن أفْلحَ بن حُميدٍ، عن القاسمِ بن محمدٍ قال:"اختلافُ أصحابِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم رحمةٌ لعبادِ الله".

ومِنْ حديثِ قتادةَ: أنَّ عمرَ بن عبدِ العزيز كان يقول: "ما سرَّني لو أنَّ أصحابَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم لم يَختَلِفوا؛ لأنهم لو لم يَختَلِفوا لم تكنْ رخصةٌ"

(5)

.

ومِنْ حديثِ الليثِ بن سعدٍ، عن يحيى بن سعيدٍ قال: "أهلُ العلمُ أهلُ تَوسِعَةٍ، وما بَرحَ المُفتون يَختَلِفون فيُحِلُّ هذا ويُحرِّمُ هذا؛ فلا يَعِيبُ هذا على

(1)

"اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة"(ص 38 رقم 23)، ولم أجده في "مختصر الحجة" المطبوع في أضواء السلف.

(2)

لم أجد هذا النقل عن العراقي، والذي وجدته في "المغني عن حمل الأسفار" (1/ 23 رقم 74) قوله: وإسناده ضعيف.

(3)

لعلَّ المقصود: كتاب العلم من "إحياء علوم الدين"، فقد أورده الغزالي فيه.

(4)

لم أجده في "المدخل"، وقد أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (5/ 189) من طريق قبيصة قال: حدثنا أفلح بن حميد به فذكره. وأخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه"(2/ 116 رقم 742) من طريق الحسن بن علي بن عفان، حدثنا جعفر ابن عون، أخبرنا أفلح بن حميد فذكره بمعناه.

والإسناد حسن، والله أعلم.

(5)

لم أجده في "المدخل"، وهو عند الخطيب في "الفقيه والمتفقه"(2/ 116 رقم 744) من طريق معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة به فذكره.

ومعاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي البصري، صدوق ربما وهم. "التقريب"(6742).

وباقي رجاله ثقات. ورواه الخطيب في الموضع نفسه من طريق مطر الوراق وعون ابن عبد الله بن عتبة؛ كلاهما عن عمر بن عبد العزيز به، فإسناده حسنٌ، والله أعلم.

ص: 222

هذا، إذا عَلِمَ هذا"

(1)

.

وقد قرأتُ بخطِّ شيخِنا: إنَّه -يعني هذا الحديث- حديثٌ مشهورٌ على الألسنة، وقد أورده ابنُ الحاجب في "المختصر"

(2)

في مباحثِ القياسِ بلفظ: "اختلافُ أمتي رحمةٌ للناس".

وكَثُرَ السؤالُ عنه، وزَعَمَ كثيرٌ من الأئمة أنه لا أصلَ له، لكنْ ذكره الخطابيُّ في "غريب الحديث"

(3)

مُستطردًا، وقال: اعتَرَضَ على هذا الحديث رجلان: أحدهما ماجِنٌ، والآخر مُلْحِدٌ؛ وهما: إسحاق المَوصلي

(4)

، وعمرو بن بحرٍ الجاحظ

(5)

، وقالا جميعًا: لو كان الاختلافُ رحمةً لكان الاتفاقُ عذابًا، ثم تَشَاغَل الخطابيُّ بردِّ هذا الكلام، ولم يقعْ في كلامه شِفاءٌ في عزوِ الحديث، ولكنَّه أشعَرَ بأنَّ له أصلًا عنده

(6)

.

ثم ذكر شيخنا شيئًا مما تقدَّم في عَزوه.

(1)

لم أقف عليه مسندًا، وهو في "السير" للذهبي (5/ 473) قال: ابن بكير: حدثنا الليث به فذكره.

(2)

لم أجده بهذا اللفظ في "مختصر ابن الحاجب" المطبوع مع شرحه "رفع الحاجب" للسبكي. والذي وجدته فيه (2/ 197)، وفي مواضع متفرقة من مبحث القياس بلفظ: "أصحابي كالنجوم

".

(3)

كلام الخطابي في كتابه "أعلام الحديث"(1/ 73) بمعناه، وليس في "غريب الحديث".

(4)

إسحاق الموصلي؛ هو إسحاق بن إبراهيم بن ميمون أبو محمد التميمي

برع في علم الغناء وغلب عليه، فنسب إليه

توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين. "تاريخ بغداد"(7/ 354 رقم 3333).

(5)

عَمْرو بن بَحْر بن مَحْبوب الجاحظ؛ أبو عثمان البصري المعتزلي، قال الذهبي: كان ماجنًا قليل الدين، له نوادر .. مات سنة خمسين ومئتين

"السير"(11/ 526 - 528).

(6)

لكنَّ الحديث لم يصحّ، ولو صحَّ فإنه يُحملُ على الاختلاف في الفروع دون الأصول، أمَّا الاختلاف في الأصول، فإنَّه لا يكون ممدوحًا بحال، وقد قال الله تعالى:{وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31)} [الروم].

ص: 223

‌41 - حديث: "أخَذْنا فالَكَ مِنْ فِيكَ".

أبو داود في سننه

(1)

مِنْ حديثِ وُهَيبٍ

(2)

، عن سُهَيلٍ

(3)

، عن رجلٍ

(4)

،

(1)

"سنن أبي داود"(الطب - باب في الطيرة رقم 3917) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، عن وُهيب به.

وأخرجه أحمد في مسنده (15/ 16 رقم 9040) عن عفان بن مسلم الصفار، وابن السُّني في "عمل اليوم والليلة"(باب ما يقول إذا سمع ما يُعجبه وتفاءل ص 143 - 144 رقم 291) من طريق العباس بن الوليد النَّرْسي، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(ذكر محبته للفأل والحسن من القول ص 213) من طريق عبد الأعلى بن حمَّاد النرسي؛ ثلاثتهم عن وُهيب به.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(2/ 399 رقم 1126) من طريق محمد بن راشد عن سهل -قال: أظنه ابن بكَّار-، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(ص 213) من طريق العباس بن الوليد النرسي، وأبو الشيخ في الموضع نفسه من طريق أحمد ابن موسى الصوري عن مؤمّل؛ ثلاثتهم عن وُهيب، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة به.

(2)

وهيب -بالتصغير- ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم أبو بكر البصري؛ ثقة ثبت لكنه تغير قليلًا بأخرة من السابعة مات سنة خمس وستين وقيل بعدها. "التقريب"(7487)، قال أبو داود: ذهب بصره وتغيَّر وهو ابن ثمان وخمسين سنة. "سؤالات الآجري"(1/ 393 رقم 758).

وهي السنة التي مات فيها كما في "الطبقات الكبرى"(7/ 287).

(3)

سُهيل بن أبي صالح ذكوان السمان أبو يزيد المدني، قال أحمد: ما أصلح حديثه، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه، ولا يحتج به. "الجرح والتعديل"(4/ 247)، وقال ابن عدي: روى عنه الأئمة مثل الثوري وشعبة ومالك وغيرهم من الأئمة، وحدَّث سهيل: عن جماعةٍ عن أبيه، وهذا يدلُّ على ثقة الرجل، حدَّث سهيل: عن سُمي عن أبي صالح

وهذا يدلُّك على تمييز الرجل، وتمييز بين ما سمع من أبيه ليس بينه وبين أبيه أحدٌ، وبين ما سمع من سُمَي والأعمش وغيرهما من الأئمة، وسُهيل عندي مقبول الأخبار ثبتٌ لا بأس به. "الكامل"(3/ 449)، وقال ابن حجر: صدوق تغيَّر حفظه بأخرة روى له البخاري مقرونًا وتعليقًا من السادسة

ع "التقريب"(2675).

(4)

جزم الألباني أنَّ هذا الراوي المُبهم هو أبو صالح ذكوان، كما تقدم في الطرق التي عند البيهقي وأبي الشيخ، وصحَّح الإسناد تبعًا لذلك. "السلسلة الصحيحة"(2/ 353 رقم 726).

لكنَّ الذين رووه عن وهيب، عن سهيل، عن رجل: ثقاةٌ حفاظٌ، وروايتُهم عن وُهَيْب قديمةٌ. أما الذين رووه عن وُهَيْب، عن سهيل، عن أبيه؛ فالعباس النرسي قد =

ص: 224

عن أبي هريرة: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سَمِعَ كَلِمَةً فأعْجَبَتْه، فقال

وذكره.

وللعسكريِّ في "الأمثال"، والخِلَعي في "فوائده"

(1)

مِنْ حديثِ محمدِ ابن يونسَ

(2)

، حدثنا عَونُ بن عُمارة

(3)

، حدثنا السَّريُّ بن يحيى، عن الحسن

(4)

، عن سَمُرةَ بن جُندبٍ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعجبه الفال

= رواه بالوجهين، فروايته ليست مرجِّحة لأحدهما، ومؤمَّل هو ابن إسماعيل البصري؛ صدوق سيء الحفظ، وتقدمت ترجمته في الحديث (10)، والراوي عنه أحمد بن موسى الصوري؛ لم أجد له ترجمة، ومحمد بن راشد؛ قال محقق كتاب "الشعب": وفي الأصل: أحمد بن راشد، ولعله أحمد بن راشد بن معدان الثقفي؛ ذكره أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 92 - 93).

والخلاصة أنَّ الذين رووه بالوجه الأول أكثر وأوثق، فروايتُهُم هي المحفوظة، والذين رووه بالوجه الثاني سَلَكُوا الجادةَ فَوَهِموا، ويكون الإسناد ضعيفًا لإبهام الرواي عن أبي هريرة، والله أعلم.

ولكنْ للحديث شواهد كما سيأتي.

(1)

"الفوائد المنتقاة"(الخِلَعيَّات)(ص 245 رقم 103 رسالة د. علي النهاري).

(2)

محمد بن يونس؛ هو الكديمي، بالتصغير، أبو العباس السامي، بالمهملة، البصري، وثقه جماعة واتهمه بالوضع آخرون كما في "تهذيب الكمال"(27/ 81 رقم 5721).

وقال ابن عدي: اتُّهِم بوضع الحديث وبسرقته، واذَعى رؤيةَ قومٍ لم يرهم، وروايةً عن قومٍ لا يُعرفون، وترك عامة مشايخنا الرواية عنه

والكديمي أظهر أمرًا من أن يُحتاج أن يتبيَّن ضعفه. "الكامل"(6/ 292 - 294)، وقال ابن حجر: ضعيف

"التقريب"(6419).

(3)

عَون بن عمارة؛ هو القيسي أبو محمد البصري، قال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه، وكان منكر الحديث ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: منكر الحديث. "الجرح والتعديل"(6/ 388)، وقال ابن حجر: ضعيف من التاصعة مات سنة اثنتي عشرة. "التقريب"(5224).

(4)

اختلفَ نقَّادُ الحديثِ في سماعِ الحسنِ من سَمُرة اختلافًا شديدًا، ولعلَّ الراجح أنه سمع منه كما قال علي بن المديني والبخاري وأبو داود والترمذي وغيرهم. انظر:"التاريخ الكبير"(2/ 290)، و"علل الترمذي الكبير"(ص 414)، و"سير أعلام النبلاء"(3/ 183 - 184).

وهذا الإسناد ضعيف جدًّا بسبب محمد بن يونس الكديمي، وعَون بن عمارة.

ص: 225

الحسن، فسَمِعَ عليًّا يومًا يقول: هذه خَضِرةٌ فقال: "يا لبَّيك، قدْ أخَذْنا فالَكَ مِنْ فيكَ فاخرُجُوا بنا إلى خَضِرة"

(1)

قال: فخرجوا إلى خيبر، فما سُلَّ فيها سيفٌ، إلا سيف علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

زاد العسكري "حتى فتحها الله عز وجل".

وله شاهدٌ عند البزار في مسنده

(2)

، ثم الدَّيلميِّ

(3)

مِنْ حديثِ نافع، عن ابنِ عمرَ مرفوعًا في حديث.

(1)

خَضِرَة؛ قيل: إنها اسمُ علمٍ لخيبر، كما في "تاج العروس للزبيدي"(خضر 11/ 185).

(2)

لم أجده في مسنده المطبوع، وقد رواه عنه: أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(ذكر محبته للفأل ص 212 - 213) من طريق حفص بن عمار، حدثنا مبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:"أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع كلمةً فأعجبته فقال: أخذنا فالك من فيك".

وحفص بن عمار؛ هو المعلم، ساق له ابن عدي في "الكامل"(2/ 391) أحاديث مناكير.

ومبارك بن فضالة -بفتح الفاء وتخفيف المعجمة- أبو فضالة البصري، أثنى عليه عفان، وقال أبو زرعة: يدلس كثيرًا، فإذا قال: حدثنا فهو ثقة. "الجرح والتعديل"(8/ 339)، وقال ابن عدي: عامة أحاديثه أرجو أن تكون مستقيمة، فقد احتُمِلَ من قد رُمي بالضعفِ أكثر ما رُمي مبارك به. "الكامل"(6/ 321)، وقال ابن حجر: صدوق يُدلِّس ويُسوِّي. "التقريب"(6464)، وذكره في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين. "تعريف أهل التقديس"(ص 43 رقم 93).

فالإسناد ضعيفٌ بسبب حفص بن عمار، وخشية تدليس مبارك بن فضالة. ولكن بانضمامه إلى حديث أبي هريرة المتقدم يَصيرُ الحديث حسنًا لغيره، والله أعلم.

(3)

"الغرائب الملتقطة"(رسالة العربي)(ص 289 رقم 207) من طريق أبي بكر البزار به. وله شاهدٌ عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2/ 347 رقم 1117)، والطبراني في "الكبير"(17/ 20 رقم 23)، و"الأوسط"(4/ 185 رقم 3929) و (9/ 64 رقم 9132)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 62)، وأبي الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم". (ذكر محبته للفأل ص 213) من طريق كثير بن عبد الله المزني، عن أبيه، عن جده قال:"سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا يقول: ها خضرة. فقال: لبيك نحن أخذنا فالك من فيك".

وإسناده ضعيف جدًّا، بسبب كثير المزني، فهو هالك، كما تقدم في الحديث (22).

ص: 226

وثَبَتَ أنه صلى الله عليه وسلم كان يُعْجِبُه الفألَ في الحديث المتفق عليه

(1)

عن أنس بلفظ: "ويعجبني الفألُ الصالح؛ الكلمة الحسنة".

وعن أبي هريرة بلفظ: "وخيرُها الفألُ". قالوا: وما الفألُ؟ قال: "الكلمةُ الطيبةُ الصالحةُ يَسمَعُها أحدُكُم"

(2)

.

قال العسكريُّ: إنَّ العربَ كانت تَتَفاءلُ بالكلمةِ الحسنةِ؛ مثل قولهم للمُضلِّ: يا واجد، وللمسافر: يا سالم

(3)

، فلما أراد النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ يخرجَ إلى خيبرَ -وسمعَ عليًّا يقول ما قال- تفاءل، وكان صلى الله عليه وسلم يتفاءَل و

(4)

لا يَتَطيَّر. يعني: كما ثبت، قال: وأنشد الأعرابي:

ألا ترَى الظِّبَاءَ في أصْلِ السَّلَم

والنَّعَمَ الرِّتَاعَ

(5)

في جنْبِ العَلَم

سلامةً ونَعْمَةً من النَّعَم

فاشتقَّ السَّلامةَ مِنَ السَّلمِ، والنَّعمَةَ مِنَ النَّعَمِ.

ومِنْ كلماتِ بعض الصوفيةِ: "ألسنةُ الخلقِ أقلامُ الحقِّ"

(6)

. وقول العامة: "مِصرٌ بأفوالها"

(7)

.

‌42 - حديث: "أخِّروهنَّ مِنْ حيثُ أخَّرهُنَّ الله".

قال الزركشيُّ

(8)

: عَزْوُهُ للصحيحين غَلَطٌ.

(1)

"صحيح البخاري"(الطب، باب الفأل رقم 5756)، و "صحيح مسلم"(السلام، باب الطِّيَرة والفأل وما يكون فيه الشؤم رقم 2224).

(2)

"صحيح البخاري"(الطب، باب الطِّيَرَة رقم 5754)، وفي (الطب، باب الفأل رقم 5757)، و"صحيح مسلم"(السلام، باب الطِّيَرة والفأل وما يكون فيه الشؤم رقم 2223).

(3)

في الأصل و"ز": يا با سالم، والتصويب مِنْ "م" و"د".

(4)

في "م" زيادة: (كان)، وما هو مُثبتٌ أولى.

(5)

في "م": (الرباع)، والرَّتْعُ: الأَكل والشرب رَغَدًا في الرِّيف. "لسان العرب"(8/ 112)، والرّباع: جمع الربع؛ وهو ولد الناقة إذا نتجت في الربيع. "غريب الحديث للخطابي"(1/ 446).

(6)

سيأتي تخريجه برقم (166)، وفي الأصل.

(7)

سيأتي في الأصل.

(8)

"اللآلئ المنثورة"(ص 37 رقم 21).

ص: 227

قلت: وكذا مَنْ عزاه لدلائلِ النبوةِ للبيهقيِّ مرفوعًا، ولمسندِ رَزِين

(1)

.

ولكنه في "مصنف عبد الرزاق"

(2)

، ومِنْ طريقِهِ الطبرانيُّ

(3)

مِنْ قولِ ابنِ مسعودٍ في حديث أوله: "كان الرجلُ والمرأةُ في بني إسرائيل يُصلُّون جميعًا" الحديث.

وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعًا

(4)

في: "خيرُ صفوفِ الرجالِ والنساءِ وشرِّها".

وغيره مِنَ الأحاديث، ولا نُطيلُ بها.

وأشار لبعضِها شيخُنا في "مختصر تخريج الهداية"

(5)

(رحمه الله)

(6)

.

(1)

قال الزيلعي: حديثٌ غريبٌ مرفوعًا .. قال السروجي في "الغاية": كان شيخنا الصدر سليمان يرويه: "الخمرُ أمُّ الخبائث، والنساءُ حبائلُ الشيطان، وأخِّروهُنَّ منْ حيث أخَّرَهُنَّ الله" ويعزوه إلى "مسند رزين". وقد ذكر هذا الجاهلُ أنه في "دلائل النبوة للبيهقي"، وقد تتبَّعتُه فلمْ أجده فيه، لا مرفوعًا ولا موقوفًا. "نصب الراية"(2/ 36). وأورده القاري في "الأسرار المرفوعة"(ص 111 رقم 18)، وقال: قال ابن الهمام: لا يثبت رفعُه فضلًا عن شهرته، والصحيحُ أنه موقوفٌ على ابن مسعود.

ورزين بن معاوية بن عمار أبو الحسن العبدري الأندلسي السَّرَقُسْطي، صاحب كتاب "التجريد للصحاح والسنن"

توفي سنة (535 هـ). "سير أعلام النبلاء"(20/ 204).

(2)

"مصنف عبد الرزاق"(3/ 149 رقم 5115) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن ابن مسعود به فذكره موقوفًا.

والأعمش مدلس، لكن عنعنته عن إبراهيم النخعي مقبولة؛ فإنه من شيوخه الذين أكثر عنهم.

(3)

في "المعجم الكبير"(9/ 341 رقم 9484)، وإسناده صحيح موقوفًا؛ رجاله رجال الشيخين. وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (2/ 819 رقم 1700) من طريق الأعمش، عن عمارة -وهو ابن عمير- عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود موقوفًا فذكره، وقال: الخبر موقوف غير مسند.

وقال الألباني: لا أصل له مرفوعًا .. والموقوفُ صحيح الإسناد، ولكن لا يُحتجُّ به لوقفه، والظاهر أنَّ القصةَ من الإسرائيليات. "السلسلة الضعيفة"(2/ 319 رقم 918).

(4)

رواه مسلم في "صحيحه"(الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها رقم 440)، وأبو داود في سننه (678)، وغيرهم من طرقٍ عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة به.

(5)

"الدراية في تخريج أحاديث الهداية"(1/ 171 رقم 209).

(6)

زيادة من "م".

ص: 228

‌43 - حديث: "اخْشَوْشِنُوا" في: "تَمَعْدَدُوا"

(1)

.

‌44 - حديث: "أخْفُوا الخِتان وأعْلِنوا النِّكاح".

لا أصلَ للأول

(2)

. واستحبابُ الوليمة لما يُروى فيه، وكذا قول سالم: "خَتَنَنِي أبي -يعني ابن عمر- أنا ونُعَيمًا، فذَبَحَ علينا كبشًا، فلقد رأيتُنا وإنا لنَجْذَلُ

(3)

به على الصِّبْيان أنْ ذبَحَ عنَّا كبشًا".

وقد بوَّب له البخاري في "الأدب المفرد"

(4)

(الدعوة في الختان)، وكذا بوَّب (اللهو في الختان)

(5)

، وذكر حديثًا كلَّه مما يشهد للإعلان به.

(1)

في الأصل.

(2)

أورده القاري في "الأسرار المرفوعة"(ص 111 رقم 19)، والقاوقجي في "اللؤلؤ المرصوع"(ص 34 رقم 20)، والغزي في "إتقان ما يحسن"(1/ 50 رقم 82)، ونقلوا عبارة السخاوي.

(3)

أي: لَنَفْرَحُ، فالفعل (جَذِلَ) كـ (فَرِحَ) وزنًا ومعنًى. "لسان العرب"(جذل 11/ 106).

(4)

"الأدب المفرد"(باب الدعوة في الختان ص 458 رقم 1246) ورواه من طريق عمر ابن حمزة قال: أخبرني سالم قال: ختنني ابنُ عمر

به.

وعمر بن حمزة؛ هو ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمري المدني، قال ابن معين: ضعيف. "رواية الدارمي"(1/ 142 رقم 478)، وقال الحافظ ابن حجر: ضعيف

"التقريب"(4884).

فالإسناد ضعيف بسببه.

(5)

"الأدب المفرد"(باب اللهو في الختان ص 458 رقم 1247) وساق حديثًا من طريق أمِّ علقمة: "أنَّ بناتَ أخي عائشة خُتِنَّ، فقيل لعائشة: ألا ندعو لهنَّ منْ يُلْهِيهِنَّ؟ قالت: بلى. فأرسلتُ إلى عديِّ فأتاهنَّ فمرَّتْ عائشةُ في البيت، فرأتْهُ يتغنَّى ويحرِّكُ رأسَه طربًا، وكان ذا شعرٍ كثيرٍ، فقالت: أفٍّ، شيطانٌ أخرِجوه أخرجوه".

وأمُّ علقمة؛ هي مرجانة بنت أبي علقمة، ذكرها ابن حبان في "الثقات"(5/ 466).

وقال العجلي: مدنية تابعية ثقة. "الثقات"(2/ 461 رقم 2364).

وقال ابن حجر: مقبولة من الثالثة. علَّق لها البخاري في صحيحه. "التقريب"(8680).

فإسناده حسن، ولكنَّ المزيَّ قد فرّق بين أمِّ علقمة التي اسمها مُرجانة -كما في "تهذيب الكمال"(35/ 304 رقم 7928) - وأمَّ علقمة غير منسوبة التي روت هذا الحديث -كما في (35/ 371 رقم 7992) -، وجاء عنده:"فأَرْسِلْ إلى أعرابيٍّ" بدل: "فأرسلتُ إلى عديٍّ". =

ص: 229

وروى البيهقيُّ

(1)

عن جابرٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه عقَّ عن الحسن والحسين، وختَنَهُمَا لسبعةِ أيام".

وأما الثاني: فسيأتي في مَحَله

(2)

.

وما نقله ابنُ الحاج في "مَدخَلِهِ"

(3)

مِن اختصاصِ الإخفاءِ بالإناثِ؛ فالعُرفُ عليه والمعنى يَشهَدُ له، ولكنْ ورَدَ عن عائشةَ رضي الله عنهما إظهارُهُ فيهنَّ أيضًا

(4)

.

= وقال الألباني في تعليقه على "الأدب المفرد": كذا في الأصل، ولعل الصواب:"مُغنِّي"، ثم رأيتُ في "سنن البيهقي" (10/ 224):"فلان المُغنِّي".

(1)

"السنن الكبرى"(8/ 324) من طريق ابن عدي، عن محمد بن المتوكل، حدثنا الوليد بن مسلم، عن زهير بن محمد المكي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر به فذكره.

ورواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 219)، وقال: لا أعلم رواه عن الوليد غير محمد بن المتوكل.

والوليد بن مسلم؛ هو القرشي مولاهم أبو العباس الدمشقي: ثقة، لكنه كثير التدليس والتسوية. "التقريب"(7457)، وقد ذكره ابن حجر في "تعريف أهل التقديس"(ص 51 رقم 127) في المرتبة الرابعة (وهم الذين لا يُحتجُّ بشيءٍ من حديثهم إلا بما صرَّحوا فيه بالسماع).

وزهير بن محمد؛ هو التميمي أبو المنذر الخراساني المكي، قال أحمد: مستقيم الحديث، وقال أبو حاتم: محلُّه الصدق وفي حفظه سوء، وكان حديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه

فما حدَّث من كتبه فهو صالح، وما حدَّث من حفظه ففيه أغاليط. "الجرح والتعديل"(3/ 590)، وقال ابن حجر: رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضُعِّف بسببها، قال البخاري عن أحمد: كأنَّ زهيرًا الذي يروي عنه الشاميون آخر

من السابعة. "التقريب"(2049).

فالإسناد ضعيفٌ لأنه من رواية الوليد بن مسلم -وهو شامي- عن زهير بن محمد.

(2)

سيأتي حديث: "أعلنوا النكاح، واجعلوه في المساجد

" برقم (131).

(3)

"المدخل لابن الحاج"(3/ 296) فقال: والسُّنَّة في ختان الذكر إظهاره، وفي ختان النساء إخفاؤه.

(4)

لعله حديث أم علقمة عن عائشة؛ الذي تقدم عند البخاري في "الأدب المفرد".

ص: 230

‌45 - حديث: "أخوكَ البَكْريُّ

(1)

ولا تَأْمَنْهُ".

أبو داود في سننه

(2)

، وأحمد في مسنده

(3)

، وغيرهما

(4)

عن عمرو

(5)

ابن الفَغْوَاء الخُزاعيِّ في قصةٍ، ورواه مقتَصِرًا عليه العسكريُّ في "الأمثال"

(6)

مِنْ حديثِ المِسْوَر بن مَخْرمة مرفوعًا.

(1)

بفَتحِ الموحدة نسبةً إلى بني بَكر، كما سيأتي.

(2)

"سنن أبي داود"(الأدب - باب في الحذر من الناس رقم 4861) من طريق ابن إسحاق، عن عيسى بن معمر، عن عبد الله بن عمرو بن الفَغْواء الخزاعي، عن أبيه مرفوعًا فذكره، وفيه قصة.

ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 129).

(3)

"مسند أحمد"(37/ 159 رقم 22492) من طريق ابن إسحاق مرفوعًا به فذكره.

(4)

كالبخاري في "التاريخ الكبير"(7/ 39 رقم 172)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(4/ 296)، وابن قانع في "معجم الصحابة"(2/ 214 رقم 717) كلهم من طرقٍ، عن ابن إسحاق به فذكروه، وعند البخاري تصريح ابن إسحاق بالسماع من عيسى بن معمر. ومحمد بن إسحاق بن يسار، هو أبو بكر المطلبي مولاهم المدني، قال ابن عدي: وقد فتَّشْتُ أحاديثَه الكثيرة فلم أجد في أحاديثه ما يتهيَّأ أنْ يُقطع عليه بالضعف، وربما أخطأ أو وهم في الشيء بعد الشيء كما يخطئ غيره، ولم يتخلف عنه في الرواية عنه الثقات والأئمة، وهو لا بأس به. "الكامل"(6/ 112)، وقال الحافظ ابن حجر: إمام المغازي صدوقٌ يُدلِّس ورمي بالتشيع والقدر. "التقريب"(5725) وقد صرَّح بالسماع كما سبق عند البخاري.

وعيسى بن معمر؛ حجازي، ذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 233)، وضعفه الأزدي، وقال الذهبي: صالح الرواية. "الميزان"(3/ 323 رقم 6610)، وقال أيضًا: ضُعِّف. "الكاشف"(2/ 113 رقم 4399)، وقال ابن حجر: لين الحديث من السادسة. "التقريب"(5327).

وعبد الله بن عمرو بن الفَغْواء -بفتح الفاء وسكون المعجمة- وقيل: عبد الله ابن علقمة بن الفغواء

مستورٌ من الثالثة د. "التقريب"(3504).

(5)

في "ز": (أحمد) بدل: (عمرو).

وعمرو بن الفغواء -بفتح الفاء وسكون المعجمة- الخزاعي؛ صحابي. ذكره ابن قانع في "معجم الصحابة"(2/ 214 رقم 717)، وقال الحافظ ابن حجر: قال ابن السكن: له صُحبةٌ

"الإصابة"(7/ 440 - 441).

والإسناد ضعيفٌ لحال عيسى بن معمر، وعبد الله بن عمرو بن الفَغْواء.

(6)

الكتاب في عداد المفقود. وقد رواه أبو الشيخ في "الأمثال"(ص 94 - 95 رقم 120) =

ص: 231

‌46 - حديث: "أدَّبَني ربِّي فأَحْسَنَ تأْديبي".

العسكريُّ في "الأمثال"

(1)

مِنْ جهةِ السُّدِّيِّ

(2)

، عن أبي عُمارةَ، عن عليِّ رضي الله عنه قال: قَدِمَ بنو نَهدِ بن زيدٍ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أتيناكَ مِنْ غَوْرَي تهامةَ

(3)

، وذَكَرَ خُطبَتَهم وما أجابهم به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فقلنا: يا نبيَّ الله، نحن بنو أبٍ واحدٍ، ونشأنا في بلدٍ واحدٍ، وإنَّك لتُكلِّمُ العربَ بلسانٍ ما نَفهَمُ أكثَرَه، فقال:"إنَّ الله عز وجل أدَّبَني فأحسَنَ تأديببي، ونشأتُ في بني سعدِ ابن بكرٍ".

وسنده ضعيفٌ جدًّا، وإن اقتَصرَ شيخنا على الحُكمِ عليه بالغَرَابة في

= من طريق مخلد بن مالك، حدثنا عطاف بن خالد، حدثنا الليث، عن ابن أبي مليكة، أخبرني المسور بن مخرمة مرفوعًا مقتصرًا عليه فذكره.

ومخلد بن مالك بن شيبان الحراني أبو محمد، قال أبو زرعة: لا بأس به، وقال أبو حاتم: شيخ. "الجرح والتعديل"(8/ 349 رقم 1601)، وقال ابن حجر: لا بأس به. "التقريب"(6539).

ففي الإسناد ضعفٌ يسير، وهو يتقوَّى بما قبله، فيصير حسنًا لغيره، والله أعلم.

(1)

وقد أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 178 - 190 رقم 284) من طريق محمد بن سهل قال: حدثنا عبد الله بن محمد البلوي، قال: حدثنا أبو عمارة الخيواني -وقع في المطبوع: عمارة، والصواب: أبو عمارة، كما في "الجرح والتعديل"(6/ 37 رقم 201) - عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بنحوه، وليس فيه لفظ الترجمة، فذكره وقال: هذا لا يصحُّ، وفيه مجهولون وضعفاء؛ منهم النسائي، وأكذبُ الكلِّ البلوي. اهـ.

والنسائي؛ هو محمد بن سهل، قال الذهبي: لا يُدرى من هو. "المغني في الضعفاء"(2/ 590 رقم 5605)، والبلوي؛ هو عبد الله بن محمد، قال الدارقطني: يضع الحديث. "لسان الميزان"(4/ 563 رقم 4408).

(2)

السُّدِّي -بضم المهملة وتشديد الدال- إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة أبو محمد الكوفي، وهو السُّدِّي الكبير؛ اختلفت أقوال نقَّاد الحديث فيه، كما في الجرح والتعديل (2/ 184 رقم 625)، والميزان (1/ 236 رقم 907)، وقال ابن عدي: هو عندي مستقيمُ الحديث صدوقٌ لا بأس به. الكامل (1/ 277)، وقال ابن حجر: صدوقٌ يَهِمُ ورمي بالتشيع

"التقريب"(463).

(3)

غَوْرُ تِهَامَةَ: ما بَيْنَ ذاتِ عِرْق -مَنْزلٍ لحاجِّ العِرَاق- وهو الحَدُّ بين نَجْد وتِهَامَةً إِلى البَحْرِ. "تاج العروس"(13/ 270).

ص: 232

بعضِ فتاويه

(1)

، ولكن معناه صحيح، ولذا

(2)

جزمَ ابنُ الأثير بحكايته في خطبةِ "النهاية"

(3)

وغيرها، لا سيما وفي "تاريخ أصبهان" لأبي نعيم

(4)

بسندٍ ضعيفٍ أيضًا مِنْ حديثِ ابنِ عمرَ، قال عمر: يا نبيَّ الله مالَكَ أفْصَحُنا! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "جاءَني جبريلُ فلقَّنَني لغةَ أبي إسماعيل".

بل أخرجَ أبو سعد بن السمعانيِّ في "أدبِ الإملاء"

(5)

بسندٍ منقطعٍ، فيه مَنْ لم أعْرِفه، عن عبدِ الله -أظنُّه ابن مسعود- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله أدَّبَني فأحسَنَ تأديببي، ثمَّ أمَرَني بمكارمِ الأخلاقِ، فقال: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} [الأعراف: 199] " الآية.

ولثابتٍ السَّرَقُسْطِي

(6)

في "الدلائل"

(7)

بسندٍ واهٍ مِنْ حديثِ جدِّ محمدِ

(1)

"أجوبة الحافظ ابن حجر"(القسم الثاني الذي لم يُنشر المجموعة 21 ص 86).

(2)

في "ز": (وكذا).

(3)

"النهاية في غريب الحديث"(1/ 4).

(4)

"تاريخ أصبهان"(1/ 117) قال في ترجمة أحمد بن يحيى بن الحجاج الجرواءاني: حدَّث بمناكير

ومن مناكير حديثه: روايته عن عمرو بن علي، حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي، عن مالك بن أنس عن نافع، عن ابن عمر قال: قال عمر فذكره.

(5)

"أدب الإملاء والاستملاء"(1/ 86 - 88 رقم 1) من طريق أبي عبد الرحمن السُّلَمي، أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عمر الزاهد ببغداد من كتابه، حدثنا أبو بكر بن جعفر، حدثنا عمر بن عبد الله البحراني، حدثنا صفوان بن مُغلِّس الحِمَّاني، حدثنا محمد ابن عبد الله عن سفيان الثوري، عن الأعمش قال: قال عبد الله رضي الله عنه فذكره.

أبو عبد الرحمن السُّلمي: ضعيف جدًّا. وعمر بن عبد الله البحراني، وصفوان بن مُغلِّس، ومحمد بن عبد الله: لم أجد لهم تراجم. وباقي رجال الإسناد ثقات.

والإسناد ضعيفٌ فيه ثلاث علل: حال السُّلَمي، وجهالة بعض الرواة، والانقطاع بين الأعمش وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

(6)

ثابت السَّرقسطي؛ هو ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن مُطرِّف، أبو القاسم العَوفي الأندلسي، من أهل سَرَقُسْطة، كان عالمًا، مُتفنِّنًا، بصيرًا بالحديث والفقه والنحو والغريب والشعر. توفي سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة. "تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي"(1/ 119 رقم 308).

(7)

لم أجده في القطعة المطبوعة من "الدلائل في غريب الحديث".

وقد رواه حمزة بن يوسف السَّهمي في "تاريخ جرجان"(ص 188 رقم 255) من طريق =

ص: 233

ابن عبد الرحمن الزهري

(1)

قال: قال رجلٌ مِنْ بني سُليمٍ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: يا رسولَ الله، أيُدَالِكُ الرجلُ امرأتَه؟ قال:"نعم، إذا كان مُفلِسًا"

(2)

. قال: فقال له أبو بكر: يا رسول الله ما قال لك؟ قال: "قال لي: أيُمَاطِلُ الرجلُ امرأتَهُ؟ قلتُ: نعم إذا كان مُفلِسًا". قال: فقال أبو بكر: ما رأيتُ أفصَحَ منكَ! فمن أدَّبَك يا رسول الله؟ قال: "أدَّبَني ربي، ونشَأتُ في بني سعدٍ".

وبالجملة فهو كما قال ابن تيمية: لا يُعرف له إسنادٌ ثابتٌ

(3)

.

= العباس بن عيسى العقيلي، قال: حدثني محمد بن يعقوب بن عبد الوهاب الزبيري، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الزهري، عن أبيه، عن جده بنحوه.

والعباس بن عيسى العقيلي؛ من شيوخ ابن جرير الطبري، ولم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وهذا الحديث ذكره بنحوه محقق "تاريخ دمشق": (عمر العمروي) ضمن الأخبار التي ذكرها ابن منظور في مختصره، وسقطت من الأصل الذي اعتمده المحقق. ينظر:"تاريخ دمشق"(4/ 7).

(1)

محمد بن عبد الرحمن الزهري؛ قال ابن أبي حاتم: سَمِعتُ أبي يقول: هو محمد ابن عبد الرحمن بن ثوبان، وقال: سُئِل أبي عنه فقال: هذا من التابعين لا يُسئل عنه. وقال أبو زرعة: ثقة. "الجرح والتعديل"(7/ 312 رقم 1697)، وأبوه عبد الرحمن؛ لم أجد له ترجمة.

وجده: ثوبان أبو عبد الرحمن الأنصاري؛ صحابيٌّ ذكره أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1/ 505).

(2)

في "م" و"د": مُسلِحًا.

وقد كُتب في هامش الأصل، وهامش النسخة "م": كأنَّ معناه: أيُداعبُ الرجلُ امرأته -يعني: قبل الجماع-، وسمَّاه مَطلًا لكون غرضها الأعظم: الجماع، قال: إذا كان عاجزًا، ليكون ذلك مُحرِّكًا لشهوته، ولِعَجْزه سُمِّيَ مُفلسًا. اهـ.

وقال أبو عبيد: قوله: يُدالِك يعني: المَطْل بالمهر، وكل مماطِل فهو مدالكٌ. "غريب الحديث"(5/ 509 رقم 1076).

(3)

"أحاديث القصَّاص"(ص 94 رقم 78)، و"مجموع الفتاوى" (18/ 37) حيث قال: المعنى صحيح، لكنْ لا يعرف له إسناد ثابت. وقال مثل ذلك الزركشي في "اللآلئ المنثورة"(ص 111 رقم 148)، وأورده الشوكاني في "الفوائد المجموعة"(ص 327 رقم 25).

ص: 234

‌47 - حديث: "ادرَأُوا الحُدودَ بالشُّبهات".

الحارثيُّ

(1)

في "مسند أبي حنيفة"

(2)

له مِنْ حديثِ مِقسَم

(3)

، عن ابنِ عباسٍ به مرفوعًا.

وكذا هو عند ابنِ عديٍّ

(4)

أيضًا، وفي ترجمةِ الحسين بن علي بن أحمدَ

(1)

الحارثي؛ هو عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث أبو محمد الكلاباذي الفقيه البخاري، ويعرف بعبد الله الأستاذ، قال الخطيب: صاحب عجائب ومناكير وغرائب .. وليس بموضع الحجة. توفي سنة أربعين وثلاثمائة. "تاريخ بغداد"(11/ 349 رقم 5215)، وقال أبو عبد الله الحاكم: هو صاحب عجائب عن الثقات. وقال الذهبي: قد ألَّف مسندًا لأبي حنيفة الإمام، وتعِبَ عليه، لكن فيه أوابد ما تفوَّه بها الإمام، راجَتْ على أبي محمد. "سير أعلام النبلاء"(15/ 425).

(2)

"مسند أبي حنيفة" -كما في "جامع المسانيد"(2/ 183) لأبي المؤيد الخوارزمي- عن أبي سعيد بن جعفر، عن يحيى بن فروخ، عن محمد بن بشر، عن الإمام أبي حنيفة عن مقسم به مرفوعًا.

وأبو سعيد بن جعفر؛ هو أبَّاء -بهمزة كما في "اللسان"(221) - ابن جعفر، قال ابن حبان:

فرأيته قد وضعَ على أبي حنيفة أكثر من ثلاثمائة حديث لم يحدث بها أبو حنيفة قط، لا يحلُّ أن يُشتغل بروايته. "المجروحين"(1/ 185)، وقال السهمي: سمعتُ الحسنَ بن علي بن عمر القطان يقول: كذَّابٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم. "الميزان"(1/ 17)، وقال ابن حجر: وقد أكثر عنه أبو محمد الحارثي في "مسند أبي حنيفة". "اللسان"(1/ 232).

فالإسناد موضوعٌ بسببه.

(3)

مِقسَم -بكسر أوله- ابن بُجْرة -بضم الموحدة وسكون الجيم-، ويقال: نَجدة -بفتح النون وبدال- أبو القاسم مولى عبد الله بن الحارث، ويقال له: مولى ابن عباس للزومه له: صدوق وكان يرسل، من الرابعة مات سنة إحدى ومائة .. "التقريب"(6873).

(4)

في جزءٍ له وليس في "الكامل"، قال الحافظ ابن حجر: وقد وجدتُ خبرَ ابن عباس في موضعٍ آخر ذكره شيخنا الحافظ أبو الفضل رحمه الله في "شرح الترمذي"، قال: وأما حديث ابن عباس فرواه أبو أحمد بن عدي في جزءٍ خرَّجه من حديث أهل مصر والجزيرة، من رواية ابن لهيعة، عن يزيد بن حبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ادرؤوا الحدود بالشبهات وأقيلوا الكرام عثراتهم إلا في حدٍ". وهذا الإسناد؛ إن كان من بين ابن عدي وابن لهيعة مقبولين، فهو حسن. "موافقة الخُبر الخَبر في تخريج أحاديث المختصر"(1/ 447).

ص: 235

الخيَّاط المُقرئ

(1)

مِنْ "الذَّيل" لأبي سعدِ بن السَّمعانيّ

(2)

، مِنْ روايته عنه، عن أبي منصور محمدِ بن أحمدَ بن الحسينِ النَّديم الفارسيِّ

(3)

قال: أخبرنا جَناحُ بن نَذير

(4)

، حدثنا أبو عبد الله بن بَطةَ العُكْبَريُّ

(5)

، حدثنا أبو صالح محمدُ بن أحمدَ بن ثابتٍ

(6)

، حدثنا أبو مسلم إبراهيمُ بن عبد الصمد، حدثنا محمدُ بن أبي بكرٍ المقدَّمي، حدثنا محمدُ بن عليٍّ الشاميُّ، حدثنا أبو عمران الجُوني، عن عمرَ بن عبد العزيز، فذكر قصةً طويلةً فيها قصةُ شيخٍ وَجَدُوه سكران، فأقام عليه عمرُ الحدَّ ثمانين، فلما فرَغَ قال: يا عمر، ظلَمْتَني فإنَّني عبدٌ، فاغتمَّ عمر، قال: إذا رأيتم مثل هذا في هيئَتِه وسَمْتِه وعِلمِه وفَهمِه وأدبِه، فاحمِلُوه على الشُّبهةِ، فإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"ادرَأُوا الحُدودَ بالشُّبهة".

قال شيخنا: وفي سندِهِ مَنْ لا يُعرف.

ولابنِ أبي شيبة

(7)

مِنْ طريقِ إبراهيمَ النَّخَعي، عن عمرَ قال: "لأَنْ

(1)

قال السمعاني: يُعرف بابن بنت الشيخ أبي منصور محمد بن أحمد بن علي الخياط، كان مقرئًا فاضلًا حسنَ السيرة من بيت الحديث، يخيط الثياب. "الأنساب"(2/ 426).

(2)

قال عنه ابن النجار: نقلتُ أسماء تصانيفه من خطه: "الذيل" على تاريخ الخطيب أربع مئة طاقة .. "سير أعلام النبلاء"(20/ 460) وقد روى هذه القصة: ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(68/ 189 رقم 9181) بالإسناد نفسه مطوَّلةً.

(3)

قال الخطيب: كتبتُ عنه وكان صدوقًا. "تاريخ بغداد"(4/ 389 رقم 1586).

(4)

جناح بن نذير؛ هو القاضي أبو محمد جناح بن نذير بن جناح الكوفي، أكثر عنه البيهقي في "السنن الكبرى". "تكملة الإكمال"(2/ 76 رقم 1166).

(5)

أبو عبد الله بن بطة؛ هو عبيد الله بن محمد العُكبَري، كان إمامًا فاضلًا عالمًا بالحديث وفقهه، وقد تكلَّم الدارقطني وغيره في سماعه كتاب السنن لرجاء بن المرجا، وتكلَّموا في روايته المعجم عن أبي القاسم البغوي. "تاريخ بغداد"(12/ 100 رقم 5489)، و"الأنساب"(1/ 368).

(6)

أبو صالح محمد بن أحمد بن ثابت؛ هو العُكْبَري، ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد"(2/ 110 رقم 80)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

(7)

"مصنف ابن أبي شيبة"(14/ 452 رقم 29085) من طريق إبراهيم، قال: قال عمر ابن الخطاب.

ورجال إسناده ثقات إلا أنه منقطع بين إبراهيم وعمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ قال علي =

ص: 236

أُخطئَ في الحُدودِ بالشُّبهات، أحبُّ إليَّ مِنْ أنْ أقيمَها بالشُّبهات".

وكذا أخرجه ابنُ حزمٍ في "الإيصال"

(1)

له بسندٍ صحيح.

وعند مُسدَّد

(2)

مِنْ طريقِ يحيى بن سعيد، عن عاصمٍ

(3)

، عن أبي وائلٍ، عن ابنِ مسعودٍ أنه قال:"ادرَأُوا الحُدودَ عن عبادِ الله عز وجل".

وكذا أشار إليه البيهقيُّ

(4)

مِنْ حديثِ (الثوريِّ، عن عاصم بلفظ)

(5)

: "ادرَأُوا الحُدودَ بالشُّبهات، ادْفَعُوا القَتل عن المسلمين ما استطعتم" وقال: إنه أصحُّ ما فيه.

وفي الباب ما أخرجه الترمذيُّ

(6)

،

= ابن المديني: لم يلقَ أحدًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. "المراسيل لابن أبي حاتم الرازي"(ص 8 رقم 18).

(1)

اسمه: "الإيصال إلى فهم كتاب الخصال" -كما في "كشف الظنون"(1/ 705) - والظاهر أنه مفقود، وقد أحال عليه ابن حزم في مواضع كثيرة من "المحلى".

(2)

كما في "المطالب العالية"(9/ 55 رقم 1857) حدثنا يحيى، حدثنا شعبة، عن عاصم به فذكره.

(3)

عاصم بن بهدلة وهو ابن أبي النجود -بنون وجيم- الأسدي مولاهم الكوفي أبو بكر المقرئ، وثَّقه أحمد وأبو زرعة. وقال يحيى بن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: محله عندي محل الصدق صالح الحديث، ولم يكن بذاك الحافظ. وقال الدارقطني: في حفظه شيء. وقال الذهبي: حسن الحديث. وقال ابن حجر: صدوقٌ له أوهام حجةٌ في القراءة، وحديثه في الصحيحين مقرون. "العلل ومعرفة الرجال"(1/ 420 رقم 918)، "الجرح والتعديل"(6/ 341)، "سؤالات البرقاني"(ص 49 رقم 338)، "الميزان"(2/ 357)، "التقريب"(3054).

فلعلَّ الراجح في أمر عاصم أنه حسن الحديث كما قال الذهبي، والله أعلم.

فالإسناد حسن بسبب عاصم، والله أعلم.

(4)

في "السنن الكبرى"(8/ 238) من طريق الثوري، عن عاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود به موقوفًا، وقال: هذا موصول. اهـ. وليس فيه هذه العبارة التي ذكرها المؤلف.

(5)

ما بين قوسين سقط من الأصل و"ز"، والاستدراك من "م" و"د".

(6)

"جامع الترمذي"(الحدود - باب ما جاء في درء الحدود رقم 1424) من طريق محمد بن ربيعة حدثنا يزيد بن زياد الدمشقي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة به فذكره وقال: حدثنا هناد حدثنا وكيع، عن زياد، نحو حديث محمد بن ربيعة =

ص: 237

والحاكمُ

(1)

، والبيهقيُّ

(2)

، وأبو يَعلى

(3)

مِنْ طريقِ الزهريِّ عن (عروة عن)

(4)

عائشةَ مرفوعًا: "ادرَأُوا الحُدودَ عن المسلمين ما استطعتم، فإنْ كان له مَخرجٌ فخَلُّوا سبيلَه، فإنَّ الإمام أن يُخطئَ في العَفوِ خيرٌ من أنْ يُخطئَ في العُقوبة".

وفي سنَدِهِ يزيدُ بن أبي زيادٍ، وهو ضعيفٌ، لا سيما وقد رواه وكيعٌ عنه موقوفًا

(5)

.

وقال الترمذيُّ: إنه أصحُّ، قال: وقد رُوِيَ عن غيرِ واحدٍ مِنَ الصحابةِ؛ أنهم قالوا ذلك.

وقال البيهقيُّ في "السنن"

(6)

: روايةُ وكيعٍ أقربُ إلى الصوابِ، قال: ورواه رِشْدِين

(7)

، عن عُقيل، عن الزهري، ورِشدِينُ ضعيفٌ أيضًا.

= ولم يرفعه

قال أبو عيسى: حديث عائشة لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث محمد بن ربيعة، عن يزيد بن زياد الدمشقي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه وكيع عن يزيد بن زياد نحوه ولم يرفعه، ورواية وكيع أصحُّ. وقد رُوِيَ نحو هذا عن غير واحدٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا مثل ذلك. ويزيد بن زياد الدمشقي: ضعيفٌ في الحديث، ويزيد بن أبي زياد الكوفي أثبت من هذا وأقدم.

ويزيد بن زياد أو ابن أبي زياد القرشي الدمشقي، قال ابن نمير: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، كأنَّ حديثه موضوع. "الجرح والتعديل"(9/ 262 رقم 1109)، وقال البخاري: منكر الحديث، ذاهب. "علل الترمذي الكبير"(ص 245 رقم 410)، وقال ابن حجر: متروك. "التقريب"(7716) فالإسنادُ معلٌ، والعهدة فيه على يزيد.

(1)

"المستدرك"(4/ 384) من طريق يزيد بن زياد به فذكره، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

(2)

"السنن الكبرى"(8/ 238) من طريقين عن يزيد بن زياد به فذكره، وقال: ورواه وكيع عن يزيد بن زياد موقوفًا على عائشة

فساقه من طريق وكيع عن يزيد موقوفًا، وقال: تفرَّد به يزيد بن زياد الشامي عن الزهري وفيه ضعف.

(3)

لم أجده في كتبه المطبوعة، والذي في مسنده (11/ 494 رقم 6618) من حديث أبي هريرة.

(4)

ما بين قوسين سقط من "م".

(5)

كما سبق عند الترمذي والبيهقي.

(6)

"السنن الكبرى"(8/ 238).

(7)

رِشْدين -بكسر الراء وسكون المعجمة- ابن سعد بن مفلح المَهري -بفتح الميم =

ص: 238

ورُويناه عن علي مرفوعًا: "ادرَأُوا الحُدودَ، ولا يَنبغي للإمام أنْ يُعطِّل الحُدودَ"

(1)

.

وفيه المختار بن نافع

(2)

، وهو منكرُ الحديثِ، كما قاله البخاريُّ.

ورُوِيَ عن عُقبةَ، ومعاذٍ موقوفًا

(3)

.

= وسكون الهاء - أبو الحجاج المصري، ضعفه أحمد، وقال ابن نمير وابن معين: لا يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: منكر الحديث وفيه غفلة، ويحدث بالمناكير عن الثقات، ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(3/ 513 رقم 2320)، وقال ابن حجر: ضعيف، من السابعة. "التقريب"(1942).

(1)

"السنن الكبرى"(8/ 238) من طريق محمد بن القاسم بن زكريا، حدثنا أبو كريب، حدثنا معاوية بن هشام، عن مختار التمار، عن أبي مطر، عن علي رضي الله عنه مرفوعًا فذكره مختصرًا ثم قال: في هذا الإسناد ضعف. ثم ساقه من وجهٍ آخرٍ عن المختار ابن نافع، حدثنا أبو حيان التيمي، عن أبيه عن علي رضي الله عنه مرفوعًا فذكره.

محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي، قال أبو الحسن بن سفيان بن حماد: ما رئي له أصل قط، وكان يؤمن بالرجعة، وقال أيضًا: ليس بشيء. "سؤالات حمزة السهمي"(رقم 47، 81).

وقال الذهبي: ضُعِّف .. كذاب. "المغني في الضعفاء"(2/ 254 رقم 5909).

وأبو مطر؛ قال أبو حاتم: مجهول لا يُعرف. "الجرح والتعديل"(9/ 445 رقم 2251).

(2)

المختار بن نافع؛ هو التمَّار التيمي أبو إسحاق الكوفي، قال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الصغير"(2/ 87)، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًّا، كان يأتي بالمناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لذلك. "المجروحين"(3/ 10).

فكلا إسنادي البيهقي ضعيفان جدًّا، والأول أشدُّ ضعفًا، والله أعلم.

(3)

"السنن الكبرى"(8/ 238) من طريق إسحاق بن أبي فروة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه: أنَّ معاذًا، وعبد الله بن مسعود، وعقبة بن عامر رضي الله عنهم قالوا:"إذا اشتَبَه الحدُّ فادْرَؤوه". وقال: منقطع.

إسحاق بن أبي فروة؛ هو إسحاق بن عبد الله أبو سليمان مولى عثمان بن عفان القرشي، قال أحمد: لا تحلُّ الرواية عندي عنه، وقال يحيى بن معين: لا شيء كذاب، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: متروك الحديث. "الجرح والتعديل"(2/ 227 رقم 792).

فالإسناد ضعيف جدًّا بسبب ابن أبي فروة، وهو منقطع كما قال البيهقي؛ بين شعيب بن محمد، ومعاذ وعبد الله بن مسعود وعقبة بن عامر رضي الله عنهم.

ص: 239

وأخرج ابنُ ماجه

(1)

مِنْ جهةِ إبراهيمَ بن الفضلِ

(2)

-وهو ضعيفٌ- عن سعيدِ بن أبي سعيدٍ، عن أبي هريرة رفعه:"ادْفَعُوا الحُدودَ ما وَجَدتُم له مَدْفعًا".

‌48 - حديث: "ادفِنُوا مَوْتَاكم وَسْطَ قومٍ صالحين

؛ فإنَّ المَيِّتَ يَتَأذَّى بجارِ السُّوءِ، كما يَتَأذَّى الحَيُّ بجارِ السُّوء".

أبو نعيم في "الحلية"

(3)

، والخليليُّ

(4)

مِنْ حديثِ سليمانَ بن عيسى

(5)

، حدثنا مالكٌ، عن عمِّه نافعِ بن مالكٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا بهذا.

وسليمانُ متروكٌ، بل اتُّهِمَ بالكذبِ والوضعِ.

(1)

"سنن ابن ماجه"(الحدود - باب الستر على المؤمن رقم 2545) من طريق إبراهيم ابن الفضل.

ورواه أبو يعلى في مسنده كما سبق بالإسناد نفسه.

(2)

إبراهيم بن الفضل؛ هو أبو إسحاق المخزومي المدني، قال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(1/ 311 رقم 989)، وقال أحمد: ليس بقوي في الحديث ضعيف الحديث، وقال يحيى بن معين: ليس حديثه بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث. "الجرح والتعديل"(2/ 122 رقم 376)، وقال ابن حجر: متروك. "التقريب"(228).

فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه. وقد ضعَّفه الحافظ ابن حجر في "بلوغ المرام"(الحدود - باب حدِّ الزاني رقم 1044).

(3)

"حلية الأولياء"(6/ 354) من طريق أبي أحمد شعيب بن محمد الهمداني، حدثنا سليمان بن عيسى به فذكره وقال: غريبٌ من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث شعيب.

ورواه من طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 552 رقم 1781)، وقال: حديثٌ لا يصح.

(4)

في مشيخته، وقال: غريب جدًّا عن أبي هريرة. قاله السيوطي في "الجامع الكبير"(1/ 1282).

(5)

سليمان بن عيسىِ بن نجيح أبو يحيى السجزي، قال أبو حاتم: روى أحاديث موضوعة، وكان كذّابًا. "الجرح والتعديل"(4/ 134 رقم 586)، وقال ابن عدي: يضع الحديث. "الكامل"(3/ 289)، وكذَّبه الجوزجاني والدارقطني أيضًا. انظر:"أحوال الرجال"(207)، "سؤالات السلمي"(180)، و"اللسان"(4/ 166).

ص: 240

ولكنْ لم يَزَلْ عملُ السَّلَفِ والخَلَفِ على هذا

(1)

.

وما يُروى في كونِ الأرضِ المُقدَّسةِ لا تُقدِّسُ أحدًا، إنما يُقَدِّس المَرءَ عمَلُهُ

(2)

، قد لا يُنافيه.

‌49 - حديث: "أدِّ الأمانةَ إلى مَن ائْتَمَنَكَ، ولا تَخُنْ مَنْ خانَكَ".

أبو داود

(3)

، والترمذيُّ

(4)

مِنْ روايةِ شريكٍ

(5)

وقيسِ

(1)

قال الألباني -بعد أن نقل كلام السَّخاوي-: فينبغي أنْ يُعلم أنه لا يلزم من ذلك أنَّ الحديثَ صحيحٌ، لأنه تضمَّن شيئًا زائدًا على ما جرى عليه العمل، ألا وهو تعليلُ الدفن وسط القوم الصالحين، وهذا لا يَستلزمُ ثبوتَ التعليلِ المذكور فيه، لاحتمالِ أنْ يكونَ شيئًا آخر، وعلى كل حال فعِلةُ الحكم أمرٌ غيبيٌّ لا يجوز إثباتها بالظن والرجم بالغيب، أو مجرد جريان العمل علىَ مقتضاها، والله أعلم. "السلسلة الضعيفة"(2/ 81 - 82).

(2)

رواه مالك في "الموطأ؛ رواية الليثي"(الوصية، باب جامع القضاء وكراهيته 2/ 318 رقم 2232) عن يحيى بن سعيد: أنَّ أبا الدرداء كتب إلى سلمان الفارسي: "أنْ هلُمَّ إلى الأرض المقدسة"، فكتب إليه سلمان: "إنَّ الأرضَ لا تقدس أحدًا وإنما يقدس الإنسان عمله

".

ومن طريقه عبد الله في "زوائد الزهد"(ص 193)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 205).

ورجاله ثقات لكنه منقطع بين يحيى بن سعيد الأنصاري وأبي الدرداء وسلمان.

ورواه اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة"(3/ 1019 رقم 1718)، والدينوري في "المجالسة"(4/ 69 رقم 1238) من طريق يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن هبيرة قال: كتب أبو الدرداء إلى سلمان

فذكره بنحوه. وهو منقطع بين عبد الله بن هبيرة وأبي الدرداء.

(3)

"سنن أبي داود"(البيوع، باب في الرجل يأخذ حقه من تحت يده رقم 3535) من طريق طلق بن غنَّام، عن شريك وقيس كلاهما، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا به.

(4)

"جامع الترمذي"(أبواب البيوع رقم 1264) من طريق طلق بن غنام عن شريك وقيس به فذكره وقال: هذا حديث حسن غريب.

وطلق بن غنام -بمعجمة ونون- ابن طلق بن معاوية النخعي أبو محمد الكوفي؛ ثقة من كبار العاشرة. "التقريب"(3043)، وقال أبو حاتم: روى حديثًا منكرًا عن شريك وقيس، عن أبي حصين، عن أبي صالح

فذكره، وقال: لم يروِ هذا الحديث غيره. "علل الحديث لابن أبي حاتم"(مسألة 1114).

(5)

شريك بن عبد الله النخعي الكوفي؛ فيه ضعفٌ يسيرٌ، وسبقت ترجمته في الحديث (3).

ص: 241

ابن الربيعِ

(1)

؛ كلاهما

(2)

عن (أبي صالحٍ، والحارثُ

(3)

مِنْ روايةِ الحسنِ

(4)

؛ كلاهما عن)

(5)

أبي هريرة.

وقال الترمذيُّ: حسنٌ غريبٌ.

وأخرجه الدارميُّ في مسندِهِ

(6)

، والدارقطنيُّ

(7)

، والحاكمُ

(8)

-وقال: إنه صحيحٌ على شرطِ مسلم-؛ كلُّهم عن شريكٍ بهذا.

وفي البابِ عن جماعةٍ مِنَ الصحابةِ؛ كأنسٍ عند الطبرانيِّ في "الكبير"

(9)

و"الصغير"

(10)

، برجالٍ ثقاتٍ،

(1)

قيس بن الربيع الكوفي؛ صدوقٌ تغيَّرَ لما كَبُرَ، وقد سبق الكلام فيه في الحديث (2).

فكل من شريك وقيس فيه ضعف يسير، لكنَّ اقترانهما يجبر ضعفهما.

(2)

كذا هو في جميع النسخ الخطية، وهو خطأ، والصواب: كلاهما عن أبي حصين عن أبي صالح .. كما في مصادر الحديث والترجمة.

(3)

صاحب المسند، ولم أقف عليه في "بغية الباحث". وقد أورده البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 271)، فقال: وروي عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو منقطع.

(4)

الحسن لم يسمع من أبي هريرة، كما في "المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 34)، فالإسناد ضعيف.

(5)

ما بين قوسين سقط من "م".

(6)

"سنن الدارمي"(2/ 1692 رقم 2639) من طريق طلق بن غنام به فذكره.

(7)

"سنن الدارقطني"(البيوع 3/ 443 رقم 2936) من طريق طلق بن غنام به فذكره.

(8)

"المستدرك"(البيوع 2/ 46) من طريق طلق به فذكره، وقال: حديث شريك، عن أبي حصين صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.

قال الألباني: قلت: وفيه نظر؛ فإنَّ شريكًا إنما أخرج له مسلمٌ متابعةً، كما قال الذهبي نفسه في الميزان. "السلسلة الصحيحة"(1/ 783 رقم 423).

(9)

"المعجم الكبير"(1/ 261 رقم 760) حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا أحمد بن زيد القزاز، حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن أبي التياح، عن أنس مرفوعًا به فذكره.

(10)

"المعجم الصغير"(1/ 288 رقم 475) حدثنا سعيد بن عبد الله بن أبي رجاء الصفار الأنباري حدثنا أحمد بن سليمان الحذاء الرملي، حدثنا أيوب بن سويد، عن ابن شوذب، عن أبي التياح، عن أنس بن مالك مرفوعًا به فذكره وقال: لم يروه عن أبي التياح يزيد بن حميد إلا عبد الله بن شوذب، تفرَّد به أيوب، ولا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد. =

ص: 242

وعن أبي أمامةَ

(1)

بإسنادٍ فيه مَقال.

ولكنْ قد أعلَّ ابنُ حزمٍ

(2)

حديثَ أبي هريرة، وكذا

= ورواه الدارقطني في سننه (البيوع 3/ 444 رقم 2937) من طريق أيوب بن سويد به فذكره.

إسناد "المعجم الكبير": فيه يحيى بن عثمان بن صالح السهمي مولاهم المصري صدوق رمي بالتشيع، وليَّنه بعضهم لكونه حدَّث من غير أصله من الحادية عشرة. "التقريب"(7605).

وأحمد بن زيد القزاز؛ لم أجد له ترجمة.

وضمرة بن ربيعة الفلسطيني أبو عبد الله: صدوق يهم قليلًا من التاسعة. "التقريب"(2988).

وابن شوذب؛ هو عبد الله بن شوذب أبو عبد الرحمن الخراساني: صدوق عابد .. "التقريب"(3387) وفي الإسناد ضعف لحال بعض رواته.

وأما إسناد "المعجم الصغير": فمن دون أيوب لم أجد لهم تراجم.

وأيوب بن سويد؛ هو الرملي أبو مسعود الحميري، قال يحيى بن معين: كان يقلب حديث ابن المبارك والذي حدث به عن مشايخه الذين أدركهم فيقلبه على نفسه، وقال أيضًا: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: لين الحديث. "الجرح والتعديل"(2/ 250)، وقال النسائي: ليس بثقة. "الضعفاء والمتروكين"(رقم 29)، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ. "التقريب"(615).

فالإسناد ضعيف بسببه.

(1)

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 150 رقم 7580) من طريق إسحاق بن أسيد، عن أبي حفص الدمشقي، عن مكحول، عن أبي أمامة مرفوعًا به فذكره. ورواه البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(14/ 380 - 381)، وقال: أبو حفص الدمشقي هذا مجهول، ومكحول لم يسمع من أبي أمامة، قاله الدارقطني فيما أخبرني أبو عبد الرحمن السلمي عنه.

وإسحاق بن أسيد -بالفتح- الأنصاري الخراساني، قال عنه أبو حاتم: شيخ خراساني ليس بالمشهور ولا يشتغل به. "الجرح والتعديل"(2/ 213)، وقال ابن حجر: فيه ضعف. "التقريب"(342).

وأبو حفص الدمشقي: قيل هو عمر الدمشقي، وقيل عثمان بن أبي العاتكة، وهو مجهول كما في "التقريب"(8057).

فالإسناد فيه علل ثلاث: ضعف إسحاق، وجهالة أبي حفص، والانقطاع بين مكحول وأبي أمامة.

(2)

"المحلى"(8/ 181 - 182).

ص: 243

ابنُ القطان

(1)

، والبيهقيُّ

(2)

.

وقال أبو حاتم: إنه منكرٌ

(3)

.

وقال الشافعيُّ: إنه ليسَ بثابتٍ عند أهلِهِ

(4)

.

وقال أحمدُ: هذا حديثٌ باطلٌ، لا أعرفه عن النبي صلى الله عليه وسلم مِنْ وجهٍ صحيحٍ

(5)

.

قال ابنُ ماجه

(6)

: وله طرقٌ ستةٌ، كلُّها ضعيفةٌ

(7)

.

قلت: لكنْ بانضمامِهَا يَقْوَى الحديثُ

(8)

.

وعن محمدِ بن كعبٍ، عن ابنِ عباسٍ رفعه:"إنَّ عيسى عليه السلام قامَ في بني إسرائيلَ فقال: يا بني إسرائيل، لا تَظلِمُوا ظالِمًا، ولا تُكافِئُوا ظالِمًا فيَبطُلُ فضْلُكُم عند ربكم"

(9)

.

(1)

"بيان الوهم والإيهام"(3/ 304)، وقال: لم يصح

وذلك -والله أعلم- لأنه من رواية شريك وقيس بن الربيع معًا، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وقال نحو ذلك في:(3/ 534)، و (5/ 779).

(2)

"معرفة السنن والآثار"(14/ 380).

(3)

"علل الحديث لابن أبي حاتم"(المسألة 1114).

(4)

"الأم"(6/ 270).

(5)

لم أقف على كلام الإمام أحمد، وقد ذكر ابن الملقن أنَّ ابنَ الجوزي نقل ذلك عنه في علله. "البدر المنير" (7/ 301) قلت: ولم أجد ذلك في "العلل المتناهية".

(6)

كذا في جميع النسخ، ولم أقف على كلامه، ولم نعهد لابن ماجه كلام في تعليل الأحاديث.

(7)

وقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(2/ 103): هذا الحديث من جميع طرقه لا يصح.

(8)

وكذا حسَّنه الترمذي، وصححه الحاكم والذهبي كما تقدم، وصححه الألباني بشواهده في "السلسلة الصحيحة"(1/ 783 رقم 423).

(9)

أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(ص 225 رقم 675)، والحارث بن أبي أسامة -كما في "بغية الباحث"(2/ 967 رقم 1070) - كلاهما من طريق هشام بن زياد أبي المقدام، عن محمد بن كعب القرضي، عن ابن عباس به مطولًا.

وهشام بن زياد بن أبي يزيد؛ وهو هشام بن أبي هشام أبو المقدام، ويقال له أيضًا: هشام بن أبي الوليد المدني: متروك. "التقريب"(7292).

فالإسناد ضعيف جدًّا من أجله.

ص: 244

وعن قتادةَ في قولِهِ: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ} [الشورى: 41] قال: هذا فيما يكونُ بين الناسِ مِنَ القِصاصِ، فأما لو ظلَمَكَ رجلٌ لم يَحِلَّ لك أنْ تَظلِمَه

(1)

.

أخرجهما العسكريُّ، وقال: هذا مذهبُ الحسنِ، وخالَفَه الشافعيُّ، فإنه قال: إذا كانت زوجُ أبي سفيان، وكانت القَيِّمَ على وَلَدِهَا لصِغَرِهم بأمرِ زوجها، أذِنَ لها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم -لمَّا شكَتْ إليه- أنْ تأخذَ مِنْ مالِهِ ما يَكفِيها بالمعروفِ

(2)

، فمِثلُها الرجلُ يكونُ له الحقُّ على الرجلِ يَمنعه إياه، فله أنْ يأخذَ مِنْ مالِهِ حيثُ وَجَدَه بوَزْنِهِ أو كَيْلِهِ، فإنْ لم يكن له مثلٌ ما كانت قيمَتُهُ دنانير أو دراهم، فإنْ لم يَجِدْ له، باعَ عَرْضَه واستَوفى مِنْ ثَمَنِهِ حَقَّهُ

(3)

.

ثم حَمَلَ النَّهيَ على الزائدِ على استيفاءِ حقِّهِ، مُعللًا بأنه قد خانَه، ومِنْ هنا مسألةُ الظَّفَرِ

(4)

.

‌50 - حديث: "إذا آخَى الرجلُ الرجلَ، فليَسْأله عن اسمِهِ واسمِ أبيه، وممَّنْ هو، فإنه أَوْصَلُ للمَودَّةِ".

الترمذيِّ في الزهد مِنْ جامِعِهِ

(5)

مِنْ حديثِ عمرانَ بن مسلمٍ القَصير، عن

(1)

أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 193)، والطبري في تفسيره (20/ 528) من طريق معمر، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10/ 426 - 427 رقم 7744) من طريق شيبان بن عبد الرحمن التميمي؛ كلاهما عن قتادة به. وكلا الإسنادين صحيح.

(2)

قصة هند امرأة أبي سفيان؛ رواها البخاري في صحيحه (2211)، و (3825).

(3)

"الأم"(6/ 261).

(4)

حاصل مسألة الظَّفَر: أنَّ الدائنَ إذا ظَفِرَ بمالِ المدين؛ هل يجوزُ له أنْ يَسْتَوفيَ حقَّه منْ ماله الذي ظَفِرَ به؟ المسألةُ محلُّ خلافٍ بين العلماء. ينظر: "فتح الباري"(5/ 109)، و (9/ 509).

(5)

"جامع الترمذي"(الزهد - باب ما جاء في إعلام الحب رقم 2392) من طريق عمران بن مسلم القصير به فذكره. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(27175)، وهنَّاد في "الزهد"(1/ 275 - 276 رقم 486) من طريق عمران القصير به. وعن ابن أبي شيبة رواه البخاري في "التاريخ الكبير"(8/ 313 - 314 رقم 3144)، وعبد بن حميد في مسنده (ص 161 رقم 435).

ص: 245

سعيدِ بن سُليمانَ الرَّبعيِّ

(1)

، عن أبي مَودودَ يزيدَ بن نَعامَةٍ السَّهميِّ البصريِّ

(2)

به مرفوعًا، وقال: إنه غريبٌ لا نعرفه إلا مِنْ هذا الوجهِ، ولا نَعرِفُ ليزيدَ سماعًا مِنَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم. انتهى.

وجَزَمَ أبو حاتم بأنه لا صحبةَ له، وغلَّطَ البخاريَّ في إثباتِها له

(3)

.

وكذا قال ابنُ حبان: إنَّ له صحبة

(4)

.

وقال البغويّ: اختُلِفَ فيها

(5)

.

غيرَ أنَّ أبا بكرِ بن أبي شيبةَ أخرجَ حديثَه في مسندِهِ

(6)

.

قال الترمذيُّ: ويُروى عن ابنِ عُمرَ مرفوعًا نحوه، ولا يصحُّ إسنادُهُ

(7)

. انتهى.

(1)

سعيد بن سلمان أو ابن سليمان الرّبعي، لم يروِ عنه إلا عمران القصير، كما في "الميزان"(2/ 141 رقم 3200)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 365)، وقال ابن حجر: مقبول من السابعة. "التقريب"(2325).

(2)

ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"(8/ 313 - 314 رقم 3144) في عداد الصحابة، وقال الحافظ ابن حجر: ولكنْ في قول أبي حاتم -: "أنَّ البخاريَّ أثبَتَ صُحبَتَه"- نظر، فإنَّ الترمذي قال في "العلل": سألتُ محمدَ بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال: هو حديثٌ مرسل، وكأنه لم يجعل يزيد بن نعامة من الصحابة. "تهذيب التهذيب"(11/ 319)، وقال أيضًا: مقبول من الثالثة ولم يثبت أنَّ له صحبة. "التقريب"(7786). وانظر: "علل الترمذي الكبير"(ص 354 رقم 612).

(3)

"الجرح والتعديل"(9/ 292 رقم 1247) فقال: تابعي لا صحبة له، حكى البخاري أنَّ له صحبة وغَلِطَ، وقال عنه: صالح الحديث.

(4)

"الثقات"(5/ 545) فذكره في عداد الصحابة.

(5)

"معرفة الصحابة"(5/ 2781)، وقال مثل ذلك الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 244).

(6)

لم أجده في المطبوع من المسند، وقد أخرجه في المصنف كما تقدم. وقال البوصيري: رواه أبو بكر بن أبي شيبة مرسلًا بسند صحيح، والله أعلم. "إتحاف الخيرة المهرة"(5/ 497 رقم 5110).

وقد تبيَّن مما سبق أنَّ الحديثَ فيه علتان:

1 -

يزيد بن نعامة لا تُعرف له صحبة، على القول الراجح.

2 -

سعيد بن سلمان لم يروِ عنه إلا واحد، ولم يوثِّقه غيرُ ابن حبان، ولم يُتابع هنا.

(7)

"جامع الترمذي"(الزهد، باب ما جاء في إعلام الحب رقم 2392). =

ص: 246

ويُروى كما في "مسند الفِردوس"

(1)

عن أنسٍ رفعه: "ثلاثةٌ مِن الجَفاءِ، وذَكَرَ منها عدَمَ معرفةِ المرءِ اسمَ مَنْ يُواخِيه".

‌51 - حديث: "إذا أتاكم كريمُ قومٍ فأكْرِمُوه".

ابنُ ماجه في سننه

(2)

مِنْ حديثِ سعيدِ بن مَسْلمةَ

(3)

، عن محمدِ ابن عَجْلان

(4)

، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ رفعه بهذا، وسَنَدُه ضعيفٌ.

= وحديث ابن عمر رواه البيهقي في "الشعب"(11/ 329 رقم 8607) من طريق مسلمة بن علي بن خلف الخشني، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا بنحوه.

ومسلمة بن علي بن خلف الخُشَني أبو سعيد الدمشقي، قال دحيم ويحيى بن معين: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، لا يشتغل به. قال ابن أبي حاتم: هو متروك الحديث؟ قال: هو في حدِّ الترك، منكر الحديث. وقال أبو زرعة: منكر الحديث. "الجرح والتعديل"(8/ 268 رقم 1222) فالإسناد ضعيفٌ جدًّا لا يصح، كما قال الإمام الترمذي.

(1)

"الغرائب الملتقطة"(حرف الثاء) من طريق عمر بن شاكر، عن أنس مرفوعًا به.

وعمر بن شاكر؛ قال أبو حاتم: ضعيف الحديث يروي عن أنس المناكير. "الجرح والتعديل"(6/ 115 رقم 619)، وقال ابن عدي: يحدِّث عن أنس بنسخة قريبًا من عشرين حديثًا غير محفوظة. "الكامل"(5/ 55) فالإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببه.

(2)

"سنن ابن ماجه"(الأدب، باب إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه رقم 3712)، ورواه البزار في مسنده (12/ 188 رقم 5846)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 168) من طريق سعيد بن مسلمة.

(3)

سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، هو ضعيف الحديث، منكر الحديث. "الجرح والتعديل"(4/ 67 رقم 281)، وقال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(3/ 516)، وقال ابن عدي: أرجو أنه ممن لا يُترك حديثه ويحتمل في رواياته فإنها مقاربة. "الكامل"(3/ 380)، وقال ابن حجر: ضعيف. "التقريب"(2395).

(4)

محمد بن عجلان المدني، تقدمت ترجمته في الحديث (22)، وقال يحيى القطان: مضطرب الحديث في حديث نافع، ولم يكن له تلك القيمة عنده. "ضعفاء العقيلي"(4/ 118 رقم 1677).

ففي الإسناد علتان:

1 -

ضعف سعيد بن مسلمة. 2 - اضطراب ابن عجلان في حديث نافع. =

ص: 247

لكنْ رَوَى الطبرانيُّ في "الأوسط"

(1)

مِنْ حديثِ حُصَينِ بن عُمرَ الأحْمسيِّ، عن إسماعيلَ بن أبي خالدٍ، عن قيسِ بن أبي حازم، عن جَريرٍ البَجَلي قال: لمَّا بُعِثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أتيتُه فقال: "ما جاءَ بك " قلتُ: جئتُ لأُسْلِم فألقى إليَّ كِساءَه وقال، وذكره.

وحُصَينٌ

(2)

فيه ضَعفٌ.

وله طريقٌ آخر عند الطبرانيِّ في "الأوسط" و"الصغير"

(3)

بسندٍ ضعيف.

= وقد قال البوصيري: هذا إسنادٌ ضعيف لضعف سعيد بن مسلمة. مصباح الزجاجة (3/ 173).

(1)

"المعجم الأوسط"(6/ 240 رقم 6290) من طريق حُصين بن عمر الأحمسي به فذكره وقال: لم يَروِ هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد إلا حصين بن عمر الأحمسي.

ورواه أبو زرعة الرازي -كما في "علل الحديث لابن أبي حاتم"(المسألة 2532) - من طريق حُصَين به فذكره وقال: هذا حديثٌ منكر.

(2)

حُصَين بن عمر الأحمسي -بمهملتين- أبو عمر الكوفي، قال أبو حاتم: قال لي دلويه -يعني زياد بن أيوب- نهاني أحمدُ بن حنبل أنْ أحدِّث عن حصين بن عمر وقال: إنه كان يكذب، وقال أبو حاتم: واهي الحديث جدًّا لا أعلم يروي حديثًا يُتابع عليه، هو متروك الحديث، وقال أبو زرعة: منكر الحديث. "الجرح والتعديل"(3/ 194 رقم 842)، وقال ابن حجر: متروك. "التقريب"(1378) والحديث ضعيف جدًّا بسببه.

(3)

"المعجم الأوسط"(5/ 315 - 316 رقم 5416) من طريق محمد بن الحصين الشامي قال: حدثنا مراجم بن العوام قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أنَّ جرير بن عبد الله فذكره بنحوه، وقال: لم يروِ هذا الحديث عن محمد بن عمرو إلا مراجم، تفرَّد به محمد بن الحسين. اهـ. ولم أجده في "الصغير" إلا من الطريق الآتية.

ومحمد بن الحصين (أو الحسين) الشامي؛ لم أجد له ترجمة. ومُراجم بن العوام ابن مُراجم؛ ذكره الدارقطني في "المؤتلف والمختلف"(4/ 2 - 77) ولم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا.

ومحمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني: صدوق له أوهام. "التقريب"(6188).

وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. "المجمع"(8/ 36) فهو ضعيف كما قال المؤلف.

ص: 248

وآخر عند البزارِ في مسنده

(1)

مِنْ حديثِ الجُرَيري

(2)

-وهو ضعيف أيضًا- عن ابنِ بُرَيدةَ

(3)

، عن يحيى بن يَعْمَر، عن جريرٍ قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فبسَطَ لي رِدَاءَه وقال: "اجلسْ على هذا" فقلتُ: أكرمَكَ الله كما أكرمتني فقال صلى الله عليه وسلم

وذكره.

وقال: إنه غريبٌ بهذا الإسناد، ويحيى بن يَعمَر لا نَعلَمُ رَوَى عن جريرٍ، إلا هذا.

(1)

لم أجده في "مسند البزار" ولا "كشف الأستار" من هذا الوجه، بينما رواه البزار (14/ 342 رقم 8027) من الطريق الآنف الذكر عند الطبراني، وأما الطريق الذي ذكره المؤلف فقد عزاه الهيثمي في "المجمع"(8/ 35) للطبراني فقط. وقد رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(5/ 261 - 262 رقم 5261)، و"المعجم الصغير"(2/ 67 رقم 793)، وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 205) كلهم من طرقٍ عن عوين ابن عمرو القيسي، عن سعيد الجريري، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يَعمَر عن جرير بن عبد الله. فذكروه، وقال الطبراني: لم يروِ هذا الحديث عن سعيد الجريري إلا عوين بن عمرو، ولم يروه عن عبد الله بن بريدة إلا الجُريري، ولا رواه عن يحيى بن يَعمَر إلا عبد الله بن بريدة. وقال أبو نعيم: غريبٌ من حديث الجريري لم نكتبه إلا من حديث عوين.

وعوين بن عمرو القيسي، قال يحيى بن معين: لا شيء، وقال أبو حاتم: شيخ. "الجرح والتعديل"(6/ 386 رقم 2152)، وقال العقيلي: عن الجريري وغيره، ولا يتابع عليه، ويقال: عون. "الضعفاء"(3/ 422 رقم 1462).

(2)

الجُريري؛ هو سعيد بن إياس أبو مسعود الجُريري -بضم الجيم-، قال يحيى ابن سعيد القطان: قال لي كهمس: أنكرناه -يعني الجريري- أيام الطاعون. وقال القطان لعيسى بن يونس: لا تروِ عنه، وقال أبو حاتم: تغيَّر حفظه قبل موته فمن كتب عنه قديمًا فهو صالح وهو حسن الحديث. "الجرح والتعديل"(4/ 2 رقم 1)، وقال ابن حجر: ثقة من الخامسة اختلط قبل موته بثلاث سنين مات سنة أربع وأربعين. "التقريب"(2273).

فإسناد هذا الحديث ضعيفٌ بسبب عوين القيسي وسعيد الجريري، وقد سئل أبو زرعة عن هذا الحديث بهذا الإسناد فقال: ما أقربه من هذا (يعني حديث حصين الأحمسي المتقدم) أخافُ أنْ يكون ليس لهما أصلٌ، والصحيح حديث الثوري، عن طارق ابن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا. "علل الحديث لابن أبي حاتم"(المسألة 2532).

(3)

في "ز": أبي بريدة، والصواب ما هو مثبت.

ص: 249

وللعسكريِّ في "الأمثال" وابنِ شاهين

(1)

، وابنِ السَّكَنِ

(2)

، وأبي نُعَيم

(3)

، وابنِ منده

(4)

في كتبهم في الصحابة، وأبي سَعد في "شرف المصطفى"

(5)

، والحكيم الترمذي

(6)

، وآخرين

(7)

؛ كلهم مِنْ طريقِ صابرِ ابن سالم بن حُمَيدِ بن يزيدَ بن عبد الله بن ضَمرةَ

(8)

، حدثني أبي، عن أبيه، حدثني يزيدُ بن عبد الله

(9)

، حدثتْني أختي أمُّ القِصَاف

(10)

قالت: حدثني أبي عبد الله بن ضمرةَ

(11)

أنه بينما هو قاعدٌ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في جماعةٍ مِنْ أصحابِهِ إذْ قال لهم: "سَيَطلع عليكم مِنْ هذه الثنِيَّة خيرُ ذي يَمَن" فإذا هم بجريرِ بن عبدِ الله فذكر قصةً، طوَّلها بعضهم، وفيه: فقالوا: يا نبيَّ الله، لقد رأينا منك له ما لم نره لأحدٍ، فقال:"نعم، هذا كريم قومٍ فإذا أتاكم" وذكره.

(1)

ذكر كتابه الكتاني في "الرسالة المستطرفة"(ص 127).

(2)

اسم كتابه: "الحروف في أسماء الصحابة" ذكره ابن خير الإشبيلي في "الفهرست"(ص 183 رقم 363)، والحافظ ابن حجر في "المعجم المفهرس"(1/ 168 رقم 649).

(3)

"معرفة الصحابة"(3/ 1690 رقم 4228) من طريق صابر بن سالم بن حميد به فذكره.

(4)

لم أجده فيما طبع من "معرفة الصحابة" لابن منده.

(5)

"مناحل الشفا ومناهل الصفا بتحقيق كتاب شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم"(5/ 167 رقم 2100) عن جرير من غير إسناد.

(6)

"نوادر الأصول"(1368 رقم 536) ووقع في الإسناد عدة تصحيفات.

(7)

كابن قانع في "معجم الصحابة"(2/ 101 رقم 551)، وأبي الشيخ في "الأمثال"(ص 108 - 109 رقم 150).

(8)

في الأصل و"ز": حمزة، والتصويب من "م" و"د". وصابر بن سالم بن حميد ابن عبد الله بن ضمرة؛ هو البجلي أبو أحمد، سمع منه أبو حاتم. "الجرح والتعديل"(4/ 456 رقم 2017).

(9)

يزيد بن عبد الله وسالم وأبوه حميد؛ لم أقف لهم على تراجم.

(10)

أم القِصَاف -بكسر القاف وفتح الصاد المهملة وآخره فاء- بنت عبد الله بن ضمرة. "تكملة الإكمال"(4/ 635)، وقد ذكرها ابن حبان في "الثقات"(5/ 328).

(11)

عبد الله بن ضمرة بن مالك بن سلمة بن عبد العُزَّى البجلي. "الإصابة"(6/ 217 رقم 4789).

ص: 250

وليس عند ابنِ السكن: حدثتْني أختي، وسنده مجهول

(1)

.

وللعسكريِّ فقط

(2)

مِنْ حديثِ مُجالِدٍ

(3)

، عن الشعبيِّ، عن عديِّ ابن حاتم رضي الله عنه أنه لمَّا دَخَلَ على النبي صلى الله عليه وسلم ألقى إليه وِسادةً، فجلسَ على الأرض وقال: أشهدُ أنك لا تبغي علوًّا في الأرض ولا فسادًا، وأسلم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكره.

وسنَدُه ضعيفٌ أيضًا.

وللدولابيِّ في "الكنى"

(4)

مِنْ حديثِ عبد الرحمن بن خالد بن عثمان، عن أبيه، عن جدِّه عثمانَ، عن جدِّه محمدِ بن عثمانَ بن عبد الرحمن،

(1)

هي عبارة الحافظ ابن حجر في "الإصابة"(6/ 218).

(2)

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(40/ 77) من طريق سَوَّار بن مصعب عن مُجالِد به.

وسوَّار بن مصعب؛ هو الهمداني الكوفي الضرير، قال أحمد: متروك الحديث، وقال يحيى بن معين: ضعيف ليس بشيء، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، لا يكتب حديثه، ذاهب الحديث. "الجرح والتعديل"(4/ 272 رقم 1175).

(3)

مُجالِد -بضم أوله وتخفيف الجيم- هو ابن سعيد بن عمير الهَمْداني أبو عمرو الكوفي، قال عمرو الصيرفي: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول لعبد الله: أين تذهب؟ قال: أذهب إلى وهب بن جرير أكتب السيرة -يعني عن مجالد-، قال: تكتب كذبًا كثيرًا، لو شئتُ أن يجعلها لي مجالد كلها عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله فعل. وقال ابن معين: ضعيف واهي الحديث، وسُئِل أبو حاتم عنه يُحتج بحديثه؟ قال: لا، وهو أحب إليَّ من

وليس مجالد بقوي الحديث. "الجرح والتعديل"(8/ 361 رقم 1653)، وقال يحيى بن معين: ثقة. "التاريخ؛ رواية الدوري"(3/ 269 رقم 1277)، وقال ابن عدي: له عن الشعبي عن جابر أحاديث صالحة، وعن غير جابر من الصحابة أحاديث صالحة، وجملة ما يرويه عن الشعبي، وقد رواه عن غير الشعبي، ولكن أكثر روايته عنه وعامة ما يرويه غير محفوظ. "الكامل"(6/ 422)، وقال ابن حجر: ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره. "التقريب"(6478).

فالإسناد ضعيف جدًّا لحال سوار ومُجالد.

(4)

"الكنى والأسماء"(1/ 89 - 91 رقم 192) من طريق أبي عثمان عبد الرحمن بن خالد ابن عثمان به فذكره. ورواه من طريقه: ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(35/ 91).

ص: 251

عن أبيه عثمان

(1)

، عن جدِّه أبي راشد عبد الرحمن بن عبدٍ

(2)

قال: قَدِمتُ على النبي صلى الله عليه وسلم في مائةِ راجلٍ مِنْ قومي. فذكر حديثًا، وفيه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أكرَمه وأجْلَسَه وكساه رداءه ودفع إليه عصاه، وأنه أسلم، فقال له رجلٌ مِنْ جُلَسائه: يا رسولَ الله، إنا نراك أكرمت هذا الرجل فقال:"إنَّ هذا شريفُ قوم، وإذا أتاكم شريفُ قوم فأكرموه".

ولأبي داود في "المراسيل"

(3)

، وسَنَدُه صحيحٌ مِنْ حديثِ طارقٍ

(4)

، عن الشعبيّ رفعه مرسلًا:(إذا أتاكم) وذكره وقال: رُوِيَ متصلًا، وليس بشيءٍ

(5)

. انتهى.

وفي البابِ عن جابر

(6)

،

(1)

عثمان بن أبي راشد الأزدي، قال العقيلي: عن أبي راشد، وله صحبة، ولا يصحُّ حديثه من أجل شاذان. "الضعفاء"(3/ 201 رقم 1201).

ومن دون عثمان هذا لم أجد لهم تراجم؛ وقال الألباني: هذا إسنادٌ مظلم؛ لم أعرف أحدًا منهم، ولا ترجموا لهم سوى أبي راشد فترجموا له في الصحابة. "السلسلة الصحيحة"(3/ 208).

(2)

عبد الرحمن بن عبدٍ، وقيل: ابن عُبيد، وقيل: ابن أبي عبد الله الأزدي أبو راشد، مشهور بكنيته قال أبو زرعة الدمشقي عن ضمرة: له صحبة وكان عاملًا على جند فلسطين. "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (4/ 1834)، و"الإصابة"(6/ 518 رقم 5180)، ولم أجد هذا النقل في "تاريخ أبي زرعة".

(3)

"المراسيل"(ص 523 رقم 507) عن ابن أبي شيبة به، وقد رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(الأدب، الوسادة تطرح للرجل رقم 26098) من طريق طارق به.

(4)

طارق بن عبد الرحمن البجلي الأحمسي، قال أحمد: ليس حديثه بذاك، هو دون مخارق بن خليفة، وقال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: لا بأس به، يكتب حديثه. "الجرح والتعديل"(4/ 485 رقم 2130)، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. "الكامل"(4/ 114)، وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. "التقريب"(3003) فالإسناد فيه ضعف يسير.

(5)

وكذا رجَّح المرسل أبو زرعة الرازي، كما في "علل الحديث لابن أبي حاتم"(المسألة 2532)، والدارقطني في "العلل"(13/ 444 - 445 رقم 3337) بعد أنْ رواه موصولًا ومرسلًا.

(6)

أخرجه الحاكم (4/ 291 - 292) من طريق معبد بن خالد الأنصاري، عن أبيه، =

ص: 252

وابنِ عباس

(1)

، ومعاذٍ

(2)

، وأبي قتادةَ

(3)

،

= عن جابر بن عبد الله به فذكره، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة، وسكت عنه الذهبي.

ومعبد بن خالد بن أنس الأنصاري: مجهول. "التقريب"(6775)، وأبوه خالد ابن أنس، قال الذهبي: لا يُدرى من هو. "المغني في الضعفاء"(1/ 201 رقم 1830) فالإسناد ضعيف بسببهما.

(1)

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(5/ 369 رقم 5582) من طريق محمد بن مروان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس. فذكره. ورواه في "المعجم الكبير"(11/ 304 رقم 11811)، و (17/ 160 رقم 422) من طريق مالك بن الحسن عن عتبة شيخ من فزارة عن عكرمة عن ابن عباس به نحوه، وفيه قصة.

وإسناد الأوسط فيه: محمد بن مروان؛ وهو الكوفي السُّدي -بضم المهملة والتشديد- الأصغر، متهم بالكذب. "المريب"(6284) فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه.

وفي إسناد الكبير: مالك بن الحسن (ووقع في الموضع الثاني: ابن أبي الحسين، وهو تصحيف)، قال العقيلي: عتبة بن أبي عتبة الفزاري عن عكرمة ولا يتابع عليه روى عنه مالك بن الحسن، وفي مالك نظر. "الضعفاء"(3/ 330 رقم 1350)، وقال الهيثمي: فيه ضعف. "المجمع"(8/ 36)، فالإسناد ضعيف.

(2)

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(20/ 104 رقم 202)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 208 - 209 ترجمة 1016) من طريق عبد الله بن خِراش، عن العوَّام بن حَوشب، عن شهر بن حوشب عن معاذ به.

وعبد الله بن خِراش بن حوشب، قال عنه أبو حاتم: منكر الحديث، ذاهب الحديث، ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: ليس بشيء ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(5/ 45 رقم 214)، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ. "الكامل"(4/ 208 - 209 رقم 1016).

وشهر بن حوشب، قال البزار: لم يسمع من معاذ بن جبل. "مسند البزار"(7/ 104). فالإسناد ضعيف جدًّا بسبب عبد الله بن خراش، والانقطاع بين شهر ومعاذ.

(3)

أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(المسألة 2553)، وأبو القاسم التيمي في "الترغيب والترهيب"(1/ 159 رقم 193) كلاهما من طريق الخليل بن سَلْم القزاز، وابن عدي في "الكامل"(1/ 176 رقم 16) من طريق أبي ميسرة الحراني أحمد بن عبد الله ابن ميسرة؛ كلاهما عن محمد بن ربيعة الكلابي، حدثنا ابن أبي ليلى، عن عطاء ابن أبي رباح، عن أبي الخليل عن أبي قتادة به، ومن طريق ابن عدي رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(2/ 258 رقم 1243)، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: هذا حديثٌ باطلٌ، إنما هو ابن أبي ليلى، عن الشعبي، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا. =

ص: 253

وأبي هريرةَ

(1)

، وآخرين؛ منهم أنس وهو عند الحاكم في "المعرفة"

(2)

، والتيميِّ

(3)

في ترغيبِهِ

(4)

مِنْ حديثِ مَعْبَدِ بن خالد

= وقال ابن عدي: وهذا الحديث يعرف بشيخ يقال له: الخليل بن سلم الباهلي كوفي رواه عن محمد بن ربيعة، ثم ظهر عند عبد العزيز بن محمد بن ربيعة فرواه عن أبيه، سرقه منهما أبو ميسرة الهمذاني هذا .. وقال عن ابن ميسرة: كان يحدث عن الثقات بالمناكير وعمن لا يُعرف، ويسرق حديث الناس. اهـ. ورجح ابن الجوزي المرسل.

وابن أبي ليلى؛ هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الكوفي القاضي أبو عبد الرحمن، قال أحمد: مضطرب الحديث، وقال: فقه ابن أبي ليلى أحبُّ إلينا من حديثه، حديثه فيه اضطراب. "العلل ومعرفة الرجال"(1/ 411 رقم 862)، وقال ابن حجر: صدوق سيء الحفظ جدًّا. "التقريب"(6081) والإسناد ضعيف جدًّا على ما بيَّن أبو حاتم وابن عدي، والله أعلم.

(1)

أخرجه البزار كما في "كشف الأستار"(2/ 402 رقم 1959)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 456 رقم 566) من طرقٍ عن ابن لهيعة، عن حنين بن أبي حكيم، عن صفوان بن سليم عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به مرفوعًا فذكروه. وقال ابن عدي عن حنين بن أبي حكيم: لا أعلم يروي عنه إلا ابن لهيعة، ولا أدري البلاء منه أو من ابن لهيعة؛ إلا أن أحاديث ابن لهيعة عن حنين غير محفوظة. وقال الذهبي: ليس بحجة ولا يكاد يُعرف. "المغني في الضعفاء"(1/ 198 رقم 1808) فالإسناد ضعيفٌ لأنه من رواية ابن لهيعة عن حنين.

(2)

لم أجده في "معرفة علوم الحديث".

(3)

هو: الإمام أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل القرشي التيمي الطَّلْحِي الأصبهاني الشافعي، الإمام الكبير الحافظ المعروف بـ (قِوَام السُّنَّةِ)

قال تلميذُه السمعانيُّ: (كان إمامًا في فنونِ العلمِ في التفسيرِ والحديثِ واللغةِ والأدبِ، حافظًا متقِنًا كبيرَ الشأنِ جليلَ القدرِ عارفًا بالمتونِ والأسانيدِ). له جملةٌ من التصَانيفِ في شتى الفنونِ؛ منها: "الترغيب والترهيب"، و"الحجة في بيان المحجة" وغيرهما. توفي يوم النحر سنة (535 هـ). "الأنساب"(2/ 120)، "التقييد"(1/ 252)، "سير أعلام النبلاء"(20/ 80)، "طبقات الشافعية" لابن قاضي شهبة (1/ 301).

(4)

"الترغيب والترهيب"(1/ 158 رقم 192) من طريق أبي صفوان المديني، حدثنا الثقة حفص بن غياث، عن معبد بن خالد، عن أبيه، عن جده أنس قال: دخل جرير

فذكره. ورواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(ص 237 رقم 726)، وأبو الشيخ في "الأمثال" (ص 108 رقم 149) من طريق أبي صفوان عن حفص بن غياث به. وأورده ابن أبي حاتم في "العلل" (المسألة 2550) وقال: قال أبي: هذا حديث منكر. =

ص: 254

ابن أنسٍ

(1)

، عن جده

(2)

.

وبهذه الطرق يَقْوى الحديث، وإن كانتْ مفرداتُها كما أشرنا إليه ضعيفة، ولذا انتَقَدَ شيخنا وشيخُه

(3)

رحمهما الله الحكمَ عليه بالوضع

(4)

.

‌52 - حديث: "إذا أحبَبْتُموهم فأعلِمُوهم، وإذا أبغضتُمُوهم فتجَنَّبُوهم".

أما الشِّقُّ الأول فهو معنى الحديث الذي بعده، وكذا قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ:"إني أُحِبُّكَ"

(5)

.

وأما الثاني: فلا أعلمه وليس هو بصحيحٍ على الإطلاق

(6)

.

= وأبو صفوان نصر بن يزيد المديني: لم أقف على ترجمته.

وحفص بن غياث -بمعجمة مكسورة وياء ومثلثة- ابن طلق بن معاوية النخعي أبو عمر الكوفي القاضي ثقة فقيه تغيَّر حفظه قليلًا في الآخر. "التقريب"(1430).

(1)

مَعْبَد بن خالد بن أنس: مجهول .. "التقريب"(6775)، وقد تقدم قبل قليل في حديث جابر.

(2)

كذا في جميِع النسِخ الخطية، ووقع في مصادر الحديث: عن أبيه عن جده أنس، مع العلم أنَّ مَعْبَدًا هذا يروي عن جده بدون واسطة، كما في "تهذيب الكمال"(28/ 233 رقم 6071)، وقد سبق أنه رواه عن أبيه عن جابر. وعلى كلِّ حالٍ فالإسناد ضعيفٌ بسبب جهالةِ مَعْبَدٍ هذا.

(3)

حيث قال العراقي: إسناده جيد. "المغني عن حمل الأسفار"(1/ 620)، وأشار ابن حجر إلى تقويته في "التلخيص الحبير"(4/ 256 رقم 1839).

(4)

حيث أنَّ ابنَ الجوزيِّ والصغانيَّ قد حكما عليه بالوضع. "الموضوعات" لابن الجوزي (3/ 293 رقم 1524)، و"الموضوعات للصغاني"(ص 63 رقم 103).

(5)

رواه أبو داود في سننه (1522)، والنسائي في سننه الصغرى (1303)، وفي الكبرى (1227)، وأحمد في مسنده (36/ 429 رقم 22119)، وابن خزيمة في صحيحه (1/ 391 رقم 751)، وابن حبان في صحيحه (5/ 364 رقم 2020، 2021)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 272) من طريق الصنابحي، عن معاذ بن جبل قال: أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إني لأحبُّك يا معاذ" فقلت: وأنا أحبُّك يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فلا تدع أنْ تقول في كل صلاةٍ: ربِّ أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك". وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقال ابن حجر: رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي بسندٍ قوي. "بلوغ المرام"(ص 93 رقم 257) وهو كما قالا، والله أعلم.

(6)

في "م": (صحيح الإطلاق). =

ص: 255

‌53 - حديث: "إذا أحبَّ الرجلُ أخاه فليُخبِره أنه يحبه".

البخاريُّ في "الأدب المفرد"

(1)

، وأبو داود

(2)

واللفظ له، والترمذي

(3)

، والنسائي

(4)

، وآخرون

(5)

؛ كلهم مِنْ حديثِ حبيبِ

(6)

بنِ عُبَيدٍ، عن المِقدامِ ابن مَعدي كَرِب به مرفوعًا.

ولفظ البخاريِّ: "إذا أحبَّ أحدكم أخاه فليُعْلِمْه أنه أحبه".

ولفظ الترمذيِّ: "فليعلمه إياه".

وقال النسائي: "ذلك" بدل: "إياه".

وصححه ابن حبان

(7)

والحاكم

(8)

، وقال الترمذي: إنه حسن صحيح غريب.

زاد بعضهم: "ثم لِيَزُرْه ولا يكوننَّ أول قاطع".

وفي لفظٍ للطبراني

(9)

، والبيهقي في "الشعب"

(10)

عن ابن عمر: "فليُخبِره فإنه يَجِدُ مثلَ الذي يَجِدُه له".

= وهذا الحديث بشِقَّيه لم أقف عليه، وقال العجلوني في "كشف الخفاء" (1/ 76): قال النجم -أي: الغزي-: ليس بحديث.

(1)

"الأدب المفرد"(باب إذا أحب الرجل أخاه فليعلمه رقم 542).

(2)

"سنن أبي داود"(الأدب، باب إخبار الرجلِ الرجلَ بمحبته إياه رقم 5124).

(3)

"جامع الترمذي"(الزهد، باب ما جاء في إعلام الحب رقم 2392).

(4)

"سنن النسائي الكبرى"(9963).

(5)

كأحمد في مسنده (28/ 408 رقم 17171)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(4/ 275 رقم 2440)، والطبراني في "المعجم الكبير"(20/ 279 رقم 661) جميعهم من طريق حبيب به.

(6)

كلمة (حبيب) زيادة من "م" و "د".

(7)

"صحيح ابن حبان"(2/ 330 رقم 570).

(8)

"المستدرك"(4/ 171) ووافقه الذهبي، وهو صحيح كما قالوا.

(9)

"المعجم الكبير"(13/ 208 رقم 13927) من طريق عبد الله بن مُرَّة، عن ابن عمر مرفوعًا به.

(10)

"شعب الإيمان"(11/ 322 رقم 8595) من طريق عبد الله بن مُرَّة به. وإسناده صحيح.

ص: 256

وفي آخر عند غيره عن أبي ذر: "فليأته في منزله فليُخبِره أنه يحبه"

(1)

.

وفي الباب عن أنس

(2)

، وأبي سعيد

(3)

، وآخرين؛ منهم من لم يُسمَّ

(1)

رواه عبد الله بن المبارك في "الزهد"(ص 247 - 248 رقم 712)، وابن وهب في "الجامع"(1/ 334 رقم 232) كلاهما عن ابن لهيعة، أخبرنا يزيد بن أبي حبيب: أنَّ أبا سالم الجيشاني أتى إلى أبي أمية في منزله فقال: إني سمعتُ أبا ذر يقول فذكره.

ورواه من طريق ابن المبارك: أحمد في مسنده (35/ 220 رقم 21294).

ورواية ابن المبارك وابن وهب عن ابن لهيعة قد تلقاها العلماء بالقبول.

وأبو أمية لم يتبيَّن لي من هو، وهذا لا يضر فالإسناد متصلٌ دونه، ورجال هذا الإسناد ثقات، وقال الهيثمي: إسناده حسن. "المجمع"(10/ 500) لكن يبقى الإشكال في يزيد بن أبي حبيب؛ فهو لم يُبيِّن عمَّن روى هذا الحديث، وقد كان يُرسل.

(2)

رواه أبو داود في سننه (الأدب، باب إخبار الرجل الرجلَ بمحبته إياه رقم 5125)، والبيهقي في "الشعب"(11/ 320 - 321 رقم 8593) من طريق المبارك بن فضالة، وابن حبان في صحيحه (2/ 330 رقم 571) من طريق الحسين بن واقد، وأبو يعلى في مسنده (6/ 162 رقم 3442)، من طريق عبد الله بن الزبير الباهلي، وابن أبي الدنيا في "كتاب الإخوان"(ص 123 رقم 71) من طريق عمارة بن زاذان؛ أربعتهم عن ثابت البناني عن أنس بمعناه، فذكروه.

وقال البيهقي: تابعه عبد الله بن الزبير الباهلي وعمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس، واختُلِفَ فيه عن حماد بن سلمة؛ فقيل: عنه عن ثابت عن حبيب بن سبيعة عن رجلٍ حدثه: عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: عنه عن ثابت عن حبيب بن سبيعة عن الحارث عن رجلٍ حدثه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: غير ذلك، وروي من وجهٍ آخر عن أنس.

ورواه عبد الرزاق في "المصنف"(11/ 200 رقم 20319) عن معمر عن الأشعث ابن عبد الله عن أنس بمعناه. ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(11/ 323 رقم 8596).

وقال ابن أبي حاتم: وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه المبارك بن فضالة، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إذا أحبَّ الرجلُ أخاه فليُعلِمه". قال أبي: ورواه حماد بن سلمة، عن ثابت، عن حبيب بن سبيعة الضبعي، عن رجلٍ حدثه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا. قال أبي: هذا أشبه، وهو الصحيح، وذاك لَزِمَ الطريقَ. "العلل"(المسألة 2237).

فحديث المبارك بن فضالة غير محفوظ، والصواب المرسل، كما قال أبو حاتم، والله أعلم.

(3)

أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(1/ 447 رقم 766) من طريق كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حَنْطب، عن أبي سعيد الخدري بنحو حديث المقداد. =

ص: 257

أخرجَ حديثه البخاري في "الأدب المفرد"

(1)

من حديث مجاهد قال: لقيني رجلٌ من الصحابة فأخذَ بمَنكِبي مِنْ ورائي قال: "أما إني أحبك" قال: أحبَّكَ الذي أحبَبْتَني له، فقال: لولا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أحبَّ الرجلُ الرجلَ فليُخْبرْه أنه أحبَّه" ما أخبرتك، قال: ثم أخذ يَعْرِضُ عليَّ الخِطْبة قال: أما إنَّ عندنا جارية، أما إنها عوراء.

‌54 - حديث: "إذا أراد الله إنفاذَ قضائِه وقَدَرِه، سلَبَ ذَوي العقول عُقولَهم،

حتى يَنفُذَ فيهم قضاؤه وقَدَرُه".

أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"

(2)

، ومِنْ طريقِهِ الدَّيلميُّ في مسنده

(3)

مِنْ

= كثير بن زيد الأسلمي أبو محمد المدني: صدوق يخطئ. "التقريب"(5611).

والمطلب بن عبد الله بن المطلب بن حَنْطب المخزومي، قال ابن أبي حاتم: عامة حديثه مراسيل، وقال أبو زرعة: مديني ثقة. "الجرح والتعديل"(8/ 359 رقم 1644)، وقال ابن حجر: صدوق كثير التدليس والإرسال. "التقريب"(6710). ولم أجد من ذكر سماع المطلب من أبي سعيد، لكنه ليس ببعيد، فقد قال أبو زرعة: أرجو أن يكون سمع من عائشة. "الجرح والتعديل"(8/ 359)، فالإسناد حسن بشواهده.

(1)

"الأدب المفرد"(543) من طريق سفيان، عن رباح، عن أبي عبيد الله، عن مجاهد به.

ورباح؛ هو ابن أبي معروف بن أبي سارة المكي، قال عمرو بن علي: كان يحيى ابن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي لا يحدِّثان عن رباح بن أبي معروف بشيء، وكان عبد الرحمن حدث عنه ثم تركه، وقال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: صالح الحديث. "الجرح والتعديل"(3/ 489 رقم 2214)، وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. "التقريب"(1875).

وأبو عبيد الله؛ هو سُليم المكي: صدوق. "التقريب"(2530).

فالإسناد فيه ضعفٌ يسير، لكنه يتقوَّى بما قبله، ويرتقي إلى الحسن لغيره، والله أعلم.

(2)

"تاريخ أصبهان"(2/ 342) حدثنا أبو عمر لاحقُ بن الحسين، حدثنا أبو سعيد محمد بن عبد الحكيم الطائفي، حدثنا محمد بن طلحة بن محمد بن مسلم الطائفي، حدثنا سعيد بن سماك به فذكره.

(3)

"الغرائب الملتقطة"(حرف الألف) أخبرنا الحداد، أخبرنا أبو نعيم في "التاريخ" به.

ص: 258

حديثِ سعيدِ بن سليمانَ

(1)

بن حربٍ

(2)

، عن أبيه

(3)

، عن عكرمة، عن،

ابنِ عباس به مرفوعًا.

وكذا أخرجه الخطيب

(4)

، وغيره

(5)

بلفظ: "إن الله إذا أحبَّ إنفاذ أمرٍ"

وذكره.

وأعلَّه الخطيبُ بلاحِقِ بن الحسين، وقال: إنه كذَّاب يضع

(6)

. انتهى.

وسعيد أيضًا متروك.

وعند البيهقي في "الشعب"

(7)

من حديث المِنهال بن عمرو، عن سعيد

ابن جبير، عن ابنِ عباسٍ مِنْ قولِهِ:"إنَّ القدر إذا جاء حَالَ دون البصر".

(1)

كذا في جميع النسخ، وهو خطأ، والصواب: سِماك، كما في مصادر ترجمته،

ومصادر الحديث.

(2)

سعيد بن سماك بن حرب؛ قال أبو حاتم: متروك الحديث. "الجرح والتعديل"

(4/ 32 رقم 133)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 366)، وانظر: "لسان

الميزان" (4/ 58).

(3)

سِماك -بكسر أوله وتخفيف الميم- ابن حرب بن أوس الذهلي الكوفي أبو المغيرة،

قال أحمد: مضطرب الحديث، وقال ابن معين: ثقة. فقيل: ما الذي عِيبَ عليه؟

قال: أسندَ أحاديثَ لم يُسندها غيره، وقال أبو حاتم: صدوق ثقة. "الجرح والتعديل"

(4/ 279 رقم 1203).

وقال ابن عدي: لسماك حديث كثيرٌ مستقيم إن شاء الله كلها، وقد حدَّث عنه الأئمة،

وهو من كبار تابعي الكوفيين، وأحاديثه حسان عمن روى عنه، وهو صدوق لا بأس

به. "الكامل"(3/ 461)، وقال ابن حجر: صدوق، وروايته عن عكرمة خاصَّة

مضطربة، وقد تغيَّر بأخرة؛ فكان ربما تلفن. "التقريب"(2624).

(4)

في "تاريخ بغداد"(16/ 151 رقم 7395) عن أبي نعيم الأصبهاني به.

(5)

كابن عساكر في "تاريخ دمشق"(64/ 17) من طريق الخطيب، وقال عن لاحق: أحد

الكذابين الدخالين وأكذب الغرباء الرَّحَّالين.

(6)

"تاريخ بغداد"(16/ 151 - 152 رقم 7395).

فالإسناد موضوع بسببه.

(7)

"شعب الإيمان"(1/ 403 - 404 رقم 247) من طريق المنهال بن عمرو به فذكره،

وهو جواب من ابن عباس على كلام نافع بن الأزرق الآتي ذكره.

وإسناده صحيح، والله أعلم.

ص: 259

(قال: ورواه عكرمةُ، عن ابنِ عباسٍ قال: "إذا جاء القضاءُ ذَهَبَ البصرُ")

(1)

.

وعن نافعِ بن الأزرق

(2)

في معناه: "أرأيتَ الهُدْهُدَ كيف يَجيءُ فينْقُرُ الأرضَ فيُصيبُ مَوضِعَ الماءِ، ويَجيءُ إلى الفخِّ وهو لا يُبصِرُه، حتى يقعَ في عنقِهِ"

(3)

.

وعن الترمذي

(4)

: إذا جاءَ القَدَرُ

(5)

عَمَى البصر، وإذا جاءَ الحَينُ

(6)

غطَّى العَين

(7)

.

وحديثُ ابنِ عباسٍ مَعزوٌ للحاكم

(8)

بلفظ: "إذا نزل القضاء عمى البصر"، فيُنظر.

(1)

ما بين قوسين سقط من "م".

(2)

نافع بن الأزرق؛ هو الحروري الذي تنسب إليه طائفة الأزارقة، له أسئلة عن ابن عباس.

وقد ذكره الجوزجاني في الضعفاء. "أحوال الرجال"(ص 35 رقم 7)، و"المغني في الضعفاء"(2/ 692 رقم 6581)، و"لسان الميزان"(8/ 246 رقم 8088)، وقال ابن حبان في "الثقات" (5/ 469): نافع بن الأزرق يروي عن ابن عباس

وليس هذا بنافع بن الأزرق الحروري.

والظاهر من سياق الأثر أنه الحروري، فهو المشهور بأسئلته لابن عباس عن المتشابه.

(3)

"شعب الإيمان"(1/ 404 رقم 247) وقد قاله نافع معترضًا على ابن عباس.

(4)

الترمذي؛ هو الحكيم الزاهد أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الترمذي

كان ذا رحلة ومعرفة، وله مصنفات وفضائل، قال أبو عبد الرحمن السُّلمي: أخرجوا الحكيم من تِرْمِذ، وشهدوا عليه بالكفر، وذلك بسبب تصنيفه كتاب "ختم الولاية"، وكتاب "علل الشريعة"، وقالوا: إنه يقول: إنَّ للأولياء خاتمًا كالأنبياء لهم خاتم، وإنه يفضل الولاية على النبوة

"سير أعلام النبلاء"(13/ 439 رقم 216).

(5)

في "ز": (القضاء).

(6)

قال ابن منظور: والحَيْنُ -بالفتح-: الهلاك

وقد حانَ الرجلُ: هَلَك

والحائنةُ: النازلة ذاتُ الحَين، والجمع الحَوائنُ. "لسان العرب"(13/ 133 مادة حين).

(7)

"شعب الإيمان"(1/ 404 رقم 248) بإسناده إلى الترمذي به.

(8)

"المستدرك"(2/ 405) بلفظ: "إذا جاء القضاء ذهب البصر" وإسناده صحيح. =

ص: 260

وفي البابِ عن ابنِ عمرَ

(1)

، وعليٍّ

(2)

وفي حديثِهِ مِن الزيادة: "فإذا مضى أمرُه ردَّ إليهم عقولهم وبعث النَّدامةَ".

وأنشد أبو عمر الزاهد غلام ثعلب

(3)

لنفسه:

إذا أراد الله أمرًا بامرئٍ

وكان ذا رأيٍ وعقلٍ وبَصَرْ

وحِيلةٍ يُعمِلها في كلِّ ما

يأتي به محتومُ أسباب القَدَرْ

أغراهُ بالجهلِ وأعمى عينَهُ

فَسَلَّهُ عن عَقْلِهِ سَلَّ الشَعَرْ

حتى إذا أنفَذَ فيه حُكمَهُ

رَدَّ عليه عقلَهُ لِيَعتَبِر

‌55 - حديث: "إذا أكلتم فأفضلوا"

(4)

.

= ورواه أيضًا في (2/ 405 - 406) من طريق المنهال بن عمرو في سعيد بن جبير عن ابن عباس بلفظ: "القدر" وفيه قصة فذكره، ثم قال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

وهو كما قالا.

(1)

أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(2/ 301 رقم 1408) من طريق محمد ابن محمد بن سعيد المؤدب، حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد البصري، حدثنا أحمد بن محمد الهزاني، حدثنا الرياشي، حدثنا الأصمعي، حدثنا أبو عمرو ابن العلاء عن مجاهد عن ابن عمر به.

ومحمد بن محمد المؤدب هذا قال عنه الذهبي: لا أعرفه، وأتى بخبرٍ منكرٍ، ثم ساق له هذا الحديث، وقال: فالآفةُ المؤدبُ أو شيخه. "الميزان"(4/ 30 رقم 8141).

فالإسناد ضعيف جدًّا بسبب المؤدب أو شيخه.

(2)

قال الديلمي -بعد أن ساق حديث أنس المتقدم-: وفي رواية علي: "فإذا مضى ردَّ إليهم عقولهم، ووقعت الندامة". "الغرائب الملتقطة"(حرف الألف).

(3)

أبو عمر الزاهد؛ هو محمد بن عبد الواحد البغدادي أبو عمر، الإمام العلامة، اللغوي المعروف: بغلام ثعلب، توفي سنة خمس وأربعين وثلاث مائة. "سير أعلام النبلاء"(30/ 4 - 8 رقم 288).

وساق البيهقي هذه الأبيات في "الشعب"(1/ 404 رقم 249) بإسناده إلى أبي عمر الزاهد.

(4)

لم أجده في شيءٍ من مصادر الحديث، وقال النجم الغزي: ذكره السخاوي ولم يتكلم عليه، ولم أجده حديثًا، بل في الحديث ما يعارضه كحديث مسلم عن جابر: "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَرَ بلعْقِ الأصابع والصَّحْفة، وقال: إنكم لا تدرون

". "إتقان ما يحسن" (1/ 55 رقم 94).

ص: 261

‌56 - حديث: "إذا انتَصَفَ شعبان، فلا صومَ حتى رمضان".

أحمدُ

(1)

، والدَّارميُّ

(2)

، والأربعةُ

(3)

، وصحَّحه ابنُ حبان

(4)

، وأبو عَوَانةَ

(5)

، وغيرُهما

(6)

، والدِّينوريُّ في

(1)

"مسند أحمد"(15/ 441 رقم 9707) من طريق العلاء بن عبد الرحمن به.

(2)

"سنن الدارمي"(2/ 1087 رقم 1781، 1782) من طريق العلاء بن عبد الرحمن به.

(3)

"سنن أبي داود"(2337)، و"جامع الترمذي"(738)، و"سنن النسائي الكبرى"(3/ 254 رقم 2923)، و"سنن ابن ماجه"(1651) جميعهم من طرقٍ عن العلاء به، وعند أبي داود فيه قصة، وقال أبو داود: رواه الثوري وشبل بن العلاء وأبو عميس وزهير بن محمد عن العلاء، وقال أيضًا: وكان عبد الرحمن لا يحدِّث به، قلتُ لأحمد: لمَ؟ قال: لأنه كان عنده أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يَصِل شعبان برمضان، وقال عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه. قال أبو داود: وليس هذا عندي خلافه، ولم يجئ به غير العلاء عن أبيه.

وقال الترمذي: حديثُ أبي هريرة حديثٌ حسنٌ صحيح، لا نعرفه إلا من هذا الوجه على هذا اللفظ، ومعنى هذا الحديث عند بعض أهل العلم: أنْ يكون الرجل مُفطرًا، فإذا بقي شيءٌ من شعبان أخذَ في الصوم لحال شهر رمضان.

وقال النسائي: لا نعلم أحدًا روى هذا الحديث غير العلاء بن عبد الرحمن.

(4)

"صحيح ابن حبان"(8/ 355 - 356 رقم 3589)، و (8/ 358 رقم 3591).

(5)

"مسند أبي عوانة"(2/ 171 رقم 2709، وبرقم 2710، وبرقم 2711)، وفي بعضها زيادات.

(6)

أورَدَ متنَه ابن خزيمة في صحيحه (كتاب الصوم 2/ 998) مُقرًّا له. وكذا صححه ابن القطان الفاسي في "بيان الوهم والإيهام"(2/ 187)، وحسَّنه في موضع آخر (5/ 377)، وقوَّاه ابن حزم في "المحلى"(7/ 25 - 26)، وابن القيم في "تهذيب السنن"(6/ 460 - 462 المطبوع بهامش عون المعبود).

وقد أنكره أحمد، وقال: سألتُ ابن مهدي عنه، فلم يحدِّثني به وكان يتوقَّاه. ثم قال أبو عبد الله: هذا خلافُ الأحاديث التي رُويت عن النبي صلى الله عليه وسلم. "علل أحمد؛ رواية المروذي"(ص 122 رقم 278)، وقال أبو زرعة الرازي: منكر. "الضعفاء لأبي زرعة"(2/ 388).

قال الحافظ ابن رجب: واختَلَفَ العلماءُ في صحة هذا الحديث ثم في العمل به؛ فأما تصحيحه فصححه غير واحد؛ منهم: الترمذي، وابن حبان، والحاكم، والطحاوي، وابن عبد البر.

وتكلم فيه من هو أكبر من هؤلاء وأعلم، وقالوا: هو حديثٌ منكر منهم: =

ص: 262

"المجالسة"

(1)

مِنْ حديثِ العلاءِ بن عبدِ الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة به مرفوعًا.

وله شاهدٌ عند الطبرانيِّ في "الأوسط"

(2)

، والبيهقيِّ في

= عبد الرحمن بن المهدي، والإمام أحمد، وأبو زرعة الرازي، والأثرم، وقال الإمام أحمد: لم يروِ العلاء حديثًا أنكر منه، وردَّه بحديث:"لا تقدّموا رمضان بصوم يوم أو يومين" فإن مفهومه جواز التقدم بأكثر من يومين. وقال الأثرم: الأحاديث كلها تخالفه. يشير إلى أحاديث صيام النبي صلى الله عليه وسلم شعبان كله، ووصله برمضان، ونهيه عن التقدُّم على رمضان بيومين، فصار الحديث حينئذٍ شاذًّا مخالفًا للأحاديث الصحيحة. وقال الطحاوي: هو منسوخ، وحكى الإجماع على ترك العمل به. وأكثر العلماء على أنه لا يُعمل به، وقد أخذ به آخرون، منهم: الشافعي وأصحابه، ونهو عن ابتداء التطوع بالصيام بعد نصف شعبان لمن ليس له عادة .. "لطائف المعارف"(ص 244 - 245).

وينظر: "شرح معاني الآثار"(2/ 82)، و"نصب الراية"(2/ 440)، و"فتح الباري"(4/ 129).

فالقولُ ما قاله الأئمة النقاد ابن مهدي وأحمد ومن معهم: أنه حديثٌ منكرٌ، والله أعلم.

(1)

"المجالسة وجواهر العلم"(6/ 291 رقم 2654) من طريق العلاء به.

وقد رواه عبد الرزاق في "المصنف"(4/ 161 رقم 7325) عن ابن عيينة عن العلاء بمعناه.

ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(9119) عن وكيع عن أبي العميس عن العلاء بنحوه.

(2)

"المعجم الأوسط"(2/ 264 - 265 رقم 1936) حدئنا أحمد بن محمد بن نافع، قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الله المنكدري، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده، عن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي عن أبي هريرة بنحوه، وقال: لم يروِ هذا الحديث عن محمد بن المنكدر إلا ابنه المنكدر، تفرَّد به: ابنه عبد الله.

وأحمد بن محمد بن نافع الطحان المصري؛ قال ابن الجوزي -بعد أن ذكر حديثًا موضوعًا-: واتَّهموا به أحمد بن محمد بن نافع. "الموضوعات"(2/ 252)، وقال الذهبي: لا أدري من ذا؟ ذكره ابن الجوزي مرة، وقال: اتهموه. "الميزان"(1/ 146 رقم 568)، وقال الهيثمي: لم أعرفه. "المجمع"(7/ 215).

فإن كان أحمد بن محمد بن نافع هو الذي ذكره ابن الجوزي، فيكون الإسناد موضوعًا.

وعبيد الله بن عبد الله المنكدري: قال ابن عدي -عن نسخة عبيد الله بن عبد الله =

ص: 263

"الخلافيات"

(1)

، والدارقطنيِّ في "الأفراد"

(2)

، مِنْ غيرِ جهةِ العلاءِ؛ فأخرجوه مِنْ جهةِ المنكدرِ بن محمدٍ

(3)

، عن أبيه، عن عبدِ الرحمن والدِ العلاء به، وقد أفردتُ فيه جزءًا

(4)

.

‌57 - حديث: "إذا بُليتم فاستتروا" يأتي في: "مَنْ أتى مِنْ هذه القاذورات شيئًا"

(5)

.

= ابن المنكدر عن أبيه عن جده-: عامتها غير محفوظة. "الكامل"(6/ 455)، وأبوه عبد الله بن المنكدر بن محمد المنكدري، قال العقيلي: عن أبيه، ولا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به. "الضعفاء"(2/ 303).

(1)

لم أجده من هذا الوجه في "مختصر الخلافيات"(طبعة مكتبة الرشد)، والذي وجدته فيه (3/ 34)، وفي "سننه الكبرى"(4/ 209) أنه بعد أن ساق الحديث من جهة أبي داود -بالوجه السابق-، قال: قال أبو داود: قال أحمد: هذا حديث منكر -يعني حديث العلاء هذا-.

(2)

كما في "أطراف الغرائب والأفراد"(5/ 219 رقم 5213) وقال: تفرَّد به المنكدر ابن محمد عن أبيه عن مولى الحُرَقة.

(3)

المنكدر بن محمد بن المنكدر القرشي التيمي؛ قال أحمد: ثقة، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: كان رجلًا صالحًا لا يقيم الحديث، كان كثير الخطأ، لم يكن بالحافظِ لحديثِ أبيه، وقال أبو زرعة: ليس بقوي. "الجرح والتعديل"(8/ 406 رقم 1865)، وقال ابن حجر: ليِّن الحديث. "التقريب"(6916) والإسناد مسلسل بالضعفاء إلى المنكدر بن محمد.

(4)

بسط المؤلف الكلام عليه في "الأجوبة المرضية"(حديث 6).

(5)

ليس في "المقاصد" حديث بلفظ: "من أتى من هذه القاذورات شيئًا".

وقد روى مالك في "الموطأ"(2/ 387 رقم 2386) عن زيد بن أسلم: "أنَّ رجلًا اعترف على نفسه بِالزنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

" وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: "من أصاب من هذه القاذورات شيئًا، فليستتر بستر الله، فإنه من يبدي لنا صفحته، نُقِم عليه كتاب الله". وقد رواه الشافعي في "الأم" (7/ 367 - 368) عن مالك به، وقال: هذا حديثٌ منقطعٌ ليس مما يثبت به -هو نفسه- حجة، وقد رأيتُ من أهل العلم عندنا من يعرفه ويقول به، فنحن نقول به.

وقال ابن عبد البر: هكذا روى هذا الحديث مرسلًا جماعة الرواة للموطأ، ولا أعلمه يستند بهذا اللفظ من وجهٍ من الوجوه، وقد روى معمر عن يحيى بن أبي كثير عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله سواء. وذكر ابن وهب في موطئه، عن مخرمة بن بكير عن أبيه قال: سمعت عبيد الله بن مِقسم يقول: سمعت كُريبًا مولى ابن عباس يحدث، أو يحدث =

ص: 264

‌58 - حديث: "إذا جِئْتَ يا معاذ أرضَ الحُصَيب

(1)

-يعني مِن اليمن- فهَرْوِلْ؛ فإنَّ بها الحُورَ العينَ".

لا أعرفه

(2)

، وفي "القاموس"

(3)

: وكزبير مَوضِعٌ باليمن فاقَتْ نساؤُهُ حُسنًا، ومنه "إذا دخلتَ أرضَ الحُصَيب فهَرْوِل".

‌59 - حديث: "إذا حجَّ رجلٌ بمالٍ مِنْ غيرِ حِلِّه

فقال: لبَّيكَ اللهمَّ لبيكَ. قال الله عز وجل: لا لبَّيكَ، ولا سَعْدَيكَ، هذا مَردودٌ عليك".

الدَّيلميُّ

(4)

مِنْ حديثِ أبي الغُصْنِ الدُجَينِ بن ثابتٍ

(5)

، عن أسلمَ مولى عمرَ، عن عمرَ رفعه بهذا، والدُّجَين ضعيفٌ.

وله شاهدٌ عند البزارِ

(6)

بسندٍ ضعيفٍ أيضًا عن أبي هريرةَ رفعه: "مَنْ أمَّ

= عنه أنه قال: أتى رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاعترفَ على نفسه بالزنا .. فذكره بنحوه. "التمهيد"(5/ 321 - 322).

(1)

الحُصَيب -مصغَّر- وهو اسم الوادي الذي منه زبيد باليمن. "معجم البلدان"(2/ 266).

(2)

أورده القاري في "المصنوع"(ص 52 رقم 16)، وفي "الأسرار المرفوعة" (ص 113 رقم 23) وقال: وقال المنوفي: بل الحكم عليه بالوضع ظاهر. وأورده القاوقجي في "اللؤلؤ المرصوع"(ص 35 رقم 25).

(3)

"القاموس المحيط" للفيروز آبادي (باب الباء، فصل الحاء ص 75).

(4)

"الغرائب الملتقطة"(ص 508 - 509 رقم 435 رسالة العربي) من طريق أبي الغصن الدُجَين به.

ورواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 106 رقم 641)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 75 رقم 930) وقال: لا يصحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(5)

أبو الغصن الدجين بن ثابت اليربوعي البصري؛ قال عبد الرحمن بن مهدي: قال أول مرة حدثني مولى لعمر بن عبد العزيز فقلنا له: إنَّ مولى عمر بن عبد العزيز لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فتركه، قال: فما زالوا يلقنونه حتى قال: أسلم مولى عمر ابن الخطاب، ثم قال ابن مهدي: لا يُعتدُّ به، وقال ابن معين: ليس بثقة، حديثه ليس بشيء، وقال ابن عدي: مقدار ما يرويه ليس بمحفوظ. "الكامل"(3/ 105 - 106)، وقال النسائي: ليس بثقة. "الضعفاء والمتروكين"(179).

فالإسناد ضعيف، لحال الدجين، ولكون روايته عن أسلم تلقين.

(6)

"مسند البزار"(15/ 221 رقم 8638) من طريق سليمان بن داود، قال: حدثنا يحيى ابن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به. =

ص: 265

هذا البيتَ مِن الكَسْبِ الحرام شخَصَ في غيرِ طاعةِ الله، فإذا أهلَّ ووَضَعَ رجلَه في الغَرْزِ أو الرِّكابِ وانْبَعَثتْ به راحلته وقال: لبَّيكَ اللهمَّ لبَّيك، نادى منادٍ مِنَ السماء: لا لبيكَ، ولا سَعْدَيكَ؛ كسبُك حرامٌ، وزادُكَ حرامٌ، وراحلتُك حرامٌ، فارجع مأْزورًا غيرَ مأْجورٍ، وأبشِر بما يَسُوؤك" الحديث.

وهو عند الخِلَعيِّ

(1)

مِنْ هذا الوجه بلفظ: "مَنْ تَيَمَّمَ بكَسْبٍ حرام حاجًّا؛ كان في غير طاعةِ الله، حتى إذا وَضَعَ رِجلَه في الغَرْزِ، وبَعَثَ راحِلَتَه قال: لبَّيكَ اللهمَّ لبَّيكَ. ينادي منادٍ مِنَ السَّماءِ: لا لبَّيكَ، ولا سَعْدَيكَ؛ كَسْبُكَ حرامٌ، وثيابُكَ حرامٌ، وراحلَتُكَ حرامٌ، وزادُكَ حرامٌ، فارجعْ مَذمومًا غير مأجورٍ، أبشرْ بما يَسُوؤُكَ" الحديث.

‌60 - حديث: "إذا حُدِّثتم عنِّي بحديثٍ يُوافِقُ الحَقَّ فصَدِّقوه وخُذُوا به؛ حدَّثْتُ به أو لم أُحدِّثْ".

الدَّارقطنيُّ في "الأفراد"

(2)

، والعُقَيليُّ في "الضعفاء"

(3)

، وأبو جعفر ابنُ البَخْتَري

(4)

في الجزء الثالث عشر مِنْ فوائِدِهِ

(5)

مِنْ حديثِ محمدِ بن عَونٍ

= ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(5/ 251 رقم 5228) من طريق سليمان بن داود به. وسليمان بن داود؛ هو اليمامي، قال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(4/ 11 رقم 1792)، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، ما أعلم له حديثًا صحيحًا. "الجرح والتعديل"(4/ 111 رقم 487)، وقال الدارقطني: متروك. "سؤالات البرقاني"(ص 33 رقم 192) فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه.

(1)

"الفوائد المنتقاة الحسان الخِلَعيَّات"(رسالة علي النهاري)(ص 677 رقم 385) من طريق سليمان بن داود عن يحيى بن أبي كثير به فذكره.

والإسناد ضعيف جدًّا كسابقه.

(2)

لم أجده في "أطراف الغرائب والأفراد" لابن القيسراني.

(3)

"الضعفاء الكبير"(1/ 32 - 33 رقم 14) من طريق محمد بن عون الزيادي

به فذكره.

(4)

أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري بن مدرك البغدادي الرزاز، قال الحاكم: كان ثقة مأمونًا. وقال الخطيب: كان ثقةً ثبتًا. وقال الذهبي: مسند العراق الثقة المحدث الإمام .. توفي سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة. انظر: تاريخ بغداد (4/ 222/ 1419)، تاريخ الإسلام (7/ 730/ 302)، سير أعلام النبلاء (15/ 386).

(5)

"مجموع فيه مصنفات أبي جعفر ابن البختري"(ص 201 رقم 175) من طريق محمد بن عَون به.

ص: 266

الزِّياديِّ، حدثنا أشعثُ بن بَرَازٍ

(1)

، عن قتادة، عن عبدِ الله بن شقيقٍ، عن أبي هريرة به مرفوعًا.

وقال الدارقطني: إنَّ أشعثَ تفرَّدَ به. انتهى.

وهو شديدُ الضَّعفِ، والحديثُ منكرٌ جدًّا؛ استَنكَرَه العُقَيليُّ، وقال: إنه ليس له إسنادٌ يَصِحُّ

(2)

.

قلت: ومِنْ طرقِهِ: ما عند الطبرانيِّ في "الكبير"

(3)

مِنْ حديثِ الوَضِين

(4)

، عن سالمِ بن عبدِ الله بن عمرَ، عن أبيه مرفوعًا: "سُئِلت اليهودُ عن موسى، فأكثروا فيه وزادوا ونَقَصُوا حتى كَفَرُوا، (وسُئِلت النصارى عن عيسى، فأكثروا فيه وزادوا ونَقَصُوا، حتى كَفَرُوا)

(5)

، وإنه سَتَفْشُو عنِّي أحاديث؛ فما أتاكم مِنْ حديثي فاقرؤا كتابَ الله واعتَبِرُوا، فما وافقَ كتابَ الله فأنا قلتُهُ، وما لم يوافِقْ كتابَ الله فلم أقُلْهُ".

(1)

أشعث بن بَرَاز الهجيمي البصري، قال عمرو بن علي: ضعيف جدًّا، وقال يحيى ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(2/ 270 رقم 974)، وقال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الصغير"(2/ 161).

(2)

في الموضع السابق. وقد رواه من طريقه: ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 420 رقم 500)، وقال: وذكر أبو سليمان الخطابي عن الساجي عن يحيى بن معين قال: هذا الحديث وضعته الزنادقة. قال الخطابي: هو باطلٌ لا أصل له. اهـ. وقال الذهبي: منكر جدًّا. "الميزان"(1/ 263).

(3)

"المعجم الكبير"(12/ 316 رقم 13224) من طريق أبي حاضر عن الوضين به فذكره. وأبو حاضر؛ قال عنه ابن أبي حاتم: روى عن الوضين بن عطاء، روى عنه قتادة ابن فضيل، سألتُ أبي عنه فقال: مجهول. (9/ 362 رقم 1651)، وتبعه على تجهيله: الذهبي في "الميزان"(4/ 512 رقم 10081)، والحافظ ابن حجر في "اللسان"(9/ 44 رقم 8797) فالإسناد ضعيفٌ بسببه.

(4)

الوَضِين -بفتح أوله وكسر المعجمة بعدها تحتانية ساكنة ثم نون- ابن عطاء بن كنانة أبو كنانة الشامي، قال أحمد: ثقة. "العلل ومعرفة الرجال"(3/ 115 رقم 4480)، وقال يحيى بن معين: لا بأس به، وقال أبو حاتم: تَعرِف وتُنكِر. "الجرح والتعديل"(9/ 50 رقم 213)، وقال ابن حجر: صدوق سيء الحفظ ورمي بالقدر. "التقريب"(7408).

(5)

ما بين قوسين ساقط من "ز".

ص: 267

وقد سُئِلَ شيخُنا عن هذا الحديث فقال: إنه جاءَ مِنْ طرقٍ لا تَخلُو مِنْ مَقَالٍ، وقد طَرَّقَه

(1)

البيهقيُّ في كتاب "المدخل"

(2)

.

ومعناه إنْ ثبت: أنْ يُحمَلَ قولُهُ -يعني الوارد في بعض طرقه-: "وإلا فاتركوه".

على أنَّ هناك حَذفًا تقديرُه: وإلا إنْ خَالَفَ فاتركوه، فقد دخلَ في الشِّقِّ الأول؛ وهو قوله: إنْ وافقَ ما يُوافقُ نصًّا، وما يوافق استنباطًا أو ما يُوافقُ خصوصًا، وما يُوافقُ عُمومًا، لقولِهِ تعالى:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} [الحشر: 7] فما ثَبَتَ عن الرسولِ فهو مأخوذٌ عن الله بأمرِ القرآن

(3)

. انتهى.

‌61 - حديث: "إذا حدَّثَ الرجلُ بالحديثِ ثم التَفَتَ، فهي أمانةٌ"

(4)

.

أبو داود في سننه

(5)

، والعسكريُّ في "الأمثال" مِنْ حديثِ يحيى بن آدم، والترمذيُّ في جامِعِهِ

(6)

، وابنُ أبي الدنيا في "الصمت"

(7)

مِنْ حديثِ

(1)

كذا في جميع النسخ المعتمدة، والمعنى:(جمع طرقه).

(2)

كتب في هامش الأصل: "بخط المصنف: يراجع "المدخل"، فقد علَّمتُ عليه في نسختي". ولم أقف عليه في القطعة المطبوعة من "المدخل" للبيهقي.

(3)

وقد تقدم أنَّ ابن الجوزي رواه من الطريق السابقة في "الموضوعات"(1/ 420).

وقال الشوكاني: وبالجملة فهذا الحديث بشواهده لم تسكن إليه نفسي

وإني أظنُّ أنَّ ابن الجوزي قد وُفِّقَ للصواب بذكره في موضوعاته

والقلبُ يشهدُ بوَضْعِ ما ورَدَ في هذا المعنى وبطلانه، والله أعلم. "الفوائد المجموعة"(ص 281 - 283).

(4)

قال الطحاوي في بيان معنى هذا الحديث: أي إنها أمانة اُئتُمِنَ عليها المحدّث، فلم يجُزْ له أنْ يَخْفِرَ أمانَتَه ويُفشِي سِرَّه

"مشكل الآثار"(9/ 15).

(5)

"سنن أبي داود"(الأدب، باب في نقل الحديث رقم 4868) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن أبي ذئب، عن عبد الرحمن بن عطاء، عن عبد الملك ابن جابر بن عتيك، عن جابر به فذكره. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(26111) عن يحيى بن آدم به.

(6)

"جامع الترمذي"(1959) من طريق عبد الله بن المبارك، عن ابن أبي ذئب به فذكره وقال: هذا حديثٌ حسن، وإنما نعرفه من حديث ابن أبي ذئب.

(7)

"الصمت وآداب اللسان"(ص 213 رقم 402) من طريق عبد الله بن المبارك به فذكره.

ص: 268

ابنِ المباركِ، وأبو يعلى في مسنده

(1)

مِنْ حديثِ شَبَابَةَ بن سوَّارٍ، وهو

(2)

، وأحمدُ

(3)

مِنْ حديثِ يزيدَ بن هارونَ، وأحمدُ

(4)

فقط مِنْ حديثِ أبي عامرٍ العَقَدِيِّ، وأبو الشيخ

(5)

مِنْ حديثِ عاصمِ بن عليٍّ

(6)

؛ كُلُّهم عن ابنِ أبي ذئبٍ؛ هو: محمدُ بن عبدِ الرحمن.

وكذا أخرجه الطيالسيُّ في مسنده

(7)

عنه، عن عبد الرحمن بن عطاءٍ، عن عبد الملك بن جابرِ بن عَتيكٍ، عن جابرِ بن عبد الله مرفوعًا به، وألفاظُهُم مُتقاربةٌ.

(وقال الترمذيُّ: إنه حسنٌ، إنما نَعْرِفُه مِنْ حديثِ ابنِ أبي ذئبٍ)

(8)

.

(1)

لم أجده في مسنده الصغير المطبوع في دار المأمون، ولعله في مسنده الكبير.

(2)

"مسند أبي يعلى"(4/ 148 رقم 2212) من طريق يزيد أخبرنا ابن أبي ذئب به.

(3)

"مسند أحمد"(23/ 297 رقم 15062) حدثنا يزيد أخبرنا ابن أبي ذئب به.

(4)

"مسند أحمد"(22/ 362 رقم 14474) عن أبي عامر العقدي.

(5)

لم أجده فيما طُبع من كتب أبي الشيخ.

ورواه الطحاوي في "مشكل الآثار"(9/ 12 رقم 3386) من طريق ابن وهب، وفي "المشكل"(9/ 13 رقم 3387)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 56 رقم 2458) من طريق القعنبي، كلهم عن ابن أبي ذئب به.

وقال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن جابر بن عبد الله إلا بهذا الإسناد تفرَّد به ابنُ أبي ذئب.

(6)

عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب أبو الحسن الواسطي، قال ابن سعد: كان ثقة، وليس بالمعروف بالحديث، ويكثر الخطأ فيما حدث به. "الطبقات الكبرى"(7/ 316)، وقال أحمد: قد عُرِض علي حديثه فرأيت حديثًا صحيحًا. "العلل ومعرفة الرجال"(1/ 524 رقم 1228)، وقال أيضًا: حديثه حديثٌ مقارب حديث أهل الصدق، ما أقلَّ الخطأ فيه. "سؤالات أبي داود"(ص 322 رقم 441)، وقال أبو حاتم: صدوق. "الجرح والتعديل"(6/ 348 رقم 1920)، وقال ابن معين: ليس بشيء. "تهذيب التهذيب"(5/ 44 رقم 81)، وقال ابن حجر: صدوق ربما وهم. "التقريب"(3067).

(7)

"مسند الطيالسي"(3/ 318 رقم 1870) قال: حدثنا ابن أبي ذئب به فذكره. ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 247) ووقع في "مسند الطيالسي": عبد الملك بن جابر عن أبيه، ظنًّا أنَّ أباه جابر بن عبد الله، والصواب: أنَّ أباه جابر ابن عتيك.

(8)

ما بين قوسين ساقط من الأصل و"ز"، والاستدراك من "م" و"د".

ص: 269

قلت: وكأنه عنى لفظًا خاصًّا، هالا فقد أخرجه أحمدُ

(1)

أيضًا عن أبي سَلَمَةَ الخُزَاعيِّ، وموسى بن داود؛ كلاهما عن سليمانَ بن بلالٍ، عن ابنِ عطاءٍ هذا.

مع أنه اختُلِفَ فيه على ابنِ أبي ذئبٍ، فالجمهور

(2)

كما تقدَّمَ.

ورواه البزار في مسنده

(3)

فجَعَلَ شيخَه فيه عبد الرحمن ابنَ جابر.

قال البزار: وهذا عندي غيرُ عبدِ الملك بن جابرِ بن عَتِيكٍ، قال: ولا نعلَمُ رَوَى عن جابرٍ غيرَ هذا الحديثِ.

وأيضًا فابنُ عطاءٍ قد اختُلِفَ فيه؛ فوثَّقَه جماعةٌ

(4)

، وليَّنه

(1)

"مسند أحمد"(23/ 105 رقم 14792) عن أبي سلمة الخزاعي، عن عبد الرحمن ابن عطاء، عن عبد الملك بن جابر بن عتيك، عن جابر بن عبد الله، بلفظ:"والمحَدِّث يلتفت حوله".

ورواه في (23/ 398 رقم 15242) عن موسى بن داود، حدثنا سليمان بن بلال، عن عبد الرحمن بن عطاء، عن ابني جابرٍ، عن جابر به.

وهذه الرواية مخالفة لرواية جماعة الثقات عن سليمان بن بلال، فقد أخرج الحديث الطحاوي في "مشكل الآثار"(9/ 13 رقم 3388) من طريق سعيد بن أبي مريم، والبيهقي في "الآداب"(ص 43 رقم 105)، وفي "الشعب"(13/ 500 - 501 رقم 10679) من طريق عبد الله بن وهب، وفي الشعب في الموضع السابق من طريق يحيى بن صالح، ثلاثتهم عن سليمان بن بلال، مثل رواية أبي سلمة الخزاعي؛ فتكون رواية موسى بن داود غير محفوظة، والله أعلم.

ووقع في رواية يحيى بن صالح عند البيهقي: عبد الملك بن عطاء، بدل: عبد الرحمن بن عطاء، فلعله خطأ أو تصحيف، والله أعلم.

(2)

الجمهور: يحيى بن آدم، وابن المبارك، وشبَابة بن سوَّار، ويزيد بن هارون، وأبو عامر العقدي، وعاصم بن علي، والطيالسي، وابن وهب، والقعنبي.

(3)

لم أجده فيما طبع من "مسند البزار"، ولا في "كشف الأستار" للهيثمي. وعلى كلِّ حال فهذا الاختلاف الذي أشار إليه المصنف لا يضرّ، والصواب رواية الجمهور عن ابن أبي ذئب.

(4)

قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث. "الطبقات الكبرى"(9/ 334 رقم 241)، وقال أحمد: ما أرى بحديثه بأسًا. "سؤالات أبي داود"(ص 211 رقم 166)، =

ص: 270

آخرون

(1)

، وقال البخاريُّ: فيه نظرٌ

(2)

.

فإما أنْ يكون الترمذيُّ اعتمدَ توثيقَه، أو حسَّنه لشاهِدِه الذي أخرجه أبو يعلى في مسنده

(3)

بسندٍ ضعيفٍ أيضًا مِنْ حديثِ مالكِ بن دينارٍ، عن أنسٍ به مرفوعًا.

وقد أورَدَ الحديثَ الضياءُ في "المختارة"

(4)

لهذا أيضًا.

وقال العُقَيليُّ في ترجمةِ حسينِ بن عبد الله بن ضميرة

(5)

لمَّا ساقَ له عن

= ووثقه النسائي. "تهذيب الكمال"(17/ 285 رقم 3906)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 79).

(1)

أدخله أبو زرعة الرازي في "الضعفاء"(2/ 633 رقم 186)، وقال ابن عبد البر: ليس عندهم بذلك وترك مالك الرواية عنه، وهو جاره. "التمهيد"(17/ 228)، وقال ابن حجر: صدوق فيه لين. "التقريب"(3953)، وقال أيضًا: وقال ابن حبان:

يعتبر حديثه إذا روى عن غير عبد الكريم أبي أمية، وقال الأزدي: لا يصحُّ حديثه

وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم

"تهذيب التهذيب"(6/ 210).

(2)

"التاريخ الكبير"(5/ 336 رقم 1070)، و"الضعفاء الصغير"(ص 73 رقم 206).

(3)

"مسند أبي يعلى"(7/ 179 رقم 4158) حدثنا جبارة بن مغلس قال: حدثني حفص ابن صبيح الشيباني -قال جبارة: من أعبد الناس- عن مالك بن دينار به فذكره.

ورواه من طريق أبي يعلى: ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(56/ 394).

وجُبارة بن مُغلس؛ قال البخاري: حديثه مضطرب. "التاريخ الصغير"(2/ 345)، وقال ابن معين: كذَّاب، وقال ابن نمير: كان يوضع له الحديث فيحدِّث به، وما كان عندي ممن يتعمَّد الكذب، وقال أبو حاتم: ضعيف، وقال: هو على يديّ عدلٍ، وحدَّث عنه أبو زرعة ثم تركه. "الجرح والتعديل"(2/ 550 رقم 2284)، وقال الدارقطني: متروك. "سؤالات البرقاني"(ص 20 رقم 71) فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه، فلا يصلح أن يكون شاهدًا، والله أعلم.

(4)

لم أجده فيما طُبع من "الأحاديث المختارة".

(5)

"الضعفاء الكبير"(1/ 246 - 247 رقم 294).

والحسين بن عبد الله بن ضميرة بن أبي ضميرة سعد الحميري المديني؛ كذَّبه مالك وابن معين وأبو حاتم الرازي وابن حبان، وقال:(روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة)، ووهَّاه أحمد والبخاري وأبو زرعة والنسائي والعقيلي وابن عدي وغيرهم. انظر: العلل لأحمد (4922)"التاريخ الكبير"(2/ 388 - 389/ 2873)، "ترتيب علل الترمذي"(1/ 394/ 134)، "الجرح"(3/ 57 - 58/ 259)، "الضعفاء" للعقيلي (1/ 246 - 247/ 294)، "المجروحين"(1/ 244)"الكامل"(2/ 356 - 358/ 488)، "اللسان"(2547). =

ص: 271

أبيه، عن جدِّهِ، عن عليٍّ رفعه "المجالسُ بالأمانةِ"

(1)

: وهذا قد جاء عن جابرِ بن عَتِيكٍ بلفظ: "إذا حدَّثَ الرجلُ ثم التفَتَ فهي أمانةٌ"

(2)

.

62 -

حديث: "إذا حَضَرَ العَشَاءُ والعِشاءُ، فابدءوا بالعَشاءِ".

قال العراقي في "شرح الترمذي"

(3)

: إنه لا أصلَ له في كتبِ الحديثِ بهذا اللفظِ.

قال تلميذه شيخُنا في "فتح الباري"

(4)

: لكنْ رأيتُ بخطِّ الحافظِ قُطْبِ

= فحديثه لا يصلح أن يكون شاهدًا.

(1)

ورواه أيضًا بهذا الإسناد: الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(باب ذكر حسن المجالسة وواجب حقها ص 233 رقم 704)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(12/ 497 - 498 رقم 5821).

ومن طريق الخرائطي: القضاعي في "مسند الشهاب"(1/ 37 رقم 3).

(2)

عبارة العقيلي: وقد روى جابر بن عَتيك عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره، وقال: بإسنادٍ صالح.

فحديثُ عبد الرحمن بن عطاء فيه ضعفٌ يسيرٌ، ومما يشهد له: ما رواه أبو داود في سننه (4869) من طريق عبد الله بن نافع قال: أخبرني ابنُ أبي ذئب عن ابنِ أخي جابر بن عبد الله عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المجالسُ بالأمانة إلا ثلاثة مجالس: سفكُ دمٍ حرامٍ، أو فرجٍ حرامٍ، أو اقتطاعُ مالٍ بغير حق"، ورواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(ص 234 رقم 708) من طريق عبد الله بن نافع به، ومن طريق أبي داود: البيهقيُّ في "سننه الكبرى"(10/ 247).

والإسناد ضعيفٌ بسبب جهالة عين ابن أخ جابر، لكنه يصلح للشواهد.

ومن شواهده أيضًا: ما رواه ابن المبارك في "الزهد"(ص 240 رقم 691)، وعبد الرزاق في "المصنف"(11/ 22 رقم 19791) كلاهما عن معمر، عن سعيد ابن عبد الرحمن الجحشي، عن أبي بكر بن محمد بن حزم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما يَتَجَالس المتجالسان بأمانة الله، فلا يحلُّ لأحدهما أنْ يفشيَ على صاحبه ما يكره". وهذا لفظ ابن المبارك.

وسعيد بن عبد الرحمن بن جحش الجحشي: صدوق، كما في "التقريب"(2347).

وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري المدني القاضي، وقد ينسب إلى جده: ثقة عابد من الخامسة مات سنة عشرين ومائة وقيل غير ذلك. "التقريب"(7988)، فروايته عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة.

(3)

"شرح العراقي على جامع الترمذي".

(4)

"فتح الباري"(2/ 162).

ص: 272

الدِّين -يعني الحلبي

(1)

- أنَّ ابنَ أبي شيبةَ

(2)

أخرج عن إسماعيلَ -يعني ابنَ عُليَّةَ- عن ابنِ إسحاقَ

(3)

، حدَّثني عبدُ الله بن رافعٍ، عن أمِّ سلمَةَ مرفوعًا:"إذا حضرَ العَشاءُ وحَضَرت العِشاءُ، فابدءوا بالعَشاء".

فإنْ كانَ ضَبَطَه فَذَاكَ، وإلا فقد رواه أحمد في مسنده

(4)

عن إسماعيلَ بلفظ: "وحَضَرَت الصلاةُ"، ثم راجعتُ "مصنفَ ابن أبي شيبة" فرأيتُ الحديثَ فيه، كما أخرجه أحمد

(5)

.

وأصلُ الحديثِ في المتفق عليه

(6)

بلفظ: "إذا وُضِعَ العَشاءُ وأقيمت الصلاةُ، فابدءوا بالعَشاء". ولمَّا أورَدَه الصَّغانيُّ

(7)

في مَشَارقه، حَكَى أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في مَنَامِهِ، وسأله عن صِحَّتِهِ، فقال:"نعم، هو صحيحٌ"

(8)

.

(1)

قطب الدين الحلبي؛ هو الحافظ عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي الأصل والمولد، المصري الإقامة والوفاة، توفي سنة (735 هـ)، سمع منه الإمام الذهبي، وذكره في "معجمه المختص"(ص 75 رقم 180)، وترجمته في:"معجم الشيوخ" للسبكي (1/ 261 رقم 79)، و"ذيل طبقات الحفاظ" للحسيني (ص 7).

(2)

"مصنف ابن أبي شيبة"(7997) قال: حدثنا ابن علية، عن محمد بن إسحاق به بلفظ:"إذا حضر العشاء وحضرتِ الصلاة فابدؤوا بالعشاء" ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(23/ 297 رقم 660) من طريق ابن أبي شيبة عن إسماعيل به.

(3)

محمد بن إسحاق؛ صدوقٌ يُدلِّس كما في التقريب (5725)، لكنه صرَّح بالتحديث، فزال المحذور.

(4)

"مسند أحمد"(44/ 104 رقم 26499) حدثنا إسماعيل به.

وإسناده حسن من أجل ابن إسحاق، وهو صحيح لغيره، لأنه في الصحيحين من وجهٍ آخر.

وقال الهيثمي: ورجاله ثقات سمع بعضهم من بعض. "المجمع"(2/ 59 رقم 2188).

(5)

إلى هنا ينتهي كلام الحافظ ابن حجر.

(6)

"صحيح البخاري"(5463، 5465)، و"صحيح مسلم"(557، 558) كلاهما من حديث أنس وعائشة رضي الله عنهما.

(7)

هو: الإمام رضي الدين حسن بن محمد الصغاني، المتوفى سنة (650 هـ)، واسم كتابه:"مشارق الأنوار النبوية من صحاح الأخبار المصطفوية"، وموضوعه: الجمع بين الصحيحين. "كشف الظنون"(2/ 1688)، و"الرسالة المستطرفة"(ص 174).

(8)

قال النووي -بعد أنْ نقَلَ عن القاضي عياض حكايته الإجماع على أنَّ المنام لا تبطل بسببه سنةٌ ثبتَت ولا تثبُتُ به سنةٌ لم تثبُتْ-: وكذا قاله غيره من أصحابنا وغيرهم، =

ص: 273

‌63 - حديث: "إذا دخلَ الضَّيْفُ على قومٍ دَخَلَ برِزقِهِ، وإذا خَرَجَ خَرَجَ بمَغْفِرَةِ ذُنُوبهم".

الدَّيلميُّ

(1)

مِنْ حديثِ مَعروفِ بن حسَّان

(2)

: حدثنا زيادٌ الأعلم، عن الحسن، عن أنس مرفوعًا بهذا. وسَنَدُه ضعيفٌ

(3)

.

وله شاهدٌ عند أبي الشيخ مِنْ حديثِ عَزةَ ابنةَ أبي قِرْصَافَة

(4)

، عن أبيها

(5)

مرفوعًا: "إذا أرادَ الله بقومٍ خيرًا أهدى إليهم هديةً" قالوا: يا رسول الله وما تلكَ الهدية؟ قال: "الضيفُ يَنْزِلُ برزقه، ويَرتحِلُ وقد غَفَرَ الله لأهلِ المنزل".

وكذا أخرجه الدَّيلميُّ

(6)

.

= فنقلوا الاتفاقَ على أنه لا يُغيَّر بسببِ ما يراه النائمُ ما تقرَّر في الشرع، وليس هذا الذي ذكرناه مخالفًا لقوله صلى الله عليه وسلم:"من رآني في المنام فقد رآني" فإنَّ معنى الحديث: أنَّ رؤيته صحيحة وليست من أضغاث الأحلام وتلبيس الشيطان، ولكن لا يجوز إثباتُ حكمٍ شرعيٍّ به؛ لأنَّ حالةَ النومِ ليستْ حالةَ ضبطٍ وتحقيقٍ لما يسمعه الرائي، وقد اتفقوا على أنَّ من شرطِ منْ تُقبَل روايته وشهادته أنْ يكونَ متيقظًا، لا مُغفلًا، ولا سيءَ الحفظ، ولا كثيرَ الخطأ، ولا مُختلَّ الضبط، والنائمُ ليس بهذه الصفة، فلم تُقبلْ روايته لاختلالِ ضبطه .. "شرح صحيح مسلم"(1/ 115).

(1)

"الغرائب الملتقطة" أو القسم المحقق (ص 373 رقم 290 رسالة العربي) من طريق معروف بن حسان به فذكره.

(2)

معروف بن حسَّان؛ هو السمرقندي، قال أبو حاتم: مجهول. "الجرح والتعديل"(8/ 323 رقم 1490)، وقال ابن عدي: منكر الحديث. "الكامل"(6/ 325).

(3)

ضعيف جدًّا لحال معروف بن حسان، ولعنعنة الحسن.

(4)

عزة بنت عِياض بن أبي قرصافة، وتنسب إلى جدِّها. ذكرها ابن حبان في "الثقات"(5/ 289).

(5)

أبوها: عِياض بن أبي قِرْصافة. لكنها تروي عن جدها أبي قِرْصافة -بكسر القاف وسكون الراء بعدها مهملة وفاء-، واسمه جَنْدَرة -بفتح أوله ثم نون ساكنة ثم مهملة مفتوحة- ابن خَيْشَنة -بمعجمة ثم تحتانية ثم نون- الكِنَانيّ؛ صحابي. "معجم الصحابة لابن قانع"(1/ 151 رقم 158)، و"الإصابة"(12/ 541)، و"التقريب"(978).

(6)

"الغرائب الملتقطة"(ص 313 رقم 233 رسالة العربي) قال: قال أبو الشيخ: حدثنا =

ص: 274

ومِنْ حديثِ إسحاقَ بن نَجِيحٍ

(1)

، عن عطاءٍ الخراسانيِّ، عن أبي ذَرٍ رفعه:"الضَّيفُ يأتي برِزقِهِ، ويَرتَحِلُ بذنوبِ القَومِ تمَحَّصُ عنهم ذُنُوبُهم"

(2)

.

ومِنْ حديثِ عبدِ الله بن همام

(3)

، عن أبي الدَّرداءِ مرفوعًا مثله

(4)

، لكن بلفظ:"أهل البيت" بدل: "القوم"، دون ما بعده.

= محمد بن أحمد بن معدان، حدثنا أيوب بن علي بن الهيصم، حدثنا زياد بن سيار، عن عزة بنت أبي قِرْصَافة، عن أبيها به. وأخرجه أبو نعيم في "المعرفة"(2/ 645 رقم 1723) عن أبي الشيخ به.

وقال الألباني: رواه الديلمي عن أبي الشيخ معلقًا، عن أيوب بن علي بن الهيصم به فذكره، ثم قال: وهذا إسنادٌ ضعيفٌ مظلمٌ ليس فيهم مُوثقٌ توثيقًا معتبرًا. "السلسلة الضعيفة"(5/ 119 رقم 2117).

وأيوب بن علي بن الهيصم، قال أبو حاتم: شيخ. "الجرح والتعديل"(2/ 252 رقم 905).

وزياد بن سيار الكناني مولاهم، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 534 رقم 2410) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 255).

فالإسناد ضعيف لحال أيوب بن علي، وزياد بن سيار، وعزة.

(1)

إسحاق بن نجيح؛ هو الملطي، قال أحمد: من أكذب الناس، وقال ابن معين: ليس بشيء. "الجرح والتعديل"(2/ 235 رقم 832)، وقال ابن معين أيضًا: من المعروفين بالكذب ووضع الحديث، وقال ابن عدي -بعد أن ساق له عددًا من الأحاديث-: وهذه الأحاديث التي ذكرتها مع سائر الروايات عند إسحاق بن نجيح عمن روى عنه؛ فكلها موضوعات وضعها هو، وعامة ما أتى عن ابن جريج فكله منكر ووضعه عليه. "الكامل"(1/ 329 - 330).

فالإسناد موضوع بسبب ابن نجيح، وأورده النجم الغزي في "إتقان ما يحسن"(1/ 333).

(2)

رواه الديلمي -كما في "الفردوس بمأثور الخطاب"(2/ 432 رقم 3896) - ولم أقف عليه في "الغرائب الملتقطة".

(3)

عبد الله بن همام ويقال: ابن يعلى النهدي -بالنون- الكوفي، لم يروِ عنه إلا واحد، كما في "تهذيب الكمال"(16/ 251)، وقال ابن حجر: مقبول من الثالثة. "التقريب"(3681).

(4)

لم أقف عليه مسندًا، وقد ذكره قوام السُّنَّة في "الترغيب والترهيب"(3/ 52) مُعلقًا مُمرَّضًا.

وعزاه السيوطي في "الجامع الكبير"(1/ 427) لابن السني.

ص: 275

وفي رواية: "ويَرتَحِلُ وقد غُفِرَ لأهلِ المنزلِ"

(1)

.

وحديثُ أبي ذَرٍّ عند الدَّيلميِّ.

وكذا له

(2)

عن ابنِ عباس رفعه: "أكرموا الضَّيفَ، واقْرُوا الضَّيفَ، فإنه أولُ مَنْ يَقْدُمُ برِزقِهِ جبريلُ مع رزقِ أهلِ البيتِ".

وفي "الأفراد"

(3)

للدَّارقطنيِّ مِنْ حديثِ هشامِ بن عُروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ رفعه:"إذا نَزَلَ الضَّيفُ بالقوم، نزلَ برزقِهِ"، وقال: غريب.

‌64 - حديث: "إذا رأيتُم الحريقَ فكبِّروا، فانه يُطْفِئُه".

الطَّبرانيُّ في "الدعاء"

(4)

مِنْ حديثِ عبدِ الرحمن بن الحارثِ، عن عَمرِو بن شُعَيبٍ، عن أبيه، عن جدِّهِ مرفوعًا بهذا.

(1)

هو اللفظ الذي ذكره أبو نعيم، والديلمي فيما تقدم عن أبي الشيخ من حديث أبي قرصافة.

(2)

كما في "الغرائب الملتقطة"(ص 191 رقم 103 رسالة العربي) من طريق أبي عبد الرحمن السلمي، عن محمد بن محمود بن عبد الله المروزي، عن أحمد ابن تميم، عن محمد بن محمد، عن أبي إسحاق الطالقاني، عن عمر بن هارون البلخي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعًا فذكره.

وأبو عبد الرحمن السلمي؛ ليس بثقة، وأحمد بن تميم بن عباد، روى له الحاكم حديثًا منكرًا، وقال: الحمل فيه عليه. "الميزان"(1/ 86 رقم 313).

وأبو إسحاق الطالقاني؛ هو: إبراهيم بن إسحاق بن عيسى -البُناني بضم الموحدة ثم نون- مولاهم الطالقاني؛ صدوق يُغرب. "التقريب"(145).

وعمر بن هارون البلخي؛ هو الثقفي مولاهم: متروك، وكان حافظًا. "التقريب"(4979).

فالإسناد ضعيف جدًّا لحال أبي عبد الرحمن السلمي، ومن فوقه إلى عمر بن هارون البلخي.

(3)

"أطراف الغرائب والأفراد"(5/ 493 رقم 6175) وقال: غريبٌ من حديثه عن أبيه عنها، لم يروه عنه بهذه الألفاظ غير عيسى بن يونس وموسى بن كردم، تفرَّد به نصر بن حماد عنهما، ولا نعلم حدَّث موسى بن كردم عن هشام غير هذا.

ونصر بن حماد الوراق؛ قال الذهبي: حافظٌ مُتهمٌ، قال أبو زرعة: لا يُكتب حديثه. "الكاشف"(2/ 318 رقم 5809) فالإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببه.

(4)

"كتاب الدعاء"(2/ 1266 رقم 1002) من طريق القاسم بن عبد الله بن عمر، =

ص: 276

وهو عند البيهقيِّ في "الدعوات"

(1)

مِنْ طريقِ كاملِ بن طلحةَ

(2)

: حدثنا

= وبرقم (1003) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر؛ كلاهما عن عبد الرحمن ابن الحارث به.

ورواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(ص 145 رقم 293 - 296) من طرقٍ عن القاسم بن عبد الله بن عمر العمري به.

والقاسم بن عبد الله بن عمر؛ هو العمري، قال أحمد: كان يكذب. "العلل ومعرفة الرجال"(3/ 186 رقم 4803)، وقال أحمد أيضًا: مديني كذَّاب كان يضع الحديث، ترك الناس حديثه، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال أبو زرعة: ضعيفٌ لا يساوي شيئًا، متروك الحديث، منكر الحديث. "الجرح والتعديل"(7/ 111 - 112 رقم 643).

وعبد الرحمن بن عبد الله بن عمر؛ هو العمري، قال أحمد: ليس بشيء، أحاديثه مناكير، كان كذَّابًا. "العلل ومعرفة الرجال"(3/ 98 رقم 4364)، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، أضعف من أخيه القاسم كان يكذب، وقال أبو زرعة: متروك الحديث. "الجرح والتعديل"(5/ 253 رقم 1202)، وقال ابن حجر: متروك. "التقريب"(3922) فكلا إسنادي الطبراني وابن السنِّي تالفٌ.

(1)

"الدعوات الكبير"(2/ 138 رقم 465) من طريق كامل بن طلحة، حدثنا ابن لهيعة به فذكره.

ورواه ابن عدي في "الكامل"(4/ 151) من طريق محمد بن معاوية النيسابوري، حدثني ابن لهيعة بلفظ:"إذا رأيتم الحريقَ فكبروا فإنَّ ذلك يطفئه" ثم قال ابن عدي: ولا أعلم يرويه عن عمرو بن شعيب، غير ابن لهيعة وعبد الرحمن بن الحارث.

ورواه العقيلي في "الضعفاء"(2/ 295) من طريق ابن أبي مريم، أخبرنا القاسم ابن عبد الله بن عمر عن عمرو بن شعيب به فذكره، ثم قال: قال ابن أبي مريم: هذا الحديث سمعه ابن لهيعة من زياد بن يونس الحضرمي -رجل كان يسمع معنا الحديث- عن القاسم بن عبد الله بن عمر، وكان ابن لهيعة يستحسنه، ثم إنه بعد قال: إنه يرويه عن عمرو بن شعيب.

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(32/ 151) بإسناده إلى ابن أبي مريم به، وذكر عن ابن أبي مريم: أنَّ بعضهم أدخَلَ هذا الحديثَ في جملةِ حديثِ ابنِ لهيعة، عن عمرو بن شعيب، فصار ابنُ لهيعة بعدُ يحدِّث به على أنه من حديثه.

فرجع إسناد هذا الحديث إلى القاسم بن عبد الله العمري، فهو موضوع، والله أعلم.

(2)

كامل بن طلحة الجحدري، قال أحمد: حديثه حديث مقارب. "سؤالات أبي داود"(ص 372 رقم 590)، وقال أحمد أيضًا: ما أعلم أحدًا يدفعه بحجة، وقال ابن معين: ليس بشيء. "الضعفاء"(4/ 9 رقم 1562)، وقال أبو حاتم: لا بأس به، =

ص: 277

ابنُ لهيعةَ، حدثنا عَمرٌو به بلفظ:"استَعِينوا على إطفاءِ الحريقِ بالتكبيرِ".

وللطبرانيِّ في "الدعاء"

(1)

، وفي "الأوسط"

(2)

مِنْ حديثِ أيوبَ بن نوحٍ المُطوِّعيِّ، حدثنا أبي

(3)

، حدثنا محمدُ بن عَجْلان

(4)

، عن سعيدِ بن أبي سعيدٍ المَقْبُريِّ عن أبي هريرة رفعه بلفظ:"أطْفِئُوا الحريقَ بالتكبيرِ"، وقال: لم يروه عن ابنِ عَجْلانَ إلا نوحٌ، تفرَّد به ابنُهُ.

قلت: ويَشهَدُ له ما رواه ابن السُّنِّي

(5)

، عن أنسٍ وجابرٍ رضي الله عنهما مرفوعًا:

= ما كان له عيبٌ إلا أنه يحدِّث في مسجد الجامع. "الجرح والتعديل"(7/ 172 رقم 982).

(1)

"الدعاء"(ص 307 رقم 1001) من طريق أيوب بن نوح المطوعي به فذكره.

(2)

"المعجم الأوسط"(8/ 258 رقم 8569) من طريق أيوب بن نوح المطوعي به فذكره، ثم قال: لم يروِ هذا الحديث عن محمد بن عجلان إلا نوح المطوِّعي تفرَّد به ابنه عنه.

(3)

لم أجد لهما ترجمة، وقد قال الألباني -عن إسناد حديثٍ آخر فيه أيوب وأبوه-: لم أجد لهم ذكرًا في شيءٍ من كتب التراجم. "السلسلة الضعيفة"(3/ 564 رقم 1380).

(4)

محمد بن عجلان المدني، اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، فالإسناد ضعيف؛ لجهالة أيوب بن نوح وأبيه، ولكونه من رواية ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة.

(5)

"عمل اليوم والليلة"(ص 140 رقم 284) من طريق عمرو بن عثمان وداود بن رشيد، قالا: حدثنا الوليد بن مسلم، عن عنبسة ابن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وقال داود بن رشيد: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما به فذكره.

ورواه أبو يعلى -كما في "المطالب العالية"(14/ 137 رقم 3414) - حدثنا داود ابن رشيد، حدثنا الوليد بن مسلم، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن جابر رضي الله عنه به فذكره. ورواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 262) من طريق الوليد ابن مسلم، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن أنس به.

وعنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد بن العاص الأموي، قال ابن معين: لا شيء، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، كان يضع الحديث. "الجرح والتعديل"(6/ 402 رقم 2247).

وقال البخاري: تركوه. "التاريخ الكبير"(7/ 39 رقم 169).

محمد بن زاذان المدنين، قال البخاري: منكر الحديث، لا يُكتب حديثه. "التاريخ الكبير"(1/ 88 رقم 242)، وقال أبو حاتم: متروك الحديث لا يُكتب حديثه. "الجرح والتعديل"(7/ 260 رقم 1421)، وقال ابن عدي: مضطرب الحديث. "الكامل"(6/ 205). =

ص: 278

"إذا وَقَعَتْ كبيرةٌ، أو هاجَتْ ريحٌ عظيمةٌ، فعليكم بالتكبير، فإنه يُجَلِّي العَجَاجَ الأسْوَدَ".

‌65 - حديث: "إذا رأيتُم الرجلَ يَتَعَاهَدُ المساجدَ فاشهَدُوا له بالإيمان

؛ فإنَّ الله يقول: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ} الآية".

أحمدُ بن حنبلٍ

(1)

، وابنُ مَنيعٍ

(2)

، والترمذيُّ

(3)

، وابنُ ماجه

(4)

، والدَّارميُّ

(5)

، وابنُ مَردُويه؛ مِنْ حديثِ أبي الهَيثمِ، عن أبي سعيد مرفوعًا بهذا.

= فالإسناد ضعيف جدًّا لحال عنبسة ومحمد بن زاذان، ومثله لا يصلح أن يكون شاهدًا.

ويشهد له ما رواه الدولابي في "الكنى والأسماء"(3/ 1088 رقم 1900)، وأبو يعلى -كما في "المطالب العالية"(14/ 134 رقم 3413) - كلاهما من طريق أبي النضر يحيى بن كثير، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده مرفوعًا بنحوه فذكراه، وقال ابن حجر: هذا مرسلٌ حسن.

وأبو النضر يحيى بن كثير، صاحب البصري، قال عمرو بن علي: كان لا يتعمد الكذب، ويحدِّث بكثير الغلط والوهم، وقال ابن معين وأبو زرعة: ضعيف، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، ذاهب الحديث جدًّا. "الجرح والتعديل"(9/ 182 رقم 759)، وقال ابن حجر: ضعيف. التقريب (7631) فالإسناد ضعيف، ولعلَّه من أوهام أبي النضر.

(1)

"مسند أحمد"(18/ 194 رقم 11651)، و (18/ 251 رقم 11725) من طريقين عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري بلفظ:"يعتاد المسجد".

(2)

لم أجده في "المطالب العالية"، ولا "إتحاف الخيرة المهرة".

(3)

"جامع الترمذي"(2617) من طريق درَّاج؛ عن أبي الهيثم بلفظ: "يتعاهد المسجد"، وفي (3093) من طريق دراج عن أبي الهيثم بلفظ:"يعتاد المسجد" فذكره، ثم قال: هذا حديثٌ حسنٌ غريب، وأبو الهيثم: اسمه سليمان بن عمرو بن عبد العُتْواري، وكان يتيمًا في حِجر أبي سعيد الخدري.

(4)

"سنن ابن ماجه"(802) من طريق دراج عن أبي الهيثم بلفظ: "يعتاد المساجد" فذكره.

(5)

"مسند الدارمي"(2/ 780 رقم 1259) من طريق دراج بلفظ: "يعتاد المسجد".

ودرَّاج -بتثقيل الراء وآخره جيم- ابن سمعان أبو السَّمْح -بمهملتين الأولى مفتوحة والميم ساكنة- قيل: اسمه عبد الرحمن ودراج لقب، السهمي مولاهم المصري، قال ابن معين: ثقة، وقال عثمان الدارمي: ليس بذاك وهو صدوق. "التاريخ؛ =

ص: 279

وقال الترمذيُّ: إنه حسنٌ غريبٌ.

وصحَّحه ابنُ خُزَيمةَ

(1)

، وابنُ حبانَ

(2)

، والحاكمُ

(3)

.

وفي لفظٍ له

(4)

: "إذا رأيتُم الرجلَ يَلزَمُ المَسجِدَ، فلا تحَرَّجُوا أنْ تَشْهَدُوا له أنه مؤمنٌ".

= رواية الدارمي" (ص 107 رقم 315)، وقال أحمد: أحاديث درَّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد فيها ضعف، وقال ابن عدي: وعامة هذه الأحاديث التي أمليتها مما لا يتابع دراج عليه .. وسائر أخبار درَّاج غير ما ذكرت من هذه الأحاديث يتابعه الناس عليها، وأرجو إنْ أخرجتُ درَّاج وبرأتُه من هذه الأحاديث التي أُنكِرَت عليه أنَّ سائرَ أحاديثه لا بأس بها، ويقرُبُ صورته ما قال فيه يحيى بن معين. "الكامل" (3/ 112 - 115)، وقال أبو داود: أحاديثه مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد. "سؤالات الآجري" (2/ 166 رقم 1492)، وقال الدارقطني: متروك. "سؤالات البرقاني" (ص 28 رقم 142)، وقال أيضًا: ضعيف. "سؤالات الحاكم" (ص 14 رقم 261).

فالإسناد ضعيف لأنه من رواية درَّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد.

(1)

"صحيح ابن خزيمة"(1/ 726 رقم 1502) من طريق دراج، عن أبي الهيثم به فذكره.

(2)

"صحيح ابن حبان"(5/ 6 رقم 1721) من طريق دراج عن أبي الهيثم به فذكره.

(3)

"المستدرك"(الصلاة 1/ 212 - 213) من طريق دراج عن أبي الهيثم بلفظ: "يعتاد المسجد" فذكره وقال: هذه ترجمة للمصريين لم يختلفوا في صحتها وصدق رواتها، غير أنَّ شيخي الصحيح لم يخرجاه. اهـ. وتعقَّبه الذهبي بقوله: درَّاج كثير المناكير.

ورواه عنه البيهقي في "شعب الإيمان"(4/ 376 رقم 2680).

(4)

"المستدرك"(التفسير 2/ 332) من طريق دراج عن أبي الهيثم به فذكره وقال: حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

تنبيه: كُتِب في هامش الأصل قبل هذا الحديث: حديث "إذا زار أحدكم أخاه، فألقى إليه شيئًا يقيه من التراب وقاه الله عذابَ النار" الطبراني في الكبير عن أحمد ابن عبد الوهاب الحَوْطي، حدثنا أبي، حدثنا سويد بن عبد العزيز، عن أبي عبد الله النجراني، عن القاسم أبي عبد الرحمن قال: قال سلمان الفارسي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا زار

".

وهو موجود في "مختصر الزرقاني"(حديث 59)، وغير موجود في بقية النسخ الخطية، وليس فيه علامة تدلُّ على أنه سقط من الأصل، أو أنه مُلحقٌ به، ولذلك لم أذكره في المتن.

وهو في "المعجم الكبير"(6/ 271 رقم 6188) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي به. =

ص: 280

‌66 - حديث: "إذا سمَّيْتُم فعَبِّدُوا".

الدَّيلميُّ

(1)

عن معاذِ بن جبلٍ به مرفوعًا.

ومسدَّد

(2)

، ومِنْ طريقِهِ الطبرانيُّ في معجمه الكبير

(3)

، حدثنا أبو أميَّة ابنُ يَعلى

(4)

، عن أبيه، عن عبد الملك بن أبي زُهَيرٍ الثقفيِّ

(5)

، عن أبيه

(6)

مرفوعًا بهذا.

= وسويد بن عبد العزيز بن نمير السُّلمي مولاهم الدمشقي، قال أحمد: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: في حديثه نظر هو لين الحديث. "الجرح والتعديل"(4/ 238 رقم 1020)، وقال ابن حجر: ضعيف جدًّا. "التقريب"(2692).

والقاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الدمشقي؛ قال ابن معين: ثقة. "التاريخ؛ رواية الدوري"(4/ 428 رقم 5120)، وذكر أحمد بن حنبل حديثًا فأنكره وحملَ فيه على القاسم، وقال: يروي علي بن يزيد عنه أعاجيب وتكلم فيهما، وقال: ما أرى هذا إلا من قِبَل القاسم. "الجرح والتعديل"(7/ 113 رقم 649)، وقال ابن حبان: كان ممن يروي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعضلات، ويأتي عن الثقات بالأشياء المقلوبات حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها. "المجروحين"(2/ 212)، وقال العجلي: تابعي ثقة يكتب حديثه وليس بالقوي. "معرفة الثقات"(2/ 213 رقم 1505)، وقال ابن حجر: صدوق يغرب كثيرًا. "التقريب"(5470).

فالإسناد ضعيف جدًّا لحال سويد بن عبد العزيز السُّلمي، والقاسم بن عبد الرحمن.

(1)

"الفردوس بمأثور الخطاب"(1/ 264 رقم 1026) ولم أجده في "الغرائب الملتقطة".

(2)

في مسنده وهو مفقود، ولم أجده في "المطالب العالية" ولا "إتحاف الخيرة المهرة".

(3)

"المعجم الكبير"(20/ 179 رقم 383) من طريق مسدد قال: حدثنا أبو أمية بن يعلى به. ورواه أبو نعيم في "المعرفة"(5/ 2898 رقم 6802) من طريق أبي أمية به.

(4)

أبو أمية ابن يعلى؛ اسمه إسماعيل الثقفي البصري، قال البخاري: سكتوا عنه. "التاريخ الكبير"(1/ 377 رقم 1198)، وقال ابن معين: ضعيف ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف أحاديثه منكرة، وقال أبو زرعة: واهي الحديث ضعيف الحديث ليس بالقوي. "الجرح والتعديل"(2/ 203 رقم 686)، وقال النسائي: متروك الحديث. "الضعفاء والمتروكين"(رقم 656)، وقال الهيثمي: ضعيف جدًّا. "المجمع"(8/ 99) فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه. وأبوه لم أجد له ترجمة.

(5)

عبد الملك بن أبي زهير الثقفي، قال الدارقطني: شيخٌ مُقِلٌّ، ليس بالمشهور، يُخرَّج حديثُه. "سؤالات البرقاني"(ص 45 رقم 303)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 99).

وقال الذهبي: صُويلح ولا يكاد يُعرف. "المغني في الضعفاء"(2/ 405 رقم 3816).

(6)

أبو زهير بن معاذ بن رباح الثقفي؛ صحابي، قيل: اسمه معاذ. "المعجم الكبير"(20/ 178)، و"الكاشف"(6630)، و"الإصابة"(12/ 265).

ص: 281

وأخرجه الحسنُ بن سفيان في مسندِهِ

(1)

مِنْ طريقِ عمرِو بن حُمْرانَ

(2)

، عن شيخٍ كان بالمدينةِ، عن عبدِ الملك بن زُهَيرٍ، عن أبيه به.

وقال ابنُ مَنده: رواه أبو أميةَ بن يَعلى فقال: عن عبدِ الملك بن زُهَيرٍ، عن أبيه، عن جدِّه

(3)

. انتهى.

وهو عند الطبرانيِّ مِنْ مسندِ مُسدَّدٍ -كما قدَّمتُه- ليس فيه عن جدِّه، ولكنه قال: عبدُ الملك بن أبي زُهَيرٍ.

وكذا أورده أبو أحمد الحاكمُ في "الكُنى"

(4)

في ترجمةِ أبي زُهَيرٍ الثَّقفيِّ والِدِ أبي بكرٍ، بإسنادٍ مُعضَلٍ، فالله أعلم.

وقال ابنُ الأثير: قد ذكروا زُهَيرَ بن عثمان

(5)

الثقفيَّ، فلا أدري أَهو هذا، أو غيره؟!

(6)

.

قال شيخُنا في "الإصابة"

(7)

: بل هو غَيرُهُ.

وعند مسلمٍ

(8)

-كما تقدم في: (أحبّ)

(9)

-؛ مِنْ حديثِ عُبَيدِ الله ابن عُمَرَ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ رفعه:"أحبُّ الأسماءِ إلى الله: عبدُ الله وعبدُ الرحمن" الحديث.

(1)

وهو في عداد المفقود. ورواه من طريقه: أبو نعيم في "المعرفة"(3/ 1229 رقم 3080) من طريق أبي بحر وهو عمرو بن حمران العتكي، عن شيخ كان بالمدينة به فذكره.

(2)

عمرو بن حمران؛ هو: البصري، قال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال أبو زرعة: أحاديثه ليس فيها شيء. "الجرح والتعديل"(6/ 227 رقم 1263).

والإسناد ضعيف لجهالة الراوي عن عبد الملك بن زهير.

(3)

الظاهر أنَّ هذا النص في "معرفة الصحابة" ولم أجده فيما طُبع منه.

(4)

لم أقف عليه فيما طبع من الكتاب.

(5)

كلمة (عثمان) سقطت من الأصل والاستدراك من "ز" و"م".

(6)

"أسد الغابة"(2/ 112 ترجمة 1773).

(7)

"الإصابة"(4/ 55 ترجمة 2860)، وما سبق من كلام المؤلف مُستفادٌ من الإصابة.

(8)

"صحيح مسلم"(الآداب، باب النهي عن التكني بأبي القاسم رقم 5709).

(9)

تقدم في الحديث (29).

ص: 282

وللطبرانيِّ

(1)

بسندٍ ضعيفٍ، عن ابنِ مسعودٍ رفعه:"أحبُّ الأسماءِ إلى الله ما تُعُبِّدَ له".

وأمَّا ما يُذكَرُ على الألسنةِ مِنْ: "خَير الأسماءِ ما حُمِّدَ وما عُبِّدَ" فما عَلِمْتُهُ

(2)

.

‌67 - حديث: "إذا صَدَقَت المَحَبةُ، سَقَطَتْ شُروطُ الأدبِ".

هو مِنْ كلامِ المُبَرِّدِ

(3)

بلفظ: "إذا صحَّت المَودَّةُ، سَقَطَ التكلُّفُ والتَّعَمُّلُ".

وأورَدَه الخطابيُّ في "العزلة"

(4)

في (باب الاستكثار مِن الأصدقاءِ).

وفي "الرسالة"

(5)

للقُشَيريِّ، عن الجُنَيدِ:"إذا صحَّت المَحبَّةُ، سَقَطَ شروطُ آدابها".

‌68 - حديث: "إذا صَلَّيتُم عليَّ فعَمِّمُوا".

لم أقف عليه بهذا اللفظ

(6)

، ويمكن أنْ يكون بمعنى: "صلُّوا عليَّ وعلى

(1)

"المعجم الكبير"(10/ 89 رقم 9992)، و"المعجم الأوسط"(1/ 214 رقم 694) من طريق محمد بن مِحْصَن، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا بلفظ:"ما تُعبِّد به"، وفي الأوسط زيادات.

ومحمد بن مِحْصَن الحرَّاني؛ هو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عُكَّاشة بن مِحْصَن الأسدي، يُنسب إلى جدِّه، قال أبو حاتم: كذَّاب. "الجرح والتعديل"(7/ 195 رقم 1093)، وساق له ابن عدي له بعض المناكير، ثم قال: هذه الأحاديث بأسانيدها مع غير هذا مما لم أذكره لمحمد بن إسحاق العكاشي كلها مناكير موضوعة. "الكامل"(6/ 169)، وقال الدارقطني: يضع الحديث. "سؤالات البرقاني"(ص 62 رقم 459)، و"الضعفاء والمتروكون"(رقم 489) فالإسناد ساقط.

(2)

قال العجلوني: وقال النجم: وأما ما يذكر على الألسنة: "خير الأسماء ما حُمِّد أو عُبِّد" فباطل. "كشف الخفاء"(1/ 91 رقم 244). ولم أجد هذا النقل في "إتقان ما يحسن".

(3)

لم أجده في "الكامل في اللغة والأدب"، وإنما رواه الخطابي في العزلة كما سيأتي.

(4)

"العزلة"(باب في ترك الاستكثار من الأصدقاء ص 132 - 133).

(5)

"الرسالة القشيرية"(باب المحبة ص 322)، وعبارة الجنيد هذه أقرب من كلام المبرِّد.

(6)

أورده القاري في "الأسرار المرفوعة"(ص 116 رقم 29)، والنجم الغزي في =

ص: 283

أنبياءِ الله، فإنَّ الله بعثهم كما بعثَني"

(1)

.

وقد بيَّنْتُه في "القول البديع"

(2)

.

= "إتقان ما يحسن"(1/ 59 رقم 114)، والقاوقجي في "اللؤلؤ المرصوع"(ص 36 رقم 30) ونقلوا عبارة السخاوي.

(1)

روي من حديث أبي هريرة، وأنس؛ أما حديث أبي هريرة؛ فرواه عبد الرزاق في المصنف (2/ 216 رقم 3118)، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (ص 18 رقم 45)، والبيهقي في الشعب (1/ 277 - 278 رقم 130)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(8/ 677 - 678 ترجمة 4172) من طرقٍ عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن ثابت، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه.

وموسى بن عبيدة بن نشيط أبو عبد العزيز الربذي، قال يحيى القطان: كنا نتَّقيه تلك الأيام، وقال أحمد بن حنبل: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(7/ 291 رقم 1242)، وقال يحيى بن معين: لا يُحتجُّ بحديثه، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: ليس بقوي الحديث. "الجرح والتعديل"(8/ 151 رقم 686).

ومحمد بن ثابت؛ قال ابن معين: لا أعرفه، وقال أبو حاتم: ما نفهم من محمد ابن ثابت هذا. "الجرح والتعديل"(7/ 216 رقم 1198) فالإسناد ضعيف جدًّا.

وأما حديث أنس؛ فرواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(8/ 377 ترجمة 3862) من طريق أبي علي الحسن بن علي المعروف بالطوابيقي قال: حدثنا علي بن أحمد البصري جار حميد الطويل قال: حدثنا حميد الطويل؛ كلاهما عن أنس بن مالك مرفوعًا بنحوه.

والطوابيقي هذا لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا، وشيخه علي بن أحمد البصري؛ قال عنه الخطيب في الموضع السابق: مجهول. فالإسناد ضعيف بسببهما.

ورواه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(1/ 167)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 113)، و (2/ 335) من طريق أبي العوام عن قتادة، عن أنس مرفوعًا بلفظ: "إذا سلَّمتم عليَّ فسلِّموا على المرسلين

".

وأبو العوام؛ هو عمران بن داوَر -بفتح الواو بعدها راء- القطان، قال يحيى ابن معين: ضعيف الحديث، وقال أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديث. "العلل ومعرفة الرجال"(3/ 25 رقم 3989)، وقال النسائي: ضعيف. "الضعفاء والمتروكين"(رقم 478)، وقال عفان: ثقة، وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه. "الكامل"(5/ 89)، وقال الحافظ ابن حجر: صدوق يهم. "التقريب"(5154) فالإسناد ضعيف، لكنه ينجبر بالطريق السابقة، فيصير حسنًا لغيره، والله أعلم.

(2)

"القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع"(ص 79 - 80).

ص: 284

‌69 - حديث: "إذا ضَرَبَ أحدُكُم، فليَجْتَنِبِ الوجهَ".

البخاريُّ

(1)

مِنْ طريقِ همامٍ، والنسائيُّ

(2)

مِنْ طريقِ عَجْلانَ

(3)

؛ كلاهما عن أبي هريرة مرفوعًا به.

وهو مِنْ الوجه الأولِ عند الطبرانيِّ بلفظ: "إذا ضَرَبتُم فاتَّقُوا الوجهَ، فإنَّ الله خَلَقَ آدمَ على صورتِهِ"

(4)

.

ومِنَ الوجهِ الثاني عند ابنِ مَنيعٍ بلفظ: "إذا ضَرَبتُم المَمْلوكينَ، فلا تَضْرِبوهم على وُجوهِهِم"

(5)

.

‌70 - حديث: "إذا طَلَعَ النَّجْمُ صباحًا، رُفِعَت العَاهَةُ عن كلِّ بَلدَةٍ".

أبو داود

(6)

مِنْ جهةِ عطاءِ بن أبي رَباحٍ، عن أبي هريرة رفعه بهذا.

(1)

"صحيح البخاري"(العتق، باب إذا ضرب العبد فليجتنب الوجه رقم 2559).

(2)

"سنن النسائي الكبرى"(الرجم، الأمر باجتناب الوجه في الضرب رقم 7310).

ورواه بهذا اللفظ أيضًا: مسلم في صحيحه (البر والصلة والأدب، باب النهي عن ضرب الوجه رقم 2612)، وأبو داود في سننه (الحدود، باب في ضرب الوجه في الحد رقم 4493)، وابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 94 رقم 42) من طرقٍ عن أبي هريرة به.

(3)

عجلان مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة القرشي؛ قال أحمد: صالح الحديث. "سؤالات الميموني"(ص 250 رقم 508)، وقال النسائي: لا بأس به. "تهذيب الكمال"(19/ 516).

(4)

لم أجده بهذا اللفظ فيما وقفتُ عليه من كتب الطبراني، وهو في "المعجم الأوسط" (8/ 25 رقم 7850) من طريق أبي رافع عن أبي هريرة بلفظ:"إذا قاتل أحدكم فليتقِ الوجه فإن الله خلق آدم على صورة وجهه"، ورواه بنحوه: مسلم في صحيحه (2612)، وعبد الرزاق في "المصنف"(9/ 445 رقم 17952)، وأحمد في مسنده (12/ 275 رقم 7323)، وابن خزيمة في التوحيد (1/ 94 - 95 رقم 39 - 43)، وابن حبان في صحيحه (12/ 419 رقم 5605)، والبزار في مسنده (15/ 161 رقم 8504) من طرقٍ عن أبي هريرة.

(5)

وهو غير موجود في "المطالب العالية" ولا في "إتحاف الخيرة المهرة"، لوجوده في الكتب الستة.

(6)

لم أجده في "سنن أبي داود"، ولا في "تحفة الأشراف". والذي في "سنن أبي داود" (3368) حديث نافع عن ابن عمر:"أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع النخل حتى يزهو، وعن السنبل حتى يبيضَّ، ويأمن العاهة، نهى البائع والمشتري".

ص: 285

وكذا أخرجه الطبرانيُّ في ترجمةِ أحمدَ بن محمدِ بن يعقوبَ

(1)

مِنْ معجمه الصغير

(2)

بلفظ: "إذا ارتَفَعَ النَّجمُ، رُفِعَت العَاهَةُ عن كلِّ بلدٍ".

وهو عند أبي حنيفةَ

(3)

، عن عطاءٍ.

ورواه عِسْلُ بن سفيانَ

(4)

، عن عطاءٍ بلفظ:"ما طَلَعَ النَّجْمُ صباحًا قط وبقومٍ عاهةٌ، إلا رُفِعَتْ أو خَفَّتْ" كما لمُسدَّدٍ

(5)

.

وفي لفظٍ عنه، أخرجه أحمد

(6)

: "ما طَلَعَ النَّجمُ قط وفي الأرضِ مِنَ العَاهَةِ شَيءٌ إلا رُفعَ". والنَّجمُ: الثُّرَيَّا.

(1)

أحمد بن محمد بن يعقوب أبو بكر الخزاز الأصبهاني، توفي سنة أربع وثلاثمائة. "أخبار أصبهان"(1/ 121) ولم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا.

(2)

"المعجم الصغير"(1/ 81 رقم 104) من طريق أبي حنيفة النعمان، عن عطاء ابن أبي رباح، عن أبي هريرة مرفوعًا به. وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 121).

(3)

أخرجه أبو يوسف في "الآثار"(ص 205 رقمٍ 917) عن أبي حنيفة أخبرني عطاء ابن أبي رباح، أنه سمع أبا هريرة به مرفوعًا. ومن طريقه الطحاوي في "مشكل الآثار"(6/ 53 رقم 2282)، وأخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 138) من طريق أبي حنيفة به، وأخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" كما سبق.

(4)

عِسل -بكسر أوله وسكون المهملة- ابن سفيان، التميمي أبو قرة، قال أحمد: ليس هو عندي قوي الحديث. "العلل ومعرفة الرجال"(2/ 366 رقم 2626)، وقال البخاري: فيه نظر. "التاريخ الكبير"(7/ 93 رقم 416)، وقال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: منكر الحديث. "الجرح والتعديل"(7/ 43 رقم 242)، وقال ابن عدي: قليل الحديث ومع ضعفه يكتب حديثه. "الكامل"(5/ 375) فالإسناد ضعيفٌ بسببه.

(5)

في مسنده -كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(3/ 326 رقم 2838) - من طريق عِسل عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعًا به. وأخرجه أحمد في مسنده (14/ 192 رقم 8495) من طريق عِسل به، ومن طريقه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 138).

(6)

"مسند أحمد"(15/ 16 رقم 9039) من طريق عِسْل بن سفيان، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة مرفوعًا به.

ورواية عِسل هذه لا تُقوِّي رواية أبي حنيفة ولا تتقوَّى بها لضعفهما واختلاف لفظيهما، وقال ابن عدي: ولا يحفظ عن عطاء إلا من رواية أبي حنيفة عنه، وروي عن عِسل عن عطاء مسندًا وموقوفًا

"الكامل"(7/ 12).

ص: 286

ولأحمدَ

(1)

، والبيهقيِّ

(2)

مِنْ حديثِ عثمانَ بن عبدِ الله بن سُراقةَ، عن ابنِ عمرَ قال:"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيعِ الثِّمارِ، حتى تُؤمَنَ عليها العَاهَةُ". قيل، أو فقُلتُ: ومتى ذلك يا أبا عبدِ الرحمَن؟ قال: إذا طَلَعَت الثُّرَيَّا.

وطُلُوعُها صباحًا يَقَعُ في أولِ فصلِ الصَّيفِ، وذلك عند اشتدادِ الحَرِّ في بلادِ الِحجاِز وابتداءِ نُضْجِ الثِّمارِ.

والمُعتَبَرُ في الحقيقةِ: النُّضجُ، وطُلُوعُ النَّجمِ علامَةٌ له. وقد بيَّنه في الحديث بقولِهِ:"ويَتبَيَّنَ الأصفرُ مِنَ الأحمرِ"

(3)

.

‌71 - حديث: "إذا طنَّتْ أُذُنُ أحدِكم، فليَذْكُرني وليُصَلِّ عليَّ، وليَقُل: ذكَرَ الله بخَيرٍ مَنْ ذَكَرَني بخَيرٍ".

الطبرانيُّ

(4)

، وابنُ السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"

(5)

، والخرائطيُّ في "مكارم الأخلاق"

(6)

، وآخرون

(7)

، عن أبي رافع مرفوعًا بهذا.

(1)

"مسند أحمد"(9/ 55 رقم 5012)، و (9/ 119 رقم 5105) من طريق عثمان ابن عبد الله بن سراقة به. ورواه أحمد في مسنده (41/ 265 رقم 24744) من حديث عائشة مرفوعًا به.

(2)

"السنن الكبرى"(5/ 300) من طريق عثمان بن عبد الله بن سراقة به.

وإسناده صحيح. ورواه البخاري في صحيحه (1486)، و (2194) من حديث ابن عمر بنحوه.

(3)

"صحيح البخاري"(البيوع، باب بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها رقم 2193).

(4)

"المعجم الكبير"(1/ 321 رقم 958)، و"الأوسط"(9/ 92 رقم 9222)، و"الصغير"(2/ 245 - 246 رقم 1104) من طريق محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه عبيد الله، عن أبيه أبي رافع مرفوعًا به.

(5)

"عمل اليوم والليلة"(ص 87 رقم 166) من طريق محمد بن عبيد الله بن أبي رافع به.

(6)

"مكارم الأخلاق ومعاليها"(ص 322 رقم 982) من طريق محمد بن عبيد الله ابن أبي رافع به.

(7)

كالبزار في "مسنده"(9/ 328 رقم 3884)، والعقيلي في "الضعفاء"(4/ 261)، والبيهقي في "الدعوات" (2/ 84 رقم 490) من طريق محمد بن عبيد الله بن أبي رافع به. ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع؛ قال البخاري: منكر الحديث، قال ابن معين: ليس بشيء. "التاريخ الكبير"(1/ 171 رقم 512)، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر =

ص: 287

وسَنَدُه ضعيفٌ، بل قال العُقَيليُّ: إنه ليس له أصلٌ

(1)

.

ونحوه مما عَزَاه السُّهَيليُّ

(2)

، وغيره للدَّراقطنيِّ

(3)

مِنْ حديثِ مالكِ ابن مِغْوَلٍ، عن الشعبيِّ، عن مَسروقٍ، عن عائشةَ مرفوعًا:"إنَّ الله أعطاني نهرًا يُقال له: الكوثر، في الجنة، لا يُدخِلُ أحدٌ أصبُعَيه في أُذُنَيه، إلا سَمِعَ خَريرَ ذلك النَّهرِ" قالت: فقلتُ: يا رسولَ الله وكيف ذلك؟ قال: "أدخلي أصبُعَيكِ في أُذُنَيكِ وشُدِّي، والذي تَسمَعِينَ منهما مِنْ خريرِ الكَوْثرِ".

وهو عند ابنِ جريرٍ في تفسيره

(4)

، عن أبي كُرَيبٍ، عن وكيعٍ، عن أبي جعفرٍ الرازيِّ

(5)

، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن عائشةَ مِنْ قولها قالتَ:"مَنْ أحبَّ أنْ يَسْمَعَ خَريرَ الكوثرِ فليجعل أُصْبُعَيه في أُذُنَيه".

وهذا مع وَقْفِه مُنقَطِعٌ

(6)

، وقد رواه بعضهم عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن رجلٍ

= الحديث جدًّا ذاهب. "الجرح والتعديل"(8/ 2 رقم 6)، وقال الدارقطني: متروك. "سؤالات البرقاني"(ص 64 رقم 474).

(1)

"الضعفاء الكبير"(4/ 104 رقم 1663).

وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 265 - 266 رقم 1499، 1500) من طريق العقيلي، وقال ابن القيم في "المنار المنيف" (ص 64) -عند ذكره لأمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعًا-: ومنها أن يكون الحديث بوصف الأطباء والطرقية أشبه وأليق. فذكر أحاديث، منها هذا الحديث، وقال: وكلُّ حديثٍ في طنين الأذن فهو كذب.

(2)

"الروض الأنف"(2/ 180).

(3)

لم أجده فيما وقفتُ عليه من كتبه، وقد أورده الفتني في "تذكرة الموضوعات"(ص 166)، والشوكاني في "الفوائد المجموعة"(ص 227 رقم 26).

(4)

"تفسير الطبري"(24/ 681) عن أبي كريب عن وكيع به فذكره.

ورواه هنَّاد في "الزهد"(1/ 113 رقم 141) عن وكيع به.

(5)

أبو جعفر الرازي؛ هو: التميمي مولاهم مشهور بكنيته، واسمه عيسى بن أبي عيسى ماهان، قال أحمد: ليس بقوي الحديث، وقال ابن معين: صالح، وقال أيضًا: ثقة، وقال أبو حاتم: ثقة صدوق صالح الحديث. "الجرح والتعديل"(6/ 280 رقم 1556)، وقال ابن حجر: صدوق سيء الحفظ خصوصًا عن مغيرة. "التقريب"(8019).

(6)

منقطع بين ابن أبي نجيح وعائشة، وقال الألباني: منكر. السلسلة الضعيفة (14/ 1085).

ص: 288

عنها

(1)

، ولا يثبت.

قال العِمادُ بن كثير

(2)

: ومعناه: مَنْ أحبَّ أنْ يَسْمَعَ خَريرَ الكوثر؛ أي: نَظيرَه وما يُشبِهُهُ، لا أنه يَسمَعَه بعَيْنِهِ، بل شبَّهَتْ دَوِيَّه بدويِّ ما يُسمعُ إذا وَضَعَ الإنسانُ أُصبُعَيه في أُذُنَيه، والله أعلم

(3)

.

‌72 - حديث: "إذا قَضَى الله لعبدٍ أنْ يموتَ بأرضٍ، جعَلَ له إليها حاجةً".

الترمذيُّ في القدر مِنْ جامِعِهِ

(4)

، وعبدُ الله بن أحمدَ في "زوائد المسند"

(5)

، وغيرُهما

(6)

مِنْ حديثِ أبي إسحاقَ السَّبيعيِّ، عن مَطَرِ ابن عُكَامِسٍ

(7)

مرفوعًا بهذا.

وقال الترمذيُّ: إنه حسنٌ غريبٌ ولا نعرف لمَطَرٍ غيرَه.

وصحَّحَه الحاكمُ

(8)

.

(1)

"تفسير الطبري"(24/ 680) عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن رجل عنها. وهذا أيضًا ضعيف.

(2)

"تفسير القرآن العظيم"(15/ 478).

(3)

كتب في الهامش: ومنه: "فإنَّ شدةَ الحرِّ من فيح جهنم"؛ أي: من جنسها، لا منها، فمن للجنس لا للتبعيض.

(4)

"جامع الترمذي"(القدر - باب ما جاء أن النفس تموت حيث ما كتب لها رقم 2146) من طريقين عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن مطر بن عُكامِس مرفوعًا به.

(5)

"مسند أحمد"(36/ 308 رقم 21983، 21984) من طريقين عن أبي إسحاق.

(6)

كالطبراني في "المعجم الكبير"(20/ 343 - 344 رقم 807، 808)، و"الأوسط"(3/ 94 رقم 2596)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(2/ 296)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 42).

(7)

مطر بن عُكامِس -بضم المهملة وتخفيف الكاف وكسر الميم بعدها مهملة- السُّلمي، اختلف في صحبته، كما في "المعجم الكبير"(20/ 343).

وعلى فرض أنه صحابي، فالإسناد ضعيفٌ بسبب عنعنة أبي إسحاق السَّبيعي؛ فقد ذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين. "تعريف أهل التقديس"(ص 42 رقم 91).

(8)

فقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين، فقد اتفقا جميعًا على إخراج جماعةٍ من الصحابة ليس لكلِّ واحدٍ منهم إلا راوٍ واحدٍ. "المستدرك"(1/ 42).

ص: 289

وهو عند الترمذيِّ

(1)

أيضًا مِنْ حديثِ أبي المَليحِ بن أسامةَ، عن أبي عَزَّةَ

(2)

، رفعه بلفظه سواء، وتردَّدَ الراوي: هل قال إليها أو بها؟ وقال: إنه صحيح.

وكذا صحَّحه ابنُ حبان

(3)

، والحاكم، وهو عنده

(4)

بلَفْظَين؛ أولهما: "إذا قضى الله لرجل موتًا ببلدةٍ جَعَلَ له بها حاجة".

والآخر: "ما جَعَلَ الله أجلَ رجلٍ بأرضٍ إلا جُعِلَتْ له فيها حاجةٌ".

ورواه أحمدُ، والطيالسيُّ في مسنديهما، ولفظه:"إنَّ الله عز وجل إذا أرادَ قبضَ عبدٍ بأرضٍ جعلَ له بها حاجةً"

(5)

.

ولفظ أحمد: "إذا أرادَ الله قبضَ رُوحَ عبدٍ بأرضٍ، جَعَلَ له فيها، أو قال بها حاجةً"

(6)

.

وفي البابِ عن عُروةَ بن مُضَرِّسٍ مرفوعًا: "إذا أرادَ الله قبضَ عبدٍ بأرضٍ، جَعَلَ له إليها حاجةً" أخرجه البيهقيُّ في "الشعب"

(7)

.

(1)

"جامع الترمذي"(2147) من طريق أبي المليح بن أسامة به.

(2)

أبو عَزَّة -بفتح المهملة وتشديد الزاي-؛ هو: يَسار بن عبدٍ الهذلي، يُعدُّ في البصريين من بني لحيان من هذيل، صحابي مشهور بكنيته، له حديث واحد. "التاريخ الكبير"(8/ 419 رقم 3555)، و"التقريب"(7801).

فالإسناد صحيح، وهذه الطريق تُقوِّي الطريق السابقة. والتردُّد الحاصل لم يتبيَّن لي ممن هو.

(3)

"صحيح ابن حبان"(14/ 19 رقم 6151).

(4)

فقال في "المستدرك"(1/ 42): هذا حديثٌ صحيحٌ ورواته عن آخرهم ثقات.

(5)

"مسند الطيالسي"(2/ 662 رقم 1422) من طريق أيوب، عن أبي المليح به فذكره.

(6)

"مسند أحمد"(24/ 301 رقم 15539) من طريق أيوب عن أبي المليح به.

ورواه البخاري في "الأدب المفرد"(ص 436 رقم 1282)، والطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 276 رقم 707، 708)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(2/ 295 رقم 1393).

(7)

"شعب الإيمان"(12/ 296 - 297 رقم 9424) عن الحاكم، وهو في "المستدرك"(1/ 366) من طريق الحسين بن نبهان العسكري، حدثنا زيد بن الحريش الأهوازي، حدثنا عمران بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد،، عن الشعبي، عن عروة ابن مضرِّس رفعه به فذكره. =

ص: 290

وعن ابنِ مسعودٍ؛ أخرجه الحاكمُ

(1)

مِنْ حديثِ إسماعيلَ بن أبي خالدٍ، عن قيسِ بن أبي حازمٍ، عنه مرفوعًا بلفظ:"إذا كان أجلُ أحدِكم بأرضٍ، أَوْثَبَتْهُ له إليها حاجة، فإذا بلغ أقْصَى أثره فتَوفَّاه، تقولُ الأرضُ يوم القيامةِ: يا ربِّ هذا ما اسْتَوْدَعْتَني".

وبلفظ: "جُعِلتْ له إليها حاجةٌ، فتوفَّاه الله فتقولُ الأرضُ"

(2)

.

وبلفظ: "إذا كانت مِيتةُ أحدِكُم بأرضٍ أُتِيحَ له الحاجةُ، فيَقصِدُ إليها، فتكونُ أقْصَى أَثَرٍ منه، فيُقبَضُ فيها، فتقولُ الأرضُ يومَ القيامةِ: هذا ما استَوْدَعْتَني"

(3)

.

وهو عند ابنِ ماجه في الزهدِ مِنْ سننِهِ

(4)

.

= الحسين بن نبهان -ووقع في المستدرك: نهار- العسكري؛ لم أجد له ترجمة.

وزيد بن الحريش الأهوازي، ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 251) وقال: ربما أخطأ.

وقال ابن القطان: مجهول الحال. "بيان الوهم والإيهام"(3/ 383)، وقال الهيثمي: ثقة. "المجمع"(10/ 499). وعمران بن عيينة؛ هو: الهلالي أبو الحسن، أخو سفيان، قال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه فإنه يأتي بالمناكير. "الجرح والتعديل"(6/ 302 رقم 1680)، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. "الضعفاء وأجوبته على سؤالات البرذعي"(2/ 460)، ومشَّاه غيرُ واحد كما في "تهذيب التهذيب"(8/ 121)، وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. "التقريب"(5164). فالإسناد فيه ضعفٌ.

(1)

"المستدرك"(1/ 41) من طريق محمد بن يحيى القطيعي، حدثنا عمر بن علي المقَدَّمي، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عبد الله ابن مسعود مرفوعًا به فذكره.

وعنه البيهقي في "شعب الإيمان"(12/ 295 رقم 9423).

وقال الدارقطني -بعد أن ذكر رواية المقَدَّمي-: وغيره يرويه، عن هشيم ولا يرفعه، وكذلك رواه ابن عيينة ويحيى القطان وغيرهما موقوفًا، وهو الصواب. "العلل للدارقطني"(5/ 238).

(2)

"المستدرك"(1/ 42) من طريق إسماعيل، عن قيس، عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا به.

(3)

"المستدرك"(1/ 41 - 42) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس به فذكره.

(4)

"سنن ابن ماجه"(4263) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس به فذكره.

ص: 291

ورُوِّينا في الجزء الأول مِن "المجالسة" للدِّيْنَوَريِّ

(1)

مما يَشْهَدُ لهذا المعنى مِنْ طريقِ أبي قِلابَةَ الجَرْميِّ قال: "كان رجلٌ يقول: اللهمَّ صلِّ على مَلِكِ الشَّمْسِ، فيُكثِرُ ذلك، فاستأذَنَ مَلَكُ الشَّمْسِ ربَّه عز وجل أنْ يَنزِلَ إلى الأرضِ فيَزُورَه، فنَزَلَ إلى الأرضِ، ثم أتى الرجلَ، فقال: إني سألتُ الله تعالى النُّزولَ إلى الأرضِ مِنْ أجلِكَ، فما حاجَتُكَ؟ فقال: بلغني أنَّ مَلَكَ الموتِ صديقٌ لك، فاسأله أنْ يُنسئَ في أجلي ويُخفِّف عنِّي الموتَ.

قال: فحَمَلَه معه، فأقْعدَه مَقعدَه مِنَ الشَّمسِ، وأتى ملكَ الموتِ فأخبَرَه، فقال: مَنْ هو؟ فقال: فُلانُ بن فُلانٍ، فنَظَرَ ملكُ الموتِ في اللَّوحِ معه، فقال: إنَّ هذا لا يموتُ حتى يقعدَ مَقعدَك مِنَ الشمسِ، قال: فقد قَعَدَ مَقعَدي مِنَ الشَّمْسِ.

قال: فقد {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} [الأنعام: 61].

فرَجَع ملكُ الشَّمسِ، فوَجَدَه قد ماتَ.

‌73 - حديث: "إذا قلتَ لصاحِبكَ يومَ الجمعةِ: أنْصِتْ، والإمامُ يَخطُبُ فقد لَغَوْتَ".

متفقٌ عليه

(2)

، عن أبي هريرةَ، وفي لفظٍ لمسلم

(3)

: "أنصِتْ يومَ الجمعةِ"، وهو أصرَحُ.

(1)

"المجالسة وجواهر العلم"(1/ 389 رقم 87) من طريق قاسم الرحال، عن أبي قلابة الجرمي به. وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(3/ 916 رقم 449) عن وهب بن منبه بنحوه.

وقاسم الرَّحال؛ فرَّق البخاري في "التاريخ الكبير"(7/ 165) بينه وبين قاسم ابن عثمان البصري، وجعلهما الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق"(2/ 325) واحدًا، وتبعه ابن حجر "لسان الميزان"(6/ 377 رقم 6120).

فأما قاسم الرحَّال، فقال أحمد: لا أعلم إلا خيرًا. "سؤالات أبي داود"(ص 334 رقم 487).

وأمَّا قاسم بن عثمان البصري، فقال البخاري: له أحاديث لا يتابع عليها. "الميزان"(3/ 375 رقم 6825)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 307) وقال: ربما أخطأ. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. "الضعفاء"(3/ 480 رقم 1538).

وهذا الكلام من الغيبيَّات، فالظاهر أنه من الإسرائيليات.

(2)

"صحيح البخاري"(934)، وليس عند مسلم إلا اللفظ الآتي.

(3)

"صحيح مسلم"(الجمعة - باب في الإنصات يوم الجمعة في الخطبة رقم 851).

ص: 292

ولابنِ خُزيمةَ في صحيحِهِ

(1)

، وأبي داود

(2)

، وغيرِهما

(3)

مِنْ حديثِ عبد الله بن عَمرِو بن العاص رفعه في حديثٍ: "ومَنْ لَغَى وتخطَّى رقابَ الناسِ، كانت له ظُهرًا".

ولأحمدَ

(4)

عن عليٍّ مرفوعًا أيضًا قال: "مَنْ قال: صَهْ فقد تكلَّمَ، ومَنْ تكلَّمَ فلا جمعةَ له".

(1)

"صحيح ابن خزيمة"(2/ 876 رقم 1810) من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص به مرفوعًا.

(2)

"سنن أبي داود"(باب في الغسل يوم الجمعة رقم 347) من طريق عمرو بن شعيب به فذكره.

(3)

كالبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 231).

وعمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال يحيى بن معين: إذا حدث عن أبيه عن جده فهو كتاب

فمن ها هنا جاء ضعفه .. فإذا حدَّث عن سعيد بن المسيب أو عن سليمان بن يسار أو عن عروة فهو ثقة عن هؤلاء. "التاريخ؛ رواية الدوري"(4/ 462 رقم 5302)، وقال البخاري: ورأيتُ أحمدَ بن حنبل، وعلي بن عبد الله، وأبا عبيد، وإسحاق بن إبراهيم يحتجُّون بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه. "التاريخ الكبير"(6/ 342 رقم 2578)، وقال أيضًا: وشعيب قد سمع من جده. "ترتيب علل الترمذي الكبير"(ص 114)، وقال ابن عدي: عمرو بن شعيب في نفسه ثقة، إلا أنه إذا روى عن أبيه عن جده -على ما نسبه أحمد بن حنبل- يكون ما يرويه عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، لأنَّ جدَّه عنده هو محمد بن عبد الله ابن عمرو، ومحمد ليس له صحبة، وقد روى عن عمرو بن شعيب كثرة الناس وثقاتهم وجماعة من الضعفاء، إلا أنَّ أحاديثه عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم اجتنبه الناس، مع احتمالهم إياه، ولم يدخلوه في صحاح ما خرَّجوه، وقالوا: هي صحيفة. "الكامل"(5/ 116).

وقد صرَّح في هذا الإسناد أنَّ جده عبد الله بن عمرو، فزال المحذور، والإسناد حسن، والله أعلم.

(4)

"مسند أحمد"(2/ 124 - 125 رقم 719) من طريق الحجاج بن أرطاة، عن عطاء الخراساني أنه حدثه عن مولى امرأته، عن علي بن أبي طالب مرفوعًا به مطولًا.

ورواه أبو داود في سننه (1051)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 220) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عطاء به.

والحجاج بن أرطاة بن ثور بن هبيرة النخعي الكوفي القاضي، قال يحيى بن معين: صدوق ليس بالقوي، يدلس

وقال أبو حاتم: صدوق يدلس عن الضعفاء، يكتب =

ص: 293

وعزَى ابنُ دقيقِ العِيدِ

(1)

للتِّرمذيِّ قولَه: "ومَنْ لَغَى، فلا جمعةَ له"

(2)

.

وما رأيتُ هذا في جامِعِهِ، وبَسَطْتُ ذلك كلَّه في جُزءٍ مُفردٍ

(3)

.

وغَفَلَ المُبتدعُ

(4)

بإيرادِ هذا بين يديّ الخطيبِ يومَ الجمعةِ، مع إدراجِهِ فيه:"أنصِتُوا" عن لفظٍ مِن هذه الثلاثة.

‌74 - حديث: "إذا كَبُرَ وَلَدُكَ وَاخِيه"

(5)

يعني: اتَّخِذْهُ أخًا.

الطبرانيُّ في "الأوسط"

(6)

، وأبو نعيمٍ في "المعرفة"

(7)

، والدارقطنيُّ في

= حديثه، وإذا قال: حدثنا فهو صالح لا يرتاب في صدقه وحفظه إذا بيَّن السماع، ولا يحتج بحديثه. "الجرح والتعديل"(3/ 154 رقم 673)، وقال ابن حجر: صدوق كثير الخطأ والتدليس. "التقريب"(1119).

وقد صرَّح الحجاج هنا بالسماع، فزال المحذور، ثم إنه قد تُوبع؛ فقد تابعه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، كما سبق، لكن يبقى الإشكال في الراوي الذي لم يُسمَّ، فالإسناد ضعيف.

(1)

في شرحه على متن أبي شجاع المسمى "تحفة اللبيب في شرح التقريب"(1/ 330).

(2)

هو بهذا اللفظ في "تاريخ واسط لبحشل"(ص 125) بإسنادٍ فيه مجاهيل عن ابن عباس مرفوعًا به، والذي في "جامع الترمذي"(498)، و (512) من حديث أبي هريرة مرفوعًا:"من قال يوم الجمعة والإمام يخطب أنصت فقد لغا".

(3)

بسط المؤلف الكلام عليه في "الأجوبة المرضية"(1/ 159 رقم 43).

(4)

لا يقصد المؤلف مبتدعًا معيَّنًا، وإنما يقصدُ كلَّ من يورد هذا الحديث بين يدي الخطيب في خطبة الجمعة، كما في "الأجوبة المرضية"(1/ 159 رقم 43).

(5)

قال القاري: لم يرد بهذا اللفظ. "الأسرار المرفوعة"(ص 117 رقم 31)، وقال النجم الغزي: هو من كلام العامة. "إتقان ما يحسن"(1/ 62 رقم 125).

(6)

"المعجم الأوسط"(6/ 170 رقم 6104) من طريق المعافى بن المنهال الأرمني قال: حدثنا الوليد بن سعيد الربعي، عن زيد بن جَبيرة بن محمود بن أبي جَبيرة الأنصاري، عن أبيه، عن جده أبي جَبيرة مرفوعًا به فذكره وقال: لا يروى هذا الحديث عن رسول صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به علي بن حرب.

ورواه أبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى"(3/ 116) من طريق المعافى بن المنهال به.

(7)

"معرفة الصحابة"(5/ 2853 رقم 6722) من طريق مجاشع بن عمرو بن حسان الأزدي، عن المعافى بن المنهال، عن زيد بن جَبيرة بن محمود

به فذكره وقال: رواه علي بن حرب عن المعافى بن منهال قال: حدثنا الوليد بن سعيد الربعي عن زيد بن جَبيرة مثله. =

ص: 294

"الأفراد"

(1)

عن أبي جَبيرةَ بن الضَّحَّاكِ

(2)

رفعه: "الولدُ سبعَ سنينٍ سيِّدٌ وأميرٌ، وسبع سنينٍ عبدٌ وأسيرٌ، وسبع سنينٍ أخٌ ووزيرٌ؛ فإنْ رَضِيتَ مكانَتَه، وإلا فاضرِبْ على جَنبِهِ، فقد أعذرتَ فيما بينك وبينه".

وسَنَدُه ضعيفٌ

(3)

.

وللبيهقيُّ في "الشعب"

(4)

مِنْ حديثِ خالدِ بن مَعْدان أنه قال: "مِنْ حقِّ

= ومجاشع بن عمرو بن حسان الأزدي، قال أبو حاتم: متروك الحديث ضعيف الحديث ليس بشيء. "الجرح والتعديل"(8/ 390 رقم 1785)، وقال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث على الثقات ويروي الموضوعات عن أقوام ثقات. "المجروحين"(3/ 18).

(1)

"أطراف الغرائب والأفراد" لابن القيسراني (5/ 35 رقم 4594) وقال: غريب من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم، تفرَّد به علي بن حرب الطائي، عن المعافى بن المنهال، عن الوليد بن سعد، عن محمود بن جَبيرة بن أبي جَبيرة، عن جده أبي جَبيرة.

والمعافى بن المنهال الأرمنيّ؛ غلَّظ أبو زرعة الرازي فيه القول. "الضعفاء" لأبي زرعة (2/ 732).

وزيد بن جَبيرة بن محمود بن أبي جَبيرة الأنصاري؛ قال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(3/ 390 رقم 1299)، وقال ابن معين: لا شيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث جدًّا، متروك الحديث، لا يُكتب حديثه. "الجرح والتعديل"(3/ 559 رقم 2528)، وقال ابن عدي: وعامة ما يرويه عن من روى عنهم لا يتابعه عليه أحد. "الكامل"(3/ 204).

(2)

أبو جَبيرة -بفتح الجيم- ابن الضحاك بن خليفة الأنصاري المدني، لا يُعرف اسمه؛ صحابي، وقيل: لا صحبة له. "الإصابة"(12/ 102 - 103 رقم 9707).

(3)

وإسناده ضعيف جدًّا لحال المعافى بن منهال، وزيد بن جَبيرة، وقد رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 278 رقم 372) وقال: هذا حديثٌ موضوعٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي إسناده مجاهيل لا يُعرفون. وقال ابن عراق -متعقبًا السيوطي-: إخراجُ الطبراني له لا ينفي الحكم عليه بالوضع .. وقد اقتصر العلامة الشمس السخاوي في المقاصد الحسنة على تضعيف الحديث، والله أعلم. "تنزيه الشريعة"(1/ 195)، وقال الألباني: وهذا أيضًا لا ينفي الحكم عليه بالوضع، كيف وفيه ذاك المتروك؟ وركاكة الحديث تُؤكد وضعه، والله أعلم. "السلسلة الضعيفة"(13/ 284 رقم 6126).

(4)

"شعب الإيمان"(11/ 140 رقم 8306) من طريق أبي بكر أحمد بن محمد ابن أبي دارم، حدثني أحمد بن محمد بن إسحاق الأهوازي الأطروشي، حدثنا أبو عبد الله أحمد ابن عبد الوهاب بن نجدة الحَوطي، عن أبي المغيرة، عن أم عبد الله =

ص: 295

الوَلَدِ على والِدِهِ أنْ يُحسِنَ أدَبه وتعليمَه، فإذا بَلَغَ ثنتي عشرة فلا حقَّ له، وقد وَجَبَ حقُّ الوالدِ على ولَدِهِ، فإنْ هو أرضاه فليتخِذْه شريكًا، وإنْ لم يُرضِهِ فليَتَّخِذْه عدوًّا".

وللدارقطنيِّ في "الأفراد"

(1)

، وغيرِهِ

(2)

مِنْ حديثِ أبي العَطُوفِ الجرَّاحِ

(3)

بن مِنهالٍ، عن الزُّهريِّ، عن سليمانَ -ابنٍ لأبي رافع-، وقال بعضهمِ: أبو سُلَيم مولى أبي رافع

(4)

: "يا رسولَ الله، لأولادنا حقٌّ كحَقِّنا؟ فذكَرَ مِنْ حقّهم على أبائِهِم: تعليمَ كتابِ الله، والرَّمي والسِّباحَةَ".

= بنت خالد بن معدان، عن أبيها، قال: فذكره.

أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي دارم، روى عنه الحاكم، وقال: رافضي لا يُوثق به. "الميزان"(1/ 151 رقم 595).

وأحمد بن محمد بن إسحاق الأهوازي؛ ترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(5/ 213) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وأم عبد الله بنت خالد بن معدان؛ اسمها عبدة، قال الجوزجاني: أحاديثها منكرة جدًّا. "أحوال الرجال"(ص 168).

فالإسناد ضعيفٌ جدًّا لحال أحمد بن محمد بن أبي دارم، وعبدة.

(1)

"أطراف الغرائب والأفراد"(5/ 57 رقم 4663) وقال: تفرَّد به أبو العطوف الجراح ابن المنهال عن الزهري عنه. (أي: عن سلمة مولى أبي رافع).

(2)

كابن حبان في "المجروحين"(1/ 219) من طريق الجراح بن المنهال به.

(3)

في سائر النسخ المعتمدة: (القداح)، وهو خطأ، والتصويب من نسخة دار الكتب (برقم 1134)، و (برقم 8657)، ومصادر الترجمة.

وأبو العَطُوف الجرَّاح بن منهال الجزري، قال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(2/ 228 رقم 2289)، وقال مسلم: منكر الحديث. "الكنى والأسماء"(1/ 660 رقم 2680)، وقال أبو حاتم: متروك الحديث ذاهب الحديث لا يُكتب حديثه. "الجرح والتعديل"(2/ 523 رقم 2174)، وقال ابن حبان: رجل سوءٍ يشرب الخمر ويكذب في الحديث. "المجروحين"(1/ 218).

فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه.

(4)

قال المزّي: سلمان أبي شدَّاد مولى أبي رافع. "تهذيب الكمال"(19/ 247 ترجمة 3744)، وقال الدارقطني: سلمة مولى أبي رافع، كما تقدم.

ص: 296

‌75 - حديث: "إذا كتبَ أحدُكم كتابًا فليُتَرّبْه، فإنه أنجَحُ للحاجةِ".

الترمذيُّ في الاستئذان مِنْ جامِعِهِ

(1)

مِنْ حديثِ حمزةَ

(2)

، عن أبي الزبير، عن جابر رفعه بهذا وقال: إنه منكرٌ لا نعرفه عن أبي الزبير إلا مِنْ هذا الوجه، قال: وحمزة -وهو عندي ابن عَمرٍو النَّصيبي- ضعيفٌ في الحديث.

وقد أخرجه ابنُ ماجه في الأدبِ مِنْ سننه

(3)

مِنْ حديثِ بقيةَ: أخبرنا أبو أحمد الدمشقيُّ

(4)

عن أبي الزُّبَير بلفظ: "تَرِّبوا صُحُفَكم، فإنه أنجحُ لها؛ إنَّ التُّرابَ مُباركٌ".

وأبو أحمد؛ قال البيهقيُّ: هو مِنْ مشايخِ بقيةَ المَجهولين، وروايته منكرةٌ

(5)

.

وأشار بذلك إلى هذا الحديث، وكذا قال أبو طالب: سألتُ أحمدَ

(1)

"جامع الترمذي"(2713) من طريق حمزة به فذكره.

ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 83 رقم 105)، ورواه العقيلي في "الضعفاء"(1/ 291) من طريق حمزة به، وقال العقيلي: لا يحفظ هذا الحديث بإسناد جيد. ومن طريق العقيلي رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 82 رقم 104).

(2)

حمزة بن أبي حمزة ميمون، وقيل: عمرو الجعفي الجزري النصيبي، قال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(3/ 53 رقم 200)، وقال ابن عدي: كل ما يرويه أو عامته مناكير موضوعة، والبلاء منه ليس ممن يروي عنه، ولا ممن يروي هو عنهم. "الكامل"(2/ 378)، وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بالأشياء الموضوعات كأنه كان المتعمد لها، لا تحل الرواية عنه. "المجروحين"(1/ 270) فالإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببه.

(3)

"سنن ابن ماجه"(الأدب - باب تتريب الكتاب رقم 3774) من طريق بقية أخبرنا أبو أحمد الدمشقي به. ورواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 82 رقم 102، 103) من طريقين عن بقية عن عمر ابن أبي عمر به.

(4)

أبو أحمد الدمشقي؛ هو: عمر بن أبي عمر الكَلاعي -بفتح الكاف-، قال ابن عساكر: كذا ذكره الحاكم أبو أحمد فيمن لم يقف على اسمه، وعندي أنه عمر ابن أبي عمر الكَلاعي. "تاريخ دمشق"(66/ 4)، وقال ابن حجر: ضعيف من شيوخ بقية المجهولين. "التقريب"(4953).

(5)

"السنن الكبرى"(6/ 77).

ص: 297

-يعني عنه- فقال: هذا حديثٌ منكرٌ، وما رَوَى بقيةُ عن المجهولين لا يُكتَب

(1)

.

ورُوِّينا في "الجامع" للخطيبِ

(2)

، مِنْ حديثِ عبد الوهابِ الحَجَبيِّ

(3)

، قال: كنتُ في مجلسِ بعضِ المحدثين -ويحيى بن معينٍ إلى جَنبي-، فكتبتُ صُحُفًا، فذَهَبْتُ لأُتَرِّبه، فقال لي: لا تفعلْ، فإن الأرَضَة تُسرعُ إليه. قال: فقلتُ له: الحديثُ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "أترِبُوا الكتابَ، فإنَّ التُّرابَ مُباركٌ، وهو أنجَحُ للحاجةِ"، قال: ذاك إسنادٌ

(4)

لا يُساوي فِلسًا.

وفي البابِ ما أخرَجَه ابنُ منَيعٍ

(5)

، والحسنُ بن سفيانَ في مسنديهما، وأبو نعيم في "المعرفة"

(6)

، وابنُ قانعٍ في "معجم الصحابة"

(7)

؛ مِنْ حديثِ هشامِ بن زيادٍ أبي المِقدادِ

(8)

، عن الحجاجِ بن يزيدَ

(9)

، عن أبيه

(10)

مرفوعًا: "ترِّبُوا الكتابَ أنجحُ له".

(1)

"الكامل"(2/ 73)، و"تاريخ دمشق"(10/ 343)، و (66/ 5).

(2)

"الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع"(1/ 278 رقم 586) أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الدقاق الولي لله، حدثني أبو عيسى ابن قطن السِّمْسَار، قال: حدثني ابنُ عبد الوهاب الحجبي به فذكره.

(3)

كذا في سائر النسخ المعتمدة، والصواب:(ابن عبد الوهاب)، كما في مصادر الترجمة.

(4)

كلمة (إسناد) زيادة من "م".

(5)

كما في "المطالب العالية"(12/ 636 رقم 3046) من طريق هشام بن زياد به.

ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 84 رقم 109).

(6)

"معرفة الصحابة"(5/ 2796 رقم 6631) من طريق هشام بن زياد أبي المقدام به.

ومن طريقه الديلمي في "مسند الفردوس"(النسخة السعيدية).

(7)

"معجم الصحابة"(3/ 227 - 228 ترجمة 1207) من طريق أحمد بن منيع به.

(8)

هشام بن زياد بن أبي يزيد أبو المقدام؛ متروك، وقد تقدمَّت ترجمته في الحديث (49).

(9)

الحجاج بن يزيد؛ قال أبو الفتح الأزدي: ضعيف. "الميزان"(1/ 465 رقم 1750).

(10)

أبوه يزيد؛ لم أقف له على ترجمة سوى قول ابن حجر: ويزيد والد الحجاج ذكره ابن قانع في الصحابة بهذا الحديث. "لسان الميزان"(2/ 566 رقم 2159).

ص: 298

وهشام وحجَّاج ضعيفان.

وأخرجه الدَّيلميُّ في مسنده

(1)

مِنْ جهةِ أبي

(2)

جَهْضَمٍ، بسنَدِهِ إلى ابنِ عباسٍ، قال: مثله. والطبرانيُّ في "الأوسط"

(3)

مِنْ حديثِ إبراهيمَ ابن أبي عَبْلةَ، سَمِعتُ أمَّ الدَّرداءِ

(4)

تُخبِرُ عن أبي الدَّرداءِ مرفوعًا: "إذا كتبَ أحدكم إلى إنسانٍ فليَبدأ بنفسِهِ، وإذا كتَبَ فليُترِّب كتابَه، فهو أنجح".

وكلها ضعيفةٌ

(5)

.

(1)

"مسند الفردوس"(النسخة السعيدية) من طريق أبي الحسن بن جهضم بإسناده إلى ابن جريج عن عطاء.

ورواه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 202) من طريق بقية، وقال: عن ابن جريج في نسخةٍ كتبناها بهذا الإسناد كلها موضوعة، يُشبه أن يكون بقية سمعه من إنسانٍ ضعيفٍ عن ابن جريج، فدلَّس عليه فالتزق كلُّ ذلك به، ومنها عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال فذكره.

ورواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 75)، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 83 رقم 106)، ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(65/ 369).

(2)

كذا في سائر النسخ المعتمدة، والصواب:(ابن)، كما في "مسند الفردوس"، ومصادر الترجمة.

وابن جهضم؛ هو: أبو الحسن علي بن عبد الله بن جَهْضَم الهمذاني؛ متهم بوضع الحديث، وتقدمت ترجمته في الحديث (8).

فالإسناد ضعيف جدًّا أو موضوع كما قال ابن حبان.

(3)

"المعجم الأوسط"(3/ 23 رقم 2347) من طريق سليمان بن سلمة الخبائري قال: حدثنا محمد بن إسحاق العكاشي قال: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة به فذكره.

وسليمان بن سلمة الخبائري؛ متروك، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (23).

ومحمد بن إسحاق العكاشي؛ هو: محمد بن عكاشة الكِرماني، كذَّاب، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (66)، فالإسناد ساقط بسببهما.

(4)

أم الدرداء؛ اسمها هجيمة، وقيل: جهيمة الأوصابية الدمشقية، وهي الصغرى، وأما الكبرى فاسمها خيرة، ولا رواية لها في هذه الكتب، والصغرى: ثقة فقيهة. "التقريب"(8728).

(5)

وقال ابن الجوزي -بعد أن ساق الحديث من الطرقٍ السابقة-: ليس في هذه الأحاديث ما يصحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. "العلل المتناهية"(1/ 84).

ص: 299

‌76 - حديث: "إذا كفَّنَ أحدُكم أخاه فليُحسِن كَفَنَه".

مسلمٌ

(1)

، وأبو داود

(2)

، والنسائيُّ

(3)

مِنْ حديثِ ابنِ جُريجٍ، أخبرني أبو الزُّبيرِ، أنه سَمِعَ جابرًا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بهذا.

وهو عند الحارثِ بن أبي أسامةَ

(4)

، وأحمدَ بن مَنيعٍ

(5)

في مسنديهما مِنْ جهةِ زكريا بن إسحاقَ، عن أبي الزبير بلفظ:(إذا وَلِيَ)، وذكره بزيادة:"فإنهم يُبعثُونَ في أكفانهم ويَتَزَاورون في أكفانهم".

ورواه أبو نصر السِّجزيُّ

(6)

في "الإبانة" مِنْ روايةِ إبراهيمَ بن معاويةَ، عن أبي الزبير بلفظ:"أحسِنوا أكفانَ موتاكم، فإنهم يَتَباهون ويَتَزَاوَرُون".

وفي البابِ عن جماعةٍ منهم: أبو قتادة؛ أخرجه الترمذي

(7)

مِنْ حديثِ

(1)

"صحيح مسلم"(الجنائز، باب في تحسين كفن الميت رقم 943) من طريق ابن جريج به.

وقد رواه الحاكم في "المستدرك"(1/ 368) بإسناده ومتنه، ثم قال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلم، ولم يخرجاه. اهـ. فلعله سبق قلمٍ أو وهم منه رحمه الله.

(2)

"سنن أبي داود"(الجنائز، باب في الكفن رقم 3148).

(3)

"سنن النسائي"(الجنائز، باب الأمر بتحسين الكفن رقم 1895).

(4)

لم أجده في "بغية الباحث"، ولا "المطالب العالية" ولا "إتحاف الخيرة المهرة".

(5)

لم أجده في "المطالب العالية" ولا "إتحاف الخيرة المهرة". وقد رواه تمام في فوائده (1/ 119 رقم 269)، وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 358 رقم 2980)، وأبو يعلى في مسنده (4/ 165 رقم 2234)؛ من جهة زكريا بن إسحاق من غير الزيادة المذكورة.

(6)

أبو نصر السجزي؛ عبيد الله بن سعيد بن حاتم بن أحمد الوائلي البكري السجستاني، قال الذهبي: الإمام العالم الحافظ المجود، شيخ السُّنَّة، شيخ الحرم، ومصنف "الإبانة الكبرى" في أنَّ القرآن غير مخلوق، وهو مجلدٌ كبير، دالٌّ على سَعة علم الرجل بفن الأثر. توفي سنة (444 هـ). "سير أعلام النبلاء"(17/ 654).

(7)

"جامع الترمذي"(الجنائز - ما يستحب في الأكفان رقم 995) من طريق عكرمة ابن عمار، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي قتادة به.

ورواه ابن ماجه في سننه (1474)، وابن أبي الدنيا في "المنامات" (ص 88 رقم 162) من طريق عكرمة بن عمار به فذكراه. وزاد ابن أبي الدنيا:"فإنهم يتزاورون في قبورهم". =

ص: 300

محمدِ بن سيرين عنه رفعه: "إذا وَلِيَ أحدُكم أخاه فليُحسن كَفَنَه" وقال: إنه حسنٌ غريب، قال: وفيه عن جابر، وقال ابنُ المبارك: قال سلامُ بن أبي مُطِيعٍ: "هو الصَّفَاء وليس بالمُرتفع"

(1)

.

وعن عمر: "أحسنوا أكفانَ موتاكم، فإنهم يُبعثون فيها يوم القيامة".

أخرجه سعيدُ بن منصور

(2)

.

وعن معاذِ بن جبل نحوه

(3)

؛ وهما موقوفان.

ويمكنُ الجمعُ بين بعْثِهم في أكفانهم، وبين ما ثبَتَ أنهم يُحشرون

= وعكرمة بن عمار؛ هو: العجلي أبو عمار اليمامي، قال أحمد: مضطرب الحديث عن غير إياس ابن سلمة، وكأنَّ حديثه عن إياس بن سلمة صالح. "العلل ومعرفة الرجال"(1/ 379 رقم 733)، وقال يحيى بن معين: صدوق ليس به بأس، وقال أبو حاتم: كان صدوقًا وربما وهم في حديثه، وربما دلَّس، وفي حديثه عن يحيى ابن أبي كثير بعض الأغاليط. "الجرح والتعديل"(7/ 10 رقم 41)، وقال ابن عدي: مستقيم الحديث إذا روى عنه ثقة. "الكامل"(5/ 277).

وقال الذهبي: ثقة إلا في يحيى بن أبي كثير فمضطرب. "الكاشف"(2/ 33 رقم 3866).

فالإسناد حسنٌ، وقد صححه الألباني في "صحيح سنن ابن ماجه"(رقم 1474).

(1)

يعني: أنه ما كان نقيًّا غير مرتفع السعر.

(2)

لم أقف عليه في المطبوع من الكتاب، وقد رواه ابن المنذر في "الأوسط"(5/ 359 رقم 2982) من طريق إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة الحضرمي، عن شرحبيل بن غسان الحضرمي، أنَّ عمر بن الخطاب به فذكره من قوله.

وإسماعيل بن عياش؛ صدوق في روايته عن أهل بلده.

وضمضم بن زرعة الحضرمي الحمصي صدوق يهم. "التقريب"(2992).

ولم أقف على راوٍ اسمه: شرحبيل بن غسان الحضرمي، وإنما يروي ضمضم عن: شريح بن عبيد بن شريح الحضرمي الحمصي ثقة من الثالثة، وكان يرسل كثيرًا مات بعد المائة. "التقريب"(2775)، فهو لم يدرك عمر رضي الله عنه، فالإسناد منقطع، والله أعلم.

(3)

رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(7/ 186 رقم 11244)، وابن أبي الدنيا في "العيال"(2/ 706 رقم 515)، وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 359 رقم 2983، 2985) عن معاذ بن جبل به نحوه. وإسناده صحيح، والله أعلم.

ص: 301

عراة

(1)

: بأنهم يقومون مِنْ القبور بثيابهم، ثم عند الحشرِ يكونون عراة.

على أنَّ البيهقي حَمَل حديثَ: "إنَّ الميِّتَ يُبعث في ثيابه التي يموتُ فيها"

(2)

على العمل، ثم جَوَّز على ظاهِرِه المَنعَ بما قدَّمتُهُ

(3)

.

‌77 - حديث: "إذا كُنتُم ثلاثةً فلا يَتَنَاجى اثنان دون الثالث؛ فإنَّ ذلك يُحزِنُهُ".

متفقٌ عليه عن ابنِ عمر

(4)

.

‌78 - حديث: "إذا كنتَ على الماءِ فلا تَبخلْ بالماءِ".

لم أقفْ عليه

(5)

، ولكن في "المعجم الأوسط" للطبرانيِّ

(6)

عن عائشةَ

(1)

"صحيح مسلم"(الجنة وصفة نعيمها، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة رقم 2859).

(2)

رواه أبو داود في سننه (3114)، وابن حبان في صحيحه (16/ 307 رقم 7316)، والحاكم في "المستدرك"(الجنائز 1/ 340)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 384) من طريق يحيى بن أيوب، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري به فذكروه، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

ويحيى بن أيوب؛ هو: الغافقي المصري، صدوقٌ فيه ضعفٌ، كما سبق في الحديث (20).

وباقي رجال الإسناد ثقات، فالإسناد فيه ضعفٌ يسير لحال يحيى بن أيوب، والله أعلم.

(3)

"شعب الإيمان"(1/ 549).

(4)

"صحيح البخاري"(الاستئذان - باب إذا كانوا أكثر من ثلاثة فلا بأس بالمسارَّة والمناجاة رقم 6290)، و"صحيح مسلم"(السلام، تحريم مناجاة الاثنين دون الثالث بغير رضاه رقم 2183)، ورواه مسلم أيضًا (رقم 2184) من حديث ابن مسعود.

(5)

أورده القاري في "الأسرار المرفوعة"(ص 117 رقم 33)، والنجم الغزي في "إتقان ما يحسن" (1/ 64 رقم 131) وقال: لا يُعرف.

وقال ابن الديبع: قلت: وما في "صحيح البخاري" من حديث: "ورجلٌ كان على فضلِ ماءٍ فمنعه، فيقول الله: اليوم أمنعُك فضلي كما منعتَ فضلَ ما لم تعمل يداك" يشهد له، والله تعالى أعلم. "تمييز الطيب من الخبيث"(ص 23 رقم 98).

(6)

"المعجم الأوسط"(6/ 349 رقم 6592) من طريق زهير بن مرزوق، عن علي =

ص: 302

مرفوعًا: "مَنْ سَقَى مسلمًا شربةً مِنْ ماءٍ حيثُ يُوجد الماءُ، فكأنما (أعتَقَ رقبةً) أو:(في موضعٍ لا يوجد فيه الماءُ فكأنما)

(1)

أحياه".

ونحوه في "الأفراد" للدارقطنيِّ

(2)

مِنْ حديثِ حُمَيدٍ الطَّويلِ، عن أنسٍ مرفوعًا بلفظ:"مَنْ سَقَى الماءَ في مَوضعٍ يَقدِرُ فيه على الماء".

‌79 - حديث: "إذا لم تَسْتَحِ فاصنَعْ ما شِئْتَ"

(3)

.

البخاريُّ

(4)

مِنْ حدثِ منصورِ بن المعتمرِ، عن رِبْعيِّ بن حِرَاشٍ، عن

= ابن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة مرفوعًا به نحوه، فذكره وقال: لم يُسنِد زهير بن مرزوق غير هذا تفرَّد به علي بن غراب.

وهو في "سنن ابن ماجه"(2474) من طريق زهير بن مرزوق بنحوه مطولًا.

وزهير بن مرزوق؛ قال يحيى بن معين: لا أعرفه. "الجرح والتعديل"(3/ 591 رقم 2678).

وقال البخاري: منكر الحديث مجهول. "تهذيب الكمال"(9/ 419 رقم 2018).

وعلي بن زيد بن جدعان؛ قال يحيى بن معين: ليس بحجة، وقال أبو حاتم: ليس بقوي يُكتب حديثه ولا يُحتج به .. وكان يتشيَّع، وقال أبو زرعة: ليس بقوي. "الجرح والتعديل"(6/ 186 رقم 1021)، وقال ابن عدي: له غير ما ذكرتُ من الحديث أحاديث صالحة، ولم أرَ أحدًا من البصريين وغيرهم امتنعوا من الرواية عنه، وكان يُغالي في التشيُّع في جملةِ أهلِ البصرة، ومع ضعفه يُكتب حديثه. "الكامل"(5/ 201) وإسناد الحديث ضعيف.

(1)

ما بين قوسين سقط من "م".

(2)

"أطراف الغرائب والأفراد"(2/ 267 رقم 1337).

ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(10/ 422) من طريق صالح بن بيان الأنباري، حدثنا سفيان الثوري، عن أبي عبيدة عن أنس به مطولًا. وقال عن صالح الأنباري: كان ضعيفًا يروي المناكير عن الشيوخ الثقات. ورواه من طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 513 رقم 1078) وقال: المتهم به صالح بن بيان، قال الدارقطني: هو متروك. وقال عن الحديث بجميع طرقه السابقة: هذا حديثٌ لا يصح. اهـ. وأورده الشوكاني في "الفوائد المجموعة"(ص 73 رقم 28).

(3)

قال الطحاوي في "مشكل الآثار"(4/ 197): وكان معنى ذلك، والله أعلم: الحضّ على الحياء والأمر به، وإعلام الناس أنهم إذا لم يكونوا من أهله صنعوا ما شاءوا، لا أنهم أمروا في حالٍ من الأحوال أنْ يصنعوا ما شاؤوا.

(4)

"صحيح البخاري"(أحاديث الأنبياء رقم 3483، 3484)، وفي (6120).

ص: 303

أبي مسعودٍ البَدريِّ مرفوعًا: "إنَّ مما أدرك الناسُ مِنْ كلامِ النبوَّةِ الأولى إذا لم .. " وذكره.

وقيل فيه: عن حذيفةَ

(1)

بدل أبي مسعودٍ، والمَحفوظُ الأول

(2)

، وقد تُوبِعَ رِبعيُّ عليه مِنْ مسروقٍ

(3)

، وغيرِه

(4)

.

بل في البابِ عن أبي الطُّفَيلِ كما عند الطبرانيِّ في "الأوسط"

(5)

مِنْ حديثِهِ مرفوعًا بلفظ: "كان يُقال: إن مما أدرك" وذكره.

(1)

في الأصل و"ز": (أبي حذيفة)، والتصويب من "م".

وحديث حذيفة رواه أحمد في مسنده (38/ 290 رقم 23254)، و (38/ 433 رقم 23441)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(4/ 195 رقم 1536)، وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 371)، وابن عساكر في معجم شيوخه (1/ 114 رقم 122) جميعهم من طرقٍ عن أبي مالك، عن ربعي، عن حذيفة مرفوعًا به. وقال ابن عساكر: صحيحٌ من حديث أبي مالك سعد بن طارق؛ أخرج مسلم بعضه عن قتيبة بن سعيد عن أبي عوانة عنه.

وهو صحيح كما قال، وإسناده على شرط مسلم. ورواه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 371) من طريق الثوري، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة به مرفوعًا.

(2)

وقد رجَّح الدارقطني في "العلل"(3/ 198)، و (6/ 180) رواية أبي مسعود.

(3)

أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(11/ 143 رقم 20149) عن معمر، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن أبي مسعود مرفوعًا به.

ومن طريقه الطحاوي في "مشكل الآثار"(4/ 197 رقم 1538).

(4)

تابعه شقيق بن سلمة، كما عند الطحاوي في "مشكل الآثار"(4/ 196 رقم 1537) من طريق شريك، عن منصور، عن شقيق، هكذا قال: عن أبي مسعود مرفوعًا به.

وشريك؛ هو: ابن عبد الله النخعي: صدوق يخطئ كثيرًا، وتقدمت ترجمته.

(5)

"المعجم الأوسط"(9/ 153 رقم 9400) من طريق علي بن سيابة الكوفي، حدثنا كثير بن هشام، قال: حدثنا سليمان البصري -هو القافلاني- عن محمد ابن عبد الرحمن، عن أبي الطفيل به مرفوعًا، وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أبي الطفيل إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به عليُّ بن سيابة.

وعلي بن سيابة؛ ثمة راوٍ بهذا الاسم، جاء في وصفه أنه كان من ظرفاء الصوفية ونساكهم. "تاريخ دمشق"(66/ 106). ولم يتبيَّن لي إن كان هو.

وسليمان القافلاني؛ هو: سليمان بن محمد أبو الربيع البصري، قال ابن معين: ليس بشيء. "الجرح والتعديل"(4/ 139 رقم 611)، وقال ابن عدي: لا أرى بأحاديثه بأسًا إذا روى عنه ثقة. "الكامل"(3/ 262). =

ص: 304

وعن ابنِ عباسٍ، كما عند ابنِ عديٍّ

(1)

، ومِنْ جهتِهِ الدِّمياطيّ

(2)

، وقال: إنه غريب.

ومع تَرجيحِ حديثِ أبي مسعودٍ، قال شيخنا: إنه ليس ببعيدٍ أنْ يكونَ ربِعيُّ سَمِعَه منه ومِنْ حذيفةَ جميعًا

(3)

.

‌80 - حديث: "إذا مات العالم انَثَلَمَ في الإسلام ثُلْمةٌ، لا يسُدُّها شيءٌ إلى يومِ القيامةِ".

الزُّبَيرُ بن بَكَّارٍ في "المُوَفَّقِيَّات"

(4)

، عن محمدِ بن سَلَام الجُمَحِيِّ

(5)

، عن عليِّ بن أبي طالبٍ مِنْ قولِهِ، وهو مُعْضلٌ.

وله شواهدٌ منها: ما رواه أبو بكرِ بن لالٍ مِنْ حديثِ جابرٍ مرفوعًا: "موتُ العالم ثُلمةٌ في الإسلامِ، لا تُسَدُّ ما اختَلَفَ الليلُ والنهارُ".

والطبرانيُّ

(6)

مِنْ حديثِ أبي الدَّرداءِ رفعه: "موتُ العالم مُصَيبةٌ لا تُجْبَرُ، وثُلْمَةٌ لا تُسَدُّ، وموتُ قبيلةٍ أَيسَرُ مِنْ موتِ عالم، وهو نجمٌ طُمِسَ".

= ومحمد بن عبد الرحمن بن نباتة؛ لم أجد له ترجمة. والإسناد ضعيف. وقد قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه من لم أعرفهم. "المجمع"(8/ 59).

(1)

لم أجده في "الكامل" ولا في "أسامي من روى عنهم البخاري".

(2)

الدِّمْيَاطي؛ قال الذهبي: هو شيخنا الإمام الحافظ النسابة شيخ الأئمة شرف الدين أبو محمد التُّوني عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن الدِّمْياطي الشافعي، توفي سنة (705 هـ). "المعجم المختص بالمحدثين"(ص 95 رقم 112).

(3)

"فتح الباري"(6/ 523).

(4)

لم أجده فيما طُبع من "الأخبار الموفقيات".

(5)

محمد بن سلام الجمحي؛ عالمٌ أخباريٌّ أديبٌ بارعٌ، صاحب كتاب "طبقات فحول الشعراء"، قال أبو خيثمة: خذوا منه الشعر فأما الحديث فلا، كان قدريًا. توفي سنة (232 هـ). "سير أعلام النبلاء"(10/ 651)، و"المغني في الضعفاء"(2/ 587 رقم 5571).

(6)

في "المعجم الكبير"، فقد قال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير، وفيه عثمان ابن أيمن؛ ولم أرَ من ذكره، وكذلك إسماعيل بن صالح. "المجمع"(1/ 473).

ومسند أبي الدرداء غير موجود فيما طُبع من "المعجم الكبير".

ص: 305

ومنها عن ابنِ عمر؛ أخرجه الديلميُّ

(1)

بلفظ: "ما قبَضَ الله عالمًا إلا كان ثغرةً في الإسلام لا تُسدُّ".

وعن آخرين

(2)

.

وثبَتَ -كما في "صحيح الحاكم"

(3)

- مِنْ حديثِ عطاءٍ، عن ابنِ عباس في قولِهِ تعالى:{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الرعد: 41] قال: "موتُ علمائِها وفُقَهائِها".

(1)

"مسند الفردوس"(نسخة لا له لي)، وهو في "الغرائب الملتقطة" [حرف الميم: ق 18/ أ] من طريق سعيد بن سنان، عن حدير بن كريب، عن كثير ابن مرة، عن ابن عمر رفعه. ورواه البزار في مسنده (12/ 23 رقم 5394) من طريق سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، عن ابن عمر مرفوعًا بنحوه مطولًا، فذكره، وقال: هؤلاء يعرفون بكناهم: سعيد بن سنان أبو المهدي، وكثير ابن مرة أبو شجرة، وأبو الزاهرية اسمه حدير.

سعيد بن سنان؛ هو: الحنفي أبو مهدي الحمصي، قال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(3/ 477 رقم 1598)، وقال صدقة بن خالد: كان ثقة مرضيًا، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، يروي عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوٍ من ثلاثين حديثًا أحاديث منكرة. "الجرح والتعديل"(4/ 28 رقم 114)، وقال الجوزجاني: أحاديثه أخاف أن تكون موضوعة لا تشبه أحاديث الناس. "أحوال الرجال"(ص 168 رقم 301)، وقال الدارقطني: يضع الحديث. "سؤالات السلمي"(رقم 162).

فالإسناد موضوع، وقال الألباني: وهذا موضوع؛ آفته سعيد بن سنان. "السلسلة الضعيفة"(9/ 451 رقم 4464).

(2)

لم أجده عن غيرهم من وجهٍ يصحُّ، وقد رُوِيَ من كلام الحسن البصري؛ رواه أحمد في "الزهد"(ص 262 رقم 1458)، والدارمي في مسنده (1/ 351 رقم 333)، من طريقين عن هشام، عن الحسن قال: كانوا يقولون فذكره. وإسناده صحيح.

(3)

المستدرك (2/ 350) من طريق طلحة، عن عطاء، عن ابن عباس به فذكره وقال: هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقَّبه الذهبي بقوله: طلحة؛ ابن عمرو، وقال أحمد: متروك. اهـ.

وكلام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال"(2/ 529 رقم 3497)، وقال عنه البخاري: هو ليِّن عندهم، وقال يحيى: ليس بشيء. "التاريخ الكبير"(4/ 350 رقم 3104). فالإسناد ضعيفٌ جدًّا.

ص: 306

وللبيهقيِّ

(1)

مِنْ حديثِ مَعروفِ بن خَرَّبُوذ

(2)

، عن أبي جعفرٍ أنه قال:"موتُ عالمٍ أحبُّ إلى إبليسَ مِنْ موتِ سبعينَ عابدًا".

‌81 - حديث: "إذا وَزَنتُم فأَرْجِحوا".

ابنُ ماجه

(3)

مِنْ حديثِ شعبةَ، عن مُحاربِ بن دِثارٍ، عن جابرٍ مرفوعًا بهذا.

ومِنْ طريقِهِ أوردَه الضِّياءُ في "المختارة"

(4)

، بل أصلُهُ في الصحيح

(5)

في قصةِ بعيرِ جابرٍ: "وَزَنَ لي فأَرْجَح".

وفي لفظٍ: "وَزَنَ لي دراهمَ فأرْجَحَهَا"

(6)

.

(1)

"شعب الإيمان"(3/ 232 رقم 1585) من طريق سعد الإسكاف، عن معروف ابن خربوذ، عن أبي جعفر به فذكره.

سعد الإسكاف؛ هو: سعيد بن طريف الحنظلي الكوفي، قال البخاري: ليس بالقوي عندهم، قال ابن معين: ليس بشيء. "التاريخ الكبير"(4/ 59 رقم 1956)، وقال ابن معين أيضًا: لا يحلُّ لأحدٍ أنْ يَروي عنه، وقال أبو حاتم: منكرُ الحديثِ، ضعيفُ الحديثِ، متروكُ الحديثِ. "الجرح والتعديل"(4/ 87 رقم 379)، وقال النسائي: متروك الحديث. "الضعفاء والمتروكين"(رقم 281)، وقال ابن حجر: متروك، ورماه ابن حبان بالوضع. "التقريب"(2241).

(2)

معروف بن خَرَّبُوذ -بفتح المعجمة وتشديد الراء وبسكونها ثم موحدة مضمومة وواو ساكنة وذال معجمة- هو المكي مولى آل عثمان، صدوق ربما وهم، وكان أخباريًا علامة. "التقريب"(6791) والإسناد ضعيفٌ جدًّا بسبب سعيد الإسكاف.

(3)

"سنن ابن ماجه"(التجارات، باب الرجحان في الوزن رقم 2222) من طريق شعبة به.

ورواه أبو عوانة في مسنده (3/ 255 رقم 4864، 4865)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1/ 443 رقم 759) من طرقٍ عن شعبة فذكراه بنحوه.

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح على شرط البخاري. "مصباح الزجاجة"(2/ 180). وهو كما قال.

(4)

مسند جابر غير موجود في المطبوع من "الأحاديث المختارة".

(5)

"صحيح البخاري"(البيوع، باب شراء الدواب والحمير رقم 2097)، و (2604)، و "صحيح مسلم"(الرضاع، باب استحباب نكاح البكر رقم 1466)، و (1599).

(6)

"سنن الدارمي"(البيوع، باب في حسن القضاء 3/ 1683 رقم 2626).

ص: 307

وفي آخر: "فقَضَاني وزادَني"

(1)

.

وروى أبو داود

(2)

، والترمذيُّ

(3)

، والنسائيُّ

(4)

، وابنُ ماجه

(5)

، والدَّارميُّ

(6)

، وآخرون

(7)

مِنْ حديثِ وكيعٍ، عن الثوريِّ، عن سِماك بن حربٍ، عن سُوَيدِ بن قيسٍ

(8)

قال: "جَلَبْتُ أنا ومَخْرفةُ

(9)

العَبديُّ بَزًّا مِنْ هَجَرَ، فجاءَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فساوَمَنَا سراويلَ، وعندنا وزَّانٌ يَزِنُ بالأَجْر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"يا وزَّان: زِنْ وأرْجِحْ"".

وكذا رواه قيسُ بن الربيعِ، عن سِماكٍ

(10)

.

(1)

"صحيح البخاري"(443)، و (2394)، و (2603)، و"صحيح مسلم"(715)، وهو في "صحيحٍ البخاري" (2309) بلفظ:"يا بلال اقْضه وزِدْه"، فأعطاه أربعة دنانير وزاده قيراطًا.

(2)

"سنن أبي داود"(3336) من طريق معاذ بن معاذ العنبري عن الثوري به.

(3)

"جامع الترمذي"(1305) من طريق وكيع به فذكره وقال: حديث سويد حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وأهل العلم يستحبون الرُّجحان في الوزن، وروى شعبة هذا الحديث عن سماك فقال: عن أبي صفوان، وذكر الحديث.

(4)

"سنن النسائي الصغرى"(4592)، و"الكبرى"(6/ 53 رقم 6140) من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري به.

(5)

"سنن ابن ماجه"(التجارات، باب الرجحان في الوزن رقم 2220) من طريق وكيع به.

(6)

"سنن الدارمي"(3/ 1684 رقم 2627) من طريق محمد بن يوسف عن الثوري به.

(7)

كعبد الرزاق في "المصنف"(8/ 68 رقم 14341) عن الثوري به، وأحمد في مسنده (31/ 444 رقم 19098)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(11/ 347 رقم 22524) كلاهما عن وكيع به، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3/ 166 رقم 1668) عن ابن أبي شيبة، وابن الجارود في "المنتقى"(ص 145 رقم 559) من طريق وكيع به.

(8)

سويد بن قيس العبدي؛ صحابي، قال المزِّي: أبو صفوان ويقال: أبو مرحب. "تهذيب الكمال"(12/ 269 رقم 2648)، فتعقَبه ابن حجر بقوله: ما جزم به من أنَّ كنيته أبو صفوان فيه نظر، والذي يكنى أبا صفوان اسمه مالك. "تهذيب التهذيب"(4/ 245)، و"الإصابة"(4/ 544).

(9)

مَخْرَفة -بالفاء- العبدي. "المؤتلف والمختلف"(4/ 2136).

(10)

رواه الطيالسي في مسنده (2/ 516 رقم 1288) عن قيس به، والبغوي في "معجم الصحابة" (1163) من طريق قيس به. ورواه من طريق الطيالسي: البيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 33).

ص: 308

وخالَفَهما شعبةُ؛ فقال: عن سِماكٍ قال: سَمِعْتُ مالكًا أبا صفوانَ ابنَ عَميرة

(1)

يقول: "بِعْتُ مِنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم رِجْلَ سراويلَ

(2)

قبلَ الهجرةِ، فوَزَنَ لي فأرجح".

أخرجها كذلك النسائيُّ

(3)

، وابنُ ماجه

(4)

، وغيرُهما

(5)

.

ورجَّحَ أبو داود الأول

(6)

، وكذا قال النسائيُّ: إنه أشبه بالصوابِ مِنْ حديثِ شعبةَ

(7)

.

وقال الترمذيُّ: إنه حسنٌ صحيحٌ.

وصحَّحه ابنُ حبان

(8)

، وجعلهما الحاكمُ واحدًا، فقال: أبو صفْوان كُنْيَةُ سُوَيدِ بن قيسٍ، وهو صحابيٌّ مِنَ الأنصارِ، والحديثُ صحيحٌ على شرطِ مسلمٍ

(9)

.

والروايةُ المُسمَّى فيها بمالكِ بن عَمِيرَة

(10)

تَرُدُّ عليه، والصَّنيعُ الأولُ هو المُعتَمَدُ.

(1)

مالك بن عَميرة -بفتح أوله وزيادة هاء-، وقيل: ابن عمير، أبو صفوان السُّلمي، صحابي. "الإصابة"(9/ 472 رقم 7706)، و"التقريب"(6446).

(2)

أوضح معناها المؤلف في "الأجوبة المرضية"(2/ 834) فقال: فقيل: سراويل، وفي بعضها: رجل سراويل، وهما بمعنى، فقوله: رجل سراويل كما يقال: اشترى زوجَ خفٍّ، وزوجَ نعلٍ، وإنما هو زوجان، يريد: رجلي سراويل، لأنَّ السراويل من لباسِ الرجلين.

(3)

"سنن النسائي"(4593)، وسننه الكبرى (6141) من طريق شعبة به فذكره.

(4)

"سنن ابن ماجه"(التجارات، باب الرجحان في الوزن رقم 2221) من طريق شعبة به.

(5)

رواه أبو داود في سننه (البيوع، باب في الرجحان في الوزن والوزن بالآجر رقم 3337).

(6)

فقال: رواه قيس كما قال سفيان، والقول قول سفيان.

(7)

"سنن النسائي الكبرى"(البيوع، الرجحان في الوزن رقم 6141).

وكذا رجَّحه الدارقطني في "العلل"(14/ 25 رقم 3391).

(8)

"صحيح ابن حبان"(الإجارة 11/ 547 رقم 5147) من طريق وكيع به.

(9)

"المستدرك"(البيوع 2/ 31).

(10)

كما عند ابن ماجه في سننه (التجارات - باب الرجحان في الوزن رقم 2221)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 33)، ووقع عند أبي داود (رقم 3337): عن أبي صفوان بن عميرة.

ص: 309

وقد بسطتُ الكلامَ عليه في بعضِ الأجوبةِ

(1)

.

وفي البابِ عن أنسٍ

(2)

، وغيرِهِ

(3)

.

‌82 - حديث: "إذا وسَّعَ الله فأوْسِعُوا".

البخاريُّ

(4)

مِنْ حديثِ حمادِ بن زيدٍ، عن أيوبَ، عن محمدِ بن سيرينَ، عن أبي هريرةَ، فذَكَرَ حديثًا مرفوعًا ثم قال: إنَّ رجلًا سألَ عمرَ بن الخطابِ. فذكَرَه.

وهو عند ابنِ حبانَ

(5)

مِنْ طريقِ إسماعيلَ بن عُليَّةَ، عن أيوبَ، فأدرَجَ الموقوفَ في المرفوعِ، ولم يذكرْ عمرَ.

(1)

تكلَّم عليه المؤلف في "الأجوبة المرضية"(2/ 831 - 836).

(2)

لم يتبيَّن لي حديث أنس؛ والذي وجدته في الباب: ما أخرجه أبو داود في سننه (1641)، وابن ماجه في سننه (2198)، وابن الجارود في "المنتقى"(ص 147 رقم 569) من طريق أبي بكر الحنفي، عن أنس: أنَّ رجلًا من الأنصار جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم

وفيه: "قال: من يشتري هذين؟ فقال رجل: أنا آخذهما بدرهم، قال: من يزيد على درهم؟ مرتين أو ثلاثًا، قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين

".

وأبو بكر الحنفي؛ هو: عبد الله البصري؛ لا يُعرف حاله. "التقريب"(3724) فالإسناد ضعيف.

(3)

من ذلك: حديث أبي هريرة الذي رواه ابن الجارود في "المنتقى"(ص 145 رقم 558) من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان لرجلٍ على النبي صلى الله عليه وسلم سنٌّ من الإبل، فجعل يتقاضاه فقال: أعطوه، فلم يجدوا له إلا سنًّا فوق سنه، فقال: أعطوه"، فقال: أوفيتني أوفى الله لك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ خياركم أحسنكم قضاء". وإسناده صحيح.

وحديث العرباض بن سارية؛ الذي رواه الحاكم في "المستدرك"(البيوع 2/ 30) عن العرباض بن سارية السلمي مرفوعًا بمعنى أحاديث الباب فذكره، ثم قال: هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة. ووافقه الذهبي. وهو كما قالا، والله أعلم.

(4)

"صحيح البخاري"(365) عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد به.

وأخرج مالك أثر عمر في "الموطأ؛ رواية الليثي"(2/ 498 رقم 2646) عن أيوب، عن ابن سيرين قال: قال: عمر، فذكره مقتصرًا عليه.

(5)

"صحيح ابن حبان"(4/ 614 - 615 رقم 1714) عن أبي يعلى، عن زهير بن حرب، عن إسماعيل، وهو كذلك عند أبي يعلى في مسنده (10/ 442 رقم 6053) عن زهير به.

ص: 310

والأولُ أصحُّ، لا سيما وقد وافَقَ حمادَ بن زيدٍ عليه كذلك: حمادُ ابن سَلَمَةَ؛ فرواه عن أيوبَ وهشامٍ، وحبيبِ، وعاصمٍ؛ كلُّهم عن ابنِ سيرين.

أخرجه ابنُ حبانَ

(1)

أيضًا، بل أَخرجَ مسلمٌ

(2)

حديثَ ابنِ عُليَّةَ، فاقتَصَرَ على المُتفقِ على رَفعِهِ، وحَذَفَ الباقي، وهو مِنْ حُسْنِ تصَرُّفِهِ

(3)

.

ولأبي نُعَيم

(4)

، وابنِ لالٍ، وغيرِهما

(5)

، عن ابنِ عمرَ مرفوعًا:"إنَّ المؤمنَ أخَذَ عن الله أدبًا حسنًا؛ إذا وسَّعَ عليه، وسَّع على نفسِهِ".

(1)

"صحيح ابن حبان"(6/ 75 رقم 2298) من طريق حماد بن سلمة عن: أيوب السختياني، وهشام القردوسي، وحبيب بن الشهيد، وعاصم الأحول؛ كلهم عن ابن سيرين به.

(2)

"صحيح مسلم"(الصلاة، باب الصلاة في ثوب واحد رقم 515) من طريق إسماعيل بن علية به. ورواه في الموضع نفسه من طريق مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به. ومن طريق يونس وعقيل الأيليين، كلاهما عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة بمثله.

(3)

هذه عبارة الحافظ في "الفتح"(1/ 476).

(4)

"حلية الأولياء"(6/ 315) من طريق جعفر بن كزال، حدثنا إبراهيم بن بشير المكي، حدثنا معاوية بن عبد الكريم، عن أبي جمرة (ووقع في "الحلية": أبي حمزة)، عن ابن عمر به مرفوعًا فذكره وقال: غريبٌ من حديث معاوية مسندًا متصلًا مرفوعًا، وإنما يحفظ هذا من قبل الحسن مستشهدًا بقوله تعالى:{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ} [الطلاق: 7] الآية.

(5)

رواه ابن بشران في أماليه (1/ 390 رقم 899) من طريق جعفر بن محمد بن كزال به مرفوعًا.

وجعفر بن كزال؛ هو: جعفر بن محمد بن كزال، قال الدارقطني: ليس بالقوي.

"سؤالات الحاكم"(ص 5 رقم 71)، وقال مسلمة: ثقة. "لسان الميزان"(2/ 470 رقم 1906).

وإبراهيم بن بشير المكي؛ قال الدارقطني: ضعيف. "الميزان"(1/ 24 رقم 55).

فالإسناد ضعيفٌ لتفرُّد جعفر بن كزال عن إبراهيم بن بشير عن معاوية به.

وقد صحَّ هذا الأثر من قول الحسن البصري؛ فرواه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد"(ص 268 رقم 1510)، والطبري في "تهذيب الآثار؛ مسند عمر"(1/ 130 رقم 217) كلاهما من طريق حماد بن زيد، عن أيوب قال: سمعت الحسن

فذكراه من قوله. وإسناده صحيح.

ص: 311

‌83 - حديث: "إذا وعَدَ أحدُكم فلا يُخْلِف".

أحمدُ بن مَنيعٍ

(1)

، والحسنُ بن سفيانَ، وأبو يَعْلَى

(2)

في مسانِيدِهِم، وآخرون؛ منهم الحاكم في صحيحِهِ

(3)

، عن أنسٍ مرفوعًا به في حديثٍ.

وله طرقٌ بيَّنتُها في جزءِ "التِماسِ السَّعْد"

(4)

.

‌84 - حديث: "إذا وَقَعَ القضاءُ، عَمَى البَصَرُ" تقدَّمَ معناه في: "إذا أراد الله"

(5)

.

‌85 - حديث: "اذكروا مَحَاسِنَ مَوْتاكم، وكُفُّوا عن مَسَاويهم".

أبو داود في الأدبِ

(6)

، والترمذيُّ في الجنائزِ

(7)

مِنْ حديثِ معاويةَ ابن هشامٍ

(8)

، عن عِمرانَ بن أنسٍ المكيِّ

(9)

، عن عطاءٍ، عن ابنِ عمرَ رفعه بهذا.

(1)

لم أجده في "المطالب العالية" ولا في "إتحاف الخيرة".

(2)

"مسند أبي يعلى"(7/ 248 - 249 رقم 4257) من طريق ابن سنان، عن أنس مرفوعًا بنحوه.

(3)

"المستدرك"(4/ 359) من طريق سعد بن سنان عن أنس بن مالك بنحوه.

وسعد بن سنان؛ ويقال: سنان بن سعد، الكندي المصري، قال أحمد: تركتُ حديثه

حديثه مضطرب. "العلل"(2/ 517 رقم 3409)، وقال ابن معين: ثقة. "الجرح والتعديل"(4/ 251 رقم 1085)، وقال النسائي: ليس بثقة. "الضعفاء والمتروكين"(رقم 264)، وقال أحمد بن صالح: ثقة ليس في قلبي من حديثه شيء. "تاريخ أسماء الثقات"(ص 104 رقم 487).

وقال ابن حجر: صدوقٌ له أفراد. "التقريب"(2238) ففى الإسناد ضعفٌ يسير، والله أعلم.

(4)

جزء "التماس السعد في الوفاء بالوعد"(ص 76 - 83).

(5)

تقدم في حديث "إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره

" برقم (54).

(6)

"سنن أبي داود"(الأدب - باب في النهي عن سب الموتى رقم 4900) من طريق معاوية به.

(7)

"جامع الترمذي"(الجنائز رقم 1019) من طريق معاوية به.

(8)

معاوية بن هشام القصَّار أبو الحسن الكوفي، قال ابن معين: صالح وليس بذاك، وقال أبو حاتم: صدوق. "الجرح والتعديل"(8/ 385 رقم 1759)، وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. "التقريب"(6771).

(9)

عمران بن أبي أنس المكي؛ قال البخاري: منكر الحديث. كما سيأتي، =

ص: 312

وقال الترمذيُّ

(1)

، والطبرانيُّ

(2)

: إنه غريبٌ.

وقال الحاكمُ: إنه صحيحُ الإسنادِ ولم يُخرجاه

(3)

.

وفي البخاريِّ

(4)

، عن مجاهدٍ، عن عائشةَ مرفوعًا:"لا تَسُبُّوا الأمواتَ، فإنهم قد أفْضَوا إلى ما قدَّموا".

ولأبي داودَ

(5)

مِنْ حديثِ وكيعٍ، عن هشامِ بن عُروةَ، عن أبيه، عنها مرفوعًا

(6)

: "إذا ماتَ صاحبكم فَدَعوه لا تَقَعُوا فيه".

وكذا هو عند الطيالسيِّ في مسندِهِ

(7)

عن عبدِ الله بن عثمانَ، عن هشام.

وللنسائيِّ

(8)

مِنْ حديثِ منصورِ بن صَفِيَّةَ، عن أمِّه

(9)

، عنها قالت: ذُكِرَ

= وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. "الضعفاء"(3/ 296 رقم 1302)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 240).

(1)

فقال في "الجامع"(رقم 1019): هذا حديثٌ غريبٌ، سمعتُ محمدًا يقول: عمران ابن أنس المكي منكر الحديث. وروى بعضهم، عن عطاء، عن عائشة.

(2)

"المعجم الصغير"(1/ 280 رقم 461) فقال: لم يروه عن عطاء، إلا عمران، ولا عن عمران، إلا معاوية بن هشام تفرَّد به أبو غريب.

(3)

"المستدرك"(الجنائز 1/ 385)، وهو أيضًا في "صحيح ابن حبان"(7/ 290 رقم 3020). والقول ما قال الترمذي والطبراني، وذلك لحال عمران بن أبي أنس.

(4)

"صحيح البخاري"(1393)، و (6516).

(5)

"سنن أبي داود"(الأدب، باب في النهي عن سب الموتى رقم 4899) وإسناده صحيح.

(6)

كلمة (مرفوعًا) ليست في "م".

(7)

"مسند الطيالسي"(3/ 60 رقم 1549) عن عبد الله بن عثمان به.

وهو عند ابن حبان في صحيحه (7/ 288 - 289 رقم 3018، 3019) من طريق وكيع وسفيان وعلي بن هاشم جميعهم عن هشام بن عروة به من غير قوله: "لا تقعوا فيه".

وهو كذلك عند الترمذي في جامعه (3895)، وابن حبان في صحيحه (9/ 484 رقم 4177)، والبيهقي في "الشعب" (11/ 164 رقم 8344) بلفظ:"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي، وإذا مات صاحبكم فدعوه" وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

(8)

"سنن النسائي"(1935) من طريق منصور بن عبد الرحمن عن أمه عن عائشة به.

وإسناده صحيح. وقد علَّقه البخاري في صحيحه (1349) فقال: وقال أبان ابن صالح، عن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم.

(9)

أمُّه؛ هي صفية بنت شيبة بن عثمان بن طلحة العبدرية، صحابية. "التقريب"(8622).

ص: 313

عند النبي صلى الله عليه وسلم هالِكٌ بسوءٍ، فقال:"لا تذكروا هَلْكَاكم إلا بخير".

وفي البابِ عن غيرِ واحدٍ مِنَ الصحابةِ

(1)

.

‌86 - حديث: "اذكروا الفاجرَ" يأتي في: "لا غِيبةَ لفاسقٍ"

(2)

.

‌87 - حديث: "أربعٌ لا يَشْبَعْنَ مِنْ أربعِ:

أرضٌ مِنْ مَطَرٍ، وأنثى مِنْ ذَكَرٍ، وعَيْنٌ مِنْ نَظَرٍ، وعالمٌ مِنْ علمٍ".

الحاكمُ في "تاريخ نيسابور"، وأبو نُعَيم في "الحلية"

(3)

؛ كلاهما مِنْ حديثِ سليمانَ التَّيميِّ، عن ابنِ سيرينَ، عن أبي هريرةَ رفعه به.

وراويه عن التَّيميِّ: محمدُ بن الفَضلِ بن عطيةَ؛ اتُّهِمَ بالكذبِ والوَضعِ

(4)

.

وأوْرَدَه العُقَيليُّ في الضعفاءِ

(5)

، وغيرُه

(6)

مِنْ جهةِ محمدِ بن الحسنِ

(1)

كحديث المغيرة بن شعبة الذي رواه الترمذي في جامعه (1982) من طريق أبي داود الحفري، وابن حبان في صحيحه (7/ 292 رقم 3022) من طريق الملائي وأبي داود الحفري قالا: حدثنا سفيان عن زياد بن علاقة أنه سمع المغيرة بن شعبة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء". وقال الترمذي: وقد اختلف أصحاب سفيان في هذا الحديث، فروى بعضهم مثل رواية الحفري، وروى بعضهم، عن سفيان، عن زياد بن علاقة، قال: سمعتُ رجلًا يحدث عند المغيرة بن شعبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.

ورجال الإسناد ثقات، لكن الإشكال في الاختلاف الذي ذكره الترمذي فيه.

(2)

هو بهذا اللفظ في الأصل لكنَّه أيضًا لم يُخرِّجه هناك، وإنما أحال على حديث:"ليس لفاسق غيبة"، وهو في الأصل وقد استوفى تخريجه فيه.

(3)

"حلية الأولياء"(2/ 281) من طريق محمد بن الفضل عن التيمي به فذكره، وقال: غريبٌ من حديث محمد ومن حديث التيمي، وهو سليمان بن طرخان التيمي، تفرَّد به عنه محمد بن الفضل، وهو محمد بن عطية ..

(4)

سبق بيان ذلك في الحديث (87).

(5)

"الضعفاء"(2/ 296 ترجمة عبد الله بن محمد بن عجلان) من طريق محمد ابن الحسن بن زبالة، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عجلان به. وقد عدَّه من منكرات عبد الله بن محمد بن عجلان.

(6)

ذكره ابن حبان في "المجروحين"(19/ 2) تعليقًا في ترجمة عبد الله بن محمد ابن عجلان.

ص: 314

ابن زَبالَةَ، عن عبدِ الله بن محمدِ بن عَجْلانَ

(1)

، عن أبيه، عن جدِّه

(2)

، عن أبي هريرةَ كذلك.

وابنُ زَبالَة كذَّبه ابنُ معينٍ في إحدى الرِّوايَتَين عنه

(3)

.

وقال النسائيُّ: إنه متروكُ الحديثِ

(4)

.

ورواه ابنُ عديٍّ في كامله

(5)

مِنْ جهةِ عبدِ السلام بن عبدِ القدوسِ

(6)

،

(1)

عبد الله بن محمد بن عجلان المدني؛ قال العقيلي: منكر الحديث لا يتابع على حديثه. "الضعفاء"(2/ 296)، وقال ابن حبان: كان ممن يروي عن أبيه ما ليس من حديثه، روى عن أبيه عن جده عن أبي هريرة نسخة موضوعة ليست من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا من حديث أبي هريرة، ولا من حديث جده ولا من حديث أبيه، لا يحلُّ كتابة حديثه إلا على جهة التعجُّب. "المجروحين"(2/ 19).

(2)

عجلان مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة المدني: لا بأس به، من الرابعة. "التقريب"(4534).

(3)

قال: كان كذَّابًا ولم يكن بشيء. "التاريخ؛ رواية الدوري"(3/ 227 رقم 1060)، وقال أيضًا: ليس بشيء

كذَّاب ليس بشيء. "سؤالات ابن الجنيد"(ص 162 رقم 521).

قال معاوية بن صالح: قال لي ابن معين: ما هو بثقة. وقال هاشم بن مرثد عن ابن معين: كذاب خبيث لم يكن بئقة ولا مأمون يسرق. "تهذيب التهذيب"(9/ 102).

(4)

"الضعفاء والمتروكين"(ص 208 رقم 535).

(5)

"الكامل"(5/ 330) من طريق عبد السلام به فذكره.

ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(36/ 211)، وقال ابن عدي: وهذا الحديث عن هشام بن عروة بهذا الإسناد لا يرويه عن هشام غير عبد السلام هذا، وهو بهذا الإسناد منكر، وقال عن عبد السلام: عامة ما يرويه غير محفوظ

إلخ. ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(8/ 159 رقم 8266) من طريق عبد السلام ابن عبد القدوس به فذكره، وقال: لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا عبد السلام ابن عبد القدوس.

(6)

عبد السلام بن عبد القدوس بن حبيب الكلاعي الدمشق؛ قال العقيلي: لا يُتابع على شيءٍ من حديثه وليس ممن يقيم الحديث. "الضعفاء"(3/ 67 ترجمة 1031)، وقال ابن حبان: يروي عن هشام بن عروة

الأشياء الموضوعة، لا يحل الاحتجاج به بحال، ثم ساق له هذا الحديث. "المجروحين"(2/ 150 - 151)، وقال الذهبي: ضعَّفوه. "الكاشف"(1/ 653 رقم 3371).

ص: 315

عن هشامِ بن عُروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ، وقال: إنه منكرٌ عن هشام؛ لم يَروِهِ غيرُه.

قال ابنُ طاهرٍ: رواه عن هشام: حسينُ بن علوانَ الكوفيُّ

(1)

-وكان يَضَعُ الحديثَ- ولعلَّ عبد السلام سَرَقَه منه

(2)

.

وقد ذكَرَه مِنْ هذه الطرقِ: ابنُ الجوزيِّ في "الموضوعات"

(3)

.

ولبعضِهِ شواهدٌ؛ كحديثِ: "مَنهومانِ لا يشبعانِ: طالبُ علمٍ، وطالبُ دنيا"

(4)

.

(1)

حسين بن علوان الكوفي الكلبي؛ كذَّبه ابن معين وأحمد، ووهَّاه أبو حاتم وابن المديني والدارقطني، ورماه أحمد وابن عدي وابن حبان وأبو نعيم والحاكم وابن طاهر وغيرهم بالوضع على الثقات، بل قال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث على الثقات وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم استحلالًا.

انظر: "العلل" لأحمد (1/ 226/ 1499)، "التاريخ" للدوري (4/ 382/ 4893)، وابنِ طهمان (37)، "الجرح"(3/ 61)، "الضعفاء" للعقيلي (1/ 251/ 302)، "المجروحين"(1/ 65، و 244 - 246)، "الكامل"(2/ 359 - 361)، "الضعفاء" لأبي نعيم (49)، "المدخل إلى الصحيح" للحاكم (1/ 137/ 38)، "تاريخ بغداد"(8/ 62 - 64)، "الميزان"(1/ 542/ 2033).

(2)

"ذخيرة الحفاظ"(1/ 381 رقم 460).

(3)

"الموضوعات"(1/ 384 - 385 رقم 462 - 464) وقال: لا يصحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأورده ابن القيم -في الأمور الكلية التي يُعرف بها كون الحديث موضوعًا- فقال: ومنها: ركاكةُ ألفاظِ الحديثِ وسماجتها بحيث يمجُّها السمع، ويدفعها الطبع، وَيسْمُجُ معناها للفَطِن، ثم ساق أحاديث هذا أولها. "المنار المنيف"(ص 99)، وأورده القاري في "الأسرار المرفوعة"(ص 118 رقم 35)، والشوكاني في "الفوائد المجموعة"(ص 275 رقم 10).

(4)

روي من حديث ابن عباس، وأنس رضي الله عنهم؛ وأما حديث ابن عباس؛ فرواه أبو خيثمة في "كتاب العلم"(ص 33 رقم 141)، والبزار في مسنده (2/ 148 رقم 4880)، والطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 76 رقم 11095) من طريق ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس رفعه قال فذكروه، وعند البزار على الشك: عن طاووس، أو مجاهد، ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(13/ 337 رقم 26642)، والدارمي في مسنده (1/ 357 رقم 346) كلاهما من طريق ليث، عن طاووس، عن ابن عباس موقوفًا عليه. =

ص: 316

وحديث: "لا يَشبَعُ عالمٌ مِنْ علمٍ، حتى يكون مُنتهاه الجنةَ"

(1)

.

‌88 - حديث: "أرحمُ أمتي أبو بكر،

وأشدُّهُم في أمرِ الله عُمرُ، وأصْدَقُهُم حياءً عثمانُ، وأعْلَمُهُم بالحلالِ والحَرَامِ معاذُ بن جَبَلٍ، وأفرَضُهُم زيدُ بن ثابتٍ، وأقرَؤُهُم أُبَيّ، ولكلِّ أمةٍ أمينٌ، وأمينُ هذه الأمةِ أبو عُبَيدةَ".

الترمذيُّ

(2)

مِنْ حديثِ داودَ العطَّارِ ومَعْمَر -فرَّقهما- عن قتادةَ، عن

= وقال البزار: وكان ليث قد أصابه شبه الاختلاط ولم يثبت ذلك عنه فقد بقي في حديثه لين بذلك السبب. وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجهٍ أحسنَ من هذا الوجه.

وقال أحمد عن الليث: مضطرب الحديث ولكن حدَّث عنه الناس. "العلل ومعرفة الرجال"(2/ 379 رقم 2691)، وقال النسائي: ضعيف. "الضعفاء والمتروكين"(رقم 511)، وقال ابن حجر: صدوق اختلط جدًّا ولم يتميَّز حديثه فترك. "التقريب"(5685).

فالإسناد ضعيفٌ بسبب الليث.

وأما حديث أنس؛ فأخرجه الحاكم في "المستدرك"(1/ 91) من طريق قتادة، عن أنس مرفوعًا فذكره، وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ولم أجد له علة.

ولكنَّ قتادة مدلس وقد عنعن، فالإسناد ضعيف. وقد رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(41/ 286) من طريق يوسف بن خالد الهجستاني، حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، حدثنا حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن أنس مرفوعًا بنحوه. وهذا إسنادٌ ظاهره الصحة، لكن أشار ابن عدي في "الكامل"(6/ 296) إلى أنَّ الصوابَ فيه عن الحسن مرسلًا، والله أعلم.

(1)

رواه بهذا اللفظ القضاعي في "مسند الشهاب"(2/ 68 رقم 897) من طريق دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا. ورواه الترمذي في جامعه (2686) من طريق درَّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد مرفوعًا بلفظ:"لن يشبع المؤمن من خيرٍ يسمعه حتى يكون منتهاه الجنة" وقال: هذا حديثٌ حسنٌ غريب.

ودرَّاج أبو السمح تقدمت ترجمته في الحديث (65)، وتقدم قول أبي داود فيه: أحاديثه مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد. فالإسناد ضعيف بسبب ذلك.

ولعلَّ قول الترمذي: حسن؛ باعتبار تعدُّد طرقِ الحديث، والله أعلم.

(2)

"جامع الترمذي"(3790) حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، =

ص: 317

أنسٍ مرفوعًا به. وقال: غريبٌ لا نعرفه مِنْ حديثِ قتادةَ، إلا مِنْ هذا الوجه. انتهى.

وروايةُ داودَ في طريقِها سفيانُ بن وكيعٍ

(1)

، وهو ضعيفٌ.

ورواه عبدُ الرزاق

(2)

، عن مَعْمَر، عن قتادة مرسلًا.

قال الدارقطنيُّ: وهو أصحُّ

(3)

.

ثم رواه الترمذيُّ

(4)

مِنْ طريقِ خالدٍ الحذَّاءِ، عن أبي قِلابةَ، عن أنسٍ مرفوعًا نحوه، وقال: إنه حسنٌ صحيحٌ، وهو

(5)

المشهورُ.

ومِنَ الوجهِ الثاني أخرجه أحمدُ

(6)

، والطيالسيُّ

(7)

في مسنديهما،

= عن داود العطار، عن معمر عن قتادة به فذكره، ثم قال: هذا حديثٌ غريب، لا نعرفه من حديث قتادة إلا من هذا الوجه، وقد رواه أبو قلابة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. والمشهور حديث أبي قلابة.

ورواه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 588 رقم 1283) من طريق مصعب بن إبراهيم عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أرحم أمتي أبو بكر وأصدقهم حياءً عثمان". ومن طريقه الضياء المقدسي في "المختارة"(7/ 134 رقم 2568) فذكره بنحوه.

(1)

سفيان بن وكيع؛ حديثه ساقط، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (11)، فالإسناد ضعيف جدًّا.

وإسناد ابن أبي عاصم فيه: مصعب بن إبراهيم الجزري، قال أبو زرعة الرازي: منكر الحديث. "الضعفاء"(2/ 377)، وقال ابن عدي: منكر الحديث عن الثقات وعن غيرهم .. وهو مجهول ليس بالمعروف وأحاديثه عن الثقات ليست بالمحفوظة. "الكامل"(6/ 365).

فإسناده ضعيف جدًّا.

(2)

"مصنف عبد الرزاق"(11/ 225 رقم 20387) عن معمر عن عاصم بن سليمان عن أبي قلابة، قال معمر: وسمعت قتادة فذكره مرسلًا. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(الفضائل 17/ 29 رقم 32594) عن ابن علية، عن خالد الحذَّاء، عن أبي قِلابة مرسلًا بلفظ:"أرحم أمتي أبو بكر".

(3)

لم أجده في "العلل" ولا في "السنن".

(4)

"جامع الترمذي"(3791) من طريق خالد الحذَّاء به فذكره.

(5)

في "م": (وهو من المشهور).

(6)

"مسند أحمد"(20/ 252 رقم 12904)، و (21/ 405 رقم 13990).

(7)

"مسند الطيالسي"(3/ 567 رقم 2210).

ص: 318

والنسائيُّ

(1)

، وابنُ ماجه

(2)

وآخرون؛ منهم الضياءُ في "المختارة"

(3)

، وصحَّحه ابنُ حبانَ

(4)

، والحاكمُ

(5)

، والترمذيُّ

(6)

، وفي لفظٍ للحاكم:"أفْرَضُ أمتي زيدٌ"

(7)

صحَّحها أيضًا.

والحديثُ أُعِلَّ بالإرسالِ، وسماعُ أبي قِلَابةَ مِنْ أنسٍ صحيحٌ

(8)

، إلا أنه قيلَ: إنه لم يسمعْ منه هذا، وقد ذكر الدارقطنيُّ في "العلل"

(9)

الاختلافَ فيه على أبي قِلابةَ، ورجَّحَ هو وغيرُه؛ كالبيهقيِّ

(10)

، والخطيبِ في "المدرج"

(11)

: أنَّ الموصولَ منه دْكرُ أبي عُبَيدةَ

(12)

،

(1)

"سنن النسائي الكبرى"(المناقب رقم 8185، 8229).

(2)

"سنن ابن ماجه"(المقدمة - باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم 154، 155).

(3)

"الأحاديث المختارة"(6/ 226 رقم 2241) من طريق سفيان عن خالد وعاصم عن أبي قلابة به فذكره وقال: إسناده صحيح.

(4)

"صحيح ابن حبان"(16/ 74 رقم 7131)، و (برقم 7137)، و (برقم 7252).

(5)

"المستدرك"(3/ 422) وقال: هذا إسنادٌ صحيحٌ على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة وإنما اتفقا بإسناده هذا على ذكر أبي عبيدة فقط، وقد ذكرتُ علته في كتاب التلخيص.

ووافقه الذهبي بقوله: على شرط الشيخين.

وأخرجه الحاكم أيضًا في "المعرفة"(365 رقم 275) من هذا الوجه، وأعلَّه هناك، كما سيأتي.

(6)

"جامع الترمذي"(3791).

(7)

"المستدرك"(4/ 335) من طريق الحذاء عن أبي قلابة به، فذكره وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

(8)

كما في "التاريخ الكبير"(5/ 92 رقم 255).

(9)

"العلل"(12/ 248 رقم 2676).

(10)

فقال في "السنن الكبرى"(6/ 210): ورواه بشر بن المفضل وإسماعيل بن علية ومحمد بن أبيعدي عن خالد الحذاء، عن أبي قِلابة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، إلا قوله في أبي عبيدة؛ فإنهم وصلوه في آخره فجعلوه عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكلُّ هؤلاء الرواة ثقات أثبات، والله أعلم.

(11)

"الفصل للوصل المدرج في النقل"(2/ 687).

(12)

أخرجه البخاري في صحيحه (3744)، و (4382)، و (7255)، ومسلم في صحيحه (2419) =

ص: 319

والباقي مرسلٌ

(1)

.

ورجَّحَ ابنُ المَوَّاقِ

(2)

، وغيرُه روايةَ الموصولِ، وليسَ عند واحدٍ منهم:"وأقضاهم علي"

(3)

.

وفي البابِ: عن جابرٍ عند الطبرانيِّ في ترجمةِ عليِّ بن جعفرٍ مِنْ معجمِهِ الصغير

(4)

.

= من طريق خالد الحذَّاء، عن أبي قلابة، عن أنس مرفوعًا بلفظ:"لكلِّ أمَّةٍ أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة"، وعند البخاري (3744): عن أبي قلابة قال: حدثني أنس ابن مالك به.

(1)

الحديث أورده الحاكم في "المعرفة"(ص 365) في الجنس الثاني من أجناس الحديث المعل، ثم قال: وهذا من نوعٍ آخر علته، فلو صحَّ بإسناده لأخرج في الصحيح، إنما روى خالد الحذاء عن أبي قِلابة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أرحم أمتي

" مرسلًا، وأسند ووصل: "إنَّ لكلِّ أمة أمينًا، وأبو عبيدة أمين هذه الأمة"، هكذا رواه البصريون الحُفَّاظ عن خالد الحذاء وعاصم جميعًا، فأُسقِطَ المرسلُ من الحديث، وخُرِّجَ المتصلُ بذكر أبي عبيدة في الصحيحين.

وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(7/ 93): وإسناده صحيح، إلا أنَّ الحفَّاظ قالوا: إنَّ الصوابَ في أوله الإرسال، والموصولُ منه ما اقتصر عليه البخاري، والله أعلم.

(2)

ابن الموَّاق؛ هو: الحافظ محمد بن أبي يحيى أبو عبد الله القرطبي المراكشي (ت 642 هـ)، صاحب كتاب: "المآخذ الحِفال السامية

". "الرسالة المستطرفة" (ص 178)، واشتهر كتابه باسم: "بغية النُّقاد والنقلة فيما أخلَّ به من كتاب البيان وأغفله

". ولم أجد هذا النقل في المطبوع.

(3)

هذه الزيادة في "سنن ابن ماجه"(154، 155)، و"مسند أبي يعلى"(10/ 141 رقم 5763).

(4)

"المعجم الصغير"(1/ 335 رقم 556) عن علي بن جعفر المُلْحَمي من طريق مندل ابن علي، عن ابن أبي جريج، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله مرفوعًا بنحوه وزاد في آخره:"وقد أوتي عويمر عبادة؛ يعني أبا الدرداء"، وقال: لم يروه عن ابن جريج، إلا مندل.

وعن الطبراني رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 13).

منْدل -مثلث الميم ساكن الثاني- ابن علي العَنَزي أبو عبد الله الكوفي، قال أحمد: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال أبو زرعة: لين. "الجرح والتعديل"(8/ 434 رقم 1987)، وقال النسائي: ضعيف. "الضعفاء والمتروكين"(رقم 578)، =

ص: 320

وعن أبي سعيدٍ عند قاسمِ بن أصبغٍ

(1)

، عن ابنِ أبي خَيثمةَ، وعند العُقَيليِّ في "الضعفاء"

(2)

عن عليِّ بن عبدِ العزيز؛ كلاهما عن أحمدَ بن يونسَ، عن سلَّامٍ

(3)

، عن زيدٍ العَمِّي

(4)

، عن أبي الصِّدِّيقِ عنه، وزيدٌ، وسلَّامٌ ضعيفان.

وعن ابنِ عُمرَ عند ابنِ عديٍّ

(5)

في ترجمةِ كوثرِ بن حكيمٍ

(6)

؛ وهو متروكٌ.

= وقال ابن حجر: ضعيف. "التقريب"(6883) فالإسناد ضعيف لحال مندل بن علي، والله أعلم.

(1)

لعلَّ ذلك في كتابه الذي صنفه على "سنن أبي داود"، وقد رواه ابن عبد البر عن أبي القاسم عبد الوارث بن سفيان، عن مؤلفه أبي محمد قاسم بن أصبغ، كما في "فهرسة ابن خير" (ص 103 رقم 168). وروى ابن عبد البر هذا الحديث في "الاستيعاب" (1/ 17) فقال: وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس فذكره بنحو حديث أنس، وعنده زيادات.

(2)

"الضعفاء"(2/ 158) حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا أحمد بن يونس به فذكره مرفوعًا بنحو حديث أنس.

(3)

سلَّام بن سَلْم -ويقال: سُلَيم- السعدي التميمي المدائني، أبو سليمان، المعروف بـ "الطويل". قال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن المديني: له أحاديث منكرة، وقال أحمد: منكر الحديث، وقال البخاري وأبو حاتم: تركوه، وضعَّفه أبو زرعة، وتركه النسائي والدارقطني.

انظر: "التاريخ الكبير"(4/ 133)، "سؤالات ابن أبي شيبة"(167)، "الضعفاء الكبير"(2/ 158)، "الجرح والتعديل"(4/ 260)، "الكامل"(3/ 299)، "الضعفاء" للدارقطني (143)، و"تهذيب التهذيب"(4/ 247).

(4)

زيد العمي؛ هو: زيد بن الحواري أبو الحواري البصري، قال وكيع: حديثه عن أبي الصديق الناجي ليس بشيء. "الضعفاء" للعقيلي (2/ 74 رقم 520)، وقال علي بن المديني: ضعيف. "سؤالات ابن أبي شيبة"(ص 54 رقم 15)، وقال الجوزجاني: متماسك. "أحوال الرجال"(ص 197 رقم 361)، وقال ابن حجر: ضعيف. "التقريب"(2131).

فالإسناد ضعيف جدًّا لحال سلام وزيد العمي.

(5)

"الكامل"(6/ 77) من طريق كوثر بن حكيم عن نافع عن بن عمر به فذكره.

ورواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 535) من طريق كوثر بن حكيم به.

(6)

كوثر بن حكيم أبو مخلد الحلبي، قال أحمد: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ضعيف الحديث، وزاد أبو حاتم: لا أعلم له =

ص: 321

وله طريقٌ أخرى في "مسند أبي يعلى"

(1)

، مِنْ طريقِ ابنِ البَيْلَمانيِّ

(2)

، عن أبيه

(3)

عنه.

وأورده ابنُ عبدِ البر في "الاستيعاب"

(4)

مِنْ طريقِ أبي سعدٍ البَقَّالِ

(5)

،

= حديثًا مستقيمًا. "الجرح والتعديل"(7/ 176 رقم 1005)، وقال أحمد أيضًا: أحاديثه بواطيل ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ. "الكامل"(6/ 76 - 78).

فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه.

(1)

"مسند أبي يعلى"(10/ 141 رقم 5763) من طريق محمد بن الحارث الحارثي، عن محمد بن عبد الرحمن البيلماني، عن أبيه، بنحو حديث أنس.

ومحمد بن الحارث الحارثي؛ أبو عبد الله البصري، قال عمرو بن علي: روى أحاديثَ منكرةً وهو متروك الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وتركه أبو زرعة. "الجرح والتعديل"(7/ 231 رقم 1270)، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ. "الكامل"(6/ 177).

(2)

محمد بن عبد الرحمن بن البَيْلَماني -بفتح الموحدة واللام بينهما تحتانية ساكنة- المدني، قال البخاري: منكر الحديث، كان الحميدي يتكلم فيه. "التاريخ الكبير"(1/ 163 رقم 484).

وقال ابن عدي: كلُّ ما روي عن ابن البيلماني فالبلاء فيه من ابن البيلماني، وإذا روى عنه محمد بن الحارث هذا فجميعًا ضعيفان

والضعف على حديثهما بيِّن. "الكامل"(6/ 181)

وقال ابن حبان: حدَّث عن أبيه بنسخة شبيهًا بمائتي حديث كلها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به ولا ذكره في الكتب إلا على جهة التعجب. "المجروحين"(2/ 264).

(3)

أبوه؛ عبد الرحمن بن البَيْلَماني المدني مولى عمر، ذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 91) وقال: لا يجب أن يعتبر بشيء من حديثه إذا كان من رواية ابنه؛ لأنَّ ابنه محمد ابن عبد الرحمن يضع على أبيه العجائب. اهـ. وقال ابن حجر: ضعيف. "التقريب"(3819).

فالإسناد ضعيف جدًّا لأنه من رواية محمد بن الحارث، عن ابن البيلماني، عن أبيه.

(4)

"الاستيعاب في معرفة الأصحاب"(1/ 16) من طريق محمد بن عبيد بن ثعلبة العامري قال: حدثنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمَّاني قال: حدثنا أبو سعيد الأعور -يعني البقَّال- قال: أخبرنا شيخٌ من الصحابة مرفوعًا بنحو حديث أنس.

محمد بن عبيد بن ثعلبة العامري، قال الذهبي: أتى بخبرٍ ساقطٍ في ذكر معاوية. "المغني في الضعفاء"(2/ 611 رقم 5802).

(5)

أبو سعدٍ البقال؛ هو: سعيد بن المرزبان الأعور الكوفي مولى حذيفة، ضعفه سفيان بن عيينة، =

ص: 322

عن شيخٍ مِنَ الصحابةِ يقال: له: مِحْجَن، أو أبو مِحْجَن

(1)

.

قلت

(2)

: وقد اختصَّ الصّدِّيقُ رضي الله عنه بما لم يُزاحِمْه فيه غيرُه مِنْ سائرِ الصحابةِ؛ ولذا مَنْ قدَّمَ غَيرَه عليه، فقد أزْرَى بسائِرِهم، ولا مُتمسَّك في هذا الحديثِ له، كما بيَّنتُه في بعضِ تصانيفي

(3)

.

‌89 - حديث: "ارحَمُوا مَنْ في الأرضِ، يرحمكم مَنْ في السَّماءِ".

البخاريُّ في "الأدب المفرد"

(4)

، وأحمدُ

(5)

، وأبو داود

(6)

،

= وقال عمرو بن علي: ضعيف الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه، وقال أبو زرعة: لين الحديث، مدلس، قيل: هو صدوق؟ قال: نعم كان لا يكذب. "الجرح والتعديل"(4/ 62 رقم 264)، وقال ابن عدي: هو في جملة الضعفاء الكوفة الذين يجمع حديثهم ولا يترك. "الكامل"(3/ 383)، وقال ابن حجر: ضعيفٌ مدلس. "التقريب"(2389).

فالإسناد ضعيف لحال محمد بن عبيد وأبي سعد البقال.

(1)

أبو محجن الثقفي؛ اختلف في اسمه، فقيل: اسمه مالك بن حبيب، وقيل: عبد الله ابن حبيب بن عمرو بن عمير

وقيل: اسمه كنيته. "الاستيعاب"(4/ 1746).

ومن طرق الحديث ما رواه أبو يعلى في مسنده (1/ 198 رقم 228) من طريق عمر ابن حمزة عن سالم عن ابن عمر عن عمر مرفوعًا بلفظ: "إنَّ لكلِّ أمةٍ أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة".

وعمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمري، قال أحمد: أحاديثه أحاديث مناكير. "العلل ومعرفة الرجال"(2/ 506 رقم 3336)، وقال ابن حجر: ضعيف. "التقريب"(4884).

فالإسناد ضعيف بسببه، لكن هذا اللفظ تقدم أنه في "صحيح البخاري".

(2)

بياض في الأصل مكان كلمة (قلت)، وهي موجودة في "ز" و"م".

(3)

لم يتبيَّن لي الكتاب المقصود، وينظر:"الأجوبة المرضية"(2/ 880)، فقد تكلم المؤلف عن هذه المسألة باختصار.

(4)

لم أجده من هذا الوجه في "الأدب المفرد"، ولا عزاه له المزي في "تحفة الأشراف"، وإنما رواه من هذا الوجه في "التاريخ الكبير"(9/ 64 رقم 574)، وهو في "الأدب المفرد"(باب رحمة البهائم رقم 380) من طريق حبان بن زيد الشرعبي عن عبد الله بن عمرو به، كما سيأتي.

(5)

"مسند أحمد"(11/ 33 رقم 6494) عن سفيان بن عيينة به.

(6)

"سنن أبي داود"(الأدب - باب في الرحمة رقم 4941) من طريق ابن عيينة به.

ص: 323

والترمذيُّ

(1)

، وآخرون

(2)

؛ كلُّهم مِنْ حديثِ ابنِ عُيَينةَ، عن عَمرِو بن دينارٍ، عن أبي قابوسٍ

(3)

، عن عبدِ الله بن عمرٍ و مرفوعًا

(4)

بهذا في حديثٍ، وقال الترمذيُّ: إنه حسنٌ صحيحٌ، وصحَّحه الحاكمُ

(5)

.

وكأنَّ ذلك باعتبار ما لَه مِنَ المتابعاتِ والشواهد، وإلا فأبو قابوس لم يَروِ عنه سِوَى ابن دينارٍ، ولم يُوثِّقْهُ سِوى ابن حبان

(6)

، على قاعِدَتِهِ في توثيقِ مِنْ لم يُجرَّحْ

(7)

.

(1)

"جامع الترمذي"(أبواب البر والصلة - باب ما جاء في رحمة المسلمين رقم 1924) من طريق سفيان بن عيينة به فذكره بزيادة: "الرحمُ شجنة من الرحمن، فمن وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله".

(2)

كابن المبارك في مسنده (ص 165 رقم 270)، والحميدي في مسنده (2/ 269 رقم 591)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 41)، وفي "شعب الإيمان"(13/ 401 رقم 10537).

(3)

أبو قابوس؛ مولى عبد الله بن عمرو بن العاص، وقال الذهبي: لا يُعرف. "الميزان"(4/ 563 رقم 10522)، وقال ابن حجر: مقبول. "التقريب"(8309).

(4)

كلمة (مرفوعًا) ليست في "م".

(5)

في "المستدرك"(4/ 159)، ووافقه الذهبي.

وهذا الحديث هو المعروف بالحديث المسلسل بالأولية؛ بأنْ يقولَ كلُّ راوٍ عن شيخه: وهو أول حديثٍ سمعته منه. وقد ذكره الحافظ العراقي في "الأربعين العشارية"(ص 125) وقال: حديثٌ صحيحٌ. وذكره الحافظ ابن حجر في "الأربعين المتباينة السماع"(ص 16) وقال: حديث حسن. وذكره الحافظ السخاوي في "البلدانيات"(ص 47) وقال: هذا حديث حسن، بل صحَّحه غير واحد .. وهو من أصحِّ المسلسلات إسنادًا.

(6)

"الثقات"(5/ 588).

(7)

حيث قال ابن حبان:

فكلُّ منْ ذكرتُه في كتابي هذا إذا تعرَّى خبره عن الخصال الخمس التي ذكرتها فهو عدلٌ يجوز الاحتجاج بخبره؛ لأنَّ العدلَ من لم يُعرفْ منه الجرح، ضدُّ التعديل، فمن لم يُعلم بجرحٍ فهو عدلٌ إذا لم يتبيَّن ضدَّه

"الثقات"(1/ 11 - 13).

وقد انتقد ابن حجر مذهبَ ابن حبان فقال: وهذا الذي ذَهَبَ إليه ابنُ حبان منْ أنَّ الرجلَ إذا انتَفَتْ جَهالةُ عَيْنِه كان على العدالةِ إلى أنْ يتبيَّن جَرْحُه: مذهبٌ عجيبٌ، والجمهور على خلافه. "لسان الميزان"(1/ 208 - 209).

ص: 324

ومِنْ شواهِدِه: ما رواه أحمدُ

(1)

، وعَبْدُ

(2)

في مسنَدَيهما، والطبرانيُّ

(3)

، وآخرون

(4)

مِنْ طريقِ حِبَّانَ بن زيدٍ الشَّرْعَبي، عن عبدِ الله بن عمرو مرفوعًا:"ارحمُوا تُرحَمُوا، واغفِرُوا يُغْفَر لكم".

إلى غيرِه

(5)

؛ مما أوْضَحْتُهُ في غيرِ مَوضعٍ، بل أفردتُ لأحاديثِ الرحمةِ تصنيفًا

(6)

.

‌90 - حديث: "ارحَمُوا مِنَ الناسِ ثلاثةً؛ عزيزَ قومٍ ذَلَّ، وغَنيَّ قومٍ افتَقَرَ، وعالمًا بين جُهَّالٍ".

العسكريُّ في "الأمثال"، والسُّليمانيُّ في "الضعفاء"

(7)

مِنْ حديثِ زيدِ ابن أبي الزَّرْقاءِ، عن عيسى بن طَهْمانَ

(8)

، عن أنسٍ به مرفوعًا.

(1)

"مسند أحمد"(11/ 99 رقم 6541)، و (11/ 619 رقم 7041) من طريق حبان ابن زيد به.

(2)

"المنتخب من مسند عبد بن حميد"(1/ 131 رقم 320) من طريق حبان به.

(3)

"مسند الشاميين"(2/ 133 رقم 1055)، و"مكارم الأخلاق"(ص 53 رقم 47).

(4)

كالبخاري في "الأدب المفرد"(باب رحمة البهائم رقم 380)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9/ 389 رقم 6844)، و (13/ 403 رقم 10541) من طرقٍ عن حبان به نحوه.

والإسناد جيد، كما قال المؤلف في "البلدانيات"(ص 49).

(5)

ومن شواهده: حديث جرير بن عبد الله مرفوعًا بلفظ: "لا يرحم الله من لا يرحم الناس" رواه البخاري في صحيحه (7376)، ومسلم في صحيحه (2319)، ورواه البخاري في (6013) بلفظ:"من لا يرحم لا يُرحَم".

(6)

اسمه: "بذل الهمة في أحاديث الرحمة"، ذكره المؤلف في "الضوء اللامع"(8/ 19).

(7)

السليماني؛ هو: الحافظ أبو الفضل أحمد بن علي بن عمرو البيكندي (404 هـ)، قال الذهبي: رأيتُ للسليماني كتابًا فيه حطٌّ على كبار، فلا يُسمع منه ما شذَّ فيه. "السير"(17/ 202).

وكتابه "الضعفاء" في عداد المفقود، والله أعم.

(8)

عيسى بن طهمان الجشمي -بضم الجيم وفتح المعجمة- أبو بكر البصري، قال أحمد: شيخ ثقة. العلل ومعرفة الرجال (3/ 456 رقم 5942)، وقال ابن معين: ثقة. التاريخ؛ رواية الدوري (4/ 24 رقم 2958)، وقال أبو حاتم: لا بأس به يشبه حديثه حديث أهل الصدق

الجرح والتعديل (6/ 280 رقم 1552)، =

ص: 325

وقال ثانيهما

(1)

: إنَّ الحملَ فيه على عيسى.

وكذا أورده ابنُ حبان في ترجمةِ عيسى، وقال: إنه يَنفَرِدُ بالمناكيرِ عن أنس، كأنه

(2)

كان يُدلِّسُ عن أبانَ بن أبي عياشٍ

(3)

ويزيدَ الرَّقاشيِّ

(4)

عنه، لا يجوزُ الاحتجاجُ بخبره

(5)

.

وهو عند الخطيبِ

(6)

مِنْ حديثِ جعفرِ بن هارونَ الواسطيِّ

(7)

، عن سَمْعانَ بن مَهْديٍّ

(8)

، عن أنسٍ رفعه مثله، لكن بلفظ:"فقيهًا يَتَلَاعَبُ به الصِّبيانُ الجُهَّالُ".

= وقال الذهبي: ثقة. الكاشف (2/ 110 رقم 4378)، وقال ابن حجر: صدوق أفرط فيه ابن حبان، والذنب فيما استنكره من حديثه لغيره. التقريب (5301).

(1)

أي: السُّليماني.

(2)

في "م": (لأنه).

(3)

أبان بن أبي عياش: متروك الحديث، كما تقدم في الحديث (27).

(4)

يزيد بن أبان الرّقَاشي -بتخفيف القاف ثم معجمة- أبو عمرو البصري القاصّ -بتشديد المهملة-: ضعفه ابن سعد وأحمد وابن معين والدارقطني والبرقاني. وليَّنه الفلاس والفسوي وأبو حاتم وزاد أبو حاتم: كان كثير الرواية عن أنس بما فيه نظر. وقال النسائي والحاكم أبو أحمد: متروك. وقال شعبة: لأنْ أزني -وفي رواية: أقطع الطريق- أحبُّ إليَّ من أنْ أرويَ عن يزيد. وقد فسَّر ابن حبان الجرحَ، حيث قال: غَفَلَ عن حفظ الحديث شُغلًا بالعبادة، حتى كان يقلب الكلام الحسن فيجعله عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلا تحل الرواية عنه إلا عن جهة التعجب. انظر:"تهذيب التهذيب"(4/ 403 - 404). وقال ابن حجر: زاهد ضعيف. "التقريب"(7683).

(5)

"المجروحين"(2/ 117 - 118) فرواه من طريق زيد بن أبى الزّرْقاء عن عيسى به، فذكره، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 387 رقم 467).

(6)

في "الفقيه والمتفقه"(1/ 165 - 166 رقم 153) من طريق جعفر بن هارون عن سمعان به، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 386 رقم 466).

(7)

جعفر بن هارون أبو العباس الواسطي، قال ابن حجر: أتى بخبرٍ موضوع. "لسان الميزان"(2/ 480 رقم 1929).

(8)

سمعان بن مهدي، قال الذهبي: حيوانٌ لا يُعرف، ألصِقَت به نسخةٌ موضوعةٌ مكذوبةٌ رأيتها، قبَّح الله من وضعها. الميزان (2/ 234 رقم 3553)، وقال ابن حجر: وهي من رواية محمد بن مقاتل الرازي عن جعفر بن هارون الواسطي عن سمعان .. لسان الميزان (4/ 191 رقم 3677).

ص: 326

وسَمعان مَجهولٌ، لا يكادُ يُعرفُ، أُلصِقَت به نسخةٌ مَكذوبةٌ.

ورواه القضاعيُّ

(1)

مِنْ حديثِ عبدِ الله بن الوليدِ العَدَنيِّ، حدثنا الثوريُّ، عن مجاهدٍ، عن ابنِ مسعودٍ مرفوعًا به بلفظ: " (وعالمًا يَلْعَبُ)

(2)

به الحَمْقَى والجُهَّال".

ومجاهدٌ، قال أبو زرعة: إنه عن ابنِ مسعودٍ مرسلٌ

(3)

.

ورواه ابنُ حبان في "الضعفاء"

(4)

مِنْ حديثِ نوحِ بن الهيثمِ

(5)

، عن وَهْبِ بن وَهْبٍ

(6)

-أحدِ الكذَّابين- عن ابنِ جُرَيجٍ، عن عطاءٍ، عن ابنِ عباسٍ مرفوعًا مثله بلَفظ:"وعالمٌ يَتَلاعَبُ به الصبيانُ".

(1)

"مسند الشهاب"(1/ 427 رقم 734) أخبرنا محمد بن منصور التُّستَري، حدثنا عبد الله بن أحمد بن اليمان العسقلاني بالبصرة، حدثنا محمد بن إسحاق بن ميمون، حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، حدثنا عبد الله بن الوليد العدني به فذكره.

ومحمد بن منصور بن جِيكان -بجيم مكسورة- أبو عبد الله التُّستري -بمثنَّاتين-، قال أبو إسحاق الحبَّال الحافظ: كذاب. "لسان الميزان"(7/ 529 - 530 رقم 7448).

وعبد الله بن أحمد بن اليمان ومحمد بن إسحاق بن ميمون لم أجد لهما ترجمة.

والإسناد ساقط بسبب شيخ القضاعي.

(2)

في "م": بلفظ: (يتلعَّب به

).

(3)

"المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 205 رقم 755).

(4)

المجروحين (3/ 74) فقال: وأبو البختري وهب بن وهب: الذي يروي عن ابن جريج فذكره. وليس فيه ذكرٌ لنوح بن الهيثم، وإنما ساق ابن حبان بعد ذلك أحاديث أخرى من طريق نوح بن الهيثم عن وهب بن وهب. ورواه من طريق ابن حبان: ابنُ الجوزي في الموضوعات (1/ 386 رقم 465).

(5)

نوح بن الهيثم الخراساني، قال أبو حاتم: لا أعرفه. "الجرح والتعديل"(8/ 485 رقم 2218).

(6)

وَهْبُ بن وَهْب أبو البختري القاضي، قال أحمد: كان كذَّابًا يضع الحديث، وقال أيضًا: أكذب الناس، وقال أبو حاتم: كان كذَّابًا. "الجرح والتعديل"(9/ 25 رقم 116)، وقال ابن عدي: هو ممن يضع الحديث. "الكامل"(7/ 66)، وقال ابن حبان: وكان ممن يضع الحديث على الثقات، كان إذا جنَّ الليل سهر عامة ليله يتذكر الحديث ويضعه، ثم يكتبه ويحدث به، لا تجوز الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب. "المجروحين"(3/ 74) فالإسناد ساقط.

ص: 327

ويُروى عن أبي هريرةَ أيضًا

(1)

.

ولكنَّ الحديثَ عند ابنِ الجوزيِّ في "الموضوعات"

(2)

، وقال: إنما يُعرفُ مِنْ كلامِ الفُضَيلِ بن عِياضٍ، وساقَهُ مِنْ جهةِ الحاكمِ، قال: سَمِعْتُ إسماعيلَ بن محمدِ بن الفَضْلِ

(3)

يقول: سَمِعْتُ جدِّي

(4)

يقول: سَمِعْتُ سعيدَ بن منصور يقول: قال الفُضَيلُ بن عِياضٍ: "ارحموا عزيزَ قومٍ ذلَّ، وغنيًّا افتَقَرَ، وعالِمًا بين جهَّال".

‌91 - حديث: "الأرز" ليس بثابتٍ، وسيأتي في "لو كان"

(5)

مِنَ اللام.

‌92 - حديث: "الأرضون سبعٌ؛ في كلِّ أرضٍ نبيٌّ كنبيِّكم".

البيهقيُّ في بدءِ الخلقِ مِنَ "الأسماء والصفات"

(6)

له مِنْ طريقِ عطاءِ

(1)

عزاه العجلوني في "كشف الخفاء"(1/ 115 رقم 318) لابن حبان، وما وجدته في "المجروحين".

(2)

"الموضوعات"(1/ 386 - 388) وقال: هذا حديثٌ موضوعٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم

ثم ساقه من طريق الحاكم فذكره من كلام الفضيل.

وأورده ابن القيم في "المنار المنيف"(ص 99 - 100) -في الأمور الكلية التي يُعرف بها كون الحديث موضوعًا- فقال: ومنها: ركاكةُ ألفاظِ الحديثِ وسماجتها بحيث يمجُّها السمعُ، ويدفعُهَا الطبعُ، ويَسْمُجُ معناها للفَطِن، ثم ساقَ أحاديث، منها هذا الحديث.

(3)

إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني النيسابوري، أبو الحسن -شيخ الحاكم- قال الحاكم في تاريخه: ارتبتُ في لُقيِّه بعض الشيوخ، ووثقه الذهبي في "العبر"، وفي "الأنساب" للسمعاني (7/ 343 - 344) عن تاريخ نيسابور للحاكم، أنه قال: كنتُ أستخيرُ الله في إخراجه في الصحيح فوَقَعَت الخِيَرَةُ على ذلك. اهـ. فهو ثقة -إن شاء الله- كما قال الذهبي. وانظر: الميزان (1/ 247 - 248/ 939)، العبر (2/ 76)، اللسان (2/ 169، 1680/ 1234).

(4)

جدُّه؛ هو: الفضل بن محمد البيهقي أبو محمد الشعراني النيسابوري، قال ابن أبي حاتم: كتبتُ عنه بالري، وتكلَّموا فيه. "الجرح والتعديل"(7/ 69 رقم 393)، وقال الحاكم: كان أديبًا فقيهًا عابدًا عارفًا بالرجال .. وهو ثقة لم يطعن فيه بحجة. ورماه الحسين القتباني بالكذب، وقال أبو عبد الله بن الأخرم: صدوق، إلا أنه كان غاليًا في التشيُّع. "الميزان"(3/ 358).

(5)

سيأتي في الأصل.

(6)

"الأسماء والصفات"(باب بدء الخلق 2/ 267 رقم 831) عن الحاكم، وهو من طريق =

ص: 328

ابن السائبِ، عن أبي الضُّحى، عن ابنِ عباسٍ في قوله عز وجل:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12] قال: سبعُ أرضين، في كلِّ أرضٍ نبيٌّ كنبيكم، وآدمُ كآدم، ونوحٌ كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى.

ومِنْ طريقِ عَمرِو بن مُرَّةَ، عن أبي الضُّحى به بلفظ:"في كلِّ أرضٍ نحو إبراهيم عليه السلام"

(1)

.

وقال البيهقيُّ عَقِبَه: إسنادُ هذا صحيحٌ عن ابنِ عباس، وهو شاذٌّ بمرَّة، لا أعلم لأبي الضُّحى عليه مُتابعًا

(2)

.

= شريك، عن عطاء بن السائب به فذكره. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/ 493) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

شريك بن عبد الله النخعي صدوق يخطئ كثيرًا تغيَّر حفظه، وتقدمت ترجمته في الحديث (3).

وعطاء صدوق اختلط، وتقدمت ترجمته أيضًا، لكنهما قد توبعا كما سيأتي.

(1)

"الأسماء والصفات"(2/ 268 برقم 832) قال: وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي الضحى به فذكره، ثم قال: إسناد هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما صحيح.

وأخرجه الحاكم في "المستدرك"(2/ 493) وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

وعبد الرحمن بن الحسن القاضي أبو القاسم الأسدي؛ قال عنه صالح بن أحمد الحافظ: ادَّعى عن إبراهيم بن الحسين فذهب علمه .. وقال: وادَّعى هذا المسكين سماعًا وحُمِلَ عنه .. وقال: سمعتُ القاسمَ بن أبي صالح نصَّ عليه بالكذب. وقال الدارقطني: رأيتُ في كتبه تخاليط. "تاريخ بغداد"(11/ 591 رقم 5381).

فالإسناد ضعيفٌ جدًّا لحال عبد الرحمن بن الحسن القاضي، لكنه لم ينفرد بهذا الأثر كما سبق، وكما سيأتي، ولعلَّ حكم البيهقي والحاكم والذهبي بصحة الإسناد باعتبار المتابعات، والله أعلم.

(2)

قال السيوطي: هذا من البيهقي في غاية الحسن؛ فإنه لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن لاحتمال صحة الإسناد مع أنَّ في المتن شذوذًا أو علةً تمنع صحته. اهـ.

نقله العجلوني في "كشف الخفاء"(1/ 113).

ص: 329

وقال ابنُ كثير -بعد عَزْوِه لابنِ جرير بلفظ: "في كلِّ أرضٍ مِنَ الخلقِ مثل ما في هذه، حتى آدم كآدمكم، وإبراهيم كإبراهيمكم"

(1)

-: هو محمولٌ إنْ صحَّ نقلُه عنه -أي عن ابنِ عباسٍ- على أنه أخذه عن الإسرائيليات، وذلك وأمثاله إذا لم نُخْبَرْ به ويَصِحُّ سَنَدُهُ إلى معصومٍ، فهو مردودٌ على قائله

(2)

.

‌93 - حديث: "الأرضُ المُقدسةُ لا تقدِّسُ أحدًا، وإنما يُقدِّسُ الإنسانَ عَمَلُهُ".

مالكٌ في الموطأ

(3)

عن يحيى بن سعيد: "أنَ أبا الدَّرداءِ كتبَ إلى سلمانَ الفارسيِّ رضي الله عنه: أنْ هَلُمَّ إلى الأرضِ المُقدسةِ، فكتَبَ إليه سلمان: إنَّ الأرض

" وذكره.

وهو مع كونه موقوفًا: مُنقطعٌ.

لكنه في تاسع "المجالسة" للدينوري

(4)

مِنْ حديث يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن هُبَيرةَ

(5)

قال: كتَبَ أبو الدَّرداءِ، وذكره بزيادة: وأرضُ الجهادِ.

(1)

"تفسير الطبري"(23/ 77 - 78) من طريق شعبة عن عمرو بن مرة به نحوه، وإسناده صحيح.

(2)

"البداية والنهاية"(1/ 42 - 43)، وكذا عزاه في "تفسير القرآن العظيم"(14/ 45) لابن جرير.

(3)

"الموطأ؛ رواية الليثي"(الوصية - باب جامع القضاء وكراهيته 2/ 318 رقم 2232).

وهو منقطع بين يحيى بن سعيد الأنصاري وسلمان وأبي الدرداء. قال ابن حجر: قال ابن المديني في "العلل": لا أعلمه سمع من صحابي غير أنس. "تهذيب التهذيب"(11/ 196).

(4)

"المجالسة وجواهر العلم"(التاسع 4/ 69 رقم 1238) من طريق يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن هبيرة به فذكره.

(5)

عبد الله بن هبيرة بن أسعد السَّبَئي -بفتح المهملة والموحدة ثم همزة مقصورة- الحضرمي أبو هبيرة المصري ثقة من الثالثة. "التقريب"(3678)، ولد سنة الجماعة (41 هـ). "تهذيب الكمال"(16/ 244)، فالإسناد منقطع بينه وبين أبي الدرداء الذي مات سنة (32 هـ)، وسلمان الفارسي الذي مات سنة (36 هـ) رضي الله عنهما.

ص: 330

‌94 - حديث: "اِرضَ مِنَ الدنيا بالقوت، فإنَّ القوتَ لمَنْ يموتُ كثيرٌ".

العسكريُّ

(1)

مِنْ جهةِ الخليلِ بن عمر

(2)

، حدثنا صالح المُرِّي

(3)

، عن الحسن، عن سَمُرة

(4)

مرفوعًا بلفظ: "يا ابنَ آدم ارضَ" وذكره.

وفي معناه قال الخليلُ بن أحمد:

يكفي الفتى خَلَقٌ وقوتُ

ما أكثَرَ القوت لمنْ يموتُ

(5)

‌95 - حديث: "الأرمدُ لا يُعاد"

(6)

في: ثلاث مِنَ المُثلثة

(7)

.

‌96 - حديث: "الأرواحُ جنودٌ مجندةٌ

؛ فما تعارَفَ منها ائتلَفَ، وما تناكَرَ منها اختَلَفَ". مسلمٌ في الأدب مِنْ صحيحه

(8)

؛ مِنْ حديثِ عبد العزيز بن محمدٍ

(1)

كتابه مفقود، وأخرجه الديلمي كما في "الغرائب الملتقطة"(رسالة حسن ورسمه)(ص 69 رقم 13) عن أبي نعيم من جهة صالح المُرِّي به.

(2)

الخليل بن عمر بن إبراهيم العبدي أبو محمد البصري، ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 231) وقال: يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه؛ لأنَّ أباه كان واهيًا، والمناكير في أخباره من ناحية أبيه لا من ناحيته، فإذا سُبِر ما روى عن غير أبيه من الثقات وُجد أشياء مستقيمة تشبه حديث الأثبات. وقال العقيلي: يخالف في بعض حديثه. "الضعفاء"(2/ 19 رقم 435)، وقال الذهبي: ثقة. الكاشف (1/ 376 رقم 1415)، وقال ابن حجر: صدوق ربما خالف. التقريب (1755).

(3)

صالح المرِّي؛ هو: صالح بن بشير ويقال: صالح بن بشر أبو بشر البصري القاص، ضعيفٌ جدًّا وقد سبقت ترجمته في الحديث (8)، فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه.

(4)

سبق الكلام عن سماع الحسن من سمُرة في (ص 121)، وأنه سمع منه على الراجح.

(5)

هذا البيت عزاه للخليل: أبو عبيد البكري في "فصل المقال في شرح كتاب الأمثال"(ص 250)، والمشهور أنه لأبي العتاهية، وهو في مطلع أرجوزته المطبوعة في آخر ديوانه (ص 493) بلفظ: (حَسْبُك ممّا تَبْتَغيه القوتُ

ما أكثرَ القُوت لمن يموتُ)، وعزاه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"(1/ 740) لأبي العتاهية، وقال الأصبهاني في "الأغاني" (4/ 40): وهذه الأرجوزة من بدائع أبي العتاهية، ويقال: إنَّ له فيها أربعة آلاف مَثَل، منها قوله: حسبك .. وذكره.

(6)

هذا الحديث ساقط من "ز".

(7)

سيأتي في الأصل.

(8)

"صحيح مسلم"(البر والصلة والأدب - باب الأرواح جنود مجندة رقم 2638).

ص: 331

الدَّراورديِّ، عن سُهَيلٍ، عن أبيه، ومِنْ حديثِ جعفر بن بُرْقان، عن يزيدَ بن الأصمِّ؛ كلاهما عن أبي هريرة به مرفوعًا.

وهو عند البخاريِّ في "الأدب المفرد"

(1)

مِنْ حديثِ سليمانَ بن بلالٍ، عن سُهَيلٍ.

بل علَّقه في بدء الخلق

(2)

عن الليثِ، ويحيى بن أيوب؛ كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن عَمْرةَ، عن عائشةَ: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وذكره. ووصله عنهما في "الأدب المفرد"

(3)

له.

(1)

"الأدب المفرد"(باب الأرواح جنود مجندة رقم 901) حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثني سليمان بن بلال به فذكره.

(2)

"صحيح البخاري"(أحاديث الأنبياء، باب الأرواح جنود مجندة رقم 3336) قال: وقال الليث فذكره، ثم قال: وقال يحيى بن أيوب: حدثني يحيى بن سعيد بهذا.

تنبيه: هذا الحديث عزاه المؤلف إلى كتاب بدء الخلق من "صحيح البخاري"، وهو كذلك في "إرشاد الساري" للقسطلاني (5/ 325)، وهو موجودٌ في كتاب أحاديث الأنبياء (الذي يقع بعد كتاب بدء الخلق) في نسخ البخاري المطبوعة، وفي "فتح الباري"، وقد قال القسطلاني - عند باب خلق آدم وذريته: وفي نسخةٍ صحيحةٍ -كما في اليونينية-: كتاب الأنبياء

وفي أخرى: كتاب أحاديث الأنبياء عليهم السلام. "إرشاد الساري"(5/ 317).

(3)

"الأدب المفرد"(باب الأرواح جنود مجندة رقم 900) قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا الليث به فذكره، ثم قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا يحيى ابن أيوب به.

ووصله أيضًا البزار في مسنده (18/ 240 رقم 265) من طريق سعيد بن الحكم، عن يحيى بن أيوب به، فذكره، وقال: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن يحيى، عن عمرة إلا يحيى بن أيوب.

وعبد الله؛ هو: ابن صالح أبو صالح المصري كاتب الليث، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (23)، وسبق أنّه قد فسد أمره، وأنَّه إذا روى عنه أمثال البخاري، فروايته مستقيمة.

فسببُ تعليقِ البخاريِّ للحديث في صحيحه: أنَّ عبد الله بن صالح ويحيى بن أيوب ليسا على شَرطِه، إلا أنَّ الحديثَ بهذين الطريقين يصير صحيحًا لغيره، ولذلك علَّقه بصيغة الجزم.

ص: 332

وكذا رُوِّيناه مِنْ جهةِ ابنِ أبي داود

(1)

بسندِهِ إلى الليثِ، ولفظه عن عَمرةَ قالت: كانت امرأةٌ مكيةٌ بطَّالةٌ تُضحِكُ النساءَ -يعني وكانت بالمدينة امرأةٌ مثلها- فقَدِمت المكيَّةُ المدينةَ، فلَقِيَت المدنيَّةَ، فتَعَارَفَتَا، فدَخَلَتَا على عائشةَ، فتعجَّبَتْ مِن اتِّفاقِهما، فقالت عائشةُ للمكيَّةِ: عَرَفْتِ هذه؟ قالتْ: لا، ولكن التَقَيْنا فتعارَفْنَا. فضَحِكَتْ عائشةُ، وقالت: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وذكرته.

وأخرجه أبو يعلى

(2)

بنحوه مِنْ حديثِ يحيى بن أيوبَ.

وعند الزُّبيرِ بن بكار في "المُزاح والفكاهة"

(3)

مِنْ حديثِ عليِّ ابن أبي علي اللَّهَبي

(4)

، عن ابنِ شهابٍ، عن عروةَ، عن عائشةَ: أنَّ امرأةً كانت بمكةَ تَدخُلُ على نساءِ قُريشٍ تُضحِكُهُنَّ، فلمَّا هاجَرْنَ ووسَّع الله تعالى، دخَلَت المدينةَ، قالت عائشة: فدَخَلَتْ عليَّ فقالت لها: فُلانةُ! ما أقدَمَكِ؟ قالت: إليكنَّ. قلتُ: فأين نزلتِ؟ قالت: على فلانةٍ، امرأةٍ كانت تُضحِكُ بالمدينةِ. قالت عائشة: ودَخَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "فُلانةُ المُضحِكَةُ

(1)

لعلَّ المقصود: أبا بكر بن أبي داود السجستاني، له "مسند عائشة"، لكني لم أجد هذا الحديث فيه، وقد رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب الإخوان"(ص 129 رقم 78)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(11/ 339 رقم 8621)؛ كلاهما من طريق عبد الله ابن صالح كاتب الليث، حدثني الليث، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن به. ولفظ ابن أبي الدنيا مختصر.

(2)

"مسند أبي يعلى"(7/ 344 رقم 4381) من طريق سعيد بن الحكم حدثنا يحيى ابن أيوب بنحوه فذكره، ورواه عنه أبو الشيخ في "الأمثال"(ص 82 رقم 100).

(3)

لم أقف على هذا الكتاب. وقد رواه الخرائطي في "اعتلال القلوب"(1/ 236 رقم 458) من طريق علي بن أبي علي اللهبي به فذكره.

(4)

علي بن أبي علي اللهبي، لم يرضه أحمد، وقال أبو حاتم: منكر الحديث تركوه، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث منكر الحديث. "الجرح والتعديل"(6/ 197 رقم 1083)، وقال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(6/ 288 رقم 2426)، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الموضوعات، وعن الثقات المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به. "المجروحين"(2/ 107).

فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه.

ص: 333

عندكم؟! " قالت عائشةُ: نعم. فقال: "فعَلَى مَنْ نَزَلَتْ؟ " قالت: على فلانةَ المُضحكةَ. قال: "الحمدُ لله، إنَّ الأرواحَ" وذكره.

وأفادَتْ هذه الروايةُ سبَبَ هذا الحديث.

وقال مَسعَدَةُ بن صَدَقَةَ

(1)

: دَخَلْتُ على أبي عبدِ الله جعفرِ بن محمدٍ الصَّادقِ، فقلتُ له: يا ابنَ رسولِ الله، إني لأُحِبُّكَ. فأطرقَ ساعةً، ثم رفعَ رأسَه فقال: صدَقْتَ، سَلْ قلبك عمَّا لكَ في قلبي مِنْ حبِّك، فقد أعلمني قلبي عمَّا لي في قلبكَ، ثم حدثنا عن آبائه الطاهرين، عن جدِّه رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في "الأرواح وأنها جنودٌ مُجنَّدةٌ، فتَتَشامُّ كما تَتَشامُّ الخيلُ؛ فما تَعَارَفَ منها ائتَلَفَ، وما تَنَاكَرَ منها اختَلَفَ".

وفي الباب عن سلمانَ

(2)

، وابنِ عباسٍ

(3)

، وابنِ عمرَ

(4)

،

(1)

مسعدة بن صدقة، قال الدارقطني: متروك، وذكر له الذهبي حديثًا عن جعفر ابن محمد الصادق عن آبائه، وقال: موضوع. "الميزان"(4/ 98 رقم 8466).

(2)

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(6/ 263 رقم 6169) من طريق الحجاج ابن فرافصة عن أبي عمر عن سلمان مرفوعًا بلفظ حديث عائشة.

وحجاج بن فرافضة الباهلي الكوفي، قال ابن معين: لا بأس به، وقال أبو حاتم: شيخ صالح متعبِّد، وقال أبو زرعة: ليس بالقوي. "الجرح والتعديل"(3/ 164 رقم 702).

وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 203) وقال: يخطئ ويهم.

وأبو عمر، قال الهيثمي: وأبو عمرو، أو أبو عمير الراوي عن سلمان لم أعرفه. "مجمع الزوائد"(8/ 166)، فالإسناد ضعيف.

(3)

رواه ابن حبان في "الثقات"(8/ 527)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(ص 83 رقم 101) من طريقين عن إبراهيم بن معاوية البصري، حدثني عكرمة بن أبي تميم العدني، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا بلفظ حديث عائشة.

إبراهيم بن معاوية الزيادي البصري، قال العقيلي: لا يتابع على حديثه. "الضعفاء"(1/ 68)، وضعَّفه الساجي وغيره. "الميزان"(1/ 66 رقم 218)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 80).

وعكرمة بن أبي تميم إبراهيم العدني اليمني، ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 527). فالإسناد ضعيف لحال إبراهيم بن معاوية.

(4)

رواه أبو يعلى في "المعجم"(ص 181 رقم 137) من طريق بشر بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن مهران، عن أبي هاشم صاحب الرُّمَّان، عن زاذان، عن ابن عمر مرفوعًا =

ص: 334

وابنِ مسعودٍ

(1)

، وعليٍّ

(2)

، وعُمرَ

(3)

، وأبي الطُّفَيلِ

(4)

، ولا نُطيلُ بإيرادها.

= بنحو حديث عائشة، وعنده زيادات. وعنه أبو الشيخ في "الأمثال"(ص 84 رقم 105).

وبشر بن إبراهيم الأنصاري البصري المفلوج؛ قال العقيلي: يروي عن الأوزاعي أحاديث موضوعة لا يتابع عليها. "الضعفاء"(1/ 142 رقم 174)، وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات لا يحلُّ ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. "المجروحين"(1/ 189)، وقال ابن عدي: منكر الحديث عن الثقات والأئمة

وهو بيِّن الضعف جدًّا، ورواياته التي يرويها عمن يروي غير محفوظة، وهو عندي ممن يضع الحديث على الثقات. "الكامل"(2/ 13 - 14).

فالإسناد ضعيف جدًّا أو موضوع.

(1)

سيأتي قريبًا.

(2)

كلمة (وعلي) ليست في "م". وحديث علي رواه الخرائطي في "اعتلال القلوب"(1/ 237 رقم 459) من طريق قيس بن الربيع، عن حبيب بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل، عن علي بن أبي طالب مرفوعًا بنحوه. وقيس بن الربيع فيه ضعفٌ كما سبق، وقد قال الدارقطني: يرويه حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، واختلف عنه؛ فوقفه الثوري، عن حبيب. وأسنده قيس بن الربيع عنه، ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والصحيح موقوف. "العلل"(4/ 188 رقم 499).

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(5/ 247 رقم 5220)، والعقيلي في "الضعفاء"(1/ 135)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(ص 85 رقم 107)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4/ 1968 رقم 4945) كلهم من طريق الأزهر بن عبد الله الأزدي، عن محمد بن عجلان، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب، عن علي ابن أبي طالب .. فذكروه.

وقال العقيلي -عن الأزهر-: حديثه غير محفوظ من حديث ابن عجلان. هذا الحديث يُعرف من حديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي موقوفًا، حدثناه جدي عن ابن رجاء، وقد رفعه يونس بن عبد الصمد الصنعاني عن إسرائيل، ولم يعمل شيئًا. اهـ.

ورواه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 110) بإسنادٍ فيه مجاهيل، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن علي بن أبي طالب مرفوعًا بنحو حديث عائشة، وقال: غريبٌ من حديث الأعمش، لم نكتبه إلا بهذا الإسناد.

(3)

لم أقف على حديثه، ولعلَّ المقصود ما سبق من حديثه عن عليٍّ رضي الله عنهما.

(4)

رواه أبو نعيم في "الحلية"(5/ 67)، وفي "معرفة الصحابة"(4/ 2068 رقم 5199) من طريق إسماعيل بن أبي الحكم، قال: حدثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، =

ص: 335

لكنَّ لفظَ حديثِ ابنِ مسعودٍ منها عند العسكريّ في "الأمثال" مِنْ حديثِ إبراهيمَ الهَجَريِّ

(1)

، عن أبي الأحْوَصِ

(2)

، عنه رفعه: "الأرواحُ جنودٌ مُجنَّدةٌ؛

= عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل مرفوعًا بنحو حديث عائشة، فذكره وقال: غريبٌ من حديث حبيب وسفيان، لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

وإسماعيل بن أبي الحكم الثقفي، قال أبو حاتم: شيخ. "الجرح والتعديل"(2/ 165 رقم 555).

ويحيى بن يمان أبو زكريا العجلي، قال يحيى بن معين: ذكرتُ لوكيع شيئًا من حديثه عن سفيان فقال وكيع: ليس هذا سفيان الذي سمعنا نحن منه. "التاريخ؛ رواية الدوري"(3/ 319 رقم 1527)، وقال أبو حاتم: رأيتُ محمد بن عبد الله بن نمير يُضعِّف يحيى بن يمان ويقول: كأنَّ حديثه خيال، وقال أبو حاتم أيضًا: مضطرب الحديث، في حديثه بعض الصنعة، ومحله الصدق. "الجرح والتعديل"(9/ 199 رقم 830)، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ، وهو في نفسه لا يتعمَّد الكذب إلا أنه يخطئ. "الكامل"(7/ 237).

فالإسناد ضعيفٌ لتفرُّد يحيى بن يمان به عن سفيان.

(1)

إبراهيم بن مسلم العبدي أبو إسحاق الهجري -بفتح الهاء والجيم-، قال يحيى ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ليس بقوي ليِّن الحديث. "الجرح والتعديل"(2/ 131 رقم 417)، وقال ابن عدي: أحاديثه عامتها مستقيمة المتن، وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبي الأحوص عن عبد الله، وهو عندي ممن يكتب حديثه. "الكامل"(1/ 213).

وقال ابن حجر: ليِّن الحديث، رفع موقوفات. "التقريب"(252).

(2)

في الأصل و"ز": (الأحْوَم)، والتصويب من "م" و"د".

وقد رُوي حديث ابن مسعود من طرقٍ:

الأول: رواه أبو الشيخ في "الأمثال"(ص 83 رقم 103)، و (ص 156 رقم 108)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(11/ 338 رقم 8620) كلاهما من طريق إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص عن عبد الله مرفوعًا بنحوه.

والثاني: رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 283 رقم 10557) من طريق صفوان بن مُحرز عن عبد الله بن مسعود أو غيره. مرفوعًا بلفظ حديث عائشة. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. "المجمع"(8/ 166).

والثالث: رواه ابن وهب في جامعه (1/ 230 رقم 255) قال: وأخبرني سليمان ابن بلال، عن من لا يُتهم، عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا بلفظ حديث عائشة.

والرابع: رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(9/ 207 رقم 8912)، وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 203) كلاهما من طريق محمد بن كثير عن شعبة عن أبي إسحاق عن =

ص: 336

تَلتَقي فتَشَامُّ، كما تَشامُّ الخيلُ؛ فما تَعَارَفَ منها ائْتَلَفَ، وما تَنَاكَرَ منها اختَلَفَ، فلو أنَّ رجلًا مؤمنًا جاءَ إلى مَجلِسٍ فيه مائةُ منافقٍ، وليس فيهم إلا مؤمنٌ واحدٌ، لجاء حتى يَجلِسَ إليه، ولو أنَّ منافقًا جاءَ إلى مَجلسٍ فيه مائة مؤمنٍ، وليس فيه إلا منافق لجاءَ حتى يَجلِس إليه".

وللدَّيلميِّ

(1)

بلا سَنَدٍ عن معاذِ بن جبلٍ مرفوعًا: "لو أنَّ رجلًا مؤمنًا دَخَلَ مدينةً فيها ألفُ منافقٍ، ومؤمنٌ واحدٌ، لشَمَّ روحُهُ روحَ ذلك المؤمن" وعَكْسُه.

ويَشهَدُ لمعنى الحديثِ حديثُ: "المَرءُ على دينِ خليلِهِ"

(2)

.

= مرة عن عبد الله قال: فذكراه موقوفًا بلفظ حديث عائشة. وقال أبو نعيم: كذا في كتابي عنه موقوف، ومشهوره: شعبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا.

فطرق حديث ابن مسعود: الأول: فيه ضعفٌ يسير لحال إبراهيم الهجري.

والثاني: صحيح كما قال الهيثمي.

والثالث: فيه مبهم.

والرابع: فيه محمد بن كثير العبدي؛ قال أبو حاتم: صدوق. "الجرح والتعديل"(8/ 70 رقم 311)، وضعفه يحيى بن معين. "سؤالات ابن الجنيد"(ص 357 رقم 343).

وقال ابن حجر: ثقة لم يُصِب من ضعفه. "التقريب"(6252).

ومفاد كلام أبي نعيم أنَّ هذا الطريق غير محفوظ.

(1)

كما في "الفردوس بمأثور الخطاب"(3/ 366 رقم 5112).

وقول المؤلف: وعَكْسُه؛ يعني أنَّ تتمة الأثر: ولو أنَّ منافقًا دخَلَ مدينةً وفيها ألف مؤمنٍ وفيها منافقٌ واحدٌ لشمَّ روحُه روحَ ذلك المنافق.

(2)

رواه أبو داود في سننه (4833)، والترمذي في جامعه (2378)، وأحمد في مسنده (13/ 398 رقم 8028)، و (14/ 142 رقم 8417)، والطيالسي في مسنده (4/ 299 رقم 2696)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 189)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (12/ 44 رقم 8990) كلهم من طرقٍ عن زهير بن محمد قال: أخبرني موسى ابن وردان، عن أبي هريرة به مرفوعًا. وقال الترمذي: حسنٌ غريب.

وأخرجه الحاكم في "المستدرك"(4/ 189) من طريق أحمد بن عيسى اللخمي، حدثنا عمرو بن أبي سلمة، حدثنا صدقة بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد الأنصاري، عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة به، وقال: حديث أبي الحباب صحيحٌ إن شاء الله تعالى، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

زهير بن محمد؛ رواية أبي عامر العقدي عنه مستقيمة، كما تقدم في الحديث (30). =

ص: 337

وسيأتي في الميم

(1)

.

وفي "الحلية"

(2)

لأبي نُعيم في ترجمةِ أويسِ، "أنه لمَّا اجتَمَعَ به هَرِمُ ابن حيَّان العَبديُّ

(3)

، ولم يكن لقِيَه قبْلُ، وخاطَبَه أَويسٌ باسمِهِ، قال له هَرِم:

= وقد روى أبو داود والترمذي هذا الحديث من طريق أبي عامر عنه.

وموسى بن وردان؛ هو: القرشي العامري مولاهم، قال أحمد: لا أعلم إلا خيرًا، وقال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: ليس به بأس. "الجرح والتعديل"(8/ 165 رقم 733).

وقال ابن معين أيضًا: صالح. "التاريخ؛ رواية الدوري"(4/ 440 رقم 5196).

فإسناد الجماعة حسنٌ، والله أعلم.

أما إسناد الحاكم؛ ففيه: أحمد بن عيسى اللخمي التنيسي؛ قال ابن عدي: ذُكِرَ عنه غيرُ حديثٍ لا يحدِّث به غيره عن عمرو بن أبي سلمة وغيره. "الكامل"(1/ 191)، وقال الدارقطني: ليس بالقوي. وكذَّبه ابن طاهر. "تهذيب التهذيب"(1/ 57).

وعمرو بن أبي سلمة؛ أبو حفص التنيسي، قال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يُحتج به. "الجرح والتعديل"(6/ 235 رقم 1304)، وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. "التقريب"(5043).

وصدقة بن عبد الله السَّمين أبو معاوية الدمشقي ضعيف. "التقريب"(2913).

وإبراهيم بن محمد بن ثابت الأنصاري، قال ابن عدي: روى عنه عمرو ابن أبي سلمة وغيره مناكير .. وأحاديثه صالحة محتملة ولعله أتي ممن قد روى عنه. "الكامل"(1/ 263).

والإسناد ضعيف جدًّا، والله أعلم.

(1)

في الأصل، وقد توسَّع المؤلف في الكلام عليه هناك.

(2)

"حلية الأولياء"(2/ 84) من طريق الهيثم بن جرموز، عن حمران، عن سليمان التيمي، عن أسلم العجلي، عن أبي "الضحاك" الجرمي، عن هَرِم بن حيان العبدي به فذكره.

والهيثم بن جرموز؛ البصري، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(9/ 84 رقم 345) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وأبو الضحَّاك الجرمي: ذكره مسلم في "الكنى والأسماء"(1/ 453 رقم 1715) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقد سقطت كلمة "الضحاك" من "الحلية"، وهو تصحيف، والصواب ما أثبتُّه، كما في:"الكنى والأسماء" لمسلم، وكما في "تهذيب الكمال"(2/ 529).

فالإسناد ضعيف فيه مجاهيل.

(3)

هَرِم -بفتح أوله وكسر الراء تليها ميم- ابن حَيَّان العَبْدِي، ويقال الأزدي، أحد العباد =

ص: 338

مِنْ أينَ عرفْتَ اسمي واسمَ أبي، فوالله ما رأيتُكَ قطّ ولا رأيتَني؟

قال: عَرَفَ روحي روحَكَ، حيثُ كلَّمَتْ نفسي نفسَك؛ لأنَّ الأرواحَ لها أنفسٌ كأنفسِ الأجساد، وإنَّ المؤمنين يَتَعارَفُون برَوْح الله، وإنْ نأَتْ بهم الدارُ، وَوَفَتْ

(1)

بهم المنازلُ".

ولبعضهم

(2)

:

إنَّ القلوبَ لأجنادٌ مُجنَّدةٌ

قولُ الرسولِ فمن ذا فيه يختلفُ

فما تعارفَ منها فهو مُؤتلفٌ

وما تناكرَ منها فهو مُختلفُ

وقال آخر:

بيني وبينك في المَحبةِ نسبةٌ

مستورةٌ عن سرِّ هذا العالمِ

نحنُ اللَّذانِ تحابَبَتْ أرواحُنا

مِنْ قبْلِ خلقِ الله طينةَ آدمِ

‌97 - حديث: "ازهدْ في الدنيا يُحبَّك الله، وازهدْ فيما في أيدي الناس يُحبُّوكَ".

ابنُ ماجه في الزهد مِنْ سننِهِ

(3)

، والطبراني في "الكبير"

(4)

، وأبو نعيم في "الحلية"

(5)

، وابنُ حبانَ في "روضة العُقلاء"

(6)

، والحاكمُ في

= وهو من كبار التابعين، صاحب أويس القرني. وَلِيَ بعضَ الحروب في أيام عمر وعثمان ببلاد فارس، وكان ثقةً له فضل وعبادة. مات في غزوة له لم يُعلم وقتها. انظر:"طبقات ابن سعد"(9/ 131)، "الثقات"(5/ 513)، "سير أعلام النبلاء"(4/ 48)، "توضيح المشتبه"(9/ 146).

(1)

يدور معنى هذه الكلمة على التفرُّق. كما في "معجم مقاييس اللغة"(4/ 436).

(2)

أنشدهما ابن حبان في "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء"(ص 108) من طريق أحمد ابن محمد بن بكر الأبناوي، فذكرهما. قلت: ترجمة الأبناوي في "تكملة الإكمال"(1/ 167 رقم 129).

وعزاهما أبو هلال العسكري في "جمهرة الأمثال"(1/ 183) لأبي نواس.

(3)

"سنن ابن ماجه"(الزهد، باب الزهد في الدنيا رقم 4102) من طريق خالد بن عمرو القرشي به.

(4)

"المعجم الكبير"(6/ 193 رقم 5972) من طريقين عن خالد بن عمرو الأموي به.

(5)

"حلية الأولياء"(7/ 136) وقال: غريب من حديث الثوري عن أبي حازم مرفوعًا تفرَّد به الثوري عن أبي حازم.

(6)

"روضة العقلاء ونزهة الفضلاء"(ذكر الزجر عن الطمع إلى الناس ص 141).

ص: 339

صحيحِهِ

(1)

، والبيهقيُّ في "الشعب"

(2)

، وآخرون

(3)

؛ كلهم مِنْ حديثِ خالدِ ابن عَمرٍو القُرشيِّ، عن الثوريِّ، عن أبي حازمٍ، عن سَهلِ بن سعدٍ السَّاعديِّ قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله دُلَّني على عَمَلٍ إذا عَمِلْتُهُ أحبَّني الله، وأحبَّني الناس، فقال:"ازهد" وذكره.

وقال الحاكم: إنه صحيح الإسناد.

وليس كذلك، فخالدٌ مُجمعٌ على تركِهِ، بل نُسِبَ إلى الوَضعِ

(4)

.

لكنْ قد رواه غيرُهُ

(5)

عن الثوريِّ، بل أخرجه أبو نعيم في

(1)

"المستدرك"(4/ 313) من طريق خالد بن عمرو القرشي به فذكره وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: خالد بن عمرو القرشي وضَّاع.

(2)

"الشعب"(13/ 115 رقم 10043) عن الحاكم به فذكره، وقال: خالد بن عمرو ضعيف.

(3)

كالقضاعي في "مسند الشهاب"(1/ 373 رقم 643)، والعقيلي في "الضعفاء"(2/ 10)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 31)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(2/ 323 رقم 1352).

(4)

خالد بن عمرو القرشي الأموي، قال أحمد: ليس بثقة يروي أحاديث بواطيل. "العلل ومعرفة الرجال"(3/ 254 رقم 5122)، وقال أبو حاتم: متروك الحديث ضعيف، وقال أبو زرعة: منكر الحديث. "الجرح والتعديل"(3/ 343 رقم 1551) وقال ابن عدي: له غير ما ذكرت من الحديث عن من يحدث عنهم وكلها أو عامتها موضوعة وهو بيِّن الأمر في الضعفاء. "الكامل"(3/ 33)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 223)، وقال في "المجروحين" (1/ 283): كان ممن ينفرد عن الثقات بالموضوعات، لا يحلُّ الاحتجاج بخبره، تركه يحيى بن معين.

وقد قال أبو حاتم: حديث باطل؛ يعني بهذا الإسناد. "العلل لابن أبي حاتم"(مسألة 1815).

وقال العقيلي: ليس له من حديث الثوري أصل. "الضعفاء"(2/ 10 رقم 413).

(5)

رواه محمد بن كثير الصنعاني، وأبو قتادة، وعلي بن مسهر، وخالد بن زيد العمري؛ أما طريق محمد بن كثير، فرواها ابن عدي في "الكامل"(3/ 31)، وابن جميع الصيداوي في "معجم الشيوخ"(ص 312)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(13/ 116 رقم 10044)، وقوام السُّنَّة في "الترغيب والترهيب"(2/ 240 رقم 1499)، والبغوي في "شرح السُّنَّة"(14/ 237 - 238 رقم 4037) كلهم من طرقٍ عن محمد بن كثير الصنعاني، عن سفيان الثوري به. =

ص: 340

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ومحمد بن كثير؛ هو: أبو يوسف المصيصي الصنعاني، ضعَّفه أحمد جدًّا وقال: منكر الحديث يروي أشياء منكرة، وقال أبو حاتم: سمعت الحسن بن الربيع يقول: محمد بن كثير اليوم أوثق الناس. "الجرح والتعديل"(8/ 69 رقم 309)، وقال ابن عدي: له روايات عن معمر والأوزاعي خاصة أحاديث عداد مما لا يتابعه أحدٌ عليه. "الكامل"(6/ 255)، وذكره ابن حجر في المرتبة الخامسة من مراتب المدلسين؛ (وهم من ضُعِّف بأمرٍ آخر سوى التدليس، فحديثهم مردودٌ ولو صرَّحوا بالسماع إلا أنْ يُوثق من كان ضعفه يسيرًا). "تعريف أهل التقديس"(ص 57 رقم 150)، وقال العقيلي عن حديث خالد بن عمرو: ليس له من حديث الثوري أصلٌ، وقد تابعه محمد بن كثير الصنعاني، ولعله أخذه عنه ودلَّسه، لأنَّ المشهور به خالد هذا. "الضعفاء"(2/ 10)، وقال ابن عدي:

ولا أدري ما أقول في رواية ابن كثير عن الثوري لهذا الحديث، فإنَّ ابن كثير ثقة، وهذا الحديث عن الثوري منكر

"الكامل"(3/ 31).

فإسناده ضعيفٌ، بل الظاهر أنَّ محمد بن كثير أخذه عن خالد ودلَّسه، كما قال العقيلي، وأما عن قول ابن عدي: ثقة، فقد تقدم أنه قال: له روايات لا يُتابع عليها. وأما طريق أبي قتادة فرواها البيهقي في "شعب الإيمان"(13/ 116 رقم 10045) قال: أخبرناه أبو عبد الرحمن السلمي، قال: أخبرنا أبو إسحاق الشيرازي، أخبرنا أبو عروبة، حدثنا يزيد بن محمد، حدثنا أبو قتادة، عن الثوري، نحوه.

وشيخ البيهقي: أبو عبد الرحمن السلمي؛ فيه كلام شديد كما تقدم في الحديث (8). وأبو قتادة؛ عبد الله بن واقد الحرَّاني، قال البخاري: تركوه منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(5/ 219 رقم 713)، وقال ابن حجر: متروك، وكان أحمد يثني عليه، وقال: لعله كبر واختلط وكان يدلِّس. "التقريب"(3687) فإسناده ضعيف جدًّا.

وأما طريق علي بن مسهر، وخالد بن يزيد العمري؛ فرواهما أبو نعيم في "الحلية"(3/ 252 - 253) بإسنادين فيهما مجاهيل عن علي بن مسهر، وخالد بن يزيد العمري قالا: حدثنا سفيان الثوري بنحوه فذكره، وقال: هذا حديثٌ غريبٌ من حديث أبي حازم، لم يروه عنه متصلًا مرفوعًا إلا سفيان الثوري. ورواه عن سفيان ابن قتادة الحمامي ومحمد بن كثير الصنعاني مثله.

وقد وقع في "الحلية": خالد بن زيد، وهو تصحيف، وخالد بن يزيد العمري؛ كذَّبه يحيى بن معين، وأبو حاتم. "الجرح والتعديل"(3/ 360 رقم 1630).

وقال ابن عدي:

وقد روي عن زافر عن محمد بن عيينة أخي سفيان بن عيينة عن أبي حازم عن سهل، وروي أيضًا هذا الحديث من حديث زافر عن محمد ابن عيينة عن أبي حازم عن ابن عمر. "الكامل"(3/ 31). =

ص: 341

الحليةِ

(1)

أيضًا مِنْ حديثِ منصورِ بن المُعتمرِ، عن مُجاهِدٍ، عن أنسٍ رفعه نحوَه.

ورجاله ثقاتٌ، لكنْ في سماعِ مجاهدٍ مِنْ أنسٍ نظرٌ

(2)

، وقد رواه

= وزافر؛ هو: ابن سليمان الإيادي أبو سليمان القُهُسْتاني -بضم القاف والهاء وسكون المهملة-: صدوق كثير الأوهام. "التقريب"(1979).

ومحمد بن عيينة الهلالي: صدوق له أوهام. "التقريب"(6213).

والظاهر من كلام ابن عدي أنَّ أحدهما قد اضطرب في إسناده؛ فمرة جعله من مسند سهل، وأخرى من مسند ابن عمر. وبالجملة فليس في طرق حديث سهل ما يصح، فلذلك حكم أبو حاتم ببطلانه واستنكره ابن عدي كما سبق.

(1)

"حلية الأولياء"(8/ 41) من طريق أبي أحمد إبراهيم بن محمد بن أحمد الهمداني بالكوفة، حدثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر، حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا المفضل بن يونس، حدثنا إبراهيم بن أدهم، عن منصور، عن مجاهد عن أنس مرفوعًا فذكره بنحوه ثم قال: ذِكرُ أنس في هذا الحديث وهمٌ من عمر أو أبي أحمد، فقد رواه الأثبات عن الحسن بن الربيع فلم يجاوزوا فيه مجاهدًا. ثم ساقه بإسناده إلى الحسن بن الربيع البجلي حدثنا المفضل بن يونس عن إبراهيم بن أدهم عن منصور عن مجاهد أنَّ رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره مرسلًا بنحوه ثم قال: قال الحسن: قال المفضل: لم يُسنِد لنا إبراهيم بن أدهم حديثًا غير هذا. ورواه طالوت عن إبراهيم فلم يجاوز به إبراهيم، وهو من حديث منصور ومجاهد عزيز، مشهوره: ما رواه سفيان الثوري عن أبي حازم عن سهل بن سعد.

وأبو أحمد إبراهيم بن محمد الهمداني؛ ذكر ابن حجر راويًا بهذا الاسم في "لسان الميزان"(1/ 357) ونقل عن ابن حزم تجهيله له.

وأبو حفص عمر بن إبراهيم المستملي العبدي البصري: صدوق في حديثه عن قتادة ضعف. "التقريب"(4863).

وأبو عبيدة بن أبي السفر -بفتح الفاء-؛ هو: أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله الكوفي صدوق يهم. "التقريب"(60).

وباقي رجال الإسناد ثقات، إلا أنه ضعيف لحال الثلاثة الأول، وقد ضعَّفه أبو نعيم، ورجَّح المرسل، كما هو ظاهر عبارته السابقة، وكذلك فعل الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم 944) فقال: وقد وجدتُ له شاهدًا مرسلًا بإسناد جيد .. فذكره، وقال: فإنَّ رجاله كلهم ثقات أما منْ وصله، ففيه ضعف.

ومرسلات مجاهد أقوى من غيرها، كما في "المراسيل لابن أبي حاتم"(رقم 4)، و"جامع التحصيل"(ص 37).

(2)

لعلَّ ذلك لأنه قد تُكلِّم في سماعه من بعض صغار الصحابة، كما في =

ص: 342

الأَثْبات فلم يُجاِوُزوا به مُجاهِدًا

(1)

.

وكذا يُروى مِنْ حديثِ رِبْعيِّ بن حِرَاش، عن الرَّبَيعِ بن خُثَيمٍ رفعه مُرسلًا

(2)

.

وبالجملةِ فقد حسَّنَ هذا الحديثَ النوويُّ

(3)

، ثم العراقيُّ

(4)

رحمهما الله، وكلامُ شيخِنا رحمه الله مُنازَعٌ فيه، كما بيَّنتُهُ في "تخريج الأربعين"

(5)

.

‌98 - حديث: "أسألُ الله العظيمَ، ربَّ العرشِ العظيم أنْ يُعافِيَكَ ويَشفِيَك".

في الدُّعاءِ للمريض؛ هو: عند الإمام أحمد

(6)

،

= "جامع التحصيل"(ص 273)، ولم يذكر المزي له رواية عن أنس. "تهذيب الكمال"(27/ 228 رقم 5783).

(1)

كما سبق في كلام أبي نعيم.

(2)

رواه أبو نعيم في "الحلية"(8/ 53) من طريق إبراهيم بن أدهم، عن منصور، عن رِبْعي بن خِرَاش، عن الربيع مرسلًا. ورجال إسناده ثقات.

ورواه أبو نعيم أيضًا في "الحلية"(8/ 52) من طريق ابن كثير، عن إبراهيم بن أدهم، عن أرطاة بن المنذر مرسلًا بنحوه، وقال: رواه ابن كثير عن إبراهيم فقال: عن أرطاة، والمشهور ما رواه المفضل بن يونس عن إبراهيم عن منصور عن مجاهد.

ففي كلامه إشارة لتضعيف هذا الوجه.

(3)

في "رياض الصالحين"(حديث 476)، و"الأذكار"(حديث 1244)، و"الأربعين النووية"(حديث 31)، وقد تعقبه الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم"(2/ 174).

(4)

في أماليه؛ كما في "الفتوحات الربانية"(7/ 337)، وقد ضعَّف إسناده في "المغني عن حمل الأسفار"(2/ 1100 رقم 3989).

(5)

ذكره المؤلف ضمن مؤلفاته في "الضوء اللامع"(2/ 16).

والحديث حسَّنه ابن حجر في "بلوغ المرام"(ص 374 رقم 1267)، ونقل عنه ابن علان في "الفتوحات الربانية" (7/ 337) قوله: حديث سهل لا يصحُّ، ولا يطلق على إسناده أنه حسنٌ.

وقد تقدم أنَّ بعض طرق حديث سهل ليست شديدة الضعف، فيمكن أن تتقوى ببعضها، كما أنَّها تتقوَّى بمرسل مجاهد ومرسل الربيع بن خيثم، ثم إنَّ هذا الحديث مشهورٌ متلقىً بالقبول عند كثيرٍ من الأئمة، حتى عُدَّ أحد الأحاديث الأربعة التي عليها مدار الإسلام، كما جاء عن أبي داود السجستاني. ويُنظر:"التمهيد" لابن عبد البر (9/ 201)، و"جامع العلوم والحكم"(1/ 63).

(6)

"مسند أحمد"(4/ 40 رقم 2137) من طريق شعبة عن يزيد أبي خالد قال: =

ص: 343

وابنِ مَنيعٍ

(1)

، وأبي داود

(2)

، والترمذيِّ

(3)

وحسَّنه، والنسائيِّ

(4)

، وابنِ حبان

= سمعتُ المنهال بن عمرو يحدث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به، وفي (4/ 41 رقم 2138)، و (5/ 327 رقم 3298) من طريق الحجاج بن أرطاة، عن المنهال، عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس به.

(1)

غير موجود في "المطالب العالية" ولا في "إتحاف الخيرة المهرة" لكونه في بعض الكتب الستة.

(2)

"سنن أبي داود"(الجنائز، باب الدعاء للمريض عند العيادة رقم 3106) من طريق شعبة، حدثنا يزيد أبو خالد، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به.

(3)

"جامع الترمذي"(أبواب الطب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم 2083) من طريق شعبة، عن يزيد أبي خالد، قال: سمعت المنهال بن عمرو يحدث، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به.

ويزيد أبو خالد؛ هو: يزيد بن عبد الرحمن الدالاني الأسدي الكوفي؛ قال ابن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صدوق ثقة. "الجرح والتعديل"(9/ 277 رقم 1167)، وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة، وفي حديثه لين، إلا أنه مع لينه يُكتب حديثه. "الكامل"(7/ 2732).

وقال ابن حجر: صدوق يخطئ كثيرًا وكان يدلس. "التقريب"(8072).

وحجاج بن أرطاة؛ صدوق كثير الخطأ والتدليس، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (3).

(4)

"السنن الكبرى"(9/ 384 رقم 10815 - 10820) من طريق عبد ربه بن سعيد قال: حدثني المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، ومرة: سعيد بن جبير، عن ابن عباس به.

ورواه من طريق الحجاج، عن المنهال، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس به، فذكره.

ورواه من طريق محمد بن شعيب بن شابور، قال: حدثني شعبة بن الحجاج، عن ميسرة، عن منهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس بنحوه. ومن طريق محمد بن شعيب، عن رجل، عن شعبة، عن ميسرة، عن المنهال، ومن طريق الأشجعي، عن شعبة، عن ميسرة، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به نحوه. ومن طريق شعبة، عن يزيد، قال: سمعت المنهال بن عمرو، يحدث، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس بنحوه.

وقد ذكر النسائي بعضَ الفروق في لفظِ الحديث بين الرواة عن شعبة.

وميسرة بن حبيب النهدي -بفتح النون- أبو حازم الكوفي صدوق. "التقريب"(7037).

ص: 344

في صحيحه

(1)

، والحاكمِ، وقال: صحيحٌ على شرطِ البخاريِّ

(2)

؛ كلهم عن

(1)

"صحيح ابن حبان"(7/ 240 رقم 2975)، و (7/ 243 رقم 2978) من طريق عبد ربه بن سعيد قال: حدثنا منهال بن عمرو قال: أخبرني سعيد بن جبير عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس به، والموضع الثاني ليس فيه عبد الله ابن الحارث.

ورواه البخاري في "الأدب المفرد"(536) من طريق عبد ربه بن سعيد قال: حدثنا منهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس به.

(2)

"المستدرك"(1/ 342) من طريق شعبة حدثنا يزيد أبو خالد، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعًا به فذكره، وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط البخاري، ولم يخرجاه. ثم رواه من طريق عمرو بن الحارث، عن عبد ربه ابن سعيد، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به فذكره وقال: هذا حديثٌ شاهدٌ صحيحٌ غريبٌ من رواية المصريين، عن المدنيين، عن الكوفيين

وقد خالف الحجاج بن أرطاة الثقات في هذا الحديث عن المنهال ابن عمرو؛ ثم رواه من طريق الحجاج بن أرطاة، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس به فذكره، ثم قال: هذا مما لا يُعدُّ خلافًا فإنَّ الحجاجَ بن أرطاة دون عبد ربِّه بن سعيد، وأبي خالد الدالاني في الحِفظ والإتقان، فإنْ ثبتَ حديث عبد الله ابن الحارث من هذه الرواية، فإنه شاهدٌ لسعيد بن جبير.

ورواه البزار في مسنده (11/ 321 رقم 5130) من طريق شعبة، عن يزيد أبي خالد، عن المنهال ابن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به فذكره وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن ابن عباس، وإسناده حسن.

فصار الاختلاف في هذا الحديث على النحو التالي: رواه جماعة الثقات عن شعبة عن يزيد أبي خالد عن المنهال عن سعيد بن جبير، وعن شعبة عن ميسرة عن المنهال عن سعيد، وتابعه شريك بن عبد الله النخعي؛ فرواه عن ميسرة عن منهال عن سعيد، وكذلك رواه عبد ربه بن سعيد، عن منهال، عن سعيد بن جبير في أحد الوجهين عنه.

وخالف هؤلاء: الحجاجُ بن أرطاة فرواه عن المنهال عن عبد الله بن الحارث، وكذا رواه عبد ربه في الوجه الآخر عنه.

وقد رجَّح أبو حاتم حديث سعيد بن جبير، فقال: حديث سعيد أصحّ عندي. "علل الحديث لابن أبي حاتم"(مسألة 2094)، وكذا صنع الحاكم كما سبق.

وأما رواية شعبة عن يزيد، وعن ميسرة؛ فلا يَبعدُ أنْ يكون شعبة رواه عن الاثنين، ولا يكون ذلك اختلافًا، والله أعلم.

ص: 345

ابنِ عباسٍ رفعه: "مَنْ عادَ مَريضًا لم يَحضُرْ أجَلُهُ، فقال عنده سبعَ مرَّاتٍ

(1)

: أسألُ الله العظيمَ، ربَّ العرشِ العظيم أنْ يَشفِيَك".

ليس عند أحدٍ منهم "يُعافِيك"، وهي مُستفيضةٌ على الألسنةِ، بل ربما يُقتَصَرُ عليها، ولم أرَهَا في شيءٍ مِنَ الكتبِ، نعم في "الدعاء"

(2)

للطبرانيِّ بلفظ: "مَنْ دخَلَ على مريضٍ فقال: أسألُ الله العظيمَ ربَّ العرش العظيم أنْ يُعافِيَك، إلا عُوفِيَ، ما لم يحضُرْ أجلُه".

وكذا هو عند أبي نعيم في "عمل اليوم والليلة"

(3)

، وفي آخره أنَّ بعضَ رُواته رفَعَه مرَّةً، ووَقَفَه مرَّتين.

وهذا كما ترى اقتَصَرَ فيه على العافيةِ، وقد وَقَعَتَا مُجتَمِعتَيَن في نسخةٍ مِنْ "عُدَّة الحِصن الحَصين"

(4)

لابنِ الجَزَري، لكنَّ العافيةَ مُلحقةٌ بالهامش.

وجوَّزتُ غلطَهَا، فإنها ليست في أصلِهِ "الحصن"

(5)

.

(1)

زيادة "سبع مرات" ثابتة عند أكثر الرواة.

(2)

"الدعاء"(ص 339 رقم 1114) من طريق حجاج بن نصير، حدثنا شعبة، عن يزيد أبي خالد الواسطي، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس به فذكره.

ثم رواه (برقم 1115) من طريق الأشجعي، عن شعبة، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعًا بنحوه.

و (برقم 1116) من طريق عبد الرحمن بن شريك، عن أبيه عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعًا بنحوه.

وحجاج بن نصير أبو محمد الفَسَاطيطي -بفتح الفاء بعدها مهملة- القيسي؛ قال عنه علي ابن المديني: ذهب حديثه، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف الحديث، تُرِكَ حديثه، كان الناس لا يحدثون عنه. "الجرح والتعديل"(3/ 167 رقم 712).

وقال الدارقطني: أجمعوا على تركه. "الضعفاء والمتروكين"(رقم 174).

فلا يُعتبر بمخالفته لجماعة الثقات عن شعبة، فيكون المحفوظ عن شعبة: روايته عن يزيد، عن منهال، عن سعيد بن جبير، ورواية حجاج بن نصير منكرة، والله أعلم.

(3)

نسبه له الكتاني في "الرسالة المستطرفة"(ص 51)، وهو في عداد المفقود، والله أعلم.

(4)

لم أجد ذلك فيما وقفتُ عليه من نسخٍ للكتاب.

(5)

"الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين"(النسخة الأزهرية)، و"تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين" للشوكاني (ص 255).

ص: 346

‌99 - حديث: "استَاكُوا عَرْضًا، وادَّهِنُوا غِبًّا، واكْتَحِلُوا وِترًا".

قال ابنُ الصَّلاحِ

(1)

: "بَحَثْتُ عنه فلم أجِدْ له أصلًا ولا ذِكرًا في شيءٍ مِنْ كتبِ الحديثِ، قال: وقد عَقَدَ البيهقيُّ بابًا في الاستياك عرضًا

(2)

، ولم يذكر فيه حديثًا يُحتجُّ به".

يُشيرُ بذلك إلى ما أخرجه أبو داود في مراسيلِهِ

(3)

، والبيهقيُّ

(4)

مِنْ جهتِهِ مِنْ حديثِ محمدِ بن خالدٍ القُرشيِّ

(5)

، عن عطاءِ بن أبي رَبَاحٍ

(6)

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا شَرِبتُم فاشرَبُوا مَصًّا، وإذا اسْتَكْتُم فاستَاكوا عَرْضًا".

(1)

قال ذلك في شرحه على "المهذَّب" للشيرازي، كما في "البدر المنير"(1/ 723).

وقال النووي في "المجموع"(1/ 280): هذا الحديث ضعيفٌ غير معروف

ثم نَقَلَ كلامَ ابن الصلاح المتقدم، ثم قال عن الحديث: ولا اعتماد عليه، ولا يُحتجُّ به.

(2)

"السنن الكبرى"(الطهارة، باب ما جاء في الاستياك عرضًا 1/ 40).

(3)

"المراسيل"(ص 110 رقم 5) من طريق هشيم بن بشير، عن محمد بن خالد القرشي به فذكره.

وهشيم بن بشير الواسطي، ذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين، وقال: مشهور بالتدليس مع ثقته. "تعريف أهل التقديس"(ص 47 رقم 111)، وقد عنعن.

(4)

"السنن الكبرى"(1/ 40) من طريق أبي داود به.

(5)

محمد بن خالد القرشي؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 377)، وقال ابن القطان: لا تُعرف حاله، ولا يُعرف روى عنه غير هشيم، وبذلك ذكر في كتب الرجال، من غير مزيد. "بيان الوهم والإيهام"(3/ 42)، وذكره الذهبي في "الميزان"(3/ 534 رقم 7474) وذكر حديثه هذا، وقال: تفرَّد به عنه هشيم، ولا يُعرف حاله.

(6)

عطاء بن أبي رَبَاح -بفتح الراء والموحدة- واسم أبي رباح أسلم القرشي مولاهم المكي ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال، من الثالثة مات سنة أربع عشرة على المشهور. "التقريب"(4591)، فروايته عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة، كما هو ظاهر من صنيع أبي داود.

ففي الإسناد ثلاث علل:

1 -

عنعنة هُشيم، وهو مشهور بالتدليس كما تقدم.

2 -

جهالة محمد بن خالد القرشي.

3 -

الإرسال.

ص: 347

وعند البيهقيِّ

(1)

، والبغويِّ

(2)

، والعُقَيليِّ

(3)

، وابنِ عديٍّ

(4)

، وابنِ مَندَه

(5)

، وابنِ قانعٍ

(6)

، والطبرانيِّ

(7)

؛ مِنْ حديثِ ثُبَيْتِ بن كثيرٍ

(8)

-وهو ضعيف- عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيدِ بن المُسيِّبِ، عن بَهْزٍ قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم يَستاكُ عَرْضًا، ويَشربُ مَصًّا، ويَتَنَفَّسُ ثلاثًا، ويقول: هو أهْنأ، وأمْرأ، وأبْرأ".

وذكر أبو نعيم في "الصحابة"

(9)

ما يَدُلُّ على أنَّ بَهْزًا هو ابنُ حَكيمِ

(1)

"السنن الكبرى"(1/ 40) من طريق اليمان بن عدي، حدثنا ثُبيت به، وقال: لا أحتجُّ بمثله.

(2)

في "معجم الصحابة"(رقم 225) من طريق اليمان بن عدي به فذكره وقال: ولا أعلم روى بهز غير هذا، وهو منكر.

(3)

في كتاب "الصحابة" له من طريق اليمان بن عدي به. قاله ابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 395).

(4)

"الكامل"(7/ 182) من طريق اليمان بن عدي به.

(5)

"معرفة الصحابة"(1/ 306).

(6)

"معجم الصحابة"(1/ 105 رقم 110) من طريق اليمان به.

(7)

"المعجم الكبير"(2/ 47 رقم 1242) من طريق اليمان به.

ورواه الدارقطني في "المؤتلف والمختلف"(1/ 325)، وابن حبان في "المجروحين" (1/ 208) من طريق اليمان به. ووقع في "المؤتلف": يحيى بن اليمان بن عدي، ولعلَّه تصحيف.

واليمان بن عدي أبو عدي الحضرمي الحمصي، قال البخارى: في حديثه نظر. "التاريخ الكبير"(8/ 425 رقم 3580)، وقال أبو حاتم: شيخٌ صدوق. "الجرح والتعديل"(9/ 311 رقم 1343)، وضعفه أحمد. "الميزان"(4/ 460)، وقال الدارقطني: ضعيف. "الضعفاء والمتروكين"(رقم 610)، وقال ابن عدي: يروي أحاديثَ غرائب، وأرجو أنه لا بأس به. "الكامل"(7/ 182)، وقال ابن حجر: ليِّن الحديث. "التقريب"(7853).

(8)

ثُبَيت -بضم الثاء وفتح الباء المعجمة بواحدة- ابن كثير الضبي البصري. "الإكمال"(1/ 554)، قال ابن حبان: منكر الحديث على قلته لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. "المجروحين"(1/ 208)، وذكره في "الثقات" (6/ 129) وقال: شيخ يروي عن .. وقال ابن عدي: غير معروف. "الكامل"(7/ 182 ترجمة اليمان بن عدي)، فالإسناد ضعيف.

(9)

"معرفة الصحابة"(1/ 441 رقم 1195) فرواه من جهة اليمان بن عدي، ثم قال: =

ص: 348

ابن معاويةَ القُشَيريُّ، وعلى هذا فهو مُنقطعٌ، وهو مِنْ روايةِ الأكابرِ عن الأصاغرِ

(1)

.

وحكى ابنُ مَندَه

(2)

مما يُؤيِّدُ ذلك: أنَّ مُخَيَّسَ بن تميمٍ

(3)

رواه عن بَهْزِ ابن حَكيمٍ، عن أبيه، عن جدِّهِ.

لكنْ قد اختُلِفَ في روايةِ بَهْزٍ الأولى على راويها يحيى بن سعيدٍ؛ فقال ثُبَيْتٌ كما تقدَّم.

ورواه عليُّ بن ربيعةَ القُرشيُّ المدنيُّ

(4)

عنه، عن سعيد بن المسيب؛ فقال: عن ربيعةَ بن أكثم

(5)

، بدل بهز.

= رواه إبراهيم بن العلاء الزبيدي، عن عباد بن يوسف الحمصي، عن ثبيت، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب عن القشيري. ورواه سليمان بن سلمة، عن اليمان بن عدي، فقال: عن معاوية القشيري.

ومعاوية بن حيدة القشيري؛ هو: جدُّ بهز بن حكيم. "معرفة الصحابة"(5/ 2503).

(1)

لأنه من رواية سعيد بن المسيب؛ وهو أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار من كبار الثانية. "التقريب"(2396) عن بهز بن حكيم، وهو من السادسة. "التقريب"(772).

(2)

في "معرفة الصحابة"(1/ 306).

وذكر الحافظ ابن حجر احتمالًا آخر، فقال في "الإصابة" (1/ 613): قلت: لكنْ ذَكَرَ ابن منده أنَّ سليمان بن سلمة الجنائزي رواه عن اليمان بن عدي فقال: عن ثبيت، عن يحيى، عن سعيد، عن معاوية القشيري. فعلى هذا لعلَّ سعيدًا سمعه من معاوية جدِّ بهز بن حكيم، فقال مرة: عن بهز فسقط لفظُ جدّ من بعض الرواة.

(3)

مُخَيَسُ بن تميم الأشجعي؛ قال أبو حاتم: مجهول. "الجرح والتعديل"(8/ 442 رقم 2019)، وقال العقيلي: لا يُتابع على حديثه. "الضعفاء"(4/ 263).

(4)

علي بن ربيعة القرشي المدني، قال أبو حاتم: هو مثل يزيد بن عياض في الضعف.

"الجرح والتعديل"(6/ 185 رقم 1018)، وقال العقيلي: مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ، ولا يتابعه إلا من هو دونه. "الضعفاء"(3/ 229).

ويزيد بن عياض، قال عنه أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث. واتهمه غيره بالكذب. "الجرح والتعديل"(9/ 282 رقم 1192)، فيكون ابن ربيعة مثله في شدة الضعف.

(5)

ربيعة بن أكثم بن أبي الجَون الخُزاعي، قال ابن حجر: نسبه ابن السكن وأورد له الحديث الذي رويناه في الغيلانيات من طريق سعيد بن المسيب، عن ربيعة ابن أكثم

فذكره وقال: وإسناده إلى سعيد بن المسيب ضعيف، قال ابن السكن: لم يثبت حديثه. "الإصابة"(3/ 495).

ص: 349

أخرجه البيهقيُّ

(1)

، والعُقيليُّ

(2)

، وسَنَدُهُ ضعيفٌ جدًّا.

بل قال ابنُ عبدِ البَرِّ: ربيعةُ قُتِلَ بخيبر، فلم يدركه سعيد

(3)

.

وقال في "التمهيد"

(4)

: لا يَصِحَّان مِنْ جهةِ الإسنادِ.

ورواه أبو نعيم في "كتاب السِّوَاك"

(5)

مِنْ حديثِ عائشةَ قالت: "كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَستَاكُ عَرْضًا، ولا يَستاكُ طُولًا".

وفي سَنَدِهِ عبدُ الله بن حكيمٍ

(6)

، وهو متروكٌ.

والجملةُ الثانيةُ مِنْ أصلِ الحديثِ عند أحمدَ

(7)

،

(1)

"السنن الكبرى"(1/ 40) من طريق علي بن ربيعة القرشي، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن ربيعة بن أكثم مرفوعًا فذكره، وقال: وإنما يُعرف بهزٌ بهذا الحديث. ذكره ابن منيع وابن منده، فأما ربيعة بن أكثم فإنه استُشهِدَ بخيبر.

(2)

في "الضعفاء"(3/ 229) وقال: ولا يصح.

ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2/ 1098 رقم 2773) من طريق علي بن ربيعة به.

(3)

ذكر الحديث في "الاستيعاب"(2/ 490) وقال: ولا يُحتج بحديثه، لأنَّ من دون سعيد لا يُوثق بهم لضعفهم، ولم يَرَه سعيد ولا أدركَ زمانه بمولده؛ لأنه وُلِدَ زمن عمر بن الخطاب.

(4)

"التمهيد"(1/ 395) فقال: ليس لإسناديهما عن سعيد أصل، وليسا بصحيحين من جهة الإسناد عندهم.

وقال ابن حجر في "الإصابة"(1/ 613): وفي الجملة هو كما قال ابن عبد البر: إسناده مضطرب ليس بالقائم.

(5)

كذا ذكره ابن حجر في "فتح الباري"(4/ 159)، وذكره الكتاني في "الرسالة المستطرفة"(ص 45) باسم "فضل السواك"، ولم أقف عليه.

(6)

عبد الله بن حكيم المدني أبو بكر الداهري، ترك أبو زرعة حديثه وقال: ضعيف، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال مرة: ذاهب الحديث. "الجرح والتعديل"(5/ 41 رقم 186).

وقال أحمد: يروي أحاديث منكرة، ليس هو بشيء، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال مرة: ليس بثقة، وقال ابن عدي: منكر الحديث. الكامل (4/ 138 - 141)، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات

لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. المجروحين (2/ 21).

(7)

"مسند أحمد"(27/ 348 رقم 16193) من طريق هشام بن حسان قال: سمعت الحسن عن عبد الله بن مغفل به فذكره.

ص: 350

وأبي داود

(1)

، والنسائيِّ

(2)

، والترمذيِّ

(3)

مما صحَّحه هو وابنُ حبان

(4)

، وغيرهم

(5)

؛ مِنْ حديثِ عبدِ الله بن مُغَفَّلٍ قال: "نهى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن التَّرَجُّلِ، إلا غِبًّا".

(1)

"سنن أبي داود"(الترجُّل رقم 4159) من طريق هشام بن حسَّان، سمعت الحسن به.

(2)

"سنن النسائي"(الزينة، الترجُّل غِبًّا رقم 5055) من طريق هشام بن حسان، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل به. ثم رواه (برقم 5056) من طريق قتادة، عن الحسن مرسلًا.

(3)

"جامع الترمذي"(أبواب اللباس، باب ما جاء في النهي عن الترجُّل إلا غبًّا رقم 1756) من طريق هشام، عن الحسن به فذكره وقال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح، وفي الباب عن أنس.

(4)

"صحيح ابن حبان"(12/ 295 رقم 5484).

(5)

كمحمد بن عبد الله الأنصاري في حديثه (ص 55 رقم 54)، والروياني في مسنده (1/ 274 رقم 878)، وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 276)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(8/ 430 رقم 6048)، والبغوي في "شرح السُّنَّة"(12/ 83 رقم 3165) من طريق هشام بن حسان به.

وهشام بن حسَّان أبو عبد الله القردوسي البصري، ثقة ثبت، لكن في سماعه من الحسن كلام؛ قال نعيم بن حماد: سمعت ابن عيينة يقول: أتى هشام بن حسان عظيمًا بروايته عن الحسن. قيل لنعيم: لمَ؟ قال: لأنه كان صغيرًا. وقال إسماعيل ابن علية: كنَّا لا نعدُّ هشام بن حسان في الحسن شيئًا. "الجرح والتعديل"(9/ 54 - 56 رقم 229)، وقال البخاري: سمعَ الحسنَ، ونقل عنه أنه قال: جاورتُ الحسن عشر سنين. "التاريخ الكبير"(8/ 197 رقم 2689).

وقد أثبت أحمدُ سماعَ الحسن من عبد الله بن مغفل، في "العلل ومعرفة الرجال"(1/ 250 رقم 344)، إلا أنَّ الحسنَ مدلِّسٌ وقد عنعن، ففي الإسناد ضعفٌ يسير، لكنْ يَشهَدُ له:

ما رواه النسائي في سننه (رقم 5058) من طريق عبد الله بن شقيق قال: كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عاملًا بمصر

فذكره، وفيه: قال: "كان نبى الله صلى الله عليه وسلم ينهانا عن الإرفاه، قلنا: وما الإرفاه؟ قال: الترجُّل كلَّ يوم". ورجال إسناده ثقات.

ورواه النسائي في سننه (رقم 5239) من طريق الجريري عن عبد الله بن بريدة أنَّ رجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: عبيد

فذكره بنحوه.

ورواه أبو داود في سننه (رقم 28)، والنسائي في سننه (رقم 5054)، وأحمد في مسنده (28/ 223 رقم 17011)، و (برقم 17012) من طريق حميد بن عبد الرحمن =

ص: 351

وللدَّيلميِّ

(1)

مِنْ حديثِ الحسنِ، عن ابنِ مُغفَّلٍ رفعه:"التَّرجيلُ غِبًّا فصاعدًا".

والجملةُ الثالثةُ عند أبي داود

(2)

، وغيرِه

(3)

مِنْ حديثِ أبي سَعْدٍ

(4)

، عن

= الحميري قال: لقيتُ رجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

فذكروه بنحوه. وإسناده صحيح.

وقد صحح الحديث الترمذي وابن حبان كما سبق، والعراقي في "المغني عن حمل الأسفار"(1/ 86 رقم 324)، والألباني في "السلسلة الصحيحة"(2/ 19 رقم 501).

(1)

"الغرائب الملتقطة" من طريق هشام، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل به مرفوعًا.

(2)

"سنن أبي داود"(الطهارة - باب الاستتار في الخلاء رقم 35) من طريق الحُصَين الحُبْراني، عن أبي سعيد، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه مطولًا، فذكره وقال: رواه أبو عاصم عن ثور قال: حُصَين الحِميَري، قال: ورواه عبد الملك بن الصَّبَاح عن ثور فقال: أبو سعيد الخير.

قال أبو داود: أبو سعيد الخير هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

(3)

رواه ابن ماجه في سننه (رقم 3498) من طريق عبد الملك بن الصبَّاح، والطبري في "تهذيب الآثار؛ مسند ابن عباس"(1/ 482 رقم 760) من طريق الضحَّاك بن مخلد ومحمد بن القاسم؛ ثلاثتهم عن ثور بن يزيد، عن حُصين الحميري، عن أبي سعد الخير، عن أبي هريرة باللفظ الذي ذكره المؤلف. ورواه الدارمي في سننه (1/ 524 رقم 689) أخبرنا أبو عاصم، حدثنا ثور بن يزيد، حدثنا حُصين الحِمْيَري، أخبرنا أبو سعيد الخير عن أبي هريرة، فذكره مطولًا مثل صنيع أبي داود.

وحُصين الحِميَري ثم الحُبْراني -بضم المهملة وسكون الموحدة- مجهول. التقريب (1393).

(4)

كذا جُوِّدت كلمة (سَعْد) في الأصل و"م". وفي "د": (سعيد).

وقال ابن حجر: أبو سعيد الخَير -بفتح المعجمة وسكون التحتانية- الأنماري؛ صحابيٌّ له حديث، وقد وَهِمَ من خَلَطَه بالذي قبله، ووَهِمَ أيضًا من صحَّف الذي قبله به. "التقريب"(8127)، وقال في "تهذيب التهذيب" (12/ 98): قلت: الصواب التفريق بينهما؛ فقد نصَّ على كون أبي سعد الخير صحابيًا: البخاري، وأبو حاتم، وابن حبان، والبغوي، وابن قانع، وجماعة، وأما أبو سعيد الحبراني فتابعيٌّ قطعًا، وإنما وَهِمَ بعضُ الرواة فقال في حديثه: عن أبي سعد الخير، ولعلَّه تصحيفٌ وحَذفٌ.

وقال في "التلخيص الحبير"(1/ 268): ومداره على أبي سعد الحُبراني الحمصي، وفيه اختلاف، وقيل: إنه صحابي، ولا يصح، والراوي عنه حصين الحبراني، وهو مجهول. =

ص: 352

أبي هريرةَ رفعه: "مَن اكتَحَلَ فليُوتِر، مَنْ فَعَلَ فقد أحْسَنَ، ومَنْ لا فلا حَرَجَ".

‌100 - حديث: "استِتمامُ المَعروفِ أفضَلُ مِن ابتدائِهِ" في تمام مِنَ المُثناة

(1)

.

‌101 - حديث: "استَعِنْ بيمِينِكَ".

الترمذيُّ في العِلمِ مِنْ جامِعِهِ

(2)

مِنْ حديثِ الخليلِ بن مُرَّةَ

(3)

، عن يحيى بن أبي صالحٍ

(4)

، (عن أبي هريرةَ)

(5)

قال: كان رجلٌ مِن الأنصار يجلسُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيَسْمعُ مِنَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم الحديثَ، فيُعجِبُهُ ولا يَحفَظُهُ، فشَكَا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللَّه، إني أسمعُ مِنكَ الحديثَ

= لكنَّ رواةَ هذا الحديث قالوا: (الخير)، ولم يقولوا:(الحبراني)، فعلى التفريق الذي فرَّقه الحافظ في "تهذيب التهذيب"، يكون أبو سَعْد -أو سعيد- هو الصحابي، والله أعلم.

وعلى جميع الأحوال: الإسنادُ ضعيفٌ، لجهالة حُصَين.

(1)

سيأتي في الأصل.

(2)

"جامع الترمذي"(أبواب العلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في الرخصة فيه رقم 2666) من طريق الليث، عن الخليل بن مرة به فذكره.

(3)

الخليل بن مرة الضُبَعي -بضم المعجمة وفتح الموحدة- البصري؛ قال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال البخاري: منكر الحديث، وقال مرة: لا يصح حديثه، وقال مرة: فيه نظر. وعدَّه الساجي والعقيلي وابن الجارود والبرقي وابن السكن والنسائي وأبو الحسن الكوفي في الضعفاء. وقال أبو الوليد الطيالسي: ضالٌّ مُضلٌّ. وقال أبو زرعة: شيخ صالح. وقال ابن شاهين: هو عندي إلى الثقة أقرب. وقال ابن حبان: كان خَامِلًا ولم أرَ أحدًا تركه، وهو ثقة. ثم ذكره في الضعفاء وأنه يروي عن المجاهيل. وقال ابن عدي: لم أرَ في حديثه حديثًا منكرًا قد جاوز الحد، وهو في جملة من يكتب حديثه وليس هو متروك الحديث. انظر:"التهذيب"(1/ 555). وقال ابن حجر: ضعيف. "التقريب"(1757).

(4)

يحيى بن أبي صالح المدني أبو الحُباب، وقيل: إنَّ أباه أبو صالح السَّمَّان، قال أبو حاتم: شيخ مجهول لا أعرفه. "الجرح والتعديل"(9/ 158 رقم 658)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 527)، وقال ابن حجر: مجهول من السادسة. "التقريب"(7569).

فالإسناد ضعيفٌ لحال الخليل بن مرة ويحيى بن أبي صالح.

(5)

ما بين قوسين ساقط من "م".

ص: 353

فيُعجِبُني ولا أحْفَظُهُ؟! فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "استَعِنْ بيمِينِكَ"، وأومَأَ بيدِهِ للخَطِّ.

وقال عَقِبَه: ليس إسنادُهُ بذاكَ القائِمِ، ثم نقَلَ عن شيخِهِ البخاريِّ: أنَّ الخليلَ منكرُ الحديثِ.

هذا مع أنه اختُلِف عليه فيه؛ فقيل: عنه كما تقدَّمَ، وقيل: عنه عن أبي صالح السَّمَّان، بدل يحيى

(1)

، وقيل: عنه عن يحيى بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.

أخرجَ الأخيرَ الخطيبُ في جامعه

(2)

مِنْ حديثِ الليثِ، عن الخليلِ باللَّفظِ الأول، والبيهقيُّ في "المدخل"

(3)

مِنْ حديثِ عبدِ الله بن عبدِ الله الأمويِّ

(4)

، والليثِ؛ فرَّقَهما كلاهما عن الخليلِ، عن يحيى بن أبي صالحِ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ: أنَّ رجلًا شَكَى إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم سُوءَ الحِفظِ فقالَ: "استعِنْ بيمينِكَ".

قال: ورواه خَصِيبُ بن جَحْدَرٍ

(5)

، وهو ضعيفٌ -يعني بالكذبِ- عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ. انتهى.

(1)

رواه من هذا الوجه ابن عدي في "الكامل"(3/ 59).

(2)

"الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع"(1/ 249 رقم 503) من طريق الليث ابن سعد، عن الخليل بن مرة، عن يحيى، عن أبي صالح السمان به فذكره.

(3)

"المدخل إلى السنن الكبرى"(2/ 239 - 240 رقم 766، 767) من طريق ابن عدي، من جهة عبد الله بن عبد الله الأموي به فذكره.

ورواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 22)، و (3/ 59) من جهة عبد الله بن عبد الله الأموي به.

(4)

عبد الله بن عبد الله الأموي، قال العقيلي: لا يُتابع على حديثه، ولا يُعرف إلا به. "الضعفاء"(2/ 271)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 336) وقال: يخالف في حديثه. وقال ابن حجر: ليِّن الحديث. "التقريب"(3419).

(5)

خَصِيب بن جَحْدَر الكوفي، قال يحيى بن سعيد: كذَّاب واستعدى عليه شعبة في الحديث. "التاريخ الكبير"(3/ 221 رقم 748)، وقال أحمد: متروك الحديث. "علل أحمد؛ رواية المرُّوذي"(ص 41 رقم 94)، وقال ابن معين: كان كذَّابًا. "التاريخ؛ رواية الدوري"(4/ 95 رقم 3327).

ص: 354

وهو مِنْ جهتِهِ كذلك عند البزار

(1)

، والعسكريِّ، ولفظه: قال رجلٌ: يا رسولَ اللَّه، إني لا أحفَظُ شيئًا. فقال:"استَعِنْ بيَمِينِكَ على حِفظِكَ".

وفي لفظٍ له: شكا رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم سوءَ الحفظِ، فقال:"استَعِنْ بيَمِينِكَ"؛ أي: اكتب.

بل عند الطبرانيِّ في "الأوسط"

(2)

مِنْ حديثِ الخَصيبِ أيضًا، فقال: عن عبدِ الله

(3)

بن أبي بكرِ بن أنسِ بن مالكٍ، عن جدِّه أنسِ بن مالكٍ قال: شكى رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم سوءَ الحفظِ، فقال:"استَعِنْ بيَمِينِكَ".

وفي "فضل العلم" للمُرْهبيِّ

(4)

بسنَدٍ واهٍ مِنْ جهةِ محمدِ بن عُبَيدِ الله ابن أبي رافعٍ

(5)

، عن أبيه، عن جدِّه قال: قلتُ: يا رسولَ اللَّه، إنا نَسْمَعُ منكَ

(1)

"مسند البزار"(15/ 383 رقم 8989) من طريق خَصيب بن جَحْدر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا به فذكره وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد.

ورواه كذلك الخطيب في "تقييد العلم"(ص 118 - 121 رقم 102 - 105) من طرقٍ عن خصيب به فذكره. وقال أبو حاتم: هذا حديثٌ منكر، وخصيب ضعيف الحديث. "علل الحديث لابن أبي حاتم"(مسألة 2541).

(2)

"المعجم الأوسط"(3/ 169 رقم 2825) من طريق إسماعيل بن سيف قال: حدثنا محمد بن عبد الواحد بن أبي حزم القطعي قال: حدثنا الخصيب بن جحدر، عن عبيد الله بن جحدر، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس به فذكره، وقال: لا يُروى هذا الحديث عن عبيد الله بن أبي بكر إلا بهذا الإسناد تفرَّد به إسماعيل.

وإسماعيل بن سيف البصري، قال ابن عدي: حدث بأحاديث عن الثقات غير محفوظة ويسرق الحديث. "الكامل"(1/ 324)، وقال الهيثمي: ضعيف. "المجمع"(1/ 381).

(3)

كذا في جميع النسخ المعتمدة، والصواب:(عبيد الله)، كما في "المعجم الأوسط" ومصادر الترجمة، وهو عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك أبو معاذ؛ ثقة من الرابعة. "التقريب"(4279).

(4)

المُرهِبي؛ أبو العباس أحمد بن علي بن محمد بن الحارث، وكتابه "فضل العلم" ذكره الكتاني في "الرسالة المستطرفة"(ص 51)، ورواه الحافظ ابن حجر في "المعجم المفهرس"(ص 70 رقم 90) بإسناده إلى مصنفه، وسمَّاه "كتاب العلم".

(5)

محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، متروك الحديث، وتقدمت ترجمته في الحديث (71).

ص: 355

أحاديثَ، فأستَعِينُ بيدي على قلبي؟ قال:"نعم"، وكانت له صحيفةٌ تُسمَّى الصَّادقة.

ومِنْ حديثِ عُمرَ بن قَيسٍ المَكيِّ

(1)

، عن الزهريِّ مرسلًا:"أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أذِنَ في أنْ تُكتَبَ الأحاديثُ".

وبالجملةِ ففي الإذنِ في الكتابةِ أحاديثٌ؛ منها ما عند الطبرانيِّ

(2)

، وأبي نعيم في "الحلية"

(3)

وغيرهما عن ابنِ عَمروٍ مرفوعًا بلفظ: "قيِّدوا العلمَ بالكتاب".

وعند العسكريِّ

(4)

مِنْ حديثِ عبد الحميد

(1)

عمر بن قيس المكي؛ يُعرف بسندل، قال أحمد: متروك الحديث، لم يكن حديثه بصحيح، وقال عمرو بن علي وأبو حاتم والنسائي: متروك الحديث، وقال أبو زرعة: لين الحديث. "الجرح والتعديل"(6/ 129 رقم 703)، و"الضعفاء والمتروكين" للنسائي (رقم 460).

فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه.

(2)

"المعجم الأوسط"(1/ 259 رقم 848) من طريق عبد الله بن المؤمل، عن عطاء، عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا بنحوه فذكره وقال: لم يرو هذا الحديث عن عطاء إلا عبد الله بن المؤمل.

ورواه في "الأوسط"(5/ 194 رقم 5056) من طريق عبد الله بن المؤمل، عن ابن جريج، عن عطاء عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا، وقال: لم يروِ هذا الحديث عن ابن جريج إلا عبد الله بن المؤمل.

(3)

"الحلية"(3/ 321) من طريق عبد الله بن المؤمل، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا بنحوه، فذكره، وقال: غريب من حديث ابن جريج عن عطاء لم نكتبه إلا من حديث ابن المؤمل.

وعبد الله بن المؤمل المخزوي المكي، قال أحمد: أحاديثه مناكير. "العلل ومعرفة الرجال"(1/ 567 رقم 1361)، وقال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ليس بقوي. "الجرح والتعديل"(5/ 175 رقم 821)، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه الضعف عليه بيِّن. "الكامل"(4/ 138).

وعطاء بن أبي رباح؛ قال علي بن المديني: رأى عبد الله بن عمرو ولم يسمع منه. "المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 155) فالإسناد ضعيف.

(4)

ورواه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(4/ 142 رقم 909)، والخطيب في "الجامع"(1/ 228 رقم 440) من طريق محمد بن سليمان، حدثنا عبد الحميد =

ص: 356

ابن سليمان

(1)

: حدثنا عبد الله بن المُثَنَّى

(2)

، عن ثُمامةَ، عن أنسٍ مرفوعًا:"ما قُيِّدَ العلمُ بمثلِ الكتابِ".

وقال لُوَين

(3)

-راويه عن عبد الحميد-: إنه لم يرفعه غيره.

وقال العسكريُّ: ما أحسِبُه مِنْ كلامِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأحسِبُ عبدَ الحميد وَهِمَ فيه، وإنه مِنْ قولِ أنسٍ، فقد رَوَى عبدُ الله بن المُثنَّى، عن ثُمامةَ قال: كان أنسٌ يقول لبَنِيْه: "يا بَنيَّ قيِّدوا العلمَ بالكتاب"

(4)

.

قال: فهذا عِلةٌ للحديث.

= ابن سليمان، عن عبد الله بن المثنى، عن عمِّه ثمامة عن أنس بن مالك مرفوعًا بلفظ:"قيدوا العلم بالكتاب".

(1)

عبد الحميد بن سليمان، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(6/ 14 رقم 65).

وقال الذهبي: ضعَّفوه جدًّا. "المغني في الضعفاء"(1/ 369 رقم 3495).

(2)

عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري أبو المثنى، قال يحيى ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة: صالح، وزاد أبو حاتم: شيخ "الجرح والتعديل"(5/ 177 رقم 830)، وقال أبو داود: لا أخرج حديثه. "سؤالات الآجري"(1/ 356 رقم 628)، وقال العقيلي: لا يتابع على أكثر حديثه. "الضعفاء"(2/ 304)، وقال ابن حجر: صدوق كثير الغلط. "التقريب"(3571).

(3)

هو: محمد بن سليمان بن حبيب الأسدي، أبو جعفر العلاف الكوفي المصيصي المعروف بلُوَين -بالتصغير- ثقة من العاشرة مات سنة خمس أو ست وأربعين. "التقريب"(5925).

فالإسناد ضعيفٌ بسبب عبد الحميد بن سليمان، وعبد الله بن المثنى.

(4)

رواه أبو خيثمة في "كتاب العلم"(ص 29 رقم 120)، والطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 246 رقم 700)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 106) من طريقين عن عبد الله ابن المثنى الأنصاري، حدثني عمي ثمامة، عن أنس أنه كان يقول لبنيه:"قيِّدوا العلمَ بالكتاب".

وعند الطبراني: عن ثمامة قال: قال لنا أنس. وقال الحاكم: الرواية عن أنس ابن مالك صحيح من قوله، وقد أسنِدَ من وجهٍ غير معتمد

أسنده بعض البصريين عن الأنصاري.

ومما جاء في الباب ما رواه البخاري في صحيحه (2434)، وفي (6880)، ومسلم في صحيحه (1355) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا بلفظ:"اكتُبُوا لأبي شاه".

ص: 357

‌102 - حديث: "استَعِيذِي بالله مِنْ شرِّ هذا -يعني القمر- فإنه الغاسقُ إذا وَقَبَ".

قاله لعائشةَ.

الترمذيُّ

(1)

وصحَّحه مِنْ حديثِها.

وبه يُنتَقَدُ تَضعيفُ النوويِّ

(2)

له.

‌103 - حديث: "استَعِينوا بطَعَامِ السَّحَر على صيامِ النَّهارِ، والقَيْلُولةِ على قيامِ الليل".

ابنُ ماجه في سننه

(3)

، وابنُ أبي عاصم

(4)

، والحاكمُ في صحيحه

(5)

مِنْ

(1)

"جامع الترمذي"(التفسير، باب ومن سورة المعوذتين رقم 3366) من طريق محمد ابن عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن خاله الحارث بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة، عن عائشة به. وقال: حديثٌ حسن صحيح. ورواه الطيالسي في مسنده (3/ 91 رقم 1590)، وأحمد في مسنده (43/ 138 رقم 26000)، والطحاوي مشكل الآثار (5/ 26 رقم 1771)، والحاكم في المستدرك (2/ 540) من طرقٍ عن ابن أبي ذئب به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

ورواه أحمد في "مسنده"(43/ 8 رقم 25802)، و (43/ 239 رقم 26146) من طريق ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن والمنذر بن أبي المنذر، عن أبى سلمة به. والحارث بن عبد الرحمن القرشي العامري خال ابن أبي ذئب، قال ابن معين: هو مشهور. "التاريخ؛ رواية الدارمي"(ص 88 رقم 224)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 134).

وقال ابن حجر: صدوق. "التقريب"(1031).

وقد شاركه في الرواية المنذر بن أبي المنذر كما سبق عند أحمد، والمنذر هذا ذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 420)، وقال ابن حجر: مقبول. "التقريب"(6892).

فاشتراكهما في الرواية يزيدها قوة، والحديث صححه الترمذي والحاكم كما سبق، وحسَّنه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(8/ 741).

(2)

"فتاوى النووي"(ص 256 رقم 16).

(3)

"سنن ابن ماجه"(أبواب الصيام - باب ما جاء في السحور رقم 1693) من طريق أبي عامر به.

(4)

لم أجد هذه الرواية فيما وقفتُ عليه من كتب ابن أبي عاصم المطبوعة.

(5)

"المستدرك"(1/ 425) من طريق أبي عامر به فذكره.

ص: 358

حديثِ أبي عامر العَقَدي، حدثنا زَمْعةُ بن صالح، عن سلمةَ بن وَهْرام، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ رفعه بهذا.

وكذا رواه محمدُ بن نَصْر في "قيام الليل"

(1)

له، والطبرانيُّ في "معجمه الكبير"

(2)

مِنْ حديثِ إسماعيلَ بن عياشٍ، عن زَمْعةَ بلفظ:"استَعِينوا بقائِلَةِ النهارِ على قيام الليلِ، وبأكلةِ السَّحَرِ على صيامِ النهارِ".

وهو عند البزار في مسنده

(3)

مِنْ هذا الوجهِ، وأورَدَه الضياءُ في "المختارة"

(4)

، فهو عنده حجةٌ، وكذا صحَّحه الحاكمُ

(5)

، لكنه قال: زَمْعَةُ وسلَمة لم يَحتجَّ بهما الشيخان.

وهو كذلك؛ أما زَمْعَةُ

(6)

فلأنه كان مع صِدْقِه ضعيفًا لخَطَئِهِ ووَهمِهِ، ولذا لم يُخرِّج له مسلم إلا مَقرونًا، وأما سَلَمَةُ

(7)

فلضَعْفِهِ إما مُطلقًا، وإما في

(1)

"مختصر قيام الليل" للمقريزي (ص 104) من طريق إسماعيل بن عيَّاش به.

(2)

"المعجم الكبير"(11/ 245 رقم 11625) من طريق إسماعيل بن عياش به فذكره.

(3)

لم أجده فيما طبع من "مسند البزار"، ولا في "كشف الأستار"، وقد عزاه ابن كثير في "جامع المسانيد والسنن"(8/ 338 رقم 1537) للطبراني فقط.

(4)

"الأحاديث المختارة"(11/ 401 - 402 رقم 423) من طريق أبي عامر عن زمعة به.

(5)

في "المستدرك"(1/ 425) وقال: زمْعة بن صالح وسلمة بن وهرام ليسا بالمتروكين اللذين لا يُحتج بهما، لكنَّ الشيخين لم يخرجا عنهما.

ورواه ابن خزيمة في صحيحه (2/ 933 رقم 1939)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 229 - 230)، كلاهما من طريق زمعة بنحو حديث أبي عامر.

ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(6/ 407 رقم 4413).

(6)

زمْعَة -بسكون الميم- ابن صالح اليماني أبو وهب المكي، قال البخاري: يخالف في حديثه، تركه ابن مهدي أخيرًا. "التاريخ الكبير"(3/ 451 رقم 1505)، وقال يحيى بن معين وأبو حاتم: ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(3/ 624 رقم 2823)، وقال ابن حجر: ضعيف، وحديثه عند مسلم مقرون. "التقريب"(2035).

(7)

سلمة بن وَهْرام -بالراء- اليماني، قال أحمد: روى عنه زمعة أحاديث مناكير، أخشى أن يكون حديثه حديثًا ضعيفًا. "العلل ومعرفة الرجال" (2/ 527 رقم 3479). وقال يحيى بن معين وأبو زرعة: ثقة. "الجرح والتعديل"(4/ 175 رقم 762)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 399) وقال: يُعتبر بحديثه من غير رواية زمْعة بن صالح عنه. =

ص: 359

خصوصِ ما يرويه عنه زَمْعةُ، وهو الظاهرُ، فقد وثَّقه جماعةٌ.

والأحاديثُ في الأمر بالسُّحور في الصحيحِ

(1)

وغيرِه

(2)

.

بل عند البزار في مسنده

(3)

مِنْ حديثِ قتادةَ: سَمِعْتُ أنسًا يقول: "ثلاثٌ مَنْ أطاقَهُنَّ أطاقَ الصَّومَ: مَنْ أكلَ قبلَ أنْ يَشرَبَ، وتَسَحَّرَ، وقالَ". وقال: معنى "قال": نامَ بالنهار.

وكذا جاءَ الأمرُ بالقائِلةِ في حديثٍ عند الطبراني

(4)

مِنْ حديثِ

= وقال ابن حجر: صدوق من السادسة. "التقريب"(2515).

فالإسناد ضعيف لأنه من رواية زَمْعة، عن سلمة بن وَهْرام.

(1)

في "م": (الصحيحين).

(2)

روى البخاري في صحيحه (رقم 1923)، ومسلم في صحيحه (رقم 1095)، والترمذي في جامعه (رقم 708)، والنسائي في سننه (رقم 2146)، وابن ماجه في سننه (رقم 1692) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تسَحَّروا فإنَّ في السحور بركة".

(3)

لم أجده فيما طبع من "مسند البزار"، ولا في "كشف الأستار".

وقد رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(5/ 410 رقم 3626) من طريق عمران، عن قتادة عن أنس به، فذكره، وقال عَقِبَه: هو موقوف، وروي من وجهٍ آخر في ذلك عن أنس مرفوعًا. ثم ساقه من طرقٍ شديدة الضعف عن أنس مرفوعًا بمعناه.

وقد تصرَّف محقق كتاب "الشعب"(طبعة الرشد) في النص، فوضع بدل كلمة "قال":"مسَّ شيئًا من الطيب" لزعمه أنَّ السياق يقتضي ذلك (لأنَّ هذه الجملة موجودة في الطرق المرفوعة)، وسبب تصرُّفه ذلك أنه وجد الجملة في المخطوط -بعد الحديث- هكذا: .. وتسحَّر وقال هو موقوف. فظنَّ -والله أعلم- أن كلمة "قال" من القول، والصواب أنها من القيلولة.

وعمران؛ هو: ابن دَاوَر -بفتح الواو بعدها راء- أبو العوام القطان البصري صدوق يهم ورُمِيَ برأي الخوارج. "التقريب"(5154) فالإسناد ضعيفٌ بسببه.

(4)

"المعجم الأوسط"(1/ 13 رقم 28) من طريق كثير بن مروان، عن يزيد أبي خالد الدالاني به.

ورواه ابن حبان في المجروحين (2/ 168) من طريق عباد بن كثير، عن يزيد ابن أبي خالد به.

وكثير بن مروان السُّلمي الفلسطيني، قال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يُحتج به. "الجرح والتعديل"(7/ 157 رقم 874)، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء. "التاريخ؛ رواية الدوري"(4/ 427 رقم 5114)، وقال يحيى أيضًا: كذَّاب. "الميزان"(3/ 409). =

ص: 360

يزيدَ

(1)

بن أبي خالدٍ الدَّالانيِّ، عن إسحاقَ بن عبدِ الله بن أبي طلحةَ، عن أنسٍ مرفوعًا لفظه:"قِيلُوا، فإنَّ الشياطينَ لا تَقِيل".

وقال: لم يروه عن أبي خالدٍ إلا كثيرُ بن مَرْوَان.

ولمحمدِ بن نصرٍ في "قيام الليل"

(2)

له مِنْ حديثِ مجاهدٍ قال: بلغَ عُمرَ أنَّ عاملًا له لا يَقيل، فكتَبَ إليه:"أما بعد؛ فقِلْ فإنَّ الشيطانَ لا يَقيلُ"

(3)

.

= وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًّا، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب. "المجروحين"(2/ 225)، وقال ابن حجر في "الفتح" (11/ 70): متروك.

وكذلك حال عباد بن كثير؛ وهو الثقفي البصري الكاهلي، قال البخاري: تركوه. "التاريخ الكبير"(6/ 43)، وقال أبو داود: متروك الحديث. "سؤالات الآجري"(1/ 369).

فلا يُفرح بمتابعته.

(1)

في الأصل، و"ز":(بُريد)، والتصويب من "م" و"د". ويزيد بن أبي خالد؛ هو: يزيد بن عبد الرحمن الدالاني أبو خالد الأسدي، قال ابن سعد: منكر الحديث. "الطبقات الكبرى"(7/ 310).

وقال ابن معين: ليس به بأس. "التاريخ؛ رواية الدارمي"(ص 228 رقم 880).

وقال أبو حاتم: صدوق ثقة. "الجرح والتعديل"(9/ 277 رقم 1167)، وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة

وفي حديثه لين، إلا أنه مع لينه يكتب حديثه. "الكامل"(7/ 278).

وقال ابن حجر: صدوق يخطئ كثيرًا وكان يدلس. "التقريب"(8072)، وذكره في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين. "تعريف أهل التقديس"(ص 48 رقم 113).

والإسناد ضعيف جدًّا بسبب يزيد الدالاني ومن دونه، لكن رواه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (4/ 176 رقم 943)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 194 - 195)، و (1/ 353)، و (2/ 69) من طرقٍ عن أبي داود الطيالسي، عن عمران القطان، عن قتادة، عن أنس مرفوعًا به. وهذا الإسناد هو أنظف أسانيد الحديث، لكن قال الإمام أحمد -عن هذا الحديث مرفوعًا-: لا أعرفه؛ إنما هذا: عن منصور، عن مجاهد، عن عمر. المنتخب من علل الخلال (1/ 7 رقم 26).

(2)

"مختصر قيام الليل" للمقريزي (باب الاستعانة بقائلة النهار على قيام الليل ص 104).

وهو منقطع بين مجاهد وعمر. كما في "المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 204).

(3)

في "م": (فإنَّ الشياطين لا تقيل)، وما في الأصل موافق لما في "مختصر قيام الليل".

ص: 361

ومِنْ حديثِ إسماعيلَ بن عياشٍ، عن إسحاقَ بن عبد الله بن أبي فَرْوَةَ أنه قال: "القائلةُ مِنْ عَمَلِ أهلِ الخيرِ، وهي مُجِمَّةٌ

(1)

للفؤادِ، مَقْواةٌ على قيامِ الليل"

(2)

.

ومِنْ حديثِ الفَيضِ بن إسحاقَ

(3)

: سَمِعْتُ الفَضلَ بن الحسنِ

(4)

، ومرَّ بقومٍ في السُّوقِ، فرأى منهم ما رأى فقال: أما يَقِيلُ هؤلاء؟ قالوا: لا. قال: إني لأرى ليلهم ليلَ سَوْء

(5)

.

ومِنْ جهةِ عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن خَوَّاتِ بن جُبَير

(6)

أنه قال: "نومُ أولِ النَّهارِ حُمْقٌ، ووَسَطُهُ خُلُقٌ، وآخِرُه خُرْقٌ"

(7)

‌104 - حديث: "استَعِينوا على إنجاحِ حوائِجِكم بالكِتْمانِ؛ فإنَّ كلَّ ذِي نِعمةٍ مَحْسودٌ".

الطبرانيُّ في مَعاجمه الثلاثة

(8)

، وعنه وعن غيرِه أبو نُعيم في

(1)

مَجَمَّة -بفتح الجيم والميم الثقيلة- أي: مكان الاستراحة، وبضم الميم؛ أي: مريحة. "فتح الباري"(9/ 550).

(2)

"مختصر قيام الليل" للمقريزي (باب الاستعانة بقائلة النهار على قيام الليل ص 104).

(3)

الفيض بن إسحاق أبو يزيد الرقي خادم الفضيل بن عياض، ذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 12) وقال: كان ممن يخطئ.

(4)

كذا في جميع النسخ المعتمدة، وفي "مختصر قيام الليل": (مرَّ الحسن بقومٍ

) هكذا من غير إسناد.

والفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري المدني، ذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 296)، وقال العجلي: تابعي ثقة. "معرفة الثقات"(2/ 205 رقم 1479).

(5)

"مختصر قيام الليل"(باب الاستعانة بقائلة النهار على قيام الليل ص 104).

(6)

خوَّات بن جبير بن النعمان بن أمية الأنصاري أبو عبد الله، وأبو صالح، ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما في البدريين. "الإصابة"(3/ 322 - 323).

(7)

"مختصر قيام الليل"(باب الاستعانة بقائلة النهار على قيام الليل ص 104).

ورواه البيهقي في "شعب الإيمان"(6/ 405 رقم 4407، 4408) عن خوَّات موقوفًا.

وقال ابن حجر: وأخرج سفيان بن عيينة في جامعه من حديث خوَّات بن جبير رضي الله عنه فذكره موقوفًا، وقال الحافظ: وسنده صحيح. "فتح الباري"(11/ 70).

وكتب في هامش الأصل و"ز" عن كلمة (خُرْق): يعني جنون.

(8)

"المعجم الكبير"(20/ 94 رقم 183)، و"المعجم الأوسط"(3/ 55 رقم 2455)، =

ص: 362

"الحلية"

(1)

مِنْ حديثِ سعيدِ بن سلام العَطَّار، عن ثورِ بن يَزيدَ، عن خالدِ بن مَعْدَان، عن معاذِ بن جبلٍ رفعه بهذا.

وكذا أخرجه ابنُ أبي الدنيا

(2)

، والبيهقيُّ في "الشعب"

(3)

، والعسكريُّ في الأمثالى، والخِلَعيُّ في فوائِدِهِ

(4)

، والقُضَاعيُّ في مسنده

(5)

.

وسعيدٌ

(6)

كذبه أحمدُ وغيرُه، وقال فيه العِجليُّ: لا بأس به

(7)

.

= و"المعجم الصغير"(2/ 292 رقم 1186)، حدَّثَنَا أبو مسلم الكشي حدثنا سعيد ابن سلام به. فذكره وقال في "الأوسط": لا يُروى هذا الحديث عن معاذ إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به سعيد.

(1)

"حلية الأولياء"(6/ 96) عن الطبراني وجماعة آخرين قالوا: حدثنا أبو مسلم الكشي به فذكره وقال: غريبٌ من حديث ثور لم نكتبه إلا من حديث سعيد عاليًا. ورواه في (5/ 215) من طريق سعيد بن سلام به فذكره وقال: غريبٌ من حديث خالد، تفرَّد به عنه ثور، حدَّث به عمرو بن يحيى البصري عن شعبة عن ثور.

(2)

لم أجده فيما وقفتُ عليه من كتب ابن أبي الدنيا.

(3)

"شعب الإيمان"(9/ 34 رقم 6228) من طريق سعيد بن سلام به.

(4)

"الخِلَعيَّات"(ص 129 رقم 30)، و (ص 241 رقم 100) من طريق سعيد بن سلام به.

(5)

"مسند الشهاب"(1/ 410، 412 رقم 707، 708) من طرقٍ عن سعيد بن سلام به.

وأخرجه ابن جميع الصيداوي في معجم شيوخه (ص 332) من طريق سعيد بن سلام به.

(6)

سعيد بن سلام العطار أبو الحسن البصري، قال محمد بن عبد الله بن نمير: كذَّاب، وأمر أحمدُ ابنَه بالضرب على حديثه. "العلل ومعرفة الرجال"(3/ 361 رقم 5585)، وقال أحمد أيضًا: كذَّاب. "الميزان"(2/ 141 رقم 3195)، وقال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(3/ 481 رقم 1610)، وقال أيضًا: يُذكر بوضع الحديث. "الضعفاء للعقيلي"(2/ 108)، وقال أبو زرعة وأبو حاتم: منكر الحديث. "سؤالات البرذعي"(2/ 369)، و"الجرح"(4/ 32)، وقال الدارقطني: متروك. "سؤالات البرقاني"(32).

(7)

معرفة الثقات (1/ 401 رقم 599).

لكن الراجح ما قاله فيه أكثر الأئمة. وقد حكم الأئمة بوضع هذا الحديث؛ قال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين: هذا موضوع، وليس له أصل. "المنتخب من علل الخلال"(ص 7 رقم 25).

وقال أبو حاتم: هذا حديثٌ منكر، كان سبب سعيد بن سلَّام -بعد القضاء-: ضَعْفه من هذا الحديث؛ لأنَّ هذا الحديث لا يُعرف له أصل. "علل الحديث لابن أبي حاتم"(مسألة 2258)، وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 504).

ص: 363

ولكنْ قد أخرجه العسكريُّ أيضًا

(1)

مِنْ

(2)

غيرِ طريقِهِ -بسندٍ ضعيفٍ- أيضًا عن وكيع، عن ثورٍ، ولفظه:"استَعِينوا على طلبِ حوائِجكم بكِتْمانِها، فإنَّ لكلِّ نِعْمَةٍ حَسَدَةٌ، ولو أنَّ امرأ كان أقْوَمَ مِنْ قَدحٍ، لكان له مِنَ النَّاسِ غامِزًا".

وهو مع ذلك مُنقطعٌ؛ فخالِدٌ لم يَسمعْ مِنْ مُعاذٍ

(3)

.

وله طريقٌ أخرى عند الخِلَعيِّ في "فوائده"

(4)

مِنْ حديثِ مروانَ الأصفر، عن النزَّالِ بن سَبْرةَ، عن عليٍّ رفعه:"استَعِينوا على قَضَاءِ الحوائِجِ بالكِتْمَان لها".

ويُستأنَسُ له بما أخرجه الطبرانيُّ في "الأوسط"

(5)

مِنْ حديثِ ابنِ عباسٍ مرفوعًا: "إنَّ لأهلِ النِّعَمِ حُسَّادًا فاحْذَرُوهم".

(1)

كتابه في عداد المفقود، ورواه أبو الشيخ في "أمثال الحديث"(ص 139 رقم 200) حدثنا نوح بن منصور، حدثنا محمد بن معقل بحلب، حدثنا وكيع، عن ثور ابن يزيد به.

ونوح بن منصور الأصبهاني؛ ذكره أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(3/ 406)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 332) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.

ومحمد بن معقل، لم أجد له ترجمة، ووقع في "الجامع" للخطيب (1/ 179): محمد بن معقل الأزدي بحمص، وقال الألباني في "السلسلة الضعيفة" (14/ 1030 رقم 6944): لم أعرفه، ولم يذكره الحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق".

(2)

في الأصل و"ز": عن، والتصويب من "م" و"د".

(3)

قاله أبو حاتم الرازي كما سبق في (ص 117).

(4)

"الخِلعيات"(ص 242 رقم 101) من طريق أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد القرقساني العطار، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال: حدثنا غندر قال: حدثنا شعبة عن مروان الأصفر به.

ومن دون غندر لم أجد لهم تراجم.

(5)

"المعجم الأوسط"(7/ 204 رقم 7277) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، حدثنا محمد بن مروان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعًا به.

وإسماعيل بن عمرو البجلي الكوفي، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(2/ 190 رقم 643)، وقال الدارقطني: ضعيف. "الضعفاء والمتروكون"(رقم 87). =

ص: 364

وفي البابِ عن جماعةٍ، ذكر عِدَّةَّ مَنهم الزَّيلَعيُّ في سورة الأنبياء مِنْ تخريجِهِ

(1)

.

والأحاديثُ الواردةُ في التَّحدُّثِ بالنِّعَمِ

(2)

مَحمولةٌ على ما بعد وُقُوعِها، فلا تكون مُعارِضةً لهذه.

نعم، إنْ ترتَّبَ على التَّحدُّثِ بها حَسَدُه، فالكِتْمانُ أولى.

‌105 - حديث: "استَعِينوا على إطفاءِ الحريقِ بالتكبير" في: "إذا رأيتُم"

(3)

.

‌106 - حديث: "استَعِينوا على كلِّ صَنْعةٍ بصالحِ أهلِها"

(4)

.

قد يُستأنَسُ له بقولِهِ صلى الله عليه وسلم: "ما كان مِنْ أمرِ دنياكم فإليكم"

(5)

.

= وقال العقيلي: في حديثه مناكير ويحيل على من لا يحتمل. "الضعفاء الكبير"(1/ 86).

ومحمد بن مروان؛ هو: السُّدِّي -بضم المهملة والتشديد- الأصغر الكوفي متهم بالكذب. "التقريب"(6284) فالإسناد ساقط بسببه.

(1)

تخريج أحاديث "الكشاف"(2/ 360 - 363 رقم 797).

(2)

من ذلك ما رواه أحمد في مسنده (25/ 227 رقم 15892)، وابن حبان في صحيحه (12/ 235 رقم 5417)، والطبراني في "المعجم الكبير"(19/ 283 رقم 623) من طريق أبي الأحوص أنَّ أباه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أشعث سيء الهيئة، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أما لك مالٌ؟ " قال: من كلِّ المال قد آتاني الله عز وجل. قال: "فإنَّ الله عز وجل إذا أنعم على عبدٍ نعمةً أحبَّ أنْ تُرى عليه". وإسناده صحيح.

(3)

تقدم برقم (64) من القسم المحقق، وهو في الأصل.

(4)

قال السيوطي: قال ابن النجار في تاريخه .. فساق بإسناده إلى القاضي أبي عمر محمد بن يوسف قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "استعينوا على كلِّ صنعةٍ بأهلها".

ثم قال السيوطي: وأورد ذلك الثعالبي في كتاب "اللطائف واللطف" فقال: ذكر إسنادًا يرفعه للنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "استعينوا في الصناعات بأهلها". "الدرر المنتثرة"(ص 84).

والقاضي أبو عمر محمد بن يوسف الأزدي مولاهم البصري، ثم البغدادي المالكي. توفي سنة (320 هـ)، كما في "سير أعلام النبلاء"(14/ 557) فبينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم أمدٌ بعيد.

وكلام ابن النجار لم أجده في المطبوع من "ذيل تاريخ بغداد" ولا في "الدرة الثمينة في أخبار المدينة" ولم أجد الحديث في كتاب "اللطائف واللطف" لأبي منصور الثعالبي (ط: دار العروبة).

(5)

رواه ابن ماجه في سننه (الرُّهُون - باب تلقيح النخل رقم 2471)، وأحمد في مسنده =

ص: 365

‌107 - حديث: "استَغنُوا عن الناسِ، ولو بشَوْصِ السِّواكِ".

البزارُ في مسنده

(1)

، والطبرانيُّ في معجمِهِ الكبير

(2)

، والعسكريُّ في "الأمثال"، والقُضاعيُّ في مسندِهِ

(3)

مِنْ حديثِ الأعمشِ، عن سعيدِ بن جُبَيرٍ، عن ابنِ عباسٍ مرفوعًا بهذا.

ورجالُهُ ثقاتٌ

(4)

.

= (41/ 401 رقم 24920)، وأبو يعلى في مسنده (6/ 198 رقم 3480)، و (6/ 237 رقم 3531)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(4/ 424 رقم 1722)، وابن حبان في صحيحه (1/ 201 رقم 22) جميعهم من طرقٍ عن حماد، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، وعن ثابت: عن أنس مرفوعًا بنحوه. وإسناده صحيحٌ على شرط مسلم، بل هو بهذا الإسناد عند مسلم في صحيحه (رقم 2363) مقتصرًا على قوله صلى الله عليه وسلم:"أنتم أعلم بأمر دنياكم" في قصة تأبير النخل.

(1)

"مسند البزار"(11/ 106 - 107 رقم 4824)، و (11/ 285 - 286 رقم 5080) من طريق عبد العزيز بن مسلم، قال: حدثنا الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعًا به فذكره وقال: وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن الأعمش إلا عبد العزيز بن مسلم، والأعمش فقد روى غير واحد عن سعيد وأرسل غير حديث، ولا نعلم أنَّ هذا الحديث مما سمعه من سعيد.

(2)

"المعجم الكبير"(11/ 444 رقم 12257) من طريق عبد العزيز بن مسلم عن الأعمش به.

(3)

"مسند الشهاب"(1/ 399 - 400 رقم 687، 688) من طريق عبد العزيز بن مسلم به.

وعبد العزيز بن مسلم؛ هو: القَسْمَلي -بفتح القاف وسكون المهملة وفتح الميم مُخفَّفًا- أبو زيد المروزي ثم البصري ثقةٌ عابدٌ ربما وهم

"التقريب"(4122).

ولعلَّ هذا الحديث مما وهم فيه، والأعمش مدلس وقد عنعن، وقد نَفَى البزارُ سماعَه لهذا الحديث من سعيد كما سبق، وقال علي بن المديني: إنما سَمِعَ الأعمش من سعيد بن جبير أربعة أحاديث

فذكرها. "جامع التحصيل" للعلائي (ص 189) وليس هذا منها.

(4)

وكذا قال الهيثمي في "المجمع"(3/ 253)، وقال العراقي: إسناده صحيح. "المغني عن حمل الأسفار"(1/ 1096 رقم 3977)، وقال الألباني: إسناده صحيح على شرط الشيخين. "السلسلة الصحيحة"(3/ 434 رقم 1450).

بينما استنكره الإمام أحمد؛ حيث روى الضياء في "المختارة"(4/ 143 رقم 175) هذا الحديثَ من طريق عبد العزيز بن مسلم به فذكره وقال: قال حمدان بن علي: سألتُ أحمدَ عن حديث عبد العزيز القَسْمَلي "استغنوا عن الناس؟ " قال: منكرٌ ما رأيتُ حديثًا أنكر منه. =

ص: 366

وفي لفظٍ أورده العسكريُّ

(1)

بدون إسنادٍ، لكن رَفَعَه:"استَغْنُوا عن الناسِ ولو عن قَصْمَةِ السِّواكِ".

وهو بقافٍ وصادٍ مُهملةٍ: أي ما انكسَرَ منه إذا اسْتِيكَ به.

ومِنْ هنا أنه لمَّا قِيلَ لابنِ عائشةَ

(2)

: ما شَوْصُ السِّواكِ؟ قال: "أما تَرَى الرجلَ يَستاكُ فيَبقى في أسنانِهِ شَظِيَّةٌ مِنَ السِّواكِ، فلا يَنتَفِعُ بها في الدنيا لشيءٍ؟! ".

والأحاديثُ في القَناعةِ والتَّعفُّفِ عن الناسِ مُفردةٌ بالتأليف

(3)

.

ومِنْ أقْرَبها (لمعنى هذا الحديث)

(4)

: حديث: "لأَنْ ياخذَ أحدُكم حَبْلًا، فيأتي بحُزمةِ حَطَبٍ على ظَهْرهِ فِيَبيعَهَا، فيَكُفَّ بها نفسَه؛ خيرٌ له منْ أنْ يسألَ

= ورجَّح أبو حاتم أنه مرسل، فقال: هكذا رواه عبد العزيز! ورواه جرير بن حازم، عن الأعمش عن الحكم بن عتيبة، عن ميمون بن أبي شبيب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا وهو أشبه. "علل الحديث لابن أبي حاتم"(مسألة 626)، وقال الدارقطني: غريبٌ من حديث الأعمش عن سعيد، تفرَّد به أبو زيد عبد العزيز بن مسلم القَسملي عنه. "أطراف الغرائب والأفراد"(3/ 169 رقم 2337).

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(5/ 168 - 169 رقم 3251) من طريق إسماعيل القاضي حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن الأعمش به فذكره، وقال: قال القاضي: هكذا رواه عبد العزيز بن مسلم، وقد خالفه غيرُ واحدٍ؛ رواه عن الأعمش، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى. قال الشيخ أحمد: هكذا وجدته، عن ابن أبي ليلى والحديث عندنا: عن الأعمش وغيره، عن الحكم، عن ميمون ابن أبي شبيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.

ثم رواه (5/ 169 رقم 3252) من طريق وهب بن جرير، حدثنا أبي، قال: سمعتُ الأعمش ومنصور بن زاذان، يحدِّثان عن الحكم بن عتيبة، عن ميمون بن أبي شبيب مرسلًا بنحوه.

فالقولُ قولُ الإمام أحمد ومن معه أنَّ الحديثَ منكرٌ مرفوعًا، والصواب المرسل.

(1)

في "تصحيفات المحدثين"(1/ 257) وقال: وكان قوله بقَصْمَة السِّواك -بالقاف والصاد غير معجمة- يعني: ما انكسر منه إذا استِيك به.

(2)

تقدمت ترجمته في الحديث (25)، وكلامه هذا لم أقف عليه.

(3)

ككتاب "القناعة والتعفُّف" لابن أبي الدنيا، وهو مطبوع.

(4)

في "م": (لهذا المعنى).

ص: 367

الناسَ؛ أعطوه أو مَنَعُوه"

(1)

.

‌108 - حديث: "اسْتَفْتِ قلبكَ

(2)

، وإنْ أفتاكَ الناسُ وأفتَوْكَ".

أحمدُ

(3)

، والدَّارميُّ

(4)

، وأبو يَعْلَى

(5)

في مسانِيدِهِم، والطبرانيُّ في "الكبير"

(6)

، وأبو نُعَيم في "الحلية"

(7)

مِنْ حديثِ أيوبَ بن عبدِ الله بن مِكْرَز

(8)

،

(1)

رواه البخاري في "صحيحه"(رقم 1471) من حديث الزبير بن العوام به.

(2)

في "م": (نفسك).

(3)

"مسند أحمد"(29/ 527 - 533 رقم 18001، و 18006) من طريق الزبير أبي عبد السلام، عن أيوب بن عبد الله بن مِكْرَز -ولم يسمعه منه- عن وابِصَة بن مَعْبَد الأسدي مرفوعًا به.

(4)

"مسند الدارمي"(3/ 1649 رقم 2575) من طريق الزبير أبي عبد السلام، عن أيوب بن عبد الله بن مِكْرَز الفِهْرِي، عن وابِصَة بن مَعْبَد الأسدي مرفوعًا به.

(5)

"مسند أبي يعلى"(3/ 160 - 162 رقم 1586، 1587) من طريق الزبير أبي عبد السلام به.

(6)

"المعجم الكبير"(22/ 148 - 149 رقم 403) من طريق الزبير أبي عبد السلام به. ووقع في المطبوع: عن أيوب عن عبد الله بن مِكْرَز؛ وهو تصحيف.

(7)

"حلية الأولياء"(2/ 24)، و (6/ 255) من طريق الزبير أبي عبد السلام به فذكره، وقال: رواه أبو سكينة الحمصي وأبو عبد الله الأسدي عن وابصة نحوه. وقال في الموضع الثاني: غريبٌ من حديث الزبير أبي عبد السلام لا أعرف له روايًا غير حماد.

ورواه البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 144 - 145 رقم 432) من طريق الزبير به فذكره وقال: ولم يذكر سماع بعضهم من بعض.

والزبير أبو عبد السلام؛ هو: الزبير جُوَاتَشِير البصري، وجُواتَشِير: اسم فارسي أوله جيمٌ مضمومة وبعد الألف مثناة فوقانية مفتوحة ومعجمة مكسورة. كما في "تعجيل المنفعة"(1/ 544 رقم 331)، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 333)، وضعفه الدولابي في "الكنى"(2/ 871).

وهو لم يسمع من أيوب بن عبد الله بن مكرز، كما سبق عند أحمد، والبخاري.

(8)

أيوب بن عبد الله بن مكرز العامري القرشي، كان معروفًا بالخطابة، ولاه معاوية غزو الروم، وروى عنه أكثر من واحد، وذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 26)، وقال الذهبي: لا يُعرف. "المغني في الضعفاء"(1/ 97 رقم 818)، وقال ابن حجر: مستور من الثالثة. "التقريب"(617).

ص: 368

عن (وابَصَةَ

(1)

به مرفوعًا)

(2)

في حديثٍ.

وفي البابِ عن النوَّاسِ

(3)

، وواثلةَ

(4)

، وغيرِهما

(5)

.

(1)

وابِصة -بكسر الموحدة ثم مهملة- ابن مَعبد بن عُتبة الأسدي، صحابيّ نزل الجزيرة وعُمِّر إلى قرب سنة تسعين. "الإصابة"(11/ 303 - 304)، و"التقريب"(7378).

قال الحافظ ابن رجب: ففي إسناد هذا الحديث أمران يُوجب كلٌّ منهما ضعفه: أحدهما: انقطاعه بين الزبير وأيوب؛ فإنَّه رواه عن قومٍ لم يسمعهم. والثاني: ضعف الزبير هذا .. "جامع العلوم والحكم"(2/ 94).

(2)

في "م": (ابن وابصة مرفوعًا).

(3)

رواه مسلم في صحيحه (البر والصلة - باب تفسير البر والإثم رقم 2553) بسنده إلى النواسِ قال: سألتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن البرِّ والإثم؟ فقال: "البِرُّ حُسنُ الخلق والإثمُ ما حَاكَ في صدرك وكرِهتَ أن يَطَّلِعَ عليه الناس".

(4)

أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(9/ 44) من طريق أحمد بن المقدام أبي الأشعث، حدثنا عبيد بن القاسم، حدثنا العلاء بن ثعلبة، عن أبي المَلِيح بن أسامة، عن واثِلَة بن الأسْقع قال: قلت: يا رسول اللَّه أفتني عن أمرٍ لا أسألُ عنه أحدًا بعدك. قال: "استفتِ نفسك وإن أفتاك المفتون".

وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 78 رقم 193) من طريق أحمد ابن المقدام، حدثنا عبيد بن القاسم بنحوه مطولًا.

وقد وقع في "المعجم الكبير": "عبثر بن القاسم" بدل"عبيد بن القاسم"، وصوَّبَ محقق الكتاب: أنه"عبثر". وهذا وهمٌ منه، وذلك أنَّ عَبْثَر بن القاسم الزُّبيدي ثقة، كما في "التقريب"(3197).

والذي يروي عن العلاء بن ثعلبة، ويروي عنه أبو الأشعث: هو عبيد بن القاسم، كما في "تهذيب الكمال"(19/ 229 رقم 3733)، وهو متروك كذَّبه ابن معين. "التاريخ؛ رواية الدوري"(4/ 396 رقم 4958)، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ذاهب الحديث، وقال أبو زرعة: حدَّث بأحاديث منكرة، لا ينبغي أن يُحدَّث عنه. "الجرح والتعديل"(5/ 412 رقم 1914).

فإسناد حديث واثلة ضعيف جدًّا من أجل عبيد بن القاسم.

(5)

كحديث أبي أمامة الذي رواه أحمد في مسنده (36/ 357 رقم 22199)، وابن حبان في صحيحه (1/ 402 رقم 176)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 14)، و (4/ 99) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جدِّه ممطور، عن أبي أُمامة، قال: قال رجلٌ: يا رسولَ اللَّه، ما الإثم؟ قالَ:"إذا حاك في صدرك شيءٌ فدعه".

وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (2/ 95): وهذا إسنادٌ جيِّدٌ على شرط مسلم، فإنَّه خرَّج حديث يحيى =

ص: 369

‌109 - حديث: "اِسْتَفْرِهُوا

(1)

ضَحَاياكم، فإنها مَطَايَاكم على الصِّراطِ".

أسْنَدَه الدَّيلميُّ

(2)

مِنْ طريقِ ابنِ المباركِ، عن يحيى بن عُبَيدِ الله

(3)

، عن أبيه، عن أبي هريرةَ رفعه بهذا، ويحيى ضعيفٌ جدًّا.

ووَقَعَ في "النهايةِ"

(4)

لإمام الحرمين، ثم في "الوسيط"

(5)

، ثم في العزيز

(6)

: "عَظِّموا ضَحَاياكم، فإنها على الصِّراطِ مَطَاياكم".

وقال الأول

(7)

: معناه أنها تكونُ مَرَاكبَ للمُضَحِّين، وقيل: إنها تُسَهِّلُ الجَوَازِ على الصراطِ.

= ابن أبي كثير، عن زيد بن سلام، وأثبت أحمد سماعَه منه، وإنْ أنكره ابنُ معين.

وحديث أبي ثعلبة الخُشني الذي رواه أحمد في مسنده (29/ 278 رقم 17742)، ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 219 رقم 585) من حديث أبي ثعلبة رضي الله عنه مرفوعًا وفيه:"البِرُّ ما سكَنَتْ إليه النفسُ واطمأنَّ إليه القلبُ، والإثم ما لم تسكن إليه النَّفسُ، ولم يطمئنَّ إليه القلب، وإنْ أفتاك المفتون".

ورجال إسناده ثقات، وقال ابن رجب: وهذا أيضًا إسنادٌ جيد. "جامع العلوم والحكم"(2/ 95)، وقد ذكر ابن رجب في "جامع العلوم والحكم"(2/ 94 - 96) عددًا من الأحاديث والآثار في هذا الباب.

(1)

قال المناوي في "فيض القدير"(1/ 634): أي: استكرِموها فضَحُّوا بالكريمة الشابة المَليحة الحسنة المنظر والسَّير، الفارهة المليحة والفتية.

(2)

كما في "الغرائب الملتقطة" من طريق ابن المبارك عن يحيى بن عبيد الله به.

(3)

يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب -بفتح الميم والهاء بينهما واو ساكنة- التيمي المدني؛ قال أحمد: ليس بثقة. "العلل"(2/ 379 رقم 2692)، وقال أيضًا: أحاديثه أحاديثٌ مناكير لا يُعرف هو ولا أبوه. "العلل"(2/ 489 رقم 3222)، وقال أبو بكر بن أبي شيبة: كان غير ثقة في الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث جدًّا. "الجرح والتعديل"(9/ 167 رقم 692)، وقال ابن حجر: متروك وأفحش الحاكم فرماه بالوضع. "التقريب"(7599).

فالإسناد ضعيف جدًّا بسبب يحيى بن عبيد الله.

(4)

"نهاية المطلب في دراية المذهب"(18/ 175).

(5)

"الوسيط في المذهب" لأبي حامد الغزالي (7/ 131).

(6)

"العزيز شرح الوجيز" للرافعي (12/ 60).

(7)

يعني إمام الحرمين.

ص: 370

لكن قد قال ابنُ الصلاحِ: إنَّ هذا الحديثَ غيرُ مَعروفٍ ولا ثابتٍ فيما عَلِمْناه

(1)

.

وقال ابنُ العربيِّ في "شرح الترمذي"

(2)

: ليس في فَضْلِ الأضحيةِ حديثٌ صحيحٌ، ومنها قوله:"إنها مَطَاياكم إلى الجنةِ".

‌110 - حديث: "الإسلامُ يَعْلُو، ولا يُعلَى".

الدَّارقطنيُّ في النكاحِ مِنْ سنَنِهِ

(3)

، والرُّويانيُّ في مسندِهِ

(4)

، ومِنْ طريقِهِ الضِّياءُ في "المختارة"

(5)

؛ كلاهما مِنْ جهةِ شَبَابِ بن خيَّاطٍ العُصْفُريِّ

(6)

: حدثنا حَشْرَجُ بن عبدِ الله بن حَشْرَجٍ

(7)

، حدثني أبي

(8)

، عن جدِّي

(9)

، عن عائِذِ بن عَمرو المُزَنيِّ

(10)

رفعه بهذا.

(1)

"مشكل الوسيط" المطبوع "بهامش الوسيط"(7/ 131)، وقد عزاه المحقق للمخطوط.

(2)

"عارضة الأحوذي"(6/ 288).

(3)

"سنن الدارقطني"(النكاح، باب المهر 4/ 371 رقم 3620) من طريق شباب بن خياط به.

(4)

"مسند الروياني"(2/ 37 رقم 783) من طريق شباب بن خياط به فذكره.

(5)

"الأحاديث المختارة"(8/ 240 رقم 291).

(6)

شبَاب -بفتح المعجمة وموحدتين الأولى خفيفة- هو لقب لخليفة بن خيَّاط -بالتحتانية المثقلة- ابن خليفة بن خيَّاط العُصْفُري -بضم العين المهملة وسكون الصاد المهملة وضم الفاء- أبو عمر البصري، صدوقٌ ربما أخطأ وكان أخباريًّا علامة من العاشرة خ. "التقريب"(1743).

(7)

حَشْرَج بن عبد الله بن حَشْرَج بن عائذ بن عمر المزني أبو صخر، قال أبو حاتم: شيخ. "الجرح والتعديل"(3/ 296 رقم 1317).

(8)

عبد الله بن حَشْرَج بن عائذ المزني، قال أبو حاتم: لا يُعرف. "الجرح والتعديل"(5/ 40 رقم 183).

(9)

حَشْرَج بن عائذ بن عمرو المزني، قال أبو حاتم: لا يُعرف. "الجرح والتعديل"(3/ 295 رقم 1316)، فالإسناد ضعيف فيه مجاهيل.

(10)

عائذ بن عمرو بن هلال المزني أبو هبيرة البصري؛ صحابي، كان ممن بايع تحت الشجرة، مات في ولاية عبيد الله بن زياد

"الإصابة"(5/ 543 - 544)، و"التقريب"(3118).

ص: 371

ورواه الطبرانيُّ في "الأوسط"

(1)

، والبيهقيُّ في "الدلائل"

(2)

عن عُمرَ، وأسلمُ بن سهلٍ في "تاريخ واسط"

(3)

عن معاذٍ؛ كلاهما به مرفوعًا، وعلَّقه البخاريُّ في صحيحه

(4)

.

‌111 - حديث: "اسمحْ يُسمح لك

(5)

".

(1)

"المعجم الأوسط"(6/ 126 - 129 رقم 5996)، و"المعجم الصغير"(2/ 153 رقم 948)، حدثنا محمد بن علي بن الوليد البصري قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال: حدثنا معتمر بن سليمان قال: حدثنا كَهْمس بن الحسن قال: حدثنا داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي قال: حدثنا عبد الله بن عمر، عن أبيه عمر ابن الخطاب مرفوعًا به في حديثٍ طويل (المعروف بحديث الضب) فذكره وقال: لم يرو هذا الحديث عن داود بن أبي هند بهذا التمام إلا كَهْمس، ولا عن كَهْمس إلا معتمر، تفرَّد به محمد بن عبد الأعلى.

(2)

"دلائل النبوة"(6/ 36 - 38) من طريق محمد بن علي السلمي به فذكره.

ومحمد بن علي بن الوليد السُّلمي البصري، قال أبو بكر الإسماعيلي: منكر الحديث. "معجم شيوخه"(1/ 458 رقم 112)، وقال الذهبي: روى أبو بكر البيهقي حديث الضب من طريقه بإسنادٍ نظيف، ثم قال البيهقي: الحملُ فيه على السُّلمي هذا. قلت: صدق والله البيهقيُّ؛ فإنه خبرٌ باطلٌ. "الميزان"(3/ 651 رقم 7964).

ليس في مطبوع "الدلائل" كلام البيهقي هذا. والأمر كما قال، فإنَّ رجال الإسناد ثقات ما عدا السُّلمي هذا، فهو آفة الحديث، والله أعلم.

(3)

"تاريخ واسط"(ص 155) من طريق عمران بن أبان، قال: حدثنا شعبة عن عمرو ابن أبي حكيم عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الدؤلي، عن معاذ بن جبل مرفوعًا بلفظ: "الإيمان يعلو

".

وعمران بن أبان؛ هو: أبو موسى الطحَّان الواسطي السُّلَمي أو القرشي، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(6/ 293 رقم 1627)، وقال ابن حجر: ضعيف. "التقريب"(5143)، فالإسناد ضعيف بسببه.

(4)

"صحيح البخاري" (الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يُصلَّى عليه

قبل حديث 1354) من قول ابن عباس رضي الله عنهما.

وأسنده أبو عبيد في "كتاب الأموال" 1/ 224 - 225 رقم 352)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(3/ 257 رقم 5267) من طرقٍ عن عكرمة، عن ابن عباس به، وأسانيدهم صحيحة. ولذلك فإنَّ الحديثَ المرفوعَ يتقوَّى به، وقد حسَّنه الألباني بمجموع طرقه في "إرواء الغليل"(5/ 106 رقم 1268).

(5)

أي: سَهِّل يُسَهَّل عليك. "النهاية في غريب الحديث والأثر"(2/ 398).

ص: 372

أحمد

(1)

، والطبراني في الصغير

(2)

والأوسط

(3)

، والعسكري؛ كلهم من جهة الوليد بن مسلم

(4)

، عن ابن جريج

(5)

، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس رفعه بهذا.

ورجاله ثقات.

ورواه تمام في فوائده

(6)

من حديث حَفص بن غِيَاث، عن ابن جريج في حديثٍ طويلٍ، بل رواه من حديث ابن عياش، عن ابن جريج، وقال: إنه خطأ من راوِيهِ، والصواب الوليد، لا ابن عياش

(7)

.

(1)

"مسند أحمد"(4/ 103 رقم 2233) قال عبد الله: وجدتُ في كتاب أبي بخطِّ يده: حدثنا مهدي بن جعفر الرَّملي، حدثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جريج به.

مهدي بن جعفر الرَّملي، قال ابن معين: ثقة لا بأس به. "سؤالات ابن الجنيد"(ص 166 رقم 551)، وقال البخاري: حديثه منكر. "ميزان الاعتدال"(4/ 195).

وقال ابن عدي: ممن يروي عن الثقات أشياء لا يتابعه عليها أحد. "الكامل"(3/ 33).

فإسناد أحمد ضعيفٌ بسببه لكنه مُتابعٌ كما سيأتي عند الطبراني.

(2)

"المعجم الصغير"(2/ 281 رقم 1169) من طريق عمر بن عثمان، حدثنا الوليد ابن مسلم، حدثنا ابن جريج، عن عطاء ..

(3)

كلمة (والأوسط) ليست في "م"، والحديث في "المعجم الأوسط"(5/ 211 رقم 5112) من طريق الحكم بن موسى، حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا ابن جريج: أنه سمع عطاء يحدِّث عن ابن عباس به فذكره، وقال: لم يروه عن ابن جريج إلا الوليد بن مسلم.

ورواه الحارث في مسنده - كما في "بغية الباحث"(2/ 975 رقم 1081)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1/ 376 رقم 648) من طريقين عن الوليد بن مسلم به.

(4)

الوليد مدلس، لكنه صرَّح بالسماع في رواية الطبراني في المعجمين، فانتفت شبهة التدليس.

(5)

ابن جريج مدلس، لكنه صرَّح بالسماع كما في رواية الطبراني في "الأوسط".

فصار الإسناد صحيحًا، وقد قال الهيثمي: ورجالهما رجال الصحيح. "المجمع"(10/ 315).

(6)

"فوائد تمام"(1/ 289 رقم 719) من طريق يوسف بن موسى، حدثنا حفص بن غِيَاث به. ويوسف بن موسى؛ الأقرب أنه يوسف بن موسى بن راشد القطان أبو يعقوب الكوفي، وهو صدوق من العاشرة. "التقريب"(7887).

(7)

"فوائد تمام"(1/ 288 - 289 رقم 718) من طريق سليمان بن عبد الرحمن، =

ص: 373

وقد أفرد الحافظ أبو محمد بن الأكْفَاني

(1)

طرقه، وحسَّنه العراقيُّ

(2)

، ولم يُصِبْ من حكم عليه بالوضع

(3)

.

وفي معناه ما رويناه في "المجالسة"

(4)

من طريق عَوْف قال: أخذ الحسن شَعرَه فأعطى الحجَّام درهمين، فقيل له: يكفيه دانق، فقال: "لا تُدَنِّقوا

= حدثنا ابن عياش، حدثنا ابن جريج به فذكره وقال: هكذا رواه يزيد بن محمد، فقال: ابن عياش.

وسليمان بن عبد الرحمن أبو أيوب الدمشقي التميمي؛ ابن ابنة شرحبيل، قال يحيى ابن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صدوق مستقيم الحديث، ولكنه أروى الناس عن الضعفاء والمجهولين، وكان عندي في حدٍّ لو أنَّ رجلًا وضع له حديثًا لم يفهم وكان لا يميِّز. "الجرح والتعديل"(4/ 129)، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ. "التقريب"(2588).

فلعلَّ هذه الرواية من أخطائه، ويكون الحمل عليه لا على يزيد بن محمد، فإنه ثقة، ويكون المحفوظ: ما رواه الجماعة عند الطبراني في "الأوسط" و"الصغير"، والحارث، والقضاعي؛ عن الوليد عن ابن جريج به، والله أعلم.

وقد قال الحافظ ابن عساكر: وفي قول تمام هذا نظر؛ فقد رواه سليمان في تضاعيف أحاديث ابن عيَّاش عن ابن جريح، ولا يمتنع أن يكون ابن عياش سمعه من ابن جريح. ثم رواه من غير طريق تمام عن يزيد بن محمد عن سليمان به. "تاريخ دمشق"(63/ 279).

(1)

أبو محمد هبة اللَّه بن أحمد بن محمد الأنصاري الدمشقي، المعروف بابن الأكفاني، قال السِّلَفي: هو حافظٌ مكثرٌ ثقة .. مات سنة (524 هـ). "سير أعلام النبلاء"(19/ 576)، وكتابه "جزء فيه طرق "اسمح يُسمح""؛ رواه الحافظ ابن حجر في "المعجم المفهرس"(ص 67 رقم 141).

(2)

حسَّنه في رسالته في الردِّ على الصَّغَاني في كتابه "الدر الملتقط" المطبوعة في آخر "مسند الشهاب"(2/ 363)، وقال في "المغني عن حمل الأسفار" (1/ 426 رقم 1621): رجاله ثقات.

(3)

حكم عليه بالوضع: الصغانيُّ في كتابه "الدر الملتقط في تبيين الغلط"(ص 26 رقم 27).

(4)

"المجالسة وجواهر العلم"(6/ 351 رقم 2756) من طريق إبراهيم بن فهد، حدثنا عثمان بن الهيثم، حدثنا عَوف به.

وإبراهيم بن فهد بن حكيم أبو إسحاق البصري، قال ابن عدي: سائر أحاديثه مناكير وهو مظلم الأمر. "الكامل"(1/ 270).

ص: 374

فيُدَنَّق

(1)

عليكم".

‌112 - حديث: "اسمعوا وأطيعوا وإنْ استُعمِلَ عليكم عبدٌ حبشي كأنَّ رأسه زبيبةٌ

(2)

".

البخاري في الأحكام من صحيحه

(3)

من حديث شعبة، عن أبي التيَّاح يزيد بن حُمَيد، عن أنس مرفوعًا به.

‌113 - حديث: "اسْمعي يا جارة"

(4)

.

هو كلامٌ قاله الحجَّاج المِسكين

(5)

لأنس رضي الله عنه حين شكَى منه: "إنما مَثَلي ومَثَلُك كقول الذي قال: إيَّاكِ أعني واسمعي يا جارة"

(6)

.

‌114 - حديث: "أسْوَأ" في: "إنَّ أسوأ"

(7)

.

(1)

الدَّانق -بفتح النون وكسرها- هو سدس الدرهم

والمُدَنِّق: المُستقْصِي

وأهل العراق يقولون: فلان مُدَنِّق إذا كان يُداقّ النظر في مُعامَلاته ونَفقاته ويَسْتَقْصِي. "لسان العرب"(10/ 105 دنق).

وفي الباب ما رواه البخاري في صحيحه (رقم 1433)، ومسلم في صحيحه (رقم 1029) من حديث أسماء بنت أبي بكر قالت: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: "أنفقي ولا تُحصي فيُحصي الله عليك".

(2)

قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(2/ 187): قيل: شبَّهه بذلك لصِغَر رأسه، وذلك معروفٌ في الحبشة، وقيل: لسواده، وقيل: لقِصَر شعرِ رأسه.

(3)

"صحيح البخاري"(الأحكام - باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية رقم 7142).

(4)

هو مثلٌ يُضرب لمن يتكلم بكلامٍ ويريد به شيئًا غيره. قال أبو الهلال العسكري في "جمهرة الأمثال"(1/ 29): المثل لسيَّار بن مالك الفِزَاري، قاله لأخت حارثة بن لَأم الطائي.

(5)

يعني الحجاج بن يوسف الثقفي السَّفَّاح.

(6)

في قصةٍ رواها ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 372 - 373) بإسناده إلى الأعمش قال: كتب أنس بن مالك .. فذكرها.

والأعمش رأى أنس بن مالك، ولم يسمع منه. قاله أبو حاتم "الجرح والتعديل"(4/ 146).

(7)

هو في الأصل، وسيأتي برقم (222) من هذا القسم المحقق.

ص: 375

‌115 - حديث: "اشتدِّي أزمةُ تنفرجي".

العسكري في الأمثال، والديلمي

(1)

، والقضاعي

(2)

؛ كلهم من حديث أمية بن خالد، حدثنا الحسين بن عبد الله بن ضُمَيرة، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وذكره.

والحسين: كذاب

(3)

.

والمراد: ابلُغي في الشدة النهاية حتى تنفرجي، وذلك أنَّ العربَ كانت تقول:"إنَّ الشِّدةَ إذا تناهَتْ انفرَجَتْ".

قلت: وقد عَمِلَ أبو الفضل يوسف بن محمد الأنصاري -عُرف بابن النحوي

(4)

- لفظَ هذا الحديث مَطلعَ قصيدةٍ في الفَرَج

(5)

؛ بديعةٍ في معناها، وشرَحَهَا بعضُ المغاربة في مجلدٍ حافلٍ

(6)

، ولخَّص منه غير واحدٍ من العصريِّين شرحًا.

(1)

كما في "الغرائب الملتقطة" من طريق أبي أحمد العسكري، حدثنا أحمد بن يحيى ومحمد بن عرَرة، قالا: حدثنا أبو الأشعث، حدثنا أمية بن خالد به فذكره.

ووقع في المخطوط بدل الحسين بن عبد الله بن ضميرة: الحسين بن عبد الله ابن عمرو بن شعيب، وهو تحريف.

(2)

"مسند الشهاب"(1/ 436 - 437 رقم 748) من طريق أمية بن خالد به.

(3)

الحسين بن عبد الله بن ضميرة الحِمْيَري: كذَّاب، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (61).

والإسناد موضوعٌ بسببه.

(4)

أبو الفضل يوسف بن محمد بن يوسف التوزري، المعروف بابن النحوي. توفي سنة (513 هـ) ترجمته في "بغية الوعاة" للسيوطي (2/ 362 رقم 2196)، و"الأعلام للزركلي"(8/ 247).

(5)

القصيدة المنفرجة المطبوعة مع شرحها للشيخ زكريا الأنصاري (ص 43).

وقد أشار السبكي في "طبقات الشافعية"(8/ 56 - 60) إلى الخلاف في قائلها.

(6)

لعلَّه أبو العباس أحمد بن أبي زيد عبد الرحمن النُّقَاوسي البِجَائي -نسبة إلى بِجَايَة في المغرب- (ت 810 هـ)، وسمى شرحه "الأنوار المنبلجة في بسط أسرار المنفرجة". "كشف الظنون"(2/ 1347).

ص: 376

وعارضها الأديبُ الجليل أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد ابن أبي القاسم التِّجَّاني

(1)

، ولكن إنما ابتدأها بقوله:

لا بدَّ لضيقٍ من فرجِ

بخواطر علمك لا يهِجِ

(2)

وذكر أبو موسى المديني في "ذيل الغريبين"

(3)

-من جمعه- أنَّ المراد بقولهم في هذا المثل (أزْمَة): امرأة اسمها أزمة، أخذها الطَّلقُ فقيل لها ذلك؛ أي: تصبَّري يا أزمة حتَّى تنفرجي عن قريب بالوضع. قاله مغلطاي في "حاشية أسد الغابة"

(4)

. انتهى.

وليس في "الذيل" التصريحُ بما يدُلُّ على صحبتها

(5)

، بل قال فيه عَقِبَ هذا: ذكره بعض الجهَّال، وهذا باطل.

زاد بعضهم: أنَّ الذي قال لها ذلك هو النبي صلى الله عليه وسلم.

‌116 - حديث: "اشتدَّ غضبُ اللَّه على منْ ظلمَ منْ لا يجد ناصرًا غيرَ اللَّه".

أسنده القضاعي

(6)

والديلمي

(7)

من حديث الطبراني

(8)

من جهة شريك، عن أبي إسحاق.

السبيعي، عن الحارث الأعور

(9)

، عن عليٍّ رفعه بلفظ:"يقول اللَّه: اشتدَّ غضبي" وذكره.

(1)

أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد التجاني توفي بعد (711 هـ). "الأعلام" للزركلي (5/ 324).

(2)

في "م": (يلج).

(3)

"المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث"(1/ 66).

(4)

نقل عنه الحافظ ابن حجر في مواضع كثيرة من "الإصابة"، منها على سبيل المثال:(1/ 454).

(5)

في "ز" و "م": (صحتها).

(6)

"مسند الشهاب"(2/ 324 - 325 رقم 1452) من طريق سليمان بن أحمد الطبراني به نحوه.

(7)

"الغرائب الملتقطة" من طريق الطبراني به فذكره.

(8)

"المعجم الأوسط"(2/ 352 رقم 2207) من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي به بلفظ:"لا يجد ناصرًا غيري" فذكره وقال: لم يروه عن أبي إسحاق إلا شريك، تفرَّد به مِسعر بن الحجاج.

(9)

الحارث الأعور ضعيف جدًّا كما سبق في الحديث (2)، فالإسناد ضعيفٌ جدًّا.

ص: 377

والأعور: كذاب.

‌117 - حديث: "أشدُّ الناسِ بلاءً الأنبياءُ، ثم الأمثلُ فالأمثل".

الترمذي في الزهد من جامعه

(1)

من حديث عاصم بن بَهْدَلة

(2)

، عن مصعب بن سعد، عن أبيه قال: قلت: يا رسول اللَّه أيُّ الناس أشدُّ بلاءً؟ قال: "الأنبياءُ، ثم الأمثلُ فالأمثل؛ فيُبتلى الرجلُ على حسب دينه؛ فإنْ كان دِينُه صُلْبًا اشتدَّ بلاؤه، وإنْ كان في دِينه رِقَّة ابْتُلِي على حسب دِينه فما يَبرَحُ البلاءُ بالعبد حتى يترُكه يمشي على الأرض وما عليه خطيئةٌ".

وكذا هو عند النسائي في الكبرى

(3)

، وابن ماجه في الفتن من سننه

(4)

، والدارمي في الرقاق من مسنده

(5)

، وأخرجه أحمد بن حنبل

(6)

، وابن منيع

(7)

، وأبو يعلى

(8)

، وابن أبي عمر

(9)

في مسانيدهم؛ كلهم من حديث عاصم.

وهو عند مالك في "الموطأ"

(10)

، وآخرين

(11)

.

وقال الترمذي: إنه حسنٌ صحيح.

(1)

"جامع الترمذي"(الزهد - باب ما جاء في الصبر على البلاء رقم 2398) وقال: حسن صحيح.

(2)

عاصم بن بهْدلة؛ صدوقٌ، وسبقت ترجمته في الحديث (47)، وهو متابعٌ كما سيأتي.

(3)

"سن النسائي الكبرى"(الطب - أي الناس أشد بلاءً 7/ 46 رقم 7439) من طريق عاصم به.

(4)

"سنن ابن ماجه"(الفتن - باب الصبر على البلاء رقم 4023) من طريق عاصم به.

(5)

"مسند الدارمي"(الرقاق، باب في أشدِّ الناس بلاءً 3/ 1831 - 1832 رقم 2825).

(6)

"مسند أحمد"(3/ 87 رقم 1494)، و (3/ 128 رقم 1555) من طرقٍ عن عاصم به نحوه.

(7)

لم أجده في "المطالب العالية" ولا "إتحاف الخيرة المهرة".

(8)

"مسند أبي يعلى"(2/ 143 رقم 830) من طريق عاصم به.

(9)

لم أجده في "المطالب العالية" ولا "إتحاف الخيرة المهرة".

(10)

لم أجده فيما وقفتُ عليه من روايات "الموطأ".

(11)

كالطيالسي في مسنده (1/ 174 رقم 212)، والبزار في مسنده (3/ 353 رقم 1154)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 372) جميعهم من طرقٍ عن عاصم به.

ص: 378

وصححه ابن حبان

(1)

والحاكم

(2)

، وأخرجه أيضًا

(3)

من حديث العلاء ابن المسيِّب، عن مصعب.

وللطبراني

(4)

من حديث فاطمة

(5)

رفعه: "أشدُّ الناسِ بلاءً الأنبياءُ ثم الصالحون" الحديث.

وأورده الغزالي

(6)

بلفظ: "البلاءُ مُوكَلٌ بالأنبياء، ثم الأولياء، ثم الأمثل فالأمثل".

(1)

"صحيح ابن حبان"(7/ 160 رقم 2900)، و (7/ 184 رقم 2921).

(2)

رواه في "المستدرك"(الإيمان 1/ 41) من طرقٍ عن عاصم به، وقال: صحيح على شرط الشيخين.

(3)

"المستدرك"(الإيمان 1/ 40 - 41) من طريق العلاء به، وقال: صحيحٌ على شرط الشيخين. والإسناد صحيحٌ كما قال الحاكم، وقد استَعْمَلَ البخاريُّ هذا الحديث عنوان بابٍ في صحيحه (المرضى، باب أشدّ الناس بلاءً الأنبياء ثم الأول فالأول).

(4)

"المعجم الكبير"(24/ 245 رقم 629) من طريق شعبة، عن حُصين بن عبد الرحمن قال: سمعتُ أبا عبيدة بن حذيفة يحدِّث عن عمته فاطمة به فذكره.

وأخرجه هو في الكبير (24/ 244 - 246 رقم 626 - 630)، والنسائي في "السنن الكبرى"(7/ 47 رقم 7440)، وبرقم (7454)، و (7567) من طرقٍ عن حصين بنحو حديث سعد.

وحُصَين بن عبد الرحمن السُّلَمي أبو الهُذيل الكوفي؛ ثقة تغيَّر حفظه في الآخر من الخامسة

ع "التقريب"(1396)، وبيَّن العلائي أنه من القسم الأول من أقسام المختلطين (وهو: من لم يوجب ذلك له ضعفًا أصلًا، ولم يحطّ من مرتبته

). "المختلطين"(ص 21)، وبيَّن العراقيُّ أنَّ سماعَ شعبة منه قديم قبل تغيُّره. التقييد والإيضاح (ص 406).

وأبو عبيدة بن حذيفة بن اليمان العبسي، قال العجلي: تابعي ثقة. معرفة الثقات (2/ 414 رقم 2199)، وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 590)، وقال ابن حجر: مقبول. التقريب (8229).

فالإسناد فيه ضعفٌ يسير بسببه، لكنه يتقوَّى بما قبله، فيكون حسنًا لغيره، والله أعلم.

(5)

فاطمة بنت اليمان العَبْسية أخت حذيفة؛ صحابية لها حديث س. "التقريب"(8659).

(6)

"إحياء علوم الدين"(4/ 28).

ص: 379

‌118 - حديث: "اشْفَعُوا تُؤجروا".

الشيخان

(1)

من حديث بُرَيد بن عبد الله بن أبي بُردة، عن جده عن أبي موسى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه السائل أو طُلِبت إليه حاجة قال: "اشفعوا تُؤجروا ويقضي الله على لسان نبيِّه ما شاء".

وفي لفظ لأبي داود

(2)

: "اشفَعُوا لي لتُؤجَروا، وليقضِ الله على لسانِ نبيه ما شاء".

وهي موضحةٌ لمعنى رواية الصحيحين.

ولأبي داود

(3)

والنسائي

(4)

من حديث همام بن منبه، عن معاوية رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ الرجلَ ليسألني الشيءَ فأمنعه؛ كي تَشفعوا فتُؤجروا"، وإنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"اشفعوا تُؤجروا".

وفي الباب عن جماعة

(5)

، وروى البيهقي

(6)

من طريق المُزَني، عن الشافعي قال:"الشفاعات زكاة المروءات".

‌119 - حديث: "أشهدُ أني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم

-".

قال الرافعي: المنقولُ: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في تشهده: "أشهدُ أني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم"

(7)

انتهى.

(1)

"صحيح البخاري"(رقم 1432)، و (رقم 6027)، و (رقم 6028)، و (رقم 7476)، و"صحيح مسلم"(رقم 2627).

(2)

"سنن أبي داود"(الأدب، باب في الشفاعة رقم 5131) من طريق بُريد بن عبد الله به.

(3)

"سنن أبي داود"(الأدب، باب في الشفاعة رقم 5132) من طريق همام بن منبه به.

(4)

"سنن النسائي"(الزكاة، الشفاعة في الصدقة رقم 2557) من طريق همام بن منبه به. وإسنادهما صحيحٌ، والله أعلم.

(5)

من ذلك: حديث ابن عمر الذي رواه البخاري في صحيحه (رقم 2442)، ومسلم في صحيحه (رقم 2580) أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "

من كان في حاجةِ أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج الله عنه بها كُربةً من كُرَب يوم القيامة، ومن ستَرَ مسلمًا ستره اللَّه يوم القيامة".

وحديث أبي هريرة الذي رواه مسلم في صحيحه (رقم 2699) بنحو حديث ابن عمر.

(6)

في "مناقب الشافعي"(2/ 206).

(7)

"العزيز شرح الوجيز"(1/ 422).

ص: 380

قال شيخنا في "تلخيص تخريجه"

(1)

: ولا أصل لذلك كذلك، بل ألفاظُ التشهُّدِ متواترةٌ عنه صلى الله عليه وسلم وأنه كان يقول:"أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله"، و"عبدُه ورسولُه".

وللأربعة

(2)

من حديث ابن مسعود في خطبة الحاجة: "وأشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله".

نعم في البخاري

(3)

عن سلمة بن الأكوع: لما خَفَّتْ أزْوادُ

(4)

القوم، فذكر الحديث في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال:"أشهدُ أنْ لا إله إلا الله وأني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم".

وله شاهدٌ عند مسلم

(5)

عن أبي هريرة.

وفي "مغازي موسى بن عقبة"

(6)

مُعْضلًا، كما أورده البيهقي في قدوم

(1)

"التلخيص الحبير"(1/ 381).

(2)

رواه أبو داود في سننه (رقم 2118) من طريق سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، ومن طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص وأبي عبيدة، عن عبد الله، والترمذي في جامعه (رقم 1105)، والنسائي في سننه (رقم 3277) من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله. وابن ماجه في سننه (رقم 1892) من طريق عيسى بن يونس، حدثني أبي، عن جدي أبي إسحاق عن أبي الأحوص، عن عبد الله. والنسائي في سننه (رقم 1404) من طريق شعبة قال: سمعتُ أبا إسحاق يحدِّث عن أبي عبيدة، عن عبد الله.

جميعهم بلفظ: "وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله".

وهذا الاختلاف لا يضر؛ فقد بيَّنت رواية أبي داود أنَّ أبا إسحاق رواه عن أبي الأحوص وأبي عبيدة معًا، ورواية أبي عبيدة عن أبيه ابن مسعود منقطعة، لكنها تتقوَّى بروايةِ أبي الأحوص، وقد سبق في الحديث (5) أنَّ عنعنة أبي إسحاق، عن أبي الأحوص لا تضر. فيكون الإسناد صحيحًا، والله أعلم.

(3)

"صحيح البخاري"(رقم 2484) رقم 2982).

(4)

أزْوَاد: جمع زاد؛ وهو طعام السفر والحضر جميعًا. "لسان العرب"(3/ 198).

(5)

"صحيح مسلم"(رقم 27)، و (رقم 111).

(6)

"مغازي موسى بن عقبة"(جمع ودراسة: محمد باقشيش أبي مالك ص 308 - 313).

وساقه من طريقه البيهقي في "دلائل النبوة"(5/ 299 - 304).

وهو معضلٌ لأنه من رواية موسى بن عقبة وهو إنما يروي عن التابعين، كما في "تهذيب الكمال"(29/ 115 - 118 رقم 6282).

ص: 381

وفدِ ثقيف من "دلائل النبوة"

(1)

: أنَّ الوفدَ المذكور قالوا: يأمُرُنا أنْ نشهدَ أنه رسولُ اللَّه، ولا يشهد به في خطبته!

فلما بلغه قولهم قال: "فإني أولُ من شَهِدَ أني رسولُ الله".

وفي البخاري في الرطب والتمر من الأطعمة

(2)

في قصة جِداد

(3)

نخل جابر واستيفاء غرمائه، بل وفَضَلَ له من التمر: قوله صلى الله عليه وسلم حين بشَّرَه جابر بذلك: "أشهدُ أني رسولُ اللَّه".

‌120 - حديث: "أصفِ النية ونَمْ في البرية".

كلامٌ يشبه أنْ يكون في معناه ما في "الحلية" لأبي نعيم

(4)

من جهة نافع بن جبير بن مطعم: "أنَّ سلمان الفارسي كان يلتَمِسُ مكانًا يصلح له، فقالت له عِلْجة: التَمِسْ قلبًا طاهرًا وصَلِّ حيث شئتَ. قال: فقِهْتِ".

وفي لفظٍ فيها

(5)

أيضًا عن ميمون بن مهران قال: "نزل حذيفة وسلمان الفارسي على نَبَطيَّة، فقالا لها: هل ها هنا مكانٌ طاهرٌ نصلي فيه؟ فقالت

(1)

"دلائل النبوة"(5/ 300).

(2)

"صحيح البخاري"(الأطعمة، باب الرطب والتمر رقم 5443).

(3)

الجِداد والجَداد؛ وهو صِرَام النَّخل. "معجم مقاييس اللغة لابن فارس"(1/ 408).

(4)

"حلية الأولياء"(1/ 206) عن الطبراني، عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن نافع بن جبير بن مطعم به.

ورواه عبد الرزاق في "المصنف"(1/ 412 رقم 1612) عن الثوري به، ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(6/ 220 رقم 6059) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبري، عن عبد الرزاق به.

وإسحاق بن إبراهيم؛ هو: الدَّبري الصنعاني، راوية المصنف عن عبد الرزاق؛ قال الحاكم عن الدارقطني: صدوقٌ ما رأيتُ فيه خلاف، إنما قيل لم يكن من رجال هذا الشأن. قلت: ويدخل في الصحيح؟ قال: أي والله. "سؤالات الحاكم"(ص 105 - 106 رقم 62)، وقال ابن عدي: استُصغِر في عبد الرزاق، أحضره أبوه عنده وهو صغير جدًّا فكان يقول: قرأنا على عبد الرزاق؛ أي: قرأ غيرُه وحَضَر صغيرًا، وحدَّث عنه بحديثٍ منكر .. "الكامل"(1/ 344).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

(5)

"حلية الأولياء"(1/ 206) من طريق ميمون بن مهران به. وإسناده صحيح.

ص: 382

النبطية: طَهِّرْ قلبكَ. فقال أحدهما للآخر: خُذْها حكمةً من قلب كافرٍ". انتهى.

ولا بدَّ من تأويله

(1)

.

‌121 - حديث: "أصلُ كلِّ داءٍ البَرَدَة".

أبو نعيم

(2)

، والمستغفري

(3)

معًا في "الطب النبوي"، والدارقطني في "العلل"

(4)

؛ كلهم من طريق تمام بن نَجيح

(5)

، عن الحسن البصري، عن أنس رفعه بهذا.

(1)

لعلَّ قصد المؤلف: أنَّ قوله هذا لا يُغيِّرُ الحكمَ الفقهيَّ في المسألة؛ وهو أنه لا بدَّ من طهارة المكان للصلاة.

(2)

"الطب النبوي"(1/ 245 رقم 130) من طريق محمد بن جابر، وفي (2/ 556 رقم 578) من طريق مبشر بن إسماعيل؛ كلاهما عن تمام بن نجيح به.

(3)

أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر النسفي المستغفري، نسبةً إلى المستغفر؛ وهو جده، توفي سنة (423 هـ)، وكتابه "الطب النبوي" ذكره الذهبي في "السير"(17/ 564)، وصديق حسن في "أبجد العلوم"(1/ 133) نقلًا عن الزرنوجي، والكتاني في "الرسالة المستطرفة"(ص 51).

(4)

"العلل"(12/ 73 رقم 2433) فقال: يرويه تمام بن نجيح عنه؛ فرواه أبو نعيم الحلبي، عن محمد بن جابر الحلبي، عن تمام، عن الحسن، عن أنس. ومحمد ابن جابر، وتمام ضعيفان.

ورواه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 204)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 83) من طريق أبي نعيم الحلبي، حدثنا محمد بن جابر، عن تمام بن نجيح به فذكراه.

وقال ابن عدي: ولا أعلم روى عن الحسن غير تمام بن نجيح، وعن تمام محمد ابن جابر الحلبي وليس بالمعروف، وعن محمد بن جابر غير أبي نعيم الحلبي، ويقال: إن أبا نعيم هذا جرجاني واسمه عبيد بن هشام؛ سكن حلب، وروى هذا الحديث عن مبشر -ووقع في المطبوع: بشير- ابن إسماعيل أيضًا عن تمام ابن نجيح، وهو في الجملة منكر. قال الشيخ: ولعل البلاء في هذا الحديث من محمد بن جابر الحلبي لأنه مجهول لا يعرف ومن أجله أتي. "الكامل"(2/ 83).

وقال الذهبي: محمد هذا حلبي، لعل البلاء منه. "الميزان"(1/ 359).

ولم ينفرد محمد بن جابر به، فقد تابعه مُبشِّر كما سبق، ومُبشِّر -بكسر المعجمة الثقيلة- ابن إسماعيل الحلبي أبو إسماعيل الكلبي مولاهم، قال ابن معين: ثقة. "التاريخ؛ رواية الدارمي"(ص 204 رقم 760).

(5)

تمام بن نجيح الأسدي الدمشقي نزيل حلب؛ ضعيف من السابعة .. "التقريب"(798).

ص: 383

وتمام ضعفه الدارقطني

(1)

وغيره

(2)

، ووثقه ابن معين

(3)

وغيره

(4)

.

ولأبي نعيم

(5)

أيضًا من حديث ابن المبارك، عن السائب بن عبد الله

(6)

، عن علي بن زَحْرٍ

(7)

عن ابن عباس مرفوعًا مثله.

ومن حديث عمرو بن الحارث، عن دَرَّاج

(8)

، عن أبي الهيثم، عن

(1)

"العلل"(12/ 73 رقم 2433).

(2)

قال البخاري: فيه نظر. "التاريخ الكبير"(2/ 157 رقم 2046)، وقال أبو حاتم: منكر الحديث ذاهب، وقال أبو زرعة: ليس بقوي ضعيف. "الجرح والتعديل"(2/ 445 رقم 1788).

وقال العقيلي: روى غير حديث منكر لا أصل له. "الضعفاء"(1/ 169)، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًّا، يروي أشياء موضوعة عن الثقات كأنه المتعمد لها. "المجروحين"(1/ 204).

(3)

"تاريخ ابن معين؛ رواية الدوري"(4/ 429 رقم 5130)، و (4/ 464 رقم 5311).

(4)

قال البزار في مسنده (13/ 218): صالح الحديث. لكنه قال في (10/ 25): ليس بالقوي.

وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن تمام بن نجيح -وهو ثقة-. "المعرفة والتاريخ"(نصوص مقتبسة من القسم المفقود 3/ 468).

والراجح في أمره ما قاله أكثر الأئمة أنه ضعيف، وقد فُسِّر الجرحُ بكونه يروي أحاديثَ منكرة، فالإسناد مَعلول، لأنه مخالف للمحفوظ عن الحسن من قوله، كما سيأتي قريبًا.

(5)

"الطب النبوي"(1/ 246 رقم 132) من طريق محمد بن أحمد بن أبي يحيى، حدثنا الهيثم بن خالد، حدثنا أبو الفضل مُحْرز بن عون، حدثنا ابن المبارك به.

ومحمد بن أحمد بن أبي يحيى يزيد الزهري؛ قال عنه أبو الشيخ: لم يكن بالقوي في حديثه، كثير الحديث. "طبقات المحدثين بأصبهان"(3/ 542 رقم 487).

والهيثم بن خالد القرشي أبو الحسن البغدادي، قال الذهبي: ما به بأس. "الميزان"(4/ 321)، وقال ابن حجر: صدوقٌ يُغرب. "التقريب"(7369).

(6)

لم أجد له ترجمة، وثمة راوٍ آخر بهذا الاسم، لكن لا تستقيم روايته هنا.

(7)

جُوِّد اسمه في الأصل: علي بن زَحْرٍ، وكُتِب تحت الحاء حاء صغيرة، ولم أجد له ترجمة. والإسناد ضعيف.

(8)

درَّاج تقدمت ترجمته في الحديث (65)، وسبق أنَّ روايتَه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد ضعيفة.

ص: 384

أبي سعيد رفعه: "أصلُ كلِّ داءٍ من البَرَدَةِ"

(1)

.

ومفرداتها ضعيفة.

وقد قال الدارقطني -عَقِبَ حديث أنس من"علله"

(2)

-: وقد رواه عَبَّادُ بن منصور

(3)

، عن الحسن من قوله، وهو أشبه بالصواب.

وجعله الزمخشري في "الفائق"

(4)

من كلام ابن مسعود.

قال الدارقطني في "كتاب التصحيف"

(5)

: قال أهل اللغة: رواه المحدثون؛ يعني بإسكان الراء، والصواب البَرَدَة؛ يعني بالفتح، وهي: التُّخْمة؛ لأنها تُبَرِّد حرارةَ الشهوة، أو لأنها ثقيلةٌ على المعدة بطيئةُ الذهاب؛ مِن: بَرَدَ إذا ثَبَتَ وسَكَنَ.

(1)

"الطب النبوي"(1/ 246 رقم 133) من طريق رشدين بن سعد، عن عمرو ابن الحارث به.

ورِشدين بن سعد أبو الحجاج المَهْري، قال يحيى بن معين وابن نمير: لا يُكتب حديثه، وقال عمرو بن علي وأبو زرعة: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث وفيه غفلة، ويحدِّثُ بالمناكير عن الثقات، ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(3/ 513 رقم 2320)، وقال النسائي: متروك. "الضعفاء والمتروكين"(رقم 203)، وقال ابن عدي: أحاديثه ما أقل من يتابعه عليها، وهو مع ضعفه يُكتبُ حديثه. "الكامل"(3/ 149).

فالإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببه.

(2)

"العلل"(12/ 73 رقم 2433).

(3)

عبَّاد بن منصور النَّاجي -بالنون والجيم- أبو سلمة البصري القاضي صدوق رمي بالقدر وكان يدلِّس وتغيَّر بأخرة، من السادسة مات سنة اثنتين وخمسين خت 4. "التقريب" (3142).

(4)

الفائق في غريب الحديث (1/ 102)، وقال العسكري في تصحيفات المحدثين (1/ 155):

ورواه الأعمش، عن خيثمة، عن عبد الله أنه قال:"أصلُ كلِّ داءٍ البَرَدَة".

(5)

ذكره ابن خير في "الفهرست"(ص 173 رقم 329).

وقال العسكري: هكذا رواه البَرْد -ساكنة الراء- وإنما الصحيح "أصل كل داء البَرَدة" -بفتح الراء وزيادة هاء-، والبردة: التُّخمة. هكذا سمعته من أبي بكر بن دريد وغيره .. قال الأعمش: سألتُ أعرابيًا من كلب عن البَرَدَة فقال: هي التُّخمة، وسُمِّيت التُّخمة: بَرَدَة، لأنها تُبرِّد حرارةَ الجَوف. "تصحيفات المحدثين"(1/ 155).

ص: 385

وقد أورد أبو نعيم

(1)

مضمومًا لهذه الأحاديث حديثَ الحارثِ ابن فضيل، عن زياد بن مِيْنَا

(2)

، عن أبي هريرة رفعه:"استدفئوا من الحرِّ والبَرْد".

وكذا أورَدَ المستغفريُّ مع ما عنده؛ منها حديث إسحاق بن نَجيح

(3)

، عن أبان، عن أنس رفعه:"إنَّ الملائكة لتفرحُ بارتفاع البَرْد عن أمتي، أصلُ كلِّ داءٍ البَرْد".

وهما ضعيفان. وذلك منهما شاهدٌ لما حُكِي عن اللغويين في كون المحدثين رَوَوْه بالسكون.

‌122 - حديث: "أصل كلِّ داءٍ الرضى عن النفس"

(4)

.

في كلام كثيرٍ من السلف معناه، مما أورد القشيري في

(1)

"الطب النبوي"(1/ 246 رقم 131) من طريق عبد الله بن أبي سفيان الموصلي، حدثنا إسحاق بن زريق الرَّسعني، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، حدثنا إبراهيم بن محمد الفزاري، حدثنا الحارث بن فضيل به.

عبد الله بن أبي سفيان لم أجد له ترجمة.

وإسحاق بن زريق الرَّسعني، ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 121).

وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، قال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوقٌ، وأنكر على البخاري إدخاله في الضعفاء، وقال: يروي عن الضعفاء. "الجرح والتعديل"(6/ 157 رقم 868)، وقال ابن حبان: يروي عن أقوامٍ ضِعافٍ أشياءَ يُدلسها عن الثقات حتى إذا سمعها المستمع لم يشك في وضعها. فلما كثر ذلك في أخباره ألزقت به تلك الموضوعات وحمَلَ عليه الناس في الجرح، فلا يجوز عندي الاحتجاجُ بروايته كلها على حالة من الأحوال؛ لما غلب عليها من المناكير عن المشاهير والموضوعات عن الثقات. "المجروحين"(2/ 97).

وقال ابن عدي: وصورة عثمان أنه لا بأس به كما قال أبو عروبة، إلا أنه يحدِّثُ عن قومٍ مجهولين بعجائب وتلك العجائب من جهة المجهولين. "الكامل"(5/ 174).

(2)

زياد بن مينا، قال علي بن المديني: مجهول. "تهذيب الكمال"(33/ 343)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 258)، وقال ابن حجر: مقبول من الثالثة ت ق. "التقريب"(2102).

فالإسناد ضعيفٌ؛ لحال زياد، ولجهالة بعض رواته.

(3)

إسحاق بن نجيح الملطي؛ كذَّاب وقد تقدمت ترجمته في الحديث (63).

(4)

أورده القاوقجي في "اللؤلؤ المرصوع"(ص 40 رقم 47).

ص: 386

"الرسالة" كثيرًا منه كقول أبي عمرو بن نُجيد الذي سمعه سبطه أبو عبد الرحمن السُّلمي شيخ القشيري: "آفةُ العبد رضاهُ عن نفسه بما هو فيه"

(1)

.

وقول ذي النون: "علامةُ الإصابة مخالفةُ النفس والهوى"

(2)

.

وقول ابن عطاء: "أقربُ شيءٍ إلى مَقْتِ اللَّه وبلائه: النفسُ وأحوالها، وأشدُّ من ذلك مطالعةُ الأعواضِ على فعلها".

وقول أبي حفصٍ: "من لم يتهم نفسه على دوام الأوقات، ولم يخالفها في جميع الأحوال، ولم يجرَّها إلى مكروهها في سائر أيامه كان مغرورًا، ومن نظر إليها باستحسان شيءٍ منها فقد أهلكها، وكيف يصحُّ لعاقلٍ الرضى عن نفسه، والكريم ابن الكريم يقول: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} [يوسف: 53] ".

قال القشيري: وسُئِل المشايخُ عن الإسلام فقالوا: "ذبحُ النفوسِ بسيوف المخالفة"

(3)

.

بل عنده من حديث محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعًا:"أخْوَفُ ما أخاف على أمتي اتِّباع الهوى وطول الأمل؛ فأما اتِّباع الهوى فيُضلُّ عن الحقِّ، وأما طول الأمل فيُنسي الآخرة"

(4)

.

وفي التنزيل: {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [ص: 26].

(1)

"الرسالة القشيرية"(ص 436).

(2)

المصدر نفسه (باب مخالفة النفس ص 151 - 152)، حيث أورد جميع هذه الآثار.

(3)

المصدر نفسه (ص 151).

(4)

المصدر نفسه من طريق محمد بن معاوية النيسابوري قال: حدثنا علي بن أبي علي ابن عتبة ابن أبي لهب، عن محمد بن المنكدر به.

ومحمد بن معاوية أبو علي النيسابوري؛ قال عنه أحمد: رأيتُ أحاديثَه أحاديثَ موضوعة، وقال يحيى بن معين: كذَّاب، وقال أبو زرعة: كان شيخًا صالحًا، إلا أنه كلما لُقِّن تلقَّن، وكلما قيل إنَّ هذا من حديثك حدَّث به، وقال أبو حاتم: روى أحاديث لم يُتابع عليها؛ أحاديثَ منكرة فتغيَّر حاله عند أهل الحديث. "الجرح والتعديل"(8/ 103 رقم 443)، وقال مسلم: متروك الحديث. "الكنى والأسماء"(1/ 558 رقم 2258) فالإسناد ساقط بسببه.

ص: 387

ويُروى: "أعدى عدوِّك: نفسُكَ التي بين جنبيك"

(1)

.

وفي رواية: "زوجتك"

(2)

.

وفي رواية: "زوجتك التي تُضاجعك، وما ملكت يمينُك"

(3)

.

(1)

رواه البيهقي في "الزهد الكبير"(ص 156 - 157 رقن 343) من طريق محمد ابن عبد الرحمن بن غزوان، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن حَنَش الرَّحَبي، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا به.

ومحمد بن عبد الرحمن بن غزوان؛ هو: ابن قراد، قال الدارقطني: يضع. "سؤالات الحاكم"(ص 124 رقم 128)، وقال ابن حبان: يروي عن أبيه وغيره من الشيوخ العجائب التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة أو مقلوبة. "المجروحين"(2/ 305)، وقال ابن عدي: له أحاديث عن ثقات الناس بواطيل

وهو ممن يتهم بوضع الحديث. "الكامل"(6/ 290).

فالإسناد ساقط بسببه.

وقد رواه ابن بشران في "الأمالي مخطوط"(رقم 11) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن أبي مالك الأشعري مرفوعًا به.

وسعيد بن أبي هلال الليثي مولاهم أبو العلاء المصري؛ قال ابن حجر: صدوق، لم أرَ لابن حزم في تضعيفه سلفًا إلا أنَّ الساجي حكى عن أحمد أنه اختلط، من السادسة مات بعد الثلاثين وقيل: قبلها، وقيل: قبل الخمسين بسنة ع "التقريب"(2410).

فمثله يبعد أن يروي عن أبي مالك الأشعري -الذي مات في طاعون عمواس سنة ثماني عشر، كما في "التقريب"(8336) - فالإسناد منقطع، والله أعلم.

(2)

كذا في جميع النسخ المعتمدة، وهي ليست في "نسخة دار الكتب"(رقم 8657)، ولا في المطبوع، ولا في "كشف الخفاء"، والظاهر أنَّ المقصود الرواية الآتية، فإني لم أجد غيرها.

(3)

رواه الديلمي كما في "الغرائب الملتقطة" من طريق الحسين بن أحمد الهروي، أخبرنا أبو بكر السَّامُرِّي: حدثنا إبراهيم بن (الجنيد): حدثنا يحيى بن بكير، عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي مالك الأشعري مرفوعًا به.

والحسين بن أحمد الصفار أبو عبد الله الهروي الشماخي، قال الحاكم: كذَّاب لا يُشتغل بالسؤال عنه. "سؤالات السجزي"(ص 62 رقم 13)، وقد عزى العراقي في "المغني عن حمل الأسفار"(1/ 728 رقم 2668)، حديثًا للديلمي وقال: الآفة من الحسين بن أحمد هذا. =

ص: 388

‌123 - حديث: "اصنع المعروفَ إلى منْ هو أهلُه

وإلى من ليس أهلُه؛ فإنْ أصبتَ أهلَه فهو أهلُه، وإنْ لم تُصِبْ أهلَه فأنتَ من أهلِه".

القضاعي

(1)

من حديث سعيد بن مسلمة

(2)

، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده رفعه بهذا، وهو مرسل.

وكذا أخرجه الدارقطني في "المستجاد"

(3)

.

= وأبو بكر السامُرِّي، لعله محمد بن نصر بن هارون، قال الذهبي: لا يُعرف، ونسبه للكذب. "الميزان"(4/ 55 رقم 8258) فالإسناد ساقط.

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 294 رقم 3445)، حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي، حدثني ضمضم ابن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك الأشعري أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" .. أعدى عدوَّك: ولدك الذي خرج من صُلبك، ثم أعدى عدوٌّ لك: مالُك الذي ملكت يمينُك".

هاشم بن مرثد الطبراني، قال ابن حبان: ليس بشيء. "تاريخ دمشق"(73/ 342 رقم 10026)، وقال الخليلي: ثقة لكنه صاحب غرائب. "الإرشاد في معرفة علماء الحديث"(2/ 484 رقم 208).

ومحمد بن إسماعيل بن عياش، قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئًا حملوه على أنْ يحدِّث عنه فحدَّث. "الجرح والتعديل"(7/ 189 رقم 1078)، وقال أبو داود: لم يكن بذاك. "سؤالات الآجري"(2/ 231 رقم 1691).

وشريح بن عبيد الحضرمي؛ ثقة، لكنَّ حديثه عن أبي مالك الأشعري مرسل. كما قال أبو حاتم "المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 90 رقم 327) فالإسناد ضعيف لحال رواته وللانقطاع.

(1)

"مسند الشهاب"(1/ 436 رقم 747) من طريق سعيد بن مسلمة به فذكره.

(2)

سعيد بن مسلمة؛ ضعيف، وقد سبقت ترجمته في الحديث (51)، وقال البخاري: فيه نظر يروي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن

مناكير. "التاريخ الكبير"(3/ 516 رقم 1724).

(3)

"المستجاد من فعلات الأجواد"(ص 29 - 30 رقم 8) من طريق سعيد بن مسلمة به.

وأعاده في (ص 30 رقم 9) من طريق سعيد بن مسلمة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. فذكره موصولًا.

وهذا الاختلاف لا يُحتمل من سعيد بن مسلمة، فهو ضعيف كما سبق.

ص: 389

وقد أوردتُ من الأحاديث في هذا المعنى جملةً في كتابي "الجواهر المجموعة"

(1)

.

‌124 - حديث: "أطفئوا الحريقَ بالتكبير" في: "إذا رأيتم"

(2)

.

‌125 - حديث "اطلبوا الخيرَ عنه حسانِ الوجوه" في: "التمسوا"

(3)

.

‌126 - حديث: " اطلبوا العلمَ ولو بالصين، فإنَّ طلبَ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلم".

البيهقي في "الشعب"

(4)

، والخطيب في "الرحلة"

(5)

وغيرها

(6)

، وابن عبد البر

(7)

في "جامع العلم"

(8)

، والديلمي

(9)

؛ كلهم من حديث أبي عاتكة طريف بن سلمان

(10)

، وابن عبد البر

(11)

وحده من

(1)

"الجواهر المجموعة والنوادر المسموعة"(ص 197 - 234).

(2)

تقدم برقم (64).

(3)

سيأتي في الأصل وبرقم (163).

(4)

"شعب الإيمان"(3/ 193 - 194 رقم 1543) من طريق الحسن بن عطية، عن أبي عاتكة، به فذكره وقال: هذا حديث متنه مشهور، وإسناده ضعيف، وقد رُوي من أوجه، كلها ضعيفة.

ورواه في "المدخل إلى السنن الكبرى"(1/ 292 - 293 رقم 324) من طريق الحسن بن عطية القرشي، حدثنا أبو عاتكة البصري به فذكره وقال: هذا حديث متنه مشهور، وأسانيده ضعيفة، لا أعرف له إسنادًا يثبت بمثله الحديث، والله أعلم.

(5)

"الرحلة في طلب الحديث"(ص 72 - 76 رقم 1 - 3) من طرقٍ عن الحسن ابن عطية به.

(6)

"تاريخ بغداد"(10/ 498) من طريق الحسن بن عطية حدثنا أبو عاتكة به.

(7)

في "م" زيادة كلمة (وحده) وهي خطأ.

(8)

"جامع بيان العلم وفضله"(1/ 28 - 30 رقم 20، 22) من طريق الحسن بن عطية به.

(9)

"الفردوس بمأثور الخطاب"(1/ 78 رقم 236)، ولم أجده في "الغرائب الملتقطة".

(10)

طريف بن سليمان أبو عاتكة؛ قال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(4/ 358 رقم 3135)، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًّا، يروي عن أنس ما لا يشبه حديثه، وربما روى عنه ما ليس من حديثه. "المجروحين"(1/ 382)، وقال العقيلي: متروك الحديث. "الضعفاء"(2/ 230)، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه عن أنس لا يُتابعه عليه أحدٌ من الثقات. "الكامل"(4/ 119) فالإسناد ضعيفٌ جدًّا.

(11)

"جامع بيان العلم وفضله"(1/ 37 رقم 29) من طريق مسلمة، حدثنا يعقوب =

ص: 390

حديث عبيد

(1)

بن محمد، عن ابن عيينة، عن الزهري؛ كلاهما عن أنس مرفوعًا به.

وهو ضعيفٌ من الوجهين، بل قال ابن حبان: إنه باطلٌ لا أصل له

(2)

، وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات"

(3)

.

وستأتي الجملة الثانية في الطاء

(4)

؛ مَعْزُوَّةً لابن ماجه

(5)

وغيره، مع بيان حكمها.

= ابن إسحاق بن إبراهيم العسقلاني، حدثنا يوسف بن محمد الفريابي ببيت المقدس، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري به.

ومسلمة؛ هو: ابن القاسم، أبو القاسم الأندلسي القرطبي، قال ابن الفرضي: سمعتُ من ينسبه إلى الكذب، وقال لي محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج: لم يكن كذابًا، بل كان ضعيف العقل. "تاريخ علماء الأندلس"(2/ 128 - 130)، وقال الذهبي: لم يكن بثقة. "السير"(16/ 110).

ويعقوب بن إسحاق العسقلاني؛ كذَّاب. قاله الذهبي. "الميزان"(4/ 449 رقم 9804).

فالإسناد ساقط.

(1)

كذا في جميع النسخ المعتمدة، وفي "جامع بيان العلم وفضله":(يوسف)، وقال محقق الكتاب (أبو الأشبال الزهيري): إنه في نسختين: (يوسف)، وهو الصواب، وفي نسخة:(عبيد) وهو خطأ.

(2)

"المجروحين"(1/ 489 ط. الصميعي)، وهذه الجملة ليست موجودة في طبعة محمود زايد (1/ 382). وقال البزار في "مسنده" (1/ 175): لا يُعرف أبو العاتكة ولا يُدرى من أين هو، فليس لهذا الحديث أصل.

(3)

"الموضوعات"(1/ 347 - 349 رقم 427 - 429).

(4)

سيأتي في الأصل بلفظ: "طلب العلم فريضة" وقد توسَّع المؤلف في الكلام عليه.

(5)

"سنن ابن ماجه"(باب فضل العلماء والحث على طلب العلم رقم 224) من طريق حفص بن سليمان، حدثنا كثير بن شنظير، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك مرفوعًا به.

وحفص بن سليمان الأسدي أبو عمر البزاز الكوفي الغاضري -بمعجمتين- وهو حفص بن أبي داود القارئ صاحب عاصم، متروك الحديث مع إمامته في القراءة من الثامنة. "التقريب"(1405) فالإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببه.

ص: 391

‌127 - حديث: "إظلال الغَمَامة له صلى الله عليه وسلم

-".

ذكره القاضي عياض في "الشفا"

(1)

، وعزى لروايةٍ أنَّ خديجةَ ونساءَها رأَيْنَه لما قَدِمَ، ومَلَكانِ يُظِلانه، فذَكَرَتْ ذلك لمَيْسرة، فأخبَرَها أنه رأى ذلك منذُ خرَجَ معه في سفره، ورُوِيَ أنَّ حَلِيمةَ رأتْ غَمَامةً تُظِلُّه وهو عندها، ورُويَ ذلك عن أخيه من الرضاعة، ومن ذلك أنه نَزَلَ في بعضِ أسفاره قبلَ مَبْعَثِه تحت شجرةٍ يابسةٍ، فاعْشَوْشَبَ ما حولها، وأيْنَعَتْ هي فأشرَفَتْ وتَدَلَّتْ عليه أغصانُها بمَحْضَرِ مَنْ رَآهُ، ومَيْلُ فيءِ الشجرةِ إليه في الخبرِ الآخَر حتَّى أظَلَّتْهُ، وما ذُكِرَ أنه كان لا ظِلَّ لشخصِهِ في شمسٍ ولا قمرٍ؛ لأنه كان نورًا، وأنَّ الذبابَ كان لا يَقَعُ على جسدِه ولا ثيابِه. انتهى.

ووقع في خروجه مع عمه إلى الشام، وقصة بَحِيرا الراهب؛ مما أورده ابن إسحاق معضلًا

(2)

؛ ففيها: "فلما نزلوا قريبًا من صَوْمَعَةِ بَحيرا، صَنعَ لهم طعامًا كثيرًا، وذلك فيما يَزعُمُونَ عن شيءٍ رآه وهو في صَوْمَعَتِهِ؛ يَزعُمُون أنه رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حينَ أقبلوا، وغَمَامَةٌ تُظِلُّه من بين القوم، ثم أقبلوا فَنَزَلوا في ظلِّ شجرةٍ قريبًا منه، فنَظَرَ إلى الغَمامةِ حين أظلَّت الشجرة، وتهَصَّرتْ أغصانُ الشجرةِ على رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم حينَ استظلَّ تحتها" القصة.

ووصله البيهقي في "الدلائل"

(3)

، وأبو بكرٍ الخرائطي

(4)

واللفظ له من طريق قُرَادٍ أبي نوح، حدثنا يونس عن

(5)

أبي إسحاق السَّبيعي، عن أبي بكر

(1)

"الشفا بتعريف حقوق المصطفى"(ص 367 - 368).

(2)

"السيرة النبوية لابن إسحاق"(ص 122 - 124) فقال: وكان أبو طالب هو الذي أضاف أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إليه.

(3)

"دلائل النبوة"(2/ 24 - 25) من طرقٍ عن العباس بن محمد الدوري، حدثنا قُراد أبو نوح به.

(4)

"هواتف الجِنَّان"(ص 71 - 73 رقم 22) من طريق قُراد أبي نوح به.

ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(3/ 6).

(5)

كذا في جميع النسخ المعتمدة و"الهواتف"، ووقع في "دلائل النبوة" و"تاريخ دمشق":(بن). ويونس وأبو إسحاق كلاهما يرويان عن أبي بكر بن أبي موسى، كما في "تهذيب الكمال"(33/ 144 رقم 7256). =

ص: 392

ابن أبي موسى، عن أبيه قال: "خَرَجَ أبو طالب إلى الشام ومعه النبي صلى الله عليه وسلم في أشْياخٍ من قريش، فلما أشْرَفوا على الراهبِ -يعني بَحِيرَا- هَبَطوا فحَلُّوا رِحالَهم فخَرَجَ إليهم الراهبُ، وكان قبل ذلك يمرُّونَ به فلا يَخرُج إليهم ولا يَلْتَفِتُ، قال: فَنَزَلَ وهم يَحلُّون رِحالَهم فجَعَلَ يَتَخَلَّلُهُم، حتَّى جاءَ فأخَذَ بيدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذا سيدُ العالمين -زادَ البيهقيُّ: ورسولُ ربِّ العالمين، هذا ابْتَعَثَه اللَّه رحمةً للعالمين- فقال له أشياخٌ من قريش: وما عِلمُك؟! فقال: إنكم حينَ أشرَفْتُم من البُقعةِ لم تَبْقَ شجرةٌ ولا حَجَرٌ إلا خَرَّ ساجدًّا، ولا يَسْجُدُون إلا لنبيٍّ، وإني أعْرِفُه بخَاتَم النبوةِ أسفلَ من غُضْروفِ كَتِفِه

(1)

، ثم رَجَعَ فَصنَعَ لهم طعامًا، فلما أتاهم به، وكان هو في رعْيَةِ الإبل، فقال: أرسِلُوا إليه، فأقْبَلَ وغَمَامَةٌ تُظِلُّه، فلما دَنَا من القوم وَجَدَهُم قد سَبَقُوه إلى الشجرةِ، فلمَّا جَلَسَ صلى الله عليه وسلم مالَ فَيءُ الشجرةِ عليه، فقال: انظروا إلى فَيءِ الشجرةِ مالَ عليه". الحديث.

وهكذا رواه الترمذي

(2)

عن أبي العباس الفضل بن سَهْل الأعرج

(3)

، عن قُرادٍ أبي نوح به.

والحاكم

(4)

، والبيهقي

(5)

، وابن عساكر

(6)

من طريق محمد بن يعقوب

= ويونس؛ قال فيه ابن مهدي: لم يكن به بأس، وقال يحيى القطان: كانت فيه غفلة، وقد روى عنه ابن مهدي ويحيى القطان، وقال أحمد: حديثه مضطرب، وقال يحيى بن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: كان صدوقًا إلا أنه لا يحتج بحديثه. "الجرح والتعديل"(9/ 243 رقم 1024).

وإن كانت الرواية من طريق أبي إسحاق فيكون هناك احتمال التدليس.

(1)

الغُضْرُوف؛ كلُّ عَظمٍ رَخْصٍ ليّنٍ في أيّ موضعٍ كان .. غُضْروفُ الكتِف: رأس لَوْحِه. "لسان العرب"(9/ 269).

(2)

"جامع الترمذي"(المناقب - باب ما جاء في بدء نبوة النبي صلى الله عليه وسلم رقم 3620).

(3)

الفضل بن سهل بن إبراهيم الأعرج أبو العباس البغدادي، قال أبو حاتم. صدوق. "الجرح والتعديل"(7/ 63 رقم 359)، وقال ابن حجر: صدوقٌ من الحادية عشرة. "التقريب"(5403).

(4)

"المستدرك"(2/ 615 - 616)، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب به فذكره وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وتعقَّبه الذهبي بقوله: أظنه موضوعًا، فبعضه باطل.

(5)

"دلائل النبوة"(2/ 24 - 25) من طريق محمد بن يعقوب الأصم به.

(6)

"تاريخ دمشق"(3/ 4 - 5) من طريق محمد بن يعقوب الأصم به.

ص: 393

الأصم

(1)

، عن عباس بن محمد الدُوري شيخ الخرائطي فيه، عن قُراد به.

وهكذا رواه غيرُ واحدٍ من الحفاظ

(2)

من حديث أبي نوح قُراد، واسمه عبد الرحمن بن غزوان؛ وهو ممن خرَّج له البخاري

(3)

ووثقه جماعة من الأئمة والحفاظ

(4)

، ولم أرَ فيه جرحًا، ومع هذا ففي حديثه غرابة

(5)

، ولذا قال الترمذي: إنه حسنٌ غريبٌ لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

وقال عباس الدوري: ليس في الدنيا أحدٌ يحدِّثُ به غيره، وقد سَمِعَه منه أحمد وابن معين لغَرابَتِه وانفراده به. حكاه البيهقي

(6)

وابن عساكر

(7)

.

وأبو موسى إما أنْ يكونَ تلقَّاه من النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون أبلغ، أو من بعض كبار الصحابة، أو كان مشهورًا أخذه بطريق الاستفاضة.

(1)

محمد بن يعقوب بن يوسف أبو العباس الأصم النيسابوري، سمع من الربيع كتبَ الشافعي؛ قال الحاكم: وكان محدث وقته بلا مدافعة، حدَّثَ في الإسلام ستًا وسبعين سنة، ولم يخلف مثله في صدقه وصحة سماعه

توفي سنة (346 هـ). "طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة"(1/ 133 رقم 89).

(2)

رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(20/ 224 - 225 رقم 37696)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(ص 170 - 172 رقم 109)، وغيرهم.

(3)

"صحيح البخاري"(الطلاق، باب الخلع وكيف الطلاق فيه رقم 5276).

(4)

قال محمد بن سعد، وعلي بن المديني، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ويعقوب ابن شَيْبَة: ثقة. "الطبقات"(7/ 335)، و"تهذيب الكمال"(17/ 377)، وقال الدارقطني: ثقة له أفراد. "سؤالات الحاكم"(ص 237 رقم 386)، وقال ابن حجر: ثقةٌ له أفراد. وضبطَ اسمَه بضم القاف وتخفيف الراء. "التقريب"(3977).

(5)

قال ابن سيد الناس: ليس في إسنادِ هذا الحديث إلا من خُرِّج له في الصحيح

ومع ذلك ففي متنِه نكارةٌ؛ وهي إرسال أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم بلالًا، وكيف وأبو بكر حينئذٍ لم يبلغ العشر سنين

"عيون الأثر"(1/ 108).

وقال الحافظ ابن حجر: وقد وَرَدَت هذه القصةِ بإسنادٍ رجاله ثقاتٌ من حديث أبي موسى الأشعري؛ أخرجها الترمذي وغيره، ولم يُسمَّ فيها الراهب، وزاد فيها لفظةً منكرةً؛ وهي قوله: وأتْبَعه أبو بكر بلالًا، وسبب نكارتها أنَّ أبا بكر حينئذٍ لم يكن متأهِّلًا، ولا اشترى يومئذٍ بلالًا، إلا أنْ يحملَ على أنَّ هذه الجملة الأخيرة مقتطعةٌ من حديثٍ آخر أدرِجَتْ في هذا الحديث، وفي الجملة هي وهمٌ من أحد رواته. "الإصابة"(1/ 644).

(6)

"دلائل النبوة"(2/ 26).

(7)

"تاريخ دمشق"(3/ 5).

ص: 394

وبالجملة فلم تُذكر الغَمامةُ في حديث أصحّ من هذا

(1)

.

وقد استُدِلَّ بذلك لجواز إظلال المُحْرِم

(2)

، وهو جائزٌ، ولكنْ لا يتمُّ الاستدلالُ به، إلا إنْ كان ملازمًا له صلى الله عليه وسلم، وليس كذلك؛ فقد وَقَعَ إظلالُ أبي بكر الصديق رضي الله عنه له صلى الله عليه وسلم، حين قدما المدينةَ في الهجرة لما أصابت الشمسُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فإنَّ أبا بكر أقبَلَ حتى جلَّل عليه بردائه

(3)

، بل ثبَتَ أنه كان بالجِعْرَانة

(4)

، ومعه ثوبٌ قد أُظِلَّ عليه

(5)

. وأنهم كانوا إذا أتوا على شجرةٍ ظَليلةٍ تركوها للنبي صلى الله عليه وسلم

(6)

، ونحو ذلك مما لا نُطيلُ بتخريجه، وكلاهما مما يَتأيَّد به كونه لم يكن دائمًا، وكذا يشهدُ له صنيعُ القاضي عياض، حيث صدَّرَ ما سلَفَ مما عُزِي إليه بإظلال اللَّه له بالغمام في سفره

(7)

، وإنْ كان في أثنائه ما ليس صريحًا فيه، والله أعلم.

‌128 - حديث: "الإعادة سعادة".

ما علمتُهُ في المرفوع

(8)

، وصحَّ أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلَّم بكلمةٍ أعادها ثلاثًا لتُفهمَ عنه

(9)

.

(1)

من بداية رواية الخرائطي إلى هنا مُستفاد من كلام ابن كثير في "البداية والنهاية"(3/ 438 - 441).

(2)

لمعرفة أقوال العلماء في مسألة إظلال المُحْرِم ينظر: "المغني" لابن قدامة (5/ 129 - 131).

(3)

"صحيح البخاري"(مناقب الأنصار، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة رقم 3906).

(4)

الجعْرانة؛ بتسْكين العين والتَّخفيف وقد تُكسر العين وتُشدّد الراء .. "النهاية في غريب الحديث"(1/ 276)، وهي بين مكة والطائف، تَبْعُدُ عنْ مكَّةَ سِتةَ فَرَاسِخَ -أي 18 مِيلًا- وتبْعُدُ عنْ حُدُودِ الحَرَمِ تِسْعَةَ أميالٍ

"الموسوعة الفقهية الكويتية"(15/ 240).

(5)

"صحيح البخاري"(رقم 1536)، و (رقم 1789)، و (رقم 4329)، و"صحيح مسلم"(رقم 1180) من حديث يعلى بن أمية.

(6)

"صحيح البخاري"(المغازي، باب غزوة ذات الرِّقاع رقم 4136) من حديث جابر.

(7)

"الشفا بتعريف حقوق المصطفى"(ص 367 - 368).

(8)

أورده القاري في "الأسرار المرفوعة"(ص 123 رقم 46)، والقاوقجي في "اللؤلؤ المرصوع"(ص 40 رقم 48)، وقال القاري: والمشهور على الألسنة: أنَّ الإفادةَ خيرٌ من الإعادة.

(9)

"صحيح البخاري"(العلم، باب من أعاد الحديث ثلاثًا ليُفهم عنه رقم 95).

ص: 395

‌129 - حديث: "أُعْطى يوسفُ عليه السلام شَطْرَ الحسن".

مسلم في صحيحه

(1)

عن شيبان بن فرُّوخ، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابت البُنَاني عن أنس فذكر حديث الإسراء مرفوعًا وفيه:"فإذا أنا بيوسف صلى الله عليه وسلم، إذا هو قد أعطِيَ شطرَ الحسن".

وأخرج أبو يعلى في مسنده

(2)

لفظَ الترجمة فقط منه، عن شيبان.

ورويناه كذلك في "الكنجروذيَّات"

(3)

، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"

(4)

من حديث شَيْبَان بلفظ: "أتيتُ على يوسف، وقد أُعْطيَ شَطْرَ الحسن".

وكذا رواه أحمد في "مسنده"

(5)

وابن أبي شيبة في "مصنفه"

(6)

، عن عفان، عن حماد بن سلمة، والحاكم

(7)

من طريق عفان، وقال: إنه صحيحٌ على شرط مسلم ولم يخرجاه.

وقد علمتَ تخريجَ مسلمٍ له.

زاد بعضهم: "وأمه شطر الحُسْن"

(8)

، وزاد آخر:"ومن سواه شطْرَه"

(9)

.

ولإسحاق بن راهويه

(10)

من حديث شعبة، عن أبي إسحاق قال: قال

(1)

"صحيح مسلم"(الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم رقم 162).

(2)

"مسند أبي يعلى"(6/ 107 رقم 3373) عن شيبان بلفظ الترجمة.

(3)

ذكره الحافظ ابن حجر في "المعجم المفهرس"(ص 344 رقم 1477) وقال: "الكنجروذيات" تخريج أبي سعيد السكري من حديث أبي سعيد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي في خمسة أجزاء.

(4)

"حلية الأولياء"(6/ 253) من طريق شيبان بن فروح به.

(5)

"مسند أحمد"(21/ 441 رقم 14050) عن عفان به.

(6)

"مصنف ابن أبي شيبة"(9/ 459 رقم 17883)، و (16/ 571 رقم 32583) عن عفان.

(7)

"المستدرك"(2/ 569) من طريق عفان به.

(8)

الزيادة عند الحاكم في "المستدرك"(2/ 569) من طريق عفان به.

(9)

رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(16/ 570 رقم 32581) من طريق ربيعة الجرشي قال

فذكره من قوله بنحوه. والإسنادُ صحيحٌ إلى ربيعة بن عمرو، أو ابن الغاز الجُرَشي.

(10)

لم أجده فيما طبع من الكتاب. وهو في "المطالب العالية"(14/ 245 رقم 3451)، وقال الحافظ ابن حجر: هذا إسنادٌ صحيح موقوف. =

ص: 396

أبو الأحوص: عن عبد الله بن مسعود: "أُوتيَ يوسفُ وأُمُّه ثُلثَ الحسن".

وسنده أيضًا صحيح.

‌130 - حديث: "اعقِلْهَا وتَوَكَّل".

الترمذي في الزهد

(1)

وفي العلل

(2)

، والبيهقي في "الشعب"

(3)

، وأبو نعيم في "الحلية"

(4)

، وابن أبي الدنيا في "التوكل"

(5)

من حديث المغيرة بن أبي قُرَّة السدوسي

(6)

: سمعت أنسًا يقول: قال رجل: يا رسول اللَّه أعْقِلُها وأتوكل أو أُطْلِقها وأتوكل؟ قال: "اعقلها وتوكل"؛ يعني: الناقة.

وقال الترمذي

(7)

: قال عمرو بن علي -يعني الفلاس شيخه-: قال يحيى بن سعيد القطان: إنه منكر، ثم قال الترمذي: وهو غريبٌ لا نعرفه من حديث أنس إلا من هذا الوجه، وإنما أنكره القطان من حديث أنس، وقد رُويَ عن عمرو بن أميَّة الضَّمَري عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.

يُشير إلى ما أخرجه ابن حبان في "صحيحه"

(8)

وأبو نعيم

(9)

من حديث

= وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(9/ 458 - 459 رقم 17882)، و (16/ 571 رقم 32584)، والطبراني في "المعجم الكبير"(9/ 110 - 111 رقم 8556) كلاهما من طريقين، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص به. وإسناده صحيح.

(1)

"جامع الترمذي"(صفة القيامة رقم 2517) من طريق المغيرة بن أبي قرة السدوسي به.

(2)

"العلل الصغير" -كما في "شرح العلل" لابن رجب (1/ 448) - من طريق المغيرة به.

(3)

"شعب الإيمان"(2/ 428 رقم 1161) من طريق خالد بن يحيى بن أبي قرة، حدثني عمي المغيرة ابن أبي قرة به. وخالد بن يحيى بن أبي قرة لم أجد له ترجمة.

(4)

"الحلية"(8/ 390) من طريق المغيرة به.

(5)

"كتاب التوكل على الله"(ص 50 - 51 رقم 11).

(6)

المغيرة بن أبي قرة السدوسي: مستورٌ من الخامسة. "التقريب"(6849).

(7)

"شرح علل الترمذي"(1/ 448).

(8)

"صحيح ابن حبان"(2/ 510 رقم 731) من طريق يعقوب بن عبد الله، عن جعفر ابن عمرو بن أمية، عن أبيه به فذكره ثم قال: يعقوب هذا: هو يعقوب بن عمرو ابن عبد الله بن عمرو بن أمية الضَّمَري من أهل الحجاز مشهور مأمون. وذكره في "الثقات"(7/ 640)، وقال الهيثمي: ثقة. "المجمع"(10/ 546)، فالإسنادُ صحيحٌ، والله أعلم.

(9)

"معرفة الصحابة"(4/ 1994 رقم 5009، 5010) من طريقين عن يعقوب بن عمرو به.

ص: 397

جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه قال:"قال رجلٌ للنبي صلى الله عليه وسلم: أُرْسِلُ ناقتي وأتوكل؟ قال: "اعقِلْها وتَوَكَّل".

ورواه الطبراني في "الكبير"

(1)

، والبيهقي في "الشعب"

(2)

؛ وجعلا في روايتهما القائلَ عَمْرًا نفسه، وكذا هو عند أبي القاسم بن بشران في "أماليه"

(3)

.

وأخرجه البيهقي

(4)

كذلك من حديث جعفر -لكن مرسلًا- قال: قال عمرو بن أمية: "يا رسول اللَّه" وذكره. وهو عند الطبراني

(5)

من حديث أبي هريرة بلفظ: "قيِّدها وتوكل".

‌131 - حديث: "أعلنوا النكاحَ واجعلوه في المساجدِ، واضربوا عليه بالدُّف".

الترمذي

(6)

وضعفه، وابن ماجه

(7)

، وابن منيع

(8)

، وغيرهم

(9)

عن عائشة مرفوعًا بهذا.

(1)

لم أجده في "المعجم الكبير"، وقال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين، وفي أحدهما عمرو بن عبد الله بن أمية الضمري ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات. "المجمع"(10/ 520)، وقال أيضًا: رواه الطبراني من طرقٍ، ورجال أحدها رجال الصحيح، غير يعقوب بن عبد الله بن عمرو بن أمية، وهو ثقة. "المجمع"(10/ 546).

(2)

"شعب الإيمان"(2/ 427 رقم 1159) من طريق يعقوب بن عبد الله به.

(3)

لم أجده في "أمالي بن بشران" المطبوع في دار الوطن.

(4)

"شعب الإيمان"(2/ 427 رقم 1158) من طريق يعقوب بن عبد الله عن جعفر بن عمرو بلفظ: "قيّدها وتوكل". ورواه ابن أبي عاص في "الآحاد والمثاني"(2/ 172 رقم 971)، والحاكم في "المستدرك" (3/ 623) من طريق يعقوب به. وقال الذهبي في "التلخيص": سنده جيد.

(5)

لم أجده في معاجم الطبراني، ولا في "مجمع الزوائد".

(6)

"جامع الترمذي"(النكاح - باب ما جاء في إعلان النكاح رقم 1089) من طريق عيسى ابن ميمون الأنصاري، عن القاسم بن محمد، عن عائشة مرفوعًا به فذكره وقال: هذا حديثٌ غريبٌ حسنٌ في هذا الباب، وعيسى بن ميمون الأنصاري يُضعَّفُ في الحديث.

(7)

"سنن ابن ماجه"(النكاح، باب إعلان النكاح رقم 1895) من طريق خالد بن إلياس، عن ربيعة ابن أبي عبد الرحمن، عن القاسم به.

(8)

في مسنده كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(4/ 50 رقم 3154/ 1) من طريق عيسى ابن ميمون به.

(9)

كالبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 290)، وأبي نعيم في "تاريخ أصبهان"(1/ 174)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(2/ 138 رقم 1034) من طريق عيسى بن ميمون به.

ص: 398

وهو حسن؛ فراويه

(1)

عند الترمذي -وإن كان ضعيفًا- فإنه قد تُوبعَ، كما في ابن ماجه وغيره

(2)

.

وفي الباب عن جماعة

(3)

.

(1)

عيسى بن ميمون الأنصاري المديني مولى القاسم بن محمد؛ ضعفه الترمذي كما سبق، وقال فيه البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(6/ 401 رقم 2781)، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء. "التاريخ؛ رواية الدوري"(4/ 181 رقم 3833)، وقال عمرو بن علي وأبو حاتم: متروك الحديث، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(6/ 287 رقم 1595).

وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يُتابعه أحدٌ عليه. "الكامل"(5/ 242).

فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه. وقد ضعَّفه الحافظ ابن حجر في "الفتح"(9/ 226).

(2)

رواه ابن ماجه كما سبق، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 290)، وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 265)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(2/ 138 رقم 1033) من طريق خالد بن إلياس، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن القاسم بن محمد بنحوه.

وخالد بن إلياس بن صخر أبو الهيثم القرشي العدوي، قال فيه أحمد: متروك الحديث، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: ضعيف الحديث منكر الحديث، قلت: يُكتَبُ حديثه؟ قال: زَحْفًا. "الجرح والتعديل"(3/ 321 رقم 1440)، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات حتى يَسْبِقُ إلى القلب أنه الواضعُ لها، لا يحلُّ أنْ يُكتَبَ حديثُه إلا على جهة التعجب. "المجروحين"(1/ 279)، وقال الحاكم: روى

أحاديث موضوعة، وكذا قال أبو سعيد النقاش. "تهذيب التهذيب"(3/ 71)، وقال ابن حجر: متروك الحديث. "التقريب"(1617).

فهذه المتابعة لا تُفيدُ الحديثَ تقويةً، وكلا إسنادَي الحديث ضعيفٌ جدًّا، والله أعلم.

(3)

من ذلك: حديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الذي رواه أحمد في مسنده (26/ 53 رقم 16130)، وابن حبان في صحيحه (9/ 374 رقم 4066)، والبزار في مسنده (6/ 170 رقم 2214)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(5/ 222 رقم 5145)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 183)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 288) من طرقٍ عن عبد الله بن وهب، حدثني عبد الله بن الأسود، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه مرفوعًا بنحوه.

وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وقال: سمعه منه ابن وهب.

وعبد الله بن الأسود القرشي، قال أبو حاتم: شيخٌ لا أعلم روى عنه غير عبد الله ابن وهب. "الجرح والتعديل"(5/ 2 رقم 6)، وقال الدارقطني: لا بأس به.

"سؤالات البرقاني"(ص 39 رقم 250)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 15).

وباقي رجاله ثقات، فهو حسن، والله أعلم. =

ص: 399

وفي لفظٍ: "وأخْفُوا الخِطْبة"

(1)

، وبه تمسَّكَ من أبطَلَ نكاحَ السِّر

(2)

.

‌132 - حديث: "أعمارُ أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلُّهم من يَجُوز ذلك".

= ومن ذلك: حديث محمد بن حاطب الجمحي الذي رواه الترمذي في جامعه (رقم 1088)، والنسائي في سننه (رقم 3369، 3370)، وابن ماجه في سننه (رقم 896)، وأحمد في مسنده (30/ 213 رقم 18279، 18281)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 184) جميعهم من طرقٍ عن أبي بَلْج، عن محمد بن حاطب رفعه "فصل ما بين الحلال والحرام الصوت والدف في النكاح" وقال الترمذي: حديث محمد بن حاطب حديثٌ حسنٌ، وأبو بَلْج؛ اسمه يحيى بن أبي سليم ويقال: ابن سليم، ومحمد بن حاطب قد رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو غلامٌ صغير. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وأبو بَلْج -بفتح أوله وسكون اللام بعدها جيم- الفزاري الكوفي؛ قال يحيى ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: صالح لا بأس به. "الجرح والتعديل"(9/ 153 رقم 634)، وقال البخاري: فيه نظر، وقال ابن عدي: لا بأس بحديثه. "الكامل"(7/ 230)، وقال الدارقطني: ثقة. "سؤالات البرقاني"(ص 70 رقم 546)، وحديثه حسنٌ -كما قال الترمذي- والله أعلم.

(1)

أخرجه الديلمي كما في "الغرائب الملتقطة" من طريق هارون بن عمر ابن زياد الدمشقي، حدثنا محمد بن خالد، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه، عن أم سلمة مرفوعًا به فذكره.

هارون بن عمر بن يزيد بن زياد أبو عمر المخزومي الدمشقي، ذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(64/ 14) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

ومحمد بن خالد؛ لم أعرفه، ولعل كلمة (خالد) تصحيف من (خلاد)، فمحمد ابن خلاد الباهلي هو الذي يروي عن عبد العزيز الدراوردي، كما في "تهذيب الكمال"(18/ 191)، وهو ثقة، كما في "التقريب"(5865).

وأمُّ علقمة؛ هي مرجانة بنت أبي علقمة: مقبولةٌ في المتابعات، كما في الحديث (44).

فالإسناد ضعيفٌ لحال هارون بن عمر وأُمُّ علقمة، قال المناوي: فيه من لا يُعرف، لكنْ له شواهد تجبره. "فيض القدير"(1/ 549)، وقال الألباني: سنده ضعيف، أمُّ علقمة، واسمها مرجانة؛ مجهولةُ الحال، ومن دون الدراوردي فيه من لم أعرفه. "السلسلة الضعيفة"(5/ 515 رقم 2494).

(2)

لمعرفة أقوال العلماء في مسألة نكاح السر ينظر: "المغني" لابن قدامة (9/ 469).

ص: 400

الترمذي

(1)

، وابن ماجه

(2)

، وآخرون

(3)

من حديث محمد بن عمرو ابن علقمة

(4)

، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة به مرفوعًا.

وصححه ابن حبان

(5)

والحاكم

(6)

وقال: إنه على شرط مسلم.

وقال الترمذي: إنه حسنٌ غريبٌ من حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة، وقد رُوِيَ عن أبي هريرة من غير هذا الوجه.

(1)

"جامع الترمذي"(الدعوات، باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم رقم 3550) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن محمد بن عمرو به فذكره وقال: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من حديث محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

(2)

"سنن ابن ماجه"(الزهد - باب الأمل والأجل رقم 4236) من طريق عبد الرحمن ابن محمد به.

(3)

رواه أبو يعلى في مسنده (10/ 390 رقم 5990)، والبزار في مسنده (14/ 329 رقم 7999)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1/ 174 - 175 رقم 252)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 370) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي به.

وعبد الرحمن بن محمد بن زياد المحاربي أبو محمد الكوفي، قال يحيى بن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوقٌ إذا حدَّث عن الثقات، ويروي عن المجهولين أحاديثَ منكرةً فيفسدُ حديثَه بروايته عن المجهولين. "الجرح والتعديل"(5/ 282 رقم 1342)، وقال ابن حجر: لا بأس به وكان يدلس. قاله أحمد. "التقريب"(3999)، وذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين "تعريف أهل التقديس"(ص 40 رقم 80)، وقد عنعن في هذا الحديث.

(4)

محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي أبو عبد الله المدني، قال يحيى بن معين: ما زال الناس يَتَّقُونَ حديثَه. قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان محمد بن عمرو يُحدِّث مرةً عن أبي سلمة بالشيء رأيه، ثم يحدِّثُ به مرةً أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث يُكتبُ حديثه وهو شيخ. "الجرح والتعديل"(8/ 31)، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال في موضع آخر: ثقة. "تهذيب الكمال"(26/ 217)، وقال ابن عدي: له حديثٌ صالحٌ، وقد حدَّث عنه جماعةٌ من الثقات كلُّ واحدٍ منهم ينفرد عنه بنسخةٍ، ويُغربُ بعضُهم على بعض، وروى عنه مالكٌ غير حديثٍ في الموطأ وغيره، وأرجو أنه لا بأس به. "الكامل"(6/ 225).

(5)

"صحيح ابن حبان"(7/ 247 رقم 2980).

(6)

"المستدرك"(2/ 427) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

لكنْ يُشكل على ذلك حالُ عبد الرحمن بن محمد المحاربي وعنعنته، كما سبق.

ص: 401

ومن ذلك ما رواه هو

(1)

من حديث كامل أبي العلاء

(2)

، عن أبي صالح

(3)

، عن أبي هريرة (مرفوعًا بلفظ:"عمر أمتي من ستين إلى سبعين".

وقال أيضًا: إنه حسنٌ غريبٌ من حديث أبي صالح، عن أبي هريرة)

(4)

، وقد رُوِيَ من غير وجهٍ عن أبي هريرة.

ومن ذلك ما رواه ابن عساكر

(5)

من طريق شيخٍ مدني

(6)

، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رفعه بلفظ:"أقلُّ أمتي أبناء السبعين".

وفي لفظٍ لأحمد

(7)

، والترمذي

(8)

، وابن ماجه

(9)

،

(1)

"جامع الترمذي"(رقم 2331) من طريق كامل أبي العلاء به.

ورواه أبو يعلى في مسنده (12/ 11 رقم 6656)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(6/ 85 رقم 5872) من طريق كامل أبي العلاء به.

(2)

كامل بن العلاء أبو العلاء الفقيمي، قال يحيى بن معين: ثقة. "التاريخ؛ رواية الدوري"(3/ 268 رقم 1266)، وقال ابن عدي:

لم أرَ من المتقدمين فيه كلامًا فأذكره، إلا أني رأيتُ في بعض رواياته أشياءَ أنكرتها، فذكرته من أجل ذلك، ومع هذا أرجو أنْ لا بأس به. "الكامل"(6/ 83)، وقال ابن حجر: صدوق يُخطئ. "التقريب"(5604).

(3)

قال المزي: قيل: إنه أبو صالح ميناء -مولى ضباعة- وليس بأبي صالح ذكوان. "تحفة الأشراف"(9/ 445 رقم 12876)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 455)، وقال ابن حجر:

كذا سماه أبو أحمد الحاكم في الكنى، وساق حديثه من رواية سهل بن حماد، حدثنا كامل أبو العلاء: سمعتُ ميناء أبا صالح عن أبي هريرة. "تهذيب التهذيب"(12/ 119)، وقال أيضًا: ليِّن الحديث. "التقريب"(8175).

فالحديث بمجموع الطريقين السابقين حسنٌ، والله أعلم.

(4)

ما بين قوسين زيادة من "م".

(5)

لم أجده في "تاريخ دمشق" ولا في غيره مما وقفتُ عليه من كتب ابن عساكر.

(6)

إسناده ضعيفٌ لجهالة هذا الشيخ.

(7)

لم أجده في المسند ولا عُزي له في كتب الزوائد ولا الأطراف، وإنما هو عنده بلفظٍ آخر سيأتي.

(8)

لم أجده في "جامع الترمذي" ولا في "تحفة الأشراف"، ولا أدري إن كان المؤلف قد قصد الحكيم الترمذي فقد رواه في "نوادر الأصول"(1/ 83 رقم 118)، و (1/ 563 رقم 805) من طريق إبراهيم بن الفضل قال: حدثنا المقبري، عن أبي هريرة مرفوعًا به.

(9)

لم أجده في "سنن ابن ماجه". =

ص: 402

وأبي يعلى

(1)

، والعسكري، والقضاعي

(2)

، والرَّامَهُرْمُزي

(3)

، وغيرهم

(4)

مرفوعًا: "مُعْتَرَكُ المنايا ما بين الستين إلى السبعين".

وفي لفظٍ لابن منيع

(5)

، والرامهرمزي

(6)

: "من عمَّرَه الله ستين سنةٍ، فقد أعذَرَ إليه في العمر" يريد: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} [فاطر: 37].

وللعسكري من حديث عبد الله بن محمد القرشي

(7)

، عن أبيه قال: "قال

= وقد قال ابن الأثير: ووجدتُ لرزين روايةً لم أجدها في الأصول: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مُعْتَرَكُ المنايا

" فذكره. "جامع الأصول" (1/ 394).

(1)

"مسند أبي يعلى"(11/ 422 رقم 6543) من طريق إبراهيم بن الفضل، حدثنا المقبري به.

(2)

"مسند الشهاب"(1/ 174 رقم 251) من طريق إبراهيم بن الفضل به.

(3)

"أمثال الحديث"(ص 90 رقم 26) من طريق إبراهيم بن الفضل به فذكره وقال: المعتركُ موضعُ الاعتراك وكذلك المعركة، فالاعتراكُ: الاعتلاجُ في الحرب يُقال: اعتركَ القومُ للقتال والخصومة.

(4)

رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(12/ 479 رقم 9772)، وفي "الآداب"(ص 323 رقم 800) من طريق إبراهيم بن الفضل به.

وإبراهيم بن الفضل أبو إسحاق المخزومي؛ متروك الحديث، وتقدمت ترجمته في الحديث (47).

فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه.

(5)

عزاه الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية"(13/ 55 رقم 3114) لإسحاق والطبراني والروياني وعلي بن عبد العزيز، ولم يعزه لابن منيع. وعزاه البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة"(7/ 345 رقم 7020) لإسحاق والروياني فقط، ولم يعزه لابن منيع.

(6)

"أمثال الحديث"(ص 98 رقم 28) من طريق أبي حازم، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعًا به. ورواه أحمد في مسنده (15/ 230 رقم 9394) من طريق أبي حازم، وفي (15/ 142 رقم 9251) من طريق أبي معشر؛ كلاهما عن المقبري به. ورواه البخاري في صحيحه (رقم 6419) من طريق مَعْن بن محمد الغفاري، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه فذكره وقال: تابعه أبو حازم، وابن عجلان، عن المقبري.

(7)

عبد الله بن محمد القرشي؛ قال الذهبي: لا يُدرى من هو. "الميزان"(3/ 244)، وأبوه لم أعرفه.

ص: 403

رجلٌ لعبد الملك بن مروان: كم تعدُّ يا أمير المؤمنين؟ فبكى وقال: أنا في معترك المنايا، هذه ثلاث وستون فمات لها".

وللرامهرمزي

(1)

عن وهب بن منبه في قوله تعالى: {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} [مريم: 8] قال: "قال هذه المقالة وهو ابن ستين أو خمس وستين سنة".

وأصل الحديث في البخاري

(2)

من حديث سهل بن سعد.

ويُروى في الباب عن ابن عمر وأنس، لفظ أحدهما:"أقلُّ أمتي من يبلغ السبعين"

(3)

.

ولفظ الآخر: "حصادُ أمتي ما بين الستين إلى السبعين"

(4)

.

(1)

"أمثال الحديث"(ص 98 - 99) بإسنادٍ صحيحٍ عن وهب بن منبه به.

(2)

لم يتبيَّن لي أيَّ حديثٍ لسهلٍ قَصَدَ المؤلف، ولم أجد في "صحيح البخاري" ما يدلُّ على مراد المؤلف، ولعله سبق قلمٍ منه، وأنه أراد حديث هريرة المتقدم قبل قليل، والله أعلم.

(3)

لم أجده من حديث ابن عمر، وإنما من حديث أنس؛ رواه أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (2/ 274 رقم 2231) حدثنا هثيم قال: زعم بعض أصحابنا عن قتادة عن أنس مرفوعًا بنحوه. وقال الهيثمي في "المجمع"(10/ 343): رواه أبو يعلى، وفيه شيخُ هشيم لم يُسمَّ، وبقية رجاله رجال الصحيح.

(4)

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(45/ 285) أنبأنا أبو الحسين محمد بن كامل ابن ديسم المقدسي، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن علي بن محمد بن أبي العيش الأطرابلسي، حدثنا أبو القاسم حمزة بن عبد الله بن الحسين الأطرابلسي -إملاءً- حدثنا أبو حفص عمر بن عبيد الله بن خراسان، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ابن أبي ثابت البزاز، حدثنا عبد الحميد بن هندي حدثنا المعافى بن سليمان، حدثنا محمد بن سلمة، عن الفزاري، عن قتادة، عن أنس بن مالك مرفوعًا به.

ومحمد بن كامل بن ديسم أبو الحسين النضري المقدسي، قال فيه ابن عساكر: كان يُتهم بشهادة الزور، وأسقط خالي أبو المعالي القاضي شهادته، كتبتُ عنه شيئًا يسيرًا ولم يكن الحديث من شأنه. "تاريخ دمشق"(55/ 116).

وقال الألباني: وهذا سندٌ ضعيف؛ عبد الحميد بن هندي والراوي عنه أبو إسحاق؛ لم أجد لهما ترجمة. وأما أبو حفص فأورده ابن عساكر، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. "السلسلة الضعيفة"(9/ 309).

ص: 404

ولعمر بن أبي حسين المكي، عن عطاء عن ابن عباس مرفوعًا:"إذا كان يوم القيامة نُودي: أين أبناء الستين؟ وهو العمر الذي قال الله: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} [فاطر: 37] ".

وأخرجه الرامهرمزي

(1)

والطبراني

(2)

.

كما بيَّنتُ أكثر ذلك في "المسلسلات"

(3)

.

‌133 - حديث: "الأعمال بالخواتيم".

البخاري في القَدَر من "صحيحه"

(4)

مُترجِمًا عليه: (العمل بالخواتيم) من حديث أبي غسان، حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد الساعدي: أنَّ رجلًا من أعظم المسلمين غناءً عن المسلمين في غزوةٍ غزاها مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنَظَرَ النبي صلى الله عليه وسلم إليه فقال:"من أحبَّ أنْ يَنْظُرَ إلى رجلٍ من أهل النار" وذكر الحديث، وفي آخره:"وإنما الأعمال بالخواتيم".

واتفقا عليه

(5)

من حديث يعقوب بن عبد الرحمن القاريِّ، عن أبي حازم، لكن بدون محل الحاجة منه.

وفي الباب عن معاوية؛ أخرجه ابن حبان في صحيحه

(6)

من حديث الوليد بن مسلم وصدقة بن خالد قالا -واللفظ لأولهما-: حدثنا ابن جابر

(1)

"أمثال الحديث"(ص 97 رقم 27) من طريق إبراهيم بن الفضل المخزومي، عن ابن أبي الحسين المكي، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعًا به.

(2)

"المعجم الكبير"(11/ 177 رقم 11415)، و"المعجم الأوسط"(8/ 49 رقم 7925)، و (9/ 66 رقم 9138) من طريق إبراهيم بن الفضل المخزومي به.

وإبراهيم بن الفضل المخزومي تقدم قبل قليل أنه متروك، فالإسناد ضعيف جدًّا.

(3)

اسمه "الجواهر المكللة في الأحاديث المسلسلة" كما في "الضوء اللامع"(5/ 270)، و (8/ 16).

(4)

صحيح البخاري (القدر، باب العمل بالخواتيم رقم 6607)، وهو عنده أيضًا (رقم 6493).

(5)

"صحيح البخاري"(رقم 2898)، و (4203)، و"صحيح مسلم"(رقم 112) مطولًا.

(6)

"صحيح ابن حبان"(2/ 51 رقم 339) من طريق الوليد بن مسلم، و (2/ 118 رقم 392) من طريق صدقة بن خالد قالا: حدثنا ابن جابر به.

ص: 405

-هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر- سمعتُ أبا عبد ربِّ

(1)

يقول: سمعتُ معاوية يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بخواتيمها؛ كالوعاء إذا طابَ أعلاه طابَ أسفله، وإذا خبُثَ أعلاه خبُثَ أسفله". ولفظ الآخر: "إنما العمل كالوعاء إذا طاب" وذكره.

وكذا هو بهذا اللفظ عند ابن ماجه (في سننه

(2)

)

(3)

، والعسكري من حديث الوليد بن مسلم.

وعند أحمد في مسنده

(4)

من حديث ابن المبارك، عن جابر

(5)

.

وعن عائشة أخرجه ابن حبان في صحيحه

(6)

، وابن عدي في

(1)

أبو عبد ربِّ الدمشقي الزاهد، ويقال: أبو عبد رب أو عبد رب العزة، ذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 81)، وقال ابن حجر: مقبولٌ من الثالثة مات سنة اثنتي عشرة ق. "التقريب"(8219).

فالإسناد ضعيف بسببه، لكنه يتقوَّى بما سبق.

(2)

"سنن ابن ماجه"(الزهد، باب التوقي على العمل رقم 4199) من طريق الوليد بن مسلم به.

وكذا أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(13/ 290 رقم 7362) من طريق الوليد بن مسلم.

(3)

ما بين قوسين ليس في "م".

(4)

"مسند أحمد"(28/ 66 رقم 16853) من طريق ابن المبارك، وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(رقم 596) عن ابن جابر، بهذا الإسناد، ومن طريقه أيضًا: الطبراني في "المعجم الكبير"(19/ 368 رقم 866)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(2/ 197 رقم 1175).

(5)

كذا في جميع النسخ المعتمدة، والصواب:(ابن جابر)؛ لأن اسمه: عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر.

(6)

"صحيح ابن حبان"(2/ 52 رقم 340) من طريق نعيم بن حماد، حدثنا عبد العزيز ابن أبي حازم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا به.

ونعيم بن حماد أبو عبد الله المروزي الخزاعي، قال يحيى بن معين: ثقة. "سؤالات ابن الجنيد"(ص 167 رقم 564)، وقال أبو حاتم: محله الصدق. "الجرح والتعديل"(8/ 463 رقم 2125)، وذكر ابن عدي أنه نُسِب إلى الكذب ووضعِ الحكايات المزورة في ثَلْبِ أبي حنيفة، ثم قال: أثنى عليه قومٌ وضعَّفه قومٌ، وكان ممن يتصلَّبُ في السُّنَّة

وعامة ما أنكر عليه هو هذا الذي ذكرته، وأرجو أنْ يكون باقي حديثه مستقيمًا. "الكامل"(7/ 19)، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ كثيرًا، ففيه عارفٌ بالفرائض. "التقريب"(7166)، وقد تُوبع كما سيأتي عند ابن عدي.

ص: 406

كامله

(1)

بلفظ: (إنما الأعمال بالخواتيم).

وعن علي أخرجه الطبراني

(2)

في حديث فيه: "وصاحبُ الجنة مختومٌ له بعمل أهل الجنة، وإنْ عمِلَ أيَّ عملٍ، الأعمالُ بخواتيمها".

(1)

"الكامل"(1/ 339) من طريق إسحاق بن إبراهيم أبي النضر، حدثنا عبد العزيز ابن أبي حازم، عن هشام بن عروة به فذكره وقال: هذا الحديث من حديث هشام ابن عروة غير محفوظ.

وأبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي الفراديسي مولى عمر بن عبد العزيز، قال أبو مسهر وأبو حاتم: ثقة. "الجرح والتعديل"(2/ 209)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 50).

وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة ولم أرَ له أنكر مما ذكرته. "الكامل"(7/ 19).

وقال ابن حجر: صدوقٌ ضُعِّف بلا مستند. "التقريب"(334).

وعبد العزيز بن أبي حازم سلمة بن دينار المدني، قال أحمد: لم يكن يُعرف بطلب الحديث إلا كتب أبيه فإنهم يقولون إنه سمعها

وقد روى عن أقوامٍ لم يكن يعرف أنه سمع منهم. وقال يحيى بن معين: صدوق ثقة ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صالح الحديث. "الجرح والتعديل"(5/ 382 رقم 1787)، وقال ابن نمير والنسائي: ثقة، وقال النسائي أيضًا: ليس به بأس. "تهذيب التهذيب"(6/ 298)، وقال ابن حجر: صدوق فقيه من الثامنة .. ع. "التقريب"(4088).

فظاهرُ الإسناد أنه حسنٌ، لكنْ يبنى الإشكال في قول ابن عدي: إنه غير محفوظ، ولم يظهر لي وجهه، والله أعلم.

ورواه الطبراني في "الأوسط"(5/ 55 رقم 4656) من طريق يحيى بن صالحٍ الوحاظي، حدثنا يونس بن عثمان المقرئ، عن راشد بن سعد، عن عائشة مرفوعًا بنحو حديث أبي عنبة الآتي.

(2)

"المعجم الأوسط"(5/ 247 رقم 5219) من طريق حماد بن واقد الصفار، عن رجلٍ من أهل مكة يقال له: سالم، عن عطاء بن أبي رباح، عن محمد بن الحنفية، عن علي مرفوعًا به مطولًا فذكره وقال: لا يُروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به حمادُ بن واقد.

وحماد بن واقد أبو عمر الصفَّار العَيْشي، قال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(3/ 28 رقم 118)، وقال عمرو بن علي: كثير الخطأ والوهم ليس ممن يُروى عنه، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، لين الحديث يكتب حديثه على الاعتبار، وقال أبو زرعة: لين الحديث. "الجرح والتعديل"(3/ 150 رقم 653)، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه مما لا يتابعه الثقات عليه. "الكامل"(2/ 249) وشيخه مجهول، فالإسناد ضعيف جدًّا بسبب حماد وشيخه.

ص: 407

وعن أنس أخرجه أحمد بن منيع

(1)

، وأبو يعلى

(2)

في مسانيدهم، والترمذي

(3)

، وصححه هو وابن خزيمة

(4)

وابن حبان

(5)

والحاكم

(6)

مرفوعًا: "إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا استعمله قبل موته" قالوا: وكيف يستعمله؟ قال: "يوفِّقه لعملٍ صالحِ قبل موته، ثم يقبضه عليه".

وأوله عند أحمد

(7)

: "لا تَعْجَبُوا لعملِ عاملٍ حتى تَنْظُروا بمَ يُختمُ له".

وهو على شرط الشيخين.

وعن أبي عِنَبَة

(8)

الخولاني؛ أخرجه أحمد

(9)

والطبراني

(10)

وأبو الشيخ

(11)

(1)

عزاه البوصيري في "إتحاف الخيرة"(7/ 134) لمسدد، وابن أبي شيبة، وعبد ابن حميد، وأحمد بن حنبل، وأبي يعلى، والحاكم، والترمذي، ولم يعزه لابن منيع.

(2)

"مسند أبي يعلى"(6/ 401 رقم 3756)، و (6/ 452 رقم 3840) من طريق حميد عن أنس مرفوعًا بنحوه.

(3)

"جامع الترمذي"(رقم 2142) من طريق حميد به.

(4)

لم أجده فيما طبع من "الصحيح"، ولا في "التوحيد" لابن خزيمة.

(5)

"صحيح ابن حبان"(2/ 53 رقم 341) من طريق حميد به.

(6)

"المستدرك"(1/ 339) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

ورواه أحمد في مسنده (19/ 93 رقم 12036)، و (21/ 98 رقم 13408) من طريق حميد به.

(7)

"مسند أحمد"(19/ 246 رقم 12214) من طريق حميد عن أنس مرفوعًا به.

ورواه عبد بن حميد في "المنتخب"(ص 410 رقم 1393)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة" كما في "ظلال الجنة"(1/ 174 رقم 393) من طريق حميد به نحوه.

وإسناده صحيح على شرط الشيخين كما قال السخاوي.

(8)

في "ز": (عِلبة)، وهو خطأ، وأبو عِنَبَة -بكسر أوله وفتح النون والموحدة- الخولاني؛ صحابيٌّ مشهورٌ بكنيته، مُختلفٌ في اسمه .. نزل حمص ومات في خلافة عبد الملك على الصحيح. "الإصابة"(12/ 473 - 476)، و"التقريب"(8286).

(9)

"مسند أحمد"(29/ 232 رقم 17784) حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا بقية عن محمد بن زياد الألهاني قال: حدثني أبو عِنَبة -قال سريج: وله صحبة- مرفوعًا به.

(10)

"مسند الشاميين"(2/ 18 - 19 رقم 839) من طريق بقية بن الوليد، عن محمد ابن زياد به.

(11)

لم أجده في كتب أبي الشيخ، وأخرجه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 175 رقم 400)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(2/ 293 رقم 1389) من طريق بقية، حدثنا محمد بن زياد، عن أبي عِنَبَة به. =

ص: 408

مرفوعًا: "إذا أرادَ الله بعبدٍ خيرًا عَسَلَه؛ يفتح له عملًا صالحًا بين يدي موته".

والعَسْلُ؛ وهو بعَينٍ مهملة: طيب الثناء

(1)

.

وأخرجه الطبراني

(2)

من حديث أبي أمامة مختصرًا.

= بقية مشهور بالتدليس القبيح، وهو وإن كان صرَّح بالسماع من شيخه محمد بن زياد إلا أنه يُخشى أن يكون دلَّسه بين محمد بن زياد وأبي عِنَبَة.

ويشهدُ له ما رواه عبدُ بن حميد في "المنتخب"(ص 175 رقم 481)، والبزار في مسنده (6/ 286 رقم 2310)، وابن حبان في صحيحه (2/ 54 رقم 342، 343)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 325 رقم 3298)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 339) من طريق معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن عمرو بن الحَمِق مرفوعًا بنحوه. وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

ورواه الطحاوي في "مشكل الآثار"(7/ 52 رقم 2640)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(1/ 387)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(13/ 389) من طريق عبد الله ابن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، عن جبير بن نفير به.

ومعاوية بن صالح بن حُدَير -بالمهملة مصغر- الحضرمي أبو عمرو وأبو عبد الرحمن الحمصي قاضي الأندلس، قال علي بن المديني: كان عبد الرحمن بن مهدي يوثقه، وقال أحمد وأبو زرعة: ثقة، وقال يحيى بن معين: ليس برضا، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، حسن الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به. "الجرح والتعديل"(8/ 382 رقم 1750)، وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. التقريب (6762).

وعبد الله بن يحيى بن أبي كثير اليمامي، صدوق، كما في "التقريب"(3699).

فالإسناد لا ينزل عن رتبة الحسن والله أعلم، وقال الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3/ 108 رقم 1114) نقلًا عن هبة الله الطبري: صحيحٌ على شرط مسلم، يلزمه إخراجه.

(1)

قال ابن قتيبة: أُراهُ مأخوذًا من العَسَل، شبَّه العملَ الصالحَ الذي يُفتح للعَبْدِ -حتى يرضى الناسُ عنه ويَطيبُ ذِكره فيهم- بالعَسَل، يقال: عَسَلتُ الطعامَ أعسله وأعسله عَسْلًا إذا جَعَلتَ فيه السَّمنَ

فالمعنى والله أعلم في قوله عسله: جعل فيه كالعَسَل من العَمَلِ الصالحِ، كما يُعْسَلُ الطعامُ إذا جُعِلَ فيه العَسَل. "غريب الحديث"(1/ 302).

(2)

"المعجم الكبير"(8/ 130 رقم 7522) من طريق بقية بن الوليد، حدثني محمد ابن زياد الألهاني، وفي (8/ 174 رقم 7725) من طريق يحيى بن سعيد العطار، عن يونس بن عثمان، عن لقمان بن عامر؛ كلاهما عن أبي أمامة مرفوعًا.

ويحيى بن سعيد العطار الشامي الحمصي أبو زكريا الأنصاري، ضعَّفه يحيى ابن معين، وذكر أنه احتَرَقَتْ كتُبُه، وأنه روى أحاديث منكرة. "الجرح والتعديل"(9/ 152 رقم 628). =

ص: 409

وأخرج البزار

(1)

من حديث ابن عمر حديثًا فيه ذكر الكتابين، وفي آخره:"العمل بخواتيمه، العمل بخواتيمه".

وللعسكري

(2)

من حديث وُهَيب بن خالد، عن حُميد، عن أنس مرفوعًا:"لا يَضركم ألا تَعجَبوا من أحدٍ حتى تَنْظُروا بمَ يُختمُ له".

وفي سياقِ ألفاظِها مع استيفاءِ ما في معناها تطويل.

وروينا عن معاوية بن قُرَّة

(3)

قال: بلغني أنَّ أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يقول: "اللَّهُمَّ اجعلْ خيرَ عمري آخرَه، وخيرَ عملي خواتِمَه، وخيرَ أيَّامي يومَ ألقاك"

(4)

.

= وقال ابن عدي: بيِّن الضعف. "الكامل"(7/ 193).

ويونس بن عثمان، ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 650) وقال: يُعتبر حديثه من غير رواية يحيى بن سعيد العطار عنه.

ولقمان بن عامر الأوصابي، قال أبو حاتم: يُكتب حديثه. "الجرح والتعديل"(7/ 182).

فالإسناد ضعيفٌ.

(1)

كما في "كشف الأستار"(3/ 26 رقم 2156) من طريق عبد الله بن ميمون المكي، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا به فذكره وقال: لا نعلم أحدًا رواه عن عبيد الله إلا ميمون وهو صالح.

كذا وقع في "كشف الأستار": ميمون، ولعل كلمة (ابن) سقطت من المطبوع.

وعبد الله بن ميمون القداح، قال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث. "الجرح والتعديل"(5/ 172 رقم 799)، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. "الكامل"(4/ 189) فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه.

(2)

تقدم قبل قليل عند أحمد وغيره من طرقٍ عن حميد عن أنس نحوه، وسنده صحيح.

(3)

معاوية بن قرة بن إياس بن هلال المزني أبو إياس البصري؛ ثقة من الثالثة

ع "التقريب"(6769) والظاهر أنَّ روايته عن أبي بكر مرسلة، فقد قال أبو زرعة: روايته عن عليٍّ مرسلة. "المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 200 رقم 741).

فمن باب أولى أن تكون روايته عن أبي بكر مرسلة، والله أعلم.

(4)

هكذا رواه ابن بشران في "أماليه"(2/ 45 رقم 1042) من طريق عمران القصير، عن معاوية بن قرة به.

ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(15/ 263 رقم 30124) من طريق المطلب ابن عبد الله: أنَّ أبا بكر كان يقول فذكره. =

ص: 410

بل هو من دعائه صلى الله عليه وسلم، كما للطبراني في "الأوسط"

(1)

عن أنس، وله طرق.

‌134 - حديث: "الأعمال بالنيات".

متفق عليه

(2)

، لكن بزيادة:(إنما)، وابن حبان في صحيحه

(3)

بدونها؛ كلهم عن عمر.

= والمطلب بن عبد الله؛ صدوق كثير التدليس والإرسال، وقال أبو حاتم: عامة حديثه مراسيل. "الجرح والتعديل"(8/ 359 رقم 1644).

(1)

"المعجم الأوسط"(9/ 157 رقم 9411) من طريق أبي مالك النخعي عبد الملك ابن الحسين، عن أبي المحجل، عن ابن أخي أنس بن مالك، عن أنس بن مالك قال: "كان مقامي بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان إذا سلَّم قال

" فذكره.

وأبو مالك النخعي عبد الملك بن الحسين، قال البخاري: ليس بالقوي عندهم. "التاريخ الكبير"(5/ 411 رقم 1336)، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(5/ 347 رقم 1641)، وقال ابن حجر: متروك. "التقريب"(8337) فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه.

ورواه في "المعجم الأوسط"(9/ 172 رقم 9448) حدثنا يعقوب بن إسحاق ابن الزبير، حدثنا عبد الله بن محمد أبو عبد الرحمن الأذرمي، حدثنا هُشيم، عن حميد، عن أنس:"أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بأعرابيٍّ وهو يدعو في صلاته .. " فذكره من قول الأعرابي، وفيه إقرار النبي صلى الله عليه وسلم له.

شيخ الطبراني يعقوب بن إسحاق؛ لم أجد له ترجمة، وقال الهيثمي: لم أعرفه. "المجمع"(7/ 305).

وهُشيم -بالتصغير- ابن بَشير -بوزن عظيم- ابن القاسم بن دينار السلمي أبو معاوية .. ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي. "التقريب"(7312).

وقد عنعن، فالإسناد ضعيفٌ بسبب ذلك ولجهالة حال شيخ الطبراني.

(2)

"صحيح البخاري"(بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم 1)، وأعاده بالأرقام (54، 2529، 3898، 5070، 6689، 6953) بنحوه مطولًا، و"صحيح مسلم"(الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم:"إنما الأعمال بالنية" وأنه يدخل فيه الغزو رقم 1907).

(3)

"صحيح ابن حبان"(2/ 113 رقم 388)، و (11/ 210 رقم 4868).

ص: 411

‌135 - حديث: "أعينوا الشاري".

لا أصل له بهذا اللفظ

(1)

، نعم عند الديلمي

(2)

عن أنس رفعه: "ألا أبلغوا البَاعَةَ والسُّوقَةَ أنَّ كثرةَ الشؤمِ في بضائعهم من قِلَّة الرَّحمةِ وقساوةِ القلبِ؛ ارحم من تبيعه وارحم من تشتري منه؛ فإنما المسلمون إخوة، ارحم الناسَ يرحَمُك الله، من لا يَرحَم لا يُرحم".

‌136 - حديث: "اغدُ عالمًا أو متعلمًا أو مستمعًا أو محبًّا، ولا تكن الخامسَ فتهلك".

البيهقي في "الشعب"

(3)

، وغيرها

(4)

، وابن عبد البر

(5)

من حديث عطاء بن مسلم الخفاف

(6)

عن خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه به مرفوعًا وفيه: قال عطاء: قال لي مِسعَر بن كدَام: يا عطاء زِدْتنا في هذا الحديث زيادةً لم تكن في أيدينا، قال ابن عبد البر: الخامسةُ: معاداةُ العلماء وبغضهم، ومن لم يحبهم فقد أبغضهم أو قارب، وفيه الهلاك.

(1)

أورده الغزي في "إتقان ما يحسن"(1/ 89 رقم 220) وقال: ليس بحديث أصلًا.

وأورده القاري في "الأسرار المرفوعة"(ص 123 رقم 48)، والقاوقجي في "اللؤلؤ المرصوع"(ص 41 رقم 50) ونقلوا عبارة السخاوي.

(2)

لم أجده في "الفردوس بمأثور الخطاب"، ولا في "الغرائب الملتقطة".

(3)

"شعب الإيمان"(3/ 229 رقم 1581، 1582) من طريق عطاء بن مسلم الخفاف به.

(4)

لم أجده مرفوعًا في غير "الشعب"، وإنما أشار إليه في "المدخل إلى السُّنن"(1/ 345 رقم 382) وضعَّفه، ورواه موقوفًا على عبد الله بن مسعود، كما سيأتي.

(5)

"جامع بيان العلم وفضله"(1/ 147 رقم 151) من طريق عطاء بن مسلم الخفاف به.

(6)

عطاء بن مسلم الخفاف أبو مخلد الكوفي الحلبي، قال أحمد: مضطرب الحديث.

"علل أحمد رواية المروذي"(1/ 116)، وقال يحيى بن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: كان شيخًا صالحًا وكان دفن كتبه وليس بقوي، فلا يثبت حديثه. وقال أبو زرعة نحو ذلك. "الجرح والتعديل"(6/ 336)، وقال الفضل بن موسى ووكيع: ثقة، وقال ابن عدي: في حديثه بعض ما ينكر عليه. "الكامل"(5/ 367 - 368)، وقال أبو داود: ضعيف روى حديث خالد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "اغدُ عالمًا" وليس هو بشيء. "سؤالات الآجري"(2/ 270 رقم 1816).

ص: 412

والحديث عند الطبراني

(1)

، وأبي نعيم

(2)

، وآخرين

(3)

، وعند البيهقي

(4)

(في آخره: يا عطاء، ويلٌ لمن لم تكن فيه واحدة منهنَّ.

وقال البيهقي)

(5)

: إنَّ عطاء تفرَّد بهذا الحديث، وإنما يُروى عن ابن مسعود

(6)

،

(1)

"المعجم الأوسط"(5/ 231 رقم 5171) من طريق عطاء بن مسلم به.

ورواه في "المعجم الصغير"(2/ 63 رقم 786) من طريق عطاء بن مسلم، حدثنا مسعر، عن خالد الحذاء به. وكذا رواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(15/ 406 رقم 6116).

وهذه علة أخرى في الحديث؛ وهي كونه رواه مرة عن خالد الحذاء، ومرة عن مسعر عن خالد، ومثله لا يُقبل هذا الاختلاف منه، فالإسناد ضعيف، والله أعلم.

(2)

"حلية الأولياء"(7/ 236 - 237) من طريق عطاء بن مسلم به.

(3)

رواه البزار في "مسنده"(9/ 94 رقم 3626)، والدينوري في "المجالسة"(5/ 87 رقم 1893)، وابن نصر الدمشقي في فوائده (ص 81 رقم 75) كلهم من طريق عطاء بن مسلم به.

(4)

"شعب الإيمان"(3/ 229 - 230).

(5)

ما بين قوسين سقط من "م".

(6)

رواه الدارمي في مسنده (1/ 359 رقم 349) من طريق الضحاك، وفي (1/ 360 رقم 351) من طريق هارون بن رئاب، والطبراني في "المعجم الكبير"(9/ 163 رقم 8752) من طريق عبد الملك بن عمير، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(15/ 407)، والبيهقي في "المدخل إلى السنن"(1/ 341 رقم 378)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"(1/ 143 رقم 145) من طريق عاصم، عن زر، والبيهقي في "المدخل إلى السنن" (1/ 343 - 344 رقم 380) من طريق الحسن وقال: وهو منقطع، وأبو خيثمة في "العلم"(ص 6 رقم 1)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(1/ 140 رقم 139) من طريق أبي عبيدة؛ جميعهم عن ابن مسعودٍ بألفاظ متقاربة.

والضحاك لم يسمع من ابن عباس، ولا من أبي هريرة، كما في "المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 96 - 97) فمن باب أولى أن لا يكون سمع من ابن مسعود.

وهارون بن رئاب؛ جُلُّ روايته عن التابعين كما في "تهذيب الكمال"(30/ 82).

وعبد الملك بن عمير؛ قال عنه الهيثمي: لم يدرك ابن مسعود. "المجمع"(1/ 328).

وعاصم بن بهدلة؛ صدوق له أوهام كما سبق في الحديث (47).

والحسن عن ابن مسعود منقطع كما قال البيهقي.

وأبو عبيدة؛ لم يسمع من أبيه شيئًا كما سبق مرارًا.

فالخلاصة: أنَّ أمثل طرق هذا الأثر عن ابن مسعود: رواية عاصم عن زر عنه، =

ص: 413

وأبي الدرداء

(1)

من قولهما، ولفظ أبي الدرداء: متبعًا بدل مستمعًا.

‌137 - حديث: "افْتَضَحوا فاصْطَلَحُوا".

هو من الأمثال السائرة

(2)

.

وقد رواه الخطابي في "العزلة"

(3)

من طريق محمد بن حاتم المظفري به.

‌138 - حديث: "أفضل الجهاد: كلمة عدلٍ عند سلطانٍ جائر أو أمير جائر".

أبو داود في الملاحم من سننه

(4)

من حديث محمد بن جُحَادة، عن عطية العوفي

(5)

، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا بهذا.

= ومع ذلك ففيه ضعف، إلا أنه يتقوَّى بالطرق الأخرى المنقطعة، فيصير حسنًا لغيره، والله أعلم.

(1)

رواه البيهقي في "المدخل إلى السُّنن"(1/ 344 رقم 381)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/ 141 - 142 رقم 142) من طريق الحسن أنَّ أبا الدرداء قال:"كن عالمًا، أو متعلمًا، أو محبًا، أو متبعًا، ولا تكن الخامس فتهلك" قال: قلتُ للحسن: من الخامس؟ قال: المبتدع.

قال أبو زرعة: الحسن عن أبي الدرداء مرسل. "المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 44 رقم 148).

فهو ضعيفٌ للانقطاع، والله أعلم.

(2)

أورده المعافى بن زكريا في "الجليس الصالح والأنيس الناصح"(4/ 6) في سياق الكلام على قومٍ تمالؤوا على السكوت عن عيوب بعضهم، فقال: فصاروا على الحدِّ الذي قال في أهله مالك بن دينار: "افتَضَحُوا فاصطلحوا".

(3)

"العزلة"(ص 211) من طريق محمد بن حاتم المظفري قال: سمعتُ عمرو بن محمد الناقد، يقول: سمعتُ سفيان بن عيينة يقول: جلسنا إلى عبيد الله بن عمر فأحطنا به فنظر إلينا فقال

قال المظفري: وزادني غير عمرو: "ما أنا أهلٌ لأن أحدِّثَ ولا أنتم أهلٌ لأن تحدِّثوا، وما مثلي ومثلكم إلا كما قال الأول: افتضحوا فاصطلحوا"، والأثر أورده الذهبي في "السير"(8/ 467).

(4)

"سنن أبي داود"(الملاحم، باب الأمر والنهي رقم 4344) من طريق يزيد -يعني ابن هارون- أخبرنا إسرائيل، حدثنا محمد بن جحادة به.

(5)

عطية العوفي مشهورٌ بالتدليس القبيح، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (20).

ص: 414

ورواه الترمذي في الفتن من جامعه

(1)

من هذا الوجه بلفظ: "إنَّ من أعظم الجهاد" وذكره بدون: "أو أمير جائر"، وقال: إنه حسن غريب.

وهو عند ابن ماجه في الفتن

(2)

أيضًا باللفظ الأول بدون: "أو أمير جائر".

وأخرجه ابن ماجه

(3)

أيضًا من حديث حماد بن سلمة، عن

(1)

"جامع الترمذي"(الفتن، باب ما جاء أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر رقم 2174) من طريق عبد الرحمن بن مصعب أبو يزيد، حدثنا إسرائيل، عن محمد ابن جحادة به.

عبد الرحمن بن مصعب؛ مقبول، كما في "التقريب"(4006)، لكنه قد توبع، كما سبق.

(2)

"سنن ابن ماجه"(الفتن، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رقم 4011) من طريق عبد الرحمن بن مصعب، ومن طريق يزيد بن هارون قالا: حدثنا إسرائيل أنبأنا محمد بن جحادة.

ورواه القضاعي في "مسند الشهاب"(2/ 247 رقم 1286، 1287) من طريق محمد بن جحادة.

وعلة الإسناد: عنعنة عطية العوفي، وهو ممن لا يُقبل من حديثه إلا ما صرَّح فيه بالسماع، وقد عنعن هنا فالإسناد ضعيفٌ من أجله، لكنه قد تُوبعَ؛ فقد رَوَى حديث أبي سعيد: أحمد في مسنده (17/ 227 - 228 رقم 11143)، وعبد بن حميد في مسنده (1/ 273 رقم 864)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 505 - 506) من طريق علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مرفوعًا بنحوه مطولًا. وقال الحاكم: هذا حديثٌ تفرَّد بهذه السياقة علي بن زيد بن جدعان القرشي عن أبي نضرة، والشيخان رضي الله عنهما لم يحتجا بعلي بن زيد.

وقال الذهبي في "التلخيص": ابن جدعان صالح الحديث. اهـ.

وعلي بن زيد بن جدعان التيمي البصري؛ ضعيفٌ، كما تقدمَ في الحديث (87).

وهو مع ضعفه يُكتب حديثه للمتابعة ويقوِّي حديث عطية ويتقوَّى به، ويزداد قوةً بالشواهد الآتية، لكنَّ زيادة "أو أميرٍ جائر" تفرَّد بها عطية العوفي؛ فهي منكرة، والله أعلم.

(3)

"سنن ابن ماجه"(الفتن، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رقم 4012) من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة به.

والوليد بن مسلم مدلِّسٌ لكنه صرَّح بالتحديث، وقد توبع على هذا الحديث كما سيأتي.

ص: 415

أبي غالب

(1)

عن أبي أمامة قال: عُرِض لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجل عند الجمرة الأولى، فقال: يا رسول الله أيُّ الجهاد أفضل؟ فسكت عنه، فلما رمى الجمرة الثانية سأله فسكت عنه، فلما رمى جمرة العقبة ووضع رجله في الغَرْزِ ليركب قال:"أين السائل؟ " قال: أنا يا رسول الله، قال: "كلمةُ حقٍّ عند ذي

(2)

سلطانٍ جائر".

وأخرجه البيهقي في "الشعب"

(3)

، قال: وله شاهدٌ مرسلٌ بإسناد جيد، ثم ساق

(4)

ما أخرجه النسائي في البيعة من سننه

(5)

من جهة علقمة بن مَرْثَد، عن طارق بن شهاب قال: سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيُّ الجهاد أفضل؟ قال: "كلمةُ عدلٍ عند إمامٍ جائر".

(1)

أبو غالب البصري صاحب أبي أمامة، قيل: اسمه حزور، وقيل: سعيد بن الحزور، وقيل: نافع؛ قال يحيى بن معين: صالح الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. "الجرحٍ والتعديل"(3/ 315 رقم 1411)، وقال ابن عدي: لم أرَ في أحاديثه حديثًا منكرًا جدًّا وأرجو أنه لا بأس به. "الكامل"(2/ 456)، وقال الذهبي: صالح الحديث صحَّح له الترمذي. "الكاشف"(2/ 449 رقم 6776)، وقال ابن حجر: صدوقٌ يخطئ. "التقريب"(8298).

وحديثه فيه ضعفٌ، لكنه يتقوَّى بما قبله، والله أعلم.

(2)

كلمة (ذي) ليست في "م".

(3)

"شعب الإيمان"(10/ 67 رقم 7174) من طريق حماد بن سلمة، حدثنا أبو غالب عن أبي أمامة به.

ورواه أحمد في مسنده (36/ 541 رقم 22207)، والفاكهي في "أخبار مكة"(4/ 289 رقم 2641)، والروياني في مسنده (1/ 368، 369 رقم 1192، 1195)، والطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 338 رقم 8081) والأوسط (7/ 52 رقم 6824)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(2/ 248 رقم 1288) من طرقٍ عن حماد بن سلمة به نحوه. وعند الفاكهي "إمامٍ جبار".

(4)

"شعب الإيمان"(10/ 68 رقم 7175) من طريق علقمة بن مرثد به.

(5)

"سنن النسائي"(البيعة، فضل من تكلم بالحق عند إمام جائر رقم 4209) من طريق علقمة بن مرثد عن طارق بن شهاب: أنَّ رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.

ورواه أحمد في مسنده (31/ 124 - 126 رقم 18828، 18830) من طريق علقمة به.

ص: 416

وطارق له رؤية فقط، فلذا كان حديثه مرسلًا

(1)

.

وكذا في الباب عند واثلة

(2)

، وآخرين

(3)

.

(1)

وقد نصَّ على كونه مرسلًا بالإضافة إلى البيهقي والسخاوي: أبو حاتم الرازي، وقال عن طارق بن شهاب: له رؤية وليست له صحبة. "المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 98 رقم 351).

ونقل كلامه العلائي وتعقَّبه بقوله: يُلحق حديثه بمراسيل الصحابة. "جامع التحصيل"(ص 200 رقم 305)، وقال ابن حجر: إذا ثبَتَ أنه لقيَ النبي صلى الله عليه وسلم فهو صحابيٌّ على الراجح، وإذا ثبَتَ أنه لم يسمعْ منه فروايته عنه مرسل صحابي، وهو مقبول على الراجح، وقد أخرج له النسائي عدة أحاديث، وذلك مَصيرٌ منه إلى إثبات صحبته، وقال: طارقٌ رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمعْ منه شيئًا. "الإصابة"(5/ 384)، وقال الألباني: وإسناده صحيح، ومراسيل الصحابة حجة. "السلسلة الصحيحة"(1/ 888 رقم 491) ورجاله ثقاتٌ رجالُ الشيخين، وهو صحيح، والله أعلم.

(2)

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 78 رقم 193)، وأبو يعلى في مسنده (13/ 478 رقم 7492) من طريق عبيد بن القاسم، حدثنا العلاء بن ثعلبة، عن أبي المليح الهذلي، عن واثلة بن الأسقع مرفوعًا بنحو حديث الترجمة مطولًا.

وسبق في الحديث (108) أنَّ هذا الحديثَ ضعيفٌ جدًّا بسبب عبيد بن القاسم.

(3)

روي من حديث جابر؛ رواه العقيلي في "الضعفاء"(3/ 326) من طريق عمار ابن إسحاق أخي محمد بن إسحاق، عن محمد بن المنكدر، عن جابر مثل حديث أبي أمامة فذكره وقال: وآخر الحديث قد روي بإسنادٍ أصلح من هذا في: "أفضل العمل كلمة حقٍ عند إمام جائر".

وقال: عمار بن إسحاق لا يُتابع على حديثه، وليس بمشهور بالنقل.

وروي من حديث عُمير بن قتادة الليثي؛ رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(17/ 49 رقم 105)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 626) من طريق بكر بن خنيس، عن أبي بدر، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن جده مرفوعًا بنحوه مطولًا.

وقال الحاكم: أبو بدر الراوي عن عبد الله بن عبيد بن عمير؛ اسمه بشار بن الحكم، شيخٌ من البصرة، وقد روى عن ثابت البناني غير حديث.

وبكر بن خنيس، قال عمرو بن علي: ضعيف، وقال أبو حاتم: كان رجلًا صالحًا غِرًا وليس هو بقوي في الحديث، وقال: لا يبلغ به الترك. "الجرح والتعديل"(2/ 384 رقم 1497).

وقال أبو زرعة الرازي: ذاهب. "الضعفاء"(2/ 449)، وقال ابن عدي: هو ممن يُكتب حديثه .. وحديثه في جملة حديث الضعفاء، وليس هو ممن يحتج بحديثه. "الكامل"(2/ 26). =

ص: 417

‌139 - حديث: "أفضلُ طعام الدنيا والآخرة: اللحم" في: "سيد"

(1)

.

‌140 - حديث: "أفضلُ العبادات أحْمَزُها".

قال المزي: هو من غرائب الأحاديث، ولم يُروَ في شيءٍ من الكتب الستة

(2)

. انتهى.

وهو منسوبٌ في "النهاية" لابن الأثير

(3)

؛ لابن عباس بلفظ: "سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: "أحْمَزُها"، وهو بالمهملة والزاي؛ أي: أقواها وأشدها.

وفي "الفردوس"

(4)

مما عزاه لعثمان بن عفان مرفوعًا: "أفضلُ العبادة أخفُّها"، فيُجمع بينهما على تقدير ثبوتهما: بأنَّ القوة والشدة بالنظر لتمكُّن شروط الصحة ونحوها فيها، والخفة بالنظر لعدم الإكثار بحيث تُملّ.

ولكن الظاهر أنَّ لفظ الثاني: العيادة بالتحتانية، لا الموحدة، ويُروى عن جابر رفعه:"أفضلُ العيادةِ أجرًا: سُرْعَةُ القيام من عند المريض"

(5)

.

= وبشَّار بن الحكم أبو بدر الضبِّي، قال أبو زرعة: شيخ بصري منكر الحديث. "الجرح والتعديل"(2/ 416 رقم 1645)، وقال ابن عدي: منكر الحديث عن ثابت البناني وغيره

وأحاديثه عن ثابت إفرادات وأرجو أنه لا بأس به. "الكامل"(2/ 23)، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًّا، ينفرد عن ثابت بأشياءَ ليست من حديثه كأنه ثابت آخر، لا يُكتب حديثه إلا على جهة التعجب. "المجروحين"(1/ 191) فالإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببه وبسبب بكر بن خنيس.

(1)

سيأتي في الأصل.

(2)

لم أقف على كلام المزي، وقد نقله الزركشي في "اللآلئ المنثورة"(ص 112 رقم 149).

وقال ابن القيم: لا أصل له. "مدارج السالكين"(1/ 85).

(3)

"النهاية في غريب الحديث والأثر"(1/ 440) فذكره معلقًا من غير إسناد.

(4)

لم أجده في "الغرائب الملتقطة"، ولا في "الفردوس بمأثور الخطاب".

(5)

رواه الديلمي -كما في "الغرائب الملتقطة"- من طريق محمد بن يوسف الرقي، حدثنا ابن وهب، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن جابر قال فذكره مرفوعًا.

ومحمد بن يوسف بن يعقوب أبو عبد الله وأبو بكر الرقي؛ قال الخطيب: كان =

ص: 418

وفي "فضائل العباس"

(1)

لابن المظفر من حديث هُود

(2)

بن عطاء: سمعتُ طاووسًا يقول: "أفضل العيادة ما خفَّ منها".

ومن الآثار في تخفيف العيادة، مما هو في سادس "المجالسة"

(3)

= غير ثقة، ثم ساق حديثًا من طريقه فذكره وقال: هذا حديثٌ موضوعٌ والحملُ فيه على الرقي، والله أعلم. "تاريخ بغداد"(4/ 648 - 649)، وقال الذهبي: وضَعَ على الطبراني حديثًا باطلًا. "الميزان"(4/ 73).

فالإسناد ساقط من أجله.

وروي أيضًا من حديث سعيد بن المسيب مرسلًا: أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(ص 69 رقم 66) من طريق شيخ من البصريين عن سعيد بن المسيب قال فذكره مرسلًا بلفظ: "أفضل العبادة سرعة القيام"، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(11/ 431 رقم 8785) وهذا إسناد ضعيفٌ؛ فهو مع إرساله فيه راوٍ مبهم وهو الشيخ البصري.

(1)

ذكره الوادي آشي في "برنامجه"(ص 292 رقم 163) وقال: تأليف أبي الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ.

والأثر أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(ص 131 رقم 158) من طريق هود بن عطاء به.

(2)

في الأصل و"ز": (هوذ) -بالذال المعجمة-، والتصويب من "م" و"د".

وهود بن عطاء اليمامي، قال عنه ابن حبان: كان قليلَ الحديث منكرَ الرواية على قلته .. والقلب من مثله إذا أكثر المناكير عن المشاهير: أنْ لا يحتج فيما انفرد، وإن اعتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضَيْر. "المجروحين"(3/ 96).

فالإسناد ضعيفٌ بسببه. لكن قد أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(3/ 594 رقم 6768) من طريق ابن طاووس، عن أبيه بنحوه. ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(11/ 433 رقم 8789)، وإسناده صحيح، فابن طاووس؛ هو: عبد الله ابن طاووس بن كيسان اليماني أبو محمد؛ ثقةٌ فاضلٌ عابدٌ من السادسة ع "التقريب"(3397).

(3)

"المجالسة وجواهر العلم"(3/ 230 - 231 رقم 872) حدثنا محمد بن عبد العزيز حدثنا أبي، عن شيبان به.

ومحمد بن عبد العزيز الدينوري، ذكر له ابن عدي عدة مناكير ثم قال: وللدينوري غير هذا من الأحاديث التي أنكرت عليه. "الكامل"(6/ 289 - 290)، وقال الذهبي: منكر الحديث ضعيف، وقال: وكان ليس بثقة، يأتي ببلايا. إلى أن قال: ومن موضوعاته عن أنس .. فذكره. "الميزان"(3/ 629).

فالإسناد تالف بسببه. لكن قد رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(7/ 211)، =

ص: 419

للدِّينوريِّ من جهة شَيْبَان، عن أبي هلال

(1)

قال: عاد قومٌ بكْرَ بن عبد الله المزني فأطالوا الجلوس، فقال لهم بكر:(إنَّ المريضَ ليُعاد، والصحيحَ يُزار).

ومن جهة الأصمعي قال: "عاد قومٌ مريضًا في بني يشكر، فأطالوا عنده فقال لهم: إنْ كان لكم في الدار حقٌّ فخُذُوه"

(2)

.

ومن جهة الأصمعي أيضًا قال: "مَرِضَ أبو عمرو بن العلاء، فأتى أصحابُه إلا رجلًا منهم، ثم جاءه بعد ذلك فقال: إني أريدُ أنْ أسامركَ الليلة، فقال: أنتَ مُعافىً وأنا مُبتلىً، فالعافيةُ لا تدعك تسهر، والبلاءُ لا يدعني أنام، والله أسأل أنْ يسوقَ إلى أهل العافية الشكرَ، وإلى أهل البلاء الشكرَ

(3)

"

(4)

.

= وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(ص 67 رقم 63)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 213)، وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 227) من طرقٍ عن محمد بن سليم أبي هلال به.

(1)

أبو هلال؛ هو: محمد بن سليم الراسبي -بمهملة ثم موحدة- البصري، قال البخاري: ولم يكن من بني راسب إنما كان نازلًا فيهم، كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه وابن مهدي يروي عنه. "التاريخ الكبير"(1/ 105)، وقال ابن حجر: صدوقٌ فيه لين من السادسة

"التقريب"(5923).

فمثله يُقبل منه ما كان من قبيل هذه الرواية، والله أعلم.

(2)

"المجالسة وجواهر العلم"(3/ 231 رقم 873) حدثنا الحسن بن محمد الشيباني قال: سمعتُ الزيادي يقول: سمعتُ الأصمعى به. والقصة في "تهذيب الكمال"(34/ 128).

والحسن بن محمد الشيباني والزيادي لم أقف على ترجمتهما.

(3)

كذا في جميع ما وقفتُ عليه من نسخ المقاصد، ووقع في "المجالسة" و"تهذيب الكمال":(الأجر)، وهو أولى، والله أعلم.

(4)

"المجالسة وجواهر العلم"(3/ 231 رقم 874) حدثنا محمد بن يونس القرشي قال: سمعتُ الأصمعي به.

ومحمد بن يونس أبو العباس الكديمي القرشي؛ قال عنه القاسم المطرِّز: أنا أُجاثِيهِ بين يدي الله تبارك وتعالى يوم القيامة، وأقول: إنَّ هذا كان يكذب على رسولك وعلى العلماء. وقال الدارقطني: يُتهم بوضع الحديث. "سؤالات السهمي"(ص 105 رقم 86، 87). =

ص: 420

‌141 - حديث: "أفطر الحاجم والمحجوم".

يُروى كما عَلَّقَه البخاريُّ

(1)

بصيغةِ التَّمريض؛ عن الحسنِ، عن غيرِ واحدٍ مرفوعًا، ثم قال: وقال لي عياش: حدثنا عبدُ الأعلى، حدثنا يونس، عن الحسن مثله.

فقيل له: عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، ثم قال: الله أعلم.

وهذا بعينه قد رواه في تاريخه

(2)

، ومن جهته البيهقي في سننه

(3)

فقال: حدثني عياش وذكره.

وبه يُستَدَلُّ على أنَّ البخاري إذا قال: قال لي. يكون محمولًا على السماع

(4)

.

وللبيهقي

(5)

أيضًا، وكذا النسائي

(6)

من حديث علي بن المديني، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الحسن عن غير واحدٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: وذكره.

= وقال ابن حبان: كان يضع على الثقات الحديث وضعًا، ولعله قد وضع أكثر من ألف حديث. المجروحين" (2/ 313) فالإسناد موضوعٌ بسببه.

فائدة: ذكر البيهقي في "الشعب"(11/ 430 - 434) عددًا من الآثار في تخفيف عيادة المريض.

(1)

"صحيح البخاري"(الصوم - باب الحجامة والقيء للصائم، قبل حديث 1938) فقال: ويروى عن الحسن. فذكره. ولعل سبب تعليق البخاري له لأنَّه قد تُكلِّم في سماع الحسن من الصحابة.

(2)

"التاريخ الكبير"(2/ 179).

(3)

"السنن الكبرى"(4/ 264).

(4)

رجَّح ذلك: ابن الصلاح، وابن حجر وغيرهم.

وينظر: "مقدمة ابن الصلاح"(ص 226 - 228)، و"النكت على كتاب ابن الصلاح"(2/ 601)، و"فتح الباري"(2/ 335)، و"فتح المغيث"(3/ 203).

(5)

"السنن الكبرى"(4/ 265) من طريق علي بن المديني به.

(6)

"سنن النسائي الكبرى"(الصيام، الصائم يتقيأ 3/ 328 - 329 رقم 3156 - 3159) من طرقٍ عن الحسن عن غير واحدٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم به، وليس عنده قوله: الله أعلم، وليس عنده ذكر علي بن المديني.

ص: 421

قال علي بن المديني

(1)

: رواه يونس، عن الحسن، عن أبي هريرة

(2)

، ورواه قتادة عن الحسن عن ثوبان

(3)

، ورواه عطاء بن السائب، عن الحسن، عن مَعقِل بن يَسَار

(4)

،

(1)

"علل الحديث ومعرفة الرجال" لابن المديني (ص 250 رقم 68).

(2)

رواه النسائي في "سننه الكبرى"(الصيام، الصائم يتقيأ 3/ 329 رقم 3160)، وأحمد في مسنده (14/ 373 رقم 8768)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(6/ 211 رقم 9395)، وأبو يعلى في مسنده (11/ 113 رقم 6239) من طرقٍ عن يونس، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا به.

وهو منقطع؛ فقد روى الترمذي بإسناده إلى شعبة قال: قلتُ ليونس بن عبيد: سمع الحسن من أبي هريرة؟ قال: لا ولا حرف. "العلل الكبير؛ ترتيب أبي طالب"(ص 125 رقم 213).

وكذا نفى سماعه منه: علي بن المديني، والبزار، كما في "علل الحديث لابن المديني"(ص 262)، و"مسند البزار"(10/ 98).

(3)

رواه النسائي في "سننه الكبرى"(الصيام، الصائم يتقيأ 3/ 326 رقم 3148)، وابن خزيمة في صحيحه (2/ 953 رقم 1984) من طريق الليث، عن قتادة، عن الحسن، عن ثوبان مرفوعًا به. وقال النسائي: ما علمتُ أحدًا تابع الليث على روايته. وقال ابن خزيمة: والحسن لم يسمع من ثوبان. وقال أبو حاتم: هذا خطأ. "علل الحديث لابن أبي حاتم"(مسألة 657)، وقال البزار: وقد رواه عن الليث ابن سَعْد، عن قتادة، عن الحسن عن ثوبان فأوهم فيه؛ لأنَّ الثقات يروونه عن الحسن، عن أبي هريرة وأخطأ الليث فيه. "مسند البزار"(10/ 95).

(4)

رواه النسائي في "سننه الكبرى"(الصيام، الصائم يتقيأ 3/ 327، 328 رقم 3154 - 3155)، وأحمد في مسنده (25/ 238 رقم 15901)، وابن أبي شيبة في المصنف (6/ 206 - 207 رقم 9389)، والطبراني في "المعجم الكبير"(20/ 210 رقم 482، 483)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 265) من طرقٍ عن عطاء عن الحسن عن معقل بن يسار مرفوعًا.

وقد قال أبو حاتم الرازي: لم يصح للحسن سماعٌ من معقل بن يسار. "المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 42 رقم 136).

لكنَّ كثيرًا من الأئمة يُثبتون سماع الحسن من معقل بن يسار؛ ومنهم أبو داود، كما في "سؤالات الآجري"(1/ 386 رقم 728)، وجاء تصريحه بالسماع منه في طرقٍ صحيحة، كما في "صحيح البخاري"(النكاح، باب من قال: لا نكاح إلا بولي رقم 5130).

تنبيه: جاء في بعض طرق الحديث: الحسن، عن معقل بن سنان.

وقد سأل الترمذيُّ شيخه البخاري عن ذلك فقال: قلتُ له: حديثُ الحسن عن =

ص: 422

ورواه مطر عن الحسن عن علي

(1)

.

قال البيهقي

(2)

: ورواه أشعث، عن الحسن، عن أسامة

(3)

.

قال شيخنا

(4)

: ورواه قتادة أيضًا عن الحسن، عن علي؛ أخرجه عبد الرزاق

(5)

، عن مَعْمَر عنه.

= معقل بن يسار أصحُّ أو حديث معقل بن سنان؟ فقال: معقل بن يسار أصحّ، ولم يعرفه إلا من حديث عطاء بن السائب .. "العلل الكبير؛ ترتيب أبي طالب"(ص 124 رقم 212)، وسُئِل أبو زرعة: الحسن عن معقل بن يسار، أو معقل بن سنان؟ فقال: الحسن عن معقل بن يسار أشبه، والحسن عن معقل بن سنان بعيد جدًّا. "المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 42 رقم 137).

(1)

رواه النسائي في "السنن الكبرى"(الصيام، الصائم يتقيأ 3/ 327 رقم 3152) من طريق يزيد بن زريع، عن ابن أبي عروبة، عن مطر، عن الحسن، عن علي مرفوعًا.

وخالف يزيدَ بن زريع إسماعيلُ بن علية فوقفه على علي رضي الله عنه؛ رواه عنه ابن أبي شيبة في "المصنف"(6/ 212 رقم 9397)، ولكنَّ رواية الرفع أرجح، وذلك لأنُّ يزيد ابن زريع أثبت من ابن علية، فقد روى ابن أبي حاتم بإسناده إلى يحيى القطان: أنه سُئِل عن يزيد بن زريع وابن علية و

من يُقدَّم منهم؟ فقال يحيى: يزيد ثم ابن علية. فقال أبو حاتم: هو كما قال، يزيد ثم ابن علية ثم

"الجرح والتعديل"(9/ 264)، وقال يحيى بن معين: يزيد بن زريع أثبت في سعيد بن أبي عروبة من إسماعيل. "التاريخ؛ رواية الدوري"(4/ 274 رقم 4341).

ولكنه أيضًا منقطع؛ فإنَّ الحسن لم يسمع من علي بن أبي طالب شيئًا. قاله يحيى ابن معين وأبو زرعة الرازي والترمذي. كما في "تاريخ ابن معين؛ رواية الدوري"(4/ 260 رقم 4257)، و"جامع الترمذي"(رقم 1423)، و"المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 30 رقم 92).

(2)

"السنن الكبرى"(4/ 265).

(3)

رواه البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 180)، والنسائي في "سننه الكبرى"(3/ 327 رقم 3153)، وأحمد في مسنده (36/ 149 رقم 21826)، والبيهقي في "سننه الكبرى"(4/ 265).

وقال علي بن المديني: ولم يسمع من أسامة بن زيد شيئًا. "علل الحديث لابن المديني"(ص 249)، وقال البخاري: والحسن لا يُعرف له سماع من أسامة. "التاريخ الكبير"(2/ 180).

(4)

"فتح الباري"(4/ 176).

(5)

"مصنف عبد الرزاق"(4/ 210 رقم 7524) عن معمر عن قتادة عن الحسن عن علي موقوفًا. =

ص: 423

ورواه أبو حُرَّة

(1)

، عن الحسن، عن غير واحدٍ من الصحابة

(2)

.

ورواه أبو داود

(3)

، والنسائي

(4)

، وابن ماجه

(5)

، وآخرون؛

= ورواه النسائي في "سننه الكبرى"(3/ 326 رقم 3149) من طريق عمر بن إبراهيم، عن قتادة، عن الحسن، عن علي مرفوعًا، و (3/ 326 رقم 3150) من طريق أبي العلاء، و (3/ 326 رقم 3151) من طريق سعيد؛ كلاهما عن قتادة، عن الحسن، عن علي موقوفًا.

ورواية من رواه عن قتادة موقوفًا هي الصواب؛ وذلك لأنهم أكثر وأوثق، فعمر ابن إبراهيم العبدي البصري الذي رواه مرفوعًا: صدوقٌ، في حديثه عن قتادة ضعف. "التقريب"(4863).

(1)

أبو حُرَّة -بضم المهملة وتشديد الراء- واصل بن عبد الرحمن البصري صدوقٌ عابدٌ وكان يدلس عن الحسن من كبار السابعة مات سنة اثنتين وعشرين م قد س. "التقريب"(7385).

وفي بعض طرقه التصريح بأنه سمع من الحسن، فانتَفَتْ خَشْيَةُ تدليسِهِ عن الحسن.

(2)

رواه النسائي في سننه الكبرى (الصيام، الصائم يتقيأ 3/ 328 - 329 رقم 3156 - 3158)، وعلي بن المديني في "العلل ومعرفة الرجال"(ص 250) من طرقٍ عن أبي حُرَّة.

وقد قال البخاري: يُروى عن الحسن قال: حدثني غير واحدٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أن يكون سمع من غير واحد. "علل الترمذي الكبير"(ص 131)، وقال الدارقطني: اختُلِفَ فيه على الحسن

فذكر وجوهَ الاختلافِ ثم قال: ورواه أبو حُرَّة عن الحسن قال: حدثني غير واحدٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فإن كان هذا القول محفوظًا عن الحسن، فيُشبِهُ أنْ تكونَ الأقاويلُ كُلُّها تصحُّ عنه، والله أعلم. "العلل"(3/ 193 - 195).

ونقل كلامه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(4/ 176 - 177) ثم قال: يريد بذلك انتفاء الاضطراب، وإلا فالحسن لم يسمع من أكثر المذكورين.

(3)

"سنن أبي داود"(الصيام، باب في الصائم يحتجم رقم 2367) من طريق يحيى، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان، و (برقم 2368) من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث عن شداد بن أوس، ورواه (برقم 2370) من طريق مكحول أنَّ شيخًا من الحيِّ أخبره أنَّ ثوبان مولى النبي صلى الله عليه وسلم أخبره

و (برقم 2371) من طريق مكحول عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان به.

(4)

"سنن النسائي الكبرى"(3/ 317 - 326 رقم 3120 - 3148) من طرقٍ كثيرة بالوجهين.

(5)

"سنن ابن ماجه"(الصيام، باب ما جاء في الحجامة رقم 1680، 1681) من طريق =

ص: 424

كالحارث

(1)

من حديث شداد وثوبان مرفوعًا في حديث.

وقال أحمد

(2)

والبخاري

(3)

: إنه عن ثوبان أصح.

وصححه عن شداد: إسحاق بن راهويه

(4)

.

وصححهما معًا البخاري

(5)

، تَبَعًا لابن المديني

(6)

.

ورواه الترمذي

(7)

عن رافع بن خَدِيج.

= يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو قلابة: أنَّ أبا أسماء حدثه، عن ثوبان به فذكره ثم قال: وبإسناده عن أبي قلابة: أنه أخبره أنَّ شدادَ بن أوس

بنحوه.

(1)

لم أجده في "بغية الباحث" ولا "مجمع الزوائد"، وذلك لأنه لا يُعدُّ من الزوائد.

ورواه الطيالسي في مسنده (2/ 330 رقم 1082)، وفي (2/ 442 رقم 1214)، وأحمد في مسنده (28/ 346 رقم 17119)، و (28/ 351 - 361 رقم 17124 - 17138).

(2)

نقله عنه أبو داود في سننه (الصيام، باب في الصائم يحتجم، بعد حديث 2371).

(3)

لم أقف على كلام البخاري إلا فيما نقله عنه الترمذي من تصحيحه للوجهين، كما سيأتي.

(4)

رواه عنه الحاكم في "المستدرك"(1/ 427).

(5)

نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير؛ ترتيب أبي طالب"(ص 130 رقم 208) فقال: وسألتُ محمدًا عن هذا الحديث فقال: ليس في هذا الباب شيءٌ أصحُّ من حديث شداد بن أوس، وثوبان. فقلتُ له: كيف بما فيه من الاضطراب فقال: كلاهما عندي صحيح.

وكذا صححهما عثمان بن سعيد الدارمي، وقال: سمعتُ أحمد بن حنبل يقول به ويذكر أنه صحَّ عنده حديث ثوبان وشداد. نقله عنه البيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 267).

وصححهما ابن خزيمة في صحيحه (2/ 944 رقم 1962، 1963)، و (2/ 952 رقم 1983)، وابن حبان في صحيحه (8/ 301 - 303 رقم 3532 - 3534) بإخراجهما له بالوجهين، وقال ابن خزيمة في "الصحيح" (3/ 227): ثبَتَ الخبرُ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أفطر الحاجم والمحجوم". وكذا صححه الحاكم في "المستدرك"(1/ 426 - 429).

(6)

نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير؛ ترتيب أبي طالب"(ص 131) فقال -بعد أن نقل تصحيح البخاري-: وهكذا ذكروا عن علي بن المديني أنه قال: حديث شداد ابن أوس وثوبان صحيحان. ونقله عنه في الجامع كما في الحاشية التالية.

(7)

"جامع الترمذي"(الصوم، باب كراهية الحجامة للصائم رقم 774) من طريق يحيى ابن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن السائب بن يزيد، عن رافع =

ص: 425

ورواه غيرهم عن آخرين

(1)

.

= ابن خديج به فذكره وقال: وفي الباب عن علي، وسعد، وشداد بن أوس، وثوبان، وأسامة بن زيد، وعائشة، ومعقل بن سنان -ويقال: ابن يسار- وأبي هريرة، وابن عباس، وأبي موسى، وبلال، وسعد.

قال أبو عيسى: وحديث رافع بن خديج حديثٌ حسنٌ صحيح، وذُكِرَ عن أحمد ابن حنبل أنه قال: أصحُّ شيءٍ في هذا الباب حديثُ رافع بن خديج. وذُكِر عن على بن عبد الله أنه قال: أصحُّ شيءٍ في هذا الباب حديث ثوبان وشداد بن أوس؛ لأن يحيى بن أبي كثير روى عن أبي قلابة الحديثين جميعًا؛ حديث ثوبان، وحديث شداد بن أوس.

وقد جاء عن أحمد ما يُخالف ما ذكره الترمذي، فقد روى البيهقي بإسناده إلى علي ابن سعيد النسوي قال: سمعتُ أحمدَ بن حنبل سُئل أيما حديث أصحُّ عندك في "أفطر الحاجم والمحجوم؟ " فقال: حديث ثوبان من حديث يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء عن ثوبان. فقيل لأحمد بن حنبل: فحديث رافع ابن خَدِيج؟ قال: ذاك تفرَّد به معمر. "السنن الكبرى"(4/ 267)، وكذا فقد خالفه -في جعله حديث رافع أصحَّ شيءٍ في الباب- جمعٌ من الأئمة؛ فقال الترمذي: سألتُ محمدًا عن هذا الحديث فقال: غير محفوظ. وسألتُ إسحاقَ بن منصور عنه فأبى أن يحدِّثَ به عن عبد الرزاق، وقال: هو غلطٌ. قلت له: ما علته؟ قال: روى عنه هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن السائب ابن يزيد، عن رافع بن خديج، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كسبُ الحجام خبيث، ومهرُ البغيِّ خبيث، وثمن الكلب خبيث". "العلل الكبير؛ ترتيب أبي طالب"(ص 130 رقم 208). وقال أبو حاتم: واغترَّ أحمدُ بن حنبل بأنْ قال: الحديثان عنده، وإنما يروى بذلك الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم:"أنه نهى عن كسب الحجام، ومهر البغي"، وهذا الحديث في:"يفطر الحاجم، والمحجوم" عندي باطل. "علل الحديث لابن أبي حاتم"(مسألة 732).

(1)

من ذلك ما رواه ابن الجارود في "المنتقى"(ص 105 رقم 387)، والبزار في مسنده (8/ 82 رقم 3081)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 429) من حديث أبي موسى.

وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وساق بإسناده إلى علي بن المديني قال: قد صحَّ حديث أبي رافع، عن أبي موسى أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أفطر الحاجم والمحجوم".

وما رواه أحمد في مسنده (39/ 322 رقم 23888)، والطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 365 رقم 1122) من طريق شهر بن حوشب، عن بلال مرفوعًا به.

وشهر بن حوشب؛ صدوق كثير الإرسال والأوهام، كما تقدم في الحديث (8).

وروايته عن بلال مرسلة، كما قال أبو حاتم. "المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 88 رقم 322). =

ص: 426

وتأوَّله بعضُ العلماء المرَخِّصِين في الحِجامة على أنَّ معناه: تَعَرَّضا للإفطار؛ أما المحجوم فللضعف، وأما الحاجم فلأنه لا يَأمن من أنْ يَصِلَ إلى جوفه شيءٌ بالمصِّ

(1)

، ولكن قد جزم الشافعيُّ بأنه منسوخ

(2)

.

‌142 - حديث: "الاقتصادُ في النفقة نصفُ المعيشة،

والتودُّد إلى الناس نصفُ العقل، وحسنُ السؤال نصفُ العلم".

البيهقي في "الشعب"

(3)

، والعسكري في الأمثال، وابن السُّني

(4)

، والديلمي

(5)

من طريقه، والقضاعي

(6)

؛ كلهم من حديث مُخَيَّس بن تميم

(7)

، عن حفص بن عمر، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الزبير

(8)

، عن نافع، عن

= فالإسناد ضعيف، لكنه يتقوَّى بالشواهد التي سبقت، فيكون حسنًا لغيره.

وقد قال ابن عبد الهادي: وقال بعض الحفاظ: الحديث في هذا متواتر. وليس ما قاله ببعيد، ومن أراد معرفة ذلك فليطالع ما رُوِيَ في ذلك في "مسند أحمد"، و"معجم الطبراني"، وكتاب النسائي، و"المستدرك" للحاكم، و"المستخرج" للحافظ أبي عبد الله المقدسي، وغير ذلك من الأمهات، والله أعلم. "تنقيح التحقيق"(3/ 255)، وقد عدَّه متواترًا: السيوطيُّ في "الأزهار المتناثرة"(ص 102)، والكتاني في "نظم المتناثر"(ص 131 رقم 125).

وقد أفرد الإمام ابن عبد الهادي (744 هـ) حديث الترجمة في كتابٍ وسمَّاه: "فصل النزاع بين الخصوم في الكلام على حديث "أفطر الحاجم والمحجوم"". ذكره ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"(5/ 118) ووصفه بأنه مجلد لطيف.

(1)

نقله الخطابي في "معالم السنن"(2/ 110) فقال: وتأوَّل بعضهم الحديث

وذكره.

(2)

"اختلاف الحديث المطبوع مع الأم"(10/ 192).

(3)

"شعب الإيمان"(8/ 503 - 504 رقم 6148) من طريق هشام بن عمار عن مُخَيَّس ابن تميم به.

(4)

لم أجده في "القناعة".

(5)

لم أجده في "الغرائب الملتقطة"، ولا في كتاب أبيه "الفردوس بمأثور الخطاب".

(6)

"مسند الشهاب"(1/ 55 رقم 33)، ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(7/ 25 رقِم 6744) من طريق مُخَيَّس به.

(7)

مُخيَّس وشيخه مجهولان. قاله أبو حاتم والذهبي كما سيأتي، وقال العقيلي عن مُخَيَّس: لا يُتابع على حديثه. "الضعفاء"(4/ 263 رقم 1867).

(8)

إبراهيم بن عبد الله بن الزبير، قال الأزدي: كذَّاب. "المغني في الضعفاء"(1/ 17 رقم 104).

ص: 427

ابن عمر مرفوعًا بهذا، وضعفه البيهقي

(1)

.

ولكن له شاهدٌ عند العسكري من حديث (خَلَّاد بن عيسى

(2)

، عن ثابت عن أنس رفعه:"الاقتصادُ نصفُ العيش، وحُسنُ الخُلُق نصفُ الدِّين".

وكذا أخرجه الطبراني

(3)

وابن لالٍ.

ومن شواهده أيضًا: ما للعسكري

(4)

من حديث)

(5)

أبي بلال الأشعري

(6)

، حدثنا عبد الله بن حكيم المدني

(7)

، عن شبيب بن بِشْر

(8)

، عن

(1)

فقال في الموضع السابق: روي مسندًا بإسناد ضعيف ثم ساقه.

وسبقه إلى تضعيفه أبو حاتم الرازي فقال: هذا حديثٌ باطل، ومُخَيَّس وحفص مجهولان، "علل الحديث لابن أبي حاتم"(مسألة 2354)، وضعفه أيضًا المزي في "تهذيب الكمال"(29/ 220)، والذهبي في "الميزان" (4/ 85) فقال في ترجمة مُخَيَّس: عن حفص بن عمر مجهول، وكذا شيخه. روى عنه هشام بن عمار خبرًا منكرًا .. فذكره. وأقره ابن حجر في "اللسان"(8/ 20).

(2)

خلاد بن عيسى ويقال: ابن مسلم الصفار أبو مسلم الكوفي، قال يحيى بن معين: ئقة. "التاريخ؛ رواية الدوري"(3/ 358 رقم 1739)، وقال أبو حاتم: حديثه متقارب. "الجرح والتعديل"(3/ 367 رقم 1668)، وقال ابن حجر: لا بأس به من السابعة. "التقريب"(1765).

(3)

لم أجده بهذا اللفظ في كتب الطبراني المطبوعة ولا في "مجمع الزوائد"، ورواه أبو الشيخ في "الأمثال"(ص 75 رقم 87)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(13/ 454)، وفي "تلخيص المتشابه في الرسم"(ص 667) من طريق علي بن عيسى الكوفي -كاتب عكرمة القاضي- حدثنا خلاد بن عيسى العبدي، عن ثابت، عن أنس مرفوعًا به.

وعلي بن عيسى الكوفي، مقبول. "التقريب"(4782).

فمثله لا يُحتمل تفرُّده بهذا الحديث.

(4)

كتابه مفقود. وقد رواه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(ص 309 رقم 347) من طريق عبد الله بن حكيم به بزيادة: "والحُمى رائد الموت، والدنيا سجن المؤمن".

(5)

ما بين قوسين ساقط من "ز".

(6)

أبو بلال الأشعري: ضعيف، وقد سبقت ترجمته في الحديث (39).

(7)

عبد الله بن حكيم المدني؛ هو: الداهري: متروك، وسبقت ترجمته في الحديث (99).

(8)

شَبيب -بوزن طويل- ابن بِشر البجلي، قال يحيى بن معين: ثقة."التاريخ؛ رواية الدوري"(4/ 85 رقم 3265)، وقال أبو حاتم: ليِّن الحديث، حديثه حديث الشيوخ. "الجرح والتعديل"(4/ 357 رقم 1564)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 359) =

ص: 428

أنس رفعه: "السؤالُ نصفُ العلم، والرِّفقُ نصفُ المعيشة، وما عالَ (من اقتصد) "

(1)

.

(وللديلمي

(2)

من جهة الحاكم، ثم من حديث عمر بن صُبْح

(3)

، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أبي أمامة رفعه:"السؤالُ نصفُ العلم، والرِّفقُ نصفُ المعيشة، وما عالَ من اقتصد")

(4)

.

وللقضاعي

(5)

، ومن قبله أحمد

(6)

، والطبراني

(7)

؛ من حديث إبراهيم الهَجَري

(8)

، عن أبي الأحْوَص، عن ابن مسعود رفعه:"ما عالَ من اقْتَصَدَ".

= وقال: يخطئ كثيرًا. وقال ابن حجر: صدوق يُخطئ. "التقريب"(2738) فالإسناد ضعيفٌ جدًّا بسبب الداهري.

(1)

في "م": (امرؤٌ في اقتصاد).

(2)

لم أجده في "الغرائب الملتقطة"، ولا في "مستدرك الحاكم". وقد أخرجه أبو نعيم في "المنتخب من حديث يونس بن عبيد"(رقم 31) من طريق عمر بن صبح به.

(3)

عمر بن صُبْح بن عمر التميمي العدوي أبو نعيم الخراساني، قال البخاري: حدثني اليشكري عن علي بن جرير قال: سمعتُ عمرَ بن صبح يقول: أنا وضعتُ خطبة النبي صلى الله عليه وسلم. "التاريخ الصغير"(2/ 192)، وقال ابن حجر: متروك كذبه ابن راهويه. "التقريب"(4922).

فالإسناد ساقطٌ بسببه.

(4)

ما بين قوسين زيادة من "م".

(5)

"مسند الشهاب"(2/ 5 رقم 769) من طريق سُكين بن عبد العزيز، عن إبراهيم الهجري به فذكره ثم ساقه في (2/ 5 رقم 770) من طريق شعبة عن إبراهيم الهجري وقال: بإسناده مثله.

(6)

"مسند أحمد"(7/ 302 رقم 4269) من طريق سكين بن عبد العزيز، حدثنا إبراهيم الهجري به.

(7)

"المعجم الكبير"(10/ 133 رقم 10118)، و"الأوسط"(5/ 206 رقم 5094) من طريق سُكين بن عبد العزيز به.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(13/ 545 - 547 رقم 27136)، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(ص 309 رقم 346)، والشاشي في مسنده (1/ 344 رقم 703)، والبيهقي في "الشعب"(8/ 504 رقم 6149) جميعهم من طرقٍ عن سُكين ابن عبد العزيز به.

(8)

إبراهيم بن مسلم العبدي الهجري ليِّن الحديث وقد سبقت ترجمته في الحديث (96). فإسناد الحديث ضعيفٌ بسببه.

ص: 429

وهو عند العسكري

(1)

من جهة سُكَين بن عبد العزيز

(2)

، عن الهَجَري بلفظ:"لا يعيل أحدٌ على قصدٍ، ولا يُبقي على سَرَفٍ كثيرٍ".

وله أيضًا من جهة أبي رَوْق

(3)

، عن الضحاك، عن ابن عباس مرفوعًا:"ما عالَ مُقتَصِدٌ".

وأخرجه الطبراني

(4)

أيضًا، وعنده

(5)

عن عبد الله

(1)

وهو بهذا اللفظ عند أبي الشيخ في "أمثال الحديث"(ص 74 رقم 86) من طريق سُكين بن عبد العزيز عن إبراهيم الهجري به.

(2)

سُكين -بالتصغير- ابن عبد العزيز بن قيس العبدي العطار البصري، قال وكيع ويحيى بن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: لا بأس به. "الجرح والتعديل"(4/ 207 رقم 894)، وقال ابن حجر: صدوق يروي عن ضعفاء. "التقريب"(2461).

والإسناد أيضًا ضعيفٌ بسبب الهجري، والله أعلم.

(3)

أبو رَوْق -بفتح الراء وسكون الواو بعدها قاف- عطية بن الحارث الهمداني الكوفي؛ قال يحيى بن معين: صالح، وقال أبو حاتم: صدوق. "الجرح والتعديل"(6/ 382 رقم 2122).

وقال ابن حجر: صدوق. "التقريب"(4615).

(4)

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 123 رقم 12656)، والبيهقي في "الشعب"(8/ 505 رقم 6150) من طريق كثير بن عبيد، حدثنا خالد بن يزيد العمري، والطبراني في "الأوسط"(8/ 152 رقم 8241) من طريق هشام بن خالد، حدثنا خالد بن يزيد القسري، وابن عدي في "الكامل"(3/ 12 - 13) من طريق هشام بن خالد الأزرق، عن خالد بن يزيد بن أبي مالك، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(8/ 505 رقم 6150، 6151)؛ ثلاثتهم (خالد العمري، وخالد القسري، وخالد بن يزيد بن أبي مالك) عن أبي رَوق به.

ولعل الصواب في هذه الطرق: خالد بن يزيد بن أبي مالك، لأنه هو الذي يروي عن أبي رَوق، ويروي عنه هشام بن خالد الأزرق، كما في "تهذيب الكمال"(8/ 197).

وخالد بن يزيد بن أبي مالك: ضعيفٌ، وقد سبقت ترجمته في الحديث (80).

والإسناد ضعيفٌ.

(5)

"المعجم الأوسط"(1/ 303 رقم 1017) من طريق عبد الله بن عمران، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن سرجس مرفوعًا به.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(ص 183 رقم 512) بإسناده سواء.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(15/ 383) من طريق عبد الله بن عمران به. =

ص: 430

ابن سَرْجِس

(1)

مرفوعًا: "التودُّدُ

(2)

والاقتصادُ والسَّمتُ الحَسَنُ: جُزءٌ من أربعةٍ وعشرين جزءًا من النبوة".

وللبزار

(3)

بسندٍ ضعيفٍ من حديث طلحة بن عبيد الله رفعه: "من اقتصَدَ أغناه الله".

= ووقع في "المعجم الأوسط": (عبد الله بن عمر)، وهو خطأ، والصواب:(عبد الله ابن عمران) كما في "مسند عبد بن حميد" و"تهذيب الكمال"، وكما في الرواة عن عاصم الأحول في "تهذيب الكمال"(13/ 487).

وعبد الله بن عمران؛ هو: القرشي التيمي الطلحي، قال أبو حاتم: شيخ. "الجرح والتعديل"(5/ 130 رقم 601)، وقال ابن حجر: مقبول. "التقريب"(3512).

والإسناد ضعيف لتفرُّد عبد الله بن عمران به.

(1)

عبد الله بن سَرْجِس -بفتح المهملة وسكون الراء وكسر الجيم بعدها مهملة- المزنيُّ، حليف بني مخزوم؛ صحابيٌّ، نزلَ البصرة. "الإصابة"(6/ 172 - 173 رقم 4727).

(2)

كذا في جميع النسخ المعتمدة، ووقع في مصادر الحديث:"التؤدة".

(3)

"مسند البزار"(3/ 160 - 161 رقم 946) حدثنا عمران بن هارون البصري -وكان شيخًا مستورًا، وكان عنده هذا الحديث وحده

- قال: حدثنا عبد الله بن محمد القرشي، قال: حدثنا محمد بن طلحة بن يحيى بن طلحة، عن أبيه، عن جده، عن طلحة بن عبيد الله مرفوعًا به فذكره وقال: كانوا يكتبونه قبل أن نولد نحن عنه، وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولم نسمعه إلا من عمران بن هارون.

وعمران بن هارون البصري، قال فيه البزار ما سبق ذكره، وقال الذهبي: شيخٌ لا يُعرف حاله، أتى بخبرٍ منكرٍ ما تابعه عليه أحد. "الميزان"(3/ 244).

وعبد الله بن محمد القرشي؛ قال فيه الذهبي في الموضع السابق: عبد الله لا يُدرى من هو.

ومحمد بن طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي؛ لا يُعرف حاله. "التقريب"(5981).

وأبوه طلحة بن يحيى، قال يحيى القطان: لم يكن بالقوي، وقال أحمد وأبو زرعة: صالح الحديث، وقال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث حسن الحديث صحيح الحديث. "الجرح والتعديل"(4/ 477 رقم 2095)، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي: روى أحاديث رواها عنه الثقات وما برواياته عندي بأس. "الكامل"(4/ 112).

فالإسناد ضعيف بسبب الرواة الثلاثة الأُوَل.

ص: 431

وللديلمي

(1)

عن أنس مرفوعًا: "التدبير نصفُ المعيشة، والتودُّد نصف العقل، والهَمُّ نصف الهَرَم، وقِلَّةُ العِيَال أحد اليَسَارين".

ورواه البيهقي

(2)

من قول ميمون بن مهران، ولفظه:"التودُّد إلى الناس نصفُ العقل، وحُسنُ المسألة نصف الفِقه، ورِفقُكَ في معيشتك يكفي عنك نصفَ المُؤْنَة"

(3)

.

ولابن حبان في صحيحه

(4)

في حديثٍ طويلٍ عن أبي ذر أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "يا أبا ذر لا عقلَ كالتدبير، ولا وَرَعَ كالكفِّ، ولا حَسَب كحُسن الخلق".

وهذا اللفظ عند البيهقي في "الشعب"

(5)

،

(1)

لم أجده في "الغرائب الملتقطة"، وهو بهذا اللفظ في "الفردوس بمأثور الخطاب"(2/ 75 رقم 3421) من حديث علي رضي الله عنه.

(2)

"شعب الإيمان"(6/ 376 - 377 رقم 4363)، و (8/ 503 رقم 6147) من طريق زيد بن الحُباب، حدثنا مهدي بن ميمون، عن يونس بن عبيد، عن ميمون بن مهران من قوله به.

وزيد بن الحُباب العُكلي؛ صدوق كما تقدم في الحديث (35).

فالإسناد حسن من أجل زيد بن الحُباب، وقد تابعه عبد الله بن محمد بن أسماء؛ فرواه ابن حبان في "روضة العقلاء"(ص 65) من طريقه عن مهدي به.

وعبد الله بن محمد بن أسماء ثقة جليل، كما في "التقريب"(3577).

فيكون الأثر صحيحًا، والله أعلم.

(3)

المُؤْنة؛ بضم الميم وإسكان الهمزة وهي لغة صحيحة، وفيها لغات: مَؤُونة، ومَوُونة، ومُؤْنة، ومُوْنة. كما في "الصحاح للجوهري"(6/ 2198 - 2199)، و"لسان العرب"(13/ 395).

(4)

"صحيح ابن حبان"(2/ 76 رقم 361) من طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني قال: حدثنا أبي، عن جدي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر به.

وإبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني؛ كذَّبه أبو حاتم، كما سبق في الحديث (11).

فالإسناد ساقطٌ بسببه.

(5)

"شعب الإيمان"(6/ 357 رقم 4325)، و (10/ 384 رقم 7668) من طريق إبراهيم ابن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني به.

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 157 رقم 1651)، والقضاعي في =

ص: 432

وله أيضًا

(1)

، وللعسكري من حديث عثمان بن عمر بن خالد بن الزبير

(2)

، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه عن عليٍّ مرفوعًا:"التودُّد نصفُ الدين، وما عال امرؤٌ قط على اقتصادٍ، واسْتَنْزِلوا الرزقَ بالصدقة، وأبى الله أنْ يجعلَ رزقَ عبادِه المؤمنين من حيث يحتسبون".

وقد مضى في: "أبى"

(3)

.

وللعسكري

(4)

من حديث يونس بن عُبيد، عن الحسن، عن أنس رفعه:"رأسُ العقلِ بعدَ الإيمانِ بالله: التودّدُ إلى الناس، وأهلُ التودُّدِ لهم درجةٌ في الجنة، ونصفُ العلمِ: حسنُ المسألة، والاقتصادُ في المعيشة والرِّفقُ يكفي نصفُ المُؤْنة"، وذكرَ حديثًا.

وسيأتي عن أنسٍ مرفوعًا: "ما عالَ من اقتَصَدَ" في: "ما خابَ"

(5)

.

وللديلمي

(6)

عن أنسٍ رفعه: "التدبيرُ نصفُ المعيشة".

= "مسند الشهاب"(2/ 39 رقم 837)، وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 166 - 168) من طرقٍ عن إبراهيم بن هشام به. وهو عند القضاعي مقتصرًا على اللفظ الذي ساقه السخاوي.

وإسناده ساقطٌ أيضًا بسبب إبراهيم الغساني.

(1)

"شعب الإيمان"(2/ 415 رقم 1152).

(2)

عثمان بن عمر بن خالد بن الزبير، ويقال: عثمان بن خالد بن الزبير، كما في "شعب الإيمان"، ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 448).

(3)

حديث "أبى الله أنْ يرزقَ عبدَه المؤمن إلا من حيث لا يَعلم" تقدَّم برقم (14).

وسبَقَ أنَّ الإخميمي كذَّبه الدارقطني، وأنَّ الحديثَ موضوعٌ كما قال ابن حبان وابن الجوزي.

(4)

لم أقف عليه، وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 211 - 212)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10/ 405 - 406 رقم 7704) من طريق سِمعان بن بحر العسكري، حدثنا إسحاق بن محمد بن إسحاق العَمي، حدثنا أبي، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس مرفوعًا به مطولًا.

وقال البيهقي عقِبَه: هذا إسنادٌ ضعيف، والحملُ فيه على العسكري أو العمي.

(5)

سيأتي في الأصل.

(6)

سبق أنْ ذكره المؤلف قبل قليل، فلعله سبق قلم أو ذهول منه أو من النُّسَّاخ.

ص: 433

وجاء في الاقتصاد قوله صلى الله عليه وسلم: "السمتُ الحَسَنُ والهدي والاقتصادُ: جُزءٌ من أربعة وعشرين جزءًا من النبوة"

(1)

، وفي لفظ:"من ستة وأربعين"

(2)

.

وفي حديث يروى مرفوعًا: "من فقه الرجل أن يُصلحَ معيشَتَه"

(3)

.

وقد عَقَدَ البيهقي في "الشعب"

(4)

للاقتصاد في النفقة بابًا.

وقوله: "ما عال مُقتَصِدٌ"؛ أي: ما افتَقَرَ من أنفَقَ قَصْدًا، ولم يجاوزه إلى الإسراف.

‌143 - حديث: "الأقربون أولى بالمعروف".

ما علمته بهذا اللفظ

(5)

، ولكن قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة:"أرى أنْ تجعَلَها في الأقربين".

رواه البخاري

(6)

من حديث مالك، عن إسحاق بن عبد الله، عن أنس

(1)

سبق قبل قليل من حديث عبد الله بن سرجس.

(2)

رواه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(4/ 174 رقم 940) من طريق بحر السقا، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن كريب، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الاقتصادُ والتؤدةُ والسمتُ الحسنُ جزء من ستة وعشرين جزءًا من النبوة".

وبحر بن كُنَيز السَّقَّا البصري؛ قال النسائي والدارقطني: متروك الحديث. "الضعفاء والمتروكين" للنسائي (رقم 82)، و"الضعفاء والمتروكون" للدارقطني (رقم 130). فالإسناد ضعيف جدًّا.

(3)

رواه ابن عدي في "الكامل"(3/ 360)، والبيهقي في "الشعب"(8/ 499 رقم 6143) من طريق سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن أبي شجرة، عن عبد الله بن عمر مرفوعًا بنحوه فذكره وقال: تفرَّد به سعيد بن سنان هذا.

وسعيد بن سِنان؛ هو: الحنفي أو الكندي أبو مهدي الحِمصي: متروك ورماه الدارقطني وغيره بالوضع. "التقريب"(2333) فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه.

(4)

"شعب الإيمان"(الثاني والأربعون من شعب الإيمان؛ وهو باب الاقتصاد في النفقة وتحريم أكل المال الباطل 8/ 488).

(5)

أورده القاري في "الأسرار المرفوعة"(ص 124 رقم 51)، والقاوقجي في "اللؤلؤ المرصوع"(ص 41 رقم 55) ونقلوا عبارة السخاوي.

(6)

"صحيح البخاري"(رقم 1461)، و (رقم 2318)، و (رقم 2752)، و (رقم 2769). ورواه مسلم في "صحيحه"(رقم 998) من طرقٍ عن مالك به.

ص: 434

قال. وقال ثابت عن أنس: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة: "اجعله لفقراء أقاربك".

وقال الأنصاري: حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس؛ مثل حديث ثابت:"اجعلها لفقراء قرابتك". تَرْجَمَ لهذا كله: (إذا وقف أو أوصى لأقاربه)

(1)

.

وفي التنزيل: {قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [البقرة: 215]، {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 180].

‌144 - حديث: "أقضاكم علي".

المُلا في سيرته

(2)

؛ عن ابن عباسٍ في حديثٍ مرفوعٍ أوله: "أرحمُ أمتي بأمتي أبو بكر".

وقد تقدم عن أنس بدون الشاهد منه هنا في: "أرْحَمُ"

(3)

.

ولكن يروى في المرفوع عن أنس أيضًا: "أقضى أمتي عليّ" أورده البغوي في "المصابيح"

(4)

.

(1)

"صحيح البخاري"(الوصايا، باب إذا وقف أو أوصى لأقاربه).

(2)

المُلا؛ هو: معين الدين أبو حفص عمر بن محمد الموصلي، المعروف بالملائي .. "الرسالة المستطرفة"(ص 106)، واسم كتابه "وسيلة المتعبدين في سيرة سيد المرسلين" وهو مطبوع في مطبعة دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن. ولم أجد هذا النقل فيه.

(3)

تقدم في حديث "أرحم أمتي بأمتي .. "(برقم 88).

(4)

لم أجده في "مصابيح السُّنَّة"، ولا في "شرح السُّنَّة".

ورواه عبد الرزاق في "المصنف"(11/ 225 رقم 20387) عن معمر قال: وسمعتُ قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره مرسلًا.

ورواه وكيع في "أخبار القضاة"(ص 64) من طريق محمد بن الحارث، عن محمد ابن عبد الرحمن بن البيلماني، عن أبيه، عن ابن عمر؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقضى أمتي علي".

ومحمد بن الحارث الحارثي، ومحمد بن عبد الرحمن بن البيلماني؛ متروكان، وأبوه: ضعيفٌ، وقد تقدم الكلام عنهم في الحديث (88).

ص: 435

وعَزَى المحبُّ الطبري في "الرياض النضرة"

(1)

الرفعَ -على الصحيح- للحاكمي

(2)

من المرفوع عن معاذ بن جبل في حديثٍ أوله: "يا علي تَخصِمُ الناسَ بسبعٍ؛ وذكر منها: وأبْصَرَهَم بالقضيَّة".

وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات"

(3)

.

ونحوه عند أبي نعيم في "الحلية"

(4)

عن أبي سعيدٍ رفعه: "يا علي لك سبعُ خصالٍ، لا يحاجُّكَ فيها أحدٌ".

وكلها واهيةٌ

(5)

، وأثبَتُ منها كلها: أنه صلى الله عليه وسلم لما بعث عليًّا إلى اليمن قاضيًا قال: يا رسول الله بعثتَني أقضي بينهم وأنا شابٌّ لا أدري ما القضاء، فضَرَبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره وقال:"اللَّهُمَّ اهدِهِ وثبِّتْ لسانه" قال: فوالذي فَلقَ الحبةَ ما شككتُ في قضاءٍ بين اثنين. رواه أبو داود،

(1)

الرياض النضرة في مناقب العشرة (3/ 143 - 144 رقم 1474) فذكره وقال: أخرجه الحاكمي.

(2)

هو رضي الدين أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف القزويني الحاكمي، له جزء:"أربعون في فضائل علي رضي الله عنه" ذكره المحب الطبري في مقدمة "الرياض النضرة"(1/ 11) في الكتب التي نقل عنها.

(3)

"الموضوعات"(2/ 100 رقم 640) من طريق بشر بن إبراهيم الأنصاري، عن ثور ابن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل مرفوعًا بنحوه فذكره وقال: هذا حديثٌ موضوعٌ، والمتهم به بشر بن إبراهيم.

(4)

"حلية الأولياء"(1/ 66) من طريق عصمة بن محمد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا به.

وعِصمة بن محمد المديني الأنصاري، قال أبِو حاتم: ليس بقوي. "الجرح والتعديل"(7/ 20 رقم 106)، وقال ابن معين: كان كذَّابًا يروي أحاديث كذِب، قد رأيته وكان شيخًا له هيئة ومنظر، من أكذب الناس. "سؤالات ابن الجنيد"(ص 199 رقم 735)، وقال ابن عدي: كلُّ حديثه غير محفوظ وهو منكر الحديث. "الكامل"(5/ 373). فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه.

(5)

وقال أبو نعيم: حديث غيرُ ثابت. "الإمامة والرد على الرافضة"(ص 279).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: هذا الحديث لم يثبت، وليس له إسنادٌ تقوم به الحجة

"منهاج السُّنَّة"(7/ 513).

ص: 436

والحاكم، وابن ماجه، والبزار

(1)

، والترمذي

(2)

من طرقٍ عن علي؛ أحسنها: رواية البزار

(3)

عن عمرو بن مُرَّة، عن عبد الله بن سلمة

(4)

، عن عليّ.

وفي إسناده عمرو بن أبي المِقدام

(5)

.

(1)

رواية أبي داود وابن ماجه والحاكم والبزار سيذكرها المؤلف بتفصيل أكثر.

(2)

"جامع الترمذي"(رقم 1331) من طريق سماك بن حرب، عن حنش، عن علي فذكره وقال: هذا حديث حسن.

(3)

"مسند البزار"(2/ 289 رقم 711) من طريق عمرو بن أبي المقدام، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن علي بنحوه، فذكره وقال: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن علي، إلا أبو إسحاق، ولا عن أبي إسحاق، إلا عمرو بن أبي المقدام، وقد رُوي عن علي من وجوه.

(4)

عبد الله بن سلِمة -بكسر اللام- المُرادي الكوفي، قال أبو داود عن شعبة عن عمرو ابن مرة: كان عبد الله يُحدِّثنا فنَعرِف ونُنكر وكان قد كبُر، وقال البخاري: لا يُتابع على حديثه. "التاريخ الكبير"(5/ 99 رقم 285)، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. "الكامل"(4/ 170).

وقال ابن حجر: صدوقٌ تغيَّر حفظه من الثانية

"التقريب"(3364).

وقال العجلي في ترجمة عمرو بن مرة: لم يكن أحدٌ أروى عن عبد الله بن سلمة منه

سمع منه بعد ما كبُر. "معرفة الثقات"(2/ 185).

(5)

عمرو بن أبي المقدام، وأبو المقدام اسمه ثابت بن هرمز، قال يحيى بن معين: ليس بثقة ولا مأمون. "التاريخ؛ رواية الدوري"(3/ 366 رقم 1781)، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ضعيف الحديث، زاد أبو حاتم: يُكتب حديثه كان رديء الرأي شديد التشيُّع. "الجرح والتعديل"(6/ 223 رقم 1239)، وقال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات، لا يحلُّ ذكره إلا على سبيل الاعتبار. "المجروحين"(2/ 76)، وقال ابن عدي: الضعف على رواياته بيِّن. "الكامل"(5/ 122).

فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه، ولعلَّ قول المصنف:"أحسنها" باعتبار أنَّ الطرق الأخرى أشدُّ ضعفًا، والله أعلم.

وقد أخرجه وكيع في "أخبار القضاة"(ص 63) من طريق حسن بن حسين العرني حدثهم؛ قال: حدثنا عمرو بن ثابت، عن عبدان بن جامع، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن علي بنحوه.

وحسن بن حسين العرني الكوفي، قال ابن عدي: روى أحاديث مناكير

ولا يشبه حديثه حديث الثقات. "الكامل"(2/ 332).

ص: 437

واختُلِفَ فيه على عمرِو بن مُرَّة؛ فرواه شعبة عنه، عن أبي البَخْتَري قال: حدثني من سمع عليًّا. أخرجه أبو يعلى

(1)

، وسنده صحيحٌ لولا هذا المُبْهم.

ومنهم من أخرجه عن أبي البُختري عن علي.

وأخرجه ابن ماجه

(2)

، والبزار

(3)

، والحاكم

(4)

، وهو منقطع.

ومنها رواية البزار

(5)

أيضًا عن حارثة بن مُضرِّب، عن علي، قال: وهذا أحسن أسانيده.

(1)

"مسند أبي يعلى"(1/ 268 رقم 316)، وأخرجه أحمد في مسنده (2/ 356 رقم 1145)، والطيالسي في مسنده (1/ 97)، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 86 - 87) من طريق شعبة، عن أبي عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عمن سمع عليًّا، عن علي.

والإسناد -كما قال المؤلف- صحيحٌ لولا هذا المبهم، فيكون ضعيفًا، لكنه يتقوَّى بغيره ويقوِّيه.

(2)

"سنن ابن ماجه"(الأحكام، باب ذِكر القضاة رقم 2310) من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البَختَري، عن علي به.

(3)

"مسند البزار"(3/ 125 رقم 912) من طريق الأعمش، عن أبي البَختَري، عن علي. وقال عن أبي البَختَري: لم يسمع من علي.

(4)

"المستدرك"(3/ 135) من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البَختَري قال: قال علي. فذكره وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

ورواه النسائي في "السنن الكبرى"(7/ 420 - 421 رقم 8363 - 8365)، وأحمد في "فضائل الصحابة"(2/ 581 رقم 984)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(ص 61 رقم 94) كلهم من طرقٍ عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البَختَري، عن علي بنحوه.

وقال النسائي: أبو البَختَري لم يسمع من علي شيئًا.

وكذا قال البزار كما سبق، فالإسناد منقطع، لكنه يصلح للاعتبار.

(5)

"مسند البزار"(2/ 298 - 299 رقم 721) حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مُضرِّب، عن علي رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فقلتُ: تبعثني إلى قومٍ هم أسنُّ مني، فكيف أقضي بينهم؟ فقال:"اذهب فإنَّ الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك". =

ص: 438

ومنها -وهي أشهرها-: رواية أبي داود

(1)

، وغيره

(2)

من طريق سِماك، عن حَنْش بن المُعتمر

(3)

، عن عليّ.

وأخرجها النسائي في "الخَصائص"

(4)

، والحاكم

(5)

، والبزار

(6)

.

= وقال: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن حارثة بن مُضرِّب، إلا أبو إسحاق، ولا عن أبي إسحاق، إلا إسرائيل، ورواه عن علي غيرُ واحدٍ، وأحسنُ إسنادٍ يُروى عن علي هذا الإسناد.

ورواه النسائي في "الخصائص المطبوع مع السنن الكبرى"(7/ 422 رقم 8367)، وأحمد في مسنده (2/ 92 رقم 666) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق به.

ويوسف بن موسى بن راشد القطان أبو يعقوب الكوفي، قال أبو حاتم: صدوق. "الجرح والتعديل"(9/ 231 رقم 969)، وقال ابن حجر: صدوق .. "التقريب"(7887).

وباقي رجال الإسناد ثقات، إلا أنَّ أبا إسحاق مدلِّس وقد عنعن، ومع ذلك فهذا أحسن أسانيده كما قال البزار.

(1)

"سنن أبي داود"(الأقضية، باب كيف القضاء رقم 3582) من طريق سماك، عن حنش به.

(2)

أخرجه الترمذي كما سبق، وأبو داود الطيالسي في مسنده (1/ 115 رقم 127) من طرقٍ عن سماك بن حرب به. ومن طريقه الطحاوي في "مشكل الآثار"(1/ 40 رقم 48)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 141)، ورواه أحمد في مسنده (2/ 387 رقم 1211)، و (2/ 421 رقم 1281)، و (2/ 423 رقم 1285) من طرقٍ عن سماك ابن حرب، عن حنش به.

(3)

حَنَش بن المُعتمر الصنعاني الكناني أبو المعتمر الكوفي، قال البخاري: يتكلمون في حديثه. "التاريخ الكبير"(3/ 99 رقم 342)، وقال أبو حاتم: هو عندي صالح، وقال: ليس أراهم يحتجون بحديثه. "الجرح والتعديل"(3/ 291 رقم 1297)، وقال أبو داود: ثقة. "سؤالات الآجري"(1/ 300 رقم 484)، وقال ابن حبان: كثير الوهم في الأخبار ينفرد عن عليٍّ عليه السلام بأشياء لا تشبه حديث الثقات حتى صار ممن لا يحتج به. "المجروحين"(1/ 269).

وقال ابن حجر: صدوقٌ له أوهام ويرسل من الثالثة

"التقريب"(1577).

فالإسناد ضعيفٌ بسببه.

(4)

"خصائص علي المطبوع مع السنن الكبرى"(7/ 421 - 422 رقم 8366) من طريق شريك عن سماك به.

(5)

"المستدرك"(4/ 93) من طريق سماك به فذكره وقال: هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

(6)

"مسند البزار"(2/ 307 رقم 733) من طريق شريك، عن سماك، عن حنش بنحوه =

ص: 439

وقد رواه ابن حبان

(1)

من رواية سِماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن علي.

وهذه الطرق يَقْوَى بعضها ببعض.

نعم روى البخاري في الفتن من صحيحه

(2)

، وأبو نعيم في "الحلية"

(3)

؛ كلاهما من جهة حبيب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس قال: قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: "عليٌّ أقضانا، وأُبَي أقرَؤنا".

ونحوه عن أبي

(4)

وآخرين

(5)

، وللحاكم في

= فذكره وقال: وهذا الحديث قد رواه غير واحد، عن سماك عن حنش، عن علي؛ منهم شريك، وزائدة، وسليمان بن معاذ.

(1)

"صحيح ابن حبان"(11/ 451 رقم 5065) من طريق أسباط بن نصر، عن سماك، عن عكرمة.

وأسباط بن نصر أبو يوسف الهمداني؛ ضعَّفه أبو نعيم وقال: أحاديثه عامية سقط مقلوبة الأسانيد. "الجرح والتعديل"(2/ 332 رقم 1261)، وقال يحيى بن معين: ثقة. "التاريخ؛ رواية الدوري"(3/ 266 رقم 1251)، وقال ابن حجر: صدوقٌ كثيرُ الخطأ يُغرب. "التقريب"(321).

وقد تقدم في الحديث (54): أنَّ رواية سماك عن عكرمة مضطربة. فالإسناد ضعيف.

ومن طرق الحديث: ما أخرجه النسائي في "خصائص علي المطبوع مع السنن الكبرى"(7/ 422 رقم 8368)، وأبو يعلى في مسنده (1/ 252 رقم 293) من طريق أبي إسحاق، عن عمرو بن حبشي، عن علي قال: "بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن

".

وعمرو بن حُبْشي -بضم المهملة وسكون الموحدة ثم معجمة- الزُّبيدي -بضم الزاي- الكوفي: مقبول من الثالثة. "التقريب"(5006). فحديثه يصلح للمتابعات.

(2)

لم أقف عليه في الفتن من "صحيح البخاري"، وهو عنده في (التفسير، باب قوله {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} رقم 4481)، و (فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رقم 5005) من طريق حبيب به.

(3)

"حلية الأولياء"(1/ 65) من طريق حبيب بن أبي ثابت به.

(4)

لم يتبيَّىن لي حديث أُبي.

(5)

ومن ذلك: حديث أبي هريرة الذي رواه وكيع في "أخبار القضاة"(ص 65) من طريق أبي بحر، عن ميمون بن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن خيثمة، قال: قال أبو هريرة: "أقضى أهل المدينة علي". =

ص: 440

مستدركه

(1)

عن ابن مسعود قال: "كنَّا نَتَحَدَّثُ أنَّ أقضى أهلِ المدينة علي"، وقال: إنه صحيحٌ ولم يخرجاه.

قلت: ومثل هذه الصيغة حكمها الرفع على الصحيح

(2)

.

‌145 - حديث: "أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم، إلا في الحدود".

أحمد

(3)

، وأبو داود

(4)

،

= وأبو بحر؛ هو: عبد الرحمن بن عثمان الثقفي: ضعيف، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (24).

وميمون بن أبي حمزة لم أجد له ترجمة، ولعل الاسم مصحَّف من (ميمون أبي حمزة)، وهو الأعور: ضعيف كما في "التقريب"(7057).

فالإسناد ضعيف بسبب أبي بحر وميمون.

(1)

"المستدرك"(3/ 135) أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمدان، حدثنا إبراهيم بن الحسين حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن علقمة عن عبد الله. فذكره وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

وعبد الرحمن بن الحسن بن عبيد الله الأسدي القاضي الهمداني؛ قال صالح بن أحمد: ادَّعى الرواية عن ابن ديزيل فذهب علمه، وقال القاسم بن أبي صالح: يكذب. "المغني في الضعفاء"(2/ 378 رقم 3554)، وإبراهيم بن الحسين؛ هو: الحافظ ابن ديزيل، وهو وباقي رجال الإسناد ثقات. والإسناد ضعيفٌ جدًّا بسبب عبد الرحمن بن الحسن.

لكنه تُوبع على رواية هذا الأثر، فقد رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(2/ 338 رقم 2523)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"(4/ 361)، وابن عبد البر في "الاستيعاب"(3/ 1103) من طرقٍ عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن ابن يزيد، عن علقمة، عن عبد الله به. وهذا إسنادٌ صحيح، وخشية تدليس أبي إسحاق مدفوعة برواية شعبة عنه.

(2)

يُنظر في المسألة: "معرفة علوم الحديث" للحاكم (ص 156)، و"مقدمة ابن الصلاح"(ص 196 - 198)، و"فتح المغيث"(1/ 194 - 210).

(3)

"مسند أحمد"(42/ 300 رقم 25474) حدثنا عبد الرحمن، حدثنا عبد الملك بن زيد، عن محمد بن أبي بكر، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة مرفوعًا به. وعبد الرحمن؛ هو: ابن مهدي.

(4)

"سنن أبي داود"(الحدود، باب في الحد يشفع فيه رقم 4375) من طريقين عن =

ص: 441

والنسائي

(1)

، وابن عدي

(2)

، والعسكري، والعقيلي

(3)

من حديث عَمْرة عن عائشة به مرفوعًا.

وقال العقيلي: له طرقٌ لا يثبت منها شيء.

وهو عند الشافعي

(4)

، وابن حبان في

= محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن عبد الملك بن زيد، عن محمد بن أبي بكر، عن عمرة عن عائشة به.

ومحمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فُديك -بالفاء مصغَّر- صدوق كما في "التقريب"(5736).

(1)

"سنن النسائي الكبرى"(6/ 468 رقم 7253) من طريق عطاف بن خالد قال: أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن محمد، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة، ورواه في (6/ 468 رقم 7254) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا عبد الملك بن زيد المدني بمثل إسناد أحمد المتقدم. ثم رواه عن عمرة مرسلًا.

وعطَّاف بن خالد؛ صدوق وقد تقدمت ترجمته في الحديث (45).

(2)

"الكامل"(5/ 308) من طريق ابن أبي فُديك، حدثني عبد الملك بن زيد، عن محمد بن أبي بكر بن حزم، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة به. وقال: هذا الحديث منكر بهذا الإسناد، وقال عن عبد الملك بن زيد: لا يُتابع على حديثه. اهـ.

وضعَّفه علي بن الحسين بن الجنيد، كما في "الجرح والتعديل"(5/ 350)، وقال النسائي: لا بأس به. كما في "التقريب"(4179)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 95).

وقد تُوبع كما سيأتي.

(3)

"الضعفاء"(2/ 343) من طريق عطَّاف، حدثني عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بمثل إسناد النسائي المتقدم، فذكره وقال: وقد رُوي بغير هذا الإسناد وفيه أيضًا لين، وليس فيه شيءٌ يثبت.

(4)

"الأم"(7/ 368 رقم 2791) أخبرنا إبراهيم بن محمد، عن عبد العزيز بن عبد الله ابن عمر، عن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة، عن عائشة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"تجافوا لذوي الهيئات عن عثراتهم".

وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي أبو إسحاق المدني؛ قال البخاري: كان يرى القدر وكلام جهم، تركه ابن المبارك والناس. "التاريخ الكبير"(1/ 323 رقم 1013)، وقال مالك ويحيى القطان: كذَّاب، وقال ابن عدي: وقد نظرتُ أنا في أحاديثه

وفتَّشتُ الكلَّ منها، فليس فيها حديثٌ منكر، وإنما يروي المنكر إذا كان العهدة من قبل الراوي عنه، أو من قبل من يروي إبراهيم عنه، وكأنه أتِيَ من قبل =

ص: 442

صحيحه

(1)

، وكذا ابن عدي

(2)

والعسكري أيضًا، والبيهقي

(3)

من حديث عائشة بلفظ: "زلاتهم" دون ما بعده، وفي سند العسكري وابن حبان: أبو بكر ابن نافع

(4)

، وقد نصَّ أبو زرعة على ضعفه في هذا الحديث

(5)

.

= شيخه لا من قبله، وهو في جملة من يُكتب حديثه، وقد وثقه الشافعي وابن الأصبهاني وغيرهما. "الكامل"(1/ 217 - 225)، وقال ابن حجر: متروك. "التقريب"(241).

(1)

"صحيح ابن حبان"(1/ 296 رقم 94) من طريق أبي بكر بن نافع العمري عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة مرفوعًا به.

(2)

"الكامل"(7/ 87) من طريق أبي حُرَّة قال: قال محمد: قالت عمرة: قالت عائشة مرفوعًا فذكره وقال: ولأبي حرة من الحديث غير ما ذكرت ولم أجد في حديثه حديثًا منكرًا فأذكره.

واسم أبي حُرَّة واصل بن عبد الرحمن، قال ابن حجر: صدوقٌ عابدٌ وكان يدلس عن الحسن. "التقريب"(7385).

(3)

"السنن الكبرى"(8/ 334) من طريق أبي بكر بن نافع المديني به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(ص 165 رقم 465)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 277 رقم 3139) من طريق أبي بكر بن نافع به.

(4)

أبو بكر بن نافع العدوي مولاهم المدني، قاضي بغداد. ضعيف من الثامنة .. "التقريب"(7992).

(5)

"الضعفاء وأجوبة أبي زرعة"(2/ 439)، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء. "التاريخ؛ رواية الدوري"(3/ 62 رقم 244)، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم. "الأسامي والكنى"(2/ 252 رقم 758).

ومن خلال ما سبق يتبيَّىن أنه قد اختُلِفَ في هذا الحديث على أوجهٍ ذكرها الدارقطني في "العلل"(14/ 417 رقم 3764)، وأنا أُجملها وألخصها، وأذكر أهمها فيما يلي:

1 -

الاختلاف الأول: الاختلاف على عبد الملك بن زيد في إثبات والد محمد ابن أبي بكر بينه وبين عمرة، والراجحُ فيه رواية عبد الرحمن بن مهدي عنه كما سبق عند أحمد والنسائي في أحد طريقيه، وقد قال ابن حزم -بعد أن أورد طرق الحديث-: حديث عبد الملك كان يكون جيدًا لولا أنَّ محمد بن أبي بكر مُقدَّرٌ أنه لم يسمعه من عَمرة، لأنَّ هذا الحديث إنما هو عن أبيه أبي بكر عن عمرة .. وأحسنها كلها حديث عبد الرحمن بن مهدي، فهو جيد، والحجة به قائمة. "المحلى"(11/ 405).

2 -

الاختلاف الثاني: الاختلاف على ابن أبي فُدَيك؛ فرواية أبي داود من طريقين عنه عن عبد الملك عن محمد بن أبي بكر عن عمرة، ورواية ابن عدي من طريق عنه بإثبات أبيه بين محمد بن أبي بكر وعمرة، وقد حكَمَ ابن عدي بنكارةِ هذا الطريق، فالصواب عنه رواية أبي داود. =

ص: 443

وفي الباب عن ابن عمر؛ رواه أبو الشيخ في كتاب "الحدود"

(1)

بسندٍ ضعيف.

وعن ابن مسعود رفعه بلفظ: "تجاوزوا عن ذنب السخيِّ، فإنَّ الله يأخذُ بيده عند

(2)

عثراته" رواه الطبراني في "الأوسط"

(3)

.

= 3 - الاختلاف الثالث: الاختلاف على محمد بن أبي بكر؛ فرواية عبد الملك كما سبق فيها -على الراجح- إثبات أبيه بينه وبين عمرة، ورواية أبي بكر بن نافع عنه عن عمرة، وكذا رواية عطَّاف عن عبد الرحمن بن محمد ورواية عبد العزيز بن عبد الله ابن عمر عند الشافعي.

والصواب رواية عبد الملك؛ لأنَّ أبا بكر بن نافع ضعيف، ورواية عطاف أشار العقيلي إلى ضعفها، وإسناد الشافعي فيه راوٍ متروك، وقد تُوبع عبد الملك، فرواه الطحاوي في "مشكل الآثار"(6/ 147 رقم 2375) من طريق ابن المبارك، عن عبد العزيز ابن عبد الله بن عمر، عن محمد بن أبي بكر بن محمد بن حزم، عن أبيه، عن عمرة به.

فالراجح من أوجه الاختلاف: رواية من رواه عن محمد بن أبي بكر بن عمرو، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة، والحديث يتقوَّى بالمتابعات، وما سيأتي من شواهد، والله أعلم.

(1)

عزاه له الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير"(4/ 150).

والحديث رواه حمزة السهمي في "تاريخ جرجان"(ص 164) من طريق عبد الصمد ابن النعمان حدثنا الماجشون، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ حديث عائشة فذكره وقال: في كتابي بخطي "عثراتهم"، ورأيتُ في كتاب ابن عدي بخطه "عقوبتهم".

وعبد الصمد بن النعمان البغدادي البزاز؛ قال أبو حاتم: صالح الحديث صدوق. "الجرح والتعديل"(6/ 51 رقم 273)، وقال ابن معين: لا أراه كان ممن يكذب. "سؤالات ابن الجنيد"(ص 193 رقم 709)، وقال العجلي: ثقة. "معرفة الثقات"(2/ 95 رقم 1102).

وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 415)، وقال الذهبي: وثقه ابن معين، وغيره، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وكذا قال النسائي. "الميزان"(2/ 621).

فمثله يصلح حديثه للمتابعة، والله أعلم.

(2)

في "ز": (من) بدل (عند).

(3)

"المعجم الأوسط"(2/ 46 رقم 1199) من طريق بشر بن عُبيد الدارسي قال: حدثنا محمد بن حميد العتكي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله مرفوعًا بنحوه. =

ص: 444

وعن عائشة أيضًا عند العسكري

(1)

من حديث المثنى أبي حاتم

(2)

، عن عبيد الله بن العَيْزار، عن القاسم، عنها مرفوعًا بلفظ:"تهادُوا تزدادوا حبًّا، وهاجروا تُورِّثوا أبناءَكم مجدًّا، وأقيلوا الكرامَ عثراتهم".

وقال الشافعي عقِبَ حديث عائشة: وسمعتُ من أهل العلم مَن يعرف هذا الحديث ويقول: يتجافى للرجل ذي الهيئة عن عثرته ما لم يكن حدًّا، قال: وذووا الهيئات الذين يُقالون عثراتهم: الذين ليسوا يُعرفون بالشرِّ، فيزِلُّ أحدهم الزلَّة

(3)

.

وقال الماوردي: في عثراتهم وجهان: أحدهما: الصغائر. والثاني: أول معصيةٍ زلَّ فيها مُطيعٌ

(4)

.

‌146 - حديث: "أكثر أهل الجنة البُلْه".

البيهقي في "الشعب"

(5)

،

= وقال: لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا محمد بن حميد تفرَّد به بشر.

وبشر بن عبيد أبو علي الدارسي، ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 141)، وقال الأزدي: كذَّاب. "المغني في الضعفاء"(1/ 106 رقم 908)، وقال ابن عدي: منكر الحديث عن الأئمة .. بيَّن الضعف أيضًا .. "الكامل"(2/ 15 - 16) فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه.

(1)

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(6/ 55 رقم 5775)، وأبو عروبة الحراني في "جزئه"(برواية أبي أحمد الحاكم ص 49 رقم 38)، ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب"(1/ 380 رقم 655) من طريق محمد بن سليمان، والطبراني في "الأوسط"(7/ 190 رقم 7240) من طريق عرعرة بن البرند، وأبو الشيخ في "الأمثال"(ص 97 رقم 125) من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد، ثلاثتهم عن المثنى أبي حاتم به.

(2)

المثنى بن بكر العبدي العطار أبو حاتم البصري، قال الدارقطني: متروك. "لسان الميزان"(6/ 460)، وقال العقيلي: لا يُتابع على حديثه. "الضعفاء"(4/ 248)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 193)، وقال الهيثمي: لم أجد من ترجمه، وكذلك عبيد الله بن العَيزار. "المجمع"(4/ 260).

فالإسناد ضعيفٌ بسبب المثنى أبي حاتم.

(3)

"الأم"(الحدود، باب الوقت في العقوبة والعفو عنها 7/ 368).

(4)

"الحاوي الكبير"(13/ 931).

(5)

"شعب الإيمان"(2/ 497 رقم 1304) من طرقٍ عن محمد بن عزيز عن سلامة به. =

ص: 445

والبزار

(1)

، والديلمي

(2)

في مسنديهما والخِلَعي في فوائده

(3)

؛ كلهم من حديث سَلامة بن رَوح بن خالد قال: قال عُقَيل: حدثني ابن شهاب، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وذكره، وسَلامَةُ: فيه لين

(4)

، ولم يسمع من جدِّ أبيه عُقيل، إنما أخذ من كُتُبه، وعُدَّ هذا الحديث في أفراده، لكن هو عند

= ورواه في (2/ 498 رقم 1305) من طريق إسحاق بن إسماعيل بن عبد الأعلى الأيلي، حدثنا سلامة به.

(1)

"مسند البزار"(13/ 32 رقم 6339) من طريق محمد بن عزيز، حدثنا سلامة ابن روح، عن عُقيل به بزيادة: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رُبَّ ضعيفٍ مُتضعِّفٍ لو أقسمَ على الله لأبرَّه".

وقال: .. وسلامة كان ابن أخي عُقيل بن خالد، ولم يُتابع على حديث "أكثر أهل الجنة البله" على أنه لو صح كان له معنى.

(2)

كما في "الغرائب الملتقطة" من طريق محمد بن عزيز به.

(3)

"الفوائد المنتقاة"(الخِلَعيات)(ص 187 - 188 رقم 62) من طريق محمد بن عزيز به.

ورواه الطحاوي في "مشكل الآثار"(7/ 431 رقم 2982) حدثنا محمد بن عزيز الأيلي قال: حدثنا سلامة بن رَوح به فذكره وقال: فذكرتُ هذا الحديث لأحمد ابن أبي عمران، فقال: معناه معنىً صحيح. والبُله المرادون فيه: هم البُله عن محارم الله عز وجل، لا من سواهم ممن به نقصُ العقل بالبله .. ورواه من طريقه القضاعي في "مسند الشهاب"(2/ 110 رقم 990).

ومحمد بن عزيز فيه ضعف وقد تكلموا في صحة سماعه من عمه سلامة. "التقريب"(6139)، لكنه لم ينفرد بهذا الإسناد فقد تابعه إسحاق بن إسماعيل بن عبد الأعلى الأيلي كما سبق عند البيهقي، وإسحاق هذا قال عنه ابن القطان: هو شيخ لأبي داود، وأبو داود لا يروي إلا عن ثقة عنده. "بيان الوهم والإيهام"(3/ 466)، وقال ابن حجر: صدوق. "التقريب"(340).

(4)

سلامة بن رَوح بن خالد أبو رَوح الأيلي -بفتح الهمزة بعدها تحتانية- ابن أخي عقيل ابن خالد، بيَّن أحمد بن صالح أنه لم يسمع من عُقَيل وحديثه عن كُتب عقيل، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، محله عندي محل الغفلة، وقال أبو زرعة: ضعيف، منكر الحديث، يُكتب حديثه على الاعتبار. "الجرح والتعديل"(4/ 301 رقم 1311)، وأثبت البخاريُّ سماعه من عُقيل، كما في "التاريخ الكبير"(4/ 195 رقم 2469)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 300) وقال: مستقيم الحديث. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام

"التقريب"(2713).

ص: 446

القضاعي

(1)

من حديث يحيى بن أيوب

(2)

حدثنا عُقيل به.

ورويناه في "الكَنْجَرُوذِيَّات" من طريق محمد بن العلاء الأيلي

(3)

، عن يونس بن يزيد، عن الزهري.

وقال السكري

(4)

: إنه غريب من حديث الزهري، وهو من حديث يونس عنه أغرب؛ لا أعلمه إلا من هذا الوجه.

وله شاهدٌ عند البيهقي

(5)

أيضًا من حديث مصعب بن ماهان

(6)

، عن الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر.

(1)

"مسند الشهاب"(2/ 110 رقم 989) من طريق عبد السلام بن محمد الأموي، حدثنا سعيد بن كثير بن عفير، حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا عقيل به.

وعبد السلام بن محمد، قال ابن حجر: قال الدارقطني في "غرائب مالك": ضعيف جدًّا، وقال الخطيب: صاحب مناكير. "لسان الميزان"(5/ 179).

(2)

يحيى بن أيوب الغافقي المصري؛ صدوقٌ فيه ضعفٌ، كما تقدم في الحديث (20).

ومتابعته لا تُقوِّي الحديث لحال عبد السلام بن محمد الأموي.

(3)

محمد بن العلاء الأيلي، قال أبو حاتم: مجهول. "علل الحديث لابن أبي حاتم"(مسألة 417).

(4)

لعله علي بن عمر الحربي السُّكري صاحب "الفوائد المنتقاه عن الشيوخ العوالي" لكني لم أجد هذا النقل في المطبوع من "الفوائد المنتقاة".

وقال المزي: هذا حديثٌ غريبٌ من حديث عقيل بن خالد، عن ابن شهاب الزهري، تفرَّد به محمد بن عزيز، عن سلامة بن رَوِح عنه، وقد وقع لنا بعلو عنه، وهو مما أنكر على محمد بن عزيز، وقد وجدنا له متابعًا من رواية يونس بن يزيد، عن الزهري.

ثم ساقه من طريق يونس، فذكره وقال: وهو غريب أيضًا من حديث يونس بن يزيد، لا نعرفه عنه إلا من هذا الوجه. "تهذيب الكمال"(26/ 117).

(5)

"شعب الإيمان"(2/ 497 رقم 1303) من طريق أحمد بن علي بن الحسن المقرئ، حدثنا أحمد بن عيسى الخشاب، حدثنا عمرو بن أبي سلمة، حدثنا مصعب بن ماهان به بلفظ حديث أنس. ورواه ابن عدي في "الكامل" (1/ 191) من طريق أحمد ابن عيسى الخشَّاب فذكره وقال: هذا حديثٌ باطلٌ بهذا الإسناد. وقال عن أحمد ابن عيسى: ذُكِر عنه غيرُ حديثٍ لا يحدِّث به غيره عن عمرو بن أبي سلمة وغيره.

وأحمد بن علي بن الحسن المُقرئ، قال عنه أبو زرعة محمد بن يوسف الجُرجاني: كذَّاب. "سؤالات حمزة السهمي للدارقطني"(ص 126 رقم 170).

(6)

مصعب بن ماهان المروزي، قال أحمد: كان رجلًا صالحًا وأثنى عليه خيرًا، =

ص: 447

وقال عَقِبَه: إنه بهذا الإسناد منكر.

وجاء عن سهل بن عبد الله التُستَري في تفسيره: "هم الذين وَلِهَت قلوبُهم وشُغِلت بالله عز وجل".

وعن أبي عثمان

(1)

قال: "هو الأبله في دنياه الفقيه في دينه".

وعن الأوزاعي قال: "هو الأعمى عن الشرِّ، البصيرُ بالخير".

أخرجها البيهقي في "الشعب"

(2)

.

‌147 - حديث: "أكثرُ من يموت من أمتي بعد كتاب الله وقضائه وقدره بالأنفس".

البزار

(3)

من حديث عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه جابر به مرفوعًا ورجاله ثقات.

= كان حديثه مقارب، فيه شيءٌ من الخطأ. قال ابن أبي حاتم عن أبيه: شيخ، وحكى غيره عن أبيه أنه قال: ثقة عابد. "الجرح والتعديل"(8/ 308 - 309 رقم 1427)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 175)، وقال ابن عدي: حدَّث عن الثوري وغيره بأسانيد ومتون لا تعرف ولا يرويها غيره. "الكامل"(6/ 362)، وقال ابن حجر: صدوق عابد كثير الخطأ. "التقريب"(6694).

(1)

أبو عثمان سعيد بن سلام المغربي القيرواني، قال الذهبي: الإمام، القدوة، شيخ الصوفية .. توفي سنة (373 هـ). "سير أعلام النبلاء"(16/ 320).

(2)

"شعب الإيمان"(2/ 499 رقم 1306 - 1308).

(3)

لم أجده في المطبوع من مسنده، وهو في "كشف الأستار" (3/ 403 رقم 3052) من طريق طالب بن حبيب بن عمرو بن سهل قال: حدثني عبد الرحمن بن جابر به فذكره وقال البزار: يعني؛ بالعين. قال البزار: لا نعلمه يروى إلا بهذا الإسناد.

ورواه البخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 360)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 136 رقم 311)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(7/ 338 رقم 2900)، والعقيلي في "الضعفاء"(2/ 231) كلهم من طرقٍ عن طالب بن حبيب بن عمرو به.

وطالب بن حبيب بن عمرو بن سهل الأنصاري المدني، ويقال له: ابن الضجيع، قال البخاري: فيه نظر. "التاريخ الكبير"(4/ 360 رقم 3144)، وقال ابن عدي: نرجو أنه لا بأس به. "الكامل"(4/ 120)، وقال ابن حجر: صدوق يهم. "التقريب"(3007).

فالإسناد فيه ضعفٌ يسيرٌ من أجل طالب بن حبيب، وقال الهيثمي: رجاله =

ص: 448

وقال البزار: يعني بالعين.

وعند الطبراني في "الكبير"

(1)

من حديث علي بن عروة -وهو كذاب

(2)

- عن عبد الملك

(3)

، عن داود بن أبي عاصم، عن أسماء ابنة عميس قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نصف ما يُحفَرُ لأمتي من القبور من العَيْن".

‌148 - حديث: "أكثروا ذكرَ الله حتى يقولوا: مجنون".

أحمد

(4)

، وأبو يعلى

(5)

، والبيهقي في "الشعب"

(6)

وغيرها

(7)

من حديث ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن درَّاج أبي السمح، عن أبي الهيثم

(8)

، عن أبي سعيد به مرفوعًا.

= رجال الصحيح خلا الطالب بن حبيب بن عمرو وهو ثقة. "المجمع"(5/ 183)، وحسَّن إسناده الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(10/ 204)، ويشهدُ له ما رواه ابن وهب في "الجامع" (2/ 734 رقم 643) من طريق الحسن بن ثوبان أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في العين:"تغلي منها القدور وتملأ منها القبور" والحسن ابن ثوبان بن عامر الهَوْزني -بفتح الهاء وسكون الواو بعدها زاي ثم نون- أبو ثوبان المصري صدوق فاضل وليَ إمرة الرشيد من السادسة. "التقريب"(1219).

فالإسناد مُعضل.

(1)

"المعجم الكبير"(24/ 155 رقم 399) من طريق علي بن عروة به.

(2)

علي بن عروة الدمشقي القرشي؛ رماه صالح بن محمد بالوضع فقال: حديثه كله كذب. "تهذيب الكمال"(21/ 70)، وكذا رماه ابن حبان فقال: كان ممن يضع الحديث على قلته. "المجروحين"(2/ 107)، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء. "التاريخ؛ رواية الدارمي"(ص 172 رقم 622)، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، "الجرح والتعديل"(6/ 198 رقم 1090).

(3)

هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جُريج، فهو يروي عن داود، كما في "تهذيب الكمال"(8/ 406).

(4)

"مسند أحمد"(18/ 195 رقم 11653) من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، أنَّ دراجًا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري به.

ورواه في (18/ 212 رقم 11674) من طريق ابن لهيعة عن درَّاج أبي السمح به.

(5)

"مسند أبي يعلى"(2/ 521 رقم 1376) من طريق ابن لهيعة عن درَّاج به.

(6)

"شعب الإيمان"(2/ 64 رقم 523) من طريق ابن وهب به.

(7)

رواه أيضًا في "الدعوات الكبير"(1/ 17 رقم 21) من طريق ابن وهب به.

(8)

سبق في الحديث (65) أنَّ رواية درَّاج عن أبي الهيثم ضعيفة.

ص: 449

وصححه الحاكم

(1)

، وللبيهقي

(2)

من حديث عمرو بن مالك

(3)

، عن أبي الجَوْزَاء، رفعه مرسلًا:"أكثِروا ذكر الله حتى يقول المنافقون إنكم مراءون".

‌149 - حديث: "أكثروا ذِكرَ هادِمِ اللَّذَّات" يعني الموت.

أحمد

(4)

، والترمذي

(5)

وحسَّنه، والنسائي

(6)

، وابن ماجه

(7)

من حديث

(1)

"المستدرك"(1/ 499) من طريق ابن وهب به فذكره، وقال: هذه صحيفة للمصريين صحيحة الإسناد .. وأخرجه ابن حبان في صحيحه (3/ 99 رقم 817) من طريق ابن وهب، به.

(2)

"شعب الإيمان"(2/ 64 رقم 524) من طريق سعيد بن زيد، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء مرسلًا به فذكره وقال: هذا مرسل.

وسعيد بن زيد بن درهم أخو حماد بن زيد، ضعفَّه يحيى القطان جدًّا، وقال سليمان بن حرب: ثقة. "الجرح والتعديل"(4/ 21 رقم 87)، وقال أحمد: ليس به بأس، وكان يحيى بن سعيد لا يستمريه. "العلل"(2/ 524 رقم 3461)، وقال يحيى بن معين: ثقة. "التاريخ؛ رواية الدوري"(4/ 184 رقم 3851)، وقال ابن عدي: ولسعيد بن زيد غير ما ذكرت أحاديث حسان، وليس له متنٌ منكر لا يأتي به غيره، وهو عندي في جملة من ينسب إلى الصدق. "الكامل"(3/ 378)، وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. "تقريب"(2312).

(3)

عمرو بن مالك النُّكري -بضم النون- أبو يحيى أو أبو مالك البصري؛ قال يحيى ابن معين: ثقة. "سؤالات ابن الجنيد"(ص 202 رقم 754)، وقال ابن عدي: منكر الحديث عن الثقات ويسرق الحديث، سمعتُ أبا يعلى يقول: كان ضعيفًا، ثم قال ابن عدي -بعد أن ساق له عددًا من الأحاديث-: ولعمرو غير ما ذكرت أحاديثٌ مناكيرٌ بعضها سرقها من قومٍ ثقات. "الكامل"(5/ 150 - 151)، وقال ابن حبان: يُعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه. "الثقات"(7/ 228)، وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. "التقريب"(5104).

فالإسناد ضعيفٌ بسبب سعيد بن زيد وعمرو بن مالك، لكنه يتقوى بما قبله، والله أعلم.

(4)

"مسند أحمد"(13/ 301 رقم 7925) من طريق محمد بن عمرو به.

(5)

"جامع الترمذي"(أبواب الزهد، باب ما جاء في ذكر الموت رقم 2307) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة به فذكره، وقال: هذا حديث حسن غريب.

(6)

"سنن النسائي"(الجنائز، كثرة ذكر الموت رقم 1824) من طريق محمد بن عمرو به.

(7)

"سنن ابن ماجه"(الزهد، باب ذكر الموت والاستعداد رقم 4258) من طريق محمد ابن عمرو به.

ص: 450

محمد بن عمرو

(1)

، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به مرفوعًا.

وصححه ابن حبان

(2)

، والحاكم

(3)

، وابن السكن

(4)

، وابن طاهر

(5)

.

وأعله الدارقطني بالإرسال

(6)

.

ولفظه عند العسكري في "الأمثال": مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجلسٍ من مجالس الأنصار وهم يمزحون ويضحكون فقال: "أكثروا ذِكرَ هادم اللذات، فإنه لم يذكر في كثير إلا قلَّله ولا في قليل إلا كثَّره ولا في ضيق إلا وسَّعه ولا في سعة إلا ضيَّقها".

وفي الباب عن جماعة؛ منهم أبو سعيد، أخرجه البيهقي

(7)

ولفظه: دخل

(1)

محمد بن عمرو بن علقمة؛ صدوق له أوهام، وتقدمت ترجمته في الحديث (132).

(2)

"صحيح ابن حبان"(7/ 259 - 261 رقم 2992 - 2994) من طرقٍ عن محمد ابن عمرو به.

(3)

"المستدرك"(4/ 321) من طريق محمد بن عمرو بن علقمة به فذكره وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

(4)

عزاه لصحيح ابن السكن: ابن الملقن في "البدر المنير"(5/ 183).

(5)

قال في "تخريجه أحاديث الشهاب": هذا حديثٌ غريبٌ صحيح، لأنَّ مسلمًا أخرج لمحمد بن عمرو عن أبي سلمة حديثًا. واستشهد به البخاري في موضع، والذين رووا عنه هذا الحديث ثقات، قال: فيكون على شرط مسلم، إلا أن يكون له علة خَفِيَت. نقله ابن الملقن في "البدر المنير"(5/ 182)، مع أنه قال في "ذخيرة الحفاظ" (1/ 446 رقم 620): الحديث غير محفوظ.

(6)

"علل الدارقطني"(8/ 39 - 40) فذكره موصولًا ومرسلًا، ورجَّح المرسل عن أبي سلمة.

(7)

"شعب الإيمان"(2/ 247 - 248 رقم 803) من طريق عبيد الله بن الوليد الوصَّافي، عن عطية، عن أبي سعيد مرفوعًا به.

وأخرجه الترمذي في جامعه (رقم 2460)، وابن عساكر في "معجم شيوخه" (2/ 867 - 868 رقم 1091) من طريق عبيد الله بن الوليد الوصافي بنحوه. وقال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقال ابن عساكر: غريبٌ جدًّا من هذا الوجه.

وعبيد الله بن الوليد الوصَّافي؛ ضعيفٌ جدًّا، كما سبق في الحديث (10). =

ص: 451

رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى ناسًا يكْشِرون فقال: "لو أكثرتم ذكرَ هادمِ اللذات -الموت-، وإنه لم يأتِ على القبر يومٌ إلا وهو يقول: أنا بيتُ الوحدة وبيتُ الغُربة، أنا بيتُ التراب، أنا بيتُ الدود".

ولفظه عند العسكري: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مُصَلَّى فرأى ناسًا يَكْشِرون

(1)

فقال: "أما إنكم لو أكثرتم ذكر هادم اللذات، فأكثروا ذكرَ هادم اللذات".

وأنس ولفظه عنده

(2)

أيضا: "أكثروا ذكرَ الموت، فإنكم إنْ ذكرتموه في غِنىً كدَّره

(3)

عليكم، وإنْ ذكرتموه في ضيقٍ وسَّعه عليكم، الموت: القيامة؛ إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته، يرى ما له من خيرٍ وشر".

وفي لفظٍ لأنس عند ابن أبي الدنيا في "الموت"

(4)

-بسندٍ ضعيفٍ جدًّا-: "أكثروا من ذكرِ الموتِ، فإنه يُمحِّصُ الذنوبَ ويُزهِّدُ في الدنيا".

وفي لفظٍ للبيهقي

(5)

أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بقومٍ يضحكون ويمزحون، فقال:"أكثروا ذكرَ هادمِ اللذات".

= وعطيَّة العوفي؛ ضعيفٌ وخاصة في روايته عن أبي سعيد، كما سبق في الحديث (23).

فالإسناد ضعيف جدًّا.

(1)

الكَشْرُ: بُدُوُّ الأسنان عند التبسُّم. "لسان العرب"(5/ 142).

(2)

عزاه له السيوطي في الجامع الكِبير، كما في "كنز العمال"(15/ 548 رقم 42123).

وقال: فيه داود بن المحبر -كذّاب- عن عنبسة بن عبد الرحمن -متروك متهم- عن محمد بن زاذان -قال البخاري: لا يُكتَبُ حديثُه-.

ورواه الديلمي في مسنده -كما في "الغرائب الملتقطة"- من طريق محمد بن عبد الله الخزاعي، حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زادان، عن أنس. بزيادة:"الموت القيامة، الموت القيامة"، وقال الحافظ ابن حجر: عنبسة وشيخه واهيان.

(3)

في الأصل و"ز": (كثره)، والتصويب من "م"، وكلمة (عليكم) ساقطة من "ز".

(4)

عزاه له العراقي في "المغني عن حمل الأسفار"(1/ 1201 رقم 4344) وقال: بإسنادٍ ضعيفٍ جدًّا. وأورده مشهور حسن سلمان فيما جمعه من كتاب "ذكر الموت" لابن أبي الدنيا (ص 81 - 82 رقم 148) من غير إسناد.

(5)

"شعب الإيمان"(2/ 246 - 247 رقم 802) من طريق عبد الأعلى بن حمَّاد النَّرسي، و (6/ 474 رقم 4493) من طريق مؤمَّل بن إسماعيل؛ كلاهما عن حماد بن سلمة، =

ص: 452

وابن عمر وهو عند البيهقي في "الشعب"

(1)

من حديث عبد الله بن عمر العمري

(2)

، عن نافع عنه مرفوعًا:"أكثروا ذكرَ هادم اللذات؛ فإنه لا يكون في كثيرٍ إلا قلَّله ولا في قليل إلا كثره" إلى غيرها.

وعن مالك بن دينار قال: قال معبد الجهني

(3)

: "بعضُ مصلحة القلب ذكرُ الموت؛ يطردُ فضولَ الأمل، ويكفُّ غَرْب التمنِّي، ويُهَوِّن المصائبَ، ويحُول بين القلبِ وبين الطغيان".

= عن ثابت، عن أنس مرفوعًا به فذكره، وساقه في (2/ 247) من طريق مؤمَّل عن حماد بن سلمة، وقال: فذكره بإسناده مثله حرفًا بحرفٍ، وهو بهذا الإسناد غريب.

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 213 رقم 691)، والضياء في "المختارة" (5/ 76 رقم 1701) من طريق مؤمل بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني به فذكره وقال الطبراني: لم يروِ هذا الحديث عن ثابت إلا حماد، تفرَّد به مؤمَّل.

وقال أبو حاتم -لما سُئل عن الحديث من رواية مؤمَّل-: هذا حديثٌ باطلٌ لا أصل له. "علل الحديث لابن أبي حاتم"(مسألة 1883).

ومؤمَّل بن إسماعيل؛ صدوق سيِّء الحفظ، لكنه لم يتفرَّد بالحديث، بل تابعه عبد الأعلى كما سبق.

وعبد الأعلى بن حمَّاد النَّرسي -بفتح النون وسكون الراء وبالمهملة- لا بأس به

"التقريب"(3730)، فالإسناد ظاهره الحسن، ولم يتبيَّن لي ما وجه إعلال أبي حاتم للحديث، فالظاهرُ أنه اطلع على علةٍ خفيَّةٍ، والله أعلم.

(1)

"شعب الإيمان"(13/ 137 - 138 رقم 10074) من طريق أبي عامر الأسدي، عن عبد الله بن عمر العمري به.

وأبو عامر الأسدي؛ هو: القاسم بن محمد، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(7/ 119 رقم 680) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

(2)

ضعيفُ الحديث، وانظر:"الكامل"(4/ 141 رقم 976).

(3)

مَعْبد بن خالد الجُهني البصري، قال أبو حاتم: كان صدوقًا في الحديث وكان رأسًا في القدر. وقال يحيى بن معين: ثقة. "الجرح والتعديل"(8/ 280 رقم 1282)، وقال ابن حجر: صدوق مبتدع وهو أول من أظهر القدر بالبصرة من الثالثة، قتل سنة ثمانين. "التقريب"(6777).

وكلامه هذا لم أقف عليه.

ص: 453

‌150 - حديث: "أكثروا الصلاةَ عليَّ في الليلة الزهراء واليوم الأغرِّ، فإنَّ صلاتكم تُعرض علي".

الطبراني في "الأوسط"

(1)

من حديث أبي مودود عبد العزيز ابن أبي سليمان المدني، عن محمد بن كعب القرضي، عن أبي هريرة رفعه بهذا، وقال: لا يُروى عن محمد، عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به أبو مودود.

وله شواهدٌ بينتها في: (القول البديع"

(2)

؛ منها ما رواه ابن بشكوال

(3)

(1)

"المعجم الأوسط"(1/ 83 رقم 241) من طريق عبد المنعم بن بشير قال: حدثنا أبو مَودود عبد العزيز بن أبي سليمان المدني به فذكره.

عبد المنعم بن بشير أبو الخير الأنصاري، قال الختلي: سمعت ابن معين يقول: أتيت عبد المنعم، فأخرج إليَّ أحاديث أبي مودود نحوًا من مائتي حديث كذب. فقلت: يا شيخ، أنتَ سمعتَ هذه من أبي مودود؟ قال: نعم. قلت: اتقِ الله، فإنَّ هذه كذب. وقمتُ، ولم أكتب عنه شيئًا. "الميزان"(2/ 669)، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًّا، يأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال. "المجروحين"(2/ 158)، وقال ابن عدي: له أحاديث مناكير .. وعامة ما يرويه لا يتابع عليه. "الكامل"(5/ 337).

(2)

"القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع"(ص 283 - 286).

(3)

لم أجده في "غوامض الأسماء المبهمة"، ولا في "الصلة".

ومن شواهده ما رواه أبو داود في سننه (أبواب الجمعة، باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة 1047)، و (الصلاة - أبواب الوتر - باب في الاستغفار رقم 1531)، والنسائي في سننه (الجمعة، إكثار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة. رقم 1374)، وابن ماجه في سننه (إقامة الصلاة والسُّنَّة فيها، باب في فضل الجمعة رقم 1085)، و (الجنائز، باب ذكر وفاته صلى الله عليه وسلم رقم 1636)، وأحمد في مسنده (26/ 84 رقم 16162)، وابن خزيمة في صحيحه (2/ 838 رقم 1733)، وابن حبان في صحيحه (3/ 190 رقم 910)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 278)، و (4/ 560)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 248) من طرقٍ عن حسين بن علي الجعفي، عن عبد الرحمن بن يزيد ابن جابر، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس مرفوعًا بنحوه.

وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. وقال في الموضع الآخر: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في كلا الموضعين.

ورجاله ثقات رجال الشيخين إلا أبو الأشعث فمن رجال مسلم -لا البخاري-، =

ص: 454

بسند ضعيفٍ أيضًا عن عمرَ بن الخطاب مرفوعًا به بزيادة: "فأدْعُوا لكُم وأستَغْفِر".

والليلةُ الزهراءُ: ليلة

(1)

الجمعةِ، واليومُ الأغرُّ: يومُها.

‌151 - حديث: "أكذبُ الناس الصبَّاغون والصوَّاغون".

ابن ماجه

(2)

، وأحمد

(3)

، وغيرهما

(4)

عن أبي هريرة به مرفوعًا.

= والصحابي أوس؛ من رجال السُّنن الأربعة.

ووقع عند ابن ماجه في الموضع الأول: "شداد بن أوس" بدل: "أوس بن أوس"، وكلاهما صحابيٌ نزل الشام، لكن لعلَّ ذلك تصحيفٌ، فقد اتفقت المصادر على أنه "أوس بن أوس"، وبيَّن البوصيري في "مصباح الزجاجة" (1/ 360) أنَّ الصوابَ:"أوس بن أوس".

(1)

كلمة (ليلة) سقطت من "ز".

(2)

"سنن ابن ماجه"(التجارات، باب الصناعات رقم 2152) من طريق عمر بن هارون، عن همام عن فَرْقَد السَّبَخي، عن يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن أبي هريرة مرفوعًا به. وعمر بن هارون بن يزيد الثقفي مولاهم البلخي؛ متروك وكان حافظًا. "التقريب"(4979).

لكنه قد تُوبع -كما سيأتي- فليس هو علة الحديث.

(3)

"مسند أحمد"(13/ 298 رقم 7920)، و (14/ 56 رقم 8302)، و (14/ 224 رقم 8548) من طرقٍ عن همَّام، عن فَرْقَد به.

(4)

رواه الطيالسي في مسنده (4/ 300 رقم 2697) عن همام به، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 249)، ورواه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(ص 267 - 268 رقم 261)، وتمام في فوائده (1/ 91 رقم 202)، و (2/ 250 رقم 1655) من طريق همام به.

وفَرْقد بن يعقوب السَّبَخي -بفتح المهملة والموحدة وبخاء معجمة- أبو يعقوب البصري؛ قال أحمد: رجل صالح، وحديثة ليس بذاك. "العلل؛ رواية المروذي"(ص 37 رقم 83).

وقال البخاري: في حديثه مناكير. "التاريخ الكبير"(7/ 131 رقم 592)، وقال يحى بن معين: ثقة. "التاريخ؛ رواية الدارمي"(1/ 190 رقم 693)، وقال ابن حجر: صدوق عابد لكنه ليِّن الحديث كثير الخطأ. "التقريب"(5384).

وروايتُه مُتابعةٌ لروايةِ عمرَ بن هارون.

ص: 455

وسنده مضطرب، ولذا أورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية"

(1)

وقال: إنه لا يصح.

وللديلمي

(2)

بسندٍ ضعيف أيضًا عن أبي سعيد أنه صلى الله عليه وسلم قال: "أكذبُ الناس الصُنَّاع".

يعني بضم الصاد المهملة ثم نون مشددة ثم مهملة.

وكذا روى إبراهيم الحربي في "غريبه"

(3)

من طريق أبي رافع الصائغ

(4)

(1)

"العلل المتناهية"(2/ 114 - 115 رقم 994 - 997) من طرقٍ عن أبي هريرة به.

ورواه أبو حاتم -كما في "علل الحديث لابن أبي حاتم"(مسألة 2335) - من طريق يحيى بن سلام، عن عثمان بن مقسم، عن نعيم المجمر، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"إنَّ أكذب الكاذبين الصناع" وقال: هذا حديثٌ كذب، وعثمان هو: البري، ويحيى بن سلام هو الذي روى عنه عبد الحكم، بصري وقع إلى مصر. اهـ.

ورواه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 312 - 313) من طريق محمد بن يونس الكُديمي -وقال عنه: كان يضع على الثقات الحديث وضعًا، ولعلَّه قد وضع أكثرَ من ألفِ حديث- عن أبي نعيم عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به فذكره وقال: فيما يُشبه هذا من الأحاديثِ التي تُغني بشهرتها عند من سلكَ مَسلكَ الحديث عن الإغراق في ذكرها للقدح فيه، وهذا الحديث ليس يُعرف إلا من حديث همَّام عن فرقد السَّبَخي عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن أبي هريرة، وفرقد السبخي ليس بشيءٍ في الحديث.

وأورده ابن القيم في "المنار المنيف"(ص 52) -في الأمور الكلية التي يُعرف بها كون الحديث موضوعًا- فقال: ومنها تكذيبُ الحسِّ له، ثم ساق أحاديث منها هذا الحديث، فذكره ثم قال: والحِسُّ يردُّ هذا الحديث؛ فإنَّ الكذب في غيرهم أضعافه فيهم، كالرافضة -فإنهم أكذب خلق الله- والكُهَّان، والطرائقيين، والمنجِّمين .. وأورده أيضًا في (ص 99 - 100) -في الأمور الكلية- فقال: ومنها: ركاكةُ ألفاظ الحديث وسماجَتُها

ثم ساقَ أحاديثَ منها هذا الحديث، ثم قال: كذِبٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذْ لا يَذُمُّ اللهُ ورسولُهُ الصنائعَ المُباحةَ.

(2)

لم أجده في مسنده ولا في "الغرائب الملتقطة"، وهو في "الفردوس بمأثور الخطاب"(1/ 361 رقم 1461) من حديث مَعقِل بن يسار.

(3)

لم أجده في القسم المطبوع من كتاب "غريب الحديث" لإبراهيم بن إسحاق الحربي.

(4)

أبو رافع الصائغ؛ نُفَيع المدني نزيل البصرة ثقة ثبت مشهور بكنيته من الثانية. "التقريب"(7181).

ص: 456

قال: كان عمر

(1)

رضي الله عنه يُمازحني فيقول: "أكذبُ الناس الصُّوَّاغ، يقول: اليوم وغدًا".

فأشار إلى السبب في كونهم أكذبَ الناسِ، وهو المَطْلُ والمواعيدُ الكاذبة.

ونحوه ما يُروى عن أبي هريرة أنه رأى قومًا يتعادون فقال: ما لهم؟ فقالوا: خرج الدجال، فقال:"كِذبةٌ كذبها الصواغون"

(2)

.

ويُروى الصيَّاغون؛ أعني بالياء على لغة الحجاز، كالديَّار والقيَّام، على أنه قد قيل: إنه

(3)

ليس المُراد بالصوَّاغين

(4)

صاغةُ الحُليِّ، ولا بالصَّبَّاغين صباغوا

(5)

الثياب، بل أراد الذين يصبغون الكلام ويصوغونه؛ أي: يُغيِّرونه ويُزيِّنونه، يقال: صاغَ شِعرًا وصاغَ كلامًا؛ أي: وضعه وزيَّنه

(6)

، وإلى نحو هذا جنَحَ أبو عبيد القاسم بن سلَّام فقال: الصيَّاغ: الذي يزيد في الحديث من عنده يُزيِّنه به

(7)

. انتهى.

وقد بسطتُ هذا في محلٍّ آخر

(8)

.

(1)

في "م": (ابن عمر).

(2)

أورده ابن قتيبة في "غريب الحديث"(2/ 299) وقال: يرويه أبو عبَّاد عن همام عن فرقد.

(3)

كلمة (إنه) زيادة من "م" و"د".

(4)

في "ز": (بالصياغون).

(5)

في "ز": (صباغي).

(6)

من قوله: (ويُروى الصيَّاغون) إلى هنا؛ مأخوذٌ من "النهاية لابن الأثير"(3/ 61).

وقد تعقَّب ابنُ القيم هذا القولَ فقال في "المنار المنيف"(ص 52): وقد تأوَّله بعضهم على أنَّ المُرادَ بالصبَّاغ: الذي يزيد في الحديثِ ألفاظًا تُزيِّنه، والصَّوَّاغ: الذي يَصوغ الحديثَ ليس له أصل. وهذا تكلُّفٌ باردٌ لتأويلِ حديثٍ باطلٍ.

(7)

لم أجده في "غريب الحديث". وقد ساقه ابن عدي في "الكامل"(1/ 154)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(2/ 115) من طريق يحيى بن موسى البلخي، عن أبي عُبَيد القاسم بن سلام به.

(8)

تكلَّم عليه المصنف في "الأجوبة المرضية"(2/ 783 - 787).

ص: 457

‌152 - حديث: "إكرامُ الميت دفنه".

لم أقف عليه مرفوعًا

(1)

، وإنما أخرجه ابن أبي الدنيا في "الموت"

(2)

له من جهة أيوب السختياني قال: كان يقال: "من كرامةِ الميت على أهله تعجيله إلى حفرته".

وقد عقد البيهقيُّ لاستحبابِ تعجيلِ تجهيزِه -إذا بان موته- بابًا

(3)

، وأورد فيه ما رواه أبو داود

(4)

مِنْ حديثِ حُصَين بن وَحْوَح

(5)

مرفوعًا: "لا يَنبغي لجِيفةِ مسلمِ أنْ تُحبسَ بين ظَهْراني أهله" الحديث.

وللطبراني

(6)

من حديثِ ابنِ عمرَ مرفوعًا: "إذا ماتَ أحدُكم فلا تَحبِسُوه، وأسرعوا به إلى قبره".

(1)

أورده القاري في "الأسرار المرفوعة"(ص 127 رقم 55)، والقاوقجي في "اللؤلؤ المرصوع"(ص 44 رقم 60) ونقلوا عبارة السخاوي.

(2)

"ذكر الموت" لابن أبي الدنيا -من جمع مشهور سلمان- (ص 176 رقم 313).

(3)

"السنن الكبرى"(الجنائز، باب ما يُستحبُّ من التعجيل بتجهيزه إذا بانَ موته 3/ 386).

(4)

"سنن أبي داود"(الجنائز، باب التعجيل بالجنازة وكراهية حبسها رقم 3159) مِنْ طريقِ سعيدِ بن عثمانَ البلوي، عن عَزْرة -وقال عبد الرحيم: عُروةَ بن سعيدٍ الأنصاري- عن أبيه، عن الحُصين بن وَحْوَح: أنَّ طلحةَ بن البراءِ مَرِضَ .. فذكره وفيه قصة.

وسعيد بن عثمان البلوي المدني؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 361)، وقال ابن حجر: مقبول. "التقريب"(2364).

وعروة ويقال: عَزرة -بزاي وراء مع فتح أوله- ابن سعيد؛ مجهول من السادسة، جاء في الإسناد بالشك. "التقريب"(4562). فالإسناد ضعيفٌ بسببهما.

(5)

حُصَين بن وَحْوَح -بفتح أوله ومهملتين الأولى ساكنة، وزن جَعْفَر- الأنصاري؛ صحابيٌّ له حديثٌ ذكَرَ ابنُ الكلبيِّ أنه استُشهِدَ بالقادسيةِ. "الإصابة"(2/ 572)، و"التقريب"(1392).

(6)

"المعجم الكبير"(12/ 444 رقم 13613) من طريق يحيى بن عبد الله البَابَلُتِّي، حدثنا أيوب بن نهيك قال: سمعتُ عطاءَ بن أبي رباح يقول: سمعتُ ابن عمر مرفوعًا به بزيادة: "وليقرأ عند رأسه بفاتحة الكتاب وعند رجليه بخاتمة البقرة في قبره".

ويحيى بن عبد الله بن الضحاك البَابَلُتِّي -بموحدتين ولام مضمومة ومثناة ثقيلة- =

ص: 458

وفي لفظٍ له

(1)

: "مَنْ ماتَ في بُكرةٍ فلا يَقِيلَنَّ إلا في قَبْرِه، ومَنْ ماتَ عَشيَّةً فلا يَبِيتَنَّ إلا في قَبْرِه".

ويشهدُ لهذا كله حديث

(2)

: "أسرعوا بالجنازة"

(3)

.

وأهلُ مكة في غفلةٍ عن هذا؛ فإنهم غالبًا يجيئون بالميت بُعيد الظهر، أو وقتَ التَّسبيحِ في السَّحَرِ، وقد يكون مات قبل الوقتين بكثير، فيضعونه عند باب الكعبة حتى يُصلى العصر أو الصبح، ثم يُصلَّى عليه.

= أبو سعيد الحرَّاني ابن امرأة الأوزاعي، قال ابن عدي: الضعف على حديثه بيِّن. "الكامل"(7/ 250).

وقال ابن حجر: ضعيف. "التقريب"(7585).

وأيوب بن نهيك الحلبي، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: لا أحدِّثُ عنه، وقال: هو منكر الحديث. "الجرح والتعديل"(2/ 259 رقم 930).

فالإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببهما.

(1)

"المعجم الكبير"(12/ 421 رقم 13551) من طريق الحكم بن ظهير، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعًا به.

والحكم بن ظهير -بالمعجمة مصغر-؛ أبو محمد الفزاري الكوفي، قال البخاري: تركوه منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(2/ 345 رقم 2694)، وقال يحيى بن معين: ليس بثقة. "التاريخ؛ رواية الدوري"(3/ 549 رقم 2687)، وقال أبو حاتم: متروك الحديث لا يكتب حديثه، وقال أبو زرعة: واهي الحديث. "الجرح والتعديل"(3/ 118 - 119 رقم 550).

وقال ابن حجر: متروكٌ رُمِيَ بالرفض واتهمه ابن معين

"التقريب"(1445).

وليث؛ هو: ابن أبي سليم بن زُنيم -بالزاي والنون مصغر- واسم أبيه أيمن

قال أحمد: مضطرب الحديث ولكن حدَّث الناس عنه، وقال يحيى بن معين: ليس حديثه بذاك، ضعيف، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: لا يُشتغل به هو مضطرب الحديث. زاد أبو زرعة: ليِّن الحديث لا تقوم به الحجة عند أهل العلم بالحديث. "الجرح والتعديل"(7/ 178 - 179).

وقال ابن حجر: صدوق اختلط جدًّا ولم يتميَّز حديثه فتُرك .. "التقريب"(5685).

فالإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببهما.

(2)

كلمة (حديث) ليست في "م".

(3)

رواه البخاري في صحيحه (الجنائز، باب السرعة بالجنازة رقم 1315)، ومسلم في صحيحه (الجنائز، باب الإسراع بالجنازة رقم 944) من حديث أبي هريرة.

ص: 459

‌153 - حديث: "أكرمُ المجالسِ ما استُقبِلَ به القبلة".

أبو يعلى

(1)

، والطبراني في "الأوسط"

(2)

عن ابن عمر مرفوعًا بهذا.

وفيه حمزة بن أبي حمزة

(3)

؛ متروك.

وكذا رواه ابن عدي

(4)

، وأبو نعيم في العين من "تاريخ أصبهان"

(5)

.

(1)

في مسنده -كما في "المطالب العالية"(3/ 319 رقم 311)، و"إتحاف الخيرة المهرة"(2/ 100 رقم 1116) - من طريق أبي شهاب الحَنَّاط، عن حمزة النَّصيبي، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا به. وسقط نافع بين حمزة وابن عمر من إسناد المطالب، ونبَّه محقق الكتاب على أنَّ ذلك وهمٌ.

(2)

"المعجم الأوسط"(8/ 189 رقم 8361) حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا أبو شهاب الحناط، عن حمزة بن أبي حمزة، عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا به فذكره وقال: لم يروِ هذا الحديث عن نافع إلا حمزة بن أبي حمزة.

وموسى بن زكريا أبو عمران التستري البصري، قال الدارقطني: متروك. "سؤالات الحاكم"(ص 156 رقم 227). لكنه قد تُوبع؛ فليس هو علة الحديث.

(3)

حمزة بن أبي حمزة الجزري النصيبي: متروك، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (75).

(4)

"الكامل"(2/ 376) من طريق حمزة النصيبي به.

(5)

"أخبار أصبهان"(2/ 74، 344) من طريق عبد الله بن محمود بن الفرج، حدثنا يزيد ابن خالد أبو مسعود، حدثنا زيد بن الحريش، حدثنا محمد بن الصلت، عن أبي شهاب الحنَّاط، عن الأعمش، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا به.

وعبد الله بن محمود بن الفرج؛ هو: خال أبي الشيخ الأصبهاني، قال أبو الشيخ: من عباد الله الصالحين

كثير الحديث. "طبقات المحدثين بأصبهان"(4/ 214 رقم 623).

وهذه الأوصاف لا تفيد توثيقًا.

ويزيد بن خالد أبو مسعود التاجر؛ قال أبو الشيخ: كان أحد الثقات فاضلًا. "طبقات المحدثين بأصبهان"(3/ 331 رقم 390).

وزيد بن الحُريش الأهوازي؛ فيه كلام وتقدمت ترجمته في الحديث (72).

والأعمش مدلسٌ وقد عنعن.

وهذه الروايةُ مخالفةٌ للمحفوظ عن أبي شهاب الحنَّاط؛ فالمحفوظ عنه، عن حمزة النصيبي، عن نافع عن ابن عمر. فلعلَّ أحد الرواة زيد بن الحُريش أو عبد الله ابن محمود بن الفرج قد وهِمَ فأبدَلَ حمزةَ بالأعمش.

ص: 460

وهو عند الطبراني في "الكبير"

(1)

من حديث ابن عباس مرفوعًا بلفظ: "إنَّ لكلِّ شيءٍ شرفًا، وإنَّ شرفَ

(2)

المجالس ما استُقبِل به القبلة".

وفي سنده هشام بن زياد أبو المقدام

(3)

، وهو أيضًا متروك.

ومن جهته

(4)

وجهة مُصادق بن زياد المديني

(5)

؛ كلاهما عن محمد بن كعب القرضي، عن ابن عباسٍ، أورده الحاكم في صحيحه

(6)

في حديثٍ طويلٍ وقال: إنه صحيح، ولم أستجِز إخلاءَ هذا الموضع منه، فقد جمَعَ آدابًا كثيرة. انتهى.

وأخرجه أبو داود

(7)

، وابن عدي

(8)

، والعقيلي

(9)

وابن سعد

(10)

مطولًا، ولفظه:"أشرف المجالس".

(1)

"المعجم الكبير"(10/ 389 رقم 10781) من طريق هشام بن زياد أبي المقدام، عن محمد بن كعب القرضي، عن ابن عباس مرفوعًا به.

(2)

في "م": (أشرف)، وما في الأصل هو الصواب.

(3)

هشام بن زياد أبو المقدام، متروكٌ وقد تقدمت ترجمته في الحديث (49).

(4)

أي: من جهة هشام بن زياد.

(5)

كذا في جميع النسخ المعتمدة، ووقع في مصادر الحديث ومصادر الترجمة:(مُصادف) -بالفاء- ابن زياد القُرشي، قال أبو حاتم: مجهول. "الجرح والتعديل"(8/ 441 رقم 2013)، وقال العُقيلي: متروك. "الضعفاء"(1/ 169)، ووقع في مطبوع "الضعفاء":(مُصارف).

(6)

"المستدرك"(4/ 269 - 270) من طريق محمد بن معاوية حدثنا مُصادف بن زياد، ومن طريق أبي المقدام هشام بن زياد؛ كلاهما عن محمد بن كعب القرضي بنحوه.

وتعقَّبه الذهبي بقوله: هشام: متروك، ومحمد بن معاوية: كذَّبه الدارقطني فبطل الحديث.

(7)

"سنن أبي داود"(الصلاة، باب الصلاة إلى المتحدثين والنيام رقم 694) من طريق عبد الملك بن محمد بن أيمن، عن عبد الله بن يعقوب بن إسحاق، عمَّن حدثه، عن محمد بن كعب القرضي ببعض الحديث، وليس فيه محل الشاهد.

وعبد الملك بن محمد بن أيمن؛ مجهول

"التقريب"(4208).

وكذا شيخه عبد الله بن يعقوب بن إسحاق: مجهول. كما في "التقريب"(3720).

فالإسناد ضعيفٌ بسببهما.

(8)

"الكامل"(7/ 106) من طريق هشام بن زياد أبي المقدام به.

(9)

"الضعفاء"(4/ 340) من طريق هشام بن زياد أبي المقدام به.

واسناد ابن عدي والعقيلي ضعيفٌ جدًّا بسبب هشام بن زياد.

(10)

"الطبقات الكبرى"(5/ 370) من طريق عيسى بن ميمون قال: أخبرنا محمد بن كعب القرضي به. =

ص: 461

والراوي له -عن

(1)

مُصادق- واهي الحديث

(2)

، فلا يُغترّ بروايته.

وأبو المقدام هو المشهور بهذا الحديث، وهو مشهورُ الضعف.

وللطبراني في "الأوسط"

(3)

من حديث أبي هريرة رفعه: "إن لكلِّ شيءٍ سيِّدًا، وإنَّ سيدَ المجالسِ قبالة القبلة" وسنده حسن

(4)

.

وقد قال ابن حبان في كتاب "وصف الاتباع وبيان الابتداع"

(5)

: إنه خبرٌ موضوعٌ تفرَّد به أبو المقدام، عن محمد بن كعب، عن ابن عباس، وقد كانت أحوالُه صلى الله عليه وسلم في مواعظِ الناسِ أنْ يخطبَ لها وهو مستدبرُ القبلة.

كذا قال، وما استدلَّ به لا ينهضُ للحكم بالوضع؛ إذ استدباره صلى الله عليه وسلم للقبلة ليكودن مستقبلًا لمن يُعلِّمه أو يعظه ممن بين يديه، لا سيما مع ما أوردته من طرقه.

= وعيسى بن ميمون: متروك كما تقدم في الحديث (131).

فالإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببه.

(1)

عن ليست في "م"، وسقوطها يُغيِّر المعنى.

(2)

الراوي عن مُصادف: محمد بن معاوية النيسابوري، كذَّاب. كما سبق في الحديث (122).

فالإسناد ساقطٌ بسببه.

(3)

"المعجم الأوسط"(3/ 25 رقم 2354) حدثنا إبراهيم قال حدثنا عمرو بن عثمان قال حدثنا محمد بن خالد الوهبي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا به فذكره وقال: لم يروه عن محمد بن خالد إلا عمرو بن عثمان.

إبراهيم؛ هو: ابن محمد بن عِرق الحِمصي، قال الذهبي: غير معتمد. "الميزان"(1/ 63 رقم 199).

وعمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير القرشي مولاهم الحمصي، قال أبو حاتم: صدوق. "الجرح والتعديل"(6/ 249 رقم 1374)، وقال ابن حجر: صدوق. "التقريب"(5073).

ومحمد بن عمرو بن علقمة؛ صدوق له أوهام، وتقدمت ترجمته في الحديث (132)، وأنَّ روايته عن أبي سلمة فيها مقال.

(4)

وكذا حسَّن إسناده الهيثمي في "المجمع"(8/ 114)، وهو ضعيفٌ من أجل شيخ الطبراني، ولحال محمد بن خالد في أبي سلمة.

(5)

ذكره حاجي خليفة في "كشف الظنون"(2/ 2013).

ص: 462

وقد ترجم البخاري في "الأدب المفرد"

(1)

: (استقبال القبلة) وأورد من حديث سفيان بن منقذ

(2)

، عن أبيه

(3)

قال: (كان أكثرُ جلوسِ عبد الله بن عمر وهو مستقبل القبلة).

‌154 - حديث: "أكرموا حَمَلةَ القرآن

؛ فمَنْ أكرَمَهَم فقد أكرمني، ومن أكرمني فقد أكرم الله عز وجل".

الوائلي في "الإبانة"

(4)

له، والديلمي في مسنده

(5)

من طريق خَلَفٍ الضَّرير، عن وكيع، عن الأعمش، عن زائدةَ، عن عاصمٍ، عن زِر

(6)

، عن

(1)

"الأدب المفرد"(باب استقبال القبلة رقم 1137) من طريق سفيان بن منقذ عن أبيه به مطولًا.

(2)

سفيان بن مُنقِذ بن قيس المصري، ذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 405)، ولم يروِ عنه إلا حرملة، كما في "تهذيب التهذيب"(4/ 108)، وقال ابن حجر: مقبول. "التقريب"(2452).

(3)

منقذ بن قيس المدني مولى ابن عمر؛ مقبولٌ من الرابعة، ووهم من خلطه بالأول تمييز. "التقريب"(6915). وقصده بالأول؛ مولى ابن سراقة. كما في "التقريب"(6914).

فالإسناد ضعيف لتفرُّد سفيان بن قيس عن أبيه به.

وقد أفرد ابن أبي شيبة في "المصنف"(13/ 257 - 258) بابًا في: من كان إذا جلس يجلس مستقبل القبلة، وأورد فيه عددًا من الآثار.

(4)

الوائلي؛ أبو نصر السِّجزي، تقدم التعريف به وبكتابه "الإبانة عن أصول الديانة" في الحديث (76).

(5)

"الغرائب الملتقطة" من طريق أبي طالب الحسن، أخبرنا محمد بن عيسى الصُّوليُّ أخبرنا الدارقطني، حدثني الحسن بن أحمد بن صالح الكوفي، حدثنا عبد الله ابن ثابت المقرئ، حدثنا محمد بن عمار الواسطي، حدثنا خلف الضرير

به.

وأبو طالب الحسن، ومحمد بن عيسى الصُّولي، ومحمد بن عمار الواسطي؛ لم أجد لهم تراجم. وعبد الله بن ثابت بن يعقوب أبو محمد المقرئ النحوي التوزي؛ توفي سنة ثمان وثلاث مائة، ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد"(11/ 82 رقم 4992) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

(6)

زِرّ -بكسر أوله وتشديد الراء- ابن حُبَيش -بمهملة وموحدة ومعجمة مصغر- ابن حُبَاشة -بضم المهملة بعدها موحدة ثم معجمة- الكوفي أبو مريم ثقة جليل مخضرم

"التقريب"(2008). =

ص: 463

عبدِ الله بن عمرو قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول بهذا، زادَ الديلميُّ:"أَلا فلا تُنقِصوا حملَةَ القرآن حقوقَهم، فإنهم من الله بمكانٍ، كادَ حملةُ القرآن أنْ يكونوا أنبياء، إلا أنهم لا يُوحى إليهم".

وقال: إنه غريب جدًّا مِنْ روايةِ الأكابر عن الأصاغر. انتهى.

وفيه من لا يُعرف، وأحسبه غيرَ صحيحٍ.

‌155 - حديث: "أكرموا الخبزَ".

البغوي في "معجم الصحابة"

(1)

، وعنه المُخلِّص

(2)

من حديث ثور ابن يزيد، عن عبد الله بن يزيد

(3)

، عن أبيه

(4)

مرفوعًا بزيادة: "فإنَّ الله أنزل معه بركات من السماء وأخرج له بركات من الأرض".

وكذا هو عند أبي نعيم في "المعرفة"

(5)

من جهة البغوي.

ورواه تمام في فوائده

(6)

من حديث إبراهيم بن أبي عَبْلةَ، عن عبدِ الله

= والإسناد فيه من لا يُعرف -كما قال المؤلف- فهو ضعيفٌ، والله أعلم.

(1)

لم أجده في المطبوع من الكتاب، وقد عزاه له أيضًا: الزركشي في "اللآلئ المنثورة"(ص 106).

(2)

لم أجده فيما طبع من "المُخلِّصيَّات"، وقد رواه من طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 104 رقم 1315) وقال: وهذا من عمل طلحة.

(3)

كذا في جميع النسخ المعتمدة، والصواب:(زيد)، كما في "معرفة الصحابة" -كما سيأتي- و"الإصابة"(4/ 119 ترجمة 2963)، وذلك لأنَّ الحديث جاء في المصدرين السابقين في ترجمة (زيد أبي عبد الله) في حرف الزاي. وعلى كلِّ حالٍ فعبد الله هذا لم أقف له على ترجمة.

(4)

زيد بن عبد الله، قال أبو نعيم: مجهول. "معرفة الصحابة"(3/ 1200 رقم 3029).

(5)

"معرفة الصحابة"(3/ 1200 رقم 3029) مِنْ طريقِ طلحةَ بن زيدٍ، عن ثورِ بن يزيد به.

وطلحة بن زيد أبو مسكين الرَّقِّي؛ قال أبو حاتم: منكر الحديث ضعيف الحديث، لا يكتب حديثه. "الجرح والتعديل"(4/ 480 رقم 2102).

وقال ابن حجر: متروك، قال أحمد وعلي وأبو داود: كان يضع. "التقريب"(3020).

فالإسناد ساقط بسببه.

(6)

"فوائد تمام"(1/ 329 - 330 رقم 843) من طريق طلحة بن زيد، حدثنا إبراهيم ابن أبي عَبْلة، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو به.

ص: 464

ابن يزيدَ، عن عبدِ الله بن عَمرٍو

(1)

رفعه بنحوه.

ورواه الطبراني

(2)

، وعنه أبو نعيم في "الحلية"

(3)

من طريق إبراهيم المذكور فقال: سمعتُ عبدَ الله بن أمِّ حرام الأنصاري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكره بلفظ:"فإنَّ الله سخَّر له بركات السماوات والأرض".

وهو عند البزار

(4)

والطبراني

(5)

، وغيرهما

(6)

بزيادة: "ومن تتبَّع ما يَسقُطُ من السُّفَر غُفر له".

(1)

عبد الله بن عمرو؛ الظاهر أنه أبو أبيّ ابن أمِّ حرام -على أرجح الأقوال في اسمه- الأنصاري؛ صحابي، معدودٌ في أهل العقبة وبدر .. "الإصابة"(6/ 304)، و"التقريب"(7924).

بدليل الرواية التالية.

(2)

"مسند الشاميين"(1/ 32 رقم 15) من طريق غِيَاث بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم ابن أبي عبلة به.

ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 105 رقم 1316).

وغِيَاث بن إبراهيم أبو عبد الرحمن الكوفي، قال أحمد: متروك الحديث ترك الناس حديثه. "الجرح والتعديل"(7/ 57)، وقال البخاري: تركوه. "التاريخ الكبير"(7/ 109 رقم 489)، وقال يحيى بن معين: كذَّاب ليس بثقة ولا مأمون. "التاريخ؛ رواية الدوري"(3/ 468 رقم 2298).

فالإسناد ساقط بسببه.

(3)

"حلية الأولياء"(5/ 246)، وفي "معرفة الصحابة"(3/ 1590 رقم 4007) عن الطبراني به.

(4)

في مسنده -كما في "كشف الأستار"(3/ 334 رقم 2877) - حدثنا عمرو بن علي، حدثنا عبد الله -وصوَّب الهيثمي أنه: عبد الملك كما سيأتي- ابن عبد الرحمن أبو القاسم الشامي، حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة به فذكره وقال: لا نعلم روى ابن أم حرام إلا هذا.

وقال البوصيري: رواه البزار في مسنده بسند ضعيف. "إتحاف الخيرة المهرة"(4/ 293).

(5)

لم أجده في معاجمه، وقد عزاه له الهيثمي وقال: وفيه عبد الله بن عبد الرحمن الشامي، ولم أعرفه وصوابه عبد الملك بن عبد الرحمن الشامي وهو ضعيف. "المجمع"(5/ 41).

(6)

رواه العقيلي في "الضعفاء"(3/ 27)، وابن قانع في "معجم الصحابة"(2/ 107)، وتمام في فوائده (1/ 329 رقم 842)، وابنُ الجوزي في "الموضوعات" (3/ 105 - 106 =

ص: 465

وكلُّ هذه الطرق ضعيفةٌ مضطربةٌ، وبعضها أشدُّ في الضعف من بعض.

وله طرقٌ كذلك أيضًا؛ منها ما رواه ابن قتيبة في كتاب "تفضيل العرب"

(1)

من جهة ميمون بن مَهْرانَ، عن ابن عباس -قال: ولا أعلمه إلا رفعه- قال: "أكرموا الخبزَ فإن الله سخَّرَ له السماوات والأرض".

ويُروى عن ابن عباس أيضًا مما رُفع: "ما استخفَّ قومٌ بحق الخبز إلا ابتلاهم الله بالجوع"

(2)

.

= رقم 1317) جميعهم مِنْ طريقِ عبدِ الملك بن عبد الرحمن أبي العباس الشامي، حدثنا إبراهيمُ بن أبي عَبْلةَ به.

وهو عند تمام بالزيادة المذكورة، وعند الباقين دون الزيادة، وقال العقيلي: قال الفلاس: قال يحيى بن معين: أول هذا الحديث حق، وآخره باطل. ثم نَقَلَ عن الفلاس أنه قال في عبد الملك هذا: كذَّاب. اهـ. وقد قال عمرو بن علي أيضًا -كما في إسناد تمام-: كان صدوقًا.

وقد وقع عند تمام في نسبة عبد الملك بن عبد الله: الذِّماري بدل الشامي، وقد فرَّق بينهما البخاري في "التاريخ الكبير"(5/ 422)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(5/ 355 - 356)، وابن حجر وقال: والصواب التفريق بينهما؛ فأما الشامي فهو المكنى بأبي العباس، وهو الذي يروي عن الأوزاعي وإبراهيم بن أبي عَبْلةَ، وهو الذي قال فيه البخاري: منكر الحديث، وتبعه أبو زرعة، وقال فيه أبو حاتم: ليس بالقوي وضعَّفه عمرو بن علي

إلخ.

والحديثُ ضعيفٌ جدًّا لحالِ عبدِ الملكِ، وقد قال العراقي -بعد أن عزاه للبزار والطبراني-: بإسنادٍ ضعيفٍ جدًّا، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات. "المغنى عن حمل الأسفار"(1/ 349).

(1)

"تفضيل العرب" مطبوعٌ ضمن رسائلِ البُلغاء (ص 288 - 289) من طريقِ محمدِ ابن زياد، عن ميمونِ بن مهران به.

ومحمد بن زياد الطحَّان الميموني، قال أحمد: كان أعور كذَّابًا خبيثًا يضع الأحاديث. وقال عمرو بن علي: كان كذَّابًا متروك الحديث. "الجرح والتعديل"(7/ 258 رقم 1412)، وقال يحيى بن معين: كان كذَّابًا خبيثًا. "تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين لابن شاهين"(ص 166 رقم 564) فالإسناد ساقطٌ بسببه.

(2)

رواه الخطيب في "المتفق والمفترق"(1/ 430) من طريق إسحاق بن نَجيح الملطي، عن ابن جريج عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعًا به.

وإسحاق بن نجيح الملطي؛ كذَّاب وقد تقدمت ترجمته في الحديث (63).

فالإسناد موضوع، والله أعلم.

ص: 466

(وعن عائشة قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى في بيتي كِسرة ملقاةً، فمشى إليها فمسحها ثم أكلها، فقال:"يا عائشة أحسني جِوار نِعم الله، فإنها قلما نَفَرَت من أهل بيتٍ فكادَتْ أنْ ترجِعَ إليهم".

رواه البيهقي في "شعب الإيمان"

(1)

، وأنشدَ عَقِبه من طريق الحاكم قال:

(1)

"شعب الإيمان"(6/ 306 - 308 رقم 4236) من طريق الوليد بن محمد المُوقَري، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة به فذكره، وقال: المُوقَري ضعيف. ورواه أيضًا: خالد بن إسماعيل المخزومي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. وهو أيضًا ضعيفٌ، ورُويَ عن محمدِ بن جعفرِ بن محمدِ بن عليِّ بن الحسين، عن هشام، والله أعلم بصحته. ثم ساقه من طريق الحسنِ بن علي بن مخلدٍ، حدثنا علي بن سَلَمَة اللبقي، حدثنا محمدُ بن جعفرِ بن محمدِ بن علي بن الحسين، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة به فذكره ثم قال: ورواه أيضًا عثمان بن مطر؛ وهو ضعيف، عن ثابت، عن أنس.

وقد رواه ابن ماجه في سننه (رقم 3353)، وابن أبي الدنيا في "الشكر"(ص 6 رقم 2)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(8/ 38 رقم 7889) من طريق الوليد ابن محمد المُوقَري به.

وقال الطبراني: لم يروِ هذا الحديث عن الزهري إلا الموقري.

والوليد بن محمد المُوقَري -بضم الميم وبقاف مفتوحة- أبو بشر البلقاوي، قال يحيى بن معين: كذَّاب، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، كان لا يقرأ من كتابه، فإذا دُفع إليه كتابٌ قرأه، وقال أبو زرعة: ليِّن الحديث. "الجرح والتعديل"(9/ 15 رقم 65).

وقال ابن حجر: متروك. "التقريب"(7453) فالإسناد الأول ساقط.

والطريقِ الثاني: فيه خالد بن إسماعيل المخزومي، قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار. "المجروحين"(1/ 281)، وقال ابن عدي: يضع الحديث على ثقات المسلمين. "الكامل"(3/ 41) فهذا الإسناد ساقطٌ أيضًا.

والطريق الثالث؛ فيه الحسن بن علي بن مخلد المطوعي المخلدي، ذكره السمعاني في "الأنساب"(5/ 228)، والذهبي في "تاريخ الإسلام"(6/ 932) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.

ومحمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الهاشمي، قال الذهبي: تُكلِّم فيه. "الميزان"(3/ 500 رقم 7311). فالإسناد ضعيف، لكنه أمثل الطرق التي أوردها.

والطريق الرابع: الذي أشار إليه البيهقي؛ رواه أبو يعلى في مسنده (6/ 131 رقم 3405) =

ص: 467

أنشدني أبو عبد الله ابن أبي ذهْلٍ

(1)

قال: أنشدني أبو الحسن الكندي القاضي:

إذا كنتَ في نعمةٍ فارْعَهَا

فإنَّ المعاصي تُزيلُ النِّعَم)

(2)

ومنها ما رواه المُخلِّص

(3)

، وتمام

(4)

، وغيرهما

(5)

؛ مِنْ حديثِ نُمَير

= من طريق عثمان بن مطر عن ثابت: عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحسنوا جِوار نعمِ الله لا تُنفِّروها، فقلَّما زالتْ عن قومٍ فعادتْ إليهم".

وعثمان بن مطر الشيباني، قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(6/ 253 رقم 2320)، و"الجرح والتعديل"(6/ 169 رقم 925)، وقال ابن عدي: أحاديثه عن ثابت خاصَّة مناكير، وسائر أحاديثه فيها مشاهير وفيها مناكير، والضعف بيِّن على حديثه. "الكامل"(5/ 164) فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه، وقد ضعَّفه البيهقي كما سبق.

والحديثُ أورده ابنُ أبي حاتم في "علل الحديث"(مسألة 2480) عن ابن مسعودٍ موقوفًا بنحوه وقال: قال أبي: هذا حديثٌ موضوعٌ.

(1)

محمد بن العباس بن أحمد أبو عبد الله بن أبي ذهل الضّبي ويُعرف بالعُصْمي، قال الخطيب: كان ثبتًا ثقةً نبيلًا رئيسًا جليلًا من ذوي الأقدار العالية .. توفي سنة (378 هـ)"تاريخ بغداد"(4/ 203 - 205 رقم 1404).

(2)

ما بين قوسين ساقط من الأصل و"م" و"د"، وقد استدرك في هامش الأصل، وهو موجود في "ز".

(3)

في "المخلصيَّات"(2/ 46 رقم 993) من طريق عبد الله بن محمد، حدثنا إسحاق ابن الأخيل، حدثنا نُمير بن الوليد به.

وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 103 - 104) من طريق المخلِّص به.

وقال: وهذا مِنْ عَمَلِ عبد الله أيضًا.

وعبد الله بن محمد هذا قال فيه ابنُ حبان: يضعُ الحديثَ وَضْعًا، لا يحلُّ ذكره إلا على وجهِ القَدْحِ فيه، كان محمدُ بن إسماعيلَ الجعفي شديدَ الحمل عليه. "المجروحين"(2/ 48).

(4)

"فوائد تمام"(1/ 209 رقم 494) من طريق أبي أسامة، حدثنا إسحاق، حدثنا نمير ابن الوليد به.

وأبو أسامة: كنية لعبد الله بن محمد بن أبي أسامة المتقدم، كما هو مبيَّنٌ في إسناد ابن عساكر.

(5)

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(63/ 304) من طريق أبي أسامة -وهو عبد الله ابن محمد بن أبي أسامة الحلبي- حدثنا إسحاق -وهو ابن الأخيل- به. ورواه ابن الجوزي، كما سبق.

ص: 468

ابن الوليد بن نُمَير بن أويس الدمشقي

(1)

، عن أبيه

(2)

، عن جده

(3)

، عن أبي موسى رَفَعَه:"أكرِمُوا الخُبزَ، فإنَّ الله سخَّرَ له بركات السماواتِ والأرضِ والحديدَ والبقرَ وابنَ آدمَ".

إلى غير ذلك، مما أوردته واضحًا معللًا في جزءٍ مفرد

(4)

.

وفي الجملة خيرُ طُرُقه: الإسناد الأول

(5)

على ضعفه، ولا يتهيَّأ الحكم عليه بالوضع

(6)

مع وجوده، لا سيما وفي "المستدرك"

(7)

للحاكم من طريق

(1)

نُمَير بن الوليد بن نُمير الدمشقي؛ ذكره ابن حجر في "لسان الميزان"(8/ 293) وقال: أخرج له أبو سعد الماليني حديثين

فذكرهما وقال أبو سعد: يقال: إنَّ نُميرًا تفرَّد بهذين الحديثين.

قلت -أي: ابن حجر-: وهما موضوعان، ونُمير ما عرفته ولا من دونه، وأما أبوه وجده فمعروفان.

(2)

الوليد بن نُمير بن أوس الأشعري الدمشقي؛ ذكره ابن حبان في"الثقات"(7/ 555).

وقال الحافظ ابن حجر: مقبول من السادسة .... "التقريب"(7460).

(3)

نُمَير بن أوس الأشعري، ذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 479) وقال ابن حجر: قلت: وقال -أي: ابن حبان-: كان قليل الحديث، وذكره هو وأبو زرعة الدمشقي في الطبقة الثالثة، ومقتضاه أنه لم يدرك أبا موسى الأشعري ولا أبا الدرداء. "تهذيب التهذيب"(10/ 424).

وقوله: "كان قليل الحديث" ليس في مطبوع "الثقات".

(4)

ذكره الشيخ بدر العمَّاش في "الحافظ السخاوي وجهوده"(1/ 219) ولم يتكلم عليه بشيءٍ.

(5)

تقدم أنه شديد الضعف لحال طلحة بن زيد، ولعلَّ أقل طرق الحديث ضعفًا ما رواه البيهقي من طريق الحسن بن علي بن مخلد، حدثنا علي بن سلمة اللَّبقي، حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، حدثنا هشام بن عروة

وقد سبقَ الكلامُ عليه أثناء تخريج هذا الحديث.

(6)

أورده ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 103 - 107) من طرقٍ عدة.

(7)

"المستدرك"(4/ 122) من طريق بشر بن المبارك الراسبي سمعتُ غالب القطان، حدثتنا كريمة بنت همام الطائية بنحوه وفيه قصة، فذكره وقال: هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد ولم يخرجاه.

ووافقه الذهبي وقال: المرفوع منه "أكرموا الخبز".

ورواه البيهقي في "الشعب"(8/ 49 - 50 رقم 5481) من طريق بشر بن المبارك به.

وبِشر بن المبارك؛ لم أجد له ترجمة، غير أنَّ ابن حبان ذكر في "الثقات"(8/ 143) =

ص: 469

غالب القطان

(1)

، عن كريمة ابنة همام

(2)

، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أكرموا الخبز" حسب.

قال شيخنا: فهذا شاهدٌ صالح.

قلت: ومن كلمات بعضهم: الحنطة إذا دِيست اشتكتْ إلى ربها، ومنه يكون القَحْطُ.

وقال آخر: الخبز يُباس ولا يُداس.

‌156 - حديث: "أكرموا الشهودَ، فإنَّ الله يَستَخرجُ بهم الحقوقَ، ويَدفَعُ بهم الظلمَ".

العقيلي في "الضعفاء"

(3)

، والنقاش في "القضاة والشهود"

(4)

، والديلمي

= راويًا اسمه بشر بن المبارك، وقال: يروي عن محمد بن مسلم الطائفي روى عنه يوسف بن سعيد بن مسلم. فلعلَّه هو. وقد قال الألباني: وهذا إسنادٌ ضعيفٌ، كريمة هذه مجهولةُ الحال؛ لم يوثقها أحد، وبِشر: لم أعرفه. "السلسلة الضعيفة"(6/ 417).

(1)

غالب القطان؛ هو: ابن خُطاف -بضم المعجمة وقيل بفتحها-، وهو ابن أبي غيلان أبو سليمان البصري، قال أحمد: ثقة ثقة. "العلل ومعرفة الرجال"(2/ 206 رقم 2027)، وقال يحيى ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق صالح. "الجرح والتعديل"(7/ 48 رقم 270).

وقال ابن معين أيضًا: ضعيف. "التاريخ؛ رواية الدارمي"(ص 189 رقم 690).

وقال ابن حجر: صدوق

ع "التقريب"(5346). والأقرب أنه ثقة، والله أعلم.

(2)

كريمة بنت همام؛ مقبولة من الثالثة د س. "التقريب"(8673).

(3)

"الضعفاء"(1/ 64)، و (3/ 84) من طريق أبي يحيى بن أبي مَسرَّة قال: حدثنا عبد الصمد بن علي الهاشمي -وكان أميرًا علينا بمكة-، قال: حدثني عمي إبراهيم ابن محمد عن عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده ابن عباس به.

ووقع في الموضع الأول من الضعفاء: (أبي مَيْسَرة)، وهو تصحيف، والصواب ما في الموضع الثاني:(أبي مسرَّة).

(4)

كتاب "القضاة والشهود" لأبي سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش الأصبهاني الخليلي الثقة المتوفى سنة (414 هـ). "سير أعلام النبلاء"(17/ 308)، و"الرسالة المستطرفة"(ص 45).

ص: 470

في مسنده

(1)

رواه من جهة ابن جَهْضم

(2)

؛ كلهم من طريق عبد الصمدِ ابن علي بن عبد الله بن عباس

(3)

، عن أبيه، عن جده ابن عباس رفعه بهذا.

وفي لفظٍ لأحدهم: "فإن الله يُحْيي"

(4)

بدل: "يستخرج".

وقال العقيلي: إنه لا يُعرف إلا من رواية عبد الصمد، وتفرَّد به إبراهيم ابن عبد الصمد بن موسى

(5)

، عن أبيه

(6)

، عن إبراهيم بن محمد الإمام

(7)

، عنه

(8)

.

(1)

كما في "الغرائب الملتقطة" قال: قال ابن جَهْضَم: أخبرنا إبراهيم ابن عبد الصمد، عن أبيه، عن عبد بن محمد، عن عبد العزيز بن علي بن عبد الله ابن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس به فذكره وقال: تفرَّد به عبد الصمد بن موسى.

وقد بيَّن المؤلف أنه وقع في "مسند الديلمي": عبد الصمد بن موسى، عن عبد الكريم بن محمد، وهنا وقع: عبد بن محمد، ووقع عنده أيضًا: عبد العزيز ابن علي، بدل: عبد الصمد بن علي.

(2)

ابن جَهْضم؛ متهم بوضع الحديث، وتقدمت ترجمته في الحديث (8).

(3)

عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي الأمير؛ قال العقيلي: حديثه غير محفوظ، ولا يُعرف إلا به. "الضعفاء"(3/ 84)، وقال الذهبي: ما عبد الصمد بحجة، ولعلَّ الحفَّاظ إنما سكتوا عنه مداراةً للدولة. "الميزان"(2/ 620 رقم 5074)، وتعقَّبه ابن حجر فذكر كلام العقيلي ثم قال: فتبيَّن أنهم لم يسكتوا عنه. "لسان الميزان"(5/ 188).

(4)

لم أقف على هذه اللفظة، ولعلها مُصحَّفة من (يُخرج)، فرسمهما متقارب، والله أعلم.

(5)

إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن محمد أبو إسحاق الهاشمي العباسي أمير الحاج، قال الذهبي: لا بأس به إن شاء الله. "الميزان"(1/ 46 رقم 142).

(6)

عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الإمام ابن محمد الهاشمي .. ولي إمارة الموسم وإقامة الحج في خلافة جعفر المتوكل سنة (243 - 245 هـ). "تاريخ بغداد"(12/ 306).

(7)

إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي، عهِدَ له أبوه بالأمر فسمِّيَ بالإمام، قال العقيلي: حديثه غير محفوظ. "الضعفاء"(1/ 64)، وقال الذهبي: ليس بعمدة. "الميزان"(1/ 63).

(8)

أي: عن عبد الصمد، والجملة الثانية: "وتفرَّد به إبراهيم

" ليست في مطبوع "الضعفاء"، بل قد رواه العقيلي نفسه من طريق ابن أبي مَسَرَّة، عن عبد الصمد، كما سبق.

ص: 471

ولم ينفرد به إبراهيم، فقد قال ابن طاهر في "التذكرة"

(1)

: إنه رواه ابن أبي مَسَرَّة

(2)

أيضًا عن عبد الصمد بن موسى. ومن طريقه أخرجه النقاش

(3)

، بل رواه من طريق إبراهيم بن عبد العزيز الهاشمي

(4)

، حدثنا أبي، حدثنا عمي، حدثنا عبد الصمد بن علي، ثم إن في رواية الديلمي جَعْله عن عبد الصمد بن موسى، عن عبد الكريم بن محمد، بدل إبراهيم بن محمد.

وبالجملة فقد قال العقيلي: إنه غير محفوظ

(5)

.

بل صرَّح الصَّغَاني بأنه موضوع

(6)

. ولم يستدرك ذلك العراقي

(7)

.

‌157 - حديث: "أكرموا الضيفَ" في: "إذا دخل"

(8)

.

(1)

لم أجد هذا النقل في "تذكرة الحفاظ" لابن طاهر.

(2)

أبو يحيى بن أبي مَسرَّة؛ اسمه عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث المكي؛ قال أبو حاتم: محلُّه الصدق. "الجرح والتعديل"(5/ 6 رقم 28)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 369).

(3)

ومن هذا الوجه أخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(4/ 219 رقم 981)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/ 216 - 217) من طريقين عن أبي يحيى بن أبي مَسرَّة قال: حدثنا عبد الصمد بن موسى به.

(4)

لم أقف له على ترجمة، وإنما المعروف: عن إبراهيم بن عبد الصمد، حدثنا أبي، حدثنا عمي.

(5)

"الضعفاء"(1/ 64)، و (3/ 84)، وقال الذهبي: إنه منكر، وإبراهيم ليس بعمدة، ذكره العقيلي. "الميزان"(1/ 63)، وقال ابن حجر: لفظ العقيلي: "إبراهيم حديثه غير محفوظ، ولا أصل له". "لسان الميزان"(1/ 356) وليس في مطبوع "الضعفاء" قوله: ولا أصل له.

وقال المصنفُ في "البلدانيات"(ص 208 رقم 34): ضعيفٌ جدًّا.

(6)

في "الدر المُلتقط في تبيين الغلط"(رقم 45)، وذكره القاري في "الأسرار المرفوعة"(ص 129 رقم 57)، والقاوقجي في "اللؤلؤ المرصوع"(ص 44 رقم 62) ونقلوا عبارة الصغاني.

(7)

أي: في ردِّه على الصَّغاني في كتابه "الدر الملتقط"، وهو مطبوع في آخر "مسند الشهاب".

(8)

تقدم حديث "إذا دخل الضيف على قومٍ

" برقم (63).

ص: 472

‌158 - حديث: "أكرموا عمَّتكم النخلة

؛ فإنها خُلِقَتْ من فضلةِ طينةِ آدم، وليس من الشجر شجرةٌ أكرمُ على الله من شجرةٍ ولدت تحتها مريم ابنة عمران، فأطعموا نساءَكم الوُلَّدَ

(1)

الرُّطَبَ، فإنْ لم يكن رُطَبٌ فَتَمرٌ".

أبو نعيم في "الحلية"

(2)

واللفظ له، والرامهرمزي في "الأمثال"

(3)

، وأبو يعلى في مسنده

(4)

؛ كلهم من حديث مسرور بن سعيد التميمي

(5)

، عن الأوزاعي، عن عروةَ بن رُويم، عن علي مرفوعًا بهذا.

ولفظ الآخرين: "نزلت"

(6)

بدل: "ولدت".

وبلفظ: "فإنها خُلِقَت من الطين الذي خُلق منه آدم، وليس من الشجر يُلقَّح غيرها"

(7)

.

وكذا أخرجه المُستغفريُّ في "الطب النبوي"، وغيره

(8)

.

(1)

الوُلَّد؛ أي: حديثات العهد بالولادة.

(2)

"حلية الأولياء"(6/ 123) من طريق مسرور بن سعيد التميمي به فذكره وقال: غريبٌ من حديث الأوزاعي، عن عروة، تفرَّد به مسرور بن سعيد.

(3)

"أمثال الحديث"(ص 111 رقم 35) من طريق مسرور به.

(4)

"مسند أبي يعلى"(1/ 353 رقم 455) من طريق مسرور.

(5)

مسرور بن سعيد التميمي؛ قال العقيلي: حديثه غير محفوظ، ولا يُعرف إلا به. "الضعفاء"(4/ 256 رقم 1853)، وقال ابن حبان: يروي عن الأوزاعي المناكير التي لا يجوز الاحتجاج بمن يرويها. "المجروحين"(3/ 44 - 45)، وقال ابن عدي: منكر الحديث

غير معروف لم أسمع بذكره إلا في هذا الحديث -أي: حديث الترجمة-. "الكامل"(6/ 431).

(6)

أي: لفظ الجماعة غير أبي نعيم.

(7)

وكذا هو لفظ الجماعة غير أبي نعيم.

(8)

رواه العقيلي في "الضعفاء"(4/ 256)، وابن حبان في "المجروحين"(3/ 44)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 431 - 432)، وأبو الشيخ في "أمثال الحديث"(ص 192 رقم 263)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 290 - 292 رقم 385) جميعهم من طريق مسرور بن سعيد به. وقال العقيلي: غير محفوظ. وقال ابن عدي: وهذا حديث عن الأوزاعي منكر، وعروة بن رُويم عن علي ليس بالمتصل

وقال ابن الجوزي: هذا حديثٌ لا يصحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 473

وهو عند عثمان الدارمي في "الأطعمة"

(1)

له بزيادة: "وأطعموا نُفَساءكم الرُّطَبَ، فإن لم يكن رطبٌ فالتمر، وهي الشجرة التي نزلت مريم بنت عمران تحتها".

وفي سنده ضعفٌ وانقطاع

(2)

.

وفي الباب حديث: "نعمَ المالُ النَّخل، الراسخاتُ في الوَحْلِ، المُطعماتُ في المَحْلِ"

(3)

.

وقد تكلم في معناه الرامهرمزي

(4)

.

‌159 - حديث: "أكرموا الغرباء" في: "الغرباء"

(5)

.

‌160 - حديث: "أكلُ الرُّطب بالقِثاء، واستعانته بيديه جميعًا".

أحمد

(6)

عن عبدِ الله بن جَعْفَرٍ قال: "آخر ما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في

(1)

لم أجده في كتاب الأطعمة من "سنن الدارمي"، ولا أدري إن كان له كتابٌ باسم "الأطعمة".

(2)

سبق في كلام أبي نعيم والعقيلي وابن عدي بيان ضعفه، وبيَّن ابن عدي انقطاعه بين عروة بن رُوَيم وعلي رضي الله عنه.

(3)

رواه الرامهرمزي في "أمثال الحديث"(ص 110 رقم 34)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(2/ 258 رقم 1312) من طريق أحمد بن عبد الله الجشمي، حدثنا علي ابن المؤمل -من أهل وادي القرى- قال: سمعتُ موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يقول: حدثني أبي عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.

وأحمد بن عبد الله الجُشمي، وعلي بن المؤمل؛ لم أجد لهما ترجمة.

وموسى بن جعفر وأبوه ثقات، لكن قوله: عن آبائه فيه إبهام.

فالإسناد ضعيف لجهالة بعض رواته، والله أعلم.

(4)

في "أمثال الحديث"(ص 73 - 74).

(5)

حديث "الغرباء ورثة الأنبياء

" سيأتي في الأصل.

(6)

"مسند أحمد"(3/ 278 رقم 1749) حدثنا نصر بن باب، عن حجاج، عن قتادة، عن عبد الله بن جعفر به.

ونصر بن باب؛ هو: أبو سهل الخراساني؛ قال البخاري: يرمونه بالكذب. "التاريخ الكبير"(8/ 105 رقم 2357)، وقال عبد الله بن أحمد: سألتُ أبي عن نصر بن باب فقال: إنما أنكرَ الناسُ عليه حين حدَّث عن إبراهيم الصائغ، وما كان به بأس. قلت له: إنَّ أبا خيثمة قال.

ص: 474

إحدى يديه رُطَباتٍ وفي الأخرى قِثاء، يأكلُ من هذه ويعضُّ من هذه".

وأصلُ أكلِهِ القِثَّاءَ بالرُّطَبِ في المتفق عليه

(1)

؛ عن ابنِ جعفر أيضًا.

‌161 - حديث: "أكلُ الطين حرامٌ على كلِّ مسلم".

أسنده الديلمي

(2)

عن أنس مرفوعًا.

وساق أيضًا

(3)

بلا سندٍ عن جابر مرفوعًا: "أكلُ الطين يُورثُ النفاقَ".

(1)

"صحيح البخاري"(الأطعمة، باب القثاء بالرطب رقم 5440، باب القثاء رقم 5447، وبرقم 5449)، و"صحيح مسلم"(الأشربة، باب أكل القثاء بالرطب 2043) عن عبد الله بن جعفر قال: "رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل الرطب بالقثاء".

ولفظ مسلم: "القثاء بالرطب".

(2)

الغرائب الملتقطة من طريق أبي نعيم، حدثنا أحمد بن بندار، حدثنا عبيد الله بن محمد بن مصعب القرشي الهمداني، حدثنا عمر بن شبة حدثنا إبراهيم ابن بكر (ووقع في المخطوط: بكير؛ وهو تصحيف) عن أبي عاصم العباداني، عن أبان، عن أنس به.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 101) عن أحمد بن بندار به.

وعبيد الله بن محمد بن مصعب القرشي؛ ترجم له أبو نعيم في الموضع السابق ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وعمر بن شبة؛ هو: التأريخي البصري صاحب تاريخ المدينة.

وإبراهيم بن بكر؛ هو: أبو إسحاق الكوفي الأعور، قال أحمد: قد رأيته، وأحاديثه موضوعة. وقال الدارقطني: متروك. "الميزان"(1/ 24)، وقال ابن عدي: كان ببغداد يسرق الحديث. "الكامل"(1/ 257).

وأبو عاصم العباداني؛ هو: عبد الله بن عبيد الله البصري، ليِّن الحديث. "التقريب"(8195).

وأبان؛ هو: ابن أبي عيَّاش؛ متروك وقد تقدمت ترجمته في الحديث (27).

فالإسناد ضعيف جدًّا.

ورواه ابن عدي عن خالد بن غسان بن مالك، حدثنا أبي، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابت عن أنس به، وقال ابن عدي عن خالد بن غسان: وحدَّث عن أبيه بحديثين باطلين، وأبوه معروف ولا بأس به، فذكر الحديثين -أحدهما حديث الترجمة- ثم قال: هذان الحديثان بهذين الإسنادين باطلان. "الكامل"(3/ 46). ورواه من طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 187 رقم 1409).

(3)

لم أجده في الغرائب الملتقطة، وهو في "الفردوس بمأثور الخطاب"(1/ 419 رقم 1702). =

ص: 475

وعن علي مرفوعًا: "أكلُ الطين وقَلْمُ الأظفار بالأسنان وقرضُ اللحية من الوسواس

(1)

"

(2)

.

وفي ذلك تصنيف لأبي القاسم بن منده

(3)

.

ولكن قال البيهقي: إنه روي في تحريمه أحاديث لا يصحُّ منها شيءٌ

(4)

.

وتبعه غيره

(5)

في ذلك، وهو كذلك.

= وقد رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 158) فقال: حدثنا جعفر، حدثنا عثمان ابن عيسى الطباع قال: حدثنا طلحة بن زيد، عن زرارة بن أعين، عن جابر الجعفي، عن محمد بن علي، عن جابر بن عبد الله مرفوعًا به فذكره وذكر حديثًا آخر في أكل الطين عن جابر وعلي رضي الله عنهما، ثم قال: وهذان الحديثان باطلان بإسناديهما في ذكر الطين، ما أتى بهما غير جعفر هذا، وكان بيِّن الأمر في وضع الحديث؛ أنْ يضعَ في الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأرادَ جعفرُ هذا أنْ يجعل بابًا في الطين كما جعل في السرقة، وكان يضع الحديث على أهل البيت .. وعامة أحاديثه موضوعة، وكان قليل الحياء في دعاويه على قومٍ، لعله لم يلحقهم، ووضع مثل هذه الأحاديث.

وقال عنه أيضًا في (2/ 156): حدثنا بأحاديث موضوعة، وكنا نتهمه بوضعها، بل نتيقَّن في ذلك، وكان مع ذلك رافضيًا.

ورواه من طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 184).

(1)

في "م": (الوسوسة).

(2)

رواه الديلمي -كما في "الفردوس بمأثور الخطاب"(1/ 419 رقم 1700) - ولم أجده في "الغرائب الملتقطة".

(3)

ذكره الحافظ ابن حجر في "المعجم المفهرس"(رقم 220) باسم "جزء في أكل الطين".

(4)

"السنن الكبرى"(الضحايا، باب ما جاء في أكل الطين 10/ 11) فقال ما ذكره المؤلف، ثم ذكر في هذا الباب جملةً من الأحاديث في تحريم أكل الطين، وساق في (10/ 12) بإسناده إلى سفيان بن عبد الملك قال: وذكر لعبد الله -يعني ابن المبارك- حديث "أنَّ أكلَ الطين حرامٌ" فأنكره، وقال: لو علمتُ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله لحملته على الرأس والعين والسمع والطاعة.

وقال أحمد: ما أعلم في أكله شيئًا يصح. وقال أيضًا: ليس فيه شيءٌ يثبت، إلا أنه يضرُّ بالبدن. نقله ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 190)، وقال العقيلي -بعد أن ذكر جملةً من الأحاديث منها حديث أبي هريرة في أكل الطين-: كلها ليس لها أصل، ولا يُعرف منها شيءٌ من وجهٍ يصح. "الضعفاء"(3/ 34).

(5)

لعلَّه يقصد الإمام الرافعي، فقد قال ابن الملقن في "البدر المنير" (9/ 409): =

ص: 476

ومن الواهي فيه: ما عند الدارقطني في "الأفراد"

(1)

من حديث يحيى ابن هاشم

(2)

، عن هشامِ بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا:"يا حُمَيْراء لا تأكلي الطينَ فإنه يُصَفِّر اللون".

وأسند الديلمي

(3)

من حديث زياد الأعلم، عن هشام ولفظه:"يا حُمَيراء لا تأكلي الطين، فإنَّ فيه ثلاث خصال: يُورثُ الدَّاءَ، ويُعظِّم البطنَ، ويُصفِّرُ اللَّونَ".

‌162 - حديث: "الأكلُ في السوق دناءة".

الطبراني

(4)

، وابن عدي في كامله

(5)

عن أبي أمامة به مرفوعًا.

= قال الرافعي في "تعليقة إبراهيم المروزي": إنه وردت أخبار في النهي عن الطين الذي يؤكل، ولا يثبت شيءٌ منها، وينبغي أن يُحكم بالتحريم إذا ظهرت المضرَّة فيه، وإنْ لم تثبت الأخبار.

(1)

لم أجده في "أطراف الغرائب والأفراد". وقد رواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 251 - 252)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 188 - 189 رقم 1411) من طريق يحيى بن هاشم الغساني حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا به، وقال ابن عدي: منكر بهذا الإسناد.

(2)

يحيى بن هَاشِم الغَسَّاني، أبو زكريا الكوفي السِّمْسَار؛ كذبه ابن معين وأبو حاتم. "تاريخ بغداد"(14/ 163)، و"الجرح"(9/ 195)، وقال العقيلي وابن حبان: يضع الحديث على الثقات. "الضعفاء الكبير"(4/ 432)، و"المجروحين"(2/ 477)، وقال ابن عدي: يضع الحديث ويسرقه. "الكامل"(7/ 251). مات سنة خمس وعشرين ومائتين. "السير"(10/ 160).

(3)

"الغرائب الملتقطة" من طريق أبي أحمد عبد العزيز بن الحارث الغنوي، حدثنا أحمد بن زكريا النيسابوري، حدثنا سُختُوية، حدثنا أبو معاذ معروف ابن حسان، عن زياد الأعلم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة به.

وعبد العزيز بن الحارث الغنوي؛ لم أجد له ترجمة.

ومعروف بن حسَّان؛ منكر الحديث وقد تقدم في الحديث (62).

فإسناد الحديث ضعيف جدًّا، وقد قال ابن القيم: كلُّ حديثٍ فيه "يا حُمَيراء"، أو ذكر "الحُمَيراء" فهو كذِبٌ مختلقٌ، مثل:"يا حميراء لا تأكلي الطينَ فإنه يورثُ كذا وكذا". "المنار المنيف"(ص 60).

(4)

"المعجم الكبير"(8/ 297 - 298 رقم 7977) من طريق بقية بن الوليد حدثني عمر ابن موسى حدثني القاسم، عن أبي أمامة مرفوعًا به.

(5)

"الكامل"(5/ 10) من طريق بقية، عن عمر بن موسى به. =

ص: 477

وسنده ضعيف.

ويُعارضه حديثُ ابنِ عُمرَ: "كنا نأكلُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نمشي ونشرب ونحن قيام". أخرجه الترمذي

(1)

وصححه، وابن ماجه

(2)

، وابن حبان

(3)

.

= ورواه العقيلي في "الضعفاء"(3/ 191) من طريق بقية به. ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 198).

وعمر بن موسى بن وجيه الوجيهي الحمصي، قال أبو حاتم: متروك الحديث ذاهب الحديث كان يضع الحديث. "الجرح والتعديل"(6/ 133)، وقال ابن عدي: .. وهو بين الأمر في الضعفاء! وهو في عداد من يضع الحديث متنًا وإسنادًا. "الكامل"(5/ 13).

فالإسناد موضوع. وقال ابن الجوزي: هذا حديثٌ لا يصحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1)

"جامع الترمذي"(الأشربة، باب ما جاء في النهي عن الشرب قائمًا رقم 1880) من طريق حفص بن غياث، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر به فذكره وقال: هذا حديث صحيحٌ غريبٌ من حديث عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، وروى عمران بن حُدَير هذا الحديث عن أبي البزري عن ابن عمر، وأبو البزري اسمه يزيد بن عطارد.

(2)

"سنن ابن ماجه"(الأطعمة، باب الأكل قائمًا رقم 3301) من طريق حفص ابن غياث به.

(3)

"صحيح ابن حبان"(12/ 141، 143 رقم 5322، 5325) من طريق حفص به.

وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير؛ ترتيب أبي طالب"(ص 335 رقم 578)، وقال: سألتُ محمدًا عن هذا الحديث فقال: هذا حديثٌ فيه نظر. قال أبو عيسى: لا يُعرف عن عبيد الله إلا من وجه رواية حفص. وإنما يُعرف من حديث عمران بن حُدَير، عن أبي البزري، عن ابن عمر.

وذكر البخاري الطريقين في "التاريخ الكبير"(1/ 165) وصحَّح طريقَ عمران ابن حُدير.

وسألَ ابنُ أبي حاتم أباه عن الطريق الأول فقال: إنما هو حفص، عن محمد ابن عبيد الله العرزمي، وهذا حديثٌ لا أصلَ له بهذا الإسناد. "علل الحديث لابن أبي حاتم"(مسألة 1500).

فالراجحُ ما قاله أئمة هذا الشأن البخاري وأبو حاتم والترمذي، ويكون طريق حفص غير محفوظ.

وأبو البَزَري -بفتح الموحدة والزاي بعدها راء- يزيد بن عطارد السدوسي، قال أبو حاتم: لا أعلم روى عنه غير عمران بن حُدَير، وليس ممن يُحتجُّ بحديثه. =

ص: 478

إلا أن يُحمل ذلك على أكله مع غيره على سِماط

(1)

.

ومن ظَريف ما يُحكى: أنه شُوهِدَ مَنْ يأكلُ في الطريقِ، فَلِيْمَ فقال: قد تاقَتْ نفسي للأكل ومعي خُبزٌ، فلا أمْطِلُها، لأنَّ مَطْلَ الغَنيِّ ظُلمٌ.

‌163 - حديث: "التمسوا الخيرَ عند حسان الوجوه".

الطبراني

(2)

من حديث يزيد بن خُصَيفه، عن أبيه

(3)

، عن جدِّه

(4)

مرفوعًا بهذا.

= "الجرح والتعديل"(9/ 281 رقم 1187)، وقال ابن حجر: مقبول. "التقريب"(7954).

فالحديث ضعيفٌ بهذا الإسناد، والله أعلم.

والطريق الذي ذكره أبو حاتم؛ فيه محمد بن عبيد الله العرزمي، وهو متروك كما تقدم في (ص 107) فإسناده ضعيفٌ جدًّا.

والطريق الذي أشار إليه البخاري والترمذي: أخرجه أحمد في مسنده (8/ 385 رقم 4765)، و (8/ 447 رقم 4833)، والدارمي في مسنده (2/ 1350 رقم 2171) من طريق عمران بن حُدَير به. وقد صححه البخاري كما سبق.

(1)

سِماط القوم -بالكسر-: صفُّهم

ومن الطعام: ما يُمدُّ عليه. "القاموس المحيط"(ص 672).

(2)

"المعجم الكبير"(22/ 396 رقم 983) من طريق يحيى بن يزيد بن عبد الملك، عن أبيه، عن يزيد بن خُصَيفة، عن أبيه، عن جده به.

ويحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي، قال أبو حاتم: منكر الحديث لا أدري منه أو من أبيه، لا ترى في حديثه حديثًا مستقيمًا، وقال أبو زرعة: لا بأس به، إنما الشأن في أبيه، بلغني عن أحمد بن حنبل أنه قال: لا بأس به، ولم يكن عنده إلا حديث أبيه، ولو كان عنده غير حديث أبيه لتبيَّن أمره. "الجرح والتعديل"(9/ 198 رقم 727)، وقال ابن عدي: ضعيفٌ ووالده يزيد ضعيف، والضعف على أحاديثه التي أمليتُ والذي لم أمله بيِّن، وعامتها غير محفوظة. "الكامل"(7/ 248)، وأبوه؛ يزيد بن عبد الملك بن المغيرة النوفلي، قال أحمد بن حنبل: عنده مناكير، وقال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث جدًّا، وقال أبو زرعة: منكر الحديث. "الجرح والتعديل"(9/ 279 رقم 1171).

(3)

أبوه عبد الله بن خُصَيفة، لم أجد له ترجمة، وقد قال العلائي -وهو يتكلم عن يزيد-: .. لا أعرف لأبيه ذِكرًا في أسماء الرواة، ولا لجدِّه ذِكرًا في الصحابة

"الإصابة"(12/ 185).

(4)

جدُّه؛ ذكره الطبراني في الصحابة فقال: أبو خُصَيفة. "المعجم الكبير"(22/ 396)، =

ص: 479

وكذا هو عند أبي يعلى

(1)

.

وهو مشهورٌ له طرقٌ عن أنس

(2)

، وجابر

(3)

، وعائشة، وابن عباس،

= وقال الحافظ ابن حجر: صحابيُّ هذا الحديث هو خُصَيفة -بالتصغير-. "الإصابة"(12/ 185).

وسواءٌ كان البلاءُ مِن يحيى بن يزيد بن عبد الملك أو مِنْ أبيه، فالإسنادُ ضعيفٌ جدًّا.

(1)

لم أجده في "مسند أبي يعلى"، ولا في "المقصد العلي" ولا في "المطالب العالية" من هذا الوجه، وإنما فيه من حديث عائشة، كما سيأتي.

(2)

رواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(4/ 367) من طريق أبي بكر محمد بن محمد الطِّرازي، حدثنا أبو سعيد العدوي، حدثنا خِرَاش، حدثنا أنس بن مالك مرفوعًا به. ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 497) فذكره ثم رواه من طريق سليمان بن سلمة حدثنا عبد العظيم بن حبيب الفهري، حدثنا محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أنس به.

ومحمد بن محمد بن أحمد أبو بكر المقرئ البغدادي الطرازي، قال عنه الخطيب في الموضع السابق: وكان فيما بلغني يظهر التقشف وحسن المذهب، إلا أنه روى مناكير وأباطيل .. وقال: وقد رأيتُ للطِّرازي أشياءً مستنكرة غير ما أوردته تدلُّ على وَهْي حاله وذهاب حديثه.

وأبو سعيد العدوي؛ هو: الحسن بن علي البصري، قال ابن عدي: يضع الحديث ويسرق الحديث، ويلزقه على قومٍ آخرين ويحدِّث عن قوم لا يُعرفون وهو مُتهمٌ فيهم أنَّ الله لم يخلقهم

ويضع على أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

وقال أيضًا: وخِرَاش هذا لا يُعرف، ولم أسمع أحدًا يذكر خِراشًا غير العدوي، قال: وللعدوي على أهل البيت أحاديث قد وضعها غير ما ذكرت وعامة ما حدَّث به العدوي إلا القليل موضوعات، وكنا نتهمه، بل نتيقَّنه أنه هو الذي وضعها على أهل البيت وغيرهم. "الكامل"(2/ 338 - 343) فالإسناد موضوعٌ بسببه، والله أعلم.

وفي الإسناد الثاني: سليمان بن سلمة الخبائري؛ وهو متهم، وسبقت ترجمته في الحديث (23).

(3)

رواه البزار -كما في "كشف الأستار"(2/ 398 رقم 1948) -، والطبراني في "المعجم الأوسط"(6/ 176 رقم 6117)، والعقيلي في "الضعفاء"(2/ 138 - 139)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 290)، وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 156) من طريق سليمان بن كرَان، حدثنا عمر بن صهبان الأسلمي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعًا به.

ومن طريق أبي نعيم رواه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 496). =

ص: 480

وابن عمر

(1)

، ويزيد القَسْمَلي

(2)

، وأبي بكرة

(3)

، وأبي هريرة، ولفظ أكثرهم:"اطلبوا الخيرَ عند حِسانِ الوجوه".

= وسليمان بن كرَان -ويُقال: كرَّاز- الطُّفاوي أبو داود البصري، قال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم. "الضعفاء"(2/ 138 رقم 628).

وعمر بن محمد بن صهبان، قال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(6/ 165 رقم 2050)، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث متروك الحديث. "الجرح والتعديل"(6/ 116 رقم 626)، وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مما لا يتابعه الثقات عليه والغلبة على حديثه المناكير. "الكامل"(5/ 14). فالإسناد ضعيفٌ جدًّا.

(1)

أخرجه عبد بن حميد في مسنده (ص 243 رقم 751)، وابن عدي في "الكامل"(6/ 190)، وأبو الشيخ في "أمثال الحديث"(ص 65 رقم 71)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1/ 384 رقم 661)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 495) جميعهم من طرقٍ عن محمد بن عبد الرحمن بن المجبر، عن نافع، عن ابن عمر به.

ورواه ابن الجوزي أيضًا في "الموضوعات"(2/ 496) من طريق الكديمي، عن روح بن عبادة حدثنا شعبة، عن قتادة، عن ابن المسيب، عن ابن عمر مرفوعًا به.

ومحمد بن عبد الرحمن بن المجبر، قال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال أبو زرعة: واهي الحديث. "الجرح والتعديل"(7/ 320 رقم 1730)، وقال ابن حبان: ممن ينفرد بالمعضلات عن الثقات ويأتي بأشياء مناكير عن أقوام مشاهير، لا يحتج به. "المجروحين"(2/ 263)، وقد سُئل الإمام أحمد عن هذا الطريق فقال: محمد بن عبد الرحمن ثقة، وهذا الحديث كذب. "المنتخب من علل الخلال"(ص 88 رقم 28).

والكديمي؛ متهمٌ بالوضع، وقد سبقت ترجمة في الحديث (41).

فالحديث لا يصحُّ بإسناديه. وبالنسبة لتوثيق الإمام أحمد لمحمد بن عبد الرحمن، فهو مُعارضٌ بجرح سائر الأئمة له.

(2)

كذا في الأصل و"م" و"د"، وفي "ز":(القَسْلَمي).

(3)

رواه تمام في "فوائده"(1/ 340 رقم 864) حدثنا أبو علي محمد بن هارون ابن شعيب، حدثنا أحمد بن خليد الكندي بحلب، حدثنا أبو يعقوب الأفطس، حدثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أبي بكرة مرفوعًا به.

وأبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري؛ قال عبد العزيز الكتاني: كان يُتَّهم. "الميزان"(4/ 57 رقم 8279).

وأبو يعقوب الأفطس؛ اسمه يوسف بن يونس الطرسوسي، قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. "المجروحين"(3/ 137)، وقال ابن عدي: كلُّ ما روى =

ص: 481

ولفظ القَسْمَلي: "إذا طلبتم الحاجات فاطلبوها إلى الحسان الوجوه"

(1)

.

وفي لفظ: "اطلبوا الحوائج والخير". وفي آخر: "اطلبوا الخير، أو قال: العُرفَ"؛ وكلاهما عند العسكري، وعند بعضهم من الزيادة:"فإن قضى حاجَتَكَ قضاها بوجهٍ طَلق، وإنْ ردَّك ردَّك بوجهٍ طَلق؛ فرُبَّ حَسَن الوجه ذَميمُه عند طلب الحاجة، ورُبَّ ذميم الوجه حَسَنُه عند طلب الحاجة"

(2)

.

ونحوه قيل لابن عباس: كم من رجلٍ قبيحِ الوجه قضَّاءٍ للحوائج! قال: "إنما يعني حسنَ الوجه عن الطلب"

(3)

.

= عن الثقات منكر. "الكامل"(7/ 171)، والمبارك بن فضالة؛ يُدلِّس تدليس تسوية، كما تقدم في الحديث (41).

فالإسناد ضعيف جدًّا.

(1)

رواه أحمد بن منيع -كما في "المطالب العالية"(11/ 698 رقم 2661) - من طريق هشام بن زياد، عن الحجاج بن يزيد، عن أبيه رضي الله عنه به.

ومن طريقه: أبو الشيخ في "أمثال الحديث"(ص 65 - 66 رقم 72)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 498).

هشام بن زياد أبو المقدام؛ متروك، كما تقدم في الحديث (49).

والحجاج بن يزيد؛ ضعيفٌ كما في "ميزان الاعتدال"(1/ 465 رقم 1750).

فالإسناد ضعيفٌ جدًّا.

(2)

أخرجه بهذه الزيادة ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج"(رقم 54) من طريق مصعب ابن سلام (ووقع في "قضاء الحوائج": ابن سلامة)، حدثنا أبو الفضل بن عبد الله القرشي، حدثنا عمرو بن دينار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره مرسلًا.

ومصعب بن سلام -بتشديد اللام- التميمي الكوفي، صدوق له أوهام. "التقريب"(6690)، وأبو الفضل بن عبد الله القرشي، لم يتبيَّن لي من هو (وقد وقع في الإسناد الآتي: عباد القرشي).

فالإسناد ضعيفٌ لحال بعض رواته، ولكونه مرسلًا.

(3)

رواه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 494) من طريق مصعب بن سلام، عن عبَّاد القرشي، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس فذكره مرفوعًا ثم قال: فقيل لابن عباس

فذكره.

وعبَّاد القرشي، قال ابن حبان: يروي عن عائشة، إن لم يكن عباد بن عبد الله ابن الزبير فلا أدري من هو. "الثقات"(5/ 143).

ص: 482

وكذا زاد بعضهم

(1)

آخر: "وسَمُّوا بخياركم وإذا أتاكم كريمُ قومٍ فأكرموه".

وطُرُقه كلها ضعيفة

(2)

، وبعضها أشد في ذلك من بعض.

وأحسنها

(3)

: ما أخرجه تمام في فوائده

(4)

، وغيره

(5)

؛ من جههَ سفيان الثوري، عن طلحة بن عمرو

(6)

، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس رفعه بلفظ:"التَمِسُوا الخيرَ".

وكذا ما أخرجه البخاري في "تاريخه"

(7)

قال: حدثني إبراهيم -هو

(1)

أخرجه العقيلي في "الضعفاء"(2/ 121) حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا الحسن بن علي حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا شيخٌ من قريش، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة مرفوعًا بالزيادة المذكورة، فذكره وقال: قال الحسن: فقلتُ ليزيد: من هذا الشيخ أو سَمِّه؟ قال: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101].

قال محمد بن إسماعيل الصانع: هو سليمان بن أرقم.

ومن طريق العقيلي رواه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 499 - 500).

وسليمان بن أرقم؛ متروك كما تقدم في الحديث (23).

فالإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببه.

(2)

قال العقيلي: ليس في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيءٌ يثبت. "الضعفاء"(2/ 139).

وقال ابن الجوزي -بعد أن ذكره من جميع طرقه-: هذا حديثٌ لا يصحُّ من جميع جهاته. "الموضوعات"(2/ 500)، وقال ابن القيم: وكلُّ حديثٍ فيه ذِكرُ حِسان الوجوه أو الثناء عليهم أو الأمر بالنظر إليهم أو التماس الحوائج منهم أو أنَّ النار لا تمسُّهم فكذِبٌ مختلقٌ وإفكٌ مفترى. "المنار المنيف"(ص 63 رقم 104).

(3)

أي: أقلها ضعفًا، وليس الأمر كما قال، بل ما سبق من طريق عمرو بن دينار، عن ابن عباس مرفوعًا، ومرسل عمرو بن دينار كلاهما أقلُّ ضعفًا من هذا الطريق.

(4)

"فوائد تمام"(1/ 340 رقم 865) من طريق سفيان الثوري به.

(5)

رواه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 493) من طريق سفيان الثوري به.

(6)

طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي، قال أحمد بن حنبل: لا شيء متروك الحديث. "العلل ومعرفة الرجال"(1/ 411 رقم 866)، وقال ابن حجر: متروك. "التقريب"(3030).

فالإسناد ضعيفٌ جدًّا.

(7)

"التاريخ الكبير"(1/ 157) حدثني إبراهيم قال: حدثنا معن قال: حدثنا عبد الرحمن ابن أبي بكر المليكي به. ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 499).

ص: 483

ابن المنذر

(1)

-[حدثنا معن]

(2)

، حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر المُلَيكي، عن امرأته خيرة ابنة محمد بن ثابت بن سباع

(3)

، عن أبيها

(4)

، عن عائشة.

فالمُلَيكيُّ صدوقٌ، لكنه يَنفردُ بما لا يُتابع عليه مما لا يحتمل، حتى قيل فيه: إنه متروك

(5)

، وكذا كان طلحة متروك الحديث.

وقيل: عنه أيضًا عن عطاء عن أبي هريرة

(6)

بدل ابن عباس، إلا أنَّ ذاك أثبت.

وبالجملة فلم يُتهم واحدٌ منهما بكذبٍ، بل تُوبِع المُلَيكي؛ فرواه أبو يعلى الموصلي في "مسنده"

(7)

: حدثنا داود بن رُشَيد، حدثنا

(1)

إبراهيم بن المنذر بن عبد الله بن المنذر الأسدي الحزامي -بالزاي-؛ صدوق، تكلَّم فيه أحمد لأجل القرآن

خ ت س ق. "التقريب"(253).

(2)

ما بين معقوفتين سقط من جميع النسخ المعتمدة، والاستدراك من نسخة دار الكتب المصرية (فيلم رقم 8657)، ونسخة تيمور، و"التاريخ الكبير" وهو الصواب؛ لأنَّ إبراهيم بن المنذر يروي عن معن بن عيسى القزاز كما في "تهذيب الكمال"(2/ 208)، وليس له رواية عن عبد الرحمن المليكي، والله أعلم.

(3)

خيرة أو جبرة بنت محمد بن ثابت؛ لم أجد لها ترجمة، وقال الألباني: لم أجد من ترجمها. "السلسلة الضعيفة"(6/ 377).

(4)

جملة (عن أبيها) ليست موجودة في "ز".

وأبوها محمد بن ثابت بن سباع الخزاعي؛ صدوق. "التقريب"(5768).

(5)

قال ذلك النسائي، كما في "الكامل"(4/ 295)، وقال البخاري: منكر الحديث.

"التاريخ الكبير"(5/ 260 رقم 839)، وقال أبو حاتم: ليس بقوي في الحديث.

"الجرح والتعديل"(5/ 217 رقم 1026)، وقال ابن عدي: هو في جملة من يكتب حديثه. "الكامل"(4/ 295).

(6)

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(4/ 129 رقم 3787)، وتمام في فوائده (2/ 298 رقم 1798)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 246 - 247) من طرقٍ عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعًا به.

(7)

"مسند أبي يعلى"(8/ 199 رقم 4759) حدثنا داود بن رشيد، حدثنا إسماعيل، عن خيرة بنت محمد بن ثابت بن سباع، عن أمِّها، عن عائشة به.

كذا وقع في مطبوع "مسند أبي يعلى": "عن أمها"، والذي يظهر أنه تصحيف، بدليل أنَّه وقعت الرواية: عن أبيها عن عائشة هكذا على الصواب في "المطالب العالية"(11/ 696 رقم 2660)، وعند الدارقطني في "المؤتلف والمختلف"(1/ 383) =

ص: 484

إسماعيل

(1)

، عن خيرة به.

وكذا أخرج الطبراني

(2)

حديث ابن عباس من جهة مجاهد عنه، وقال: أُرَاه رفعه.

ورجاله موثقون، إلا عبد الله بن خِراش بن حَوْشب

(3)

، مع أن ابن حبان وثقه، ولكنه قال: ربما أخطأ

(4)

، وضعَّفه غيره

(5)

.

ومع هذا لا يَتَهيَّأ الحكمُ على المتن بالوضع

(6)

، كما أشار إليه شيخنا

(7)

.

ومن الأشعار القديمة في معنى ذلك: ما يُروى عن ابن عباس

(8)

أنه قال: قال الشاعر:

= من طريق داود بن رشيد به. وأيضًا لو كانت الرواية عند أبي يعلى: (عن أمها) لكانت مخالفة للرواية السابقة وليست متابعة كما ساقها السخاوي، والله أعلم.

ورواه أحمد في "فضائل الصحابة"(2/ 726 رقم 1246) من طريق إسماعيل ابن عياش، عن جبرة أو خيرة بنت محمد بن ثابت بن سباع، عن أبيها به.

(1)

إسماعيل؛ هو: ابن عيَّاش، كما سبق عند أحمد، وهو صدوق في روايته عن أهل بلده مُخلِّطٌ في غيرهم، وقد تقدمت ترجمته في (ص 45)، وروايته هنا عن غير أهل بلده. فالإسناد ضعيفٌ لحال إسماعيل وخيرة بنت محمد بن ثابت.

(2)

"المعجم الكبير"(11/ 81 رقم 11110) من طريق عبد الله عن العوام بن حوشب عن مجاهد به.

(3)

عبد الله بن خِراش -بالخاء المعجمة- الشيباني أبو جعفر الكوفي

"التقريب"(3293).

(4)

"الثقات"(8/ 341).

(5)

فقال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير"(5/ 80 رقم 219)، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، ذاهب الحديث، ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: ليس بشيء، ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(5/ 45 رقم 214)، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ. "الكامل"(4/ 210)، وقال ابن عمار: كذَّاب. "تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين"(ص 119 رقم 336).

(6)

قد حكم عليه بالوضع غير واحدٍ من الأئمة كما سبق.

(7)

لم أقف على كلام الحافظ ابن حجر، وقد قال في "لسان الميزان" (9/ 163): وقد حكم أئمة الحديث بأنَّ هذا المتن باطل.

(8)

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(4/ 386 رقم 4506)، و"المعجم الصغير" =

ص: 485

أنتَ شرْطُ

(1)

النبيِّ إذْ قال يومًا

فابتَغُوا الخيرَ في صِباح الوجوه

ولابن رواحة أو حسان كما رواه العسكري

(2)

:

قد سمعنا نبيَّنا قالَ قولًا

هو لمن يَطلبُ الحوائجَ راحة

اغتَدُوا واطلبوا الحوائجَ ممَّنْ

زيَّنَ اللهُ وجْهَهُ بِصَبَاحهْ

وأنشد ابن عائشة

(3)

أبياتًا أحدها:

وجهُك الوجهُ لو تُسْألُ به المُزْ

ـنَ من الحُسْنِ والجمال استهلَّا

ثانيها:

وجوهٌ لو أنَّ المُدْلجين اعتَشَوْا بها

صَدَعْنَ الدُّجَى حتى ترى الليلَ ينجلي

(4)

= (1/ 380 رقم 635) من طريق خلف بن خالد البصري قال: حدثنا سليم المكي، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس به.

ووقع في "المعجم الصغير": (أين شرط) بدل: (أنت شرط).

وخلف بن خالد البصري؛ اتهمه الدارقطني بوضع الحديث، وضعفه الأزدي. "الضعفاء والمتروكين" لابن الجوزي (ص 255 رقم 116)، و"الكشف الحثيث"(ص 110 رقم 277).

فالإسناد ضعيف جدًّا.

(1)

في "ز": (شروط).

(2)

كتابه مفقود، وقد رواه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (ص 59 رقم 57) قال: أخبرنا القاضي أبو القاسم، حدثنا أبو علي، حدثنا عبد الله: ذكر الحسين ابن عبد الرحمن، حدثنا أبو إبراهيم الترجماني: ذكر بعض مشايخ الشاميين: أنَّ عبد الله ابن رواحة أو حسان بن ثابت قال فذكره. والإسناد ضعيفٌ مُسلسلٌ بالمجاهيل.

(3)

روى هذه الأبيات ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج "(ص 53 رقم 56) بالإسناد السابق إلى ابن عائشة: أنَّ رجلًا قال له: إنَّ معنى ذلك أنْ تطلبَ من الوجوه الحسنة التي تُحسن، فأنكر ذلك ابن عائشة ثم أنشد

فذكر الأبيات الثلاثة.

(4)

المُدلِجِين؛ من الدَّلَج؛ وهو: سَيْر اللَّيل. ويقال: أدْلَجَ القومُ إذا قطعوا الليلَ كلَّه سيرًا. "معجم مقاييس اللغة لابن فارس"(2/ 294).

اعْتَشَوا؛ يُقال: عَشا إلى النار وعَشاها عَشْوًا وعُشُوًا واعْتَشاها واعْتَشَى بها كلُّه: رآها لَيْلًا على بُعْدٍ فقَصَدَها مُسْتَضِيئًا بها. "لسان العرب"(15/ 56).

الدُّجى: سَوادُ الليلِ مَعَ غَيْمٍ وأنْ لا ترى نَجْمًا ولا قمَرًا. "لسان العرب"(14/ 249).

ص: 486

ثالثها:

دلَّ على معروفِهِ وَجْهُهُ

بُورك هذا هاديًا مِنْ دليلِ

وأنشد غيره

(1)

:

يدلُّ على معروفه حسنُ وجهه

وما زال حُسن الوجه إحدى الشواهد

ويروى -كما للعسكري

(2)

- عن أبي إسحاق، عن رجلٍ مِنْ جهته رفعه:"وشرُّ ما أُعطي الرجلُ قلبَ سوءٍ في صورةٍ حَسَنة".

وللبزار

(3)

من حديث قتادة، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه رفعه:"إذا أبردتم إليَّ بَريدًا فأبرِدوه فابعثوه حسَنَ الوجه حسَنَ الاسم"، وقال: لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا قتادة.

وله

(4)

أيضًا مِنْ حديثِ عمرَ بن أبي خَثْعَمٍ

(5)

، عن يحيى بن أبي كثيرٍ،

(1)

لم أقف على قائله.

(2)

وقد رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(13/ 36 - 37 رقم 25840)، ورواه عنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(5/ 350 رقم 2927)، ورواه أيضًا أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(6/ 3104 رقم 7163) من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن رجلٍ من جهينة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره

فالإسناد ضعيفٌ؛ لجهالة هذا الرجل من جهينة، ولأنَّ أبا إسحاق مُدلِّسٌ وقد عنعن.

(3)

"مسند البزار"(10/ 278 رقم 4383) من طريق معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة به. ومعاذ بن هشام؛ صدوق ربما وهم، وتقدمت ترجمته في الحديث (40).

وقال الألباني: وهذا إسنادٌ صحيح، وقد صححه الهيثمي، والحافظ ابن حجر العسقلاني في "مختصر الزوائد"(2/ 203/ 1700 - المطبوعة)، وذلك منهما إشعارٌ بعدم اعتدادهما بعنعنة قتادة؛ فإنه كان معروفًا بالتدليس، ولعلَّ ذلك لأنه كان لا يدلِّس إلا عن ثقة، كما نقله العلائي في "التحصيل"(ص 112)، أو لقلة تدليسه.

"السلسلة الصحيحة"(7/ 1738).

(4)

"مسند البزار"(15/ 217 رقم 8630) من طريق جعفر بن عون، حدثنا عمر ابن أبي خثعم به.

(5)

عمر بن عبد الله بن أبي خثعم، وقد ينسب إلى جده، ووهم من زعم أنه عمر ابن راشد، ضعيف. "التقريب"(4928)، وقد ذهب جمعٌ من الأئمة إلى أنهما واحدٌ، وذهب آخرون إلى التفريق بينهما، وكلاهما ضعيفٌ جدًّا، كما في "تهذيب التهذيب"(7/ 411). =

ص: 487

عن أبي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة مرفوعًا:"إذا بَعَثتُم إليَّ رجلًا، فابعثُوهُ حَسَنَ الوجهِ حَسَنَ الاسمِ".

وقال أيضًا: لا نَعْلَمُهُ رُوِيَ عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد.

قلت: وأحدُهما يَقوَى بالآخر.

‌164 - حديث: "الْتَمِسُوا الرِّزقَ بالنِّكّاحِ".

الثَّعْلَبيُّ في تفسيره

(1)

، والدَّيلميُّ

(2)

من حديثِ مسلمِ بن خالدٍ

(3)

، عن

= فالإسناد ضعيفٌ جدًّا، وأحسن منه ما رواه العقيلي في "الضعفاء"(3/ 157)، والبغوي في "شرح السُّنَّة"(12/ 327 رقم 3361) من طريق جعفر بن عون، أخبرنا عمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير به. ومَدَارُهُ على جعفرِ بن عَوْنٍ؛ وهو أبو عَون القرشي المخزومي، قال أحمد: ليس به بأس، وقال يحيى بن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق. "الجرح والتعديل"(2/ 485 رقم 1981)، وهو يرويه عن عمر ابن أبي خثعم، أو عمر بن راشد.

وأيضًا فقد رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(17/ 521 - 522 رقم 33679) من طريق يحيى بن أبي كثير أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكره معضلًا.

(1)

"الكشف والبيان عن تفسير القرآن"(7/ 95) من طريق عبدِ الله بن محمدِ بن وَهْبٍ قال: حدّثني أبو زُرعةَ قال: حدّثنا إبراهيمُ بن موسى الفرّاء قال: أخبرنا مسلمُ ابن خالدٍ به.

وعبد الله بن محمد بن وهب أبو محمد الدِّينوري؛ قال الدارقطني: يضع الحديث. "سؤالات السُّلمي"(210)، وقال ابن عدي: كان يَعرِفُ ويَحفَظُ، سمعتُ عُمرَ ابن سُهَيلٍ -يُعرَفُ بابنِ كدٍّ- يرميه بالكذب ويُصرِّحُ به. "الكامل"(4/ 268)، وقال الإسماعيلي: كان صدوقًا إلا أنَّ البغداديين تكلَّموا فيه وحَمَلُوا عليه. "لسان الميزان"(4/ 574).

فالإسناد ضعيفٌ جدًّا.

(2)

"الغرائب الملتقطة" من طريق محمد بن إسحاق البكائي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا مسلم بن خالد به. وقال الحافظ: مسلمٌ فيه لَبْسٌ وشيخه.

ومحمد بن إسحاق البكائي، ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 125).

(3)

مسلم بن خالد أبو خالد المكي الزنجي؛ قال البخاري: منكر الحديث قال علي: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: ليس بذاك القوي منكر الحديث، يُكتب حديثه ولا يحتج به، تعرف وتنكر. وضعفه يحيى بن معين وأبو داود والعقيلي، وقال ابنُ سعد: كان كثير الحديث، كثير الغلط والخطأ في حديثِهِ. وقال ابنُ عدي: حَسَنُ الحديثِ، أرجو أنه لا بأس به. وقال ابن حجر: فقيهٌ صدوقٌ كثير الأوهام. =

ص: 488

سعيد

(1)

، عن أبي صالح، عن ابن عباس رفعه بهذا، ومسلم فيه لين وشيخه.

ولكن له شاهدٌ أخرجه البزار

(2)

، والدارقطني في "العلل"

(3)

، والحاكم

(4)

، وابنُ مَرْدُويه

(5)

، والدَّيلميُّ

(6)

؛ كلهم مِنْ روايةِ أبي السَّائِبِ سَلْم بن جُنَادة، عن أبي أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا:"تزوَّجوا النساءَ فإنهن يأتينَ بالمال".

قال الحاكم: تفرَّدَ به سَلْمٌ وهو ثقة.

= انظر: الطبقات (5/ 499)، "التاريخ الكبير"(7/ 260 رقم 1097)، "الجرح والتعديل"(8/ 183)، "الضعفاء للعقيلي"(4/ 150)، "الكامل"(6/ 311)، "تهذيب التهذيب"(4/ 86)، "التقريب"(6625).

فالذي يظهر أنه ضعيفٌ مِنْ قِبَلِ حِفظِهِ وأنه لم يُتركْ.

(1)

كُتِبَ في هامش "م": هو سعيد بن سَلَمة بن أبي الحُسام مولاهم أبو عمرو المديني، وهو أبو عمرو السَّدوسي الذي روى عنه العَقَدي.

قال فيه النسائي: شيخٌ ضعيف. "تهذيب التهذيب"(4/ 37)، وقال الحاكم: ثقة مأمون. "سؤالات السجزي"(ص 102 رقم 76).

وقال ابن حجر: صدوقٌ صحيحُ الكتاب يخطئ من حفظه. "التقريب"(2326).

وإسنادُ الثعلبي ضعيفٌ جدًّا كما سبق، وإسنادُ الدَّيلميِّ ضعيفٌ بسببِ مسلم بن خالد.

(2)

كما في "كشف الأستار"(2/ 149 رقم 1402) حدثنا سَلْمُ بن جُنادَةَ بن سَلْمٍ به فذكره وقال: رواه غيرُ واحدٍ مرسلًا، ولا نَعْلمُ أحدًا قال فيه: عن عائشةَ إلا أبو أسامة.

(3)

"العلل"(15/ 61 رقم 3834) قال: يرويه أبو السَّائبِ، عن أبي أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة. وغيره يرويه عن هشام، عن أبيه مرسلًا، والمُرسلُ أصحُّ. ثم ساقَه بالوجهين.

(4)

"المستدرك"(2/ 161) من طريق أبي السائب سَلْم بن جنادة به فذكره وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لتفرُّد سالم بن جنادة بسنده، وسالم ثقة مأمون. ووافقه الذهبي.

كذا وقع في "المستدرك" مرة: سَلْم ين جنادة، ومرة: سالم بن جنادة. وسَلْم لم يُخرِّج له إلا الترمذي وابن ماجه، فليس الإسناد على شرط الشيخين كما قال الحاكم.

(5)

الظاهر أنه في التفسير، وهو غير موجود.

(6)

كما في "الغرائب الملتقطة"(حرف التاء) من طريق سلم بن جنادة، عن أبي أسامة به. ووقع في مخطوط "الغرائب": سلمة بن حماد، وهو تصحيف.

ص: 489

وقال البزار والدارقطني: وغيرُ سَلْمٍ يرويه مرسلًا.

وهو كما قالا؛ فقد أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة

(1)

عن أبي أسامة فلم يذكر عائشة.

وكذلك أخرجه أبو داود في "المراسيل"

(2)

عن أبي تَوْبة، عن أبي أسامة.

ولا يُنتقد عليهم بما أخرجه أبو القاسم حمزة بن يوسف السَّهْمي في "تاريخ جرجان"

(3)

مِنْ روايةِ الحسين بن علوانٍ، عن هشام موصولًا؛ فالحُسين مُتَّهمٌ بالكذب

(4)

، لا اعتبار بمتابَعَتِهِ.

(وفي الباب ما رواه الثعلبي

(5)

من رواية الدراوردي عن ابن عجلان: "أنَّ رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فشكى إليه الحاجة والفقر، فقال: "عليك بالباءة".

ولعبد الرزاق

(6)

عن معمر عن قتادة: أنَّ عمر قال: "عجبتُ لرجلٍ لا

(1)

"مصنف ابن أبي شيبة"(9/ 30 - 31 رقم 16161) حدثنا أبو أسامة، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره مرسلًا.

(2)

"المراسيل"(ص 298 رقم 203) حدثنا الربيع بن نافع، حدثنا أبو أسامة به.

(3)

"تاريخ جرجان"(1/ 242) من طريق الحسين بن علوان، عن هشام به موصولًا بلفظ:"عليكم بالتَّزويج فإنه يُحدِثُ الرِّزْقَ".

(4)

حسين بن علوان؛ رماه غير واحدٍ من الأئمة بالكذب، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (87).

فالإسناد موضوعٌ بسببه.

(5)

"تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) "(7/ 95) من طريق محمد بن الحسن بن بشر حدّثنا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى الصفّار بالمصِّيصة قال: حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن ناصح قال: حدّثنا عبد العزيز الدراوردي به.

محمد بن الحسن بن بشر؛ لم أجد له ترجمة.

وأبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى الصفَّار المِصِّيصي؛ ترجم له الذهبي في "تاريخ الإسلام"(7/ 395) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وأحمد بن ناصح أبو عبد الله المصيصي؛ صدوق. "التقريب"(116).

والإسناد ضعيفٌ؛ لكونه فيه مجاهيل ولكونه معضل، لأنَّ ابنَ عجلان إنما يروي عن التابعين، لا عن الصحابة، كما في "تهذيب الكمال"(26/ 101 - 104 رقم 5462).

(6)

"مصنف عبد الرزاق"(6/ 173 رقم 10393) بنحوه، وهو منقطع بين قتادة =

ص: 490

يطلب الغِنى بالباءة، والله تعالى يقول في كتابه:{إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: 32] ".

وعن هشام بن حسَّان، عن الحسن، عن عمر نحوه

(1)

.

وقد قال القفَّال

(2)

في "محاسن الشريعة"

(3)

: وقد وَعَدَ اللهُ تعالى على النِّكاحِ الغِنى، فقال تعالى:{وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: 32].

وفي المعنى: ما في "صحيح ابن حبان"

(4)

، والحاكم

(5)

عن أبي هريرة

= وعمر رضي الله عنه، قال أحمد: ما أعلم قتادة روى عن أحدٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا عن أنس رضي الله عنه

"المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 168 رقم 619).

(1)

"مصنف عبد الرزاق"(6/ 170 رقم 10385) قال: أخبرنا هشام بن حسان عن الحسن بنحوه.

وفي سماع هشام من الحسن خلافٌ قد تقدم في الحديث (99).

والحسن لم يُدرك عمر رضي الله عنه، كما قال الزيلعي في "نصب الراية"(2/ 126)، وقال الترمذي: وُلِد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر. "جامع الترمذي": بعد حديث (2575).

فالإسناد منقطع.

(2)

أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل الشاشي المعروف بالقفَّال الكبير، قال الذهبي: إمام وقته بما وراء النهر، وصاحب التصانيف، قال الحاكم: كان أعلمَ أهلِ ما وراء النهر بالأصول، وأكثرهم رحلةً في طلب الحديث. توفي سنة (365 هـ). "سير أعلام النبلاء"(16/ 283).

(3)

"محاسن الشريعة في فروع الشافعية"(ص 292).

(4)

"صحيح ابن حبان الإحسان"(9/ 339 رقم 4030) من طريق ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه.

(5)

"المستدرك"(2/ 161)، و (2/ 217) من طريق ابن عجلان به فذكره وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلم ولم يخرجاه.

ورواه الترمذي في جامعه (فضائل الجهاد، باب ما جاء في المجاهد والناكح والمكاتب وعون الله إياهم رقم 1655)، والنسائي في سننه (الجهاد، فضل الروحة في سبيل الله عز وجل رقم 3120)، و (النكاح، باب معونة الله الناكح الذي يريد العفاف رقم 3218) من طريق ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة به. وقال الترمذي: حديثٌ حسن. =

ص: 491

مرفوعًا: "ثلاثةٌ حقٌّ على الله يُغنيهم -وفي لفظٍ: عَونهم-: مَنْ نكَحَ يُريدُ العَفَافَ عمَّا حرَّم الله"

(1)

.

وفي الباب عن أبي أمامة

(2)

، وجابرٍ، ولفظُهُ -كما للديلمي

(3)

-: "ثلاثةٌ حقٌ واجبٌ على الله أنْ يُؤدِّيَ عنهم"، وذَكَر:"ويَتَزَوَجُ ليَسْتَعِفَّ".

وعبد الله بن عمرو، ولفظه -كما للحارث بن أبي أسامة في "مسنده"

(4)

رفعه-: "ثلاثٌ من ادَّانَ فيهنَّ ثم مات ولم يَقضِ، قضى الله عنه"، وذكر: "ورجلٌ يخافُ على نفسه الفِتنَةَ في العُزُوبَةِ

(5)

، فاسْتَعَفَّ بدَينٍ".

= ومحمد بن عجلان المدني، تقدَّم في الحديث (22) أنَّه قد اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة. لكنَّ هذا الإسناد يتقوَّى بما قبله، فيكون حسنًا لغيره، وبذلك حكم الإمام الترمذي.

(1)

ما بين قوسين سقط من الأصل و"ز"، والاستدراك من "م" و"د".

(2)

قال الديلمي -بعد أن ذكر حديث جابر وأبي هريرة-: وفي الباب عن أبي أمامة. "مسند الفردوس"[ق 64/ ب نسخة المكتبة السعيدية]. لكنه لم يُسنِدْهُ، ولم أجِدْهُ عند غيرِهِ.

(3)

"مسند الفردوس"[ق 64/ أ نسخة المكتبة السعيدية]، وهو في "الغرائب الملتقطة"(حرف الثاء) من طريق يونسَ الخطيب، حدثنا أبو سَهْلٍ المَروزي، حدثنا عبدُ الله بن عمرَ بن أحمدَ بن عليٍّ الجوهريُّ، حدثنا يحيى بن ساسويه، حدثنا عُتبةُ ابن عبدِ الله بن عُتبَةَ، حدثنا أبو غانم بن بِشرِ بن نافع، عن أبي الزُّبَير، عن جابر مرفوعًا به.

عبد الله بن عمر بن أحمد بن علي الجوهري المعروف بابن عَلَّك؛ قال الذهبي: إمامٌ حافظ ناقد. "تذكرة الحفاظ"(3/ 95)، وعتبة بن عبد الله بن عُتبة؛ هو: أبو العُميس المسعودي: ثقة.

وباقي رجال الإسناد؛ لم أجد لهم تراجم.

(4)

لم أجده في "بغية الباحث"، ولا "مجمع الزوائد"، ولا "المطالب العالية"، ولا "إتحاف الخيرة".

وقد رواه ابن ماجه في سننه (الصدقات، باب ثلاث من ادَّانَ فيهنَّ قضى الله عنه رقم 2435) من طرقٍ عن ابن أنْعُم، عن عمران بن عبدٍ المعافري، عن عبد الله ابن عمرو مرفوعًا بنحوه. وإسناده ضعيف لحال عبد الرحمن بن أنْعُم الأفريقي، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (2).

(5)

في "ز": (العزبة).

ص: 492

ولا يُعارِضُ هذا ما يُروى مِنْ حديثِ هشامِ بن عبدِ الله بن عِكرمةَ المَخزوميِّ

(1)

، حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا:"التَمِسُوا الرِّزقَ في خَبَايا الأرضِ"

(2)

؛ يعني: الزَّرع.

ولذا قال عروة بن الزبير: "عليكم بالزَّرع"

(3)

، وكان يتمثَّلُ بهذه الأبيات:

لعلَّ الذي أعطى العُزَيرَ

(4)

بقُدْرَةٍ

وذا خُشُبٍ أعطى وقد كان زَرْدَقا

(5)

سيُؤتيكَ ماءً واسعًا ذا قَرارَةٍ

إذا ما مياهُ الناس غاضَتْ تَدَفَّقا

تَتَبَّعْ خَبَايَا الأرضِ وادْعُ مَلِيْكَها

لعلك يومًا أنْ تُجابَ فتُرْزَقا

‌165 - حديث: "التَمِسُوا الرَّفيقَ قبلَ الطريقِ والجارَ قبلَ الدَّارِ".

الطبراني في "الكبير"

(6)

، وابنُ أبي خَيثمَةَ

(7)

، وأبو الفَتْح الأزْدي

(8)

،

(1)

هشام بن عبد الله بن عكرمة المخزومي؛ قال ابن حبان: يروي عن هشام بن عروة ما لا أصل له من حديثه كأنه هشام آخر، لا يُعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد. "المجروحين"(3/ 91).

(2)

رواه مصعب بن عبد الله الزبيري في حديثه "رواية أبي القاسم بن المرزبان"(ص 29 رقم 1) قال: حدثنا هشام بن عبد الله بن عكرمة به فذكره. ومن طريقه: الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 274 رقم 895)، و (8/ 101 رقم 8097)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1/ 404 رقم 694)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 440 رقم 1179) وقال الطبراني: لم يروِ هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا هشام ابن عبد الله.

وإسنادُه ضعيفٌ لضَعْفِ هشامِ بن عبدِ الله المَخزوميِّ.

(3)

رواه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(ص 290 رقم 305) من طريق ابن لهيعة عن الزهري عن عروة به مع البيت الأخير فقط. وروى الأبيات كلها في المصدر نفسه (ص 287 رقم 301) بإسناده عن ابن شهاب الزهري من إنشاده، ولم يذكر فيه عروة.

(4)

كذا جُوِّدت في الأصل، وفي "ز" و"م" ومطبوع "إصلاح المال" لابن أبي الدنيا:(العَزيز).

(5)

الزَّرْدق: خَيْطٌ يُمَدُّ. "كتاب العين"(5/ 254).

(6)

"المعجم الكبير"(4/ 268 - 269 رقم 4379) من طريق أبان بن المحبر به.

(7)

"تاريخ ابن أبي خيثمة"(2/ 2/ 705) من طريق أبان به.

(8)

لم أجده عنده من حديث رافع بن خديج، وإنما رواه من حديث خُفاف بن نُدبة كما سيأتي.

ص: 493

والعسكريُّ في "الأمثال"، والخطيبُ في "الجامع"

(1)

مِنْ حديثِ أبَانَ ابن المُحَبَّر

(2)

، عن سعيدِ بن مَعْروفِ بن رافعِ بن خَديجٍ

(3)

، عن أبيه

(4)

، عن جدِّه رفعه بهذا.

وابن المُحَبَّر: متروك، وهو وسعيد لا تقوم بهما حجة.

ولكن له شاهدٌ رواه العسكريُّ فقط، مِنْ حديثِ عبدِ الملكِ بن سعيدِ الخُزاعي

(5)

، عن جَعْفَرِ بن محمدٍ

(6)

، عن أبيه، عن آبائه، عن عليٍّ قال: خَطَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم .. وذَكَرَ حديثًا طويلًا، وفي آخره:"الجارُ ثمَّ الدَّارُ، الرَّفيقُ ثمَّ الطريقُ".

وهو عند الخطيبِ في "جامعه"

(7)

(1)

"الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع"(2/ 233 رقم 1708) من طريق أبان ابن المحبر به.

(2)

أبانُ بن المُحبَّر؛ قال أبو حاتم: مجهول ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(2/ 298 رقم 1095)، وقال العقيلي: منكر الحديث. "الضعفاء"(1/ 42)، وقال ابن حبان: يأتي عن نافع وغيره من الثقات ما ليس من أحاديثهم، حتى لا يشكُّ المتبحِّر في هذه الصناعة أنه كان يعملها، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار. "المجروحين"(1/ 98).

(3)

سعيد بن معروف بن رافع بن خديجٍ؛ قال الأزدي: لا تقوم به حجة. قال الذهبي: ثم ساق له عن أبيه عن جده مرفوعًا: "التمسوا الجارَ قبل

". قلت: أبان متروك، فالعهدة عليه. "الميزان" (2/ 159).

(4)

معروف بن رافع بن خديج؛ لم أجد له ترجمة.

(5)

عبد الملك بن سعيد الخزاعي؛ لم أقف على ترجمته، وقال الألباني: لا يُعرف؛ فإنهم أغفلوه ولم يُترجموه. "السلسلة الضعيفة"(6/ 197) فالإسناد ضعيفٌ بسببه، والله أعلم.

(6)

جعفر بن محمد؛ هو: الصادق، صدوق فقيه وقد سبقت ترجمته في (2).

(7)

"الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع"(2/ 232 رقم 1709) من طريق أحمد ابن محمد بن عمران، حدثنا عبد الغفار بن عبيد الله بن السري الحُضَيني، حدثنا أحمد بن نصر الباهلي، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الأحمري، حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري، عن محمد بن مسلم به.

وأحمد بن محمد بن عمران أبو الحسن النهشلي، ويعرف بابن الجندي؛ قال الخطيب: كان يُضعَّف في روايته ويُطعن عليه في مذهبه، سألتُ الأزهري عن =

ص: 494

باختصاره

(1)

مِنْ حديثِ محمدِ بن مسلمٍ

(2)

، عن أبي جَعْفَرٍ محمدِ بن علي، عن أبيه عليِّ بن الحسين، عن أبيه الحَسينِ بن عليٍّ، عن أبيه عليٍّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"الجارُ قبلَ الدَّارِ، والرفيقُ قبلَ الطريقِ، والزادُ قبلَ الرَّحيلِ".

وللخطيبِ

(3)

أيضًا مِنْ طريقِ عبدِ الله بن محمدِ اليَمامي

(4)

، عن أبيه

(5)

،

= ابن الجندي فقال: ليس بشيء. "تاريخ بغداد"(6/ 244 رقم 2734).

والحُضَيني؛ قال الجزري: بضم الحاء وفتح الضاد وسكون الياء تحتها نقطتان وفي آخرها النون؛ هذه النسبة عُرِفَ بها أبو الطيب عبد الغفار بن عبيد الله بن السري الحُضَيني الواسطي، كان عالِمًا بالأدب. "اللباب في تهذيب الأنساب"(1/ 372). وهذا القَدرُ لا يكفي في توثيقِهِ.

وإبراهيم بن إسحاق النُّهاوَندي ثم الأحمري أبو إسحاق، قال ابن حجر: ذكره الطوسي في "رجال الشيعة" وقال: كان ضعيفًا في حديثه. "لسان الميزان"(1/ 240 رقم 53).

وأحمد بن نصر الباهلي، وعبد الله بن حماد؛ لم أجد لهما ترجمة.

(1)

كذا في الأصل و"ز" وفي "م" و"د": (باختصار).

(2)

محمد بن مسلم؛ لم يتبيَّن لي من هو. وقد قال الألباني: وهذا إسنادٌ ضعيفٌ مظلم، من دون أبي جعفر -وهو الصادق- لم أعرفهم، غير الأحمري .. "السلسلة الضعيفة"(6/ 196).

فالإسناد مسلسلٌ بالضعفاءِ والمجاهيل.

(3)

"الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع"(2/ 232 رقم 1710) من طريق محمد ابن عبد الله بن محمد الكوفي، حدثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل الضبي، حدثنا عبد الله بن شبيب أبو سعيد المديني الربعي، حدثنا محمد بن إسحق بن خالد الليثي، حدثنا عبد الله بن محمد اليمامي به.

ومحمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله أبو المفضل الشيباني الكوفي، قال الخطيب: كان يروي غرائب الحديث وسؤالات الشيوخ، فكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني، ثم بان كذبه فمزَّقوا حديثه وأبطلوا روايته، وكان بعد يضع الأحاديث للرافضة. "تاريخ بغداد"(3/ 499).

وعبد الله بن شبيب بن خالد أبو سعيد؛ قال فَضلك الرازي: يحلُّ ضَرْبُ عنقه، وقال ابن عدي -بعد أن ساق له عددًا من المناكير-: له غير ما ذكرت من الأحاديث التي أنكرت عليه كثير. "الكامل"(4/ 262) فالإسناد ساقط.

(4)

عبد الله بن محمد اليمامي البكري، قال أبو حاتم: مجهول. "الجرح والتعديل"(5/ 157 رقم 726).

(5)

أبوه وجده لم أعرفهما.

ص: 495

عن جدِّه قال: قال خُفافُ بن نُدْبة

(1)

: أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقلتُ: يا رسولَ الله على مَنْ تأمُرُني أنْ أنزِلَ؛ أَعَلَى قريشٍ، أمْ على الأنصارِ، أم أسْلَمَ، أم غِفارٍ؟ فقال:"يا خُفاف، ابتغِ الرَّفيقَ قبلَ الطريقِ؛ فإنْ عَرَضَ لك أمرٌ لم يَضُرَّكَ، وإنْ احتَجْتَ إليه رَفَدَكَ".

وكلها ضعيفةٌ، ولكنْ بانضمامِها تَقْوَى

(2)

.

وفي قولِهِ تعالى -حكاية السيدةِ آسيةَ-: {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} [التحريم: 11] ما يُشيرُ للجُملةِ الثانيةِ.

‌166 - حديث: "ألسنةُ الخَلْقِ أقلامُ الحَقِّ".

لا أصلَ له

(3)

؛ نعم هو مِنْ كلامِ بعضِ الصوفيةِ، ويُمكنُ أنْ يكونَ معناه:"الفال مُوكل بالمَنْطِقِ"، وقد مَضَى في:"أخَذْنَا فالَكَ مِنْ فِيكَ"

(4)

.

‌167 - حديث: "اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِن المُفْلِحِين".

ابنُ السُّنِّيِّ في "عمل اليوم والليلة"

(5)

، ومِنْ طريقِهِ الدَّيلميُّ في "مسنده"

(6)

مِنْ حديثِ نَصْرِ بن طريفٍ أبي جَزْءٍ القَصَّابِ، عن عاصمِ ابن بَهْدَلَةَ، عن أبي صالح

(7)

ذَكْوان، عن معاويةَ بن أبي سفيان قال: كان

(1)

خُفاف بن نُدبة -بنون-؛ هو: خُفاف بن عُمير بن الحارث، ونُدبة: هي أمه، قال ابن الكلبي: شهد الفتح وكان معه لواء بني سليم وكان شاعرًا مشهورًا

"الإصابة"(3/ 305 - 306)، وقال أبو الفتح الأزدي: ولا أعلم له حديث غير هذا. "المخزون في علم الحديث"(ص 81).

(2)

تقدَّم بيانُ طرقه وأنها شديدةُ الضعف؛ فلا تتقوَّى بانضمامها إلى بعض، والله أعلم.

(3)

أورده القاري في "المصنوع"(ص 58 رقم 36)، والقاوقجي في "اللؤلؤ المرصوع"(ص 46 رقم 69) ونقلوا عبارة السخاوي، وقال الغَزِّيُّ: ليس بحديث وإنما هو مِنْ كلامِ بعضِ الصوفيةِ. "إتقان ما يحسن"(1/ 108 رقم 268).

(4)

سبق برقم (41) من القسم المحقق.

(5)

"عمل اليوم والليلة"(ص 46 - 47 رقم 92) من طريق عبد الله بن واقد، عن نصر ابن طريف به.

(6)

كما في "الغرائب الملتقطة" من طريق ابن السني به.

(7)

في "م": (أبي عاصم)، وهو خطأ.

ص: 496

رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سَمِعَ المُؤذِّنَ يقول: حيَّ على الفلاح قال: "اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ المُفْلِحِين".

وأبو جَزْءٍ: متروكٌ عندهم

(1)

.

والراوي عنه -وهو أبو قتادةَ عبدُ الله بن واقِدٍ الحرَّانيُّ-، قال البخاريُّ: تركوه

(2)

.

وقد أخرَجَ أحمدُ

(3)

، والطبرانيُّ

(4)

مِنْ روايةِ حمادِ بن سَلَمَةَ، عن عاصِمٍ بهذا الإسنادِ: أنه قال كما قال المُؤذِّن إلى قولِهِ: "أشهدُ أنَّ محمدًا رسولَ الله".

وزاد الطبراني

(5)

مِنْ روايةِ أبانَ العطار، عن عاصِمٍ:"ثم صَمَتَ".

فظَهَرَ بذلك أنَّ الذي زادَه نَصْرٌ لم يُتابَعْ عليه.

‌168 - حديث: "اللَّهُمَّ استُرْ عَورَاتِنا وآمِنْ رَوعَاتِنا".

أحمدُ في مسنَدِهِ

(6)

عن أبي عامِرٍ العَقَدي، عن الزُّبَير بن عبدِ الله

(7)

، عن

(1)

نصر بن طريف أبو جزء القصاب، قال البخاري: سكتوا عنه ذاهب. "التاريخ الكبير"(8/ 105 رقم 2355)، وقال يحيى بن معين: من المعروفين بالكذب وبوضع الحديث، وقال ابن عدي: الغالب على رواياته أنه يروي ما ليس محفوظًا، وينفرد عن الثقات بمناكير، وهو بيِّن الضعف وقد أجمعوا على ضعفه. "الكامل"(7/ 31 - 35).

(2)

"التاريخ الكبير"(5/ 219). وقد تقدمت ترجمته في الحديث (39)، والإسناد ضعيفٌ جدًّا.

(3)

"مسند أحمد"(28/ 123 - 124 رقم 16924) من طريق حماد به.

(4)

"المعجم الكبير"(19/ 335 رقم 770) من طريق حماد بن سلمة به.

وإسنادهما حسن من أجل عاصم بن بَهْدلة.

(5)

"المعجم الكبير"(19/ 335 رقم 771) من طريق أبان بن يزيد، عن عاصم به.

(6)

"مسند أحمد"(17/ 27 رقم 10996) حدثنا أبو عامر به.

وهذه الرواية خطأ كما سيأتي، وقد قال الهيثمي: رواه أحمد والبزار، وإسناد البزار متصل ورجاله ثقات، وكذلك رجال أحمد، إلا أن في نسختي من المسند: عن رُبَيح ابن أبي سعيد، عن أبيه، وهو في البزار عن أبيه، عن جده. "المجمع"(10/ 195).

(7)

الزبير بن عبد الله بن أبي خالد القرشي الأموي، قال أبو حاتم: صالح الحديث. "الجرح والتعديل"(3/ 582)، وقال ابن معين: يكتب حديثه، وقال ابن عدي -بعد أن ساق له عددًا من المناكير-: أحاديث زبير هذا منكرة المتن والإسناد، لا تروى إلا من هذا الوجه. "الكامل"(3/ 227).

ص: 497

رُبَيح بن أبي سعيدٍ الخدري، عن أبيه قال: قلنا يوم الخَنْدَق: يا رسولَ الله هل مِنْ شيءٍ نقولُهُ؟ فقد بلَغَتِ القُلُوبُ الحَناجِرَ. قال: "نعم اللَّهُمَّ .. " وذكره. قال: فضَرَبَ الله وجوهَ أعدائِهِ بالرِّيح، فهَزَمَهَمُ الله بالرِّيحِ.

وهو عندَ الدَّيلميِّ في مسنده

(1)

مِنْ جهةِ أبي عامِرٍ، فقال: عن رُبَيحِ ابن عبدِ الرحمن بن أبي سعيدٍ، عن أبيه

(2)

، عن جدِّه وذكره.

ورواه الطبراني في "الدعاء"

(3)

من حديث قيس بن الربيع

(4)

، عن مَجْزأةَ بن زاهِرٍ

(5)

، عن إبراهيمَ بن فُلانٍ

(6)

، عن أبيه -وكانت له صحبة- قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اللَّهُمَّ" وذكره بزيادة: "واقضِ دَيْني".

ورُبَيحٌ فيه لِينٌ، بل قال البخاري: إنه منكر الحديث

(7)

.

وإبراهيم: مجهولٌ.

(1)

كما في "الغرائب الملتقطة" من طريق أبي عامر به.

وهذه الرواية هي الصواب؛ لأنَّ رُبيحًا إنما يروي عن أبيه عن جده، كما في "الثقات"(6/ 309) وغيره من مصادر الترجمة.

(2)

أبوه: عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري الأنصاري الخزرجي؛ ثقة من الثالثة. "التقريب"(3874).

(3)

"الدعاء"(ص 1459 رقم 1413) من طريق قيس بن الربيع به.

(4)

قيس بن الربيع الكوفي الأسدي؛ صدوق تغيَّر لما كبُر، وقد سبقت ترجمته في الحديث (2).

(5)

مَجْزَأة -بفتح أوله وسكون الجيم وفتح الزاي بعدها همزة مفتوحة- ابن زاهر ابن الأسود الأسْلَمي الكوفي؛ ثقة من الرابعة خ م س. "التقريب"(6485).

(6)

كذا في جميع النسخ المعتمدة، ووقع في "الدعاء" للطبراني:(بلال)، ونبَّه المحقق أنه في نسخة:(إبراهيم بن فلان)، وقال المزي في ترجمة مجزأة: روى عن إبراهيمَ بن فُلانٍ، عن أبيه .. "تهذيب الكمال"(27/ 241). وهو مجهولٌ كما قال المؤلف، فالإسنادُ ضعيفٌ.

(7)

"علل الترمذي الكبير"(ص 34 رقم 18)، ورُبَيح -بموحدة وبمهملة مصغر- ابن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري. قال أحمد: رجلٌ ليس بمعروف، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. "الكامل"(3/ 173 - 174)، وقال أبو زرعة: شيخ. "الجرح والتعديل"(3/ 519)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 309)، "التقريب"(1881).

ص: 498

وعند البزار

(1)

-بسندٍ ضعيف- عن ابنِ عباسٍ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهمَّ إني أسألُكَ العَفْوَ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهمَّ استُرْ عَورَتي، وآمِنْ رَوعَتي، واحْفَظْني مِنْ بينَ يَدَيَّ ومِنْ خَلْفي وعن يميني وعن شمالي ومِنْ فوقي، وأعوذُ بكَ اللهمَّ أنْ أغتالَ مِنْ تحتي".

وله شاهدٌ عند أبي داود في سننه

(2)

مِنْ حديثِ جُبَيرِ بن أبي سُليمانَ ابن جُبَيرِ بن مُطعِمٍ: سمعتُ ابنَ عمر يقول: لم يكن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هؤلاءِ الدَّعَواتِ حينَ يُمسي وحينَ يُصبحُ: "اللهمَّ إني أسألُكَ العافيةَ في الدنيا والآخرة، اللهمَّ إني أسألُكَ العَفْوَ". وذكره بزيادة: "اللَّهمَّ" قبلَ: "احفظني"، وبزيادة "يعني الخَسْف" في آخره، وبلفظ:"وأعوذُ بعَظَمَتِكَ أنْ أُغْتاَلَ"، وفي لفظٍ بالجمع:"عَورَاتي وآمِنْ رَوعَاتي"

(3)

.

وصححه الحاكم

(4)

.

(1)

كما في "كشف الأستار"(4/ 60 رقم 3196) من طرقٍ عن يونس بن خباب، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن ابن عباس مرفوعًا به فذكره، وقال: قد روي من غير وجهه، بغير لفظه، فذكرنا هذا لاختلاف لفظه، ولا نعلم أسندَ يونس عن ابن جبير غير هذا.

ويونس بن خباب -بمعجمة وموحدتين- الأسدي مولاهم الكوفي؛ قال يحيى ابن معين: رجلُ سوء، وقال مرة: لا شيء، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بالقوي. "الجرح والتعديل"(9/ 238 رقم 1001)، وقال ابن عدي: هو من الغالين في التشيُّع، وكان يحمل على عثمان وأحاديثه مع غلوه تُكتب. "الكامل"(7/ 174)، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ ورُمي بالرفض. "التقريب"(7903). فالإسناد ضعيف بسبب يونس بن خباب.

(2)

"سنن أبي داود"(الأدب، باب ما يقول إذا أصبح رقم 5074) من طريق جبير ابن أبي سليمان.

(3)

كلُّ هذه الزيادات عند أبي داود في الموضع نفسه.

(4)

"المستدرك"(1/ 517)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

ورواه ابن ماجه في سننه (الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى رقم 3871)، والبخاري في "الأدب المفرد"(ص 440 رقم 1200)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة المطبوع مع السُّنن الكبرى"(9/ 210 رقم 10325)، وابن حبان =

ص: 499

وعند أبي نعيم في "الحلية"

(1)

مِنْ حديثِ أبي مُصعَبٍ الأسلميِّ: حدثني ثلاثة؛ منهم الحسن بن علي: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو يقول: "اللَّهمَّ أقِلْنِي عَثْرَتي، وآمِنْ رَوعَتي، واستُرْ عَورَتي، وانصُرْني على مَنْ بَغَى عليَّ وأرِني فيه ثَأْرِي".

وللطبراني في "الكبير"

(2)

مِنْ حديثِ خبَّابٍ الخزاعي

(3)

: سَمِعْتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اللَّهمَّ استُرْ عَورتي وأمِّن رَوعتي واقْضِ عنِّي دَيني".

وفرَّقَ الطبرانيُّ

(4)

، وأبو نعيم

(5)

بينَ خبَّابٍ هذا وخبَّابِ بن الأرَتّ، وحديثُه هذا مِنْ روايةِ مَجْزَأة بن ثورٍ

(6)

، عن إبراهيمَ بن خبَّابٍ

(7)

، عن أبيه.

= في صحيحه (3/ 241 رقم 961) من طريق جبير بنحوه. وإسناده صحيحٌ كما قال الحاكم والذهبي.

(1)

"حلية الأولياء"(7/ 250) من طريق أبي مصعب الأسْلمي به.

ورجالُ إسنادِهِ ثقات، لكنْ يَبْعُدُ أنْ يكونَ لأبي مُصعبٍ الأسلميِّ روايةٌ عن الحسنِ ابن عليٍّ، فلا يُعرَفُ له روايةٌ إلا عن أبيه، وأبوه مختلفٌ في صحبَتِهِ، كما في "تهذيب الكمال"(34/ 277)، ورواه ابنُ أبي شيبة في "المصنف"(15/ 206 - 207 رقم 30011) مِنْ طريقِ أبي مُصعبٍ، عن عليٍّ بن حُسينٍ وغيرِه، قال فذكره. وعلى هذا يكون مرسلًا.

ومع ذلك فهو يتقوى بالطرق السابقة، والله أعلم.

(2)

"المعجم الكبير"(4/ 81 - 82 رقم 3710) حدثنا حسين بن عبد الأول، حدثنا زيد ابن الحُباب عن قيس، عن مجزأة بن ثور الأسلمي، عن إبراهيم بن خباب الخزاعي، عن أبيه به.

وعن الطبراني رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2/ 912 رقم 2354).

وحسين بن عبد الأول النخعي أبو عبد الله الكوفي الأحول؛ قال يحيى بن معين: لم يكن بثقة. "سؤالات ابن الجنيد"(ص 213 رقم 794)، ووهَّاه أبو داود وضعَّفه. "سؤالات الآجري"(1/ 337 رقم 579)، وقال العجلي: ثقة عالم. "معرفة الثقات"(1/ 301 رقم 309)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 187).

وزيد بن الحُباب: صدوق يخطئ في حديث الثوري كما تقدم في الحديث (35).

(3)

خبَّاب الخُزاعي؛ ذكره ابن حجر في "الإصابة"(3/ 184 رقم 2222) وذكر ما نقله المصنف من تفريق الطبراني وأبي نعيم بينه وبين خبَّاب بن الأرت.

(4)

في "المعجم الكبير"(4/ 81).

(5)

في "معرفة الصحابة"(2/ 912).

(6)

مَجْزأة بن ثور السدوسي أبو الوليد؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 457).

(7)

إبراهيم بن خبَّاب الخزاعي؛ لم أجد له ترجمة. =

ص: 500

‌169 - حديث: "اللَّهمَّ أحْيِنِي مِسْكينًا، وأمِتْنِي مِسْكينًا، واحشرني في زمرة المساكين".

ابنُ ماجه

(1)

مِنْ حديثِ أبي خالدٍ الأحمر

(2)

، عن يزيدَ بن سِنانٍ

(3)

، عن أبي المُبارَكِ

(4)

، عن عطاءِ بن أبي رَبَاح، عن أبي سعيدٍ الخدري قال:"أحبِّوا المَساكينَ، فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه. . ." وذكره.

ورواه الطبرانيُّ في "الدعاء"

(5)

مِنْ حديثِ أبي فَرْوَةَ يزيدَ بن محمدِ

= وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفه. "المجمع"(10/ 287).

وبالإضافة إلى كون هذه الرواية ضعيفة، فلعلَّها وهمٌ من أحد الرواة، وأنها ترجع إلى الطريق السابقة عند الطبراني في "الدعاء"، والله أعلم.

(1)

"سنن ابن ماجه"(الزهد، باب مجالسة الفقراء 4126) من طريق أبي خالد الأحمر به.

(2)

أبو خالد الأحمر؛ هو: سليمان بن حيان الأزدي الكوفي، قال علي بن المديني: ثقة، وقال يحيى ابن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صدوق. "الجرح والتعديل"(4/ 107 رقم 477)، وقال ابن عدي: إنما أُتي من سوء حفظه فيغلط ويخطئ وهو في الأصل كما قال ابن معين: صدوق وليس بحجة. "الكامل"(3/ 283)، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ. "التقريب"(2547).

(3)

يزيد بن سنان أبو فروة الرُّهاوي، قال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال علي بن المديني: ضعيف، وقال أبو حاتم: محله الصدق والغالب عليه الغفلة، يُكتب حديثه ولا يُحتجُّ به، وقال أبو زرعة: ليس بقوي الحديث. "الجرح والتعديل"(9/ 266 رقم 1120)، وقال ابن معين أيضًا: ليس بثقة. "الدوري"(4/ 411)، وتركه النسائي والدارقطني. "الضعفاء والمتروكون"(252)، و"سؤالات البرقاني"(72)، وقال الحاكم: غيره أوثق منه. "سؤالات السجزي"(197).

(4)

أبو المبارك؛ قال عنه أبو حاتم: هو شبه مجهول. "الجرح والتعديل"(9/ 446 رقم 2261)، وقال الترمذي: مجهول. "جامع الترمذي": بعد حديث (2918)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 666)، وقال ابن حجر: مجهول. "التقريب"(8338).

والإسناد ضعيفٌ.

(5)

"الدعاء"(ص 1466 رقم 1425) حدثنا عبد الله بن سعد بن يحيى الرقي، حدثنا أبو فروة يزيد بن محمد بن سنان الرهاوي به.

عبد الله بن سعد بن يحيى أبو محمد الرقي؛ ترجم له ابن ماكولا في "الإكمال"(7/ 184)، والسمعاني في "الأنساب"(5/ 62) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.

ص: 501

ابن يزيدَ بن سِنانٍ الرُّهَاويِّ

(1)

، حدثني أبي

(2)

، عن أبيه -هو يزيدُ بن سِنانٍ- عن عطاء، بدونِ واسطةٍ بين يزيدَ وعطاء، وبدونِ قولِ أبي سعيدٍ، وبلفظ:"وتَوَفَّني".

ويزيدُ بن سِنانٍ: ضعيفٌ عندهم، لكنْ قد رواه الطبراني

(3)

أيضًا مِنْ جهةِ خالدِ بن يَزيدَ بن أبي مالكٍ، عن أبيهِ، عن عطاءٍ بلفظ:"اللَّهمَّ تَوفَّني إليكَ فقيرًا، ولا تَوَفَّني غَنِيًّا، واحشُرْني في زُمرَةِ المَساكين يومَ القِيامَةِ".

وخالدٌ الأكثرُ على تضعيفِهِ

(4)

، وكأنَّ الحاكمَ اعتَمَدَ توثيقَه، فإنه قد أخرَجَ هذا الحديثَ مِنْ جِهتِهِ في الرِّقاقِ مِنْ مستدركه

(5)

بزيادة: "وإنَّ أشْقَى الأشقياءِ مَن اجتَمَعَ عليه فقرُ الدنيا وعذابُ الآخرة" وقال: صحيحُ الإسنادِ ولم يخرجاه.

وكذا رواه البيهقي في "الشعب"

(6)

بلفظ: "يا أيها الناسُ لا يَحمِلنَّكم العُسْرُ على أنْ تَطلبُوا الرِّزقَ مِنْ غيرِ حِلِّه، فإني سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول" وذكره بالزيادة.

(1)

أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الجزري، ذكره في "الثقات"(9/ 276).

(2)

أبوه: محمد بن يزيد بن سنان الرُّهاوي أبو عبد الله الجزري، قال أبو حاتم: ليس بالمَتين، هو أشد غَفْلةً مِنْ أبيه، مع أنه كان رجلًا صالحًا لم يكن مِنْ أحْلاسِ الحديثِ، صدوقٌ وكانَ يَرجِعُ إلى سِتْرٍ وصلاحٍ، وكان النُّفَيليُّ يَرضاهُ. "الجرح والتعديل"(8/ 127 رقم 574)، وقال ابن حجر: ليس بالقوي. "التقريب"(6399). فالإسناد أيضًا ضعيف.

(3)

"الدعاء"(ص 1467 رقم 1426) من طريق خالد بن يزيد بن أبي مالك به.

(4)

خالد بن يزيد بن أبي مالك؛ ضعيف وقد تقدمت ترجمته في الحديث (80).

فالإسناد ضعيفٌ بسببه.

(5)

"المستدرك"(4/ 322) من طريق خالد به، وقال: صحيح الإسناد ولم يُخرجاه ووافقه الذهبي.

(6)

"شعب الإيمان"(13/ 105 رقم 10024) من طريق سليمان حدثنا خالد بن يزيد به.

وسليمان؛ هو: ابن عبد الرحمن بن بنت شرحبيل؛ صدوقٌ يُخطئ. كما تقدم في الحديث (10).

ص: 502

وهو عند أبي الشيخ

(1)

، ومِنْ جِهتِهِ الدَّيلميُّ

(2)

بدونِ قولِ أبي سعيد.

وله شواهدٌ؛ فرواه الترمذيُّ في الزُّهدِ مِنْ جامِعِهِ

(3)

، والبيهقيُّ في "الشعب"

(4)

مِنْ حديثِ ثابتِ بن محمدٍ العابِدِ الكوفيِّ

(5)

، حدثنا الحارثُ بن النُّعمانَ الليثيُّ، عن أنسٍ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهمَّ أحْيني مِسْكينًا، وأمِتْني مِسْكينًا، واحْشُرْني في زُمْرَةِ المساكين يومَ القيامةِ" فقالت عائشةُ: لِمَ يا رسولَ الله؟ قال: "إنهم يدخلون الجنةَ قبلَ أغنيائِهِم بأربعينَ خَريفًا، يا عائشةُ لا تَرُدِّي المِسكينَ ولو بشِقِّ تمرةٍ، يا عائشةُ أحِبِّي المساكينَ وقَرِّبيهم، فإنَّ الله يُقَرِّبُكِ يومَ القيامةِ" وقال: إنه غريبٌ. انتهى.

والحارثُ؛ قال البخاري

(6)

، وغيرُه

(7)

: إنه منكرُ الحديثِ، وتردَّدَ فيه ابنُ حِبَّانَ؛ فَذَكَرَه في "الثقات"

(8)

، وفي "الضعفاء"

(9)

.

(1)

لم أجده في كتب أبي الشيخ المطبوعة.

(2)

كما في "الغرائب الملتقطة" أخبرنا أبو الشيخ. . . فذكره مِنْ طريقِ سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا خالد بن يزيد به.

(3)

"جامع الترمذي"(الزهد، باب ما جاء أنَّ فقراءَ المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم رقم 2352) من طريق ثابت بن محمد العابد به. فذكره وقال: حديثٌ غريب.

(4)

"شعب الإيمان"(3/ 50 رقم 1380)، و (13/ 105 رقم 10025)، وفي "السنن الكبرى"(7/ 12) من طريق ثابت بن محمد العابد الزاهد به.

(5)

ثابت بن محمد العابد أبو محمد، ويقال: أبو إسماعيل، قال أبو حاتم: صدوق.

"الجرح والتعديل"(2/ 457 رقم 1848)، وقال ابن عدي: هو عندي ممن لا يتعمَّد الكذب، ولعله يخطئ. . وفي أحاديثه يشتبه عليه؛ فيرويه حسب ما يستحسنه، والزُّهَّاد والصالحون كثيرًا ما يشتبه عليهم فيروونها على حسن نياتهم. "الكامل"(2/ 97)، وقال ابن حجر: صدوق زاهد يخطئ في أحاديث. . خ ت. "التقريب"(829).

(6)

نقله العقيلي في "الضعفاء"(1/ 214 رقم 261).

(7)

قال ذلك الأزدي والعقيلي، كما في "تهذيب التهذيب"(2/ 139)، وقال أبو حاتم: ليس بقوي الحديث. "الجرح والتعديل"(3/ 91 رقم 425).

(8)

"الثقات"(6/ 171).

(9)

عزاه له الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب"(2/ 139)، ولم أجده في "المجروحين".

والإسناد ضعيفٌ بسبب الحارث بن النعمان.

ص: 503

ورواه الطبراني في "الدعاء"

(1)

مِنْ حديثِ بقيةَ بن الوليدِ، حدثنا الهِقْلُ ابن زيادٍ، عن عُبيدِ

(2)

بن زيادٍ: سمعتُ جُنادةَ بن أبي أمية يقول: حدثنا عُبادةُ بن الصامِتِ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "اللَّهمَّ أحْيِني مِسْكينًا، وتوفَّني

(3)

مِسْكينًا، واحْشُرْني في زُمرَةِ المساكين".

ورجاله موثوقون، وبقيَّة قد صرَّحَ بالتحديثِ، ومع وجودِ هذه الطريقِ وغيرِها مما تقدَّمَ: لا يَحسُنُ الحكمُ عليه بالوَضعِ

(4)

، لا سيما وفي الباب عن أبي قتادةَ

(5)

.

(1)

"الدعاء"(ص 1467 رقم 1427) من طريق بقية بن الوليد به.

ومن طريقه الضياء في "المختارة"(8/ 271 رقم 332، 333).

ووقع عنده التصريح بالسماع في كافة طبقات الإسناد فانتفى احتمال تدليس التسوية.

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(38/ 193 - 194) من طريق بقية به.

ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 12) من طريق موسى بن محمد مولى عثمان ابن عفان قال: حدثنا هِقْل بن زياد أخبرنا عبيد الله (كذا وقع عنده) ابن زياد، حدثنا جُنادة به.

فهذه متابعة لبقية، لكنَّ موسى بن محمد لم أجد له ترجمة. وكذا قال الألباني: لم أجد له ترجمة. "إرواء الغليل"(3/ 362) فيكون الإسناد ضعيفًا بسببه، والله أعلم.

(2)

في "م" و"د": (عبيد الله بن زياد).

وعُبيد بن زياد الأوزاعي؛ قال أبو سعد السكوني:

شامي عزيز الحديث، وقيل: إنه ثقة. وقال محمد بن يوسف بن بشر الهروي: أخبرني محمد بن عوف الطائي قال: سألتُ عنه بدمشق فلم يعرفوه، قلت له: فالحديث الذي رُوي هو منكر؟ قال لي: لا، ما هو منكر، ما ينكر النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يكون قال:"اللهم أمتني مسكينًا". "تاريخ دمشق"(38/ 194)، وقال الهيثمي: لم أعرفه. "المجمع"(10/ 463).

(3)

في "ز": (وأمتني).

(4)

أورده ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 381 - 382).

وقال ابن الملقن: وغلا ابن الجوزي فذكر حديث أبي سعيد هذا وحديث أنس السالف في "موضوعاته". والحقُّ أنْ يُذكر في الأحاديث الضعيفة. "البدر المنير"(7/ 368).

وقال ابن حجر: تنبيه: أسرف ابنُ الجوزي فذكر هذا الحديث في الموضوعات، وكأنه أقدم عليه لما رآه مباينًا للحال التي مات عليها النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه كان مكفيًّا. وقال البيهقي: ووجهه عندي: أنه لم يسأل حالَ المسكنة التي يرجع معناها إلى القلة، وإنما سألَ المسكنةَ التي يرجعُ معناها إلى الإخبات والتواضع. . "التلخيص الحبير"(3/ 234).

(5)

لم يتبيَّن لي حديثه.

ص: 504

‌170 - حديث: "اللَّهمَّ أعزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذَين الرَّجلَين إليكَ؛ بأبي جَهْلٍ، أو بعُمرَ بن الخطابِ".

أحمدُ في مسنده

(1)

، والترمذيُّ في جامعه

(2)

، وابنُ سعدٍ في "الطبقات"

(3)

، والبيهقيُّ في "الدلائل"

(4)

؛ كلهم مِنْ جِهةِ خَارِجةَ بن عبدِ الله ابن سليمانَ بن زيدِ بن ثابتٍ

(5)

، عن نافعٍ عن ابنِ عُمَرَ مرفوعًا به، وقال الترمذيُّ: إنه حسنٌ صحيحٌ غريبٌ مِنْ حديثِ ابنِ عُمرَ.

وصححه ابنُ حبان

(6)

.

وقد أخرجه أبو نعيم في "الحلية"

(7)

مِنْ حديثِ مُبَشِّرِ بن إسماعيلَ الحلبي، عن نَوفَلِ بن أبي الفُرَاتِ الحلبي، عن عُمَرَ -هو ابنُ عبدِ العزيز- عن سالم، عن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللَّهمَّ أعزَّ الإسلامَ بأحبِّ الرَّجلَينِ إليك: عُمَرَ أو بأبي جَهْلٍ".

(1)

"مسند أحمد"(9/ 506 رقم 5696) من طريق خارجة بن عبد الله به.

(2)

"جامع الترمذي"(المناقب، باب في مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه رقم 3681).

(3)

"الطبقات الكبرى"(3/ 267) من طريق خارجة به.

(4)

"دلائل النبوة"(2/ 215 - 216) من طريق خارجة به.

(5)

خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت أبو زيد الأنصاري، قال الترمذي -في الموضع السابق-: ثقة. وقال أحمد: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: شيخ حديثه صالح. "الجرح والتعديل"(3/ 374 رقم 1710)، وضعَّفه الدارقطني، كما في "الضعفاء والمتروكون"(رقم 207)، وقال ابن معين وابن عدي: لا بأس به. "الكامل"(3/ 52)، وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. "التقريب"(1611).

وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، لكنه ضعيفٌ بسبب خارجة، والله أعلم.

(6)

"صحيح ابن حبان"(15/ 305 رقم 6881)، ورواه عبد بن حُميد في "المنتخب"(ص 245 رقم 759) من طريق خارجة بن عبد الله به.

(7)

"حلية الأولياء"(5/ 361) من طريق محمد بن سهل أبي عبد الله، حدثنا مُضارِبُ ابن بديل، حدثني أبي، حدثنا مُبَشِّرُ بن إسماعيل به فذكره وقال: غريبٌ من حديث عمر، لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

ومحمدُ بن سهلِ بن عبد الرحمن أبو عبد الله العطار مولى بني أسد؛ قال الدارقطني والحسن بن محمد الخلال: كان ممن يضع الحديث. "تاريخ بغداد"(3/ 257 رقم 853). فالإسناد ساقط بسببه.

ص: 505

وللترمذيِّ

(1)

مِنْ حديثِ النَّضرِ أبي عُمَرَ

(2)

، عن عِكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ بأبي جَهْلِ بن هشامٍ أو بعُمَرَ" قال: فأصبَحَ فغَدَا عُمَرُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فأسلم.

وقال: غريبٌ مِنْ هذا الوجهِ، وقد تكلَّمَ بعضُهُم في النَّضْرِ، وهو يَروي مناكيرَ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ.

وللحاكم في صحيحه

(3)

مِنْ حديثِ يحيى بن زكريا بن أبي زائدَةَ، عن مُجَالِدِ بن سعيدٍ

(4)

، عن الشعبيِّ، عن مسروقٍ، عن ابنِ مسعودٍ مرفوعًا:"اللَّهمَّ أيِّد الإسلامَ بعُمَرَ بن الخطابِ، أو بأبي جَهْلِ بن هشامٍ".

فجَعَلَ الله دعوةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لعُمَرَ، فبَنَى عليه ملَكَ الإسلامِ وهَدَمَ الأوثانَ به.

(1)

"جامع الترمذي"(المناقب، باب في مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه رقم 3683) من طريق النضر أبي عمر به فذكره وقال: حديثٌ غريب من هذا الوجه وقد تكلَّم بعضهم. ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 255 رقم 11657).

(2)

النضر أبو عمر؛ هو: ابن عبد الرحمن الخزاز -بمعجمات-، قال أحمد: ليس بشيء ضعيف الحديث، وقال يحيى بن معين: لا يحلُّ لأحدٍ أن يروي عنه، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: ليِّن الحديث. "الجرح والتعديل"(8/ 475 رقم 2181).

وقال ابن حجر: متروك. "التقريب"(7144) فالإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببه.

(3)

"المستدرك"(3/ 83) من طريق عمر بن محمد الأسدي، حدثنا أبي، حدثنا يحيى ابن زكريا بن أبي زائدة به. وسكت عنه الذهبي.

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 196 رقم 10314) من طريق عمر ابن محمد بن الحسن الأسدي، حدثنا أبي، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة به.

وعمر بن محمد بن الحسن الأسدي الكوفي يعرف بابن التل؛ قال أبو حاتم: محله الصدق. "الجرح والتعديل"(6/ 132 رقم 725)، وقال ابن حجر: صدوق ربما وهم. "التقريب"(4964).

وأبوه: محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي الكوفي، لقبه التل -بفتح المثناة وتشديد اللام-، قال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: شيخ. "الجرح والتعديل"(7/ 225 رقم 1249)، وقال ابن حجر: صدوق فيه لين. "التقريب"(5816).

(4)

مُجالد بن سعيد؛ ضعيفٌ، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (51).

فالإسناد ضعيف.

ص: 506

وقال: إنَّ مُجالِدًا تفرَّدَ به عن الشعبيِّ.

وللبيهقي في "الدلائل"

(1)

من حديث إسحاق بن إبراهيم الحُنَيْني

(2)

، قال: ذَكَرَ

(3)

أسامةُ بن زيدِ بن أسلَمَ

(4)

، عن أبيه، عن جدِّه قال: قال لنا عُمَرُ: "أتُحِبُّون أنْ أُعْلِمَكُم كيف كان إسلامي، فذكر القصة وفيها: أنه جاءَ بيتَه، وكان فيه أختُه وزوجُها ومعه آخران، فاختَفُوا في البيتِ إلا أخته، فلمَّا أسلَمَ خَرَجُوا إليه مُتَبَادِرينَ، وكبَّروا وقالوا: أبشِر يا ابنَ الخطاب، فإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم دعا يومَ الاثنين فقال: "اللَّهمَّ أعِزَّ دينَك بأحبِّ الرَّجلَينِ إليك؛ إما أبو جَهْلِ بن هشام، وإما عُمَرُ بن الخطاب"، وإنا نرجُو أنْ تكونَ دعوةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لك فأبشر". وذكر تمام القصة.

ومِنْ حديثِ إسحاقَ بن يوسفَ الأزرقِ، حدثنا القاسمُ بن عثمانَ البصري

(5)

، عن أنسٍ نحوه، وأنه كان في البيتِ أختُه وزوجُها ورجلٌ مِن المُهاجرين -وهو خَبَّابٌ- وأنه تَوَارَى منه، فلمَّا عَلِمَ بإسلامِهِ ظَهَرَ وقال: أبشِرْ يا عُمَرُ، فإني أرْجُو أنْ تكونَ دعوةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لك ليلة الخميس: "اللهمَّ

(1)

"دلائل النبوة"(2/ 216) من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنيني به.

(2)

إسحاق بن إبراهيم الحُنَيني -بضم المهملة ونونين مصغر- أبو يعقوب المدني؛ قال البخاري: في حديثه نظر. "التاريخ الكبير"(1/ 379)، وقال ابن حجر: ضعيف. "التقريب"(337).

(3)

كذا في سائر النسخ المعتمدة، ووقع في "الدلائل":(ذكره)، والصواب ما هو مُثبت.

(4)

أسامة بن زيد بن أسلم العدوي مولاهم المدني، قال البخاري: قال لي علي ابن المديني: ثقة وأثنى عليه خيرًا. "التاريخ الكبير"(2/ 23 رقم 1561)، وقال أحمد: منكر الحديث ضعيف، وقال يحيى بن معين: ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(2/ 285 رقم 1032)، وقال ابن عدي: لم أجد لأسامة بن زيد حديثًا منكرًا جدًّا لا إسنادًا ولا متنًا، وأرجو أنه صالح. "الكامل"(1/ 397)، وقال ابن حجر: ضعيف من قبل حفظه. . "التقريب"(315).

وإسناد القصة ضعيفٌ بسبب إسحاق وأسامة بن زيد.

(5)

القاسم بن عثمان البصري؛ فيه ضعف كما تقدَّم في الحديث (72)، وقال الذهبي: حدَث عنه إسحاق الأزرق بمتنٍ محفوظ وبقصة إسلام عمر، وهي منكرة جدًّا. "الميزان"(3/ 375).

ص: 507

أعِزَّ الإسلامَ بعمرَ بن الخطابِ، أو بعَمرِو

(1)

بن هشامٍ" الحديث

(2)

.

وللبغوي في "معجم الصحابة"

(3)

مِنْ طريقِ الضحاكِ البناني

(4)

، عن ربيعةَ السَّعدي

(5)

رفعه: "اللَّهمَّ أعِزَّ الدِّينَ بأبي جَهْلِ بن هشامٍ، أو بعُمَرَ بن الخطابِ".

ولابنِ سَعْدٍ في "الطبقات"

(6)

مِنْ حديثِ عبدِ الرحمن بن خَوْلَةَ

(7)

، عن

(1)

في "ز": (أو بعمر)، والصواب ما هو مثبت.

(2)

"دلائل النبوة"(2/ 219) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق به.

ورواه البزار في مسنده (6/ 57 رقم 2119) من طريق إسحاق بن يوسف، قال: حدثنا القاسم بن عثمان، عن أنس بن مالك، عن خباب بن الأرت مرفوعًا بلفظ الترجمة فذكره وقال: ولا نعلم روى أنس بن مالك، عن خباب إلا هذا الحديث، ولا له إسنادًا عن أنس إلا هذا الإسناد.

(3)

"معجم الصحابة"(2/ 388 رقم 756) عن إسماعيل بن أبان، عن عطية بن يعلى قال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد -من ولد أبي هريرة- عن الضحاك البناني به.

إسماعيل بن أبان أبو إسحاق الغنوي الكوفي؛ قال أحمد: حدَّث بأحاديث في الخضرة أحاديث موضوعة. . . فتركناه. "العلل ومعرفة الرجال"(3/ 211 رقم 4912)، وقال أبو حاتم: متروك الحديث كان كذابًا. "الجرح والتعديل"(2/ 160 رقم 537).

وعطية بن يعلى، قال الذهبي: شيخٌ لإسماعيل بن أبان، ضعَّفه الأزدي. "الميزان"(3/ 80).

وعبد الرحمن بن يزيد هذا لم أقف له على ترجمة.

(4)

الضحَّاك البناني؛ لم أجد له ترجمة.

والإسناد ضعيفٌ جدًّا، مسلسلٌ بالضعفاء والمجاهيل.

(5)

ذكره البغوي في المصدر السابق في الصحابة.

(6)

"الطبقات الكبرى"(3/ 267) من طريق عبد الرحمن بن حرملة به.

(7)

كذا في سائر النسخ المعتمدة، والصواب:(حرملة)، كما في "الطبقات"، ومصادر الترجمة؛ فإنَّ عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي المدني هو الذي يروي عن سعيد ابن المسيب، كما في مصادر ترجمته. وقد ضعَّفه يحيى القطان، وقال يحيى ابن معين: صالح، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يحتج به. "الجرح والتعديل"(5/ 223)، وقال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ. "التقريب"(3840).

فالإسناد ضعيفٌ بسببه.

ص: 508

سعيدِ بن المُسيّبِ قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى عمرَ بن الخطابِ أو أبا جَهْلِ بن هشامٍ قال: "اللَّهمَّ اشدُدْ دِينَكَ بأحبِّهما إليكَ، فشَدَّدَ دِينَه بعمرَ ابن الخطاب".

ومِنْ حديثِ داودَ بن الحُصَينِ والزُّهريِّ قالا: أسْلَمَ عُمرُ بعدَ أنْ دَخَلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم دارَ الأرْقَمِ، وبعدَ أربعينَ أو نَيِّفٍ وأربعين بينَ رجالٍ ونساءٍ قد أسْلَمُوا قبْلَه، وقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال بالأمس:"اللَّهمَّ أيِّد الإسلامَ بأحبِّ الرجلَينِ إليك؛ عُمَرَ بن الخطابِ أو عَمرو بن هشامٍ"، فلمَّا أسلَمَ عُمَرُ، نَزَلَ جبريلُ عليه السلام، فقال: يا محمد، استَبْشَرَ أهلُ السَّماءِ بإسلامِ عُمَرَ

(1)

.

وللحاكم في مستدركه

(2)

من حديثِ شَبَابةَ بن سوَّار، وسعيد بن سليمان؛ كلاهما -واللفظ لأولهما- عن المبارك بن فضالة

(3)

، عن عُبَيدِ الله بن عُمَرَ، عن نافعٍ، عن ابنِ عُمَرَ، عن ابنِ عباسٍ رفعه:"اللَّهمَّ أيِّد الإسلامَ بعُمَرَ ابن الخطاب".

ولفظُ الآخر

(4)

: "اللَّهمَّ أعِزَّ الإسلامَ بعُمَرَ".

(1)

رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(3/ 269) قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، قال: وحدثني معمر عن الزهري به.

ومحمد بن عمر بن واقد الأسلمي الواقدي المدني القاضي؛ متروك مع سعة علمه من التاسعة. "التقريب"(6175)

وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي الأنصاري، قال أحمد: ثقة، وقال يحيى بن معين: صالح، وقال أبو حاتم: شيخٌ ليس بقوي، يُكتب حديثه ولا يُحتجُّ به، منكر الحديث. "الجرح والتعديل"(2/ 83 رقم 196)، وقال ابن حجر: ضعيف. "التقريب"(146).

فالإسناد ضعيف جدًّا وهو مرسل، كما هو ظاهر.

(2)

"المستدرك"(3/ 83) من طريق شَبَابة بن سوَّار وسعيد بن سليمان به.

وليس في حديث شبابة ذكر ابن عباس.

(3)

المبارك بن فضالة؛ صدوق يُدلِّس ويُسوِّي، كما سبق في الحديث (41) وقد عنعن.

(4)

أي: لفظ سعيد بن سليمان.

ص: 509

وقال: إنه صحيحُ الإسنادِ ولم يُخرجاه

(1)

.

ثم ساقَ

(2)

له شاهدًا مِنْ حديثِ المَاجِشُونَ بن أبي سَلَمَة

(3)

، عن هشامِ بن عُروَةَ، عن أبيه عن عائشةَ: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللَّهمَّ أعِزَّ الإسلامَ بعُمَرَ بن الخطابِ خاصَّةً".

وقال: إنه صحيحٌ على شرطِ الشيخينِ ولم يُخرجاه.

وكذا وقع عنده المَاجِشُون، عن هشام.

وقد رواه ابنُ ماجه في سُنَنه

(4)

، وابنُ حِبَّانَ في صحيحه

(5)

؛ كلاهما مِنْ حديثِ (عبدِ الملكِ بن المَاجِشُونَ

(6)

، حدَّثني مسلمُ بن خالِدٍ الزِّنْجي

(7)

، عن هشامٍ به.

(1)

لكنَّ الإسناد فيه عنعنة مبارك بن فضالة، إلا أنه يتقوَّى بما قبله وما بعده من متابعات وشواهد، فيكون حسنًا لغيره، والله أعلم.

(2)

"المستدرك"(3/ 83) فقال: وقد صحَّ شاهده عن عائشة، ثم ساقه من طريق عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، حدثنا الماجشون بن أبي سلمة به. وعنه البيهقي في "السنن الكبرى"(6/ 370).

وعبد العزيز بن عبد الله بن يحيى الأويسي القرشي العامري؛ قال أبو حاتم: صدوق.

"الجرح والتعديل"(5/ 387 رقم 1804)، وقال الذهبي: ثقة مشهور قال أبو داود: ضعيف، وقال أيضًا: ثقة. "المغني في الضعفاء"(2/ 398).

(3)

عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجِشُون -بكسر الجيم بعدها معجمة مضمومة- المدني؛ ثقة فقيه مصنف من السابعة. . . ع "التقريب"(4104).

فهو الذي يروي عن هشام بن عروة ويروي عنه عبد العزيز الأويسي، كما في "تهذيب الكمال"(18/ 153) فرجال الإسناد ثقات، والله أعلم.

(4)

"سنن ابن ماجه"(الإيمان وفضائل الصحابة والعلم، فضل عمر رضي الله عنه رقم 105) من طريق عبد الملك بن الماجشون به.

(5)

"صحيح ابن حبان"(15/ 306 رقم 6882).

(6)

عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون أبو مروان المدني الفقيه؛ قال أبو داود السجستاني: لا يعقل الحديث. "تهذيب الكمال"(18/ 360)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 389)، وقال ابن حجر: صدوقٌ له أغلاط في الحديث. "التقريب"(4195).

(7)

مسلم بن خالد الزنجي؛ فيه ضعفٌ، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (164).

والإسناد ضعيفٌ بسبب عبد الملك الماجشون، ومسلم بن خالد.

ص: 510

ولابنِ سعدٍ

(1)

مِنْ حديثِ)

(2)

أشعثَ

(3)

، عن الحسنِ رفَعَه مُرسلًا:"اللَّهمَّ أعِزَّ الدِّينَ بعُمَرَ".

في طرقٍ سِوى هذه.

وما زَعَمَه أبو بكرٍ التاريخيُّ

(4)

مِنْ نَقْلِهِ عن عِكرمَةَ أنه سُئِلَ عن قولِهِ: "اللهمَّ أيِّد الإسلامَ" فقال: مَعَاذَ الله! دِينُ الإسلامِ أعَزُّ مِنْ ذلك، ولكنه قال:"اللَّهمَّ أعِزَّ عُمرَ بالدِّينِ، أو أبا جَهْلٍ"، فأحْسِبُه غَيرُ صحيحٍ.

‌171 - حديث: "اللَّهمَّ أعِنِّي على ديني بدُنْيَاي، وعلى آخرتي بتَقْوَاي".

الطبراني في "الدعاء"

(5)

مِنْ حديثِ عبدِ الله بن عبدِ الرحمن بن إبراهيمَ المَدَني

(6)

، حدثنا أبي، عن محمدِ بن المُنكَدِر، عن جابرٍ مرفوعًا به في حديثٍ.

(1)

"الطبقات الكبرى"(3/ 267) من طريق أشعث بن سوار به.

(2)

ما بين قوسين ساقط من "ز".

(3)

أشعث بن سوار الكِندي الأثرم، قال عمرو بن علي: كان يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي لا يحدثان عن أشعث بن سوار ورأيتُ عبد الرحمن بن مهدي يخطُّ على حديثه، وقال أبو زرعة: ليِّن. "الجرح والتعديل"(2/ 271 رقم 978)، وقال ابن حجر: ضعيف. "التقريب"(524).

فالإسناد ضعيفٌ مع كونه مرسلًا.

(4)

قال السمعاني: التاريخي. . . هذه النسبة إلى التاريخ، واشتهر بهذه النسبة أبو بكر محمد بن عبد الملك التاريخي السراج من أهل بغداد. . . كان فاضلًا أديبًا حسنَ الأخبار مليح الروايات. . . ولُقِّبَ بالتاريخي لأنه كان يعني بالتواريخ وجمعها. "الأنساب" للسمعاني (1/ 442).

(5)

"الدعاء"(ص 1476 رقم 1449) من طريق الحسن بن يحيى الأرزي، حدثنا عبد الله ابن عبد الرحمن بن إبراهيم المدني به. والحسن بن يحيى الأرزي؛ لم أقف على ترجمته.

(6)

عبد الله بن عبد الرحمن المدني الكِرماني؛ قال ابن حجر: لا يُعرف. وكان قد قال قبل ذلك في ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن المسمعي: وأنا أظن أنه ولد عبد الرحمن بن إبراهيم المدني نزيل كرمان الآتي ذكره، فقد أخرج الطبراني في "الدعاء" من طريق إبراهيم بن محمد، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم عن أبيه عن ابن المنكدر حديثًا منكرًا. "لسان الميزان"(4/ 515 - 516).

ص: 511

وعبدُ الرحمن المدنيُّ: هو القاصُّ، ضَعَّفه الدَّارقطنيُّ

(1)

، وغيرُه

(2)

.

وأخرجه الدَّيلميُّ

(3)

مُسلسلًا

(4)

مِنْ جهةِ عليِّ بن أميةَ

(5)

وموسى

(1)

"سنن الدارقطني"(الصيام، باب قضاء الصوم 3/ 169): بعد حديث (2312).

(2)

قال أبو حاتم: ليس بالقوي. "الجرح والتعديل"(5/ 211 رقم 997)، وقال أبو داود: هو عندي منكر الحديث. "سؤالات أبي عبيد"(1/ 387 رقم 732)، وقال النسائي: ليس بالقوي. "الكامل"(4/ 309).

لكن قال أحمد: ليس به بأس، وقال أبو زرعة: لا بأس به، أحاديثه مستقيمة.

"الجرح والتعديل"(5/ 211 رقم 997)، وقال ابن عدي: لم يتبين في حديثه ورواياته حديث منكر فأذكره. "الكامل"(4/ 309)، وقال عباس الدوري عن ابن معين: ثقة. "التاريخ؛ رواية الدوري"(4/ 174 رقم 3799)، وقال عباس عنه أيضًا: ليس بشيءٍ. "الكامل"(4/ 309). فيُحمل قوله: "ليس بشيءٍ" على قلة حديثه، كما بيَّن المعلمي في "التنكيل"(1/ 55).

(3)

"الغرائب الملتقطة" من طريق أبي سعيد العدوي حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا علي بن أبي أمية، ومن طريق أبي صالح المؤدب، حدثنا السّلمي، حدثنا علي بن الحسن بن أحمد القطان، حدثنا علي بن أحمد المحتسب، حدثنا محمد بن هارون الهاشمي، حدثنا محمد بن أحمد القيسي حدثنا موسى ابن سهل -واللفظ له-، كلاهما عن الربيع به مطولًا.

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(18/ 86) من طريق أبي عصمة نوح بن نصر الفرغاني من لفظه ببغداد، أخبرنا أبو بكر محمد بن الفضل بن محمد بن جعفر المفسر البلخي ببلخ، حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن القطان البلخي به.

وأبو سعيد العدوي؛ هو: الحسن بن علي بن صالح البصري، قال ابن عدي: يضع الحديث ويسرق الحديث، ويلزقه على قوم آخرين، ويحدث عن قوم لا يعرفون، وهو متهم فيهم، إن الله لم يخلقهم. . . وللعدوي على أهل البيت أحاديث قد وضعها غير ما ذكرت وعامة ما حدَّث به العدوي إلا القليل موضوعات، وكنا نتهمه، بل نتيقَّنه أنه هو الذي وضعها على أهل البيت وغيرهم. "الكامل"(2/ 338 - 343). فإسناد الديلمي ساقط بسبب أبي سعيد العدوي.

وأبو عصمة نوح بن نصر الفرغاني، قال ابن النجار: صاحب مناكير وغرائب. "الميزان"(4/ 280)، فإسناد ابن عساكر ضعيف جدًّا بسبب أبي عصمة.

(4)

وذلك أنَّ كلَّ راوٍ في الإسناد قال: وكتبته عن -ويذكر اسم شيخه- وها هو ذا رقعةٌ في جيبي.

(5)

كذا في جميع النسخ المعتمدة، ووقع في "الغرائب الملتقطة": علي بن أبي أمية.

وقد ترجم الخطيب في "تاريخ بغداد"(13/ 267 رقم 6151) لعلي بن أمية =

ص: 512

ابن سَهْلٍ؛ كلاهما عن الربيع

(1)

حاجِبِ المَنصورِ، عن جعفرِ بن محمدٍ الصَّادِقِ، حدثني أبي، عن أبيه، عن جدِّه عليٍّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا حَزَبَهُ أمرٌ دعا بهذا الدُّعاءِ، وذَكَرَه وفيه:"اللهمَّ أعِنِّي على دِيني بالدُّنيا، وعلى آخِرَتي بالتَّقوى"، وسَنَدُه أضْعَفُ مِنَ الذَّي قَبْلَه.

‌172 - حديث: "اللَّهمَّ إنَّكَ أخْرَجْتَني مِنْ أحبِّ البِقاعِ إليَّ، فأسْكِنِّي أحَبَّ البِلادِ إليك"

فأسْكَنَه اللهُ المدينةَ.

الحاكمُ في الهِجرةِ مِنْ مستدركه

(2)

، وأبو سعدٍ في "شرف المُصطفى"

(3)

مِنْ حديثِ الحسنِ بن سفيان، عن أبي موسى

(4)

الأنصاري، عن سعدِ ابن سعيدٍ المَقْبُري

(5)

، حدثني أخي -هو عبد الله- عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا به.

= ابن أبي أمية الكاتب، وقال: وكان شاعرًا أيضًا إلا أن شِعْره قليل، وغير مشهور.

(1)

الربيع بن يونس أبو الفضل حاجب المنصور، توفي سنة (170 هـ)، ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد"(9/ 403 - 404)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

(2)

"المستدرك"(الهجرة 3/ 3). وعنه البيهقي في "دلائل النبوة"(2/ 519).

(3)

"شرف المصطفى"(2/ 408 رقم 597).

(4)

كذا في سائر النسخ المعتمدة و"دلائل النبوة"، ووقع في "المستدرك":(عن موسى الأنصاري)، والصواب ما هو مُثبت، وأبو موسى الأنصاري؛ هو: إسحاق ابن موسى بن عبد الله الخطمي المدني، قاضي نيسابور؛ ثقة متقن من العاشرة. "التقريب"(386)، وهو يروي عن سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، كما في "تهذيب الكمال"(10/ 261).

(5)

سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري أبو سهل المدني؛ قال أبو حاتم: هو في نفسه مستقيم، وبليَّته أنه يحدِّث عن أخيه عبد الله بن سعيد. وعبد الله بن سعيد ضعيف الحديث، ولا يحدِّث عن غيره، فلا أدري منه أو من أخيه؟ "الجرح والتعديل"(4/ 85)، وقال ابن حبان: يروي عن أخيه وأبيه عن جده بصحيفة لا تشبه حديث أبي هريرة، يَتَخَايَلُ إلى المستمع لها أنها موضوعة أو مقلوبة أو موهومة، لا يحلُّ الاحتجاج بخبره. "المجروحين" (1/ 357). وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ، ولم أرَ للمتقدمين فيه كلامًا، إلا أني ذكرته لأبيَّن أنَّ رواياته عن أخيه عن أبيه عن أبي هريرة عامتها لا يتابعه أحدٌ عليها. "الكامل"(3/ 355)، وقال الحافظ: لين الحديث. "التقريب"(2236).

ص: 513

وقال الحاكمُ عَقِبَه: رُواتُه مدنيُّونَ مِنْ بيتِ أبي سعيدٍ المَقْبُريِّ

(1)

. انتهى.

وعبدُ الله؛ ضعيفٌ جدًّا

(2)

، وهذا الحديثُ مِنْ مُنكراتِهِ؛ ولِذا قال ابنُ عبدِ البَرِّ: لا يَختَلِفُ أهلُ العِلمِ في نكارَتِهِ ووَضْعِهِ

(3)

.

وقال ابنُ حَزْمٍ: هو حديثٌ لا يُسنَدُ، وإنما هو مُرسلٌ مِنْ جهةِ محمدِ ابن الحسن بن زَبَالَةَ

(4)

، وهو هالِكٌ

(5)

.

‌173 - حديث: "اللَّهُمَّ بارِكْ لأمَّتي في بُكورِها".

الأربعة

(6)

وحسنه الترمذي، وصححه ابن حبان

(7)

مِنْ حديثِ صَخْرِ

(1)

وتعقَّبه الذهبي بقوله: لكنه موضوع، فقد ثبَتَ أنَّ أحبَّ البلادِ إلى الله مكة، وسعد ليس بثقة.

(2)

عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري أبو عباد الليثي مولاهم المدني؛ قال يحيى القطان: استَبَانَ لي كَذِبُه في مَجلسٍ. "التاريخ الكبير"(5/ 105)، وقال أحمد وعمرو بن علي: منكر الحديث متروك الحديث. "الجرح والتعديل"(5/ 71 رقم 336)، وقال ابن حجر: متروك. "التقريب"(3356).

(3)

"الاستذكار"(7/ 237)، وكان قد قال -بعد أنْ ذكرَ حديثَ:"والله إنكِ لخير أرض الله وأحبُّ أرض الله إليَّ، ولولا أنَّ أهلكَ أخرجوني منك ما خرجت"-: هو حديثٌ حسنٌ صحيحٌ ثابتٌ عند جماعة أهل العلم بالحديث، ولم يأتِ عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجهٍ صحِيحٍ شيءٌ يُعارِضُهُ.

(4)

ابن زبالة؛ كذَّبه يحيى بن معين، كما تقدم في الحديث (87).

(5)

"المحلى"(7/ 286)، وليس فيه قوله:"وهو هالك"، فلعلها من قول المصنف، وإنما في "المحلى": وهذا موضوع.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: هذا حديثٌ باطلٌ كذب. "مجموع الفتاوى"(18/ 125).

(6)

"سنن أبي داود"(الجهاد، باب في الابتكار في السفر رقم 2606)، و"جامع الترمذي"(البيوع، باب ما جاء في التبكير في التجارة 1212)، و"سنن النسائي الكبرى"(السير، الوقت الذي يُستحبُّ فيه توجيه السِّريَّة 8/ 120 رقم 8782)، و"سنن ابن ماجه"(التجارات، باب ما يرجى من البركة في البُكُور رقم 2236) من طريق عمارة بن حديد، عن صخر الغامدي به.

وعمارة بن حديد البَجَلي -بفتح الموحدة والجيم- مجهول من الثالثة. "التقريب"(4841).

(7)

"صحيح ابن حبان"(11/ 62 رقم 4754، 4755). =

ص: 514

ابن وَدَاعَةَ الغامِدِيِّ

(1)

: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال. . . وذكره. وزاد: "وكان إذا بَعَثَ سريَّةً أو جيشًا بَعَثَهم أولَ النهار".

قال: وكان صَخْرٌ تاجرًا، فكان يَبعثُ في تجارَتِهِ مِنْ أولِ النهارِ، فأثْرَى وكَثُرَ مالُهُ.

ولابنِ ماجَه

(2)

عن أبي هريرة.

والطبراني في "الأوسط"

(3)

عن عائشةَ مرفوعًا: "اللَّهمَّ بارِك لأمَّتي

= ورواه أيضًا البخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 310) من طريق عمارة به.

وإسناده ضعيف لحال عمارة، وقال أبو حاتم: لا أعلم في "اللهمَّ بارِكْ لأمَّتي في بُكُورِها" حديثًا صحيحًا، وفي حديثِ يَعْلَى فيه عَمارَةُ بن حديدٍ، وهو مجهول. "علل الحديث لابن أبي حاتم"(مسألة 2300).

(1)

صخرُ بن وَدَاعة -بفتح الواو- الغامدي -بالمعجمة- حجازي سكن الطائف؛ صحابيٌّ مُقِلٌّ، قال الأزدي: ما روى عنه إلا عمارة بن حديد. "الإصابة"(5/ 238)، و"التقريب"(2909).

(2)

"سنن ابن ماجه"(التجارات، باب ما يرجى من البركة في البُكُور رقم 2237) من طريق محمدِ بن ميمون المدني، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة به.

محمد بن ميمون المدني، قال ابن حجر: يحتمل أن يكون الذي قبله. "التقريب"(6347).

والذي قبله: محمد بن ميمون الزعفراني أبو النضر الكوفي؛ صدوقٌ له أوهام.

وعبد الرحمن بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان المدني، قال أحمد: مضطرب الحديث، وقال يحيى بن معين: لا يُحتجُّ بحديثه، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. "الجرح والتعديل"(5/ 252 رقم 1201)، وقال ابن حجر: صدوق تغيَّر حفظه لما قدم بغداد. "التقريب"(3861).

فالإسناد ضعيف بسبب ابن أبي الزناد والراوي عنه.

(3)

"المعجم الأوسط"(5/ 112 - 113 رقم 4829) من طريق عفَّان بن سيَّار الباهلي الجُرْجاني، عن خلف بن خليفة، عن مُحَارب بن دِثار، عن عائشة مرفوعًا به فذكره وقال: لم يرو هذا الحديث عن محارب إلا خلف بن خليفة، تفرَّد به عفَّان بن سيَّار. وعفان -بتشديد الفاء- ابن سيَّار -بمهملة ثم تحتانية ثقيلة- الباهلي أبو سعيد الجُرْجاني قاضيها، قال أبو حاتم: شيخ. "الجرح والتعديل"(7/ 30 رقم 166)، وقال العقيلي: ولا يتابع على رفع حديثه. "الضعفاء"(3/ 414)، وقال ابن حجر: صدوقٌ يهم من الثامنة. "التقريب"(4624). =

ص: 515

في بُكورها يومَ الخميس" ولفظُ الطبراني: "واجْعَلْه يومَ الخميسِ".

ولفظُه في روايةٍ

(1)

عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اغْدُوا في طَلَبِ العِلمِ، فإني سألتُ ربي أنْ يُبارِكَ لأمَّتي في بُكُورها ويَجعلَ ذلك يومَ الخميس".

ورواه البزارُ عن ابنِ عباسٍ

(2)

،. . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . .

= وخلَفُ بن خليفة بن صاعد الأشجعي مولاهم أبو أحمد، قال يحيى بن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صدوق. "الجرح والتعديل"(3/ 369 رقم 1681)، وقال أحمد: قد رأيتُ خلفَ بن خليفة وهو مفلوج سنة سبع وثمانين ومائة، وقد حُمِل وكان لا يفهم، فمن كتب عنه قديمًا فسماعه صحيح. "تهذيب التهذيب"(3/ 130)، وقال ابن حجر: صدوق اختلط في الآخر. . من الثامنة. "التقريب"(1731).

والظاهر أنَّ سماع عفَّان من خلف قديم، لأنهما من نفس الطبقة، وعلى كلِّ حال فالإسناد ضعيف بسبب عفان.

(1)

"المعجم الأوسط"(5/ 255 - 256 رقم 5244) من طريق محمد بن المغيرة الشهرزوري قال: حدثنا محمد بن أيوب بن سويد، عن أبيه، عن الأوزاعي، عن الزهري عن عروة عن عائشة به.

ومحمد بن المغيرة الشهرزوري؛ قال ابن عدي: يسرقُ الحديثَ، وهو عندي ممن يضع الحديث .. وقد رأيتُ له ما يُتَّهمُ فيه غير ما ذكرت. "الكامل"(6/ 284).

ومحمد بن أيوب بن سُويد الرملي، بيَّن أبو زرعة أنه أدخل في أحاديث أبيه أحاديث موضوعة. وقال عن هذا الحديث -بهذا الإسناد-: مُفتعل. "الضعفاء وأجوبة أبي زرعة"(2/ 390)، وقال ابن حبان: يروي عن أبيه عن الأوزاعي الأشياء الموضوعة، لا يحلُّ الاحتجاجُ به ولا الرواية عنه. "المجروحين"(2/ 299)، فالإسناد ساقط.

(2)

"مسند البزار"(11/ 448 رقم 5312) حدثنا إسماعيل بن سيف أبو إسحاق القطعي، قال: حدثنا عمرو بن مساور، عن أبي جمرة، عن ابن عباس مرفوعًا به بزيادة: وقال ابن عباس: "لا تسألنَّ رجلًا حاجةً بليل، ولا تسأل رجلًا أعمى حاجةً، فإنَّ الحياءَ في العينين".

وقال البزَّار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أبي جمرة إلا عمرو، وعمرو روى عنه عفان وجماعة من أصحاب الحديث، ولم يكن بالقوي، ولا نعلمُ له غير هذين الحديثين.

وإسماعيل بن سيف أبو إسحاق القطعي؛ قال أبو حاتم: مجهول. "الجرح والتعديل"(2/ 176 رقم 591)، وقال ابن حبان: مستقيم الحديث إذا حدَّث عن ثقة. "الثقات"(8/ 103). =

ص: 516

وأنسٍ

(1)

بلفظ: "اللَّهمَّ بارِك لأمتي في بُكُورها يومَ خميسها".

وفي لفظٍ للطبراني

(2)

في حديثٍ لابنِ عباسٍ: وباكِرْ حاجَتَكَ فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: وذكره.

وكلها ما عَدَا الأولِ ضِعافٌ

(3)

.

وفي الباب عن بُريدة

(4)

، وجابر

(5)

، وعبد الله بن سلام

(6)

،

= وقال ابن عدي: حدَّث بأحاديثَ عن الثقات غير محفوظة، ويسرق الحديث، سمعت أحمد بن علي بن المثنى يقول: حدثنا إسماعيل بن سيف البصري وكان ضعيفًا. "الكامل"(1/ 324).

وعمرو (ويقال: عمر) ابن مساوِر العجلي، قال البخاري -بعد أنْ ذكرَ له هذا الحديث-: منكر. . . لا يُتابع عليه. "التاريخ الكبير"(6/ 199)، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًّا، يروي المناكير عن المشاهير، وينفرد عن الأثبات بما ليس من أحاديثهم، فوجب التنكُّب عن روايته على الأحوال. "المجروحين"(2/ 85).

فالإسناد ضعيف جدًّا.

(1)

"مسند البزار"(14/ 66 رقم 7523) من طريق عنبسة -يعني ابن عبد الرحمن- عن شبيب، عن أنس مرفوعًا به، وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه، وعنبسة بن عبد الرحمن ليِّن الحديث.

وعنبسة؛ متروك كما تقدم في الحديث (64) فالإسناد ضعيفٌ جدًّا.

(2)

"المعجم الكبير"(12/ 229 رقم 12966) من طريق عمرو بن المساور العتكي، حدثنا أبو جمرة عن ابن عباس به.

ورواه القضاعي في "مسند الشهاب"(2/ 341 - 342 رقم 1489) من طريق عمر ابن المساور به.

وعمر بن مساور؛ ضعيف جدًّا كما تقدم قبل قليل، فالإسناد ضعيفٌ جدًّا.

(3)

تقدَّم أنَّ الحديث الأول حسَّنه الترمذي وصحَّحه ابن حبان، لكنْ ضعَّفه أبو حاتم.

(4)

عزاه ابن الملقن في "البدر المنير"(9/ 61) لـ "صحيح ابن السكن".

(5)

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 298 رقم 996) حدثنا أحمد قال: حدثنا الهيثم قال: حدثنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعًا بلفظ الترجمة.

وقال الهيثمي: رجاله ثقات إلا أنَّ شيخ الطبراني أحمد بن مسعود المقدسي لم أجد من ترجمه. "المجمع"(4/ 105). فمثل هذا الإسناد يصلح للتقوية.

(6)

رواه أبو يعلى في مسنده (13/ 488 رقم 7500) حدثنا عمار أبو ياسر، حدثنا هشام بن زياد أبو المقدام قال: حدثني أبي، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه مرفوعًا به. =

ص: 517

وابن عمر

(1)

، وعلي

(2)

،. . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . .

= وعمار بن هارون أبو ياسر المستملي؛ قال أبو حاتم: متروك الحديث، وترك الرواية عنه. "الجرح والتعديل"(6/ 394 رقم 2196)، وقال العقيلي: متروك الحديث. "الضعفاء"(3/ 319).

وقال ابن عدي: ضعيف يسرق الحديث. "الكامل"(5/ 75).

وهشام بن زياد أبو المقدام؛ متروكٌ وقد تقدمت ترجمته في الحديث (49).

فالإسناد ضعيفٌ جدًّا.

(1)

رواه ابن ماجه في سننه (التجارات، باب ما يرجى من البركة في البُكُور رقم 2238) حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، حدثنا إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا به. ورواه عبد بن حميد في "المنتخب"(ص 244 رقم 757)، والطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 375 رقم 13390) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، حدثنا محمد ابن عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني، عن عبيد الله بن عمر بن حفص، عن نافع، عن ابن عمر به.

ويعقوب بن حميد بن كاسب أبو يوسف، قال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(9/ 206 رقم 861)، وقال ابن عدي: لا بأس به وبرواياته وهو كثير الحديث الغرائب. "الكامل"(7/ 151)، وقال ابن حجر: صدوقٌ ربما وهم. "التقريب"(7815).

وعبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي الجدعاني؛ قال يحيى بن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: ليس بقوي الحديث. "الجرح والتعديل"(5/ 218).

فإسناد ابن ماجه ضعيف.

وأما إسناد عبد بن حُميد والطبراني؛ ففيه: إسماعيل بن أبي أويس، قال يحيى ابن معين: ضعيف العقل ليس بذاك، وقال أبو حاتم: محله الصدق وكان مُغفَّلًا. "الجرح والتعديل"(2/ 181).

ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.

"الجرح والتعديل"(7/ 311 رقم 1695)، وقال ابن حبان: كان ممن يروي المناكير عن المشاهير وينفرد عن الثقات بالمقلوبات، لا يحتج به. "المجروحين"(2/ 261). فالإسناد أيضًا ضعيف.

(2)

رواه أحمد في مسنده (2/ 439 - 450 رقم 1320، 1323)، والبزار في مسنده (2/ 277 رقم 696) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي مرفوعًا به. =

ص: 518

وعمران بن حصين

(1)

، ونُبَيط بن شَرِيطٍ

(2)

، وأبي بكرة

(3)

.

= وعبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الواسطي، قال أحمد وابن معين: ليس بشيءٍ، وزاد أحمد: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث، يُكتب حديثه ولا يُحتج به. "الجرح والتعديل"(5/ 213 رقم 1001).

والنعمان بن سعد بن حَبْتة -بفتح المهملة وسكون الموحدة ثم مثناة، ويقال آخره راء- أنصاري كوفي مقبول من الثالثة. "التقريب"(7156).

فالإسناد ضعيف جدًّا بسبب عبد الرحمن بن إسحاق.

(1)

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(18/ 216 رقم 540)، و"المعجم الأوسط"(6/ 46 رقم 5751) من طريق أحمد بن هارون بن آدم البصري بالمصيصة، حدثنا المُعلى بن بركة، حدثنا المسعودي، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن عمران ابن حصين مرفوعًا به.

وأحمد بن هارون بن آدم المصيصي؛ قال ابن عدي: يروي مناكير عن قومٍ ثقاتٍ، لا يُتابع عليه أحد. "الكامل"(1/ 193).

والمعلى بن بركة؛ قال الهيثمي: متروك. "المجمع"(4/ 104) فالإسناد ضعيفٌ جدًّا.

(2)

نُبَيط -بالتصغير- ابن شَريط -بفتح أوله- ابن أنس بن مالك الأشجعي الكوفي؛ له ولوالِده صحبة. وهو معدود في الكوفيين. وبقي بعد النبي زمانًا. انظر: "الإصابة"(5/ 114 و 11/ 51)، "التقريب"(7095).

وحديثه رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1/ 60 رقم 64) حدثنا أحمد ابن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط الأشجعي -صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمصر في جيزتها- حدثنا أبي إسحاق، عن أبيه إبراهيم، عن أبيه نُبَيطُ بن شَرِيط مرفوعًا بلفظ حديث ابن عباس وأنس رضي الله عنهم.

ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب"(2/ 343 رقم 1494).

وأحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط؛ قال الذهبي: عن أبيه، عن جده بنسخة فيها بلايا. . لا يحل الاحتجاج به، فإنه كذاب. "الميزان"(1/ 82 رقم 296).

فالإسناد ساقطٌ بسببه.

(3)

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 221 رقم 2975)، والعقيلي في "الضعفاء"(2/ 20) من طريق داود بن حماد بن الفرافصة البلخي، قال: حدثنا الخليل ابن زكريا، قال: حدثنا حبيب بن الشهيد، عن الحسن، عن أبي بكرة مرفوعًا به فذكره. وعدَّه العقيلي من البواطيل.

داود بن حماد بن الفرافصة البلخي؛ لم أجد له ترجمة.

والخليل بن زكريا البصري؛ قال القاسم بن زكريا المطرز: هو والله كذَّاب. وقال أبو الفتح الأزدي: متروك الحديث. "تهذيب الكمال"(8/ 335)، وقال العقيلي: =

ص: 519

قال شيخنا: ومنها ما يَصِحُّ ومنها ما لا يَصِحُّ، وفيها الحسَنُ والضَّعيفُ.

‌174 - حديث: "اللَّهمَّ خِرْ لي واخْتَرْ لي".

الترمذيُّ

(1)

، والبيهقيُّ في "الشعب"

(2)

مِنْ حديثِ زَنْفَلِ بن عبدِ الله

(3)

، عن عبدِ الله بن أبي مُلَيكةَ، عن عائشةَ، عن أبي بكرٍ الصِّدِّيق:"أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أرادَ أمرًا قال. . ." وذكره، وقال

(4)

: غريبٌ لا نعرفه إلا مِنْ حديثِ زَنْفَلٍ، وهو ضعيفٌ عندَ أهلِ الحديثِ.

وهو عند أبي يَعلى

(5)

، وآخرين

(6)

.

‌175 - حديث: "اللَّهمَّ لا تُؤَمِّنَّا مَكْرَكَ، ولا تُنْسِنا ذِكْرَك، ولا تَهْتِكْ عنا سِتْرَكَ، ولا تَجْعَلْنا مِن الغافِلين".

الدَّيلميُّ في مسنده

(7)

مِنْ حديثِ مَعروفٍ الكَرْخيِّ، عن بكرِ

= يحدِّث بالبواطيل عن الثقات. . . فذكر الحديث. "الضعفاء"(2/ 20)، وقال ابن عدي: عامة حديثه مما لم يُتابعه أحدٌ عليه. . . عامة أحاديثه مناكير. "الكامل"(3/ 61)، فالإسناد ساقط.

(1)

"جامع الترمذي"(الدعوات، رقم 3516) من طريق زَنْفَل بن عبد الله به.

(2)

"شعب الإيمان"(1/ 380 رقم 200) من طريق زَنْفَل به.

(3)

زَنْفَل -بنون وفاء وزن جَعْفَر- العَرَفي -بفتح المهملة والراء بعدها فاء، نسبةً إلى عَرَفَة- المكي؛ قال أبو حاتم: ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(3/ 618 رقم 2799).

وقال ابن حجر: ضعيف. "التقريب"(2038).

(4)

أي: الترمذي.

(5)

"مسند أبي يعلى"(1/ 45 رقم 44) من طريق زَنْفَل به.

(6)

كالبزار في مسنده (1/ 129 رقم 59)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(2/ 334 رقم 1471)، والبغوي في "شرح السُّنَّة"(4/ 155 رقم 1017) من طريق زَنْفَل به.

والإسناد ضعيفٌ بسبب زَنْفَل. لكنَّ معناه صحيح، ومما يشهد لمعناه قوله تعالي:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36].

ويشهد له أيضًا -من حيث الجملة- حديث الاستخارة.

(7)

"الغرائب الملتقطة"من طريق أحمد بن الحسن المقرئ، حدثني محمد بن يحيى الكِسائي (ووقع في "الغرائب": الكِناني)، حدثنا خلف =

ص: 520

ابن خُنَيْس

(1)

، حدثنا سفيانُ الثوريُّ، عن عَمرِو بن دينارٍ، عن ابنِ عباسٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ قالَ عند مَنامِهِ هذا الدُّعاءَ، بَعَثَ الله إليه مَلَكًا في أحَبِّ السَّاعاتِ إليه فيُوقِظَه" وذَكَرَه بزيادةٍ.

‌176 - حديث: "اللَّهمَّ لا خيرَ إلا خيرُكَ، ولا طيرَ إلا طيرُكَ، ولا إله غيرُك".

أحمدُ

(2)

مِنْ حديثِ ابنِ لهيعة، عن ابنِ هُبَيرةَ، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، عن عبدِ الله بن عَمرٍو مرفوعًا:"مَنْ ردَّتْه الطِّيَرةُ مِنْ حاجَةٍ فقد أشْرَك" قالوا: يا رسولَ الله، ما كفَّارة ذلك؟ قال:"أنْ يقولَ أحدُكم. . ." وذكره، وكذا أخرجه الطبراني

(3)

، وغيره

(4)

.

= ابن هشام، حدثنا معروف الكرخي به فذكره بزيادة:"اللَّهمَّ ابعثنا في أحبِّ الساعات إليك حتى نذكُرَكَ فتذكُرَنا، ونسألَك فتُعطيِنا، وندعوكَ فتَستجيبَ لنا، ونستغفرك فتغفر لنا".

وأحمد بن الحسن بن علي أبو علي المقرئ المعروف بدبيس الخياط؛ قال الدارقطني: ليس بثقة، وقال الخطيب: كان منكر الحديث. "تاريخ بغداد"(5/ 140 - 141).

(1)

بكر بن خُنَيس -بالمعجمة والنون وآخره سين مهملة مصغر- كوفي عابد سكن بغداد صدوقٌ له أغلاط، أفرط فيه ابن حبان من السابعة. "التقريب"(739).

والإسناد ضعيفٌ جدًّا بسبب أحمد بن الحسن المقرئ.

(2)

"مسند أحمد"(11/ 623 رقم 7045) من طريق ابن لهيعة به.

(3)

"المعجم الكبير"(14/ 35 - 36 رقم 14622) من طريق ابن لهيعة به.

وقال الهيثمي: وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. "المجمع"(5/ 179).

(4)

أخرجه ابن وهب في "الجامع"(2/ 745 رقم 658) عن ابن لهيعة بنحوه.

وروايةُ ابن وهب عن ابن لهيعة قد قبلها العلماء كما سبق بيانه في الحديث (9) فالإسناد حسن.

ويشهدُ له ما رواه ابن وهب في "جامعه"(2/ 743 رقم 656، 657) من حديث فضالة بن عبيد الأنصاري أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ رَدَّتْه الطِّيَرَة فقد قارَفَ الشِّركَ". وإسناده حسن.

ويشهدُ له أيضًا ما رواه البزار في مسنده (6/ 300 رقم 2316) حدثنا إبراهيم، قال: أخبرنا سعيد بن أسد بن موسى، قال: أخبرنا إدريس بن يحيى الخولاني، قال: أخبرنا عبد الله بن عياش، عن أبيه، عن شييم بن بيتان، عن شيبان بن أمية، =

ص: 521

وفي البابِ عن بُريدةَ؛ أخرجه البزارُ

(1)

، ولفظه: ذُكِرت الطِّيَرةُ عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال: "مَنْ أصابَه مِنْ ذلك شيءٌ

(2)

-ولا بُدَّ- فليقُلْ: اللَّهمَّ" وذكره مُقدِّمًا الجملةَ الثانيةَ.

وعن أبي هريرة أخرجه البزار

(3)

أيضًا مرفوعًا بلفظ: "لا طائرَ إلا طائِرُك" ثلاث مرات.

‌177 - حديث: "اللَّهمَّ لا رادَّ لما قَضَيتَ" في الذِّكرِ عَقِبَ الصلاةِ في الواو

(4)

.

= عن رويفع بن ثابت، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ردَّتْه الطِّيَرة عن شيءٍ فقد قارَفَ الشِّركَ".

وقال الهيثمي: فيه سعيد بن أسد بن موسى روى عنه أبو زرعة الرازي، ولم يضعِّفه أحدٌ، وشيخ البزار إبراهيم؛ غير منسوب، وبقية رجاله ثقات. "المجمع"(5/ 179).

(1)

"مسند البزار"(10/ 275 رقم 4379) من طريق عمرو بن سفيان، حدثنا الحسن ابن أبي جعفر عن محمد بن جحادة، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه به.

ورواه عنه الطبراني في "الدعاء"(ص 1394 - 1395 رقم 1270).

وعمرو بن سفيان؛ لم أعرفه، ويوجد عدة رواة بهذا الاسم لكن لا يستقيم وجودهم هنا.

والحسن بن أبي جعفر؛ ضعيف الحديث كما سبق في الحديث (26)، فالإسناد ضعيفٌ بسببه.

(2)

سقطت كلمة (شيء) من "م".

(3)

"مسند البزار"(15/ 237 رقم 8679) من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة به.

وعمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، تركه شعبة، وقال يحيى ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: هو عندي صالح صدوقٌ في الأصل ليس بذلك القوي، يُكتب حديثه ولا يُحتجُّ به، يخالف في بعض الشيء. "الجرح والتعديل"(6/ 118)، وقال ابن عدي: متماسكُ الحديثِ لا بأس به. "الكامل"(5/ 42)، وقال ابن حجر: صدوقٌ يخطئ. "التقريب"(4910).

فالإسناد فيه ضعفٌ يسير، وهو يتقوى بما قبله من طرق، فيصير الحديثُ حسنًا لغيره، والله أعلم.

(4)

سيأتي في الأصل.

ص: 522

‌178 - حديث: "اللهمَّ لا سَهْلَ إلا ما جَعَلْتَه سَهْلًا، وأنتَ إنْ شئْتَ جَعْلتَ الحَزْنَ سَهْلًا".

العَدَنيُّ في مسنده

(1)

مِنْ حديثِ بِشْرِ بن السَّريِّ، وابنُ حِبَّانَ في صحيحه

(2)

مِنْ حديثِ سَهْلِ بن حمادٍ أبي عَتَّابٍ الدلَّال

(3)

، والبيهقيُّ

(4)

، ومِنْ قَبْلِهِ الحاكمُ

(5)

، ومِنْ طريقِهِ الدَّيلميُّ في مسنده

(6)

مِنْ حديثِ عُبَيدِ الله بن موسى، وابنُ السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"

(7)

، والبيهقيُّ في "الدَّعوات"

(8)

مِنْ طريقِ أبي داودَ الطيالسيِّ؛ كلهم عن حمادِ بن سَلَمَةَ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ رفعه بهذا.

(1)

لم أجده في "المطالب العالية"، ولا في "إتحاف الخيرة المهرة"، وقد رواه الضياء في "المختارة"(5/ 62 - 63 رقم 1684، 1685) من طريقين عن ابن أبي عمر، عن بشر بن السَّري به.

وإسنادُ ابنِ أبي عمر العدني صحيح، والله أعلم.

(2)

"صحيح ابن حبان"(3/ 255 رقم 974) من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل قال: حدثنا سهل بن حماد به. ورواه من طريقه الضياء في "المختارة"(5/ 63 رقم 1686).

ومحمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 119) وقال: يُغرِب.

(3)

سهل بن حماد أبو عتاب -بمهملة ومثناة ثم موحدة- الدلال البصري؛ قال أحمد: لا بأس به، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: صالحُ الحديث شيخ. "الجرح والتعديل"(4/ 196 رقم 845).

(4)

لم أقف على هذه الرواية مُسندةً عند البيهقي، وإنما أشار إليها في "الدعوات الكبير" (1/ 356) فقال: وكذلك رُويناه عن عبيد الله بن موسى عن حماد موصولًا.

(5)

لم أقف عليه في "المستدرك"، ولا في "المعرفة".

(6)

"الغرائب الملتقطة" من طريق الحاكم، أخبرنا أبو أحمد ابن أبي الحسن، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا محمد بن إسحاق القرشي أبو عبد الله، حدثنا عبيد الله بن موسى به.

وشيخ الحاكم؛ الظاهر أنه أبو أحمد الحسين بن علي بن محمد، المعروف بحسينك النيسابوري، قال البرقاني: كان ثقةً جليلًا حجة. . . توفي سنة (375 هـ). "تاريخ بغداد"(8/ 627).

وإسنادُه صحيح، والله أعلم.

(7)

"عمل اليوم والليلة"(ص 171 رقم 351) من طريق أبي داود الطيالسي به.

(8)

"الدعوات الكبير"(1/ 356 رقم 266) من طريق أبي داود الطيالسي به.

ص: 523

وكذا رواه القَعْنَبيُّ

(1)

، عن حمادِ بن سَلَمَةَ، لكنه لم يذكر أنسًا، ولفظه:"وأنتَ تجعلُ الحَزْنَ إذا شِئتَ سهلًا".

ولا يُؤَثِّرُ في وَصْلِه، ولذا أورده الضياء في "المختارة"

(2)

، وصحَّحه غيرُه

(3)

.

‌179 - حديث: "اللهمَّ لا عيشَ إلا عيشُ الآخرة".

الشيخان

(4)

عن أنس، وفي الباب عن سهل

(5)

.

‌180 - حديث: "أمِرتُ أنْ أحكمَ بالظاهر، والله يَتَولَّى السَّرائرَ".

اشتُهِرَ بين الأصوليين والفقهاءِ، بل وقع في "شرح مسلم"

(6)

للنووي -في قوله صلى الله عليه وسلم: "إنِّي لم أُوْمَر أن أُنَقِّبَ عن قلوب الناس ولا أشُقَّ بطونهم"- ما نصه: معناه: إني أمرِتُ بالحكمِ بالظاهر

(7)

، والله يتولى السرائر، كما قال صلى الله عليه وسلم. انتهى.

ولا وجودَ له في كتبِ الحديثِ المَشهورةِ، ولا الأجزاءِ المَنثورةِ، وجَزَمَ العراقيُّ

(8)

بأنه لا أصلَ له، وكذا أنكره المِزِّيُّ

(9)

، وغيرُه

(10)

.

(1)

رواه البيهقي في "الدعوات الكبير"(1/ 355 رقم 265) من طريق عبد الله بن مسلمة، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، أنَّ رسول الله فذكره مرسلًا.

(2)

"المختارة"(5/ 62 رقم 1683)، وقال -بعد أن ساقه من ثلاث طرق عن حمَّاد-: فهؤلاء ثلاثة رووه عن حماد مرفوعًا [يعني موصولًا]، ورواه القعنبي عن حماد عن ثابت عن النبي مرسلًا.

(3)

كابن حبان بإيراده في "الصحيح". وهو على شرط مسلم.

(4)

"صحيح البخاري"(الجهاد والسير، باب التحريض على القتال رقم 2834، وبرقم 2835، وبرقم 2961)، و"صحيح مسلم"(الجهاد والسير، باب غزوة الأحزاب وهي الخندق رقم 1805).

(5)

حديثه في "صحيح البخاري"(مناقب الأنصار، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "أصلِح الأنصارَ والمهاجرة" رقم 3797)، وبرقم (4098)، وبرقم (6414)، وفي "صحيح مسلم"(الجهاد والسير، باب غزوة الأحزاب وهي الخندق رقم 1804).

(6)

"شرح صحيح مسلم"(7/ 163).

(7)

في "م": (أنْ أحكمَ بالظاهر)، وفي "شرح مسلم":(بالحكم بالظاهر).

(8)

"المغني عن حمل الأسفار"(2/ 1097 رقم 3978).

(9)

حكاه عنه ابن كثير في "أدلة التنبيه". قاله الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير"(4/ 465).

(10)

قال ابن الملقن: هذا الحديث غريبٌ، لا أعلم من خرَّجه من أصحاب الكتب =

ص: 524

نعم؛ في "صحيح البخاري"

(1)

عن عمر: "إنما نأخُذُكُم الآن بما ظَهَرَ لنا مِنْ أعمالكم".

بل وفي "الصحيح"

(2)

مِنْ حديثِ أبي سعيد رفعه: "إني لم أؤْمَر أنْ أنقِّبَ عن قلوبِ الناسِ".

وفي المتفق عليه

(3)

مِنْ حديثِ أمّ سَلَمَةَ: "إنكم تَختَصمُونَ إليَّ، فلعلَّ بعضكم أنْ يكونَ ألْحَنَ بحجَّتِهِ مِنْ بعضٍ، فأقضي له على نحو ما أسمع، فمَنْ قَضَيتُ له بشيءٍ مِنْ حقِّ أخيه فلا يأخُذْ منه شيئًا"، قال ابنُ كثير: إنه يُؤخَذُ معنا منه

(4)

.

وقد ترجم له النسائي في سننه

(5)

: (باب الحكم للظاهر)

(6)

.

وقال إمامنا ناصرُ السُّنَّةِ أبو عبدِ الله الشافعيُّ رحمه الله عَقِبَ إيرادِه في "كتاب الأم"

(7)

: فأخبَرَهَم صلى الله عليه وسلم أنه إنما يَقضي بالظَّاهر، وأنَّ أمرَ السَّرائِرِ إلى الله.

والظاهر -كما قال شيخنا

(8)

رحمه الله أنَّ بعضَ مَنْ لا

(9)

يُمَيِّزُ ظَنَّ هذا حديثًا آخرَ مُنْفَصِلًا عن حديثِ أمِّ سلمة، فنَقَلَه كذلك، ثم قلَّدَه مَنْ بعدَه، ولأجلِ هذا يوجَدُ في كتبِ كثيرٍ مِنْ أصحابِ الشافعيِّ دونَ غيرِهم، حتى أوْرَدَه

= المعتمدة ولا غيرها، وسُئل عنه حافظ زماننا جمال الدين المزي فقال: لا أعرفه. "البدر المنير"(9/ 590).

(1)

"صحيح البخاري"(الشهادات، باب الشهداء العدول رقم 2641).

(2)

"صحيح مسلم"(الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم رقم 1064).

(3)

"صحيح البخاري"(الشهادات، باب من أقام البينة بعد اليمين رقم 2680)، ورقم (6967، و 7169)، و"صحيح مسلم"(الأقضية، باب الحكم بالظاهر واللحن بالحجة رقم 1713).

(4)

الظاهر أنَّ كلام ابن كثير في كتابه "أدلة التنبيه" كما سبق الإشارة إليه.

(5)

"سنن النسائي"(آداب القضاة، الحكم بالظاهر) وأورد فيه حديث أمِّ سلمة المتقدم (برقم 5401).

(6)

كذا في سائر النسخ المعتمدة، وفي "سنن النسائي":(بالظاهر).

(7)

"الأم "(الوصايا 5/ 245 - 246).

(8)

في "التلخيص الحبير"(4/ 465) بمعناه.

(9)

كلمة (لا) سقطت من "ز".

ص: 525

الرَّافعيُّ في القضاء

(1)

.

ثم رأيتُ في "الأم"

(2)

بعد ذلك: قال الشافعي: ورُوِيَ أنه صلى الله عليه وسلم قال: "تولَّى الله منكم السَّرائرَ ودَرَأَ عنكم

(3)

بالبيِّنات".

وكذا قال ابنُ عبدِ البَرِّ في "التمهيد"

(4)

: أجمعوا أنَّ أحكامَ الدنيا على الظاهر، وأنَّ أمرَ السرائرِ إلى الله.

وأغربَ إسماعيلُ بن عليِّ بن إبراهيمَ بن أبي القاسم الجَنْزَوي

(5)

في كتابه "إدارة الأحكام"، فقال -فيما نَقَلَ عن مُغُلْطَاي مما وقَفَ عليه-: إنَّ هذا الحديثَ ورَدَ في قِصةِ الكِنديِّ والحضرمي اللذين اختصما في الأرض، فقال المقضيُّ عليه: قضيتَ عليَّ والحقُّ لي؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما أقضي بالظاهر، والله يتولى السرائر".

قال شيخُنا: ولم أقِفْ على هذا الكتابِ، ولا أدري أساقَ له إسماعيلُ المَذكورُ إسنادًا أمْ لا؟

قلت: وسيأتي في "المسلمون عُدولٌ"

(6)

مِنْ قولِ عُمرَ: "إنَّ الله تعالى تولَّى عنكم السَّرائرَ ودَفْعَ عنكم بالبيِّناتِ"

(7)

.

(1)

"الشرح الكبير"(كتاب أدب القضاة 12/ 482).

(2)

"الأم"(الحدود وصفة النفي 7/ 416).

(3)

في الأصل و"ز": (عليكم)، والتصويب من "م" و"د" و"الأم".

(4)

"التمهيد"(10/ 157).

(5)

أبو الفضل إسماعيل بن علي بن إبراهيم بن أبي القاسم الجَنْزَوي الأصل، الدمشقي، ويقال فيه: الجَنْزي والكَنْجي، كان من كبار الشهود والمحدثين، مات في سلخ جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وخمس مئة، وله تسعون عامًا وشهران. "سير أعلام النبلاء"(21/ 234 - 235).

(6)

حديث "المسلمون عدول" سيأتي في الأصل.

(7)

رواه الدارقطني في سننه (5/ 367 رقم 4471) من طريق عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المَليح الهذلي قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري. . . به فذكره.

وعبيد الله بن أبي حميد أبو الخطاب؛ قال أحمد: ترك الناس حديثه، وقال أبو حاتم: منكر الحديث ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(5/ 312 رقم 1487). =

ص: 526

‌181 - حديث: "أمَرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنْ نُنْزِلَ الناسَ مَنَازِلَهم".

مسلمٌ في مقدمةِ صحيحِهِ

(1)

بلا إسنادٍ تعليقًا، فقال: ويُذكَرُ عن عائشةَ قا لت: "أمَرَنا (رسولُ الله صلى الله عليه وسلم)

(2)

. ." وذكره.

ووصَلَه أبو نعيم في "المستخرج"

(3)

، وغيرُه؛ كأبي داود في سننه

(4)

، وابنِ خزيمةَ في صحيحه

(5)

، والبزارِ

(6)

، وأبي يعلى

(7)

في مسندَيهما، والبيهقيِّ في "الأدب"

(8)

، والعسكريِّ في "الأمثال"، وغيرهم

(9)

؛ كلهم مِنْ طريقِ ميمونِ بن أبي شَبيبٍ

(10)

قال: جاءَ سائلٌ إلى عائشةَ رضي الله عنها، فأمَرَتْ له بكسرةٍ،

= فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه.

(1)

"صحيح مسلم"(المقدمة ص 5) فقال: وقد ذكر عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت فذكره.

(2)

ما بين قوسين زيادة من "م".

(3)

"المسند المستخرج على صحيح مسلم"(1/ 89 رقم 57) من طريق يحيى بن يمان، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب به مختصرًا.

(4)

"سنن أبي داود"(الأدب، باب في تنزيل الناس منازلهم رقم 4842) من طريق يحيى بن اليمان به فذكره، وقال: ميمون لم يُدرك عائشة.

(5)

كما في "إتحاف المهرة"(17/ 574 رقم 22821) وقال ابن حجر: وفيه انقطاع.

(6)

لم أجده في مسنده، ولم أجد من عزاه له في كتب الزوائد. إلا أنَّ المؤلف قد جزم في "الجواهر والدرر"(1/ 56) بأنه أخرجه في "المسند".

(7)

"مسند أبي يعلى"(8/ 246 رقم 4826) من طريق يحيى بن يمان به مختصرًا.

(8)

"الآداب"(ص 99 رقم 299) من طريق يحيى بن يمان به. ثم رواه (برقم 300)، وفي "الشعب"(13/ 367 رقم 10489) من طريق يحيى بن يمان، حدثنا سفيان، عن أسامة بن زيد، عن عمر بن مِخراق عن عائشة بنحوه فذكره وقال: وعمر بن مخراق، عن عائشة مرسل. وقال: فكأنَّ يحيى بن يمان رواه على الوجهين جميعًا.

(9)

كابن أبي عاصم في "الزهد"(ص 50 رقم 90) من طريق يحيى بن يمان به مختصرًا.

ويحيى بن يمان أبو زكريا العِجلي الكوفي؛ ذُكِر لوكيع حديثه عن الثوري فقال: كأنَّ هذا ليس سفيان الذي سمعنا نحن منه، وقال يحيى بن معين: ثقة، وقال أيضًا: لا يُشبه حديثه عن الثوري أحاديث غيره عن الثوري، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، في حديثه بعض الصنعة، ومحله الصدق. "الجرح والتعديل"(9/ 199 رقم 830)، وقال ابن حجر: صدوقٌ عابدٌ يُخطئ كثيرًا وقد تغيَّر. "التقريب"(7679).

(10)

ميمون بن أبي شبيب الرّبعي أبو نصر الكوفي؛ قال أبو حاتم: صالح الحديث. "الجرح والتعديل"(8/ 234 رقم 1054)، وقال ابن حجر: صدوقٌ كثير الإرسال =

ص: 527

وجاءَ رجلٌ ذو هيئةٍ فأقعَدَتْهُ معها، فقيلَ لها: لِمَ فَعَلْتِ ذلك؟ قالت: أمَرَنا. . وذكره.

ومنهم مَن اختَصرَ هذا

(1)

، ولفظُ أبي نُعَيمِ في "الحلية"

(2)

: "أنَّ عائشةَ كانت في سَفَرٍ فأمَرَتْ لِناس منْ قُرَيشٍ بغذاءٍ، فمَرَّ رجلٌ غنيٌ ذو هيئةٍ فقالت: ادعُوهُ، فنَزَلَ فأكَلَ ومَضَى، وجاءَ سائلٌ فأمَرَت له بكِسْرةٍ، فقالت: إنَّ هذا الغنيَّ لم يَجْمُل بنا إلا ما صَنَعَنَاه به، وإنَّ هذا السائِلَ سألَ فأمَرْتُ له بما يَتَرَضَّاه، وإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم. . ." وذَكَرَه.

وقد صحَّحَ هذا الحديثَ الحاكمُ

(3)

وغيرُه

(4)

، وتُعُقِّبَ بالانقطاعِ

(5)

، وبالاختلِاف على راويهِ في رَفْعِهِ ووَقْفِهِ

(6)

، كما بَسَطْتُ ذلك في أولِ ترجمةِ شيخِنا

(7)

، مع الإلمامِ بمعناه.

= من الثالثة مات سنة ثلاث وثمانين في وقعة الجماجم بخ م 4. "التقريب" (7046)، وسبق قول أبي داود: لم يُدرك عائشة.

(1)

كما فعل أبو يعلى وابن أبي عاصم وأبو نعيم.

(2)

"حلية الأولياء"(4/ 379) من طريق يحيى بن يمان قال: حدثنا سفيان الثوري به فذكره وقال: غريبٌ من حديث الثوري عن حبيب، تفرَّد به عنه يحيى بن يمان.

(3)

"معرفة علوم الحديث"(ص 217) فقال: فقد صحَّت الرواية عن عائشة رضي الله عنها فذكره.

(4)

كابن خزيمة بإيراده له في صحيحه، وأبي نعيم بإيراده في "المستخرج" كما سبق.

(5)

كما سبق في كلام أبي داود وابن حجر. وقال البيهقي: مرسل. "شعب الإيمان"(13/ 369).

(6)

سقطت كلمة (ووقفه) من "م".

وما ذكر المؤلف من الاختلاف في هذا الحديث، فقد قال الدارقطني: يرويه أسامة بن زيد، واختُلِفَ عنه؛ فرواه الثوري، عن أسامة بن زيد، عن عمر بن مِخراق، عن عائشة، مرفوعًا.

ورواه أبو أسامة، عن أسامة بن زيد، عن عمر بن مِخراق، عن عائشة موقوفًا، وهو الصواب، وحديث الثوري تفرَّد به يحيى بن يمان عنه. "العلل"(14/ 391).

وقد سبق أنَّ يحيى بن يمان رواه أيضًا عن الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون، عن عائشةَ. ومثل يحيى بن يمان لا يحتمل منه هذا الاختلاف، ثم إنه مُخالِفٌ لروايةِ أبي أسامة المَوقوفةِ كما سبق في كلام الدارقطني، فالراجحُ أنَّ الروايةَ المَرفوعةَ ضعيفةٌ، والله أعلم.

(7)

"الجواهر والدرر"(1/ 55 - 60).

ص: 528

وما ورَدَ عن غَيرِ

(1)

عائشةَ مِن الصحابةِ رضي الله عنهم في ذلك؛ كحديثِ معاذٍ؛ وحديثُه عندَ الخرائطيِّ في "المكارم"

(2)

مرفوعًا بلفظ: "أنْزِلِ الناسَ منازلَهم مِن الخيرِ والشَّرِّ، وأحسِن أدَبَهم على الأخلاقِ الصَّالحةِ".

وجابِرٍ؛ وحديثُه مرفوعٌ في "جزءِ الغَسُولي"

(3)

بلفظ: "جالِسُوا الناسَ على قَدْرِ (أحسابهم، وخالِطُوا الناسَ على قدرِ أديانهم، وأنزلوا الناسَ على قدرِ)

(4)

منازِلهم، ودارُوا الناسَ بعُقُولِكم".

وعليِّ بن أبي طالبٍ؛ وحديثُه مَوقوفٌ في "تذكرة الغافل"

(5)

لأُبيٍّ النَّرْسيِّ

(1)

سقطت كلمة (غير) من "ز".

(2)

"مكارم الأخلاق ومعاليها"(ص 37 رقم 46) من طريق عبد الله بن غالب حدثنا بكر ابن سليمان أبو معاذ، عن أبي سليمان الفلسطيني، عن عبادة بن نسي، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل مرفوعًا.

وعبد الله بن غالب العباداني؛ مستور من التاسعة. "التقريب"(3527).

وأبو معاذ بكر بن سليمان؛ لم أجد له ترجمة.

وأبو سليمان الفلسطيني؛ قال البخاري: له حديثٌ طويلٌ منكرٌ في القصص. "ميزان الاعتدال"(4/ 533).

فالحديث -كما قال المؤلف في "الجواهر والدرر"(1/ 59) -: "لا يصحُّ إسناده".

(3)

أورده المؤلف في "الجواهر والدرر"(1/ 59)، وقال: بسندٍ ضعيف.

ورواه الديلمي، كما في "الفردوس بمأثور الخطاب"(1/ 45 رقم 111).

والجزء المذكور قد رواه الحافظ ابن حجر في "المعجم المفهرس"(ص 329 رقم 1410) من طريق مؤلفه أبي عمرو عثمان بن عبد الله بن عفان الجرجراني الغسولي.

(4)

ما بين قوسين ساقط من "ز".

(5)

كتاب "أُنْس العاقل وتذكرة الغافل" لأبي الغنائم محمد بن علي الكوفي المعروف بأُبَي النرسي، رواه الحافظ ابن حجر في "المعجم المفهرس"(ص 230 رقم 992) من طريق المؤلف.

والحديث أورده المؤلف في "الجواهر والدرر"(1/ 59 - 60) فقال: ورويناه في "أنس العاقل وتذكرة الغافل" لأبي النَّرسي من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث بن مُضرب، عن علي رضي الله عنه. فذكره.

وأبو إسحاق مُدلِّس وقد عنعن، والحارث بن مُضرب؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 127) ولم أجد من وثقه غيره، فالإسنادُ ضعيفٌ، والله أعلم.

ص: 529

بلفظ: "مَنْ أنزَلَ الناسَ منازِلَهم، رفَعَ المُؤنةَ عن نفسِهِ، ومَنْ رَفَعَ أخاه فوقَ قدرِه اجْتَرَّ عَدَاوَتَه".

وبالجملةِ فحديثُ عائشةَ حَسَنٌ

(1)

.

‌182 - حديث: "أُمِرنا أنْ نُكَلِّمَ الناسَ على قَدْرِ عُقُولِهم".

الدَّيلميُّ

(2)

مِنْ طريقِ أبي عبدِ الرحمن السُّلميِّ

(3)

، حدثنا محمدُ ابن عبدِ الله بن قُرَيشٍ، حدثنا الحسنُ بن سفيان، حدثنا إسماعيلُ بن محمدٍ الطَّلْحيُّ

(4)

، حدثنا عبدُ الله بن أبي بكر

(5)

، عن أبي مَعْشَرٍ

(6)

، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا بهذا.

وسنَدُه ضعيفٌ.

وقد عَزَاه شيخُنا لِمُسندِ الحسنِ بن سفيانَ، مِنْ حديثِ ابنِ عباسِ بلفظ:"أُمِرْتُ أنْ أُخاطِبَ الناسَ على قَدْرِ عقُولهم"، قال: وسنَدُه ضعيفٌ جدًّا

(7)

.

(1)

تقدَّم أنه ضعيف بسبب يحيى بن يمان، وبسبب الانقطاع والاختلاف على راويه، والله أعلم.

(2)

لم أجده في "الغرائب الملتقطة"، وهو في "الفردوس بمأثور الخطاب"(1/ 398 رقم 1611).

(3)

أبو عبد الرحمن السُّلمي: فيه كلامٌ شديدٌ، كما تقدم في الحديث (8).

(4)

إسماعيل بن محمد الطلحي الكوفي، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.

"الجرح والتعديل"(2/ 195 رقم 661)، وقال مطين: وكان ثقة. "تهذيب التهذيب"(1/ 286).

(5)

لم يتبيَّن لي من هو، وليس في شيوخ إسماعيل الطلحي أو الرواة عن أبي معشر من اسمه: عبد الله ابن أبي بكر، وقد قال الزركشي: في إسناده ضعيفٌ ومجهول. "اللآلئ المنثورة"(ص 68).

فلعله يقصده بقوله: ومجهول.

(6)

أبو معشر؛ نجيح بن عبد الرحمن السندي -بكسر المهملة وسكون النون- المدني، مولى بني هاشم مشهور بكنيته؛ ضعَّفه غير واحدٍ كما في "تهذيب الكمال"(29/ 322 رقم 6386).

وقال ابن حجر: ضعيفٌ من السادسة، أسن واختلط. "التقريب"(7100).

(7)

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: لم يروه أحدٌ من علماء المسلمين الذين يُعتمد عليهم في الرواية. "مجموع الفتاوى"(18/ 338).

ص: 530

ورواه أبو الحسنِ التميميُّ

(1)

-مِن الحنابلةِ- في "العقل" له، بسنَدِهِ عن ابنِ عباسٍ أيضًا بلفظ:"بُعِثْنَا مَعَاشِرَ الأنبياءِ نُخاطِبُ الناسَ على قَدْرِ عُقُولهم".

وله شاهدٌ مِنْ حديثِ مالكٍ، عن سعيدِ بن المُسيِّب رَفَعَه مرسلًا:"إنا مَعَاشِرَ الأنبياءِ أُمِرْنا" وذَكَرَه

(2)

.

بل عندَ البخاريِّ في صحيحه

(3)

عن عليٍّ موقوفًا: "حدِّثوا الناسَ بما يَعرفون، أتحبُّونَ أنْ يُكذَّبَ اللهُ ورسولُهُ".

ونحوه ما أخرجه مسلم في مقدمةِ صحيحِهِ

(4)

عن ابنِ مسعودٍ قال: "ما أنتَ بمُحَدِّثٍ قَوْمًا حديثًا لا تَبلُغُه عُقُولُهُم، إلا كان لبعضهِم فِتنَةً".

وللعُقيليِّ في "الضعفاء"

(5)

، وابنِ السني، وأبي نُعَيمٍ في "الرياضة"

(6)

، وآخرين

(7)

عن ابنِ عباسٍ مرفوعًا: "ما حدَّثَ أحدُكُم قومًا بحديثٍ لا يَفْهَمُونَه، إلا كان فِتنةً عليهم".

(1)

أبو الحسن التميمي عبد العزيز بن الحارث بن أسد؛ قال الذهبي: من رؤساء الحنابلة وأكابر البغادِدة، إلا أنه آذى نفسه، ووضع حديثًا أو حديثين في مسند الإمام أحمد. "الميزان"(2/ 624).

ولم أجد من نسبَ له كتاب "العقل" غير المؤلف.

(2)

رواه العقيلي في "الضعفاء"(4/ 425) من طريق يحيى بن مالك بن أنس، عن أبيه عن الزهري عن سعيد بن المسيب فذكره. وقال عن يحيى بن مالك بن أنس: عن أبيه بمناكير منها. . . فذكره.

(3)

"صحيح البخاري"(العلم، باب من خص بالعلم قومًا دون قوم كراهية أن لا يفهموا).

(4)

"مقدمة صحيح مسلم"(باب النهي عن الحديث بكل ما سمع ص 9).

(5)

"الضعفاء"(3/ 201) من طريق عثمان بن داود، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس به نحوه. وقال العقيلي: عثمان بن داود؛ مجهولٌ بنقل الحديث، لا يُتابَعُ على حديثِهِ، ولا يُعرَفُ إلا به.

(6)

كتاب "رياضة المتعلمين" ذكره الحافظ في "المعجم المفهرس"(رقم 279)، وهو في عِداد المفقود، والله أعلم.

(7)

لم أقف على من أخرجه بهذا اللفظ غيرهم.

ص: 531

وعند أبي نعيم

(1)

، ومِنْ طريقِهِ الدَّيلميُّ

(2)

؛ مِنْ حديثِ حمادِ بن خالدٍ، عن ابنِ

(3)

ثَوْبانٍ، عن عمِّهِ

(4)

، عن ابنِ عباسٍ رَفَعَه:"لا تُحدِّثوا أمَّتي مِنْ أحادِيثي إلا ما تَحتَمِلُه عُقُولُهم، فيكون فِتنةً عليهم"، فكان ابنُ عباسٍ يُخفي أشياءَ مِنْ حَدِيثِهِ، ويُفْشِيها إلى أهلِ العِلمِ.

وللدَّيلميِّ في مسندِهِ

(5)

عن ابنِ عباسٍ رَفَعَه

(6)

: "يا ابنَ عباس، لا تحدِّث قومًا حديثًا لا تَحتَمِلُهُ عُقُولُهم".

وللبيهقيَّ في "الشعب"

(7)

مِنْ حديثِ عبدِ الرحمن بن عائِذٍ، عن المِقدامِ

(1)

الظاهر أنه في الجزء المُشار إليه آنفًا.

(2)

"الغرائب الملتقطة"[رسالة وسيم](ص 215 رقم 112) من طريق محمد بن مهاجر البغدادي حدثنا حمَّاد بن خالد به.

ومحمد بن مهاجر البغدادي الطالقاني، يُعرف بأخي حنيف؛ قال الدارقطني: متروك.

"سؤالات البرقاني"(ص 62 رقم 460)، وقال الذهبي: وضاع، كذَّبه صالح جزرة وغيره. "الميزان"(4/ 49).

(3)

كذا في الأصل و"ز" و"د" ووقع في "م": (أبي)، والصواب ما هو مُثبت.

وابن ثوبان؛ هو: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي -بالنون- الدمشقي الزاهد؛ صدوقٌ يخطئ ورمي بالقدر، وتغيَّر بأخرة، من السابعة. "التقريب"(3820).

(4)

كذا في سائر النسخ المعتمدة و"الغرائب الملتقطة"، ولم يتبيَّن لي مَنْ هو، ولم أجد لابِن ثوبانَ روايةً عن عمِّهِ، وإنما يروي عن أبيه وأمه.

والإسناد ساقط بسبب محمد بن مهاجر.

(5)

"الغرائب الملتقطة"(رسالة حسن ورسمه)(ص 193 رقم 156) من طريق محمدِ بن مُهاجِرٍ البغدادي، حدثنا حماد بن خالد بالإسناد السابق، وهو ساقطٌ بسبب محمد بن مهاجر.

(6)

كلمة (رفعه) ليست في "م".

(7)

"شعب الإيمان"(3/ 265 رقم 1631) أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن صبيح الجوهري، حدثنا عبد الله بن محمد المديني، حدثنا إسحاق الحنظلي، حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا الوليد بن الكامل البجلي، عن نصر بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ به.

ورواه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1/ 291 رقم 641) من طريق بقية به نحوه.

أبو عبد الرحمن السُّلمي: فيه كلامٌ شديد. وشيخه لم أجد له ترجمة.

والوليد بن كامل بن معاذ بن أبي أمية البجلي؛ الأكثر على تضعيفه. كما في "تهذيب التهذيب"(11/ 130 رقم 248)، وقال ابن حجر: ليِّن الحديث. "التقريب"(7450).

والإسناد ضعيف لحال الوليد بن كامل، وإسناد البيهقي أشد ضعفًا لحال السلمي.

ص: 532

ابن مَعْدِي كَرِب مَرفوعًا: "إذا حدَّثْتُم الناسَ عن ربهم، فلا تُحدِّثوهُم بما يَعْزُبُ عنهم ويَشُقُّ عليهم".

وصحَّ عن أبي هريرةَ قولُه: "حَفِظْتُ عن النبي صلى الله عليه وسلم وِعَاءَينِ؛ فأمَّا أحدُهما فبَثَثْتُه، وأما الآخَرُ فلو بَثَثْتُهُ لقُطِعَ هذا البُلْعُوم"

(1)

.

وللدَّيلميِّ في مسنده

(2)

مِنْ حديثِ ابنِ عباسٍ مرفوعًا: "عاقِبُوا أرِقَّاءَكُم على قدرِ عُقُولهم".

وكذا أخرجه الدارقطنيُّ في "الأفراد"

(3)

مِنْ حديثِ عُبَيدِ بن نَجِيحٍ

(4)

، عن هشام بن عروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ مرفوعًا مثله.

وللحاكم

(5)

-وقال: على شرطِ الشيخين عن أبي ذَرٍّ- مرفوعًا: "خالِقُوا الناسَ بأخلاقِهِم" الحديث.

(1)

رواه البخاري في "صحيحه"(العلم، باب حفظ العلم رقم 120).

(2)

"مسند الفردوس"(النسخة السعيدية) من طريق عيسى بن ميمون، عن محمد بن كعب، عن عبد الله بن عباس به.

وعيسى بن ميمون: متروك الحديث. فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه.

(3)

كما في "أطراف الغرائب والأفراد"(5/ 493 رقم 6173) وقال: تفرَّد به عبيد ابن نجيح عن هشام، وتفرَّد بهذا الإسناد سليمان بن عبد الرحمن وفي موضع: ابن عبد الملك.

ورواه تمام في "فوائده"(2/ 134 رقم 1346)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(37/ 175) من طريق سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا عبد الملك بن مهران، عن عُبيد بن نجيح به.

وعبد الملك بن مهران؛ قال فيه أبو حاتم: مجهول. "الجرح والتعديل"(5/ 370 رقم 1733)، وقال العقيلي: صاحب مناكير، غلب على حديثه الوهم، لا يقيم شيئًا من الحديث. "الضعفاء"(3/ 34)، فالإسناد ضعيف أو ضعيف جدًّا.

(4)

لم أقف على ترجمته.

(5)

"المستدرك"(3/ 343) من طريق أبي توبة الربيع بن نافع، حدثنا ربيعة بن يزيد، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي ذر رضي الله عنه بنحوه، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

وتعقَّبه الذهبي بقوله: قلت: ابن يزيد لم يخرجوا له، قال النسائي وغيره: متروك.

وليس في شيوخ أبي توبة ولا تلامذة أبي الأشعث من اسمه ربيعة بن يزيد.

والإسناد ضعيف جدًّا كما يُفهم من كلام الذهبي.

ص: 533

وللطبرانيِّ

(1)

، وأبي الشيخ

(2)

عن ابنِ مسعودٍ مرفوعًا: "خالطِ الناسَ بما يَشتَهونَ، ودينكَ فلا تَكِلَنْه"

(3)

.

ونحوه عن عليٍّ رفعه: "خالِقِ الفاجِرَ مُخالَقَةً، وخالِصِ المُؤمنَ مُخالَصَةً، ودينكَ لا تُسَلِّمَه لأحَدٍ"

(4)

، وفي حديثِ أوله: خطَبَنَا: "خالِطُوا الناسَ على قدرِ أيامهم

(5)

"

(6)

.

‌183 - حديث: "أمَرَ بتَصْغيرِ اللُّقْمَةِ في الأكلِ، وتَدْقيقِ المَضْغِ".

قال النووي: لا يَصِحّ

(7)

.

قلت: ويرُدُّ شِقَّه الثاني رَغْبَهُ بعضِ السَّلَفِ في السَّوِيق

(8)

.

(1)

"المعجم الكبير"(9/ 412 رقم 9757) من طريق شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الله بن باباه، عن ابن مسعود به موقوفًا.

(2)

لم أجده في كتبه المطبوعة.

ورواه وكيع في "الزهد"(ص 261 رقم 531)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(13/ 371 رقم 26745)، والبيهقي في "الزهد الكبير"(ص 109 رقم 188) كلهم من طرقٍ عن حبيب ابن أبي ثابت عن عبد الله بن باباه، قال: قال عبد الله ابن مسعود بنحوه موقوفًا.

وعلَّقه البخاري في "صحيحه"(الأدب، باب الانبساط إلى الناس).

ورجال إسناده ثقات، ومع أنَّ حبيبًا مدلس وقد عنعن، إلا أنَّ رواية شعبة عنه تُقوِّي هذه الرواية، والله أعلم.

(3)

كذا ضُبطت الكلمة في النسخ المعتمدة، ووقع في مصادر الحديث المطبوعة:(تَكْلِمُنَه)، وفي بعضها:(تكْلِمُونه) وكلاهما مأخوذٌ من الكَلِم؛ أي: الجرح. وقد قال الحافظ ابن حجر في ضبط الكلمة: ودينكم لا تكلمُنه؛ وهذه بضم الميم للجميع. "فتح الباري"(10/ 526).

(4)

ذكره الديلمي في مسنده (النسخة السعيدية) من غير إسناد.

(5)

كذا في سائر النسخ المعتمدة، ووقع في المطبوع: إيمانهم، ولعله أولى.

(6)

لم أقف عليه بهذا اللفظ.

(7)

لم أجده في كتبه المطبوعة، ولا في كتاب "الأحاديث التي حكم عليها النووي في كتبه".

(8)

السَّوِيق: طعامٌ يُتَّخذُ من مَدْقوقِ الحِنْطَةِ والشَّعيرِ، سُمِّيَ بذلكَ لانسياقِهِ في الحَلْقِ.

"المعجم الوسيط"(1/ 465) وهذه هي مناسبةُ إيرادِ هذا الكلام، وهو أنه مِنْ دقيقِ الحِنطةِ والشَّعيرِ.

ص: 534

وقولُه: بين شُرْبِ السَّوِيقِ ومَضْغِ الفَتِيتِ: قراءةُ خمسينَ آية

(1)

، في أشباهٍ لهذا.

ويمكنُ أنْ يكونَ مُوافقًا للطِّبِّ فيما يَحتاجُ إلى المَضْغِ.

‌184 - حديث: "أميرُ النَّحْلِ عليٌّ".

لا أصلَ له، وإنْ وَقَعَ في كلامِ ابنِ سِيْدَهْ في "المُحْكَم"

(2)

: اليَعْسُوبُ أميرُ النَّحْلِ، ثم كَثُرَ حتى سمَّوَا كلَّ رئيسٍ يَعْسُوبًا، ومنه حديثُ:"عليٌّ هذا يَعْسُوبُ قُرَيشٍ".

وكذا في "الأمثال"

(3)

للرَّامَهُرْمُزِيِّ: "عليٌّ يَعْسُوبُ المُؤمنين"؛ أي: سَيِّدُهُم.

وهو عندَ الطبرانيِّ

(4)

مِنْ حديثِ أبي ذَرٍّ وسلمانَ.

وعندَ الدَّيلميِّ مِنْ حديثِ الحسنِ بن عليٍّ

(5)

، قال: وقال ثَعْلَبُ: اليَعْسُوبُ: الذَّكَرُ مِن النَّحْلِ الذي يَقْدُمُها ويُحامِي عنها. قال عليٌّ: "أنا يَعْسُوبُ المُؤمنينَ".

(1)

رواه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 350)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7/ 473 رقم 5302) من قول داود الطائي.

(2)

"المحكم والمحيط الأعظم"(1/ 503).

(3)

"أمثال الحديث"(ص 102) من غير إسناد.

(4)

"المعجم الكبير"(6/ 269 رقم 6184) من طريق عمر بن سعيد، عن فضيل ابن مرزوق، عن أبي سخيلة، عن أبي ذر، وعن سلمان قالا: أخَذَ رسول الله بيد علي رضي الله عنه فقال: "إنَّ هذا أولُ مَنْ آمَنَ بي وأولُ مَنْ يُصافِحُني يومَ القِيامَةِ، وهذا الصِّدِّيقُ الأكبرُ، وهذا فاروقُ هذه الأمةِ يُفرِّقُ بينَ الحَقِّ والباطِلِ، وهذا يَعْسُوبُ المؤمنين، والمَالُ يَعْسُوبُ الظالم".

قال الهيثمي: فيه عمر بن سعيد المصري، وهو ضعيف. "المجمع"(9/ 124).

وفضيل بن مرزوق الأغر- بالمعجمة والراء- الرقاشي الكوفي أبو عبد الرحمن؛ صدوقٌ يهم ورمي بالتشيع. "التقريب"(5437).

وأبو سخيلة -بالمعجمة مصغر-: مجهول من الثالثة. "التقريب"(8115).

فالإسناد ضعيف لحال هؤلاء الثلاثة، والله أعلم.

(5)

وكذا عزاه له الزركشي في "اللآلئ المنثورة"(ص 127)، وإنما هو من حديث الحسين بن علي.

ص: 535

رواه الدَّيلميُّ في مسنده

(1)

عنه مرفوعًا: "يا عليّ إنَّكَ لسيِّدُ المسلمينَ ويَعْسُوبُ المؤمنين" الحديث.

‌185 - حديث: "أنا ابنُ الذَّبِيحَين" في: "ابن الذَّبِيحَين"

(2)

.

‌186 - حديث: "أنا أعرَفُكُم بالله وأخْوفُكُم منه".

قال شيخنا: صحيحٌ.

يعني فقد ترْجَمَ البخاريُّ في صحيحِهِ

(3)

قولَ النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا أعْلَمُكُم بالله"، وأوردَ حديثَ عَبْدَةَ، عن هشام، عن أبيه، عن عائشةَ قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أمَرَهُم

(4)

: أمَرَهُم مِن الأعمالِ ما يُطِيقُون، قالوا: إنا لَسْنَا كهَيْئَتِكَ يا رسولَ الله، إنَّ الله قد غَفَرَ لك ما تقدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وما تَأخَّرَ، فيَغْضَبُ حتى يُعرَفَ الغَضَبُ في وَجهِهِ، ثم يقول:"إنَّ أتْقاكُم وأعْلَمَكُم بالله أنا".

(1)

"الغرائب الملتقطة"(رسالة حسن ورسمَه)(ص 139 - 140 رقم 93) من طريق أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، حدثنا أبي، حدثنا علي بن موسى الرضا، حدثني أبي، حدثني أبي جعفر بن محمد، حدثني أبي، حدثني أبي علي ابن الحسين، حدثني أبي، حدثني علي بن أبي طالب به. فذكره ثم قال: قال الطائي: سألتُ أحمدَ بن يحيى عن اليعسوب؟ قال: ذكرُ النَّحْلِ الذي يَقْدُمُها ويُحامِي عنها.

وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي؛ قال الحسن بن علي الزهري: كان أميًا لم يكن بالمَرضيِّ. "سؤالات السهمي للدارقطني"(ص 179 رقم 380)، وقال الذهبي: عن أبيه، عن علي الرضا، عن آبائه بتلك النسخة الموضوعة الباطلة، ما تنفكُّ عن وضعه أو وضع أبيه. "الميزان"(2/ 390 رقم 4200).

وأبوه أحمد بن عامر الطائي، قال العراقي: روى عن علي بن موسى الرضا نسخة موضوعة رواها ابنه عبد الله عنه. "ذيل ميزان الاعتدال"(ص 33 رقم 92).

فالإسناد موضوع؛ والحديث أورده القاري في "الأسرار المرفوعة"(ص 136 رقم 67)، والفتني في "تذكرة الموضوعات"(ص 98).

(2)

تقدم برقم (13).

(3)

"صحيح البخاري"(الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا أعلمكم بالله، رقم 20).

(4)

في "م" زيادة (رسول الله)، ووجودها غير مناسب.

ص: 536

ولفظُ الترجمةِ لأبي ذَرٍّ

(1)

: "أنا أعرَفُكُم"، بدل "أعْلَمُكُم"، وكأنه مَذْكُورٌ بالمَعنى حَمْلًا على تَرَادُفِهِما هنا.

قال شيخنا: وهو ظاهِرٌ هنا، وعليه عَمَلُ المُصنِّفِ

(2)

.

وللبخاريِّ أيضًا في بابِ (مَنْ لم يُواجِهِ الناسَ بالعِتَابِ) مِنَ الأدب

(3)

، مِنْ حديثِ مسلمٍ

(4)

عن مَسْروقٍ، عن عائشةَ قالت: صَنَعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم شيئًا فتَرَخَّصَ فيه فتَنَزَّه عنه قومٌ، فبَلَغَ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، (فَخَطَبَ فحَمِدَ الله ثم قال: "ما بَالُ أقوامٍ يَتَنَزَّهونَ عن الشَّيءِ أصْنَعُهُ)

(5)

، فوالله إني لأعْلَمُهُم بالله عز وجل وأشدُّهم له خشْيَةً".

وللحاكم

(6)

مِنْ حديثِ عُمارةَ بن أبي حَفْصَةَ، عن عكرمةَ، عن عائشةَ مرفوعًا في حديث:"قد عَلِمُوا أني أتْقاهُم للهِ وأدَّاهُم للأمانةِ".

‌187 - حديث: "أنا أفْصَحُ مَنْ نَطَقَ بالضَّادِ".

معناه صحيحٌ، ولكنْ لا أصلَ له، كما قالَه ابنُ كثيرٍ

(7)

.

‌188 - حديث: "أنا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَني".

الدَّيلميُّ

(8)

-بلا سَنَدٍ- عن عائشةَ مَرفوعًا بهذا.

وعندَ البيهقيِّ في الذِّكْرِ مِن "شعب الإيمان"

(9)

مِنْ جِهَةِ الحسينِ

(1)

أى: الهروي رواية صحيح البخاري، كما في "فتح الباري"(1/ 70).

(2)

"فتح الباري"(1/ 70).

(3)

"صحيح البخاري"(الأدب، باب من لم يواجه الناس بالعتاب رقم 6101).

(4)

مسلم؛ هو: ابن صُبَيح أبو الضحى.

(5)

ما بين قوسين سقط من الأصل، والاستدراك من "م" و"د".

(6)

"المستدرك"(2/ 23 - 24) من طريق عمارة بن أبي حفصة به فذكره، وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط البخاري ولم يخرجاه. وهو كما قال، والله أعلم.

(7)

"تفسير القرآن العظيم"(1/ 228).

(8)

الذي وجدته في "الفردوس بمأثور الخطاب"(3/ 192 رقم 4533) من حديث ثوبان.

(9)

"شعب الإيمان"(2/ 171 رقم 670) من طريق الحسين بن حفص به.

ورواه أحمد في "الزهد"(ص 68 رقم 352)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(2/ 66 رقم 1231)، و (19/ 41 رقم 35428) كلاهما عن وكيع، عن سفيان به.

ص: 537

ابن حَفْصٍ

(1)

، عن سفيان

(2)

، عن عطاءِ بن أبي مَروانَ، حدثني أبي، عن

(3)

كَعْبٍ قال: "قال موسى عليه السلام: يا ربِّ أقَرِيبٌ أنتَ فأُناجِيكَ أو بعيدٌ فأُنَادِيكَ؟ فقيلَ

(4)

له: يا موسى، أنا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَني".

ونحوه عند أبىِ الشيخ في "الثواب" مِنْ جهةِ عبدِ الله بن عُمَيرٍ، عن كعبٍ.

وهو في سابع عَشَرِ "المجالسة"

(5)

مِنْ حديثِ ثَورِ بن يزيدَ، عن عَبِيدَةَ

(6)

قال: "لمَّا كلَّمَ الله عز وجل موسى عليه السلام يومَ الطُّورِ، كان على موسى جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ مُخَلَّلةٌ بالعِيدانِ، مَحزومٌ وَسَطُهُ بشريطِ لِيفٍ، وهو قائمٌ على جَبَلٍ، وقد أسنَدَ ظَهْرَه إلى صَخْرَةٍ مِن الجبَلِ، فقال الله: يا موسى، إني قد أقَمْتُكَ مَقَامًا لم يَقُمْ أحدٌ قَبْلَكَ، ولا يَقُومُهُ أحَدٌ بعدكَ، وقَرَّبْتُكَ نَجِيًّا. قال موسى: إلهي ولِمَ أقَمْتَني هذا المَقام؟ قال: لتَوَاضعِكَ يا موسى، قال: فلَمَّا سَمِعَ لَذَاذَةَ الكلامِ مِنْ رَبِّهِ، نادى موسى: إلهي أقَرِيْبٌ فأُنَاجِيكَ، أم بَعِيدٌ فأُنادِيكَ؟ قال: يا موسى، أنا جليسُ مَنْ ذَكَرَني".

(1)

الحسين بن حفص بن الفضل الأصبهاني، قال أبو حاتم: صالح محله الصدق. "الجرح والتعديل"(3/ 50 رقم 224)

فالإسنادُ حسنٌ إلى كعب الأحبار، إلا أنه يأخذ عن بني إسرائيل، فليس لهذا الأثر حكم الرفع.

(2)

هو الثوري.

(3)

في جميع النسخ المعتمدة: (بن)، والتصويب من "شعب الإيمان".

وعطاء بن أبي مروان يروي عن أبيه، وليس له رواية عن أبي بن كعب، كما في "تهذيب الكمال"(20/ 103 رقم 3939)، وأبوه يروي عن كعب الأحبار كما في "تهذيب الكمال"(34/ 278).

(4)

كتب في هامش الأصل: لعله: (فقال). وهو كذلك في مصادر الحديث.

(5)

"المجالسة وجواهر العلم"(6/ 52 رقم 2362) من طريق محمد بن عبيد بن طلحة، عن أبيه، عن ثور بن يزيد به. ورواه من طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(61/ 50).

(6)

عَبِيدة بن عمرو السلماني -بسكون اللام ويقال بفتحها- المرادي أبو عمرو الكوفي تابعي كبير مخضرم فقيه ثبت. . . والصحيح أنه مات قبل سنة سبعين ع "التقريب"(4412).

فالإسناد مرسل.

ص: 538

وللبيهقي في مَوضِعٍ آخَر

(1)

عن شعبةَ، مِنْ جِهةِ أبي أسامَةَ قال: قلتُ لمحمدِ بن النَّضْرِ

(2)

: أما تَسْتَوحِشُ مِنْ طولِ الجُلُوسِ في البيتِ؟!

فقال: ما لي أستَوْحِشُ وهو يقولُ: "أنا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَني"!.

وكذا أخرَجَه أبو الشَّيخِ

(3)

مِنْ جِهةِ حُسينٍ الجُعفيِّ قال: قال محمدُ ابن النَّضْرِ الحارثيُّ لأبي الأحْوَصِ

(4)

: أليس تَرْوي أنه قال: أنا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرني؟ فما أرجو بمُجالَسَةِ الناسِ؟!

وعند البيهقيِّ

(5)

معناه في المَرفوعِ، مِنْ حديثِ إسماعيلَ ابن عُبَيدِ الله، عن كَريمةَ ابنةِ الحَسْحَاسِ المُزَنِيَّةِ، عن أبي هريرةَ: سَمِعْتُ أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ الله عز وجل قال: أنا مع عَبْدِي ما ذَكَرَني وتَحَرَّكَتْ بي شَفَتَاه".

قال: ورواه الأوزاعيُّ، عن أبي هريرة مَوْقُوفًا ومَرْفُوعًا، وروايةُ كريمةَ أصحُّ.

(1)

"شعب الإيمان"(2/ 182 رقم 697) من طريق محمد بن عبيد العامري، حدثنا أبو أسامة به. وليس فيه ذكر لشعبة.

ومحمد بن عبيد بن ثعلبة العامري ضعَّفه الذهبي كما سبق في الحديث (88).

(2)

محمد بن النضر الحارثي أبو عبد الرحمن العابد، قال عبد الرحمن بن مهدي: ما رأيتُ مثله في الصلاح. "العلل ومعرفة الرجال" لأحمد (1/ 486 رقم 1119).

(3)

الظاهر أنه في "الثواب".

(4)

الظاهر أنه عوف بن مالك بن نضلة، وهو ثقةٌ. "التقريب"(5218).

(5)

"شعب الإيمان"(2/ 52 - 53 رقم 506، 507) من طريقين عن إسماعيل بن عبيد الله مولى بني مخزوم به. وعلَّقه البخاري في صحيحه (التوحيد، باب قول الله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ})، ورواه ابن ماجه في سننه (الأدب، باب فضل الذكر رقم 3792)، وأحمد في مسنده (16/ 568 رقم 10968)، وابن حبان في صحيحه (3/ 97 رقم 815)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 496) كلهم من طريق الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد الله به.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي في "التلخيص": صحيح.

ص: 539

‌189 - حديث: "أنا عندَ ظَنِّ عَبْدي بي".

متفقٌ عليه

(1)

مِنْ حديثِ الأعمشِ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به مرفوعًا عن الله عز وجل في حديثٍ.

وللبيهقيِّ

(2)

مِنْ حديثِ سُلَيمِ بن عامِرٍ، عن أبي هريرةَ مرفوعًا:"يا أيها الناسُ، أحْسِنُوا الظَّنَّ بربِّ العالَمِينَ، فإنَّ الرَّبَّ عندَ ظَنِّ عَبْدِهِ".

ومِنْ حديثِ

(3)

رجلٍ مِنْ وَلَدِ عُبَادَةَ بن الصَّامِتِ، عن أبي هريرةَ رفعه:"أمَرَ اللهُ عز وجل بعَبْدَينِ إلى النار، فلمَّا وَقَفَ أحدُهما على شَفَتِها الْتَفَتَ فقال: أمَا والله إنْ كانَ ظَنِّي بكَ لَحَسَنٌ، فقال الله عز وجل: رُدُّوهُ، فأنا عِندَ ظنِّكَ بي، فَغَفَرَ لَه".

وفي لفظٍ: "رُدُّوه أنا عندَ حُسْنِ ظنِّ عَبْدي بي".

(1)

"صحيح البخاري"(التوحيد، باب قول الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} رقم 7405)، و"صحيح مسلم"(الذكر والدعاء والتوبة، باب الحث على ذكر الله تعالى رقم 2675)، ورواه البخاري في صحيحه في الموضع السابق (برقم 7505) من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به.

(2)

"شعب الإيمان"(2/ 321 - 322 رقم 981) من طريق سويد، حدثنا ثابت ابن عجلان، عن سليم بن عامر به.

وسويد بن عبد العزيز بن نمير السُّلمي مولاهم الدمشقي؛ قال أحمد: متروك، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: في حديثه نظر، هو لين الحديث. "الجرح والتعديل"(4/ 239 رقم 1020)، وقال ابن حجر: ضعيف. "التقريب"(2692). فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه.

(3)

"شعب الإيمان"(2/ 323 رقم 984) من طريق الحسن بن علي بن زياد، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، حدثنا ابن أبي الزناد، أخبرني موسى بن عقبة، عن رجلٍ مِنْ وَلَدِ عُبادَةَ بن الصَّامِتِ به.

والحسن بن علي بن زياد الوشَّاء الكوفي الخزاز، قال ابن حجر: ذكره الطوسي في "مصنفي الشيعة الإمامية" وذكر له أشياء منكرة. "لسان الميزان"(3/ 90 رقم 2341). وابن أبي الزناد؛ عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان: ضعيفٌ، وسبقت ترجمته في الحديث (173).

فالإسناد ضعيفٌ؛ لحال الحسن الوشَّاء، وابنِ أبي الزناد، وجهالَةِ الرَّجلِ مِنْ وَلَدِ عُبادَةَ بن الصَّامِتِ.

ص: 540

ولأبي الشَّيخِ

(1)

عن أبي هريرةَ أيضًا مرفوعًا: "العَبْدُ عندَ ظّنِّهِ بالله".

ولابنِ أبي الدنيا: "حُسْنُ الظنِّ بالله" في تأليفٍ

(2)

.

‌190 - حديث: "أنا عِندَ المُنكَسِرَةِ قُلُوبُهُم مِنْ أجلي".

جَرَى ذِكْرُه في (البداية)

(3)

للغَزَالي.

‌191 - حديث: "أنا مدينةُ العلمِ وعليٌّ بابُها".

الحاكمُ في المناقبِ من "مستدركه"

(4)

، والطبرانيُّ في "معجمه الكبير"

(5)

، وأبو الشيخ ابنُ حيان في "السُّنَّة"

(6)

له، وغيرُهم

(7)

؛ كلُّهم مِنْ

(1)

الظاهر أنه في "الثواب" أيضًا.

(2)

طبع عدة طبعات.

(3)

"بداية الهداية"(القول في آداب الصحبة ص 190) من غير إسناد.

وأورده القاري في "الأسرار المرفوعة"(ص 137 رقم 70) وقال: لا أصلَ له في المرفوع.

(4)

"المستدرك"(3/ 126 - 127) من طريق أبي الصلت عبد السلام بن صالح حدثنا أبو معاوية به. وقال: هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد ولم يخرجاه، وأبو الصلت؛ ثقة مأمون، ونَقَلَ عن ابنِ معينٍ أنه قال: رواه أيضًا محمد بن جعفر الفيدي، عن أبي معاوية، والفيديُّ ثقةٌ مأمون.

وتعقَّبَه الذهبيُّ بقوله: بل موضوعٌ، وقال عن أبي الصلت: لا والله، لا ثقةٌ ولا مأمون.

(5)

"المعجم الكبير"(11/ 65 رقم 11061) من طريق أبي الصلت به.

(6)

نقل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع من كتبه، والظاهر أنه في عداد المفقود.

(7)

كالطبري في "تهذيب الآثار" مسند علي (ص 105 رقم 173) من طريق أبي الصلت به.

وأبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي؛ قال أحمد: روى أحاديث مناكير، وذُكِرَ له هذا الحديث، فقال: ما سمعنا بهذا. "علل أحمد رواية المروذي"(ص 135 رقم 308)، وقال أيضًا: قبَّح الله أبا الصلت، ذاك ذكر عن عبد الرزاق حديثًا ليس له أصل. "المنتخب من علل الخلال"(ص 208 رقم 120)، وذكر ابن عدي أحاديث أبي الصلت في فضائل علي، ثم قال: وهو متهم في هذه الأحاديث. "الكامل"(5/ 332)، وقد وثقه ابن معين، ورماه الدارقطني بالوضع، وقال مسلمة عن العقيلي: كذاب. وقال الحاكم والنقاش وأبو نعيم: روى مناكير. "تهذيب التهذيب"(6/ 286). =

ص: 541

حديثِ أبي معاويةَ الضَّريرِ

(1)

، عن الأعمشِ، عن مجاهِدٍ، عن ابنِ عباسٍ مرفوعًا به بزيادة:"فمَنْ أتَى العِلمَ فليأتِ البابَ".

ورواه الترمذي في المناقب من "جامعه"

(2)

، وأبو نعيم في "الحلية"

(3)

،

(1)

أبو معاوية الضرير؛ محمد بن خازم -بمعجمتين- الكوفي. . ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يَهِمُ في حديثِ غيرِه، مِنْ كبارِ التاسعة. . . وقد رمي بالإرجاء ع "التقريب"(5841)، وقد ذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين. "تعريف أهل التقديس"(ص 36 رقم 61).

ففي هذا الإسناد علل أربع:

الأولى: تضعيف الأئمة لأبي الصلت -ومنهم الحاكم نفسه- كما تقدَّم.

والثانية: عنعنة الأعمش، وهو مشهور بالتدليس.

والثالثة: عنعنة أبي معاوية وهو مدلس كما سبق.

والرابعة: رجوع أبي معاوية عن التحديث بهذا الحديث؛ فقد قال يحيى بن معين: أخبرني ابنُ نُمَير، قال: حدَّثَ به أبو معاوية قديمًا، ثم كفَّ عنه. "معرفة الرجال عن ابن معين؛ رواية ابن محرز"(1/ 79)، وقال الشيخٍ المُعلِّمي: ويتأكَّدُ وَهْنُ الخبر بأنَّ مَنْ يُثبِتُه عن أبي معاوية، يقول: إنه حدَّثَ به قديمًا ثم كفَّ عنه، فلولا أنه عَلِمَ وَهْنَه لَمَا كفَّ عنه. "تحقيق للفوائد المجموعة"(ص 371).

(2)

"جامع الترمذي"(المناقب رقم 3723) من طريق محمد بن عمر بن الرومي، حدثنا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة، عن الصنابحي، عن علي به فذكره وقال: هذا حديثٌ غريبٌ منكر، وروى بعضهم هذا الحديث عن شريك ولم يذكروا فيه عن الصنابحي، ولا نعرف هذا الحديث عن أحدٍ من الثقات عن شريك.

ومحمد بن عمر بن عبد الله الباهلي مولاهم ابن الرومي؛ قال أبو حاتم: فيه ضعف، وقال أبو زرعة: شيخ لين. "الجرح والتعديل"(8/ 21 رقم 94)، وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويأتي عن الثقات بما ليس من أحاديثهم، لا يجوز الاحتجاجُ به بحال. وذكرَ حديثه هذا، ثم قال: وهذا خبرٌ لا أصلَ له عن النبي عليه الصلاة والسلام، ولا شريكٌ حدَّث به، ولا سلمةُ بن كهيل رواه، ولا الصنابحيُّ أسنده، ولعلَّ هذا الشيخ بلغه حديث أبي الصلت عن أبي معاوية فحفِظَه ثم أقلبه على شريك وحدَّث بهذا الإسناد. "المجروحين"(2/ 94).

(3)

"الحلية"(1/ 64) من طريق عبد الحميد بن بحر، حدثنا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن الصنابحي به. وليس عنده ذكرٌ لسُويد بن غفلة.

وعبد الحميد بن بحر الكوفي؛ قال ابن حبان: يروي عن مالك وشريك والكوفيين مما ليس من أحاديثهم، كان يسرق الحديث، لا يحل الاحتجاج به بحال. "المجروحين"(2/ 142). =

ص: 542

وغيرُهما

(1)

مِنْ حديثِ عليٍّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا دارُ الحكمةِ وعليٌّ بابُها".

قال الدارقطنيُّ في "العلل"

(2)

عَقِبَ ثانيهما: إنه حديثٌ مضطربٌ غيرُ ثابِتٍ.

وقال الترمذيُّ: إنه منكر، وكذا قال شيخُه البخاريُّ

(3)

، وقال: إنه ليس له وَجْهٌ صحيحٌ. وقال ابنُ معين -فيما حكاه الخطيبُ في "تاريخ بغداد"

(4)

-: إنه كَذِبٌ لا أصلَ له.

وقال الحاكمُ عَقِبَ أولهما: إنه صحيحُ الإسنادِ.

وأورَدَه ابنُ الجوزي مِنْ هذَين الوَجهَين في "الموضوعات"

(5)

، ووافَقَه الذَّهبيُّ

(6)

، وغيرُه

(7)

على ذلك. وأشار إلى هذا ابنُ دقيقِ العِيدِ بقوله: هذا الحديثُ لم يُثبِتُوه، وقيلَ: إنه باطلٌ

(8)

.

وهو مُشعِرٌ بتوقّفِهِ فيما ذَهَبُوا إليه مِن الحكم بكَذِبِهِ، بل صرَّح العلائي

(9)

= وبيَّن ابن عدي أنه ضعيف ويسرق الحديث، ثم قال: ولعبد الحميد هذا غيرُ حديثٍ منكرٍ رواه وسرقه من قوم ثقات. "الكامل"(5/ 323)، فإسناد أبي نعيم تالف.

(1)

كالقطيعي في زوائده على "فضائل الصحابة" لأحمد (2/ 635 رقم 1081)، والطبري في "تهذيب الآثار" مسند علي (ص 104) بإسناد الترمذي نفسه.

وليس عند القطيعيِّ ذِكرُ سُويدِ بن غَفَلَةَ. وإثباته هو الصواب؛ فسلمة لم يسمع من الصنابحي.

(2)

"العلل"(3/ 248 رقم 386)، وتتمة كلامه: وسلمة لم يسمع من الصنابحي.

(3)

"علل الترمذي الكبير؛ ترتيب أبي طالب"(ص 375 رقم 699).

(4)

"تاريخ بغداد"(12/ 319) بنحوه. هذا مع أنَّ الحاكم والخطيب قد نقلا عنه تقويته لهذا الحديث.

(5)

"الموضوعات"(2/ 113).

(6)

"تلخيص كتاب الموضوعات"(ص 61)، وقال: وهذا الحديث شُبِّه لبعض المحدثين السُّذَّج فإنه موضوعٌ، وله طرق كثيرة.

(7)

أورده شيخ الإسلام ابن تيمية في "أحاديث القصاص"(رقم 15) وقال: هذا ضعيفٌ، بل موضوعٌ عند أهل المعرفة بالحديث، لكنْ قد رواه الترمذي وغيره، ومع هذا فهو كذب.

(8)

"شرح الإلمام"(3/ 524).

(9)

"النقد الصحيح لما اعترض عليه من أحاديث المصابيح"(ص 53 - 55).

ص: 543

بالتوقُّفِ في الحكم عليه بذلك فقال: وعندي فيه نظرٌ. ثم بيَّن ما يَشْهَدُ لكونِ أبي معاوية -راوي حديثِ ابنِ عباسٍ- حدَّثَ به، فزالَ المَحْذورُ مِمَّن هو دونه، قال: وأبو معاويةَ ثقةٌ حافظٌ مُحتَجٌّ بأفرادِهِ كابنِ عُيينةَ وغَيرِهِ، فمَنْ حَكَمَ على الحديثِ مع ذلك بالكَذِبِ فقد أخطأ

(1)

، قال: وليس هو مِنَ الألفاظِ المُنكرةِ التي تأباها العُقُولُ، بل هو كحديثِ:"أرحمُ أمَّتي بأمَّتي"؛ يعني: الماضي

(2)

.

وهو صَنِيعٌ مُعْتَمَدٌ، فليس هذا الحديثُ بكَذِبٍ، خُصُوصًا وقد أخرَجَ الدَّيلميُّ في مسندِهِ

(3)

بسندٍ ضعيفٍ جدًّا عن ابنِ عُمرَ مرفوعًا: "عليُّ بن أبي طالبِ بابُ حِطَّةٍ؛ فمَنْ دَخَلَ فيه كان مؤمنًا، ومَنْ خَرَجَ منه كان كافرًا".

ومِنْ حديثِ أبي ذَرٍّ رَفَعَه: "عليٌّ بابُ عِلمِي، ومُبَيِّنٌ لأمَّتي ما أُرسِلْتُ به مِنْ بَعْدِي؛ حُبُّه إيمانٌ وبُغْضُهُ نِفاقٌ، والنَّظرُ إليه رأفة"

(4)

.

(1)

لكن أبا معاوية والأعمش مُدلِّسان كما سبق، وهذه الطرق لا تزيد الحديث قوةً فهي مسروقة، فقد قال ابن عدي: وقد سرقه من أبي الصلت جماعةٌ ضعفاء. "الكامل"(5/ 177).

(2)

تقدم (برقم 88) من هذا القسم المحقق.

(3)

"مسند الفردوس"(النسخة السعيدية) من طريق محمد بن علي بن خلف، حدثنا حسين الأشقر، حدثنا شريك، عن الأعمش، عن عطاء، عن ابنِ عباس به مرفوعًا.

ولم أجده عنده مِنْ حديث ابن عمر.

ومحمد بن علي بن خلف العطار؛ قال ابن عدي: عنده عجائب، وهو منكر الحديث. "الكامل"(2/ 362).

وحسين الأشقر؛ قال البخاري: فيه نظر، وقال السعدي: غالٍ من الشتَّامين للخِيَرَة، وقال ابن عدي: عنده مناكير. وذكر ابن عدي له مناكير، وقال في بعضها: البلاء عندي من الأشقر. "الكامل"(2/ 361). فالإسناد ضعيف جدًّا كما قال المصنف.

(4)

"مسند الفردوس"[النسخة السعيدية] من طريق أبي المفضل محمد ابن عبد الله، حدثنا أحمد بن عبيد الثقفي، حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار، حدثنا موسى بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب، حدثنا عبدُ المُهيمنِ بن العباسِ الأنصاري ثم الساعدي، عن أبيه العباس بن سهل، عن أبيه سهل بن سعد، عن أبي ذر به. =

ص: 544

ومِنْ حديثِ ابنِ عباسٍ رَفَعَه: "أنا مِيزانُ العِلْمِ وعليٌّ كفَّتاهُ، والحسنُ والحسينُ خُيُوطُهُ" الحديث

(1)

.

وأوْرَدَ صاحبُ "الفردوس"

(2)

، وتَبِعَه ابنُه المَذكورُ -بلا إسنادٍ- عن ابنِ مسعودٍ رفعه:"أنا مَدينةُ العِلمِ، وأبو بكرٍ أساسُها، وعليٌّ بابُها، ومعاويةُ حَلَقَتُها".

وبالجُملةِ فكُلُّها ضعيفةٌ، وألفاظُ أكثرِها رَكيكَةٌ، وأحْسَنُها حديثُ ابنِ عباسٍ، بل هو حَسَنٌ

(3)

.

= وأبو المُفضَّلِ؛ محمدُ بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله الشيباني الكوفي، قال حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق: كان يضع الحديث، وقال الخطيب: كان يروي غرائب الحديث وسؤالات الشيوخ فكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني، ثم بأن كذبه فمزَّقوا حديثَه وأبطلوا روايتَه، وكان بعدُ يضعُ الأحاديثَ للرافضة. "تاريخ بغداد"(3/ 499 - 500).

فالإسناد موضوع بسببه.

(1)

"الغرائب الملتقطة"(رسالة خير حسيني)(1/ 224 رقم 38) أخبرنا الشيخ عبد الرحيم الرازي كتابةً، واستحلفني أنْ لا أبدله، أخبرنا أبو الفتح عبد الرزاق بن مردك، حدثني يوسف بن عبد الله بأردبيل، حدثني الحسين بن صدقة الشيباني، أخبرنا سليمان بن نصر، حدثني إسحاق بن سيار، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثني الأعمش، حدثني مجاهد، عن ابن عباس به. فذكره وقال: وقال كلهم إلى الأعمش: واستحلفني.

الرواة الثلاثة الأول؛ لم أقف على تراجمهم.

والحسين بن صدقة، قال العقيلي عن محمد بن يحيى بن يسار: مجهولٌ بالنقل، وحسين بن صدقة نحوه، وحديثه غير محفوظ. "الضعفاء"(4/ 149)، وقال الذهبي: نَكِرَة. "الميزان"(4/ 64 رقم 8308).

وسليمان بن نصر؛ ترجم ابن الفَرَضي في "تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس"(1/ 218 رقم 550)، والذهبي في "تاريخ الإسلام"(6/ 95) لسليمان بن نصر ابن منصور أبي أيوب المُرِّي الغَطفاني الأندلسي، المُتوفى سنة (260 هـ)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وإسناد هذا الحديث ضعيف.

(2)

"الفردوس بمأثور الخطاب"(1/ 43 رقم 105) والذي وقع عنده: عن عبد الله ابن سعيد.

(3)

تقدَّم تضعيف الأئمة له.

ص: 545

وقد روى الترمذيُّ

(1)

أيضًا، والنسائيُّ

(2)

، وابنُ ماجه

(3)

، وغيرُهم

(4)

؛ مِنْ حديثِ حُبْشِيِّ بن جُنادةَ

(5)

مرفوعًا: "عليٌّ مِنِّي وأنا مِنْ عليّ، لا يُؤدِّي عنِّي إلا أنا أو عليّ".

وليس في هذا كُلِّهِ ما يقدَحُ في إجماعِ أهلِ السُّنَّةِ مِن الصحابةِ والتابعين فمَنْ بعدهم: على أنَّ أفضلَ الصحابَةِ بعد النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق: أبو بكرٍ، ثم عُمَرُ رضي الله عنهما، وقد قال ابنْ عُمرَ رضي الله عنهما: "كُنَّا نقولُ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم

(1)

"جامع الترمذي"(المناقب رقم 3719) من طريق شريك عن أبي إسحاق، عن حُبْشيّ بن جنادة به مرفوعًا فذكره وقال: هذا حديث حسن صحيح.

(2)

"سنن النسائي الكبرى"(المناقب، فضائل علي 7/ 309 - 310 رقم 8091) من طريق يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق قال: حدثني حبشى بن جنادة السلولي به.

ورواه في (7/ 433 رقم 8400)، و (7/ 434 رقم 8405) بالإسناد نفسه.

ورواه في (7/ 433) من وجهٍ آخر عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء.

ومن وجهٍ آخر عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، وهانئ بن هانئ، عن علي مطولًا.

ورواية من رواه عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن حُبشي أولى؛ لأنها هي الموافقة لرواية الجماعة.

(3)

"سنن ابن ماجه"(بابٌ في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم 119) عن جماعةٍ من الثقات، عن شريك، عن أبي إسحاق به.

(4)

كأحمد في مسنده (29/ 49 رقم 17505)، و (29/ 50 رقم 17506) من طريق إسرائيل به. وفي (29/ 50 رقم 17506) من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، مثله، قال: فقلتُ لأبي إسحاق: أين سمعتَ منه؟ قال: وقف علينا على فرسٍ له في مجلسنا في جبانة السبيع.

(5)

حُبْشي -بضم أوله وسكون الموحدة بعدها معجمة ثم تحتانية، وهو اسمٌ بلفظ النسب- ابن جنادة بن نصر السَّلولي -بفتح المهملة وتخفيف اللام المضمومة- نسبةً إلى سلُول، وهي أمُّ بني مُرَّة بن صعصعة؛ صحابيٌّ شهِدَ حجة الوداع، ثم نزل الكوفة. "الإصابة"(2/ 447 - 448).

والأعمش مشهورٌ بالتدليس، ولم يأتِ تصريحه بالسماع من حُبْشي إلا من طريق شريك، وشريك لا يُحتمل تفرُّده بمثل هذا، وقد ذكر البخاري قصةَ سماعِ الأعمشِ من حُبشي، ثم قال: في إسناده نظر. "التاريخ الكبير"(3/ 127 رقم 427).

فإسناد هذا الحديث ضعيفٌ، والله أعلم.

ص: 546

حيٌّ: أفْضَلُ هذه الأمةِ بعد نبيِّها: أبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ، فيَسْمَعُ ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فلا يُنكِرُه"

(1)

.

بل ثبَتَ عن عليٍّ نفسِهِ أنه قال: "خَيرُ النَّاسِ بعد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكرٍ، ثم عمرُ، ثم رجلٌ آخر، فقال له ابنُه محمدُ بن الحَنفيةِ: ثم أنتَ يا أبَةِ؟ فقال: ما أبوكَ إلا رجلٌ من المسلمين"

(2)

.

رضي الله عنهم وعن سائِرِ الصحابةِ أجمعين.

‌192 - حديث: "أنا مِن اللهِ، والمؤمنونَ مِنِّي".

قال شيخنا: إنه كَذِبٌ مُختَلَقٌ.

وقال بعضُ الحفاظ

(3)

: لا يُعرَفُ بهذا اللفظِ مرفوعًا، لكنْ ثَبَتَ في الكتاب والسُّنَّةِ: أنَّ المؤمنينَ بعضهُم مِنْ بعضٍ؛ وفي الكتاب (قوله تعالى)

(4)

: {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران: 195]. وفي السُّنَّةِ: قولُهُ صلى الله عليه وسلم لحَيِّ الأشعريين: "هم مِنِّي، وأنا منهم"

(5)

، وقولُهُ لعليٍّ:"أنتَ مِنِّي، وأنا مِنكَ"

(6)

،

(1)

رواه أبو داود في سننه (السُّنَّة، باب في التفضيل رقم 4628) من طريق الزهري عن سالم، والترمذي في جامعه (المناقب، باب في فضائل عثمان رقم 3707) من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع؛ كلاهما عن ابن عمر به. وقال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجه، يُستغرب مِنْ حديثِ عُبَيدِ الله بن عمرَ، وقد رُويَ هذا الحديث من غير وجهٍ عن ابن عمر. اهـ.

ورجال إسناديهما ثقات، والحديثُ في "صحيح البخاري"(3697) مِنْ طريقِ عُبيدِ الله بن عُمَرَ عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ بنحوه.

(2)

"صحيح البخاري" (فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"لو كنت متخذًا خليلًا رقم 3671".

(3)

هو شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "أحاديث القصاص"(ص 55 - 56).

(4)

ما بين قوسين زيادة من "ز".

(5)

"صحيح البخاري"(الشركة، باب الشركة في الطعام والنهد والعروض رقم 2486)، وبوَّب في (المغازي، باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن وقال أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم: "هم مني وأنا منهم"، و"صحيح مسلم" (فضائل الصحابة، باب من فضائل الأشعريين رقم 2500).

(6)

"صحيح البخاري"(الصلح، باب كيف يكتب هذا ما صالح فلان بن فلان رقم 2699)، و (المغازي، باب عمرة القضاء ذكره أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم رقم 4251).

ص: 547

وللحُسَين

(1)

: "هذا مِنِّي، وأنا منه"

(2)

.

وكله صحيح

(3)

.

بل عندَ الدَّيلميِّ

(4)

بلا إسنادٍ عن عبدِ الله بن جَرَادٍ مرفوعًا: "أنا مِن الله عز وجل، والمؤمنونَ مِنِّي؛ فمَنْ آذَى مُؤمنًا فقد آذاني" الحديث.

(1)

في الأصل و"م" و"د": (للحسن)، والتصويب من "ز"، ومصادر الحديث.

(2)

رواه الترمذي في جامعه (المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رقم 3775)، وابن ماجه في سننه (باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - فضل الحسن والحسين. . . رقم 144)، وأحمد في مسنده (29/ 102 رقم 17561)، وابن حبان في صحيحه (15/ 427 رقم 6971)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 177) من طرقٍ عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن أبيِ راشد، عن يعلى بن مرة مرفوعًا بنحوه، وقال الترمذي: هذا حديثٌ حسن، وإنما نَعْرِفُه مِنْ حديثِ عبدِ الله بن عثمانَ ابن خُثَيمٍ، وقد رواه غيرُ واحدٍ عن عبدِ الله بن عثمانَ بن خُثَيمٍ.

وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد ولم يخرجاه.

وسعيد بن أبي راشد، أو ابن راشد؛ لم يروِ عنه غير عبد الله بن عثمان، وذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 290)، وحسَّن له الترمذي هذا الحديث، وقال الذهبي: صدوق. "الكاشف"(1/ 435 رقم 1881)، وقال ابن حجر: مقبول. "التقريب"(2301).

وقد تُوبعَ على هذا الحديث، فقد أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(ص 129 رقم 364)، وفي "التاريخ الكبير"(8/ 414)، والطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 20 رقم 2586)، و (22/ 273 رقم 701) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عن يعلى بن مرة به.

وأبو صالح عبد الله بن صالح الجهني كاتب الليث؛ سبقت ترجمته بشيءٍ من التفصيل في الحديث (23)، وسبَقَ أنَّ حديثَه في الأول كان مستقيمًا، ثم طرأ عليه فيه تَخليطٌ، وأنَّ ما يَجيءُ مِنْ روايةِ أهل الحِذْقِ عنه كيحيى بن معين والبخاري و. . . فهو مِنْ صحيحِ حديثِهِ. وقد جاءت الروايةُ هنا مِنْ طريقِ البخاري في "التاريخ الكبير" عنه، فهي مِنْ صحيحِ حديثِهِ.

وباقي رجالِ الإسناد ثقاتٌ، لكن يَبْقى احتمالُ وُقوعِ القَلْب بينَ راشدِ بن سعدٍ، وسَعْدِ بن راشِدٍ، لأنَّ كلا الرِّوايَتَين عن يَعْلَى بن مُرَّةَ، والله أعلَم.

(3)

إلى هنا انتهى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، وكلام المصنف المنقول من "اللآلئ المنثورة" للزركشي (ص 139).

(4)

لم أجده في مسنده، وهو في "تسديد القوس".

ص: 548

‌193 - حديث: "أنا والأتقياءُ مِنْ أمَّتي بَرِيئُونَ مِنَ التَّكَلُّفِ".

قال النوويُّ: ليس بثابتٍ

(1)

. انتهى.

وقد أخرجه الدارقطنيُّ في "الأفراد"

(2)

مِنْ حديثِ الزُّبَيرِ بن العَوَّامِ مرفوعًا: "ألا إني بَرِيءٌ مِن التَّكَلُّفِ وصالِحُوا أمَّتي". وسَنَدُه ضعيفٌ.

وأورَدَه الغَزَاليُّ في "الإحياء"

(3)

بلفظ: "أنا وأتقياءُ أمَّتي بُرَآءٌ مِنَ التَّكَلُّفِ".

وقال سلمانٌ -كما عند أحمدَ

(4)

، والطبرانيِّ في "معجمه الكبير"

(5)

و"الأوسط"

(6)

، وأبي نعيم في "الحلية"

(7)

، وغيرِها

(8)

- لِمَن استَضَافَه: "لولا أنا نُهِينا عن التَّكَلُّفِ لَتَكَلَّفْتُ لكم".

(1)

"فتاوى النووي"(ص 262 رقم 27).

(2)

رواه من طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(35/ 278) من جهة شعيب بن إبراهيم، حدثنا سيف بن عمر، عن وائل بن داود، عن يزيد البهي قال: قال الزبير بن العوام به نحوه.

وشعيب بن إبراهيم الكوفي، قال ابن عدي: له أحاديثٌ وأخبارٌ، وهو ليس بذلك المعروف، ومقدار ما يروي من الحديث والأخبار ليست بالكثيرة، وفيه بعض النكرة؛ لأن في أخباره وأحاديثه ما فيه تحامل على السلف. "الكامل"(4/ 4).

وسيف بن عمر الضبي، قال يحيى بن معين: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: متروك الحديث. "الجرح والتعديل"(4/ 278 رقم 1198)، وقال أبو نعيم الأصبهاني: متهمٌ في دينه مرميٌ بالزندقة ساقطُ الحديث لا شيء. "الضعفاء"(ص 91 رقم 95).

فالإسناد ضعيف جدًّا.

(3)

"إحياء علوم الدين"(3/ 120).

(4)

"مسند أحمد"(39/ 136 رقم 23733) من طريق قيس بن الربيع، حدثنا عثمان ابن شابور -رجلٌ من بني أسد- عن شقيق، أو نحوه -شكَّ قيس- عن سلمان به.

(5)

"المعجم الكبير"(6/ 235 رقم 6083) من طريق قيس بن الربيع، حدثنا عثمان ابن شابور، وفي (6/ 235 رقم 6085) من طريق سليمان بن قرم، عن الأعمش؛ كلاهما عن شقيق بن سلمة قال: دخلنا على سلمان.

(6)

"المعجم الأوسط"(6/ 104 رقم 5935) من طريق عثمان بن شابور به فذكره وقال: لم يرو هذا الحديث عن عثمان بن شابور إلا قيس بن الربيع.

(7)

لم أجده في "الحلية".

(8)

لم أجده في كتبه المطبوعة. وقد رواه أيضًا ابن المبارك في "الزهد"(ص 493 رقم 1404)، =

ص: 549

وإلى هذا أشارَ شيخُنا بقولِهِ: ورُوِيَ مَرفوعًا مِنْ حديثِ سلمانَ، والصحيحُ عنه مِنْ قولِهِ. وقال عُمرُ رضي الله عنه -كما أخرجه البخاري

(1)

، عن أنسٍ، عنه-:"نُهِينَا عن التَّكَلُّفِ".

‌194 - حديث: "أنا يَعسُوبُ المؤمنين" في: "أميرِ النَّحْلِ"

(2)

.

= والبزار في "مسنده"(6/ 482 رقم 2515) من طريق قيس بن الربيع، عن عثمان ابن شابور، والحاكم في "المستدرك"(4/ 123) من طريق سليمان بن قرم، عن الأعمش؛ كلاهما عن شقيق به. ووقع عند ابن المبارك: عن رجلٍ عن سلمان.

وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد ولم يخرجاه، وله شاهدٌ بمثل هذا الإسناد، ووافقه الذهبي. ثم ساقه الحاكم من طريق الحسن بن الرماس، حدثنا عبد الرحمن بن مسعود العبدي قال: سمعتُ سلمان الفارسي بنحوه. وقال الذهبي: إسناده ليِّن.

وقيس بن الربيع الكوفي؛ صدوق تغيَّر لما كبُر، وقد سبقت ترجمته في الحديث (2).

وعثمان بن شابور، لم أجد له ترجمة سوى ذكر الدارقطني له في "المؤتلف والمختلف"(3/ 1314).

وسليمان بن قَرْم -بفتح القاف وسكون الراء- ابن معاذ أبو داود البصري النحوي؛ قال ابن معين: ليس بشيء وهو ضعيف، وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، وقال أبو زرعة: ليس بذاك. "الجرح والتعديل"(4/ 136 رقم 597)، وقال ابن حجر: سيء الحفظ يتشيَّع. "التقريب"(2600).

فصارت طرقُ الأثرِ على النحو التالي:

1 -

طريق قيس بن الربيع، عن عثمان بن شابور.

وإسناده ضعيف لحال قيس وشيخه، وقد اضطربَ فيه قيسٌ، فجَعَلَه عن شقيقٍ، وعند أحمد: عن شقيق، أو نحوه، وعند ابنِ المبارك: عن رجلٍ، عن سلمان.

2 -

طريق سليمان بن قرم، عن الأعمش. وسليمان ضعيفٌ، والأعمش مدلِّس وقد عنعن.

3 -

طريق الحسن بن الرماس، عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي.

وقد سبق أنَّ الذهبي قال: إسناده ليِّن.

فالطرق الثلاثة ضعيفة، لكنها تتقوى بمجموعها، خاصة وأنه ليس له حكم الرفع، فيكون هذا الأثر حسنًا لغيره، والله أعلم.

(1)

"صحيح البخاري"(الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة، باب ما يكره من كثرة السؤال. . . رقم 7293).

(2)

تقدم برقم (184).

ص: 550

‌195 - حديث: "إنَّا أمَّةٌ أمّيَّةٌ لا نَكْتُبُ ولا نَحْسِبُ".

متفقٌ عليه

(1)

مِنْ حديثِ سعيدِ بن عمرو القرشي، عن ابنِ عُمَرَ مرفوعًا به.

‌196 - حديث: "إنا لنَكْشُرُ

(2)

في وُجوهِ أقوامٍ وقُلُوبُنا لَتَلْعَنُهُم".

وهو في أبي الدَّرْداءِ مِن "الحلية"

(3)

.

‌197 - حديث: "انتظارُ الفَرَجِ عِبادَةٌ".

الترمذيُّ في الدَّعواتِ مِنْ جامعه

(4)

، وابنُ أبي الدُّنيا في "الفَرَج"

(5)

، والبيهقيُّ في "الشعب"

(6)

، والعسكريُّ في "الأمثال"، والدَّيلميُّ في مسندِهِ

(7)

؛ كلُّهم مِنْ حديثِ حمادِ بن واقِدٍ، سمعتُ إسرائيلَ بن يُونُسٍ يُحدِّث عن أبي إسحاقَ الهَمْدانيِّ، عن أبي الأحْوَصِ، عن ابنِ مسعودٍ مرفوعًا:"سَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، فإنَّ اللهَ يُحِبُّ أنْ يُسْألَ مِنْ فَضْلِهِ، وأفْضَلُ العِبادَةِ انتظارُ الفَرَج".

وقال البيهقيُّ عَقِبه: تفرَّدَ به حمادٌ، وليس بالقويِّ

(8)

.

(1)

"صحيح البخاري"(الصوم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا نكتُب ولا نحسِب" رقم 1913)، و"صحيح مسلم" (الصيام، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال

رقم 1080).

(2)

الكَشْر: بُدُوُّ الأسنان عند التبسُّم. "لسان العرب"(5/ 142).

(3)

"حلية الأولياء"(1/ 222) من طريق خلف بن حوشب قال: قال أبو الدرداء فذكره موقوفًا. وخلف بن حوشب الكوفي؛ ثقةٌ من السادسة، مات بعد الأربعين. "التقريب"(1728).

فهو لم يلقَ أبا الدرداء، فروايته عنه منقطعة.

(4)

"جامع الترمذي"(الدعوات، باب في انتظار الفرج وغير ذلك رقم 3571).

(5)

"الفرج بعد الشدة"(ص 11 رقم 2) من طريق حماد بن واقد به.

(6)

"شعب الإيمان"(2/ 372 رقم 1086)، و (12/ 358 رقم 9535).

(7)

"مسند الفردوس"[النسخة السعيدية] فقال: رواه الطبراني رحمه الله. فساقه من طريق حمادِ بن واقِدٍ به. وهو عند الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 124 رقم 10088).

(8)

حماد بن واقد؛ ضعيف كما سبق في الحديث (133)، فالإسنادُ ضعيفٌ بسببه، وهو وهمٌ كما سيأتي بيانُه في كلامِ الترمذيِّ.

ص: 551

وحسَّنَ شيخُنا إسنادَه

(1)

.

لكنْ قال التِّرمذيُّ عَقِبَه: هكذا رَوَى حمادُ بن واقِدٍ، وليسَ بالحافِظِ، ورواه أبو نُعَيمِ، عن إسرائيلَ، عن حَكيمِ بن جُبَير

(2)

، عن رجلٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: وحديثُ أبي نُعَيمٍ أشبَه أنْ يكونَ أصحُّ.

وله طُرُقٌ؛ منها ما رواه ابنُ أبي الدنيا

(3)

، والبيهقيُّ

(4)

، والدَّيلميُّ

(5)

مِنْ حديثِ عليِّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّهِ عليِّ بن أبي طالبٍ رَفَعَه:"انتظارُ الفَرَجِ مِن الله عِبادةٌ، ولكنْ مَنْ رَضِيَ بالقَليلِ مِن الرِّزقِ، رَضِيَ الله مِنه بالقَليلِ مِن العَمَلِ".

ومنها ما رواه العَسْكريُّ في "الأمثال"، والقُضَاعيُّ

(6)

مِنْ حديثِ عَمرِو

(1)

قال العَجْلونيُّ: وحسَّنَ إسنادَه الحافظُ ابنُ حجرٍ في بعض حواشيه. "كشف الخفاء"(1/ 207).

(2)

حكيم بن جبير، قال أحمد: ضعيف الحديث مضطرب الحديث. "العلل ومعرفة الرجال"(1/ 396 رقم 798)، وقال الذهبي: ضعَّفوه وقال الدارقطني: متروك. "الكاشف"(1/ 347 رقم 1197).

فهذا الإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببه، ولجهالة شيخه في الإسناد.

(3)

"الفرج بعد الشدة"(ص 10 رقم 1) حدثنا أبو سعد عبد الله بن شبيب بن خالد المدائني، حدثنا إسحاق بن محمد الفروي، حدثني سعيد بن مسلم بن بانك، عن أبيه أنه سمع علي بن الحسين به.

وعبد الله بن شبيب أبو سعيد المدائني؛ قال فضلك الرازي: يحلُّ ضربُ عُنقِه. وساق له ابن عدي عددًا من الأحاديث المنكرة، ثم قال: له غيرُ ما ذكرتُ من الأحاديث التي أنكِرَت عليه كثير. "الكامل"(4/ 263).

وإسحاق بن محمد بن إسماعيل بن أبي فروة الفروي؛ صدوقٌ كُفَّ فساء حفظه من العاشرة. "التقريب"(381)، وهو غير إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، فذاك متهم بالكذب كما سبق في الحديث (47).

والإسناد ضعيف جدًّا بسبب عبد الله بن شبيب وإسحاق بن محمد الفروي.

(4)

"شعب الإيمان"(12/ 355 رقم 9531).

(5)

لم أجده في مسنده، ولا في "الغرائب الملتقطة"، وهو في "الفردوس بمأثور الخطاب"(1/ 355 رقم 1426) من حديث أنس.

(6)

"مسند الشهاب"(1/ 62 رقم 46) من طريق محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي، حدثنا عمرو بن حميد القاضي به. =

ص: 552

ابن حُمَيدٍ

(1)

، حدثنا اللَّيثُ، عن نافعٍ، عن ابنِ عُمَرَ رَفَعَه: "انتظارُ الفَرَجِ

بالصَّبْرِ عِبادةٌ".

ومنها ما أشارَ إليه الخليليُّ في "الإرشاد"

(2)

بقولِهِ: تفرَّدَ به بقيَّةُ، عن

مالكٍ، عن الزُّهريِّ، عن أنسٍ، قال: ورواه بعضهم عن بقيةَ مرسلًا، وهو

أشبَهُ.

وكذا أخرَجَه البيهقيُّ

(3)

مِنْ حديثِ نُعَيم بِنِ حمادٍ

(4)

، عن بقيةَ، عن

مالكٍ، عن الزُّهريِّ رفعه:"انتظارُ الفَرَجِ مِن الله عز وجل" وقال: إنه مرسلٌ. ثم

سافَقَ مِنْ جهةِ سليمانَ بن سَلَمَةَ الخَبَائِريِّ

(5)

، عن بقيةَ مُتَّصِلًا بلفظ: "انتظارُ

الفَرَخ عِبادةٌ" وقال: إنَّ الأولَ أولى

(6)

.

= ومحمد بن إبراهيم بن زياد الرازي. قال الدارقطني: متروك، وفي موضع آخر:

ضعيف، وقال أبو بكر البرقاني: بئس الرجل. "تاريخ بغداد"(2/ 301).

(1)

عمرو بن حميد قاضي دينوَر؛ قال ابن حبان: صدوق في الرواية، وفي القلب منه

شيءٌ لروايته عن الليث بن سعد، عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "انتظار

الفرج بالصبر عبادة" هذا الذي وَهِمَ فيه يَجِبُ أنْ يُتَنَكَبَ ما أخطأ فيه، ويُحتَجَّ بغَيرِه.

"الثقات"(8/ 483)، وقال الذهبي: هالِكٌ، أتى بخَبَرٍ موضوع، اتُّهِمَ به، وقد ذَكَرَه

السُّلَيمانيُّ في عِدادِ مَنْ يَضَعُ الحديثَ. "الميزان"(3/ 256).

فالإسناد ساقط بسبب عمرو بن حُميد والراوي عنه.

(2)

"الإرشاد في معرفة علماء الحديث"(1/ 451 - 452 رقم 121).

(3)

في "شعب الإيمان"(12/ 356 رقم 9533) من طريق عبد الله بن محمد بن الحسن

ابن الشرقي، حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا نعيم بن حماد به.

وعبد الله بن محمد بن الشرقي أخو الحافظ أبي حامد؛ تكلموا فيه لإدمانه المُسْكِرِ.

"المغني في الضعفاء"(1/ 356 رقم 3357).

(4)

نعيم بن حمَّاد المروزي؛ مُختلفٌ فيه كما سبق في الحديث (133).

(5)

سليمان بن سلمة الخبائري؛ متروك، وتقدمت ترجمته في الحديث (23).

فالإسناد ضعيف جدًّا.

(6)

"الشعب"(12/ 357 رقم 9534) مِنْ طريقِ سليمان بن سلمة الخبائري، حدثنا بقيةُ،

عن مالكٍ، عن الزهري، عن أنس مرفوعًا به.

وقد بيَّن الدارقطني في "العلل"(12/ 181 رقم 2591) الاختلافَ على بقية، وقال:

ولا يصحُّ هذا عن مالكٍ بوجه.

ص: 553

ومنها ما أورَدَه البيهقيُّ

(1)

مِنْ حديثِ قيسِ بن الرَّبيعِ، عن حكيمِ ابن جُبَيرٍ

(2)

، عن سعيدِ بن جُبَيرٍ، عن ابنِ عباسٍ رفعه:"أفْضَلُ العِبادةِ تَوَقُّعُ الفَرَج".

وأخرجه القُضاعيُّ

(3)

مِنْ حديثِ حَنْظَلةَ المَكيِّ، عن مجاهِدٍ، عن ابنِ عباسٍ رَفَعَه:"انتظارُ الفَرَجِ بالصَّبْرِ عِبادةٌ".

ومنها ما أورده الحكيمُ التِّرمذيُّ في الأصل الثامن والخمسين

(4)

بلفظ: "الحَيَاءُ زِينةٌ، والتُّقَى كَرَمٌ، وخَيْرُ المَرْكَبِ الصَّبْرُ، وانتظارُ الفَرَجِ مِن الله عِبادَةٌ".

‌198 - حديث: "أنتَ ومالُكَ لأبيكَ".

ابنُ ماجه

(5)

مِنْ حديثِ يوسفَ بن إسحاق، عن محمدِ بن المُنكَدِرِ، عن جابِرٍ: أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ الله، إنَّ لي مالًا ووَلَدًا، وإنَّ أبي يُريدُ أنْ

(1)

"شعب الإيمان"(12/ 356 رقم 9532) من طريق قيس بن الربيع به.

(2)

في "ز": (بن حزام) وهو خطأ والصواب ما هو مثبت، كما في الطريق التي أشار إليها الترمذي، والإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببِ حَكيمِ بن جُبَيرٍ.

(3)

"مسند الشهاب"(1/ 63 رقم 47) من طريق أبي موسى عيسى بن مهران، حدثنا حسن بن حسين، حدثنا سفيان بن إبراهيم، عن حنظلةَ المَكِّيِّ به.

وعيسى بن مهران الرازي؛ قال أبو حاتم: كذاب. "الجرح والتعديل"(6/ 290 رقم 1607)، وقال ابن عدي: حدَّث بأحاديث موضوعة مناكير محترق في الرفض. "الكامل"(5/ 260).

والإسناد موضوعٌ بسبب عيسى بن مهران.

(4)

"نوادر الأصول"(1/ 632 رقم 885) حدثنا عمر بن أبي عمر الربعي، قال: حدثنا يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر ابن عبد الله به مرفوعًا.

عمر بن أبي عمر الربعي؛ لم أجد له ترجمة، وباقي رجال الإسناد ثقات، والله أعلم.

(5)

"سنن ابن ماجه"(التجارات، باب ما للرجل من مال ولده رقم 2291) من طريق يوسف بن إسحاق به.

وقال البوصيري: هذا إسنادٌ صحيحٌ رجاله ثقاتٌ على شرط البخاري. "مصباح الزجاجة"(2/ 202). وهو كما قال، والله أعلم.

ص: 554

يَجْتاحَ مالي، فقال: أنتَ

(1)

وذكره.

وكذا أخرَجَه مِنْ هذا الوجهِ: الطَّحاويُّ

(2)

، وبقيُّ بن مَخْلَدٍ

(3)

، والطَّبرانيُّ في "الأوسط"

(4)

.

ورواه البَزَّارُ

(5)

مِنْ حديثِ هشامِ بن عُرْوَةَ، عن محمدِ بن المُنكَدِرِ، وقال: إنه إنما رُوِيَ عن هشام مرسلًا؛ يعني بدون جابِرٍ، وصحَّحه ابنُ القَطَّان

(6)

مِنْ هذا الوجه.

وله طريقٌ أخرى عند البيهقيِّ في "الدلائل"

(7)

، والطبراني في "الأوسط"

(8)

، و"الصغير"

(9)

فيها ذِكْرُ سَبَبِ هذا الحديثِ؛ رَوَيَاه مِنْ طريقِ المُنكَدِرِ بن محمدِ بن المُنكَدِرِ، عن أبيه، عن جابرٍ قال: جاء رجلٌ إلى

(1)

(أنت) زيادة من "ز".

(2)

"شرح مشكل الآثار"(4/ 277 رقم 1598)، و"شرح معاني الآثار"(4/ 158 رقم 6150).

(3)

عزاه له ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام"(5/ 103)، وابن الملقن في "البدر المنير"(7/ 667).

(4)

"المعجم الأوسط"(4/ 31 رقم 3534)، و (7/ 19 رقم 6728).

(5)

لم أجده في مسنده ولا في "كشف الأستار"، وهو في "بيان الوهم والإيهام"(5/ 102)، و"إتحاف المهرة" لابن حجر (3/ 563): قال البزار

فساقه من طريق هشام به.

(6)

"بيان الوهم والإيهام"(5/ 102).

(7)

"دلائل النبوة"(6/ 304) من طريق أبي دجانة أحمد بن الحكم المعافري، حدثنا عبيد بن خلصة، حدثنا عبد الله بن نافع المدني، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر به.

من دون عبد الله بن نافع لم أظفر لهم بتراجم، ووقع في مطبوع "الدلائل": عبد الله ابن عمر، وهو خطأ، والصواب: عبد الله بن نافع المدني، كما سيأتي عند الطبراني.

(8)

"المعجم الأوسط"(6/ 339 - 340 رقم 6570) من طريق أبي سلمة عبيد بن خلصة بمعرة النعمان، حدثنا عبد الله بن نافع المدني، عن المنكدر بن محمد به فذكره وقال: لم يرو هذا الحديث بهذا اللفظ والشعر عن المنكدر بن محمد بن المنكدر إلا عبد الله بن نافع، تفرَّد به عبيد بن خلصة.

(9)

"المعجم الصغير"(2/ 152 رقم 947) من طريق أبي سلمة عبيد بن خلصة به.

ص: 555

النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله، إنَّ أبي أخذَ مالي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"اذهَبْ فأْتِنِي بأبيكَ" فنَزَلَ جبريلُ على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّ الله عز وجل يُقْرِئُكَ السَّلامَ ويَقولُ لك: إذا جاءَكَ الشَّيْخُ، فسَلْهُ عن شَيءٍ قالَه في نفسِهِ ما سَمِعَتْهُ أذناهُ. فلمَّا جاءَ الشَّيْخُ قال له النبي صلى الله عليه وسلم:"ما بالُ ابنِكَ يَشْكُوكَ، تُرِيدُ أنْ تأْخُذَ مَالَهُ" قال: سَلْهُ يا رسولَ الله، هل أنْفَقْتُهُ إلا على إحدى عَمَّاتِهِ أو خالاتِهِ أو على نفسي؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إِيهٍ دَعْنَا مِنْ هذا، أخْبِرْني عن شَيءٍ قُلْتَهُ في نفسِكَ ما سَمِعَتْهُ أُذُناكَ" فقال الشَّيْخُ: والله يا رسولَ الله، ما يَزَالُ الله يَزِيدُنا بكَ يَقِينًا، لقد قُلْتُ في نفسي شَيْئًا ما سَمِعَتْهُ أُذُنايَ، فقال:"قُلْ وأنا أسْمَعُ" فقال: قلتُ:

غَذَوْتُكَ مَوْلُوْدًا ومُنْتُكَ يَافِعًا

تُعَلُّ بما أجْنِي عليكَ وتَنْهَلُ

إذا ليلةٌ ضَافَتْكَ بالسُّقْمِ لم أَبِتْ

لِسُقْمِكَ إلا ساهِرًا أتَمَلْمَلُ

كأني أنا المَطْرُوقُ دُوْنَكَ بالذَّي

طُرِقْتَ به دُوني فعَيْنَيَّ تَهْمُلُ

تَخافُ الرَّدَى نفسِي عليكَ وإنَّها

لتَعْلَمُ أنَّ المَوتَ وَقْتٌ مُؤَجَّلُ

فلمَّا بَلَغْتَ السِّنَّ والغَايةَ التَّي

إليها مَدَى ما كُنْتُ فِيْكَ أؤَمِّلُ

جَعْلتَ جَزَائِي غِلْظَةً وفَظَاظَةً

كَأَنَّكَ أنْتَ المُنْعِمُ المُتَفَضِّلُ

فلَيْتَكَ إذْ لم تَرْعَ حَقَّ أُبُوَّتي

فَعَلْتَ كما الجَارُ المُجَاوِرُ يَفْعَلُ

تَرَاهُ مُعِدًّا للخِلَافِ كأنَّه

بِرَدٍّ على أهْلِ الصَّوَابِ مُوَكَّلُ

قال: فحِينَئِذٍ أخَذَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بتَلَابِيبِ

(1)

ابنِه وقال: "أنْتَ ومالُكَ لأبيكَ".

والمُنكَدِرُ

(2)

؛ ضَعَّفُوه مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ، وهو في الأصلِ صدوقٌ، لكنْ في السَّنْدِ إليه مَنْ لا يُعرَفُ.

وهو عندَ الزَّمَخَشَريِّ في الإسراءِ مِنْ "كشافه"

(3)

بلفظ: شَكَى رجلٌ إلى

(1)

أخذَ بتَلْبيبِه وتَلابيبِه؛ إِذا جمعتَ ثيابَه عند نَحْره وصَدْره ثم جَرَرْتَه. "لسان العرب"(1/ 733).

(2)

المُنكَدِرُ بن محمدِ بن المُنكَدِرِ؛ ضعيفٌ وقد تقدمت ترجمته في الحديث (56).

فالإسناد ضعيف بسببه وبسببِ جهالةِ بعضِ الرواةِ.

(3)

"تفسير الكشاف"(3/ 509 - 510).

ص: 556

رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أباه وأنه يأخُذُ مالَه فدَعَى به، فإذا شَيخٌ يَتَوكَّأُ على عَصًى، فسَألَه فقال: إنه كان ضَعِيفًا وأنا قويٌّ، وفَقِيرًا وأنا غَنيٌ، فكنْتُ لا أمْنَعُه شَيئًا مِنْ مالي، وأنا اليومَ ضَعِيْفٌ وهو قَويٌّ، وأنا فَقِيرٌ وهو غَنيٌّ، وهو يَبْخَلُ عليَّ بمالِهِ، فبَكَى عليه الصلاة والسلام وقال:"ما مِنْ حَجَرٍ ولا مَدَرٍ يَسْمَعُ هذا إلا بَكَى"، ثم قال للولَدِ:"أنتَ ومالُكَ لأبيكَ".

وقال مُخَرِّجُهُ

(1)

: لم أجِدْه. فقال شيخُنا: أخرَجَه وبيَّضَ في "معجم الصحابة" مِنْ طريقِ، وبيَّضَ. قلتُ: وكأنه رامَ ذِكْرَ الذَّي قَبْلَه

(2)

.

والحديثُ عندَ البزَّارِ في مسندِهِ

(3)

مِنْ حديثِ سعيدِ بن المُسيِّبِ، عن عُمَرَ: "أنَّ رجلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّ أبي يُرِيدُ أنْ يأخُذَ مالي، قال

" وذَكَرَه.

وهو مُنقَطِعٌ

(4)

.

وللطبرانيِّ في "الكبير"

(5)

و"الأوسط"

(6)

، وكذا البَزَّارِ

(7)

مِنْ حديثِ الحسنِ البَصْريِّ، عن سَمُرةَ رَفَعَه: قال لرجلٍ .. وذكره.

(1)

هو الزَّيلعيُّ في "تخريج أحاديث الكشاف"(2/ 266 رقم 702).

(2)

لعله يقصد أنَّ شيخه بيَّض في هذا الموضع، وقصد ذكر من أخرج الحديث من قبل، والله أعلم.

(3)

"مسند البزار"(1/ 419 رقم 295) من طريق سعيد بن بشير، عن مطر، عن عمرو ابن شعيب، عن سعيد بن المسيب به.

وسعيد بن بشير الأزدي مولاهم؛ ضعيف وقد سبقت ترجمته في الحديث (18).

ومطر الوراق؛ فيه لين وقد سبقت ترجمته في الحديث (23).

(4)

لأنَّ رواية سعيد بن المسيب عن عمر مرسلة، كما في "المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 16).

وقال أبو حاتم عن هذا الطريق: هذا خطأ، إنما هو عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم. "علل الحديث"(مسألة 1408).

(5)

"المعجم الكبير"(7/ 278 رقم 6961) من طريق أبي مالك الجوداني، حدثنا جرير ابن حازم، عن الحسن به.

(6)

"المعجم الأوسط"(7/ 135 رقم 7088) من طريق أبي مالك الجوداني به فذكره وقال: لم يرو هذا الحديث عن الحسن إلا جرير بن حازم، تفرَّد به أبو مالك الجوداني.

(7)

"مسند البزار"(10/ 438 رقم 4593) من طريق أبي إسماعيل الجوداني عبد الله =

ص: 557

وكذا أخرجه الطبرانيُّ في الثلاثة

(1)

مِنْ حديثِ إبراهيمَ بن يزيدٍ النَّخَعِيِّ، عن عَلْقَمَةَ بن قَيْسٍ، عن ابنِ مسعودٍ.

وهو

(2)

، وأبو يعلى

(3)

عن ابنِ عُمَرَ قال: جاءَ رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم

= ابن إسماعيل، قال: حدثنا جرير بن حازم عن الحسن به فذكره وقال: وهذا الحديث رواه غيرُ أبي إسماعيل، عن جرير، عن الحسن مرسلًا، ولا نعلم أسنده غير أبي إسماعيل. وعبد الله بن إسماعيل بن عثمان البصري أبو مالك -وعند البزار: أبو إسماعيل، ولا أدري أهو تصحيف أو له كنيتان- الجوداني؛ قال أبو حاتم: ليِّن. "الجرح والتعديل"(5/ 3 رقم 16)، وقال العقيلي: منكر الحديث، لا يُتابع على شيءٍ من حديثه. "الضعفاء"(2/ 234).

والإسناد ضعيفٌ بسببه.

(1)

"المعجم الكبير"(10/ 99 رقم 10019)، و"الأوسط"(1/ 22 رقم 57)، و"الصغير"(1/ 23 رقم 2) من طريق معاوية بن يحيى، عن إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية، عن غيلان بن جامع، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم فذكره وقال: لا يروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد تفرَّد به ابن ذي حماية، وكان من تقات المسلمين.

ومعاوية بن يحيى الشامي أبو مطيع الأطرابلسي؛ مختلف فيه كما في "تهذيب الكمال"(28/ 224)، وقال ابن حجر: صدوقٌ له أوهام. "التقريب"(6773).

فالإسناد فيه ضعفٌ يسير لحال معاوية بن يحيى، والله أعلم.

(2)

"المعجم الكبير"(12/ 361 رقم 13345) من طريق وهب بن يحيى بن زمام العلاف، حدثنا ميمون بن زيد، عن عمر بن محمد، عن أبيه، عن ابن عمر به.

وقال الهيثمي: وفيه ميمون بن يزيد؛ ليَّنه أبو حاتم، ووهب بن يحيى بن زمام؛ لم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات. "المجمع"(4/ 274).

يُقال: ميمون بن زيد أو يزيد، كما في "المغني في الضعفاء"(2/ 690 رقم 6557)، وقد نبَّه الألباني في "السلسلة الصحيحة"(4/ 64) على أنَّ الذي ليَّنه أبو حاتم غير هذا الذي ذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 471)، فالأول بصري والثاني مدني، والله أعلم. وانظر:"الجرح والتعديل"(8/ 239)، و"لسان الميزان"(8/ 238).

(3)

"مسند أبي يعلى"(10/ 98 رقم 5731) من طريق أبي حريز، عن أبي إسحاق، عن ابن عمر بلفظ حديث الترجمة.

وأبو حَريز -بفتح المهملة وكسر الراء وآخره زاي- عبد الله بن حسين الأزدي البصري قاضي سجستان؛ مختلفٌ في توثيقه وتضعيفه، كما في "تهذيب الكمال"(14/ 421)، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ. "التقريب"(3276). =

ص: 558

يَستَعْدِي على والِدِه قال: إنه أخَذَ مِنِّي مالي، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"أما عَلِمْتَ أنَّكَ في مالِكَ مِنْ كَسْبِ أبيكَ".

وابنُ ماجَه

(1)

مِنْ طريقِ حجاجِ بن أرْطَاة

(2)

، عن عَمرِو بن شُعَيبٍ، عن أبيه، عن جدِّه قال: جاءَ رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّ أبي اجتَاحَ مالي قال: "أنتَ ومالُكَ لأبيكَ، إنَّ أولادَكُم مِنْ أطْيَبِ كَسْبِكُم، فكُلُوا مِنْ أموَالِكُم".

وكذا أخرجه أحمدُ

(3)

مِنْ حديثِ حجاج.

بل أخرجه هو

(4)

، وابنُ الجارود في "المنتقى"

(5)

مِنْ حديثِ عُبَيدِ الله ابن الأخْنَسِ، وهو

(6)

والطَّحاويُّ

(7)

مِنْ حديثِ حُسَين المُعلِّم؛ كلاهما عن عَمرِو بن شُعَيبٍ به.

في طرقٍ سواها؛ منها لابنِ حِبَّانَ في صحيحِه

(8)

مِنْ حديثِ عبدِ الله

= وأبو إسحاق السبيعي؛ قال أبو حاتم: لم يسمع من ابن عمر إنما رآه رؤية.

"المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 146 رقم 526).

فالإسناد ضعيفٌ بسبب الانقطاع، ولحال أبي حَرِيزٍ، والله أعلم.

(1)

"سنن ابن ماجه"(التجارات، باب ما للرجل من مال ولده رقم 2292) من طريق حجاج به.

(2)

حجاج بن أرطاة النخعي الكوفي؛ صدوق كثير الخطأ والتدليس وخاصة عن عمرو ابن شعيب، كما تقدم في الحديث (3)، فالإسناد ضعيف لحال حجاج، ولكونه من روايته عن عمرو بن شعيب.

(3)

"مسند أحمد"(11/ 503 رقم 6902) حدثنا نصر بن باب، عن حجاج به.

ونصر بن باب المروزي؛ متروك، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (160).

فإسناد أحمد ضعيفٌ جدًّا بسببه.

(4)

"مسند أحمد"(11/ 261 رقم 6678) من طريق عُبَيدِ الله بن الأخنس به.

(5)

"المنتقى من السنن المسندة"(ص 249 رقم 995) من طريق عبيد الله بن الأخنس به.

(6)

"مسند أحمد"(11/ 263 رقم 6679) من طريق حسين المعلم به.

(7)

"شرح معاني الآثار"(4/ 158 رقم 6151) من طريق حسين المعلم به.

والإسناد حسنٌ مِنْ أجلِ عَمرِو بن شُعَيبٍ، والله أعلم.

(8)

"صحيح ابن حبان"(2/ 142 رقم 410)، و (10/ 74 رقم 4262) من طريق حصين ابن المثنى المروزي، حدثنا الفضل بن موسى، عن عبد الله بن كيسان به. =

ص: 559

ابن كَيْسَانَ

(1)

، عن عطاءٍ عن عائشةَ. والحديثُ قويٌّ.

‌199 - حديث: "انْصُرْ أخاكَ ظالِمًا أو مَظْلُومًا".

البخاريُّ

(2)

مِنْ جهةِ مُعْتَمِرِ بن سليمانَ، عن حُمَيدٍ، عن أنسٍ به مرفوعًا.

وبَقِيَّتُه: قال: يا رسولَ الله، هذا يَنْصُرُه مَظْلُومًا، فكيفَ يَنْصُرُه ظالِمًا؟ قال:"يأخُذُ فَوْقَ يَدَيه"، وفي لفظٍ لغَيرِه

(3)

: "تَمْنَعُهُ مِن الظُّلْمِ، فذَاكَ نَصْرُكَ إياه".

ولفظُ التَّرجمةِ فقط عندَ البخاريِّ

(4)

أيضًا مِنْ حديثِ هُشَيم، عن حُمَيدٍ الطَّويلِ، وعُبَيدِ الله بن أبي بكر بن أنسٍ، سَمِعَا أنسًا به.

بل أخرجه في الإكراه

(5)

مِنْ حديثِ عُبَيدِ الله، فزَادَ: فقال رجلٌ: يا رسولَ الله، أنْصرُهُ إذا كان مَظْلُومًا، أفرأيتَ إذا كان ظالِمًا كيف أنْصرُهُ؟ قال:"تَحْجُزُهُ أو تَمْنَعُهُ مِن الظُّلْمِ، فإنَّ ذلك نَصْرُهُ".

والحديثُ عند مسلمٍ مِن وَجْهٍ آخَرَ، وفيه بيانُ سَبَبِهِ؛ فرَوَاه في الأدب

(6)

مِن حديثِ زُهَيرٍ، عن أبي الزُّبَير، عن جابرٍ قال: اقتَتَلَ غُلامان؛ غلامٌ مِن المُهاجرين، وغُلامٌ مِن الأنصار، فَنَادَى المُهاجريُّ: يالِ المُهاجرين، ونادَى

= وحصين بن المثنى المروزي؛ ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 197 رقم 856).

ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

(1)

عبد الله بن كيسان أبو مجاهد المروزي؛ قال أبو حاتم: ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(5/ 143 رقم 669)، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ كثيرًا. "التقريب"(3558).

فالإسناد ضعيف بسببه، لكنَّه يتقوى بما قبله، فيكون حسنًا لغيره، والله أعلم.

(2)

"صحيح البخاري"(المظالم، باب أعِن أخاك ظالما أو مظلومًا رقم 2444).

(3)

عند الترمذي في جامعه (الفتن رقم 2255)، وابن حبان في صحيحه (11/ 570 رقم 5166)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

(4)

"صحيح البخاري"(المظالم، باب أعِن أخاك ظالمًا أو مظلومًا رقم 2443).

(5)

"صحيح البخاري"(الإكراه، باب يمين الرجل لصاحبه إنه أخوه رقم 6952).

(6)

"صحيح مسلم"(الأدب، باب نصر الأخ ظالمًا أو مظلومًا رقم 2584).

ص: 560

الأنصاريُّ: يالِ الأنصارِ، فخَرَجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال:"ما هذا؛ دَعْوَى أهلِ الجاهليةِ؟! " قالوا: يا رسولَ الله، ألا إنَّ غُلَامَينِ اقْتَتَلا، فكَسَعَ أحدُهما الآخر، فقال:"لا بأسَ، وَلْيَنْصُر الرَّجُلُ أخاه ظالِمًا أو مَظْلُومًا؛ إنْ كان ظالِمًا فلْيَنْهَهُ، فإنه له نَصْرٌ، وإنْ كان مَظْلُومًا فَلْيَنْصُرْهُ".

‌200 - حديث: "أَنْصَفَ مَنْ بالحقِّ اعْتَرَفَ".

لم أعْرِفْه هكذا، ولكنْ رَوَى أحمدُ

(1)

، والحاكمُ في مستدركِهِ

(2)

مِنْ حديثِ الأسودِ بن سَريعٍ رضي الله عنه قال: أُتِيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأعرابيٍّ أسِيرٍ فقال: أتوبُ إلى الله، ولا أتُوبُ إلى محمدٍ. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"عَرَفَ الحقَّ لأهْلِهِ".

‌201 - حديث: "انظُرُوا إلى مَنْ أسْفَلَ مِنكُم،

ولا تَنْظُرُوا إلى مَنْ فوقَكُم، فإنه أجْدَرُ أنْ لا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ الله عليكم".

متفقٌ عليه

(3)

مِنْ حديثِ الأعرجِ، ومسلمٌ

(4)

مِنْ حديثِ همامٍ وأبي صالح؛ ثلاثَتُهم عن أبي هريرةَ به مرفوعًا.

(1)

"مسند أحمد"(24/ 353 رقم 15587) حدثنا محمدُ بن مصعب، حدثنا سَلامُ ابن مِسْكينٍ، والمُبارك، عن الحسن، عن الأسود بن سَرِيعٍ به.

(2)

"المستدرك"(4/ 255) من طريق محمد بن مصعب به فذكره وقال: هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد ولم يخرجاه. وتعقَّبه الذهبي بقوله: ابن مصعبٍ ضعيفٌ.

ورواه من هذا الوجه: الطبراني في "المعجم الكبير"(1/ 286 رقم 839).

ومحمد بن مصعب بن صدقة القرقسائي -بقافين ومهملة-، قال أحمد: لا بأس به، وقال أبو زرعة: صدوق في الحديث ولكنه حدث بأحاديث منكرة، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(8/ 102 رقم 441)، وقال ابن حجر: صدوق كثير الغلط. "التقريب"(6302).

فالإسناد ضعيفٌ بسببه، وهو أيضًا منقطع؛ قال علي بن المديني: الحسن لم يسمع من الأسود بن سَريع. "المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 39 رقم 127).

(3)

"صحيح البخاري"(الرقاق، باب لينظر إلى من هو أسفل منه رقم 6490)، و"صحيح مسلم"(الزهد والرقائق رقم 2963).

(4)

"صحيح مسلم" في الموضع السابق.

ص: 561

وفي لفظٍ لمسلم

(1)

: "إذا نَظَرَ أحدُكُم إلى مَنْ فَضَّلَه الله عليه في المالِ والخَلْقِ، فليَنْظُر إلى مَنْ هو أسْفَلَ منه، ممَّن فُضِّلَ عليه".

ولأحمدَ

(2)

، وابنِ حِبَّانَ

(3)

في أثناءِ حديثٍ عن أبي ذَرٍّ: "أوْصَاني خَليلي صلى الله عليه وسلم أنْ أنْظُرَ إلى مَنْ هو دُوني، ولا أنظُر إلى مَنْ هو فَوقي".

‌202 - حديث: "أَنفِقْ أُنفِق عليك".

متفقٌ عليه مِنْ حديثِ أبي الزِّنادِ، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا قال:"قال الله عز وجل: أَنْفِقْ أُنفِق عليك" وقال: "يدُ الله مَلآى، لا تُغِيضُها

(4)

نفقةٌ" الحديث.

فالبخاريُّ

(5)

مِنْ حديثِ شُعَيبٍ، ومسلمٌ

(6)

مِنْ حديثِ ابنِ عُيَيْنَةَ؛ كلاهما عن أبي الزِّنادِ.

(1)

"صحيح مسلم" في الموضع السابق.

(2)

"مسند أحمد"(35/ 327 رقم 21415) من طريق سلام أبي المنذر، عن محمد ابن واسع، عن عبد الله بن الصامت، وفي (35/ 407 رقم 21517) من طريق عمر مولى غفرة، عن ابن كعب، كلاهما عن أبي ذر بنحوه.

وسلام بن سليمان المزني أبو المنذر القارئ؛ قال يحيى بن معين: لا شيء، وقال أبو حاتم: صدوقٌ صالح الحديث. "الجرح والتعديل"(4/ 259 رقم 1119)، وقال ابن حجر: صدوق يهم "التقريب"(2705) وقد تُوبع على هذا الحديث، وباقي رجال الإسناد الأول ثقات.

وفي الإسناد الثاني: عمر بن عبد الله مولى غفرة بنت رباح أخت بلال؛ قال يحيى ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه. "الجرح والتعديل"(6/ 119 رقم 640).

(3)

"صحيح ابن حبان"(2/ 194 رقم 449) من طريق إسماعيل بن يزيد القطان، حدثنا أبو داود، عن الأسود بن شيبان، عن محمد بن واسع به.

وإسماعيل بن يزيد القطان، قال أبو حاتم: صدوق. "الجرح والتعديل"(2/ 205 رقم 693).

وباقي رجال الإسناد ثقات.

وبانضمامِ هذه الطرقِ لبعضها يكونُ الإسنادُ حَسَنًا لغَيرِه، والله أعلم.

(4)

أي: لا تُنقِصُها. يُنظر: "غريب الحديث لابن قتيبة"(1/ 564).

(5)

"صحيح البخاري"(التفسير، باب قوله: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} رقم 4684).

(6)

"صحيح مسلم"(الزكاة، باب الحث على النفقة وبتبشير المنفق بالخلف رقم 993).

ص: 562

وهو عند مسلمِ

(1)

مِنْ حديثِ مَعْمَرٍ، عن هَمَّامِ بن مُنَبِّهٍ عن أبي هريرة مرفوعًا:"إنَّ الله قلَ لي: أَنفِقْ أُنْفِق عليك".

‌203 - حديث: "أنْفِقْ بلال، ولا تَخْشَ مِنْ ذِي العَرْشِ إقْلالًا".

الطبرانيُّ في "الكبير"

(2)

والبَزَّارُ في مسنده

(3)

مِنْ حديثِ (عاصمِ ابن عليٍّ، والطبرانيُّ

(4)

فقط، وكذا القضاعيُّ في مسنده

(5)

مِنْ حديثِ)

(6)

مالكِ ابن إسماعيلَ؛ كلاهما عن قَيسِ بن الرَّبيع

(7)

، عن أبي حَصينٍ، عن يحيى ابن وَثَّابٍ، عن مَسْروقٍ، عن ابنِ مسعودٍ قال: دَخَلَ النبي صلى الله عليه وسلم على بلالٍ، وعِندَه صُبَرٌ مِنْ تَمرٍ فقال:"ما هذا يا بلال؟ " قال: يا رسولَ الله، ذَخَرْتُهُ لكَ ولضِيفَانِكَ. قال:"أما تَخْشَى أنْ يَفُورَ لها بُخارٌ مِنْ جَهْنَّمَ؟ أنْفِقْ يا بلال" وذَكَرَه، قال البزارُ: هكذا رواه جماعةٌ عن قَيْسٍ، وخالَفَهُم يحيى بن كثير عنه، فقال: عن عائشةَ بدل ابنِ مسعودٍ. انتهى.

وتابعه طلحة بن مُصَرِّف، عن مسروق، عن عائشة. أخرجه العسكري في "الأمثال" من طريقِ مُفضَّلِ بن صالح

(8)

، عن الأعمش عن طلحة به.

ولفظها: قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أطْعِمْنا يا بلال" فقال: يا رسولَ الله، ما عندي

(9)

إلا صُبَرٌ مِنْ تَمرٍ، خَبَّأتُه لك. فقال: "أما تَخْشَى أنْ

(1)

"صحيح مسلم" الموضع السابق.

(2)

"المعجم الكبير"(10/ 191 - 192 رقم 10300) من طريق عاصم بن علي به.

(3)

"مسند البزار"(5/ 348 رقم 1978) من طريق عاصم بن علي به.

(4)

"المعجم الكبير"(10/ 191 - 192 رقم 10300) من طريق مالك بن إسماعيل به.

(5)

"مسند الشهاب"(1/ 437 - 438 رقم 749) من طريق مالك بن إسماعيل به.

(6)

ما بين قوسين ساقط من "ز".

(7)

قيس بن الربيع الكوفي الأسدي؛ صدوق تغيَّر لما كبُر، وباقي رجالِ الإسنادِ ثقاتٌ.

فالإسناد فيه ضعفٌ بسبب قيس، لكنه قد تُوبع، كما سيأتي.

(8)

مفضل بن صالح أبو جميلة الأسدي؛ قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث.

"التاريخ الصغير"(2/ 241)، و"الجرح والتعديل"(8/ 316 رقم 1459).

فمتابعته لا تزيد رواية يحيى بن كثير قوةً، ويبقى المَحْفُوظُ عن قيس: روايةُ مَنْ جَعَلَه مِنْ حديثِ ابنِ مسعودٍ، والله أعلم.

(9)

في "ز": (ما عندي يا رسول الله).

ص: 563

يُقْذَفَ به في نارِ جَهَنَّمَ، أنفِقْ بلال، ولا تَخْشَ مِنْ ذِي العَرْشِ إقلالًا".

وقيل: عن مسروق عن بلال؛ أخرجه البزار

(1)

مِنْ طريقِ محمدِ بن الحسنِ الأسدي

(2)

، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مسروق، ولفظه: دَخَلَ النبي صلى الله عليه وسلم وعنده صُبَرٌ مِن المالِ، فقال:"أنْفِقْ بلال، ولا تَخْشَ مِنْ ذِي العَرْشِ إقلالًا".

ومِنْ هذا الوجه أخرجه الطبرانيُّ

(3)

بلفظ: "أنْفِقْ يا بلال".

وقال البزار: لم يَقْلْ عن بلالٍ، إلا محمد بن الحسن، وقيلَ: عن مسروقٍ مرسلًا بدون صحابيٍّ.

وفي الباب عن أبي هريرة؛ أخرجه البزار

(4)

مِنْ حديثِ موسى بن داودَ، عن مباركِ بن فَضَالَةَ

(5)

، عن يونسَ بن عُبَيدٍ، عن محمدِ بن سيرين، عن أبي هريرةَ:"أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم دَخَلَ على بلال وعنده صُبَرٌ مِنْ تَمرٍ، فقال: ما هذا؟ قال: أدَّخِرُهُ. فقال: أما تَخْشَى أنْ تَرَى له بُخَارًا في نار جَهَنَّمَ، أنْفِقْ بلال، ولا تَخْشَ مِنْ ذِي العَرْشِ إقلالًا". وقال: تفرَّدَ به مباركٌ.

وكذا أخرجه الطبرانيُّ في "الكبير"

(6)

مِنْ حديثِ موسى بن داودَ.

وإسنادُهُ حَسَنٌ، لكنْ خُوْلِفَ مُبارَكُ؛ فرواه بِشْرُ بن المُفَضَّلِ ويزيدُ ابن زُرَيعٍ؛ كلاهما عن يونسَ مُرسلًا بدون أبي هريرةَ

(7)

.

(1)

كما في "كشف الأستار"(4/ 251 رقم 3656) من طريق محمد بن الحسن الأسدي به.

(2)

محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي المعروف بالتل، قال يحيى بن معين: ليس بشيء. "التاريخ؛ رواية الدوري"(3/ 349 رقم 1687)، وقال ابن عدي: له إفرادات وحدث عنه الثقات من الناس ولم أرَ بحديثه بأسًا. "الكامل"(6/ 174)، وقال ابن حجر: صدوق فيه لين. "التقريب"(5816).

فالإسناد ضعيفٌ بسببه، لكنه يصلح للتقوية، والله أعلم.

(3)

"المعجم الكبير"(1/ 359 رقم 1098) من طريق محمد بن الحسن الأسدي به.

(4)

"مسند البزار"(17/ 227 رقم 9893) من طريق موسى بن داود به.

(5)

مبارك بن فَضَالة؛ صدوق يُدلِّس ويُسوِّي، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (41).

(6)

"المعجم الكبير"(1/ 342 رقم 1026) من طريق موسى بن داود به.

(7)

ذكره البيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 483)، و (5/ 42).

وهذه الراوية أرجح وأقوى، والله أعلم.

ص: 564

وكذلك اختُلِفَ على عَوْفِ بن أبي جَمِيلَةَ في وَصْلِهِ وإرسالِهِ، فأخرجه البيهقي في "الشعب"

(1)

مِنْ حديثِ عثمانَ بن الهَيثَمِ

(2)

، حدثنا عَوْفٌ، عن محمدِ بن سِيرين، عن أبي هريرةَ: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دَخَلَ على بلالٍ، وعنده صُبْرةٌ مِنْ تَمْرٍ فقال: (ما هذا يا بلال؟ " قال: تَمْرٌ دَخَرْتُهُ فقال: "أما تَخْشَى يا بلال أنْ يكونَ له بُخارٌ في نارِ جَهَنَّمَ؟! أنْفِقْ بلال ولا تَخْشَ مِنْ ذِي العَرْشِ إقلالًا".

قال: وخالَفَهُ رَوحُ بن عُبادَةَ؛ فرواه عن عَوفٍ، عن ابنِ سيرين قال:"دَخَلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على بلالٍ، فوَجَدَ عنده تَمرًا ادَّخَرَه" فذَكَرَه مُرسلًا، ثم ساقَه كذلك

(3)

.

وكذا اختُلِفَ فيه على ابنِ عَونٍ؛ فقال معاذُ بن معاذٍ، ومحمدُ (ابنُ أبي عَديٍّ)

(4)

، عنه، عن ابنِ سيرين مُرسلًا

(5)

.

وأخرجه الطبرانيُّ

(6)

، والبيهقيُّ في "الدلائل"

(7)

مِنْ حديثِ بكَّارِ ابن محمدٍ السِّيْرِينيِّ

(8)

، حدثنا ابنُ عَونٍ به متصلًا.

(1)

"شعب الإيمان"(2/ 483 رقم 1283) من طريق عثمان بن الهيثم به.

(2)

عثمان بن الهيثم بن جهم المؤذن أبو عمرو البصري العبدي، قال أبو حاتم: كان صدوقًا غير أنه بأخرة كان يتلقن ما يُلقن. "الجرح والتعديل"(6/ 172 رقم 942)، وقال الساجي: صدوق ذُكِر عند أحمد بن حنبل فأومى إلى أنه ليس يثبت

ولم يحدث عنه، وقال الدارقطني: صدوق كثير الخطأ. "تهذيب التهذيب"(7/ 143).

(3)

"شعب الإيمان"(2/ 483). والروايةُ المرسلة أرجحُ؛ لأنَّ رَوحًا أوثقً منْ عثمان، والله أعلم.

(4)

في الأصل و"ز": (بن عدي)، والتصويب من "م" و"د"، وهو محمد بن إبراهيم ابن أبي عدي.

(5)

"شعب الإيمان"(2/ 483).

(6)

"المعجم الكبير"(1/ 341 رقم 1024) مِنْ طريقِ بكارِ بن محمدٍ السِّيريني به.

(7)

"دلائل النبوة"(1/ 347) من طريق أبي محمد جعفر بن نُصَير قال: حدثنا إبراهيم ابن عبد الله البصري، قال: حدثنا بكار بن محمد به.

وجعفر بن نُصَير المعروف بالتائب، ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد"(8/ 88) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

(8)

بكار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين السِّيريني؛ قال يحيى بن معين: =

ص: 565

فلفظُ البيهقيِّ: "أنْفِقْ بلال"، ولفظ الآخر:"يا بلال".

ولم يُخْتَلَفْ على هشامِ بن حَسَّانَ في وَصْلِهِ؛ فأخرجه أبو يَعلى

(1)

، والطبرانيُّ

(2)

مِنْ حديثِ حَرْبِ بن مَيمونَ

(3)

، حدثنا هشام. فلفظُ أبي يَعلى:"أنْفِقْ يا بلال، ولا تَخافَنَّ مِنْ ذِي العَرْشِ إقلالًا"، ولفظُ الطبرانيِّ:"ولا تَخْشَ".

وما يُحكى على لسانِ كثيرينَ في لفظِ هذا الحديثِ وأنه: "بِلَالًا"، ويَتَكَلَّفُونَ في توجيهِهِ بكونِهِ نهْيًا عن المَنْعِ، وبغَيرِ ذلك فشَيءٌ لم أقِفْ له على أصلٍ.

‌204 - حديث: "أنفِقْ ما في الجَيْبِ يأتِكَ ما في الغَيْبِ".

هو معنى: "أَنْفِقْ أُنْفِق عليك"

(4)

، وقولُه تعالى:{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}

(5)

[سبأ: 39].

‌205 - حديث: "أنْفَقَ ما مَعَه حتَّى تَخلَّل

(6)

بالعباءَة".

يعنون أبا بكر رضي الله عنه.

= ليس به بأس، وقال أبو حاتم: لا يسكن القلب عليه، مضطرب، وقال أبو زرعة: قد كتبتُ عنه، وهو ذاهب، روى أحاديث مناكير، ولا أحدِّثُ عنه، حدَّث عن ابن عون بما ليس من حديثه. "الجرح والتعديل"(2/ 409 رقم 1612).

فروايته هذه تُعدُّ غير محفوظة، ويكون المَحفوظُ عن ابنِ سيرين: مرسلًا، والله أعلم.

(1)

"مسند أبي يعلى"(10/ 429 رقم 6040) مِنْ طريقِ حربِ بن ميمونَ به.

(2)

"المعجم الكبير"(1/ 342 رقم 1025) من طريق حرب بن ميمونَ به.

(3)

حرب بن ميمون الأصغر أبو عبد الرحمن صاحب الأغمية -بفتح الهمزة وسكون المعجمة وهي السقوف، كما في "التقريب"- قال ابن معين: صالح، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال أبو زرعة: ليِّن. "الجرح والتعديل"(3/ 251 رقم 1116)، وقال ابنُ حجرٍ: متروكُ الحديثِ مع عبادَتِهِ، مِنَ الثامنة ووَهِمَ مَنْ خَلَطَه بالأول. "التقريب"(1169). فهذه الطريقُ شديدةُ الضَّعْفِ بسبَبِهِ.

والخلاصةُ: فأمثلُ طرقِ الحديثِ: حديثُ ابنِ مسعودٍ، وحديثُ بلالٍ، ومُرسَلُ محمدِ بن سِيرينَ، وبمَجمُوعِهَا يكون الحديثُ حَسَنًا لغيرِهِ، والله أعلم.

(4)

تقدم برقم (202).

(5)

تتمة الآية زيادة من "ز".

(6)

سيأتي شرحها في كلام المصنفِ.

ص: 566

ليس في المَرفوعِ هكذا، ولكنَّه ثابتٌ، وأمَّا إنفاقُهُ لِما معه فثابِتٌ بحيثُ قال له النبي صلى الله عليه وسلم:"وَاسَاني بنفسِهِ ومالِهِ"

(1)

.

وقال في حديثٍ: "ما أبْقَيْتَ لأهْلِكَ؟ " فقال: أبْقَيْتُ لهمُ اللهَ ورسولَه

(2)

.

وثبتَ أنه أسْلَمَ وله أربعونَ ألفًا فأنفَقَهَا في سبيلِ الله

(3)

.

(1)

رواه البخاري في صحيحه (فضائل الصحابة -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذًا خليلًا" رقم 3661) من حديث أبي الدرداء، وفيه قصة.

(2)

رواه أبو داود في سننه (الزكاة، باب الرخصة في أن يخرج الرجل من ماله رقم 1678)، والترمذي في جامعه (المناقب، باب في مناقب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما كليهما رقم 3675)، والدارمي في سننه (الزكاة، باب الرجل يتصدق بجميع ما عنده 2/ 1033 رقم 1701)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 414) من طرقٍ عن هشام ابن سعد، عن زيد بن أسلَمَ، عن أبيه قال: سَمِعْتُ عُمَرَ بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعًا به.

ورواه البزار في مسنده (1/ 263 رقم 159) حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا إسحاق بن محمد الفروي، قال: حدثنا عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر به.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

وهشام بن سعد أبو سعد مولى آل أبي لهب؛ قال أحمد: ليس بمحكم الحديث، وقال ابن معين: فيه ضعف، وقال أيضًا: هو صالح ليس بمتروك الحديث، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يُحتجُّ به، وقال أبو زرعة: شيخٌ محله الصدق. "الجرح والتعديل"(9/ 61 رقم 241).

وإسنادُ البزارِ فيه محمد بن عيسى؛ لم أجد له ترجمة.

وإسحاق بن محمد الفروي؛ صدوق كف فساء حفظه، وقد سبقت ترجمته في الحديث (197).

وعبد الله بن عمر العمري؛ سبقت الإشارة إلى ضعفه في الحديث (149).

فكلا الإسنادين ضعيفٌ، ولكنهما ينجبران ببعضهما، ويكون الحديث حسنًا لغيره، والله أعلم.

(3)

رواه أبو داود في "الزهد"(ص 58 رقم 35)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(18/ 337 رقم 34563)، و (20/ 254 رقم 37740) من طريق عروة بن الزبير قال فذكره من غير قوله:"فأنفقها في سبيل الله".

ورجال الإسناد ثقات، لكن قال أبو حاتم: عروة بن الزبير عن أبي بكر الصديق مرسل. "المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 149 رقم 541).

ص: 567

وفي رواية: "أنه بُعِثَ النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أربعون ألفًا، فكان يُعْتِقُ منها، ويَعُونُ

(1)

المسلمين، حتَّى قَدِمَ المدينةَ بخمسة آلافٍ، وكان يَفْعَلُ فيها كذلك"

(2)

.

وقالت ابنَتُهُ أمُّ المؤمنين عائشةُ رضي الله عنها: "إنه ما تَرَكَ دينارًا ولا دِرهمًا"

(3)

.

وأما تخَلُّله بالعباءَةِ؛ فهو عند الطبرانيِّ

(4)

، وغيرِه

(5)

، مِنْ حديثِ رافعِ ابن أبي رافعٍ الطائيِّ الصحابيِّ: "أنه لمَّا استَعْمَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عَمرَو بنَ العاصِ في غَزْوَةِ ذاتِ السَّلاسِلَ، وفي الجيشِ أبو بكر، فقال رافعٌ: لأخْتَارَنَّ لنفسي رفيقًا صالحًا، فوُفِّقَ لي أبو بكر، فكان يُنِيبُني على فراشِهِ ويُلبسني كساءً له مِنْ أكْسِيَةِ فَدَك

(6)

، وكانت عليه هو عباءَةٌ له فَدَكيَّةٌ، فكان إذا نَزَلَ بَسَطَهَا، وإذا

(1)

في "ز": (يعين).

(2)

لم أقف عليه بهذا اللفظ.

(3)

رواه هناد في "الزهد"(2/ 379 رقم 737)، وأبو داود في "الزهد"(ص 58 رقم 35)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد"(ص 109 رقم 561)، ومن طريقه أبو نعيم في "فضائل الخلفاء"(ص 159 رقم 200) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به.

وإسناده صحيح.

(4)

"المعجم الكبير"(5/ 21 - 22 رقم 4467) من طريق إبراهيم بن المهاجر عن طارق بن شهاب عن رافعِ بن عمرو الطائي به.

وإبراهيم بن المُهاجر البَجَلي أبو إسحاق الكوفي؛ أكثر الأئمة على تضعيفه كما في "تهذيب التهذيب"(1/ 146 رقم 301)، وقال ابن حجر: صدوق لين الحفظ. "التقريب"(254).

(5)

كإسحاق بن راهويه -كما في "المطالب العالية"(9/ 580 - 582 رقم 2095) - من طريق الأعمش عن سليمان بن ميسرة، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(4/ 442 رقم 2496) حدثنا إبراهيم بن حجاج السامي، حدثنا عبد الوارث ابن سعيد، حدثنا محمد بن جحادة، عن طلحة بن مصرف، عن سليمان الأحول؛ كلاهما عن طارق بن شهاب، عن رافع الطائي به.

والأعمش مدلس وقد عنعن.

وإبراهيم بن حجاج السامي؛ لم أعرفه، وباقي رجال الإسناد الثاني ثقات.

وهذه الطرق الثلاثة تتقوى ببعضها، ويصبح الحديثُ حسنًا لغيره، والله أعلم.

(6)

فَدَك: قرية بالحجاز، بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة. "معجم البلدان"(4/ 238).

ص: 568

ركِبنا لَبِسَهَا ثم شَكَّهَا عليه بخِلالٍ له -أيْ يَجمَعُ بين طَرَفَيه بخِلالٍ مِنْ عُودٍ أو حديدٍ؛ مِنْ قولهم: خَلَّلْتُهُ بالرُّمحِ: إذا طَعَنْتَه

(1)

- قال: ولذلك يقولُ أهلُ نجدٍ حِينَ ارتَدُّوا كُفارًا: نحنُ نُبَايعُ ذا العَبَاءَةِ؟! ".

‌206 - حديث: "إنما الأعمال" في: "الأعمال"

(2)

.

‌207 - حديث: "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأخلاق".

أورده مالكٌ في "الموطأ"

(3)

بلاغًا عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال ابنُ عبد البر: هو مُتَّصلٌ مِنْ وُجوهٍ صِحاحٍ عن أبي هريرة وغيرِه مرفوعًا

(4)

.

منها ما أخرجه أحمدُ في مسنده

(5)

، والخرائطيُّ في أول "المكارم"

(6)

مِنْ حديثِ محمدِ بن عَجْلانَ

(7)

، عن القَعْقاعِ بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"صالح الأخلاق". ورجالُه رجالُ الصحيحِ.

وللطبرانيِّ في "الأوسط"

(8)

بسندٍ فيه عُمَرُ بن إبراهيمَ

(1)

"لسان العرب"(11/ 211).

(2)

تقدم برقم (134) من هذا القسم المحقق.

(3)

"الموطأ؛ رواية الليثي"(الجامع، ما جاء في حسن الخلق 2/ 490 رقم 2633).

(4)

"التمهيد"(24/ 333) ثم ساقه من طريقين عن محمد بن عجلان به.

(5)

"مسند أحمد"(14/ 512 - 513 رقم 8952) من طريق محمد بن عجلان به.

(6)

"مكارم الأخلاق ومعاليها"(باب الحث على الأخلاق الصالحة والترغيب فيها ص 27 رقم 1)، ورواه البخاري في "الأدب المفرد"(ص 100 رقم 273)، و"التاريخ الكبير"(7/ 188)، والبزار في مسنده (15/ 364 رقم 8949)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 613)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 191) من طريق محمد بن عجلان به، ولفظ أكثرهم:"صالح الأخلاق".

وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحُ على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

(7)

محمد بن عجلان؛ صدوق اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، كما سبق في الحديث (22).

فالإسناد ضعيفٌ بسببه.

(8)

"المعجم الأوسط"(7/ 74 رقم 6895) من طريق عمر بن إبراهيم القرشي، حدثنا يوسف بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله مرفوعًا به فذكره وقال: =

ص: 569

القرشي

(1)

-وهو ضعيفٌ- عن جابرٍ مرفوعًا: "إنَّ الله بَعَثَني بتَمامِ مَكارمِ الأخلاقِ وكمَالِ مَحَاسِنِ الأفعال"، ومعناه صحيحٌ.

وقد عَزَاه الدَّيلميُّ

(2)

لأحمدَ عن معاذٍ، وما رأيْتُه فيه، والذي رأيْتُهُ فيه عن أبىِ هريرةَ.

‌208 - حديث: "إنَّ ما بَقِيَ مِن الدُّنيا بَلَاءٌ وفِتْنَةٌ".

أحمدُ

(3)

، والرَّامَهُرْمُزِيُّ في "الأمثال"

(4)

، واللفظُ لهما، وابنُ ماجه

(5)

بلفظ: "لم يَبْقَ" كلاهما مِنْ طريقِ أبي عَبْدِ ربٍّ الدِّمشقيِّ الزَّاهِدِ

(6)

، عن معاويةَ رَفَعَه بهذا.

= لم يروِ هذا الحديث عن يوسف بن محمد إلا عمر بن إبراهيم، تفرَّد به صالح ابن بشر.

(1)

عمر بن إبراهيم بن خالد أبو حفص الهاشمي مولاهم القرشي، قال الدارقطني: كذاب. "ميزان الاعتدال"(3/ 180)، وقال الخطيب: وكان غير ثقة يروي المناكير عن الأثبات. "تاريخ بغداد"(13/ 36) فالإسناد ساقط بسببه.

(2)

لم أجده في مسنده، ولا في "الغرائب الملتقطة".

وحديث معاذ رواه الحارث بن أبي أسامة كما في "بغية الباحث"(2/ 841 - 842 رقم 890)، والبزار في مسنده (7/ 92 رقم 2648)، والطبراني في "المعجم الكبير"(20/ 65 رقم 120) من طريق يزيد بن هارون، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن مكحول، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل مرفوعًا بنحوه.

وعبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة؛ ضعيف وقد سبقت ترجمته في الحديث (173).

وشهر بن حوشب؛ صدوق كثير الإرسال والأوهام، كما تقدم في الحديث (8).

وباقي رجال الإسناد ثقات، فالإسناد ضعيف، لكنه يتقوى بحديث أبي هريرة، ويتقوى أيضًا بما رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(16/ 498 رقم 32433) من طريق زيد ابن أسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، فيكون الحديث حسنًا لغيرِهِ، والله أعلم.

(3)

"مسند أحمد"(28/ 66 رقم 16853) من طريق أبي عبد ربه به.

(4)

"أمثال الحديث"(ص 153 رقم 59) من طريق أبي عبد ربه به.

(5)

"سنن ابن ماجه"(الفتن، باب شدة الزمان رقم 4035) من طريق أبي عبد ربه به.

(6)

أبو عبد رب الدمشقي الزاهد، ويقال: أبو عبد ربه، قيل: اسمه عبد الجبار؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 81)، وقال الذهبي: صدوق. "الكاشف" (2/ 440 =

ص: 570

وصحَّحه ابنُ حبان

(1)

‌209 - حديث: "إنما حَرُّ جَهَنَّمَ على أمَّتي كحَرِّ الحَمَّام".

الطبرانيُّ في "الأوسط"

(2)

مِنْ حديثِ شُعَيب بن طَلْحَةَ بن عبدِ الله ابن عبدِ الرحمن بن أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، (حدَّثني أبى

(3)

، عن أبيه، عن جدِّه، عن أبيه، عن

(4)

أبي بكرِ الصِّدِّيقِ)

(5)

رَفَعَه بهذا.

ورجالُه مُوثَّقُون

(6)

، إلا أنه نُقِلَ عن الدَّارقطنيِّ في

(7)

شعيبٍ أنه متروكٌ

(8)

. والأكثَرُ على قَبُولِهِ؛ قال فيه أبو حاتم: لا بأس به

(9)

، ووثقه ابن حبان

(10)

.

= رقم 6720)، وقال ابن حجر: مقبول من الثالثة. "التقريب"(8219)، ولم أجدْ مَنْ تابَعه فيكونُ الإسنادُ ضعفًا بسببه، والله أعلم.

(1)

"صحيح ابن حبان"(2/ 465 رقم 690)، و (7/ 159 رقم 2899).

ورواه أيضًا: ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا"(ص 60 رقم 109)، والطبراني في "المعجم الكبير"(19/ 368 رقم 866) من طريق أبي عبد ربه به.

(2)

"المعجم الأوسط"(6/ 354 رقم 6603) حدثنا محمد بن بحير، حدثنا محمد ابن عمر الواقدي، حدئنا شعيب بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق به.

ومحمد بن بحير؛ هو: محمد بن عبد الرحمن بن بحير بن ريسان؛ قال الدارقطني: يروي عن أبيه عن مالك والثوري أحاديث موضوعة كان بمصر يضع الحديث. "المؤتلف والمختلف"(1/ 156)، وقال ابن عدي: روى عن الثقات بالمناكير وعن أبيه عن مالك بالبواطيل. "الكامل"(6/ 288).

ومحمد بن عمر الواقدي؛ متروك، وقد سبقت ترجمته في الحديث (170).

(3)

طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 392)، وقال ابن حجر: مقبول. "التقريب"(3023).

(4)

(عن) كذا في الأصل و"م" و"د"، وهي ليست في "المعجم الأوسط"، وهو الصواب، والله أعلم.

(5)

ما بين قوسين ساقط من "ز".

(6)

بل ابن بحير وضَّاع، والواقدي متروكٌ، كما سبق.

(7)

في "ز": (عن).

(8)

"سؤالات البرقاني"(ص 36 رقم 216).

(9)

"الجرح والتعديل"(4/ 349 رقم 1524).

(10)

ذكره في "الثقات"(6/ 439). =

ص: 571

ولم أرَ هذه الترجمة في "الوشي المُعْلَم"

(1)

ولا في تَلْخِيصِهِ

(2)

.

وفي "الأفراد"

(3)

للدَّارقُطْنيِّ مِنْ حديثِ عبدِ الله بن محمدٍ الحنفيِّ، عن عَبْدان، عن خارجةَ

(4)

، عن ابنِ جُرَيجٍ، عن عطاء، عن ابنِ عباسٍ رفَعَه:"إنَّ حَظَّ أمَّتي مِن النَّارِ طُولُ بلايَاها تحتَ التُّرابِ".

وبَيَّضَ له الدَّيلميُّ في مسنده

(5)

.

‌210 - حديث: "إنما السُّلطانُ ظِلُّ اللهِ ورُمْحُهُ في الأرضِ".

أبو الشيخِ

(6)

، والبيهقيُّ

(7)

، والديلميُّ

(8)

، وعباسٌ التَّرْقُفيُّ

(9)

، وآخرون

= وقال ابن معين: لا أعرفه، وقال ابن عدي: هو كما قال: لا يُعرف ولم أجد له حديثًا فأذكره. "الكامل"(4/ 3)، وذكره الذهبي في "المغني في الضعفاء"(1/ 299 رقم 2780).

فهذا القدر غير كافٍ في قبوله كما أطلق المؤلف، والله أعلم.

(1)

"الوشي المُعْلَم فيمن روى عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم" للحافظ العلائي. ذكره الكتاني في "الرسالة المستطرفة"(ص 165).

(2)

للحافظ ابن حجر، كما في "الجواهر والدرر"(2/ 677)، و"الرسالة المستطرفة"(ص 165).

(3)

كما في "أطراف الغرائب والأفراد" لابن القيسراني (3/ 264 رقم 2608).

(4)

خارجة بن مصعب بن خارجة الخراساني أبو الحجاج السرخسي، قال أحمد: لا يُكتب حديثه، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث ليس بقوي، يُكتب حديثه ولا يُحتج به

لم يكن محله محلُّ الكذب. "الجرح والتعديل"(3/ 376 رقم 1716)، وقال ابن حجر: متروك وكان يدلس عن الكذابين، ويقال: إن ابن معين كذبه. "التقريب"(1612).

فالإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببه.

(5)

لم أجده في مسنده ولا في "الغرائب الملتقطة".

(6)

هو في "الثواب" كما بيَّن المؤلف في "تخريج أحاديث العادلين لأبي نعيم"(ص 74).

(7)

"السنن الكبرى"(8/ 162)، و"شعب الإيمان"(9/ 480 رقم 6990) من طريق التَّرقُفي به.

(8)

"الغرائب الملتقطة"(رسالة العربي)(ص 462 رقم 397) من طريق عباس الترقفي به.

(9)

"جزء التَرقُفي"(ص 61 رقم 9) حدثنا سعيد بن عبد الله الدمشقي، حدثنا الربيع ابن صَبيح عن أنس به.

والتَّرْقُفي -بفتح المثناة وسكون الراء وضم القاف بعدها فاء- عباس بن عبد الله =

ص: 572

عن أنسٍ مرفوعًا: "إذا مَرَرْتَ ببَلْدَةٍ ليس فيها سُلْطانٌ فلا تَدْخُلْها، إنما السُّلْطان" وذَكَرَه، لفظُ الآخرين.

وفي لفظٍ للدَّيلميِّ

(1)

، وأبي نُعَيم

(2)

، وغيرِهما

(3)

مِنْ جهةِ قتادَةَ، عن أنسٍ مرفوعًا:"السُّلطانُ ظِلُّ الله ورُمْحُهُ في الأرضِ، فمَنْ نَصَحَه ودَعَا له اهتَدَى، ومَنْ دَعَا عليه ولم يَنْصَحْهُ ضَلَّ".

= ابن أبي عيسى الواسطي .. ثقة عابد من الحادية عشرة. "التقريب"(3172).

وسعيد بن عبد الله بن دينار البصري أبو روح الدمشقي، وقد يُنسب إلى جده، قال أبو حاتم: مجهول. "الجرح والتعديل"(4/ 18 رقم 73).

والربيع بن صَبيح -بفتح المهملة- السعدي البصري؛ قال أحمد: لا بأس به، وقال ابن معين: ضعيف، وقال عمرو بن علي: ليس بقوي، وقال أبو حاتم: رجل صالح، وقال أبو زرعة: شيخ صالح صدوق. "الجرحٍ والتعديل"(3/ 464 رقم 2084)، وقال ابن حجر: صدوق سيء الحفظ وكان عابدًا مجاهدًا. "التقريب"(1895). فالإسناد ضعيف.

وقال ابن أبي حاتم: وسألتُ أبي عن حديث رواه خالد بن خداش، عن أبي عون ابن أبي ركبة، وقال خالدٌ مرةً: عون بن أبي ركبة، عن غيلان بن جرير، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "السلطان ظل الله في الأرض". قال أبي: هذا حديثٌ منكر، وابن أبي ركبة مجهول. "علل الحديث"(مسألة 2735).

(1)

"الغرائب الملتقطة"(حرف السين) من طريق داود بن المحبر، عن عقبة بن عبد الله عن قتادة به.

(2)

"فضيلة العادلين من الولاة"(ص 142 رقم 32) من طريق داود بن المحبر به.

(3)

رواه العقيلي في "الضعفاء"(3/ 354) من طريقِ داودَ بن المُحَبَّرِ بن قَحْذَمٍ قال: نبَّأنا عُقبةُ بن عبدِ الله العَنَزي، عنِ قتادةَ، عن أنسٍ مرفوعًا به.

وداودُ بن المُحَبَّر بن قَحْذمِ، قال الدارقطني: يضع، بصري كان ببغداد، متروك. "الضعفاء والمتروكون"(رقم 208).

وعقبة بن عبد الله الرفاعي الأصم، قال عمرو بن علي: كان ضعيفًا واهي الحديث ليس بالحافظ. "الجرح والتعديل"(6/ 315 رقم 1748)، وقال يحيى بن معين: ليس بثقة. "التاريخ؛ رواية الدوري"(4/ 135 رقم 3564).

فالإسناد ساقطٌ، وقال الدارقطني: يرويه أبو هلال الراسبي وعقبة الأصم، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وخالَفَه هشام؛ رواه عن قتادة، عن كعب، قوله وهو أصح. "العلل"(12/ 138 رقم 2532)، وأورده الشوكاني في "الفوائد المجموعة"(ص 210 رقم 9).

ص: 573

وهما ضعيفان.

لكنْ في البابِ عن أبي بكرٍ

(1)

، وعُمَرَ

(2)

، وابنِ عُمَرَ

(3)

، وأبي بَكْرَةَ

(4)

،

(1)

رواه الديلميُّ في مسنده، كما في "الغرائب الملتقطة"(حرف السين) من طريق سليمان بن رجاء، عن عبد العزيز بن مسلم، عن أبي نصيرة العبدي، عن أبي رجاء العطاردي، عن أبي بكر الصديق مرفوعًا بنحوه.

وسليمان بن رجاء؛ قال أبو حاتم: شيخٌ مجهول، وقال أبو زرعة: لا يُعرف. "الجرح والتعديل"(4/ 117 رقم 508).

فهذا الإسناد ضعيفٌ بسببه، وقال أبو زرعة: هذا حديثٌ منكر، لا يُعرف سليمان ابن رجاء هذا، ولا يُعرف له أصل من حديث عبد العزيز بن مسلم، ولا نعلم عبد العزيز بن مسلم روى عن أبي نصيرة العبدي شيئًا. "علل الحديث لابن أبي حاتم"(مسألة 2788).

(2)

رواه أبو نعيم في "فضيلة العادلين من الولاة"(ص 154 رقم 40)، وقِوَام السُّنَّة في "الترغيب والترهيب"(3/ 67 رقم 2087) من طريق عمرو بن عبد الغفار، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن سعيد بن معبد الأنصاري، وعبد الله بن عبد الرحمنِ ابن أبي طوالة، عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه، عن عمر بن الخطاب مرفوعًا بنحوه.

وعمرو بن عبد الغفار الفقيمي، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث متروك الحديث. "الجرح والتعديل"(6/ 246 رقم 1363)، وقال ابن عدي: ليس بالثبت في الحديث، حدَّث بالمناكير في فضائل علي

وهو متهمٌ إذا روى شيئًا من الفضائل، وكان السلف يتهمونه بأنه يضعُ في فضائل أهل البيت، وفي مثالب غيرهم. "الكامل"(5/ 146 - 148).

فالإسناد ضعيف جدًّا.

(3)

رواه البزار في مسنده (12/ 17 رقم 5383)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 361)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(9/ 475 رقم 6984) من طريق سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، عن ابن عمر بنحو حديث أنس مطولًا.

وسعيد بن سنان أبو المهدي الحنفي الحمصي؛ قال ابن عدي -في الموضع السابق-: عامة ما يرويه وخاصة عن أبي الزاهرية غير محفوظة

وكان من صالحي أهل الشام وأفضلهم، إلا أن في بعض رواياته ما فيه. وقال البيهقي: ضعيف عند أهل العلم بالحديث. وقال ابن حجر: متروك ورماه الدارقطني وغيره بالوضع. "التقريب"(2333).

فالإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببه.

(4)

رواه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 478 رقم 1024)، والبيهقي في "الشعب" =

ص: 574

وأبي هريرة

(1)

، وغيرِهم

(2)

.

= (9/ 478 رقم 6988) من طريق سلم بن سعيد الخولاني، حدثنا حميد بن مهران، عن سعد بن أوس، عن زياد بن كُسَيب، عن أبي بكرة مرفوعًا بنحو حديث أنس.

وسلم بن سعيد الخولاني، لم أقف على ترجمته، وقال الألباني: لم أجد من ترجمه. "السلسلة الضعيفة"(4/ 164).

وسعد بن أوس العدوي أبو محمد البصري؛ قال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: صالح. "الجرح والتعديل"(4/ 80 رقم 345)، وقال ابن حجر: صدوق له أغاليط. "التقريب"(2231).

وزياد بن كُسَيب -بالتصغير- العدوي، ذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 259).

وقال ابن حجر: مقبول. "التقريب"(2095) فالإسناد ضعيف لحالِ بعضِ رواتِهِ.

(1)

رواه أبو نعيم في "فضيلة العادلين من الولاة"(ص 140 رقم 31) من طريق يحيى ابن ميمون، حدثنا حماد بن سلمة، عن سهيل، عن أبيه، وأبو محمد بن يوسف في "جزء من الأمالي"(1/ 143) -كما في "السلسلة الضعيفة"(4/ 161) -، ومن طريقه ابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"(2/ 106) من جهة أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، حدثني عمي عبد الله بن وهب، عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب؛ كلاهما عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه.

ويحيى بن ميمون بن عطاء أبو أيوب التمار؛ قال عمرو بن علي: كتبتُ عنه وكان كذابًا .. "الجرح والتعديل"(9/ 189 رقم 785)، وقال ابن حجر: متروك. "التقريب"(7656).

فإسناد أبي نعيم ساقط.

وإسناد ابن النجار فيه أحمد بن عبد الرحمن بن وهب؛ قال محمد بن عبد الله ابن عبد الحكم وعبد الملك بن شعيب بن الليث: ثقة، وقال أبو حاتم: كتبنا عنه وأمره مستقيم ثم خلط بعد، ثم جاءني خبره أنه رجع عن التخليط، وقال أيضًا: كان صدوقًا. "الجرح والتعديل"(2/ 60 رقم 91)، وقال أبو زرعة: لا أرى ظهر بمصر منذ دهر أوضع للحديث وأجسر على الكذب من هذا. "سؤالات البرذعي"(2/ 711)، وقال النسائي: كذَّاب. "الضعفاء والمتروكين"(رقم 71)، وقال ابن عدي: رأيتُ شيوخَ أهلِ مصر الذين لحقتهم مُجْمِعين على ضعفه، ومن كَتَبَ عنه من الغرباء غير أهل بلده لا يمتنعون من الرواية عنه وحدثوا عنه

ومَنْ ضَعَّفَه، أنكَرَ عليه أحاديث. "الكامل"(1/ 184).

فالإسناد ضعيف بسببه، والله أعلم.

(2)

كحديث أبي عبيدة بن الجراح؛ الذي رواه العقيلي في "الضعفاء"(3/ 59)، والبيهقي في "الشعب"(9/ 478 رقم 6987) من طريق عبد الأعلى بن موسى بن عبد الله =

ص: 575

كما بَيَّنْتُها واضحةً في جزءِ "رَفعِ الشُّكوكِ في مَفَاخِرِ الملوك"

(1)

.

‌211 - حديث: "إنما شِفاءُ العِيِّ السُّؤالِ".

ابنُ ماجه

(2)

مِنْ حديثِ عبدِ الحميدِ بن حبيبِ بن أبي العِشرين

(3)

: حدَّثنا الأوزاعيُّ، عن عطاءِ بن أبىِ رَبَاحٍ: سَمِعْتُ ابنَ عباسٍ يُخبِرُ: أنَّ رجلًا أصابَه جُرْحٌ في رأسِهِ على عَهْدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ثم أصابَه احتِلَامٌ، فأُمِرَ بالاغتسالِ،

= ابن قيس بن مخرمة، أنَّ إسماعيل بن رافع، مولى المُزَنيين، أخبره أنَّ زيد بن أسلم، أخبره أنَّ أباه أسلم أخبره أنه خرج مع عمر بن الخطاب حتى قدم على أبي عبيدة ابن الجراح .. فذكره مرفوعًا بنحو ما تقدم.

وقال العقيلي: وليس في هذا الباب شيءٌ يُرجع منه إلى صحته.

وعبد الأعلى بن موسى بن عبد الله بن قيس بن مخرمة؛ قال العقيلي: لا يُتابع على حديثه وليس بمشهور في النقل. "الضعفاء"(3/ 59).

فالإسناد ضعيف بسببه.

والخلاصة: أنَّ أقلَّ طرقِ الحديثِ ضعفًا: حديثُ أنس بإسناده الأول، وحديث أبي بكرة، وحديث أبي هريرة بإسناده الثاني، وحديث أبي عبيدة بن الجراح، فيمكن أنْ تتقوَّى هذه الطرق ببعضها، لكن يبقى الإشكال في كلام الحافظ العقيلي السابق.

وأما ما يُتَوَهَّمُ مِنْ نكارَةِ المَتنِ فقد بيَّن شيخ الإسلام ابن تيمية معنى هذا الحديث، فقال: وهذا صحيح؛ فإنَّ الظلَّ مُفتَقِرٌ إلى آوٍ، وهو رفيقٌ له، مطابقٌ له نوعًا من المُطابقة، والآوي إلى الظل المُكتَنِفُ بالمُظل صاحبُ الظل، فالسُّلطانُ عبدُ الله؛ مخلوقٌ مُفتَقِرٌ إليه، لا يَستغني عنه طرفة عين؛ وفيه من القدرة والسلطان والحفظ والنصرة وغير ذلك من معاني السؤدد والصمدية التي بها قوام الخلق ما يشبه أن يكون ظل الله في الأرض

"مجموع الفتاوى"(35/ 45 - 46).

(1)

ذكره المؤلف في "الضوء اللامع"(8/ 19).

(2)

"سنن ابن ماجه"(الطهارة وسننها، باب في المجروح تصيبه الجنابة رقم 572) حدثنا هشام بن عمار، حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين به.

وهشام بن عمار السلمي: صدوق مقرئ، كبر فصار يتلقن، وقد سبقت ترجمته في الحديث (9).

(3)

عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين الدمشقي أبو سعيد كاتب الأوزاعي، ولم يرو عن غيره، وثقه أحمد وأبو زرعة، وزاد أبو زرعة: حديثه مستقيم، وقال أبو حاتم: كان كاتب ديوان ولم يكن صاحب حديث. "الجرح والتعديل"(6/ 11 رقم 49)، وقال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ. "التقريب"(3757) وهذا الإسناد منقطع؛ كما بيَّن المؤلف.

ص: 576

فاغتَسَلَ، فكَزَّ

(1)

، فمَاتَ، فبَلَغَ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: "قَتَلُوهُ قَتَلَهُم الله، أولم يكن شِفاءُ العِيِّ

(2)

السُّؤال".

قال عطاءٌ: وبَلَغَنا أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو غَسَلَ جسَدَه وترَكَ رأسَه حيثُ أصابَه الجُرحُ به"

(3)

.

هكذا رواه بدونِ واسطةٍ بين الأوزاعيِّ وعطاء.

وحكى ابنُ أبي حاتمٍ

(4)

عن أبيه وأبي زرعةَ -في روايةِ ابنِ أبي العِشرين هذا-: إثباتَ إسماعيلَ بنَ مسلمٍ

(5)

بينهما.

وكذا أثبَتَ الواسِطَةَ لكنْ مع إبهامِها محمدُ بن شُعَيبٍ، فقال: أخبَرَني الأوزاعيُّ: أنه بَلَغَه عن عطاءٍ به. أخرجه أبو داود

(6)

، ولفَظه: أصابَ رجلًا جُرْحٌ في عَهْدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ثم احتَلَمَ، فأُمِرَ بالاغتِسَالِ، فاغتَسَلَ فمَاتَ، فبَلَغَ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال:"قَتَلُوهُ قَتَلَهَم الله، ألم يَكُنْ شِفاءُ العِيِّ السُّؤالَ".

وهكذا رواه أحمد

(7)

، والدَّارميُّ

(8)

في مسنديهما عن أبي المُغيرةَ،

(1)

الكُزَازة: داءٌ يتولد من شدة البرد، وقيل هو نفس البرد، وقد كَزَّ يَكِزُّ كَزًّا. "النهاية"(4/ 170).

(2)

العِيّ: الجهل. "النهاية"(3/ 334).

(3)

وهذا بلاغٌ مِنْ عطاء، فله حكم سائر المنقطعات، والإسناد إليه ضعيف كما سبق.

(4)

"علل الحديث"(مسألة 77)؛ وفيه: فقالا روى هذا الحديث ابن أبي العشرين، عن الأوزاعي، عن إسماعيلَ بن مسلمٍ، عن عطاء، عن ابنِ عباسٍ، وأفسَدَ الحديثَ.

قال ابنُ المُلقن: يُريدُ أنه أدخلَ إسماعيلَ فيه، وتبيَّنَ أنَّ الأوزاعيَّ أخَذَه عن إسماعيلَ. "البدر المنير"(2/ 617).

(5)

إسماعيل بن مسلم المكي أبو إسحاق؛ ضعيف وقد تقدمتْ ترجمته في الحديث (24).

(6)

"سنن أبي داود"(الطهارة، باب المجروح يتيمم رقم 337) حدثنا نصر بن عاصم الإنطاكي، حدثنا محمد بن شعيب به.

ونصر بن عاصم الإنطاكي؛ قال العقيلي: لا يُتابع على حديثه، ولا يُعرف إلا به.

"الضعفاء"(4/ 298)، وقال ابن حجر: لين الحديث. "التقريب"(7114).

فالإسناد ضعيف.

(7)

"مسند أحمد"(5/ 173 رقم 3056). ورجال إسناده ثقات، لكنه منقطع.

(8)

"سنن الدارمي"(1/ 585 رقم 779) وإسناده منقطع كسابقه.

ص: 577

والدَّارقطنيُّ

(1)

مِنْ حديثِهِ، وكذا هو

(2)

، والحاكمُ في مستدركه

(3)

مِنْ حديثِ الوليدِ بن مَزْيَدٍ، والدَّارقطنيُّ

(4)

فقط مِنْ حديثِ يحيى بن عِبدِ الله

(5)

؛ ثلاثَتُهم عن الأوزاعيِّ.

(وللدارقطنيِّ

(6)

أيضًا مِنْ طريقِ عبدِ الرزاق

(7)

، عن الأوزاعي)

(8)

، عن رجلٍ، عن عطاء.

وتابَعَهم على الواسطةِ: إسماعيلُ بن سَمَاعَة

(9)

.

ورواه بدونِها الحاكمُ

(10)

، والدارقطنيُّ

(11)

أيضًا مِنْ طريقِ هِقْلِ بن زيادٍ، عن الأوزاعيِّ (قال: قال عطاء، والدارقطنيُّ

(12)

فقط مِنْ حديثِ أيوبَ ابن سُوَيدٍ

(13)

، عن الأوزاعيِّ)

(14)

والحاكم

(15)

فقط مِنْ حديثِ بِشرِ بنِ بكرٍ، حدَّثني الأوزاعي، حدثنا عطاء به.

(1)

"سنن الدارقطني"(1/ 353 رقم 735) من طريق أبي المغيرة، وقال: مثل حديث الوليد بن مزيد.

(2)

"سنن الدارقطني"(1/ 352 رقم 733) من طريق العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي به. والعباس بن الوليد بن مَزْيَد؛ صدوق عابد. "التقريب"(3192).

(3)

لم أقف عليه عند الحاكم من حديث الوليد بن مزيد، وإنما هو من حديث غيره كما سيأتي.

(4)

"سنن الدارقطني"(1/ 353 رقم 736) من طريق يحيى بن عبد الله به.

(5)

يحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي -بموحدتين ولام مضمومة ومثناة ثقيلة- أبو سعيد الحراني ابن امرأة الأوزاعي؛ ضعفه النفيلي وأبو حاتم وأبو زرعة. "الجرح والتعديل"(9/ 164 رقم 681)، وقال ابن حجر: ضعيف. "التقريب"(7585).

(6)

"سنن الدارقطني"(1/ 353 رقم 734) من طريق عبد الرزاق به.

(7)

"مصنف عبد الرزاق"(1/ 223 رقم 867). وإسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عطاء.

(8)

ما بين قوسين ساقط من "ز".

(9)

لم أقف على روايتِهِ مسندة، لكن علقها الدارقطني في "السنن"(1/ 353).

(10)

"المستدرك"(1/ 178) من طريق هقل به.

(11)

"سنن الدارقطني"(1/ 351 رقم 730) من طريق هقل به.

(12)

"سنن الدارقطني"(1/ 352 رقم 732) من طريق أيوب بن سُويد به.

(13)

أيوب بن سويد الرملي؛ ضعيف وقد سبقت ترجمته في الحديث (49)، فالإسناد ضعيف.

(14)

ما بين قوسين مكرر في الأصل، والتصويب من "ز" و"م" و"د".

(15)

"المستدرك"(1/ 178) من طريق أبي عثمان سعيد بن عثمان التنوخي حدثنا بشر =

ص: 578

وقال الحاكم: قد أقامَ بِشرٌ إسنادَه، وهو ثقةٌ مأمونٌ

(1)

.

قلت: وإقامَتُه له مِنْ جِهةِ تَصريحِهِ بالتحديثِ؛ بحيث ثَبَتَ اتصالُه بلا واسطةٍ.

ثم إنَّ الأوزاعيَّ لم يَنفَرِدْ به؛ فقد رواه ابنُ الجارودِ في "المنتقى"

(2)

، والحاكم أيضًا في صحيحه

(3)

، وابنُ خزيمة

(4)

، وعنه ابنُ حبان

(5)

في صحيحَيهِما، مِنْ جهةِ الوليدِ بن عُبَيدِ الله بن أبي رباح، عن عمِّهِ عطاء.

ولكنَّ الوليدَ ضَعَّفَه الدارقطنيُّ

(6)

، ولم يُخَرَّجْ له في الكتبِ الستةِ، مع إيرادِ الضياءِ في "المختارة"

(7)

لحديثِهِ هذا.

بل وفي البابِ عن جابرٍ

(8)

،

= ابن بكر به، فذكره وقال: وقد رواه الهقل بن زياد وهو من أثبت أصحاب الأوزاعي، ولم يذكر سماع الأوزاعي من عطاء.

وسعيد بن عثمان التنوخي؛ قال أبو حاتم: محله الصدق. "الجرح والتعديل"(4/ 47 رقم 203)، وضعفه الدارقطني. "لسان الميزان"(4/ 64).

وبِشر بن بكر التنيسي أبو عبد الله البجلي؛ ثقة يُغرب من التاسعة. "التقريب"(677). وهو وإن كان ثقة إلا أنه يُغرب، وقال مسلمة بن قاسم: روى عن الأوزاعي أشياء انفرد بها. "تهذيب التهذيب"(1/ 388)، وقد خالف بشرٌ كبارَ أصحابِ الأوزاعي؛ فذَكَرَ سماعَ الأوزاعي مِن عطاءٍ، فالظاهر أنَّ التصريحَ بالسَّماعِ ليس محفوظًا، وقد قال الدارقطني بعد حديثِ جابر الآتي: واختُلِفَ على الأوزاعي؛ فقيل: عنه عن عطاء، وقيل: عنه بلغني عن عطاء، وأرسل الأوزاعي آخره عن عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصواب.

(1)

لم أقف على كلام الحاكم، وهذا الكلام يناقض كلامه السابق.

(2)

"المنتقى من السنن المسندة"(ص 42 رقم 128) من طريق الوليد بن عبيد الله به.

(3)

"المستدرك"(1/ 165)، وصححه، ووافقه الذهبي.

(4)

"صحيح ابن خزيمة"(1/ 172 رقم 273).

(5)

"صحيح ابن حبان"(4/ 140 رقم 1314) عن ابن خزيمة به.

(6)

"سنن الدارقطني"(4/ 42)، ولكن قال يحيى بن معين: ثقة. "الجرح والتعديل"(9/ 9 رقم 37).

(7)

لم أجدْهُ فيما طُبِعَ مِن "المختارة".

(8)

رواه أبو داود في سننه (الطهارة، باب المجروح يتيمم رقم 336)، والدارقطني =

ص: 579

وعليٍّ

(1)

.

‌212 - حديث: "إنما الطلاقُ لِمَنْ أخَذَ بالسَّاقِ".

ابنُ ماجه

(2)

مِنْ حديثِ ابنِ لهيعةَ، عن موسى بن أيوبَ الغافِقِيِّ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسولَ الله، سَيِّدي زوَّجَني أمَتَهُ، وهو يُريدُ أنْ يُفَرِّقَ بيني وبينها، قال: فصَعَدَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المِنْبَرَ فقال: "يا أيها الناس، ما بالُ أحدِكم يُزوِّجُ عَبْدَه أمَتَه، ثم يُريدُ أنْ يُفَرِّقَ بينهما، إنما

" وذكره.

= في سننه (1/ 350 رقم 729)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 227) كلهم مِنْ طرقٍ عن الزُّبَيرِ بن خريقٍ، عن عطاء، عن جابرٍ بنحو حديثِ ابن عباس. وقال الدارقطني: لم يروه عن عطاءٍ، عن جابرٍ، غَيرُ الزُّبيرِ بن خريق؛ وليس بالقوي، وخالَفَه الأوزاعي؛ فرواه عن عطاء، عن ابنِ عباس.

فهذا الحديث يرجعُ إلى حديث ابن عباس السابق، فلا يَصلح شاهدًا، والله أعلم.

(1)

رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(5/ 449 - 450 رقم 3130)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(2/ 190 رقم 1162) من طريق عاصم بن علي، حدثنا فُضَيل ابن سليمان، حدثنا عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب قال: أخبرني أبي، عن جدي عليٍّ رضي الله عنه مرفوعًا بلفظ الترجمة، وعند ابن أبي عاصم فيه قصة.

وعاصم بن علي بن عاصم الواسطي؛ فيه كلام كما سبق في الحديث (61).

وفضيل بن سليمان النميري أبو سليمان البصري؛ أكثر الأئمة على تضعيفه كما في "تهذيب الكمال"(23/ 274).

وعبد الله بن عمر بن علي ابن أبي طالب (ووقع عند القضاعي: عمر بن عبد الله بن علي)؛ لعله عبد الله بن محمد بن عمر بن علي ابن أبي طالب .. مقبول. "التقريب"(3595).

وأبوه محمد بن عمر بن علي ابن أبي طالب؛ صدوق من السادسة، وروايته عن جده مرسلة مات بعد الثلاثين "التقريب"(46170).

فهذا الإسناد ضعيف، وقد قال أبو نعيم -بعد أن رواه من طريق محمد بن كثير المصيصي، عن الأوزاعي، عن عطاء .. -: هذا حديثٌ غريبٌ، لا تُحفظ هذه اللفظة عن أحدٍ مِن الصحابةِ إلا من حديثِ ابنِ عباسٍ، ولا عنه إلا من رواية عطاء .. "الحلية"(3/ 318).

(2)

"سنن ابن ماجه"(الطلاق، باب طلاق العبد رقم 2081) من طريق يحيى بن عبد الله ابن بكير حدثنا ابنُ لهيعة، عن موسى بن يعقوب، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ به.

والإسناد ضعيفٌ لحال ابن لهيعة، وقد اختُلِف عليه كما سيأتي.

ص: 580

وهو عند الطبرانيِّ

(1)

مِنْ طريقِ ابنِ لهيعةَ، بدون ذكرِ ابنِ عباسٍ.

ولكنْ قد أخرَجَه بإثباتِهِ مِنْ حديثِ بقيةَ: حدثنا أبو الحجاج المَهْري

(2)

، عن موسى ولفظهما:"إنما يَمْلِكُ الطلاقَ مَنْ أخَذَ بالسَّاقِ"

(3)

.

‌213 - حديث: "إنَّمَا العِلمُ بالتَّعَلُّمِ".

الطبرانيُّ في "الكبير"

(4)

، وأبو نُعيم في "الحلية"

(5)

، والعسكريُّ كُلُّهم مِنْ

(1)

لم أجده عنده من هذا الوجه، وإنما رواه في "المعجم الكبير"(11/ 300 - 301 رقم 11800) من طريق يحيى الحِمَّاني، حدثنا يحيى بن يعلى، عن موسى بن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا بنحوه. وإنما رواه -بالوجه الذي ذكره المؤلف- الدارقطني في "سننه"(5/ 67 رقم 3992) من طريق موسى بن داود، حدثنا ابنُ لهيعة به. ويحيى بن عبد الحميد أبو زكريا الحِمَّاني -بكسر المهملة وتشديد الميم-، رماه أحمد وغيره بالكذب، ووثقه ابن معين، وأثنى عليه أبو حاتم، وقال مرة: ليِّن. "الجرح والتعديل"(9/ 169)، وقال ابن حجر: حافظٌ، إلا أنهم اتهموه بسرقةِ الحديث. "التقريب"(7591).

ويحيى بن يعلى الأسلمي القطواني أبو زكريا الكوفي؛ ضعَّفه غير واحدٍ من الأئمة، كما في "تهذيب الكمال"(32/ 52).

فإسناد الطبراني ضعيفٌ.

وإسناد الدارقطني أيضًا ضعيفٌ؛ أولًا: لضعف ابن لهيعة، وثانيًا: للاختلاف عليه كما سبق.

(2)

أبو الحجاج المَهْري؛ هو: رِشدين بن سعد، وهو ضعيفٌ كما سبق في الحديث (121).

(3)

لم أجده عند الطبراني، وقد رواه الدارقطني في "سننه"(5/ 67 رقم 3991) من طريق أبي عتبة أحمد بن الفرج، حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا أبو الحجاج المهري به.

وأبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي المعروف بالحجازي، قال ابن أبي حاتم: محله الصدق. "الجرح والتعديل"(2/ 67 رقم 124)، وقال ابن عدي: ليس ممن يحتج بحديثه أو يتدين به إلا أنه يُكتب حديثه. "الكامل"(1/ 190).

فالإسناد ضعيفٌ لحال رِشدين وأبي عتبة.

(4)

لم أجده في "الكبير" من هذا الوجه، وإنما هو في "الأوسط"(3/ 118 رقم 2663) من طريق محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني به. وقد عزاه الهيثمي في "المجمع"(1/ 339) للأوسط فقط.

(5)

"حلية الأولياء"(5/ 174) من طريق محمد بن الحسن الهمداني به فذكره وقال: غريبٌ من حديث الثوري، عن عبد الملك، تفرَّد به محمد بن الحسن.

ص: 581

طريقِ محمدِ بن الحسنِ بن أبي يَزيدَ الهَمْدانيِّ، حدثنا الثوري، عن عبدِ الملك بن عُمَيرٍ، (عن رجاءِ بن حَيْوَةَ، عن أبي الدَّرْداءِ رفَعَه:"إنما العِلْمُ بالتعلُّم والحِلْمُ بالتَّحَلُّم، ومَنْ يَتَحَرَّ الخَيرَ يُعطَه، ومَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوْقَه، لمِ يَسكُن الدَّرجاتِ العُلَى -ولا أقول لكم مِن الجنة- مَن اسْتَقْسَمَ أو تَطَيَّرَ طَيرًا يَرُدُّه مِن السَّفَرِ".

وابنُ الحَسَنِ كَذَّابٌ

(1)

.

ولكنْ قد رواه البيهقيُّ في "المَدخل"

(2)

مِنْ جِهَةِ هلالِ بن العلاءِ

(3)

، عن أبيه، عن عُبَيدِ الله بن عَمرٍو، عن عبدِ الملك بن عُمَير)

(4)

به موقوفًا على أبي الدَّرْداءِ.

وفي البابِ عن أنسٍ رفعه مثله؛ أخرجه العسكريُّ مِنْ حديثِ محمدِ ابن الصَّلْتِ

(5)

، حدثنا عثمانُ البُرِّيُّ

(6)

، عن قتادةَ عنه مرفوعًا به.

(1)

محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني؛ قال يحيى بن معين: ليس بثقة كان يكذب، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. "الجرح والتعديل"(7/ 225 رقم 1248)، وقال أبو داود: يكذب. "تهذيب التهذيب"(9/ 106). فالإسناد موضوعٌ بسببه.

(2)

"المدخل"(1/ 347 رقم 385) من طريق أبي الفضل العباس بن محمد بن نصر الرافقي إملاء، حدثنا هلال بن العلاء بن هلال، حدثنا أبي، حدثنا عبيد الله ابن عمرو، عن عبد الملك بن عمير به.

والعباس بن محمد بن نصر الرافقي، قال يحيى الطحان: تكلموا فيه. "لسان الميزان"(4/ 414).

(3)

هلال بن العلاء الرقي؛ صدوق، وأبوه منكر الحديث، وقد سبقت ترجمتهما في الحديث (23)، وسبق أنَّ النسائي قال عن الأب: يروي عنه ابنه هلال بن العلاء غَيرَ حديثٍ مُنكَرٍ، فلا أدري منه أتي أو من أبيه. "الكامل"(5/ 223).

فالإسناد ضعيف جدًّا، والله أعلم.

(4)

ما بين قوسين سقط من الأصل و"ز"، والاستدراك من "م" و "د".

(5)

في "ز": (الصامت). والصواب ما هو مثبت.

(6)

عثمان بن مقسم أبو سلمة البري؛ قال عبد الرحمن بن مهدي: ثقة ثقة، وقال أحمد: حديثه منكر وكان رأيه رأي سوء. وقال أبو حاتم: متروك، وأومأ أبو زرعة إلى أنه يكذب. "الجرح والتعديل"(6/ 168)، وقال ابن عدي: عامة حديثه مما لا يتابع عليه إسنادًا أو متنًا وهو ممن يغلط الكثير، ونسبه قوم إلى الصدق وضعفوه للغلط الكثير =

ص: 582

وعن معاويةَ مرفوعًا: "يا أيها الناسُ، إنما العِلمُ بالتَّعلُّمِ والفِقْهُ بالتَّفَقُّهِ، ومَنْ يُرِدِ اللهُ به خَيرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ، وإنما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِه العُلماءُ".

أخرجه الطبرانيُّ في "الكبير"

(1)

، وابنُ أبي عاصمٍ في "العلم"

(2)

له؛ كلاهما مِنْ حديثِ عُتبةَ بن أبي حَكيمٍ

(3)

، عمَّنْ حَدَّثَه

(4)

، عن معاويةَ بهذا.

وجَزَمَ البخاريُّ بتَعْلِيقِهِ فقال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يُرِدِ الله به خيرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّين"، وقال:"إنما العِلمُ بالتَّعَلُّم"

(5)

-مع أنَّ في إسنادِهِ مَنْ لم يُسمَّ- لمَجِيئِهِ مِنْ طريقٍ أخرى

(6)

.

وعن شدَّادِ بن أوْسٍ أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ الله ماذا يَزِيدُ في العِلمِ؟ قال: "التَّعَلُّم" أخرجه أبو نُعَيم في "الحلية"

(7)

في حديثٍ طَوِيلٍ، وفي سنَدِهِ عُمَرُ بن صُبحٍ

(8)

، وهو كذاب.

= الذي كان يغلط، إلا أنه في الجملة ضعيفٌ، ومع ضعفه يُكتب حديثه. "الكامل"(5/ 158).

فالإسناد ضعيفٌ بسببه.

(1)

"المعجم الكبير"(19/ 395 رقم 929) من طريق عتبة بن أبي حكيم به.

(2)

عزاه له وساقه من طريقه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق"(2/ 78) من جهة عُتبة به.

(3)

عُتبة بن أبي حكيم الهَمْداني -بسكون الميم- أبو العباس الأردني -بضم الهمزة والدال بينهما راء ساكنة وتشديد النون-، مختلفٌ فيه كما في "تهذيب التهذيب"(7/ 87).

وقال ابن حجر: صدوق يخطئ كثيرًا. "التقريب"(4427).

(4)

جاء التصريح بالواسطة فيما رواه البيهقي في "المدخل"(1/ 313 رقم 352) من طريق عتبة بن أبي حكيم، عن مكحول أنه حدثه عن معاوية به مطولًا. لكنَّ مَكْحُولًا لم يَسمعْ مِنْ معاويةَ. قاله أبو حاتم. "المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 211 رقم 792).

فالإسناد ضعيف.

(5)

"صحيح البخاري"(العلم، باب العلم قبل القول والعمل).

(6)

انظر: "تغليق التعليق"(2/ 78).

(7)

"حلية الأولياء"(5/ 188) من طريقِ عُمَرَ بن صُبْحٍ، عن ثورِ بن يَزِيدَ، عن مكحولٍ، عن شدَّادٍ به.

(8)

عمر بن صُبْح بن عمر التميمي العدوي؛ كذاب، وقد سبقت ترجمته في الحديث (142).

ص: 583

وعن ابنِ مسعودٍ أنه كان يقول: "فعَلَيكم بهذا القرآنِ فإنه مَأدُبَةُ الله، فمَن استطاعَ منكم أنْ يَأْخُذَ مِنْ مَأْدُبَةِ الله فلْيَفْعَل؛ فإنما العِلْمُ بالتَّعَلُّمِ".

أخرجه البزار

(1)

مَوقوفًا في حديثٍ طويلٍ، ورجالُهُ مُوَثَّقُون.

وعندَ البيهقيِّ في "المَدخل"

(2)

مِنْ طريقِ عليِّ بن الأقْمَرِ، والعسكريِّ مِنْ حديثِ أبي الزَّعْرَاء

(3)

؛ كلاهما عن أبي الأحْوَصِ عنه قال: "إنَّ الرجلَ لا يُولَدُ عالِمًا، وإنما العِلْمُ بالتَّعَلُّم".

وللعسكريِّ فقط مِنْ حديثِ حمادٍ، عن حميدٍ الطَّويلِ قال: كان الحسن يقول: "إذا لم تكُنْ حَلِيمًا فتَحَلَّم، وإذا لم تكن عالِمًا فتَعَلَّم، فقَلَّ ما تَشَبَّهَ رجلٌ بقَومٍ إلا كان منهم".

ومِنْ حديت زَافِرٍ

(4)

، عن عَمرِو بن عامِرٍ

(1)

"مسند البزار"(5/ 423 رقم 2055، 2056) من طريق عبيدة بن حميد قال: حدثنا أبو الزعراء، عن أبي الأحوص، قال: سمعت عبد الله بن مسعود فذكره ثم قال: وحدثناه إسحاق بن بهلول، قال: حدثنا الوليد بن القاسم حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن علي بن الأقمر، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بنحوه.

وعبيدة بن حميد الكوفي أبو عبد الرحمن المعروف بالحذاء التيمي صدوق نحوى ربما أخطأ. "التقريب"(4408)، وقال الذهبي: وثقه أحمد، وابن معين، والناس. "ميزان الاعتدال"(3/ 25)، وأبو الزعراء ثقة كما سيأتي بعد قليل، والوليد بن القاسم ابن الوليد الهمداني الكوفي؛ مختلفٌ فيه، وقال ابن عدي: إذا روى عن ثقة ويروي عنه ثقة فإنه لا بأس به. "الكامل"(7/ 84).

وهنا كل من الراوي عنه وشيخه ثقة، وباقي رجال الإسناد ثقات، فكلا الإسنادين حسن، وبمجموعهما يرتقي الأثر إلى الصحة، والله أعلم.

(2)

"المدخل إلى السنن الكبرى"(1/ 340 رقم 377) من طريق علي بن الأقمر به.

(3)

أبو الزَّعْرَاء -بفتح الزاي وسكون المهملة- هو عمرو بن عمرو أو ابن عامر ابن مالك بن نضلة الجشمي -بضم الجيم وفتح المعجمة- الكوفي ثقة "التقريب"(5082).

(4)

زافر -بالفاء- ابن سليمان الإيادي أبو سليمان القُهُسْتاني -بضم القاف والهاء وسكون المهملة- السجستاني؛ قال أحمد وابن معين وأبو داود: ثقة، وقال أبو حاتم: محله الصدق. وذكره البخاري في الضعفاء، وقال: عنده مراسيل الحديث ووهم، وهو =

ص: 584

البَجَليِّ

(1)

قال: قال الحسن: "هو والله أحسَنُ منكَ رِدَاءًا وإنْ كان رِدَاؤُكَ حِبَرَةً

(2)

، رَجُلٌ رَدَّاهُ اللهُ الحِلْمَ، فإنْ لم يكُنْ حِلْمٌ

(3)

لا أبا لكَ فتحلَّمِ؛ فإنه من تشبَّهَ بقومٍ لحِقَ

(4)

بهم".

‌214 - حديث: "إنما يَرْحَمُ الله مِنْ عِبادِهِ الرُّحَمَاءَ".

متفقٌ عليه

(5)

عن أسامةَ بن زيدٍ مرفوعًا، وقد جَمَعْتُ في هذا المعنى جُزْءًا

(6)

.

= يكتب حديثه، وقال العجلي: يُكتبُ حديثه، وليس بالقوي، وذكره النسائي في "الضعفاء"، وقال النسائي في موضع آخر: ليس بذاك القوي، وقال زكريا الساجي: كثير الوهم، وقال ابن حبان: كثير الغلط في الأخبار واسع الوهم في الآثار على صدق فيه، والذي عندي في أمره الاعتبار بروايته التي يوافق فيها الثقات، وتنكب ما انفرد به من الروايات، وقال ابن عدي: أحاديثه مقلوبة الإسناد مقلوبة المتن، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه، ويُكتب حديثه مع ضعفه، وقال الذهبي: فيه ضعف، وقال ابن حجر: صدوق، كثير الأوهام. انظر:"تاريخ ابن معين" - رواية الدوري (4751، 4776، 4806)، "التاريخ الكبير للبخاري"(3/ 451/ 1506)، و"الضعفاء" له (129)، وللنسائي (214)، والعقيلي (2/ 95/ 555)، "الجرح والتعديل"(3/ 624 - 625/ 2825)، "المجروحين"(1/ 315 - 316)، "الكامل"(3/ 232 - 234/ 725)، "الكاشف"(1605)، "تهذيب التهذيب"(3/ 262 - 263/ 568)، "التقريب"(1979).

(1)

عمرو بن عامر البجلي الكوفي والد أسد بن عمرو مقبول من السادسة. "التقريب"(5058).

(2)

الحِبَرَةُ والحَبَرَةُ: ضَرْبٌ من برود اليمن مُنَمَّرٌ، والجمع حِبَرٌ وحِبَرات

يقال: بُرْدٌ حَبِيرٌ وبُرْدُ حِبَرَة مثل: عِنَبَة، على الوصف والإِضافة. "لسان العرب"(4/ 157).

(3)

كذا في جميع النسخ المعتمدة.

(4)

في "ز": (ألحق).

(5)

"صحيح البخاري"(الجنائز، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه" رقم 1284)، وبرقم (6655، و 7377)، و"صحيح مسلم"(الجنائز، باب البكاء على الميت رقم 923).

(6)

ذكره في "الضوء اللامع"(8/ 19) باسم: "بذل الهمة في أحاديث الرحمة".

ص: 585

‌215 - حديث: "إنما يَعْرِفُ الفَضْلَ لأهلِ الفَضْلِ: ذُو الفَضْلِ".

العسكريُّ في "الأمثال" مِنْ طريقِ محمدِ بن زكريا

(1)

، حدَّثنا العباسُ ابن بَكَّارِ

(2)

، حدثنا عبدُ الله بن المُثنى، عن عمِّه ثُمامَةَ، عن أنسٍ قال: "بينما النبي صلى الله عليه وسلم في المَسجدِ، إذْ أقْبَلَ عليٌّ فسَلَّمَ، ثم وَقَفَ يَنظُرُ مَوْضِعًا يَجلِسُ فيه، فنَظَرَ النبي صلى الله عليه وسلم في وجوهِ أصحابِهِ أيُّهُم يُوسِّعُ له، وكان أبو بكرٍ رضي الله عنه عن يَمِينِهِ، فتَزَحْزَحَ له عن مَجْلِسِهِ وقال: هَهُنا يا أبا حسن، فجَلَسَ بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أبي بكرٍ، فعُرِفَ السُّرُورُ في وجهِ النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: يا أبا بكر، إنما يَعْرِفُ

" وذكره.

وهو عند الدَّيلميِّ في مسندِهِ

(3)

مِنْ جهةِ حسينِ بن الفَضْلِ، حدثنا مأمونُ بن سعيدِ بن يوسفَ

(4)

، حدثنا سليمانُ، عن سُلَيمٍ، عن أبي سعيدٍ

(1)

محمد بن زكريا بن دينار الغَلابي -بفتح الغين المعجمة، وتخفيف اللام، وبعد الألف موحدة- البصري الأنصاري، أبو جعفر؛ قال ابن حبان: يُعتبَرُ حديثه إذا روى عن الثقات، لأنه في روايته عن المجاهيلِ بعضُ المناكيرِ، وقال ابن منده: تكلم فيه، وقال الدارقطني: يضع الحديث، واتهمه ابن الجوزي والذهبي. انظر:"الثقات"(9/ 154)، "سؤالات الحاكم"(148)، "الأنساب"(4/ 321)، "الميزان"(3/ 550)، "الكشف الحثيث"(230)، "لسان الميزان"(7/ 139).

(2)

العباس بن بكار الضبي البصري، قال الدارقطني: كذَّاب. "الضعفاء والمتروكين"(رقم 424)، وقال ابن عدي: منكر الحديث عن الثقات وغيرهم. "الكامل"(5/ 5). فالإسناد موضوعٌ، والله أعلم.

(3)

لم أجده في مسنده ولا في "الغرائب الملتقطة"، وساق إسناده السيوطي في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 333) من طريق عبد الله بن شبيب، حدثنا المظفر بن الحسين بن علي السمسار، حدثنا علي بن محمد بن عامر النهاوندي، حدثنا محمد بن زريق، حدثنا حسين بن الفضل، حدثنا مأمون بن سعيد بن يوسف به.

وهو في "الفردوس بمأثور الخطاب"(5/ 304 رقم 8260) عن أنس.

وعبد الله بن شبيب؛ لعله عبد الله بن شبيب بن خالد أبو سعيد الربعي الأخباري، الذي يسرق الحديث؛ قال فَضْلَك الرازي: يَحِلُّ ضَرْبُ عنقه. "الكامل"(4/ 262)، وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. "لسان الميزان"(4/ 499).

(4)

هو ومن فوقه لم أجد لهم تراجم، وليس في الرواة عن أبي سعيد من اسمه سليم. =

ص: 586

رَفَعَه: "يا أبا بكر، إنما يَعْرِفُ الفَضْلَ لذوي الفَضْلِ أهْلُ الفَضْلِ".

وفي ترجمةِ العباسِ مِنْ "تاريخ دمشق"

(1)

مِنْ حديثِ عائشةَ: "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان جالسًا مع أصحابِهِ وبِجَنْبِهِ أبو بكرٍ وعُمَرُ، فأقبَلَ العباسُ، فأوسَعَ له أبو بكر، فجَلَسَ بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أبي بكرٍ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم

" وذَكَرَه.

وهما ضعيفان، ومعناه صحيحٌ، ولا يَخْدِشُ في إجماعِ المسلمينَ على تقديمِ أبي بكر وفَضْلِهِ على سائِرِ الصحابةِ رضي الله عنهم أجمعين.

‌216 - حديث: "إنما اليَمينُ حِنْثٌ أو نَدَمٌ" في: "الحَلِف"

(2)

.

‌217 - حديث: "إني بُعِثْتُ بالحَنيفيَّةِ السَّمْحةِ".

= والإسناد ضعيفٌ، وإن كان عبد الله بن شبيب هو الأخباري، فيكون ضعيفٌ جدًّا، والله أعلم.

(1)

"تاريخ دمشق"(26/ 334) من طريق الفيض بن وثيق، حدثنا زكريا بن منظور، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة به.

والفيض بن وثيق؛ قال ابن معين: كذاب خبيث. فتعقَّبه الذهبي بقوله: قد روى عنه أبو زرعة، وأبو حاتم، وهو مقارب الحال إن شاء الله. "الميزان"(3/ 366).

وزكريا بن منظور بن ثعلبة أبو يحيى القرضي؛ قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو زرعة الرازي: واهي الحديث، منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، ضعيف الحديث، منكر الحديث، يكتب حديثه، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًّا، يروي عن أبي حازم ما لا أصل له من حديثه، وقال الدارقطني: متروك الحديث. وكذا وهَّاه العقيلي وغيره، وضعَّفه أحمد والفلاس والنسائي وزكريا الساجي، واعتَبَرَه ابن عدي في مرتبة من يُكتبُ حديثه ويُعتبرُ به من الضعفاء، واختَلَفَ رأي ابن معين فيه بين التقويةِ والتضعيفِ والتوهيةِ، والراجح جرحه له لموافقته أحكام بقية الأئمة، وكذلك قوَّاه أحمد بن صالح المصري.

انظر: "التاريخ الكبير" للبخاري (1/ 199/ 614)، "الأوسط"(4/ 803/ 1263)، "المعرفة والتاريخ"(3/ 43)، "الجرح والتعديل"(3/ 597/ 2701)، "المجروحين"(1/ 314)، "الكامل"(3/ 211 - 212)، "تاريخ بغداد"(8/ 452 - 454)، "تاريخ دمشق"(19/ 61 - 69).

فالإسناد ضعيفٌ جدًّا فيه أكثر من راوٍ ضعيف.

(2)

سيأتي في الأصل.

ص: 587

الدَّيلميُّ

(1)

مِنْ حديثِ عبدِ الرحمن بن أبي الزِّنادِ

(2)

، عن أبيه، عن هشام ابنِ عروةَ، عن أبيه، عن عائشة -في حديثِ الحبشةِ ولَعِبِهِم ونَظَرِ عائشةَ إليهم- قالت: فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لِتَعْلَمَ يهودُ أنَّ في دِينِنا فُسْحَةً، وأني بُعِثْتُ" وذكره.

وهكذا هو عند أحمدَ في مسندِهِ

(3)

مِنْ حديثِ ابنِ أبي الزِّنادِ، عن أبيه قال: قال لي عُروةُ: إنَّ عائشةَ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومَئِذٍ -تعني يومَ الحَبَشَةِ-: "لِتَعْلَم" وذَكَرَه بلفظ: "إني أُرْسِلْتُ"، وسَنَدُه حسنٌ

(4)

.

وفي البابِ عن أُبَيِّ بن كَعْبٍ

(5)

، وأسعدَ بن عبدِ الله الخُزَاعيِّ

(6)

،

(1)

لم أجده في مسنده ولا في "الغرائب الملتقطة".

(2)

عبد الرحمن بن أبي الزناد فيه ضعف، وقد سبقت ترجمته في الحديث (173).

(3)

"مسند أحمد"(41/ 349 رقم 24855)، و (43/ 115 رقم 25962) من طريق عبد الرحمن به.

وأخرجه الحميدي في مسنده (1/ 285 رقم 256) عن سفيان بن عيينة، عن يعقوب ابن زيد التيمي، عن عائشة به، بلفظ:"الْعَبُوا يا بني أرفدة، تَعلَم اليهود والنصارى أنَّ في دينِنِا فسحة". ويعقوب بن زيد بن طلحة القرشي التيمي؛ يبعد أن يروي عن عائشة، فلم أجد له رواية عن أحدٍ من الصحابة غير أبي أمامة، كما في "تهذيب الكمال"(32/ 323).

فالإسناد منقطعٌ، والله أعلم.

(4)

وكذا حسَّن إسناده الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق"(2/ 43).

(5)

رواه الشاشي في مسنده (3/ 365 - 366)، والضياء في "المختارة"(4/ 368 رقم 1162، 1163) من طريق عاصم بن بهدله، عن زرِّ بن حُبَيشٍ، عن أُبَيِّ بن كعب مرفوعًا بنحوه.

وعاصم بن بهْدلة؛ صدوق له أوهام، وسبقت ترجمته في الحديث (47).

فالإسناد يُحسَّن بالمتابعات والشواهد.

(6)

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(22/ 356) من طريق جعفر بن لاهز بن قريط، أخبرني سليمان بن كثير الخزاعي، عن أبيه كثير بن أمية، عن أبيه أمية بن أسعد ابن عبد الله بن مالك بن أفصى الخزاعي، (عن أبيه) مرفوعًا بنحوه.

وقد سقط من المطبوع: جملة (عن أبيه)، وهي موجودة في "أسد الغابة"(1/ 209).

وسليمان بن كثير بن أمية بن أسعد الخزاعي؛ ترجم له ابن عساكر في الموضع السابق ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. =

ص: 588

وجابِرٍ

(1)

، وابنِ عمرَ

(2)

، وأبي أمامةَ

(3)

،

= وجعفر بن لاهز بن قريط ابن أخي سليمان بن كثير، وكثير بن أمية لم أجد لهما ترجمة.

وأمية بن أسعد الخزاعي؛ قال أحمد بن سيار: كان أحد السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة. "تاريخ دمشق"(22/ 357).

وأبوه أسعد بن عبد الله بن مالك الخزاعي؛ صحابي، تُنظر ترجمته في "الإصابة"(1/ 117). وهذا الإسناد ضعيفٌ، وقد قال ابن الأثير في الموضع السابق: في هذا الإسناد عندي نظر.

(1)

رواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(8/ 117) من طريق جعفر بن أحمد بن علي ابن السكين بن ماهان العطار، حدثنا الحسى بن يزيد الجصاص، حدثنا مسلم ابن عبد ربه، حدثنا سفيان (أي: الثوري، لأنَّه يروي عنه كما في "اللسان") عن أبي محمد -يعني سفيان بن عيينة، ولكن لم يسمه- عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعًا بنحوه.

وجعفر بن أحمد بن علي بن السكين؛ ترجم له الخطيب في الموضع السابق ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

ومسلم بن عبد ربه الطالقاني، قال الأزدي: ضعيف. "لسان الميزان"(8/ 52).

فالإسناد ضعيف.

(2)

رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 374)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(2/ 104 رقم 977) من طريق حسان بن إبراهيم، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا بنحوه.

وحسان بن إبراهيم الكِرماني؛ قال يحيى بن معين وأبو حاتم وأبو زرعة: لا بأس به. "الجرح والتعديل"(3/ 238 رقم 1056)، وقال ابن عدي: له حديث كثير، وقد حدَّث بإفرادات كثيرة

فلم أجد له أنكر مما ذكرتُه من هذه الأحاديث، وحسَّان عندي من أهل الصدق، إلا أنه يغلط في الشيء، وليس ممن يُظنُّ به أنه يتعمَّد في باب الرواية إسنادًا أو متنًا، وإنما هو وهمٌ منه، وهو عندي لا بأس به. "الكامل"(2/ 375). فالإسنادُ منكرٌ كما بيَّن ابن عدي، والله أعلم.

(3)

رواه أحمد في مسنده (36/ 623 رقم 22291) من طريق معان بن رفاعة، والطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 265 رقم 7883) من طريق عثمان بن أبي العاتكة؛ كلاهما عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة بنحوه. ورواه الروياني في "مسنده"(1/ 400 رقم 1296) من طريق الوليد، حدثنا عفير بن معدان، حدثنا سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعًا بنحوه.

ومعان بن رفاعة السلامي الدمشقي؛ قال أحمد: لم يكن به بأس، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يُحتج به. "الجرح والتعديل"(8/ 422 رقم 1919). =

ص: 589

وأبي هريرة

(1)

، وغيرهم.

وتَرَجَمَ البخاريُّ في صحيحه

(2)

: (أحبُّ الدِّينِ إلى الله الحَنيفيَّةُ السَّمْحَةُ)، وساقَ في "الأدب المفرد"

(3)

مِنْ طريقِ داودَ

= وعثمان بن أبي العاتكة أبو حفص الدمشقي؛ قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: لا بأس به، بليته من كثرة روايته عن علي بن يزيد، فأما ما روي عن عثمان عن غير علي بن يزيد فهو مُقارِبٌ يُكتبُ حديثه. "الجرح والتعديل"(6/ 163 رقم 896).

وعلي بن يزيد الألهاني؛ منكر الحديث، كما تقدم في الحديث (26).

والقاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الشامي؛ قال أحمد: يروي علي بن يزيد عنه أعاجيب وتكلم فيهما. "الجرح والتعديل"(7/ 113 رقم 649)، وقال يحيى ابن معين: ثقة. "التاريخ؛ رواية الدوري"(4/ 428 رقم 5120). فإسناد أحمد والطبراني ضعيف جدًّا.

وأما إسناد الروياني ففيه: عفير بن معدان الحضرمي الحمصي أبو عائذ المؤذن؛ قال دحيم وابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، يُكثِرُ الروايةَ عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بالمناكير ما لا أصل له، لا يُشتغل بروايته. "الجرح والتعديل"(7/ 36 رقم 195). فالإسناد ضعيفٌ جدًّا، والله أعلم.

(1)

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(7/ 229 رقم 7351)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 189) من طريق عبد الله بن إبراهيم الغفاري، حدثنا حر بن عبد الله الحذاء، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه. وقال: لم يرو هذا الحديث عن صفوان بن سليم إلا حر بن عبد الله، تفرَّد به عبد الله بن إبراهيم.

وعبد الله بن إبراهيم الغفاري بن أبي عمرو الغفاري؛ قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يُتابعه الثقات عليه. "الكامل"(4/ 192)، وقال الذهبي: مُتهمٌ بالوضع. "المغني في الضعفاء"(1/ 330 رقم 3091). فالإسناد ساقط بسببه.

(2)

"صحيح البخاري"(الإيمان، باب الدين يسر، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أحبُّ الدين إلى الله الحنيفية السَّمحة").

(3)

"الأدب المفرد"(ص 104 رقم 287) من طريق محمد بن إسحاق، عن داود ابن حصين به.

ورواه أحمد في مسنده (4/ 16 رقم 2107)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(ص 199 رقم 569)، والطبراني في "المعجم الكبير"(11/ 227 رقم 11572) من طريق محمد بن إسحاق به.

قال الحافظ ابن حجر: وهكذا رواه عبد الأعلى وعبد الرحمن بن مغراء وعلي ابن مجاهد وغيرهم عن محمد بن إسحاق، ولم أره من حديثه إلا معنعنًا. "تغليق التعليق"(2/ 41). =

ص: 590

ابن الحُصين

(1)

، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ: قيلَ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الأديانِ أحَبُّ إلى الله؟ قال: "الحَنيفيَّةُ السَّمْحَةُ".

وله طُرقٌ

(2)

.

‌218 - حديث: "إنَّ أبْخَلَ الناسِ مَنْ بَخِلَ بالسَّلام".

أبو يَعلى

(3)

، وعنه ابنُ حبان في صحيحهِ

(4)

، والإسماعيليُّ

(5)

، ومِنْ طريقِهِ البيهقيُّ في "الشعب"

(6)

مِنْ روايةِ إسماعيلَ بن زكريا

(7)

، عن عاصمٍ الأحْوَلِ، عن أبي عثمانَ النَّهْديِّ، عن أبي هريرة موقوفًا:"إنَّ أبْخَلَ الناسِ مَنْ بَخِلَ بالسَّلام، وأعْجَزَ الناسِ مَنْ عَجِزَ عن الدُّعاءِ".

ورواه الطبراني في "الأوسط"

(8)

و"الدعاء"

(9)

، والبيهقيُّ في

= وقال البوصيري: هذا إسنادٌ ضعيفٌ لتدليس محمد بن إسحاق. "إتحاف الخيرة المهرة"(1/ 115).

(1)

داود بن الحصين؛ هو: الأموي المدني: ثقة إلا في عكرمة. "التقريب"(1779).

(2)

من ذلك: ما رواه ابن سعد في "الطبقات"(3/ 395) من طريق معاوية بن عياش الجرمي، عن أبي قلابة: أنَّ عثمان بن مظعون مرفوعًا بنحوه.

وقال الحافظ ابن حجر: مرسلٌ صحيحُ الإسناد

وله شاهدٌ آخرُ صحيحٌ مرسلٌ أيضًا: رواه أبو اليمان في نسخته، عن شعيب، عن الزهري، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم

"تغليق التعليق"(2/ 41).

والخلاصة: أنَّ الحديثَ حسنٌ بمجموع طرقه، والله أعلم.

(3)

"مسند أبي يعلى"(12/ 5 رقم 6649) من طريق إسماعيل بن زكريا، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان عن أبي هريرة به موقوفًا.

(4)

"صحيح ابن حبان"(10/ 349 رقم 4498) عن أبي يعلى به.

(5)

لم أجده في معجم شيوخه.

(6)

"شعب الإيمان"(11/ 194 رقم 8394) من طريق أبي بكر الإسماعيلي به.

(7)

إسماعيل بن زكريا الخلقاني؛ صدوق كما سبق في الحديث (8).

فالإسناد حسنٌ من أجله.

(8)

"المعجم الأوسط"(5/ 371 رقم 5591) من طريق مسروق بن المرزبان حدثنا حفص بن غياث به.

(9)

"الدعاء"(2/ 811 رقم 60) من طريق مسروق بن المرزبان، حدثنا حفص بن غياث به.

ص: 591

"الشعب"

(1)

مِنْ حديثِ

(2)

حَفْصِ بن غِياثٍ، عن عاصمِ به مرفوعًا، بلفظ: "أعْجَزُ الناسِ مَنْ عَجِزَ عن

(3)

الدُّعاءِ، وأبخلُ الناسِ منَ بخِلَ بالسلام" وقال: لا يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد.

ورجالُه رجالُ الصحيحِ.

وفي لفظٍ عن أبي هريرة: "البَخِيلُ كُلُّ البَخِيلِ"

(4)

.

وله عن أبي هريرةَ طريقٌ آخَرُ؛ رواه البيهقيُّ في "الشعب"

(5)

مِنْ جهةِ كِنانَةَ

(6)

مولى صَفيةَ عنه، وذَكَرَه في حديثٍ موقوفًا بجُملةِ الترجمةِ فقط.

(1)

"شعب الإيمان"(11/ 931 رقم 8392) من طريق مسروق بن المرزبان به.

ومسروق بن المرزبان الكندي الكوفي؛ قال أبو حاتم: ليس بقوي يُكتب حديثه. "الجرح والتعديل"(8/ 397 رقم 1822).

فالإسناد فيه ضعفٌ بسببه، فتكون الطريق المرفوعة غير محفوظة، وقد بيَّن الدارقطني في "العلل"(11/ 216 رقم 2234) أنَّ الصحيحَ في هذا الحديث الوقف على أبي هريرة.

وفعل كذلك الحافظ ابن حجر في "الفتح"(9/ 565).

(2)

في "ز": (رواية).

(3)

في "ز": (في).

(4)

رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(3/ 130 رقم 1464) من طريق عبد الله بن علي ابن الحسين أنه سمِع أبا هريرة

فذكره. وقال البيهقي: ورواه أحمد بن عيسى، عن ابن وهب مرسلًا.

وعبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب؛ مقبول من الخامسة "التقريب"(3484) فالإسناد ضعيف، وقال الألباني: وصله القاضي إسماعيل في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"(33) فقال: حدثنا به أحمد بن عيسى

فذكره مرسلًا؛ دون أن يذكر أبا هريرة، فقال: هكذا رواه عَمرو بن الحارث؛ أرسله عن علي بن حسين عن النبي صلى الله عليه وسلم. "السلسلة الضعيفة"(14/ 1177).

(5)

"شعب الإيمان"(11/ 195 رقم 8395) من طريق كنانة مولى صفية بنت حيي عن أبي هريرة به. ورواه البخاري في "الأدب المفرد"(ص 366 رقم 1015) من طريق كنانة مولى صفية به.

(6)

كنانة مولى صفية، يقال: اسم أبيه: نبيه؛ مقبول، ضعفه الأزدي بلا حجة .. "التقريب"(5669).

وهو لم ينفرد بهذا الحديث، فالإسناد حسن، والله أعلم.

ص: 592

وفي الباب عن عبدِ الله بن مُغَفَّلٍ رَفَعَه: "أعْجَزُ الناسِ مَن عَجِزَ في الدُّعاءِ، وأبخَلُ الناسِ مَنْ بَخِلَ بالسَّلامِ".

وأخرجه الطبرانيُّ في "الدعاء"

(1)

مِنْ حديثِ عَوْفٍ، عن الحسن عنه مرفوعًا به.

وكذا أخرجه العسكريُّ

(2)

بزيادة: "إنَّ أسوأ النَّاسِ سَرِقَةً الذي يَسْرِقُ مِنْ صلاتِهِ".

وعن جابر: "أنَّ رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّ لفلانٍ في حائِطِي عَذْقٌ

(3)

، وإنه قد آذاني وشَقَّ عليَّ مكانُ عَذْقِهِ، فأرسل إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: بِعْنِي عَذْقَكَ الذي في حائِطِ فلانٍ. قال: لا. قال: فهَبْهُ لي. قال: لا. قال: فبِعْنِيهِ بعَذْقٍ في الجنةِ. قال: لا. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ما رأيتُ الذي هو أبخلَ منكَ، إلا الذي يَبْخَلُ بالسَّلام". أخرجه أحمدُ

(4)

والبزارُ

(5)

في مسنَدَيهما، والبيهقيُّ في "الشعب"

(6)

.

(1)

"الدعاء"(2/ 812 رقم 61)، و"المعجم الأوسط"(3/ 355 رقم 3392) من طريق زيد بن الحريش، حدثنا عثمان بن الهيثم، حدثنا عوف، عن الحسن به فذكره وقال: لم يرو هذا الحديث عن عبد الله إلا الحسن، ولا عن الحسن إلا عوف ولا عن عوف إلا عثمان تفرد به زيد.

وزيد بن الحريش الأهوازي، ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 251)، وقال: ربما أخطأ.

وقال ابنُ القطان: مجهول الحال. "بيان الوهم والإيهام"(3/ 383).

وقد تفرَّد بهذا الحديث، كما بيَّن الطبراني، فمثله لا يُقبل تفردُّه.

(2)

"تصحيفات المحدثين"(2/ 902) من طريق زيد بن الحريش بإسناد الطبراني نفسه.

(3)

العَذق -بالفتح-: النخل، والعِذْق -بالكسر-: الثمر. "غريب الحديث للخطابي"(1/ 482).

(4)

"مسند أحمد"(22/ 393 رقم 14517) من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر به.

(5)

كما في "كشف الأستار"(2/ 417 رقم 2000) من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل به.

(6)

"شعب الإيمان"(11/ 951 رقم 8396) من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل به.

وعبد الله بن محمد بن عقيل؛ فيه ضعفٌ وقد سبقت الإشارة إلى ذلك في الحديث (3).

ص: 593

وعن أنسٍ رفعه: "بخيلُ الناسِ مَنْ بَخِلَ بالسَّلام". وأخرجه أبو نُعَيم في "الحلية"

(1)

.

‌219 - حديث: "إنَّ ابنَ آدَمٍ لحَرِيصٌ على ما مُنِع".

الطبرانيُّ

(2)

، ومِنْ طريقِهِ الدَّيلميُّ

(3)

مِنْ جهةِ يوسفَ بن عطيةَ

(4)

، عن هارون بن كثيرٍ

(5)

، عن زيدِ بن أسْلَمَ، عن أبيه، عن ابنِ عُمَرَ مرفوعًا. وسَنَدُه ضعيفٌ.

وقوله: ابنُ أسْلَم؛ تَحريفٌ، والصَّواب: سالم

(6)

، وحِينَئِذٍ فالثلاثةُ مجهولون؛ لقولِ أبي حاتم عَقِبَ حديثٍ لهارون، عن زيدِ بن سالم، عن أبيه، عن أبي أمامة: هذا باطلٌ لا أعرفُ مِنَ الإسنادِ سِوى أبي أمامةَ. انتهى

(7)

.

(1)

"حلية الأولياء"(10/ 403) من طريق النعمان بن عبد الله، حدثنا أبو ظلال عن أنس مرفوعًا به.

والنعمان بن عبد الله؛ قال أبو حاتم: مجهول. "الجرح والتعديل"(8/ 450 رقم 2063).

وهلال بن زيد أبو ظلال -بكسر المعجمة وتخفيف اللام- القَسْملي -بفتح القاف وسكون المهملة- البصري؛ قال يحيى بن معين: ليس بشيءٍ، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل"(9/ 73 رقم 286)، وقال ابن حجر: ضعيف مشهور بكنيته. "التقريب"(7349).

فالإسناد ضعيف بسببهما.

(2)

لم أجده في كتبه المطبوعة، ولا في "مجمع الزوائد".

(3)

"الغرائب الملتقطة" من طريق الطبراني قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا عبد الأعلى بن حماد، حدثنا يوسف بن عطية به.

(4)

يوسف بن عطية؛ ثمة راويان متروكان بهذا الاسم، والذي هنا هو: الباهلي أبو المنذر الوراق الكوفي؛ قال عمرو بن علي: أكذب من البصري، وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة. "الكامل"(7/ 154 - 155)، وقال ابن حجر: متروك أيضًا "التقريب"(7874).

(5)

هارون بن كثير؛ قال أبو حاتم: مجهول. "الجرح والتعديل"(9/ 94 رقم 391).

(6)

وقال الحافظ ابن حجر -في حديثٍ آخر-: وقع في بعض طرقه زيد بن أسلم، وهو تحريف والصواب: زيد بن سالم. "لسان الميزان"(8/ 310).

(7)

"علل الحديث لابن أبي حاتم"(مسألة 1880).

ص: 594

ويوسفُ أيضًا ضعيفٌ.

‌220 - حديث: "إنَّ أحدَكم يأْتِيهِ الله عز وجل بِرِزْقِ عشرةِ أيامٍ في يومٍ واحدٍ

؛ فإنْ هو حَبَسَ، عاشَ تسعةَ أيامٍ بخَيرٍ، وإنْ هو وسَّع وأسرَفَ، قَتَرَ عليه تسعةَ أيامٍ".

أسنَدَه الدَّيلميُّ

(1)

عن أنسٍ، وفي التنزيل:{وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67].

‌221 - حديث: "إنَّ أحقَّ ما أخَذْتُم عليه أجرًا كتابُ الله".

البخاريُّ في الطبِّ مِنْ صحيحِهِ

(2)

مِنْ حديثِ عبدِ الله بن عُبَيدِ الله ابن أبي مُلَيكة، عن ابنِ عباسٍ به مرفوعًا، في قِصةِ اللَّدِيغِ الذي رَقَاه أحَدُ النَّفَرِ مِنَ الصحابَةِ رضي الله عنهم بفاتِحةِ الكتابِ على شاءٍ شَرَطَها، فَبَرَأ، وكَرِهَ منه أصحابُهُ ذلك، وقالوا له: أخَذْتَ على كتابِ الله أجرًا، حتى قَدِمُوا المدينةَ، فقالوا: يا رسولَ الله، أخَذَ على كتابِ الله أجرًا، فقال: إنَّ أحقَّ

(3)

، وذكره.

وعَلَّقَه البخاريُّ في الإجارَةِ

(4)

جازمًا به فقال: وقال ابنُ عباس، عن

(1)

"الغرائب الملتقطة" من طريق محمد بن الحسن بن جعفر الطيبي، حدثنا علي بن أحمد بن صالح، حدثنا جعفر بن عامر، حدثنا أحمد بن سهلويه، حدثنا علي بن عبد الله البصري جدي، عن أنس به.

ومحمد بن الحسن بن جعفر الطيبي، ترجم له الرافعي في "التدوين في أخبار قزوين"(1/ 246)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وجعفر بن عامر؛ ثمة راويان بهذا الاسم، ترجمتهما في "لسان الميزان"(2/ 454).

ولم يتبيَّن لي أيهما، وباقي الرواة لم أقف لهم على تراجم، وقد قال الألباني -بعد أنْ ساقه من جهة أحمد بن سهلويه-: هذا إسنادٌ ضعيفٌ مظلم؛ من دون أنس لم أعرفهما. "السلسلة الضعيفة"(6/ 540).

(2)

"صحيح البخاري"(الطب، باب الشرط في الرقية بقطيع من الغنم رقم 5737).

(3)

جملة (إنَّ أحقَّ) زيادة من "ز".

(4)

"صحيح البخاري"(الإجارة، باب ما يعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب).

ص: 595

النبي صلى الله عليه وسلم: "أحقُّ ما أخَذْتُم عليه أجرًا كتابُ الله"، وفي الطبِّ

(1)

بصيغةِ التمريضِ فقال: ويُذكر عن ابنِ عباسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

وإنما أوْرَدَ هذه الجملةَ كذلك مع إيرادِه للحديثِ مُتَّصِلًا في صحيحه: لروايته لها بالمعنى كما أفاده العراقي في تقييده

(2)

.

ويُروى -كما لأبي نُعَيم في "الحلية"

(3)

- عن أبي هريرةَ مرفوعًا: "مَنْ أخَذَ أجرًا على القرآنِ فذَاكَ حَظُّه مِن القرآنِ".

ولأبي نُعَيم

(4)

أيضًا، ومِنْ جِهَتِهِ الدَّيلميُّ

(5)

، عن ابنِ عباسٍ مِثله بلفظ:"فقد تَعَجَّلَ حسنَاتَه في الدُّنيا".

فيُحمَلُ إنْ ثَبَتَ على مَنْ تَعَيَّنَ عليه التِّعليمُ.

‌222 - حديث: "إنَّ أسْوَأَ الناسِ سَرِقَةً الذي يَسْرِقُ مِنْ صَلَاتِهِ"

قالوا: يا رسولَ الله، وكيفَ يَسْرِقُ صَلَاتَه؟! قال:"لا يُتِمُّ رُكُوعَهَا ولا سُجُودَها".

أحمدُ

(6)

، والدارميُّ

(7)

في مسندَيْهِمِا؛ مِنْ حديثِ الوليدِ بن مسلمٍ، عن

(1)

"صحيح البخاري"(الطب، باب الرقى بفاتحة الكتاب، ويذكر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم).

(2)

"التقييد والإيضاح"(ص 24).

(3)

"حلية الأولياء"(7/ 142) من طريق سعيد بن عثمان النصيبي، حدثنا إسحاق ابن العنبري، حدثنا عبد الوهاب الثقفي، حدثنا سفيان، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا به. وقال: غريبٌ من حديث الثوري، تفرَّد به إسحاق عن عبد الوهاب.

وسعيد بن عثمان النصيبي، وإسحاق بن العنبري؛ لم أجد لهما ترجمة.

وعبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت الثقفي؛ لم أجد له روايةً عن الثوري.

فالإسناد ضعيف، وهو مُعارَضٌ بما قبله.

(4)

"حلية الأولياء"(4/ 20) من طريق موسى بن رشيد، عن أبي عبيد الشامي، عن طاووس، عن ابن عباس مرفوعًا به فذكره وقال: غريبٌ من حديث طاووس، لم يروه عنه إلا أبو عبد الله الشامي وهو مجهول وفي حديثه نكارة.

وموسى بن رشيد لم أجد له ترجمة، والحديثُ غَيرُ مَحفوظٍ مِنْ هذا الوجه؛ لكونِهِ مِنْ روايةِ المَجاهيلِ، ولكونِهِ مُخالِفٌ للحديثِ الصحيحِ المُتقدم.

(5)

"مسند الفردوس"(نسخة لا له لي) من طريق أبي نعيم به.

(6)

"مسند أحمد"(37/ 319 رقم 22642) من طريق الوليد بن مسلم به.

(7)

"سنن الدارمي"(2/ 838 رقم 1367) من طريق الوليد به.

ص: 596

الأوزاعيِّ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن عبدِ الله بن أبي قتادةَ، عن أبيه مرفوعًا به.

وفي لفظٍ بحَذْفِ (إنَّ)

(1)

.

وصحَّحه ابنُ خُزَيمةَ

(2)

، والحاكمُ

(3)

وقال: إنه على شرطهما ولم يُخرجاه، لروايةِ كاتبِ الأوزاعيِّ

(4)

له عنه، عن يحيى، عن أبي سَلَمَةَ، عن أبي هريرةَ

(5)

.

ورواه أحمدُ

(6)

أيضًا، والطَّيَالسيُّ

(7)

في مسندَيْهِمِا مِنْ حديثِ عليِّ ابن زيدٍ

(8)

، عن سعيدِ بن المُسيِّب، عن أبي سعيدٍ الخدري به مرفوعًا.

وروايةُ أبي هريرةَ عند ابنِ مَنِيعٍ

(9)

.

(1)

كما عند الدارمي، وابن خزيمة، وابن حبان، وأحد طريقي الحاكم.

(2)

"صحيح ابن خزيمة"(1/ 354 رقم 663).

(3)

"المستدرك"(1/ 229) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والذي عندي أنهما لم يخرجاه لخلافٍ فيه بين كاتب الأوزاعي والوليد بن مسلم.

الوليد بن مسلم مدلسٌ وقد عنعن، فالإسناد ضعيفٌ بسببه.

(4)

هو: عبد الحميد بن أبي العشرين؛ وقد ثقه أحمد وأبو زرعة، كما سبق في الحديث (211).

(5)

وقد رواه من هذا الوجه: ابن حبان في صحيحه (5/ 209 رقم 1888)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 229) من طريق عبد الحميد بن أبي العشرين، عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به.

وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذين الطريقين فقال: قلت لأبي: فأيهما أشبه عندك؟ قال: جميعًا منكرين، ليس لواحدٍ منهما معنى. قلت: لِمَ؟ قال: لأنَّ حديثَ ابنِ أبي العشرين لم يرو أحدٌ سِواه، وكان الوليد صنَّف كتابَ الصلاة وليس فيه هذا الحديث. "علل الحديث لابن أبي حاتم"(مسألة 487)، وذكر الدارقطنيُّ الخلافَ السابقَ ثم قال: ويشبه أن يكون حديثُ أبي هريرة أثبت، والله أعلم. "العلل"(6/ 141).

(6)

"مسند أحمد"(18/ 90 رقم 11532) من طريق علي بن زيد به.

(7)

"مسند الطيالسي"(3/ 669 رقم 2333) من طريق علي بن زيد به.

(8)

علي بن زيد بن جدعان؛ ضعيفٌ، وقد سبقت ترجمته في الحديث (78).

فالإسناد ضعيف.

(9)

كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(2/ 195 رقم 1323) من طريق يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة به. =

ص: 597

وفي الباب عن عبد الله بن مُغفَّلٍ، كما مضى قريبًا في:"إنَّ أبخل"

(1)

.

وعن النعمان بن مُرَّة عند مالك

(2)

مرسلًا في آخرين.

‌223 - حديث: "إنَّ الأسْوَدَ إذا جاعَ سرَقَ، وإذا شَبِعَ زَنَى".

الطبرانيِّ في "الأوسط"

(3)

مِنْ حديثِ عائشةَ مرفوعًا به، بزيادة:"وإنَّ فِيهِم لخُلَّتَين: صِدْقُ السَّمَاحَةِ والبُخْلُ"

(4)

.

وهو عند ابنِ عَديٍّ في كامِلِهِ

(5)

، ومِنْ طريقِهِ ابنُ الجوزيِّ في "الموضوعات"

(6)

بلفظ: "الزِّنجيُّ إذا جاع سَرَقَ، وإذا شَبعَ زَنَى".

= ويحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب القرشي؛ متروك، كما سبقَ في الحديثِ (109). فالإسناد ضعيفٌ جدًّا.

(1)

سبق برقم (218) من هذا القسم المحقق، وهو ضعيفُ الإسناد.

(2)

"الموطأ؛ رواية الليثي"(1/ 237 رقم 462) ورجاله ثقات.

وقال ابن عبد البر: لم يَخْتَلِف الرواةُ عن مالكٍ في إرسالِ هذا الحديثِ، عن النعمانِ بن مُرَّةَ، وهو حديث صحيحٌ يُستَنَدُ مِنْ وجوهٍ، مِنْ حديثِ أبي هريرة، وأبي سعيد. "التمهيد"(23/ 409).

(3)

"المعجم الأوسط"(4/ 232 رقم 4061)، و (7/ 350 رقم 7698) من طريقين عن يحيى بن سعيد الأموي، عن محمد بن إسحاق، عن عثمان بن عروة، عن عروة عن عائشة مرفوعًا به فذكره وقال: لم يرو هذا الحديث عن عثمان، إلا محمد ابن إسحاق، تفرَّد به يحيى بن سعيد.

ويحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأموي؛ قال أحمد: كان يصدق، وقال ابن معين: ثقة. "الجرح والتعديل"(9/ 152)، وقال ابن حجر: صدوقٌ يغرب. "التقريب"(7554).

ومحمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، فالإسناد ضعيف بسببه، والله أعلم.

(4)

كذا في جميع النسخ المعتمدة، وفي "المعجم الأوسط": صِدْقُ السَّمَاحَةِ والنَّجْدَةُ.

(5)

"الكامل"(5/ 265) من طريق عنبسة البصري به.

(6)

"الموضوعات"(2/ 627 رقم 1200) من طريقِ ابنِ عديٍّ.

وكذا حكم عليه بالوضع ابن القيم فقال: أحاديث ذم الحبشة والسودان كلها كذب؛ كحديث: "الزنجي إذا شبع زنى، وإذا جاع سرق" و

"المنار المنيف"(ص 101 رقم 184).

ص: 598

(وأخرجه الدارقطنيُّ في "الأفراد"

(1)

مِنْ حديثِ عَنْبَسةَ البصري

(2)

، عن عَمرِو بن ميمون، عن الزهريِّ، عن عروةَ، عنها رفعه:"الزِّنْجيُّ إذا شَبعَ زَنَى")

(3)

وقال: غريبٌ.

وله شاهدٌ عنده في "الكبير"

(4)

مِنْ حديثِ عَوْسَجَة

(5)

، عن ابنِ عباسٍ قال: قيلَ يا رسول الله ما يَمْنَعُ حَبَشَ بني المُغيرةِ أنْ يَأْتُوكَ إلا أنهم يَخْشَونَ أنْ تَرُدَّهم، قال: "لا خَيْرَ في الحَبَشِ؛ إذا جاعُوا سَرَقُوا، وإنْ شَبِعُوا زَنَوا، وإنَّ فيهم لخُلَّتَين حَسَنَتَين

(6)

: إطعامِ الطعامِ، وبأسٍ عند البأسِ".

ورواه البزار

(7)

بلفظ: "لا خَيْرَ في الحَبَشِ؛ إنْ شَبِعُوا زَنَوا، وإنَّ فيهم لخَصْلَتَين: إطعامِ الطعامِ، وبأسٍ عند البأسِ".

(1)

كما في "أطراف الغرائب والأفراد"(5/ 476 رقم 6121) وقال: غريبٌ من حديثه عنه عنها، تفرَّد به عنبسة البصري، عن عمرو بن ميمون عنه.

ورواه من هذا الوجه: أبو سعيد الأشج في حديثه (ص 126 رقم 52) من طريق عنبسة به.

(2)

عَنْبسة بن مهران الحداد البصري؛ قال أبو حاتم: منكر الحديث. "الجرح والتعديل"(6/ 402 رقم 2244)، وقال ابن حبان: كان ممن يروي عن الزهري ما ليس من حديثه، وفي حديثه من المناكير التي لا يشك من الحديث صناعته أنها مقلوبة.

"المجروحين"(2/ 177).

فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه.

(3)

ما بين قوسين ساقط من "ز".

(4)

"المعجم الكبير"(11/ 428 رقم 12213) من طريق عمرو بن دينار، عن عوسجة به.

(5)

عوسجة مولى ابن عباس الهاشمي؛ قال البخاري: روى عنه عمرو بن دينار ولم يصح. "التاريخ الكبير"(7/ 76 رقم 347)، وقال أبو حاتم: ليس بمشهور، وقال أبو زرعة: ثقة. "الجرح والتعديل"(7/ 24 رقم 129).

(6)

في سائر النسخ المعتمدة: خبيثتين، والتصويب من النسخة الخديوية

(7)

كما في "كشف الأستار"(3/ 316 رقم 2836) من طريق عوسجة، عن ابن عباس مرفوعًا به. وقال البزار: رواه غير واحد عن عمرو، عن عوسجة، مرسلًا

ولا نعلم روى عن عوسجة إلا عمرو بن دينار.

والإسناد ضعيفٌ كما هو ظاهر عبارة البخاري، والله أعلم.

ص: 599

وعند الطبراني في "الكبير"

(1)

عن أمِّ أيمنَ قالت: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما الأسودُ لبَطْنِهِ وفَرْجِهِ".

وكذا أخرَجَهَ

(2)

مِنْ حديثِ يحيى بن أبي سُلَيمان

(3)

، عن عطاء، عن ابنِ عباسٍ بلفظ: ذُكِرَ السُّودان عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "دَعُوني مِن السُّودان، فإنَّ الأسودَ لبَطْنِهِ وفَرْجِهِ".

وللدَّارقطنيِّ في "الأفراد"

(4)

مِنْ حديثِ جعفرِ بن عَنْبَسَةَ

(5)

، عن عُمَرَ

(1)

"المعجم الكبير"(25/ 89 رقم 229) حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي، حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا محمد بن خالد الوهبي، حدثنا خالد بن محمد من آل الزبير، عن أبيه قال: حدثني علي بن حسين بن علي، حدثتني أم أيمن قالت

به فذكره.

ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(6/ 36 رقم 3218)، والعقيلي في "الضعفاء"(2/ 14)، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 626 رقم 1199) من طريق عمرو بن عثمان به.

وإبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي؛ قال الذهبي: غير معتمد. "الميزان"(1/ 63 رقم 199)، وخالد بن محمد من آل الزبير؛ مجهول كما سيأتي، وأبوه لم أعرفه، وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر، وخالد مجهول. "علل الحديث لابن أبي حاتم"(مسألة 2383).

(2)

"المعجم الكبير"(11/ 191 - 192 رقم 11463) حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا عبد الله بن رجاء، أخبرنا يحيى بن أبي سليمان، عن عطاء، عن ابن عباس به. ومحمد بن زكريا الغَلابي؛ قال الدارقطني: يضع. "الضعفاء والمتروكون"(رقم 484). لكنه لم ينفرد بهذا الحديث فقد رواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 231)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(16/ 164)، ومن طريق ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 625 رقم 1198) من طريق عبد الله بن رجاء به.

(3)

يحيى بن أبي سليمان المدني؛ قال أبو حاتم: ليس بالقوي، مضطرب الحديث يكتب حديثه. "الجرح والتعديل"(9/ 155)، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي: هو ممن تكتب أحاديثه وإن كان بعضها غير محفوظة. "الكامل"(7/ 231)، وقال ابن حجر: لين الحديث. "التقريب"(7565). فالإسناد ضعيف بسببه.

(4)

كما في "أطراف الغرائب والأفراد"(3/ 286 رقم 2680)، وقال الدارقطني: تفرَّد بهذه الأحاديث عُمرُ بن حَفْصٍ المَكيِّ، عن ابنِ جُريجٍ، وتفرَّد بها عنه جعفرُ بن عَنبَسَةَ.

ورواه من طريق الدارقطني: ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 629 - 630 رقم 1204).

(5)

جعفر بن عنبسة بن عمرو الكوفي أبو محمد؛ قال ابن القطان -في حديثٍ ذكره-: =

ص: 600

ابن حفصٍ المَكيِّ

(1)

، عن ابنِ جُرَيجٍ، عن عطاءِ بن أبي رَباح، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما: "أنه صلى الله عليه وسلم قال -وقد رأى طعامًا-: لِمَنْ هذا؟

(2)

إنهم إذا جاعُوا سَرَقُوا".

وبعضها يُؤكِّدُ بَعْضًا، بل سَنَدُ البزَّارِ حَسَنٌ

(3)

.

ولأبي نُعَيم

(4)

-فيما أسْنَدَه الدَّيلميُّ

(5)

مِنْ طريقِهِ- عن أبي رافع مرفوعًا: "شرُّ الرَّقيقِ الزِّنْجُ؛ إذا شَبِعُوا زَنَوا".

وقد اعتَمَدَ هذا الحديثَ إمامُنا الشافعيُّ؛ فرُوِّيْنا في مَنَاقِبِهِ

(6)

للبيهقيِّ مِنْ طريقِ المُزَنيِّ قال: كنتُ مع الشافعيِّ في الجامعِ، إذْ دَخَلَ رَجُلٌ يَدُورُ على النِّيَامِ، فقال الشَّافعيُّ للربيعِ: قُمْ فقُلْ له: ذَهَبَ لكَ عَبْدٌ أسْوَدُ مُصَابٌ بإحْدَى

= فَعِلَّتُه الجهلُ بحالِ عمرَ بن حفص المكي، بل لا أعرفه مذكورًا في مَظانِّ ذِكره وذِكر أمثاله، وكذلك راويه عنه، وهو جعفر بن عنبسة بن عمرو الكوفي. "بيان الوهم والإيهام"(3/ 369).

(1)

عمر بن حفص المكي؛ جهَّله ابن القطان، وقال الذهبي: لا يُدرى من ذا. "الميزان"(3/ 190).

فالإسناد ضعيفٌ لجهالةِ جعفرِ بن عَنْبَسَةَ وعمرِ بن حَفْصِ المكيِّ، والله أعلم.

(2)

بياض في جميع النسخ المعتمدة. ومكانه في "أطراف الغرائب والأفراد":

الحديث وفيه.

(3)

تقدَّم أنه ضعيف.

(4)

"أخبار أصبهان"(2/ 170) من طريق محمد بن أحمد بن أبي يحيى، حدثنا أبو بكر الطرسوسي محمد بن عيسى، حدثنا سليمان بن داود، حدثنا الدراوردي، عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، عن خالد بن عبد الله بن حسين، عن عباد بن عبيد الله ابن أبي رافع، عن أبيه، عن جده أبي رافع به.

(5)

"مسند الفردوس"[النسخة السعيدية] من طريق أبي نعيم به.

ومحمد بن أحمد بن أبي يحيى يزيد الزهري؛ ضعيفٌ، وقد سبقت ترجمته في الحديث (121).

وأبو بكر الطرسوسي محمد بن عيسى، قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعونه عليه، وهو في عداد من يسرق الحديث. "الكامل"(6/ 283).

فالإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببه.

(6)

"مناقب الشافعي"(2/ 135).

ص: 601

عَيْنَيهِ؟ قال الرَّبيعُ: فقُمْتُ له، فقال: نعم، فقلتُ له: تَعَالَهْ. قال: فجاءَ إلى الشافعيِّ فقال: أينَ عَبْدي؟ فقال: مُرَّ تَجِدُهُ في الحَبْسِ.

فذَهَبَ الرجلُ فوَجَدَه في الحَبْسِ.

قال المُزَنيُّ: فقلتُ له: أخْبِرْنا فقد حَيَّرْتَنَا.

فقال: نعم، رأيتُ رجلًا دَخَلَ مِنْ بابِ المَسْجِدِ يَدُورُ بين النِّيَامِ، فقلتُ: يطلُبُ هاربًا، ورأيْتُهُ يَجِيءُ إلى السُّودانِ دونَ البِيضِ، فقلتُ

(1)

: هَرَبَ له عبدٌ أسودُ، ورأيْتُه يَجيءُ إلى ما يَلِي العَيْنَ اليُسْرَى، فقلتُ: مُصابٌ بإحدَى عَيْنَيهِ.

قلتُ: فما يُدريكَ أنه في الحَبْسِ؟ فقال: ذَكَرْتُ الحديثَ في العَبِيدِ: "إنْ جاعُوا سَرَقُوا، وإنْ شَبِعُوا زَنَوا"، فتَأوَّلتُ أنه فَعَلَ أحدَهما، فكان كذلك.

‌224 - حديث: "إنَّ بلالًا كان يُبْدِلُ الشِّينَ في الأذانِ سِيْنًا".

قال المُزنيُّ -فيما نَقَلَه عنه البُرهانُ السَّفَاقِسيُّ

(2)

-: إنه اشتُهِرَ على ألسِنَةِ العَوَامِ، ولم نَرَهُ في شَيءٍ مِن الكتبِ.

وسيأتي في (سِين) مِن السِّينِ المُهملةِ

(3)

.

‌225 - حديث: "إنَّ حُسْنَ العَهْدِ مِن الإيمانِ" في: "حُسْنِ العَهْدِ"

(4)

.

‌226 - حديث: "إنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي".

متفقٌ عليه

(5)

مِنْ حديثِ مُغيرةَ بن عبدِ الرحمن الحزاميِّ، عن أبي الزِّنادِ،

(1)

في الأصل زيادة كلمة (له) في هذا الموضع، وهي ليست في "ز" و"م"، ولا وجه لوجودها هنا.

(2)

السَّفاقسيُّ؛ هو: إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم القيسي السفاقسي المالكي، قال الحافظ ابن حجر: ومهر في الفضائل وجمع إعراب القرآن

وكانت وفاته في ثامن عشر ذي القعدة سنة (742). "الدرر الكامنة"(1/ 55 رقم 146).

(3)

سيأتي حديث: "سين بلال عند اللَّه شين" في الأصل.

(4)

هذا الحديث في اللوحة (86)، وهي ناقصة من الأصل، وهو في "ز".

(5)

"صحيح البخاري"(بدء الخلق، باب ما جاء في قول اللَّه تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} رقم 3194)، و"صحيح مسلم"(التوبة، باب في سعة رحمة اللَّه وأنها سبقت غضبه رقم 2751).

ص: 602

عن الأعرجِ، عن أبي هريرةَ رَفَعَه قال:"لَمَّا قَضَى"، ولَفْظٌ آخرُ لمسلمٍ

(1)

: "لَمَّا خَلَقَ اللهُ الخلقَ كَتَبَ في كتابِهِ، فهو عنده فوقَ العَرْشِ: إنَّ رَحْمَتي غَلَبَت".

ولفظُ مسلمٍ

(2)

: "تَغْلِبُ غَضبِي".

وهو عندَ البخاريِّ

(3)

فقط مِنْ حديثِ مالكٍ، عن أبي الزِّنادِ بلفظ:"إنَّ رَحْمَتي سبَقَت غَضَبي".

وعند مسلمٍ

(4)

مِنْ حديثِ ابنِ عُيينةَ، عن أبي الزِّنادِ بلفظ:"قال اللَّه: سَبَقَت رَحْمَتي غَضَبِي".

وممن رواه عن أبي هريرةَ: أبو صالحٍ

(5)

، وعطاءُ بن مِيناء

(6)

.

‌227 - حديث: "إنَّ الرِّزْقَ ليَطْلُبُ العَبْدَ كما يَطْلُبُه أجَلُهُ".

البيهقيُّ في "الشعب"

(7)

، وأبو الشيخ في "الثواب"، والعسكريُّ في "الأمثال" مِنْ حديثِ الوليدِ بن مسلمِ، حدثنا عبدُ الرحمن بن يزيدَ بن جابرٍ، عن إسماعيلَ بن عُبَيدِ الله، عن أمِّ الدَّرداءِ، عن أبي الدَّرْداءِ به مرفوعًا.

(1)

"صحيح مسلم"(التوبة، باب في سعة رحمة اللَّه تعالى وأنها سبقت غضبه رقم 2751).

(2)

"صحيح مسلم"(التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه رقم 2751).

(3)

"صحيح البخاري"(التوحيد، باب قوله تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171)} رقم 7453).

(4)

"صحيح مسلم"(التوبة، باب في سعة رحمة اللَّه تعالى وأنها سبقت غضبه رقم 2751).

(5)

روايته في "صحيح البخاري"(التوحيد، باب قول اللَّه: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} رقم 7404).

(6)

روايته في "التوحيد" لابن خزيمة (باب ذكر البيان من خبر النبي صلى الله عليه وسلم في إثبات النفس لله عز وجل.

على مثل موافقة التنزيل 1/ 19 رقم 6).

(7)

"شعب الإيمان"(2/ 411 رقم 1147) من طريق الوليد بن مسلم به.

ص: 603

وهو عند الطبرانيِّ

(1)

، وأبي نُعَيمٍ في "الحلية"

(2)

، وكذا رواه القُضَاعيُّ

(3)

مِنْ هذا الوجه بلفظ: "الرِّزْقُ أشَدُّ طَلَبًا للعَبْدِ مِنْ أجَلِهِ".

ورواه الدارقطني في علله

(4)

مرفوعًا وموقوفًا، وقال: إنَّ الموقوفَ هو الصواب.

وكذا أوْرَدَه البيهقيُّ في "الشعب"

(5)

مَوقوفًا وقال: إنه أصحُّ، قال: ورُوِيَ عن عطيةَ، عن أبي سعيدٍ بمعناه مرفوعًا.

وهو عند الطبرانيِّ في "الأوسط"

(6)

مِنْ حديثِ عليِّ بن زيدٍ

(7)

، عن فُضَيلِ بن مَرْزوقٍ، عن عطيةَ

(8)

، ولفظُهُ:"لو فرَّ أحدُكُم مِنْ رِزْقِهِ، لأدْرَكَه كما يُدْرِكُه أجَلُهُ".

ولأبي نُعَيمٍ في "الحلية"

(9)

مِنْ حديثِ جابرٍ مرفوعًا: "لو أنَّ ابنَ آدمَ

(1)

"مسند الشاميين"(1/ 318 رقم 560) من طريق الوليد بن مسلم به.

(2)

"حلية الأولياء"(6/ 86) من طريق الوليد بن مسلم به.

(3)

"مسند الشهاب"(1/ 168 رقم 241) من طريق الوليد بن مسلم به.

(4)

"العلل"(6/ 224 رقم 1089).

(5)

"شعب الإيمان"(2/ 412 رقم 1148).

(6)

"المعجم الأوسط"(4/ 363 رقم 4444)، و"المعجم الصغير" (1/ 365 رقم 611) من طريق علي بن يزيد عن فضيل بن مرزوق به. وقال: لم يروِ هذا الحديث عن فُضيل بن مرزوق إلا علي بن يزيد، ولا يُروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد.

(7)

كذا في سائر النسخ المعتمدة، والصواب:(يزيد)، كما في "المعجم الأوسط" ومصادر الترجمة.

وهو علي بن يزيد بن سليم الصُدَائي -بضم المهملة وتخفيف الدال بمدة- الأكفاني، قال أحمد: ما كان به بأس، وقال أبو حاتم: ليس بقوي منكر الحديث عن الثقات. "الجرح والتعديل"(6/ 209 رقم 1143)، وقال ابن عدي: أحاديثه لا تشبه أحاديث الثقات؛ إما أنْ يأتي بإسنادٍ لا يُتابع عليه، أو بمتنٍ عن الثقات منكر، أو يروي عن مجهول

وعامة ما يرويه مما لا يتابع عليه. "الكامل"(5/ 212)، وقال ابن حجر: فيه لين. "التقريب"(4816).

(8)

عطية العوفي؛ ضعيفٌ ومشهورٌ بالتدليس عن أبي سعيد، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (23).

فالإسناد ضعيفٌ لحال عطية العوفي وعلي بن يزيد الصُدَائي.

(9)

"حلية الأولياء"(7/ 90)، و (8/ 246) من طريق المسيب بن واضح، حدثنا يوسف =

ص: 604

يَهْرُبُ مِنْ رِزْقِهِ كما يَهْرُبُ مِن المَوتِ، لأدْرَكَه رِزْقُهُ، كما يُدْرِكُهُ المَوتُ"، وكذا أخرجه العسكري.

ولأبي الشيخِ

(1)

، والبيهقيِّ

(2)

مِنْ حديثِ محمدِ بن المُنكدِرِ، عن جابرٍ رفعه:"لا تَسْتَبْطِئُوا الرِّزْقَ، فإنه لم يكن، عبدٌ يَموتُ حتى يَبْلُغُهُ آخِرُ الرِّزقِ، فأجْمِلُوا في الطَّلَبِ".

ولأبي الشيخ

(3)

مِنْ حديثِ ابنِ جُرَيجٍ، عن أبي الزُّبَير، عن جابرٍ مرفوعًا بنحوه.

= ابن أسباط حدثنا سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعًا به فذكره وقال: تفرَّد به عن الثوري يوسف بن أسباط.

والمُسيِّبُ بن واضحٍ؛ قال أبو حاتم: صدوقٌ كان يُخطئُ كثيرًا، فإذا قيلَ له لم يَقبَلْ. "الجرح والتعديل"(8/ 294 رقم 1355)، وقال أبو عَرُوبةَ: كان لا يُحدِّثُ إلا بشيءٍ يَعْرِفُهُ ويَقِفُ عليه، وكان أبو عبدِ الرحمن النسائيُّ حَسَنَ الرأي فيه ويقول: الناسُ يُؤذونا فيه؛ أي: يَتَكَلَّمونَ فيه. وقال ابن عدي: عامة ما خالَفَ فيه الناسَ هو ما ذكرته لا يتعمَّده، بل كان يشبه عليه، وهو لا بأس به. "الكامل"(6/ 387).

ويوسف بن أسباط بن واصل الشيباني؛ صدوق يغلط كثيرًا، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (9).

والإسناد ضعيف، والله أعلم.

(1)

"طبقات المحدثين بأصبهان"(4/ 29 - 30 رقم 1 - 8) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن المنكدر به. ورواه ابن حبان في صحيحه (8/ 32 رقم 3239) من طريق سعيد به.

(2)

"شعب الإيمان"(2/ 406 رقم 1142)، و (13/ 104 رقم 10023) من طريق سعيد ابن أبي هلال به. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/ 4) من طريق سعيد ابن أبي هلال به وقال: صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

وسعيد بن أبي هلال الليثي؛ قال أبو حاتم: لا بأس به. "الجرح والتعديل"(4/ 71 رقم 301)، ووثقه جمعٌ من الأئمة كما في "تهذيب التهذيب"(4/ 84).

فالإسناد صحيح كما قال الحاكم والذهبي، والله أعلم.

(3)

لم أجده في كتب أبي الشيخ. وقد رواه ابن ماجه في سننه (التجارات، باب الاقتصاد في طلب المعيشة رقم 2144) من طريق الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعًا بنحوه، وقال البوصيري: هذا إسنادٌ ضعيف؛ الوليد ابن مسلم، وابن جريج، وأبو الزبير؛ كلٌّ منهم كان يُدلِّسُ، وقد رَوَوْهُ بالعَنْعَنَةِ، لكن =

ص: 605

وحديثُ ابنِ المُنكدِرِ عند العسكريِّ مِنْ حديثِ الثوريِّ عنه بلفظ: "لو أنَّ ابنَ آدَمَ يَهْرُبُ مِنْ رِزْقِهِ كما يَهْرُبُ مِن المَوتِ لأدْركه رِزْقُه كما يُدْرِكهُ الموتُ".

وللبيهقيِّ

(1)

عن عُمَرَ مِنْ قولِهِ: "ما من امرئٍ إلا وله أثرٌ هو واطِئُهُ، ورِزقٌ هو آكِلُهُ، وأجَلٌ هو بالِغُهُ، وحَتْفٌ

(2)

هو قاتِلُهُ، حتى لو أنَّ رجلًا هَرَبَ مِنْ رِزْقِهِ لاتَّبَعَه حتى يُدْرِكه كما أنَّ الموتَ مُدركُ مَنْ هَرَبَ؛ ألا فاتَّقُوا اللَّه وأجْمِلُوا في الطَّلَبِ".

وللعسكريِّ مِنْ حديثِ الجَهْمِ بن مسعودٍ الفِزاريِّ

(3)

، حدثنا أبي، حدثنا ابنُ أبي ذِئْبٍ، عن نافعِ، عن ابنِ عُمَرَ رَفَعَه:"والذي بَعَثَني بالحَقِّ، إنَّ الرِّزْقَ ليَطْلُبُ أحَدَكُم كما يَطْلُبُه أجَلُهُ".

ومِنْ حديثِ يوسفَ بن السَّفر

(4)

، حدثنا عَبْدَةُ بن أبي لُبَابَةَ، عن شَقيقٍ، عن ابنِ مسعودٍ مرفوعًا في حديثٍ سيأتي قريبًا في:"إنَّ اللَّه لا يُعذِّبُ، والعَمَلَ والرِّزقَ مَقْسُومٌ، وهو آتِ ابنِ آدمَ على أيِّ سِيرةٍ سارَها، ليس تَقْوَى تَقِيٍّ بزائِدِه، ولا فُجورُ فاجِرٍ بناقِصِهِ، وبينه وبينه سِتْرٌ، وهو في طَلَبِهِ"

(5)

.

وبعضُها يُقوِّي بعضًا، ومِن الواهي ما لابنِ عديٍّ

(6)

، ومِنْ جِهَتِهِ

= لم يَنفَرِد ابنُ ماجه بإخراجه مِن هذا الوجه؛ فقد رواه ابن حبان في صحيحه

فساقه من الوجه السابق. "مصباح الزجاجة"(2/ 160).

(1)

"شعب الإيمان"(2/ 412) قال: روي عن عمر بن الخطاب، أنه قال فذكره معلقًا.

(2)

كذا في جميع النسخ المعتمدة، ووقع في "الشعب":(حنقٌ)، ولعلَّ الصواب ما هو مُثبت.

(3)

هو وأبوه لم أقف لهما على ترجمة.

(4)

يوسف بن السَّفر أبو الفيض الشامي كاتب الأوزاعي؛ قال الجوزجاني: كان يكذب.

"أحوال الرجال"(ص 160 رقم 285)، وقال دحيم: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: منكر الحديث جدًّا، وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث. "الجرح والتعديل"(9/ 223 رقم 935).

(5)

سيأتي في الأصل.

والإسناد ضعيفٌ جدًّا بسبب ابن السفر.

(6)

"الكامل"(5/ 55) من طريق عمر بن يزيد أبو حفص الرفاء -بالبصرة- حدثنا شعبة =

ص: 606

البيهقيُّ

(1)

مِنْ حديثِ عَمرِو بن مُرَّةَ، عن شقيقٍ، عن ابنِ مسعودٍ رَفَعَه:"ما بالُ أقوامٍ يَسْتَرجونَ المُتْرَفِين ويَستَخِفُّونَ بالعابِدِين، ويَعمَلُون بالقرآنِ ما وافَقَ أهواءَهم، وما خالَفَ أهواءَهم تَركُوه، فعند ذلك يُؤمِنونَ ببعضِ الكتابِ ويَكفُرُونَ ببعضِ، يَسْعَونَ فيما يُدرَكُ بغَيرِ سَعْيٍ مِن القَدرِ المَقدورِ والأجلِ المَكتوبِ والرِّزقِ المَقسومِ والتِّجارَةِ التي لا تَبورُ".

وهو معروفٌ بعُمَرَ بن يزيدَ الرَّفَّاءِ

(2)

.

قال البيهقيُّ عَقِبَ أولها: والمُرادُ به والله أعلم: أنَّ ما قُدِّرَ له مِن الرِّزقِ يأْتِيهِ، فلا يُجاوزُ الحَدَّ في طَلَبِهِ

(3)

.

يعني كما جاءَ في الحديثِ الآخَرِ: "اتَّقُوا اللَّه وأجْمِلُوا في الطَّلَبِ"

(4)

.

وللدَّيلميِّ

(5)

بسَنَدٍ ضعيفٍ، عن جابرٍ مرفوعًا:"إنَّ للأرزاقِ حُجُبًا؛ فمَنْ شاءَ أنْ يَهْتِكَ سِتْرَه بقِلَّةِ حَيَاءٍ ويأْخُذَ رِزْقَه فَعَلَ، ومَنْ شاءَ بقَّى حَيَاءَه وتَرَكَ رِزْقَه مَحْجُوبًا عنه، حتى يأتِيَه رِزْقَه على ما كَتَبَ اللَّه له فَعَلَ".

وقولُهُ في حديثِ ابنِ مسعودٍ: "ولا فُجُورَ فاجِرٍ بناقِصِهِ" يُعارِضُ ظاهِرُهُ

= عن عمرو بن مرة به فذكره، وقال: وهذا لا يُعرف إلا بعمر بن يزيد هذا عن شعبة، وهو بهذا الإسناد باطل.

وقال أبو حاتم: هذا حديثٌ كذبٌ موضوع، وعمر بن يزيد كان يكذب، ضرب عمرو بن علي عليه في كتابي. "علل الحديث لابن أبي حاتم"(مسألة 1856).

(1)

"شعب الإيمان"(2/ 413 رقم 1150) من طريق عمر بن يزيد الرفاء به.

(2)

عمر بن يزيد أبو حفص الرفاء؛ رماه أبو حاتم بالكذب كما سبق، وقال ابن عدي: أحاديثه تشبه الموضوع. "الكامل"(5/ 55).

(3)

"شعب الإيمان"(2/ 411).

(4)

سبق قبل قليل أنه عند ابن ماجه من حديث جابر.

(5)

كما في "الغرائب الملتقطة"(حرف الألف) مِنْ طريقِ حَرَامِ بن عثمانَ، عن عبدِ الرحمن ومحمدِ بن جابر، عن أبيهما مرفوعًا به.

وحرام بن عثمان السلمي؛ قال مالك: ليس بثقة، وقال الشافعي: الحديث عن حرام بن عثمان حرام، وقال أحمد: لا يُروى حديثه، وقال أبو حاتم: منكر الحديث متروك الحديث. "الجرح والتعديل"(3/ 282 رقم 1261).

فالإسناد ضعيفٌ جدًّا.

ص: 607

ظاهِرَ حديثِ: "إنَّ الرجلَ ليُحْرَمُ الرِّزْقَ بالذَّنْبِ يُصِيْبُهُ"

(1)

.

كما بَيَّنْتُهُ مع الجمعِ في مكانٍ آخَرَ

(2)

.

ومِنْ شواهِدِ هذا الحديثِ: "إنَّ اللَّه يأتي برِزْقِ كلِّ عَبْدٍ"

(3)

. أخرجه البيهقيُّ

(4)

مِنْ جهةِ ابنِ مَعينٍ والإمامِ أحمد؛ كلاهما عن مروانَ بن معاويةَ الفِزَاريِّ، عن هلالِ بن سُويدٍ

(5)

، عن أنسٍ به مرفوعًا وفيه قصةٌ.

وكذا قولُه صلى الله عليه وسلم مُخَاطِبًا لاثنَينِ: "لا تَيْأسَا مِن الرِّزْقِ ما تَهَزْهَزَت رُؤُوسُكُما، فإنَّ الإنسان تَلِدُه أمُّهُ أحمرَ ليسَ عليه شيءٌ، ثم يَرْزُقُه اللَّه"

(6)

.

(1)

رواه النسائي في "السنن الكبرى"(الرقاق 10/ 380 رقم 11775)، وابن ماجه في سننه (الفتن، باب العقوبات رقم 4022)، وأحمد في مسنده (37/ 68 رقم 22386)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 493) من طريق عبد الله بن أبي الجعد، عن ثوبان مرفوعًا به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وعبد الله بن أبي الجعد أخو سالم بن أبي الجعد؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 20).

وقال الذهبي: وإن كان قد وثق ففيه جهالة. "الميزان"(2/ 400).

فالإسناد ضعيفٌ بسببه.

(2)

سيأتي ذلك في الأصل، كما أنه قد تكلم عليه في "الأجوبة المرضية"(2/ 449).

(3)

كذا في جميع النسخ المعتمدة، وفي مصادر الحديث:"كل غدٍ" وهو الموافق لسياق الحديث، فإن أوله: "ألم أنهك أن تخبئ شيئًا لغدٍ إنَّ اللَّه

".

(4)

"شعب الإيمان"(2/ 485 رقم 1285)، و (3/ 60 رقم 1392) من طريق يحيى ابن معين، وفي (2/ 486 رقم 1286) من طريق أحمد بن حنبل؛ كلاهما عن مروان بن معاوية به.

وهو في "مسند أحمد"(20/ 339 رقم 13043) بإسناده ومتنه.

(5)

هلال بن سويد الأحمري؛ قال البخاري والعقيلي: لا يُتابع على حديثه. "الكامل"(7/ 122)، و"الضعفاء للعقيلي"(4/ 346). فالإسناد ضعيفٌ بسببه.

(6)

رواه ابن ماجه في سننه (الزهد، باب التوكل واليقين رقم 4165)، والطبراني في "المعجم الكبير"(4/ 7 رقم 3479)، وابن حجر في "الأمالي المطلقة"(ص 26) من طريق الأعمش، عن سلام بن شرحبيل أبي شرحبيل، عن حبة وسواء ابني خالد مرفوعًا فذكراه.

وقال ابن حجر: هذا حديثٌ صحيح. اهـ.

ولكنَّ الأعمشَ مدلسٌ وقد عنعن. وسلام بن شرحبيل أبو شرحبيل؛ مقبول.

"التقريب"(2707).

فالإسناد ضعيف، فلعلَّ الحافظ قد صحَّحَه لشواهده، والله أعلم.

ص: 608

‌228 - حديث: "إنَّ الرِّفْقَ لا يكونُ في شَيءٍ إلا زانَه، ولا نُزِعَ مِنْ شَيءٍ إلا شانَه".

مسلمٌ في صحيحه

(1)

مِن حديثِ شعبةَ، عن المِقدامِ بن شُرَيحٍ بن هانئٍ، عن أبيه، عن عائشةَ مرفوعًا بهذا، ومِنْ وجهٍ آخَرَ عن شعبةَ بزيادة: رَكِبَت عائشةُ بعيرًا، فكانت فيه صُعوبةٌ، فجَعَلَت تُرَدِّدُه، فقال لها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"عليكِ بالرِّفْقِ"، ثم ذَكَرَ مِثْلَهُ

(2)

.

وأخرَجَه البخاريُّ في "الأدب المفرد"

(3)

مِنْ حديثِ شعبةَ بلفظ: كنتُ على بَعِيرٍ فيه صُعوبةٌ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكَ بالرِّفقِ، فإنه لا يكونُ في شيءٍ إلا زانَه، ولا يُنزَعُ مِنْ شيءٍ إلا شانَه"، وهو عند أحمدَ

(4)

، وآخرين

(5)

.

ورواه العسكريُّ مِنْ حديثِ عبدِ الرزاق

(6)

، عن مَعْمَرٍ، عن هشامِ ابن عُروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ، ولفظُهُ:"ما كان الرِّفقُ في قومٍ إلا نَفَعَهُم، ولا كان الخُرْق في قومٍ إلا ضَرَّهم".

ومِنْ حديثِ عمرانَ بن حِطَّان

(7)

، عن عائشةَ ما يأتي في:"لو كان الفُحْشُ"

(8)

.

(1)

"صحيح مسلم"(البر والصلة، باب فضل الرفق رقم 2594).

(2)

المصدر نفسه.

(3)

"الأدب المفرد"(ص 160 رقم 469) من طريق شعبة به، وإسناده صحيح.

(4)

"مسند أحمد"(21/ 167 رقم 13531)، و (41/ 415 رقم 24938).

(5)

كالترمذي في جامعه (البر والصلة، باب ما جاء في الفحش والتفحش رقم 1974)، وابن حبان في صحيحه (2/ 311 رقم 551).

(6)

رواه عبد الرزاق في "المصنف"(11/ 165 رقم 20213)، ومن طريقه عبد بن حُميد في "المنتخب"(رقم 1493)، والبزار في مسنده (18/ 121 رقم 74) مرفوعًا، وإسناده صحيح.

(7)

عمران بن حِطَّان -بكسر الحاء وتشديد الطاء المهملتين- السدوسي؛ صدوق، إلا أنه كان على مذهب الخوارج، ويقال رجع عن ذلك من الثالثة خ د س "التقريب"(5152).

(8)

حديث "لو كان الفُحْشُ رجلًا .. " سيأتي في الأصل.

ص: 609

وله أيضًا مِنْ حديثِ حجَّاجِ بن سليمانَ الرّعينيِّ

(1)

قال: قلتُ لابنِ لهيعةَ: كنتُ أسمعُ عجائِزَ المدينةِ يقُلْنَ: "إنَّ الرِّفْقَ في المَعيشةِ خَيرٌ مِنْ بعضِ التِّجارةِ"، فقال: حدَّثني محمدُ بن المُنكدرِ، عن جابرٍ رَفَعَه به

(2)

.

ومِنْ حديتِ عَبْدةَ، عن هشامِ بن عُروةَ، عن أبيه قال: مَكتوبٌ في التوراةِ: "الرِّفْقُ رأسُ الحِكمةِ".

وأثَرُ عُروةَ عند أبي الشيخِ

(3)

مِنْ هذا الوجهِ بلفظ: "بَلَغَني أنه مَكتوبٌ في التوراةِ".

وأخرجه ابنُ أبي عاصمٍ

(4)

.

وحديثُ جابرٍ أخرجه البزار

(5)

.

(1)

حجاج بن سليمان الرعيني؛ قال أبو زرعة: منكر الحديث. "الجرح والتعديل"(3/ 162 رقم 688)، وقال ابن عدي: يحدث عن الليث وابن لهيعة أحاديث منكرة. "الكامل"(2/ 234).

(2)

رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 234)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(ص 75 رقم 88)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1/ 169 رقم 242) من طريق حجاج بن سليمان به.

وإسناده ضعيفٌ جدًّا بسبب الرعيني وابن لهيعة.

(3)

لم أجده في كتبه، وقد رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(13/ 25 رقم 25817) عن عبدة به.

(4)

لم أجده فيما وقفتُ عليه من كتب ابن أبي عاصم المطبوعة.

(5)

كما في "كشف الأستار"(2/ 404 رقم 1965) من طريق أبي أويس، عن محمد ابن المنكدر، عن جابر مرفوعًا بلفظ:"إذا أراد الله بقومٍ خيرًا أدخل عليهم الرفق".

قال البزار: لا نعلمه يُروى هكذا إلا بهذا الإسناد.

وأبو أويس؛ هو: عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي المدني قريب مالك وصهره؛ صدوق يهم. "التقريب"(3412).

فالإسناد ضعيفٌ بسببه.

أما اللفظ الذي ذكره المؤلف فقد رواه به الطبراني في "المعجم الأوسط"(8/ 317 - 318 رقم 8746) من طريق عبد الله، حدثني ابن لهيعة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر به.

وعبد الله بن صالح الجهني كاتب الليث؛ صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (23).

فالإسناد ضعيفٌ لحال عبد الله بن صالح وابن لهيعة، والله أعلم.

ص: 610

وفي البابِ عن أبي أمامةَ

(1)

.

وكذا أخرج الطبرانيُّ

(2)

، عن جريرٍ

(3)

مرفوعًا: "الرِّفْقُ زيادةُ بَرَكَةٍ".

وللعسكريِّ، والقُضاعيِّ

(4)

مِنْ حديثِ عبدِ الرحمن بن أبي بكر ابن أبي مليكة

(5)

، عن القاسم بن محمد، عن عائشة مرفوعًا:"من أُعْطِيَ حظّه من الرِّفقِ، فقد أُعطِيَ حظّه من خير الدنيا والآخرة، ومن حُرِم حظّه من الرِّفقِ، فقد حُرِمَ حظّه من خيرِ الدنيا والآخرة".

وهو عند العسكريِّ فقط مِنْ حديثِ ابنِ أبي مُلَيكةَ أيضًا، عن عائشةَ بلا واسطةٍ، ولفظُه:"إذا أرادَ اللَّه بأهلِ بيتٍ خَيرًا أدخَلَ عليهم الرِّفْقَ"

(6)

.

(1)

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 113 رقم 7477) من طريق صدقة بن عبد الله، عن ثورِ بن يزيدَ، عن خالدِ بن معدان، عن أبي أمامة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن اللَّه رفيقٌ يحبُّ الرفقَ ويرضاه، ويعين عليه ما لا يعين على العنف".

وصدقة بن عبد الله أبو معاوية السمين الدمشقي؛ قال أحمد: ما كان من حديثه مرفوعًا فهو منكر، وما كان من حديثه مرسل عن مكحول فهو أسهل، وهو ضعيف جدًّا، وقال دحيم: محله الصدق غير أنه كان يشوبه القدر، وقال ابن معين وابن نمير: ضعيف. "الجرح والتعديل"(4/ 429 رقم 1889). فالإسناد ضعيفٌ بسببه، والله أعلم.

(2)

"المعجم الكبير"(2/ 348 رقم 2458) من طريق عمرو بن ثابت، عن عمه، عن أبي بردة، عن جرير مرفوعًا به.

وعمرو بن ثابت؛ هو: عمرو بن أبي المقدام؛ ضعيف جدًّا، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (30).

فالإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببه، والله أعلم.

(3)

وقع في "م": جابر، وهو خطأ، والصواب ما هو مثبت.

(4)

"مسند الشهاب"(1/ 274 رقم 444)، و (1/ 275 رقم 446) من طريق عبد الرحمن ابن أبي بكر به. ورواه أبو يعلى في مسنده (8/ 24 رقم 4530).

(5)

عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة التيمي المدني؛ قال البخاري: "التاريخ الكبير"(5/ 260 رقم 839)، وقال ابن حجر: ضعيف من السابعة. "التقريب"(33813).

فالإسناد ضعيفٌ بسببه، والله أعلم.

(6)

أخرجه كذلك: ابن الجعد في مسنده (2/ 1186 رقم 3578)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 295) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، عن ابن أبي مليكة به. =

ص: 611

وللقُضاعيِّ

(1)

مِنْ حديثِ يَعْلَى بن مَمْلَك

(2)

، عن أمّ الدَّرداءِ، عن أبي الدَّرداءِ مَرفوعًا مثله.

وللعسكريِّ مِنْ حديثِ عبدِ الرزاق

(3)

، عن مَعْمرٍ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ مرفوعًا: "ما كان الرِّفْقُ في شَيءٍ قطُّ

(4)

إلا زَانَه، ولا كان الخُرْقُ في شَيءٍ قطُّ إلا شانَه".

ومِنْ حديثِ عبدِ الرحمن بن هلالٍ، عن جريرٍ رَفَعَه:"مَنْ يُحرَم الرِّفْقَ: يُحرَم الخيرَ كُلَّه"

(5)

.

وروى البيهقيُّ في "مناقبِ الشافعي"

(6)

مِنْ طريقِ محمدِ بن الشافعيِّ

(7)

= وهو بالإضافة إلى كونه ضعيفًا كسابقه فهو منقطع؛ فابن أبي مليكة ليس له رواية عن عائشة.

وقد رواه أحمد في مسنده (40/ 488 رقم 24427) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عنها، وفي (41/ 255 رقم 24734) من طريق عطاء بن يسار عنها مرفوعًا به.

وإسناده صحيح.

(1)

"مسند الشهاب"(1/ 274 رقم 445) من طريق يعلى بن مملك به.

ورواه البخاري في "الأدب المفرد"(ص 159 رقم 464)، والترمذي في "جامعه"(البر والصلة، باب ما جاء في الرفق رقم 2013)، وأحمد في "مسنده"(45/ 535 رقم 27553)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(13/ 24 - 25 رقم 25814)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/ 193) من طريق يعلى بن مملك به. وقال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح.

(2)

يَعلى بن مَمْلَك -بوزن جعفر- المكي؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 556).

وقال ابن حجر: مقبول

"التقريب"(7850).

فالإسناد فيه ضعفٌ، لكنه يتقوى بما قبله وما بعده، ويكونُ حسنًا لغيره، والله أعلم.

(3)

رواه من طريقه ابن حبان في صحيحه (2/ 311 رقم 551)، وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (11/ 141 رقم 20145) بلفظ:"الحياء" بدل: "الرفق".

وإسنادُه صحيح.

(4)

كلمة (قط) زيادة من "ز".

(5)

أخرجه من هذا الوجه مسلمٌ في صحيحه (البر والصلة، باب فضل الرفق رقم 2592).

(6)

"مناقب الشافعي"(2/ 189 - 190).

(7)

محمد بن الشافعي؛ هو: محمد بن محمد بن إدريس الشافعي أبو عثمان القاضي، =

ص: 612

قال: رآني أبي وأنا أعْجَلُ في بعضِ الأمر فقال: يا بُنَيَّ رِفْقًا رِفْقًا، فإنَّ العَجَلَةَ تُنقِصُ

(1)

الأعمالَ، وبالرِّفْقِ تُدرَكُ الآمالُ، وقد سَمِعْتُ عبدَ الرحمن بن أبي بكرٍ -هو المُلَيكي- يقول: سَمِعْتُ الزهريَّ يقول: سَمِعْتُ عُروةَ يقول: سَمِعْتُ أبا هريرة رَفَعَه: "إنَّ اللَّه رَفيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ويُعطِي عليه ما لا يُعطِي على العُنْفِ"

(2)

.

‌229 - حديث: "إنَّ ساقِي القومِ آخِرُهُم" في: "ساقِي القَومِ "

(3)

.

‌230 - حديث: "إنَّ في مَعَاريضِ الكَلَامِ مَنْدُوْحَةً عن الكَذِبِ".

البخاريُّ في "الأدب المفرد"

(4)

مِنْ طريقِ قتادةَ، عن مُطَرّفِ بن عبدِ الله قال: صَحِبْتُ عِمرانَ بن حُصَينٍ مِن الكوفةِ إلى البَصْرَةِ، فما أتى عليه يومٌ إلا أنْشَدَنَا فيه شِعرًا، وقال:"إنَّ" وذَكَرَه.

وأخرَجَه الطبريُّ في "التهذيب"

(5)

، والبيهقيُّ في "الشعب"

(6)

، والطبرانيُّ في "الكبير"

(7)

.

ورجالُهُ ثقاتٌ.

= وهو أكبر أولاد الشافعي ولما توفي والده كان بالغًا مقيمًا بمكة

توفي بالجزيرة بعد سنة أربعين ومائتين. "طبقات الشافعية الكبرى"(2/ 73).

(1)

كذا في جمجع ما وقفتُ عليه من نسخِ المقاصد، ولعلَّ الأنسب: تَنْقُضُ.

(2)

الحديث بهذا الإسناد ضعيفٌ بسببِ المُلَيكيِّ.

ورواه ابن حبان في صحيحه (2/ 309 رقم 549) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا به، ورواه مسلمٌ في صحيحه (البر والصلة، باب فضل الرفق رقم 2593) من حديث عائشة بنحوه. فإسنادُ الشافعيِّ يَتَقَوَّى بهذه المُتابعةِ والشَّاهِدِ، كما أنه يَتَقوَّى بما تَقَدَّمَ مِنْ طُرُقٍ للحديثِ، فيَصيرُ حَسَنًا لغَيرِهِ، والله أعلم.

(3)

سيأتي في الأصل.

(4)

"الأدب المفرد"(ص 299 رقم 857) موقوفًا ورجالُ إسنادِهِ ثقاتٌ.

وقد استَعَمَلَه البخاريُّ عنوان بابٍ في صحيحه (الأدب، باب المعاريض مندوحة عن الكذب).

(5)

"تهذيب الآثار"(مسند عمر بن الخطاب)(2/ 638 رقم 943) من طريق قتادة به.

(6)

"شعب الإيمان"(6/ 446 رقم 4458) من طريق قتادة به.

(7)

"المعجم الكبير"(18/ 106 - 107 رقم 201) من طريق قتادة به.

ص: 613

وهو عند ابنِ السُّنِّي

(1)

مِنْ طريقِ الفَضلِ بن سَهْلٍ، حدَّثَنَا سعيدُ ابن أوسٍ

(2)

، حدثنا شعبةُ، عن قتادةَ به مَرفوعًا.

وكذا قال البيهقيُّ: رواه داودُ بن الزبرقان

(3)

، عن سعيدِ بن أبي عَرُوبَةَ، عن قتادةَ، لكنْ عن زُرَارةَ بن أَوْفَى

(4)

، عن عمرانَ مَرفوعًا، قال: والمَوقوفُ هو الصحيحُ.

وكذا وهَّى المَرفوعَ ابنُ عديٍّ

(5)

.

قال البيهقيُّ: ورُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ضعيفٍ

(6)

-يعني جدًّا- مرفوعًا

(7)

.

يُشيرُ إلى ما أخرجه أيضًا مِنْ طريقِ أبي بكرِ بن كامِلٍ

(8)

في "فوائِدِه"

(9)

مِنْ حديثِ عليٍّ مرفوعًا.

(1)

"عمل اليوم والليلة لابن السني"(باب التعريض بالشيء ص 159 رقم 327) مِنْ طريقِ الفَضلِ بن سَهْلٍ الأعرج به. ورواه مِنْ طريقِهِ الدَّيلميُّ كما في "الغرائب الملتقطة".

(2)

سعيد بن أوس بن ثابت أبو زيد النحوي؛ قال يحيى بن معين وأبو حاتم: صدوق.

"الجرح والتعديل"(4/ 4 رقم 12). فظاهر الإسناد الحسن، لكنه أعِلَّ بالموقوف كما سيأتى.

(3)

داود بن الزبرقان الرقاشي البصري؛ قال ابن معين: ليس حديثه بشيءٍ، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ذاهب الحديث. "الجرح والتعديل"(3/ 412 رقم 1885)، وقال ابن حجر: متروك وكذَّبه الأزدي. "التقريب"(1785).

فالإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببه.

(4)

في الأصل و "ز" و "د": (زرارة بن أبي أوفى)، والتصويب من "م" ومصادر الترجمة.

(5)

"الكامل"(1/ 35)، و (3/ 96).

(6)

سقطت كلمة (ضعيف) من "ز".

(7)

"شعب الإيمان"(6/ 446).

(8)

أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي؛ قال الدارقطني: كان متساهلًا، وربما حدَّثَ مِنْ حِفظِهِ بما ليس عنده في كتابه. "تاريخ بغداد"(5/ 589).

(9)

روى الحافظ ابن حجر جزء أبي بكر بن كامل في "المعجم المفهرس"(رقم 1461)، وأشار إلى هذه الرواية في "فتح الباري" (10/ 594) فقال: والبيهقي في "الشعب" من طريقه.

ولم أجدها في "الشعب".

ص: 614

وكذا هو عند أبي نُعَيمٍ

(1)

، ومِنْ طريقِهِ الدَّيلميُّ

(2)

مِنْ جِهةِ يعقوبَ ابن إبراهيمَ بن سعدٍ، حدثنا أبو موسى، عن عطاءِ بن السَّائِبِ، حدَّثَنَا عبدُ الله ابن الحارثِ، عن عليٍّ رفعه:"إنَّ في المَعاريضِ ما يَكفي الرَّجلَ العاقِلَ الكَذِبَ".

وبالجملة فقد حسَّنَ العِراقيُّ هذا الحديثَ، وقال عن سندِ ابنِ السُّنِّي: إنه جيِّدٌ، ورَدَّ على الصَّغَانيِّ حُكْمَه عليه بالوَضع

(3)

.

وللبخاريِّ أيضًا في "الأدب المفرد"

(4)

، والبيهقيِّ في "الشعب"

(5)

مِنْ طريقِ أبي عثمانَ النَّهْديِّ، عن عُمَرَ قال:"أما في المَعَاريضِ ما يَكفي المسلمَ مِنَ الكَذِبِ".

ورواه العسكريُّ مِنْ حديثِ محمدِ بن كثيرٍ

(6)

، عن ليثٍ

(7)

، عن مجاهدٍ

(8)

قال: قال عمرُ بن الخطابِ: "إنَّ في المَعاريضِ لمَندوحَةٌ للرجلِ المسلمِ الحُرِّ عن الكَذِبِ".

(1)

لم أجده في كتبه المطبوعة.

(2)

"الغرائب الملتقطة" من طريق أبي نعيم، حدثنا عمرُ بن محمدِ بن سهل، حدثنا القاسمُ بن إسماعيلَ، حدثنا مشرف بن سعيد، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد به. عمر بن محمد بن السري بن سهل أبو بكر الوراق يعرف بابن أبي طاهر؛ قال ابن أبي الفوارس: كان مخلطًا في الحديث جدًّا، يدَّعي ما لم يسمع ويُركِّب، وقال أبو الحسن بن الفرات: كان يحفظ من الحديث قطعةً حسنةً، وكتب شيئًا كثيرًا ببغداد والشام ومصر، ثم ذهَبَت كتُبُه إلا شيئًا يسيرًا، وحدَّث عن الباغندي بأحاديثَ لا أصل لها وكان رديء المذهب. "تاريخ بغداد"(13/ 130)، وقال الحاكم: كذَّاب. "لسان الميزان"(6/ 135).

فالإسناد ساقط بسببه.

(3)

في رسالته في الرد على الصغاني المطبوعة في آخر "مسند الشهاب"(2/ 367 رقم 13).

(4)

الذي وجدته في "الأدب المفرد"(ص 308 رقم 884) من طريق سليمان التيمي، عن ابن عمر عن عمر به.

(5)

"شعب الإيمان"(6/ 445 رقم 4457) من طريق أبي عثمان النهدي به.

(6)

لعله محمد بن كثير العبدي؛ وهو ضعيفٌ، كما سبق في الحديث (96).

(7)

ليث بن أبي سليم بن زنيم؛ صدوقٌ اختَلَطَ جدًّا ولم يتميَّزْ حديثُهُ فتُرِكَ، كما تقدم في الحديث (152). فالإسناد ضعيف بسببه، والله أعلم.

(8)

مجاهد لم يُدرك عمر، كما في "المراسيل لابن أبي حاتم"(ص 204).

ص: 615

وأشارَ إلى أنَّ حُكْمَه الرَّفْعُ، وقال: المَعارِيضُ: ما حِدْتَ به عن الكَذِبِ، والمَندُوحَةُ: السَّعَةُ.

‌231 - حديث: "إنَّ لإبراهيمَ الخليلِ ولأبي بكرٍ الصِّدِّيقِ لِحْيَةً في الجَنَّةِ".

لم يَصِحَّ أنَّ للخليلِ ولا للصِّدِّيقِ لِحْيَةٌ في الجنَّةِ، ولا أعْرِفُ ذلك في شيءٍ مِن كتبِ الحديثِ المَشهورةِ ولا الأجزاءِ المَنثورَةِ. قاله شيخُنا، قال: وعلى تقديرِ ورُودِه، فيَظهَرُ لي أنَّ الحِكمَةَ في ذلك: أمَّا في حقٍّ

(1)

الخليلِ عليه السلام: فلِكَونِهِ مُنزَّلًا مَنْزِلَةَ الوالِدِ

(2)

للمسلمين، لأنه الذي سَمَّاهم بهذا الاسم، وأُمِرُوا باتباعِ مِلَّتِهِ، وأمَّا في حقِّ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، فيُنْتَزَعُ مِنْ نحو ما ذُكِرَ في حقِّ الخلمِلِ، فإنه كالوالِدِ للمسلمين؛ إذْ هو الفاتِحُ لهم بابَ الدُّخولِ إلى الإسلام.

ولكنْ أخرجَ الطبرانيُّ

(3)

بسندٍ ضَعيفٍ مِنْ حديثِ ابنِ مسعودٍ: "أهلُ الجنةِ جُرْدٌ مُرْدٌ، إلا موسى عليه السلام، فإنَّ له لِحْيَةً تَضْرِبُ إلى سُرَّتِهِ".

وذَكَرَ القرطبيُّ في تفسيرِهِ

(4)

أنَّ ذلك وَرَدَ في حقِّ هارونَ أخيه أيضًا.

(1)

سقطت كلمة (حق) من "ز".

(2)

في الأصل و"م": (الولد الوالد)، وكلمة (الولد) ليست موجودة في "ز" و"د"، ووجودها غير مناسب.

(3)

لم أجده في كتبه المطبوعة، ولا في "مجمع الزوائد"، ولم أقف عليه من حديث ابن مسعود، وإنما من حديث جابر؛ فرواه العقيلي في "الضعفاء"(2/ 197)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 47) من طريق شيخ بنِ أبي خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله به مرفوعًا.

وشيخ بن أبي خالد الصوفي البصري؛ قال عنه العقيلي -في الموضع السابق-: منكر الحديث لا يُتابع على حديثه، وهو مجهول بالنقل، وقال ابن عدي: أحاديثه مناكير

ليس بمعروف، وهذه الأحاديث التي رواها عن حماد بهذا الإسناد بواطيل كلها. "الكامل"(4/ 48).

فالإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببه، والله أعلم.

(4)

أورده القرطبي في تفسيره (12/ 151) بلفظ: "إنَّ أهل الجنة مردٌ مكحلون أولو =

ص: 616

ورأيتُ بخطِّ بعضِ أهلِ العلمِ أنه وَرَدَ في حقِّ آدمَ، ولا أعْلَمُ شيئًا مِنْ ذلك ثابتًا.

‌232 - حديث: "إنَّ لجَوَابِ الكتابِ حَقًّا كرَدِّ السَّلامِ".

الدَّيلميُّ

(1)

مِنْ حديثِ (أبي جَعْفَرٍ

(2)

، والقُضاعيُّ

(3)

مِنْ حديثِ العباسِ ابن ذَرِيحٍ، عن الشَّعْبيِّ؛ كلاهما عن ابنِ عباسٍ مرفوعًا بهذا.

وهو عند ابنِ لالٍ، ومِنْ طريقِهِ الدَّيلميُّ

(4)

مِنْ حديثِ)

(5)

جُوَيْبِرٍ

(6)

، عن الضَّحَّاكِ، عن ابنِ عباس.

بل وأخَرَجَ أبو نُعَيمٍ

(7)

، ومِنْ طريقِهِ الدَّيلميُّ

(8)

مِنْ جِهَةِ الحسنِ

= أفانين"، ولم يذكر شيئًا يتعلق بهارون عليه السلام، ولم أجد عنده هذه الرواية التي أشار إليها المؤلف.

(1)

لم أجده في مسنده ولا في "الغرائب الملتقطة"، وهو في "الفردوس"(1/ 205 رقم 783).

(2)

لعله أبو جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين.

(3)

"مسند الشهاب"(2/ 119 رقم 1010) وجدتُ بخطِّ شيخنا عبد الغني بن سعيد ..

فساقه من طريق أبي يحيى أحمد بن الحصين الفسوي، حدثنا أبو أحمد عبد الرحمن ابن محمد، حدثنا محمد بن مقاتل، عن شريك بن عبد الله، عن العباس بن ذريح به. وقال: قال الشيخ: ليس بالقوي، يعني إسناده.

وأحمد بن الحصين الفسوي، وعبد الرحمن بن محمد؛ لم أجد لهما ترجمة.

وشريك بن عبد الله النخعي صدوقٌ يخطئ كثيرًا تغيَّر حفظه، وتقدمت ترجمته في (3).

وإسناده ضعيفٌ، والله أعلم.

(4)

"الغرائب الملتقطة"[رسالة إيروان سفيان](2/ 467 رقم 353) قال: قال ابن لال

فساقه من طريق أبي مالك الجنبي، عن جُويبر به.

وأبو مالك الجَنْبي -بفتح الجيم وسكون النون بعدها موحدة-؛ هو: عمرو بن هشام الكوفي؛ قال البخاري: فيه نظر. "التاريخ الكبير"(6/ 381 رقم 2702).

وقال ابن حجر: ليِّن الحديث، أفرط فيه ابن حبان. "التقريب"(5126).

(5)

ما بين قوسين تأخَّر في "ز" سطرين.

(6)

جُويبر بن سعيد الأزدي؛ متروك، وقد تقدمت ترجمته في (ص 47). فالإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببه وبسببِ أبي مالك الجَنْبي، وهو منقطعٌ؛ فالضحَّاكُ لم يلقَ ابنَ عباسٍ.

(7)

"أخبار أصبهان"(2/ 289)، حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن مكي، حدثنا داود ابن محمد بن نُصير المروزي، حدثنا أحمد بن عبد الله بن حكيم الفرياناني، حدثنا الحسن بن محمد الليثي حدثنا حميد الطويل به.

(8)

"الغرائب الملتقطة"[رسالة إيروان سفيان](2/ 468 رقم 353) قال: وقال أبو نعيم فذكره. =

ص: 617

ابن المُثَنَّى

(1)

، عن حُمَيدٍ الطويلِ، عن أنسٍ رَفَعَه:"رَدُّ جَوابِ الكتابِ حقٌ كَرَدِّ السَّلامِ".

ولا يَثبُتُ رَفْعُهُ، بل المَحْفوظُ -كما قال ابنُ تيميةَ

(2)

- وَقْفُهُ، وقال القُضاعيُّ عَقِبَه: ليس بالقويِّ

(3)

.

قال ابنُ عبدِ البَرِّ

(4)

: قال الزُّبيرُ بن بكارِ: كَتَبَ إليَّ المُغيرةُ يَسْتَبْطِئُني كَتْبِي، فكَتَبْتُ إليه:

ما غَيَّرَ النَّأْيُ

(5)

وُدًّا كُنْتَ تَعْهَدُه

(6)

ولا تَبَدَّلْتُ بعدَ الذِّكرِ نِسيانًا

= ورواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 172)، و (2/ 322) من طريق أحمد بن عبد الله الفِرْيَاناني به فذكره وقال: وهذا الحديث عن حميد عن أنس منكر جدًّا. وقال أيضًا: وهذا أيضًا منكر سنده وإنما يَروي هذا العباس بن ذريح، عن الشعبي، عن ابن عباس قوله.

وأبو أحمد محمد بن محمد بن مكي القاضي الجرجاني؛ قال فيه أبو نعيم: تكلموا فيه وضعَّفوه. "تاريخ بغداد"(4/ 362).

وأحمد بن عبد الله بن حكيم أبو عبد الرحمن الفِرْياناني -نسبةً إلى فِرْيانان (من قرى مَرْو) - المروزي؛ قال الدارقطني: متروك. "سؤالات البرقاني"(ص 16 رقم 32)، وقال ابن عدي: يحدِّث بالمناكير. "الكامل"(1/ 172)، وقال أبو نعيم: مشهور بالوضع. "ميزان الاعتدال"(1/ 108).

(1)

(المثنى) كذا في سائر النسخ المعتمدة، وكذا في نسخ الديلمي -كما أشار الباحث إيروان سفيان-، والصواب:(محمد)، كما في "أخبار أصبهان" ومصادر التخريج والترجمة.

والحسن بن محمد الليثي أبو محمد البلخي قاضي مرو، قال العقيلي: منكر الحديث.

"الضعفاء"(1/ 242)، وقال ابن عدي: روى عن حميد عن أنس مناكير. "الكامل"(1/ 172).

وقال أيضًا: ليس بمعروف منكر الحديث عن الثقات. "الكامل"(2/ 322).

وهذا الإسناد معلول، لأنه مُخالفٌ للمحفوظ.

(2)

"المستدرك على مجموع الفتاوى"(3/ 212)، ونقله عنه ابن مفلح في "الآداب الشرعية"(1/ 362).

(3)

بل نقل ذلك عن شيخه عبد الغني بن سعيد كما سبق.

(4)

"بهجة المجالس وأنس المجال"(باب الكتاب والكتابة 1/ 360).

(5)

النّأي: البُعْد. "معجم مقاييس اللغة لابن فارس"(5/ 378).

(6)

في "ز": (مَعهده).

ص: 618

ولا حَمِدتُ إِخاءً مِنْ أخي ثِقَةٍ

إلا جَعَلْتُكَ فوقَ الحَمْدِ عُنوانًا

تتمة: رُوِّينا عن خالدِ بن عبدِ الرحمن قال: "دَخَلَ عليَّ ميمونُ بن مهْران وأنا أكتُب، فقال: لا تَكْتُبْ، فإنه قلَّ مَنْ كتَبَ إلا كَذَبَ، وقلَّ مَن اعتَذَرَ إلا كَذَبَ"

(1)

.

‌233 - حديث: "إنَّ لصاحِبِ الحَقِّ مَقَالًا".

متفقٌ عليه

(2)

مِنْ حديثِ سَلَمَة بن كُهَيلٍ، سمعتُ أبا سَلَمَةَ ابن عبدِ الرحمن يُحدِّثُ عن أبي هريرةَ: أنَّ رجلًا تَقَاضَى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأغْلَظَ له، فهَمَّ به أصحابُهُ، فقال:"دَعُوهُ فإنَّ" وذَكَرَه.

وهو مِنْ غرائِبِ الصَّحيحِ.

قال البَزَّارُ

(3)

: لا يُروى عن أبي هريرةَ إلا بهذا الإسنادِ، ومَدَارُهُ على سَلَمَةَ بن كُهَيلٍ، وقد صَرَّحَ -يعني به- كما في روايةِ البخاريِّ

(4)

بأنه سَمِعَه مِنْ أبي سَلَمَةَ بمنىً، وذلك لمَّا حَجَّ.

* * *

(1)

روى ذلك الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(ص 310 رقم 692) من طريق خالد ابن عبد الرحمن.

(2)

"صحيح البخاري"(الوكالة، باب الوكالة في قضاء الديون رقم 2306)، وبرقمٍ (2390، و 2401، و 2606)، و"صحيح مسلم"(المساقاة، باب من استلف شيئًا رقم 1601).

(3)

قد روى البزار آخر هذا الحديث في مسنده (15/ 244 رقم 8697) مِنْ طريقِ سَلَمَةَ ابن كُهَيلٍ، وليس فيه هذا الكلام، وإنما فيه قولُهُ: وهذا الحديثُ رواه عن سلَمَةَ غيرُ واحدٍ؛ منهم شعبةُ، والثوريُّ وعلي بن صالح، وغيرُهم، وفيه كلامٌ أكثَرُ مِنْ هذا.

(4)

"صحيح البخاري"(الاستقراض، باب استقراض الإبل رقم 2390).

ص: 619

‌المصادر والمراجع

1 -

إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، لأحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري، تحقيق: دار المشكاة للبحث العلمي، ودار الوطن، ط: الأولى، 1420 هـ.

2 -

إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة، لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: فريق من الباحثين، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ومركز خدمة السنة والسيرة النبوية، ط: الأولى.

3 -

إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن، لنجم الدين محمد بن محمد الغزي الدمشقي، تحقيق: خليل بن محمد العربى، دار الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، ط: الأولى، 1415 هـ.

4 -

أجوبة الحافظ ابن حجر (القسم الأول)، تحقيق: أ. د. عبد الرحيم القشقري، مكتبة أضواء السلف، ط: الأولى، 1424 هـ.

5 -

أجوبة الحافظ ابن حجر (القسم الثاني الذي لم يُنشر: من مجموعة 11 - 23)، بتحقيق: أ. د. عبد الرحيم بن محمد القشقري.

6 -

الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية، تحقيق: محمد إسحاق محمد إبراهيم، دار الراية، ط: الأولى، 1418 هـ.

7 -

الآحاد والمثاني، لأبي بكر ابن أبي عاصم، تحقيق: د. باسم الجوابرة، دار الراية، ط: الأولى، 1411 هـ.

8 -

أحاديث القصاص، لتقي الدين أبي العَباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية، تحقيق: د. محمد بن لطفي الصباغ، المكتب الإسلامي، ط: الثالثة، 1408 هـ.

9 -

الأحاديث المختارة، للضياء المقدسي، تحقيق: أ. د. عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، مكتبة الأسدي، ط: الخامسة، 1429 هـ.

ص: 621

10 -

الأحاديث والآثار التي حكم عليها النووي في كتبه، للدكتور ناصر بن سعود السلامة، دار أطلس للنشر والتوزيع، ط: الأولى، 1420 هـ.

11 -

إحكام الأحكام، لابن دقيق العيد، تحقيق: محمد حامد الفقي، مطبعة السنة المحمدية، 1372 هـ.

12 -

الأحكام الوسطى، لعبد الحق الإشبيلي، تحقيق: حمدي السلفي وصبحي السامرائي، مكتبة الرشد، 1416 هـ.

13 -

إحياء علوم الدين، لأبي حامد الغزلي، دار المعرفة.

14 -

أخبار القضاة، لأبي بكر الضبي الملقب بـ "وكيع"، تحقيق: عبد العزيز مصطفى المراغي، المكتبة التجارية، ط: الأولى، 1366 هـ.

15 -

الأخبار المُوفقيَّات، للزبير بن بكَّار، تحقيق: د. سامي مكي العاني، عالم الكتب، ط: الثانية، 1416 هـ.

16 -

أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، لأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن العباس المكي الفاكهي، تحقيق: د. عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، دار خضر - بيروت، ط: الثانية، 1414 هـ.

17 -

أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه، لأبي الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني، تحقيق: د. السيد الجميلي، دار الكتاب العربي، ط: الأولى، 1405 هـ.

18 -

الإخوان، لابن أبي الدنيا، لعبد الله بن محمد أبو بكر القرشي، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية - بيروت، ط: الأولى، 1409 هـ.

19 -

آداب الشافعي ومناقبه، لابن أبي حاتم، تحقيق: عبد الغني عبد الخالق، مكتبة الخانجي، ط: الثانية، 1413 هـ.

20 -

الآداب، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: أبو عبد الله السعيد المندوه، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت، ط: الأولى، 1408 هـ.

21 -

أدب الإملاء والاستملاء، لأبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني، تحقيق: أحمد محمد عبد الرحمن محمود، مطبعة المحمودي، ط: الأولى، 1414 هـ.

22 -

الأدب المفرد، لأبي عبد الله البخاري، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، دار الصِّدِّيق، ط: الأولى، 1419 هـ.

ص: 622

23 -

الأذكار، لأبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي الدمشقي، دار الفكر - بيروت، 1414 هـ.

24 -

الأربعون النووية، لمحي الدين يحيى بن شرف النووي، تحقيق: د. سمير بن أمين الزهيري، مكتبة المعارف - الرياض.

25 -

الأربعون في التصوف، لأبي عبد الرحمن السلمي، مجلس دائرة المعارف العثمانية.

26 -

الأربعين العشارية، لأبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي، تحقيق: بدر عبد الله البدر، دار ابن حزم - بيروت، ط: الأولى، 1413 هـ.

27 -

إرشاد الساري إلى شرح صحيح البخاري، لشهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني، المطبعة الأميرية ببولاق - مصر، ط: السابعة، 1323 هـ.

28 -

إرشاد الغاوي، بل إسعاد الطالب والراوي للإعلام بترجمة السخاوي، لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، مخطوط: مكتبة السليمانية - آيا صوفيا برقم (2950)، مصورة في الجامعة الإسلامية.

29 -

الإرشاد في معرفة علماء الحديث، لأبي يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد الخليلي، تحقيق: د. محمد سعيد عمر إدريس، مكتبة الرشد - الرياض، ط: الأولى، 1409 هـ.

30 -

إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، ط: الثانية، 1405 هـ.

31 -

أسامي من روى عنهم محمد بن إسماعيل البخاري، لأبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني، تحقيق: بدر بن محمد العماش، دار البخاري، ط: الأولى، 1415 هـ.

32 -

الأسامي والكنى، لأبي أحمد الحاكم، تحقيق: يوسف الدخيل، مكتبة الغرباء، ط: الأولى، 1414 هـ.

33 -

استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول صلى الله عليه وسلم وذوي الشرف، للسخاوي، تحقيق: خالد بن أحمد الصُّمِّي بابطين، دار البشائر، ط: الأولى.

34 -

الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي، تحقيق: علي بن محمد البجاوي، دار الجيل - بيروت، ط: الأولى، 1412 هـ.

ص: 623

35 -

الأسخياء، لأبي حسن الدارقطني (المطبوع خطئًا باسم: المستجاد من فعلات الأجواد)، تحقيق: أم عبد الله بنت محروس العَسَلي، دار سعد - الرياض، ط: الأولى، 1413 هـ.

36 -

أسد الغابة في معرفة الصحابة، لابن الأثير أبي الحسن على بن محمد الجزري، تحقيق: علي معوض وعادل عبد الموجود، دار الكتب العلمية.

37 -

الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة المعروف بالموضوعات الكبرى، للملا نور الدين علي بن محمد بن سلطان القاري، تحقيق: محمد لطفي الصباغ، المكتب الإسلامي، ط: الثانية، 1406 هـ.

38 -

الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة، للخطيب البغدادي، تحقيق: عز الدين السيد، مكتبة الخانجي، ط: الثالثة، 1417 هـ.

39 -

الأسماء والصفات، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: عبد الله بن محمد الحاشدي، مكتبة السوادي - جدة، ط: الأولى.

40 -

أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب، لمحمد بن درويش بن محمد الحوت البيروتي (1277 هـ)، دار الكتب العلمية.

41 -

الإصابة في معرفة الصحابة، لشهاب الدين أحمد بن على بن حجر العسقلاني، تحقيق: د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، دار هجر، ط: الأولى، 1429 هـ.

42 -

إصلاح المال، لابن أبي الدنيا، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، مؤسسة الكتب الثقافية، ط: الأولى، 1414 هـ.

43 -

إصلاح المال، لأبي بكر بن أبي الدنيا، تحقيق: مصطفى مفلح القضاة، دار الوفاء، ط: الأولى، 1410 هـ.

44 -

أطراف الغرائب والأفراد، لابن طاهر المقدسي، تحقيق: محمود نصار والسيد يوسف، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1419 هـ.

45 -

اعتلال القلوب، لأبي بكر محمد بن جعفر بن محمد بن سهل السامري الخرائطي، تحقيق: حمدي الدمرداش، مكتبة نزار مصطفى الباز، ط: الثانية، 1420 هـ.

46 -

أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري، لأبي سليمان حمد بن محمد الخطابي، تحقيق: د. محمد بن سعد بن عبد الرحمن آل سعود، رسالة دكتوراه مقدمة إلى جامعة أم القرى، 1405 - 1406 هـ.

ص: 624

47 -

الأعلام، لخير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس الزركلي الدمشقي، دار العلم للملايين، ط: الخامسة عشر، 2002 م.

48 -

الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ، لشمس محمد بن عبد الرحمن السخاوي، تحقيق: فرانز زونثال، دار الكتب العلمية.

49 -

الأغاني، لأبي الفرج الأصفهاني، تحقيق: سمير جابر، دار الفكر - بيروت، ط: الثانية.

50 -

الاقتراح، لابن دقيق العيد، تحقيق: عامر حسن صبري، دار البشائر، ط: الأولى، 1417 هـ.

51 -

إكمال تهذيب الكمال، لعلاء الدين مغلطاي، تحقيق: عادل محمد وأسامة إبراهيم، الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، ط: الأولى، 1422 هـ.

52 -

الإكمال في ذكر من له رواية في مسند الإمام أحمد من الرجال، لابن حمزة الحسيني، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، جامعة الدراسات الإسلامية، كراتشي.

53 -

الإكمال، لابن ماكولا، تحقيق: عبد الرحمن المعلمي، المكتب الإسلامي.

54 -

الإلزامات والتتبع، لأبي الحسن الدارقطني، تحقيق: مقبل الوادعي، دار الكتب العلمية، ط: الثانية.

55 -

الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع، للقاضي عياض بن موسى اليحصبي، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار التراث، ط: الأولى، 1379 هـ.

56 -

الأم، لأبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، تحقيق: رفعت فوزي عبد المطلب، دار الوفاء، ط: الأولى، 1422 هـ.

57 -

أمالي ابن سمعون، لأبي الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس البغدادي، الشهير بابن سمعون، تحقيق: عامر حسن صبري، دار البشائر - بيروت، ط: الأولى، 1423 هـ.

58 -

أمالي المحاملي (رواية ابن يحيى البيع)، تحقيق: د. إبراهيم القيسي، المكتبة الإسلامية ودار ابن القيم، ط: الأولى، 1412 هـ.

59 -

الأمالي، لعبد الملك بن محمد بن بشران (الجزء الأول)، تحقيق: عادل يوسف العزازي، دار الوطن، ط: الأولى، 1418 هـ.

60 -

الأمالي، لعبد الملك بن محمد بن بشران (الجزء الثاني)، تحقيق: أحمد بن سليمان، دار الوطن، ط: الأولى، 1420 هـ.

ص: 625

61 -

الإمام في معرفة أحاديث الأحكام، لابن دقيق العيد، تحقيق: سعد الحميد، دار المحقق.

62 -

الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع، لأحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني، تحقيق: أبي عبد الله محمد حسن الشافعي، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1997 م.

63 -

أمثال الحديث، لأبي الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي، تحقيق: عبد العلي عبد الحميد الأعظمي، الدار السلفية - بمومباي الهند، ط: الأولى، 1404 هـ.

64 -

أمثال الحديث، لأبي الشيخ عبد الله بن محمد الأصبهاني، تحقيق: د. عبد العلي عبد الحميد حامد، الدار السلفية - بومباي الهند، ط: الثانية، 1987 م.

65 -

الأنساب، لأبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، تحقيق: عبد الله بن عمر البارودي، دار الجنان، ط: الأولى، 1408 هـ.

66 -

الأنوار في شمائل النبي المختار، للحسين بن مسعود البغوي، تحقيق: إبراهيم اليعقوبي، دار المكتبي، ط: الأولى، 1416 هـ.

67 -

الأوائل، لأبي بكر بن أبي عاصم، تحقيق: محمد ناصر العجمي، دار الخلفاء.

68 -

الأوسط، لابن المنذر، تحقيق: صغير أحمد بن محمد حنيف، دار طيبة، ط: الأولى، 1405 هـ.

69 -

بحر الدم فيمن تكلم فيه الإمام أحمد بمدحٍ أو ذم، لابن المبرد الحنبلي، تحقيق: روحية السويفي، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1413 هـ.

70 -

البحر المحيط، لأبي حيان الأندلسي، تحقيق: علي معوض وعادل عبد الموجود، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1422 هـ.

71 -

بداية الهداية، لأبي حامد الغزالي، تحقيق: محمد الحجار، دار البشائر الإسلامية، ط: السادسة، 1410 هـ.

72 -

البداية والنهاية، لأبي الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات بدار هجر، ط: الأولى، 1417 هـ.

73 -

البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن التاسع، لمحمد بن علي الشوكاني، تحقيق: حسين بن عبد الله العمري، دار الفكر، ط: الأولى، 1419 هـ.

ص: 626

74 -

البدر المنير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، لابن الملقن، تحقيق: مجموعة من الباحثين، دار الهجرة، ط: الأولى، 1425 هـ.

75 -

البدع والنهي عنها، لأبي عبد الله محمد بن وضاح بن بزيع المرواني (286 هـ)، تحقيق: محمد أحمد دهمان، دار الصفا - القاهرة، ط: الأولى، 1411 هـ.

76 -

البدور المنوَّرة في رتب الأحاديث المشتهرة، لأحمد شهاب الدين القليوبي (1069 هـ)، (نسخة رواق الأتراك بالجامع الأزهر).

77 -

البر والصلة، للحسين المروزي، تحقيق: محمد سعيد بخاري، دار الوطن، ط: الأولى، 1419 هـ.

78 -

بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، للهيثمي، تحقيق: حسين الباكري، مركز خدمة السنة والسيرة، ط: الأولى، 1413 هـ.

79 -

بغية النُّقاد والنقلة فيما أخلَّ به من كتاب البيان وأغفله

، لأبي عبد الله بن المواق، تحقيق: محمد خرشافي، أضواء السلف.

80 -

بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، لجلال الدين السيوطي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية.

81 -

البلدانيات، لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، تحقيق: حسام بن محمد القطان، دار العطاء، ط: الأولى، 1422 هـ.

82 -

بلوغ المرام من أدلة الأحكام، للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: عصام موسى هادي، الصِّدِّيق - المملكة العربية السعودية، ط: الأولى، 1423 هـ.

83 -

بهجة المجالس وأنس المجالس، لأبي عمر يوسف بن عبد البر النمري، تحقيق: محمد مرسي الخولي، دار الكتب العلمية، ط: الثانية.

84 -

بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام، لأبي الحسن علي بن محمد بن عبد الملك ابن القطان الكتامي الحميري الفاسي، تحقيق: د. الحسين آيت سعيد، دار طيبة - الرياض، ط: الأولى، 1418 هـ - 1997 م.

85 -

التابعون الثقات المتكلم في سماعهم من الصحابة، لمبارك الهاجري، مكتبة ابن القيم، ط: الأولى، 1427 هـ.

86 -

تاج العروس من جواهر القاموس، لأبي الفيض محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني الملقّب بمرتضى الزَّبيدي، تحقيق: مجموعة من المحققين، مطبعة حكومة الكويت، 1385 هـ - 1422 هـ.

ص: 627

87 -

تاريخ أبي زرعة الدمشقي، لأبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري، تحقيق: خليل المنصور، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1417 هـ.

88 -

تاريخ أسماء الثقات، لابن شاهين، تحقيق: صبحي السامرائي، السلفية، ط: الأولى، 1404 هـ.

89 -

تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين، أبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان المعروف بابن شاهين، تحقيق: أ. د. عبد الرحيم محمد أحمد القشقري، الطبعة: الأولى 1409 هـ.

90 -

تاريخ أصبهان (أخبار أصبهان)؛ لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق: سيد كسروي حسن، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1410 هـ.

91 -

تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعيان، لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: د. بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، ط: الأولى، 1424 هـ.

92 -

التاريخ الأوسط، للبخاري، تحقيق: تيسير بن سعد، الرشد، ط: الأولى، 1426 هـ.

93 -

التاريخ الصغير، للبخاري، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، دار المعرفة، ط: الأولى، 1406 هـ.

94 -

تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس، لأبي الوليد عبد الله بن محمد بن يونس الأزدي المعروف بان الفَرَضي (403 هـ)، تحقيق: عزت العطار الحسيني، مطبعة المدني - القاهرة، ط: الأولى، 1408 هـ / 1988 م.

95 -

التاريخ الكبير، لأبي عبد الله البخاري، دار الكتب العلمية (مصورة عن الطبعة الهندية).

96 -

تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي، تحقيق: د. بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، ط: الأولى، 1422 هـ.

97 -

تاريخ جرجان، لأبي القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي الجرجاني، تجقيق محمد عبد المعيد خان، دار عالم الكتب - بيروت، ط: الأولى، 1407 هـ.

98 -

تاريخ دمشق، لابن عساكر، تحقيق: عمر بن غرامة العمروي، دار الفكر، ط: الأولى، 1418 هـ.

99 -

تاريخ مولد العلماء ووفياتهم، لابن زبر الربعي، تحقيق: عبد الله الحمد، العاصمة، 1410 هـ.

ص: 628

100 -

تاريخ واسط، لأسلم بن سهل الرزَّاز الواسطي المعروف ببَحْشل، تحقيق: كوركيس عواد، عالم الكتب، ط: الأولى، 1406 هـ.

101 -

تاريخ يحيى بن معين (رواية الدارمي)، تحقيق: أحمد نور سيف، دار المأمون، 1400 هـ.

102 -

تاريخ يحيى بن معين (رواية الدوري)، تحقيق: أحمد نور سيف، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، ط: الأولى، 1399 هـ.

103 -

تالي تلخيص المتشابه، للخطيب البغدادي، تحقيق: مشهور سلمان وأحمد الشقيرات، الصميعي، ط: الأولى، 1417 هـ.

104 -

تبصير المنتبه، لابن حجر، تحقيق: محمد النجار، المكتبة العلمية، بيروت.

105 -

تحذير الخواص من أكاذيب القصاص، لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تحقيق: محمد الصباغ، المكتب الإسلامي، ط: الأولى، 1394 هـ.

106 -

تحفة الأشراف، للمزي، تحقيق: عبد الصمد شرف الدين، المكتب الإسلامي، ط: الثانية، 1403 هـ.

107 -

تحفة التحصيل، لأبي زرعة العراقي، تحقيق: عبد الله نوارة، الرشد، 1999 م.

108 -

تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين، للشوكاني، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط: الثانية، 1375 هـ.

109 -

تحفة اللبيب في شرح التقريب (شرح على متن أبي شجاع)، لتقي الدين ابن دقيق العيد، تحقيق: د. عبد الستار عايش الكبيسي، دار ابن حزم، ودار أطلس الخضراء، ط: الأولى، 1429 هـ.

110 -

التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، لشمس الدين عبد الرحمن بن محمد السخاوي، تحقيق: أسعد طرابزوني الحسيني، 1399 هـ.

111 -

تخريج أحاديث العادلين، لأبي نعيم الأصبهاني، تخريج: محمد بن عبد الرحمن السخاوي، تحقيق: مشهور حسن سلمان، دار البشائر الإسلامية - دار عمار، ط: الأولى، 1408 هـ.

112 -

تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف، للزمخشري، لجمال الدين أبي محمد عبد الله بن يوسف بن محمد الزيلعي، تحقيق: عبد الله بن عبد الرحمن السعد، دار ابن خزيمة - الرياض، ط: الأولى، 1414 هـ.

ص: 629

113 -

التخريجات المختصرة للأحاديث المشتهرة، لِعلي بن ناصر بن محمد المكي الشافعي، المعروف بابن ناصر الحجازي، مخطوط (مكتبة ندوة العلماء لكناؤ - الهند)، مصورة في الجامعة الإسلامية برقم فيلم (105).

114 -

تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، لجلال الدين السيوطي، تحقيق: نظر الفريابي، دار طيبة، ط: الخامسة، 1422 هـ.

115 -

التدوين في أخبار قزوين، لعبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني، تحقيق: عزيز الله العطاري، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1987 م.

116 -

التدوين في أخبار قزوين، لعبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني، تحقيق: عزيز اللَّه العطاري، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1987 م.

117 -

تذكرة الحفاظ، للذهبي، تحقيق: زكريا عميرات، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1419 هـ.

118 -

الترغيب والترهيب، لأبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الأصبهاني، تحقيق: أيمن صالح شعبان، دار الحديث - القاهرة. ط: الأولى، 1414 هـ.

119 -

الترغيب والترهيب، لعبد العظيم بن عبد القوي المنذري، تحقيق: إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1417 هـ.

120 -

تسديد القوس، لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني، (مخطوط)، نسخة المكتبة الأزهرية.

121 -

تصحيفات المحدثين، لأبي أحمد العسكري، تحقيق: محمود أحمد ميرة، المطبعة العربية الحديثة - القاهرة، ط: الأولى، 1402 هـ.

122 -

تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة، للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق: د. إكرام اللَّه إمداد الحق، دار البشائر - بيروت، ط الأولى، 1416 هـ.

123 -

تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: د. عاصم بن عبد الله القريوتي، مكتبة المنار - الأردن.

124 -

تغليق التعليق، لابن حجر، تحقيق: سعيد عبد الرحمن موسى القزقي، المكتب الإسلامي ودار عمار، ط: الأولى، 1405 هـ.

125 -

تفسير القرآن العظيم، لأبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي، تحقيق: مصطفى السيد محمد ومحمد السيد رشاد ومحمد فضل العجماوي وعلي أحمد عبد الباقي وحسن قطب، دار عالم الفوائد، ط: الأولى، 1425 هـ.

ص: 630

126 -

تفسير عبد الرزاق الصنعاني، لعبد الرزاق بن همام الصنعاني، دار الكتب العلمية، ط: الأولى.

127 -

تفسير مجاهد، لأبي حجاج مجاهد بن جبر، تحقيق: أبو محمد الأسيوطي، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1426 هـ.

128 -

تقريب "التهذيب"، للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق: عادل مرشد، مؤسسة الرسالة، ط: الثانية، 1429 هـ - 2008 م.

129 -

تقييد العلم، لأحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، تحقيق: يوسف العش، دار إحياء السنة النبوية، ط: الثانية، 1974 م.

130 -

التقييد والايضاح شرح مقدمة ابن الصلاح، لزين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي، تحقيق: محمد راغب الطبَّاخ، المكتبة العلمية - حلب، ط: الأولى، 1350 هـ.

131 -

التقييد، لابن نقطة، دار الحديث، 1407 هـ.

132 -

تكملة الإكمال، لأبي بكر محمد بن عبد الغني البغدادي المعروف بابن نقطة، تحقيق: عبد القيوم عبد رب النبي، جامعة أم القرى، ط: الأولى، 1408 هـ.

133 -

التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، لأبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني، تحقيق: حسن عباس قطب، مؤسسة قرطبة - دار المشكاة للبحث العلمي، ط: الأولى، 1416 هـ.

134 -

تلخيص المتشابه، للخطيب البغدادي، تحقيق: سكينة الشهابي، دار طلاس، ط: الأولى، 1985 م.

135 -

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري، تحقيق: مصطفى بن أحمد العلوي ومحمد عبد الكبير البكري، مؤسسة قرطبة.

136 -

تمييز الطيب من الخبيث، لابن الديبع الشيباني، دار الكتاب العربي، 1405 هـ.

137 -

تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، لأبي الحسن علي بن محمد بن العرَّاق الكناني، تحقيق: عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري، دار الكتب العلمية - بيروت، ط: الثانية، 1981 م.

138 -

تنقيح التحقيق، لابن عبد الهادي، تحقيق: سامي محمد جاد اللَّه وعبد العزيز بن ناصر الخباني، أضواء السلف، ط: الأولى، 1428 هـ.

ص: 631

139 -

تنقيح كتاب التحقيق في أحاديث التعليق، للذهبي، تحقيق: مصطفى أبو الغيط وعبد الحي عجيب، 1421 هـ.

140 -

التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل، لعبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف، ط: الثانية، 1406 هـ.

141 -

تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عن رسول اللَّه من الأخبار (الجزء المفقود)، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، تحقيق: على رضا، دار المأمون، ط: الأولى، 1416 هـ.

142 -

تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عن رسول الله من الأخبار (مسند عمر بن الخطاب، ومسند علي بن أبي طالب، ومسند عبد الله بن عباس)، لأبى جعفر محمد بن جرير الطبري، تحقيق: محمود محمد شاكر، الناشر مطبعة المدني.

143 -

تهذيب التهذيب، لابن حجر، دار الفكر، ط: الأولى، 1404 هـ.

144 -

تهذيب الكمال، للمزي، تحقيق: بشار عواد، مؤسسة الرسالة، ط الأولى، 1400 هـ.

145 -

تهذيب اللغة، للأزهري، تحقيق: عبد السلام هارون، المؤسسة المصرية، 1384 هـ.

146 -

توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم، لابن ناصر الدين شمس الدين محمد بن عبد الله بن محمد القيسي الدمشقي، تحقيق: محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، ط: الأولى، 1993 م.

147 -

التوكل على الله، لأبي بكر بن أبي الدنيا، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، مؤسسة الكتب الثقافية، ط: الأولى، 1413 هـ.

148 -

الثقات، لابن حبان، مجلس دائرة المعارف العثمانية، ط: الأولى، 1393.

149 -

ثواب قضاء حوائج الإخوان وما جاء في إغاثة اللهفان، لأبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون بن محمد العرني النرسي، تحقيق: عامر حسن صبري، دار البشائر الإسلامية، ط: الأولى، 1414 هـ.

150 -

جامع الآثار في السير ومولد المختار، لابن ناصر الدين الدمشقي، تحقيق: أبي يعقوب نشأت كمال، دار الفلاح، ط: الأولى، 1431 هـ.

151 -

جامع الأصول، للمبارك بن الأثير، تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط، مكتبة الحلواني والفلاح والبيان، ط: الأولى.

ص: 632

152 -

جامع البيان في تأويل القرآن (تفسير الطبري)، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، تحقيق: د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات الإسلامية بدار هجر، ط: الأولى، 1422 هـ.

153 -

جامع التحصيل، للعلائي، تحقيق: حمدي السلفي، عالم الكتب، ط: الثانية، 1407.

154 -

الجامع الصحيح، لأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، دار السلام، ط: الثانية، 1421 هـ.

155 -

الجامع الصحيح، لأبي عبد الله البخاري، تحقيق: محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، ط: الأولى، 1422 هـ.

156 -

جامع العلوم والحكم، لزين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن رجب البغدادي الحنبلي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وإبراهيم باجس، طبعة خاصة بدارة الملك عبد العزيز، ط: التاسعة، 1423 هـ.

157 -

جامع المسائل، لأحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام، تحقيق: مجموعة من الباحثين، دار عالم الفوائد، ط: الأولى.

158 -

جامع المسانيد والسنن، لأبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي، تحقيق: أ. د. عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، مكتبة الأسدي، ط: الثالثة، 1425 هـ.

159 -

جامع بيان العلم وفضله، لأبي عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البر النمري، تحقيق: أبو الأشبال الزهيري، دار ابن الجوزي.

160 -

الجامع في الحديث، لعبد الله بن وهب بن مسلم القرشي المصري، تحقيق: د. مصطفى حسن حسين محمد أبو الخير، دار ابن الجوزي، ط: الأولى، 1416 هـ.

161 -

الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، للخطيب البغدادي، تحقيق: د. محمود الطحان، مكتبة المعارف، 1403 هـ.

162 -

الجامع لشعب الإيمان، للبيهقي، تحقيق: عبد العلي عبد الحميد، مكتبة الرشد، ط: الأولى، 1423 هـ.

163 -

جامع مسانيد الإمام أبي حنيفة النعمان، لأبي المؤيد محمد بن محمود بن محمد الخوارزمي (665 هـ)، طبع بمجلس دائرة المعارف النظامية بحيدر آباد الدكن - الهند، ط: الأولى، سنة 1332 هـ.

164 -

الجامع، لأبي عيسى الترمذي، تحقيق: عادل مرشد، مكتبة دار البيان الحديثة ودار الأعلام، ط: الأولى، 1422 هـ.

ص: 633

165 -

الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث، لأحمد بن عبد الكريم الغزي، تحقيق: فواز زمرلي، دار ابن حزم، ط: الأولى، 1418 هـ.

166 -

الجرح والتعديل، لابن أبي حاتم الرازي، مجلس دائرة المعارف العثمانية، ط: الأولى.

167 -

جزء "التماس السعد في الوفاء بالوعد"، لشمس الدين السخاوي، تحقيق: عبد الله بن عبد الواحد الخميس، مكتبة العبيكان، ط: الأولى، 1417 هـ.

168 -

جزء الترقفي، لأبي محمد عباس بن عبد الله بن أبي عيسى التَّرقُفي، تحقيق: د. أيمن جاسم الدوري، مكتبة الصحابة - الإمارات، ط: الأولى، 1430 هـ.

169 -

جزء الحسن بن عرفة، تحقيق: عبد الرحمن الفريوائي، دار الأقصى، ط: الأولى، 1406 هـ.

170 -

جزء فيه حديث لوين، تحقيق: مسعد بن عبد الحميد السعدني، أضواء السلف، 1418 هـ.

171 -

الجليس الصالح والأنيس الناصح، لأبي الفرج المعافى بن زكريا النهرواني الجَريري، تحقيق: د. إحسان عباس ود: محمد مرسي الخولي، عالم الكتب، ط: الأولى، 1413 هـ.

172 -

جمع الجوامع (أو الجامع الكبير)، لجلال الدين السيوطي، الهيئة المصرية العامة للكتاب (الطبعة القديمة).

173 -

جمهرة الأجزاء الحديثية (يحتوي على 19 جزءًا)، لمجموعة مؤلفين، اعتناء وتخريج: محمد زياد عمر تكلة، مكتبة العبيكان - الرياض، ط: الأولى، 1421 هـ.

174 -

جمهرة الأمثال، لأبي هلال العسكري، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم وعبد المجيد قطامش، دار الفكر، ط: الثانية، 1988 م.

175 -

الجهاد، لعبد الله بن المبارك، تحقيق: نزيه حماد، نشر: التونسية للنشر - تونس، 1972 م.

176 -

الجواهر المجموعة والنوادر المسموعة، لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، تحقيق: محمد خير رمضان يوسف، دار ابن حزم، ط: الأولى، 1421 هـ.

177 -

الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر، للسخاوي، تحقيق: إبراهيم باجس، دار ابن حزم، ط: الأولى، 1419 هـ.

ص: 634

178 -

الحافظ السخاوي وجهوده في الحديث وعلومه، للدكتور: بدر بن محمد بن محسن العمَّاش (رسالة دكتوراه)، مكتبة الرشد، ط: الأولى، 1421 هـ.

179 -

الحاوي الكبير، لأبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، الشهير بالماوردي، تحقيق: علي معوَّض وعادل عبد الموجود، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1414 هـ - 1994 م.

180 -

الحاوي للفتاوي، للسيوطى، تحقيق: عبد اللطيف حسن، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1421 هـ.

181 -

الحجة في بيان المحجة، لأبي القاسم الأصبهاني، تحقيق: محمد المدخلي ومحمد أبو رحيم، دار الراية، 1419 هـ.

182 -

حديث أبي الفضل الزهري، تحقيق: حسن البلوط، أضواء السلف، ط: الأولى، 1418 هـ.

183 -

حديث محمد بن عبد الله الأنصاري (215 هـ)، تحقيق: مسعد عبد الحميد محمد السعدني، أضواء السلف، ط: الأولى، 1418 هـ.

184 -

حديث مصعب بن عبد الله الزبيري، لأبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، تحقيق: صالح عثمان اللحام، الدار العثمانية - الأردن، ط: الأولى، 1424 هـ.

185 -

حسن الظن بالله، لأبي بكر بن أبي الدنيا، تحقيق: عبد الحميد شالوحا، مؤسسة الكتب الثقافية، ط: الأولى، 1413 هـ.

186 -

الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين، لشمس الدين أبي الخير محمد بن محمد بن محمد الدمشقي الشهير بابن الجزري (833 هـ)، مخطوط (النسخة الأزهرية).

187 -

حلية الأولياء، لأبي نعيم الأصبهاني، دار الكتاب العربي، ط: الرابعة، 1405.

188 -

الدر الملتقط في تبيين الغلط، للصغاني، تحقيق: أبي الفدا عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1405 هـ.

189 -

الدراية في تخريج أحاديث الهداية، للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: السيد عبد الله هاشم اليماني، دار المعرفة - بيروت.

190 -

الدرة الثمينة في أخبار المدينة، لمحب الدين أبي عبد الله محمد بن محمود بن الحسن المعروف بابن النجار، تحقيق: حسين محمد علي شكري، دار الأرقم بن أبي الأرقم.

ص: 635

191 -

الدرر الكامنة، لابن حجر، تحقيق: محمد عبد المعيد خان، مجلس دائرة المعارف العثمانية، 1392 هـ.

192 -

الدرر المنتثرة، للسيوطي، تحقيق: محمد لطفي الصباغ، مطابع جامعة الملك سعود، ط: الأولى، 1406 هـ.

193 -

الدعاء، للطبراني، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1413 هـ.

194 -

الدعوات الكبير، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: بدر بن عبد الله البدر، منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق - الكويت، ط: الأولى، 1414 هـ.

195 -

دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، لأبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية - دار الريان للتراث، ط: الأولى، 1408 هـ.

196 -

دلائل النبوة، لأبي نعيم، تحقيق: محمد رواس وعبد البر عباس، النفائس، ط: الثانية، 1406 هـ.

197 -

الدلائل في غريب الحديث، لأبي محمد القاسم بن ثابت السرقسطي، تحقيق: د. محمد بن عبد الله القناص، مكتبة العبيكان، ط: الأولى، 1422 هـ.

198 -

ديوان أبي العتاهية، طبع في دار بيروت، سنة 1406 هـ - 1986 م.

199 -

ديوان الحماسة، لأبي تمام، ومعه مختصر من شرح التبريزي، اعتنى به: محمد عبد القادر سعيد الرافعي، طبع في مطبعة التوفيق - مصر، سنة 1322 هـ.

200 -

ديوان الضعفاء، للذهبي، تحقيق: حماد الأنصاري، مطبعة النهضة الحديثة، 1387 هـ.

201 -

ذخيرة الحفاظ، لمحمد بن طاهر المقدسي، تحقيق: د. عبد الرحمن الفريوائي، دار السلف، ط: الأولى، 1416 هـ - 1996 م.

202 -

ذكر الموت، لأبي بكر بن أبي الدنيا، جمع وتخريج: مشهور حسن سلمان، مكتبة الفرقان، ط: الأولى، 1423 هـ.

203 -

ذم الكلام، للهروي، تحقيق: أبو جابر الأنصاري، مكتبة الغرباء الأثرية.

204 -

ذيل تاريخ بغداد، لابن النجار، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1417 هـ.

ص: 636

205 -

الذيل على طبقات الحنابلة، لابن رجب، تحقيق: عبد الرحمن العثيمين، العبيكان، ط: الأولى، 1425 هـ.

206 -

الرحلة في طلب الحديث، للخطيب البغدادي، تحقيق: د. نور الدين العتر، ط: الأولى، 1395 هـ.

207 -

الرسالة القشيرية في علم التصوف، لأبي القاسم عبد الكريم بن هَوَازن القشيري، تحقيق: معروف زريق وعلي عبد الحميد بلطه جي، دار الخير، ط: الأولى، 1413 هـ.

208 -

الرسالة المستطرفة، لمحمد بن جعفر الكتاني، تحقيق: محمد المنتصر الزمزمي الكتاني، دار البشائر، ط: الرابعة، 1406 هـ.

209 -

رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب، لتاج الدين عبد الوهاب بن عبد الكافي السبكي، تحقيق: علي معوض وعادل عبد الموجود، عالم الكتب، ط: الأولى، 1419 هـ.

210 -

الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية، لابن هشام، لأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلي (581 هـ)، تحقيق: مجدي بن منصور بن سيد الشورى، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 140.

211 -

روضة العقلاء، لابن حبان، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، الكتب العلمية، 1397 هـ.

212 -

رياض الجنة بتخريج أصول السنة، لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الأندلسي (ابن أبي زمنين)، تحقيق: عبد الله بن محمد عبد الرحيم بن حسين البخاري، مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة، ط: الأولى، 1415 هـ.

213 -

رياض الصاحين من حديث سيد المرسلين، لمحيي الدين يحيى بن شرف النووي، تحقيق: علي بن حسن بن عبد الحميد الحلبي الأثري، دار ابن الجوزي، ط: الرابعة، 1425 هـ.

214 -

الرياض النضرة في مناقب العشرة، لأحمد بن عبد الله الطبري المعروف بمحب الدين الطبري، تحقيق: عبد المجيد طعمة حلبي، دار المعرفة، ط: الأولى، 1418 هـ.

215 -

رياضة الأبدان، لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق: محمود بن محمد الحداد، دار العاصمة - الرياض، ط: الأولى، 1408 هـ.

216 -

زاد المسير في علم التفسير، لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي البغدادي، تحقيق: زهير الشاويش، المكتب الإسلامي، ط: الثالثة، 1404 هـ.

ص: 637

217 -

زاد المعاد، لابن القيم، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وعبد القادر الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، ط: السابعة والعشرون، 1415 هـ.

218 -

الزهد الكبير، لأبي بكر البيهقي، تحقيق: عامر أحمد حيدر، دار الجنان ومؤسسة الكتب الثقافية، ط: الأولى، 1408 هـ.

219 -

الزهد، لأحمد بن حنبل، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1403 هـ.

220 -

الزهد ويليه الرقائق، لعبد الله بن المبارك بن واضح المرزوي، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية - بيروت.

221 -

الزهد، لابن أبي عاصم، تحقيق: عبد العلي عبد الحميد حامد، دار الريان، ط: الثانية، 1408 هـ.

222 -

الزهد، لأبي داود السجستاني (رواية ابن الأعرابي)، تحقيق: ياسر بن إبراهيم بن محمد، وغنيم بن عباس بن غنيم، دار المشاكاة للنشر والتوزيع، ط: الأولى، 1414 هـ.

223 -

الزهد، للمعافى بن عمران، تحقيق: عامر حسن صبري، البشائر، ط: الأولى، 1420 هـ.

224 -

الزهد، لهناد بن السري الكوفي، تحقيق: عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي - الكويت، ط: الأولى، 1406 هـ.

225 -

الزهد، لوكيع بن الجراح الرؤاسي، تحقيق: عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي، دار الصميعي، ط: الثانية، 1415 هـ.

226 -

الزهر النضر في حال الخضر، للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: صلاح مقبول أحمد، مجمع البحوث الإسلامية - جوغابائي نيودلهي - الهند، ط: الأولى، 1408 هـ.

227 -

سؤالات ابن محرز، لابن معين، تحقيق: محمد كامل القصار، مجمع اللغة العربية، دمشق.

228 -

سؤالات أبي إسحاق إبراهيم بن الجنيد، للإمام يحيى بن معين في الجرح والتعديل وعلل الحديث، تحقيق: محمد بن علي الأزهري، دار الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، ط: الأولى، 1428 هـ.

229 -

سؤالات أبي بكر أحمد بن محمد بن هانئ الأثرم، لأحمد بن حنبل، تحقيق: عامر حسن صبري، دار البشائر الإسلامية - بيروت، ط: الأولى، 1425 هـ، 2004 م.

ص: 638

230 -

سؤالات أبي داود، للإمام أحمد بن حنبل في جرح الرواة وتعديلهم، تحقيق د. زياد محمد منصور، مكتبة العلوم والحكم، ط: الأولى، 1414 هـ.

231 -

سؤالات أبي عبيد الآجري، أبا داود السجستاني، تحقيق: د. عبد العليم عبد العظيم البستوي، مكتبة دار الاستقامة ومؤسسة الريان، ط: الأولى، 1418 هـ.

232 -

سؤالات البرقاني، للدارقطني، تحقيق عبد الرحيم القشقري، ط: الأولى، 1404 هـ.

233 -

سؤالات الحاكم، للدارقطني، تحقيق: موفق عبد الله عبد القادر، المعارف، ط: الأولى، 1404 هـ.

234 -

سؤالات السجزي، للحاكم، تحقيق: موفق عبد الله، دار الغرب، ط: الأولى، 1408.

235 -

سؤالات السلمي، للدارقطني، تحقيق فريق من الباحثين، ط: الأولى، 1427.

236 -

سؤالات الميموني، للإمام أحمد (المطبوع مع العلل ومعرفة الرجال؛ رواية المروذي)، تحقيق: د. وصي اللَّه بن محمد عباس، الدار السلفية - بومباي الهند، ط: الأولى، 1408 هـ.

237 -

سؤالات حمزة بن يوسف السهمي، للإمام أبي الحسن الدارقطني في الجرح والتعديل، تحقيق: محمد بن علي الأزهري، الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، ط: الأولى، 1427 هـ.

238 -

سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة، لعلي بن المديني، تحقيق: موفق عبد الله عبد القادر، مكتبة المعارف، ط: الأولى، 1404 هـ.

239 -

السابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة راويين عن شيخ واحد، للخطيب البغدادي.

240 -

سِفر السعادة، للفيروز آبادي، إدارة الطباعة المنيرية، ط: الثانية، 1398 هـ.

241 -

سلُّ النصال للنضال بالأشياخ وأهل الكمال، لعبد السلام بن سودة، تحقيق: محمد حجي، دار الغرب الإسلامي، ط: الأولى، 1997 م.

242 -

سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيءٌ من فقهها وفوائدها، لمحمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف، طبعة جديدة منقحة، 1415 هـ.

243 -

سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة، لمحمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف، ط: الثانية، 1420 هـ.

ص: 639

244 -

السنة، لمحمد بن نصر المروزي، تحقيق: سالم أحمد السلفي، الكتب الثقافية، ط: الأولى، 1408 هـ.

245 -

سنن ابن ماجه، القزويني، تحقيق: مشهور حسن سلمان، مكتبة المعارف، ط: الأولى.

246 -

سنن أبي داود، تحقيق: مشهور حسن سلمان، مكتبة المعارف، ط: الأولى.

247 -

سنن الدارقطني، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، ط: الأولى، 1424 هـ.

248 -

السنن الكبرى (ومعه عمل اليوم والليلة)، للنسائي، تحقيق: حسن عبد المنعم شلبي، مؤسسة الرسالة، ط: الأولى، 1421 هـ.

249 -

السنن الكبرى، للبيهقي، مجلس دائرة المعارف النظامية، ط: الأولى، 1344 هـ.

250 -

سنن النسائي الصغرى، تحقيق: مشهور حسن سلمان، مكتبة المعارف، ط: الأولى.

251 -

السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها، لأبي عمرو عثمان بن سعيد المقرئ الداني، تحقيق: د. ضياء اللَّه بن محمد إدريس المباركفوري، دار العاصمة - الرياض، ط: الأولى، 1416 هـ.

252 -

السنن، لسعيد بن مصور، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية.

253 -

السنن، لسعيد بن منصور، تحقيق: سعد الحميد، دار الصميعي، ط: الأولى، 1414.

254 -

سير أعلام النبلاء، للذهبي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وغيره، مؤسسة الرسالة، ط: الأولى، 1402 هـ.

255 -

السيرة النبوية، لابن هشام، حققه: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ شلبي، دار إحياء التراث العربي، ط: الأولى، 1415 هـ.

256 -

السيرة النبوية، لمحمد بن إسحاق بن يسار المطلبي المدني، تحقيق: أحمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1424 هـ.

257 -

الشجرة في أحوال الرجال، لأبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، تحقيق: صبحي السامرائي، مؤسسة الرسالة، ط: الأولى، 1405 هـ.

ص: 640

258 -

شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد شهاب الدين عبد الحي بن أحمد بن محمد العَكري الحنبلي الدمشقي، تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط ومحمود الأرنؤوط، دار ابن كثير، ط: الأولى، 1408 هـ.

259 -

الشذرة في الأحاديث المشتهرة، لابن طولون، تحقيق: كمال بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1413 هـ.

260 -

شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، لأبي القاسم هبة اللَّه بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي، تحقيق: د. أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، ط: الثامنة، 1424 هـ.

261 -

شرح الإلمام في أحاديث الأحكام، لابن دقيق العيد، تحقيق: محمد خلوف العبد الله، دار النوادر، ط: الثانية، 1430 هـ.

262 -

شرح التبصرة والتذكرة، للعراقي، بعناية: محمد بن الحسين العراقي الحسيني، الكتب العلمية.

263 -

شرح السنة، للبغوي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، المكتب الإسلامي، ط: الثانية، 1403 هـ.

264 -

شرح جامع الترمذي، للعراقي، (مخطوط).

265 -

شرح صحيح مسلم، لأبي زكريا النووي، المطبعة المصرية بالأزهر، ط: الأولى، 1347 هـ.

266 -

شرح علل الترمذي، لعبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي، تحقيق: نور الدين العتر، دار الملاح، ط: الأولى، 1398 هـ.

267 -

شرح مشكل الآثار، لأبي جعفر الطحاوي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، ط: الأولى، 1415 هـ.

268 -

شرح مُشكل الوسيط، لأبي عمرو عثمان بن الصلاح (مطبوع بهامش الوسيط للغزالي)، تحقيق: أحمد محمود إبراهيم، دار السلام، ط: الأولى، 1417 هـ.

269 -

شرح معاني الآثار، لأبي جعفر الطحاوي، حققه: محمد زهري النجار ومحمد سيد جاد الحق، دار عالم الكتب، ط: الأولى، 1414 هـ.

270 -

شرف أصحاب الحديث، للخطيب البغدادي، تحقيق: عمرو عبد المنعم سليم، مكتبة ابن تيمية، ط: الأولى، 1417 هـ.

271 -

الشريعة، للآجري، تحقيق: عبد الله الدميجي، دار الوطن، ط: الثانية، 1420 هـ.

ص: 641

272 -

الشفا بتعريف حقوق المصطفى، للقاضي عياض، تحقيق: علي البجاوي، دار الكتاب العربي، ط: الأولى، 1404 هـ.

273 -

الشكر، لابن أبي الدنيا، تحقيق: بدر البدر، المكتب الإسلامي، ط: الثالثة، 1400. 274 - الشمائل المحمدية، لأبي عيسى الترمذي، تحقيق: سيد بن عباس الجَليمي، المكتبة التجارية - الباز، ط: الأولى، 1413 هـ.

275 -

الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، ط: الثالثة، 1404 هـ.

276 -

صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان (الإحسان)، للأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، ط الثانية، 1414 هـ.

277 -

صحيح ابن خزيمة، تحقيق: د. محمد مصطفى الأعظمي، المكتب الإسلامي، ط: الثالثة، 1424 هـ.

278 -

صحيح سنن أبي داود، لمحمد ناصر الدين الألباني، مؤسسة غراس للنشر والتوزيع - الكويت، ط: الأولى، 1423 هـ.

279 -

صفة الجنة، لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق: علي رضا بن عبد الله بن علي رضا، دار المأمون، ط: الثانية، 1415 هـ.

280 -

الصمت وآداب اللسان، لأبي بكر بن أبي الدنيا، تحقيق: أبي إسحاق الحويني الأثري، دار الكتاب العربي، ط: الأولى، 1410 هـ.

281 -

الضعفاء الصغير، للبخاري، تحقيق: أحمد أبو العينين، مكتبة ابن عباس، ط: الأولى، 1426 هـ.

282 -

الضعفاء الكبير، للعقيلي، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1404 هـ.

283 -

الضعفاء والمتروكون، لابن الجوزي، تحقيق: عبد الله القاضي، الكتب العلمية، 1406 هـ.

284 -

الضعفاء، لأبي نعيم، تحقيق: فاروق حمادة، دار الثقافة، ط: الأولى، 1405 هـ.

285 -

الضعفاء، وأجوبة أبي زرعة الرازي على سؤالات البرذعي، لأبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد الرازي، تحقيق: د. سعدي الهاشمي، الجامعة الإسلامية - المدينة المنورة، ط: الأولى، 1402 هـ.

ص: 642

286 -

ضعيف الجامع الصغير، للألباني، المكتب الإسلامي، ط: الثالثة، 1410 هـ.

287 -

الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، للسخاوي، دار مكتبة الحياة، بيروت.

288 -

ضوابط الجرح والتعديل، تأليف: د. عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم العبد اللطيف.

289 -

الطب النبوي، لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق: مصطفى دونمز، دار ابن حزم، ط: الأولى، 1427 هـ.

290 -

طبقات الأسماء المفردة، للبرديجي، تحقيق: عبده علي كوشك، دار المأمون، ط: الأولى، 1410 هـ.

291 -

طبقات الحنابلة، للقاضي أبي يعلى، تحقيق: عبد الرحمن العثيمين، 1419 هـ.

292 -

طبقات الشافعية الكبرى، للسبكي، تحقيق: محمود الطناحي وعبد الفتاح الحلو، دار هجر، ط: الثانية، 1413 هـ.

293 -

طبقات الشافعية، لابن قاضي شهبة، تحقيق: الحافظ عبد العليم خان، عالم الكتب، ط: الأولى، 1407 هـ.

294 -

طبقات الصوفية، للسلمي، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، الكتب العلمية، 1419.

295 -

الطبقات الكبرى (القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم)، لابن سعد، تحقيق: د. زياد محمد منصور، العلوم والحكم، 1408 هـ.

296 -

الطبقات الكبرى، لابن سعد، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، ط: الأولى، 1968.

297 -

طبقات المحدثين بأصبهان، لأبي الشيخ الأصبهاني، تحقيق: عبد الغفور البلوشىِ، مؤسسة الرسالة، ط: الأولى، 1412 هـ.

298 -

الطهور، لأبي عبيد، تحقيق: مشهور حسن، مكتبة الصحابة، ط: الأولى، 1414.

299 -

عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي، لأبي بكر ابن العربي، دار الكتب العلمية (مصورة عن الطبعة القديمة).

300 -

عجائب الآثار في التراجم والأخبار، لعبد الرحمن الجبرتي، دار الجيل، بيروت.

ص: 643

301 -

العزلة، لأبي سليمان حمد بن محمد الخطابي، تحقيق: ياسين محمد السوَّاس، دار ابن كثير دمشق - بيروت، ط: الثانية، 1410 هـ.

302 -

العظمة، لأبي الشيخ الأصبهاني، تحقيق: رضاء اللَّه المباركفوري، العاصمة، ط: الأولى، 1408 هـ.

303 -

العقل وفضله، لابن أبي الدنيا، تحقيق: لطفي الصغير، دار الراية، ط: الأولى، 1409.

304 -

علل الترمذي الكبير (بترتيب أبي طالب القاضي)، تحقيق: محمود محمد خليل وصبحي السامرائي، الدار العثمانية والمكتبة الإسلامية، ط: الأولى، 1428 هـ.

305 -

العلل المتناهية في الأحاديث الواهية، لأبي الفرج ابن الجوزي، تحقيق: إرشاد الحق الأثري، إدارة ترجمان السُّنة - شادمان - لاهور، توزيع: المكتبة الإمدادية.

306 -

العلل الواردة في الأحاديث النبوية، للدارقطني، تحقيق: محفوظ الرحمن زين وغيره، دار طيبة، ط: الأولى، 1405 هـ.

307 -

العلل ومعرفة الرجال (رواية المروذي وغيره)، تحقيق: وصي اللَّه عباس، الدار السلفية، ط: الأولى، 1408 هـ.

308 -

العلل ومعرفة الرجال، لأبي عبد الله أحمد بن حنبل، تحقيق: وصي اللَّه عباس، دار الخاني، ط: الثانية، 1422 هـ.

309 -

العلل، لابن أبي حاتم الرازي، تحقيق: فريق من الباحثين بإشراف: د. سعد الحميد ود. خالد الجُريسي، ط: الأولى، 1427 هـ.

310 -

العلم، لأبي خيثمة، تحقيق: الألباني، المكتب الإسلامي، ط: الثانية، 1403 هـ.

311 -

عمل اليوم والليلة لابن السني، تحقيق: بشير محمد عيون، مكتبة دار البيان ومكتبة المؤيد.

312 -

العيال لابن أبي الدنيا، تحقيق: نجم الخلف، دار ابن القيم، ط: الأولى، 1990 م.

313 -

العين، للخليل بن أحمد الفراهيدي، تحقيق: مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي، دار الهلال.

ص: 644

314 -

عيون الأثر في فنون المغازي والسير، لأبي الفتح محمد بن عبد الله بن يحي بن سيد الناس اليعمري، تحقيق: د. محمد عيد الخطراوي، ومحيي الدين مستو، مكتبة دار التراث - المدينة المنورة، ودار ابن كثير - دمشق.

315 -

عيون الأخبار، لابن قتيبة، مطبعة دار الكتب المصرية، 1996 م.

316 -

الغاية في شرح منظومة ابن الجزري في الرواية، لشمس الدين عبد الرحمن بن محمد السخاوي، تحقيق: محمد سيدي الأمين، دار القلم - دمشق، ط: الأولى، 1413 هـ.

317 -

الغرائب الملتقطة، لابن حجر (رسالة محققة في الجامعة الإسلامية بقسم علوم الحديث، مقدمة من قبل الطالب: العربي دائز الفرياطي).

318 -

الغرائب الملتقطة، لابن حجر، (رسالة محققة في الجامعة الإسلامية بقسم علوم الحديث، مقدمة من قبل الطالب: حسن علي ورسمة).

319 -

الغرائب الملتقطة، لابن حجر، (رسالة محققة في الجامعة الإسلامية بقسم علوم الحديث، مقدمة من قبل الطالب: وسيم عصام شبلي).

320 -

الغرائب الملتقطة، لابن حجر، (رسالة محققة في الجامعة الإسلامية بقسم علوم الحديث، مقدمة من قبل الطالب: خير حسيني).

321 -

الغرائب الملتقطة، لابن حجر، (رسالة محققة في الجامعة الإسلامية بقسم علوم الحديث، مقدمة من قبل الطالب: إيروان سفيان).

322 -

الغرائب الملتقطة، لابن حجر، مخطوط مصور من مكتبة "يني جامع"(ثلاثة أجزاء) برقم (11/ 199)، (11/ 200)، (11/ 201).

323 -

غريب الحديث، لعبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، تحقيق: د. عبد الله الجبوري، مطبعة العاني - بغداد، ط: الأولى، 1397 هـ.

324 -

غريب الحديث، لأبي سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي المعروف بالخطابي، تحقيق: عبد الكريم إبراهيم العزباوي، نشر جامعة أم القرى - مكة المكرمة، 1402 هـ.

325 -

غريب الحديث، لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي، تحقيق: د. حسين محمد محمد شرف، مراجعة: مصطفى حجازي، مجمع اللغة العربية بمصر، سنة 1415 هـ.

326 -

غريب الحديث، للحربي، تحقيق: سليمان إبراهيم العايد، جامعة أم القرى، ط: الأولى، 1405 هـ.

ص: 645

327 -

غريب الحديث، للخطابي، تحقيق: عبد الكريم العزباوي، جامعة أم القرى، ط: الثانية، 1422 هـ.

328 -

الغريبين في القرآن والحديث، لأبي عبيد اللهروي، تحقيق: أحمد فريد المزيدي، مكتبة الباز، ط: الأولى، 1419 هـ.

329 -

الغماز على اللماز، للسمهودي، تحقيق: محمد إسحاق السلفي، دار اللواء، ط: الأولى، 1401 هـ.

330 -

غوامض الأسماء المبهمة الواقعة في متون الأحاديث المسندة، لأبي القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال، تحقيق: د. عز الدين علي السيد، ومحمد كمال الدين عز الدين، دار عالم الكتب، ط: الأولى، 1407 هـ.

331 -

الفائق في غريب الحديث، لمحمود بن عمر جار اللَّه الزمخشري، تحقيق: علي محمد البجاوي، ومحمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر، ط: 1414 هـ.

332 -

فتاوى الإمام النووي المسمَّاة بـ "المسائل المنثورة"، ترتيب تلميذه الشيخ علاء الدين ابن العطار، تحقيق: محمد الحجار، دار البشائر الإسلامية، ط: السادسة، 1417 هـ.

333 -

فتح الباب في الكنى والألقاب، لأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الأصبهاني، تحقيق: نظر محمد الفريابي، مكتبة الكوثر، ط الأولى، 1417 هـ.

334 -

فتح الباري، لابن حجر، صححه وحققه: عبد العزيز بن باز، دار المعرفة - بيروت، ط: الأولى، 1379 هـ.

335 -

فتح العزير شرح الوجيز (الشرح الكبير)، للرافعي، تحقيق: علي معوض وعادل عبد الموجود، الكتب العلمية، ط: الأولى، 1417 هـ.

336 -

فتح المغيث بشرح ألفية الحديث، لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، تحقيق: د. عبد الكريم بن عبد الله الخضير ود. محمد بن عبد الله آل فهيد، مكتبة دار المنهاج، ط: الأولى، 1426 هـ.

337 -

الفرج بعد الشدة، لأبي بكر بن أبي الدنيا، مصطفى عبد القادر عطا، مؤسسة الكتب الثقافية، ط: الأولى، 1413 هـ.

338 -

الفردوس بمأثور الخطاب، لأبي شجاع الديلمي، تحقيق: السعيد بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1406 هـ.

ص: 646

339 -

فصل المقال في شرح كتاب الأمثال، لأبي عبيد البكري، تحقيق: إحسان عباس، مؤسسة الرسالة - بيروت، سنة 1971 م.

340 -

الفصل للوصل المدرج في النقل، لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الشهير بالخطيب البغدادي، تحقيق: محمد مطر الزهراني، دار الهجرة، ط: الأولى، 1418 هـ.

341 -

فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم، لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق: صالح بن محمد العقيل، دار البخاري - المدينة المنورة، ط: الأولى، 1417 هـ.

342 -

فضائل الصحابة، لأحمد بن حنبل، تحقيق: د. وصي اللَّه عبَّاس (رسالة دكتوراه مقدمة لجامعة الملك عبد العزيز - مكة المكرمة).

343 -

فضائل القرآن، لابن الضريس، تحقيق: عروة بدير، دار الفكر - دمشق، ط: الأولى، 1408 هـ.

344 -

فضائل القرآن، لأبي عبيد القاسم بن سلام، تحقيق: مروان العطية، ومحسن خرابة، ووفاء تقي الدين، دار ابن كثير؛ دمشق - بيروت، ط: الأولى، 1420 هـ.

345 -

فضائل بيت المقدس، لأبي بكر الواسطي، تحقيق: أ. حسون، دار ماغنس للنشر، الجامعة العبرية، القدس، 1979 م.

346 -

فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لإسماعيل بن إسحاق القاضي، تحقيق: الألباني، المكتب الإسلامي، ط: الأولى، 1977 م.

347 -

الفقيه والمتفقه، لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، تحقيق: عادل بن يوسف العزازي، مكتبة التوعية الإسلامية 1427 هـ (مصورة عن دار ابن الجوزي).

348 -

الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط، المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية - مؤسسة آل البيت، عمَّان.

349 -

فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، لعبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، تحقيق: إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي - بيروت، ط: الثانية، 1982 م.

350 -

فهرسة ابن خير الإشبيلي، تحقيق: محمد فؤاد منصور، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1419 هـ.

351 -

الفهرست، لابن النديم، دار المعرفة، 1398 هـ.

ص: 647

352 -

فوائد أبي محمد الفاكهي (حديث أبي محمد عبد الله بن محمد الفاكهي (353 هـ) عن أبي يحيى بن أبي مسرة عن شيوخه)، تحقيق: محمد بن عبد الله بن عايض الغباني، مكتبة الرشد وشركة الرياض، ط: الأولى، 1419 هـ.

353 -

الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، للإمام محمد بن علي بن محمد الشوكاني، تحقيق: عبد الرحمن يحيى المعلمي اليماني، المكتب الإسلامي - بيروت، ط: الثالثة، 1407 هـ.

354 -

الفوائد المنتخبة الصحاح والغرائب (المهروانيات)، للخطيب البغدادي، تحقيق: خليل بن محمد العربي، دار الراية، 1419 هـ.

355 -

الفوائد المنتقاة الغرائب والعوالي (الخلعيات)، تخريج أحمد بن الحسن الشيرازي، رواية أبي الحسن الخِلعي، اعتنى به: صالح اللحام، الدار العثمانية ومؤسسة الريان، ط: الأولى، 1431 هـ.

356 -

الفوائد المنتقاة الغرائب والعوالي (الخِلَعيَّات)، للخِلَعي (رسالة دكتوراة مقدمة إلى كلية الحديث بالجامعة الإسلامية/ قسم علوم الحديث؛ تقديم: د. علي النهاري) (من جزء 1 - 10).

357 -

الفوائد المنتقاة الغرائب والعوالي (الخِلَعيَّات)، للخِلَعي، [النسخة الأزهرية - رقم الفيلم 228](من نهاية الجزء 2 إلى الجزء 20).

358 -

الفوائد الموضوعة في الأحاديث الموضوعة، للشيخ مرعي بن يوسف الكرمي، تحقيق: محمد بن لطفي الصباغ، دار الورَّاق.

359 -

الفوائد، لتمام الرازي، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، مكتبة الرشد، 1412 هـ.

360 -

فيض القدير، للمناوي، تحقيق: أحمد عبد السلام، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1415 هـ.

361 -

القاموس المحيط؛ لمجد الدين محمد يعقوب الفيروز آبادي، تحقيق: محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، ط: السابعة، 1424 هـ.

362 -

القدر، للفريابي، تحقيق: عبد الله المنصور، أضواء السلف، ط: الأولى، 1418 هـ.

363 -

القصيدة المنفرجة المطبوعة مع شرحها، لزكريا الأنصاري المطبوعة باسم "المنفرجتان"، بتحقيق: عبد المجيد دياب، دار الفضيلة بالقاهرة، بدون تاريخ نشر.

ص: 648

364 -

قضاء الحوائج، لابن أبي الدنيا، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، مكتبة القرآن.

365 -

القضاء والقدر، للبيهقي، تحقيق: محمد بن عبد الله آل عامر، العبيكان، ط: الأولى، 1421 هـ.

366 -

القناعة والتعفُّف، لابن أبي الدنيا، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، مؤسسة الكتب الثقافية، ط: الأولى، 1413 هـ.

367 -

قواعد الأحكام في إصلاح الأنام (القواعد الكبرى)، لعز الدين عبد العزيز بن عبد السلام، تحقيق: نزير كمال حماد وعثمان جمعة ضميرية، دار القلم - دمشق، ط: الأولى، 1429 هـ.

368 -

قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد، لأبي طالب مكي محمد بن علي بن عطية الحارثي، تحقيق: د. عاصم إبراهيم الكيالي، دار الكتب العلمية، ط: الثانية، 1426 هـ.

369 -

القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع، لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، تحقيق: بشير محمد عيون، مكتبة المؤيد ومكتبة دار البيان، ط: الأولى، 1408 هـ.

370 -

الكاشف، للذهبي، تحقيق: محمد عوامة وأحمد الخطيب، دار القبلة، ط: الأولى، 1413 هـ.

371 -

الكافي الشافِ في تخريج أحاديث الكاشف، لابن حجر، دار المعرفة، بيروت.

372 -

الكامل، لابن عدي، تحقيق: يحيى غزاوي، دار الفكر، ط: الثالثة، 1409 هـ.

373 -

كتاب الآثار، لأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، تحقيق: أبو الوفا، نشر: لجنة إحياء المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن - الهند، وصُوِّر في دار الكتب العلمية.

374 -

كتاب الأموال، لأبي عبيد القاسم بن سلام، تحقيق: أبو أنس سيد بن رجب، تقديم: أبو إسحاق الحويني، دار الهدي النبوي ودار الفضيلة، ط: الأولى، 1428 هـ.

375 -

كتاب التوكل على الله، لابن أبي الدنيا، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، مؤسسة الكتب الثقافية، ط: الأولى، 1413 هـ.

ص: 649

376 -

كتاب الدعاء، لأبي القاسم الطبراني، تحقيق: د. محمد سعيد بن محمد حسن البخاري (رسالة دكتوراه)، دار البشائر، ط: الأولى، 1407 هـ.

377 -

كتاب السُّنَّة، لأبي بكر بن أبي عاصم الشيباني، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، ط: الثالثة، 1413 هـ.

378 -

كتاب العقل وفضله، لأبي بكر عبد اللَّه بن محمد بن أبي الدنيا، تحقيق: السعيد بن بسيوني زغلول ويسري عبد الغني عبد اللَّه، مؤسسة الكتب الثقافية، ط: الأولى، 1413 هـ.

379 -

كتاب العِيال، لأبي بكر عبد اللَّه بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا القرشي، تحقيق: د. نجم عبد الرحمن خَلَف، دار ابن القيم، ط: الأولى، 1410 هـ.

380 -

كتاب المختلطين، للعلائي، تحقيق: رفعت فوزي وعلي عبد الباسط، الخانجي، 1996 م.

381 -

كتاب المنامات، لأبي بكر عبد اللَّه بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا القرشي، تحقيق: عبد القادر أحمد عطا، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت، ط: الأولى، 1413 هـ.

382 -

الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، لجار اللَّه محمود بن عمر الزمخشري، تحقيق: عادل عبد الموجود وعلي معوض، مكتبة العبيكان، ط: الأولى، 1418 هـ.

383 -

كشف الأستار، للهيثمي، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، مؤسسة الرسالة، ط: الأولى، 1399 م.

384 -

الكشف الحثيث عمن رُمي بوضع الحديث، لبرهان الدين الحلبي أبي الوفا إبراهيم بن محمد بن خليل سبط ابن العجمي (841 هـ)، تحقيق: صبحي السامرَّائي، عالم الكتب ومكتبة النهضة، ط: الأولى، 14407 هـ.

385 -

كشف الخفاء ومزيل الإلباس، للعجلوني، دار إحياء التراث العربي، ط: الثالثة، 1408 هـ.

386 -

كشف الظنون، لحاجي خليفة، دار إحياء التراث العربي، بيروت.

387 -

الكشف والبيان عن تفسير القرآن (تفسير الثعلبي)، لأبي إسحاق أحمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري، دار إحياء التراث العربي، ط: الأولى، 1422 هـ.

388 -

كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، لعلاء الدين علي بن حسام الدين المتقي الهندي البرهان فوري (المتوفى: 975 هـ)، تحقيق: بكري حياني - صفوة السقا، مؤسسة الرسالة، ط: الخامسة، 1405 هـ.

ص: 650

389 -

الكنى والأسماء، لأبي بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي، تحقيق: نظر محمد الفريابي، دار ابن حزم، ط: الأولى، 1421 هـ.

390 -

الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة، لنجم الدين محمد بن محمد الغَزِّي، تحقيق: خليل المنصور، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1418 هـ.

391 -

الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات، لأبي البركات محمد بن أحمد المعروف بابن الكيال، تحقيق: عبد القيوم عبد ربّ النبي، دار المأمون - بيروت، ط: الأولى، 1981 م.

392 -

اللؤلؤ المرصوع فيما لا أصل له أو بأصله موضوع، لمحمد بن خليل بن إبراهيم المشيشي الطرابلسي القاوقجي المتوفى سنة (1305 هـ)، تحقيق: فواز أحمد زمرلي، دار البشائر الإسلامية - بيروت، ط: الأولى، 1415 هـ.

393 -

اللآلئ المصنوعة، للسيوطي، تحقيق: صلاح عويضة، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1998 م.

394 -

اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة (أو: التذكرة في الأحاديث المشتهرة)، لمحمد بن عبد الله بن بهادُر الزركشي، تحقيق: د. محمد لطفي الصباغ، المكتب الإسلامي، ط: الأولى، 1417 هـ.

395 -

اللباب في تهذيب الأنساب، لأبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد الشيباني الجزري، دار المثنى - بغداد.

396 -

لسان العرب، لابن منظور، دار صادر، ط: الأولى.

397 -

لسان الميزان، لابن حجر، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية، ط: الأولى، 1423 هـ.

398 -

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف، لأحمد بن رجب الحنبلي البغدادي، تحقيق: طارق عوض الله، المكتب الإسلامي، ط: الأولى، 1428 هـ.

399 -

اللطائف واللطف لأبي منصور الثعالبي، تحقيق: د. محمود عبد الله الجادر، مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع، ط: الأولى، 1404 هـ.

400 -

المؤتَلِف والمختَلِف، لأبي الحسن الدارقطني، تحقيق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر، دار الغرب الإسلامي - بيروت، ط: الأولى، 1406 هـ.

401 -

مؤلفات السخاوي، لمشهور سلمان وأحمد الشقيرات، دار ابن حزم، ط: الأولى، 1419 هـ.

ص: 651

402 -

المتفق والمفترق، لأبي بكر الخطيب البغدادي، تحقيق: د. محمد صادق آيدن الحامدي (رسالة دكتوراة)، دار القادري، ط: الأولى، 1417 هـ.

403 -

المجالسة وجواهر العلم، لأبي بكر الدينوري، تحقيق: مشهور حسن، دار ابن حزم، ط: الأولى، 1419 هـ.

404 -

المجروحين، لابن حبان، تحقيق: إبراهيم زايد، دار المعرفة، ط: الأولى، 1422 هـ (وهي الطبعة المعتمدة عندي).

405 -

المجروحين، لابن حبان، تحقيق: حمدي السلفي، دار الصميعي، ط: الأولى، 1420 (لم أرجع إلى هذه الطبعة إلا في مواضع نادرة، وقد نبَّهتُ عند ذلك).

406 -

مجمع الأمثال، للميداني، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار المعرفة.

407 -

مجمع الزوائد، للهيثمي، دار الفكر، 1412 هـ.

408 -

مجموع الفتاوى، لابن تيمية، تحقيق: عبد الرحمن بن قاسم، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

409 -

المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث، لأبي موسى المديني، تحقيق: عبد الكريم الغرباوي، جامعة أم القرى، ط: الأولى، 1406 هـ.

410 -

المجموع شرح المهذب، لأبي زكريا محي الدين يحيى بن شرف النووي، دار الفكر (مصورة عن طبعة التضامن الأخوي 1344 هـ).

411 -

مجموع فيه مصنفات أبي جعفر ابن البختري، لمحمد بن عمرو بن البختري بن مدرك بن سليمان البغدادي الرزاز (339 هـ)، تحقيق: نبيل سعد الدين جرار، دار البشائر الإسلامية، ط: الأولى، 1422 هـ.

412 -

محاسن الشريعة في فروع الشافعية، لأبي بكر محمد بن علي الشاشي المعروف بالقفَّال الكبير، تحقيق: محمد علي سَمَك، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1428 هـ.

413 -

المحدث الفاصل بين الراوي والواعي، للقاضي الرامهرمزي، حققه: محمد عجاج الخطيب، دار الفكر، ط: الثالثة، 1404 هـ.

414 -

المحكم، لابن سيده، تحقيق عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية، 2000 م.

415 -

المحلى بالآثار، لابن حزم، تحقيق: أحمد محمد شاكر، المطبعة المنيرية، ط: الأولى، 1347 هـ.

ص: 652

416 -

مختصر المقاصد الحسنة، للزرقاني، تحقيق: د. محمد لطفي الصباغ، المكتب الإسلامي، ط: الرابعة، 1409 هـ.

417 -

مختصر خلافيات البيهقي، لابن فرح اللخمي الإشبيلي، تحقيق: د. إبراهيم الخضير، مكتبة الرشد وشركة الرياض، ط: الأولى، 1417 هـ.

418 -

مختصر قيام الليل، وقيام رمضان، وكتاب الوتر، لمحمد بن نصر المروزي، اختصار: أحمد بن علي المقريزي، الناشر: حديث أكادمي، فيصل آباد - باكستان، ط: الأولى، 1408 هـ.

419 -

مختصر كتاب الوتر، لمحمد بن نصر المروزي، اختصره: أحمد بن علي المقريزي، تحقيق: إبراهيم العلي ومحمد عبد الله، مكتبة المنار، ط: الأولى، 1413 هـ.

420 -

المخزون في علم الحديث، لأبي الفتح محمد بن الحسين الأزدي، تحقيق: محمد إقبال محمد إسحاق السلفي، الدار العلمية، دلهي - الهند، ط: الأولى، 1408 هـ.

421 -

المُخَلِّصيَّات، لأبي طاهر المخلص، بانتقاء أبي الفتح بن أبي الفوارس، تحقيق: نبيل جرار، وزارة الشؤون الإسلامية بقطر، ط: الأولى، 1429 هـ.

422 -

مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، لمحمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية، تحقيق: محمد حامد الفقي، دار الكتاب العربي - بيروت، ط: الثانية، 1393 هـ -1973 م.

423 -

المدخل إلى السنن الكبرى، لأبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، تحقيق: د. محمد ضياء الرحمن الأعظمي، أضواء السلف، ط: الثانية، 1420 هـ.

424 -

المدخل، لابن الحاج، دار الفكر 1401 هـ.

425 -

المراسيل، لابن أبي حاتم الرازي، تحقيق: شكر الله قوجاني، مؤسسة الرسالة، 1397.

426 -

المراسيل، لأبي داود، تحقيق: عبد الله بن مساعد الزهراني، دار الصميعي.

427 -

المرض والكفارات، لابن أبي الدنيا، تحقيق: عبد الوكيل الندوي، الدار السلفية، ط: الأولى، 1411 هـ.

428 -

المزكيات (وهي الفوائد المنتخبة الغرائب العوالي من حديث أبي إسحاق المزكي انتقاء وتخريج الدارقطني)، لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سَخْتَوَيْه النَّيْسابوري المُزَكِّي، تحقيق: أحمد بن فارس السلوم، دار البشائر الإسلامية، ط: الأولى، 1425 هـ.

ص: 653

429 -

مساوئ الأخلاق، للخرائطى، تحقيق: مصطفى الشلبى، مكتبة السوادي، ط: الأولى، 1412 هـ.

430 -

المستدرك على الصحيحين، لأبي عبد الله الحاكم، الطبعة الهندية.

431 -

المستقصى في أمثال العرب، للزمخشري، دار الكتب العلمية، ط: الثانية، 1978 م.

432 -

مسند ابن أبي شيبة، لأبي بكر بن أبي شيبة، تحقيق: عادل العزازي وأحمد فريد، دار الوطن، ط: الأولى، 1418 هـ.

433 -

مسند أبي عوانة، تحقيق: أيمن بن عارف الدمشقي، المعرفة، ط: الأولى، 1419 هـ.

434 -

مسند أبي يعلى الموصلي، تحقيق: حسين سليم أسد، دار المأمون، ط: الأولى، 1404 هـ.

435 -

مسند أحمد بن حنبل، لأبي عبد الله أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، ط: الثانية، 1420 هـ.

436 -

مسند إسحاق بن راهويه، تحقيق: عبد الغفور البلوشي، مكتبة الإيمان، ط: الأولى، 1412 هـ.

437 -

مسند الإمام أبي حنيفة، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، تحقيق: نظر بن محمد الفريابي، مكتبة الكوثر، ط: الأولى، 1415 هـ.

438 -

مسند البزار (البحر الزخار)، لأبي بكر البزار، تحقيق: محفوظ الرحمن زين وآخرين، مكتبة العلوم والحكم، ط: الأولى، 1409 هـ.

439 -

مسند الدارمي، لأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، تحقيق: حسين سليم أسد، دار المغني، ط: الأولى، 1421 هـ.

440 -

مسند الروياني، تحقيق: أيمن علي أبو يماني، مؤسسة قرطبة، ط: الأولى، 1416 هـ.

441 -

مسند الشاشي، تحقيق: محفوظ الرحمن زين الله، العلوم والحكم، ط: الأولى، 1410.

442 -

مسند الشافعي (بترتيب السندي)، تحقيق: محمد زاهد الكوثري، باعتناء: يوسف الزواوي الحسني وعزت العطار الحسني، مصورة في دار الكتب العلمية - بيروت، 1370 هـ.

443 -

مسند الشاميين، للطبراني، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفىِ، مؤسسة الرسالة، ط: الأولى، 1405 هـ.

ص: 654

444 -

مسند الشهاب، للقضاعي، تحقيق: حمدي السلفي، مؤسسة الرسالة، ط: الثانية، 1407 هـ.

445 -

مسند الطيالسي، لأبي داود الطيالسي، تحقيق: د. محمد التركي، دار هجر، ط: الأولى، 1419 هـ.

446 -

مسند الفردوس، لأبي منصور الديلمي، مخطوط مصور من "المكتبة السعيدية" برقم (51).

447 -

مسند الفردوس، لأبي منصور الديلمي، مخطوط مصور من مكتبة "لا له لي" برقم (648).

448 -

المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني، تحقيق: محمد حسن محمد حسن إسماعيل الشافعي، دار الكتب العلمية - بيروت، ط: الأولى، 1417 هـ.

449 -

مشارق الأنوار على صحاح الآثار، للقاضي عياض، المكتبة العتيقة ودار التراث.

450 -

مشكاة المصابيح، للخطيب التبريزي، تحقيق: الألباني، المكتب الإسلامي، ط: الثالثة، 1405 هـ.

451 -

مشيخة ابن شاذان الصغرى، لأبي علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان (426 هـ)، تحقيق: عصام موسى هادي، مكتبة الغرباء الأثرية، ط: الأولى، 1419 هـ.

452 -

المصاحف، لأبي بكر بن أبي داود، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1405 هـ.

453 -

مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه، لأحمد بن أبي بكر البوصيري، تحقيق: موسى محمد علي وعزت على عطية، دار الكتب الإسلامية، ط: 1405 هـ.

454 -

المصنف، لأبي بكر بن أبي شيبة، تحقيق: محمد عوامة، دار القبلة، ط: الأولى، 1427 هـ.

455 -

المصنف، لعبد الرزاق بن همام الصنعاني، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإسلامي.

456 -

المصنوع في معرفة الحديث الموضوع، للملا علي بن سلطان الهروي القاري، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية - حلب.

457 -

المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، لابن حجر، تحقيق مجموعة من الباحثين، دار العاصمة، ط: الأولى، 1419 هـ.

ص: 655

458 -

المعجم (معجم شيوخ أبي يعلى)، لأبي يعلى أحمد بن المثنى التميمي، تحقيق: حسين سليم أسد، دار المأمون، ط: الأولى، 1410 هـ.

459 -

معجم أسامي شيوخ أبي بكر الإسماعيلي، لأبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي، تحقيق: د. زياد محمد منصور، مكتبة العلوم والحكم، ط: الأولى، 1410 هـ.

460 -

معجم الأدباء، لياقوت الحموي، تحقيق: إحسان عباس، دار الغرب، ط: الأولى، 1993 م.

461 -

المعجم الأوسط، للطبراني، تحقيق: طارق عوض الله، دار الحرمين، 1415 هـ.

462 -

معجم البلدان، لياقوت الحموي، دار صادر، بيروت.

463 -

معجم السَّفَر، للسِّلفي، تحقيق: عبد الله البارودي، المكتبة التجارية، مكة المكرمة.

464 -

معجم الشيوخ، لأبي الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصَّيداوي، تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري، مؤسسة الرسالة - دار الإيمان، ط: الأولى، 1405 هـ.

465 -

معجم الشيوخ، لأبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر، تحقيق: الدكتورة وفاء تقي الدين، دار البشائر، ط: الأولى، 1421 هـ.

466 -

معجم الشيوخ، لتاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي، تخريج: شمس الدين أبي عبد الله بن سعد الصالحي الحنبلي، (759 هـ)، تحقيق: د. بشار عواد، ورائد يوسف العنبكي، ومصطفى إسماعيل الأعظمي، دار الغرب الإسلامي، ط: الأولى، 2004 م.

467 -

معجم الصحابة، لأبي الحسين عبد الباقي بن قانع بن مرزوق الأموي، تحقيق: صلاح بن سالم المصراتي، مكتبة الغرباء الأثرية، ط الأولى، 1418 هـ.

468 -

معجم الصحابة، لأبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، تحقيق: محمد الأمين بن محمد الجكني، مكتبة دار البيان - الكويت، ط: الأولى، 1421 هـ.

469 -

المعجم الصغير لرواة الإمام ابن جرير الطبري الذين أخرج لهم في كتبه المسندة المطبوعة، لأكرم بن محمد زيادة الفالوجي، الدار الأثرية ودار ابن عفان، ط: الأولى، 1426.

ص: 656

470 -

المعجم الصغير، للطبراني، تحقيق: محمد شكور، المكتب الإسلامي ودار عمار، ط: الأولى، 1405 هـ.

471 -

المعجم الكبير، لأبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الشامي الطبراني (الأجزاء 13، 14)، تحقيق: فريق من الباحثين بإشراف وعناية: د. سعد بن عبد الله الحميد، ود. خالد بن عبد الرحمن الجريسي، ط: الأولى، 1429 هـ.

472 -

المعجم الكبير، للطبراني، تحقيق: حمدي السلفي، مكتبة ابن تيمية، ط: الثانية.

473 -

معجم المؤلفين (تراجم مصنفي الكتب العربية)، لعمر رضا كحالة، مؤسسة الرسالة، 1376 هـ.

474 -

المعجم المختص بالمحدثين، للحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: د. محمد الحبيب الهيلة، مكتبة الصديق - الطائف، ط: الأولى، 1408 هـ.

475 -

معجم المختلطين، لمحمد بن طلعت، أضواء السلف، ط: الأولى، 1425 هـ.

476 -

معجم المدلسين، لمحمد بن طلعت، أضواء السلف، ط: الأولى، 1426 هـ.

477 -

المعجم المفهرس، لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: محمد شكور محمود الحاجي، مؤسسة الرسالة، ط: الأولى، 1418 هـ.

478 -

المعجم في أصحاب القاضي أبي علي الصدفي، لأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي الشهير بابن الأبار، دار صادر، ط: الأولى، 1885 م.

479 -

معجم مقاييس اللغة، لأبي الحسين أحمد بن فارِس بن زكَرِيّا، تحقيق: عبد السَّلام محمد هَارُون، دار الجيل، 1420 هـ.

480 -

المعجم، لابن المقرئ، تحقيق: عادل بن سعد، مكتبة الرشد، ط: الأولى، 1419 هـ.

481 -

المعجم، لأبي بكر الإسماعيلي، تحقيق: زياد محمد منصور، مكتبة العلوم والحكم، 1410 هـ.

482 -

معرفة التذكرة، لابن طاهر المقدسي، تحقيق: عماد الدين أحمد حيدر، مؤسسة الكتب الثقافية، 1406 هـ.

ص: 657

483 -

معرفة الثقات، للعجلي، تحقيق: عبد العليم البستوي، مكتبة الدار، ط: الأولى، 1405 هـ.

484 -

معرفة الرجال عن يحيى بن معين رواية أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز، تحقيق: محمد كامل القصار، نشره: مجمع اللغة العربية بدمشق، ط: الأولى، 1405 هـ.

485 -

معرفة السنن والآثار، للبيهقي، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، جامعة الدراسات الإسلامية وغيرها، ط: الأولى، 1412 هـ.

486 -

معرفة الصحابة، لابن منده، تحقيق: عامر حسن صبري، جامعة الإمارات، ط: الأولى، 1426 هـ.

487 -

معرفة الصحابة، لأبي نعيم، تحقيق: عادل العزازي، دار الوطن، ط: الأولى، 1419.

488 -

معرفة علوم الحديث، لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم، تحقيق: أحمد بن فارس السلوم، دار ابن حزم، ط: الأولى، 1424 هـ.

489 -

المعرفة والتاريخ، للفسوي، تحقيق: خليل المنصور، دار الكتب العلمية.

490 -

المعين في طبقات المحدثين، للذهبي، تحقيق: همام سعيد، دار الفرقان، ط: الأولى.

491 -

مغازي موسى بن عقبة، جمع ودراسة وتخريج: محمد باقشيش أبي مالك، المملكة المغربية جامعة ابن أزهر - أكادير، مطبعة المعارف الجديدة - الرباط 1994 م.

492 -

مغاني الأخيار في رجال معاني الآثار، لبدر الدين العيني، (مخطوط: نسخة دار الكتب المصرية) [برقم 6651](مصورة في مكتبة الشيخ حماد الأنصاري).

493 -

المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأسفار، لأبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي، تحقيق: أشرف عبد المقصود، مكتبة طبرية، ط: الأولى، 1415 هـ.

494 -

المغني في الضعفاء، للذهبي، تحقيق: نور الدين عتر، إدارة إحياء التراث الإسلامي، قطر.

495 -

المقتنى في سرد الكنى، للذهبي، تحقيق: محمد صالح عبد العزيز، الجامعة الإسلامية، 1408 هـ.

ص: 658

496 -

مقدمة ابن الصلاح، تحقيق: د. عائشة بنت الشاطئ، دار المعارف، (طبعة جديدة).

497 -

مكارم الأخلاق ومعاليها ومحمود طرائقها، لأبي بكر محمد بن جعفر بن محمد بن سهل السامري الخرائطي، تحقيق: أيمن عبد الجابر البحيري، دار الآفاق العربية، ط: الأولى، 1419 هـ.

498 -

مكارم الأخلاق ومعاليها، للخرائطي، تحقيق: عبد الله بن بجاش الحميري، مكتبة الرشد، ط: الأولى، 1427 هـ.

499 -

مكارم الأخلاق، لابن أبي الدنيا، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، مكتبة القرآن، 1411 هـ.

500 -

مكارم الأخلاق، للطبراني، تحقيق: فاروق حمادة، الرئاسة العامة للإفتاء.

501 -

مناحل الشفا ومناهل الصفا بتحقيق كتاب شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم، للحافظ أبي سعد عبد الملك بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الحركوشي، المتوفى سنة (407 هـ)، تحقيق: أبي عاصم نبيل العمري أل باعلوي، دار البشائر - بيروت، ط: الأولى، 1424 هـ (وقد تصرف المحقق في ترتيب أحاديث الكتاب وحذف الأسانيد).

502 -

المنار المنيف في الصحيح والضعيف، للإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الحنبلي الدمشقي الشهير بابن قيم الجوزية، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية - حلب 1403 هـ.

503 -

مناقب الشافعي، للبيهقي، تحقيق: السيد أحمد صقر، مكتبة دار التراث - القاهرة.

504 -

المنتخب من العلل، للخلال، لابن قدامة المقدسي، تحقيق: طارق بن عوض الله، دار الراية، ط: الأولى، 1419 هـ.

505 -

المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور، لتقي الدين الصيرفيني، تحقيق: خالد حيدر، دار الفكر، 1414 هـ.

506 -

المنتخب من مسند عبد بن حميد، لعبد بن حميد، تحقيق: السيد صبحي السامرائي ومحمود محمد الصعيدي، عالم الكتب ومكتبة النهضة، ط: الأولى، 1408 هـ.

507 -

المنتقى، لابن الجارود، تحقيق: عبد الله البارودي، مؤسسة الكتب الثقافية، ط: الأولى، 1408 هـ.

ص: 659

508 -

المنفردات والوحدان، لأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، تحقيق: عبد الغفار سليمان البغدادي والسعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 1408 هـ.

509 -

منهاج السنة النبوية، لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، تحقيق: د. محمد رشاد سالم، سنة النشر: 1406 هـ.

510 -

المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، للنووي، دار إحياء التراث العربي، ط: الثانية، 1392 هـ.

511 -

المنهاج في شعب الإيمان، لأبي عبد الله الحسين بن الحسن الحَليمي (403 هـ)، تحقيق: حلمي محمد فوده، دار الفكر، ط: الأولى، 1399 هـ.

512 -

مُوافقة الخُبْر الخَبَر في تخريج أحاديث المختصر، للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي وصبحي السامرائي، مكتبة الرشد، ط: الثالثة، 1413 هـ.

513 -

الموضوعات من الأحاديث المرفوعات، لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، تحقيق: د. نور الدين بن شكري بوياجيلار، دار ابن الجوزي، ط: الأولى، 1418 هـ.

514 -

الموضوعات، للصغاني، تحقيق: نجم الخلف، ط: الأولى، 1401 هـ.

515 -

الموطأ، للإمام مالك بن أنس (رواية يحيى بن يحيى الليثي)، تحقيق: بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، ط: الثانية، 1417 هـ.

516 -

الموقظة، للذهبي، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية، ط: الأولى، 1405 هـ.

517 -

ميزان الاعتدال في نقد الرجال، لأبي عبد الله الذهبي، تحقيق: علي البجاوي، دار الفكر.

518 -

نتائج الأفكار، لابن حجر، تحقيق: حمدي السلفي، دار ابن كثير، ط: الثانية، 1429 هـ.

519 -

نزهة المجالس ومنتخب النفائس، للشيخ عبد الرحمن بن عبد السلام الصفوري الشافعي (894 هـ)، مكتبة العلم والإيمان، سنة 1412 هـ.

520 -

نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية، للزيلعي، تحقيق: محمد عوامة، دار القبلة ومؤسسة الريان، ط: الثانية، 1424 هـ.

521 -

نظم العقيان في أعيان الأعيان، لجلال الدين السيوطي، المكتبة العلمية - بيروت.

ص: 660

522 -

نظم المتناثر، للكتاني، دار الكتب السلفية، ط: الثانية.

523 -

النفح الشذي، لابن سيد الناس، تحقيق: أبو جابر الأنصاري وعبد العزيز أبو رحلة وصالح اللحام، دار الصميعي، ط: الأولى، 1428 هـ.

524 -

النقد الصحيح لما اعترض عليه من أحاديث المصابيح، للعلائي، تحقيق: أ. د. عبد الرحيم القشقري، طبع في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، ط: الأولى، 1405 هـ.

525 -

النكت على كتاب ابن الصلاح، لابن حجر العسقلاني، تحقيق: د. ربيع بن هادي المدخلي، دار الراية، ط: الأولى، 1417 هـ.

526 -

النكت على نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر، لابن حجر العسقلاني، تحقيق: علي بن حسن بن عبد الحميد الأثري، دار ابن الجوزي، ط: السادسة، 1422 هـ.

527 -

نهاية المطلب في دراية المذهب، لإمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني، تحقيق: عبد العظيم محمود الديب، دار المنهاج، ط: الأولى، 1428 هـ.

528 -

النور السافر عن أخبار القرن العاشر، لعبدا لقادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس، تحقيق: د. أحمد حالو، ومحمود الأرنؤوط، وأكرم البوشي، دار صادر، ط: الأولى، 2001 م.

529 -

الهداية شرح البداية، للميرغيناني، تحقيق: نعيم أشرف نور أحمد، منشورات إدارة القرآن والعلوم الإسلامية، ط: الأولى، 1417 هـ.

530 -

هدية العارفين، لإسماعيل باشا، دار إحياء التراث العربي، بيروت.

531 -

هواتف الجِنَّان، لأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي، تحقيق: إبراهيم صالح، دار البشائر - دمشق، ط: الأولى، 1421 هـ.

532 -

الوافي بالوفيات، لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي، تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، دار إحياء التراث - بيروت، ط: الأولى، 1420 هـ.

533 -

وجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام، للسخاوي، تحقيق: بشار عواد وآخرين، مؤسسة الرسالة، ط: الأولى، 1416 هـ.

534 -

الورع، لابن أبي الدنيا، تحقيق: محمد بن حمد الحمود، الدار السلفية، ط: الأولى، 1408 هـ.

ص: 661

535 -

الوسيط في المذهب، لأبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي، تحقيق: أحمد محمود إبراهيم، ومحمد محمد تامر، دار السلام، ط: الأولى، 1417 هـ.

536 -

الوسيط في تفسير القرآن المجيد، للواحدي علي بن أحمد النيسابوري، تحقيق: مجموعة وتقديم: أ. د. عبد الحي الفرماوي، دار الكتب العلمية، ط: الأولى، 145 هـ.

537 -

وفيات الأعيان، لابن خلكان، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، ط: الأولى.

ص: 662