الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أصل هذا التحقيق
رسالة علمية نوقشت في قسم علوم الحديث
بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية
بتقدير: ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى
أشرف عليها: فضيلة الشيخ الدكتور محمد إبراهيم نور سيف
وناقشها
فضيلة الأستاذ الدكتور: عبد الرحيم بن محمد القشقري
وفضيلة الدكتور: محمد بن علي الغامدي
حرف الدال المهملة
482 - حديث: "الداخل له دهشة".
في رواية الأبناء عن الآباء من العباسيين
(1)
للجَلَّابي
(2)
بسند ضعيف، من حديث الحسن بن علي مرفوعًا:"للداخل دهشة فتلقوه بالمرحبا"
(3)
.
483 - حديث: "دار الظالم خراب ولو بعد حين".
(1)
لم أقف على هذا الجزء، وذكره المؤلف في موضع لاحق أيضًا (ح 675).
(2)
بفتح الجيم المعجمة وتشديد اللام -كما في الأصل- هنا، وعند الحديث (675)، وهي نسبة إلى الجَلَّاب، وهو اسم لمن يجلب الرقيق من بلد إلى بلد ويبيعه، وينتسب إليه غير واحد، كما في الأنساب للسمعاني (2/ 137)، و"توضيح المشتبه"(2/ 559)، ولم يتبين لي المراد به منهم. والله أعلم.
(3)
سنده ضعيف كما قال المؤلف، أخرجه الخطيب في "الجامع"(1/ 349)، والديلمي (2/ 19/ ب - 20/ أ) بإسناد مسلسل بالعباسيين إلى أم الحسن بنت سليمان بن علي، عن خالها عبد الله بن الحسن بن الحسن، عن أبيه، عن أبيه الحسن بن علي رضي الله عنهما مرفوعًا، ولفظ الديلمي:"بالداخل دهشة فتلقوه بالمرحبة".
وإسناده ضعيف، فيه عدد ممن يجهل حالهم: فيه جعفر أبو القاسم، وأخواه محمد ومحمد -مشايخ شيخ الخطيب-: لم أقف على بيان حالهم في الحديث، وذكرهم ابن حزم في "جمهرة أنساب العرب"(1/ 34 - العلمية)، بأنهم محدثون، دون جرح أو تعديل فيهم، إلا أنهم في طبقة واحدة، ويقوي بعضهم بعضًا.
وشيخهم وهو جدهم العباس بن عبد الواحد، وعمة أبيه أم الحسن ابنة سليمان؛ لم أقف لهما على ترجمة، فهم مجهولو الحال في الرواية، ومثل هذا من تتابع تفرد المجهولين بالرواية مما يوهي الخبر، ولذا ضعف إسناده المؤلف، وتبعه عليه العجلوني في "كشف الخفاء"(1399) وغيرُه.
وترحيب القادم مطلقًا فثابت صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في روايات كثيرة، ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد قيس:"مرحبًا بالقوم -أو قال: بالوفد-"(خ: 53) وقوله صلى الله عليه وسلم: "مرحبًا بأم هانئ"(خ: 5806).
لم أقف عليه، ولكن يشهد له:{فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا} [النمل: 52].
484 - حديث: "دارت رحى
(1)
فلان".
كلام
(2)
يوصف به من انحط عما كان فيه
(3)
.
ومنه حديث البراء بن ناجية
(4)
، عن ابن مسعود رفعه:"تدور رحى الإسلام لخمس، أو ست، أو سبع وثلاثين". الحديث
(5)
.
(1)
الرحى: بالمقصورة، وتجمع على أَرْحٍ، وأَرْحاء، وأَرْحِية، ورُحِيِّ، وتصغر على رُحيَّة؛ وهي أداة الطحن. قال ابن فارس: ورحى الحرب؛ حومتها، ورحى القوم؛ سيدهم؛ لأن مدارهم عليه.
انظر: "معجم مقاييس اللغة"(باب الراء، رحى، ص 425)، "المصباح المنير"(ص 186).
(2)
ليس بحديث، كما في "الجد الحثيث"(ح 155).
(3)
هذا المثل من الأضداد؛ يستعمل في انحطاط الشيء بعد القوة، بمعنى انقلب عليه الحال. ويستعمل في اشتداد الأمر وقوته، واستتباب أمره، واستمراره، ومنه "دارت رحى الحرب"؛ أي: اشتدت وحميت.
وانظر: "فقه اللغة" للثعالبي (2/ 664)، "لسان العرب"(3/ 1614)، "عون المعبود"(11/ 328).
(4)
هو: الكاهلي ويقال المحاربي الكوفي. عدَّه العجلي (1/ 245)، رقم (149) في أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، ووثقه، وذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 77)، وأشار البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 118) إلى احتمال الانقطاع بينه وبين ابنِ مسعود رضي الله عنه، فقال:"لم يذكر سماعًا عن ابن مسعود"، وقال الذهبي في "الميزان" (2/ 10):"فيه جهالة، لا يعرف إلا بحديث "تدور رحى الإسلام .. "، تفرد عنه ربعي بن حراش".
وأما الحافظ ابن حجر فقال في "تهذيب التهذيب"(1/ 374)، رقم (787):"أخرج ابن حبان والحاكم حديثه في صحيحيهما"، ثم تعقب الذهبي قائلًا:"قد عرفه العجلي وابن حبان فيكفيه"، وقال في "التقريب" (650):"ثقة، من الثالثة". فكأنه يذهب إلى اتصال إسناده، وثبوت حديثه عن ابن مسعود رضي الله عنه، معتبرًا بتوثيق العجلي وابن حبان له، وهما معروفان بتوثيقهما للمجاهيل، والظاهر أن رأي الذهبي فيه أقرب. والله أعلم.
(5)
صحيح: أخرجه أبو داود (ح 4254)، وكذلك الطيالسي (1/ 301)، رقم (383)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأحمد (6/ 276 - 277)، رقم (3730 - 3731)، وأبو يعلى (9/ 186)، رقم (5281)، والطحاوي في "شرح المشكل"(4/ 291 - 293)، رقم (1609، 1611، 1613)، والدارقطني في "العلل"(5/ 43)، رقم (689)، والحاكم (3/ 114)، والبيهقي في "الدلائل"(7/ 225)، رقم (686)، وغيرهم من طرق عن منصور، عن ربعي بن حِراش، عن البراء به.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد"، ولم يتعقبه الذهبي، وقال الألباني في "الصحيحة" (2/ 704):"هو كما قالا، رجاله ثقات رجال الشيخين غير البراء بن ناجية، وهو ثقة". وكأنه اعتمد فيه حكم الحافظ ابن حجر في البراء بن ناجية. والبراء بن ناجية وإن كان لا يعرف في غير هذا الحديث، ولم يوثقه غير العجلي وابن حبان، فهو من طبقة كبار التابعين، وقد توبع عليه عن ابن مسعود رضي الله عنه من ثلاث طرق أخرى:
1 -
القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن جده مرفوعًا به، دون قوله:"قُلْتُ: أَمِمَّا بَقِيَ أَوْ مِمَّا مَضَى؟ قَالَ: "مِمَّا مَضَى". أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (1/ 290)، رقم (280)، وأحمد (6/ 238)، رقم (3707)، (7/ 339 - 340)، رقم (4315)، وأبو يعلى (8/ 425)، رقم (5009)، (9/ 201)، رقم (5298)، والبزار (5/ 405)، رقم (1761)، والطحاوي في "المشكل" (4/ 291 - 292)، رقم (1610)، وابن حبان (ح 6664)، وغيرهم؛ من طرق عنه به.
قال الألباني في الصحيحة (2/ 705): "هذا سند صحيح أيضًا على شرط الشيخين، على ما في سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود من أبيه من الاختلاف، والراجح عندي أنه سمع منه".
والأقرب أن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود يستصغر في أبيه، وكان عند وفاة أبيه ابن ست سنين أو نحوها، فلم يسمع منه إلا اليسير، حديثين أو ثلاثة أحاديث -أحدها موقوف- ووصيتَه له عند وفاته رضي الله عنه، وليس هذا الحديث فيما سمع، ولم يخرج له الشيخان من رواية ابنه القاسم ولا من روايته عن أبيه شيئًا، فليس الإسناد على شرط الصحة فضلًا عن شرط الشيخين، وهو حسن صالح للاعتبار. والله أعلم.
وانظر لترجمته: "تاريخ دمشق"(35/ 62 - 71)، رقم (3860)، "تهذيب الكمال"(17/ 239 - 241)، رقم (3877)، "تهذيب التهذيب"(6/ 216)، "تعريف أهل التقديس" لابن حجر (ص 40)، رقم (79).
2 -
شريك عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود رضي الله عنه به. أخرجه البزار (5/ 323)، رقم (1942)، والطحاوي في "شرح المشكل"(4/ 293)، رقم (1612)، والطبراني في "الكبير"(10/ 158)، رقم (10311)، وغيرهم.
وشريك بن عبد الله النخعي الكوفي: صدوق يخطئ كثيرًا، تغير حفظه منذ ولي القضاء =
ودوران الرحى: كناية عن الحرب والقتال، شبهها بالرحى الدوارة التي تطحن؛ لما يكون في الوقت المعين من قبض الأرواح وهلاك الأنفس
(1)
.
485 - حديث: "دارهم ما دمت في دارهم".
ما علمته
(2)
، ولكن جاء في الزوجة:"فدارها تعش بها"، أخرجه
= بالكوفة، وكان عادلًا فاضلًا عابدًا شديدًا على أهل البدع، من الثامنة، مات سنة (177 هـ) أو (178 هـ)، خت م 4. "التقريب" (2787).
وشيخه مجالد بن سعيد البجلي الهمداني الكوفي: ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره، كما في "التقريب"(6487).
وقد أدركه ابن مهدي ويحيى القطان وأبو أسامة حماد بن أسامة وطبقتهم بعد اختلاطه في الكبر، فوَهَى حديثهم عنه، وتكلم القطان في هذه السلسلة من حديثه، فقال:"لو شئت أن يجعلها لي مجالد كلَّها عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله فعل"، وفي لفظ:"لو أردت أن يرفع لي مجالد حديثه كله رفعه"، قيل لابن معين: ولِمَ يرفع حديثه؟ قال: "لضعفه"؛ يعني: أنه ليس موضع تهمة، وإنما كان ذلك منه لضعفه وسوء حفظه.
وشريك بن عبد الله النخعي يعد من الكبار الآخذين عنه قبل اختلاطه، وحديثهم عنه في موضع الاعتبار، وقد وسمه شعبة وغيره بأنه كان رفاعًا في القديم أيضًا، وهو في هذا الحديث وإن كان تفرد به عن الشعبي عن مسروق، فقد توبع عليه عن ابن مسعود رضي الله عنه من غير وجه. والله أعلم.
وانظر لما تقدم في مجالد: "التاريخ الكبير" للبخاري (8/ 9)، و"الجرح والتعديل"(8/ 361 - 362)، رقم (1653).
3 -
ورواه الطبراني في "الكبير"(9/ 236)، رقم (9159) من طريق أبي الأحوص، عن عبد الله رضي الله عنه به موقوفًا.
قال الطبراني: "هكذا رواه أبو الأحوص موقوفًا، ورفعه مسروق وعبد الرحمن بن عبد الله، والبراء بن ناجية".
وهو في حكم المرفوع، لا يقال مثله من قبل الرأي، وليس ابن مسعود رضي الله عنه ممن يعرف بالأخذ عن أهل الكتاب، وعرف بالتحرز في رفع الأحاديث -وهي عنده مرفوعة- مخافة الوهم والزلل. والله أعلم.
(1)
انظر: "معالم السنن" للخطابي (4/ 292)، رقم (4253)، و"غريب الحديث" له أيضًا (1/ 550)، "شرح السُّنَّة" للبغوي (15/ 18)، "كشف مشكل الصحيحين" لابن الجوزي (1/ 290).
(2)
في "الجد الحثيث"(69): "ليس بحديث، وإنما هو شعر، وتمامه: ..... وأَرْضِهِم ما دُمتَ في أَرضِهم". =
ابن حبان في "صحيحه" عن سمرة
(1)
.
= وقد نسب شعرًا بنحوه لغير واحد، كما في "ذيل تاريخ بغداد" لابن النجار (5/ 63)، رقم (1193)، و"فيض القدير"(1/ 312).
(1)
أخرجه ابن حبان (9/ 485)، رقم (4178)، وابن السني في "اليوم والليلة"(608)، والطبراني في "الأوسط"(8/ 231) و"الكبير"(7/ 244)، رقم (6992) من طرق عن جعفر بن سليمان الضبعي، والحاكم (4/ 174) من طريق أبي عاصم النبيل، كلاهما: عن عوف بن مالك أبي الأحوص الجشمي الكوفي، عن أبي رجاء العطاردي، عن سمرة رضي الله عنه مرفوعًا، وهو جزء من خطبة للنبي صلى الله عليه وسلم يرويها عنه صلى الله عليه وسلم.
وبنحوه رواه البزار (10/ 386)، رقم (4517 - 4518) من طريقي جعفر بن سليمان ومحبوب بن الحسن؛ عن عوف، عن أبي رجاء به، وقال:"هذا الحديث قد رواه عن عوف جماعة؛ عن أبي رجاء، وقال بعضهم عن رجل، وهو شعبة، ورواه شعبة والثوري، عن عوف عن رجل عن سمرة".
وكأنه يميل إلى تعليل الرواية المتقدمة برواية شعبة والثوري، وما ذكره عن شعبة والثوري لم أقف عليه من حديثهما، ولكن أخرجه عبد الرزاق (4/ 197)، رقم (1927)، وابن أبي شيبة (10/ 212)، رقم (19615) وأحمد (33/ 283)، رقم (20093)، والحارث بن أبي أسامة ["إتحاف الخيرة" (4/ 67)، و"بغية الباحث" (ح 496)] والروياني (2/ 475)، رقم (831)، وابن أبي الدنيا في "العيال"(2/ 657)، رقم (470) و"مداراة الناس"(165) من طريق غندر، وهوذة بن خليفة، وابن أبي عدي، وابن المبارك؛ أربعتهم: عن عوف، حدثني رجل -وقال بعضهم: شيخ- قال: سمعت سمرة بن جندب يقول على منبر البصرة: .. فذكره مرفوعًا.
وعند أحمد (ح 20093، 20094)، والبزار (10/ 381 - 383)، رقم (4513) وغيرهما عن غندر وابن أبي عدي وآخرين، عن عوف، عن أبي رجاء العطاردي، عن سمرة بن جندب رضي الله عنه حديث آخر في رؤيا للنبي صلى الله عليه وسلم طويل، رواه أحمد إثر حديث الترجمة مباشرة. والإسناد الأول رجاله كلهم ثقات -رجال الشيخين إلا عوف بن مالك فمن رجال مسلم وحده، وهو ثقة- ولكنه ربما يعل بمخالفة جعفر بن سليمان الضبعي وأبي عاصم النبيل والحسن بن محبوب لمن هو أوثق منهم وأكثر وأقدم، ويمكن أن يحمل حديثهما على بيان الإبهام الوارد في الإسناد الثاني، دون أن يعتبر أحدهما علة للآخر، والأول أقرب كما أشار إليه البزار. والله أعلم.
فالحديث لا يصح بهذا اللفظ، لكنَّ له أصلًا في الصحيحين (خ: 4889، م: 1468) مِنْ طرقٍ عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا، وله شواهد من حديث أم المؤمنين عائشة ونعيم بن قعنب رضي الله عنهم بأسانيد صحيحة. فالحديثُ يتقوَّى بمجموع هذه الشواهدِ، ويكون حسنًا لغيره، والله أعلم.
486 - حديث: "الداعي والمؤَمِّن في الأجر شريكان، والقارئ والمستمع، والعالم والمتعلم".
عزاه الديلمي للضحاك
(1)
، عن ابن عباس
(2)
.
487 - حديث: "الدال على الخير كفاعله".
العسكري
(3)
،
(1)
هو: الضحاك بن مزاحم الهلالي الخراساني، صدوق كثير الإرسال، من الخامسة، مات بعد المائة، كما في "التقريب"(2978)، ولا يثبت له عن ابن عباس رضي الله عنه سماع ولا رؤية، كما في "المراسيل" لابن أبي حاتم رقم (152)، و"الإرشاد" للخليلي (1/ 389).
(2)
أخرجه الديلمي ["زهر الفردوس" (2/ 147)] من طريق إسماعيل الشامي، عن جويبر، عن الضحاك.
وهذه سلسلة واهية عن ابن عباس رضي الله عنهما، كما في "الإرشاد" للخليلي (1/ 389 - 391).
جُوَيْبِر بن سعيد البلخي: تالف، ويسند عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما المقلوبات والمناكير، والأسانيد إليه مجهولة في الغالب كما ذكر الخليلي. وانظر:"الجرح والتعديل"(2/ 540)، رقم (2246)، "الكامل"(2/ 121 - 122)، رقم (329)، "الميزان"(1/ 427)، "تهذيب التهذيب"(7/ 87 - 88)، "التقريب"(978).
وإسماعيل بن مسلم أبي زياد يلقب بِـ "فافاه"؛ كذبه أبو زرعة وابن حبان والدارقطني والبرقاني والجوزقاني وغيرهم.
انظر: "سؤالات البردعي"(2/ 373)، "الضعفاء" للدارقطني (85)، "الإرشاد" للخليلي (1/ 389 - 391)، "الميزان"(1/ 230 - 231)، رقم (881، 882، 884)، "تهذيب التهذيب"(3/ 96 - 97)، رقم (446).
ومن أجلهما حكم المناوي في "الفيض"(3/ 536)، والألباني في "الضعيفة"(8/ 99 - 100)، رقم (3608) بوضعه، وحمَّلاه إسماعيل بن أبي زياد الشامي، لما نسب إلى الكذب والوضع.
وصح في معنى الجزء الثاني منه عن أبي الدرداء رضي الله عنه موقوفًا، وأما الروايات المرفوعة عن أبي أمامة وأبي الدرداء وابن مسعود وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم فلا يثبت منها شيء، والله أعلم.
(3)
هو: أبو أحمد العسكري، وكتابه الأمثال هذا لم يوقف عليه بعد، ونقله عنه أبو هلال العسكري في "جمهرة الأمثال"(1/ 453)، رقم (793)، فقال:"المثل للنبي صلى الله عليه وسلم فيما قال أبو أحمد، والصحيح أنه لأكثم بن صيفي وتمثل النبي صلى الله عليه وسلم به، وسيأتي"، فكرره =
وابن جميع -ومن طريقه المنذري
(1)
- من حديث طلحة بن عمرو
(2)
، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعًا في حديثٍ لفظه:"كل معروف صدقة، والدال على الخير كفاعله، والله يحب إغاثة اللهفان"
(3)
.
ومثله، بل بطوله للدارقطني في "المستجاد"
(4)
من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده به مرفوعًا
(5)
.
= بإسناده عن ابن صيفي (1/ 493 - 494)، رقم (882) في "رضا الناس غاية لا تدرك"، ولم يسنده مرفوعًا. وذكره أبو الشيخ في "الأمثال" رقم (373/ 2)، رقم (253) فيما أرسل به أكثم بن صيفي إلى النعمان بن خميصة البارقي من الأمثال، بإسناده عن عقبة بن سنان [ويقال: سيار، شامي نزل البصرة، ثقة، من السادسة، كما في "التقريب" (4638)] قولَه: فهو معضل عن ابن صيفي أيضًا. والله أعلم.
(1)
لم أقف على كتابه الذي أسنده فيه، وأما "الترغيب والترهيب" فهو غير مسند.
(2)
هو: طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي: متروك، من السابعة، مات سنة (152 هـ). "التقريب"(3030).
وانظر: "الجرح والتعديل"(4/ 478)، رقم (2097)، "المجروحين"(1/ 382 - 383)، "الكامل"(4/ 107)، رقم (954).
(3)
أخرجه ابن جميع في المعجم رقم (131)، والبيهقي في "الشعب"(6/ 116)، رقم (7657)، وتمام "الروض البسام"(1281) وغيرهم، وهو منكر، لحال طلحة الحضرمي المذكور.
(4)
هو كتاب "المستجاد من فعلات الأجواد" للدارقطني، والحديث المذكور فيه برقم (21) من استدراكات المحقق على النسخة المخطوطة من تخريجات العراقي في "المغني" بلا إسناد.
(5)
ذكر العراقي في "المغني"(ح 3292) أنه من حديث حجاج بن أرطاة عن عمرو به، وحجاج ضعيف، يعتبر به فيما صرح بسماعه ولم ينكر، وهو معروف بالتدليس عن الضعفاء والمتروكين، وحديثه عن عمرو بن شعيب مدلس كله إلا أربعة أحاديث، والباقي أخذها عن محمد بن عبيد الله العرزمي -وهو متروك- عن عمرو، كما قال ابن المبارك وأبو نعيم الفضل بن دكين وغيرهما، وعليه قال الذهبي في "السير" (5/ 179 - 180):"إذا انفرد حجاج وأمثاله عن عمرو ضَعُف نُخَاعُه، ولم يُحْتج به".
وانظر لترجمته: "الكامل"(2/ 223 - 228)، رقم (406)، "الإرشاد" للخليلي (1/ 195)، "تاريخ بغداد"(8/ 225 - 331)، رقم (4341)، "تهذيب الكمال"(5/ 420 - 428)، رقم (1112)، "جامع التحصيل"(ص 105، 160)، الرقم (8، 123)، "التقريب"(1119).
وللعسكري من حديث إسحاق الأزرق، عن أبي حنيفة
(1)
، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان ابن بريدة، عن أبيه مرفوعًا لفظَ الترجمة
(2)
.
وكذا هو عند البزار عن أنس
(3)
.
(1)
هو: الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، أحد أصحاب المذاهب الأربعة، يعتبر من حديثه بما توبع عليه من الثقات، ويتثبت في أفراده من سندٍ أو متنٍ، والله أعلم. وانظر:"التاريخ الكبير"(8/ 81)، رقم (2253)، "تاريخ بغداد"(13/ 325 - 426)، رقم (7297)، "تهذيب الكمال"(29/ 417 - 445)، رقم (6439)، "الميزان"(4/ 265)، رقم (9092).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 357)، رقم (23077)، والروياني (ح 6)، وأبو يعلى -كما في "إتحاف الخيرة"(1/ 195)، رقم (256) -، والطحاوي في "المشكل"(4/ 100)، رقم (1335)، وابن عدي (7/ 12)، والدارقطني في "المؤتلف"(3/ 178) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(150 - 151)؛ من طريقي إسحاق الأزرق ومصعب بن المقدام عن أبي حنيفة به، إلا أن الإمام أحمد أبهم اسمه.
وهو حسن بشواهده، وأعله أبو زرعة الرازي -كما في "سؤالات البرذعي"(2/ 720) - وابن عدي، وغيرهما بتفرد الإمام أبي حنيفة به، ولم يتابع عليه عن علقمة. وأما متابعة الثوري له عند ابن عدي (3/ 298) وتمام (2/ 222)، رقم (1583) وأبي نعيم في "مسند أبي حنيفة"(199) فمداره على سليمان بن أيوب الشاذكوني، وهو متهم بالوضع والسرقة وتركيب الأسانيد، كما في "الجرح والتعديل"(4/ 114)، رقم (498)، و"الكامل"(4/ 283 - 286) وغيرهما.
(3)
أخرجه البزار (ح 7521) عن بشر بن معاذ، عن السكن بن إسماعيل، عن زياد النميري، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الدال على الخير كفاعله، والله يحب إغاثة اللهفان".
وزياد النميري: هو زياد بن عبد الله النميري؛ ضعيف، من الخامسة. "التقريب"(2087).
وبه أعله ابن القطان في "بيان الوهم"(4/ 634)، رقم (2191)، والمنذري في "الترغيب"(1/ 69 - 70)، رقم (195)، والعراقي في "المغني"(1/ 196 - 197)، رقم (3311)، والهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 33)، رقم (4759).
وقد ورد ما يدل على أن تعيين زياد بالنميري فيه وهم، وإنما هو زياد بن ميمون البصري أحد المتهمين.
فالحديث أخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج"(ح 27) و"اصطناع المعروف"(ح 79)، وأبو يعلى (7/ 275)، رقم (4296) -[وعنه في "المقصد العلي"(3/ 35)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رقم (1041)]-، كلاهما عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة، حدثنا السكن بن إسماعيل الأصم، عن زياد، ولم ينسباه.
وهو في "إتحاف الخيرة"(5/ 524)، رقم (5174/ 2) و"المطالب العالية"(5/ 709)، رقم (981) عن أبي يعلى به، ونسباه في الإسناد:"زياد بن ميمون"، وعمدتهما "مسند أبي يعلى الكبير".
وهكذا روى الخرائطي في "المكارم"(1/ 345)، رقم (95) الطرف الأخير منه؛ عن مطين الحافظ، عن محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا السكن بن أبي السكن البرجمي، عن زياد بن ميمون، عن أنس رضي الله عنه.
والسكن بن أبي السكن البرجمي: هو السكن بن إسماعيل الأصم.
وهكذا نسب عند الإسماعيلي في "معجمه"(1/ 466)، رقم (118/ 125) من رواية ميمون بن زيد، وابنِ شاهين في "الترغيب"(508) من رواية سلام بن سليمان، وابنِ عبد البر في "الجامع"(1/ 76)، رقم (60) من رواية خالد بن يزيد الصباري، ثلاثتهم قالوا: عن زياد بن ميمون، عن أنس رضي الله عنه به.
ولم يذكر ابن عبد البر الطرف الثاني منه في إغاثة الملهوف، وهو مشتهر من طرق عن زياد بن ميمون.
قال ابن حجر: "زياد بن ميمونٍ متروك"، وقال البوصيري:"هذا هو زياد بن أبي حسان، ويقال له: زياد أبو عمار البصري، ويقال: زياد بن أبي عمار، يدلسونه لئلا يعرف في الحال"، وزياد بن ميمون هذا كذبه يزيد بن هارون وأبو داود الطيالسي وبشر بن عمر الزهراني وابن معين وغيرهم، وحكوا اعترافه بالوضع، وراجع ترجمته في "الكامل"(/ 185)، رقم (686)، و"الميزان"(2/ 94 - 95)، رقم (2967).
ولِمَا تقدم أشار الألباني في "الصحيحة"(1660)، ونص في "الضعيفة"(6807) على توهيم البزار في نسبته لزياد -راويه عن أنس رضي الله عنه- بـ "النميري"، واستدل أيضًا بأن سكن بن إسماعيل الأصم لم يذكروا في شيوخه سوى أبي عمار زياد بْن ميمون صاحب الفاكهة، دون النميري، ولا ذكروا السكن البرجمي في الرواة عن النميري، واستشهد كذلك أن الهيثمي بعد نقله في "كشف الأستار" لرواية البزار قال:"قال البزار قبل هذا: "إن زيادًا لم يرو عن أنس إلا الحديث الذي قبل هذا، وقد روى عنه هذا أيضًا"، والحديث السابق عليه هو عن زياد بن أبي حسان عن أنس رضي الله عنه، وهو زياد بن ميمون كما عرفت". والله أعلم.
هذا ولموضع الشاهد من الحديث -دون الطرف الأخير منه- طريقان آخران عن أنس رضي الله عنه.
1 -
أخرجه الترمذي (2670)، وأبو يعلى (7/ 307)، رقم (4346)، والبزار =
وأخرجه مسلم بمعناه؛ من حديث أبي عمرو الشيباني، عن أبي مسعود، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: احملني! فقال: "ما أجد ما أحملك عليه، ولكن ائت فلانًا فلعله يحملك"، فأتاه، فحمله، فقال صلى الله عليه وسلم:"من دلَّ على خير فله مثل أجر فاعله"
(1)
.
ولابن ابن عبد البر عن أبي الدرداء من قوله: "الدال على الخير وفاعله شريكان"
(2)
.
= (14/ 65)، رقم (7520)، والضياء في "المختارة"(2193) وغيرهم من طريق أحمد بن بشير المخزومي، عن شبيب بن بشر البجلي الكوفي، عن أنس رضي الله عنه. وقال الترمذي:"غريب من هذا الوجه، من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم"، يشير إلى ما قاله الدارقطني في "الغرائب" -كما في "أطرافه" لابن القيسراني (2/ 116)، رقم (909) - من تفرد أحمد بن بشير عن شبيب به. وقال الألباني:"حسن صحيح"، وفي الصحيحة (4/ 220)، رقم (1660):"إسناده حسن، رجاله موثقون"، وحسن إسناده في "الضعيفة"(ح 6807) وغيره أيضًا.
وشبيب بن بشر؛ قال البخاري: منكر الحديث -كما في "ترتيب العلل الكبير للترمذي"(2/ 448) - وهو عند غيره فوق هذا بكثير، فوثقه ابن معين، ولينه أبو حاتم الرازي، وقال ابن حبان في "الثقات""يخطئ كثيرًا"، وعليه قال الحافظ في "التقريب":"صدوق يخطئ، من الخامسة"، فحديثه حسن إن شاء الله تعالى.
وانظر: "تاريخ ابن معين" - رواية الدوري (4/ 85)، رقم (3265)، "الجرح والتعديل"(4/ 357)، رقم (1564)، "الثقات"(4/ 359)، "تهذيب الكمال"(12/ 359)، رقم (2689)، "التقريب"(2738).
2 -
وأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه"(384) من طريق هارون المستملي، حدثنا زياد بن سهل الحارثي -وكان ثقة- بمصر، حدثتني أم سلمة الأنصارية؛ أخت معبد بن خالد -وكانت صالحة- عن أنس رضي الله عنه. وفي "تاريخ بغداد"(14/ 25)، رقم (7357)، ترجمة هارون بن سفيان بن بشير المستملي: بالإسناد نفسه: "حدثتني أم سلمة الأنصارية؛ وكانت أخت أم معبد بن خالد".
وأم سلمة الأنصارية أخت معبد -أو أم معبد- لم أقف على ترجمتها، إلا أن الراوي عنها -وقد وثقه هارون الديك الحافظ مستملي يزيد بن هارون- أثنى عليها بقوله:"وكانت صالحة". فهي مستورة، وصالحة للاعتبار -إن شاء الله تعالى-، وتقدم عن أنس رضي الله عنه بإسناد حسن فيقويه. والله أعلم.
(1)
أخرجه مسلم (ح 1893)، وأبو مسعود هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة البدري الأنصاري رضي الله عنه.
(2)
رواه ابن عبد البر في "الجامع"(1/ 79)، رقم (61) -وقبله ابن أبي خيثمة في "العلم" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (15) - من طريق أبي بكر بن أبي مريم الغساني عن الأشياخ عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: "العالم والمتعلم شريكان، والمعلم والمستمع شريكان، والدال على الخير وفاعله شريكان".
وأبو بكر بن أبي مريم الغساني؛ هو أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني الشامي، وقد ينسب إلى جده، قيل اسمه بكير، وقيل عبد السلام، ضعيف، وكان قد سرق بيته فاختلط، من السابعة. "التقريب"(7974).
وقد ضعفه ابن معين وإسحاق وأحمد والرازيان والجوزجاني وابن حبان وابن عدي وآخرون، بل حكم أبو زرعة الرازي بأنه منكر الحديث، وقال الدارقطني -في رواية البرقاني عنه-:"متروك"، وقال ابن حبان:"كثرت المناكير في حديثه فاستحق الترك"، وقال غير واحد:"ليس بشيء"، وقال عيسى بن يونس السبيعي:"كان يجمع في روايته بين الشيوخ؛ يعني: يتلقن ذلك"، والله أعلم.
وانظر: "العلل" لأحمد (1/ 560)، رقم (1337)، (2/ 39)، رقم (1484)، (2/ 99)، رقم (4370)، "الجرح والتعديل"(2/ 404 - 405)، رقم (1590)، "أحوال الرجال"(315)، "المجروحين"(3/ 146)، "تهذيب الكمال"(33/ 108 - 110)، رقم (7241)، "تهذيب التهذيب"(12/ 26 - 27)، رقم (8303).
والأشياخ الذين روى عنهم أبو بكر بن أبي مريم مبهمون في عداد المجاهيل، وهو مخلط في الشيوخ. والله أعلم.
فهذا الإسناد ضعيف جدًّا. وقد رُوِيَ عنه رضي الله عنه موقوفًا مِنْ غير وجهٍ، وهو المحفوظ، ومنها:
1 -
ما رواه أحمد في "الزهد"(199) عن ابن مهدي عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: "العالم والمتعلم في الأجر سواء، ولا خير فيما سواهما".
وهذا إسناد حسن لذاته إن شاء الله، رجاله ثقات سوى أبي الزاهرية حُدَير بن كُرَيب الحضرمي الدمشقي، فصدوق، كما في "التقريب"(1153)، ومعاوية بن صالح بن حُدَير الحضرمي الحمصي؛ صدوق له أوهام، كما في "التقريب"(6762)، وهما من رجال مسلم في الصحيح.
2 -
ورواه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 213) من طريق حجاج بن دينار، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال:"تعلموا قبل أن يرفع العلم، إن رفع العلم ذهاب العلماء، إن العالم والمتعلم في الأجر سواء، وإنما الناس رجلان، عالم ومتعلم، ولا خير فيما بين ذلك".
وهذا -والله أعلم- إسناد حسن أيضًا، رجاله كلهم ثقات، سوى حجاج بن دينار =
والمعنى: من دلك على خير وأرشدك إليه، فنلته بإرشاده، فكأنه فعل ذلك الخير.
488 - حديث: "داروا سفهاءكم".
وهو على بعض الألسنة بزيادة: "بثلث أموالكم"؛ وقد بيض له شيخنا حين سئل عنه
(1)
. وفي "الفردوس" بلا سند عن أبي هريرة رفعه: "داروا النساء تنتفعوا بهن، فإنهن لا يستوين لكم أبدًا"
(2)
.
ومضى في "أَمَرَنا" من "الهمزة"
(3)
في حديثٍ: "وداروا الناس
(4)
= الواسطي فصدوق -كما في "التقريب"(1125)، وشيخ أبي نعيم علي بن أحمد بن محمد البغدادي أبي الحسن المعروف بابن المقابري، فقال تلميذه أبو الفتح بن مسرور:"كان يذكر ببعض اللين"، وقال الخطيب:"روى عنه تمام وغيره أحاديث مستقيمة"، فهو حسن الحديث أيضًا، إن شاء الله تعالى. انظر:"تاريخ بغداد"- ت بشار (13/ 221)، رقم (6090)، "تاريخ دمشق"(41/ 229 - 230)، رقم (4782). وله عدة طرق أخرى لا تخلو عن بعض الكلام والانقطاع فيها، فالطرفُ الأول من الأثر الذي أورده المؤلف قد ثبت عن أبي الدرداء رضي الله عنه قولَه من غير وجه، والجملة الثانية منه في معنى الأولى منها، وللجملة الأخيرة منه شواهد مرفوعة صحيحة كما تقدم آنفًا.
ولحديث الترجمة شواهد عن سهل بن سعد الساعدي، وعائشة أم المؤمنين، وابن مسعود، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وابن عمر، وعلي، وأبي هريرة رضي الله عنهم، ولا يصح منها شيء، إلا أن حديثي سهل بن سعد وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم صالحان للاعتبار، وفيما تقدم غنية عنها. والله أعلم.
(1)
أجوبة الحافظ ابن حجر على أسئلة بعض تلاميذه (المجموعة الثامنة، ص 108 - أضواء السلف).
قال ابن الديبع في "تمييز الطيب"(608): "لم أقف عليه مرفوعًا، وما أشبهه بالموضوع".
(2)
لم أجده في "الفردوس"، وحرف الدال المهملة ساقط من "مسند الفردوس" المخطوط.
وروي بمعناه من غير وجه عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا في الصحيحين وغيرهما.
(3)
الحديث (181): "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم".
(4)
في (أ، ز، م، عز): "وداروا النساء .. "، وجاء في نسخ (ق، زك، ز 2)، وفي الموضع المشار إليه من حرف الهمزة في جميع النسخ:"الناس" كما أثبت، وهو الصواب.
بعقولكم"
(1)
.
(1)
ذكر المؤلف في الموضع المشار إليه أنه أخرجه الغسولي في "جزئه" عن جابر رضي الله عنه بلفظ: "جالسوا الناس على قدر أحسابهم، وخالطوا الناس على قدر أديانهم، وأنزلوا الناس على قدر منازلهم، وداروا الناس بعقولكم". وهذا أسنده ابن الديلمي ["زهر الفردوس" (1/ 309)] من طريق الحسين بن حميد أبي علي العكي، حدثنا زهر بن عباد، حدثنا أزهر بن عبد الله، عن فضيل بن عياض، عن منصور، عن إبراهيم، عن جابر رضي الله عنه، قال: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال في خطبته: "أنا أشرف الناس حسبًا ولا فخر .. " -الحديث- وفيه: "يا أيها الناس! جالسوا الناس على قدر أحسابهم، وخالطوا الناس على قدر آبائهم -وفي الفردوس: أديانهم- وأنزلوا الناس على قدر مروءاتهم -وفي الفردوس: على قدر عقولهم-، وداروا الناس يغفر لكم".
وذكر المؤلف رحمه الله (ح 1300) طرفًا آخر له بلفظ: "لا تعد من لا يعودك"، فقال:"أبو الطيب الغسولي؛ من جهة إبراهيم النخعي عن جابر، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أيها الناس أنا أكرم الناس حسبًا" الحديث، وفيه: "ومن عاد مرضانا عدنا مرضاه"، وسنده ضعيف"، وهو طرف لحديثنا هذا.
دراسة الإسناد:
1 -
إبراهيم النخعي: ليست له رواية عن أحد من الصحابة، وإن كان أدرك منهم جماعة، كما في "تهذيب الكمال"(2/ 233 - 240)، رقم (265)، و"جامع التحصيل" رقم (13)، وطبقات المدلسين رقم (35).
2 -
وأزهر بن عبد الله: "لم أقف له على ترجمة، ويحتمل أن يكون هو أبا شعيب أزهر بن عبد الله بن سالم الجيزى مولى الحسن بن ثوبان الهمداني المتوفى سنة عشرين ومائتين".
وانظر: "الإكمال" لابن ماكولا (3/ 48)، و"الأنساب" للسمعاني (2/ 144).
كما يحتمل أزهر بن عبد الله الخراساني الذي يروي عن ابن عجلان، وعنه عبد الرحمن بن مغراء الكوفي؛ ذكره العقيلي في "الضعفاء"(1/ 135)، رقم (166) فقال:"حديثه غير محفوظ من حديث ابن عجلان"، فكلاهما من طبقة شيوخ زهير بن عباد الرؤاسي.
3 -
وزهر بن عباد: لعله تصحَّف عن "زهير بن عباد" -وهو الرؤاسي الكوفي نزيل دمشق ثم مصر، ابن عم وكيع بن الجراح-؛ ثقة، توفي بمصر في شوال سنة 238، وقيل: 236 هـ، فهو المذكور في شيوخ العكي. وانظر:"الجرح"(3/ 591)، "تاريخ دمشق"(19/ 108 - 110)، رقم (2287)، "الإكمال" لابن ماكولا (1/ 201)، "تهذيب الكمال"(13/ 43).
4 -
والحسين بن حميد هو ابن موسى بن المبارك بن بجير أبو علي العكي: قَالَ =
وفي لفظ: "داروا الناس
(1)
على قدر أحسابهم"
(2)
.
وللديلمي من حديث محمد بن مطرف عن ابن المنكدر، عن سعيد بن ابن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعًا:"ذبوا بأموالكم عن أعراضكم"، قالوا: يا رسول الله! كيف؟ قال: "تعطون الشاعر، ومن يخاف لسانه"
(3)
.
= ابن يونس: "ليس بالقوي، توفي في رجب سنة تسعٍ وتسعين -يعني: ومائتين- عن اثنتين وتسعين سنة"، وقال الدارقطني:"ليِّن"، وقال ابن ماكولا:"لم يكن بالضابط للحديث"، وقال الذهبي وابن حجر:"فيه لين يحتمل".
انظر: "المؤتلف" للدارقطني (1/ 160)، "سؤالات السهمي"(272)، "المتفق والمفترق" للخطيب (2/ 804)، رقم (422 - 3)، "الإكمال" لابن ماكولا (1/ 201)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (22/ 137)، "الميزان"(1/ 533)، رقم (1996)، "ذيل ديوان الضعفاء"(110)، "اللسان"(3/ 160)، رقم (2503).
فعلل الحديث هي ثلاثة: إرسال النخعي، ولين حسين العكي، وجهالة أزهر بن عبد الله، ولذا حكم المؤلف بضعف سنده، وهو ضعيف جدًّا. والله أعلم.
** والغسولي: هو أبو عمرو عثمان بن عبد الله بن عفان الغسولي الجَرْجَرائي -بالراء الساكنة بين الجيمين المفتوحتين، آخرها ياء مثناة من تحت، نسبة إلى جرجرايا؛ قريةٍ من أعمال بغداد، بينها وبين واسط، شرقي دجلة، وهي مدينة النهروان السفلى، منها ابن سيرين، والمترجم له وآخرون-، وله ترجمة عند ابن النجار وغيره، ولم أقف فيه على جرح أو تعديل.
انظر: "ذيل تاريخ بغداد" لابن النجار (2/ 142)، رقم (435)، "آثار البلاد" للقزويني (جرجرايا، ص 351)، "الروض المعطار" للحميري (1/ 157)، "اللباب" لابن الأثير الجزري (1/ 270).
وهذا الجزء ذكره له ابن الحطاب الرازي في "مشيخته"(1/ 137، الشيخ الخامس: ابن الطفال الرازي)، وابن حجر في "المجمع المؤسس"(2/ 330، رقم 1410، جزء الغسولي)، وحاجي خليفة في "كشف الظنون"(1/ 588 - دون بيان لصاحبه)، والسيوطي، وابن عَراق وآخرون.
(1)
في (ز): "النساء".
(2)
لم أقف عليه بهذا اللفظ، وإنما هو طرف لحديث جابر المذكور آنفًا، ولفظه لدى المؤلف -فيما تقدم- والديلمي:"وجالسوا الناس على قدر أحسابهم"، وهو ضعيف جدًّا.
(3)
أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان"(ص 182، رقم 356 - ترجمة سهل بن عبد الرحمن الجرجاني)، والديلمي ["زهر الفردوس" (2/ 154)] من طريقين عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الهيثم بن أيوب الطالقاني الرازي، عن سهل بن عبد الرحمن الجرجاني -لقيه بالبادية بسوق فَيْدٍ-، حدثنا محمد بن المطرف به.
وفَيْد: بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة، وهي في ديار طيء، شرقي جبل سلمى من جبلي طيء، على مسيرة يومين منها، كان يودع الحاج ما يثقل من أزوادهم عند أهلها حتى يرجعوا، وهم مغوثة للحاج.
انظر: "المسالك والممالك" للإصطخري (ص 24)، "صورة الأرض" لابن حوقل (ص 33)، "معجم ما استعجم من أسماء البلاد" للبكري (3/ 1032 - 1035)، "معجم البلدان" للحموي (6/ 450 - 451).
وفي كلتا الطريقين إلى "سهلٍ" من يجهل حاله، على أن الراوي عن ذاك ثقة أو إمام، فيتقوى بعضهما ببعض.
وأما سهل بن عبد الرحمن الجرجاني: فمجهول الحال، وسيأتي الكلام عليه لاحقًا، إن شاء الله. والله أعلم.
ورواه الخطيب (9/ 107، رقم 4707 - ترجمة سعيد بن سهل بن جمعة الرازي) من طريق يوسف بن إسحاق بن الحجاج الطاحونى الرازي السري، عن أبيه، عن إسماعيل بن عبد الرحمن حدثني محمد بن مطرف الهمداني [كذا! وإنما هو ليثي مدني سكن الشام، يكنى أبا غسان] عن محمد بن المنكدر به.
قلت: لم يتكلم الزيلعي على الإسناد بشيء، وقال الألباني في "الصحيحة"(3/ 445)، رقم (1461):"سهل بن عبد الرحمن الجرجاني: هو عندي السندي بن عبدويه، الثقة"، وبنحوه ذكر عند الحديث (1453)، وأورد ترجمته عن ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(2/ 201)، رقم (1386) أنه:"سندي بن عبدويه الرازي، واسمه سهلِ بن عبد الرحمن -ويقال: سهل بن عبدويه- وكنيته أبو الهيثم الكلبي، وكان قاضيًا على همذان وقزوين، .. قال أبو الوليد الطيالسي: "لم أر بالري أعلم بالحديث من رجلين؛ من قاضيكم يحيى بن الضريس، ومن الزائد الأصبع السندي بن عبدويه، سئل أبي عنه، فقال:"شيخ"".
ز
(8/ 304)، رقم (13582).
قلت: وزاد ابن حبان: "يغرب"، وقال السمعاني في "الأنساب" (3/ 321 - السندي):"كان من علماء أهل الحديث، وكان قاضي همدان وقزوين، وهو أول من جمعتا له"، وذكر نسبته بـ "الذهلي" [لعله: الدهكي]، وقال الصفدي في "الوافي" (5/ 162):"توفي بعد المائتين".
وأما تمييز الراوي فلم يتبين لي جليًا، إذ لم أر أحدًا نسب السندي إلى جرجان، =
ورواه ابن لال عن عائشة
(1)
.
ونحوه حديث محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعًا:"ما وقى به الرجل عرضه كتب له به صدقة".
رواه عن ابن المنكدر؛ مِسْوَرُ بن الصلت
(2)
، وعبد الحميد بن الحسن
= بل هو رازي، يشتهر بالدهكي -بفتح الدال والهاء آخرها الكاف-، نسبة إلى دهك، وهي إحدى قرى الري، كما في "الأنساب" للسمعاني (2/ 516)، و"تهذيب الأنساب" لابن الأثير (1/ 519).
ولم أر أحدًا اعتبر جرجان من توابع الري، وهذا قد يضعف الاطمئنان إلى ذلك الظن من الشيخ الألباني رحمه الله، والذي يظهر من صنيع الحافظ السهمي أنه آخر غير السندي بن عبدويه.
ولم أجد في شيوخ السندي محمد بن مطرف، ولا في تلاميذه الهيثم بن أيوب الرازي، وإن كان مَنْ ذُكِر من شيوخه وتلاميذه -وذُكِر أنهم جماعة- من طبقتي محمد بن مطرف والهيثم، إلا أن مما يشكل في الأمر أن السهمي لم يذكر له شيخًا إلا محمد بن مطرف أبي غسان، والسندي بغيره أشهر، والعادة في التراجم أن يذكر المشاهير. والله أعلم.
وقال الألباني في "الصحيحة"(3/ 445) بالنسبة للطريق الثاني: "لا أدري! تصحف اسم "سهل" بـ "إسماعيل" على بعض النساخ، أم الرواية هكذا عند الخطيب؟ ولم أجد في الرواة من هذه الطبقة من يدعى إسماعيل بن عبد الرحمن، فالظاهر أنه تصحف على بعض الناسخين، أو أخطأ فيه بعض رواة السند إليه. والله أعلم".
وقد وجدت من هذه الطبقة أكثرَ مِنْ راوٍ يسمى (إسماعيل بن عبد الرحمن)، يروون المناكير عن الأئمة الثقات كمسعر ومالك، إلا أنه لا يخلو طريق منها عن مجهول فأكثر قبلهم، مما يمنع من الجزم في الحمل عليهم، ولم يتبين لي أيضًا هل هو واحد أو من المتفق والمفترق. وعلى كل ففي تصحيح الحديث بل وتحسينه نظر بين. والله أعلم.
(1)
أخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(2/ 213)، وأبو الحسين البوشنجي في "المنظوم والمنثور"(178/ 1)، وفيه الحسين بن علوان الكوفي، كذبه جماعة من الأئمة، ونسبوه إلى الوضع، وتقدم (ح 87).
(2)
هو: مسور بن الصلت بن ثابت بن وردان أبو الحسن، المديني مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزيل الكوفة: أجمعوا على ضعفه، إلا ما روى ابن حبان في "المجروحين" عن صالح بن محمد جزرة عن ابن معين أنه قال:"شيخ صدوق"، بينما روى العقيلي من رواية الدوري عن ابن معين تضعيفه له. =
الهلالي
(1)
،
= وحكم البخاري والنسائي بأنه متروك، وحكى ابن حبان وأبو نعيم الأصفهاني تكذيبه عن أحمد.
وقال ابن حبان: "من أهل المدينة، سكن الكوفة، .. كان غاليًا في التشيع، يشتم السلف، وكان يروي عن الثقات الموضوعات، لا يجوز الاحتجاج به، كان أحمد بن حنبل يكذبه، وأما يحيى فحسن القول فيه".
وانظر: "التاريخ الكبير" للبخاري (7/ 411)، و"الضعفاء" له (362) وللنسائي (572)، والعقيلي (4/ 244)، "الجرح والتعديل"(8/ 298)، "المجروحين"(3/ 32)، "الكامل"(6/ 431)، "تاريخ بغداد"(13/ 245)، رقم (7206).
وحديثه هذا: أخرجه أبو يعلى (4/ 36)، رقم (2040) -وعنه ابن حبان في "المجروحين"(3/ 32) - وابن جرير في "تهذيب الآثار"(788 - الجزء المفقود، ت: علي رضا)، وابن عدي (6/ 431)، رقم (1909)، والقضاعي (95)، والبيهقي (10/ 242) وفي "شعب الإيمان"(5/ 147)، رقم (3220)، (13/ 223)، رقم (10229) و"الآداب"(128) من طرق عن المسور به، في حديث أوله:"كل معروف صدقة، .. ".
وحكم العقيلي وابن حبان وابن عدي والبيهقي وغيرهم بأنه غير محفوظ -كسائر حديث مسور- وزاد العقيلي: "ولا يتابعه إلا من هو نحوه".
(1)
هو: عبد الحميد بن الحسن أبو عمر -أو أبو أمية- الهلالي الكوفي، نزيل الري: صدوق يخطئ. "التقريب"(3758).
وعبد الحميد الهلالي هذا: قال الإمام أحمد: "لا أعرفه"، ووثقه ابن معين في رواية الدارمي والكوسج، وقال في رواية الدقاق عنه:"ليس بشيء"، وقال أبو حاتم الرازي:"شيخ"، وضعفه ابن المديني وأبو زرعة الرازي والساجي -وزاد: يحدث بمناكير- وابن عدي والدارقطني، وقال العقيلي:"لا يتابع على حديثه عن ابن المنكدر"، وقال ابن حبان:"يخطئ، لا يحتج به إذا انفرد"، فهو لين وإلى الضعف أقرب.
وقول الإمام أحمد: "لا أعرفه"؛ يعني: أنه لم يسبر حديثه، وقد سبره غيره فضعفه. والله أعلم.
انظر: "العلل" لأحمد - رواية عبد الله (2/ 95)، رقم (1676)، "سؤالات الدارمي"(577)، "سؤالات ابن طهمان الدقاق"(94)، "الجرح والتعديل"(6/ 11)، رقم (47)، "الضعفاء" للعقيلي (3/ 45)، رقم (1003)، "المجروحين"(2/ 142)، رقم (744)، "الكامل"(5/ 322)، رقم (1471)، "الميزان"(2/ 539)"تهذيب التهذيب"(6/ 113 - 114).
وحديث عبد الحميد الهلالي هذا: رواه عبد بن حميد (1083)، وابن أبي الدنيا في =
قلت
(1)
لابن ابن المنكدر: وما يعني به؟ قال: أن تعطي الشاعر، أو ذا اللسان المتَّقَى
(2)
.
= "اصطناع المعروف"(9)، وابن عدي (5/ 322)، والدارقطني (3/ 428)، رقم (2895)، والحاكم (2/ 50)، والقضاعي (1/ 89)، رقم (94)، والبيهقي (10/ 242)، وفي "الآداب"(127)، والبغوي في "شرح السُّنَّة"(1646)، وغيرهم من طرق عنه به.
قال ابن عدي: "لا أعلم روى هذا الحديث عن ابن المنكدر غير عبد الحميد بن الحسن، ومسور بن الصلت".
فهما ضعيفان، ولم يتابعا من معتمد، وأفراد الضعفاء والمتروكين عن مثل محمد بن المنكدر في شهرته وكثرة أصحابه الثقات لا يعتد بها، فهو غير محفوظ كما قال ابن عدي رحمه الله. والله أعلم.
(1)
جاء في بعض طرق الحديث: "قلنا لجابر"، وفي أخرى:"قال محمد: قلت لجابر"، وفي غير ما رواية:"فقلت -أو: قلت- لابن المنكدر -أو: لمحمد بن المنكدر-".
(2)
وأخرجه تمام (4/ 54، رقم 1279 - الروض البسام) عن أبي الميمون بن راشد، عن عبد الله بن الحسين المصيصي، عن موسى بن وردان، عن سعد بن الصلت، عن محمد بن المنكدر، عن جابر رضي الله عنه.
وعبد الله بن الحسين بن جابر العقيلي -مولى عقيل بن أبي طالب- البغدادي ثم المصيصي، البزار:
قال ابن حبان في "المجروحين"(2/ 46): "يقلب الأخبار ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".
ووثقه الحاكم في "المستدرك"(2/ 50)، وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (21/ 203):"لعله هو عبد الله بن جابر بن عبد الله البزار أبو محمد المصيصي الذي ذكره أبو أحمد الحاكم في "الكنى"، وحكم بأنه منكر الحديث". بتصرف. وانظر: "تاريخ دمشق"(27/ 402 - 404)، رقم (3255)، "الميزان"(2/ 408)، رقم (4269)، "السير" للذهبي (13/ 307 - 308)، "لسان الميزان"(4/ 456 - 457)، رقم (4199).
وموسى بن وردان: لم أقف له على ذكرٍ في كتب الرجال، فلعله من بنيات المصيصي. والله أعلم.
وسعد بن الصلت: هو ابن برد بن أسلم، البجلي -مولى جرير بن عبد الله- أبو الصلت الكوفي، نزيل شيراز قاضيًا. أثنى عليه الثوري وأجلَّه، وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 378)، وقال:"ربما أغرب"، ووصفه الذهبي بالمحدث الفقيه الإمام، وقال:"صالح الحديث، وما علمت لأحد فيه جرحًا"، وقال في موضع: "كان حافظًا، .. =
والأصل في هذا: "إن من شر الناس من توقَّهُ
(1)
الناس اتقاء فحشه"
(2)
.
489 - حديث: "داووا مرضاكم بالصدقة".
في: "حصنوا أموالكم بالزكاة"
(3)
.
490 - حديث: "الدجاج غنم فقراء أمتي".
في: "الجمعة"
(4)
.
491 - حديث: "الدجال أعور العين اليمنى؛ كأن عينه عنبة طافية"
(5)
.
متفق عليه من حديث أيوب بن أبي تميمة السختياني، وموسى بن عقبة، ومسلم فقط من حديث أبي أسامة، ومحمد بن بشر، كلاهما: عن عبيد الله بن
= ما رأيت لأحد فيه جرحًا، فمحله الصدق". وليس بمجهول كما زعم مؤلف "الروض البسام". والله أعلم.
انظر: "تاريخ الإسلام" للذهبي (13/ 183 - 184)، و"السير"(9/ 317 - 318)، و"العبر" سنة (196 هـ).
والحديث معروف بالمسور بن الصلت المدني -وهو متروك، كما تقدم-، فلعل المصيصي هذا سرقه منه، وألصقه بموسى بن وردان -لا يعرف- وسعد بن الصلت البجلي. والله أعلم.
(1)
كذا ضبطه في المخطوطين، وفي المطبوعة:"توقاه" بزيادة الألف.
(2)
والحديث متفق عليه: أخرجه البخاري (6032، وكذا: 6054، 6131) ومسلم (73/ 2591)، ولفظه عندهما:"إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه -أو: تركه- الناس اتقاء فحشه"، وقد روي عنها رضي الله عنها من وجوه. وأما لفظة "من توقه الناس": فلم أجدها عند أحد من المخرجين، غير أنه عند القضاعي (2/ 171) من طريق وهيب، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن عبد الرحمن بن دينار، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إن شر الناس عند الله يوم القيامة من فَرَقَه الناسُ اتِّقاءَ فُحشه"، فلعله تصحف لدى المؤلف من قوله:"فرقه". والله أعلم.
(3)
انظر الحديث (421).
(4)
انظر الحديث (379).
(5)
أي: ناتئةٌ كحبة العنب الطافية فوق الماء، وقيل: البارزة من بين صواحبها، وهذا أصوب. والله أعلم.
انظر: "تهذيب اللغة"(14/ 24)، "غريب الحديث" للخطابي (1/ 667)، "النهاية" لابن الأثير (3/ 108).
عمر، ثلاثتهم: عن نافع، عن ابن عمر
(1)
.
وفي الباب عن حذيفة عند مسلم من حديث الأعمش، عن شقيق، عنه، بلفظ:"الدجال أعور العين اليسرى"
(2)
.
وفي لفظ له من حديث ربعي بن حراش، عنه: "وإن الدجال ممسوح العين، عليها ظَفَرَة
(3)
غليظة"
(4)
.
وعن أنس عنده أيضًا، من حديث شعيب بن الحبحاب، عنه، بلفظ:"الدجال ممسوح العين، مكتوب بين عينيه كافر"
(5)
.
وعند البخاري، من حديث شعبة، عن قتادة، عنه، في حديثٍ:"ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور"
(6)
، وعن جابر عند أحمد، بلفظ: "الدجال أعور، وهو أحد
(7)
الكذابين"
(8)
.
وعن أُبَيٍّ عنده، وعند الطيالسي، بلفظ:"الدجال عينه خضراء كالزجاجة"
(9)
.
(1)
رواية أيوب عند البخاري (ح 7125)، ورواية موسى بن عقبة عنده (ح 3439)، وعند مسلم (ح 273)، رقم (169)، وحديث أيوب مع البقية عنده (100/ 169).
(2)
صحيح مسلم (104/ 2934 - الفتن، ذكر الدجال وصفته).
(3)
بفتح الظاء والفاء: جليدة تنبت عند المآقي، وقد تمتد إلى السواد فتغشيه حتى يكَلّ.
"العين"(8/ 158)، "تهذيب اللغة"(14/ 268 - 269)، "النهاية" لابن الأثير (3/ 130).
(4)
صحيح مسلم (105، 106)، (2934، .. )
(5)
المصدر السابق (103/ 169).
(6)
"صحيح البخاري"(ح 7131، 7408) وهو عند مسلم أيضًا (101/ 2933) بزيادة: "مكتوب بين عينيه: ك ف ر"، وقد ذكرا في حديث ابن عمر وغيره رضي الله عنهم أيضًا.
(7)
في (أ، ز، م): "أحور، وهو أحد"، بالحاء المهملة في الموضعين، والمثبت من (زك، ق، عز)، وفي "المسند":"الدجال أعور، وهو أشد الكذابين". والله أعلم.
(8)
أخرجه أحمد (22/ 430)، رقم (14569) بإسناد صحيح على شرط مسلم. والله أعلم.
(9)
أخرجه الطيالسي (ح 546) وأحمد (35/ 82 - 83)، رقم (21145 - 21147)، والطحاوي في "المشكل"(13/ 183 - 184)، رقم (5187 - 5188)، وابن حبان =
وعن أبي سعيد عند أبي يعلى، من حديث عطية، عنه، بلفظ:"الدجال مسموح العين اليمنى، واليسرى كأنها كوكب" الحديث
(1)
.
= (15/ 206)، رقم (6795)، والضياء في "المختارة"(3/ 405 - 408)، رقم (1202 - 1206) وغيرهم من طرق عن شعبة، عن حبيب بن الزبير، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن عبد الله بن خباب، عن أبي بن كعب رضي الله عنه به مرفوعًا.
وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات، كما قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 337)، وصحح إسناده البوصيري في "إتحاف الخيرة"(2/ 518)، رقم (2020)، وصححه ابن حبان والضياء وغيرهما.
ورواه خلاد بن أسلم عن النضر بن شميل عن شعبة به، ولم يذكر عبد الله بن خباب في الإسناد، كما قال عبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند"(ح 21148)، فهي رواية شاذة. والله أعلم.
(1)
لم أقف عليه عند أبي يعلى بهذا اللفظ، ولا لدى غيره بهذا الاقتران.
واختلفت الروايات الواردة في الدجال في تعيين الأعور منهما، ففي بعضها "اليمنى"، وفي بعضها "اليسرى"، وفي بعضها الأخرى:"إحدى عينيه" دون التعيين.
وأما حديث عطية عن أبي سعيد رضي الله عنه عند أبي يعلى (2/ 332 - 333) -ومن طريقه لدى ابن عساكر في "تاريخه"(2/ 222)، رقم (465) - فلفظه:"إنه لم يكن نبي إلا قد أنذر الدجال قومه، وإني أنذركموه؛ إنه أعور ذو حدقة جاحظة ولا يخفى؛ كأنها نخاعة في جنب جدار، وعينه اليسرى كأنها كوكب دري .. ".
وأخرجه أيضًا عبد بن حميد (1/ 282)، رقم (897) وحنبل بن إسحاق في "الفتن" (17) ثلاثتهم: من طريق حماد بن سلمة عن الحجاج بن أرطاة، وأخرجه الحاكم (4/ 537 - 539)، من طريق شيبان بن عبد الرحمن عن فراس، كلاهما (حجاج وفراس) عن عطية بن سعد العوفي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في حديث طويل، ولفظ الحاكم: "ألا كل نبي قد أنذر أمته الدجال،
…
ألا إن عينه اليمنى ممسوحة الحدقة جاحظة، فلا تخفى؛ كأنها نخاعة في جنب حائط، ألا وإن عينه اليسرى كأنها كوكب دري .. " ونحوه لابن منيع.
ورواه مختصرًا -وفيه هذه الجملة- ابن أبي شيبة (15/ 131)، رقم (38620) -واللفظ له- وأحمد (18/ 275 - 276)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"(938) من طريق مجالد، عن أبي الْوَدَّاكِ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"أنا أختم ألفَ نبي، أو أكثر، .. إنه أعور، وإن الله ليس بأعور، وإنه أعور عين اليمنى، لا حَدَقَةَ له، جاحظةٌ [ولأحمد والخطيب: وعينه اليمنى عوراء جاحظةٌ، ولا تخفى؛ كأنها نخامة في حائط مجصَّصٍ] والأخرى كأنها كوكب دري .. "، وعند =
وعن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس عند الطيالسي، والطبراني بلفظ: "الدجالُ آدمُ، هِجانٌ
(1)
، أعورُ، جعد الرأس"
(2)
، إلى غير ذلك مما أفرد
= الأخيرين بعض الزيادات.
وأعل البوصيري في "الإتحاف"(8/ 136 - 137) الوجه الأول بأن "مدار طرقه على عطية العوفي، وهو ضعيف"، والوجه الثاني بأن "فيه مجالد بن سعيد، وهو ضعيف"، وزاد الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 337) تعليل الوجه الأول من رواية أبي يعلى والبزار؛ بأن "فيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس"، وتقدم أنه تابعه عليه فراسُ بن يحيى الهمداني، وهو صدوق يهم، فلم يبق إلا الكلام على عطية العوفي، وهو ضعيف كما في "تهذيب الكمال"(20/ 145 - 149)، رقم (3956)، وأما تدليسه الكلبي بأبي سعيد، حتى يتوهم أنه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، فمما تفرد به الكلبي، وهو متهم. والله أعلم.
وأما طريق مجالد فأضعف، حيث إن مجالدًا ضعيف مدلس، ويدلس الضعفاء والمتروكين، وقد اشتمل متن روايته على مناكير، وزيادات لا يتابع عليها. والله أعلم.
(1)
أي: أبيض. ويقع على المفرد والمثنى والجمع، والمذكر والمؤنث بلفظ واحد. "النهاية"(5/ 129).
(2)
لم أجده بهذا اللفظ عند أحد منهم، وحديث سماك رواه الطبراني في "الكبير"(11/ 273)، رقم (11711 - 11713)، ولفظه في الأولى: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال فقال: "أعورُ جَعْدٌ هِجانٌ أزهرُ؛ كأَنَّ رأسه أصْلَةٌ، .. ، إنه أعور، وإن ربكم عز وجل ليس بأعور"، وفي الأخريين:"الدجال جعد هجان أقمر؛ كأن رأسه غصن شجرة، مطموس عينه اليسرى، والأخرى كأنها عنبة طافية .. "، وللطيالسي (4/ 399)، رقم (2800):"أَزْهَرُ، هِجَانٌ، أَعْوَرُ .. "، ونحوه لأحمد (4/ 49)، رقم (2148)، وابن حبان (15/ 207)، رقم (6796) وحنبل في "الفتن"(2)، وابن قتيبة في "غريب الحديث"(1/ 307)، رقم (31)، من مقدم ومؤخر، وزائد في لفظه وناقص.
ولابن أبي شيبة (15/ 132)، رقم (38625):"إن الدجال أعورُ جَعْدٌ هِجَانٌ أَقْمَرُ؛ كأن رأسه غَصْنَةُ شجرة .. "، ونحوه للحربي في الغريب (2/ 497 - هجن).
وهؤلاء رووه من طريق شعبة والثوري وزائدة وغيرهم عنه به، وذكر أحمد في حديثه أن شعبة قال:"فحدثت به قتادة، فحدثني بنحو من هذا"، وأخرجه أحمد (3546)، والنسائي في "الكبرى"(11219 و 11420) وغيرهما من طريق ثابت بن يزيد أبي يزيد عن هلال بن خباب عن عكرمة.
فالحديث صحيح؛ طريق قتادة على شرط البخاري، وأخرياه من الحسن لذاته، وله متابعات. والله أعلم.
بالتصنيف
(1)
.
492 - حديث: "دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها النساء".
البيهقي في "البعث"، وابن عساكر في ترجمة عمرو بن أبي عمرو من "تاريخ دمشق" له، من حديث جابر
(2)
.
ولا تنافي بينه وبين حديث: "اطَّلعت في النار، فرأيت أكثر أهلها النساء"
(3)
، لإمكان حمل ذلك على الابتداء، وذا على ما بعد، كما أوضحته في مكان آخر
(4)
.
(1)
منها: "الروع والأوجال في نبأ المسيح الدجال" للذهبي، و"مسألة السر في الأعور الدجال" لأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي، و"التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح" للشوكاني. انظر:"كشف الظنون"(1/ 933)، (2/ 1662)، "هدية العارفين"(1/ 520)، (2/ 154، 365).
(2)
لم أقف عليه بهذا اللفظ، ولا وجدت ترجمة لعمرو بن أبي عمرو في "تاريخ دمشق" إلا واحدًا في (46/ 303)، رقم (5381) قال فيه:"عمرو بن أبي عمرو الحبراني؛ أظنه حمصيًا، حدث عن هشام بن خالد، روى عنه محمد بن يوسف الهروي حكاية تأتي في ترجمة مكحول إن شاء الله"، فأسندها في (60/ 214).
وإنما أورد البيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 497) -واللفظ له-، وابن عساكر (43/ 533)، وكذلك ابن عدي (1/ 191)، رقم (31) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 934) - عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه مرفوعًا:"أَكْثَرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْبُلْهُ". قال البيهقي: "منكر"، وقال ابن عدي:"باطل".
ومداره على أحمد بن عيسى بن يزيد الْخَشَّابِ، وهو متهم، والحديث تقدم تخريجه برقم (146)، وهو مما حكم ملا علي القاري بوضعه في كتابيه؛ "المصنوع"(34)، و"الموضوعات الكبرى"(217).
(3)
أخرجه البخاري من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه (ح 3241، و 5198، 6449، 6546)، وهو عند مسلم (ح 94، رقم 2737، الرقاق، أكثر أهل الجنة الفقراء .. )، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
(4)
لم أجده، وجاء على هامش الأصل ما يمكن أن يقرأ (هو في أوائل ألفيته لابن كثير)، ولعله يعني أن السبب المذكور لكثرة ورودهن النار في حديث ابن عباس وأبي سعيد الخدري وأسماء بنت يزيد وغيرهم رضي الله عنهم هو كفران العشير، وليس الكفر بالله، وهو من الكبائر التي لا يخلد أصحابها في النار، بل ويخرجون بعد ما يعاقبون على سيئاتهم، فحينئذ تكثر النساء على الرجال، كما في "طرح التثريب" للعراقي =
بل
(1)
لمسلم من حديث عمران بن حصين رفعه: "أقل ساكني الجنة النساء"
(2)
.
493 - حديث: "الدرجة الرفيعة" المدرج فيما يقال بعد الأذان.
لم أره في شيء من الروايات
(3)
، وأصل الحديث عند أحمد، والبخاري، والأربعة
(4)
عن جابر، مرفوعًا: "من قال حين يسمع النداء:
= (8/ 269 - 270) - و"التيسير" للمناوي (1/ 632).
وهذا يستقيم لولا حديث عمران بن حصين رضي الله عنه الآتي بعده. والله أعلم.
قال القاضي عياض: "ظاهره أن النساء أكثر أهل الجنة، وفي الحديث الآخر: "أنهن أكثر أهل النار"، فيخرج من مجموع هذا أن النساء أكثر ولد آدم، وهذا كله في الآدميات، وإلا فقد جاء للواحد من أهل الجنة من الحور العدد الكثير"، وأقره عليه النووي في شرحه على صحيح مسلم (17/ 172)، رقم (2834).
(1)
لعله استدراك من المؤلف على مسلك الجمع وتراجع، حيث لا يخلو من التكلف مع هذه اللفظة، فإنه نص في أن النساء أقل من الرجال في الجنة، وإن كان يمكن تعميم التأويل عليه أيضًا. والله أعلم.
(2)
صحيح مسلم (95/ 2738، الرقاق، أكثر أهل الجنة الفقراء .. ).
(3)
قال ابن حجر في "التلخيص الحبير"(الأذان، 1/ 211): ليس في شيء من طرقه ذكر "الدرجة الرفيعة"، وذكره ملا علي القاري في كتابيه؛ "المصنوع"(ح 132)، و"الأسرار المرفوعة"(ص 198)، (ح 202) من الموضوعات، معتمدًا على قول المؤلف أعلاه بعدم وقوفه عليه في شيء من الكتب.
وورد ذكره في "عمل اليوم والليلة" لابن السني (ح 95)، وهو مدرج من بعض النساخ ولا شك؛ حيث إنه يرويه من طريق النسائي عن عمرو بن منصور عن علي بن عياش عن شعيب بن أبي حمزة عن ابن المنكدر عن جابر رضي الله عنه به، وهو دون هذه الزيادة بالإسناد نفسه عند النسائي في "المجتبى" و"الكبرى" و"عمل اليوم والليلة"(46)، وبدونها رواه جميع الرواة عن ابن عياش كما سيأتي، ويؤيده كلام الحفاظ المذكورين وغيرهم ممن تكلموا عليه، وإنه لمستبعد للغاية أن يخفى على هؤلاء الأئمة كلهم أجمع. والله أعلم.
(4)
أخرجه البخاري (614، 4719)، وأحمد (23/ 120)، رقم (14817) -وعنه أبو داود (529) - والترمذي (211)، والنسائي (680) وفي "الكبرى"(ح 9791)، وابن ماجه (722)، وابن خزيمة (1/ 220)، رقم (420) -وعنه ابن حبان (4/ 586)، رقم (1689) - والسراج في "المسند"(1/ 50)، وابن المنذر في "الأوسط"(3/ 36)، والطبراني في "مسند الشاميين"(2972)، و"الأوسط"(5/ 54)، رقم (4654)، =
"اللَّهُمَّ رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته"؛ حلت له شفاعتي يوم القيامة".
وهو عند البيهقي في سننه
(1)
، فزاد في آخره -مما ثبت عند الكشميهني في البخاري نفسه
(2)
-: "إنك لا تخلف الميعاد"، وزاد البيهقي في أوله:"اللَّهُمَّ إني أسألك بحق هذه الدعوة"
(3)
.
وزاد فيه ابن وهب في "جامعه"
(4)
بسند فيه ابن لهيعة: "صل على محمد
= و"الصغير"(670)، و"الدعاء"(430) وغيرهم؛ من عشرة أوجه فأكثر [منهم الإمام أحمد والبخاري وأبو زرعة الدمشقي] عن علي بن عياش عن شعيب بن أبي حمزة عن ابن المنكدر عن جابر رضي الله عنه.
قال الترمذي: "صحيح حسن، غريب من حديث محمد بن المنكدر، لا نعلم أحدًا رواه غير شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر". وقال الطبراني في "الأوسط": "تفرد به علي بن عياش، ولا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد".
(1)
أخرجه البيهقي (1/ 410)، رقم (2009)، وفي "الصغرى"(1/ 101)، رقم (270) من طريق محمد بن عوف الطائي عن علي بن عياش به، وقال فيه:"اللَّهُمَّ إني أسألك بحق هذه الدعوة .. إنك لا تخلف الميعاد .. "، فقال: رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عياش.
فهذه زيادة شاذة من محمد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي، وهو ثقة حافظ -كما في "التقريب"(6202) -، ومن العُمَدِ في حديث أهل الشام، إلا أنه لا يعتبر بمخالفته لأحمد والبخاري وأبي زرعة الدمشقي وابن وارة ومن معهم من الأئمة الثقات، فلا تكون مخالفته لهم إلا شذوذًا، ولذا حكم الألباني في "صحيح أبي داود"(540)، و"الضعيفة"(5181) بأنها زيادة شاذة. والله أعلم.
(2)
لم يذكره ابن رجب وابن حجر والعيني والكرماني من شراح الصحيح. والله أعلم.
(3)
هذه الزيادة شاذة كذلك، ورد عند البيهقي بالإسناد المتقدم، وتقدم الكلام عليه.
وورد كذلك عند الطبراني في معجميه -"الأوسط" و"الصغير" -، وأما الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 146)، رقم (815) وغيرُه ممن أخرجوا الحديث من طريق أبي زرعة الدمشقي شيخ الطبراني فيه، فلم يذكروها.
ولعله دخل على الحافظ الطبراني حديث في حديث، وإلا فهو رواه في كتبه الأخرى كلفظ الجماعة، والحديث فرد لا يحتمل تعدد الألفاظ، وإنما تختلف الألفاظ عند تعدد الطرق. والله أعلم.
(4)
لم أقف عليه، فيما عثر عليه من كتاب "الجامع"، وهو ناقص من أوله إلى أوائل الحج.
عبدك ورسولك"، ولم يذكر "الفضيلة"، وزاد بدلها: "والشفاعة يوم القيامة"، وقال: "حلت له شفاعتي"، دون ما بعده.
ورواه أحمد وابن السني والطبراني وآخرون، بلفظ:""صلِّ على محمد، وارض عنه رضىً لا سخَطَ بعده"، استجاب الله دعوته"
(1)
. ولم يذكروا سواه.
والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه وردت عن غير جابر
(2)
، وفي بعضها:"وآته سُؤْلَه"
(3)
،
(1)
أخرجه أحمد (22/ 461)، رقم (14619)، وابن السني في "اليوم والليلة"(96)، والطبراني في "الأوسط"(1/ 69)، رقم (194)، وأبو يعلى في "المسند الكبير" -كما في "إتحاف الخيرة"(1/ 490)، رقم (916) - من طريقين عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه مرفوعًا، بلفظ:"من قال حين ينادي المنادي: "اللَّهُمَّ ربَّ هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة؛ صلِّ على محمد، وارضَ عنه رضىً لا تَسخَط بعده" استجاب الله له دعوته".
قال الطبراني: "لم يروه عن أبي الزبير إلا ابن لهيعة، ولا يروى عن جابر رضي الله عنه إلا بهذا الإسناد".
وبابن لهيعة أعله المنذري في "الترغيب"(1/ 116)، والهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 49)، والبوصيري وغيرهم.
(2)
وردت ضمن الدعاء في حديثي أبي الدرداء وابن عباس رضي الله عنهم مرفوعًا، وفي الموقوف عن أبي هريرة رضي الله عنه، ومراسيل الحسن والحكم بن عتبة وغيرهما، وسيأتي الكلام عليها في التعليق التالي، إن شاء الله.
وأصح شاهد في الباب ما أخرجه مسلم (11/ 384)، وأبو عوانة (2/ 7)، رقم (842)، وأبو داود (523)، والنسائي في "الكبرى"(1654)، وابن خزيمة (418)، وابن حبان (1690)، وغيرهم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلَّت له الشفاعة".
وهذا شاهد صحيح، يشتمل على عامة ما ورد في حديث جابر رضي الله عنه من المعنى، من استحقاق الشفاعة على سؤال الوسيلة، وفي معناهما أحاديث أخرى، فلا وجه لاستنكار إخراجه على البخاري. والله أعلم.
(3)
ورد في حديث أنس رضي الله عنه، وفي الموقوف عن أبي هريرة رضي الله عنه، ومراسيل الحسن والحكم بن عتيبة وغيرهما. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أما حديث أنس رضي الله عنه: فأخرجه الطبراني في "الدعاء"(431)، والخلعي في "الفوائد"(404) من طريقين عن إسرائيل، وأخرجه أبو الشيخ في "فوائد الأصبهانيين" -كما في شرح ابن ماجه لمغلطاي (1/ 1156) - من طريق الثوري، كلاهما: عَنْ أَبي إِسحاق عن بُرَيْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ عن أنس رضي الله عنه. ورجاله ثقات.
والموقوف على أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة"(105) من طريق غسان بن الربيع، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عطاء بن قرة، عن عبد الله بن ضمرة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه كان يقول -إذا سمع المؤذن يقيم-:"اللَّهُمَّ رب هذه الدعوة التامة، وهذه الصلاة القائمة، صل على محمد، وآته سؤله يوم القيامة".
وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي -بالنون- الدمشقي الزاهد: صدوق يخطئ، ورمي بالقدر، وتغير بأخرة، من السابعة، مات سنة (165 هـ)، وهو ابن تسعين سنة، بخ 4. "التقريب" (3820).
وانظر لترجمته: "الضعفاء" للعقيلي (2/ 326)، "الكامل" لابن عدي (4/ 281 - 282)، "تهذيب الكمال"(17/ 12 - 18)، رقم (3775)، "السير" للذهبي (7/ 314).
وغسان بن الربيع الأزدي الموصلي: ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 2)، وروى له في "الصحيح"، وروى عنه الأئمة؛ أحمد والدوري وإبراهيم الحربي وأبو يعلى، وقال الخطيب:"كان نبيلًا فاضلًا ورعًا"، ونقله ابن حجر عن ابن حبان أيضًا. وضعفه الدارقطني في غير رواية، وفي رواية أخرى:"صالح"، وقال الذهبي:"كان شيخًا نبيلًا صالحًا ورِعًا -وفي موضع: كبير القدر- وليس بحجة في الحديث"، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 153)، رقم (16996):"الغالب عليه الضعف، وقد وثق"، ولم يضعفه أحد قبل الدارقطني، كما قال ابن الجوزي في "التحقيق" (1/ 367). وانظر:"السنن" للدارقطني (2/ 120)، رقم (1248)، "تاريخ بغداد"(12/ 328)، رقم (6770)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (16/ 314 - 315)، "العبر"(1/ 312)، "اللسان"(6/ 304 - 305)، رقم (5990).
فهذا إسناد مقارب، ومداره على عطاء بن قرة -صدوق- عن عبد الله بن ضمرة -وثقه العجلي-. [انظر لهما على التوالي:"التقريب"(4597، 3396)].
قال فيه صدقة السمين عن ابن أبي كريمة عن عطاء بن قرة: "عن أبي الدرداء رضي الله عنه"، وقال غسان بن الربيع عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عطاء بن قرة:"عن أبي هريرة رضي الله عنه قوله".
فهذا موقوف حسنٌ على أبي هريرةَ رضي الله عنه، والله أعلم. =
كما بينت ذلك في "القول البديع"
(1)
مع ألفاظٍ غيرِ ذلك، لا نطيل بها، لا سيما وما ذكرناه زيادة على المقصود، وكأن من زادها اغتر بما وقع في بعض نسخ "الشفاء"
(2)
في حديث جابر المشار إليه، لكن مع زيادتها في هذه النسخة المعتمدة، عَلَّم عليها كاتبُها بما يشير إلى الشك فيها، ولم أرها في سائر نسخ "الشفاء"، بل؛ في "الشفاء" عقد لها فصلًا في مكان آخر
(3)
، ولم يذكر فيه حديثًا
(4)
صريحًا، وهو دليل لغلطها.
494 - حديث: "الدعاء سلاح المؤمن".
أبو يعلى عن علي مرفوعًا في حديث
(5)
.
= وأما مراسيل الحسن والحكم وغيرهما: فهي عند ابن أبي شيبة وعبد الرزاق الصنعاني في "مصنفيهما"، بأسانيد صحيحة إلى من أرسلها، وسياقاتها متقاربة بل متماثلة مما توهم رجوعها إلى الحسن جملةً. والله أعلم.
(1)
"القول البديع"(270 - 279، الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان).
(2)
الشفاء للقاضي عياض (2/ 76، فضيلة الصلاة على النبي والتسليم)، دون الإدراج المذكور.
(3)
الشفاء (1/ 216، الباب الثالث، فصل في تفضيله صلى الله عليه وسلم بالشفاعة والمقام المحمود)، ثم بوب تلوه:(1/ 224، فصل في تفضيله صلى الله عليه وسلم في الجنة بالوسيلة والدرجة الرفيعة والكوثر والفضيلة). والأمر كما قال المؤلف.
(4)
في (ز): "فصلًا".
(5)
أخرجه أبو يعلى (1/ 344)، رقم (439)، وابن عدي (6/ 172)، رقم (1656)، والقضاعي (1/ 116)، رقم (143) مِن طريق الحسن بن حماد الضبي الكوفي، حدثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي رضي الله عنه مرفوعًا:"الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السماوات والأرض".
وأخرج الحاكم (1/ 492) من طريق الحسن بن حماد الضبي، ثنا محمد بن الحسن بن الزبير الهمداني، ثنا جعفر بن محمد به مثله. ثم قال:"هذا حديث صحيح، فإن محمد بن الحسن هذا هو التل، وهو صدوق في الكوفيين"، ولم يتعقبه الذهبي هنا، ولكنه في ترجمة ابن التل هذا من "الميزان"(3/ 513)، رقم (7372) عد هذا الحديث من مناكيره، فأورده مع تصحيح الحاكم له، ثم قال:"فيه انقطاع"، وهذا الانقطاع هو بين محمد بن علي وجده الحسين رضي الله عنه.
والحديث إسناده ساقط بالمرة، فيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني: كذبه =
495 - حديث: "الدعاء يرد البلاء".
أبو الشيخ عن أبي هريرة به مرفوعًا
(1)
.
= يحيى بن معين وأبو داود، واتهمه أحمد، وقال النسائي وغيره:"متروك الحديث"، ومشاه ابن عدي، فقال:"هو مع ضعفه يكتب حديثه"، ولم يوافق عليه.
انظر: "العلل" لأحمد (3/ 299)، رقم (5328)، "الضعفاء" للعقيلي (4/ 48 - 49)، رقم (1600)، "الجرح والتعديل"(7/ 225)، رقم (1248)، "المجروحين"(2/ 276 - 277)، "الكامل"(6/ 172)، رقم (1656)، "تهذيب الكمال"(25/ 76 - 79)، رقم (5153)، "الميزان"(3/ 514).
وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 221)، رقم (17198)، والبوصيري في "إتحاف الخيرة"(6/ 440)، رقم (6163).
وأما الحاكم فخالف الجماعة، ومحمد بن الحسن المعروف بالتل؛ لم يذكر من شيوخ الحسن بن حماد الضبي ولا في تلاميذ جعفر الصادق، ولا ذكر جعفر من شيوخه، وليس هو من همدان، وإنما هو أسدي -من بني أسد-، وأما ابن أبي يزيد، فموصوف بجميع ما ذكر، وهو معشاري من همدان.
والظاهر أنه تصحف "ابن أبي يزيد" على الحاكم -أو بعض من فوقه في الإسناد- إلى "ابن الزبير"، فذهب وهمه إلى أنه التل، فأودعه كتابه، وصرح بما صرح. والله أعلم [وانظر:"الضعيفة"(ح 179)].
وله شاهد من حديث جابر رضي الله عنه عند أبي يعلى (3/ 346)، رقم (1812)، وفيه محمد بن أبي حميد المدني متروك، والراوي عنه سلام بن سليم المدائني متروك كذلك، وقد اتهم، وستأتي ترجمته (ح 669).
(1)
أخرجه في "طبقات الأصبهانيين"(4/ 294) -واللفظ له-، وفي "فوائد الأصبهانيين"(27)، وابن عدي (3/ 43)، والأصبهاني في "الترغيب"(1/ 374)، رقم (429) وغيرهم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا:"بر الوالدين يزيد في العمر، والكذب ينقص من الرزق، والدعاء يرد البلاء، ولله في خلقه قضاءان: فقضاء نافذ وقضاء ينتظر -في الكامل: محدث-، وللأنبياء على العلماء فضل درجتين، وللعلماء على الشهداء فضل درجة". وهو حديث منكر باطل، مداره على عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي -بفتح الواو وتشديد القاف- المالكي؛ من ذرية سعد بن أبي وقاص مالك الزهري رضي الله عنه: وهو متروك، كذبوه ونسبوه إلى الوضع، واختلف عليه في إسناده على وجوه، ويظهر أنه من ترهاته، والله أعلم. وانظر له:"المجروحين"(2/ 98)، "الأنساب" للسمعاني (5/ 178، 611)، "تاريخ دمشق"(43/ 91)، "التقريب"(4493).
والحديث موضوع كما في "الضعيفة"(1429). والله أعلم.
وكذا هو من حديث أبي هريرة عند الديلمي، لكن بلفظ:"الدعاء يرد القضاء"، في حديثٍ أولُه:"بر الوالدين يزيد في العمر"
(1)
.
وللطبراني في "الدعاء" من حديث بُريد بن أبي مريم، عن أنس، رفعه:"ادعوا فإن الدعاء يرد القضاء"
(2)
.
ومن حديث أبي عثمان النهدي عن سلمان رفعه: "لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر"
(3)
.
(1)
"زهر الفردوس"(2/ 4)، وفي (2/ 174) مختصرًا، وهو ساقط الإسناد كما تقدم آنفًا.
(2)
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(2/ 798)، رقم (29) من طريق عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ادعوا، فإن الدعاء يرد القضاء".
وهذا إسناد حسن؛ رجاله ثقات غير عبد الله بن رجاء الغُدَاني، فصدوق يهم قليلًا، كما في "التقريب"(3312)، وقال أبو زرعة:"حسن الحديث عن إسرائيل". "الجرح والتعديل"(5/ 55)، رقم (255).
وعلقه الديلمي [كما في "زهر الفردوس" (3/ 278)] عن أبي الشيخ -وعزاه المناوي في "فيض القدير"(8/ 211) إلى "الثواب" له-، بروايته من طريق عبيد الله بن عبد المجيد، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن يزيد بن أبي موسى، عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا:"يا أنس! أكثر من الدعاء، فإن الدعاء يرد القضاء المبرم".
وهذا إسناد حسن أيضًا، ومتابعة قوية لعبد الله بن رجاء الغداني، ويزيد بن أبي موسى مصحَّف من "بريد بن أبي مريم" المذكور عند الطبراني. والله أعلم.
وأما زيادة "المبرم" في متنه: فيحتمل أن يؤخذ من زيادة الثقة، على أن إسناد أبي الشيخ أصح وأقوى. والله أعلم.
وللحديثِ أريع طرق أخرى واهية تراجع في "الضعيفة" للألباني (ح 2876، 5477).
(3)
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(30) و"المعجم الكبير"(6/ 251)، رقم (6128)، وكذلك الترمذي (2139)، والبزار (6/ 502)، رقم (2540)، والطحاوي في المشكل (5/ 492)، رقم (2605) وغيرهم من طريق يحيى بن الضريس، ثنا أبو مودود، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان رضي الله عنه مرفوعًا.
قال الترمذي: "حسن غريب من حديث يحيى بن الضُّرَيْس، وأبو مودود اثنان: أحدهما يقال له فِضَّة، وهو الذي روى هذا الحديث، اسمه فضَّة، بصري. والآخر عبد العزيز بن أبي سليمان، أحدهما بصري والآخر مدني، وكانا في عصر واحد".
وأبو مودود فضة بصري نزل الري، وضعفه أبو حاتم، وقال: المدني أحب إلي منه، كما في "الجرح"(5/ 384)، (7/ 93)، رقم (531)، ولذا قال الذهبي في "الميزان" =
ومن حديث أبي الأشعث الصنعاني، عن ثوبان، رفعه:"لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يذنبه"
(1)
.
= (3/ 361): "ضعفه أبو حاتم يسيرًا"، وفي "التقريب" (5425):"فيه لين". فهو صالح للاعتبار، وحديثه قابل للتحسين. إن شاء الله.
(1)
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(31) من طريق فضيل بن محمد الملطي، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن عبد الله بن عيسى، عن يحيى بن الحارث، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن ثوبان رضي الله عنه به.
ورجاله ثقات مشاهير، غير فضيل بن محمد بن فضيل أبي يحيى الملطي: ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(1/ 77)، رقم (427) فقال:"إمام مسجد ملطية .. كتب إلي بجزئين من حديثه"، وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام"(6/ 792)، رقم (387):"وقد روى عنه من الكبار أبو عروبة الحافظ"، وأورد الحافظ حديثًا له في "التغليق"(4/ 482) من جهة الطبراني، عن الملطي، عن أبي نعيم، فقال:"هذا إسناد صحيح متصل، ورجاله ثقات". فهذا إسناد لا بأس به، إلا أن الملطي خولف فيه عن كلٍّ من أبي نعيم والثوري، إذ رواه ابن أبي شيبة (ح 29262)، والطحاوي في "المشكل"(2606) عن فهد، والطبراني في "الكبير"(2/ 100)، رقم (1442) عن أبي زرعة الدمشقي، وابن أبي حاتم في "مقدمة الجرح"(1/ 317) عن أبيه عن ابن وارة -مذاكرة منهما به، وكأنه عندهما عن شيخ واحد- وفي "العلل"(2113) عن أبي زرعة الرازي؛ جميعهم عن أبي نعيم، ورواه وكيع في "الزهد"(400)، ومن طريقه ابن أبي شيبة (29262)، وهناد في "الزهد"(1004)، وأحمد (21821، 21871)، وابن ماجه (89، 4020)، وابن حبان (872)، ورواه أحمد أيضًا (21848) عن عبد الرزاق، وأبو يعلى في "معجمه"(277) من طريق عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، والروياني (ح 626) من طريق أبي أحمد الزبيري، والحاكم (1/ 493) من طريق قبيصة بن عقبة وأبي حذيفة، والبيهقي في "الشعب"(7/ 258)، رقم (10233) من طريق قاسم بن يزيد، وفي "القضاء والقدر"(ح 188) من طريق معاوية بن هشام، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(2/ 10/ علي بن الصباح ابن ريذوس) من طريق عصام بن يزيد بن عجلان، وكذا روى ابن المبارك في "الزهد"(86) طرفًا منه، ومن جهته النسائي في "الكبرى" - (الرقائق/ كما في "التحفة": 2125) - وابن أبي الدنيا في "العقوبات"(64)، والقضاعي (932)، كلهم (الأحد عشر شخصًا): عن الثوري، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بن أبي الجعد -أخي سالم بن أبي الجعد- عن ثوبان رضي الله عنه مرفوعًا.
وعبد الله بن أبي الجعد الأشجعي: لم يرد فيه توثيق إلا ذكر ابن حبان له مرتين في "الثقات"(5/ 20، 5/ 54)، مما ينبئ عن تمشيته له على قاعدته العامة في توثيق =
ومن حديث شهر بن حوشب
(1)
عن معاذ بن جبل، مرفوعًا:"لن ينفع حذر من قدر، ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم بالدعاء عبادَ الله"
(2)
.
= المجاهيل، وعليه قال الذهبي في "الميزان"(2/ 400)، رقم (4245):"فيه جهالة، وإن كان قد وثق"، وقال الألباني في "الصحيحة" (154):"مجهول"، وقال الحافظ في "التقريب" (3250):"مقبول"؛ أي: حيث يتابع، وإلا فلين كما قرره في مقدمته. فهذا إسناد لين، وعبد الله بن أبي الجعد لم يتابع على روايته، وأما ما رواه الروياني (626)، والمقدسي في "الدعاء"(12) وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(619، 1988، 2113 - مفرقًا)، من طريق عمر بن شبيب، ثنا عبد الله بن عيسى، عن حفص -تصحف عند المقدسي إلى: جعفر- وعبيد الله ابني أخي سالم بن أبي الجعد، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان رضي الله عنه مرفوعًا، وزاد فيه:"إن في التوراة لمكتوب: يا ابن آدم! اتق ربك، وبر والدك، وصل رحمك، أمدد لك في عمرك، وأيسر لك يسرك، وأصرف عنك عسرك".
فهذا قال عنه أبو حاتم وأبو زرعة: "هذا خطأ، رواه الثوري عن عبد الله بن عيسى عن عبد الله بن أبي الجعد عن ثوبان، وهو الصواب. ليس لسالم بن أبي الجعد ههنا معنى".
وعمر بن شبيب: هو الْمُسْلي الكوفي، قال الحافظ في "التقريب" (4919):"ضعيف، من صغار الثامنة"، بل وشدد فيه ابن معين فقال:
"1 - ليس بشيء، 2 - ليس بثقة، 3 - رأيته، ولم يكن محمودًا".
ولينه أبو زرعة الرازي في موضع، وقال في مواضع أخر "واهي الحديث"، و"ليس بثقة".
انظر: "تهذيب الكمال"(21/ 390 - 394)، رقم (4256)، وإكماله لمغلطاي (10/ 74)، رقم (4000).
فمخالفة مثله للثوري تعتبر نكارة شديدة، بل ومطلق تفرده بأصل يعد منكرًا. والله أعلم.
(1)
هو: الأشعري الشامي -مولى أسماء بنت يزيد بن السكن-، قال الحافظ:"صدوق كثير الإرسال والأوهام، من الثالثة، بخ م". "التقريب"(2830).
وهو ضعيف، ولكنه ليس بمتروك، ولم يدرك كبار الصحابة، وقال البزار: لم يسمع من معاذ بن جبل.
وانظر: "تهذيب التهذيب"(4/ 370 - 371).
(2)
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(32)، و"المعجم الكبير"(15/ 15)، رقم (16627)، (20/ 103)، رقم (201)، وكذا أخرجه أحمد، وابنه في زوائد "المسند"(36/ 370)، =
ومن حديث عطَّافٍ الشامي
(1)
، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن
= رقم (22044) -ومن طريقهما المقدسي في "الدعاء"(3) - وأبو يعلى في "المسند الكبير" -["إتحاف الخيرة" (6/ 439)، رقم (6160/ 2)]، كلهم من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر، عن معاذ رضي الله عنه.
وهذا الإسناد فيه علل؛ شهر يضعف في الرواية، ولم يدرك معاذًا رضي الله عنه، ورواية إسماعيل بن عياش عن أهل الحجاز ضعيفة، وشيخه مكي، وبهما أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 219)، رقم (1791).
(1)
كذا جاء في الأصول الخطية، وللطبراني في "الدعاء" و"الأوسط" -ومن طريقه لأبي الطاهر السلفي في "كتاب الدعاء"-، ولأبي العباس العُصْمي في "جزئه"(6) عن أبي بَكْر محمد بن عبد الله بن يوسف النيسابوريّ، كلاهما (الطبراني والنيسابوري) عن أبي مسلم الكشي إبراهيم بن عبد الله عن عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي عن زكريا بن منظور عن عطاف الشامي به.
وجاء من طريق إسماعيل الترجماني وعباد بن موسى الختلي، ومن رواية أحمد بن منصور وأحمد بن سليمان الرهاوي عن الحجبي، بل وعند الحاكم عن أبي بكر بن إسحاق الفقيه عن أبي مسلم الكشي -شيخ الطبراني فيه- عن الحجبي، ثلاثتهم (الحجبي، وإسماعيل، وعباد) عن زكريا: (عطاف بن خالد)، وزاد البعض نسبة (المخزومي) أو (القرشي).
أما عطاف الشامي -بالشين المعجمة-: فترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(7/ 33)، رقم (176)، وقال:"روى عن هشام بن عروة، روى عنه زكريا بن منظور، سمعت أبي يقول: هو مجهول".
ولعله أيضًا لا يعرف في غير هذه الرواية، فاعتبره أبو حاتم الرازي آخرَ مجهولًا، وقد سوَّى أبو العباس العُصْمي بينه وبين عطاف بن خالد المخزومي، حيث عقب الرواية بقوله:"غريب من حديث هشام، لا نعلم رواه عنه غير عطاف بن خالد، ولا عنه غير زكريا بن منظور"، وهكذا حسبهما واحدًا من نسبه من الرواة "عطاف بن خالد"، وهو الراجح، وإليه ذهب البيهقي فأعل الحديث بقوله:"وعطاف بن خالد غير قوي"، وبه قال ابن الملقن كما سيأتي. والله أعلم.
وعطَّاف -بتشديد الطاء- بن خالد المخزومي: هو عطاف بن خالد بن عبد الله القرشي أبو صفوان المدني المخزومي من أنفسهم، كما نسب في "الجمهرة" لابن حزم (1/ 149)، و"تالي تلخيص المتشابه"(1/ 105)، رقم (36).
وثقه الأئمة؛ أحمد وابن المديني وابن معين وأبو زرعة الرازي وأبو داود والنسائي والذهبي وغيرهم، ونقله ابن المديني عن عامة أصحاب الحديث، وضعفه النسائي -في موضع- وأبو أحمد الحاكم وابن حبان والدارقطني وابن حزم والبيهقي، وذهب =
عائشة، مرفوعًا:"لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن الدعاء والبلاء ليعتلجان إلى يوم القيامة"
(1)
.
= إليه ابن مهدي -لعله بأخرة- فلم يحمد أمره، وكره مالك الكتابة عنه -لعدم تضلعه في العلم كأهله المعتنين به أمثال عبيد الله بن عمر وأشباهه، وإنما له مائة حديث فقط، وهي صحاح كما قال أحمد وغيره- وقال أبو حاتم:"صالح، ليس بذاك، محمد بن إسحاق وعطاف هما باب رحمة"، وضعفهما في "العلل" لابنه (1300)، وقال ابن عدي:"لم أر بحديثه بأسًا إذا حدث عنه ثقة"، وعليه قال ابن حجر في "التقريب" (4612):"صدوق يهم، من السابعة، مات قبل مالك".
والقول فيه ما قال أحمد وابن عدي، وكما قالا؛ ليس في حديثه ما يستنكر من رواية الثقات عنه، إذا كان الإسناد فوقه أيضًا ثقات، إلا ما يخطئ فيه الثقة من الناس، وتوجيه مالك غير مؤثر في باب الرواية، إذا كان الراوي صدوقًا، إلا عند الاختلاف بين الرواة، وهو عمدة أبي أحمد الحاكم في حكمه، وتضعيف النسائي وأبي حاتم نسبي لا ينزل به عن درجة الصدوق، وما تعلق به ابن حبان وأبو أحمد الحاكم والدارقطني والبيهقي من الروايات في توهينه فالعلة فيها ممن دونه في الإسناد، كما قال ابن عدي، وربما كانت العلة ممن فوقه في الإسناد؛ كالحديث الذي تعلق به أبو أحمد الحاكم في فضل مقبرة عسقلان، فشيخه وشيخ شيخه كلاهما مجهولان، ولا يعرفان إلا في هذا الإسناد، فالعلة منهما دون عطاف، وما تعلق به ابن حبان فالعلة فيه من الراوي عن عطاف، وإن كان ثقة، فإنه تلقنه بأخرة، كما بينه ابن عدي، وعكس ذلك ابن حبان فوهن عطافًا، وأدخلهم في "الثقات"، وخلافه كان أقرب وأولى بالصواب. والله أعلم.
وانظر لترجمته: "سؤالات ابن أبي شيبة"(175)، "الجرح والتعديل"(7/ 32 - 33)، رقم (175)، "المجروحين"(2/ 193)، "الكامل"(5/ 378 - 379)، رقم (1543)، "تهذيب الكمال"(20/ 138 - 142)، رقم (3953)، "السير" للذهبي (8/ 273)، رقم (66)، "الميزان"(3/ 69)، رقم (5636)، "تهذيب التهذيب"(7/ 197 - 199)، رقم (410).
(1)
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(33) و"الأوسط"(2548)، والبزار (2165)، وابن عدي (3/ 212)، والحاكم (1/ 492)، رقم (1813)، وصحح إسناده، والبيهقي في "القضاء والقدر"(246)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(8/ 453، رقم 4567 - زكريا بن منظور)، والقضاعي (859، 860، 861) من ثلاثة أوجه؛ عن زكريا بن منظور الأنصاري، عن عطاف بن خالد عن هشام بن عروة به.
قال الطبراني في الأوسط: "لم يروه عن هشام إلا عطاف، ولا عن عطاف إلا زكريا، تفرد به الحجبي". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أما تفرد عطاف وزكريا فمسلم، وأما الحجبي فقد توبع عليه من عباد الختلي وإسماعيل الترجماني كما تقدم.
ورواه عبد الغني المقدسي في "الدعاء"(ح 5) من طريق أحمد بن عبيد، عن زكريا [وهو ابن منظور] عن فليح بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن عائشة به مرفوعًا.
قال ابن الملقن في "البدر المنير"(9/ 173): "زكريا ضعفوه؛ .. وعطاف بن خالد فيه خلاف"، وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (4/ 311):"فيه زكريا بن منظور، وهو متروك"، وفي "التقريب" (2026):"ضعيف".
وزكريا بن منظور هذا: هو زكريا بن يحيى بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك القرضي المدني.
قال البخاري في "الكبير" و"الأوسط": "منكر الحديث"، زاد في "الأوسط":"سمعت الحميدي يتكلم فيه"، وقال أبو زرعة الرازي -في رواية البردعي عنه-:"واهي الحديث، منكر الحديث"، وقال أبو حاتم:"ليس بالقوي، ضعيف الحديث، منكر الحديث، يكتب حديثه"، وقال الدولابي:"ليس بثقة"، وقال ابن حبان:"منكر الحديث جدًّا، يروي عن أبي حازم ما لا أصل له من حديثه"، وقال الدارقطني:"متروك الحديث"، وقال السمعاني:"منكر الحديث جدًّا .. متروك الحديث"، وقال ابن طاهر المقدسي:("غير ثقة"، "منكر الحديث، ليس بشيء")، وهكذا وهاه العقيلي وغيره، وأورده يعقوب بن سفيان الفسوي في باب (من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم)، وضعفه أحمد والفلاس والنسائي والساجي وأبو أحمد الحاكم وأبو أحمد العسكري وغيرهم، واعتبره ابن عدي في مرتبة من يكتب حديثه ويعتبر به من الضعفاء، واختلف رأي ابن معين فيه بين التقوية والتضعيف والتوهية، والراجح جرحه له لموافقته أحكام بقية الأئمة، وكذلك قواه أحمد بن صالح المصري، وهو متساهل في التوثيق.
فهو إذا أُنْكر شيء من حديثه أو أغرب بشيء كان متروكًا منكر الحديث، وإن توبع من صدوق مقارب اعتبر به في الجملة، والحديث عده ابن عدي وابن طاهر وغيرهما من مناكيره. والله أعلم.
انظر: "التاريخ الكبير"(1/ 199)، رقم (614)، "الأوسط"(4/ 803)، رقم (1263)، "المعرفة والتاريخ"(3/ 43)، "الجرح"(3/ 597)، رقم (2701)، "الكنى" للدولابي (3/ 1185)، "المجروحين"(1/ 314)، "الكامل"(3/ 211 - 212)، "تاريخ بغداد"(8/ 452 - 454)، "تاريخ دمشق"(19/ 61 - 69)، "ذخيرة الحفاظ"(3/ 1718)، (4/ 1852، 1859، 2214)، (5/ 2724، 2743، 2754)، "بغية الطلب"(8/ 3816 - 3826).
فالحديث من رواية عائشة رضي الله عنها من هذا الوجه منكر جدًّا. والله أعلم.
وأخرج ابن شاهين في الترغيب (149) من طريق أبي بكر بن أبي داود عن سهيل بن =
وللترمذي عن ابن عمر مرفوعًا: "إن الدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل"
(1)
.
= الديلمي عن الحارث بن أبي الزبير النوفلي عن عباية بن عمر المخزومي -أو قال: عبادة- عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها به.
وسهيل وعباية لم أقف لهما على ترجمة، والحارث بن أبي الزبير النوفلي المدني ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، وذكر روايته عن عباية، وقال:"حدثنا عنه الحسن بن عرفة وأبو زرعة، سألت أبي عنه فقال: هو شيخ بقي حتى أدركه أبو زرعة وأصحابنا وكتبوا عنه"، وأبو زرعة من المتشددين في الرواية عن الشيوخ، فمن روى عنه لا يسقط عن الاعتبار إلا رجلًا معلوم الحال.
ونقل الذهبي وابن قطلوبغا عن الأزدي أنه قال: "ذهب حديثه"، وأورد له حديثًا، وانتقدوه بأن العهدة فيها على شيخه، إذ هو متهم واه. فمثله صالح للاعتبار، إلا أن من دونه ومن فوقه لم يعرفا بعد. والله أعلم.
وانظر لترجمته: "الجرح والتعديل"(3/ 75)، رقم (346)، "ميزان الاعتدال"(1/ 433)، رقم (1616)، "الثقات" لابن قطلوبغا (3/ 242)، رقم (2489)، "لسان الميزان"(2/ 513)، رقم (2029).
(1)
أخرجه الترمذي (ح 3548)، والحاكم (1/ 492) -وصحح إسناده- والبيهقي في "القضاء والقدر"(247)، والكلاباذي في "بحر الفوائد"(ح 20)، والشجري في "الأمالي"(1/ 203) من طرق؛ عن يزيد بن هارون، عن عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي القرشي، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا في حديث.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، وهو المكي المليكي، وهو ضعيف في الحديث قد تكلم فيه بعض أهل الحديث من قبل حفظه".
والمليكي واه، منكر الحديث، كما تقدم آنفًا عند تخريج حديث معاذ رضي الله عنه أول الحديث، وقد اضطرب في متنه وإسناده على أوجه، كما أشار إليه الترمذي بقوله: وقد روى إسرائيل هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما سُئِل اللهُ شيئًا أحب إليه من العافية"، فأسنده بالرقم (3549) عنه. وهكذا أشار البيهقي إلى اضطرابه في الإسناد، مع ضعفه في الرواية.
فالحديث بهذا الإسناد -من رواية ابن عمر رضي الله عنه- منكر جدًّا، لتفرد راو منكر الحديث به واضطرابه فيه، وحسنه الألباني في أحكامه على "السنن" بشواهده. والله أعلم.
بل؛ أخرج حديث سلمان الماضي، وقال: إنه حسن غريب
(1)
.
وأخرج أحمد حديث ثوبان، وصححه ابن حبان والحاكم؛ كلهم من حديث عبد الله بن أبي الجعد، عنه
(2)
، وأوردت له طريقًا آخر في:"إن الله لا يعذب"
(3)
.
وكذا أخرج هو وابنُه حديث معاذ
(4)
، والعسكري حديث عائشة من جهة محمد بن عبد الرحمن
(5)
، عن أبيه
(6)
، عن القاسم بن محمد، عنها مرفوعًا بلفظ:"لا ينفع حذر من قدر، والدعاء يرد البلاء، وقرأ: {إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ} [يونس: 98] قال: دعَوْا". قالت: وإن كان شيء يرد الرزق، فإن الصُّبْحَة تقطع الرزق
(7)
. تعني بالصُّبْحَة: نوم الغداة لمن تعودها.
(1)
تقدم مع الكلام عليه قريبًا.
(2)
تقدم قريبًا، عند الكلام على رواية الطبراني من طريق أبي الأشعث الصنعاني.
(3)
انظر: (ح 239).
(4)
"المسند"(ح 21500) كلاهما: عن الحكم بن موسى، عن إسماعيل بن عياش، كما تقدم.
(5)
لم أقف على تعيينه، ويحتمل أن يكون هو: محمد بن عبد الله بن الفقيه عبد الرحمن بن القاسم بن محمد البكري، كما وردت تسميته في رواية القضاعي بـ "محمد بن عبد الله"، وهذا ترجم له الذهبي في "الميزان"(3/ 605)، رقم (7793)، فقال:"أتى عن مالك بخبر منكر جدًّا"، ونقل عن الخطيب أنه قال:"لا يتابع هذا الشيخ على روايته المذكورة".
(6)
لم أقف على أمره، فإن كان هو عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم -كما سبق-، فترجم له وكيع خلف بن حيان القاضي في "أخبار القضاة"(1/ 225 - 226)، وأنه ولي قضاء المدينة للحسن بن زيد بن الحسن بن علي، في رمضان سنة (150 هـ)، وهو إذ ذاك دون الثلاثين من عمره، فيكون الإسناد منقطعًا بينه وبين جده القاسم بن محمد بن أبي بكر ت: سنة (106 هـ). والله أعلم.
وإن عني به عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق: فثقة جليل، .. مات سنة (126 هـ)، وقيل: بعدها، كما في "التقريب"(3981)، فمنقطع بينه وبين حفيده محمد بن عبد الله المذكور. والله أعلم.
(7)
لم أقف عليه، وهو عند القضاعي (860) من طريق محمد بن عبد الله، عن أبيه، عن =
496 - حديث: "دعاء المرء على حبيبه غير مقبول".
الديلمي عن ابن عمر، رفعه:"إني سألت الله أن لا يقبل دعاء حبيب على حبيبه"
(1)
، وفي لفظ:"أن لا يقبل دعاء حبيب على حبيبه"
(2)
، ورواه النقاش والدارقطني في الأفراد، وغيرهما
(3)
.
= القاسم، عنها رضي الله عنها إلى قوله:"دعوا" دون ما بعده. ومحمد بن عبد الله ضعيف.
وعلقه الديلمي ["زهر الفردوس" (2/ 145)] عن أبي الشيخ؛ من طريق فضيل الصيرفي، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما نحوه قوله. وليث يضعف في الحديث.
(1)
أخرجه الديلمي ["زهر الفردوس" (1/ 316)] من طريق محمد بن يوسف الرقي، عن أبي بكر النقاش، عن أبي غالب علي بن أحمد بن النضر الأزدي، عن جده معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر به مرفوعًا.
وليث ضعيف الحديث، وأبو غالب ضعفه الدارقطني، وقال أحمد بن كامل:"لا أعلمه ذم في الحديث"، كما في "تاريخ بغداد"(11/ 314 - 315)، رقم (6120)، و"ميزان الاعتدال"(3/ 111)، رقم (5768).
والنقاش -وهو محمد بن الحسن بن محمد بن زياد الموصلي ثم البغدادي المفسر- كذبوه ونسب إلى الوضع، كما في "ديوان الضعفاء"(3667)، و"ميزان الاعتدال"(3/ 520)، رقم (7404).
ومحمد بن يوسف الرقي الحافظ الجوال متهم بالوضع كذلك، كما في "تاريخ بغداد"(4/ 179)، رقم (1858)، و"تاريخ دمشق"(56/ 337 - 339)، و"ميزان الاعتدال"(4/ 72)، رقم (8345).
(2)
كذا هو في الأصل و (ز) و (عز)، وساقط من (م) ونسخ أخرى، ولا فرق بين اللفظين، إلا أن لفظه في بعض طرقه:"أن لا يستجيب"، وفي بعضها الآخر:"أن لا يشفع" -كما سيأتي- فلعله أراد أحد اللفظين وأخطأ الكاتب. والله أعلم.
(3)
كتابا النقاش والدارقطني في عداد المفقود، إلا أنه قد حفظ إسناداهما، فرواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(2/ 202)، و"الفصل للوصل"(2/ 744، 745)، رقم (90) من طريق الدارقطني وأبي إسحاق الطبري، وزاد في "الفَصْل": جعفر بن محمد الخلدي -ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 173) من الوجهين الأولَين- وكذا أخرج ابن عساكر (52/ 322، 323)، حديث الدارقطني فقط، ومن طريق الرقي وأبي الفتح الرملي عنه - عن أبي بكر النقاش به.
ولفظ الأخيرين: "لا يقبل"، ولفظ الدارقطني والطبري والخلدي:"لا يستجيب".
ورواه الخطيب في "تاريخه"(2/ 203 - 204)، وفي "الفصل للوصل"(2/ 745) - =
ولكن قد صح أن "دعاء الوالد على ولده لا يرد"
(1)
، فيجمع بينهما.
= ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 174)، وابن عساكر (52/ 323) من حديث أبي علي الكوكبي، عن أبي غالب به، ولفظه:"أن لا يُشَفِّعَ .. ".
قال الدارقطني: "أنكرته على النقاش، وقلت: .. معاوية ثقة، وزائدة من الأثبات الأئمة، وهذا حديث كذب موضوع مركب، فرجع عنه، وقال: "هو في كتابي عن أبي غالب -وأراني كتابه- ولم أسمعه منه"، وكأنه رآه على ظهر كتاب مركبًا على أبي غالب واستغربه، فنقله عنه، وظنه من حديث أبي غالب فكتبه، ولما وقفناه عليه رجع" مختصرًا.
وقال ابن الجوزي -بعدما رواه من حديث الكعبي-: "فقد تخلص من هذه التهمة النقاش وإن كان متهمًا، فقد رواه الكعبي عن أبي غالب، ولا نعلم فيه إلا الثقة، والعيب الآنَ يلزم أبا غالب، قال الدارقطني: "كان أبو غالب ضعيفًا"". وقال الخطيب: "باطل بهذا الإسناد، ولا يحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجه من الوجوه"، ولم يتعقبهما السيوطي في "اللآلي المصنوعة"(3/ 472).
(1)
روي من حديث أنس وأبي هريرة وعقبة بن عامر رضي الله عنهم.
أما حديثُ أنسٍ رضي الله عنه فله طرقٌ، وهي شديدةُ الضَّعفِ.
وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فله عنه طريقان:
الطريق الأول: رواه أحمد (16/ 413)، رقم (10708) وعبد بن حميد (1421)، والترمذي (3448) -عن بندار- والبيهقي في "الشعب"(6/ 48)، رقم (7462) -من طريق الباغندي، أربعتهم (أحمد، وعبد، وبندار، والباغندي) عن أبي عاصم، عن حجاج الصواف.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1324) من طريق بقية وهقل بن زياد، وابن عساكر (29/ 177) من طريق مسلمة بن عُلَيٍّ، ثلاثتهم عن الأوزاعي.
ورواه ابن أبي شيبة (29830) -وعنه ابن ماجه (3862) - عن عبد الله بن بكر السهمي.
وأخرجه الطيالسي (2639) وأحمد (7510، 8581، 9606، 10196، 10771)، والبخاري في "الأدب المفرد"(ح 32، 481)، وأبو داود (ح 1536)، والترمذي (1905)، وابن حبان (2699)، والطوسي في "المستخرج"(ح 1509/ 8)، والخرائطي في "المساوئ"(599)، والطبراني في "الدعاء"(1314، 1323، 1325، 1326)، وحسين المروزي في "البر والصلة"(46، 55)، والكلاباذي في "بحر الفوائد"(1/ 43) وغيرهم من طريق هشام الدستوائي وخمسة آخرين.
ثمانيتهم: عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي جعفر -المدني- عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن -وفي لفظ: لا ترد-: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده"، وفي لفظ للبخاري: "دعوة الوالدين على ولدهما"، وقال الطيالسي وابن ماجه: "لولده" وقال أبو داود والخرائطي: "دعوة الوالد"، ولفظة "على ولده" هو الأكثر، ولا تناقض. والله أعلم.
الحكم على الحديث: حسن لغيره، رجاله ثقات، إلا أبا جعفر المدني، فإنه اختلف في تعيينه، والإسناد ضعيف بجميع احتمالاته.
قال الترمذي: "حديث حسن، وأبو جعفر هذا؛ يقال له أبو جعفر المؤذن، وقد روى عنه يحيى بن أبي كثير غيرَ حديثٍ ولا نعرف اسمه"، وإليه ذهب المزي وابن حجر وغيرهم.
قال ابن حجر في "التقريب"(8017): "أبو جعفر المؤذن الأنصاري المدني؛ مقبول من الثالثة، ومن زعم أنه محمد بن علي بن الحسين فقد وهم".
الطريق الثاني: وأخرجه العقيلي (1/ 72) من طريق سعد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، عن إبراهيم بن يزيد بن قديد.
والطبراني في "الكبير"(19/ 97)، رقم (17) و"الأوسط" (24) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة -قال الدارقطني: لا بأس به- عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج -ثقة-؛ كلاهما (أبو المغيرة، وابن قديد) عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه به مرفوعًا.
وإسناد العقيلي فيه: إبراهيم بن يزيد بن قديد؛ قال عنه العقيلي: "في حديثه وهم وغلط"، وأنكر أحمد وابن معين والقواريري ادعاءه لسماع كتب مالك، وقال أحمد -فيما رواه الخطيب في "تاريخه" (9/ 125 - 126) -:"والناس ينكرون عليه ذاك، هو ها هنا ببغداد لم يحج، فكيف سمع عرض مالك؟! "، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 23)، وقال:"يعتبر حديثه من غير رواية سعد بن عبد الحميد عنه"، وهذا الحديث من رواية سعد عنه، فيكون أنزل من أن يعتبر به عند ابن حبان أيضًا.
وأما طريق الطبراني، فقال:"لم يروه عن يحيى عن أبي سلمة إلا الأوزاعي، تفرد به أبو المغيرة، ورواية الناس: "عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي جعفر". فأعله بالمخالفة، إلا أنه لا يرد على الأوزاعي -وإن كان في بعض حديثه عن يحيى اضطراب- لما مضى من رواية بقية وهقل بن زياد وآخر عنه كما رواه الجماعة، فالظاهر أن الوهم ممن بعده، والأقرب أنه من شيخ الطبراني. والله أعلم.
وأما حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه:
فأخرجه عبد الرزاق (10/ 409 - 410)، رقم (19522) -ومن طريقه أحمد (ح 17436)، وابن خزيمة (4/ 113)، رقم (2478)، والروياني (1/ 160)، رقم (187)، والطبراني في "الكبير"(17/ 340)، رقم (939)، والخطيب في "تاريخ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= بغداد" (12/ 380)، والبغوي في "شرح السُّنَّة" (10/ 381) - عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن عبد الله بن زيد الأزرق، عن عقبة به، في حديث أوله: "غيرتان إحداهما يحبها الله
…
"، وفيه: وقال: "ثلاثة تستجاب دعوتهم: الوالد والمسافر والمظلوم،
…
".
قال المنذري في "الترغيب"(3/ 130): "إسناده صحيح"، وفي (4/ 44):"إسناده جيد"، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 151):"رجاله رجال الصحيح، غير عبد الله بن يزيد الأزرق؛ وهو ثقة"، وقال الألباني في "صحيح الترغيب" (2227):"حسن لغيره".
وإسناد هذا الحديث مع غرابته اختلف فيه اختلافًا شديدًا، وذلك كما يلي:
رواه يحيى بن أبي كثير، ومعاوية بن سلام بن أبي سلام، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
أما حديث عبد الرحمن بن يزيد: فأخرجه سعيد بن منصور (ح 2450) -وعنه أبو داود (ح 2515) - وابن أبي شيبة (ح 26850 - 26851)، وأحمد (ح 17359، 17373، 17374)، والروياني (247)، والنسائي (ح 3146، 3578)، وفي "الكبرى"(4339، 4404)، وأبو عوانة (ح 6034، 7496 - 7497)، وابن الجارود (ح 1062)، والحاكم (2/ 95)، والبيهقي (10/ 13، 10/ 218).
وخبر معاوية بن سلام بن أبي سلام: أخرجه الروياني (ح 247).
كلاهما (ابن جابر، ومعاوية): عن أبي سلام ممطور، عن خالد بن زيد -وقيل: ابن يزيد- الجهني، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه به، في حديثٍ فيه قصة بينهما فيها سبب ذكره رضي الله عنه للحديث، ويشتمل على بعض أطراف الحديث دون الجملة موضع الشاهد.
ووقع في "شرح مشكل الآثار" للطحاوي (ح 297): "حدثنا الربيع -وهو المرادي- ثنا بشر بن بكر التنيسي، ثنا أبو رجاء، حدثني أبو سلام به نحوه".
و"أبو رجاء" في هذا الإسناد ما أظنه إلا خطأ وتصحيفًا، وإنما هو (ثنا ابن جابر حدثني أبو سلام)؛ هكذا رواه أبو عوانة (ح 7495) عن عيسى بن أحمد البلخي عن بشر بن بكر به.
وابن جابر هو المذكور في شيوخ بشر وتلاميذ ممطور، بل لم أجد أبا رجاء من هذه الطبقة، ولا ذكره أحد من الأئمة ممن قرروا الخلاف في هذا الحديث، ولو كان لَتَطَرَّق إليه بعضهم. والله أعلم.
وأما يحيى بن أبي كثير: فاختلف عليه:
فقال معمر، عنه: عن زيد بن سلام، عن عبد الله بن زيد الأزرق عن عقبة رضي الله عنه مطولًا في حديث كما تقدم، وقد رواه عبد الرزاق في "المصنف"(11/ 461)، رقم (21010) =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= -ومن طريقه أحمد في "المسند"(17375)، والطبراني في "الرمي"(ح 1، 2)، والبيهقي في "الشعب"(4/ 44)، رقم (4301) - عن معمر في "جامعه"، عن يحيى به، مقتصرًا على نفس الأطراف التي رواها ابن جابر ومعاوية مع القصة نفسها.
ورواه هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير، واختلف فيه عليه أيضًا؛ رواه عنه أبو إسحق الفزاري -كما للطبراني في "الكبير"(17/ 341)، رقم (941)، و"الرمي" له (ح 3) -، وابنُ أبي عدي -كما في "النرد" للآجري (ح 4) - ومروان بن معاوية الفزاري -كما في "شرح المشكل" للطحاوي (ح 296)، و"النرد" للآجري (ح 2)، و"تاريخ دمشق"(28/ 313) -، ووهب بن جرير -كما للدارمي (ح 2405)، وفي "النرد" للآجري (ح 4) -، والطيالسيُّ (ح 1099) -ومن طريقه الروياني (ح 184)، والبيهقي (10/ 13) -، وأبو الوليد الطيالسي -كما في "شرح المشكل"(1/ 270)، رقم (295) -، ويزيد بن هارون -كما لابن أبي شيبة (ح 19898، 26850)، وأحمد (ح 17376)، والترمذي (ح 1637)، وابن ماجه (ح 2811) -وإسماعيلُ بن علية- كما لأحمد (ح 17433)، وابن عساكر (28/ 314) -وعبد الوهاب الخفاف- كما للبيهقي (10/ 218) -وعبدُ الأعلى- كما للروياني (ح 1841) -؛ كلهم رووه عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام، عن عبد الله بن زيد الأزرق، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه.
فقال أبو إسحاق الفزاري وابن علية -في رواية زياد بن أيوب عنه عند ابن عساكر-: "عن يحيى، قال: حَدَّثَ أبو سلام عن عبد الله بن زيد"، وكذا قال عبد الأعلى وأبو داود الطيالسي في رواية الروياني في "المسند"(1841) من طريق بندار عنهما، إلا أن فيه:"حدثني عبد الله بن زيد".
وقال ابن أبي عدي -كما عند الطبراني في "الكبير"(17/ 341، 940) -: "عن يحيى بن أبي كثير، قال: حُدِّثْت أن أبا سلام قال: حدثني عبد الله بن زيد".
وفي حديث مروان الفزاري عند الآجري في "النرد": "عن يحيى قال: حديث أبي سلام"، ولعله:"حدثت عن أبي سلام". وفي روايته عند ابن عساكر (28/ 313): "حدثني أبو سلام"، وما أظنه إلا تصحيفًا من بعض الرواة أو النساخ، وذلك للروايات السابقة ولما سيأتي.
وذكر ابن أبي حاتم في "العلل"(955) عن أبيه وجهًا آخر، فقال:"رواه مروان الفزاري عن الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: ثنا أبو سلمة، عن عبد الله الأزرق، عن عقبة بن عامر به"، وذكر الحديث، ثم قال:"إنما هو: يحيى، عن أبي سلام، عن عبد الله بن زيد الأزرق، عن عقبة بن عامر"، ولعل الوهم والتصحيف ممن دون الفزاري، والا فقد مضى رواية الفزاري للحديث من وجهين عنه بالإسناد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الذي استصوبه أبو حاتم. والله أعلم.
ولهذه الروايات عن الدستوائي؛ قال ابن معين -فيما نقله العجلي في "معرفة الثقات"(1787) -: "ممطور أبو سلام الأسود شامي تابعي ثقة، لم يسمع منه يحيى بن أبي كثير"، وكذا قال أحمد، فيما نقله الفسوي في "المعرفة"(3/ 10)، وابن أبي خيثمة في "تاريخه"(3/ 341)، رقم (1260)، وابن عساكر (60/ 272)، وقال الدوري (4/ 307)، رقم (3984) عن ابن معين:"يحيى بن أبي كثير يقول: حدث أبو سلام، ولم يلقه ولم يسمع منه شيئًا"، وقال أيضًا (3983):" .. ولم يسمع من زيد بن سلام، إنما أخذ كتابه من أخيه معاوية ولم يسمعه، فدلسه عنه".
وقال القطان -كما في "تاريخ ابن أبي خيثمة"(3/ 342)، رقم (1270) -:"قرأ عليَّ هشامٌ كتابَ يَحْيَى بن أبي كثير مرتين أو ثلاثة، فكان يقول: "حدثنا يحيى بن أبي كثير"، ولا يقول: "يحيى قال: حدثنا فلان"، الذي فوق يحيى، يقول: عن أبي سَلَمَة، وعن فلان".
فهذه تبين وهن الطرق التي جاء فيها: "حدثني أو حدثنا أبو سلام"، والغالب أنها تصحيف كما تقدم. والله أعلم.
وتحقيق القول: أن رواية هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير أقرب من رواية معمر، فهشام أوثق الناس في يحيى كما قال أحمد -فيما رواه أبو زرعة الدمشقي عنه في "تاريخه"(1142) - وقد تابعه على ذكر أبي سلام في هذه الرواية -دون حفيده زيد بن سلام- ابنُ جابر ومعاويةُ بن سلام.
ثم إن رواية معاوية وابن جابر أقرب؛ حيث إن معاوية حفيد أبي سلام وهما قد سمعا منه مباشرة، وأما يحيى فقد أخذ كتاب زيد بن سلام عن أخيه معاوية مراسلة دون السماع، ولا شك أن الكتاب والمكاتبة دون السماع على كل حال، ومعاوية -الوسيط في الكتاب- قد خالفه هنا.
وأما خالد بن زيد -أو: ابن يزيد- الجهني، أو: عبد الله بن زيد -أو: ابن يزيد- الأزرق -على الخلاف في تسميته-: فمجهول؛ لم يرو عنه إلا أبو سلام ممطور، وقد اختلف عليه في اسمه فضلًا عن الجهل بمرتبته، ولذا قال الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" - الأم (2/ 304 - 305):"إسناده ضعيف؛ لجهالة خالد بن زيد، والاضطراب الكثير في ضبط اسمه، وبه أعله الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (2/ 252) .. ومثل هذا الاضطراب في ضبط اسم الراوي؛ يدل على جهالته، وعدم شهرته بالرواية، وإليه أشار الحافظ بقوله في "التقريب" (3334، 1634): "مقبول"، وإلا؛ لعرفوا اسمه على الضبط؛ فتصحيح إسناده لا يخلو من تساهل". ملخصًا.
وأما تصحيح المنذري لإسناده، وتوثيق الهيثمي للأزرق فراجعٌ إلى ذكر ابن حبان له =
وكذا ثبت في آخِرِ صحيح مسلم، وفي أبي داود وغيرهما عن جابر رفعه:"لا تدعوا على أنفسكم ولا أولادكم ولا أموالكم، لا توافقوا من الله ساعةً يُسْأَل فيها عطاءًا فيستجيبَ له"
(1)
.
497 - حديث: "دعوة الأخ لأخيه في الغيب مستجابة".
مسلم عن أبي الدرداء به مرفوعًا
(2)
، وهو عند الدارقطني في "العلل"
(3)
بلفظ: "لا ترد".
ولأبي داود، والترمذي -وضعفه- عن ابن عمر -ورفعه-: "إن أسرع الدعاء إجابة
(4)
دعوة غائب لغائب"
(5)
.
= في "الثقات"(1/ 148) على عادته في توثيق المجاهيل، ولم يوثقه أحد غيره، وفيما حققه الألباني كفاية. والله أعلم.
(1)
أخرجه مسلم (كتاب الزهد، باب حديث جابر الطويل/ 309)، وأبو داود (1534)، وابن حبان (5742)، والطحاوي في "شرح المشكل"(3539).
(2)
أخرجه مسلم (2732، 2733) عن صفوان بن عبد الله بن صفوان -زوج الدرداء-، عن أم الدرداء وأبي الدرداء معًا، بلفظ:"دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل".
(3)
"العلل"(6/ 226)، رقم (1092) بلفظ:"دعوة العبد لأخيه بظهر الغيب لا تُرَد، وما تَحابَّ اثنان إلا كان أحبَّهما إلى الله أشدُّهما حبًّا لصاحبه، وما دعا مسلم لأخيه إلا قال الملك: ولك بمثل"، هذا لفظ السؤال.
وخرجه ثانيًا عن أم الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"دعوة العبد لأخيه عن ظهر الغيب لا ترد، وتقول الملائكة: ولك مثل ذلك".
وأم الدرداء هذه هي الصغرى، وروايتها عن زوجها أبي الدرداء رضي الله عنه، والحديث مروي عنها على الوجهين، وموقوفًا عليها وعلى أبي الدرداء رضي الله عنه.
(4)
في (أ)، (ز):"إجابةً إجابةُ" مكررًا، والتصويب من (م) والنسخ المساعدة، وسنن أبي داود.
(5)
ضعيف الإسناد: رواه أبو داود (ح 1537) -واللفظ له- والترمذي (ح 1980) وعبد بن حميد (327، 331)، والبخاري في "الأدب المفرد"(623)، وغيرهم من طرق عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عنه رضي الله عنه.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والأفريقي يضعف في الحديث". =
بل في مسلم عن أبي الدرداء أيضًا: "إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب، قال الملك: ولك بمثل ذلك"
(1)
.
498 - حديث: "دعوا الحبشة ما وَدَعُوكم".
في: "اتركوا الترك"
(2)
.
بل هو عند أبي داود أيضًا من حديث ابن عمرو بلفظ: "اتركوا الحبشة ما تركوكم"
(3)
.
499 - حديث: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة".
أبو داود الطيالسي وأحمد وأبو يعلى في مسانيدهم، والدارمي والترمذي والنسائي وآخرون، كلهم: من حديث شعبة، أخبرني بُرَيد بن أبي مريم، سمعت أبا الحوراء السعدي يقول: قلت للحسن بن علي: ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: "كان يقول: .. " فذكره.
وليس عند النسائي: "فإن الصدق .. " إلى آخره. وقال الترمذي: "إنه
= وقال ابن حجر في "التقريب"(3861): "ضعيف من قبل حفظه، وكان رجلًا صالحًا".
وإلى جانب ضعفه وسوء حفظه وُصف بالتدليس، بل وأشده؛ حيث قال ابن حبان:"كان يدلس عن محمد بن سعيد بن أبي قيس المصلوب"، والمصلوب وضاع شهير. وانظر:"الجرح والتعديل"(5/ 234)، رقم (1111)، "المجروحين"(2/ 50 - 51)، "الكامل"(4/ 279 - 281)، رقم (1108)، "تعليقات الدارقطني" رقم (188)، "الإرشاد" للخليلي (1/ 422)، "تاريخ بغداد"(10/ 212 - 216)، رقم (5354)، "تاريخ دمشق"(34/ 344 - 363)، رقم (3807)، "تهذيب الكمال"(17/ 102 - 110)، رقم (3817)، "طبقات المدلسين" لابن حجر (143).
فالحديث إسناده ضعيف، ولكنه يتقوى بشواهده، إن شاء الله تعالى. والله أعلم.
(1)
"الصحيح"(87/ 2732) من طريق طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، بلفظ:"من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل". وفي (86/ 2732): "ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل"، فنقل المؤلف هو بالمعنى. والله أعلم.
(2)
انظر: (ح 18).
(3)
تقدم كذلك برقم (18).
حديث حسن صحيح"، وقال الحاكم: "إنه صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، وكذا صححه ابن حبان
(1)
.
وهو طرفٌ من حديثٍ طويل فيه ذكر القنوت، كما أمليت ذلك مع ما ورد في الباب في تخريجي أربعي
(2)
النووي
(3)
.
ولابن عمر رضي الله عنهما من الزيادة فيه: "فإنك لن تجد فقد شيء تركته لله تعالى"
(4)
.
(1)
أخرجه الطيالسي (1178) -ومن طريقه البزار (1/ 233)، رقم (1336) وغيره- وأحمد (ح 1723، 1727) وأبو يعلى (12/ 132)، رقم (6762)، والدارمي (2/ 319)، رقم (2532)، والترمذي (2518 - مختصرًا)، والنسائي في "المجتبى"(5711) و"الكبرى"(ح 5220) - وابن حبان (2/ 498، رقم 722 - مطولًا)، والحاكم (2/ 16 - وقال الذهبي: صحيح - و 4/ 111، وقال الذهبي: سنده قوي - مطولًا)، وكذا ابن خزيمة (2/ 60)، وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1/ 303، رقم 416 - بطوله)، والبيهقي في "الكبرى"(5/ 335) و"الشعب"(5/ 52، ح 5747) من طرق عن شعبة به.
وهو بطوله كذلك عند الطبراني في "الكبير"(3/ 75)، رقم (2708)، والحاكم (2170) من حديث الحسن بن عبيد الله النخعي -ثقة- عن بريد به. والحديث صحيح بإسناديه، وله متابعات وشواهد عديدة أيضًا.
(2)
كذا في "الأصول" بإضافة (التخريج) إلى ياء المتكلم، و (الأربعين) إلى (النووي) محذوفة النون، لشبهها بنون جمع المذكر السالم، وهو منصوب على المفعولية.
(3)
ذكره المؤلف في "الضوء اللامع"(8/ 16) باسم "تخريج أربعي النووي"، والشوكاني في "البدر الطالع"(2/ 177) باسم "تخريج أربعين النووي"، وقالا:"مجلد لطيف"، وسماه المؤلف في "إرشاد الغاوي"(79/ أ) - "فتح المعين بتخريج تصنيف النووي الأربعين"، وهو مخطوط.
(4)
روي عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا، وهو باطل، والمحفوظ وقفه على بعض السلف.
رواه أبو الشيخ في "الأمثال"(40) وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(1/ 308)، و"الحلية"(6/ 352)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(2/ 220)، رقم (662)، والخليلي في "الإرشاد"(1/ 254)، رقم (80) من طريق عبد الله بن أبي رومان الإسكندراني، ثنا عبد الله بن وهب، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما.
قال الدارقطني في "العلل"(13/ 100)، رقم (2981):"حدث به عبد الله بن محمد بن أبي رومان الإسكندراني، عن ابن وهب .. ، وإنما يروى من قول ابن عمر، وغيره يرويه عن مالك من قول مالك".
وقال الخليلي في "الإرشاد"(1/ 254): "الصحيح فيه عن ابن عمر قوله، وأسنده =
500 - حديث: "دفن البنات من المكرمات".
الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وابن عدي في "الكامل"، والقضاعي، والبزار؛ كلهم: من حديث عثمان بن عطاء الخراساني
(1)
عن أبيه
(2)
، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما عزي رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنته رقية، قال:"الحمد لله .. "، وذكره.
= ابن أبي رومان".
وابن أبي رومان: قال الذهبي في "الميزان"(2/ 422)، رقم (4317):"ضعفه غير واحد، روى خبرًا كذبًا"، وقال في "المغني" (3172):"وله حديث باطل"، وأعاده في "الميزان"(2/ 458)، رقم (4436) باسم عبد الله بن عبد الملك الإسكندراني، فقال:"ضعفه ابن يونس، وقد أتى بخبر باطل"، فذكره، فقال ابن حجر في "اللسان" (4612):"هو ابن أبي رومان"، وزاد:"وهَّاه الدارقطني"، وقال ابن ماكولا في "الإكمال" (3/ 339):"ضعيف روى مناكير، قاله ابن يونس"، فالحديث واهٍ بهذا الإسناد.
ورواه الخطيب (2/ 387)، رقم (509) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(2/ 816)، والرافعي في "تاريخ قزوين"(1/ 310) - من طريق محمد بن عبد بن عامر السمرقندي، عن قتيبة، عن مالك به.
قال الخطيب: "روى محمد بن عبد عن الأئمة الثقات أحاديث منكرة باطلة .. ، وهذا الحديث باطل عن قتيبة عن مالك، وإنما يحفظ عن عبد الله بن أبي رومان الإسكندراني عن ابن وهب عن مالك، تفرد واشتهر به ابن أبي رومان، وكان ضعيفًا، والصواب عن مالك من قوله، قد سرقه محمد بن عبد بن عامر من ابن أبي رومان فرواه كما ذكرنا"، ثم نقل عن الدارقطني أنه قال:"محمد بن عبد يكذب ويضع".
ولم أقف على الموقوف على ابن عمر رضي الله عنهما أو مالك، وهو عند ابن أبي شيبة وغيره عن شريح القاضي موقوفًا عليه. والله أعلم.
(1)
هو: عثمان بن عطاء بن أبي مسلم ميسرة -وقيل: عبد الله- الخراساني الدمشقي: ضعيف، وهاه الفلاس وعلي بن الجنيد، فقالا:"متروك"، وفي لفظ للفلاس:"منكر الحديث"، وقال النسائي:"ليس بثقة"، وقال الدارقطني:"ضعيف الحديث جدًّا"، وقال أبو نعيم الأصبهاني:"روى عن أبيه أحاديث منكرة"، ووهاه الذهبي في "تلخيص الموضوعات"(1/ 345)، وقال في "الكاشف" (3725):"ضعفوه".
وانظر: "الجرح والتعديل"(6/ 162)، "الكامل"(5/ 170)، "الضعفاء" لأبي نعيم (155)، ولابن الجوزي (2276)، "تهذيب الكمال"(19/ 441 - 445)، رقم (3846)، "التقريب"(4502).
(2)
هو: عطاء بن أبي مسلم الخراساني الزاهد: وثقه الجمهور في درجة من يحتج به، =
إلا أن البزار قال: "موت" بدل "دفن"، وهو عندنا باللفظ الأول في السابع من "النسيبيات"
(1)
- تخريجِ الخطيب
(2)
،
= وذكره البخاري وأبو زرعة الرازي والعقيلي في "الضعفاء"، وقال البخاري فيما رواه الترمذي عنه في "العلل":"يستحق أن يترك؛ لأن عامة أحاديثه مقلوبة"، وتعقبه الترمذي بأنه ثقة. وقال ابن حبان:"لا يجوز الاحتجاج بروايته، لما فيها من المقلوبات التي وهم فيها، فلست أدري البلية في تلك الأخبار منه أو من ناحية ابنه"، وقال شعبة:"كان نسيًّا"، وعليه قال ابن حجر:"صدوق، يهم كثيرًا، ويرسل ويدلس". انظر: "المجروحين"(2/ 100، 130 - 131)، "تهذيب الكمال"(20/ 106 - 117)، رقم (3941)، "الميزان"(3/ 73 - 75)، "التقريب"(4600).
(1)
هي: "الفوائد المنتخبة الصحاح والغرائب" لأبي القاسم علي بن إبراهيم بن العبّاس الشريف الحسيني الدّمشقيّ -خطيبها وشيخها- (424 - 508 هـ)، لُقب "نسيب الدّولة" من العبيديين، فقيل له:"النّسيب" تخفيفًا. قال ابن عساكر: "كان مكثرًا ثقة، وله أصول بخطوط الوراقين، وكان متسننًا، بسبب مؤدبه أبي عمران الصقلي وكثرة سماعه للحديث"، وقال الذهبي: "الشيخ الإمام المحدث،
…
كان صدرًا نبيلًا مرضيًا ثقة محدثًا مهيبًا سنيًا، ممدوحًا بكل لسان،
…
، وعلى أكثر تصانيف الخطيب خطه وسماعه". وهذه الفوائد خرجها له الخطيب البغدادي في عشرين جزءًا، واتصل إسنادها برواية الحافظ أبي القاسم ابن عساكر الدمشقي -مؤلف تاريخ دمشق- ولم يعثر منها إلا على الأجزاء (13، 14، 18) من محفوظات مكتبة الأسد بدمشق، تحت الرقم (3777)، وعنها صورة في مكتبتي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة رقم (980، 984، 985)، وجامعة أم القرى بمكة المكرمة رقم (650)، ولم تسلم من بعض التآكل. انظر: "تاريخ دمشق" (41/ 244 - 247)، رقم (4799)، "تاريخ الإسلام" (11/ 115 - 116)، رقم (236)، "سير أعلام النبلاء" (19/ 358 - 360)، مقدمة تحقيق "المهروانيات" للدكتور سعود الجربوعي (ص 174).
(2)
لم أقف على الحديث من طريق أبي القاسم علي بن إبراهيم النسيب. وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11/ 366)، رقم (12035) و"الأوسط"(2/ 372)، رقم (2263) و"مسند الشاميين"(2408)، وابن عدي (5/ 171)، والقضاعي (250)، وكذا الفسوي في "المعرفة والتاريخ"(3/ 159)، وابن المقرئ في "معجمه"(408) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 209)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(5/ 171) وأبو القاسم المهرواني في "المهروانيات"(2/ 946)، رقم (136)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 235 - 236)، وابن عساكر (3/ 150، 27/ 7، 56/ 104) من طرق عن عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان.
وأخرجه البزار (ح 790 - كشف الأستار)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(ح 678) =
وقال: "إنه غريب"
(1)
، ورواه ابن الجوزي وغيره من حديث ابن عمر، مرفوعًا
= -ومن طريقه الخطيب في "تاريخه"(5/ 67)، رقم (2440)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 236)، وابن عساكر (40/ 165، 166) - من طريق ثقتين عن مروان بن محمد الأسدي الطاطري، كلاهما (ابن ذكوان، والطاطري) عن عراك بن خالد بن يزيد بن صبيح المري.
ورواه ابن عدي (6/ 192)، رقم (1669) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 236) - من طريق محمد بن عبد الرحمن بن طلحة القرشي، كلاهما (عراك، ومحمد القرشي) عن عثمان بن عطاء به.
(1)
قال الخطيب في تخريجه على "المهروانيات": "غريب من حديث عكرمة عن ابن عباس، ومن حديث عطاء الخراساني عن عكرمة، تفرد به ابنه عثمان بن عطاء، ولم نكتبه إِلا من رواية عراك بن خالد المري عن عثمان"، ونحوه قال أبو نعيم في:"الحلية"(5/ 209).
وقال الطبراني في "الأوسط": "لا يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الله بن ذكوان الدمشقي"، وعبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان هذا صدوق، متقدم في القراءة، كما في "التقريب"(3203)، فالعلة ممن فوقه في الإسناد.
وقول الطبراني هذا تنقضه المتابعة السالفة لابن ذكوان من مروان بن محمد الطاطري، نعم؛ هو مسلم فيمن فوقهما، ومحمد بن عبد الرحمن بن طلحة القرشي ضعيف يسرق الحديث، وقد سرق هذا الحديث من ابن ذكوان، فأسنده عن شيخ شيخه عثمان بن عطاء، كما قال ابن عدي (6/ 192). والله أعلم.
وأما ما فوق الملتقى ففيه ثلاث علل:
1 -
عراك بن خالد: قال أبو حاتم الرازي: مضطرب الحديث، ليس بالقوي ["الجرح والتعديل" (7/ 38)، رقم (205)]، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 525)، وقال:"ربما أغرب وخالف"، وقال دحيم والدارقطني:"لا بأس به"، وقال الذهبي في "المغني" (4087):"صدوق"، وقال في "الميزان" (3/ 63/ 5597):"معروف، حسن الحديث"، وقال ابن حجر في "اللسان"(9/ 370)، رقم (1861):"ليس بالقوي"، وفي "التقريب" (4548):"لين، من السابعة"، ومع لين فيه فحكم الذهبي عليه أقرب. والله أعلم.
وانظر: "سؤالات البرقاني"(411)، "تهذيب الكمال"(19/ 544 - 545)، رقم (3892).
2 -
عثمان بن عطاء: واهٍ، كما تقدم، وهو آفة الرواية مرسلًا ومسندًا.
3 -
عطاء بن أبي مسلم ميسرة الخراساني: صدوق، ولكنه كثير الأوهام، كما تقدم.
فالحديث باطل، وحكم عليه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 235 - 237)، =
بلفظ الترجمة
(1)
.
وأفاد الخليلي في "الإرشاد" أن بعض الكذابين رواه عن جابر، قال: إنما يروى عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، وابن عطاء متروك
(2)
. انتهى.
وقد وصلوه بعكرمة، عن ابن عباس، كما سبق، إلا أنه ضعيف
(3)
.
ولابن ابن أبي الدنيا في "العزاء"
(4)
له، من جهة قتادة: أن ابن عباس توفيت له ابنة، فأتاه الناس يُعَزُّونه، فقال لهم: عورة سترها الله، ومؤنة كفاها الله، وأجر ساقه الله، فاجتهد المهاجرون أن يزيدوا فيها حرفًا، فما قدروا عليه
(5)
.
= وابن حجر، والشوكاني في "الفوائد المجموعة"(829)، والألباني في "الضعيفة"(185) وغيرهم بالوضع، وقال ابن الجوزي:"سمعت شيخنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي يحلف بالله عز وجل أنه ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا شيئًا قط".
(1)
رواه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 235) -من طريق الخطيب في "تاريخ بغداد"(7/ 291)، رقم (3794) -، وكذا أخرجه ابن عدي (2/ 278)، رقم (442) وغيرهم؛ من طرق عن محمد بن معمر البحراني، عن حميد بن حماد بن أبي الخواري، عن مسعر بن كدام، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنه.
قال ابن عدي: "حميد يحدث عن الثقات بالمناكير"، وقال ابن الجوزي -وأقره السيوطي في "اللآلي المصنوعة" (2/ 364) -:"لا يصح"، وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات"(1/ 344)، رقم (935):"سنده مظلم عن مسعر".
(2)
"الإرشاد في معرفة علماء الحديث"(1/ 318)، رقم (53).
(3)
بل واهٍ باطل، وحكم عليه غير واحد من الأئمة بالوضع -كما تقدم-، وآفته هو عثمان بن عطاء.
(4)
ذكره ابن حجر في "المعجم المفهرس"(ص 64)، رقم (125)، وابن الفاسي السوسي في "صلة الخلف"(ص 307)، والكتاني في "الرسالة المستطرفة"(ص 47)، وسماه حاجي خليفة في "كشف الظنون" (2/ 1438):"كتاب العزاء والصبر".
وعزاه السيوطي في "الدرر المنتثرة"(ح 302 - عورة سترت) إلى ابن أبي الدنيا في "كتاب العرائس"، والظاهر أنه تصحيف، ولم أقف على ذكر كتاب باسم "العرائس" لابن أبي الدنيا.
(5)
ولم أقف على كتاب ابن أبي الدنيا، ولا على الأثر في مصدر آخر، وظاهر ما أظهر من إسناده منقطع بين قتادة بن دعامة وبين ابن عباس رضي الله عنهما. والله أعلم.
وقد أنشد الباخرزي
(1)
لنفسه:
القبر أخفى سُترة للبنات
…
ودفنُها يُروى من المكرُمات
أما ترى الله تعالى اسمه
…
قد وضع النَّعْشَ بجنب البنات
ونحوه قول غيره
(2)
:
لكل أبي بنتٍ على كل حالة
…
ثلاثة أصهار إذا ذكر الصهر
فزوج يراعيها، وخدرٌ يصونها
…
وقبر يواريها، وخيرهم القبر
وأشار بذلك إلى ما قيل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "نعم الصهر القبر"، ولكن قد قال بعض العلماء:"إنه لم يظفر به بعد التفتيش"
(3)
، وإنما ذكر صاحب "الفردوس" مما لم يسنده ابنه، عن ابن عباس مرفوعًا: "نعم الكفؤ
(1)
نسبة إلى "باخرز" ناحية من نواحى نيسابور، فهو من أهلها، وهو أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي الكاتب، مؤلف "دمية القصر وعصرة أهل العصر" ذيلًا على "يتيمة الدهر" للثعالبي، وله ديوان شعر في مجلد كبير، مخطوط في المستنصرية ببغداد الرقم (1304)، كان من أفراد عصره في الأدب والبلاغة وحسن النظم والنثر، وقتل بباخزر، في ذي القعدة سنة (467 هـ).
وانظر: "ذيل ابن النجار"(3/ 192 - 195 الترجمة: 756)، "الأنساب" للسمعاني (2/ 21)، "معجم البلدان"(1/ 316)، "معجم الأدباء"(13/ 33 - 48)، "وفيات الأعيان"(1/ 360)، و"السير"(18/ 363)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (31/ 238).
والبيت أسنده عنه ابن النجار في ذيله (3/ 194)، وذكره السيوطي في "الازدهار"(1/ 9).
(2)
هو: لعبيد الله بن عبد الله بن طاهر بن حسين، كما في "ديوان المعاني" لأبي هلال العسكري (1/ 255)، و"زهر الآداب" للحصري (1/ 197)، بلفظ مقارب، وذكره أبو بكر بن داود الأصبهاني في "الزهرة"(1/ 165) قريبًا منه منسوبًا لبعض الطاهريين، وكذا أورده البيهقي في "المحاسن والمساوئ"(1/ 240).
قال العسكري: "وهو رأي الزنادقة"، والإسلام قد عارض أمر استحقار البنات، واعتبر وأد البنات من أشنع أمور الجاهلية، وعدَّ تربية البنات أعظم أجرًا من تربية أمثالهن في الأبناء، والكل وجيبة الولي والراعي.
(3)
قاله الحافظ الزركشي في "التذكرة"(1/ 86/ 32)، ولفظه:"لم أجده، بعد الكشف التام عنه".
وانظر: "الفوائد المجموعة" للشوكاني (183).
القبر للجارية"
(1)
، وهو عند ابن السمعاني عن ابن عباس من قوله، بلفظ:"نِعم الأَخْتانُ القبور"
(2)
.
وللطبراني عنه أيضًا مرفوعًا: "للمرأة ستران: القبر والزوج"، قيل: فأيهما أفضل؟ قال: "القبر"، وهو ضعيف جدًّا
(3)
.
(1)
"الفردوس بمأثور الخطاب"(4/ 259)، رقم (6764).
(2)
لم أقف عليه من رواية ابن السمعاني، وقد أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(145) عن الهيثم بن خالد ابن يزيد، وأبو الحسن الطيوري في "الطيوريات"(16/ 33)، رقم (1262) من طريق أبي الحَسَن علي بن محمد بن سعيد الموصلي، عن الحسن بن عليل، عن محمد بن محمد بن مرزوق، كلاهما (الهيثم وابن مرزوق): عن أم علي بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيها [وفي "الطيوريات": سمعت عمِّي إسماعيل بن علي - وهو غير صواب]، عن أبيه عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الله به قوله.
وأبو الحسن علي بن محمد بن سعيد الموصلي: كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وقال ابن فرات:"مخلط غير محمود"، مات سنة (359 هـ). انظر:"تاريخ بغداد"(12/ 82)، "لسان الميزان"(4/ 255).
والهيثم بن خالد بن يزيد هو أبو الحسن البصري ثم البغدادي - فيما يظهر من سائر روايات ابن أبي الدنيا: وهو صدوق صاحب غرائب، وهذا من أغرب الغرائب.
والأثرُ مع أنه مقطوع غير مستقيم الإسناد.
(3)
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(12/ 123)، رقم (12657) و"الأوسط"(8/ 151)، رقم (820) و"الصغير"(1078)، وكذا ابن أبي الدنيا في "العيال"(144)، وابن عدي (3/ 15) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 237)، وابن عساكر (51/ 167) - من طرق عن خالد بن يزيد بن أبي أسد القسري البجلي، عن أبي روق عطية بن الحارث الهمداني، عن الضحاك بن مزاحم، عنه رضي الله عنه مرفوعًا.
قال الطبراني: "لا يروى عن ابن عباس رضي الله عنه إلا بهذا الإسناد، تفرد به خالد بن يزيد"، وقال ابن الجوزي:"موضوع، والمتهم به خالد بن يزيد، قال ابن عدي: أحاديثه كلها لا يتابع عليها، لا متنًا ولا إسنادًا".
وتعقبه السيوطي بقوله: "له شاهد .. "، فذكر حديث علي رضي الله عنه الآتي، والقول قول ابن الجوزي.
وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات"(1/ 345)، رقم (936):"فيه خالد بن يزيد هالك، والخبر باطل".
وخالد بن يزيد بن أسد القسري: هو خالد بن يزيد بن أمير العراق خالد بن عبد الله بن أسد البجلي القسري، وراجع لترجمته:"الجرح والتعديل"(3/ 359)، رقم (1624)، =
ومثله ما رواه الجِعَابي
(1)
في "تاريخ الطالبيين"
(2)
له، والديلمي
(3)
= "الضعفاء" للعقيلي (2/ 15)، رقم (425)، "الميزان"(1/ 647)، رقم (2479)، "السير"(9/ 410 - 411)، رقم (133)، "اللسان"(3/ 348)، رقم (2913).
(1)
هكذا ضبط في الأصل و (م): "بكسر الجيم وتخفيف العين المهملة المفتوحة"، وفي (ز) بالتشديد، والأول أصح، وبه ضبطه السمعاني (2/ 65)، وقال:"اشتهر بها أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سَلْم الجعابي التميمي البغدادي الحافظ قاضي الموصل". وانظر أيضًا: "اللباب" لابن الأثير (1/ 282).
وأبو بكر الجعابي أحد الحفاظ، ومن الأئمة في معرفة الحديث، لكنه رافضي جلد، متهم في دينه، وقد اتهمه الدارقطني في الحديث أيضًا، وذكر أنه خلط في حديثه بأخرة، وحدث عن الخليل صاحب العروض بعشرين حديثًا ليس لها أصل، وقال البرقاني:"هو صاحب غرائب، ومذهبه في التشيع معروف، وما سمعنا في حديثه إلا خيرًا"، وقال الذهبي في "المغني" (871):"محقق، لكنه رقيق الدين، تالف".
انظر: "تاريخ بغداد"(3/ 26 - 31)، "الأنساب" للسمعاني (3/ 263 - 264)، "سير الأعلام"(16/ 88 - 92)"تذكرة الحفاظ"(3/ 93 - 94)، "الميزان"(3/ 670 - 671)، رقم (8006)، "اللسان"(7/ 408 - 411)، رقم (7254).
(2)
في (أ، ز، م، عز، زك، ق، الإسكندرية): "الطالبين" - بياء واحدة، والتصويب من (هـ)، وبه ذكره السمعاني في "التحبير"(1/ 192) فيما أجازه به شيخه أبو علي الحداد عن أبي نعيم الأصبهاني عن مؤلفه الجعابي، وقال:"فيه أسماء من روى من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من أولاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه"، وكذلك المزي في "تهذيب الكمال"(21/ 505)، ومغلطاي في "إكمال تهذيب الكمال"(4/ 77)، رقم (1283)، (9/ 366)، رقم (3842)، وبه ورد في تخريج هذا الحديث عند العراقي في "المغني"(1/ 490)، رقم (1872).
وجاء اسمه في "هدية العارفين"(2/ 46)، و"إيضاح المكنون"(3/ 38، 41)، (4/ 84)، وغيرها، و"معجم المؤلفين" (11/ 92) وغيرها:"أخبار آل أبي طالب"، وله كتب أخرى في الباب.
(3)
انظر: "الفردوس"(3/ 327)، رقم (4978) وأورده السيوطي في "اللآلي المصنوعة"(2/ 438) عن "مسنده" من طريق علي بن أحمد بن عبدان، حدثنا محمد بن يحيى بن مسلم، حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر، حدثنا إبراهيم بن أحمد الحسني، حدثنا الحسين بن محمد الأشقر، عن أبيه محمد بن عبد الله، عن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن الحسن بن الحسن بن علي، عن الحسن، عن علي رضي الله عنه مرفوعًا به.
ومن بين ابن عبدان ومحمدٍ والد عبد الله بن محمد لم يتبين لي أمرهم، وقال الألباني في "الضعيفة" (1397): "منكر، إسناده مظلم، من دون الأشقر لم أعرفهم، =
عن علي، رفعه:"للنساء عشر عورات، فإذا تزوجت المرأة ستر الزوج عورة، فإذا ماتت ستر القبر عشر عورات".
وأوردت مما قيل في معنى ذلك من الشعر ونحوه في "ارتياح الأكباد"
(1)
أشياء.
501 - حديث: "الدنانير والدراهم خواتيم الله في أرضه، من جاء بخاتم مولاه قضيت حاجته".
الطبراني في "الأوسط" من حديث ابن عيينة، وابن أبي فُديك
(2)
؛ كلاهما: عن محمد بن عمرو
(3)
، عن ابن أبي لَبِيْبَة
(4)
، عن أبيه، عن أبي هريرة
= وعبد الله بن محمد: الظاهر أنه عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب أبو محمد العلوي، قال الحافظ:"مقبول"؛ يعني: عند المتابعة، وإلا فلين الحديث؛ ومن فوقهم من أهل البيت معروفون بالصدق، ومترجمون في "تهذيب الكمال"، فالعلة ممن دونهم".
وكذا حكم عليه بالضعف الشديد المؤلف (ههنا)، والفتني في "تذكرة الموضوعات"(218)، وضعفه أيضًا العراقي في "المغني"(1573) وغيرهم، وهو بين النكارة.
(1)
هو كتاب: "ارتياح الأكباد بأرباح فقد الأولاد"، هكذا سماه في "الضوء اللامع"(8/ 18)، رقم (771)، وذكره في 13 موضعًا آخر منه، وأثنى عليه جدًّا في (12/ 109)، وله مصورة بمكتبة الجامعة الإسلامية. مطبوع.
(2)
هو: أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فُدَيْك.
(3)
الظاهر من تراجم الرواة عنه أنه محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، المدني، وهو صدوق له أوهام، من السادسة، مات سنة (145 هـ) على الصحيح، ع. "التقريب"(6188).
والذي يبدو من الروايات عن ابن أبي لبيبة أنه محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، المعروف بالديباج (ت 145 هـ)، وينسب إلى جده، فيقال: محمد بن عمرو بن عثمان، كما في رواية عند الدارقطني في "العلل"(4/ 394)، وهو صدوق، من السابعة، كما في "التقريب"(6039).
(4)
جاء في هامش نسخة (هـ) -من تعليق الناسخ-: "اسمه "محمد بن عبد الرحمن"، وثقه ابن حبان، وقال ابن معين: ليس بشيء ["خلاصة" (348)]، وقال الدارقطني: ضعيف ["ميزان" (3/ 618)] ".
وهذه الترجمة بحاجة للتحرير، وقديمًا حدث فيها التخليط.
فمحمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، ويقال: ابن أبي لبيبة -يقال: لبيبة أمه، وأبو لبيبة أبوه؛ واسمه وردان-: ذكره ابن حبان في "الثقات" مرتين (5/ 362)، (7/ 369)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والدارقطني في "الضعفاء"(454)، وقال ابن سعد:"أدرك ابن عمر وروى عنه، قد رآه محمد بن عمر [يعني: الواقدي] ولم يرو عنه شيئًا، وكان قليل الحديث". وهذا يروي عنه القدماء؛ جعفر الصادق، وابن جريج، وطبقتهم .. ويروي وكيع وابن أبي فديك وأمثالهم عنه بواسطة أسامة الليثي وغيره، وهذا هو الذي يرسل عن علي وسعد وأمثالهم من الصحابة رضي الله عنهم، وربما أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأبوه عبد الرحمن بن أبي لبيبة تابعي ثقة -كما قال العجلي في "الثقات"(2/ 85)، رقم (1071) -، وجده أبو لبيبة وردان من الصحابة، كما في "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (6/ 3004)، و"تاريخ دمشق"(58/ 100).
وابنه: يحيى بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة المدني؛ روى عنه وكيع وحاتم بن إسماعيل وابن أبي فديك والواقدي وطبقتهم، وترجم له البخاري بهذا الاسم، وقال البارودي:"هو يحيى بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة"، وذلك أنه كثيرًا ما ينسب في الروايات إلى جده عبد الرحمن بن أبي لبيبة، فظن أن أباه هو عبد الرحمن، ومحمد جده، وما ترجم به البخاري أقرب إلى الصواب، كما هو بيِّنٌ من جمع طرق رواياته. ويحيى هذا: أيضًا ذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 609)، وخولف في ذلك، فقال ابن معين:"ابن أبي لبيبة الذي روى عنه وكيع؛ ليس بشيء"، وقال في موضع آخر:"ليس حديثه بشَيْءٍ"، وذكره الفسوي فيمن يرغب عن الرواية عنهم، وقال:"روى عنه وكيع وابن أبي فديك، وهو ضعيف"، وقال ابن عدي:"هو قليل الرواية، روى عنه وكيع أيضًا القليل"، ووهاه الذهبي، بل كذبه في آخر موضع ترجم له في "الميزان"، وقال ابن حجر:"ضعيف، كثير الإرسال"، وخلط ابن أبي حاتم بين الترجمتين، فأدرج قول ابن معين في الترجمتين معًا، وزاد عن أبيه في يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة هذا، أنه قال فيه:"ليس بقوي"، وتبعًا لابن أبي حاتم تعددت تراجمه عند الذهبي في "الميزان"، وكذا خلط ابن الجوزي والمزي والحافظ ابن حجر وغيرهم بين الترجمتين، ومن قبلهم الحاكم في "المستدرك"(2/ 546) حيث عين شيخ وكيع بـ "محمد بن عبد الرحمن"، وإنما هو ابنه يحيى كما تم تحريره، وقد نبه على بعض ذلك الذهبي في موضع من "الميزان"، فأوضحه الحافظ في "اللسان" أكثر، دون تحرير واضح للترجمة.
ويحيى بن محمد بن عبد الرحمن هذا لم أقف له على رواية عن أحد من الصحابة، إلا ما ورد من روايته عن جده أبي لبيبة، والظاهر أن فيه وهمًا، وأنه من روايته عن أبيه عن جده، كما وردت به من طرق أخرى عن وكيع وغيره عنه. والله تعالى أعلم. انظر:"الطبقات" لابن سعد (9/ 348 - 349)، ولخليفة بن خياط (ص 263)، "تاريخ الدوري"(3/ 65)، رقم (251، و 845، 899)، "التاريخ الكبير" للبخاري (1/ 151)، =
به مرفوعًا، وقال:"لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد"
(1)
.
ونحوَه ما عنده أيضًا في "الأوسط" و"الصغير" عن المقدام بن معدي كرب مرفوعًا: "يأتي على الناس زمان من لم يكن معه أصفر ولا أبيض لم يتهنَّ
= رقم (452)، (8/ 265)، رقم (2942)، (8/ 304)، رقم (3098)، و"الأوسط"(3/ 250)، رقم (400)، "المعرفة والتاريخ"(3/ 41، 53)، المراسيل لابن أبي حاتم (ص 72)، رقم (336)، "الجرح والتعديل"(7/ 319)، رقم (1728)، (9/ 166)، رقم (678)، "الضعفاء" لابن شاهين (577، 590)، وابن الجوزي (3071، 3732، 3749)، "تهذيب الكمال"(25/ 620 - 622)، رقم (5405)، "المغني" للذهبي (5731، 7007، 7048)، "الميزان"(3/ 618)، رقم (7829)، (4/ 393، 403، 407، 595)، رقم (9571، 9611، 9620، 10833)، "تاريخ الإسلام"(10/ 513)، "الإصابة" لابن حجر (6/ 560)، رقم (5214)، (6/ 579)، رقم (5245)، (9/ 375)، رقم (7574)، (12/ 573)، رقم (10563)، "اللسان"(8/ 458، 472، 473)، (9/ 218)، رقم (8490)، "تهذيب التهذيب"(9/ 268)، "التقريب"(6080)، "توضيح المشتبه"(7/ 288 - 289).
(1)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6/ 316)، رقم (6507) من طريق أحمد بن مالك بن أنس، عن محمد بن الوليد بن عمرو بن الزبير، عن ابن عيينة به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 77): "فيه أحمد بن محمد بن مالك بن أنس؛ وهو ضعيف"، ونقل المناوي في "فيض القدير"(3/ 543) تضعيف الذهبي له أيضًا.
وهو أحمد بن محمد بن الإمام مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي -نسب إلى جده-: ضعفه الدارقطني، وقال ابن حبان:"منكر الحديث، يأتي بالأشياء المقلوبة التي لا يجوز الاحتجاج بها"، ثم ذكر له حديثًا من طريق يونس عن الزهري عن أنس رضي الله عنه، فقال:"ما حدث الزهري بشيء من هذا قط، ولا يونس، إنما هو حديث ثابت عن أنس رضي الله عنه فقط، ولم يروه عن ثابت إلا همام وجعفر بن سليمان الضبعي"، واتهمه ابن طاهر المقدسي في "أطراف المجروحين"(ح 453) بذلك الحديث، فقال:"هو الذي صنع هذا الحديث، ما حدث به الزهري ولا يونس، إنما رواه ثابت عن أنس رضي الله عنه، ورواه عنه همام وجعفر بن سليمان، وألفاظه في الصحيح غير هذه الألفاظ"، وعليه قال الذهبي:"ضعفوه". وانظر: "الضعفاء" للدارقطني (40)، ولابن الجوزي (256)، "المغني" للذهبي (444)، "الميزان"(1/ 150)، رقم (585)، "اللسان"(1/ 583، رقم 779، 1/ 672، 1/ 645، رقم 801)، "التحفة اللطيفة"(1/ 143)، رقم (296).
وروي موقوفًا على وهب بن منبه والمزني أيضًا.
بالعيش"
(1)
، وهو غريب أيضًا، وهو عند أحمد بلفظ:"يأتي على الناس زمان لا ينفع فيه إلا الدرهم والدينار"، وفيه قصة له
(2)
(1)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2/ 374)، رقم (2269)، و "الصغير"(7)، و"الكبير"(20/ 278)، رقم (659) و"مسند الشاميين"(2/ 343)، رقم (1461) -ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 102) وغيره- عن أحمد بن محمد بن الحارث بن عبد الرحمن بن عرق، ثنا أبي، ثنا بقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، عن المقدام بن معدي كرب به مرفوعًا.
وأحمد بن عرق وأبوه لم أجد لهما ترجمة، وبقية؛ يدلس عن الضعفاء والمجهولين، بل والكذابين، ويسوي، كما في "طبقات المدلسين"(103، 117)، وأبو بكر بن أبي مريم الغساني ضعيف، واختلط بأخرة، فتركه الدارقطني وغيره، وكان يجمع في روايته بين الشيوخ؛ يتلقن ذلك، كما تقدم (ح 477)، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 77).
هذا؛ وفيه عدة علل، وأشدها تدليس بقية، وقد دلس هنا من يتهم بالكذب، فعند الطبراني في "الكبير"(20/ 279)، رقم (660)[مخطوط 10/ 109/]) عقب الطريق المذكور عن إبراهيم بن أحمد الوكيعي -ثقة- عن بكر بن محمد القرشي، حدثنا سعيد بن عبد الجبار الزبيدي [وتصحف في المطبوع إلى: بقية عن عبد الجبار الزبيدي]، حدثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، قال: رأيت المقدام .. ، -فذكر القصة التي عند أحمد-، ولفظ المرفوع فيه:"إذا كان في آخر الزمان لا بد للناس فيها من الدراهم والدنانير يقيم الرجل بها دينه ودنياه".
وبكر بن محمد القرشي: قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 328): "لم أعرفه"، وقال الألباني في "الضعيفة" (2207):"لم أجد من ترجمه"، وروى الطبراني عن ثلاثة عنه.
وسعيد بن عبد الجبار أبي سعيد الزُّبَيْدي الحمصي: رمي بالوضع، كما تقدم (ح 319)، وبقية وبكر بن محمد كلاهما من الرواة عن سعيد بن عبد الجبار هذا، فالحديث منكر باطل؛ والإسناد الأخير فيه بيان للراوي الواهي الذي دلسه بقية هناك. والله أعلم.
(2)
أخرجه أحمد (28/ 433)، رقم (2464)، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(84) عن أبي اليمان، عن أبي بكر ابن أبي مريم، قال: كانت لمقدام بن معدي كرب جارية تبيع اللبن ويقبض المقدام الثمن، فقيل له: سبحان الله! أتبيعُ اللبن وتقبض الثمن؟! فقال: نعم؛ لا بأس بذلك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: .. فذكره.
وهكذا أسنده في "إطراف المسند المعتلي"(7419)، وجاء في "غاية المقصد" (1/ 2464): عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن المقدام به -كما عند الطبراني-، ولعله من أوهامه؛ حيث إن الحافظ ابن حجر بعد ما ذكره، قال: =
ومما قيل
(1)
:
إذا أردت الآن أن تكرما
…
فأرسل الدينار والدرهما
فليس في الأرض وما فوقها
…
أقضى لأمر يشتهى منهما
وللديلمي عن جابر رفعه: "الموت تحفة المؤمن، والدرهم والدينار مع المنافق، وهما زاداه إلى النار"
(2)
.
502 - حديث: "الدنيا خضرة حلوة؛ وإن الله مستخلفكم فيها، فناظر كليف تعملون".
مسلم والنسائي وآخرون
(3)
من حديث سعيد بن يزيد أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا به.
= "قد رواه الطبراني من طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، قال: رأيت المقدام رضي الله عنه .. فذكر نحوه"، وهذا يبين دقته الأكثر في النقل.
فهو عن أبي اليمان عن ابن أبي مريم مرسل معضلًا، ووصله سعيد بن عبد الجبار الزبيدي، وهو متهم كما تقدم، على أن ابن أبي مريم ضعيف وقد خلط بأخرة كما مر آنفًا.
ورواه نعيم بن حماد في "الفتن"(718) عن عبد القدوس -هو الوحاظي؛ متروك متهم- عن أبي بكر، عمن حدثه عن المقدام رضي الله عنه نحوه. وراوي كتاب الفتن عن نعيم بن حماد متهم.
(1)
لم أقف على قائله. والله أعلم.
(2)
"فردوس الأخبار"(4/ 238)، رقم (6715)، وهو في "الزهر"(4/ 87) معلقًا عن الدارقطني، وأسنده عنه ابن الجوزي في "العلل"(2/ 885)، رقم (1480) بروايته له من طريق إبراهيم بن فرقد بن الجعد، عن القاسم بن بهرام أبي همدان، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه به مرفوعًا، وعندهما:"ربيع المنافق".
قال في "أطراف الغرائب"(2/ 371)، رقم (1642):"تفرد به القاسم بن بهرام عن عطاء"، والقاسم هذا كذبه ابن عدي (7/ 294)، ووهاه غيره، وبه أعل الحديث ابن الجوزي، والألباني في "الضعيفة"(6891).
وانظر: "المجروحين"(2/ 214)، "الضعفاء" للدارقطني (619)، سؤالات السلمي (273، 277، 278).
(3)
أخرجه مسلم (99/ 2742)، والنسائي في "الكبرى"(9269)، وأحمد (11169)، والطحاوي في "شرح المشكل"(4326)، والبيهقي في "الشعب"(5412، 5413)، والقضاعي (1142).
وهو طرف من خطبة للنبي صلى الله عليه وسلم يرويها أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، وعنه أبو نضرة وعطاء بن يسار.
وممن رواه عن أبي نضرة: خُلَيد بن جعفر
(1)
، وسليمان بن طرخان التيمي
(2)
، وعلي بن زيد بنِ جُدعان
(3)
-وحديثه عند ابن ماجه والترمذي، وقال: حسن
(4)
- والمستَمِرُّ بن الريَّان
(5)
، ولكن بلفظ:"إن الدنيا" لأكثرهم.
وهو عند العسكري من حديث عبيد الله بن عمر، عن عمر بن نافع، عن بَضْعَة
(6)
، عن أبى هريرة مرفوعًا، بلفظ:"الدنيا خضرة حلوة، مَن أخذها بحقها بورك له فيها، ورُبَّ متخوض في مال الله ورسوله له النار يوم القيامة"
(7)
.
(1)
روايته هذه عند أبي القاسم البغوي في "الجعديات"(1565)، ولمسلم (1738)، وأحمد (11646، ومواضع أخرى) أطراف أخرى له، دون موضع الشاهد.
(2)
لم أقف على موضع الشاهد منه، وأخرج ابن خزيمة في "التوحيد"(2/ 679، 681/ 426 - 428، 2/ 686، رقم 433، 2/ 758، رقم 487) أطرافًا أخرى له مقطعًا، من ثلاث طرق عن سليمان به. والله أعلم.
(3)
هو: علي بن زيد بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي، ضعيف، وتقدمت ترجمته (ح 87).
(4)
أخرجه الترمذي (2191) -وحسنه- وابن ماجه (4000)، والطيالسي (2270)، وعبد الرزاق (20720)، والحميدي (752) وعبد بن حميد (864) وأحمد (ح 1143، 11052)، والحاكم (4/ 505) وغيرهم من طرق عنه به في حديث، وقال الحاكم:"تفرد بهذه السياقة علي بن زيد بن جدعان القرشي عن أبي نضرة، والشيخان لم يحتجا بعلي بن زيد"، وقال الألباني في حكمه على رواية الترمذي:"ضعيف، لكن بعض فقراته صحيحة"، وستأتي أطراف له عند الحديث (517).
(5)
أخرجه أحمد (11426، 11646)، وابن خزيمة (1699)، وابن حبان (5591)، وأبو يعلى (1293). وعند مسلم (16/ 1738) طرف آخر له، دون موضع الشاهد.
(6)
هكذا في الأصول مضبوطًا بالشكل، وهو زيادٌ بَضْعة، ويقال:"زياد بن ثوبان"، وبَضْعة لقبه، وهو مديني، روى عن أبي هريرة رضي الله عنه، وعنه نافع وابنه عمر، سكت عنه البخاري في "التاريخ الكبير"(1169)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 526)، رقم (2376)، وذكره ابن حبان في "الثقات".
(7)
رواه ابن حبان في "الثقات"(4/ 252) من طريق أبي بكر بن أبي أويس، عن عبيد الله به مثله.
ورواه ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير"(1/ 465)، رقم (1783) من طريق يزيد بن =
وقد عزا الديلمي
(1)
حديث: "الدنيا خضرة حلوة، وإن رجالًا يتخوَّضون" إلى البخاري عن خولة
(2)
، والذي فيه من حديثها الجملة الثانية خاصة
(3)
.
نعم؛ فيه
(4)
حديث حكيم بن حِزَام في قوله صلى الله عليه وسلم له: "يا حكيم! إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه"، الحديث.
= زُرَيْعٍ، عَنْ عمر بن محمد، عن نافع، قال: قال زياد بضعة: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: "إن الدنيا حلوة خَضِرَة فمن أخذها بحَقّها بارك الله له، ورُبَّ متخوضٍ في مَال اللهِ ورسولِه لَهُ النَّارُ يَوْم الْقِيَامَة، لا يعجبنَّكَ فاجر في نعمةٍ فإن له عِنْدَ الله قاتلًا لا يموت؛ كلما خبت زدناهم سعيرًا".
والطرف الأخير منه عند البخاري في "التاريخ"(1169) عن يزيد بن زريع به مرفوعًا، وعند ابن حبان -فرق بين طرفيه، والإسناد واحد- والبيهقي في "الشعب"(4541) من طريق ابن أبي أويس المذكور أعلاه.
فرفعه هو المحفوظ والأكثر رواية، ورجاله رجال الصحيح سوى بَضْعة، وقد وثق من ابن حبان، فهو حسنٌ إن شاء الله تعالى، وله شواهد مرفوعة بأسانيد صحيحة، كما سيذكرها المؤلف رحمه الله. والله أعلم.
(1)
حرف الدال من "مسند الفردوس" ساقط من النسخة، وليس الحديث من شرط الحافظ ابن حجر في "زهر الفردوس". والله أعلم.
(2)
هي خولة بنت قيس بن فهد بن قيس بن ثعلبة الأنصارية رضي الله عنها، زوجة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه. انظر:"الإصابة في تمييز الصحابة"(13/ 350)، رقم (11259)، "التقريب"(8576).
والحديث بتمامه؛ عند عبد الرزاق (6912)، وابن أبي شيبة (34382)، وإسحاق بن راهويه (ح 2422)، وأحمد (27054، 27055، 27124) وعبد بن حميد (1588)، والترمذي (2374)، والطحاوي في "شرح المشكل"(ح 4890 - 4891)، وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3259 - 3262)، والطبراني في "الكبير"(24/ 577 - 587) وأبي نعيم في "معرفة الصحابة"(6/ 3304 - 3305)، والبيهقي في "الشعب"(ح 11232)، وغيرهم من طرق عن أبي الوليد عبيدٍ سنوطا، عنها رضي الله عنها به.
قال الترمذي: "حسن صحيح"، وصححه الألباني، وعند البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 204)، (5/ 450)، وأبي نعيم وغيرهما متابعات لعبيد سنوطا.
(3)
أخرجه البخاري (ح 3118) من طريق النعمان بن أبي عياش، عن خولة الأنصارية رضي الله عنها.
(4)
أخرجه البخاري (ح 1472)، ومسلم (96/ 1035).
وفي الباب عن ميمونة عند أبي يعلى والطبراني والرامهرمزي في الأمثال
(1)
، وعن عبد الله بن عمرو عند الطبراني فقط
(2)
-رفعاه- بلفظ: "الدنيا حلوة خضرة"، وعن غيرهما
(3)
، وتكلم الرامهرمزي على معناه
(4)
.
503 - حديث: "الدنيا دار من لا دار له، ولها يجمع من لا عقل له".
أحمد من حديث ذُوَيد
(5)
،
(1)
أخرجه أبو يعلى -كما في "المطالب العالية"(3279) - والطبراني في "الكبير"(24/ 24)، رقم (58)، والرامهرمزي في "الأمثال"(19)، وابن أبي عاصم في "الزهد"(156)، كلهم: من طريق المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن سليمان بن يسار، عن ميمونة رضي الله عنها.
وفيه المثنى بن الصباح، وهو ضعيف، كما قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 431)، رقم (17811)، وأفراده عن عمرو بن شعيب واهية، وأما المتن فصحيح بشواهده. والله أعلم.
(2)
بلفظ: "الدنيا حلوة خضرة، فمن أخذها بحقه بورك له فيها، ورب متخوض فيما اشتهت نفْسُه ليس له يوم القيامة إلا النار"، قال المنذري في "الترغيب"(4/ 77)، رقم (4867)، والهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 429)، رقم (17805):"رجاله ثقات"، وصححه الألباني لغيره. "صحيح الترغيب"(3/ 138)، رقم (3219).
(3)
روي نحوه من حديث معاوية، وعمرة بنت الحارث المصطلقية، وأم المؤمنين عائشة، وزيد بن ثابت، وابن عمر وغيرهم رضي الله عنهم، بأسانيد صحيحة وحسنة، وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بإسناد فيه راو مبهم، وعن أنس وأم سلمة رضي الله عنهما بسند ضعيف جدًّا.
(4)
انظر: "أمثال الحديث"(1/ 51 - 53)، ونقل فيه شرحًا عن "العين"[2/ 67 - 68/ رتع].
(5)
كذا في الأصول الخطية، مضبوطًا بالشكل في عامتها، وبه ذكره المنذري في "الترغيب"(4/ 86)، رقم (4912)، والعراقي في "المغني"(1/ 875)، رقم (3201)، والهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 515)، رقم (18077).
وفي المصادر المسندة "دويد" -بالدال المهملة، مصغرًا-، وكذا ذكره الدارقطني وابن ماكولا، بعد ذكرهما لِـ "ذُوَيد" بالمعجمة. وذُوَيد -بالذال المعجمة المضمومة، مصغرًا-؛ والمذكور بروايته عن عروة بن الزبير هو: دويد -ويقال: ذويد- بن نافع الفلسطيني الشامي، أبو عيسى، نزيل مصر؛ وثقه الذهلي والعجلي -فيما حكاه الحافظ في "التهذيب"، عن ابن خلفون عنهما-، وقال أبو حاتم الرازي:"شيخ"، وقال ابن حبان:"مستقيم الحديث إذا كان دونه ثقة"، وقال أبو حاتم في سمي له:"دويد البصري: روى عنه الثوري، وليس هذا بدويد بن نافع، هو شيخ لين"، ويعني =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= هذا أن دويد بن نافع ليس بلين.
وقال الذهبي: "مستقيم الحديث"، وقال ابن حجر:"مقبول، وكان يرسل، من السادسة"، وحكم الذهبي أولى، وأوفق لكلام من تقدم من الأئمة، ولم أقف على كلام فيه.
وانظر: "التاريخ الكبير"(3/ 251)، رقم (865، 866)، "الثقات" للعجلي - تضمينات الحافظ (1/ 149، رقم 403 - ط: الباز)، "الجرح والتعديل"(3/ 438)، رقم (1992، 1993)، "العلل" للرازي (1359، 1975، 2425)، "الثقات"(6/ 292)، "الكامل"(4/ 102 - 103)، رقم (952)، "المؤتلف" للدارقطني (2/ 1008)، "الإكمال" لابن ماكولا (3/ 386 - 387)، "تهذيب الكمال"(8/ 498 - 500)، رقم (1805)، "الكاشف"(1480)، "ذيل الميزان"(358)، "تهذيب التهذيب"(3/ 214، رقم 405، 3/ 224، رقم 428)، "التقريب"(1832).
فهذا ثقة، إلا أن راوي هذا الحديث ليس بهذا الشامي الذي يروي عن عروة بن الزبير بلا واسطة، وإنما هو آخر يروي عن عروة بواسطة فأكثر، ذكره الدارقطني في "المؤتلف"(السابق)، وابن ماكولا في "الإكمال"(السابق) -وعنهما ابن ناصر الدين الدمشقي في "توضيح المشتبه"(4/ 56)، وغيره- بهذه الرواية بهذا الإسناد، وهو: داود بن سليمان أبو سليمان النصيبي العابد، كما سماه الحافظ في "نزهة الألباب"(1077)، وقرره الألباني في "الضعيفة"(ح 6694) وغيرُه، وقد وردت بمجموعه الروايات، وإن كان الدارقطني وابن ماكولا قالا:"لم ينسب"، وفرق ابن ماكولا وحده بينه وبين "دويد بن سليمان"، فقد جاء مسمى ومكنى في الأسانيد، فلا داعي للتفريق، وظنه الحسيني خراسانيًا بناءًا على رواية حسين المروزي عنه، فترجم له في "الإكمال" باسم:"دويد الخراساني"، وإنما هو نصيبي من الزهاد.
وسمي في رواية الخطيب في "تالي التلخيص"(2/ 470 - 71)، رقم (300) داود بن سليم أبو سليم النصيبي.
والظاهر أنه الذي سماه زهير بن عباد الرؤاسي في بعض رواياته "داود بن هلال أبا سليمان النصيبي"، وترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 427)، رقم (1942) به، دون ذكر جرح أو تعديل، وبه ترجم له أبو نعيم في "الحلية"(4/ 324) وعده من العباد المنقطعين إلى الجبال والتلال، وخرج له الضياء في "المختارة"(7/ 164)، رقم (2595) حديثًا، ووقع في "التفسير" لابن أبي حاتم (2/ 639)، رقم (3443):"ثنا محمد بن موسى بن سالم القاشاني المقرئ، ثنا زهير بن عباد، ثنا أبو سليمان النصيبي؛ يعني: داود". والله أعلم.
والخلاصة أنه جهله الخطيب، فقال: "هو في عداد المجهولين، لا أحفظ عنه غير =
عن أبي إسحاق
(1)
، عن [زرعة]
(2)
، عن عائشة مرفوعًا به
(3)
، ورجاله ثقات.
= حديث واحد"، وكذا قال بجهالته الحسيني في "الإكمال" (232)، والألباني في "الضعيفة"، ويعنون: جهالة حاله في الرواية، وإلا فقد روى عنه جمع من الثقات وغيرهم. فتفرد مثله عن مثل السبيعي بمثل هذه الرواية المنكرة غاية في النكارة، وينزل به إلى درجة الضعيف جدًّا، في مساق أصحاب المناكير من العباد، ولعله من أجل هذا حكم الإمام أحمد على حديثه هذا -كما في "منتخب علل الخلال" (ح 6) - بالنكارة، ونكارة متنه بينة، وإلى نكارة رواياته هذه أشار الدارقطني إثر ذكره لروايتنا هذه في "المؤتلف" بقوله: "وله أحاديث من مثل هذا في الزهد"، فهو ليس بمجهول فحسب، بل ومنكر الحديث، وإن كان عَلَمًا في الزهد، ورأسًا في البكائين.
(1)
هو: السبيعي، كما في رواية ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" -إن كان محفوظًا- ودويد الراوي عنه؛ هو عراقي من عباد نصيبن، يروي عن إبراهيم النخعي (ت 95 هـ) -كما في "أمالي ابن بشران"(1/ 86)، رقم (171) من رواية تلميذه الحسين بن محمد المروذي هذا عنه-، وهشام بن حسان القُرْدوسي (ت: سنة 148 هـ)، ومالك بن مغول (ت: سنة 159 هـ)، وأمثالهم معَنْعِنًا، ولا يبين السماع في شيء مما وقفت من رواياته، وروايته عن إبراهيم النخعي وطبقته ظاهرة الإرسال، ويحتمل السماع من أبي إسحاق السبيعي. والله أعلم.
(2)
في الأصول الخطية، وكذا عند الهيثمي في "غاية المقصد" (2/ 3096):"عروة"، والتصويب من المصادر المسندة، وبه ذكره الدارقطني في "المؤتلف"(3/ 163)، وابن ماكولا في "الإكمال"(3/ 387)، وابن حجر في "إطراف المسند"(9/ 41)، رقم (11497)، و"إتحاف المهرة"(16/ 1080)، رقم (21662).
ولعل الهيثمي والمؤلف توهما ذلك عن مجيء الحديث في "المسند" وسط روايات عروة عن عائشة .. على أنه قد يحتمل التصحيف في بعض نسخ "المسند" أيضًا. وزرعة هذا مجهول، لم يتميز من هو؟ كما سيأتي قريبًا، إن شاء الله. والله أعلم.
(3)
أخرجه أحمد (40/ 480)، رقم (24419)، وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا"(ح 182)، و"الزهد"(240) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(7/ 375)، رقم (10638) - عن محمد بن العباس بن محمد، والخطيب في "تالي التلخيص"(2/ 471)، رقم (300/ 283) من طريق علي بن العباس الأطروش، ثلاثتهم (أحمد، ومحمد بن العباس، والأطروش) عن الحسين بن محمد المروزي؛ ثنا دويد [وقال ابن أبي الدنيا: أبو سليمان النصيبي، وقال الأطروش: أبو سليم داود بن سليم النصيبي]، ثم اتفقوا: عن أبي إسحاق [زاد ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا": السبيعي]، عن زرعة، عن عائشة رضي الله عنها به مرفوعًا.
وهذا جوَّد إسناده المنذري في "الترغيب"(4/ 86)، رقم (4912)، والعراقي في =
504 - حديث: "الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر".
مسلم من حديث الدراوردي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة به مرفوعًا
(1)
.
وكذا هو في حديث مالك عن العلاء
(2)
.
وهو عند العسكري والقضاعي وغيرهما؛ من حديث موسى بن عقبة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. وأخرجه البزار أيضًا
(3)
.
= "المغني"(1/ 875)، رقم (3201)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 515)، رقم (18077):"رجال أحمد رجال الصحيح، غير ذويد، وهو ثقة"، واقتبسه عنهم الزبيدي في تعليقه على نسخة (عز).
وفي هذا الكلام منهم نظر، فإنه حديث منكر، وذويد مجهول الحال في الرواية كما تقدم.
وقال الخلال عن الإمام أحمد: "هذا حديث منكر"، وكذا قال الألباني في "الضعيفة""منكر، .. " وهذا إسناد ضعيف؛ وزرعة هذا: لم أعرفه، ومن المحتمل أن يكون "زرعة؛ أبا عمرو السيباني الفلسطيني"؛ فإنه من هذه الطبقة، روى عن عمر وغيره من الصحابة رضي الله عنهم، ولكنهم لم يذكروا فيهم عائشة رضي الله عنها، ولا ذكروا أبا إسحاق السبيعي في الرواة عنه، فالله أعلم. وأبو إسحاق تقدم في رواية ابن أبي الدنيا -ومن طريقه عند البيهقي- أنه السبيعي، والإسناد إليه غريب منكر. وهو واهي الإسناد، منكر المتن، وما تقدم عن الأئمة ينقُضُ ما سيذكره المؤلف تِلْوًا من ثقة رجاله، تبعًا للهيثمي في "مجمع الزوائد" وغيرِه. والله أعلم.
(1)
رواه مسلم (ح 2956).
(2)
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 350)، والبيهقي في "الشعب"(9797)، و"الآداب"(727)، ورواه عن العلاء جمع سواهما.
(3)
وأخرجه البزار (ح 6108)، والقضاعي (ح 145)، وكذا ابن أبي عاصم في "الزهد"(143)، والطبراني في "الأوسط"(9/ 65)، رقم (9136)، من طريقي عبد الرحمن بن المغيرة وإسماعيل بن أبي أويس، كلاهما: عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة به.
قال الطبراني: "لم يروه عن موسى بن عقبة إلا ابن أبي الزناد، ولا عن ابن أبي الزناد إلا عبد الرحمن بن المغيرة، تفرد به إبراهيم بن المنذر"، وقد رواه البزار من طريق إسماعيل بن أبي أويس عن ابن أبي الزناد.
وقال البزار: "هذا الحديث لا نعلمه يروى عن ابن عمر رضي الله عنه إلا من رواية عبد الله بن =
وعند الطبراني، وأبي نعيم -واللفظ له- من حديث ابن عمر مرفوعًا:"يا أبا ذر! الدنيا سجن المؤمن، والقبر أمنه، والجنة مصيره. يا أبا ذر! إن الدنيا جنة الكافر، والقبر عذابه، والنار مصيره. المؤمن من لم يجزع من ذل الدنيا" الحديث
(1)
.
وعند أحمد وأبي نعيم من حديث أبي
(2)
عبد الرحمن الحُبُلِّي، عن ابن عمرو، بلفظ:"الدنيا سجن المؤمن وسِنَتُه، فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسِّنة".
وكذا أخرجه الطبراني باختصار، ورواه البغوي في شرح السُّنَّة، وصححه الحاكم
(3)
.
= دينار وزيد بن أسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما، فأما حديث عبد الله بن دينار فلا نعلم رواه عنه إلا موسى بن عقبة، وأما حديث زيد بن أسلم فرواه كثير بن جعفر بن أبي كثير، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر رضي الله عنهما .. ".
وأما رواية موسى بن عقبة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما: ففيها عبد الرحمن بن أبي الزناد: قال ابن حبان في "المجروحين"(1/ 477): "كان ممن ينفرد بالمقلوبات عن الأثبات، وكان ذلك من سوء حفظه وكثرة خطئه، فلا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد، فأما فيما وافق الثقات فهو صادق في الروايات يحتج به". وفي "التقريب"(3861): "صدوق، تغير حفظه لما قدم بغداد".
وهنا تفرد بهذه الرواية من هذا الوجه، لكنه من رواية أهل المدينة عنه -وإن كان تفرد مثله محل نظر- فالحديث من هذا الوجه صالح إن شاء الله تعالى، لا سيما وله شواهد مرفوعة صحيحة. والله أعلم.
(1)
لم أقف على رواية الطبراني، وقد رواه عنه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 353).
وفي إسناده عبد الوهاب بن نافع العامري المطوعي: وهو واه، متهم. انظر:"الضعفاء" للعقيلي (3/ 73)، رقم (1038)، "المغني"(3900)، "لسان الميزان"(4/ 5423)، "الكشف الحثيث"(471).
(2)
ساقط من الأصل و (ز)، والتصويب من (م) -و (ز 2) و (عز) و (ق) المساعدة-، وهكذا هو في الأصول المسندة. والله أعلم.
(3)
أخرجه أحمد (11/ 442)، رقم (6855)، وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 177) -من طريق ابن المبارك في "الزهد"(598) -، والطبراني في "الأوسط"(3/ 157)، رقم (2782)، والحاكم (4/ 315)، وكذا عبد بن حميد (346)، وابن أبي عاصم في =
وفي الباب عن غير هؤلاء
(1)
.
وعند العسكري من طريق سعيد بن سليمان
(2)
، عن المبارك، قال: كان الحسن يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"، فالمؤمن يتزود، والكافر يتمتع، والله إن أصبح فيها مؤمن إلا حزينًا، وكيف لا يحزن من جاءه عن الله تعالى أنه وارد جهنم، ولم يأته أنه صادر عنها
(3)
.
505 - حديث: "الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة".
مسلم والنسائي وابن ماجه وغيرهم
(4)
من حديث عبد الله بن يزيد الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، رفعه، بهذا.
= "الزهد"(144) من طرق عنه به.
ولابن أبي شيبة (35867) عن غندر، عن شعبة، عن يعلى بن عبيد، عن يحيى بن قمطة، عنه رضي الله عنه.
ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(12/ 432)، رقم (6887) من طريق القاسم بن زاهر -ووثقه- عن مسلم بن إبراهيم الفراهيدي، عن شعبة، قال:"ثنا يعلى بن عطاء"، وهذا برواية يحيى بن قمطة أشهر، وكتاب غندر في أصحاب شعبة أوثق، ولعل الفراهيدي أو بعض من دونه مشى على المشهور جادة. والله أعلم.
ويحيى بن قمطة: قال ابن حبان: "من متقني أهل مكة على قلة روايته، .. وكان متيقظًا". "المشاهير"(633).
(1)
روي أيضًا من حديث معاوية بن حيدة وسلمان الفارسي وأنس ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم، وكلها واهية لا يعتبر بها، عدا حديث معاوية بن حيدة رضي الله عنه، فإنه صالح للاعتبار، إن كان محفوظًا، وفيما تقدم من الروايات الصحيحة غنية عن الاشتغال بالواهيات. والله أعلم.
(2)
هو: الضبي يلقب بسعدوية، وشيخه مبارك بن فضالة البصري، والحسن هو البصري.
(3)
أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(122 - 123) عن المبارك بن فضالة عن الحسن به، وأخرج أحمد في "الزهد"(278) طرفًا من أوله. وهو مرسل، كما هو بين.
(4)
أخرجه مسلم (1467) -وأحمد (6564)، وأبو عوانة (3442، 3443)، والطبراني في "الكبير"(20/ 131)، رقم (1509) - من طريق شرحبيل بن شريك المعافري، ورواه النسائي (3232)، وابن ماجه (1855)، وعبد بن حميد (327) وغيرهم - من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي؛ كلاهما: عن أبي عبد الرحمن الحبلي به.
قال الطبراني: "لم يروه عن الحُبُلِّي إلا شرحبيل بن شريك وعبد الرحمن بن زياد الإفريقي".
فمسلم من جهة شراحيل بن شريك
(1)
، والآخران من جهة عبد الرحمن بن زياد الإفريقي
(2)
، كلاهما: عن الحُبُلِّي.
506 - حديث: "الدنيا مزرعة الآخرة".
لم أقف عليه، مع إيراد الغزالي له في "الإحياء"
(3)
.
وفي الفردوس بلا سند: عن ابن عمر مرفوعًا: "الدنيا قنطرة الآخرة، فاعبروها ولا تعمروها"
(4)
.
وفي "الضعفاء" للعقيلي، و"مكارم الأخلاق" لابن لال؛ من حديث طارق بن أَشْيَمَ
(5)
رفعه: "نعمت الدار الدنيا لمن تزود منها لآخرته" الحديث.
وهو عند الحاكم في "مستدركه"، وصححه، لكن تعقبه الذهبي بأنه منكر، قال:"وعبد الجبار -يعني: راويه- لا يعرف"
(6)
.
(1)
كذا في "الأصول"، وفي المصادر المسندة، وكتب التراجم:(شرحبيل)، وهو شرحبيل بن شريك المعافري أبو محمد المصري -ويقال: شرحبيل بن عمرو بن شريك-: صدوق، من السادسة، وسماه أبو داود:(شرحبيل بن يزيد). انظر: "تهذيب الكمال"(2700)، "التقريب"(2767).
(2)
هو: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي قاضيها، ضعيف في حفظه، من السابعة، وكان رجلًا صالحًا. "التقريب"(3861)، وتقدم قريبًا أنه كان يدلس الضعفاء والمتروكين والمتهمين. والله أعلم.
(3)
انظر: "الإحياء" مع "المغني"(4/ 19) دار المعرفة.
وسبق المؤلف في هذا العراقي في "المغني"(ح 3609) مقيدًا بالمرفوع، وحكم الصغاني في "الموضوعات"(106) -وغيرُه- بوضعه، وقال القاري في "الأسرار المرفوعة"(ص 199)، (ح 205):"معناه صحيح، يقتبس من قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ} [الشُّورى: 20] ".
(4)
"فردوس الأخبار"(ح 3102)، وهو عند أبي نعيم في "الحلية"(12/ 47) عن يحيى بن معاذ قوله، في خبر طويل.
(5)
هو: طارق بن أشيم -بالمعجمة، وزن أحمر- ابن مسعود الأشجعي -والد أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق- صحابي، له أحاديث، قال مسلم: لم يرو عنه غير ابنه، بخ م ت س ق. "التقريب"(2996).
(6)
أخرجه العقيلي (3/ 89)، رقم (1060) -ومن جهته ابن الجوزي في "العلل"(2/ 312 - 313)، رقم (1332) -، والحاكم (4/ 312 - 313)، والرامهرمزي في =
507 - حديث: "دواء العين ترك مسها".
في: "العين"
(1)
.
508 - حديث: "الديك الأبيض صديقي، وصديق صديقي، وعدو عدوي".
الحارث بن أبي أسامة -ومن جهته أبو نعيم
(2)
- من حديث عمرو بن جُمَيع
(3)
، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عائشة مرفوعًا بهذا. ومن حديث أبان
(4)
عن أنس رفعه مثله
(5)
، وهو عند أبي الشيخ في "الثواب".
= "الأمثال"(24، 108)، والديلمي ["زهر الفردوس" (4/ 99)]، من طريق أحمد بن يحيى الحلواني وجعفر بن عثمان الطيالسي، كلاهما عن يحيى بن أيوب المقابري، عن عبد الجبار بن وهب، عن سعد بن طارق بن أشيم، عن أبيه رضي الله عنه به مرفوعًا، في حديث.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي بقوله:"بل منكر، وعبد الجبار لا يعرف"، وكذا سئل ابن معين عن عبد الجبار بن وهب الكوفي؛ يروي عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، فقال:"ما أعرفهما"، فيحتمل أن يكون هذا، ويحتمل غيره، وهذا الأخير أقرب. والله أعلم.
وبعبد الجبار هذا أعله العقيلي -وتبعه ابن الجوزي-، فقال:"مجهول، وحديثه غير محفوظ، ويروى عن علي رضي الله عنه قولَه"، وقال الذهبي:"لا يُدرَى من هو"، وعليه ضعف إسناده العراقي في "المغني"(ح 3609).
وانظر لترجمته: "تاريخ ابن معين" -رواية الدارمي (646)، "الجرح والتعديل"(6/ 33)، رقم (176)، "المغني" للذهبي (3469)، "الميزان"(2/ 535)، رقم (4749)، "اللسان"(5/ 61)، رقم (4553).
(1)
سيأتي بالرقم (724).
(2)
لم أقف على رواية أبي نعيم هذه، والظاهر أنها في جزئه الخاص بأحاديث الديك، ولم أقف على أمره.
(3)
هو: عمرو بن جميع أبو المنذر -أو أبو عثمان- الكوفي العبدي، قاضي حلوان: متروك غير ثقة، وكذبه ابن معين وغيره، وقال ابن عدي:"كان يتهم بالوضع"، وقال النقاش:"أحاديثه موضوعة".
وانظر: "الجرح"(6/ 224)، رقم (1245)، "الضعفاء" للعقيلي (3/ 264)، رقم (1270)، "المجروحين"(2/ 77 - 78)، "الكامل"(5/ 111 - 112)، رقم (1279)، "الميزان"(6351)، و"اللسان"(6309).
(4)
هو: أبان بن أبي عياش البصري؛ متروك، كما تقدم (27).
(5)
أخرجهما الحارث -كما في "بغية الباحث"(877)، و"المطالب العالية"(10/ 573)، =
ولأبي نعيم من جهة أحمد بن محمد بن أبي بزة
(1)
، عن أبي سعيد مولى بني هاشم
(2)
، عن الربيع بن صَبِيح
(3)
، عن الحسن، عن أنس رفعه: "الديك الأبيض الأَفْرَق حبيبي، وحبيب حبيبي جبريل؛ يحرس بيته وستة عشر بيتًا من جيرانه، أربعة عن اليمين، وأربعة عن الشمال، وأربعة من قدام، وأربعة من
= رقم (2337)، و"إتحاف الخيرة"(6/ 61)، رقم (5339، 5340) - عن عبد الرحيم بن واقد، عن عمرو بن جميع، عن كُلٍّ من يحيى بن سعيد وأبان بن أبي عياش بإسناديهما به.
قال البوصيري في "الإتحاف"(ح 5341): "مدارهما على عبد الرحيم بن واقد، وهو ضعيف".
هذا وفي الإسناد أضعف منه؛ وهو شيخه عمرو بن جميع الحلواني أحد الكذابين -كما تقدم-، وأبان بن أبي عياش وهو متروك يروي عن أنس رضي الله عنه الموضوعات، وعليه حكم الألباني في "الضعيفة"(3618) بوضعه، وأعله بالرواة الثلاثة، وزاد:"ورواه ابن واقد بإسناد آخر موضوع أيضًا .. "، ففي كلام البوصيري تساهل. والله أعلم.
(1)
هو: أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله ابن أبي بزة -واسم أبي بزة يسار-، مؤذن المسجد الحرام، ومقرئ أهل مكة؛ أحد الأثبات في القراءة. وأما في الحديث: فضعفه أبو حاتم الرازي وتركه؛ لروايته المناكير بأسانيد صحيحة، وحكم على غير حديث له بالنكارة والوضع والبطلان، وقال العقيلي:"منكر الحديث، يوصل الأحاديث"؛ يعني: أنها تكون معضلة أو منقطعة، فيزيد في أسانيدها من يتصل الإسناد به، ولا يرجع بعد البيان، كما مثل به.
وتبعه عليه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 6)، وابن عبد الهادي في "التنقيح"(3/ 498)، والسيوطي في "اللآلي المصنوعة"(2/ 193)، وبه أعلوا الحديث، وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات"(1/ 247)، رقم (645):"هذا الحديث مما نقم على البزي، وقال ابن الجوزي: هو موضوع".
وانظر: "الجرح والتعديل"(2/ 71)، رقم (129)، "العلل" لابن أبي حاتم (856، 1083، 1721، 1883، 2432)، "الضعفاء" للعقيلي (1/ 127)، "المؤتلف" للدارقطني (1/ 282)، "الميزان"(1/ 144 - 145)، رقم (564)، "اللسان"(1/ 631)، رقم (777).
(2)
هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، نزيل مكة، لقبه جَرْدَقة: صدوق ربما أخطأ، من التاسعة، مات سنة (197 هـ). خ صد س ق "التقريب"(3918).
(3)
بفتح الصاد المهملة: هو السعدي البصري؛ صدوق، سيء الحفظ، من السابعة. "التقريب"(1895).
خلف"، ومن هذا الوجه أورده العقيلي في "الضعفاء"
(1)
.
وللطبراني في "الأوسط" من حديث إبراهيم بن أبي عَبْلة، عن أنس رفعه:"اتخذوا الديك الأبيض، فإن دارا فيها ديك أبيض لا يقربها شيطان ولا ساحر، ولا الدُّوَيْرات حولها"
(2)
.
ورواه الحسن بن سفيان في "مسنده" -ومن جهته أبو نعيم- من طريق عبد الله بن صالح
(3)
،
(1)
أخرجه العقيلي (1/ 127)، رقم (155) وأبو الشيخ في "العظمة"(5/ 1757)، رقم (1253).
وأنكره العقيلي وغيره على ابن أبي بزة، وحكم عليه ابن الجوزي وغيره بالوضع، كما تقدم.
(2)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(677)، و"مسند الشاميين"(10) من طريق محمد بن محصن العكاشي، عن إبراهيم به. ومحمد بن محصن العكاشي؛ كذاب، وأعله به الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 117)، فكان أولى بالمؤلف أن يذكر الإسناد من عنده، فيعله به.
(3)
هو: عبد الله بن صالح أبو صالح المصري، كاتب الليث؛ ما كان مِنْ حديثه مِنْ روايةِ الأئمة النقاد كأحمد وابن معين ونحوهم صحيح، وما كان من رواية من أخذ عنه بأخرة ففيه المناكير والأباطيل، وفيه سوى ذلك، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (23).
وبين أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان وابن خزيمة وابن حبان وغيرهم سبب المناكير والأباطيل في حديثه مع صدقه واستقامته في نفسه، أنه كانت فيه غفلة، وبلي بجار سوء وضاع بينه وبين أبي صالح عداوة، فكان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح، ويكتب في قرطاس بخط يشبه خط عبد الله بن صالح، ويطرحه في داره في وسط كتبه، فيجده عبد الله فيحدث به، متوهما أنه خطه وسماعه، قالوا: فمن ناحيته وقع المناكير في أخباره.
وقد كشف أبو زرعة الرازي عن سببين آخرين لمناكير أبي صالح الكاتب يرجعان إلى شخص آخر كان يدخل الموضوعات عليه وعلى أشباهه ممن يرى فيهم جانبا من الغفلة في صدقهم وصلاحهم، فقال:"كان عثمان بن صالح المعافري -ومثله أبو صالح الكاتب- يكتب الحديث مع خالد بن إسحاق بن نجيح، وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملى عليهم ما لم يسمعوا، فبلوا به، وقد بلي به أبو صالح أيضًا في حديث زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيب، عن جابر، ليس له أصل، وإنما هو عن خالد بن إسحاق بن نجيح". "سؤالات البردعي"(2/ 418). وقال مجيبا لسائل آخر حول حديث زهرة بن معبد هذا: (هذا حديث باطل، كان خالد بن نجيح البصري وضعه ودلسه في كتاب الليث، وكان خالد بن نجيح هذا يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوا، ويُدلَّسُ لهم، وله غير هذا). أورده ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(29/ 186) في غيرهما. =
عن رشدين
(1)
، عن الحسن بن ثوبان، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سالم، عن أبيه رفعه، ولفظه:"لا تَسُبُّوا الديك، فإنه صديقي، وأنا صديقه، وعدوه عدوي، والذي بعثني بالحق! لو يعلم بنو آدم ما في صورته لاشترَوا رِيشَه ولحمه بالذهب والفضة، وإنه ليطرد مدى صوته من الجن"
(2)
.
وللواحدي في (سورة النمل) من "تفسيره" من جهة داود بن طلحة
(3)
عن
= فأبدى أبو زرعة أنهم بلوا به على شاكلتين؛
1 -
بإدخاله المناكير والأباطيل في كتب الشيوخ، وما لم يسمعوا، فيروج عليهم، ثم على من يسمع عنهم معه.
2 -
إملائه على من يحضر الكتابة وسماع الحديث معه عند الشيوخ ما لم يحدثوا به، وما لا أصل له ألبتة، ولذكائه المفرط كان عمدة السامعين، ولم يتنبه لفعلته إلا جهابذة النقاد. وربما بلي بشيء من ذلك بعض الثقات، كالليث بن سعد، وكقتيبة بن سعيد البغلاني في حديث أدخله عليه خالد بن القاسم أبو الهيثم المدائني في إملاء الليث بن سعد، فلما استغربه النقاد كالبخاري وأبي حاتم وأبي زرعة سألوه: مع من كتب عن الليث ذلك الحديث، قال: مع خالد المدائني، فعرفوا أنه أتي منه.
انظر: "الجرح والتعديل"(3/ 355)، "المجروحين"(2/ 40 - 41)، "معرفة علوم الحديث" للحاكم (ص: 120)، "السنن الكبرى" للبيهقي (3/ 163).
(1)
رِشْدِين بن سعد؛ ضعفه جمهور الأئمة، كما تقدَّمَ في الحديث (47).
(2)
لم أقف على "مسند الحسن بن سفيان" ولا على "جزء أحاديث الديك" لأبي نعيم.
ورواه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 461) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 3) - عن الحسن بن سفيان الفسوي، عن عبد العزيز بن سلام.
وكذا أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(1254) -وعلقه عنه الديلمي- كما في ["زهر الفردوس" (4/ 147)]- من طريق علي بن داود القنطري، كلاهما (عبد العزيز، والقنطري) عن عبد الله بن صالح كاتب الليث به.
وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، ورشدين بن سعد، وفي حديثهما تخليط ومناكير وموضوعات كثيرة مما أدخلت عليهما -كما تقدم-، وروى ابن عدي وغيره بهذا الإسناد حديثًا موضوعًا آخر أيضًا في شأن الديك، وعليه حكم ابن الجوزي بأنه موضوع، ووافقه السيوطي في "اللآلي"(2/ 193).
وقال الذهبي في "الميزان"(2/ 444): "لكن رشدين أضعف من أبي صالح، فالعهدة عليه".
إلا أن الأئمة إنما حملوه عبد الله بن صالح لتفرده به عن رشدين، وكلاهما ليسا بشيء في مثل هذا الحديث. والله أعلم.
(3)
لم أقف له على ترجمة، إلا أن يكون أبا سليمان داود بن طلحة بن قابوس، =
علي بن الخليل
(1)
عن موسى بن إبراهيم
(2)
عن الليث، عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما رفعه، لفظُ الترجمة، بزيادةِ:"قالوا: فما يقول إذا صاح؟ قال: "يقول: اذكروا الله يا غافلين"
(3)
".
وعند أبي نعيم من حديث محمد بن المهاجر
(4)
،
= فذكره ابن ماكولا في "الإكمال"(7/ 92)، والسمعاني في "الأنساب"(3/ 148)، دون جرح أو تعديل، فهو مستور. والله أعلم.
(1)
لم أقف له على ترجمة، وذكر السهمي في "تاريخ جرجان"(521، 544) من هذه الطبقة رجلين بهذا الإسم لم يذكر فيهما جرحًا ولا تعديلًا، وهما:
1 -
أبو الحسن علي بن الخليل بن أحمد المعروف بالشاعر القطان، جرجاني خال أبي أحمد بن عدي.
2 -
علي بن الخليل بن خالد أبو الحسن النيسابوري.
(2)
هو: موسى بن إبراهيم بن يحيى أبو عمران المروزي، نزيل بغداد: كذبه ابن معين وإبراهيم الحربي ومحمد بن الربيع الجيزي. وقال العقيلي: "منكر الحديث، لا يتابع على حديثه"، وقال الدارقطني:"متروك".
وموسى بن إبراهيم هذا؛ هو الخراساني الراوي عن مالك، وهو أحمد بن إبراهيم بن موسى الموصلي، الذي يروى عنه مهنا بن يحيى الرملي صاحب الإمام أحمد، فيهم في اسمه ونسبته، ويضطرب فيه إلى أقوال، وتبعا لروايته ترجم له بهذا الاسم كل من ابن حبان في "المجروحين"(1/ 141)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 179/ 19)، والذهبي في "الميزان"(1/ 80/ 283)، وابن حجر في "اللسان"(1/ 398/ 375)، فقال ابن حبان:(يروى عن مالك ما لم يحدث به قط، لا تحل الرواية عنه إلا على سبيل الاحتجاج به)، وقال ابن عدي:(منكر الحديث، وليس بمعروف، وروى عن مالك وعن غيره بمناكير)، وقال ابن طاهر في "معرفة التذكرة" (504):(كذاب).
وانظر لموسى بن إبراهيم: "تاريخ بغداد"(13/ 38)، رقم (6995)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (16/ 417)، "الميزان"(4/ 199 - 200)، رقم (8844 - 8845)، "اللسان"(8/ 187 - 189)، رقم (7976 - 7978).
(3)
أخرجه الواحدي في "التفسير الوسيط"(3/ 371 - النمل: 16).
والحديث موضوع، وإسناده تالف، كما تبين من التراجم.
وذكره السمعاني في "التفسير"(4/ 83 - النمل: وعلمناه منطق الطير) معلقًا عن نافع، فقال:"خبر غريب".
(4)
هو: محمد بن مهاجر بن أبي مسلم دينار الشامي الأنصاري، مولى أسماء بنت يزيد بن السكن، كما صرح به الطبراني في روايته، وهو الذي تقتضيه الطبقة، =
[. . .]
(1)
، عن أبي زيد الأنصاري
(2)
، مرفوعًا:"الديك الأبيض أخي وصديقي، وعدوُّ عدو الله إبليس"، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبيته معه في البيت
(3)
.
= حيث الراوي عنه هو محمد بن حمير بن أنيس السليحي -بفتح أوله ومهملتين- القضاعي الحمصي - صدوق، من التاسعة، مات سنة (200 هـ)، خ مد س ق، كما في "التقريب"(5837) و"الجرح"(7/ 239 - 240)، رقم (1315).
ومحمد بن مهاجر الشامي -أخو عمرو بن المهاجر-: ثقة، من السابعة. "التقريب"(6331).
وانظر أيضًا: "الجرح"(8/ 91)، رقم (390)، "تهذيب الكمال"(26/ 516 - 518)، رقم (5636)، "الكاشف"(5172).
(1)
هنا سقط في الإسناد عند المؤلف رحمه الله، وإنما يرويه محمد بن مهاجر عن رجل -سيأتي بيانه عند التخريج- عن أبي زيد الأنصاري رضي الله عنه.
(2)
هو: عَمْرو بن أخطب بن رفاعة أبو زيد الأَنْصارِيّ الخزرجي الأعرج: صحابي جليل، نزل البصرة، مشهور بكنيته، توفي في خلافة عبد الملك بن مروان، وقد بلغ مائة سنة ونيفًا. م 4.
انظر: "تهذيب الكمال"(21/ 542)، رقم (4326)، "السير" للذهبي (3/ 473 - 474)، "التقريب"(4988).
(3)
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2/ 326)، رقم (1428)، والبرقي -كما في "الموضوعات" لابن الجوزي (3/ 4)، و"اللآلي" للسيوطي (2/ 193) - من طريقين عن محمد بن أبي السري العسقلاني، عن محمد بن حمير، عن محمد بن مهاجر -نسبه الطبراني: ابن دينار-، عن عبد الملك بن عبد الله -في "الموضوعات" و"اللآلئ": عبد الله بن عبد العزيز القرشي-، عن أبي زيد الأنصاري رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: .. فذكره، وليس لديهم لفظة:"أخي".
قال ابن الجوزي -وتبعه الذهبي في "تلخيص الموضوعات"(1/ 142)، رقم (645)، والسيوطي في "اللآلئ"-:(محمد كذاب، وشيخه ليس بشيء).
وفي هذا القول نظر من وجهين:
1 -
محمد بن مهاجر راوي هذا الحديث هو الشامي الثقة، دون الطالقاني الكذاب، كما تقدم آنفًا.
2 -
وشيخه عبد الله بن عبد العزيز القرشي: ظنه ابن الجوزي عبدَ الله بن عبد العزيز بن أبي ثابت الليثي -ويقال له: الزهري-، ونقل توهين ابن معين وابن حبان له -وانظر لترجمته:"الميزان"(2/ 455 - 457)، رقم (4425، 4428، 4429) - وفي هذا شيء من النظر؛ فإنه يروي عن الزهري وطبقته من صغار التابعين، وهذا روايته عن الصحابي أبي زيد الأنصاري رضي الله عنه، فإن كان هو فمنكر الحديث متروك، وبينه وبين =
ورواه الحارث بن أبي أسامة من جهة طلحة بن عمرو
(1)
، عمن حدثه، عن أبي زيد، بزيادة:"يحرس دار صاحبه، وتسع دور حولها"
(2)
.
وكذا رُوِي أيضًا من حديث أَثْوب -بالثاء المثلثة الساكنة
(3)
- بن عتبة
(4)
، قال الخطيب:"ولا يصح".
ومن طريق أبي
(5)
شهاب [الحناط]
(6)
، عن طلحة بن زيد
(7)
، عن
= الصحابي انقطاع، وإن كان غيره -والإسناد متصل- فلا يخلو من كونه متروكًا.
وأما عبد الملك بن عبد الله -كما سماه الطبراني- فلم يتبين لي من هو في طبقة التابعين، وكذا قال الألباني في "الضعيفة"(3618). والله أعلم.
(1)
هو: طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي: متروك، من السابعة، كما تقدم.
(2)
أخرجه الحارث - كما في "بغية الباحث"(878)، و"المطالب العالية"(2338) عن عبد الرحيم بن واقد، عن وهب، عن طلحة به.
قال الألباني في "الضعيفة"(3618): "موضوع؛ طلحة متروك، ووهب، الظاهر أنه ابن وهب بن كثير أبي البختري المدني، وضاع". وفيه كذلك عبد الرحيم بن واقد، وهو ضعيف كما تقدم.
(3)
انظر: "التلخيص" للخطيب، و"الإكمال" لابن ماكولا، وغيرهما مما تقدم.
(4)
رواه ابن قانع في "معجم الصحابة"(1/ 59، رقم 55 - مكتبة الغرباء) ومن طريقه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(ص 464، ترجمة: 774 - من جهة الدارقطني وآخر عنه) وأبو موسى المديني في "الصحابة"، وعنه ابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 173)، رقم (36) من طريق هارون بن نجيد عن جابر بن مالك عن أثوب به.
وعلقه ابن ماكولا في "الإكمال"(1/ 117)، والسيوطي في "اللآلي"(2/ 194) وغيرهما.
وحكم الدارقطني والخطيب والأمير ابن ماكولا وأبو موسى المديني والذهبي وابن حجر وابن ناصر الدين الدمشقي وغيرهم بأنه حديث منكر، لا يصح، ولا يثبت إسناده.
وانظر أيضًا: "توضيح المشتبه"(1/ 90)، و"تبصير المنتبه"(1/ 29)، و"الإصابة"(1/ 65 - 66)، رقم (37).
(5)
في (ز): "ابن"، وهو تصحيف.
(6)
في نسخ "المقاصد": "الخياط"، وما أثبت أصح، فقد قال السمعاني في "الأنساب" (2/ 273):"الحناط: بفتح الحاء المهملة، والنون، وفي آخرها طاء مهملة، نسبة إلى بيع الحنطة"، وقال البخاري في "الكبير" (6/ 81):"الحناط، صاحب الطعام، وهو عبد ربه بن نافع المدائني الكوفي"، ومثله ضبطه الحافظ في "التقريب"(3790)، و"طبقات المدلسين"(18)؛ والخزرجي في "الخلاصة"(ص 223). والله أعلم.
(7)
هو: طلحة بن زيد القرشي الرقي: متروك الحديث، كما تقدَّمَ في الحديث (155).
الأحوص بن حكيم
(1)
، عن خالد بن معدان، رفعه -مرسلًا- بلفظ:"الديك الأبيض صديقي، وعدو عدو الله؛ يحرُس دار صاحبه، وسبعَ آدُرٍ"، وكان يُبَيِّتُه معه في البيت
(2)
.
ومن طريق عبد الله بن جعفر -والد علي بن المديني-
(3)
، عن سهيل بن أبي صالح
(4)
عن أبيه عن أبي هريرة، مرفوعًا بلفظ الترجمة
(5)
.
وكلٌّ مِّن عبد الله بن جعفر، وطلحة، ورشدين بن سعد ضعيف، ولكن لم
(1)
هو: الأحوص بن حكيم بن عمير العنسي -بالنون- أو الهمداني، الحمصي: ضعيف الحفظ، من الخامسة، وكان عابدًا. "التقريب"(290). وهذا تفرد ابن عيينة بتوثيقه، وضعفه الجمهور، وتركه يحيى القطان، ووهاه ابن المديني وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم، فحكموا بأنه منكر الحديث. والله أعلم.
وانظر: "الجرح"(2/ 327 - 328)، رقم (1252)، "المجروحين"(1/ 175 - 176)، "الكامل"(1/ 414 - 415)، رقم (228)، "الضعفاء" للدارقطني (122)، "تهذيب الكمال"(2/ 289 - 294)، رقم (287).
(2)
أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 4 - 5)، وأعله بالانقطاع، وبـ "طلحة بن زيد الرقي".
(3)
قال ابن حجر: "ضعيف، من الثامنة، يقال، تغير حفظه بأخرة، مات سنة 178 هـ، ت ق".
ووهاه القطان ووكيع وابن معين والفلاس وأبو داود الطيالسي ويزيد بن هارون والجوزجاني والنسائي والدارقطني وأبو نعيم والحاكم وغيرهم من الأئمة، وهو مجمع على ضعفه كما قال الذهبي في "الميزان"، وكان أصحاب الحديث -وفيهم ابن المديني- يأبون حديثه والرواية عنه، حتى قال ابن معين:"لا أكتب من حديثه شيئًا بعدما تبينت حاله". وانظر: "الضعفاء" للنسائي (330)، وللعقيلي (2/ 239 - 240)، رقم (792)، والدارقطني (311)، وأبي نعيم (105)، "الجرح والتعديل"(5/ 22 - 23)، رقم (102)، "المجروحين"(2/ 14 - 16)، "الكامل"(4/ 176 - 179)، رقم (997)، "تهذيب الكمال"(14/ 379 - 384)، رقم (3206)، "الميزان"(2/ 401 - 403)، رقم (4247)، "تهذيب التهذيب"(5/ 152 - 153)، رقم (298)، "التقريب"(3255).
(4)
سهيل بن أبي صالح ذكوان المدني: صدوق، تغير حفظه بأخرة، كما تقدم في الحديث (41).
(5)
ذكره ابن حبان في "المجروحين"(2/ 15) -وعنه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 4)، والسيوطي في "اللآلئ"(2/ 193) - عن عبد الله بن جعفر معلقًا، وأعلوه به.
يبلغ أمره إلى أن يحكم على حديثه بالوضع
(1)
. وأما عبد الله بن صالح: فهو صدوق في نفسه، إلا أن في حديثه مناكير
(2)
. والربيع بن صَبِيح: استشهد به البخاري، وابن أبي بزة: فيه ضعف.
ولذا قال شيخنا -فيما تعقب به على ابن الجوزي في "الموضوعات"-: إنه لا يتبين لي الحكم على هذا المتن بالوضع
(3)
. قلت: لكن؛ في أكثر ألفاظه ركة لا رونق لها
(4)
.
وقد أفرد الحافظ أبو نعيم أخبار الديك في جزء
(5)
.
509 - حديث: "الدين النصيحة"، قالوا: لمن؟ قال: "لله، ولرسوله، وأئمة المسلمين، وعامتهم".
مسلم عن تميم الداري مرفوعًا
(6)
، وفي الباب عن جماعة
(7)
.
(1)
تقدم في تراجمهم أنه لسوء الحفظ أو الغفلة الشديدة فيهم كثرت الموضوعات والمناكير في أحاديثهم، وليس من شرط الموضوع أن يتعمد صاحبه الوضع والكذب، بل يكفيه أن يكون موضوعًا باطلًا في ذاته.
(2)
تقدم أنه بلي بأخرة بجار وضاع كان يدخل في كتبه الموضوعات بخط يشبه خطه، ولا ينتبه له.
(3)
لم أقف عليه في "القول المسدد في الذب عن مسند الإمام أحمد" للحافظ ابن حجر، ولم أقف على مصنف آخر له على "الموضوعات" لابن الجوزي. والله أعلم.
(4)
ذكر ابن القيم في "المنار المنيف" - تحت الفصل: (3 - ومنها: سماجة الحديث وكونه مما يسخر منه، ص 43 - 44) ثلاثة من أحاديث فضل الديك، ثم قال:"وبالجملة؛ فكل أحاديث الديك كذب إلا حديثًا واحدا: "إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكًا"".
(5)
ذكره الحافظ ابن حجر في "المعجم المفهرس"(ص 83)، رقم (223) بعنوان "جزء فيه فضل الديك" لأبي نعيم، وذكره السيوطي في مستهل كتابه "الوديك في فضل الديك" -مطبوع- وعليه بنى كتابه.
(6)
أخرجه مسلم (ح 55)، وأبو عوانة (104 - 107)، وابن حبان (4574 - 4575).
(7)
في الباب عن جرير بن عبد الله البجلي، وحكيم بن أبي يزيد عن أبيه، وأبي هريرة، وابن عمر، وثوبان، وابن عباس رضي الله عنهم، ولا يصح منها إلا حديث جرير رضي الله عنه، وباقي الروايات كلها معلة ضعيفة. فرواية حكيم بن أبي يزيد عن أبيه تفرد به عطاء بن السائب عن حكيم، واختلف الثقات عليه في إسناده، والاضطراب من عطاء، =
510 - حديث: "الدَّين ولو درهم، والعائلة ولو بنت، والسؤال ولو كيف الطريق".
لا أستحضره في المرفوع
(1)
، ومعناه صحيح
(2)
.
وللديلمي -مما عزاه للطبراني- من جهة خُلَيد
(3)
، عن أبي المُجَبَّر
= وشيخه لا يعرف في غير هذا الإسناد، مع اضطرابه في اسمه ونسبه.
وحديث ثوبان ضعيف الإسناد أيضًا، وأحاديث أبي هريرة وابن عمر وابن عباس تعلها جميعًا رواية ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن القعقاع بن حكيم الكناني عن أبي صالح عن عطاء بن يزيد الليثي عن تميم الداري رضي الله عنه، وروايته فيمن تابعه عن سهيل بن أبي صالح عن عطاء بن يزيد الليثي عن تميم الداري رضي الله عنه، غلط فيهما الرواة فجعلوه عن صحابة آخرين، والمحفوظ رواية تميم الداري رضي الله عنه وحده، كما قال البخاري في "التاريخ الأوسط"(3/ 358 - 365)، رقم (555 - 563) بعد ما ساقها بطرقها وأسانيدها. والله أعلم.
وانظر: "العلل" لابن أبي حاتم (2019، 2020)، "العلل" للدارقطني (10/ 115 - 118)، سنة (1905)، "تغليق التعليق" لابن حجر (2/ 58)، تعليقات محققي "مسند أحمد" على الأحاديث (3281، 7954، 16940 - 16947).
وأما حديث جرير رضي الله عنه: فأخرجه البخاري (ح 57) ومسلم (ح 56) عن جرير رضي الله عنه، بلفظ:"بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِقَام الصَّلَاةِ وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ"، وفي لفظٍ:"أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، قلت: أبَايعك على الإسلام، فشرط عَلي: "والنصح لكل مسلم"، فبايعته".
(1)
في "الجد الحثيث"(171، 202): "ليس بحديث"، وزاد في الموضع الأول:"بل مثل، وهو على حذف الخبر، تقديره: الدين مكروه أو محذور"، وكذا هو على حذف الخبر في بقية طرفيه. والله أعلم.
(2)
الطرف الأول والثاني منه لا إشكال فيهما، ولكن الطرف الثالث منه فليس على إطلاقه، حيث إن مثل هذا السؤال لا يدخل في المسألة الممنوعة شرعًا، وإن كان داخلًا في عموم السؤال. والله أعلم.
(3)
ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 198)، رقم (671) -وقال: يعد في الكوفيين- وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 383)، رقم (1753)، والدارقطني في "المؤتلف"(2/ 880)، ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 210)، ولم يذكروا له راويًا سوى نسير بن ذعلوق مولى الثوريين، وروى عنه مبارك بن سعيد أخو سفيان الثوري أيضًا -كما في ترجمة أبي المحبر في "أسد الغابة" وغيره من كتب الصحابة- فهو في عداد المستورين. والله أعلم.
-بالجيم أو الحاء-
(1)
رفعه: "من كانت عنده ابنة فقد فُدِح"
(2)
.
والذي رأيته في "المعجم الكبير" للطبراني؛ في الثلاث، لا في الواحدة
(3)
.
(1)
ذكره المطيَّن والطبراني في الصحابة، وتبعهما أبو نعيم الأصبهاني وأبو موسى المديني وابن الأثير وغيرهما، واختلف في ضبطه، بناء على ما وجد بخط الثلاثة الأول، حيث وجد بخط أبي نعيم بالجيم، وبخط مطين والطبراني بالحاء المهملة. وقال ابن حجر ["تبصير المنتبه" (4/ 1253)]:"واختلف في أبي المجبّر له صحبة؟ وهل هو بجيم، أو بحاء مهملة؟ "، فذكر الخلاف المذكور دون أن يصرح بالترجيح. والله أعلم.
وانظر: "أسد الغابة"(6/ 270)، "الإصابة"(12/ 586، رقم 10593، ق 1)، "توضيح المشتبه"(8/ 46 - 47).
(2)
فصل "من كان .. " ساقط من مخطوط الديلمي، وحرف الميم هو في القسم المفقود من "زهره". والله أعلم.
وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 275) من طريق البيهقي عن الحاكم -ولعله في "تاريخه"- ثم من طريق محمد بن كثير، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كانت عنده ابنة فقد فُدِح، ومن كانت عنده اثنتان فلا حج عليه، ومن كانت عنده ثلاث فلا صدقة عليه ولا قِرَى ضيفٍ، ومن كن عنده أربعًا فيا عباد الله أعينوه أعينوه، أقرضوه أقرضوه".
وتصحف فيه، وفي "اللآلي" للسيوطي (2/ 148) كلمة "فدح" إلى "قدح".
وهذا الحديث حكم عليه ابن الجوزي بالوضع، ووافقه عليه الذهبي في "تلخيص الموضوعات"(599)، والسيوطي في "اللآلي"(2/ 148) وغيرهما، وأعلوه بمحمد بن كثير، وهو السلمي البصري القصاب، وليس له من الحديث إلا اليسير من المناكير، فهو ذاهب جدًّا. وقال ابن الجوزي:"موضوع، قال البخاري: محمد بن كثير منكر الحديث، وقال ابن المديني: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يتفرد بالمناكير عن المشاهير حتى خرج عن حد الاحتجاج بما انفرد". وانظر لترجمته: "الضعفاء" للبخاري (338)، والعقيلي (4/ 130)، رقم (1689)، والدارقطني (474)"الجرح والتعديل"(8/ 70)، رقم (310)، "المجروحين"(2/ 287)، "الكامل"(6/ 253)، "الميزان"(4/ 17)، رقم (8097)، "التقريب"(6254).
(3)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 385)، رقم (959) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(6/ 3028، رقم 7019 - من طريق مطين في "الصحابة"، وغيره) -ومن طريقهم ابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 270)، رقم (6226) - من ثلاث طرق عن =
والمفدوح الْمُثَقَّل بالدين
(1)
. نعم؛ لأبي الشيخ عن أنس، رفعه:"من كانت له ابنة فهو متعب"
(2)
.
= يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن مبارك بن سعيد -أخي سفيان الثوري-، عن خليد الثوري، عن أبي المجبر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عال ابنتين أو أختين أو خالتين أو عمتين أو جدتين فهو معي في الجنة كهاتين -وضم رسول الله صلى الله عليه وسلم إصبعه السبابة والتي إلى جنبها-، فإن كن ثلاثًا فهو مفرح، وإن كن أربعًا أو خمسًا فيا عباد الله أدركوه، أقرضوه أقرضوه، ضاربوه ضاربوه".
وفيه ثلاث علل:
1 -
أبو المجبر: مختلف في صحبته، وليس له ذكر عند المتقدمين، فيحتمل أن يكون مصحفًا من اسم آخر. والله أعلم.
2 -
خليد الثوري: مستور، لم يوثقه إلا ابن حبان ذكرًا في "الثقات"، وهو معروف بقاعدته في تعديل المجاهيل.
3 -
يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني: أحد الحفاظ، لكنه متهم بسرقة الحديث والوضع، من صغار التاسعة.
انظر: "الضعفاء" للبخاري (398)، وللعقيلي (4/ 412 - 415)، "الجرح والتعديل"(9/ 168 - 170)، رقم (695)، "الكامل"(7/ 237 - 239)، رقم (2138)، "تهذيب الكمال"(31/ 419 - 434)، رقم (6868)، "المغني"(7006)، "الميزان"(4/ 392 - 393)، رقم (9567)، "السير"(10/ 536 - 537)، "التقريب"(7591). وبِـ "يحيى الحماني" أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 289)، رقم (13496).
قال المعلمي في تحقيقه لـ "لفوائد المجموعة"(ص 129)، (ح 373 - 46):"يحيى الحماني فيه نظر، ولا تثبت لأبي المجبر صحبة، ولا يعرف إلا بهذه الرواية، وروايةٍ أخرى عن مبارك عن خليد عنه".
(1)
قال ابن الأثير في "النهاية"(ص 345، باب الفاء مع الدال - فدح) عن الهروي: "المفدوح: الذي فدحه الدين؛ أي: أثقله، وقد فدَحه يفدَحه فَدْحًا فهو فادح"، وقال المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" (373):"والمعروف في اللغة: فدحه الدين، وأفرحه؛ أي: أثقله، من الثلاثي بالدال، ومن الرباعي بالراء".
(2)
لم أقف عليه مسندًا، وللطبراني في "الأوسط"(7/ 289)، رقم (7518)، وابن عدي (1/ 199)، رقم (45) عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا:"من كن له ابنتين أو أختين أو عمتين أو خالتين فتحت له ثمانية أبواب من الجنة، ويا عباد الله أعينوه، ويا عباد الله أعطوه، أقرضوه، ضاربوه". وفيه عمر بن حبيب البصري القاضي، كذبه ابن معين وغيره، واتهمه ابن حبان، وهو متروك مجمع على ضعفه، وانظر:"التاريخ الكبير"(6/ 148)، "الجرح والتعديل"(6/ 105)، رقم (553)، "المجروحين"(2/ 89)، =
ولأحمد في مسنده -وكذا ابن منيع، وغيره- عن ابن عباس مرفوعًا: "من ولدت له أنثى، فلم يُؤْذِها
(1)
، ولم يُهِنْها، ولم يؤثر عليها الذكور؛ أدخله الله بها الجنة"
(2)
.
= وبه حكم الألباني في "الضعيفة"(6862) بأنه منكر جدًّا، وعمر هذا آفته.
وله شاهد آخر بلفظ مختصر: أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(94) من طريق بقية بن الوليد: عن أبي سنان عن أبي محمد العمي رفعه، قال: سئل عن الرجل له ابنة؟ قال: "مثقل"، قيل: الرجل له ابنتان؟ قال: "كالدابة الدالجة"، قيل: فالرجل له ثلاث بنات؟ قال: "يا عباد الله! أغيثوا أخاكم".
قال الألباني في "الضعيفة"(6862): "هذا إسناد مرسل مظلم؛ لم أعرف منه غير بقية، وهو مدلس كثير الرواية عن المجهولين، والظاهر أن أبا سنان هذا منهم، دلس اسمه تعميةً له! ".
وبقية معروف بتدليس الضعفاء والمتروكين والكذابين، ولا سيما إذا كنى شيخه، كما تقدَّمَ.
(1)
هكذا في "النسخ الخطية" مضبوطة بالشكل، ومثله عند ابن حجر في "إتحاف المهرة"(8/ 177)، رقم (9160)، وفي المصادر المسندة عامة:"فلم يَئِدْها"، وهكذا هو في "إطراف المسند المعتلي"(3/ 305)، رقم (3980) و"الجامع الصغير" (12580) وغيرهما. ومعناه: لم يدفنها حية. "معالم السنن"(4/ 151)، (ح 1400).
(2)
أخرجه أبو داود (ح 5146)، -من طريق أبي بكر بن أبي شيبة (8/ 363)، رقم (25944) وأخيه عثمان-، وأحمد (3/ 426)، رقم (1957)، وأحمد بن منيع -كما في "المطالب العالية"(11/ 377)، رقم (2554)، واللفظ له-، والبيهقي في "شعب الإيمان"(11/ 153)، رقم (8326) من طريق ابن الأعرابي، عن سعدان بن نصر؛ خمستهم (ابنا أبي شيبة، وأحمد، وابن منيع، وسعدان) عن أبي معاوية الضرير.
وأخرجه الحاكم (4/ 177) -وصحح إسناده- من طريق جعفر بن عون، كلاهما (أبو معاوية، وجعفر) عن ابن حدير -سماه ابن أبي شيبة والحاكم: زيادًا- عن ابن عباس رضي الله عنهما، ولفظ أحمد:"من ولدت له ابنة" ولفظ ابن أبي شيبة وأبي داود: "من كانت له أنثى" ولفظ البقية كما للمؤلف.
قال ابن حجر في "إتحاف المهرة"(8/ 177)، رقم (9160):"ابن حدير الأشجعي عن ابن عباس: .. لم يسمه أحمد وأبو داود، وليس هو زياد بن حدير، ذاك آخر"، كذا قال ابن حجر، وعليه مشى المنذري في "الترغيب"(3/ 46)، رقم (3024) -وقال: هو غير مشهور- والذهبي في "الميزان"(4/ 591)، رقم (10767) =
والأحاديث بنحوه شهيرة، وأصحها ما اتفق عليه الشيخان من حديث عبد الله بن أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم، عن عروة، عن عائشة مرفوعًا:"من ابتلي بشيء من هذه البنات، فأحسن إليهن، كنَّ له سترًا من النار"، وفي أوله قصة
(1)
.
[و]
(2)
لأبي داود والنسائي وغيرهما، عن ثوبان، رفعه: "من يتكفل لي
= و"المغني"(7842) و"الكاشف"(6909) -وحكم بأنه لا يعرف- والحافظ ابن حجر نفسه في "تهذيب التهذيب"(12/ 259)، رقم (8810)، و"التقريب"(8462) -وحكم بأنه مستور- ولم يذكروا لما ذهبوا إليه دليلًا، وذكر المزي في "تهذيب الكمال"(9/ 450 - 451، زياد بن حدير) هذه الرواية، فقال:"فلا أدري هو هذا -يعني: زياد بن حدير- أو غيره". وفي "الجرح والتعديل"(3/ 521)، رقم (2351) و"تصحيفات المحدثين" للعسكري (2/ 661):"رباب -بفتح الراء، فيما ضبطه العسكري- بن حدير، روى عن ابن عباس روى عنه تميم بن حدير"، ورباب ذكره البخاري في "التاريخ"(3/ 343)، رقم (1160) -وعنه ابن حبان في "الثقات"(4/ 244)، والدارقطني في "المؤتلف" (1/ 640) -وقال:"سمع ابن عباس"، ولم ينسبوه، ولم ينسب في رواية تميم بن حدير عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما في شأن جابر بن زيد أبي الشعثاء عند الدولابي في "الكنى"(3/ 1040)، رقم (1828) وغيره. فإن كان هذا فهو ممن سمع ابن عباس رضي الله عنهما، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وسكت عنه بقية الأئمة، فهو مستور، مع أنه لم يتبين لي وجه إنكار الحفاظ الثلاثة -المنذري والذهبي وابن حجر- لتسميته بـ "زياد بن حدير" في روايتي ابن أبي شيبة والحاكم. والله أعلم.
وعلى الحكم بجهالته أعل الحديث المنذري في "الترغيب"(3024)، والألباني في أحكامه على "السنن".
(1)
أخرجه البخاري (1418، 5995)، ومسلم (2629) بلفظ:"من ابتلي من هذه البنات بشيء .. "، واللفظ الذي ساقه المؤلف رحمه الله هو لأحمد (40/ 61)، رقم (24055)، والقصة التي أشار إليها، هي ما رواه الشيخان -واللفظ للبخاري- عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت امرأة معها ابنتان لها تسأل، فلم تجد عندي شيئًا غير تمرة، فأعطيتها إياها، فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها، ثم قامت فخرجت، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا، فأخبرته، فقال:
…
الحديث.
(2)
سقط من النسخ المعتمدة وجل النسخ المساعدة، واستدرك من نسختي (زك، ق) المساعدتين، وما جاء في سائر النسخ يفيد أن القصة التي في أوله هي في حديث ثوبان رضي الله عنه الآتي، وليس كذلك.
أن لا يسأل الناس شيئًا فأتكفل له بالجنة؟ "، فكانت تسقط علاقة سوطه، ولا يأمر أحدًا يناوله إياه، وينزل هو فيأخذه
(1)
.
* * *
(1)
أخرجه أبو داود (1643)، والنسائي (2590) وفي "الكبرى"(2382)، وابن ماجه (1837) -من طريق وكيع في "الزهد"(140) - وعن وكيع رواه أحمد (37/ 67 - 68)، رقم (22385)، ومن طرق أخرى أيضًا (22366، 22374، 22405، 22423، 22424)، وأخرجه كذلك الطيالسي (1087)، وعبد الرزاق (11/ 91)، رقم (20009)، والبغوي في "الجعديات"(2774)، والطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 119)، رقم (1418)، والحاكم (1/ 571) -وصححه على شرط مسلم- والبيهقي في "الشعب"(3520) و"السنن"(4/ 197) من طريقي أبي العالية الرياحي وعبد الرحمن بن يزيد بن معاوية عن ثوبان رضي الله عنه به نحوه. واللفظ الذي ساقه المؤلف ليس لأبي داود، ولا للنسائي، ولفظاهما مختصر جدًّا، وأقرب الألفاظ إليه لفظ ابن الجعد -ففيه ذكر علاقة السوط- ثم لفظ وكيع وغيره، فكان الأولى أن يعزو المصنف الحديث إلى من خرجه بذلك اللفظ دون أبي داود والنسائي، ويذكرهما تبعًا، والله أعلم.
حرف الذال المعجمة
511 - حديث: "ذبوا عن أعراضكم".
في: "داروا سفهاءكم"
(1)
.
512 - حديث: "ذروا المِرَاء".
مسلم وأحمد عن جابر
(2)
، وفي الباب عن جماعة كثيرين
(3)
. ولأبي داود عن أبي هريرة، رفعه:"المراء في القرآن كفر"
(4)
.
(1)
تقدم بالرقم (488).
(2)
لم أقف عليه بهذا اللفظ عند أحدهما ولا طرفًا، وقد تبع المؤلفَ عليه العجلونيُّ في "كشف الخفاء"(1334)، ومحمد الحوت في "أسنى المطالب"(686)، فنسباه أيضًا إلى مسلم، ولا يصح.
وهو طرف لحديث موضوع أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 225 - 226) والطبراني في "الكبير"(8/ 152)، رقم (7659) وغيرهما؛ عن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك رضي الله عنهم.
ومداره على كثير بن مروان الفلسطيني: كذبه ابن معين، ووهاه غيره، وبه أعل الحديث ابن حبان، وتبعه الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 388 - 389)، رقم (704)، (7/ 513 - 514)، رقم (12099)، وحكم الألباني في "ضعيف الترغيب"(ح 114) بوضعه. والله أعلم.
(3)
روي في النهي عن المراء والجدال عن جمع من الصحابة؛ أنسٍ، وأبي أمامة، وثوبان، وعمر، وابن مسعود رضي الله عنهم، وغيرهم ممن سيأتي ذكرهم عند الهامش التالي. إن شاء الله تعالى.
(4)
أخرجه أبو داود (4605) وأحمد (13/ 369، رقم 7989، 13/ 241، رقم 7848)، (16/ 318، رقم 10539)، والنسائي في "الكبرى"(8039)، وأبو يعلى (10/ 410)، رقم (6016) وابن حبان (74، 1464) وآخرون؛ من طرقٍ عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وفي لفظ لأحمد (12/ 476)، رقم (7508):"جدالٌ في القرآن كفر". وإسناده على شرط الشيخين، وصححه ابن حبان، والذهبي في "العلو" =
513 - حديث: "ذكاة الأرض
(1)
يُبْسُها".
احتج به الحنفية
(2)
، ولا أصل له في المرفوع
(3)
.
نعم ذكره ابن أبي شيبة موقوفًا عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر
(4)
،
= (1/ 13)، والألباني في "الصحيحة"(3447)، بينما اقتصر على تحسين إسناده في أحكامه على "السنن". والله أعلم.
وله شواهد عن عبد الله بن عمرو، وأبيه، وزيد بن ثابت، وأبي جهيم رضي الله عنهم، وأصحها حديث أبي جهيم رضي الله عنه عند أحمد (29/ 85)، رقم (17542) وغيره: أن رجلين اختلفا في آية من القرآن، فقال هذا: تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"القرآن يقرأ على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن مراء في القرآن كفر". وإسناده على شرط الشيخين، والله أعلم.
ولبيان مراده وشرحه راجع: "شرح مشكل الآثار"(6/ 340)، و"شعب الإيمان" للبيهقي (3/ 527)، و"شرح السُّنَّة" للبغوي (1/ 261 - 262).
(1)
يعني: طهارتها. غريب الحديث لابن قتيبة (2/ 546)، رقم (546).
(2)
انظر: "الهداية" للمرغيناني (1/ 35)، و"مجمع الأنهر"(1/ 89) وغيرهما، وجاء في "المبسوط" للسرخسي (1/ 376، التيمم) وغيره، بلفظ:"أيما أرض جفت فقد ذكت"، وهو في "المحيط البرهاني"(1/ 172) باللفظين.
(3)
وكذا قال الزركشي في "التذكرة"(ص 57)، (ح 14)، وابن حجر في "التلخيص الحبير"(1/ 59)، رقم (31 - العلمية)، و"الدراية"(ح 83)، والغزي في "الجد الحثيث"(175) وغيرهم.
وقال الزيلعي في "نصب الراية"(1/ 211 - باب الأنجاس): "غريب"، وهذا رسمه فيما لا أصل له، كما قال الألباني في "الضعيفة"(573، 918، 1012، 6533)، و"الإرواء"(632، 1264). وقال ابن الهمام في "شرح فتح القدير"(1/ 199 - 200): (ذكر في "الهداية" و"المبسوط" مرفوعًا، والله أعلم به). ملخصًا.
(4)
أخرجه ابن أبي شيبة (ح 6293) وابن قتيبة في "غريب الحديث"(2/ 543)، رقم (546) من طريق محمد بن المهاجر عن أبي جعفر، قال:"ذكاة الأرض يبسها". ومحمد بن المهاجر: هو الأنصاري الكوفي، كما ذكر الخطيب في "المتفق والمفترق"(3/ 253)، رقم (1269) وعلق حديثه هذا، وذا سكت عنه البخاري في "التاريخ"(1/ 229)، رقم (720)، وقال ابن حبان في "الثقات" (7/ 413):"شيخ"، فهو مجهول. والله أعلم.
وعن ابن الحنفية
(1)
، وأبي قلابة
(2)
، قال
(3)
: "إذا جفت الأرض فقد ذُكِيَت"، وقول ابن الحنفية: عند ابن جرير في "تهذيبه" أيضًا
(4)
، وقول أبي قلابة: رواه عبد الرزاق أيضًا، بلفظ:"جفوف الأرض طهورها"
(5)
.
ويعارضه حديث أنس، في "الأمر بصب الماء على بول الأعرابي"
(6)
،
(1)
أخرجه ابن أبي شيبة (631) من طريق إسماعيل الأزرق، عن ابن الحنفية.
وإسماعيل الأزرق: هو: إسماعيل بن سلمان بن أبي المغيرة الأزرق التميمي، ضعفه أبو حاتم الرازي والدارقطني، وتبعهما الذهبي وابن حجر، ووهاه ابن معين وأبو زرعة الرازي والفسوي وغيرهم، وقال ابن نمير والنسائي:"متروك الحديث"، وهذا هو الأولى فيه، فإنه صاحب حديث الطير عن أنس رضي الله عنه، وتضعيف من ضعفه يحمل على الضعف المطلق، وهو كمال الضعف. والله أعلم. انظر:"المعرفة والتاريخ"(3/ 145)، "الضعفاء" للنسائي (37)، وللعقيلي (1/ 82)، رقم (92)، "الجرح والتعديل"(2/ 176)، رقم (590)"الكامل"(1/ 278)، رقم (117)، "التهذيب"(3/ 105 - 106)، رقم (450)، "الكاشف"(380)، "التقريب"(450).
(2)
أثر أبي قلابة: رواه ابن أبي شيبة (630) والحاكم في "معرفة علوم الحديث"(ص 170 - أجناس المدلسين) من طريق الحارث بن عمير عن أيوب عن أبي قلابة، ولفظ الحاكم:"ذكاة الأرض يبسها".
وهذا إسناد صحيح، والحارث بن عمير ثقة عند جماهير الأئمة، واستشهد به البخاري، ولم يُصِب الأزدي وابن حبان والحاكم فمن تبعهم في تجريحه، وإنما الحمل فيما أنكروا من حديثه على راويها عنه، وهو محمد بن زنبور المكي، كما فصَّل المعلمي في "التنكيل"(1/ 220 - 224)، رقم (68)، وعليه فقول ابن حجر في "التقريب" (1041):"وثقه الجمهور، وفي أحاديثه مناكير ضعفه بسببها الأزدي وابن حبان وغيرهما، فلعله تغير حفظه في الآخر" مخالف للراجح المعتبر، والله أعلم. وانظر له:"الجرح والتعديل"(3/ 83 - 84)، رقم (383)، "المجروحين"(1/ 223 - 224)، "التهذيب"(5/ 269 - 270)، رقم (1036)، "مغاني الأخيار"(346).
(3)
كذا في الأصول بالإفراد؛ أي: كل واحد منهما، وكان الأولى أن يأتي به المصنف على صيغة التثنية، كما فعل ابن حجر في "الدراية"، وغيرُه.
(4)
لم أقف عليه فيما طبع من أجزائه.
(5)
رواه في "المصنف"(3/ 158)، رقم (5143) عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة.
(6)
متفق عليه: أخرجه البخاري (ح 6025)، ومسلم (ح 284 - 285)، وللبخاري (ح 220، 6128) عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضًا.
بل ورد فيه الحفر من طريقين مسندين
(1)
، وطريقين مرسلين، وكلها في
(1)
روي الحفر فيه من حديث ابن مسعود وأنس رضي الله عنهما.
أما حديث ابن مسعود رضي الله عنه: فأخرجه الدارقطني (1/ 239)، رقم (477) من طريق أبي هشام الرفاعي محمد بن يزيد: حدثنا أبو بكر بن عياش، حدثنا سمعان بن مالك عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: جاء أعرابي فبال في المسجد، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكانه فاحتفر، فصب عليه دلو من ماء.
قال البيهقي في "السنن"(2/ 429): "ليس بصحيح، وقد تكلمنا عليه في الخلافيات"، وقال في "المعرفة"(3/ 396)، رقم (1371):"سمعان بن مالك مجهول، يروي عنه أبو بكر بن عياش، واختلف عليه، فقيل: المعلى بن سمعان، وقيل: سمعان بن مالك، وقال أبو زرعة الرازي: هذا حديث ليس بقوي". وكذا أعله الدارقطني بجهالة سمعان، وتكلم على الاختلاف في تسميته في "العلل"(5/ 80 - 81)، رقم (727)، وذكر فيه عن أبي بكر بن عياش أربعة أوجه:"سمعان بن مالك، سمعان المالكي، معلى بن سمعان الأسدي، معلى المالكي"، من رواية غير واحد عن أبي بكر لكل وجه، فقال:"ويقال: الصواب المعلى بن سمعان. والله أعلم".
قال: "وقال أبو هشام الرفاعي في لفظه: فأمر بمكانه فاحتفر، وليست بمحفوظ عن أبي بكر بن عياش".
وهذه علة أخرى، وهي مخالفة أبي هشام الرفاعي لسائر أصحاب أبي بكر بن عياش بهذه الزيادة.
وأبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي كثير الغرائب والمناكير عن الثقات، وهو مجمع على ضعفه عند المتقدمين من معاصريه كما قال البخاري، ونسبه محمد بن عبد الله بن نمير وعثمان بن أبي شيبة وعبيد العجل إلى سرقة الحديث، وخالف ابن معين فقال:"ما أرى به بأسًا"، وقال العجلي:"لا بأس به"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال:"يخطئ ويخالف"، ووثقه الدارقطني على شرط الصحيح في رواية البرقاني عنه، وروى السلمي عنه أنه قال:"تكلموا فيه، وإنما تكلم فيه أهل بلدته"، ولعله حمل ذلك على المشاحنة بين أفراد أهل البلد فوثقه، بينما تكلم فيه جمع من غيرهم أيضًا كأبي حاتم وأبي زرعة والنسائي والبخاري وابن عدي وغيرهم، وإنما تفرد أهل بلده بنسبته إلى سرقة الحديث، ووافقهم عبيد العجل، ويقاربه قول النسائي:"غير ثقة"، والله أعلم. وانظر له:"تسمية الشيوخ" للنسائي (192)، "الجرح والتعديل"(8/ 129)، رقم (15460)، "الثقات"(9/ 109)، "الكامل"(6/ 274)، رقم (1758)، "سؤالات السلمي"(409)، "تاريخ بغداد"(3/ 376)، "تهذيب الكمال"(27/ 24 - 30)، رقم (5703)، "المغني"(6089)، "الميزان"(4/ 68 - 69)، رقم (8326)، "التقريب"(6402). =
الدارقطني مع بيان عللها
(1)
.
= وفيه كذلك: أبو بكر بن عياش؛ وهو ثقة عابد، إلا أنه لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح، كما في "التقريب"(7985)، وكان قد تغير بأخرة، كما في "جزء رفع اليدين" للبخاري - مع "جلاء العينين"(ح 102)، و"المعرفة" للبيهقي (2/ 429)، رقم (840)، ووهم من نسب إلى البخاري الحكم باختلاطه.
وهذا الحديث مما لم يضبطه أبو بكر بن عياش، إذ تفرد بالرواية عن ذاك الشيخ -سمعان بن مالك-، واختلف عليه في اسمه على أربعة أوجه، كما تقدم، ولكن زيادة الحفر في المتن من أوهام الراوي عنه، وليس بمحفوظ عن أبي بكر بن عياش، كما تقدم عن الدارقطني. والله أعلم.
وأما حديث أنس رضي الله عنه: فرواه الدارقطني -كما في "نصب الراية"(1/ 212) و"التلخيص الحبير"- قرطبة (1/ 184) وغيرهما -من طريق عبد الجبار بن العلاء، عن ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا، بلفظ:"احفروا مكانه، ثم صبوا عليه ذنوبًا من ماء". وأعله الدارقطني بأن عبد الجبار تفرد به دون أصحاب ابن عيينة الحفاظ، وأنه دخل عليه حديث في حديث، حيث إن ابن عيينة يروي هذا الحديث عن يحيى عن أنس دون ذكر الحفر، وأما حديث "احفروا مكانه .. " فهو عند ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاووس مرسلًا، فغلط فيه عبد الجبار. والله أعلم. وانظر:"العلل المتناهية" لابن الجوزي (1/ 333)، رقم (545)، "تنقيح التحقيق" للذهبي (1/ 26/ مسألة: 15).
(1)
لم أقف على مسند أنس رضي الله عنه، ومرسل طاووس عند الدارقطني في "السنن" ولا في "العلل". والله أعلم.
فأما المسندان فتقدم تخريجهما، وأما المرسلان فهما روايتا عبد الله بن معقل، وطاووس بن كيسان.
أما مرسل عبد الله بن معقل بن مقرن: فأخرجه أبو داود (381)، ومن طريقه الدارقطني (479) والبيهقي (2/ 428) وفي "المعرفة"(1371) بإسناد صحيح إلى عبد الله بن معقل، قال: صلى أعرابي مع النبي صلى الله عليه وسلم .. الحديث، وفيه: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "خذوا ما بال عليه من التراب فألقوه، وأهريقوا على مكانه ماء".
قال أبو داود: "هو مرسل، ابن معقل لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم"، ووافقه الدارقطني والبيهقي.
وأما مرسل طاووس: فأخرجه عبد الرزاق (1/ 425)، رقم (1659، 1662) من طريقين عن طاووس، قال: بال أعرابي في المسجد، فهمَّ به القوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"احفروا مكانه، واطرحوا عليه دلوًا من ماء". الحديث. وإسناده صحيح إلى طاووس، وعلته بما قبلَه الإرسالُ، ومخالفة الروايات المسندة الصحيحة. والله أعلم.
514 - حديث: "ذهب الناس وما بقي إلا النَّسناس".
لا أصل له في المرفوع
(1)
، ولكن عند أبي داود -ومن جهته الخطابي في "العزلة"- من حديث سفيان، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أبي هريرة من قوله:"ذهب الناس وبقي النِّسناس، فقيل له: فما النَّسناس؟ قال: مُشَبَّهون بالناس، وليسوا بناس"
(2)
.
وهو عند أبي نعيم في "الحلية" من جهة ابن أبي مليكة، فقال: عن ابن عباس من قوله، بلفظ: ذهب الناس، وبقي النَّسناس؛ قيل: وما النَّسناس؟ قال: الذين يتشبهون بالناس، وليسوا بالناس
(3)
.
وفي "المجالسة" للدينوري عن الحسن البصري مثله -بدون تفسير- وزاد: لو تكاشفتم ما تدافنتم
(4)
.
(1)
اقتبسه في "كشف الخفاء"(1/ 478)، رقم (1342)، وفي "أسنى المطالب" (690):"هو من كلام وهب".
(2)
أخرجه أبو داود في "الزهد"(283) -ومن جهته الخطابي في "العزلة"(ص 68) -، والدوري في "تاريخه"(3/ 506)، رقم (2469) -وعنه ابن الأعرابي في "معجمه"(1722) - والخرائطي في "مساوي الأخلاق"(1/ 324)، رقم (305)، والبيهقي في "الزهد الكبير"(1/ 233)، رقم (230) من طرق عن الثوري به.
ورجاله ثقات، إلا أنه معنعن فيما بين الثوري إلى أبي هريرة رضي الله عنه، والثوري وابن جريج مدلسان.
(3)
رواه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 328) عن الطبراني عن علي بن عبد العزيز البغوي عن أبي نعيم عن الثوري عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة، قال: قال ابن عباس.
وهذا غير محفوظ، لما تقدم أنه رواه جمع من الثقات عن الثوري به؛ عن ابن أبي مليكة عن أبي هريرة رضي الله عنه. والله أعلم.
(4)
رواه الدينوري في "المجالسة"(1/ 106)، رقم (616) من طريق عوف، عن الحسن، في أواخر خطبة له.
ورواه ابن سعد في "الطبقات"(7/ 172)، رقم (8989) من طريق عقبة بن خالد العبدي، قال: سمعت الحسن يقول: ذهب الناس والنسناس، نسمع صوتًا، ولا نرى أنيسًا.
وشيخ الدينوري أَبو العبَّاسِ يُوسُفُ بنُ عَبْدِ الله بنِ مَاهَانَ الهُجَيْمِيُّ الحُلْوَانيُّ الدينوري؛ لم أقف له على ترجمة. =
وكذا هو في "غريب" الهروي، و "الفايق" للزمخشري، و "النهاية" لابن الأثير، بدون زيادة ولا تفسير
(1)
.
وقال ابن الأثير: "قيل: هم يأجوج ومأجوج، وقيل: خلقٌ على صورة الناس، أشبهوهم في شيء، وخالفوهم في شيء، وليسوا من بني آدم
(2)
.
وقيل: هم من بني آدم، ومنه الحديث:"إن حيًّا من عاد عصوا رسولهم، فمسخهم الله نَسْناسا، لكل رجل منهم يد ورجل من شق واحد، ينقرون كما ينقر الطير، ويرعون كما ترعى البهائم"
(3)
. ونونه الأولى مكسورة، وقد تفتح
(4)
". انتهى.
ولأحمد في "الزهد" عن مطرف بن عبد الله، قال: عقول الناس على قدر زمانهم، وقال: هم الناس والنِّسناس، وأناس غُمسوا في ماء الناس
(5)
.
قال الكديمي: سمعت أبا نعيم يقول: كثيرًا ما يعجبني قول عائشة رضي الله عنها:
ذهبَ الذين يُعاش في أكنافهمُ
…
وبقيت في خَلَف كجِلْد الأجرب
ولكن أبا نعيم يقول:
= وعقبة بن خالد العبدي هو المعروف بالشني، البصري: وثقه ابن حبان، والحاكم، والذهبي. وانظر: الثقات (7/ 247)، "معرفة علوم الحديث"(ص 248)، "المستدرك مع أحكام الذهبي"(1/ 192)، رقم (372).
(1)
انظر: "الغريبين" للهروي (6/ 1831)، و"غريب الحديث" لابن الجوزي (2/ 405)، و"الفائق" للزمخشري (3/ 427)، و"النهاية" لابن الأثير (5/ 42، نسنس). وعند الهروي تفصيل يسير.
(2)
رواه الدينوري في "المجالسة"(1/ 302)، رقم (760) عن عبد الله بن مسلم بن قتيبة، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن ابن إسحاق قوله نحوه. وفي إسناده عن ابن إسحاق انقطاع بين. والله أعلم.
(3)
لم أقف عليه مسندًا.
(4)
هذا الكلام نقله ابن الأثير عن الهروي، وهو عند الزمخشري بطوله، وعند ابن الجوزي مختصرًا.
(5)
لم أقف عليه في "الزهد" لأحمد، وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(1/ 325)، رقم (306) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 203) عن مطرف بن عبد الله بن الشخير به. وإسناده ثقات. والله أعلم.
ذهب الناس واستلقوا وصرنا
…
خلفًا في أراذل النسناس
في أناس نعُدُّهم من بعيد
(1)
…
فإذا فتشوا فليسوا بناس
كلما جئت أبتغي النيل منهم
…
بَدَرُوني قبل السؤال بياس
وبَلَوني حتى تمنيت أني منهم
(2)
…
قد أفلت رأسًا براس
(3)
* * *
(1)
في "الزهرة": (في عديد)، وفي "تاريخ بغداد":"من عديد"، وفي "الزهد" للبيهقي:"من عجيج".
(2)
في (ز):
بلوت حتى تمنيت أني
…
منهم قد أفلت رأسًا برأس
وهو عند المخرجين بلفظ مقارب. والله أعلم.
(3)
أخرجه البيهقي في "الزهد الكبير"(1/ 237)، رقم (234) والخطيب في "تاريخ بغداد"(12/ 351 - 352) من طريقين عن الكديمي به. والكديمي غير ثقة، كما تقدمت ترجمته.
ورواه أبو بكر بن داود الظاهري في "الزهرة"(الباب الخامس والثمانون، 1/ 219؟ - يراجع)، والسرقسطي في "الدلائل"(3/ 1166)، رقم (646) من طريقين عن أبي البحتري عبد الله بن محمد بن شاكر عن محمد بن جعفر الأحمر، عن أبي نعيم، ونسب البيت الأول في كلام عائشة رضي الله عنها إلى لبيد الشاعر.
وأثر عائشة رضي الله عنها لوحده؛ مروي عند ابن المبارك في "الزهد"(183) وعبد الرزاق (11/ 246)، رقم (20448) وابن أبي شيبة (26563) والبخاري في "الأوسط"(1/ 445، 447)، رقم (182، 183) وأبي داود في "الزهد"(316) وغيرهم من طريقي عروة والشعبي عن عائشة رضي الله عنها.
وإسناده صحيح، والبيت للبيد في "ديوانه"(ص 12 - 13)، من البحر التام. والله أعلم.
حرف الراء المهملة
515 - حديث: "الرابح في الشر خاسر".
كلام صحيح.
516 - حديث: "رأس الحكمة مخافة الله".
البيهقي في "الدلائل" والعسكري في "الأمثال" والديلمي؛ من حديث عبد الله بن مصعب بن منظور بن جميل بن سنان
(1)
، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، قال: خرجنا في غزوة تبوك؛ فذكر حديثًا طويلًا فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله، والخمر جماع الإثم"
(2)
.
(1)
عبد الله بن مصعب بن منظور بن جميل بن سنان، وأبوه مصعب نكرتان، لم يأت بهما إلا تالف -وهو يعقوب بن محمد الزهري- عن متروك -وهو عبد العزيز بن عمران بن أبي ثابت- ونبه الحافظ ابن حجر في "الإصابة"(3/ 371)، رقم (2373) على جهالته وجهالة أبيه، وفرق بينه وبين عبد الله بن مصعب بن خالد بن زيد بن خالد الجهني، الذي روى عن أبيه عن جده هذه الخطبة بطولها مثله.
وذكر العراقي في "ذيل الميزان"(690) أن بعضهم اعتبرهما واحدًا، وإليه يومئ عمل الذهبي في "المغني"(3373) و"الميزان"(2/ 506)، رقم (4610)، حيث لم يترجم فيهما إلا بـ "عبد الله بن مصعب بن خالد الجهني".
وقد روى أطرافا من هذا الحديث سعيد بن محمد الجرمي عن عبد الله بن مصعب بن منظور بن زيد بن خالد، وهذا يفيد ترجيح رأي من وحَّد بينهما. والله أعلم.
وقد يكون هذا التغيير في النسب في هذا الإسناد من عمل ابن أبي ثابت أو الراوي عنه. والله أعلم.
(2)
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 242 - 243) والقضاعي (38، 1337) والديلمي ["زهر الفردوس" (1/ 216)]-من طريق أبي أحمد العسكري- وابن عساكر (51/ 240) وغيرهم من طريق يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري، عن عبد العزيز بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عمران: حدثنا عبد الله بن مصعب بن منظور بن جميل بن سنان -عند الديلمي: حميد بن سنان- أخبرني أبي، قال: سمعت عقبة بن عامر الجهني: فذكر خطبة طويلة زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب بها يوم تبوك.
قال ابن كثير: "حديث غريب، وفيه نكارة، وفي إسناده ضعف، والله أعلم بالصواب". "البداية والنهاية"(5/ 18).
قلت: إسناده ضعيف جدًّا، فيه غير واحد من الضعفاء والمتروكين:
1، 2 - عبد الله بن مصعب وأبوه مجهولان، كما تقدم.
3 -
يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري: وهاه أبو زرعة الرازي والساجي، وضمه أبو زرعة إلى الواقدي وابنِ زَبَالة وعمر بن أبي بكر المؤملي في الضعف والوهاء -والثلاثة من المتهمين بالوضع والسرقة وتركيب الأسانيد- وقال أبو حاتم:"هو على يدَيْ عدلٍ، أدركته ولم أكتب عنه"، وقال ابن معين في رواية أحمد بن سنان عنه:"ما حدثكم عن شيوخه الثقات فاكتبوه، وما لم يُعْرَف من شيوخه فدعوه"، وعليه فهو لا يعده واهيًا في هذه الرواية، إلا أن صالح بن محمد جزرة روى عنه قوله:"أحاديثه تشبه أحاديث الواقدي"، قال جزرة:"يعني: تركوا حديثه"، وبه قال جزرة نفسه، وقال أحمد:"ليس بشيء، ليس يَسْوَى شيئًا"، وقال الساجي:"منكر الحديث"، وقال العقيلي:"في حديثه وهم كثير، ولا يتابعه عليه إلا من هو نحوه".
ووثقه حجاج ابن الشاعر الحافظ، والحاكم، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأكثر هذه الأقوال تدل على كونه واهي الحديث متروكًا، وضمه جمع منهم إلى المتهمين بالوضع، وهي تعارض ما جاء من توثيق حجاج ابن الشاعر وابن حبان والحاكم له، وتُقدَّم عليه.
وانظر: "الجرح والتعديل"(9/ 214 - 215)، "تاريخ ابن أبي خيثمة"(4/ 369/ 3434)، "الضعفاء" للعقيلي (4/ 445)، رقم (2073)، "الثقات" لابن حبان (9/ 284)، رقم (16459)، "سؤالات السجزي"(109)، "تاريخ بغداد"(14/ 269)، رقم (7563)، "تهذيب الكمال"(32/ 367 - 372)، رقم (7105،)"الميزان"(4/ 454)، رقم (9826)، "تاريخ الإسلام"(15، 453 - 454)، "تهذيب التهذيب"(4/ 447 - الرسالة).
وقد ظهر لي في قول الذهبي في "الكاشف"(6405): "قواه أبو حاتم"، وقول الحافظ في "اللسان"(9/ 455)، رقم (3154) والخزرجي في "خلاصة التذهيب" (ص 437):"وثقه أبو حاتم" أنهم أخذوه من قول أبي حاتم "هو على يدَيْ عدل"، وهذا الذي فهموه يخالف مراد أبي حاتم الرازي من هذا اللفظ، فإنه لديه من ألفاظ الجرح الشديد بمعنى الهالك الميؤوس منه، كما حققه ابن حجر نفسه فيما نقله =
وهو عند العسكري فقط؛ من حديث عمرو بن ثابت
(1)
، عن أبيه
(2)
قال: أعطى ابنُ أبي الدرداء
(3)
عبدَ الملك بن مروان كتابًا ذكر أنه عن أبيه أبي الدرداء، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن أشرف الحديث كتاب الله"، فذكر حديثًا، وفيه:"ورأس الحكمة مخافة الله، والخمر جوامع الإثم"
(4)
.
= السخاوي عنه في "فتح المغيث"، وزاده السخاوي تأكيدًا وبيانًا، وذكر الحافظ أنه كان يعتبره من ألفاظ التعديل تبعًا لشيخه العراقي، حتى تثبت فيه، وتأكد لديه أنه كناية عن الهالك. وانظر:"فتح المغيث"(مراتب التجريح، 2/ 129)، "ضوابط الجرح والتعديل"(ص 154)، "إصلاح المنطق"(ص 315)، "أدب الكاتب"(ص 52 - 53)، "المحكم"(2/ 15)، "الزاهر"(2/ 39)، رقم (555)، "مجمع الأمثال" للميداني (2/ 8)، رقم (2400).
4 -
عبد العزيز بن عمران، وهو ابن أبي ثابت: متروك بالاتفاق. انظر: "الضعفاء" للبخاري (223)، والنسائي (393)، والعقيلي (3/ 13 - 14)، رقم (969)، "الجرح والتعديل"(5/ 390 - 391)، رقم (1817)، "المجروحين"(2/ 139)، "الكامل"(5/ 285)، رقم (1423)، "تهذيب الكمال"(18/ 178 - 181)، رقم (3465)، "التقريب"(4114).
(1)
هو: عمرو بن ثابت بن أبي المقدام هرمز الكوفي: متروك الحديث كما تقدَّم في الحديث (144).
(2)
هو: ثابت بن هرمز الكوفي، أبو المقدام الحداد، مولى بكر بن وائل -ويقال: مولى بنى عجل بن لجيم-: صدوق يهم. "التقريب"(832)، وقد وثقه الأئمة؛ أحمد وابن المديني وابن معين والبخاري ويعقوب الفسوي والنسائي وغيرهم، وتابعهم الذهبي، وتفرد الدارقطني بتضعيفه، والوهن في منكر حديثه من ابنه دونه، وكأن الحافظ ابن حجر جمع، أو انحاز إلى قول أبي حاتم:"صالح". والله أعلم.
انظر: "الجرح والتعديل"(2/ 459)، رقم (1854)، "تهذيب الكمال"(4/ 380 - 381)، رقم (833)، الكاشف (700)، "تهذيب التهذيب"(2/ 15 - 16)، رقم (25).
(3)
لم يميز في الرواية.
(4)
أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في "الأمثال"(ح 252) من طريق عبيد بن إسحاق، عن عمرو، به.
وعمرو بن ثابت بن هرمز أبو المقدام: متروك، كما تقدم.
وعبيد بن إسحاق: هو ابن مبارك، أبو عبد الرحمن الكوفي العطار -ويقال له: عبيد المطلقات-: كذبه ابن معين -في رواية ابن الجنيد عنه-، وإسحاقُ بن منصور =
ورواه القضاعي في "مسنده" من حديث عبد الله بن مصعب بن خالد بن زيد الجهنىِ عن أبيه، عن جده زيد بن خالد، قال: تلقفت هذه الخطبة من في رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرها، وفيه:"الخمر جماع الإثم، ورأس الحكمة مخافة الله"
(1)
.
= الكوسج وآخر، وقال ابن معين، ومسلم، والنسائي والأزدي -وتبعهم الذهبي وابن حجر-:"متروك الحديث"، وقال البخاري:"عنده مناكير"، وفي موضع آخر:"منكر الحديث"، وكذا قال أبو زرعة الرازي والبيهقي وغيرهما، وقال الدوري وابن الجارود:"أحاديثه باطلة"، وزاد الدوري:"وهو باطل"، وقال ابن عدي:"عامة ما يرويه إما منكر الإسناد أو منكر المتن"، وضعفه أبو زرعة الرازقي والدارقطني وغيرهما.
وأما أبو حاتم الرازي، فقال:"ما رأينا إلا خيرًا، وما كان بذاك الثبت، في حديثه بعض الإنكار"، وحكم فيما رواه ابنه عنه في "العلل" على أحاديث له بالنكارة الشديدة، وبعضها مما لا أصل له، وكأنه اعتبرها منه توهمًا.
انظر: "سؤالات ابن الجنيد"(803)، "التاريخ الكبير"(5/ 441)، رقم (1437)، و"الأوسط"(4/ 964)، رقم (1539)، و"الضعفاء" للبخاري (228)، ولأبي زرعة الرازي (195) -مع "سؤالات البردعي"(2/ 635) - وللنسائي (402)، والعقيلي (3/ 115)، رقم (1091) وابن شاهين (483)، والدارقطني (394)، "الكنى" لمسلم (2107)، "الجرح والتعديل"(5/ 401 - 402)، رقم (1859)، "العلل" للرازي (398، 663، 1080، 1252، 1362، 1568، 1610، 2422)، "الثقات"(8/ 431)، "المجروحين"(2/ 176)، "الكامل"(5/ 347 - 348)، رقم (1505)، "تاريخ بغداد"(2/ 259 - 260 - ترجمة محمد بن حميد الرازي)، "الميزان"(3/ 18)، رقم (5411)، "المغني"(3955)، "الإصابة" لابن حجر (3/ 261)، (13/ 202)، "اللسان"(5/ 349 - 350)، رقم (5048).
(1)
أخرجه القضاعي (55)، وهو عند القاسم بن موسى الأشيب في "جزئه" -جوامع (ح 48) - والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" -كما في "اللسان"(5/ 16)، رقم (4465) - وأبي ذر الهروي في "الفوائد"(5)، والأصبهاني في "الترغيب"(2/ 106 - 109)، رقم (1253) وابن عساكر في "معجم شيوخه"(1/ 342 - 343)، رقم (702) والرافعي في "تاريخ قزوين"(3/ 185) من طريق الزبير بن بكار وغيره، عن عبد الله بن نافع الصائغ، عن عبد الله بن مصعب به، في خطبة طويلة أضيفت للنبي صلى الله عليه وسلم أيام تبوك.
وهي نفسها التي تقدمت عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه بالإسناد الواهي المتقدم، وأطرافها مفرقة بإسناديه في كتب الأئمة؛ منها:"اعتلال القلوب" للخرائطي =
وأخرج ابن لال -ومن طريقه الديلمي- من حديث الحسن بن عمارة
(1)
، عن [عبد الرحمن بن عابس، عن عابس بن ربيعة]
(2)
-هو أبوه- عن ابن مسعود مرفوعًا، الجملة المذكورة فقط
(3)
.
= (ح 198)، و"الكامل" لابن عدي (1/ 41)، و"السنن" للدارقطني (5/ 444)، رقم (4611)، و"مسند الشهاب" للقضاعي (ح 202، 336، 1233)، وبإسناديه، ولا يصح واحد منهما، وفي هذا الحديث ثلاثة علل:
وهي: نكارة المتن، وجهالة راوييه؛ عبد الله بن مصعب وأبيه، مع تفردهما به.
قال ابن القطان: "مصعب وابنه غير معروفين، وعبد الله بن نافع الصائغ الفقيه؛ مختلف فيه".
وقال الذهبي: "عبد الله بن مصعب: رفع عن أبيه عن جده خطبة منكرة، وفيهم جهالة"، وأقره العراقي وابن حجر وغيرهما، ونقل الألباني عن خط بعض المحدثين كأنه ابن المحب الطبري بهامش "مسند القضاعي":"ضعيف منكر". انظر: "بيان الوهم والإيهام"(4/ 605)، رقم (2149)، و"الميزان"(2/ 506)، رقم (4610) و"المغني"(3373)، و"ذيل الميزان" للعراقي (690)، و"لسان الميزان"(5/ 16)، رقم (4465)، و"الضعيفة" للألباني (2059، 2464، 5641).
وقال الشوكاني في "الفوائد المجموعة"(767/ 119): "في إسناده ضعيفان، وقال ابن الجوزي: لا يثبت، وقال الصغاني: موضوع، وقال العراقي وابن حجر: إنه صحيح، فينظر".
وتصحيح العراقي وابن حجر إنما هو لجملة: "السعيد من وعظ بغيره" التي وردت في أحاديث أخرى صحيحة أو حسنة، وأما هذا الحديث فوافقا فيه الذهبي على تضعيفه واستنكاره، كما تقدم. والله أعلم.
(1)
البجلي مولاهم، أبو محمد الكوفي، قاضي بغداد: متروك، وكذبه بعضهم، وتقدم (ح 373).
(2)
في (أ، ز): "عن عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة"، والتصويب من (م، عز، ق، زك، ز 2، هـ)، وهو الصواب الموافق للمصدر، إلا أن فيه:"عامر بن ربيعة". والله أعلم.
(3)
نقله عنه الديلمي (2/ 199/ ب)، و"زهر الفردوس"(2/ 240)، وهو من طريق محمد بن موسى بن حماد، عن سليمان بن أبي شيخ، عن أبيه، عن الحسن بن عمارة، عن عبد الرحمن بن عابس، عن عامر بن ربيعة، عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا.
ورواه أبو القاسم الحنائي في "فوائده"(2/ 1020)، رقم (197 - 205) من طريق الحسن بن عمارة عن عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة، فقال: عن أبيه عابس بن ربيعة قال: كان عبد الله يخطبنا هذه الخطبة في كل عشية خميس لا يدعها، وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب بها،
…
الحديث. =
ورواه البيهقي في "الشعب"
(1)
من جهة الثوري، عن ابن عابس ووقفه، ولفظه: أنه كان يقول في خطبته: "خير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله عز وجل"
(2)
.
وأعاده مقتصرًا على لفظ الترجمة
(3)
، ثم ساقه من جهة بقية: حدثنا عثمان بن زفر
(4)
، عن أبي عمار الهذلي
(5)
، عنه مرفوعًا، بالترجمة فقط، وضعفه
(6)
.
= وهذا الإسناد الأخير صحيح إلى الحسن بن عمارة، والحسن متروك وكذبه بعضهم، كما تقدم آنفًا.
وأما إسناد ابن لال، ففيه أبو شيخ منصور بن سليمان الواسطي لم أجد له ترجمة، إلا ذكر مولده ووفاته في ترجمة ابنه سليمان في "تاريخ بغداد"(9/ 50)، رقم (4630)، ومحمد بن موسى بن حماد هو البربري يعرف بقِمَطْر: قال الدارقطني: ليس بالقوي، كما في "سؤالات الحاكم"(221)، "الميزان"(4/ 51)، رقم (8235)، "المغني"(6016).
ثم قال الديلمي: (
…
ورواية ابن مسعود ذكر في باب الألف في فصل: إن أحسن الحديث)، وهو من القسم المفقود لمسنده، ولم يورده الحافظ في "زهر الفردوس".
(1)
في (ز): "ابن عباس"، وهو خطأ، وابن عابس هو عبد الرحمن المذكور آنفًا.
(2)
"شعب الإيمان"(2/ 201)، رقم (728) من طريق ابن نمير، عن الثوري.
(3)
"شعب الإيمان"(2/ 201 - 202)، رقم (729) من طريق بشر بن السري، عن الثوري. وسيأتي تمام التخريج لرواية ابن عابس في حرف الشين (ح 595).
(4)
هو: الجهني الدمشقي: مجهول، من السادسة، مات بعد سنة (130 هـ). "التقريب"(4469).
وإذا روى بقية عن المجهولين فليس حديثه بشيء، كما في "الجرح والتعديل"(2/ 434 - 436)، رقم (1728)، و"الكامل"(2/ 72 - 80)، رقم (302)، على أنه يدلس تدليس التسوية، والإسناد معنعن فوق شيخه أيضًا.
(5)
كذا في الأصول الخطية، وفي "شعب الإيمان":(الأسدي)، وهو الصواب، وهو مجهول أيضًا، كما قال أبو حاتم.
انظر: "الجرح"(9/ 413)، رقم (2011)، "المغني"(7634)، "الميزان"(4/ 554)، رقم (10440)، "اللسان"(9/ 130)، رقم (8984).
(6)
"شعب الإيمان"(2/ 202)، رقم (730)، مسبوقًا بالحكم عليه بالضعف، إثر الرواية الموقوفة.
وللطبراني والقضاعي من حديث سعيدة ابنة حَكَّامة
(1)
، عن أمها
(2)
، عن أبيها
(3)
، عن مالك بن دينار، عن أنس، رفعه:"خشية الله رأس كل حكمة، والوَرَع سيد العمل"
(4)
.
517 - حديث: "رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس".
البيهقي في "الشعب" والعسكري والقضاعي من حديث علي بن زيد بنِ جُدعان
(5)
، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رفعه، بهذا. فالعسكري من
(1)
لم أقف لها على ترجمة، وقد توبعت -كما سيأتي في التخريج-، فالآفة من أمها. والله أعلم.
(2)
هي حكامة ابنة عثمان بن دينار البصرية: قال العقيلي في "الضعفاء"(3/ 200)، رقم (1199):"تروي عن أبيها أحاديث بواطيل ليس لها أصل، .. وأحاديثها تشبه حديث القصاص، ليس لها أصول"، وقال ابن حبان في "الثقات" (7/ 194):"لا شيء". وانظر: "اللسان"(3/ 241)، رقم (2681).
(3)
هو: عثمان بن دينار البصري -أخو مالك بن دينار البصري الزاهد-: قال العقيلي: "تروي عنه حكامة ابنته أحاديث بواطيل ليس لها أصل"، وقال الذهبي:"هو لا شيء، والخبر كذب"، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 194)، ولم يذكر له راويًا إلا ابنته حكامة، ووهاها كما تقدم، وكأنه رأى أن العلة في تلك الموضوعات من ابنته دونه، وأيًّا كان فلا يخرج عن حد الجهالة حتى يدرج في الثقات. وانظر:"الضعفاء" للعقيلي (3/ 200)، ولابن الجوزي (2262)، "المغني "(4018)، "الميزان"(3/ 33)، رقم (5502)، "اللسان"(5/ 387 - 388)، رقم (5112).
(4)
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الورع"(11)، وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 386)، والقضاعي (1/ 59/ 41) من طريق سعيدة بنت حكامة، وقوام السُّنَّة في "الترغيب والترهيب"(3/ 266)، رقم (2494) من طريق إبراهيم بن محمد بن إسحاق البصري، وابنُ عساكر (5/ 395)، رقم (170) من طريق محمد بن محمد بن الحسين، ثلاثتهم (سعيدة، وإبراهيم، ومحمد) عن حكامة بنت عثمان بن دينار به.
وقال أبو نعيم: "رواه أبو يعلى المنقري، عن حكامة، عن أبيها، عن مالك، عن ثابت، عن أنس".
وإسناده واه ساقط، كما تقدم في التراجم، وعليه ضعفه الألباني في "ضعيفته"(1583). والله أعلم.
(5)
علي بن زيد بن جدعان التيمي البصري؛ ضعيفٌ، كما تقدمَ في الحديث (87).
جهة كَرَم بن أَرْطَبَان
(1)
، والقضاعي من جهة عبيد بن عمرو السعدي
(2)
، والبيهقي من جهة سفيان
(3)
؛ ثلاثتهم: عن ابن جدعان.
(1)
لم أقف على ترجمته، ولا على الرواية من طريقه، و"الأمثال" للعسكري لم يوقف عليه. والله أعلم.
(2)
هو: عبيد -ويقال: عبيد الله- بن عمرو القيسي السعدي ثم الحنفي.
وروايته هذه أخرجها ابن أبي الدنيا في "المداراة"(31) و"الإخوان"(140) والبزار (14/ 263)، رقم (7851)، والطبراني في "الأوسط"(6/ 156)، رقم (6070) وابن عدي (5/ 348) وابن شاهين في "الترغيب"(1/ 290)، رقم (260) وأبو الشيخ في "الأمثال"(129) والقضاعي (200) من طرق عن عبيدٍ، به.
قال البزار: (ورواه هشيم عن علي بن زيد عَن سَعِيد بن الْمُسَيَّب مرسلًا، وعبيد بن عَمْرو ليس بالحافظ، ولَا سيما إذا خالف الثقات)، وقال ابن عدي:"هذا منكر المتن"، وأعلَّه بـ "عبيدِ بن عمرو"، وتبعهما الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 39 - 40، رقم 12634، 8/ 61، رقم 12718).
وعبيد بن عمرو هذا ذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 137)، وضعفه البزار وابن عدي والدارقطني، وقال الأزدي: ضعيف جدًّا. وانظر: "الثقات" لابن قطلوبغا (7/ 52)، رقم (7529)، "لسان الميزان"(5/ 357/ 5065).
(3)
هو: الثوري، وروايته هذه عند البيهقي في "الشعب"(11/ 347)، رقم (8637) عن أبي زكريا بن أبي إسحاق، عن أبي محمد عبد الله بن إسحاق الخراساني، عن إبراهيم بن الهيثم البلدي، عن سعيد بن عبد الله ابن أبي عبد الرحمن الفراء، عن يوسف بن محمد العصفري، قال: نا سفيان، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال البيهقي:"في هذا الإسناد ضعف".
وفي إسناده عدة علل:
1 -
علي بن زيد بن جدعان: ضعيف، رفاع للأخبار، لسوء حفظه، واختلط بأخرة، كما تقدم.
2 -
أبو محمد عبد الله بن إسحاق الخراساني: لينه الدارقطني، كما في "سؤالات السهمي"(349)، و"تاريخ بغداد"(9/ 414)، و"السير" للذهبي (15/ 543)، رقم (321).
3 -
سعيد بن عبد الله بن أبي عبد الرحمن الفراء: لم أقف له على ترجمة، وكذا قال محقق "شعب الإيمان". والله أعلم.
ورابعة العلل: تفردٌ بمثل هذا الإسناد عن مثل الثوري في كثرة أصحابه وجلالتهم لا يخلو عن النكارة.
وهو عند البيهقي من حديث أشعث بن براز
(1)
: حدثنا علي بن زيد مرسلًا -بحذف أبي هريرة- وزاد فيه: "وما يستغني رجل عن مشورة، وإن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة"
(2)
. وقال البيهقي: إنه هو المحفوظ
(3)
.
قلت: وهكذا هو عند العسكري من حديث أحمد بن عبيد الله الغُدَاني
(4)
،
(1)
هو: أشعث بن براز السعديّ أبو عبد الله الهجيميّ البصري: مجمع على ضعفه، واه، كما قال الذهبي، فقد ضعفه ابن معين والفلاس جدًّا، وحكم البخاري وابن حبان والدارقطني بأنه منكر الحديث عن الثقات، في قلتها، -كما قال الدارقطني- وقال النسائي:"متروك الحديث"، وقال ابن عدي:"حديثه ليس بالكثير، وعامة ما يرويه غير محفوظ، والضعف بين على رواياته". انظر: "التاريخ الأوسط"(4/ 645)، رقم (992) و"الكبير"(1/ 428)، رقم (1379)، "الضعفاء" للعقيلي (1/ 32 - 33)، رقم (14) والدارقطني (112)، "الجرح والتعديل"(2/ 269 - 270)، رقم (974)، "المجروحين"(1/ 173)، "الكامل"(1/ 374 - 375)، رقم (199)، "المؤتلف" للدارقطني (1/ 20)، "تاريخ الإسلام"(10/ 81 - 82)، "الميزان"(1/ 262 - 263)، "المغني"(754).
(2)
أخرجه البيهقي في "الشعب"(11/ 346)، رقم (8636) و"السنن"(10/ 109) من طريق زيد بن الحباب، والخرائطي في "المكارم"(2/ 413)، رقم (844) و"الاعتلال"(1/ 244) وابن عدي (1/ 375، و 7/ 135) وابن قدامة في "المتحابين"(133) من طريق عمرو بن عاصم الكلابي، كلاهما عن أشعث به.
(3)
يعني مرسلًا، ومن رواية أشعث بن براز عن ابن جدعان، حيث قال في موضع آخر من "الشعب" (11/ 24):"هذا الحديث يعرف بأشعث بن براز عن علي بن زيد عن ابن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم، فدلسه هشيم".
وكذا رجح إرساله الدارقطني في "العلل"(7/ 305)، رقم (1372) وغيرُه.
(4)
هو: أبو عبد الله أحمد بن عبيد الله -وقال أبو حاتم: عبد الله- بن سهيل بن صخر الغُدَاني -بضم المعجمة والتخفيف- البصري: صدوق، من العاشرة، مات سنة (124 هـ)، وقيل: بعدها. خ د.
انظر: "الجرح والتعديل"(2/ 58/ 86)، "التهذيب"(1/ 400 - 401)، رقم (77)، "الكاشف"(62)، "التقريب"(76).
ولم أقف على كتاب "الأمثال" للعسكري، ولا على الحديث من طريق الغداني؛ هذا.
عن هشيم
(1)
، عن ابن جدعان، لكن بدون جملة المنكر، وبلفظ:"ولن يهلك .. " بدل "وما يستغني"، وقال الغداني: إن هشيمًا حدث به الرشيد، فأمر له بعشرة آلاف درهم.
ومن حديث محمد بن يزيد المقسمي
(2)
، عن هشيم به كذلك، بلفظ:"مداراة الناس" بدل "التودد" وبدون "ولن يهلك .. " إلى آخره
(3)
.
(1)
هو: هُشيم بن بَشِير بن القاسم السلمي أبو معاوية الواسطي: ثقة ثبت، كثير التدليس والإرسال الخفي، ذكره ابن حجر في الطبقة الثالثة من "طبقات المدلسين"(111)، ووصف بالتدليس عن الضعفاء.
وهو في هذا الحديث دلس ثقة ومتروكًا، أما الثقة فهو عمرو بن عاصم الكلابي، وأما المتروك فشيخه أشعث بن براز الكوفي، على ما بينه ابن عدي عن عيسى بن أبي حرب، قال:"حدثت عمرو بن عاصم عن يحيى بن أبي بكير عن هشيم عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب؛ يعني: عن النبي صلى الله عليه وسلم: "رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس"، فقال عمرو: أنا حدثت به هشيمًا عن أشعث بن براز حتى يسمعه، فخرج ولم يسمعه، فدلسه"، وهذا إسناد صحيح إلى عمرو بن عاصم، ولذا قال الإمام أحمد -كما في "العلل" له (2/ 283)، رقم (2266)، وشعب الإيمان للبيهقي (11/ 24) -:"لم يسمعه هشيم من علي بن زيد".
بينما روى الخطيب في "تاريخ بغداد"(14/ 124)، رقم (7457) عن علي بن المديني، قال:"هذا الحديث رواه شيخ ضعيف يقال له أبو أيوب التمار، وكان عندي ضعيفًا، ولم يسمعه هشيم عن علي بن زيد".
وأبو أيوب التمار هو: يحيى بن ميمون بن عطاء البغدادي: متروك، وكذبه الفلاس وغيره، كما في "تاريخ بغداد".
وعلى كلِّ فمن أيهما كان وأخذه الآخر، فإنه لا يعدو كونه متروكًا، ولا يثبت مسندًا ولا مرسلًا. والله أعلم.
(2)
لم أقف عليه في كتب التراجم، وفي هذه الطبقة يحيى بن مخلد المقسمي البغدادي؛ ثقة، من الحادية عشرة. وانظر:"التهذيب"(31/ 532)، رقم (6918)، "التقريب"(7643)، فلعله تصحف من هذا الاسم. والله أعلم.
(3)
لم أقف عليه عن هشيم من الوجهين الذين ذكرهما المؤلف رحمه الله، وقد رواه ابن أبي شيبة (25937)، وأحمد في "العلل"(2/ 283)، رقم (2266) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(11/ 24)، رقم (8089) - وابن أبي الدنيا في "اصطناع المعروف"(18) و"قضاء الحوائج"(17) و"العقل"(28) -ومن طريقه قوام السُّنَّة في "الترغيب"(3/ 224 - 225)، رقم (2397) -، وابن عدي (1/ 375)، (7/ 135) من =
ومن حديث عبد الرزاق عن حَرام بن عثمان
(1)
، عن ابن جابر بن عبد الله، عن أبيه رفعه، مثل الذي قبله، وزاد:"وما سعد أحد برأيه، ولا شقي عن مشورة، وإذا أراد الله بعبد خيرًا فقَّهه في دينه، وبصَّره عيوبه"
(2)
.
وبعضه عند القضاعي من حديث سليمان بن عمرو، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد مرفوعًا: "ما شقي عبد قط بمشورة، ولا سعد باستغناء برأي، يقول الله تعالى:{وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159]، وقال تعالى:{وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38]
(3)
.
وكذا أخرج جملة: "مداراة الناس صدقة" الطبراني وأبو نعيم في "الحلية"، و "عمل اليوم والليلة"، وابن السني، والعسكري، والقضاعي؛ من
= طرق عن هشيم به.
ولفظهم: "رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس"، وزاد ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا -في رواية-:"ولن يهلك رجل بعد مشورة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة".
وهو حديث منكر المتن، ساقط الإسناد، كما تقدم بيانه.
(1)
حرام بن عثمان السلمي الأنصاري؛ متروك الحديث، كما تقدم في الحديث (227).
(2)
لم أقف عليه، وهو تالف الإسناد. والله أعلم.
(3)
"مسند الشهاب"(773) من طريق محمد بن حفص الطالقاني، عن صالح بن محمد الترمذي، عن سليمان به. وهو إسناد مسلسل بالتلفاء: سليمان بن عمرو أبو داود النخعي أحد المشهورين بالوضع، كما تقدم.
وصالح بن محمد بن نصر الترمذي: دجال من الدجاجلة -كما قال ابن حبان- وهو جامع البلايا؛ جهمي مرجئ داعية خبيث، معادٍ للسُّنَّة وأهلها، بياع للخمر، مبيح لشربه، وضاع للأحاديث. أعاذنا الله.
انظر: "الثقات"(8/ 317، ترجمة: صالح بن عبد الله الترمذي)، "المجروحين"(1/ 370 - 371)، "تاريخ الإسلام"(17/ 199 - 200)، "الميزان"(2/ 300 - 301)، رقم (3825)، "اللسان"(4/ 296 - 297)، رقم (3882).
ومحمد بن حفص بن عبد الرحمن أبو عبد الله الطالقاني المرابطي نزيل مصر: ضعفه الدارقطني.
انظر: "سؤالات السهمي"(96)، "الميزان"(3/ 526)، رقم (7436)، "اللسان"(7/ 102)، رقم (6716).
حديث محمد بن المنكدر، عن جابر
(1)
.
(1)
أخرجه ابن حبان (2/ 216)، رقم (471)، وابن أبي الدنيا في "المداراة"(3) -ومن طريقه قوام السُّنَّة في "الترغيب"(3/ 224)، رقم (2396) -، وابن السني في "اليوم والليلة"(324) -عن أبي عروبة الحراني، وهو في "جزئه"(22) -، وابن عدي (7/ 157)، وأبو الشيخ في "الطبقات"(3/ 608 - 609)، رقم (518)، و"الأمثال"(130)، وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 246)، والقضاعي (91)، والبيهقي في "الشعب"(11/ 22 - 23)، رقم (8087)، وابن عساكر (14/ 310، 58)، رقم (201) من طرق عن المسيب بن واضح، عن يوسف بن أسباط، عن الثوري عن ابن المنكدر.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1/ 146)، رقم (463)، وابن عدي (7/ 155) من طريقين عن يوسف بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر رضي الله عنه. وهو ضعيف بجميع طرقه، وحكم ابن عدي وغيره بنكارة متنه.
أما الطريق الأول: ففيه علتان:
1 -
يوسف بن أسباط بن نصر الشيباني أبو محمد الزاهد الواسطي نزيل الشام: صدوق في نفسه، من العلماء العباد الصالحين، زهد فدفن كتبه، ثم روى من حفظه على التوهم، فكان يقلب عليه، ويضطرب في حديثه، فحدث عن الثقات بما لا أصل له، وبأشياء غلط عليهم فيها، ولم يؤت من الصدق، كما قاله العقيلي وابن عدي، ونقل البخاري عن صدقة بن الفضل المروزي، والمروذي عن أحمد نحوه، ونحوه قول أبي حاتم الرازي، وحكم على أحاديث له بالبطلان.
وعلى صدقه يحمل توثيق أحمد له في رواية أبي داود -بينما ذكر روايته لما لا أصل له، واضطرابه في حفظه في رواية أبي بكر المروذي عنه- وهكذا عليه يحمل توثيق العجلي، وتوثيق ابن معين في رواية الدارمي -بينما أطلق عليه لفظ الصدوق في رواية الدوري عنه-.
فهو لا يحتج بما ينفرد به، ويكتب حديثه للاعتبار في المتابعات والشواهد لصدقه. والله أعلم.
وهذا الحديث أنكره أبو حاتم الرازي وابن عدي وغيرهما على يوسف بن أسباط هذا، وقال أبو حاتم:"هذا حديث باطل لا أصل له، ويوسف بن أسباط دفن كتبه".
وقال الخليلي في "الإرشاد"(1/ 311 - 312)، رقم (50 - 51):"غريب تفرد به يوسف، وهو زاهد إلا أنه لم يُرْضَ حفظه، وقيل: اشتبه عليه، وإنما هو: سفيان، عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي، عن حذيفة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل معروف صدقة""؛ يعني: أنه دخل عليه حديث في حديث.
وذهب أبو زرعة الدمشقي إلى تحميل الغلط فيه المسيب بن واضح، دون يوسف كما سيأتي. إن شاء الله =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وانظر: "تاريخ الدوري"(3/ 410)، رقم (1999)، "تاريخ الدارمي"(874)، "سؤالات أبي داود"(330)، "علل أحمد" - رواية المروذي (247 - إثر الكلام على هشام بن عمار)، "التاريخ الكبير"(8/ 385)، رقم (3414)، "التاريخ الأوسط"(4/ 827)، رقم (1300)، "الثقات" للعجلي (2/ 374)، رقم (2055)، ولابن حبان (7/ 638)، "الجرح والتعديل"(8/ 219)، رقم (910)، "علل ابن أبي حاتم"(720، 1840، 1841، 2359)، "الضعفاء" للعقيلي (4/ 454)، رقم (2084)، "الكامل"(7/ 157 - 158)، رقم (2066)، "المتفق والمفترق" للخطيب (3/ 385 - 386)، رقم (1536)، "المغني"(7227)، "الميزان"(4/ 462)، رقم (9856)، "اللسان"(8/ 548)، رقم (8679).
2 -
المسيب بن واضح بن سرحان الحمصي، التَّلْمَنَّسي: توقف فيه صالح جزرة، وقال:"لا يدري أيُّ طرفيه -يعني: صوابه وغلطه- أطول، لا يدري أيش يقول" -يعني: نفسه-، وضعفه النسائي في "تسمية شيوخه"، والدارقطني، وقال أبو حاتم الرازي:"صدوق، كان يخطئ كثيرًا، فإذا قيل له لم يقبل"، وذكر ابن عدي جملة أحاديث مما أخطأ فيها، ثم قال:"له حديث كثير عن شيوخه، وعامة ما خالف فيه الناس هو ما ذكرته، لا يتعمده بل كان يُشَبَّه عليه، وهو لا بأس به"، وروى ابن عدي عن أبي عروبة الحراني، قال:"كان المسيب بن واضح لا يحدث إلا بشيء يعرفه ويقف عليه، وكان أبو عبد الرحمن النسائي حسن الرأي فيه، ويقول: الناس يؤذوننا فيه؛ أي: يتكلمون فيه"، هكذا نقل أبو عروبة عن النسائي، بينما قال النسائي في "تسمية شيوخه" (174):"هو عندي ضعيف"، وتجنبه في "السنن"، وقال الحافظ أبو نصر هبة الله بن عبد الجبار بن فاخر السجزي:"شيخ جليل ثقة من تبع الأتباع، .. وكان يخطئ". فهو صدوق سيء الحفظ، يكثر غلطه، فلا يحتج بما يتفرد به من أصل، وسيما فيما يأتي به عن مثل الثوري، وقد ذهب أبو زرعة الدمشقي في "الفوائد المعللة"(1/ 152 - 153)، رقم (105 - 106)، إلى حمل الغلط عليه في هذا الحديث، فقال:"ليس هذا المحفوظ، وهو معضل غليظ، حدثنا محمد بن خازم الرملي -ثقة حافظ معروف ببلده- ثنا يوسف بن أسباط، عن رجل، عن محمد بن المنكدر يرفعه، قال: "مداراة الناس صدقة"، قال أبو زرعة: القلب إلى هذا أسكن". فكأنه يرى أن المسيب غلط فيه، وأن المحفوظ في إسناده عن يوسف بن أسباط:"عن رجل عن ابن المنكدر مرسلًا"، وفي هذا الإسناد علتان: جهالة إبهام، والإرسال، والله أعلم.
وانظر لترجمته: "الجرح والتعديل"(8/ 294)، "الكامل"(6/ 387 - 389)، رقم (1874)، "تاريخ دمشق"(58/ 200 - 204)، رقم (7441)، "تاريخ الإسلام"(18/ 496)، "السير"(11/ 403 - 405)، "المغني"(6252)، "الميزان" (4/ 116 =
وصححه ابن حبان، ثم قال: المداراة التي تكون صدقة للمداري؛ هي تخلق الإنسان بالأشياء المستحسنة مع من يدفع إلى عشيرته
(1)
، ما لم يَشِنْها
(2)
بمعصية الله.
والمداهنة: هي استعمال المرء الخصال التي تستحسن منه في العِشرة، وقد يشوبها بما يكره الله
(3)
.
= - 117)، رقم (8548)، "اللسان"(8/ 69 - 71)، رقم (7753).
وأما الطريق الثاني: ففيه يوسف بن محمد بن المنكدر: ضعفه أبو داود والدارقطني، وتبعهما الذهبي وابن حجر، وقال أبو حاتم:"ليس بالقوي، يكتب حديثه"، وقال أبو زرعة الرازي:"صالح"، وقال النسائي والأزدي:"متروك الحديث"، وقال النسائي أيضًا:"ليس بثقة"، وعنه:"ليس بشيء في الحديث"، وقال العقيلي:"لا يتابع على حديثه"، وذكر ابن عدي أن له عن أبيه قرابة عشرة أو أحد عشر حديثًا فقط، وأنكر منها عددًا، ثم قال:"أرجو أنه لا بأس به"، وقال ابن حبان:"يروي عن أبيه ما ليس من حديثه، من المناكير التي لا يشك عوام أصحاب الحديث أنها مقلوبة، وكان شيخًا صالحًا ممن غلب عليه الصلاح حتى غفل من الحفظ والإتقان، فكان يأتي بالشيء على التوهم، فبطل الاحتجاج به على الأحوال كلها".
ويبدو أن قول ابن حبان هذا هو أقرب الأقوال فيه، نظرًا لنكارة عامة أحاديثه في قلتها، إذ لا تقل مرتبة من ينكر عليه ستة أحاديث أو سبعة من عشرة يرويها -والباقي لم تسق- عن الواهي. والله أعلم.
وانظر: "الجرح والتعديل"(9/ 229)، رقم (960)، "المجروحين"(3/ 135 - 136)، "الضعفاء" للنسائي (618) والعقيلي (4/ 456)، رقم (2086)، والدارقطني (599)، وابن الجوزي (3857)، "الكامل"(7/ 155 - 156)، رقم (2065)، "تهذيب الكمال"(32/ 456 - 458)، رقم (7153)، "تاريخ الإسلام"(11/ 407)، "الميزان"(4/ 472 - 473)، رقم (9884)، "الكاشف"(6448)، "التقريب"(7881).
(1)
في (ز، ز 2، ق، عز): "عشيرته"، وفي (زك):"عشرته" والأصل محتمل للوجهين.
(2)
وضبط في (أ) هكذا "يُشْنِها" شكلًا، وشانه يشينه؛ أي: عابه، والشين العيب، خلاف الزين.
وفي (ز): "يشبها" بالباء التحتانية الموحدة، بدل النون؛ أي: يخلطها. "المصباح المنير"(ص 268، 271).
(3)
"الإحسان إلى ترتيب صحيح ابن حبان"(2/ 216 - 217)، رقم (471). =
وقد أخرج البيهقي في "الشعب" من حديث النضر بن شميل، من قوله: ما سعد أحد باستغناء برأي، ولا هلك امرؤ دَعَا بمشورة
(1)
.
وفي الباب: عن أنس
(2)
، وابن عباس
(3)
، وعلي
(4)
، ويتأكد بعضها
= وتصحيحه له تساهل، وتقدم أن الحديث غير محفوظ، والمحفوظ عن ابن المنكدر عن جابر رضي الله عنه هو حديث:"كل معروف صدقة"، والحديث المنكر لا ينجبر بتعدد مثيلاته، بل هو منكر أبدًا على كل حال، كما قال الإمام أحمد في رواية المروذي عنه في "العلل"(287). والله أعلم.
(1)
"شعب الإيمان"(10/ 42)، رقم (7137) عن الحاكم، قال: قرأت بخط أبي عمر المستملي، سمعت أحمد بن سعيد الدارمي يقول: سمعت النضر بن شميل: .. فذكره. وفيه انقطاع نسبي بين الحاكم والمستملي. والله أعلم.
(2)
موضوع، تقدم بعض طرقه عند الحديث (495).
وأخرجه ابن عساكر (61/ 200) من طريق الهيثم بن حماد الأموي عن موسى بن محمد بن زيد القرشي من أهل البلقاء -هو أبو طاهر المقدسي- عن الوليد بن محمد الموقري عن الزهري عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: "رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس".
والموقري متروك، روى عن الزهري وغيره المناكير والموضوعات، كما في "تهذيب الكمال"(31/ 76 - 81)، رقم (6734).
والراوي عنه هو أبو طاهر المقدسي موسى بن محمد بن عطاء بن أيوب، ويقال: ابن محمد بن زيد أبو طاهر الأنصاري القرشي البلقاوي: من المعروفين بالوضع والسرقة، كما في "الكامل"(6/ 347)، رقم (1829)، و"تاريخ دمشق"(61/ 199 - 203)، رقم (7750)، و"اللسان"(8/ 216 - 218)، رقم (8030).
(3)
أخرجه ابن عدي (3/ 249) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(2/ 731)، رقم (1216) - وأبو عبد الرحمن السلمي في "الفتوة"(ص 11) وفيه أبو داود سليمان بن عمرو النخعي، أجمعوا على أنه يضع الحديث، كما قال ابن عدي وغيره.
(4)
أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 21)، رقم (705) و"الأوسط"(5/ 120)، رقم (4847) عن عبد الوهاب بن رواحة -هو العدوي الرامهرمزي- عن أبي كريب، عن حفص بن بشر -هو الأسدي-، وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 203) -ونقله عنه الديلمي (2/ 148 /أ) - عن محمد بن عمر بن سلم -هو الجعابي- عن محمد بن الحسين بن حفص عن علي بن حفص العبسي -وعند الديلمي: القيسي-، كلاهما (حفص بن بشر، وعلي بن حفص) عن الحسن بن الحسين بن زيد، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي، عن علي بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أبي طالب رضي الله عنه، مرفوعًا:"رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس"، ولفظ الطبراني:"التحبب إلى الناس".
قال أبو نعيم: "هذا حديث غريب من حديث جعفر، لم نكتبه إلا من هذا الوجه"، واستغرب حديثًا آخر أيضًا من هذا الوجه، في (3/ 202)، وفيه:"علي بن حفص بن عمر، عن الحسن بن الحسين".
وهذا الإسناد فيه عدة علل؛ علتان فيما بعد الملتقى، وعلتان لكل إسناد فيما قبل الملتقى، والأوليان هما:
1 -
الحسن بن الحسين بن زيد: هو ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قتل مع أبي السرايا يوم القنطرة بالكوفة سنة (219 هـ)، كما في "مقاتل الطالبيين"(1/ 133)، ولم أقف فيه على جرح أو تعديل.
قال الألباني في "الصحيحة"(831): "علي بن حفص، والحسن بن الحسين لم أعرفهما".
2 -
أبوه؛ الحسين بن زيد: وثقه الدارقطني في رواية البرقاني عنه (85) ضمن جمع من أهل البيت، قال عنهم:"كلهم ثقات"، وقال ابن المديني:"فيه ضعف، ويكتب حديثه"، وحدث عنه على المنبر، وضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم الرازي:"تَعْرِف وتُنْكِر"، وقال ابن عدي (2/ 351)، رقم (481):"وجدت في حديثه بعض النكرة، وأرجو أن لا بأس به"، ولينه الذهبي في "الميزان"(1/ 484)، رقم (1829)، وقال الحافظ في "التقريب" (1321):"صدوق، ربما أخطأ، من الثامنة"، فالأقرب تليينه، كما ذهب إليه أكثر النقاد، وتوثيق الدارقطني ضمني، لا يأخذ حكم التوثيق المطلق، والله أعلم.
انظر: "سؤالات ابن أبي شيبة"(129)، "الجرح والتعديل"(3/ 53)، "الضعفاء" لابن شاهين (120)"تهذيب الكمال"(6/ 375 - 377)، رقم (1310)، "الميزان"(1/ 535)، رقم (2002)، "تاريخ الإسلام"(13/ 149).
وأما علتا إسناد الطبراني فيما قبل الملتقى، فهما:
1 -
حفص بن بشر الأسدي: سكت عنه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 170)، رقم (726)، ولم يذكر له راويًا غير أبي كريب، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 326)، رقم (482):"لم أر من ذكره"، فهو في عداد المجهولين.
2 -
وكذا شيخ الطبراني لم أقف فيه على جرح أو تعديل، وروى عنه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" أيضًا، وفات مؤلف "إرشاد القاصي والداني" ذِكرُه في شيوخ الطبراني.
وأما علتا رواية أبي نعيم فيما قبل ملتقى الإسنادين، فهما: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 1 - محمد بن عمر بن سلم: هو أبو بكر الجعابي الحافظ، إمام في معرفة الحديث، ولكنه رافضي خبيث، متهم في دينه، ويذكر بالمجون، وذكر الدارقطني أنه خلط في حديثه بأخرة، وحدث عن الخليل صاحب العروض بعشرين حديثًا ليس لها أصل. ومشاه البرقاني، فقال:"هو صاحب غرائب، ومذهبه في التشيع معروف، وما سمعنا في حديثه إلا خيرًا"، وقال الذهبي في "المغني" (871):"محقق، لكنه رقيق الدين، تالف".
انظر: "تذكرة الحفاظ"(3/ 93 - 94)، "الميزان"(3/ 670 - 671)، رقم (8006)، "اللسان"(7/ 408 - 411)، رقم (7254).
2 -
علي بن حفص القيسي: هو: علي بن حفص بن عمر العبسي الكوفي، لم أقف له على ترجمة في تراجم أهل السُّنَّة، وهو من رجال الشيعة في الكافي وغيره، وذكر الألباني في "الضعيفة"(4600) حديثًا موضوعًا من روايته، فلعله هو بلية هذا الإسناد. والله أعلم.
وأما محمد بن الحسين بن حفص: فهو الخثعمي الكوفي الأشناني: ثقة مأمون، كما قال الدارقطني وغيره، ولد سنة (221 هـ)، ومات سنة (315 هـ). انظر:"سير أعلام النبلاء"(14/ 529).
وله طريق آخر: أخرجه البيهقي في "الشعب"(10/ 406)، رقم (7705) من طريق عبد الله بن أحمد بن عامر، عن أبيه، عن علي بن موسى الرضا، عن موسى بن جعفر المرتضى، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه رضي الله عنه، عن علي رضي الله عنه مرفوعًا:"رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس، واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر".
وعبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان أبو القاسم الطائي البغدادي: روى عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه نسخة موضوعة، لا تنفك عن وضعه أو وضع أبيه، كما قال الذهبي وغيره. وقال الدارقطني فيما رواه أبو ذر الهروي عنه -كما في "معجم أصحاب الصدفي" لابن الأبار (1/ 125) -:"هذا الإسناد لا يصح، وإنما فساده من طريق من يرويه عن علي بن موسى"، وذكر السهمي في "سؤالاته"(339) -وعنه الخطيب في "تاريخ بغداد"(9/ 385/ 4971) - عن أبي محمد الحسن بن علي البصري، قال:"الطائي هذا كان أميًّا، لم يكن بالمرضي"، وبه قال السمعاني في "الأنساب" (4/ 39). وانظر:"الضعفاء" لابن الجوزي (1984)، "العلل المتناهية"(2/ 549)، رقم (901)، "الميزان"(2/ 390)، رقم (4200)، "اللسان"(4/ 425)، رقم (4143)، "الكشف الحثيث"(46، 377)، "اللآلي المصنوعة"(1/ 394)، (2/ 179، 204، 240، 394)، "تنزيه الشريعة"(32).
ببعض
(1)
.
وروى الخطابي في أواخر "العزلة" من جهة حَزْم القُطَعي
(2)
، سمعت الحسن يقول: يقولون: "المداراة نصف العمَل، وأنا أقول: هي العقل كله"
(3)
، وقد أفرد ابن أبي الدنيا المداراة بالتأليف
(4)
.
518 - حديث: "ربط الخيط بالإصبع لتذكر الحاجة".
أبو يعلى من جهة سالم بن عبد الأعلى أبي الفيض، عن نافع، عن ابن عمر:"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أشفق من الحاجة أن ينساها ربط في أصبعه خيطاً ليذكرها"، وكذا هو في رابع "الخلعيات"
(5)
.
وسالم رماه ابن حبان بالوضع
(6)
، بل اتهمه أبو حاتم بهذا الحديث، فقال ابنه: سألت أبي عنه، فقال:"إنه باطل، وسالم ضعيف، وهذا منه"
(7)
،
(1)
أحاديث الباب جميعها واهية، لا تصلح للتقوية، فإن الموضوع والمنكر لا يقبل التقوية بحال. والله أعلم.
(2)
ابن أبي حَزْم أبو عبد الله البصري: صدوق يهم، من السابعة، خ. "التقريب"(1190).
(3)
"العزلة"(ص 100)، وإسناده حسن إن شاء الله، لحال حزم بن أبي حزم القُطَعي.
(4)
مطبوع.
(5)
أخرجه أبو يعلى -كما في "إتحاف الخيرة"(6/ 140/ 5513) - والعقيلي (2/ 152)، وابن حبان في "المجروحين" (1/ 343) وابن عدي (3/ 342/ 791) وابن شاهين في "الناسخ" (1/ 441 - 442/ 581 - 583) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 72 - 73) وغيرهم؛ من طرق عن أبي الفيض سالم بن عبد الأعلى -ويقال له: سالم بن غيلان، وسالم بن عبد الرحمن- به.
وأخرجه ابن عدي من طريق عمر بن صبح عن سالم المذكور، وسماه: سالم بن غيلان، فعده ابن الجوزي طريقًا آخر للحديث، وهما واحد كما نص عليه ابن عدي، وأخرجهما في ترجمة واحدة.
(6)
"المجروحين"(1/ 342 - 343). وانظر أيضًا: التاريخ الكبير (4/ 117/ 2158)، و"الضعفاء" للبخاري (150) وللعقيلي (2/ 152/ 654)، الجرح والتعديل (4/ 186/ 804)، الكامل (3/ 342/ 791).
(7)
"العلل"(2247). وتساهل البوصيري في "إتحاف الخيرة" فاقتصر على تعليله بجهالة بعض رواته، وهو شيخ أبي يعلى المصري المبهم، وفي الإسناد فوقه من يتهم. والله أعلم.
وقد قال الدارقطني في "الأفراد": إنه تفرد به
(1)
.
وروى ابن شاهين في "الناسخ" له النهي عنه
(2)
، وكذا فعله، ثم قال:"وجميع أسانيده -يعني: في الطرفين- منكرة، ولا أعلم شيئا منها صحيحًا"
(3)
.
ولابن عدي -بسند ضعيف- عن واثلة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد حاجة أوثق في خاتمه خيطًا
(4)
.
وللدارقطني في "الأفراد" من حديث غياث بن إبراهيم
(5)
، عن
(1)
في (ز): "انفرد". وانظر: "أطراف الغرائب والأفراد" لابن القيسراني (3/ 452 - 453)، رقم (3245).
(2)
أخرجه ابن عدي (2/ 248/10) وابن شاهين في "الناسخ"(1/ 441)، رقم (580) -ومن طريقهما ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 74)، وفي إسناده بشر بن الحسين أبو محمد الأصفهاني؛ كذبه الأئمة، ونسخته هذه عن الزبير بن عدي عن أنس رضي الله عنه موضوعة. انظر:"الجرح والتعديل"(2/ 355)، رقم (1350)، "الثقات"(4/ 262 - الزبير بن عدي)، "المجروحين"(1/ 190)، "الكامل"(2/ 10)، رقم (248)، "الميزان"(1/ 315 - 316)، رقم (1192)، "اللسان"(2/ 292 - 294)، رقم (1467).
(3)
"ناسخ الحديث ومنسوخه"(1/ 442).
(4)
أخرجه ابن عدي (2/ 13)، رقم (250) والدارقطني في "الأفراد"، كما في "أطرافه"(4/ 339)، رقم (4424).
وفي إسناده أبو عمرو بشر بن إبراهيم الأنصاري، وهو متهم، ففي قول المؤلف تساهل شديد. والله أعلم.
وانظر له: "المجروحين"(1/ 189)، "الكامل"(2/ 13 - 14)، رقم (250)، "الضعفاء" لأبي نعيم (33)، "الميزان"(1/ 311 - 313)، رقم (1181)، "اللسان"(2/ 287 - 290)، رقم (1460).
(5)
هو: النخعي الكوفي أبو عبد الرحمن -ابن عم حفص بن غياث القاضي-: أحد المعروفين بالوضع مع الشهرة فيه، حتى قال الجوزجاني وابن عدي: أحاديثه كلها شبه الموضوع. انظر: "الضعفاء" للبخاري (294) والعقيلي (3/ 441)، رقم (1488)، "الجرح والتعديل"(7/ 57)، رقم (327)، "المجروحين"(2/ 200 - 201)، "الكامل"(6/ 8)، رقم (1554)، "الميزان"(3/ 337 - 338)، رقم (6673)، "اللسان"(6/ 311 - 312)، رقم (6002).
عبد الرحمن بن الحارث بن
(1)
عياش بن أبي ربيعة، عن سعيد المقبري، عن رافع بن خديج، قال:"رأيت في يد النبي صلى الله عليه وسلم خيطًا، فقلت: ما هذا؟ قال: "أستذكر به"؛ وقال: تفرد به غياث"
(2)
.
519 - حديث: "رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي".
الديلمي وغيره عن أنس به مرفوعًا
(3)
.
(1)
في "الأصول الخطية كلها": "عن"، وجاء في (ز):"غياث بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن الحارث عن عياش .. "، وكلاهما خطأ، والتصويب من المصادر المسندة.
(2)
أشار إليه ابن طاهر في "أطراف الغرائب"(3245)، ومن طريق الدارقطني أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 73)، ثم في (3/ 74) أعل طرق الحديث كلها، ونقل ضمنها قول الدارقطني أيضًا.
(3)
أخرجه الديلمي (2/ 146/ أ - ب)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 436 - 438)، رقم (1008) - أضواء السلف)، وابن عساكر في "المعجم"(1/ 186/ 210 - بدل بن الحسين الحلواني)، وأبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري في "جزء له فيه حديثان"(ح 1 - ضمن مجموعة أجزاء أولها "أداء ما وجب" لابن دحية الخطابي، ص: 342) من طرق: عن أبي الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمذاني الصوفي عن علي بن محمد بن سعيد البصري، عن أبيه، عن خلف بن عبد الله الصغاني، عن حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا، في حديث طويل في صلاة الرغائب.
قال ابن عساكر: "غريب جدًّا، وفي إسناده غير واحد من المجهولين"، وحكم عليه ابن الجوزي والصغاني في "الموضوعات"(ص 72، ح: 128 - 129) بالوضع، ووافقهما الذهبي في "ترتيب الموضوعات"(433) و"تاريخ الإسلام"(28/ 350) وغيرِهما، وابن القيم في "المنار المنيف"(ص 65 - 66) وابن حجر في "تبيين العجب"(ص 11، 36) والسيوطي في "اللآلي المصنوعة"(2/ 47) وابن عراق في "تنزيه الشريعة"(2/ 102)، رقم (50) وغيرهم، واتهموا به ابن جهضم الصوفي، ونسبوه إلى الكذب، ولم يعرف إلا من طريقه، بل وحكموا على بطلان جميع الأحاديث الواردة في فضل رجب وفضل الصيام والطاعة فيه.
قال ابن الجوزي: "سمعت شيخنا عبد الوهاب الحافظ يقول: رجاله مجهولون، وقد فتشت عليهم جميع الكتب فما وجدتهم"، زاد الذهبي في "ترتيب الموضوعات":"ولعلهم لم يخلقوا أبدًا"، وقال في "تاريخ الإسلام": "لا يُعرف إلا من رواية ابن جهضم. وقد اتهموه بوضعه، ولقد أتى بمصائب يشهد القلب ببُطلانها في كتاب: =
وجاء في "كون رجب شهر الله" عن أبي سعيد
(1)
= "بهجة الأسرار"". وقال ابن حجر في "تبيين العجب": "وأخرج هذا الحديث أبو محمد عبد العزيز الكناني الحافظ، في كتاب:"فضل رجب" له، فقال:"ذكر علي بن محمد بن سعيد البصري أخبرنا أبي .. "، فذكره بطوله. وأخطأ عبد العزيز في هذا، فإنه أوهم أن الحديث عنده عن غير علي بن عبد الله بن جهضم، وليس الأمر كذلك، فإنه إنما أخذه عنه، فحذفه لشهرته بوضع الحديث وارتقى إلى شيخه، مع أن شيخه مجهول، وكذا شيخ شيخه، وكذا خَلَفٌ. والله أعلم.
ولفظة: "رجب شهر الله .. ": أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(43/ 291 - 292)، رقم (5121) و"فضل رجب" (ح 14 - ضمن مجموعة أجزاء أولها:"أداء ما وجب .. "، ص 317) من طريق الحافظ أبي محمد عبد العزيز الكناني -وعلقه ابن حجر في "تبيين العجب"(41 - 42)، (ح 23) عن كتاب الكناني في "فضل رجب"- أنه حكى عن علي بن يعقوب بن يوسف بن عمران أبو الحسن القزوينى المعروف بالبلاذري، عن أبي سعيد الحسن بن أحمد بن المبارك الطوسي، عن العباس بن إبراهيم القراطيسي الموصلي، عن محمد بن زرارة السليطي، عن محمد بن عمرو الأنصاري، عن مالك بن دينار وأبان، عن أنس رضي الله عنه:
…
في حديث طويل.
قال ابن عساكر: "حديث منكر بمرة، ولم أكتبه إلا من هذا الوجه".
وقال ابن حجر: "حديث موضوع، وإسناده مجهول".
(1)
روي فيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه من ثلاث طرق:
1 -
أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 205 - 206) وأبو الخطاب ابن دحية في "أداء ما وجب"(ص 44 - 47) من طريق أبي بكر محمد بن الحسن النقاش المفسر، عن أبي عمر أحمد بن العباس الطبري، عن الكسائي، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم عن علقمة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعًا، في حديث طويل.
وأبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد النقاش المفسر متهم بالوضع، وتركيب الأسانيد، والكسائي لا يعرف من هو؟ وعليه حكم ابن الجوزي وابن دحية والحافظ ابن حجر، وكذا الذهبي في "تلخيص الموضوعات"(507) والسيوطي في "اللآلي المصنوعة"(2/ 97) وغيرهم بوضعه.
قال الحافظ ابنُ حجر: "والعهدة فيه على النقاش، .. فإنه وضاع دجال، نسأل الله العافية، فوالله ما حدث أبو معاوية، ولا من فوقه بشيء من هذا قط". وانظر لترجمة أبي بكر النقاش: "تاريخ بغداد"(2/ 201 - 205)، رقم (635)، "السير" للذهبي (15/ 573 - 576)، رقم (348)، "المغني"(5428)، "اللسان"(7/ 78 - 79)، رقم (6671). =
وعائشة
(1)
،
= 2 - وأخرجه الديلمي (2/ 146/ أ) من طريق عصام بن طليق عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري، بطوله. ومن طريق أبي هارون عمارة بن جوين عن أبي سعيد رضي الله عنه أخرجه الشجري في "الأمالي الخميسية"، كما في "ترتيبه"(2/ 123)، رقم (1834).
وهذا الطريق وهاه ابن حجر والسيوطي وابن عراق، وفيه علتان:
أبو هارون العبدي: كذبه حماد بن زيد وشعبة وابن معين وابن حبان وغيرهم، وقال شعبة:"لو شئت لحدثني أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدرى رضي الله عنه بكل شيء لَفَعل". وانظر: "الجرح والتعديل"(6/ 363 - 364)، رقم (2005)، "الضعفاء" للعقيلي (3/ 313 - 314)، رقم (1327)، "المجروحين"(2/ 177 - 178)"الكامل"(5/ 77 - 79)، رقم (1256)"التهذيب"(21/ 232 - 236)، رقم (4178)"التقريب"(4840).
وعصام بن طليق الطفاوي: ضعيف الحديث، وهاه ابن معين والبخاري، ومشاه ابن عدي. انظر:"الكامل"(7/ 86)، رقم (1533)، "تاريخ بغداد وذيوله"(17/ 181)، رقم (486)، "تهذيب الكمال"(20/ 58 - 60)، رقم (3925).
3 -
وذكره ابنِ حجر في "تبيين العجب"(ص 26) بلفظ: "رجب شهر الله الأصم، من صام من رجب يومًا إيمانًا واحتسابًا استوجب رضوان الله الأكبر"، فقال:"هو متن لا أصل له، اختلقه أبو البركات السقطي، وركب له إسنادًا، فزعم أن جابر بن يس أخبره .. فساقه ثم قال: وهذا إسناد حسن، إلا أنه من وضع السقطي واختلاقه، فسقط".
(1)
أخرجه البيهقي في "الشعب"(5/ 338)، رقم (3523) و"فضائل الأوقات"(فضل شهر رجب، ح 5) -ومن طريقه ابن عساكر في "فضل رجب"(3) - من طريق عيسى بن موسى الغنجار عن أبين بن سفيان عن غالب بن عبيد الله عن عطاء عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا: "إن رجب شهر الله، ويدعى الأصم، وكان أهل الجاهلية إذا دخل رجب يعطلون أسلحتهم ويضعونها، فكان الناس يأمنون وتأمن السبل، ولا يخافون بعضهم بعضًا حتى ينقضي".
قال البيهقي قبل إخراجه للحديث: "قد روي في هذا الباب أحاديث مناكير، في روايتها قوم مجهولون وضعفاء، وأنا أبرأ إلى الله تعالى من عهدتها، .. ومنها: .. " فساقه، ثم قال:"وهذا الذي روي في هذا الحديث مشهور عند أهل العلم بالتواريخ أن الأمر في الأشهر الحرم كان على هذه الجملة، وإنما المنكر من هذا الحديث رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عنه".
وقال ابن حجر في "تبيين العجب"(ص 26): "أبان -هو أبين بن سفيان- وغالب معروفان بوضع الحديث".
قلت: وفي إسناده إليهما غير واحد من المجهولين والضعفاء. =
وغيرهما
(1)
.
بل عند الديلمي عن عائشة مرفوعًا -مما سيأتي في الشين المعجمة-: "شعبان شهري، ورمضان شهر الله"
(2)
.
وسيأتي في "فضل" من الفاء
(3)
، ما قد يشهد للأول.
= وراجع لترجمة أبين -ويقال: أبان- بن سفيان المقدسي: "التاريخ الأوسط"(4/ 713/ 1104)، "المجروحين"(1/ 99، 179)، "الكامل"(1/ 393/ 211)، "سؤالات السجزي"(87)، "الميزان"(1/ 7 - 8/ 7، 1/ 78/ 272)، "اللسان"(1/ 394/ 365).
ولترجمة غالب: "سؤالات ابن أبي شيبة"(255)، "الضعفاء" للبخاري (291) والعقيلي (3/ 431 - 432)، رقم (1474)، "الكامل"(6/ 5)، رقم (1551)، "الميزان"(3/ 331 - 332)، رقم (6645)، "اللسان"(6/ 297 - 299)، رقم (5978).
(1)
روي عن سعيد الشامي، والحسن البصري.
فأما الأول: أخرجه الخلال في "فضائل رجب"(11) من طريق عبد الغفور أبي الصباح، عن عبد العزيز بن سعيد الشامي، عن أبيه رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رجب شهر الله الأحكم، من صام يومًا من رجب كان له كصيام شهر، ومن صام سبعة أيام من رجب غلق الله عنه سبعة أبواب جهنم، .. " الحديث.
وآثار الوضع بينة عليه، وعبد العزيز بن سعيد الشامي وأبوه لا يعرفان إلا من طريق أبي الصباح عبد الغفور هذا، وله بهذا الإسناد نسخة؛ اثنان وعشرون حديثًا، وعبد الغفور أبو الصباح: هو ابن عبد العزيز الواسطي؛ متروك منكر الحديث، ونسبه ابن حبان إلى الوضع. انظر:"التاريخ الكبير"(6/ 137)، رقم (1948)، و"الأوسط"(4/ 700)، رقم (1082)، "الضعفاء" للبخاري (254)، والعقيلي (3/ 113)، رقم (1086)، "الكنى" لمسلم (1697)، "الجرح والتعديل"(6/ 55)، رقم (293)، "الثقات"(5/ 126)، "المجروحين"(2/ 148)، "الكامل"(5/ 329)، رقم (1481)، "الميزان"(2/ 641 - 642)، رقم (5150)، "اللسان"(5/ 229 - 231)، رقم (4858).
وأما الثاني: فأخرجه الأصفهاني في "الترغيب والترهيب"(2/ 396)، رقم (1857) من طريق محمد بن بشير البغدادي، عن قران بن تمام، عن يونس، عن الحسن.
وهذا مرسل، ومحمد بن بشير البغدادي: هو ابن مروان بن عطاء أبو جعفر القاص الكندي، يعرف بالدَّعَّاء: قال ابن معين: "ليس بثقة"، وقال الدارقطني:"ليس بالقوي في حديثه"، كما في "تاريخ بغداد"(2/ 98 - 99)، رقم (495)، والرواية بينة النكارة، فهي منكرة واهية، وضعفه الألباني في "الضعيفة"(4400). والله أعلم.
(2)
سيأتي بالرقم (604) إن شاء الله تعالى.
(3)
سيأتي بالرقم (749) وهو حديث موضوع، كما نقله المؤلف هناك عن شيخه الحافظ ابن حجر.
ولأبي الشيخ عن أبي هريرة وأبي سعيد، رفعاه:"إن شهر رمضان شهر أمتي" الحديث، كما سيجيء بتمامه في "شعبان" من المعجمة
(1)
.
520 - حديث: "الرجل في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس".
أحمد وأبو يعلى وغيرهما من حديث أبىِ الخير مَرْثد اليَزَنىِ، عن عقبة بن عامر مرفوعًا به.
وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وقال: إنه على شرط مسلم
(2)
، وأوله عند جميعهم أو أكثرهم:"كل امرئ .. ". وكان أبو الخير لا يخطئه يوم حتى يتصدق فيه بشيء
(3)
.
521 - حديث: "الرجل مع رحله حيث كان".
قاله النبي صلى الله عليه وسلم لمن قال له حين قدم المدينة في الهجرة، ونُقِل رحله إلى أبي أيوب: أين تَحُل؟ فقال: "إن الرجل .. " وذكره.
البيهقي في "الدلائل"، من حديث صُدَيْق بن موسى
(4)
،
(1)
الحديث رقم (604).
(2)
أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(ح 645)، وعنه الحسين المروزي في "البر والصلة"(ح 339)، وكذا من طريقه أحمد (68/ 528)، رقم (17333) وأبو يعلى (3/ 300)، رقم (1766)، وابن خزيمة (2431)، وابن حبان (ح 3310)، والحاكم (1/ 416) والبيهقي في "الكبرى"(4/ 177).
وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي في "تلخيصه"، وابن دقيق العيد في "الإلمام"(634)، والعراقي في "المغني"(698)، والألباني في "تخريج مشكلة الفقر"(118) وأحكامه على "صحيح ابن خزيمة".
(3)
قوله: "وكان أبو الخير .. " هو من كلام يزيد بن أبي حبيب آخر الحديث بعد انتهائه من المسند.
(4)
هو: صُدَيْق -بضم الصاد المهملة، وفتح الدال مخففًا مصغرًا- بن موسى بن عبد الله بن الزبير بن العوام الزبيري الأسدي الجزري، ثم المكي: ذكره جمع من الأئمة دون جرح أو تعديل، وروى ابن أبي خيثمة في "تاريخه"(2/ 923)، رقم (3944) عن مصعب بن عبد الله الزبيري، قال:"كان يُرْوَىَ عنه الحديث"، وذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 385)، وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح"(5/ 67)، رقم (3248):"ليس بذاك المشهور"، وقال الذهبي في "المغني"(2880) و"الميزان" =
عن ابن
(1)
الزبير، أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة؛ وذكر القصة، وفيها هذا
(2)
.
522 - حديث: "رحم الله أخي الخضر، لو كان حيًّا لزارني".
قال شيخنا: لا يثبت مرفوعًا، وإنما هو من كلام بعض السلف، ممن أنكر حياة الخضر
(3)
.
= (2/ 314)، رقم (3886):"ليس بالحجة"، ونقل البخاري في "التاريخ" عن ابن عيينة قال:"كان شويبًا ههنا، يعني: شابًا"، فليس له إدراك لجده عبد الله بن الزبير (ت: سنة 73 هـ) رضي الله عنه. والله أعلم. وانظر: "الطبقات" لابن سعد (5/ 485)"التاريخ الكبير" للبخاري (4/ 330)، رقم (3009)، "الجرح والتعديل"(4/ 455)، رقم (2008)، "تاريخ الدوري"(3/ 78)، رقم (320)، "المعرفة والتاريخ"(1/ 435)، "الأسماء المفردة" للبرديجي (237)، "المؤتلف والمختلف" للدارقطني (3/ 1436)، "الإكمال" لابن ماكولا (5/ 178)، "تبصير المنتبه"(3/ 834)، "توضيح المشتبه"(5/ 419)، "التحفة اللطيفة"(1/ 306).
(1)
في (ز): "أبي"، وهو خطأ، وابن الزبير هو عبد الله.
(2)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4/ 35)، رقم (3544) -وأبو نعيم في "الرواة عن سعيد بن منصور"(ص 51)، (ح 12) -، والبيهقي في "الدلائل"(2/ 509)، رقم (755) -ونقله عنه ابن كثير في "البداية والنهاية"(4/ 500) -، من طريق خلف بن عمرو العكبري، عن سعيد بن منصور، عن عطاف بن خالد المخزومي: حدثني صُدَيْق بن موسى، عن عبد الله بن الزبير به.
وهو عند سعيد بن منصور في "السنن"(2/ 347)، رقم (2978) عن عطاف بن خالد، قال: حدثني صُدَيْق بن موسى بن عبد الله بن الزبير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة .. الحديث، مرسلًا.
وهذا ينبئ عن تصحيف في الإسناد الأول، وأن الصواب فيه "حدثني صديق بن موسى بن عبد الله بن الزبير" فتصحفت كلمة "بن" إلى "عن". والله أعلم.
وأعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 79)، رقم (9924) بـ "صُدَيق بن موسى"، معتمدًا على قول الذهبي فيه، فإن كان الإرسال هو المحفوظ، ففيه علتان: جهالة حال صديق بن موسى، والإرسال، على أنه لم يعرف له إدراك جده عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، إذ أدركه ابن عيينة شويبًا بمكة، ومثله يبعد إدراكه لعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما (ت: سنة 73 هـ)، إذ ابن عيينة ولد سنة (107 هـ)، بالكوفة، وانتقل أهله إلى مكة حوالي سنة (118 هـ)، ومن يميز عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما لا يقل عمره حينذاك عن الخمسين بوجه، ومثله لا يسمى شويبًا. والله أعلم.
(3)
وانظر: "الجد الحثيث"(182)، "الأسرار المرفوعة"(212)، "أسنى المطالب"(703).
523 - حديث: "رحم الله من زارني وزمام ناقته بيده".
قال شيخنا: إنه لا أصل له بهذا اللفظ
(1)
.
524 - حديث: "رحم الله من قال خيرًا أو صَمَت".
الديلمي من حديث إسماعيل بن عياش
(2)
، عن عمارة بن غَزِيَّة
(3)
، عن ابن [شبرمة]
(4)
، عن ثابت، عن أنس رفعه، بلفظ:"رحم الله امرأ تكلم فغنم، أو سكت فسَلِم"
(5)
.
وهو عند العسكري بلفظ: "عبدًا" بدل "امرأ" من حديث عباد بن صهيب
(6)
،
(1)
وانظر: "الجد الحثيث"(183)، "تنزيه الشريعة"(2/ 175)، "كشف الخفاء"(1/ 426)، رقم (1373).
(2)
إسماعيل بن عياش الحمصي: صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم، كما تقدَّم (ح 10).
(3)
هو: عمارة بن غَزِيَّة بن الحارث الأنصاري، المازني، المدني.
(4)
في نسخ المقاصد: "ابن سيرين"، وجاء في "مسند الفردوس" و"زهره"(2/ 166)، وفي "مسند الشهاب":"ابن سبرة"، وكلاهما خطأ، والتصويب من بقية مصادر التخريج؛ كـ "أخبار القضاة"، و"العلل" للدارقطني، و"شعب الإيمان"، وهو القاضي عبد الله بن شُبْرُمة الضبي، أبو شبرمة الكوفي.
(5)
أخرجه الديلمي (2/ 141 - أ) من طريق أبي بكر ابن لال، والبيهقي في "الشعب"(7/ 19)، رقم (4589) كلاهما من طريق عبد الجبار بن عاصم عن إسماعيل بن عياش به.
وأخرجه وكيع في "أخبار القضاة"(3/ 47 - ترجمة ابن شبرمة) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك عن ابن عياش.
وعلقه الدارقطني في "العلل"(12/ 29)، رقم (2371) عن عبد الجبار وعبد الوهاب، وعلقه عن الواقدي بِوجهٍ آخر.
وهذا حسنه الألباني في "صحيح الجامع"(3492) بمجموع طريقيه، وضعف إسناد هذا المسند العراقي في "المغني"(1/ 769)، رقم (107)، لكونه من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين، وفي حديثه عن غير أهل بلده ضعف واضطراب، كما تقدم في ترجمة إسماعيل بن عياش آنفًا. والله أعلم.
(6)
هو: عباد بن صهيب أبو بكر الكليبي البصري: متروك ساقط، ونسبه بعضهم إلى الكذب، وقال أبو داود:"قدري صدوق"، ونفى أحمد عنه الكذب، وقال ابن المديني: =
عن مبارك بن فضالة، عن الحسن عن أنس به مرفوعًا
(1)
.
ومن حديث كامل بن طلحة، عن مبارك به مرسلًا، بدون أنس
(2)
.
وله شاهد عنده أيضًا من حديث أبي بكر النَّهْشَلي عن الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود، أنه قال: يا لِسَانُ! قل خيرًا تغنم، واسكت تسلم، قبل أن تندم؛ فقيل له: تقوله، أو سمعته؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أكثر خطايا ابن آدم في لسانه"
(3)
.
= "تركت من حديثي ثلاثين ألفًا لعباد بن صهيب". انظر: "تاريخ الدوري"(4/ 139)، رقم (3581)، "التاريخ الكبير"(6/ 43)، رقم (1643)، و"الأوسط"(4/ 947)، "الضعفاء" للبخاري (228)، والنسائي (411) والعقيلي (3/ 144 - 145)، رقم (1128)، "أحوال الرجال"(178)، "سؤالات الآجري"(1/ 229)، رقم (276)، "الجرح والتعديل"(6/ 81 - 82)، رقم (417)، "المجروحين"(2/ 164 - 165)، "الكامل"(4/ 346 - 347)، رقم (1179)، "اللسان"(4/ 390 - 392)، رقم (4078).
(1)
لم أقف عليه، وما ظهر من إسناده تالف، كما هو بين، فعباد متروك، ومبارك بن فضالة معروف بتدليس التسوية، والإسناد مسلسل بالعنعنة. والله أعلم.
وله شاهد عن أبي أمامة رضي الله عنه عند الديلمي (2/ 142 - أ)، وهو تالف، في إسناده عدة علل، وأشدها أن فيه سليمان بن داود، وهو أبو أيوب الشاذكوني: أحد الحفاظ المتهمين بسرقة الأحاديث. والله أعلم.
(2)
لم أقف عليه من طريق كامل بن طلحة عن مبارك بن فضالة، وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(41)، وابن المقرئ في "معجمه"(1284)، وهلال الحفار في "جزئه"(44) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(7/ 17)، رقم (4585) - والقضاعي (581) من طريقين عن الحسن. وهو مرسل صحيح الإسناد إلى الحسن.
(3)
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(18) -ومن طريقه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق"(1/ 458)، والأصبهاني في "الترغيب"(2/ 339)، رقم (1722) -والشاشي في "مسنده"(602) والطبراني في "المعجم الكبير"(10/ 197)، رقم (10446)، وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 107)، وأبو الشيخ في "جزء أحاديثه"- رواية ابن فورك (55)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7/ 16)، رقم (4584)، و"الآداب"(293)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"(2/ 22/ 1012) من طريق ثقتين عن أبي بكر النهشلي، وعلقه البيهقي عن ثقة آخر عنه أيضًا.
قال أبو نعيم: "غريب من حديث الأعمش، تفرد به عنه أبو بكر النهشلي".
قال ابن أبي حاتم في "العلل"(1796): "سألت عنه أبي، فقال: هذا حديث باطل"، =
525 - حديث: "رحم الله والدًا أعان ولده على بره".
أبو الشيخ في "الثواب" من حديث علي، وابن عمر، به مرفوعًا، وسنده ضعيف
(1)
.
= ومشى غير واحد من الأئمة المتأخرين على ظاهر إسناده، فقال المنذري في "الترغيب" (3/ 342/ 4351):"رواة الطبراني رواة الصحيح"، وحسن إسناد أبي الشيخ والبيهقي، وكذا حسن إسناده العراقي في "المغني"(2825)، وجوده الألباني في "الصحيحة"(534) على شرط مسلم، وأبو حاتم إمام من جهابذة العلل، ومقدم على الجماعة أجمع. وله شاهد موقوف عن ابن عباس رضي الله عنه عند ابن أبي الدنيا في "الصمت"(45)، والبيهقي في "الشعب"(7/ 19/ 4590) أنه أمسك بلسانه، ثم قال:"يا لسان! قل خيرا تغنم، أو اسكت عن شر تسلم" وفي لفظ: "أَوِ اصْمُتْ تَسْلمْ، قَبْلَ أَنْ تَنْدَمَ".
وإسناد البيهقي معضل، وإسناد ابن أبي الدنيا رجاله ثقات، إلا أنه منقطع بين ابن عباس رضي الله عنه وبين الراوي عنه، وهو إسماعيل بن مسلم العبدي البصري -وهو ثقة، من السادسة، كما في "التقريب"(483) -.
ووصله عبد الله بن الإمام أحمد في "فضائل الصحابة"(1844)، ولكنه في إسناده الحسن بن أبي جعفر الجفري البصري العابد، وهو متروك منكر الحديث عند أكثر الأئمة، ولم يكن يتعمد الكذب، لكنه كان يُشَبَّه عليه ويَتوهَّم، فيُحدِّث بما لا أصل له، وعليه كذَّبه القطان. والله أعلم.
وانظر: "الضعفاء" للبخاري (63) والعقيلي (1/ 221)، رقم (270)، "الجرح والتعديل"(3/ 29)، رقم (118)، "المجروحين"(1/ 236 - 237)، "الكامل"(2/ 304 - 308)، رقم (447)، "التهذيب"(6/ 73 - 78)، رقم (1211).
(1)
نقله الديلمي في "مسند الفردوس"(2/ 144 - أ) عن أبي الشيخ، يرويه من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن الشعبي، عن علي رضي الله عنه. ثم قال:"وفي الباب عن ابن عمر رضي الله عنه".
والحديث ضعفه كذلك العراقي في "المغني"(1/ 530)، رقم (2056) والألباني في "الضعيفة"(1946)، ومداره مسندًا ومرسلًا؛ على عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث الكوفي أبي شيبة الواسطي، وهو واهٍ، مجمع على ضعفه، وأكثر الروايات عن الإمام أحمد وابن معين والبخاري على أنه ضعيف جدًّا في رتبة من يترك حديثه، لإكثارة من المناكير عن الثقات، وهو اختيار أبي حاتم الرازي وابن حبان في "المجروحين" والذهبي في "المغني" و"الكاشف" و"ترتيب الموضوعات"، وذكر أبو حاتم وابن خزيمة أنه لا يحتج بحديثه.
انظر: "العلل" لأحمد (2278، 2560)، "سؤالات ابن الجنيد"(189)، "سؤالات أبي داود"(1/ 287)، رقم (332)، "الضعفاء" للبخاري (203)، وأبي زرعة الرازي =
ورواه أبو عُمَرَ النَّوقاتي
(1)
في "معاشرة الأهلين"
(2)
له من رواية الشعبي مرسلًا، بدون ذكر علي
(3)
.
وفي "مسند الفردوس" عن أبي هريرة، رفعه:"يلزم الوالدين من البر لولدهما ما يلزم الولد؛ يؤدِّبانه، ويزوِّجانه"
(4)
.
= (2/ 631)، رقم (178) والنسائي (358) والعقيلي (2/ 322 - 323)، رقم (911)، "التاريخ الكبير"(5/ 259)، رقم (835)، و"الأوسط"(3/ 383)، رقم (582)، "ترتيب علل الترمذي"(1/ 72)، "الجرح والتعديل"(5/ 213)، رقم (1001)، "المجروحين"(2/ 54 - 56)، "الكامل"(4/ 304 - 305)، رقم (1129)، "التهذيب"(16/ 515 - 518)، رقم (3754)، "الميزان"(2/ 548)، رقم (4812)، "التقريب"(3799).
(1)
في نسخ "المقاصد": "النوقاني" بالنون قبل ياء النسبة، والتصويب من مصادر الترجمة.
وهو: أبو عمر محمد بن أحمد بن سليمان بن أيوب بن غيثة السجستاني النوقاتي (ت: بعد 382 هـ).
والنوقاتي: بفتح النون -وضمها- آخرها تاء قبل ياء النسبة، نسبة إلى نوقات؛ قرية من قرى سجستان.
وانظر: "توضيح المشتبه"(1/ 461)، (9/ 133)، "تبصير المنتبه"(1/ 143).
(2)
ورد ذكره ضمن مؤلفات النوقاتي عند من ترجم له، كما ذكر سماعه واتصال إسناده به كل من الحافظ ابن حجر في "تجريد أسانيد الكتب المشهورة"(ص 72)، رقم (175)، والمؤلف في "الضوء اللامع"(4/ 18)، والسوسي في "صلة الخلف"(ص 422)، وبهذا الاسم أورده البغدادي في "هدية العارفين"(2/ 53)، ورضا كحالة في "معجم المؤلفين"(8/ 266)، ولم أقف على خبر وجوده.
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة (25924)، وهناد في "الزهد"(2/ 486/ 995) وابن أبي الدنيا في "العيال"(150) من طريقين عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الشعبي به مرسلًا.
وهذا الإسناد المرسل أصح من المسند الأول، على أن مداره أيضًا على عبد الرحمن بن إسحاق أبي شيبة الواسطي.
وله شاهد مرسل في "الجامع" لابن وهب (138) أنه بلغه عن عطاء بن أبي رباح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رحم الله والدًا أعان ولده على بره"، قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: "يقبل إحسانه ويتجاوز عن إساءته". وهذا إسناد منقطع في موضعين؛ بين ابن وهب وعطاء، ثم مرسل بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(4)
أورده الديلمي [كما في "زهره" (4/ 334)]، وفي إسناده علي بن هارون، وهو ابن محمد بن أحمد أبو الحسن الحربي السمسار البغدادي؛ قال الخطيب: حدثت عن أبي الحسن ابن الفرات، قال:" .. توفي سنة (365 هـ)، وكان أمره في ابتداء ما حدَّث جميلًا، ثم حدَثَ منه تخليط"، وقال ابن أبي الفوارس: "كان صالح الأمر، =
وللديلمي عن معاذ بن جبل، مرفوعًا:"رُبَّ والدَين عاقَّين؛ الوَلَدُ يَبَرُّهما، وهما يَعُقَّانه، فيُكْتَبان عاقَّيْن"
(1)
.
وقد ترجم البخاري في "الأدب المفرد": "بر الأب لولده"
(2)
، وساق عن محارب بن دثار، عن ابن عمر، أنه قال:"سماهم الله عز وجل أبرارًا؛ لأنهم بروا الآباء والأبناء، فكما أن لوالدك عليك حقًّا، كذلك لولدك عليك حق"
(3)
.
= إن شاء الله". انظر: "تاريخ بغداد" (12/ 120)، رقم (6567)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (26/ 344).
وكلام ابن الفرات فيه منقطع بينه وبين الخطيب، وبقية رجاله لا بأس بهم، إن شاء الله تعالى. والله أعلم.
(1)
"الفردوس بمأثور الخطاب"(2/ 269)، رقم (3253)، وأورده ابنه (2/ 145 - ب) بلا إسناد أيضًا.
(2)
في (أ): "لوالده"، وهو بين الغلط، والتصويب من النسخ الأخرى.
(3)
رواه البخاري في "الأدب المفرد"(94)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(3/ 846)، رقم (4680)، وأبو نعيم في "الحلية"(10/ 32) من ثلاث طرق عن عيسى بن يونس بن أبي إسحاق، وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(175) عن عبد الرحمن بن صالح المحاربي، كلاهما (عيسى بن يونس، والمحاربي) عن عبيد الله بن الوليد الوَصَّافي، عن محارب، عن ابن عمر رضي الله عنهما موقوفًا.
وأخرجه أبو أمية الطرسوسي في "مسند عبد الله بن عمر"(16) عن كثير بن عبيد، عن محمد بن خالد -هو الوهبي، وابن عدي (4/ 323) عن محمد بن خريم، عن هشام بن عمار، عن سعيد بن يحيى، وابن عساكر (61/ 199) من طريق موسى بن محمد بن عبد الله الخياط السامري، عن هشام بن عمار، عن عيسى بن يونس، ثلاثتهم (سعيد بن يحيى، ومحمد بن خالد، وعيسى) عن الوَصَّافي به مرفوعًا.
قال الدارقطني في "العلل"(12/ 411 - 412)، رقم (2840):"رفعه هشام بن عمار عن عيسى بن يونس عن الوصافي، وغيره لا يرفعه، والموقوف أصح". ومدار الوجهين على عبيد الله بن الوليد الوَصَّافي، وهو ضعيف جدًّا في عداد المتروكين عند أكثر الأئمة، وعدَّ ابن عدي والذهبي هذا من مناكيره، وحكم ابن حبان على نسخته عن محارب عن ابن عمر؛ أن أكثرها مقلوبة، وحكم أبو حاتم الرازي -كما في "العلل"(439) - وأبو نعيم الأصبهاني وغيرهما بأنها مناكير. والله أعلم.
انظر: "سؤالات ابن أبي شيبة"(101)، "الضعفاء" للنسائي (353) والعقيلي (3/ 128 - 129)، رقم (1113) وأبي نعيم (124)، "الجرح والتعديل"(5/ 336 - 337)، رقم (1590)، "الكنى" لأبي أحمد (1/ 210)، رقم (87)، "المجروحين"(2/ 63 - 64)، =
وفي ثامن "المجالسة" للدينوري، ورابع عشرها؛ من حديث المدايني، أن رجلًا قال لأبيه: يا أبت إن عظم حقك علَيَّ لا يُذهب صغير حقي عليك، والذي تَمُتُّ به إليَّ أَمُتُّ بمثله إليك، ولست أزعم أنَّا على سواء
(1)
.
وفيها: من حديث الحماني
(2)
أن زيدَ بن علي بن الحسين
(3)
قال لابنه يحيى: إن الله تعالى لم يرضك لي فأوصاك بي، ورضيني لك فلم يوصني بك
(4)
.
526 - حديث: "رد جواب الكتاب".
في: "إن لجواب الكتاب"
(5)
.
527 - حديث: "ردُّ دانق على أهله خيرٌ من عبادة سبعين سنة".
قاله يحيى بن عمر بن يوسف بن عامر الأندلسي الفقيه المالكي، حين لِيْمَ على ارتحاله من القيروان لقرطبة، ليرد دانقًا كان لبقال عليه
(6)
. قال
= "الكامل"(4/ 322 - 323)، رقم (1156)، "العلل" للدارقطني (13/ 225)، رقم (3122)، "معرفة التذكرة"(760)، "التهذيب"(19/ 173 - 176)، رقم (3694)"الميزان"(3/ 17)، رقم (5405)، "تاريخ الإسلام"(9/ 216)، "المغني"(3953)، "تلخيص الموضوعات"(864)، "التقريب"(4350)، "الضعيفة"(1211).
(1)
"المجالسة وجواهر العلم"(3/ 483)، رقم (1092)، (7/ 320)، رقم (3220) عن إبراهيم بن إسحاق الثقفي -من شيعة ولد العباس- عن محمد بن الحارث، عن المدائني.
(2)
هو: يحيى بن عبد الحميد الحماني، كما في ترجمة أحمد بن محمد البرتي من "تاريخ بغداد"(5/ 61)، رقم (2431).
(3)
في "أ، ز، م، عز": "الحسن"، والتصويب من النسختين المساعدتين (ق، هـ)، والمصدر. وهو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسين المدني.
(4)
"المجالسة"(3/ 483)، رقم (1093)، ومن طريق الدينوري أخرجه ابن عساكر (19/ 465) وغيره.
والحماني غير ثقة كما تقدم، ولم يدرك زيدَ بنْ علي بن الحسين رضي الله عنهم.
وهذا الأثر أخرجه البيهقي في "الشعب"(11/ 139)، رقم (8304)، وابن عساكر (19/ 465)، من وجهين آخرين عن زيد بن علي رحمه الله، وفي إسناديهما غير واحد ممن لم يتعرف عليهم. والله أعلم.
(5)
انظر الحديث: (232).
(6)
ذكره ابن فرحون في "الديباج المذهب"(2/ 354) والقاضي عياض في "ترتيب المدارك"(4/ 363). =
شيخنا: وما عرفت أصله
(1)
.
528 - حديث: "رد الشمس على علي".
قال أحمد: "لا أصل له"، وتبعه ابن الجوزي، فأورده في "الموضوعات"
(2)
،
= وانظر لترجمة يحيى بن عمر: "الديباج المذهب"(2/ 353 - 354)، "ترتيب المدارك"(4/ 357 - 364).
(1)
"اللسان"(8/ 465)، رقم (8504 - ترجمة يحيى بن عمر).
ولعل أصله ما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا: "لرد دانق من حرام يعدل عند الله سبعين ألف حجة مبرورة"، وفي رواية:"أفضل من سبعين حجة مبرورة"، وفي رواية أخرى:"من مائة ألف تنفق في سبيل الله".
ومدار طرقه على إسحاق بن وهب الطهرمسي، وأحمد بن محمد بن الصلت أبي العباس البغدادي، كما في "المجروحين"(1/ 139، 153) و"الكامل"(1/ 344 / 176)، و"الموضوعات" لابن الجوزي (3/ 117، 118) و"تاريخ دمشق"(43/ 157)، وكلاهما من المشهورين بالوضعٍ، ومنها وضع هذا الحديث.
انظر لإسحاق بن وهب الطهرمسي أيضًا: "المدخل إلى الصحيح"(1/ 125)، رقم (13)، "الضعفاء" للدارقطني (101) ولأبي نعيم (17)"تاريخ الإسلام"(19/ 84)، "اللسان"(2/ 82)، رقم (1081).
ولأبي العباس أحمد بن محمد بن الصلت كذلك: "الضعفاء" للدارقطني (58)، "المدخل إلى الصحيح"(1/ 128)، رقم (19)، "الميزان"(1/ 140/ 555)، "اللسان"(1/ 612 - 615)، رقم (764).
وتعقب السيوطي في "اللآلي"(2/ 255) الحكم بوضعه بأن ابن الصلت توبع عليه عند الديلمي عن يحيى بن سليمان بن نضلة عن مالك بإسناده، من الطيب بن علي البغدادي عن الحسين بن العباس المراوحي. والتعقب المذكور ليس بشيء، فإن الطيب بن علي البغدادي أبا القاسم التميمي الوراق، يلقب بـ "المقلي": ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد"(9/ 363)، رقم (4929)، وذكره ابن الجوزي في "كشف النقاب"(1401) وابن حجر في "نزهة الألباب"(2686)، ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وشيخه الحسين بن العباس المراوحي: لم أجد له ذكرًا في كتب التراجم، وقال ابن عراق في "تنزيه الشريعة"(2/ 366)، رقم (55):"ما وقفت له على ترجمة"، فيكون هو الآخر سرقه من ابن المغلس الكذاب. والله أعلم.
(2)
لم أقف على كلام الإمام أحمد، وقد حكم بذلك ابن المديني، وقضى بوضعه وبطلانه؛ هو، ومحمد ويعلى ابنا عبيد الطنافسيان، والجوزجاني، وأبو بكر محمد بن حاتم =
ولكن قد صححه الطحاوي، وصاحب الشفاء
(1)
، وأخرجه ابن منده وابن شاهين من حديث أسماء ابنة عميس
(2)
، وابن مردويه من حديث
= البخاري المعروف بابن زنجويه، والجوزقاني، والحافظ محمد بن ناصر البغدادي، وابن الجوزي، وابن تيمية، والمزي، والذهبي، وابن كثير، وغيرهم، ناصِّين بأنه موضوع لا أصل له، وحكم العقيلي وأبو نعيم الأصفهاني والجوزقاني وابن عساكر وغيرهم بأنه منكر جدًّا. انظر:"تثبيت الخلافة"(ص: 238)، "الأباطيل" للجوزقاني (ح 154 - 155)، "الفصل في الملل والنحل"(ذكر شنع الشيعة" 5/ 40، و"المعاني التي يسميها أهل الكلام اللطائف، والكلام في السحر، وفي المعجزات"؛ 5/ 101)، "الموضوعات" لابن الجوزي (1/ 15، 355 - 357)، "منهاج السنة"(8/ 113 - 136)، "تلخيص الموضوعات" للذهبي (1/ 117 - 119/ 257)، "البداية والنهاية"(8/ 565 - 588)، "التذكرة" للزركشي (ص: 31 - نقلًا لقول ابن المديني من "مزكي الأخبار" للحاكم)، "الضعيفة"(971 - 972).
(1)
ذكره الطحاوي في "شرح المشكل"(3/ 97)، رقم (1068)، ونقل تصحيحه عن الحافظ أحمد بن صالح المصري، المعروف بابن الطبري.
وعن الطحاوي نقله القاضي عياض في "الشفاء"(فصل: انشقاق القمر وحبس الشمس، ص 284)، وأقره سكوتًا.
قال ابن تيمية في "منهاج السُّنَّة"(8/ 135): "أحمد بن صالح رواه من طريق واحد، ولم يجمع طرقه وألفاظه التي تدل من وجوه كثيرة على أنه كذب، وتلك الطريق راويها مجهول عنده، ليس معلوم الكذب عنده، فلم يظهر له كذبه، والطحاوي ليست عادته نقد الحديث كنقد أهل العلم .. ، ولم تكن معرفته بالإسناد كمعرفة أهل العلم به، وإن كان كثير الحديث فقيهًا عالمًا".
وذكر هو وابن كثير في "البداية والنهاية" أن مِنْ أَظهر الأدلة على كونه كذبًا مصنوعًا أن مثل هذه القصة الخارقة في وَضَحِ النهار جهارًا مما تتوفر الدواعي على نقله، ثم لم يُرْوَ إلا من طرق ضعيفة منكرة، وَأكثرها مركبة موضوعة، وإن أهل العلم بالحديث رووا فضائل علي رضي الله عنه التي ليست من أعلام النبوة، وذكروها في الصحاح والسنن والمسانيد، رووها عن العلماء الأعلام الثقات المعروفين، فلو كان هذا مما رواه الثقات لكانوا أرغب في روايته وأحرص الناس على بيان صحته، لكنهم لم يجدوا أحدا رواه بإسنادٍ يُّعرَف أهلُه بحمل العلم، ولا يُعرَفون بالعدالة والضبط مع ما فيه من الأدلة الكثيرة على تكذيبه، فتركوه، وإن منهم من أفرد خصائص علي رضي الله عنه بالتأليف -جامعًا بين الصحيح والضعيف والواهي-، ومنهم من وُصِف بالتشيع كالنسائي وأبي عبد الله الحاكم وأبي نعيم وابن عبد البر وغيرهم.
(2)
ترجمة علي وأسماء بنت عميس رضي الله عنهما من القسم المفقود من "معرفة الصحابة" لابن منده، وأخرج الحديث من طريقه الجوزقاني في "الأباطيل"(154) وابن الجوزي في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "الموضوعات"(1/ 355)، والطحاوي في "شرح المشكل"(3/ 92)، رقم (1067)، والعقيلي (3/ 327)، رقم (1347) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 355) -، والطبراني في "المعجم الكبير"(24/ 147 - 151، رقم 390، 24/ 152، رقم 391)، وابن المغازلي في "مناقب علي"(140)، وأبو الحسن شاذان الفضلي في "جزء حديث رد الشمس" -كما في "اللآلي المصنوعة"(1/ 311) -، من طريق عبيد الله بن موسى العبسي، ومحمد ابن فضيل، وعمار بن مطر الرهاوي.
ثلاثتهم: عن الفضيل بن مرزوق، عن إبراهيم بن الحسن بن الحسين -بن علي بن أبي طالب-، عن فاطمة بنت الحسين، عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه ورأسه في حجر علي رضي الله عنه، فلم يصل العصر حتى غربت الشمس، .. الحديث، وفيه: فرأيتها غربت، ثم رأيتها طلعت بعدما غربت.
وهذا الطريق فيه ثلاث علل:
1 -
إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب -أخو عبد الله بن الحسن-: مجهول الحال في الرواية، غير مشهور، كما ذكر ابن كثير في "البداية والنهاية"(8/ 574)، وبه أعله الألباني في "ظلال الجنة"، و"الضعيفة"(971).
2 -
فضيل بن مروزق: صدوق يهم، ورمي بالتشيع، ي م. 4 "التقريب"(5437)، بل ذكر ابن معين أنه كان شديد التشيع، وذكر أبو حاتم الرازي أنه كان كثير الوهم، يكتب حديثه، ولا يحتج به، وضعفه النسائي وعثمان بن سعيد وابن معين -في رواية- وقال ابن حبان:"كان يخطئ على الثقات، ويروي عن عطية الموضوعات، وعن الثقات الأشياء المستقيمة، فاشتبه أمره، والذي عندي أن كل ما وافق فيه الثقات من الروايات عن الأثبات يكون محتجًا به، وفيما انفرد على الثقات مما لم يتابع عليه يتنكب عنها في الاحتجاج بها"، وقال الحاكم:"ليس من شرط الصحيح، وعِيب على مسلم إخراج حديثه"، فهو حسن الحديث، إلا أن روايته هذه تفرد بها وهي مؤيدة لبدعته. وانظر:"الجرح والتعديل"(7/ 75)، رقم (423)، "الثقات" لابن حبان (7/ 316)، "المجروحين"(2/ 209)، "الكامل"(6/ 19)، رقم (1565)، "التهذيب"(23/ 305 - 309)، رقم (4769)، "المغني"(4960)، "الكاشف"(4492).
3 -
عبيد الله بن موسى العبسي، ومتابعه محمد بن فضيل بن غزوان شيعيان، كما في "التقريب"(4345، 6227) مع الغلو فيه، ومتابعهما الآخر -عمار بن مطر الدهني- منكر الحديث عن الثقات، كما في "الضعفاء" للعقيلي وغيره.
فإسنادٌ مسلسَلٌ بالشيعة الغلاة، وبينهم مجاهيل، متفردين به في فضل علي رضي الله عنه-بمثل هذا الأمر الخارق لا يَحْتمِل الاعتماد عليه. والله أعلم.
وأما رواية ابن شاهين: فعلقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 356) من رواية =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن شاهين، وابن عساكر (42/ 314) -ومن طريقه ابن كثير في "تاريخه"(8/ 567) - من وجه آخر، كلاهما: عن ابن عقدة الهمداني، عن أحمد بن يحيى الصوفي، ورواه شاذان في "جزئه" -كما في "اللآلئ" للسيوطي (1/ 310) - عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن إسماعيل بن كعب الدقاق عن علي بن جابر الأودي، كلاهما (الأودي، والصوفي) عن عبد الرحمن بن شريك عن أبيه عن عروة بن عبد الله بن قشير -زاد ابن عساكر: وموسى الجهني- عن فاطمة بنت علي بن أبي طالب عن أسماء بنت عميس نحوه.
وهذا الإسناد فيه عدة علل:
1 -
عبد الرحمن بن شريك بن عبد الله: قال أبو حاتم: "واهي الحديث"، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 375)، وقال:"ربما أخطأ"، وذكر الذهبي أنه لم يعرف له رواية عن غير أبيه، وقال ابن عدي (4/ 20):"يغرب عن أبيه". انظر: "الجرح والتعديل"(5/ 244)، رقم (1163)، "التهذيب"(17/ 170)، رقم (3846)، "المغني"(3580)، "تاريخ الإسلام"(16/ 254 - 255)، "الميزان"(2/ 569)، رقم (4887)، "التقريب"(3893).
2 -
اتهم ابن الجوزي به ابن عقدة الرافضي، وروى عن البرقاني أنه قال:"كان يحمل شيوخنا بالكوفة على الكذب؛ يسوي لهم نسخًا، ويأمرهم أن يرووها، وقد تيقنا ذلك منه في غير شيخ بالكوفة".
وبذا يسقط الإسناد المتابع له أيضًا عن الاعتبار، على أن أبا الحسن شاذان الفضلي الفراتي وشيخه علي بن إبراهيم بن إسماعيل بن كعب الدقاق لم أجد لهما ترجمة، وكذا قال الشيخ المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة"(ص 311)، (ح 1091). وشيخ شيخه علي بن جابر الأودي: ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 474)، ولم أقف له على ترجمة عند غيره، فهو أيضًا في عداد المجاهيل.
3 -
قال ابن كثير: "في سياق هذا الإسناد "أن الشمس رجعت حتى بلغت نصف المسجد"، وهذا يناقض ما تقدم من أن ذلك كان بالصهباء من أرض خيبر، ومثل هذا يوجب توهين الحديث وضعفه، والقدحَ فيه".
اضطراب المتن ونكارته:
إضافة إلى ما تقدم من العلل الإسنادية، فإن هناك عللًا في المتن تدل على بطلانه، وهي كالتالي:
1 -
في بعضها أن الحادث كان بالصهباء من أرض خيبر ورجعت الشمس إلى الجبال والأشجار، وفي البعض الآخر أنه كان بالمدينة النبوية، ورجعت الشمس إلى جدران المسجد النبوي، أو نحو ذلك.
2 -
وفي بعضها أن الشمس كانت غربت أو كادت أن تغرب، وفي البعض الآخر أنها =
أبي هريرة
(1)
.
= كانت غربت، فلقد رأتها أسماء رضي الله عنها غربت، ثم طلعت، ثم غربت.
3 -
وفي بعضها أن عليًّا رضي الله عنه شغل عن الصلاة بقسمة الغنائم، وفي البعض الآخر: أنه شغل بإسناد النبي صلى الله عليه وسلم إلى حجره -وفي بعضها: إلى صدره- وهو صلى الله عليه وسلم يوحى إليه، وفي البعض الآخر: أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع رأسه على ركبته رضي الله عنه، فنام حتى غربت الشمس.
4 -
في بعضها أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي بدأ بسؤال علي رضي الله عنه: "أصلى العصر"، وفي البعض الآخر: أن عليًّا رضي الله عنه هو الذي بدأ بعرضى الأمر على النبي صلى الله عليه وسلم.
5 -
فيها أن أسماء رضي الله عنه شهد القصة، وهي إنما كانت مع زوجها جعفر الطيار رضي الله عنه بحبشة، ولم يصلوا إلى خيبر إلا بعد فتح خيبر وجمع الغنائم، فأسهم لهم النبي صلى الله عليه وسلم إكرامًا.
6 -
فيها أن الشمس غابت، فردت إلى وقت العصر، ثم ما إن صلى علي رضي الله عنه العصر حتى غابت، والليل مظلمة.
وفي بعضها: "والنجوم مشتبكة". وفي بعض تلكم الروايات: "أنها كان لها صوت شديد عند الطلوع والغروب".
فهذه أربع خوارق: رد الشمس بعد غروبها إلى وقت العصر، وغروبها ثانيًا مع أداء الصلاة، والصوت عند الطلوع والغروب، وصدفة الطلوع والغروب دون اتباع نظام التدريج الذي هو من سنن الله في خلقه في أي منهما، وأن الطلوع والغروب المذكورين لم يؤثرا على سير نظام الليل والنهار، بل لما غابت الشمس كانت الليل طوت جزءًا منها حيث ظهرت مظلمة مشتبكة بالنجوم.
وسيأتي بعد تخريج الشواهد بيان علل أخرى دالة على بطلان الخبر. والله أعلم.
(1)
لم أقف على رواية ابن مردويه، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أخرجه شاذان في "جزئه" -كما في "اللآلي المصنوعة"(1/ 309) - عن أحمد بن عمير بن الجوصاء، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي، عن أبيه، عن داود بن فراهيج وعمارة بن فيروز عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ومن طريق ابن الجوصاء أخرجه الحسكاني في "جزئه" -كما في "البداية والنهاية"(8/ 580) -.
وعلقه الذهبي في "تلخيص الموضوعات"(1/ 118/ 258) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري به، وقال:"يحيى وأبوه ضعيفان"، ونسبه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 357) إلى ابن مردويه، فأعله بـ "داود بن فراهيج"، وأن شعبة ضعفه، وتعقبه السيوطي في "اللآلي"(309) بأن داود مختلف فيه.
وعلى كلٍّ ففي هذا الإسناد عدة علل:
1 -
عمارة بن فيروز: لا يعرف، كما قال الذهبي، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال:"لا يتابع على حديثه". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= انظر: "الضعفاء" للعقيلي (3/ 316)، رقم (1331)، "المغني"(4411)، "الميزان"(3/ 178)، رقم (6037)، "اللسان"(6/ 59)، رقم (5568).
2 -
داود بن فراهيج المدني، مولى قيس بن الحارث: ضعفه شعبة وابن معين -في رواية الدوري عنه- وأحمد -في رواية المروذي عنه- والنسائي وابن الجارود والساجي، وزاد شعبة:"كان كبر وافتقر وافتتن". وقال ابن حبان: "كان رديء الحفظ"، وقال أبو حاتم:"تغير حين كبر، وهو ثقة صدوق"، وقال العجلي:"لا بأس به"، وقال ابن عدي:"لا أرى بمقدار ما يرويه بأسًا"، وروى حنبل بن إسحاق عن أحمد:"صالح الحديث"، وروى الدارمي وابن أبي خيثمة عن ابن معين:"ليس به بأس"، وقال ابن شاهين:"ليس هو في جملة من رد حديثه، لا سيما إن ليحيى ابن معين فيه قولان، فقوله: "لا بأس به" له موضع، غير أنه لا يدخل في الصحيح. والله أعلم". وروى جمع من الأئمة عن القطان أنه سئل عن داود بن فراهيج، فقال:"ضعفه شعبة"، وروى ذلك عن شعبة وكيع وغيره أيضًا. انظر:"العلل" لأحمد (1/ 185)، رقم (155، و 349/ 657)، و"علل المروذي"(154)، "التاريخ الكبير"(3/ 230)، رقم (773)، "سؤالات أبي داود"(170)، "تاريخ الدوري"(3/ 180)، رقم (804)، "تاريخ الدارمي"(1/ 108)، رقم (318)، "المعرفة والتاريخ" للفسوي (3/ 33)، "تاريخ ابن أبي خيثمة"(1/ 480/ 1923)، "الجرح والتعديل"(3/ 422)، رقم (1923)، "الضعفاء" للنسائي (183) والعقيلي (2/ 40)، رقم (467)، "مشاهير علماء الأمصار"(551)، "المختلف فيهم"(15)، "الميزان"(2/ 19)، رقم (3641)، "المغني"(2020)، "اللسان"(3/ 409 - 410)، رقم (3044)، "الاغتباط " للحلبي (36)، "الكواكب النيرات"(21).
2 -
يزيد بن عبد الملك النوفلي؛ ضعيفٌ جدًّا، وابنه يحيى ضعيفٌ، وتقدمت ترجمتهما في الحديث (163).
وحديث رد الشمس: يروى أيضًا من حديث علي، وحسين بن علي، وأبي رافع، وأبي ذر، وجابر وأبي سعيد رضي الله عنهم، بأسانيد مجهولة وساقطة، ومتون متناقضة، ومن تبينها بطرقها ومتونها، وتبين عللها، استبان له أنها لا يشك في كونها مختلقة موضوعة، وتقدم بيان جوانب من اضطراب متونها في أشهر رواياتها عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها، ومما يزيدها إيضاحًا ما يلي:
1 -
أن هذا الأمر من أغرب خوارق العادة في العالم، ووقوع مثله من العجائب التي تقضي بالاهتمام بشأنه من كافة أصناف البشر بمختلف دياناتهم وعلومهم، وسيما أهل التاريخ والتقويم والنجوميين والمهتمين بحوادث العالم، ومثله مثل طوفان نوح الذي يعم العالم بأجمع، وهذا لم ينقل عند أحد من طوائف البشر.
2 -
أن هذا الأمر -إن صح- يعتبر من أعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، ويتوفر الدواعي =
وكذا ردت للنبي صلى الله عليه وسلم حين أخبر قومه بالرُّفقة التي رآها في ليلة الإسراء، وأنها تجيء في يوم كذا، فأشرفت قريش ينظرون، وقد ولَّى النهار ولم تجئ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم، فزيد له في النهار ساعةٌ، وحبست عليه الشمس، قال راويها: فلم تحبس على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ، وعلى يوشع بن نون حين قاتل الجبارين يوم الجمعة، فلما أدبرت الشمس خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم، ويدخلُ السبت فلا يحلُّ له قتالهم فيه، فدعا اللهَ، فرَدَّ عليه الشمس حتى فرغ من قتالهم
(1)
.
= عند الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان، والعدول من المسلمين، وقد نقلوا أدنى ما يفيد في هذا الباب، وهذا الخبر لم ينقل إلا من تلكم الأوجه المنكرة، من طريق جمع من المتهمين والمتروكين والمجاهيل الذين لا يعرفون بشيء من العلم والعدالة، وبل وكثير منهم لا يعرف أعيانهم أيضًا، ومثل هذا من المستحيلات. والله أعلم.
3 -
أن اختلاف سياقاتها تقتضي تعدد حدوث رد الشمس لأكثر من مرة، وهذا لم يقل به أحد، ولا أفَّاكُوه.
4 -
أن رد الشمس وطلوعها من مغربها يعتبر من أعلام الساعة الكبرى، ولما يقع باتفاق جميع أهل الإسلام، ولم يسبق لأحد من البشر مثل هذا الرد، وإنما حبست عن الغروب على يوشع عليه السلام ساعة من نهار، فتأخَّر غروبها عن المعتاد من سيرها الفلكي.
5 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم مع علي وسائر الصحابة رضي الله عنهم فاتتهم صلاة العصر في غيرها يوم الخندق، وصلاة الفجر في بعض أسفارهم، ولم يرد الشمس لهم، بل لم ير النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه داعيا لهذا الأمر.
6 -
أن الصلاة تخرج إلى حيز القضاء بانقضاء الوقت مباشرة، فلا فائدة من إعادة الشمس لها مرة أخرى، فمن اختلق هذه الفرية لم يكن على علمٍ بمبادئ الفقه الإسلامي.
وقد فصل شيخ الإسلام ابن تيمية، والذهبي، وابن كثير، والمعلمي وغيرهم من أدلة اختلاقها، ووجوه اضطرابها، ومناقضتها للشرع والعقل بما هو واف، إن شاء الله. وانظر:"الموضوعات" لابن الجوزي (1/ 15، 355 - 357)، "منهاج السنة"(8/ 113 - 136)، "تلخيص الموضوعات" للذهبي (1/ 117 - 119/ 257)، "البداية والنهاية"(8/ 565 - 588)، تعليق المعلمي على "الفوائد المجموعة"(1091) والألباني في "الضعيفة"(2077، 2626).
(1)
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(2/ 404) من طريق يونس بن بكير -في "زياداته على ابن إسحاق في "المغازي"، كما في "نظم الدرر" للبقاعي [المائدة: 26]، (2/ 442) =
529 - حديث: "الرزق مقسوم".
مضى مع حديث: "إن الله قسم بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم" في: "إن الرزق يطلب العبد"
(1)
.
= - عن أسباط بن نصر الهمداني، عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي -وهو السدي الكبير- به مرسلًا.
ومن هذا الوجه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"، كما في "مختصره" لابن منظور (8/ 280).
وهذا إسناد ضعيف من وجوه:
1 -
هو مرسل، والسدي من صغار التابعين، وعده ابن حجر في "التقريب" من الطبقة الرابعة.
2 -
إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي، المعروف بالسدي؛ سبق في الحديث (46) أنه مختلف فيه، وأن ابنَّ حجر قال فيه:"صدوق يهم، ورمي بالتشيع"، وقال الإمام أحمد:"حديثه مقارب، وإنه لحسن الحديث، إلا أن هذا التفسير الذي يجيء به أسباط عنه!! " .. وهذا الحديث من رواية أسباط عن السدي في التفسير -تفسير سورة الإسراء- والله أعلم.
3 -
أسباط بن نصر الهمداني؛ تقدمت ترجمته في الحديث (144)، وهو إلى الضعف والوهاء أقرب، وحديث الباب من مناكير ما روى. والله أعلم.
4 -
متن الحديث منكر، مخالف لأحاديث الإسراء والمعراج الصحيحة، فمع شهرتها عن جمع من الصحابة لم يذكر خبر حبس الشمس في شيء منها، وهو مما يقوي الدوافع لنقله، بل وفي المسانيد ما يعارض هذا الخبر الواهي.
وخبر حبس الشمس وقت العصر على يوشع بن نون عليه السلام في "الصحيحين" وغيرهما (البخاري: 3124، ومسلم: 32/ 1747)، إلا أنه لم يسم عندهما، وسمِّيَ عند أحمد في "المسند"(14/ 65/ 8315)، والطحاوي في "شرح المشكل"(1069 - 1070) وغيرهما، وصحح ابن كثير في "البداية والنهاية"(2/ 236، 9/ 365) إسناده على شرط البخاري، وحسنه الجوزقاني في "الأباطيل"(1/ 309/ 156) وصححه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 357) والذهبي في "تلخيص الموضوعات"(1/ 119/ 257) وابن حجر في "الفتح"(6/ 221)، وجود إسناده الألباني في "الصحيحة"(202، 2226) بما لا يقل عن درجة الحسن.
وفي هذا الحديث دليل على بطلان حديث رد الشمس لعلي رضي الله عنه، كما في "الضعفاء" للعقيلي (3/ 328). والله أعلم.
(1)
انظر: الحديث (227)، وإليه الإحالة في الحديث التالي. =
530 - حديث: "الرزق يطلب العبد".
في: "إن الرزق".
531 - حديث: "الرسول لا يُقْتَل".
أحمد في "مسنده" من طريق أبن إسحاق؛ حدثني سعد بن طارق، عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي، عن أبيه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرسولَي
(1)
مسيلمة: "لولا أن الرسل لا تُقتل لضربت أعناقكما"
(2)
.
وكذا أخرجه أبو داود في الجهاد من "سننه"
(3)
من طريق ابن
(4)
إسحاق، ولفظه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لهما -حين قرأ كتاب مسيلمة-: "ما تقولان أنتما؟ " قالا: نقول كما قال، قال:"أما والله! لولا أن الرسل لا تقتل لَضربت أعناقكما".
وهو عند البيهمي
(5)
أيضًا، وأوله: سمعته حين جاءه رسولَا مسيلمة الكذاب بكتابه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لهما:"وأنتما تقولان مثل ما يقول؟ "، فقالا له: نعم؛ وذكره.
وصححه الحاكم على شرط مسلم
(6)
.
وله عند أبي داود -ومن طريقه البيهقي، مما هو عند أحمد وصححه ابن حبان- طريقٌ آخرُ؛ من جهة أبي إسحاق السبيعي، عن حارثة بن مُضَرِّب، أنه أتى ابنَ مسعود، فقال: ما بيني وبين أحد من العرب حِنَةٌ
(7)
، وإني مررت
(1)
في (ز): "لرسول" على الإفراد.
(2)
المسند (25/ 366)، رقم (15989)، وهذا إسناد صحيح.
(3)
السنن (2761)، وصححه الألباني.
(4)
في (ز): "أبي"، وهو سهو.
(5)
السنن الكبرى (9/ 211).
(6)
المستدرك (2/ 144، 3/ 52، 270)، ولم يتعقبه الذهبي، وفي "العلل الكبير" للترمذي [ترتيبه (ح 715)]:"سألت البخاري عنه، فقال: "قد رواه ابن أبي زائدة أيضًا عن سعد بن طارق"، ورآه حديثًا حسنًا".
(7)
قال الخليل في "العين"(3/ 305): "الإِحْنَةُ: الحِقْدُ في الصَّدْر، وربَّما قالوا حِنَة"، =
بمسجد لبني حنيفة، فإذا بهم يؤمنون بمسيلمة، فأرسل إليهم عبد الله، فجيء بهم، فاستتابهم غيرَ ابن النَّوَّاحة
(1)
، قال له: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لولا أنك رسولٌ لضربت عنقك"، فأنت اليوم لست برسول، فأمر قَرَظة
(2)
بن كعب، فضرب عنقه في السوق، ثم قال:"من أراد أن ينظر إلى ابن النَّوَّاحة قتيلًا بالسوق"
(3)
.
وهو عند النسائي في "السير" من "سننه" بنحوه
(4)
.
ورواه أيضًا هو، وابن الجارود والبيهقي، كما صححه ابن حبان؛ من جهة عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن النوَّاحة:"لولا أنك رسول لقتلتُك"
(5)
.
= وقال الخطابي في "معالم السنن"(2/ 59): "قوله: "حنة" يريد الوتر والضغن، واللغة الفصيحة "إحنة" بالهمز".
ونحوه في "النهاية"(1072 - حنة) و"القاموس المحيط"(1516 - الإحنة)، و"الصحاح"(6/ 346).
(1)
اسمه عبد الله بن النواحة الحنفي، كما في رواية الطحاوي في "المشكل"(7/ 85) وغيره، والنوَّاحة: بِفَتْحِ النُّون وَتَشْدِيد الوَاو، بَعْد الأَلِف مُهْمَلَةٌ، كما في "عون المعبود"(7/ 443).
(2)
هو: قَرَظَة -بمعجمة وفتحات- بن كعب بن ثعلبة الأنصاري؛ صحابي شهد الفتوح بالعراق، ومات في حدود الخمسين على الصحيح، س ق. "التقريب"(5534).
(3)
أخرجه أبو داود (2762) -ومن طريقه البيهقي (9/ 211) - وأحمد (6/ 151/ 3642)، وصححه ابن حبان (4879)، وتتمته عند البيهقي:"فَليخْرجْ فَلْينْظر إِلَيْهِ، قَالَ حَارِثَة: فَكنت فِيمَن خرج فَإِذا هُوَ قد جرد .. ". ولابن حبان: "من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة، فلينظر إليه قتيلًا في السوق".
(4)
السنن الكبرى (كتاب السير، باب النهي عن قتل الرسل، ح: 8675).
(5)
أخرجه النسائي في "الكبرى"(ح 8676)، وابن الجارود (ح 1046) والبيهقي (9/ 211)، وابن حبان (ح 4878)، وكذا أحمد (3855) وغيرهم. وإسناده حسن، لحال عاصم، فإنه صدوق له أوهام، وحديثه في الصحيحين مقرون، كما في "التقريب"(3054).
ورواه أبو بكر بن عياش عن عاصم بزيادة رجل يسمى ابن معيِّز السعدي بين أبي وائل وابن مسعود. =
وبه عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: مضت السُّنَّة أن لا تقتل الرسل
(1)
.
وفي الباب عن أبي رافع القبطي، في حديث مرفوع: "إني لا أخِيْس بالعهد
(2)
، ولا أحبِس البُرْد
(3)
، لكن ارجع إليهم، فإن كان في نفسك الذي في نفسك الآن، فارجع"؛ قال: فذهبت، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت
(4)
.
وينظر ما في ذكري من قول: "وعلمت أنه لا يهيِّج الرسل"
(5)
.
= أخرجه أحمد (3837)، وابن منيع -كما في "إتحاف الخيرة"(ح 4394) - والدارمي (2503)، والطحاوي في "المشكل"(7/ 85)، والخطابي في "الغريب"(2/ 264) وغيرهم من طرق عنه به.
وهذا أعله أبو حاتم -كما في "علل ابنه"(910) -، وقال:"الثوري أحفظ من أبي بكرٍ، وأرى أن عاصمًا حكى عن أبي وائل أن رجلًا يقال له أبو معيِّز مر بمسجد بني حنيفة، فجعل أبو بكر: عن ابن معيز، والثوري أفهم". ومما يقوي الوجه الأول أن المسعودي عند الطيالسي (251)، وابنِ منيع -كما في "إتحاف الخيرة"(4394) -، وسلامًا أبا المنذر عند أبي يعلى (9/ 31)، رقم (5097)، أيضًا تابعا الثوري على روايته.
(1)
البيهقي (9/ 211)، وكذا أخرجه الطيالسي (251)، ومسدد وابن منيع، كما في "إتحاف الخيرة"(5/ 139/ 4394/ 2، 4). وروى الحاكم (3/ 53) -وصحح إسناده- من طريق المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، قال:"جاء رجل إلى ابن مسعود .. " فذكر القصة، وفيه:"فجرت السُّنَّة يومئذ أن لا يُقْتل رسولٌ". وهذه متابعة صالحة على انقطاعها بين عبد الرحمن وأبيه.
(2)
أي: لا أنقضه، قاله ابن الجوزي في "غريبه"(1/ 315)، وقال الخطابي في "الغريب" (1/ 123):"يقال: خاس فلان وعده إذا أخلفه، وخاس بالعهد إذا نقضه"، وكذا في "الفائق" للزمخشري (1/ 404).
(3)
هو: بضم الباء وسكون الراء -مخفف- من بُرُد، جمع (بريد) وهو الرسول، وخفِّف هنا ليُزاوج كلمة العَهْد، قاله الزمخشري في "الفائق"(1/ 92)، وقال الهروي في "الغريبين" (1/ 164):"لا أحبس الرسل الواردين علي من الملوك والأطراف". وانظر: "النهاية"(1/ 293).
(4)
إلى هنا تتم الرواية في جميع طرقها، وما بعده طرف لحديث آخر، كما سيأتي.
والحديث أخرجه أبو داود (2758)، والنسائي في "الكبرى"(8674)، والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 318)، رقم (5038)، والطبراني في "الكبير"(1/ 323)، رقم (963)، والبيهقي (9/ 145)، وصححه ابن حبان (4877) والحاكم (3/ 598)، وكذا الألباني في أحكامه على "السنن".
(5)
لم أفهم مراد المؤلف من قوله: "ما في ذِكري"، ولعله يعني إحالة القارئ إلى طرف =
532 - حديث: "رسول المرء دال على عقله".
الدينوري في سابع "المجالسة"
(1)
من قول يحيى بن خالد
(2)
، بلفظ: ثلاثة أشياء تدل على عقل أربابها: الكتاب والرسول والهدية.
533 - حديث: "الرضاع
(3)
يغير الطباع"
(4)
.
القضاعي من حديث صالح بن عبد الجبار
(5)
، عن ابن جريج، عن عكرمة، عن ابن عباس، مرفوعًا بهذا
(6)
.
= لحديث بلفظ: "إنه لا يهيج الرسل"، وهو في حديث إسلام وحشي بن حرب رضي الله عنه في "صحيح البخاري"(ح 3844) أنه قيل له ذلك، فقدم عليه صلى الله عليه وسلم في وفد الرُّسُلِ من الطائف، فلم يتعرض له النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم. والله أعلم.
(1)
(1) كذا قال المؤلف، وهو في الجزء السابع عشر من "المجالسة" للدينوري (6/ 19)، رقم (2324)، دون السابع.
(2)
هو: أبو علي يحيى بن خالد بن برمك الفارسي، كما صرح به الدميري في "حياة الحيوان"(باب العين، العصفور، 2/ 162). ترجم له الذهبي في "السير"(17/ 91 - 92) وقال: "هو الوزير الكبير، من رجال الدهر؛ حزمًا ورأيًا وسياسة وعقلًا وحِذْقًا بالتصرف"، وذَكَر أنه كان مؤدبَ هارون الرشيد، ثم وزيرَه لما استُخْلِف، والأمر بيده وبيد أولاده الفضل وجعفر وخالد ومحمد، ثم غضب عليهم الرشيد، فقتل جعفرا، وحبس الآخرين، ومات يحيى في سجن الرقة سنة (190 هـ)، وله سبعون سنة.
(3)
قال الديلمي (2/ 152/ أ): "بفتح الراء وكسرها؛ الاسم من الإرضاع، والرضاعة .. ؛ مفتوح لا غير"، ونقل الأزهري في "تهذيب اللغة"(1/ 300) الوجهين معًا في كل من الرّضاع والرّضاعة.
(4)
قال الفيروز آبادي في "القاموس"(1/ 960): "الطِّباعُ ككتابٍ، والطبع والطبيعة: السجية التي جبل عليها الإنسان"، ونحوه في "معجم المقاييس"(3/ 438) و"لسان العرب"(8/ 232)، وغيرهما.
(5)
قال الذهبي في "المغني"(2833)، و"الميزان"(4/ 204)، رقم (3809):"أتى عن ابن جريج بخبر منكر جدًّا"، فذكر هذا الحديث، وقال ابن القطان في "بيان الوهم"(3/ 503)، رقم (1276، و 5/ 666): "مجهول الحال"، ونقله عنه الزيلعي في "نصب الراية"(1/ 32) وغيره، ولم يتعقبه، وبه قال الألباني في "الضعيفة"(1561).
(6)
أخرجه القضاعي (ح 35) -من طريق ابن الأعرابي، وهو في "معجمه"(216) - من حديث أبي مروان عبد الملك بن مسلمة المدني، عن صالح به.
وفي "أطراف الغرائب" للمقدسي (3/ 268)، رقم (2620): "تفرد به عبد الملك بن =
وهو عند أبي الشيخ عن ابن عمر
(1)
.
ومن ثَمَّ لما دخل الشيخ أبو محمد الجويني بيته، ووَجَد ابنه الإمام أبا المعالي يرتضع ثدي غير أمه اختطفه منها، ثم نكس رأسه، ومسح بطنه، وأدخل أصبعه في فيه، ولم يزل يفعل ذلك حتى خرج ذاك اللبن، قائلًا: يسهل علَيَّ موته، ولا يفسدْ طباعه بشُرْب لبن غير أمه، ثم لَمَّا كَبر الإمام كان إذا حصلت له كبوة في المناظرة يقول: هذه من بقايا تلك الرضعة
(2)
.
وقال [العز]
(3)
الديريني: العادة جارية أن من ارتضع امرأة، فالغالب عليه أخلاقها من خير وشر.
وكذا في الحديث -كما مضى-: "تخيَّروا لنُطَفِكم"، مع كلام فيه يجيء هنا
(4)
.
534 - حديث: "رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد".
الترمذي: من حديث خالد بن الحارث؛ حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء
= مسلمة، عن صالح بن عبد الجبار، عن ابن جريج"، وقال الذهبي في "المغني" (2833)، و"الميزان" (4/ 204)، رقم (3809): "خبر منكر جدًّا، وفيه انقطاع، وعبد الملك مدني ضعيف"، واعتمده المناوي في "التيسير" (2/ 80) و"الفيض" (4/ 55)، رقم (4525)، والألباني في "الضعيفة" (1561)، وزاد: "وفيه عنعنة ابن جريج، وكان يدلس"، وهذا هو الانقطاع الذي أشار إليه الذهبي، وتعبيره أولى، إذ يقول المزي في شيوخ ابن جريج في "التهذيب" (18/ 342): "وعكرمة مولى ابن عباس، ولم يسمع منه"، وهذا يعرف بالمرسل الخفي، والتعبير عنه بالانقطاع أقرب. والله أعلم.
(1)
لم أقف على رواية أبي الشيخ، وقد رواه ابن الأعرابي في "المعجم"(603)، والديلمي (2/ 152/ أ- 153/ ب: عن ابن لال معلقًا) من طريق مسلمة بن عُلَيٍّ، عن ابن جريج عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما به مرفوعًا. ومسلمة بن عُلَيٍّ هو الخشني الشامي: متروك، منكر الحديث، كما تقدم (ح 26).
(2)
ذكره ابن خلكان في "وفيات الأعيان"(3/ 169) -وعنه ابن كثير في "البداية والنهاية"(12/ 157) -؛ عن بعض المشايخ أنه قرأ في بعض الكتب: .. فذكره.
(3)
ساقط من الأصل، وعامة النسخ، وأثبت من نسخة "عز".
(4)
كذا في جميع النسخ، ولم أجد له ذكرًا فيما يلي، وتقدم بالرقم (331).
عن أبيه عن عبد الله بن عمرو رفعه بهذا
(1)
، ثم ساقه من حديث محمد بن جعفر عن شعبة به نحوه
(2)
، ولم يرفعه، قال:"وهذا أصح، وهكذا رواه أصحاب شعبة، ولا نعلم أحدًا رفعه غير خالد، وهو ثقة مأمون"، وكذا قال البزار. وقد رفعه أيضًا عن شعبةَ عبدُ الرحمن بن مهدي -كما للحاكم في "المستدرك"
(3)
- والقاسمُ بن سليم -كما للطبراني والبيهقي
(4)
- والحسين بن الوليد -كما للبيهقي
(5)
-؛ بل قال: "وروينا أيضًا من رواية أبي إسحاق الفزاري، ويزيد بن أبي الزرقاء
(6)
، وغيرهم
(7)
مرفوعًا"
(8)
. ورواية
(1)
رواه الترمذي (1899)، والبزار (6/ 376)، رقم (2394)، وصححه ابن حِبان (429)، والألباني في "الصحيحة"(515).
(2)
"سنن الترمذي"(ح 1900).
(3)
"المستدرك"(4/ 151 - 152) من طريق أحمد وغيره عن ابن مهدي، وصححه على شرط مسلم.
(4)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ 494)، رقم (14368)، والبيهقي في "الشعب"(10/ 246)، رقم (7445) من طريق القاسم بن سليم الصواف، عن الواسطِيَيْنِ؛ شعبة وهشيم، كلاهما عن يعلى به. ولم أقف على ترجمة للقاسم.
(5)
رواه البيهقي في "الشعب"(10/ 246)، رقم (7446)، وإسناده ثقات.
(6)
أخرجه بحشل في "تاريخ واسط"(45)، والذهبي في "السير"(14/ 147) من طريقين عنه به.
(7)
كما أخرجه الطوسي في "المستخرج"(3/ 92)، رقم (1504) من طريق حجاج بن نصير عن شعبة به، وقال:"رواية غندر به موقوفًا أصح، هكذا روى أصحاب شعبة عن شعبة هذا الحديث موقوفًا، ولا نعلم أحدًا رفعه غير خالد بن الحارث والحجاج بن نصير عن شعبة، وخالد والحجاج: ثقتان".
ورواه سعيد بن منصور (3/ 2)، رقم (163)، رقم (2333) من طريق عبد الرحمن بن زياد، وبحشل في "تاريخ واسط"(45) من طريق عاصم بن علي، وخيثمة الطرابلسي في "حديثه"(26)، وابن بطة في "الإبانة الكبرى"(7/ 128)، رقم (99)، والبيهقي في "الشعب"(10/ 247)، رقم (7447) من طريق أبي عتاب سهل بن حماد الدلال، والبغوي في "شرح السُّنَّة"(13/ 11)، رقم (3423) من طريق النضر بن شميل، كلهم عن شعبة به مرفوعًا.
ولذا حكم الألباني في "الصحيحة"(ح 516) بصحته مرفوعًا، وعلَّلَ قول الترمذي وغيره بظن التفرد، وعدم الاطلاع على المتابعات للطريق المرفوعة. والله أعلم.
وروي عن سفيان وسعيد عن يعلى بن عطاء به مرفوعًا، وهو معل تالف الإسناد. والله أعلم.
(8)
شعب الإيمان (10/ 247): وزاد: "ورواه آدم بن أبي إياس ومسلم بن إبراهيم =
أبي إسحاق عند أبي يعلى
(1)
.
وقال البخاري في "الأدب المفرد": حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شعبة؛ فذكره موقوفًا
(2)
.
وفي الباب عن ابن عمر؛ أخرجه البزار، وقال: تفرد به عصمة بن محمد الأنصاري
(3)
، عن يحيى بن سعيد
(4)
.
535 - حديث: "رضى الناس غاية لا تدرك".
الخطابي في "العزلة" من حديث أكثم بن صيفي
(5)
، أنه قال: رضى
= وجماعة؛ عن شعبة موقوفًا". وحديث مسلم بن إبراهيم هو عند الطبراني في "الكبير" (13/ 494)، رقم (14367) بإسناد صحيح.
(1)
لم أقف عليه في "مسند أبي يعلى"، والظاهر أنه في "مسنده الكبير"، حيث أخرجه ابن عساكر (12/ 10 - 11)، من طريق ابن المقرئ -راوية "المسند الكبير"- عن أبي يعلى. وأخرجه كذلك الدوري في "تاريخه"(2/ 26)، وأبو الشيخ في "الفوائد"(28 - عن أبي يعلى وغيره)، وابن عساكر أيضًا (5/ 173) من حديث محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكيِّ، عن أبي إسحاق الفزاري به.
(2)
"الأدب المفرد"(ح 2)، وكذا هو عند ابن وهب في "الجامع"(ح 91) من حديث الثوري عن شعبة به موقوفًا، وعند الخطيب في "الجامع"(2/ 230)، رقم (1698) من حديث سريج بن يونس، عن هشيم، عن يعلى به موقوفًا كذلك.
(3)
هو: عصمة بن محمد بن عبيد بن فضالة، إمام مسجد الأنصار ببغداد: رماه ابن معين بالوضع، وقال:"كان من أكذب الناس"، وقال العقيلي:"يحدث بالبواطيل عن الثقات، لا يكتب حديثه إلا للاعتبار".
انظر: "سؤالات ابن الجنيد"(691)، "الضعفاء" للعقيلي (3/ 340)، رقم (1366)، "الكامل"(5/ 371)، رقم (1535).
(4)
لم أقف عليه في "مسند البزار"، وهو في "كشف الأستار"(2/ 252) -وعند الزيلعي في "تخريج الكشاف"(2/ 264) عن البزار في الزوائد عقيب مسند ابن مسعود- من حديث عصمة بن محمد الأنصاري، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سالم، عن أبيه. وهو تالف الإسناد كما مر. والله أعلم.
(5)
هو: أكثم بن صيفي بن رباح بن الحارث التميمي الحكيم المشهور، عم حنظلة بن الربيع بن صيفي الصحابي المشهور، كان من المعمرين، حيث قيل بأنه عمر ثلاثمئة وثلاثين سنة، وقيل: مائة وتسعين، وذكر أن أباه صيفي أيضًا كان من المعمرين؛ عاش مائتين وسبعين سنة. =
الناس غاية لا تدرك، ولا يكره سخط من رضاه الجور
(1)
.
ومن طريق الشافعي أنه قال ليونس بن عبد الأعلى: يا أبا موسى!
(2)
رضى الناس غاية لا تدرك، ليس إلى السلامة من الناس سبيل؛ فانظر ما فيه صلاح نفسك الزمه، ودع الناس وما هم فيه
(3)
.
536 - حديث: "رضي مخرمة؟
".
قاله [النبي]
(4)
صلى الله عليه وسلم لمخرمة والد المسور رضي الله عنهما حين أعطاه القباء، كما في "الصحيح" وغيره
(5)
.
537 - حديث: "رفع عن أمتي: الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه".
وقع بهذا اللفظ في كتبِ كثيرين من الفقهاء والأصوليين، حتى إنه وقع كذلك في ثلاثة أماكن من "الشرح الكبير"
(6)
، وقال غير واحد من مُخَرِّجيه وغيرِهم: إنه لم يظفر به
(7)
.
= أدرك أكثم مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وأوصى قومه وولده بإتيانه واتباعه، ولم يتمكن من الحضور إليه صلى الله عليه وسلم، واختلف في إسلامه؛ فنفاه ابن عبد البر، وذكره ابن السكن والبارودي والعسكري في الصحابة. والله أعلم.
انظر: "الاستيعاب"(1/ 145 - 146)، "أسد الغابة"(1/ 134)، "الإصابة"(1/ 404/ ق 3/ 485).
(1)
"العزلة" سنة (76) بإسناده إلى حجاج بن محمد عن عقبة بن سنان الكاتب، أن أكثم بن صيفي قاله.
وعقبة بن سنان هذا؛ قال ابن ماكولا في "الإكمال"(4/ 451): "لا أعرفه"، وقال ابن معين:"كان كاتبًا ببغداد"، وأخباره كتابٌ أخذَه من ابن شبث عن عمرو بن عبد العزيز، فأعطاه لحجاج. فهو معضل عن أكثم. انظر:"سؤالات ابن الجنيد"(674)، وعنه الخطيب في "تاريخ بغداد"(12/ 265).
(2)
في "عز": "أبا إسحق"، وهو خطأ.
(3)
العزلة أيضًا (ص 76).
(4)
ما بين المعقوفين سقط من (أ)، واستدرك من (ز) وغيرها.
(5)
أخرجه البخاري في "الصحيح"(2459، 2514، 2959) ومسلم (ح 1058).
(6)
"الشرح الكبير" للرافعي (4/ 112، 6/ 400، 7/ 497) ط: دار الفكر.
(7)
كما في "نصب الراية" للزيلعي (2/ 64)، و"طبقات الشافعية" للسبكي (2/ 254 - 255)، =
ولكن قد قال محمد بن نصر المروزي في "باب طلاق المكره" من "كتاب الاختلاف": "يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "رفع الله عن هذه الأمة؛ الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه""
(1)
، غير أنه لم يسق له إسنادًا.
ورواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"، وابن عدي في "الكامل"
(2)
؛ من حديث جعفر بن جسر بن فرقد، عن أبيه، عن الحسن، عن أبي بكرة، مرفوعًا، بلفظ:"رفع الله عن هذه الأمة ثلاثًا: الخطأ، والنسيان، والأمر يُكْرَهون عليه". وجعفر، وأبوه: ضعيفان
(3)
.
= و"التذكرة" للزركشي (1/ 63/ حديث: 22)، وغيرها، حيث قالوا:"لا يوجد بهذا اللفظ، وأقرب ما يوجد بلفظ: "رفع عن هذه الأمة ثلاث"، بل ذكر السبكي أنه ظل برهةً من الزمن لا يُعْرَف، حتى حصل عليه ابن عبد الهادي الحنبلي -مؤلف "التنقيح"- بلفظه في رواية الفضل بن جعفرٍ؛ أخي عاصم. والله أعلم.
(1)
نقله أيضًا السبكي في "الطبقات"(2/ 253) وابن حجر في "التلخيص"(1/ 672)، وزادا -كما سينقله المؤلف أيضًا- عن المروزي، أنه قال:" .. ليس له إسناد يحتج بمثله".
(2)
"الكامل"(2/ 150)، "تاريخ أصبهان"(1/ 123، و 1/ 302) من طريقين عن جعفر بن جسر به.
(3)
أما جعفر: فقال العقيلي (1/ 187)، رقم (232):"حفظه فيه اضطراب شديد، كان يذهب إلى القدر، وحدث بمناكير"، وقال أبو حاتم: شيخ ["الجرح والتعديل" (2/ 476)، رقم (1938)]، وقال ابن حبان في "الثقات" (8/ 159 - 160):"يعتبر بحديثه إذا روى عن غير أبيه"، وقال ابن عدي (2/ 151):"عامة ما يرويه منكر، .. ولعل ذاك إنما هو من قبل أبيه، فإن أباه قد تكلم فيه من تقدم ممن يتكلمون في الضعفاء، ولم أره يروي عن غير أبيه"، كذا قال ابن عدي هنا دون جزم، وقد جزم في ترجمة أبيه بأن الإنكار من الابن جعفر هذا، وليس من الأب جسرٍ، فإن حديث غيره عنه مستقيم، وكلاهما من الضعفاء، والجزم مقدم على التردد.
وقال ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 252) في حديث له: "موضوع، في إسناده جسر"، وفي "اللآلي المصنوعة" للسيوطي (1/ 232) في حديثٍ آخر له:(موضوع؛ آفته جعفر، وهو قدري، فوضع على مذهبه).
وأما أبوه جسر بن فرقد القصاب البصري: فقال ابن معين -كما في "الكامل"(2/ 168) وغيرِه-: "ليس بشيء، ولا يكتب حديثه"، وقال ابن عدي (2/ 170):"والبلاء من جعفر، لا من جسر .. على أن جسرًا هو في الضعفاء وابنه مثله، .. وأحاديثه عامتها غير محفوظة"، وقال الدارقطني -في "سؤالات البرقاني" عنه- (70): =
لكن له شاهد جيد؛ أخرجه أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي -المعروف بأخي عاصم- في "فوائده" عن الحسن بن أحمد أو الحسين بن محمد -على ما يحرَّر
(1)
، وكلاهما ثقة- عن محمد بن المصفَّي
(2)
، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ:"رفع الله"، والباقي كلفظ الترجمة.
ورواه ابن ماجه وابن أبي عاصم -ومن طريقه الضياء في "المختارة"- كلاهما: عن محمد بن المصَفّى به، لكن بلفظ:"وضع" بدل "رفع"
(3)
، ورجاله ثقات، ولذا صححه ابن حبان، ورواه البيهقي وغيره
(4)
. إلا أن فيه
= "متروك"، وقال ابن حبان في "المجروحين" (1/ 217):"خرج عن حد العدالة"، وضعفه البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 246/ 2343) والنسائيُّ في "الضعفاء"(107)، وأبو زرعة الرازي -كما في "سؤالات البردعي" (2/ 606/ رقم: 52) -، وأبو حاتم -كما في "الجرح"(2/ 539) -، وأبو داود في رواية الآجري عنه (306) وغيرهم.
(1)
هو: عند ابن حجر في "التلخيص"(1/ 674)، والسبكي في "الطبقات":"الحسين بن محمد"، وفي "موافقة الخبر الخبر"(1/ 510، مجلس: 125): "الحسين بن أحمد"، ولم أقف على تحرير فيه، ولا اطلعت على ترجمته.
(2)
هو: محمد بن مصفى بن بهلول الحمصي، القرشي: صدوق، له أوهام، وكان يدلس، من العاشرة، مات سنة (246 هـ)، د س ق. ["التقريب" (6304)]، بل إن إمام الشام أبا زرعة الدمشقي نسبه وصفوانَ بن صالح إلى التسوية في الحديث، وهو إسقاط الضعفاء من الإسناد، حتى يتصل الإسناد بالثقات، كما في أواخر مقدمة "المجروحين"(1/ 94)، وعنه في "طبقات المدلسين" لابن حجر (رقم: 103). وهكذا وصف أبو زرعة الرازي أهل حمص -وهذا منهم- بعدم التمييز في صيغ الأداء، وأنهم ربما أسندوا عن بقية بصيغة السماع والتحديث ما دلسه عن بعض التلفاء. انظر:"العلل" للرازي (2516، و 543، 2663).
(3)
رواه ابن ماجه (2045) والضياء في "المختارة"(11/ 182 - 183) من طريق ابن أبي عاصم وغيره، وكذا أخرجه العقيلي (4/ 145/ 1710)، وابن عدي (2/ 346 - 347) والبيهقي (7/ 356) وغيرهم.
قال العقيلي: "ويُرْوَى من غير هذا الوجه بإسناد جيد".
(4)
أخرجه ابن حبان (7219) والبيهقي في "الكبرى"(7/ 356، و 10/ 61)، و"الصغير"(4/ 106) و"المعرفة"(11/ 74)، رقم (4713)، وكذا الطحاوي في (3/ 95)، رقم (4649) وابن عدي (2/ 346، 347) وابن جميع في "معجمه"(339) وغيرهم، =
تسويةَ الوليد
(1)
؛ فقد رواه بشر بن بكر، عن الأوزاعي، فأدخل بين عطاء وابن عباس رضي الله عنهما عبيدَ بن عمير
(2)
. أخرجه الطبراني، والدارقطني، والحاكم في "صحيحه" من طريقه
(3)
، بلفظ:"تجاوز" بدل "وضع"
(4)
.
= من طريق الربيع بن سليمان المرادي، ورواه ابن عدي أيضًا (2/ 346) من طريق يوسف البويطي وحسين بن أبي معاوية؛ ثلاثتهم عن بشر بن بكر به.
** وليس عند ابن حبان والبيهقي من طريق ابن المصفى عن الوليد، كما توهمه عبارة المؤلف رحمه الله، بل من رواية بشر بن بكر عن الأوزاعي به.
(1)
بل فيه مظنة التسوية من شخصين؛ أحدهما: الوليد -كما قال المؤلف، وبه جاء وصفه في "طبقات المدلسين" (الطبقة: 4، رقم: 127) - وثانيهما: الراوي عنه؛ محمد بن المصفى، فهو أيضًا موصوف بالتسوية في الحديث -كما تقدم آنفًا-. ومحل التسوية في كلام الأئمة ممن يعل الحديث ليس الذي أشار إليه المؤلف ومن يصحح الرواية، بل بين الأوزاعي وعطاء، كما قال أبو حاتم الرازي وغيره. والله أعلم.
(2)
ذكر نحوه الحافظ ابن حجر في "موافقة الخبر الخبر"(1/ 510، المجلس: 125)، فحسن الحديث من هذا الوجه، وجوَّد إسناده.
(3)
يعني كلهم رووه من طريق بشر بن بكر، وليس المراد أن تكون رواية الحاكم له من طريق الدارقطني، بل هو عنده من طريق الأصم في الوجهين.
(4)
رواه الطبراني في "الصغير"(765) والدارقطني (5/ 300)، رقم (4351) والحاكم (2/ 317) وابن حزم في "الإحكام"(5/ 149) -وابن حبان وغيره ممن تقدم ذكرهم آنفًا- كلهم من طريق بشر به.
وللحاكم من طريق الربيع بن سليمان عن أيوب بن سويد عن الأوزاعي به أيضًا، وقال:"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، هذا وقد ذكر في موضعين من "المستدرك"(1/ 455، 482) أنهما لم يحتجا بأيوب بن سويد، وتعقبه الذهبي في الموضع الأول بتضعيف الإمام أحمد له.
وأيوب بن سويد: هو الرملي السَّيباني -بالمهملة-؛ ضعيف جدًّا، تركه ابن المبارك وجمع من الأئمة، ورماه ابن معين والساجي بسرقة الأحاديث، وعليه فزلة من الحافظ ابن حجر قوله في "التقريب" (615):"صدوق يخطئ"، وينتقد على ابن حبان ذكره في الثقات (8/ 125)، على إشارته إلى سوء حفظه، وتقدم أيضًا (ح 49).
وانظر: "سؤالات ابن الجنيد"(562)، "أحوال الرجال" للجوزجاني (273)، "الضعفاء" للعقيلي (1/ 113)، رقم (131)، "الكامل"(1/ 359 - 363)، "الكاشف"(518)، "الميزان"(1/ 287)، رقم (1079)، "الإكمال" لمغلطاي (2/ 335).
قال البيهقي: "جوَّده بشر بن بكر"
(1)
، وقال الطبراني في "الأوسط":"لم يروه عن الأوزاعي -يعني: مجودًا - إلا بشرٌ، تفرد به الربيع بن سليمان"
(2)
.
وله طرق عن ابن عباس
(3)
، بل؛ للوليد فيه إسنادان آخران:
(1)
السنن الكبرى (7/ 356)، وزاد:"وهو من الثقات".
(2)
لم أقف عليه في "الأوسط"، وهو في "المعجم الصغير" له برقم (765).
(3)
وروي من وجهين آخرين أيضًا:
1 -
أخرجه الطبراني في "الكبير"(9/ 340) من طريق معلى بن مهدي الموصلي، عن مسلم بن خالد الزنجي، عن سعيد العلَّاف، عنه به.
2 -
ورواه في "الأوسط"(2/ 331)، رقم (2137) من طريق محمد بن موسى الحرشي، عن عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن سعيد بن جبير، عنه رضي الله عنه به.
* وهذان الإسنادان تالفان للغاية، والإسناد الأول فيه ثلاثُ علل، وهي:
1 -
مسلم بن خالد الزنجي: قال البخاري -كما في "ترتيب علل الترمذي"(1/ 191/ 338) -: "ذاهب الحديث" وقال في "الضعفاء"(342): "منكر الحديث"، وقال ابن المديني -كما في "الأوسط" للبخاري (4/ 822/ 1292) -:"ليس بشيء"، وقال أبو حاتم (8/ 183/ 800):"ليس بذاك القوي، منكر الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به، تعرف وتنكر"، وقال ابن أبي شيبة -كما في "الضعفاء" للعقيلي (4/ 150)، و"الكنى" لأبي أحمد (4/ 268) -:(كان ضعيفًا)، وضعفه أحمد في "العلل"(2/ 478/ 3140) وأبو زرعة في "سؤالات البردعي" عنه (2/ 657/ 305)، والنسائي (569) والعقيلي (4/ 151).
وأما ابن معين فقال -كما في "تاريخ ابن أبي خيثمة"(3/ 267/ 929)، والدوري (2/ 561/ 227)، و"سؤالات ابن الجنيد"(839)، و"الكامل" (6/ 308 - 309) -:"ثقة صالح الحديث، ليس به بأس"، وقال ابن حبان في "الثقات" (7/ 448):"يخطئ أحيانًا" وفي "المشاهير" له (149): "يهم في الأحايين"، وقال ابن عدي (6/ 311):"هو حسن الحديث، وأرجو أنه لا بأس به".
فالأكثر على تضعيفه، مع تفسيرهم للجرح بروايته للمناكير، والجرح المفسر مقدم على التعديل. والله أعلم.
2، 3 - وسعيد العلاف المكي: قال أبو زرعة الرازي -كما في "الجرح والتعديل"(4/ 76/ 324): "هو لين الحديث، لا أظنه سمع من ابن عباس". فهذه ثلاثُ علل للطريق الأول.
وأما الوجه الثاني: ففيه عبد الرحيم بن زيد بن الحواري العمي: متروك، كذبه ابن معين. التقريب (4055) =
1 -
رواه محمد بن المصفى، عنه، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر
(1)
.
2 -
وعن ابن لهيعة، عن موسى بن وردان، عن عقبة بن عامر
(2)
.
وقد قال ابن أبي حاتم في "العلل"
(3)
: سألت أبي عنها، فقال: هذه أحاديث منكرة، كأنها موضوعة.
وقال في موضع آخر
(4)
: لم يسمعه الأوزاعي من عطاء؛ إنما سمعه من رجل [لم يسمه]
(5)
أتوهم أنه عبد الله بن عامر الأسلمي
(6)
أو
= قال ابن عدي: "هذا عن زيد العمي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس منكر".
(1)
رواه الطبراني في "الأوسط"(8274) والبيهقي (6/ 84)، وكذا العقيلي (4/ 145) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 352). قال الطبراني:"لم يروه عن مالك عن نافع إلا الوليد"، وقال أبو نعيم:"غريب من حديث مالك، تفرد به ابن مصفى عن الوليد"، واستنكره العقيلي، وقال البيهقي:"المحفوظ عن الوليد بن مسلم: عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس، وعن ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن عقبة بن عامر، كلاهما عن النبي صلى الله عليه وسلم".
(2)
أخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 4943) -ومن طريقه البيهقي (7/ 357) - ورواه الطبراني في "الأوسط"(8274)، وقال:"لم يروه إلا موسى بن وردان، ولا عنه إلا ابن لهيعة، تفرد به الوليد".
وموسى بن وردان العامري المصري: صدوق ربما أخطأ. "التقريب"(7023).
وابن لهيعة اختلط بعد احتراق كتبه، وليس الوليد ممن يعتمد حديثه عنه، مع أنهما قد وصفا برواية المناكير وبالتدليس عن الضعفاء، كما في "طبقات المدلسين" (ط: 4/ 127 - للوليد، وط: 5/ 140 - لابن لهيعة)، بل الوليد بن مسلم قد وصف بتدليس التسوية أيضًا، كما تقدم آنفًا، وهذا إسناد معنعن. والله أعلم.
** وله إسناد رابع أيضًا: أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8275) من طريق محمد بن المصفى، عن الوليد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس به. وقال:"لم يروه إلا الوليد".
(3)
العلل، رقم (1296)، وحكمه هذا على مجموع روايات الوليد بن مسلم الأربعة.
(4)
المصدر السابق.
(5)
الزيادة من (زك، ز 2، ق، هـ)، و"العلل".
(6)
هو: عبد الله بن عامر أبو عامر الأسلمي المدني: ضعيف، من السادسة. "التقريب"(3406).
إسماعيل بن مسلم
(1)
.
قال: ولا يصح هذا الحديث، ولا يثبت إسناده.
وقال عبد الله بن أحمد في "العلل"
(2)
: سألت أبي عنه، فأنكره جدًّا، وقال: ليس يروى هذا إلا عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم
(3)
.
ونقل الخلال عن أحمد، قال:"من زعم أن الخطأ والنسيان مرفوع، فقد خالف كتاب الله وسُنَّة رسول الله؛ فإن الله أوجب في قتل النفس الخطأ الكفارة"
(4)
؛ يعني: من زعم ارتفاعها على العموم في خطاب الوضع والتكليف.
وقال محمد بن نصر -عقب إيراده له، كما تقدم-: إلا أنه ليس له إسناد يحتج بمثله.
ورواه العقيلي في "الضعفاء" من حديث الوليد عن مالك به، ورواه
(1)
هو: إسماعيل بن مسلم البصري، ثم المكي: ضعيف الحديث، وكان فقيهًا. "التقريب"(484).
(2)
العلل ومعرفة الرجال (1340)، قاله في حديثي الأوزاعي ومالك، ولكن الحكم عام.
(3)
مرسل الحسن: أخرجه عبد الرزاق (6/ 409/ 11416) وسعيد بن منصور (1/ 278/ 1144 - 1146) وابن أبي شيبة (18340) وابن أبي الدنيا في "الصبر"(57) وابن عدي (3/ 323) من طريق جماعة، عن الحسن به مرسلًا.
(4)
الأصل مفقود، ولم أقف عليه في "منتخب العلل للخلال" لابن قدامة أو غيره. والله أعلم.
وعورض هذا التعليل بأن الأمور الثلاثة المذكورة في الحديث مؤيدة بنصوص الكتاب والسُّنَّة، ففي الخطإ والنسيان قوله تعالى:{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286]، وقوله تعالى:{وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} [الأحزاب: 5]، وفي الإكراه قوله تعالى:{إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106]، وقد عفا الشارع عن الصائم يأكل ويشرب على الخطإ ناسيًا. والله أعلم. وانظر:"شرح مشكل الآثار"(4/ 318)، رقم (1630).
وتكلم عليه السبكي في "الطبقات"(2/ 255) وابن حجر في "الفتح"(5/ 161)، وكلام الإمام أحمد لا إشكال فيه فيما يرجع إلى المعاملات وحقوق العباد، وأما ما يرجع إلى حق الله تعالى والتكاليف الراجعة إليه ففيها التخفيف. والله أعلم.
البيهقي، وقال:"قال الحاكم: هو صحيح غريب، تفرد به الوليد عن مالك"
(1)
.
وقال البيهقي في موضع آخر: إنه ليس بمحفوظ عن مالك
(2)
.
ورواه الخطيب في ترجمة سوادة بن إبراهيم من كتاب "الرواة عن مالك"
(3)
، وقال -بعد سياقه من جهة سوادة عنه-: سوادة مجهول، والخبر منكر عن مالك. انتهى.
والحديث يروى عن ثوبان
(4)
وأبي الدرداء
(5)
،
(1)
تقدما، وأما كلام البيهقي فلم أجده في المواضع المذكورة، وقد نقله الحافظ ابن حجر في التلخيص، وغيره أيضًا. والله أعلم.
(2)
السنن الكبرى (6/ 84).
(3)
لم أقف على الرواية من طريق الخطيب، وأوردها الحافظ ابن حجر في "اللسان"(1/ 652/ 812، 4/ 212/ 3729) عن الدارقطني في "غرائب مالك" بإسناده المتصل؛ من طريق أبي الفوارس أحمد بن محمد ابن السندي، عن العباس بن الفضل بن عون التنوخي، ومن طريق عيسى بن أحمد بن يحيى الصدفي وغيره، عن الفضل بن جعفر التنوخي، كلاهما عن سوادة بن إبراهيم -وقيل: عبد الله- الأنصاري، عن مالك به. ونقل عن الدارقطني، أنه قال:"لا يصح، ومن دون مالك ضعفاء"، وقال الذهبي في "الميزان" (2/ 245/ 3608):"خبر منكر، لم يصح عن مالك".
(4)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(2/ 117/ 1414) و"الشاميين"(2/ 152/ 1090) من طريقين عنه رضي الله عنه.
ورواية الكبير فيها عبد الوهاب بن الضحاك العُرْضي الحمصي: متروك، كذبه أبو حاتم. التقريب (4258).
وأما روايته في الشاميين ففيها: يزيد بن ربيعة الصنعاني -صنعاء دمشق-: قال البخاري في "التاريخ الكبير"(8/ 332/ 3210)، و"الأوسط"(3/ 615/ 941)، و"الضعفاء" (425 - واللفظ له):"حديثه منكر"، وقال الجوزجاني في "الشجرة" (رقم: 284): "أحاديثه أباطيل، أخاف أن تكون موضوعة"، وقال أبو حاتم ودحيم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، واهي الحديث، وفي روايته عن أبي الأشعث عن ثوبان تخليط كثير [الجرح والتعديل 9/ 216/ 1101]، وقال النسائي [الضعفاء: 643] والدارقطني [سؤالات البرقاني: 548]: "متروك". فالحديث باطل بالوجهين. والله أعلم.
(5)
أخرجه ابن عدي (3/ 325) من طريق هشام بن عمار، عن إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر الهذلي، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عنه رضي الله عنه مرفوعًا. وهو عند =
وأبي ذر
(1)
.
ومجموع هذه الطرف تُظْهِر أن للحديث أصلًا
(2)
، لا سيما وأصل الباب حديث أبي هريرة في "الصحيح" من طريق زرارة بن أوفى عنه، بلفظ:"إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل به أو تكلم به"
(3)
.
ورواه ابن ماجه، ولفظه:"عما توسوس به صدورها" بدل "ما حدثت به أنفسها"، وزاد في آخره:"وما استكرهوا عليه"، ويقال: إنها مدرجة فيه
(4)
.
وقد صحح ابن حبان والحاكم وغيرهما
(5)
هذا الخبر، كما أشرت إليه.
= ابن أبي حاتم في "التفسير"(3092) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن الهذلي، عن شهر، عن أم الدرداء مرسلًا. ومدار الوجهين على أبي بكر الهذلي، وهو يختلف في اسمه؛ فقيل: اسمه سُلمى بن عبد الله، وقيل: رَوْح، وهو أخباري، متروك الحديث، من السادسة، كما في "التقريب"(8002)، وكذبه محمد بن جعفر غندر. وانظر:"تاريخ بغداد"(10/ 308 - 312)، رقم (4753)، "تهذيب الكمال"(33/ 159 - 161)، رقم (7268)، "الميزان"(4/ 497)، رقم (10005).
والمرسل أقوى إسنادًا فيما دون الهذلي، وأما المرفوع ففيه علل دونه، لا داعي لذكرها مع وهائه. والله أعلم.
(1)
أخرجه ابن ماجه (2043) من طريق أيوب بن سويد عن أبي بكر الهذلي، عن شهر، عن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعًا. والهذلي متروك، وأيوب بن سويد: متروك، متهم بسرقة الحديث، كما تقدم آنفًا، وشهر سيئ الحفظ، من صغار التابعين، لم يدرك أبا ذر رضي الله عنه (ت: 32)، ولا من توفي بعده بدهر طويل من الصحابة رضي الله عنهم.
ويبدو أن هذا هو أصل حديث ابن عباس رضي الله عنهما المتقدم من رواية الحاكم؛ من طريق أيوب بن سويد، عن الأوزاعي، عن عطاء، عن عبيد، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(2)
ومثله قال الحافظ في "موافقة الخبر الخبر"(1/ 510)، ومما تقدم من التخريج وبيان العلل يتجلى أن مجموع هذه الروايات يعل بعضها البعض، ولا يصلح شيء منها لِيُقَوِّيَ أو يَتقَوَّى. والله أعلم.
(3)
صحيح البخاري (6664، وكذا: 2528، 5269)، ومسلم (201، 202).
(4)
أخرجه ابن ماجه (2044)، وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/ 674):"والزيادة هذه أظنها مدرجة؛ كأنها دخلت على هشام بن عمار من حديث في حديث، والله أعلم"، وقال الألباني:"قوله: "وما استكرهوا عليه" شاذ هنا".
(5)
تقدم ذكرهما أول التخريج، وصححه كذلك من طريق بشر بن بكر كل من: ابن حزم في "المحلى"(9/ 466)، وابن حجر في "الفتح" (5/ 161) -قال: رجاله ثقات، =
وقال النووي في "الروضة"، وفي "الأربعين":"إنه حسن"
(1)
، وبسطت الكلام
= وأعل بعلة غير قادحة-، والبوصيري في "مصباح الزجاجة"(2/ 130)، والسيوطي في "الأشباه والنظائر" (ت: 339 هـ)، وأحمد شاكر، والألباني في "الإرواء"(1/ 123/ 82)، وجود إسناده البيهقي في "السنن"(7/ 356) وغيرهم.
وهؤلاء كلهم لم يتطرقوا في علة الحديث إلا إلى تسوية الوليد بن مسلم بإسقاط عبيد بن عمير من الإسناد، فحكموا أنه لا يضر ولا يقدح؛ لأن عبيداً ثقة إمام، ونص عليه كذلك ابن كثير في "تحفة الطالب"(159).
وأما الْمُعِلُّون للحديث: فهم الإمام أحمد وأبو حاتم الرازي -كما تقدم عنهما- وابن عبد الهادي، حيث قال في "المحرر" (750):"رواته صادقون، وقد أعل". وقال الدارقطني في "الأفراد" -كما في "أطرافه"(3/ 220)، رقم (2479) -:"غريب من حديث الأوزاعي عن عطاء، تفرد به بشر بن بكر، ولم يحدث به عنه غير الربيع بن سليمان، وأبي يعقوب البويطي الفقيه"، فكأنه يميل إلى إعلاله. والله أعلم.
وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم"(2/ 361 - 364): "هذا إسنادٌ صحيحٌ في ظاهر الأمر، ورواته كلهم محتجٌ بهم في الصحيحين، .. ولكن له علَّة، وقد أنكره الإمام أحمد جدًا بأنه لا يروى إلا عن الحسن مرسلًا، وقضى أبو حاتم بأنه باطل شبه موضوع .. "، وقال في رواية مالك:"هو عند حذَّاق الحفاظ باطلٌ على مالك، ونقل الآجري عن أبي داود، قال: "روى الوليد بن مسلم عن مالك عشرة أحاديث ليس لها أصل، منها عن نافع أربعة"، قال ابن رجب: "والظاهر أنَّ منها هذا الحديث، والله أعلم". وقضى بأن المرسل أشبه، كما في "جامع العلوم والحكم" (حديث: 39).
وأما حديث الأوزاعي فإن ابن جريج يرويه عن عطاء، أنه قال:"بَلَغَنِي أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ". أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(ح: 19390) عن يحيى بن سليم -وهو الطائفي، صدوق سيء الحفظ-، عن ابن جريج. قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (حديث: 39): (هذا المرسلُ أشبه).
فهذا ينبئ أن هذا الحديث عند عطاء مرسل وبلاغ، ولذا أنكر الإمام أحمد وأبو حاتم الحديث الآخر، وذكر أحمد أنه لا يعرف إلا مرسلا عن الحسن، وزعم أبو حاتم الرازي أن الأوزاعي لم يسمعه عن عطاء، وإنما عن رجل ضعيف أو واه عنه، وهاتان العلتان لم يتطرق إليهما جميع من صحح الحديث، واعتدَّ به. والله أعلم.
فهؤلاء أعلوه بالتفرد والنكارة، وأن المحفوظ فيه الإرسال والوقف، وقد تقدم، وهذا شيء لم ينظر له مصححو الخبر. والله أعلم.
(1)
"الأربعون"(ح 39)، و"الفتاوى" (ت: 138 هـ)، و"الروضة"(8/ 193)، وزاد في "الفتاوى":"حجة"، وقال في "المجموع" (6/ 309):"رواه البيهقي بأسانيد صحيحة".
عليه في "تخريج الأربعين"
(1)
، وكذا تكلم عليه شيخنا في "تخريج المختصر" وغيرِه
(2)
.
538 - حديث: "الرفق رأس الحكمة".
في: "إن الرفق"
(3)
.
539 - حديث: "روحوا القلوب ساعة وساعة".
الديلمي من جهة أبي نعيم، ثم من حديث أبي الطاهر
(4)
، [عن]
(5)
الْمُوْقَري
(6)
، عن الزهري، عن أنس رفعه، بهذا
(7)
.
(1)
مخطوط، كما سبق في المقدمة.
(2)
انظر: "موافقة الخبر الخبر في تخريج أحاديث المختصر"(المجلس: 125، 1/ 509 - 510)، وتقدم العزو إلى "الفتح"، و"التلخيص الحبير" وغيرهما.
ذهب الحافظ كذلك إلى تحسين الحديث من رواية الوليد بن مسلم وبشر بن بكر عن الأوزاعي، وقد تقدم ما في روايات الباب من العلل القادحة، مع النقل عن خواص أئمة العلل. والله أعلم.
(3)
انظر الحديث (228).
(4)
هو: موسى بن محمد بن عطاء الدمياطي البلقاوى المقدسي: أحد التُّلَفَاء، كذبه الرازيان وموسى بن سهل الرملي، واتهمه ابن عدي. "الجرح والتعديل"(8/ 161/ 715)، "الكامل"(6/ 347، 348).
(5)
في نسخ المقاصد الخطية: "أبي الطاهر الموقري"، والتصويب من المصادر المسندة.
(6)
الْمُوقَري -بضم الميم وفتح القاف-: هو الوليد بن محمد أبو بشر البلقاوي الموقري، مولى يزيد بن عبد الملك الأموي، متروك، كذبه ابن معين، واتهمه غير واحد، وذكر ابن عدي أن البلاء في هذه الأحاديث منه دون أبي الطاهر، والله أعلم. وانظر:"التاريخ الكبير"(8/ 155)، رقم (2542)، "أحوال الرجال"(286)، "الضعفاء" للعقيلي (4/ 318)، رقم (1919)، "الجرح والتعديل"(8/ 161)، رقم (715)، "المجروحين"(3/ 77)، الكامل (6/ 347، 348)، (7/ 71 - 74)، "تهذيب الكمال"(31/ 76 - 81)، رقم (6734)، "التقريب"(7453).
فالحديث باطل من هذا الوجه، وإن كان يشهد لمعناه حديث مسلم المذكور أعلاه.
(7)
أخرجه الديلمي (2/ 134 - ب)، وكذلك القضاعي (1/ 393)، رقم (439) من طريق الموقري به.
ويشهد له ما في "صحيح مسلم" وغيره من حديثٍ: "يا حنظلة! ساعةً وساعة"
(1)
.
540 - حديث: "الرؤيا على رجل طائرٍ ما لم تُعَبَّر، فإذا عبرت وقعت".
أبو داود، وابن ماجه من حديث أبي رَزِين لَقِيط بن عامر العُقَيْلي رفعه بهذا
(2)
.
(1)
صحيح مسلم (2750).
(2)
أخرجه أبو داود (5022) -من طريق أحمد، وهو في "المسند"(26/ 100)، رقم (16182)، ومن طريقه عند البيهقي في "شعب الإيمان"(6/ 425)، رقم (4434) - وابن ماجه (3914) -عن ابن أبي شيبة، وهو في "المصنف"(11/ 50)، رقم (31089) - وابن حبان (6050)، والطبراني في "الكبير"(19/ 461)، رقم (15792)، وغيرهم من طرق عن هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عدس، عن عمه أبي رزين به.
ورواه أحمد (26/ 102 - 103)، رقم (16183)، والطبراني في "الكبير"(19/ 205 - 206)، رقم (463) من طريقين عن حماد بن سلمة، عن يعلى به، فقال: وكيع بن حدس -بالحاء المهملة-.
ووكيع بن حدس: في اسم أبيه وجهان لأهل العلم؛ بالحاء والعين، وأكثر الأئمة على ترجيح قول حماد بن سلمة، وقد تابعه عليه الأشجعي؛ عن سفيان، عن يعلى به، كما في "المسند"(ح 16189)، "العلل ومعرفة الرجال"(3/ 429)، رقم (5825، 5827)، و"معجم الصحابة" للبغوي (5/ 94)، ويحيى بن حماد وغيره عن أبي عوانة كما في "تاريخ ابن أبي خيثمة"(3/ 299 - 300)، ومعجم البغوي (2043)، وهو ترجيح أبي داود -كما في "تهذيب الكمال"(30/ 485)، رقم (6696)، ونقله عن بعض ولد وكيع-، وابنِ حبان في "الصحيح" و"الثقات"(5/ 496). والله أعلم.
وخالف الترمذي فرجح الوجه الآخر، لظنه تفرد حماد بن سلمة بما صوبه الأئمة الآخرون، وأن وكيع بن عدس اتفق عليه شعبة وأبو عوانة وهشيم، ورُدَّ هذا بمتابعة الثوري وجملة من الرواة عن أبي عوانة لحماد، وأن الوجه الآخر أخطأ فيه شعبة، فتبعه عليه هشيم. والله أعلم.
ووكيع هذا: تفرد عنه يعلى بن عطاء، واستجهله غير واحد من الأئمة، فقال ابن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث" (ت: 323 هـ)، رقم (19)، والذهبي في "الميزان"(4/ 335)، رقم (9355):"لا يعرف"، واستنكر ابن قتيبة له حديثًا في الصفات، وقال ابن القطان في "بيان الوهم"(3/ 617)، رقم (1428):"لا يعرف له حال"، وقال الحافظ في "التقريب" (7415):"مقبول، من الرابعة، 4"، ويعني بقبوله عند المتابعة، وإلا فلين. =
وأخرجه أحمد، والدارمي، والترمذي، ولفظه: "رؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة، وهي على رِجل طائر
(1)
ما لم يُحَدَّث بها، فإذا حُدِّثَ بها وقعت"، وقال: "إنه حسن صحيح".
صححه ابن حبان، والحاكم
(2)
، وابن دقيقٍ العيد، وقال:"إنه على شرط مسلم"
(3)
.
= وأما ابن حبان فذكره في "الثقات"(5/ 496)، رقم (5909)، وقال في "المشاهير" (973):"من الأثبات"، وحكم الترمذي على حديثه بأنه "حسن صحيح"، وصحح إسناده الحاكم، وحسنه الحافظ في "الفتح"(12/ 432)، وعضده بشواهد متقاربة له في القوة والضعف، ويعضدهم عدم كلام الأئمة فيه مع ذكرهم له والخلافِ فيه. والله أعلم.
وقال الإمام أحمد في "العلل" - رواية ابنه عبد الله (2/ 162)، رقم (1874):"ذكرنا عند وكيع بن الجراح أحاديث يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس"، فقلت:"هذا يروى عنه خمسة أحاديث"، فجعل يذكر ذلك.
قال الإمام أحمد: "لم يسمعها، هذه أحاديث معروفة لم يسمعها".
هذا ولم يتبين لي من الذي عناه الإمام أحمد بقوله: "لم يسمعها"، هل يعلى لم يسمعها من ابن حدس، أو أن وكيع بن الجراح كان لم يسمع هذه الأحاديث حتى ذكرها له الإمام أحمد وأصحابه. فالله أعلم.
(1)
قال ابن الأثير: لا يستقر تأويلها حتى تعبر، يريد أنها سريعة السقوط إذا عبرت، كما أن الطير لا يستقر في أكثر أحواله، فكيف يكون ما على رجله؛ يسقط بأدنى حركة. "النهاية"(2/ 173، 3/ 123) بتصرف.
(2)
وأخرجه أحمد (16195، 16196، 16205) والترمذي (2447، 2448) -من طريق الطيالسي، وهو في مسنده (1184)، وغيره- والدارمي (2148) والطحاوي في "شرح المشكل"(2/ 163)، رقم (681) وابن حبان (6049) والحاكم (4/ 390) وغيرهم؛ من طرق عن شعبة، عن يعلى به نحوه.
وهو عند أبي القاسم البغوي في "الجعديات"(1697) -ومن طريقه عند الطبراني في "الكبير"(19/ 204)، رقم (461) - عن علي بن الجعد، عن هشيم وشعبة معًا.
وفرقهما الطبراني (19/ 205 - 206)، رقم (462، 464) من طريق ابن أبي شيبة عن هشيم، وعن غندر عن شعبة.
(3)
لم أقف على مصدره، وتعقبه الألباني في "الصحيحة"(120) بأن وكيع بن حدس لم يخرج له مسلم ولم يرد توثيقه إلا عن ابن حبان، وجهله ابن القطان، وتقدمت ترجمته.
وفي الباب: عن أنس عند ابن ماجه
(1)
، من حديث الأعمش عن يزيد الرقاشي، عنه مرفوعًا في حديثٍ:"والرؤيا لأول عابر"
(2)
. وكذا أخرجه ابن مَنِيْع في "مسنده"
(3)
، والرقاشي ضعيف
(4)
(5)
.
(1)
سنن ابن ماجه (3915)، وعن شيخ ابن ماجه فيه أخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل"(ح 169).
(2)
يعني أنها تقع على ما يعبرها أول معبر، وقُيِّد بأن يكون المعبر عالمًا خبيرًا، وإلا فلا أثر لتعبيره. قال ابن الأثير: يعني: أنها إذا احتملت تأويلين أو أكثر فعبرها من يعرف عبارتها، وقعت على ما أولها، وانتفى عنها غيره من التأويل. "النهاية"(1/ 78)، (3/ 123، 141)، وانظر:"الفائق" للزمخشري (3/ 280 - 281)، "فتح الباري" لابن حجر (12/ 432 - 433).
والحديث ضعيف مخالف للصحيح الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا ضرورة للبحث عن مغزاه. والله أعلم.
(3)
أخرجه ابن منيع وابن أبي شيبة في "مسنديهما" -كما في "إتحاف الخيرة"(6/ 370)، رقم (6040) - وابن أبي شيبة (16/ 53)، رقم (31135)، وأبو يعلى (7/ 158)، رقم (4131)، وغيرهم من طرق عن الأعمش به.
(4)
هو: يزيد بن أبان الرقاشي -بتخفيف القاف، ثم معجمة- أبو عمرو البصري القاص: زاهد ضعيف، ووسم برواية المناكير وما لا أصل لها عن أنس رضي الله عنه، كما تقدم (ح 90)، وبه ضعفه البوصيري في "إتحاف الخيرة" و"مصباح الزجاجة"(4/ 157)، رقم (1378)، والحافظ في "الفتح"(12/ 432) وآخرون، ولكن الحافظ حسنه بشواهده، وحاول الجمع بينه وبين حديث الصحيح بما لا طائل فيه. والله أعلم.
ولحديث أنس رضي الله عنه هذا طريق آخر عند الحاكم (4/ 391) -وصحح إسناده، ولم يتعقبه الذهبي- من رواية عبد الرزاق عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس رضي الله عنه:"إن الرؤيا تقع على ما تعبر، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحًا أو عالمًا".
وهذا إسناد غريب، ورجاله من الحاكم وإلى أبي قلابة كلهم ثقات، ويخشى أن يكون دخل على بعضهم حديث في حديث، فلو كان الحديث عند أيوب عن أبي قلابة لم يعرج الناس إلى يزيد الرقاشي، وقد تحفظ الألباني في "الصحيحة"(ح 120) عن تصحيحه، لعنعنة أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، وهو مشهور بالتدليس والإرسال، كما في "جامع التحصيل" (ت: 112، 211 هـ)، رقم (68، 362)، و"التقريب"(3333).
(5)
أشار البخاري في "الصحيح" إلى ضعف هذا الحديث، فبوب في "كتاب التعبير" بـ:(باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب)، وأخرج فيه حديث ابن عباس رضي الله عنهما =
541 - حديث: "الرياء الشرك الأصغر".
الطبراني من جهة ابن لهيعة، عن عمارة بن غزية، عن يعلى بن شداد بن أوس، عن أبيه، قال: كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشركَ الأصغر
(1)
.
= في تعبير أبي بكر رضي الله عنه لرؤيا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"أخبرني يا رسوِل الله! بأبي أنت، أَصَبتُ أم أخطأت؟ "، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"أصبت بعضًا، وأخطأت بعضًا".
وقال أبو عبيد وغيره من العلماء: "تأويل قوله: "الرؤيا لأول عابر" إذا أصاب الأول وجهَ العبارة وإلا فهي لمن أصابها بعده،
…
كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بالصديق، فقال:"أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا"، ولو كانت الرؤيا لأول عابر سواء أصاب أو أخطأ ما قال له الرسول صلى الله عليه وسلم:"وأخطأت بعضًا"". والله أعلم.
انظر: "الكواكب الدراري" للكرماني (24/ 137 - 138)، رقم (6623)، "شرح صحيح البخاري" لابن بطال (9/ 560 - 563)، و"فتح الباري" لابن حجر (12/ 432 - 436).
(1)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7/ 289)، رقم (7160)، و"الأوسط"(1/ 70)، رقم (196)، و"الشاميين"(3/ 230)، رقم (2146)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5/ 337)، رقم (6842) من طريق سعيد بن أبي مريم عن ابن لهيعة ويحيى بن أيوب -هو الغافقي- عن عمارة بن غزية، عن يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه به.
وأخرجه البزار (8/ 406)، رقم (3481)، والطبري في "تهذيب الآثار" -مسند عمر رضي الله عنه (2/ 796)، رقم (1119)، والحاكم (4/ 329) - وصحح إسناده - والبيهقي في "شعب الإيمان"(5/ 337)، رقم (6842) من غير وجه عن ابن أبي مريم عن الغافقي -فقط- عن عمارة به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(ح 6843) من وجهين عن ابن لهيعة عن عبد ربه بن سعيد عن يعلى به.
قال الطبراني في "الأوسط": "لم يروه عن يعلى إلا عمارة، تفرد به ابن لهيعة ويحيى بن أيوب".
وهذا إسناد حسن إن شاء الله، وابن لهيعة قد توبع عليه في الطريق الأول، وأما الطريق الثاني فتفرد به ابن لهيعة، ولم يتابع عليه، فلعله مما خلط فيه. والله أعلم.
ورواه البيهقي في "الشعب"(ح 6844 - عن الحاكم) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن شداد به. وهذا لا أراه محفوظًا، فإن الحاكم بعد ما أخرجه في "المستدرك" من الطريق الأول، قال: "وقد حدثنا بالحديث على وجهه .. ، فذكر من طريق عفان عن عبد الحميد به، =
542 - حديث: "ريح الولد من ريح الجنة".
الطبراني في "الأوسط" و "الصغير" من حديث منْدَل بن علي
(1)
، عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس مرفوعًا بهذا.
وقال: لم يروه عن عبيد الله إلا عبد المجيد، تفرد به مندل
(2)
.
= أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى وهو يرائي فقد أشرك، ومن صام وهو يرائي فقد أشرك، ومن تصدق وهو يرائي فقد أشرك".
فهنا يبين الحاكم أن الحديث مرفوع قولي كما في الرواية الثانية، وإنما عُبِّر عنه في الطريق الأولى بالمعنى، فظن الحافظ البيهقي -والله أعلم- أن نفس المتن مروي عنده بهذا الإسناد. والله أعلم.
وله شاهد من حديث محمود بن لبيد الأنصاري رضي الله عنه عند أحمد (23636، 23630، 23631)، والبغوي في "شرح السُّنَّة"(4135)، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر"، قالوا: ما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: "الرياء" .. " الحديث.
وهو عند ابن أبي شيبة (2/ 481) وابن خزيمة (937) عنه رضي الله عنه بمعناه.
وأصله عند مسلم (2985) -واللفظ له- وابن خزيمة (938)، وابن حبان (395)، وأحمد (ح 7999، 8000، 9617) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن ربه عز وجل، أنه قال:"أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه". وفي لفظ أحمد: "من عمل لي عملًا فأشرك فيه غيري، فأنا منه بريء، وهو للذي أشرك".
(1)
منْدل -مثلث الميم، ساكن الثاني- بن علي العَنَزي؛ ضعيفٌ، كما تقدم (ح 88).
(2)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(ح 5860) و"الصغير"(ح 823) -ونقله عنه الديلمي (2/ 148 /ب) - والبيهقي في "الشعب"(7/ 479/ 11061) وابن حبان في "المجروحين"(3/ 26) من طرق عن مندل به.
ورواه ابن أبي الدنيا في "العيال"(231) من طريق خلف بن أيوب -وهو العامري البلخي-، وعبدالعزيز الكناني في "حديثه"(ق 237/ 1)، وأبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني"(ق 212/ 2) -كما في "الضعيفة"(5/ 523) - من طريق خارجة بن مصعب، كلاهما (خلف بن أيوب، وخارجة): عن عبد المجيد بن سهيل، عن محمد بن عباد -زاد في الأخيرين: ابن حفص- عنه رضي الله عنه به مرفوعًا.
وخارجة بن مصعب: متروك، وكان يدلس عن الكذابين، ويقال: إن ابن معين كذبه. "التقريب"[1612]. =
543 - حديث: "ريق المؤمن شفاء".
معناه صحيح؛ ففي "الصحيحين" أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء، أو كانت به قرحة أو جرح، قال بأصبعه -يعني: سبابته- الأرض، ثم
= وأما متابعه خلف بن أيوب العامري أبو سعيد البلخي: فضعفه ابن معين -كما في "الضعفاء" للعقيلي (2/ 443/24)، ونقل عبد الله بن أحمد، عن أبيه في "العلل"(4869) أنه لم يُثَبِّتْه ولم يُثَبِّتْ حديثه، وروى عنه مرة فذكر أنه إنما روى عنه تباعًا. فلعله تركه للبدعة وكونه داعية فيها. والله أعلم.
وقال العقيلي في "الضعفاء"(4/ 24): "حدث خلف هذا عن قيس وعوف بمناكير لم يتابع عليها، وكان مرجئًا"، وذكره ابن حبان في "الثقات" في موضعين (8/ 227، 8/ 228)، وقال:"كان مرجئًا غاليًا فيه، استحب مجانبة حديثه لتعصبه في الإرجاء وبغضه من ينتحل السنن وقمعه إياهم جهده"، وقال أبو حاتم -كما في "الجرح"(3/ 370)، رقم (1687) -:"يُرْوَى عنه"، وقال الذهبي في "الكاشف" (1396):"رأس في الإرجاء، ثقة"، وفي "المغني" (1930):"صادق، ضعفه ابن معين"، وقال الحافظ في "التقريب" (1726): "فقيه أهل الرأي، ضعفه يحيى بن معين، ورمي بالإرجاء، من التاسعة، مات سنة (215 هـ).
وأما محمد بن عباد بن حفص: فقال الألباني: "لم أعرفه"، ويظهر لي أنه مصحف من "محمد بن عباد بن جعفر"، وهو محمد بن عباد بن جعفر بن رفاعة بن أمية المخزومي المكي: ثقة، من الثالثة، ع، وحديثه عن ابن عباس رضي الله عنهما في البخاري، وذكر عبد المجيد بن سهيل بالرواية عن والده عباد بن جعفر.
وانظر: "تهذيب الكمال"(25/ 433 - 435)، رقم (5320)، "التقريب"(5992).
فهذا مع ضعفه أقوى طرق الحديث، وقد توبع عن ابن عباس رضي الله عنهما من حديث مندل بن علي المذكور، فيتقوى بعضهما ببعض، ويُحَسَّن بمجموعهما. والله أعلم.
وله طريق آخر ساقط: أخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(3/ 173)، وفيه متهم ومتروك، وبهما أعله الألباني في "الضعيفة"(5/ 523)، رقم (2499).
وله شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها عند ابن عدي (6/ 160)، وفي إسناده محمد بن عبد الملك الأنصاري كذبه غير واحد من الأئمة، كما في "اللسان"(7/ 314 - 315)، رقم (7109).
قال الألباني في "الضعيفة"(5/ 523): "وبالجملة فالحديث ضعيف، لشدة ضعف طرقه وشاهده".
ولعله لم يقف على طريق خلف بن أيوب العامري، حيث لم يذكره، وهو ضعيف صالح للتقوية. والله أعلم.
رفعها، وقال:"بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا -أي: بِبُصاق بني آدم- يُشْفي سقيمُنا، بإذن ربنا"
(1)
، إلى غيره مما يقرب منه.
وأمَّا مَا على الألسنة من "أنَّ سؤر المؤمن شفاء"؛ ففي "الأفراد" للدارقطني من حديث نوح بن أبي مريم
(2)
، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس رفعه:"من التواضع أن يشرب الرجل من سؤر أخيه"
(3)
.
* * *
(1)
أخرجه البخاري (5745، 5746) مختصرًا، ومسلم (2194) واللفظ له.
(2)
أبو عصمة المروزي القرشي مولاهم، مشهور بكنيته، ويعرف بالجامع؛ كذبوه. "التقريب"(7210).
(3)
أخرجه الدارقطني في "الأفراد"["أطرافه" (3/ 280/ 2659)، وبإسناده في "اللآلي المصنوعة" (2/ 219)]، ومن طريقه رواه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 16)، وأخرجه الخطيب في "تاريخه"(6/ 402) من طريق سويد بن نصر، عن نوح به. وقال الدارقطني وابن الجوزي:"تفرد به نوح بن أبي مريم"، وهو متهم بالوضع، وعليه حكم ابن الجوزي بوضعه، وعليه فكلام من اعتمد عليه في تصحيحه للمقولة المشهورة "سؤر المؤمن شفاء" غير سليم. والله أعلم.
حرف الزاي المعجمة
544 - حديث: "زامر الحي ما يُطْرِب".
هو كلام صحيح في الغالب، وقد قال عروة بن الزبير لبنيه:"يا بَنِيَّ! أزهد الناس في العالم أهله"
(1)
، وسيأتي في "صغار قوم"
(2)
، بل قال أبو عبيد
(3)
(1)
رواه ابن أبي خيثمة في "العلم"(1/ 23/ 91)؛ وابن شاهين في "السُّنَّة"(67 - عن البغوي)، وابن عبد البر في "الجامع"(2/ 174 - 175، و 2/ 137 - 138)، وابن عساكر (40/ 257) من رواية أربعة من الثقات عن هشام بن عروة عن أبيه به. وفي لفظ له:"كان يقال: أزهد الناس". وإسناده صحيح إلى عروة.
ويروى عن عكرمة والحسن البصري وعون بن عبد الله، وعن كعب الأحبار بأسانيدَ جيدة، إن شاء الله.
قال البيهقي في "المدخل"(703): "وروي مرفوعًا، وليس بشيء"، وهو كما قال الإمام البيهقي رحمه الله، فإنه يروى عن ثلاثة من الصحابة؛ أبي الدرداء وأبي هريرة وجابر رضي الله عنهم بأسانيد لا تخلو من كذاب، وقد بسط الكلام فيها الألباني في "الضعيفة"(2750)، وبين أهم عللها. والله أعلم.
(2)
انظر الحديث: (630).
(3)
في: (أ، ز، م، عز، زك): "أبو عبيدة"، والتصويب من نسخة (ق) المساعدة، و"لسان الميزان".
وأبو عبيد هذا هو علي بن الحسين بن حرب بن عيسى، أبو عبيد بن حربويه، الفقيه الشافعي، قاضي مصر.
تولى القضاء بمصر قرابة عقدين، منذ سنة (293 هـ) حتى استعفي عنه سنة (311 هـ)، وكان ثقة عالمًا جليلًا، من خيار القضاة وأعدلهم، وكان يتفقه على مذهب أبي ثور، ورجع إلى بغداد، فتوفي بها في صفر سنة (319 هـ).
انظر: "فتوح مصر وأخبارها"(ص 267)، "تاريخ بغداد"(11/ 395 - 397)، رقم (6276)، "الأنساب" للسمعاني (2/ 196 - الحربويي)، "سير أعلام النبلاء"(14/ 536 - 537)، "البداية والنهاية"(15/ 54 - 55)، "تهذيب التهذيب"(7/ 267 - 268)، رقم (520)، "التقريب"(4714).
-مخاطبًا لأهل مصر
(1)
-: "إن البغاث
(2)
بأرضكم يستنسر
(3)
"
(4)
؛ أي: يصير نسرًا بعد حقارته.
يشير إلى أن الغريب -ولو كان ناقصًا- يصير بينهم ذا شأن، وهو مشاهَدٌ في كثيرين ممن لا نسبة لهم بما يكون في بلدهم، سيما وقد انقرض أهل التمييز، فللَّه الأمر (من قبل ومن بعد، وما أحسن قول من قال)
(5)
:
لا عيب بي غير أني من ديارهم
…
وزامر الحي لا تطرب مزاميره
(1)
قاله لأبي جعفر الطحاوي لما أكثر عليه في النقل عن شيخه أبي جعفر أحمد بن أبي عمران موسى بن عيسى البغدادي الفقيه الحنفي، قاضي مصر قبل أبي عبيد. قال ابن زولاق عن علي بن أبي جعفر الطحاوي:"فطارت هذه الكلمة، وصارت بمصر مثلًا".
وهذا مثل عربي قديم تمثل به أبو عبيد، وعنه اشتهر بمصر، ومما اشتهر عنهما بمصر، حتى صار مثلًا:"هل يُقَلِّدُ إلا عَصَبِيٌّ أو غبي!؟ ". انظر: "لسان الميزان"(1/ 626 - 627)، رقم (771).
(2)
ذكر الميداني فيه ثلاث لغات؛ الفتح والضم والكسر، قال: والجمع بغثان.
قال ابن السكيت في "إصلاح المنطق"(374): "هو طائر أبغث إلى الغبرة، دوين الرخمة، بطيء الطيران".
وأما البكري فقال: "البغاث كل ما يصاد من الطير، والجوارح منها: كل ما صاد، والرهام ما لا يصيد ولا يصاد؛ كالخطاف والخفاش"، وكذا قال الفراء فيما نقله الجوهري في "الصحاح"(1/ 274) في البغاث.
(3)
يستنسر: أي: يصير كالنَّسر في القوة عند الصيد، بعد أن كان من ضعاف الطير.
(4)
هو: مثل سائر من أمثال العرب تمثل به أبو عبيد بن حربوية القاضي بمصر، فاشتهر عنه بها، ويضرب مثلًا للضعيف يظهر بمظهر القوي، أو يقوى بعد الضعف، وللعزيز يعز به الذليل.
انظر: "أمالي القالي"(1/ 186 - 187) و"إصلاح المنطق" لابن السكيت (374)، و"الجمهرة" لأبي هلال (1/ 197، رقم 233، و 1/ 231، رقم 299)، و"شرح الأمثال" للبكري (باب: الرجل العزيز المنيع الذي يعز به الذليل، ص: 129)، و"مجمع الأمثال" للميداني (1/ 10).
(5)
ما بين القوسين من (ز)، وسقط من:"أ، م، عز، ق، زك". وفي "كشف الخفاء"(1/ 437، 438) أن ابن الغرس عزا البيت الأول بزيادة بيتٍ قبله للقاضي عبد الوهاب البغدادي يخاطب أهل بغداد. والله أعلم.
ومن العجيب قول القائل:
يا أهلَ مصر! أما تخشون نازلة
…
تصبكم يا بني الأقباط والوبش
كل الخلائق منقوصون عندكم
…
إلا اليهود ونسل الترك والحبَش
545 - حديث: "الزحمة رحمة"
(1)
.
هو كلام صحيح المعنى بالنظر إلى الوقوف في الصلاة، ومشروعية سد الخلل، والمحاذاة بالمناكب، حتى كأنهم بنيان مرصوص.
ولا ينافيه قول سفيان: "ينبغي أن يكون بين الرجلين في الصف قدر ثلثي ذراع"
(2)
، فذاك في غيره
(3)
.
546 - حديث: "زر غبًّا
(4)
تزدد حبًّا".
البزار والحارث بن أبي أسامة في "مسنديهما" -ومن طريق ثانيهما أبو نعيم في "الحلية"- من حديث طلحة بن عمرو، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة به مرفوعًا
(5)
.
(1)
في "الجد الحثيث"(190) و"المصنوع" للقاري (146) وغيرهما: "ليس بحديث".
(2)
لم أجده، وسيكرره المؤلف عند الحديث (972)"ما ضاق مجلس بمتحابين".
(3)
لعله يعني في غير الوقوف في صف الصلاة من المجالس العامة ونحوها، وفيه بعد، والظاهر أن الثوري رحمه الله يعني به قدر المسافة بين الصفين؛ المتقدم وتاليه، فينبغي أن تكون أدنى مسافة بين رجلين أحدهما في الصف المتقدم والآخر حياله في الصف الذي يليه مقدارَ ثلثي ذراع. والله أعلم.
(4)
قال الحربي في "الغريب"(2/ 611): "أخبرني أبو نصر عن الأصمعي، قال: الغِبُّ: إذا شربت الإبل يومًا وَغَبَّتْ -أي: تركت- يومًا، ومنه: فلان يزورني غِبًّا؛ أي يأتيني يومًا ويدع يومًا"، ونحوه في "الفائق" للزمخشري (3/ 46) و"الأمثال" لأبي هلال (915)، وفي "النهاية" لابن الأثير (3/ 280/ غبب):"يقال: غَبَّ الرجُل؛ إذا جاء زائرا بعد أيام، قال الحسن: في كل أسبوع".
(5)
أخرجه البزار (16/ 191)، رقم (9315)، والحارث ["بغية الباحث" (2/ 862)، رقم (920) و"المطالب العالية" (2622)]، ورواه عنه ابن الأعرابي في "معجمه"(1483)، وعنه الخطابي في "العزلة" (ت: 69)، ومن طريقه أيضًا أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 322)، والقضاعي (592).
وعن طلحة رواه الطيالسي (2658)، ومن طريقه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(139).
وكذا أخرجه العسكري في "الأمثال"
(1)
، والبيهقي في "الشعب"
(2)
، وقال: "إن طلحة غير قوي، وقد روي هذا الحديث بأسانيد هذا أمثلها، وفي بعضها
(3)
أنه قيل له: أين كنت أمس يا أبا هريرة؟ قال: زرت ناسًا من أهلي، فقال:"يا أبا هريرة! زر غبًّا تزدد حبًّا"".
وقال العقيلي: هذا الحديث إنما يعرف بطلحة، وقد تابعه قوم نحوه في الضعف
(4)
، وإنما يُرْوَى هذا عن عطاء عن عبيد بن عمير قولَه
(5)
. انتهى.
(1)
لم أقف على كتاب أبي أحمد العسكري هذا، ورواه عنه أبو هلال في "الأمثال"(1/ 505)، رقم (915) من طريق سويد بن سعيد الحدثاني، عن المعتمر بن سليمان، عن طلحة به. وهذه إحدى روايات سويد الحدثاني للحديث، ورواه بوجوه أخرى مختلفة، كما ستأتي، وهذه الرواية تُعِلُّ سائر رواياته الأخرى. والله أعلم.
(2)
أخرجه العقيلي (2/ 224)، والبيهقي في "الشعب"(10/ 566/ 8008، 10/ 570/ 8015)، وهكذا رواه من طريق طلحة كل من: ابن أبي الدنيا في "الإخوان"(104)، والخرائطي في "الاعتلال"(573)، والحربي في "غريب الحديث"(2/ 609 / غب)، وابن عدي (4/ 108) وغيرهم.
(3)
هذه رواية يحيى بن أبي سليمان، عن عطاء، عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان"(10/ 570 - 571)، وابن عدي (7/ 231) والخطيب في "تاريخ بغداد"(14/ 108)، و"موضح أوهام الجمع والتفريق"(1/ 520) وأبو الطاهر الذهلي في "جزئه"(113).
وأشار ابن عدي إلى اضطراب يحيى -على ضعفه- في رواية هذا الحديث، حيث قال:"رواه عن عطاء وعن غيره أيضًا"، وبين أبو حاتم الرازي اضطرابًا آخر له فيه، فقال:"من الناس من يروي هَذا الحَدِيث عَن يحيى بن أبي سليمان عَن رجل حدَّثه عَن عَطاء، وَهَذا الرجل الذي حدثه هو طلحة بن عَمرو". "العلل" لابنه (2431).
ويحيى بن أبي سليمان: قال البخاري: "منكر الحديث"، وقال أبو حاتم:"ليس بالقوي، مضطرب الحديث، يكتب حديثه"، وقال العقيلي:"هو دون طلحة بن عمرو الحضرمي"، وقد سبق أن طلحة بن عمرو الحضرمي متروك، فهو عنده متروك ساقط، والله أعلم. انظر:"الجرح والتعديل"(9/ 155/ 640)، "الضعفاء" للعقيلي (2/ 224)، (4/ 407)، "الكامل"(7/ 230).
(4)
مثل عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي "الكامل"(5/ 161)، ومحمد بن عبد الملك المدني "الكامل"(6/ 159) ويحيى بن أبي سليمان "الكامل"(7/ 230)، وأشباههم من المتروكين والمتهمين.
(5)
"الضعفاء"(2/ 224)، (4/ 192) وهذا لفظه في الموضع الثاني، عدا قوله: "وإنما =
يشير إلى ما رواه ابن حبان في "صحيحه" عن عطاء قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة، فقالت لعبيد: قد آن لك أن تزورنا! فقال: أقول لكِ يا أمَّهْ كما قال الأُوَل: زر غبًّا تزدد حبًّا، فقالت: دعونا من بِطَالتكم
(1)
هذه
(2)
، وذكر حديثًا
(3)
.
وقد رواه الطبراني في "الأوسط" من طريق منصور بن إسماعيل الحراني، عن ابن جريج وطلحة بن عمرو، كلاهما: عن عطاء به
(4)
.
ومن طرق حديث أبي هريرة أيضًا ما رواه الخِلَعي في "فوائده" من حديث عون بن الحكم بن سنان
(5)
عن أبيه
(6)
، عن يحيى بن عتيق، عن
= يروى .. " ففي الموضع الأول، ورواه عقب ذلك عن عطاء عن عبيد بن عمير قوله، فقال: "وهذا أولى من رواية طلحة للحديث". والله أعلم.
(1)
بكسر الباء، فعل البَطَّال -كشداد-: المشتغل عما يعود بنفع دنيوي أو أخروي. "تاج العروس"(28/ 92).
(2)
في رواية للطحاوي في "شرح المشكل"(12/ 33)، رقم (4618)، والمستغفري في "فضائل القرآن"(491) وغيرهما أنه كان معهم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فقال:"دعونا من باطلكم هذا"، ولفظ المستغفري:"من أباطيلكم هذه". وإسناده ضعيف.
(3)
"الإحسان"(ح 620)، وكذا هو عند العقيلي (2/ 224) وغيره، وقال:"وهذا أولى من حديث طلحة"، وهذا هو علة حديث طلحة وغيره من الضعفاء عن عطاء، وكذا علة حديث عائشة، وابن عمر أيضًا، لما جاء في بعض طرق الحديث أنه كان معهما أيضًا، فيكون شُبِّه على الرواة. والله أعلم.
(4)
"المعجم الأوسط"(6/ 9)، رقم (5641)، وقال:"لم يروه عن ابن جريج إلا منصور بن إسماعيل"، وكذا أخرجه ابن حبان في "الثقات"(9/ 172) عند ترجمة منصور، وقال عنه:"يغرب"، فذكره من غرائبه.
واواه العقيلي (4/ 192)، رقم (1769) من طريق منصور، وقال:"لا يُتَابَعُ عليه .. ، وليس بمحفوظ من حديث ابن جريج، وإنما يعرف بطلحة بن عمرو، وتابعه قوم نحوه في الضعف"، وقال في موضع آخر (2/ 224): لا يصح لمنصور عن ابن جريج.
(5)
أبو بكر الباهلي القِرَبي؛ صدقه أبو حاتم "الجرح والتعديل"(6/ 388)، رقم (2162)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 516).
(6)
ضعيف، من الثامنة، كما في "التقريب"(1443)، وهو مؤدى كلام ابن عدي وأبي حاتم، ونص عليه ابن سعد وابن معين وأبو داود والنسائي، وأما البخاري وصالح جزرة وأبو أحمد الحاكم والساجي وابن حبان فضعفوه جدًّا، حتى قال البخاري: =
محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة! "؛ وذكره
(1)
.
والعسكري من طريق ابن علاثة
(2)
عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وذكره
(3)
.
= "عنده وهم كثير، وليس له كثير إسناد، لا يكتب حديثه" ونحوه كلام الرازي، وكلام الباقين أشد. انظر:"تهذيب الكمال"(7/ 96)، رقم (1428)، "تهذيب التهذيب"(2/ 367)، رقم (745).
(1)
أخرجه في "الجزء العشرين من الخلعيات" -مخطوط (2/ 304/ ح 976 - جوامع الكلم) من طريق محمد بن يونس بن موسى، قال: حَدَّثَنا عون بن الحكم بن سنان به.
ومحمد بن يونس بن موسى: هو الكديمي، وهو متهم بالوضع وسرقة الحديث، والرواية عن جمع لم يخلقوا في العالم، كما في "المجروحين"(2/ 313)، و"الكامل"(6/ 292 - 294)، و"الميزان"(4/ 74 - 75)، رقم (8353).
(2)
عُلَاثة: بضم المهملة وتخفيف اللام ثم مثلثة. "التقريب"(6040)، و"الخلاصة" للخزرجي (ت: 763 هـ).
وهو: محمد بن عبد الله بن علاثة بن مالك العُقيلي الجَزري أبو اليسير الحراني القاضي: مختلف فيه، ومدار الخلاف فيه على أن مدار حديثه على الضعفاء والمتروكين عنه، فمنهم من لم ير له ذنبًا فيها فوثقه أو مشاه، كابن معين وابن سعد وأبي زرعة وأبي حاتم وابن عدي والخطيب، وتبعهم الحافظ ابن حجر في "التقريب". ومنهم من لم ير لتوثيقه واعتبار حديثه معنى، إذ هي أباطيل وموضوعات ومناكير في مجموعها، فضمه إلى الرواة عنه، كابن حبان والأزدي والدارقطني والحاكم، وعلى كل فلا يثبت حديثه. والله أعلم.
انظر: "الطبقات" لابن سعد (6/ 178، 252)، "الجرح والتعديل"(7/ 302)، رقم (1637)، "المجروحين"(2/ 279 - 289)، "الثقات"(6/ 62)، "الكامل"(6/ 222 - 223)، رقم (1692)، "الضعفاء" لأبي نعيم (222)، "تاريخ بغداد"(5/ 388 - 390)، رقم (2916)، "تهذيب الكمال"(25/ 524 - 526)، رقم (5366).
(3)
أخرجه ابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"(2/ 152)، رقم (444) من طريق أبي سعيد الحسن بن علي بن زكريا البصري -وهو العدوي- عن عثمان بن عمرو الدباغ، عن ابن علاثة به.
وابن علاثة سبقت ترجمته، والدباغ وهاه الأزدي -كما في "اللسان"(4/ 112)، رقم (347) - والعدوي؛ قال فيه ابن عدي (2/ 338):"يضع الحديث، ويسرقه"، وقال أيضًا (3/ 76):"كنا نتهمه بوضع الحديث، وهو بَيِّنُ الأمر في الكذب"، فهو الآفة وله عن أبي هريرةَ رضي الله عنه طرقٌ أخرى كلها واهية. والله أعلم.
والحديث أيضًا مروي عن أنس
(1)
، وجابر
(2)
، وحبيب بن مسلمة
(3)
، وابن عباس
(4)
،
(1)
لم أقف عليه.
(2)
أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(17) وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(1/ 143)، رقم (486) من طريق إبراهيم بن فهد بن حكيم البصري، عن محمد بن عمر بن عبد الله الرومي، عن الحسن بن عبد الله -شيخ من الكوفة؛ وهو الثقفي- عن محمد بن عبيد الله الفزاري -وهو العرزمي- عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه مرفوعًا.
وهذا حديث واه جدًّا، فيه أربع علل:
1 -
العرزمي: متروك، كما في "التقريب"(6108).
2 -
والحسن بن عبد الله الثقفي: قال ابن عدي (2/ 323/ 455): "ليس بمعروف، منكر الحديث".
3 -
ومحمد بن عمر بن عبد الله الرومي: ضعفه أبو داود، ولينه أبو زرعة الرازي، واتهمه ابن حبان بسرقة الحديث، وأقره الدارقطني، غير أن ابن حبان سقط من إسناد الرواية لديه اسم الابن محمد، وصارت الرواية عنده "عمر بن عبد الله الرومي"، فتعقبه عليه الدارقطني ووافقه على حكمه عليه.
انظر: "المجروحين"(2/ 94)، و"تعليقات الدارقطني"(218)، و"الميزان"(3/ 667).
4 -
وإبراهيم بن فهد؛ قال ابن عدي (1/ 270)، رقم (109):"سائر أحاديثه مناكير، وهو مظلم الأمر، واتهمه عبدان" وكذبه البردعي، وضعفه أبو نعيم وآخرون. "اللسان"(1/ 189)، رقم (264).
(3)
أخرجه الطبراني في معاجمه الثلاثة و"الشاميين"(طب 4/ 21/ 3535، طس: 3/ 248/ 3052، طص: 296، طش: 4/ 3563/362) -وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(6/ 273)، رقم (1988) - وابن عدي (3/ 262) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (1239) - والحاكم (4/ 61) وتمام (64) -ومن طريقه ابن عساكر (22/ 358) -: كلهم من طريق محمد بن مخلد الرعيني، عن سليمان بن أبي كريمة، عن مكحول، عن قزعة بن يحيى، عن حبيب به. وفيه علتان:
1 -
محمد بن مخلد الرعيني؛ قال ابن عدي (6/ 257): "هو منكر الحديث عن كل من يروي عنه".
2 -
وشيخه سليمان بن أبي كريمة؛ قال ابن عدي (3/ 263): "عامة أحاديثه مناكير" وصدقه غيره، وهو أقرب، فجل ما أخذ ابن عدي عليه إنما هي لابنه محمد بن سليمان بن أبي كريمة، وهو ضعيف، إلا أن تفرد مثله عن مكحول لا يخلو من النكارة، فكيف والراوي عنه منكر الحديث. والله أعلم.
(4)
أخرجه السلفي في "المشيخة البغدادية" - خ، جوامع الكلم (جزء: 19، ح: 37، =
وابن عمر
(1)
،
= وجزء: 26، ح: 42) من طريق ابن لال، ثم من حديث سلم بن سالم، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا.
وطلحة بن عمرو الحضرمي متروك، وسَلْم بن سالم: هو البلخي الزاهد؛ مجمع على ضعفه، كذبه ابن المبارك وأبو زرعة الرازي وغيرهما، وقال ابن حبان:"منكر الحديث، يقلب الأخبار قلبًا".
وانظر: "الجرح والتعديل"(4/ 266 - 267)، رقم (1149)، "الضعفاء" للعقيلي (2/ 165)، رقم (678)، والدارقطني (260)، "المجروحين"(1/ 344)، "الكامل"(3/ 326 - 327)، "تاريخ بغداد"(9/ 140 - 144)، رقم (4755)، "اللسان"(3/ 72 - 73)، رقم (3852).
فسَلْم هذا هو الآفة، أقلبه من حديث طلحة عن عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، إلى ابن عباس رضي الله عنهما. والله أعلم.
(1)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(87) -ونقله عنه الديلمي (2/ 156/ ب) - عن أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان، وابن عدي (3/ 146) من طريق عيسى بن صالح المؤذن، كلاهما عن رَوح بن صلاح -ويقال: ابن سيابة- عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا.
قال الطبراني: لم يروه عن نافع إلا يزيد بن أبي حبيب، ولا عن يزيد إلا ابن لهيعة، تفرد به رَوح بن صلاح.
وقال ابن عدي: "وهذا الحديث بإسناده غير محفوظ، ولعل البلاء فيه من عيسى هذا؛ فإنه ليس بمعروف، .. وروح حديثه ليس بكثير وفي بعضه نكرة". وتوبع عيسى عليه عند الطبراني، فلا يحمل إلا على روح، وهو روح بن صلاح ابن سيابة -وسيابة أمه- أبو الحارث الموصلي، نزيل مصر: ذكره ابن يونس المصري وابن منده وغيرهما بالمناكير عن الثقات، وقرنه أحمد بن محمد بن زكريا بن أبي عتاب أبو بكر الحافظ المعروف بأخي ميمون -نزيل مصر- بالكذابين، فقال:"اتفقنا على أن لا يكتب بمصر حديث ثلاثة: على بن الحسن السامي، وروح بن صلاح، وعبد المنعم بن بشير"، وأقره عليه الدارقطني وغيره، والسامي وعبد المنعم قد رُمِيا بالوضع، فهو قرينهما. والله أعلم.
ولم يعرفه ابن حبان فأدرجه في "الثقات"(8/ 244)، وأبعد الحاكم فقال:"ثقة مأمون، من أهل الشام".
وانظر: "الأسامي والكنى" لأبي أحمد الحاكم (3/ 419/ 1637)، "الكامل"(3/ 146/ 667)، "فتح الباب" لابن منده (1/ 251/ 2139)، "سؤالات البرقاني"(18)، "سؤالات السجزي للحاكم"(68)، "الميزان"(2/ 58/ 2801)، "اللسان"(3/ 480/ 3165). هذا؛ وابن لهيعة مدلس، واختلط بأخرة، فكان يتلقن، ويحدث بكل ما يؤتى له، سواء كانت من حديثه أم لا، وروح من متأخري أصحابه. والله أعلم.
وابن عمرو
(1)
، وعلي
(2)
،
(1)
حديثه عند ابن أبي الدنيا في "الإخوان"(104)، والطبراني في "الكبير"(13/ 70/ 173، 14/ 133/ 14756)، وابن عدي (4/ 103) وأبي الشيخ في "الأمثال"(18)، والحربي في "الفوائد المنتقاة"(109) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(1233) - من طريق أربعة -منهم الباغندي-؛ عن سويد بن سعيد الحدثاني، عن ضمام بن إسماعيل، عن أبي قبيل، عنه رضي الله عنه مرفوعًا. قال الباغندي: عن ضمام، وقال غيره: حدثنا ضمام.
ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(9/ 300) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(1232) - وعلقه ابن أبي حاتم في "العلل"(2172)؛ من طريق أحمد بن عيسى المصري، حدثنا ضمام به.
وأحمد بن عيسى المصري: خرج له الشيخان انتقاءًا، وقواه النسائي، وكذبه ابن معين وأبو زرعة وغيرهما في ادعائه لبعض السماعات، ولم ينسب إلى وضع الحديث. وانظر:"تاريخ بغداد"(5/ 28 - 30)، رقم (2339)، "تهذيب الكمال"(1/ 417)، رقم (87).
وأخرجه تمام (ح 228) وابن أبي حاتم في "العلل"(2172) من طريق محمد بن عمرو بن عثمان الجعفي، حدثنا ضمام به. وهذه الطرق أعلها الرازيان بأنها ترجع إلى محمد بن عمرو بن عثمان الجعفي وحده.
أما طريق سويد فبَيَّن أبو زرعة أنه دلسه عن ضمام ولم يسمعه، وكان أبو زرعة يسيء الرأي في سويد، ويقول: أما كتبه فصحاح، وأما إذا حدث من حفظه فلا، قال: وكنت أتتبع أصوله. [سؤالات البردعي (2/ 407 - 409)]. ملخصًا.
وأما طريق أحمد بن عيسى فأنكره أبو حاتم، وقال:"هذا حديث رواه رجل بمصر يقال له: محمد بن عمرو بن عثمان الجعفي، عن ضمام، .. ، حدثنا به هذا الشيخ عن ضمام بمصر، ليس هذا الحديث بصحيح، إنما يرويه ضمامٌ مُبَتَّرًا". لعله يعني معضلًا بلا إسناد. والله أعلم.
ومحمد بن عمرو بن عثمان بن سعيد بن مسلم الجعفيّ الكوفي، ثم المصري: ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 51)، وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام"(16/ 374)، (388):"توفي في أول سنة 231 هـ" ولم يذكر فيه شيئًا، وكلام أبي حاتم يشير إلى أنه يضعفه، ولا يعتد به، أو أنه يوَهِّمه في هذا الحديث خاصة، وهو حجة في العلل، وقد شافه هذا الشيخ، وخَبَر حديثَه، فلا اعتداد بعده بتجويد الهيثمي لإسناده في "مجمع الزوائد"(8/ 101)، رقم (13608) وتصحيح الألباني لغيره في "صحيح الترغيب"(2583)، والرازيان أقدم في الشأن، وأعرف بالعلل وبمشايخهما، وعده ابن عدي من مناكير حديث ضمام، ووافقه ابن طاهر في "ذخيرة الحفاظ"(3/ 1420). والله أعلم.
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان"(ح 104) وأبو الشيخ في "الأمثال"(14) وابن الجوزي في "العلل"(2/ 739)، رقم (1231) من طرق عن سويد بن سعيد، حدثنا القاسم بن غصن، عن عبد الرحمن بن إسحاق -هو أبو شيبة الواسطي-، =
ومعاوية بن حَيْدَة
(1)
، وأبي الدرداء
(2)
، وأبي ذر
(3)
،
= عن النعمان بن سعد، عن علي رضي الله عنه مرفوعًا.
وهذا الإسناد فيه أربع علل:
1 -
النعمان بن سعد الأنصاري: مجهول، لم يرو عنه غير ابن أخته عبد الرحمن بن إسحاق أبي شيبة الواسطي، وهو واه، فلا يحتج بخبره، كما قال الحافظ ابن حجر. وانظر:"الجرح والتعديل"(8/ الترجمة 2047)، "تهذيب الكمال"(29/ 450)، رقم (6442)، "تهذيب التهذيب"(10/ 453).
2 -
عبد الرحمن بن إسحاق هو أبو شيبة الواسطي: واه، منكر الحديث. انظر:"الكامل"(4/ 305)، "تهذيب الكمال"(16/ 515)، رقم (3754).
3 -
والقاسم بن غصن: ضعيف الحديث؛ قال أحمد بن حنبل في "العلل"(2/ 475)، رقم (3116):"يحدث بأحاديث مناكير"، وضعفه الرازيان كما في "الجرح"(7/ 116)، وقال ابن حبان:"يروي المناكير عن المشاهير، ويقلب الأسانيد، لا يجوز الاحتجاج بأفراده"، وذكره في "الثقات"(7/ 339) أيضًا.
وقال ابن عدى (6/ 36): "له أحاديث صالحة وغرائب ومناكير"، وذكره الساجي والعقيلي وابن الجارود والفسوي والحربي والدولابي في الضعفاء. وانظر:"اللسان"(4/ 552)، رقم (6702).
4 -
سويد بن سعيد: مخلط -كما تقدم- وكثرة أسانيده لهذا الحديث يبرهن لشدة اختلاطه فيه، وتقدم من روايته عن طلحة الحضرمي عن عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، فهو علة ما سواه. والله أعلم.
(1)
أخرجه تمام (2/ 44)، رقم (1093). وفيه أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري الدمشقي -شيخ تمام-؛ قال عبد العزيز الكتاني: كان يتهم. انظر: "الميزان"(8285)، و"اللسان"(5/ 406)، رقم (8208).
(2)
لم أقف عليه.
(3)
أخرجه البزار (9/ 380)، رقم (3963) والعقيلي (3/ 423)، رقم (1464) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(2/ 739)، رقم (1232) - وابن عدي (2/ 296 - 297)، و (5/ 383) وأبو الشيخ في "الأمثال"(19) وتمام (227) -ومن طريقه ابن عساكر (27/ 44)، رقم (3161) - والبيهقي في "الشعب"(6/ 326)، رقم (8362) والقضاعي (1/ 367)، رقم (632) من طريق سليمان الشاذكوني وعبد الله بن المثنى والعباس بن يزيد البحراني، ثلاثتهم: عن عوبد بن أبي عمران الجوني عن أبيه عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر به.
قال البزار (9/ 381): "لا نعلمه عن أبي ذر إلا من هذا الوجه، تفرد به عوبد". مختصرًا.
وروى ابن عدي (3/ 296)، و (5/ 383) عن عباس البحراني أنه سئل عن حديث =
وعائشة
(1)
، وآخرين
(2)
، حتى قال ابن طاهر: إن ابن عدي أورده في أربعة عشرة موضعًا من "كامله" وعلَّلَها كلَّها
(3)
.
وأفرد أبو نعيم طرقَه
(4)
، ثم شيخُنا في "الإنارة بطرق غب
= عوبد هذا، فقال:"ما نصنع به، لقنه ذاك الفاجر، يعني الشاذكوني". والشاذكوني متهم، وهذا هو علة الحديث.
قال ابن عدي: "ليس في حديث عوبد أنكر من هذا"، هذا وعوبد واه في نفسه؛ قال ابن معين:"ليس بشيء"، وقال البخاري:"منكر الحديث"، وقال الجوزجاني:"آية من الآيات"، وقال النسائي:"متروك". انظر: "اللسان"(4/ 450)، رقم (6428).
(1)
أخرجه ابن المقرئ في "معجمه"(967) عن عبد الله بن أحمد بن ثابت؛ والخطيب في "تاريخ بغداد"(10/ 182)، رقم (5329) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(1240) - والضياء المقدسي في "المنتقى من مسموعات مرو"(ح 698) -ونقله الحافظ في "الفتح"(10/ 499) عن الحاكم في تاريخه، وابن السقاء في "الفوائد" أيضًا-، كلهم: من حديث أبي عقيل يحيى بن حبيب الجمال الكوفي، كلاهما (عبد الله، وأبو عقيل): عن جعفر بن عون، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عنها رضي الله عنهما. رفعه أبو عقيل، وأوقفه عبد الله.
وعبد الله بن أحمد بن ثابت: هو: أبو القاسم البزاز؛ ثقة، كما في "تاريخ بغداد"(9/ 387)، رقم (4975)، وغيره.
وأما أبو عقيل: فدونه بكثير؛ صدقه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(9/ الترجمة: 582)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 270)، وقال: ربما أخطأ وأغرب.
فرواية الوقف أثبت، على أن الحافظ ابن حجر نقل في "الفتح"(10/ 499) الخلاف في رفعه ووقفه عن أبي عقيل أيضًا، واعتبر هذا الإسناد أقوى طرق حديث الباب، وهو كمثلٍ عربي سائر صحيحٌ ثابت موقوفًا -كما تقدم في حديث ابن حبان وغيره- وإنما المنكر رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
(2)
لم أجد رواية لغيرهم، وأظنه توهمًا من قول ابن طاهر المذكور أعلاه. والله أعلم.
(3)
"ذخيرة الحفاظ"(3/ 1417 - 1420)، رقم (3105)، فذكرها بعللها كلها مختصرًا.
وهذه الأربعة عشر ليست أحاديث مستقلة، بل هي تكرار لطرق الأحاديث على النحو التالي:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه (8) مواضع، وحديث أبي ذر رضي الله عنه موضعان، وحديث ابن عمر رضي الله عنهما موضعان، وحديث ابن عمرو رضي الله عنه موضع، وحديث حبيب بن مسلمة رضي الله عنه موضع واحد.
(4)
ذكروه باسم "جزء فيه طرق زر غبًّا تزدد حبًّا".
انظر: "المعجم المفهرس" لابن حجر (1/ 87)، رقم (245)، "ذيل التقييد"(1/ 303، رقم 602، 1/ 443، رقم 864). =
الزيارة"
(1)
، وبمجموعها يتقوى الحديث، وإن قال البزار:"إنه ليس فيه حديث صحيح"
(2)
، فهو لا ينافي ما قلناه.
وقد أنشد ابن دريد في معناه
(3)
:
عليك بإغباب الزيارة إنها
…
إذا كثرت كانت إلى الهَجْر مَسلكا
فإني رأيت الغيث يُسْأَم دائمًا
…
ويُسْأل بالأيدي إذا هو أمسكا
وقال غيره
(4)
:
(1)
ذكره السيوطي في "نظم العقيان"(ص 48)، رقم (34) باسم:"الإنارة بطرق حَدِيث غب الزِّيَارَة"، وذُكر في "كشف الظنون"(1/ 170)، و"هدية العارفين" (1/ 129) باسم:"الإنارة في الزيارة"، وذكره عبد الحي الكتاني في "فهرس الفهارس"(1/ 277، 335) باسم: "الإنارة بطرق حديث الزيارة"، وزعم أنه في مسألة زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ردًّا على شيخ الإسلام ابن تيمية، وذلك وهم. والله أعلم.
(2)
"مسند البزار"(16/ 191)، رقم (9315)، وقال العقيلي أيضًا (3/ 423):"أحاديث هذا الباب فيها لين". وقال ابن حبان في "روضة العقلاء"(116): "قد روي عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أخبار كثيرة تصرح بنفي الإكثار من الزيارة، حيث يقول "زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا"، إلا أنه لا يصح منها خبرٌ من جهة النقل، فتنكبنا عن ذكرها، وإخراجها في الكتاب". هذا وكلام أحمد والرازيين وابن عدي وغيرهم من الأئمة أيضًا يفيد ذلك.
(3)
نقله السيوطي في "الازدهار"(1/ 5) عن العسكري في "الأمثال"، أن أبا بكر بن دريد أنشدهم به، وهو عند أبي هلال في "جمهرة الأمثال"(1/ 505)، رقم (915) عن أبي أحمد، عن ابن دريد، بنحوه، إلا أن المصرع الثاني للبيت الأول فيه:
…
تكون إذا دامت إلى الهجر مسلكا
وبنحوه عن آخرين في "روضة العقلاء"(116)، و"اعتلال القلوب" للخرائطي (2/ 295)، رقم (587).
(4)
لم أقف عليه بهذا اللفظ، وهو من شعر يونس بن حبيب النحوي؛ أسنده أبو الشيخ في "الأمثال"(15)، والبيهقي في "الشعب"(10/ 567)، رقم (8008) -واللفظ له- من طريقي نعمان بن عبدالسلام والنضر بن شميل؛ عن يونس، أنه أنشد في معنى الحديث، واللفظ للبيهقي:
أغْبِبْ زِيَارَتَكَ الصِّدِّيـ
…
ـــــقَ يَرَاكَ كَالثَّوْبِ اسْتَجَدَّهْ
إِنَّ الصَّدِيقَ يُمِلُّهُ
…
أَن لا يزَالَ يَرَاكَ عِنْدَهْ
ولفظ أبي الشيخ: "يجدك كالثوب"، ونُسِب بنحوه في "تاريخ أصبهان" لأبي نعيم (2/ 155)، رقم (1343) إلى النعمان نفسه، وهو وهم. ونسب بنحوه للكريزي عند =
قلِّلْ زيارتك الصديق
…
تكون كالثوب استجَدَّه
(1)
وأَمَلُّ شيءٍ لامرئ
…
ألَّا يزال يراك عنده
(2)
547 - حديث: "الزكاة قنطرة الإسلام".
الطبراني في "الكبير و"الأوسط" عن أبي الدرداء به مرفوعًا
(3)
، ورجاله موثقون
(4)
، إلا أنه عن "بقيةَ" أحدِ المدلسين بالعنعنة، مع تفرده به.
= ابن حبان في "الروضة"(116)، ولأبي العتاهية الخزاعي عند الجرجاني في "دلائل الإعجاز"(2/ 498). والله أعلم.
(1)
بجانبه في "الأصل" على الهامش:
…
(تكن كثوبٍ استجده)
(2)
بجانبه في "الأصل":
إن الصديق يمله أن لا
…
يزال يراك عنده
(3)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8/ 381)، رقم (8937)، و"الكبير" -كما في "مسند الفردوس"(2/ 195/ ب) - والبيهقي في "الشعب"(5/ 20)، رقم (3038)، وابن فيل في "جزئه"(85) -ومن طريقه القضاعي (260) - وابن عدي (4/ 98)، رقم (946) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(2/ 493)، رقم (814) - وابن شاهين في الخامس من "الأفراد" (ق 34/ 2 - كما في "الضعيفة": 11/ 72، 5068)، ومن طريقه الأصفهاني في "الترغيب"(2/ 218)، رقم (1467) - وغيرهم؛ من ثلاث طرق: عن بقية، عن الضحاك بن حُمْرة، عن حطان بن عبد الله الرقاشي، عن أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعًا.
قال الطبراني في "الأوسط": "لا يروى عن أبي الدرداء إلا بهذا الإسناد، تفرد به بقية"، ونحوه قول ابن شاهين في "الأفراد"، وقال:"حديث غريب"، وفيه علتان:
1 -
عنعنة بقية، وهو يدلس المتروكين والمتهمين تدليس التسوية -كما مر- ولم أقف على تصريحه بالتحديث.
2 -
الضحاك بن حمرة: ضعيف، كما سيأتي عند المؤلف.
ولذا ضعفه ابن الجوزي في "العلل"(2/ 493/ 814)، وابن حجر في أول "تخريج الكشاف" - مع التفسير (1/ 44/ 1)، وزكريا الأنصاري في تعليقه على "تفسير البيضاوي"(ق 19/ 2) -كما في "الضعيفة" للألباني- والمناوي في "الفتح السماوي"(1/ 135)، والألباني في "الضعيفة"(5068)، وإليه ذهب ابن طاهر في "ذخيرة الحفاظ"(3/ 1424/ 3115).
(4)
فيه نظر، والضحاك بن حمرة ضعيف كما سيذكره المؤلف، ولعله تبع ههنا الهيثمي =
وهو عند إسحاق بن راهويه في "مسنده"
(1)
، وفيه الضحاك بن حُمْرة
(2)
، وهو ضعيف.
= في "مجمع الزوائد"(3/ 89/ 4327، 3/ 198/ 4327) في قوله: "رجاله موثقون إلا أن بقية مدلس، وهو ثقة"، فحكى قوله دون عزو إليه، ولا تَثَبُّتٍ من سند الطبراني، ولعله أيضًا اقتبس حكمه على رواية إسحاق بن راهويه من تخريج شيخه ابن حجر لكشاف الزمخشري، فتبعه كذلك، وأصاب، فإن سند المصدرين واحد. والله أعلم.
(1)
وجدته معزوًا لإسحاق عند الزيلعي في "تخريج الكشاف"(1/ 43/ 32) حيث قال: "رواه إسحاق بن راهويه في "مسنده": أخبرنا بقية بن الوليد .. "، فذكره بسنده ومتنه.
ومن طَرِيق إسحاق أخرجه الطبراني والبيهقي كما تقدم، فلم يختلف سند إسحاق بن راهويه عمن سبق ذكر المؤلف لهم، بل هو عندهم جميعًا من رواية بقية عن الضحاك بن حمرة.
(2)
بضم المهملة وبالراء؛ الأُملوكي الواسطي؛ ضعيف، من السادسة، ت. "التقريب"(2966).
وهو قد ضعفه جماعة من الأئمة؛ فقال ابن معين: "ليس بذاك"، وعنه أيضًا:"ليس بشيء"، وقال الجوزجاني:"غير محمود الحديث"، وقال النسائي والدولابي:"ليس بثقة"، وقال ابن عدي (4/ 98):"حديثه ليس بالكثير، وأحاديثه حسان غرائب" -قال الحافظ: وفي بعض النسخ: "متروك الحديث"- وقال الدارقطني: "ليس بالقوي، يعتبر به"، وقال ابن طاهر في "ذخيرة الحفاظ"(3/ 1424)، رقم (3115):"متروك الحديث".
ووثقه آخرون: فقال ابن راهويه -في رواية حميد بن زنجويه عنه، كما في "تهذيب التهذيب" (4/ 389) -:"كان ثقة"، وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 484)، رقم (8693) وخرج له حديثًا في "الصحيح"، وأخرج له الترمذي (3471)، فقال:"هذا حديث حسن غريب"، و"الثقات" لابن حبان هو عمدة الهيثمي في معرفة الثقات، وعليه قال:"رجاله موثقون"، ولكن الجرح في مثل هذا مقدم على التعديل، والأكثرون على تضعيفه مع الاعتبار به، ومنهم المؤلف، وهو أقرب. والله أعلم. وانظر:"الكامل"(4/ 97 - 98)"سؤالات البرقاني"(234)، تهذيب الكمال" (13/ 259)، رقم (2916)، "تهذيب التهذيب" (4/ 389).
هذا وروى عبد الرزاق في "التفسير"(3/ 149)، رقم (2691) عن معمر، والطبري (20/ 380)، رقم (30671) من طريق سعيد بن أبي عروبة، كلاهما: عن قتادة فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} ، قَالَ:"كان يقال: الزكاة قنطرة الإسلام، فمن قطعها بَرِئَ ونجا، ومن لم يَقْطَعْها هلك".
والقنطرة: هي الجسر. وسنده صحيح إلى قتادة بن دعامة السدوسي. والله أعلم.
548 - حديث: "زكاة الحُلِيِّ عاريته".
يذكره الفقهاء، وهو عند البيهقي من حديث كامل بن العلاء
(1)
، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر من قوله
(2)
.
ومن طريق قتادة، عن سعيد بن المسيب، أنه قال في زكاة الحُلِيِّ: يعار ويلبس
(3)
.
ويذكر عن الشعبي في إحدى الروايتين عنه
(4)
.
(1)
هو: كامل بن العلاء التميمي الكوفي؛ صدوق يخطئ، من السابعة، د ت ق. "التقريب"(5604).
(2)
"السنن الكبرى"(4/ 140)، وإسناده حسن إلى ابن عمر رضي الله عنهما، لحال كامل بن العلاء. والله أعلم.
وروى عبد الرزاق (7047) -ومن طريقه الدارقطني (2/ 504/ 1967) وغيره-؛ عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال:"ليس في الحلي زكاة"، وهذا إسناد صحيح إليه.
ولابن زنجويه في "الأموال"(3/ 979)، رقم (1780) عن النضر بن شميل، عن صخر بن جويرية، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما في الحلي إذا وضع كنزًا:"كل مال يوضع كنزًا ففيه الزكاة، حتى تلبسه المرأة؛ فليس فيه زكاة".
وهذا إسناد صحيح، وعلى التفصيل الذي فيه يتوجه الخلاف في فتوى غيره أيضًا. والله أعلم.
(3)
"السنن الكبرى" للبيهقي (4/ 140)، وكذا أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(1281) وابن أبي شيبة (3/ 155)، رقم (10285) وابن زنجوية في "الأموال"(3/ 984)، رقم (1797) من طرق عن قتادة به.
ولأبي عبيد (1/ 541)، رقم (1283) من طريق رُزَيْقِ بْنِ الْحَكِيمِ، عن سعيد، قال:"الحلي إذا لُبِسَ وَانْتُفِعَ بِهِ فلا زكاة فيه، وإذا لم يُلْبَسْ وَلَمْ يُنْتَفَعْ به ففيه الزكاة"، ورُزَيْقٌ: ثقة، من الثالثة [التقريب: 1935]، وفي الإسناد دونه عبد الله بن صالح كاتب الليث، وهو صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة بقبول التلقين وعدم التنبه لما يدخل عليه -كما تقدم- فهذا إسناد حسن إن شاء الله، وهذا التفصيل هو الذي أفتى به مالك في "الموطإ".
(4)
أخرجه عبد الرزاق (4/ 81)، رقم (7045)، وأبو عبيد في "الأموال"(1/ 541)، رقم (1285، 1286)، وابن أبي شيبة (ح 10282)، وابن زنجوية في "الأموال"(3/ 983)، رقم (1792) من ست طرق عن الشعبي به. =
وعن أحمد قال: خمسة من الصحابة كانوا لا يرودن في الحُلِيِّ زكاة؛ ابن عمر وعائشة وأنس وجابر وأسماء
(1)
. انتهى.
فأما ابن عمر: فهو عند مالك، عن نافع، عنه
(2)
. وأما عائشة: فعنده أيضًا
(3)
، وهما صحيحان.
= وإسناده صحيح إلى الشعبي، وأما الرواية الأخرى عنه، والتي يفيدها كلام المؤلف فلم أقف عليها.
(1)
نقله ابن قدامة في "المغني"(4/ 221)، رقم (450) وابن عبد الهادي في "التنقيح"(3/ 67)، رقم (1548) والزيلعي في "نصب الراية"(2/ 375) وابن الملقن في "البدر المنير"(5/ 583) وغيرهم عن الأثرم عن أحمد.
(2)
أخرجه في "الموطأ"(1/ 250)، رقم (587) عن نافع، أن عبد الله بن عمر: كان يحلي بناته وجواريه الذهب، ثم لا يخرج من حليهن الزكاة.
(3)
الموطأ (1/ 250)، رقم (586) -واللفظ له-، وكذا أخرجه عبد الرزاق (7052)، وأبو عبيد في "الأموال"(1/ 540)، رقم (1276)، وابن أبي شيبة (3/ 154)، رقم (10272، 10273) وغيرهم؛ من طرق عن القاسم، عنها رضي الله عنها: أنها كانت تلي بناتِ أخيها يتامى في حجرها لهن الحلي؛ فلا تخرج من حليهن الزكاة.
وكذا روى عبد الرزاق (7051) عن عمرة، وابن أبي شيبة (10274) عن عطاء، وابنُ زنجوية في "الأموال"(1784) عن ابن أبي مليكة، ثلاثتهم: عن عائشة رضي الله عنهما نحوه.
ولأبي عبيد في "الأموال"(1/ 538)، رقم (1265)، والدارقطني (2/ 500)، رقم (1956) ومن جهته للبيهقي (4/ 139)، من طريق حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: لا بأس بلُبسِ الْحُلِيِّ إذا أعطِيَتْ زكاتُه.
وصحح ابن الملقن في "البدر المنير"(5/ 582) إسناده، لكن البيهقي أعله في "المعرفة"(6/ 144) -وكذا الرواية المرفوعة عنها رضي الله عنها- بمخالفتهما لروايتي قاسم بن محمد بن أبي بكر وابن أبي مليكة المتقدمتين، عنها رضي الله عنها، وهما ألصق بعائشة رضي الله عنها، مع كونهما يريان وجوب الزكاة في الحلي، وتوبعا عليه من عمرة بنت عبد الرحمن وغيرها كما تقدم، وقد كانت عمرة والقاسم وإخوته في كفالتها رضي الله عنها. والله أعلم.
وقال أبو عبيد في "الأموال"(1/ 544)، رقم (1292):"وحديث عائشة في قولها: "لا بأس بلُبْس الحُلِيِّ إذا أُعطِيت زكاتُه" لا وجه له عندي سوى العارية؛ لأن القاسم بن محمد كان ينكر عنها أن تكون أَمرَت بذلك أحدًا من نسائها أو بنات أخيها، ولم تصح زكاة الحلي عندنا عن أحد من الصحابة، إلا عن ابن مسعود رضي الله عنه".
وأما أنس: فأخرجه الدارقطني من حديث علي بن سُلَيم
(1)
، سألت أنسًا عن الحلى؟ فقال: ليس فيه زكاة
(2)
.
وأما جابر: فرواه الشافعي، عن سفيان، عن عمرو، سمعت رجلًا يسأله عن الحلي؛ فيه زكاة؟ قال: لا
(3)
.
(1)
في عامة الأصول الخطية: "سلمان"، وفي نسخة (زك):"سليمان"، والمثبت من المصادر الأصلية، وهو الصواب الموافق لمصادر الترجمة: وهو علي بن سُلَيْم أبو سليم الجزار الليثي الكوفي؛ سمع أنسًا رضي الله عنه، وروى عنه مسعر وأبو عوانة وإسرائيل وشريك، وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 162)، وسكت عنه البخاري في "التاريخ"(6/ 277)، رقم (2394)، ومسلم في "الكنى"(1/ 415)، رقم (1558)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 188)، رقم (1028)، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(ق 5/ 215)، وابن منده في "فتح الباب"(1/ 404)، رقم (3619)، فهو صالح ما لم ينكر، لرواية الجماعة من الأئمة عنه، وذكر ابن حبان له في "الثقات". والله أعلم.
(2)
أخرجه الدارقطني (2/ 503)، رقم (1965) -ومن طريقه البيهقي (4/ 138)، رقم (7790) -، وكذا أحمد في "المسائل" -رواية ابنه عبد الله (164) وابن زنجوية في "الأموال"(1787) من طريق شريك، عن علي بن سُلَيم، قال: سألت أنس بن مالك عن الحلي؟ فقال: ليس فيه زكاة.
وجود إسناده ابن الملقن في "البدر المنير"(5/ 583)، وهو إسناد صالح، وشريك قد توبع عليه من إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق؛ كما للبخاري في "التاريخ الكبير"(6/ 277)، رقم (2394) وأبي عبيد في "الأموال"(1277) وكذا ابن زنجوية (1786) من طريقي شريك وإسرائيل، عن علي بن سُلَيم، أنه سأل أنس بن مالك عن سيفٍ كثير الفضة، أفيه زكاة؟ قال:"لا". إلا أنه وقع عند البخاري: "قال: نعم"، وهو خطأَ، فإن ابن زنجويه رواه عن عبيد الله بن موسى -شيخ البخاري- عن إسرائيل بالنفي، وهو بالنفي في رواية شريك، وبه نقله أبو أحمد الحاكم عن البخاري من روايته عن النضر -ابن شميل- عن إسرائيل. والله أعلم.
وروى ابن زنجويه (3/ 984)، رقم (1796) عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال:"إذا كان حُليٌّ يُعار ويُلبس؛ زُكِّي مرة واحدة". وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، وليس فيه إلا عنعنة قتادة، وهو أرجح إسنادًا من الرواية الأولى، وهما يجتمعان من وجه ويفترقان من وجه، ويمكن أن يحمل عليه الإطلاق الوارد في الأولى. والله أعلم.
(3)
أخرجه الشافعي في "الأم"(كتاب الزكاة، باب زكاة الحلي، 2/ 41) -ومن طريقه البيهقي (4/ 138) - وعبد الرزاق (4/ 82)، رقم (7046). وصحح إسناده ابن الملقن =
قال البيهقي في "المعرفة": "فأما ما يروى عنه مرفوعًا "ليس في الحُليّ زكاة" فباطل لا أصل له، وإنما يروى عنه من قوله"
(1)
.
وأما أسماء: فروى الدارقطني من طريق هشام بن عروة، عن فاطمة ابنة المنذر، عن أسماء بنت أبي بكر؛ أنها كانت تحلي بناتها الذهبَ نحوًا من خمسين ألفًا، ولا تزكيه
(2)
.
549 - حديث: "زمزم لما شرب له".
في: "ماء زمزم"
(3)
.
550 - حديث: "الزهد غنى الأبد".
في: "الصبر"
(4)
.
551 - حديث: "الزهرة".
في: "هاروت"
(5)
.
= في "البدر المنير"(5/ 581).
ورواه عبدُ الرزاق (7048، 7049) وابن أبي شيبة (ح 1794)، (3/ 155)، رقم (10275)، وأبو عبيد في "الأموال"(1275)، وابن زنجويه (1778) من طريق عمرو بن دينار وأبي الزبير وعطاء، عن جابر رضي الله عنه نحوه، إلا أن في حديث أيوب عن عمرو:"قيل: وإن بلغ عشرة آلاف؟ قال: كثير! "، وفي حديث شعبة عن عمرو:"وإن بلغ ألفًا؟ قال: الألف كثير - أو: كبير". وفيه تقييد للإطلاق في الروايات الأخرى. والله أعلم.
(1)
معرفة السنن والآثار (6/ 144)، وزاد:"وعافية بن أيوب مجهول، فمن احتج به مرفوعًا كان مغررًا بدينه، داخلًا فيما نعيب به المخالفين في الاحتجاج برواية الكذابين"، وعافية راويه مرفوعًا.
(2)
رواه الدارقطني (2/ 504)، رقم (1969) -ومن طريقه البيهقي (4/ 138)، رقم (7791) -، وكذا أحمد في "المسائل" - رواية ابنه عبد الله (618)، وابن أبي شيبة (3/ 155)، رقم (10276، 10277)، وابن زنجويه في "الأموال"(1788) من طرق عن هشام به.
وجود ابن الملقن في "البدر المنير"(5/ 583) إسناد الدارقطني، ورجال الآخرين رجال الشيخين. والله أعلم.
(3)
انظر الحديث (938).
(4)
الحديث (625).
(5)
الحديث (1267).
552 - حديث: "الزنا يورث الفقر".
الديلمي والقضاعي من حديث الماضي بن محمد
(1)
، عن ليث بن أبي سليم
(2)
، عن مجاهد، عن ابن عمر رفعه بهذا
(3)
.
(1)
أبو مسعود المصري الغافقي، كاتب المصاحف: ضعفه الحافظ في "التقريب"(6423)، وقد وهاه غير واحد؛ فقال ابن عدي (6/ 432):"منكر الحديث، .. وعامة رواياته لا يتابع عليها، ولا أعلم روى عنه غير ابن وهب"، وقال عنه الدارقطني في "التعليقات على المجروحين" (ترجمة: 295 - الليث بن أبي سليم): "يحدث بالأباطيل"، فهو إلى الترك أقرب منه إلى الاعتبار به. والله أعلم.
(2)
الليث بن أبي سليم بن زَنيم؛ صدوق، اختلط جدًّا ولم يتميز حديثه فترك، كذا قال الحافظ ابن حجر، وتقدمت ترجمته (ح 152)، والأظهر أنه لم يترك، إلا أنه ضعيف، ويخلط في جمعه بين الشيوخ. والله أعلم.
(3)
أخرجه الديلمي (2/ 160/ أ)، والقضاعي (66)، وابن أبي حاتم في "العلل"(1230)، وابن حبان في "المجروحين"(2/ 231)، رقم (906)، وابن عدي (6/ 432) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(7/ 296)، رقم (5035) - وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2/ 227)، رقم (1483) من طريق ابن وهب عن الماضي به.
قال أبو حاتم: "حديث باطل، وماضي لا أعرفه"، وقال ابن عدي:"هو منكر الحديث"، وقال الدارقطني في "تعليقاته على المجروحين" (295):(باطل عن الليث أيضًا، .. ، لم يروه عن الليث إلا الماضي بن محمد، والماضي هذا يحدث بالأباطيل)، وبالليث أعله ابن حبان، والمنذري في "الترغيب"(3/ 190)، والذهبي في "الميزان"(3/ 424)، وقال:"سنده إليه ضعيف بمرة"، وبه والماضي معًا أعله الألباني في "الضعيفة"(140)، وقال:"باطل، وهذا سند واه".
والحديث عند ابن عساكر (19/ 513) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندًا ظهره إلى الكعبة في الجاهلية وهو يقول: يا معشر قريش! إياكم والزنا؛ فإنه يورث الفقر.
وهذا إسناد حسن -إن شاء الله-، وهو من رواية المدنيين عن ابن أبي الزناد، وحديث أهل الحجاز عنه صالح، وإنما تغير ببغداد، فوهى حديث أهل العراق عنه.
وانظر: تاريخ بغداد (10/ 227 - 230)، رقم (5359)، "تهذيب الكمال"(17/ 95 - 101)، رقم (3816)، "الميزان"(2/ 575 - 576)، رقم (4908)، "التقريب"(3861)، "الكواكب النيرات"(ص 477، رقم: 21 - زوائد).
وهذا يمكن أن يعتبر علة لحديث الليث بن أبي سليم المتقدم، فيكون أصله موقوفًا، =
وعنده أيضًا من حديث أبي الدنيا الكذاب
(1)
عن علي رفعه: "في الزنا ست خصال؛ ثلاثة في الدنيا -وذكر منها الفقر- وثلاثة في الآخرة"
(2)
.
553 - حديث: "الزنجي إذا جاع سرق".
في: "إن الأسوَد"
(3)
.
554 - حديث: "الزيدية مجوس هذه الأمة".
لم أره
(4)
، ولكنه عند أبي داود والطبراني وغيرهما من حديث ابن عمر مرفوعًا، بلفظ:"القدرية" لا "الزيدية"، وباقيه:"إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم"
(5)
.
= ووهم فيه الليث أو الراوي عنه فرفعه، فقد رواه ابن حبان في "الثقات"(2/ 295) من طريق مكحول الشامي، قال: قال لي ابن عمر: "يا مكحول! إياك والزنا، فإنه يورث الفقر"، وبه قال الألباني.
ورواية ابن حبان هذه فيها نظر، فإن مكحولًا ليس له سماع عن أحد من الصحابة، ومن ذهب إلى سماعه عن بعضهم لم يذكر منهم ابن عمر، بل نفاه غير واحد من الأئمة، كما في "تهذيب الكمال"(28/ 470)، وغيره.
وفي سنده أيضًا: يوسف بن يحيى الجبلي، وهلال بن مصعب؛ لم أجد لهما ترجمة إلا ذكر ابن حبان لهلال في "الثقات"(7/ 573)، وعلى كل فهو أرجح إسنادًا. والله أعلم.
(1)
عثمان بن خطاب أبو عمر البلوى المغربي الأشج، ويقال: ابن أبي الدنيا. "الميزان"(991، 5500).
(2)
أخرجه الديلمي (2/ 278) والرافعي في "تاريخ قزوين"(4/ 71) من وجهين عن أبي الدنيا به.
وروي عن أنس رضي الله عنه من وجه آخر أيضًا، وعن حذيفة بن اليمان وابن عباس رضي الله عنهم، بأسانيد واهية لا تخلو من متهم أو متروك أو واه في الحديث، ولكنها أقل وهاء من حديث أبي الدنيا هذا. والله أعلم.
(3)
الحديث (223).
(4)
موضوع لا يعرف بهذا اللفظ، كما في "التمييز" لابن الديبع (689)، و"الجد الحثيث"(193)، و"النخبة البهية"(141)، و"الأسرار المرفوعة"(212).
(5)
أخرجه أبو داود (4691) -ومن طريقه الحاكم (1/ 85)، وعنه البيهقي في "السنن"(10/ 203)، و"الاعتقاد"(1/ 236 - 237)، و"القضاء"(ح 407) - عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، عن عبد العزيز بن أبي حازم، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(338) =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن يعقوب بن حميد بن كاسب عن زكريا بن يحيى بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك، كلاهما: عن أبي حازم، عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا.
وطريق أبي داود رجاله ثقات، إلا أن فيه إرسالًا، للكلام في سماع أبي حازم من ابن عمر رضي الله عنهما، وقد جاء عن عبد العزيز بن أبي حازم، قال:"لم يسمع أبي من الصحابة إلا عن سهل".
وانظر: "تهذيب الكمال"(11/ 273)، رقم (2450)، "تحفة التحصيل"(132)، "اللآلي المصنوعة"(1/ 237)
وبهذا الانقطاع أعله المنذري في "مختصر سنن أبي داود"(7/ 58)، وابن عراق في "تنزيه الشريعة"(1/ 317)، والألباني في "ظلال الجنة"(338 - 342)، و"تخريج الطحاوية"(242)، و"المشكاة"(172)، وغيرها، إلا أنه قال: وله طرق أخرى يبلغ بها درجة الحسن. ملخصًا.
والراجح في رواية هذا الحديث -عن كل من عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه، وعن نافع- هو وقفُه على ابن عمر رضي الله عنهما، كما ثبت به من أوجه صحيحة الأسانيد إليهما، وهي أصح من رواية الرفع وأقوى.
فأخرجه البيهقي في "القضاء"(410) من طريق عمر بن محمد -وهو ابن زيد العمري-، واللالكائي (ح 1160) من طريق إسحاق بن رافع، كلاهما: عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما موقوفًا.
قال البيهقي: "هذا إسناد صحيح، إلا أنه موقوف".
ورواه الطبري في "صريح السُّنَّة"(ح 21) واللالكائي (ح 1161) من طريقين عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن ابن عمر رضي الله عنهما موقوفًا.
والدورقي فوق موسى بن إسماعيل التبوذكي في الحفظ والثبت والمعرفة، وقد أوقفه عن ابن أبي حازم.
ولحديث الباب طرق وشواهد أخرى عند الآجري وابن عدي واللالكائي وغيرهم، ولا تخلو من ضعف، تكلم عليها ابن طاهر في "ذخيرة الحفاظ"(3/ 1718)، رقم (3878 - نقلا عن ابن عدي)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 275 - 276) والمعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة"(1390/ 89).
وقال المعلمي: "وهذا الخبر يتعلق بعقيدةٍ كثُرَ فيها النزاع واللجاج، فلا يُقبَل فيها ما فيه مغمز، وقد قال النسائي -وهو من كبار أئمة السُّنَّة-: "هذا الحديث باطل كذب"".
وله طرق وشواهد من حديث حذيفة وأبي هريرة وجابر وسهل بن سعد رضي الله عنهم عند =
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" عن أنس بلفظ: "مجوس العرب، وإن صاموا وصَلُّوا"
(1)
(2)
.
555 - حديث: "زينوا القرآن بأصواتكم".
عبد الرزاق -ومن طريقه الحاكم في "صحيحه"- عن معمر، عن الأعمش، عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء مرفوعًا بهذا
(3)
.
= الآجري واللالكائي وغيرهما، ولا يخلو شيء منها من مقال، وأصحها رواية ابن عمر رضي الله عنهما هذه من الطريق الأول، وهي العمدة، غير أن لها علتين: الانقطاع والوقف، كما تقدم.
ولذا حكم أبو حاتم والنسائي بأنه باطل موضوع، كما في "الموضوعات" لابن الجوزي (1/ 275). والله أعلم.
(1)
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 59)، واقتبسه عنه السيوطي في "اللآلي المصنوعة"(1/ 237)، وفيه أربع علل:
1 -
فيه شيخ بقية؛ سلام بن عطية: فإن كان مصحفًا من سلام بن أبي مطيع؛ فهو ثقة، وإلا فلم أقف له على ترجمة أو ذكر، وحديث بقية عن مشايخه المجهولين ليس بشيء، ولا يلتفت إليه. والله أعلم.
2 -
عنعنة بقية في الإسناد، وهو يدلس تدليس التسوية والشيوخ، وربما جمعها أجمع، كما تقدم.
3 -
وفيه يزيد بن سنان: وهو الرهاوي، ضعيف، وتصحف في الحلية إلى "الأموي". والله أعلم.
4 -
وفيه محمد بن ناصح البغدادي: ترجم له في "تاريخ بغداد"(4/ 93 - 94)، رقم (1744) دون جرح أو تعديل.
(2)
وانظر للكلام على معناه: "معالم السنن" للخطابي (4/ 317)، والسنن الكبرى للبيهقي (10/ 207)، و"الاعتقاد"(ص 337)، و"المعرفة" له (14/ 321).
(3)
أخرجه عبد الرزاق (4176) ومن طريقه الحاكم (1/ 571)، إلا أن لفظهما:"زينوا أصواتكم بالقرآن" ونبه الحاكم أن هذا هو لفظ معمر، ورواه باللفظ نفسه قبل ذلك (1/ 570) من طرق عن الثوري عن منصور عن طلحة بن مصرف به. والله أعلم.
وأما لفظ الترجمة فهو عند عبد الرزاق (2/ 484)، رقم (4175)، ومن طريقه عند الحاكم (1/ 570)؛ عن الثوري، عن منصور والأعمش، عن طلحة اليامي به.
وورد به من طرق عن الأعمش، وشيخه طلحة اليامي، وعمن فوقهما؛ عند أبي داود (1468)، والنسائي (1014، 1015)، وفي "الكبرى" له (2/ 26)، رقم (1090)، =
وكذا هو عند الطبراني بهذا اللفظ بسند حسن من حديث ابن عباس مرفوعًا
(1)
، وفي لفظٍ له أيضًا:"أَحسنوا أصواتكم بالقرآن"
(2)
.
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" من جهة البخاري؛ حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ بلفظ الترجمة
(3)
.
= (7/ 270)، رقم (7996)، وابن ماجه (1342)، والدارمي (3543)، والطيالسي (738)، وابن أبي شيبة (ح 8829، 30556)، وأحمد (30/ 451)، رقم (18494)، وأبي يعلى (3/ 245)، رقم (1686)، وابن خزيمة (1551، 1556)، وابن حبان (749، 750)، والحاكم (1/ 570 - 575)، والبيهقي (2/ 53) وغيرهم.
(1)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11/ 81 - 82)، رقم (11113) من طريق عبد الله بن خراش، عن العوام بن حوشب، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "زينوا أصواتكم بالقرآن".
وعبد الله بن خراش: ضعيف، وأطلق عليه ابن عمار الكذب، ق. "التقريب"(3293).
والعوام بن حوشب الواسطي: ثقة ثبت فاضل، ولكنه من الطبقة السادسة، كما في "التقريب"(5211)، وهم من لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة كما في مقدمة "التقريب" (ص: 15). وقد أسند الطبراني قبله عدة أحاديث من رواية عبد الله بن خراش عن عمه العوام بن حوشب عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما، فيحتمل أن يكون مجاهد سقط اسمه من الناسخ أو الطبع. والله أعلم.
فمثل هذا الإسناد بعيد عن درجة الحسن، بل وربما لا ينجبر أيضًا. والله أعلم.
(2)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(12/ 118/ 12643) من طريق سعيدٍ أبي سعد البقال -وهو ابن المرزبان-، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا:"أحسنوا الأصوات بالقرآن".
وفيه أربع علل:
1 -
الضحاك بن مزاحم: لم يلق ابن عباس رضي الله عنهما، فحديثه عنه مرسل.
2، 3 - سعيد بن المرزبان أبو سعد البقال: ضعيف جدًّا، ويدلس الضعفاء والمتروكين، وربما ثلاثة بالتوالي، وقد عنعن. وانظر:"تهذيب الكمال"(11/ 52 - 55)، رقم (2351)، "التقريب"(2389)، "التبيين لأسماء المدلسين" لابن العجمي (92).
4 -
وفيه أيضًا؛ نعيم بن حماد الخزاعي: صدوق يخطئ كثيرًا، كما في "التقريب"(7166). ولم يتابع عليه.
(3)
"الإحسان"(3/ 27)، رقم (750).
وتوسع الحاكم في إيراد طرق حديث البراء
(1)
، واتفقت ألفاظها على:"زينوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنًا"
(2)
[إلا ما قدَّمْته
(3)
.
وكذا أخرجه محمد بن نصر في "قيام الليل" له
(4)
من حديث جرير عن الأعمش به، بل أخرجه أيضًا من حديث علقمة بن مرثد، عن زاذان أبي عمر، عن البراء، بلفظ:"حسنوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنًا"]
(5)
؛ وهو عند الحاكم والدارمي كذلك
(6)
.
وهذه الزيادة: أخرجها أبو نعيم في "الحلية"
(7)
من حديث علقمة، قال:
(1)
"المستدرك"(1/ 570 - 575).
(2)
جملة: "فإن الصوت .. " كذا جاءت في: (أ) و (ز)، ولم ترد في سائر النسخ، وكذلك لا توجد عند الحاكم إلا في رواية زاذان أبي عمر عن البراء رضي الله عنه (1/ 575) فحسب، ولعل المؤلف أراد اتفاقها في الجزء الأول من الحديث، والذي هو محل الاختلاف في الرواية. والله أعلم.
(3)
يعني به ما تقدم ذكره من لفظة: "زينوا -أو: أحسنوا- أصواتكم بالقرآن".
(4)
"مختصر قيام الليل"(151)، واللفظة الثانية منه محذوفة الإسناد ملحقة بالأول.
(5)
ما بين المعقوفتين ساقط من: "أ، ز"، وأثبت من "م" وسائر النسخ الخطية الأخرى، وهو الصواب.
(6)
أخرجه الدارمي (3544) -ومن طريقه الحاكم (1/ 575) - بلفظ: "زينوا"، وهو بلفظ:"حسنوا" عند أبي الشيخ في "طبقاته"(4/ 110)، رقم (1096)، وتمام في "الفوائد"(990).
(7)
أخرجه في "الحلية"(4/ 236)، و"الأربعين الصوفية"(56)، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" -كما في "مختصره"(151) -، والدولابي في "الكنى"(5/ 135)، رقم (1129)، والبغوي في "الجعديات"(3456)، والطبراني في "الكبير"(10/ 82)، رقم (10023)، وابن عدي (3/ 365، 366)، والخطيب في "موضح الأوهام"(2/ 134)، وابن عساكر في "تاريخه"(41/ 173 - 174) من طريق أبي عبيدة سعيد بن زُرْبي، عن حماد بن أبي سليمان عن علقمة به، واستغربه أبو نعيم من حديث إبراهيم وحماد.
وجاء عند البغوي: "أبو معاوية العباداني، عن حماد"، وهو سعيد بن زربي نفسه، كما بينه البغوي نفسه، وحكاه ابن عدي عن البخاري، وابن عساكر عن الدارقطني. وسعيد بن زُربي: غير ثقة، منكر الحديث عن الثقات، كما في "الكامل" (3/ 365، =
كنت رجلًا حسن الصوت بالقرآن، فكان ابن مسعود يبعث إليَّ، فآتيه، فيقول لي: رتل! فداك أبي وأمي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"حسن الصوت زينة للقرآن".
وكلاهما مما يتأيد به رواية: "زينوا القرآن بأصواتكم"، وإن كان الخطابي رجح اللفظ الأول
(1)
.
وعلقه البخاري بلفظ الترجمة في أواخر "صحيحه"
(2)
جازمًا به، ولكن قد أخرجه في "خلق أفعال العباد" -من طرق- وأبو داود والنسائي وابن حبان في "صحيحه" وآخرون باللفظ الثاني
(3)
.
= 369). وبه أعل الحديث البزار، وابن عدي، وابن طاهر في "ذخيرة الحفاظ"(1100)، والهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 354)، رقم (11707 - 11708)، وغيرهم.
وتابعه قيس بن الربيع عن حماد به عند ابن عدي (6/ 45)، وهو معل أيضًا، أعله ابن عدي بقيس بن الربيع؛ وهو صدوق في نفسه، ولكنه تغير حفظه لما كبر، وبلي بابن سوء كان يدخل عليه ويلحق في كتبه ما ليس من حديثه فيحدث بها، فتركه من أجله جمع من الأئمة، وضعفه آخرون، وتقدمت ترجمته (ح 2) فهو ممن يستأنس به، ولا يعتد بما يتفرد به.
وهذا حسنه الألباني في "الصحيحة"(1815) بالطريق الأول على اعتبار أن أبا معاوية العباداني وسعيد بن زُربي اثنان -كما وقع خطأً في رواية أبي نعيم-، وليس الأمر كذلك، فهما واحد، ولا تقويه متابعة قيس بن الربيع، لما تقدم من اختلاطه وتلقنه وتحديثه بما ليس من حديثه. والله أعلم.
(1)
قال في "معالم السنن"(ح 382): "ورواه معمر عن منصور عن طلحة، فقدَّم الأصوات على القرآن، وهو الصحيح"، وزاد:"وفيه دليل على أن المسموع من قراءة القارئ هو القرآن، وليس بحكاية للقرآن".
وقال في تفسيره على اللفظ الأول: "معناه: زينوا أصواتكم بالقرآن، هكذا فسره غير واحد من أئمة الحديث، وزعموا أنه من باب المقلوب، .. "، وبنحوه فسره ابن حبان في "الصحيح" (3/ 25) -وقال:"هذا اللفظ من ألفاظ الأضداد"- وأحمد -كما في "أخلاق أهل القرآن" للآجري (17) - والهرويُّ -كما في "الآداب الشرعية" لابن مفلح (2/ 424، 299) -، وارتضاه البغوي في "شرح السُّنَّة"(3/ 373).
(2)
"الصحيح"(كتاب التوحيد)، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "الماهر بالقرآن
…
" و"زينوا القرآن بأصواتكم"، قبل الحديث (7544).
(3)
أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(249 - 255)، وأبو داود (1470)، =
[بل]
(1)
وهو لفظ حديث ابن عباس عند الدارقطني في "الأفراد"
(2)
من الوجه الذي أخرجه منه الطبراني. وفي الباب عن جماعة من الصحابة
(3)
.
556 - حديث: "زينوا أعيادكم بالتكبير".
الطبراني في "الأوسط" و "الصغير" بسند ضعيف عن أبي هريرة به مرفوعًا
(4)
.
= وابن ماجه (1342) والنسائي (1015، 1016)، والدارمي (3543)، وابن حبان (749، 750) وأخرجه كذلك الطيالسي (774) وابن أبي شيبة (8829، 30556) وأحمد (18494، 18516، 18704) وغيرهم.
(1)
ساقط من: "أ، ز"، وأثبت من "م" والنسخ الخطية الأخرى.
(2)
كما في "أطراف الغرائب"(3/ 322)، رقم (2784)، وقال:"غريب من حديث العوام بن حوشب، عن مجاهد، تفرد به عنه عبد الله بن خراش بن حوشب، وهو ابن أخيه".
وعليه ففي إسناد الطبراني المذكور قبلُ سقطٌ بين العوام بن حوشب وابن عباس رضي الله عنهما. والله أعلم.
(3)
قال الديلمي (وفي الباب عبد الله بن عمر، وأبو هريرة، وعبد الله بن عباس، وعائشة رضي الله عنهم).
وهي بألفاظ مختلفة عن كل من ذكر سوى ما تقدم عند المؤلف، وغالبها صحاح، ومنها المتفق عليه، والجميع تؤكد على تحسين الصوت بالقرآن، وترتيله وتجويد القراءة به.
(4)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4/ 339)، رقم (4373) و"الصغير"(360) من طريق محمد بن أبي السري العسقلاني، حدثنا بقية، حدثنا عمر بن راشد، حدثنا أبو كثير عن أبي هريرة به.
قال الحافظ في "التلخيص"(2/ 190): "إسناده غريب"، وفيه عمر بن راشد اليمامي: قال أَحْمَد بْن حنبل: "حديثه ضعيف ليس بمستقيم، حدث عن يحيى بْن أَبي كثير بأحاديث مناكير"، ونحوه قول البخاري وغيره، وقال النسائي:"ليس بثقة"، ولم يوثقه غير العجلي. وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 429)، رقم (3200). وانظر:"تهذيب الكمال"(21/ 340 - 343)، رقم (4231)، "التقريب"(4894).
وفيه أيضًا محمد بن أبي السري العسقلاني: قال ابن معين: "ثقة"، وذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 88) وقال:"كان من الحفاظ"، وقال الذهبي في "السير" (11/ 161):"الحافظ العالم الصادق" ونحوه في "تذكرة الحفاظ"(2/ 46)، رقم (486)، وقال في "الميزان" (4/ 24):"له أحاديث تستنكر". =
ولأبي نعيم في "الحلية"
(1)
-بسند فيه كذابان
(2)
- عن أنس رفعه: "زينوا العيدين بالتهليل".
557 - حديث: "زينوا مجالسكم بالصلاة علَيَّ، فإن صلاتكم عليَّ نورٌ لكم يوم القيامة".
الديلمي بسند ضعيف عن عائشة به مرفوعًا
(3)
.
وله شاهد عند النميري عن عائشة من قولها: "زينوا مجالسكم بالصلاة
= وضعفه آخرون: فقال أبو حاتم: "هو لين الحديث"، وقال ابن عدي:"كان كثير الغلط"، ونحوه قال مسلمة بن قاسم وابن وضاح، كما عند ابن عساكر (55/ 230 - 233) و "التهذيب" للحافظ (9/ 425)، وَقَال في "التقريب" (6263):"صدوق عارف، له أوهام كثيرة".
والحديث أعله المنذري في "الترغيب"(1658) بالنكارة، وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع الصغير"(3182).
(1)
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(2/ 288) -ونقله عنه الديلمي (2/ 156/ أ) -، ورواه أيضًا زاهر الشحامي في "تحفة العيد" (ق 193/ 1 ورقم: 19)، وأبو الحسن النرسي في "حديث أبي محمد بن معروف"(130 - 131) -كما في "الضعيفة"(3672) -.
(2)
لعله عنى بذلك علي بن الحسن السامي المصري، والراوي عنه عبد الرحمن بن خالد بن نجيح المصري.
(3)
أما الأول: فاتهمه ابن معين، وقال ابن عدي (5/ 311):"أحاديثه كلها بواطيل، وهو ضعيف جدًّا"، وقال ابن حبان:"يروي عن مالك وسليمان بن بلال ما ليس من أحاديثهم، لا يكتب حديثه إلا على التعجب"، وكذبه الدارقطني ونسبه إلى الوضع والسرقة. انظر:"المجروحين"(2/ 114 - 115)، "الكامل"(5/ 209 - 210)، رقم (1363)، "تعليقات الدارقطني"(250)، "سؤالات البرقاني"(368)، "الإرشاد" للخليلي (1/ 269)، "الضعفاء" لأبي نعيم (162)، "الإكمال" لابن ماكولا (4/ 557)، "الميزان"(3/ 119 - 120)، رقم (5805)، "اللسان"(5351).
وأما الثاني: فقال ابن يونس: "منكر الحديث"، وقال الدارقطني:"متروك". "اللسان"(4625).
ولم أجد من أطلق عليه الكذب أو الوضع، والمتهم بالوضع إنما هو أبوه خالد بن نجيح، كما في "الجرح والتعديل"(3/ 355)، رقم (1605) وغيره، فلعله كان عن سبق نظر من المؤلف رحمه الله. والله أعلم.
على النبي صلى الله عليه وسلم، وبذكر عمر بن الخطاب"
(1)
، واقتصر الديلمي على الجملة الثانية منه بلا سند
(2)
.
* * *
(1)
أخرجه الديلمي (2/ 156/ أ) وهو في "زهر الفردوس"(2/ 180).
وفي إسناده محمد بن الحسن النقاش، وهو متهم، كما في "تاريخ بغداد"(2/ 201، 202 - 205)، رقم (635)، و"الميزان"(3/ 516)، رقم (7390)، وفوقه غير واحد ممن لا يعرف، وعليه قال الألباني في "الضعيفة" (3673):"موضوع: آفته النقاش؛ قال الذهبي: كذاب، ومن فوقه إلى مالك لم أعرفهم".
(2)
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد"(7/ 207)، رقم (3674)، ومن طريقه ابن عساكر (44/ 380)، موقوفًا، وفيه الحسين بن عبد الرحمن الاحتياطي: متهم بالكذب وسرقة الأحاديث، كما تقدم.
وبه أعله الذهبي في "تاريخ الإسلام"(18/ 241)، و"الميزان"(1/ 539)، وقال:"منكر، موقوف".
حرف السين المهملة
558 - حديث: "سافروا تربحوا، وصوموا تصحوا، واغزوا تغنموا".
أحمد عن أبي هريرة به مرفوعًا
(1)
، وهو عند الطبراني بلفظ: "اغزوا
(1)
أخرجه أحمد (14/ 507)، رقم (8945) -ومن طريقه أبو الفرج المقرئ في "الأربعين الجهادية" (26) - عن قتيبة عن ابن لهيعة عن درَّاج عن ابن حجيرة عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا:"سافروا تصحوا، واغزوا تستغنوا". وهكذا ذكره ابن حجر في "إطراف المسند المعتلي"(8/ 212)، رقم (10909)، والزركشي في "التذكرة"(58) وغيرهم، إلا أن الديلمي (2/ 161/ ب)، وابن كثير في "التفسير" (6/ 293؛ الروم: 56) نقلاه عن "المسند" بلفظ المؤلف، وهذا يشعر باختلاف نسخ المسند في لفظه. والله أعلم.
وهذا الإسناد فيه ابن لهيعة، وهو سيء الحفظ مخلط، ورواية قتيبة عنه وإن كان ملحقًا برواية ابن وهب عنه في الصحة؛ لأنه كان يكتب الحديث من كتاب ابن وهب أولًا ثم يسمعه عن ابن لهيعة، فلذا صح حديثه عنه في الجملة، كما في حوار بين قتيبة والإمام أحمد أورده الذهبي في "السير"(8/ 15) - وعليه صحح حديثه هذا الألباني في "الصحيحة"(3352).
والتصحيح المطلق للحديث يؤخذ عليه أن في الإسناد عنعنة ابن لهيعة، وهو وإن كان من رواية قتيبة عنه، فإنه كان كثير الأوهام في حديثه القديم أيضًا، وكان يدلس عن الضعفاء والمتروكين بما لا أصل له، فيرويها عن ثقات لقيهم وسمع منهم، وأما بعد احتراق كتبه فكان يحدث بكل ما يؤتى إليه، ويُخلِّط دون أن يعرف، فتُرِك حديثه المتأخر، ويعتبر بحديثه القديم من سماع العبادلة ومن في حكمهم عنه، مع تجنب تدليسه ومناكيره، كما حققه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 76)، (2/ 11 - 12)، وعليه ذكره ابن حجر في "الطبقة الخامسة" من المدلسين (140)، وبذا يتبين ضعف هذا الإسناد.
وأعله بعضهم بدراج أبي السمح أيضًا، وأنه ضعيف صاحب مناكير، وربما يؤخذ عليه أن المناكير في حديثه إنما هي من روايته عن أبي الهيثم العتواري، كما قاله أبو داود وابن عدي وغيرهما ["تهذيب الكمال" (8/ 477 - 480)، رقم (1797)]، وعليه قال =
تغنموا، وصوموا تصحوا، وسافروا تستغنوا" من حديث زهير بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة به، وقال: "لم يروه بهذا الإسناد إلا زهير"
(1)
.
= الحافظ في "التقريب"(1824): "صدوق، وفي روايته عن أبي الهيثم ضعف"، وروايته هنا عن ابن حجيرة الأكبر، وليس عن أبي الهيثم، إلا أن الإمام أحمد قد تكلم فيه مطلقًا، وذكر ابن أبي حاتم في "العلل"(1181) أنه سأل أباه عن حديثٍ رواه ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن دراج، عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا، فقال:"هذا حديث منكر، ودراج في حديثه صنعة"، فكل حديثه محل تأمل ودقة، وليس في وزن من يحتج به، ولا في وزن الصدوق، وإنما هو ضعيف يعتبر بما لم يتفرد به وما لم يُنكَرْ مِن حديثه. والله أعلم.
(1)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8/ 174)، رقم (8312)، وكذا أبو عروبة الحراني في "جزئه"(45) -ومن طريقه ابن المقرئ في "جزء" له- ضمن "جمهرة الأجزاء"(ح 1)، (ص 147) -والعقيلي (2/ 449 - حمدي)، وأبو نعيم في "الطب"(ح 113، 118) من طريقين عن محمد بن سليمان بن أبي داود بومة الحراني، عن زهير به. ولفظ أبي نعيم:"صوموا تصحوا" مختصرًا، وعزاه الألباني "الضعيفة" (253) إلى "الطب" لابن السني (ق 12/ أ) أيضًا. قال العقيلي:"زهير لَا يُتَابَعُ عليه إلا من وجه فيه لين".
وكذا لا يتابع عليه ابن أبي داود الحراني عن زهير، وهو التميمي أبو المنذر الخراساني، ورواية الشاميين عنه منكرة، كما تقدم في ترجمته (ح 30)، والراوي عنه ههنا شامي من أهل حران.
ولهذا ضعف إسناده العراقي في "المغني"(1/ 754)، رقم (2771)، والألباني في "الضعيفة"(253).
وأما قول المنذري في "الترغيب"(2/ 50)، رقم (1450)، والهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 585)، رقم (9657):"رواته ثقات"؛ فمبني على إطلاق التوثيق لزهير بن محمد، بينما أمره فيه التفصيل، كما تقدم. والله أعلم.
وأما محمد بن سليمان أبي داود الحراني المعروف بـ "بومة": فالراجح أنه صدوق -كما في "التقريب"(5927) - وإن كان قد استنكرت بعض مروياته، فضعفه الدارقطني من أجلها، وحكم أبو حاتم بأنه منكر الحديث، وجمهور الأئمة على توثيقه، مع تجنب ما ينكر من حديثه، ولكن الشأن هنا في رواية الشاميين عن زهير، والله أعلم. انظر:"الجرح والتعديل"(7/ 267)، رقم (1459)، "العلل" لابن أبي حاتم (449)، وللدارقطني (13/ 255)، رقم (3154)، "الثقات"(8/ 30)، رقم (15232)، "سؤالات البرقاني"(191)، "تاريخ دمشق"(53/ 120 - 123)، "تهذيب الكمال" =
ومن حديثه رويناه في "جزء ابن بُخَيْت"
(1)
بلفظ: "سافروا تربحوا، وصوموا تصحوا، واغزوا تغنموا".
وكذا أخرجه أبو نعيم في "الطب" من حديثه مقتصرًا على: "صوموا تصحوا"
(2)
.
وفي موضع آخر منه بلفظ: "اغزوا تغنموا، وسافروا تصحوا"
(3)
.
وللطبراني، والحاكم
(4)
عن ابن عباس بلفظ: "سافروا تصحوا وتغنموا".
= (25/ 303 - 305)، رقم (5259)، "المغني"(5579).
(1)
هو جزء أبي بكر محمد بن عبد الله بن بُخَيْت -بضم الباء وفتح الخاء وسكون الياء بعدها تاء، كما في "توضيح المشتبه"(1/ 46) - العكبري البغدادي الدقاق. قال الذهبي ["السير" (31/ 391، 242)]: "الشيخ العالم الثقة المحدث"، وذكر له هذا الجزء هو والحافظ ابن حجر في "المعجم المفهرس"(1/ 241)، رقم (1007) وغيرهما.
(2)
تقدم آنفًا.
(3)
الطب النبوي (المقالة الثانية، باب السفر مصحة، 1/ 239/ 118) بالإسناد المتقدم نفسه.
(4)
لم أقف عليه في "المستدرك"، وقد أخرجه عنه البيهقي (7/ 102)، وعلقه عنه الديلمي (2/ 161/ ب)، وأخرجه أيضًا ابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 37)، رقم (3892)، كلاهما (الحاكم، وابن عبد البر): من طريق بسطام بن حبيب، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عنه رضي الله عنه به.
وبسطام بن حبيب؛ قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 550)، رقم (12207):"لم أعرفه"، وقال الألباني في "الصحيحة" (3352):"لم أجد له ترجمة".
والقاسم بن عبد الرحمن: هو الأنصاري؛ قال ابن معين: "ليس بشيء"، وقال أبو زرعة:"منكر الحديث".
وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث، مضطرب الحديث، حدثنا عنه الأنصاري بحديثين باطلين؛ أحدهما وفاة آدم صلى الله عليه وسلم، والآخر عن أبي حازم". انظر: "سؤالات البردعي"(2/ 373)، "الجرح"(7/ 113).
فهذا هو آفة الحديث، وبهما معًا أعله الألباني.
وأما الطبراني فلم أقف على هذا اللفظ عنده، ولا من طريقه، ولعل المؤلف رحمه الله تداخل عليه من كلام الديلمي، حيث ذكره بهذا اللفظ فعلقه عن الحاكم بالإسناد المتقدم، ثم قال:"رواه الطبراني رحمه الله، ولفظه: "اغزوا تغنموا بنات الأصفر""، وأعقبه إسنادَه. =
وللقضاعي والطبراني من حديث محمد بن عبد الرحمن بن [رداد]
(1)
(2)
، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رفعه:"سافروا تصحوا وتغنموا"
(3)
.
= وهو بهذا اللفظ عند الطبراني في "الكبير"(11/ 63)، رقم (11052)، والبزار (11/ 163)، رقم (4899) من طريق جبارة بن المغلس عن أبي شيبة إبراهيم بن عُثمان العبسي عَن الحكم عَن مُجاهد عنه رضي الله عنه به.
قال البزار: "لا يروى إلا عن ابن عباس، ولا نعلم له طريقًا غير هذا"، ثم أعله بأبي شيبة، وبه ضعفه الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 396)، رقم (11044) وهو متروك، كما في "التقريب"(215).
وفيه كذلك: جبارة بن الْمُغَلِّس الحماني الكوفي؛ وهو متروك الحديث، كما تقدمَ في الحديث (61).
قال الألباني: والمحفوظ عن مجاهد مرسلًا؛ أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(10/ 104) من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اغزوا تبوك؛ تغنموا بنات الأصفر ونساء الروم". قال: "وهذا إسناد صحيح مرسل عن مجاهد". "الصحيحة"(6/ 487).
وهذا المرسل مع رواية الطبراني المرفوعة لا يشهدان لعموم حديث الباب، بل هما مقيدان بالغنيمة والغزوات، هذا مع وهاء الطريق المسند كما تقدم. والله أعلم.
(1)
في النسخ الخطية (زياد) وهو خطأ، والصواب ما أثبت كما في المصادر. والله أعلم.
(2)
مديني -يقال: من ولد ابن أم مكتوم-: قال ابن عدي: "رواياته عمن روى غير محفوظة"، وقال أيضًا:"عامة ما يرويه غير محفوظ"، وقال أبو حاتم:"ليس بقوي، ذاهب الحديث"، وقال الأزدي:"لا يكتب حديثه"، ولينه أبو زرعة الرازي، وشذ ابن حبان فذكره في "الثقات"(7/ 431)، وقال:"كان يخطئ". انظر: "الجرح والتعديل"(7/ 316)، رقم (1705)، "الميزان"(3/ 623)، رقم (7848).
فمثله ليس ممن يعتمد تفرده بما يستنكر عن مثل عبد الله بن دينار في إمامته وجلالته وكثرة أصحابه، ولذا استنكره عليه ابن عدي، ولا أرى مثله ينهض لتقوية غيره، ولو أنه رواه عن غير مثل عبد الله بن دينار لاحتُمِل. والله أعلم.
(3)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7/ 245)، رقم (7400)، والقضاعي (586)، وابن أبي شيبة في "المسند" -كما في "إتحاف الخيرة"(6/ 50)، رقم (5548) - وابن عدي (6/ 190)، رقم (1666) وتمام (769)، وابن بشران في "الأمالي"(8 - جوامع الكلم)، والبيهقي (7/ 102)، وابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 37)، والخطيب (10/ 3878) وغيرهم من طرق عن عبد الرحمن بن محمد بن رداد به.
قال الطبراني وابن عدي: "لم يروه عن عبد الله بن دينار إلا ابن رداد"، وقال =
ورواه أبو نعيم في "الطب" من حديث مطرف، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر رفعه، بلفظ:"سافروا تصحوا، وتسلموا"
(1)
.
ومن حديث سوّار بن مصعب
(2)
، عن عطية عن أبي سعيد رفعه:"سافروا تصحوا"
(3)
.
= البوصيري: رواته ثقات.
قال أبو حاتم: هذا حديث منكر "العلل"(2430)، وآفته ابن رداد كما تقدم.
فقول البوصيري رواته ثقات غير سليم، وكذا إعلال الهيثمي له في "مجمع الزوائد"(3/ 481)، رقم (5281) بأبي علقمة عبد الله بن هارون الفروي -شيخ شيخ الطبراني- وحده ضعيف، حيث إن الفروي هذا توبع فيه من غير واحد من الثقات، فلا يأتي عليه تبعةٌ في ذلك، وإن كان في نفسه ضعيفًا منكر الحديث، تركه من أجلها الدارقطني وغيره، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 367)، وقال: يخطئ ويخالف.
انظر: "الجرح والتعديل"(5/ 194)، رقم (899)، "تهذيب الكمال"(34/ 100 - 101)، رقم (7523)، "الميزان"(4/ 553)، رقم (10432)، "تهذيب التهذيب"(12/ 172 - 173)، رقم (815)، "التقريب"(8261).
(1)
أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 46)، وأبو نعيم في "الطب"(1/ 239)، رقم (119)، وابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 37)، وكذا ابن السني في "الطب"(ق 12/ أ) من طريق أبي علقمة عبد الله بن عيسى القروي المدني الأصم عن مطرف بن عبد الله اليساري به.
وعبد الله بن عيسى القروي: متروك؛ قال ابن حبان: "يروي عن ابن نافع ومطرف العجائب، ويقلب على الثقات الأخبار، .. كتبنا من طريقه نسخة طويلة كلها مقلوبة"، وقال أبو نعيم في "الضعفاء" (118):"يروي عن عبد الله بن نافع ومطرف عن مالك أحاديث منكرة، منها: .. " وذكر هذا الحديث.
وعن هذا الحديث قال ابن حبان: "هذا ليس من حديث نافع، ولا ابن عمر، ولا مالك، وليس يُحفَظ إلا من حديث موسى بن عبيدة الربذي فقط". ونحوهما قول الحاكم في "المدخل إلى الصحيح"(1/ 168)، رقم (95)، وقال:"مطرف ثقة، وليس الحمل فيه إلا على أبي علقمة".
(2)
سوار بن مصعب الهمداني الكوفي: متروك، منكر الأحاديث، وتقدمت ترجمته في الحديث (51).
(3)
أخرجه أبو نعيم في "الطب"(1/ 239 - 240)، رقم (120)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 454) من طريق سوار به.
وسوار متروك، وشيخه عطية بن سعد العوفي فيه ضعف منجبر، ونسب إلى تدليس =
559 - حديث: "سأراه -يعني: الهلال- وأنا مستلق على فراشي".
هو من قول عمر في "مسلم"
(1)
من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، قال: تراءينا الهلال، فما من الناس أحد
(2)
يزعم أنه رآه غيري، فقلت لعمر: يا أمير المؤمنين! أما تراه؟ فجعلت أريه إياه، فلما أعيى أن يراه، قال: وذكره.
= الشيوخ في التفسير خاصة، وذلك بتسمية الكلبي -وهو تالف- أبا سعيد، ولكن مستند ذلك الكلبي نفسه، وليس بمأمون. والله أعلم.
هذا، وله شواهد من مرسل زيد بن أسلم، والموقوف عن عمر رضي الله عنه.
أما مرسل زيد بن أسلم: فرواه ابن أبي شيبة (10/ 359)، رقم (19897) عن عبدة، عن إسماعيل بن رافع، عن زيد بن أسلم مرسلًا، بلفظ:"اغزوا تصحوا وتغنموا".
وإسماعيل بن رافع المدني: متروك عند أكثر الأئمة، كما في "الميزان"(872)،
وانظر: العلل للمروزي (167، 257)، سؤالات ابن الجنيد (874)، المعرفة والتاريخ للفسوي (3/ 52 - 53)، "الجرح والتعديل"(2/ 168 - 169)، الضعفاء للنسائي (32)، والعقيلي (1/ 77 - 78/ 83) وابن شاهين (38، 45)، والدارقطني (79)، "المجروحين"(1/ 124)، "الكامل"(1/ 280 - 281)، "ذخيرة الحفاظ"(2784، 5564، 5707)، "المستدرك" - مع التلخيص (2/ 79، 248، 421، 4/ 488)، "تهذيب الكمال"(3/ 85 - 90/ 442)، "المغني"(651)، "الكاشف"(372)، "مصباح الزجاجة"(296).
وبه أعله الألباني في "الصحيحة"(3352).
وأما أثر عمر رضي الله عنه: فأخرجه عبد الرزاق (ح 9269، 20928) من طريق طاووس عن عمر رضي الله عنه قال: "سافروا تصحوا وترزقوا"، وهذا أصح شيء في الباب، رجاله كلهم ثقات، إلا أن طاووسًا لم يدرك عمر رضي الله عنه، وإنما ولد في عهد عثمان رضي الله عنه، فبينهما انقطاع. والله أعلم.
وقال الألباني في "الضعيفة"(255): "ولعل الموقوف هو الصواب"، ولكنه مال فيما بعد في "الصحيحة"(3352) إلى تصحيح حديث أبي هريرة رضي الله عنه بمجموع إسناديه وبمرسل زيد بن أسلم، وما ذهب إليه أولًا في "الضعيفة" أولى، لما تقدم من وهاء الطرق المذكورة. والله أعلم.
وقيل بأن قوله: "سافروا تصحوا" -مع ضعفه- يعارض قوله صلى الله عليه وسلم المخرج في الصحيحين: "السفر قطعة من العذاب"، وجمع بينهما ابن عبد البر بأنه يحتمل أن يكون العذاب هو التعب، والتعب ههنا مفيد للصحة. والله أعلم.
(1)
صحيح مسلم (ح 2873).
(2)
ساقط من (ز). =
560 - حديث: "ساقي القوم آخرهم شربًا".
مسلم من حديث عبد الله بن رَباح عن أبي قتادة مرفوعًا -في حديث طويل- بلفظ: "إن ساقي القوم آخرهم" فقط
(1)
.
وأبو داود عن ابن أبي أوفى
(2)
.
وفي الباب عن غيرهما كأبي معبد الخزاعي في قصة اجتياز النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه بخيمتي أم معبد، كما أخرجه البيهقي في "الدلائل"
(3)
.
(1)
صحيح مسلم (311/ 681)، في حديث طويل في قصة سفر للنبي صلى الله عليه وسلم في بعض المغازي "إن ساقي القوم آخرهم شربًا"، وهو بطوله مع ذكر "شربًا" فيه؛ عند أبي عوانة (1/ 565)، رقم (2101)، وأبي نعيم في "مستخرجه"(2/ 275)، رقم (1533)، والقاضي عياض في "إكمال المعلم"(2/ 675)، وفي متن "صحيح مسلم" المطبوع مع "شرح النووي"(5/ 189) و"تحفة الأشراف" للمزي (9/ 246)، رقم (12090) وغيرها.
وبه ورد مقتصرًا على لفظ الترجمة منه عند الترمذي (1895)، وابن ماجه (ح 3434)، والدارمي (2/ 1355)، رقم (2181)، وغيرهم.
وورد في "جامع الأصول" لابن الأثير (11/ 339)، رقم (8901)، وفي سياق كلام ابن الجوزي في "كشف مشكل الصحيحين"(1/ 410)، رقم (738)، وكلام النووي في "شرح مسلم" (5/ 189) بدون لفظة:"شربًا" كما ذكر المؤلف، ولعل ذَلك عن اختلاف قديم في نسخ "الصحيح". والله أعلم.
(2)
أخرجه أبو داود (3725)، وابن أبي شيبة (ح 24707)، وأحمد (31/ 466)، رقم (19121) وغيرهم من طريق شعبة، عن أبي المختار -رجل من بني أسد- قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى به.
وأبو المختار الأسدي: يختلف في اسمه، فقيل: سفيان بن المختار، وقيل: ابن أبي حبيبة، وقيل اسمه: عبد الله؛ وثقه ابن معين والذهبي، وقال أبو حاتم:"صدوق"، وذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 320)، (5/ 583) مرتين، وفات الحافظ ابن حجر -كما في "التهذيب"(12/ 226)، رقم (1029) - توثيق غير ابن حبان، فقال في "التقريب" (8347):"مقبول". والله أعلم.
انظر: "التاريخ الكبير"(4/ 96)، رقم (2088)، "الجرح والتعديل"(4/ 220)، رقم (962)، "تهذيب الكمال"(34/ 265 - 266)، رقم (7609)، "الكاشف"(6819). والحديث صححه الألباني في أحكامه على "السنن"، وأشار لشاهده المتقدم عن أبي قتادة رضي الله عنه.
(3)
حديث أبي معبد: أخرجه الحاكم (3/ 11) -وعنه وعن غيرِه البيهقي في "الدلائل"(2/ 491 - 493، وكما في "البداية والنهاية" (4/ 475 - 480) - وأخرجه كذلك =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن سعد (1/ 230)، رقم (520) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(ح 7001، 7002) وآخرون؛ من طرق عن أبي أحمد بشر بن محمد بن أبان السكري، عن عبد الملك بن وهب المذحجي، عن الحر بن الصياح النخعي، عن أبي معبد. وعند أبي نعيم:"عن أبي معبد، عن أم معبد".
وهذا أعله أبو حاتم بقوله: "قيل لي: إنه يشبه أن يكون من حديث سليمان بن عمرو النخعي؛ لأن سليمان بن عمرو؛ هو ابن عَبدالله بن وهب النخعي، فتُرِك سليمان وجُعِل عبد الملك؛ لأن الناس كلهم عبيد الله، ونسب إلى جَدِّه وهب، والمذحج قبيلة من نخع. ويحتمل أن يكون هكذا؛ لأن الحر بن الصياح ثقة روى عنه شعبة والثورى والحسن بن عبيد الله وشريك، فلو أن هذا الحديث عند الحر كان أولَ ما يُسأل عنه، فأين كان هؤلاء الحفاظ عنه، والله أعلم""العلل"(2686).
وهذا يبدي عن علة قادحة في الحديث، وذلك أن مرده إلى أبي داود سليمان بن عمرو النخعي، وهو مشهور بوضع الحديث بلا خلاف فيه. والله أعلم.
وفيه علة أخرى دون ذلك، وهي الانقطاع؛ وذلك أن أبا معبد الخزاعي توفي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، والحر ليس من المخضرمين ممن أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم، بل من طبقة ابن سيرين والحسن من أوساط التابعين؛ كما في "التقريب"(1159)، ومن هنا أشار لانقطاعه البخاري في "التاريخ"(2/ 84)، رقم (1771) ونص مسلم في "الكنى"(2/ 797)، رقم (3234) على أن حديثه مرسل، ويعني الانقطاع المذكور. والله أعلم.
إلا أن الجملة المذكورة ليست من مسند أبي معبد رضي الله عنه، بل من مسند زوجه أم معبد رضي الله عنها، وعليه قال أبو حاتم الرازي وابنه: أول الحديث مسند عن أبي معبد، وذكر الصفة عن أم معبد "الجرح والتعديل"(2/ 340، 350)، وذلك أن أبا معبد كان غائبًا في غنمه، ولم يشهد ما جرى. والله أعلم.
وأخرجه الفسوي (3/ 276)، وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3485)، والبغوي في "المعجم"(2/ 69)، رقم (505)، والطبراني في "الكبير"(4/ 48)، رقم (3605)، والحاكم (3/ 11)، وأبو نعيم في "المعرفة"(2265، 2266) و"الدلائل"(238)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(1/ 277 - 278)، وابن عبد البر في "الاستيعاب"(4/ 1961) وغيرهم؛ من طرق عن محمد بن سليمان بن الحكم بن أيوب الخزاعي القديدي، عن عمه أيوب بن الحكم بن أيوب القديدي الخزاعي، ومن طريق مُكْرَم بن محرز بن مهدي القديدي الخزاعي عن أبيه، كلاهما: عن حزام بن هشام بن حبيش بن خالد عن أبيه عن جده حبيش بن خالد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو أخو أم معبد- في قصة مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم ونزوله بخيمتي أم معبد، وفيه:"ثم سقاها حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب آخرَهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهو عند ابن سعد (8/ 289)، رقم (10751) عن الواقدي عن حزام به مختصرًا بما يخالف هذا.
ومدار الوجهين على حزام بن هشام عن أبيه، وهما ثقتان، أدرك حزام عمر بن عبد العزيز، وأبوه عمر بن الخطاب رضي الله عنه -كما في "الطبقات الكبرى" لابن سعد (5/ 496)، و"معرفة الرجال" لابن محرز (1/ 89)، و"الجرح والتعديل"(3/ 298)، رقم (1327)، و"الثقات" لابن حبان (5/ 501، 503، 6/ 247 - ذكر هشامًا مرتين) -.
وجده حبيش بن خالد الكعبي: هو أخو أم معبد؛ صحابي أسلم قبل الفتح، واتفقوا على أنه استشهد بالبطحاء يوم الفتح، فيكون ابنه هشام غير مدرك له، وإلا لأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من الصحابة.
وانظر: "معجم الصحابة" للبغوي (2/ 138)، "معرفة الصحابة" لابن منده (1/ 404)، ولأبي نعيم (2/ 871)، "الاستيعاب" رقم (571)، و"العلل" للإمام أحمد رقم (5620).
والرواة عن حزام ثلاثتهم لا تعرف أحوالهم، إلا أن أيوب بن الحكم ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 128). وسكت عنه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(2/ 245)، رقم (872)، وعليه أورده الحافظ في "اللسان"(2/ 238)؛ كأنه اعتبره مجهولًا. والله أعلم.
وسليمان بن الحكم بن أيوب الكعبي: أيضًا سكت عنه ابن أبي حاتم (4/ 107)، رقم (480)، وقال:"سمع منه أبي بقديد، وروى عنه ابن الجنيد"، ولم أقف له على ترجمة عند غيره.
وكذا سكت عن ابنه محمد بن سليمان الكعبي (7/ 269)، رقم (1472) وقال:"كتبت عنه 255 هـ".
ومُكْرَم بن مُحرز: هو أبو القاسم مكرم بن محرز بن المهدي بن عبد الرحمن بن عمرو بن خويلد بن خليفة بن منقذ بن ربيعة بن حزام بن حبيش بن كعب الخزاعي الكعبي، نزيل بادية فيد: سمع منه الناس والحفاظ كأبي زرعة وأبي حاتم الرازيين وغيرهما في طريقهم إلى الحج، وسكتوا عنه، وأورده ابن حبان في "الثقات"(9/ 207)، وانظر:"الجرح والتعديل"(8/ 443)، رقم (2025)، "فتح الباب" لابن منده (1/ 33)، رقم (84)، "الأنساب المتفقة" لابن القيسراني (ص 121).
وبهذا النحو كان سماعهم من سليمان بن الحكم وابنه محمد في طريق الحج، ولم يُعرَف حديثُ أم معبد من غير أهل هذين البيتين، ولعلك إذا نظرت إلى ظاهر الإسناد ترى أنه يتقوى أحدهما بالآخر، وعليه قال ابن كثير في "تاريخه" (4/ 472):"قصة أم معبد مشهورة مروية من طرق يشد بعضها بعضًا"، وحسن إسناده الألباني في تخريجه لـ "فقه السيرة"(ص 168)، وقد تحفظ الإمام أبو داود عن حديث أم معبد الطويل هذا، ورأى أنه لا يثبت، فقال:"أخاف أن يكون مصنوعًا"، قال الآجري: "يعني الكلام =
561 - حديث: "سبابة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنها كانت أطول من الوسطى".
اشتهر هذا على الألسنة كثيرًا، وسلفُ جمهورهم الكمال الدَّمِيري
(1)
، وهو خطأ نشأ عن اعتماد رواية مطلقة، وعبارته كذا: "رواه ابن هارون
(2)
، عن عبد الله بن مِقسم
(3)
، عن سارة بنت مِقسم
(4)
، أنها سمعت ميمونة بنت كَرْدَمٍ
(5)
= السجع والشعر، فأما الشاةَ واللبنَ فلا" "سؤالات الآجري" (75).
وكلام أبي داود هذا يَرِدُ على حديثي محرز وأيوب بن الحكم الخزاعيين بطولهما. والله أعلم.
قلت: ومما يستبعد صحة هذا الحديث بهذه الغرابة الشديدة ما تقدم من اتفاقهم على ذكر استشهاد حبيش بن خالد رضي الله عنه يوم الفتح، فمتى عاد للدنيا وحدث بهذا الحديث؟ وقد عاشت أم معبد رضي الله عنها بعده إلى زمن عثمان رضي الله عنه، كما في "سؤالات الآجري" - العمري (ص 130)، وروى عنها هشام بن حبيش وغيره من التابعين، فكان الأجدر أن تُحَدِّث بقصتها بدلًا من أخيها شهيد البطحاء يوم الفتح رضي الله عنه.
وهذا الحديث يرويه الواقدي وغيره -كما في "طبقات ابن سعد"(8/ 288 - 289) - عن حزام بن هشام عن أبيه مرسلًا، بأخصر من حديث مكرم وأيوب بن الحكم، ولا يذكرون حبيش بن خالد في الإسناد، بل ويروي الواقدي بعضه عن حزام عن أبيه عن أم معبد، وهذا هو أولى مما تقدم. والله أعلم.
وما استثناه الآجري له شواهد من حديث أبي بكر الصديق، وابنته أسماء، وقيس بن النعمان رضي الله عنهم، ومن مرسل ابن إسحاق وغيره، وهي تختلف فيما بينها في السياقات والتفاصيل، غير أن موضع الشاهد منه عند المؤلف مما يثبت من الحديث، إن شاء الله. والله أعلم.
وحديث أبي بكر رضي الله عنه حسن إسناده الحافظ ابن كثير في "تاريخه"(4/ 475). والله أعلم.
(1)
كمال الدين أبو البقاء محمد بن موسى بن عيسى بن علي الشافعي، الدميري -بفتح الدال المهملة وكسر الميم وسكون الياء؛ نسبة إلى دَمِيْرة قرية بمصر-: ولد في أوائل سنة (742 هـ)، وتوفي سنة (808 هـ).
قال ابن حجر: مهر في الفقه والأدب والحديث. "إنباء الغمر"(5/ 347)، وقال السخاوي في "الضوء اللامع" (5/ 16):"برع في التفسير والحديث والفقه وأصوله والعربية والأدب وغيرها"، وكذا قال ابن شهبة القاضي في "طبقات الشافعية"(751)، والشوكاني في "البدر الطالع"(2/ 272)، رقم (525).
(2)
يعني: يزيد بن هارون الواسطي.
(3)
عبد الله بن يزيد بن مقسم الثقفي، ابن ضبة البصري: صدوق. "التقريب"(3706).
(4)
الثقفية -عمة عبد الله-؛ لا تعرف، من الرابعة. د. "التقريب"(8602).
(5)
كَرْدَم -وزن جعفر-، وهي ثقفية، من صغار الصحابة. "التقريب"(8690). =
تخبر: أنها رأت أصابع النبي صلى الله عليه وسلم كذلك"
(1)
.
فضم ما وقع فيها من إطلاق الأصابع إلى كون الوسطى من كلٍّ أطولَ من السبابة، وعيَّن اليد منه صلى الله عليه وسلم لذلك، بناءًا على أن القصد ذكر وصف اختص به صلى الله عليه وسلم عن غيره
(2)
.
ولكن الحديثَ في مسند الإمام أحمد -من حديث يزيد بن هارون المذكور- مقيدٌ بالرِّجل، ولفظه: وما نسيت طول أصبع قدمه السبابة على سائر أصابعه
(3)
.
وهو عند البيهقي في "الدلائل"
(4)
من طريق يزيد، ولفظها
(5)
: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة -وهو على ناقته، وأنا مع أبي- وبيد رسول الله صلى الله عليه وسلم دِرَّةٌ كَدِرّة الكتاب، فدنا منه أبي فأخذ بقدمه، فأقر له رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: فما نسيت طول أصبع قدمه السبابة على سائر أصابعه.
(1)
أخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"(الأصل 42، 1/ 171، رقم 256 - 257) من طرق عن يزيد بن هارون به.
(2)
هذا ذكره الدميري في شرحه للمنهاج، كما في "تحفة الحبيب" للبجيرمي (1/ 242)، (2/ 232).
وقال الصالحي في "سبل الهدى"(2/ 76): "زعم الحكيم الترمذي [نوادر الأصول (1/ 167 - 168)]، وتبعه أبو عبد الله القرطبي ["التفسير": 2/ 231، الآية: 2/ 83، ولم يصرح بالنقل عن الحكيم]، والدميري في "شرح المنهاج" أن سبابة النبي صلى الله عليه وسلم كانت أطول من الوسطى.
قال ابن دحية [في "الآيات البينات" كما في "البدر المنير" لابن الملقن (9/ 519)]: هذا باطل بيقين، ولم ينقله أحد من ثقات المسلمين مع إشارته صلى الله عليه وسلم بإصبعه في كل وقت وحين، ولم يحك ذلك عنه أحد من الناظرين". وما بين المعقوفات مزيدة للبيان والتوثيق.
وتعقب ابنُ الملقن ما قاله ابنُ دحية موجَزًا بقوله: "هذا الإطلاق ليس بجيد منه"، وكأن ابن الملقن يذهب إلى نفس الفهم. والله أعلم.
(3)
أخرجه أحمد (44/ 620)، رقم (27064)، ومن طريقه أبو نعيم في "المعرفة"(6/ 34446)، رقم (7846).
(4)
أخرجه البيهقي (7/ 145) وفي "الدلائل"(1/ 246)، رقم (196)، وابن سعد (8/ 304)، رقم (10784) عن يزيد به.
ومداره على سارة بنت مقسم، وهي لا تعرف، كما سبق في ترجمته.
(5)
هكذا في سائر نسخ "المقاصد" الخطية، والضمير راجع لميمونة بنت كردم رضي الله عنها.
وأعاده بعد يسير
(1)
بلفظ: "كنت رديف أبي، فلقي النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: فقبضت على رجله، فما رأيت شيئًا أبرد منها".
وأشار عقبها إلى ظن أنه: (قال) -يعني: أباها- ليوافق اللفظ الأول، [لا؛ قالت]
(2)
.
ولا يمنع ذكرُها لذلك مشاركةَ غيرِه من الناس له صلى الله عليه وسلم في التفصيل المذكور، إذ لا مانع أن يقال:"رأيت فلانًا وهو أبيض أو أسمر"، مع العلم بمشاركة غيره في البياض والسمرة.
ويجوز أن يكون التفاوت لطوله زائدَ الظهور، إذ الناس فيه متفاوتون، وكذا لا يمنع منه كون السبابة في اليد خاصة؛ لأنا نقول: تسميتها بذلك فيها حقيقة، وفي القدم لاشتراكها معها في التوسط بين الإبهام والوسطى فقط.
ثم وقفت على ما أوضحته بالبيان في كلام شيخنا إجمالًا، فإنه سئل عن قول القرطبي:"إن مسبحة النبي صلى الله عليه وسلم أطول من الوسطى"، فأجاب بقوله: هذا غلط ممن قاله، وإنما كان ذلك في أصابع رجليه
(3)
. انتهى.
562 - حديث: "سبقت رحمتي غضبي".
في: "إن رحمتي"
(4)
.
563 - حديث: "سبقك بها عكاشة".
الشيخان من حديث حصين بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، عن
(1)
دلائل النبوة (طيب رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبرودة يده، 1/ 256، رقم 215).
(2)
الزيادة بين المعقوفين من: (هـ، ز 2، زك)، ونسخة (هـ) منسوخة عن أصل مقروء على المؤلف، وقوبلت عليها، وعلى نسخة أخرى شامية أيضًا.
ونص البيهقي: "كذا في كتابي: "قالت: فقبضت"، وأنا أظنه: "قال"، تعني: أباها، فقد رويناه من وجه آخر عن ميمونة، قالت: فدنا منه أبي، فأخذ بقدمه". والله أعلم.
(3)
قول القرطبي في "تفسيره" كما سبق، وقول الحافظ في بعض فتاواه كما في "سبل الهدى" للصالحي (2/ 76)، تعقبًا على الحكيم الترمذي دون القرطبي، وعن الحكيم أخذه القرطبي وغيره. والله أعلم.
(4)
الحديث (226).
ابن عباس؛ في "السبعين ألفًا الذي يدخلون الجنة بغير حساب، فقال عكاشة: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: "أنت منهم"، فقام آخر، فقال: وذكره
(1)
.
وللطبراني وعمر بن شبةَ من طريق نافع مولى ابنة شجاع
(2)
عن أم قيس بنت محصن، قالت: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي حتى أتينا البقيع، فقال:"يا أم قيس! يبعث من هذه المقبرة سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب"، فقام رجل، فقال: أنا منهم؟ قال: "نعم"، فقام آخر، فقال:"سبقك بها عكاشة"
(3)
.
(1)
أخرجه البخاري (5752، 6541)، ومسلم (374/ 220)، وخرجه مسلم أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه (367 - 369)، رقم (216) وعمران بن حصين رضي الله عنهما (218).
(2)
هو: نافع بن أبي نافع المدني، واختلف فيه؛ فذهب ابن حبان -كما في "الثقات"(5/ 468)، و"المشاهير" رقم (567) - إلى أنه نافع بن أبي نافع البزاز مولى أبي أحمد بن جحش، وهو راوٍ واحدٌ اختلف الرواة في نسبة ولائه، لكنه أعاد ترجمته في "الثقات"(5/ 470) باسم (نافع مولى حمنة بنت شجاع)، فلا أدري ذهول أم اضطراب. والله أعلم.
وفرق البخاري في "التاريخ"(8/ 83)، رقم (2260، 2261، 2262)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(8/ 453)، رقم (2074، 2075)، والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 170 - 172)، رقم (1382 - 1384) بينهم، فعدهم الخطيب ثلاثة، والبخاري والرازي شخصين، وبه قال الحافظ في "التقريب"(7084).
وهؤلاء وثقوا البزاز ونقلوا توثيق الأئمة له، ولم يذكروا في مولى حمنة جرحًا ولا تعديلًا.
وحجة ابن حبان في الأمر أنه من خلاف الرواة؛ حيث إنه حديث واحد يُرْوَى عن نافع عن أبي هريرة رضي الله عنه: "لا سبق إلا في .. "، فقال بعضهم: نافع مولى أبي أحمد، وقال البعض: نافع مولى حمنة بنت شجاع.
وهذا مستند قوي، ونافع البزاز ثقة كما في "التقريب"(7083)، وعليه قال ابن حبان في "المشاهير" (567):"نافع بن أبي نافع البزاز مولى أبي أحمد بن جحش أخي زينب بنت جحش -وقد قيل: مولى حمنة بنت شجاع- أبو عبد الرحمن من ثقات أهل المدينة"، وفي كلام البخاري ما قد يؤيد رأي ابن حبان، إذ قال في البزاز: سمع أبا هريرة "لا سبق .. "، وقال في مولى حمنة:"سمع أبا هريرة رضي الله عنه: "لا سبق .. "، وسمع أم قيس". فاختلفت النسبة باختلاف الرواة. والله أعلم.
(3)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(25/ 181)، رقم (445)، وابن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 91 - 92)، وكذا الطيالسي (3/ 205)، رقم (1740)، وابن أبي خيثمة في "التاريخ"(2/ 824)، رقم (3547)، والحاكم (4/ 436) من طرق عن سعد أبي عاصم =
والأول أصح، ولا مانع من وقوع القصتين
(1)
.
وقد ضُرِب المثل بهذا، فيقال لمن سُبِقَ في الأمر:"سبقك بها عكاشة".
564 - حديث:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلًا
…
ويأتيك بالأخبار من لم تزود
= المدني عن نافع مولى حمنة بنت شجاع به.
واختلفوا في إسناده في أشياء: فعند الطيالسي: "أبو عاصم المدني، مولى نافع مولى أم قيس بنت محصن الأسدي عن نافع، قال: أخبرتني أم قيس بنت محصن"، وهذا فيما أرى أخطأ الطيالسي فيه، وقد خالفه أربعة من الثقات؛ -موسى بن إسماعيل التبوذكي وعبيد الله بن عمر القواريري وعبد الرحمن ابن المبارك العيشي والحسن بن عثمان- عن أبي عاصم، فقالوا:"أبو عاصم سعد -مولى سليمان بن علي- عن نافع مولى حمنة بنت شجاع".
وعند الطبراني: "عن نافع مولى حمنة .. ، قالت: قالت لي أم قيس"، وهو من تصحيف النساخ، وإنما هو "قال: قالت لي" كما في سائر الروايات.
وعند الحاكم: "سعيد أبو غانم" وهو تصحيف من "سعد أبو عاصم". والله أعلم.
الحكم على الحديث: قال الألباني في "الضعيفة"(11/ 528)، رقم (5491):"إسناده ضعيف: نافع هذا؛ ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ 1)، رقم (453) بناءًا على هذه الرواية، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وأورده ابن حبان في "الثقات" (3/ 269)، على قاعدته المعروف شذوذها عن قواعد الأئمة.
وسعد: هو ابن زياد أبو عاصم، مولى سليمان بن علي؛ قال ابن أبي حاتم (2/ 1)، رقم (83) عن أبيه:"يكتب حديثه، وليس بالمتين". والحديث منكر؛ لأن المحفوظ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في السبعين ألفًا: "أنهم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون"، أخرجه الشيخان [خ: 5754، م: 220]. والظاهر: أنه في عامة أمته صلى الله عليه وسلم؛ وليس في الذين يدفنون في البقيع. والله أعلم".
أما سعد: فهو كما حقق الألباني رحمه الله، وفيه العلة.
وأما نافع: فاختلف فيه تعيينًا وحكمًا، وذهب ابن حبان إلى أنه هو نافع بن أبي نافع البزاز المدني مولى أبي أحمد بن جحش، وهو ثقة، كما تقدم آنفًا، فليس ذلك منه تمشيًا مع القاعدة الشاذة في توثيق المجاهيل، بل خلافًا في الرأي. والله أعلم.
(1)
لكن القصة الثانية منكرة كما تقدم في كلام الألباني رحمه الله، ويؤيده أن أم قيس ليست من محارم النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يأخذ بيدها يتجول في سكك المدينة، ولم يكن صلى الله عليه وسلم يصنعه مع أزواجه رضي الله عنهن، وصح أنه ما مست يده صلى الله عليه وسلم يد أجنبية قط، فكيف بهذا الوضع المنكر. والله أعلم.
في: [تمثله]
(1)
صلى الله عليه وسلم به
رواه معمر عن قتادة، قال: بلغني أن عائشة سئلت: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر؟ فقالت: لا، إلا بيت طَرَفَةَ
(2)
؛ وذكرته.
قالت: فجعل يقول: "من لم تزود بالأخبار"، فقال أبو بكر: ليس هذا هكذا، فقال صلى الله عليه وسلم:"إني لست بشاعر، ولا ينبغي لي"
(3)
.
ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، قال: قيل لعائشة: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت: كان أبغضَ الحديث إليه، غيرَ أنه صلى الله عليه وسلم كان يتمثل ببيت أخي بني قيس، فيجعل أوله آخره وآخره أوله، فقال أبو بكر: ليس هكذا يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني والله! ما أنا بشاعر، وما ينبغي لي". رواه ابن أبي حاتم وابن جرير، واللفظ له
(4)
.
(1)
في (أ، ز، م، عز، ق، ز 2، هـ): "تمثيله"، والمثبت من:(زك)، وهو الصواب.
(2)
هو: طَرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثَعْلَبه البكري الوائلي؛ شاعر جاهلي، صاحب إحدى المعلقات السبع، قتل شابًا وهو ابن عشرين عامًا، وقيل: ابن ست وعشرين عامًا، وذلك بأكثر من خمسين عامًا قبل الهجرة. والله أعلم.
ينظر: "طبقات فحول الشعراء"(1/ 137)، رقم (162)، "المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء" لأبي القاسم الآمدي (ص 189)، "جمهرة أنساب العرب" لابن حزم (ص 320)، "الأعلام" للزركلي (3/ 225).
والبيت هو في "ديوانه"(ص 41)، وعنه في "لسان العرب"(8/ 2، ت ب ت، 2/ 157، ر ي ث).
(3)
أخرجه عبد الرزاق في "التفسير"(2/ 145/ يس: 69) ومن طريقه الجصاص في "تفسيره"(5/ 250) -لكنه سقط من إسناده قتادة- وأخرجه الثعلبي أيضًا (8/ 136) من طريق معمر عن قتادة.
وهذا إسناد ضعيف؛ لانقطاعه بين قتادة وعائشة رضي الله عنها.
وأما معمر فتوبع عليه من سعيد بن أبي عروبة كما ذكره المؤلف، فلا مجال للنقد عليه من باب أن روايته عن قتادة والأعمش والبصريين فيها أوهام.
وفيه نكارة، لمخالفته الروايات الصحيحة عن عائشة رضي الله عنها أنه كان يتمثل بشعر ابن رواحة رضي الله عنه، وبهذا البيت، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم التمثل بأبيات أخرى أيضًا. والله أعلم.
(4)
رواه الطبري (19/ 480)، رقم (29472)، وإسناده إلى سعيد من أصح الأسانيد عنه، =
وعلقه البزار عن زائدة، عن سماك، عن عكرمة، عنها
(1)
.
وهكذا رواه أبو يعلى
(2)
، ورواه البخاري في "الأدب المفرد" من حديث الوليد بن أبي ثور
(3)
، عن سماك، عن عكرمة، قال: سألت عائشة؛ هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل شعرًا قط؟ قالت: كان أحيانًا إذا دخل بيته يقول: وذكره
(4)
.
= وهو غير مسند في المجموع من تفسير ابن أبي حاتم (10/ 3200)، رقم (18111)، وقتادة عن عائشة رضي الله عنها وعامة الصحابة رضي الله عنهم خلا أنس وعبد الله بن سرجس رضي الله عنهما مرسل.
انظر: "جامع التحصيل"(ص 254 - 255)، رقم (633).
وتوبع على طرفه الأول عند ابن أبي شيبة (8/ 534)، رقم (26615) بإسناد صحيح عن أبي نوفل بن أبي عقرب، قال: سألت عائشة: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُتسامع عنده الشعر؟ قالت: كان أبغضَ الحديث إليه.
(1)
بل أسنده من حديثه من مسند ابن عباس رضي الله عنه -كما سيأتي للمصنف لاحقًا- ثم علقه به عن غير زائدة، فقال: تفرد به زائدة، ورواه غيره عن سماك عن عكرمة عن عائشة رضي الله عنها. والله أعلم.
انظر: "كشف الأستار"(2/ 341)، و"إتحاف الخيرة"(6/ 47)، رقم (5528)، و"المطالب العالية"(2597).
(2)
المقصود من حديث سماك به مثل رواية البخاري في "الأدب المفرد".
(3)
وليد بن عبد الله بن أبي ثور الهمْداني الكوفي: ضعيف، من الثامنة، مات سنة (172 هـ). "التقريب"(7431).
(4)
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(792، 867)، وابن سعد (1/ 383) ولوين في "جزئه"(56) -ومن طريقه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(1/ 192، 2/ 125)، والضياء في "المختارة"(12/ 39)، رقم (34) - وأبو يعلى (8/ 359)، رقم (4945) وأبو الشيخ في "الأمثال"(12) من طريق ثلاثة من الثقات (لوين، ومحمد بن بكار، ومحمد بن الصباح الدولابي) عن الوليد به.
إلا أن سماكًا سقط عند أبي يعلى، وهو مثبت عند سائرهم، وعن شيخ أبي يعلى فيه أيضًا. والله أعلم.
ورواه البيهقي (10/ 240) من طريق الحسن بن علي بن عفان، عن أبي أسامة، عن عبد الملك، عن سماك، عن عكرمة، عن عائشة رضي الله عنها. وعبد الملك: لم يتبين لي هل هو ابن عمير أم ابن جريج، وهما ثقتان، إلا أن ابن جريج يدلس، والإسناد معنعن، فيحتمل أن يكون دلس الوليد بن أبي ثور في إسناده، فالحديث لا يخلو من علتين، ضعف الوليد بن أبي ثور واحتمال تدليسه في رواية البيهقي، والأخرى أن مداره على =
بل رواه البزار من حديث [أبي]
(1)
أسامة عن زائدة عن سماك عن عكرمة، فجعله عن ابن عباس -لا: عائشةَ- ولفظه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل من الأشعار: "ويأتيك بالأخبار من لم تزود"
(2)
.
ولكن له طرق عن عائشة: فللإمام أحمد
(3)
من حديث مغيرة عن الشعبي عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استراثَ
(4)
الخبرَ تمثل ببيت طَرَفَةَ: "ويأتيك بالأخبار من لم تُزَوّد".
= سماك بن حرب عن عكرمة، وهو صدوق، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بأخرة، فكان ربما تلقن "التقريب"(2624). والحديث رمز لضعفه السيوطي في "الجامع الصغير"(6564)، وضعفه الألباني. والله أعلم.
(1)
صوب من "مسند البزار"، وتواردت نسخ المقاصد على حذفه، وأبو أسامة هو حماد بن أسامة.
(2)
أخرجه البزار ["كشف الأستار" (2/ 341، وغيره)] عن يوسف بن موسى القطان، عن أبي أسامة به. وعن أبي أسامة رواه ابن أبي شيبة (8/ 506)، رقم (26537) وفي "الأدب"(361) -وعنه عبد بن حميد (614) - ورواه أيضًا من طرق عنه الطبري في "تهذيب الآثار"(2/ 659)، رقم (974)، والطبراني في "الكبير"(11/ 288)، رقم (11763) وأبو الشيخ في "الأمثال"(11).
قال البزار: "تفرد زائدة بهذا، ورواه غيره عن سماك عن عكرمة عن عائشة رضي الله عنها"، فأشار إلى أن المحفوظ فيه أنه من مسند عائشة رضي الله عنها، وليس من مسند ابن عباس رضي الله عنهما، وإن قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 236)، رقم (13346): رجاله رجال الصحيح.
ورواه أبو الشيخ أيضًا (13) من طريق إبراهيم بن المختار [التميمي] عن عنبسة بن الأزهر، عن سماك به. وذكر البيت بشطريه. وإبراهيم بن المختار: صدوق، ضعيف الحفظ، كما في "التقريب"(245)، وعنبسة: صدوق ربما أخطأ، كما في "التقريب" أيضًا (5197)، والمحفوظ في رواية الحديث هو الشطر الثاني فقط. والله أعلم.
(3)
أخرجه أحمد (40/ 24)، رقم (24023)، (42/ 65)، رقم (25136) عن هشيم عن مغيرة به.
ومن طريق هشيم أخرجه النسائي في "الكبرى"(9/ 366)، رقم (10767)، و"اليوم والليلة"(995). ورواه مسدد -كما في "إتحاف الخيرة"(6/ 47)، رقم (5525) - عن هشيم وأبي عوانة به، وقال: زاد أبو عوانة: "ولم يتمثل شعرًا قط". وهذا إسناد صحيح.
(4)
أي: استبطأ، من راث يريث ريثًا، بمعنى البطء والإبطاء، خلاف العجل. انظر: =
وهكذا رواه النسائي في "اليوم والليلة" من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن الشعبي
(1)
.
ورواه أحمد عن وكيع، عن شريك، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة، وقيل لها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يروي شيئًا من الشعر؟ قالت: نعم؛ شعر عبد الله بن رواحة: وذكرته.
ورواه الترمذي والنسائي أيضًا من حديث المقدام بن شريح به كذلك، وقال الترمذي: إنه حسن صحيح
(2)
. انتهى.
= "الفائق"(2/ 99)، "النهاية"(2/ 685)، "معجم المقاييس"(412)، "لسان العرب"(2/ 157)، "تاج العروس"(5/ 271).
(1)
أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(996) و"الكبرى"(9/ 366)، رقم (10768)، وابن أبي شيبة (8/ 524)، رقم (26584) عن محمد بن الحسن التَّلِّ عن أبي عوانة، عنه به. والتَّلُّ: صدوق فيه لين. "التقريب"(5816).
(2)
رواه أحمد عن وكيع (41/ 516)، رقم (25071)، وأبي النضر (42/ 131)، رقم (25231) وحجاجٍ الصواف (43/ 51)، رقم (25862)، وابنُ راهويه (3/ 899)، رقم (1582) عن يحيى بن آدم، والترمذي (2848)، والنسائي في "الكبرى"(9/ 367)، رقم (10769)، و"اليوم والليلة"(997) -ومن طريقه الطحاوي في "المشكل"(8/ 371)، رقم (3320) - عن علي بن حجر، خمستهم: عن شريك نحوه.
إلا أن لفظ الترمذي: "ويتمثل، يقول"، ولفظ وكيع:"نعم، شعر عبد الله بن رواحة، كان يروي هذا البيت"، ولفظ حجاج وأبي النضر:"ربما تمثل شعرَ ابن رواحة، ويقول: .. "، وألفاظ الآخرين صريحة في نسبته لابن رواحة. وهو في "الجعديات"(2305) -ومن طريقه في "شرح السُّنَّة" للبغوي (12/ 373)، رقم (3402) - عن شريك به، بلفظ:"كان يتمثل من شعر ابن رواحة، وربما قال: .. " فذكره. وتوبع ابن الجعد عليه من أبي الوليد الطيالسي وأبي غسان عن شريك عند الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 297)، رقم (6992) و"المشكل"(8/ 374)، رقم (3319)، وفيه:"نعم؛ من شعر ابن رواحة، وربما قال هذا البيت: .. " فذكره. وهذا أولى بأن يكون محفوظًا.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(2/ 658)، رقم (973) -ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 264) - عن سفيان بن وكيع، عن أبي أسامة، عن مسعر، عن المقدام به؛ ولفظه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمثل من الشعر: فذكره. قال أبو نعيم: "غريب، لم أكتبه إلا من هذا الوجه". =
ورواه البخاري في "الأدب المفرد" من جهة ليثٍ، عن طاوس، عن ابن عباس، قال: إنها كلمة نبي: "ويأتيك .. " وذكره
(1)
.
= ولعله استغربه من حديث مسعر، فإنه لم يُرْوَ عنه إلا من هذا الوجه، وابن وكيع غير معتمد. والله أعلم.
فرواية ابن الجعد ومن بعده بينت الإبهام الوارد في الطرق الأخرى، والخطأ الوارد فيها، فإن هذا ليس من شعر ابن رواحة، بل لطرفة بن عبد، ولذا علق عليه يحيى بن آدم بعد روايته له بقوله:"يقال: هذا شعر طرفة، "ويأتيك" مبتدأ البيت"، وهذا منه يومي إلى أن الاضطراب والخطأ فيه من شريك. والله أعلم.
والخلاصة أن الحديث حسن الإسناد، ولكن نسبة البيت إلى عبد الله بن رواحة رضي الله عنه معلَّة. والله أعلم.
نعم؛ تمثله صلى الله عليه وسلم بأشعار عبد الله بن رواحة رضي الله عنه والرجز الكامل منه ثابت في الصحيحين، من حديث أنس (خ: 2835، م: 1805)، والبراء (خ: 2837، 3034، 4104، م: 1803) وغيرهما رضي الله عنهم.
فالنفي في رواية الشعبي وغيره يعني الرجز الكامل من أشعار الجاهلية ونحوها، وبه ينتهي الإشكال. والله أعلم.
وانظر: "فتح الباري" للحافظ ابن حجر (10/ 541 - 542).
(1)
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(793)، وابن عدي (6/ 109) من طريق الثوري عن الليث.
وليث بن أبي سليم؛ صدوق اختلط جدًا ولم يتميز حديثه فترك، ولكنه توبع هنا متابعة قاصرة.
فرواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(2/ 161)، رقم (1353) من طريق محمد بن عامر بن إبراهيم بن واقد أبي عبد الله الأصبهاني، عن أبيه، عن يعقوب [ابن عبد الله القمي] عن جعفر [ابن أبي المغيرة القمي] عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: إن الناس يزعمون أن هذا قول طرفة، ما قالها إلا نبي: .. بشطريه. وإسناده حسن إن شاء الله؛ يعقوب وجعفر صدوقان يَهِمان ["التقريب" (960، 7822)]، وعامر ثقة ["التقريب" (3085)]، وابنه محمد: قال أبو نعيم: "كان يجري في مجلسه فنون العلم؛ الفقه والنحو والغريب والشعر والحديث"، وصدقه ابن أبي حاتم ["الجرح والتعديل" (8/ 44)، رقم (202)].
فالحديث بطريقيه حسن الإسناد، وما تقدم عن عائشة رضي الله عنها بنسبته لطرفة بن العبد أصح إسنادًا، ولعل ابن عباس رضي الله عنهما يريد تمثل النبي صلى الله عليه وسلم به وتقريره له، وليس إنشاده. والله أعلم.
وهذا في شعر طَرَفَة بن العبد في "معلقته" المشهورة
(1)
، وبعده:
ويأتيك بالأخبار من لم تَبِعْ له بَتَاتًا
…
ولم تضرب له وقتَ موعِدِ
565 - حديث: "سحاق النساء زنا بينهن".
الطبراني عن واثلة به مرفوعًا
(2)
.
(1)
هما في ديوانه (ص 41)، رقم (102، 103).
(2)
أخرجه أبو يعلى (13/ 398)، رقم (7491)، والطبراني في "الكبير"(22/ 63)، رقم (153) و"الشاميين"(4/ 312)، رقم (3402) -وعلقه عنه الديلمي (2/ 180/ أ) - وابن عدي (5/ 174)، وابن حزم في "المحلى"(13/ 220) وغيرهم؛ من طرق عن بقية، عن عثمان بن عبد الرحمن الحراني، عن عنبسة بن سعيد القرشي، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"(142) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(7/ 326)، رقم (5082) - والآجري في "ذم اللواط"(22)، وكذا الهيثم بن خلف الدوري في "ذم اللواط"(160/ 2) -كما في الضعيفة (4/ 103) - من طريقين عن عمار بن نصر المروزي، عن عثمان بن عبد الرحمن الحراني، عن عنبسة بن عبد الرحمن القرشي، عن العلاء -هو أبن كثير القرشي- عن مكحول، عن واثلة رضي الله عنه. وأسانيد هذا الحديث جميعها واهية، مدارها على الكذابين والمتهمين.
أما الطريق الأول: فاستنكره ابن عدي على عبد الرحمن بن عثمان الطرائفي، وأنه كان يروي المناكير عن الضعفاء والمجاهيل، وأعله ابن حزم في "المحلى" بضعف بقية -وفيه نظر- والانقطاع بين مكحول وواثلة، وحصر الألباني في "الضعيفة"(1601) علة ضعفه في عنعنة بقية ومكحول.
وكل هذه ليست بأصل في إعلال هذا الحديث، بل العلة في تدليس بقية بأكثر من نوع من أنواع التدليس، إذ دلس في هذا الإسناد تدليسين؛ تدليسَ شيوخ وتدليسَ تسوية، فأعمى بذلك أمره.
أما تدليس الشيوخ: فدلس شيخ شيخه، بنسبته إلى جده الأعلى وأسقط من بينهما في النسب، فاشتبه براوٍ ثقةٍ -وهو جده- فقال:"عنبسة بن سعيد القرشي" وإنما هو "عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد القرشي" وذلك لئلا، يفطن له عند التسوية.
وأما تدليس التسوية: فإنه أسقط شيخ عنبسة -وهو العلاءُ بن كثير الشامي- وجعل الرواية عن عنبسة، عن مكحول. وجاءت روايةُ عمار بن نصر المروزي -وهو ثقة- عن شيخ بقية؛ عثمان بن عبد الرحمن الحراني -وهي الرواية الثانية للحديث- فدلت على العلتين المذكورتين في رواية بقية، وعلى هذا فما ورد من التصريح بالتحديث في جميع سلسلة الإسناد إلى مكحول عند ابن عدي وابن حزم فوهم وخطأ بلا مرية. =
566 - حديث: "السخي قريب من الله،
قريب من الناس، قريب من الجنة، بعيد من النار"، وذكر في البخيل ضده.
الترمذي في "جامعه"، والعقيلي في "الضعفاء" وغيرُهما من حديث سعيد بن محمد الوراق
(1)
، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عبد الرحمن بن هُرْمُز الأعرج، عن أبي هريرة رفعه به
(2)
.
= وعنبسة بن عبد الرحمن الأموي: متروك رمي بالوضع ["التقريب" (5206)، و"الضعفاء" لابن الجوزي (2617)]. وشيخه العلاء بن كثير: هو الليثي أبو سعد الأموي مولاهم الشامي؛ متروك أيضًا، رماه ابن حبان بالوضع.
"المجروحين"(2/ 182)، "الكامل"(5/ 261 - 262)، "تاريخ دمشق"(47/ 223 - 228)، رقم (5473)، "التقريب"(5254).
وأما سماع مكحول عن واثلة: فمحل خلاف، ولا يتطرق له في مثل هذا الإسناد. والله أعلم.
وهنا أود التنبيه على أنه وهم من ظن راوي الحديث عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، وشيخه عنبسة بن سعيد الواسطي القطان، أو عنبسة بن سعيد بن كثير القرشي مولى أبي بكر، أو تبع الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 391)، رقم (10548) بأن رجاله ثقات، والله أعلم وهو الموفق للسداد.
وللحديث طرقٌ أخرى -أعرضتُ عن ذِكرها- لا تخلو مِنْ كذَّابٍ أو متروكٍ.
(1)
هو: سعيد بن محمد الوراق، أبو الحسن الثقفي الكوفي: ضعيف عند الجمهور، ولم يوثقه إلا ابن حبان والحاكم، وقال ابن معين:"ليس بثقة"، وقال الدارقطني وغيره:"متروك"، واتهمه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 181) بهذا الحديث. والله أعلم.
وانظر: "تهذيب الكمال"(10/ 33 - 34)، "تهذيب التهذيب"(4/ 77)، "التقريب"(2387).
(2)
رواه الترمذي (1961)، والعقيلي (2/ 117)، رقم (591)، والطبري في "تهذيب الآثار"(1/ 100)، رقم (163)، والخرائطي في "المكارم"(576)، والإسماعيلي في "معجمه"(3/ 733)، رقم (348)، وابن عدي (3/ 403)، والبيهقي في "الشعب"(13/ 293)، رقم (10357) وقوام السُّنَّة في "الترغيب"(1/ 327)، رقم (551)، (2/ 262)، رقم (1549)، وابن الفاخر في "موجبات الجنة"(209 - من طريق الدارقطني) وغيرهم؛ من طريق الحسن بن عرفة وجماعة عن سعيد الوراق به.
ورواه البيهقي أيضًا في "الشعب"(13/ 293)، رقم (10356) من طريق عمرو بن زرارة، عن سعيد الوراق، عن يحيى، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه به، وتمام لفظه عند الترمذي: "والبخيل بعيد من الله، بعيد من الجنة، بعيد من =
وقال الترمذي: إنه غريب، وإنما يروى هذا عن يحيى بن سعيد عن عائشة مرسلًا
(1)
. انتهى.
وقد رواه ابن أبي داود
(2)
؛ عن جعفر بن محمد ابن المرزبان
(3)
، عن خالد بن يحيى القاضي
(4)
، عن غَرِيْبِ
(5)
بن عبد الواحد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة.
= الناس، قريب من النار، والجاهل السخي أحب إلى الله عز وجل من عابد بخيل".
قال العقيلي: "ليس له أصل من حديث يحيى ولا غيره"، وقال ابن عدي:"اختُلِف فيه على يحيى بن سعيد، وكل الاختلاف فيه عليه ليس بمحفوظ"، وقال البيهقي (13/ 294):"مداره على الوراق، وهو ضعيف .. وكل طرقه غير محفوظة"، وعليه حكم الألباني في "الضعيفة"(154) بضعفه جدًّا.
(1)
يعني: منقطعًا، ولم أجده من هذا الوجه، وقد روي من رواية يحيى عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا، وهو مرسل كما قال الدارقطني في "العلل"(1530)، وذلك بين محمد بن إبراهيم وبين عائشة رضي الله عنها.
(2)
أخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه"(674) -ومن طريقه الخطيب في "البخلاء"(ص 49)، وكما في "اللآلي المصنوعة"(2/ 78) - وابن شاهين في "الترغيب"(ح 266)؛ كلاهما عن أبي بكر بن أبي داود به. ومن طريقه رواه أيضًا الدارقطني في "المستجاد"(ح 4) -ومن جهته ابن الفاخر في "موجبات الجنة"(213) - وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(1/ 243).
وأخرجه ابن الفاخر أيضًا (214) من طريق أبي الشيخ عن أبي العباس بن الخصيب الغزال عن ابن المرزبان به.
(3)
هو: جعفر بن محمد المرزبان بن علي الأصبهاني، جار أبي مسعود الأصبهاني، يلقب بالأشتر، ويعرف أبوه بالمرزبان، يروي عن خلف بن يحيى وغيره؛ ولم أقف فيه على جرح أو تعديل.
انظر: "طبقات الأصبهانيين"(3/ 216)، رقم (320)، "تاريخ أصبهان"(1/ 243 - 244).
(4)
كذا ورد هنا، تبعًا لابن الجوزي في "الموضوعات"، كما تبعه السيوطي في "اللآلي"، وابن حجر في "اللسان"(4/ 489)، رقم (6536)، والصواب:"خلف بن يحيى القاضي"، كما في مصادر التخريج الأخرى، وهو أبو صالح الخراساني البخاري قاضي الري: قال أبو حاتم: "متروك الحديث، كان كذابًا، لا يشتغل به ولا بحديثه". "الجرح والتعديل"(3/ 372)، رقم (1697).
(5)
هكذا ضبط في (عز) و (زك) المساعدتين، وفي (أ، ز، م، ق) وغيرها: "عُرَيْب" =
فزاد فيه سعيدًا، لكن "غريب" لا أعرفه
(1)
.
ورواه سعيد بن محمد الوراق أيضًا: عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن عائشة. أخرجه الطبراني في "الأوسط"
(2)
.
= وعلَّم في (أ) تحته بـ (ع) في كلا الموضعين، والصواب "غَرِيب" بالمعجمة، كما جاء في "الموضوعات" وعنه في "اللسان"(4/ 489)، رقم (6536) و"اللآلي المصنوعة"، وهو خطأ أيضًا، منشأه تصحيف في اسمه واسم الراوي عنه عند ابن الجوزي، فأتبعه بقوله:"خالد وغريب مجهولان"، وإنما هما (خلف وعنبسة)، وهما معروفان كما تقدم، وقد تعقبه السيوطي في "اللآلي"(2/ 78) في هذا الأخير، بأنه في "البخلاء" للخطيب:"عنبسة بن عبد الواحد"، وهو كما قال، هكذا هو في سائر مصادر التخريج المسندة، ونص الدارقطني في "العلل"(15/ 368)، رقم (3716)، والخطيب في "البخلاء"(47)، وابن الفاخر الأصبهاني في "موجبات الجنة"، في سياق بيانهم لاضطراب واختلاف أسانيده بأن هذا الوجه هو من رواية عنبسة بن عبد الواحد القرشي عن يحيى بن سعيد، ثم قال ابن فاخر -بعد ما روى الحديث من طريق أبي الشيخ الأصبهاني بإسناده-:"قال أبو محمد بن حيان: عنبسة بن عبد الواحد ثقة"، وهو عنبسة بن عبد الواحد بن أمية الأموي أبو خالد الكوفي من الثقات المتقنين، وجاء التصريح بنسبته القرشي في روايات أبي الفضل الزهري وابن شاهين وأبي نعيم، والله أعلم.
(1)
تقدم أنه عنبسة بن عبد الواحد القرشي، وتصحف عند ابن الجوزي.
(2)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3/ 27)، رقم (2363)، والخطيب في "البخلاء"(48)، وقاضي المارستان في "مشيخته"(2/ 658 - 659)، رقم (168) من طريقين عن محمد بن بكار بن الريان البغدادي عن سعيد الوراق به.
قال الطبراني: "لم يروه عن يحيى عن محمد عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها إلا سعيد بن محمد".
وقال الدارقطني: وقال غيره: عن سعيد، عن يحيى عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عائشة رضي الله عنها مرسلًا. "العلل"(1530).
ورواه الدارقطني في "المستجاد"(ح 3)، والبيهقي في "الشعب"(13/ 293)، رقم (10355)، والخطيب في "البخلاء"(ص 48 - 49)، وابن الفاخر في "موجبات الجنة"(1/ 151 - 152)، رقم (210)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 181) من طرق عن سعيد بن مسلمة، عن يحيى بن سعيد به مرسلًا.
وعلقه الدارقطني في "العلل"(3716) عن محمد بن مروان -وهو السدي الصغير- =
وقيل: عن الوراق عن يحيى عن عروة عن عائشة
(1)
، وسعيد ضعيف
(2)
.
ورُوِي من حديث أنس
(3)
بإسناد ساقط فيه محمد بن تميم، وهو وضاع
(4)
.
= عن يحيى بن سعيد به مثله.
ورواه البيهقي في "الشعب"(13/ 292)، رقم (10355)، وابن الفاخر (211، 212) من طرق عن سهل بن عثمان، عن سعيد بن مسلمة وتليد بن سليمان أبي إدريس، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقاص، عن عائشة رضي الله عنها. قال البيهقي:"وتَلِيدٌ وسعيدٌ ضعيفان".
وسعيد بن مسلمة: هو سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي، ضعيف في عامة حديثه، وواهٍ منكر الحديث في مثل هذا الحديث من المناكير عن الثقات. وتقدمت ترجمته (ح 51).
وتليد: هو ابن سليمان المحاربي: قال الحاكم في "المدخل"(1/ 132 - 133)، رقم (29):"رديء المذهب، منكر الحديث، روى عن أبي الجَحَّاف أحاديث موضوعة، كذبه جماعة من أئمتنا".
وانظر: "التاريخ الكبير"(2/ 158 - 159)، رقم (2050)، "أحوال الرجال"(93)، "الجرح والتعديل"(2/ 447)، رقم (1799)، "المجروحين"(1/ 204 - 205)، "الكامل"(2/ 86)، رقم (307)، "الضعفاء" لأبي نعيم (37)، "تاريخ بغداد"(7/ 144 - 146)، رقم (3582)، "تهذيب الكمال"(4/ 320 - 323)، رقم (798)، "الكشف الحثيث"(180).
وأخرجه ابن عدي (3/ 178)، والخطيب في "البخلاء"(ص 49) من طريق رواد بن الجراح، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن يحيى بن سعيد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن عائشة مرفوعًا، بلفظ:"السخي الجهول أحب إلى الله من العابد البخيل .. " فذكره بطوله. وهو عند الديلمي (2/ 183/ أ) بإسقاط عائشة رضي الله عنها من الإسناد، وفيه:" .. من العالم البخيل"، بدل "العابد البخيل".
ورواد بن الجراح أبو عصام العسقلاني: صدوق، اختلط بأخرة فترك، كما في "التقريب"(1958)، والظاهر أن هذا الحديث مما خلط فيه فأقلبه على عبد العزيز بن أبي حازم -وهو ثقة- بدلًا من سعيد الوراق وسعيد بن مسلمة وتليد من المتروكين، والحديث لا أصل له من حديث ثقة عن يحيى بن سعيد. والله أعلم.
(1)
لم أقف عليه مسندًا، وذكره الإمام أحمد في رواية المروذي عنه في "العلل"(279)، وقال:"حديث منكر".
(2)
يعني: سعيد بن محمد الوراق، وتقدمت ترجمته آنفًا.
(3)
أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 181) وقال: المتهم به محمد بن تميم.
(4)
هو: محمد بن تميم بن سليمان الفاريابي السعدي، شيخ محمد بن كرام؛ كذبه =
ونقل ابن الجوزي في "الموضوعات" -لمَّا ذكر هذا الحديث فيها- عن الدارقطني، أنه قال: لهذا الحديث طرق، ولا يثبت منها شيء
(1)
(2)
.
قال شيخنا: ولا يلزم من هذه العبارة أن يكون موضوعًا
(3)
، فالثابت يشمل الصحيحَ، والضعيف دونه، وهذا ضعيفٌ، فالحكم ليس بجيد عليه كما بسطته في مواضع أخر
(4)
.
ومما يذكر على بعض الألسنة مما ليس له رونق: "الكريم حبيب الله ولو كان فاسقًا، والبخيل عدو الله ولو كان راهبًا"
(5)
.
567 - حديث: "سددوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة، والقصدَ القصدَ تبلغوا".
= النقاش وابن حبان والحاكم وأبو نعيم الأصبهاني وغيرهم، ورموه بالوضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
انظر: "المجروحين"(2/ 306)، "الضعفاء" لأبي نعيم (231)، "اللسان"(5/ 105)، رقم (7296).
(1)
"الموضوعات"(2/ 181)، وهو في "العلل" للدارقطني (15/ 368 - 369)، رقم (3716)، ونحوه قول ابن عدي، وكذا ابن طاهر في "ذخيرة الحفاظ"(3/ 1489)، رقم (3291، 3292)، وقال أبو حاتم في حديث الورَّاق:"منكر"، وفي حديث سعيد بن مسلمة:(باطل، وسعيد ضعيف الحديث، أخاف أن يكون أُدخِل له). "العلل" لابن أبي حاتم (2352، 2353).
(2)
له شواهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند تمام (268)، وابن مسعود رضي الله عنه عند البيهقي في "شعب الإيمان"(13/ 289 - 290)، رقم (10349)، وفي كل منهما متهمان، وعن جابر رضي الله عنه عند البيهقي في "الشعب"(13/ 292)، رقم (10353، 10354)، وفيه سعيد بن مسلمة بن هشام واه، يرويه عنه ضعيف وآخر متروك، وتقدمت روايته له من وجوه أخر عن عائشة رضي الله عنها، وعليه قال البيهقي:"هو غير محفوظ".
(3)
قد نص الدارقطني في "تعليقاته على المجروحين" رقم (54) بأنه موضوع.
(4)
لم أقف على مصدره، وسماجة ألفاظه مع تفرد المتروكين به دليل على بطلانه. والله أعلم.
(5)
قال أحمد الغزي: "باطل اللفظ والمعنى"["الجد الحثيث" (337)]، وقال القاري:"لا أصل له، بل الفقرة الأولى موضوعة تعارض نص قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} [البقرة] "" {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} "[آل عمران]، والفاسق إما من الظالمين أو الكافرين". "الأسرار المرفوعة" (340).
البخاري في "الرقاق" من حديث ابن أبي ذئب
(1)
، وفي "الإيمان" بنحوه من حديث معن بن محمد الغفاري
(2)
، كلاهما عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة به مرفوعًا.
واتفق الشيخان عليه
(3)
من حديث موسى بن عقبة، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا -واللفظ للبخاري-:"سددوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لا يُدخِل أحدًا الجنةَ عملُه"، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟! قال: "ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة".
568 - حديث: "السر عند الأحرار"
(4)
، وكذا "صدور الأحرار قبور الأسرار"
(5)
.
كلام صحيح، أنشد في معناه أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الوَقَّشي
(6)
من نظمه:
(1)
الصحيح (6463).
(2)
الصحيح (39)، ومن طريق أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف نحوه أيضًا (5673، 7235).
وهو عند مسلم (2816) من طرق عن أبي هريرة رضي الله عنه نحو حديث عائشة رضي الله عنها.
(3)
أخرجه البخاري (6464، 6467) -واللفظ للرواية الثانية- ومسلم (ح 2818).
(4)
ليس بحديث، وإنما من كلام بعض المتقدمين. انظر:"الجد الحثيث"(195)، "النخبة البهية"(143)، "الأسرار المرفوعة"(225) و"المصنوع" للقاري (153)"اللؤلؤ المرصوع"(246، 247).
(5)
أسنده أبو نعيم في "الحلية"(9/ 377)، (10/ 243) عن ذي النون المصري قوله، وبه ذكره الغزي والعجلوني ["كشف الخفاء"، (ح 1597)] وغيرهما.
(6)
هو: الوزير أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الوقَّشيُّ -مشددة القاف، نسبةً إلى وّقَّش؛ قرية بنواحي طلبيرة من الأندلس- وزير أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن همشك -أمير بلدة جيان- ومدبر أمره، وكان ابن جبير الرحالة ختنه على ابنته، قال ابن الأبار في "الحلة السيراء"(ص 250 - 267، ترجمة: 152): "نسبه في كنانة، .. أحد الكفاة الأمجاد، والدهاة الأنجاد، .. وله تحقق بالإحسان، وتصرف في أفانين البيان، .. وبالجملة فهو من مفاخر الأندلس، .. وتوفي بمالقة سنة (574 هـ) ".
والبيت أورده له ابن الأبار في ترجمته من "الحلة السيراء"(264 - 265).
ومستودع عندي حديثًا يخاف من
…
إذاعته في الناس إن ينفد العمر
فقلت له لا تخش مني فضيحة
…
لِسِرٍّ غدا ميْتًا وصدري له قبر
على أن من في القبر يرجى نشوره
…
وسرُّك لا يُرجى له أبدًا نشرُ
569 - حديث: "سرعة المشي -قد وَرَدَ أنها- تُذهب بهاء المؤمن".
وهو في (لقمان) من "تخريج الكشاف"
(1)
، وشواهده كثيرة
(2)
.
(1)
لعله يعني كتاب شيخه ابن حجر "الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف" فالحديث فيه (ص 130)، رقم (181) أو كتاب "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي، والحديث فيه (3/ 75 - 76)، رقم (983)، وبين وهائه من حديث أبي هريرة وابن عمر وأبي سعيد رضي الله عنهم.
(2)
وكذا قال المؤلف في "فتح المغيث"(باب من تقبل روايته؛ 2/ 21) -مستدلًا على كراهة الركض والإسراع في السير: وقد ورد عن جماعة من الصحابة رضي الله عنه مرفوعًا سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن.
وهذا يروى من حديث أبي هريرة وأبي سعيد وابن عباس وأنس رضي الله عنهم، وغيرهم، وكلها واهية، لا يثبت منها شيء.
أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه: فله عنه طريقان:
الطريق الأول: رواه الماليني في "الأربعين الصوفية"(21)، وأبو نعيم في "الحلية"(10/ 290) -ونقله عنه الديلمي (2/ 180/ أ) - والخطيب (1/ 417)، رقم (420) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(2/ 706)، رقم (1178) - من طرق عن أبي عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم الأبرش الأصبهاني، عن محمد بن يعقوب الفرجي الصوفي، عن محمد بن عبد الملك بن قُرَيْب، الأصمعي، عن أبيه، عن أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه به.
وهذا الإسناد فيه علتان:
أ- محمد بن عبد الملك الأصمعي مجهول؛ قال الخطيب: "لم أسمع له ذكرًا إلا في هذا الحديث"، وقال الذهبي في "الميزان"(3/ 632)، رقم (7891): "حديث منكر جدًّا،
…
غير صحيح"، وذكره.
ب - وأبو معشر نَجِيح بن عبد الرحمن السندي؛ ضعيف، واختلط بعد ما أسن. "التقريب"(7100).
وبهما أعله الزيلعي وغيره، وضعف إسناده الحافظ في "الكافي الشافي".
الطريق الثاني: وأخرجه ابن حبان في "المجروحين"(3/ 80) من طريق الوليد بن سلمة الأبرش الطبري قاضيها، وابن عدي (5/ 72)، رقم (1251) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(2/ 707)، رقم (1179) - من طريق عمار بن مطر الدهني، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وكذا من طريق عبد القدوس بن عبد القاهر، عن صدقة أبي الليث الحصني - من حصن مسلمة، قال: وكان ثقة، كلاهما (عمار، وصدقة) عن ابن أبي ذئب، عن المقبري عنه رضي الله عنه به.
والوليد بن سلمة الأبرش: كذبه دحيم ووكيع القاضي وابن حبان وجماعة، ونسبوه إلى الوضع، وقد جاء بهذا الحديث على أوجه؛ عن أبي هريرة وابن عمر وأبي سعيد رضي الله عنهم، وكلها أباطيل.
وانظر: "المجروحين"(3/ 80)، "الكامل"(7/ 77 - 78)، رقم (1999)، "اللسان"(8/ 383)، رقم (8357).
وعمار الدهني: تركه ابن عدي، وكذبه أبو حاتم الرازي، وقال العقيلي:"يحدث عن الثقات بالمناكير".
انظر: "الجرح"(6/ 394)، رقم (2198)، "الضعفاء" للعقيلي (3/ 327)، رقم (1347)، "اللسان"(6/ 52 - 54)، رقم (5550).
وعبد القدوس بن عبد القاهر: هو أبو شهاب الباجُرَّائي من أهل الجزيرة؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 419)، رقم (14188)، وقال:"ثنا عنه الحسن بن عبد الله القطان بنسخة حسنة"، ولكن ابن الجوزي قال في "العلل المتناهية" (2/ 220):"وقول من قال حدثنا أبو شهاب عبد القدوس بن عبد القاهر عن صدقة الحصني ليس بشيء؛ لأن عبد القدوس وصدقة لا يعرفان"، وقال الذهبي:"عبد القدوس نكرة، والخبر باطل"، وقال في "الميزان":"لا يعرف، والخبر باطل، بل ده أكاذيب وضعها على علي بن عاصم تبينت ذلك"، واتهمه بوضع حديثين في ترجمة علي بن عاصم.
انظر: "المغني" للذهبي (3774)، و"الميزان"(2/ 643)، رقم (5158)، (3/ 137)، رقم (5873).
وأما حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: فرواه ابن عدي (7/ 78) من طريقين عن الوليد بن سلمة قاضي الأردن، عن أبن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه عنه رضي الله عنه به. ووليد كذبوه كما سبق.
وقال ابن عدي بعد ما خرجه من حديث الوليد بن سلمة على هذه الأوجه: "هذه الأحاديث بهذه الأسانيد غير محفوظة كلها".
وأما حديث أنس رضي الله عنه: فأخرجه ابن بشران في "الأماني"(23/ 69)، رقم (2) -كما في "الضعيفة"(55) - والخطيب في "الجامع"(197) من طريق محمد بن يونس -وهو الكديمي- عن يوسف بن كامل، عن عبد السلام بن سليمان الأزدي، عن أبان -وهو ابن أبي عياش البصري- عن أنس رضي الله عنه به.
وأبان بن أبي عياش: متروك، واتهمه شعبة وغيره، ونسخته عن أنس رضي الله عنه موضوعة، كما تقدم. =
ولكن في "الطبقات" لابن سعد من رواية سليمان بن أبي حثمة، قال: قالت الشفاء بنت عبد الله -وهي أم سليمان-: كان عمر إذا مشى أسرع
(1)
.
وذكره ابن الأثير في "النهاية"، والزمخشري في "الفائق" وغيرُهما
(2)
.
= ومحمد بن يونس بن موسى الكديمي: كذبه أبو داود والدارقطني وغيرهما، وذكر ابن عدي:"أنه متهم بوضع الحديث وسرقته، وادعى رؤية أناس لم يرهم، والرواية عن قوم لا يعرفون، .. وكان مع وضعه للحديث وادعائه المشايخ؛ يخلق لنفسه شيوخًا"، وقال ابن حبان:"لعله وضع أكثر من ألف حديث".
انظر: "المجروحين"(2/ 313)، "الكامل"(6/ 292 - 294)، "الميزان"(4/ 74 - 75)، رقم (8353).
وزاد الألباني تعليله بجهالة يوسف بن كامل وعبد السلام أيضًا تعيينًا وحالًا، ولعلهما من بنيات الكديمي. والله أعلم.
وأما حديث ابن عباس رضي الله عنه: فأخرجه ابن النجار في ترجمة "محمد بن أحمد بن طاهر أبي طالب النسوي" -كما في "الجواهر المضية" رقم (32) - ولم أعثر على هذه الترجمة.
فكل هذه الروايات واهية الأسانيد، وعليه قال الألباني في "الضعيفة"(1/ 132)، رقم (55): "طرق الحديث الأخرى كلها واهية جدًّا، لا تصلح لتقوية الطريق الأولى منها،
…
، فلا تغتر بقول الحافظ السخاوي في "المقاصد":"له شواهد كثيرة"، فإنها لا تصلح للشهادة". ملخصًا.
قال الألباني: والظاهر أن أصله موقوف، رفعه أولئك الضعفاء عمدًا أو سهوًا، ففي "المنتقى من المجالسة" للدينوري (52/ 2)[وهو في "المجالسة" (3/ 187 - 188)، رقم (825)، (8/ 36)، رقم (3339)] بسند صحيح عن مغيرة، قال: قال إبراهيم: ليس من المروءة كثرة الالتفات في الطريق، ويقال:"سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن" .. ويكفي في رده أنه مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في مشيه، فقد كان صلى الله عليه وسلم سريع المشي كما ثبت ذلك عنه في غير ما حديث، .. ولعله من افتراء بعض المتزهدين الذين يرون أن الكمال أن يمشي المسلم متباطئًا مُتماوِتًا كأَنَّ به مرضًا
…
والله أعلم.
(1)
رواه ابن سعد (3/ 290) -ومن طريقه الطبري في "التاريخ"(4/ 212)، وابن عساكر (44/ 288) وغيرهما- عن الشفاء: أنها رأت فتيانًا يقصدون في المشي ويتكلمون رويدًا، فقالت: ما هذا؟ فقالوا: نساك، فقالت: كان -والله- عمر إذا تكلم أسمع، وإذا مشى أسرع، وإذا ضرب أوجع، وهو الناسك حقًا". وفيه محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك متهم، وتقدمت ترجمته (ح 276).
(2)
ذكره ابن الأثير في "النهاية"(4/ 37/ موت)، وغيره من أصحاب الغريب، والمبرد =
وهو محمود لمن يخشى من البُطءِ في السير تفويتَ أمر ديني ونحوِه، كما في شرب السويق وتقديمه على الفتيت
(1)
.
570 - حديث: "السعيد من وعظ بغيره
(2)
، والشقي من شقي في بطن أمه".
مسلم من حديث عمرو بن الحارث، عن أبي الزبير المكي، عن عامر بن واثلة، عن ابن مسعود به قوله
(3)
.
= في "الكامل"(2/ 694)، والزمخشري في "الكشاف" (3/ 498 - لقمان: 19) وكذا البيضاوي والنسفي والقرطبي وغيرهم من المفسرين، عن عائشة رضي الله عنها معلقًا: أنها نظرت إلى رجل متماوت، فقالت: ما لهذا؟ فقيل: إنه من القراء، فقالت: كان عمر سيد القراء .. نحو حديث الشفاء، ولم أقف له على سند.
وأثر الشفاء رضي الله عنها المتقدم؛ مع وهاء إسناده أولى من هذا الذي لا إسناد له. والله أعلم.
(1)
من الفت وهو التكسير، والفتيت والفتوت هو الخبز المفتوت كالسويق.
انظر: "العين"(التاء والفاء، 8/ 108)، "أساس البلاغة"(416)، "لسان العرب"(2/ 65/ فتت).
(2)
قال في "زهر الأكم"(1/ 329): "هو مثل في الأمر بحسن التدبير".
(3)
أخرجه مسلم (ح 2644) من طريق عمرو بن الحارث وابن جريج، عن أبي الزبير به مسلسلًا بالإخبار. وهكذا رواه عن أبي الطفيل موقوفًا، كل من: عمرو بن دينار ["القدر" للفريابي (ح 136)، "المعجم الكبير" للطبراني (3/ 175)، رقم (3038)، "الإبانة" لابن بطة (ح 1402) وغيرها]، ويعقوب بن مجاهد المكي ["طب" (3/ 176)، رقم (3041)، و"ثلاثة مجالس من أمالي ابن مردويه" (ح 19)، ونسبه]، وعبيد بن أبي طلحة المكي ["القدر لابن وهب" (ح 35)، و"طب" (3/ 197)، رقم (3043) وغيرهما]، ووهيب -وهو ابن خالد- عن ابن خثيم -وهو عبد الله بن عثمان بن خثيم-["السُّنَّة" لابن أبي عاصم (ح 177)، "طب" (3/ 198)، رقم (3045)، وتصحف فيه إلى "وهيب بن خثيم"]، وعكرمة بن خالد ["المعرفة" لأبي نعيم (2/ 693)، رقم (1866)، و"القضاء" للبيهقي (ح 84)، و"التمهيد" لابن عبد البر (18/ 101 - 102)]، وكلثوم بن جبر المكي ["طب" (9/ 103)، رقم (8528، 8529)، و"الإبانة" لابن بطة (ح 1597)]، وغيرهم. وكذلك أوقفه أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه في رواياتهم عنه: كابنه أبي عبيدة ["طب" (9/ 100)، رقم (8522)، "طس" (8/ 31)، رقم (7871)، "الإبانة" للعكبري (ح 1422)]، وأبي وائل [كما سيأتي]، وطارق بن شهاب الأحمسي ["الإبانة" لابن بطة (ح 1423)، "شرح أصول =
وهو عند العسكري في "الأمثال"
(1)
من حديث ابن عون عن أبي وائل
(2)
، وعند القضاعي من حديث إدريس بن يزيد الأودي، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، كلاهما
(3)
عن ابن مسعود به مرفوعًا
(4)
.
= الاعتقاد" للالكائي (4/ 738)، رقم (1215 - 1216)، و"الاعتقاد" للبيهقي (ص 232)، و"المدخل" له (1/ 185)، رقم (203)]، وعبد الله بن عتبة بن مسعود ["الإبانة" (ح 1660)]، ورباح النخعي ["طب" (9/ 103 - 104)، رقم (8531)، "الإبانة" (1596)] وغيرهم، كلهم رووه في خطبة لابن مسعود رضي الله عنه كان يلقيها كل خميس، وتقدم (ح 516) بعض أطرافه من رواية عبد الرحمن بن عابس عن أناس من أصحاب عبد الله بن مسعود عن ابن مسعود رضي الله عنه، وسيأتي (ح 595) بعض أطرافه الأخرى أيضًا. ورُفِع عن ابن مسعود رضي الله عنه من وجه ضعيف، وآخر واه، والمحفوظ وقفه.
(1)
لم أقف على كتاب العسكري هذا، ورواية ابن عون عن أبي وائل وجدتها عند غير العسكري موقوفة، على خلاف المرفوعة عنده، وذلك من رواية أربعة رواة ثقات عن ابن عون، كما سيأتي.
(2)
لم أقف على رواية ابن عون عن أبي وائل مرفوعة، وقد رواها عنه موقوفة أربعة من الثقات:
1 -
محمد بن عبد الله الأنصاري: في "جزئه"(25)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(9/ 100)، رقم (8527)، وابن عساكر (12/ 189)، وغيرهما.
2 -
مسلم بن إبراهيم الفراهيدي: عند ابن بطة في "الإبانة"(4/ 37)، رقم (1424)، والطبراني في "الكبير"(9/ 102 - 103)، رقم (8527) وغيرهما.
3 -
سعيد بن عامر الضبعي: عند البيهقي في "القضاء"(ح 480).
4 -
أبو خالد الأحمر: عند ابن أبي حاتم في "التفسير"(11222).
5 -
أبو جابر محمد بن عبد الملك -لينه أبو حاتم-: عند الحنائي في "الفوائد"(2/ 1307)، رقم (272).
(3)
يعني: أبا وائل شقيق بن سلمة النخعي، وأبا الأحوص عوف بن مالك بن نضلة الأشجعي الجشمي.
(4)
أخرجه القضاعي (76، 1325)، والدارمي (2/ 388)، رقم (2715)، والطبراني في "الكبير"(9/ 99)، رقم (8520) وشيخ الإسلام الهروي في "ذم الكلام"(420) من طريق إدريس بن يزيد الأودي به مرفوعًا.
وتابعه على رفعه موسى بن عقبة أيضًا؛ فيما رواه ابن ماجه (46) عن محمد بن عبيد بن ميمون التيمي المدني عن أبيه، وابنُ أبي عاصم في "السُّنَّة"(178) عن محمد بن مسكين اليمامي، كلاهما: عن سعيد بن أبي مريم، عن محمد بن جعفر بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أبي كثير، عن موسى بن عقبة به.
وإسناد ابن أبي عاصم رجاله ثقات، فلا يضر جهالة عبيد بن ميمون في رواية ابن ماجه، لوجود متابعة ثقة له عند ابن أبي عاصم.
وخالفهما -أعني: محمد بن مسكين، وعبيد بن ميمون-: أحمد بن إسحاق بن واضح العسال المصري؛ فيما رواه الطبراني عنه في "الكبير"(9/ 96)، رقم (8519) فرواه عن سعيد بن أبي مريم به موقوفًا.
والعسال: ترجم له ابن ماكولا في "الإكمال"(7/ 36)، والسمعاني في "الأنساب"(4/ 189) -كلاهما نقلًا عن ابن يونس- والذهبي في "تاريخ الإسلام"(21/ 50 - 51) ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا، فهو مستور، وقال مؤلف "إرشاد القاصي"(63) بجهالة حاله، وأن إكثار الطبراني عنه يرفعه من جهالة العين.
وأكثر ما روى الطبراني عنه هي من روايته عن سعيد بن أبي مريم عن محمد بن جعفر عن موسى بن عقبة.
والخلاصة أن رواية الرفع مع شذوذها هي التي حفظها راويان عن سعيد بن أبي مريم. والله أعلم.
هذا وخالفهما (أي: الأوديَّ، وموسى بنَ عقبة) جمع من الثقات، منهم:
إسرائيلُ بن يونس بن أبي إسحاق: عند البيهقي في "الشعب"(6/ 441)، رقم (4454) وشيخ الإسلام الهروي في "ذم الكلام"(420)، والبغوي في "شرح السُّنَّة"(13/ 153)، رقم (3575).
وشعبة: عند ابن بطة في "الإبانة"(1421 - من طريق أبي داود).
ومعمر: في "جامعه"(683)، وعنه عبد الرزاق (20076)، ثم من طريقه الطبراني في "الكبير"(9/ 96)، رقم (8519)، والبغوي في "شرح السُّنَّة"(13/ 154).
ثلاثتهم (معمر، وإسرائيل، وشعبة) عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا.
وتابعهم سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص متابعة قاصرة، وذلك فيما رواه الفريابي في "القدر"(109)، وابن بطة في "الإبانة"(1420) من طريق شعبة عن أبي إسحاق وسلمة بن كهيل، جميعًا: عن أبي الأحوص به موقوفًا كذلك.
وتابعهم متابعة قاصرة أيضًا أبو الزعراء عمرو بن عمرو الكوفي -ثقة- عند أحمد في "العلل"(136) - وعنه ابنه في "السُّنَّة"(867)، ثم من طريقه الخلعي في "الفوائد"(ح 709، رواية السعدي - مخطوط) فرواه عن عمه أبي الأحوص موقوفًا.
هكذا رواه موقوفًا عامة أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه عنه، وكذا أصحاب أبي الأحوص، وأبي إسحاق عنهما، ولذا قال الألباني في "ظلال الجنة"(1/ 67)، رقم (176):=
وأخرجه كذلك البيهقي في "المدخل"
(1)
.
وكذا هو في "مسند البزار"
(2)
من حديث هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعًا، لكن بلفظ:"السعيد من سعِدَ في بطن أمه"،
= "ضعيف مرفوعًا، وإسناده كلهم ثقات رجال مسلم، غير أن أبا إسحاق -وهو السبيعي- كان اختلط، ثم هو إلى ذلك مدلس وقد عنعنه، والمحفوظ أنه موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه، وقد نظر بعضهم إلى ظاهر الإسناد فصححه".
هذا وتعليل الحديث بمخالفة القلة للأكثر والأوثق أولى من تعليله باختلاط أبي إسحاق، وقد رواه عنه حفيده إسرائيل وشعبة وغيرهما من خواص أصحابه موقوفًا. والله أعلم.
فالوقف هو المحفوظ في رواية الثلاثة، وإن كان في حكم الرفع، والظاهر أن ابن مسعود رضي الله عنه استنبط ذلك مما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكًا فيؤمر بأربع كلمات، ويقال له: اكتب عمله، ورزقه، وأجله، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع، فيسبق عليه كتابه، فيعمل بعمل أهل النار، ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة". أخرجه البخاري (ح 3208، 3332، 6594)، ومسلم (ح 2643).
وهذا الحديث هو الذي استدل به أبو سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه لأبي الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنه لَمَّا استشكل ما تقدم من خطبة ابن مسعود رضي الله عنه، كما جاء عند مسلم (ح 2645) في الرواية الأولى التي ساقها المؤلف رحمه الله.
وحديث الترجمة ورد مرفوعًا عن أبي هريرة وغير واحد من الصحابة رضي الله عنهم، كما سيأتي عند المؤلف.
(1)
كذا قال المصنف رحمه الله، وكلامه يوهم أن الحديث عند البيهقي في "المدخل" بالطريق السابق -وهو طريق يونس بن يزيد الأودي، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود مرفوعًا- والذي وقفت عليه عند البيهقي في "المدخل"(ح 144) هو من حديث طارق بن شهاب عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا، و (ح 641) من حديث الثوري عن عبد الرحمن بن عابس عن أناس عن ابن مسعود رضي الله عنه به في حديث طويل من خطبة له رضي الله عنه، كما تقدم آنفًا. والله أعلم.
(2)
كما في "كشف الأستار"(3/ 23)، رقم (2150) و"إتحاف الخيرة"(ح 195/ 2) من طريق عبد الرحمن بن المبارك الطفاوي، عن حماد بن زيد، عن هشام بن حسان به، بلفظ:"الشقيُّ مَن شقِيَ في بطن أمه، والسعيد من سَعِد في بطنها". وبنحوه أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين"(4/ 79).
وسنده صحيح.
وكذا أخرجه الطبراني في "الصغير" من هذا الوجه، لكن مقتصرًا على "السعيد من سَعِد في بطن أمه"
(1)
.
والعسكري من حديث عبد الله بن مصعب بن خالد بن زيد عن أبيه عن جده زيد بن خالد رفعه: "السعيد من وعظ بغيره". ورواه القضاعي من هذا الوجه بتمامه
(2)
.
ويروى من حديث عبد الله بن مصعب عن أبيه أيضًا، فقال:"عن عقبة بن عامر" بدلَ "زيد"، وهما ضعيفان
(3)
. ولذا قال ابن الجوزي في "أمثاله"
(4)
: إنه لا يثبت كذلك مرفوعًا.
(1)
أخرجه الطبراني في "الصغير"(2/ 56)، رقم (773)، وابن بطة في "الإبانة"(1412)، واللالكائي في "الاعتقاد"(4/ 596)، رقم (1054 - 1056)، والبيهقي في "القضاء"(105 - 107) و"الاعتقاد"(ص 142) من طرق عن عبد الرحمن بن المبارك الطفاوي العيشي به مختصرًا.
قال البزار والطبراني: "لم يروه عن هشام إلا حماد، تفرد به عبد الرحمن".
وصحح إسناده البوصيري، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 397)، رقم (11809): رجاله رجال الصحيح.
وروي أيضًا من حديث يحيى بن عبيد الله التيمي المدني، عن أبيه، عن أبي هريرة به، مثل اللفظ الأول بجملتيه، ويحيى متروك "التقريب"(7599).
(2)
تقدم تخريجه (ح 516)، وهو طرف لخطبة طويلة استنكرها الذهبي جدًّا، وحكم ابن الجوزي والصغاني عليها بالوضع، وصحح بعضهم هذا الطرف منه ونحوه لشواهده، كما تقدم. والله أعلم.
(3)
أخرجه اللالكائي في "الاعتقاد"(4/ 596 - 597/ 1058)، والبيهقي في "الدلائل"(5/ 241)، والديلمي ["زهر الفردوس" (1)، رقم (216 - 217، من طريق أبي أحمد العسكري] وابن عساكر (51/ 240)، والرافعي في "تاريخ قزوين"(3/ 185) كلهم من طريق يعقوب بن محمد الزهري، عن عبد العزيز بن عمران بن أبي ثابت، عن عبد الله بن مصعب بن منظور بن جميل بن سنان، عن أبيه، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه به، مثل حديث زيد بن خالد رضي الله عنه سواء بسواء.
وهذا إسناد تالف؛ يعقوب بن محمد الزهري متروك يتهم، وكذا شيخه، وعبد الله بن مصعب من بُنَيَّاتهما؛ لم يأت به أحد سواهما، كما تقدم تحريره عند الحديث (506).
(4)
لم أقف على كتاب ابن الجوزي هذا، وسبق السخاوي لنقله عنه الزركشي في =
وفيه مع ما قدَّمته نظر، بل قال شيخنا:"إنه صحيح"
(1)
، وسبقه لذلك شيخه العراقي.
571 - حديث: "السفر قطعة من العذاب
؛ يمنع أحدَكم طعامَه وشرابَه ونومَه، فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله".
متفق عليه من حديث مالك عن سُمَيٍّ عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعًا
(2)
.
وسئل إمام الحرمين حين جلس موضع أبيه: لِمَ كان السفر قطعة من العذاب؟ فأجاب على الفور: لأن فيه فراق الأحباب
(3)
.
572 - حديث: "السفر يسفر عن أخلاق الرجال"
(4)
كلام صحيح، وفي خامس "المجالسة للدينوري من طريق الأصمعي، عن عبد الله العُمَرِي
(5)
، قال: قال رجل لعمر بن الخطاب: إن فلانًا رجلُ
= "التذكرة"(الحكم والآداب، ح 38، ص 105)، وبواسطة الزركشي حكاه القاري في "الأسرار المرفوعة"(ح 226).
(1)
قاله الحافظ في "الفتح"(11/ 484) نقلًا عن ابن الصلاح في "فتاواه"، ولفظه:"حديث ابن مسعود لا شك في صحته"، وسياق كلامه على الموقوف عند مسلم، ولكنه في حكم الرفع كما تقدم.
وأما كلام شيخه العراقي فلم أقف على مصدره. والله أعلم.
(2)
أخرجه البخاري (ح 1804، و 3001، 5429)، ومسلم (ح 179/ 1927).
(3)
ذكره كذلك الحافظ في "الفتح"(3/ 624).
(4)
لا أصل له، وإنما ذكره الغزالي في "الإحياء"(آداب العزلة، الباب الثالث: فوائد المخالطة، الفائدة السابعة: التجارب، 2/ 242) كمثل سائر وليس كحديث. والله أعلم. وانظر: "النخبة البهية"(145)، و"مختصر المقاصد" للزرقاني (ق 12/ أ)، و"الجد الحثيث"(197) و"المصنوع" للقاري (154).
(5)
لم يتميز، وهو دائر بين ثقة، وآخر ضعيف.
أما الثقة فهو: عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوى، أبو عبد الرحمن العمري الزاهد المدني (ت: سنة 184 هـ، وله 86 سنة): ثقة، من السابعة، .. كان ابن عيينة يقول: إنه عالم أهل المدينة. "التقريب"(3445). =
صدق، فقال له: هل سافرت معه؟ قال: لا، [قال: فهل كانت بينك وبينه معاملة؟ قال: لا، قال: فهل ائتمنته على شيء؟ قال: لا]
(1)
قال: فأنت الذي لا علم لك به، أُراك رأيته يرفع رأسه ويخفضه في المسجد
(2)
. انتهى.
ولا يعارضه: "إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان"
(3)
.
= وأما الضعيف؛ فهو: عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، أبو عبد الرحمن العمري المدني (ت: سنة 171 هـ، وقيل: بعدها): ضعيف عابد، من السابعة. "التقريب"(3489).
(1)
ما بين المعقوفتين ساقط من: (أ)، واستدرك من:(م، عز)، وهو في:(ز، زك، ق) مختصر بقوله: "كلام صحيح"، وسقط ما بعده.
(2)
أخرجه الدينوري في "المجالسة"(3/ 86)، رقم (708)، وابن قتيبة في "عيون الأخبار"(كتاب الحوائج، الشكر والثناء، 3/ 178)، وإسناده معضل بين عبد الله العمري وجدِّه الأعلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وينظر لتخريجه: "الإرواء"(8/ 260 - 261)، رقم (2637).
(3)
أخرجه أحمد (ح 11651)، والترمذي (2617، 3093)، وابن ماجه (802)، والدارمي (1223)، وابن خزيمة (1502)، وابن حبان (1721)، والحاكم (1/ 342)، رقم (879)، وغيرهم من طريق عمرو بن الحارث، ورواه أحمد (11725)، وعبد بن حميد (923) ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم الصلاة"(336) من طريق ابن لهيعة، كلاهما عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعًا.
قال الترمذي: "حسن غريب"، وقال الحاكم:"هذه ترجمة للمصريين لم يختلفوا في صحتها وصدق رواتها، غير أن شيخي الصحيح لم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي وابن الملقن في تلخيصيهما، فقالا:"بل فيه دراج، وهو كثير المناكير".
ودراج: قال عنه الحافظ في "التقريب"(1824): "صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف".
ومن أجل دراج ضعفه ابن رجب في "فتح الباري"(1/ 123)، ونقل إنكاره عن الإمام أحمد، وأنه قال:"هو حديث منكر، ودراج له مناكير"، وبه ضعفه الألباني في أحكامه على "السنن" وغيره، وهو الراجح، وأما من صحح الحديث كابن حبان وغيره فذهبوا إلى قول ابن معين في روايتي الدوري (5039)، والدارمي (315) من توثيق دراج، وقد ضعفه أحمد وأبو داود وعثمان بن سعيد الدارمي وأبو حاتم الرازي وغيرهم، ووهاه النسائي والدارقطني، سيما في حديثه عن أبي الهيثم. والله أعلم. وانظر:"تهذيب الكمال"(8/ 477 - 478)، رقم (1797). =
573 - حديث: "سفهاء مكة حشو الجنة".
قال شيخنا: لم أقف عليه
(1)
.
قلت: قال الشيخ أبو العباس المَيُوْرْقي
(2)
إجمالًا: إنه ورد واتفق بَيْن عالِمَين في الحرم تنازع في تأويله وسنده، فأصبح الطاعن فيه وقد طعن أنفه واعوجَّ، وقيل له -وكأنه في المنام-: إي والله سفهاء مكة من أهل الجنة -ثلاثًا- فرَاعَه ذلك، وخرج إلى خصمه، وأقَرَّ على نفسه بالكلام فيما لا يعنيه وما لم يحط به خبرًا
(3)
. انتهى ملخصًا.
= وفيه كذلك ابن لهيعة في إحدى طريقيه عن دراج، وهو ممن اختلط، ولا يعتبر من حديثه إلا ما كان من رواية العبادلة ومن في حكمهم، وخلا من العنعنة والنكارة، كما تقدم تحقيقه.
وأما الراوي الثاني عن دراج: فهو عمرو بن الحارث بن يعقوب المصري؛ وهو ثقة متفق عليه، إلا ما كان من حديثه بهذا الإسناد، فإنه يكتب ولا يحتج به، كما قال الحافظ الخليلي في "الإرشاد" (ترجمة: 226). والله أعلم.
(1)
ذكره في "أجوبته" من مجموع القسطلاني (104، و 114) مطبوع مع "الأربعين المتباينة السماع"، وفي "أجوبته لأسئلة بعض تلاميذه"(المجموعة السابعة، ص 84، والثامنة، ص 107).
هذا، وقال الأمير المالكي في "النخبة البهية"(145)، والزرقاني في "مختصر المقاصد" (ق 12/ أ):"لا أصل له".
(2)
لم يميز باسمه ونسبه، وقد وقفت على ترجمتين تجمعان هذه الكنية والنسبة، وهما:
1 -
أحمد بن علي أبو العباس العبدريّ ثم الميورقي، نزيل مكة، ثم الطائف، ومؤلف رسالة "بهجة المنهج في بعض فضائل الطائف ووج" -مطبوعة-، توفي بوج بالطائف سنة (678 هـ). والله أعلم.
انظر: "الأعلام" للزركلي (1/ 175)، "معجم المؤلفين"(2/ 14).
2 -
الحافظ أحمد بن محمد بن أمية بن علي أبو العباس العبدري، الميورقي، المحدث الرحال؛ توفي بالقاهرة في أول سنة (647 هـ)، وقيل في آخر سنة (646 هـ)، وقد قارب الخمسين.
انظر: "تاريخ الإسلام" للذهبي (47/ 306)، رقم (407)، (47/ 336)، رقم (456).
وأيا منهما كان؛ يبعد له اجتماع مع ابن أبي الصيف اليماني المذكور عند المؤلف لاحقًا. والله أعلم.
(3)
قال في "الجد الحثيث"(198): "قال الجد: ومثل ذلك لا يثبت به حديث ولا حكم".
ويقال: إنه التَّقِيُّ محمد بن إسماعيل بن أبي الصيف اليماني الشافعي
(1)
، وأنه كان يقول: إنما هو "أُسَفَاءُ مكة"؛ أي: المحزونون فيها على تقصيرهم
(2)
.
574 - حديث: "السلام على النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت".
لم أقف عليه، وإن وقع في كلام جمع من الفقهاء، كما بينته في "القول البديع"
(3)
.
575 - حديث: "السلام قبل الكلام".
الترمذي وأبو يعلى والقضاعي من حديث عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر به مرفوعًا
(4)
. وقال: إنه منكر، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمعت محمدًا -يعني: البخاري- يقول: عنبسة ضعيف في الحديث ذاهب، ومحمد بن زاذان منكر الحديث
(5)
.
(1)
هو: محمد بن إسماعيل بن علي بن أبي الصيف أبو عبد الله اليمني الزبيدي الشافعي، نزيل مكة وفقيهها، ولا زال مقيمًا بها حتى توفي بها في ذي الحجة سنة (609 هـ).
لقَّبه ابن الأثير في "الكامل"(5/ 285)، وابن كثير في "البداية"(13/ 76)، سنة (609 هـ)، والذهبي في "تاريخ الإسلام"(43/ 344)، سنة (609 هـ)، و (44/ 460)، سنة (611 هـ)، والسبكي في "طبقات الشافعية"(8/ 47)، رقم (1070) بفقيه الحرم المكي الشريف، وقال الذهبي: "كان عارفًا بالمذهب، حصل كثيرًا من الكتب،
…
وجمع أربعين حديثًا عن أربعين شيخًا من أربعين مدينة، سمع من الكل بمكة، وكان على طريقة حسنة وسيرة جميلة وخير".
(2)
المعنى والتوجيه فرع عن الثبوت، كما في "الأسرار المرفوعة"(228)، وهذا لا أصل له.
(3)
القول البديع (261 - 263).
(4)
أخرجه الترمذي (2699)، وأبو يعلى (2059)، والقضاعي (34)، وابن الأعرابي في "معجمه"(ح 1027)، وابن المقرئ (ح 1001)، وابن جميع (2/ 276)، رقم (363) وغيرهم؛ من طريقين عن عنبسة به.
وسقط ذكر "محمد بن زاذان" من طبعة مسند أبي يعلى، وهو ثابت في إسناده في "المطالب العالية"(2695) و"إتحاف الخيرة"(3571). وكذا سقط من إسناد ابن جميع.
(5)
انظر: "سنن الترمذي"(ح 2699)، وعنبسة متهم كما تقدم (ح 565)، ومحمد بن زاذان المدني؛ متروك كما في "التقريب"(5882).
وله شاهد عند أبي نعيم في "الحلية"، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" من حديث بقية، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا:"من بدأكم بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه"
(1)
. ورجاله من أهل الصدق، لكن بقيةَ مدلس وقد عَنْعَنَه.
لكن قد تابعه حفص بن عمر الأيلي عن عبد العزيز: أخرجه ابن عدي في ترجمة "عبد العزيز" من "الكامل"
(2)
. وحفص تركوه، ومنهم من كذَّبه
(3)
.
(1)
أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة"(213) من طريق كثير بن عبيد، وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 199) -وابن أبي حاتم في "العلل"(2516) معلقًا- من طريق أبي التقي هشام بن عبد الملك، كلاهما (كثير، وهشام): عن بقية، ثنا عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه. قال أبو نعيم:"غريب من حديث عبد العزيز، لم نكتبه إلا من حديث بقية".
وهذا الحديث ظاهر إسناده مستقيم إلا ما يخشى من تسوية بقية، وعليه حسنه الألباني في "الصحيحة"(816)، إلا أن إمامي العلل أبا حاتم وأبا زرعة أعلَّاه بأمرين آخرين: فأبو حاتم يُوَهِّم فيه بقية، وينفي أن يكون له أصل من حديث ابن أبي رواد، ويقول:"هذا حديث باطل، ليس له أصل من حديث ابن أبي رواد". "العلل" لابن أبي حاتم (2390).
وأما أبو زرعة فيعله بتدليس بقية، وينفي سماعه له عن ابن أبي رواد، معللًا للتصريح الوارد في إسناد الحديث بأنه من رواية الحمصيين عن بقية، وأهل حمص لا يميزون صيغَ الأداء، ويغيرونها عن غير تنبه ويقظة، فيقول:"هذا حديث ليس له أصل؛ لم يسمع بقية هذا الحديث من عبد العزيز، إنما هو عن أهل حمص، وأهل حمص لا يميزون هذا". "العلل"(2516).
يعني أنه من رواية أهل حمص عن بقية، وهم لا يميزون ألفاظ بقية في صيغ الأداء كما ينبغي، وهذه فائدة جليلة هامة في سبر صيغ التحديث في الروايات، وسيما فيما ينكر من الحديث، من إمامين جليلين يتحدثان عن سبر وخبرة لحال أهل زمانهما، والله أعلم.
(2)
أخرجه ابن عدي (5/ 291) من طريق السري بن عاصم عن حفص بن عمر.
والسري بن عاصم هو الهمداني أبو سهل مؤدب المعتز بالله العباسي: قال ابن عدي وابن حبان: "يسرق الحديث"، وكذبه ابن خراش واتهمه الذهبي.
انظر: "المجروحين"(1/ 355)، و"الكامل"(3/ 460)، رقم (874)، والميزان (3/ 174)، رقم (3092).
وكان الأولى أن يبرزه المؤلف رحمه الله مع حفص، وكلاهما متهمان.
(3)
هو: حفص بن عمر بن ميمون -ويقال: دينار- أبو إسماعيل الأيلي: كذبه أبو حاتم =
وعبد العزيز ضعفه بعضهم بسبب الإرجاء، ولا يقدح فيه عند الجمهور
(1)
.
576 - حديث: "السلامة في العزلة".
أسند الديلمي معناه مسلسلا
(2)
عن أبي موسى رفعه، بلفظ:"سلامة الرجل في الفتنة أن يلزم بيته"
(3)
. وكذا رويناه في "مسلسلات أبي سعد السمان"، و"ابنِ المفضل"
(4)
، وبينت حكمه في "الجواهر المكلَّلَة"
(5)
، ومعناه
= الرازي، واتهمه أبو أمية الطرسوسي وابن حبان، وقال العقيلي (1/ 275)، رقم (339):"كان يحدث عن الأئمة بالبواطيل"، وقال ابن عدي (2/ 389)، رقم (511):"أحاديثه كلها مناكير". وانظر: "الجرح والتعديل"(3/ 183)، رقم (789)، و"المجروحين"(1/ 258)، رقم (254)، والميزان (2/ 324 - 325)، رقم (2135).
(1)
صدوق ربما وهم، ورمي بالإرجاء. "تهذيب الكمال"(18/ 136 - 140)، رقم (3447)، "التقريب"(4096).
(2)
بقول الرواة: "صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: في العزلة سلامة".
(3)
أخرجه الديلمي (2/ 181/ أ) من طريق أبي عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، عن محمد بن محمد بن علي الطالقاني، عن الهيثم بن أيوب السلمي، عن عبد الله بن عبد الرحمن الدمشقي، عن الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه به.
وأبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري: متهم بوضع الحديث للصوفية، كما تقدَّمَ في الحديث (8).
وشيخه محمد بن محمد بن علي الطالقاني، وكذا عبد الله بن عبد الرحمن الدمشقي: لم أقف لهما على ترجمة، أو ذكر في غير هذا الإسناد. وبقية رجاله ثقات، غير أن الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية، وابن جريج مدلس أيضًا، والإسناد مما فوق الوليد مسلسل بالعنعنة، فهو ضعيف جدًّا، ومنكر من حديث ابن جريج وعطاء، ولعله من وضع السلمي أو غيره من الصوفية. والله أعلم.
(4)
ومن طريق السمان وابن المفضل وغيرهما رواه في "العجالة في الأحاديث المسلسلة"(1/ 28).
وفيه: "قال ابن الطيب: الإسناد لا يخلو من ضعف، لاشتماله على ضعفاء ومجاهيل، وأما المتن فله شواهد".
(5)
هو كتاب: "الجواهر المكللة في الأخبار المسلسلة" للمؤلف، مخطوط من محفوظات تشسربيتي رقم (2/ 3664)، ضمن مجموع تاريخ نسخها (886 هـ)، ولها مصورة في مكتبة الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله بالمدينة المنورة. قال الكتاني: "يحتوي على مائة =
صحيح في عدة أحاديث
(1)
. وفي ترجمة "يحيى بن أبي يحيى" من "المتفق" للخطيب عن سعيد بن المسيب، من قوله: العزلة عبادة
(2)
. وأفرد الخطابي في "العزلة" جزءًا
(3)
.
= حديث مسلسل، مع بيان أحكامها". "الرسالة المستطرفة" (ص 84).
(1)
منها حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله! أي الأعمال أفضل؟ قال: "الجهاد في سبيل الله"، قال: ثم ماذا؟ قال: "رجل في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره".
أخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء"(81) بإسناد صحيح، إن شاء الله تعالى. والله أعلم.
وحديثه الآخر أيضًا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر؛ يفر بدينه من الفتن" أخرجه البخاري (6677).
وحديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه في "الصحيح" أيضًا (ح 6676): "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن له في البدو". وبوب عليهما البخاري بقوله: "باب التعرب في الفتنة".
(2)
أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(3/ 352)، رقم (1463)، حديث (1691) من طريق يحيى بن أبي يحيى الخراساني، قال: كتب سفيان الثوري إلى أبي عتبة مَقْدَمه: عليك بالعزلة .. فإن سعيد بن المسيب قال: "العزلة عبادة". ويحيى بن أبي يحيى التميمي هذا لم يذكره الخطيب إلا بهذا الأثر، فهو مجهول.
ولكنه توبع عند ابن أبي حاتم في "مقدمة الجرح والتعديل"(1/ 86 - 88) فرواه من طريق محمد بن يوسف الفريابي، قال: كتب سفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد: .. فذكر رسالة طويلة، وفيها هذا الكلام. وهذا إسناد صحيح عن الثوري، إلا أنه منقطع بينه وبين سعيد بن المسيب رحمهم الله.
وأسنده الإمام أحمد في "الزهد"(ح 2259) عن مؤمل بن إسماعيل، عن الثوري، عن شيخ من قريش يقال له الوليد بن المغيرة، قال: قال لي سعيد بن المسيب: "عليك بالعزلة فإنها عبادة .. ".
وإسناده لا بأس به للاعتبار، والوليد بن المغيرة المخزومي المكي: تفرد عنه الثوري، وجهله أبو حاتم ["الجرح والتعديل" (9/ 17)، رقم (73)]، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 554)، وقال الحافظ: مقبول ["التقريب" (7458)]، ومؤمل بن إسماعيل: صدوق سيء الحفظ. "التقريب"(7029).
(3)
مطبوع بالمطبعة السلفية بالقاهرة سنة (1399 هـ) في جزء، وكذا أفردها ابن أبي الدنيا قبله، وجزؤه مطبوع أيضًا بتحقيق مشهور حسن في دار الوطن/ الرياض. وفيها لغيرهما أيضًا.
وصح: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من ضده"
(1)
.
قال الخطابي: وهي عند الفتنة سُنَّة الأنبياء، وعصمة الأولياء، وسيرة الحكماء والألِبَّاء، فلا أعلم لمن عابها عذرًا، ولا أفهم مِن تَجَنُّبها
(2)
فخرًا، لا سيما في هذا الزمان القليلِ خيرُه، البكيِّ ذَرُّه
(3)
، فبالله نستعيذ من شره وريبه وضرره وعيبه
(4)
.
قلت: ورحمه اللهُ! كيف لو أدرك هذا الزمنَ الكثيرَ الشرِّ والمحنِ.
(1)
أخرجه الطيالسي (1876)، وأحمد (9/ 24)، رقم (5022)، (38/ 187)، رقم (23098)، وابن أبي شيبة (8/ 564)، رقم (26744)، والبخاري في "الأدب المفرد"(388)، والترمذي (2507)، وابن ماجه (4032)، والبغوي في "الجعديات"(867)، والبيهقي (10/ 89) وغيرهم من طرق عن شعبة ومحمد بن عبيد الطنافسي، كلاهما: عن الأعمش، عن يحيى بن وثاب -زاد الطنافسي في رواية: وأبي صالح- عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم -قال شعبة: يراه ابن عمر رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
قال شعبة في رواية: قال الأعمش: "هو ابن عمر"، ولذا وصله أكثر الرواة عن شعبة من مسند ابن عمر رضي الله عنهما دون شك.
ورواه الطبراني في "الكبير"(11/ 304)، رقم (660) و"الأوسط"(5953) عن أبي جعفر محمد بن محمد التمار، عن أبي يعلى محمد بن الصلت التوَّزي، عن ابن عيينة، عن حصين، عن يحيى بن وثاب، عن ابن عمر رضي الله عنه.
وهذا إسناد جيد إن شاء الله؛ رواته كلهم ثقات معروفون سوى التمار، وهو محمد بن محمد بن حيان أبو جعفر البصري التمار، فقال الدارقطني: لا بأس به ["سؤالات الحاكم" (192)]، وقال الحاكم: صدوق مقبول "معرفة علوم الحديث"، (ص 59)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 153) وقال:"ربما أخطأ"، ولقوله هذا أورده الحافظ في "اللسان"(5/ 356)، رقم (8023). وانظر:"التذييل على كتب الجرح والتعديل"(1/ 288)، رقم (77). فالإسناد صحيح بالوجهين، ورجال الأول رجال الشيخين. والله أعلم.
(2)
في (ق): "لمن تجنبها".
(3)
الذر: صغار النمل. "العين"(8/ 175)، "المصباح المنير"(ص 174)، والبكيُّ: كثير البكاء.
(4)
العزلة (ص 8).
ثم أنشد لبعضهم
(1)
:
وكل رئيس له ملال
(2)
…
وكل رأس به صداع
لزمت بيتي وصُنْتُ عرضًا
…
به عن الذلة امتناع
أشرب مما ادخرت كأسًا
…
له على راحتي شعاع
وأجتني من عقول قوم
…
قد أقفرت
(3)
منهم البقاع
ونحوه قول أبي حيان
(4)
أيضًا:
أرحت نفسي من الإيناس بالناس
…
لما غنيت عن الأكياس بالياس
وصرت في البيت وحدي لا أرى أحدًا
…
بناتُ فكري وكُتبي هُنَّ جُلَّاسي
(5)
(1)
في (م): "وأنشد بعضهم"، وفي (زك، ق، ز 2): "ثم أنشد بعضهم"، والصواب ما في (أ، ز، عز)، وسائر النسخ، فإنه تتمة للنقل عن "العزلة" للخطابي (21)، وفيه: أنشدني بعض أهل الأدب لبعضهم: فذكره، وقبله بيت: لما رأيت الزمان نكسًا .... وليس بالحكمة انتفاع كل رئيس ..... إلخ.
(2)
كذا في (عز)، والأصل الشامي لنسخة (هـ)، والمصدر. وفي نسخ:(ز، م، ق، ز 2، زك): "ملاك"، وهو في (أ) محتمل للوجهين، وإلى المثبت أقرب، ووقع في أصل (هـ):"بلال".
(3)
خلت. "المصباح المنير"(مادة: ق ف ر، ص 416)، والبقاع جمع البُقعة.
(4)
هو: محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان، أثير الدين أبو حيان الغرناطي الجياني (ولد سنة 654 هـ بالأندلس، وتوفي سنة 745 هـ بالقاهرة)، الشيخ الإمام الحافظ العلامة فريد عصره في التفسير والقراءات، والعربية، وغيرها، وهو مؤلف "البحر المحيط" في التفسير، وغيره من الكتب العمد في كل ما أَلَّف، وينيف تصانيفه على الخمسين، وكان ظاهري المذهب، سلفي المعتقد.
انظر: "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1/ 387)، رقم (23)، "فوات الوفيات"(4/ 71 - 79)، "ذيل التقييد" للفاسي (1/ 283)، رقم (562)، "البدر الطالع"(2/ 288 - 291).
(5)
أورده تلميذه لسان الدين ابن الخطيب توفي سنة (176 هـ) في ترجمة أبي حيان في كل من "الإحاطة في أخبار غرناطة"(3/ 41)، و"الكتيبة الكامنة"(84)، وكذا ذكره أحمد بن محمد المقري التلمساني في "نفح الطيب"(2/ 564) نقلًا عن "برنامج الفقيه محمد بن سعيد الرعيني" -تلميذ أبي حيان- مثله، إلا أنه قال:"أرحت روحي" بدل "أرحت نفسي"، وهو في "الكتيبة" بلفظ:
أرحت في البيت من الإيناس بالناس
…
كما غنيت عن الأكياس بالياس
وصرت في البيت وحدي لا أرى أحدًا
…
بنات فكري وكتبي هن جلاسي
وفي معناه لابن الوردي
(1)
من أبيات:
ولزمت بيتي قانعًا ومطالعًا
…
كتبَ العلوم وذاك زين الزين
وكذا لغيره مما لا نطيل به.
577 - حديث: "السلطان ظل الله في الأرض".
في: "إنما السلطان"
(2)
.
578 - حديث: "السلطان ولي من لا ولي له".
أصحاب السنن إلا النسائي عن عائشة به مرفوعًا في حديث، وحسنه الترمذي وصححه ابن حبان
(3)
.
(1)
هو: الفقيه الشافعي والشاعر المشهور عمر بن المظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس المعرى زين الدين ابن الوردي، نشأ في حلب وتفقه بها، وتوفي بها في الطاعون سنة (749 هـ)، وله ديوان شعر.
انظر: "الدرر الكامنة"(4/ 228 - 231)، رقم (472)، وذكر له هذا البيت في غيره.
(2)
الحديث (210).
(3)
أخرجه أبو داود (2085)، والترمذي (1102)، وابن ماجه (1879)، وصححه ابن حبان (4075)، والحاكم (2/ 288 - 289/ 2755 - 2758) على شرط الشيخين. ورواه الشافعي في "الأم"(5/ 13/ 1760 - المعرفة) -واللفظ له- والطيالسي (1567)، والحميدي (243)، وعبد الرزاق (10472)، وإسحاق (698)، وأحمد (40/ 243)، رقم (24205، و 25326)، وابن أبي شيبة (4/ 128)، رقم (16167)، وسعيد بن منصور (1/ 74، 528، 529)، والدارمي (2230)، وغيرهم؛ من سبع وعشرين وجهًا فأكثر؛ عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة "رضي الله عنها"، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فإن أصابها فلها الصداق بما استحل من فرجها، فإن اشتجروا -وقال بعضهم: فإن اختلفوا- فالسلطان ولي من لا ولي له".
والحديث متصل بالسماع لين رواة إسناده من أكثر من خمسة أوجه عن ابن جريج به، ورواته كلهم ثقات حفاظ، وقد صححه أحمد وابن معين وأبو حاتم والدارقطني والبيهقي وعامة أئمة الحديث، وبسط الكلام فيه الدارقطني في "العلل"(15/ 11 - 28)، رقم (3806) وهو والبيهقي في "سننيهما".
وانظر أيضًا: "المستدرك" للحاكم، و"تنقيح التحقيق"(3/ 144)، رقم (1755)، و"الكفاية" للخطيب (باب من روى حديثًا ثم نسيه .. ، ص 418 - 422)، و"تاريخ دمشق"(22/ 372 - 376). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وذهب الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 8)، رقم (4254) ومَنْ على مذهبه إلى تعليل الحديث بما أخرجه أحمد (40/ 243)، رقم (24205)، والبخاري في "الأوسط"(3/ 225) و"الكبير"(4)، رقم (38 - 39)، رقم (1888)، والدوري في "تاريخه"(3/ 86)، رقم (361)، والطحاوي وغيرهم من رواية إسماعيل ابن علية عن ابن جريج، أنه قال:"فلقيت الزهري فسألته عنه فلم يعرفه".
وهذا أعله الإمام أحمد وابن معين والدارقطني وغيرهم من الأئمة بعدة أمور:
1 -
بتفرد ابن علية به، وسماعه عن ابن جريج ليس بذاك، وإنما سمع منه بالبصرة، وكان ابن جريج بها أيامًا، ثم لما ذهب إلى مكة ليعرض سماعه على ابن جريج لم يدركه، فعرض حديثه على عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد فصححه له من كتابه، ورواية عبد المجيد لهذا الحديث عند أبي عوانة (3/ 19)، رقم (4039) وليس فيها هذه الزيادة.
2 -
أن ابن جريج له كتب مدونة، وليس فيها هذه الحكاية. قاله الإمام أحمد.
3 -
أنه على القول بثبوت الحكاية عن ابن جريج، فإنه يحمل على أنه من باب "من حدث ونسي"، وقد نسي الزهري غير حديثٍ، وغيره من الثقات أيضًا، ولم يعل ذلك تلك الروايات، إذ كان من روى عنهم ثقةً، بل صار بعضهم يحدث به عمن رواه عنه عن نفسه عن شيخه، وله أمثلة. قاله ابن معين وغيره.
4 -
أن سليمان بن موسى توبع عليه من حجاج بن أرطاة وجعفر بن ربيعة عن الزهري، وكذا من طرق عن عروة به، وهذه الطرق وإن كانت لا تخلو من ضعفٍ فإنها يقوي بعضها بعضًا، وتقوي جانب سليمان بن موسى الأشدق. وهذا قاله الترمذي والدارقطني والبيهقي وغيرهم.
وقد لخصها القرطبي في "المفهم"(4/ 116 - 117) بقوله: "هذه أحاديث مشهورة صحيحة عند تحقيق النظر فيها، ولا يلتفت إلى شيء مما ذكر فيها، كما ذكر من أن حديث عائشة تفرد به سليمان بن موسى الأشدق؛ فإنه إمام ثقة، ولم يكن في أصحاب مكحول أحفظ منه. قال البزار: "هو أحفظ من مكحول، وأجل من ابن جريج"، وكما قيل عن ابن جريج: أنه سأل ابن شهاب عن هذا الحديث فأنكره. وهذا لا يلتفت إليه؛ لأن هذه الحكاية أنكرت على ابن علية، وهو الذي أوردها، ولو صحت، فلم ينكر ابن شهاب الحديث إنكار قطع بتكذيبه، بل إنكار ناسٍ، والراوي عنه ثقة إمام جازم بالرواية، فينبغي للزهري أن يقول: حدثني فلان عني بكذا، كما قد حكي عنه: أنه قال في مثل هذا: حدثني مالك عني. وكل هذا نسيان، وليس بِدْعًا في الإنسان".
وقال ابن عبد البر في "الاستذكار"(5/ 345): "أجمعوا أن السلطان ولي من لا ولي له". =
ورواه ابن ماجه عن ابن عباس، وله طرق
(1)
.
= وقال أبو عبد الله حبيش بن بشير الفقيه: "لو لم يكن هذا الحديث ما كان السلطان ولي من لا ولي له عند الناس كلهم". "الكفاية" للخطيب (421)، "تاريخ دمشق"(22/ 376).
ففيه استيناس واحتجاج منهم لصحته بالإجماع على العمل به، وحتى ممن يرده ظاهرًا. والله أعلم.
(1)
أخرجه ابن ماجه (1880)، وأبو يعلى (8/ 147)، رقم (4692)، والدارقطني (3/ 221 - 222)، وأحمد (1/ 250)، رقم (2260)، والبخاري في "التاريخ"(8/ 71)، رقم (2202)، والطبراني في "الكبير"(11/ 142)، رقم (11298) من طريق ابن المبارك ومعمر بن سليمان الرقي ومخشي بن معاوية، ثلاثتهم: عن حجاج بن أرطاة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: "لا نكاح إلا بولي، والسلطان ولي من لا ولي له".
وفصَّل ابن المبارك في رواية أبي يعلى وابن ماجه عنه أن قوله: "والسلطان .. "، ليس في حديث ابن عباس رضي الله عنه، وإنما هو في رواية حجاج عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها. والله أعلم.
وهذا الحديث فيه ثلاث علل:
1 -
ضعف حجاج بن أرطاة: فإنه صدوق كثير الخطإ والتدليس. "التقريب"(1119).
2 -
الانقطاع بين حجاج وعكرمة: فإنه لم يسمع منه، فيما قاله ابن معين وأحمد وأبو حاتم، وزاد أحمد أن بينهما داود بن الحصين الأموي مولاهم، وهو منكر الحديث عن عكرمة، ثقة أو صالح في غيره.
وتقدم أن حجاجًا يدلس عن الضعفاء والمتروكين.
انظر لحديث حجاج عن عكرمة: "تاريخ ابن معين" - رواية ابن محرز (1/ 132)، "الجرح والتعديل"(3/ 156)، "التنقيح" لابن عبد الهادي (4/ 293)"جامع التحصيل"(ص 160)، رقم (123)، "البدر المنير" (6/ 555). وانظر لداود بن الحصين:"تهذيب الكمال"(8/ 379 - 382)، رقم (1753)، "التقريب"(1779).
3 -
أن لفظة "والسلطان ولي من لا ولي له" مدرجة في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وإنما هو في حديث حجاج عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها، وقد فصل ذلك ابن المبارك في حديثه، كما ورد عند ابن ماجه وأبي يعلى وغيرهما. وابن المبارك هو أخبر بحديث حجاج، وأتقن من معمر بن سليمان الرقي ومخشي، وإنما سمعا من حجاج أيامَ نزَل الرقة مع المهدي. انظر:"تهذيب الكمال"(28/ 327). والله أعلم.
وله طريق آخر: أخرجه الطبراني في "الكبير"(11/ 340)، رقم (11944)، وابن عدي (3/ 291) من طريق سهل بن عثمان ثنا ابن المبارك عن خالد الحذاء عن =
579 - حديث: "السماح رباح
(1)
، والعسر شؤم".
القضاعي من حديث عبد الله بن إبراهيم
(2)
، عن عبد الرحمن بن زيد
(3)
،
= عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا نكاح إلا بولي". وهذا وهم سهل التستري فيه، وإنما هو "حجاج عن عكرمة"، وقد تنبه له سهل فيما بعد، فصوب إسناده، كما رواه ابن عدي. والله أعلم.
وروي عن عطاء من وجه آخر أيضًا: أخرجه الطبراني في "الكبير"(11/ 202)، رقم (11494) و"الأوسط"(1/ 268)، رقم (873) عن أحمد بن يحيى الحلواني، عن سعيد بن سليمان -هو الواسطي-، عن منصور بن أبي الأسود، عن أبي يعقوب، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة تزوجت بغير ولي فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها، وإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له".
قال الطبراني: "لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به سعيد"، وقال الهيثمي: فيه أبو يعقوب غير مسمى، فإن كان هو التوأم؛ فقد وثقه ابن حبان وضعفه ابن معين، وإن كان غيره فلم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. "مجمع الزوائد"(4/ 525)، رقم (7512).
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ: "لا نكاح إلا بولي مرشد أو سلطان"، وقيل:"إلا بولي، أو سلطان مرشد"، وإسناده صحيح إلا أن الصواب فيه الوقف. والله أعلم.
وله شواهد من حديث أبي هريرة، وأبي أمامة وعبد الله بن عمرو وجابر وعلي رضي الله عنهم، ولا تخلو من كلام.
وأخرجه الشافعي في "الأم"(5/ 144)، رقم (1740) عن مالك عن عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن في نفسها، وإذنها صماتها"، وقال:"أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له".
(1)
قال ابن الأثير: "أي: المساهلة في الأشياء يربح صاحبها". "النهاية"(2/ 990 - سمح).
(2)
هو: عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري أبو محمد المدني: متروك، ونسبه ابن حبان إلى الوضع، من العاشرة، د ت. "التقريب"(3199)، و"المجروحين"(2/ 37).
وقال الحاكم في "المدخل"(1/ 166)، رقم (91):"يروي عن جماعة من الضعفاء أحاديث موضوعة لا يرويها عنهم غيره"، وقال الذهبي في "الكاشف" (2620):"متهم عدم"، وقال في "المغني" (3091): متهم بالوضع.
(3)
هو: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ضعيف جدًّا، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (37).
عن أبيه، عن ابن عمر رفعه به
(1)
.
وهو عند الديلمي في "مسنده" من حديث الحجاج بن فُرَافِصَة
(2)
، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريره به مرفوعًا
(3)
.
وله وللعسكري معًا من طريق أشعث بن براز
(4)
، عن علي بن زيد
(5)
عن سعيد بن جبير، قال: ما كنت أحسبها إلا مَقُولة "اليُسر يمن، والعسر شؤم" حتى حدثني الثقة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: "اليسر" وذكره
(6)
.
[والأحاديث في السماح كثيرة، مضى منها: "اسمح يسمح
(1)
أخرجه القضاعي برقم (23)، وفيه آفتان: الغفاري متهم، وشيخه عبد الرحمن واه، واتهم أيضًا، فهو موضوع كما قال الألباني في "الضعيفة"(1557). والله أعلم.
(2)
هو: الباهلي البصري: قال ابن معين: ليس به بأس. وقال أبو زرعة: ليس بالقوي.
وقال ابن حبان: يخطئ ويهم. وقال الذهبي: حديثه وسط. وقال ابن حجر: صدوق عابد يهم. العلل لأحمد رواية ابنه عبد الله (3/ 6)، رقم (3895)، "الجرح والتعديل"(3/ 164 - 165)، رقم (702)، "الثقات"(6/ 203)، "سير أعلام النبلاء"(7/ 78)، "الكاشف"(1/ 313)، رقم (940)، "التقريب"(1133).
وذكر المناوي في "فيض القدير"(4/ 191)، رقم (4824) وتبعه الألباني في "الضعيفة"(1557) أن ابن حبان نسبه إلى الوضع، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وقال الدارقطني: حديث منكر.
ولعله سبق قلم، فإن هذه الأقوال ذكرت في ترجمة عبد الله بن إبراهيم الغفاري المذكور في طريق حديث ابن عمر، وليس في حجاج هذا، كما في "الميزان"(2/ 388)، رقم (4190). والله أعلم.
(3)
أخرجه الديلمي (2/ 186/ ب) بإسناد جيد إلى الحجاج بن فرافصة، وهذا إسناد صالح، إلا أن تفرد حجاج بن فرافصة به عن يحيى بن أبي كثير، ثم غرابة الإسناد إليه يقتضي النظر فيه. والله أعلم.
(4)
هو: أشعث بن براز الهجيمي؛ ضعيف جدًّا، كما تقدَّمَ في الحديث (60).
(5)
علي بن زيد بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي، ضعيف، وتقدم (ح 138).
(6)
أخرجه الديلمي ["زهر الفردوس" (4/ 351)] من طريق أبي الشيخ، وهو لديه في "الأمثال"(132)، ثم من طريق أشعث بن براز به. وأعله الألباني في "الضعيفة"(4835) بأشعث بن براز، وقال:"إسناده ضعيف جدًّا"، وهو الذي يحمل عليه، وإن كان شيخه ضعيفًا أيضًا. والله أعلم.
لك
(1)
"]
(2)
(3)
.
580 - حديث: "سنة المغرب ترفع معها".
أورده رزين في "جامعه"
(4)
عن حذيفة مرفوعًا، بلفظ:"عجلوا الركعتين بعد المغرب، فإنهما ترفعان مع المكتوبة". وأخرجه أبو الشيخ أيضًا، وكذا هو بنحوه عند البيهقي في "الشعب"
(5)
.
(1)
الحديث (111)، وقال:"حسنه العراقي، ولم يصب من حكم بوضعه".
(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، واستدرك من بقية النسخ.
(3)
منها: ما أخرجه البخاري (ح 2076) عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى". ومنها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كان تاجر يداين الناس، فإذا رأى معسرًا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه"، أخرجه البخاري (2078)، وعن حذيفة رضي الله عنه نحوه (2077).
(4)
سماه ابن خير الإشبيلي في "فهرسته"(ص 103)، رقم (167):"تجريد صحاح أصول الدين، مما اشتمل عليه الصحاح الستة الدواوين؛ بحذف الأسانيد، وتوقيد المسائل، مع استقصاء مضمون الحديث"، ويختصر إلى "تجريد الصحاح"، كما في "سير أعلام النبلاء" و"التحفة اللطيفة"، و"شذرات الذهب" لابن العماد (4/ 105). وهو جامع بين الموطإ والصحيحين وسنن الترمذي وأبي داود والنسائي، وعلى كتاب رزين هذا وضع ابن الأثير كتابه "جامع الأصول"، كما صرح به في مقدمة كتابه (1/ 53 - 58). له نسخ خطية في "مكتبة كوبريلي"(29)، و"رامبور" بالهند، ومكتبة الجامع الكبير باليمن رقم (279، 454)، ومركز الملك فيصل بالرياض (ج 391/ 12)، وغيرها.
(5)
أخرجه محمد بن نصر المروزي في "قيام الليل"["مختصره" (ص 57)]، وابن عدي (3/ 200)، والديلمي (2/ 231/ ب- 232/ أ) من طريق محمد بن الفضل بن عطية الخراساني، والبيهقي في "الشعب"(4/ 455)، رقم (2804) من طريق سويد بن سعيد حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي، كلاهما عن زيد العمي عن أبي العالية الرياحي -وعند الديلمي: أبي غالب- عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجلوا الركعتين بعد المغرب لترفعا مع العمل"، ولفظ المروزي:"فإنهما ترفعان مع المكتوبة" ولفظ الديلمي: "لترفعا مع الصلاة".
ومداره على محمد بن الفضل بن عطية ومتابعه عبد الرحيم بن زيد العمي، وكلاهما متهمان، كذبهما الأئمة. انظر:"التقريب"(4055، 6225)، والحمل عليهما فيه، على أن شيخهما زيد بن الحواري العمي ضعيف أيضًا "التقريب"(2131)، وعليه قال محمد بن نصر المروزي:"هذا حديث ليس بثابت"، ووهاه ابن عدي وابن طاهر في =
وقد ثبت في الجمعة عدم وصل السُّنَّة بها أو الفصل بينهما بكلام أو خروج
(1)
.
= "ذخيرة الحفاظ"(3488)، وضعفه الألباني جدًّا في "الضعيفة"(3855).
وأورد محمد بن نصر المروزي في التعجيل بالركعتين آثارًا وردت بلا أسانيد في "مختصر قيام الليل"، وأخرج (ص 83)، رقم (58) بإسناد صحيح إلى عمر بن عبد العزيز، أن مكحولًا رحمه الله حدثه، أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من صلى بعد المغرب ركعتين قبل أن يتكلم كتبت صلاته في عليين".
وهذا مرسل معضل، وعمر بن عبد العزيز هو ابن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب؛ أخو عبد الله بن عبد العزيز العمري الزاهد، ولي كرمان وغيرها للمهدي والمدينة للهادي، ولم أجد فيه جرحًا أو تعديلًا، وذكره ابن سعد في "الطبقات" - الهاشمي (276، ترجمة: 95) وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(36/ 300).
وعلق في تأخيرهما عن حذيفة رضي الله عنه، قال:"كانوا يحبون تأخير الركعتين بعد المغرب حتى كان بعض الناس تَفجَأهم الصلاة ولم يصلوهما، فعَجَّلهما الناس". وقال: هذا أيضًا ليس بثابت.
(1)
كما في صحيح مسلم (883) عن معاوية رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن لا توصل صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج". وللشافعي في "السنن"(288) -ومن طريقه عند البيهقي في "المعرفة"(4/ 410)، رقم (1820) - بإسناد صحيح عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يأمر إذا صلى المكتوبة فأراد أن يتنفل بعدها ألا يتنفل حتى يتقدم أو يتكلم، وربما حدثه فقال:"وإذا صلى أحدكم المكتوبة ثم أراد أن يصلي بعدها فلا يصلي حتى يتقدم أو يتكلم".
وهذان الحديثان يعُمَّان صلاة الجمعة وسائر الصلوات المكتوبة، دون اختصاص للجمعة، وإن كان سبب تحديث معاوية رضي الله عنه لحديثه وصل السائب رضي الله عنه للنافلة مع فريضة الجمعة.
وثبت نحوه عن ابن عمر رضي الله عنهما قولَه وفعلَه، وصح عنه رضي الله عنه خلافه من عمله أيضًا.
وأخرج عبد الرزاق (2/ 432)، رقم (3973)، وأحمد (38/ 202)، رقم (23121)، وأبو يعلى (7166)، وأبو نعيم في "المعرفة" (6183) بإسناد صحيح عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى العصر، فقام رجل يصلي، فرآه عمر، فقال له: اجلس، فإنما هلك أهل الكتاب أنه لم يكن لصلاتهم فصل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحسن ابن الخطاب.
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح ["مجمع الزوائد" (2/ 489)، رقم (3398)]، ووافقه الألباني في "صحيح أبي داود"(4/ 163)، رقم (922) و"الصحيحة"(3173). =
581 - حديث: "السؤال نصف العلم".
في: "الاقتصاد"
(1)
.
582 - حديث: "السؤال ولو كيف الطريق".
في: "الدَّين ولو درهم"
(2)
.
583 - حديث: "سؤر المؤمن شفاء".
في: "ريق"
(3)
.
584 - حديث: "سيد إدامكم الملح".
ابن ماجه وأبو يعلى والطبراني والقضاعي من حديث عيسى بن أبي عيسى البصري
(4)
، عن رجل أراه موسى، عن أنس به مرفوعًا
(5)
. وهو ضعيف أثبت بعضهم المبهم، وحذفه آخرون.
= ورواه أبو داود (1007)، والطبراني في "الكبير"(22/ 728) و"الأوسط"(2109)، والحاكم (1/ 270)، والبيهقي (2/ 190) عن أبي رمثة رضي الله عنه نحوه، وإسناده ضعيف، وهو معل بالرواية السابقة. والله أعلم.
وروي في معناه عن علي وأبي هريرة والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهم مرفوعًا، ولا تخلو من مقال، وحديثا أبي هريرة والمغيرة صححهما الألباني في أحكامه على "السنن". انظر:"سنن أبي داود"(1006، 1007)، وابن ماجه (1427، 1428)، والبيهقي (2/ 190 - 192 وغيرها).
وأخرج عبد الرزاق (2/ 416 - 418)، وابن أبي شيبة (2/ 138 - 139)، والبيهقي فيه آثارًا عن السلف، وتكلم الألباني في "الصحيحة" بعد تخريجه لحديث الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على فائدتين هامتين فيه، إحداهما: أنه لا بد من الفصل بين الفريضة والنافلة التي بعدها: إما بالكلام أو بالتحول من المكان، والأخرى: أنه يجوز التطوع بعد صلاة العصر، وبسط الكلام عليهما، فليراجع، فإنه هام. والله أعلم.
(1)
الحديث (142).
(2)
تقدم برقم (510).
(3)
تقدم بالرقم (543).
(4)
واسم أبي عيسى ميسرة، الغفاري الحناط والخياط والخباط -عالج الصنائع الثلاث-: متروك، من السادسة، ق. "التقريب"(5317)، وانظر:"الميزان"(3/ 320)، رقم (6596).
(5)
أخرجه ابن ماجه (3315)، وأبو يعلى (6/ 377)، رقم (3714)، وابن الأعرابي في =
585 - حديث: "سيد الشهور شهر رمضان، وأعظمها حرمة ذو الحجة".
الديلمي من جهة الحارث بن أبي أسامة
(1)
، ثم من طريق يزيد بن عبد الملك
(2)
، عن صفوان بن سُلَيم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رفعه: بهذا
(3)
.
= "معجمه"(2196)، والطبراني في "الأوسط"(8/ 354)، رقم (8854)، وابن عدي (5/ 247)، والخلعي (976)، وتمام (1447)، والقضاعي (1226)، والبيهقي في "الشعب"(8/ 99)، رقم (5551) من طريق عيسى بن أبي عيسى البصري، عن رجل أظنه موسى -ونسبه بعضهم: ابن أنس- عن أنس رضي الله عنه به.
وأسقط أبو يعلى وابن المقرئ وتمام والقضاعي المبهم، وقالوا:"عيسى بن أبي عيسى، عن أنس"، وكذا جاء عند بعض المخرجين:"عيسى، عن موسى، عن أنس رضي الله عنه" دون صيغة التوهم، والصواب إثباتهما، وهما مثبتان من نفس الطرق التي أسقطا منها، وعيسى متروك، وشيخه يجهل أمره وتعيينه.
(1)
لا ذكر للحارث بن أبي أسامة في سند الديلمي، كما سيأتي بيانه.
(2)
هو: يزيد بن عبد الملك بن المغيرة النوفلي: ضعيف جدًّا، وتقدمت ترجمته في الحديث (163).
(3)
رواه الديلمي (2/ 174/ أ)["زهر الفردوس" (2/ 203)] عن أبيه، عن أبي عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده الأصفهاني، عن أبيه: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحارث البخاري، ثنا محمد بن عيسى بن يزيد الطرسوسي، ثنا إسحاق بن محمد الفروي، ثنا يزيد بن عبد الملك النوفلي به.
وتقدم عند المؤلف أن الديلمي أخرجه من طريق الحارث بن أبي أسامة، وليس له ذكر في هذا الإسناد، فلعله وقع سبق نظر للمؤلف رحمه الله، حيث رأى أيمن السطر اسم الحارث فظنه إياه، وإنما هو اسم لجد الراوي في الإسناد؛ وهو أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث بن خليل الحارثي البخاري الكلاباذي الحنفي، المشهور بـ "عبد الله الأستاذ": أكثر عنه ابن منده، وكان يحسن القول فيه، وقال السهمي: سألت عنه أبا زرعة أحمد بن الحسين، فقال:"ضعيف"، وقال الحاكم:"هو صاحب عجائب عن الثقات"، ونحوه قول الخليلي في "الإرشاد"، وقال الخطيب:"لا يحتج به". وقال أيضًا: "كان صاحب عجائب ومناكير وغرائب، وليس بموضع الحجة"، وقال أبو سعيد الرواس:"يتهم بوضع الحديث"، وقال أحمد السليماني:"كان يضع هذا المتن على هذا الإسناد، وهذا الإسناد على هذا المتن"، وقال السمعاني:"كان شيخًا مكثرًا من الحديث، غير أنه كان ضعيفًا في الرواية، غير موثوق به فيما ينقله"، وقال الذهبي في "السير" (29/ 421): "ألف مسندًا للإمام أبي حنيفة، وتعب عليه، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ولكن فيه أوابد ما تفوه بها الإمام، راجت على أبي محمد". انظر:"سؤالات السهمي"(318)، "تاريخ بغداد"(10/ 126)، رقم (5262)، "الأنساب" للسمعاني (3/ 213 - 214)، "تاريخ الإسلام"(25/ 190 - 191)، "السير" للذهبي (29/ 420 - 421)، "اللسان"(3/ 405 - 406)، رقم (4822)، "الكشف الحثيث"(411).
وأما شيخه فهو محمد بن عيسى بنِ يزيد أبو بكر الطرسوسي التميمي ثم السعدي، نزيل بخارى، وينسب إلى جده أيضًا: ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 151 - 152) وقال: "دخل ما وراء النهر فحدثهم بها، يخطئ كثيرًا"، وقال الحاكم في "تاريخه":"هو من المشهورين بالرحلة والفهم والتثبت، أكثر عنه أهل مرو"، وقال ياقوت الحموي في "معجم البلدان" (4/ 29/ طرسوس):"رحال من أهل المعرفة .. ، وهو غير متهم .. "، فذكر قول الحاكم فيه، وقال:"توفي ببلخ سنة 276 هـ".
هذا وترجم له ابن عدي (6/ 282، 283) مرتين، أولا باسم:"محمد بن يزيد أبو بكر المستملي الطرسوسي"، فقال:"يسرق الحديث، ويزيد فيها، ويضع"، ثم ترجم بعده مباشرة: لِـ "محمد بن عيسى الطرسوسي"، فقال:"عامة ما يرويه لا يتابعونه عليه، وهو في عداد من يسرق الحديث، كنيته أبو بكر"، والظاهر أنه المستملي نفسه، نسب في الأول إلى جده، وشيوخ صاحبي الترجمتين متفقون في الغالب، والطبقة واحدة، وغاية الأمر أن بعض شيوخ ابن عدي نسبه إلى جده.
ولم يتبين لي واقع أمره، فأهل بلده -ابن حبان والحاكم- ينفون عنه التهمة، مع إقرارهم بكثرة غلطه وأوهامه، وابن عدي يتهمه بالوضع وسرقة الحديث، وبنحو ينبئ عن قلة سبره لحديثه، وإلا لم يجعله شخصين، والأمر يتطلب مزيد سبر، والله أعلم. وانظر لترجمته:"تاريخ دمشق"(55/ 70 - 72)، رقم (6887)، و"الميزان"(3/ 679)، و"تذكرة الحفاظ"(2/ 133)، رقم (625)، و"اللسان"(5/ 333)، رقم (7957).
وشيخ الطرسوسي هذا: هو إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة الفروي المدني الأموي مولاهم: صدوق كف، فساء حفظه، من العاشرة، مات سنة (226 هـ)، خ ت ق. "التقريب"(381).
وشيخ الفروي: هو يزيد بن عبد الملك بن المغيرة الهاشمي النوفلي: ضعيف منكر الحديث، كما تقدم.
فهذا إسناد ساقط؛ مسلسل بالضعفاء والمتهمين، وفي "أطراف الغرائب والأفراد"(5/ 77)، رقم (4723) ما نصه:"تفرد به إسحاق بن محمد الفروي، عن يزيد بن عبد الملك النوفلي، عن صفوان بن سليم"، ولم يبيِّن ما قبله من الإسناد، هل هو إسناد الديلمي نفسه من طريق المتهمين المذكورين، أم أن له طريقًا آخر إلى إسحاق الفروي؟. والله أعلم. =
586 - حديث: "سيد طعام أهل الدنيا والآخرة اللحم".
ابن ماجه وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" من طريق سليمان بن عطاء
(1)
، عن مسلمة الجَزَري
(2)
، عن عمه أبي مشجعة
(3)
، عن أبي الدرداء مرفوعًا به، بلفظ:"وأهل الجنة" بدل "الآخرة"
(4)
.
وسنده ضعيف: فسليمان؛ قال فيه ابن حبان: إنه يروي عن مسلمة أشياء موضوعة، ما أدري التخليطُ منه أو من مسلمة
(5)
.
= ولكنه روي عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا، بإسناد صالح إن شاء الله. أخرجه ابن أبي الدنيا في "فضائل رمضان"(33)، والخلعي في "الفوائد"(170، 175، 178)، والبيهقي في "الشعب"(3/ 314)، رقم (3638) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي عن هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9/ 205)، رقم (900) من طريق المسعودي عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة، كلاهما عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال:"سيد الشهور رمضان، وسيد الأيام يوم الجمعة".
وهُبَيْرَةُ بْنُ يَرِيمَ: هو أبو الحارث الكوفي الشِّبامي الهمداني؛ لا بأس به. "التقريب"(7268)، فحديثه حسن في الجملة، إلا أن ينكر.
ورواية أبي عبيدة بن عبد الله إن كان المسعودي حفظها فهي -على انقطاعٍ فيها- قوية صالحة للمتابعات، فالأثر بطريقيه صحيح، إن شاء الله تعالى. والله أعلم.
(1)
ابن قيس أبو عمر الجزري الحراني القرشي مولاهم: منكر الحديث، من الثامنة، مات قبل المئتين، ق. "التقريب" (2594). وانظر أيضًا:"الضعفاء" للبخاري (145)، والعقيلي (2/ 134)، رقم (619)، "سؤالات البردعي"(2/ 356)، "الجرح والتعديل"(4/ 133)، رقم (580)، "الكامل"(3/ 285)، "تهذيب الكمال"(12/ 43)، رقم (2550)، "المغني"(2608)، "الكاشف"(2117)، "الكشف الحثيث"(330).
(2)
مسلمة بن عبد الله بن ربعي الجهني الحميري الدمشقي: مقبول، من السادسة. د س ق. "التقريب" (6659). وكان على بيت المال زمن هشام بن عبد الملك. انظر:"الجرح والتعديل"(8/ 269)، رقم (1226)، "تاريخ دمشق"(58/ 24 - 27)، "تهذيب الكمال"(27/ 561 - 562)، رقم (5955).
(3)
أبو مشجعة بن ربعي الجهني: مقبول، من الثانية، ق. "التقريب"(8369).
(4)
أخرجه ابن ماجه (3306)، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (180) -ولفظه:"سيد إدام .. "- وابن حبان في "المجروحين"(1/ 332) من طرق عن يحيى بن صالح الوحاظي، عن سليمان بن عطاء به.
(5)
"المجروحين"(1/ 329)، ولفظه: "يروي عن مسلمة بن عبد الله الجهني، عن عمه =
ولبعضهم فيه من الزيادة: وما دُعِي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى لحم إلا أجاب، ولا أهدي إليه إلا قبله
(1)
.
وله شواهد، منها:
عن علي رفعه، بلفظ:"سيد طعام الدنيا اللحم ثم الأرز". أخرجه أبو نعيم في "الطب النبوي"
(2)
.
وعن صهيب، بلفظ: "سيد الطعام في الدنيا والآخرة اللحم ثم الأرز،
= أبي مشجعة بن ربعي بأشياء موضوعة،
…
". فالحديث ليس بضعيف فقط، بل واهي الإسناد. والله أعلم.
(1)
هو عند ابن ماجه (3307)، والرافعي في "تاريخ قزوين"(2/ 317) بنفس الإسناد الذي رويا به اللفظة الأولى، ولما تقدم في إسنادهما ضعفه العراقي في "المغني"(1/ 651)، رقم (2428)، وحكم البوصيري في "مصباح الزجاجة"(4/ 17)، رقم (1143)، والألباني في أحكامه على "السنن" وغيرهما بضعفه جدًّا، واعتبره ابن حبان وابن الجوزي موضوعًا.
(2)
أخرجه في "الطب"(2/ 735 - 736)، رقم (849) من طريق أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، عن أبيه، عن علي الرضا، عن آبائه إلى علي رضي الله عنه مرفوعًا:"سيد طعام الدنيا والآخرة اللحم".
ونسخة عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي عن أبيه عن أهل البيت؛ موضوعة باطلة، كما تقدم (ح 184).
وله طريق آخر -فيما ذكره الألباني في "الضعيفة"(3579) - بلفظ: "سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء". أخرجه أبو عبد الله الخلال في "المنتخب من المنتخب من تذكرة شيوخه"(47/ 1) من طريق سلام بن سليمان الثقفي، عن محمد بن إسحاق، عن أبي جعفر -وهو الباقر- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرفوعًا به.
قال الألباني: "وهذا إسناد ضعيف منقطع؛ فإن أبا جعفر الباقر لم يدرك جده عليًّا رضي الله عنه، وابن إسحاق مدلس، وقد عنعنه". وأشد من ذلك أن سلَّام بن سليمان بن سوّار الثقفي المدائني، نزيل دمشق، أبو العباس الأعمى، ابن أخي شبابة بن سوّار: ضعيف، يروى عن الثقات المناكير، وقد وهاه العقيلي وابن عدي، وغيرهما. انظر:"الكامل"(3/ 309 - 313)، رقم (772)، "تاريخ بغداد"(9/ 196 - 197)، رقم (4775)، "تاريخ دمشق"(73/ 79 - 82)، رقم (9931)، "تهذيب الكمال"(12/ 286 - 288)، رقم (2656)، "الميزان"(2/ 178 - 179)، رقم (3346)، "التقريب"(2704).
وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء". أخرجه الديلمي من جهة الحاكم، ثم من طريق هشيم، عن عبد الحميد بن صيفي بن صهيب
(1)
، عن أبيه، عن جده به مرفوعًا
(2)
.
وعن بريدة أيضًا مرفوعًا، بلفظ:"سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء، وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية"
(3)
. رواه الطبراني، وكذا أبو نعيم في "الطب" -لكن بلفظ:"خير"- وأبو عثمان الصابوني، بلفظ:"سيد"، وهو كذلك عند تمام في "فوائده"، ولفظه:"سيد الإدام اللحم"
(4)
.
(1)
هو: عبد الحميد بن زياد بن صيفي بن صهيب -وربما نسب إلى جده-: لين الحديث، كما في "التقريب" (3760). وروايته عن أبيه عن جده شبه منقطع. قال البخاري:"لا يعرف سماع بعضهم من بعض". "الضعفاء" للعقيلي (3/ 47)، رقم (1005).
(2)
أخرجه الديلمي (2/ 174/ أ) من طريق خلف بن أيوب عن هشيم، عن عبد الحميد به.
ولكن اللفظ عنده بتقديم وتأخير بين الجملتين. وإسناده ضعيف، فيه عدة علل: عبد الحميد بن زياد بن صيفي لين، وإسناده شبه منقطع كما تقدم، وهشيم مدلس، وقد عنعنه، وخلف بن أيوب العامري: مختلف فيه، وتقدمت ترجمته.
(3)
قال الأصمعي: الفاغية ها هنا؛ نَوْر الحناء، وقال غيره:"فاغية كل نبت؛ نَوْره"؛ يعني: لا يختص بالحناء. انظر: "غريب الحديث" لابن قتيبة (1/ 299)، ونحوه في "الفائق"(3/ 130).
(4)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7/ 271)، رقم (7477)، وأبو نعيم في "الطب"(2/ 735)، رقم (847) من طريق سعيد بن عنبسة القطان عن أبي عبيدة الحداد، وابن قتيبة في "مختلف الحديث"(ص 227) و"الغريب"(1/ 298)، رقم (24)، وتمام (298) من طريق أحمد بن خليل القومسي عن الأصمعي، والبيهقي في "الشعب"(8/ 68)، رقم (5510) عن أبي عبد الرحمن السلمي ثم من طريق العباس بن بكار، وابن السني في "الطب"(ق 68/ ب) -ومن طريقه أبو نعيم في "الطب"(2/ 735)، رقم (848)، وأبو عثمان الصابوني في "المائتين" له، كما في "الفتاوى الحديثية" للمؤلف -تحقيق: علي رضا (ص 80) - من طريق أبي يحيى عبد الله بن أبي ميسرة [عبد الله بن أحمد بن زكريا المكي] عن إسماعيل بن عيسي البصري، أربعتهم: عن أبي هلال محمد بن سليم الراسبي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه رضي الله عنه.
وأخرجه البيهقي أيضًا في "الشعب"(8/ 186)، رقم (5675) من طريق الغلابي، =
وعن ربيعة بن كعب، رفعه:"أفضل طعام الدنيا والآخرة اللحم". أخرجه أبو نعيم في "الحلية" من طريق عمرو بن بكر السّكسكي، وهو ضعيف جدًّا
(1)
، قال العقيلي:"ولا نعرف هذا الحديث إلا به، ولا يصح فيه شيء"،
= عن الحسن بن حسان وعلي ابن أبي طالب البزار، قالا: حدثنا أبو هلال، عن قتادة عن ابن بريدة عن أبيه به.
قال البيهقي: "تفرد به أبو هلال الراسبي، ورواه عنه جماعة"، ولا تنفعه رواية الجماعة له عن أبي هلال، فإنها لا تخلو من ساقط يتهم في الحديث، فسعيد بن عنبسة القطان أبو عثمان الرازي الخراز وأحمد بن الخليل بن حرب القومسي وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي النبيسابوري ومحمد بن زكريا الغلابي أربعتهم متهمون. انظر: للقطان؛ "الجرح والتعديل"(4/ 52 - 53)، رقم (227)، وللقومسي:"سؤالات البردعي"(2/ 1088 - 1094)، "الجرح والتعديل"(2/ 50/ 94)، "التقريب"(34)، وللغلابي:"الضعفاء" للدارقطني (483)، "الميزان"(3/ 166، رقم 6003، 3/ 550، رقم 7543)، "اللسان"(5/ 173)، رقم (7419)، والسلمي تقدمت ترجمته. وفي رواية السلمي علة أخرى فوقه أيضًا، فيه عباس بن بكار الضبي البصري: قال أبو حاتم: شيخ ["الجرح والتعديل" (6/ 216)]، وقال ابن حبان في "الثقات" (8/ 512):"كان يغرب، حديثه عن الثقات لا بأس به"، فكأنهما لم يعرفاه، ولا سيما ابن حبان، وقد وهاه غيرهما، فقال ابن عدي (5/ 5):"منكر الحديث عن الثقات وغيرهم"، وقال أبو نعيم ["الضعفاء" (179)]:"يروي المناكير، لا شيء"، وكذبه الدارقطني "الضعفاء"(422).
وأما إسماعيل بن عيسي البصري؛ فلم أجد له ترجمة، وكذا قال المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة"(ح 657)، فلعله سرقه من بعض من تقدم من الكذابين. والله أعلم.
ولهذه العلل وهاه المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة"((ص 158)، حديث (495/ 37)، هامش: 2)، والألباني في "الضعيفة"(8/ 70)، ولا وجه لتحسين ابن مفلح له في "الآداب الشرعية"(2/ 413) من طريق القومسي، وهو متهم.
ويضاف إلى ما سبق أن أبا هلال نفسه فيه كلام، وعليه قال المعلمي: هو من أهل الصدق، إلا أنه كان أَعمَى سيءَ الحفظ، روى عدة أحاديث غير محفوظة. ومع العلل السابقة لا داعي للتعليل به. والله أعلم.
(1)
هو: عمرو بن بكر بن تميم السكسكي الشامي: متروك، وكذبه ابن حبان واتهمه هو والحاكم والذهبي، ونص ابن عدي وأبو نعيم وغيرهما على روايته عن الثقات بالمناكير.
انظر: "المجروحين"(2/ 78 - 79)، "المدخل إلى الصحيح"(106)، "الكامل" =
وأدخله ابن الجوزي في "الموضوعات"
(1)
، وقال شيخنا:"إنه لم يتبين لي الحكم بالوضع على هذا المتن، فإن مسلمة غير مجروح، وابن عطاء ضعيف"
(2)
، قلت: وقد أفردت فيه جزءًا
(3)
.
ولأبي الشيخ من رواية ابن سمعان، قال: سمعت من علمائنا يقولون: كان أحب الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللحم، ويقول: "هو يزيد في السمع، وهو سيد الطعام في الدنيا والآخرة، ولو سألت ربي أن يطعمنيه كل
= (5/ 146)"الضعفاء" لأبي نعيم (169)"الميزان"(3/ 247 - 248)، رقم (6343)، "التقريب"(4993).
(1)
أخرجه العقيلي (3/ 258)، رقم (1264) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 302) - وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 362) و"معرفة الصحابة"(2/ 1090)، رقم (2754) من طريق محمد بن داود بن خزيمة الرملي، عن إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكي، عن أبيه، عن أبي سنان الشيباني، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبي سلمة، عن ربيعة بن كعب به.
قال أبو نعيم: "غريب من حديث ربيعة وعمر، تفرد به محمد بن داود الرملي"، وقال العقيلي:"غير محفوظ، ولا يعرف إلا بعمرو بن بكر السكسكي .. ، ولا يثبت في هذا المتن عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء"، وحكم ابن الجوزي بوضعه، وهو كما قال، فعمرو بن بكر السكسكي متهم بالكذب -كما تقدم- ومن دونه في الإسناد مثله، فابنه إبراهيم، والراوي عنه محمد بن داود الرملي متهمان بالوضع مثله، ولعل أبا نعيم -والله أعلم- يشير إلى هذا الأمر في قوله:"غريب، تفرد به محمد بن داود الرملي".
وانظر لإبراهيم بن عمرو السكسكي: المجروحين (1/ 112)، "الضعفاء" للدارقطني (10)، "تذكرة الحفاظ" للمقدسي (ح 1108)، "النكت على ابن الصلاح" لابن حجر (1/ 121)"الكشف الحثيث"(15) وغيرها. وللرملي "الميزان"(3/ 540)، رقم (7507)، "اللسان"(5/ 165)، رقم (7392)، "الكشف الحثيث"(659).
(2)
نقله السخاوي في "الفتاوى الحديثية"(ص 81) - وهو في "الأجوبة المرضية"(س: 17، 1/ 73) - عن خط الحافظ في تعقباته على ابن الجوزي، ويعني بابن عطاء؛ سليمان بن عطاء بن قيس، وبمسلمة؛ شيخه الجزري في رواية ابن ماجه التي ابتدأ بها المؤلف، وتعقب ذلك المحقق بأن ابن عطاء منكر الحديث، كما قرره الحافظ نفسه في "التقريب"(135)، وهو كما قال. والله أعلم.
(3)
لعله يعني ما ورد في "الفتاوى الحديثية" له (ص 79 - 88، ح 17)، و"الأجوبة"(1/ 72 - 79).
يوم لفعل"
(1)
.
وللترمذي في "الشمائل" من حديث جابر: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا، فذبحنا شاة، فقال:"كأنهم علموا أنا نحب اللحم"
(2)
.
وأصحُّ من هذا كلِّه قولُه صلى الله عليه وسلم: "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"
(3)
.
وفي قصة مجيء إبراهيم الخليل لزيارة ابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام، وأنه لم يجده، ووجد زوجته، فسألها: ما طعامكم؟ قالت: اللحم، قال: فما شرابكم؟ قالت: الماء، قال:"اللَّهُمَّ بارك لهم في اللحم والماء"، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"ولم يكن لهم يومئذ حَبٌّ، ولو كان لهم لَدَعا لهم فيه" قال: "فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه". أخرجه البخاري في "صحيحه"
(4)
.
وقال إمامنا الشافعي: إن أكلَه يزيد في العقل
(5)
.
(1)
لم أقف على روايته، والإسناد معضل تالف، وابن سمعان هو عبد الله بن زياد بن سمعان المديني: كذبه مالك وإبراهيم بن سعد الزهري وابن إسحاق وأبو بكر بن أبي أويس وأحمد بن صالح المصري، وغيرهم. انظر:"الجرح والتعديل"(5/ 60 - 62)، رقم (279).
(2)
أخرجه الترمذي في "الشمائل"(179)، وأحمد (22/ 148)، رقم (14245)، (23/ 419 - 421)، رقم (15281)، والدارمي (46)، وابن حبان (984) من طريق نبيح بن عبد الله العنزي عن جابر رضي الله عنه به، ولفظ الآخرين:"كأنك قد علمت حبنا للحم". ووردت القصة لديهم مفصلة.
وصحح إسناده العراقي في "المغني"(1/ 650 - 651)، رقم (2427) وصححه الألباني في "مختصر الشمائل"(152).
(3)
أخرجه البخاري (ح 3411، 3433، 3769، 5418)، ومسلم (70/ 2431) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. وأخرجاه عن أنس رضي الله عنه أيضًا (خ: 3770، 5419، 5428، ومسلم: 89/ 2446).
(4)
أخرجه البخاري (ح 3364، 3365) في حديث طويل.
(5)
رواه ابن أبي حاتم في "آداب الشافعي ومناقبه"(ص 254) عن الربيع بن سليمان عنه، وابن عبد البر في "الانتقاء"(87) من وجه آخر عن الربيع به، وإسناده صحيح إلى الشافعي رحمه الله.
587 - حديث: "سيد العرب عليِّ".
الحاكم في "صحيحه" من حديث أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعًا:"أنا سيد ولد آدم، وعلِيٌّ سيد العرب". وقال: إنه صحيح ولم يخرجاه، وله شاهد من حديث عروة عن عائشة
(1)
.
وساقه من طريق أحمد بن عبيد بن ناصح
(2)
، حدثنا الحسين بن
(1)
"المستدرك على الصحيحين"(3/ 124)، من طريق محمد بن معاذ، عن أبي حفص عمر بن الحسن الراسبي، عن أبي عوانة به. ومن هذا الوجه أخرجه ابن المغازلي في "مناقب علي"(259)، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"(5/ 60)، رقم (1186)، وابن عساكر (42/ 305).
قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وفي إسناده عمر بن الحسن، وأرجو أنه صدوق، ولولا ذلك لحكمت بصحته على شرط الشيخين"، وتعقبه الذهبي بقوله:"أظن أن عمر بن الحسن هو الذي وضع هذا"، وتبعه ابن الملقن في "تلخيصه"، وقال الذهبي في "الميزان"(3/ 185)، رقم (6069):"لا يكاد يعرف، وأتى بخبر باطل"، وقال في "المغني" (4443):". أتى بحديث موضوع متنه: علي سيد العرب"، وأقره ابن حجر في "اللسان"(6/ 77)، رقم (5594)، وعليه ذكره ابن العجمي في "الكشف الحثيث"(540).
قال الألباني في "الضعيفة"(5678): "والراوي عنه هو محمد بن معاذ بن فهد الشعراني أبو بكر النهاوندي؛ قال الذهبي -وتبعه العسقلاني-: "واهٍ، روى عن إبراهيم بن ديزيل، بقي إلى سنة 334"، وذكر له ابن حجر حكايةً منكرة أسند فيها حديثًا باطلًا، قال فيه ابن عساكر: "هذا حديث منكر جدًّا، وليت النهاوندي نسيه فيما نسي، فإنه لا أصل له". انظر:"الميزان"(4/ 44)، رقم (8186)، "السير"(15/ 387)، رقم (210)، "اللسان"(7/ 512 - 513)، رقم (7417).
قال الألباني: فهو آفة هذا الحديث، إن سلم من شيخه الراسبي المجهول.
وتابعه يحيى بن عبد الحميد الحماني عن أبي عوانة عند ابن عساكر (42/ 304) من طريقين عنه به.
قال الألباني: لكن الحماني؛ اتهمه أحمد وغيره بسرقة الحديث! مع كونه شيعيًا بغيضًا، كما قال الإمام الذهبي، وفي "التقريب" (7591):"اتهموه بسرقة الحديث"، وتقدمت ترجمته.
(2)
أبو جعفر البغدادي النحوي، يعرف بأبي عصيدة: لين الحديث، من الحادية عشرة. "التقريب"(78).
قال ابن عدي (1/ 188 - 189): "له مناكير .. ، وهو عندي مع هذه كلها من أهل =
علوان
(1)
-وهما ضعيفان- عن هشام بن عروة، عن أبيه به، بلفظ:"ادعوا لي سيد العرب" قالت: فقلت: يا رسول الله! ألست سيد العرب؟ فقال: وذكره
(2)
.
وكذا أورده من حديث عمر بن موسى الوجيهي -وهو ضعيف أيضًا
(3)
- عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعًا:"ادعوا لي سيد العرب" فقالت عائشة: ألست سيد العرب؟ وذكره
(4)
.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" من حديث إبراهيم بن إسحاق الصيني
(5)
،
= الصدق"، وقال أبو أحمد الحاكم ["الكنى" (3/ 77)، رقم (1063)]: "لا يتابع في جل حديثه"، وقال ابن حبان في "الثقات" (8/ 43): "ربما خالف"، وقال الذهبي في "الميزان" (462): "صويلح الحديث"، وقال الحاكم في رواية السجزي عنه -كما في "إكمال تهذيب الكمال" (1/ 85)، رقم (98) -: "إمام في النحو، وقد سكت مشايخنا عنه في الرواية"، وقوله "سكتوا عنه" جرح شديد عنده يعني: تركوه -كما هو عند البخاري ومسلم وغيرهما-، ومع ذا روى له الحاكم في "المستدرك". فلعل الأقرب فيه أنه ليِّن الحديث، كما قال الحافظ. والله أعلم.
(1)
هو: الكلبي: كذبه جماعة من الأئمة ونسبوه إلى الوضع، وتقدمت ترجمته (ح 87).
(2)
أخرجه الحاكم (3/ 124)، وقال الذهبي وابن الملقن: وضعه ابن علوان.
(3)
بل وضاع أيضًا: نسبه جماعة من الأئمة إلى الوضع جهارًا واستحلالًا. انظر: "تاريخ الدوري"(4/ 423)، رقم (5091)، و"التاريخ الكبير"(6/ 197)، رقم (2157)، "الجرح والتعديل"(6/ 133)، رقم (727)، "الضعفاء" للنسائي (463)، وللعقيلي (3/ 190)، رقم (1186)، وغيرها.
(4)
المستدرك (3/ 124)، وإسناده ساقط من المطبوع، ونقله بإسناده عن "المستدرك" ابنُ الجزري في "مناقب علي رضي الله عنه"(19)، وهو من طريق المسيب بن شريك عن عمر بن موسى الوجيهي به. ومن عند الوجيهي علقه الذهبى في "التلخيص"، فتعقبه بأن عمر الوجيهي وضاع.
والمسيب بن شريك: هو أبو سعيد الشقري التميمي مولاهم البخاري ثم الكوفي: متروك الحديث، لغفلته وفحش غلطه، ولم يكن يكذب. قاله أحمد وابن معين وابن حبان وغيرهم.
انظر: "العلل" لأحمد (2/ 558)، رقم (3638)، "معرفة الرجال" لابن محرز (1/ 67)، "سؤالات أبي داود"(ص 354)، رقم (550)، "التاريخ الكبير"(7/ 4088)، رقم (1789)، "الجرح والتعديل"(8/ 294)، رقم (1353)، "المجروحين"(3/ 24)، "الكامل"(6/ 386)، وغيرها.
(5)
نسبة إلى الصين البلدة المعروفة بالمشرق؛ لأنه كان يتجر إليها، وأصله من الكوفة، =
عن قيس بن الربيع
(1)
، [عن الليث
(2)
بن أبي سليم]
(3)
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحسن بن علي أنه صلى الله عليه وسلم قال: "ادع سيد العرب؛ يعني: عليًّا" فقالت له عائشة: ألست سيد العرب؟ فقال: "أنا سيد ولد آدم، وعلِيٌّ سيد العرب"
(4)
.
= وليست نسبته إلى الصينية القرية المعروفة قربَ واسط، كما يشير إليه كلام الحافظ في "اللسان"(1/ 126)، رقم (51).
انظر: "الأنساب المتفقة"(1/ 29)، "الأنساب" للسمعاني (3/ 577)، "معجم البلدان"(5/ 215).
وإبراهيم بن إسحاق الصيني: سكت عنه ابن أبي حاتم "الجرح والتعديل"(2/ 85)، رقم (203)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 78)، وقال:"ربما خالف وأخطأ"، وقال الدارقطني ["الضعفاء" (31) و"سؤالات البرقاني" (19)]:"متروك الحديث"، وقال الذهبي في "الميزان"(4/ 202، رقم (8856)، ترجمة: موسى بن أبي حبيب: "أحد التلفاء"، وقال في (2/ 411)، رقم (4277)، ترجمة: عبد الله بن حكيم بن جبير الأسدي): "روى عنه إبراهيم بن إسحاق الصيفي حديثًا شبه موضوع"، وقال ابن حجر في "اللسان" (51):"وجدت له خبرًا منكرًا جدًّا، .. "، وبه أعل الهيثمي هذا الحديث "مجمع الزوائد"(9/ 179)، رقم (14753)، وهو معلٌّ أيضًا براويين آخرين سواه، والكلام فيهما شديد، بما يقارب هذا، كما سيأتي، والحديث باطل على كلِّ حالٍ. والله أعلم.
(1)
الأسدي أبو محمد الكوفي: صدوق، تغيَّر لما كبُر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به، فتركه من أجله غير واحد من الأئمة، وضعفه آخرون مع الاستئناس به، وتقدمت ترجمته (ح 2).
(2)
الليث بن أبي سليم بن زنيم: صدوق، اختلط جدًّا ولم يتميز حديثه فترك. "التقريب"(5685).
(3)
ما بين المعقوفين ساقط من نسخ "المقاصد"، وأثبته من المصدر، وكأن الحافظ السخاوي تداخل عليه الإسنادان، فظن أن زبيد بن الحارث زيادة في الطريق الثاني، وإنما هو متابع لليث بن أبي سليم في هذا الطريق الأول، وقيس بن الربيع يرويه عنهما (عن الليث، وزبيد) عن ابن أبي ليلى.
(4)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(3/ 88)، رقم (2749) -وعنه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 63) - عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن إبراهيم بن إسحاق الصيني به.
ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة مختلف فيه، وعلى كلِّ حالٍ فهو ممن ينبغي التأني فيما يتفرد به، وإن ترجح جانب صدقه. وتقدمت ترجمته في الحديث (10).
ومن حديث حسين الأشقر
(1)
، عن قيس نحوه، بزيادة زُبيد بين قيس وعبد الرحمن
(2)
.
وكلها ضعيفة، بل جنح الذهبي إلى الحكم عليه بالوضع
(3)
.
588 - حديث: "سيد القوم خادمهم".
أبو عبد الرحمن السُّلمي في "آداب الصحبة" له من رواية يحيى بن
(1)
هو: الحسين بن الحسن الكوفي الأشقر: من غلاة الرافضة الشتامين للخيرة. قال البخاري: "فيه نظر"، "عنده مناكير". وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وضعفه أبو حاتم والنسائي والدارقطني وأحمد وغيرهم، وذكر العقيلي له ثلاثة أحاديث رواها عن ابن عيينة، وروى عن الإمام أحمد وغيره أنهم حكموا بأنها كذب، وله غيرها من الأباطيل، وكذبه الحافظ أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي. وعليه قال الذهبي ["الكاشف" (1085)]:"واه"، وأما الحافظ فتساهل في أمره، وقال:"صدوق يهم، ويغلو في التشيع""التقريب"(1318)، وحكم الذهبي بموافقة من تقدم من الأئمة أولى. والله أعلم.
انظر: "الأوسط" للبخاري (4/ 937)، رقم (1501)، و"الكبير" له (2/ 385)، رقم (2862)، "الجرح"(3/ 49 - 50)، رقم (220)، "الضعفاء" للنسائي (146)، وللعقيلي (1/ 249)، رقم (297)، وابن الجوزي (875)، "الكامل"(2/ 361 - 362)، "تهذيب الكمال"(6/ 366 - 367)، رقم (1307)، "الكشف الحثيث"(706).
(2)
أخرجه في "الحلية"(5/ 38 - ترجمة زبيد بن الحارث اليامي) عن عبد الوهاب بن العباس الهاشمي، عن أحمد بن الحسين الصوفي، عن محمد بن خلف بن عبد العزيز المقرئ، عن حسين الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن زبيد بن الحارث اليامي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحسين بن علي رضي الله عنه به. وقال:"غريب من حديث زبيد، تفرد به قيس"، وإسناده واه جدًّا، فيه أربع علل:
وهاء قيس بن الربيع وحسين الأشقر، وتقدمت ترجمتهما آنفًا، والأشقر واه، من غلاة الرافضة، فلعله الآفة. وأبو الحسن أحمد بن الحسين الصوفي الصغير: ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد"(4/ 98)، ونقل عن ابن المنادي أنه قال:(توفي في المحرم سنة 303 هـ)، كُتِب عنه على معرفةٍ بلِينِه، والذين تركوه أحمد وأكثر؛ يعني: أحمد علمًا وحالًا، وأكثر عددًا.
وعبد الوهاب بن العباس الهاشمي: ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد"(11/ 29) وذكر له راويين آخرين، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، فهو مجهول الحال، كما قال الألباني في "الضعيفة".
(3)
انظر: "الميزان"(3/ 530).
أكثم
(1)
، عن المأمون
(2)
، عن أبيه، عن جده، عن عقبة بن عامر،
(1)
هو: القاضي يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن أبو محمد التميمي المروزي: ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 265) وقال: "كان من علماء الناس في زمانه"، وأثنى عليه أحمد في السُّنَّة، وقال الحافظ: فقيه صدوق، إلا أنه رمي بسرقة الحديث، ولم يقع ذلك له، إلا أنه كان يرى الرواية بالإجازة والوجادة ["التقريب" (7507)]. وكذبه ابن معين وأبو عاصم النبيل وإسحاق بن راهويه على إكثاره عن ابن المبارك ولم يسمع منه إلا اليسير، بل ورمي بروايته عن ابن المبارك ما ليس من حديثه، وبأنه كان يأخذ النسخ عن الوراقين ويستجيزها فيرويها، ولذا قال أبو حاتم:"فيه نظر، نسأل الله السلامة"، وقال علي بن الجنيد:"كانوا لا يشكون أن يحيى بن أكثم كان يسرق حديث الناس ويجعله لنفسه"، وقيل لأبي زرعة: سمعت عن يحيى بن أكثم شيئًا؟ قال: "ما أطمعته في هذا قط، ولقد كان شديد الإيجاب لي"، وقيل لصالح بن محمد جزرة: أكان يُكْتَبُ عنه؟ قال: "كان عنده حديث كثير، إلا أني لم أكتب عنه؛ لأنه كان يحدث عن عبد الله بن إدريس بأحاديث لم يسمعها منه".
وثناء أحمد عليه ليس في الحديث، وإنما أثنى عليه في السُّنَّة، وأنه عدل بالمأمون من أمره بإعلان جواز المتعة، وإضافة "حي على خير العمل" في الأذان، ونحو هذا مما تأثر به المأمون من رأي الشيعة.
وأما ما ذكره الحافظ من تسامحه في الرواية بالوجادة -بلا بيان-؛ فكفى به جرحًا، ولعله وجد أشياء مما وضعه أهل الكذب على الأئمة الثقات، ورواها عن الأئمة بلا بيان، فاتهموه بها، فليس بعمدة في حديثه، ولا سيما فيما يتفرد به، وكيف إن كان منكرًا. والله أعلم.
وانظر: "سؤالات البردعي"(2/ 1015 - 1016)، "الجرح"(9/ 129)، رقم (546)، "الضعفاء" لابن شاهين (684)، "تاريخ بغداد"(14/ 201)، "تهذيب الكمال"(31/ 207 - 223)، رقم (6788).
(2)
هو: الخليفة العباسي عبد الله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله أبي جعفر المنصور ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ولد سنة (170 هـ) وولي الخلافة بعد قتل أخيه الأمين سنة (198 هـ)، وهلك سنة (218 هـ). انظر:"الثقات" لابن حبان (1/ 324 - 328)، "سير أعلام النبلاء"(10/ 272 - 290).
وهذا إسناد لا تقوم بمثله الحجة إذا كان متصلًا، فكيف وهو معضل، وأخرج الحاكم (3/ 331) أثرًا في خلافة بني العباس من طريق المنصور عن أبيه عن أبيه عن جده قوله، فقال:"رواته عن آخرهم هاشميون معروفون بشرف الأصل"، فتعقبه الذهبي بقوله:"ليسوا معتمدين"، وبين ذلك الألباني في "الضعيفة"(806) بأن المنصور حاله في الحديث غير معروف، وفي الطريق إليه مجهولان ومتهم. وقال أيضًا (ح 6026): =
رفعه: بهذا
(1)
.
= "الخلفاء العباسية الثلاثة: الرشيد والمهدي والمنصور غير معروفين في الرواية، ولم يترجموا في كتب الجرح والتعديل". قلت: والمأمون مثلهم، مع ما فيه من بدعتي التشيع والاعتزال.
ثم أعله الألباني بيحيى بن أكثم القاضي، وبآخر لم يصب في تعيينه كما سيأتي إن شاء الله. والله أعلم.
(1)
أخرجه السلمي في "آداب الصحبة"(ص 89 - 90، ح 117) عن عبيد الله بن محمد الزاهد العكبري، عن عبد الله بن محمد بن مسيح، قال: أخبرنا محمد بن عباس المعروف بابن مردة، قال: أخبرنا محمد بن السري القنطري، قال: أخبرنا علي بن عبيد الله، قال: قال يحيى بن أكثم، عن المأمون: حدثتي أبي، عن أبيه، عن جده، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه.
ومن طريق السلمي أخرجه ابن عساكر (33/ 312 - 313) -ونقله بإسناده عنه السيوطي في "تاريخ الخلفاء"(ص 242) -، إلا أنه قال في إسناده:"عبد الله بن محمد بن مسبح، حدثنا محمد بن المغلس المعروف بابن مردة، حدثنا محمد بن السري القنطري، حدثنا علي بن عبيد الله [وعند السيوطي: علي بن عبد الله] ". قال ابن عساكر: "وخالفه غيره في إسناده"، فأخرجه من حديث جرير بن عبد الله البجلي من طريق الخطيب، وسيأتي.
وهذا الإسناد مجمع العلل: المأمون فمن فوقه من الخلفاء لا يعتد بهم في الرواية، ودونهم القاضي يحيى بن أكثم، كما تقدم آنفًا. وعلي بن عبيد الله: لم أعرفه، والصواب ما عند السيوطي، وهو علي بن عبد الله بن موسى علان القراطيسي، المعروف بـ "علان" الواسطي، نزيل بغداد: ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 476)، ووثقه الدارقطني. وانظر:"سؤالات الحاكم للدارقطني"(140)، "تاريخ بغداد"(12/ 3)، رقم (6351)، "الإكمال" لابن ماكولا (7/ 24)، "نزهة الألقاب"(2/ 33)، رقم (2000).
ومحمد بن السري القنطري: وثقه الدارقطني -كما في "سؤالات السهمي" عنه (30) - وضعفه الذهبي في "تلخيص الموضوعات"(841).
وعبد الله بن محمد بن مسيح: لم أقف له على ترجمة، ويحتمل أن يكون في الإسناد تصحيف، ويكون صوابه:"عبد الله بن محمد بن المغلس"، وهو عبد الله بن أحمد بن محمد بن المغلس أبو الحسن الفقيه الظاهري، وهو ثقة معروف بالرواية عن جده محمد بن المغلس، كما في "تاريخ بغداد"(9/ 392 - 393)، رقم (4970). وأما جده: فترجم له الخطيب في "تاريخه"(4/ 74)، رقم (1712) مختصرًا، وذكره برواية حفيده هذا عنه. والله أعلم. =
وفيه قصة ليحيى بن أكثم مع المأمون، وفي سنده ضعف وانقطاع
(1)
.
ورواه ابن عساكر في ترجمة المأمون من تاريخه
(2)
، وهو عند الخطيب من وجهٍ آخر عن يحيى بن أكثم، فقال: عن أبيه، عن جده، عن عكرمة
= والعكبري: هو عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري الحافظ: ضعفه الأزهري، ورماه الدارقطني والأزهري وغيرهما بادعاء السماعات، واتهمه ابن حجر بوضع حديث، وقال الذهبي:"إمام، لكنه ليِّنٌ، صاحب أوهام"، والله أعلم. انظر:"تاريخ دمشق"(38/ 105 - 113)، رقم (4488)، "المغني"(3944)، "اللسان"(4/ 133)، رقم (5482).
وأبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري: متهم بالوضع للصوفية، كما تقدم.
وقد خولف السلمي وشيخه العكبري في هذا الإسناد، فرواه الخليلي في "مشيخته" -كما في "تاريخ قزوين"(4/ 57) - عن أبي القاسم لاحق بن القاسم العُمَّاني، عن أبي محمد عبيد الله بن سليمان البغدادي، ثنا محمد بن السري [عنده: محمد بن أبي السري]، ثنا علي بن عبد الله القراطيسي، ثنا يحيى بن أكثم القاضي، عن المأمون: حدثني أبي، عن جدي، عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه مرفوعًا به. وهذا فيه يحيى بن أكثم القاضي، والمأمون، وأبوه، وجده غير معتمدين في الرواية، وهو معضل بين المهدي وجرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه. وعبيد الله بن سليمان البغدادي: لم أقف فيه على جرح أو تعديل، ولاحق بن القاسم العماني لم أقف له على ترجمة، وكذا محمد بن أبي السري، وليس محمدَ بنَ المتوكل العسقلاني، ذاك متقدم، ولعل الصواب فيه محمد بن السري وهو القسطلاني المتقدم. والله أعلم.
وهؤلاء الثلاثة توبعوا عليه عن يحيى بن أكثم من حديث جرير رضي الله عنه من وجه آخر واه أيضًا، ولكنه يختلف عن هذا في إسناده إلى جرير رضي الله عنه، كما سيأتي عند المؤلف.
(1)
وجوه الضعف فيه: هي جهالة حال الخلفاء المذكورين في الإسناد، وضعف يحيى بن أكثم القاضي ورواة يتهمون وواهين ومجهولين في الإسناد إليه في جميع طرق الرواية، مما تقدم أو سيأتي.
وأما الانقطاع: فهو في رواية أبي عبد الرحمن السلمي المذكورة، وهو ما بين أبي جعفر المنصور وعقبة رضي الله عنه، وكذا فيما تقدم من رواية الخليلي في "مشيخته"، وذلك بين المهدي وجرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، ومثل هذا يسمى في علوم الحديث بالمعضل، وأما رواية الخطيب وغيره فمتصلة. والله أعلم.
وهذا إلى جانب الخبط والاختلاف الكثير في إسناده، كما هو بيِّنٌ من الطرق. والله أعلم.
(2)
أخرجه في "تاريخ دمشق"(33/ 312 - 313) من طريفي أبي عبد الرحمن السلمي والخطيب.
عن ابن عباس، عن جرير مرفوعًا
(1)
.
(1)
رواه الخطيب (10/ 187) -ومن طريقه ابن عساكر (33/ 313)، والرافعي في "تاريخ
قزوين" (4/ 3 - زيادات العين - معلقًا) - من طريق أحمد بن الحسن الكسائي عن
سليمان بن الفضل النهرواني عن يحيى بن أكثم عن المأمون عن الرشيد عن المهدي
عن المنصور عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه مرفوعًا به.
ومن هذا الوجه أخرج الديلمي (2/ 180/ أ) طرفًا له مرفوعًا مع القصة، بلفظ:"سخافة المرء أن يستخدم ضيفه" إلا أنه قال في إسناده: "أبو علي المعروف بدبيس عن سليمان بن الفضل البلخي، عن يحيى بن أكثم، عن المأمون، عن الرشيد، عن أبيه المهدي، عن أبيه المنصور، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعًا"، ولعل الخبط في الإسناد من دبيس، وهو أبو علي أحمد بن الحسن بن علي بن الحسين المقرئ الكسائي، صاحب محمد بن يحيى الكسائي الصغير، المعروف بدبيس الخياط: قال الدارقطني: "ليس بثقة"، وقال الخطيب:"منكر الحديث". انظر: "تاريخ بغداد"(4/ 88)، رقم (1722)، "تاريخ دمشق"(26/ 321).
ودبيس هذا: ذهب المناوي في "فيض القدير"(4/ 103)، رقم (4686) -وتبعه الألباني- إلى أنه دبيس بن حميد الملائي الكوفي؛ وهو ضعيف كما في "الجرح والتعديل"(3/ 446)، رقم (2021) و"اللسان"(2/ 496)، رقم (3315)، وليس به قط، فإنه متقدم في الطبقة يروي عن الثوري وشريك وأمثالهما، وراوي هذا الحديث متأخر عنه جدًّا؛ يروي عن إبراهيم بن سعيد الجوهوي وجعفر بن محمد بن أبي عثمان وطبقتهم، وعنه محمد بن المظفر وأبو القاسم بن النحاس وطبقتهم.
وسليمان بن الفضل النهرواني: هو سليمان بن محمد بن الفضل بن جبريل الجريري -من ولد جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه-: ضعفه الدارقطني ["سؤالات الحاكم" (105)، "تاريخ بغداد" (9/ 59)، رقم (4640)]، وقال ابن ماكولا ["الإكمال" (1/ 229)]:"يتهمونه"، وقال الذهبي ["المقتنى" (2/ 99)، رقم (6044)]: "واه".
وانظر: "الأنساب" للسمعاني (2/ 52 - 53)، "تاريخ دمشق"(22/ 362 - 365)، "اللسان"(3/ 117)، رقم (3964).
فآفة الوصل أحد الرجلين، وقد تقدم منقطعًا من وجهين آخرين، ويكون الآفة فيهما من يحيى بن أكثم القاضي فمن فوقه. والله أعلم.
وأحاله الألباني في "الضعيفة"(1502) كذلك إلى أبي القاسم الشهرزوري في "الأمالي"(ق 180/ 2)، والإسناد عند الألباني هكذا:"يحيى بن أكثم، عن المأمون قال: حدثتي أبي، عن جده، عن المنصور (هكذا؟)، عن أبيه، عن جده (هكذا؟)، عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعًا"، ولعله هكذا عند الشهرزوري، وفيه خبط شديد، فجد هارون الرشيد هو المنصور، وجد والد المنصور هو ابن عباس رضي الله عنه نفسه، وإن أمكن =
ورواه أبو نعيم في ترجمة إبراهيم بن أدهم
(1)
من "الحلية" - بسند ضعيف جدًّا مع انقطاعه -أيضًا- من حديث أنس مرفوعًا، بلفظ:"ويح الخادم في الدنيا هو سيد القوم في الآخرة"
(2)
.
وأخرجه الديلمي في "مسنده" من طريق الحاكم -يعني: في "تاريخه"- ثم من جهة علي بن عبد الرحيم الصفار
(3)
، عن علي بن حجر، عن
= تأويله في الموضع الثاني فلا يمكن في الأول. والله أعلم.
(1)
هو: إبراهيم بن أدهم بن منصور العجلي -وقيل: التميمي- أبو إسحاق البلخي الزاهد: صدوق، من الثامنة، مات سنة (162 هـ)، بخ ت. "التقريب"(144)، وذكر ابن حبان في مقدمة "المجروحين"(1/ 64) ما يدل على أنه وأتباعه كانوا يرون جواز رواية الموضوعات وما لا أصل لها في الترغيب والترهيب .. وعلى كلٍّ فلم أقف على اتهام أحد من الأئمة لإبراهيم بن أدهم في شيء من الحديث، ولا على كلام فيه، بل قد وثقه ابن نمير وابن معين والنسائي -وثلاثتهم متشددون في الجرح- والعجلي وابن حبان، وقال الدارقطني:"إذا حدث عنه ثقة فهو صحيح الحديث"، إلا أنه إن وقع في حديث أصحابه الصوفية شيء مما يستنكر من الحديث، من روايتهم عنه أو عن غيره من الثقات، ولم يوقف على علة ظاهرة في الإسناد حمل على بعضهم استئناسًا بهذه الرواية وما أشبهها، والله أعلم. وانظر لترجمته:"سؤالات السلمي"(17)، "تاريخ دمشق"(6/ 277 - 350)، رقم (365)، "تهذيب الكمال"(2/ 27 - 39)، رقم (144)، "تهذيب التهذيب"(1/ 99 - 102).
(2)
علقه أبو نعيم في "الحلية"(8/ 53) -ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 167) - عن أحمد بن عبد الله الفارياناني، عن شقيق بن إبراهيم، عن إبراهيم بن أدهم، عن عباد بن كثير، عن الحسن، عن أنس رضي الله عنه.
قال أبو نعيم -وأقره ابن الجوزي-: "هذا مما تفرد الفارياناني بوضعه، وكان وضاعًا مشهورًا بالوضع".
وانظر للفرياناني في هذا: "المجروحين"(1/ 145)، "الكامل"(1/ 172)، "سؤالات البرقاني"(32)، والسلمي (58)، "المغني"(323)، "اللسان"(1/ 301)، رقم (619). ولذا تعقب الألباني في "الضعيفة" (1502) اقتصار المؤلف على قوله:"ضعيف جدًّا"، بينما هو موضوع، وأعله ثانيًا بعباد بن كثير البصري؛ وهو متروك، قال أحمد: روى أحاديث كذب. "التقريب"(3139).
والانقطاع الذي أشار إليه السخاوي هو بين أبي نعيم والفرياناني الذي علق عنه الحديث. والله أعلم.
(3)
هو: علي بن عبد الرحيم بن سنان أبو الحسن الصفار النيسابوري، كما في "تلخيص =
عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد، رفعه:"سيد القوم في السفر خادمهم، فمن سبقهم بخدمة لم يسبقوه بعمل إلا الشهادة". وعن الحاكم رواه البيهقي في "الشعب"، وقال: إنه في ترجمة أبي الحسين
(1)
النيسابوري الصفار؛ من فقهاء أصحاب الرأي ومن أهل الورع منهم، من "تاريخ شيخه"
(2)
.
وجاء معناه فيما رواه الطبراني بسند ضعيف عن أبي هريرة مرفوعًا: "أفضل الغزاة في سبيل الله خادمهم، ثم الذي يأتيهم بالأخبار، وأخصُّهم منزلة
= تاريخ نيسابور للحاكم" (951)، وهذا هو أبو الحسن المذكور في كلام البيهقي بعد، ولم أقف فيه إلا على كلام البيهقي هذا. والله أعلم.
(1)
كذا في نسخ "المقاصد"، وفي "الشعب" و"تلخيص تاريخ نيسابور": أبو الحسن.
(2)
أخرجه البيهقي في "الشعب"(10/ 582)، رقم (8050)، والديلمي (2/ 173/ ب - عن أحمد بن خلف الشيرازي كتابة)؛ كلاهما (البيهقي، وأحمد بن خلف) عن الحاكم في "تاريخ نيسابور"، عن أبي طاهر أحمد بن الحسين، عن علي بن عبد الرحيم الصفار به.
وعلي بن عبد الرحيم الصفار: لم أقف فيه على جرح أو تعديل -كما تقدم-، وهكذا الراوي عنه؛ وهو أبو طاهر أحمد بن الحسين: لم أقف له على ترجمة، ونحوه قال الندوي محقق "شعب الإيمان"، ويظهر لي أن فيه سقطًا في أصل كتاب الحاكم -لاتفاق راويين من الحفاظ عنه بما تقدم- وصوابه: أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحسين؛ وهذا ترجم له الحاكم في شيوخه الذين أدركهم ورزق السماع منهم، وسماه:"محمد بن أحمد بن الحسين السمسار النيسابوري أبو طاهر الطاهري"، كما في "تلخيص تاريخ نيسابور" رقم (2067)، وذكره الذهبي برواية الحاكم عنه في وفيات سنة (352 هـ) من "تاريخ الإسلام"(26/ 79)، ولم أقف فيه على جرح أو تعديل، فيحتمل أن يكون هذا هو الآفة، وأما شيخه فوُصِف بالورع، وإن كان لا يشتمل جانبي العدالة والضبط في الحديث. والله أعلم.
قال الألباني في "الضعيفة"(1502): "وأما حديث سهل بن سعد: فقد أخرجه الحاكم في "التاريخ" بسند ضعيف كما حققته في تعليقي على "المشكاة" [3925] "، وراجعت طبعة المكتب الإسلامي الثانية لِـ "مشكاة المصابيح" فلم أجد عليه كلامًا، ولعله في طبعة متأخرة، أو مسودة عند الشيخ رحمه الله. والله أعلم.
وضعفه علي رضا محقق "الفتاوى الحديثية" للسخاوي (ص 123)، (ح 29)، وهو منكر عن علي بن حُجر السعدي الصفار في جلالته وكثرة أصحابه بهذا الإسناد الصحيح الغريب. والله أعلم.
عند الله تعالى الصائم، ومن اسْتَقَى لأصحابه قربة في سبيل الله سبقهم إلى الجنة سبعين درجة أو سبعين عامًا"
(1)
.
(1)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5/ 176)، رقم (4993) من طريق يحيى بن المتوكل، عن عنبسة بن مهران الحداد، قال حدثنا الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وفيه يحيى بن المتوكل؛ وهو أبو بكر الباهلي البصري: قال ابن معين: "لا أعرفه"، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 612)، وقال:"كان روايًا لابن جريج، .. كان يخطئ، وليس هذا يحيى بن المتوكل الذي يقال له أبو عقيل صاحب بهية؛ ذاك ضعيف"، وسكت عنه البخاري في "التاريخ"(8/ 306)، رقم (3108)، وابن أبي حاتم في "الجرح"(9/ 190)، رقم (789)، وذكر العراقي في "ذيل الميزان"(734) أن البيهقي أشار إلى تضعيفه في (باب نزع الخاتم عند دخول الخلاء)، حيث روى حديثًا من طريقه شاهدًا، فقال:"شاهد ضعيف". والحديث المشار إليه عند البيهقي في "السنن"(1/ 95) مَن دونه من رجاله كلهم ثقات، إلا أنه من روايته عن ابن جريج عن الزهري عن أنس رضي الله عنه بالعنعنة، وابن جريج مدلس، فيحتمل أن يكون تضعيف البيهقي له من أجل هذه العنعنة، لا سيما وهو لم يسمِّ فيه راويًا معينًا بالجرح. وقال ابن حجر:"صدوق يخطئ، من التاسعة"، وقال الذهبي:"صدوق"، ولعله إلى اللين أقرب منه إلى الصدوق. والله أعلم.
ووحد ابن عدي (7/ 206 - 207)، رقم (2108) بينه وبين أبي عقيل يحيى بن المتوكل المدني مولى العمريين، والذي يعرف بصاحب بهية، وتبعه عليه ابن الجوزي في "الضعفاء"(3750)، ولم يوافقا عليه.
وانظر: "سؤالات ابن الجنيد"(879)، "الأسامي والكنى" لأبي أحمد الحاكم (2/ 172)، رقم (573)، "فتح الباب"(1/ 137)، رقم (1008)، "تاريخ بغداد"(14/ 153)، رقم (7466)، "تهذيب الكمال"(31/ 516)، رقم (6909)، "المغني"(7039)، "تهذيب التهذيب"(11/ 272)، "التقريب"(7634).
وذهب الشيخ الألباني في "الضعيفة"(2832) إلى أنه أبو عقيل صاحب بهية، فنقل قول الذهبي في "الضعفاء" فيه، وليس راوي الإسناد ذاك. والله أعلم.
وفيه أيضًا: عنبسة بن مهران الحداد؛ قال ابن معين: "لا أعرفه"، وقال البخاري:"لا يتابع على حديثه"، وقال أبو حاتم:"منكر الحديث"، وقال العقيلي:"يهم في حديثه"، وقال ابن حبان:"كان ممن يروي عن الزهري ما ليس من حديثه، وفي حديثه من المناكير التي لا يشك من الحديث صناعته أنها مقلوبة"، وأورد له ابن عدي حديثًا منكرًا، فقال:"لم أعرف له غير هذا الحديث، ولم يحضرني غيره، وابن معين لا يعرفه؛ لأنه ليس بالمعروف"، فهو مجهول لم يرو عنه غير يحيى بن المتوكل، =
وقد عد ابن دريد في "المجتبى"
(1)
قوله صلى الله عليه وسلم:"سيد القوم خادمهم" في الكلمات التي تفرد بها صلى الله عليه وسلم
(2)
.
تنبيه: قد عزاه الديلمي للترمذي وابن ماجه عن أبي قتادة، فَوَهِم
(3)
.
589 - حديث: "سيروا على سير أضعفكم".
لا أعرفه بهذا اللفظ
(4)
، ولكن معناه في قوله صلى الله عليه وسلم:"اقدُرِ القوم بأضعفهم، فإن فيهم الكبيرَ والسقيمَ والبعيدَ وذا الحاجة".
وهو عند الشافعي في "سننه"، والترمذي -وقال: حسن- وابن ماجه من
= وأتى بمناكير. والله أعلم.
انظر: "تاريخ الدارمي"(28، 599)، "الجرح"(6/ 402)، رقم (2244)، "الضعفاء" للعقيلي (3/ 365/ 1403)، "المجروحين"(2/ 177 - 178)، "الكامل"(5/ 263)، "اللسان"(4/ 446)، رقم (6415).
وهذا هو علة الحديث، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 530)، رقم (9508)، وأما الألباني رحمه الله فأعله بهما معًا، وفي تعليله بالأول شيء من النظر، كما تقدم. والله أعلم.
وله طريق آخر: أخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(207) عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"سيد القوم خادمهم في السفر". وهذا مرسل، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم؛ وهاه ابن المديني وأبو حاتم وغيرهما، ويروي عن أبيه المناكير والموضوعات، وتقدمت ترجمته (ح 37).
(1)
هكذا في النسخ الخطية، وبه ذكر في "نزهة الألباء" للكمال الأنباري (1/ 192)، و"وفيات الأعيان"(4/ 324)، و"سير أعلام النبلاء"(18/ 393)، وغيرها، وعلى نسخة خطية من محفوظات "المكتبة الأحمدية" بجامع الزيتونة - تونس رقم (4740). والمشهور الوارد في عامة مخطوطات الكتاب -كما في "خزانة التراث" شاملة (57/ 559) - وفي "معجم الأدباء" للحموي (6/ 2495)، و"إنباه الرواة" للجمال القفطي (3/ 96)، و"سير أعلام النبلاء"(20/ 160)، وغيرها:"المجتنى" -بالنون، بدل الباء الموحدة- وبه طبع في حيدر آباد الدكن بالهند.
(2)
"المجتنى"(باب ما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع من غيره قبله، ص 9)، وعد من هذا النوع أشياء أخرى مما ورد في هذا الكتاب ومما لم يرد، وتكلم على معاني بعضها، وتجاوز البعض الآخر. انظر:"المجتنى" لابن دريد (ص 7 - 14، وما قبلها).
(3)
لم يذكر في "مسند الفردوس"(173/ ب) إلا ابن ماجه وحده. والله أعلم.
(4)
وانظر أيضًا: "أسنى المطالب"(768) و"النخبة البهية" للأمير المالكي (148).
حديث عثمان بن أبي العاص
(1)
، وصححه ابن خزيمة والحاكم، وقال: إنه على شرط مسلم
(2)
.
ونحوه عند الحارث بن أبي أسامة عن أبي هريرة رفعه: "يا أبا هريرة! إذا كنت إمامًا فقِسِ الناس بأضعفهم"
(3)
، وفي لفظ:"فاقْتَدِ بأضعفهم"
(4)
. الحديث.
(1)
في (أ، ز، م، عز): "أبي العاصي"، والمثبت من (هـ، ق، زك)، وهو الموافق لأكثر مصادر ترجمته.
وانظر: معرفة الصحابة لأبي نعيم (4/ 1962)، "الإصابة"(7/ 96 - 97)، رقم (5466)، "تهذيب الكمال"(19/ 408 - 409)، رقم (3829)، "سير أعلام النبلاء"(2/ 374 - 375)، رقم (78).
(2)
أخرجه ابن ماجه (987)، وأبو داود (531)، والنسائي (672)، والشافعي في "السنن"(118) -ومن طريقه الطحاوي في "المشكل"(10/ 402)، رقم (421)، والبيهقي في "المعرفة"(4/ 203)، رقم (1589) - والحميدي (947)، وأحمد (26/ 200 - 201)، رقم (16270 - 16272)، والبزار (6/ 306)، رقم (2319)، وابن خزيمة (423، 1608)، وأبو عوانة (1/ 420 - 421)، رقم (1556 - 1559)، والطبراني في "الكبير"(9/ 51 - 52)، رقم (8357)، والحاكم (1/ 199، 201) وغيرهم من طرق عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه بنحوه، ولم أقف عليه عند الترمذي، وإنما أخرج (1/ 409)، رقم (209) طرفًا آخر له، وحسنه. والحديث هو عند مسلم (186/ 468) بلفظ:" .. أم قومك، فمن أم قوما فليخفف، فإن فيهم الكبير، وإن فيهم المريض، وإن فيهم الضعيف، وإن فيهم ذا الحاجة".
(3)
لم أقف عليه في "بغية الباحث" وغيره من كتب زوائد مسند الحارث، وهو بهذا اللفظ عند البزار (16/ 191)، رقم (9318)، وفي إسناده طلحة بن عمرو الحضرمي، وهو متروك، كما تقدم.
وأخرجه أيضًا (16/ 188)، رقم (9310) بإسناد صحيح عنه رضي الله عنه، بلفظ:"إذا كنت إمامًا فاقدر القوم بأضعفهم؛ فإن فيهم الكبير والصغير والسقيم وذا الحاجة .. ". وأصله في "الصحيحين"(البخاري: 703 - من طريق مالك ["الموطأ" (301)]، مسلم: 467)، وله شواهد عند البخاري، ومنها: عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه (90، 702، 704، 6110، 7159) وجابر رضي الله عنه (705). والله أعلم.
(4)
لم أقف عليه في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وهو لفظ حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه المتقدم عند أبي داود والنسائي وأحمد والحاكم وغيرهم.
590 - حديث: "السيف محاء للخطايا"، وكذا "السيف لا يمحو النفاق".
كلاهما في: "ما ترك القاتل"
(1)
.
591 - حديث: "سين بلال عند الله شين".
قال ابن كثير: "إنه ليس له أصل، ولا يصح"
(2)
، وكذا سلف عن المزي في "إن بلالًا" من الهمزة
(3)
، ولكن قد أورده الموفق ابن قدامة في "المغني" بقوله: رُوِي أن بلالًا كان يقول: "أسهد" يجعل الشين سينًا
(4)
.
والمعتمد الأول، وقد ترجمه غير واحد بأنه كان نَدِيَّ الصوت
(5)
، حَسَنَه، فصيحَه
(6)
، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن زيد صاحب الرؤيا:"أَلْقِ عليه -أي: على بلال- الأذان، فإنه أندى صوتًا منك"
(7)
. ولو كانت فيه لَثغةٌ لتوفرت الدواعي على نقلها، ولَعَابَها أهلُ النفاق والضلال المجتهدين في التنقص لأهل الإسلام، نسأل الله التوفيق.
(1)
الحديث (960).
(2)
"البداية والنهاية"(5/ 380، ذكر خدامه صلى الله عليه وسلم) و (7/ 111)، وفيات سنة (20 هـ).
(3)
الحديث (224)، ونحوه قال ابن كثير في "البداية"(5/ 380).
(4)
"المغني" للموفق بن قدامة (الصلاة، الأذان، مسألة اللحن في الأذان، 2/ 90).
(5)
أي: رفيع الصوت، وقيل: حسن الصوت وأعذبه. "النهاية" لابن الأثير (5/ 31 - ندا)، المحكم (9/ 403)، معجم المقاييس (984)، القاموس (1724).
(6)
منهم ابن كثير في "البداية"، وقال:" .. وقد أذن يوم الفتح على ظهر الكعبة".
وهذا رواه عبد الرزاق (19464)، وابن سعد (3/ 234)، رقم (3648)، وابن أبي شيبة (14/ 497)، رقم (38080 - 38081)، والبيهقي في "الدلائل"(5/ 78 - 79)، وابن عساكر (10/ 466) من مراسيل ابن أبي مليكة وأبي قلابة وعروة بن الزبير وبعض آل جبير بن مطعم رحمهم الله، فهي تقوي بعضها البعض. والله أعلم.
(7)
أخرجه أحمد (26/ 400 - 402)، رقم (16478 و 16477) وأبو داود (499)، والترمذي (189)، وابن ماجه (706)، والدارمي (1224)، وابن خزيمة (363، 370، 373)، وابن حبان (1679)، والحاكم (3/ 336)، وابن الجارود (158)، والطحاوي في "شرح المعاني"(875)، والدارقطني (935)، والبيهقي (1/ 390، 391، 427)، وآخرون عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه رضي الله عنه.
وقال الترمذي: "حسن صحيح" وكذا صححه الذهلي والبخاري والألباني وغيرهم.
وانظر: "البدر المنير"(3/ 334 - 342)، "نصب الراية"(1/ 259 - 260)، "التلخيص الحبير"(ح 291).
حرف الشين المعجمة
592 - حديث: "الشام صفوة الله من بلاده يجتبي إليها صفوته من خلقه".
الطبراني وغيره؛ عن أبي أمامة به مرفوعًا
(1)
. وفي فضل الشام أحاديثُ مرفوعةً وغيرَها، أُفْرِدَت بالتأليف
(2)
.
(1)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(8/ 201)، رقم (1718) -ومن طريقه ابن عساكر (1/ 119) - والحاكم (4/ 510) من طريق عفير بن معدان، أنه سمع سليم بن عامر يحدث عن أبي أمامة رضي الله عنه.
وصحح الحاكم إسناده على شرط مسلم، فتعقبه الذهبي بقوله:"كلا، وعفير بن معدان هالك"، وقال المنذري في "الترغيب"(4/ 32)، رقم (4677):"عفير واه"، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 39)، رقم (16653)، والألباني في "الضعيفة"(3753)، وهو واه منكر الحديث، ولا سيما في حديثه عن سليم بن عامر عن أبي أمامة رضي الله عنه، وكأن ابن معين يتهمه فيها. والله أعلم.
انظر: "تاريخ الدوري"(4/ 422)، رقم (5088)، "التاريخ الأوسط"(4/ 643)، رقم (990)، "أحوال الرجال"(301، 302)، "الجرح والتعديل"(7/ 36)، رقم (195)، "المجروحين"(2/ 198)، "الكامل"(5/ 379 - 381)، رقم (1544)، "تهذيب الكمال"(20/ 176 - 178)، رقم (3965)، "الكاشف"(3828).
(2)
أفردها جمع من العلماء بالتأليف، ومنهم: أبو الحسن علي بن محمد بن صافي بن شجاع الرَّبْعي، المعروف بابن أبي الهول (ت 444 هـ) باسم "فضائل الشام ودمشق وما ذكر فيها من الأمارات والبقاع الشريفة" ط: المجمع العلمي العربي بدمشق سنة (1370 هـ) بتحقيق: صلاح الدين المنجد، مع ملاحق له؛ أحدها تخريج أحاديثه المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم من تخريج الشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
والحافظ أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني (ت 562 هـ)، والحافظ ضياء الدين محمد ابن عبد الواحد المقدسي (ت 646 هـ)، والحافظ محمد بن أحمد بن عبد الهادي (ت 744 هـ)، والحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي (ت 795 هـ) وشمس الدين محمد بن أحمد بن علي الأسيوطي (ت 880 هـ) وشمس الدين السخاوي (ت 902 هـ)، كلهم باسم "فضائل الشام". =
ومنها ما للترمذي عن زيد بن ثابت، رفعه:"طوبى للشام" الحديث، وفيه:"ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها"
(1)
. وعن ابن عمر مرفوعًا في حديث: "عليكم بالشام"
(2)
.
= وكلها مطبوعة، ما عدا الجزء الأول من كتاب ابن رجب، وكتاب السخاوي جميعه، ولم يوقف عليهما.
ومنهم: سلطان العلماء الإمام العز بن عبد السلام (ت 660 هـ) باسم "ترغيب أهل الشام بسكنى الشام".
ومنهم: شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (ت 728 هـ) باسم "مناقب الشام وأهله".
طبع بتحقيق الألباني ملحقًا بـ "تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق للربعي"، المكتب الإسلامي - بيروت.
ومنهم: الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن عساكر الدمشقي (ت 571 هـ) في الجزء الأول من "تاريخ دمشق". ط.
ومنهم: البرهان البقاعي (ت 885 هـ) باسم "الإعلام بسن الهجرة إلى الشام".
ومن المؤلفات في ذلك: "إسعاد الأخصا بذكر صحيح فضائل الشام والمسجد الأقصى" تأليف أبي عبد الرحمن المقدسي هشام بن فهمي بن موسى العارف -وهو معاصر-، وهي أحاديث استخرجها وانتقاها من كتاب الحافظ الربعي المتقدم ذكره في فضائل الشام.
(1)
أخرجه أحمد (35/ 483)، رقم (21606، 21607)، والترمذي (3954)، والحاكم (2/ 229)، رقم (2949، 2950)، وابن أبي شيبة (5/ 325)، رقم (19795)، (12/ 191)، رقم (33133)، وفي مسنده أيضًا (139)، والفسوي في "المعرفة"(2/ 301)، وابن حبان (7304)، والطبراني في "الكبير"(5/ 158)، رقم (4933 - 4935)، والبيهقي في "الشعب"(4/ 8)، رقم (2109) و"الدلائل"(7/ 147)، وابن عساكر (1/ 125 - 128، من طريق ابن المقرئ عن أبي يعلى، ومن طريق الروياني وابن خزيمة وغيرهم) من أربع طرق عن ابن لهيعة، ومن طريقين عن كل من يحيى بن أيوب الغافقي، وعمرو بن الحارث، ثلاثتهم: عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شماسة حدثه، أنه سمع زيد بن ثابت يقول: فذكره. زاد الفسوي: إلا أن ابن لهيعة قال: سمع زيدًا أو حدثه من سمعه.
وهو من حديث يحيى بن أيوب الغافقي فيه كلام -كما في "تهذيب الكمال"(31/ 236 - 237) -، وابن لهيعة ضعيف مدلس وقد عنعن، ثم هو قد اختلط بأخرة، ولكنه صحيح الإسناد من حديث عمرو بن الحارث، وهو ثقة متفق عليه، فالإسناد به صحيح، إن شاء الله تعالى. والله أعلم.
(2)
أخرجه الترمذي (2217) وأحمد (8/ 134)، رقم (4536)، و (ح 5146، 5376، =
ولأحمد وأبي داود والبغوي
(1)
والطبراني وآخرين
(2)
عن عبد الله بن
= 5738، 6002)، وابن طهمان في "مشيخته"(201)، وابن أبي شيبة (15/ 78)، رقم (38475) وأبو يعلى (9/ 405)، رقم (5551)، والفسوي (2/ 174)، والبزار (12/ 267)، رقم (6044)، وابن حبان (7305)، والبغوي في "شرح السُّنَّة"(14/ 207)، رقم (4007)، وابن عساكر (1/ 160 - 174) وغيرهم؛ من ستة أوجه؛ عن يحيى بن أبي كثير، سمع أبا قلابة الجرمي، أن سالم بن عبد الله حدثه، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستخرج نار من حضرموت -أو من نحو حضرموت- قبل يوم القيامة؛ تحشر الناس"، قالوا: يا رسول الله فما تأمرنا؟، قال:"عليكم بالشام". هذا لفظ الترمذي، وقال:"هذا حديث حسن غريب صحيح من حديث ابن عمر". وأسانيده صحيحة على شرط الشيخين، وبعضها على شرط البخاري، والبعض الآخر على شرط مسلم. وانظر:"الصحيحة" للألباني (ح 2768). هذا وله طرق أخرى عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنه؛ ذكرها الربعي وابن عساكر، ولا يصح منها إلا هذا الطريق من رواية أبي قلابة عن سالم. والله أعلم.
** وهذا الحديث من الأحاديث الأربعة التي اختلف فيها نافع وسالم، فمشى سالم فيها على الجادة، وفصَّل فيها نافع، قال ابن عساكر في "تاريخه" (1/ 89): رواه نافع عن ابن عمر عن كعب، قال: "تخرج نار
…
".
ثم روى (1/ 89 - 90) بإسناده عن ابن المديني أنه عده ثالث تلك الأحاديث، وروى حديث سالم من رواية أبي قلابة عنه، فقال:"وأما حديث نافع: فنبأناه محمد بن عبيد الطنافسي، نبأنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر عن كعب، قال: "تخرج نار من .. " لفظَ سالم، إلا أنه صيره عن كعب خلاف ما روى سالم".
وهكذا ذكرهما النسائي، فقال -كما في "تهذيب الكمال" (29/ 305) -:"سالم أجل من نافع، وأحاديث نافع الثلاثة أولى بالصواب". وهذا ربما يعل حديث سالم، ومتنه بكعب الأحبار أشبه، إلا أن له شواهد مرفوعة تؤيد ثبوت نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
هذا وخالف أيوب السختياني يحيى بن أبي كثير في حديث سالم المذكور، وذلك فيما رواه عبد الرزاق (20456) -وعنه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة"(1725) - عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة مرسلًا.
(1)
يعني به أبا القاسم البغوي، ولم أقف على هذا اللفظ عنده، وإنما أخرجه في "معجم الصحابة"(4/ 155)، رقم (1667) مختصرًا بلفظ:"عليك بالشام، فإن الله توكل لي بالشام وأهله".
(2)
جاء هنا إقحام بعد هذه الكلمة في جميع النسخ، إلا نسخة (ز 2)، والجملة المقحمة هي:"وفي خصوص دمشق منها أحاديث"، ولهذا جعلتها في الأخير، كما وقع في (ز 2).
حوالة رفعه: "عليكم بالشام، فإنه خيرة الله من أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده، إن الله قد توكل لي بالشام وأهله"
(1)
.
ونحوه عن واثلة
(2)
(1)
أخرجه أحمد (28/ 215)، رقم (17005)، (33/ 466)، رقم (20356)، وأبو داود (2483)، وأبو مسهر في "نسخته"(2) -وعنه أبو زرعة الدمشقي في "الفوائد المعللة"(10)، ثم عنه الطبراني في "مسند الشاميين"(337) - وأخرجه الطبراني كذلك في "الشاميين"(292، 570، 1054، 1975، 2214)، والطحاوي في "شرح المشكل"(3/ 147)، رقم (1114) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(4/ 160)، وابن قانع في "معجم الصحابة"(2/ 89)، والحاكم (4/ 555)، والبيهقي (9/ 179)، وابن عساكر (1/ 57 - 75، 120 وغيرها) وغيرهم؛ من تسع طرق -غالبها صحيحة أو حسنة- عن عبد الله بن حوالة رضي الله عنه به.
وصحح الحاكم إسناده، ولم يتعقبه الذهبي، وصححه الألباني أيضًا، إلا ما أعله من زياداتٍ في بعض طرقه، كما في "الصحيحة"(3422) و"صحيح أبي داود"(2144). والله أعلم.
(2)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 55)، رقم (130) و"الشاميين"(4/ 307)، رقم (3386)، وابن عساكر (1/ 66 - من طريق أبي الشيخ) من طريقين عن المغيرة بن زياد عن مكحول عن واثلة بن الأسقع.
وحسن إحدى طريقيه المنذري في "الترغيب"(4/ 30)، رقم (4670)، وهو إسناد جيد متصل على القول الراجح بثبوت سماع مكحول عن واثلة، إلا أنه شاذ؛ يعل برواية جماعة من الشاميين له عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن مكحول عن أبي إدريس الخولاني عن ابن حوالة رضي الله عنه.
وبرواية آخرين له عن مكحول عن ابن حوالة رضي الله عنه، كما سيأتي بيانها عند الكلام على قول المؤلف:"وغيرهما".
وعليه فهذا إسناد منكر، وهم فيه المغيرة بن زياد، والمعروف هو حديث عبد الله بن حوالة المتقدم آنفًا.
** وحديث المغيرة بن زياد هذا أخرجه البغوي في "معجم الصحابة"(4/ 240 - 241)، رقم (1731)، وابن قانع (2/ 141)، رقم (612) -ومن طريقهما ابن عساكر (1/ 66) - من وجهين عن محمد بن علي الجوزجاني عن سعيد بن سليمان عن أبي شهاب عن المغيرة بن زياد عن مكحول عن عبد الله بن الأسقع.
قال البغوي: "عبد الله بن الأسقع: يقال: إنه أخو واثلة، ويشك في سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم"، وجزم ابن قانع بعدم سماعه، وتعقب ذلك ابن عساكر (1/ 67) بقوله: "لا يصح قوله عن عبد الله، وهو وهم من الجوزجاني، فقد رواه عثمان بن جرير عن =
وابن عباس
(1)
، وغيرهما
(2)
.
= سعيد بن سليمان، ورواه خالد بن يزيد القشيري عن أبي شهاب، فقالا: عن واثلة"، فأسند حديثيهما. وله عند الطبراني في "الكبير" (22/ 56)، رقم (137)، (22/ 58)، رقم (138) و"الشاميين" (4/ 308)، رقم (3387)، وابن الجوزي في "العلل" (1/ 311)، رقم (498) عن مكحول عن واثلة رضي الله عنه ثلاث طرق أخرى واهية للغاية، لا تخلو من كذاب فأكثر، ولذا حكم الحافظ أبو محمد الحسن بن هبة الله بن عساكر -والد مؤلف "التاريخ"- بأنها غير محفوظة، والمحفوظ حديث عبد الله بن حوالة من عشر طرق -منهم صحابيان- عنه رضي الله عنهم. وساقها ابن عساكر كلها بأسانيدها. انظر: "تاريخ دمشق" (1/ 68 - 69).
(1)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11/ 92)، رقم (11149) و"الأوسط"(6679)، وابن عساكر (1/ 96 - 97) من ثلاث طرق عن أبي عمر حفص بن ميسرة الصنعاني، حدثني أبو سليمان يحيى بن سليمان المدني، حدثني محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن عبد الله بن عباس، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني أريد أن أغزو في سبيل الله، قال:"عليك بالشام، فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله، ثم الزم من الشام عسقلان؛ فإنها إذا دارت الرحى في أمتي كانت فيهم راحة وعافية".
قال الطبراني في "الأوسط": "لم يروه عن ابن أبي نجيح إلا محمد بن إسحاق، ولا عن محمد بن إسحاق إلا يحيى بن سليمان، تفرد به حفص بن ميسرة". وحفص بن ميسرة ثقة، ربما وهم كما في "التقريب"(1433)، وشيخه يحيى بن سليمان المدني:"لين الحديث"، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 44)، رقم (16668) وضعفه. وانظر:"الميزان"(4/ 383)، رقم (9537)، و"اللسان"(8/ 450)، رقم (8471).
ومحمد بن إسحاق وشيخه عبد الله بن أبي نجيح مدلسان، وقد عنعنا.
(2)
منها حديث أبي الدرداء رضي الله عنه عند البزار (10/ 79)، رقم (4144)، والطبراني في "مسند الشاميين"(3/ 262 - 263)، رقم (2217) و"الكبير"(كما في "مجمع الزوائد") وعبد الجبار الخولاني في "تاريخ داريا"(123)، وابن عساكر (1/ 71 - 72) من طرق عن هشام بن عمار عن سليمان بن عتبة عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إنكم ستجندون .. " نحو حديث ابن حوالة.
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن من حديث أبي الدرداء هذا، وقد روي عن غير أبي الدرداء نحو من هذا الكلام، وذكرنا حديث أبي الدرداء لجلالته وحسن إسناده"، وحسن إسناده المنذري أيضًا في "الترغيب" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (4/ 30)، رقم (4669)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 36 - 37)، رقم (16645):"فيه سليمان بن عتبة؛ وقد وثقه جماعة، وفيه خلاف لا يضر".
كذا ذكر هؤلاء الحفاظ رحمهم الله، بينما الحديث مُعَلٌّ، أخطأ فيه سليمان بن عتبة، وهو أبو الربيع الدمشقي: صدوق له غرائب، كما في "التقريب"(2592)، ومما أنكر عليه أحاديث أسندها عن أبي الدرداء رضي الله عنه على قلتها، كما في "الجرح والتعديل"(1/ 289)، ولذا وهاه ابن معين، وقال صالح بن محمد جزرة:"روى أحاديث مناكير"، ولكن وثقه أئمة الشام، وحكموا بقلة مناكيره هذه.
انظر: "تاريخ أبي زرعة الدمشقي"(843 - 844)، و"المعرفة" للفسوي (1/ 177)، و"الجرح"(4/ 134)، رقم (584)، و"تهذيب الكمال"(12/ 37 - 40)، رقم (2548)، و"المغني" للذهبي (2605).
وهذا الحديث مما أسنده سليمان بن عتبة عن أبي الدرداء رضي الله عنه، وخولف فيه، حيث رواه البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 292)، رقم (938) -ومن طريقه ابن عساكر (1/ 71) - عن محمد بن مبارك الصوري، عن إبراهيم بن أبي شيبان، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس، عن ابن حوالة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"عليك بالشام" مختصرًا. وهذا إسناد صحيح، رواته كلهم شاميون ثقات.
ورواه الطبراني في "الشاميين"(292، 337، 3515)، والضياء في "المختارة"(233، 234)، وابن عساكر (1/ 56 - 62) وغيرهم، من سبع طرق شامية صحيحة فأكثر؛ عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول وربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن ابن حوالة رضي الله عنه. وروي عن سعيد عن مكحول عن أبي إدريس مرسلًا، وعن سعيد عن ربيعة بن يزيد عن رجل يقال له حولي، وعن مكحول ويونس بن ميسرة عن ابن حوالة رضي الله عنه، وكلها معلة، والمحفوظ هو رواية الشاميين المذكورة أولًا عن سعيد بن عبد العزيز. والله أعلم [وانظر:"تاريخ دمشق"(1/ 56، 62 - 66، 70)].
وأشار الحافظ ابن عساكر بهذه الروايات إلى تعليل رواية أبي الدرداء المذكورة والغلط فيها، وأن المغيرة بن زياد وهم في روايته له عن مكحول عن واثلة بها، وصرح ببعض ذلك.
** ومنها ما أخرجه أحمد (33/ 464)، رقم (20354) من حديث زائدة أو مزيدة بن حوالة، وصحح إسناده محققو المسند، وأن رجاله رجال الصحيح غير صحابيه رضي الله عنه، وهو كما قالوا إن كان محفوظًا. والله أعلم.
** ومنها ما لابن أبي عاصم في "الآحاد"(4/ 585/ 2744) والطبراني في "الكبير" -كما في "مجمع الزوائد"(10/ 37/ 16646) - ومن طريقهما عند ابن عساكر في "تاريخه"(1/ 83)، عن محمد بن إشكاب، عن إسحاق بن إدريس، عن أبان بن يزيد: حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثنا أبو قلابة، عن عبد الله بن يزيد رضي الله عنه، مثل حديث ابن عمر رضي الله عنهما المذكور. =
وللبيهقي في "الدلائل" عن أبي هريرة رفعه: "الخلافة بالمدينة، والملك بالشام"
(1)
.
(وفي خصوص دمشق منها أحاديثُ)
(2)
.
= وهذا موضوع، آفته إسحاق بن إدريس؛ وهو الأسواري البصري: متروك واهي الحديث، كذبه ابن معين والبخاري، وقال ابن حبان:(كان يسرق الحديث)، وبه أعل الحافظ الهيثمي الحديث.
انظر: "تاريخ ابن معين" -رواية الدوري (4/ 250/ 4213، و 335/ 4677)، "الضعفاء" للعقيلي (1/ 100/ 117)، "المجروحين"(1/ 135)، "الكامل"(1/ 333/ 157)، "الكشف الحثيث"(117).
وهو حديث ابن عمر المذكور، سرقه هذا، وغيَّر اسم صحابيه رضي الله عنه للإغراب. والله أعلم.
** وأخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 103 - 111)، والطبراني والربعي وغيرهم نحو ذلك عن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، والعرباض بن سارية، ومعاوية بن حيدة، ومعاوية بن أبي سفيان، وأبي أمامة الباهلي، وأبي طلحة ذرع الكلاعي، وغيرهم رضي الله عنهم، بين الثابت والمعل والباطل، وللتفصيل يرجع إلى المصنفات المختصة بفضائل الشام وتخريج الأحاديث الواردة فيها.
(1)
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(6/ 447)، رقم (2764) عن الحاكم (3/ 72) وعن غيره، -ومن طريق البيهقي وأوجه أخرى رواه ابن عساكر (1/ 183 - 184) -، وأخرجه كذلك البخاري في "التاريخ"(4/ 15) -معلقًا- وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(2/ 356)، رقم (1216)، والخطيب في "المتفق والمفترق" (ترجمة: 558، ح 626)، وابن الجوزي في "العلل"(2/ 766)، رقم (1277) من طرق عن هشيم، عن العوام بن حوشب، عن سليمان بن أبي سليمان -مولى ابن عباس رضي الله عنه- عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(248) عن محمد بن يزيد الواسطي، عن العوام، عن رجل، عن أبي هريرة رضي الله عنه موقوفًا. وراوي "الفتن" عن نعيم يتهم.
وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بأن سليمان بن أبي سليمان وأباه مجهولان، وقال ابن معين عن سليمان هذا:"لا نعرفه"، وقال الإمام أحمد عن حديثه هذا:"أصحاب أبي هريرة المعروفون ليس هذا عندهم". ["المنتخب من علل الخلال" رقم (137)]، ولذا نفى ابن الجوزي في "العلل" صحته، وقال ابن كثير في "تاريخه" (11/ 144):"غريب جدًّا"، وضعفه الألباني ["الضعيفة" (1188)]، فعلة الحديث هي تفرد مجهول بخبر غريب عن إمام مشهور كثير الأصحاب من الأثبات، وهذا هو المنكر. وأما هشيم فصرح بسماعه له من العوام في رواية سعيد بن سليمان سعدويه الواسطي عنه عند ابن عبد البر، وسعدويه ثقة ثبت، فزالت مخافة التدليس. والله أعلم.
(2)
ما بين القوسين ههنا ورد في "هـ، ز 2"، وأما بقية النسخ فأقحم فيها بين كلمتي =
593 - حديث: "الشاهد يرى ما لا يرى الغائب".
أحمد من حديث محمد بن عمر بن علي، عن جده علي، قال: قلت: يا رسول الله! إذا بعثتني أكون كالسكة المحماة، أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟ قال:"الشاهد" وذكره. ومن هذا الوجه أورده الضياء في "المختارة"، والعسكري في "الأمثال"
(1)
. وهو عند أبي نعيم في
= (وآخرين) و (عن عبد الله بن حوالة)، كما تقدم، ولا معنى لذلك الإقحام، فحولته إلى هنا كما في هاتين النسختين الخطيتين، وإن كان وضعه أول الحديث مع قوله:"وفي فضل الشام" أفضل، فتكون العبارة هكذا:"وفي فضل الشام -وفي خصوص دمشق منها- أحاديث مرفوعة وغيرها، أُفْرِدَت بالتأليف"، كما جاء في "كشف الخفاء" للعجلوني، ولكنها لم ترد به في شيء من النسخ الخطية، فأحجمت عنها. والله أعلم.
وأما أحاديث الباب فيراجع لها "تخريج أحاديث فضائل الشام للربعي" للألباني وغيره من المطولات في فضائل الشام وبلدانها.
(1)
أخرجه أحمد (2/ 62)، رقم (628) -ومن طريقه الضياء في "المختارة"(739) - والبخاري في "التاريخ"(1/ 177) عن القطان عن الثوري عن محمد بن عمر به، وهو منقطع بين محمد بن عمر وجده علي رضي الله عنه.
وأخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 92) من طريق علي بن عبد العزيز البغوي عن أبي نعيم عن الثوري نحوه. وهكذا رواه البخاري في "تاريخه" عن أبي نعيم.
وهو عند الضياء في "المختارة"(1/ 366)، رقم (690) من طريق أبي بكر الشافعي، عن محمد بن غالب التمتام، عن أبي نعيم، عن الثوري، عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن جده علي رضي الله عنه.
قال: "ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده عن أبي نعيم".
ورواية إسحاق هذه لم أقف عليه في "المطالب العالية"، ولا في "إتحاف الخيرة"، فلا أدري هل هو بالإسناد المتصل كما رواه تمتام، أو بالمنقطع كما رواه البخاري والبغوي؟. والله أعلم.
قال الدارقطني: (يرويه الثوري عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، فأرسله يحيى القطان؛ عن الثوري عن محمد بن عمر عن جده علي رضي الله عنه، وأسنده أبو نعيم عن الثوري، فقال: عن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي رضي الله عنه، واختلف عن أبي نعيم، والمرسل أصح). العلل (4/ 58)، رقم (429).
وكون المرسل -يعني: المنقطع- أصح؛ لأن القطان هو أوثق أصحاب الثوري إطلاقًا، كما قال الإمام أحمد ["المنتخب من علل الخلال"، رقم (228)]، وقد تابعه عليه ثقتان -البخاري وعلي بن عبد العزيز البغوي- عن أبي نعيم، فرواية محمد بن غالب التمتام عن أبي نعيم بالوصل شاذة. والله أعلم. =
"الحلية" من وجه آخر عن علي
(1)
.
(1)
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 92) من رواية محمد بن عصام بن يزيد، عن أبيه، عن سفيان -هو الثوري- عن محمد بن عمر بن علي، عمن حدثه، عن علي رضي الله عنه.
وعصام بن يزيد الأصبهاني: كان خادم الثوري، لازمه ثلاث عشرة سنة، وكان رسولَه إلى المهدي، وعدَّه محمد بن يحيى بن منده -حافظُ حديث الثوري- ثاني أرفع الرواة الأصبهانيين عن الثوري، وذلك بعد النعمان بن عبد السلام، وقال ابن حبان:"عصام .. : يتفرد ويخالف، وكان صدوقا"، وقالت عافية بنت يزيد بن عجلان -زوجة عصام، وكانت متعبدة صالحة-:"كان عند عصام أربعون صحيفة، ولم يسمع محمد منها إلا أربع صحائف"، قال أبو الشيخ:"ولا يعلم روى محمد بن عصام من غرائبه شيئًا". انظر: "الجرح والتعديل"(7/ 26)، رقم (143)، (8/ 449)، رقم (2061)، "الثقات" لابن حبان (8/ 520)، "طبقات المحدثين بأصبهان"(2/ 6، 112)، "تاريخ أصبهان"(2/ 157).
ورواية عصام هذه متابعة قوية أخرى لرواية القطان وغيره عن الثوري، لا يختلف عنها إلا في التصريح بالواسطة بين محمد بن عمر بن علي وبين جده علي رضي الله عنه مبهمًا. والله أعلم.
وأخرجه أبو نعيم كذلك (3/ 177)، (7/ 93) من طريق محمد بن إسحاق في "السيرة"(باب ما اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم من السراري، الحديث: 142) عن إبراهيم بن محمد بن علي عن أبيه عن جده علي رضي الله عنه.
ومن هذا الوجه أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 177)، والبزار (634)، والطحاوي في "المشكل"(12/ 473)، رقم (4953) وأبو الشيخ في "الأمثال"(156)، والخطيب (3/ 64)، رقم (1019)، والضياء في "المختارة"(735)، وابن عساكر (3/ 236)، (54/ 417)، وابن بشكوال في "الغوامض والمبهمات"(1/ 498) وغيرهم من طرق عن أبي كريب محمد بن العلاء، وعن عبيد -وهو ابن يعيش المحاملي العطار الكوفي- وعبد الرحمن بن صالح الأزدي، ثلاثتهم: عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق به مصرحًا بالتحديث.
قال البزار: "لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه متصل عنه إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"، وقال أبو نعيم:"هذا غريب لا يعرف مسندًا بهذا السياق إلا من حديث محمد بن إسحاق"، وقال أيضًا:"جوده ابن إسحاق"؛ يعني: أنه رواه مجود الإسناد متصلًا، وهو إسناد حسن، وصححه الألباني ["الصحيحة" (1904)].
قال الضياء: "له شاهد في صحيح مسلم من رواية أنس بنحوه"، وهو عند مسلم (ح 2771) عن ثابت عن أنس رضي الله عنه بالقصة، وليس فيه محل الشاهد، إلا أن ابن الأثير أورده في "جامع الأصول"(3/ 513)، رقم (1830) عن مسلم، فقال:"وفي أخرى: "قال له: أحسنتَ، الشاهدُ يرى ما لا يرى الغائب". أخرجه مسلم"، فلعله في بعض نسخ "الصحيح". والله أعلم. =
وفي الباب: عن ابن عباس عند العسكري من حديث هشيم، عن أبي بشر
(1)
، عن سعيد بن جبير، عنه مرفوعًا:"الشاهد"، وذكره
(2)
.
= وبالغ ابن حزم في "الإحكام"(1/ 284) فحكم على هذه الزيادة بالوضع والبطلان، وأنه زادها بعض من لا يوثق به، قال:"ولم يُروَ قطّ من طريق فيها خير"، وهذا محتَمَلٌ في حديث أنس رضي الله عنه من طريق الواقدي [عند ابن سعد (8/ 212، ترجمة: 4983)]، ولكنه لا محل له في حديث ابن إسحاق، وكذا في حديث الثوري المذكور. والله أعلم.
(1)
جعفر بن إياس ابن أبي وحشية: ثقة من أثبت الناس في سعيد بن جبير. "التقريب"(930).
(2)
أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(155) عن محمد بن عبد الله بن أسيد، عن محمد بن غالب -هو التمتام- عن سعيد بن سليمان -هو الواسطي- عن هشيم به.
ورجاله كلهم ثقات معروفون، بما فيهم شيخ أبي الشيخ وهو محمد بن عبد الله بن أحمد بن أسيد أبو عبد الله المديني الأصفهاني، قال أبو الشيخ: صحيح السماع ["طبقات المحدثين بأصبهان" (4/ 250، 646)]، وقال ابن مردويه: كثير الحديث، ثقة. ["إكمال الإكمال" لابن نقطة (1/ 131)، رقم (47)].
وأصل الحديث هو عند أحمد (3/ 341)، رقم (1842)، (4/ 260 - 261)، رقم (2447)، وابنه عبد الله في "السُّنَّة"(2/ 483)، رقم (1114، 1115) -وأحمد بن منيع- كما في "إتحاف الخيرة"(5/ 416)، رقم (4930) -والبزار (11/ 272)، رقم (5062)، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(2/ 698)، رقم (766)، وابن حبان (6213)، والطبراني في "الأوسط"(1/ 12)، رقم (25)، وابن عدي (7/ 136)، وأبي الشيخ في "الأمثال"(ح 5)، و"الأقران"(369)، والحاكم (2/ 321)، وابن بشران في "الأمالي"(1/ 199)، رقم (455)، والقضاعي (1184)، والبيهقي (10/ 157)، والضياء في "المختارة"(10/ 82)، رقم (76) -، وغيرهم من رواية الإمام أحمد وآخرين عن هشيم به، بلفظ:"ليس الخبر كالمعاينة"، زاد عدد منهم عن هشيم:" .. إن الله عز وجل أخبر موسى بما صنع قومه في العجل فلم يلق الألواح، فلما عاين ما صنعوا ألقى الألواح فانكسرت".
قال الإمام أحمد -كما في "ترتيب علل الترمذي"(ص 387) - ويحيى بن حسان -كما عند ابن عدي والقضاعي والضياء- وغيرهما: "لم يسمعه هشيم من أبي بشر، وإنما سمعه من أبي عوانة اليشكري عن أبي بشر، فدلسه"، وهذا لا يعل الحديث، فإنه قد تبينت الواسطة المدلَّس، وهو ثقة ثبت، وإسناده معنعن أيضًا، إلا أن أبا عوانة لم يوصف بشيء من التدليس، وحديثه عند البزار ["كشف الأستار" (ح 200)]، وابن حبان (6214)، وابن عدي (7/ 136)، والطبراني في "الكبير"(12451)، والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 505)، والحاكم (2/ 380)، والقضاعي (1182، 1183، 1184)، والخطيب =
وعن أنس عند القضاعي من حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب وعقيل، كلاهما عن الزهري، عن أنس به مرفوعًا
(1)
.
594 - حديث: "شاوروهن وخالفوهن".
لم أره مرفوعًا
(2)
، ولكن عند العسكري من حديث حفص بن عثمان بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر
(3)
، قال: قال عمر: "خالفوا النساء فإن في خلافهن بركة"
(4)
.
= في "موضح أوهام الجمع"(1/ 530) من طرق عن أبي عوانة، عن أبي بشر به نحوه.
والحديث صححه ابن حبان والضياء المقدسي، والزركشي في "التذكرة"(ص 79)، وإسناده على شرط الشيخين، كما قال الحاكم. والله أعلم.
(1)
أخرجه القضاعي (85)، وإسناده ضعيف جدًّا، فيه علتان:
1 -
فيه ابن لهيعة: وهو ضعيف، واختلط بأخرة، ويدلس عن الضعفاء والمتروكين -كما تقدم- وقد عنعن.
2 -
وفيه أيضًا بكر بن سهل الدمياطي: ضعفه النسائي، وقال مسلمة بن قاسم:"تكلم الناس فيه، وضعفوه من أجل الحديث الذي حدث به عن سعيد بن كثير عن يحيي بن أيوب عن مجمع بن كعب عن مسلمة بن مخلد رفعه: "أعروا النساء يلزمن الحجال"". انظر: "تاريخ دمشق"(10/ 380)، و"اللسان"(2/ 61 - 62)، رقم (1732).
وأما الذهبي فقال في "المغني"(978): "متوسط"، وقال في "الميزان"(1/ 345)، رقم (1284):"حمل الناس عنه، وهو مقارب الحال"، لكنه عاد فاتهمه بحديثٍ وكَذِبةٍ أخبر بها عن نفسه؛ رويا بإسناد صحيح إليه -كما في "اللسان"(2/ 61 - 62)، رقم (1732)، وسقط ذلك من "الميزان"-، واعتمد حكمه الأخير هذا الشيخ المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" (كتاب النكاح: 381/ 54، 670، 725، 1322، 1354، ص 417) وقال:"لم يوثقه أحد، وله أوابد". والحديث الذي ذكره مسلمة باطل موضوع، ومع تفرد بكر به، فمجمع بن كعب لم يدرك مسلمة بن مخلد، كما في "المراسيل" لابن أبي حاتم (ترجمة: 392، رقم: 819). والله أعلم.
(2)
قال السيوطي: "باطل لا أصل له". "الدرر المنتثرة"(ص 134)، (ح 267).
(3)
لم يذكر البخاري ["التاريخ الكبير" (2/ 362)، رقم (2757)]، وابن أبي حاتم ["الجرح والتعديل" (3/ 184)، رقم (795)] فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولا راويًا غير أبي عقيل صاحب بهية -وهو واهٍ جدًّا- وذكر له البخاري حديثًا منكرًا من رواية أبي عقيل عنه.
(4)
أخرجه البغوي في "الجعديات"(3081) عن ابن الجعد، عن أبي عقيل عن حفص بن عثمان به. =
بل يُرْوى في المرفوع من حديث أنس: "لا يَفْعَلَنَّ أحَدُكم أمرًا حتى يستشير، فإن لم يجد مَنْ يستشيره فليستشر امرأة ثم ليخالفها، فإن في خلافها البركة". أخرجه ابن لال -ومن طريقه الديلمي- من حديث أحمد بن الوليد الفَحَّام
(1)
، حدثنا كثير بن هشام، حدثنا عيسى بن إبراهيم الهاشمي
(2)
، عن عمر بن محمد
(3)
، عنه به
(4)
. وعيسى ضعيف جدًّا، مع انقطاع فيه
(5)
.
= وحفص مجهول، لم يأت به غير أبي عقيل صاحب بهية، ولم يوثق إلا بذكر ابن حبان له في الثقات.
وأبو عقيل هو صاحب بهية: وهو واه جدًّا، اتفقوا على تضعيفه، ووهاه جمع، وقال ابن عدي (7/ 206 - 207):"عامة أحاديثه غير محفوظة"، بل وكأن أحمد وابن حبان يتهمانه، فقال أحمد:"يروي عن قوم لا أعرف منهم واحدًا، وعن قوم لم يحمل عنهم"، وقال ابن حبان:"منكر الحديث، ينفرد بأشياء ليس لها أصول من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، لا يسمعها الْمُمْعِن في الصناعة إلا لم يَرْتَبْ أنها معمولة".
انظر: "الجرح والتعديل"(9/ 189)، رقم (788)، "الضعفاء" للعقيلي (4/ 1537)، رقم (2062)، "المجروحين"(3/ 116)، "تهذيب الكمال"(31/ 511 - 514)، رقم (6908)، "المغني"(7038)، "الكاشف"(6236).
وبهاتين العلتين أعله الألباني في "الضعيفة"(430).
(1)
بالفاء وتشديد الحاء المهملة ["تكملة الإكمال" لابن نقطة (4/ 469)، و"توضيح المشتبه" (9/ 45)]، أبو بكر البغدادي النصيبي: وثقه الخطيب وغيره، توفي سنة (273 هـ). انظر:"تاريخ بغداد"(5/ 188)، رقم (2643)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (20/ 226، 287 - 288)، "العبر"(1/ 394)، رقم (273).
(2)
هو: عيسى بن إبراهيم بن طهمان الهاشمي: متروك الحديث، واه بالمرة.
انظر: "الضعفاء" للبخاري (269)، والنسائي (426)، والعقيلي (3/ 395)، رقم (1434)، سؤالات المروذي (276)، "التاريخ الكبير"(6/ 407)، رقم (2802)، "الجرح والتعديل"(6/ 271 - 272)، "المجروحين"(2/ 121)، "الكامل"(5/ 250)، و"اللسان"(6/ 257 - 258)، رقم (5915).
(3)
لم يتبين لي المراد به، وفي هذه الطبقة غير واحد ممن يسمى عمر بن محمد، وجلهم ضعفاء كابن صهبان وعمر بن محمد بن زيد العمري وغيرهما، على أن الراوي عنه واه، كما تقدم.
(4)
زهر الفردوس (4/ 198)، وذكره ابن عراق في "تنزيه الشريعة"(83)، وأعله بعيسى بن إبراهيم الهاشمي، وقال المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" (359):"باطل كما لا يخفى".
(5)
لعله أراد بالانقطاع ما بين عمر بن محمد وأنس رضي الله عنه.
وعند العسكري من حديث عون بن موسى
(1)
، قال: قال معاوية
(2)
: "عَوِّدوا النساء "لا"، فإنها ضعيفة، إن أطعتها أهلكتك"
(3)
.
وقال بعض الشعراء:
…
وترك خلافهن من الخلاف
(4)
وفي الباب عن عائشة؛ رواه الديلمي والعسكري والقضاعي وغيرهم
(5)
من حديث عمرو بن هاشم
(6)
، حدثنا محمد بن سليمان بن
(1)
هو: أبو روح الليثي الكناني البصري: وثقه ابن معين وعبيد الله بن عمر القواريري والعجلي وأبو حاتم وابن حبان، ولم يعرفه الذهبي، فقال في "تاريخ الإسلام" (11/ 287):"مستور"، وقد سبق توثيقه.
انظر: "تاريخ الدارمي"(505)، "التاريخ الكبير"(7/ 17)، رقم (75)، "الكنى" للمسلم (1/ 312)، رقم (1103)، "الجرح والتعديل"(6/ 386)، رقم (2151)، "الثقات" للعجلي (2/ 197)، رقم (1453)، ولابن حبان (7/ 280)، ولابن شاهين (1098).
(2)
معاوية بن قرة بن إياس بن هلال المزني أبو إياس البصري: تابعي ثقة. "التقريب"(6769).
(3)
أخرجه البغوي في "الجعديات"(1082)، وابن حبان في "الثقات"(7/ 280)، وابن حزم في "المحلى"(كتاب أحكام الحجر، 8/ 288) من طرق عن عون به، وإسناده صحيح إلى معاوية بن قرة رحمه الله، وهو من كبار علماء التابعين وأفراد الأذكياء منهم.
(4)
لم أقف على قائله، ولا على الشطر الأول منه.
(5)
أخرجه القضاعي (226)، والعقيلي (4/ 74)، رقم (1628) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 273) - وابن عدي (3/ 262)، والديلمي (2/ 226/ أ) -عن ابن لال- وابن عساكر (53/ 140 - 141)، رقم (6422) من ثلاث طرق عن عمرو بن هاشم به.
ورواية القضاعي في سندها أحمد بن عيسى الوشاء، وهو متروك -كما قال الدارقطني-، روى أباطيل ومناكير عن مالك وغيره من الثقات. انظر:"اللسان"(1/ 571 - 572)، رقم (698)، "تنزيه الشريعة"(أ/ 72).
وبقية الطرق بين صحيحة الإسناد والصالحة إلى عمرو بن هاشم البيروتي، وإنما العلة فيه ومن قبله.
(6)
البَيْروتي -بفتح الموحدة وسكون التحتانية وبالمثناة-: قال ابن وارة: "كان قليل الحديث، وليس بذاك"["الجرح والتعديل" (6/ 268)، رقم (1479)]، وقال الحافظ: صدوق يخطئ. "التقريب"(5127). =
أبي كريمة
(1)
= واختلاف الرواة عنه في تعيين شيخه -كما سيأتي- يدل على وهن فيه. والله أعلم.
(1)
اضطرب عمرو بن هاشم في تعيين شيخه هذا في عامة حديثه؛ فجاء باسم "محمد بن سليمان بن أبي كريمة"، وجاء باسم "سليمان بن أبي كريمة"، وهو والد محمد المذكور، وهكذا هو في جل حديثه عنه مع قلته، فهل هما شيخان له؟ أو شيخ واحد يضطرب في اسمه؟ الظاهر الثاني وأن اسمه محمد، وذلك لكونه يتابع على تلك الروايات عن محمد، دون والده سليمان. والله أعلم.
وعلى كلٍّ فمحمد وأبوه كلاهما واهيان:
أما محمد: فضعفه أبو حاتم، وحكم على حديث له بالبطلان ["العلل" (1228)، و"الجرح" (7/ 268)، رقم (1466)]، وقال البزار (10/ 19)، رقم (4081):"ليس بمعروف بالنقل، وإن كان معروفًا بالنسب"، وقال العقيلي (4/ 74):"روى عن هشام بن عروة بواطيل لا أصل لها، منها ما حدثناه .. " فذكر هذا الحديث. وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات"(ح 595): تالف. وانظر: "تاريخ دمشق"(53/ 140 - 141)، رقم (6422)، "الميزان"(3/ 570)، رقم (7623)، "اللسان"(7/ 172 - 173)، رقم (6860).
تنبيه: جاء في بعض الروايات من رواية أبي صالح الكاتب عن عمرو بن هاشم؛ باسم (محمد بن أبي كريمة) منسوبًا إلى جده، فأفرد له الذهبي ترجمة مستقلة في "الميزان"(4/ 22)، رقم (8105)، وقال:"لا يكاد يعرف، والخبر منكر"، ولم يتعقبه الحافظ في "اللسان"(7/ 465)، رقم (7337)، والحديث الذي استنكره الذهبي أخرجه ابن عساكر أول حديث في ترجمة محمد بن سليمان بن أبي كريمة. والله أعلم.
وأما أبوه سليمان: فقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث"، وقال العقيلي في "الضعفاء"(2/ 138)، رقم (627):"يحدث بمناكير، ولا يتابع على كثير من حديثه"، وذكر له حديثًا منكرًا. وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (10/ 250):"سليمان ضعفه أبو حاتم، وما وثقه أحد".
وقال ابن عدي (3/ 263) -بعد إيراد مناكير-: "حديثه ليس بالكثير، وعامة أحاديثه مناكير، ويرويه -أي: جملة حديثه- عنه عمرو بن هاشم البيروتي، وعمرو ليس به بأس، ولم أر للمتقدمين فيه كلامًا، وقد تكلموا فيمن هو أمثل منه بكثير، ولم يتكلموا في سليمان هذا؛ لأنهم لم يخبروا حديثه".
قلت: كلام أبي حاتم والعقيلي في سليمان نفسه، وفي كلامهما ما يميزه عن ابنه، وأما ابن عدي فإن جل ما ذكر من الأحاديث مما روي بأسانيد مستقيمة عن البيروتي عن محمد بن سليمان بن أبي كريمة الابن، فإرجاع حكم ابن عدي هذا إلى محمد =
والديلمي
(1)
فقط؛ من حديث أحمد بن إبراهيم
(2)
، عن أحمد بن عمرو
(3)
، والعسكري فقط
(4)
من حديث سعدان بن نصر
(5)
، عن خالد بن إسماعيل المخزومي
(6)
، ثلاثتهم: عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعًا: "طاعة النساء ندامة".
لكن؛ قد قال ابن عدي: إنه ما حدث به عن هشام إلا ضعيف، ومحمد بن سليمان لم يتكلم فيه المتقدمون
(7)
.
= الابن أولى، وهما متقاربان في الضعف، والابن أوهى. والله أعلم.
(1)
مسند الفردوس (2/ 226/ أ) بإسناد صحيح إلى أحمد بن إبراهيم، وهو مع شيخه لم أعرفهما.
(2)
لم يتبين لي المراد به.
(3)
لم يَبِنْ لي المراد به، وقد قال ابن عدي:"لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا ضعيف"، وهذا ممن رواه عن هشام. والله أعلم.
(4)
لم أقف عليه مسندًا، وأشار إليه ابن عدي، بقوله:"وحدث به عن هشام: خالدُ بن الوليد المخزومي، وهو أضعف من ابن أبي كريمة هذا".
(5)
ابن منصور أبو عثمان الثقفي البزاز: اسمه سعيد، وسعدان لقبه.
(6)
ابن الوليد أبو الوليد: متروك تالف بلا خلاف، بل قال ابن عدي (3/ 41 - 43):"يضع الحديث على ثقات المسلمين، .. وعامة حديثه موضوعات كلها"، وينسب لجده تدليسًا لحاله كما قال الذهبي وغيره.
انظر: "الميزان"(1/ 627)، رقم (2404)، (644/ 2471)، "اللسان"(/ 314 - 315)، رقم (2855)، (3/ 344)، رقم (2907).
(7)
"الكامل"(3/ 262)، ولم يذكر هذا القول في محمد بن سليمان، وإنما قاله في والده سليمان بن أبي كريمة، كما تقدم مع التعليق عليه. والله أعلم.
والحديث ذكره السيوطي في "اللآلي المصنوعة"(2/ 147) أن ابن أبي كريمة توبع فيه عن هشام من وجهين آخرين أيضًا، فذكرهما، وأحدهما فيه أبو البختري وهب بن وهب القرشي من المشهورين بالوضع، وفي الآخر خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام البخاري، متهم ساقط الحديث أيضًا، وبهما تعقب السيوطيَّ المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة"(النكاح، ح 359/ 32)، والألباني في "الضعيفة"(435).
ولترجمة وهب بن وهب راجع: "الكامل"(7/ 63 - 66)، رقم (1990)، "تاريخ بغداد"(13/ 481 - 487)، رقم (7323)، "اللسان"(8/ 400)، رقم (8396). ولترجمة خلف بن محمد البخاري: انظر: "الأنساب" للسمعاني (2/ 427 - 428)، و"اللسان"(3/ 2968/372).
وله طريق أخرى؛ رواها عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي
(1)
، عن
(1)
هو: عثمان بن عبد الرحمن الحراني الطرائفي: صدوق أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل، فضعف بسبب ذلك حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب، وقد وثقه ابن معين "تقريب التهذيب" (ص: 385، رقم: 4494).
وقال ابن شاهين في تاريخ أسماء الثقات (رقم: 735): "ثقة ثقة، إلا أنه كان يروي عن الضعاف والأقوياء"، وصدقه ابن أبي عاصم، وأبو حاتم الرازي، وأبو عروبة الحراني، وابن عدي، وذكر ثلاثتهم "أنه يحدث بالمناكير عن الضعفاء والمجاهيل، كما يفعله تلميذه بقية بن الوليد أيضًا، والعهدة عليهم فيها دونهما"، ولكنه أيضًا بلي ببقية بن الوليد وتسويته لحديثه بحذف أولئك الضعفاء المتروكين والمجاهيل من الوسط، وجعلها ثقة عن ثقة، ثم بلي بقية بأصحاب مغفلين يصلون عنعناته بالسماع من الحمصيين وغيرهم، فحُمِّل الطرائفيُّ من بعض الأئمة عهدتها، كما تقدم مثال لها عن ابن عدي عند الحديث (555)، كما أنه عند الدارقطني في "العلل"(12/ 317) رقم (2747) مثال آخر لعمل بقية هذا، فحُمِّل الطرائفيُّ تبعة أمثالها، وكذبه عليها بعض من لم يتثبت في أمره كمحمد بن عبد الله بن نمير -فيما حكاه الذهبي ومغلطاي، ولم أقف عليه مسندًا-، ونسبه ابن حبان في المجروحين (2/ 96 - 97/ 664)، إلى التدليس عن الهلكى والمتروكين، وإنما هو من عمل بقية عليه، فقال:"كان معلمًا، يروي عن أقوام ضعاف أشياء يدلسها عن الثقات، حتى إذا سمعها المستمع لم يشك في وضعها، فلما كثر ذلك في أخباره ألزقت به تلك الموضوعات، وحمل عليه الناس في الجرح، فلا يجوز عندي الاحتجاج بروايته كلها على حالة من الأحوال، لما غلب عليها من المناكير عن المشاهير، والموضوعات عن الثقات"، فتعقبه الذهبي في "الميزان"(3/ 45 - 46/ 5532)، بقوله: "هو لا بأس به في نفسه،
…
ولم يرو ابن حبان في ترجمته شيئًا، ولو كان عنده له شيء موضوع لأسرع بإحضاره، وما علمت أن أحدًا قال في عثمان بن عبد الرحمن هذا: إنه يدلس عن الهلكى، إنما قالوا: يأتي عنهم بمناكير، والكلام في الرجال لا يجوز إلا لتام المعرفة تام الورع، وكذا أسرف فيه محمد بن عبد الله بن نمير، فقال:"كذاب".
هذا ولإكثاره بالمناكير عن الضعفاء، والمتهمين، والمجاهيل أدرجه البخاري والعقيلي وأبو العرب التميمي في الضعفاء، وقال الساجي:"عنده مناكير"، وقال أبو أحمد الحاكم -كما في "تاريخ دمشق" (38/ 433) -:"لقب بالطرائفي لأنه كان يتتبع طرائف الحديث، يروي عن قوم ضعاف .. ، حديثه ليس بالقائم"، وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 180):"تكلموا فيه، ويروي عن قوم مجهولين"، وبالغ أبو الفتح الأزدي فقال:"متروك". وأما الإمام أحمد فقال في العلل -رواية ابنه عبد الله (3/ 51) رقم (4121): "لم أسمع منه، وما أخبره"، وتصحف في تهذيب التهذيب (7/ 135) إلى:"لا أجيزه"، ويعني تركه، وليس كذلك. =
عنبسة بن عبد الرحمن
(1)
-وهما متروكان
(2)
- عن محمد بن زاذان
(3)
عن أم سعيد
(4)
بنت زيد بن ثابت، عن أبيها مرفوعًا نحوه
(5)
.
وكذا في الباب ما أخرجه أحمد والعسكري وغيرهما من حديث محمد بن عيسى
(6)
، عن بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة
(7)
، سمعت
= انظر: التاريخ الكبير (6/ 238/ 2269)، الجرح والتعديل (6/ 157 - 158/ 868)، الضعفاء للعقيلي (3/ 207/ 1210)، الكامل (6/ 295 - 297/ 1331)، الأنساب للسمعاني (9/ 61 - 62)، الأنساب المتفقة (ص: 97)، تاريخ دمشق (38/ 430 - 435/ 4612)، تهذيب الكمال (19/ 428 - 431/ 3838)، "إكمال تهذيب الكمال" لمغلطاي (9/ 165 - 167/ 3631).
(1)
ابن عنبسة بن سعيد بن العاص الأموي: متروك، رمي بالوضع ["التقريب" (5206)]، وتقدم (ح 565).
(2)
هنا وقع في عامة نسخ "المقاصد"، وتبع المؤلف فيه ابن الجوزي في "الموضوعات"، والطرائفي صدوق، وأما المتروكان فهما عنبسة وشيخه محمد بن زاذان، كما هو بين من التراجم. والله أعلم.
(3)
المدني: متروك، من الخامسة، ت ق. "التقريب"(5882).
(4)
هي أم سعد: امرأة زيد بن ثابت، وقيل ابنتها، جاء حديثها بإسناد ضعيف، ت ق. "التقريب"(8734).
كذا قال الحافظ بضعف إسناد حديثها تجوزًا، وفيه محمد بن زاذان المتروك كما تقدم، فالإسناد واه.
(5)
أخرجه ابن عدي (5/ 262) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 272)، وأعله ابن الجوزي بعثمان الطرائفي وعنبسة، ونقل عن ابن حبان أنهما لا يُحْتج بهما، وتبعه عليه المؤلف وغيره، والطرائفي ثقة صدوق كما تقدم، وإنما العلة في شيخه عنبسة بن عبد الرحمن بن سعيد وهو كذاب، ومحمد بن زاذان وهو متروك، كما تقدم. والله تعالى أعلم.
(6)
ابن نجيح البغدادي أبو جعفر ابن الطباع.
(7)
قال البخاري والترمذي: "مقارب الحديث"، وروى إسحاق بن منصور عن ابن معين، قال:"صالح"، وقال ابن عدي:"أرجو أنه لا بأس به، وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم"، وقال البزار:"ليس به بأس"، وقال الحاكم:"صدوق"، وقال ابن حجر:"صدوق يهم".
وتكلم فيه آخرون: فقال ابن معين -في رواية الدوري وابن أبي خيثمة عنه-: "حديثه ليس بشيء"، وضعفه الفسوي، وقال البزار في موضع:"ضعيف"، وذكر له العقيلي حديثًا منكرًا في التحذير من الحجامة يومَ الثلاثاء، فقال: "لا يتابع عليه، وليس في =
أبي
(1)
[يحدث عن أبي بكرة]
(2)
مرفوعًا: "هلكت الرجال حين أطاعت
= هذا الباب في اختيار يومٍ للحجامة شيء يثبت"، وقال ابن طاهر: "ليس بشيء في الحديث"، وقال عبد الحق الإشبيلي: "ليس بالقوي"، وتعقبه ابن القطان بأن ابن معين يعني بقوله: "ليس حديثه بشيء" قلةَ حديثه، لرواية الكوسج عنه بأنه صالح. وقال الذهبي وابن رجب: "فيه لين"، ولعل قول الفسوي وابن عدي والذهبي أقرب، لتفرده عن أبيه عن جده بمناكيرَ لا يتابع عليها، ولا يصح ما زعمه ابن القطان من أن الحمل فيها على أبيه، لكونه مجهولًا لم يرو عنه غير ابنه بكار هذا، فإن بكارًا مع قلة حديثه تفرد عن أبيه بمناكير خُولِف فيها، ووالده عبد العزيز بن أبي بكرة قد روى عنه عدةٌ كما في "التهذيب"، وقد وُثِّق، ولم يُذكر المناكير في حديثه من غير رواية ابنه بكار هذا عنه، وحديث الباب علته من بكار نفسه كما سيأتي. والله أعلم.
انظر: "تاريخ الدوري"(4/ 86)، رقم (3269)، وابن أبي خيثمة (2/ 967)، رقم (4195)، "المعرفة" للفسوي (2/ 120)، (3/ 60)، "سنن الترمذي"(1578)، "ترتيب العلل الكبير"(115)، "الضعفاء" للعقيلي (1/ 150)، "الجرح والتعديل"(2/ 408)، رقم (1604)، "الثقات" لابن حبان (6/ 107)، "الكامل"(2/ 43)، رقم (280)، "المستدرك"(1/ 275)، "ذخيرة الحفاظ"(788، 1542، 1596 وغيرها)، "بيان الوهم والإيهام"(3/ 281)، رقم (1029)، "تهذيب الكمال"(4/ 201 - 202)، رقم (739)، "الكاشف"(620)، "الميزان"(1/ 341)، رقم (1261)، "فتح الباري" لابن رجب (5/ 20)، "التقريب"(735).
(1)
هو: عبد العزيز بن أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي البصري: قال العجلي (1103): "تابعي ثقة"، وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 122) وقال الحاكم في "المستدرك" (1/ 275):"صالح الحديث"، وقال ابن القطان:"لا يعرف له حال"، وقال الذهبي:"وثق"، وقال ابن حجر:"صدوق".
وانظر: "تهذيب الكمال"(18/ 116)، رقم (3437)، "الكاشف"(3378)، "التقريب"(4086).
(2)
في نسخ "المقاصد" الخطية: "يذكر عن جده"، وهو سبق قلم من المؤلف رحمه الله، والتصويب من مصادر التخريج.
وأما جده الحارث بن كلدة الثقفي؛ فليس له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، واختلف في إسلامه، فنفى إسلامه ابن أبي حاتم وابن عبد البر، وذكر أبو نعيم وابن منده وغيرهما رواية تفيد شهوده لحجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وسلم، فيظهر منها صحة إسلامه، وهو الذي رجحه الحافظ في "الإصابة". والله أعلم.
وانظر: "الطبقات" لابن سعد (5/ 507)، "الجرح والتعديل"(3/ 87)، رقم (401)، "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (2/ 779 - 780)، "الاستيعاب" لابن عبد البر =
النساء"
(1)
.
= رقم (393)، "أسد الغابة" رقم (954)، "الإصابة" للحافظ ابن حجر (2/ 388 - 391)، رقم (1485).
(1)
منكر: أخرجه أحمد (34/ 106)، رقم (20455)، وابن أبي خيثمة في "التاريخ"(2/ 974)، رقم (94)، وابن عدي (2/ 43)، والطبراني في "الأوسط"(425) وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(2/ 34)، والحاكم (4/ 291) من طريق أحمد بن عبد الملك الحراني، وخالد بن خداش أبي الهيثم، ومحمد بن عيسى الطباع -ثلاثتهم ثقات-: عن بكار، عن أبيه، يحدث عن أبي بكرة رضي الله عنه به، ولفظ أحمد:"أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم أتاه بشير يبشره بظفر جند له على عدوهم، ورأسه في حجر عائشة، فقام فخر ساجدًا، ثم أنشأ يسائل البشير، فأخبره فيما أخبره أنه ولي أمرهم امرأة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الآن هلكت الرجال إذا أطاعت النساء" ثلاثًا"). ولفظ غيره: "حين أطاعت".
وهذا أخطأ فيه بكارٌ راويه في مواضع، فلم يكن هناك بعث سرية إلى فارس زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا مبشر من السرية، وإنما المحفوظ فيه قصة رسولي باذام
…
وللحديث قصة
…
وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم،:"لن يفلح قوم ولَّوا أمرهم امرأة".
وهذا أخرجه البخاري (4425، 7099) من حديث عوف، عن الحسن، عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن أهل فارس ملكوا عليهم بنت كسرى قال: فذكره
…
ومما يبين وهن خبر بكار المتقدم أن البزار رواه (9/ 137/ 3692) عن عمرو بن علي، قال: حدثنا حامد بن عمر البكراوي، قال: حدثنا بكار بن عبد العزيز عن أبيه عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه فتح فسجد، فجعل يسأل الرسول -وعنده خبرهم- من أمروا؟ -أو من ولوا أمرهم؟ - فقال: امرأة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"هلكت الرجال حين ملكت النساء".
وحامد ثقة من رجال الشيخين ["التقريب" (1067)]، وبكار لم يخطئ هنا إلا في موضع واحد، وهو ذكر الفتح وقصة الرسول، ولم يغز جيش المسلمين الفرس حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
ورواه البزار أيضًا عن زيد بن أخزم -ثقة حافظ- عن أبي قتيبة -وهو سلم بن قتيبة الشعيري: صدوق- قال: حدثنا أبو المنهال البكراوي، عن عبد العزيز بن أبي بكرة، عن أبيه رضي الله عنه، قال: لما مات كسرى، قال: من ولوا بعده؟ قال: ابنته بوران، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة".
وأبو المنهال مولى البكراويين: هو عبد الرحمن بن معاوية، لم يرو عنه إلا سلم بن قتيبة الشعيري الخراساني وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف -عند الحاكم- ولم أجد له =
ولذا كان إدخال ابن الجوزي لحديث عائشة في "الموضوعات" ليس بجيد
(1)
.
وقد استشار النبي صلى الله عليه وسلم أمَّ سلمة رضي الله عنها، كما في قصة صلح الحديبية
(2)
، وصار دليلًا لجواز استشارة المرأة الفاضلة، ولفضل أم سلمة ووفور عقلها، حتى قال إمام الحرمين:"لا نعلم امرأة أشارت برأي فأصابت إلا أم سلمة"
(3)
.
كذا قال، وقد استدرك بعضهم عليه ابنةَ شعيب في أمر موسى عليه السلام في غيرها.
= ترجمة، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10306):"لم أعرفه"، إلا أن الحاكم صحح إسناد حديثه (4/ 279)، والمتن الذي رواه توبع عليه متابعة قاصرة عند البخاري في "صحيحه" من رواية الحسن عن أبي بكرة رضي الله عنه -كما تقدم-، وهو لم يرو إلا حديثين -كما قال البزار-، وهما مستقيمان، فهو مستقيم الحديث، إن شاء الله تعالى. والله أعلم.
وعليه قال المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة"(359): "ليس بصحيح، بكار ضعيف، وأبوه لم يوثق توثيقًا معتبرًا، والصحيح عن أبي بكرة مرفوعًا: "لن يفلح قوم ولَّوا أمرهم امرأة""، ونحوه في "الضعيفة" للألباني.
وله شاهد من حديث جابر رضي الله عنه عند ابن عساكر (16/ 445) بلفظ: "حسن الملكة يمن، وسوء الخلق شؤم، وطاعة المرأة ندامة، والصدقة تدفع القضاء السوء". وفيه علي بن أحمد بن زهير التميمي؛ كذبه الحافظ أبو محمد بن صابر، ونسبه إلى سرقة السماعات، وقال:"كان غير ثقة ولا مأمون"["تاريخ دمشق" (41/ 224 - 226)، رقم (4778)]، وفيه جملة ممن يصعب الوقوف على تراجمهم، وعليه قال الألباني:"ضعيف جدًّا، وإسناده مظلم""الضعيفة"(3491، 435)، ولذا فتجويد السيوطي لإسناده في "جمع الجوامع"(1/ 11728)، رقم (12053) ورمزه للتحسين في "الجامع الصغير"(3725) غير جيد. والله أعلم.
(1)
بل هو المختار، لما سبق من وهاء تلك الروايات، وأن مدارها على المتهمين والمتروكين، ولمخالفة المتن للصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقوى ما ذكره المؤلف روايةُ بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة عن أبيه عن أبي بكرة رضي الله عنه، وهي -مع أنها لا تشهد لحديث الباب- رواية منكرة، لا يجوز أن يُستنَد إليها. والله أعلم.
(2)
أخرجه البخاري (ح 2731، 2732) في حديث طويل.
(3)
ذكره الحافظ في "الفتح"(5/ 347 - معرفة) مع نقل الاستدراك عليه.
595 - حديث: "الشباب شعبة من الجنون، والنساء حِبالة الشيطان".
أبو نعيم في "الحلية" عن عبد الرحمن بن عابس
(1)
.
وابن لال عن ابن مسعود
(2)
.
(1)
لم أقف عليه من رواية عبد الرحمن بن عابس مرسلًا، كما هو ظاهر كلام المؤلف رحمه الله، وهو عند أبي نعيم في "الحلية"(1/ 138) من طريق بكر بن بكار، عن عمرو بن ثابت، عن عبد الرحمن بن عابس، عن أبيه عابس بن ربيعة، عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا. وأورده الديلمي (2/ 199/ ب) -بعد نقله لحديث ابن مسعود الآتي عن ابن لال بإسناده- عن أبي نعيم بإسناده إلى عبد الرحمن بن عابس ملتقى الإسنادين، ثم قال:" .. مثله". فلعله من هنا ذهب المؤلف إلى توهم الإرسال في رواية أبي نعيم. والله أعلم.
هذا، والإسناد فيه علتان:
1 -
بكر بن بكار: هو ابن الخصيب أبو عمرو القيسي البصري، نزيل أصبهان؛ ضعفه ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، وقال النسائي:"ليس بثقة"، وقال ابن أبي حاتم:"ضعيف الحديث، سيء الحفظ، له تخليط"، وقال ابن حجر في "التهذيب" (1/ 420):"له نسخة سمعناها بعلو، وفيها مناكير ضعفوه بسببها"، وذكره الساجي وابن الجارود والعقيلي في "الضعفاء"، ووثقه أبو عاصم النبيل وأشهل، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 146)، رقم (12667)، وقال:"ربما أخطأ"، واستنكر ابن عدي وأبو الشيخ الأصبهاني وغيرهما أحاديث له تفرد بها عن شعبة وغيره من الثقات، ثم قال ابن عدي:"وله أحاديث حسان غرائب صالحة، وهو ممن يكتب حديثه، وليس حديثه بالمنكر جدًّا"، فهو في عداد من يضعف حديثه، لا سيما إذا انفرد. والله أعلم.
انظر: "تاريخ الدوري"(4/ 209)، رقم (3997)، "الجرح والتعديل"(2/ 383)، (3/ 70)، "الضعفاء" للنسائي (87)، والعقيلي (1/ 152)، "الكامل"(2/ 31)، رقم (272)، "طبقات المحدثين بأصبهان"(2/ 51 - 55)، رقم (94)، "تاريخ أصبهان"(1/ 282)، "تهذيب الكمال"(4/ 203)، رقم (62).
2 -
عمرو بن ثابت: هو ابن أبي ثابت بن هرمز الكوفي: متروك اتفاقًا، وذكره ابن حبان برواية الموضوعات، واتهمه ابن كثير بالوضع وسرقة الحديث، وتقدمت ترجمته (ح 144).
(2)
نقله الديلمي (2/ 199/ ب) -وهو في "زهره"(2/ 240) - عن ابن لال يرويه من طريق محمد بن موسى بن حماد، عن سليمان بن أبي شيخ، عن أبيه، عن الحسن بن عمارة، عن عبد الرحمن بن عابس، عن عامر بن ربيعة، عن ابن مسعود به مرفوعًا.
وفي إسناده ثلاث علل: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 1 - الحسن بن عمارة؛ وهو البجلي قاضي بغداد، متروك وكذبه بعضهم. انظر:"التهذيب"(6/ 265 - 277)، رقم (1252)، "الميزان"(1/ 513 - 515)، رقم (1918)، "التقريب"(1264).
2 -
أبو شيخ: وهو منصور بن سليمان الواسطي؛ لم أقف له على ترجمة، وقد ورد ذكر مولده ووفاته في ترجمة ابنه من "تاريخ بغداد"(9/ 50)، رقم (4630)، ونقل توثيق أبي داود وغيره لابنه سليمان.
3 -
محمد بن موسى بن حماد: هو البربري يعرف بقمطر؛ قال الدارقطني: "ليس بالقوي".
"سؤالات الحاكم"(221)، و"الميزان"(4/ 51/ 8235)، و"المغني"(6016).
وقد روي بتمامه من طريق عبد الرحمن بن عابس، عن أناس، عن ابن مسعود موقوفًا، وهو أشبه.
أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 295 - 297)، رقم (35694 - عوامة، و 35555 - الجمعة + اللحيدان) وهناد في "الزهد"(497)، وابن أبي عمر العدني -كما في "المطالب العالية"(3125) - والخطابي في "الغريب"(2/ 267)، والبيهقي في "المدخل"(2/ 160)، رقم (641)، وابن عساكر (33/ 179 - 180) من طريقي عبد الله بن نمير وبشر بن السري، عن الثوري، قال: ثنا عبد الرحمن بن عابس، حدثني ناس، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أنه كان يقول في خطبته: .. فذكر خطبة طويلة فيها هاتان الجملتان.
وقد اجتهد الشيخ محمد عوامة محقق "المصنَّف"، والشيخ قاسم بن صالح القاسم محقق الجزء (13) من "المطالب العالية"، والشيخ عبد الكريم العزباوي محقق "غريب الحديث" للخطابي، فصحفوا "أناس" إلى "أبو إياس"، أو "إياس"، مع سلامة أصولهم من التصحيف المذكور، كما في تنبيهاتهم على الهوامش، ومما يؤكد خطأ تصرفهم هذا أن البيهقي رحمه الله بعد سياقه للأثر المذكور في "المدخل" أسند عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، أنه قال: حدثني ناس من أصحاب عبد الله، قال: ثم سألته، فقال: حدثني ناس، ولم يذكر من أصحاب عبد الله .. ، وهذا الإسناد فيه جهالة إبهام في شيوخ عبد الرحمن بن عابس من أصحاب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وباقي رجاله ثقات على شرط الصحيح. والله أعلم.
وله شاهد موقوف عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أخرجه الإمام أحمد في "الزهد" (ح 757) أنه قال: "الريب من الكفر، والنوح عمل الجاهلية، والشعر مزامير إبليس، والغلول جمر من جهنم، والخمر جماع كل إثم، والشباب شعبة من الجنون، والنساء حبالة الشيطان، والكبر شر من الشر، وشر المآكل مال اليتيم، وشر المكاسب الربا، =
والديلمي عن عبد الله بن عامر
(1)
وعقبة بن عامر
(2)
في حديث طويل.
والتيمي في "ترغيبه" عن زيد بن خالد
(3)
، كلهم: مرفوعًا به.
وحِبالة -بالكسر-: هو ما يُصَاد به؛ من أي شيء كان، وجمعه حبائل، والرواية به
(4)
أكثر؛ أي: مصائده
(5)
.
ولا ينافيه ما روينا عن سفيان الثوري، من قوله:"يا معشر الشباب! عليكم بقيام الليل، فإنما الخير في الشباب"
(6)
. لكونه محلًا للقوة والنشاط غالبًا.
ومن شواهد الحديث: "عجب ربك من شاب ليست له صبوة"، وسيأتي
(7)
.
596 - حديث: "شبه الشيء منجذب إليه".
هو معنى: "الأرواح جنود مجندة"، وقد تقدم
(8)
، بل عند الديلمي عن
= والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه". ورجال إسناده كلهم ثقات، لقي بعضهم بعضًا.
فالحديث صح إسناده موقوفًا، ويحمل على التحذير من استعجال في طبع الشباب، والتنبيه على أخذ الحذر من مكائد الشيطان في أمر النساء، ولا يعني الطعن في طباعهن نفسًا، كما أنه لا إثم لحبالة الصياد في نفسها، وإنما الخير والشر فيها راجعان للصياد وعمله. والله أعلم.
(1)
لم أقف عليه.
(2)
هو طرف من خطبة طويلة تقدم تخريجها برقم (516)، وإسناده واه جدًّا.
(3)
تقدم تخريجه عند الحديث (516، 570)، مع استنكار الذهبي لمتنه وتضعيفه لرواته.
(4)
أي: بصيغة الجمع (حبائل).
(5)
انظر: "غريب الحديث" لابن قتيبة (2/ 480).
(6)
لم أقف عليه عن الثوري، ولكنه ورد الجزء الأخير منه عند أبي نعيم في "الحلية"(2/ 373)، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"(681)، وابن عساكر (56/ 417) من طريق حسن عن مالك بن دينار قولَه:"إنما الخير في الشباب" في قصة.
(7)
سيأتي في حرف العين (ح 688)، بلفظ:"عجب ربنا من شاب .. "، ولم يتكلم عليه، بل أحاله إلى "إن الله يحب الشاب التائب" في حرف الألف (244)، وتكلم فيه هناك.
(8)
انظر الحديث: (96).
أنس رفعه: "إن لله عز وجل ملكًا موكلًا بتأليف الأشكال"، وهو ضعيف
(1)
.
نعم؛ في تاسع "المجالسة" للدينوري من جهة [أبي غَزِيَّة]
(2)
الأنصاري، عن الشعبي، قال:"إن لله ملكًا موكلًا بجمع الأشكال بعضها إلى بعض"، وهو أشبه
(3)
.
597 - حديث: "الشتاء ربيع المؤمن؛ طال ليله فقامه، وقصر نهاره فصامه".
أبو يعلى والعسكري بتمامه، وأحمد وأبو نعيم باختصار، كلهم: من حديث دَرَّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد به مرفوعًا
(4)
. ودرَّاجٌ ممن ضعفه
(1)
لم أقف عليه في "زهر الفردوس"، وعزاه البقاعي في "نظم الدرر"(13/ 212) إلى الديلمي، وهو في "الفردوس" برقم (694)، ولم أقف عليه مسندًا، وقد أطلق المؤلف عليه الضعف، وقَلَّما يطلق ذلك إلا في الواهي التالف الإسناد، وترجيح المؤلف -لاحقًا- لما أورده عن الشعبي مقطوعًا يؤكد ذلك، فإنه عن الشعبي بإسناد تالف جدًّا، كما سيأتي. والله أعلم.
(2)
في (أ، ز، م، هـ، عز) من نسخ المقاصد: "ابن أبي غَزِيَّة"، والنص ساقط في بقية النسخ، ولعله سبق قلم من المؤلف أو النساخ، والتصويب من المصدر، ومثله عند البقاعي في "نظم الدرر"(سورة النور، 13/ 212)، وهو الصواب، كما في مصادر ترجمة الراوي وشيخه الشعبي. والله تعالى أعلم.
وهو أبو غزية الكبير محمد بن موسى بن مسكين الأنصاري الفقيه، قاضي المدينة توفي سنة (207 هـ): واه منكر الحديث، وقال ابن حبان:"كان ممن يسرق الحديث ويحدث به، ويروي عن الثقات أشياء موضوعات حتى إذا سمعها المبتدئ في الصناعة سبق إلى قلبه أنه كان المتعمد لها".
انظر: "التاريخ الكبير" للبخاري (1/ 238، 1/ 392، رقم 1249 - ترجمة إسحاق بن سعيد بن جبير)، "الجرح والتعديل"(8/ 83)، "الضعفاء" للعقيلي (4/ 138)، رقم (1699)، "المجروحين"(2/ 289)، "الكامل"(6)، رقم (265/ 1746)، "الميزان"(4/ 49)، "اللسان"(7/ 538)، رقم (7462).
(3)
رواه أحمد بن مروان الدينوري في "المجالسة"(4/ 84)، رقم (1252)، وإسناده تالف، أبو غزية الأنصاري الكبير: واه، منكر الحديث، واتهمه ابن حبان بسرقة الحديث، كما تقدم. وبقية رجاله ثقات.
(4)
أخرجه أحمد (18/ 245)، رقم (11716)، وأبو يعلى (1061، 1386)، والآجري في "فضل قيام الليل"(13)، وابن عدي (3/ 114) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 325)، =
جماعة
(1)
، وعُدَّ هذا الحديثُ فيما أنكر عليه
(2)
، لكن قد وثقه ابن معين وابن حبان
(3)
، وقال ابن شاهين في "ثقاته": "ما كان من حديثه عن أبي الهيثم عن
= والقضاعي (141، 142)، والبيهقي (4/ 297) وفي "الشعب"(5)، رقم (423/ 3655) - عن الحاكم، وعزاه البوصيري في "الإتحاف"(155/ 5، 2255/ 2) للحاكم، ولم أقف عليه في "المستدرك" - وابن الجوزي في "العلل"(501)، وابن عساكر (17/ 219) من طريقي عمرو بن الحارث وابن لهيعة، عن دراج به.
وعلقه الديلمي (2/ 199/ ب) عن أبي يعلى الموصلي، عن أبي كريب، عن زيد بن الحباب، عن كثير بن زيد، عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، عن جده.
ورواية أبي يعلى الأخيرة هذه لم أقف عليها في "المقصد العلي" و"المطالب العالية" و"إتحاف الخيرة"، مع توسع البوصيري في تخريج الحديث من الكتب الخارجة عن أصوله، فلعل أبا يعلى أخرجه في غير مسنديه ومعجمه، أو أن المؤلف كعادته ربما أخذه من "مسند الفردوس" ونسبه إلى الأصل دون بيان. والله أعلم.
والحديث مختصر في جميع الروايات، إلا في رواية أبي الأسود عن ابن لهيعة عند البيهقي، ورواية هارون بن معروف عن ابن وهب عند الآجري، وكذا رواية أبي يعلى المذكورة عند الديلمي.
(1)
منهم أحمد، وقال:"أحاديثه مناكير"، وعنه أيضًا:"دراج حديثه منكر"، وقال في رواية أبي داود عنه:"روى مناكير كثيرة، وفي حديث في إسناده دراجٌ؛ الشأن في دراج"، وسئل أبو حاتم الرازي عن حديث رواه ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن دراج، عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا، فقال:"هذا حديث منكر، ودراج في حديثه صنعة"، وقال النسائي:"منكر الحديث"، وقال الدارقطني:"متروك"، وهكذا وهاه فضلك الرازي والعقيلي، وضعفه عثمان بن سعيد الدارمي وغيره.
انظر: "العلل ومعرفة الرجال" لأحمد (4482)، "سؤالات أبي داود"(259)، "الضعفاء" للنسائي (187)، والعقيلي (2/ 43)، رقم (471)، "الجرح والتعديل"(3/ 341 - 342)، رقم (2008)، "العلل" لابن أبي حاتم (1181)، "الكامل"(3/ 112 - 115)، "سؤالات البرقاني"(142)، سؤالات الحاكم (261)، "تاريخ دمشق"(17/ 218 - 225)، رقم (2076)، "التهذيب"(8/ 477 - 480)، رقم (1797)، "الميزان"(2/ 24 - 25)، رقم (2667).
(2)
عد ابن عدي وغيره هذا الحديث فيما أنكر على دراج.
(3)
انظر: "تاريخ ابن معين" الدارمي (315)، الدوري (2/ 154، 5039)"الجرح"(3/ 42)"الثقات" لابن حبان (5/ 43، 3763، و 5/ 114، 4111)"الكامل"(3/ 112 - 113، 115). =
أبي سعيد فليس به بأس"
(1)
.
وعليه مشى شيخي في "تقريبه" حيث قال: "إنه صدوق في حديثه عن أبي الهيثم، ضعيف"؛ يعني: في غيره
(2)
، وعكس أبو داود، فقال: أحاديثه مستقيمة، إلا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد
(3)
. وعلى كلِّ حالٍ فلهذا الحديث شواهدُ
(4)
.
= ومال ابن عدي إلى قول ابن معين فيما سوى الأحاديث التي أنكرت عليه.
(1)
"الثقات" لابن شاهين (349) نقلًا عن ابن معين، بلفظ:"ما كان بهذا الإسناد فليس به بأس، ودراج وأبو الهيثم ثقتان"، والذي في "تاريخ الدوري" -وعنه في "الكامل" لابن عدي-:"سمعت يحيى يقول -وسئل عن حديث دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد- فقال: ما كان هكذا -زاد ابن عدي: بهذا الإسناد- فليس به بأس" قال الدوري: فقلت له: إن دراجًا يحدث عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أصدق الرؤيا بالأسحار" ويروي أيضًا: "اذكروا الله حتى يقولوا مجنون"؟! فقال: "هما ثقتان؛ دراج وأبو الهيثم، وقد روى -زاد ابن عدي: بعض- هذه الأحاديث عمرو بن الحارث"، وعمرو بن الحارث يرويها عن دراج عن أبي الهيثم، وليس بمتابع له، فآفة نكارتها من دراج. والله أعلم.
(2)
كذا ذكر المؤلف رحمه الله، وفي "التقريب" (1824):"صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف"، وسياق العبارة دال -والله أعلم- على أن ما في "التقريب" هو الأصوب، وتقدمت الترجمة مختصرًا (ح 558، 572).
(3)
"سؤالات الآجري"(1492)، وهذا الذي ذكره الإمام أبو داود قد سبقه إليه في شأن هذه السلسلة شيخه الإمام أحمد، فقال -كما في "الكامل" (3/ 112) -:"أحاديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فيها ضعف"، ولكنه في سائر أقواله والروايات عنه يطلق الحكم بنكارة حديث دراج، ووافقه عليه أبو حاتم الرازي وغيره كما تقدم، وما ذكره أبو داود من التفصيل هو الذي اعتمده الذهبي في "الكاشف"(1473) و"المغني"(2039)، وابن حجر في "التقريب"، والألباني في "الصحيحة" كما تقدم.
وهكذا ما أنكره الدوري والعقيلي وابن عدي وغيرهم على دراج عامتها من روايته عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، وهذا دال على ترجيح كلام الإمام أحمد وأبي داود على كلام ابن معين في توثيقه، إلا أن ذلك لا يعني أن يكون محتجًا به فيما يرويه عن غير أبي الهيثم مطلقًا، فقد أنكر الأئمة رواياتٍ له عن غير أبي الهيثم أيضًا؛ كابن حجيرة الأكبر ونحوه -كما تقدم عن أبي حاتم آنفًا- والذي يظهر أنه ضعيف يعتبر به في عامة أحواله، ويتجنب أفراده ومناكيره، وهو في أبي الهيثم أضعف. والله أعلم.
(4)
الحديث منكر -وإن كان دراج وثقه بعض الأئمة- وقد قال الإمام أحمد في رواية =
منها: ما رواه ابن أبي عاصم والطبراني وغيرهما من حديث سعيد بن بشير
(1)
، عن قتادة، عن أنس مرفوعًا: "الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة
(2)
"
(3)
.
= المروذي عنه في "العلل"(287): "الحديث عن الضعفاء قد يحتاج إليه في وقت، والمنكر أبدًا منكر"، فليس يتقوى بطرقه، وهي أشد ضعفًا منه، كما سيأتي. والله أعلم.
(1)
ضعفه ابن معين وابن المديني والبخاري وأبو زرعة الرازي وأبو داود والنسائي، وتركه ابن مهدي بأخرة، ووهاه أبو مسهر وابن نمير والفسوي وابن حبان؛ وذكروا أنه كان سيء الحفظ جدًّا، روى عن قتادة وعمرو بن دينار مناكير لا يتابع عليها.
وقواه شعبة وأبو حاتم والبزار وابن عدي، فجعلوه في مرتبة الصدوق، ووثقه دحيم ونقل ذلك عن مشايخه، وأنكر أبو حاتم إدخاله في الضعفاء، وقال سعيد بن عبد العزيز وغيره بصحة رواياته في التفسير خاصة.
وحديث الباب منكر، تفرد به سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس رضي الله عنه.
انظر: "الضعفاء" للبخاري (131)، والنسائي (267)، والعقيلي (2/ 101 - 102)، رقم (563)، "سؤالات البردعي"(2/ 619)، رقم (117)، "سؤالات ابن أبي شيبة"(223)، سؤالات الآجري (336 - العمري)، "الجرح"(4/ 6 - 7)، "المجروحين"(1/ 319)، "الكامل"(3/ 369 - 375)، رقم (805)، "التهذيب"(10/ 348 - 356)، رقم (2243)، "الكاشف"(1858)، "تهذيب التهذيب"(4/ 8 - 10/ الهندية)، "التقريب"(2276).
(2)
قال الهروي: أي: لا تعب فيه ولا مشقة، وكل محبوب عندهم بارد، وقيل: معناه الغنيمة الثابتة المستقرة، من قولهم:"برد لي على فلان حق"؛ أي: ثبت. وفي موضع آخر: سمي غنيمة لما فيه من الأجر والثواب.
انظر: "الغربيين" للهروي (1/ 164 - 165)، و"النهاية" لابن الأثير (1/ 292/ برد، 3/ 737/ غنيمة).
(3)
لم أقف عليه عند ابن أبي عاصم، وأخرجه الطبراني في "الصغير"(716) و"الشاميين"(4/ 16)، رقم (2600) -ومن طريقه ابن عساكر (5/ 456) - وابن عدي (3/ 374) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(5/ 424)، رقم (3658) - من طريقين عن الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشيرٍ به. قال الطبراني وابن عدي:"لم يروه عن قتادة غير سعيد، ولا عنه غير الوليد".
وأعله الهيثمي باختلاط سعيد بن بشير، وعده ابن عدي وابن طاهر مما أُنكِر عليه، وزاد الألباني أن الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية، وقد عنعن. انظر:"ذخيرة الحفاظ"(3437)، "مجمع الزوائد"(3/ 546)، رقم (5218)، "الصحيحة"(1922). =
وسعيد ضعيف عند أكثرهم، وقد رواه همام عن قتادة، فجعله عن أنس عن أبي هريرة موقوفًا.
أخرجه البيهقي وأبو نعيم وعبد الله بن أحمد
(1)
، وهو أصح
(2)
.
ومنها: ما رواه أحمد والترمذي وابن خزيمة في "صحيحه"، والطبراني والقضاعي؛ من حديث الثوري، عن أبي إسحاق، عن نمير بن عَرِيب
(3)
، عن عامر بن مسعود
(4)
، رفعه
(5)
، بلفظ حديث أنس، كما بيَّنت
= وخولف سعيد بن بشير في هذا الحديث من ثقات أصحاب قتادة، كما سيبينه المؤلف رحمه الله.
(1)
رواه عبد الله بن أحمد في زوائد "الزهد"(ص 221) -ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 381) -، والبيهقي (4/ 298)، رقم (8718) من حديث ثلاثة من الثقات عن همام، عن قتادة، حدثنا أنس، قال: قال أبو هريرة: ألا أدلكم على الغقيمة الباردة؟ قلنا: وما ذلك يا أبا هريرة؟ قال: "الصوم في الشتاء". قال البيهقي: هذا موقوف.
(2)
قال أبو زرعة وأبو حاتم: "حديث سعيد بن بشير خطأ منه، رواه همام والدستوائي عن قتادة عن أنس، قال: قال: أبو هريرة". انظر: "العلل" لابن أبي حاتم (742).
(3)
هو: نمير بن عَرِيب -بمهملتين، وزن عظيم- الهمداني -بسكون الميم- الكوفي: مقبول، من الثالثة، ووهم من ذكره في الصحابة أيضًا، ت ["التقريب" (7191)]، وقال أبو حاتم:"لا أعرفه إلا في حديث الصوم"، وقال الذهبي:"لا يعرف". انظر: "الجرح والتعديل"(8/ 498)، رقم (2277)، "تهذيب الكمال"(30/ 22)، رقم (6476)، "الميزان"(4/ 273)، رقم (9120)، "الإصابة"(6/ 513)، رقم (8913).
(4)
هو: عامر بن مسعود بن أمية بن خلف القرشي الجمحي -ابن أخي صفوان بن أمية رضي الله عنه-: مختلف في صحبته؛ نفاها ابن معين والبخاري والترمذي وأبو زرعة وأبو حاتم وابن حبان وابن عدي والبيهقي والضياء وغيرهم، ووهم ابن حبان من عده في الصحابة، وسئل أحمد: أله صحبة؟ قال: لا أدري.
وقال مصعب بن عبد الله الزبيري: "له صحبة". رواهما أبو داود في "سؤالاته".
والجمهور على نفي صحبته، ولم يستدل من أثبت له الصحبة بما يَفْصِل ويؤيده. والله أعلم.
انظر: "سؤالات أبي داود"(79)، "المراسيل" لابن أبي حاتم (301)، "الثقات" لابن حبان (5/ 190)، (7/ 543)، "ترتيب علل الترمذي"(1/ 128)، رقم (218)، "الكامل"(3/ 433)، "العلل" للدارقطني (6/ 183)، رقم (1055)، "تهذيب الكمال"(14/ 75 - 77)، "تهذيب التهذيب"(2/ 271 - الرسالة)، "الإصابة"(3/ 603)، رقم (4432)، "الكاشف"(2546)، "التقريب"(3109).
(5)
أخرجه أحمد (31/ 290)، رقم (18959)، والترمذي (797)، وابن أبي شيبة =
ذلك كلَّه في "الأمالي"
(1)
، وتكلم العسكري في معناهما
(2)
.
وللديلمي عن ابن مسعود مرفوعًا: "مرحبًا بالشتاء، فيه تنزل الرحمة؛ أما ليله فطويل للقائم، وأما نهاره فقصير للصائم"
(3)
.
= (9839)، والسري بن يحيى في "حديث الثوري"(65)، وابن أبي الدنيا في "التهجد"(512)، وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2875)، وابن خزيمة (2145)، والطبراني في "الكبير" -كما في "مسند الفردوس"(2/ 213/ أ) - وابن جميع في "المعجم"(2/ 212)، رقم (334) وأبو الشيخ في "الأمثال"(223)، والقضاعي (231)، والبيهقي (4/ 296)، رقم (8717)، والضياء في "المختارة"(3/ 278 - 279)، رقم (244 - 247) وغيرهم من طرق عن الثوري به.
وحكم البخاري والترمذي والبيهقي والضياء وأبو حاتم وغيرهم بأنه مرسل.
ورواه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن عامر بن مسعود مرفوعًا، ولم يذكر نمير بن عريب بين جده وعامرِ بن مسعود. أخرجه الفسوي في "المعرفة"(3/ 127)، وابن أبي الدنيا في "التهجد"(376)، وابن قانع في "معجم الصحابة"(2/ 242)، رقم (752) وأبو نعيم في "المعرفة"(4/ 2065)، رقم (5189) من طرق عن إسرائيل به، والثوري أحفظ وأتقن وأرجح من إسرائيل وكلِّ من خالفه، ويحتمل أن يكون أبو إسحاق دلَّس في الرواية الأخرى، كما يحتمل أن يكون إسرائيل وهم عليه.
ورواية الثوري فيها ثلاث علل: 1 - جهالة نمير بن عريب، 2 - وتفرده بها، وليس ممن ثبتت عدالته حتى يحتمل تفرده، 3 - والإرسال، بناءًا على ما تقدم من ترجح تابعية عامر بن مسعود.
وأعلها محققو المسند بجهالة حال عامر، وأنه لم يوثقه غير ابن حبان، ولكنه ممن يحتمل حديثه، ولم أقف على تعليل حديثٍ به من أحدٍ من الأئمة، بل وصفه بالصحبة من بعضهم ربما يقوي جانب توثيقه. والله أعلم.
والحديث مروي عن عمر رضي الله عنه وعبيد بن عمير وغيرهما من أقوالهم موقوفة عليهم.
(1)
للمؤلف رحمه الله عدة أمالي، كما تقدم في ترجمته، ولم أقف منها إلا على "تخريج أحاديث العادلين لأبي نعيم" -مطبوع في جزء، ومنها "تخريج الأربعين النووي"- خ، ومنها:"تكملة تخريج الأذكار" و"الأمالي المطلقة"، ولم أقف على أمرهما، ولا على موضع كلامه منها. والله أعلم.
(2)
لم أقف على كتاب العسكري، وتكلم في معناه الديلمي (2/ 213/ أ) بنحوٍ مما تقدم عن الهروي وغيره.
(3)
الفردوس (4/ 164)، رقم (6513) -واللوحات التي يتبعها من مصورة "مسند الفردوس"(3/ 253 - 255) مطموسة كلها، وهو في "زهره"(4/ 71) -، وأخرجه =
وفي حادي عشر "المجالسة" من حديث عمران بن حُدَير، عن قتادة، قال:"لم ينزل عذاب قط من السماء على قوم إلا عند انسلاخ الشتاء"
(1)
.
598 - حديث: "شراركم عزابكم".
أبو يعلى والطبراني؛ من حديث أبي هريرة، أنه قال: لو لم يبق من أَجَلي إلا يوم واحد لقيت الله بزوجة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: .. وذكره
(2)
.
= كذلك ابن عدي (3/ 458)، (7/ 15) من طرق عن محمد بن موسى الحرشي، عن نعيم بن عبد الحميد الواسطي، عن السري بن إسماعيل الكوفي، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء الشتاء قال: .. فذكره.
وهذا حديث منكر واه، وفي إسناده علتان:
1 -
نعيم بن عبد الحميد: ضعيف، كما في "الكامل"(7/ 15)، رقم (1958).
2 -
السري بن إسماعيل الهمداني الكوفي -ابن عم الشعبي-: متروك بالاتفاق، وكذبه القطان، وأسوأ حديثه ما يرويه عن الشعبي، فكلها أوابد. انظر:"الجرح والتعديل"(4/ 282 - 283)، رقم (1216)، "الكامل"(3/ 456 - 458)، رقم (872)، "التهذيب"(10/ 227 - 231)، رقم (2193)، "التقريب"(2221).
والحديث نقل ابن عدي استنكار الساجي له، ثم قال:"ولعل إنكاره أتيناه من قبل نُعيم هذا، فإنه ليس بذاك في الحديث، ولم يروه عن السري غير نعيم، ونعيم معروف بهذا الحديث"، وأما الذهبي فكما في "الميزان"(4/ 270) جعل الآفة فيه من السري بن إسماعيل، وذلك أقرب، لكونه أوهى وقد اتُّهِم. والله أعلم.
(1)
أخرجه في "المجالسة"(2/ 280)، رقم (426)، (7/ 64)، رقم (2925)، وإسناده واه جدًّا، فيه محمد بن عبد العزيز الدينوري: رماه ابن أبي حاتم بسرقة الحديث، وحكم ابن عدي على جملة أحاديث له بالبطلان، فقال:"وله غير هذا مما أنكرت عليه"، واتهمه الذهبي بالوضع، وقال:"ليس بثقة، يأتي ببلايا". انظر: "الجرح والتعديل"(8/ 8)، رقم (13)، "الكامل"(6/ 289)، رقم (1774)، "الميزان"(3/ 629)، رقم (7877).
(2)
أخرجه أبو يعلى (4/ 37)، رقم (2042) -ومن طريقه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 282)، والديلمي (2/ 190/ أ) - والطبراني في "الأوسط"(4476)، وابن عدي (3/ 913) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 257 - 258) -، ومداره على خالد بن إسماعيل المخزومي، به أعله ابن عدي، وقال:"يضع الحديث"، وزاد ابن الجوزي بأن "صالحًا مولى التوأمة" -راويه عن أبي هريرة رضي الله عنه- مجروح.
وله طريق آخر أوهى من الأول: أخرجه ابن عدي (7/ 163)، وفيه يوسف بن السفر، كذبوه، وبه أعله.
وفي سنده: خالد بن إسماعيل المخزومي، وهو متروك
(1)
.
ولهما أيضًا من حديث عطية بن بُسْرٍ المازني
(2)
مرفوعًا، في حديث:"إن من سنتنا النكاح، شراركم عزابكم، وأراذل أمواتكم عزابكم"
(3)
.
(1)
متهم بالوضع على الثقات، كما تقدم.
(2)
هو: عطية بن بسر المازني: أخو عبد الله بن بسر المازني، له ولأبويه وأخيه عبد الله صحبة رضي الله عنهم، نزل مع أهل بيته -أبيه وأمه وأخيه وأختيه- مدينة حمص من أرض الشام، وروى عنه أهلها، وروي عن مكحول عنه، وهو مرسل، بينهما غضيف بن الحارث الثمالي، وتوفي بالمدينة عام (72) هـ.
ومكحول لم يدرك ابن عمر وابن الزبير وغيرهما ممن توفي بعد عطية بن بسر بسنة فأكثر، وإنما روى عنهم بالإرسال، ولا يصح له سماع أو رؤية أحد من الصحابة إلا أنس وأبي هند الداري وواثلة بن الأسقع وأبي أمامة الباهلي ممن توفوا بعد الثمانين ومائة بدهر، بل ولا يثبت له سماع من أبي إدريس الخولاني، وقد توفي عام ثمانين، كما في "المراسيل" لابن أبي حاتم (211 - 213) و"تهذيب الكمال"(28/ 464 - 475)، رقم (6168)، و"تهذيب التهذيب"(10/ 258 - 260)، رقم (511).
ولذا قال أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة"(4/ 2216)، رقم (2318):"حديثه عند غضيف بن الحارث".
وانظر لترجمة عطية رضي الله عنه: "الاستيعاب"(ص 519)، رقم (1827)، "الإصابة"(7/ 186)، رقم (5593).
(3)
روي هذا الحديث عن عطية بن بسر رضي الله عنهما من أوجه:
الوجه الأول: من حديث بقية بن الوليد الحمصي، عن معاوية بن يحيى الشامي، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن غضيف بن الحارث، عن عطية بن بسر المازني رضي الله عنهما.
رواه عن بقية بن الوليد ستة من الرواة، واختلفوا في إسناده في موضعين:
* في تعيين معاوية بن يحيى شيخ بقية؛ هل هو الصدفي أم الطرابلسي؟
* وهل يرويه عطية بن بسر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، وعكاف مجرد صاحب قصة لا رواية له، أم أن عطية يرويه عن عكاف عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يشهد القصة بنفسه؟.
والرواة الستة عن بقية هم:
1 -
أبو طالب عبد الجبار بن عاصم الجرجاني: رواه عنه أبو يعلى في "المسند"(12/ 260)، رقم (6856) -وعنه ابن حبان في "المجروحين"(3/ 3 - 4)، ونقله عنه الديلمي في "مسنده"(2/ 190/ أ)، وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 65 - 66)، رقم (3739) - وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2/ 585)، رقم (1410)، والطبراني في "المعجم الكبير"(18/ 85)، رقم (158)، (25/ 16)، رقم (10)(اختصره في الموضع الثاني) و"الشاميين"(4/ 363)، رقم (3567) عن محمد بن أحمد الخزاعي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= القاضي، وأبو نعيم في "المعرفة"(4/ 2246، ترجمة: 2356، 5581) من طريق مطين الحافظ، وأبو نعيم في "المعرفة" أيضًا مختصرًا (6/ 3434)، رقم (7823) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والبيهقي في "الشعب"(7/ 336 - 337)، رقم (5094) من طريق محمد بن إسحاق الصغاني ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي، سبعتهم (أبو يعلى، وابن أبي عاصم، ومطين، ومحمد الخزاعي، وابن أبي شيبة، والصغاني، والسقطي): عن عبد الجبار بن عاصم به، إلا أن ابن أبي عاصم قال:"بقية: حدثنا أبو مطيع معاوية بن يحيى"، وقال مطين:"بقية: عن معاوية بن يحيى -ليس بالصدفي-"، وقال سائرهم:"عن معاوية بن يحيى".
2 -
أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن العلاء المعروف بالشامي: رواه عنه بحشل في "تاريخ واسط"(1/ 213).
3 -
أبو العباس أحمد بن سعيد بن يعقوب الحمصي: أخرج حديثه الثعلبي في "التفسير"(7/ 91، النور: 32 - 34) وقِوَام السُّنَّة في "الترغيب"(3/ 225)، رقم (2465) من طريقين عنه به، وصرح بالتحديث بين بقية وشيخه.
4 -
محمد بن الحسن بن عمار بن نصر: أخرج حديثه أبو أحمد العسكري في "معجم الصحابة"- كما في "تهذيب التهذيب"(7/ 200، 412 - المعرفة). وهؤلاء الثلاثة قالوا في حديثهم: "بقية: عن معاوية بن يحيى".
كلهم قالوا: "جاء -أو: أتى- النبيَّ صلى الله عليه وسلم عكافُ بن وداعة الهلالي -أو: رجل يقال له عكاف .. " أو نحوه.
5 -
إسحاق بن راهويه: أخرج حديثه في "مسنده" -كما في "تخريج الكشاف" للزيلعي (2/ 439)، وقال: "أخبرنا بقية بن الوليد حدثني معاوية بن يحيى الصدفي
…
" بإسناده عن عطية بن بسر المازني، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعكاف بن وداعة الهلالي
…
الحديث.
وهنا تفرد ابن راهويه بتعيين معاوية بن يحيى أنه الصدفي، بناء على شهرته الأكثر في شيوخ بقية، بل في الرواية بصفة عامة، حتى اعتبر عدد من العلماء أن الطرابلسي هو الصدفي، بينما هما شخصان؛ أبو مطيع الطرابلسي، وأبو روح الصدفي نزيل الري، فيحتمل أن يكون تعيين ابن راهويه للصدفي قياسًا وعلى هذا الظن، ويحتمل أن يكون لم يتنبه للنفي في قول بقية عند الرواية:"وليس بالصدفي"، فحفظ النسبة دون النفي، وإنما هذا حديث الطرابلسي كما بينه عبد الجبار بن عاصم، وسيأتي بيانه من قول الدارقطني وابن طاهر، إن شاء الله.
وهذا مثل ما وقع لابن راهويه في حديث: "لا تحمدوا إسلام المرء حتى تعرفوا عقدة رأيه"، أن بقية دلَّس اسم شيخه حتى لا يُعرف، ثم أسقط واهيًا فوقه، فرواه عنه ابن راهويه مسلسلًا بالتحديث، فقال أبو حاتم: "هو وهم، ولعله حفظ الحديث عن بقية، ولمَّا يَفطِن لِما عَمِل بقيةُ مِن تركِه إسحاق بن أبي فروة من الوسط، وتكنيته عبيد الله بن عمرو، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فلم يفتقد لفظ بقية، في قوله:"حدثنا نافع""، أو "عن نافع". "العلل" (ح 1957).
6 -
محمد بن المصفى الحمصي: أخرج حديثه ابن قانع في "معجم الصحابة"(2/ 284)، رقم (813) عن الحسن بن علي بن شبيب المعمري البغدادي، قال: حدثنا ابن مصفى، حدثنا بقية، حدثنا معاوية بن يحيى، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن عطية بن بسر، حدثنا عكاف بن وداعة الهلالي، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
ويعني نحو حديث برد بن سنان، عن مكحول، الذي سيأتي في الوجه الخامس.
وهنا تفرد ابن قانع؛ عن المعمري، عن ابن مصفى، عن بقية بذكر التحديث بين عطية بن بسر وبين عكاف بن وداعة، وهذا وهم في حديث عطية بن بسر، لما فيه من المخالفة لسائر الروايات عن بقية، ولِمَا يَرِد في متن الحديث في رواية عامة من روى الحديث عن بقية بكامل متنه، وكذا في رواية الوليد بن مسلم وإبراهيم بن مطهر، وفي حديث أبي ذر رضي الله عنه الذي سوف ياتي عند المصنف؛ أن عطية بن بسر سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله:"إنهن صواحب كرسف"، ومن -أو: ما- كرسفٌ يا رسول الله؟. والله أعلم.
*** رواية إسحاق بن راهويه فاتت الحافظين؛ البوصيري في "الإتحاف"(4/ 12)، رقم (3083)، وابن حجر في "المطالب"(8/ 266)، رقم (1638) وهي على شرطهما، فتستدرك عليهما.
الوجه الثاني: من حديث الوليد بن مسلم، عن معاوية بن يحيى، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن عطية بن بسر المازني رضي الله عنه، قال: جاء عكاف بن وداعة الهلالي إلى النبي صلى الله عليه وسلم. الحديث.
أخرجه العقيلي في "الضعفاء"(3/ 356)، رقم (1390) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(2/ 609)، رقم (1001) - عن إبراهيم بن يوسف، عن داود بن رشيد، حدثنا الوليد بن مسلم به.
وكذا رواه ابن السكن وابن منده في "الصحابة"، كما في "الإصابة"(7/ 229).
الوجه الثالث: من حديث إبراهيم بن مطهر الشامي، عن أبي مطيع الشامي، عن مكحول، عن عطية بن بسر رضي الله عنه، قال: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له: عكاف .. الحديث.
رواه أبو نعيم في "المعرفة"(4/ 2216، رقم 2318، 5539، 4/ 2246، رقم 5582) من طريق الفسوي، عن علي بن حجر، عن إبراهيم بن مطهر الجرشي به.
وأبو مطيع الشامي: هو معاوية بن يحيى الطرابلسي، كما بينه عبد الجبار بن عاصم عن بقية.
الوجه الرابع: رواية أشعث بن شعبة؛ عن معاوية بن يحيى، عن رجل من بجيلة، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن الغضيف بن الحارث، عن عطية بن بسر رضي الله عنه به.
علقه ابن مندة في "معجم الصحابة"، كما في "الإصابة"(7/ 229)، رقم (5661)، و"تعجيل المنفعة"(2/ 21)، رقم (746). =
وفيه معاوية بن يحيى الصدفي، وهو ضعيف
(1)
.
= الوجه الخامس: من حديث برد بن سنان الشامي، عن مكحول، عن عطية بن بسر الهلالي، عن عكاف بن وداعة الهلالي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه ابن قتيبة الدينوري في "غريب الحديث"(1/ 446 - بتل)، والعقيلي (3/ 356) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المخناهية"(2/ 609)، رقم (1000) - وابن قانع (2/ 283 - 284)، رقم (813) من ثلاث طرق عن محمد بن عمر الرومي، عن ثلاثة؛ أبي صالح العمي والعباس بن الفضل الأنصاري وأبي فاطمة مسكين بن عبد الله الطاحي. ورواه الطبراني في "الشاميين"(1/ 213)، رقم (381) -وعنه في "تخريج الكشاف"(2/ 440) - من طريق رجاء بن وهبة الحناني البصري [ولم أقف له على ترجمة]، عن محمد بن عمر الرومي، عن سفيان بن عيينة، أربعتهم:(العمي، والعباس، وأبو فاطمة، وابن عيينة) عن برد به. ومن طريق ابن الرومي هذا رواه ابن السكن، كما في "تعجيل المنفعة"(2/ 20).
وذكر الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة"(2/ 20)، رقم (746) أنه من طريق مكحول، عن غضيف بن الحارث، عن عطية، .. ، ولكنْ "غضيف" لم يُذكر في المصادر الأصلية، ووافقهم الحافظ نفسه في "الإصابة"(7/ 228)، رقم (5661).
وهذه أوجه مضطربة، ويُعِل بعضها البعض، والحديث لا يصح له سند، على أن متن الحديث منكر جدًّا، كما سيأتي بيان أحكام الأئمة عليه، إن شاء الله تعالى. والله أعلم.
(1)
هو: أبو روح معاوية بن يحيى الصدفي الشامي نزيل الري، وهو مستقيم الحديث في رواية أهل الشام عنه، وما حدث بالري فكلها مقلوبات ومناكير. قال البخاري وأبو حاتم الرازي:(روى عن الزهري، روى عنه عيسى بن يونس وإسحاق بن سليمان مناكير كأنها من حفظه، وروى عنه هقل بن زياد أحاديث مستقيمة، كأنها من كتاب)، وقال أبو زرعة الرازي:(ما حدث بالري كلها مقلوبة، وما حدث بالشام أحسن حالًا)، ونحوه قول ابن حبان وغيره.
وقال الدارقطني: (أبو مطيع معاوية بن يحيى الطرابلسي أكثر مناكير من الصدفي، وإنما فسدت رواية الصدفي؛ لأنه غابت عنه كتبه فحدث من حفظه، وسماع الهقل بن زياد منه من كتابه، فلست ترى فيها خطأ ولا مقلوبا، والله أعلم).
تنبيه: انقلب قول البخاري المذكور في نقل المزي في "تهذيب الكمال"(28/ 222/ 6068) وتبعه عليه الذهبي في "الميزان"(4/ 138/ 8635)، وابن الملقن في "البدر المنير"(2/ 16)، فذكروا عن البخاري أنه قال في "معاوية بن يحيى الصدفي":(أَحَادِيثه عَن الزُّهْرِيّ مُسْتَقِيمَة، كأنَّها من كتاب)، وبنى ابن الملقن عليه تصحيح الأحاديث في كتابه "البدر المنير"، وهو نقل مباين لكلام البخاري آنف الذكر. والله أعلم. انظر: التاريخ الكبير (7/ 336/ 1447)، و"الأوسط"(2/ 154)، و"الضعفاء" له (350)، و"الجرح والتعديل"(8/ 384)، "المجروحين"(3/ 3)، و"التعليقات عليه"(341)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= و"التقريب"(6772). ولكن كما تقدم آنفًا في تخريج الحديث ليس أبو روح معاوية بن يحيى الصدفي راويَ هذا الحديث، بل أبو مطيع معاوية بن يحيى الطرابلسي، وقد نص الدارقطني في "تعليقاته على المجروحين" بأن راوي حديث عكاف بن وداعة هو أبو مطيع الطرابلسي، دون أبي روح الصدفي، وبه قال ابن القيسراني في "تذكرة الحفاظ"(ح 11)، ويستأنس لذلك أيضًا بأن الأئمة قد نصوا على أن حديث أهل الشام عن الصدفي مستقيم ليس فيه منكر ولا مقلوب، وهذا غاية في النكارة، من رواية أهل الشام عن معاوية بن يحيى. والله أعلم.
وإليك بيان علل الحديث بعون الله وفضله:
1 -
الاضطراب في الإسناد: حيث إن مداره في الأوجه الأربعة الأولى على معاوية بن يحيى الطرابلسي، واختلف عنه فيه على أربعة أوجه كما تقدم، والوجه الخامس أيضًا يخالف الأوجه الأولى، وله وجه سادس أيضًا كما سيأتي عند ذكر المصنف لحديث أبي ذر رضي الله عنه، وفي هذه دلالة بينة على اضطرابه.
2 -
الانقطاع بين مكحول وبين من فوقه في الإسناد:
وبيان ذلك أن الغضيف بن الحارث الثمالي الكندي، نزيل حمص؛ مختلف في صحبته، والراجح أنه صحابي، كما قال البخاري والرازيان وابن حبان والطبراني وسائر المؤلفين في الصحابة وغيرهم، توفي سنة بضع وستين زمن فتنة مروان بن الحكم، وقيل: بل بقي إلى زمن عبد الملك، وهذا الذي رجحه البخاري والمزي وغيرهما. انظر:"الطبقات" لابن سعد (5/ 521)، "التاريخ الكبير"(7/ 112)، رقم (499)، و"الأوسط"(2/ 1014)، رقم (798)، "الجرح والتعديل"(7/ 54)، رقم (311)، "الثقات"(3/ 326)، "التهذيب"(23/ 112 - 116)، رقم (4693)، "التقريب"(5361)، "الإصابة"(6917).
ومكحول لم يدرك إلا أفرادًا من الصحابة ممن تأخرت وفياتهم إلى ما بعد الثمانين؛ كأنس وواثلة وأبي هند الداري، وحديثه عن غير هؤلاء مرسل كما تقدم آنفًا، وغضيف بن الحارث هذا متقدم الوفاة جدًّا، ولم ينزل مكحول الشام إلا متأخرًا، حيث عتق بمصر، فجمع العلم بها، ثم رحل إلى العراق فجمع، ثم نزل المدينة فجمع العلم من أهلها، ولم يدرك بها ابن عمر وغيره من الصحابة، ثم نزل الشام، ولزم بيروت.
وراجع ما تقدم من المصادر في ترجمة عطية بن بسر المازني رضي الله عنهما. والله أعلم.
3 -
التدليس: وهذا بين بالنظر إلى رواية الوليد بن مسلم وإبراهيم بن مطهر وابن الرومي، مقارنة بإسناد بقية بن الوليد، وهو مدلس تدليس التسوية، فلو كان عنده بالإسناد العالي لما تركه إلى النازل.
وأما رواية بقية بن الوليد: فتكشف رواية أشعث بن شعبة عن تدليس فيه، وذلك أنه زاد بين معاوية بن يحيى الطرابلسي وسليمان بن موسى رجلًا من بجيلة -مبهمًا- =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وعليه فيحتمل أن تكون النكارة من هذا الرجل المجهول، دون أبي مطيع الطرابلسي، وهذا إن صح عن أشعث بن شعبة كان دليلًا على أن في الإسناد تدليسًا من الطرابلسي أو الرواة عنه لرجل مبهم لعله يكون هو الآفة، وبالتدليس ألقيت اللائمة على غيره، وهو معاوية بن يحيى أبو مطيع الطرابلسي، إلا أن ابن مندة لم يسق له إسنادًا حتى تعرف درجة ثبوته عن أشعث بن شعبة الخراساني المصيصي؛ وهو صدوق، كما تقدم (ح 99)، وكونه أتى في الإسناد بزيادة غريبة يدل على ضبطه له، ولا سيما بقية والوليد بن مسلم موصوفان بتدليس التسوية، وأتيا بإسناد معنعنٍ لِمتنٍ في غاية النكارة. والله أعلم.
4 -
خاصة بالأوجه الثلاثة الأولى؛ أبو مطيع معاوية بن يحيى الطرابلسي الشامي: مختلف فيه، وثقه أبو زرعة الرازي وصالح جزرة وأبو علي النيسابوري، وقال أبو حاتم وأبو زرعة أيضًا:"صدوق، مستقيم الحديث"، وضعفه البغوي والدارقطني. وتوسط فيه ابن معين، فقال:"صالح، ليس بذاك، وهو أقوى من يحيى بن معاوية الصدفي". ووَحَّد ابن حبان في "المجروحين"(3/ 3) بينه وبين الصدفي، فجعلهما واحدًا، وضعفه جدًّا، وذكر من مناكيره هذا الحديث في غيره، بعضها للصدفي والبعض الآخر للطرابلسي. فتعقبه الدارقطنى في "تعليقاته على المجروحين" (341) بقوله: "خلط أبو حاتم في هذا الباب تخليطًا قبيحًا، هما رجلان، .. ، الصدفي يكنى أبا روح .. ، وهو الذي كان على بيت المال بالري، وهو الذي روى عنه الهقل
…
، والآخر يكنى أبا مطيع، وهو الأطرابلسي، وهو الذي روى حديث عكاف بن وداعة المذكور، وهو الذي روى حديث خالد الحذاء المذكور ههنا -يعني: في "المجروحين"- وهو أكثر مناكير من الصدفي، ثم تكلم على حديث الصدفي، وأن فساد حديثه من فساد حفظه وغياب كتبه عنه، وهقل أخذ عنه من كتابه، ولذا فلست ترى فيها خطأ ولا مقلوبًا".
والذي يظهر أن قول الدارقطني هو أرجح الأقوال فيه، وأما من وثقه من الأئمة فلأنهم لم يطلعوا على مناكيره، وبعضها وصلتهم باسم الصدفي خطأ من الرواة، كما وقع هنا عند إسحاق بن راهويه، فتبعه عليه جمعٍ من أئمة التخريج بما فيهم السخاوي والألباني وغيرهما، فحمل الصدفي تبعتها بدلًا من الطرابلسي هذا، وحديث الباب معدود في مناكير الطرابلسي. والله أعلم.
5 -
وهو خاص بالوجه الثالث؛ إبراهيم بن مطهر الفهري الجرشي -بضم الجيم وبشين معجمة-: قال الذهبي: "لا يدرى من هو"، وهذا هو الذي روى علي بن حجر عنه؛ عن أبي المليح عن الأشيب بن دارم عن أبيه حديث: "أمتي على خمس طبقات، كل طبقة أربعون سنة،
…
"، وهو باطل سندًا ومتنًا، قال الذهبي: "ليس بصحيح". وقال ابن منده: "إسناده ضعيف"، وقال أبو نعيم: "في إسناد حديثه نظر"، وقال ابن عبد البر: "في إسناده مقال". انظر: "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (2/ 1019)، "الاستيعاب" (1984)، "الميزان" (1/ 66/ 217)، "اللسان" (1/ 364)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رقم (306)، "الإصابة"(2/ 383)، رقم (2388).
ومحل النظر فيه هو إبراهيم بن مطهر هذا، كما نوه به الذهبي، والنظر فيه أنه أتى بمتن منكر، وإسناد فرد لم يتابعه عليه أحد، ولا يعرف الأشيب بن دارم وأبوه في غير حديث ابن مطهر هذا، ولذا لما ذكر المصنفون في الصحابة "دارم" المذكور؛ نبهوا على أن إسناده ضعيف، فيه نظر، كما تقدم، وأبو المليح الذي روى عنه ذلك الحديث هو الحسن بن عمر -وقيل: عمرو- ابن يحيى الفزاري مولاهم الرقي ثقة ضابط كثير الأصحاب من الثقات -كما في "التهذيب"(6/ 280 - 283)، رقم (1255) - وتفرد مجهول مثل الفهري هذا عن ثقة مثله بمثل ذلك المنكر دليل على وهنه في الرواية، وأنه لا يوثق به. والله أعلم.
6 -
خاصة بالوجه الرابع: محمد بن عمر بن عبد الله الرومي:
لينه أبو زرعة والذهبي وابن حجر والعيني، وضعفه أبو داود، وقال أبو حاتم:"شيخ قديم روى عن شريك حديثًا منكرًا"، قال ابن أبي حاتم: فقلت: ما حاله؟ قال: "فيه ضعف"، وقال ابن حبان:"شيخ يروي عن شريك، يقلب الأخبار، ويأتي عن الثقات بما ليس من أحاديثهم، لا يجوز الاحتجاج به بحال. روى عن شريك عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا دار الحكمة وعلي بابها، فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها". وهذا خبر لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا شريك حدث به، ولا سلمة بن كهيل رواه، ولا الصنابحي أسنده. ولعل هذا الشيخ بلغه حديث أبي الصلت عن أبي معاوية فحفظه، ثم أقلبه على شريك، وحدث بهذا الإسناد". ولم يتعقبه الدارقطني في "تعليقاته على المجروحين" على حكمه هذا، فكأنه يوافقه عليه، وهذا هو الحديث الذي أشار إليه أبو حاتم أعلاه، وقال فيه الذهبي في "الميزان" (3/ 668):"ما أدري من وضعه". ولابن الرومي عن الثقات مناكير أخر أيضًا في كتب العلل. والله أعلم.
انظر: "سؤالات الآجري"(644، 824)، "الجرح"(8/ 21 - 22)، "المجروحين"(2/ 94)، "تعليقات الدارقطني"(218)، "المغني" للذهبي (5868)، "الميزان"(3/ 79، رقم 5666، 3/ 212، رقم 6159، 3/ 668، رقم 8002)، "مغاني الأخيار"(519)، "التقريب"(6169).
تنبيه: ترجم ابن حبان بما تقدم ذكره لِـ "عمر بن عبد الله بن الرومي"، والد "محمد بن عمر بن عبد الله الرومي"، بناء على التصحيف في هذا الإسناد في بعض أصوله، ثم راح فذكر هذا الابن الواهي في "الثقات"(9/ 71)، رقم (15241) بدلًا من الأب الثقة، وتعقبه على ذلك الدارقطني في "تعليقاته على المجروحين"، والذهبي في "الميزان"، ولفظ الدارقطني: "إنما هو محمد بن عمر بن عبد الله الرومي، .. وأبوه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عمر بن عبد الله ثقة،
…
، وحديث أبي الصلت عن أبي معاوية هو الذي رواه عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعًا:"أنا مدينة العلم وعلي بابها"، وضعه أبو الصلت وسرقه منه جماعة". والله أعلم.
فهذا هو آفة هذا الوجه الرابع، ويؤكد ذلك أن ابن الرومي هذا جمع في إسناده أربعة من الشيوخ، بما فيهم ابن عيينة -وهو من هو في كثرة أصحابه، وتحريهم في حديثه- يروي الحديث عنهم عن برد بن سنان، وكفى بذلك دلالة وتأكيدًا لما قرره ابن حبان فيه وأقره الدارقطني عليه؛ من أن الراوي واه جدًّا. والله أعلم.
هذا، وفي رواياته هذه مواضع نظر أخرى أيضًا، وذلك أن راويه عنه عن ابن عيينة لم أقف له على ترجمة، ومن سوى ابن عيينة من شيوخ ابن الرومي فيه محل نظر، فأبو صالح العمي: لم أقف على أمره، ولعله -والله أعلم- زبيب أبو صالح العمي الذي ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح"(3/ 621)، رقم (2812) بالرواية عن شهر بن حوشب، وسكت عنه. وعباس بن الفضل الأنصاري الأزرق: متروك، متهم، كما في "التاريخ الكبير"(7/ 5 - 12)، و"الجرح والتعديل"(3/ 211 - 212/ 1166)، و"الكامل"(6/ 3 - 5/ 1183)، و"ميزان الاعتدال"(2/ 385) رقم (4176)، و"تقريب التهذيب" (3183). وأبو فاطمة مسكين بن عبد الله الطاحي البصري: قال أبو داود: "صالح الحديث، متهم بالقدر"["سؤالات الآجري" - ط: العمري (277)]، وضعفه أبو حاتم الرازي بحديث رواه عن حوشب عن الحسن البصري عن أبي أمامة في فضل الغسل يوم الجمعة، وقال:"هذا منكر، الحسن عن أبي أمامة لا يجيء، ووَهَن أمرُ مسكينٍ عندي بهذا الحديث"، وقال في موضع آخر:" .. الحسن عن أبي أمامة!! لا يجيء هذا إلا من لين مسكين"، وقال الدارقطني في "المؤتلف" (2/ 667):"ضعيف الحديث"، وأما الخطيب فجهَّله في "تلخيص المتشابه"(1/ 270)، ولعله لكونه غير منسوب عنده في الرواية التي ضعفه فيها الدارقطني، وأنكراها عليه. والله أعلم.
وانظر: "العلل" للرازي (570، 608)، "الجرح والتعديل"(8/ 329)، رقم (1523)، "اللسان"(8/ 49)، رقم (7700).
وهناك علة أخرى في هذا الطريق خاصة، وهي أن ابن الرومي هذا قلب إسناد الحديث فجعله عن عطية بن بسر الهلالي عن عكاف بن وداعة، وليس لعكاف فيه رواية، وإنما هو عطية بن بسر أن عكاف بن وداعة .. ، كما تقدم آنفًا. ثم إن الهلالي هو عكاف، وأما عطية بن بسر رضي الله عنه فمازني، فقلب ابن الرومي هذا أيضًا ليتم له الإغراب. فهذه نكارة أخرى في حديثه خاصة، وهذا الذي عناه البخاري بقوله:"لم يقم حديثه"، والعقيلي بقوله:"لم يتابع عليه"، وابن حبان بقوله:"إسناده مقلوب"، ولكنهم نسبوا أمره إلى عطية بن بسر دون هذا، والقضية بالعكس، كما تقدم بيانه. والله تعالى أعلم. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= تنبيهات:
التنبيه الأول: جاء قول أبي حاتم المذكور أعلاه [شيخ قديم] في "تهذيب التهذيب" بلفظ: "صدوق قديم .. "، وهو في "تهذيب الكمال" بنحو ما ورد في "الجرح والتعديل" نفسه، وهو الذي يتوافق ومنتهى كلام أبي حاتم.
التنبيه الثاني: بعض من علق الحديث من الوجه الرابع أخذ الإسناد من عند برد بن سنان، أو مكحول عن عطية بن بسر، فنسب الغلط فيه إلى عطية بن بسر، وهو الصحابي الجليل، كما تقدم.
*** وأقدم ما وقفت في إحالة أمر هذا الحديث إلى عطية بن بسر رضي الله عنه هو ما نقله العقيلي في "الضعفاء"(3/ 355 - 356)، رقم (1390)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 370)، رقم (1531) عن الإمام البخاري، واعتمداه أصلًا في ذكرهما له في "الضعفاء"، وهو قوله:"عطية بن بسر عن عكاف بن وداعة لم يقم حديثه"، ففهماه على الجرح منه لعطية، واعتبروه -وكذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 381)، رقم (2118) - غيرَ المازني الصحابي، وكذلك فعل ابن حبان في "الثقات"(5/ 261) حيث أورده فيه، فقال:"شيخ من أهل الشام، حديثه عند أهلها، روى عنه مكحول في التزويج متنًا منكرًا، وإسناده مقلوب"، وتبعًا لهم أورده الذهبي في "المغني"(4138) و"الميزان"(3/ 79)، رقم (5666)، فتعقبه في "الميزان" بقوله:"خرجت هذا تبعًا للبخاري، ثم إني وجدت له صحبة .. ، فإن صح أنه صحابي فيحول من هنا"، ثم اضطرب فيه مرة أخرى، إذ أن ابن الرومي نسبه بـ "الهلالي"، والصحابي مازني أخو عبد الله بن بسر المازني، وقال:"فإن كان ابن الرومي ضبط نسبه فهو آخر"، وهذا الاضطراب الأخير منه أفاد أمرًا هامًا أخرى في القضية، وهو اتضاح مبنى تفريق من جعله آخر غير الصحابي، وغفل عن أن الوليد بن مسلم وبقية نسباه في هذا الحديث بـ (المازني) وهما ثقتان، ولذا تعقبه الحافظ ابن حجر في "اللسان"(5/ 449)، رقم (5236) بقوله:"ذكره جمع جم من العلماء في الصحابة، وليس هو على شرط هذا الكتاب، والحديث في مسندي أحمد وأبي يعلى، وقد ذكره ابن عدي تبعًا للبخاري. والله أعلم". وانظر لترجمته: "سؤالات السلمي"(83 و 232)، "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (4/ 2216)، رقم (2318)، "الاستيعاب"(1984)، "الإصابة"(7/ 186)، رقم (5593).
ولعل البخاري ومن تبعه لما نظروا إلى أن رواة الحديث عن برد عن مكحول عن عطية بن بسر عن عكاف جماعة، صرفوا أمر الحديث على من فوقهم، فوجدوا برد بن سنان ومكحولًا ثقتين، وعكافًا صحابيًا في الرواية، فأحالوا الغلط فيه إلى من هو دونه، واعتبروه تابعيًا مجهولًا، دون أن يتطرق في الأذهان أن الجماعة تفرد به ابن الرومي المذكور عنهم، وهو الآفة، لا غير. والله أعلم. =
وكذا هو بهذا اللفظ لأحمد من حديث أبي ذر رفعه أيضًا، في حديث
(1)
.
= وأما برد بن سنان الشامي نزيل البصرة: فصدوق، وثقه ابن معين وقواه أحمد وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان وابن حبان وغيرهم، وضعفه ابن المديني وحده، ويخالف في الزهري ونافع، وربما أتى بما يُنكر.
وانظر: "سؤالات ابن الجنيد"(257)، "سؤالات أبي داود"(274)، "الجرح والتعديل"(2/ 422)، رقم (1675)، "الثقات" لابن حبان (6/ 114)، "تهذيب الكمال"(4/ 43 - 46)، رقم (655)، "إكمال تهذيب الكمال" لمغلطاي (2/ 367)، رقم (696)، "الميزان"(1/ 302 - 303)، رقم (1145)، "التقريب"(653).
ولذا لم يلق عليه باللائمة، والله تعالى أعلم
(1)
رواه أحمد (35/ 355)، رقم (21450) عن عبد الرزاق (6/ 171)، رقم (10387) عن محمد بن راشد، عن مكحول، عن رجل، عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: جاء عكاف بن بشر التميمي .. فذكره.
وفي "المصنف": "عن محمد بن راشد، قال: سمعت مكحولًا يحدث عن رجل".
وهذا هو حديث معاوية بن يحيى عن سليمان بن موسى عن مكحول عن غضيف بن الحارث عن عطية بن بسر رضي الله عنه، وهم فيه محمد بن راشد في قلب الصحابي إلى أبي ذر، ونسَبَ صاحبَ القصة عكاف بن بشر التميمي، ثم سمى السائل عن الكرسف أثناء الحديث: بشر -بالشين المعجمة- بن عطية، وإنما هو عطية بن بسر كما تقدم في الروايات الأخرى.
ووهِم عبد الرزاق فيه في مواضع أخر؛ وهي إسقاط سليمان بن موسى من الإسناد، وتحويل العنعنة إلى صيغة التحديث أو السماع بين محمد بن راشد ومكحول، ومن قبلُ بين سليمان بن موسى ومكحول -كما بينه الإمام أحمد-، وتحويل "غضيف" في الإسناد إلى "رجل"، ويحتمل أن يكون هذا الأخير من محمد بن راشد المكحولي، كما أن الظاهر أنه دلس معاوية بن يحيى وشيخه فيما بينه وبين سليمان بن موسى. والله أعلم.
قال الإمام أحمد في رواية أبي داود عنه في "المسائل"(ص 450)، رقم (2047):"حديث عكاف كان عند عبد الرزاق: عن محمد بن راشد، عن سليمان بن موسى، فقال عبد الرزاق من حفظه: ثنا مكحول -قال أبو داود: يعني: عن سليمان بن موسى، قال: ثنا مكحول- فلما أخرج الكتاب لم يكن فيه "حدثنا""، بل: عن مكحول، عن رجل، عن أبي ذر رضي الله عنه. بتصرف.
وقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(2/ 609 - 610)، رقم (999 - 1001):"فيه رجل مجهول، ولا يعرف من الصحابة من اسمه بشر بن عطية، ولا عطية بن بشر"، وقال ابن حجر في "إتحاف المهرة"(14/ 232)، رقم (17689)، و"إطراف =
إلى غيرهما من الأحاديث
(1)
التي لا تخلو من ضعف واضطراب، ولكنه لا يبلغ الحكمَ عليه بالوضع
(2)
.
ولذا أشار إليه ابن العماد
(3)
في "منظومته في العقاد"
(4)
بقوله:
= المسند المعتلي" (6/ 213)، رقم (8142): "الرجل المبهم هو غضيف بن الحارث، سماه محمد بن أبي السري، عن عبد الرزاق، وذكره ابن منده في "المعرفة" عنه"، قلت: يعني: بذكر ابن منده ما علقه عن عبد الرزاق بتسمية غضيف بن الحارث في الإسناد، كما في "الإصابة" (7/ 229)، رقم (5661)، و"تعجيل المنفعة" (2/ 20 - 21)، وكذا علقه عن عبد الرزاق أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/ 2216)، رقم (5539)، ولم أقف عليه مسندًا.
وقال ابن حجر أيضًا في "الإصابة"(7/ 231) و"تعجيل المنفعة"(2/ 21): "اتفقت الطرق الأول على أنه عكاف بن وداعة الهلالي، وشذَّ محمد بن راشد، فقال: عكاف بن بشر التميمي، وخالف في الإسناد أيضًا". ويعني بالطرُق الأُوَل؛ طرُقَ حديث معاوية بن يحيى الطرابلسي المذكور أولًا، ثم قال ابن حجر:"والطرق المذكورة كلها لا تخلو من ضعف واضطراب". وإذا فلا عبرة لحكم الزبيدي في "تاج العروس"(24/ 180 - عكاف) بأنه حديث قوي. والله أعلم.
(1)
رواه الديلمي -كما في "اللآلي"(2/ 136) - عن ابن عباس رضي الله عنهما بمثل حديث أبي ذر رضي الله عنه سواء بطوله، وفيه عمر بن صبيح الناجي، وهو متهم بالوضع. "الميزان"(3/ 206)، رقم (6147).
وأخرجه ابن شاهين عن ابن عمر رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعطاف
…
الحديث. نقله الحافظ في تعليقه على الحديث (1638) من "المطالب"(8/ 266 /هـ: 8)، وفي إسناده محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، متروك كما قال الحافظ في تعليقه.
(2)
وعلى كلَّ حالٍ فلا يعدو أيضًا أن يكون منكرًا واهيًا في حكم الموضوع ردًا. والله أعلم.
(3)
هو: أبو العباس شهاب الدين أحمد بن عماد بن يوسف الأقفهسي ثم القاهري الشافعي، ولد سنة (750 هـ)، وتوفي سنة (808 هـ): قال ابن حجر: "أحد أئمة الفقهاء الشافعية في هذا العصر، اشتغل قديمًا وصنف التصانيف المفيدة نظمًا وشرحًا". انظر لترجمته: "إنباء الغمر"(5/ 313 - 315)، "الضوء اللامع"(2/ 47 - 49)، رقم (137)، "حسن المحاضرة"(1/ 439)، رقم (191).
(4)
هي المنظومة المسماة بـ "الاقتصاد في كفاية العقاد"، وذكر السخاوي في "الضوء اللامع"(2/ 48) وحاجي خليفة في "كشف الظنون"(1/ 81) أنها تزيد على خمسمائة بيت، وزاد السخاوي:"وله عليه شرح مختصر"، ووصفه الزركلي في "الأعلام"(1/ 184) بأنها منظومة في العقائد. ومخطوطها من محفوظات "المكتبة الوطنية بباريس" =
شراركم عزابكم جاء الخبر
…
أراذل الأموات عزاب البشر
599 - حديث: "شر البقاع الأسواق".
في: "أحب"
(1)
.
600 - حديث: "شر الحياة ولا الممات".
هو من كلام بعض القدماء من الحكماء، كما قاله شيخنا.
قال: والمراد بشر الحياة: ما يقع من الأعراض الدنيوية في المال والجسد والأهل وما أشبه ذلك.
فعلى هذا هو كلام صحيح، فإن فرض أن القائل يقصد بشر الحياة أعم من ذلك، حتى يتناول شيئًا من أمر الدين، فهو أمر مردود على قائله، ويخشى عليه في بعض صوره الكفر، وفي بعض صوره الإثم.
وأما الذي ورد في السُّنَّة من ذلك: فهو النهي عن تمني الموت، وعلل ذلك في الحديث بأنه إما أن يُقْلِع، وإمَّا أن يعمل من الخير ما يقابل ذلك الشر
(2)
. انتهى.
601 - حديث: "شر الطعام طعام الوليمة
؛ يدعى لها الأغنياء، ويترك الفقراء؛ ومن ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله".
متفق عليه عن أبي هريرة
(3)
.
وهو عند الطبراني عن ابن عباس، بلفظ:"يدعى إليه الشبعان، ويحبس عنه الجائع"
(4)
.
= الرقم (1029)، ولم أقف عليها، ولا على البيت في مصدر آخر.
(1)
انظر الحديث (30).
(2)
لم أقف على موضعه من كتب الحافظ.
(3)
أخرجه البخاري (517) ومسلم (1432) من طرق؛ عن الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قولَه.
(4)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(12/ 159)، رقم (12754)، والبزار -كما في "كشف الأستار"(1240) - من حديث عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير الحبحابي، عن سعيد بن سويد المعولي، عن عمران القطان، عن قتادة، عن أبي العالية، عن =
602 - حديث: "شر الناس ذو الوجهين".
في: "تجدون"
(1)
.
603 - : "شرف المؤمن قيامه بالليل".
في: "عز المؤمن"
(2)
.
604 - حديث: "شعبان شهري، ورمضان شهر الله، وشعبان المطهر، ورمضان المكفر".
الديلمي من حديث الحسن بن يحيى الخشني
(3)
، عن الأوزاعي، عن
= ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"شر الطعام طعام الوليمة، يدعى إليه الشبعان ويحبس عنه الجائع". ولفظ البزار: " .. يدعى إليه الغني، ويترك الفقير"، وقال:"لم نسمعه إلا من عبد القدوس، عن سعيد، ولم يتابع عليه"، وعبد القدوس الحبحابي: وثقه الدارقطني وصدقه أبو حاتم، وخرج له البخاري في الصحيح، فلا يضر تفرد مثله -إن شاء الله تعالى-، ومن دونه فشيخ الطبراني فيه لين، إلا أنه توبع من البزار، ولكن في الإسناد علتان سواه:
1 -
سعيد بن سويد المعولي: هو أبو الحسن البصري لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا. وانظر: "الكنى" للدولابي (2/ 461)، "غنية الملتمس"(214).
2 -
عمران القطان: هو ابن داور البصري؛ وثقه عفان والعجلي، وقال أحمد:"صالح الحديث"، وضعفه ابن معين والنسائي، وقال ابن عدي:"هو ممن يكتب حديثه"، وقال الدارقطني:"كثير الوهم والمخالفة"، وقال الحافظ:"صدوق يهم". انظر: "الضعفاء" للعقيلي (3/ 300 - 301)، رقم (1309)، والنسائي (478)، و"الكامل"(5/ 88)، "سؤالات الحاكم"(445)، "السير" للذهبي (7/ 280)، "التقريب"(5154).
وبهما أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 82)، رقم (6164)، فقال:"فيه سعيد بن سويد المعولي: ولم أجد مَنْ ترجمه، وفيه عمران القطان؛ وثقه أحمد وجماعة وضعفه النسائي وغيره".
(1)
انظر: الحديث (321).
(2)
سيأتي بالرقم (700).
(3)
في (أ، ز): "الحسني"، والمثبت من (م)، وهو الصواب. قال السمعاني في "الأنساب" (2/ 370 - 371):"الخشني: بضم الخاء وفتح الشين المعجمتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قبيلة وقرية، أما القبيلة فهي بطن من قضاعة، .. ومن خشين قضاعة؛ أبو عبد الملك الحسن بن يحيى الخشني، من أهل دمشق .. ". =
يحيى بن أبي كثير، [عن أبي سلمة]
(1)
، عن عائشة به مرفوعًا
(2)
.
وله من طريق الحاكم؛ من طريق عصام بن طَلِيق
(3)
عن أبي هارون العبدي
(4)
عن أبي سعيد الخدري، رفعه: "شهر رمضان شهر أمتي؛ ترمض فيه
= وينسب بالبلاطي أيضًا، أصله من خراسان، وهو مختلف فيه.
قال الحافظ: صدوق كثير الغلط، من الثامنة ["التقريب" (1295)]، وهذا هو رأي أبي حاتم الرازي فيه، وقال أحمد بن حنبل ودحيم: لا بأس به، ووثقه ابن الجوصاء، وحكاه عن أبي زرعة الدمشقي، وقال ابن عدي:"حديثه ليس بالكثير .. ، وهو ممن يحتمل حديثه"، ووثقه ابن معين في رواية ابن أبي مريم عنه.
ووهاه آخرون، فقال ابن معين في رواية الدوري عنه: ليس بشيء، وقال في رواية ابن الجنيد ومحمد بن إبراهيم: هو ومسلمة بن علي الخشني ضعيفان، ليسا بشيء، وقال: والحسن بن يحيى أحبهما إلي.
وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك، وقال أبو أحمد الحاكم:"ربما حدث عن مشايخه بما لا يتابع عليه، وربما يخطئ في الشيء". وقال ابن حبان -واقتبسه عنه السمعاني-: "منكر الحديث جدًّا، يروي عن الثقات ما لا أصل له، وعن المتقنين ما لا يتابع عليه"، زاد ابن حبان -ونقله عنه السمعاني-:"كان الحسن رجلًا صالحًا، يحدث من حفظه، كثير الوهم فيما يرويه، حتى فحش المناكير في أخباره التي يرويها عن الثقات، حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها، فاستحق الترك". وقال عبد الغني بن سعيد: "ليس بشيء"، وقال الذهبي:"واه تركه الدارقطني وغيره"، وفي "الكاشف":"وهاه جماعة، وقال دحيم: لا بأس به".
انظر: "سؤالات أبي داود"(276)، "الجرح والتعديل"(3/ 44)، رقم (186)، "الضعفاء" للعقيلي (1/ 244)، رقم (2921)، والدارقطني (190)، "المجروحين"(1/ 235 - 236)، "الكامل"(2/ 323 - 324)، رقم (456)، "تاريخ دمشق"(14/ 3 - 8)، رقم (1479)، "التهذيب"(6/ 339 - 341)، رقم (1283)"المغني"(1491)، "الكاشف"(1074)، "الميزان"(1/ 524 - 525)، رقم (1958).
(1)
ما بين المعقوفين استدرك من "مسند الفردوس".
(2)
أخرجه الديلمي (2/ 192/ ب)، وفيه سوى الخشني جعفرُ بن محمد اليزدي لم أقف على ترجمته. والخشني لا يوثق بما يتفرد عن الأوزاعي. والله أعلم.
(3)
طليق: بفتح أوله، وتخفيف اللام؛ ضعيف، من السابعة ["التقريب" (4582)]، وقال البخاري: مجهول، منكر الحديث. وانظر:"الجرح"(7/ 25 - 26)، "الكامل"(5/ 370)، "التهذيب"(20/ 58 - 60)، رقم (3925).
(4)
عمارة بن جُوَين -مصغر-، مشهور بكنيته: شيعي، متروك، ومنهم من كذبه ["التقريب" (4840)].
ذنوبهم، فإذا صامه عبد مسلم، ولم يَكْذِب ولم يُكذَب، وفِطْرُه طيب، خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها"
(1)
.
605 - حديث: "شفاء العِيِّ
(2)
السؤال".
في: "إنما" من الهمزة
(3)
.
606 - حديث: "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي".
الترمذيُّ والبيهقيُّ من حديث عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، عن أنس به مرفوعًا، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم.
وقال الترمذي: "إنه حسن صحيح، غريب من هذا الوجه"، وقال البيهقي:"إنه إسناد صحيح"
(4)
.
(1)
أخرجه الديلمي (2/ 188/ أ- ب)، وهو حديث منكر، في إسناده واه ومتهم، كما تقدم.
(2)
بكسر العين المهلمة، مصدر عَيَّ، وهو الجهل وعدم الاهتداء للمراد، وهو لفيف مضعف الياء.
انظر: "الصحاح"(6/ 2442 - 2443)، "النهاية"(3/ 278)، "لسان العرب"(15/ 111 - 113).
(3)
انظر: الحديث (211).
(4)
أخرجه الترمذي (2435)، وابن خزيمة في "التوحيد"(392) -وصححه- وابن حبان (6468)، والحاكم (1/ 69)، رقم (228) -وعنه وعن غيره البيهقي في "الكبرى"(8/ 17)، رقم (16256) و"الاعتقاد"(164)، و"الشعب"(1/ 489)، رقم (305) و"البعث"(268/ استدراك) -، والخطابي في "الغنية عن الكلام وأهله"(ص 42)، والصابوني في "عقيدة السلف"(ص 64) -وصححه- والضياء في "المختارة"(ح 1792)، وغيرهم من طرق عن عبد الرزاق به، وإسناده صحيح، ومعمر بن راشد وإن تكلم ابن معين في حديثه عن ثابت والعراقيين، واعتمده ابن حجر في "التقريب"(6809)، إلا أن الإمام أحمد لم يرض هذا التعميم، وقال:"ما أحسن حديثُه عن ثابت"، وقال الذهبي:"ما نزال نحتج بمعمر حتى يلوح لنا خطؤه بمخالفة من هو أحفظ منه أو نعده من الثقات". الثقات المتكلم فيهم (74)، وانظر:"المعرفة" للفسوي (2/ 166)، "التعديل والتجريح"(2/ 741 - 742)، رقم (674)، "تهذيب الكمال"(28/ 303 - 312)، رقم (6104).
ومعمر قد تابعه هنا غير واحد عن ثابت، وله متابعات قاصرة عديدة عن أنس رضي الله عنه، =
وأخرجه أيضًا
(1)
هو
(2)
وأحمد وأبو داود وابن خزيمة [والحاكم في صحيحيهما من حديث أشعث الحداني
(3)
عن أنس
(4)
به
(5)
.
وهو وابن خزيمة]
(6)
من حديث سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن
= كما نبه المؤلف رحمه الله على جملة وافية منها، ولو تفرد به لكان حجة بنفسه. والله أعلم.
(1)
تصحف في "م" إلى (الضياء)، وسقط منها كلمة (هو)، وفيها أخطاء عديدة أخرى في بقية النص.
(2)
يعني البيهقي رحمه الله، وهو المعني في الضمائر التالية أيضًا. والله أعلم.
(3)
هو: أبو عبد الله أشعث بن عبد الله بن جابر -وقد ينسب لجده- الحُدَّاني -بمهملتين: مضمومة ثم مشددة- الحُمْلي، الأزدي، البصري: صدوق، من الخامسة. "التقريب"(527).
وقد وثقه ابن معين والنسائي والذهبي، وقال أحمد:"ما أرى به بأسًا، ما أعلم إلا خيرًا"، وقال البزار:"لا بأس به، مستقيم الحديث". وقال أبو حاتم: "شيخ"، وقال الدارقطني:"يعتبر به" وقال ابن حبان في "الثقات"(6/ 112، 6948، ترجمة بسطام بن حريث): "ما أرى الأشعث سمع أنسًا"، وأثبت سماعه سليمان بن حرب وأحمد وغيرهما.
وقال البخاري: "قد روى معمر عن أشعث بن عبد الله عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة أحاديث لا يتابع على بعضها"، وشهر بن حوشب متكلم فيه، فلعل العلة منه. وقال العقيلي:"في حديثه وهم"، وتعقبه الذهبي، فقال:"قوله ليس بمسلَّمٍ إليه، وأنا أتعجب كيف لم يخرج له البخاري ومسلم".
انظر: "التاريخ الكبير"(1/ 433)، رقم (1394)، "الجرح"(2/ 273 - 274)، "الكنى" للدولابي (2/ 812)، "سؤالات البرقاني"(43)، "تهذيب الكمال"(3/ 272 - 274)، رقم (527)، "الإكمال" لمغلطاي (ترجمة: 563)، "الميزان"(1/ 265 - 266)، رقم (999)، "الكاشف"(443).
(4)
أخرجه أحمد (20/ 439)، رقم (13222)، والبخاري في "التاريخ"(2/ 124)، رقم (1920) وأبو داود (4741)، وابن خزيمة في "التوحيد"(393)، والآجري في "الشريعة"(781)، واللالكائي (6/ 1100)، رقم (2065)، والحاكم في معرفة علوم الحديث -المعرفة (1/ 69)، رقم (230) - وعنه البيهقي في "السنن"(10/ 190)، رقم (21293) و"البعث"(270/ استدراك) - والقضاعي (236)، والضياء (2)، رقم (241/ 1549)، وصححه الحاكم والضياء، ورجاله كلهم ثقات ما عدا أشعث الحداني فهو صدوق، وقد وثقه جماعة. والله أعلم.
(5)
كلمة (به) لم ترد إلا في (هـ).
(6)
ما بين المعقوفين سقط من: (أ، ز، م، عز)، وورد في النسخ المساعدة: (ز 2، ق، =
أنس بلفظ: "الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي"
(1)
.
وهو وحده
(2)
من حديث مالك بن دينار، عن أنس، بزيادة: وتلا هذه
= زك، هـ)، ولم يذكر في (هـ) قوله:"والحاكم في صحيحيهما"، وإثباتها هو الصواب، كما هو بيِّنٌ من التخريج. والله أعلم.
(1)
أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"(2/ 653/ 394)، والحاكم (1/ 140)، رقم (229) -وعنه البيهقي في "البعث"(272، استدراك) - من طريق عمر بن سعيد الأبح، عن سعيد بن أبي عروبة.
وفي هذا الوجه ضعف؛ لأن عمر بن سعيد الأبح: قال عنه البخاري والعقيلي وابن عدي: "منكر الحديث"، وزاد ابن عدي:"وفي بعض ما روى عن سعيد بن أبي عروبة إنكار"، وقال أبو حاتم:"ليس بقوي".
انظر: "الجرح والتعديل"(6/ 111)، "الضعفاء" للعقيلي (3/ 166)، "اللسان"(4/ 301).
(2)
رواه البيهقي في "الاعتقاد"(ص 263/ الفضيلة)، و"البعث"(271/ استدراك) بإسناد صحيح إلى إبراهيم بن الحسين بن ديزيل عن محمد بن أبي بكر المقدمي عن جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار به.
قال ابن أبي حاتم في "العلل"(1729): "سألت أبي عن حديث؛ رواه عبد الله بن أبي بكر المقدمي، عن جعفر بن سليمان الضبعي
…
-وذكره-، فقال:"هذا حديث منكر"".
وعبد الله بن أبي بكر المقدمي كذبه الأئمة ["سؤالات البرذعي" (2/ 476)، والسهمي (35، 327)]، ولكن أخاه محمدًا من الثقات الحفاظ، والإسناد إليه صحيح، فلعله لم يقف عليه أبو حاتم من هذا الوجه، أو أن ابن ديزيل يكون انقلب عليه حديث المقدمي الكبير إلى محمد أخيه، أو أن أبا حاتم يعني نكارته من حديث مالك بن دينار عن أنس رضي الله عنه، كما استنكر هو وأبو زرعة الحديث نفسه من رواية يونس بن عبد الأعلى عن عروة بن مروان العرقي -وهو ضعيف، كما في "الميزان" (ترجمة: 5610) - عن ابن المبارك عن عاصم الأحول عن أنس مرفوعًا. وقالا: "منكر بهذا الإسناد"، وزاد أبو حاتم:"هذا خطأ، إنما هو عاصم عن أنس رضي الله عنه: "من كذَّب بالشفاعة أو بالحوض لم تَنلْه
…
" والله أعلم. انظر: "العلل" لابن أبي حاتم (ح 215).
وحديث عروة العرقي هذا: أخرجه الطبراني في "الكبير"(1/ ح: 749)، و"الأوسط"(3566)، و"الصغير"(439)، واللالكائي (2066)، وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين"(570).
وحديث ابن ديزيل عن محمد بن أبي بكر المقدمي: يحتمل أن تكون علته ما أورده =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= البخاري في "التاريخ"(1/ 170)، وخرجه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(856)، وأبو يعلى (3284)، والطبراني في "الأوسط"(8/ 241)، رقم (8518) عن معاذ بن المثنى العنبري، أربعتهم:"البخاري، وابن أبي عاصم، وأبو يعلى، والعنبري" عن محمد بن أبي بكر المقدمي، عن محمد بن ثابت بن عُبَيد الله العصري البصري القطان، عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا نحوه.
وشيخ المقدمي -وهو الراوي عن أنس رضي الله عنه- وقع اسمه عند البخاري والطبراني: "محمد بن عُبَيد الله العصري"، وعند ابن أبي عاصم:"محمد بن عُبَيد الله القطان"، وورد عند أبي يعلى:"محمد بن ثابت بن عبيد الله العصري"، فأزال الإشكال، ومحمد بن ثابت العصري: قال ابن معين: "ضعيف، روى حديث التيمم"؛ يعني: التيمم بعد الحدث للسلام، وسئل أحمد عن حديثه هذا، فقال:"هذا حديث منكر، ليس هو مرفوعًا"، وقال أبو زرعة:"ليس بقوي"، وأدرجه في "الضعفاء"، وقال أبو حاتم:"يكتب حديثه، وليس بقوي".
وعند ابن حبان في "المجروحين"(2/ 282) -وعنه في "الضعفاء" لابن الجوزي (3085) و"الميزان"(3/ 597)، رقم (7755) و"المغني" للذهبي (5676) - باسم (محمد بن عبد الله العصري)، وهو محمد بن ثابت بن عبيد الله العصري هذا بشيخه وتلميذه وحديثه، فقال ابن حبان:"منكر الحديث جدًّا، يروي عن ثابت ما لا يتابع عليه؛ كأنه ثابت آخر، لا يجوز الاحتجاج به ولا الاعتبار بما يروي إلا عند الوفاق للاستئناس به".
ونقله السمعاني عن ابن حبان في "الأنساب"(4/ 202 - 203) باسم (محمد بن عبيد الله العصري)، وقال ابن حجر في "اللسان"(7/ 232)، رقم (6974):"والظاهر أن أسم أبيه عُبَيد الله، مصغرًا"، وهو كما استظهر الحافظ، كما ورد عند البخاري وابن أبي عاصم والطبراني وأبي يعلى.
وفرق السمعاني وابن ماكولا بين محمد بن ثابت العصري ومحمد بن عبيد الله العصري، وهما واحد كما تبين من رواية أبي يعلى، وهذا هو محمد بن ثابت العبدي العصري المذكور في "التهذيب"، كما نص عليه الحافظ، وهو ظاهر كلام ابن معين، وفرق بينهما الحاكم في أجوبته لسؤالات السجزي. والله أعلم.
انظر: سؤالات ابن هانئ (110)، سؤالات ابن طهمان (294)، "الجرح والتعديل"(7/ 217)، رقم (1205)، "الضعفاء" لأبي زرعة الرقم (281)، سؤالات السجزي (33)، "الإكمال"(6/ 376/ العصري)، "تهذيب التهذيب"(9/ 74، 75).
ومن طرق حديث ثابت عن أنس رضي الله عنه: ما رواه الطيالسي (2026) -ومن طريقه البزار (6963)، وابنُ خزيمة في "التوحيد"(397)، وغيرهما- عن أبي الحكم الخزرج بن =
الآية: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31)} [النساء: 31].
ومن حديث يزيد الرَّقَاشي
(1)
عن أنس، بلفظ: قلنا: يا رسول الله! لمن تشفع؟ قال: "لأهل الكبائر من أمتي، وأهل العظائم، وأهل الدماء"
(2)
.
= عثمان البصري، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه نحوه. وصححه الضياء في "المختارة"(1622، 1623).
وهذا إسنادٌ حسنٌ، إن شاء الله تعالى؛ قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 678)، رقم (18521، 18522): "فيه الخزرج بن عثمان، وقد وثقه ابن حبان وضعفه غير واحد، وبقية رجال البزار رجال الصحيح"، والخزرج بن عثمان: قال عنه الحافظ في "التقريب"(1709): "قال ابن معين: صالح، من السادسة". والله تعالى أعلم.
(1)
هو: يزيد بن أبان الرقاشي -بتخفيف القاف، ثم معجمة- أبو عمرو البصري القاص: وهاه شعبة والقطان وأحمد وأبو حاتم والنسائي وابن حبان والسمعاني إلى درجة الترك، وضعفه ابن معين والدارقطني والعقيلي وغيرهم، ومشاه ابن عدي، حيث قال:"له أحاديث صالحة عن أنس وغيره، ونرجو أنه لا بأس به، برواية الثقات عنه من البصريين والكوفيين وغيرهم". انظر: "الضعفاء" للعقيلي (4/ 373)، رقم (1983)، "الجرح والتعديل"(9/ 251 - 252)، "سؤالات البردعي"(2/ 670)، رقم (365)، "المجروحين"(3/ 98 - 99)، "الكامل"(7/ 257)، "الأنساب"(3/ 8)، "التهذيب"(32/ 64 - 77)، رقم (6958).
(2)
أخرجه محمد بن فضيل الضبي في "الدعاء"(149) وهناد في "الزهد"(188)، والحارث بن أبي أسامة -كما في "بغية الباحث"(2/ 1132) - وأبو يعلى (7/ 139، رقم 4105، 7/ 147، رقم 4115)، والآجري في "الشريعة"(776 - 778)، وابن عدي (1/ 349، 432، 2/ 200، 3/ 143، 4/ 61، 100)، والمحاملي في "الأمالي"(1/ 65)، رقم (9 - 10)، والطيوري في "الطيوريات"(5/ 65)، رقم (416) من طرق عديدة عن يزيد الرقاشي عن أنس رضي الله عنه، منها: رواية حفص بن غياث عن الأعمش عنه عند هناد والآجري. ومنها: رواية زياد بن أيوب عن أبي المغيرة النضر بن إسماعيل عن الأعمش عن الرقاشي؛ عند الآجري والمحاملي وغيرهما، وطرقه إلى الرقاشي كلها ضعيفة، بل وأكثرها واهية، إلا رواية حفص بن غياث عن الأعمش عنه به، ثم مدارها أجمع على الرقاشي وهو ضعيف.
** ورواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(1/ 163) عن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن سعيد أبي الحسن القصار الممنع الأصبهاني، عن أحمد بن محمد بن مصقلة، عن أبي سعيد الأشج، عن النضر بن إسماعيل أبي المغيرة، عن الأعمش، عن أنس رضي الله عنه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والأول -بزيادة الرقاشي- هو المحفوظ عن النضر عن الأعمش، وشيخ أبي نعيم لم أقف على بيان حاله، ومن عداه ثقات؛ فابن مصقلة: وثقه أبو الشيخ في "الطبقات"(4/ 5)، رقم (524)، والسمعاني في "الأنساب"(5/ 559)، والأشج من رجال الستة. ويحتمل أن يكون سقط الرقاشي من النساخ، أو مطبعيًا. والله أعلم.
** وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(9/ 77)، رقم (9177) و"الصغير"(2/ 244)، رقم (1101) عن مورع بن عبد الله أبي ذهل المصيصي، عن الحسن بن عيسى الحربي، عن روح بن المسيب أبي رجاء، عن يزيد الرشك، عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما جعلت الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي".
قال الطبراني: "لم يروه عن يزيد الرشك عن أنس بن مالك إلا رَوح بن المسيب، تفرد به الحسن بن عيسى".
والحسن بن عيسى الحربي المصيصي: لم أجد فيه إلا ذكر ابن حبان له في "الثقات"(8/ 174)، وقال:"روى عنه أهل الثغر -يعنى: المصيصة- وكان يخطئ أحيانًا"، وشيخ الطبراني لم أجد له ترجمة [وينظر:"إرشاد القاصي والداني"(1073)]. والظاهر أن الحسن الحربي أخطأ في قوله: يزيد الرشك، وإنما هو يزيد الرقاشي، كما رواه أبو يعلى (7/ 147)، رقم (4115) -وعنه ابن عدي (3/ 143) - عن إسحاق بن أبي إسرائيل، عن روح بن المسيب، حدثنا يزيد الرقاشي عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي، قال: فقال: تصديق هذا في القرآن: فقرأ علينا: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31)} [النساء: 31]، فهؤلاء الذين يجتنبون الكبائر، وهؤلاء الذين واقعوا الكبائر بقيت لهم شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، قال يزيد لأنس: صدقت".
قال ابن عدي: "هذا رواه عن يزيد الرقاشي مع روح غيره، إلا أن التفسير لم يذكره غيره".
وإسحاق بن أبي إسرائيل: صدوق، تُكُلِّم فيه لوقفه في القرآن -كما في "التقريب"(338) - فروايته أرجح من رواية الحسن الحربي، على أنها ضعيفة بكل حال، لحال يزيد الرقاشي. والله أعلم.
وروح بن المسيب أبو رجاء الكلبي البصري: مختلف فيه، فقوى أمره عامة المتقدمين، وثقه إسحاق بن أبي إسرائيل الراوي عنه ["الثقات" لابن شاهين (364)]، والعجلي (485)، والفسوي (2/ 113)، والبزار (13/ 339)، رقم (6962)، وزاد:"وهو رجل من أهل البصرة مشهور"، وقال ابن معين:"صويلح"، وقال أبو حاتم:"صالح، ليس بالقوي"["الجرح والتعديل" (3/ 496)، رقم (2247)]، وعن ابن معين: أبو رجاء الكلبي ثقة ["الكنى" للدولابي (2/ 540)، "الجرح والتعديل" =
ومن حديث زياد النميري
(1)
، عن أنس بلفظ: "إن شفاعتي -أو إن
= (9/ 370)، رقم (1703)]، فقيل: يعني: روح بن المسيب هذا، وقيل بالتفريق بينهما، وفرق بينهما ابن أبي حاتم، ومن زعم أنه يريد به حصين بن يزيد الكلبي فغير وجيه، إذ حصين رضي الله عنه يعد في الصحابة رضي الله عنهم، وهم أعلى من أن يقال في الواحد منهم ثقة أو نحوه. والله أعلم.
ووهاه من بعدهم، فقال ابن عدي (3/ 143 - 144)، رقم (664):"يروي عن ثابت ويزيد الرقاشي أحاديث غير محفوظة"، وقال ابن حبان ["المجروحين" (1/ 299)]:"كان ممن يروي عن الثقات الموضوعات، ويقلب الأسانيد ويرفع الموقوفات، وهو أنكر حديثًا من ابن غطيف، لا تحل الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا للاختبار"، وفي موضع آخر (2/ 168):"لا شيء"، واقتبسه السمعاني في "الأنساب"(5/ 91)، (11/ 142) دون عزو. فجعله ابن حبان أنكر حديثًا من روح بن غطيف، وهو متفق على تركه [انظر:"اللسان"(3440)]، وتابعه ابن القيسراني، فقال: متروك الحديث ["تذكرة الحفاظ" (422)، "معرفة التذكرة" (409)].
وعند النظر فيما أنكر عليه ابن حبان وابن عدي نجدهما حديثين فقط، أحدهما عن ثابت عن أنس رضي الله عنه في فضل مهنة المرأة في بيتها تدرك به عمل المجاهد في سبيل الله، والآخر هو هذا الحديث عن يزيد الرقاشي عن أنس رضي الله عنه، وقد توبع عليه عن يزيد متابعات تامة وعن أنس رضي الله عنه متابعات قاصرة، ولكنه تفرد فيه بما رواه من استدلال أنس رضي الله عنه بالآية وتفسيره لها، وليس فيهما ما يضعف به الراوي مطلقًا، فضلًا عن أن يحط عليه بما ذهب إليه ابن حبان ومن تبعه من تركه، وعليه فالقول هو ما ذهب إليه الأئمة المتقدمون، وهو لا ينزل في جملته عن الصدوق إن شاء الله تعالى، ويتجنب ما له من أوهام أو ينكر من حديثه. والله أعلم.
وانظر: "المغني"(2149)، "الثقات" لابن قطلوبغا (4/ 277 - 278)، رقم (3904)، "اللسان"(3/ 486 - 487)، رقم (3175).
(1)
هو: ابن عبد الله النميري البصري: ضعيف، من الخامسة. "التقريب"(2087).
وأكثر الأئمة على أنه ضعيف يعتبر به، وقال ابن معين -في رواية- والفسوي وغيرهما:"لا بأس به"، وقال ابن عدي:"ما ذكرت له من الحديث؛ من يرويه عنه -منهم: أبو جناب القصاب- فيه نظر، والبلاء منهم لا منه، وإذا روى عنه ثقة فلا بأس بحديثه"، والراوي عنه هنا أبو جناب.
وقال ابن معين -في رواية-: "هو لا شيء"، وقال ابن حبان:"منكر الحديث، يروي عن أنس أشياء لا تشبه حديث الثقات، لا يجوز الاحتجاج به، تركه يحيى بن معين"، ونقله عنه السمعاني في "الأنساب" دون عزوه لابن حبان، وهو عمدته في غالب أحكامه في الأنساب. =
الشفاعة- لأهل الكبائر"
(1)
. وفي الباب جماعة، منهم:
1 -
جابر: أخرجه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم -في صحاحهم- والبيهقي؛ من حديث زهير بن محمد
(2)
، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي بن الحسين، عنه مرفوعًا، بلفظ الترجمة.
رواه عن زهير عَمْرُو بن أبي سلمة
(3)
،
= والراجح فيه قول المتقدمين، والاعتبار به، ولم يوافَق ابن حبان على تركه. والله أعلم.
انظر: "الجرح والتعديل"(3/ 536)، رقم (2419)، "المجروحين"(1/ 306)، "الكامل"(3/ 187)، "الأنساب"(5/ 527 - 528)، "تهذيب الكمال"(9/ 492 - 493)، رقم (2055).
(1)
أخرجه البيهقي في "البعث"(274/ استدراك) وأبو يعلى (4304)، وابن عدي (3/ 187) - والقضاعي (237) من ثلاث طرق عن أبي جناب القصاب عن زياد النميري عن أنس رضي الله عنه.
وأبو جناب القصاب: هو عون بن ذكوان الحرشي البصري، وثقه ابن معين وأحمد، وقال أبو حاتم:"لا بأس به، صالح الحديث"، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 515)، وقال:"يخطئ ويخالف"، وضعفه في موضع آخر من "الثقات"(7/ 161، 9473 - ترجمة عباد بن أبي عون القصاب)، وتقدمت إشارة ابن عدي لتضعيفه آنفًا، وانفرد الدارقطني بتضعيفه الشديد، فقال:"متروك"، والخلاصة أنه صدوق، يخطئ ويهم. والله أعلم.
انظر: "تاريخ ابن معين" - رواية الدوري (4/ 100)، رقم (3355)، ورواية الدارمي (966)، ورواية ابن الجنيد (661)، "الجرح والتعديل"(6/ 387 - 388)، "سؤالات البرقاني"(382)، "اللسان"(6/ 250)، رقم (5895).
(2)
هو: التميمي الخراساني، ورواية أهل الشام عنه مضطربة -كما تقدم (ح 30) -، وهذا من رواية الشاميين عنه.
(3)
التنيسي أبو حفص الدمشقي: صدوق له أوهام. ["التقريب" (5043)]، ويضعف حديثه عن زهير، قال الإمام أحمد:"رواية أبي حفص التنيسي عن زهير بن محمد: أراه سمعها من صدقة بن عبد الله أبي معاوية، فغلط بها، نقلها عن زهير بن محمد، وصدقة؛ ذاك منكر الحديث جدًّا"["تاريخ دمشق" (24/ 23)].
وهكذا عامة حديث أهل الشام عن زهير هذا فيها اضطراب وغالبها مناكير، ومنهم الوليد بن مسلم الدمشقي الذي سيذكره المؤلف متابعًا لعمرو بن أبي سلمة في هذا الحديث. والله أعلم. =
ومحمد بن ثابت البناني
(1)
.
زاد ثانيهما في رواية الطيالسي: "فقال جابر: "من لم يكن من أهل الكبائر فما له وللشفاعة""
(2)
.
= وهذه الرواية أخرجها ابن خزيمة في "التوحيد"(396)، وابن حبان (6467)، والحاكم (1/ 69)، رقم (231)، والبيهقي في "الشعب"(1/ 490)، رقم (306) من ثلاث طرق عن عمرو بن أبي سلمة به.
(1)
ضعيف، يروي عن أبيه وغيره العجائب والمناكير، وعليه وهاه البخاري وأبو حاتم الرازي وأبو الفتح الأزردي، والجمهور على مطلق تضعيفه، وقال ابن معين في قول له:(هو صالح الحديث)، وهو يضعفه في عامة أقواله، فقوله المذكور محمول على ما رواه ابن معين نفسه عن عفان، قال:(هو صدوق في نفسه، ولكنه ضعيف الحديث)، وأبعد الحاكم في رواية السجزي عنه (33)، فقال:(لا بأس به، فإنه لم يأت بحديث منكر، لكن الشيخين لم يخرجاه، وهو عزيز الحديث، أسند خمسة عشر حديثًا)، وحديثه أزيد بكثير مما ذكر الحاكم، وفيها العجائب والمناكير كما قال البخاري وغيره، وليس هو ممن يعتد بتفرده، وهو واهٍ، وحديثه منكر في مثل هذا. والله أعلم. وانظر:"تاريخ الدوري"(4/ 205/ 3977، 4/ 276/ 4354)، "التاريخ الكبير للبخاري"(1/ 50/ 103)، "سؤالات الآجري" -العمري (308)، "الجرح والتعديل"(7/ 317/ 1202)، "الضعفاء" للعقيلي (4/ 39/ 1587)، ولابن شاهين (573)، "المجروحين"(2/ 252)، "ترتيب علل الترمذي الكبير"(ص 313، ح: 584)، "الكامل"(6/ 136 - 137/ 1638)، "سؤالات السلمي"(324)، "الإرشاد" للخليلي (3/ 882)، "تهذيب الكمال"(24/ 547 - 548/ 5100)، "الكاشف"(4753)، "تهذيب التهذيب"(9/ 82 - 83/ 104)، "التقريب"(5767).
ومحمد بن ثابت لا يرويه عن زهير بن محمد، كما يوهمه كلام السخاوي، وإنما رواه عن جعفر بن محمد مباشرة، كما سيأتي في التخريج. والله أعلم.
(2)
أخرجه الطيالسي (1774) -ومن طريقه الترمذي (2436)، وابن خزيمة في "التوحيد"(395)، والآجري في "الشريعة"(772، 773)، وابن حبان في "المجروحين"(2/ 252) وأبو نعيم في "المعرفة"(2/ 533)، رقم (1493) و"الحلية"(3/ 200 - 201)، والحاكم (1/ 69)، رقم (232)، وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 69) وغيرهم- عن محمد بن ثابت عن جعفر بن محمد به.
قال الترمذي: "حسن، غريب من هذا الوجه، يستغرب من حديث جعفر بن محمد"، واستغربه أبو نعيم الأصبهاني أيضًا، وقال الترمذي في "العلل الكبير" (ح 617):"سألت محمدًا -يعني: البخاري- عن هذا الحديث فلم يعرفه"؛ يعني: لم يره معروفًا =
وزاد الوليد بن مسلم في روايته له عن زهير: "فقلت: ما هذا، يا جابر؟ قال: نعم، يا محمد
(1)
! إنه من زادت حسناته عن سيئاته فذلك الذي يدخل الجنة بغير حساب، وأما الذي قد استوت حسناته وسيِّئاته فذلك الذي يحاسب حسابًا يسيرًا، ثم يدخل الجنة، وإنما الشفاعة شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أوبق نفسه وأغلق ظهره
(2)
(3)
.
= ثابتًا، ويظهر أنه استنكره من هذا الوجه كما استنكره ابن حبان أيضًا على محمد بن ثابت البناني. والله أعلم.
ورواه ابن العديم في "تاريخ حلب"(1/ 342/ في ترجمة أحمد بن محمد بن منصور الطرسوسي) من طريق الطرسوسي هذا، ثم من طريق سعيد بن عيسى الكريزي، عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن جعفر بن محمد به مختصرًا.
وهذا إسناد منكر جدًّا، وآفته هو سعيد بن عثمان بن عيسى أبو عثمان الكريزي -من ولد عبد الله بن عامر بن كريز- البصري: ضعفه الدارقطني ["العلل" (6/ 144)، (13/ 89)]، وقال أبو نعيم:"روى عن حفص بن غياث ويحيى القطان ومحمد بن جعفر غندر بمناكير". ["تاريخ أصبهان" (1/ 383)، رقم (713)].
وانظر: "تاريخ بغداد"(9/ 94)، رقم (4676)، "الأنساب" للسمعاني (5/ 62)، "المغني"(2432، 2440)، "اللسان"(4/ 66)، (70/ 3458 - مكرر).
(1)
يعني: محمد بن علي الباقر.
(2)
أوبق نفسه؛ أي: أهلكها، وأغلق ظهره: أثقله جدًّا بالذنوب حتى يكاد يهلك. انظر: غريب الحديث للخطابي (2/ 383 - 384)، والنهاية لابن الأثير (13/ 313/ غلق، 5/ 167 / وبق).
(3)
أخرجه ابن ماجه (4310)، وابن عدي (3/ 221)، واللالكائي (6/ 1096)، رقم (2055)، والحاكم (2/ 383)، رقم (3442) وعنه البيهقي في "البعث"(ح 1) و"الشعب"(1/ 491)، رقم (307) -ونقله عنه ابن كثير في "البداية والنهاية"(20/ 206 - 207) من وجه آخر أيضًا- وابن عساكر (27/ 413) من طرق عن الوليد بن مسلم، عن زهير بن محمد به.
وهو في "غريب الحديث" للخطابي (2/ 383) من طريق هلال بن العلاء الرقي، أخبرنا ابن نفيل، أخبرنا زهير، أخبرني جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر رضي الله عنه مختصرًا.
وابن نفيل: هو عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل القضاعي، أبو جعفر النفيلي الحراني، الشامي؛ ئثقة حافظ، كما في "التقريب"(3594)، وهلال بن العلاء الرقي: صدوق، كما في "التقريب" أيضًا (7374). =
2 -
ومنهم كعب بن عجرة: أخرجه البيهقي في "البعث" من طريق الشعبي عنه، قال: قلت: يا رسول الله! الشفاعةَ الشفاعةَ، فقال:"شفاعتي .. ". وذكره
(1)
.
وهو عند عبد الرزاق -ومن جهته البيهقيِّ- عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه رفعه به؛ كالترجمة، بزيادة:"يوم القيامة"
(2)
. وقال
(3)
: "هذا مرسل حسن، يشهد لكون هذه اللفظة شائعة فيما بين التابعين"
(4)
. ثم رَوَى من جهة أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان، أنه سمع رجلًا يقول: اللَّهُمَّ اجعلني فيمن تصيبه شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، قال: إن الله يغني المؤمنين عن شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن الشفاعة للمذنبين المؤمنين والمسلمين
(5)
.
= الحكم على الحديث: صححه ابن حبان، والحاكم على شرط الشيخين -وعلى شرط مسلم وحده في موضع آخر- ونقل البيهقي تصحيح الحاكم في "البعث" ولم يتعقبه، فكأنه ارتضاه، وهو وإن كان له شواهد صحيحة، إلا أنه مستغرب بهذا الإسناد، كما قال الترمذي وأبو نعيم، وتقدم أنه استنكره به البخاري وابن حبان، وذلك أنه لم يأت عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر رضي الله عنه من وجه يعتمد عليه، فمحمد بن ثابت البناني ضعيف لا يقبل تفرده، ورواية زهير تفرد بها عنه أهل الشام، وحديث الشاميين عنه ضعيف مضطرب مليء بالمناكير، يحسب الأئمة؛ أحمد والبخاري والترمذي وغيرهم أنه شُبِّه لهم برجل واهٍ، فقلبوا أحاديثه على زهير بن محمد هذا توهمًا، كما تقدم. والله أعلم.
(1)
أخرجه البيهقي في "البعث"(275 - استدراك)، والآجري في "الشريعة"(780)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(3/ 40، 976 - من طريق الدارقطني) من طرق عن محمد بن بكار، عن عنبسة بن عبد الواحد، عن واصل بن حيان، عن أُمَيِّ بنِ ربيعة الصيرفيِّ، عن الشعبي به.
ونقل الخطيب عن الدارقطني أنه قال: "هذا حديث غريب من حديث الشعبي عن كعب بن عجرة، تفرد به أُمَيُّ بنُ ربيعة الصيرفيُّ عنه، وتفرد به واصل بن حيان عن أُمَيٍّ، ولا يُعْلَم حدث به عنه غير عنبسة بن عبد الواحد".
قلت: وكلهم ثقات حفاظ -كما في "التقريب"(551، 7382، 5207، 5758) - فلا يضر تفردهم وغرابة إسنادهم، إن شاء الله تعالى.
(2)
لم أقف عليه، وهو مرسل.
(3)
أي: البيهقي.
(4)
لم أقف عليه، ولعله في "البعث" له، ولم أقف على الجزء الثاني من نسخته التامة. والله أعلم.
(5)
أخرجه البيهقي في "الاعتقاد"(167) عن هلال الحفار -وهو في "جزئه"(58) - =
607 - حديث: "الشفقة على خلق الله تعظيم لأمر الله".
معناه صحيح في كثير من الأحاديث
(1)
، وأما خصوص هذا اللفظ فلا أعرفه
(2)
.
= والآجري (786)، واللالكائي (6/ 1110)، رقم (2085)، ورجاله ثقات إلا الفضيل بن سليمان، وهو النميري أبو سليمان البصري: أخرج له الستة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان وابن قانع، وتركه ابن مهدي، وقال ابن معين:"ليس بثقة"، وعنه أيضًا:"ليس بشيء، ولا يكتب حديثه"، وقال صالح جزرة:"منكر الحديث، روى عن موسى بن عقبة مناكير"، وسئل أبو داود عنه، فقال:"استعار هو والسِّمتِيُّ كتابًا لموسى بن عقبة فلم يرداه"، وقال الساجي:"كان صدوقًا وعنده مناكير"، وقال الذهبي:"صدوق، فيه لين"، وقال ابن حجر:"صدوق، له خطأ كثير". انظر: "الكامل"(6/ 19)، رقم (1566)، "تهذيب الكمال"(23/ 271 - 274)، "المغني"(4958)، "الميزان"(5/ 439)، "الكاشف"(4484)، "التقريب"(5427)، "تهذيب التهذيب"(8/ 262).
فهو -وإن أخرج له الشيخان- ليس بحجة فيما يتفرد به، ولم يتابَع على حديثه هذا من هذا الوجه، ومن حديث حذيفة رضي الله عنه، لكنه يشهد له ما تقدم من الأحاديث في معناه، فيتقوى بها إلى درجة الصحيح، إن شاء الله تعالى. والله أعلم.
(1)
نحو حديث: "من لا يرحم لا يرحم"، وفي لفظ:"من لا يرحم الناس لا يرحمه الله". متفق عليه عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه (خ: 5667، 6941، م: 2319)، وأبي هريرة رضي الله عنه (خ: 5651، م: 2318).
وحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". أخرجه أحمد (6494) وأبو داود (4941)، والترمذي (1924) -وقال: حسن صحيح- والحاكم (4/ 175)، رقم (7274)، والبيهقي (9/ 41)، رقم (17683)، وفي "الشعب"(7/ 476)، رقم (11048).
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه: "لا تنزع الرحمة إلا من قلب شقي". أخرجه أبو داود (4942)، والترمذي (1923) -وحسنه- والبيهقي (8/ 161)، رقم (16420)، وصححه ابن حبان (466)، والحاكم (4/ 277)، رقم (7632).
وحديث أبي ذر رضي الله عنه عند البخاري (30، 2545، 6050) في العبيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إخوانكم خَوَلُكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليُطعمه مما يأكل، وليُلبسه مما يَلبَس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم".
وغيرها من الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي تقتضي الشفقة على سائر المخلوقات، وليس مجرد الإنسان فحسب. والله أعلم.
(2)
أورده الصغاني في "الموضوعات"(ص 64، ح 107)، بلفظ: "الدين: التعظيم =
608 - حديث: "الشقي من شقي في بطن أمه".
في: "السعيد"
(1)
.
609 - حديث: "الشكر في الوجه مذمة".
كلام ليس على إطلاقه
(2)
، نعم! إن لم يكن المشكور متصفًا به، أو يحصل به له زَهْوٌ
(3)
أو إعجابٌ مما
(4)
قد يشير إليه: "ويحك قطعت ظهر صاحبك"
(5)
، و"إذا مُدِح الفاسقُ اهتَزَّ العرش"
(6)
، فغير محمود.
= لأمر الله، والشفقة على خلق الله"، وحكم عليه بالوضع.
(1)
تقدم برقم (570).
(2)
لِمَا قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من مدحه لآحاد أصحابه رضي الله عنهم، وبوب البخاري في "الأدب" من "صحيحه":(باب من أثنى على أخيه بما يَعْلم)، وأورد تحته حديثًا معلقًا في بشارة النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن سلام رضي الله عنه بالجنة، وآخرَ مسندًا في تزكية النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه أنه ليس من أهل الخيلاء.
وبوَّب في "كتاب الشهادة"(باب تعديل النساء بعضهن بعضًا، وباب: إذا زكى رجل رجلًا كفاه، وباب ما يكره من الإطناب في المدح، وليقل ما يعلم)، وأورد في الثاني حديث أبي بكرة رضي الله عنه، وفي الثالث حديث أبي موسى رضي الله عنه التاليين بعد تعليقين.
(3)
الكبر والعظمة، والمزهو: الْمُعجَب بنفسه. "العين"(الهاء والزاي وواو معهما، زهو 4/ 73).
(4)
كذا بالميمين في الأصل، و (ق) و (عز)، وفي (ز):"بما"، وفي (زك):"فما".
(5)
أخرجه الشيخان (خ: 6061، 2662، وم: 3000) عن أبي بكرة رضي الله عنه بلفظ: "ويحك -وفي لفظ: ويلك- قطعت عنق صاحبك
…
"، وأخرجا (خ: 2663، 6060، م: 3001) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أيضًا، بلفظ: "أهلكتم -أو قطعتم- ظهر الرجل"، وأقرب لفظ لما ساقه المؤلف ما عزاه في "كنز العمال" (3/ 652)، رقم (8336) للطبراني في "الكبير" عن أبي بكرة رضي الله عنه: "ويحك قطعت ظهر أخيك .. ". ولم أقف عليه في "المعجم"، ولا في "مجمع الزوائد" للهيثمي. والله أعلم.
(6)
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(228، 229) و"ذم الغيبة"(92، 93)، وأبو يعلى في "مسنده" -كما في "إتحاف الخيرة"(6/ 84)، رقم (5398) و"المطالب العالية"(1/ 2730) و"فتح الباري"(10/ 478) - و"المعجم"(171، 172)، وابن عدي (3/ 466)، أبو أحمد العسكري في "تصحيفات المحدثين"(2/ 538)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(2/ 247)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 509، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رقم 4543، 6/ 511، رقم 4544)، والخطيب (7/ 297)، (8/ 428)، وابن عساكر (20/ 4 - 5)، عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا.
وفيه أبو خلف حازم بن أبي عطاء الأعمى البصري -خادم أنس رضي الله عنه-، وهو متروك، وكذبه ابن معين، كما في "التقريب"(8083)، وبه أعله ابن عدي، وابن حبان في "المجروحين"(1/ 267)، وابن طاهر في "ذخيرة الحفاظ"(419) و"تذكرةِ الحفاظ"(90).
وله شاهد من حديث بريدة رضي الله عنه: أخرجه أحمد (38/ 22 - 23)، رقم (22939)، والبخاري في "الأدب المفرد"(760)، وأبو داود (4977)، والنسائي في "الكبرى"(6/ 70)، رقم (10073)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(364)، والبزار (10/ 277)، رقم (4382)، وابن حزم في "المحلى"(11/ 219)، والبيهقي في "الشعب"(4883) وغيرهم من طريق قتادة، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تقولوا للمنافق: سيد، فإنه إن يك سيدًا فقد أسخطتم ربكم عز وجل". وفي لفظ أحمد: " .. فإنكم إذا فعلتم أغضبتم ربكم تبارك وتعالى".
ورجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن قتادة لا يعرف له سماع من عبد الله بن بريدة كما قال البخاري في "تاريخه الكبير"[(4/ 12)] ونقله الترمذي إثر الحديث [982] عن بعض أهل العلم، ولعله يقصد البخاري.
وهذا مبين على ما يراه البخاري من لزوم ثبوت اللقاء والسماع، وقد عاصر قتادةُ عبدَ الله بنَ بريدة المتوفى سنة (105 هـ) عمرًا، وأدرك جماعة من الصحابة، ولا يستبعد اللقاء بينه وبين ابن بريدة، ولكنه معروف بالتدليس، وعده الحافظ في "تعريف أهل التقديس" في "الطبقة الثالثة" من المدلسين رقم (92)، وقد عنعن ههنا، فخيف تدليسه، ويمكن أن يكون دلس بعض من لا يرضى أمره، وقد روي الخبر من رواية عقبة بن عبد الله الأصم الرفاعي البصري عن ابن بريدة به، أخرجه ابن عدي (5/ 279)، والحاكم (4/ 311)، والخطيب (5/ 454)، رقم (2991)، وعقبة هذا ضعفه ابن عدي وغيره، ووهاه ابن معين والفلاس جدًّا، ورماه الحسين بن عربي بالكذب في الرواية، وأنه كان يسقط شيخه ويحدث عمن فوقه بالتصريح. "الكامل"(5/ 278 - 279).
وبه أعله ابن عدي، وابن طاهر المقدسي ["ذخيرة الحفاظ" (420)] والذهبي في "التلخيص"، وقال الدارقطني: غريب من حديث ابن بريدة عن أبيه، تفرد به عقبة الأصم. ["أطراف الغرائب" (2/ 330)، رقم (1522)]، وقد رواه قتادة أيضًا كما تقدم، إلا أن يقصد سياق لفظه الخاص.
وأما أبو حاتم الرازي فسئل عنه، فقال: "روى هذا الحديث معاذ بن هشام عن أبيه =
610 - حديث: "شهادة البقاع للمصلي".
مروي عن أبي الدرداء وغيره من الصحابة والتابعين
(1)
.
فقال أبو الدرداء: اذكروا الله عند كل حُجَيْرة وشُجَيْرة لعلها تأتي يوم القيامة فتشهد لكم
(2)
.
وقال ابن عمر: "ما من مسلم يأتي رَبَاة
(3)
من الأرض أو مسجدًا بني بأحجار فيصلي فيه إلا قالت الأرض: سل الله في أرضه تشهد لك يوم تلقاه"
(4)
.
وقال عطاء الخراساني: "ما من عبد يسجد لله سجدة في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له بها يوم القيامة، وبكت عليه يوم يموت"
(5)
.
= عن قتادة عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم" ["العلل" لابنه (2175)]، فكأنه أقره بالمتابعة السابقة لقتادة، وما فيه إلا عنعنته وهو مدلس، مع أن أبا حاتم يُعِلُّ غالبَ أحاديث عقبة الأصم التي يسأله عنها ابنه. والله أعلم.
(1)
سيذكرها المصنف رحمه الله تفصيلًا بعد هذا الإجمال.
(2)
أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(5/ 1713)، رقم (1173)، رقم (19)، والطبراني في "الشاميين"(1/ 388)، رقم (671) من طريقين عن الوليد بن مسلم عن الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
والوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية، وإسناده مسلسل بالعنعنة. ويزيد بن مرثد الدمشقي: ثقة، ولكن روايته عن أبي الدرداء رضي الله عنه مرسلة. انظر:"تاريخ دمشق"(65/ 372 - 376)، رقم (8340)"التهذيب"(32/ 239 - 241)، رقم (7047)"التقريب"(7773).
(3)
في (أ، م): "روباة"، والمثبت من (ز).
والربو والربوة والربوة والربوة والرباوة والرباوة -مثلثتين- والرابية والرباة: كلها ما ارتفع من الأرض.
انظر: "تهذيب اللغة"(15/ 196)، "المحكم"(10/ 327، الراء والباء والواو)، "القاموس المحيط"(1/ 1659)، "لسان العرب"(3/ 1573)، "تاج العروس"(38/ 119).
(4)
لم أقف عليه.
(5)
رواه ابن المبارك في "الزهد"(340) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 197) بإسناد صحيح.
وقال ثور بن يزيد، عن مولى لهذيل، قال:"ما من عبد يضع جبهته في بقعة من الأرض ساجدًا إلا شهدت له يوم القيامة، وإلا بكت عليه يوم يموت"
(1)
.
أخرجها كلها أبو الشيخ الحافظ في "الثواب"
(2)
له
(3)
.
611 - حديث: "شهادة خزيمة بشهادة رجلين".
أبو داود وابن خزيمة في "صحيحه" -وكذا هو عندنا في "جزء الذهلي" شيخِهما فيه- من طريق الزهري، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت
(4)
، أن عمه
(1)
رواه ابن المبارك في "الزهد"(334) عن ثور به.
(2)
لم أقف على كتابه هذا، وقد سبق تخريج كل أثر في محله.
(3)
وفي القرآن الكريم ما هو أعم من ذلك، يقول الله تعالى:{يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4)} [الزلزلة: 4]، وروي في تفسيره عن أبي هريرة وأنس رضي الله عنهما ولا يثبت منهما شيء، وهما:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا:"أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها، تقول: عمل كذا وكذا، فذلك أخبارها". عن سعيد بن أبي أيوب، عن يحيى بن أبي سليمان المدني، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا. أخرجه ابن المبارك في "مسنده"(95)، وأحمد (14/ 455)، رقم (8867)، والترمذي (2429، 3353)، والنسائي في "الكبرى"(10/ 342)، رقم (11693)، والبزار (15/ 178)، رقم (8549)، وابن حبان (7360)، والحاكم (2/ 256، 532)، والبيهقي في "الشعب"(9/ 421)، رقم (6915)، والبغوي في "شرح السُّنَّة"(4308) و"التفسير"(5/ 293) وغيرهم، وقال الترمذي:"حسن غريب صحيح"، وصحح إسناده الحاكم، وتعقبه الذهبي بأن فيه يحيى بن أبي سليمان المدني، وهو منكر الحديث. وتقدمت ترجمته (ح 223).
وأخرجه الثعلبي في "التفسير"(10/ 264)، والبيهقي في "الشعب"(9/ 419 - 420)، رقم (6913 - 6914) عن أنس رضي الله عنه بنحوه، وفيه يحيى بن أبي سليمان المدني هذا، وهو معل بالرواية السابقة، وراويه عن يحيى بن أبي سليمان ضعيف مخلط، وهو رشدين بن سعد، اْخطأ عليه في إسناده، فقلب إسناده من سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه، إلى أبي حازم عن أنس رضي الله عنه، وعليه قال البيهقي: الرواية الأولى أصح، ورشدين ضعيف.
وله عند الثعلبي (10/ 264) طريق آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه خالد بن يزيد العمري كذبه الأئمة كما تقدم.
(4)
أبو عبد الله أو أبو محمد المدني، الأوسي الأنصاري: ثقة، من الثالثة، مات سنة =
حدثه - وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: "أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع فرسًا من أعرابي .. " الحديث، وفيه:"فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة شهادة رجلين"
(1)
.
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى -في "مسنديهما"- من حديث محمد بن زُرارة بن خزيمة بن ثابت
(2)
، حدثني عمارة بن خزيمة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى فرسًا من سواء بن الحارث فجحده، فشهد له خزيمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما حملك على الشهادة ولم تكن معه حاضرا؟ " قال: صدقتك بما جئت به، وعلمت أنك لا تقول إلا حقًّا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من شهد له خزيمة أو شهد عليه فحسبه"
(3)
.
= (105 هـ)، وهو ابن خمس وسبعين. ["التقريب" (4844)]، فمولده التقريبي سنة (30 هـ). وشذ ابن حزم في "المحلى"(8/ 348)، فذكر أن مدار الحديث على عمارة بن غزية، وهو مجهول. بينما صحح حديثًا آخر له في (10/ 70) ومداره أيضًا على عمارة هذا. والله أعلم. وانظر لترجمته:"تهذيب الكمال"(21/ 241)، رقم (4182)، "تهذيب التهذيب"(7/ 364).
(1)
أخرجه أبو داود (3609) -عن محمد بن يحيى الذهلي رقم (107 - خ الظاهرية/ جوامع) -، والنسائي (4661)، وأحمد (36/ 205 - 206)، رقم (21883)، وابن سعد (4/ 504)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2085، 2089)، والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 146)، رقم (4033)، وفي "شرح المشكل"(4802)، والطبراني في "الكبير"(22/ 379)، رقم (946)، والحاكم (2/ 17 - 21)، والبيهقي (7/ 66، 10)، رقم (145 - 147) وغيرهم من طرق عن الزهري به مثله، ونحوه.
وأما صحيح ابن خزيمة فهو في القسم المفقود منه، ولذا لم يذكره الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة"(16/ 595)، رقم (21086) فيمن أخرج الحديث.
(2)
هو: محمد بن زرارة بن عبد الله بن خزيمة بن ثابت الأنصاري الخطمي الأوسي المديني: أورده البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 86 - 87)، رقم (238)، وابن أبي حاتم في "الجرح"(7/ 260)، رقم (1422)، ولم يذكرا له راويًا سوى زيد بن الحباب، ولا رواية إلا هذا الحديث عن عم أبيه عمارة بن خزيمة عن أبيه خزيمة بن ثابت، ففيه جهالة، وهذا الحديث خالفه فيه الزهري عن عمارة، فرواه عن عمارة عن عمه رضي الله عنه، كما تقدم، ولو كان عند الزهري عن خزيمة لما عدَل عنه، ولَرُوِي عنه من وجهٍ مَّا. والله أعلم.
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند"(19) وعنه أبو يعلى في "المسند الكبير" -كما في =
وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" من حديث عبدة بن عبد الله
(1)
، والطبراني من حديث أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة وغيرهما
(2)
، كلهم: عن زيد بن الحباب
(3)
، عن محمد بن زرارة به
(4)
.
= "جامع السنن والمسانيد"(2497) و"المطالب العالية"(3/ 4019) - ومن طريق ابن المقرئ عنه ابن عساكر (16/ 366).
(1)
لم يذكره الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة"، وأورده في (4/ 434 - 435)، رقم (4494) عن الحاكم (2/ 18) أخرجه من طريق ابن خزيمة، وعن الحاكم رواه البيهقي (10/ 146).
(2)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(4/ 87)، رقم (3730).
(3)
هو: المحدث الرحال زيد بن الحباب -بضم المهملة، وموحدتين- أبو الحسين العُكْلي، الخراساني، ثم الكوفي: صدوق، يخطئ في حديث الثوري، من التاسعة. انظر:"التقريب"(2124).
هكذا قيد الحافظ خطأه بحديث الثوري، لقول ابن معين أن حديثه عن الثوري مقلوب، وبين ابن عدي أن ذلك يرجع إلى روايته عن الثوري أحاديث تستغرب عنه بتلكم الأسانيد التي يرويها عنه، ويرفع عنه أحاديث لا يرفعها غيره من أصحاب الثوري، وحكم أن باقي حديثه عن الثوري وعن غير الثوري مستقيمة كلها.
وأطلق ذلك الإمام أحمد غير مقيد بالثوري، فقال:"كان صدوقًا، يضبط الألفاظ عن معاوية بن صالح، ولكنه كان كثير الخطإ"، وقال أحمد بن صالح المصري:"كان معروفًا بالحديث صدوقًا، إلا أنه كان يأنف أن يخرج كتابه، فكان يملي من حفظه، فربما وهم في الشيء"، وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 250) وقال:"يخطئ، يعتبر حديثه إذا روى عن المشاهير، وأما روايته عن المجاهيل ففيها المناكير". ولذا قال الذهبي في "الكاشف"(1729): "لم يكن به بأس، قد يَهِم". انظر: "الكامل"(3/ 209/ 707)، "التهذيب"(10/ 40 - 47)، رقم (2095)، و"تهذيبه"(3/ 347 - 348)، "الثقات الذين ضعفوا .. "(6/ 18)، رقم (2)، "موسوعة أقوال الإمام أحمد"(871). فيحتمل أن يكون إسناد الحديث عن عمارة بن خزيمة عن أبيه خزيمة بن ثابت مما وهم فيه زيد بن الحباب، وسيما أنه اختلف عليه في اسم الأعرابي المذكور، فسماه بعضهم سواء بن قيس، والبعض: ابن الحارث.
(4)
وعن أبي بكر بن أبي شيبة رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3/ 586)، رقم (2084)، ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2/ 914)، رقم (2357)، والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 121 - 122) و"الموضح"(2/ 96)، رقم (193)، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة"(ص 360). =
وهو عند ابن أبي عمر العدني في "مسنده"
(1)
من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن خزيمة بنحوه، ولفظه: فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين حتى مات خزيمة.
= ورواه البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 87) عن ابن المديني، عن زيد بن الحباب به مختصرًا.
وهذا الحديث بهذا الإسناد معلٌّ بأربعة علل: خالف الزهريُّ فيه محمدَ بن زرارة، فرواه عن عمارة بن خزيمة عن عمه كما تقدم، وهو المحفوظ، بينما محمد بن زرارة: مجهول، وزيد بن الحباب: صدوق، يخطئ في الأسانيد، وفي حديثه عن المجاهيل، وهنا يروي عن مجهول. ورواية عمارة بن خزيمة عن أبيه مرسلة، كما تقدم تحريره آنفًا.
وأصل الحديث محفوظ من رواية خزيمة رضي الله عنه أيضًا من غير رواية ابنه عنه؛ كما سيتلو عند المؤلف.
(1)
كما في "المطالب العالية"(16/ 338)، رقم (4019)، ورجاله ثقاتٌ رجالُ الشيخين. والله أعلم.
وأخرجه عبد الرزاق (8/ 366)، رقم (15566) من طريق محمد بن عمارة بن خزيمة، عن خزيمة بن ثابت رضي الله عنه نحوه.
قال البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 186)، رقم (573):"مرسل"، ويعني الانقطاع بين محمد بن عمارة وجده خزيمة رضي الله عنه، حيث مولد أبيه عمارة في نحو سنة (30 هـ)، كما تقدم في ترجمته آنفًا، واستشهد خزيمة رضي الله عنه مع علي رضي الله عنه بصفين سنة (37 هـ)، كما في "التقريب"(1710)، فيكون عمارة لا زال دون العاشرة، وروايته عن أبيه مرسلة، فضلًا عن رواية ابنه محمد، ولذا جاء الحديث في رواية الزهري المحفوظة:"عن عمارة بن خزيمة، عن عم له من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم"، وذلك أنه لم يدرك أباه مميزًا. والله أعلم.
وأخرج ابن بشكوال في "الغوامض"(ص 361) من طريق الحسين بن عبد الله العثماني، قال: وجدت في أصل مطين: ثنا الليث بن مقرون، ثنا زيد -وهو ابن حباب- عن محمد بن زرارة، عن عبد الله بن خزيمة بن ثابت، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى من سواء المحاربي فرسًا. الحديث.
والليث بن مقرون: لم أقف له على ترجمة، وهو منقطع بينه وبين مطين، وإسناده مقلوب، وإنما هو محمد بن زرارة بن عبد الله بن خزيمة، عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه، كما تقدم من رواية أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة وغيرهما عن زيد بن الحباب به. والله أعلم.
وللدارقطني من طريق أبي حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة بن ثابت: أن النبي صلى الله عليه وسلم، جعل شهادته بشهادة رجلين
(1)
.
وفي البخاري من حديث زيد بن ثابت، قال: فوجدتها مع خزيمة الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين
(2)
، وفي لفظ عن زيد: وكان خزيمة يدعى ذا الشهادتين
(3)
. ولأبي يعلي عن أنس، قال: افتخر الحيان: الأوس والخزرج، فقالت الأوس: ومنا من جعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين
(4)
.
وعند الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" من حديث مجالد، عن الشعبي
(1)
لم أقف عليه في "السنن"، ولعله في "الأفراد" له، وأخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 87) بإسناد صحيح إلى الإمام أبي حنيفة رحمه الله، وذكر أنه رواه عنه جماعة، وذكر الدارقطني في "الأفراد -كما في "أطرافه" (3/ 55)، رقم (2041) - أنه تفرد به عن حماد بن أبي سليمان بهذا الإسناد، وتقدم أنه توبع عليه متابعة قاصرة عن خزيمة رضي الله عنه، فلا بأس به في الاعتبار. إن شاء الله تعالى.
(2)
أخرجه البخاري (2807، 4784) بنحوه.
(3)
أخرجه معمر في "جامعه"(1029) -وعنه عبد الرزاق في "المصنف"(15568، 20416)، ثم من طريقه أحمد (35/ 510)، رقم (21652) وعبد بن حميد (246)، وابن أبي داود في "المصاحف"(78)، والبغوي في "المعجم"(3986)، والطبراني في "الكبير" (4841) وغيرهم- عن الزهري عن خارجة بن زيد عن أبيه زيد بن ثابت رضي الله عنه. وورد عند أحمد وحده: عن الزهري عن خارجة أو غيره عن زيد بن ثابت. وإسناده صحيح.
(4)
أخرجه أبو يعلى (5/ 329/ 2953)، والبزار (13/ 395/ 7090)، والطبراني في "الكبير"(4/ 10/ 3488)، والحاكم (4/ 80، 6977، 4/ 100، 7056)، وابن عبد البر في "الاستيعاب"(1/ 383)، والضياء في "المختارة"(3/ 110)، (111/ 2571 - 2572)، وابن عساكر (16/ 368 - 369) من طرق عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه.
وصحح إسناده الحاكم والذهبي والضياء، وكذا الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 427)، رقم (16537) وغيرهم على شرط الصحيح، وحسنه البوصيري في "الإتحاف"(7/ 325)، رقم (6966)، وعبد الوهاب الخفاف ممن سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط، وكان مستملي سعيد، وهو صدوق ربما أخطأ.
عن النعمان بن بشير: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى من أعرابي فرسًا فجحده الأعرابي، فجاء خزيمة، فقال: يا أعرابي! أتجحد؟ أنا أشهد عليك أنك بعته، فقال الأعرابي: أَن شَهِد عليَّ خزيمةُ فأعطني الثمن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا خزيمة! إنا لم نشهدك
(1)
كيف تشهد؟ " قال: أنا أصدقك على خبر السماء، ألا أصدقك على ذا الأعرابي؟! فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين، فلم يكن في الإسلام من تجوز شهادته بشهادة رجلين غير خزيمة
(2)
.
ومما يستظرف قول بعض المحققين من شيوخنا: حديث خزيمة أخرجه ابن خزيمة
(3)
.
وفي الباب أيضًا عن عمر
(4)
.
612 - حديث: "شهادة المرء على نفسه بشهادتين".
صحيح المعنى بالنظر إلى الإقرار
(5)
.
(1)
في (ز): "أنا لم أشهدك" بصيغة المفرد.
(2)
أخرجه الحارث -كما في "بغية الباحث"(1026)، والمطالب العالية (16/ 344)، رقم (4020) - وعلقه عنه الديلمي (2/ 188/ ب) - عن الخليل بن زكريا، عن مجالد بن سعيد به.
والخليل بن زكريا: هو الشيباني -أو العبدي- البصري؛ متروك، وكذبه بعض الأئمة. انظر:"الكامل"(3/ 61 - 62/ 611)، "سؤالات السهمي"(289)، "تهذيب الكمال"(8/ 334 - 337/ 1727)، "الكاشف"(1412)، "التقريب"(1752).
ومجالد ضعيف الحديث، وسيما في الشعبي، كما تقدم (ح 51)، وبهما أعله البوصيري في "إتحاف الخيرة"(7/ 273)، رقم (6836).
هذا، وخالف مجالدًا فيه زكريا بن أبي زائدة، فرواه عن الشعبى مرسلًا. أخرجه ابن سعد (4/ 380) -ومن طريقه ابن عساكر (37/ 382) - وابن أبي شيبة (ح 23388) من طرق عن زكريا به.
(3)
لم أقف على قائله.
(4)
أورده الديلمي (2/ 359)، رقم (3604)، ولم يسنده ابنه (2/ 188/ ب)، ولم أقف عليه عند غيرهما. والله أعلم.
(5)
أي: ولا أصل له رواية، وكذا قولهم:"شهادة المرء على نفسه بسبعين"، وأما معناه فصحيح بلا خلاف. انظر:"المحلى"(11/ 157)، "الجد الحثيث"(213)، و"الأسرار المرفوعة"(1/ 227)، رقم (248)، و"المصنوع"(165).
613 - حديث: "الشهرة في قصر الثياب".
كلام صحيح
(1)
، وفي ثالث عشر "المجالسة" من حديث عبد الرزاق، عن معمر، قال: رأيت قميص أيوب السختياني يكاد يلثم
(2)
الأرض، فسألته عن ذلك؟ فقال: إن الشهرة فيما مضى كانت في تذييل القميص
(3)
، وإنها اليوم في تشميره
(4)
.
(1)
بل يصح من وجه، ويبطل من جهة أخرى، فأن يراد به تشمير وتقصير يخرم المروءة، كملابس الفساق والمجان فصحيح، وإن أريد به التدليل للملبس المخالف للسُّنَّة من تذييل الثوب إلى أسفل من الكعبين، بل وإلى حد كنس الأرض به، فهذا الغالب فيه أن يدخل ضمن الوعيد الشديد الوارد في قول المصطفى صلى الله عليه وسلم:"ما أسفلَ من الكعبين من الإزار ففي النار"، وقوله صلى الله عليه وسلم:"لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرًا". أخرجهما البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه (ح 5787، 5788)، وما أخرجه الشيخان (خ: 3665، 5783، 5784، م: 2085) عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة" وفي لفظ: "لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء"، وإنما يستثنى من ذلك ما كان من غير مخيلة؛ عن حاجةٍ أو انشغالٍ للبال، لما في "الصحيح" (خ: 5784): أن أبا بكر رضي الله عنه قال: يا رسول الله! إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لست ممن يصنعه خيلاء"، وفي (5785) عن أبي بكرة رضي الله عنه في حديث الكسوف أن النبي صلى الله عليه وسلم:"قام يجر ثوبه مستعجلًا حتى أتى المسجد .. ". وبوب البخاري عليه بـ: (باب مَنْ جَرَّ إزارَه من غير خيلاء). والله أعلم.
(2)
أي: يمس الأرض. انظر: معجم المقاييس (اللام، باب اللام والثاء.، ص 913).
(3)
أي: تطويله، وإطالة ذيله.
(4)
مصدر شمر؛ يعني: الرفع. وانظر: "معجم مقاييس اللغة"(ص 541).
والأثر رواه الدينوري في "المجالسة"(5/ 110)، رقم (1919)، إلا أن فيه:(يكاد يمس الأرض).
وهو عند ابن سعد (7/ 248)، رقم (9353)، وابن أبي الدنيا في "التواضع"(61) من طريقين عن عبد الرزاق نحوه، وفي "المصنف"(11/ 84)، رقم (19992) عن معمر، عن أيوب، قال:"كانت الشهرة فيما مضى في تذييلها، والشهرة اليوم في تقصيرها" مختصرًا.
والأصل في الثوب: ما رواه عبد الرزاق (11/ 84)، رقم (19989) عن معمر، عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري، قال: رأيت ابن عمر رضي الله عنهما؛ إزاره إلى أنصاف ساقيه، والقميصُ فوق الإزار، والرداء فوق القميص. =
614 - حديث: "شهوة النساء تضاعف على شهوة الرجال".
الطبراني في "الأوسط" عن ابن عمر مرفوعًا، بلفظ:"فضلت المرأة على الرجل بتسعة وتسعين من اللذة، ولكن الله ألقى عليهن الحياء"
(1)
.
= وهذا إسناد صحيح، ويتوافق مع الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما مر بعضها، وأما أثر أيوب فيُحْمَل على الطول الزائد عن المعروف في القميص، ولكن فوق الموضع المنهي عنه من الكعبين، وإلا فلا حجة فيما خالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وإليه المحتكم عند الخلاف. والله تعالى أعلم.
(1)
لم أقف عليه بهذا اللفظ عند الطبراني، وقد علقه عنه الديلمي بلفظ المؤلف، من رواية الطبراني له؛ من طريق أحمد بن علي بن شوذب الواسطي، عن أبي المسيب سلم بن سلام، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن يعقوب بن خالد، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه مرفوعًا.
وبهذا الإسناد في "الأوسط" للطبراني (7/ 237)، رقم (7378) -وعنه في "مجمع البحرين" للهيثمي (4/ 184)، رقم (2301) - مرفوعًا:"فضل ما بين لذة المرأة ولذة الرجل كأثر المخيط في الطين، إلا أن الله يسترهن بالحياء"، وقال:"لم يروه عن ليث بن سعد إلا أبو المسيب".
وأبو المسيب سلم بن سلام الواسطي: ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(4/ 268) وبحشل في "تاريخ واسط"(ص 173)، والدارقطني في "سؤالات السلمي"(156)، والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 13)، رقم (1060)، والمزي في "التهذيب"(11/ 226 - 227)، رقم (2429)، والذهبي في "تاريخ الإسلام"(14/ 176) بلا جرح أو تعديل، وقال ابن حجر في "التقريب" (2467):"مقبول، من التاسعة"، وقال الخزرجي في "الخلاصة" (146):"مقل"، وقال الألباني في "الصحيحة" (3331):"حقه أن يعطى درجة "الصدوق"، كما فهمنا من تخريجات الحفاظ وممارسة أقوالهم في كثير من التراجم، حيث روى عن شعبة وجماعة من المكثرين، وروى عنه جمع من الثقات"، ولكنه حكم في "الضعيفة"(4004، 5230) بجهالة حاله، وهذا هو الأقرب. والله أعلم.
وابن شوذب الراوي عنه: هو من شيوخ بحشل الواسطي، وترجم له في تاريخه (1/ 250)، بلا جرح أو تعديل، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 538)، رقم (7556): لم أجد من ترجمه.
وفوقهما في الإسناد يعقوب بن خالد بن المسيب: سكت عنه البخاري في "التاريخ"(8/ 394)، وابن أبي حاتم في "الجرح"(9/ 207)، وذكره ابن حبان في "الثقات" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (7/ 642)، وقال الألباني في "الضعيفة" (4004):"مجهول الحال". ففيه ثلاثة مجاهيل.
ولذا قال ابن القيم -فيما نقله المناوي في "الفيض"(4/ 566)، رقم (5853) -:"لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده مظلم لا يحتج بمثله"، وحكم الألباني في "ضعيف الجامع"(3960)، و"الضعيفة"(4004) بضعفه جدًّا.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1/ 178)، رقم (567) -وعنه في "مجمع البحرين"(4/ 183)، رقم (2300) - عن ابن عمرو رضي الله عنهما بلفظٍ آخرَ، وبإسناد آخر، وفيه علتان:
1 -
سويد بن عبد العزيز السلمي أبو محمد الواسطي ثم الدمشقي: وهاه أحمد وابن معين وعثمان ابن أبي شيبة والبخاري وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان والذهبي والمعلمي وغيرهم، وضعفه أبو يعقوب الفسوي والنسائي وابن حجر، وذكره ابن سعد بكثرة رواية المناكير، والترمذي وابن حبان وابن عدي بكثرة الغلط في الحديث، وزاد ابن حبان:"حتى يجيءُ في أخباره من المقلوبات أشياءُ تتخايل إلى مَن سمعها أنها عُمِلَت تعمُّدًا"، وقال ابن عدي:"عامة حديثه مما لا يتابعه الثقات عليه، وهو ضعيف كما وصفوه"، وقال أبو حاتم الرازي:"قلت لدحيم: كان سويد ممن يقرأ إذا دفع إليه ما ليس من حديثه؟ قال: نعم"، هذا ورُوِي عن دحيمٍ أنه وثقه، وذا تساهل بيِّنٌ، ولعله عنى صدق لسانه. وهذا الأمر الذي ذكره دحيم عن سويد يدل على شدة غفلة الشيخ، ويفصح عن سبب كثرة المناكير في حديثه، وقد ذكره أبو زرعة الرازي والعقيلي وابن شاهين وغيرهم في "الضعفاء" لهم.
ومشاه الدارقطني، فقال:"يعتبر به"، ولعله أراد فيما وافق الثقات من الحديث، وهو أن يختلف ثقتان في حديث، ويوافق هذا أحدَهما، فيترجَّح جانبُه على الآخر، لا أن يُقبل منه ما تفرد به، وهذا الذي مال إليه ابن حبان بأخرة، فقال:"والذي عندي في سويد بن عبد العزيز تنكُب ما خالف الثقات مِن حديثه، والاعتبار بما روى مما لم يخالف الأثبات، والاحتجاج بما وافق الثقات، وهو ممن أستخير الله فيه؛ لأنه يقرب من الثقات".
ويدل عليه أن الدارقطني قال في "تعقباته للمجروحين"(134): "له مناكير، .. يخطئ فيها خطأً قبيحًا .. "، فذكر له أشياء من قبيل قلبٍ في الإسناد، ورفعٍ للمقطوع من قول الزهري، ونحو ذلك.
وأما اعتباره عند اختلاف الثقات فلِروايته أحاديثَ صالحةً في جنب ما روى من المناكير، كما أشار إليه ابن عدي في "الكامل". والله أعلم.
انظر: "الطبقات الكبرى"(7/ 470)، "العلل" الأحمد (2/ 476)، رقم (3126)، "سؤالات ابن محرز"(ص 51)، وابنِ الجنيد (1/ 331)، "التاريخ الأوسط" للبخاري =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (4/ 816)، رقم (1283)، و"الكبير" له (4/ 148)، رقم (2282)، "الضعفاء" للبخاري (151)، وأبي زرعة الرازي (138)، والنسائي (259)، والعقيلي (2/ 157)، رقم (662)، وابن شاهين (277)، "المعرفة" للفسوي (2/ 477)، "سؤالات البردعي"(2/ 498 - 499، 623)، "ترتيب علل الترمذي"(1/ 208)، رقم (370)، "الجرح"(4/ 238، 239)، رقم (1020)، "المجروحين"(1/ 350 - 351)، "الكامل"(3/ 424 - 427)، رقم (847)، "سؤالات البرقاني"(208)، "التهذيب"(12/ 255 - 262)، رقم (2644)، "المغني"(2708)، "تلخيص الموضوعات" للذهبي (1/ 12)، رقم (75)، "التقريب"(2692).
2 -
والراوي عنه: المغيرة بن قير البصري: أورده ابن حبان في "الثقات"(8/ 227)، وقال أبو حاتم ["الجرح والتعديل" (8/ 227 - 228)، رقم (1026)] والذهبي في "تليخص الموضوعات" رقم (75): "منكر الحديث"، وقال الذهبي في "المغني" (6391):"حجازي لا يعرف، أتى عنه إسماعيل بن عياش بمناكير". وانظر: "الميزان"(4/ 165)، رقم (8721)، واللسان (8/ 135)، رقم (7881).
وعليه قال المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة"(386): "سويد واه جدًّا، ومغيرة منكر الحديث، وفي سند الخبر الآخر -يعني: الأول- من لم يُوجَد، ومن فيه كلام، ومن لم يُوَثَّق توثيقًا يُعتَدُّ به".
وله شاهد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه واه مثله: أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(141) من طريق ابن المبارك، والخرائطي في "اعتلال القلوب"(152) من طريق ابن وهب، والبيهقي في "الشعب"(10/ 175 - 176)، رقم (7342) من طريق ابن لهيعة، ثلاثتهم: عن أسامة بن زيد الليثي عن أبي داود -قال ابن المبارك وابن وهب: مولى ابن مكمل [ولم يُكَنِّه ابنُ وهب]، وقال ابن لهيعة: مولى بني محمد الزهري- أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضلت النساء على الرجال بتسعة وتسعين جزءًا من الشهوة، ولكن الله عز وجل ألقى عليهن الحياء".
وفي إسناده علتان:
1 -
أسامة بن زيد الليثي: مختلف فيه، ولخصها الذهبي ثم ابن حجر بقولهما:"صدوق، يهم". "تهذيب الكمال"(2/ 347 - 351)، رقم (317)، "الميزان"(1/ 174 - 175)، رقم (706)، "المغني"(520)، "الكاشف"(263)، "التقريب"(317).
2 -
أبو داود مولى ابن مكمل: كذا ذكره ابن منده في "فتح الباب"(1/ 305)، رقم (2663) وفي "الميزان"(4/ 521)، رقم (10168) -و"اللسان"(9/ 64)، رقم (8843) -:"مولى أبي مكمل"، ونقل فيه عن البخاري أنه قال:"منكر الحديث"، ثم ذكر له هذا الحديث من رواية ابن المبارك به. =
615 - حديث: "شيبتني هود وأخواتها".
ابن مردويه في "تفسيره" من رواية محمد بن سيرين، عن عمران بن حصين، قال: قيل: يا رسول الله! أسرَع إليك الشيب!! قال: "شيبتني هود والواقعة وأخواتهما"
(1)
.
وفي الترمذي و"الحلية" لأبي نعيم من حديث شيبان عن أبي إسحاق السبيعى عن عكرمة عن ابن عباس، قال: قال أبو بكر: يا رسول الله! قد شبت! قال: "شيبتني "هود" و"الواقعة" و"المرسلات" و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} و {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} "
(2)
.
(1)
رواه ابن مردويه -كما في "تخريج الكشاف" للزيلعي (2/ 150)، رقم (616) - والدارقطني -كما في "السير" للذهبي (13/ 391 - 392) - والخطيب في "تاريخ بغداد"(3/ 145) و"تلخيص المتشابه"(ص 554)، رقم (1101)، وابن عساكر (4/ 175) من ثلاث طرق عن محمد بن غالب بن حرب التمتام عن محمد بن جعفر الوركاني عن حماد بن يحيى الأبح عن ابن عون عن ابن سيرين عن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا الحديث غلط التمتام في إسناده، ودخل عليه إسناد في آخر، وإنما يرويه حماد بن يحيى الأبح عن يزيد الرقاشي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
…
الحديث.
وهو في "سؤالات السهمي"(9) -ومن طريقه عند الخطيب (3/ 144 - 145) - عن الدارقطني عن التمتام معلقًا.
قال الدارقطني: تمتام ثقة مأمون، إلا أنه كان يخطئ، منها أنه حدث عن الوركاني بهذا الحديث، فأنكره عليه موسى بن هارون وغيره، فجاء بأصله إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي، وأوقفه عليه مثله. فقال إسماعيل القاضي: ربما وقع الخطأ للإنسان في الحداثة، فلو تركته لم يضرك! فقال تمتام: لا أرجع عما في أصل كتابي.
قال الدارقطني: "والصواب أن الوركاني حدث بهذا الإسناد عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"، وحدث على أثره عن حماد بن يحيى الأبح عن يزيد الرقاشي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "شيبتني هود .. ". فيُشْبه أن يكون التمتام كتب إسناد الأول ومتن الأخير، وقرأه على الوركاني فلم يتنَبَّه عليهَ، وأما لزوم تمتام كتابه وتثبُّتُه فلا يُنْكَر، ولا ينكر طلبُه وحرصُه على الكتابة.
قال: ولما رأى الحافظ موسى بن هارون الحمال إصرار التمتام على خطئه نادى: "إنه حديث موضوعٌ". قال الذهبي: "يريد موضوع السند لا المتن". "السير"(13/ 391).
(2)
رواه الترمذي (3927)، وفي "العلل الكبير"(664) و"الشمائل"(41) -ومن طريقه =
وصححه الحاكم
(1)
، وقال الترمذي:"إنه حسن غريب، لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه، وقد رواه علي بن صالح عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة نحوه"؛ يعني: كما أخرجه في "الشمائل النبوية" له، وأبو نعيم في "الحلية" بلفظ:"هود وأخواتها"
(2)
.
= البغوي في "شرح السُّنَّة"(14/ 372)، و"التفسير"(4/ 208) -وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر رضي الله عنه"(30) - ومن طريقه وآخرين الدارقطني في "العلل"(1/ 200) -والحاكم (2/ 343)، وأبو الحسين بن بشران في "مجلسين من أماليه"(1/ 226)، رقم (18) - وعنه البيهقي في "الدلائل"(1/ 357/ 320) -وابن عساكر (4/ 170) من تسعة أوجه من الثقات عن أبي كريب محمد بن العلاء، عن معاوية بن هشام القصار، عن شيبان بن عبد الرحمن به.
ورواه ابن سعد (1/ 435)، رقم (1180) عن عبيد الله بن موسى العبسي عن شيبان وإسرائيل -معًا- عن أبي إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه نحوه.
وأخرجه أبو بكر محمد بن العباس بن نجيح البزاز في "حديثه"(1) -ومن طريقه الرسعني في "تفسيره"(3/ 115) - والدارقطني في "العلل"(1/ 200)، وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 350)، والشجري في "الأمالي الخميسية" - كما في "ترتيبه"(2/ 334)، رقم (2657) من ثلاث طرق عن محمد بن الفرج الأزرق، عن عبيد الله بن موسى، عن شيبان نحوه.
ورواه عن عبيد الله بن موسى العبسي يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي أيضًا، واختلف عنه فيه.
فرواه ابن عساكر (4/ 170) من طريق أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الكريم عن يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي عن عبيد الله بن موسى نحو رواية ابن الفرج.
ورواه الدارقطني في "العلل"(1/ 200) عن أبي بكر النيسابوري، وابن عساكر (4/ 169) من طريق أبي بكر محمد بن بركة بن إبراهيم اليحصبي القنسريني، كلاهما عن يوسف بن سعيد بن مسلم به، إلا أنه قال: عن ابن عباس رضي الله عنه، عن أبي بكر رضي الله عنه.
والمحفوظ في هذا الوجه أنه من مسند ابن عباس رضي الله عنه، كما رواه ابن سعد وابن الفرج الأزرق عن عبيد الله بن موسى العبسي، وتابعهما عليه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الكريم عن يوسف المصيصي، وإليه مال ابن عساكر في "تاريخه".
(1)
"المستدرك"(2/ 343)، وصححه على شرط البخاري، ولم يتعقبه الذهبي.
(2)
أخرجه الترمذي في "الشمائل"(42)، ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنَّة"(14/ 373).
ورواه كذلك الذهلي في "جزء من حديثه" وسمويه في "فوائده" (كلاهما ضمن مجموع =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عشرة أجزاء حديثية، رقم: 30) وأبو يعلى (2/ 184)، رقم (880) وأبو الفضل الزهري (233)، والطبراني في "الكبير"(22/ 123)، رقم (318)، والدارقطني في "العلل"(1/ 206 - 208) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 350)، وابن عساكر (4/ 173) من طرق عن محمد بن بشر العبدي، عن علي بن صالح به، إلا أن بعضهم ذكر أبا بكر رضي الله عنه، والبعض الآخر، قالوا:"إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم-قالوا: .. "، ولا فرق بين الأمرين في الإسناد، والحديث من أفراد بشر بن محمد، ورواه الدارقطني في "العلل"(1/ 1)، رقم (206) من طريق حميد بن الربيع الخزاز اللخمي عن عبد الله بن نمير وبشر بن محمد عن علي بن صالح به. ولم يتابع حميد على روايته عن عبد الله بن نمير. وحميد: كذبه ابن معين ومطين وابن عدي، ورماه بسرقة الأحاديث، وتبرأ ابن خزيمة من عهدته، ووهاه النسائي وأبو أحمد الحاكم وغيرهم.
وحسن القول فيه الإمام أحمد والدارقطني، وعثمان بن أبي شيبة، وقال:"ثقة، ولكنه شره يدلس"، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 197)، وقال:"ربما أخطأ".
وأما ابن عدي والحاكم وابن خزيمة فاستدلوا بجملة أحاديث سرقها، أو وضع لها أسانيد، وما ذهبوا إليه أقرب. والله أعلم.
انظر: "الجرح"(3/ 222)، "الضعفاء" للنسائي:(142)، "الكنى" لأبي أحمد (3/ 352)، رقم (1489)، "الكامل"(2/ 280 - 282)، رقم (444)، "تاريخ بغداد"(8/ 164 - 165)، "الميزان"(1/ 611 - 612)، رقم (2327)، "اللسان "(3/ 297 - 298)، رقم (2804)، "التبيين لأسماء المدلسين"(19).
وأما رواية بشر بن محمد السختياني المروزي: -وهو صدوق، كما في "التقريب"(701) - فلعله دخل عليه حديث في حديث، فقد روى ابن سعد (1/ 434)، رقم (1173) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، والحسن بن موسى الأشيب، وموسى بن داود، قالوا: أخبرنا زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا منه أبيض -ووضع زهير يده على عنفقته- قيل لأبي جحيفة: مثل من أنت يومئذ؟ قال: أبري النبلة وأريشها.
وروى أيضًا عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة رضي الله عنه، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
وروى كذلك (1175) عن أبي نعيم عن شريك عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة رضي الله عنه نحوه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 123)، رقم (316 - 317) من طريق زهير ويونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة رضي الله عنه. فهذا هو حديث أبي إسحاق عن أبي جحيفة رضي الله عنه، وليس فيه ذكر أبي بكر رضي الله عنه، ولا ذكر سورة هود =
قال الترمذي: "روي عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة شيءٌ من هذا
(1)
، وهو مرسل"
(2)
.
وكذا من حديث شيبان أخرجه البزار
(3)
، وقال: "اختلف فيه على أبي إسحاق؛ فقال شيبان كذا، وقال علي بن صالح: عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة، وقال زكريا بن أبي زائدة: عن أبي إسحاق عن مسروق، أن
= وأخواتها، فدخل متن الحديث الآخر في إسناد هذا الحديث على بشر بن محمد المروزي. والله أعلم.
* قال الدارقطني في "العلل": وحدث به محمد بن محمد الباغندي؛ عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن محمد بن بشر، فوهم في إسناده في موضعين: قال: "عن العلاء بن صالح"، وإنما هو علي بن صالح بن حي. وقال:"عن أبي إسحاق عن البراء عن أبي بكر"، وإنما هو عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة عن أبي بكر رضي الله عنه.
(1)
رواه أبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر رضي الله عنه"(32) ومن طريقه الدارقطني في "العلل"(1/ 208) عن عبد الرحمن بن صالح، ورواه ابن عساكر (4/ 175) من طريق الروياني، عن أبي كريب، كلاهما عن عبد الرحيم بن سليمان -وهو الكناني المروزي، نزيل الكوفة- عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عن أبي بكر رضي الله عنه، قال: قلت: .. الحديث.
وخالفه هشام بن عمار عن أبي معاوية الضرير عن زكريا، فقال: عن أبي إسحاق عن مسروق عن أبي بكر رضي الله عنه.
وخالفه أيضًا أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي وأشعث بن عبد الله الخراساني البصري -فيما علقه الدارقطني عنهما- فروياه عن زكريا مثل ما قال هشام. كما ستأتي إن شاء الله تعالى.
(2)
وجه الإرسال فيه أن أبا ميسرة هو عمرو بن شرحبيل الهمداني الكوفي، من أفاضل أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، وقد اختلف في سماعه من عمر رضي الله عنه، فنفاه أبو زرعة الرازي -كما في "المراسيل" لابن أبي حاتم (260) - وأثبته البخاري -كما في "ترتيب علل الترمذي"(1/ 117، 387)، رقم (35) - فعدم سماعه من أبي بكر رضي الله عنه أولى.
وانظر لترجمته: الطبقات لابن سعد (6/ 106 - 108)، معرفة الثقات للعجلي (2265)، "تهذيب الكمال"(22/ 60 - 62)، رقم (4383).
(3)
هكذا ذكر المؤلف، وسبقه ابن دقيق العيد في "الاقتراح"(474)، والزيلعي في "تخريج الكشاف"(2/ 149)، رقم (616)، ولم أقف عليه مسندًا عند البزار -في مسندي أبي بكر وابن عباس رضي الله عنهم- وإنما علقه في أواخر مسند أبي بكر رضي الله عنه =
أبا بكر قال"
(1)
.
= (1/ 170 - 171)، رقم (92)، ضمن الأحاديث التي تركها لعلل فيها، أو لأن الأوجه فيها أنها من مسانيد صحابة آخرين، دون أبي بكر رضي الله عنه.
فعلقه أولًا من حديث أنس رضي الله عنه عن أبي بكر رضي الله عنه، وخطأه، ثم قال نحوًا من هذا الكلام بزيادة بعض الوجوه الأخرى أيضًا، ثم قال:"والأخبار مضطربة أسانيدها عن أبي إسحاق، وأكثرها: أن أبا بكر رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم، فصارت عن الناقلين لا عن أبي بكر رضي الله عنه، إذ كان أبو بكر رضي الله عنه هو المخاطب".
وذكر ابن دقيق العيد أنه رواه عن أبي كريب عن معاوية. والله أعلم.
(1)
المصدر السابق، وزاد: "رواه إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة، وقد قالوا عن عكرمة
…
، ورواه بعض من رواه عن زكريا عن أبي إسحاق عن مسروق عن أبي بكر". ففيه إيماء إلى خلاف على زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق، وهي على أربعة أوجه: الوجه المذكور، والوجه الذي نسبه إلى إسرائيل، وعنه عن أبي إسحاق عن الشعبي عن مسروق عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وأما رواية إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة، فلم أقف عليه، ولا ذكره غير البزار، ولعله سبق قلم، وإنما روي عن زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق، كما تقدم آنفًا عند كلام الترمذي. والله أعلم.
وأما إسرائيل وكذا أبوه يونس فرويا هذا الحديث عن أبي إسحاق عن عكرمة، واختلف عليهما فيه.
فرواه الدارقطني في "العلل"(1/ 201) من طرق عن إسماعيل بن صبيح، ومن طريق الفضل بن يوسف بن يعقوب الجعفي عن سعيد بن عثمان الخزاز، كلاهما عن إسرائيل، وفي (1/ 202) عن الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي -من أصل كتابه- عن عبد الله بن محمد بن ناجية عن خلاد بن أسلم عن النضر بن شميل عن إسرائيل - وقال مرة أخرى: عن إسرائيل ويونس بن أبي إسحاق -معًا-، ثلاثتهم (ابن ناجية عن خلاد عن النضر، وإسماعيل بن صبيح، وسعيد الخزاز) قالوا: عن أبي إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس، قال: قال أبو بكر: يا رسول الله! .. الحديث.
ورواه ابن سعد (1/ 435)، رقم (1180) عن عبيد الله بن موسى، عن شيبان وإسرائيل -معًا- عن أبي إسحاق نحوه.
وخالف هؤلاء خمسة من الثقات:
فرواه الدارقطني في "العلل"(1/ 203) عن أحمد بن محمد بن المغلس، عن خلاد بن أسلم، عن النضر بن شميل، وعن ابن المغلس أيضًا: عن أبي السائب -وهو سلم بن جنادة السوائي- عن وكيع، و (1/ 204) ومن طريق عبد الله بن رجاء الغهداني، ومخول بن إبراهيم، وأخرجه ابن شبَّة (2/ 626) عن أبي أحمد الزبيري، خمستهم: =
وحديث أبي بكر
(1)
: رواه كذلك أبو بكر الشافعي كما في "الفوائد الغيلانيات"
(2)
.
= عن إسرائيل عن أبي إسحاق، عن عكرمة، قال، قال أبو بكر رضي الله عنه: .. مرسلًا.
قال الدارقطني: "وهذا هو الصواب عن إسرائيل".
وهكذا رواه الدارقطني في "العلل"(1/ 205) عن القاسم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن بلبل الزعفراني، عن أحمد بن محمد بن سعيد التبعي، عن القاسم بن الحكم، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، قال: قال عكرمة مولى ابن عباس: قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: الحديث.
والرواية المرسلة هي المحفوظة عن كل من إسرائيل وأبيه يونس، وذلك أن خمسة من الثقات رووه عن إسرائيل مرسلًا، وتابعهم عليه ثقة عن أبيه يونس.
وخالفهم إسماعيل بن صبيح اليشكري الكوفي -صدوق- عن إسرائيل مسندًا، ولا يعادلهم في شيء.
ورواية سعيد بن عثمان الخزاز أيضًا ليست في مرتبة الاحتجاج به في مثل هذا الموضع، فإن الراوي عنه وهو الفضل بن يوسف بن يعقوب بن حمزة الجعفي القصباني -ويقال: الفضل بن يوسف بن حمزة، ويقال: الفضل بن يعقوب الجعفي- شبه مجهول الحال، من شيوخ ابن الأعرابي وابن عقدة وخيثمة بن سليمان وطبقتهم؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 8)، والذهبي في "تاريخ الإسلام"(20/ 415)، وقال ابن حجر:"صدوق". وانظر: "التهذيب"(23/ 265 - 266)، رقم (4755)، "التقريب"(5424).
وتابعهما عليه مسندًا: ابنُ سعد؛ عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل وشيبان، ولم يذكر إسرائيلَ في رواية عبيد الله إلا ابن سعد، وغيره قال: عن شيبان وحده، ولعل علة حديثه هو الجمع. والله أعلم.
وأما رواية الحسن السبيعي: فعلتها أنه خولف عليه عن كلٍّ من إسرائيل ويونس، فرواه أحمد بن المغلس عن خلاد عن النضر عن إسرائيل به مرسلًا، وترجح عليه بالعلو.
وخولف أيضًا عن يونس بن أبي إسحاق، فكان شاذًا من الوجهين، ثم هو مرة أفرد إسرائيل بالإسناد، ومرة أخرى جمع بينه وبين أبيه بنفس الإسناد السابق، وهذا إن لم يكن من الخطإ المطبعي أو النساخ لكتاب "العلل"، فإنه دال على الاضطراب في أصل الحسن السبيعي، وإن كان ثقة ثبتًا من أئمة الشأن. والله أعلم.
(1)
يعني رواية زكريا عن أبي إسحاق عن مسروق عن أبي بكر الذي ورد آخر كلام البزار، فيما نقله.
(2)
أخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"(108) -ومن طريقه ابن عساكر (4/ 172) - والطبراني في "الأوسط"(8/ 160)، رقم (8269)، والدارقطني في "العلل"(1/ 208) =
بل وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" عن أبي الأحوص، وكذا هو عند أبي يعلى من طريق أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن عكرمة، قال: قال أبو بكر: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: ما شيبك؟ قال: "شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت"
(1)
.
= من طرق عن هشام بن عمار، عن أبي معاوية الضرير، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن مسروق، عن أبي بكر رضي الله عنه، أنه قال: يا رسول الله! .. الحديث. وعلقه ابن أبي حاتم عن هشام في "العلل"(1894).
قال الطبراني: "لم يروه عن أبي إسحاق عن مسروق عن أبي بكر إلا زكريا بن أبي زائدة، تفرد به أبو معاوية".
وتفرد به عن أبي معاوية هشامُ بنُ عمار الحمصيُّ، وكان يتلقن بأخرة، فيشبه أن يكون هذا منها. والله أعلم.
ورواه ابن عساكر (4/ 173) من طريق أبي بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ عن أبي يوسف -وهو الفسوي- ويعقوب بن إسحاق، عن هشام بن عمار عن أبي معاوية عن ابن أبي زائدة عن الشعبي عن مسروق، قال: سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول: قلت: يا رسول الله! .. الحديث.
قال الدارقطني في "العلل"(1/ 198): "ذكر الشعبي وهم، وإنما هو أبو إسحاق السبيعي".
ولعل الوهم فيه من هشام بن عمار نفسه، فإنه تغير بأخرة لما كبر، وصار يتلقن، كما في "التقريب"(7303).
زاد الدارقطني: "وأما رواية أبي أسامة عن زكريا، ورواية أشعث بن عبد الله عن زكريا: فإنهما اتفقا على زكريا عن أبي إسحاق عن مسروق بن الأجدع عن أبي بكر رضي الله عنه. قال ذلك إبراهيم بن سعيد الجوهري عن أبي أسامة عن زكريا، وقاله نصر بن علي عن أشعث بن عبد الله عن زكريا". ولم يسندهما الدارقطني، ولا وقفت عليهما عند غيره. والله أعلم.
(1)
أخرجه ابن أبي شيبة ["المطالب العالية" (14/ 723)، رقم (3632/ 1)]- وسعيد بن منصور (5/ 371 - 372)، رقم (1110)، ومسدد ["إتحاف الخيرة" (6/ 219)، رقم (5727)]، وابن سعد (1/ 436)، رقم (1186)، وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر رضي الله عنه"(ح 31)، وأبو يعلى (1/ 102)، رقم (107 - 108) -ومن طريقه وغيره ابن عساكر (4/ 172) -، والدارقطني في "العلل"(1/ 205) من عشرة أوجه عن أبي الأحوص به.
وخالفهم بقية بن الوليد: فرواه عن أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن عكرمة عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال أبو بكر رضي الله عنه: .. الحديث. علقه الدارقطني في "العلل"(1/ 203) عن شيخه أبي محمد بن صاعد، عن محمد بن عوف، عن محمد بن المصفى، عن بقية، عن أبي الأحوص به مسلسلًا بالعنعنة.
وعلقه ابن أبي حاتم في "العلل"(1826) عن بقية نحوه، ونقل عن أبيه، قال:"هذا خطأ، ليس فيه ابن عباس".
قلت: وبقية بن الوليد يدلس تدليس إسناد وتسوية كما في "طبقات المدلسين"(103، 117)، وانظر:"العلل" لابن أبي حاتم (543، 2516، 2663)، و"الجرح والتعديل"(2/ 434 - 436/ 1728)، و"الكامل"(2/ 72 - 80/ 302)، والراوي عنه؛ محمد بن المصفى ينسب فوق ذلك إلى تسوية الأسانيد، كما تقدم أيضًا (ح 537)، فيحتمل أن يكون الوهم من أحدهما، أو من ضعيف دلَّسه واحدٌ منهما. والله أعلم.
** ورواه الحاكم (2/ 476) عن أبي بكر محمد بن جعفر المزكي عن محمد بن إبراهيم بن سعيد العبدي البوشنجي عن مسدد بن مسرهد عن أبي الأحوص عن أبي إسحاق الهمداني عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: .. الحديث.
قال الحاكم: "صحيح على شرط البخاري"، ولم يتعقبه الذهبي.
وفيما قاله نظر، فإن هذه رواية شاذة، خولف البوشنجي في إسناده، وهو وإن كان ثقة حافظًا -كما في "التقريب"(5693) - فرواية مسدد في "مسنده"، والتي توافق روايات بقية الثقات عن شيخه أبي الأحوص أولى وأرجح من رواية البوشنجي عنه، والأقرب أن الوهم ممن دون البوشنجي. والله أعلم.
هذا، وتوبع أبو الأحوص عليه مرسلًا، من غير وجه:
1 -
مسعود بن سعد الجعفي: رواه ابن سعد (1/ 435)، رقم (1182)، والدارقطني في "العلل"(1/ 205 - 206) من خمسة أوجه عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن مسعود بن سعد، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، قال: قال أبو بكر رضي الله عنه: .. الحديث.
وخالفهم أحمد بن الحسين بن عبد الملك الأودي؛ فرواه عن أبي نعيم، عن مسعود بن سعد، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال أبو بكر رضي الله عنه: .. الحديث.
رواه الدارقطني في "العلل"(1/ 203) عن أحمد بن محمد بن سعيد -وهو ابن عقدة- عن الأودي به.
والأودي هو أبو جعفر القصري المؤدب بقصر ابن هبيرة، يعرف بأبي الشمقمق، من =
وهو مرسل صحيح، إلا أنه موصوف بالاضطراب
(1)
، وقد أطال الدارقطني في ذكر علله واختلاف طرقه في أوائل كتاب "العلل"
(2)
، ونقل
= شيوخ الطبراني، قال الدارقطني:"لا بأس به"، وذكره النجاشي وآغا بزرك في رجال الشيعة. انظر:"سؤالات الحاكم"(31)، "تاريخ بغداد"(4/ 97)، رقم (1746)، طبقات أعلام الشيعة (ص 26). فروايته هذه شاذة، ولذا قال الدارقطني في "العلل" (1/ 196):"خالفه أصحاب أبي نعيم عن أبي نعيم عن مسعود بن سعد".
2 -
زهير بن معاوية: رواه الدارقطني في "العلل"(1/ 204) عن دعلج عن عبد الله بن الحسن الحراني عن أحمد بن عبد الملك -وهو ابن واقد الحراني؛ ثقة- عن زهير عن أبي إسحاق عن عكرمة، قال: قال أبو بكر رضي الله عنه؛ يا رسول الله! .. الحديث.
وخالف أحمدَ بن عبد الملك بن واقد الحراني بلديُّه الحسنُ بن محمد بن أعين الحراني -صدوق، من التاسعة، كما في "التقريب"(1280) -؛ فرواه عن زهير، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال أبو بكر: يا رسول الله! .. الحديث. رواه الدارقطني في "العلل"(1/ 202) عن القاضي أبي العباس أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير الذهلي، عن أبي مروان أبان بن عبد الله بن كردوس الحراني القرشي، عن الحسن بن محمد بن أعين به.
ثم قال: "تابعه -يعني: ابن كردوس- حسين بن أبي السري، عن الحسن بن محمد بن أعين".
وحسين بن أبي السري كذبوه، كما في "تاريخ دمشق"(14/ 329).
وقال الدارقطني في "العلل"(1/ 196): "خالفه أصحاب زهير عن زهير".
يعني أنهم رووه عن عكرمة مرسلًا، كما ورد في الإسناد الأول.
وهذا يوميء إلى متابعات لابن واقد عن زهير لم يذكرها الدارقطني، أو أنه يريد أن يبين أن ابن واقد ألصقُ بزهير بن معاوية من بلديه الحسن بن أعين، وأرجح منه ثقة وإتقانًا. والله أعلم.
3 -
عبد الملك بن سعيد بن أبجر، عن أبي إسحاق: علقه الدارقطني في "العلل"(1/ 196) ولم أقف عليه مسندًا.
4، 5، 6 - أبو بكر بن عياش وإسرائيل بن يونس، وأبوه يونس: وتقدم أن المحفوظ عنهم: عن أبي إسحاق عن عكرمة مرسلًا، ولذا قال أبو حاتم -كما في "العلل"(5/ 88 - 89)، رقم (1826) -:"المرسل أصح"، وخطأ وصله بذكر ابن عباس رضي الله عنهما، وهذا هو مفاد كلام الدارقطني في "العلل".
(1)
هذا هو كلام الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية"(ح 3712).
(2)
تكلم عليه الدارقطني في "العلل"(س: 17، 1/ 193 - 211)، لَخَّص علله وطرقه أولًا، ثم أسندها. =
حمزة السهمي عنه، أنه قال: "طرقه كلها معتلة
(1)
، وأنكره موسى بن هارون الحمال على تَمْتَامٍ"
(2)
.
وفيه نظر، فطريق شيبان وافقه أبو بكر بن عياش عليها، كما أخرجه الدارقطني في "العلل"
(3)
.
(1)
"سؤالات السهمي"(77)، رقم (9) وعنه الخطيب في "تاريخه"(3/ 145)، وبه قال البزار (ح 92).
(2)
تقدم أن إنكار الحافظ موسى بن هارون الحمال وغيره من الحفاظ على التمتام كان لما رواه من طريق يحيى بن حماد الأبح عن ابن عون عن ابن سيرين عن عمران بن حصين رضي الله عنه، وهو إسناد مقلوب في حكم الموضوع، أخطأ فيه تمتام -كما تقدم- وليس إنكارهم عليه للحديث مطلقًا بطرقه الأخرى التي من رواية أبي إسحاق السبيعي، كما يفهم من ظاهر عبارة المؤلف رحمه الله، فهو مشهور عن أبي إسحاق السبيعي مع اضطراب الرواة فيمن بعده في الإسناد، والأكثر أنه عن عكرمة مرسلًا. والله أعلم.
(3)
في هذا النظر نظر، فإن أبا بكر بن عياش اختلف عليه في هذا الحديث على وجهين، المحفوظ منهما أنه عن عكرمة مرسلًا: فرواه الترمذي (3297) عن هاشم بن الوليد الهروي، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد"(9، ح 46) عن أحمد بن محمد بن أيوب، والدارقطني في "العلل"(1/ 205) من طريق إبراهيم بن إسحاق الصواف، عن طاهر بن أبي أحمد الزبيري، ومن طريق أبي هشام الرفاعي، أربعتهم: عن أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، قال: قال أبو بكر: .. مرسلًا.
قال الدارقطني: "كذلك رواه أبو هشام الرفاعي وغيره، عن أبي بكر بن عياش مرسلًا".
وأما الوجه الذي أشار إليه المؤلف رحمه الله: فرواه الدارقطني في "العلل"(1/ 203) من طريق عبد الكريم بن الهيثم، عن طاهر بن أبي أحمد الزبيري، عن أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس، قال: قال أبو بكر: يا رسول الله .. الحديث.
وهذا أخطأ فيه عبد الكريم بن الهيثم على طاهر بن أبي أحمد الزبيري، وخالفه إبراهيم بن إسحاق الصواف فرواه عن طاهر به مرسلًا، دون ذكر ابن عباس رضي الله عنهما، وهو المحفوظ في حديث أبي بكر بن عياش.
ولأبي بكر بن عياش فيه إسناد آخر: أخرجه الدارقطني في "العلل"(1/ 211)، وابن عساكر (4/ 175) من طرق عن محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الرازي -إملاء من أصل كتابه- عن الحسن بن محمد الطنافسي عن أبي بكر بن عياش، حدثنا ربيعة الرأي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال أبو بكر: شبت يا رسول الله؟ .. الحديث.
ووقع عند ابن عساكر: "علي بن محمد الطنافسي" بدل "الحسن بن محمد الطنافسي"، وأراه خطأ، تصحف على بعض رواة الإسناد، فإن الدارقطني لما ذكر علل الحديث =
وقال ابن دقيق العيد في أواخر "الاقتراح": "إسناده على شرط البخاري"
(1)
.
ورواه البيهقي في "الدلائل" من رواية عطية، عن أبي سعيد، قال: قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله! لقد أسرع إليك الشيب؟! فقال: "شيبتني هود وأخواتها: "الواقعة" و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} و {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} "
(2)
.
= أولًا، قال (1/ 199):"وروي عن أبي بكر بن عياش فيه إسناد آخر؛ حدث به الحسن بن محمد الطنافسي ابن أخت يعلى بن عبيد، عن أبي بكر بن عياش، عن ربيعة الرأي .. ". ورواه الدارقطني عن ابن مسعدة وغيره، فقال:"الحسن بن محمد"، وهو أوثق ممن خالفه. والله أعلم.
والحسن بن محمد هذا: هو ابن إسحاق بن أبي شداد الطنافسي أبو محمد الكوفي، أخو علي بن محمد الطنافسي؛ لم يذكر فيه البخاري في "التاريخ"(2/ 306)، رقم (2564)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 35 - 36)، رقم (151)، والسمعاني في "الأنساب"(4/ 74 - 75)، والرافعي في "تاريخ قزوين"(2/ 433)، والذهبي في "تاريخ الإسلام"(16/ 137)، جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 173)، وقال الحافظ الخليلي في "الإرشاد"(2/ 699)، رقم (480): "هما ابنا أخت الطنافسيين علماء الكوفة
…
، أقاما بقزوين، وارتحل إليهما الكبار؛ أبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن مسلم بن واره ومحمد بن أيوب، وروى عنهما من أهل قزوين يحيى بن عبدك وابن ماجه وغيرهما، ولهما محل عظيم، ولم يكن إسنادهما في ذلك الوقت بعال، .. ". وهذا يدل على مكانة له في الحديث، ولكنه أخذ عليه بعض الأوهام في الأسانيد والمتون، فاستغرب الرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 467) حديثًا له عن أبي بكر بن عياش، خالف فيه أصحاب أبي بكر بن عياش، وأتى عنه بإسناد يخالَف فيه. وأورد ابن أبي حاتم في "العلل" (763) حديثًا آخر له استنكر أبو حاتم إسناده، وقال: "باطل بهذا الإسناد". فالظاهر أن هذا الإسناد أيضًا مما أخطأ فيه، وأصحاب أبي بكر بن عياش يروونه عن أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق السبيعي عن عكرمة مرسلًا، كما تقدم.
وأما أخوه علي بن محمد -المذكور خطأ- في إسناد ابن عساكر: فهو أحد الأئمة الثقات اتفاقًا.
وانظر لترجمته: "تاريخ قزوين"(3/ 397)، "التقريب"(4791).
(1)
أورده في "الاقتراح"(الخاتمة، الفصل الخامس: أربعون حديثًا في أحاديث رواها قوم خرج عنهم البخاري في "الصحيح"، ولم يخرج عنهم مسلم، أو خرج لهم مع الاقتران بالغير، ح 22، ص 474).
(2)
رواه البيهقي في "دلائل النبوة"(1/ 358)، رقم (321) من طريق الحسين بن أحمد بن =
وأخرجه ابن سعد وابن عدي من رواية يزيد الرقاشي عن أنس وفيه: "الواقعة، والقارعة، وسأل سائل، وإذا الشمس كورت"
(1)
.
= بسطام الزعفراني البصري الأبلي عن أبي كريب عن معاوية بن هشام عن شيبان النحوي عن فراس عن عطية عن أبي سعيد رضي الله عنه، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
…
الحديث.
وهذا الإسناد منكر، أخطأ فيه ابن بسطام الزعفراني، ومن دونه أئمة ثقات، وابن بسطام ذكره الدارقطني بالوهم والتخليط في المتن والإسناد -إذا حدث من حفظه- في أربعة مواضع من كتاب "العلل"(9/ 231)، رقم (1731)، (14/ 233)، رقم (3586)، (14/ 371)، رقم (3718، و 406/ 3754). فهو لين الحديث، وما خالف فيه الثقات معدود في المناكير، وهذا الحديث منها، حيث خالفه فيه عن أبي كريب عن معاوية بن هشام القصار أكثرُ من عشرة من الثقات، رووه عن أبي كريب عن معاوية عن شيبان عن أبي إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال أبو بكر رضي الله عنه، كما تقدم.
(1)
أخرجه ابن سعد (1/ 436)، رقم (1185) ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل"["مختصره" (145)] وأبو الطاهر المخلص في "أماليه"(16) -ومن طريقه الرسعني في "التفسير"(3/ 116) - وابن عساكر (4/ 173 - 174) من طريقي ابن وهب، ونافع بن يزيد البرني عن أبي صخر حميد بن زياد الخراط.
وأخرجه سعيد بن منصور (5/ 370)، رقم (1109)، وابن عدي (2/ 247)، وابن عساكر (4/ 175)، والدارقطني معلقًا ["سؤالات السلمي" (331)] من أربع طرق عن أبي بكر حماد بن يحيى الأبح البصري، كلاهما: عن يزيد بن أبان الرقاشي البصري، عن أنس رضي الله عنه، لفظ أبي صخر مطول، وحديث الأبح مختصر.
ومداره على يزيد بن أبان الرقاشي، وهو ضعيف صاحب مناكير عن أنس رضي الله عنه، تركه من أجلها جماعة من الأئمة، وقال ابن حبان:(كان من خيار عباد الله، من البكائين في الليل في الخلوات، والقائمين بالحقائق في السِّبْراتِ، ممن غفل عن صناعة الحديث وحفظها، واشتغل بالعبادة وأسبابها، حتى كان يقلب كلام الحسن فيجعله عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو لا يعلم، فلما كثر في روايته ما ليس من حديث أنس وغيره من الثقات بطل الاحتجاج به، فلا تحل الرواية عنه إلا على سبيل التعجب)، وهو مجمع على ضعفه، ومشاه ابن عدي لرواية الثقات عنه من البصريين والكوفيين أحاديث صالحة عن أنس رضي الله عنه وغيره، وذلك لا ينفع من عُرف بالضعف وتبين وهاؤُه في مناكير كثيرة، وإنما ينفع المستورين الذين يُجْهَلُ حالُهم فحسب، كما نقل ابن أبي حاتم في "تقدمة الجرح"(2/ 36) عن أبيه وأبي زرعة. والله أعلم.
انظر: "الجرح والتعديل"(9/ 251 - 252/ 1053)، "المجروحين"(3/ 98)، "الكامل"(7/ 257 - 258/ 2158)، "تاريخ دمشق"(65/ 72 - 92/ 8235)، =
وللطبراني من حديث عقبة بن عامر -بسند رجاله رجال الصحيح- أن رجلًا قال: يا رسول الله! قد شبت! قال: "شيبتني هود وأخواتها"
(1)
.
= "تهذيب الكمال"(32/ 64 - 77/ 6958)، "الميزان"(4/ 418/ 9669)، "التقريب"(7683).
هذا، وتفرد به عنه ضعيف ولين. والله أعلم.
وأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(3/ 142)، رقم (1028/ 1156) من حديث يزيد بن أبان عن أنس رضي الله عنه عن أبي بكر رضي الله عنه وفيه محمد بن يونس الكديمي متهم بالوضع وسرقة الأحاديث [تقدم].
وعلقه البزار (92) عن زائدة بن أبي الرقاد، عن زياد النميري، عن أنس، عن أبي بكر رضي الله عنه نحوه.
وأعله بضعف ابن أبي الرقاد أولًا، وبالاختلاف عليه ثانيًا؛ وأن غير واحد من الرواة رووه عن زائدة بن أبي الرقاد عن زياد عن أنس رضي الله عنه أن أبا بكر رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم:
…
الحديث.
وزياد النميري ضعيف، ذو مناكير عن أنس رضي الله عنه، فالحديث لا يثبت عن أنس رضي الله عنه بوجه من الوجوه. والله أعلم.
(1)
رواه الطبراني في "الكبير"(17/ 286)، رقم (790) عن محمد بن محمد التمار البصري عن أبي الوليد الطيالسي عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني المصري عن عقبة بن عامر رضي الله عنه.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 117)، رقم (11073):"رجاله رجال الصحيح"، وبه قال المؤلف رحمه الله.
وأبو جعفر محمد بن محمد بن حبان -أو حيان- التمار البصري: ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 153) وقال: "ربما أخطأ"، وقال الدارقطني في "سؤالات الحاكم" (192):"لا بأس به"، وذكره ابن حجر في "اللسان"(7/ 471)، رقم (7350) بناء على قول ابن حبان المذكور، ولم يذكر قول الدارقطني فيه، فلعله لم يقف عليه، وإلا لما كان ليدرجه في "اللسان". والله أعلم. انظر أيضًا:"الكنى" لأبي أحمد (3/ 93)، رقم (1109)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (21/ 289)، "العبر" سنة (189 هـ)، "شذرات الذهب"(2/ 201).
وبقية رجال الإسناد كلهم رجال الشيخين، ولا علة له إلا الغرابة الشديدة التي كثيرًا ما تنبئ عن وهم في الحديث سندًا أو متنًا، وليس له أصل بمصر عند أصحاب الليث وغيرهم، وإنما يرويه ابن وهب وغيره من أصحاب الليث والمصريين عن طلحة بن عمرو الحضرمي عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعن أبي صخر الخراط عن يزيد الرقاشي عن أنس رضي الله عنه، كما تقدم آنفًا، فيتثبت من هذا، وإلا فظاهر إسناده حسن. والله أعلم.
ومن حديث ابن مسعود -بسند فيه عمرو بن ثابت؛ وهو متروك
(1)
-: أن أبا بكر سأل النبي صلى الله عليه وسلم: ما شيبك يا رسول الله؟ قال: "شيبتني هود والواقعة"
(2)
.
ومن حديث سهل بن سعد، بسند فيه سعيد بن سلام العطار -وهو ضعيف جدًّا
(3)
- مرفوعًا: "شيبتني "هود" وأخواتها: "الواقعة" و"الحاقة" و {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}
(4)
"
(5)
.
(1)
هو: الدهان الكوفي، وتقدمت ترجمته (ح 144).
(2)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(10/ 125 - 126)، رقم (10091) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والدارقطني في "العلل"(1/ 210) من طرق عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن أحمد بن طارق الوابشي، عن عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عن ابن مسعود رضي الله عنه.
وهذا الإسناد فيه ثلاث علل: محمد بن عثمان بن أبي شيبة: فيه ضعف.
وأحمد بن طارق الوابشي: قال ابن كثير في "التفسير"(النساء: 164، 2/ 471): "لا أعرفه بعدالة ولا جرح"، وبنحوه قال في "تاريخه"(3/ 91) أيضًا، وبه قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 350)، رقم (13710)، وذكر الألباني في "الصحيحة"(2987)، و"الضعيفة"(3319، 3805، 4882، 6090) أنه لم يقف على ترجمته. والله أعلم.
وعمرو بن ثابت الدهَّان الكوفي: متروك، نسبه ابن حبان إلى رواية الموضوعات عن الثقات، ولكونه أوهى مَنْ في الإسناد اكتفى الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 117)، رقم (11074)، والمؤلف وغيرُهما بإعلال الحديث به فقط.
(3)
أبو الحسن البصري: كذبه جمع من الأئمة ورموه بالوضع. انظر: "الجرح والتعديل"(4/ 31 - 32)، "الكامل"(3/ 404)، رقم (828)، "اللسان"(4/ 55 - 546)، رقم (3428).
(4)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(6/ 148)، رقم (5804)، وفيه أيضًا: عمر بن محمد بن صهبان: ضعيف يتفرد عن الثقات بالمناكير.
(5)
وزاد الدارقطني في "العلل"(1/ 208، 209، 210) وأبو الحسين في "الطيوريات"(865) وأبو الشيخ في "جزء" له (74) وجهين آخرين؛ عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد البجلي عن أبي بكر رضي الله عنه مرسلًا، وعن أبي إسحاق عن عامر بن سعد عن أبيه رضي الله عنه، وعن أبي إسحاق عن علقمة مرسلًا، وعن أبي إسحاق عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها، وأسانيدها لا تخلو من متهم أو متروك فأكثر. والله أعلم.
ورواه عبد الرزاق (3/ 368)، رقم (5997) عن معمر عن أبي إسحاق مرسلًا، وروي =
616 - حديث: "الشيب نور المؤمن".
في: "لا تنتفوا الشيب"
(1)
و"من شاب في الإسلام"
(2)
.
617 - حديث: "شيب وعيب".
في: "من لم يرعو عند الشيب"
(3)
.
618 - حديث: "الشيخ في قومه كالنبي في أمته".
ابن حبان في "الضعفاء"، والديلمي؛ كلاهما من حديث رافع بن أبي رافع
(4)
، عن أبيه مرفوعًا به
(5)
.
وذكره ابن حبان في ترجمة "عبد الله بن عمر بن غانم الأفريقي"
(6)
وأنه رواه
= مرسلًا من حديث محمد بن علي الباقر وقتادة وأبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن واسع الأنصاري من أوجه مختلفة نحوه؛ أخرج عامتها ابن سعد (1/ 434 - 435)، ولعلها تقوي بعضها بعضًا. والله أعلم.
(1)
سيأتي بالرقم (1307).
(2)
سيأتي بالرقم (1145).
(3)
سيأتي بالرقم (1186).
(4)
هو: رافع بن أبي رافع المدني مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(5)
أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 378)، رقم (511)، والخطيب في "الجامع"(1/ 181)، رقم (284)، والديلمي (2/ 196/ ب)، وابن عساكر في "معجمه"(2/ 703)، رقم (871)، والرافعي في "تاريخ قزوين"(3/ 95 - 96)، وفي إسناده محمد بن عبد الملك القناطري الكوفي المذكور: قال ابن عساكر: "هذا حديث منكر، والقناطري كذاب، وإنما سمي بالقناطيري لأنه كان يكذب قناطير". وبه أعله العراقي في "تخريجه الكبير للإحياء"، وغيرُه من الأئمة. وانظر له:"المدخل إلى الصحيح"(1/ 147)، رقم (82)، "الإرشاد" للخليلي (1/ 204)، رقم (13)، "الميزان"(3/ 632)، رقم (7895)، "اللسان"(7/ 317)، رقم (7114).
(6)
هو: عبد الله بن عمر بن غانم الرعيني، قاضي إفريقية: جهله أبو حاتم، واتهمه ابن حبان بهذا وما أشبهه من الأحاديث التي رويت بهذا الإسناد، وقد ذكر ابن يونس وأبو العرب التميمي القيرواني وابن خلفون وغيرهم من أئمة قطره -أفريقية- أنه كان من الثقات الأثبات النبلاء الأجلاء، وكان الإمام مالك وابن وهب يُجِلانه، وحزن ابن وهب لموته جدًّا، وقال أبو داود:"أحاديثه مستقيمة"، وقال الذهبي:"مستقيم الحديث"، وقال ابن يونس:"ولم يعرفه أبو حاتم لبعد قطره، وقال: مجهول".
ولذا تعقب ابنَ حبان كلٌّ من الذهبي والعراقي والسخاوي والسيوطي وغيرهم، =
عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا، قال: وهذا موضوع
(1)
. انتهى.
= وقال ابن حجر في "التقريب"(3492): "أفرط ابن حبان في تضعيفه"، وقال في "التهذيب":"ولعل ابن حبان لم يعرفه".
انظر: "طبقات علماء أفريقية" لأبي العرب التميمي (ص 43 - 44)، "ترتيب المدارك"(3/ 65 - 79)، "الميزان"(4/ 150 - 151)، رقم (4475)، "الكاشف"(2873)، "إكمال تهذيب الكمال" لمغلطاي (8/ 83 - 87)، رقم (3080)، "تهذيب التهذيب"(5/ 289 - 290)، "تنزيه الشريعة"(74).
والآفة من الراوي عنه كما سيأتي بيانه إن شاء الله. والله تعالى أعلم.
(1)
رواه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 39) عن علي بن محمد بن حاتم القومسي عن عثمان بن محمد بن خشيش القيرواني عن عبد الله بن عمر بن غانم به، وذكر أنها نسخة بهذا الإسناد، يصان البياض عن ذكرها، فكيف الاشتغال بوصفها.
ومن طريق الدارقطني عن ابن حبان رواه ابن الجوزي في "الموضوعات ="(1/ 183)، ولكنه تصحف الإسناد لديه وتبعًا له عند السيوطي في "اللآلي"(1/ 140).
اتهم ابن حبان بهذا الحديث عبد الله بن عمر بن غانم الرعيني قاضي إفريقية، وتبعه عليه ابن طاهر في "معرفة التذكرة"(1076)، وهو زلة منهما -رحمهما الله- فإن ابن غانم هذا ثقة ثبت جليل، لا يحتمل مثل ذلك، كما تقدم في ترجمته آنفًا، وكذا علي بن محمد بن حاتم بن دينار بن عبيد أبو الحسن القومسي الحدادي -نسبة إلى حدادة؛ من قرى قومس، قربَ بسطام-: روى عنه ابن حبان وابن عدي والإسماعيلي، وقال:"كان صدوقًا". انظر: "تاريخ جرجان"(518)، "تاريخ بغداد"(12/ 65)، رقم (6460)، "تاريخ قزوين"(3/ 400)، و"تاريخ دمشق"(43/ 156 - 158)، رقم (5023).
وإنما الآفة هو ابن خشيش القيرواني: قال العراقي في "تخريج الإحياء" -كما في "تنزيه الشريعة"(1/ 208) -: "لعل الآفة فيه من الراوي له عن ابن غانم، وهو عثمان بن محمد بن خشيش فإني لم أجد مَنْ تَرجَمَه وعرَّف بحاله"، ونحوه قول الذهبي في "الميزان"(2/ 464)، رقم (4470) و"تاريخ الإسلام"(12/ 220).
أقول: الظاهر أنه يحيى بن محمد بن خشيش القيرواني، فإنه المذكور في شيوخ القومسي، وهكذا سماه غير واحد ممن روى الحديث الثاني الذي ذكره ابن حبان في "المجروحين":"ما من شجرة أحب إلى الله من الحناء"، ممن رواه عن علي القومسي عنه، أو عنه مباشرة، والظاهر -والله أعلم- أن ابن حبان وهم في اسمه، فألقى التبعة على غيره، ولكل جواد كبوة، ويحيى بن محمد بن خشيش القرشي المغربي الإفريقي القيرواني: صاحب أباطيل وغرائب ومناكير، كما قال الدارقطني والخطيب والذهبي، وحكموا على أحاديث له بالوضع والبطلان، واتهمه أبو سعيد النقاش بالوضع. انظر:"تاريخ بغداد" =
ولعل البلاء فيه من غير الأفريقي
(1)
، فهو جليل القدر ثقة لا ريب فيه.
وممن جزم بكونه موضوعًا شيخنا
(2)
، ومن قبله التقي ابن تيمية، فقال:"إنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما يقوله بعض أهل العلم"
(3)
.
وربما أورده بعضهم بلفظ: "الشيخ في جماعته كالنبي في قومه؛ يتعلمون من علمه ويتأدبون من أدبه"، وكل ذلك باطل
(4)
.
ويروى عن أنس مرفوعًا: "بَجِّلوا المشايخ، فإن تبجيل المشايخ من إجلال الله عز وجل فَمَنْ لم يُبَجِّلْهم فليس منا". أسنده الديلمي
(5)
.
= (14/ 223)، رقم (7518)، "الميزان"(2/ 159)، رقم (3275)، (4/ 408)، رقم (9625)، "اللسان"(8/ 474)، رقم (8520)، "تنزيه الشريعة" (ترجمة: 38). فهذا هو الآفة، وابنُ غانم بريء من عهدته. والله تعالى أعلم.
(1)
تبين أعلاه أن الآفة من الراوي عنه، وهو يحيى بن محمد بن خشيش القيرواني، وتصحف اسمه على ابن حبان رحمه الله، فوقع خياره على هذا الثقة، إذ رآه أعلى من تفرد في الإسناد. والله أعلم.
(2)
"تهذيب التهذيب"(5/ 290 - عبد الرحمن بن عمر بن غانم).
(3)
أحاديث القصاص (24) ومجموع الفتاوى (18/ 379)، ومثله قول الزركشي في "التذكرة"(ح 38).
(4)
ومثله في "تذكرة الموضوعات"(ص 20)، و"الأسرار المرفوعة"(ص 228، ح 252)، ومختصر المقاصد للزرقاني (12/ ب)، و"كشف الخفاء"(2/ 17)، رقم (1576).
(5)
أخرجه الديلمي (2/ 4/ أ)، وابن حبان في "المجروحين"(1/ 378) -ومن طريق الدارقطني عنه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 182) - وابن عدي (4/ 93)، وعبد الغافر الفارسي في "السياق لتاريخ نيسابور" -كما في "منتخبه"(ص 154) - وغيرهم، وفي إسناده صخر بن محمد الحاجبي المروزي المدلجي، وهو كذاب مشتهر به، وعليه كان يدلسه الرواة، فهو أبو حاجب الضرير، وهو صخر بن عبد الله، وهو صخر بن حاجب.
فالحديث موضوع، وآفته صخر هذا كما في "الكامل" و"المجروحين"، و"تذكرة الموضوعات" للمقدسي (375) و"تلخيص الموضوعات" للذهبي (81) و"اللآلي المصنوعة" (1/ 136 - 137) وغيرها. وانظر أيضًا:"الأنساب"(2/ 149)، "اللسان"(4/ 307)، رقم (3908)، "الكشف الحثيث"(1/ 138).
وأصح من هذا كله: "ما أكرم شاب شيخا لِسِنِّه إلا قيَّض الله له في سنه من يكرمه"
(1)
.
(1)
أخرجه الترمذي (2022)، والفسوي (3/ 389) -ومن طريقه الخطيب في "الفقيه والمتفقه"(1133) - وابن أبي الدنيا في "العمر والشيب"(14)، والعقيلي (4/ 375)، رقم (1986)، والطبراني في "الأوسط"(6/ 94)، رقم (5903)، وابن عدي (3/ 27)، رقم (590)، (7/ 279)، رقم (2173)، والبيهقي في "الشعب"(13/ 362)، رقم (10485) و"الآداب"(38)، والبغوي في "شرح السُّنَّة"(13/ 40)، رقم (3453)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب"(1/ 160 - 161)، رقم (198)، وابن عساكر (50/ 13) - والقضاعي (802)، والخطيب في "المتفق والمفترق"(3/ 247)، رقم (1423) و"الفقيه والمتفقه"(1133) وغيرهم؛ من طريق جمع من الثقات عن أبي خالد يزيد بن بيان العقيلي المعلم البصري، عن أبي الرحال الأنصاري خالد بن محمد -وقيل: محمد بن خالد- عن أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعًا. قال الترمذي: "غريب، لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيخ يزيد بن بيان"، ونحوه قول العقيلي وابن عدي، ولفظه:"لا يعرف لأبي الرحال عن أنس غير هذا، ولا أعلم يرويه عنه غير يزيد بن بيان، ولأبي الرحال مقدار خمسة أحاديث، إلا أن الذي أنكرت عليه هذا الحديث".
ويزيد بن بيان هذا: قال البخاري: "فيه نظر"، وقال العقيلي:"لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به"، وقال ابن حبان:"كان ممن ينفرد بالمناكير التي إذا سمعها من الحديث صناعته لا يشك أنها معمولة أو مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به بحال"، وضعفه الدارقطني وابن حجر وغيرهما، ووهاه الذهبي في "المقتنى".
انظر: "التاريخ الكبير"(8/ 323)، رقم (3176)، "الجرح"(9/ 254)، رقم (1065)، "المجروحين"(3/ 109)، "الكامل"(7/ 279)، "الكنى" لأبي أحمد (4/ 269، 1954)، "الضعفاء" للدارقطني (595)، "المقتنى"(1904)، "التهذيب"(32/ 96 - 98)، رقم (6971)، "الميزان"(4/ 420)، رقم (9678).
وأما أبو الرحال -براء مفتوحة ثم حاء مهملة مشددة- خالد بن محمد الأنصاري البصري: فقال البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم: "منكر الحديث". "التاريخ الكبير"(9/ 30)، رقم (257)، "الضعفاء" لأبي زرعة (381)، "الجرح والتعديل"(7/ 242، رقم 1327 - محمد بن خالد).
وقال البخاري أيضًا: "عنده عجائب"["التاريخ" (3/ 172، 586)]، وقال ابن عدي:"هو قليل الحديث، وفي حديثه بعض النكرة"، وتقدم قول آخر له في ترجمة يزيد بن بيان المعلم أن لأبي الرحال هذا خمسة أحاديث فقط؛ ولم ينكر منها إلا هذا الحديث، من رواية يزيد بن بيان عنه. =
619 - حديث: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة".
الطبراني وابن منده في "المعرفة" عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن خالته العجماء، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره
(1)
.
= الحكم على الحديث: منكر، كما حكم البخاري وابن عدي والعقيلي والذهبي والألباني في "الضعيفة"(304) وغيرهم، وأعله المزي في "تحفة الأشراف"(1/ 444)، رقم (1716) بقوله:"رواه حزم بن أبي حزم القطعي، عن الحسن البصري قولَه"، وأما ابن العربي فحكم في "أحكام القرآن"(4/ 260 - الحديد)، بأنه من الأفراد والغرائب الثابتة، واقتبسه القرطبي عنه، والصواب عكس ما ذهبا إليه. والله أعلم.
(1)
لم أقف على كامل كتاب ابن منده، وأما الطبراني فرواه في "الكبير"(24/ 350)، رقم (867)، (25/ 185)، رقم (455) -وعنه أبو نعيم في "المعرفة"(6/ 3403)، رقم (7776)، (6/ 3588)، رقم (8086) -، وكذا أبو عبيد في "فضائل القرآن"(581)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(6/ 123)، رقم (3344)، والنسائي في "الكبرى"(7109) من طريق يحيى بن بكير، وأبي صالح كاتب الليث، وسعيد بن أبي مريم، ثلاثتهم: عن الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبى هلال، عن مروان بن عثمان، عن أبي أمامة.
والصيغة المذكورة عند المؤلف هي للطبراني عن يحيى بن بكير، وقال الآخران:"لقد أقرأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الرجم: (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة) ".
ورواه النسائي في "الكبرى"(7108)، والحاكم (4/ 359) من طريقين عن ابن وهب، عن الليث، عن سعيد بن أبي هلال به باللفظ الثاني، ولم يَذكُر خالدَ بنَ يزيدَ في الإسناد.
وهو محفوظ عن الليث على الوجهين، سمعه أولًا من سعيد، فشك في بعضه، فأعاده على خالد عنه. قاله الإمام أحمد، ورواه أبو حاتم عن أبي صالح عن الليث. انظر: سؤالات أبي داود (254)، العلل للرازي (240).
وهذا الحديث جود إسناده ابن كثير في "تحفة الطالب"(ص 384)، وحسن إسناده ابن حجر في "موافقة الخبر الخبر" (المجلس: 195، 2/ 304)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/ 268):"رجاله رجال الصحيح".
إلا أن في الحديث علتين:
1 -
مروان بن عثمان: هو ابن أبي سعيد بن المعلى الأنصاري الزرقي: ذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 482). =
وفي الباب عن أبي بن كعب عند النسائي وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"، وصححه ابن حبان والحاكم
(1)
.
وعن زيد بن ثابت عند أحمد وصححاه أيضًا
(2)
.
= وضعفه أبو حاتم وابن حجر، وقال أحمد في حديث له:"منكر جدًّا، ومروان بن عثمان هذا رجل مجهول"، وقال النسائي:"مَن هو حتى يُصَدَّقَ على الله!! ". انظر: "المنتخب من علل الخلال"(183)، "الجرح والتعديل"(8/ 273)، رقم (1244)، "تاريخ بغداد"(13/ 311)، "تاريخ دمشق"(62/ 162)، "التهذيب"(27/ 397 - 398)، رقم (5875)، "المغني"(6171)، "التقريب"(6572).
2 -
خالد بن يزيد الجمحي المصري، وشيخه سعيد بن أبي هلال: ثقتان، من رجال الشيخين، إلا أن أبا زرعة الرازي قال:"هما صدوقان، وربما وقع في قلبي من حسن حديثهما! "، وقال أبو حاتم:"أخاف أن يكون بعضها مراسيل عن ابن أبي فروة وابن سمعان". "سؤالات البردعي"(2/ 361 - 362).
ويعني بالإرسال هنا التدليس، وما خافاه تحقق في بعض حديثهما، انظر ما أورده ابن أبي حاتم في "العلل"(411) ..
وإسناده لحديث الباب هذا معنعنٌ، ولكنَّ متنَ الحديث يتقوى بما له من شواهد. والله أعلم.
(1)
أخرجه النسائي في "الكبرى"(7112) وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند (35/ 134)، رقم (21207)، وصححه ابن حبان (4411، 4412)، والحاكم (2/ 415)، والضياء (1166 - 1168)، وأخرجه كذلك الطيالسي (542) وعبد الرزاق (3/ 365)، رقم (5990)، (7/ 229)، رقم (13363)، وابن جرير في "تهذيب الآثار" - مسند عمر رضي الله عنه (2/ 872 - 874)، رقم (1226 - 1231)، والبيهقي (8/ 211)، وغيرُهم من طرق؛ عن عاصم بن بهدلة أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن أبي رضي الله عنه: أنها كانت آيةً من سورة الأحزاب، وكانت الأحزاب توازي البقرة في الطول قبل أن تنسخ.
قال ابن حزم: "هذا إسناد صحيح كالشمس، لا مغمز فيه"["المحلى" (13/ 91)]، وصححه الألباني ["الصحيحة" (2913)]، وحسنه الحافظ ابن حجر ["موافقة الخبر الخبر" (2/ 304)].
(2)
أخرجه الطيالسي (615) -ومن طريقه البيهقي (8/ 211) - وأحمد (35/ 472)، رقم (21596)، والنسائي في "الكبرى"(7145)، والدارمي (2378)، والطبري في "تهذيب الآثار"(2/ 870)، (ح 37) -وصححه- وكذا رواه ابن أبي خيثمة في "تاريخه"(4/ 82)، رقم (1830) وأبو يعلى -ومن طريقهما ابن عساكر (50/ 35 - 36) - وابن حبان (4411) عن كثير بن الصلت، قال: كان سعيد بن العاص وزيد بن ثابت يكتبان المصاحف، فمرا على هذه الآية، فقال زيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم =
وعن عمر متفق عليه من طريق ابن عباس
(1)
.
وهو عند الشافعي وأحمد والترمذي وآخرين؛ من جهة سعيد بن المسيب، كلاهما عن عمر
(2)
.
وعند بعضهم: أنه مما كان يتلى
(3)
، ثم نسخ دون الحكم
(4)
.
* * *
= يقول: "الشيخ والشيخة فارجموهما البتة" فقال عمر: لَمَّا أنزلت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: أكتبنيها، فكأنه كره ذلك، قال: فقال عمر: "ألا ترى أن الشيخ إذا زنى وقد أحصن جُلِد ورُجِم، وإذا لم يُحْصن جُلِد، وأن الشاب إذا زنى وقد أحصن رُجِم".
جود إسناده ابن حزم ["المحلى" (13/ 91)]، وفيه عنعنة قتادة، ولا تضر، فإنه من رواية شعبة عنه، وكان يتحرى فاه، فلا يتحمل عنه إلا ما سمع، وكثير بن الصلت من مواليد عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وصحب عمر رضي الله عنه. والله أعلم.
(1)
أخرجه البخاري (ح 6829، 6830، 7323) ومسلم (ح 1691).
(2)
أخرجه الشافعي في "اختلاف الحديث"(142) و"المسند"(792) -ومن طريقه البيهقي (8/ 212) وفي "المعرفة"(6/ 323)، رقم (5048) - عن مالك ["الموطأ - الأعظمي"، (ح 3044)] عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيب. وله طرق عن مالك رحمه الله به.
وأخرجه أحمد (1/ 36، رقم 249، 1/ 43، رقم 302)، والترمذي (1431)، وابن سعد (3/ 334)، رقم (4055) وغيرهم من طرق أخرى عن يحيى بن سعيد الأنصاري به. وصحح إسناده ابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 93) و"الاستذكار"(24/ 68 - 70)، رقم (35413، 35414 - 35426)، وقال ابن حجر في "تخريج المختصر" (2/ 303):"حسن صحيح"، وأسند ابن عبد البر سماع سعيد بن المسيب له عن عمر رضي الله عنه، وأثبته، وسياق مالك صريح في شهوده خطبة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه به في آخر حجة حجها رضي الله عنه. والله أعلم.
قال مالك: "يريد بالشيخ والشيخة: الثيبَ من الرجال، والثيبةَ من النساء".
(3)
في (ز، عز، هـ الشامية): "أنه كان مما يتلى .. ".
(4)
وهذا ورد في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه، وهو مدلول بقية أحاديث الباب أيضًا، إلا أن في حديث زيد ابن ثابت رضي الله عنه ما يدل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أقرأ به، ولم يكن أُثبِت في المصحف حتى نسخ.
وأما بقاء حكمه فليس على إطلاقه أيضًا، بل أتاه تقييد رجم المحصن وإن كان شابًا، وجلد غير المحصن وإن كان شيخًا، كما ورد من قول عمر رضي الله عنه في آخر حديث كثير بن الصلت رضي الله عنه عن زيد وعمر رضي الله عنهما. والله أعلم.
حرف الصاد المهملة
620 - حديث: "صاحب الحاجة أعمى".
لا أعرفه في المرفوع
(1)
، ولكن أنشد أبو سليمان إدريس بن عبد الله بن إسحاق النابلسي
(2)
من نظمه
(3)
:
صاحب الحاجة أعمى
…
وهو ذو مال بصير
فمتى تبصر فيها
…
رشده أعمى فقير
621 - حديث: "صاحب الدابة أحق بصدرها".
أحمد من حديث عبد العزيز بن عبد الملك
(4)
،
(1)
قال الغزي في "الجد الحثيث"(219): "ليس بحديث"، ونحوه في "أسنى المطالب"(810) و"الأسرار المرفوعة"(ص 230، ح 254)، و"مختصر المقاصد" للزرقاني (ق 12/ ب).
(2)
هو: اللخمي الضرير النابلسي أبو سليمان البصري توفي بعد سنة (280 هـ)، وبهذا الاسم ترجم له أبو عبيد الله المرزباني توفي سنة (384 هـ) في "معجم الشعراء"[هو في القسم المفقود منه]، وعنه الصفدي في "الوافي بالوفيات"(8/ 206 - 207)، و"نكت الهميان"(ص 93)، وابن حجر في "اللسان"(2/ 12)، رقم (935). بينما ترجم له ابن عساكر (7/ 372)، رقم (577)، والذهبي في "المغني"(504) و"الميزان"(683) باسم "إدريس بن يزيد اللخمي"، لما وردت تسميته به في رواية أبي بكر الصولي وجمعٍ من الرواة عنه.
(3)
أورده المرزباني في "معجم الشعراء"، وعنه الصفدي في "الوافي بالوفيات"، وابن حجر في "اللسان" من رواية الصولي، عن إدريس، وقال الصفدي:"وغير الصولي يرويها لغيره".
والصولي: هو أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول، الصولي توفي سنة (336 هـ).
(4)
هو: عبد العزيز بن عبد الملك بن مُلَيل -بلامين، مصغرًا- السليحي - بفتح السين =
عن عبد الرحمن بن أبي أمية
(1)
، أن حبيب بن مسلمة
(2)
أتى قيس بن سعد
(3)
، فذكره مرفوعًا في قصة
(4)
.
= وكسر الياء، وضم السين وفتح الياء مصغرًا، نسبة إلى سليْح بطنٍ من قضاعة - البلوي المصري، توفي قريبًا من سنة (120 هـ).
سكت عنه البخاري في "التاريخ"(6/ 18)، رقم (1546)، وابن أبي حاتم (5/ 388)، رقم (1807)، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف"(1/ 784)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 113). وانظر:"الإكمال" لابن ماكولا (7/ 289)، وللحسيني (546)، و"الأنساب" للسمعاني (3/ 283 - 284)، و"توضيح المشتبه"(8/ 68 - 69/ مليل).
(1)
هو: الكناني الضمري المكي ثم المصري؛ سكت عنه أبو حاتم وابنه، كما في "الجرح والتعديل"(5/ 214)، رقم (1006)، وذكره ابن حبان في "الثقات" في التابعين (5/ 89)، ثم في الأتباع (7/ 75)، بناء على رواية وقعت له عن رجل -مبهم- عن عمرو بن العاص رضي الله عنه، وهو عند أبي حاتم وابنه شخص واحد.
وتلك الرواية أرسلها بعضهم عن عبد الرحمن بن أبي أمية عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره من أجلها البغوي في "الصحابة"(4/ 499)، رقم (1957)، وقد وصله آخرون عن عبد الرحمن بن أبي أمية، عن رجل، عن عمرو بن العاص رضي الله عنه، ولذا تعقب الحافظُ ابن حجر البغويَّ في "الإصابة"(8/ 331)، رقم (6707)، بقوله:"تابعي أرسل حديثًا".
وهذه هي الرواية التي استنكرها عليه الذهبي، فأورده من أجلها في "الميزان"(2/ 549)، رقم (4818)، وقال:"روى عن تابعي حديثًا منكرًا"، بينما الأقرب أن تكون العلة فيها من شيخه المبهم. والله أعلم.
وانظر: "الضعفاء" لابن الجوزي (1852)، "المغني"(3529)، "الإكمال" للحسيني (503).
وذكر العقيلي (2/ 324)، رقم (913) عبد الرحمن بن أبي أمية الثقفي الكوفي بحديث منكر، وقال:"كوفي، وفي حديثه وهم"، وزاد عنه ابن حجر في "اللسان"(5/ 88)، رقم (4602):"لا يقيم الحديث"، فخلطه الحافظ ابن حجر بهذا، وهو متأخر عن صاحب الترجمة بطبقات، وأدرك عبد الله بن الإمام أحمد أخاه يوسف، وسمع منه عن أخيه عبد الرحمن سنة 230 بالكوفة، فالجمع بينهما وهم. والله أعلم.
(2)
في (ز): "سلمة"، والصواب ما في الأصل وسائر النسخ، وحبيب بن مسلمة صحابي صغير. والله أعلم.
(3)
هو: قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي رضي الله عنهما.
(4)
أخرجه أحمد (24/ 224)، رقم (15427)، وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2/ 133)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رقم (853)، والطبراني في "الكبير"(4/ 21)، رقم (3534)، وغيرهم من طرق عن أبي عبد الرحمن المقرئ -وهو في "حديثه"(63) -؛ والطبراني أيضًا في "الكبير"(18/ 351)، رقم (892) و"الأوسط"(2/ 262)، رقم (1927) من طريق حيوة بن شريح وابن لهيعة، ثلاثتهم عن عبد العزيز بن عبد الملك بن مُلَيْلٍ به.
قال الهيثمي: "رجال أحمد ثقات"، ويعني به دومًا ذكر ابن حبان لهم في "الثقات"، وابن مُلَيْل وشيخه عبد الرحمن بن أبي أمية لم أقف على توثيق لهما من غير ابن حبان، وقد روى عن كلٍّ منهما جماعة، ففيهما جهالةُ حالٍ مَّا، وقد توبعا عليه عن قيس بن سعد رضي الله عنهما من وجه آخر ضعيف أيضًا.
وهو ما أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 109)، رقم (25982) وأحمد (39/ 262)، رقم (23844)؛ عن محمد بن شرحبيل، عن قيس بن سعد رضي الله عنهما، مرفوعًا:"صاحب الحمار أحق بصدر حماره"، الحديث، ولفظ ابن أبي شيبة:"الرجل أحق بصدر دابته"، وروى أبو يعلى (1435) طرفًا له.
ومحمد بن شرحبيل: مجهول، كما في "التقريب"(5956)، ودونه في الإسناد محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: وهو ضعيف سيِّء الحفظ، وعليه قال البخاري في "التاريخ" (1/ 114):"لم يصح إسناده".
وله شاهد من حديث عبد الله بن يزيد الخطمي -وكان أميرًا على الكوفة- عن عبد الله بن حنظلة بن الغسيل -في دار قيس بن سعد رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل أحق بصدر دابته وصدر فراشه، وأن يؤم في رحله". أخرجه الدارمي (3/ 1744)، رقم (2708)، والبزار (8/ 308)، رقم (3380)، وابن أبي عاصم في "الآحاد"(4/ 243)، رقم (2246)، والطبراني في "الأوسط"(1/ 280)، رقم (113)، والبيهقي (3/ 125)، وفي "الشعب"(3/ 126)، رقم (5105)، وابن عساكر (27/ 419) من طريق سعيد بن سليمان عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، عن المسيب بن رافع ومعبد بن خالد، عن عبد الله بن يزيد به.
قال البزار والطبراني: "لا يروى عن عبد الله بن حنظلة إلا بهذا الإسناد"، زاد الطبراني:"لم يروه عن المسيب ومعبدٍ إلا إسحاق".
وإسحاق بن يحيى بن طلحة: وهاه القطان وابن معين وأحمد والفلاس وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان والنسائي والعقيلي وابن حبان وابن عدي -وقال: هو فوق إسحاق بن أبي فروة وإسحاق بن نجيح بكثير- والذهبي وغيرهم. وضعفه ابن سعد والعجلي والدارقطني وابن حجر، وبين البخاري والترمذي أن الكلام فيه من جهة حفظه. وقال يعقوب بن شيبة:"لا بأس به، وحديثه مضطرب جدًّا"، وفي رواية عن البخاري:"أنه كان يهم في الشيء بعد الشيء، إلا أنه صدوق"، وقال محمد بن =
ورواه الطبراني من جهة حسين بن عبد الله بن ضُميرة
(1)
، عن أبيه
(2)
، عن جده
(3)
، عن قيس بن سعد به مرفوعًا
(4)
.
وفي الباب عن عروة بن مغيث
(5)
: رواه الحسن بن سفيان وابن أبي خيثمة
= عبد الله بن عمار: "صالح" وهذا ليس بتوثيق منهما، وإنما بيان لسبب ضعفه وتوجيه للعلة في كثرة مناكيره، وأنه كان رجلًا صالحًا، لم يكن يتعمد هذه الأوهام.
وبه ضعفه الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 209)، رقم (2332). والله أعلم.
انظر: "الجرح والتعديل"(2/ 236 - 237)، "التاريخ الكبير"(1/ 406)، رقم (1299)، "الضعفاء" للعقيلي (1/ 103/ 121)، "المجروحين"(1/ 133)، "الكامل"(1/ 332)، رقم (156)، "تاريخ دمشق"(8/ 294 - 302)، رقم (680)، "التهذيب"(2/ 489 - 492)، رقم (389)، "الكاشف"(327)، "المغني"(596).
فالحديث بهذه الطرق قابلة للتحسين. والله أعلم.
(1)
متهم، وتقدمت ترجمته في الحديث رقم (115)، وقد كذبه المؤلف هناك.
(2)
لم أقف على ترجمته، وأبوه من صغار الصحابة، ولم يأت حديثهما إلا من جهة ابنهما الكذاب هذا.
(3)
هو: ضميرة بن أبي ضميرة سعد الحميري، وقال ابن حبان في نسبته:"الضمري الليثي"، له ولأبيه صحبة، وهما من موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس له رواية إلا من طريق حفيده الحسين المذكور.
انظر: "الثقات"(7/ 32)"تاريخ دمشق"(4/ 272 - 273)"الإصابة"(5/ 361 - 364)، رقم (4226).
(4)
أخرجه في "لمعجم الكبير"(18/ 350)، رقم (891) وأبو نعيم في "أخبار أصفهان"(1/ 189)، والحسين كذبوه.
(5)
نقل ابن ماكولا الخلاف في ضبط اسم أبيه، هل هو "مغيث" -بالمعجمة والمثلثة آخره- أو "معتب" -بالمهملة وآخره موحدة-، وبالوجهين ورد في رواية هذا الحديث، وهو أنصاري، ذكره بعضهم في الصحابة بناء على هذه الرواية المرسلة، وقال البخاري:"عداده في التابعين"، ورجح ذلك أبو نعيم الأصبهاني وابن ناصر الدين الدمشقي وغيرهما، وأن الحديث هو من روايته عن عمر رضي الله عنه، ولعلهم ذهبوا إلى الحكم للزائد، وإلا فكلا الطريقين صحيحان إلى إسماعيل بن عياش، تفرد أبو اليمان بذكر عمر رضي الله عنه في الإسناد، وخالفه ثلاثة من الثقات، ولعل الاضطراب فيه من إسماعيل بن عياش. والله أعلم انظر:"معرفة الصحابة" لأبي نعيم (4/ 2189)، "الإكمال"(7/ 279)، "توضيح المشتبه"(8/ 238)، "الإصابة"(7/ 162، رقم 5553/ ق 1).
وابن قانع والإسماعيلي في "الصحابة"؛ كلهم: من طريق هشام بن عمار
(1)
عن إسماعيل بن عياش
(2)
، عن عتبة بن تميم
(3)
، عن الوليد بن عامر
(4)
، عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى أن صاحب الدابة أحق بصدرها
(5)
.
ورواه أبو زرعة في "مسند الشاميين" ويعقوب بن سفيان في "تاريخه"، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" من حديث أبي اليمان، عن إسماعيل بن
(1)
صدوق، تغير بأخرة، فكان يتلقن، كما في "العلل" لابن أبي حاتم (1899)، و"الميزان"(4/ 302/ 9234)، و"التقريب"(7303).
(2)
تقدمت ترجمته في الحديث رقم (10)، وهذا من روايته عن أهل الشام.
(3)
أبو سبأ التنوخي الشامي، قال أبو اليمان الحكم بن نافع:"ما كان أفضلَه"، وقال ابن القطان:"لا يعرف حاله"، وسكت عنه البخاري وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 507)، وفي "التقريب" (4426):"مقبول، من السابعة"، فهو إلى صدقٍ مَّا هو، والله أعلم. انظر:"المعرفة والتاريخ"(2/ 474)، "الجرح والتعديل"(6/ 370)، "تاريخ الدوري"(5295)، "التاريخ الكبير"(6/ 528)، رقم (3214)، "الكنى" لأبي أحمد (ق 214/ ب، 5/ 131 - شاملة)، "بيان الوهم"(3/ 500)، رقم (1272)، "البدر المنير"(7/ 624).
(4)
هو: اليزني الشامي، سكت عنه البخاري (8/ 149)، رقم (2517)، وابن أبي حاتم وأبوه ["الجرح والتعديل" (9/ 11)]، وذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 223)، وجَهَّل أبو أحمد الحاكم إسناده ["الكنى"(ق 214/ ب، 5/ 131/ خ)،. وانظر:"الإكمال" للحسيني (960)، "تعجيل المنفعة"(1152).
(5)
كذا ساقه المؤلف على أن الحديث في جميع المصادر المذكورة هو من طريق هشام بن عمار عن إسماعيل به، وإن لم أقف على بعض المصادر المذكورة عند المؤلف، إلا أنه ليس كذلك فيما وقفت عليه من المصادر، وإنما أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4/ 2189)، رقم (5489) من طريق الحسن بن سفيان وحده، عن هشام بن عمار وعبد الوهاب بن الضحاك -كذاب-، مقرونًا بروايته له من طريق الحارث بن أبي أسامة ["بغية الباحث" (887) و"المطالب العالية" (11/ 633)، رقم (2635) و"إتحاف الخيرة" (6/ 123)، رقم (5469)]- عن محمد بن جعفر الوركاني، وأخرجه ابن أبي خيثمة في "التاريخ"(1/ 394)، رقم (1402) عن عبد الوهاب بن نجدة، وابن قانع (2/ 263، ترجمة: 782) من طريق يحيى بن عثمان الحربي، وأحمدُ بن سليمان بن حذلم في "الأول من حديثه" (43 - جوامع/ خ: الظاهرية) من طريق سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شراحيل، ستتهم عن إسماعيل بن عياش به مرسلًا. قال ابن حجر:"هذا مرسل ضعيف، لكن له شواهد".
عياش؛ فقالوا: عن عروة، عن عمر بن الخطاب
(1)
.
وعن بريدة، أخرجه ابن حبان في "صحيحه" من حديث الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يمشي، فقال له رجل: اركب يا رسول الله! وتأخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صاحب الدابة أحق بصدرها إلا أن تجعلها لي"، قال: فجعله له، فركب صلى الله عليه وسلم.
وترجم عليه: "الإخبار عن استحقاق صاحب الدابة صدرها"
(2)
.
وكذا أخرجه أبو داود والترمذي بلفظ: "أنت أحق بصدر دابتك". وقال الترمذي: إنه غريب.
وهو عند أحمد والروياني في "مسنديهما"، وأورده الضياء في "المختارة"
(3)
.
(1)
أخرجه أحمد (1/ 271)، رقم (119)، وأبو زرعة الرازي في "مسند الشاميين" -كما في "الجرح والتعديل"(6/ 395)، رقم (2206) - والفسوي (2/ 310، 447)، والدارقطني في "المؤتلف"(4/ 2074) من رواية أبي اليمان الحكم بن نافع البَهْراني الحمصي، عن إسماعيل بن عياش به مسندًا.
وتابعه عبد الوهاب بن الضحاك -كذبوه- عن إسماعيل به، في رواية ابن أبي عاصم في "الآحاد"(5/ 245 - 246)، رقم (2774)، وأبي عروبة الحراني عند أبي أحمد الحاكم في "الكنى"(ق 214/ ب، 5/ 131 - خ)، بينما رواه الحسن ابن سفيان عنه مرسلًا، كما تقدم آنفًا.
قال أبو أحمد الحاكم: "هذا إسناد وحْشِيٌّ لا يهتدى إليه"، وضعف إسناده ابن حجر في "المطالب العالية" بالإرسال -كما تقدم- وقال:"لكن له شواهد"، وأما ابن كثير فقال في "مسند الفاروق" (2/ 651):"هذا إسناد حسن، ليس فيه مجروح". وليس فيه مجروح كما قال، ولكن عتبة بن تميم والوليد بن عامر لم يوثقا إلا بذكر ابن حبان لهما في "الثقات" على قاعدته في توثيق المجاهيل غير المجروحين، وتصحيح أخبارهم، وقد أشار أبو أحمد الحاكم إلى جهالتهما، ونص ابن القطان على جهالة الأول منهما. والله أعلم.
(2)
انظر: "الإحسان"(كتاب السير، باب ذكر الخروج وكيفية الجهاد، ح 4735).
(3)
أخرجه أبو داود (2572)، والترمذي (2773)، وأحمد (38/ 97)، رقم (22993)، والبزار (10/ 295)، رقم (4410)، وابن حبان (4735)، والحاكم (2/ 64)، والبيهقي (5/ 258) وفي "الآداب"(812)، والسمرقندي في "القند" (ص 386 - =
ورواه حبيب بن الشهيد، عن عبد الله بن بريدة، مرسلًا: أن معاذًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بدابة ليركبها، فذكر معناه
(1)
. وقد استوفيت طرقه في أوائل "تكملة تخريج الأذكار"
(2)
.
= 387)، وابن حجر في "تغليق التعليق"(5/ 80 - 85) وغيرهم من ثلاث طرق عن الحسين بن واقد به، وقال ابن القطان في "بيان الوهم"(5/ 247)، رقم (2453):"هذا إسناد ثابت"، وصححه ابن حجر في "التغليق"(1/ 85)، وقال في "الأربعين المتباينة السماع" (ص 54):"هذا أمثلُ أحاديث الباب"، وإسناده على شرط مسلم، قال الدارقطني: أخرج مسلم حديثًا واحدًا عن الحسين بن واقد عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، .. ، وعنده نسخة يلزمه إخراجها. الإلزامات والتتبع (366/ 204)، إلا أنه أعل بما يلي من الإرسال.
(1)
رواه ابن أبي شيبة (25927)، والبيهقي (5/ 258) من طريقين عن معاذ بن معاذ العنبري عن حبيب بن الشهيد به، ولفظه:"أن معاذ بن جبل أتى النبي صلى الله عليه وسلم بدابة ليركبها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رب الدابة أحق بصدرها"، فقال معاذ: فهي لك يا نبي الله! فركب النبي صلى الله عليه وسلم، وأردف معاذًا".
قال ابن حجر في "تغليق التعليق"(1/ 81): "مرسل .. ، ورجاله ثقات"، وأما البيهقي فكأنه يعل الحديث الأول المسند بهذا المرسل، حيث قال بعد الحديث الأول:"وأرسله غيره" -يعنى: غير حسين بن واقد- فساق هذا المرسل، وكأنه يذهب إلى ترجيح المرسل بأن حبيب بن الشهيد أوثق وأثبت من الحسين بن واقد، ويكون ابن واقد سلك الجادة، والظاهر أنه من أجل هذا تجنبه مسلم، وأهمل إخراجه البخاري -مسندًا وتعليقًا-، بل وأشار إلى نكارته ووهائه عنده، حيث إنه بوب في اللباس من "الصحيح"(باب حمل صاحب الدابة غيره بين يديه)، فقال:"وقال بعضهم: صاحب الدابة أحق بصدر الدابة، إلا أن يأذن له"، ثم أسند حديث ابن عباس رضي الله عنه في حمل النبي صلى الله عليه وسلم قُثَمًا والفضل ابني عباس رضي الله عنهم معه على الدابة، أحدهما رديفه والآخر قدامه.
(2)
هو تكملة كتاب "نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار للنووي" للحافظ ابن حجر، أملى فيه الحافظ ابن حجر (660) مجلسًا دون أن يكمله، ووجد منها (285) مجلسًا متتاليًا وأخرى متفرقة، طبعت بتحقيق الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي من دار ابن كثير ببيروت طبعتين في ثلاث مجلدات، وأما تكملة الحافظ السخاوي فلم تكتمل أيضًا، ولم يعثر عليها. انظر:"نتائج الأفكار"(مقدمة المحقق، 1/ 9).
قلت: وفي الباب عن ابن عمر رضي الله عنه عند أبي نعيم في "تاريخ أصبهان"(1/ 170) بإسناد لين.
وروي أيضًا عن أبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم بأسانيد واهية. =
622 - حديث: "صاحب الشيء أحق بحمله إلا أن يكون ضعيفًا [يعجز عنه، فيعينه أخوه المسلم".
أبو يعلى عن أبي هريرة به مرفوعًا]
(1)
في حديث طويل، وكذا هو عند ابن حبان في "الضعفاء" عن أبي يعلى، والطبراني في "الأوسط"، والدارقطني في "الأفراد"، والعقيلي في "الضعفاء"
(2)
.
= وعن فاطمة الزهراء رضي الله عنها مما وضعه الحكم بن عبد الله الأيلي، فدلسه عنه صدقة بن عبد الله السمين، وحديث الأيلي عند ابن أبي خيثمة في "التاريخ"(2/ 769)، رقم (3323)، والطبراني في "الكبير"(22/ 414)، رقم (1025)، وحديث صدقة عند الدولابي في "الذرية الطاهرة"(ص 97، ح 180)، والطبراني في "الكبير"، ومن طريقهما عند ابن حجر في "تغليق التعليق"(5/ 79 - 80) و"الإمتاع"(54)، واقتصر الحافظ وكذا الألباني في "الضعيفة"(ح 3655) بتضعيفه، وهو موضوع مُخْتلَق، وإنما لم يتنبها لتدليس صدقة. والله أعلم.
(1)
ما بين المعقوفتين من "ق، زك"، واقتصر في الأصول الثلاثة إلى قوله:"ضعيفًا"، وكتب في "أ" أمامه بالهامش:"يحرر"، وبما تم إثباته من النسخ المساعدة يتم تحريره. والله أعلم.
وفي "عز، هـ الشامية": "هو في حديث طويل عند ابن حبان في الضعفاء، وأبي يعلى في مسنده، والطبراني في الأوسط، والدارقطني في الأفراد، والعقيلي في الضعفاء عن أبي هريرة به مرفوعًا، وأورده عياض .. ".
(2)
أخرجه أبو يعلى (11/ 23 - 25)، رقم (6162) -وعنه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 51)، ثم عنه الدارقطني في "الأفراد"، فمن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 46 - 47)، وعن أبي يعلى نقله الديلمي (2/ 210/ ب) - والعقيلي (4/ 453)، رقم (2083) -دون موضع الشاهد- والطبراني في "الأوسط"(6/ 349)، رقم (6594)، وأبو الحسين بن بشران في "الأمالي"(2/ 120 - 121)، رقم (1178)، والمعافى بن زكريا في "الجليس الصالح"(763) وغيرهم من طريقين عن يوسف بن زياد البصري، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ويوسف بن زياد البصري نزيل بغداد: واهٍ، منكر الحديث، وقال الدارقطني:"مشهور بالأباطيل".
انظر: "التاريخ الكبير" للبخاري (8/ 388)، رقم (3427)، "الجرح والتعديل"(9/ 222)، رقم (928)، "تاريخ بغداد"(14/ 297 - 298)، رقم (7606)، "ميزان الاعتدال"(4/ 465)، رقم (9868). =
وأورده [القاضي]
(1)
عياض في "الشفاء" بدون عزو
(2)
، وهو ضعيف
(3)
،
= وأخرجه البيهقي في "الشعب"(8/ 283 - 284)، رقم (5830) و"الآداب"(620) -ومن طريقه ابن عساكر (4/ 205) - من طريق زكريا بن دلويه، عن فتح بن الحجاج، عن حفص بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي به، بلفظ أطول من لفظ الطريق الأول. وتصحف الإسناد عند ابن عساكر إلى:"جعفر بن عبد الرحمن بن زياد"، وإنما هو "حفص بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن زياد".
قال البيهقي في "الآداب": "لم يكتبه بطوله إلا بهذا الإسناد".
وزكريا بن دلويه أبو يحيى النيسابوري الواعظ الصوفي الزاهد: قال السلمي: "هو من تلامذة أحمد بن حرب النيسابوري، وكان يفضَّل على شيخه". انظر: "تاريخ الإسلام" للذهبي (22/ 147).
ولم أقف فيه على جرح أو تعديل، وأما تفضيل السلمي له على شيخه فالظاهر أنه راجع للزهد والتصوف، وليس في الحديث، وشيخه أحمد بن حرب قد وثقه غير واحد من الأئمة.
والفتح بن حجاج هو أَبُو نوح الحَرَشيّ النَّيسابوري الفقيه، ترجم له الحاكم في تاريخ نيسابور [تلخيصه، ص 28، رقم: 476]، وابن ماكولا في الإكمال (2/ 238)، والذهبي في "تاريخ الإسلام"(6/ 134)، رقم (386)، وذكروا وفاته في شهر رمضان سنة (255 هـ)، ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وحفص بن عبد الرحمن: هو ابن عمر البلخي الفقيه الحنفي، النيسابوري قاضيها؛ صدوق عابد، رمي بالإرجاء ["التقريب" (1410)].
فهذا الإسناد فيه اثنان لم يوقف فيهما على جرح أو تعديل، والإفريقي ضعيف أيضًا، فهو واه، ولكن قد يؤخذ منه تخلص يوسف بن زياد البصري من عهدة وضعه، إلا أن الدارقطني قال -فيما نقله ابن الجوزي في "الموضوعات"-:"الحمل فيه على يوسف بن زياد؛ لأنه مشهور بالأباطيل، ولم يحدث به عن الأفريقي غيره"، ومثل هذا القول من هذا الإمام في سعة اطلاعه، مع كون الإسناد الثاني يشتمل على عدد من الزهاد في غفلتهم وانشغالهم بالعبادة عن مدارسة العلم، يدعو إلى التأني والاحتياط في الحكم، أن لا يكون سقط يوسف وهمًا، أو خبَّط فيه بعضهم، وسيما الحديث مما يؤيد بعض ما يدعو إليه الصوفية، وفي ألفاظه أشياء مما يستنكر. والله أعلم.
(1)
ما بين المعقوفتين من: "ز".
(2)
"الشفاء" - بحاشية الشمني (فصل تواضعه صلى الله عليه وسلم، 1/ 133 - العلمية).
(3)
في "تنزيه الشريعة"(2/ 272) عن المؤلف أنه قال فيه في "المقاصد": "ضعيف جدًّا"، وهذا عند المؤلف في "الأجوبة المرضية"(2/ 829، مسألة: 215)، دون "المقاصد الحسنة". والله أعلم.
بل بالغ ابن الجوزي فذكره في "الموضوعات"
(1)
، وطوَّلْتُه في بعض الأسئلة عن السراويل
(2)
.
ويروى -كما للديلمي- عن أبي بكر الصديق رفعه: "من اشترى لعياله شيئًا ثم حمله بيده إليهم حُطَّ عنه ذنب سبعين سنة"، وأحسبه باطل
(3)
(4)
.
(1)
قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح، قال الدارقطني: "الحمل فيه على يوسف بن زياد؛ لأنه مشهور بالأباطيل، ولم يحدث به عن الأفريقي غيره". وقال ابن حبان:"الإفريقي يروي الموضوعات عن الأثبات، وضعفه يحيى"". ولم يتعقبه السيوطي في "اللآلي المصنوعة" (2/ 223)، وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (701): "يوسف بن زياد كذاب، والإفريقي واه"، ووافقهم الألباني في "الضعيفة" (89) في الحكم بوضعه. وكلام ابن حبان في الإفريقي فيه شدة في التعبير، والإفريقي ليس بمتهم، وهو ذو مناكير عن الثقات، ولكنه في درجة من يعتبر ويستشهد بهم مع الثقات، والحمل في هذا الحديث على الراوي عنه دونه. والله أعلم.
(2)
لعل المؤلف؛ يعني: ما ورد في "الأجوبة المرضية"(مسألة: 215، 2/ 829 - 836، والمسألة: 340، 3/ 1191 - 1192)، وموضع إطالته هو الموضع الأول.
(3)
كذا في الأصول، وهو صحيح بتقدير "هو":"أحسبه هو باطل"، والجملة مفعول ثان لِـ "أحسِب".
وكتب في "أ، هـ" قُبالتَه على الهامش: "أي: الثاني، ولعل الأول حسن"، وتقدم أن الحديث الأول باطل أيضًا؛ فيه كذاب -وهو يوسف بن زياد الواسطي البصري-، وآخر ضعيف مدلس، وهو ابن أنعم الإفريقي.
(4)
أخرجه الديلمي (3/ 187/ ب-188/ أ) من طريق محمد بن زكريا الغلابي، عن عبد الله بن الضحاك، عن الهيثم بن عدي، أن أبا بكر رضي الله عنه .. الحديث. وفي إسناده إعضال، ومتهمان:
أما الإعضال: فبين الهيثم بن عدي وأبي بكر الصديق رضي الله عنه، والهيثم إنما يروي عن هشام بن عروة والأعمش وطبقتهما. وأما المتهمان: فأحدهما: محمد بن زكريا الغلابي؛ كذبوه، وتقدمت ترجمته.
والآخر: الهيثم بن عدي الطائي الكوفي: كذبه جماعة من الأئمة. انظر: "الجرح والتعديل"(9/ 85)، رقم (350)، "سؤالات البردعي"(2/ 431)، (2/ 668)، رقم (353)، "الكامل"(7/ 104)، رقم (2020)، "تنزيه الشريعة"(1/ 126).
ولذا حكم الحافظ ابن حجر، وابن حجر الهيتمي، وابن عراق وغيرهم بوضعه وبطلانه.
انظر: "ذيل الموضوعات" للسيوطي (2/ 802، رقم 1054 - نقلًا عن خط الحافظ =
623 - حديث: "الصائم لا ترد دعوته".
الترمذي -وقال: حسن- وابن ماجه، من حديث أبي هريرة بزيادةٍ فيه
(1)
= ابن حجر)، "الفتاوى الحديثية" لابن حجر الهيتمي (ص 173 - 174)، "تنزيه الشريعة"(2/ 239)، "تذكرة الموضوعات" للفتني (ص 136)، و"الفوائد المجموعة" للشوكاني (450 - 46).
(1)
هذا نص كلام العراقي في "المغني"(1/ 258)، رقم (990)، وهذا لفظ ابن أبي شيبة (8995) وإسحاق (1/ 320)، رقم (303) وأحمد (16/ 148)، رقم (10183)، وللترمذي (3598)، وابن ماجه (1752) وأحمد (15/ 463)، رقم (9743)، وإسحاق (300)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (587) وغيرهم:"ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم. " ومنهم من قدم "الإمام العادل".
ومداره على وكيع وأبي عاصم وغيرهما من الثقات عن سعدان -وهو سعد بن بشير الجهني القُبِّي- عن أبي مجاهد سعد الطائي عن أبي الْمُدِلَّة عن أبي هريرة رضي الله عنه، وتوبع عليه سعدان من أبي خيثمة وعمرو بن قيس.
أخرجه ابن خزيمة (1901) من طريق عمرو بن قيس الملائي، والطيالسيُّ (2707) -وعنه عبد بن حميد (1420) - وأحمد (13/ 410 - 411)، رقم (8043)، والحارث بن أبي أسامة ["بغية الباحث" (1061)]، وابن حبان (7378)، والطبراني في "الدعاء"(1315)، وأبو نعيم في "العادلين"(ح 20)، و"البيهقي"(3/ 345)، (8/ 162)، (10/ 88)، وفي "الدعوات الكبير"(650) -وغيرِهما- من طرق عن أبي خيثمة زهير بن معاوية الكوفي، كلاهما عن أبي مجاهد به. ولفظ زهير وكذا أحد ألفاظ وكيع عن سعدان به مطول، والبقية بين الطول والقصر، وكلها تشتمل على موضع الشاهد.
وللطبراني في "الأوسط"(7/ 144)، رقم (7111) عن محمد بن نوح بن حرب، عن الحسن بن إسرائيل، عن وكيع بن الجراح، عن الحسن بن صالح، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي مجاهد وأبي مدلة، عن أبي هريرة.
وقال: "لم يروه عن عبد العزيز بن رفيع إلا الحسن بن صالح، ولا عن الحسن إلا وكيع، تفرد به الحسن بن إسرائيل"، وهو غير محفوظ، ولعله مركب من إسنادين، وقد روى أحمد وعلي بن محمد الطنافسي وغيرهما من الأئمة الثقات هذا الحديث عن وكيع؛ عن سعدان القُبِّي، عن أبي مجاهد، عن أبي مدلة، كما تقدم.
فأبو مدلة هو شيخ أبي مجاهد في الإسناد، تفرد أبو مجاهد بالرواية عنه، وليس بمتابع له. والله أعلم. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والحسن بن إسرائيل الكوفي: ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 178)، وقال:"مستقيم الحديث".
وشيخ الطبراني؛ محمد بن نوح بن حرب العسكري: ذكره الخطيب في "غنية الملتمس"(ص 372، ترجمة: 534)، ولم أقف فيه على جرح أو تعديل، فالظاهر أن يكون هو الذي وهم في الإسناد. والله أعلم.
وهذا الحديث رواه بطوله محمد بن فضيل في "الدعاء"(128) ومن طريقه الترمذي (2526) عن حمزة الزيات، فقال:"عن زياد الطائي، عن أبي هريرة رضي الله عنه". قال الترمذي: "ليس إسناده بذاك القوي، وليس هو عندي بمتصل، وقد روي بإسناد آخر؛ عن أبي مدلة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم".
ومحمد بن فضيل بن غزوان الضبي: صدوق -كما في "التقريب"(6227) - وقد خولف فيه عن حمزة الزيات من جبلين؛ ابن المبارك وأبي معاوية، فرواه ابن المبارك في "الزهد"(1075) عن حمزة الزيات، عن سعد الطائي، عن رجل، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ورواه -دون موضع الشاهد منه- إسحاق بن راهويه (301) عن أبي معاوية، عن حمزة الزيات، عن أبي مجاهد سعد الطائي، عن أبي المدلة، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
فعاد الحديث إلى الإسناد الأول، ويكون أخطأ فيه ابن فضيل في موضعين:
أولًا: تسمية شيخ شيخه، فسماه زياد الطائي، وإنما هو سعد الطائي أبو مجاهد، والحديث مشهور به من رواية جماعةٍ عنه، كما تقدم.
وزياد الطائي: ذكر ابن حجر في "التقريب"(2107) أنه (مجهول، أرسل عن أبي هريرة رضي الله عنه، من السادسة)، ويعني بمرسله هذا الحديث. وقال الذهبي في "المغني" (2257):"لا يعرف، لين الترمذي حديثه " ووهاه في "الكاشف"(1714) وتبعه عليه البرهان الناجي في "عجالة الإملاء"(ص 222)، ولعل عمدتهما في توهينه هو تليين الترمذي لحديثه، وليس في قول الترمذي ما يدل على تضعيف زياد هذا، وإنما الإسناد الشاذ والمنقطع معدودان في الأسانيد غير القوية، والصواب أنه ليس بمجهول، بل أخطأ ابن فضيل في اسمه، والمحفوظ "سعد الطائي"، وهو ثقة من رجال البخاري، وقال عنه ابن حجر في "التقريب" (2262):"لا بأس به، من السادسة"، وقد روى المتن المروي من طريق ابن فضيل عن زياد الطائي بكامله، وزياد الطائي -كما قال الترمذي- لا يعرف في غير هذا الحديث، فكيف يوهى به هذا، ويوثق راويه الآخر، ولم يأت الأول بزائد عن الثاني.
ثانيًا: أسقط الراوي بين الطائي وأبي هريرة رضي الله عنه، وجعل الحديث عن الطائي عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهذا هو الانقطاع المشار إليه في كلام الترمذي رحمه الله. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والحديث مداره على أبي مدلة مولى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ولم يرو عنه سوى أبي مجاهد الطائي، كما قال ابن المديني ومسلم وغيرهما، وزاد ابن المديني:"لا يعرف اسمه، مجهول"، وقال الذهبي:"لا يكاد يعرف"، وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 72)، وعليه قال ابن حجر في "التقريب" (مقبول)؛ أي: للاعتبار وحيث يتابع، ونُصَّ عند ابن ماجه على توثيق أبي مجاهد الطائي وأبي مُدِلَّة في الإسناد، ويحتمل أن يكون من ابن ماجه، أو من شيخه علي بن محمد الطنافسي، كما يحتمل أن يكون توثيق أبي مدلة من أبي مجاهد، وتوثيق أبي مجاهد من سعدان، والوجه الثاني أقرب، وعلى كل فهو توثيق من ثقة، ويعطي الراوي اعتبارًا ما، يرتفع به عن درجة المقبول إلى الصدوق ونحوه. والله أعلم.
وانظر له: "التاريخ الكبير"(9/ 74)، رقم (697)، "الكنى" للإمام مسلم (2/ 835)، رقم (3380)، و"المنفردات والوحدان" له (ص 213)، رقم (1022)، "تهذيب الكمال"(34/ 269)، رقم (7611)، "الميزان"(4/ 571)، رقم (10588)، "تهذيب التهذيب"(12/ 227)، رقم (1033)، "التقريب"(8349).
ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه هذا طرق أخرى تقدم الكلام عليها عند الحديث (496)، ولكن ذكر "دعوة الصائم" فيها شاذ، وله شاهد من حديث أنس رضي الله عنه بإسناد حسن، كما تقدم هناك أيضًا.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه مرفوعًا: "للصائم عند فطره دعوة لا ترد".
أخرجه ابن ماجه والطبراني في "الدعاء"(2/ 1229)، رقم (919)، والبيهقي في "الشعب"(5/ 407)، رقم (3621) من طريق هشام بن عمار، وابن السني في "اليوم والليلة"(481)، والحاكم (1/ 422) -وعنه البيهقي في "الشعب"(5/ 407)، رقم (3622) و"فضائل الأوقات"(142) ومن طريقه أيضًا الأصفهاني في "الترغيب"(1807) - وابن عساكر في "معجمه"(365) من طريق الحكم بن موسى، والبيهقي في "الشعب"(5/ 408)، رقم (3623) من طريق عيسى بن مساور اللؤلؤي، وابن عساكر (8/ 256) من طريق أبي أيوب الشاذكوني، خمستهم: عن الوليد بن مسلم، حدثنا إسحاق بن عبيد الله، سمعت ابن أبي مليكة، سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول: .. الحديث.
قال ابن عساكر: "حسن غريب"، ورجاله ثقات، كما قال البوصيري في "مصباح الزجاجة"(2/ 81)، رقم (636)، إلا إسحاق بن عبيد الله، وهو مختلف في تعيينه بين ستة، وهم: إسحاق بن عبيد الله المدني، وإسحاق بن عبيد الله بن أبي مليكة المدني، ويقال: المكي الثقفي، وإسحاق بن عبيد الله بن أبي المهاجر المكي ثم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الدمشقي، وإسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة المدني، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة المدني، وإسحاق بن عبد الله المدني مولى زائدة، والأول هو الأقرب. والله أعلم.
فذهب ابن عساكر إلى أنه إسحاق بن عبيد الله بن أبي المهاجر المكي ثم الدمشقي، أرسله أبوه إلى سعيد بن المسيب إلى المدينة، فأخذ من علمائها. وتبعه على ذلك مغلطاي في "إكمال التهذيب"(2/ 104)، رقم (411)، وابن حجر في "تهذيب التهذيب"(1/ 212)، رقم (452) و"إتحاف المهرة"(9/ 549)، رقم (11898)، وإليه مال الألباني في "الإرواء"(4/ 41 - 44)، رقم (921).
وابن أبي المهاجر هذا: قال الذهبي في "الميزان"(769): "شيخ للوليد بن مسلم، دمشقي، لا يعرف"، وتعقبه ابن حجر في "اللسان"(2/ 62 - 63)، رقم (1040) بأنه معروف، ترجم له ابن عساكر وذكره أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه"(2/ 712)، رقم (2262) فيمن روى عن سعيد بن المسيب من أهل الشام، وذكره ابن سميع في الطبقة الرابعة من أهل الشام، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ثم قال عنه في "التقريب" (370):"مقبول"، وإلى حكم الذهبي مال الألباني في "الإرواء"، ورأي ابن حجر أقرب، مع تعقيب عليه بأن ابن حبان لم يذكر في "ثقاته" هذا، وإنما ذكر إسحاق بن عبيد الله المدني الذي قاله البيهقي والمنذري -كما سيأتي ذكره- وقد نبه عليه محققو "تهذيب الكمال". والله أعلم.
وقال البيهقي في "الشعب": "إسحاق: هو ابن عبيد الله، مدني، يروي عنه الوليد بن مسلم، ويعقوب بن محمد".
وزاد: "وشيخاي لم يُثْبِتاه، فقالا: إسحاق بن عبد الله"، وتبعه المنذري في "الترغيب" (2/ 63) فقال:"وإسحَاق هذا مدني لا يعرف". فهما اعتبراه آخر مجهولًا غير ابن أبي المهاجر المذكور، ومما يتأيد به هذا الرأي أنه صرح بنسبته المدني في رواية ابن ماجه عن هشام بن عمار، وفي رواية عيسى بن المساور عند البيهقي في "الشعب"، وبهذه النسبة ذكره البخاري في "التاريخ"(1/ 398)، رقم (1265)، ونقل عن يعقوب بن محمد الزهري فيه؛ أنه كان مُسِنًّا، وتبعه عليه ابن حبان في "الثقات"(6/ 48).
وابن أبي المهاجر المخزومي ليس مدنيًا، بل شامي أرسله أبوه ليتعلم على سعيد بن المسيب وغيره من علماء المدينة.
وذهب المعلمي في تعليقه على "الجرح والتعديل" إلى أنه مدني نزل الشام، ولم يأت بما يدل على ذلك، بل إن أباه عبيد الله سكن دمشق زمن معاوية رضي الله عنه، وأخوه الأكبر إسماعيل بن عبيد الله -مؤدب ولد عبد الملك بن مروان- من مواليد دمشق، وهما =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= معدودان في الطبقة الثانية والثالثة، أو الثالثة والرابعة من أهل الشام، كما في "تاريخ دمشق"(8/ 429 - 442)، (37/ 406 - 408)، وهما مخزوميان ولاءً. والله أعلم.
وذهب أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان إلى أنه إسحاق بن عبيد الله بن أبي مليكة المدني، ويقال: المكي الثقفي ["الجرح والتعديل" (2/ 228 - 229)، رقم (7959)]. وتبعهما عليه المزي في "تهذيب الكمال"(2/ 456 - 458)، رقم (369)، والذهبي في "الكاشف"(310)، و"تاريخ الإسلام"(10/ 72 - 73)، رقم (19)، (11/ 34)، رقم (10).
وهذا القول انتقده المعلمي في تعليقه على "الجرح والتعديل" بأنه يشبه أن يكون وقع تصحيف في الإسناد عند الرازيين، وإنما هو "إسحاق بن عبيد الله، عن ابن أبي مليكة"، وذكر أن إسحاق بن عبيد الله بن أبي مليكة: لم يرد له ذكر في شيء من كتب الرجال إلا عند ابن أبي حاتم، ولا نسبة ابن أبي مليكة في شيء من طرق الحديث. والله أعلم.
ودار الحاكم بين راويين؛ أحدهما إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة؛ وهو متروك -["التقريب" (368)]- والآخر إسحاق بن عبد الله المدني مولى زائدة؛ وهو ثقة ["التقريب" (397)]، وتقدم بيان تلميذه البيهقي أن (عبد الله -المكبر-) تصحيف من الحاكم وشيخه الآخر.
وذهب البوصيري في "مصباح الزجاجة"(636) إلى أنه إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة المدني [وثقه النسائي وأبو زرعة]، وعليه قال:"هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات"، ولم يذكر لما ذهب إليه دليلًا، بل إن ابن أبي حاتم والمزي والذهبي وغيرهم فرقوا بين الكناني هذا وبين راوي هذا الحديث، وهو إسحاق بن عبيد الله -مصغرًا-، والمكبر تصحيف كما تقدم عن البيهقي.
وعلى كلٍّ فهو يتردد بين مقبول ومستور، وعلى التقديرين حديثه صالح للاعتبار، إن شاء الله. والله أعلم.
وله عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما طريق آخر أيضًا: أخرجه الطيالسي (2376) ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(5/ 408)، رقم (3624) عن أبي محمد المليكي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه مرفوعًا:"للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة" فكان عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما إذا أفطر دعا أهله وولده ودعا.
وأبو محمد المليكي: قال عنه الألباني في "الإرواء"(4/ 44)، رقم (921):"لم أعرفه، ويحتمل أن يكون عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة المدني؛ فإنه من هذه الطبقة، فإن يكن هو فإنه ضعيف كما في "التقريب"، بل قال النسائى: "ليس بثقة"، وفي رواية: "متروك الحديث". وراجع له: "المجروحين" (2/ 52)، "الكامل" (4/ 395)، "التهذيب" (16/ 553 - 554)، رقم (3768)، "تهذيب =
624 - حديث: "الصبحة تمنع الرزق".
عبد الله بن أحمد في "زوائده" والقضاعي؛ من حديث إسماعيل بن عياش، عن [ابن]
(1)
أبي فروة، عن محمد بن يوسف
(2)
، عن عمرو بن عثمان بن عفان، عن أبيه به مرفوعًا
(3)
.
وابن أبي فروة: هو إسحاق؛ ضعيف
(4)
، ومن جهته أورده ابن عدي، وقال: إنه خلَّط في إسناده؛ فتارة جعله عن عثمان، وتارة عن أنس، ولا يعرف إلا به، وهو متروك
(5)
.
= التهذيب" (6/ 132)، رقم (299)، "التقريب" (3813).
وأفراد مثله عن عمرو بن شعيب ضعيف جدًّا، غير صالح للاعتبار. والله أعلم.
(1)
من "م"، وسيأتي:"وابن أبي فروة هو إسحاق .. ".
(2)
هو: محمد بن يوسف القرشي المدني، مولى عمرو بن عثمان بن عفان: وثقه ابن معين وأبو زرعة الرازي وابن حبان والدارقطني والذهبي، وقال مصعب الزبيري: كان له شرف وقدر بالمدينة. وقال ابن المديني: سمعت يحيى -وهو القطان- يقول: "هو أثبت من عبد الرحمن بن حميد وعبد الرحمن بن عمار، قال: وكان أعرج، وكان ثبتًا، وكان يقول: سمعت السائب بن يزيد وهو جدي من قبل أمي". وقال ابن حجر في "التقريب"(6416): "مقبول، من السادسة"، ولم يتبين لي وجه هذا الحكم منه رحمه الله مع توثيق من تقدم ذكرهم له، وقد اشتمل أصله التهذيب على ذكر توثيق أبي زرعة -منسوبًا لأبي حاتم- والدارقطني. فالله أعلم.
انظر: "التاريخ الكبير" للبخاري (1/ 263)، رقم (840)، ولابن أبي خيثمة - السفر الثالث (2/ 281 - 282)، رقم (2918 - 2921)، "الجرح والتعديل"(8/ 118)، "الثقات"(7/ 430)، "سؤالات البرقاني"(466)، "تهذيب الكمال"(27/ 61 - 62)، رقم (5717)، "الكاشف"(5235).
(3)
أخرجه عبد الله في "زوائد المسند"(1/ 547، رقم 530، 1/ 548، رقم 533)، وابن عدي (1/ 327) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(6/ 401)، رقم (4402)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 68) - والقضاعي (65)، وأبو بكر السكري في "حديثه" (18/ جوامع- خ: ظاهرية) من أربع طرق عن إسماعيل بن عياش، وأبهم عبد الله في روايته الثانية؛ ابنَ أبي فروة بقوله:"عن رجل سماه" وهي من طريقه عند ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1162)، وقد سُمِّيَ عن شيخه عند ابن عدي.
(4)
تقدمت ترجمته في الحديث رقم (103) وهو متروك، وكذبه ابن معين، وغيره.
(5)
الكامل (1/ 327)، وبه أعله البيهقي وابن الجوزي أيضًا، ورواه ابن عدي كذلك من =
كذا قال! وقد رواه أبو نعيم في "الحلية" من حديث حسين بن الوليد، حدثنا سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عثمان رفعه به، وكذا هو عندنا في "جزء الغطريف"
(1)
.
وفي الباب عن عائشة كما مضى في "الدعاء"
(2)
.
والصبحة نوم أول النهار
(3)
؛ لأنه
(4)
وقت الذكر، ثم وقت طلب الكسب.
وجوز الزمخشري في "الفائق" في صادها الضم والفتح
(5)
، قال: وإنما
= طريق ابن وهب عن مسلمة -وهو ابن علي الخشني؛ متروك- عن إسماعيل بن عياش عن رجل عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: "إن الصبحة تمنع بعض الرزق". ثم بيَّن أن هذا الرجل المبهم هو ابن أبي فروة، وحمَّلَه عهدةَ الاضطراب في روايات الحديث، ولكن من المحتمل جدًّا أن يكون هذا الطريق الأخير عهدتُه على مسلمة الخشني، فإنه متروك، منكر الحديث عن الأوزاعي وأمثاله من الثقات -كما في "الكامل"(6/ 313 - 318)، وتقدمت ترجمته (ح 26) - وقد تفرد عن ابن أبي فروة بهذا الوجه. والله أعلم.
* ورد في هامش الأصل (116/ أ) ما لفظه: "ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" كذلك على الاختلاف"، وليس كذلك، بل أخرجه من طريق ابن عدي من حديث عثمان رضي الله عنه، وعلق مسند أنس رضي الله عنه عن مسلمة الخشني عن إسماعيل بن عياش بإسناده، فقال:"تفرد به إسحاق بن أبي فروة، وخلط في إسناده". ملخصًا.
(1)
رواه أبو نعيم في الحلية (9/ 251) -ونقله عنه الديلمي (2/ 216/ ب- 217/ أ) - وأبو أحمد ابن الغطريف في "جزئه"(42) -ومن طريقه ابن عساكر (33/ 10) - من طريقين عن الحسين بن الوليد الجعفي به.
وأخرجه محمد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني في "أماليه"(ح 396/ جوامع - خ: الجامعة الإسلامية) من طريق عبيد بن يعيش عن محمد بن القاسم عن سليمان بن أرقم به. وسليمان متروك، كما تقدم (ح 23).
فالحديث بطريقيه منكر، وحكم الألباني في "الضعيفة"(3019) بضعفه جدًّا. والله أعلم.
(2)
تقدم برقم (495).
(3)
وانظر: "المحكم" لابن سيده (3/ 168) و"القاموس المحيط"(ص 291).
(4)
التعليل لتوجيه كراهة الصبحة، وليس لبيان وجه التسمية.
(5)
ذكرها ابن قتيبة في "أدب الكاتب"(كتاب الأبنية، أبنية الأسماء، فعلة وفعلة، ص 435).
نهي عنها لوقوعها وقت الذكر والمعاش
(1)
.
قلت: ويشهد لذلك حديث جعفر بن برقان عن الأصبغ بن نباتة
(2)
عن أنس رفعه: "لا تناموا عن طلب أرزاقكم فيما بين الصلاة إلى طلوع الشمس"، قال: فسُئِل أنس عن ذلك؟ فقال: تسبح وتهلل وتكبر وتستغفر سبعين مرة، فعند ذلك ينزل الرزق، أو قال: يقسم.
رواه أبو القاسم عمر بن أحمد بن الوليد المنبجي
(3)
في "جزئه" المسموع لنا، وكذا الديلمي في "مسنده"
(4)
.
(1)
الفائق في غريب الحديث (2/ 277/ مادة: صبح).
(2)
هو: أصبغ بن نباتة التميمي الحنظلي المجاشعي أبو القاسم الكوفي: متروك، رمي بالرفض، وكذبه أبو بكر بن عياش وابن حبان وغيرهما. انظر:"تاريخ الدوري"(2228، والدارمي (147)، "الجرح والتعديل"(2/ 319 - 320)، "الضعفاء" للعقيلي (1/ 129 - 130)، "المجروحين"(1/ 173 - 174)، "الكامل"(1/ 407)، رقم (220)، "التهذيب"(3/ 308 - 311)، رقم (537)، "الميزان"(1/ 271)، "التقريب"(537)، "تنزيه الشريعة"(311).
(3)
بفتح الميم وسكون النون وكسر الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الجيم، نسبة إلى منبج؛ إحدى بلاد الشام، من توابع بلاد سوريا اليوم. ولم أقف على ترجمته، ولا على جزئه، وهو من رجال القرن الرابع والخامس -طبقة الحاكم وأبي عبد الرحمن السلمي ونحوهما- فيما يظهر من الأسانيد والروايات، والله أعلم.
وانظر: "الأنساب" للسمعاني (12/ 440)، رقم (3947)، "السير" للذهبي (14/ 290).
(4)
أخرجه الديلمي ["زهر الفردوس" (3/ 161)] بإسناده المسلسل بالصوفية في غالبه عن الأصبغ بن نباتة عن أنس رضي الله عنه، ومن عدا الأصبغ بن نباتة موثقون، وإن كان توثيقًا صوفيًا لبعضهم، والأصبغ فمتهم كما تقدم، إلا أحمد بن يوسف بن إسحاق، وهو المنبجي الأطروش: ذكره ابن ماكولا في "الإكمال"(7/ 322 - منبج)، والسمعاني في "الأنساب"(5/ 389) دون جرح أو تعديل، والحديث حكم الألباني في "الضعيفة"(6991) بأنه منكر جدًّا، وأعله بالأصبغ وحده، بينما ذكر عند الحديث (130) في عدد من رواته أنه لم يجد لهم ذكرًا في شيء من كتب الرجال، وقال المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة"(ص 146، ح 448): "في سنده جماعة لم أعرفهم، وأصبغ متروك"، وجميعهم مترجمون، وموثقون سوى من ذكر، وأجملت التراجم للاختصار. والله أعلم.
وجاء عن علقمة بن قيس فيما ذكره البغوي في "شرح السُّنَّة" أنه قال: بلغنا أن الأرض تعج
(1)
إلى الله من نومة العالم بعد صلاة الصبح
(2)
.
بل وعند الديلمي من حديث علي مرفوعًا: "ما عجت الأرض إلى ربها من شيء كعجيجها من دم حرام، أو غسل من زنا، أو نوم عليها قبل طلوع الشمس"
(3)
.
(1)
بكسر العين في المضارع من باب ضرب، أي ترفع صوتها، وَيُقَال: عج الْقَوْم يَعِجّون، إِذا رفعوا أَصْوَاتهم بالدُّعاء والاستغاثة. وقال ابن فارس: العين والجيم أصل واحد صحيح يدل على ارتفاع في شيء، من صوت أو غبار وما أشبه ذلك. انظر: مادة عجج؛ العين (1/ 67)، جمهرة اللغة (1/ 90)، مقاييس اللغة (4/ 27 - 28)، الصحاح (1/ 327)، النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 184)، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (2/ 393).
(2)
ذكره البغوي في "شرح السُّنَّة"(3/ 222/ بعد ح 711) عن علقمة معلقًا، وبهامش الأصل ما نصه:"ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" عن علقمة بن قيس، قال: بلغنا أن الأرض تعج إلى الله من نومة العالم عليها بعد صلاة الصبح". وهذا أخرجه عبد الرزاق (ح 19876) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(6/ 406)، رقم (4410) - عن معمر عن الليث بن أبي سليم عن رجل عن علقمة، وإسناده ضعيف جدًّا: ليث بن أبي سليم: صدوق، ولكنه اختلط جدًّا، ولم يتميز حديثه فترك ["التقريب" (5685)]، وشيخه مبهم لا يعرف.
ولكن له شاهدان بأسانيد صحيحة، أحدهما من وجهين عن ابن الزبير رضي الله عنهما عند ابن أبي شيبة (25953) وابن أبي خيثمة في "تاريخه"(أخبار المكيين، 3/ 194، رقم 490 - ط: فاروق)، وآخر للزبير رضي الله عنه عند ابن أبي شيبة (ح 25954) موقوفًا عليهما.
(3)
أخرجه الديلمي (3/ 219 / ب) من طريق أبي الشيخ الأصبهاني عن عبيد بن محمد بن صبيح الزيات عن علي بن حفص الشيباني عن الحسين بن الحسين العلوي عن أبيه عن جعفر بن محمد عن محمد بن علي عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرفوعًا: "ما عجت الأرض إلى ربها عز وجل من شيء كعجيجها من ثلاثة: من دم حرام يسفك عليها، أو غسل من زنا، أو نوم عليها قبل طلوع الشمس".
وعن أبي الشيخ علقه السيوطي في "اللآلي"(2/ 133)، وفيه:"الحسن بن الحسين"، والأول هو الصواب. والله أعلم.
قال الشيخ المعلمي في "تحقيق الفوائد"(448): "في سنده من لم أعرفه"، وإسناده فيه جهالة وضعف، والمتن منكر جدًّا، فالشرك والكفر أعظم مما ذكر، ولم يعتبر الشرع النوم بعد صلاة الصبح من الذنوب، فضلًا عن أن يكون أسوأ من أعظم الكبائر. والله أعلم.
وعلي بن حفص الشيباني: لم أقف له على ترجمة، وليس بعلي بن حفص المدائني =
وسنده ضعيف
(1)
.
= الذي يروي عن شعبة والثوري وطبقتهما، بل متأخر عن ذاك بطبقة أو طبقتين. والله أعلم. والحسين بن الحسين العلوي: هو ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب؛ لم أقف فيه على جرح أو تعديل، ولم يذكره المزي في الرواة عن أبيه، وأبوه لين الحديث، يعرف وينكر، كما تقدم (ح 517).
(1)
ففي الإسناد من فيه ضعف، ويأتي بالمناكير، وآخران لم أقف لهما على ترجمة، ويمكن أن يكون علي بن حفص الشيباني هو آفة الحديث، فهو أجهل من في الإسناد. والله أعلم.
وفيه عن فاطمة رضي الله عنها وزوجه علي رضي الله عنه عند البيهقي في "الشعب"(6/ 404)، رقم (4405، 4406) وأشير إلى الأول منهما على هامش الأصل (116/ أ)، وضعف إسنادهما البيهقي، ومدارهما على عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه بإسناديه، وعبد الملك هذا كذبه جمع ونسبوه إلى الوضع. انظر:"الجرح والتعديل"(5/ 374)، رقم (1748)، "الضعفاء" لأبي نعيم (132)، "الكامل"(5/ 304)، رقم (1448)"المجروحين"(2/ 133)"سؤالات السجزي"(256)"اللسان"(5/ 276 - 278)، رقم (4933).
وأما أبوه هارون بن عنترة أبو عمرو الشيباني ابن أبي وكيع: فوثقه أحمد في رواية أبي داود وأبي طالب وابنه عبد الله عنه، ووثقه كذلك ابن سعد وابن معين والعجلي، وقال أبو زرعة الرازي:"لا بأس به، مستقيم الحديث" وقال الفسوي: "لا بأس به"، وبه قال ابن حجر في "التقريب"، وقال الدارقطني في سؤالات البرقاني عنه:"يحتج به"، وقال الذهبي في "الكاشف" (5914):"وثقوه".
وروى ابن هانئ عن أحمد، أنه قال فيه:"ضعيف الحديث"، وجاء عن الدارقطني في "الضعفاء" - رواية البرقاني (252):"متروك"، وقال ابن حبان في "المجروحين" (3/ 93):"روى عنه الثوري، وهو منكر الحديث جدًّا، يروي المناكير الكثيرة حتى يسبق إلى قلب المستمع لها أنه المتعمد لذلك، من كثرة ما روى مما لا أصل له، لا يجوز الاحتجاج به بحال"، وقال في "الثقات" (5/ 282/ ترجمة والده عنترة):"روى عنه ابنه هارون، وهارون الله المستعان على إثباته" وقال في موضع آخر منه (4/ 332): "كذاب".
ثم ذكره في "الثقات"(7/ 578 - 579) باسم "هارون بن أبي وكيع"، وقال:"يروي عن زاذان أبي عمر عن ابن مسعود، روى عنه عيسى بن يونس"، وهو هارون بن عنترة هذا، وكأنه اعتبره شخصًا آخر، ورأى حديثه المذكور عن أبي عمر زاذان مستقيمًا فذكره في "الثقات". والله أعلم.
هذا وتبعه ابن الجوزي في تعليل حديثٍ في "العلل المتناهية"(1/ 81)، رقم (85) فتبع ابنَ الجوزي عليه الذهبيُّ في "تلخيص الموضوعات"(509)، وحكم بأنه متروك، بينما وافق الجماعة على توثيقه في بقية كتبه، فتوثيقه هو المعتمد من الذهبي. والله أعلم. =
وفي رابع عشر "المجالسة" من جهة ابن الأعرابي، قال: مر ابن عباس بابنه الفضل وهو نائم نومة الضحى، فركضه برجله، وقال له: قم إنك لنائم الساعة التي يقسم الله فيها الرزق لعباده، أو ما سمعت ما قالت العرب فيها؟ قال: وما قالت العرب يا أبت؟ قال: زعمت العرب أنها مكسلة مهرمة منساة للحاجة، ثم يا بني! نوم النهار على ثلاثة:
نوم حُمْق: وهي نومة الضحى، ونومة الخُلُق: وهي التي روي "قيلوا فإن الشياطين لا تقيل"
(1)
، ونومة الخُرْق: وهي نومة بعد العصر، لا ينامها إلا
= وحكم الجماعة من الأئمة المتقدمين مقدم على ما تفرد به ابن حبان، ولم يذكر أمثلةً يعتبر بها لما ذهب إليه حتى يُعْرَف مدى صحة حكمه، وهل الحمل فيها على من دونه؛ كابنه ويعقوب القمي وغيرهما، أو عليه هو.
وأما رواية ابن هانئ عن أحمد فإما خاص بحديث، أو أن ابن هانئ أخطأ في النقل، وهذا حكم الإمام أحمد في ابنه عبد الملك بن هارون، كما في "العلل"(2648)، وللبرقاني عن الدارقطني روايتان، وما وافق منهما الجماعةَ أولى من الأخرى التي أقوى الاحتمالين فيه أن يكون من خطإ النقل، أو تصحيفَ نظرٍ من النساخ. والله أعلم.
وانظر: "الطبقات" لابن سعد (6/ 348)، "العلل لأحمد"(3092)، "سؤالات أبي داود" - تحقيق زياد منصور (369)، "سؤالات ابن هانئ"(2162)، "المعرفة" للفسوي (3/ 101)، "الجرح والتعديل"(9/ 92 - 93)، رقم (384)، "العلل" لابن أبي حاتم (651)، "الثقات" للعجلي (1876)، ولابن شاهين (1519)، "الكنى" للدولابي (2/ 781)، رقم (1356)، "سؤالات البرقاني"(252)، "موضح الأوهام" للخطيب (2/ 533 - 534)، رقم (511)، "التهذيب"(30/ 100 - 102)، رقم (4539)، "التقريب"(7236).
ولأبي نعيم في "تاريخ أصبهان"(1/ 219) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: "كره لكم ثلاثة: الصبحة، وأن يبرأ الرجل من أخيه، وفخره على أخيه"، وإسناد واه جدًّا، فيه يحيى بن عبيد الله التيمي المدني نزيل الكوفة، عن أبيه، ويحيى متروك، يروي عن أبيه ما لا أصل له، وأبوه جهله غير واحد من الأئمة، ولا يروي عنه غير ابنه هذا، وتقدمت ترجمتهما (ح 109). والله أعلم.
(1)
قال الإمام أحمد: "لا أعرفه عن النبي صلى الله عليه وسلم، إنما هو عن منصور عن مجاهد عن عمر رضي الله عنه"["المنتخب من علل الخلال" (ص 84، ح 24)]. وعليه فالرواية المرفوعة به منكرة، ومجاهد لم يدرك عمر رضي الله عنه. والله أعلم.
سكران أو مجنون
(1)
. انتهى.
وهذا الأخير
(2)
عنده أيضًا بجانبه عن خوات بن جبير، قال: نوم أول النهار خرق، وأوسطه خلق، وآخره حمق
(3)
.
(1)
المجالسة للدينوري (5/ 221)، رقم (2047) عن محمد بن أحمد بن النضر عن ابن الأعرابي، وإسناده ضعيف جدًّا، الدينوري وهاه الدارقطني كما تقدم، وهو معضل بين ابن الأعرابي وابن عباس رضي الله عنهما.
(2)
يعني الدينوري في "المجالسة"(5/ 220)، رقم (2046)، وأخرجه ابن أبي شيبة (27212)، والبخاري في "الأدب المفرد"(1242)، والطحاوي في "شرح المشكل"(3/ 102)، والحاكم (4/ 293)، رقم (7797)، والبيهقي في "الشعب"(6/ 405)، رقم (4407 - 4408)، وهو أثر موقوف صحيح الإسناد، وصححه الألباني في "الأدب المفرد".
(3)
وللطحاوي في "شرح المشكل"(3/ 101)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6/ 405)، رقم (4409) من طريقي حيوة بن شريح التجيبي وابن لهيعة (ورواية البيهقي عن حيوة وحده)، كلاهما: عن عمرو بن زياد الحضرمي، أن أبا فراس أخبره، أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقول:"النوم ثلاثة: فنوم خرق ونوم خلق ونوم حمق، فأما نومة الخرق: فنومة الضحى، يقضي الناس حوائجهم وهو نائم، وأما نومة خلق: فنومة القائلة نصف النهار، وأما نومة حمق: فنومةٌ حين تحضر الصلوات".
وهذا أثر موقوف أيضًا، وإسناده ثقات إلى عمرو بن زياد بن عمرو اليحصبي، وهو في عداد المجهولين؛ سكت عنه البخاري في "التاريخ"(6/ 332)، رقم (2555)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 233)، رقم (1291)، وأورده ابن حبان في "الثقات"(5/ 175) دون معرفة خاصة به توجب إلحاقه بالثقات، حيث قال:"عمرو بن زياد اليحصبي: يروى عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عداده في أهل مصر، روى عنه أهلها، وكنيته أبو فراس"، وليست كنيته أبا فراس، وإنما يروي عن أبي فراس يزيد بن رباح الرومي مولى عمرو بن العاص وغيره عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وأبوه يكنى أبا سحابة، ويروي عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهو مجهول أيضًا -كما في تاريخ البخاري، وتكملة الإكمال لابن نقطة (3/ 148)، رقم (2969)، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين (5/ 63 - 64)، والميزان (2959)، واللسان (3544) -، ويحتمل أن يكون شخصًا واحدًا كنيته أبو سحابة، واختلف في اسمه بين عمرو بن زياد وزياد بن عمرو، فإن الراوي عنه في الوجهين هو حيوة بن شريح أبو زرعة التجيبي المصري المذكور أعلاه في إسناد هذا الحديث، وهذا الأخير أقرب. والله أعلم. =
625 - حديث: "الصبر مفتاح الفرج، والزهد عنى الأبد".
ذكره الديلمي بلا إسناد، عن الحسين بن علي به مرفوعًا
(1)
.
وللقضاعي عن ابن عمر
(2)
وابن عباس
(3)
مرفوعًا: "انتظار الفرج بالصبر عبادة"، وهو عند ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة"، وأبي سعد الماليني عن ابن عمر فقط، لكن بدون "الصبر"
(4)
.
= وعلى كلٍّ فهو مجهول، وأما شيخه أبو فِرَاس -بكسر الفاء- المصري: فثقة، من الثالثة، م ق. "التقريب"(7711).
(1)
الفردوس بمأثور الخطاب (2/ 415)، رقم (3844).، ومسند الفردوس (2/ 215/ أ).
(2)
أخرجه القضاعي (ح 46) من طريق محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي عن عمرو بن حميد القاضي الدينوري قاضيها، قال: حدثنا الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه به مرفوعًا. وسيأتي الكلام عليه.
(3)
أخرجه برقم (47)، وابن عدي (5/ 260) من طريق أبي موسى عيسى بن مهران المستعطف، عن الحسن بن الحسين العرني، عن سفيان بن إبراهيم، عن حنظلة المكي، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنه.
قال الألباني في "الضعيفة"(1572): "هذا إسناد موضوع، آفته ابن مهران هذا، قال الذهبي: "كذاب جبل! قال ابن عدي: "حدث بأحاديث موضوعة، محترق في الرفض"، وقال أبو حاتم:"كذاب"، وقال الخطيب:"كان من شياطين الرافضة ومردتهم، وقع إلي كتاب من تصنيفه في الطعن على الصحابة وتكفيرهم، فلقد قف شعري وعَظُم تعجبي مما فيه من الموضوعات والبلايا". [وانظر: "الميزان": 6619، و"اللسان": (4/ 474 - 475)، رقم (6502) - العلمية].
وحسن بن حسين، الظاهر أنه العرني الكوفي، قال أبو حاتم:"لم يكن بصدوق عندهم، وكان من رؤساء الشيعة"، وقال ابن حبان:"يأتي عن الأثبات بالملزقات، ويروي المقلوبات". [وانظر: "الميزان": 1832، "اللسان": 2445].
وسفيان بن إبراهيم: هو الكوفي؛ ذكره الأزدي، فقال:"زائغ ضعيف". [انظر: "الميزان": 3313، "اللسان" (3816)]. اهـ.
وقال ابن عدي: "قد رواه عن العرني هذا غير عيسى بن مهران"، فتكون آفته العرني نفسه دون ابن مهران الذي أعله به الشيخ الألباني، على أنه أيضًا علة في الإسناد كما ذكر. والله أعلم.
(4)
لم أقف عليه عند ابن أبي الدنيا، وأخرجه ابن جميع في "المعجم"(362)، والماليني في "الأربعين الصوفية"(99)، والسلفي في "معجم السفر"(387)، والقضاعي -كما تقدم-، ومداره على عمرو بن حميد الدينوري، وهو متهم بوضع هذا الحديث =
ولأولهما، ومن جهته البيهقي، من حديث علي مرفوعًا مثل لفظ القضاعي سواء
(1)
. وكذا هو لابن عبد البر
(2)
.
= ["الميزان" (3/ 256)، رقم (6356)]، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 483)، فقال:"صدوق في الرواية، وفي القلب منه شيء، لروايته هذا الحديث، هذا الذي وهم فيه، يجب أن يتنكب ما أخطأ فيه، ويحتجّ بغيره"، وبعمرو هذا أعله الألباني في "الضعيفة"(1572)، وحكم بوضعه.
(1)
رواه ابن أبي الدنيا في "الفرج"(ح 1) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(12/ 355)، رقم (9531) و"الآداب"(759)، وابن عساكر (57/ 128 - 129) - وابن الجوزي في "العلل"(2/ 805)، رقم (1347)، وفي إسناده أبو سعيد عبد الله بن شبيب بن خالد المديني، وأخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 459) من وجه آخر، وفي إسناده أحمد بن خالد الباهلي، وهو أحمد بن محمد بن غالب بن خالد بن مرداس أبو عبد الله البصري، المعروف بغلام خليل، وكلاهما متهمان، وقال ابن خراش: هذه الأحاديث التي يحدث بها غلام الخليل سرقها من عبد الله بن شبيب، وهو سرقها من النضر بن سلمة شاذان، ووضعها شاذان.
انظر: "الكامل"(1/ 195)، رقم (38)، (4/ 262)، رقم (1099)، "اللسان"(4/ 499)، رقم (4273)، ولشاذان:"الكامل"(7/ 29).
(2)
لم أقف عليه عند ابن عبد البر، وله شواهد عن ابن مسعود وأنس وابن عباس وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم.
أما حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا: "سلوا الله من فضله، فإن الله عز وجل يحب أن يسأل، وأفضل العبادة انتظار الفرج"، فأخرجه الترمذي (3571)، وابن أبي الدنيا في "الفرج"(2)، والطبراني في "الكبير"(10/ 101)، رقم (10088) و"الأوسط"(5/ 230)، رقم (5169) و"الدعاء"(22)، وابن عدي (2/ 248)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 372)، رقم (1086)، (12/ 358)، رقم (9535)، والديلمي ["زهر الفردوس" (1/ 124)]، وفي إسناده حماد بن واقد الصفار البصري، تفرد به عن إسرائيل عن جده عن أبي الأحوص عن ابن مسعود رضي الله عنه، كما قال الترمذي وابن عدي والبيهقي، وبه ضعفوه، وقال الطبراني:"لا يروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد"، وهو منكر الحديث، لا يتابع على عامة ما يرويه مع قلتها. والله أعلم. انظر:"التاريخ الكبير"(3/ 28)، رقم (118)، "الجرح والتعديل"(3/ 150)، رقم (653)، "الضعفاء" للعقيلي (1/ 312)، رقم (382)، "المجروحين"(1/ 253)، "الكامل"(2/ 248)، "تهذيب التهذيب"(7/ 289 - 292)، رقم (1491)، "التقريب"(1508).
وعلته ما بينه الترمذي بقوله: "قد خولف حماد في روايته، وروى أبو نعيم -يعني: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الفضل بن دكين- هذا الحديث عن إسرائيل عن حكيم بن جبير عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، وحديث أبي نعيم أشبه أن يكون أصح"، ورواية أبي نعيم هذه لم أقف عليها، وقد رواه ابن جرير في "تفسيره" - ط: هجر (سورة النساء: 32، 6/ 670)، رقم (9310) عن سفيان بن وكيع، عن وكيع، عن إسرائيل، عن حكيم بن جبير، عن رجل لم يسمه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعزاه ابن كثير في "التفسير" (النساء: 32، 4/ 9) لابن مردويه من طريق وكيع به.
ولم يبين ابن كثير اسمَ راويه عن وكيع، وسفيانُ بن وكيع لا يوثق به في الرواية، كما تقدم (ح 11)، ولكنه توبع عليه متابعة قاصرة من أبي نعيم، كما ذكر الترمذي، فالعلة هو حكيم بن جبير الأسدي الكوفي: ضعيف، منكر الحديث في قلة حديثه، وكذبه الجوزجاني ولعله في نحلته. والله أعلم. انظر:"التاريخ الكبير"(3/ 16)، رقم (65)"الجرح والتعديل"(3/ 201 - 202)"الضعفاء" للعقيلي (1/ 316)، رقم (389)، "المجروحين"(1/ 246 - 247)، "الكامل"(2/ 216 - 218)، رقم (402)، "التهذيب"(7/ 165 - 169)، رقم (1452)، "التقريب"(1468)، شرح علل الترمذي (ص 257 - 258/ تحقيق الجمل).
ولجبير بن حكيم إسناد آخر له عن ابن عباس رضي الله عنهما، رواه ابن المقرئ في "معجمه"(799)، وابن عدي (2/ 219)، (6/ 46) ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(12/ 356)، رقم (9532)، ونقله ابن كثير عن ابن مرويه، من طريق قيس بن الربيع عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعًا، وقال ابن عدي:"لا أعلم رواه بهذا الإسناد غير قيس بن الربيع".
وفي إسناد ابن المقرئ دون قيس؛ محمد بن عمر الرومي: وهو منكر الحديث، متهم بسرقة الأحاديث كما تقدم، ولكنه توبع عليه عند ابن عدي من الحسن بن بشر بن سلم الهمداني أبي علي الكوفي، وهو صدوق، كما في "التقريب"(1214)، فلا يتأتى الحمل عليه.
وقيس بن الربيع الكوفي: صدوق، إلا أنه لما كبر ساء حفظه، وكان ابنه يدخل في كتابه ما ليس من حديثه فيحدث بها، ولذا تركه بعض الأئمة، وضعفه آخرون، وتقدمت ترجمته. وحكيم بن جبير: منكر الحديث في قلة ما روى، كما تقدم آنفًا، ولذا حكم الألباني في "الضعيفة"(492) بأنه ضعيف جدًّا، إلا أنه لم يذكر رواية ابن عباس رضي الله عنهما هذه. والله أعلم.
وأما حديث أنس رضي الله عنه: فأخرجه ابن عدي (2/ 76)، (3/ 293)، والدارقطني في "العلل"(12/ 181)، رقم (259)، والقضاعي (1283)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(12/ 357)، رقم (9534)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(2/ 155)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وابن الجوزي في "العلل"(2/ 864)، رقم (14489)، وابن عساكر (22/ 323)، من طريق أبي بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وأحمد بن محمد بن عنبسة، وأحمد بن إسحاق بن صالح العسكري، وابن أبي عاصم، أربعتهم: عن أبي أيوب سليمان بن سلمة الخبائري، قال: حدثنا بقية عن مالك عن الزهري عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"انتظار الفرج من الله عز وجل عبادة"، ونقل الخطيب عن الباغندي أنه قال:"أنكرته على الخبائري أشد الإنكار، وقلت: "ليس من هذا شيء البتة"، وكان أمر سليمان هذا شيئًا عجيبًا، الله أعلم به"، وذكر الباغندي وابن عدي والدارقطني والخطيب وابن الجوزي، والخليلي ["الإرشاد" (1/ 451 - 452)] أن الخبائري تفرد به عن بقية، وهو باطل لا أصل له عن مالك.
ورواه البزار (13/ 7)، رقم (6297) فقال: "حدثنا محمد بن علي الأهوازي، حدثنا أبو أيوب سليمان ابن شرحبيل، عن بقية، به
…
"، وهذا الإسناد يحتمل أن يكون أخطأ فيه البزار على شيخه، ويكون نسب شيخ شيخه من عنده على الظن والتوهم، وإنما هو أبو أيوب سليمان بن سلمة الخبائري، وقد نص جماعة من الأئمة أنه لم يرو هذا الحديث عن بقية غيره، وقد نُسِبَ البزار إلى كثرة الخطإ في المتون والأسانيد فيما حدث من حفظه بمصر، ومنها "المسند". ["سؤالات السهمي" (116)، و"الحاكم" (23)، "لسان الميزان" (1/ 563 - 565)، رقم (690)].
وآفة الحديث هو سليمان بن سلمة الخبائري، وهو متروك ساقط، ولما كان تصحف في إسناد البزار، تكلم فيه بتعليل آخر، فقال:"هذا الحديث لا نعلمه يروى عن مالك إلا من رواية بقية عنه، ولعل بقية أن يكون حدثه رجل غير ثقة عن مالك، فترك الرجل ورواه عن مالك، ولم يقل حدثنا مالك -يعني: أنه عنعنه- والحديث لا يعرف إلا عن غير مالك عن الزهري عن أنس"؛ يعني: ليس له أصل من حديث أيٍّ من هؤلاء الثلاثة. ويستشهد لما تقدم أيضًا بما أخرج الخطيب (2/ 154 - 155)، رقم (577) من طريق أبي الفرج محمد بن جعفر بن الحسن بن سليمان بن علي البغدادي صاحب المصَلَّى، عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قال: نبأنا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي، عن مالك عن الزهري عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا به.
قال الخطيب: "وهم هذا الشيخ -يعني: أبا الفرج- على الباغندي وعلى من فوقه في هذا الحديث وهمًا قبيحًا؛ لأنه لا يعرف إلا من رواية سليمان بن سلمة الخبائري عن بقية بن الوليد عن مالك، وكذلك حدث به الباغندي"، وتقدم رواية الباغندي له من وجهين عنه مثل ما ذكر الخطيب، وفي الباغندي نفسه كلام أيضًا، كما تقدم أيضًا، وعبيد بن هشام الحلبي: صدوق، تغير بأخرة، فتلقن أحاديث ليس لها أصول. =
وبعضها يؤكد بعضًا
(1)
.
626 - حديث: "صدق رسول الله".
هو كلام يقوله كثيرون من العامة عقب قول المؤذن في الصبح "الصلاة خير من النوم"، وهو صحيح بالنظر لكونه صلى الله عليه وسلم أقر بلالًا على قوله:"الصلاة خير من النوم"
(2)
،
= انظر: "سؤالات الآجري" - البستوي (1805)، "تهذيب الكمال"(19/ 242 - 244)، رقم (3742)، "التقريب"(4398)، "نهاية الاغتباط"(96).
وقال الخطيب أيضًا -أو نقلًا عن الباغندي-: "وقد رواه شيخ كذاب كان بعسكر مكرم عن عيسى بن أحمد العسقلاني عن بقية، وأفحش في الجرأة على ذلك؛ لأنه معروف أن الخبائري تفرد به".
قال الدارقطني: "وخالفه -يعني: الخبائري- نعيم بن حماد، فرواه عن بقية، عن مالك، عن الزهري مرسلًا".
وحديث نعيم بن حماد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(12/ 357)، رقم (9534) من طريق أبي حاتم الرازي عن نعيم بن حماد، وقال:"هذا مرسل، .. والإرسال فيه أولى"، وبه قال الخليلي في "الإرشاد" (1/ 452)؛ أي: أن طريق الإرسال فيه أولى من المسند، ونعيم بن حماد رواية النقاد عنه لا بأس بها إن شاء الله، وإلا فقد قال الدارقطني:"لا يصح عن مالك بوجه"، ونحوه كلام البزار كما تقدم.
هذا، وروى ابن أبي الدنيا في "الصبر"(126) عن علي بن الحسن بن أبي مريم، عن يحيى بن أبي بكير -هو الكرماني- عن زافر بن سليمان القهستاني، عن محمد بن سوقة، قال: كان يقال: "انتظار الفرج بالصبر عبادة".
وكأن هذا هو أصل الحديث، فأسنده أولئك الضعفاء والمتروكون. والله أعلم.
(1)
أي: أن بعضها يؤكد وهاء البعض، حيث إن انفراد المتهمين والمتروكين ومن في حكمهم بتداول حديث وبأسانيد مشهورة لا يزيده إلا وهاءا، وطرق هذا الحديث ما منها إلا وفيه كذاب، أو واه، أو من في حكمهم. والله أعلم.
(2)
روي من حديث الزهري، وسويد بن غفلة، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والحسن، وكلها مراسيل.
وروي عن أنس وابن عمر رضي الله عنهم ما يفيد ذلك دون التصريح في الأمر.
أما رواية سويد بن غفلة رحمه الله: فأخرجها أبو نعيم في "الصلاة"(251، 253)، وابن أبي شيبة (2170، 2171، 2184، 2185)، وابن حزم في "المحلى" (3/ 94 - مسألة: 331) -ومن طريقه عبد الحق في "الأحكام الكبرى"(2/ 86) - والبيهقي (1/ 424) من طرق عن سويد بن غفلة، أنه كان في أذان بلال في الفجر خاصة، وأمر به مؤذنه!. المعنى. قال ابن حزم وعبد الحق: "سويد بن غفلة من كبار التابعين، قدم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= المدينة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بخمس ليال أو نحوها، وأدرك جميع الصحابة الباقين"، وقد قال في طريقين عنه: "عن بلال"، فله حكم الاتصال، والأسانيد إلى سويد جيدة أو صحيحة.
وأما مرسل سعيد بن المسيب: فرواه ابن ماجه (716) وعبد الرزاق (1/ 472)، رقم (1820)، وابن أبي شيبة (2175)، وأحمد (26/ 399)، رقم (16477)، والطوسي في "المستخرج"(173)، وابن شاهين في "الناسخ"(ح 177)، والبيهقي (1/ 422) من طريق معمر وشعيب وابن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب في "قصة بدء الأذان"، وفيه:"كان بلال مولى أبي بكر يؤذن بذلك، ويدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة، قال فجاءه فدعاه ذات غداة إلى صلاة الفجر، فقيل له إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نائم، فصرخ بلال بأعلى صوته: "الصلاة خير من النوم"، قال سعيد: فأدخلت هذه الكلمة في التأذين في صلاة الفجر".
إلا أنه وقع عند أحمد والطوسي من طريق إبراهيم بن سعد الزهري عن ابن إسحاق به عن ابن المسيب عن عبد الله بن زيد الأنصاري صاحب الرؤيا، وابن ماجه جعله في حديثه من طريق ابن المبارك عن معمر به؛ عن ابن المسيب عن بلال، وقال شعيب: عن ابن المسيب في قصة عبد الله بن زيد. وقول شعيب هو الأظهر، ويعضده أن عبد الرزاق عن معمر، وعبدة عن ابن إسحاق أيضًا روياه عن الزهري عن سعيد مرسلًا، ومعنى قوله عن بلال أو عن عبد الله بن زيد يعني عن قصتهما، وابن المسيب أدرك عبد الله بن زيد بن عبد ربه، دون بلال، وقوله:(فأُقِرَّت .. ) من قول ابن المسيب في جميع الطرق، وهذا هو الأكثر والأقوى عن الزهري، ويظهر أنه هو المحفوظ. والله أعلم.
وخالفهم خالد بن عبد الله الواسطي عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري؛ وجعل بعض الحديث عن سالم عن أبيه مسندًا، وذكر التثويب منه عن الزهري نفسه مرسلًا. أخرجه ابن ماجه (707) وأبو يعلى (5504)، والسراج (48)، وابن شاهين في "الناسخ"(176) من طرق عن خالد به.
قال ابن شاهين: "هذا حديث غريب، إن كان عبد الرحمن حفظه، وقد خالفه أصحاب الزهري؛ يونس وشعيب بن أبي حمزة ومعمر ومحمد بن إسحاق وابن جريج، كلهم روى عن الزهري عن سعيد بن المسيب".
وعبد الرحمن بن إسحاق هو العامري المدني نزيل البصرة، يقال له عباد أيضًا: صدوق، في حديثه بعض ما ينكر، قال البخاري:"ليس يعتمد على حفظه إذا خالف من ليس بدونه، وإن كان ممن يحتمل في بعض"، وذكر له ابن عدي أشياء مما أنكر عليه وخولف فيها عن الزهري وابن أبي الزناد، وهو فوق صالح بن أبي الأخضر في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الزهري. انظر: "الجرح والتعديل"(5/ 212 - 213)، "الكامل"(4/ 300 - 303)، "تهذيب الكمال"(16/ 519 - 525)، رقم (3755)، "التقريب"(3800).
وخالف الجماعة من أصحاب الزهري أيضًا يونس بن يزيد الأيلي: فرواه عن الزهري، عن حفص بن عمر بن سعد الأنصاري المؤذن -وسعد كان يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: حدثني أهلي أن بلالًا كان يقوله في أذانه. أخرجه الدارمي (1228) وأبو داود في "المراسيل"(22)، والبيهقي (1/ 422) وفي "المعرفة"(1/ 448)، رقم (596) من طريقي ابن وهب وعثمان بن عمر بن فارس عن يونس به، وعلقه البيهقي في "المعرفة" عن الزعفراني في "كتاب الشافعي القديم" عن الشافعي عن الثقة عن الزهري.
قال البيهقي: "ومرسل حفص بن عمر بن سعد حسن، والطريق إليه صحيح"، وهذا إن لم يعتبر من المخالفة، بل من تعدد الأسانيد عند الزهري.
وخالفهم كذلك صالح بن أبي الأخضر: فرواه عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها. أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7/ 309)، رقم (7583) من طريق عمرو بن صالح الثقفي، عن صالح بن أبي الأخضر اليمامي.
قال الطبراني: "لم يروه عن الزهري إلا صالح بن الأخضر، ولا عن صالح إلا عمرو بن صالح، تفرد به عامر بن إبراهيم"، وعامر بن إبراهيم: هو ابن واقد الأصبهاني؛ ثقة، كما في "التقريب"(3084).
وعمرو بن صالح أبو عثمان الثقفي البصري نزيل أصبهان: ذكره أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين"(2/ 104)، رقم (116) وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(1/ 454) دون جرح أو تعديل، وذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 240) ثلاثة يسمون "عمرو بن صالح"، متقاربِيْن في الطبقة، وجهَّلهم أبوه كلهم، وليس هذا منهم، وقد خولف أبو حاتم في بعضهم، وفي "الثقات" للعجلي (2/ 177)، رقم (1389):"عمرو بن صالح العوذي؛ بصري ثقة"، فيحتمل أن يكون هذا، ويحتمل غيره. والله أعلم.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 89)، رقم (1860):"فيه صالح بن أبي الأخضر، واختلف في الاحتجاج به، ولم ينسبه أحد إلى الكذب"، ولكنه ضعيف، يعتبر به فيما وافق، وخلافه وأفراده يعدان من المنكر، والله أعلم.
انظر: "شرح علل الترمذي"(ص 475 - الجمل)، و"التقريب"(2844).
وخالفهم كذلك مروان بن ثوبان قاضي حمص: عن النعمان بن المنذر، عن الزهري؛ وجعله عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه مسندًا. أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4/ 467)، رقم (4158) و"الشاميين"(2/ 236)، رقم (1254) عن علي بن سعيد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الرازي، عن سلمة بن الخليل الكلاعي الحمصي، عن مروان بن ثوبان به.
قال الطبراني: "تفرد به مروان بن ثوبان"، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1859):"لم أجد من ذكره".
وهذا الإسناد محل نظر في غير موضع منه: فالنعمان بن المنذر الغساني: صدوق، قدري، من السادسة، كما في "التقريب"(7164)، وليس من خاصة أصحاب الزهري. ومروان بن ثوبان: هو ابن عبد الرحمن الجزي أبو أمية الحمصي قاضيها: ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"(7/ 371)، رقم (1589)، والدولابي في "الكنى"(1/ 346)، والسمعاني في "الأنساب"(2/ 58 / الجزي) دون جرح أو تعديل.
وسلمة بن الخليل الكلاعي الحمصي -وقال البخاري: البصري-: ترجم له الذهبي في "تاريخ الإسلام"(18/ 286)، وقال:"لم يذكره ابن أبي حاتم، وما علمت فيه ضعفًا".
وعلي بن سعيد المعروف بعَلِيَكْ الرازي -شيخ الطبراني-: قال ابن يونس: "كان حسن الفهم، يفهم ويحفظ، وكان من المحدثين الأجلاء، وتكلموا فيه"، وقال الدارقطني:"ليس حديثه كذلك، حدث بأحاديث لم يتابع عليها، وقد تكلم فيه أصحابنا بمصر، وأشار بيده، وقال: هو كذا وكذا؛ كأنه ليس بثقة". انظر: "سؤالات السهمي"(348)، "تاريخ دمشق"(41/ 510 - 512)، رقم (4916).
فهذا الطريق ضعيف جدًّا، ولكنه ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه من غير طريق ابن المسيب: أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7/ 290)، رقم (7524) عن محمد بن عبد الله بن رسته عن عبد الله بن عمران الأصبهاني عن عبد الله بن نافع الصائغ عن معمر بن عبد الرحمن عن مولاه يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي هريرة رضي الله عنه. وقال:"تفرد به عبد الله بن نافع".
وعبد الله بن نافع الصائغ: ثقة صحيح الكتاب، في حفظه لين، من كبار العاشرة. "التقريب"(3659).
وبقية رجاله كلهم ثقات، إلا معمر بن عبد الرحمن مولى ابن قسيط؛ فلم أقف له على ترجمة، وفي طبقته: معمر بن عبد الرحمن آخر، يروي عن الزهري، وعنه عبيد الله بن موهب: سكت عنه البخاري في "التاريخ"(7/ 377)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(8/ 255)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 485)، ولم يُذكَرْ له شيخٌ ولا راوٍ آخر، ولا وُصِف بولاء أو نسبة.
وذهب الفلاس -كما في "رجال مسلم" لابن منجويه (2/ 227)، رقم (1559) - إلى أنه هو معمر بن راشد. والله أعلم. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأما قول الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 89)، رقم (1858):"فيه عبد الرحمن بن قسيط، ولم أجد من ذكره"، فالظاهر أنه تصحف عليه الإسناد، وإنما هو "معمر بن عبد الرحمن، عن ابن قسيط"، وابن قسيط: هو يزيد بن عبد الله، كما تقدم.
ولما كانت الطرق المرسلة عن الزهري عن ابن المسيب هي الأرجح أو الأكثر، مال ابن رجب في "فتح الباري"(3/ 408 - 409) إلى ترجيحها، فقال:"والمرسل أشبه". والله أعلم.
وأما مرسل الزهري: فتقدم آنفًا ضمن الكلام على مرسل سعيد بن المسيب رحمه الله.
وأما مرسل عروة بن الزبير والحسن البصري: فأخرجهما أبو نعيم الفضل بن دكين في "الصلاة"(249) نحو حديث ابن المسيب، ولا بأس بإسناديهما، ومجموع المراسيل يقوي بعضها البعض، وسيما أن حديث سويد بن غفلة وإن كان ظاهر الإرسال فهو في حكم المتصل، ومرسل سعيد بن المسيب من أرجح المراسيل، وقد تقوى جانبه بالرواية المسندة عن ابن قسيط عن أبي هريرة رضي الله عنه. والله أعلم.
هذا وصح عن أنس وابن عمر رضي الله عنهم ما يؤيد ثبوت التثويب في أذان الفجر منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
أما رواية أنس رضي الله عنه: فأخرجها ابن أبي شيبة (2174)، وابن خزيمة (386)، والطحاوي في "المشكل"(15/ 365)، رقم (6083 - 6084) وفي "شرح المعاني"(1/ 137)، رقم (843 - 844)، والدارقطني (944 - 945)، والبيهقي (1/ 423) وفي "المعرفة"(1/ 449)، رقم (597)، والضياء (3/ 118)، رقم (2589) وعبد الحق في "الأحكام الكبرى"(2/ 85)، أنه قال:"من السُّنَّة إذا قال المؤذن في أذان الفجر: "حي على الفلاح" قال: "الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله""، وفي لفظٍ للطحاوي وابن خزيمة والدارقطني:"ما كان التثويب إلا في صلاة الغداة، إذا قال المؤذن "حيَّ على الفلاح"، قال: "الصلاة خير من النوم" مرتين".
وصحح إسناده البيهقي والطحاوي والضياء والذهبي في "تنقيح التحقيق"(2/ 31 / مسألة: 90)، وفي "البدر المنير" (3/ 357 - 358):"ولفظة: "من السُّنَّة" -على الصحيح فيه- يفيد أنه كان على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم".
وأما رواية ابن عمر رضي الله عنهما: فرواها أبو نعيم في "الصلاة"(244) -ومن طريقه السراج (47)، والطحاوي في "المشكل"(15/ 364)، رقم (6082) وفي "شرح المعاني"(1/ 137)، رقم (842)، والبيهقي (1/ 423) - عن الثوري عن محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال:"كان في الأذان الأول بعد الفلاح: "الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم"". =
كما بينت ذلك في "القول المألوف"
(1)
، بل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أبا محذورة بقول ذلك
(2)
،
= ورواه عبد الرزاق وعبد الله بن الوليد العدني ووكيع؛ عن الثوري عن ابن عجلان، وأبو خالد الأحمر عن ابن عجلان، وعبدة وأبو أسامة ووكيع الكوفيون؛ عن عبيد الله بن عمر العمري كلاهما (ابن عجلان، والعمري): عن نافع عن ابن عمر: "أنه كان يقوله في أذانه"، ولفظ وكيع:"أنه كان يأمر به مؤذنه"، وفي حديث أبي خالد وعبدة: أنه ربما زاد "حي على خير العمل". وصحح إسناده ابن حزم في "المحلى"(3/ 99/ مسألة: 331) وعده من أصح الأسانيد، وقال:"ولا نقول به -يعني قوله: حىَّ على خير العمل- لأنه لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا حجة في أحد دونه". وانظر أيضًا: "الاستذكار"(4/ 74 - 77، 130/ 4181 - 4197) وتنقيح التحقيق للذهبي (2/ 21 - 31، مسألة: 85، 91) ولابن عبد الهادي (2/ 73 - 75، مسألة: 103، ح 564 - 567)، والبدر المنير (3/ 357 - 368)، والتلخيص الحبير (1/ 501 - 503)، رقم (295 - 297).
(1)
هو كتاب: "القول المألوف في الرد على منكر المعروف" للمؤلف رحمه الله، ذكره لنفسه في "الضوء اللامع"(1/ 101)، (8/ 18)، (9/ 252). وانظر:"كشف الظنون"(2/ 1364) و"هدية العارفين"(2/ 64).
ووهم مؤلف "معجم المؤلفين"(1/ 49) فذكره للبقاعي، وإنما هو للسخاوي في الردِّ على البقاعي. والله أعلم.
(2)
رواه أبو داود (500، 501، 504)، والنسائي (633، 647) وفي "الكبرى"(1611، 1612)، وابن وهب في "الجامع"(467) وعبد الرزاق (1779، 1821)، وابن أبي شيبة (2136، 2180) وأحمد (24/ 91 - 97)، رقم (15376 - 15381)، والطحاوي في "شرح المعاني"(840 - 841) وفي "شرح المشكل"(15/ 360 - 363)، رقم (6077 - 6081)، والطبراني في "الكبير"(6/ 307 - 310)، رقم (6735 - 6739)، والدارقطني (ح 903، 904، 910)، والبيهقي (1/ 394، 417، 421، 422)، "ومعرفة السنن"(1/ 448)، رقم (594 - 595) من طرق عن أبي محذورة رضي الله عنه، وفي كل منها مقال يسير، ويقوي بعضها البعض، وبمجموعها لا ينزل عن الحسن، إن شاء الله تعالى، وقد صححه ابن خزيمة (385)، وابن حبان (1682)، والترمذي (ح 191)، والطحاوي، وابن الملقن في "البدر المنير"(3/ 368)، وابن حجر في "التلخيص الحبير"(1/ 503)، رقم (297)، والألباني في أحكامه على "السنن" وغيرها.
وأما ما ذكر من أن عمر رضي الله عنه أول من سنه، مما رواه مالك في "الموطإ" - الأعظمي (2/ 98 - 99)، رقم (232) عن عمر بلاغًا، وأسنده ابن أبي شيبة (2172) عن =
ولذا كان استحباب قوله وجهًا
(1)
، ولكن الراجح قول "صدقت وبررت
(2)
"
(3)
لا هذا
(4)
.
= عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن رجل يقال له إسماعيل، قال: جاء المؤذن يؤذن عمر
…
الحديث. فقال ابن عبد البر في "الاستذكار"(4/ 74)، رقم (4181):"لا أعلم أنه روي هذا عن عمر من وجه يحتج به، وتعلم صحته، وإنما فيه حديث هشام بن عروة، عن رجل يقال له: إسماعيل، وإسماعيل لا أعرفه"، ثم أول هذه الرواية بأن المؤذن لما نادى به عند باب عمر رضي الله عنه، وجَّهه بأن يجعل ذلك في أذانه فقط، ولا يكرره عند باب الأمير، كما أحدثه الأمراء بعده، ثم في (4/ 75/ 4184 - 4185)، قال:" .. وإن التثويب في صلاة الصبح -أي: قول المؤذن: "الصلاة خير من النوم"- أشهر عند العلماء والعامة من أن يظن بعمر رضي الله عنه أنه جهل ما سُنَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر به مؤذنيه: بالمدينة بلالًا، وبمكة أبا محذورة، فهو محفوظ معروف في تأذين بلال، وأذان أبي محذورة في صلاة الصبح للنبي صلى الله عليه وسلم، مشهور عند العلماء". وذكر طاووس أن بلالًا رضي الله عنه أحدثه في عهد أبي بكر رضي الله عنه، فاستقر بعد. رواه عبد الرزاق (1/ 474)، رقم (1827)، وابن أبي شيبة (ح 37146) من طريقين عن طاووس به، وليس بصحيح، لما تقدم من الروايات التي تبلغ حد الشهرة في إثبات التثويب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
(1)
قال ابن الديبع: ليس له أصل. تمييز الطيب (769).
(2)
بكسر الراء؛ أي: أصبحتَ بارًّا. "تحفة الأحوذي"(1/ 240)، (ح 192)، "عون المعبود"(2/ 226)، (ح 439).
(3)
قال ابن الملقن: "لم أقف عليه في حديث"، وقال ابن حجر وابن الديبع والنجم الغزي وسبطه أحمد وغيرهم:"لا أصل له من السُّنَّة"، وقال الأمير الصنعاني:"هذا استحسان من قائله، وإلا فليس فيه سنة تعتمد".
وانظر: "التلخيص الحبير"(1/ 378 - مؤسسة قرطبة)، "الجد الحثيث"(221 - 223)، "كشف الخفاء"(2/ 21)، رقم (1592)، "سبل السلام"(1/ 127)، "عون المعبود"(2/ 226)، (ح 439)، "تحفة الأحوذي"(1/ 240)، (ح 192).
(4)
تقدم أنه ليس لأي منهما أصل في السُّنَّة، وإنما هو استحسان من قائله، والصواب أن يقول مثل ما يقول المؤذن، كما صح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن". أخرجه مالك (173 - الليثي)، ومن طريقه البخاري (611) ومسلم (383).
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إذا قال: "الصلاة خير من النوم" قال المجيب: "الصلاة خير من النوم". وقيل: يقول: "صدقت وبررت"، وقيل: يقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله". والصحيح الأول، والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم المؤذن =
627 - حديث: "صدقة السر تطفئ غضب الرب".
الطبراني في "الصغير" -ومن جهته القضاعي- من جهة أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، قال: قلت لعبد الله بن جعفر: حدثنا حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وذكره
(1)
.
وفيه أصرم بن حوشب، وهو ضعيف
(2)
.
= فقولوا مثل ما يقول المؤذن"، وهذا لم يُسْتَثْنَ منه في السُّنَّة إلا "حي على الصلاة، وحي على الفلاح"، فيقال: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، فيكون العموم باقيًا فيما عداهما. "مجموع فتاواه" (12/ 195).
(1)
أخرجه الطبراني في "الصغير"(2/ 205)، رقم (1034) -ومن طريقه القضاعي (99) - من طريق أصرم بن حوشب عن قرة بن خالد، والحاكم (3/ 568) من طريق أصرم بن حوشب عن إسحاق بن واصل الضبي، كلاهما عن أبي جعفر الباقر به، ومداره على أصرم بن حوشب، وهو رافضي متهم بالكذب والوضع، وكأنه كان يتصرف في إسناد هذا الحديث، وشيخه إسحاق بن واصل -في رواية الحاكم-: رافضي هالك، متروك الحديث، وعامة حديثه من رواية أصرم عنه، وعليه حكم الذهبي بوضعه في "التلخيص".
وانظر لترجمة إسحاق: "اللسان"(2/ 81)، رقم (1079)، "الكشف الحثيث"(129).
وأما شيخه الآخر قرة بن خالد -الذي في رواية الطبراني-: فالظاهر أنه من تصرف أصرم بن حوشب، حيث أقلب شيخه المتروك بهذا، أو وضعه عليهما معًا، ويحتمل أن يكون شيخ الطبراني وهم فيه، وهو أبو عبد الله محمد بن عون بن داود السيرافي البصري: قال الإسماعيلي: "كان ينسب إلى التفسير، ولم يكن في الحديث بذاك، ويلقب بـ "مشليق""، وجاء في "اللسان"(7/ 425)، رقم (7283):"يلقب سليب" وهو تصحيف.
انظر: "المعجم" للإسماعيلي (1/ 464)، رقم (118)، "سؤالات السهمي"(393)، "نزهة الألباب"(2/ 180)، رقم (2631). ولأصرم بن حوشب بن هشام الهمذاني قاضيها:"التاريخ الكبير"(2/ 56)، رقم (1671)، و"الضعفاء" للعقيلي (1/ 118 - 119)، رقم (142)، وأبي نعيم (26)، "الجرح والتعديل"(2/ 336 - 337)، رقم (1273)، "المجروحين"(1/ 181 - 183)، "الكامل"(1/ 403 - 406)، رقم (219)، "تاريخ بغداد"(7/ 34 - 35)، رقم (3495)، "اللسان"(2/ 210 - 212)، رقم (1305).
(2)
كذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 293)، رقم (4638) وتبعه عليه المؤلف، =
ولكن له شواهد، منها: عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا مثله. أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده"، وأبو الشيخ في "الثواب"، والبيهقي في "الشعب"
(1)
، وفيه الواقدي، وهو ضعيف
(2)
.
وعن ابن مسعود مرفوعًا مثله، بزيادة:"وصلة الرحم تزيد في العمر". أخرجه القضاعي من حديث عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عنه
(3)
.
= وقال ابن حجر في "التلخيص"(5/ 2145 - 2146)، رقم (1863/ 4544 - أضواء):"إسناده ضعيف"، وحكم ابن الملقن في "البدر المنير"(7/ 408) و"خلاصة البدر"(ح 1860) أنه إسناد منكر جدًّا، وهو إلى الموضوع أقرب، لما تقدم.
(1)
رواه الحارث بن أبي أسامة ["بغية الباحث" (302)]، والبيهقي في "الشعب"(5/ 116)، رقم (3168).
(2)
بل متروك [التقريب" (6175)]، وكذبه غير واحد، ولذا قال ابن الملقن ["البدر المنير" (7/ 409)]:"هو بَيِّن الأمر".
(3)
أخرجه القضاعي (ح 100) من طريق أحمد بن نصر بن حماد بن عجلان البجلي عن أبيه عن عاصم بن عمرو البجلي عن عاصم بن بهدلة.
وفي "الصحيحة" للألباني (1908) عن مخطوط "مسند الشهاب": "عاصم بن تميم البجلي" بدل "عاصم بن عمرو".
وفي إسناده نصر بن حماد البجلي: كذبه ابن معين، واتهمه الأزدي وغيره بوضع هذا الحديث، وهو واه متروك عند أكثرهم، ومنهم من اقتصر على تضعيفه، وهو محمول على الضعف المطلق. والله أعلم.
انظر: "التاريخ الأوسط" للبخاري (4/ 88)، رقم (1407)، و"الضعفاء" له (373)، وللعقيلي (4/ 300 - 301)، "الكنى" لأبي أحمد (3/ 417)، رقم (1633)"المجروحين"(3/ 54)"الكامل"(7/ 38 - 39)، رقم (1974)"تهذيب الكمال"(29/ 342 - 345)، رقم (6395)، "المغني"(7390)، "تلخيص الموضوعات" للذهبي (896)، "تهذيب التهذيب"(10/ 380)، رقم (770)، "تنزيه الشريعة"(1/ 124)، رقم (8).
وشيخه: إن كان عاصم بن عمرو البجلي؛ فلم يدركه نصر، بل بينهما انقطاع، حيث هو من كبار شيوخ شعبة -من الثالثة- الذين لم يدركهم الثوري، ونصر بن حماد من صغار التاسعة، كما في "التقريب"(7109).
وإن كان عاصم بن تميم: فلم أقف على ترجمته، ولعله الذي عناه ابن الملقن بقوله في "البدر المنير" (7/ 408):"في إسناده من لم أعرفه"، وتبعه عليه الحافظ في "التلخيص الحبير" - أضواء السلف (5/ 2146/
…
)، رقم (4545)، واقتصارهما =
وعن أبي أمامة مرفوعًا، ولفظه:"صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر". أخرجه الطبراني في "الكبير"
(1)
بسند حسن
(2)
.
وعن معاوية بن حيدة مرفوعًا: "إن صدقة السر تطفئ غضب الرب". رواه الطبراني أيضًا في "الكبير" و"الأوسط"، والعسكري
(3)
، وفي سنده
= على ذلك محل نظر، وفي الإسناد من هو متهم كما تقدم. والله أعلم.
ودونه ابنه أحمد -ويقال: محمد- بن نصر البجلي: ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد"(4/ 83)، رقم (1728)، (5/ 180)، رقم (2624)، والذهبي في "الميزان"(1/ 161)، رقم (643)، وابن حجر في "اللسان"(1/ 684)، رقم (881)، وذكروا له حديثًا منكرًا أنكره الأخيران عليه، والأقرب أن يكون الحمل فيه على أبيه، فهو متهم. والله أعلم.
(1)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(18421/ 8014) وأبو الغنائم النرسي في "ثواب قضاء الحوائج"(ح 7)، وأورده الذهبي في "الميزان"(1)، رقم (559/ 2121) عن "الضعفاء الكبير" للبخاري، وفيه حفص بن سليمان القارئ أبو عمر البزاز الأسدي الغاضري الكوفي: متروك الحديث، كذبه فيه غير واحد من الأئمة، مع إمامته في القراءة، تقدمت ترجمته (ح 126).
وشيخه يزيد بن عبد الرحمن: قال ابن الملقن في "البدر المنير"(7/ 408): "الظاهر أنه الدالاني، وفيه خُلْف"، والاختلاف فيه ليس بشديد، وإنما أكثر الأئمة على أنه صدوق، ولينه ابن عدي، وبين أبو أحمد الحاكم أنه يخطئ كثيرًا، فهو كما قال الحافظ في "التقريب" (8072):"صدوق، يخطئ كثيرًا، وكان يدلس، من السابعة".
ولكن لم يتبين لي ما استظهره الحافظ ابن الملقن رحمه الله، ولم أقف في شيوخ الدالاني على ذكر لأبيه، ولا وقفت له على ترجمة، وعلى كلٍّ فالراوي عنه -وهو حفص بن سليمان الغاضري- واه متهم في الحديث. والله أعلم.
(2)
كذا قال المؤلف تبعًا للهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 293)، رقم (4637)، وضعفه العراقي في "المغني"(ح 669)، وهو ضعيف جدًّا، كما قال ابن الملقن في "البدر المنير"(6/ 294)، لما تقدم من حال إسناده. والله أعلم.
(3)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 421)، رقم (1018)، والأوسط (1/ 289)، رقم (943)، (3/ 378)، رقم (3450)، والقضاعي (ح 102) من طرق؛ عن عمرو بن أبي سلمة التنيسي، عن صدقة بن عبد الله السمين، عن الأصبغ بن زيد الوراق، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه. =
صدقة بن عبد الله؛ ضعفه الجمهور، ووثقه دحيم
(1)
.
وعن أم سلمة مرفوعًا: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خَفْياء تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف". رواه الطبراني في "الأوسط"، وسنده ضعيف
(2)
.
= قال الطبراني: "لم يروه عن بهز إلا الأصبغ بن زيد، ولا عن الأصبغ إلا صدقة، تفرد به عمرو بن أبي سلمة".
(1)
وكذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 293)، رقم (4636)، (8/ 354)، رقم (13726)، وقال في الموضع الثاني منهما:"فيه أصبغ غير معروف، وبقية رجاله وُثِّقُوا، وفيهم خلاف"، وهكذا ذكر الألباني في "الصحيحة"(1908) أنه لم يعرف الأصبغ ولم يتبيَّن له.
والأصبغ هذا: نسبه الطبراني في "الأوسط"، وهو أصبغ بن زيد بن علي الجهني الوراق أبو عبد الله الواسطي، كاتب المصاحف: صدوق، يُغْرِب، من السادسة، كما في "التقريب"(535)، وقد زاد إغرابه بأحاديث غير محفوظة حتى قال ابن حبان:"يخطئ كثيرًا، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد". انظر: "الجرح والتعديل"(2/ 320 - 321)، "المجروحين"(1/ 174)، "الكامل"(1/ 408 - 409)، "تهذيب الكمال"(3/ 301 - 304)، رقم (535).
فأصبغ لا بأس به، إلا أن الراوي عنه -وهو صدقة السمين- ضعيف، بل قد وهاه أحمد والبخاري وابن حبان وغيرهم، وأقل أحواله أن تعد أفراده من المناكير، كما تقدم. والله أعلم.
(2)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6/ 163)، رقم (6086)، وقال: لا يروى عن أم سلمة إلا بهذا الإسناد.
وفيه عبيد الله بن الوليد الوصافي وهو في عداد المتروكين كما تقدم، والراوي عنه منذر بن جيفر العبدي: ذكره ابن نقطة في "تكملة الإكمال"(2/ 98)، رقم (1216) وعنه ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه"(2/ 75) ذكرًا، وذكر في رجال الشيعة (أخبار الشيعة: ص 14، 61). وشيخ الطبراني محمد بن بكر بن كروان بن إسحاق الجريري البصري، مجهول، كما في "إرشاد القاصي"(837). وشيخه محمد بن يحيى الحنبشي -أو الحنيني- الكوفي لم أقف على ترجمته. وهو منقطع بين محمد بن علي الباقر (حوالي سنة 60 هـ - حوالي سنة 118 هـ) وبين أم سلمة رضي الله عنها. وضعفه الهيثمي ["مجمع الزوائد) (3/ 293 - 294)، رقم (4639)] بالوصافي وحده، وزاد =
وعن أنس رفعه، بلفظ الترجمة، وزاد:"وصدقة العلانية تقي ميتة السوء". أورده الديلمي بلا سند
(1)
.
بل في الترمذي من حديث يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس مرفوعًا: "إن الصدقة لتطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء" من غير تقييد بالسر،
= الألباني في "الصحيحة"(1908) أن من دونه لم يعرفهم، فهو واه وليس مطلق ضعيف كما ذهب إليه المؤلف تبعًا للهيثمي، قد تجمع عِلَلٌ في إسناده؛ من الانقطاع، وتسلسل الضعفاء والمجاهيل فيه. والله أعلم.
(1)
انظر: "فردوس الأخبار"(2/ 397)، رقم (3762)، "مسند الفردوس"(2/ 208/ أ).
وهذا طرف من حديث أنس رضي الله عنه الطويل، أوله:"رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس .. "، أخرجه بطوله البيهقي في "الشعب"(10/ 405 - 406)، رقم (7704)، والرافعي في "تاريخ قزوين"(1/ 148) من طريقين عن أبي علي إسماعيل بن بحر بن عمرو العسكري العدل -ولقبه سمعان- عن إسحاق بن محمد بن إسحاق العمي، عن أبيه، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا.
وأخرج أبو الشيخ في "الطبقات"(2/ 192)، رقم (307)، والحاكم (1/ 124)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 211 - 212) أطرافًا له دون موضع الشاهد من طرق عن سمعان به، ثم نقل الحاكم عن أبي علي النيسابوري أنه قال:"محمد بن إسحاق وابنه من البصريين لم نعرفهما بجرح".
وروى الكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 60) الطرف الأول منه فقط؛ عن الفقيه عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي عن أبي بكر محمد بن تمام بن عيسى، قال: حدثنا إسحاق بن محمد بن إسحاق العمي به.
قال البيهقي: "هذا إسناد ضعيف، والحمل فيه على العسكري أو العمي".
وسمعان؛ إسماعيل بن بحر أبو علي الزعفراني العسكري -من أهل عَسْكَر مُكْرَم- نزيل أصبهان: ذكره أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(1/ 211 - 212)، والسمعاني في "الأنساب"(3/ 303) -وعنه ابن الأثير في "اللباب"(2/ 140) - ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وتقدم أن البيهقي يرى أنه أو شيخه العمي متهمان بهذا الحديث.
وأما ما تقدم من متابعة أبي بكر محمد بن تمام بن عيسى -عند الكلاباذي- له على أصل الحديث وأطراف من أوله، فليس بشيء، إذ إنه من رواية عبد الله الأستاذ الحارثي عن محمد بن تمام، والأستاذ متهم بالوضع وتركيب الأسانيد، كما تقدم (ح 585)، ومحمد بن تمام بن عيسى: لم أقف على ترجمته، وإسحاق بن محمد العمي وأبوه مجهولان، كما أشار إليه أبو علي الحافظ، وأتيا بمتن موضوع منكر. والله أعلم.
وقال: "إنه حسن غريب"، وصححه ابن حبان من هذا الوجه
(1)
، وفيه نظر؛ فعبد الله بن عيسى راويه عن يونس متفق على ضعفه، حتى إن ابن حبان نفسه لم يذكره في "الثقات"، وأورده ابن عدي في ترجمته، وقال: إنه لا يتابع عليه
(2)
.
وهو في "الحلية" لأبي نعيم في ترجمة علي بن الحسين، من قوله
(3)
.
(1)
أخرجه الترمذي (664) -ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنَّة"(6/ 133)، رقم (1634) - والبزار (2/ 300)، رقم (6647) -الطرف الأخير منه- وابن حبان (3309)، وابن عدي (4/ 251 - 252) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 94)، والبيهقي في "الشعب"(5/ 51)، رقم (3080)، والضياء في "المختارة"(2/ 356)، رقم (1847 - 1848) من طريق عبد الله بن محمد البغوي -وهو في "جزئه"(28) -، وغيرهم؛ من طريق عقبة بن مكرم، عن عبد الله بن عيسى الخزاز به.
قال البزار: "تفرد به أنس، ولا نعلم رواه عن يونس إلا عبد الله بن عيسي، ولا نعلمه عن أنس إلا من هذا الوجه".
(2)
"الكامل في الضعفاء"(4/ 251 - 252)، رقم (1086)، وهو منكر الحديث في حكم أبي زرعة والعقيلي وابن عدي وابن القطان وغيرهم، ولم يوثقه أحد، وبه ضعفه ابن القطان في "بيان الوهم"(3/ 430 - 431)، وابن الملقن في "البدر المنير"(7/ 409)، والألباني في "ضعيف الجامع"(1489) و"الإرواء"(885).
وانظر لترجمته: "سؤالات البردعي"(2/ 529)، "الجرح والتعديل"(5/ 127)، رقم (585)، "الضعفاء" للعقيلي (2/ 286)، رقم (856)، "الثقات"(8/ 334)، "المغني"(3295)، "التهذيب"(15/ 416 - 417)، رقم (3474)، "الميزان"(2/ 470)، رقم (4496)، "التقريب"(3524).
وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير"(5/ 2147 / .. )، رقم (4549):"أعله ابن حبان في الضعفاء، والعقيلي، وابن طاهر، وابن القطان"، ولم أقف عليه عند ابن حبان، ولا على الرواية عند العقيلي. والله أعلم.
(3)
أخرجه ابن زنجويه في "الأموال"(1319) -ومن طريقه ابن عساكر (41/ 383) -، وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 135 - 136)، وغيرهم؛ من طريق ابن عيينة عن أبي حمزة الثمالي ثابت بن أبي صفية دينار الكوفي أن علي بن الحسين كان يقول. وهو في "الطيوريات"(1249) من طريق ابن المديني عن ابن عيينة أن علي بن الحسين قال، ولم يذكر الثمالي، وهو مرسل، فإن ابن عيينة ولد بعد علي زين العابدين بنحو 14 سنة.
وأبو حمزة الثمالي: كوفي ضعيف رافضي، كما في "التقريب"(818)، ولكن للقصة أصلًا من رواية محمد بن إسحاق وغيره، وراجع:"التهذيب"(20/ 394)، "السير"(4/ 393)، "تاريخ الإسلام"(6/ 433).
وجملة: "الصدقة تمنع ميتة السوء" مروية أيضًا عن أبي هريرة
(1)
، ورافع بن مَكِيث
(2)
(3)
،
(1)
أخرجه ابن زنجوية في "الأموال"(2/ 761)، رقم (1308)، وابن المقرئ في "معجمه"(146)، وفيه يحيى بن عبيد الله التيمي متروك، ونسبه الحاكم إلى الوضع. ["التقريب" (7599)]، وتقدمت ترجمته.
(2)
مكيث: بفتح الميم وكسر الكاف وسكون الياء وبعدها ثاء معجمة بثلاث، على وزن عظيم.
وهو الجهني رضي الله عنه، ذكر أنه شهد بيعة الرضوان، وكان أحد من يحمل ألوية جهينة يوم الفتح، واستعمله النَّبيّ صلى الله عليه وسلم على صدقات قومه، وشهد الجابية مع عمر رضي الله عنه.
انظر: "الإكمال" لابن ماكولا (7/ 285)"تاريخ دمشق"(18/ 22)، "الإصابة"(3/ 473)، رقم (2558).
(3)
أخرجه عبد الرزاق (11/ 131)، رقم (20118) وعنه أحمد (25/ 487)، رقم (16079).
وأخرجه الدوري في "تاريخه"(3/ 255)، رقم (1204)، والبغوي في "معجم الصحابة"(2/ 362)، رقم (728)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(4/ 389)، رقم (2562)، وابن زنجويه في "الأموال"(1312)، والطبراني في "الكبير"(5/ 17)، رقم (4451) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2/ 1053 - 1054)، رقم (2671 - 2673)، والقضاعي (244 - 245)، والبيهقي في "الشعب"(10/ 377)، رقم (7655 - 7656)، (11/ 81)، رقم (8214)، وابن عساكر (18/ 20 - 22)، (38/ 357، 358) وغيرهم من طريق عبد الرزاق وابن المبارك، كلاهما: عن معمر، عن عثمان بن زفر، عن بعض بني رافع بن مكيث، عن رافع بن مكيث، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"حسن الملكة نماء، وسوء الخلق شؤم، والبر زيادة في العمر، والصدقة تمنع ميتة السوء".
وبعضه من هذا الوجه عند أبي داود (5162)، والبخاريِّ في "التاريخ الكبير"(3/ 302)، رقم (1027).
قال أبو القاسم البغوي: "لا أعلم لرافع بن مَكيث غير هذا".
وقال ابن أبي حاتم ["الجرح والتعديل" (3/ 480)] وابن منده [كما في "تاريخ دمشق" (38/ 357)] وأبو نعيم ["معرفة الصحابة"]، والخطيب ["المتفق والمفترق" (3/ 114)]، وغيرهم:" .. ، ورواه بقية عن عثمان بن زفر الجهني عن محمد بن خالد بن رافع بن مكيث عن عمه الحارث بن رافع بن مكيث عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله".
ولم يقل ابن أبي حاتم مثله، ولكنه زاد:"عن رافع بن مكيث"، وكرره في ترجمة الحارث بن رافع أيضُا (3/ 74)، رقم (342)، ولم يذكر له البخاري في "التاريخ" =
وغيرهما
(1)
.
= (2/ 269)، رقم (2423)، (1/ 73)، رقم (184) رواية عن أبيه.
وعند أبي نعيم: "عن عمه هلال بن رافع .. " بدل (الحارث). ولعله سبق قلم. والله أعلم.
ورواية بقية هذه أخرجها أبو داود (5163) عن محمد بن المصفى، عن بقية، عن عثمان بن زفر، عن محمد بن خالد، عن عمه الحارث بن رافع بن مكيث، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مصرحًا بالتحديث فيما بين ابن المصفى إلى محمد بن خالد، وعثمان بن زفر الجهني الشامي: مجهول، من السادسة، كما في "التقريب"(4469).
ومحمد بن خالد بن رافع بن مكيث الجهني: مستور، من الرابعة ["التقريب" (5845)].
وعمه الحارث بن رافع: أيضًا لا تعرف حاله، كما قال ابن القطان في "بيان الوهم"(5/ 70)، رقم (2316)، ولذا قال عنه ابن حجر في "التقريب" (1020):"مقبول، من الثالثة، وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة"، وهو تابعي أرسل هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فعده بعضهم في الصحابة، وذكره ابن حبان في التابعين من "الثقات"(4/ 130)، وقال الذهبي في "الميزان"(1/ 445)، رقم (1657):"حديثه حسن، إن شاء الله".
وانظر: "تهذيب الكمال"(5/ 228)، رقم (1017)، "جامع التحصيل"(ص 157)، "تحفة التحصيل"(ص 56).
وأما ابن أبي حاتم فلعله توهم ذكر رافع بن مكيث في رواية بقية مما ورد فيها: "عن عمه الحارث بن رافع بن مكيث -وكان رافع بن مكيث شهد الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم- عن النبي صلى الله عليه وسلم"، أو أنه اطلع على وجه متصل فيه، والله أعلم.
وأما رواية معمر: ففيها مبهم، وهو بعض بني رافع بن مكيث، وجهالة عثمان بن زفر المذكور، وبهما أعله الألباني، وزاد: وقد اضطرب فيه عثمان؛ فمرة رواه هكذا، ومرة قال: حدثني محمد بن خالد بن رافع بن مكيث عن عمه الحارث بن رافع بن مكيث -وكان رافع من جهينة، قد شهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم. الضعيفة (794).
(1)
روي من حديث ثوبان، وأبي بكر الصديق، وابن عباس، ورجل، ومن مرسل زيد بن أسلم وغيرهم رضي الله عنهم.
أما حديث ثوبان رضي الله عنه: فلفظه: "لا يزيد في العمر شيء إلا البر، والصدقة تدفع ميتة السوء"، وله أطراف أخرى. وتقدم الكلام عليه عند الحديث (495)، وفيه عبد الله بن أبي الجعد -أخو سالم بن أبي الجعد-: لم يعرف بجرح ولا تعديل، وقال ابن حجر:"مقبول، من الرابعة". "التقريب"(3250). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأما حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه: فرواه البزار (1/ 195)، (82 م)، وأبو يعلى (85) وفي "معجمه"(9)، ونقله عنه الديلمي ["زهر الفردوس" (1/ 43)]-وابن الأعرابي في "معجمه"(1677) - وعنه الخطابي في "غريب الحديث"(1/ 345)، وفيه محمد بن إسماعيل الوساوسي، اتهمه البزار وغيره بالوضع. "مسند البزار"(1/ 160)، و"الضعفاء" للعقيلي (4/ 22)، رقم (1577)، وبه أعله الدارقطني، وقال:"وغيره يرويه عن شرحبيل بن سعد مرسلًا، ولا يذكر فيه جابرًا ولا أبا بكر". (1/ 221 - 222)، رقم (27)، وبه أعله الهيثمي ["مجمع الزوائد" (3/ 276)، رقم (4583)]، والألباني ["الضعيفة" (1784)].
وأورده ابن عدي (6/ 282) -بالطرف الأول منه فقط- من طريقين عن محمد بن يزيد المستملى، عن زيد بن الحباب به، فقال:"هذا حديث محمد بن إسماعيل الوساوسي البصري عن زيد بن الحباب، سرقه منه محمد بن يزيد وغيره من الضعفاء". وانظر: "الميزان"(3/ 481)، رقم (7222)، "اللسان"(6/ 568)، رقم (6494).
وأعله الألباني كذلك بشرحبيل بن سعد، وهو أبو سعد الخطمي الأنصاري مولاهم المدني: ضعفه ابن سعد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان والنسائي والدارقطني، وقال ابن أبي ذئب:"كان متهمًا"، وتركه ابن إسحاق وقال مالك:"ليس بثقة"، وقال ابن عدي:"أحاديثه ليس بالكثير، وفي عامة ما يرويه إنكار، وكره مالك الرواية عنه، وهو إلى الضعف أقرب"، وذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 365)، وقال الحافظ:"صدوق، اختلط بأخرة"، وقول من تقدم أولى، والله أعلم. انظر:"الجرح والتعديل"(4/ 338 - 339)، رقم (1486)، "الضعفاء" للنسائي (29)، وللعقيلي (2/ 187 - 188)، رقم (713)، "الكامل"(4/ 40 - 41)، رقم (899)، "التهذيب"(12/ 413 - 417)، رقم (2714)، "الميزان"(2/ 266 - 267)، "التقريب"(2764).
وأما حديث ابن عباس رضي الله عنه: فأخرجه ابن المقرئ في "معجمه"(1/ 153 - 154)، رقم (433) - ومن طريقه الرافعي في "تاريخ قزوين"(1/ 429)، وابن عساكر (17/ 172)، وفيه عدد من المجهولين ومن لا توجد لهم تراجم، وعليه حكم الألباني بأنه إسناد ضعيف مظلم ["الضعيفة" (3621)]، وغالب ما أورده ابن عساكر من الروايات بهذا الإسناد مناكير. والله أعلم.
وجاء في نسخة نبيط بن شريط رضي الله عنه، وهي نسخة موضوعة ["المغني" (243)، "اللسان" (391)].
وعن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم عند ابن زنجويه في "الأموال"(2/ 761)، رقم (1309)، وفيه أبان، وهو ابن أبي عياش العبدي البصري: متروك، من الخامسة "التقريب" =
628 - حديث: "صدقة القليل تدفع البلاء الكثير".
معناه صحيح
(1)
.
629 - حديث: "الصراط كحد السيف أو كحد الشعرة"
(2)
.
= (1429)، وشيخه مبهم لا يعرف، والظاهر أنه آخر مثله، وليس من الصحابة، ولعل هذا هو أصل حديث شرحبيل بن سعد المتقدم، أو العكس، ويكون الرجل المبهم هو شرحبيل بن سعد المذكور، وهو متهم. والله أعلم.
وأما مرسل أسلم مولى عمر رضي الله عنه: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصلة الرحم تزيد في العمر، وصدقة السر تطفئ غضب الرب"، فرواه ابن زنجويه في "الأموال"(2/ 762)، رقم (1311)، وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث فيه كلام، وأفراده من غير رواية النقاد عنه محل نظر، كما تقدم تحريره (ح 508). والله أعلم.
وأخرج ابن زنجويه في "الأموال"(2/ 766)، رقم (1318) عن الحسن البصري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صدقة الليل تذهب غضب الرب، وصدقة النهار تطفئ الذنوب كما يطفئ الماء النار"، وإسناده صحيح إلى الحسن.
ولابن زنجويه أيضًا في "الأموال"(2/ 764)، رقم (1315) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال:"الصدقة تمنع المصيبة، والصيام يمنع من قدر السوء". وفيه رشدين بن سعد: رجل صالح، ولكنه ضعيف في الحديث، مخلط تخليط الصالحين، كما تقدم (ح 508)، وبقية رجاله كلهم ثقات مصريون.
*** قال ابن الملقن: "ويغني -يعني: في فضل صدقة السر- ما أخرجه الشيخان
…
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله: .. ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه". "البدر المنير"(7/ 410)، ونحوه في "التلخيص الحبير"(5/ 2147 - أضواء).
(1)
قال الغَزِّي وابن الديبع: "ليس بحديث، ومعناه صحيح"["الجد الحثيث" (224)، "التمييز" (771)]، ويشهد لصحة معناه ما تقدم من الروايات في الحديث السابق الذكر. والله أعلم.
(2)
نقل البيهقي في "الشعب"(1/ 565) في معناه عن شيخه الحليمي، أنه قال:"قوله في الصراط "أنه أدق من الشعرة"، معناه: أن أمر الصراط، والجواز عليه أدق من الشعر؛ أي: يكون يسره وعسره على قدر الطاعات والمعاصي، ولا يعلم حدود ذلك إلا الله عز وجل، لخفائها وغموضها، وقد جرت العادة بتسمية الغامض الخفي دقيقًا، وضرب المثل له بدقة الشعرة.
وقوله: "إنه أحد من السيف": فقد يكون معناه -والله أعلم- أن الأمر الدقيق الذي يصدر من عند الله إلى الملائكة في إجازة الناس على الصراط يكون في نفاذ حد =
البيهقي في "الشعب" عن أنس به مرفوعًا
(1)
، وقال: هذا إسناد ضعيف
(2)
.
= السيف ومضيه إسراعًا منهم إلى طاعته وامتثاله، ولا يكون له مرد، كما أن السيف إذا نفذ بحده وقوة ضاربةٍ في شيء لم يكن له بعد ذلك مرد".
(1)
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(1/ 564 - 565)، رقم (361)، وفيه سعيد بن زربي: غير ثقة، صاحب عجائب ومناكير، كما تقدم (ح 26، 555). ويزيد بن أبان الرقاشي: ضعيف؛ حدث عن أنس رضي الله عنه بمناكير، كما تقدم أيضًا (ح 90).
(2)
وتمام كلامه: " .. غير أن معنى ما روي فيه موجود في الأحاديث الصحيحة التي وردت في ذكر الصراط، وقد ذكرناها في كتاب "البعث"، .. وهذا اللفظ من الحديث لم أجده في الروايات الصحيحة"، وقال الحافظ في "الفتح"(11/ 462)، (ح 6574):"في إسناده لين".
وجاء عند مسلم (302/ 183)، وابن حبان (7377) من حديث عيسى بن حماد زغبة المصري عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في حديث الرؤية الطويل، وفي آخره:"قال أبو سعيد الخدري: بلغني أن الجسر أدق من الشعرة، وأحد من السيف".
وقوله: "قال أبو سعيد الخدري: بلغني .. " شاذ، أخطأ فيه شيخ الإمام مسلم عيسى بنُ حماد زغبةٌ المصريُّ، وهو آخر مَن حدَّث من الثقات عن الليث -كما في "التقريب"(5291) - وإنما هو قول سعيد بن أبي هلال، دون أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، هكذا رواه يحيى بن عبد الله بن بكير وعبد الله بن صالح عن الليث.
أخرجه الدارقطني في "الرؤية"(11)، وابن منده في "الإيمان"(817) وأبو الفتح بن أبي الفوارس في "جزء في مجلس من فوائد الليث بن سعد"(5) من ثلاث طرق عن ابن بكير. ورواه الدارقطني وحده في "الرؤية"(10) من طريق أبي صالح كاتب الليث به. ورواه ابن المبارك في "الزهد"(406) -ومن طريقه ابن أبي الدنيا في "الأولياء"(23) - عن رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، قال:"بلغني أن الصراط يوم القيامة يكون على بعض الناس أدق من الشعر وعلى بعض الناس مثل الوادي الواسع". وعلقه البيهقي في "الشعب"(1/ 566) عن سعيد بن أبي هلال.
وسائر أصحاب زيد بن أسلم ممن رووا هذا الحديث عنه -عبد الرحمن بن إسحاق، ومعمر، وحفص بن ميسرة، وهشام بن سعد- لم يذكروا هذه الزيادة. انظر: صحيح البخاري (4581، 7439)، ومسلم (183/ 302 - 303)، مسند أحمد (ح 11127، 11898)، سنن ابن ماجه (60). =
قال: وروي عن زياد النميري عن أنس مرفوعًا: "الصراط كحد الشعرة أو كحد السيف"
(1)
، قال: وهي [أيضًا رواية ضعيفة]
(2)
. انتهى.
ورواه أحمد من حديث عائشة، وفيه ابن لهيعة
(3)
.
= وكذا لم يذكرها أصحاب أبي سعيد الخدري رضي الله عنه؛ كعطاء بن يسار وعطاء بن يزيد الليثي وغيرهما ممن رووا الحديث عن أبي سعيد رضي الله عنه بطوله. وانظر لها: "البخاري"(ح 806، 6573 - 6574، 7437 - 7438).
وفي معناه عن ابن مسعود وأبي هريرة وعائشة رضي الله عنهم، وسيأتي تخريجها لاحقًا، إن شاء الله تعالى.
(1)
لم أقف عليه في "شعب الإيمان" مسندًا، وأورده عنه ابن كثير في "البداية والنهاية"(20/ 84) مسندًا، وهو من طريق أبي سعيد المؤدب عن زياد النميري عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وأبو سعيد المؤدب: هو محمد بن مسلم بن أبي الوضاح المثنى القضاعي الجزري، نزيل بغداد:"صدوق، يهم"["التقريب" (6298)،] وزياد النميري: ضعيف، حدث عن أنس رضي الله عنه بالمناكير، كما تقدم (ح 487، 606).
(2)
في نسخ "المقاصد" الخطية: "وهي رواية صحيحة"، وهو خطأ، والتصويب من المصدر؛ "شعب الإيمان"(1/ 565 - 566)، وتقدم الكلام على إسناده.
(3)
أخرجه أحمد (41/ 302 - 303)، رقم (24793) في حديث طويل، وفيه:"ولجهنم جسر أدق من الشعر، وأحد من السيف، .. "، وفي إسناده ابن لهيعة، وهو يدلس عن الضعفاء والمتروكين، واختلط بأخرة، فكان يحدث بكل ما يؤتى له، سواء كان من حديثه أم لا، كما تقدم. وانظر:"المجروحين"(1/ 76)، (2/ 11 - 12)، "تهذيب الكمال"(15/ 487 - 502)، رقم (3513).
وقد روي في معناه عن أبي هريرة وابن مسعود رضي الله عنهما، وعن عبيد بن عمير مرسلًا بأسانيد أنظف مما تقدم.
أما حديث ابن مسعود رضي الله عنه: فأخرجه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"(31) وعبد الله بن أحمد في "السُّنَّة"(2/ 520 - 521)، رقم (1203)، والطبراني في "الكبير"(9/ 357)، رقم (9763)، والدارقطني في "الرؤية"(116)، والحاكم (2/ 378)، (4/ 589 - 590)، في حديث طويل في الحشر والحساب، وفيه:"ويمرون على الصراط، والصراط كحد السيف دحض مزلة، .. ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 620): "رجاله رجال الصحيح، غير أبي خالد الدالاني، وهو ثقة".
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9/ 230)، رقم (8992) من طريق زر بن حبيش عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:"يوضع الصراط على سواء جهنم مثل حد السيف المرهف، مدحضة مزلة". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وللحاكم (2/ 376) من طريق أبي الأحوص عن عبد الله رضي الله عنه في قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} ، قال: "الصراط على جهنم مثل حد السيف، فتمر الطائفة الأولى كالبرق،
…
".
وأسانيدها صحيحة إلى ابن مسعود رضي الله عنه، والموقوف منها في حكم الرفع. والله أعلم.
وأخرجه الدارقطني في "الرؤية"(114)، والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 351 - 355) من طريق أحمد بن أبي طيبة الدارمي وشجاع بن صبيح الجرجاني وورقاء بن عمر اليشكري؛ عن أبي طيبة عيسى بن سليمان بن دينار الدارمي الجرجاني الزاهد، عن كرز بن وبرة الحارثي الكوفي -نزيل جرجان- عن نعيم بن أبي هند، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود رضي الله عنه، وذكر هذا الوصف في رؤية المنافقين لنور المؤمنين على الصراط، ولفظه:"فيقول أهل النفاق: ذرونا نقتبس من نوركم، ومضى النور بين أيديهم وبقي أثره مثل حد السيف دحض مزلة .. ". وأبو طيبة ضعفه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 234)، وقال:"يخطئ"، وأورد له ابن عدي جملةَ مناكيرَ من روايته عن كرز بن وبرة وغيره، فقال:"وهذه الأحاديث لكرز بن وبرة يرويها عنه أبو طيبة، وهي كلها غير محفوظة، وأبو طيبة هذا كان رجلًا صالحًا، ولا أظن أنه كان يتعمد الكذب، ولكن لعله كان يُشَبَّهُ عليه فيَغْلَط". "الكامل"(5/ 256)، رقم (257)، "تاريخ جرجان"(492).
وكرز من زهاد التابعين، وذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 27) وله ترجمة في "تاريخ جرجان"(ص 336 - 359)، (618) و"السير" للذهبي (6/ 84 - 86)، وحمل ابن عدي والسهمي مناكير حديثه -ومنها هذا الحديث- على الرواة عنه. والله أعلم.
وأخطأ أبو طيبة في هذا الحديث سندًا ومتنًا، والمحفوظ أنه عن أبي عبيدة عن مسروق عن ابن مسعود رضي الله عنه، ووصف "كحد السيف" للصراط، وليس للنور، ولا ينطبق على النور وصف الدحض والمزلة. والله أعلم.
وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه: فأخرجه الدارقطني في "الرؤية"(33) عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة رضي الله عنه في حديث رؤية الرب عز وجل يوم القيامة، وفيه:" .. ثم يضرب الصراط بين ظهراني جهنم، وهو كحد السيف، بحافتيه حسك وسعدان، .. ". وإسناده حسن، رجاله كلهم ثقات، سوى بكر بن وائل بن داود الكوفي، فصدوق، كما في "التقريب"(752).
وروي من طريق أبي رافع إسماعيل بن رافع بن عويمر المدني القاص، وهو واه جدًّا، مع الاختلاف في إسناده على وجوه كثيرة ذكر ابن عدي وابن كثير أنهما أفرداها في جزء، وعليه حكم ابن كثير في "التفسير"(3/ 287 - 288) و"التاريخ" =
630 - حديث: "صغار قوم كبار قوم آخرين".
الدارمي في "مسنده"، والبيهقي في "مدخله" من جهة شرحبيل بن سعد
(1)
، قال: دعا الحسن بن علي بن أبي طالب بنيه وبني أخيه، فقال: يا بني وبني أخي! إنكم صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار آخرين، فتعلموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن يرويه -أو قال: يحفظه- فيلكتبه، وليضعه في بيته
(2)
.
ورواه ابن عبد البر من طريق أحمد بن حنبل، ثم من جهة محمد بن أبان
(3)
، قال: قال الحسين بن علي لبنيه ولبني أخيه: تعلموا العلم، فإنكم
= (19/ 322 - 323)، والحافظ ابن حجر في "الفتح"(11/ 376 - 377) بالاضطراب في سنده، مع استنكارٍ شديدٍ لأشياء في متنه، ونقلا ذلك عمن تقدمهم من الأئمة رحمهم الله.
وروي أيضًا من طريق أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني، وقد ضعفه جمهور الأئمة بل اتهمه بعض الأئمة برواية الموضوعات عن جماعة من الثقات، انظر:"تهذيب التهذيب"(10/ 374 - 376). فلا يصلح هذا للاعتبار، ويغني عنه الطريق الأول. والله أعلم.
ولابن أبي شيبة (5338)، والطبري (12/ 33)، رقم (17443) وغيرهما من طرق عن عبيد بن عميرٍ قولَه:"الصراط دَحْض مَزَلَّة؛ كحد السيف، يتكفأ، .. ".
و (الدحض): الزلِق، وهو ما يسبب الانزلاق. و (مدحضة مزلة): وزن مفعلة -وتفتح الزاي وتكسر- يعني: أنه تزلق عليه الأقدام ولا تثبت. انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر"(2/ 92)، (261).
(1)
هو: أبو سعد الخطمي مولاهم المدني: متروك، تقدمت ترجمته (ح 627).
(2)
أخرجه الدارمي (528)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(8/ 407) -معلقًا- وابن أبي حاتم في "العلل"(2820)، والبيهقي في "المدخل"(632، 772)، والخطيب (6/ 399)، رقم (3454) وفي "موضح أوهام الجمع والتفريق"(2/ 475) و"تقييد العلم"(167، 168)، وابن عساكر (13/ 259)، من غير طريق عن محمد بن أبان ومسعود بن سعد الجعفيين عن يونس بن عبد الله بن أبي فروة عن شرحبيل بن سعد الخطمي به. وشرحبيل بن سعد محل نظر، وتُرِك بأخرة. والله أعلم.
(3)
هو: أبو عمر محمد بن أبان بن صالح القرشي مولاهم الجعفي -صهرهم- الكوفي: ضعفه أحمد وابن معين والبخاري والفسوي وأبو حاتم الرازي وأبو داود والنسائي وابن حبان وابن عدي ومحمد بن طاهر، وذلك لسوء حفظه وغلطه في الأخبار. وقال أحمد بن حنبل: "كان يقول بالإرجاء، وكان من رؤسائهم، ترك الناس حديثه لأجل =
صغار قوم وتكونون كبارهم غدًا، فمن لم يحفظ منكم فليكتب
(1)
. كذا رأيته "الحسين" بالتصغير
(2)
.
وعند البيهقي من حديث عبد الله بن عُبَيد بن عُمَير، قال: كان في هذا المكان خلف الكعبة حلقة، فمر عمرو بن العاص يطوف، فلما قضى طوافه جاء إلى الحلقة، فقال: ما لي أراكم نَحَّيْتم هؤلاء الفتيان عن مجلسكم! لا تفعلوا، أوسِعوا لهم وأَدنُوهم وأفهِموهم الحديثَ، فإنهم اليوم صغار قوم،
= ذلك"، وقال أيضًا: "لم يكن ممن يكذب"، وقال ابن حبان: "كان ممن يقلب الأخبار، وله الوهم الكثير في الآثار"؛ يعني: القلب على الخطإ، لسوء حفظه. وترجم له ابن أبي حاتم مرتين؛ مرة باسم "محمد بن أبان الجعفي"، وأخرى باسم "محمد بن أبان بن صالح القرشي"، وهو واحد، أصله مولى لقريش، وتزوج في الجعفيين فنسب إليهم، كما نص عليه غير واحد من الأئمة.
انظر: "تاريخ الدوري"(3/ 331)، رقم (1596)، "التاريخ الكبير"(1/ 34)، رقم (50)، و"الأوسط"(3/ 615)، رقم (943)، و (4/ 814)، رقم (1280)، "الضعفاء" للبخاري (311)، "الجرح والتعديل"(7/ 199)، رقم (1119)، (7/ 200)، رقم (1121)، "المجروحين"(2/ 261 - 262)، "الكامل"(6/ 128)، "المغني"(5226)، "اللسان"(6/ 488)، رقم (6354)، "تعجيل المنفعة"(922).
(1)
أخرجه أحمد في "العلل"(2865) ومن طريقه ابن عبد البر في "جامع العلم"(484)، والخطيب في "الكفاية"(ص 264 - 265)، والأصبهاني في "الترغيب"(611)، وابن عساكر (13/ 259) عن مطلب بن زياد بن أبي زهير الثقفي عن محمد بن أبان، قال:"جمع الحسن بن علي .. ".
وهذا إسناد منقطع أو معضل بين محمد بن أبان الجعفي -وروايته عن أبي إسحاق السبيعي وحماد بن أبي سليمان وطبقتهما- وبين الحسن بن علي رضي الله عنه، مع ضعف محمد بن أبان كما تقدم آنفًا.
وتفرد به عن محمد بن أبان مطَّلِبُ بن زياد - وهو صدوق ربما وهم ["التقريب" (6709)]، ورواه غيره عن محمد بن أبان عن يونس بن عبد الله بن أبي فروة عن شرحبيل بن سعد الخطمي، كما تقدم. والله أعلم.
(2)
ذكر محقق "جامع بيان العلم"(1/ 358) أنه ورد في نسختين خطيتين (حسين) بالتصغير، وهو خطأ.
وأما عند أحمد ومن أخرجه من طريقه فـ (حسن) مكبرًا، وهكذا جاء مكبرًا في ترجمة يونس بن أبي فروة -راويه عن شرحبيل- في كتب التراجم. والله أعلم.
يوشكون أن يكونوا كبار آخرين، قد كنا صغار قوم ثم أصبحنا كبار آخرين
(1)
.
ومن جهة يحيى بن أيوب، عن هشام بن عروة، قال: كان أبي يقول: إنا كنا أصاغر قوم ثم نحن اليوم كبار، وإنكم اليوم أصاغر وستكونون كبارًا، فتعلموا العلم تسودوا به قومكم ويحتاجوا إليكم، فوالله ما يسألني الناس حتى لقد نسيت
(2)
.
وعند ابن عبد البر من طريق عثمان بن عروة عن أبيه، أنه كان يقول لبنيه: يا بني! أزهد الناس في عالم أهله، فهلموا إلي فتعلموا مني، فإنكم توشكون أن تكونوا كبار قوم، إني كنت صغيرا لا يُنْظَر إلي، فلما أدركت من السن ما أدركت جعل الناس يسألوني، وما شيء أشد على امرئٍ من أن يُسأل عن شيء من أمر دينه فيجهله
(3)
. ولبعضهم
(4)
مما هو شبيه بهذا:
قل لمن لا يرى المعاصر شيئًا
…
ويرى للأوائل التقديما
إن ذاك القديم كان جديدًا
…
وسيغدو هذا الجديد قديما
(1)
أخرجه ابن سعد (4/ 192 - 193)، رقم (5341)، والبيهقي في "المدخل"(2/ 154)، رقم (631)، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث"(129)، وإسناده صحيح متصل. والله أعلم.
(2)
رواه البيهقي في "المدخل"(2/ 155 - 156)، رقم (633)، وأيضًا:"1/ 374 - 375"، رقم (415)، والدارمي (571)، والفسوي (1/ 551)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص 194)، وابن عساكر (13/ 91 - 92) من طرق صحيحة عن هشام به، ولفظ الدارمي والفسوي مختصر. والله أعلم.
(3)
أخرجه ابن عبد البر في "جامع العلم"(ح 487)، وفي إسناده مقال، لكونه من حديث إسماعيل بن عياش عن غير أهل الحجاز، وفي حديثه عن غير أهل بلده ضعف واضطراب، ولكنه توبع هنا متابعة قاصرة عن هشام بن عروة عن أبيه، كما تقدم آنفًا، وفي لفظ الدارمي له:" .. تعلموا، فإن تكونوا صغار قوم فعسى أن تكونوا كبار آخرين، وما أقبح على شيخ يسأل ليس عنده علم".
(4)
هما لأبي عبد الله محمد بن شرف القيرواني (ت 460 هـ) في أوائل "مسائل الانتقاد" له (ص)، وقبله كلام نفيس في النقد، ونقل الزبيدي في "تاج العروس"(1/ 93) نحوه عن شيخه عبد الله بن عبد الله بن سلامة الأدكاوي المصري الشافعي الشهير بالمؤذن (ت 1104 هـ).
631 - حديث: "صغروا الخبز، وأكثروا عدَده، يبارَكْ لكم فيه".
الديلمي من حديث عبد الله بن إبراهيم
(1)
حدثنا جابر بن سليم الأنصاري
(2)
عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة به مرفوعًا
(3)
.
وهو واه، بحيث ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات"، وقال: إن المتهم به جابر بن سليم
(4)
.
قال: وروي عن ابن عمر مرفوعًا: "البركة في صغر القرص، وطول الرشأ، وصغر الجَدْوَل"
(5)
.
(1)
هو: عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري المدني، كما استظهره الشيخ الألباني في "الضعيفة"(3771)، وهو المذكور في شيوخ علي بن الحسين الخواص راوي هذا الحديث عنه، والغفاري هذا: متهم بالوضع، كما تقدم (ح 579).
(2)
هو: جابر سليم الأنصاري الزرقي: من شيوخ الإمام أحمد، وقال فيه:"شيخ ثقة، مديني، حسن الهيئة".
وخالف أبو الفتح الأزدي، فذكره في "الضعفاء" بهذا الحديث، وقال:"هو منكر الحديث"، وتبعه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 229) فاتهمه بهذا الحديث، وتعقبهما ابن حجر في "اللسان" بتوثيق الإمام أحمد له، وقال:"لعل الآفة ممن دونه"، وقول الحافظ هذا هو الصواب، والآفة من تلميذه عبد الله بن إبراهيم الغفاري. والله أعلم.
انظر: "العلل" لأحمد (4820)، "الجرح والتعديل"(2/ 501)، رقم (2058)، "اللسان"(2/ 404 - 405)، رقم (1732).
(3)
أخرجه الديلمي (2/ 205/ ب - 206/ أ) من طريق الإسماعيلي -وهو في "معجم شيوخه"(202) -، وأبو الفتح الأزدي في "الضعفاء" -كما في "اللآلي المصنوعة"(2/ 183)، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 292) - من طريقين عن عبد الله بن إبراهيم الغفاري به.
(4)
تقدم مع التعقُّب عليه في اتهامه لجابر بن سليم -تبعًا للأزدي- وإنما الآفة ممن دونه. وكذا حكم بنكارته وضعفه الشديد كلٌّ من الحافظ في "اللسان"، والصالحي في "سبل الهدى"(7/ 185)، وعلي القاري في "جمع الوسائل"(1/ 195) وغيرهم، وحكم الألباني بوضعه ["الضعيفة" (3771)].
(5)
رواه الطبراني في "مسند الشاميين"(1/ 204)، رقم (360) عن محمد بن عبد الله القرمطي، عن عمر بن خالد المخزومي، وأخرجه أبو الحسين الطيوري في "الطيوريات" -كما في "اللآلي" للسيوطي (2/ 183) - عن أبي محمد عبيد الله بن =
ونقل عن النسائي: أنه كذب
(1)
.
وهو باللفظ الثاني عند الديلمي بلا سند عن ابن عباس
(2)
، وكل
= عبد الرحمن السكري، عن عبد الله بن أبي سعد، عن أبي سليمان يحيى بن خالد بن يحيى بن أيوب بن سلمة المخزومي، كلاهما (عمر بن خالد، ويحيى بن خالد المخزوميان) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن محمد بن أبي بكر، عن برد -هو ابن سنان الدمشقي- عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعًا. إلا أن لفظ الطبراني:"البركة في صغر الدلو" بدل " .. القرص".
وشيخ الطبراني محمد بن عبد الله العدوي القرمطي المدني، نزيل بغداد: ترجم له الخطيب (5/ 433)، رقمٍ (2953)، والذهبي في "تاريخ الإسلام"(22/ 276) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وملتقى الوجهين في عمر بن خالد وأبي سليمان يحيى بن خالد المخزوميين، كلاهما عن ابن أبي فديك، وكلاهما (عمر ويحيى) لم أجد لهما ترجمة، إلا أن البغوي حسن في "شرح السُّنَّة"(5/ 49)، رقم (1269) حديثًا من رواية أبي سليمان يحيى بن خالد بن يحيى بن أيوب المخزومي. والله أعلم.
ومحمد بن أبي بكر -شيخ ابن أبي فديك، والراوي عن برد بن سنان-: لم يتبين لي من هو؟
وبرد بن سنان الشامي: صدوق، وعده النسائي في الطبقة السادسة من الرواة عن نافع (ص 53)، رقم (23)، وتفرد مثله عن نافع إمام المدينة غير معتمد، على أن الإسناد إليه مظلم. والله أعلم.
(1)
الموضوعات (2/ 292)، ولم يتعقبه السيوطي وغيره عليه.
(2)
بل أسنده الديلمي (2/ 20/ ب - 21/ أ) عن أبي ثابت بنجير بن منصور، عن جعفر بن محمد الأبهري، عن أبي إسحاق بن أبي حماد، عن محمد بن يونس القيسي، عن عبد الله بن حمزة، عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن داود بن الحصين، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي، عن عكرمة، عن ابن عباس به. قال:"وفى الباب عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه".
ولم أقف على من يسمى محمد بن يونس من هذه الطبقة إلا محمد بن محمد بن يونس الأبهري الأصبهاني؛ ترجم له أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(2/ 240)، يروي عن يونس بن حبيب وأسيد بن عاصم وأحمد بن عصام، توفي سنة (333 هـ)، ولم أقف فيه على جرح أو تعديل.
وداود بن الحصين الأموي مولاهم المدني؛ ثقة، إلا في عكرمة ["التقريب" (1779)]. قال ابن المديني وأبو داود وغيرهما:"ما روى عن عكرمة فمنكر الحديث"، وقال ابن عدي: "إذا روى عنه ثقة فهو صحيح الرواية، إلا أن يروي عنه =
ذلك باطل
(1)
، ولكن قد جاء عن الأوزاعي وغيره -كما سيأتي- في قوله:"قوتوا طعامكم"
(2)
أنه تصغير الأرغفة
(3)
.
= ضعيف فيكون البلاء منهم، لا منه، مثل إبراهيم بن أبي حبيبة هذا، وإبراهيم بن أبي يحيى .. "، وذكر له حديثًا موضوعًا من رواية ابن أبي حبيبة عنه، وعليه فقد يكون في إسناد الديلمي قلب بتقديم إبراهيم بن إسماعيل ابن أبي حبيبة على داود بن الحصين. وقول ابن عدي هذا اعتمده ابن القيم وغيره، وهو الأقرب. والله أعلم.
انظر: "الكامل"(3/ 92)، "التعديل والتجريح"(2/ 565)، رقم (354)، "التهذيب"(8/ 379 - 382)، رقم (1434)، "الكاشف"(1434)، "الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم"(ص 154 - 159)، (5/ 4).
وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي: وثقه الإمام أحمد، واختلف قول ابن معين فيه، فقال مرة:"صالح" ومرة أخرى قال: "ليس بشيء"، وقال ابن سعد (5/ 412):"كان مصليًا عابدًا، صام ستين سنة، وكان قليل الحديث"، وضعفه النسائي، وقال البخاري وأبو حاتم:"منكر الحديث"، وقال الدارقطني:"متروك"، وقال ابن حبان:"كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل"، وقال أبو أحمد الحاكم:"حديثه ليس بالقائم"، وقال الذهبي:"عابد .. ، واهي الحديث". وذكرالعقيلي وابن حبان وابن عدي جملة مناكير ومقلوبات وما لا أصل لها مما رواها عن داود بن الحصين وغيره من الثقات، وأكثرها عن داود، فمن كان هكذا في قلة حديثه -كما قال ابن سعد- فهو ضعيف جدًّا، ولعل الإمام أحمد لم يقف على هذه المناكير من حديثه، أو كان يحملها غيره. والله أعلم. انظر:"تاريخ الدارمي"(148)، "الضعفاء" للبخاري (2)، والنسائي (2)، والعقيلي (1/ 43 - 44)، رقم (28)، والدارقطني (32)، "الجرح والتعديل"(2/ 83 - 84)، "الكنى" لأبي أحمد (1/ 235)، رقم (123)"المجروحين"(1/ 109 - 110)"الكامل"(1/ 233 - 235)، "سؤالات البرقاني"(22)، "تهذيب الكمال"(2/ 42 - 44)، رقم (146)"الميزان"(1/ 19)، رقم (36)"الكاشف"(114)"تاريخ الإسلام"(10/ 59 - 60)"المقتنى"(324).
والخلاصة: أن آفة الحديث هو إما إبراهيم بن أبي حبيبة الأشهلي، وهو ضعيف صاحب مناكير، أو محمد بن يونس القيسي وشيخه عبد الله بن حمزة، فهما في عداد المجهولين، والحديث بَيِّن النكارة والبطلان. والله أعلم.
(1)
قال ابن حجر: "تتبعت هل كان خبز المصطفى صلى الله عليه وسلم صغيرًا أو كبيرًا؛ فلم أر فيه شيئًا". "كشف الخفاء"(2/ 25).
(2)
الحديث رقم (790)، ولم يتكلم عليه ههنا، وإنما أحاله على "كيلوا" برقم (860)، وتكلم عليه هناك.
(3)
أورده السيوطي في "اللآلي المصنوعة"(2/ 183) عن "الطيوريات" من طريق مالك بن =
632 - حديث: "صلاتكم علي تبلغني أينما كنتم".
هو في حديث أوس بن أوس مرفوعًا، بلفظ:"إن صلاتكم معروضة علي". أخرجه أبو داود والنسائي
(1)
وغيرهما
(2)
، وصححه ابن خزيمة وابن
= سليمان الألهاني عن بقية، قال: سألت الأوزاعي: ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "قوتوا طعامكم يبارك لكم فيه"؟ قال: "صغر الأرغفة".
وضعف إسناده المناوي في "فيض القدير"(4/ 529)، ومالك بن سليمان الألهاني الحمصي ضعيف الحديث، كما قال محمد بن عوف الحمصي والذهبي، وذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 165).
وانظر: "تاريخ بغداد"(13/ 159)، رقم (7142)، "تاريخ الإسلام"(17/ 306)، "المغني"(5145).
(1)
أخرجه أبو داود (1047، 1531)، والنسائي (1374) وفي "الكبرى"(1678).
(2)
وأخرجه ابن أبي شيبه (8789) -وعنه ابن ماجه (1085، 1636)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3/ 85)، رقم (15779) وفي "الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"(63) وغيرهما- وأخرجه أحمد (26/ 84)، رقم (16162)، والدارمي (1613) وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"(22)، والبزار (8/ 411)، رقم (3485) وأبو بكر المروزي في "الجمعة وفضلها"(13)، والطبراني في "الكبير"(1/ 216)، رقم (589) و"الأوسط"(4780)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(ح 976)، والبيهقي (3/ 248) وفي "السنن الصغير"(451)، و"الشعب"(4/ 432)، رقم (2768) و"المعرفة"(4/ 420 - 421)، رقم (1837) و"فضائل الأوقات"(275) و"حياة الأنبياء"(10)، وابن عساكر (9/ 402، 19)، رقم (503)، وغيرهم؛ من طرق كثيرة عن الحسين بن علي الجعفي الكوفي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ"، قالوا: يا رسول الله! وكيف تعرض صلاتنا عليك، وقد أرمت؟ -يقولون: بليت- فقال: "إن الله عز وجل حرم على الأرض أجساد الأنبياء".
تنبيه: وقع عند ابن ماجه في الموضع الأول من "سننه"، وعند البزار:"شداد بن أوس"، وهو وهم، وخولفا فيه عن شيخيهما، والصواب ما رواه الجماعة، وكذا أورده ابن ماجه على الصواب في الموضع الثاني من "سننه"، ونبه عليه المزي في "التحفة"(2/ 3)، رقم (1736)، وعنه ابن كثير في "تاريخه"(8/ 163) وغيرهما، وزاد ابن كثير:"هو عندي في نسخة جيدة مشهورة -يعني: من "سنن ابن ماجه" =
حبان والحاكم
(1)
، والنووي وآخرون
(2)
.
= على الصواب، كما رواه أحمد وأبو داود والنسائي:"عن أوس بن أوس"".
(1)
أخرجه ابن خزيمة (1733، 1734)، وابن حبان (ح 910)، والحاكم (1/ 278)، (4/ 559)، وصححه على شرط الشيخين، ولم يتعقبه الذهبي.
(2)
صححه النووي في "الأذكار"(347) و"رياض الصالحين"(ح 1399). وصححه كذلك البيهقي في "الاعتقاد"(ص 366) و"معرفة السنن"(4/ 420)، رقم (1837) وغيرِهما، والحافظ عبد الغني المقدسي وابن القيم وابن عبد الهادي والألباني وغيرهم، وهو مؤدى رأي العجلي والدارقطني. وهؤلاء ذهبوا إلى أن عبد الرحمن بن يزيد شيخ الحسين الجعفي هو ابن جابر الدمشقي -وهو ثقة-، وليس بابن تميم الواهي، فصححوا عليه الحديث، والله أعلم. انظر:"الصارم المنكي"(ص 197 - 201)، "جلاء الأفهام"(ص 231 - 233)، "تهذيب السنن"(1/ 180 - 181)"عجالة الإملاء" للناجي (ص 179 - 183)، "إمتاع الأسماع" للمقريزي (11/ 61 - 62)، "الصحيحة"(1527)، صحيح سنن أبي داود (962)، تعليق محققي "مسند أحمد"(26/ 84)، رقم (16162).
وخالفهم آخرون من جهابذة النقاد أيضًا، فحكموا بأنه منكر المتن، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ليس له حديث منكر، فالأشبه أن يكون الحديث لعبد الرحمن بن يزيد بن تميم الدمشقي -وهو واه، منكر الحديث، وكذَّبه الوليد بن مسلم-، والحسين بن علي الجعفي أُشْبهَ عليه أمره، فظنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الثقة، لاتحاد الاسم واسم الأب والبلد بينهما، ولاتصاله الوثيق بيزيد بن يزيد بن جابر أخي عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ودخولهما الكوفة معًا، فتوهم أبو أسامة والحسين الجعفي وغيرهما من الكوفيين أنهما أخوان، وأنه هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الدمشقي الثقة، فنسبوه في أحاديثهم بابن جابر، وإنما هو ابن تميم الواهي.
وهؤلاء هم: البخاري في "الضعفاء"(218) و"التاريخ الكبير"(5/ 365)، رقم (1156)، وكذلك نقل الترمذي عنه في "العلل الكبير"["ترتيبه" (باب جامع في الرجال، ص 392، ترجمة: 102)]، ولم يتعقبه، فكأنه ارتضاه.
وبه قال أبو حاتم الرازي وابنه -كما في "العلل"(565) و"الجرح والتعديل"(5/ 300)، رقم (1423) - والبزار في "مسنده"(3485)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(10/ 212) وعبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الكبرى"(3/ 367 - 368)، وابن القطان في "بيان الوهم"(5/ 574 - 576)، رقم (2795)، والمنذري في "الترغيب والترهيب"(1/ 249)، والعيني في "شرح أبي داود"(5/ 440 - 441)، والمناوي في "فيض القدير"(2/ 678 - 679)، رقم (2480)، والشوكاني في "نيل الأوطار"(6/ 240)، والعظيم آبادي في "عون المعبود"(3/ 371) وغيرهم، وبه قال ابن حبان =
ورواه ابن أبي عاصم من حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما مرفوعًا: "صلوا علي، فإن صلاتكم وتسليمكم تبلغني حيثما كنتم"
(1)
.
= في "المجروحين"(2/ 55 - 56)، ونُقِل عن أبي داود وأبي زرعة الرازي وابن العربي وآخرين أيضًا.
وانظر: "الصارم المنكي"(الموضع المتقدم)، "شرح علل الترمذي" - تحقيق: الجمل (ص 682).
(1)
أخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"(باب قول النبي صلى الله عليه وسلم إن صلاتكم وتسليمكم تبلغني، ح 26) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن زيد بن الحباب، عن إبراهيم بن جعفر [كذا؟]-من ولد ذي الجناحين-، عن علي بن عمر، عن أبيه، عن علي بن حسين، قال: أخبرني أبي، عن حسن رضي الله عنه، مرفوعًا به.
وهذا شاذ، وهم ابن أبي عاصم في إسناده في موضعين، وإنما هو جعفر بن إبراهيم -من ولد ذي الجناحين- عن علي بن عمر عن أبيه عن علي بن حسين عن أبيه عن جده رضي الله عنهم، هكذا هو عند ابن أبي شيبة في "المصنف"، وعنه عند أبي يعلى في "مسنده" وآخرين، كما سيأتي عند تخريج حديث علي رضي الله عنه مؤخرًا.
وأما حديث الحسن رضي الله عنه: فأخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"(ح 27)، والدولابي في "الذرية الطاهرة"(ح 114)، والطبراني في "الأوسط"(1/ 117)، رقم (365) و"الكبير"(3/ 82)، رقم (2729)، وابن عساكر (13/ 61)، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"(1/ 24 - 125) من سبع طرق؛ عن سعيد بن أبي مريم، عن محمد بن جعفر -هو ابن أبي كثير الأنصاري المدني- قال: حدثني حميد بن أبي زينب، عن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"حيثما كتنم فصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني".
قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن الحسن بن على إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي مريم".
وحسن إسناده المنذري في "الترغيب"(2/ 326)، رقم (2571)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 252)، رقم (17295):"حميد بن أبي زينب لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح"، وحميد بن أبي زينب المديني هذا: ذكره ابن ماكولا في "الإكمال"(4/ 165)، ولم أقف فيه على جرح أو تعديل، وأما بقية رجاله فيحتج بهم، وليس الجميع من رجال الصحيح، بل الحسن بن الحسن بن علي لم يخرج له إلا النسائي، وفي "صحيح البخاري" تعليقًا (قبل ح 1330) قصة ضرب امرأته. القبة على قبره شهرًا، وهو من سادات العلويين، ووصي أبيه رضي الله عنه، ذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 121)، وقال ابن حجر في "التقريب" (1226):"صدوق".
إلا أن له علة، وذلك أنه رواه عبد الرزاق (3/ 71)، رقم (4839)، (3/ 577)، =
وفي لفظ لأبي يعلى: "صلوا علي وسلموا، فإن صلاتكم وسلامكم يبلغني أينما كنتم"
(1)
.
= رقم (6726) عن الثوري عن ابن عجلان، وسعيد بن منصور في "سننه" -كما في "اقتضاء الصراط المستقيم"(ص 202، 434) وإغاثة اللهفان لابن القيم (1/ 191) - وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"(30) من طريقين عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، كلاهما (ابن عجلان، والدراوردي) عن سهيل بن أبي سهيل المديني.
وأخرجه ابن عساكر (13/ 61 - 62) من طريق الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن سهيل -وهو ابن أبي سهيل- وسعيد بن أبي سعيد مولى المهري، كلاهما (سهيل، وسعيد مولى المهري) عن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أنه قال - ورأى رجلًا؛ -هو سهيل بن أبي سهيل الراوي- وقف على البيت الذي فيه قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له ويصليِ عليه، فقال حسن للرجل: لا تفعل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تتخذوا بيتي عيدًا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورًا، وصلوا علي حيث ما كنتم فإن صلاتكم تبلغني"، ما أنتم ومن بالأندلس إلا سواء. ولفظ إسماعيل القاضي:"صلوا في بيوتكم ولا تجعلوا بيوتكم مقابر، لعن الله يهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم".
قال ابن الجوزي في "تلقيح فهوم أهل الأثر"(1/ 430)، (ح 57):"سهيلٌ: ليس بابن أبي صالح، وإنما هو سهيل بن أبي سهيل، وقد روى الدراوردي عنهما جميعًا"، وهو المدني التميمي العابد، ويقال له: سهل بن أبي سهل أيضًا: سكت عنه البخاري في "التاريخ"(4/ 101 - 152)، رقم (2106)، وابن أبي حاتم (4/ 199)، رقم (857)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 419) وأخرج له الحاكم (3/ 420) وروى عنه جمع من الثقات.
وسعيد بن أبي سعيد مولى المهري: ذكره ابن حبان في "مشاهير علماء الأمصار"(1496) من مشاهير أتباع التابعين من أهل مصر، وقال:"كنيته أبو السميط، أصله من المدينة، وليس هذا بسعيد بن أبي سعيد المقبري، ذاك من أهل المدينة، وهو من التابعين"، وذكره في "الثقات" أيضًا (6/ 366)، وقال نحو ذلك، وصحح حديثه الحاكم في "المستدرك". انظر:"ذيل الميزان" للعراقي (421)، و"اللسان"(4/ 54 - 55)، رقم (3427).
فهذا مرسل حسن، أقوى من الموصول الذي قبله، وصحح إسناده الألباني في تحقيق "فضل الصلاة"(30). والله أعلم.
(1)
رواه أبو يعلى (12/ 131)، رقم (6761) من طريق عبد الله بن نافع، عن العلاء بن عبد الرحمن، قال: سمعت الحسن بن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: =
وفي لفظٍ عند الطبراني في "الكبير"، وابن أبي عاصم أيضًا:"حيثما كنتم فصلوا عليَّ، فإن صلاتكم تبلغني"
(1)
.
وله شواهد، منها: عن علي مرفوعًا: "سلموا علي، فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم"
(2)
،
= "صلوا في بيوتكم لا تتخذوها قبورًا، ولا تتخذوا بيتي عيدًا، صلوا علي وسلموا فإن صلاتكم وسلامكم يبلغني أينما كنتم".
وعبد الله بن نافع مولى ابن عمر: ضعيف جدًّا، انظر:"تهذيب التهذيب"(16/ 213 - 215)، رقم (3611).
وفيه أيضًا موسى بن محمد بن حيان البصري شيخ أبي يعلى، ترك حديثَهُ أبو زرعة الرازي، وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" (9/ 161) وقال:"رُبَّما خالف"، وقال الخطيب البغدادي:"روى عنه الصاغاني وغيره أحاديث مستقيمة"، وقال الذهبي:"صدوق، صاحب حديث". انظر: "الجرح والتعديل"(8/ 161)، رقم (714)، "تاريخ بغداد"(15/ 34)، رقم (6953)، "تاريخ الإسلام"(5/ 946)، رقم (453)، التذييل على كتب "الجرح والتعديل"(1/ 319)، رقم (863).
وضعفه الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 513)، رقم (3497)، بعبد الله بن نافع وحده، وحسن إسناده مؤلف "فتح المجيد"(ص 210)، وهو حسن بشواهده، وأما لذاته فلا.
(1)
تقدم تخريجه ضمن التعليق السابق.
(2)
لم أقف عليه بتمام لفظ المؤلف رحمه الله، وأخرجه ابن أبي شيبة (7624) وعنه ابن أبي عاصم في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"(26) وأبو يعلى (1/ 361)، رقم (469) ومن طريقه الضياء (1/ 154)، رقم (428)، عن زيد بن الحباب، ورواه الخطيب في "موضح الأوهام"(2/ 52 - 53، ترجمة حاتم بن الليث) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، كلاهما (زيد بن الحباب وابن أبي أويس) عن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن علي بن عمر عن أبيه عن علي بن حسين عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تتخذوا قبري عيدًا، ولا بيوتكم قبورًا، وصلوا عليَّ فإن صلاتكم وتسلميكم يبلغني حيثما كنتم". واللفظ لابن أبي شيبة.
وأخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"(ح 20) عن إسماعيل بن أبي أويس عن جعفر بن إبراهيم عن رجل من أهل بيته عن علي بن الحسين به.
قال ابن كثير في "التفسير"(الأحزاب: 56، 6/ 475 - طيبة): "في إسناده رجل مبهم لم يسم". =
وهو حديث حسن
(1)
.
633 - حديث: "صلاة بخاتم تعدل سبعين بغير خاتم".
هو موضوع كما قال شيخنا
(2)
. وكذا ما أورده الديلمي من حديث ابن عمر مرفوعًا، بلفظ:"صلاة بعمامة تُعْدَل بخمس وعشرين، وجمعة بعمامة تَعْدل سبعين جمعة"
(3)
، ومن حديث أنس مرفوعًا: "الصلاة في
= وتقدمت تسميته من وجهين عن جعفر بن إبراهيم، وأنه علي بن عمر بن علي بن الحسين.
قال الألباني في "تحذير الساجد"(ص 128): "سنده مسلسل بأهل البيت رضي الله عنهم، إلا أن أحدهم وهو علي بن عمر مستور، كما قال الحافظ في "التقريب" [(4775)] "، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 456)، وقال:"يروى عن أبيه عن علي بن الحسين، .. لست أحفظ له عن تابعي سماعًا، يعتبر حديثه من غير رواية أولاده عنه"، فهو أعلى من المستور، إن شاء الله.
وفي الإسناد علة أخرى، وهي أن جعفر بن إبراهيم الجعفري المذكور؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 160)، فقال:"يروي عن علي بن عمر عن أبيه عن علي بن الحسين بنسخة، روى عنه زيد بن الحباب، يعتبر حديثه من غير روايته عن هؤلاء"، وكأنه يضعفه في روايته لهذه النسخة، ويلينه في درجة من يعتبر به فيما سواها، ومن أجل ذا أورده ابن حجر في "اللسان"(2/ 439 - 440)، رقم (1806) وقد سكت عنه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(2/ 474). والله أعلم.
(1)
لم أقف على موضعه من كتب الحافظ، وكذا حسنه صاحب "فتح المجيد"(ص 210) وصححه الألباني لغيره في "تحذير الساجد"(98 - 99)، و"تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق لأبي الحسن الربعي"(ص 54).
(2)
وانظر أيضًا: "الأسرار المرفوعة"(ح 262، 263)، و"المصنوع" للقاري (ح 176، 177)، و"الفوائد المجموعة"(21) و"تذكرة الموضوعات" للفتني الهندي (ص 158) لهذا، وما تحته من أحاديث.
(3)
أخرجه الديلمي (2/ 205/ أ) -وهو في "زهره"(2/ 246)، وأبو علي الحراني في "تاريخ رقة"(ص 153، ترجمة: 59/ 303)، وابن عساكر (37/ 354)، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" (ترجمة: العباس بن الحسن بن محمد بن دلشاد، كما في "اللسان"(4/ 413 - 414)، رقم (4119) - من ثلاث طرق: عن العباس بن كثير أبي مخلد الرقي القرشي، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ميمون بن مهران -[وفي "اللسان": مهدي بن ميمون]- قال دخلت على سالم بن عبد الله بن عمر فحدثني وحدثته مليًا، ثم التفت إليَّ، فقال: يا أبا أيوب! ألا أخبرك بحديث تحبه وتحمله =
العمامة بعشرة آلاف حسنة"
(1)
.
634 - حديث: "صلاة بسواك خير من سبعين صلاة بغير سواك".
البيهقي من حديث فرج بن فضالة
(2)
عن عروة بن رُوَيْمٍ
(3)
عن عمرة عن عائشة مرفوعًا به. وقال: إنه غير قوي الإسناد
(4)
.
= عني وتحدث به؟ قال: قلت: بلى، قال: دخلت على أبي عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو يتعمم، فلما فرغ التفت إلي، فقال: أتحب العمامة؟ قلت: بلى، قال: فأحبها واعتم بها، تجل وتوقر وتكرم، ولا يراك الشيطان إلا ولى، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: .. فذكره في حديث.
وحكم عليه ابن حجر والألباني ومن ذكر أعلاه بالوضع، وقال ابن حجر:"موضوع، .. ولم أر للعباس بن كثير في الغرباء لابن يونس ولا في ذيله لابن الطحان ذكرًا، .. "، فالعهدة على العباس بن كثير هذا، ولم يترجمٍ له الحراني في "تاريخ الرقة" إلا بهذا الحديث، وأثرٍ عن ابن المسيب أنه لبس برنسًا بنفس الإسناد، وآثار الوضع بينة على الرواية بما لا يحتاج إلى برهان آخر. والله أعلم.
(1)
أخرجه الديلمي (2/ 212/ ب)[و "زهره" (2/ 256)] من رواية أبان بن أبي عياش عن أنس رضي الله عنه، وهو متروك، منكر الحديث، ونسخته عن أنس رضي الله عنه موضوعة، كما تقدم، ومن أجله حكم المؤلف وغيره بوضعه، وفيمن دونه غير واحد ممن هم محل نظر، أو لم أقف على تراجمهم. وانظر:"ذيل الموضوعات" للسيوطي (ص 111)، "تنزيه الشريعة"(2/ 146)، رقم (141)، "تذكرة الموضوعات" للفتني (ص 156)، "الموضوعات الكبرى" للقاري (ص 51)، و"الضعيفة" للألباني (129).
(2)
هو: فرج بن فضالة بن النعمان التنوخي الشامي: ضعيف، من الثامنة، مات سنة (177 هـ). "التقريب"(5383).
وفرج بن فضالة: روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري وغيره من أهل الحجاز مقلوبات ومناكير، وروى عن ثابت؛ ولا يصح له عنه حديث، ومن أجل هذه المناكير تركه ابن مهدي وابن المديني، وحكم البخاري وابن حبان بأنه منكر الحديث، ووهاه يعقوب الفسوي وغيره، وقواه أحمد في روايته عن الشاميين خاصة، ومشاه أبو حاتم الرازي في درجة الاعتبار به، وكذا مشاه ابن عدي في غير مناكيره عن يحيى بن سعيد وهشام بن عروة وغيرهما من الحجازيين، وضعفه النسائي والدارقطني وابن معين وأبو زرعة وغيرهم. انظر:"تهذيب التهذيب"(8/ 234 - 236)، رقم (4876)، و"موسوعة أقوال الإمام أحمد"(21201).
(3)
رويم -بالراء مصغرًا-، اللخمي أبو القاسم الشامي.
(4)
قاله البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 38) بعد ما أخرجه من طريق محمد بن يزيد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= السلمى النيسابوري الملقب بـ "محمش"، عن حماد بن قيراط النيسابوري، عن فرج بن فضالة به.
وأخرجه أبو نعيم في "السواك" -كما في "الإمام" لابن الملقن (1/ 368 - 369) و"البدر المنير"(2/ 18) - عن محمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن مروان بن شجاع، عن هاشم بن القاسم الحراني، عن عيسى بن يونس، عن فرج بن فضالة به. وأعله ابن الملقن بفرج بن فضالة، وفي إسناد البيهقي علتان أخريان سواه:
1 -
محمد بن يزيد بن عبد الله محمش السلمي النيسابوري: إمام أهل الرأي بنيسابور، وكان يقابل محمد بن يحيى الذهلي إمام أهل الحديث، وذكر أنه لم يكن ذا معرفة بالحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 145)، وقال:"يخطئ"، وقال الذهبي في "المغني":"صدوق"، وضعفه الدارقطني في "غرائب مالك"، وذكر ابن عراق في "تنزيه الشريعة"(2/ 130) أنه متروك، ولم أقف على هذا الحكم عند أحد ممن تقدمه، والظاهر أنه اشتبه عليه بمحمد بن يزيد المستملي البلخي، فذاك اتهمه ابن عدي، وقواه ابن حبان والحاكم -وتقدمت ترجمته، وهي بحاجة للتحرير- وكلاهما من طبقة واحدة، ويشتركان في كثير من الشيوخ. وانظر:"تاريخ دمشق"(23/ 397)، "تاريخ الإسلام"(22/ 164)"المغني"(6080 - 6081)"اللسان"(1/ 288)، رقم (142)"نزهة الألباب"(2/ 160)، رقم (2532).
2 -
حماد بن قيراط: قال أبو زرعة الرازي: "صدوق"["الجرح والتعديل" (3/ 145)، "المجروحين" (1/ 191)]، وسيأتي أن ابن حبان ينسب إليه أنه كان يمرض القول فيه، ولم أقف عليه مسندًا، وقال أبو حاتم الرازي:"مضطرب الحديث، يكتب حديثه، ولا يحتج به"["الجرح والتعديل" (3/ 145)، رقم (640)]، وقال ابن عدي (2/ 250):"عامة ما يرويه فيه نظر"، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 206)، وقال:"يخطئ"، ثم أورده في "المجروحين"(1/ 254)، فقال:"يقلب الأخبار على الثقات، ويجيء عن الأثبات بالطامات، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار، وكان أبو زرعة الرازي يمرض القول فيه"، ولعل تصديق أبي زرعة له مقابل تكذيبه لأخيه بشار، حيث قرن معه، ولا يعني أنه يقويه في درجة الصدوق، ولما اقتصر ابن أبي حاتم على بعض كلامه عند النقل فهم منه خلاف المراد. والله أعلم. وانظر:"المغني"(1723)، "اللسان"(3/ 276 - 277)، رقم (2743).
وعليه فيقرب أن تكون العلة ممن دون فرج بن فضالة، فهو وإن كان ضعيفًا، فإنه لا بأس به فيما رواه عن الشاميين -كما تقدم عن الإمام أحمد وغيره-، وشيخه هنا شامي، فالحمل على من دونه أولى، ويحتمل الخطأ منه أيضًا، ومن أجل هذه العلل حكم البيهقي بضعف إسناده. =
وساقه أيضًا من طريق الواقدي، عن عبد الله بن أبي يحيى الأسلمي
(1)
، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة مرفوعًا، بلفظ:"الركعتان بعد السواك أحب إلي من سبعين ركعة قبل السواك"، وضعفه أيضًا بالواقدي
(2)
.
وقد رواه من غير جهته الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" من رواية ابن لهيعة عن أبي الأسود، بلفظ:"صلاة على إِثر سواك أفضل من سبعين صلاة بغير سواك"
(3)
.
= وأما رواية أبي نعيم فلم أقف على ترجمة شيخه، وأرى أن في الإسناد تصحيفًا، وبين أبي نعيم وهاشم بن القاسم بن شيبة الحراني شخصان أو ثلاثة، فإن هاشم بن القاسم هذا من كبار العاشرة، وهو صدوق تغير بأخرة، كما في "التهذيب"(30/ 129 - 130)، رقم (6529) و"التقريب"(7255) و"الاغتباط"(111) وغيرها، وهو أقدم وفاة من الإمام أحمد، وأبو نعيم يروي عن الإمام أحمد -مع علو الإسناد إليه- بواسطة رجلين فأكثر. والله أعلم.
(1)
عبد الله بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وشيخه محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، يتيم عروة.
(2)
أخرجه في "الكبرى"(1/ 38) من طريق أحمد بن الخليل، عن الواقدي به، ثم قال:"والواقدي لا يحتج به".
وعن الواقدي رواه الحارث بن أبي أسامة ["بغية الباحث" (160)، و"إتحاف الخيرة" (1229)]، ونقله بإسناده عنه الديلمي (2/ 149/ ب)، والواقدي متهم بالوضع، وبه أعله ابن الملقن في "البدر المنير"(2/ 18)، وابن حجر في "التلخيص الحبير"(1/ 167)، والبوصيري في "الإتحاف".
(3)
لم أقف عليه، ولم يذكر له الحافظ الهيثمي في "بغية الباحث" رقم (160)، والبوصيري في "إتحاف الخيرة"(2/ 150)، رقم (1229) إلا الرواية المذكورة عن الواقدي، ولم أقف على أحد عزاه للحارث بن أبي أسامة من غير هذا الوجه، وقد ذكره ابن دقيق العيد في "الإمام"(1/ 388)، وابن الملقن في "البدر المنير"(2/ 17)، وابن حجر في "التلخيص الحبير"(1/ 167) وغيرهم عن الخطيب في "المتفق والمفترق"(1/ 949، ترجمة: 514 - 3) من رواية سعيد بن عفير عن ابن لهيعة، وضعفوه بابن لهيعة، ونقلوا ذلك عن البيهقي في "السنن"(1/ 38).
وتقدم أن ابن لهيعة كان يقرأ كلما دفع إليه، ويتلقن، ولفظه هذا هو لفظ حديث مسلمة بن علي الخشني -متروك- عن معاوية بن يحيى الصدفي -ضعيف- بإسناده، عند تمام في "الفوائد" رقم (248)، فلعل هذا هو أصل حديث ابن لهيعة، وأدخل عليه. والله أعلم.
بل أخرجه ابن خزيمة، وغيره -كأحمد والبزار والبيهقي- من طريق ابن إسحاق، قال: ذكر الزهري عن عروة، بلفظ:"فضل الصلاة التي يستاك لها على الصلاة التي لا يستاك لها سبعين ضعفًا"
(1)
.
وتوقف ابن خزيمة والبيهقي في صحته، خوفًا من أن يكون من تدليسات ابن إسحاق، وأنه لم يسمعه من الزهري، لا سيما وقد قال الإمام أحمد: إنه إذا قال "وذكره" لم يسمعه
(2)
.
وانتُقِد بذلك تصحيحُ الحاكم له، وهو قوله: إنه على شرط مسلم
(3)
،
(1)
أخرجه أحمد (43/ 361)، رقم (26340) -ومن طريقه الحاكم (1/ 145 - 146)، وعنه البيهقي (1/ 38) - والبزار (18/ 146)، رقم (108)، وابن خزيمة (137)، والبيهقي في "الشعب"(4/ 280)، رقم (2519)، من طرق عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن محمد بن إسحاق، قال: ذكر الزهري .. الحديث.
(2)
وبنحوه قال البزار، والدارقطني في "العلل"(14/ 92) وفي "الأفراد" -كما في "أطرافه"(5/ 461)، رقم (6066) - وغيرهم من الأئمة، ونقل الحافظ ابن حجر عن أبي زرعة، قال:"سمع ابن إسحاق هذا الحديث من معاوية بن يحيى الصدفي عن الزهري، فدلسه، والصدفي ضعيف جدًّا". "إتحاف المهرة"(17/ 180)، رقم (22095).
(3)
تعقبه عليه المنذري في "الترغيب"(1/ 102)، رقم (334)، وابن الصلاح في "مشكل الوسيط" -كما في "طرح التثريب" للعراقي (2/ 65) - والنووي في "المجموع"(1/ 268)، وابن دقيق العيد في "الإمام"(1/ 362 - 363)، والعراقي في "طرح التثريب"، وابن الملقن في "البدر المنير"(2/ 15)، والألباني في "الضعيفة"(1503) وغيرهم.
وتعقبهم له بأمرين: أحدهما: أن ابن إسحاق لم يخرج له مسلم في الأصول، بل متابعةً فقط.
والثاني: أنه مدلس، ولم يصرح بالسماع، بل قد نص الإمام أحمد أنه إذا قال:"ذكر، أو قال" فهو تدليس.
وسبقهم إلى تعليله بتدليس ابن إسحاق له أبو زرعة الرازي والبزار والبيهقي وغيرهم، ممن تقدم ذكرهم.
وانتقد البوصيري ["إتحاف الخيرة" (6/ 384)] هذا التعقب بأن ابن إسحاق لم يتفرد به، بل تابعه عليه معاوية بن يحيى الصدفي، وروي عن عائشة رضي الله عنها من غير هذا الوجه. وهذا ليس بشيء، فإن ابن إسحاق دلسه عن معاوية بن يحيى الصدفي هذا، =
ولكن قد رواه معاوية بن يحيى، عن الزهري. أخرجه البزار وأبو يعلى والبيهقي، وجماعة -منهم ابن عدي في "كامله"
(1)
-، وفي معاوية ضعف أيضًا
(2)
. قال البيهقي: "ويقال: إن ابن إسحاق أخذه منه"
(3)
.
= وحديث عائشة رضي الله عنها جميع طرقه واهية لا يصلح شيء منها للاعتبار، كما تقدم بيان أحوالها. والله أعلم.
(1)
أخرجه أبو يعلى (8/ 182)، رقم (4738)، والبزار (18/ 146)، رقم (109)، وابن حبان في "المجروحين"(3/ 5)، وبحشل في "تاريخ واسط"(1/ 179 - 180)، وابن عدي (6/ 399)، وعلي بن عمر الحربي في "الفوائد المنتقاة"(140)، والدارقطني في "العلل"(14/ 92)، رقم (3447)، وتمام (ح 248)، والبيهقي في "الشعب"(4/ 280)، رقم (2519)، والأصبهاني في "الترغيب"(2/ 271)، رقم (1567)، وابن الجوزي في "العلل"(1/ 366)، رقم (550)، من خمس طرق عن معاوية بن يحيى الصدفي به. ومنها طريقان صحيحتا الإسناد إلى معاوية الصدفي، فالآفة منه، وهو ضعيف روى عن الزهري مناكير، وبه ضعفه البزار وابن حبان وابن عدي والدارقطني والبيهقي وغيرهم، وعدوا هذا الحديث من مناكيره. والله أعلم.
(2)
هو: معاوية بن يحيى الصدفي الشامي، نزيل الري: ضعيف جدًّا في رواية الرازيين وغيرهم عنه، روى عن الزهري وغيره مناكير ومقلوبات، وأحاديث أهل الشام عنه مستقيمة، كما قال البخاري وغيره، وتقدمت ترجمته (33، 597). وقال ابن الملقن في "البدر المنير"(2/ 16): "لكن قال البخاري: "أحاديثه عن الزهري مستقيمة؛ كأنها من كتاب، وهذا من حديثه عنه"، وهذا تبع فيه المزي في "تهذيب الكمال" (28/ 222)، رقم (6068)، والذي تبعه عليه الذهبي في "الميزان" (4/ 138)، رقم (8635)، وغيره أيضًا، وهو مقلوب كلام البخاري فيه، والصواب عكسه. والله أعلم.
(3)
السنن الكبرى (2/ 38)، وكذا قال البزار، والدارقطني في "العلل"(14/ 92)، رقم (3447)، ونقله ابن حجر في "إتحاف المهرة"(17/ 181)، رقم (22095) عن أبي زرعة الرازي على الجزم، وذكروا أنهما كانا تزاملا إلى الري في صحابة المهدي. والله أعلم.
قال البيهقي: "وروي من وجه آخر عن عروة عن عائشة، ومن وجه آخر عن عمرة عن عائشة، وكلاهما ضعيف".
قال ابن دقيق في "الإمام"(1/ 365): "أما الرواية عن عروة فمن حديث معاوية بن يحيى الصدفي، .. والوجه الذي أشار إليه هو حديث ابن لهيعة، عن أبي الأسود، وتضعيفه له من جهة ابن لهيعة. والله أعلم". ولم يتطرق لرواية عمرة عن عائشة، ولم أقف عليها. والله تعالى أعلم.
ورواه أبو نعيم من حديث الحميدي عن سفيان عن منصور عن الزهري، ورجاله ثقات
(1)
.
وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن عدي في "كامله"، بلفظ: "صلاة في
(1)
قال ابن الملقن في "البدر المنير"(2/ 17): "رواه أبو نعيم عن أبي بكر الطلحي، ثنا سهل بن المرزبان، عن محمد التميمي الفارسي، ثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، ثنا سفيان. وهذه الطريق أجود الطرق، فمن الحميدي إلى عائشة أئمة ثقات"، وفي "تحفة المحتاج"(1/ 176 - 177)، رقم (63) ساق إسناده من الحميدي فصاعدًا، ثم قال:"وهذا إسناد كل رجاله ثقات"، وهذا الإطلاق فيه نظر، وكلامه في "البدر المنير" أولى، مع نظر فيه أيضًا، لما سيأتي.
وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير"(1/ 167)، رقم (69/ 233):"إسناده إلى ابن عيينة فيه نظر، .. فينظر في إسناده".
وأرى أن إسناده تصحف على ابن الملقن، وتبعه عليه تلميذه ابن حجر حيث اختصر كتابه، وذكره ابن دقيق العيد في "الإمام"(1/ 366) على الصواب، ولكن المحقق عاد فصحَّفَه من كتابي "البدر المنير" و"التلخيص". وذكر السيوطي في "اللآلي"(1/ 120) حديثًا آخر بهذا الإسناد، فقال:"قال أبو نعيم في "الحلية" [(7/ 318)]: حدثنا أبو بكر عبد الله بن يحيى بن معاوية الطلحي -وأفادنيه أبو الحسن الدارقطني- حدثنا سهل بن المرزبان بن محمد أبو الفضل التميمي الفارسي سنة (289 هـ)، حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن منصور عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها، قالت: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما خلق الله العقل قال: أقبِلْ، فأقبل، ثم قال: أدبر، فأدبر، ثم قال: ما خلقت شيئًا أحسن منك، بك آخذ، وبك أعطي .. "، في حديث طويل يشبه أحاديث القصاص".
قال أبو نعيم: "غريب من حديث سفيان ومنصور والزهري، لا أعلم له راويًا عن الحميدي إلا سهلًا، وأراه واهمًا فيه".
قلت: وسهل بن المرزبان المذكور، لم أقف على ترجمةٍ له، ولكنَّ من روى مثل هذين الحديثين بمثل هذا الإسناد لا يكون إلا ساقطًا، وهو جدير بأن يستدرك في الهلكى والمتروكين. والله أعلم.
وأما الراوي عنه فهو أبو بكر عبد الله بن يحيى بن معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله الطلحي القرشي، راوية مسند أبي بكر بن أبي شيبة عن عبيد بن غنام عن ابن أبي شيبة، ورواه عنه أبو نعيم الأصبهاني وغيره، وأخرج له أبو نعيم في "مستخرجه على مسلم"(1/ 114، 193، 203، وغيرها)، ووثقه الحافظ الدولابي. انظر:"تاريخ الإسلام" للذهبي (26/ 210)، وفيات سنة (358 هـ)، "مشيخة القزويني"(1/ 403)، رقم (219).
أثر سواك أفضل من خمس وسبعين ركعة بغير سواك"
(1)
.
وعن ابن عباس عند أبي نعيم في "السواك" له، بلفظ:"لأن أصلي ركعتين بسواك أحب إليَّ من أن أصلي سبعين ركعة بغير سواك"
(2)
، وسنده
(1)
أخرجه ابن عدي (6/ 316) من طريق مسلمة بن علي الخشني، عن سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية حدير بن كريب، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا. وقال: وأبو الزاهرية ما أظنه لقي أبا هريرة.
ومسلمة الخشني متروك، كما تقدم (ح 26)، وتفرد به بهذا الإسناد، وله فيه إسنادان آخران:
أحدهما: من روايته عن معاوية الصدفي عن الزهري عن عروة عن عائشة، وتقدم.
والآخر: من روايته عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(3/ 33).
قال ابن حبان: "تفرد به عن الأوزاعي، وإنما هو عن الأوزاعي عن حسان بن عطية، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: .. "
وهذا المرسل أخرجه ابن أبي شيبة (1814)، وابن شاهين في "الترغيب"(2/ 85)، رقم (510) من طريقي وكيع ومحمد بن يوسف الفريابي، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية مرسلًا.
وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "الصلاة" -كما في "إتحاف المهرة"(17/ 181) - من طريق الأوزاعي عن حسان بن عطية، قال:"ركعتان يركعهما العبد قد استن فيهما، أفضل من سبعين ركعة لم يستن فيهما".
فهذه ثلاثة أوجه عن مسلمة بن عُلَيٍّ في رواية هذا الحديث، تدل على شدة خبطه فيه، وما كان ينبغي للمؤلف السكوت عنه. والله أعلم.
(2)
رواه أبو نعيم في "السواك" -كما في "الإمام"(1/ 366 - 367) - من طريق يزيد بن عبد الله البيسري، عن عبد الله بن أبي الجوزاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه. ويزيد بن عبد الله البيسري أبو خالد القرشي البصري: ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 274 - 275)، وقال:"روى عنه محمد بن أبي بكر المقدمي، مستقيم الحديث، أصله من السند"، وترجم له ابن عدي (7/ 280)، رقم (2176) وذكر له حديثين، أخطأ في أحدهما في صيغة التحديث من "أُخْبِرْتُ" إلى "أخبرني"، والآخر منكر، والعلة فيه من شيخه، وهو متروك، ثم قال:"وليس بمنكر الحديث"، ولذا قال الذهبي في "الميزان" (4/ 432):"أورده ابن عدي ومشاه، فقال: ليس هو بمنكر الحديث"، وقال في "تاريخ الإسلام" (12/ 465 - 466):"تكلم فيه، ولم يترك"، وقال في "المغني" (7121):"مقل، تكلم فيه"، ولم يذكر توثيق ابن حبان في كتبه، واستدركه ابن حجر في "اللسان"(8/ 500 - 501)، رقم (8577)، وسكت عنه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن أبي حاتم (9/ 276)، رقم (1161) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(4/ 275)، رقم (1961)، واكتفى ابن نقطة في "تكملة الإكمال"(1/ 414)، رقم (678)، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه"(1/ 515 - البيسري) بنقل قول ابن عدي، ولم أقف على كلامٍ فيه، إلا قولَ ابن حزم:"لا يدرى من هو"، وعليه قال الحسيني في "الإكمال" (1000):"مجهول"، ولم يتعقبه ابن حجر في "تعجيل المنفعة"(2/ 383)، رقم (1193)؛ لأنه ذهب فيه إلى ترجمة أخرى في "الثقات"(7/ 620) باسم "يزيد أبو خالد" من أهل الكوفة، وذكر أنه غير صاحب الترجمة، ووقف في "اللسان" على الترجمة الأصل فاستدركه على الذهبي، وقد زالت الجهالة بتوثيق ابن حبان وتمشية ابن عدي له، بل وزالت مظنة الجرح أيضًا. والله تعالى أعلم.
وأما عبد الله بن أبي الجوزاء: فلم أقف على ترجمته، ولا على ذكره في كتب الرجال، وليس هو أبا الجوزاء الذي روى الإمام أحمد في "المسند"(21285) من طريقه حديثًا عن أبي بن كعب رضي الله عنه، وحكم الحسيني بجهالته في "الإكمال"(1048)، ونقل ابن حجر في "تعجيل المنفعة"(2/ 430)، رقم (1250) عن الأزدي، أنه قال فيه:"متروك"، ثم ذهب إلى أنه عبد الله بن الفضل - يعني: الهاشمي، من رجال "التهذيب"، بدليل رواية عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"(35/ 208)، رقم (21286)، للحديث نفسه من طريق معارك بن عباد -وهو ابن عبد الله القيسي- عن عبد الله بن الفضل عن عبد الله بن أبي الجوزاء عن أُبَيٍّ رضي الله عنه. وهذا الأمر لا يمكن الركون إليه؛ لأن معارك بن عباد متروك، منكر الحديث -كما في "التاريخ الأوسط"(4/ 678)، رقم (1054) و"الكبير"(8/ 28)، رقم (2039)، و"الكامل"(6/ 451)، رقم (1933) - وروى البخاري -ومن طريقه ابن عدي- عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن معارك بن عباد قال: حدثنا الفضل ابن أبي الجوزاء عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه قوله. فهذا قول آخر في تسمية شيخ معارك، وهو متروك في نفسه.
وكلام الحافظ ابن حجر يوهم أمرًا آخر، وهو أن أبا الجوزاء هو عبد الله بن الفضل، وليس كذلك في رواية معارك، بل عبد الله بن الفضل -والذي سمي في رواية "المسند" الأولى "أبو الفضل"- يروي عن عبد الله بن أبي الجوزاء -والذي سمي في الرواية الأولى:"أبو الجوزاء"- فهما شخصان في هاتين الروايتين، وشخص واحد في رواية البخاري.
وذهب محققو "المسند" إلى أن "أبا الجوزاء" هذا هو أوس بن عبد الله الربعي البصري، ولم يسمع من أُبَيٍّ رضي الله عنه، فيما قاله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 4).
وهناك احتمال آخر، وهو أن يكون تصحف من عبيد الله بن أبي الجوزاء، وهو =
جيد
(1)
. وعن أنس
(2)
، وجابر
(3)
،
= بصري من هذه الطبقة، سكت عنه البخاري في "التاريخ"(5/ 376)، رقم (1200)، وابن أبي حاتم (5/ 311)، رقم (1479) وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 145)، رقم (9392)، فهو في عداد المجهولين أيضًا. والله أعلم.
وبقية رجال الإسناد أئمة ثقات.
(1)
بل ضعيف، فيه راو مجهول، وهو عبد الله بن أبي الجوزاء، كما تقدم بيانه. والله تعالى أعلم.
(2)
أخرجه السلفي في "مشيخة ابن الحطاب الرازي" -كما في "البدر المنير"(2/ 21) - والديلمي (2/ 205/ أ) من طريقين عن عمار بن يزيد البصري عن موسى بن هلال الطويل عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: "صلاة بسواك تعدل أربعمائة صلاة بغير سواك، وخرج أهلها من الذنوب كما تخرج الشعرة من العجين، وإن خرج الدجال فليس له عليهم سبيل". ونسخة موسى بن هلال الطويل عن أنس رضي الله عنه موضوعة، قال ابن حبان: كان يضعها أو وضعت له فحدث بها. ["المجروحين" (2/ 243)]، ويقال له موسى بن عبد الله الطويل أيضًا. كما في "الكامل"(6/ 351)، رقم (1835)، و"اللسان"(8/ 206 - 208)، رقم (8012) وغيرهما، وبه أعله ابن الملقن، ونقل عن الحافظ رشيد الدين العطار، قال:"حديث غريب جدًّا، وفي إسناده نظر".
وكذلك عمار بن يزيد البصري؛ مجهول، لا يعرف، كما في "المغني" للذهبي (4392)، و"اللسان"(6/ 55)، رقم (5553).
وفي كلا الطريقين إليه من يجهل حاله أيضًا. والله أعلم.
(3)
أخرجه أبو نعيم في "السواك" -كما في "الإمام"(1/ 367)، ومن طريقه الديلمي (2/ 149/ ب) - من طريق جعفر بن أحمد عن أحمد بن صالح عن طارق بن عبد الرحمن عن محمد بن عجلان عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه مرفوعًا:"ركعتان بالسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك".
قال المنذري في "الترغيب والترهيب"(1/ 102)، رقم (336):"إسناده حسن"، وليس بحسن، بل تالف، فإن أحمد بن صالح الراوي عن طارق بن عبد الرحمن الأحمسي البجلي هو الشمومي أبو جعفر المكي أحد المشهورين بالوضع، وتقدم له حديث آخر موضوع في الصلاة مع العمامة. انظر:"المجروحين"(1/ 149)، "الثقات"(8/ 26)، "الضعفاء" للدارقطني (57)، "اللسان"(1/ 484 - 485)، رقم (548)، و"الضعيفة" للألباني (5699).
والراوي عنه هو: جعفر بن أحمد بن أبي الشروب الزعفراني البغدادي: ذكره أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(1/ 299)، رقم (519)، بالرواية عن أحمد بن صالح الشُّمومي المكي، وروى من طريقه عن أحمد بن صالح حديثًا موضوعًا، فهو في عداد =
وابن عمر
(1)
،
= المجهولين، كما حققه الألباني في "الضعيفة".
(1)
أخرجه بحشل في "تاريخ واسط"(1/ 234) عن الحسن بن راشد بن عبد ربه بن راشد، عن أبيه، عن نافع مولى عبد الله بن عمر، عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعًا:"صلاة بسواك أفضل من سبعين صلاة بغير سواك".
قال رشيد العطار في "نزهة الناظر"(1/ 56)، رقم (20):"في هذا -يعني: الإسناد- نظر، والحسن بن راشد وأبوه لا أعرفهما، والله عز وجل أعلم"، وقال الألباني في "الصحيحة" (1914):"لم أجد من ذكرهما"، ونقل قريبًا منه عن الضياء في "المختارة"، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 396)، رقم (17702) في حديث آخر بهذا الإسناد:"فيه من لم أعرفهم"، وما فيهم غير معروف إلا هذين، ولكن الإسناد تصحف على الطبراني فرواه في "الأوسط"(4/ 358)، رقم (4427) عن أبي القاسم البغوي، عن الحسن بن علي الواسطي، قال نا أبي علي بن راشد، قال: أخبرني أبي راشد بن عبد الله عن نافع.
وقد خالفه أبو طاهر المخلص والحسن بن عبد الله العسكري وعثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب عن البغوي؛ فرووه عن أبي القاسم البغوي عن الحسن بن راشد بن عبد ربه عن أبيه عن نافع.
وروى الحديث نفسه البيهقي في "الزهد الكبير"(2/ 40)، رقم (535) من طريق أبي جعفر أحمد بن علي الخزاز البغدادي، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن راشد السواق الواسطي، حدثني أبي راشد بن عبدويه [؟ صوابه: عبد ربه،] أنبأنا نافع .. فذكره.
وبهذا الاسم ذكره بحشل في "تاريخ واسط". وراجع "الصحيحة" لتخريج رواية المخلص وغيره.
فهذه تبين أن الحافظ الطبراني وهم في هذا الإسناد وانقلب عليه، فجعله "الحسن بن علي"، وإنما هو: أبو علي الحسن بن راشد بن عبد ربه بن راشد الواسطي. والله تعالى أعلم.
وأخرجه أبو نعيم في "السواك" -كما في "الإمام"(1/ 367) و"البدر المنير"(2/ 19) -، وفيه آفتان:
1 -
فيه سعيد بن سنان أبو مهدي الحمصي؛ وهو واه منكر الحديث، يحدث عن الثقات بالأباطيل، وقال الدارقطني:"كان يتهم بوضع الحديث"، وبه أعله ابن الملقن. وانظر:"الجرح والتعديل"(4/ 28 - 29)، رقم (114)، "الضعفاء" للعقيلي (2/ 107)، رقم (578)، "المجروحين"(1/ 322)، "الكامل"(3/ 359 - 361)، رقم (801)، "سؤالات السلمي"(150)، "التهذيب"(10/ 495 - 498)، رقم (2295). =
وكذا عن أم الدرداء
(1)
، وجبير بن نفير مرسلًا
(2)
-كما بينته في بعض التصانيف
(3)
-، وبعضها يعتضد ببعض
(4)
، ولذا أورده الضياء في "المختارة" من جهة بعض هؤلاء
(5)
.
وقول ابن عبد البر في "التمهيد" عن ابن معين: "إنه حديث باطل"
(6)
، هو بالنسبة لما وقع له من طرقه
(7)
.
= 2 - وفيه أيضًا: محمد بن وهب بن مسلم الدمشقي؛ وهو ذاهب، منكر الحديث.
انظر: "الكامل"(6/ 269)، رقم (1753)، "تاريخ دمشق"(56/ 207 - 208)، رقم (7096)، "المغني"(6070)، "اللسان"(7/ 572)، رقم (7538)، "تهذيب التهذيب"(9/ 447)، رقم (834).
قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (ح
…
/ 234 - 236): "رواه أبو نعيم من حديث ابن عمر وابن عباس وجابر، وأسانيده معلولة"، وهي واهية كلها أجمعُ. والله أعلم.
(1)
لم أقف عليه، وأشار إليه الديلمي (2/ 149/ ب)، وذكر السيوطي في "الجامع الصغير"(4466) أن الدارقطني أخرجه في "الأفراد، ورمز له بالحسن، وكذا حسن إسناده العجلوني في "كشف الخفاء" (1/ 435)، رقم (1399)، والمناوي في "التيسير" (1/ 69)، وفي "فيض القدير" (4/ 48)، ونقل في الأخير عن الهيثمي أنه قال: "رجاله موثقون"، ولعله أراد حديثًا آخر دون هذا المرسل، وما يقتصر السيوطي بتحسينه لا يقل من الضعيف أو الواهي. وأما الألباني فضعفه في "ضعيف الجامع" (3128)، ولم أقف عليه في "أطراف الغرائب" للمقدسي. والله أعلم.
(2)
ذكره الديلمي في "الفردوس"(2/ 391)، رقم (3735) بلفظ:"صلاة بعد سواك أفضل من خمسة وسبعين صلاة بغير سواك"، ولم أقف عليه في مسند ابنه.
(3)
لم أقف عليه.
(4)
كذا قال الحافظ السخاوي رحمه الله، وتبعه عليه غيره، وذهب النجم الغزي إلى أنه إما ضعيف أو حسن لغيره، ولكن ليس في جميع طرقه ما يمكن أن يعوَّل عليه، وكل الطرق منكرة، والأقرب فيه هو حكم ابن معين وغيره بالنكارة والبطلان. والله أعلم.
(5)
لعله ضمن القسم المفقود إلى الآن، والذي يزيد على نصف الكتاب. يسره الله تعالى.
(6)
التمهيد (7/ 200) دون إسناد، ولفظه:"لا يصح له إسناد، وهو باطل".
(7)
بل بالنسبة لما وجد في عصره من الطرق، وتقدم أن جميعها واهية أو منكرة، وأما طريق الحميدي عن ابن عيينة؛ فوضع بعده، من تالف لزم هذا الإسناد الذي هو كالشمس لما رواه من الموضوعات. والله أعلم.
635 - حديث: "صلاةٌ في مسجدي هذا -ولو وسع إلى صنعاء اليمن- بألف صلاة
فيما سواه من المساجد، إلا المسجدَ الحرام".
قال شيخنا: قد مر بي، ولا أستحضر الآن هل هو بلفظه أو بمعناه، ولا في أي الكتب هو
(1)
.
قلت: قد أخرجه ابن شَبَّة في "أخبار المدينة" عن محمد بن يحيى أبي غسان المدني
(2)
، والديلمي في "مسنده" من طريق إسحاق بن موسى الأنصاري
(3)
، كلاهما عن سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري
(4)
، عن أخيه -هو عبد الله بن سعيد
(5)
- عن أبيهما، عن أبي هريرة مرفوعًا، بلفظ:"لو مد مسجدي هذا إلى صنعاء كان مسجدي". وسعد لين الحديث، وأخوه واه جدًّا
(6)
.
(1)
"أجوبة الحافظ ابن حجر على أسئلة بعض تلاميذه"(ص 47) وأعاده مختصرًا في (ص 68)، وذكر في (ص 113 - 115) أنه في "الموضحة" لعبد الملك بن حبيب، وهو كثير الخطإ، ورواياته أكثرها منقطعة أو مرسلة.
(2)
لم أقف عليه في "تاريخ المدينة" لابن شبة، وكذا نقله عنه ابن تيمية في "الرد على الإخنائي"(ص 329)، وابن عبد الهادي في "الصارم المنكي"(ص 138)، وهو محمد بن يحيى بن علي بن عبد الحميد الكناني أبو غسان المدني؛ ثقة، من شيوخ البخاري، لم يُصِب السليماني في تضعيفه. "التقريب"(6390).
(3)
هو: إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى الخطمي، والحديث في مسند الديلمي (3/ 50/ أ).
(4)
هو: سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري المدني أبو سهل، ولا يروي إلا عن أخيه بهذا الإسناد، وأخوه متروك تالف، وهذه نسخة غير محفوظة عن أبي هريرة رضي الله عنه، دائرة بين الموضوعة والمقلوبة والموهومة.
انظر: "الجرح والتعديل"(4/ 85)، رقم (371)، "المجروحين"(1/ 357)، "الكامل"(3/ 353 - 354)، رقم (798)، "التقريب"(2236).
(5)
ابن أبي سعيد المقبري أبو عباد الليثي مولاهم المدني: متروك، وكذبه يحيى القطان وغيره. انظر:"الضعفاء" للبخاري (186)، "الجرح والتعديل"(5/ 71)، رقم (336)، "المجروحين"(2/ 9)، "الكامل"(4/ 162)، رقم (983)، "تهذيب الكمال"(15/ 31 - 35)، رقم (3305)، "التقريب"(3356).
(6)
ومن أجلهما حكم الألباني بضعفه الشديد. "الضعيفة"(973).
ولابن شَبَّة أيضًا؛ عن شيخه أبي غسان، عن محمد بن عثمان -هو ابن ربيعة بن أبي عبد الرحمن
(1)
- عن مصعب بن ثابت
(2)
، عن خباب
(3)
، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يومًا -وهو في مصلاه-:"لو زدنا في مسجدنا"، وأشار بيده نحو القبلة
(4)
.
(1)
حدث عن مالك بخبر منكر، وضعفه الدارقطني. "الميزان"(3/ 643)، رقم (7936)، "اللسان"(7/ 344)، رقم (7160).
(2)
هو: مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي: لين الحديث، وكان عابدًا، من السابعة، مات سنة (157 هـ)، وله (73) سنة. انظر:"الجرح والتعديل"(8/ 304)، رقم (1407)، "الضعفاء" للعقيلي (4/ 196)، رقم (1774)، "المجروحين"(3/ 28 - 29)"الثقات"(7/ 478)"الكامل"(6/ 361)، رقم (1842)"الكاشف"(5461)"التقريب"(6686).
(3)
هو: خباب المدني، صاحب المقصورة؛ تابعي مخضرم، وقيل: له صحبة. "التقريب"(1699).
(4)
لم أقف عليه في "تاريخ المدينة" لابن شبة، ونقله ابن تيمية عنه في "الرد على الأخنائي"(ص 328) كما نقله المؤلف هنا، وقد جاء في إسناده ما يخالف هذا.
وأخرجه ابن النجار في "الدرة الثمينة"(1/ 108) من طريق أبي نعيم الأصبهاني، ثم من طريق الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن بن زبالة عن محمد بن عثمان بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن مصعب بن ثابت عن مسلم بن خباب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومًا -وهو في مصلاه-: "لو زدنا في مسجدنا" وأشار بيده نحو القبلة.
ومسلم بن خباب هذا: هو مسلم بن السائب بن خباب المدني صاحب المقصورة، وينسب إلى جده، عداده في التابعين، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا أيضًا، ووهم من ذكره في الصحابة. قاله أبو حاتم الرازي وابن حبان وغيرهما، وعليه قال الحافظ ابن حجر في "التقريب":"مقبول، من الثالثة". انظر: "الجرح والتعديل"(8/ 184)، "الثقات"(5/ 395)، "التهذيب"(27/ 518)، رقم (5928)، "التقريب"(6629).
والذي من شيوخ مصعب بن ثابت الزبيري، هو محمد بن مسلم بن السائب بن خباب المدني، صاحب المقصورة: سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حجر:"مقبول، من الخامسة، د". انظر: "التاريخ الكبير"(1/ 222)، رقم (695)، "الجرح والتعديل"(8/ 76)، رقم (320)، "الثقات"(5/ 373)، "المؤتلف" للدارقطني (1/ 267)، "التهذيب"(26/ 411)، رقم (5603)، "التقريب"(6292).
وعليه فخباب المذكور في رواية ابن شبة ليس بابن الأرت رضي الله عنه، وإنما هو صاحب المقصورة، والرواية منقطعة في موضعين اثنين؛ بين مصعب وخباب أو ابنه، وبينه =
وهو منقطع
(1)
، مع لين مصعب، ولو ثبت لكان منَزَّلًا منزلة الفعل عند القائل "بأن همَّه صلى الله عليه وسلم كفعله"
(2)
.
وله أيضًا؛ عن أبي عثمان، عن محمد بن إسماعيل -هو ابن أبي فديك- عن ابن أبي ذئب -هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة الفقيه المشهور- عن عمر بن الخطاب، قال: لو مُدَّ مسجد النبي صلى الله عليه وسلم لكان منه
(3)
. وهو معضل
(4)
، ولو ثبت لكان حكمه الرفع، فهو مما لا مجال للرأي فيه
(5)
.
وله أيضًا؛ عن أبي غسان، حدثني عبد العزيز بن عمران -هو المعروف بابن
(6)
أبي ثابت- عن فليح بن سليمان، عن ابن أبي عمرة -وهو إما عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري
(7)
، أو أبوه
(8)
- أنه قال: زاد عمر رضي الله عنه في
= وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما رواية الزبير بن بكار فتشتمل على طامة أخرى، وهي أن شيخه محمد بن الحسن بن زَبَالة المخزومي؛ كذبوه. "التقريب"(5815).
(1)
يعني بين مصعب بن ثابت وهو من أوساط أتباع التابعين، وبين خباب إن كان هو ابن الأرت رضي الله عنه، فربما بينهما إعضال. وأما إن كان الخباب صاحب المقصورة أو حفيده مسلم فالانقطاع في موضعين كما تقدم، وأما إن كان من فوق مصعب هو محمد بن مسلم بن خباب صاحب المقصورة -وتصحف في النسخة- فمرسل معضل، والانقطاع آخر السند فقط. والله أعلم.
(2)
هذه من المسائل المشتركة بين علوم الحديث وأصول الفقه، وفيه يقول ملا علي القاري في "شرح نخبة الفكر" (ص 156) شارحًا لحد علم الحديث:"وقولهم: "ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. " دخل فيه .. وهَمُّه صلى الله عليه وسلم؛ كحديث همه صلى الله عليه وسلم بقلب الرداء في الاستسقاء، فإنه داخل في قسم الفعل، فإن الهم فعل القلب".
(3)
لم أقف عليه كذلك، وهو بإسناده في المصدرين المذكورين.
(4)
يعني بين ابن أبي ذئب، وهو من أتباع التابعين وبين عمر رضي الله عنه.
(5)
بل هي من مجالات الرأي والاجتهاد، كما سيأتي أواخر الحديث، إن شاء الله تعالى.
(6)
في (أ، ز، ز 2): "ثنا ابن"، وفي (عز):"حدثنا ابن"، والتصويب من (ق، زك).
(7)
هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري النجاري المازني: سكت عنه البخاري في "التاريخ"(5/ 136)، رقم (408)، وابن أبي حاتم (5/ 96)، رقم (443)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 45).
(8)
هو: عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري النجاري، قاص المدينة، يقال: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وليست له صحبة، عده أبو حاتم الرازي وابن حبان والدارقطني =
المسجد في شامِيِّه، ثم قال: "لو زدنا فيه حتى نبلغ الجبانة
(1)
كان مسجدَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم"
(2)
. وابن أبي ثابت متروك الحديث.
وبالجملة فليس فيها ما تقوم به الحجة، بل ولا تقوم بمجموعها، ولذا صحح النووي اختصاص التضعيف بمسجده الشريف -عملًا بالإشارة في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة:"صلاة في مسجدي هذا خير من ألْف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام"، والمرويِّ في مسلم عن ابن عمر أيضًا- دون ما زيد فيه
(3)
.
وأما قول أبي هريرة إن صح -لأنه عند ابن شبة، والديلمي بالسند الأول
(4)
-: "والله لو مد هذا المسجد إلى باب داري ما عدوت أن أصلي
= وغيرهم من التابعين، وقال الذهبي:"ثقة، مشهور. ع".
وانظر: "الجرح والتعديل"(5/ 273)، رقم (1297)، "العلل" للرازي (1927)، وللدارقطني (8/ 101)، "الثقات"(5/ 91)، "تهذيب الكمال"(17/ 318 - 321)، رقم (3920)، "الكاشف"(3280)، "التقريب"(3969).
(1)
في (عز): "يبلغ الجبانة".
(2)
لم أقف عليه عند ابن شبة، وبمثله ذكره ابن تيمية في "الرد على الأخنائي"(330).
(3)
انظر: "شرح النووي على مسلم"(9/ 166)، رقم (1394)، ونقله عنه ابن حجر في "الفتح"(3/ 66)، رقم (1133)، ولم يتعقبه، والتعميم أقرب، حيث يشملها جميعًا مسمى "المسجد النبوي" بلا خلاف، وأما اسم الإشارة فلم يكن مقصودًا بذاته منه صلى الله عليه وسلم حتى يستمسك به، وإنما عرضًا للتوكيد. واستدل له ابن تيمية بزيادة النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد بعد خيبر، وبعمل الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، إذ زاد فيه عمر وعثمان بإجماعٍ من الصحابة رضي الله عنهم قبلي المسجد، حيث يقف الإمام والصفوف الأول، وما كانوا ليتركوا الفضل إلى مفضول بهذه الدرجة، وقال:"وهذا هو الذي يدل عليه كلام الأئمة المتقدمين وعملهم، .. وما بلغني عن أحد من السلف خلاف هذا، لكن رأيت بعض المتأخرين قد ذكر أن الزيادة ليست من مسجده، وما علمت لمن ذكر ذلك سلفًا من العلماء". "الرد على الإخنائي"[(ص 328، 331)]، وعنه في "الصارم المنكي"[(138)] ".
وأما تعقب من تعقب النووي مستدلًا بأحاديث الباب الواهية؛ كالسيوطي في "الديباج شرح صحيح مسلم"(3/ 428) فليس بشيءٍ، لوهاء هذه الأحاديث، حتى قال ابن عابدين الحنفي -كما في "مرعاة المفاتيح" للمباركفوري (2/ 389) -: قد اشتد ضعف طرقه، فلا يعمل به في فضائل الأعمال. والله أعلم.
(4)
يعني من طريق سعد بن سعيد المقبري عن أخيه، تتمة للمرفوع، وذاك إسناد واه جدًّا.
ب] فيه"، فمحتمل لاقتصاره على الصلاة في مسجده الشريف دون الزائد
(1)
، لاختصاصه بالتمييز بلا شك، ويحتمل أن الضمير في "فيه" لباب داره، ولكنه بعيد، وعلى كل حال فليس بثابت أيضًا.
636 - حديث: "صلاة في مسجد قباء كعمرة".
الترمذي -وقال: حسن غريب- وابن ماجه، والبيهقي؛ عن أسيد بن ظهير
(2)
.
(1)
أي: دون ما زيد في المسجد الأصل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2)
أخرجه الترمذي (324)، وابن أبي شيبة (7610، 33191) -وعنه ابن ماجه (1411)، وابن سعد (1/ 245)، رقم (55)، وابن أبي خيثمة في "التاريخ"(1/ 72)، رقم (152)، وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3/ 492)، رقم (1989) وغيرهم- وأخرجه كذلك وأبو يعلى (7172)، والطوسي (304)، وابن خزيمة (3112 - عن إتحاف المهرة 1/ 375)، رقم (271)، وعنه أبو أحمد الحاكم في "الكنى"(2/ 94، رقم 466، و 2/ 418، رقم 961) - والبغوي في "معجم الصحابة"(1/ 114)، رقم (83)، والطبراني في "الكبير"(1/ 210)، رقم (570)، والحاكم (1/ 486) - وعنه البيهقي (5/ 248) وفي "الصغير"(2/ 212)، رقم (1377) - وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1/ 262)، رقم (890)، والضياء (1472 - 1474) وآخرون، من طرق عن أبي أسامة الكوفي، وابن شبة (1/ 32)، رقم (132) من طريق علي بن ثابت، كلاهما: عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبي الأبرد مولى بني خطمة، أنه سمع أسيد بن ظهير الأنصاري -وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الترمذي: "حسن غريب، ولا نعرف لأسيد بن ظهير شيئًا يصح غير هذا الحديث، ولا نعرفه إلا من حديث أبي أسامة عن عبد الحميد بن جعفر"، وقال ابن خزيمة:"أبو الأبرد: لست أعرفه بعدالة ولا جرح"، وقال أبو أحمد:"قال أبو بكر -عقب هذا الحديث-: كان محمد بن يحيى يفكر أن يكون أسيد بن ظهير له صحبة"؛ أي: كان لديه نظر في ثبوت صحبته. وقال الحاكم: "صحيح الإسناد، إلا أن أبا الأبرد مجهول"، ونقل مغلطاي عنه في "إكمال التهذيب" (2/ 230) أنه قال:"أسيد ابن ظهير ابن أخي رافع لا تصح صحبته، في إسناده أبو الأبرد، وهو مجهول"، وقال الذهبي في "الميزان"(2/ 96)، رقم (2980):"صحح له الترمذي حديثه هذا، وهو حديث منكر، روى عنه عبد الحميد بن جعفر فقط"، فأبو الأبرد هذا مجهول، لم يوثقه غير ابن حبان ذكرًا في "الثقات"(5/ 580)، وعليه قال الذهبي: وثق ["الكاشف" (1715)]، وقال ابن حجر: مقبول ["التقريب" (2109)]، وقد ترجم له جمع من الأئمة بلا جرح أو تعديل. انظر:"التاريخ الكبير"(9/ 8)، رقم (48) =
والنسائي عن سهل بن حنيف، بلفظ:"من خرج حتى يأتي هذا المسجد مسجدَ قباء فيصلي فيه كان له كعدل عمرة"
(1)
.
= "الكنى" لمسلم (272)، ولأبي أحمد "الحاكم"(2/ 94)، رقم (466)، و"الجرح والتعديل"(9/ 336)، رقم (1487) و"فتح الباب"(1/ 103)، رقم (631).
وأسيد بن ظهير هذا إن كان ابن أخي رافع بن خديج -كما قال الحاكم وغيره- فلا تثبت له صحبة، ولا تثبت له رواية من وجه يصح، وإن كان ابن عم رافع بن خديج كما ذهب إليه البخاري (2/ 48)، رقم (1641، 1642)، وابن أبي حاتم (2/ 310 - 311)، رقم (1164 - 1165)، وابن حبان (3/ 7)، رقم (16)، (4/ 55)، وغيرهم، وفرقوا بينهما، فهو صحابي استصغر يوم أحد، وأول مشاهده الخندق، كما في "الثقات"(1/ 224)، ولا يصح لأي منهما حديث. والله أعلم.
وجمع بينهما المزي ومغلطاي وابن حجر، والتفريق أصوب. والله أعلم.
وعلى كلٍّ فالحديث فيه ذاك المجهول، ولكن له شواهد يتقوى بها إلى درجة الحسن، ومن أجلها صححه الألباني وغيره. انظر:"الصحيحة"(3446).
(1)
أخرجه النسائي (698)، وفي "الكبرى"(779)، وابن ماجه (1412)، وأحمد (25/ 358 - 359)، رقم (15981 - 15982)، والبخاري في "التاريخ"(1/ 96)، وابن أبي خيثمة (1/ 265)، رقم (924)، والطبراني في "الكبير"(6/ 74 - 75)، رقم (5558، 5559، 5561، 5562)، والحاكم (3/ 12) - وعنه البيهقي في "شعب الإيمان"(6/ 69)، رقم (3893) - وغيرهم؛ من طرق عن محمد بن سليمان الحزامي الكرماني، قال: سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف قال: قال أبي: .. الحديث. وصحح إسناده الحاكم ولم يتعقبه الذهبي في "تلخيصه"، وكذا أقره العراقي في "المغني"(1/ 208)، رقم (822)، والألباني في "الثمر المستطاب"(1/ 570).
والكرماني هو: محمد بن سليمان بن سلمان المدني القبائي الكرماني، سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وخرج له في "الصحيح"، واعتبره الألباني في مرتبة الصدوق -لرواية ستة من الثقات عنه مع توثيق ابن حبان له، وتصحيح الحاكم والذهبي والعراقي لإسناده وحديثه- وذكر ابن المبرد توثيق الإمام أحمد له، وقال ابن حجر:"مقبول، من السادسة".
انظر: "التاريخ الكبير"(1/ 96)، رقم (266)، "الجرح والتعديل"(7/ 267)، رقم (1456)، "الثقات"(7/ 372)، "بحر الدم" لابن المبرد (1/ 137)، رقم (900)، "تهذيب الكمال"(25/ 305 - 306)، رقم (5260)، "تهذيب التهذيب"(9/ 177 - 178)، رقم (313)، "التقريب"(5928).
وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 373)، رقم (7611)، (12/ 210)، رقم (33192)، وفي "المسند"(55) - وعنه عبد بن حميد (469)، وعمر بن شبة (1/ 32)، رقم (130)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ومن طريقه أيضًا الطبراني في "الكبير"(6/ 75)، رقم (5560) وغيره - والعقيلي (4/ 449) من طريقي عبد الله بن نمير وزيد بن حباب، عن موسى بن عبيدة الربذي، عن يوسف بن طهمان، عن أبي أمامة بن سهل، عن أبيه سهل بن حنيف، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من توضأ فأحسن وضوءه، ثم جاء مسجد قباء فركع فيه أربع ركعات؛ كان ذلك عدل عمرة".
وأخرجه البخاري في "التاريخ"(8/ 378 - 379) من طريق يعقوب بن محمد، عن إسمعيل بن المعلى ابن إسماعيل الأنصاري، عن يوسف بن طهمان به، بلفظ:"من خرج على طُهرٍ لا يريد إلا مسجد قباء ليصلى فيه؛ كان بمنزلة عمرة، ومن خرج على طُهرٍ لا يريد إلا مسجدي هذا -يريد مسجد المدينة- ليصلِّيَ فيه كان بمنزلة حجة".
وذكره البخاري عن محمد بن رافع، عن زيد بن حباب، عن موسى بن عبيدة، عن يوسف بن طهمان، عن أبي أمامة -بن سهل بن حنيف- عن النبي صلى الله عليه وسلم-مرسلًا.
وعن زيد -ابن حباب- عن عبيد بن محصن الأزدي، سمع أبا أمامة بن سهل، عن أبيه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مُحالًا على متن الحديث الأول بقوله:"مثله".
ولابن شبة (1/ 32)، رقم (131) عن أبي عاصم، عن عتبة بن أبي ميسرة، قال: سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف، يقول: سمعت رجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، نحو حديث البخاري.
والحديث من طريق يوسف بن طهمان فيه علتان:
أولًا: موسى بن عبيدة الربذي المدني: ضعيف جدًّا، وتركه بعضهم، وكان صالحًا من العباد أهل الورع، صدوق اللسان، إلا أنه لغفلته عن حفظ الحديث وإتقانه كثر غلطه والمناكير في حديثه من روايته عن الثقات، فضعفوه جدًّا، وحكم أحمد والبخاري وأبو زرعة وأبو حاتم والساجي وغيرهم بنكارة حديثه، حتى قال أحمد:""منكر الحديث"، "لا يشتغل به"، "لا تحل الرواية عنه""، ومنهم من ضعفه مطلقًا، وهو محمول على الضعف الشديد المفسر، ومشاه أو وثقه البعض، والأول أرجح. والله أعلم.
انظر: "العلل" لأحمد (2606، 4889)، "سؤالات ابن أبي شيبة"(145)، "الضعفاء" للبخاري (345)، وللعقيلي (4/ 160 - 162)، رقم (1732)، وللدارقطني (518)، "الجرح والتعديل"(8/ 151 - 152)، رقم (686)، "ترتيب علل الترمذي"(1/ 101)، رقم (172)، (1/ 239)، رقم (432)، "المجروحين"(2/ 234 - 237)، "الكامل"(6/ 333 - 336)، رقم (1813)، "سؤالات الحاكم"(265)، "تهذيب الكمال"(/ 104 - 114)، رقم (6280)، "المغني"(6509)، "الميزان"(4/ 213)، رقم (8895)، "التقريب"(6989). =
وابن حبان في صحيحه عن ابن عمر بلفظ: "من صلى فيه كان كعدل عمرة"
(1)
.
= وأما متابِعه عند البخاري، وهو إسماعيل بن معلى بن إسماعيل الزرقي الأنصاري: فمجهول، كما قال الذهبي، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 89)، وانظر:"المغني"(722)، "اللسان"(2/ 177)، رقم (1247)، والراوي عنه يعقوب بن محمد الزهري متروك يتهم، كما تقدم، وزاد فيه بما لا يتابع عليه من وجه.
والعلة الثانية: يوسف بن طهمان شيخ الربذي فيه جهالة، ليس له إلا حديثان، أحدهما هذا من رواية موسى بن عبيدة هذا، والآخر حديث موضوع من رواية عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب التيمي القرشي المدني عنه، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا:"لا يجاوز إيمان البربري حنجرته"، وهو الحديث الذي قال البخاري:"لا يتابع عليه"، وبه نقله عنه ابن عدي أيضًا (7/ 169)، بينما جعله العقيلي عنه في حديثنا هذا، وابن موهب هذا من رجال "تهذيب التهذيب"، ضعفه ابن عيينة وابن معين والنسائي وابن عدي وابن حجر وغيرهم، وتفرد العجلي بتوثيقه، وابن حبان بذكره في "الثقات"، ولم يعتد بقوليهما. انظر:"تهذيب التهذيب"(7/ 27 - 27)، رقم (58)، "التقريب"(4314).
ولذلك وهاه الذهبي ["المغني" (7240)، "الميزان" (4/ 467 - 468)، رقم (9873)]، وأقره ابن حجر ["اللسان" (8/ 560)، رقم (8694)]، وأعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 683)، رقم (5899)، والبوصيري في "إتحاف الخيرة"(3/ 263)، رقم (2707)، وابن حجر في "المطالب العالية"(7/ 161)، رقم (1325) بموسى الربذي وحده، وإن كان الذهبي أعله به وابن طهمان معًا.
وأما رواية ابن شبة عن أبي عاصم: ففيها عتبة بن أبي ميسرة؛ لم أقف له على ترجمة.
وأما طريق البخاري الأخير: ففيه عبيد بن محصن الأزدي؛ ولم أقف على ترجمته.
ولعل هذه الطرق تقوي بعضها البعض، فتبلغ درجة الحسن. والله أعلم.
(1)
أخرجه ابن حبان (4/ 507)، رقم (1627) من طريق عاصم بن سويد، حدثني داود بن إسماعيل الأنصاري، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه شهد جنازة بالأوساط في دار سعد بن عبادة، فأقبل ماشيًا إلى بني عمرو بن عوف بفناء بني الحارث بن الخزرج، فقيل له: أين تؤم يا أبا عبد الرحمن؟ قال أؤم هذا المسجد في بني عمرو بن عوف، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: .. فذكره.
وهذا الحديث فيه علتان:
1 -
داود بن إسماعيل الأنصاري: هو ابن مجمع الأنصاري، سكت عنه البخاري (3/ 231)، رقم (777)، وابن أبي حاتم (3/ 406)، رقم (1862)، وكرر ابن حبان =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ذكره في "الثقات"(4/ 217 - مكررًا، 282) ثلاثًا، وهذا يدل على عدم معرفته به، وإنما أورده من باب توثيقه للمجاهيل. والله أعلم.
2 -
عاصم بن سويد: هو ابن عامر بن يزيد بن جارية الأنصاري، إمام مسجد قباء؛ قال ابن معين:"لا أعرفه"، قال ابن عدي:"إنما لم يعرفه لأنه قليل الرواية جدًّا، ولعل جميع ما يرويه لا يبلغ خمسة أحاديث"، قال أبو حاتم الرازي:"شيخ محله الصدق، روى حديثين منكرين"، وأنكر له ابن عدي حديثًا ثالثًا، ووافقه الذهبي عليه في "الميزان"، فمن ينكر بثلاثة أحاديث في خمسة ليس في حد الصدوق، بل ضعيف جدًا، وربما يعتبر به فيما وافق الثقات، وعليه قال الحافظ:"مقبول"، وضعف الألباني حديثًا له في "الثمر المستطاب"(1/ 570) في بناء مسجد قباء، مع استنكاره لمتنه، والله أعلم. انظر:"الجرح والتعديل"(6/ 344)، رقم (1903)، "الثقات"(7/ 259)، "الكامل"(5/ 239 - 240)، رقم (1387)"تهذيب الكمال"(13/ 491 - 492)، رقم (3009)، "الكاشف"(2502)، "الميزان"(2/ 352)، رقم (4048)، "التقريب"(3061).
وأخرج ابن أبي شيبة (7613) عن أبي خالد سليمان بن حيان، عن سعد بن إسحاق -هو ابن كعب بن عجرة- عن سليط بن سعد، قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول: "من خرج يريد قباء لا يريد غيره، فصلى فيه كانت عمرة". وهذا موقوف، فإن صح فله حكم الرفع، وقد جاء موصولًا من وجه لا يعتد به، أخرجه العقيلي (1/ 220)، رقم (269) من طريق الذهلي، ثم من طريق الحارث بن أفلح المديني، عن داود بن إسماعيل، عن نوح بن أبي بلال، عن سعد بن أبي إسحاق -قال الذهلي: هو عندي "ابن إسحاق"- عن سليط بن سعد، عن ابن عمر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلى في هذا المسجد -يعنى مسجد قباء- كان له عدل عمرة". قال الذهبي: "هذا لا يصح".
وفيه علتان، ذكرهما العقيلي:
1 -
ضعف الحارث بن أفلح المدني: وقال ابن معين: "ليس بشيء"، وعنه أيضًا:"لم يكن بثقة"، وذكره الساجي في "الضعفاء"، وذكر ابن أبي حاتم أنه روى عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، وعنه علي بن الحسين ابن الجنيد، وقال فيه:"الثقة الرضا"، ويظهر -والله أعلم- أنه آخر متأخر غير من وهاه ابن معين ومن تبعه. انظر:"تاريخ الدوري"(4/ 393)، رقم (4946)، "الجرح والتعديل"(3/ 69)، رقم (317)، "الضعفاء" للعقيلي (1/ 220)، رقم (269)، "الكامل"(2/ 194)، رقم (378)، "اللسان"(2/ 510)، رقم (2020).
2 -
والعلة الأخرى: جهالة شيخه داود بن إسماعيل: قال العقيلي (1/ 220): ليس بالمعروف بالنقل. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وخولفا عليه ممن هو أوثق، وذلك فيما رواه الطبراني في "الكبير"(6/ 74)، رقم (5559) من طريق عمر بن علي، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن محمد بن سليمان الكرماني، قال سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يحدث عن أبيه رضي الله عنه.
وعمر بن علي: هو ابن مقدم المقدمي، وهو ثقة، إلا أنه وسمه ابن معين والإمام أحمد وغيرهما بالتدليس، بل وأسوأ أنواعه، فقال الإمام أحمد:"كان يدلس، يقول: "حجاج سمعته"؛ يعني: حديثًا آخر، كذا كان يدلس"["العلل" رقم (3933 - 3935)]، وقال أبو حاتم الرازي:"لولا تدليسه لحكمنا له إذا جاء بزيادة، غير أنا نخاف بأن يكون أخذ عن غير ثقة". "الجرح والتعديل"(6/ 125).
والمقدمي وإن كانت روايته هنا معنعنة، فإنه توبع عليه متابعات قاصرة عن الكرماني، وعن أبي أمامة بن سهل رضي الله عنهما، فروايته لا يدانيها ما أتى به بعض المتروكين.
وأخرجه العقيلي من طريق يعقوب بن محمد الزهري، عن إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، قال: حدثنا نوح بن أبي بلال، عن ابن عمر رضي الله عنهما مثله.
وإسحاق بن إبراهيم بن نسطاس: ضعيف مع قلة حديثه، وضعفه البخاري جدًّا، فقال:"فيه نظر"، وقال في موضع آخر:"في حديثه نظر"، وفي موضع آخر:"منكر الحديث"، وقال الذهبي:"واه".
انظر: "التاريخ الكبير" للبخاري (1/ 380)، رقم (1211)، و"الضعفاء" له (23)، وللنسائي (45)، والعقيلي (1/ 98)، رقم (114)، والدارقطني (95)، "الجرح والتعديل"(2/ 206)، رقم (702)، "المجروحين"(1/ 134)، "الكامل"(1/ 334)، رقم (158)، "المغني"(531)، "المقتنى"(2/ 157)، رقم (6814)، "الميزان"(1/ 178 - 179)، رقم (722)، "تاريخ الإسلام"(11/ 33)، "التحفة اللطيفة"(1/ 113).
ويعقوب بن محمد بن عيسى الزهري: متروك يتهم، كما تقدم، وقد أسقط راويين من الإسناد، فإنه كما تقدم يرويه نوح بن أبي بلال؛ عن سعد بن إسحاق عن سليط بن سعد عن ابن عمر رضي الله عنه، وليس بمحفوظ أيضًا، والمحفوظ ما رواه عمر المقدمي عن سعد عن الكرماني عن أبي أمامة بن سهل عن أبيه رضي الله عنه، وعليه لينه العقيلي من الوجهين.
والخلاصة أن حديث ابن عمر رضي الله عنه هذا غير محفوظ بطريقيه، والمحفوظ عن ابن عمر رضي الله عنهما ما أشار إليه العقيلي من إتيانه مسجد قباء راكبًا وماشيًا، وروايته عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو متفق عليه (ح: 1193، 1194، 7326، م: 1399) وغيرهما. والله أعلم.
وفي الباب أيضًا عن أبي أمامة
(1)
، وآخرين
(2)
.
والحديث عند الحاكم في صحيحه
(3)
كما بينته موضحًا في موضع
(1)
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد"(9/ 344)، رقم (4893) عن أبي أمامة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج عامدًا إلى مسجد قباء لا ينزعه إلا الصلاة فيه، فصلى فيه ركعتين، كانتا عدل عمرة". ورجاله ثقات محتج بهم، إلا شيخ شيخ الخطيب؛ صاحب بن حاتم الفرغاني، فقال الخطيب:"قدم بغداد حاجًّا وحدث بها"، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم أقف له على متابعة لهذا الإسناد، ولا يعتد بتفرد أمثاله من المجهولين بمثل هذا الإسناد الذي هو كالشمس، فهو إسناد منكر. والله أعلم.
(2)
نحو أبي هريرة، وكعب بن عجرة رضي الله عنهما.
أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه: فذكره البخاري في "التاريخ"(8/ 378 - 379) عن محمد بن رافع عن زيد بن حباب عن محمد بن سليمان الكرماني المدني سمع أبا هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله؛ يعني: مثل حديث سهل بن حنيف رضي الله عنه. والكرماني تقدمت ترجمته، والناس يروون هذا الحديث عنه عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه رضي الله عنه، كما تقدم، وبه رواه غير محمد بن رافع عن زيد بن حباب، فالظاهر أن زيد بن حباب وهم في هذا الإسناد، وله غير إسناد لهذا الحديث، مما قد يوحي باضطرابه فيه، وإن كان مكثرًا، فالأقرب أنه يتوهم في هذا الإسناد. والله أعلم.
وأما حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه: فأخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 146)، رقم (319) من طريق يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي عن أبيه عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده، مرفوعًا:"من توضأ فأسبغ الوضوء ثم عمد إلى مسجد قباء لا يريد غيره ولم يحمله على الغدو إلا الصلاة في مسجد قباء فصلى فيه أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بأم القرآن كان له مثل أجر المعتمر إلى بيت الله". وهذا غير محفوظ أيضًا، ويحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي ضعيف، ولا يروي إلا عن أبيه، وأبوه ضعيف جدًّا، منكر الحديث، لا يستقيم لهما حديث، وتقدمت ترجمتهما (ح 163).
وتقدم عن سعد بن إسحاق عن الكرماني عن أبي أمامة بن سهل عن أبيه من وجه صحيح.
(3)
هو عنده من حديث أسيد بن ظهير، وسهل بن حنيف رضي الله عنهم، كما تقدم عند تخريج حديثيهما.
والحديث جميع طرقه فيها لين، وأحاديث أبي هريرة وكعب بن عجرة وابن عمر وأبي أمامة رضي الله عنهم منكرة الأسانيد، والمعروف فيه حديث سهل بن حنيف وأسيد بن =
آخر
(1)
.
637 - حديث: "صلاة النهار عجماء"
(2)
.
قال النووي -في الكلام على الجهر بالقراءة من "شرح المهذب"-: "إنه باطل لا أصل له"
(3)
. وكذا قال الدارقطني: "لم يُرْوَ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من قول بعض الفقهاء"
(4)
. حكاه الروياني
(5)
في "البحر"، وقال:"المراد به معظم الصلوات، ولهذا يجهر في الجمعة والعيد"
(6)
. وذكر غيره أنه من كلام الحسن البصري
(7)
.
= ظهير رضي الله عنهم، وفي كليهما ضعف، ولعلها تتعاضد بمجموعها إلى درجة الحسن، وقد استنكرهما العقيلي والذهبي وغيرهما. والله أعلم.
(1)
لم أقف على هذا التحرير في المتوفر من مؤلفات السخاوي.
(2)
بفتح العين وسكون الجيم، على وزن "فعلاء"؛ أي: سرية، لا يجهر فيها بالقراءة.
انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد، "المقاييس"(715)، "القاموس المحيط"(1466).
(3)
المجموع (3/ 389)، وفي "خلاصة الأحكام" له (1/ 394)، رقم (1243):"عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه: "من جهر بالقراءة في صلاة النهار فارموه بالبعر، ويقول: إن صلاة النهار عجماء" باطل لا أصل له".
(4)
نقله النووي في "المجموع"(3/ 46 - دار الفكر)، وابن رجب في "فتح الباري"(4/ 481 - 482)، ونقلاً عن الشيخ أبي حامد الإسفراييني أنه سأل الدارقطني عن هذه الرواية، فقال:"لا أعرفه عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيحًا ولا فاسدًا"، وبه حكم الزيلعي في "نصب الراية"(2/ 1، 2) -وعنه ابن الهمام في "شرح فتح القدير"(1/ 326) -، حيث قال:"غريب"، وذا رسمهما فيما لا أصل له. وقال ابن حجر: لم أجده ["الدراية" (193)]، وأبطله العيني في "شرح أبي داود"(3/ 461) وغيره، وقال ابن رجب: كثير من العلماء جعله مرفوعًا، منهم ابن عبد البر وابن الجوزي، ولا أصل له. "فتح الباري"(4/ 481).
(5)
عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد بن أحمد أبو المحاسن الروياني الطبري الشافعي.
(6)
"بحر المذهب"(الصلاة، المواقيت، مسألة: لا أذان إلا بعد دخول الوقت .. ، بيان وقت صلاة الفجر، 2/ 24)، ولم يذكر العيد، وما نقله المؤلف فإلى عبارة "المجموع" للنووي (3/ 46) أقرب، ونحوه قول العمراني في "البيان في مذهب الشافعي"(2/ 34)، وذكر أنه إنما روي عن بعض التابعين.
(7)
قاله أبو عبيد في "الغريب"(1/ 282 - جبر) وعنه الزمخشري في "الفائق" (2/ 395 - =
بل هو عند أبي عبيد في "فضائل القرآن" من قول أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود
(1)
.
وكذا أخرجه عبد الرزاق من قوله
(2)
، ومن قول مجاهد
(3)
موقوفًا عليهما.
ولابن أبي شيبة في "مصنفه" عن يحيى بن أبي كثير، أنهم قالوا: يا رسول الله! إن ههنا قومًا يجهرون بالقراءة بالنهار!! فقال: "ارموهم بالبَعْر"
(4)
، وهذا مرسل.
= عجم)، وابن الأثير في "النهاية"(3/ 411 - عجم)، وهذا دون إسناد.
وأسنده عبد الرزاق (2/ 493)، رقم (4199) عن الحسن، قال:"صلاة النهار عجماء لا يرفع بها الصوت، إلا الجمعة والصبح وما يرفع فيها"، وروى ابن أبي شيبة (3684) من وجه آخر عنه:"صلاة النهار عجماء، وصلاة الليل تسمع أذنيك"، وكلا الإسنادين إلى الحسن صحيح.
(1)
أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(205)، وعبد الرزاق (4201، 4202)، وابن أبي شيبة (3685)، نحو لفظ ابن أبي شيبة عن الحسن، قاله لرجل صلى إلى جنبِه فجهر بالقراءة. وإسناده صحيح.
(2)
تقدم آنفًا.
(3)
المصنف (2/ 493)، رقم (4200) عن ابن جريج قال: قال مجاهد. وابن جريج مدلس، ولم يثبت سماعه عن مجاهد. وفيه عن ابن سيرين عند أبي عبيد في "فضائل القرآن"(208)، وابن أبي شيبة (3682، 3683)، وعن ابن سيرين عن عبيدة عند ابن أبي شيبة (3677)، بأسانيد صحيحة.
(4)
رواه ابن أبي شيبة (3689)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن"(203)، وهو صحيح الإسناد إلى يحيى بن أبي كثير، ومراسيل يحيى بن أبي كثير شبه الريح، كما قال القطان وابن المديني، كان يحدث بكل شيء، من كتب وقعت بيده لا يدرى أصحابها. وانظر:"تاريخ ابن أبي خيثمة" - السفر الثالث (1/ 342)، رقم (1271)، "التاريخ" للمقدمي (992)، "الضعفاء" للعقيلي (4/ 423)، رقم (2051). وبه أعله ابن رجب في "فتح الباري"(4/ 482)، والألباني في "الضعيفة"(5328)، وقال:"لا أصل له بهذا اللفظ، وهذا إسناد معضل؛ فإن يحيى بن أبي كثير يروي عن أبي هريرة وغيره بالواسطة، فقد سقط من الإسناد رجلان"؛ يعني: على الأقل.
وأخرجه أبو عبيد أيضًا: عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن عمر بن عبد العزيز، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. وهذا تفرد به معاوية بن صالح بن حدير الحضرمي الحمصي، وهو صدوق له أوهام، وأفراد وغرائب مما أنكر عليه، كما في "تهذيب الكمال"(28/ 186 - 194)، رقم (6058)، و"التقريب"(6762)، ثم تفرد به عنه =
وقد رواه ابن شاهين مسندًا عن أبي هريرة
(1)
.
= عبد الله بن صالح -كاتب الليث-؛ ولا يحتج بما يتفرد به مما ينكر، وهذا متن منكر، فلعله مما أدخل عليه من غير حديثه. وهو مع ذلك مرسل كالأول، وقد أخرج ابن أبي شيبة (3688) عن ابن عون، أن عمر بن عبد العزيز صلى فرفع صوته، فأرسل إليه سعيد، أفَتَّان أنت أيها الرجل. وإسناده جيد، إلا أنه منقطع فيما بين ابن عون وسعيد بن المسيب، فإنه لم يلق سعيدًا ولا عمر بن عبد العزيز، وأكبر شيوخه بالمدينة سالم والقاسم، فمن تأخرت وفاتهم إلى ما بعد سنة (105 هـ)، فروايته فيها إرسالٌ مَّا، إلا أنه أقوى من الأول.
هذا وصح مرفوعًا ما يؤيد أن الإسرار في صلاة النهار هو الأصل، كما سيشير إلى بعضها المؤلف، ولكن ليس فيها المنع عن الجهر قطعًا، وصح عند ابن أبي شيبة (3681) وأبي عبيد في "فضائل القرآن"(204) عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه رأى رجلًا يجهر بالقراءة نهارًا، فدعاه، فقال:"إن صلاة النهار لا يجهر فيها، فأَسِرَّ قراءتَك". ولابن أبي شيبة نحوه بإسناد صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه فعلَه (3679).
ولأبي عبيد في "فضائل القرآن"(202)، وابن سعد (4/ 190) -بإسناد رجاله ثقات- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: سمع رسول صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة يقرأ في المسجد، يجهر بقرائته في صلاة النهار، فقال:"يا ابن حذافة، سمِّعِ الله ولا تسمعنا". وإسناده صحيح إلى أبي سلمة، إلا أنه منقطع بينه وبين عبد الله بن حذافة رضي الله عنه، كما في "تهذيب الكمال"(14/ 411 - 413)، رقم (3223)، وابن حذافة رضي الله عنه توفي في خلافة عثمان رضي الله عنه، وأبو سلمة ولد في آخر عهد عمر رضي الله عنه، أو أوائل عهد عثمان رضي الله عنه، وروايته عن أبيه وعثمان وطلحة وغيرهم رضي الله عنهم مرسلة، كما في "تهذيب التهذيب"(12/ 117)، فعن ابن حذافة رضي الله عنه أولى بالإرسال. والله أعلم. وهو عند عبد الرزاق (2/ 494)، رقم (4207) عن معمر عن الزهري مرسلًا نحوه. وهذا يحتمل أن يكون الزهري أخذه من أبي سلمة، ويحتمل غيره أيضًا، ومجموع هذه الروايات تقوي بعضها بعضًا. والله أعلم.
(1)
لم أقف عليه مسندًا، وقال العيني في "عمدة القاري" (9/ 126):"رواه ابن شاهين بسند فيه كلام". وذكر ابن رجب له طريقًا آخر في "الفتح"، وأعله، حيث قال:"وقد رواه يوسف بن يزيد الدمشقي عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فوصله. وهو خطأ لا أصل له، -قاله صالح بن محمد الحافظ وغيره-، ويوسف هذا: ضعيف". ولم أقف على ترجمة ليوسف بن يزيد الدمشقي هذا، ولا على ذكره في الرواة عن الأوزاعي، ومن الرواة عنه؛ يوسف بن السفر بن الفيض أبو الفيض الدمشقي، كاتب الأوزاعي- كذبوه ["الميزان" (4/ 466)، رقم (9871)، و"اللسان" (8/ 556 - 559)، رقم (8690)]، وفيهم أيضًا: يزيد بن يوسف الرحبى أبو يوسف الشامي الصنعاني الدمشقي، وهو ضعيف، واهي الحديث، وتركه جمع =
وثبت عن أبي قتادة
(1)
، وخباب
(2)
، وأبي سعيد
(3)
مرفوعًا ما يدل على الإسرار بالقراءة في الظهر والعصر.
638 - حديث: "الصلاة خلف العالم بأربعة آلاف وأربعمائة وأربعين صلاة".
هو باطل كما قال شيخنا
(4)
، وللديلمي من حديث البراء رفعه: "الصلاة
= من الأئمة ["المجروحين" (3/ 106)، و"الكامل" (7/ 268)، رقم (2165)، و"تهذيب الكمال" (32/ 283 - 285)، رقم (7065)، و"الكاشف" (6370)]. فالأقرب أن يكون مقلوبًا من يزيد بن يوسف الشامي هذا. والله أعلم.
قال ابن رجب: "وروي موصولًا من وجوه أخر، لا تصح".
(1)
أخرجه البخاري (759)، ومسلم (451) عن أبي قتادة رضي الله عنه، قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر "بفاتحة الكتاب وسورتين" .... ، ويسمع الآية أحيانًا، .. ".
(2)
أخرجه البخاري (746، 760، 761، 777) عن أبي معمر قال: قلنا لخباب أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم، قلنا: بم كنتم تعرفون ذاك؟ قال: باضطراب لحيته.
(3)
أخرجه مسلم (452) عن أبي سعيد الخدري، قال:"كنا نحزر قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر، فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قدر قراءة {الم (1) تَنْزِيلُ} (السجدة)، وحزرنا قيامه في الأخريين من العصر على النصف من ذلك، وحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من العصر على قيامه في الأخريين من الظهر، وفي الأخريين من العصر على النصف من ذلك".
وفيه عن أبي هريرة وأبي الدرداء وغيرهما رضي الله عنهم. والله أعلم.
(4)
لم أقف عليه من مؤلفات الحافظ ابن حجر، وعن المؤلف نقله الغزي في "الجد الحثيث"(235)، والقاري في "الأسرار المرفوعة"(1/ 234)، والطرابلسي في "اللؤلؤ المرصوع"(305) وغيرهم، وبه قال الشوكاني في "الفوائد المجموعة"(899)، وزاد القاري بعده:"لكن معناه صحيح، لما رواه الديلمي من حديث جابر رضي الله عنه مرفوعًا بلفظ: "قدموا خياركم تزكو أعمالكم"، وللحاكم والطبراني -بسند ضعيف- عن مرثد بن أبي مرثد الغنوي رفعه: "إن سرَّكم أن تُقْبَلَ صلاتُكم فليؤمكم خياركم"".
وهذه الأحاديث التي استشهد بها ملا علي القاري -وما في معناها- كلها لا تصح، كما قال الشوكاني في "الفوائد المجموعة"(109)، وآثار الوضع عليها بينة، وستأتي برقم:"773". والله أعلم.
خلف رجل ورع مقبولة"
(1)
.
639 - حديث: "الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من عتق الرقاب".
التيمي في "ترغيبه"، وعنه أبو القاسم ابن عساكر
(2)
، ومن طريقه أبو اليمن
(3)
، عن أبي بكر الصديق به من قوله
(4)
.
(1)
وتمامه: "والهدية إلى رجل ورع مقبولة، والجلوس إلى رجل ورع من العبادة، والمذاكرة معه صدقة".
أخرجه الديلمي (2/ 211/ ب)["زهر الفردوس" (2/ 255)]، وفيه عبد الله بن مالك: والظاهر أنه ابن سليمان السعدي، فهو من هذه الطبقة؛ جهله الجوزقاني، وقال الدارقطني:"هو من خبثاء المرجئة". انظر: "اللسان"(4/ 551)، رقم (4388)، "اللآلي المصنوعة"[(1/ 44)].
والراوي عنه هو: أبو محمد عبد الله بن محمد بن النضر بن حيان الهروي الخزرجي يعرف بالحكيم، توفي سنة (279 هـ)، أورده ابن ماكولا في "الإكمال"(7/ 354 - النضر)، ثم الراوي عنه أبو بكر محمد بن حامد بن أحمد بن حمدويه بن عبد الله بن الجراح الوزان البخاري سنة (333 هـ)، ذكر في "الإكمال" لابن ماكولا (7/ 399)، و"الأنساب" للسمعاني (5/ 597)، و"تاريخ الإسلام" للذهبي (25/ 94)، ولم أقف فيهما على جرح أو تعديل، ثم يروي عن الوزان؛ أبو بكر محمد بن الحسن بن جعفر المؤذن، ولم أقف على ترجمته، ولعله هو الآفة، مع أن الإسناد دونه مسلسل بالصوفية، وهم مظنة للخطإ في الروايات؛ متونًا وأسانيد. والله أعلم.
(2)
لم أقف عليه في "تاريخ دمشق"، وهو في "مختصره" لابن منظور (2/ 414) بلا إسناد.
(3)
هو مسند الشام العلامة اللغوي زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن أبو اليمن الكندي البغدادي، توفي سنة (613 هـ). انظر:"التقييد"(1/ 275)، رقم (341)، "مختصر تاريخ الدبيثي"(1/ 185 - 186)، رقم (668).
(4)
أخرجه الخطيب (7/ 161)، رقم (3607)، والأصفهاني في "الترغيب والترهيب"(2/ 325)، رقم (1683)، والسبكي في "طبقات الشافعية" (1/ 178) من طريق ثلاثة: عن رشدين بن سعد عن معاوية بن صالح عن أبي إسحاق -وعند السبكي: أبي صالح- عن عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه-عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قال:"الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من عتق الرقاب، وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من مهج الأنفس، أو قال: من ضرب السيف في سبيل الله".
وعند الخطيب والسبكي وابن منظور: "السلام" بدل "الصلاة"، وعندهم كذلك أوله:"الصلاة على رسول الله أمحق للخطايا من الماء للنار، .. ". =
وهو عند النميري وابن بشكوال وغيرهما بلفظ: "السلام" بدل "الصلاة"
(1)
.
وقول شيخنا في بعض فتاويه عن هذا: "إنه كذب مختلق"
(2)
؛ يعني به: إضافته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
640 - حديث: "الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا ترد".
هو من كلام أبي سليمان الداراني، ولفظه:"الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مقبولة"، وفي لفظ:"إن الله يقبل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم". أخرجه باللفظين النُّمَيري
(3)
، كما بيَّنته في "القول البديع"
(4)
.
= وهذا إسناد ضعيف، فيه عدة علل:
1 -
رشدين بن سعد: ضعيف، مخلط، كان يتلقن الحديث، ويقرأ كلما دفع إليه رواية، وتقدمت ترجمته. وهذا أضعف من في الإسناد، ثم هو مصري، ورواة هذا الحديث عنه كلهم غرباء.
2 -
معاوية بن صالح بن حدير: صدوق له أوهام.
3 -
أبو إسحاق السبيعي: مدلس، وإسناده معنعن، إلا أن في الإسناد علة أقوى فلا يتعرج لمثل هذا.
4 -
عاصم بن ضمرة السلولي الكوفي: صدوق، لا يروي إلا عن علي رضي الله عنه، وقد روى عنه بعض المناكير، وحمله الجوزجاني وابن عدي وغيرهما عهدتها، وهنا فالإسناد إليه غير ثابت. والله أعلم.
وانظر لترجمته: "الكامل"(5/ 224)، رقم (1380)، "تهذيب الكمال"(13/ 496 - 498)، رقم (3012).
(1)
لم أقف عليه عند النميري عمر بن شبه في "تاريخ المدينة"، ولا عند ابن بشكوال.
(2)
لم أقف عليه.
(3)
لم أقف عليهما في "تاريخ المدينة". والله أعلم.
(4)
لم يزد المؤلف في "القول البديع"(ص 334) على ذكر الروايتين بكامل سياقيهما، معزوًا للنميري، دون إسناد أو حكم، وأسنده ابن عساكر (12/ 41)، رقم (1188) عن أحمد بن أبي الحواري الزاهد، عن أبي سليمان الداراني، أنه قال له:"يا أحمد! إذا سألت الله عز وجل حاجة فابدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وسل حاجتك، ثم اختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإنهما دعوتان لا يردهما الله سبحانه وتعالى، ولم يكن ليردَّ ما بينهما". وفيه قصة، وإسناده لا بأس به إن شاء الله، رجاله ثقات سوى راويه عن ابن أبي الحواري وهو حبيب بن عبد الملك بن حبيب الحصائري، ترجم له ابن عساكر =
بل في "الإحياء" مرفوعًا -مما لم أقف عليه، وإنما هو عن أبي الدرداء من قوله-:"إذا سألتم الله حاجة فابدءوا بالصلاة عليَّ، فإن الله أكرم من أن يسأل حاجتين فيقضي أحدهما ويرد الأخرى"
(1)
.
641 - حديث: "الصلاة عماد الدين".
البيهقي في "الشعب" بسند ضعيف من حديث عكرمة عن عمر مرفوعًا
(2)
، ونقل عن شيخه الحاكم أنه قال:"عكرمة لم يسمع من عمر"، قال:"وأُراه ابنَ عمر"
(3)
.
وأورده صاحب "الوسيط"، فقال: قال [النبي]
(4)
صلى الله عليه وسلم: "الصلاة عماد الدين"
(5)
.
= برواية ابنه الحسن -وهو فقيه شافعي ثقة- عنه لهذه القصة.
(1)
قال المؤلف في "القول البديع"(ص 334): "لم أقف عليه، وإنما هو عن أبي الدرداء قوله"، وأورده السبكي في "طبقات الشافعية"(6/ 303) ضمن أحاديث الإحياء التي لم يجد لها أصلًا، ولم أقف عليه عن أبي الدرداء رضي الله عنه أيضًا، ولعله سبق قلم من لفظة:"أبي سليمان الداراني". والله أعلم.
(2)
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(4/ 300)، رقم (2550) من طريق عكرمة عن عمر رضي الله عنه.
وعكرمة هذا إن كان عكرمة بن خالد بن سعيد بن العاص، كما قال الزيلعي في "تخريج الكشاف"(1/ 42)، فهو لم يسمع من عمر رضي الله عنه، كما نقله ابن أبي حاتم في مراسيله [ترجمة: 298/ 586 - 587] عن أحمد بن حنبل وأبي زرعة الرازي، وإن كان عكرمة مولى ابن عباس كما ذهب إليه العراقي في "المغني"(98/ 368)، فمرسل أيضًا، وهو لم يدرك عليًّا وسعد بن أبي وقاص وعائشة رضي الله عنهم، فضلًا عن عمر رضي الله عنه، كما في "المراسيل" لابن أبي حاتم (ترجمة: 297/ 582 - 585). وبهذا الإرسال ضعفه العراقي. والله أعلم.
(3)
هذا أيضًا من تتمة كلام الحاكم كما في "الشعب"، وكون عكرمة لم يسمع من عمر رضي الله عنه لا يمنع إرساله عنه، فإنه لم يذكر سماعًا، ولا ما يومي إليه، وهو قد أرسل عن أبي بكر الصديق وعلي وعائشة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم ممن لم يدركهم، وحكم الأئمة بإرسال رواياته عنهم كما تقدم.
(4)
ساقط من الأصول، واستدرك من نسختي "ق، زك" المساعدتين.
(5)
الوسيط للغزالي (مبتدأ كتاب الصلاة، 2/ 5)، وتمام المتن عنده:"فمن تركها فقد هدم الدين".
ولم يقف عليه ابن الصلاح، فقال في "مشكل الوسيط":"إنه غير معروف"
(1)
، وقال النووي في "التنقيح"
(2)
: "منكر باطل"
(3)
.
وهو عند الطبراني أيضًا من
(4)
…
، وكذا للديلمي عن علي رفعه: "الصلاة عماد الدين
(5)
، والجهاد سنام العمل، والزكاة تثبت
(6)
ذلك"
(7)
.
(1)
"مشكل الوسيط"(1/ 75 / ب)، نقلًا عن هامش تحقيق "الوسيط".
(2)
هو كتاب "التنقيح في شرح الوسيط"، من آخر ما ألف الإمام النووي رحمه الله ولم يتمه، وإنما وصل إلى "باب شروط الصلاة"، واقتصر على مسائل الوسيط وفروعه، ولم يتعرض لغير ما في "الوسيط" من الفروع. انظر:"طبقات الشافعية" لابن شهبة (2/ 157)، و"المنهل العذب الروي" للسخاوي (ص 9).
(3)
وكذا نقله عنه ابن حجر في "التلخيص الحبير"(2/ 479)، وانتقده برواية أبي نعيم المرسلة التي ستأتي آخر الحديث عند المؤلف.
(4)
بياض نحو كلمتين في الأصول، ونحوه بلا بياض في "كشف الخفاء"(2/ 31)، رقم (1621). والله أعلم.
(5)
في "مسند الفردوس": "عماد الإيمان"، وباللفظ المذكور عند المؤلف ورد في "فردوس الأخبار"(2/ 404)، رقم (3795)، وبه ذكره السيوطي في "الجامع الصغير"(5187) وغيره، ورمز في "الجامع" لضعفه.
وبلفظ "عماد الإيمان" نسبه السيوطي في "جامع الأحاديث"(31/ 28)، رقم (33691) لأبي نعيم في "عواليه".
(6)
كذا في الأصول و"زهر الفردوس"، وفي "مسند الفردوس" و"الترغيب" لابن شاهين:"بين ذلك".
(7)
أخرجه الديلمي (2/ 211/ ب)["الزهر" (2/ 255)] من طريق محمد بن عثمان العبسي، عن أحمد بن طارق، حدثنا حبيب أخو حمزة، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي رضي الله عنه مرفوعًا.
قال الألباني في "الضعيفة"(3805): "ضعيف جدًّا، وإسناده مسلسل بالعلل:
الأولى: الحارث -وهو الأعور-، قال الزيلعي ["تخريج الكشاف" (1/ 42 - 43)]:"ضعيف جدًّا". الثانية: أبو إسحاق -وهو السبيعي-؛ مدلس وكان اختلط. الثالثة: حبيب -وهو ابن أبي حبيب الزيات-؛ قال الذهبي: "وهاه أبو زرعة، وتركه ابن المبارك". الرابعة: أحمد بن طارق؛ لم أجد له ترجمة". قلت: وذكر أبو داود في "رسالته إلى أهل مكة" (ص 31 - 32) أن أبا إسحاق السبيعي لم يسمع عن الحارث عن علي رضي الله عنه إلا أربعة أحاديث، "ليس فيها مسند"؛ أي: مرفوع.
ورواه التيمي في "الترغيب" بلفظ: "الصلاة عماد الإسلام"
(1)
.
وللقضاعي من حديث عيسى بن ميسرة، عن أبي الزناد، عن أنس رفعه:"الصلاة نور المؤمن"
(2)
.
(1)
رواه في "الترغيب والترهيب"(3/ 33)، رقم (2016) وكذا ابن شاهين (2/ 5)، رقم (444) من طريقين عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن أحمد بن طارق به. وتقدم بيان علله الأربع آنفًا.
(2)
أخرجه القضاعي (1/ 117)، رقم (144)، وابن ماجه (4210)، والبزار (12/ 336)، رقم (6212)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(176) و"التهجد"(484) وأبو يعلى (6/ 330)، رقم (3655 - 3656)، وابن عدي (5/ 247)، وابن شاهين في "الترغيب"(1/ 51)، رقم (46) وكذا الأصفهاني (2/ 52)، رقم (1134)، (2/ 347)، رقم (1747) وتمام (1/ 198)، رقم (465)، والخطيب في "موضح الأوهام"(1/ 145 - 146)، وابن عساكر (28/ 45، 36/ 198، 54/ 170، 63/ 364) وفي "معجم شيوخه"(2/ 1096)، رقم (1421) -وقال: حسن غريب- وغيرهم؛ من طريقين عن عيسى بن أبي عيسى ميسرة الحناط المديني به.
وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال"(2/ 765)، رقم (1317)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(177)، وابن عدي (7/ 92) من طريق واقد بن سلامة عن يزيد الرقاشي عن أنس رضي الله عنه.
فالطريق الأول: فيه عيسى بن أبي عيسى الغفاري الحناط: متروك، وتقدمت ترجمته (ح 412، 584)، وبه أعله ابن عدي، وابن طاهر المقدسي في "ذخيرة الحفاظ"(1/ 563)، رقم (903)، والبوصيري في "مصباح الزجاجة"(4/ 238)، رقم (1508)، والألباني في "الضعيفة"(1660، 1901) وغيرِه، وآخرون.
وقال البزار: "لا يعرف لأبي الزناد عن أنس رواية إلا هذا"، فذا علة أخرى.
وأما الطريق الثاني: ففيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف منكر الحديث عن أنس رضي الله عنه، وتقدمت ترجمته.
والراوي عنه؛ وافد -ويقال: واقد- بن سلامة: لا يصح حديثه كما قال البخاري، فإن روايته عن يزيد الرقاشي، وهو منكر الحديث، ويحتمل ما روى عنه من المناكير، كما قاله أبو حاتم وابنه ["الجرح والتعديل" (9/ 50)]، ومن هنا أدرجه البخاري (408)، وابن الجارود، والعقيلي (4/ 331)، رقم (1938)، وابن عدي (7/ 92)، والدارقطني (555)، وابن الجوزي (3632) في الضعفاء، وقال ابن حبان:"منكر الحديث على قلة روايته، يأتي بأشياء موضوعة عن أقوام ضعفاء، فلا يتهيأ إلزاق القدح به دونهم، بل التنكب عن روايته أولى .. ". "المجروحين"(3/ 85). =
وكذا له وللديلمي من حديث حمزة الزيات
(1)
، عن أبي سفيان
(2)
، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، رفعه:"عَلَمُ الإيمان الصلاة"
(3)
.
= تنبيه: نقل الحافظ ابن حجر عن أبي حاتم الرازي في "اللسان"(8/ 371)، رقم (8327) قال:"يروي عن يزيد، وهو ثقة"، وهذا تصحيف شديد، نشأ عن اختصار مخل لعبارة أبي حاتم. والله أعلم.
فهذا الحديث ضعيف جدًّا بطريقيه، إلا أن الألباني علق على ما نقله المناوي في "فيض القدير"(4/ 324)، رقم (5180) من تصحيح العامري له في "شرح الشهاب للقضاعي"، بقوله:"وكأنه يعني: صحيح المعنى، وفي "صحيح مسلم" (223) من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه: "الطهور شطر الإيمان و
…
والصلاة نور، والصدقة برهان و
…
"". فهو صحيح المعنى، وإن كان سقيم المبنى. والله أعلم.
(1)
ابن حبيب القارئ أبو عمارة الكوفي التيمي مولاهم: صدوق زاهد ربما وهم، وتقدم (ح 7).
(2)
طريف بن شهاب -ويقال: ابن سعد، أو ابن سفيان- السعدي البصري: مجمع على ضعفه، قال الذهبي ["الكاشف" (2464)]:"ضعفوه"، وقال في "المغني" (2938):"تركوه"، وكلاهما في مرتبة من لا يعتبر به. وقال الحافظ ابن حجر: ضعيف ["التقريب" (3013)]، ولعل حكم الذهبي أقرب. والله أعلم.
(3)
أخرجه القضاعي (1/ 131)، رقم (165) من طريق ابن الأعرابي -وهو في "معجمه"(1/ 191)، رقم (331) - والديلمي (2/ 240/ أ)، والمروزي في "تعظيم الصلاة"(1/ 340 - 341)، رقم (337)، والعقيلي (2/ 229)، رقم (776)، وابن عدي (4/ 117)، والخطابي في "الغريب"(1/ 269)، وابنُ شاهين في "الترغيب"(1/ 50)، رقم (45)، وأبو الشيخ في "الطبقات"(3/ 50 - 51) -وعنه أبو نعيم في "تاريخه"(2/ 241)، رقم (1565) - وتمام (3/ 341)، رقم (1339)، والخطيب (11/ 109)، وقوام السُّنَّة في "الترغيب"(1/ 74 - 75)، رقم (24)، من خمس طرق عن حمزة الزيات به، ومداره على أبي سفيان طريف، وهو واه مجمع على ضعفه، كما مرَّ.
وأما معنى الحديث فصحيح، يدل عليه حديث بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر". أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 34)، رقم (31035) وأحمد (38/ 20)، رقم (22937)، والترمذي (2621) -وقال: حسن صحيح غريب-، والنسائي (463)، وابن ماجه (1079) وغيرهم، وصححه ابن حبان (1454)، والحاكم (1/ 7)، والألباني وغيرهم.
وفيه عن جابر رضي الله عنه عند مسلم (82) وعبد الرزاق (3/ 124)، رقم (5007)، والنسائي (464) وأبي عوانة (1/ 63)، رقم (171) وغيرهم، مرفوعًا:"إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة"، ولها شواهد عن غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم عن =
قلت: وأورد الزمخشري لفظ الترجمة في "البقرة" من "كشافه"
(1)
، وعزاه الطيبي
(2)
لتخريج الترمذي في حديث معاذ
(3)
، وفيه: "وعموده
= النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك عن عمر رضي الله عنه وابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا.
(1)
"الكشاف"(تفسير سورة البقرة، الآية: 3، ج 1/ 44).
(2)
بكسر الطاء، وإسكان الياء آخر الحروف؛ وهو شرف الدين الحسين بن محمد بن عبد الله الطيبي توفي سنة (743 هـ)، ومن مؤلفاته:"شرح مشكاة المصابيح" - مطبوع، ومنها:"شرح الكشاف"، سماه "فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب" - مخطوط في الخزانة الأزهرية في أربعة مجلدات ضخمة. ووصفه الشوكاني بأنه أنفس حواشي الكشاف على الإطلاق، وتكلم فيه على الأحاديث على طريقة المحدثين إذا اقتضى الأمر. ["البدر الطالع" (1/ 229 - 230)، رقم (152)]، وقال الحافظ ابن حجر:"هو الإمام المشهور، .. كان كريمًا متواضعًا، حسن المعتقد، شديد الرد على الفلاسفة والمبتدعة، مظهرًا فضائحهم مع استيلائهم في بلاد المسلمين، .. شرح الكشاف شرحًا كبيرًا، وأجاب عما خالف مذهب السُّنَّة أحسن جوابٍ، يعرف فضله من طالعه". "الدرر الكامنة"(2/ 185 - 186)، رقم (1613).
وظاهر سياق الحافظ والمؤلف أن عزوه هذا في شرحه للكشاف، ولم أطلع عليه. والله أعلم.
(3)
حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه هذا هو حديث طويل في قصة له رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم في سَفْرَةِ غزوة تبوك، والطرف المذكور منه جزء من وسط الحديث، ومنهم من أفرده.
وهذا الحديث روي عن معاذ رضي الله عنه من ثمانية أوجه غالبها منقطعة؛ من طريق أبي وائل شقيق بن سلمة، وميمون بن شبيب، وعروة بن النزال -أو: النزال بن عروة-، وشهر بن حوشب، ومكحول، ونعيم بن وهب، وعبد الرحمن بن غنم، ومن طريق أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه.
أما حديث أبي وائل: فأخرجه الترمذي (2616)، وابن ماجه (3973)، والنسائي في "الكبرى"(10/ 214 - 215)، رقم (11330)، وعبد الرزاق (11/ 194)، رقم (20303) وفي "التفسير"(2/ 109) -وعنه أحمد (36/ 344 - 345)، رقم (22016)، (36/ 387)، رقم (22068)، وعبد بن حميد (ح 112) - وغيرهم، من ثلاث طرق عن معمر، عن عاصم بن بهدلة ابن أبي النجود، عن أبي وائل، عن معاذ رضي الله عنه.
قال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وقال المنذري في "الترغيب" (3/ 339):"أبو وائل أدرك معاذًا بالسن، وفي سماعه عندي نظر، وكان أبو وائل بالكوفة ومعاذ بالشام، والله أعلم". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وحديث معمر هذا: ذهب الدارقطني في "العلل"(988) إلى احتمال أن يكون أخطأ فيه معمر، وفي حديثه عن العراقيين شيء، وأن الأشبه ما سيأتي من رواية حماد بن سلمة عن عاصم عن شهر عن معاذ رضي الله عنه، فإنه لا يعرف من حديث أبي وائل من غير هذا الوجه، وهو معروف من حديث شهر بن حوشب، وإن كان قد اختلف عليه في إسناده.
2 -
حديث عبد الرحمن بن غنم الشامي، صاحب معاذ رضي الله عنه: روي عنه من ثلاثة أوجه:
أ - أخرجه البخاري في "التاريخ"(7/ 426)، والمروزي في "تعظيم الصلاة"(195)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق"(525)، والطحاوي في "المشكل"(1478)، والطبراني في "الكبير"(20/ 73)، رقم (137)، وابن بشران في "الأمالي"(818) من طريق أيوب بن كريز، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ رضي الله عنه.
وأيوب بن كريز -بضم الكاف، وقيل: بفتحها- سكت عنه البخاري ["التاريخ" (1/ 421، 1350)]، وابن أبي حاتم [(2/ 256)، رقم (916)]، والدارقطني ["المؤتلف" (4/ 1957)]، وعبد الغني الأزدي ["المؤتلف" (2/ 618)، رقم (1818)]، وابن ماكولا ["الإكمال" (7/ 131)]، وذكره ابن حبان في "الثقات":(6/ 54)، ولم يرو عنه إلا سعيد بن مسروق والد الثوري هذا الحديث من رواية ابنه مبارك عنه، وهما ثقتان، وتوبع عليه.
ب - وخرَّجه أحمد (36/ 433 - 435)، رقم (22122)، والبزار (7/ 111 - 112)، رقم (2669)، والمروزي في "تعظيم الصلاة"(ح 7) عن ثلاث من الثقات عن عبد الحميد بن بهرام الفزاري، عن شهر بن حوشب، عن ابن غنم، عن معاذ رضي الله عنه. وتابعهم على أطراف له ثلاثة ثقات آخرون عن ابن بهرام به.
وأخرجه البزار (2670)، والطبراني في "الشاميين"(4/ 137)، رقم (2937) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي، عن شهر به.
وهذا إسناد حسن متصل، ونسخة عبد الحميد بن بهرام عن شهر حسنها البخاري، وقال أحمد:"لا بأس بها، هي مقاربة، وهي سبعون حديثًا طوالًا، كان يحفظها كأنه يقرأ سورة من القرآن"، وقال أبو حاتم:"هو في شهر بن حوشب مثل الليث بن سعد في سعيد المقبرى، وليس به بأس، أحاديثه عن شهر صحاح، لا أعلم رُوِي عن شهر بن حوشب أحاديث أحسن منها، ولا أكثر منها، أملى عليه في سواد الكوفة". قال ابن أبي حاتم: قلت: يحتج به؟ قال: لا، ولا بحديث شهر بن حوشب، ولكن يكتب حديثه. انظر:"الجرح والتعديل"(6/ 9)، رقم (42)، "تهذيب الكمال"(16/ 410 - 412). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فهذا الطريق عن شهر عن عبد الرحمن بن غنم مع سابقه صالحان للتحسين لذاتهما، إن شاء الله.
ج - وأخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 75)، رقم (141) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ رضي الله عنه. وابن تميم متروك، يحدث عن الزهري بما ليس من حديثه، وقد قال عنه الإمام أحمد:"أقلب أحاديث شهر بن حوشب فجعلها حديث الزهري"، وتقدمت ترجمته.
3 -
حديث عروة بن النزال -أو النزال بن عروة-: رواه شعبة عن الحكم بن عتيبة عن عروة بن النزال، عن معاذ رضي الله عنه. وعن شعبة رواه الطيالسي (561) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(4/ 299)، رقم (2549) وغيرُه-، وهو عند ابن أبي شيبة (30950)، وأحمد (36/ 361)، رقم (22032)، (36/ 387)، ر قم (22068)، والنسائي في "الإغراب"(92)، والحارث بن أبي أسامة (بغية الباحث: 12)، والطبراني في "الكبير"(20/ 147 - 148)، رقم (304 - 305)، والخرائطي في "المكارم"(520) من طريق غندر، وروح بن عبادة، وعمرو بن مرزوق، وأبي النضر هاشم؛ عن شعبة به. وأسانيده صحيحة إلى أصحاب شعبة كلِّهم. زاد روح بن عبادة في حديثه [عند أحمد، والخرائطي]: "قال شعبة: فقال الحكم: فقلت له: أسمعتَه من معاذ؟ قال: لم أسمعه منه، وقد أدركته"، هذا لفظ الخرائطي، ولفظ أحمد:"قال شعبة: فقلت له: سمعه من معاذ؟ قال: لم يسمعه منه وقد أدركه". ولذا قال النسائي في "الإغراب": "عروة بن النزال لا نعلمه سمع من معاذ".
4 -
حديث ميمون بن أبي شبيب: أخرجه ابن أبي شيبة (30951) وفي "الإيمان"(ح 1)، وأحمد (22068)، وهناد في "الزهد"(1090)، والمروزي في "تعظيم الصلاة"(197)، والشاشي (3/ 262)، رقم (1366)، والطبراني في "الكبير"(20/ 142 - 144)، رقم (291 - 293)، والخرائطي في "المكارم"(518 - 520)، والدارقطني في "العلل"(6/ 76)، رقم (988) -، والحاكم (2/ 76)، رقم (413 - 414) -وصححه على شرط الشيخين- والبيهقي (9/ 20) وفي "الشعب"(7/ 33 - 34)، رقم (4607)، وقوام السُّنَّة في "الترغيب"(83)، وغيرهم؛ من طرق عن حبيب بن أبي ثابت والحكم بن عتيبة، كلاهما: عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ رضي الله عنه به.
وحديث ميمون بن أبي شبيب الكوفي هذا عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرسل، وحكم أبو داود وأبو حاتم الرازي وغيرهما بإرسال حديثه عن أبي ذر وعلي وعائشة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم، وشكَّك عمرو بن علي الفلاس في سماعه من الصحابة مطلقًا، كما في "المراسيل" لابن أبي حاتم (383) و "تحفة التحصيل" للعلائي (1/ 322). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وفي معظم كلامهم -وسيما تشكيك الفلاس، والقول بعدم إدراكه لعلي وعائشة وأمثالهما رضي الله عنهم نظر، حيث إنه كان من جلة علماء التابعين بالكوفة، وقتل بدير الجماجم سنة (83 هـ)، فمن المحقَّق أنه سمع الصحابة، إلا أنه لا يصرح بسماعه في شيء من حديثه، وهنا صرح في هذا الحديث أنه أدرك معاذًا ولم يسمعه منه، وصرح الحكم بن عتيبة توفي سنة (113 هـ، أو بعدها) في هذا الحديث لشعبة بعد بيانه للانقطاع بين معاذ رضي الله عنه وبين عروة بن النزال أنه سمعه كذلك من ميمون بن أبي شبيب عن معاذ رضي الله عنه قبل أربعين سنة، فأقل أحواله أن يكون سمعه منه أواخر الستينات أو أوائل السبعينات، ومحصَّل ذلك أنه كان يُعَدُّ حين ذاك من الأعلام، ولا زال جملةٌ من الصحابة في الأحياء. والله أعلم.
5 -
حديث شهر بن حوشب: أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 103)، رقم (200) من طريق هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود بهدلة، عن شهر، عن معاذ رضي الله عنه به.
وروى عبد بن حميد (114) بعض أطرافه عن حسين بن علي الجعفي، عن فضيل بن عياض، عن أبان -هو ابن تغلب- عن شهر، عن معاذ رضي الله عنه.
وشهرٌ مع ما في حديثه من الكلام هو من أوساط التابعين، ولم يدرك معاذًا رضي الله عنه بالتحقيق، كما يدل عليه مصادر ترجمته، وبه أعلَّ حديثه المنذري في "الترغيب"، وتقدم من رواية عبد الحميد بن بهرام وغيره عن شهر عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ رضي الله عنه، وهي نسخة حسنة كما تقدم.
6 -
حديث مكحول الشامي: رواه الطيالسي (562) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(7/ 35)، رقم (4608) -، وهناد في "الزهد"(1091) من طريقي محمد بن راشد المكحولي ومحمد بن عجلان عن مكحول عن معاذ رضي الله عنه. وهو منقطع -وربما معضل- بين مكحول ومعاذ رضي الله عنه.
7 -
حديث نعيم بن وهب: أخرجه المروزي في "تعظيم الصلاة"(198) بإسناد حسن إلى عبد الله بن عمر -هو العمري- عن نعيم بن وهب، عن معاذ رضي الله عنه مختصرًا.
8 -
وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه: أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 55)، رقم (96)، وابن عدي (5/ 165)، وابن شاهين في "الترغيب"(435) من أربع طرق عن الوليد بن مسلم، ثنا عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد الألهاني، عن القاسم أبي عبد الرحمن الشامي، عن أبي أمامة رضي الله عنه، عن معاذ رضي الله عنه. وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء، وعثمان بن أبي العاتكة التزمه لكل ما يروي، وتقدم الكلام عليه مفصلًا.
وهذه الطرق عن معاذ رضي الله عنه جميعها منقطعة بين تابعيه وبين معاذ رضي الله عنه، مع معاصرة =
الصلاة"
(1)
، ولا يخفى بعده
(2)
.
ثم رواه أبو نعيم شيخ البخاري في "كتاب الصلاة" عن حبيب بن سُلَيْم
(3)
، عن بلال بن يحيى، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الصلاة، فقال:"الصلاة عمود الدين"
(4)
.
وهو مرسل، ورجاله ثقات
(5)
.
= بعضهم له -كأبي وائل وعروة بن النزال- إلا رواية أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، وعبد الرحمن بن غنم الشامي.
والروايات المرسلة أسانيدها صحيحة إلى من أرسلها عن معاذ رضي الله عنه، وتجتمع على هذا الانقطاع، وكذا رواية عبد الرحمن بن غنم عنه قابلة للتحسين لذاته، وهو بمجموعه لا ينزل عن الحسن.
وأطال الدارقطني الكلام على طرق الحديث واختلافها في "العلل"(6/ 44 - 79، س: 966 - 988).
(1)
هو في لفظ أبي وائل وعامة الرواة عن معاذ رضي الله عنه، وسياقه لديهم:"قال صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه؟ "، قلت: بلى يا رسول الله! قال: "رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد"".
(2)
هذا نص كلام الحافظ ابن حجر في "الكافي الشافي في تخريج الكشاف" - مع الكشاف (1/ 44)، ويظهر أن المؤلف اقتبس أصل التخريج من كتاب شيخه هذا، فزاد عليه أشياء. والله أعلم.
ولم يتبين لي وجه البعد بين اللفظين، إلا أن يريد الحافظ والمؤلف البعد اللفظي، وليس المعنى. وانظر:"كتاب العين"(2/ 57 - 58/ عمد)، "معجم المقاييس"(674 - 675/ عمد). والله أعلم.
(3)
هو: حبيب بن سليم العبسي -بالموحدة- الكوفي: مقبول، من السابعة. "التقريب"(1094).
وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 182) وحسن الترمذي حديثه، وقال الذهبي ["الكاشف" (909)]: صالح الحديث. وانظر: "الجرح والتعديل"(3/ 102)، رقم (476)، "تهذيب الكمال"(5/ 376 - 377)، رقم (1087).
(4)
لم أقف عليه في "الصلاة" لأبي نعيم، وذكره أيضًا الحافظ في "التلخيص الحبير"(2/ 479).
(5)
وهذا هو نص حكم ابن حجر في "التلخيص"، وليس كل رجاله ثقات، بل فيهم من لم يوثقه غير ابن حبان، وحكم الحافظ بأنه "مقبول"، وإن كان الذهبي حكم بأنه صالح الحديث، كما تقدم. =
642 - حديث: "صلة الرحم تزيد في العمر".
في: "صدقة السر" قريبًا
(1)
.
643 - حديث: "صلى الله على نَبِيٍّ قَبَّلَكَ".
يقوله جمهور العوام عند تقبيل الحجر الأسود، وهو كلام حسن، لكن قولُ ما وردت به السُّنَّة أحسن وأولى
(2)
.
644 - حديث: "صلوا على كل ميت، وجاهدوا مع كل أمير".
ابن ماجه والدارقطني من حديث مكحول عن واثلة به مرفوعًا
(3)
.
= هذا وروي عن أبي رضي الله عنه موقوفًا، رواه ابن زنجويه في "الأموال"(2/ 771)، رقم (1330)، والطبري (6/ 590)، رقم (7396) من طريق ليث -هو ابن أبي سليم- عن ميمون بن مهران عنه رضي الله عنه قال:"الصلاة عماد الإسلام، والجهاد سنام العمل، والصدقة شيءٌ عجبٌ شيءٌ عجَبٌ"، فقال رجل: لقد تركت أوثق أو أفضل عملٍ في نفسي! قال: ما هو؟ قال: الصوم، قال:"قربة، وليس هناك".
قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الطبري: "هذا خبر منقطع الإسناد؛ لأن ميمون بن مهران لم يدرك أبا ذر رضي الله عنه، أبو ذر رضي الله عنه مات سنة (32 هـ)، وميمون ولد سنة (40 هـ)، ومات سنة (118 هـ)، كما في تاريخي البخاري ["الأوسط" (3/ 176)، رقم (308)، و "الكبير" (7/ 338 - 339)، رقم (1455)]، و "تهذيب الكمال" [(29/ 210 - 226، 227)، رقم (6338]).
قلت: وليث بن أبي سليم ضعيف، واختلط بأخرة، ولم يتميز حديثه، وتقدمت ترجمته.
(1)
انظر الحديث رقم (627).
(2)
لم أقف على دعاء خاص في السُّنَّة بهذا الموضع، ولعله يعني: الأدعية المأثورة عامة. والله أعلم.
(3)
أخرجه ابن ماجه (1525)، والدارقطني (2/ 403 - 404)، رقم (1766 - 1767) وأبو أحمد الحاكم (5/ 112 خ - الشاملة: أبو سعد عن مكحول)، واللالكائي (7/ 1226 - 1227)، رقم (2299 - 2300) وغيرهم، من طريق الحارث بن نبهان الجرمي أبي محمد، عن عتبة بن يقظان، عن أبي سعد الشامي، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، وله عندهم ألفاظ أخرى مقاربة، وفيها زيادات.
وهذا إسناد تالف، وفيه ثلاث علل:
1 -
الحارث بن نبهان الجرمي -بفتح الجيم-: متروك. "التقريب"(1051)، "المغني"(1253). =
وللطبراني وأبي نعيم في "الحلية"، والدارقطني؛ بسندين مختلفين إلى ابن عمر مرفوعًا:"صلوا على من قال "لا إله إلا الله"، وخلف من قال "لا إله إلا الله""
(1)
.
= 2 - عتبة بن يقظان أبو زحارة الراسبي: ذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 271)، وقال ابن الجنيد:"لا يساوي شيئًا"، وقال النسائي في "الكنى":"غير ثقة"، وقال الدارقطني ["السنن" (5/ 507)، رقم (4748)]: "متروك"، وقال ابن حجر (4444):"ضعيف" وفيه تساهل. انظر: "الجرح والتعديل"(6/ 374)، رقم (2068)"تهذيب الكمال"(19/ 326 - 327)، رقم (3787)"المغني"(4002)"الميزان"(3/ 30)، رقم (5480).
3 -
وأبو سعد الشامي: لا يعرف في غير هذا الإسناد، ولذا قال أبو أحمد الحاكم:"روى عنه عتبة بن يقظان، حديثه ليس من مخرج يعتمد عليه"، وحكم الدارقطني بأنه مجهول، وتبعه الذهبي والحافظ ابن حجر وغيرهما، ولينه الذهبي في "المقتنى" (2527). انظر:"تهذيب الكمال"(33/ 357)، رقم (7398)، "المغني"(7490)، "الميزان"(4/ 530)، رقم (10242)، "التقريب"(8131).
ووقع عند ابن ماجه والدارقطني و "تهذيب الكمال" وفروعه: "أبو سعيد"، وذكره أبو أحمد الحاكم في "الكنى"، وابن منده في "فتح الباب"(1/ 382)، رقم (3402)، والذهبي في "المقتنى":"أبو سعد" بدون الياء، وصوبه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد".
وذهب البوصيري في "مصباح الزجاجة"(ح 548) بناء على رواية ابن ماجه إلى أنه أبو سعيد محمد بن سعيد المصلوب في الزندقة، وهو أحد المعروفين بالوضع، ولم يتابع على ما ذهب إليه، بل حكموا بالتفريق بينهما، وأن أبا سعد -أو أبا سعيد- هذا رجل مجهول، والإسناد إليه واه جدًّا.
وعلى سبيل الفرض فهو دائر بين أبي سعيد المصلوب ذاك، وبين أبي سعيد عبد القدوس بن حبيب الكلاعي الشامي -أحد الكذابين-، وأبي سعيد [أو أبي سعد] العلاء بن كثير الشامي -أحد الهلكى، وتقدمت ترجمته-، وأبي سعد البقال سعيد بن المرزبان -أحد الكذابين أيضًا-، وليس أحد منهم أولى بالاحتمال من الأخر، إلا أن يكون العلاء بن كثير، والعلاء بن كثير كناه بعضهم أبا سعد -بدون الياء-، فالأقرب أن يكون هذا، دون المصلوب.
وعلى كل فإسناده ساقط، وقال أبو أحمد في "الكنى":"هذا حديث منكر، والحارث بن نبهان وعتبة بن يقظان وأبو سعد إذا اجتمعوا فغير مستنكر مثل هذا فيما بينهم، والله يرحمهم جميعًا". والله أعلم.
(1)
أخرجه ابن البختري [مجموع فيه مصنفاته (60)] وابن حبان في "المجروحين" =
وفي الباب عن أبي هريرة، بلفظ:"صلوا خلف كل بر وفاجر". أخرجه أبو داود، والدارقطني -واللفظ له- والبيهقي -بزيادة:"وجاهدوا مع كل أمير"-، كلهم من حديث مكحولٍ، عنه
(1)
، وهو منقطع. وله طريق أخرى في "الضعفاء" لابن حبان
(2)
. ورواه الدارقطني من حديث
= (2/ 102) رقم (672)، والطبراني في "الكبير"(12/ 447)، رقم (13622)، وابن عدي (3/ 43)، (5/ 177)، والدارقطني (2/ 401 - 402)، رقم (1761 - 1763)، وابن المظفر في "غرائب مالك"(72) وأبو نعيم في "الحلية"(10/ 320) وفي "تاريخ أصبهان"(2/ 290)، وتمام (1/ 371)، رقم (372)، (2/ 456)، رقم (956)، والخطيب (6/ 402)، رقم (3461)، (11/ 293)، رقم (6070)، وابن الجوزي في "العلل"(1/ 420 - 421)، رقم (712 - 716)، والتحقيق (1/ 477 - 478)، رقم (730 - 734)، وابن عساكر (36/ 221) من خمس طرق، كلها واهية لا تخلو من متروك أو كذاب، أحدها: فيه محمد بن الفضل بن عطية الكوفي، ثم الخراساني: كذبوه. "التقريب"(6225)، والآخر: فيه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، وثالثها: فيه خالد بن إسماعيل أبو الوليد المخزومي، وهما متروكان، اتهما في الحديث، ورابعها: فيه وهب بن وهب وهبان البختري: كذاب يضع الحديث. وتقدمت تراجمهم. وفي الخامس: عثمان بن عبد الله بن عمرو الأموي: يروي عن الثقات الموضوعات. "الكامل"(5/ 176 - 177)، "اللسان"(5/ 394 - 396)، رقم (5132).
وفصل الكلام عليها ابن الجوزي في "التحقيق" و "العلل"، وابن عبد الهادي في "التنقيح"، والألباني في "الإرواء"(527) وغيرهم، مما سيأتي بيانهم آخر الحديث. والله أعلم.
(1)
أخرجه أبو داود (594)، والدارقطني (2/ 404)، رقم (1768) -ومن طريقه البيهقي (4/ 19) - وابن الجوزي في "العلل"(1/ 422)، رقم (719) من طريق مكحول، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وقال الدارقطني: "مكحول لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه، ومن دونه ثقات"، ووافقه البيهقي وغيره.
وأما ابن الجوزي فأعله بأن بعض الأئمة ضعفوا رواية مكحول، ودونه معاوية بن صالح، قال أبو حاتم:"لا يحتج به"، وتعقب بأنهما من رجال مسلم، وقد صحح وحسن حديثهما جمع من الأئمة، وأما أبو حاتم فيعني بقوله أنه ليس في مرتبة الحجة، لا أنه لا يحتج به أصلًا، حيث قال: هو صالح الحديث، حسن الحديث، يكتب حديثه، ولا يحتج به. "الجرح والتعديل"(8/ 382 - 383)، رقم (1750). انظر:"التنقيح" لابن عبد الهادي (2/ 476)، و "البدر المنير"(4/ 457).
(2)
لم أقف عليه، وهو عند الدارقطني وابن الجوزي من وجهين آخرين، وهما ضعيفان =
الحارث
(1)
، عن علي
(2)
، ومن حديث علقمة والأسود، عن ابن مسعود
(3)
، ومن حديث أبي الدرداء
(4)
،
= أيضًا. ولعله يقصد حديث الباب مطلقًا، دون حديث أبي هريرة رضي الله عنه بذاته، فقد أخرج حديث ابن عمر رضي الله عنهما المتقدم من طريق عثمان بن عبد الله بن عمرو المغربي الأموي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، وأتهم عثمان هذا بوضعه في نسخة يرويها عن جماعة من الأئمة الثقات، وقال:"ليس هذا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، ولا من حديث نافع، ولا من حديث مالك".
انظر: المجروحين (2/ 102)، رقم (672)، وتذكرة الحفاظ بأطرف أحاديث كتاب المجروحين لابن حبان، لابن القيسراني (ص 214)، رقم (513).
(1)
أبو الزهير الحارث بن عبد الله الهمداني الأعور الكوفي، صاحب علي رضي الله عنه، ضعيف.
(2)
أخرجه الدارقطني (2/ 403)، رقم (1765) من طريق أبي إسحاق القنسري، حدثنا فرات بن سليمان، عن محمد بن علوان عن الحارث به، وقال الدارقطني عقبه: ليس فيها شيء يثبت.
وفي إسناده: 1 - الحارث الأعور: ضعيف الحديث، عامة ما يرويه عن علي وابن مسعود رضي الله عنهما غير محفوظة، وتقدمت ترجمته (ح 2).
2 -
محمد بن علوان: ذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 410)، وقال:"شيخ يروي المراسيل والمقاطيع، روى عنه فرات بن سليمان، وفرات ضعيف"، وجهله أبو حاتم، وهو مدلول كلام ابن حبان المذكور، ونقل ابن الجوزي عن الأزدي قال:"متروك الحديث". انظر: "الجرح والتعديل"(8/ 49)، رقم (227)، "الضعفاء" لابن الجوزي (3129)، "المغني"(5832، 5833)، "الميزان"(3/ 650 - 651)، رقم (7959 - 7960)، "اللسان"(7/ 356)، رقم (7178 - 7179).
3 -
أبو إسحاق القنسريني: جهله الدارقطني، ووهاه الذهبي، وقال في موضع آخر:"شيخ لبقية، حديثه منكر". انظر: "الميزان"(4/ 489)، رقم (9947)، "المغني"(7295)، "اللسان"(9/ 11)، رقم (8739).
وأما فرات بن سليمان الذي ضعفه ابن حبان فثقة عند الأئمة، والضعيف سمي آخر له. والله أعلم.
(3)
أخرجه الدارقطني (2/ 405)، رقم (1769) - ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(1/ 419)، رقم (711)، وفيه عمر بن صبح، قال الدارقطني:"متروك"، ونسبه ابن حبان ["المجروحين" (2/ 88)] إلى الوضع.
(4)
أخرجه العقيلي (3/ 90)، رقم (1061)، والدارقطني (2/ 401)، رقم (1760)، وابن الجوزي في "العلل"(1/ 423)، رقم (721 - 722)، وفيه أربعة علل: =
وكلها واهية كما صرح به غير واحد
(1)
، وبعضها في "العلل" لابن الجوزي
(2)
، وأصح ما فيه حديث مكحول عن أبي هريرة، على إرساله
(3)
.
645 - حديث: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء".
في: "صدقة السر"
(4)
.
= 1 - الوليد بن الفضل العنزي: جهله أبو حاتم ["الجرح والتعديل" (9/ 13)، رقم (57)]، وقال ابن حبان:"يروي المناكير التي لا يشك أنها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به بحال". "المجروحين"(3/ 82).
2 -
مكرم بن حكيم: قال الأزدي: ليس حديثه بشيء. "الميزان"(4/ 177)، رقم (8748).
3 -
سيف بن منير: ضعفه الدارقطني، ووهاه الأزدي. "اللسان"(4/ 224 - 225)، رقم (3751).
4 -
عبد الجبار بن الحجاج بن ميمون الخراساني: متروك الحديث، فيما قاله الأزدي ["الضعفاء" لابن الجوزي (1811)]. وانظر لها:"نصب الراية"(2/ 28 - 29)، و "التعليق المغني على سنن الدارقطني".
وعليه قال الدارقطني: "لا يثبت إسناده، من دون أبي الدرداء ضعفاء"، وقال الذهبي: باطل، ورواته تلفى هلكى [تنقيح التحقيق (3/ 83/ مسألة: 198)]. وأما العقيلي فقال: "إسناده مجهول غير محفوظ".
(1)
صرح به الإمام أحمد والعقيلي والدارقطني والبيهقي (4/ 19)، وابن الجوزي في "العلل" و "التحقيق"(1/ 474 - 479)، رقم (722 - 734)، وابن عبد الهادي في "التنقيح"(2/ 470 - 480)، رقم (1147 - 1159)، والزيلعي في "نصب الراية"(2/ 26 - 29)، وابن الملقن في "البدر المنير"(4/ 455 - 463)، وابن حجر في "التلخيص"(2/ 933 - 934)، (ح 667 - 668)، رقم (1785 - 1790)، والدراية (ح 203) وغيرهم.
(2)
أخرج ابن الجوزي في "العلل"(1/ 418 - 425)، (ح 710 - 722) عامة أحاديث الباب؛ حديث علي وابن مسعود وابن عمر وأبي هريرة وأبي الدرداء وواثلة بن الأسقع رضي الله عنهم، فوهاها كلها.
(3)
يعني الانقطاع بين مكحول وأبي هريرة رضي الله عنه. وبه قال الدارقطني (2/ 403)، ووافقه البيهقي (4/ 19) وفي "المعرفة"(2/ 400)، رقم (1542)، وبه قال ابن عبد الهادي وابن الملقن وابن حجر وغيرهم.
(4)
تقدم برقم (627)، ولا يصح له إسناد مرفوعًا. والله أعلم. =
646 - حديث: "صوموا تصحوا".
في: "سافروا"
(1)
.
647 - حديث: "الصوم جُنَّة".
أحمد والنسائي والقضاعي؛ من حديث عروة بن النَّزَّال
(2)
عن معاذ بن جبل به مرفوعًا
(3)
.
ووقع في رواية أخرى
(4)
لأحمد: عروة بن النزَّال -أو النزَّال بن عروة-، قال شعبة: فقلت له
(5)
: [سمعه]
(6)
من معاذ؟ قال: لا.
وهو في نسخة سمعان بن المهدي عن أنس
(7)
.
بل اتفق عليه الشيخان عن أبي هريرة، بلفظ:"الصيام جنة" في حديث
(8)
.
(1)
تقدم بالرقم (558)، ولا يصح له إسناد، بل عامتها مناكير. والله أعلم.
(2)
النزال: بنون وزاي ثقيلة؛ كوفي، مقبول، من الثانية ["التقريب" (4570)]، وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 196)، وقال الذهبي في "الميزان"(3/ 65)، رقم (5611) و "المغني" (4098):"لا يعرف"، ولم يخرج له النسائي إلا هذا الحديث الواحد، وذكره مسلم في الوحدان (462) فيمن تفرد عنهم الحكم بن عتيبة. وانظر:"تهذيب الكمال"(20/ 39 - 40)، رقم (3914).
(3)
هو طرف لحديث معاذ بن جبل رضي الله عنه الطويل، وهو منقطع بين عروة بن النزال وبين معاذ رضي الله عنه كما تقدم، مع جهالة حال عروة، ولكنه له طرق عدة يبلغ بمجموعها درجة الصحيح أو الحسن على الأقل، كما تقدم (ح 641). والله أعلم.
(4)
هي رواية روح بن عبادة عن شعبة.
(5)
يعني الحكم بن عتيبة شيخه، سأله شعبة عن شيخه عروة؛ هل سمع الحديث من معاذ رضي الله عنه؟
(6)
في سائر النسخ الخطية: "سمعته"، والتصويب من "مسند أحمد"، ولفظه: "شعبة، عن الحكم، قال: سمعت عروة
…
؛ قال شعبة: فقلت له: سمعه من معاذ؟ قال: لم يسمعه منه، وقد أدركه".
(7)
هي إحدى النسخ الموضوعة عن أنس رضي الله عنه، وتقدم الكلام على سمعان ونسخته.
(8)
أخرجه البخاري (ح 1894، 1904) -من طريق مالك، وهو في "الموطإ"(1099) وغيره- ومسلم (1151) وأبو عوانة (2678) من طريقي الأعرج وأبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ورواه أحمد والنسائي وابن ماجه؛ عن عثمان بن أبي العاص، بلفظ:"الصيام جنة من النار كجُنَّة أحدكم من القتال"
(1)
.
648 - حديث: "الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة".
في: "الشتاء ربيع المؤمن"
(2)
.
* * *
(1)
أخرجه أحمد (26/ 202)، رقم (16273)، (29/ 433)، رقم (17902)، وابن أبي شيبة (8984)، والنسائي (2230 - 2231) وفي "الكبرى"(3/ 136)، رقم (2551 - 2552)، وابن ماجه (1639) وغيرهم، وصححه ابن خزيمة (1891)، وابن حبان (3649)، ووافقهما الألباني، وإسناده على شرط الشيخين، وإن كان صحابيه رضي الله عنه تفرد به مسلم، فإن الصحابة فوق الشرط، والعبرة بمن دونهم. والله أعلم.
(2)
تقدم بالرقم (597)، ولا يصح إسناده مرفوعًا، والمحفوظ وقفه على أبي هريرة رضي الله عنه. والله أعلم.
حرف الضاد المعجمة
649 - حديث: "ضاع العلم في أفخاذ النساء"
(1)
.
هو بمعناه من كلام بشر الحافي، قال: "لا يفلح من أَلِف [أفخاذ]
(2)
النساء"
(3)
. ونحوَه: "ما أفلح صاحب عيال"
(4)
.
650 - حديث: "ضالة المؤمن العلم".
في: "الحكمة"
(5)
.
(1)
قال الأمير المالكي في "النخبة البهية"(173): "باطل".
(2)
ما بين المعقوفين مستدرك من: "ز ك، ق".
(3)
هو من روايته عن إبراهيم بن أدهم الزاهد قوله. أخرجه الخطيب في "الجامع"(1/ 69 - 70)، رقم (64) من طريق بشر بن الحارث الحافي، عن إبراهيم بن أدهم به. وأخرجه أيضًا (1/ 70)، رقم (65) من طريق عباس الدوري عن خلف بن تميم، والخرائطي في "اعتلال القلوب"(1/ 110) من طريق مضر بن عيسى الخلاعي، كلاهما: عن إبراهيم بن أدهم قوله. وبنحوه أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 12) من طريق آخر عن خلف بن تميم عن الثوري قوله. وإسناد الدوري أقوى ممن خالفه، وهو بإبراهيم بن أدهم أولى منه بالثوري. ولم أقف عليه عن بشر الحافي مسندًا إلا بروايته له عن ابن أدهم. والله أعلم.
(4)
أخرجه ابن عدي (1/ 189) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 281)، وفيه أحمد بن سلمة أبو عمرو الكسائي الكوفي، نزيل جرجان؛ رماه ابن عدي بسرقة الأحاديث، وأنكر عليه هذا الحديث، وقال:"هذا من قول ابن عيينة، وهو منكر عن النبي صلى الله عليه وسلم"، وزاد ابن الجوزي بأن راويه عنه وهو أحمد بن حفص بن عمر السعدي قد حدث بمناكير لم يتابع عليها، وعليه قال:"باطل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما قاله قط، وأقواله على ضد هذا، وإنما يروى نحوه عن سفيان"، وعليه حكم ابن حجر في "اللسان"(1/ 473 - 474)، والألباني في "الضعيفة"(ح 1380) ببطلانه.
(5)
انظر: الحديث رقم (424).
651 - حديث: "الضامن غارم".
هو بمعناه عند أحمد وأصحاب السُّنن وآخرين عن أبي أمامة مرفوعًا: "الزعيم
(1)
غارم"
(2)
،
(1)
يعني: "الكفيل"، كما فسر به آخر المتن عند ابن أبي شيبة والبيهقي وغيرهما.
(2)
هو جزء من خطبة للنبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، تفرد به إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم الخولاني عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه. رواها عنه الطيالسي (1224)، وعبد الرزاق (7277، 14767، 14796، 16308) وسعيد بن منصور (1/ 125)، رقم (427)، وابن أبي شيبة (20940، 23295). وأخرجه أحمد (36/ 628 - 632، ح 22294 - 22295)، وأبو داود (3570)، والترمذي (1265) -وقال: حسن غريب-، و (ح 2120) -وقال: حسن صحيح، وقد روي عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه- وابن ماجه (2405)، وابن الجارود (1023)، والطبراني في "الكبير"(8/ 159 - 160)، رقم (7615)، (8/ 162)، رقم (7621) و "الشاميين"(541)، والدارقطني (3/ 455)، رقم (2960)، والبيهقي (6/ 72، 88) وغيرهم من طرق عن إسماعيل بن عياش به. وعند الطبراني في الموضع الثاني من "معجمه": عن إسماعيل بن عياش، عن شرحبيل بن مسلم وصفوان الطائي الأصم، به.
وهذا إسناد شامي حسن، ورواية إسماعيل بن عياش عن الشاميين مقبولة، وشيخه شرحبيل بن مسلم الخولاني الحمصي صدوق؛ وثقه أحمد والعجلي وابن حبان، ونقل أبو داود رضا الإمام أحمد عنه، وتفرد ابن معين بتضعيفه. وأما متابعه صفوان الطائي الأصم؛ وهو صفوان بن عمران -أو: ابن عاصم، أو: ابن أبي يزيد- الأصم الحمصي فضعيف جدًّا، كما في "الجرح والتعديل"(4/ 422)، رقم (1851) و "الضعفاء" للعقيلي (2/ 211)، رقم (745) و "اللسان"(3931). والله أعلم.
وله شاهد من حديث أنس رضي الله عنه عند الطبراني في "الشاميين"(1/ 360)، رقم (621)، والدارقطني (5/ 122)، رقم (4066)، والضياء في "المختارة"(2144 - 2145) وغيرهم من طريق محمد بن شعيب بن شابور عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن سعيد بن أبي سعيد عن أنس رضي الله عنه.
وأخرجه أحمد (37/ 182)، رقم (22507) من رواية ابن المبارك، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن سعيد بن أبي سعيد، عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسم أنسًا رضي الله عنه. وأخرجه الدارقطني (5/ 123)، رقم (4067) من طريق الوليد بن مزيد، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن سعيد بن أبي سعيد -شيخ بالساحل- قال: حدثني رجل من أهل المدينة، قال: إني لتحت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه.
وسعيد بن أبي سعيد الراوي لهذا الحديث اختلف في تعيينه، فذهب ابن عساكر =
وصححه ابن حبان
(1)
.
652 - حديث: "الضحك من غير عجب من قلة الأدب".
الديلمي عن أنس، بلفظ: "الضحك من غير عجب مذهب
(2)
للمروءة، وممحقة للرزق"
(3)
.
653 - حديث: "الضرورات تبيح المحظورات".
كلام صحيح
(4)
، ونحوه: لو كانت الدنيا دمًا عبيطًا لكان يكفي المؤمن
= والضياء والمزي إلى أنه المقبري المدني، وذهب الخطيب البغدادي وسعد الدين الحارثي وابن عبد الهادي وابن حجر، إلى أنه آخرُ غير المقبري، وهو الساحلي البيروتي، وهذا هو الذي يترجح بالنظر إلى رواية الوليد بن مزيد المذكور عند الدارقطني، والساحلي هذا مجهول، لم يرو عنه إلا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وهو صالح في المتابعات، والأصل فيه حديث تكفل أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه لِدَين رجل من الصحابة؛ مات وعليه ثلاثة دنانير، فلم يُصلِّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد ما تكفله أبو قتادة رضي الله عنه بالوفاء.
أخرجه البخاري (2289) عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، وهو عند الترمذي (1090) وأبي داود (3348)، والنسائي (1960 - 1962) وأحمد (14159، 16510، 16527، 22543)، وابن حبان (3060 - 3063) وغيرهم عن أبي قتادة وجابر وسلمة رضي الله عنهم.
(1)
أخرجه ابن حبان (ح 5094)، والطبراني في "الكبير"(7637)؛ من طريق حاتم بن حريث الطائي، سمع أبا أمامة الباهلي رضي الله عنه به. وإسناده شامي حسن، وحاتم بن حريث وثقه عثمان بن سعيد الدارمي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي:"أرجو أنه لا بأس به"، وقال أبو حاتم: شيخ. ["تهذيب التهذيب" (2/ 129)]، وتقدمت متابعة شرحبيل بن مسلم وصفوان الطائي له آنفًا، غير أن حديثه هذا لا يشتمل على جملة "الزعيم غارم".
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8/ 147)، رقم (7647) من طريق خداش عن أبي أمامة رضي الله عنه به نحوه.
وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش عن أبيه، وهو ليس بالقوي، ولم يسمع من أبيه، وإنما حمل على التحديث عنه فحدث ["الجرح والتعديل" (7/ 189 - 190)، رقم (8107)]. وخداش لم أقف على ترجمة له، ولم أقف على هذا الإسناد من غير هذا الوجه.
(2)
في "فردوس الأخبار": "يذهب" على صيغة المضارع.
(3)
فردوس الأخبار (2/ 431)، رقم (3892)، ولم يسنده ابنه.
(4)
هذه قاعدة أصولية، وهي قاعدة ضمنية تحت القاعدة الفقهية العامة:"المشقة تجلب التيسير".
منها قوته
(1)
. وقد اعتمده الفقهاء في إساغة اللقمة لمن خشي التلف بجرعة من خمر من غير أن يزيد على الحاجة
(2)
.
654 - حديث: "ضعيفان يغلبان قويًّا".
هو بمعناه في أحاديث: "إن الشيطان أبعد من الاثنين، وأقرب إلى الواحد"
(3)
،
(1)
قال ابن تيمية رحمه الله: ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ولا بإسناد، ولكن يمتنع في الشرع أن يحرم على المؤمن ما لا بد منه، .. وإن الله لم يحرم عليهم ما يضطرون إليه من غير معصية منهم. أحاديث القصاص (79)، مجموع الفتاوى (18/ 375).
(2)
قال الزركشي: الضرورة: بلوغه حدًا إن لم يتناول الممنوع هلك أو قارب، .. مات أو تلف منه عضو. وهذا يبيح تناول المحرم. والحاجة: كالجائع الذي لو لم يجد ما يأكل لم يهلك غير أنه يكون في جهد ومشقة، وهذا لا يبيح المحرم. "المنثور"(2/ 319)
(3)
لم أقف عليه بهذا السياق، وهو في حديث عمر رضي الله عنه في خطبته بالجابية، بلفظ:" .. من أراد -وفي لفظ: "من سره"، وفي أخرى: "من أحب"- بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد -وفي لفظ: "مع الفذ"، وفي أخرى: "مع الفرد"- وهو من الاثنين أبعد، ولا يخلون أحدكم بامرأة؛ فإن الشيطان ثالثهما .. " الحديث. وفي لفظٍ للنسائي في "الكبرى"(8/ 287)، رقم (9182):" .. من أحب الجنة فعليه بالجماعة، فإن الشيطان من الواحد قريب، ومن الاثنين أبعد، .. ".
وهذا روي عن عمر رضي الله عنه من طرق كثيرة، حتى قال ابن كثير في "مسند الفاروق" (2/ 554):"قد رويت هذه الخطبة عن عمر رضي الله عنه من وجوه عديدة إذا تُتُبِّعت بلغت حد التواتر"، ثم ساق أكثر طرقها، وغالبها معلة أو واهية، ومن أمثلها رواية محمد بن سوقة، -كما نبه عليه الحاكم في المستدرك-، ثم رواية سليمان بن يسار عن عمر، وأما روايات عبد الملك بن عمير فمضطربة من رواية الثقات عنه، ومن أجل هذا حكم عليه الدارقطني في "العلل"(2/ 122 - 125)، رقم (155) بالاضطراب، وقال:"يشبه أن يكون الاضطراب فيه من عبد الملك بن عمير، لكثرة اختلاف الثقات عنه في الإسناد، والله أعلم". بينما يجوز ابن كثير في "مسند الفاروق" صحته من الوجهين المذكورين، وأن يكون عبد الملك بن عمير تلقى الخطبة عن غير واحد، وقد سمعها من عمر رضي الله عنه خلق كثير، ورواها عنه جمع من الرواة. وعليه صححه من بعض تلك الطرق جمع من الأئمة؛ كالترمذي وابن حبان والحاكم -ولم يتعقبه الذهبي-، وابن كثير، والبوصيري ["إتحاف الخيرة" (7/ 335)، رقم (6990)] والألباني في أحكامه على "السنن"، و "الصحيحة"(430، 1116)، وغيرُهم من الأئمة. والله تعالى أعلم. =
و "إنما يأخذ الذئب من الغنم القاصية"
(1)
، و "الجماعة رحمة، والفرقة
= وانظر لطرقه ورواياته: "سنن الترمذي"(2165)، "مسند أحمد"(114، 177)، "السنن الكبرى" للنسائي (8/ 284 - 287)، رقم (9175 - 9182)، مسند أبي يعلى (141 - 143)، "شرح مشكل الآثار" للطحاوي (9/ 329 - 336)، رقم (3708 - 3720)، "صحيح ابن حبان"(4576، 6728، 7254)، "الإبانة الكبرى" لابن بطة (1/ 284 - 287)، رقم (114 - 119)، "المعجم الأوسط" للطبراني (1659، 2929، 6483، 7249)، "العلل" للدارقطني (2/ 122 - 125)، رقم (155)، "المستدرك"(1/ 114 - 115)، "مسند الشهاب"(404، 451)، الإمامة لأبي نعيم (1/ 354 - 356)، رقم (173 - 175)، المختارة للضياء (1/ 63 - 64)، رقم (96 - 98)، (1/ 96 - 97)، رقم (155 - 157)"تاريخ ابن أبي خيثمة"(2/ 858 - 859)، رقم (3633 - 3638)، "تاريخ بغداد"(2/ 187)، (4/ 318)، (6/ 42)، رقم (57)، "تاريخ دمشق"(8/ 338)، (11/ 201 - 203)، (18/ 38)، رقم (279 - 280)، (20/ 102 - 105)، رقم (282، 376)، (25/ 243 - 244)، (28/ 143 - 144)، (29/ 339)، (31/ 82)، (40/ 455)، (49/ 237)، (51/ 181)، (52/ 203)، (58/ 191، 357)، (67/ 232)، الترغيب والترهيب لقوام السُّنَّة (16، 961، 2340)، ومسند الفاروق لابن كثير (2/ 553 - 556).
(1)
هذا طرف من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه في التزام الجماعة: أخرجه أبو داود (547)، والنسائي (847) وفي "الكبرى"(922)، وابن المبارك في "مسنده"(73)، و "الزهد"(1306)، وابن أبي شيبة في "مسنده"(31) وأحمد (45/ 507)، رقم (27514)، وأبو يعلى -كما في "إتحاف الخيرة"(2/ 140)، رقم (2 - 1208) - وعنه ابن حبان (2101) - وابن خزيمة (1486)، والحاكم (1/ 211)، (2/ 483) -وعنه البيهقي (3/ 54) وفي "المعرفة"(2/ 336)، رقم (1425)، (4/ 101)، رقم (1497) وغيرهما-، وآخرون، كلهم من طرق عن زائدة بن قدامة عن السائب بن حبيش عن معدان بن أبي طلحة اليعمرى عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية". وفي لفظ: "يأخذ القاصية". قال الحاكم: "هذا حديث صدوق رواته، .. متفق على الاحتجاج برواته إلا السائب بن حبيش، وقد عرف من مذهب زائدة أنه لا يحدث إلا عن الثقات"، وسائب هذا: وثقه العجلي (1/ 384)، رقم (547)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 413)، وقال الدارقطني ["سؤالات البرقاني" (213)]:"صالح الحديث"، وقال الذهبي ["الكاشف" (1788)]:"صدوق". وانظر: "تاريخ دمشق"(20/ 97 - 101)، رقم (2378).
وعليه صحح إسناده النووي في "المجموع"(4/ 84) -وحسنه في "رياض الصالحين" =
عذاب"
(1)
.
ومنه: "لو يعلم الناس ما في الوحدة ما سار راكب بليل وحده"
(2)
، وقوله:"الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب"
(3)
.
= (1070) -، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه"(1/ 1181)، وابن الملقن في "البدر المنير"(4/ 387 - 388)، وقال العيني في "البدر المنير" (5/ 239):"سنده لا بأس به"، وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود"(556) وغيره.
وأخرجه ابن منيع -كما في "إتحاف الخيرة"(2/ 140)، رقم (1208) - عن الحسن بن سوار عن هشام بن سعيد، عن حاتم بن أبي النضر، عن عبادة بن نسي، عن معدان عن أبي الدرداء رضي الله عنه نحوه.
وهذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى. والله أعلم.
(1)
سبق تخريجه والكلام عليه في الحديث رقم (377).
(2)
أخرجه البخاري (2998).
(3)
رواه مالك (3586 - الأعظمي) ومن طريقه أبو داود (2609)، والترمذي (1674)، والنسائي في "الكبرى"(8/ 129)، رقم (8798) وغيرهم. وأخرجه أحمد (11/ 360)، رقم (6748)، (11/ 11584)، رقم (7007)، والحاكم (2/ 102)، والبيهقي (5/ 257) وغيرهم من طرق عن عبد الرحمن بن حرملة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: .. الحديث. وصحح إسناده الحاكم، ووافقه الذهبي، وحسنه الترمذي والألباني.
وأخرجه ابن خزيمة (2570) من طريق القطان عن محمد بن عجلان عن عمرو بن شعيب به نحوه.
ورواه ابن عبد البر في "التمهيد"(20/ 6) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة - في "مسنده"- عن أبي نعيم عن عبد الله بن عامر عن عمرو به، مثل لفظ ابن عجلان.
وهذا الإسناد صححه البوصيري في "إتحاف الخيرة"(3/ 144)، رقم (2401)، فالحديث بطرقه حسن لذاته.
قال ابن خزيمة في تأويل هذا الحديث: "باب النهي عن سير الاثنين، والدليل على أن ما دون الثلاث من المسافرين فهم عصاة، إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلم أن الواحد شيطان، والإثنان شيطانان، ويشبه أن يكون معنى قوله: شيطان؛ أي: عاص؛ كقوله: (شياطين الإنس والجن)، ومعناه: "عصاة الجن والإنس".
وذهب ابن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث"(ص 153 - 155)، وابن عبد البر في "التمهيد"(20/ 7 - 8) إلى أنه بمعنى مرسل سعيد بن المسيب، ويعني أن الواحد والإثنين معرضان لتعرض الشيطان من توحيش وتخويف ووساوس في الطريق، والإثنان أبعد تعرضًا من الواحد، فإذا استتموا ثلاثة صاروا ركبًا، وأمنوا جل أو عامة =
655 - حديث: "الضيف يأتي برزقه، ويرتحل بذنوب القوم، يمحص عنهم ذنوبهم".
في: "إذا دخل الضيف"
(1)
.
* * *
= المخاوف. وهذا الأقرب، والله أعلم.
(1)
انظر: الحديث رقم (63).
حرف الطاء المهملة
656 - حديث: "طاب حمَّامُكما".
قاله لأبي بكر وعمر؛ الحديث.
الديلمي بلا سند عن ابن عمر مرفوعًا
(1)
. وقد قال أبو سعد المتولي
(2)
: التحية عند الخروج من الحمَّام بأن يقول له: "طاب حمَّامك"، ولا أصل له، ولكن رُوِي أن عليًّا قال لرجلٍ خرج من الحمَّام:"طهرت فلا نجست"
(3)
. انتهى
(4)
.
قال النووي في "الأذكار": هذا المحل لم يصح فيه شيء، ولو قال إنسان لصاحبه -على سبيل المودة والمؤانسة واستجلاب الوداد-:"أدام الله لك النعيم"، ونحو ذلك من الدعاء، فلا بأس به. انتهى
(5)
.
(1)
"مسند الفردوس"(2/ 227/ ب)، ولم أقف عليه في "الفردوس بمأثور الخطاب". والله أعلم.
(2)
هو: العلامة، شيخ الشافعية، أبو سعد عبد الرحمن بن مأمون بن علي النيسابوري المتولي، ويلقب "شرف الأئمة"، مولده بأبيورد، سنة (427 هـ)، ومات: في شوال، سنة (478 هـ)، كهلًا، وله (52) سنة. له مؤلفات عدة، منها:"التتمة" في الفقه -ولم يكمله- ومختصر في الفرائض، وآخر في الأصول، وكتاب كبير في الخلاف. انظر:"سير أعلام النبلاء"(18/ 585 - 586)، رقم (306)، وكذا (19/ 187)، رقم (107) -ترجم له مرتين-.
(3)
لم أقف عليه مسندًا.
(4)
قاله في "التتمة" له (كتاب الصلاة، باب في السلام)، كما نقل النووي في "المجموع"(4/ 471)، وفيه أنه قال:"باطل لا أصل له"، وسياق المؤلف يوافق لفظ النووي في "الأذكار"(ص 421).
(5)
"الأذكار"(ص 421) وهو في "المجموع" أيضًا.
ومما يُوَهِّي هذا الخبر أنه لم يكن لهم إذ ذاك حمَّامٌ، وكل ما جاء فيه ذكر الحمَّام فهو محمول على الماء السَّخِن خاصة، من عين أو نحوها
(1)
.
657 - حديث: "طاعة النساء ندامة".
في: " شاوروهن"
(2)
.
658 - حديث: "طالب القوت ما تعدى"
(3)
.
659 - حديث: "الطبيخ".
الحميدي: حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الطِّبِّيخ والرطب، فيأكله.
هكذا وقع في أصلٍ من مسند الحميدي اعتمدت عليه في ترتيبي له، ولكنه في أصلٍ قديمٍ كالجادة
(4)
، وهو الذي رواه إسحاق بن أبي إسرائيل، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، ومحمد بن منصور الخراز
(5)
، وعباس بن الفضل
(6)
؛ عن ابن عيينة.
وكلها عند المستغفري
(7)
إلا آخرها، فعند أبي نعيم، كلاهما في "الطب".
(1)
وبنحوه في "الأسرار المرفوعة"(277) وغيره، وقال ابن القيم:"لم يدخل النبي صلى الله عليه وسلم حمامًا قط، ولعله ما رآه بعينه، ولم يصح في الحمام حديث". "زاد المعاد"(1/ 175).
(2)
انظر الحديث رقم: (594).
(3)
هكذا بيض له المؤلف رحمه الله، ولم يتكلم عليه، وفي "الجد الحثيث" (246): ليس بحديث.
(4)
هكذا هو كالجادة -أعني: "البطيخ"- في "مسند الحميدي"(ح 257)، ومثله في "مسند عائشة" لأبي بكر بن أبي داود (21) من روايته عن يوسف بن موسى القطان المرُّوذي عن الحميدي به.
(5)
هو: محمد بن منصور بن ثابت بن خالد الخزاعي، أبو عبد الله الجواز المكي.
(6)
هو: عباس بن الفضل بن العباس بن يعقوب البصري، أبو عثمان الأزرق، ضعيف، وكذبه ابن معين، كما في "التقريب"(3186)، وحديثه هذا عند أبي نعيم في "الطب النبوي"(2/ 728 - 729)، رقم (830) من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن عباس بن الفضل، عن همام وسفيان بن عيينة به.
(7)
لم أقف على "الطب" للمستغفري، ولا على رواية المذكورين -وكلهم ثقات- عن ابن عيينة.
وهكذا رواه إبراهيم بن حميد
(1)
، وداود الطائي
(2)
، وسفيان الثوري
(3)
، وعيسى بن يونس
(4)
، وهمام
(5)
، ووهيب
(6)
عن هشام.
(1)
هو الرؤاسي، وحديثه هذا أخرجه النسائي في "الكبرى"(6/ 250)، رقم (6687)، وأبو بكر الأبهري في "فوائده"(57) وأبو نعيم في "الطب"(2/ 729)، رقم (831) وأبو الحسين الطيوري (7/ 29)، رقم (539)، من طرق عنه به، بلفظ:"البطيخ".
(2)
هو: ابن نصير الطائي، وروايته هذه عند أبي نعيم في "الحلية"(7/ 367) من طريق محمد بن محمد بن سليمان -هو الباغندي-، عن محمد بن خلف الحداد، عن إسحاق بن منصور، عنه به.
وهو عند أبي الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(ص 186) عن علي بن إسماعيل الصفار، عن محمد بن خلف الحداد به بلفظ:"الطبيخ".
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6/ 250)، رقم (6689) عن أحمد بن يحيى بن زكريا الأودي الصوفي، عن إسحاق بن منصور، عن داود الطائي عن هشام عن أبيه مرسلًا، بلفظ:"البطيخ".
وتابعه على هذا الإرسال وكيع عن هشام، فيما رواه ابن أبي شيبة عنه (12/ 422)، رقم (25044)، وقال الدارقطني في "العلل" (14/ 169):"اختلف عن داود الطائي؛ فرواه محمد بن خلف المقرئ عن إسحاق بن منصور السلولي عن داود عن هشام عن أبيه عن عائشة، وخالفه إبراهيم بن أبي القيس؛ فرواه عن إسحاق بن منصور، عن داود، عن هشام، عن أبيه، مرسلًا".
ورواية الوصل هي المحفوظة، لكثرة رواته عن هشام بن عروة، وثقتهم. والله أعلم.
(3)
حديثه هذا أخرجه الترمذي (ح 1843) -واللفظ له- والنسائي في "الكبرى"(6/ 250)، رقم (6688)، وابن حبان (12/ 51 - 52)، رقم (5246)، والدارقطني في "العلل"(14/ 170، س: 3511) من طريق معاوية بن هشام القصار عنه، بلفظ:"كان يأكل البطيخ بالرطب". وقال الترمذي: "حسن غريب".
(4)
هو السبيعي، وحديثه هذا: أخرجه ابن حبان (12/ 52)، رقم (5247)، وأبو نعيم في "الطب النبوي"(2/ 729)، رقم (831) من طريقين عن هشام بن عمار، عن عيسى به.
(5)
هو ابن يحيى بن دينار العوذي البصري، وحديثه هذا عند أبي نعيم في "الطب" من رواية عباس بن الفضل الأزرق -وهو متهم ["تاريخ بغداد" (12/ 135)]- عن همام وابن عيينة.
(6)
ابن خالد بن عجلان الباهلي، وحديثه هذا عند أبي نعيم في "تاريخ أصبهان"(1/ 103) من طريق أحمد بن الخطاب بن سعيد الأصبهاني عن طالوت بن عباد عن وهيب به. =
فالأول والخامس عند أبي نعيم في "الطب"، والثاني عنده في "الحلية"، والثالث والأخير عند المستغفري، والرابع عند أبي نعيم في "الطب"، وابن حبان في "صحيحه"، وكذا عنده الثالث.
نعم! رواه أبو عمر النوقاتي
(1)
في "فضل البطيخ" له من حديث سعيد بن عبد الرحمن
(2)
؛ طاب حمامك، فقال: بالطبيخ أو البطيخ
(3)
.
وأخرجه عثمان الدارمي في "الأطعمة"
(4)
عن سهل بن بكار
(5)
، عن وهيب، بلفظ: كان يعجبه أن يجمع بين الطبيخ والرطب
(6)
.
وكذا رواه أبو داود في "سننه" من حديث أبي أسامة، عن هشام، بلفظ:"كان يأكل الطبيخ بالرطب"، وزاد فيه؛ فيقول: "نَكْسِرُ حَرَّ هذا ببَرد هذا، وبردَ
= وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(ص 185)، وابن عساكر (4/ 246) من طريق زكريا بن يحيى الساجي ورسته الأصبهاني، عن طالوت به، بلفظ:"الطبيخ".
(1)
بضم النون -وقيل بفتحها أيضًا-، وسكون الواو، آخره تاء مثناة قبل ياء النسب، نسبة إلى نوقات؛ محلة أو قرية بسجستان، منها الأديب الحافظ أبو عمر محمد بن أحمد بن عمر بن سليمان السجزي النوقاتي، صاحب تصانيف كثيرة، وتوفي سنة (382)، وتوفي ابنه عمر سنة (402)، ومن مؤلفاته:"فضل البطيخ"، قال الزركشي في "التذكرة" (1/ 155):"أحاديثه باطلة"، أعني كتاب فضل البطيخ.
انظر: "الأنساب" للسمعاني (5/ 537)، "معجم البلدان"(8/ 407 - 408)، "سير أعلام النبلاء"(17/ 144 - 145)، "الوافي بالوفيات"(2/ 65)، "توضيح المشتبه"(1/ 461 - 462/ البرقاني، و 9/ 133)، "تبصير المنتبه"(1/ 143).
(2)
يعني المخزومي المذكور سابقًا.
(3)
لم أقف على كتاب "فضل البطيخ" للنوقاتي.
(4)
ذكره ابن حجر في "المعجم المفهرس" رقم (218)، والسوسي في "صلة الخلف"(1/ 129).
(5)
ابن بشر الدارمي البصري أبو بشر المكفوف؛ ثقة ربما وهم، من العاشرة. "التقريب"(2651).
(6)
لم أقف على كتاب "الأطعمة" للدارمي، والحديث أخرجه البيهقي في "الآداب"(1/ 178)، رقم (431) و "الشعب"(8/ 128)، رقم (5591) من طريق محمد بن أيوب، عن سهل به، بلفظ:"البطيخ".
هذا بِحَرِّ هذا"
(1)
.
ورواه يزيد بن رومان، عن الزهري عن عروة؛ بتقديم الطاء كما للنوقاتي، والبختري
(2)
في رابع "حديثه"
(3)
، وبتأخيرها كما للنسائي في "الوليمة"
(4)
؛ فكأنه كان عند هشام باللفظين.
(1)
أخرجه أبو داود (3836) - ومن طريق ابن داسة عنه البيهقي (7/ 459) وفي "شعب الإيمان"(8/ 128)، رقم (5592)، إلا أن فيها:"البطيخ". وفي "عون المعبود"(10/ 312)، رقم (3818):"وفي بعض النسخ: "الطبيخ" بتقديم الطاء على الموحدة". وهكذا هو عند الخطابي في "معالم السنن"(4/ 256)، وروايته للسنن عن أبي بكر بن داسة عن أبي داود، وقد سمعه على ابن الأعرابي أيضًا، كما ذكر في مقدمته (1/ 8). قال الخطابي:"الطبيخ لغةٌ في البطيخ".
(2)
هو: أبو جعفر الرزَّاز محمد بن عمرو بن البخترى البغدادي (251 - 339)، من الثقات الأثبات المأمونين. انظر:"تاريخ بغداد"(4/ 222)، رقم (1419)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (7/ 730)، رقم (302).
(3)
لم أقف على كتاب "فضل الطب" للنوقاتي، ولا على الحديث في المطبوع من أمالي البختري ضمن "مجموع فيه مؤلفات أبي جعفر ابن البختري"، ومنها "المجلس الثالث من أماليه"، فلعله في "فوائده"، ولم أقف إلا على الجزء التاسع منه.
(4)
أخرجه النسائي في "الكبرى"(6/ 251)، رقم (6693) -وعنه الدولابي (2/ 832)، رقم (1452) - عن ابن وارة الرازي، عن محمد بن عبد العزيز الرملي -ثم الواسطي-، عن عبد الله بن يزيد بن الصلت، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن رومان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها.
قال النسائي: "ليس بمحفوظ من حديث الزهري"["تحفة الأشراف" (12/ 101)، رقم (16688) نقلًا عن من "السنن الكبرى"]، وقال الدارقطني:"ذكر الزهري فيه وهم". "العلل"(14/ 169).
وقد رواه الترمذي في "الشمائل"(201) عن محمد بن يحيى الذهلي، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(ص 185) من طريق صالح بن مسمار، كلاهما: عن محمد بن عبد العزيز الرملي، عن ابن الصلت، عن ابن إسحاق، عن ابن رومان، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها.
قال الدارقطني: تفرد به محمد بن عبد العزيز الرملي. "أطراف الغرائب"(5/ 512)، رقم (6239).
وعلى الوجهين مداره على عبد الله بن يزيد بن الصلت الشيباني؛ وهو ضعيف، كما =
وكذا رواه ابن حبان في "صحيحه" من حديث محمد بن عبد الرحمن السامي
(1)
، عن أحمد بن حنبل، عن وهب بن جرير بن حازم، حدثنا أبي، سمعت حميدًا يحدث عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الطبيخ أو البطيخ بالرطب. وقال عقبه: الشك من أحمد
(2)
.
قلت: وفيه نظر
(3)
، وكأنه إنما أراد بيان كونه مرويًا بهما، فقد رواه مسلم بن إبراهيم عن جرير بـ "الطبيخ" بدون شك. أخرجه أبو نعيم، وكذا أبو بكر الشافعي في "الفوائد الغيلانيات"
(4)
، وهكذا أخرجه أبو يعلى في "مسنده" من حديث حَبَّان بن هلال، عن جرير، ولفظه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الطبيخ والرطب
(5)
.
= قال النسائي والأزدي، وقال أبو زرعة الرازي:"منكر الحديث"، وقال أبو حاتم:"متروك". انظر: "تهذيب الكمال"(16/ 304)، رقم (3657)، "التقريب"(3705).
(1)
في نسخ "المقاصد" الخطية: "الشامي" بالشين المعجمة، والتصويب من "الإحسان إلى ترتيب صحيح ابن حبان"، ومصادر الترجمة. وهو أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن السامي الهروي: من ثقات الحفاظ والأئمة، توفي سنة (302)، أو التي قبلها، كما في "السير" للذهبي (14/ 114 - 115)، رقم (58)، و "تذكرة الحفاظ"(2/ 193)، رقم (718)، و "تاريخ الإسلام"(23/ 79).
(2)
انظر: "صحيح ابن حبان"(12/ 53 - 54)، رقم (5248)، وعنه في "إتحاف المهرة"(1/ 629)، رقم (931).
(3)
يعني: أن الشك فيه من الإمام أحمد بن حنبل.
(4)
أخرجه ابن أبي عاصم في "كتاب الأطعمة" -كما في "المختارة" للضياء (5/ 284)، ومن طريقه أبو نعيم في "الطب"(2/ 730)، رقم (835) - وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"(2/ 716 - 718)، رقم (987) -ومن طريقه الضياء (ح 1918)، وابن عساكر (4/ 245) - وأبو الشيخ الأصبهاني في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(3/ 364)، رقم (685)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(8/ 130)، رقم (5595) من خمس طرق عن مسلم بن إبراهيم به، وعامتها "البطيخ" على الجادة، إلا رواية ابن غيلان، فهي:"الطبيخ"، وكذا ذكره محقق "الطب" لأبي نعيم عن نسخة رمز لها بـ "ك"، وقال:"هو خطأ من الناسخ، والصواب ما أثبتناه"؛ يعني: "البطيخ"، بينما الأصوب ما في تلك النسخة، والخطأ ما أثبته، وكلاهما بمعنى واحد. والله أعلم.
(5)
أخرجه أبو يعلى (6/ 463)، رقم (3867) ومن طريقه الضياء (5/ 384)، رقم (1919)، وأثبت الشيخ حسين الداراني في متن "المسند":"البطيخ"، وذكر في =
ورواه عثمان الدارمي في "الأطعمة" عن مسلم بن إبراهيم كالجادة
(1)
، لكن حديث وهب عند الترمذي في "الشمائل"، والنسائي في "الوليمة"، بلفظ: "كان يجمع بين الخِرْبز
(2)
والرُّطب"
(3)
، وهو الذي رأيته في الموضعين من مسند أحمد عن وهب
(4)
، وحينئذ فالظاهر أنه من حديثه عنه خارج المسند، وأنه كان عند جرير باللفظين وباللغتين
(5)
.
= الهامش أنه من هامش أحد الأصلين لديه، بينما في المتن وفي أصل آخر أيضًا:"الطبيخ"، فكان الأولى أن يثبت في المتن ما في الأصلين -وله وجه صحيح-، ويشير إلى ما في الهامش في التعليق. والله أعلم.
وكذا أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(ص 186) من طريق ليِّن؛ عن أبي الربيع الزهراني، عن محمد بن خازم -وهو أبو معاوية الضرير- عن هشام بن عروة به، بلفظ:"كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الطبيخ بالرطب".
(1)
لم أقف على كتاب "الأطعمة" للدارمي، وتقدم من رواية جماعة له عن مسلم بن إبراهيم على الجادة. وأن بعضهم قال:"الطبيخ". ورواه محمد بن مخلد العطار في حديث "محمد بن عثمان بن كرامة"(30) - ومن طريقه الخطيب (3/ 41)، والضياء (5/ 385)، رقم (1920)، والرافعي (4/ 15) -معلقًا- عن ابن كرامة عن مسلم بن إبراهيم به، بلفظ:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل الرطب مع الخربز -يعني البطيخ- يجمع بينهما". وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(ص 185) من طريق أبي زرعة الرازي عن عبد الله بن أبي بكر العتكي، عن جرير به، بلفظ:"البطيخ" على الجادة.
(2)
ذكره الحافظ في "الفتح"(9/ 574) -وتبعه عليه المباركفوري في "التحفة"(5/ 467) وغيره- بكسر الخاء وسكون الراء وكسر الموحدة بعدها زاي، ولعله بعد التعريب، وهو في الفارسية بفتح الخاء وضم الباء، كما في "معجم العميد"(2/ 1002)، وربما زيد الواو بين الباء والزاي. والله أعلم.
(3)
أخرجه الترمذي في "الشمائل"(200)، والنسائي في "الكبرى"(6/ 251)، رقم (6692)، وصححه ابن حجر في "فتح الباري"(9/ 573)، والعظيم آبادي في "عون المعبود" -بحاشية ابن القيم- (10/ 22)، والألباني في "الصحيحة"(58).
(4)
"المسند"(19/ 434، 445)، رقم (12449، 12460)، وعنه في "المختارة"(5/ 284)، رقم (1921).
وصححه الألباني في "الصحيحة"(58) على شرط الشيخين، وقال ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 286) -ووافقه ابن القيم في "الزاد" (4/ 287) -:"لا يصح في البطيخ إلا هذا الحديث في أكل النبي صلى الله عليه وسلم له". ملخصًا.
(5)
يعني باللفظين: "الطبيخ" و "البطيخ"، وباللغتين: العربية والفارسية، حيث كلمة =
ورواه عثمان الدارمي في "الأطعمة" من حديث يعقوب بن الوليد المدني، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الطبيخ بالرطب
(1)
، إلى غيرها من الروايات
(2)
.
وبالجملة فقد ثبت الحديث أيضًا بتقديم الطاء على المبالغة في البطيخ وهي لغة حكاها صاحب "المحكم"
(3)
.
فائدة: قد مضى التنصيص على حكمة ذلك، وأما كيفية ما كان يفعل؛ فيروى في حديث عن أنس، أنه كان يأخذ الرطب بيمينه والبطيخ بيساره فيأكل الرطب بالبطيخ، وكان أحب الفاكهة إليه. أخرجه الطبراني في "الأوسط"، وأبو الشيخ في "الأخلاق النبوية"، وأبو عمرو النوقاتي في "البطيخ"
(4)
.
= "الخربز" فارسية، بمعنى الشمام، إلا أنه ورد في معجم "عميد" الفارسية (2/ 1002 - حرف: خ)، أنها قد تستعمل في البطيخ الأخضر أيضًا. وهذا يلين رأي من استدل بهذه اللفظة -كالحافظ ابن حجر في "الفتح"(9/ 574)، وتبعه عليه آخرون- لكون الأصفر الموسوم بالشمام هو المقصود في الحديث، بينما التعليل في الحديث ببرودة البطيخ يرد ذلك، ومن ذا يظهر أيضًا أنه لا داعي لما ذهب إليه الألباني في "الصحيحة"(58) من الجمع بحمل الحديثين على حدثين مختلفين. والله أعلم.
(1)
أخرجه ابن ماجه (3326)، والطبراني في "الكبير"(6/ 162)، رقم (5859) وعلي بن عمر الحربي في "الفوائد"(58) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(ص 186)، وابن عساكر (4/ 246) وغيرهم من طرق عن يعقوب بن الوليد المدني به، بلفظ:"البطيخ". قال ابن شاهين: "تفرد به يعقوب بن الوليد". وهو أبو يوسف الأزدي المديني نزيل بغداد، والحديث بهذا الإسناد باطل من وضعه كما في "العلل" لأحمد (1305، 3518)، وابن أبي حاتم (1515) وغيرهما من مصادر ترجمته، وتقدمت (ح 329).
(2)
والحديث يرويه عن هشام بن عروة كذلك قيس بن الربيع والهيثم بن جميل وغيرهما، ويروى عن جابر رضي الله عنه -عند أبي الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(ص 186) - بإسناد فيه ضعيف ومبهم.
(3)
"المحكم" لابن سيده (5/ 127 ط ب خ)، قال:"لغة في البطيخ مقلوبة".
(4)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8/ 44)، رقم (7907) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(ص 186)، والدارقطني في "العلل"(12/ 215)، رقم (2636)، والحاكم (4/ 121) وغيرهم، وفيه يوسف بن عطية الصفار البصري، وهو متروك ["التقريب" (7873)]، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 48)، وضعف إسناده ابن حجر =
وعن عبد الله بن جعفر قال: رأيت في يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم قثاءًا، وفي شماله رطبات؛ وهو يأكل من ذا مرة، ومن ذا مرة. رواه الطبراني أيضًا في "الأوسط"
(1)
، وهما ضعيفان
(2)
.
660 - حديث: "الطرقَ ولو دارت، والبكرَ ولو بارت"
(3)
.
معناه صحيح
(4)
، ويشهد للأول:{وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة: 189]، وللثاني أحاديث كثيرة، منها في قصة جابر "هلا بكرًا"
(5)
.
= في "الفتح"(9/ 573)، والمؤلفُ تاليًا، والمباركفوري في "التحفة"(5/ 467).
وله شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها عند السلفي في "المشيخة البغدادية"(ج: 35، ح 33)، قالت:"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل التمر بيمينه ويعض البطيخ بشماله". قال الدارقطني: تفرد به شقيق بهذا اللفظ. "أطراف الغرائب"(5/ 483)، رقم (6318). وهذا متن منكر باطل، وإسناده واه، فيه عباد بن كثير البصري الزاهد، وهو متروك، يروي عن الثقات الموضوعات، وتقدمت ترجمته، والراوي عنه شقيق بن إبراهيم البلخي الزاهد أيضًا ممن يروي المناكير، كما في "ذيل تاريخ بغداد" لابن النجار (21/ 96)، رقم (88)، و "تاريخ دمشق"(23/ 131 - 145)، رقم (2757)، والطريق إليه فيه جهالة.
(1)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7/ 372)، رقم (7761) في حديث طويل موضوع، وفيه أصرم بن حوشب أبو هشام الكندي الهمذاني، من الكذابين المعروفين بالوضع والسرقة -كما تقدم-، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 47)، رقم (7996)، (9/ 269)، رقم (14996)، والعيني في "عمدة القاري"(21/ 66، ح 5440)، وتساهل من اكتفى بمطلق تضعيفه أو تضعيفه جدًّا دون الحكم بوضعه. والله أعلم.
(2)
بل واهيان إسنادًا، وباطلان متنًا، لما فيهما من الأكل بالشمال، وهو منهي في الشرع، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه من عمل الشيطان. والله أعلم.
(3)
أي: وإن كسدت عن الأزواج، وبقيت لا تُخْطَب، ولا يُرغَبُ فيها، ومنه:"نعوذ بالله من بوار الأيم". انظر: "النهاية"(1/ 153 - 154)، "لسان العرب"(4/ 86)، "تاج العروس"(10/ 258).
(4)
في "الجد الحثيث"(248): "ليس بحديث"، ونحوه في "كشف الخفاء"(2/ 38)، رقم (1651).
(5)
هو طرف لحديث طويل متفق عليه، بلفظ:"فهلَّا بكرًا تلاعبها وتلاعبك"، ونحوه من الألفاظ. انظر:"صحيح البخاري"(ح 2097، 2309، 2967، 4052، 5079، 5080، 5247، 5367) و "صحيح مسلم"(715)، و "مسند أبي عوانة"(3441، 4012).
661 - حديث: "الطعام الحار لا بركة فيه".
في: "أبردوا"
(1)
.
662 - حديث: "طعام البخيل داء، وطعام الجواد دواء".
الدارقطني في "غرائب مالك"
(2)
، والخطيب في "المؤتلف"
(3)
، والديلمي في "مسنده" -من جهة الحاكم-
(4)
، وأبو علي الصدفي في "عواليه"
(5)
، وابن
(1)
انظر: الحديث رقم (9).
(2)
كذا ذكر المؤلف، ولعله تبعًا للزين العراقي في "المغني"(3303)، وتبعهما عليه العجلوني في "كشف الخفاء"(2/ 38)، رقم (1653)، والمناوي في "فيض القدير"(4/ 256)، رقم (5258)، ولعلهم ذهبوا إليه من قول الزركشي في "التذكرة" (1/ 149):"ذكره عبد الحق في أحكامه من جهة مالك، وهو توهم أنه رواه في الموطأ، وليس كذلك، وإنما رواه الحفاظ في غرائب حديث مالك .. "، ثم ذكره عن الصدفي والخطيب وغيرهما، ولم يتعرج للدارقطني بذكر، وأما الحافظ ابن حجر، فقال:"فات الدارقطني في غرائب مالك، فلم يذكره أصلًا، والله المستعان". "اللسان"(7/ 554)، رقم (7511).
(3)
قال ابن حجر في "اللسان"(1/ 612): "أورده الخطيب في "المؤتلف" عن أبي الفضل أحمد بن محمد بن عبد الله الرشيدي، عن محمد بن أحمد الرحائي، عن حسن بن نفيس بن زهير، عن أبي سهل أحمد بن محمد بن شعيب السجزي" بإسناده المذكور عند المؤلف.
(4)
رواه الديلمي (2/ 226/ أ)["زهر الفردوس" (2/ 262 - 263)، و "اللسان" (1/ 612)، رقم (763)] عن أحمد بن خلف كتابة، عن الحاكم أبي عبد الله -في تاريخه- عن الحسين بن داود العلوي عن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الذوزني -[في "الزهر": الروزني، وفي "اللسان": المروزي] عن أبي سهل أحمد بن محمد بن شعيب به.
(5)
لم أقف على عوالي الصدفي هذا، وقد ذكره عن جزئه هذا -بالرواية- ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام"(2/ 331)، رقم (325) -وذكر أن عبد الحق الإشبيلي أيضًا خرجه عن هذا الجزء في "الأحكام الكبرى"!، ولم أقف عليه فيه-، ورواه كذلك ابن الأبار في "معجم أصحاب القاضي أبي علي الصدفي"(1/ 83 - 84، و 1/ 248 - 249)، وابن عبد الملك المراكشي في السفر الخامس من "الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة"(1/ 155)، رقم (313) من طرق عن أبي علي الصدفي، عن أبي العباس أحمد بن عمر بن أنس بن دلهاث العذري الدلائي، عن أبي بكر محمد بن =
عدي في "كامله"
(1)
؛
= نوح الأصبهاني، عن الطبراني، عن المقدام بن داود، عن عبد الله بن يوسف التنيسي، عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه.
وفي الموضع الأول من معجم ابن الأبار: "هذا من غرائب حديث مالك، وقد تبرأ من عهدته أبو علي رحمه الله".
وأبو بكر محمد بن نوح الأصبهاني: وجاء في "جذوة المقتبس"(ص 137) و"بغية الملتمس" لابن عميرة (1/ 196)، رقم (446)، و"تاريخ دمشق"(43/ 5)، رقم (4936) و "تاريخ الإسلام" للذهبي (27/ 178) في ثنايا ذكر شيوخ ورواة عنه:"أبو بكر محمد بن أحمد بن نوح الأصبهاني"، قال ابن حجر في "اللسان"(7/ 553 - 554)، رقم (7511):"لا أعرفه، اتهمه القاضي عياض بهذا الحديث، .. وقال: "الحمل فيه على شيخ العذري أو على المقدام، ولا يلصق الوهم بالمقدام بسبب إلا بعد معرفة محمد ابن نوح هذا""، وقال في موضع آخر من "اللسان"(8/ 145)، رقم (7900) -متعقبًا لقول ابن القطان: رواته ثقات مشاهير إلا المقدام-: "وفي هذا الإطلاق نظر، فإن محمد بن نوح الأصبهاني لا يعرف حاله، كما تقدم في ترجمته". قلت: وفي تفرد مجهول مثله بمثل هذا الحديث المنكر عن مثل أبي القاسم الطبراني في كثرة تصانيفه وأصحابه لأوضح وأقوى قرينة على أن تكون الآفة منه والحمل عليه. والله أعلم.
وأما المقدام بن داود بن عيسى بن تليد الرعيني، أبو عمرو المصري، الفقيه المالكي موضع الرحلة لديهم في الفقه والفتيا: فمتهم أيضًا، ضعفه أبو العباس بن دلهاث الفقيه المالكي، والدارقطني، وقال ابن يونس وابن أبي حاتم الرازي وابن القطان:"تكلموا فيه"؛ أي: أهل مصر. وقال النسائي في "الكنى": "ليس بثقة"، وخرج له الحاكم (1/ 569) استشهادًا، فتعقبه الذهبي:"لم يتكلم عليه الحاكم، وهو موضوع على سند الصحيحين، ومقدام متكلم فيه، والآفة منه"، قال السبط ابن العجمي في "الكشف الحثيث":"قوله: "والآفة منه" يحتمل أنه وضعه، والله أعلم".
وانظر: "الجرح والتعديل"(8/ 303)، رقم (1399)، "السير" للذهبي (13/ 345 - 346)"تاريخ الإسلام"(21/ 309 - 310)، رقم (541)، "الميزان"(4/ 175 - 176)، رقم (8745)، "المغني"(6403)، "اللسان"(8/ 144 - 145)، رقم (7900)، "الكشف الحثيث"(1/ 261)، رقم (782).
وللحديث طرق أخري واهية لا فائدة من ذكرها.
(1)
كذا قال المؤلف رحمه الله، ولم أقف عليه، ولا على أحد من الأئمة عزاه إلى "الكامل" سوى المؤلف، ولعله أخذه من إطلاق الحافظ العراقي في "المغني"(3303) رواية ابن عدي له، وذكر الزركشي في "التذكرة"(1/ 150) أن ابن عدي رواه في "مسند =
من طريق
(1)
أحمد بن محمد بن شعيب السجزي
(2)
، عن محمد بن معمر البحراني، عن رَوْح بن عبادة، عن الثوري، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر به مرفوعًا، ولفظ الخطيب:"طعام السخي دواء -أو قال: شفاء- وطعام الشحيح داء"، ولفظ بعضهم:"طعام الكريم"
(3)
.
قال شيخنا: "وهو حديث منكر"
(4)
، وقال الذهبي:"كذب"
(5)
، وقال
= حديث مالك"؛ عن عبد الرحمن بن محمد القرشي، عن محمد بن يوسف أبي بكر السراج، عن المنذر بن الأدمر بن سليمان بن عبيد الله بن الزكي، عن أبي قرة موسى بن طارق، عن مالك بن أنس به.
قال ابن عدي: "لا يثبت، ومن دون أبي قرة مجاهيل وضعفاء، وهو باطل من حديث مالك".
(1)
سياق كلام المؤلف يوهم أن الجميع رووه من هذا الوجه، بينما لكل واحد منهم وجه مستقل كما تقدمت، وأما هذا فللخطيب في "المؤتلف"، والديلمي فقط. والله أعلم.
(2)
أبو سهل السجزي الرحائي، ترجم له الذهبي في "الميزان"(1/ 140)، رقم (553)، وقال:"عن محمد بن معمر البحراني، وعنه حسن ابن نفيس بحديثٍ كذب"، فساق هذا الحديث، وكأنه يتهمه به، وقال المعلمي [تعليقه على "الفوائد المجموعة": 219]: "هالك". وانظر: "اللسان"(1/ 611 - 612)، رقم (763).
ويرويه عنه عند الديلمي أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الذوزني -أو: الروزني- ولم أقف على ترجمته، ومن دونه أثنوا عليه في دينه وطرقته، دون بيان حاله في الحديث.
وأما عند الخطيب: فيرويه عنه الحسن بن نفيس بن زهير، أبو علي السجستاني المقابري الرحائي، ثم عنه محمد بن أحمد الرَّحائي -نسبة إلى موضع بسجستان-، وعنه أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الله المعروف بالرشيدي المرُّوذي قاضي سجستان، وثلاثتهم لم أقف فيهم على جرح أو تعديل. فهو لم يثبت عن أحمد بن محمد بن شعيب السجزي أيضًا، وفي طريقيه عنه مجهول فأكثر.
(3)
هو: لفظ رواية لأبي على الصدفي عند ابن الأبار في "معجم أصحاب الصدفي"(1/ 83 - 84).
(4)
"لسان الميزان"(1/ 612)، رقم (763).
(5)
"ميزان الاعتدال"(1/ 140)، رقم (553)، وقال في "سير أعلام النبلاء" (13/ 346):"باطل، ما حدث به ابن يوسف أبدًا"، وفي "تاريخ الإسلام" (21/ 310):"بهذا الإسناد باطل"؛ يعني: إسناد مالك.
وكذا حكم عليه الألباني في "الضعيفة"(3824) بالوضع.
ابن عدي: "إنه باطل عن مالك، فيه مجاهيل وضعفاء، ولا يثبت"
(1)
.
663 - حديث: "طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة، وطعام الثلاثة يكفي الأربعة".
متفق عليه عن أبي هريرة مرفوعًا
(2)
، بدون الجملة الأولى؛ ولكن بها ترجم البخاري، وقيل: إنه أشار بالترجمة لرواية بها ليست على شرطه
(3)
.
وفي لفظ لابن ماجه عن عمر: "طعام الواحد يكفي الاثنين، وإن طعام الإثنين يكفي الثلاثة والأربعة، وإن طعام الأربعة يكفي الخمسة والستة"
(4)
.
(1)
نقله ابن حجر في "اللسان"(1/ 611 - 612)، رقم (763) عن "مسند حديث مالك بن أنس" له.
(2)
أخرجه البخاري (ح 5392)، ومسلم (2058) من طريق مالك وهو في الموطأ (ح 3432).
(3)
ذكره العيني في "عمدة القاري"(21/ 60)، وابن حجر في "الفتح"(9/ 535)، والحديث المشار إليه عند مسلم كما سيذكره المؤلف رحمه الله، وله طريق على شرط الشيخين؛ أخرجه عبد الرزاق (10/ 418)، رقم (19557) -وعنه عبد بن حميد (788) -؛ عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية". ولكنه اختلف فيه على عبد الرزاق على وجهين آخرين، فيما أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(7/ 439)، رقم (5248) من طريق أحمد بن منصور الرمادي عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع، مرسلًا. و (7/ 439)، رقم (5247) من طريق أبي الأزهر عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن محمد بن سيرين عن ابن عمر رضي الله عنهما.
فهذا يحتمل أن يكون عند معمر عن أيوب على الوجهين، أو وهم في الوجه الثاني من دون أبي الأزهر، وأما حديث أيوب عن نافع؛ وإن كان الرمادي فوق الدبري في عبد الرزاق وفي كل شيء، إلا أن الدبري توبع عليه متابعة قاصرة عند ابن المقرئ في "المعجم"(1131) من رواية عبيد الله بن موسى العبسي عن أسامة بن زيد -هو الليثي- عن عبيد الله بن عمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما. وهذا يقوي رواية المصنَّف، وأنه المحفوظ عن أيوب، وعن نافع. والله أعلم.
(4)
أخرجه ابن ماجه (3255)، والبزار (1/ 240 - 241)، رقم (127) -في حديث طويل- والطبراني في "الكبير"(12/ 320)، رقم (13236)، وفيه عمرو بن دينار البصري قهرمان آل الزبير، وجمهور المحدثين على أنه واه جدًّا، وعليه يحمل =
وعند البزار من حديث سمرة نحوه، وزاد في آخره:"ويد الله على الجماعة"
(1)
.
وكذا وقع في حديث عبد الرحمن بن أبي بكر في قصة أضياف أبي بكر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس"
(2)
. بل! في مسلم من طريق الأعمش عن أبي سفيان
(3)
، ومن طريق ابن جريج وسفيان الثوري، كلاهما: عن أبي الزبير، عن جابر رفعه:"طعام الواحد يكفي الإثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية".
وبلفظ: "طعام الرجل يكفي رجلين، وطعام رجلين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية"
(4)
.
وصرح في طريق ابن جريج بسماع أبي الزبير من جابر، وليس
= التضعيف المطلق من بعضهم، وبه أعله البزار، وعليه ضعفه الألباني جدًّا. وانظر لترجمته:"التاريخ الكبير"(6/ 329)، "الجرح والتعديل"(6/ 232)، "المجروحين"(2/ 71)، "الكامل"(5/ 135 - 136)، رقم (1297)، "تهذيب الكمال"(22/ 13 - 16)، رقم (4361).
(1)
أخرجه البزار (2/ 155)، رقم (4590)، والطبراني في "الكبير"(7/ 213)، رقم (6963) من طريقين عن ابن جريج عن أبي بكر الهذلي عن الحسن عن سمرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال البزار: "لا نعلم رواه عن ابن جريج إلا صفوان بن هبيرة"، وقد رواه غيره عند الطبراني.
وأبو بكر الهذلي متروك [وتقدم: 361]، ودونه عند البزار صفوان بن هبيرة التيمى العيشى: لين الحديث ["التقريب" (2943)]، ولكنه توبع عليه من صدوق عند الطبراني، وحديث سمرة هذا أنكره أبو حاتم الرازي وحكم ببطلانه. انظر:"العلل"(1485، 1519).
وللحديث طريقان آخران واهيان لا فائدة من ذكرهما.
(2)
متفق عليه، أخرجه البخاري (602، 3581)، ومسلم (2057).
(3)
هو: طلحة بن نافع.
(4)
مسلم (3/ 1630)، رقم (2059). ولمعناه: التمهيد (19/ 25)، وشرح السُّنَّة (11/ 320)، رقم (2882).
على شرط البخاري، فإنه وإن خرج لأبي سفيان لم يخرج له إلا مقرونًا بأبي صالح، كلاهما عن جابر، ومع ذلك فالْمُخَرَّج عنده كذلك ثلاثة أحاديث.
وممن روى هذا الحديث أيضًا عن أبي الزبير؛ ابن لهيعة
(1)
، وليس ابن لهيعة من شرط البخاري قطعًا.
وللطبراني من حديث ابن عمر ما يرشد إلى العلة في ذلك، وأوله:"كلوا جميعًا ولا تفرقوا، فإن طعام الواحد يكفي الاثنين" الحديث
(2)
. وأشار إليه الترمذي
(3)
، وإليها
(4)
يومئ حديث سمرة الماضي. [وفي الباب أيضًا]
(5)
عن ابن مسعود في الطبراني
(6)
.
(1)
لم أقف على روايته، ولا داعي لذكره، وقد رواه الثوري وابن جريج عن أبي الزبير. والله أعلم.
(2)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7/ 259)، رقم (7444)، وفيه تالفان؛ بحر بن كنيز السقاء، وشيخه عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير.
(3)
يعني إلى حديث ابن عمر رضي الله عنه هذا، بقوله: وفي الباب .. (السنن 4/ 268)، رقم (1820).
(4)
يعني إلى هذه العلة.
(5)
ما بين المعقوفتين مستدرك من نسختي "زك، ق" المساعدتين.
(6)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(10/ 102)، رقم (10093) من طريق مختار بن غسان، عن قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة".
ومختار بن غسان بن مختار التمار العبدي الكوفي: مستور، روى عنه جماعة، ولم يوثق، وفي "التقريب" (6523):"مقبول"، بينما قال الحافظ في "التلخيص الحبير"(6/ 2690)، رقم (2346 - 5682):"مجهول"، وقال ابن الملقن في "البدر المنير" (8/ 520):"لا أعرف حاله".
وانظر: "الجرح والتعديل"(8/ 312)، رقم (1444)، "تهذيب الكمال"(27/ 318 - 319)، رقم (5826).
وقيس بن الربيع الكوفي: تغير بأخرة، وابتلي بابن سوء أدخل في حديثه ما ليس منه، فترك من أجله، كما تقدم.
وهذا الحديث تفرد به مختار بن غسان عن قيس، ولم أقف له على أصل من حديث أبي إسحاق السبيعي فمن فوقه، فهو منكر بهذا الإسناد. والله أعلم.
664 - حديث: "الطلاق لمن أخذ بالساق".
في: "إنما الطلاق"
(1)
.
665 - حديث: "الطلاق يمين الفُسَّاق".
وقع في عدة من كتب المالكية
(2)
-حتى في "شرح الرسالة" للفاكهاني- جازمين بعزوه للنبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: "لا تحلفوا بالطلاق ولا بالعتاق، فإنهما من أيمان الفساق".
وسلَفُهم ابنُ حبيب
(3)
أظنه في "الواضحة"
(4)
، وكأنه
(5)
سلف صاحبها في قوله: "ويؤدَّب من حلف بطلاق ويلزمه"
(6)
.
قال الفاكهاني: وهذا إنما يجيء على القول بتحريمه لا كراهته، إذ المكروه جائز شرعًا، والجائز لا يؤدَّب عليه، ولا يُذَمُّ فاعله، فلو ذُمَّ لكان
(1)
انظر: الحديث رقم (212).
(2)
انظر مثلًا: المدخل لابن الحاج (4/ 60).
(3)
هو: الفقيه المالكي عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن مروان بن جاهمة بن عباس بن مرداس الأندلسي الفقيه المالكي، أبو مروان السلمي (بضع و 170 - 238، وقيل: 239 هـ).
وهو كثير التصانيف، منها كتاب "الواضحة" في فقه الإمام مالك وأصحابه. ووسم بسوء الحفظ وكثرة الغلط في الحديث، وفي رواية الفقه المالكي، وعُلِّل ذلك بأنه كان يستجيز الرواية بالوجادة والإجازة دون بيان، وربما وقع إليه الشيء عن غير ثقة، فتجاوزه إلى الثقة فوقه قد لقيه وسمع منه، وعليه أطلق بعضهم عليه الكذب. والله أعلم. انظر:"سير أعلام النبلاء"(12/ 102 - 107)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (5/ 874 - 875)، رقم (262)، "التقريب"(4174).
(4)
ذكره عنه ابن رشد في "البيان والتحصيل"(9/ 325) -بصيغة التمريض "روي"- فاقتبسه عنه مؤلف "منح الجليل"(8/ 434) وغيره. وانظر أيضًا: "الفواكه الدواني"(1/ 629).
(5)
يعني ابن حبيب القرطبي في "الواضحة"، وأنه سلف صاحب "الرسالة" في فتواه التي سينقلها عنه.
(6)
انظر: "الرسالة" لابن أبي زيد القيرواني (الأيمان والنذور، ص 98)، وأما التأديب عليهما فنقله ابن رشد وغيره من رواية زياد وابن القاسم عن مالك. والله أعلم.
كالحرام، وإذا لم يذم فكيف يؤدَّب؟! فتأمله
(1)
. انتهى.
وكل هذا بناءًا على وروده فضلًا عن ثبوته، ولم أقف عليه، وأظنه مدرجاً، فأوله وارد دونه. والله أعلم.
666 - حديث: "طلب الاستقادة من النبي صلى الله عليه وسلم
-".
أبو داود والنسائي عن أبي سعيد: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم قسمًا أقبل رجل، فأكب عليه، فطعنه بعرجون فجرحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تعال فاستقد"، فقال: بل عفوت، يا رسول الله!
(2)
.
وللبيهقي في -الجنايات- من "سننه" من جهة مالك، عن أبي النضر وغيره، أنهم أخبروه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا متخلقًا
(3)
، فطعنه بقدح كان في يده، ثم قال:"ألم أنهكم عن مثل هذا؟ "، فقال الرجل: يا رسول الله! إن الله قد بعثك بالحق، وإنك قد عقرتني! فألقى إليه القدح، وقال:"استقد"، فقال الرجل: إنك طعنتني وليس عليَّ ثوب، وعليك قميص؛ فكشف له رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه، فأكب عليه الرجل
(1)
لم أقف على شرح الفاكهاني هذا، وهو من مطبوعات جامعة الزيتونة بتونس.
(2)
أخرجه ابن وهب في "الجامع"(2/ 304)، رقم (525)، ومن طريقه أبو داود (4536)، والنسائي (4773)، وأحمد (17/ 327 - 328)، رقم (11229)، وابن حبان (14/ 346)، رقم (6434)، والبيهقي (8/ 43، 48) وأبو طاهر في "المخلصيات"(3/ 416 - 417)، رقم (2829)، وهو للنسائي (4774) من وجه آخر أيضًا، كلاهما من طريق عبيدة بن مسافع عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه به.
وعبيدة بن مسافع الديلي المديني: قال ابن المديني: "مجهول، ولا أدري سمع من أبي سعيد أم لا"، وقال ابن حجر:"مقبول، من الرابعة"، وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 145، 7)، رقم (163) -في موضعين باختلاف شيخيه والراويين عنه، مما يدل على ضعف معرفته به- وحسن ابن أبي عاصم إسناد حديثه. انظر:"معرفة الصحابة" لأبي نعيم (5/ 2641)، رقم (6341)، "تهذيب الكمال"(19/ 269)، رقم (3757)، "تهذيب التهذيب"(7/ 79)، رقم (186)، "التقريب"(4413)، وغيرها.
ومن أجل هذا حكم الألباني بضعف الحديث، وحسنه محققو "المسند" لشواهده.
(3)
في (ز): "متلحفًا"، وما أثبت من الأصل وغيره هو الصواب.
فقبَّله
(1)
. وهو منقطع
(2)
.
وأسنده البيهقي من وجه آخر ضعيف فيه الكديمي
(3)
.
وعنده أيضًا من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، قال: كان أسيد بن حضير
(4)
رجلًا ضاحكًا مليحًا، فبينا هو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث القوم ويضحكهم، فطعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصبعه في خاصرته، فقال: أوجعتني، قال:"فاقتص"، قال: يا رسول الله! إن عليك قميصًا ولم يكن علي قميص، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه، قال: فاحتضنه، ثم جعل يقبل كشحه، فقال: بأبي وأمي يا رسول الله! أردت هذا
(5)
. وقال الذهبي: إسناده قوي
(6)
.
وروى ابن إسحاق، عن حَبَّان بن واسع، عن أشياخ من قومه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل الصفوف يوم بدر وفي يده قدح، فمر بسواد بن غزية
(7)
،
(1)
أخرجه ابن وهب في "الجامع"(3/ 303 - 304)، رقم (524) -ومن طريقه البيهقي (8/ 87) - عن مالك به.
(2)
وكذا قال البيهقي، ويعنيان بالانقطاع الإرسال، فإن أبا النضر وغيره تابعيون.
(3)
أخرجه البيهقي (8/ 87)، وعن الكديمي رواه ابن قانع في "معجم الصحابة"(1/ 297)، رقم (360) من حديث الحسن البصري عن سواد بن عمرو رضي الله عنه.
والكديمي متهم، وبه أعله الذهبي في "المهذب"(6/ 3137)، رقم (12446)، وهنا تفرد بذكر سماع الحسن البصري للحديث عن سواد بن عمرو رضي الله عنه، وليس بينهما سماع ولا لقاء، وإنما يروى هذا الحديث عن الحسن رضي الله عنه مرسلًا، وسيأتي الكلام عليه عند ذكر المؤلف له آخر الحديث.
(4)
في (أ): "حظير"، بالظاء المعجمة أخت الطاء، وليس بصواب.
(5)
أخرجه البيهقي (7/ 102)، (8/ 49)، وكذا أبو داود (5224) -وعنه ابن الأعرابي في جزء "القبل والمعانقة"(23) - والطبراني في "الكبير"(1/ 205 - 206)، رقم (556 - 557)، والحاكم (3/ 288)، والضياء (4/ 276)، رقم (1471)، وصحح إسناده الحاكم، ووافقه الذهبي والألباني، وإسناده على شرط الشيخين.
(6)
"المهذب في اختصار السنن الكبير"(6/ 3137)، رقم (12447).
(7)
هو: سواد -ويقال: سوادة- بن غزية بن وهب رضي الله عنه، حليف بني النجار، شهد بدرًا والمشاهد كلها، وكان عامل النبي صلى الله عليه وسلم على خيبر، ولا رواية له، كما قال ابن أبي حاتم. انظر:"الجرح والتعديل"(4/ 303)، رقم (1315)، "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (3/ 1404)، "الإصابة"(4/ 526 - 529).
فطعن في بطنه، فقال: أوجعتني، فأقدني! فكشف عن بطنه، فاعتنقه، وقبَّل بطنه، فدعا له بخير
(1)
.
قال ابن عبد البر: وجدت هذه القصة لسواد بن عمرو
(2)
. انتهى.
لكن التعدد غير ممتنع، سيما مع اختلاف السبب
(3)
.
وروى عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخصَّر بعرجون، فأصاب به سواد بن غزية
(4)
.
(1)
أخرجه ابن إسحاق -كما في مختصر سيرته لابن هشام (3/ 173) - ومن طريقين عنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3/ 1404)، رقم (3550)، وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 492).
(2)
"الاستيعاب" رقم (1106)، إلا أنه مختلف عما نقله المصنف يسيرًا، ولعله أخذه من نقل الحافظ في "الإصابة" (4/ 528) بلفظ:"قال أبو عمر: رويت هذه القصة لسواد بن عمرو"، فاستبدل السخاوي "رويت" إلى "وجدت"، وأما ابن عبد البر فقال -بعد ذكره لحديث سواد بن عمرو في الخلوق-:"هذه القصة لسواد بن عمرو، لا لسواد بن غزية، وقد رويت لسواد بن غزية"، وقد ذكر قبل ذلك في ترجمة "سواد بن غزية":"هو الذي طعنه النبي صلى الله عليه وسلم بمخصرة، ثم أعطاه إياها، فقال: "استقد".
وهذا قول ابن سعد (3/ 516)، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف"(4/ 1786)، ولا تعارض بين القولين، فما نفاه ابن عبد البر عن سواد بن غزية هو قصة الخلوق، فهي لسواد بن عمرو القاري، دون ابن غزية، وما أثبته هو حكاية بدر، وهي لسواد بن غزية، دون سواد بن عمرو رضي الله عنهما.
وهذا خلاف ما ذكره السخاوي تبعًا لابن الأثير (1/ 492)، وابن حجر إثر قصة بدر، مما يوهم أن يكون ابن عبد البر نفى قصة الطعنة يوم بدر عن سواد بن غزية، وأثبتها لسواد بن عمرو. والله أعلم.
(3)
اقتبسه من الحافظ ابن حجر في "الإصابة"(4/ 528)، إلا أن موضعه وموضع كلام ابن عبد البر بعد حديث سواد بن غزية رضي الله عنه، كما ورد في "الإصابة".
(4)
أخرجه عبد الرزاق (3/ 184)، رقم (5248)، وسقط ذكر ابن جريج من نسخة "المصنَّف"، وهو مثبت فيما نقله عنه المزي في "تهذيب الكمال"(18/ 52 - 53)، وابن حجر في "الإصابة"(4/ 528)، رقم (3599)، وليس لعبد الرزاق رواية عن جعفر الصادق، وإنما يروي عن ابن جريج وغيره عنه. والله أعلم.
وهو مرسل، ومحمد الباقر من صغار التابعين، ورواه عنه ابن إسحاق أيضًا -كما في =
وأخرجه البغوي من طريق عمر بن سليط
(1)
، عن الحسن، عن سواد بن عمرو
(2)
: كان يصيب من الخلوق، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها: ولقيه ذات يوم ومعه جريدة، فطعنه في بطنه، فقال: أقدني يا رسول الله! فكشف عن بطنه، فقال له:"اقتص"، فألقى الجريدة فطفق يُقَبله، قال الحسن: حجزه الإسلام
(3)
.
= مختصر سيرته لابن هشام (3/ 173) - مختصرًا.
وأتبعه عبد الرزاق بروايته له عن معمر عن رجل عن الحسن، أنه قال: سوادة بن عمرو.
(1)
هو: أبو حفص عمر بن سليط الهذلي البصري، سمع عطاءًا والحسن وطبقتهما. قال أبو داود: لا بأس به ["سؤالات الآجري" (430)]، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 169)، ولم يستَبِنْه الذهبي فقال في "المهذب"(6/ 3137)، رقم (12446):"لا يكاد يعرف"، وقد عرفه غيره وقواه، فلا يضيره. والله أعلم. وانظر أيضًا:"التاريخ الكبير"(6/ 163)، رقم (2042)، "الكنى" للمسلم (666)، "فتح الباب"(1732).
(2)
هو: سواد -ويقال: سوادة- بن عمرو بن عطية الأنصاري النجاري القاري، نزيل البصرة، روى عنه ابن سيرين والحسن البصري ولم يسمعا منه، ولذا قال البخاري:"لم يصح حديثه، مرسل"؛ يعني: الانقطاع بينه وبين من روى عنه. وانظر: "التاريخ الكبير"(4/ 202)، رقم (2498)، "الجرح والتعديل"(4/ 303)، رقم (1317)، "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (3/ 1407)، "الاستيعاب"(1106، 1110، 1111)، "الإصابة"(4/ 526)، رقم (3598)، (5/ 52)، رقم (3832، و 3606).
(3)
أخرجه البغوي في "معجم الصحابة"(3/ 238)، رقم (1175) -و من طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3/ 1408)، رقم (3557) - وابن قانع (1/ 297)، وابن منده (1/ 804 - 805) من طريقي موسى بن داود وإسحاق بن عمر بن سليط، كلاهما عن عمر بن سليط به.
قال ابن مندة: "رواه محمد بن عبد الله الأنصاري، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن سوادة بن عمرو بهذا".
وعمر بن سليط أبو حفص الهذلي البصري، لا بأس به كما قال أبو داود، إلا أنه خالف أصحاب الحسن؛ أيوب [عند ابن سعد (3/ 516)، رقم (4520)، وابن أبي شيبة (9/ 488 - 489)، رقم (17973)] وعمرو بن دينار [عند عبد الرزاق (ح 18039) وغيره] وغيرهما [كما عند عبد الرزاق (5248، 18038)] في سياق إسناده، فجعل الحديث عن الحسن عن سوادة رضي الله عنه، وإنما هو عن الحسن أن سوادة بن عمرو رضي الله عنه، ولا رواية لسوادة فيه، كما مر عن ابن أبي حاتم آنفًا، وكذا =
667 - حديث: "طلب الحق غربة".
الهروي في "ذم الكلام" أو "منازل السائرين" له، بسند صوفي إلى جعفر بن محمد، عن آبائه إلى عليٍّ، رفعه به
(1)
.
وكذا أخرجه الديلمي في "مسنده"، فقال: أنا أبو بكر أحمد بن سهل السراج الصوفي
(2)
إذنًا، عن أبي طالب حمزة بن محمد الجعفري
(3)
، عن عبد الواحد بن أحمد الهاشمي
(4)
، عن أحمد بن منصور بن يوسف الواعظ
(5)
، عن علان بن يزيد الدينوري
(6)
، عن جعفر بن محمد الصوفي
(7)
، عن
= يحمل رواية هشام بن حسان عن الحسن على الخطإ. فهو عن الحسن مرسلًا، وأغرب الكديمي بوضع تحديث سوادة للحسن، كما تقدم.
وفي الباب عن ابن عباس وجابر وأبي سعيد رضي الله عنهم بأسانيد لا تخلو عن متهم فأكثر. والله أعلم.
(1)
أخرجه أبو إسماعيل الهروي في خطبة "منازل السائرين"(ص 8 - 9)، ومن طريقه الرافعي (4/ 146 - 147)، عن حمزة بن محمد بن عبد الله الحسيني به. وقال: غريب، ما كتبته إلا من رواية علان.
(2)
هو: الباني، الأرغياني -ويقال: الأرجاني-، النيسابوري: أثنى عليه السمعاني ["الأنساب" (1/ 273)] فقهًا وفضلًا وسيرة وورعًا، وقال: كان في زماننا ولم ألقه.
(3)
هو: ابن عبد الله بن محمد الحسيني الجعفري الشيرازي، الطوسي، شيخ الصوفية بطوس، توفي سنة (448)، ولم أقف فيه على جرح أو تعديل، وأورد ابن عساكر (15/ 237 - 239)، رقم (1777) في ترجمته روايات من أشباه هذه المناكير، ولذا قال الألباني ["الضعيفة" (856)]:"غير معروف"؛ أي: عدالة وثقة.
(4)
قال الذهبي ["الميزان" (3/ 107)، رقم (5755)]: "لا أعرفه"، ولم يتعقبه ابن حجر ["اللسان" (5/ 470)، رقم (5288)].
(5)
لم أقف له على ترجمة، ولم يرد في رواية الهروي، وذكره الديلمي وابن عساكر.
(6)
كذا عند الديلمي والرافعي، وفي "منازل السائرين":"علان بن زيد"، وسقط من إسناد ابن عساكر. قال الذهبي في "الميزان" (5755) وتابعه ابن حجر في "اللسان": لعله واضع هذا الحديث.
(7)
ابن نصير بن قاسم البغدادي أبو محمد الخلدي -نسبة إلى محلة خلد ببغداد-، شيخ الصوفية وصاحب حكاياتهم وأخبارهم، صحب الجنيد، واعتبرت حكاياته إحدى عجائب بغداد الأربعة، توفي في رمضان سنة (348 هـ)، وله (95) سنة. انظر:"سير أعلام النبلاء"(15/ 585 - 560)، رقم (333).
الجنيد
(1)
، عن السري السقطي
(2)
، عن معروف الكرخي
(3)
، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي به
(4)
.
ومن هذا الوجه أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" مسلسلًا أيضًا بالصوفية
(5)
.
668 - حديث: "طلب خاتمة خير".
قال الشهاب بن رَسْلان
(6)
: لم أزل أسمع في ألسنة الناس الدعاء
(1)
ابن محمد بن الجنيد النهاوندي ثم البغدادي القواريري، شيخ الصوفية، توفي سنة (298 هـ) ببغداد.
وانظر لترجمته: "تاريخ بغداد"(7/ 241 - 248)، رقم (3739)، "سير أعلام النبلاء"(14/ 66 - 70)، رقم (34).
(2)
ابن المغلس أبو الحسن البغدادي الصوفي، تلميذ معروف، وخال الجنيد وشيخه في التصوف، توفي سنة (253 هـ) ببغداد. قال أبو عبد الرحمن السلمي:"هو أول من أظهر ببغداد لسان التوحيد، وتكلم في علوم الحقائق، وهو إمام البغداديين في الإشارات". ويعني بلسان التوحيد ما عرفته الصوفية من الفناء والشهود ونحوه، دون أن يبلغ إلى الحلول والوحدة، ولا تخلو إشاراته من بعض شطحات القوم. والله أعلم. انظر:"تاريخ بغداد"(9/ 187 - 192)، رقم (4769)، "تاريخ دمشق"(20/ 165 - 199)، رقم (2406)، "سير أعلام النبلاء"(12/ 185 - 192)، رقم (65).
(3)
هو: معروف بن الفيرزان أبو محفوظ العابد (ت 200 هـ، وقيل: 204 هـ)، أحد المعروفين بالزهد، أسند حديثًا كثيرًا، وقال ابن حبان: ليس له حديث يرجع إليه. انظر: "الثقات"(9/ 206)، "تاريخ بغداد"(13/ 199 - 208)، رقم (7177)، "سير الأعلام"(9/ 339 - 341).
(4)
أخرجه الديلمي (2/ 223/ أ)، وحكم الذهبي بوضعه، ووافقه ابن حجر في "اللسان" -كما تقدم- والألباني في "الضعيفة"(856)، وذكره الفتني في "تذكرة الموضوعات"(ص 200)، والشوكاني في "الفوائد المجموعة"(768)، وقال: لم يوجد إلا مسلسلًا بالصوفية.
(5)
أخرجه ابن عساكر (15/ 238) بواسطة واحدة عن شيخ الديلمي به.
(6)
هو: العالم الزاهد أحمد بن حسين بن حسن بن علي بن يوسف بن علي بن أرسلان بالهمزة -كما نقله السخاوي من خط ابن رسلان، وقال: وقد تحذف في الأكثر، بل هو الذي على الألسنة- الشهاب أبو العباس الرملي الشافعي، نزيل بيت المقدس، ويعرف بابن رسلان، له مصنفات كثيرة ومفيدة في القراءات وشروح الأحاديث، =
بخاتمة الخير، ولم أجد له أصلًا، حتى ظفرت به في "الحلية"
(1)
من طريق الصلت بن عاصم المرادي، عن أبيه، عن وهب بن منبه، قال: لما أهبط الله آدم إلى الأرض استوحش لفقد أصوات الملائكة، فهبط عليه جبريل عليه السلام، فقال: يا آدم! هلا أعلمك شيئًا تنتفع به في الدنيا والآخرة، قال: بلى، قال: قل: "اللَّهُمَّ أدم لي النعمة حتى تهنيني
(2)
المعيشة، اللَّهُمَّ اختم لي بخير حتى لا تضرني ذنوبي، اللَّهُمَّ اكفني مؤنة الدنيا وكل هول في القيامة حتى تدخلني الجنة"
(3)
.
قلت: بل يروى في أدعيته صلى الله عليه وسلم الدعاء بخاتمة خير، وقد سلف عنه وعن أبي بكر الصديق في "الأعمال بالخواتيم"
(4)
.
ورأى بعض الصالحين النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال: يا رسول الله! ادع لي، قال: فحسر عن ذراعيه، ودعا له كثيرًا، ثم قال:"ليكن جل ما تدعو به: اللَّهُمَّ اختم لنا بخير". رواه ابن أبي الدنيا في "المنامات"
(5)
.
ومما قال بعض السادات أنه ينفع في ذلك: قول "يا حي
= والأصول، والفقه، والآداب وغيرها نظمًا ونثرًا، وربما استفاد في بعض كتبه من الحافظ ابن حجر العسقلاني. ولد (773 هـ)، وقيل:(775 هـ)، وتوفي في رمضان (844 هـ) ببيت المقدس. انظر:"الضوء اللامع"(1/ 282 - 288)، "البدر الطالع"(1/ 49 - 52)، رقم (30).
(1)
رواه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 28)، وابن عساكر (7/ 430) -من طريق ابن أبي الدنيا-. وإسناده لا بأس به إلى الصلت بن عاصم المرادي، وهو وأبوه لم أقف على ترجمتهما، والأثر بالإسرائيليات أشبه، ووهب بن منبه معروف بالأخذ عن أهل الكتاب وصحف الأنبياء السابقين. انظر:"تاريخ دمشق"(63/ 366 - 403)، رقم (8076)، و "تهذيب الكمال"(31/ 140 - 161)، رقم (6767).
(2)
من الهنأ، وهو إصابة خير من غير مشقة؛ أي: تطيب لي. انظر: مقاييس اللغة (ص 1037).
(3)
نقله المؤلف في "الضوء اللامع"(1/ 285) عن الفوائد التي سطرها عن ابن رسلان، فقال:"عندي من نظمه وفوائده الكثير، ومن ذلك قوله: .. " فذكره.
(4)
انظر: الحديث رقم (133).
(5)
"المنامات"(127)، وفي إسناده سقط راو آخر السند.
يا قيوم! لا إله إلا أنت" أربعين مرة
(1)
. ختم الله لنا بخير
(2)
.
669 - حديث: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".
ابن ماجه في "سننه"، وابن عبد البر في "العلم" له، من حديث حفص بن سليمان، عن كثير بن شِنْظِيرٍ
(3)
، عن محمد بن سيرين، عن أنس به مرفوعًا، بزيادة:"وواضع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب"
(4)
. وحفص ضعيف جدًّا، بل اتهمه بعضهم بالكذب والوضع
(5)
، وقيل عن أحمد: إنه صالح
(6)
.
(1)
نقله ابن القيم في "مدارج السالكين"(3/ 264) عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
(2)
دعاء من المؤلف بحسن الخاتمة، وليس تتمة للكلام السالف، وختم الله لنا بخير. آمين.
(3)
بكسر المعجمتين وسكون النون، المازني أبو قرة البصري: صدوق يخطئ. "التقريب"(5614).
(4)
أخرجه ابن ماجه (224)، والبزار (6746، 7479)، وأبو يعلى (5/ 223)، رقم (2837)، والطبراني في "الأوسط"(1/ 7)، رقم (9)، وابن عدي (2/ 382)، والسهمي في "تاريخ جرجان"(555)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(1/ 38)، رقم (30) وغيرهم من طرق عن حفص بن سليمان به.
(5)
كذبه شعبة وابن معين وأبو حاتم الرازي، ونسبه ابن خراش إلى الوضع، وتقدمت ترجمته (ح 126).
(6)
كذا جاء عند الخطيب في "تاريخه"(8/ 183) من رواية أبي علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف عن عبد الله بن أحمد، وفيه أيضًا عن عمر بن محمد بن شعيب الصابوني عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه، أنه قال:"هو صالح"، وعن عثمان بن أحمد بن السماك عن حنبل بن إسحاق عن أحمد، قال:"ما كان به بأس". هكذا أوردها الخطيب، والمحفوظ من رواية عبد الله وحنبل عن الإمام أحمد في الغضائري أنه متروك الحديث، كما في "العلل"(2/ 380)، رقم (2698)، و "الجرح والتعديل"(3/ 173)، رقم (744)، و "تاريخ بغداد"(8/ 183)، وغيرها.
وأما قوله: "صالح": فالمحفوظ من رواية عبد الله -كما في "العلل"(1/ 420)، رقم (917) - أنه قال ذلك في حفص بن سليمان المنقري التميمي أبي الحسن البصري توفي سنة 130 هـ) من قدماء أصحاب الحسن، وثقاتهم، وفي المنقري هذا نقل ابن شاهين في "الثقات"(291) كلام الإمام أحمد المذكور، فيشبه أن يكون الخطيب أتي فيما ذكر من الروايات؛ من تصحيف "المنقري" إلى "المقرئ". والله أعلم.
ولكن له شاهد عند ابن شاهين في "الأفراد"، ورويناه في ثاني "السمعونيات" من حديث موسى بن داود
(1)
، حدثنا حماد بن سلمة، عن
(1)
موسى بن داود هذا؛ اختلف في تعيينه؛ فقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 64): "مجهول"، ذاهبًا إلى أنه موسى بن داود الكوفي الذي يروي عن حفص بن غياث القاضي، والذي حكم أبو حاتم الرازي بأنه مجهول، وفرق بينه وبين الراوي عن الثوري وشعبة ومالك وطبقتهم. وانظر لترجمته:"الجرح والتعديل"(8/ 141)، رقم (637)، "اللسان"(8/ 196)، رقم (7993).
وذهب السخاوي وغيره ممن حكم بثقة رجال الإسناد إلى أنه موسى بن داود الضبي أبو عبد الله الطرسوسي قاضيها -قال ابن أبي حاتم وغيره: كوفي الأصل، وقال ابن حبان: مدني الأصل- وهذا وثقه الأئمة؛ ابن معين وابن نمير وابن سعد (7/ 345)، وابن عمار والعجلي وابن حبان (9/ 160)، والدارقطني -وزاد: كان مصنفًا مكثرًا مأمونًا-، وأخرج له مسلم في الصحيح.
وقال ابن أبي حاتم: "سألت أبي عن موسى بن داود، فقال: شيخ أدركته وطال مقامي بدمشق فورد علي نعيه"، ثم قال:"وذكر لأبي حديث رواه موسى بن داود، فقال: موسى بن داود في حديثه اضطراب"، وهذا الكلام اختصره المزي بقوله:"قال أبو حاتم: شيخ، في حديثه اضطراب". وفي هذا الاختصار شيء من الإخلال، والظاهر أنه عنى ذلك الحديث الخاص وما أشبهه. والله أعلم.
وذكر ابن أبي حاتم في "العلل"(ح 226) حديثًا له حكم أبو زرعة وأبو حاتم فيه بأنه دخل لموسى حديث في حديث، وذكر الدارقطني في "العلل" أوهامًا عديدة له، لا تزيد مجموعها على أن تكون من أوهام الثقات. ولخص ذلك الحافظ في "التقريب" (6959) بقوله:"صدوق، فقيه زاهد، له أوهام".
وانظر: "الجرح والتعديل"(8/ 141)، رقم (636)، "تاريخ بغداد"(13/ 34 - 36)، رقم (6990)، "تهذيب الكمال"(29/ 57 - 61)، رقم (6251).
والظاهر أن راوي هذا الحديث هو "الضبي" قاضي طرسوس، فقد ورد منسوبًا في روايته عن حماد بن سلمة في عدة روايات [انظر مثلًا:"تاريخ جرجان"(277)، "المستدرك"(2/ 21)، "السنن الكبرى" للبيهقي (5/ 287)، وكذا أخرج له عن حماد؛ النسائي (2935)، وأبو عوانة (6768، 6781)].
وظاهر كلام بقية الأئمة عدم التفريق بين قاضي طرسوس هذا، وبين الراوي عن حفص بن غياث، بل وصرح تلميذه محمد بن إسحاق الصغاني بنسبته الضبي في روايته عنه عن حفص بن غياث عند الطبراني في "الصغير"(281)، وعليه مشى الطبراني أثناء كلامه على الحديث، والدارقطني في "العلل"(5/ 298، 300/ س: 896، 897)، فلا أرى لتفريق أبي حاتم الرازي وجهًا. والله أعلم.
قتادة، عن أنس به
(1)
. وقال ابن شاهين: "إنه غريب". قلت: ورجاله ثقات
(2)
.
بل يروى عن نحو عشرين تابعيًا عن أنس؛ كإبراهيم النخعي، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
(3)
،
(1)
أخرجه ابن شاهين في "الأفراد" -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(1/ 58)، رقم (63)، وابن عساكر (55/ 194، و 64/ 113) - وابن سمعون في "الأمالي"(ح 23) -وعنه الآبنوسي في "مشيخته"(154)، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(ح 63) -، وفي إسناده شيخ ابن شاهين وابن سمعون؛ محمد بن محمد بن القاسم أبي حذيفة بن عبد الغني أبو علي الدمشقي (ت 332 هـ)، لم أقف فيه على جرح أو تعديل، ووصفه الذهبي بالمحدث، وقال: وقع لنا جزء من حديثه. انظر: "تاريخ دمشق"(55/ 193)، رقم (6957)، "العبر" للذهبي (2/ 43)، "السير"(15/ 331 - 332)، رقم (168)، تاريخ الإسلام (25/ 82).
وهذا تفرد بهذا الحديث على هذا الإسناد، ولا يعرف له أصل ثابت عن حماد بن سلمة، ولا عن قتادة، وقد رواه بعضهم عن حماد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه -كما سيأتي- وهذا دال على اضطراب الواهمين فيه، وحماد بن سلمة معروف بالجمع بين الشيوخ في الرواية، فلو يكن عنده عن ثابت وقتادة لعرف به، وهو ممن يجمع حديثه، ومشتهر تصانيفه، وهذا حديث لم يزل الأئمة يطلبون له إسنادًا، وتكاثروا على روايته عن الضعفاء والمتروكين، ولعل بعض الرواة دخل عليه الإسناد التالي في هذا الإسناد، وهو ما أخرجه أبو يعلى (5/ 283)، رقم (2903) من طريق أبي حفص الأبار، عن رجل من أهل الشام، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه. وأبو حفص الأبار عمر بن عبد الرحمن بن قيس الأسدي الكوفي: وثقه جمع من الأئمة، والعلة فيه من شيخه الشامي المبهم، والحديث عن قتادة منكر، فأين كان أصحاب قتادة وأهل البصرة عن هذا الحديث حتى يأتي به مجهول من أهل الشام. والله أعلم.
(2)
رجاله موثقون، ما عدا شيخ ابن شاهين، فلم أقف على حاله في الرواية، ولو أن للحديث أصلًا عن قتادة، لكان له ذكر عند الأئمة، ولاستدل به من ذهب إلى تصحيح معنى الحديث مع توهين إسناده؛ كأحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، فالظاهر أن يكون دخل على راويه حديث في حديث. والله أعلم.
(3)
يروى عنه من طريقين ضعيفين، وأمثلهما إسنادًا: ما أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8/ 272)، رقم (8611)، عن مسعود بن محمد الرملي، عن محمد بن أبي السري العسقلاني، وفي "مسند الشاميين"(3/ 202)، رقم (2084) عن أبي الجارود مسعود بن محمد الرملي، عن عمران بن هارون الصوفي، كلاهما عن رشدين بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= سعد، عن معاوية بن صالح، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس رضي الله عنه. قال الطبراني:"لم يروه عن معاوية بن صالح إلا رشدين".
وفي هذا الإسناد غير ما علة:
1 -
رشدين بن سعد: ضعيف، مخلط في الحديث، وكان يقرأ كلما دفع إليه، كما تقدم (ح 509). فتفرد مثله عن معاوية بن صالح لمثل هذا الحديث الذي يتتبع طرقه غاية في النكارة. والله أعلم.
2 -
أبو الجارود مسعود بن محمد بن مسعود الرملي: أخرج له الطبراني في "الأوسط"(8/ 271 - 277)، رقم (8609 - 8629) عشرين حديثًا عامتها أفراد وغرائب، ولكنه نسب التفرد فيها إلى من فوقه، وروى عنه في "الكبير" غيرها، وفيها بعض ما يستنكر، وروى عنه أبو علي الروذباري وابن فيل وآخرون أيضًا، ولم أقف فيه على جرح أو تعديل، وحكم صاحب "إرشاد القاصي والداني" (1061) بأنه مجهول الحال. وانظر:"تاريخ الإسلام" للذهبي (16/ 308)، "الصحيحة"(343)، "الضعيفة"(3826).
3 -
وأما شيخا مسعود: فمحمد بن أبي السري: صدوق، كثير الأوهام، له مناكير، وتقدمت ترجمته (ح 556).
وعمران بن هارون أبو موسى الرملي الصوفي -ويقال له: عمران بن أبي عمران الرملي-؛ من أهل بيت المقدس، سكن الرملة، وقدم مصر، قال أبو زرعة:"صدوق"، وروى عنه هو وأبو حاتم، وقال ابن يونس:"في حديثه لين"، وقال ابن حبان:"يخطئ ويخالف"، وجمع الألباني بين هذه الأقوال، بقوله:"لا منافاة بين الأمرين، فهو صدوق في نفسه، لين في حفظه، وذلك معنى قول ابن حبان في "ثقاته" (8/ 498": "يخطئ ويخالف". وقال الذهبي في "عمران بن أبي عمران الرملي: "أتى عن بقية بن الوليد بخبر كذب فهو آفته""، قال ابن حجر:"لم أقف على هذا الحديث"، وذكر الألباني في "الضعيفة" (3826):"يحتمل أن يعني: الذهبي حديث "طلب الحلال واجب على كل مسلم""، وحكم عليه بالنكارة. ثم قال ابن حجر:"وأخشى أن يكون عمران هذا هو ابن هارون الآتي" -وهو نفسه، كما قال ابن حبان في "الثقات"-، وذكر له الحاكم حديثًا في "المستدرك"(4/ 161) تفرد به سندًا ومتنًا، فقال:"عمران الرملي من زهاد المسلمين وعبادهم، إن كان حفظ هذا الحديث .. فإنه غريب صحيح". فهذا أيضًا يومي إلى لين في حفظه، وأما الغفلة فمشهور عن الصوفية.
وانظر له: "الجرح والتعديل"(6/ 307)، رقم (1704):"تاريخ بغداد وذيوله"(19/ 221 - 222)، رقم (1088)، "المغني" للذهبي (4622)، "الميزان" (3/ 240، =
وثابت - وله عنه طرق
(1)
،
= 244)، رقم (6299، 6318)، "اللسان"(6/ 177 - 178، و 183 - 184)، رقم (5768)، "الضعيفة"(2425، 3826).
وأما الطريق الثاني فمداره على متهم ومتروك. وانظر: "جامع بيان العلم"(1/ 35)، رقم (27).
(1)
روي عن ثابت من خمس طرق؛ من طريق سليمان بن قرم، وحماد بن سلمة، وحسان بن سياه، وسلام بن أبي الصهباء، ومحمد بن ثابت بن أسلم البناني.
أما رواية سليمان بن قرم فسيأتي الكلام عليها عند ذكر المؤلف لها لاحقًا.
وأما رواية حماد بن سلمة: فأخرجها الحاكم في "تاريخ نيسابور" -كما في "الميزان"(1/ 247 - 248)، رقم (939) - من روايته عن أبي الحسن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد بن المسيب الشعراني النيسابوري، عن جده، قال: حدثنا عبيد الله العيشي، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه. وقال:"غريب فرد".
أورده الذهبي في ترجمة "إسماعيل الشعراني"، ونقل عن الحاكم أنه قال:"لم أرْتَب في شيء من أمره، إلا روايته عن عمير بن مرداس، فالله أعلم. وسألته: أين كتبت عن عمير؟ قال: لما رحلت إلى مصر بن أيوب، فلعله كما قال"، وقال الحاكم أيضًا في "تاريخه":"كان كثير السماع من جده وأبيه، وكان أحد المجتهدين في العبادة، وكنت أستخير الله في إخراجه في الصحيح، فوقعت الخيرة على ذلك، والكلام فيه يطول، قرأت عليه نيفًا وعشرين جزءًا بانتخابي من الأصول، وتوفي في قرية بيهق في رجب سنة (347 هـ) "، وخرج له في "المستدرك" ستةً وخمسين حديثًا، من روايته عن جده، وصحح أسانيدها. ووصفه الذهبي في "العبر"(2/ 76) بـ "العابد الثقة". وعلى كل فلا يخلو تفرده من النظر، ومن يخرج له الحاكم في "المستدرك" مع التردد فأكثر أحواله أن يكون لَيِّنًا. والله أعلم. وانظر:"تلخيص تاريخ نيسابور"(1701)، "الأنساب"(3/ 433 - الشعراني)، "تاريخ الإسلام"(25/ 373 - 374)، رقم (617)، "اللسان"(2/ 168 - 169)، رقم (1234).
وأما جده الحافظ المحدث الرحال أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب الشعراني البيهقي -من ذرية باذان ملك اليمن رضي الله عنه- (المتوفى: 282 هـ): فقال الحاكم ["سؤالات السجزي" (224)]: "ثقة مأمون، لم يطعن في حديثه بحجة"، وفي "تلخيص تاريخ نيسابور" (1701):"كان شيخ عصره بخراسان"، وقال الحاكم أيضًا:"لم أر خلافًا بين الأئمة الدين سمعوا منه في ثقته وصدقه، وكان أديبًا فقيهًا، عالمًا عابدًا، كثير الرحلة في طلب الحديث، فهمًا، عارفًا بالرجال، تفرد برواية كتب لم يروها أحد بعده .. "، واقتبسه ابن الجوزي في "المنتظم"(12/ 351)، رقم (1888) -دون أوله ودون أن ينسبه للحاكم- وقال آخره:"وكان ثقة صدوقًا"، وقال ابن كثير:"كان ثقة كبير القدر". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= هذا، وقال ابن أبي حاتم (7/ 69)، رقم (393):"كتبت عنه بالري، وتكلموا فيه"، ولم يبين وجه الكلام فيه، وقال الحافظ ابن الأخرم:"صدوق في الحديث، إلا أنه غال في التشيع"، ورماه الحسين بن محمد بن محمد بن زياد القباني الحافظ بالكذب، ورد ذلك الذهبي إلى التحامل والمبالغة. والله أعلم.
وانظر: "تاريخ جرجان"(606)"الإكمال" لابن ماكولا (4/ 571)، "الأنساب" للسمعاني (3/ 432)، "تاريخ دمشق"(48/ 363 - 366)، رقم (5626)، "تاريخ بيهق"(ص 275 - 277)، "تاريخ الإسلام"(21/ 239)، رقم (383)، "سير أعلام النبلاء"(13/ 317 - 319)، رقم (147)، "تذكرة الحفاظ"(2/ 150 - 151)، رقم (654 - 106/ 9)، "المغني في الضعفاء"(4939)، "الميزان"(3/ 358)، رقم (6747)، "البداية والنهاية"(14/ 661)، "اللسان"(6/ 350)، رقم (6066).
ولا يخلو أن تكون العلة من شيخ الحاكم أو جده هذا، دخل على بعضهما حديث في حديث، وقد قال البزار (1/ 172 - 173)، رقم (94):"حديث روي عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة" كذبٌ ليس له أصل عن ثابت عن أنس، وقد روي عن أنس من غير وجه، وكل ما يروى فيها عن أنس، فغير صحيح".
وأما رواية حسان بن سياه: فأخرجها ابن عدي (3/ 249)، والبيهقي في "الشعب"(3/ 195)، رقم (1545)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(1/ 25 - 26)، رقم (17 - 18)، وابن الجوزي في "العلل"(1/ 59)، رقم (66) من طرق عن حسان بن سياه، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه.
وحسان بن سياه أبو سهل البصري الأزرق: ضعفه البزار وابن عدي وأبو نعيم الأصفهاني وغيرهم بروايته للمناكير عن حميد وثابت ونحوهما من الثقات، وقال ابن عدي:"وعامة رواياته مما لا يتابع عليه، والضعف بين على رواياته وحديثه"، وقال ابن حبان:"منكر الحديث جدًّا، يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد". انظر: "المجروحين"(1/ 267 - 268)، "الكامل"(2/ 370 - 371)، رقم (500)، "التعليقات على المجروحين"(71)، "الضعفاء" للدارقطني (182)، وأبي نعيم (54)، "المغني"(1371)، "الميزان"(1/ 478)، رقم (1806)، "اللسان"(3/ 16)، رقم (2207).
وأما رواية سلام بن أبي الصهباء: فأخرجها أبو القاسم ابن نصر في "الفوائد"(49) عن أبي علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري، بإسناده عن سلام بن أبي الصهباء به، وفيه علتان:
1 -
سلام بن أبي الصهباء البصري أبو المنذر: ضعفه ابن معين، وقال البخاري: =
وحميد
(1)
، والزبير بن الخريت
(2)
، وزياد بن ميمون أبي عمار -أو
= "منكر الحديث"، وقال أبو حاتم الرازي:"شيخ"، وقال ابن حبان:"هو ممن فحش خطؤه وكثر وهمه، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد"، وقال ابن عدي:"أرجو أنه لا بأس به".
وراجع لترجمة سلام بن أبي الصهباء: "التاريخ الكبير"(4/ 135)، رقم (2234)، "الضعفاء" للعقيلي (2/ 159)، رقم (665)، "الجرح والتعديل"(4/ 257)، رقم (1115)، "المجروحين"(1/ 340)، "الكامل"(3/ 305 - 306)، رقم (768)، "المغني"(2501)، "اللسان"(4/ 100)، رقم (3532).
2 -
أبو علي محمد بن هارون الأنصاري الدمشقي: قال عبد العزيز الكتاني: "كان يتهم"، وقال ابن عساكر:"صنف وجمع وليس بالمتقن"، وأورد له أباطيل وموضوعات عن الثقات. انظر:"تاريخ دمشق"(73/ 246، 247)، رقم (9985)، "الميزان"(4/ 57)، رقم (8279)، "سير أعلام النبلاء"(15/ 528)، رقم (304)، "لسان الميزان"(7/ 558)، رقم (7517).
فلعله الآفة، ومن تجاوزه في الإسناد اعتبر الحديث صالحًا للاعتبار.
وأما رواية محمد بن ثابت البناني: فأخرجه ابن سمعون في "الأمالي"(257)، ومحمد بن ثابت ضعيف، يروي عن أبيه وغيره العجائب والمناكير، وتفرد به عنه الخليل بن زكريا البصري -كما قال الدارقطني ["أطراف الغرائب" (2/ 51)، رقم (734)]- وهو متروك، وكذبه القاسم المطرز، كما تقدم.
والرواية عن ثابت واهية الأسانيد، إلا ما كان من رواية حماد بن سلمة، وتقدم قول البزار أنه كذب ليس له أصل عن ثابت عن أنس رضي الله عنه، ولا يصح عن أنس رضي الله عنه أيضًا.
(1)
له عن حميد الطويل ثلاث طرق؛ روي من حديث يزيد بن هارون عنه وفي إسناده ثلاث متهمين، ومن حديث المعلى بن هلال الطحان عنه وهو متهم اتفاقًا، ومن حديث عبد الحميد بن الحسن الهلالي عنه عند الخطيب في "الفقيه والمتفقه"(1/ 169)، رقم (160)، وشيخ الخطيب فيه متهم.
(2)
أخرجه ابن جميع في "المعجم"(2/ 218)، رقم (337) عن غسان بن محمد بن يوسف بن أبي غسان قاضي قلزم، وابن عبد البر في "جامع العلم"(1/ 36)، رقم (28) من طريق أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد القاضي بالقلزم، عن محمد بن أيوب بن يحيى القلزمي القرشي، عن عمران بن هارون، عن بقية بن الوليد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخريت، عن أنس رضي الله عنه بلفظ:"طلب العلم واجب على كل مسلم".
وهذا الإسناد غريب جدًّا، وفيه عدة علل: =
ابن عمار-
(1)
،
= 1 - الزبير بن الخريت البصري: ثقة من الخامسة، كما في "التقريب"(1993)، ولم يذكر له رواية عن أحد من الصحابة، ولذا اعتبرت روايته عن أنس رضي الله عنه من المراسيل.
انظر: "تهذيب الكمال"(9/ 301 - 303)، رقم (1961)، "الضعيفة" للألباني (3826).
2 -
بقية بن الوليد معروف بتدليس التسوية، والإسناد عنه فما فوق معنعن.
3 -
أن روايات بقية لهذا الحديث معروفة من حديث الثقات عنه عن حفص بن سليمان القاري بإسناده، وعن عبد القدوس الوحاظي بإسناده، وكذا من رواية سليمان بن سلمة الخبائري -متهم- عنه عن الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. وأما هذا الإسناد فلا يعرف في رواية أصحابه عنه، وليس عمران بن أبي عمران الرملي -مع الكلام فيه- ممن يعرف بالأخذ عن بقية، ولو أنه عند بقية بهذا الإسناد القوي، لما تجاوزه أصحابه إلى رواياته عن المتروكين والكذابين.
4 -
جرير بن حازم من المشاهير، ممن يجمع ويتتبع حديثه، فلو أن هذا الحديث عنده لابتدر إليه فيه الكبار، وهم يبغون إسنادًا صالحًا لهذا.
5 -
عمران بن هارون الرملي: تقدمت ترجمته، وأن الذهبي اتهمه بحديث، ذهب الألباني أنه هذا الحديث باللفظ التالي، وقد أتى لهذا الحديث بأسانيد عدة.
6 -
محمد بن أيوب بن يحيى القلزمي القرشي: لم أقف له على ترجمة، إلا ما كان من ذكر السمعاني له في "الأنساب"(4/ 536) شيخًا لغسان القلزمي -بناء على هذه الرواية فقط- وكذا قال الألباني في "تخريج مشكلة الفقر"(ص 53)، وأبو الأشبال محقق "جامع بيان العلم" لابن عبد البر (1/ 31).
فالحديث بهذا الإسناد منكر -كما قال الألباني في "الضعيفة"(3826) - بين البطلان، وسيما عن جرير بن حازم في شهرته وثقته بمثل هذا الإسناد. والله أعلم.
(1)
هو: زياد بن ميمون الثقفي الفاكهي، ويقال له: زياد أبو عمار البصري، وزياد بن أبي عمار، وزياد بن أبي حسان. وفرق بعضهم بينه وبين زياد بن أبي حسان، قال الذهبي:"يدلسونه لئلا يعرف في الحال"، وهو متروك الحديث، كذبه جمع من الأئمة، واعترف به، وتقدمت ترجمته (ح 235، 487).
وحديثه هذا أخرجه ابن أبي عمر العدني ["إتحاف الخيرة" (1/ 196)، رقم (260/ 1)]، وأبو يعلى (7/ 96)، رقم (4035)، والطبراني في "الأوسط"(3/ 57)، رقم (2462)، (و 8/ 347)، رقم (8833) -وعنه أبو نعيم في "الحلية"(8/ 323) و "تاريخ أصبهان"(2/ 18) وغيره-، وابن عدي (3/ 185)، رقم (686)، وأبو الشيخ في "الفوائد"(ح 14)، وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات"(1/ 439)، =
وسلام الطويل
(1)
، وطريف بن سليمان أبي عاتكة
(2)
، وقتادة
(3)
، والمثنى بن دينار
(4)
،
= رقم (779)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3/ 194)، رقم (1544)، وابن عبد البر في "الجامع"(1/ 31 - 32)، رقم (21 - 24)، والخطيب في "موضح الأوهام"(2/ 474)، و "تاريخ بغداد"(4/ 377 - 378)، رقم (2142)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 60، 61)، رقم (67، 71)، وغيرهم؛ من طرق عن زياد بن ميمون به.
(1)
هو: سلام بن سليم -أو سلم، أو سليمان- الطويل المدائني: متروك، من السابعة، كما في "التقريب"(2702)، واتهمه غير واحد من الأئمة بالكذب، كما في "تهذيب الكمال"(12/ 277 - 290)، و "إكماله" لمغلطاي (6/ 176)، وسيورد المؤلف حديثه ويتم تخريجه هناك.
(2)
هو: طريف بن سليمان -ويقال: سليمان بن طريف- أبو عاتكة البصري: متروك، ذاهب، منكر الحديث، ونسبه السليماني إلى الوضع، وقال ابن حبان:"منكر الحديث جدًّا، يروي عن أنس ما لا يشبه حديثه، وربما روى عنه ما ليس من حديثه". وانظر: "التاريخ الكبير"(4/ 357 - 358)، رقم (3135)"الجرح والتعديل"(4/ 494)، رقم (2169)"الضعفاء" للعقيلي (2/ 230)، رقم (777)"المجروحين"(1/ 382)، "الكامل"(4/ 118)، رقم (963)، "تاريخ بغداد"(9/ 369)، رقم (4931)، "تهذيب الكمال"(34/ 5 - 6)، رقم (7458)، "الكاشف"(6700)، "المغني"(2937)، "التقريب"(8193).
وحديثه هذا أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 358)، والدولابي في "الكنى"(2/ 707)، رقم (1242)، والعقيلي (2/ 230)، رقم (777)، وابن عدي (4/ 118)، رقم (963)، والبيهقي في "المدخل"(1/ 241)، رقم (325) و "الشعب"(3/ 193 - 194)، رقم (1543)، وابن عبد البر في "الجامع"(ح 20 - 23)، والخطيب (9/ 369)، رقم (4931) وفي "الرحلة"(2 - 3)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 216) وغيرهم من طريقين عن أبي عاتكة به، وحكم البزار (1/ 175)، رقم (95)، والعقيلي وابن حبان وابن الجوزي وغيرهم بأنه باطل لا أصل له، ووافقهم الذهبي ["تلخيص الموضوعات" (1/ 23)، رقم (110)]، والألباني ["الضعيفة" (416)].
(3)
سيأتي لاحقًا عند ذكر المصنف لبعض طرقه.
(4)
هو: المثنى بن دينار الجهضمي البصري: قال العقيلي (4/ 249)، رقم (1845):"في حديثه نظر"، ويعني هذا الحديث. وانظر:"ميزان الاعتدال"(3/ 435)، رقم (705)، "اللسان"(6/ 460)، رقم (6303).
وحديثه هذا: أخرجه ابن الأعرابي في "المعجم"(3/ 985)، رقم (2036) -ومن =
ومحمد بن مسلم الزهري
(1)
،
= طريقه القضاعي (175) - والعقيلي (4/ 249)، رقم (1845)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 57) من طرق عن حجاج بن نصير، عن المثنى بن دينار الجهضمي، عن أنس رضي الله عنه. وحجاج بن نصير ضعيف، وكان يقبل التلقين ["التقريب" (1139)]، وشيخه المثنى بن دينار مجهول لم يثبت له حديث.
(1)
باطل عن الزهري، وله عنه ثلاث طرق:
1 -
رواه الطبراني في "الأوسط"(8/ 195)، رقم (8381)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 366)، والإسماعيلي في "معجم شيوخه"(3/ 775 - 776)، رقم (387)، وابن المقرئ في "الأربعين". -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/ 59) - عن أبي عمران الجوني موسى بن سهل بن عبد الحميد البصري -زاد الإسماعيلي: حدثنا مرارًا- عن أبي التقي هشام بن عبد الملك، عن المعافى بن عمران التجيبي، عن إسماعيل بن عياش، عن يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن أنس رضي الله عنه.
قال الطبراني: "لم يروه عن الزهري إلا يونس، ولا عن يونس إلا إسماعيل، ولا عن إسماعيل إلا المعافى، تفرد به: أبو تقي"، كذا قال، ولم يحدث به أحد من المذكورين، وإنما دخل على الجوني إسناد في إسناد، والإسناد المذكور ظاهره الصحة، وهو من أوهى ما في الباب، وكشف عن علته ابن عدي (2/ 435)، وذلك أنه حديث أبي التقي هشام بن عبد الملك عن المعافى بن عمران عن إسماعيل بن عياش عن أبي سهل -وهو حسام بن مصك- عن مسلم الملائي عن أنس رضي الله عنه، كما رواه الفضل بن عبد الله الأنطاكي [عد 2/ 435] وابن الجوصاء الحافظ ["جامع بيان العلم" (1/ 27)، رقم (19)] عن أبي التقي به، فصحف فيه أبو عمران الجوني -والظاهر أنه تصحيف نسخ وكتاب- فحدث به عن أبي التقي بهذا الإسناد، وإنما هو حديث إسماعيل بن عياش عن حسام بن مصك هذا. ورواية الإسماعيلي تبين أنه لم يكن وهما عابرا، وإنما استمر الجوني عليه، وتكرر ذلك منه مرات، وعلى كل فهو من أوهام الثقات، وهو باطل من حديث الزهري ويونس وابن عياش والمعافى وأبي التقي بهذا الإسناد، لم يحدث به أحد منهم. والله أعلم.
وأما الوجه الثاني عن الزهري: فأخرجه الخطيب (10/ 373) -ومن طريقه ابن عساكر (38/ 113) - من طريق أبي الفتح محمد بن أبي الفوارس، قال: روى ابن بطة عن محمد بن عبد العزيز البغوي عن مصعب بن عبد الله عن مالك عن الزهري عن أنس رضي الله عنه به.
قال الخطيب: "باطل من حديث مالك، ومن حديث مصعب عنه، ومن حديث البغوي عن مصعب، وهو موضوع بهذا الإسناد، والحمل فيه على ابن بطة، =
ومسلم الأعور
(1)
؛
= والله أعلم"، ووافقه عليه ابن عساكر والذهبي وابن حجر، غير أن الذهبي دفع نسبته إلى تعمد الوضع، وعد ذلك من أوهام ابن بطة، وغيره نقل أشياء كثيرة مما تدل على تعمده لتركيب الأسانيد، والزيادة في المتون، وادعاء كثير من السماعات لكتب الأئمة، والله أعلم. وانظر: "تاريخ بغداد" (10/ 370 - 374)، رقم (5536)، "تاريخ دمشق" (38/ 105 - 113)، رقم (4488)، "الميزان" (3/ 15)، رقم (5394)، "اللسان" (5/ 342 - 345)، رقم (5039).
3 -
وأما الطريق الثالث عن الزهري: فمن رواية ابن عيينة عنه، أخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(1/ 37)، رقم (29)، وهو باطل أيضًا، فيه يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم العسقلاني: كذبه الذهبي، ونسبه إلى الوضع، وذكر له حديثًا واهيًا بإسناد من أصح الأسانيد، وقال:"هو كذب السند والمتن"، وقال مسلمة بن القاسم:"رأيت أهل الحديث مختلفين فيه، فبعضهم يضعفه وبعضهم يوثقه، ورأيتهم يكتبون عنه فكتبت عنه، وهو عندي صالح جائز الحديث، مات بعد العشرين وثلاثمئة، وقد عمر عمرًا طويلًا، وكان كثير الحديث والشيوخ والغرائب"، وقال أيضًا:"أخبرنا عن سالم بن عبد الله بن محمد الفرمائى، ودخلت الفرماء فسألت عنه، فلم أجد أحدًا يعرفه"، وهذا يؤيد رأي الذهبي في تكذيبه. وانظر:"المغني"(7183)، "الميزان"(4/ 449)، رقم (9804)، "اللسان"(4/ 10)، رقم (3338)، (8/ 525)، رقم (8631)، "تبصير المنتبه"(1/ 414).
(1)
هو: مسلم بن كيسان أبو عبد الله -وقيل: أبو حمزة، وقيل: أبو عمرو- الملائي الأعور، الضبي الكندي الكوفي: تركه أكثر الأئمة، واختلف قول الدارقطني بين تركه وتضعيفه دون مرتبة الترك، واكتفى الرازيان بتضعيفه المطلق، وهو مجمع على ضعفه، ووصفه جمع منهم بالاختلاط في آخر عمره، وزاد النسائي وابن حبان:"فكان لا يدري ما يحدث به"، وزاد ابن حبان:"ولم يتميز حديثه"، والضعيف كيف يكون إذا اختلط؟ وله مناكير عن أنس رضي الله عنه ومجاهد والثقات، منها حديث الطير عن أنس رضي الله عنه، وهو موضوع. وانظر:"ترتيب علل الترمذي الكبير"(1/ 375، رقم 700، 1/ 389)، "الكامل"(6/ 306 - 307)، رقم (1796)، "تهذيب الكمال"(27/ 530 - 535)، رقم (5939)، "الكاشف"(5426)، "الميزان"(4/ 106 - 107)، رقم (8506)، "المغني"(6220).
والحديث أخرجه ابن عدي (2/ 435) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(1/ 61 - 62)، رقم (72) - وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(1/ 27)، رقم (19) من طريق ثقة ومتهم عن إسماعيل بن عياش، عن حسام بن مصك، عن مسلم الأعور، عن أنس رضي الله عنه. قال ابن عدي:"لا يرويه عن أبي سهل غير ابن عياش".
وهذا إسناد واه فيه عدة علل: =
كلهم
(1)
: عن أنس.
= 1 - مسلم الأعور: متروك عند أكثر الأئمة، ولم يوثقه أحد، كما تقدم آنفًا.
2 -
حسام بن مصك أبو سهل البصري: ضعيف يكاد أن يترك، كما في "التقريب"(1193).
3 -
إسماعيل بن عياش الحمصي: مخلط في حديثه عن أهل الحجاز والعراق -كما تقدم- وإسناده هنا عراقي مسلسل بالواهين.
(1)
وقد روي من حديث جماعة آخرين أيضًا عن أنس رضي الله عنه؛ من حديث إبراهيم النخعي، وإبراهيم التيمي، ومكحول، والأعمش، وعاصم الأحول، وأبي حنيفة النعمان، وأبي شيبة، وزياد بن أبي زياد الجصاص، وموسى بن جابان، وعبد الوهاب بن بخت، وأم كثير بنت يزيد الأنصارية الواسطية، وأبي الصباح عبد الغفور الواسطي الكذاب، وزياد بن أنس -وهو زياد بن أبي حسان النبطي الواسطي، وقيل: هو زياد الجصاص-، وهارون بن رئاب الزاهد، وأبي عمرة -لعله سيرين والد محمد بن سيرين-، وأنس بن سيرين؛ ولا يخلو طريق منها من كذاب أو متهم أو متروك ساقط، أو سلسلة ضعفاء ومجاهيل، إلا رواية عاصم الأحول، حيث ذهب البعض -كالألباني في "تخريج مشكلة الفقر"(ص 55) وأبي الأشبال الزهيري في تعليقه على "الجامع" لابن عبد البر (1/ 41)، والشيخين؛ دسمان يحيى، وعباس صخر في التعليق على "الطيوريات"(2/ 750)، رقم (673) - إلى حسنها أو صلاحيتها للاعتبار، وهي لا تقل في الوهاء عن أخواتها، ولذا أقتصر بتخريجها وبيان حالها. وبالله التوفيق.
فأقول: رواية عاصم الأحول: أخرجها الطبراني في "الأوسط"(2/ 289)، رقم (2008) و"الصغير"(1/ 36)، رقم (22) عن أحمد بن بشر بن حبيب البيروتي، عن محمد بن مصفى: حدثنا العباس بن إسماعيل الهاشمي، حدثنا الحكم بن عطية، عن عاصم الأحول، عن أنس رضي الله عنه.
قال الطبراني: "لم يروه عن عاصم إلا الحكم بن عطية، ولا عن الحكم إلا العباس بن إسماعيل البصري، تفرد به ابن المصفى".
وهذا إسناد شاذ مقلوب، والمحفوظ ما رواه محمد بن الحسن بن قتيبة -عند ابن عدي (4/ 118)؛ ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 215)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(ح 20) - ومحمد بن علي بن حبيب -هو الطرائفي الرقي المري؛ عند ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 215) - كلاهما (ابن قتيبة والطرائفي) عن العباس بن إسماعيل بن حماد الهاشمي مولاهم البصري -ثم البغدادي- الملقب بـ "قريق"، عن الحسن بن عطية، عن أبي عاتكة طريف بن سليمان عن أنس رضي الله عنه.
فوقع القلب في الإسناد الأول في موضعين: "الحسن بن عطية" إلى "الحكم بن عطية"، و"أبو عاتكة طريف" إلى "عاصم الأحول"، ولا يعرف له أصل من حديث =
ولفظ حميد: "طلب الفقه حتم واجب على كل مسلم"
(1)
، ولزياد من الزيادة:"والله يحب إغاثة اللهفان"، ولأبي عاتكة في أوله:"اطلبوا العلم ولو بالصين"، وفي كل منها مقال
(2)
.
= عاصم الأحول، ولا من حديث الحكم بن عطية. والله أعلم.
فمن لم يتنبه لهذه العلة بنى على ظاهر الإسناد، واعتبره من الضعيف الصالح للاعتبار، وإنما هو معل ساقط الاعتبار، لرجوعه إلى حديث أبي العاتكة، وذكر عاصم الأحول فيه وهم، يحتمل أن يكون الوهم فيه من أحد الثلاثة:
1 -
شيخ الطبراني؛ أحمد بن بشر بن حبيب بن يزيد -أو: زيد- التميمي البيروتي، أبو عبد الله الصوري المؤدب: روى عنه جماعة، منهم الطبراني وابن عدي ولم أقف فيه على جرح أو تعديل.
وانظر: "تاريخ دمشق"(71/ 42 - 43)، رقم (9561)، و"مختصره"(3/ 28 - 29)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (22/ 41)، رقم (8).
2 -
محمد بن المصفى: صدوق صالح الحديث، له أوهام وغرائب، ومناكير يرويها بأسانيد جيدة، أنكرها عليه الإمام أحمد وغيره، يؤتى فيها من الوهم دون الصدق والعدالة، ولعله أتي فيها من تدليس التسوية وتسوية الأسانيد التي وصفه بها أبو زرعة الدمشقي وأقره ابن حبان ["المجروحين" (1/ 94)]، والله أعلم. وانظر لترجمته:"العلل" لأحمد (1340)، "الجرح والتعديل"(8/ 104)، رقم (446)، "الضعفاء" للعقيلي (4/ 145)، رقم (1710)، "تاريخ دمشق"(55/ 410 - 414)، رقم (7006)، "تهذيب الكمال"(26/ 465 - 469)، رقم (5613)، "الكاشف"(5157)، "التقريب"(6304).
3 -
عباس بن إسماعيل بن حماد البغدادي، الهاشمي مولاهم، الملقب بـ "قريق": ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 514)، ونقل ابن حجر في "اللسان"(4/ 401 - 402)، رقم (4096) عنه -في "ثقاته"، ولم أقف عليه فيه-:"يعتبر به"، ولم يذكر فيه الخطيب (12/ 140)، رقم (6592) جرحًا ولا تعديلًا، ولم أقف على كلام فيه. وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث، ومن رواه عنه عن الحسن بن عطية عن أبي عاتكة أجل وأوثق وأحفظ، ممن أغرب بهذا الإسناد، فالظاهر أنه ليست العلة منه في هذا الإسناد. والله أعلم.
ويضاف إلى هؤلاء الثلاثة في هذا الإسناد المعل الكلام في الحكم بن عطية وهو إلى الضعف أقرب، ولا داعي للإطالة بالكلام فيه وقد تبين أنه وهم، والمحفوظ أنه عن الحسن بن عطية -وهو صدوق- عن أبي عاتكة -وهو متروك شبه متهم- عن أنس رضي الله عنه. وتقدم تخريجه مفصلًا.
(1)
هذا لفظ رواية الديلمي كما تقدم.
(2)
قال العقيلي في مواضع (2/ 58 و 230)، (3/ 410، 4)، رقم (250): "أحاديث =
ولذا قال ابن عبد البر: إنه يروى عن أنس من وجوه كثيرة كلها معلولة لا حجة في شيء منها عند أهل العلم بالحديث من جهة الإسناد
(1)
.
وقال البزار: إنه روي عن أنس بأسانيد واهية
(2)
. قال: وأحسنها ما رواه إبراهيم بن سلام، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم النخعي، عن أنس به مرفوعًا
(3)
.
قال: ولا نعلم أسند النخعي عن أنس سواه، وإبراهيم بن سلام لا نعلم روى عنه إلا أبو عاصم
(4)
.
وهو عند البيهقي في "الشعب"، وابن عبد البر في "العلم" وتمام في "فوائده" من طريق عبد القدوس بن حبيب الدمشقي الوحاظي، عن حماد
(5)
.
وأما أبو بكر بن أبي داود السجستاني فإنه أورده عن جعفر بن مسافر
= الباب كلها فيها لين"، وزاد في الموضع الثاني منها: "وهي متقاربة في الضعف".
(1)
جامع بيان العلم وفضله (1/ 23).
(2)
المسند (1/ 172)، رقم (94)، (13/ 240)، رقم (6746)، (14/ 45)، رقم (7479).
(3)
أخرجه البزار (14/ 44)، رقم (7478) عن محمد بن معمر البحراني، عن أبي عاصم.
(4)
"مسند البزار"(14/ 45)، رقم (7479)، وحكم بضعفه من جميع طرقه.
وإبراهيم بن سلام المذكور: ضعفه الأزدي، وقال ابن القطان الفاسي في "بيان الوهم والإيهام"(5/ 124)، رقم (2373):"لا يعرف حاله، ولا أعرفه مذكورًا، ولا أعرف له رواية غير هذه"، ونحوه قول الذهبي في "الميزان"(1/ 36)، رقم (101)، وأقرهما ابن حجر في "اللسان"(1/ 290 - 291)، رقم (147)، وقد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(4/ 262)، رقم (1135) باسم:"سلام أو: ابن سلام"، وذكر له هذا الحديث من رواية أبي عاصم عنه، ونقل عن أبيه أنه قال:"هو متروك الحديث".
(5)
أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(3/ 879)، رقم (1786) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(3/ 195 - 196)، رقم (1546) -، وتمام (2/ 285)، رقم (1762)، وابن عبد البر في "الجامع"(1/ 33)، رقم (25) من طرق عن رواد بن عبد الجبار عن عبد القدوس بن حبجب الكلاعي به. والكلاعي كذبوه.
التنيسي
(1)
، حدثنا يحيى بن حسان، عن سليمان بن قرم
(2)
، عن ثابت البناني، عن أنس به.
وقال: سمعت أبي يقول: "ليس فيه أصح من هذا"، وكذا رواه ابن عبد البر من جهة جعفر
(3)
.
(1)
أبو صالح الهذلي؛ صدوق ربما أخطأ، من الحادية عشرة، مات سنة (254 هـ)["التقريب" (957)]، يعتبر راوية ليحيى بن حسان التنيسي، كما في "الثقات"(8/ 161).
(2)
هو: سليمان بن قرم بن معاذ التميمي الضبي، أبو داود البصري النحوي (ومنهم من ينسبه إلى جده).
وثقه أحمد ضمن عدد من الثقات، وقال أيضًا:"لا أرى به بأسًا، لكنه كان يفرط في التشيع"، واعتبر به البخاري، وأخرج له مسلم متابعة.
وضعفه ابن المديني وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان والنسائي والعقيلي وابن حبان، وقال:"كان رافضيًا غاليًا في الرفض، ويقلب الأخبار مع ذلك"، وذكره الحاكم في "المدخل" فيمن عيب على مسلم إخراج حديثهم، مع أنه ليس له عند مسلم إلا حديث واحد متابعة.
ولشهرته بالضعف لم يرو عنه ابن مهدي، وكان أبو داود الطيالسي ينسبه إلى جده لئلا يفطن له، كما قال الرازي. وقال ابن عدي:"له أحاديث حسان إفرادات، وهو خير من سليمان بن أرقم بكثير". ولا خلف في أنه خير من سليمان بن أرقم بكثير، فإن ابن أرقم متروك ساقط، وذا ضعيف صالح للاعتبار، لكن أين كان أصحاب ثابت الثقات عن هذا الحديث، حتى يتفرد به الضعفاء عن ثابت، ومثل هذا يكون منكرًا، لما سيأتي بيانه عند التخريج. والله أعلم.
انظر: "سؤالات ابن أبي شيبة"(247)، "الجرح والتعديل"(4/ 136 - 137)، رقم (597)، "الضعفاء" للعقيلي (2/ 136 - 137)، رقم (624، 625)، "المجروحين"(1/ 332)، "الكامل"(3/ 255 - 257)، رقم (735)، "المدخل إلى الصحيح"(2/ 718)، رقم (3061)، "تهذيب الكمال"(12/ 51 - 54)، رقم (2555)، "المغني"(2613)، "الميزان"(2/ 219 - 220)، رقم (3599)، "الكاشف"(2122)، "التقريب"(2600)، "تحرير التقريب"(2605).
(3)
لم أقف عليه في المطبوع من كتب أبي بكر بن أبي داود، وغالب مؤلفاته لم يعثر عليها، كما في مقدمة الدكتور عبد الغفور البلوشي لتحقيق "جزء من مسند عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما (ص 37 - 41).
وقد أخرجه عنه ابن عدي (3/ 257)، وابن شاهين في "الأفراد" -كما في "الآداب =
بل وفي الباب عن أبي
(1)
، وجابر
(2)
،
= الشرعية" لابن مفلح (2/ 36) -ومن طريقه قاضي المارستان (2/ 583)، رقم (126)، وابن الجوزي في "العلل" (1/ 59)، رقم (65)، وابن عساكر (64/ 113) -، وأخرجه من طريقه أيضًا ابن عبد البر في "الجامع" (1/ 23 - 24)، رقم (15 - 16)، وأبو الحسين في "الطيوريات" (2/ 750 - 752)، رقم (673). وتوبع عليه عن جعفر من غير وجه عند ابن عدي وابن عبد البر.
وقول أبي بكر بن أبي داود هو عند الطيوري وحده، وزاد في آخره:"أو قال: يصح إلا هذا".
ونقل ابن مفلح عن ابن شاهين، أنه قال:"هذا حديث غريب من أصح حديث في هذا الباب".
وقال ابن مفلح: "رجاله كلهم ثقات إلا سليمان فإنه مختلف فيه .. ".
وسليمان بن قرم الضبي: ضعيف لسوء حفظه، ولا يعتبر من حديث ثابت إلا ما عرف من طريق الثقات من أصحابه، وأما ما يشذ عن ثقات أصحاب ثابت، ويتفرد به الضعفاء من أهل البصرة فلا عبرة به عنه، فإنهم كلما طرق عليهم حديث وشذ عنهم إسناده توهموه عن ثابت عن أنس، أو عن قتادة عن أنس؛ كحال الضعفاء من أهل المدينة في الرواية عن ابن المنكدر عن جابر رضي الله عنه.
(1)
أخرجه ابن المظفر في "غرائب مالك"(176) من طريق عثمان بن عبد الله، عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي بن كعب رضي الله عنه. وعثمان بن عبد الله: هو ابن عمرو بن عثمان الأموي، أحد المشهورين بالوضع، وتقدم (ح 644).
(2)
أخرجه ابن عدي (6/ 157) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(1/ 57)، رقم (59) - وابن المقرئ في "المعجم"(ح 839) من طريق محمد بن عبد الملك الأنصاري، عن ابن المنكدر، عن جابر رضي الله عنه.
ومحمد بن عبد الملك المدني الأنصاري الضرير: متروك متهم بالوضع، وبه أعله ابن عدي وابن الجوزي.
وذكر له الشيخ أبو الأشبال الزهيري في تعليقه على "الجامع" لابن عبد البر (1/ 48) إسنادًا آخر لا وجود له في الخارج، حيث قال:"ثم وجدت له إسنادًا آخر عند الطبراني في "الأوسط" -كما في "مجمع البحرين" [1/ 20]- من طريق سليمان بن عبد العزيز بن عمران، عن أبيه، عن محمد بن عبد الله بن الحسن، عن جابر رضي الله عنه"، ثم حكم بأنه واه؛ لحال ابن أبي ثابت، وجهالة ابنه.
ولا أدري من أين وقع إلى هذا الإسناد، ولا حديث لجابر في "مجمع البحرين"(كتاب العلم، باب طلب العلم فريضة، 1/ 173 - 176)، رقم (168 - 171)، وإنما =
وحذيفة
(1)
، والحسين بن علي
(2)
، وسلمان
(3)
، وسمرة
(4)
، وابن عباس
(5)
،
= له ثاني حديث -بالرقم (173) - في الباب الذي يليه، وأما الإسناد الذي ذكره فهو لحديث حسين رضي الله عنه التالي بعد حديث، وذكره الهيثمي في "مجمع البحرين" بالرقم (168). والله أعلم.
(1)
لم أقف عليه.
(2)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2/ 297)، رقم (2030) و"الصغير"(1/ 58)، رقم (61) -ومن طريقه الخطيب (5/ 414) - وابن الجوزي في "العلل"(1/ 54)، رقم (51) عن أحمد بن يحيى بن أبي العباس الخوارزمي، عن سليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت المديني، عن أبيه عبد العزيز بن أبي ثابت، عن محمد بن عبد الله بن حسين، عن علي بن حسين بن علي، عن أبيه رضي الله عنه.
قال الطبراني: "لا يروى عن الحسين بن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليمان، وما كتبناه إلا عن هذا الشيخ".
وفيه عدة علل:
1 -
عبد العزيز بن أبي ثابت المديني: متروك، كما تقدم (ح 516).
2 -
ابنه: سليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت: لم أقف له على ترجمة.
3 -
الخوارزمي -شيخ الطبراني-: قال الدارقطني: "لا يحتج به"، وقال في موضع آخر:"متروك".
انظر: "الضعفاء" للدارقطني (71)، "تاريخ بغداد"(5/ 413 - 414)، رقم (2996).
(3)
لم أقف عليه.
(4)
لم أقف عليه.
(5)
أخرجه العقيلي (3/ 410) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(1/ 56)، رقم (58) - والطبراني في "الأوسط"(4/ 245)، رقم (4096) وأبو جعفر ابن البختري في "الفوائد"(ح 115 خ/ ج الكلم) وبيبي في "جزئها"(110)، وتمام (1/ 32)، رقم (54) من ثلاث طرق عن عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن عائذ بن أيوب الطوسي -وقال الطبراني: أيوب بن عائذ- عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن ابن عباس رضي الله عنهما. وذكر الطبراني أنه لم يروه بهذا الإسناد إلا عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد. وقال العقيلي:"لا يصح إسناده، .. أخطأ عبد الله بن عبد العزيز في الإسناد والمتن، وقلب اسم أيوب، وإنما الحديث ما رواه .. سفيان بن عيينة، عن أيوب بن عائذ، عن الشعبي قال: "ما علمت أن أحدًا كان أطلب للعلم في أفق من الآفاق من مسروق"".
وكأن الطبراني صحح الغلط في اسم الراوي، فإنه عند تمام بإسناد الطبراني نفسه، وفيه:"عائذ بن أيوب". والله أعلم. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وعائذ بن أيوب: قال ابن ماكولا في "الإكمال"(6/ 7): "شيخ غير معروف"، وقال ابن حجر في "اللسان"(4/ 382)، رقم (4062) -بعد ذكره لكلام العقيلي المذكور-:"فظهر أن لا ذنب لعائذ بن أيوب، بل لا وجود له، وأيوب بن عائذ من رجال "التهذيب"".
قلت: وأيوب بن عائذ بن مدلج الطائي البحتري الكوفي: ثقة، من رجال الشيخين، كما في "التقريب"(616).
وعبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد: قال أبو حاتم الرازي: " .. أحاديثه منكرة، ولم يكن محله عندي الصدق". وقال ابن الجنيد: "لا يسوى فلسًا، يحدث بأحاديث كذب"، وقال العقيلي:"أحاديثه مناكير غير محفوظة، ليس ممن يقيم الحديث"، وقال ابن عدي:"يحدث عن أبيه عن نافع .. بأحاديث لا يتابعه أحد عليه، .. ولم أر للمتقدمين فيه كلامًا، وقد تكلموا فيمن هو أصدق منه"، فكأنه وابن الجنيد وأبا حاتم ينسبونه إلى الكذب، وذكره ابن عراق فيمن نسب إلى الكذب والوضع (تنزيه 1/ 73)، رقم (63)، وبه أعل الهيثمي الحديث، وقال عنه: ضعيف جدًّا. ["مجمع الزوائد" (1/ 323)، رقم (474)].
وأما ابن حبان فشذ بذكره له في "الثقات"(8/ 347 - 348)، وقال: يعتبر حديثه إذا روى عن غير أبيه، وفي روايته عن إبراهيم بن طهمان بعض المناكير.
فهو إذا لم يكن عامة حديثه إلا عن أبيه، ثم ابن طهمان -وهما ثقتان-، وأتى عنهما بالأباطيل، مع أخطاء ومناكير له فيما حدث عن غيرهما -وهي قليلة أصلًا- كحديث الباب هذا، فأنى له الثقة والعدالة. والله أعلم. انظر:"الجرح والتعديل"(5/ 104)، رقم (478)، "الضعفاء" للعقيلي (2/ 279)، رقم (824)، "الكامل"(4/ 201)، رقم (1012)، "اللسان"(4/ 516 - 517)، رقم (4308).
هذا وسرقه من ابن أبي رواد شيخ آخر، فوضع له إسنادًا من غير طريقه، وذلك فيما رواه تمام في "الفوائد"(1/ 31 - 32)، رقم (53) عن أبي علي محمد بن هارون الدمشقي، عن أبي زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي، عن سعيد بن منصور الخراساني - حدثهم سنة (223 هـ)، عن عائذ بن أيوب به.
وهذا لا أصل له عن سعيد بن منصور الإمام، والإسناد إليه فيه طامتان:
1 -
عبد الرحمن بن حاتم القفطي المرادي: هو راوي كتاب "الفتن" لنعيم بن حماد عن مؤلفه، كما في "التحبير" للسمعاني (1/ 250)، (2/ 429)؛ قال ابن يونس:"تكلموا فيه"، وقال مسلمة بن القاسم:"ليس عندهم بثقة"، وقال ابن الجوزي: متروك الحديث ["الضعفاء" (1859)]، وتبعه عليه الهيثمي في "مجمع الزوائد" =
وابن عمر
(1)
،
= (9/ 438)، رقم (15477)، وضعفه الذهبي في "المغني"(3543)، وقال في "الميزان"(2/ 554)، رقم (4839) -متعقبًا لابن الجوزي-:"هذا من شيوخ الطبراني، ما علمت به بأسًا".
وقد علم غيره من أقرانه به البأس فكانوا حجة عليه، لذا تعقبه ابن حجر في "اللسان"(5/ 92)، رقم (4612) بكلام ابن يونس ومسلمة. والله أعلم.
2 -
أبو علي محمد بن هارون الدمشقي -شيخ تمام-: متهم، كما تقدم. ولعل الآفة منه. والله أعلم.
(1)
يروى عن ابن عمر رضي الله عنه من طريقي مجاهد ونافع.
فأما رواية مجاهد: فأخرجها العقيلي (2/ 58) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(1/ 56)، رقم (56) - عن محمد بن أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي، عن روح بن عبد الواحد القرشي قال: حدثنا موسى بن أعين، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنه به مرفوعًا.
ومن طريق روح بن عبد الواحد القرشي هذا أخرجه ابن بشران في "الفوائد المنتخبة من أحاديث أبي علي الصفار"(ق 64/ 1)، كما في "تخريج مشكلة الفقر" للألباني (ص 57).
وهذا حديث واه، وآفته هو روح بن عبد الواحد القرشي الشامي الحراني. قال أبو حاتم: كتبت عنه، ليس بالمتقن، روى أحاديث فيها صنعة ["الجرح" (3/ 499)، رقم (2260)]، وكأنه ينسبه إلى الوضع، وقوله (فيها صنعة) تصحف في "اللسان"(3/ 482)، رقم (3167) إلى (متناقضة)، وقال الدولابي (3/ 1184):"منكر الحديث"، وقال العقيلي:"لا يتابع على حديثه"؛ يعني: هذا الحديث، وأورد ابن عدي (3/ 48، ترجمة خليد بن دعلج) حديثًا منكرًا من روايته عن خليد بن دعلج، فقال (3/ 49):"لعل البلاء ممن رواه عن خليد"، واقتصر الذهبي في "المغني" (2142) بقوله:"لين الحديث"، ولم يذكر في "الميزان"(2/ 60)، رقم (2805) إلا قول العقيلي وحده، وفي "تاريخ الإسلام"(16/ 166 - 167) جملة (ليس بالمتقن) فقط من كلام أبي حاتم، فلعل هذا هو سبب تليينه له، وإلا فهو واه منكر الحديث.
وخالف ابن حبان فأدرجه في "الثقات"(8/ 243 - 244)، وتلاميذه ومن عاصره أعلم به وبحديثه. والله أعلم.
وتفرد واه مثلِه عن ثقة إمام من أهل الجزيرة مثل موسى بن أعين بما لا أصل له من غير هذا الوجه دليل على بطلانه وصنعته، كما أشار إليه أبو حاتم، وقال العقيلي:"والرواية في هذا الباب فيها لين".
ووقع في الرابع من "فوائد أبي عثمان البحيري"(66 - خ/ جوامع) من حديث =
وابن مسعود
(1)
، وعلي
(2)
،
= محمد بن أحمد بن الوليد، عن روح بن عبادة، عن موسى بن أعين به. وقال:"هكذا قال: روح بن عبادة". يشير إلى أنه وهم وتصحيف، وإنما هو "روح بن عبد الواحد"، كما رواه العقيلي عن الأنطاكي. والله أعلم.
وأما حديث نافع فباطل أيضًا، وقد روي عنه من خمسة أوجه؛ من حديث مالك، والليث، ومحمد بن عبد الملك المدني، ومحمد بن أبي حميد، ومقاتل بن سليمان. ومحمد بن عبد الملك المدني ومقاتل بن سليمان بن بشير البلخي معروفان بالوضع، ومحمد بن أبي حميد المدني واه منكر الحديث عند أكثر الأئمة والراوي عنه وضاع، وهو أبو البختري وهب بن وهب القرشي. وأما حديث مالك والليث فيرويه موسى بن إبراهيم المروزي، عنهما، عن نافع به.
وهذا الحديث كذب، لا أصل له عن مالك والليث فمن فوقهما، كما قاله الإمام أحمد وابن حبان وابن عدي وغيرهم من الأئمة، وموسى بن إبراهيم أبو عمران المروزي نزيل بغداد -أو أحمد بن إبراهيم بن موسى أو إبراهيم بن موسى المروزي كما سماه مهنا الرملي- متروك، متهم بالوضع.
انظر: "المنتخب من علل الخلال"(ح 56)، "الضعفاء" للعقيلي (4/ 166)، رقم (1738)، "المجروحين"(1/ 141)، "الكامل"(1/ 179)، رقم (19)، (6/ 348)، رقم (1830)، "تاريخ بغداد"(13/ 39 - 40)، رقم (6995)، "العلل" لابن الجوزي (1/ 55)، رقم (54)، "تلخيص الموضوعات" للذهبي (581)، "المغني"(6476)، "اللسان"(1/ 398)، رقم (375)، (8/ 187 - 188)، رقم (7976)، (8/ 189)، رقم (7978)، "تنزيه الشريعة"(1/ 122)، رقم (379).
تنبيه: بناء على ما وقع تصحيفًا في إسناد تمام: "أحمد بن إبراهيم الموصلي"، ذهب الشيخ الألباني في "تخريج مشكلة الفقر"(ص 56) -حيث خرج الحديث من "فوائد تمام" فقط-، إلى أنه أحمد بن إبراهيم بن خالد أبو علي الموصلي، وهو صدوق، فذهب به إلى تحسين الإسناد -وهو الإسناد الوحيد الذي حسنه لذاته لهذا الحديث-، بينما هو مصحف، وراويه عن مالك متهم. والله أعلم.
(1)
أخرجه أبو يعلى في "المعجم"(ح 320) -ومن طريقه ابن المقرئ في "الأربعين"(ح 1)، وابن عدي (5/ 162)، وتمام (1/ 32)، رقم (55)، والخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 288)، وابن الجوزي في "العلل"(1/ 56)، رقم (57)، وابن عساكر (53/ 43) - والطبراني في "الأوسط"(6/ 96)، رقم (5908) و"الكبير"(10/ 195)، رقم (10439) وغيرهم، وفيه عثمان بن عبد الرحمن الزهري الوقاصي، وهو متروك، رمي بالوضع، كما تقدم (495).
(2)
له عن علي رضي الله عنه ست طرق، وكلها بواطيل. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 1 - أخرجه الخطيب (1/ 424) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(1/ 54)، رقم (50) - من طريق أبي نصر محمد بن إبراهيم السمرقندي، عن أبي عبد الله محمد بن أيوب -حدثهم ببيت المقدس-، عن جعفر بن محمد، عن سليمان بن عبد العزيز بن عمران، عن أبيه، عن محمد بن عبد الله بن الحسن عن علي بن الحسين عن أبيه، أن عليًّا رضي الله عنه قال: .. الحديث.
وهذا الإسناد تالف مسلسل بالواهين، قال ابن الجوزي في "العلل" (1/ 62):"السمرقندي يحدث بالمناكير، ومحمد بن أيوب وجعفر بن محمد هما في غاية الضعف"، كذا قال، ولم يتبين لي من أراد بمحمد بن أيوب؛ المخرمي أم ابن سويد الرملي، وكلاهما مكذبان، وكذا لم يتبين لي المراد بـ "جعفر بن محمد"، وفي هذه الطبقة بهذا الاسم جماعة من الثقات والمتروكين والمتهمين.
وسبق في حديث الحسين بن علي رضي الله عنه أن أحمد بن يحيى بن أبي العباس الخوارزمي -وهو متروك- رواه عن سليمان بن عبد العزيز عن أبيه به من حديث الحسين رضي الله عنه، وهذا اضطراب في الإسناد، وعلى كل فمدار الوجهين على سليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت -وهو في عداد المجاهيل- عن أبيه، وهو متروك، كما تقدم (ح 516).
وبهاتين العلتين الأخيرتين، مع جهالة جعفر بن محمد أعله الألباني في "تخريج مشكلة الفقر"(ص 60).
2 -
الوجه الثاني: أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 90)، رقم (152/ 192) و"الفقيه والمتفقه"(1/ 62)، رقم (158) من حديث سعيد بن المسيب، عن علي رضي الله عنه مرفوعًا:"طلب العلم فريضة على كل مؤمن؛ أن يعرف الصوم والصلاة، والحرام والحدود والأحكام".
وفيه عبد الرحمن بن يزيد: والظاهر أنه ابن تميم السلمي الدمشقي؛ أجمعوا على ضعفه، وأنه يروي عن الزهري ومكحول وغيرهما من الثقات الأباطيل والمناكير، وأكثرهم على توهينه الشديد، وكذبه الوليد بن مسلم الدمشقي وغيره. وانظر:"تاريخ دمشق"(36/ 41 - 47)، رقم (3988)، "تهذيب الكمال"(17/ 482 - 487)، رقم (3991)، "الميزان"(2/ 598)، رقم (5006).
فلعل هذا الشيخ هو آفة هذا الوجه، مع احتمال أن تكون العلة ممن دونه أيضًا، فدونه محمد بن عبيدة النافقاني المروزي: قال ابن ماكولا: "صاحب مناكير"، ونافقان: قرية بمرو. "الإكمال"(6/ 56)، "الأنساب" للسمعاني (5/ 447)، "لسان الميزان"(7/ 335)، رقم (7146).
3 -
الوجه الثالث: أخرجه ابن عدي (5/ 242)، رقم (1389) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(1/ 55)، رقم (52) - والخطيب في "الفقيه والمتفقه" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (1/ 63)، رقم (159)، والسلفي في التاسع من "المشيخة البغدادية" (97 - خ) بلفظ:"طلب الفقه فريضة على كل مسلم"، وفي إسناده عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، الملقب "مبارك" أبو بكر الكوفي، ضعفه أبو حاتم، وتركه الدارقطني، واتهمه ابن حبان والحاكم وأبو نعيم برواية المناكير والموضوعات عن آبائه. وهذا منها.
انظر: "الجرح والتعديل"(6/ 280)، رقم (1554)، "المجروحين"(2/ 121 - 123)، "الثقات"(8/ 492)، "الكامل"(5/ 242 - 244)، رقم (1389)، "سنن الدارقطني"(3/ 307)، رقم (2630)، "المدخل إلى الصحيح"(ص 170)، رقم (127)، "الضعفاء" لأبي نعيم (175)، "المغني"(4806)، "اللسان"(6/ 269 - 270)، رقم (5934).
وذهب الخطيب -وتابعه عليه الزيلعي وغيره- إلى أن الراوي أخطأ فيه، وإنما هو أحمد بن عيسى بن عبد الله أبو الطاهر الهاشمى -ابن عيسى المذكور-، وهذا أيضًا متهم، كذبه الدارقطني.
انظر: "الضعفاء" للدارقطني (52)، "نصب الراية"(1/ 348)، "اللسان"(1/ 569 - 570)، رقم (695).
4 -
الوجه الرابع: وأخرجه ابن عساكر (43/ 12) من طريق محمد بن عبد الرحمن، عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي رضي الله عنه. ومحمد بن عبد الرحمن: الظاهر أنه القشيري الكوفي، نزيل بيت المقدس؛ -وهو من الرواة عن جعفر الصادق-: كذبوه ["التقريب" (6090)]، ودونه إبراهيم بن محمد بن ثابت الأنصاري المقدسي أبو إسحاق؛ مختلف فيه، وإسحاق بن إبراهيم الحراري لم أقف له على ترجمة، والباقر عن جده علي رضي الله عنه مرسل، وكفى بكذاب في إسناده وهنًا، فكيف إذا اقترن به علل أخرى.
5 -
الوجه الخامس: ذكر الشيخ أبو الأشبال الزهيري في تعليقه على "الجامع" لابن عبد البر (1/ 44) أن له طريقًا آخر عند ابن النجار في "تاريخه" -ولم أقف عليه- من حديث علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جده جعفر بن محمد به. وأعله بعلي بن موسى الرضا، ناقلًا فيه قول ابن حبان في "المجروحين" (2/ 106):"يروي عن أبيه العجائب" - دون آخر كلامه: "كأنه كان يهم ويخطئ"، وقولَ ابن طاهر في "تذكرة الحفاظ"(37، 595، 638، 772، 1070، 1079، 1093) أنه (يأتي عن آبائه بعجائب)، وزاد في الموضع الثالث منها:"على أن الرواة عنه ضعفاء". وقد تعقبه الذهبي في "المغني"(4345) و"الميزان"(3/ 158)، رقم (5952) بقوله:"الشأن في صحة الإسناد إليه، فإنه كُذِب عليه وعلى جده"، وهذا الذي قرره ابن حبان في =
ومعاوية ابن حيدة
(1)
، ونبيط بن شريط
(2)
، وأبي أيوب
(3)
، وأبي سعيد
(4)
،
= "الثقات"(8/ 456)، وقال:"يجب أن يعتبر حديثه إذا روى عنه غير أولاده وشيعته وأبي الصلت خاصة، فإن الأخبار التي رويت عنه وتَبِيْن بواطيلَ؛ إنما الذنب فيها لأبي الصلت ولأولاده وشيعته؛ لأنه في نفسه كان أجل من أن يكذب"، وقال الحافظ في "التقريب" (4804):"صدوق، والخلل ممن روى عنه، من كبار العاشرة"، فكان الأولى بالمحقق أن يبرز علة الإسناد فيما دون الرضا، أو مجرد الإسناد حتى يتحقق من العلة. والله أعلم.
6 -
الوجه السادس: أخرجه الديلمي (2/ 22/ ب) مرفوعًا: "طلب العلم فريضة على كل مسلم، فاغد أيها العبد عالمًا أو متعلمًا، ولا خير فيما بين ذلك"، وفيه ركن بن عبد الله الشامي وضاع ["المجروحين" (1/ 301)، "الكامل" (3/ 160 - 161)، رقم (676)، "تاريخ دمشق" (18/ 193 - 198)، رقم (2191)]، وفوقه انقطاع بين مكحول وبين علي رضي الله عنه.
(1)
لم أقف عليه.
(2)
"نسخة نبيط بن شريط"(ح 6)، وهي نسخة موضوعة، كما تقدم (ح 506).
(3)
لم أقف عليه أيضًا، وقد أشار إليه الديلمي في "مسنده"، فلعل المؤلف اقتبسه منه. والله أعلم.
(4)
أخرجه ابن الأعرابي في "المعجم"(1/ 180)، رقم (304)، والطبراني في "الأوسط"(8/ 258)، رقم (8567)، والإسماعيلي في "معجمه"(2/ 652)، رقم (283)، وتمام (ح 52)، والبيهقي في "الشعب"(3/ 196)، رقم (1547)، والخطيب (5/ 193) من طرق عن يحيى بن هاشم السمسار، والقضاعي (ح 174) - ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(1/ 62)، رقم (70) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، كلاهما عن مسعر بن كدام، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
وأخرجه ابن عساكر (57/ 7) من طريق أبي يعلى، عن غسان بن الربيع، عن أبي إسرائيل الملائي، عن عطية العوفي عن أبي سعيد رضي الله عنه.
أما الطريق الأول عن مسعر: ففيه يحيى بن هاشم السمسار الغساني البغدادي: كذبوه ونسبوه إلى الوضع والدجل. انظر: "الجرح والتعديل"(9/ 195)، رقم (115)، "الضعفاء" للعقيلي (4/ 432)، رقم (2063)، "المجروحين"(3/ 125)، "الكامل"(7/ 251 - 252)، رقم (2153)، "تاريخ بغداد"(14/ 168 - 170)، رقم (7479).
وأما الطريق الثاني عن مسعر: ففيه إسماعيل بن عمرو بن نجيح -وينسب إلى جده- البجلي الكوفي نزيل أصبهان؛ ضعفه أبو حاتم والنسائي والدارقطني وابن عدي، ونسبه هو والعقيلي والخطيب إلى رواية المناكير عن الثوري ومسعر وأمثالهما من =
وأبي هريرة
(1)
،
= الأئمة الثقات، وزاد ابن عدي:"عامة حديثه مما لا يتابعه أحد عليه"، وقال ابن عقدة:"ضعيف ذاهب"، وقال الأزدي:"منكر الحديث"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال هو وأبو الشيخ الأصبهاني وغيرهما:"يغرب كثيرًا"، وضعيف يغرب عن الثقات كثيرًا وبالمناكير بعيد عن أن يعتد به في شيء من العلم، فكيف إذا أنكر؟. انظر له:"الجرح والتعديل"(2/ 190)، رقم (643)، "الضعفاء" للعقيلي (1/ 86)، رقم (99)، وابن الجوزي (400، 421)، "الكامل"(1/ 322)، رقم (150)، "المغني"(696)، "الميزان"(1/ 239 - 240)، رقم (922)، "اللسان"(2/ 155 - 156)، رقم (1213)، "تهذيب التهذيب"(1/ 279 - 280)، رقم (582).
وفيه علة قادحة أخرى أيضًا، وذلك أن الحديث قد روي من طرق عن إسماعيل بن عمرو البجلي عن سلام الطويل عن زياد بن ميمون عن أنس رضي الله عنه، فيكون بعض من رواه عنه بهذا الإسناد وهم عليه. والله أعلم.
وأما الطريق الآخر: ففيه علتان:
1 -
غسان بن الربيع الأزدي الموصلي: ضعفه الدارقطني، وقال في رواية:"صالح"، وقال الذهبي:"كان ورعًا صالحًا، ليس بحجة في الحديث"، وذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 2)، وقال هو وغيره:"كان نبيلًا فاضلًا ورعًا". انظر: "تاريخ بغداد"(12/ 326 - 327)، رقم (6770)، "الميزان"(3/ 334)، رقم (6659).
2 -
أبو إسرائيل الملائي إسماعيل بن خليفة العبسي: ضعفه الأئمة، وتركه بعضهم لسوء مذهبه في تكفير عثمان رضي الله عنه، وقواه أحمد وغيره في درجة الصدوق الذي يخطئ ويخالف، وله في حديثه أوهام واضطراب، ورجح الذهبي جانب التضعيف، فقال:"ضعفوه"، وخالفه الحافظ، فقال:"صدوق، سيء الحفظ". انظر: "تهذيب الكمال"(3/ 77 - 81)، رقم (440)، "الميزان"(4/ 490)، رقم (9957)، "التقريب"(440).
ثم لجميع الطرق الثلاثة علة أخرى، وهي: أن مدارها على عطية بن سعد العوفي، وهو ضعيف عند كثير من الأئمة، وقواه آخرون في درجة صدوق يخطئ كثيرًا، ونسب إلى تدليس الشيوخ بأنه كان يكني الكلبي أبا سعيد، فيظن أنه يعني: أبا سعيد الخدري رضي الله عنه، ولا يصح ذلك؛ لأن عمدته هو قول الكلبي نفسه، وهو متهم. والله أعلم.
(1)
أخرجه ابن عدي (1/ 292)، رقم (17) من حديث محمد بن كرام، عن أحمد بن عبد الله الجويباري عن الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اطلبوا العلم ولو بالصين، فإن طلبه فريضة على كل مسلم". =
وأم المؤمنين عائشة
(1)
، وعائشة ابنة قُدامة
(2)
، وأم هانئ
(3)
، وآخرين
(4)
.
وبسط الكلام في تخريجها العراقي في "تخريجه الكبير للإحياء"
(5)
.
ومع هذا كله قال البيهقي: متنه مشهور وإسناده ضعيف، وقد روي من أوجه كلها ضعيفة
(6)
.
وسبقه الإمام أحمد -فيما حكاه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" عنه-
= قال ابن عدي: "وهذا بهذا الإسناد باطل، يرويه الحسن بن عطية عن أبي عاتكة عن أنس-رضي الله عنه"، وزاد ابن طاهر في "ذخيرة الحفاظ"(1/ 416)، رقم (543):"سرقه الجويباري، وركب له إسنادًا آخر".
وأعلاه بأحمد بن عبد الله الهروي -المعروف بالجويباري- وأنه من المشهورين بالوضع، وهكذا محمد بن كرام غير عمدة، كان يضع له الجويباري، ثم هو يحدث بها. والله أعلم.
(1)
لم أقف عليه.
(2)
لم أقف عليه.
(3)
لم أقف عليه. وسمى الديلمي (2/ 223/ أ) آخرين لم أقف على أحاديثهم فيمن روي عنه حديث الباب، وهم: حذيفة وسلمان وسمرة بن جندب ومعاوية بن حيدة وعائشة بنت الصديق وعائشة بنت قدامة وأم هانئ رضي الله عنهم. وسبق ذكر الخمسة الأول منهم عند المؤلف، وكأنه أخذهم عن ذكر الديلمي لهم هذا. والله أعلم.
(4)
لم أقف على روايات أخر إلا ما خرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(6/ 3554)، رقم (8031) -ومن طريقه عند ابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 381) - من طريق أبي الصباح المؤذن عن أم كثير بنت يزيد الأنصارية، قالت: دخلت أنا وأختي على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث. وأبو الصباح المؤذن هو عبد الغفور الواسطي الكذاب، وهذا الحديث عند بحشل في "تاريخ واسط"(ص 70) بإسناد أبي نعيم نفسه؛ عن أبي الصباح، عن أم كثير بنت يزيد الأنصارية -قال بحشل: هي أم امرأة أبي الصباح-، قالت: دخلت أنا وأختي على أنس بن مالك .. الحديث. ومدار الوجهين على كذاب. والله أعلم.
(5)
جاء هنا على هامش الأصل: "الموجود بيد الناس هو الثالث، وأما الأول والثاني فلم يكملا".
ويعني بالثالث "المغني عن حمل الأسفار في الأسفار"، وبالأول والثاني الذين لم يكملا:"التخريج الكبير" و"التخريج الوسيط"، كما صرح به العراقي في مقدمة "المغني". والله أعلم.
(6)
ذكره في "شعب الإيمان"(3/ 194)، رقم (1543)، وزاد في "المدخل إلى السنن الكبرى" (1/ 241):"لا أعرف له إسنادًا يثبت بمثله الحديث. والله أعلم".
فقال: إنه لم يثبت عندنا في هذا الباب شيء
(1)
.
وكذا قال إسحاق بن راهويه: "إنه لم يصح، وأما معناه فصحيح في الوضوء والصلاة والزكاة -إن كان له مال- وكذا الحج وغيره"
(2)
، وتبعه ابن عبد البر بزيادة إيضاح وبيان
(3)
.
(1)
ذكره ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 66)، وقد رواه الخلال في "العلل" -كما في "منتخبه" لابن قدامة (ح 62) - عن الحسن بن علي بن الحسن عن الإمام أحمد.
وقال الشيخ المعلمي في "التنكيل"(1/ 191) في سياق كلامه على الرواية الموضوعة الواردة عن أبي حنيفة عن أنس رضي الله عنه، قال:"هذا الحديث مما تتوفر الدواعي على كثرة روايته واشتهاره، فلو كان عند أبي حنيفة لكثر تحديثه به، لعلو السند وإثبات السماع من الصحابي، والترغيب فيما كان يدعو إليه من طلب العلم، ولو حدث به لكثر تحديث تلامذته به، .. ، وأهل العلم من قديم يلهجون بمتن هذا الحديث ويتطلبون له إسنادًا صحيحًا فلا يجدونه، ولأجل ذلك وقع كثير من الناس في روايته بأسانيد مركبة أو مدلسة أو نحو ذلك، واحتاج أهل العلم إلى نقله من وجوه ضعيفة". ومن أجل هذا حكم الأئمة بأنه لا أصل له من وجه يعتمد عليه، وصرح البزار بأنه كذب لا أصل له عن ثابت، مع أن أصح طرقه ما روي عن ثابت عن أنس رضي الله عنه، من رواية الضعفاء عن ثابت، ومثل هذا يقال في رواية حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه. والله أعلم.
(2)
رواه عنه إسحاق بن منصور الكوسج في "مسائله عن أحمد وابن راهويه"(9/ 4654)، رقم (3311)، ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(1/ 52)، رقم (31)، ونحوه روى الخطيب في "الفقيه والمتفقه"(ح 166) عن الإمام أحمد.
(3)
"جامع بيان العلم"(1/ 52 - 62)، رقم (31 - 43)، وكذا بسط الكلام في معناه الجصاص في "أحكام القرآن"(4/ 373)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"(1/ 170 - 174)، والبغوي في "شرح السُّنَّة" (1/ 290) و"التفسير" (التوبة: 123، 4/ 112 - 113)، وابن مفلح في "الآداب الشرعية"(2/ 34) وغيرهم، ومجمل كلامهم أن طلب العلم فرض عين في أمرين:
1 -
مهمات العقيدة والفرائض التي يجب على كل مسلم اعتقادها أو العمل بها.
2 -
أن يحل بالمرء أمر، أو يقدم على عمل، أو يجب على خاصته شيء، فيلزمه تعلم أحكام واقعه بتفاصيلها.
وأما سوى هاتين الحالتين من أحكام الشرع، أو ما لا بد منه للناس من العلوم والصنائع والمكاسب الدنيوية فتعليمه فرض على الكفاية، إذا قام به جمع سقط عن الجماعة وجوبه، وإلا تأثم الكل. =
وقال أبو علي النيسابوري الحافظ: إنه لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه إسناد
(1)
.
ومثل به ابن الصلاح للمشهور [الذي ليس بصحيح]
(2)
(3)
، وتبع في ذلك أيضًا الحاكم
(4)
، ولكن قال العراقي:"قد صحح بعض الأئمة بعض طرقه كما بينته في تخريج الإحياء"
(5)
، وقال المزي:"إن طرقه تبلغ به رتبة الحسن"
(6)
.
وقال غيره: "أجودها طريق قتادة وثابت كلاهما عن أنس
(7)
، وطريق
= وإن كان الأمر من النوافل والمستحبات والحاجيات من أمور الحياة فمستحب تعلمه [وهذا غير صحيح، فإن طلب علمه واجب على الكفاية أيضًا، وإلا فكيف يعرف استحبابه من عدمه؟، وإذا يضيع الكثير من علم الشرع الذي لا بد منه في حياة الناس]. وإن كان من العلوم المنهية عنه والمكروهة -كالعرافة وعلم النجوم والسحر ونحوها- فيأخذ حكمها. والله أعلم.
(1)
كذا قال، وفي "المدخل" للبيهقي (1/ 293 - 294)، رقم (326) عن الحاكم، قال: سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول: "صح عندي عن النبي صلى الله عليه وسلم في "طلب العلم فريضة على كل مسلم" إسناده"، ثم أعقبه البيهقي بتأويل الحديث على فرض صحته بما سيذكره المؤلف بعد قليل، مما يفيد عدم تصحيف في كتاب "المدخل". والله أعلم.
(2)
سقط من: (أ، ز)، واستدرك من النسخة (م)، ونسخ أخرى مساعدة.
(3)
"مقدمة علوم الحديث"(النوع: 30، معرفة المشهور من الحديث، ص 265).
(4)
معرفة علوم الحديث للحاكم (النوع: 23، المشهور، ص 304)، ط: دار ابن حزم.
(5)
"شرح التبصرة والتذكرة"(النوع 30، الحديث المشهور، 2/ 74 - 75).
ولم أقف على تصحيح أحد من الأئمة القدامى لشيء من طرقه، وإنما قال بعضهم في بعضها أنه أصح شيء في الباب، كما تقدم عن الإمام أبي داود -من رواية ابنه عنه-، وكما تقدم نحوه عن البزار، ولا يلزم من ذلك الصحة، وسيما وأن الطرق التي أطلقوا عليها هذه العبارة واهية أو غير ناهضة للاحتجاج، بل ولا الاعتبار، إذ هي معدودة من المناكير لتفرد الضعفاء والمتروكين بها عن أئمة ثقات. والله أعلم.
(6)
نقله عنه الزركشي في "التذكرة في الأحاديث المشتهرة" الباب الأول، ح 4، ص 43).
(7)
هو كما قال، فإن أقوى طرق الحديث رواية سليمان بن قرم عن ثابت، والرواية عن حماد بن سلمة عن قتادة، وسليمان بن قرم ضعيف لا يعتد بما يتفرد به هو وأمثاله من الضعفاء عن ثابت، دون أصحاب ثابت الثقات. وكذا رواية حماد بن سلمة عن قتادة تقدم بيان عللها، وأن البزار حكم عليه بأنه كذب، ثم إن حماد بن سلمة ليس في قتادة ممن يعتد بتفردهم عنه، بل قال الباجي في "التعديل والتجريح" (1/ 302): =
مجاهد عن ابن عمر"
(1)
. وقال ابن القطان -صاحب ابن ماجه- في "كتاب العلل" -عقب إيراده له من جهة سلام الطويل عن أنس-: "إنه غريب، حسن الإسناد"
(2)
.
= "المنكر أبين من أن يحتاج إلى السؤال عنه، وإذا روى حماد بن سلمة أو غيره من الشيوخ -كالأوزاعي وهمام وأبان- عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا؛ فإذا كان الحديث معروفًا من غير طريقهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أنس رضي الله عنه لم يرد، وإن كان لا يعرف من حديث أنس ولا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم من غير تلك الطريق فهو منكر"، فكيف وهو غير قائم الإسناد إلى حماد بن سلمة، وعلى الأقل لا يخلو من أن يكون وهم فيه أحد الشعرانيين، فدخل له إسناد في آخر، وفي مثل هذا يقول الخليلي في مقدمة "الإرشاد" (1/ 202):"إذا أسند لك الحديث عن الزهري أو عن غيره من الأئمة فلا تحكم بصحته بمجرد الإسناد، فقد يخطئ الثقة"، ثم مثل له بتداخل إسناد في آخر للثقة عن الثقات، وعقبه بالتمثيل والتنظير لأوهام الضعفاء عن الأئمة الثقات، وفي الأسانيد المتفقة عليها، فقال:(1/ 205): "فمن نظر إلى ما يرويه الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم -أو عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم- ممن لا معرفة له حكم بصحته؛ لأنه عن الزهري، ويعرف ذلك من رزقه الله حظأ في هذا الشأن، بمعرفة كل رجل بعينه، إلى أن يبلغوا إلى الإمام الذي يكون عليه مدار الحديث، ويبحث عن أصل كل حديث! ومن أين مخرجه؟ فيميز بين الخطأ والصواب"، وكتاب "التمييز" للإمام مسلم مليء بالأمثلة لذلك. والله أعلم.
(1)
قاله الزركشي في "التذكرة"(الباب الأول، الحديث الرابع، ص 42)، وحسنه بمجموع طرقه.
(2)
لم أقف على كتاب "العلل" لأبي الحسن القطان، ولا على الرواية من حديث سلام الطويل عن أنس رضي الله عنه، وإنما هو من حديث سلام الطويل، عن زياد بن ميمون، عن أنس رضي الله عنه.
أخرجه بهذا أبو بكر العنبري في "أماليه" -كما في "مجلسان" من أماليه (ح 12 - خ، جوامع الكلم) - وأبو الشيخ الأصبهاني في "الفوائد"(14)، والنعالي في "جزء" له (25)، والشجري في "الأمالي الخميسية" - كما في "ترتيبه" للقاضي العبشمي (1/ 91)، رقم (342) من طرق عن إسماعيل بن عمرو البجلي، وابن عبد البر في "الجامع"(1/ 32)، رقم (24) من طريق خلف بن الوليد، كلاهما عن سلام الطويل قال: أخبرنا زياد بن ميمون عن أنس رضي الله عنه. فآل الحديث إلى زياد بن ميمون أبي عمار، وهو متهم بالوضع، كما تقدم.
وسلام الطويل واه متروك في نفسه كما تقدم قريبًا، فأنى الحسن لمثل هذا الإسناد. والله أعلم.
وقال البيهقي في "المدخل": أراد -والله أعلم- العلم العام الذي لا يسع البالغ العاقل جهله، أو علم ما يطرأ له خاصة، أو أراد أنه فريضة على كل مسلم حتى يقوم به من فيه الكفاية
(1)
.
ثم أخرج عن ابن المبارك، أنه سئل عن تفسيره، فقال: ليس هو الذي تظنون، إنما طلب العلم فريضة: أن يقع الرجل في شيء من أمر دينه فيسأل عنه حتى يعلمه
(2)
.
تنبيه: قد ألحق بعض المصنفين
(3)
باخر هذا الحديث "ومسلمة"، وليس لها ذكر في شيء من طرقه، وإن كان معناها صحيحًا
(4)
.
670 - حديث: "طلب كسب الحلال فريضة بعد الفريضة".
في: "كسب الحلال"
(5)
.
671 - حديث: "طوبى لمن تواضع في غير منقصة،
وذل في غير مسكنة، وخالط أهل الفقه والحكمة؛ طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله".
العسكري من حديث نَصِيح العنسي
(6)
،
(1)
"المدخل" للبيهقي (1/ 242)، رقم (327).
(2)
أخرجه البيهقي في "المدخل"(1/ 242 - 243)، رقم (329)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"(1/ 171)، رقم (162) بإسناد جيد، ورواه الخطيب في "الفقيه والمتفقه"(1/ 171 - 172)، رقم (163) بلفظ أبسط وأتم من هذا، فأخرج عن علي بن الحسن بن شقيق، قال: سألت عبد الله بن المبارك: ما الذي يجب على الناس من تعلم العلم؟ قال: "أن لا يقدم الرجل على الشيء إلا بعلم، يسأل ويتعلم، فهذا الذي يجب على الناس من تعلم العلم" وقال: "لو أن رجلًا ليس له مال، لم يكن عليه واجبًا أن يتعلم الزكاة، فإذا كان له مائتا درهم وجب عليه أن يتعلم كم يُخْرِجْ؟ ومتى يخرج؟ وأين يضع؟ وسائر الأشياء على هذا".
(3)
كالبغوي في "التفسير"(سورة التوبة، الآية: 123، ج 4/ 112 - 113).
(4)
وكذا قال الألباني في "تخريج مشكلة الفقر"(ص 62، ح 86).
(5)
انظر: الحديث رقم (810). وهو حديث باطل، كما تقدم.
(6)
ذكره البخاري في "التاريخ"(4/ 287)، رقم (2842) باسم "صالح العنسي"، على =
عن رَكْب المصري
(1)
به مرفوعًا.
وهو عند البخاري في "تاريخه"، والبغوي، والباوردي
(2)
، وابن
= ما وجده في كتاب عتيق لديه -كما بينه في (3/ 338)، رقم (1148) - وانتقده عليه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، كما في "بيان خطإ البخاري"(223). وترجم له البخاري ثانيًا (8/ 136)، رقم (2472) باسم "نصيح العنسي"، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم يترجم له غيره، إلا أن غير واحد من الأئمة وهنوا إسناده -كما سيأتي بيانه في كلام المؤلف وغيره. إن شاء الله- وما فيه العلة إلا ركب هذا، وتفرد إسماعيل بن عياش بالحديث، وشيخ نصيح لا يدرى هل له وجود في الخارج أم لا. والله أعلم.
(1)
قال البغوي في "معجم الصحابة"(2/ 417 - 418): "سكن الشام ومصر
…
ولا أدري سمع من النبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟ ". وقال ابن حبان في "الثقات" (3/ 130): "يقال: إن له صحبة، إلا أن إسناده ليس مما يعتمد عليه". وقال ابن مندة في "معرفة الصحابة" (2/ 658) -ونقله عنه ابن نقطة في "تكملة الإكمال" (2/ 714) -:"روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، مجهول لا تعرف له صحبة، وقال بعضهم: عن ركب من أهل مصر". وقال ابن عبد البر: "له حديث واحد
…
، ويقال: إنه ليس بمشهور في الصحابة، وقد أجمعوا على ذكره فيهم".
فهو لم يرد له ذكر إلا في هذا الحديث، من رواية نصيح العنسي -وهو مجهول آخر- عنه، وبمثل هذا لا تثبت الصحبة. والله أعلم.
(2)
بفتح الباء المنقوطة بواحدة والواو وسكون الراء وفي آخرها الدال، نسبة إلى مدينة "باورد"، واسمها "أَبيوَرَد"، فقيل تخفيفًا:"باورد"، وهي بليدة بخراسان بين سرخس ونسا، يقال في النسبَة إليها "الأبيوردي"، و"الباوردي"، و"الأباوردي"، و"البيوردي". وكثيرًا تتصحف إلى "البارودي".
انظر: "الأنساب" للسمعاني (1/ 70، 79، 274، 437)، "معجم البلدان" للحموي (1/ 86، 333 - أبيورد، باورد). والمنسوب إليه هنا هو الحافظ أبو منصور محمد بن سعد بن محمد بن سعد الباوردي، من تلاميذ الإمام النسائي، ومن شيوخ ابن عدي مؤلف "الكامل" وأبي عبد الله بن مَنْده الأصبهاني، ولم أقف له على ترجمة مستقلة، وكتابه المعزو إليه هنا هو "معرفة الصحابة"، وقد اعتمد عليه ابن عبد البر والحافظ ابن حجر وغيرهما من المؤلفين في الصحابة كثيرًا، وسماه به الكتاني في "الرسالة المستطرفة"(ص 127 - 128)، والحافظ مغلطاي في "إكمال تهذيب الكمال"(2/ 16، 130، 289، 306، وغيرها)، والحافظ ابن حجر في "التهذيب"(1/ 339)، (12/ 188)، و"اللسان"(3/ 533)، (5/ 327)، والمناوي في "التيسير"(1/ 13)، وغيرهم، ولم أقف على وجوده اليوم مخطوطًا. والله أعلم.
شاهين
(1)
وآخرين
(2)
، وسنده ضعيف، حتى قال ابن حبان: إنه
(1)
يعني كتابه المسمى بـ "معرفة الصحابة"، كما ذكره به الكتاني في "الرسالة المستطرفة"(ص 127).
(2)
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 338 - 339)، رقم (1148) -مختصرًا-، وابن أبي الدنيا في "التواضع"(76)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(5/ 255 - 256)، رقم (2782)، والبغوي في "معجم الصحابة"(2/ 417) -معلقًا؛ بلاغًا عن ابن عياش-، وابن الأعرابي في "المعجم"(3/ 1072 - 1073)، رقم (2246) -ومن طريقه القضاعي (ح 615) - والطبراني في "الكبير"(5/ 71)، رقم (4615 - 4616) و"الشاميين"(2/ 56)، رقم (912)، وابن مندة في "معرفة الصحابة"(2/ 658)، وكذا أبو نعيم (2/ 1129 - 1130)، رقم (2833)، وأبو عبد الرحمن السلمي في "طبقات الصوفية"(ص 296)، وتمام في "الفوائد"(2/ 232 - 233)، رقم (1602)، وابن بشران في "الأمالي"(1/ 30)، رقم (16)، والبيهقي (4/ 182) وفي "الشعب"(5/ 75 - 76)، رقم (3116)، والخطيب في "المتفق والمفترق"(3/ 195)، رقم (1298)، وابن عبد البر في "الجامع"(ح 1211)، وابن عساكر (58/ 349 - 353) وغيرهم من طرق عن إسماعيل بن عياش، عن المطعم بن المقدام وعنبسة بن سعيد الكلاعي، عن نصيح العنسي، عن ركن المصري به.
وفي بعض الروايات عن إسماعيل بن عياش: "عن المطعم بن المقدام، عن عنبسة بن سعيد الكلاعي، عن نصيح، عن ركن" به. وقال ابن عساكر: "كذا وقع في روايتين، والصواب عن مطعم وعنبسة، وقد رواه غير أبي سهل بن زياد عن عبيد على الصواب، وكذلك رواه يزيد بن هارون وعلي بن عياش والربيع بن روح الحمصيان وعمر بن عبد الله بن سليمان العسقلاني عن إسماعيل بن عياش، وكذا رواه هشام بن عمار والهيثم بن خارجة ومهدي بن حفص عن إسماعيل؛ وأسقطوا عنبسة".
وعده الذهبي في "سير أعلام النبلاء"(7/ 329) من غرائب حديث إسماعيل بن عياش، وكذا استغربه أبو طاهر السلفي في "العلم"(ص 47 - خ شاملة)، وعبد الغني المقدسي في "العلم" أيضًا، كما نقله الألباني في "الضعيفة".
ففيه ثلاث علل: جهالة ركن المصري، وجهالة الراوي عنه -نصيح العنسي-، وإغراب إسماعيل بن عياش به، وإن كان من حديثه عن أهل الشام، إلا أنه لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه -وإن كان وضع له بعض الكذابين أسانيد أخرى-، وهو بحديث القصاص أشبه، ولعل أصله موعظة الحسن البصري الذي أقلبه أبان بن أبي عياش على أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو موعظة وهب بن منبه اليماني وسيأتي ذكرهما في ثنايا شواهد الحديث. والله أعلم.
لا يعتمد عليه
(1)
، وإن قال ابن عبد البر:"إنه حديث حسن، فيه آداب"
(2)
فالظاهر أنه عنى اللغوي، إذ لفظه حسن
(3)
.
672 - حديث: "طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس".
الديلمي عن أنس به مرفوعًا
(4)
.
(1)
"الثقات"(3/ 130).
(2)
"الاستيعاب"(795).
(3)
وكذا قال الحافظ في "الإصابة"(3/ 551)، رقم (2701).
قال الألباني في "الضعيفة"(3835): "مما يؤيد ما قالوا؛ أن ابن عبد البر أورد في "الجامع" [(1/ 239)، رقم (268)] حديثًا آخر، ثم قال عقبه: "وهو حديث حسن جدًّا، ولكن ليس إسناده بالقوي"".
وقد سرق هذ الحديث جمع من الكذابين، ووضعوا له أسانيد من رواية الصحابة الآخرين؛ أنس، وعائشة، وأبي هريرة، وعلي رضي الله عنهم، وروي في مواعظ وهب بن منبه أيضًا، وسيأتي تخريجها ضمن الحديث التالي. إن شاء الله.
(4)
أما حديث أنس رضي الله عنه: فأخرجه البزار (12/ 348)، رقم (6238)، وابن حبان في "المجروحين"(1/ 97) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(2/ 343)، رقم (1385) - وابن عدي (1/ 384) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(13/ 142)، رقم (10079)، والديلمي (2/ 224/ ب، والزهر: 2/ 261)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 178) - عن أبان بن أبي عياش عن أنس رضي الله عنه في موعظة طويلة بليغة.
وأبان: متروك، يحدث عن الحسن، وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم الموضوعات، كما تقدم.
قال ابن حبان: هذا من مواعظ الحسن البصري، جعله أبان: عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ولعل هذا هو أصل حديث الباب، قلبه الضعفاء والوضاعون على الأسانيد الأخرى. والله أعلم.
وأخرجه البزار أيضًا (12/ 348)، رقم (6237)، وابن حبان في "المجروحين"(3/ 50)، وابن عدي (7/ 81 - 82) من حديث الوليد بن المهلب، عن النضر بن محرز الأزدي، عن محمد بن المنكدر، عن أنس رضي الله عنه. قال البزار:"لا نعلمه بهذا اللفظ عن أنس إلا من هذا الوجه، ووجه آخر ضعيف؛ رواه أبان بن أبي عياش عن أنس". والوليد بن المهلب: قال عنه ابن عدي (7/ 81 - 82)، رقم (2005):"من أهل الأردن، أحاديثه فيها بعض النكرة"، وذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 226). انظر:"اللسان"(8/ 391)، رقم (8376).
والنضر بن محرز الأزدي: جهله أبو حاتم الرازي، وقال العقيلي (4/ 288)، رقم (1882):"لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به"، وقال ابن عدي (7/ 29)، =
وفي الباب عن الحسن بن علي
(1)
، وأبي هريرة
(2)
.
673 - حديث: "طوبى لمن طال عمره وحسن عمله".
الطبراني عن عبد الله بن بسر به مرفوعًا، وفيه بقية، وقد عنعنه
(3)
.
= رقم (1968): "أحاديثه بأسانيدها غير محفوظة، وليس له كثير حديث"، وقال ابن حبان (3/ 50):"منكر الحديث جدًّا، لا يجوز الاحتجاج به، .. روى عن محمد بن المنكدر عن أنس، وإنما هو أبان عن أنس"، فعد هذا الحديث من مناكيره، ونسبه إلى قلب إسناده، ولذا ذهب الألباني ["الضعيفة" (3835)] إلى أن هذا هو آفة الحديث، دون الراوي عنه، وإن كان ضعيفًا أيضًا. وانظر:"المغني"(6645)، "اللسان"(8/ 280 - 281)، رقم (8146).
وله طريق ثالث في نسخة الأربعين الودعانية، وهي نسخة موضوعة، انظر:"السير" للذهبي (7/ 329)، و"اللسان" لابن حجر (7/ 381 - 384)، رقم (7218).
ونقل السيوطي في "اللآلي المصنوعة"(2/ 301) عن الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" عن إبراهيم بن هارون البلخي، عن أبي عمرو زكريا بن حازم الشيباني السودراني، قال: سمعت قتادة عن أنس رضي الله عنه به. وزكريا بن حازم لم أجد له ترجمة، وقال ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 419):"لم أعرفه".
(1)
كذا قال المؤلف تبعًا للديلمي (2/ 242/ ب)، وهو أحال لإسناده إلى فصل "كأن"، وهناك (3/ 25/ ب) أورده معلقًا من "الحلية"(3/ 202 - 203) من حديث الحسين بن علي رضي الله عنهما كحديث أبان عن أنس رضي الله عنه سواء، وفي إسناده أبو بكر الجعابي، حافظ رافضي، وذكر الدارقطني أنه خلط في الحديث بأخرة، كما تقدم. ويرويه عن القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن على بن أبي طالب بإسناده عن آبائه، قال الخطيب (12/ 443)، رقم (6916):"سماه ابن الجعابي: القاسم بن محمد بن جعفر بن عبد الله، .. حدث عن أبيه عن جده عن آبائه نسخة أكثرها مناكير"، وعليه قال أبو نعيم:"غريب من حديث العترة، لم نسمعه إلا من القاضي الحافظ، وروي من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم". ومما وضعه على هذا الإسناد حديث رد الشمس على علي رضي الله عنه، كما تقدم.
(2)
أخرجه الطبراني في "مكارم الأخلاق"(ح 17)، وذكره الديلمي (3/ 25/ ب- 26/ أ) عن ابن لال بإسناده، ومداره على عصمة بن محمد بن فضالة الخزرجي، وقد كذبوه، كما تقدم (ح 170).
وله شواهد من حديث جابر بن عبد الله، وعائشة، وأبي أمامة، وكلها موضوعة لا فائدة من ذكرها.
(3)
لعل المؤلف اقتبسه بنصه عن العراقي في "المغني"(4317). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ومسند عبد الله بن بسر رضي الله عنه من القسم المفقود من "المعجم الكبير" للطبراني، ولم أقف عليه في "الأوسط" و"الصغير" و"الشاميي " وغيرها من حديث بقية، وقد أورده الديلمي (2/ 224/ ب) عن الطبراني، فقال:"رواه الطبراني رحمه الله عن إبراهيم بن محمد بن عرق، عن عمرو بن عثمان، عن بقية، عن عمر بن خثعم، عن عمرو بن قيس، عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .. الحديث". والعنعنة في هذا الإسناد من الديلمي، ولم يحك سياق إسناد الطبراني، والحديث قد أخرجه المحاملي في "الأمالي -رواية ابن مهدي"(1/ 155)، رقم (296) - ومن طريقه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 695)، والأصفهاني في "الترغيب والترهيب"(1/ 136)، رقم (1144)، والسهروردي في "مشيخته"(ح 26) - عن محمد بن عمرو بن حنان، عن بقية به. مصرحًا بالتحديث في جميع الإسناد.
قال الخطيب: "قال المحاملي: عمر بن خثعم وهو خطأ، وإنما هو "عمر بن جعثم"، بجيم مضمومة والعين قبل الثاء"، وهو كما قال الخطيب، وقد وقع نفس الخطإ في رواية الطبراني أيضًا، وكذا في رواية أخرى له في "المعجم الكبير"(20/ 281 - 282)، رقم (266) من روايته عن نفس الشيخ، ولعل الخطأ فيه من شيخ الطبراني، أو النساخ. والله أعلم.
وعمر بن جعثم اليحصبي -ويقال: القرشي- الحمصي: سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 171)، ونقل ابن عبد الهادي في "بحر الدم"(742) توثيق أحمد له، واعتبر به الدارقطني في "العلل"(2/ 222)، رقم (235) لترجيح رواية ضعيف -وهو يزيد بن سنان، أبو فروة الرهاوي- على رواية لمالك، وقال الحافظ:"مقبول". انظر: "التاريخ الكبير"(6/ 145)، رقم (1975)، "الجرح والتعديل"(6/ 101)، رقم (528)، "العلل" للرازي (1975)، "تهذيب الكمال"(21/ 287 - 288)، رقم (4209)، "التقريب"(4872).
وبقية رجاله ثقات، فهو حسن الإسناد -إن شاء الله-، وقد توبع عليه متابعة تامة وقاصرة.
فأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3431) -ومن طريقه أبو الحسين البغوي في "شرح السُّنَّة"(5/ 16)، رقم (1245)، وابن عساكر (46/ 311 - 312)، رقم (5386) وغيرهما-، وابن أبي الدنيا في "العمر والشيب"(1) -ومن طريقه الأصبهاني في "الترغيب"(2/ 162)، رقم (1352) - كلاهما عن علي بن الجعد، زاد ابن أبي الدنيا: وسعيد بن سليمان الواسطي، كلاهما: عن إسماعيل بن عياش، حدثني عمرو بن قيس السكوني به مثله.
ومن طريق ابن عياش أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3/ 51)، =
وفي الباب عن أبي بكرة؛ أخرجه الترمذي بلفظ: "خير الناس من طال عمره وحسن عمله"، وقال: حسن صحيح
(1)
.
= رقم (1356)، وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 111).
وهو عند الترمذي (2329) وأحمد (29/ 226)، رقم (17680)، (22/ 240)، رقم (17698) وفي "الزهد"(189)، وابن أبي شيبة (19/ 124)، رقم (35561) -وعنه عبد بن حميد (509) - وأبي زرعة الدمشقي في "الفوائد المعللة"(111)، وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3/ 51)، رقم (1356)، وابن قانع (2/ 81)، وابن المقرئ في "المعجم"(2)، والطبراني في "الأوسط"(2/ 118)، رقم (1441)، (2/ 374)، رقم (2268) و"الشاميين"(3/ 104، رقم 1883، 3/ 68)، رقم 2008، 3/ 398 - 399، رقم 2544 - 2647)، وأبي نعيم في "الحلية"(9/ 51)، والبيهقي (3/ 371) وفي "الشعب"(2/ 56 - 57)، رقم (512) -وغيرهما-، والضياء في "المختارة"(9/ 83 - 86)، رقم (66 - 69)، وابن عساكر (27/ 141، 46/ 312) من خمس طرق أخرى عن عمرو بن قيس به، أن أعرابيًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من خير الناس؟ قال: "من طال عمره، وحسن عمله". وليس عندهم: "طوبى لمن". قال الترمذي: "حسن غريب من هذا الوجه"، وكذلك حسنه البغوي من الوجه الأول، وإسناده صحيح، كما قال الألباني في "الصحيحة"(1836) وغيرُه. والله أعلم.
(1)
أخرجه الترمذي (2330) من طريق شعبة، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، أن رجلًا قال: يا رسول الله! أي الناس خير؟ قال: "من طال عمره، وحسن عمله"، قال: فأي الناس شر؟ قال: "من طال عمره وساء عمله". وهو عند الطيالسي (2/ 194)، رقم (905)، وابن أبي شيبة (19/ 126 - 127)، رقم (35565)، وأحمد (34/ 58، رقم 20415، 34/ 93، رقم 20443، 34/ 124، رقم 20480، 34/ 131، رقم 20491، 34/ 132، رقم 20492، 34/ 138، رقم 20500)، والدارمي (3/ 1802 - 1803)، رقم (2784 - 2785)، والبزار (9/ 92)، رقم (3623)، والطحاوي في "شرح المشكل"(13/ 205 - 206)، رقم (5208 - 5209)، وأبي بكر الشافعي في "الغيلانيات"(452)، والبيهقي في "الزهد الكبير"(1/ 237)، رقم (627)، والبغوي في "شرح السُّنَّة"(14/ 288)، رقم (4095) من طرق عن شعبة وحماد بن سلمة وزهير بن معاوية عن علي بن زيد بن جدعان به، مصرحًا بالتحديث. وحكم الترمذي بأنه حسن صحيح، وحسنه البغوي، وقال البزار:"قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه، وهذا من أحسن الأسانيد التي تروى في ذلك إن شاء الله".
وعلي بن زيد بن جدعان: ضعيف، لسوء حفظه وتخليطه في زيادة الرفع في الأسانيد، كما في "تهذيب الكمال"(20/ 434 - 445)، رقم (4070)، و"من تكلم =
674 - حديث: "طول اللحية دليل على قلة العقل"
(1)
.
يروى عن عمرو بن العاص، رفعه:"اعتبروا عقل الرجل في ثلاث: في طول لحيته، وكنيته، ونقش خاتمه". أسنده الديلمي، وهو واه
(2)
.
= فيه وهو موثق" للذهبي (253)، و"التقريب" (4734)، وتقدمت ترجمته، ولعل تحسين الأئمة المذكورين لإسناده مع ما ذكر من ضعف ابن جدعان؛ يرجع إلى أن رواته عنه أئمة -وفيهم شعبة في تشدده، وكثرة مراجعته للشيوخ في الحديث الواحد-، وقد اتفقوا عنه على سياق واحد للإسناد والمتن، مما يدل على حفظه له وعدم تخليطه فيه، وقد تابعه عليه الحسن عن أبي بكرة رضي الله عنه، عند أحمد (34/ 94، رقم 20444، 34/ 124، رقم 20481، 34/ 139، رقم 20501)، والطحاوي في "شرح المشكل" (13/ 206)، رقم (5210 - 5211)، وأبي أحمد الحاكم في "الكنى" (2/ 350)، والفاكهي في "الفوائد" (191)، والطبراني في "الأوسط" (5/ 327)، رقم (5449) و"الصغير" (818)، والحاكم (1/ 339)، وابن بشران في "الأمالي" (2/ 222)، رقم (1384)، والبيهقي (3/ 371) وفي "الزهد الكبير" (627 - 628)، والبغوي في "شرح السُّنَّة" (14/ 287)، رقم (4094) وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة، عن يونس بن عبيد وثابت البناني وحميد الطويل، ثلاثتهم عن الحسن عن أبي بكرة رضي الله عنه مرفوعًا مثله. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وصحح إسناده المنذري في "الترغيب والترهيب" (4/ 126 - 127)، رقم (5091)، وجوَّده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 337)، رقم (17548)، وحكم الألباني في "سنن الترمذي" و"صحيح الترغيب" (3363) وغيرِهما بصحته لغيره، وفي "صحيح الجامع" (3297) بصحته مطلقًا، ولا تضره عنعنة الحسن؛ لأنه توبع من عبد الرحمن بن أبي بكرة في الإسناد السابق، وللحديث شواهد من حديث عبد الله بن بسر وأبي هريرة وطلحة بن عبيد الله وأنس وغيرهم رضي الله عنهم، وأكثرها صحاح وحسان. والله أعلم.
(1)
في "الجد الحثيث"(253): لا يعرف بهذا.
(2)
أخرجه الديلمي ["زهر الفردوس" (1/ 46)] من طريق محمد بن الحسن بن .... ، عن أحمد بن عبد الله بن أبي صفرة، عن أبي أمية الطرسوسي، عن قلاب بن هشام، عن عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، عن يزيد بن سنان الأشعري، عن عبد الرحمن الدوسي عن عمرو بن العاص رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعتبروا عقل الرجل بطول لحيته، وكنيته، ونقش فص خاتمه". قال ابن حجر: "الطرائفي
…
"، وكأنه يشير إلى كلام ابن عدي فيه، وتقدم أنه صدوق ولم يصب ابن عدي في الكلام عليه، وهذا الحديث وهاه المؤلف، وتابعه ابن الديبع في "تمييز الطيب" (819) وأحمد الغزي في "الجد الحثيث" (254) وغيرهما، وحكم بوضعه السيوطي في "ذيل الموضوعات" (ص 10)، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1/ 255)، رقم (148)، =
ويقال: إن علي بن حجر
(1)
نظر إلى لحية أبي الدرداء عبد العزيز بن منيب
(2)
فقال:
ليس بطول اللحى
…
تستوجبون
(3)
القضا
إن كان هذا كذا
…
فالتيس عدل رضى
وفي لفظ نحوه
(4)
، وإنه مكتوب في التوراة: لا يغرنك طول اللحى، فإن التيس له لحية
(5)
.
= والألباني في "الضعيفة"(272)، وإسناده مسلسل بالمجاهيل؛ أحمد بن عبد الله بن أبي صفرة، وقلاب بن هشام، ويزيد بن سنان الأشعري: ثلاثتهم لم أجد لهم تراجم، ولا ذكرًا في بقية الأسانيد، إلا ما كان من ذكر الأشعري في ترجمة أبي دوس الأشعري من تاريخ ابن عساكر (66/ 173)، رقم (8494)، ولم يزد فيه على قوله:"حدث عن معاوية، روى عنه يزيد بن سنان الأشعري"، وعبدالرحمن الدوسي: أيضًا لم أقف له على ترجمة. والله أعلم.
(1)
هو: السعدي، أبو الحسن المروزي، نزيل بغداد (ت 241 هـ)، أحد الثقات الحفاظ.
(2)
في نسختي "أ، ز": "مثبت"، والتصويب من "م، عز"، ومصادر الترجمة.
وهو: عبد العزيز بن منيب -بضم الميم، بعدها نون، وآخره موحدة- بن سلام بن خريش القرشي مولاهم، أبو الدرداء المروزي. انظر:"تاريخ بغداد"(12/ 214 - 216)، رقم (5561)"الإكمال"(7/ 227).
(3)
كذا في الأصول الخطية للمقاصد الحسنة، وفي المصادر المسندة و"تهذيب الكمال"، و"تهذيب التهذيب" (6/ 321):"يستوجبون". وذاك أولى. والله أعلم.
(4)
في نسخة "زك" المساعدة: "وفي لفظ: إن كان بطول اللحى * يستوجب القضا * فالتيس عدل رضا. وأنه
…
". وذا أقرب، وبهذا اللفظ افتتحه العجلوني في "كشف الخفاء" (2/ 55)، رقم (1677) إلا أن فيه: "عدل مرتضى"، ثم أعقبه بالأول.
(5)
أخرجه الخطيب (12/ 215)، وابن عساكر (41/ 306) -ونقله المزي في "تهذيب الكمال"(18/ 211) - من طريق الليث بن محمد بن الليث المروزي، قال: سمعت عبد الله بن محمود يقول: نظر علي بن حجر
…
القصة، بالبيت مع الحكاية من التوراة مثله. وإسناده مروزي، ورجاله ثقات، إلا "ليث بن محمد بن الليث بن عبد الرحمن أبو نصر الكاتب المروزي"، فترجم له الخطيب (10/ 450)، رقم (6973)، وذكر رواية الأئمة عنه دون كلام فيه، فلعل الآفة منه، وتوفير اللحية واجب مأمور به شرعًا، والاستخفاف بأمره استخفاف بحكم شرعي، ويخشى على صاحبه الفتنة، ونسأل الله التوفيق.
675 - حديث: "طينة المعتَق من طينة المعتِق".
ابن لال، والديلمي؛ من وجهين عن ابن عباس به مرفوعًا
(1)
، وهو بأحدهما عند الجَلَّابي في "رواية الأبناء عن الآباء من العباسيين"
(2)
. ورواه
(1)
كلام المؤلف يوهم أنه عند كل من ابن لال والديلمي من الوجهين، وأنهما سوى الوجه الذي سيذكره المؤلف عن ابن شاهين، وإنما ذكره الديلمي (2/ 227/ ب) عن ابن لال بسنده، وذلك نقلًا عن "مكارم الأخلاق" لابن لال كما قال الزركشي في "التذكرة"(ص 111/ 45).
ولم يذكر الديلمي عن ابن لال إلا طريقًا واحدًا، ثم أسنده من طريق عمر بن أحمد الواعظ، عن أحمد بن إبراهيم البزوري بإسناده. وعمر بن أحمد الواعظ: هو الحافظ أبن شاهين نفسه.
(2)
رواه ابن لال -كما في "مسند الفردوس"(2/ 227/ ب) - عن أبي بكر محمد بن القاسم الدولابي البغدادي، وابن الجوزي في "المنتظم"(10/ 58) من طريق أبي القاسم التنوخي عن أبي بكر أحمد بن عبد الله بن جلين الدوري البغدادي، كلاهما عن أبي جعفر محمد بن حمزة بن أحمد بن جعفر بن [سليمان بن] علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي، قال: حدثني محمد بن أبي جمعة النحاس -وعند الديلمي: محمد بن عبد الرحمن النحاس، صاحب تحادت المأمون- قال ابن لال:"حدثنا أبي، عن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عباس" مرفوعًا به، دون قصة.
وقال ابن الجوزي: "عن عمر بن أبي سليمان بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس قال: كنت يومًا بين يدي المأمون، فجعل لا يمر عليه غلام من غلمانه إلا أعتقه، وعلى رأسه غلام نظيف، نظيف الثياب، وكنت أحب أن يعتقه فيمن يعتق، فلما تنحى الغلام، قلت: يا أمير المؤمنين، رأيت لا يمر أحد من غلمانك إلا أعتقته وعلى رأسك غلام من صفته وحاله، وكنت أحب أن تعتقه. فقال: حدثني أبي، عن آبائه يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره، ثم قال: "والذي رأيته على رأسي حجام، فكرهت أن يكون من طينتنا حجام".
وشيخ ابن لال أبو بكر محمد بن القاسم الدولابي: لم أقف له على ترجمة، وابن جلين: ترجم له الخطيب (5/ 386)، رقم (2221)، وقال:"كان رافضيًا مشهورًا بذلك"، ونقل مولده سنة (299 هـ)، ووفاته سنة (379 هـ)، وأولَ كتابته للعلم سنة (313 هـ). وقال الذهبي في "الميزان"(1/ 109)، رقم (426):"رافضي بغيض كان ببغداد، يروي عنه أبو القاسم التنوخي بلايا".
ومحمد بن حمزة أبو جعفر الهاشمي: لم أقف له على ترجمة، وقد ذكر في رواية =
ابن شاهين من حديث أحمد بن إبراهيم البزوري
(1)
، [حدثنا أبو القاسم البغوي، حدثنا أحمد بن إبراهيم]
(2)
الموصلي، سمعت المأمون
(3)
، سمعت
= أخرى باطلة في مثالب معاوية رضي الله عنه -من رواية ابن جلين هذا عنه- عند ابن عساكر (69/ 224)، وتابعه عليها آخرون من الروافض. والإسناد من فوقه مضطرب في الوجهين، لا يدرى ما الصواب فيهما، وكل من محمد بن عبد الرحمن النحاس أو محمد بن أبي جمعة النحاس، والذي فوقه؛ عمر بن أبي سليمان الهاشمي أو والد عبد الرحمن بن محمد النحاس: لم أجد لهم تراجم.
وأما سليمان بن عبد الله بن علي بن عباس (ت 234 هـ): فولي المدينة زمن المأمون وصرفه عنها المعتصم، ولم أقف فيه على جرح أو تعديل. انظر:"تاريخ الإسلام" للذهبي (17/ 184).
وأما سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس: فقال الحافظ في "التقريب"(2596): "مقبول، من السادسة". والله أعلم.
ثم إن آخر السند مضطرب، حيث رواية ابن لال من طريق "سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عباس"، وأما رواية ابن الجوزي فمن حديث المأمون، عن أبيه، عن آبائه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الإسناد الأخير من رواية المأمون ظاهرُ الانقطاع، بيِّنُ الإعضال.
ولعل الآفة في الجملة من أبي جعفر محمد بن حمزة الهاشمي أو الراويين عنه، فيكون وضعه أحدهما وسرقه منه الآخر مع التغيير في سياق الإسناد. والله أعلم.
(1)
بضم الباء والزاي، والراء بعد الواو: نسبة إلى بيع البزور، جمع البزر، كما في "الأنساب" للسمعاني (1/ 343). وأحمد بن إبراهيم البزوري: ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد"(4/ 18)، رقم (1613)، ولم يزد فيه على قوله:"حدث عن عبد الله بن محمد البغوي، وروى عنه أبو حفص بن شاهين"، ثم أسند له هذا الحديث، ورواة الحديث إلى المأمون كلهم ثقات أئمة؛ من دونه ومن فوقه في الإسناد، ولا يشك أنه موضوع على البغوي وعلى أحمد بن إبراهيم الموصلي، ولذا اتهمه الذهبي به، فقال:"لا يدرى من هو، وأتى بخبر باطل"، وقال ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1/ 27/ ترجمة: 78): "مجهول متهم".
وأظنه أخذه من الرواية المذكورة عند ابن لال، وهي مسلسلة بالمجاهيل، فركبه على هذا الإسناد المسلسل بالأئمة والثقات. والله أعلم.
(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول الخطية كلها، واستدرك من المصادر المسندة، و"الميزان"، واللفظ للديلمي. وسقط من نسخة "ز" أيضًا قوله:"سمعت المأمون".
(3)
قوله: "سمعت المأمون" ساقط من "ز، ق".
أبي، سمعت جدي، عن ابن عباس، سمعت العباس يذكره
(1)
.
وهو -كما قال الذهبي في "البزوري" من "ميزانه"- منقطع كما ترى
(2)
.
قال شيخنا: فلعل المهدي أو المنصور سمعه من شيخ كذاب فأرسله عن ابن عباس، فيتخلص بهذا البزوري من العهدة
(3)
.
676 - حديث: "طي القماش يزيد في زيه"
(4)
.
وللديلمي عن جابر رفعه: "طي الثوب راحته"
(5)
، وفي لفظ له بلا سند:
(1)
لم أقف على كتاب ابن شاهين، ونقله عنه الذهبي في "الميزان"، ورواه من طريقه الخطيب (4/ 18)، رقم (1613)، والديلمي (2/ 227/ ب - 228/ أ) -، أنه قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم البزوري صاحبنا، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي، قال: كنت ذات يوم بإزاء المأمون -فذكر القصة نحو الرواية الأولى-، وفيه: فقال المأمون: سمعت أبي يقول: سمعت جدي يقول: عن ابن عباس، قال: سمعت العباس بن عبد المطلب يقول: "طينة المعتق من طينة المعتق" .. الحديث.
إلا أن الديلمي قال: "عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: .. " الحديث.
وهذا آفته البزوري كما تقدم، وهو موقوف على العباس رضي الله عنه إلا عند الديلمي فرفعه، وأسقط العباس رضي الله عنه، فعلة رفعه ممن دون راويه عن ابن شاهين؛ وهم ثلاثة بينه وبين الديلمي. والله أعلم.
(2)
"الميزان"(1/ 79)، رقم (276)، والانقطاع هو بين المنصور وبين جد أبيه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
(3)
"لسان الميزان"(1/ 395)، رقم (368)، وما قاله الحافظ وجيه لو لم يكن أتى به عن مثل أبي القاسم البغوي في جلالته وتصانيفه وكثرة أصحابه من الأئمة الثقات المتتبعين لحديثه.
والحديث حكم عليه الذهبي بالبطلان، وتابعه عليه ابن حجر وغيره، وقطع السيوطي في "ذيل الموضوعات"(ح 934)، وابن عراق في "تنزيه الشريعة"(2/ 486)، والألباني في "الضعيفة"(3840) و"ضعيف الجامع الصغير"(3652) وغيرهم بوضعه. والله أعلم.
(4)
بياض في الأصول قدر أربع كلمات، وكتب عليه:"كذا"، والعبارة التالية عند جميعهم:"وللديلمي". وفي "الجد الحثيث"(255): "لا يعرف".
(5)
أخرجه الديلمي (2/ 228/ أ)، وابن الجوزي في "العلل"(2/ 196)، رقم (1141) =
"إذا خلعتم ثيابكم فاطووها، ترجع إليها أنفاسها"
(1)
. وهو عند الطبراني في "الأوسط" من حديث عمر بن موسى، عن أبي الزبير، عن جابر رفعه، بلفظ:"اطووا ثيابكم ترجع إليها أرواحها، فإن الشيطان إذا وجد ثوبًا مطويًا لم يلبسه، وإذا وجده منشورًا لبسه". وقال: إنه لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد
(2)
.
وكلها واهية
(3)
، بل للطبراني في "الأوسط" عن عائشة، قالت: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبان يلبسهما في جمعته، فإذا انصرف طويناهما إلى مثله
(4)
.
= وفيه عمر بن موسى بن وجيه الوجيهي، أحد المتهمين بالوضع، وعليه انتقد الألباني في "الضعيفة"(5904) على ابن الجوزي إيراده له في "العلل المتناهية"، بينما محله كتاب "الموضوعات".
(1)
لم أقف عليه، وفي "الفردوس"(2/ 380)، رقم (3695) عن جابر رضي الله عنه مرفوعًا بلفظ:"الشياطين يستمتعون بثيابكم، فإذا نزع أحدكم ثوبه فليطوها، فإن الشيطان لا يلبس ثوبًا مطويًا".
(2)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6/ 31)، رقم (5702)، وفيه عمر بن موسى بن وجيه الوجيهي الوضاع، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 237)، رقم (8599)، والألباني في "الضعيفة"(2801، 5904)، ودونه من تفرد ابن حبان بتوثيقه، وآخر لم أقف فيه على جرح أو تعديل.
وأخرجه ابن عساكر (37/ 338) من طريق ياسين بن معاذ الزيات عن أبي الزبير نحوه، وياسين الزيات متروك، يروي عن الثقات الموضوعات كما قال ابن حبان والحاكم وغيرهما، وقال أبو حاتم الرازي:"كان رجلًا صالحًا، لا يعقل ما يحدث به، ليس بقويٍّ، منكر الحديث". وعليه فما كان يتعمد الوضع، وإنما وقعت الموضوعات في حديثه لغفلته وعدم معرفته بالحديث، وبه أعله الألباني في "الضعيفة" (5904). وانظر له:"اللسان"(8/ 96 - 97، رقم 7804، 8/ 411 - 413، رقم 8405).
(3)
تابع المؤلف على حكمه هذا ابن الديبع في "التمييز"(822)، والغزي في "الجد الحثيث"(256، 257)، والفتني في "تذكرة الموضوعات"(ص 156)، والشوكاني في "الفوائد المجموعة"(ح 544)، والعجلوني في "كشف الخفاء"(2/ 55 - 56)، رقم (1679)، وصرح الألباني في "الضعيفة"(2801، 5904) بأنها موضوعة، ومدارها على الكذابين. والله أعلم.
(4)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4/ 24)، رقم (3516) و"الصغير"(1/ 259)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رقم (424)، والحارث بن أبي أسامة ["بغية الباحث" (1/ 302)، رقم (197)، و"المطالب العالية" (4/ 706)، رقم (710)] وأبو جعفر ابن البختري في "الرابع من حديثه"["مجموع مصنفاته" (ح 441/ 197)]، ومداره على الواقدي وهو متهم متروك، ودونه عند الطبراني الشاذكوني وهو متهم أيضًا، ولكنه توبع عليه عن الواقدي من غير واحد من الثقات، وأما الواقدي فتفرد به كما قال الطبراني. والله أعلم.
وله شواهد عن عائشة وجابر وأنس وعبد الله بن سلام رضي الله عنهم، ولا تخلو من ضعف، ولكنها أمثل.
أما حديث عائشة رضي الله عنها؛ فأخرجط ابن ماجه (1096)، والبزار (18/ 114)، رقم (56)، وابن خزيمة (1765) -وعنه ابن حبان (2777) -، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوم الجمعة، فقال:"ما على أحدكم إن وجد سعة أن يتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته"، وهو من رواية عمرو بن أبي سلمة التنيسي عن زهير بن محمد التميمي الخراساني، وفي حديث أهل الشام عن زهير بن محمد مناكير، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي ممن نُصَّ على روايته للمناكير عنه، إلا أنه صححه ابن خزيمة وابن حبان، وتبعهما عليه البوصيري في "مصباح الزجاجة"(393) و"إتحاف الخيرة"(2/ 275)، رقم (1507/ 2)، وصححه الألباني في تعليقه على "صحيح ابن خزيمة"، وفي "صحيح سنن أبي داود"(989) وشعيب الأرنؤوط في تعليقه على "ابن حبان" بمجموع شواهده، ولعلهم اعتبروا عدم نكارة المتن، وإلا ففي إسناده ما ذكر من العلة.
وأما حديث جابر رضي الله عنه: فأخرجه أبن أبي شيبة في "المسند"["المطالب العالية" (4/ 704)، رقم (709)]، وفي إسناده موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف كما تقدم.
وأما حديث أنس رضي الله عنه: فأخرجه البيهقي في "الشعب"(4/ 409 - 410)، رقم (2732)، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف مدلس، واختلط بأخرة، كما تقدم.
وأما حديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه: فرواه أبو داود (1092) -ومن طريقه البيهقي (3/ 242) - وابن ماجه (1095) عن موسى بن سعد عن محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه.
وهو معل بالإرسال، وموسى بن سعد هو ابن زيد بن ثابت الأنصاري، أخرج له مسلم، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 453)، وخولف فيه من أوثق منه، حيث رواه عبد الرزاق (3/ 203)، رقم (5330) عن معمر، عن إسماعيل بن أمية عن ابن حبان، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أما يتخذ أحدكم ثوبين ليوم جمعته سوى ثوبي مهنته" قال: وكانوا يلبسون النمر، قال عبد الله بن سلام: فبعت نمرة كانت لي، واشتريت معقدة؛ يعني: ثياب البحرين. =
وفي رابع عشر "المجالسة" من حديث بكر العابد
(1)
، قال: كان لسفيان الثوري عباءة يلبسها بالنهار ويرتدي بها، فكان إذا جاء الليل طواها وجعلها تحت رأسه، وقال: بلغني أن الثوب إذا طوي رجع ماؤه
(2)
إليه
(3)
.
وكذا مما اشتهر على بعض الألسنة: "اطووا ثيابكم بالليل لا يلبسها الجن فتوسخ"، ولم أره.
وفي كلمات بعضهم: أنها تقول: اطوني ليلًا أُجْمِلك نهارًا
(4)
.
* * *
= وكذا أرسله غير واحد عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن ابن حبان، كما عند عبد الرزاق (3/ 203)، رقم (5330) وأبي داود (1078)، والبيهقي (3/ 242)، والضياء في "المختارة"(9/ 450)، رقم (422) من طرق عنه به. ورواه مالك (2/ 153)، رقم (366/ 107) عن يحيى بن سعيد مرسلًا. وكلاهما محفوظان عن يحيى.
فأوله مرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وآخره مرسل عن عبد الله بن سلام، حيث إن مولد محمد بن يحيى بن حبان بعد وفاة عبد الله بن سلام رضي الله عنه بأربع سنوات، ولذا حكم ابن حجر في "التلخيص الحبير"(3/ 1040)، رقم (775/ 2042) بانقطاعه. ويظهر أنه حسن بمجموع الشواهد. والله أعلم.
(1)
هو: بكر بن محمد العابد الكوفي، صاحب داود الطائي والثوري، ترجم له ابن أبي حاتم (2/ 393)، رقم (1530)، والرافعي في "تاريخ قزوين"(2/ 356)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 147)، وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (15/ 91):"هو قليل الحديث".
(2)
في (عز): "بهاؤه"، وفي (المجالسة):"يرجع إليه ماؤه".
(3)
رواه الدينوري في "المجالسة"(5/ 187 - 188)، رقم (2015)، وفيه أحمد بن مروان الدينوري -المؤلف- متكلم فيه، وشيخه محمد بن عبد العزيز بن علي بن عمر الدينوري متهم، كما تقدم.
(4)
نقلهما العجلوني وغيره عن المؤلف، وتابعوه عليه.
حرف الظاء المعجمة
677 - حديث: "الظالم عدل الله في الأرض؛ ينتقم به ثم ينتقم منه".
الطبراني في "الأوسط" في ترجمة جعفر بن محمد بن ماجد
(1)
، من طريق الحجاج بن أرطاة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر رفعه:"إن الله يقول: أنتقم ممن أبغض بمن أبغض، ثم أُصَيِّر كلًّا إلى النار"
(2)
.
وساقه الديلمي في "الفردوس" بلا إسناد، عن جابر رفعه، بلفظ:"يقول الله عز وجل: أنتقم ممن أبغض بمن أبغض، ثم أصيرهما إلى النار"
(3)
.
(1)
هو: جعفر بن محمد بن ماجد بن بجاد، أبو الفضل مولى المهدي، يعرف بابن أبي القتيل: وثقه الخطيب. انظر: "تاريخ بغداد"(7/ 205 - 206)، رقم (3658).
(2)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3/ 346)، رقم (3358)، وفيه ثلاثة علل:
1 -
حجاج بن أرطاة: فيه ضعف، ويدلس عن الواهين والمتروكين -كما تقدم- وقد عنعن.
2 -
عروة بن مروان أبو عبد الله العرقي الجرار الطرابلسي، ويقال له الرقي أيضًا: قال الدارقطني ["المؤتلف" (2/ 537)] وابن ماكولا (6/ 317): "كان أميًّا، وليس بالقوي في الحديث"، وذكر الذهبي في ترجمته حديثًا منكرًا في سد الأبواب كلها إلا باب علي رضي الله عنه، وقال:"غريب منكر". انظر: "تاريخ دمشق"(40/ 293 - 296)، رقم (4691)، "الميزان"(3/ 64 - 65)، رقم (5610).
3 -
أحمد بن بكر -ويقال: ابن بكرويه- أبو سعيد البالسي: ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 51)، وقال:"كان يخطئ"، وقال ابن عدي (1/ 308)، رقم (25):"روى أحاديث مناكير عن الثقات"، وضعفه الدارقطني، وقال في موضع آخر:"غيره أثبت منه"، وأما أبو الفتح الأزدي، فقال:"كان يضع الحديث"، وقال ابن حجر:"له حديث موضوع بسند صحيح". وانظر: "سير أعلام النبلاء"(13/ 64 - 65)، رقم (47)، "الميزان"(1/ 86)، رقم (309)، "اللسان"(1/ 411)، رقم (409). وبه وحده أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 566)، رقم (12256)، وفيه علتان سواه.
(3)
حرف الياء من "مسند الفردوس" من القسم المفقود منه، ولم أقف عليه في "الفردوس". والله أعلم.
وهو في الرابع من "المجالسة" للدينوري، و"رابع عشرها" من طريق الحجاج بن أرطاة، عن ابن المنكدر، أنه قال: يقول الله عز وجل: أنتصر بمن أبغض ممن أبغض، ثم أصيِّرُ كلًّا إلى النار"
(1)
.
وكذا في ترجمة "مالك بن دينار" من "الحلية" -مما هو في "صفة المنافق" للفريابي- أنه قال: "قرأت في الزبور: إني لأنتقم من المنافق بالمنافق، ثم أنتقم من المنافقين جميعًا"، ونظير ذلك في كتاب الله تعالى:{وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129)} [الأنعام: 129]
(2)
.
وفي ترجمة "علي بن عَثَّام" من "تاريخ دمشق" لابن عساكر، أنه قال:"كان يقال: ما انتقم الله لقوم إلا بِشَرٍّ منهم"
(3)
.
وقد قرأت بخط شيخنا في بعض فتاويه: هذا الحديث
(4)
لا أستحضره، ومعناه دائر على الألسنة، وعلى تقدير وجوده فلا إشكال فيه، بل الرواية
(1)
رواه الدينوري في "المجالسة"(5/ 231)، رقم (2061) من طريق سنيد بن داود، عن معمر الرقي، عن الحجاج به. وحجاج هو ابن أرطاة وفيه ضعف، وكان يدلس عن الضعفاء والمتروكين، وأعله المحقق الشيخ مشهور حسن بسنيد أيضًا، وهو صدوق في نفسه، وإنما ضعف لما كان يلقن شيخه الصدوق حجاج بن محمد راوية ابن جريج في تغيير ألفاظ ابن جريج في صيغ الرواية من "أُخْبِرْتُ، وحُدِّثْتُ" إلى "عن"، وللين في إتقانه. وانظر:"تهذيب الكمال"(12/ 161 - 165)، رقم (2600)، "التقريب"(2646)، "التنكيل" للمعلمي (1/ 269)، رقم (107).
ودونهم في الإسناد؛ محمد بن المغيرة بن شعيب الدقاق التميمي المازني: ترجم له الخطيب (4/ 50)، رقم (1686)، دون جرح أو تعديل، ومع هذه هو أحسن إسنادًا من رواية الطبراني المرفوعة. والله أعلم.
(2)
أخرجه جعفر الفريابي في "صفة المنافق"(ح 47) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 376) -واللفظ له- بإسناد صحيح عن مالك بن دينار به، ولفظ الفريابي:"إني أنتقم للمنافق بالمنافق .. وذلك قول الله عز وجل .. ". وأخرجه أبو نعيم في "صفة النفاق والمنافق" أيضًا (134) دون الاستشهاد بالآية.
(3)
أخرجه ابن عساكر (35/ 415) بإسناد صحيح إلى علي بن عثام.
(4)
يعني حديث: "الظالم عدل الله .. " المذكور في ترجمة الباب، وكان حق هذا الكلام التقديم. والله أعلم.
بلفظ: "عدل الله" أظهر في المعنى، من الرواية بلفظ:"عبد الله"
(1)
.
وأما قول القائل: كيف يجوز وصفه بالظلم وينسب إلى أنه عدل من الله تعالى؟ فجوابه: أن المراد بالعدل هنا ما يقابَل بالفضل، والعدل: أن يعامل كل أحد بفعله إن خيرًا فحْير، وإن شرًا فشر. والفضل: أن يعفو مثلًا عن المسيء.
وهذا على طريق أهل السُّنَّة بخلاف المعتزلة، فإنهم يوجبون عقوبة المسيء، ويدعون أن ذلك هو العدل، ومن ثَمَّ سمُّوا أنفسهم "أهل العدل" و"العدلية"، وإلى ما صار إليه أهل السُّنَّة يشير قوله تعالى:{قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ} [الأنبياء: 112]؛ أي: لا تمهل الظالم ولا تتجاوز عنه، بل عجل عقوبته؛ لكن الله يمهل من يشاء، ويتجاوز عمن يشاء، ويعطي من يشاء، لا يسأل عما يفعل
(2)
.
وسبقه إلى نفي وجوده أيضًا الزركشي، فقال:"لم أجده، لكن معناه مركب من حديثين صحيحين؛ أحدهما: "إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر"
(3)
، وفي رواية للنسائي:"بقوم لا خلاق لهم"
(4)
، ثانيهما: "إن الله
(1)
في (أ) و (ز): "عدل الله"، والمثبت من:"ق" و (عز) و (زك)، وهو الصواب. والله أعلم.
(2)
لم أقف على الفتيا المذكورة، والمسألة المشار إليها من مسائل العقيدة المتعلقة بقدر الله وقدرته، وأحكام العصاة. وانظر لها:"شرح العقيدة الطحاوية" لابن أبي العز الحنفي (ص 241).
(3)
أخرجه البخاري (ح 3062، 4204، 6606)، ومسلم (ح 178/ 111) عن أبي هريرة رضي الله عنه في حديث طويل، وهو عند الدارمي (2559)، والنسائي في "الكبرى"(8832، 8833) مختصرًا بموضع الشاهد منه فقط.
(4)
"السنن الكبرى"(ح 8834) عن أنس رضي الله عنه، وأخرجه كذلك البزار (13/ 189)، رقم (6641)، والطبراني في "الأوسط"(2/ 268)، رقم (1948)، (3/ 142)، رقم (2737)، و"الصغير"(1/ 97)، رقم (132)، وصححه ابن حبان (10/ 376)، رقم (4517)، والعراقي في "المغني"(3418)، والألباني في "صحيح الجامع"(1866).
وفي الباب عن أبي بكرة، وعبد الله بن مغفل، وابن مسعود، وعمرو بن النعمان بن مقرن، وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم.
يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته"
(1)
"
(2)
.
وفي "حادي الأرواح"
(3)
لابن القيم ما نصه: "وفي الأثر: "إن الله عز وجل خلق خلقًا من غضبه وأسكنهم بالمشرق، ينتقم بهم ممن عصاه"
(4)
".
678 - حديث: "الظلم ظلمات يوم القيامة".
متفق عليه عن ابن عمر به مرفوعًا
(5)
.
679 - حديث: "الظلم كمين في النفس".
ذكر في: "الجبروت"
(6)
.
680 - حديث: "ظلم دون ظلم".
أحمد في "الإيمان"
(7)
له، وإسماعيل القاضي في "أحكام القرآن" له
(8)
، من حديث ابن جريج، عن عطاء، في قوله:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [المائدة: 44، 45، 47]، قال: "كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق
(1)
أخرجه ابن حبان (5175)، وابن أبي الدنيا في "العقوبات"(248)، وأبو عروبة الحراني في "جزئه" - رواية الأنطاكي (31) وغيرهم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه مرفوعًا، وفيه:"ثم تلا: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)} [هود: 102] ".
وهو في الصحيحين (البخاري: 4686 - ومسلم: 61/ 2583) عن أبي موسى رضي الله عنه بلفظ: "إن الله ليملي -ولفظ مسلم: يملي- للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته"، ثم قرأ الآية. الحديث.
(2)
"التذكرة"(الفضائل، ص 174، ح 18)، وصرح بكون الحديثين في "الصحيح".
(3)
"حادي الأرواح"(باب: 67؛ في أبدية الجنة وأنها لا تفنى ولا تبيد، ص 371).
(4)
عند ابن القيم: "وفي أثر مرفوع". ولم أقف عليه أثرًا. والله أعلم.
(5)
صحيح البخاري (2447)، ومسلم (2579)، وهو لمسلم (2578) عن جابر رضي الله عنه أيضًا.
(6)
انظر: الحديث رقم (372).
(7)
هو كتاب "الإيمان" للإمام أحمد، ومنه نسخة خطية في "مكتبة جامعة الملك عبد العزيز بجدة" رقم (770)، ولم أقف عليها.
(8)
لم أقف عليه، وهو مفقود، وما عثر عليه منه شيء يسير جدًّا، طبع بتحقيق عامر حسن صبري، من دار ابن حزم البيروتية، عام (1426 هـ). ونسأل الله تعالى أن يتمه.
دون فسق"
(1)
.
وعند أحمد وحده من حديث ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس معناه
(2)
.
وبه ترجم البخاري في "صحيحه" فقال: "باب ظلم دون ظلم"، وساق فيها حديث علقمة، عن ابن مسعود: لما نزلت {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أينا لم يظلم؟! فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]
(3)
.
681 - حديث: "ظهر المؤمن قبلة".
لا أعرفه
(4)
، ومعناه صحيح بالنظر للاكتفاء به في السترة كالاكتفاء
(1)
أخرجه الخلال في "السُّنَّة"(ح 1417، 1422) وأبو داود في "المسائل"(1357) عن الإمام أحمد عن وكيع وابن مهدي عن الثوري -وهو في "تفسيره"(242/ 13)، رقم (11) - عن ابن جريج به.
وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(575)، والطبري في "التفسير"(10/ 355)، رقم (12047 - 12051) من طرق عن عطاء به. وأسانيده صحاح. والله أعلم.
(2)
رواه الخلال في "السُّنَّة"(1414، 1420) عن الإمام أحمد بروايته له من طريق الثوري -وهو في "تفسيره"(241/ 10)، رقم (10) - وعن عبدِ الرزاق، كلاهما: عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه، قال: سئل ابن عباس عن قوله: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} قال: "هي به كفر"، قال ابن طاووس:"وليس كمن كفر بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله".
وللخلال في "السُّنَّة"(4/ 160)، رقم (1419) عن أحمد، عن ابن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاووس، قال ابن عباس:"ليس بالكفر الذي تذهبون إليه". قال سفيان: أي: ليس كفرًا ينقل عن ملة.
وعندهم عن طاووس قال: "كفر لا يخرج من الملة". وهي عند المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(569 - 574)، والطبري في "التفسير"(10/ 355 - 356)، رقم (12052 - 12055).
(3)
"صحيح البخاري"(ح 32).
(4)
في "الجد الحثيث"(264): "لا يعرف"، وقول المؤلف نقله علي القاري في "الأسرار المرفوعة"(ص 242، ح 282)، والعجلوني في" كشف الخفاء"(2/ 59)، =
بالصلاة إلى الراحلة، على ما صح به الخبر، وفعله ابن عمر
(1)
.
ونحوه حديث: "سترة الإمام سترة من خلفه"
(2)
، ويروى: "ظهر المؤمن حِمًى
(3)
إلا في حد من حدود الله"
(4)
. أخرجه العسكري عن
= رقم (1694) وغيرهما، وسكتوا عنه.
(1)
استدل المؤلف للاكتفاء بظهر المؤمن في السترة بما أخرجه البخاري (ح 430، 507) من رواية نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه كان يعرض راحلته فيصلي إليها"، وكان ابن عمر يفعله.
وبوب عليه البخاري في الموضع الثاني من المذكورين بقوله: "باب الصلاة إلى الراحلة والبعير والشجر والرجل".
(2)
لا يصح مرفوعًا، أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1/ 147)، رقم (465) من طريق سويد بن عبد العزيز، عن عاصم الأحول، عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"سترة الإمام سترة من خلفه".
قال الطبراني: "لم يروه عن عاصم إلا سويد"، وقال ابن رجب ["فتح الباري" (2/ 613)]:"لا يصح، وسويد ضعيف جدًّا"، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 203)، رقم (2306)، والألباني في "الضعيفة"(3695)، وهو واهي الحديث -تقدمت ترجمته-، وهذا أحد ما أنكره عليه الإمام أحمد -كما في "تهذيب الكمال"(12/ 259)، رقم (2644) - إلا أن في كلامه أنه رواه عن الشعبي عن مسروق، فيكون إذا قلبه فيما بعد على عاصم الأحول عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا. والله أعلم.
ومعنى الحديث صحيح بوب به البخاري في الصلاة من "صحيحه"، وأبو داود في "السنن"، ومن قبلهما عبد الرزاق (2/ 17)، وأورد عبد الرزاق تحته (2315 - 2317) أثرين عن عمر وابنه عبد الله رضي الله عنهما، وحديثًا (2314) عن أبي جحيفة رضي الله عنه، واستدل له البخاري بثلاثة أحاديث (493، 494، 495) عن ابن عباس وابن عمر وأبي جحيفة رضي الله عنهم، وهي بينة الدلالة على الأمر، وعليه عامة أهل العلم، كما قال عبد الرزاق (2/ 18، بعد ح 2317)، والترمذي (عقب الحديث: 335).
(3)
أي: محظور لا يقرب، وممنوعِ من أن تمس. "النهاية" لابن الأثير (ص 404، حما).
(4)
وهذا أيضًا لا يثبت مرفوعًا، ومعناه صحيح، وبوب البخاري في "الحدود" من "صحيحه" بـ:"باب: ظهر المؤمن حمى إلا في حد أو حق"، واستدل له بما أخرجه (6785) عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع:"إن الله تبارك وتعالى قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم إلا بحقها؛ كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، .. ، "ويحكم -أو ويلكم- لا ترجعن بعدي كفارًا، يضرب بعضكم رقاب بعض". والعدل وتجنب المظالم، بل ودفعه مقرر في مقاصد الشرع الحنيف. ونسأل الله السداد والتوفيق.
عائشة
(1)
، وأبو نعيم -ومن جهته الديلمي- عن [عصمة]
(2)
بن مالك
(3)
، كلاهما مرفوعًا به.
والمعنى: أنه لا يضرب ظهره إلا في حد من الحدود
(4)
، وهو نظير قوله:"المعاصي حِمَى الله"
(5)
.
(1)
لم أقف عليه، وأشار إليه الديلمي (2/ 230/ أ)، وهو بمثله في "الفردوس"(2/ 469)، رقم (3994).
(2)
في نسخ "المقاصد" الخطية: "عقبة"، والتصويب من مصادر التخريج.
(3)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 180)، رقم (476) -ومن طريق أبي نعيم عنه الديلمي (2/ 230/ أ)، وهو في "الزهر"(2/ 266) - عن أحمد بن رشدين المصري، عن خالد بن عبد السلام الصدفي، عن الفضل بن المختار، عن عبد الله بن موهب، عن عصمة بن مالك الخطمي مرفوعًا.
وعلقه ابن عبد البر في "الاستيعاب"(ترجمة: 1825) عن عصمة بن مالك الخطمي رضي الله عنه.
وفيه أربع علل:
1 -
عبد الله بن موهب: مقبول، من الثالثة، كما في "التقريب"(4311).
2 -
الفضل بن المختار أبو سهل البصري: منكر الحديث جدًّا، يحدث بالموضوعات والأباطيل.
انظر: "الجرح والتعديل"(7/ 69)، رقم (391)، "الضعفاء" للعقيلي (3/ 449)، رقم (1501)، "الكامل"(6/ 14 - 15)، رقم (1561)، "الميزان"(3/ 358 - 359)، رقم (6750)، "اللسان"(6/ 352 - 355)، رقم (6069).
3 -
أحمد بن رشدين: هو أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين أبو جعفر المصري: ضعفوه، وكذبه أحمد بن صالح المصري وغيره، وتفرد مسلمة بن قاسم بتوثيقه. انظر:"الجرح والتعديل"(2/ 75)، رقم (153)، "الكامل"(1/ 198)، رقم (42)، ذخيرة الحفاظ (5702)، "المغني"(413)، "اللسان"(1/ 461، 594 - 595)، رقم (740)، "تنزيه الشريعة" (1/ 32/ ترجمة: 188).
4 -
عصمة بن مالك الخطمي: قال ابن حجر في "الإصابة"(7/ 177)، رقم (5577):"له أحاديث أخرجها الدارقطني، والطبراني، وغيرهما، مدارها على الفضل بن مختار، وهو ضعيف جدًّا"، فلا تثبت الصحبة بمثل هذا الإسناد، ولهذه العلل حكم الألباني في "الضعيفة"(3844) بأنه ضعيف جدًّا. والله أعلم.
والحديث أخرجه ابن المقرئ في "معجمه"(253) بإسناد جيد -إن شاء الله- عن عمر رضي الله عنه قوله: "ظهر المؤمن حمى، إلا من حدود الله عز وجل".
(4)
وكذا قال الديلمي في "مسند الفردوس"، وذكره أيضًا والده في "الفردوس بمأثور الأخبار".
(5)
هو طرف من حديث أخرجه البخاري (2051) عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: =
حرف العين المهملة
682 - حديث: "العار خير من النار".
قاله الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما حين قال له أصحابه -لما أذعن لمعاوية خوفًا من قتل مَنْ لعله يموت من المسلمين بين الفريقين، بحيث انطبق ذلك مع قوله صلى الله عليه وسلم:"ابني هذايسيد وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين"
(1)
-: يا عار المؤمنين!.
أخرجه أبو عمر بن عبد البر في ترجمته من "الاستيعاب"
(2)
، وفي لفظ عنده أيضًا: أنه قيل له يا مُذِلَّ المؤمنين! فقال: إني لم أُذِلَّهم، ولكني كرهت أن أقتلهم في طلب الملك
(3)
.
= قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحلال بين، والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهة، .. والمعاصي حمى الله؛ من يرتع حول الحمى يوشك أن يواقعه". وله أيضًا (52): " .. ألا وإن لكل ملك حمى، ألا إن حمى الله في أرضه محارمه، .. ".
(1)
أخرجه البخاري (2704، 3629، 3746، 7109) عن أبي بكرة رضي الله عنه في حديث طويل.
(2)
أخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب"(ص 218، ترجمة: 600)، وابن عساكر (13/ 261) عن ابن شوذب، قال: "لما قتل علي سار الحسن
…
". ورجاله ثقات إلا أنه معضل؛ عبد الله بن شوذب الخراساني، أبو عبد الرحمن البلخي، نزيل البصرة، ثم الشام: صدوق عابد، من السابعة، مولده 86 بخراسان، ووفاته 156 - أو 157 - بالشام. فهو من الطبقة الوسطى لأتباع التابعين، حتى إن روايته عن الحسن البصري مرسلة؛ لم يسمع منه ولا رآه، كما قال أبو حاتم الرازي.
انظر: "المراسيل" للرازي (421)، "تهذيب الكمال"(15/ 94 - 97)، رقم (3335)، "التقريب"(3387).
وأخرجه ابن سعد (متمم الصحابة - الطبقة الخامسة: 1/ 329)، رقم (288)، وابن عساكر (13/ 266) من وجه آخر مرسل أيضًا، بلفظ:"وأنا أختار العار على النار". وفي سنده رجل كذبوه.
(3)
أخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب"(ص 218، ترجمة: 600) بإسناد متصل،
683 - حديث: "عالم قريش يملأ الأرض علمًا".
الطيالسي في "مسنده" من جهة الجارود
(1)
، عن أبي الأحوص عن ابن مسعود به مرفوعًا:"لا تسبوا قريشًا، فإن عالمها يملأ الأرض علمًا، اللَّهُمَّ! إنك أذقت أولها عذابًا أو وبالًا فاذق آخرها نوالًا"
(2)
.
والجارود مجهول
(3)
،
= إلا أن فيه أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المصري، وهو ضعيف جدًّا، وكذبه بعضهم، كما تقدم.
(1)
كذا في "مسند الطيالسي"، و"ظلال الجنة"، وفي "مسند الشاشي"، و"معرفة السنن" للبيهقي، و"تاريخ بغداد"، و"تاريخ دمشق"، وفيما نقله الذهبي في "سير أعلام النبلاء"(10/ 82)، وابن كثير في "البداية والنهاية"(9/ 292)، (14/ 135)، وابن حجر في "المطالب العالية"(16/ 628)، رقم (4129)، وعدَّله محققو "مسند الشاشي" و"المطالب العالية" و"البداية والنهاية" -في الموضع الأول فقط- على خلاف أصولهم الخطية كما صرحوا؛ إلى:"أبو الجارود"، بناء على قول العقيلي وروايته فحسب، وهو إنما قال ذلك بناء على ما وقع إليه من الرواية، وأما رواية الأكثرين فـ "جارود" فقط.
(2)
رواه الطيالسي (307) -ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 295)، (9/ 65)، والبيهقي في "معرفة السنن"(1/ 206)، رقم (99)، والخطيب (2/ 60)، وابن عساكر (51/ 326) -، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"["ظلال الجنة" (1527، 1545)،] والعقيلي (4/ 289)، والشاشي (2/ 169 - 170)، رقم (728)، وابن عساكر (51/ 325) -من طرق عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن النضر بن حميد الكندي أو العبدي، عن الجارود به. وعند العقيلي وحده:"أبو الجارود"، ونقله في ثنايا الترجمة عن البخاري أيضًا، وتابعه عليه الطبراني في "الكبير"(10/ 107)، رقم (10111) من وجه آخر عن جعفر بن سليمان، بطرف آخر للحديث، جمعهما العقيلي وفرقهما غيره، وفي سنده علتان سيتطرق إليهما المؤلف بلطف.
(3)
هذا يحتمل في الإسناد ثلاثة أحوال:
1 -
الجارود: كما ورد في رواية الأكثرين؛ فمجهول، كما قال السخاوي، ولم أقف له على ترجمة ولا بيان.
2 -
أبو الجارود: وهو زياد بن المنذر أبو الجارود الأعمى الكوفي: رافضي كذبه يحيى بن معين، من السابعة، مات بعد 150، ت. "التقريب"(2101). وهو رأس الطائفة الجارودية من الروافض.
3 -
أبو الجارود: وهو النضر بن حميد الكندي أبو الجارود، ويكون وقع في الإسناد زيادة صيغة التحديث بين الاسم والكنية فاعتبرا اثنين، وهذا الاحتمال بناء على ذكر =
والراوي عنه مختلف فيه
(1)
.
وله شواهد: عن أبي هريرة في "تاريخ بغداد" للخطيب، من حديث وهب بن كيسان، عنه، رفعه: "اللَّهُمَّ اهد قريشًا، فإن عالمها يملأ طباق الأرض علمًا
(2)
،
= المزي له في الرواة عن أبي الأحوص عوف بن مالك بن نضلة الأشجعى، وله وجه، إلا أن جميع الروايات عن جعفر بن سليمان عن النضر يصرحون بصيغة التحديث، وكذا حال النضر بن حميد لا يقتضي إدراك أبي الأحوص -وهو قتل في السبعينيات في حروب الحجاج زمن ولايته- وهذا إنما يروي عن ثابت وأبي إسحاق وهؤلاء الطبقة، فلو أنه أدرك أبا الأحوص لكان أدرك طبقة كبار التابعين، ولم يذكر له رواية عن أحد منهم، بل وكان أدرك من عمر أنس رضي الله عنه أكثر من عشرين سنة، وهو إنما يروي عن صغار أصحابه عنه رضي الله عنه. والله أعلم.
وذكر الألباني في "الضعيفة"(398) أنه وقع في جزء من "الفوائد المنتقاة" لأبي القاسم السمرقندي (111/ 1) من طريق أخرى عن جعفر بن سليمان قال: أنبأ الخضر بن حميد الكندي أبو الجارود عن أبي الأحوص ..... به. وقال: "فهذا يرجح ما في "اللسان" من أن (أبو الجارود) كنية النضر هذا، ليس هو شيخه في الحديث" -كذا قال، ولم أقف عليه في "اللسان"-. والله أعلم.
ثم عارضه بما ورد عند العقيلي بإسناد جيد إلى جعفر: " .. النضر بن حميد الكندي، حدثني أبو الجارود"-، فقال:"فهذه علة أخرى في الحديث، وهي الاضطراب في سنده، واسم راويه، وتصويب بعضهم أنه أبو الجارود زياد بن المنذر، لمجرد أن المزي ذكر النضر بن حميد في الرواة عنه لا يكفي؛ لأنه قائم على بعض هذه الروايات المتقدمة المختلفة، فإن ثبت أنه هو، ازداد الحديث وهنًا على وهن؛ لأنه متهم بالكذب والوضع". والله أعلم.
(1)
هو: النضر بن حميد الكندي أبو الجارود الكوفي: متروك منكر الحديث، يروي عن الثقات الموضوعات، ولم أقف على خلاف فيه، إلا أن يريد المؤلف الاختلاف في نسبته بين "الكندي" و"العبدي" -كما ورد في الإسناد- ولذا تعقبه الألباني في "الضعيفة" على قوله المذكور. والله أعلم.
وانظر: "الجرح والتعديل"(8/ 476 - 477)، رقم (2184)، "الضعفاء" للعقيلي (4/ 289)، رقم (1883)، "المغني"(6631)، "اللسان"(8/ 272 - 273)، رقم (8138)، "اللآلي المصنوعة" للسيوطي (1/ 92).
(2)
قال الأصمعي: "كأنه يعم الأرض فيكون طباقًا لها"؛ أي: مغطيًا لها بعلمه، ونحوه قول أبي الفتوح الحميدي وغيره. انظر:"الإنتقاء" لابن عبد البر (ص 83)، "تفسير غريب الصحيحين" للحميدي (1/ 391)، "الفائق" للزمخشري (2/ 356)، "النهاية" لابن الأثير (مادة: طبق، 3/ 94).
اللَّهُمَّ! كما أذقتهم عذابًا فأذقهم نوالًا" دعا بها ثلاث مرات
(1)
. وراويه عن وهب فيه ضعف
(2)
.
وعن علي
(3)
، وابن عباس، وكلاهما في "المدخل" للبيهقي، وثانيهما
(1)
أخرجه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"["ظلال الجنة" (1528)]، والخطيب (2/ 60) -وعلقه عنه ابن عساكر (51/ 326) - من طريق إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن وهب به.
(2)
هو: عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب بن سنان الشامي الحمصي: تفرد عنه إسماعيل بن عياش، قال ابن المديني وابن معين والدارقطني -في موضع-:"ضعيف"، وبه حكم ابن حجر في "التقريب".
وقال أبو زرعة الرازي: "مضطرب الحديث، واهي الحديث"، وفي رواية البردعي:"ضعيف الحديث". وقال أبو داود: "ليس بشيء"، وقال النسائي:"ليس بثقة، ولا يكتب حديثه"، وتركه الدارقطنى، وقال أبو حاتم الرازي:"هو عندي عجيب، ضعيف، منكر الحديث، يكتب حديثه، يروي أحاديث مناكير، ويروي أحاديث حسانًا"، ووافقهم الذهبي فوهاه، وحيث لم يعدله أحد فعلى الوهاء والضعف الشديد يحمل التضعيف المطلق في قول ابن معين وابن المديني، وأحد قولي أبي زرعة والدارقطني، حيث وضحاه في مواضع أخر، والله أعلم. انظر:"سؤالات ابن أبي شيبة"(212)، "سؤالات البرذعي"(2/ 550)، "العلل" للرازي (1620)، "الجرح والتعديل"(5/ 387 - 388)، رقم (1805)، "تهذيب الكمال"(18/ 170 - 171)، رقم (3462)، "الكاشف"(3402)"ميزان الاعتدال"(2/ 632)، رقم (5115).
(3)
كتاب "المدخل" للبيهقي ناقص من أوله، وأخرجه البزار (2/ 112)، رقم (465)، وابن عبد البر في "الانتقاء"(ص 83) من طريق عدي بن الفضل، عن أبي بكر بن أبي الجهم، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: قال لي علي بن أبي طالب: أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تؤموا قريشًا وائتموا بها، ولا تعلِّموا قريشًا وتعلَّموا منها، فإن أمانة الرجل من قريش تعدل أمانة أمينين، وإن علم عالم قريش يسع طباق الأرض". قال ابن أبي خيثمة: "كانوا يقولون: إنهم يرونه الشافعي رحمه الله". ولفظ البزار: "قدموا قريشًا ولا تقدموها، فلولا تبطر قريش لأخبرتها بما لها عند الله عز وجل". وعدي بن الفضل التيمي أبو حاتم البصرى: متروك ["التقريب" (4545)]، وأبو بكر بن أبي الجهم -أو أبي جهمة- لم أجد له ترجمة، وقال البزار:"وابن الفضل ليس بالحافظ، وأبو بكر بن أبي جهمة، وأبوه لا نعلمهما يحدثان إلا بهذا الحديث"، وكما قال الحافظ البزار؛ أبو بكر بن أبي جهمة لم أقف له على ذكر في غير هذا الإسناد، وأما أبوه فهو زياد بن الحصين بن قيس الحنظلي اليربوعي، وهو تابعي ثقة، =
عند أحمد والترمذي -وقال: حسن
(1)
- بلفظ: "اللَّهُمَّ اهد قريشًا، فإن علم
= من رجال مسلم، قد روى عنه الأعمش وعوف ومغيرة وفطر بن خليفة وغيرهم من ثقات التابعين من أهل البصرة والكوفة، وحديثه عن ابن عباس رضي الله عنهما مرسل، كما في "تهذيب الكمال"(9/ 455 - 456)، رقم (2038)، و"التقريب"(2069)، وذكر ابن أبي حاتم في "العلل"(3/ 227 - 228)، رقم (819) و"الجرح والتعديل"(3/ 529)، رقم (2387) عن أبيه أنه قال:"روى البصريون عن زياد بن حصين عن أبي العالية عن ابن عباس رضي الله عنهما. ورواه الكوفيون عن زياد عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما. والبصريون أعلم بزياد بن حصين". فينبغي أن يكون في هذا الإسناد وهم، وإن كان بصريًا، ويكون صوابه: عدي بن الفضل عن أبي جهمة -وهو زياد- عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما. وعلى كل فالآفة هو عدي بن الفضل، فهو متروك مجمع على ضعفه، وأبو بكر من بنياته. والله أعلم.
وله عن علي رضي الله عنه طريق آخر عند أبي نعيم في "الحلية"(9/ 64)، وفيه إبراهيم بن أبي حية اليسع بن الأشعث أبو إسماعيل المكي: متروك، منكر الحديث، وهذا أحد ما أنكر عليه، وعده أحمد في الوضاعين، واتهمه ابن الجوزي وابن حبان، وأغرب ابن معين فوثقه في رواية الدارمي عنه (73). والله أعلم.
"التاريخ الكبير"(1/ 283)، "الجرح والتعديل"(2/ 149)، "الضعفاء" للعقيلي (1/ 71)، رقم (73)، "المجروحين"(1/ 103 - 104)"الكامل"(1/ 385 - 389)، رقم (70)"الموضوعات"(2/ 74، 3)، رقم (128)"اللسان"(1/ 271)، رقم (116).
(1)
كذا قال المؤلف، وتبعه عليه الصالحي في "سبل الهدى"(10/ 117)، والعجلوني (2/ 53 - 54)، رقم (1701)، وغيرهما، وإنما أخرج أحمد (4/ 63)، رقم (2170)، والترمذي (3908)، والبزار (2/ 188)، رقم (5050 - 5051)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1543، 1544)، والعقيلي (2/ 228)، رقم (774)، والضياء (10/ 188 - 190)، رقم (189 - 191) وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنهما الطرف الآخر منه فقط، فلفظ أحمد وابن أبي عاصم:"اللَّهُمَّ إنك أذقت أوائل قريش نكالًا، فأذق آخرهم نوالا"، ولفظ الترمذي والبزار والعقيلي:"اللَّهُمَّ أذقت أول قريش نكالًا فأذق آخرهم نوالًا". وهو عند الضياء باللفظين معًا. ولذا انتقد الألباني في "الضعيفة"(399) ذلك العزو المطلق الموهم.
وهذا هو اللفظ الذي قال فيه الترمذي: "حسن صحيح غريب"، وحكم الألباني بأنه حسن صحيح، وإسناده غريب فرد حسن، إلا أن فيه عنعنة الأعمش، ومخافة التدليس منه. والله أعلم.
وقد رواه طلحة بن عمرو الحضرمي عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في متن مركب منكر. =
العالم منهم يسع طباق الأرض"
(1)
، في آخرين
(2)
.
= أخرجه الحارث بن أبي أسامة ["بغية الباحث" (387)،] وأبو يعلى (5/ 69)، رقم (662)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1546) من ثلاث طرق عن طلحة به، وهو متروك.
ولهذا الجزء من الحديث شاهد بلفظه عن ابن عمر رضي الله عنهما بإسناد جيد -أو صحيح- عند ابن الأعرابي في "المعجم"(275) ومن طريقه عند القضاعي (1488). والله أعلم.
وله شاهد آخر -في حديث موضوع- عن عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه عند الطبراني في "الكبير (17/ 86)، رقم (201)، وفيه حصين السلولي، متهم بالوضع. انظر: "اللسان" (3/ 220)، رقم (2632).
(1)
أخرجه ابن عدي (1/ 284) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 65) من طريق أبي معاوية، عن إسماعيل بن مسلم المكي عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ومدار حديث ابن عباس رضي الله عنهما هذا على إسماعيل بن مسلم المكي؛ وهو ضعيف اتفاقًا، وأكثر الأئمة على تركه، كما تقدم (ح 184)، وبه أعله الألباني في "الضعيفة"(399)، وحكم بأن إسماعيل متروك، والحديث ضعيف جدًّا.
وذكره السيوطي في "الحاوي للفتاوى"(1/ 359) بلفظ: "اللَّهُمَّ اهد قريشًا؛ فإن علم العالم منهم يسع طبقات الأرض"، فقال:"رواه أبو يعلى في مسنده من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وسنده جيد".
وتقدم أن عند أبي يعلى هو الطرف الآخر للحديث، والذي أخرجه به الترمذي وأحمد وغيرهما بسند جيد، وأما إسناد أبي يعلى ففيه طلحة بن عمرو الحضرمي، وهو متروك ساقط. والله أعلم.
(2)
روي كذلك من مرسل الحسن بن مسلم بن يناق المكي، ومجاهد وعطاء بن أبي رباح.
فأما مرسل الحسن بن مسلم: فأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(5/ 38)، رقم (2855)، وهو متصل إلى من أرسله، ورجاله ثقات رجال الشيخين، إلا شيخ الفاكهي فمن رجال مسلم وحده.
وأما مرسل مجاهد: فأخرجه الفاكهي (4/ 320)، رقم (2757) بإسناد لا بأس به، عن ابن جريج، قال: قال مجاهد، وذكره. وابن جريج لم يسمع من مجاهد إلا حديثًا واحدًا -كما قال البرديجي- وهو إذا لم يصرح بالسماع فحديثه مدلس شبه لا شيء، حتى قال الدارقطني:"شر التدليس تدليس ابن جريج، فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح"، وقال الإمام أحمد:"بعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة". انظر: "تهذيب الكمال"(18/ 338 - 354)، رقم (3539)، "الميزان"(2/ 659)، رقم (5227)، "طبقات المدلسين" للحافظ (83).
وأما مرسل عطاء بن أبي رباح: فأخرجه ابن عبد البر في "الانتقاء"(ص 83) من طريق =
وهو منطبق على إمامنا الشافعي، ويؤيده قول أحمد "رحمه الله" كما في "المدخل" أيضًا: إذا سئلت عن مسألة لا أعرف فيها خبرًا أخذت فيها بقول الشافعي؛ لأنه إمام عالم من قريش، قال: وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "عالم قريش يملأ الأرض علمًا"
(1)
. انتهى.
فما كان الإمام أحمد ليذكر حديثًا موضوعًا
(2)
يحتج به أو يستأنس به
= أبي جعفر العقيلي -في "التاريخ الكبير" له-، ثم من طريق صالح بن رستم الدمشقي، عن عطاء مرسلًا.
وصالح بن رستم الدمشقي أبو عبد السلام الهاشمي مولاهم: قال أبو حاتم: "مجهول، لا نعرفه"، وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 457)، وقال الذهبي:"روى عنه ثقتان، فخفت الجهالة"، وقال ابن حجر:"مجهول، من الثالثة"، وقال البخاري:"عن مكحول، منقطع".
فإن كان قصد البخاري بالانقطاع ما بين صالح بن رستم ومكحول، فعن عطاء أولى بالانقطاع، وعلى كل فتفرد مثله عن عطاء منكر جدًّا، وابن جريج صاحب عطاء وخاصته، يروي الحديث عن مجاهد بالانقطاع والإرسال، فلو كان عند عطاء كان أولى أن يسنده عنه. والله أعلم.
وانظر له: "التاريخ الكبير"(4/ 279)، رقم (2805)، "الجرح والتعديل"(4/ 403)، رقم (1765)، "تهذيب الكمال"(13/ 45 - 4)، رقم (2811)، "المقتنى" للذهبي (3894)، "الميزان"(2/ 295)، رقم (3792)، "التقريب"(2860).
(1)
كتاب "المدخل" للبيهقي ناقص من أوله، وأخرجه ابن عساكر (51/ 339) من طريق البيهقي عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي عبد الله محمد بن العباس العصمي، عن أبي إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين الهروي؛ سمعت إبراهيم بن إسحاق الأنصاري يقول: سمعت المرووذي صاحب أحمد بن حنبل يقول: .. وذكره. وهذه قصة موضوعة، وإسنادها فيه ثلاث طوام كبرى:
1 -
إبراهيم بن إسحاق، أبو إسحاق الأنصاري، المعروف بالغسيلي، نزيل هرات، قال الخطيب:"كان غير ثقة". "تاريخ بغداد"(6/ 38 - 39)، رقم (3060).
2 -
أحمد بن محمد بن ياسين الحداد، أبو إسحاق الهروي، صاحب تاريخ هراة: قال الدارقطني: "هو شر من أبي بشر، وحسبك من يكون شرًا من أبي بشر عارًا"، وقال في أبي بشر المصعبي:"كذاب، يضع الحديث، لا خير فيه". "سؤالات السلمي"(20، 21)، "الميزان"(1/ 149 - 150)، رقم (583).
3 -
أبو عبد الرحمن السلمي -صاحب تصانيف الصوفية-: حافظ متهم، كما تقدم.
(2)
لا يحتج الإمام أحمد بحديث موضوع، ولا بواهٍ نحو هذا، ولكن القصة موضوعة =
للأخذ في الأحكام بقول شيخه الشافعي، وإنما أورده بصيغة التمريض احتياطًا للشك في ضعفه، فإن إسناده لا يخلو من ضعف. قاله العراقي
(1)
ردًّا على الصغاني في زعمه أنه موضوع
(2)
، بل قد جمع شيخنا طرقه في كتاب سماه:"لذة العيش في طرق حديث الأئمة من قريش"
(3)
.
684 - حديث: "العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه".
متفق عليه عن ابن عباس به مرفوعًا
(4)
.
685 - حديث: "العائلة ولو بنت".
في: "الدين ولو درهم"
(5)
.
686 - حديث: "العبد من طينة مولاه".
في: "طينة المعتق"
(6)
.
687 - حديث: "العبيد إذا جاعوا سرقوا".
في: "إن الأسود"
(7)
.
688 - حديث: "عجب ربنا من شاب ليست له صبوة".
في: "إن الله يحب الشاب التائب"
(8)
.
= عليه، كما تبين. والله أعلم.
(1)
لعله في رسالته التي ألفها في الرد على الصغاني في كتابه "الدر الملتقط"، وقد طبع منتقى (13) حديثًا منه آخر كتاب "مسند الشهاب"، بتحقيق الشيخ حمدي السلفي. والله أعلم.
(2)
لم أقف عليه في "الموضوعات" للصغاني، ونقله كذلك الفتني في "تذكرة الموضوعات"(ص 111)، والشوكاني في "الفوائد المجموعة"(المناقب، ح 1229/ 192)، ثم نقل الفتني (ص 112) تعقب العراقي هذا عن المؤلف في كتابه هذا.
(3)
علق عليه في هامش الأصل: "ما يعلم صار لمن"، وذكره حاجي خليفة في "كشف الظنون"(2/ 1548).
(4)
أخرجه البخاري (2589، 2621، 6975)، ومسلم (1622)، واتفقا عليه من حديث عمر رضي الله عنه أيضًا. انظر:"صحيح البخاري"(ح 3003)، و"مسلم"(ح 1620).
(5)
تقدم بالرقم (510).
(6)
تقدم قريبًا بالرقم (675).
(7)
تقدم بالرقم (223).
(8)
الحديث (244).
689 - حديث: "العجلة من الشيطان".
في: "التَّأَنِّي"
(1)
.
690 - حديث: "العداوة في الأهل، والحسد في الجيران، والمنفعة في الإخوان".
لم أقف عليه حديثًا
(2)
، وإنما رويناه في "شعب الإيمان" للبيهقي وغيرِه من طريق بشر بن الحارث قولَه، بلفظ:"في القرابة"
(3)
، لا:"الأهل"
(4)
.
691 - حديث: "عداوةَ العاقل ولا صحبةَ المجنون".
هو كلام صحيح
(5)
، ولكن يروى عن عمر بن الخطاب، رفعه:
(1)
الحديث (318).
(2)
في "الجد الحثيث"(275): "ليس بحديث، .. ".
(3)
أخرجه البيهقي في "الشعب"(9/ 28، 37/ 6212، 6230)، بإسناد لا بأس به، عن محمد بن يوسف الجوهري -صاحب بشر الحافي- عن بشر به.
ومن طريق البيهقي أخرجه ابن عساكر (10/ 210)، إلا أنه سقط متنه مع أثر آخر عن بشر بمتنه وسنده -وذكرهما ابن منظور في "مختصر تاريخ دمشق"(5/ 202) -، وألصق الإسناد بإسناد ومتن آخر عن الجوهري عن بشر. والله أعلم.
(4)
ولفظ: "العداوة في الأهل"، ذكره ابن تيمية في "منهاج السُّنَّة"(2/ 62) كمثل سائر. والله أعلم.
(5)
في "الأسرار المرفوعة"(ص 245، ح 288) و"المصنوع" للقاري (187): "ليس بحديث"، وهو من الأمثال السائرة يرد في كتب الأمثال بلفظ:"معاداة العاقل خير من مصادقة الأحمق - أو: الجاهل". انظر: "فصل المقال" للبكري (ص 187)، رقم (58)، و"الأمثال" لابن رفاعة الهاشمي (1229) و"المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (2/ 346)، رقم (1265).
وللفسوي في "المعرفة والتاريخ"(1/ 381)، والبيهقي في "الشعب"(12/ 61)، رقم (9024) ومن طريقهما لابن عساكر (22/ 65) عن أبي حازم سلمة بن دينار أنه قال:"يكون لي عدو صالح أحب إلي من أن يكون لي صديق فاسد"، وذكره السيوطي في "الدرر المنتثرة"(ح 307)، وملا علي القاري في "الأسرار المرفوعة"(287) عن وكيع في "الغرر" له، عن أبي حازم، بلفظ:"لأن يكون لي عدو صالح أحب إلي من أن يكون لي صديق فاسق". وإسناده صحيح إلى أبي حازم. والله أعلم.
"استعيذوا بالله من ثلاث"، وذكر منها:"معاداةَ العاقل"
(1)
.
692 - حديث: "العدس".
في: "قُدِّس"
(2)
.
693 - حديث: "عدو المرء من يعمل بعمله".
ما علمته حديثًا
(3)
، ولكن قد اعتمد معناه بعض العلماء في الشهادات، مع قول الشاعر:
والخارب
(4)
اللص يحب الخاربا
(5)
الذي ظاهره التنافر، للجمع بينهما.
694 - حديث: "العدة دين".
الطبراني في "الأوسط"، والقضاعي
(6)
وغيرهما؛ من حديث ابن مسعود
(1)
ذكره الديلمي في "الفردوس"(1/ 86)، رقم (272)، وهو ساقط من مخطوط الزهر.
والاستعاذة من معاداة العاقل: لأنه عارف بموارد الأمور ومصادرها، وطرق المكر والدهاء والخديعة، وأما العدو الجاهل فليس له من ذا كبير شيء، إلا أنه يصدر في الأمور بحمق، وذا شديد في السلم، وخير في الحروب. والله أعلم.
(2)
سيأتي بالرقم (772).
(3)
في "الأسرار المرفوعة"(289) و"المصنوع"(187): "ليس بحديث"، ولأبي نعيم في "الحلية"(7/ 292) عن ابن عيينة، أنه قدم مكة وفيها رجل من آل المنكدر يفتي، فقعد سفيان يفتي، فقال المنكدري: من هذا الذي قدم بلادنا يفتي؟ فكتب إليه سفيان: حدثني محمد وابن دينار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "مكتوب في التوراة: عدوي الذي يعمل عملي"، فكف عنه المنكدري.
وفي سنده عبد الله بن جعفر الخاقاني: لم أقف له على ترجمة، وبقية رجاله ثقات أئمة. والله أعلم.
(4)
قال الهروي: "الخارب: سارق الإبل خاصة، ثم نقل إلى غيرها اتساعًا". "النهاية" لابن الأثير (2/ 15 - خرب). وانظر المصادر التالية أيضًا.
(5)
هو: طرف من رجزٍ لم أقف على صاحبه، فمنهم من جعله أول الرجز، ومنهم من ذكره آخره.
انظر: "الكامل" للمبرد (2/ 937)، و"غريب الحديث" للخطابي (2/ 266)، "فصل المقال في شرح الأمثال لأبي عبيد" للبكري (ص 164)، وغيرها.
(6)
لم أقف عليه عند القضاعي من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وإنما أخرجه من طريق شيخ =
أنه قال: لا يَعِدْ أحدكم صبيه ثم لا ينجز له، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وذكره
(1)
.
ولفظه عند أبي نعيم في "الحلية": إذا وعد أحدكم صبيه فلينجز له، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكره بلفظ:"عطية"
(2)
. والموقوف منه فقط عند
= الطبراني نفسه، عن علي رضي الله عنه وحده، كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
(1)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4/ 23)، رقم (3513) عن حمزة بن داود بن سليمان بن الحكم بن الحجاج بن يوسف الثقفي الأبلي قال: نا سعيد بن مالك بن عيسى الأبلي قال: نا عبد الله بن محمد بن الأشعث الحداني، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"العدة دين". وقال: "لم يروه عن الأعمش إلا عبد الله بن محمد الحداني، ولا رواه عنه إلا سعيد بن مالك، ولا يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد".
وأخرجه أيضًا في "الأوسط"(4/ 23)، رقم (3514) و"الصغير"(1/ 256)، رقم (419) عن حمزة بن داود به عن إبراهيم، عن الأسود، وعلقمة، عن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما به، وقال: زاد علي في حديثه: "ويل لمن وعد ثم أخلف" يقولها ثلاثًا.
ومن طريق الطبراني أخرجه الديلمي (2/ 257/ ب)، ومن طريق شيخ الطبراني رواه القضاعي (ح 7) به عن علي رضي الله عنه وحده، بتمامه عند الديلمي، وللقضاعي:"العدة دين" فقط، وسمى الراوي عن الأعمش "عبد الله بن محمد بن أبي الأشعث".
وهذا الإسناد فيه جملة علل:
1 -
عبد الله بن محمد بن أبي الأشعث -أو: ابن الأشعث-: قال الذهبي: "جاء في خبر منكر، لا أعرفه"، وأقره ابن حجر. انظر:"الميزان"(2/ 490)، رقم (4552)"المغني"(3330)"اللسان"(4/ 562)، رقم (4404).
2 -
سعيد بن مالك بن سعيد الأبلي: لم أقف له على ترجمة.
ومن أجلهما قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم"(ص 801)، والعراقي في "المغني" (ح 1891):"في إسناده جهالة"، وفي موضع آخر (ح 2938) ضعف إسناده.
3 -
حمزة بن داود الثقفي الأبلي، قال الدارقطني: لا شيء ["سؤالات السهمي" (278)، "الميزان" (1/ 607)، رقم (2301) "اللسان" (3/ 289)، رقم (2780)]، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 295)، رقم (6833).
وما يتفرد به عن مثل الأعمش بمثل هذا الإسناد لا يقل حكمًا عن المنكر، والمنكر لا يقوي ولا يتقوى.
(2)
أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(249) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 259)، والقضاعي =
البخاري في "الأدب المفرد" بزيادة
(1)
.
= (ح 6) من ثلاث طرق عن سعيد بن عمرو السكوني، قال: ثنا بقية، عن أبي إسحاق الفزاري، عن الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود رضي الله عنه.
قال أبو نعيم: "غريب من حديث الأعمش، تفرد به الفزاري، ولا أعلم رواه عنه إلا بقية"، وقال ابن أبي حاتم في "العلل"(6/ 628)، رقم (2814): سألت أبي عن حديث بقية هذا، فقال:"هذا حديث باطل"، وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص 802):"في إسناده نظر، وأوله صحيح عن ابن مسعود من قوله"، وعلته عنعنة بقية في جميع سلسلة الإسناد، مع تفرده به عن الفزاري عن الأعمش، وبقية معروف بتدليس التسوية، وبه أعله البوصيري في "إتحاف الخيرة"(5/ 527)، رقم (5182).
والمحفوظ عن ابن مسعود رضي الله عنه من طرق عنه -كما سيأتي- أنه يستدل للزوم الوفاء بالوعد، وحرمة الكذب ولو هزلًا بقوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)} [التوبة: 119]، وفي قراءته رضي الله عنه:{وكونوا من الصادقين} ، وكذا يستدل له بقوله صلى الله عليه وسلم:"لا يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، ولا يزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابًا".
قال البوصيري: "له إسناد صحيح غريب جدًّا؛ رواه إبراهيم بن دريك -وهو من الثقات- عن أبي نعيم، عن الثوري، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن أنس رضي الله عنه بمعناه". ولم أقف عليه.
(1)
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(387) وسعيد بن منصور (5/ 295)، رقم (1049)، وهناد في "الزهد"(2/ 633)، رقم (1372)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(543) و"ذم الكذب"(79)، وابن جرير في "تهذيب الآثار" - مسند علي (3/ 146، 147)، رقم (250، 255) من طريق ثلاثة من الثقات عن الأعمش عن مجاهد عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال:"لا يصلح الكذب في جد ولا هزل، ولا أن يعد أحدكم ولده شيئًا ثم لا ينجز له".
وأخرجه وكيع في "الزهد"(389)، وأحمد (7/ 10 - 11)، رقم (3896) وأبو يعلى (9/ 245 - 246)، رقم (5363)، وابن جرير في "تهذيب الآثار"(3/ 135)، رقم (223)، وابن المقرئ في "المعجم"(ح 493) من أربع طرق عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله رضي الله عنه، مثله لوكيع، ونحوه لغيره، وزاد وكيع وابن المقرئ استشهاد ابن مسعود رضي الله عنه بقوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)} [التوبة: 119]، وهو في قراءة ابن مسعود رضي الله عنه:{وكونوا من الصادقين} .
وبمثله رواه وكيع (394)، وابن جرير في "تهذيب الآثار"(3/ 147)، رقم (255) عن =
وللطبراني والديلمي وآخرين، عن علي مرفوعًا:"العدة دين، ويل لمن وعد ثم أخلف، ويل له، ويل له" ثلاثًا
(1)
.
= الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وزاد أحمد -واللفظ له- وابن جرير: قال: وإن محمدًا قال لنا: "لا يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، ولا يزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابًا".
وهو عند عبد الرزاق (11/ 116)، رقم (20076) -ومن طريقه للطبراني في "الكبير"(9/ 96)، رقم (8518)، والبيهقي في "الشعب"(6/ 441)، رقم (4454) - عن معمر، وعند البغوي في "شرح السُّنَّة"(13/ 153)، رقم (3575) من طريق إسرائيل، كلاهما (معمر، وإسرائيل) عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص به في خطبة لابن مسعود رضي الله عنه كان ينتابها أيام الخميس.
وقد أخرجها بهذا الطرف؛ الطبراني في "الأوسط"(8/ 31)، رقم (7871) و"الكبير"(9/ 97)، رقم (8522) من طريق إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان، والقضاعي (2/ 263)، رقم (1325) من طريق إدريس بن يزيد الأودي، كلاهما عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود رضي الله عنه بطولها.
ويزيد فيها بعضهم على بعض، ويختلفون استهلالًا، وتقديمًا وتأخيرًا.
ورفعه الدارمي (3/ 1783)، رقم (2757) عن عثمان بن محمد، عن جرير، عن إدريس الأودي، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص به، وحكم الألباني في "الضعيفة"(6323) بشذوذه، وهو كما قال.
والطرف الأول منه عند وكيع في "الزهد"(388) وهناد فيه أيضًا (2/ 632 - 633)، رقم (1369 - 1371)، وسعيد بن منصور - التفسير (5/ 293 - 296)، رقم (1048 - 1050)، وابن أبي شيبة (13/ 149 - 150)، رقم (26114)، وابن جرير (14/ 559 - 560)، رقم (17456 - 17461) وفي "تهذيب الآثار"(3/ 146 - 147)، رقم (251 - 254). وإسناده صحيح، وصححه ابن رجب في "جامع العلوم"(ص 802)، والألباني في "صحيح الأدب المفرد"(298/ 386، 299)، رقم (387) و"الضعيفة"(6323).
(1)
أما رواية الطبراني والقضاعي والديلمي فتقدمت في تخريج رواية ابن مسعود رضي الله عنه، وإسنادهما واحد.
ورواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(2/ 270) -ومن طريقه الديلمي (2/ 257/ أ - ب)، وابن عساكر (52/ 293) - من طريق محمد بن الحسن أبي بكر الجوري الأصبهاني المتعبد، عن الحسن بن سهل العسكري [وفي "تاريخ أصبهان": السكري]، عن سعيد بن مالك بن عيسى [وقال ابن عساكر: سعيد بن يحيى]، عن عبد الله [زاد الديلمي: ابن محمد] بن الأشعث الحراني، عن الأعمش، عن إبراهيم، =
وأورد القضاعي منه لفظ الترجمة فقط
(1)
، والديلمي معناه بلفظ:"الواعد بالعدة مثل الدين أو أشد"
(2)
، وفي لفظ له:"عدة المؤمن دين، وعدة المؤمن كالأخذ باليد"
(3)
.
= عن علقمة، والأسود، عن علي رضي الله عنه به.
وعبد الله بن محمد بن الأشعث الحراني -أو الحداني-، وسعيد بن مالك بن سعيد الأبلي، مجهولان -كما تقدم- وتقدم حكم الذهبي على هذا الحديث بالنكارة، وحكم أبي حاتم الرازي عليه بالبطلان.
وفي هذا الإسناد كذلك: الحسن بن سهل بن سعيد أبو علي العسكري؛ روى عنه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل"، وابن عقدة وغيرهما من الحفاظ، ولم أقف له على ترجمة.
ومحمد بن الحسن أبو بكر الجوري الأصبهاني: ترجم له أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(2/ 270) -وقال: أحد المتعبدين، صحب سهل بن عبد الله، وانتقل إلى دمشق، ومات بها-، وترجم له ابن عساكر (52/ 290 - 294)، رقم (6208)، وسماه:"محمد بن الحسن بن أحمد بن الصباح بن عبد الحميد أبو بكر المعروف بابن أبي الذيال الثقفي الأصبهاني، الجوري [عدل في المطبوع إلى: الجواربي] الزاهد"، وذكره ابن ماكولا في "الإكمال"(3/ 10) وغيره، ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وخرج له أبو نعيم ومن طريقه ابن عساكر هذا الحديث، وذكر ابن عساكر أنه كان يدعي معرفة خواطر الأنفس، وحكى له حكايات في ذلك، وهو خطير جدًّا، يسقط صاحبه عن أن يعتمد عليه. والله أعلم.
(1)
تقدم، مع بيان نكارته.
(2)
أخرجه الديلمي ["زهر الفردوس" (4/ 145)]، وفيه أبو البختري وهب بن وهب الملقب بوهبان -ابن امرأة جعفر الصادق-، وهو من رؤساء الكذابين، كما قال ابن الملقن في "البدر المنير"(1/ 423)، وتقدمت ترجمته، ودونه في الإسناد خمسة لم يتبين لي أحوالهم وتراجمهم. والله أعلم.
(3)
أخرجه الديلمي (2/ 242/ ب) من طريق ابن شاهين، عن علي بن علي بن محمد بن جعفر بن عنبسة العسكري -بالبصرة- عن دارم بن قبيصة بن بهشل الصنعاني، عن علي بن موسى الرضا، سمعت أبي يحدث عن أبيه، عن جده محمد بن علي، عن أبيه، عن جده علي رضي الله عنه مرفوعًا.
وهذا الإسناد فيه عدة علل:
1 -
علي بن موسى الرضا: تقدمت ترجمته، وأن الآفة ممن دونه.
2 -
دارم بن قبيصة بن نهشل الصنعاني: لم أقف له على ترجمة، وأخرج ابن الجوزي في "العلل"(1/ 83)، رقم (90) من طريق ابن شاهين عن العسكري المذكور، عن =
وللطبراني في "الأوسط" عن قَبَاثِ بن أَشْيَم
(1)
الليثي
(2)
مرفوعًا: "العدة عطية"
(3)
.
= دارم هذا، عن يحيى بن عبد الله بن الحسن العلوي، عن يحيى بن زيد بن علي، عن آبائه حديثًا موضوعًا، فقال:"لا يصح، وعامة رواته لا يعرفون"، فهذا أحد المجاهيل، ولا يعدو أن يكون هو الآفة أو الراوي عنه، وإلا فمن دونهما كلهم ثقات أجلاء. والله أعلم.
3 -
علي بن علي بن محمد بن جعفر بن عنبسة -وراق عبدان- العسكري: أخرج الخطيب في "تاريخ بغداد"(9/ 440)، رقم (5050) حديثًا باطلًا -كما قال الذهبي في "الميزان"(2/ 406)، رقم (4264) ووافقه ابن حجر في "اللسان"(4/ 454)، رقم (4196) - من روايته عن الأنباري المذكور، عن الأصمعي عن كدام بن مسعر بن كدام بإسناده، فقال الخطيب:"هذا الحديث منكر جدًّا، وهو غير ثابت، وفي إسناده غير واحد من المجهولين"، فكأنه أحد المجهولين، وعليه ذكره ابن حجر في "اللسان"(6/ 21)، رقم (5489). فلعل الآفة في الحديثين من هذا الرجل. والله تعالى أعلم.
(1)
قباث: بتخفيف الموحدة، وبعد الألف مثلثة، والمشهور فتح أوله، وقيل: بالضم، وبه جزم ابن ماكولا.
و"أشيم": بمعجمة، وزن أحمر. انظر:"الإكمال"(7/ 93)، و"الإصابة"(9/ 12 - 13)، رقم (7089).
(2)
هو: قباث بن أشيم بن عامر الليثي رضي الله عنه، ولد عام الفيل -وقيل: قبلها، والأول أصح-، وشهد بدرًا مع المشركين، ثم أسلم بعد الخندق وحسن إسلامه، وشهد حنينًا واليرموك، وسكن حمص، وبقي إلى زمن عبد الملك بن مروان. والله تعالى أعلم. انظر:"المعجم الكبير" للطبراني (19/ 35)، "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (4/ 2357)، "المستدرك"(3/ 625)، "أسد الغابة"(4/ 359)، رقم (4256)، "الإصابة" لابن حجر (9/ 12 - 15)، رقم (7089).
(3)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2/ 209)، رقم (1752) عن أحمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي، عن أصبغ بن عبد العزيز بن مروان الحمصي، عن أبيه، عن جده أبان بن سليمان، عن أبيه سليمان، عن قباث بن أشيم الليثي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العدة عطية".
قال الطبراني: "لا يروى عن قباث إلا بهذا الإسناد، تفرد به: أصبغ".
وشيخ الطبراني: أحمد بن محمد بن أبي موسى القاضي، أبو بكر الأنطاكي الفقيه: لم يذكر فيه ابن عساكر (5/ 455 - 457)، رقم (222) جرحًا ولا تعديلًا، وشيخه أصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن أبان بن سليمان بن مالك الليثي: قال أبو حاتم الرازي: مجهول ["الجرح"(2/ 321)، رقم (1217)، و"اللسان"(2/ 208)، =
وللخرائطي في "المكارم" عن الحسن البصري مرسلًا: أن امرأة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا فلم تجده عنده، فقالت: عدني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن العدة عطية"، وهو في "المراسيل" لأبي داود
(1)
.
وكذا في "الصمت" لابن أبي الدنيا؛ من حديث يونس بن عبيد البصري، عن الحسن، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"العدة عطية"
(2)
، وفي لفظ عن
= رقم (1300)]، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 296)، رقم (6834).
وزاد الألباني في "الضعيفة"(1554): "وأبان بن سليمان مجهول الحال، كناه ابن أبي حاتم ["الجرح والتعديل" 2/ 300/ 1106] بأبي عمير الصوري، ولم يزد في بيان حاله على قوله: "وكان من عباد الله الصالحين، يتكلم بالحكمة". وأما أبوه سليمان، فلم أجد له ترجمة".
وأبان بن سليمان أبو عمير الصوري: لم يرفع ابن أبي حاتم نسبه، ولا ذكر رواية ولده عنه، فيحتمل أن يكون هذا، ويحتمل غيره أيضًا، وآباء أصبغ لم أجد ترجمة لأي منهم. والله تعالى أعلم.
ومن أجل تجمع هؤلاء المجاهيل في الإسناد، قال السمعاني في "التفسير" (3/ 299):"هو خبر غريب"، وضعف إسناده الهيثمي -كما تقدم-، والعراقي في "المغني"(ح 1890)، والألباني في "الضعيفة".
(1)
أخرجه أبو داود في "المراسيل"(522)، والخرائطي في "المكارم"(1/ 82)، رقم (206) -واللفظ له- من طريقين عن يونس بن عبيد، عن الحسن به.
وأخرجه عبد الرزاق (11/ 95)، رقم (20026) عن معمر، عمن سمع الحسن يحدث به، نحوه.
ورجال روايتي أبي داود والخرائطي كلهم ثقات، ويتابعهم على الإرسال طريق ابن أبي الدنيا الآتي أيضًا.
ورواه ابن أبي عمر العدني ["إتحاف الخيرة" (5/ 527)، رقم (5182) و"المطالب العالية" (5/ 720)، رقم (985)] عن عبد الوهاب، عن يونس، عن الحسن، عن امرأة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه.
قال البوصيري: "رجاله ثقات"، وهو كما قال، وشيخ ابن أبي عمر هو عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت الثقفي أبو محمد البصري: ثقة، تغير قبل موته بثلاث سنين ["التقريب" (4261)]، وهنا خالف ثقتين من أصحاب يونس بن عبيد، وثالثهم معمر -ولعله أيضًا سمعه عن يونس-، فرووه عن الحسن "أن امرأة سألت" مرسلًا، ووصله عبد الوهاب الثقفي فكان شاذًا. والله أعلم.
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(ح 453) من طريق محمد بن أبي عدي، عن يونس به. =
يونس بن عبيد، عن الحسن، قال: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا، فقال:"ما عندي ما أعطيك"، فقال: تعدني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"العدة واجبة"
(1)
. وقد أفردته مع ما يلائمه في جزء
(2)
، وفيه في الإخلاف:
لسانك أحلى من جنى النحل موعدًا
…
وكفك بالمعروف أضيق من قفل
تمني الذي يأتيك حتى إذا انتهى
…
إلى أمدٍ ناولته طرف الحبل
(3)
وقوله:
= ومرسل الحسن هذا حكم الألباني في "الضعيفة"(1554) بضعفه للإرسال، لا سيما وأن مراسيل الحسن البصري شبه الريح، كما قال بعض الأئمة، والشواهد المسنِدة لشدة ضعفها غير ناهضة للتقوية. بينما ذهب ابن مفلح في "الفروع"(11/ 93)، والأمير المالكي في "أسنى المطالب"(ح 934) إلى تحسين إسناده بمجموع طرقه، وأما الحافظ السخاوي فساق في "التماس السعد"(ص 75 - 79) شواهده من الأحاديث الدالة على لزوم الوفاء بالوعد واعتبار خلفه كذبًا، ثم قال:"وهذه الطرق يؤكد بعضها بعضًا"، فمرسل الحسن يتقوى بما في الباب من أحاديث، ولا سيما ما تقدم من الموقوف عن ابن مسعود رضي الله عنه، وما استشهد به رضي الله عنه من آية وحديث. وأما سائر المسانيد المتقدمة فواهية جدًّا، غير قابلة للاستشهاد. والله تعالى أعلم.
(1)
لم أقف عليه، ونسبه المؤلف في "التماس السعد"(ص 75) إلى أول "الفوائد" التي بآخر "مسند عمر" لأبي بكر أحمد بن سليمان بن الحسن النجاد، وهو لم يوجد منه إلا الجزء السابع، وطبع بتحقيق د. محفوظ الرحمن، من مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة، عام 1415 هـ.
(2)
هذا الجزء هو المسمى "التماس السعد في الوفاء بالوعد"، طبع بتحقيق الشيخ عبد الله بن عبد الواحد الخميس، من مكتبة العبيكان، بالرياض، الطبعة الأولى:1417.
(3)
نقله ابن قتيبة في "عيون الأخبار"(ص 330)، والدينوري في "المجالسة"(7/ 168)، رقم (3070) عن المبرد، لمسلم بن الوليد -وهو الأنصاري، مولاهم- أبو الوليد، المعروف بصريع الغواني (ت 208 هـ).
وحكى الدينوري في "المجالسة"(5/ 95)، رقم (1897) أن ابن قتيبة أنشده له، ومن هنا نقله السخاوي، كما في "التماس السعد" (ص 13). وذكر في "ديوان البحتري" (رقم القصيدة: 3202) أيضًا. والله أعلم.
كانت مواعيدُ عرقوب
(1)
لها مثلًا
…
وما مواعيدها إلا الأباطيل
(2)
وقوله:
وعدت وكان الخلف منك سجية
…
مواعيدَ عرقوب أخاه بيثرب
(3)
695 - حديث: "عُدْ من لا يعودك".
في: "لا تعد"
(4)
.
696 - حديث: "عذره أشد من ذنبه".
هو من الأمثال
(5)
، وقد قال عمر بن عبد العزيز -كما في سادس عشر "المجالسة"، مما رواه عن ابن أبي الدنيا-: إن خصلتين خيرهما الكذب
(1)
رجل من العمالقة، وسكناه بـ "يترب" من أرض اليمامة، وكان وعد رجلًا ثمر نخلة، فجاءه حين أطلعت، فقال: حتى تصير بلحًا، فلما أبلحت قال: دعها حتى تصير بسرًا، فلما أبسرت قال: دعها حتى تصير رطبًا، فلما أرطبت قال: دعها حتى تصير تمرًا، فلما أتمرت عمد إليها من الليل فجَدَّها ولم يعطه منها شيئًا، فصارت مثلًا في إخلاف الوعد. انظر:"الفاخر" للمفضل بن سلمة الرقم (235)، "فصل المقال"(ص 113 - 115)، "النهاية" لابن الأثير (3/ 184 - عرقب)، "تاج العروس"(3/ 359).
(2)
هو من شعر كعب بن زهير الأسلمي، وهو في ديوانه (بيت: 10).
(3)
لم ينسبه سيبويه في "الكتاب"(1/ 272) لقائل، وذكر العجز منه فقط، وأسنده ابن قتيبة في "عيون الأخبار"(3/ 166) عن سيبويه في "الكتاب" بطرفيه، وهكذا أورده أبو عبيد في "الأمثال"(ص 87)، وابن منظور في "لسان العرب"(1/ 599)، والزبيدي في "تاج العروس"(3/ 359) معزوًا للأشجعي عند جميعهم، وهو يزيد بن خُثَيْمة بن عبيد الأشجعي، الملقب "جبيهاء" أو "جبهاء".
ويَتْرب: نقله سيبويه في "الكتاب"(1/ 272) -وعنه ابن قتيبة في "عيون الأخبار"- وأبو عبيدة معمر ابن المثنى وغيرهم بالتاء المثناة، وهي موضع باليمامة. ونقله أبو عبيد:"يثرب"، وهي المدينة، وعليه قيل بأن عرقوبًا رجل من الأوس والخزرج، والظاهر أن الأول أقرب. والله أعلم. وانظر:"فصل المقال" للبكري (ص 113 - 115)، "تاج العروس" وغيرهما.
(4)
الحديث (1300).
(5)
ذكره أبو الفرج المعافى بن زكريا النهرواني في "الجليس الصالح"(ص 644) من أمثال العامة، وكذا قال ابن أبي الدنيا، كما في "المجالسة" للدينوري (5/ 433)، رقم (2307).
لخصلتا سوء؛ يريد الرجل يكذب ثم يعتذر من فعله
(1)
.
697 - حديث: "عرفوا ولا تعنفوا".
في: "علموا" قريبًا
(2)
.
698 - حديث: "عرف الحق لأهله".
قاله للأسير الذي قال: "اللَّهُمَّ إني أتوب إليك" وفيه: "خلوا سبيله". أحمد عن الأسود بن سَرِيْعٍ
(3)
به مرفوعًا
(4)
.
(1)
رواه الدينوري في "المجالسة"(5/ 433)، رقم (2307) عن الأوزاعي، قال: قال عمر بن عبد العزيز.
وإسناده إلى الأوزاعي لا بأس به، إلا أن الأوزاعي مولده (98 هـ)، ولم يدرك عمر رحمه الله.
وأخرج ابن عساكر (34/ 37) من طريق ابن المقرئ عن أبي عروبة الحراني، بإسناد لا بأس به -إن شاء الله- عن ميمون بن مهران، قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز، وهو متغيظ على عبد الحميد -وهو على الكوفة- فقال عمر: بلغني أنه قال: لا أطلع على شاهد زور إلا قطعت لسانه!!، قلت: يا أمير المؤمنين! إنه ليس بفاعل، إنما أراد أن يؤدب أهل مصر، فقال عمر:"انظروا إلى هذا الشيخ! إن خلتين خيرهما الكذب لخلتا سوء". وهذا متصل حسن. والله أعلم.
(2)
سيأتي قريبًا بالرقم (718).
(3)
سَريع؛ بفتح السين، التميمي السعدي رضي الله عنه: صحابي نزل البصرة، ومات أيام الجمل، وقيل (42)["التقريب" (500)]. والقول الثاني في وفاته أقرب، وهو قول أحمد وابن معين كما سيأتي.
(4)
أخرجه أحمد (24/ 353)، رقم (15587)، وابن أبي شيبة في "مسنده"["إتحاف الخيرة" (7/ 410)، رقم (7207)] والطبراني في "الكبير"(1/ 286)، رقم (839 - 840) -ومن طريقه الضياء (4/ 257 - 258)، رقم (1458 - 1460) - والحاكم (4/ 255)، والبيهقي في "الشعب"(6/ 244)، رقم (4111)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب"(1/ 446)، رقم (789)، والدينوري في "المجالسة"(2/ 387)، رقم (562) من طريق جماعة عن محمد بن مصعب القرقيساني، عن سلام بن مسكين والمبارك بن فضالة، عن الحسن، عن الأسود بن سريع رضي الله عنه به.
وصحح إسناده الحاكم، وتعقبه الذهبي بأن محمد بن مصعب ضعيف، ووافقه عليه البوصيري في "إتحاف الخيرة"، والألباني في "الضعيفة"(3862).
وهذا الحديث فيه ثلاث علل: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 1 - محمد بن مصعب بن صدقة القرقساني، نزيل بغداد: ضعفه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن حبان والخطيب وغيرهم من الأئمة، لكثرة غلطه في الرواية، ولروايته بمناكير عن الأوزاعي وحماد بن سلمة وغيرهما، غلط فيها، ولرفعه المراسيل توهمًا، إذ كان يعتمد على حفظه دون الكتاب، ولم يكن حافظًا، فهو كما قال ابن حبان:"كان ممن ساء حفظه حتى كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، فأما فيما وافق الثقات فإن احتج به محتج، وفيما لم يخالف الأثبات إن اعتبر به معتبر لم أر بذلك بأسًا"، وقد مشاه أحمد وابن عدي وأبو زرعة الرازي في درجة الصدوق كثير الخطإ، وليس الثبت، فقال أحمد -كما في "سؤالات أبي داود" (328) -:"حديثه عن الأوزاعي مقارب، وأما عن حماد بن سلمة ففيه تخليط"، وذكر أنه يحدث عنه. وقد ذكر أبو أحمد الحاكم وغيره أنه يحدث عن الأوزاعي وغيره بالمناكير، ولذا لم يحكم الإمام أحمد بصحة رواياته، وإنما قال:"مقارب"، إذ يعرف من حديثه وينكر، وليس هو بثبت فيه، وعليه قال الحافظ في "التقريب":"صدوق، كثير الغلط". فهو صدوق في نفسه، كثير الغلط في روايته، ويعتبر به فيما لم يخالف فيه، وهنا قد خالف في هذا الحديث، كما سيأتي بيانه إن شاء الله. وانظر:"العلل" لأحمد (3829، 3840)، "الجرح والتعديل"(8/ 102 - 103)، رقم (441)، "الكنى" لأبي أحمد الحاكم (3/ 323)، رقم (1420)، "المجروحين"(2/ 293)، "الكامل"(6/ 265)، رقم (1747)، "تاريخ بغداد"(3/ 276 - 279)، رقم (1365)، "تهذيب الكمال"(26/ 460 - 465)، رقم (5612)، "الكاشف"(5156)، "التقريب"(6302).
2 -
أعله الألباني ثانيًا بعنعنة الحسن عند جميع من خرج الحديث، وهو مدلس، إلا أن الأولى منه تعليله بعدم لقي الحسن الأسود رضي الله عنه، وعدم سماعه منه، فإن الأسود رضي الله عنه بعد شهادة عثمان رضي الله عنه ركب بأهله سفينة إلى بلاد فارس، ثم لم ير له أثر بعد ذلك، كما قال الحسن نفسه، والحسن لم ينزل البصرة إلا بعد صفين، وعليه نفى ابن معين وابن المديني والبزار وأبو داود وأبو حاتم الرازي وابنه وغيرهم سماع الحسن منه، وحُمِل قوله:"حدثنا الأسود" على أنه حدث قومه أهل البصرة، كما حُمِل نحوُه في حديثه عن ابن عباس وأبي هريرة وغيرهما ممن لم يلقهم رضي الله عنهم. قاله البزار وغيره.
وقيل عن ابن المديني: أن الأسود قتل أيام الجمل، والذي في "العلل" له:"أن الأسود لما وقعت الفتنة خرج من البصرة". وروى الإمام أحمد من طريق عمران القطان عن الحسن البصري، قال:"الأسود بن سريع؛ كان من أول من قص في هذا المسجد، وكان يسمى حماد ربه، فلما وقعت الفتنة انطلق إلى فارس حتى مات بها، فقال لهم: إذا رأيت النكراء فلست لكم بصاحب"، فذهب أحمد وابن معين إلى أنه =
699 - حديث: "العِرْقُ
(1)
دَسَّاسٌ"
(2)
.
أسنده الديلمي عن ابن عباس مرفوعًا.
في حديثٍ أولُه: "الناس معادن"
(3)
، وسيأتي في النون
(4)
.
= توفي عام (42 هـ)، وهذا هو الأقرب، وإليه ميل البخاري. وروى في "التاريخ الكبير"(1/ 315) بإسناد صحيح عن المبارك بن فضالة، أنه شهد الحسن وقيل له: أسند لنا حديثك في قيام الساعة، فقال:"حدثنى به ثلاثة؛ حدثنى جابر بن عبد الله، وحدثنيه أنس بن مالك، وحدثنيه عبد الله بن قدامة العنبري -وكان امرأ صدق- عن الأسود بن سريع"، وفيه تأكيد لما تقدم. والله أعلم.
وانظر: "العلل" لابن المديني (63) ولأحمد (1764)، تاريخ الدوري (4094، 4599)، "التاريخ الكبير"(1/ 445 - 446)، رقم (1425) سؤالات الآجري - العمري (380) المراسيل لابن أبي حاتم (127)، "الثقات"(3/ 8)، "تاريخ مولد العلماء ووفياتهم" لابن زبر (1/ 140)، "تهذيب الكمال"(3/ 222 - 223)، رقم (500)، "تحفة التحصيل"(ص 71)، "تهذيب التهذيب"(1/ 295 - 296)، رقم (616).
ولعله من أجل هاتين العلتين جزم العراقي في "المغني"(681) بضعف إسناده. والله أعلم.
3 -
وفيه علة ثالثة: وهي المخالفة والشذوذ: فمحمد بن مصعب القرقيساني مع ضعفه، قد خالف في إسناده، حيث رواه أبو عبيد في "الأموال"(366) عن عبد الرحمن بن مهدي، وابن زنجوية (563) عن خلف بن أيوب العامري، كلاهما عن سلام بن مسكين، عن الحسن مرسلًا.
وخلف أوثق من القرقساني، وابن مهدي لا مقارنة به، فرواية القرقساني إذا منكرة. والله أعلم.
(1)
العرق: هو أصل كل شيء وما يقوم عليه. "تاج العروس"(26/ 139).
(2)
أي: دخال. انظر: "مقاييس اللغة"(ص 328 - 329)، و"النهاية" لابن الأثير (2/ 102).
(3)
أخرجه ابن عدي (6/ 207)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(164)، وأبو إسحاق في "المزكيات"(22)، والخطيب (4/ 29)، رقم (1633) -ومن طريقه الديلمي ["زهر الفردوس" (4/ 107 - 108)]، وابن الجوزي في "العلل"(2/ 616)، رقم (1014) - وفيه محمد بن سليمان بن مسمول واه، وشيخه عبيد الله بن سلمة بن وهرام مجهول لم يرو عنه غيره، وبهما أعله الألباني في "الضعيفة"(2047)، وسيأتي. والله أعلم.
(4)
الحديث (1245).
وتقدم في: "تخيروا"
(1)
من حديثي عمر وأنس.
700 - حديث: "عز المؤمن استغناؤه عن الناس".
الطبراني في "الأوسط" -واللفظ له- من حديث محمد بن حميد
(2)
، والقضاعي من حديث عبد الصمد بن موسى القطان
(3)
، وابن حميد، والشيرازي في "الألقاب" من حديث إسماعيل بن توبة
(4)
، ثلاثتهم؛ عن زافر بن
(1)
الحديث (331).
(2)
هو: الرازي، كذبه أبو زرعة وأبو حاتم والبخاري وغيرهم، ووثقه من لم يخبره، كما تقدم.
(3)
لم أقف له على ترجمة. وهذا الحديث رواه القضاعي (151، 746) عن أبي إسحاق إبراهيم بن علي الرازي، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الموت المكي، عن محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي، عن عبد الصمد بن موسى القطان، وابن حميد به.
وابن أبي الموت: وصفه الذهبي في "السير"(16/ 25)، رقم (12) بالمحدث، وقال في "الميزان"(1/ 152)، رقم (599) و"المغني" (447):"ضعف قليلا"، وتعقبه ابن حجر في "اللسان"(1/ 652)، رقم (813) بقوله:"لم أقف على كلام من صرح بتجريحه، وكان من مسندي عصره، وعاش تسعين سنة .. " توفي سنة (351)، وقال عبد الله بن أحمد الفرغاني -صاحب الطبري ومذيل تاريخه-:"كان ثقةً عفيفًا، ما علمت عليه إلا خيرًا"، وقال مسلمة:"ليس هناك"["الثقات" لابن قطلوبغا (2/ 76)، رقم (755)]، فلعل الذهبي عنى قول مسلمة هذا، وهو يحتمل التليين وغيره، وابن أبي الموت اعتمده الأئمة في رواية جملة من مؤلفات الأئمة في الحديث، كسنن سعيد بن منصور، والناسخ لأبي عبيد، وجامع القعنبي وغيرها. والله أعلم.
وشيخ القضاعي؛ أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن عبد الله الصيرفي الغازي، نزيل مصر: روى عنه القضاعي قرابة عشرين حديثًا، وروى عنه آخرون، ولم أقف له على ترجمة. والله أعلم.
ولم أجد له بمتابع عن عبد الصمد بن موسى القطان به، وأما عن محمد بن حميد وحده فتوبع عليه عند السهمي في "تاريخ جرجان"(ص 102)، والقضاعي (748) من وجه جيد، ومحمد بن حميد يتهم بسرقة الأحاديث كما تقدم، ومتابِعه لم أقف له على ترجمة. والله أعلم.
(4)
الثقفي الرازي، طائفي الأصل، نزيل قزوين: صدوق، من العاشرة، مات سنة (247). "التقريب"(430).
وحديثه هذا لم أقف على إسناده إليه، وإنما علقه العراقي في "رده على الصغاني" =
سليمان
(1)
،
= -كما في آخر "مسند الشهاب"(2/ 358) - والمؤلف هنا، والسيوطي في "اللآلي المصنوعة"(2/ 28) عن إسماعيل بن توبة عن زافر به، ولم يذكروا إسناد الشيرازي إليه، وبينهما راو أو راويان، والحديث معروف بمحمد بن حميد الرازي، فلا يمكن الاعتماد على هذه المتابعة ما دام الإسناد إليها غير موجود، ويحتمل أن يكون أغرب به بعضهم. والله أعلم.
(1)
أبو سليمان القوهستاني السجستاني، الإيادي، كوفي الأصل، نزل بغداد، وسكن الري: قال أحمد وابن معين وأبو داود: "ثقة"، وزاد أبو داود:"وقال فلان: كنت أجلس إلى زافر بن سليمان فيحدث عن سفيان عن مغيرة فيخطئ"، وقيل لابن معين: كيف حديثه؟ قال: "لم يكن به بأس، قد حملنا عنه"، وعده ابن خلفون في الطبقة الثالثة من المحدثين الثقات، وقال أبو حاتم الرازي:"محله الصدق"، وذكره البخاري في الضعفاء، وقال:"عنده مراسيل الحديث ووهم، وهو يكتب حديثه"، وقال العجلي:"يكتب حديثه، وليس بالقوي"، وذكره النسائي في "الضعفاء"، وقال:"عنده حديث منكر عن مالك"، واستنكر هذا الحديث البخاري أيضًا، وقال النسائي في موضع آخر:"ليس بذاك القوي"، وقال زكريا الساجي:"كثير الوهم"، وقال ابن حبان:"كثير الغلط في الأخبار، واسع الوهم في الآثار، على صدق فيه، والذي عندي في أمره الاعتبار بروايته التي يوافق فيها الثقات، وتنكب ما انفرد به من الروايات"، وذكره أبو زرعة الرازي وأبو العرب وابن الجارود وابن السكن والبلخي في الضعفاء، وقال ابن عدي:"أحاديثه مقلوبة الإسناد مقلوبة المتن، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه، ويكتب حديثه مع ضعفه" وقال ابن المنادي: "تركت حديثه"، وقال الذهبي:"فيه ضعف"، ولخص ابن حجر ما تقدم بقوله:"صدوق، كثير الأوهام، من التاسعة"، فالقول فيه قول البخاري وابن حبان ومن وافقهما، وأما ابن عدي وابن المنادي فبالغا، وبعض ما أنكره ابن عدي عليه، لعل الوهم فيه ممن دونه، فقد رويت عن زافر من غير وجه على الصواب. والله أعلم.
وانظر: "تاريخ الدوري"(4751، 4776، 4806)، "سؤالات ابن الجنيد"(587)، "التاريخ الكبير"(3/ 451)، رقم (1506)، و"الضعفاء" للبخاري (129)، ولأبي زرعة مع "سؤالات البرذعي"(2/ 619)، رقم (114) وللنسائي (214)، والعقيلي (2/ 95)، رقم (555)، "الجرح والتعديل"(3/ 624 - 625)، رقم (2825)، "المجروحين"(1/ 315 - 316)، "الكامل"(3/ 232 - 234)، رقم (725)، "تاريخ بغداد"(8/ 494)، رقم (4608)، "تهذيب الكمال"(9/ 267 - 270)، رقم (1947)، وإكماله لمغلطاي (5/ 25 - 26)، رقم (1628)، "المغني"(2154)، "الكاشف"(1605)، "الميزان"(2/ 63 - 64)، رقم (2819)، "تهذيب التهذيب"(3/ 262 - 263)، رقم (568)، "التقريب"(1979).
عن محمد بن عيينة
(1)
، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال:"جاء جبرئيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد! عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مَجْزِيٌّ به، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس". وهو عند أبي الشيخ، وأبي نعيم، وغيرهما -كالحاكم، وصحح إسناده-
(2)
،
(1)
في (ز): "عتبة"، وفي (م):"عنبسة"، والتصويب من مصادر التخريج.
وهو أخو سفيان بن عيينة، كما صرح به في رواية السلفي في "المشيخة البغدادية"، ونص عليه الطبراني والشجري. وهو صدوق، له أوهام، من الثامنة، كما في "التقريب"(6213).
(2)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4/ 306)، رقم (4278)، والخلعي في السادس من "الخلعيات" -مخطوط (208) -، والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 102)، وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 253)، والقضاعي (151، 746)، والبيهقي في "الشعب"(13/ 125 - 127)، رقم (10058)، والخطيب (4/ 228 - 229) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(02/ 108) - (7/ 48 - 50)، رقم (572)، والسلفي في "المشيخة البغدادية" (الجزء: 33، ح 10، والجزء: 35، ح 6)، وابن عساكر (23/ 216) من طرق عن محمد بن حميد الرازي، عن زافر بن سليمان به.
قال أبو نعيم: "هذا حديث غريب من حديث محمد بن عيينة، تفرد به زافر بن سليمان، تفرد عنه محمد بن حميد". وأخرجه الحاكم (4/ 324 - 325) عن محمد بن سعيد المذكر الرازي، عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم، عن عيسى بن صبيح، عن زافر بن سليمان به.
وعيسى بن صبيح: هو ابن أبي فاطمة أبو الحسن الرازي: صدقه الرازيان، وأثنيا عليه. "الجرح والتعديل"(6/ 279)، رقم (1548).
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وإنما يعرف من حديث محمد بن حميد عن زافر، عن أبي زرعة عن شيخ ثقة الشك، وتلك الرواية عن سهل بن سعد بلا شك فيه".
وقوله: "عن أبي زرعة، عن شيخ ثقة، الشك" غير مفهوم، سقط منه كلمات متفرقة، وكأنه يعني: -والله أعلم- أنه لم يكتبه من حديث أبي زرعة الرازي عن شيخ ثقة، والشك فيه من شيخه محمد بن سعيد المذكر، وهو محمد بن أحمد بن سعيد الرازي المذكر؛ ضعفه الدارقطني ["الميزان" (3/ 457/ 7146)، "اللسان" (6/ 19/ 5484، 6/ 523/ 6416، 7/ 446/ 7314"]. واتهمه الذهبي، فهو لا يعتد به في الرواية عن أبي زرعة، وقد نقل الحافظ في "اللسان"(6/ 503)، رقم (6380) عن الحاكم في "تاريخ نيسابور"، قال: "لم ينكر عليه إلا حديث واحد جمع فيه بين =
وحسنه العراقي
(1)
،
= أبي العباس بن حمزة ومحمد بن نعيم، وكان سنه يحتمل لقي شيوخ الري، توفي في جمادى الآخرة (344)، وهو ابن (98) سنة". وهذا يعني: أن مولده (246)، ويكون ابن (18) سنة عند وفاة أبي زرعة الرازي (264)، فتفرد مثله عن أبي زرعة بحديث يعرف بتفرد أحد المتهمين به غير معتمد، ولذا علق عليه الحاكم بما علق، وأما ما ذكر في تاريخه من أنه لم ينكر عليه إلا حديث واحد فغير دقيق، والحديث الموضوع الذي اتهمه الذهبي به قد أورده عنه الحاكم في "تاريخه" -كما في "اللسان"-، وهو لا يشك في بطلانه، على إسناد كالشمس. والله أعلم.
وأما ما تقدم من متابعة عبد الصمد بن موسى القطان وإسماعيل بن توبة الرازي فمما لا يعتمد عليهما أيضًا، لما تقدم من عدم الوقوف على إسناده إلى إسماعيل، وعدم الوقوف على ترجمة القطان وراو آخر دونه تفرد بالجمع بينه وبين محمد بن حميد، وغيره لا يذكره. والله أعلم.
(1)
في رده على الصغاني في رسالته "الدر الملتقط في بيان الغلط"، التي جمع فيها ما رآه موضوعًا من أحاديث "مسند الشهاب"، وما يتعلق من هذا الرد بـ "مسند الشهاب" مطبوع في آخره، انظر منه:"2/ 358، ح 6"، وحسن إسناده المنذري في "الترغيب"(1/ 243، رقم 929، 1/ 333، رقم 1223)، والهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 375 - 376)، رقم (17644)، وقال فيه أيضًا (2/ 522)، رقم (3529):"فيه زافر بن سليمان وثقه أحمد وابن معين وأبو داود، وتكلم فيه ابن عدي وابن حبان بما لا يضر". وحكم الصغاني وابن الجوزي بوضعه، لحال محمد بن حميد الرازي، وأنهم كذبوه.
وقال الحافظ ابن حجر في "الأمالي" -كما في "اللآلي المصنوعة"(2/ 27 - 28) و"تنزيه الشريعة"(2/ 105)، رقم (84) -:"تفرد بهذا زافر، وماله طريق غيره، وهو شيخ بصري صدوق سيء الحفظ كثير الوهم، والراوي عنه محمد بن حميد فيه مقال لكنه توبع، وقد اختلف فيه نظر حافظين؛ فسلكا فيه طريقين متقابلين؛ فصححه الحاكم في المستدرك، ووهاه ابن الجوزي فأخرجه في "الموضوعات"، واتهم به محمدًا أو زافرًا، ومحمد توبع، وزافر لم يتهم بالكذب، والصواب أنه لا صحيحٌ ولا موضوع، ولو توبع زافر لكان حسنًا".
وتقدم أن متابعات محمد بن حميد لا يثبت منها شيء، والحديث معروف لمحمد بن حميد الرازي، ومن حسن إسناده -كالمنذري والعراقي والهيثمي- لم ينظر إلى كلام الأئمة في محمد بن حميد الرازي، أو اعتبر لثبوته عن زافر بتلكم المتابعات الواهية، وقد روي من حديث أبي داود سليمان بن عمرو النخعي، عن أبي حازم به دون شطريه الأخيرين ["العلل" لابن الجوزي (2/ 403)، رقم (1481) من طريق =
لا سيما وفي الباب
(1)
= ابن شاهين]، والنخعي هذا من مشاهير الوضاعين، فيبدو أن هذا هو أصل حديث سهل هذا، فقلبه ابن حميد على ذلك الإسناد، ثم قُلِب على غيره، أو يكون زافر بن سليمان وهم فيه، إن ثبت الإسناد إليه، وهو غير ثابت. والأصل فيه ما قاله العقيلي (2/ 38):"هذا يروى عن الحسن البصري وغيره من قولهم، وليس له أصل مسند". والله أعلم.
(1)
ما سيشير إليه المؤلف من حديث أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم؛ إنما يشهدان للطرفين الأخيرين من الحديث -كما سيتبين، إن شاء الله- إلا طريقًا موضوعًا لحديث ابن عباس رضي الله عنه.
وأما الأطراف الثلاثة الأولى من الحديث فرويت عن جابر وعلي وأنس رضي الله عنهم.
أما حديث جابر رضي الله عنه: فأخرجه الطيالسي (3/ 313)، رقم (1862) -ومن طريقه أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين"(2/ 281)، والبيهقي في "الشعب"(13/ 125)، رقم (10057) - عن الحسن بن أبي جعفر، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه مرفوعًا نحوه دون شطريه الأخيرين.
وأعله البوصيري في "إتحاف الخيرة"(7/ 444)، رقم (7291)، والمناوي في "فيض القدير"(4/ 501)، والألباني في "الصحيحة"(831) بضعف الحسن بن أبي جعفر البصري، فإنه مجمع على ضعفه، وتركه القطان وأحمد والنسائي وغيرهم، واختار تركه ابن حبان، وقال الفلاس:"صدوق، منكر الحديث"، وقال البخاري والساجي وأبو نعيم:"منكر الحديث"، وقال الجوزجاني:"ضعيف، واهي الحديث"، وقال أبو داود:"ضعيف، لا أكتب حديثه"، وقال الذهبي:"ضعفوه"، وذكروا له مناكير وواهيات عن أبي الزبير وثابت وغيرهما من الثقات، فقال ابن عدي:"له أحاديث صالحة، وهو يروي الغرائب، .. وهو عندي ممن لا يتعمد الكذب، وهو صدوق كما قاله عمرو بن علي، ولعل هذه الأحاديث التي أنكرت عليه توهمها توهمًا أو شبه عليه فغلط"، وضعفه أبو زرعة وأبو حاتم والعجلي وغيرهم، ولم يسقطوه، وعليه قال ابن حجر:"ضعيف الحديث، مع عبادته وفضله". فتفرده يعد منكرًا. والله أعلم.
انظر: "التاريخ الكبير" للبخاري (2/ 288)، رقم (2500)، و"الأوسط"(3/ 636)، رقم (980)، و"الضعفاء" له (63)، وللعقيلي (1/ 221)، رقم (270)، وأبي نعيم الأصبهاني (46)، وابن الجوزي (808)، "معرفة الثقات" للعجلي (1/ 292)، رقم (288)، "أحوال الرجال" للجوزجاني (191)، "سؤالات الآجري" - تحقيق العمري (393، 550)"الجرح والتعديل"(3/ 29)، رقم (118)، "الكنى" لأبي أحمد الحاكم (5/ 50)، "المجروحين"(1/ 236 - 237)، "الكامل"(2/ 304 - 308)، رقم (447)، "سؤالات السلمي"(252)، "تهذيب الكمال"(6/ 73 - 78)، =
عن أبي هريرة
(1)
،
= رقم (1211)، "المغني"(1386)، "الميزان"(1/ 482)، رقم (1826)، "تهذيب التهذيب"(2/ 227 - 228)، رقم (482)، "التقريب"(1222)، "الكشف الحثيث"(212)، "موسوعة أقوال الإمام أحمد"(509).
وأما حديث علي رضي الله عنه: فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5/ 119 - 120)، رقم (4845) عن عبد الوهاب بن رواحة، عن أبي كريب، عن حفص بن بشر الأسدي،
ورواه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 202) عن القاضي أبي بكر محمد بن عمر بن سلم الحافظ -هو الجعابي- عن محمد بن الحسين بن حفص وعلي بن الوليد بن جابر قالا: حدثنا علي بن حفص بن عمر، كلاهما (حفص الأسدي، وعلي بن حفص) عن الحسن بن الحسين العلوي، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي رضي الله عنه، عن علي بن أبي طالب.
قال أبو نعيم: "هذا حديث غريب من حديث جعفر عن أسلافه متصلًا، لم نكتبه إلا من هذا الوجه".
وهو إسناد شيعي، يرفع به المواعظ والمناكير عن آل البيت، وتقدم الكلام عليه عند الحديث (517).
وأما حديث أنس رضي الله عنه: فأخرجه ابن حبان في "المجروحين"(3/ 44) من طريق يحيى بن خذام السقطي، عن مدرك بن عبد الرحمن الطفاوي البصري، عن حميد، عن أنس رضي الله عنه.
وهذا الحديث استنكره ابن حبان على مدرك، وقال:"مدرك بن عبد الرحمن يروي عن حميد الطويل ما لا يتابع عليه، أستحب مجانبة ما انفرد من الروايات"، ونقل عنه ابن الجوزي في "العلل" (2/ 404) أنه قال:"ليس بصحيح". وانظر لترجمة مدرك: "المغني" للذهبي (6147)، "اللسان"(8/ 21)، رقم (7636).
والحديث بمجموع الشواهد حسنه الألباني في "الصحيحة"(831)، وهي قد أنكرت، وحسبها الأئمة القدامى مناكير، حتى قال العقيلي:"لا أصل له من وجه مسند"، وحكم ابن الجوزي بوضعه، وضعف العقيلي وابن حبان وابن عدي به الرواة، والحديث المنكر الذي يضعف به الرواة، أو يتحتم خطأ الرواة به لا يقبل الاعتضاد، كما تقدم عن الإمام أحمد. والله أعلم.
(1)
أخرجه محمد بن نصر المروزي في "الصلاة" -كما في "اللآلي المصنوعة"- والعقيلي (2/ 37 - 38) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 107) - وأبو محمد الضراب في "ذم الرياء"(292 - 293)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب"(2/ 436)، رقم (1940) من طريق أحمد بن علي بن حسنويه المقري، أربعتهم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (المروزي، والعقيلي، والضراب، وابن حسنويه) عن أبي زكريا يحيى بن عثمان بن صالح، عن داود بن علي الثغري القرشي، عن الأوزاعي، عن أبي معاذ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزه استغناؤه عما في أيدي الناس".
وأخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" -كما في "اللآلي المصنوعة"(2/ 27) - وتمام (2/ 48)، رقم (1104)، وابن عساكر (12/ 92، 23/ 81) من ثلاث طرق عن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عبد الملك؛ حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثني [جدي لأمي] أبو المنهال حبيش بن عمر الدمشقي -وذكر لي أنه كان يطبخ للمهدي- حدثني أبو عمرو الأوزاعي، به.
والطريق الأول: قال ابن الجوزي: "المتهم به داود بن عثمان الثغري"، وعليه أنكره العقيلي، وقال:"كان يحدث بمصر عن الأوزاعي وغيره بالبواطيل، وهذا يروى عن الحسن البصري وغيره من قولهم، وليس له أصل مسند".
وأما الطريق الثاني: فحبيش بن عمر الدمشقي؛ ترجم له ابن عساكر بهذا الحديث، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك خالف فيه من هو أوثق منه وأجل وأكثر عددًا، ولذا حكم الألباني في "الصحيحة"(1903) بأن روايته غير محفوظة، والأول أصح، وزاد بأنه لم يجد ترجمة لإبراهيم بن عبد الرحمن هذا.
قلت: بل معروف، وهو إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان أبو إسحاق القرشي الأموي الدمشقي الحافظ: ذكره ابن زبر في "تاريخ مواليد العلماء"(2/ 647)، والذهبي في "العبر"(2/ 4) وترجم له ابن عساكر (7/ 25 - 27)، رقم (440)، والذهبي في "السير"(15/ 62)، رقم (30)، والسيوطي في "طبقات الحفاظ"(ص 337/ 764) وغيرهم، ووصفه الذهبي والسيوطي وابن العماد بالحفظ والرحلة، وأنه كان محدث دمشق، بل وقال الذهبي في "السير":"الإمام الحافظ الثقة الرحال، .. أكثر وجمع وألف"، وقال في ترجمة ابنه "محمد بن إبراهيم الدمشقي" (16/ 59):"وأبوه من أصحاب الحديث".
إذًا تنحصر العلة منهما في جهالة حبيش بن عمر الدمشقي، ومخالفة إبراهيم بن عبد الرحمن لأكثر وأوثق منه. وكذا شيخ الأوزاعي لم يتبين لي من هو، وذكر المزي في شيوخ الأوزاعي "أبا معاذ صاحب أبي هريرة"، وليس هذا بـ "عطاء بن مينا المدني -وقيل: البصرى- نزيل مكة"، فإنه أقدم من أن يدركه الأوزاعي، وابن جريج المكي -وهو أعلى إسنادًا من الأوزاعي- يروي عنه بواسطة أيوب بن موسى الأموي (ت 132 هـ) وطبقته. ويحتمل أن يكون "أبا معاذ سليمان بن أرقم" - أحد =
وابن عباس
(1)
.
لكن حديث ابن عباس عند محمد بن نصر؛ من حديث هشيم، عن جويبر، عن الضحاك، عنه موقوف، ولفظه:"شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عما في أيدي الناس"
(2)
.
وجعله القضاعي في "مسند الشهاب" في حديث سهل، من قول النبي صلى الله عليه وسلم -لا حكايةً عن جبريل- لكن بلفظ:"عن الناس"
(3)
.
701 - حديث: "العزلة".
في: "الوحدة"
(4)
.
= المتروكين-، فهو من طبقة شيوخ الأوزاعي، وحديثه عن أبي هريرة رضي الله عنه منقطع. والله أعلم.
(1)
أخرجه المستغفري في "فضائل القرآن"(1/ 383)، وهو مجمع البلايا، فيه أصرم بن حوشب وشيخه نهشل بن سعيد؛ كذبهما الأئمة، والضحاك بن مزاحم: لم يدرك ابن عباس رضي الله عنهما، كما تقدم.
وأخرجه ابن عساكر في "المعجم"(1/ 506)، رقم (619) من وجه آخر فيه منصور بن عبد الله بن خالد الخالدي الهروي كذبوه، وفوقه مجهولان، وعليه قال ابن عساكر:"غريب المتن والإسناد".
(2)
أورده السيوطي في "اللآلي المصنوعة"(2/ 27) عن محمد بن نصر المروزي عن يحيى بن يوسف القرشي أبي زكريا، عن هشيم به. وجويبر متروك الحديث، كما تقدم. والله أعلم.
وروي عن سمير أبي واصل الضبي عن جويبر عن الضحاك قوله، وعن أبي الأحوص سلام بن سليم الحنفي، عن سمير أبي عاصم قوله، وهو أولى. والله أعلم.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التهجد"(20) بإسناد حسن -إن شاء الله- عن الحسن البصري قوله.
ويروى لصهيب بن مهران البصري، والمعافى بن عمران، وأبي عمران الجوني وغيرهم قولهم أيضًا، ولا أصل له مرفوعًا، كما قال العقيلي. والله أعلم.
(3)
هو كما قال في الموضع الأول من "مسند الشهاب"(ح 151)، وهو مختصر بهاتين الجملتين، وأما في الموضع الثاني منه (ح 746) فروى الحديث بطوله حكاية عن جبريل عليه السلام. والله أعلم.
(4)
الحديث (1274).
702 - حديث: "العز مقسوم، وطلب العز غموم وأحزان".
في نسخة سمعان بن المهدي، عن أنس مرفوعًا
(1)
؛ ولا يصح لفظه.
703 - حديث: "عش ما شئت فإنك ميت".
سلف قريبًا
(2)
.
704 - حديث: "العصمة أن لا تجد".
ونحوه: "الفقر قيد المجرمين".
يشير إليهما: "إن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر، ولو أغنيته لأفسده ذلك"
(3)
.
(1)
وهي نسخة موضوعة، كما تقدم (ح 90).
(2)
قبل حديثين بالرقم (700).
(3)
هو طرف من حديث طويل يروى عن أنس وعمر رضي الله عنهما.
أما حديث أنس رضي الله عنه: فمضطرب الإسناد، يروى على أوجه:
1 -
أخرجه ابن عساكر (7/ 95)، رقم (474) من طريق تمام بن محمد، عن أبي الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم، عن يزيد بن محمد بن عبد الصمد، عن سلامة بن بشر، عن صدقة بن عبد الله الشامي، عن إبراهيم بن أبي كريمة، عن هشام بن عبد الله الكناني، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث قدسي أوله:"من أهان -وفي لفظ: أو أخاف- لي وليًا فقد بارزني بالمحاربة، .. ".
2 -
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأولياء"(ح 1)، وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 318) -من ثلاث طرق، ومن طريقه لواحد منها رواه الديلمي ["زهر الفردوس"(4/ 220) موضع الشاهد منه-، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(231)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب"(1/ 164 - 165)، رقم (205) -كلاهما من طريق عن ابن الأعرابي-، والبغوي في "شرح السُّنَّة" (5/ 23/ تابع: 1249)، وابن الجوزي في "العلل"(1/ 32)، رقم (27)، وابن عساكر (7/ 96) وغيرهم من طرق عن كل من الهيثم بن خارجة، والحكم بن موسى، عن أبي عبد الملك الحسن بن يحيى الخشني، عن صدقة بن عبد الله، عن هشام الكناني، عن أنس رضي الله عنه بطوله.
قال أبو نعيم: "غريب من حديث أنس، لم يروه عنه بهذا السياق إلا هشام الكناني، وعنه صدقة بن عبد الله أبو معاوية الدمشقي، تفرد به الحسن بن يحيى الخشني".
وقال ابن عساكر: "رواه الحسن بن يحيى الخشني عن صدقة عن هشام، ولم يذكر فيه إبراهيم بن أبي كريمة". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 3 - وأخرجه البغوي في "شرح السُّنَّة"(5/ 21 - 22)، رقم (1249) و"التفسير"(7/ 194، سورة الشورى، الآية: 27)، من طريق أبي علي الحسين بن الفضل البجلي، عن أبي حفص عمر بن سعيد الدمشقي، عن صدقة بن عبد الله، عن هشام الكناني، عن أنس رضي الله عنه.
4 -
وأخرجه الثعلبي في "التفسير"(8/ 318، سورة الشورى، الآية: 27) من طريق محمد بن يحيى الأزدي، عن أبي حفص عمر بن سعيد الدمشقي، عن صدقة بن عبد الله، عن عبد الكريم الجزري، عن أنس رضي الله عنه.
وهو عند الطبراني في "الأوسط"(1/ 192)، رقم (609) من طريق عمر بن سعيد به مختصرًا بأول طرف منه فقط.
5 -
وأخرجه ابن عساكر (37/ 35)، رقم (4236) من طريق إبراهيم بن عبد الله -قال: هو ابن أيوب المخرمي- عن الحكم بن موسى، عن عبد الملك بن صدقة بن عبد الله بن جندب الدمشقي عن أبيه عن هشام الكناني، عن أنس رضي الله عنه.
قال ابن عساكر: "رواه أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار عن الحكم بن موسى عن أبي عبد الملك الحسن بن يحيى بن الحسين عن صدقة، فيحتمل أنه كان عند الحكم عنهما جميعًا، والأظهر أنه خطأ -والله أعلم- فإنا لم نجده إلا من هذا الوجه".
وهو خطأ -كما استظهره ابن عساكر-، فالحديث مداره على صدقة بن عبد الله -وهو السمين-، واختلف عنه في إسناده على أربعة أوجه كما ترى، وأتم هذه الوجوه هو الأول، وفيه عدة علل:
أولًا: هشام بن عبد الله الكناني: ترجم له ابن عساكر بهذا الحديث، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، كما في "تاريخ دمشق"(74/ 21)، رقم (10058)، نقلًا عن "مختصره"(27/ 96).
وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم"(ح 38، ص 673): "لا يعرف، وسئل ابن معين عن هشام هذا: من هو؟ قال: لا أحد؛ يعني: أنه لا يعتبر به".
ثانيًا: إبراهيم بن أبي كريمة الصيدلاني: ترجم له ابن عساكر (7/ 95)، رقم (474) بهذا الحديث، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولا ذكرًا في رواية أخرى.
فابن أبي كريمة هذا مجهول، وصدقة السمين معروف بالرواية عن سليمان بن أبي كريمة، وهو واه يأتي عن الثقات بالمناكير، كما تقدم، فيحتمل أن يكون وهم بعض الرواة في اسمه. والله أعلم.
ثالثًا: صدقة بن عبد الله السمين الشامي: ضعيف، وقد وهاه أحمد وابن معين والبخاري ومسلم وابن ماكولا وغيرهم، وذهب أحمد والبخاري وغيرهما إلى أنه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= منكر الحديث جدًّا، وسيما فيما رفع من الحديث، وأغلظ القول فيه ابن حبان، فقال:"كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يشتغل بروايته إلا عند التعجب"، ثم تعرض لمن اكتفى بمطلق تضعيفه، دون مرتبة الترك، فقال:"هو لم يسبر مناكير حديثه، وصدقة هذا يروي عن محمد بن المنكدر عن جابر بنسخة موضوعة يشهد لها بالوضع المبتدئ في هذه الصناعة، فكيف المتبحر فيها". وعليه لم ينظر إلى توثيق دحيم وسعيد بن عبد العزيز الدمشقي، وتمشية أبي حاتم له، وإن لم يترك مطلقًا. والله أعلم. انظر:"التاريخ الكبير"(4/ 296)، رقم (2886)، و"الأوسط"(4/ 698)، رقم (1076)، و"الضعفاء" للبخاري (174)، وللعقيلي (2/ 207)، رقم (738)، "الجرح والتعديل"(4/ 429 - 430)، رقم (1889)، "المجروحين"(1/ 374)، "الكامل"(4/ 74 - 76)، رقم (924)"الميزان"(2/ 310 - 311)، رقم (3872)، "تهذيب التهذيب"(4/ 365)، رقم (727)، "التقريب"(2913).
والوجه الثاني: فيه أبو عبد الملك الحسن بن يحيى الخشني البلاطي: مختلف فيه؛ قواه البعض، وضعفه آخرون، وتركه الدارقطني، وتقدمت ترجمته (ح 604). وبه وبصدقة معًا أعل ابن الجوزي هذا الحديث.
وسقط من روايته إبراهيم بن أبي كريمة الصيدلاني أحد المجاهيل، فذا علة أخرى.
والوجه الثالث والرابع: فيهما أبو حفص عمر بن سعيد الدمشقي؛ متروك اتفاقًا، وكذبه الساجي، وقد قلب الحديث من إسناد المجاهيل عن أنس رضي الله عنه، على عبد الكريم الجزري عن أنس رضي الله عنه، وقد توبع عن صدقة عن الجزري على بعضه دون تمامه وموضع الشاهد منه، وما يتابَع عليه منه يشهد له حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند البخاري (ح 6502)، وابن حبان (347)، وغيره من الروايات. والله أعلم.
وانظر لترجمة عمر بن سعيد: "الميزان"(3/ 199)، رقم (6120)، و"تهذيب التهذيب"(7/ 399)، رقم (752).
ومن أجل هذه العلل ضعفه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"، وابن رجب في "جامع العلوم"(ح 38، ص 673)، والألباني في "الصحيحة"(1640) و"الضعيفة"(1775)، لكنه مال إلى تحسينه بمجموع طرقه، وهي لا تشهد لمجموع الحديث، وإنما لبعض أطرافه، دون موضع الشاهد منه. والله أعلم.
وأما حديث عمر رضي الله عنه: فأخرجه الخطيب (6/ 14)، رقم (3044) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(1/ 31)، رقم (26)، والديلمي، كما في "زهر الفردوس"(4/ 220 - 221) -، قال الخطيب: قرأت بخط أبي عبد الله بن بكير، قال: حدثنا إبراهيم بن أحمد القرميسيني -وما كتبناه إلا عنه- عن أبي محمد أحمد بن محمد بن =
705 - حديث: "عظموا مقداركم بالتغافل".
لا أعرفه
(1)
، وفي التنزيل:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101].
706 - حديث: "عفوا تعف نساؤكم، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم".
الطبراني عن جابر
(2)
، والديلمي عن علي، مرفوعًا: "لا تزنوا فتذهب
= حبيب، عن محمد بن أبي محمد المروزي، عن يحيى بن عيسى الرملي، عن الثوري، عن حماد بن زيد، عن أيوب عن أبي قلابة عن كثير بن أفلح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو مسلسل بالتحديث.
قال ابن الجوزي: "لا يصح، فيه يحيى بن عيسى الرملي: قال يحيى: "ما هو بشيء"، وقال ابن حبان: "ساء حفظه فكثر وهمه فبطل الاحتجاج به". وبه أعله الألباني في "الضعيفة" (1774)، وزاد: "اللذان دونه لم أجد من ترجمهما"، ومثله من رواية من لا يعرف عن ضعيف، عن الثوري بمثل هذا الإسناد المسلسل بالأئمة الثقات، غاية في النكارة، بيِّن البطلان. والله تعالى أعلم.
(1)
في "الجد الحثيث"(286): "لا يعرف"، وفي "الأسرار المرفوعة"(ص 246، ح 295) و"المصنوع" لملا علي القاري (193) و"أسنى المطالب" للحوت (884): "ليس بحديث".
(2)
لم أقف عليه عند الطبراني، وقد رواه عنه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 335) من روايته عن أحمد بن داود المكي، عن علي بن قتيبة الرفاعي. وأخرجه العقيلي (3/ 249)، رقم (1247)، وابن عدي (5/ 207)، رقم (1360)، والحاكم (4/ 154)، والخطيب (6/ 308)، وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 308 - 309)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب"(1/ 281)، رقم (449)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 85، 106)، وغيرهم من طرق عن علي بن قتيبة، عن مالك، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه مرفوعًا:"بروا آباءكم يبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم"، وفي لفظ:"وعفوا عن نساء الناس .. ".
وذكر العقيلي وابن عدي والدارقطني وأبو نعيم والخطيب وابن عبد البر وغيرهم بأنه غريب من حديث مالك، تفرد به علي بن قتيبة الرافعي، وذكر العقيلي وغيره أنه باطل، لا أصل له من حديث مالك، أو أبي الزبير، ولا من وجه يثبت.
وآفته علي بن قتيبة الرافعي هذا: فقال العقيلي: "يحدث عن الثقات بالبواطيل وما لا أصل له"، ونحوه قول ابن عدي، وكذبه الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (753). وانظر:"اللسان"(6/ 8)، رقم (5462). =
لذة نسائِكم، وعفوا تعف نساؤكم، إن بني فلان زنَوْا فزنت نساؤهم"، وهو في الغيلانيات أيضًا
(1)
= وقد وهم البعض في هذا الإسناد، فقلبه على غير علي بن قتيبة، كما أخرجه الخطيب في "تاريخه"(6/ 308) من طريق بكر بن محمد بن حمدان المروزي، عن محمد بن يونس، عن محمد بن خالد بن عثمة الحنفي، عن مالك به. ثم قال:"هذا الحديث قد وهم فيه على محمد بن يونس الكديمي؛ لأنه إنما رواه عن علي بن قتيبة الرفاعي عن مالك، ولم يكن عنده ولا عند غيره عن ابن عثمة، وهو محفوظ أن علي بن قتيبة تفرد بروايته"، ثم رواه من طريق الكديمي على الصواب، فقال:"وهكذا رواه عن علي بن قتيبة غير واحد، وحدث به بعض الناس عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني عن علي بن قادم عن مالك، فوهم فيه أقبح من وهم من رواه عن ابن عثمة، والله أعلم".
قلت: وهو في "المعجم الأوسط" للطبراني (1/ 299)، رقم (1002) - عن أحمد -وهو أبو عبد الله أحمد بن داود المكي-، عن علي -هو ابن قتيبة الرفاعي-، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا.
وهذا حسن إسناده المنذري في "الترغيب"(3/ 218)، رقم (3759)، والهيتمي في "الزواجر"(2/ 120)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 257)، رقم (13403):"رجاله رجال الصحيح، غير شيخ الطبراني أحمد غير منسوب، والظاهر أنه من المكثرين من شيوخه، فلذلك لم ينسبه. والله أعلم".
وتعقب الألباني مجموع الحكمين في "الضعيفة"(2039)، بأن الطبراني قد نسب شيخه المذكور عند البدء في أحاديثه قبل حديثين، كما هو عادته في "الأوسط"، وهو ثقة، إلا أن الآفة من شيخ شيخه؛ علي بن قتيبة الرافعي، كما تقدم.
هذا، والظاهر أن هذا الوجه الوارد في "الأوسط" وهم، فقد رواه أبو نعيم عن الطبراني، والعقيلي وغيره عن شيخه أحمد بن داود المكي به على الوجه الأول، من حديث مالك عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه. والله أعلم.
تنبيه: السياق المذكور عند المؤلف لم يرد في حديث جابر رضي الله عنه هذا، وإنما هو سياق حديث ابن عباس رضي الله عنه عند ابن عدي (1/ 330)، ومن طريقه لدى ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 106).
وأخرج الخرائطي في "اعتلال القلوب"(ح 107) -ومن طريقه ابن بشران في "الأمالي"(1/ 182)، رقم (419) - الطرف الأول منه فقط، ومداره على إسحاق بن نجيح الملطي، وهو من الكذابين المشهورين بالوضع، كما في "الكامل"(1/ 329 - 331)، رقم (155) و"الميزان"(1/ 200 - 202)، رقم (795).
(1)
أخرجه الديلمي ["زهر الفردوس" (4/ 164) - من طريق ابن لال]، وابن عدي =
وفي الباب عن غيرهما
(1)
.
= (5/ 244)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"(1/ 138 - 139)، رقم (99 - 100) - ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 105 - 106)، وفي إسناده عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، يروي بإسناده هذا عن آبائه عن علي رضي الله عنه الموضوعات والأباطيل، كما تقدم (ح 669).
وله طريقان آخران، أحدهما عند ابن حبان في "المجروحين"(2/ 168)، وفيه عباد بن كثير الثقفي، وهو متروك يروي عن الثقات الموضوعات، والآخر عند الشجري في "الأمالي الخميسية"["ترتيبه" (2/ 163 - 164)، رقم (1983)]، وفيه أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، وهو رافضي وضاع، كما في "تاريخ بغداد"(5/ 466 - 467)، رقم (3010)، و"اللسان"(4/ 509)، (7/ 253 - 255)، رقم (7018).
(1)
وروي من حديث ابن عمر، وابن عباس -وتقدما-، وحذيفة وأنس وأبي هريرة، وعائشة رضي الله عنهم.
أما حديث عائشة رضي الله عنهما، ففيه خالد بن يزيد العمري، كذبوه. وحديث أنس رضي الله عنه فيه واه ومتهمان.
وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه: فأخرجه أبو الفتح الأزدي في "الغرائب"(ح 8) من طريق النضر بن طاهر، عن سويد أبي حاتم، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(2/ 48) عن محمد بن جعفر بن يوسف، عن أحمد بن الحسين بن أبي الحسين الأنصاري الكلنكي، عن عبد الله بن عمر بن يزيد الزهري أخي رسته، عن عمر بن الخطاب الراسبي، عن سويد بن إبراهيم أبي حاتم الهذلي، به.
ثم أخرجه أبو الفتح الأزدي، وكذا الشجري في "الأمالي الخميسية" -كما في "ترتيبه"(2/ 163، رقم 1982 - من طريق أبي الشيخ) - من طريقين عن إسحاق بن إبراهيم الصواف، عن عمر بن الخطاب [قال الأزدي: السجستاني، وقال الشجري: السدوسي]، عن سويد أبي حاتم، عن الحسن، عن أبي هريرة رضي الله عنه. دون ذكر قتادة. وأخرجه الحاكم (4/ 154) من طريق إبراهيم بن أبي طالب، عن يحيى بن حكيم وإسحاق بن إبراهيم الصواف، قالا: ثنا سويد أبو حاتم عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه. وقال: "صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".
وهذا حديث مضطرب الإسناد، منكر المتن، وطرقه كلها واهية.
أما الطريق الأول: ففيه النضر بن طاهر القيسي البصري، كذبه ابن أبي عاصم، وقال ابن عدي (7/ 27 - 28)، رقم (1967): "ضعيف جدًّا، يسرق الحديث، ويحدث =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عمن لم يرهم ولا يحتمل سنه أن يراهم"، وقال الدارقطني وغيره: متروك. "سؤالات البرقاني" (521)، "اللسان" (8/ 276 - 278)، رقم (8143).
وأما بقية الطرق، فمدارها على عمر بن الخطاب، عن سويد أبي حاتم، واختلف فيها في مواضع: اختلف في عمر بن الخطاب أبي حفص هل هو الراسبي؛ وهو مقبول، من التاسعة، كما في "التقريب"(4887). أو السجستاني؛ وهو قشيري، وصدوق، من الحادية عشر، كما في "التقريب"(4889)، ولم يذكر في الرواة عن سويد أبي حاتم، والظاهر أنه لم يلحقه. أو السدوسي؛ ولم أقف له على ترجمة، ولعله مصحف من "الراسبي". والله أعلم.
واختلف فيه كذلك: هل يرويه سويد عن الحسن مباشرة، أم عن قتادة عن الحسن، والأول أكثر، ولم يذكر لسويد سماع عن الحسن البصري، ثم قتادة مدلس، ورواية الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه مرسلة.
وأما إسناد الحاكم فغير محفوظ، وفيه أوهام، وذلك أنه رواه من حديث إسحاق الصواف عن سويد مصرحًا بالتحديث، وإنما يرويه الصواف عن عمر بن الخطاب عن سويد، كما تقدم من وجهين عن الصواف.
ثم مدار الجميع على سويد بن إبراهيم أبي حاتم الهذلي عن قتادة، وسويد ضعف حديثه النسائي، وقال ابن عدي:"حديثه عن قتادة ليس بذاك، ورواياته بعضها مستقيمة، وبعضها لا يتابعه أحد عليها، وإنما غلط على قتادة، ويأتي بأحاديث عنه لا يأتي بها أحد عنه غيره، وهو إلى الضعف أقرب"، وقال أبو زرعة:"ليس بالقوي، حديثه حديث أهل الصدق"، وقال الدارقطني ["سؤالات البرقاني" (207)]:"ليس يعتبر به"، وذكره في "الضعفاء"(279)، وضعفه ابن معين في رواية أبي داود عنه، وقواه في أكثر الروايات عنه، وكذا قواه البزار.
وتشدد فيه ابن حبان، فقال:"يروي الموضوعات عن الأثبات، وهو صاحب حديث البرغوث"، وأنكره عليه الذهبي وابن حجر، وكذا تعقبا والألباني تصحيح الحاكم له بأن سويدًا هذا ضعيف -كما في "تلخيص المستدرك"، و"إتحاف المهرة"(15/ 648)، رقم (20067)، و"الضعيفة"(2043) -.
انظر للترجمة: "المجروحين"(1/ 350)، "الكامل"(3/ 421 - 423)، رقم (846)، "تهذيب الكمال"(12/ 242 - 244)، رقم (2640)، "الميزان"(2/ 247)، رقم (3619)، "التقريب"(2687).
وإذ أنه يعرف منه وينكر، فهذا الحديث من مناكير ما روى، إذ فيه:"ومن أتاه أخوه متنصلًا -وفي لفظ: معتذرًا- فليقبل عذره محقًا كان أو مبطلًا -وفي لفظ: كان صادقًا، أو كاذبًا-، فمن لم يفعل ذلك لم يرد علَيَّ الحوض يوم القيامة". وهذا =
707 - حديث: "عفو الله أكبر من ذنوبك".
قاله النبي صلى الله عليه وسلم لجُبَيْب
(1)
بن الحارث.
العسكري، وأبو نعيم، ومن جهته الديلمي؛ عن عائشة
(2)
.
= ملحق بآخر أكثر تلكم الروايات الموضوعة السابقة أيضًا، وهو شديد النكارة. والله أعلم.
ولقوله: "عفوا تعف نساؤكم" طريق آخر عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 285) من حديث صدقة بن يزيد، ثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا به.
وشيخ أبي نعيم محمد بن معمر بن ناصح أبي مسلم الذهلي الأديب الأصبهاني وشيخ شيخه أبو بكر محمد بن أحمد بن داود المؤدب لم أجد فيهما جرحًا ولا تعديلًا.
وصدقة بن يزيد الخراساني نزيل دمشق: مشاه ابن معين، واعتبره فوق صدقة بن عبد الله السمين -وهو مجمع على ضعفه، كما تقدم-، ووثقه أبو زرعة الدمشقي في رواية -ولينه في رواية أخرى-، وقال أبو حاتم:"صالح"، وضعفه الجوزجاني والنسائي وابن عدي وغيرهم، وضعفه كذلك أحمد والبخاري، وقالا:"منكر الحديث"، وقال ابن حبان:"كان ممن يحدث عن الثقات بالأشياء المعضلات على قلة روايته، لا يجوز الاشتغال بحديثه، ولا الاحتجاج به"، واستنكروا عليه أحاديث بهذا الإسناد، وبغيره.
وانظر: "الضعفاء" للنسائي (308)، والعقيلي (2/ 206)، رقم (737)، "الجرح والتعديل"(4/ 431)، رقم (1893)، "المجروحين"(1/ 374)، "الكامل"(4/ 77 - 78)، رقم (926)، "اللسان"(4/ 315 - 317)، رقم (3919).
وهذا أمثل طرق الحديث، ويمكن أن يخرج بهذا عن حد الوضع، إلى مجرد المنكر والواهي، وقد حكم عليه أبو حاتم الرازي بالبطلان، كما في "العلل" لابنه (1235)، واستنكره الأئمة. والله أعلم.
(1)
بجيم مضمومة، وبائين موحدتين، بينهما ياء ساكنة، مصغرًا، كما في "الإكمال" لابن ماكولا (2/ 300)، و"الإصابة"(2/ 164 - 165)، رقم (1091)، ومصادر تخريج الحديث الآتية.
(2)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5/ 122)، رقم (4854)، (5/ 260)، رقم (5257) و"الدعاء"(1/ 509)، رقم (1806) -وعنه وعن غيره رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 19) و"المعرفة"(2/ 637)، رقم (1708)، ومن طريق أبي نعيم عن الطبراني أخرجه الديلمي (2/ 242/ ب) - والدارقطني في "المؤتلف والمختلف"(2/ 634)، وأبو الفتح الأزدي في "ذكر اسم كل صحابي لا أخ له يوافق اسمه" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (1/ 61)، والبيهقي في "الشعب"(9/ 304)، رقم (6689)، والخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 449)، رقم (750)، وغيرهم من طرق عن عيسى بن إبراهيم البركي البصري، عن سعيد بن عبد الله [أبي المغلس -أو: ابن أبي المغلس- الخزاعي مولاهم، الساحلي، الجنابي - من أهل جنابا]، عن أبي أيوب نوح بن ذكوان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا في حديث.
قال الطبراني: "لا يروى عن هشام بن عروة إلا بهذا الإسناد، تفرد به عيسى بن إبراهيم"، وقال ابن منده -كما في "الإصابة" (2/ 162) -:"غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
وهذا الإسناد فيه علتان:
1 -
أبو أيوب نوح بن ذكوان: قال أبو حاتم: "ليس بشيء، مجهول"، وقال ابن عدي:"أحاديثه غير محفوظة"، وقال الساجي:"يحدث بأحاديث بواطيل"، وكناه أبو أحمد الحاكم وابن منده، وقالا:"حديثه ليس بالقائم" -وساقا هذا الإسناد- وقال ابن حبان: "منكر الحديث جدًّا، ولست أدري أتفرد بها أو شارك أخاه فيها، وعلى الوجهين جميعًا يجب التنكب عن حديثهما، لما فيه من المناكير ومخالفة الأثبات"، وقال الحاكم:"روى عن الحسن كل معضلة"، وقال أبو نعيم:"روى عن الحسن المعضلات، وله صحيفة عن الحسن عن أنس، لا شيء"، وعليه وهاه الذهبي في "الكاشف"(5890)، وأما ابن حجر فاكتفى (7206) بقوله:"ضعيف"، وحكم الذهبي أقرب، وهو مجمع على ضعفه، والله أعلم. انظر:"الجرح والتعديل"(8/ 485)، رقم (2214)، "الكنى" لأبي أحمد (1/ 304)، رقم (196)، "المجروحين"(3/ 47)، "الكامل"(7/ 44)، رقم (1976)، "فتح الباب"(364)، المدخل إلى الصحيح (1/ 227)، رقم (208)، "الضعفاء" لأبي نعيم (250)، "تهذيب الكمال"(30/ 48 - 50)، رقم (6491).
وأما أخوه أيوب بن ذكوان: فمنكر الحديث، ولا يروي عنه إلا أخوه نوح هذا، فلذا قال ابن حبان:"فلا أدري التخليط في حديثه منه أو من أخيه"، وإذ كان هذه المناكير لا يرويها عنه غير أخيه، وهو يروي المناكير عن غيره من ثقات الناس فأولى أن يكون نوح هو الذي يتحملها دون أخيه هذا. والله أعلم.
وانظر له: "التاريخ الكبير"(1/ 414)، رقم (1320)، "المجروحين"(1/ 16 - 168)، "الكامل"(1/ 357)، رقم (189)، "الضعفاء" لابن الجوزي (464)، "اللسان"(2/ 240 - 241)، رقم (1349).
2 -
سعيد بن عبد الله [أبي المغلس -أو: ابن أبي المغلس- الخزاعي مولاهم، الساحلي، الجنابي - من أهل جنابا]: ذكره أبو أحمد الحاكم في "الكنى"(1/ 304)، =
وقال العسكري: أخذه عبد الملك بن مروان، فقال على المنبر:"اللَّهُمَّ إنه قد عظمت ذنوبي وكثرت، وإن عفوك لأعظم منها وأكبر"
(1)
.
وكذا أخذه الحسن بن هاني
(2)
، فقال:
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرةً
…
فلقد علمت بأن عفوك أعظم
(3)
وقال أيضًا: يا كبير
(4)
الذنوب، عفو الله من ذنبك أكبر
(5)
.
= وابن ماكولا في "الإكمال"(1/ 540 - البركي)، والمزي في "تهذيب الكمال"(22/ 580)، رقم (4615) في شيوخ عيسى بن إبراهيم البركي البصري، ولم أقف له على ترجمة، وكذا قال الألباني في "الضعيفة"(3867).
وبهما معًا أعله الألباني، وأما البيهقي وأبو أحمد الحاكم وابن السكن، والهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 332)، رقم (17531)، وابن حجر وغيرهم فأعلوه بنوح بن ذكوان وحده.
وأخرجه أبو علي الصوري في "الفوائد المنتقاة"(ح 28) من وجه آخر عن نوح بن ذكوان به. وفيه مع نوح؛ محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني -شيخ الصوري- رافضي وضاع كما تقدم قريبًا، وشيخه أحمد بن محمد بن جعفر بن خلف بن حيزام الفرائضي الرافقي لم أقف له على ترجمة.
(1)
أخرجه ابن أبي الدنيا في "حسن الظن"(112)، والخطيب (8/ 411)، وابن عساكر (37/ 154، 155، 156) من أوجه عن الشعبي ووالد الأصمعي وغيرهما عن عبد الملك به مثله، ونحوه.
(2)
أبو علي الحكمي، الشاعر المعروف بأبي نواس، توفي ببغداد سنة (195 هـ)، وهو ابن (59).
"تاريخ بغداد"(7/ 436 - 448)، رقم (4017)، "تاريخ دمشق"(13/ 407 - 466)، رقم (1476).
(3)
أخرجه الخطيب (7/ 448)، وابن عساكر (13/ 461 - 462، 466)، وابن الجوزي في "المنتظم"(10/ 20)، و"الثبات عند الممات"(ص 166 - 167)، في أبيات كتبها قبيل وفاته.
(4)
في (م) و"كشف الخفاء"، و"تاريخ دمشق":"كثير".
(5)
كذا في نسخ المقاصد، وفي "كشف الخفاء" للعجلوني (2/ 61)، رقم (1739) على أنه نثر، ولمح إلى ذلك العجلوني، وأسنده ابن عساكر (13/ 459 - 460) عن أبي نواس في نظمٍ ثالثَ أيام مرض موته:
يا نواسي تفكر
…
وتعزا وتصبر
ساءك الدهر بشيء
…
ولما سرك أكثر =
708 - حديث: "عقولهن في فروجهن"؛ يعني: النساء.
لا أصل له
(1)
، ولكن حكى القرطبي في "التذكرة" عن علي، أنه قال: "أيها الناس! لا تطيعوا للنساء أمرًا، ولا تدعوهن يدبرن أمرَ عسيرٍ
(2)
، فإنهن إن تُرِكن وما يُرِدن أفسدن الملك وعصين المالك، وجدناهن لا دين لهن في خلواتهن، ولا ورع لهن عند شهواتهن، اللذة بهن يسيرة، والحيرة بهن كثيرة، فأما صوالحهن فاجرات، وأما طوالحهن فعاهرات، وأما المعصومات فهن المعدومات، فيهن ثلاث خصال من يهود؛ يتظلمن وهن ظالمات، ويحلفن وهن كاذبات، ويتمنعن وهن راغبات، فاستعيذوا بالله من شرارهن، وكونوا على حذر من خيارهن"
(3)
. انتهى.
وفي المرفوع: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"
(4)
، و"ما رأيت من ناقصات عقل ودين أسلب للب الرجل الحازم منكن"
(5)
، و"هن مائلات مميلات"
(6)
.
= يا كثير الذنب عفو
…
الله من ذنبك أكبر
أكبر العصيان في
…
أصغر عفو الله يصغر
(1)
وكذا في "الجد الحثيث"(287)، وغيره.
(2)
كذا في "ز": بدون ألف التنوين في الكلمتين، وبالسين المهملة للثاني، وفي:"م" و"التذكرة": "أمر عشير" بالشين المعجمة. ويصح المعنى على الوجهين. والله أعلم.
(3)
التذكرة (2/ 818)، ولم ينسبه لمسند، ولا وقفت له على أصل، وهو منكر المتن جدًّا. والله أعلم.
(4)
اتفق عليه الشيخان (خ: 5096، م: 2740) عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما.
(5)
اتفق عليه الشيخان (خ: 304، 1462، م: 80) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
وانفرد به مسلم (ح 79، 80) من حديث ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم أيضًا، في حديث.
(6)
أخرجه مسلم (2128) في حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النار لم أرهما؛ قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا".
وهذه الأحاديث الثابتة كلها في الفتانات من النساء، وأما الصالحات منهن ففيهن من هي أكمل من كثير من الصالحين من الرجال؛ كامرأة فرعون ومريم ابنة عمران، =
وما أحسن قول أبي الخطاب ابن دحية: تحفظوا عباد الله منهن، وتجنبوا عنهن، ولا تثقوا بودهن ولا بوثيق عهدهن، ففي نقصان عقلهن ودينهن
(1)
ما يغني عن الإطناب فيهن، والله الموفق
(2)
.
709 - حديث: "علامة الإذن التيسير"
....
(3)
.
710 - حديث: "علقوا السوط حيث يراه أهل البيت، فإنه أدب لهم"
(4)
.
الطبراني في "الكبير" من حديث عيسى
(5)
وعبد الصمد
(6)
ابني علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيهما، عن جدهما ابن عباس به
(7)
.
= وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمهات المؤمنين؛ خديجة وعائشة وأمثالهن رضي الله عنهن، فالاستدلال بأمثال هذه الأحاديث لما ورد أعلاه في ذم النساء مطلقًا -صالحات وطالحات- مما لا يستحسن، ويمكن أن يقابل هذا بالاستدلال في ذم الرجال مطلقًا بالجزء الأول من هذا الحديث وأمثاله، وهو باطل بلا نزاع. والله أعلم.
(1)
في (ز، م): "وودهن"، والمثبت من (زك) و"التذكرة" للقرطبي، وفيه:"عقولهن" بدل "عقلهن".
(2)
حكاه القرطبي في "التذكرة"(2/ 819)، إثر الروايات المذكورة عند المؤلف.
(3)
لم يتكلم عليه المؤلف، وبعده بياض في الأصول قدر خمس كلمات، وكذا ذكر ابن الديبع في "التمييز"(ح 858)، وليس بحديث كما في "التمييز"، و"الجد الحثيث"(289، 290)، و"الأسرار المرفوعة" له (ص 246، ح 297)، وغيرها، وإنما هو من كلام الصوفية، كما ذكر الحافظ في "فتح الباري" - ت: الفاريابي (6/ 630، ح 2731 - 2733)، ولم يعتد به.
(4)
لفظ الطبراني: "فإنه لهم أدب".
(5)
هو: عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس القرشي الهاشمي العباسي، الحجازي، ثم البغدادي: صدوق، مقل، كان معتزلا للسلطان، من السابعة، مات (163)، وله (80) سنة. "التقريب"(5312).
(6)
قال الذهبي: "حدث عن أبيه بحديث: "أكرموا الشهود"، وهذا منكر، وما عبد الصمد بحجة، ولعل الحفاظ إنما سكتوا عنه مداراة للدولة". "الميزان"(2/ 620)، رقم (5074)، وانظر:"تاريخ بغداد"(11/ 38 - 40)، رقم (5713)، "تاريخ دمشق"(36/ 240 - 255)، رقم (4078).
(7)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4/ 341)، رقم (4382) و"الكبير"(10/ 284)، رقم (10671) من طريقين عن العباس بن الوليد الخلال الدمشقي، عن سلام بن سليمان، عن عيسى وعبد الصمد به. =
ومن طريق داود بن علي
(1)
، عن أبيه به، بدون:"فإنه أدب لهم"
(2)
.
= وقال: "لم يروه عن عيسى وعبد الصمد إلا سلام بن سليمان، والمشهور من حديث داود بن علي".
وقد حسن إسناده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 197)، رقم (13217)، وفيه نظر، فإن سلام بن سليمان: الظاهر أنه ابن سوار الثقفي المدائني، وهو ضعيف، منكر الحديث عن الثقات، كما تقدم (ح 265، 586)، والعباس بن الوليد بن صبح أبو الفضل السلمي الخلال: قال أبو حاتم: "يكتب حديثه، شيخ"، وقال أبو داود: كان عالمًا بالرجال والأخبار، لا أحدث عنه. انظر:"تاريخ دمشق"(26/ 436 - 438)، رقم (3125)، "الميزان"(2/ 386 - 387)، رقم (4185).
وأخرجه الخطيب (12/ 203)، وابن عساكر (46/ 353) من طريق عمرو بن مسعدة -كاتب المأمون- عن المأمون، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن عمه عبد الصمد بن علي، به مثله.
وعمرو بن مسعدة كاتب المأمون ترجم له الخطيب (12/ 203)، رقم (6662)، وابن عساكر (46/ 352 - 355)، رقم (5402)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا، ولا هو من رواة الحديث وأهله.
(1)
ابن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي، ولي للسفاح البصرة، ثم الموسم والحرمين، سئل ابن معين عن حديثه، فقال:"أرجو أنه ليس يكذب، إنما يحدث بحديث واحد"، وهذا منه -والله أعلم- إيماء إلى عدم الاعتبار بحديثه، وقد تعقبه ابن عدي (3/ 88 - 91)، رقم (630) بأن له أكثر من سبعة عشر حديثًا، فساقها، ثم قال:"عندي أنه لا بأس برواياته عن أبيه عن جده، فإن عامة ما يرويه عن أبيه عن جده". وقال البزار (11/ 394)، رقم (5232):"كان عاليًا في نسبه، ولم يكن بالقوي في الحديث، على أنه لا يتوهم عليه إلا الصدق، وإنما يكتب حديثه ما لم يروه غيره". وهذا منه جرح شديد يكاد يترك صاحبه، وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 281)، وقال:"يخطئ"، وقال الذهبي:"ليس بحجة"، وقال ابن حجر (1802):"مقبول". وانظر: "تاريخ دمشق"(17/ 156 - 167)، رقم (2052)، "تهذيب الكمال"(8/ 421 - 425)، رقم (1776)"الميزان"(2/ 13 - 14)، رقم (2633).
(2)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(10/ 284، 285)، رقم (10669، 10672) -من طريق عبد الرزاق وغيره، وهو في "المصنف"(9/ 447)، رقم (17963) -، والحسين بن حرب في "البر والصلة"(ح 187)، والطبري في "تهذيب الآثار"(1/ 411)، رقم (683)، وابن عدي (3/ 90) من خمس طرق عن ابن أبي ليلى، وعبد الرزاق وحده (11/ 133)، رقم (20123) عن الحسن بن عمارة، كلاهما: عن داود بن علي به.
ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: يضعف لسوء حفظه، والحسن بن عمارة: متروك =
وزاد في رواية: "كي يرهب عنه الخادم"
(1)
.
وهو من حديث داود عند البزار، بلفظ:"ضع السوط حيث يراه الخادم"، وقال:"لا نعلمه عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد"
(2)
.
وحديث ابن عباس عند البخاري في "الأدب المفرد" بلفظ: "علق سوطك حيث يراه أهلك". وفيه ابن أبي ليلى، وفيه ضعف
(3)
.
= -كما في "التقريب"(1264) -، وداود بن علي: ليس بحجة -كما تقدم- آنفًا.
وأما الرواة عن ابن أبي ليلى: فيحيى بن العلاء البجلي؛ رمي بالوضع -كما في "التقريب"(7618)، ومندل بن علي ضعيف [تقدم: 88]-، وقيس بن الربيع: حدث بأخرة ما ليس من حديثه، أدخلها عليه ابنه -كما تقدم (ح 2) - وزيد بن حبان الرقي: صدوق كثير الخطإ، وتغير بأخرة، كما في "التقريب"(2125)، وحميد بن عبد الرحمن ثقة، إلا أن الراوي عنه مخلِّط. ولهم متابعات من أوجه أخرى أيضًا -كما سيأتي- ولكنه يبقى الكلام في تفرد ابن أبي ليلى، وشيخه داود بن علي، وابن أبي ليلى ضعيف سيء الحفظ، وشيخه واهٍ.
(1)
لم أقف على هذه الرواية، ولا في "مجمع الزوائد" للهيثمي. والله أعلم.
(2)
أخرجه البزار (11/ 404)، رقم (5244) من طريق مندل، عن ابن أبي ليلى، عن داود، وقال:"لا نعلم أحدًا رواه إلا ابن عباس، ولا نعلم يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"، وتقدم تخريجه.
(3)
لم أقف عليه بهذا اللفظ عند البخاري، ولا عن ابن أبي ليلى، وإنما أخرجه في "الأدب المفرد"(ح 1229) عن إسحاق بن أبي إسرائيل، عن النضر بن علقمة أبي المغيرة، عن داود بن علي، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتعليق السوط في البيت.
وبهذا اللفظ نقله المزي في "التهذيب"(8/ 423)، بعد ما أسنده من طريق الطبراني باللفظ الأول. وداود: ليس بحجة كما تقدم، والنضر بن علقمة: جهله أبو حاتم، وتبعه عليه الذهبي وابن حجر، وقال النسائي: ليس بشيء. انظر: "تهذيب الكمال"(29/ 399)، رقم (6432)"الميزان"(4/ 261)، رقم (9080)"التقريب"(7146). وصححه الألباني في "صحيح "الأدب المفرد" (937/ 1229).
وأما حديث ابن أبي ليلى فتقدم بلفظ الترجمة، وأما لفظ البخاري فأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(318) عن سعيد بن سليمان الأحول المخرمي، عن النضر بن إسماعيل، عن ابن أبي ليلى، به.
والنضر بن إسماعيل بن حازم البجلي، أبو المغيرة الكوفي القاص: ليس بالقوي ["التقريب" (7130)]، وشيخ ابن أبي الدنيا لم أقف له على ترجمة، وفرق الذهبي =
وفي الباب عن ابن عمر؛ عند أبي نعيم في "ترجمة الحسن بن صالح" من "الحلية" من روايته عن عبد الله بن دينار، عنه، بلفظ الترجمة
(1)
.
= في "السير"(13/ 398) -في ذكر شيوخ ابن أبي الدنيا- بينه وبين سعيد بن سليمان سعدويه الواسطي البزاز، وعلى كلٍّ فهما قد توبعا عليه عن ابن أبي ليلى، وهو لم يتابع من معتبر، ولا ثبتت متابعة لداود بن علي عليه.
(1)
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 332)، وعلقه عنه الديلمي (2/ 232/ أ)، والزيلعي في "تخريج الكشاف"(1/ 316)، بلفظ:"علقوا السوط حيث يراه أهل البيت". وإسناده حسن، كما في "الصحيحة"(1446)، رجاله كلهم ثقات، إلا حبيب بن الحسن أبو القاسم القزاز -شيخ أبي نعيم- ضعفه البرقاني، ووثقه ابن أبي الفوارس وأبو نعيم والخطيب. "تاريخ بغداد"(8/ 247)، رقم (4355).
وقد أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(317)، ورواه ابن أبي حاتم في "العلل"(1254) عن أبيه، والطبراني في "الأوسط"(2/ 244)، رقم (1869) و"الصغير"(1/ 86)، رقم (114) عن أحمد بن إسحاق بن بهلول الأنباري، ثلاثتهم (ابن أبي الدنيا، وأبو حاتم، وأحمد) عن إسحاق بن بهلول -وهو الملتقى مع إسناد أبي نعيم- عن سويد بن عمرو الكلبي، عن الحسن بن صالح، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا:"لا ترفع العصا عن أهلك، أخفهم في الله عز وجل".
قال الطبراني، والدارقطني ["أطراف الغرائب" (3/ 392)، رقم (3025)]: "تفرد به إسحاق بن بهلول".
وظاهر إسناده جيد، كما في "مجمع الزوائد"(8/ 198)، رقم (13218)، وعليه حسنه الألباني -كما تقدم- إلا أنه معل، حيث نقل ابن أبي حاتم عن أبيه في "العلل"، أنه حدثه به، فقال:"هذا حديث كذب"، ولعله أراد كذب الإسناد، وإلا فالمتن له شواهد عديدة قد تبلغ بمجموعها درجة الحسن، وعلى كل فحديث ابن عمر رضي الله عنهما المذكور لا مجال لتحسينه -فضلًا عن التصحيح- بعد حكم ذلك الإمام عليه بالوضع، وإن كان الإسناد أوضح من الشمس. والله أعلم.
ولهذا اللفظ الثاني شواهد من أحاديث معاذ بن جبل، وأبي ذر، وأبي الدرداء، وأم أيمن، والأحوص بن حكيم عن أبيه، وعن إسماعيل بن أمية مرسلًا معضلًا.
أما حديث معاذ رضي الله عنه: فرواه أحمد (36/ 392 - 393)، رقم (22075) عن أبي اليمان، عن إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، عن معاذ رضي الله عنه.
وأعله المنذري في "الترغيب"(1/ 216)، رقم (818)، والهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 391)، رقم (7110)، وابن حجر في "الأمالي المطلقة" (مجلس: 92)، والألباني في "الإرواء"(2026)، بالانقطاع بين عبد الرحمن بن جبير، وبين معاذ رضي الله عنه، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فإنه لم يدركه. وزاد الألباني أنه لم يقف على ترجمة لابن زبريق، وهو: إبراهيم بن العلاء بن الضحاك بن المهاجر بن عبد الرحمن بن زيد الزبيدي، أبو إسحاق الحمصي المعروف بابن زبريق، صدوق، مستقيم الحديث، من رجال "التقريب"(226)، فالإسناد حسن، وهو أيضًا من رواية إسماعيل بن عياش عن أهل بلده، وهو محفوظ من رواية مكحول عن أم أيمن رضي الله عنهما، كما سيأتي -إن شاء الله-، فلا اضطراب، بل هو محفوظ على الوجهين. والله أعلم.
وحديث معاذ رضي الله عنه وصله محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(921)، والطبراني في "الكبير"(20/ 82)، رقم (156) و"الأوسط"(8/ 58)، رقم (7956)، و"الشاميين"(3/ 256)، رقم (2204)، وعنه أبو نعيم في "الحلية"(9/ 306) عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ رضي الله عنه. وفي سنده عمرو بن واقد أبو حفص الدمشقي، وهو متروك، بل كذبه مروان بن محمد الطاطري، وأبو مسهر ودحيم من أئمة الشام. انظر:"الجرح والتعديل"(6/ 267)، رقم (1475)، "المجروحين"(2/ 77)، "الكامل"(5/ 117 - 118)، رقم (1283)، "تهذيب الكمال"(22/ 286 - 289)، رقم (4468)"الميزان"(3/ 291)، رقم (6465).
وأما حديث مولاة النبي صلى الله عليه وسلم أم أيمن رضي الله عنها: فأخرجه أبو مسهر في "نسخته"(ح 4) -ومن طريقه أبو يعلى، كما في "إتحاف الخيرة"(3/ 412)، رقم (2002 - 3)، وابن عساكر (35/ 325 - 326)، رقم (60/ 199) -، وعبد بن حميد (1594) عن عمر بن سعيد الدمشقي، والبيهقي في "السنن"(7/ 304) و"الشعب"(10/ 270)، رقم (7481) من طريق بشر بن بكر، ثلاثتهم (أبو مسهر، وعمرو بن سعيد، وبشر) عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن مكحول، عن أم أيمن رضي الله عنها في وصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصى بها بعض أهله. زاد عمرو بن سعيد:"وحدثنا غير سعيد أن الزهري قال: كأن الموصى بهذه الوصية ثوبان". ووقع في "المطالب العالية"(8/ 539)، رقم (1758):"ثنا يحيى بن سعيد عن الزهري"، وهو على الصواب في "الأمالي المطلقة"(1/ 73)، و"إتحاف الخيرة"(3/ 412)، رقم (3002 - 2).
وهذا الحديث أعله البيهقي، والحافظ في "الأمالي المطلقة"، و"التلخيص الحبير" - قرطبة (3/ 413)، رقم (1722) وغيرهما بالإرسال بين مكحول وأم أيمن، وقال الحافظ في "التلخيص":"هو مرسل، أو معضل".
وقد وصل من وجه ضعيف، ولكنه وهم في اسم الصحابية، فسماها أميمة.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(6/ 15)، رقم (3447)، والطبري [كما في "المنتخب من ذيل المذيل" -المطبوع بآخر تاريخه- (11/ 622)]، والطبراني في "الكبير"(24/ 190)، رقم (479)، والحاكم (4/ 41)، وأبو نعيم في "معرفة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الصحابة" (6/ 6264)، رقم (7518)، والخطيب في "المتفق والمفترق" (3/ 1967)، رقم (1594) -وعزاه ابن حجر في "الأمالي المطلقة" للحسن بن سفيان أيضًا-، من طريق جمع من الثقات، عن يزيد بن سنان أبي فروة الرهاوي، عن أبي يحيى سليم بن عامر الكلاعي، عن جبير بن نفير، عن أميمة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديث.
وروى محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(ح 916) طرفًا له، عن محمد بن يحيى الذهلي، من طريق أبي فروة به، فقال:"قال محمد بن يحيى: هذه أم أيمن، فقال أبو فروة: أميمة". وأبو فروة ضعيف باتفاق جماهير النقاد، بل قد وهاه أحمد، وابن معين، وابن عمار، والنسائي، وأبو أحمد الحاكم، وابن حبان، وابن عدي، والدارقطني، وابن ماكولا، وابن الجوزي؛ في درجة من يترك -أو يكاد يترك- حديثه، واعتبر به الدارقطني في موضع من "العلل"(2/ 222)، وصوب روايته على رواية بعض الثقات، مع أنه حكم بتركه في غير موضع، وضعفه الآخرون. وينبغي أن يكون هذا الحديث فيما سوى خطئه في اسم الصحابية رضي الله عنها أيضًا من محفوظ ما روى. والله أعلم.
وخالف البخاري ومروان بن معاوية الفزاري، فثبته الفزاري، وقال البخاري -فيما رواه الترمذي عنه في "العلل الكبير"(1/ 114)، رقم (196) -:"صدوق، إلا أن ابنه محمدًا روى عنه أحاديث مناكير"، وقال في موضع آخر:"هو مقارب الحديث"، كذا قال، وقد أورد الآخرون المناكير في حديثه من غير رواية ابنه عنه، وحكموا على أنه أوهى من ابنه، وعكس ذلك الفسوي وغيره، وكلاهما ضعيفان. والله أعلم.
انظر: "المعرفة" للفسوي (3/ 245)، "الجرح والتعديل"(9/ 266 - 267)، رقم (1120)، "الضعفاء" للعقيلي (4/ 382)، رقم (1995)، وابن شاهين (704)، والدارقطني (587)، وأبي نعيم (271)، وابن الجوزي (3786)، "المجروحين"(3/ 106 - 108)، "الكامل"(7/ 269 - 271)، رقم (2166)، "المختلف فيهم" لابن شاهين (63)، "سؤالات البرقاني"(560)، "تهذيب الكمال"(32/ 155 - 159)، رقم (7001)، "الميزان"(4/ 427 - 428)، رقم (9705)، "التقريب"(7727)، "موسوعة أقوال الإمام أحمد"(3542).
وهذا الحديث: أخرجه هناد في "الزهد"(988) عن حاتم بن إسماعيل عن ابن عجلان، والحسين بن الحسن بن حرب في "البر والصلة"(105) -ومن طريقه ابن عساكر (60/ 199 - 200) - عن ابن عيينة، عن يزيد بن يزيد بن جابر، كلاهما عن مكحول مرسلًا بطوله.
وذهب الألباني في "الإرواء" إلى أن "الحسين بن الحسن" في رواية ابن عساكر هو "الحسين بن حريث بن الحسن الخزاعي مولاهم"، والصواب أنه ابن حرب المروزي صاحب ابن المبارك. والله أعلم. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأما حديث أبي الدرداء رضي الله عنه: فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(18)، والمروزي في "تعظيم الصلاة"(911)، وابن جرير في "تهذيب الآثار"(1/ 411)، رقم (684)، واللالكائي (4/ 904)، رقم (1524) من طرق عن راشد أبي محمد، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، في وصية للنبي صلى الله عليه وسلم له. إلا أن لفظ البخاري:"لا ترفع عصاك على أهلك، وأخفهم في الله عز وجل"، ولفظ الآخرين -مع سائر روايات الباب-:"لا ترفع عصاك عن أهلك، .. "، وبينهما تنافر في المعنى، ويبدو أن رواية البخاري فيها تصحيف. والله أعلم.
وهذا حسن إسناده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 393)، رقم (7115)، وابن حجر في "الأمالي المطلقة"(1/ 75)، والألباني في "الإرواء"، و"الصحيحة"، وسيما بشواهده.
وأما حديث أبي ذر رضي الله عنه: فأخرجه ابن جرير في "تهذيب الآثار"(1/ 412)، رقم (685)، والطبراني في "الدعاء"(1/ 470)، رقم (1649) من طريقين جيدين؛ عن أبي قحذم النضر بن معبد، عن محمد بن واسع، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر رضي الله عنه.
وأبو قحذم النضر بن معبد الجرمي البصري: قال ابن معين: "ليس بشيء"، وقال أبو حاتم:"لين الحديث، يكتب حديثه"، وقال النسائي:"ليس بثقة"، وقال ابن حبان في "المجروحين" (3/ 50 - 51):"كان ممن ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات، -على قلة روايته-، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، فأما عند الوفاق فإن اعتبر به معتبر فلا ضير"، وذكره في "الثقات"(5/ 475)، (7/ 535) أيضًا في موضعين، وقال ابن عدي:"مقدار ما يرويه لا يتابع عليه". فهو على قول ابن معين والنسائي وابن عدي ضعيف جدًّا، ويعتبر به على قولي أبي حاتم الرازي وابن حبان، وهنا لم يتابع عليه من حديث أبي ذر رضي الله عنه البتة. انظر:"الجرح والتعديل"(8/ 474)، رقم (2178)، "الكامل"(7/ 24)، رقم (1963)، "الضعفاء" لابن شاهين (652)، "المغني"(6647)، "اللسان"(8/ 282 - 283)، رقم (8149).
وأما حديث حكيم أبي الأحوص: فأخرجه مسدد -كما في "إتحاف الخيرة"(7/ 391)، رقم (7161) - عن عيسى بن يونس، عن الأحوص بن حكيم، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أخف أهلك في الله، ولا ترفع عصاك عنهم، وعصاك موعظتك". والأحوص ضعيف، وتركه غير واحد من الأئمة، كما تقدم.
وأما حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه: فأخرجه ابن جرير في "تهذيب الآثار" -مسند عمر رضي الله عنه (1/ 412)، رقم (686) من طريق ابن أبي مريم، عن نافع بن يزيد، عن سيار بن عبد الرحمن، عن يزيد بن قوذر، عن سلمة بن شريح، عن عبادة بن =
وعن جابر رفعه: "رحم الله رجلًا علق في بيته سوطًا يؤدب به أهله"، وفي سنده عباد بن كثير، وهو ضعيف
(1)
.
= الصامت رضي الله عنه، قال: أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"لا تضع عصاك عن أهلك، وأنصفهم من نفسك".
وروى البخاري في "التاريخ"(4/ 75)، رقم (2002) -ومن طريقه الدارقطني في "المؤتلف"(3/ 1286) - ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم الصلاة"(920) وغيرهم أطرافًا أخرى له من طريق ابن أبي مريم به، وقال البخاري:"لا يعرف إسناده"، وتبعه عليه الدارقطني، وابن ماكولا في "تهذيب مستمر الأوهام"(ص 277 - 278).
وسلمة بن شريح المصري: قال البخاري: "لا يعرف إسناده"، وسكت عنه ابن أبي حاتم وغيره، وقال الذهبي:"لا يعرف"، وقال الزين العراقي في "ذيل الميزان" (قال ابن يونس - بعد تخريجه للحديث: لم يحدث بهذا الحديث غير سيار وحده، ولا يحدث عن سلمة غير يزيد بن قوذر)، قال العراقي:"ومن عدا سلمة بن شريح فثقات، .. ذكرهم ابن حبان في "الثقات"، ثم ذكر توثيق أبي زرعة لسيار، وتوثيق أبي حاتم لنافع بن يزيد، ولم يذكر في توثيق "يزيد بن قودر" إلا ذكر ابن حبان له في "الثقات" (7/ 626)، بينما ابن حبان ذكر في "ثقاته" (4/ 318) سلمة بن شريح أيضًا، ولم يعتمد في أي منهما، لما عرف من توثيقه للمجاهيل، وسلمة بن شريح هذا مجهول العين، وأما يزيد بن قودر فروى عنه جمع، ولم يوثق بمعتبر. والله أعلم. وانظر لترجمة سلمة أيضًا: "الجرح والتعديل" (4/ 164)، رقم (720)، "المغني" (2539)، "الميزان" (2/ 190)، رقم (3402)، "ذيل الميزان" (432)، "اللسان" (4/ 118)، رقم (3565).
ولترجمة يزيد بن قودر: "التاريخ الكبير"(8/ 353)، رقم (3306)، "الجرح والتعديل"(9/ 284)، رقم (1206).
وأما مرسل -بل معضل- إسماعيل بن أمية: فرواه عبد الرزاق (11/ 132)، رقم (20122) عن معمر عنه به. وحكم عليه ابن حجر في "الأمالي المطلقة"(1/ 74)، رقم (92) بالإعضال، فهو من أصحاب الزهري.
(1)
أخرجه ابن عدي (4/ 335)، وعباد بن كثير هو الثقفي البصري، العابد، نزيل مكة، وهو متروك، يروي عن الثقات الأباطيل، كما تقدم. وبه أعله ابن عدي، والزيلعي في "تخريج الكشاف"(1/ 316) وغيرهما.
والخلاصة أن أحاديث الباب ضعيفة كلها، لا يخلو طريق منها من المقال، إلا حديث ابن عمر رضي الله عنهما، فهو جيد الإسناد، غير أن أبا حاتم الرازي حكم بأنه كذب، فلا يمكن الاعتبار به. =
711 - حديث: "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل".
قال شيخنا، ومِنْ قبلِه الدَّمِيري والزركشي:"إنه لا أصل له"، زاد بعضهم:"ولا يعرف في كتاب معتبر"
(1)
. وقد مضى في "أكرموا حملة القرآن"
(2)
: "كاد حملة القرآن أن يكونوا أنبياء، إلا أنهم لا يوحى إليهم"
(3)
.
= واختلف الأئمة في الحكم على مجموع هذه الأحاديث؛ فذهب البعض إلى عدم الاعتبار بها، لوهاء أسانيدها، وضعف بعض رواتها، مع استنكارهم لهذا المتن، إذ هو ينافي أصل حرمة ضرب المسلم بل وغير المسلم إلا بحقه، وهذا مقرر في نصوص كثيرة، وفي مقاصد الشرع، وإليه ذهب العيني في "عمدة القاري"(20/ 183)، ونسبه الطبري في "تهذيب الآثار"(1/ 413) لجمع من أهل العلم.
وذهب آخرون إلى أنها صحيحة بمجموعها، يتقوى بعضها ببعض، ومنهم من حسن بعض طرقها لذاته، وإليه ذهب ابن حجر في "الأمالي المطلقة"(1/ 72 - 76)، رقم (92)، والألباني في "الإرواء"(2026) و"الصحيحة"(1446، 1447) وغيرهما، وهو مقتضى كلام ابن جرير في "تهذيب الآثار"، وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 160 - 162) وغيرهم.
وعلى الحكم بصحته تكلم على فقهه جمع من العلماء، فراجع: غريب الحديث لأبي عبيد ابن سلام (1/ 344 - 345)، تهذيب الآثار -مسند عمر (1/ 413 - 430)، التمهيد (19/ 160 - 162)، كشف مشكل الصحيحين (3/ 410)، رقم (1865/ 2311)، النهاية (3/ 208 - عصا) شرح البخاري لابن بطال (7/ 309 - 312) مرقاة المفاتيح (1/ 139)، رقم (61).
(1)
لا أصل له باتفاق العلماء، ومثل به السخاوي في "فتح المغيث"(4/ 11)، وعنه علي القاري في "شرح نخبة الفكر"(ص 195)، والمناوي في "اليواقيت والدرر"(1/ 154) وغيرهم للمشهور الذي ليس له إسناد أصلًا، لا ضعيفًا ولا موضوعًا، وبه قال الزين العراقي.
وانظر: "الآداب الشرعية" لابن مفلح (2/ 36)، "التذكرة" للزركشي (الفضائل، ص 166، ح 8)، "الدرر المنتثرة" للسيوطي (294)، "الفتاوى الحديثية" لابن حجر الهيتمي (ص 199)، "الأسرار المرفوعة"(ص 247، ح 298)، "كشف الخفاء"(2/ 74)، رقم (1744)، "الضعيفة"(466).
(2)
الحديث (154).
(3)
أخرجه الديلمي ["زهر الفردوس" (1/ 34)] عن أبيه، عن أبي طالب الحسيني، عن محمد بن عيسى الصوفي، عن الدارقطني، عن الحسن بن أحمد بن صالح الكوفي، عن عبد الله بن ثابت المقرئ، عن محمد بن عمار الواسطي، عن خلف الضرير، عن =
ولأبي نعيم في "فضل العالم العفيف" بسند ضعيف عن ابن عباس، رفعه:"أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم والجهاد"
(1)
.
= وكيع، عن الأعمش، عن زائدة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه مرفوعًا.
ونقل السخاوي -في الموضع المشار إليه المتقدم- عن الديلمي، قال:"هو غريب جدًّا من رواية الأكابر عن الأصاغر"، قال السخاوي:"فيه من لا يعرف، وأحسبه غير صحيح"، وأقره عليه العجلوني في "كشف الخفاء"(1/ 192)، رقم (507).
وأبو طالب الحسيني علي بن محمد بن المحسن بن يحيى العلوي، البغدادي، نقيب مشهد باب التبن (403 - 500 هـ): ترجم له ابن النجار في "ذيل "تاريخ بغداد" (19/ 46 - 47)، رقم (850)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ويظهر مما وصفه أنه ليس ممن يعتد بحديثهم.
وكذا عبد الله بن ثابت بن يعقوب بن قيس بن إبراهيم بن عبد الله المقرئ النحوي التَّوَّزي: لم يذكر فيه الخطيب (9/ 432)، رقم (5039)، وابن عساكر (27/ 176 - 178)، رقم (3211)، جرحًا ولا تعديلًا.
ومحمد بن عمار الواسطي، وخلف الضرير: لم أقف على ترجمة لهما، ومن سواهم ثقات.
وفي طبقة الرواة عن وكيع: خلف بن خالد البصري، اتهمه الدارقطني بالوضع، وشيخه فيما اتهمه فيه وضاع مشهور ["الميزان" (1/ 659)، رقم (2536)، "اللسان" (3/ 368)، رقم (2958)]، وخلف بن يحيى المازني البخاري قاضي الري كذبه أبو حاتم ["اللسان"(3/ 374)، رقم (2971)، فلعله أحد هذين. والله أعلم.
وذهب السيوطي في "ذيل الموضوعات"(كتاب العلم، 1/ 172 - 173، رقم 193)، وتبعه عليه ابن عراق في "تنزيه الشريعة"(1/ 276)، رقم (80)، والألباني في "الضعيفة"(2679) إلى أن خلفًا الضرير في الإسناد، هو: خلف بن عامر الضرير البغدادي، الذي قال عنه الذهبي في "الميزان"(1/ 661)، رقم (2451):"فيه جهالة"، وقال ابن الجوزي في "الضعفاء" (1118):"روى حديثًا منكرًا"، قال السيوطي:"لعله هذا الحديث"، وقال ابن عراق:"قال بعض شيوخي: "رجاله ثقات سوى خلف، فالحمل فيه عليه"، وهذا كله لا يقتضي الحكم على الحديث بالوضع، والله أعلم". وهذا مستبعد للغاية، وخلف بن عامر الضرير البغدادي: ترجم له الخطيب (8/ 329)، رقم (4428)، وروى بواسطة واحدة عنه، عن محمد بن إسحاق بن مهران أبي بكر الشافعي، عن أحمد بن عبيد بن ناصح بإسناده.
وشيخه محمد بن إسحاق بن مهران أبو بكر المقرئ، المعروف بـ "شاموخ": ترجم له الخطيب (1/ 274 - 275)، وذكر وفاته سنة (352)، فمثله مستبعد روايته عن وكيع.
(1)
لم أقف على كتاب أبي نعيم هذا، وهكذا سمي في "كشف الظنون"(2/ 1279)، =
712 - حديث: "العلماء ورثة الأنبياء".
أحمد وأبو داود والترمذي وآخرون؛ عن أبي الدرداء به مرفوعًا، بزيادة: "إن الأنبياء
(1)
لم يُوَرِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما وَرَّثوا العلم". الحديث؛
= وسماه ابن الفاسي في "صلة الخلف"(ص 313): "فضل العالم العفيف على الجاهل الشريف".
والحديث أخرجه الذهبي في "السير"(18/ 524) من طريق حفص بن جميع، عن سماك، عن محمد بن المنكدر قال: قال ابن عباس يرفعه: "إن أقرب الناس درجة من درجة النبوة أهل الجهاد وأهل العلم، أما أهل العلم فقالوا ما جاءت به الأنبياء، وأما أهل الجهاد فجاهدوا على ما جاءت به الأنبياء".
وحفص بن جميع العجلي الكوفي: ضعفه أبو حاتم، وقال أبو زرعة:"ليس بالقوي"، وقال الساجي:"يحدث عن سماك بأحاديث مناكير، وفيه ضعف"، وقال ابن حبان:"منكر الحديث، كان ممن يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد"، وقال الدارقطني ["سؤالات السلمي" (166)]:"سماك بن حرب إذا حدث عنه شريك بن عبد الله وحفص بن جميع ونظراؤهم، ففي بعضها نكارة".
انظر: "الجرح والتعديل"(3/ 170 - 171)، رقم (732)، "المجروحين"(1/ 256)، "الميزان"(1/ 556)، رقم (2112)"تهذيب التهذيب"(2/ 342)، رقم (694) و"التقريب"(1401).
والحديث ضعفه كذلك العراقي في "المغني"(11)، والمؤلف أعلاه، وتبعه عليه الفتني في "تذكرة الموضوعات"(ص 20)، والعجلوني في "كشف الخفاء"(2/ 74)، رقم (1744)، وغيرهم، وهو منكر.
وأخرج الخطيب في "الفقيه والمتفقه"(ح 132) من طريق ضرار بن عمرو الملطي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، قال:"أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم وأهل الجهاد، فأما أهل العلم: فدلوا الناس على ما جاءت به الرسل، وأما أهل الجهاد فجاهدوا على ما جاءت به الرسل".
وضرار بن عمرو الملطي: منكر الحديث، متروك. انظر:"التاريخ الكبير"(4/ 339)، رقم (3051)، "الجرح والتعديل"(4/ 465)، رقم (2045)"المجروحين"(1/ 380)"الكامل"(4/ 100)، رقم (949)"الضعفاء" للدارقطني (299)، "اللسان"(4/ 340 - 341)، رقم (3966).
وهذا المقطوع على وهائه أولى بأن يكون محفوظًا. والله أعلم.
(1)
في (أ، ز): "إن العلماء"، وفي (م):"العلماء .. "، والتصويب من نسخ مساعدة والمصادر.
وصححه ابن حبان
(1)
،
(1)
يروى عن أبي الدرداء رضي الله عنه من أوجه؛ من حديث كثير بن قيس -وقيل: قيس بن كثير- ويزيد بن سمرة، وعثمان بن أيمن -وقيل: عثمان بن أبي سودة- وعطاء الخراساني، وابنه عثمان بن عطاء.
أما حديث كثير بن قيس: فيروى عنه على أوجه:
1 -
أخرجه أبو داود (3641)، وابن ماجه (223)، والدارمي (354)، والبزار (4145)، والطحاوي في "شرح المشكل"(3/ 10)، رقم (982)، وابن الأعرابي في "المعجم"(1564)، وابن حبان (88)، والطبراني في "الشاميين"(2/ 224)، رقم (1231)، وابن شاهين في "الترغيب"(208)، والبيهقي في "الشعب"(3/ 220 - 221)، رقم (1573)، والخطيب في "الرحلة"(4)، وابن عساكر (25/ 247)، (50/ 43 - 45) وغيرهم من طرق كثيرة عن عبد الله بن داود الخريبي، وأخرجه أحمد (36/ 48)، رقم (21716)، وابن عبد البر في "الجامع"(172) من طريق الحكم بن موسى، والفسوي (3/ 401) -ومن طريقه ابن عبد البر في "الجامع"(171) - والخطيب في "الرحلة"(5)، وابن عساكر (50/ 42) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك، وأبو زرعة الدمشقي في "الفوائد المعللة"(123) عن خطاب بن عثمان الفوزي، ثلاثتهم:"الحكم، وعبد الوهاب، وخطاب" عن إسماعيل بن عياش، وأخرجه البزار (4145) عن إبراهيم التيمي، عن أبي داود [لعله تصحيف من "ابن داود"، ويعني: الخريبي]، كلاهما -أو: ثلاثتهم- (الخريبي، وابن عياش، وأبو داود) عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس، عن أبي الدرداء، رضي الله عنه مرفوعًا به في حديث.
وهذا الوجه قال الترمذي (عند الحديث: 2682): "هو أصح"، ونسبه إلى البخاري أيضًا.
2 -
وهو عند ابن عبد البر في "الجامع"(160)، والخطيب في "الرحلة"(6)، وابن عساكر (50/ 46 - 47) من طريق أبي يعلى، عن غسان بن الربيع، عن إسماعيل بن عياش، عن عاصم، عن جميل بن قيس، عن أبي الدرداء رضي الله عنه. وخطأ أبو القاسم حمزة الكناني -فيما نقله ابن عبد البر- وابن عبد البر وابن عساكر هذا الوجه، ونسب الأخيران الوهم فيه إلى غسان، وقال ابن عبد البر:"جميل بن قيس خطأ واضح، وإنما هو داود بن جميل، عن كثير بن قيس، عن أبي الدرداء، هذا هو الصواب، وكذلك رواه كل من قوم إسناده وجوده، إسماعيل بن عياش وغيره". بتصرف
* وروى ابن قانع هذا الحديث (2/ 387)، رقم (939) عن محمد بن يونس [هو الكديمي]، عن عبد الله بن داود الخريبي بإسناده إلى كثير بن قيس، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، فعد كثيرًا من الصحابة، وإنما الحديث عند الخطيب والبغوي وآخرين من طرق عن الكديمي به عن كثير عن أبي الدرداء رضي الله عنه -كما تقدم-، وعليه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهَّم ابن عبد البر في "الاستيعاب"(ص 624)، رقم (1199)، وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 436)، رقم (4434) وغيرهما رواية ابن قانع المذكورة. والله أعلم.
3 -
وأخرجه أحمد (36/ 45 - 46)، رقم (21715)، والترمذي (2682)، والمعافى بن زكريا في "الجليس الصالح" (المجلس: 66، ص 488) عن المحاملي -كلاهما (الترمذي، والمحاملي) عن محمود بن خداش البغدادي- كلاهما (أحمد وابن خداش) عن محمد بن يزيد الواسطي، عن عاصم بن رجاء، عن قيس بن كثير، عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
4 -
وهو عند المحاملي في "الأمالي"(354) - ومن طريقه السلفي في "العلم"(37)، وابن عساكر (50/ 47) عن علي بن مسلم، وعند الرافعي في "تاريخ قزوين"(2/ 396 - 397) من طريق ابن أبي الدنيا، عن أبيه، كلاهما (والد ابن أبي الدنيا، وعلي بن مسلم) عن محمد بن يزيد الواسطي به، وقالا: كثير بن قيس، عن أبي الدرداء.
ووهّم الترمذي وابن عساكر وغيرهما محمد بن يزيد الواسطي في إسقاط داود بن جميل بين عاصم وكثير بن قيس، وفي قول ابن عساكر أن القلب في اسم "كثير بن قيس" إلى "قيس بن كثير" من الإمام أحمد مع أنه ساق فيما بعد متابعة محمود بن خداش عند الترمذي له أيضًا، وهذا ينبئ عن أن يكون الوهم فيه من محمد بن يزيد الواسطي نفسه، كما وهم في الإسقاط المذكور أولًا. والله أعلم.
قال ابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(1/ 164): "إسناده فاسد؛ فيه إسقاط رجل، وتصحيف اسم آخر".
5 -
وأورده البخاري في "التاريخ الكبير"(8/ 337)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(3/ 401) -ومن طريقه، ومن طريق محمد بن إسماعيل الترمذي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ رواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(ح 176 - 177) - وأبو زرعة الدمشقي في "الفوائد المعللة"(124)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(50/ 46) -من طريق الروياني عن محمد إسحاق الصاغاني-، ستتهم: عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عمن حدثه عن كثير بن قيس، عن أبي الدرداء. وهو في "مسند ابن أبي شيبة"(ح 47) من روايته عن أبي عاصم، عن عاصم، عن كثير، عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
وليس الوجه الأخير بمحفوظ عن أبي نعيم، كما أن حديث أبي نعيم على الوجه الأول ليس بمحفوظ أيضًا، وقد نقل ابن عساكر عن أبي زرعة الدمشقي، أنه قال:"إسماعيل بن عياش أعلم بهذا الحديث من أبي نعيم"، وذلك أنه حديث شامي، وإسماعيل بن عياش عالم الشام ومتقن في حديث بلده، وقد توبع عليه، كما تقدم.
6 -
ورواه وكيع في "الزهد"(511) عن عاصم بن رجاء، عن رجل، عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أبي الدرداء رضي الله عنه، مختصرًا.
7 -
وأورده البخاري في "التاريخ الكبير"(8/ 337)، رقم (3229) عن أحمد بن عيسى المصري، ورواه الآجري في "أخلاق العلماء"(ص 22، 35)، والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 734)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(50/ 50) من طرق عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح المصري، كلاهما عن بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن عبد السلام بن سليم -وعند الآجري: سليمان-، عن يزيد بن سمرة، وغيره من أهل العلم، عن كثير بن قيس، عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
8 -
وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" عن إسحاق، ورواه ابن عساكر (50/ 49) -من طريق أبي الشيخ، عن ابن أبي عاصم، عن الحسن بن علي الحلواني- كلاهما (إسحاق، والحلواني) عن عبد الرزاق، وأخرجه الفسوي (3/ 402) -ومن طريقه ابن عبد البر في "الجامع"(178) - والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 203 - 204)، من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، كلاهما (عبد الرزاق، والحماني) عن ابن المبارك، وأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 735) وأبو طاهر السلفي في "العلم"(38)، والبيهقي في "الشعب"(3/ 221 - 22)، رقم (1574)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(50/ 48 - 49) -من طريقي البيهقي والطبراني- من طريقين عن عبد الملك بن عبد الرحمن أبي هشام الذماري، عن الثوري، كلاهما (الثوري، وابن المبارك) عن الأوزاعي، عن كثير بن قيس، عن يزيد بن سمرة، عن أبي الدرداء رضي الله عنه. وذهب البخاري -وتبعه عليه البيهقي والخطيب- وابن حبان في "الثقات"(7/ 624) إلى أن حديث بشر بن بكر عن الأوزاعي أصح، ولعل ذلك لأنه شامي من أصحاب الأوزاعي، وتوبع عليه عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء رضي الله عنه من غير هذا الوجه -كما تقدم-، وزاد ابن حبان:"من قال: عن كثير بن قيس عن يزيد بن سمرة عن أبي الدرداء رضي الله عنه، فقد وهم وقلب إسناده"، وقال الدارقطني عن هذا الوجه الثاني في "العلل"(6/ 216)، رقم (1083):"ليس بمحفوظ".
والوجه الأول قال عنه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(1/ 164): "أما داود بن جميل: فمجهول، ولا يعرف هو ولا أبوه، ولا نعلم أحدًا روى عنه غير عاصم بن رجاء، وأما كثير بن قيس: فروى عن أبي الدرداء، وابن عمر، وسمع منهما، وروى عنه داود بن جميل، والوليد بن مرة، وليسا بالمشهورين".
وقال الدارقطني في "العلل"(7/ 216)، رقم (1083):"عاصم بن رجاء ومن فوقه إلى أبي الدرداء ضعفاء، ولا يثبت". وانتقده ابن عبد البر والزيلعي في "تخريج الكشاف"(3/ 8 - 9)، وابن الملقن في "البدر المنير"(7/ 588) في عاصم بن رجاء بن حيوة، حيث إنه وثقه ابن معين ويعقوب الفسوي وأبو زرعة الرازي وغيرهم، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ولم يضعف. وأما كثير بن قيس؛ فضعفه كذلك دحيم وغيره، كما في "تاريخ دمشق"(50/ 51)، وداود؛ مجهول العين، كما تقدم.
وقال البزار: "إسناده صالح؛ داود بن جميل وكثير بن قيس لا نعلمهما معروفين في غير هذا الحديث".
أي: صالح للاعتبار والاستشهاد. والله أعلم.
وأما الوجه الثاني: فعبد السلام بن سليم -أو سليمان-: ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"(6/ 65)، رقم (7121) بهذه الرواية، وتبعه عليه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 45)، رقم (237)، وابن حبان في "الثقات"(7/ 127)، وزاد الخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 86) نسبته بالحمصي، ولم يوثق بمعتبر، فهو أيضًا في عداد المستورين. والله أعلم.
وهكذا هو أمر شيخه يزيد بن سمرة. انظر: "التاريخ الكبير"(8/ 337)، رقم (3229)، و"الجرح والتعديل" للرازي (9/ 268)، رقم (1125)، و"الثقات"(7/ 624)، و"تلخيص المتشابه" للخطيب (2/ 86).
9 -
ورواه أبو يعلى -كما في "إتحاف الخيرة"(1/ 210)، رقم (293)، ومن طريقه ابن عساكر (38/ 318) - عن أبي همام الوليد بن شجاع، عن الوليد بن مسلم، قال أبو يعلى: عن رجل سماه أبو همام وانقطع في كتابي، عن عثمان بن أيمن، عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
قال ابن عساكر: الذي سقط اسمه من كتاب أبي يعلى هو خالد بن يزيد، ثم أخرجه (38/ 318 - 319) من طريق مطين عن أبي همام الوليد بن شجاع، عن الوليد بن مسلم، عن خالد بن يزيد المري، عن عثمان بن أيمن، عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
وقد أخرجه ابن شاهين في "الترغيب"(215)، والبيهقي في "الشعب"(3/ 223 - 224)، رقم (1576)، والسلفي في "العلم"(40) من طريق صفوان بن صالح وسليمان بن أحمد الجرشي ودحيم، ثلاثتهم عن الوليد بن مسلم، عن خالد بن يزيد بن أبي مالك، به. وقال الجرشي:"يزيد بن خالد"، ولم ينسبه.
وأخرجه أبو داود (3646) -ومن طريقه البيهقي في "المدخل"(1/ 250)، رقم (348) - عن محمد بن الوزير الدمشقى، عن الوليد بن مسلم، قال: لقيت شبيب بن شيبة فحدثني به عن عثمان بن أبي سودة عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
ورواه الطبراني في "الكبير" -كما في "تخريج الكشاف للزيلعي"(3/ 9) - ومن طريقه السلفي في "العلم"(39)؛ عن أحمد بن المعلى الدمشقي، عن صفوان بن صالح، عن الوليد بن مسلم، عن شعيب بن زريق، عن عثمان بن أبي سودة، عن أبي الدرداء رضي الله عنه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وعلقه المزي في "تحفة الأشراف"(8/ 227)، رقم (10951) و"تهذيب الكمال"(الموضع السابق) عن عمرو بن عثمان الحمصي، عن الوليد بن مسلم مثله. ولم أقف عليه.
قال المزي -وتبعه عليه ابن حجر في "تهذيب التهذيب"(4/ 308)، رقم (536) - والزيلعي في "تخريج الكشاف":"هذه الرواية أشبه بالصواب"، وزاد الزيلعي:"وإسناده جيد". ولكن يؤخذ عليه أن هناك أوجهًا أخرى في رواية هذا الحديث.
فهذه أربعة أوجه من الخلاف في رواية الوليد بن مسلم، من رواية الثقات عنه، والوجه الأخير رجاله كلهم ثقات، بينما عثمان بن أيمن لم أقف له على ذكر في غير هذا الإسناد، وعليه ترجم له ابن عساكر (38/ 318 - 319)، رقم (7679) ونقل عن أبي عبد الله بن منده أنه دمشقي.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 473)، رقم (986):"لم أجد من ذكره".
وكذلك شبيب بن شيبة: إن كان شاميًا غير أبي معمر ابن الأهتم الخطيب البصري، نزيل الشام -كما ذهب إليه المزي في "تهذيب الكمال"(12/ 368)، رقم (2692) وتبعه عليه غيره-؛ فلا يعرف إلا فيما ورد من طرق هذا الحديث -كما قال الزيلعي في "تخريج الكشاف"(3/ 9) -، وعليه قال الذهبي في "الكاشف" (2237):"فيه جهالة"، وقال ابن حجر في "التقريب" (2741):"مجهول"، وأما ابن عساكر فلم يترجم في تاريخه (73/ 120 - 137)، رقم (9951) إلا لشبيب بن شيبة بن الأهتم -وهو ضعيف عند أكثر الأئمة، بل وهاه جمع منهم- وآخر (73/ 137)، رقم (9952) غساني متأخر.
وإن رجع الحديث إلى خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الدمشقي، فهو ضعيف، وقد اتهمه ابن معين، كما في "التقريب"(1688)، وإن كان خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري، فثقة من السابعة، كما في "التقريب"(1687).
وهذه الأوجه من الخلاف تجعل رواية الوليد بن مسلم لا يمكن الاعتماد عليها، وإن كانت رواية أبي داود تشير إلى أنه عند الوليد بن مسلم من غير وجه. والله أعلم.
وأما رواية عطاء الخراساني: فأخرجها الآجري في "أخلاق العلماء"(ص 23) -ومن طريقه الخطيب في "الفقيه والمتفقه"(ح 32) - من طريق هشام بن عمار، عن حفص بن عمر، عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
وعند ابن ماجه (239) عن هشام بن عمار به الطرف الثاني للحديث: "إنه ليستغفر للعالم من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر".
وعطاء بن أبي مسلم الخراساني: صدوق، يهم كثيرًا، ويرسل ويدلس، كما في "التقريب"(4600)، وهو لم يدرك أبا الدرداء رضي الله عنه، فروايته هنا مرسلة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وابنه عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني: ضعفوه، وتركه جمع من الأئمة [تقدم]، وحفص بن عمر: هو البزاز الشامي، مجهول من الثامنة، كما في "التقريب"(1425)، وهشام بن عمار تغير بأخرة، كما سبق.
وله طريق آخر: أخرجه الطبراني في "الكبير" -كما في "تخريج الكشاف" للزيلعي (3/ 9) - عن مطين، عن عمر بن محمد بن الحسن الأسدي، عن أبيه، عن شيبان بن عبد الرحمن، عن عتبة بن عبد الله، عن يونس بن يزيد، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
قال الزيلعي: "وهذه الطريق سالمة من الضعف والاضطراب؛ فشيخ الطبراني هو مطين إمام حافظ، وباقي رجاله محتج بهم في الصحيح، ليس فيهم من تكلم فيه غير محمد بن الحسن الأسدي المعروف بالتل، وقد احتج به البخاري، وقال أبو داود: "صالح"، وقال ابن عدي: "لم أر بحديثه بأسًا"، وضعفه ابن معين وابن حبان ويعقوب الفسوي. والله أعلم".
قلت: لكنه معل بعلتين اثنتين: إحداهما: أن مولد عطاء بن أبي رباح في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، ونشأته بمكة، وتوفي سنة (115) وهو ابن (88) سنة، فمولده سنة (27)، ووفاة أبي الدرداء رضي الله عنه في عهد عثمان رضي الله عنه 32 أو بعدها بدمشق، فليس بينهما لقي ولا إدراك.
والثانية: أني لم أقف في شيوخ يونس بن يزيد ذكرًا لعطاء بن أبي رباح، ولا له ذكر في تلاميذ عطاء، -وإن كان أدرك من هو أعلى طبقة من عطاء-، وإنما المذكور في شيوخ يونس الأيلي هو عطاء الخراساني، وقد أخرج الخطيب (1/ 414)، رقم (368) هذا الحديث بإسناد صحيح عن علي بن الحسن بن شقيق، عن ابن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن عطاء الخراساني، عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
وهذا أولى أن يكون محفوظا، فيرجع الحديث إلى عطاء الخراساني عن أبي الدرداء رضي الله عنه، وهو منقطع أيضًا -كما تقدم- ولكنها متابعة قوية لرواية عثمان بن عطاء الخراساني السابقة، وبه تزول بقية العلل، سوى الانقطاع بين عطاء وأبي الدرداء رضي الله عنه، ويكون هذا أقوى طرق الحديث على الإطلاق، ولكنه لا يخلو أن يكون عطاء الخراساني سمعه من كثير بن قيس المذكور في الإسناد الأول، فالحديث به مشتهر. والله أعلم.
ولعله بهذا يرتقي إلى درجة الحسن، إلا أن في بعض متنه ما يستنكر؛ كقوله:"وموت العالم مصيبة لا تجبر، وثلمة لا تسد، ونجم طمس، وموت قبيلة أيسر عند الله من موت عالم"، ولكنه لا يوجد في غير رواية الوليد بن مسلم عن خالد بن يزيد عن عثمان عن أبي الدرداء، وهي واهية كما تقدم، ولذا حكم الألباني في "ضعيف الترغيب"(ح 73) بضعفها جدًّا. والله أعلم.
والحاكم، وغيرهما
(1)
، وحسنه حمزة الكناني
(2)
؛ وضعفه غيرهم بالاضطراب في سنده
(3)
، لكن له شواهد يتقوى بها
(4)
.
ولذا قال شيخنا: له طرق يعرف بها أن للحديث أصلًا
(5)
. انتهى.
(1)
لم أقف على تصحيح الحاكم له، ولا عليه في "المستدرك"، وذهب إلى تصحيحه ابن الجوزي في "العلل" (1/ 79) -حيث قال: روي بأسانيد صالحة-، والزيلعي في "تخريج الكشاف"(3/ 7 - 10)، والزين العراقي في بعض أجوبته -كما نقله المناوي في "فيض القدير"(4/ 384)، وهو مفاد كلامه في "المغني"(ح 5) -، وابن الملقن في "البدر المنير"(7/ 587 - 589)، وهو مفاد كلام ابن حجر في "تخريج الكشاف" -مع التفسير (سورة النمل، الآية: 16)، وثبته الألباني في "الضعيفة"(2678)، وصححه في "صحيح الجامع"(6297)، وحسنه في أحكامه على كتب "السنن"، و"صحيح ابن حبان"، و"مشكاة المصابيح"(ح 212)، و"صحيح الترغيب والترهيب"(ح 70). والله أعلم.
(2)
هو: الحافظ أبو القاسم حمزة بن محمد بن علي الكناني المصري (275 - 357)، أحد الحفاظ الأثبات، كما في "تاريخ دمشق"(15/ 239 - 242)، رقم (1778)، و"سير النبلاء" (16/ 179 - 181). وتحسينه لهذا الحديث نقله عنه ابن عبد البر في "الجامع" (1/ 162/ تابع: 170) بلفظ: "هو حديث حسن غريب".
(3)
ذهب إلى ذلك الدارقطني في "العلل"(6/ 216 - 217)، والمنذري في "مختصر سنن أبي داود"(5/ 243 - 244)، و"الترغيب والترهيب"(1/ 51/ 106، و 1/ 60، رقم 149)، وتبعهما ابن دقيق العيد في "أخبار الحقائق" -كما في "البدر المنير"(7/ 587 - 588)، والذهبي في "الميزان"(2/ 4 - 5/ 2599)، وإليه يميل ظاهر عمل الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير"- أضواء السلف (5/ 2300، ح 2003 - 4891)، والبوصيري في "إتحاف الخيرة"(1/ 210 - 211)، رقم (293). والله أعلم.
(4)
له من الشواهد التي يمكن أن يتقوى بها ما سيذكره المؤلف من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، وفيها عن عبد الله بن عمرو وابن مسعود رضي الله عنهم، وفي كل منهما عدد من الضعفاء -كما سيأتي-، فهما واهيان.
وأما شاهداه من حديث علي وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم فموضوعان، كما حقق ابن الجوزي ذلك في "العلل المتناهية"(الموضع السابق)، والزيلعي في "تخريج الكشاف"(3/ 10) بالنسبة لحديث جابر رضي الله عنه، والألباني في "الضعيفة"(2678، 3951) بالنسبة للحديثين معًا.
(5)
هو: مختصر من كلام الحافظ في "الفتح"(1/ 160)، ونص كلامه: "حسنه حمزة =
ولفظ الترجمة عند الديلمي من حديث محمد بن مطرف
(1)
، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، بزيادة:"يحبهم أهل السماء، وتستغفر لهم الحيتان في البحر إذا ماتوا"
(2)
.
= الكناني، وضعفه باضطراب في سنده، لكن له شواهد يتقوى بها، ولم يفصح المصنف -يعني: البخاري- بكونه حديثًا، فلهذا لا يعد في تعاليقه، لكن إيراده له في الترجمة يشعر بأن له أصلًا، وشاهده في القرآن قوله تعالى:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر: 32] ".
(1)
سيأتي الكلام عليه أثناء التخريج، إن شاء الله تعالى.
(2)
أخرجه أبو نعيم في "فضل العالم العفيف" -كما في "تخريج الكشاف" للزيلعي (3/ 9) - والديلمي (2/ 255/ أ) من طريقين عن الحافظ زكريا بن يحيى الساجي، والديلمي وحده من طريق أبي نعيم ثم من طريق إسحاق بن إبراهيم الكوفي، كلاهما (الساجي، وإسحاق الكوفي) عن محمد بن إسحاق البكائي، عن محمد بن مطرف به.
وذكر القرطبي في "التفسير"(5/ 45) أن الحافظ عبد الغني الأزدي خرجه عن عمر بن المؤمل، عن محمد بن أبي الخصيب، عن غثكل، حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه به. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العلماء ورثة الأنبياء، يحبهم أهل السماء، ويستغفر لهم الحيتان في البحر إذا ماتوا إلى يوم القيامة".
وقال عن غثكل: "هو غثكل بن حكارك، وتفسيره: بركة بن نشيط، وكان حافظًا"، ونحوه في "نزهة الألباب"(2057). وهذا الوجه سقط فيه محمد بن مطرف من الإسناد، ومن زاده أقوى.
وأخرجه الواحدي في "التفسير الوسيط"(1/ 45 - 46) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن محمد الزمجاري، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن حماد، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن معاوية البكائي، عن محمد بن مطرف السعدي، عن شريك.
قال الألباني في "الضعيفة"(3952): "إسناده ضعيف؛ أبو إسحاق السبيعي: مدلس مختلط، وشريك: ضعيف سيئ الحفظ، ومحمد بن إسحاق البكائي؛ لم أعرفه، وقد ثبت مفرقًا دون قوله: "يحبهم أهل السماء"، فانظر: "التعليق الرغيب" (1/ 53)، رقم (2)، و"الصحيحة" (3024).
ومحمد بن إسحاق البكائي: هو ابن عون -ويقال: ابن خلف- البكائي العامري، أبو بكر الكوفي (ت 264 هـ): ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 125)، وقال ابن حجر في "التقريب"(صدوق، من الحادية عشر) -ولكنه لم يذكر له نسبة البكائي-، وذكر المزي في "تهذيب الكمال"(24/ 399 - 400)، رقم (5054) في شيوخه "محمد بن مطرف الكناسي". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأما محمد بن مطرف الكناسي -أو السعدي-: فذكر في "تهذيب الكمال"(28/ 261)، رقم (6084) في الرواة عن معرف بن واصل السعدي "ابن أخيه؛ محمد بن مطرف بن واصل السعدي"، ولم أقف له على ترجمة، وهو غير "محمد بن مطرف الليثي المدني". فلعل هذا هو علة الإسناد، وأما اختلاط أبي إسحاق فلا يذكر إلا بعد ثبوت الإسناد إليه، مع وجود النكارة أو المخالفة. والله أعلم.
وذكر له الزيلعي في "تخريج الكشاف" شاهدين آخرين من حديث ابن عمر وابن مسعود رضي الله عنهم.
أما حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: فذكر أنه رواه أبو نعيم في "فضل العالم العفيف" عن محمد بن علي بن مسلم العقيلي ثنا عبد الكبير بن عمر الخطابي ثنا سليمان بن محمد بن الفضل ثنا علي بن شبرمة عن شريك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، ولكن ورثوا العلم".
وعلي بن شبرمة بن أسيد الحارثي الكوفي: ضعفه الأزدي، وذكر له حديثًا منكرًا، كما في "الإكمال" لابن ماكولا (1/ 63)، و"الضعفاء" لابن الجوزي (2379)، و"اللسان"(5/ 549)، رقم (5414).
وأبو منصور سليمان بن محمد بن الفضل بن جبرئيل النهرواني البجلي الجريري (ت 287 هـ): ضعفه الدارقطني، وقال أبو أحمد الحاكم:"حديثه ليس بالقائم"، ووهاه الذهبي.
انظر: "سؤالات الحاكم"(105)، "تاريخ بغداد"(9/ 59)، رقم (4640)، "تاريخ دمشق"(22/ 363 - 365)، رقم (2699)، "المغني"(2618)، "اللسان"(4/ 172 - 173)، رقم (3641).
ومحمد بن علي بن مسلم العقيلي البصري: ذكره ابن ماكولا في "الإكمال"(6/ 341) -وعنه في "توضيح المشتبه"(6/ 313)، و"تبصير المنتبه"(3/ 1016) - برواية أبي نعيم عنه فقط.
وأما عبد الكبير بن عمر الخطابي فمن شيوخ ابن حبان في "الصحيح" و"الثقات" وغيرهما.
وأما حديث ابن مسعود رضي الله عنه: فعلقه السهمي في "تاريخ جرجان"(ص 335 - 336)، رقم (616) عن أبي الطيب قيس بن منصور بن أحمد بن حوثرة العطار الجرجاني، بإسناده إلى ابن مسعود رضي الله عنه مختصرًا بلفظ:"العلماء ورثة الأنبياء"، وفيه أبو حنيفة وتلميذه زفر يلينان في الحديث، ودونهما ثلاثة لم أجد لهم تراجم، وأبو الطيب لم يذكر فيه السهمي جرحًا ولا تعديلًا، ثم هو معلق دونه. والله أعلم.
وكذا أورد
(1)
لفظ الترجمة بلا سند، عن أنس، بزيادة:"وإنما العالم من عمل بعلمه"
(2)
.
713 - حديث: "العلم خزائن، ومفتاحها السؤال".
أبو نعيم في "الحلية"، والعسكري؛ من حديث جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي به مرفوعًا، وسنده ضعيف
(3)
.
(1)
في (أ، ز، م، عز): "ورد"، والمثبت من نسخ (ز 2، زك، ق، هـ) المساعدة.
(2)
لم أقف عليه في "الفردوس"، وهو في "مسنده"(2/ 255/ أ) دون ذكر اسم الصحابي، بزيادة:"ومن علم الناس الخير وأدى الفريضة؛ كان فضله على العابد المجتهد كفضلي على أدناكم".
(3)
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 192) وأبو عثمان البحيري في الرابع من "الفوائد"(ح 61 - خ)، والرافعي في "تاريخ قزوين"(3/ 4، 428) من طريق علي بن محمد بن مهروية القزويني وغيره، عن داود بن سليمان القزاز، ورواه الخطيب في "الفقيه والمتفقه"(2/ 61)، رقم (693)، وشيرويه في "العوالي"(213/ 1) -كما في "الضعيفة" للألباني (278) - من طريق عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، عن أبيه، كلاهما (الطائي، والقزاز) عن علي الرضا به.
قال أبو نعيم: "غريب من هذا الوجه، لم نكتبه إلا بهذا الإسناد".
ونسخة عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي عن أبيه عن الرضا، نسخة موضوعة، كما تقدم.
ومتابعه داود بن سليمان أبو سليمان الجرجاني الغازي القزاز: كذبه يحيى بن معين وغيره، وقال الذهبي -ووافقه ابن حجر-:"شيخ كذاب له نسخة موضوعة على الرضا".
انظر: "تاريخ بغداد"(8/ 362 - 363)، رقم (4465)، "المغني"(1992)، "اللسان"(3/ 397 - 398)، رقم (3025).
ولذا حكم عليه الذهبي -ووافقه ابن حجر- والألباني بالوضع، وثبت عن الزهري قوله.
أخرجه الدارمي (566)، والفسوي (1/ 634)، وابن أبي خيثمة في "التاريخ"(2/ 250)، رقم (2724، 2/ 253، رقم 2744) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 363)، والبيهقي في "المدخل"(1/ 291)، رقم (429)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"(2/ 62)، رقم (694)، وابن عبد البر في "الجامع"(1/ 379)، رقم (534، 535)، من طرق صحيحة عن الزهري، بلفظ:"العلم خزائن، وتفتحها المسائل"، وفي لفظ:"ومفاتيحها السؤال"، وفي لفظ آخر:"إنما هذا العلم خزائن، ومفتاحها المسألة". =
714 - حديث: "العلم في الصغر كالنقش في الحجر".
البيهقي في "المدخل" من جهة يزيد بن معمر الراسبي، سمعت الحسن -هو البصري- يقول: فذكره من قوله
(1)
.
وأخرجه ابن عبد البر من جهة من لم يسم، عن معبد، عن الحسن، بلفظ:"طلب الحديث في الصغر كالنقش في الحجر"
(2)
.
ورواه الطبراني في "الكبير" بسند ضعيف عن أبي الدرداء مرفوعًا، بلفظ:"مَثَلُ الذي يتعلم في صغره كالنقش على الحجر، ومَثَلُ الذي يتعلم في كبره كالذي يكتب على الماء"
(3)
.
وللبيهقي في "المدخل" أيضًا، من حديث يزيد بن هارون، أخبرنا
= ثم أورد عنه بإسناد ضعيف، قوله:"كان يصطاد العلم بالمسائلة كما يصطاد الوحش".
(1)
أخرجه البيهقي في "المدخل"(2/ 39)، رقم (525) من طريق المفضل بن نوح الراسبي، عن يزيد بن معمر به.
ويزيد ومفضل الراسبيان: سكت عنهما البخاري وابن أبي حاتم، وذكرهما ابن حبان في "الثقات"، ولم يذكر ليزيد بن معمر راو سوى المفضل، ولا رواية إلا عن الحسن قوله، وعن المفضل جمع من الثقات. انظر:"التاريخ الكبير"(7/ 406)، رقم (1779)، (8/ 361)، رقم (3335)، "الجرح والتعديل"(8/ 318)، رقم (1465)، (9/ 290)، رقم (1238)"الثقات"(7/ 496، 628).
وهو عند ابن أبي الدنيا في "العيال"(2/ 800)، رقم (599) عن الحسين بن محمد السعدي، عن المفضل بن نوح الراسبي، عن يزيد بن معمر، قوله. والأول هو المحفوظ.
(2)
أخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(1/ 357)، رقم (482)، وهو عند ابن سعد (7/ 229)، وفي "الجعديات"(ح 1044) بإسناد حسن عن قتادة قوله.
(3)
أخرجه الطبراني في "الكبير" - كما في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 178)، وفيه مروان بن سالم الجزري أبو عبد الله الغفاري: متروك، ورماه الساجي وغيره بالوضع، من كبار التاسعة ["التقريب" (6570)]، ثم هو معضل بينه وبين أبي الدرداء رضي الله عنه، بينهما راويان -على الأقل- فأكثر، ولذا حكم بوضعه الألباني في "الضعيفة"(618)، وانتقد الاكتفاء بضعفه، كما حصل من الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 333)، رقم (515)، ومن المؤلف أعلاه -وفي "فتح المغيث"(2/ 140)، وغيرهما ممن تبعهما عليه.
إسماعيل بن عياش، عن إسماعيل بن رافع، رفعه:"من تعلم وهو شاب كان كَوَسْم في حجر، ومن تعلم في الكبر كان كالكاتب على ظهر الماء". وقال: "هذا منقطع"
(1)
.
يعني: فابنُ رافع ممن يروي عن سعيد المقبري وغيره من التابعين، هذا مع ضعفه
(2)
.
وقد أخرجه ابن عبد البر في "العلم" من جهة صدقة بن عبد الله، عن طلحة بن زيد، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة به مرفوعًا
(3)
.
(1)
أخرجه البيهقي في "المدخل"(2/ 40)، رقم (526)، ورواه القاضي عياض في "الإلماع"(ص 66) من طريق ابن وهب عن إسماعيل بن رافع مرفوعًا به. وهو معضل واهٍ.
(2)
هو: إسماعيل بن رافع بن عويمر الأنصاري المدني، نزيل البصرة: ضعيف منكر الحديث، وتركه جمع من الأئمة، كما تقدم (ح 548)، وبه أعله ابن مفلح في "الآداب الشرعية"(1/ 225)، والألباني في "الضعيفة"(619)، وحكم بوضعه، وقال عن إسماعيل:"هو أنزل من رتبة الاستشهاد به؛ لأنه ضعيف جدًّا، تركه جماعة، .. ". انظر: "تاريخ دمشق"(8/ 396 - 403)، رقم (724)، "تهذيب الكمال"(3/ 85 - 90)، رقم (442)، "الميزان"(1/ 227)، رقم (872).
وقال الألباني أيضًا: "وإسماعيل هذا ليس تابعيًا، بل هو يروي عن بعض التابعين، وعليه فقد سقط من السند اثنان فأكثر، فالحديث معضل".
(3)
أخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(1/ 355)، رقم (481) من طريق عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، عن عمرو بن أبي سلمة، عن صدقة بن عبد الله به.
وإسناده مسلسل بالعلل: صدقة بن عبد الله السمين: ضعيف، وطلحة بن زيد القرشي أبو مسكين: متروك، متهم بالوضع [تقدما]، وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم: قال ابن عدي (4/ 255 - 256)، رقم (1090):"يحدث عن الفريابي وغيره بالبواطيل، فإما أن يكون مغفلًا لا يدري ما يخرج من رأسه، أو يتعمد". وانظر: "المغني" للذهبي (3328)، و"اللسان"(4/ 562)، رقم (4405).
وله طريق آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه قاضي المارستان في "مشيخته"(2/ 868 - 869)، رقم (317)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 218)، وفيه عنعنة بقية، والمتهم به هناد بن إبراهيم النسفي، تكلم الخطيب (14/ 99)، رقم (7440) في صدقه، وقال الذهبي ["الميزان" (4/ 310)، رقم (9254)]: "روى الكثير بعد 450، =
وكذا البيهقي في "المدخل" من جهة موسى بن عقبة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا:"من تعلم القرآن في شبيبته اختلط القرآن بلحمه ودمه، ومن تعلمه في كبره فهو يتفلت منه ولا يتركه فله أجره مرتين"
(1)
.
هو عند الديلمي من جهة أبي نعيم، ثم من طريق عبد الحليم
(2)
بن
= إلا أنه راوية للموضوعات والبلايا، وقد تكلم فيه"، وقال ابن الجوزي: "هناد لا يوثق به، وبقية مدلس"، ووافقه السيوطي في "اللآلي المصنوعة" (1/ 178)، والألباني في "الضعيفة" (619)، وحكموا عليه بالوضع.
(1)
أخرجه البيهقي في "المدخل"(2/ 36)، رقم (522) عن الحاكم، عن أبي عبد الله محمد بن يعقوب، عن الحسين بن الحسن بن مهاجر، عن هارون بن سعيد الأيلي، عن خالد بن نزار، عن إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزناد، عن الأعرج به. وهذا إسناد فرد، رجاله كلهم محتج بهم، إلا أن الحاكم أبا عبد الله -وتبعه عليه البيهقي- استظهر أن لا يكون محفوظًا، يحتمل أن يكون الحافظ محمد بن يعقوب ابن الأخرم دخل له حديث في حديث، وذلك أنه لا يعرف له أصل من حديث أبي الزناد عن الأعرج، وإنما يشتهر برواية أبي مصعب الزهري عن عمر بن طلحة الليثي عن سعيد المقبري، وهكذا رواه أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الصيدلاني العدل، عن الحسين بن الحسن بن مهاجر -شيخ ابن الأخرم- عن أبي مصعب الزهري.
والصيدلاني: صحح له الحاكم في "المستدرك"(1/ 288، 410)، (3/ 68، 547)، (4/ 247)، ووثقه البيهقي في "الشعب"(5/ 410)، رقم (3627)، وتوبع على إسناده من أوجه كثيرة عن أبي مصعب الزهري، عن عمر بن طلحة الليثي به، وهو معروف به، فرواية الصيدلاني أولى أن تكون محفوظة، كما قال الحاكم فيما رواه البيهقي عنه في "المدخل"(ح 523)، ولم يتعقبه، فكأنه ارتضاه أيضًا. والله أعلم.
نسبه في "مسند الفردوس": "عبد الحليم بن محمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة".
(2)
ولم أقف له على ترجمة ولا ذكر، وفي "تاريخ دمشق"(34/ 44 - 46)، رقم (3695):"عبد الحليم بن محمد بن عبيد الله ابن أبي المهاجر المخزومي، ابن أخي إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، يروي عن الزهري عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب"، ولم يذكر ابن عساكر فيه ما يدل على جرح، فيحتمل أن يكون هذا. والأقرب -والله أعلم- أن في الإسناد تصحيفًا، وأنه حُكَيم -بضم الحاء، وفتح الكاف، مصغرًا- ابن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب القرشي المطلبي، ابن عم حكيم بن عبد الله المصري: يروي عن أبيه محمد بن قيس، وسعيد =
محمد بن عبد الله بن قيس
(1)
.
= المقبري وغيرهما، وعنه علي بن عبد الرحمن بن عثمان -وقيل: ابن وثاب- المديني وغيره. قال أبو حاتم: مجهول ["الجرح" (3/ 287)، رقم (1281)]، وتبعه الذهبي ["المغني" (1698)]، وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 242)، فقال الذهبي في "الميزان"(1/ 587)، رقم (2231):"مشهور، وثق"، وقال ابن حجر:"صدوق"، فهو مجهول الحال، ولم يوثق بمعتبر، والله أعلم.
وانظر: "التاريخ الكبير"(3/ 94 - 95)، رقم (330)، "المؤتلف" للدارقطني (1/ 471)، "تلخيص المتشابه"(1/ 149 - 150)، "الإكمال" لابن ماكولا (2/ 487 - 490، مع تعليقات المعلمي)، "اللسان"(9/ 288)، رقم (598)، "تهذيب التهذيب"(2/ 454)، رقم (792)، "التقريب"(1486)، "توضيح المشتبه"(3/ 280).
(1)
أخرجه الديلمي (3/ 182/ أ) من طريق أبي نعيم، عن إسحاق بن أحمد، عن أبي زرعة، عن محمد بن عبيد بن ميمون المديني، عن علي بن عبد الرحمن بن وثاب، عن عبد الحليم بن محمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن سعيد المقبري به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 95)، رقم (330) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(3/ 343)، رقم (1799) - عن إبراهيم بن المنذر، عن ابن أبي فديك، عن علي بن عبد الرحمن بن عثمان، سمع حكيم بن محمد، وعن إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه، عن إسماعيل بن رافع، كلاهما (حكيم بن محمد، وإسماعيل بن رافع المدنيان) عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تعلم القرآن وهو فتي السن خلطه الله بلحمه ودمه". واللفظ لحكيم بن محمد عن المقبري، ولم يسق لفظ ابن رافع.
وإسماعيل بن رافع متروك -كما تقدم-، وحكيم بن محمد بن قيس بن مخرمة المديني، مجهول، وذكر في "الثقات"، وتوبعا عليه عن المقبري من عمر بن طلحة الليثي، كما سيأتي.
وعلي بن عبد الرحمن بن وثاب المديني: هكذا سماه البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 393، رقم 1254 - ترجمة: إسحاق بن أبي طريفة)، وتبعه عليه ابن حبان في "الثقات"(4/ 25)، ومثله عند ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/ 287 - ترجمة: حكيم بن محمد بن قيس).
وفي ترجمة "حكيم بن محمد" عند سائر من تقدم ذكرهم: "علي بن عبد الرحمن بن عثمان"، ووافقهم عليه أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "بيان خطأ البخاري"(384)، وبه ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(6/ 285)، رقم (2416)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 195)، رقم (1070)، وفي "بيان خطأ البخاري"، وابن حبان في "الثقات"(8/ 458)، وقد روى عنه جماعة من المدنيين، ولم أقف فيه على =
ومن جهة الحاكم، من طريق عمر بن طلحة
(1)
، كلاهما؛ عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رفعه بهذا. وأخرجه البيهقي في "المدخل" من هذا الوجه، لكن بلفظ:"من قرأ القرآن .. "، والباقي نحوه
(2)
.
= توثيق من غير ابن حبان، فهو مقبول عند المتابعة، وهنا توبع عن سعيد المقبري متابعة قاصرة.
وبقية رجال إسنادي البخاري والديلمي موثقون، إلا أن شيخ أبي نعيم الأصبهاني، وهو إسحاق بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن قولويه أبو يعقوب التاجر الأصبهاني، ترجم له أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(1/ 265)، رقم (440)، وقال:"سمع من الرازيين، توفي لخمس خلون من ربيع الأول (368 هـ) "، فمثله ربما يستبعد إدراكه لأبي زرعة الرازي (ت 264 هـ). والله أعلم.
(1)
هو: عمر بن طلحة بن علقمة بن وقاص الليثي، المدني: ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 440)، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وقال أبو زرعة: ليس بقوي ["الجرح والتعديل" (6/ 117)، رقم (631)]، وذكر له ابن عدي (5/ 46)، رقم (1216) سبعة أحاديث، منها هذا، فقال:"أحاديثه عن سعيد المقبري بعضه مما لا يتابعه عليه أحد"، وقال الذهبي في "المغني" (4497):"فيه جهالة"، وفي "الميزان"(3/ 208)، رقم (6151):"لا يكاد يعرف"، وقال ابن حجر في "اللسان"(9/ 380)، رقم (2029):"لين"، وفي "التقريب" (4924):"صدوق"، وذكر له البخاري في "التاريخ"(6/ 462)، رقم (2995) حديثًا، والدارقطني في "العلل"(8/ 143)، رقم (1462)، (15/ 216)، رقم (3959) حديثًا آخر له عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه، وذكرا أنهما لا يصحان عن أبي هريرة رضي الله عنه، وإنما يرويهما المقبري من طرق أخرى. فهو ربما يهم على هذا الإسناد، ويأتي بما لا يتابع عليه، كما قال ابن عدي، وهنا توبع عليه عن المقبري ممن دونه، وقد أنكر عليهما، والله أعلم. وانظر له أيضًا:"تهذيب الكمال"(21/ 402 - 403)، رقم (4262)، و"تهذيبه"(7/ 466)، رقم (774).
(2)
أخرجه البيهقي في "المدخل"(2/ 37)، رقم (523) و"الشعب"(4/ 229 - 230)، رقم (2440)، والديلمي (3/ 182/ أ) عن أحمد بن خلف، كلاهما (البيهقي، وأحمد بن خلف) عن الحاكم بإسناده عن الحسين بن الحسن بن مهاجر، وكذا ابن عدي (5/ 46)، رقم (1216)، والمرهبي في "فضل العلم" -كما في "اللآلي المصنوعة"(1/ 179) -، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3/ 344)، رقم (1800)، والمقدسي في "المنتقى من مسموعاته"(14) من سبع طرق أخرى، ثمانيتهم: عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، عن عمر بن طلحة الليثي المديني به.
وتقدم أن حكيم بن محمد بن قيس المديني -وفيه جهالة- تابع عمر بن طلحة عليه، =
وقال: إن الثاني أولى أن يكون محفوظًا من الأول
(1)
.
وعند البيهقي والديلمي أيضًا؛ من حديث الحسن بن أبي جعفر، حدثنا أبو الصهباء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:"من قرأ القرآن قبل أن يحتلم فهو ممن أوتي الحكمة صبيًا" موقوف
(2)
.
ورواه البيهقي فقط؛ من وجه آخر بهذا السند أيضًا، فرفعه
(3)
.
= وقد أنكره عليهما ابن عدي. والله أعلم.
وله طريق آخر عند سهل بن عبد الله التستري في "التفسير"(1/ 42)، بلفظ:"القرآن حكمة، فمن تعلم القرآن في شبيبته خلط بلحمه ودمه، ألا وإن النار لا تمس قلبًا وعى القرآن، ولا جسدًا اجتنب محارمه وأحل حلاله وآمن بمحكمه ووقف عند متشابهه ولم يبتدع فيه".
ورجاله كلهم ثقات، سوى شيخ التستري في الزهد وخاله محمد بن سوار بن الفضل البصري: فمقبول، من العاشرة ["التقريب" (5941)]، ولم يذكر له المزي ["تهذيب الكمال" (25/ 332)، رقم (5274)] راويا سوى سهل بن عبد الله التستري، فتفرد مثله بمثل ذلك الإسناد لا يخلو من النكارة. والله أعلم.
وله شاهد من حديث علي رضي الله عنه عند ابن عدي (6/ 301 - 302)، رقم (1791)، وفيه متهم بالوضع.
(1)
نقله البيهقي عن الحاكم، وسكت عليه؛ كأنه يوافقه، وتقدم توجيهه.
(2)
أخرجه البيهقي في "المدخل"(2/ 38)، رقم (524)، والديلمي (3/ 120/ ب) من طريقي علي بن عبد العزيز البغوي ويوسف بن موسى القطان، عن مسلم بن إبراهيم -وهو الفراهيدي-، عن الحسن بن أبي جعفر به، والحسن بن أبي جعفر فيه ضعف، كما تقدم (ح: 524، 700)، وبقية رجاله ثقات.
(3)
رواه في "المدخل"(524) من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن مسلم بن إبراهيم به، والأول هو المحفوظ.
وله طريق آخر مرفوعًا؛ عند الخطيب في "الجامع"(1/ 310)، رقم (675)، وفيه أبو العباس إسحاق بن محمد بن مروان الغزال، مغفل، كان يوضع له الحديث فيرويها ["سؤالات الحاكم" (70)، "تاريخ بغداد" (6/ 390 - 391)، رقم (3438)، "الميزان" (1/ 200)، رقم (790)]، وفوقه مجهولان، أحدهما وهاه الأزدي، ففيه جملة آفات.
قال ابن تيمية -ووافقه الذهبي-: "هذا من فضول الحديث، وهو مَثَلٌ سائرٌ، ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم".
انظر: "منهاج السُّنَّة"(7/ 525، وما بعدها)"المنتقى من منهاج الاعتدال"(ص 499، وما بعدها).
وعنده، وكذا ابن عبد البر؛ من طريق الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، قال:"أما ما حفظت وأنا شاب فكأني أنظر إليه في قرطاس أو ورقة"، ولفظ البيهقي:"فكأني أقرأه في دفتر"
(1)
، ولنفطويه
(2)
:
أُراني أَنسى ما تعلمت في الكبر
…
ولست بناس ما تعلمت في الصغر
وما العلم إلا بالتعلم في الصبا
…
وما الحلم إلا بالتحلم في الكبر
ولو فلق القلب المعلم في الصبا
…
لأَلْفَى فيه العلم كالنقش في الحجر
وما العلم بعد الشيب إلا تعسُّفٌ
…
إذا كَلَّ قلب المرء والسمع والبصر
وما المرء إلا اثنان عقل ومنطق
…
فمن فاته هذا وهذا فقد دمر
وقال غيره
(3)
:
إن الحداثة لا تقصر بالفتى المرزوق ذهنًا
…
لكن تذكي
(4)
عقله فيفوق أكبر منه سنا
وهذا محمول على الغالب، وإلا فقد اشتغل أفراد كالقفال
(5)
(1)
أخرجه البيهقي في "المدخل"(2/ 41)، رقم (527) من طريق أبي يحيى الحماني، عن الأعمش به.
(2)
هو: أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة العلامة المحدث الفقيه الظاهري النحوي (323)، ذكر ياقوت الحموي أنه لقب نفطويه تشبيهًا إياه بالنفط لدمامته وأدمته، وقُدِّر اللقب على مثال سيبويه؛ لأنه كان ينسب في النحو إليه، ويجري في طريقته، ويدرس شرح كتابه. انظر:"طبقات الفقهاء" للشيرازي (1/ 176)، "تاريخ بغداد"(6/ 157 - 160)، رقم (3205)، "نزهة الألباء"(1/ 194 - 196)، "معجم الأدباء"(1/ 114 - 122)، "سير أعلام النبلاء"(11/ 386)، رقم (2887).
والبيت المذكور أعلاه؛ أسنده ابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(1/ 363 - 364)، رقم (502)، ومن طريقه روى القاضي عياض في "الإلماع"(ص 67) البيت الأول والثالث منها فقط.
(3)
قال الرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص 193) -ومن طريقه رواه الخطيب في "الجامع"(2/ 278)، رقم (688) -: أنشدنا أصحابنا البغداديون: .. فذكره، ولم ينسبه ابن عبد البر في "الجامع"(1/ 364)، رقم (503) لقائل، ونسبه القاضي عياض في "الإلماع"(ص 204) لبعض البغداديين مبهمًا.
(4)
أي: يتم عقله ويحده، ويجعله سريع الفهم قوي الإدراك. انظر:"المصباح المنير"(ص 175، ذ ك ي).
(5)
هو: القفال المروزي؛ أبو بكر عبد الله بن أحمد بن عبد الله الفقيه الشافعي، المعروف =
والقدوري
(1)
بعد كبرهم، ففاقوا في علمهم، وراقوا بمنظرهم
(2)
.
715 - حديث: "العلم لا يحل منعه".
القضاعي من حديث عمر
(3)
بن صدقة -إمام أنطاكية-
(4)
، عن عمر بن شاكر
(5)
، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي شيء لا يحل منعه؟ "،
= بالقفال المروزي: كان وحيد زمانه فقهًا وحفظًا وورعًا وزهدًا، وكان ابتداء اشتغاله بالعلم على كبر السن بعد ما أفنى شبيبته في عمل الأقفال، ولذلك قيل له القفال، وكان ماهرًا في عملها، ويقال إنه لما شرع في التفقه كان عمره ثلاثين سنة. مات (417 هـ)، وهو ابن تسعين سنة بمرو.
انظر: "وفيات الأعيان" لابن خلكان (3/ 46)، "طبقات الشافعية" لابن الصلاح (1/ 496 - 500)، "سير أعلام النبلاء"(17/ 405 - 407)، رقم (267)، "طبقات الشافعيين" لابن كثير (1/ 371 - 373).
(1)
هو: رئيس الحنفية في وقته؛ أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان، أبو الحسين الفقيه البغدادي، مؤلف المختصر المشهور بنسبته إليه، ولد (362)، وتوفي (362)، وله (66) سنة، ولم أقف على تاريخ بدئه في العلم. والقدوري نسبة إلى بيع القدر. والله أعلم.
انظر: "تاريخ بغداد"(5/ 140 - 141)، رقم (2564)، "الأنساب" للسمعاني (4/ 460)، "سير أعلام النبلاء"(17/ 574 - 575)، رقم (380)، "الجواهر المضية في طبقات الحنفية"(1/ 93 - 94)، رقم (180).
(2)
ذكر ابن تيمية في "منهاج السُّنَّة"(7/ 525 - 527) في ذلك عامة الصحابة، وأن أكثرهم إنما تعلموا العلم والقرآن والإيمان عند كبر السن، ولم يتم الوحي إلا وأكثرهم يجاوز الثلاثين. والله أعلم.
(3)
كذا في نسخ المقاصد و"مسند الشهاب"، وهو تصحيف، والصواب:"عمرو بن صدقة"، كما في شيوخ عمر بن شاكر من "الكامل" و"تهذيب الكمال"، ومصادر ترجمة "عمرو بن صدقة".
(4)
أبو شعيب الأنطاكي، قاضي أنطاكية، وإمام مسجدها: سمع منه أبو حاتم الرازي، وقال: شيخ صدوق. انظر: "الجرح والتعديل"(6/ 241)، رقم (1335)، "أخبار القضاة"(3/ 325).
(5)
روى الترمذي عن البخاري، قال: هو مقارب الحديث ["ترتيب العلل الكبير" (1/ 329)، رقم (611)]، وقال أبو حاتم:"ضعيف الحديث، يروي عن أنس المناكير"["الجرح والتعديل" (6/ 115)، رقم (619)]، وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 151)، وقال ابن عدي (5/ 55 - 56)، رقم (1229): "يحدث عن أنس بنسخة قريبًا =
فقال بعضهم: الملح، وقال آخر: النار، فلما أعياهم، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:"ذلك العلم لا يحل منعه"
(1)
.
= من عشرين حديثًا غير محفوظة"، وقال الذهبي ["الميزان" (3/ 203 - 204)، رقم (6135)]: "واه، له عن أنس نحو عشرين حديثًا مناكير"، وقال ابن حجر ["التقريب" (4917)]: "ضعيف، من الخامسة". وفيما ذكره ابن عدي موضوعات وأباطيل، من طريق المتروكين ومن لا يعتبر بهم -ممن يروي الموضوعات عن الثقات- عن عمر بن شاكر، فالحمل فيها عليهم دونه، وانتقد بعضَها الذهبيُّ في "الميزان"، وابن حجر في "اللسان" (4/ 156 - 157)، رقم (3622)، وأسند ابن عدي كذلك حديثًا منكرًا عن شيخه عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن أبي قرصافة العسقلاني، عن أبيه، عن عمرو بن صدقة -إمام مسجد أنطاكية- عن عمر بن شاكر، عن أنس رضي الله عنه، فقال: "حدثنا ابن أبي قرصافة بهذا الإسناد قريبًا من خمسة عشر حديثًا كلها مناكير". وعبدالرحمن بن أبي قرصافة، وأبوه؛ لم أقف لهما على ترجمة، فإن كانا ثقتين فالحمل في تلكم الروايات على عمر بن شاكر، وإلا فمحتمل بين الثلاثة، والأول أقرب، وما رواه ابن عدي عن عمر بن شاكر من طريق بقية الثقات مقارب محتمل، كما قال البخاري، فلا يتأتى الحكم عليه بالضعف إلا بعد أن تبرأ ذمة الرواة عنه من هذه المناكير، والله أعلم. وانظر أيضًا: "الكاشف" (4070) "المغني" (4484) "تهذيب التهذيب" (7/ 459)، رقم (766).
(1)
أخرجه القضاعي (ح 84) من طريق أبي بكر محمد بن سفيان المؤذن، عن أبي نفيل عبيد بن محمد العسقلاني، عن عمرو بن صدقة به.
وعمر بن شاكر فيه لين -كما تقدم-، وأبو نفيل -ويقال: أبو ذهل- عبيد بن محمد القاري، العسقلاني: من شيوخ الطبراني في "المعجم الصغير"(2/ 10)، رقم (687)، وقال الألباني: لم أقف على ترجمته، فهو مجهول الحال، كما في "إرشاد القاصي والداني" (ترجمة: 632).
وأبو بكر محمد بن سفيان بن سعيد المصري المؤذن: أيضًا لم أقف له على ترجمة.
وله عن عمرو بن صدقة طريق آخر عند ابن الجوزي في "العلل"(1/ 94)، رقم (131)؛ أخرجه من طريق أحمد بن مسعود، عن عمرو بن صدقة به نحوه. وأحمد بن مسعود: الظاهر أنه المقدسي، أبو عبد الله؛ وهو من شيوخ الطبراني، ترجم له ابن عساكر (6/ 10 - 11)، رقم (266)، ووصفه الذهبي في "السير"(13/ 244)، رقم (126) بـ "المحدث الإمام"، وخرج له أبو عوانة في "صحيحه". فلم يبق للحديث علة سوى ضعف عمر بن شاكر وحده، وبه أعله ابن الجوزي في "العلل"(1/ 99)، والألباني في "الضعيفة"(3948)، وزاد أنه لم يعرف الروايين دون عمرو بن صدقة في رواية القضاعي، كما تقدم، وبهذه المتابعة تبرأ عهدتهما من الحديث، والله أعلم. وفي تحريم منع العلم أحاديث، بل وفي وجوب البلاغ والتحذير من الكتمان آيات، =
ورواه الديلمي من حديث يزيد بن هارون، عن يزيد بن عياض، حدثنا الأعرج، عن أبي هريرة، بلفظ الترجمة مرفوعًا
(1)
.
716 - حديث: "العلم يسعى إليه".
هو قول مالك، لكن بلفظ:"العلم أولى أن يوقر ويؤتى"، قاله للمهدي حين استدعى به لولديه ليسمعا منه
(2)
.
ويروى بلفظ: "العلم يزار ولا يزور، ويؤتى ولا يأتي"، وأنه قاله لهارون الرشيد
(3)
.
= إلا أنها لا تحتم وجوب بلاغ كل شيء لكل أحد، وفيه تفصيل دلت عليه النصوص وبينه العلماء. والله أعلم.
(1)
أخرجه الديلمي (2/ 254/ ب)، وفيه يزيد بن عياض الليثي المديني، كذبوه. "التقريب"(7761).
(2)
عزا ابن مفلح في "الآداب الشرعية"(2/ 49) روايته مسندًا للبيهقي وغيره، ولم أقف عليه.
ورواه الخطيب في "الكفاية"(القراءة على المحدث، 1/ 269) بلفظ: "إن العلم وأهله لأهل أن يوقروا، فلا تكن يا أمير المؤمنين أول من أذل العلم
…
"، وأنه قاله للرشيد.
وفي إسناده محمد بن علي، ثنا أبو اليمان -جار الربيع بن سليمان- ذكره عن أبيه، قال: لما قدم أمير المؤمنين يعني الرشيد. ومحمد بن علي لم يميز، وشيخه أبو اليمان؛ الظاهر أنه أبو لقمان محمد بن عبد الله بن خالد الخراساني، نزيل مصر، وتوفي بها سنة (262 هـ)، ويصحف في كنيته إلى أبي اليمان، ذكره ابن حجر في الأسامى من التقريب (6014)، فقال:"مقبول"، ثم (8457) في الكنى، فقال:"مستور"، بينما ضعفه الذهبي في تاريخ الإسلام (6/ 180)، رقم (462)، وقال الخطيب في "تاريخه"(3/ 439)، رقم (966):"كان ضعيفًا، يروي المنكرات عن الثقات"، وأورد له حديثًا موضوعًا، أقره على نكارته الذهبي في "الميزان"(3/ 604)، رقم (7784)، والحافظ ابن حجر في "اللسان"(7/ 242 - 243)، رقم (7000)، وتهذيب التهذيب (9/ 253 - 254)، رقم (419)، وتهذيب التهذيب (12/ 283)، رقم (1306). وأبوه لم أقف فيه على خبر، وهو أرسل القصة إرسالًا.
(3)
أخرج ابن عساكر في "كشف المغطى في فضل الموطأ"(ص 58 - 60)، من طريق أحمد بن مروان الدينوري بإسناده، مع قوله:"إن العلم إذا منع .. " القصة، وهو مما استدركه محقق "المجالسة" للدينوري على نسخته الأصل في أواخر الكتاب (8/ 321). وفيه أبو يعلى عبد العزيز بن عبد القريب الحراني المقرئ، عن ابن عمه إسحاق بن عبد الخالق الحراني، عن الدينوري، وأبو يعلى لم يترجم له إلا ابن عساكر بهذه الحكاية، وابن عمه لم أقف له على ترجمة، والدينوري تكلم فيه الدارقطني، ومشاه غيره.
وفي لفظ أنه قال له: "أدركت أهل العلم يؤتَوْن ولا يأتون، ومنكم خرج العلم، وأنتم أولى الناس بإعظامه، ومن إعظامكم له أن لا تدعوا حملته إلى أبوابكم".
بل قال له حين التمس منه خلوة للقراءة: "إن العلم إذا منع من العامة لأجل الخاصة لم ينتفع به الخاصة". أورد ذلك كله القاضي عياض في "ترجمة مالك" من "المدارك"
(1)
.
717 - حديث: "علموا بنيكم السباحة والرمي،
ولنعم لهو المؤمنة مغزلها، وإذا دعاك أبوك وأمك فأجب أمك".
ابن منده في "المعرفة"، والديلمي؛ من حديث بكر بن عبد الله بن الربيع الأنصاري به مرفوعًا. وسنده ضعيف
(2)
، لكن له شواهد
(3)
.
فعند الديلمي من حديث جابر مرفوعًا: "علموا بنيكم الرمي فإنه نكاية العدو"
(4)
.
(1)
ذكرها في "ترتيب المدارك"(صفة مجلس مالك، 2/ 21 - 25) دون إسناد.
(2)
أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1/ 441)، رقم (1194) -ومن طريقه الديلمي (2/ 231/ ب) من طريق عمرو بن عثمان الحمصي، ثنا ابن عياش، عن سليم [وللديلمي: سليمان] بن عمرو الأنصاري، عن عم أبيه، عن بكر بن عبد الله بن ربيع الأنصاري.
وابن عياش: ذكر الذهبي في "الميزان"(2/ 231)، رقم (3539) أنه علي بن عياش الحمصي، وأعل الحديث بسليم بن عمرو الأنصاري، وقال:"شامي، روى عنه علي بن عياش خبرًا باطلًا، وليس هذا بمعروف"، فعلق هذا الخبر عن عمرو بن عثمان. ووافقه ابن حجر في "اللسان"(4/ 186)، رقم (3666). والله أعلم.
(3)
وشواهده -ما ذكره المؤلف، وما لم يذكر- كلها واهية، لا يصلح شيء منها للاعتبار، كما سيأتي إن شاء الله.
(4)
أخرجه الديلمي (2/ 231/ ب)، وفيه منذر بن زياد البصري أبو يحيى الطائي؛ من المشهورين بالوضع والكذب، وانقلب اسمه على بعض الرواة فسماه "زياد بن المنذر"، ووَهَّم ذلك ابن عدي والدارقطني وغيرهما، وتساهل فيه ابن حبان فاعتبره ممن لا يقبل تفرده، وإنما مثل هذا لا يعتد بتفرده، ولا بموافقته، وخلطه ابن الجوزي في حرف الزاي من "الضعفاء" بـ "زياد بن المنذر أبي الجارود الثقفي الكوفي، رأس الجارودية من الرافضة"، وكلاهما متهمان بالوضع. والله أعلم.
انظر: "الجرح والتعديل"(8/ 243)، رقم (1099)، "المجروحين"(3/ 37)، =
وعند البيهقي عن ابن عمر مرفوعًا: "علموا أبناءكم السباحة والرمي، والمرأة المغزل"
(1)
.
إلى غيرهما
(2)
= "الكامل"(2/ 155)، (6/ 367 - 368)، رقم (1849)، "الضعفاء" للدارقطني (236، 534)، ولابن الجوزي (1305، 3412)، "اللسان"(3/ 537)، (8/ 152 - 153)، رقم (7912)، "الكشف الحثيث"(785).
(1)
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(11/ 135 - 136)، رقم (8297)، والضياء المقدسي في "المنتقى من مسموعات مرو"(ح 696) من طريق أحمد بن عبيد بن إسحاق بن مبارك العطار، عن أبيه، عن قيس، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنه. قال البيهقي:"عبيد العطار منكر الحديث".، وهو متروك، راوية الأباطيل، وكذبه ابن معين في رواية ابن الجنيد عنه، ويقال له: عبيد المطلقات، وانفرد أبو حاتم الرازي، فقال:"ما رأينا إلا خيرًا، وما كان بذاك الثبت، في حديثه بعض الإنكار"، وقد حكم فيما رواه ابنه في "العلل"(398، 663، وغيرها) على أحاديث له بالنكارة الشديدة، وبعضها مما لا أصل له، وكأنه اعتبرها منه توهمًا. وتردد فيه ابن حبان، فأورده في "الثقات"(8/ 431)، وقال:"يغرب"، ثم في "المجروحين"(2/ 176) عده ممن لا يعتد بأفراده. وشذ علي بن مسلم الطوسي فصدقه. والله أعلم.
انظر: "سؤالات ابن الجنيد"(803)، "التاريخ الكبير"(5/ 441)، رقم (1437)، و"الأوسط "(4/ 964)، رقم (1539)، و"الضعفاء" للبخاري (228)، ولأبي زرعة (195) -مع "سؤالات البردعي"(2/ 635) - وللنسائي (402)، والعقيلي (3/ 115)، رقم (1091)"الكنى" لمسلم (2107)، "الجرح والتعديل"(5/ 401 - 402)، رقم (1859)، "الكامل"(5/ 347 - 348)، رقم (1505)، "تاريخ بغداد"(2/ 259 - 260 - ترجمة محمد بن حميد الرازي)، "المغني"(3955)، "الإصابة"(3/ 261)، (13/ 202)، "اللسان"(5/ 349 - 350)، رقم (5048).
وعليه ففي مطلق تضعيفه تساهل، ولو نقل المؤلف رحمه الله حكم البيهقي لكان أحسن. والله أعلم.
(2)
وقفت له على شاهدين من حديث أبي رافع -مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم-، وابن عباس رضي الله عنهم، وكلاهما باطلان.
أما حديث أبي رافع: فأخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 219)، وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 184)، والديلمي (2/ 85/ ب)، وفيه أبو العطوف جراح بن منهال، متروك، وكذبه ابن حبان، وذكره البرقي فيمن اتهم بالكذب [انظر:"الكامل"(2/ 160 - 161)، رقم (350)، "اللسان"(2/ 246 - 247)، رقم (1780)، وتقدم: 74]، ويرويه عنه ثلاثة، أحدهم عيسى بن إبراهيم بن طهمان الهاشمي البصري؛ وهو متروك =
مما بينته مع حكمه في "القول التام
(1)
في فضل الرمي بالسهام"
(2)
.
718 - حديث: "علموا ولا تعنفوا".
الطيالسي في "مسنده" عن أبي عتبة -هو إسماعيل بن عياش- عن حميد بن أبي سويد، عن عطاء
(3)
، عن أبي هريرة رفعه به، بزيادة:"فإن المعلم خير من المعنف". ومن حديث إسماعيل أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده"، والبيهقي في "المدخل" و"الشعب" به سواء، وكذا رواه الآجري في "أخلاق حملة القرآن" له
(4)
= عند الأئمة، كما تقدم (ح 378، 379)، وجاء بقية فرواه عن عيسى هذا، عن الزهري، ودلس أبا العطوف بينهما. أخرج حديثه البيهقي في "الشعب"(11/ 136)، رقم (8298)، و"السنن"(10/ 15)، وضعفه هو وابن التركماني بعيسى هذا، وقد توبع عليه عن أبي العطوف من وجهين آخرين، فاللوم على شيخه الذي دُلِّس في رواية بقية، دونه.
وأما حديث ابن عباس رضي الله عنه: فأخرجه ابن عدي (2/ 153)، رقم (346)، بلفظ:"لا تعلموا نسائكم الكتابة، ولا تسكنوهن العلالي، خير لهو المؤمن السباحة، وخير لهو المرأة المغزل"، وفيه جعفر بن نصر أبو ميمون العنبري الكوفي، قال ابن عدي:"ليس بمعروف، ويحدث عن الثقات بالبواطيل والموضوعات"، وحكم عليه بالبطلان، والذهبي في "الميزان"(1/ 419)، رقم (1541)، وابن حجر في "اللسان"(2/ 479)، رقم (1928)، وقال الذهبي:"جعفرٌ متهم بالكذب".
وبذا تبين أن شواهد الباب أسقط من أن تذكر، إلا أن الأمر بتعلم الرمي ثابت في الكتاب وصحيح السُّنَّة. والله أعلم.
(1)
في (أ، ز): "القول التمام"، والمثبت من:"م"، وهو الموافق لسائر المصادر، مثل "الضوء اللامع" للمؤلف (6/ 211)، (8/ 18)، (10/ 271)، و"كشف الظنون"(2/ 1363)، و"إيضاح المكنون"(4/ 247)، و"هدية العارفين"(2/ 221)، وهو الاسم المثبت على نسخه الخطية.
(2)
له نسخ خطية في: "مركز الملك فيصل" بالرياض رقم (1663 - 7 - ف)، و"دار الكتب القومية" بالقاهرة رقم (474 - مجاميع)، و"المكتبة السعيدية" (60 - حديث - 395 [في: 126 ورقة]).
(3)
هو: ابن أبي رباح المكي.
(4)
أخرجه الطيالسي (2659) -وعلقه عنه الديلمي (2/ 231/ أ) -، والحارث بن أبي أسامة ["بغية الباحث" (43)، و"المطالب العالية" (12/ 716)، رقم (3089)]- والآجري في "أخلاق حملة القرآن"(49)، وابن عدي (2/ 275)، والبيهقي في =
وحميدٌ قال فيه ابن عدي: إنه منكر الحديث
(1)
.
ولكن من شواهده حديث ابن عباس: "علموا، ويسروا ولا تعسروا". أخرجه أحمد وابن أبي شيبة وغيرهما
(2)
.
= "المدخل"(2/ 27)، رقم (513)، وابن عبد البر في "الجامع"(1/ 515)، رقم (833)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"(2/ 286)، رقم (984) وغيرهم من طرق عن إسماعيل بن عياش به.
(1)
وكذا قال البيهقي في "الشعب، وذكرا أن حميدًا تفرد به، وزاد ابن عدي: "كأنه قد أخذ عطاء بن أبي رباح قبالة، وأحاديثه عن عطاء غير محفوظات"، وهو حميد بن أبي سويد -ويقال: ابن سوية، ويقال: ابن أبي حميد- المكي، مولى بني علقمة. والظاهر أنه هو حميد المكي -مولى ابن علقمة- الذي روى زيد بن حباب عنه عن عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، ولم ينسبه. قال ابن عدي: "وأحاديثه كلها غير محفوظة". وانظر: "الكامل" (2/ 274 - 275)، رقم (437 - 437)، "تهذيب الكمال" (7/ 373 - 374)، رقم (1529).
وله إسناد صحيح عند الشافعي في "الأم"(2/ 110، ح 108)، و"المسند" - ترتيب السندي (ح 52) عن أبي هريرة رضي الله عنه، في حديث الأعرابي الذي بال في المسجد:"علموا، ويسروا ولا تعسروا". ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة"(3/ 394)، رقم (5055)، والبغوي في "شرح السُّنَّة"(2/ 79)، رقم (291).
وهو عند البخاري (ح 220، 6128)، وأبي داود (382)، والترمذي (147)، والنسائي (56، 330)، وغيرهم من أوجه، بلفظ:"إنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين". وهما بمعنى واحد. والله أعلم.
(2)
أخرجه الطيالسي (2608)، وأحمد (4/ 338)، رقم (2556)، (5/ 413)، رقم (3448)، ومسدد، وابن أبي شيبة ["إتحاف الخيرة" (1/ 208)، رقم (287)، (6/ 52 - 53)، رقم (5319)، والمطالب العالية (12/ 725)، رقم (3094)]، والبخاري في "الأدب المفرد"(245)، والبزار (11/ 143)، رقم (4872 - 4873)، والطبراني في "الكبير"(11/ 33)، رقم (10951)، والبيهقي في "الشعب"(10/ 527)، رقم (7934 - 7935)، وابن عبد البر في "الجامع"(ح 804، 834)، وغيرهم من طرق منهم الأئمة -الثوري، وشعبة، وعبد الله بن إدريس- عن الليث بن أبي سليم، سمعت طاوسًا يحدث عن ابن عباس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
وهو عند ابن أبي شيبة (13/ 60 - 61، رقم 2588، وص 478، ح 27010)، وإسحاق - كما في "إتحاف المهرة" لابن حجر (7/ 3 - 5)، رقم (7874) دون قوله:"علموا". قال البزار: "هذا الكلام لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، إلا حديثًا قد اختلف في إسناده، وليث ابن أبي سليم كوفي متعبد، وروى عنه أهل الكوفة، واحتملوا حديثه". =
بل، في صحيح مسلم عن أبي موسى، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه ومعاذًا إلى اليمن قال لهما:"يسِّرا ولا تعسِّرا، وعلِّما ولا تنفِّرا"
(1)
.
719 - حديث: "على الخبير سقطت".
هو كلام يقوله المسؤول عما يكون به عالمًا، وجاء عن جماعة منهم ابن عباس مما صح عنه، حيث سئل عن البدنة إذا عطبت
(2)
.
= وبالليث أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 340، 343)، رقم (542، 548)، وأنه ضعيف ومدلس، وبه ضعفه الألباني في "الصحيحة"(3/ 363)، رقم (1375)، وقال الهيثمي في موضع آخر (8/ 135)، رقم (12993):"رجاله ثقات؛ لأن ليثًا صرح بالسماع من طاووس"، وهذا فيه نظر، فإنه بذلك يزول عنه ظنة التدليس، وهو مع ذا ضعيف، وقد اختلط، ولم يتميز حديثه، فترك، إلا أن رواية الجمع من الأئمة له بإسناد وسياق واحد، ومع اختلاف بلدانهم، يعطي لحفظه لهذا الحديث خاصة شيئًا من الاعتبار. وتابعه أبو جناب عن طاوس به، عند ابن البختري -كما في "مجموع مصنفاته"(ح 202) -.
قال الألباني في "الصحيحة": "وهذه المتابعة لا تفيد الحديث قوة؛ لأن أبا جناب هذا واسمه يحيى بن أبي حية الكلبي قال الحافظ ["التقريب" (7537)]: "ضعفوه، لكثرة تدليسه"، فيحتمل أنه تلقاه عن ليث ثم دلسه! ".
وصححه الألباني، وحسنه شعيب الأرنؤوط بشواهده.
والحديث أخرجه عبد الرزاق (1/ 424، 425)، رقم (1659، 1662) من طريقي عمرو بن دينار وابن طاووس، عن طاوس مرسلًا، في حديث الأعرابي الذي بال في المسجد، بلفظ:"علموا، ويسروا ولا تعسروا". فصح عن طاووس، وقد صح مرفوعًا، كما تقدم، وفي مثل هذا لا يعل المسند بالمرسل. والله أعلم.
(1)
لم أقف عليه بهذا اللفظ، وإنما أخرجه مسلم (ح 2 - 70/ 1733) بلفظ:"بشرا ويسرا، وعلما ولا تنفرا -وأراه قال: وتطاوعا-". وبهذا اللفظ رواه أبو يعلى (ح 67) -وعنه ابن حبان (5373)، فالبيهقي (8/ 294) - والطبراني في "الأوسط"(4/ 320)، رقم (4321) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، كلاهما:"أبو يعلى، وعبد الله" عن محمد بن عباد المكي شيخ مسلم فيه. وهو عند البخاري (3038، 4341، 4344، 6124، 7172)، ومسلم (ح 1732، 1733) وغيرهما بلفظ: "يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا"، وفي لفظ:"بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا". فاللفظ المذكور عند المؤلِّفِ مؤلَّفٌ من حديثين عند مسلم. والله أعلم.
وللشيخين (خ: 6125، م: 1734) عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: "يسروا ولا تعسروا، وسكنوا ولا تنفروا".
(2)
أخرجه مسلم (ح 1325)، وأخرج (349) مثله عن عائشة رضي الله عنها حينما سئلت عن الغسل =
وفي "دلائل النبوة" للبيهقي من طريق ابن إسحاق في نحو هذا: أن أبا حاضر الحضرمِيَّ
(1)
قاله حين سئل عنه
(2)
.
720 - حديث: "على كل خير مانع".
هو كلام صحيح بالنظر للشيطان ومكائده وحيله، وقد روى أحمد -مما أخرجه النسائي وصححه ابن حبان-
(3)
عن سبرة بن الفاكه
(4)
، سمعت
= من الإيلاج دون الإنزال. وصح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عند الطيالسي (2342) وأحمد (11010، 11397، 11925) وأبي داود (4093)، وورد أيضًا عن أبي هريرة وعمران بن حصين وأبي ذر وعبد الله بن عمرو وأم معبد رضي الله عنهم، بل وأخرجه الترمذي (3273) وأحمد (25/ 304 - 305)، رقم (15953)، وابن أبي شيبة في "مسنده"(ح 659)، والطبراني في "الكبير"(3/ 254)، رقم (3325) بإسناد حسن عن الحارث بن حسان البكري رضي الله عنه، أنه قاله للنبي صلى الله عليه وسلم، حينما سأله عن قصة وافد عاد، لما ذكره عنده صلى الله عليه وسلم.
(1)
كذا في نسخ المقاصد، وفي "دلائل النبوة" للبيهقي:"أبا حاضر الحميري"، ولم أقف على نسبة "الحضرمي" له.
وهو: أبو حاضر عثمان بن حاضر الحميري الأزدي القاص، من أصحاب ابن عباس رضي الله عنهما: وثقه أبو زرعة وابن حبان، وقال الحاكم في "المستدرك":"شيخ من أهل اليمن مقبول صدوق"، وقال ابن حجر:"صدوق". وقال عبد الرزاق في اسمه: "عثمان بن أبي حاضر"، ووهَّمه فيه الإمام أحمد وغيره.
انظر: "مشاهير علماء الأمصار"(976)، "تهذيب التهذيب"(7/ 109 - 110)، رقم (235)، "التقريب"(4457).
(2)
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(4/ 319 - 320) من طريق أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثنا عمرو بن ميمون، قال: سمعت أبي يسأل أبا حاضر الحميري: .. فذكره. وإسناده صحيح، وهو إلى ابن إسحاق بإسناد "السيرة النبوية" له. والله أعلم.
(3)
المثبت من "م"، وفي "أ، ز،": "النسائي، وصححه وابن حبان"، ولعل الناسخين أخذوها من ضمة على الهاء وقعت بحجم أكبر في الأصل، كما وقع في بعض النسخ المساعدة. والله أعلم.
(4)
هو: سبرة بن الفاكه -ويقال: ابن أبي الفاكه، ويقال: ابن الفاكهة، ويقال: ابن أبي الفاكهة-: صحابي أسدي رضي الله عنه، نزل الكوفة، وله عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث وآخر في الوضوء، ومنهم من قال في هذا الحديث: جابر بن سبرة أو جابر بن أبي سبرة، وهو غير محفوظ، كما سيأتي إن شاء الله. والله أعلم. =
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرِقة
(1)
؛ فقعد له بطريق الإسلام، فقال له: أتسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء أبيك! قال: فعصاه فاسلم. ثم قعد له بطريق الهجرة، فقال: أتهاجر وتذر أرضك وسماءك!، وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطِّوَل
(2)
، قال: فعصاه فهاجر. ثم قعد له بطريق الجهاد، فقال: هو جهد النفس والمال، فتقاتل فتقتل
(3)
، فتنكح المرأة ويقسم المال، قال: فعصاه فجاهد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فمن فعل
(4)
ذلك منهم فمات، كان حقًّا على الله أن يدخله الجنة، أو قتل كان حقًّا على الله أن يدخله الجنة، وإن عُقِر
(5)
كان حقًّا على الله أن يدخله الجنة، أو وقصته دابته
(6)
كان حقًّا على الله أن يدخله الجنة"
(7)
.
= وانظر: "تهذيب الكمال"(10/ 202)، رقم (2180)، "التقريب"(2208)، ومصادر تخريج الحديث.
(1)
بوزن أفعِلة كأرغِفة -بفتح أوله وكسر ثالثه وتنوين آخره في الوصل؛ لأنه نكرة-، جمع قلة للطريق على التذكير، وقيل: أَطْرُقِه جمعًا للطريق على التأنيث، ومنهم من لم يجوز الثاني، وشدد عليه البرهان الناجي، وكثير من أهل اللغة وابن الأثير في هذا الحديث جوزوهما معًا. والله أعلم. وانظر:"النهاية"(3/ 123)، "عجالة الإملاء" للناجي (3/ 306 - 307)، "الصحاح"(4/ 1513)، "المحكم"(6/ 273، 277)، "لسان العرب"(10/ 224)، "تاج العروس"(26/ 73، 78).
(2)
بكسر الطاء وفتح الواو، ويقال فيه "الطيل" أيضًا، وهو الحبل الطويل يشد أحد طرفيه في وتد أو غيره والآخر في يد الفرس ليدور فيه ويرعى، ولا يذهب لوجهه، ويقال في الفعل منه:"طول"، و"أطال" على الوجهين؛ أي: شده في الحبل. انظر: "النهاية" لابن الأثير (3/ 120).
(3)
في (أ، ق، عز): "فيقاتل فيقتل" بصيغة الغياب، والمثبت من (ز، زك)، وهو الأولى.
(4)
سقطت من (م) كلمة "فعل"، كما سقط منه أيضًا قوله:"أو قتل، كان حقًا على الله أن يدخله الجنة، وإن عقر كان حقًا على الله أن يدخله الجنة".
(5)
كذا في نسخ المقاصد، مضبوطًا بالشكل في غير واحد منها، وفي مصادر التخريج:"غرق"، و"عقر"؛ أي: قطعت قوائمه، فحبس عن الحركة والسير. انظر:"النهاية"(3/ 226 - 229).
(6)
أي: سقط عنه فانكسرت عنقه. انظر: "النهاية" لابن الأثير (5/ 225).
(7)
أخرجه النسائي في "المجتبى"(3134)، و"الكبرى"(4/ 283)، رقم (4327) وأحمد (25/ 315)، رقم (15958)، وابن أبي شيبة (ح 19675) -وعنه ابن أبي عاصم في =
721 - حديث: "على اليد ما أخذت حتى تؤديه".
أحمد والنسائي وابن ماجه والحاكم؛ من حديث الحسن، عن سمرة به مرفوعًا. ورواه أبو داود والترمذي بلفظ:"حتى تؤدي"
(1)
.
= "الآحاد"(2/ 284 - 285)، رقم (1043)، (5/ 136)، رقم (2675)، وابن قانع (1/ 303 - 304)، والطبراني في "الكبير"(7/ 117)، رقم (6558) - والبخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 187 - 188)، رقم (2431)، والبغوي في "معجم الصحابة"(3/ 249)، رقم (1188)، وابن حبان (4593)، وابن منده في "معرفة الصحابة"(2/ 820 - 821)، وكذا أبو نعيم (3/ 1419)، رقم (3590)، والبيهقي في "الشعب"(6/ 108 - 109)، رقم (3941) وغيرهم من طرق عن أبي عقيل عبد الله بن عقيل الثقفي، ومحمد بن فضيل؛ عن أبي جعفر موسى بن المسيب الثقفي، عن سالم بن أبي الجعد، عن سبرة بن الفاكه رضي الله عنه به.
وهذا صحح إسناده العراقي في "المغني"(2/ 718، ح 2629)، وحسنه ابن حجر في "الإصابة"(4/ 219)، رقم (3099)، وجوده الألباني في "الصحيحة"(2979)، فوافقوا ابن حبان على تصحيحه، وهكذا أقره عليه المنذري في "الترغيب"(2/ 183 - 184)، رقم (2033).
وذكر ابن منده في "معرفة الصحابة"(1/ 820 - 821)، وأبو نعيم فيه أيضًا (2/ 550 - 551)، رقم (1535)، والبيهقي في "الشعب"(6/ 109)، رقم (3942)، والحافظ ابن حجر وغيرهم أن في إسناده اختلافًا، فأسندوه من طرق عن طارق بن عبد العزيز بن طارق، عن ابن عجلان، عن أبي جعفر موسى بن المسيب، عن سالم بن أبي الجعد، أخبرني جابر بن سبرة. وقال بعضهم:"جابر بن أبي سبرة". قال أبو نعيم: "وهذا المشهور"؛ يعني: في حديث طارق بن عبد العزيز. زاد ابن منده وابن الأثير: "ورواه ابن أبي شيبة عن ابن فضيل عن موسى نحوه"، ولا أدري له وجهًا، وتقدم عن ابن أبي شيبة -ومن طرق عنه عند أبي نعيم وغيره- عن ابن فضيل به على ما تقدم. وعليه ذهبوا إلى توهيم طارق في روايته هذا الذي تفرد به، وأن المحفوظ في اسم صحابيه هو "سبرة بن الفاكه -أو: ابن أبي الفاكهة-"، كما ورد من الوجهين، وبه قال أبو الفتح الأزدي في "المخزون" (46)، ووافقهم ابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 303)، وابن كثير في "جامع المسانيد" (2/ 9)، رقم (1404)، وابن حجر في "الإصابة" (2/ 114)، رقم (1021)، وذكر الألباني ["الصحيحة" (2979)] أن هذا الاختلاف لا يضر، لتبين الراجح منهما، ولأن الخلاف في تعيين الصحابي، والصحابة كلهم عدول. والله أعلم.
(1)
أخرجه أحمد (33/ 277، رقم 20086، 33/ 313، رقم 20231، 33/ 328 - 329، رقم 20156)، وأبو داود (3561)، والترمذي (1266) -وحسنه- وابن ماجه (2400)، والنسائي في "الكبرى"(5/ 333)، رقم (5751)، والدارمي (3/ 1691)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رقم (2638)، وابن الجارود (1024)، والروياني (ح 784، 808)، والطبراني في "الكبير"(7/ 208)، رقم (6862)، والحاكم (2/ 47) -وصححه على شرط البخاري، ووافقه الذهبي- والبيهقي في "الكبرى"(6/ 90، 95 و 8/ 276) وغيرهم من طرق كثيرة عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن به.
واختلف في حكمه، فحسنه الترمذي -ونقل حكمه ابن دقيق العيد بلفظ: حسن صحيح- ووافقه على تحسينه ابن عبد الهادي في "التنقيح"(4/ 164)، رقم (2500)، وسكت عنه عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى"(3/ 319)، فعلق عليه ابن القطان في "بيان الوهم"(5/ 95 - 96)، رقم (2342) بقوله:"ولعله أحال فيهما على ما تقدم له من أن الحسن سمع من سمرة حديث العقيقة".
وهكذا نقل الزيلعي في "نصب الراية"(4/ 167) عن ابن طاهر -في كلامه على أحاديث الشهاب- قال: "إسناده حسن متصل، وإنما لم يخرجاه في الصحيح لما ذُكِر من أن الحسن لم يسمع من سمرة إلا حديث العقيقة"، وتعقب ابن دقيق العيد في "الإلمام"(2/ 542)، رقم (1058) تصحيح الحاكم له على شرط البخاري بأنه:"ليس كما قال، وإنما هو على شرط الترمذي، كما فعل"، وأقره الزيلعي في "نصب الراية". وأما ابن الملقن فتعقب في "البدر المنير" (6/ 754) هذا التعقب بقوله:"بل هو على شرط البخاري؛ لأن الحاكم روى عن البخاري أنه احتج بهذه الترجمة، ونقل ابن عبد البر عن الترمذي عنه أنه كان يرى أنه سمع منه .. ، فإذا كان يرى سماعه منه مطلقًا فأي مانع من أن يكون على شرطه، نعم لم يخرج عنه في "صحيحه" غير حديث العقيقة، ونسيان الحسن لا يضر الحديث". كذا قال، والبخاري لا يرى اتصال رواية الحسن عن سمرة مطلقًا، بل ما صرح فيه بالسماع فقط، كما سيأتي قريبًا.
وعضده البيهقي بما أخرجه هو (6/ 90)، وعبد الرزاق (8/ 180)، رقم (14791، 14792)، وابن أبي شيبة (ح 20939) بأسانيد صحيحة عن ابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهم، أنهما أفتيا بتضمين العارية.
وعارضه ابن التركماني في "الجوهر النقي"، فضعفه بالإرسال بين الحسن وسمرة، ونقل مثله عن البيهقي نفسه في (باب من قتل عبده، 8/ 35)، حيث روى فيه من طريق ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة رضي الله عنه مرفوعًا:"من قتل عبده قتلناه"، قال قتادة: ثم إن الحسن نسي الحديث، فقال:"لا يقتل حر بعبد"، فعلق البيهقي عليه:"يشبه أن يكون الحسن لم ينس الحديث، لكن رغب عنه لضعفه، وأكثر أهل العلم بالحديث رغبوا عن رواية الحسن عن سمرة، وذهب بعضهم إلى أنه لم يسمع منه غير حديث العقيقة". قال ابن التركماني: "وهذه العلة موجودة ههنا، فعلى هذا لم ينس الحسن الحديث، بل رغب عنه لضعفه". وعضد ابن التركماني تضعيفه له =
والحسن مختلف في سماعه من سمرة
(1)
.
= بما روي عن علي وابن مسعود وعمر وغيرهم رضي الله عنهم من عدم تضمين العارية، إلا عند التعدي، وعليه قول أكثر أئمة التابعين، وذكر أيضًا أنه مخالف لما رواه أبو داود (3568)، والنسائي في "الكبرى"(5/ 331)، رقم (5744 - 5745) -واللفظ له- وغيرهما بإسناد جيد عن يعلى بن أمية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعار منه ثلاثين فرسًا -قال الراوي: وأحسبه، قال: وثلاثين بعيرًا- فقال: يا رسول الله! أعارية مضمونة أو عارية مؤداة؟ قال: "بل عارية مؤداة".
قال ابن حزم في "المحلى"(10/ 80): "فهذا حديث حسن، ليس في شيء مما روي في العارية خبر يصح غيره، وأما ما سواه فلا يساوي الاشتغال به، وقد فرق فيه بين الضمان والأداء، وأوجب في العارية الأداء فقط دون الضمان، فبطل كل ما تعلقوا به من النصوص"، ووافقه ابن التركماني.
وله شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنه بإسناد صحيح عند الحاكم (2/ 47) أن النبي صلى الله عليه وسلم استعار منه أدرعًا وسنانًا في غزوة حنين، فقال: يا رسول الله! أعارية مؤداة؟ قال صلى الله عليه وسلم: "عارية مؤداة".
وأما حديث صفوان بن أمية رضي الله عنه الذي أخرجه أبو داود (3562 - 3564)، والنسائي في "الكبرى"(5/ 332)، رقم (5747 - 5748)، والدارقطني (3/ 452 - 453)، رقم (2955 - 2957)، والحاكم (2/ 47)، (3/ 49)، والبيهقي (6/ 89) وغيرهم - وفيه قوله صلى الله عليه وسلم:"بل عارية مضمونة حتى نؤديها عليك"، فمعل بالاضطراب في إسناده، وشواهده ضعيفة الأسانيد، كما قال ابن حزم في "المحلى"(10/ 78 - 79)، ووافقه ابن التركماني، وأشار إليه أبو داود والنسائي والدارقطني. وحمل ابن التركماني الضمان الوارد فيها -على فرض الثبوت- على الأداء، كما وقع في الحديث السابق، وكما في حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه المتقدم:"العارية مؤداة، .. والزعيم غارم"، وما أشبهه. والله أعلم.
(1)
في سماع الحسن عن سمرة عدة مذاهب، وهي:
1 -
حديث الحسن عن سمرة محمول على السماع مطلقًا؛ لأنه إما سماع، أو وجادة عن صحيفة كتبها سمرة لابنه، فكانت عند الحسن، يراجع النظر فيها، ويروي عنها.
2 -
حديثه عن سمرة مرسل مطلقًا. وهذا مرجوح، غير صحيح.
3 -
حديثه عن سمرة مرسل، خلا حديث العقيقة فإنه سماع، وبه قال النسائي.
4 -
حديثه عن سمرة مرسل خلا ثلاثة أحاديث. ذكره النووي في "شرح الوسيط لابن الصلاح".
5 -
وصحح البخاري سماعه عنه لجملة أحاديث، ونقله عن ابن المديني أيضًا، إلا أنه قال -في رواية الخفاف عنه-: "الحسن عن سمرة: ما لم يذكر فيه خبرًا فهو =
وزاد فيه أكثرهم: ثم نسي الحسن، فقال: هو أمينك، لا ضمان عليه
(1)
.
722 - حديث: "عليكم بألبان البقر وسُمْنَانها،
وإياكم ولحومها، فإن ألبانها وسمنانها دواء وشفاء، ولحومها داء".
الحاكم من حديث ابن مسعود به مرفوعًا
(2)
.
= مرسل". انظر: "التاريخ الأوسط" (3/ 89، رقم 153 - هامش، و 4/ 1104).
وفصل الكلام فيه ابن الملقن في "البدر المنير"(4/ 68 - 75)، واختصره العلائي في "جامع التحصيل"(ص 165)، وأبو زرعة العراقي في "تحفة التحصيل"(ص 76).
وما تقدم عن البخاري هو الأشبه، فإن الحسن مع جلالته مشهور بكثرة الإرسال والتدليس -كما في "التقريب"(1227) - فيخشى فيما لم يصرح فيه جانبُ التدليس، وهو ليس ممن يتحرى في الرجال فيمن يدلسه، مع التنبيه على أن تصريح الحسن لا بد وأن يكون من وجه معتبر، وبصيغة المفرد المتكلم؛ "سمعت، وحدثني، وأخبرني"، لما عرف عنه من التوسع في استعمال "حدثنا، وأخبرنا، وخطبنا" على ما حدث به الصحابة أهل مصره وبلده. وهذا الحديث منهم من حمله على السماع، لما ورد في السياق مع حديث العقيقة وغيره مما صح سماع الحسن لها عن سمرة، وعضده بعض منهم بعواضد، ولعدم تصريح الحسن فيه بالسماع حمله آخرون على الإرسال فضعفوه -كما تقدم-، وعضد بعضهم ضعفه بمخالفته لرواية صفوان بن أمية في العارية المضمونة، وممن ضعفه بإرسال الحسن ابن حزم في "المحلى"(10/ 79)، والألباني في أحكامه على كتب "السنن"، و"الإرواء"(1516) وغيرها، ويبدو أن هذا هو الراجح. والله أعلم.
(1)
هو من كلام قتادة بن دعامة البصري، راوي الحديث عن الحسن. وسياق الكلام بتمامه للحافظ في "التلخيص الحبير" - قرطبة (3/ 117)، رقم (1287)، إلا أن المؤلف زاد:"به مرفوعًا".
(2)
أخرجه الحاكم (4/ 404)، وابن بشكوال في "الآثار المروية في الأطعمة"(ح 29) من طريق أبي بكر الشافعي وغيره، عن معاذ بن المثنى العنبري، عن سيف بن مسكين، وأبو نعيم في "الطب"(2/ 738)، رقم (858) عن ابن السني -في "الطب" له-، عن أحمد بن يحيى بن زهير، عن عمر بن الخطاب السجستاني، عن سيف الجرمي -وهو سيف بن عبيد الله أبو الحسن البصري- كلاهما (سيف الجرمي، وابن مسكين) عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن الحسن بن سعد، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وصحح إسناده الحاكم، وتعقبه الذهبي بأن سيف بن مسكين وهاه ابن حبان، وقال =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن حجر في "إتحاف المهرة"(10/ 312)، رقم (12828):"بل سند ضعيف، والمسعودي اختلط".
وقال الزركشي في "التذكرة"(ص 148): "هو منقطع، وفي صحته نظر؛ فإن في الصحيح [البخاري: 294، 5559، ومسلم: 119/ 1211 - عن عائشة رضي الله عنها] "أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى عن نسائه بالبقر"، وهو لا يتقرب بالداء". والانقطاع الذي أشار إليه هو بين ابن مسعود رضي الله عنه وبين ابنه عبد الرحمن، فإن سماعه عنه يسير جدًّا.
وأعله السخاوي في "الفتاوى الحديثية"(ص 27) بمجموع الأمور الأربعة المذكورة، واعتبر إسناد الحاكم وأبي نعيم واحدًا، وهما مختلفان إلى الراوي عن المسعودي -كما تبين أعلاه، إن لم يكن هناك خطأ في تعيين سيف لدى أبي نعيم-، وكذا أعله الألباني في "الصحيحة"(1943) بالعلل الإسنادية الثلاثة المذكورة، إلا أنه مال إلى تصحيح المتن بشواهده، وسيأتي الكلام عليها لاحقًا إن شاء الله.
وسيف بن مسكين أبي الخطاب بن النعمان الأسواري -ويقال: السلمي، وقيل أيضًا: الجرمي-، البصري: ضعفه الدارقطني وغيره، ووهاه ابن حبان، وتابعه الذهبي والهيثمي والسيوطي وابن عراق والشوكاني والألباني وغيرهم، ولفظ ابن حبان:"يروي عن سعيد بن أبي عروبة ومعمر بن يزيد السلمي عن قتادة، يأتي بالمقلوبات والأشياء الموضوعات، لا يحل الاحتجاج به لمخالفته الأثبات في الروايات على قلتها"، وعليه ذكره ابن عراق فيمن اتهم بالكذب، وقال الألباني في "آداب الزفاف" (ص 215):"متهم". وأما الدارقطني فكأنما يعتبر به عند الموافقة، وسكت عنه البخاري في "التاريخ"(4/ 171)، رقم (2372). والله أعلم. وانظر:"الكنى" لأبي أحمد الحاكم (2/ 302، رقم 836 - ترجمة: معمر بن يزيد)، "المجروحين"(1/ 347)، "العلل" للدارقطني (1/ 219/ س: 25، 4/ 171)، "الضعفاء" لابن الجوزي (1597)، "المغني"(2720)، "مجمع الزوائد"(7/ 626)، رقم (12434)، "اللسان"(4/ 222 - 223)، رقم (3749)، "اللآلي المصنوعة"(2/ 151)، "تنزيه الشريعة"(1/ 66)، رقم (74).
وأما متابعه سيف بن عبيد الله الجرمي -إن كان محفوظًا-: فصدوق، ربما خالف، من التاسعة، كما في "التقريب"(2723)، فهو لصغره يجدر أن يكون سماعه من المسعودي بعد الاختلاط، وقد خولف السَّيفان في متنه وفي إسناده؛ فإنه قد روى هذا الحديث جماعة من الثقات -منهم ابن المبارك، وأبو نعيم، والنضر بن شميل- عن المسعودي، عن قيس بن مسلم الجندي، عن طارق بن شهاب، عن ابن مسعود صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر فيه واحد منهم زيادة ذكر اللحم. وتابعهم عليه جمع عن قيس بن مسلم به، لم يذكر أحد منهم الزيادة المذكورة، وهذا دليل قوي على شذوذ إسناد السيفين، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ونكارة الزيادة المذكورة فيه، والمخالفة للنصوص الصحيحة.
أما حديث المسعودي: فأخرجه الطيالسي (366)، والبزار (4/ 282)، رقم (145)، (8/ 26)، رقم (3004) من طريق عمر بن علي المقدمي، وحرب الكرماني في "مسائله" - رسالة (الطب، 2/ 831 - 831 - 832) من طريق النضر بن شميل، وابن أبي عمر العدني ["إتحاف الخيرة" (4/ 429)، رقم (3880/ 4)] وأبو محمد الفاكهي في "الفوائد"(ح 129) - ومن طريقه البيهقي (9/ 345) - وابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 285) من ثلاث طرق عن أبي عبد الرحمن المقرئ، والطبراني في "الكبير"(9/ 238)، رقم (9164) من طريق أبي نعيم، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث"(1/ 69 - ترم) من طريق ابن المبارك، والحاكم (4/ 197) من طريق جعفر بن عون، وأبو نعيم في "الطب"(2/ 678)، رقم (742) من طريق آدم بن أبي إياس، ثمانيتهم (الطيالسي، ومن بعده): عن المسعودي، عن قيس، عن طارق، عن ابن مسعود رضي الله عنه، بلفظ:"إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء إلا الهرم [لفظ الفاكهي: إلا السام]، فعليكم بألبان البقر، فإنها ترم من كل الشجر". وقفه أبو نعيم، ورفعه سائرهم.
وهكذا رواه أبو وكيع الجراح بن مليح الرؤاسي وأبو حنيفة وأيوب بن عائذ الطائي والركين بن الربيع ابن عميلة الفزاري عن قيس بن مسلم به متصلًا مرفوعًا، وتوبعوا عليه أيضًا من رواية الربيع بن الركين بن الربيع والربيع بن لوط وإبراهيم بن مهاجر من أوجه غير محفوظة.
ورواه مسعر بن كدام عن قيس به عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا.
ورواه يزيد أبو خالد الدالاني -من رواية ابن مهدي عن الثوري عنه- وقيس بن الربيع، عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب به مرسلًا. وروي عن الثوري عن قيس به موقوفًا، وعن الثوري عن قيس عن طارق مرسلًا، ورواية ابن مهدي عن الثوري هو الراجح، وإليه يميل قول أبي حاتم وصرح به الدارقطني، وزاد:"ورفعه صحيح"، ويعني به عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا متصلًا. انظر:"العلل" لابن أبي حاتم (ح 2255)، وللدارقطني (6/ 28)، رقم (958).
ولا يضر إرساله أيضًا، فإن طارق بن شهاب هو البجلي الأحمسي، ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه، كما في "التقريب"(3000)، ومراسيل الصحابة حجة، وهنا قد تبينت الواسطة من أوجه صحيحة أنه ابن مسعود رضي الله عنه. والله أعلم.
وزاد قيس بن الربيع -وحديثه عند البغوي في "الجعديات"(2072) - ومن طريقه الديلمي (2/ 237 / أ)، وابن عساكر (24/ 421) - عن قيس عن طارق به مرسلًا:"وهو دواء من كل داء"، وقيس بن الربيع لا يعتد بما يتفرد به، أو يخالف فيه، وهنا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أتى في المتن بزيادة شاذة، وقد توبع عليه من رواية شعبة وإسرائيل عن الركين بن الربيع الفزاري عن قيس به متصلًا مرفوعًا، رواه الحاكم (4/ 196) -وصححه على شرط مسلم- من طريقين عن أبي قلابة عبد الملك الرقاشي عن أبي زيد سعيد بن الربيع الهروي عن شعبة، و (4/ 403) من طريق سعيد بن مسعود عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، كلاهما عن الركين بن الربيع عن قيس بن مسلم به. وكذا زاده بعض من أخطأ فيه على حجاج بن محمد المصيصي عن شعبة عن الربيع بن لوط -وهو غلط- عن قيس به [أخرجه النسائي في "الكبرى"(6/ 298)، رقم (6836)، وهو غير محفوظ عن شعبة، فقد أخرجه البزار (8/ 25)، رقم (3000)، والنسائي في "الكبرى"(7/ 82)، رقم (7523) عن زيد بن أخزم الطائي عن أبي زيد سعيد بن الربيع الهروي، والبزار أيضًا (3001) عن سلمة بن شبيب، عن الحجاج بن محمد، كلاهما عن شعبة به دون زيادة من كل داء، وزيد بن أخزم ثقة حافظ، وفوق أبي قلابة -وهو صدوق كثير الخطأ وقد اختلط بأخرة- بمرات، وأما حديث إسرائيل فلا أدري ممن الوهم فيه، وإنما التعليل النبوي لكونه دواء هو بقوله:"فإنها ترم من كل الشجر"، فوهم فيه بعض من رواه بالمعنى. والله أعلم.
تنبيه: في رواية قيس بن الربيع عند ابن عساكر زيادة "عليكم بألبان الإبل والبقر .. "، وذكر الإبل فيها منكرة، من أوهام من دون البغوي في إسناد ابن عساكر، كما بينه الألباني في "الصحيحة"(1943).
والحديث صححه بلفظ الجماعة عن المسعودي مرفوعًا متصلًا ابن حبان، والدارقطني في "العلل"، والحاكم، ولم يتعقبه الذهبي، ولا ابن حجر في "إتحاف الخيرة" ولا غيرهما، وذكر ابن عساكر (24/ 421) أنه هو المحفوظ، وصححه الألباني على شرط الشيخين ["الصحيحة" (518، 1943)].
وصحح الحاكم زيادة: "شفاء من كل داء" على شرط مسلم، ولم يتعقبه الذهبي، ولا ابن حجر في "إتحاف المهرة"(4/ 430)، رقم (3880)، رقم (11) وغيره، وتعقبهم الألباني بأن أبا قلابة عبد الملك الرقاشي في سند الحاكم ليس من رجال مسلم، مع ضعف حفظه، حيث قال الحافظ ["التقريب" (4210)]:"صدوق، يخطئ، تغير حفظه"، ومثله لا يحتج بحديثه إلا عند الموافقة، وتقدم الكلام عليه آنفًا.
وأما زيادة ذكر لحم البقر وكونه داء؛ فواهية الإسناد منكرة، وتقدم تعقب الذهبي وابن حجر والزركشي والسخاوي له، وقد اعتبر الحافظ ذلك من المخالفة، فقال في بعض أجوبته - كما في "الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع" (ص 100):"في سنده المسعودي وقد اختلط، وأصل الحديث في النسائي وابن حبان بدون ذكر اللحم"، =
وقد كتبت فيه جزءا
(1)
، ومما أوردته فيه: ما صح أنه ضحى عن نسائه بالبقر
(2)
، ولكن قال الحليمي
(3)
: "هذا لِيُبْس الحجاز ويبوسة لحم البقر ورطوبة لبنها وسمنها"
(4)
.
فكأنه يرى اختصاص ذلك به
(5)
، وسيأتي في لحوم من اللام
(6)
.
= وتقدم أن العلة فيه ممن دون المسعودي، والثقات الحفاظ لم يذكروه عنه، وسيأتي الكلام على شواهده لاحقا. إن شاء الله تعالى.
وروي من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وليس بمحفوظ.
أخرجه البزار (8/ 25)، رقم (2999) من طريق زيد بن الحباب، عن محمد بن جابر، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي موسى رضي الله عنه مرفوعًا، مثل لفظ الجماعة عن المسعودي.
ثم ساقه من طرق عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود رضي الله عنه، فقال (8/ 26 - 27):"اتفق هؤلاء كلهم عن قيس بهذا الإسناد، وقال محمد بن جابر: عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي موسى، فأخطأ فيه، وكان سيء الحفظ، وإنما ذكرنا هذه الأحاديث لنبين علة هذا الحديث"، فهو غلط كما قال البزار. والله أعلم.
(1)
لعله يعني: ما أورده في "الأجوبة المرضية"(مسألة: 4، 1/ 21 - 25) بعنوان: "لحوم البقر داء، وسمنها ولبنها دواء"، وذكر الحافظ ابن حجر أنه جمع طرقه مع الكلام عليه في جزء مفرد، كما في "الإمتاع بالأربعين المتابينة السماع"(ص 100)، ولفوزي بن عبد الحميد الأثري رسالة باسم "كشف الوعاء عن حديث لحم البقر داء"- خ ["المعجم الجامع في تراجم المعاصرين" - الشاملة (1/ 267)، رقم (32)].
(2)
أخرجه البخاري (294، 5559)، ومسلم (119/ 1211) عن عائشة رضي الله عنها.
(3)
هو: أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم الفقيه الشافعي، المعروف بالحليمي، الجرجاني، الخراساني، إمام المحدثين والمتكلمين بخراسان، ومن أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي، ولد سنة (338 هـ)، وتوفي سنة (403 هـ)، ويعتني به البيهقي، ويكثر عنه النقول في كتابه "شعب الإيمان" وغيره، وعلى كتابه في شعب الإيمان بنى البيهقي كتابه. والله أعلم.
انظر: "وفيات الأعيان"(2/ 137 - 138)، رقم (186)، "سير أعلام النبلاء"(17/ 231 - 233)، رقم (138).
(4)
نقله الزركشي في "التذكرة"(ص 149)، والمؤلف في "الفتاوى الحديثية"(ص 28) عن "شعب الإيمان" للحليمي.
(5)
أي: بأرض الحجاز، واستحسن الزركشي والسخاوي تاليًا (ح 863) هذا التوجيه.
(6)
الحديث (863).
723 - حديث: "عليكم بدين العجائز".
لا أصل له بهذا اللفظ
(1)
، ولكن عند الديلمي من حديث محمد بن عبد الرحمن ابن البيلماني، عن أبيه، عن ابن عمر مرفوعًا:"إذا كان في آخر الزمان واختلفت الأهواء فعليكم بدين أهل البادية والنساء"
(2)
.
(1)
قال ابن طاهر المقدسي في "تذكرة الحفاظ"(527): "هذا اللفظ تداوله العامة، ولم أقف على أصل يرجع إليه من رواية صحيحة ولا سقيمة، حتى رأيت حديث محمد بن عبد الرحمن البيلماني .. ، وله نسخة كان يتهم بوضعها"، ونحوه قال في "معرفة التذكرة" له (ح 511)، ووافقه عليه العراقي في "المغني"(2/ 745)، رقم (2739)، والسخاوي هنا، وسائر المصنفين في الموضوعات.
ونسبه شيخ الإسلام الهروي في "ذم الكلام"(4/ 83)، رقم (822) لداود الظاهري، فقال بعد أثر عمر بن عبد العزيز الآتي:"وإليه ذهب داود بن علي الأصبهاني في قوله: "عليكم بدين العجائز""، وفي "الحجة في بيان المحجة" (2/ 489/ قبل: 509) بلا سند عن الثوري، قال:"ديننا دين العجائز والصبيان".
(2)
أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 264 - 265) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 271) - والديلمي ["زهر الفردوس" (1/ 140)] والجوزقاني في "الأباطيل"(1/ 470)، رقم (287) من طريق محمد بن الحارث بن زياد بن الربيع الحارثي البصري، عن محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، عن أبيه، عن ابن عمر رضي الله عنهما. وهو عند ابن عدي (6/ 177) بلفظ:"إذا اختلفت أمتي في الأهواء فعليكم بدين العجائز". وأعله ابن حبان بابن البيلماني، واتهمه بوضعه في جملة مئتي حديث من المناكير والأباطيل بهذا الإسناد، وتبعه عليه ابن طاهر المقدسي وغيره، وكذا حملها عليه ابن عدي (6/ 181)، إلا أنه زاد عليه تعليله بمحمد بن الحارث الحارثي، وأدرجه في ترجمته (6/ 176 - 178)، وتابعه عليه الذهبي في "الميزان"(3/ 54)، رقم (7335)، و (3/ 505)، رقم (7341) فعد ذلك من عجائب الحارثي هذا. وانظر لترجمته أيضًا:"الجرح والتعديل"(7/ 231)، رقم (1270)، "الكاشف"(4781)، "التقريب"(5797).
وهكذا أعله ابن الجوزي والجوزقاني، والعراقي والسيوطي وغيرهم بهما معًا، وحكموا عليه بالوضع، وكذا الألباني، إلا أنه كابن حبان وابن طاهر جعل العهدة على ابن البيلماني، وذلك أن الحارثي وإن وهاه ابن معين وتركه الفلاس وابن عدي وغيرهما، إلا أن البزار قواه، وذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 57)، وروي عن بندار -وهو من تلاميذه-:"ما في قلبي منه شيء، البلية من ابن البيلماني"، فهو -وقد اتهم، واتفق على تركه- أولى بالحمل عليه، وإن كان أكثر هذه المناكير عن =
وابن البيلماني ضعيف جدًّا؛ قال ابن حبان: حدث عن أبيه بنسخة شبيهًا بمائتي حديث كلها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به، ولا ذكره إلا على وجه التعجب
(1)
.
وعند رزين في "جامعه" مما أضافه لعمر بن عبد العزيز، ينميه لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:"تُرِكْتُم على الواضحة، ليلها كنهارها، كونوا على دين الأعراب والغلمان والكتاب"
(2)
.
= ابن البيلماني يتفرد بها الحارثي هذا. والله أعلم. وانظر: "معرفة التذكرة"(79)، و"تذكرة الحفاظ" لابن القيسراني (ح 82، 527)، و"تلخيص الموضوعات" للذهبي (1/ 34)، رقم (178)، و"اللآلي المصنوعة"(1/ 232)، و"المصنوع" لملا علي القاري (199)، و"الضعيفة"(54)، والمصادر السابق الذكر.
(1)
"المجروحين"(2/ 264)، وأوله:"كان ممن أخرجت له الأرض أفلاذ كبدها .. ". وتقدمت ترجمته.
(2)
لم أقف على كتاب رزين بن معاوية، ونقله عنه ابن الأثير في "جامع الأصول"(1/ 292)، رقم (82).
وأوله طرف من خطبة لعمر رضي الله عنه في أواخر عمره، أخرجه مالك في "الموطإ" - الأعظمي (ح 3044) -ومن طريقه جمع-، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(2/ 1178 - 1179)، رقم (2331) من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن ابن المسيب، عن عمر رضي الله عنه، وفيه:"أيها الناس! قد سنت لكم السنن، وفرضت لكم الفرائض، وتركتم على الواضحة إلا أن تضلوا بالناس يمينًا وشمالًا".
وأما آخره: فأخرجه الدارمي (1/ 343)، رقم (314)، والفريابي في "القدر"(ح 386)، والآجري في "الشريعة"(5/ 2546 - 2547)، رقم (2050)، واللالكائي (ح 250)، والبيهقي في "الشعب"(1/ 181)، رقم (83) وشيخ الإسلام الهروي في "ذم الكلام"(4/ 82 - 83)، رقم (822) من طرق عن الثوري، عن جعفر بن برقان، عن عمر بن عبد العزيز، قال: سأله رجل عن شيء من الأهواء، فقال:"عليك بدين الأعرابي، والغلام في الكتاب، والْهَ عَمَّا سوى ذلك".
قال سليم الداراني: "منقطع، وجعفر بن برقان لم يدرك عمر بن عبد العزيز"، وهو الظاهر. والله أعلم.
وأخرج ابن وضاح في "البدع"(ص 88) من طريق أسد بن موسى، عن زيد، عن الأحوص، عن زكريا بن يحيى، عمن ذكره، عن عمار بن ياسر، قال: "يأتي على =
قال ابن الأثير في "جامع الأصول": أراد بقوله: "دين الأعراب والغلمان" الوقوفَ عند قبول ظاهر الشريعة، واتباعها من غير تفتيش عن الشبه وتنقير عن قولى أهل الزيغ والأهواء، ومثله قوله: عليكم بدين العجائز
(1)
. انتهى.
724 - حديث: "علي سيد العرب".
في: "سيد العرب"
(2)
.
725 - حديث: "على مثل هذا
(3)
فاشهد أو دع".
الحاكم والبيهقي؛ عن ابن عباس مرفوعًا، بلفظ:"إذا علمت مثل الشمس فاشهد، وإلا فدع"
(4)
.
وأورده الديلمي في "الفردوس" عنه، بلفظ: "يا ابن عباس! لا تشهد إلا
= الناس زمان خير دينهم دين الأعراب، قال: ومم ذاك؟ قال: تحدث أهواء وبدع يحضون عليها". وفي شيوخ أسد السُّنَّة زيد بن أبي الزرقاء، ولم يتبين لي من هما الأحوص وزكريا بن يحيى، والآخر مبهم، فهي ثلاثة علل.
(1)
"جامع الأصول"(1/ 293)، وفي "الموضوعات" لابن الجوزي (1/ 272):"المراد ترك الخوض في الكلام والتسليم للمنقول". والله أعلم.
(2)
تقدم (ح 587).
(3)
في "عز، ق، زك، ز 2" المساعدة، وغيرها:"على مثل الشمس".
(4)
لم أقف على هذا اللفظ عند واحد منهما، وأظن المؤلف اقتبسه من "الدراية" لشيخه الحافظ (830)، حيث ذكر متن الحديث عند صاحب "الهداية" فلخص في تخريجه، ولم يبين الفرق بين لفظه وبين لفظ المخرجين، بينما ذكره الزيلعي في "نصب الراية"(4/ 82) عن البيهقي في "سننه"، والحاكم في "المستدرك" بلفظ:"هل ترى الشمس"؟ قال: نعم، قال:"على مثلها فاشهد، أو دع"، وهذا الأخير أيضًا لم أقف عليه عندهما، وإنما هو لفظ البيهقي في "الشعب"، وأبي إسحاق المزكي في "المزكيات"، وأبي نعيم في "الحلية"، وقريب منه لفظ العقيلي. وأما لفظ الحاكم:"يا ابن عباس لا تشهد إلا على ما يضيء لك كضياء هذا الشمس"، وبه أورده عنه ابن الملقن في "البدر المنير"(9/ 617 - 618)، ولفظ البيهقي في "سننيه"، وأحد لفظي ابن عدي:""أما أنت يا ابن عباس فلا تشهد إلا على أمر يضيء لك كضياء هذه الشمس"، وأومأ صلى الله عليه وسلم بيده إلى الشمس". والمعنى واحد.
على أمر يضيء لك
(1)
كضياء الشمس"
(2)
(3)
.
726 - حديث: "العمائم تيجان العرب".
الديلمي من جهة أبي نعيم، ثم من جهة ابن عباس، به مرفوعًا، بزيادة:
(1)
في (ز): "ذلك".
(2)
هنا زاد في المطبوعة: "وهو عند الطبراني ثم الديلمي عن ابن عمر". ولا يوجد في النسخ المخطوطة كلها، وكأنه سبق نظر من الناسخ إلى نفس الكلام في الحديث التالي. والله أعلم.
(3)
"الفردوس بمأثور الخطاب"(5/ 358)، رقم (8432)، ولم أقف عليه في "زهر الفردوس".
والحديث أخرجه العقيلي (4/ 69)، وابن عدي (6/ 207 - 208)، وأبو إسحاق المزكي في "المزكيات"(ح 21)، والحاكم (4/ 98) -وعنه البيهقي (10/ 156) - وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 18)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(13/ 349 - 350)، رقم (10469) من طريق عمرو بن مالك النصري الراسبي، والشاذكوني، وزيد بن المبارك الصنعاني، ويحيى بن موسى بن زكريا الملقب بـ "خت"، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي؛ جميعهم: عن محمد بن سليمان بن مشمول، عن عبيد الله بن سلمة بن وهرام، عن أبيه، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنه.
وصحح إسناده الحاكم، وتعقبه الذهبي بأنه واه، وابن مشمول ضعفوه، وبه أعله العقيلي وابن عدي والعقيلي والزيلعي وابن الملقن وابن حجر وغيرهم، وشيخه ابن وهرام مجهول منكر الحديث، ولم يرو عنه غير هذا الواهي، وتقدم الكلام على هذا الإسناد (ص 699).
وأعله ابن الملقن ثانيًا بعمرو بن مالك النصري الراسبي أبي عثمان الواسطي، وأنه اتهمه ابن عدي في "الكامل"(5/ 150 - 151) بسرقة الحديث، وهو كذبه علي بن نصر الجهضمي وأبو حاتم، والبخاري؛ ورماه بالوضع، وعليه تركه أبو زرعة الرازي وغيره، ولم يتبين لابن حبان أمره فذكره في "الثقات"(8/ 487)، وقال:"يغرب ويخطئ"، وقال الحافظ في "التقريب":"ضعيف، من العاشرة"، وفيه تساهل. وعُدَّ الراسبي في "الميزان" و"اللسان" شخصين -بنسبته النصري [أو البصري]، وبكنيته ونسبته الواسطي-، وهو واحد، كما ورد عند ابن أبي حاتم وغيره. والله أعلم.
وانظر: "الجرح والتعديل"(6/ 259)، رقم (1428)، "ترتيب علل الترمذي"(1/ 340)، رقم (631)، "تهذيب الكمال"(22/ 207 - 209)، رقم (4439)، "الميزان"(3/ 285)، رقم (6435)، (3/ 286)، رقم (6438، 6439)، "اللسان"(6/ 224، رقم 5835 - رقم مكرر)، "التقريب"(5103).
"والاحتباء
(1)
حيطانها، وجلوس المؤمن في المسجد رباطه"
(2)
.
(1)
قال الديلمي: "يقال: "احتبى الرجل"؛ إذا ضم بطنه وساقه بثوب، وهي الحبوة، والتيجان جمع تاج".
(2)
أخرجه الديلمي (2/ 259/ ب)[و"الزهر" (2/ 315)] عن أبي علي المقرئ -وهو الحداد- عن أبي نعيم الحافظ، أبنا محمد بن أحمد بن سلمة سكوية [في "الزهر": سمكوية] الأصبهاني، عن عمر بن منصور البزار، عن أبي بكر الجرجاني، عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد، عن أحمد بن رشيد [في "الزهر": سعيد] بن خيثم الهلالي، عن جده خيثم، عن حنظلة السدوسي، عن طاووس، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لما عمم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا بالسحاب، قال له:"يا علي .. " وذكره.
وهذا الإسناد فيه تخليط بين، فإن أبا نعيم الحافظ هو الأصبهاني، والحداد راويته، وأبو نعيم عبد الملك بن محمد؛ هو ابن عدي الجرجاني (242 - 323 هـ)، ولا يكون بينهما في الإسناد إلا شخص واحد.
وأبو الفتح محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن سلمة، المعروف بـ "سمكويه" الأصبهاني، الحافظ الثقة، نزيل هراة، ولد سنة (409 هـ)، وطلب الحديث على كبر، توفي بنيسابور سنة (482 هـ). ["المنتخب من السياق" (ترجمة: 139)، و"السير" للذهبي (19/ 16 - 17)، رقم (10)، فهو شيخ آخر لشهردار الديلمي (ت 558 هـ)، وسقطت علامة التحويل، أو واو العطف من النسخ، فأدى إلى هذا اللبس. والله أعلم.
وأما عمر بن منصور البزاز: فالظاهر أنه أبو طاهر الخرقي عمر بن منصور (ت 453 هـ)، منِ شيوخ السمعاني في "التحبير"(1/ 542)، رقم (527)، ويحتمل أن يكون غيره أيضًا.
وأبو بكر الجرجاني: ينبغي أن يكون هو الحافظ الإسماعيلي (277 - 371 هـ)، وهو ملتقى الإسنادين. والله أعلم.
ومداره على أحمد بن رشيد -صوابه: رشد- بن خثيم، عن جده خثيم، عن حنظلة السدوسي، عن طاووس.
وحنظلة السدوسي أبو عبد الرحيم: ضعيف، اختلط لما كبر فحدث عن أنس وعكرمة وغيرهما بالمناكير والأباطيل، واختلط حديثه القديم بحديثه الأخير، ولم يتميز -كما قال ابن حبان-، فتركه يحيى القطان وغيره، وضعفه عامة الأئمة، وقال أحمد:"منكر الحديث، يحدث عن أنس بالمناكير - وفي رواية: بعجائب"، وضعفه ابن معين، وقال:"معلم كتاب، ليس بثقة، ولا دون ثقة"، فهو متروك، والإطلاق في تضعيفه من بعض الأئمة يحمل على الضعف المطلق، دون مطلق الضعف. والله أعلم.
وانظر: "علل أحمد" - رواية المروذي وغيره (468)، "التاريخ الكبير"(3/ 43)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رقم (164)، و"الضعفاء" للبخاري (87)، وللعقيلي (1/ 289)، رقم (354)، وابن شا هين (162)، "سؤالات البردعي"(2/ 380، و 613/ 88)، "الجرح والتعديل"(3/ 340 - 341)، رقم (1069)، "الثقات"(4/ 167)، "المجروحين"(1/ 266 - 267)، "الكامل"(2/ 421 - 422)، رقم (538)، "تهذيب الكمال"(7/ 447 - 451)، رقم (1562)، "الميزان"(1/ 621)، رقم (2373).
وبه أعله المناوي في "فيض القدير"(4/ 392)، رقم (5723)، وأقره الألباني في "الضعيفة"(1593)، واستدرك عليه بأن أحمد بن سعيد بن خثيم وجده لم يجد لهما ترجمة، فمن الممكن أن يكون الآفة من أحدهما، وهو -والله أعلم- كما قال الألباني، وتعقبه الألباني كذلك بأنه والسيوطي عدا الحديث عن علي رضي الله عنه، وإنما هو عن ابن عباس رضي الله عنه، وكذا ذكر المناوي "أن الديلمي رواه من طريق أبي نعيم، وهو عنده أيضًا، وإنما أخرجه الديلمي من طريق أبي نعيم عبد الملك بن محمد"، والقول فيه ما قاله المناوي، فهو لديه من طريقهما معًا، كما تقدم.
وعندي أن الطرف الأوسط من إسناد الديلمي فيه تخليط أيضًا، كما تقدم من التخليط في أوله، والصواب في هذه السلسلة: أحمد بن رَشَد -بفتح الراء والشين- ابن خثيم، عن عمه سعيد بن خثيم الهلالي، عن حنظلة -وهو ابن أبي سفيان الجمحي-، عن طاووس، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وهذه سلسلة مشهورة، روى أحمد بن رشد به موضوعات وأباطيل، كما سيأتي في ترجمته.
وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي ثقة حجة من السادسة، كما في "التقريب" (1582). وسعيد بن خثيم بن رشد أبو معمر الهلالي: وثقه ابن معين والعجلي وأبو زرعة الرازي والنسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات" - في موضعين، وخلطه مع راو آخر بصري متقدم عنه في الطبقة، وتعقبه عليه ابن حجر وغيره، وقال الأزدي:"منكر الحديث"، وقال ابن عدي:"قليل الحديث، ومقدار ما يرويه غير محفوظ"، وقيد ذلك في موضع آخر بقوله:"روى أحاديث ليست بمحفوظة، من رواية أحمد بن رَشَدٍ عنه". وعليه فالآفة فيها من ابن أخيه، كما قال الزيلعي في "نصب الراية"(1/ 348)، ولذا قال الحافظ ابن حجر:"صدوق، رمي بالتشيع، له أغاليط".
وانظر: "سؤالات ابن الجنيد"(617)، "تاريخ ابن معين" -رواية ابن محرز (1/ 102)، "التاريخ الكبير"(3/ 470)، رقم (1563، 1564)، "الثقات" للعجلي (1/ 397)، رقم (585)، ولابن حبان (6/ 359)، (8/ 264)، "الجرح والتعديل"(4/ 17)، رقم (67، و 66)، "الكامل"(3/ 408 - 409)، رقم (835)، "الميزان"(2/ 133)، رقم (3162)، "تهذيب التهذيب"(4/ 22 - 23)، رقم (32 - 33)، =
وهو كذلك عند القضاعي من حديث علي مرفوعًا أيضًا
(1)
.
لكن قد أخرجه البيهقي عن الزهري من قوله، ولفظه:"العمائم تيجان العرب، والْحُبْوة حيطان العرب، والاضطجاع في المساجد رباط المؤمنين"
(2)
.
= "التقريب"(2295، 2296).
وأما أحمد بن رَشَد بن خثيم الهلالي أبو سهل الدباس: فذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(2/ 51)، رقم (53)، وقال:"روى عنه أبي، وسمع منه أربعة أحاديث"، وأورده ابن حبان في "الثقات"(8/ 40)، وقال:"كان عَلِيَكْ الرازي كثير الرواية عنه"، وأما الذهبي فرماه بالاختلاق والوضع، وقال:"حدث بخبر باطل في ذكر بني العباس، من روايته عن عمه سعيد بن خثيم عن حنظلة عن طاووس عن ابن عباس رضي الله عنهما عن أمه أم الفضل رضي الله عنها"، وقال الزيلعي:"الحمل في هذه المناكير على أحمد بن رَشَدِ بنِ خثيم، فإنه متهم، وله أحاديث أباطيل، ذكرها الطبراني وغيره، وروى له الخطيب في أول تاريخه حديثًا موضوعًا، هو الذي صنعه بسنده .. "، وذكر الحديث المذكور، ولذا حكم الحافظ في "التلخيص الحبير" بأنه ضعيف جدًّا، وأدرجه السبط الحلبي وابن عراق فيمن وُسِم بالوضع. فهذا هو الآفة، وقد أدخل الألباني طرفًا من هذا الحديث الموضوع الذي ذكره الذهبي والزيلعي في "الصحيحة"(1041)، وأظهر في موضع آخر منه (1233) أنه لم يعرف أحمد بن رشد هذا، ثم نبه في "الضعيفة"(6145 - وغيره) على تراجعه عن حكميه المذكورين، وتعقب فيه ابن الجوزي في "العلل"(1/ 291 - 92)، رقم (471) -ببحث قيم- في زعمه أن حنظلة الوارد في هذه السلسلة هو السدوسي، وإعلاله الحديث به. وانظر له:"إكمال الإكمال" لابن نقطة (2/ 708)، رقم (2580)، "الميزان"(1/ 97)، رقم (375)، "المغني"(288)، "نصب الراية"(1/ 348)، "مجمع الزوائد"(5/ 340)، رقم (8956)، "اللسان"(1/ 459 - 460)، رقم (507)، "الكشف الحثيث"(43)، "تنزيه الشريعة"(1/ 27)، رقم (110)، "الضعيفة"(2203، 6143، 6594).
وأما جده خثيم: فلم أقف له على ذكر ولا رواية. والله أعلم.
وله شاهد من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعًا، عند الرامهرمزي في "الأمثال"(ص 151 - 152)، وفي إسناده متروكان؛ عمرو بن الحصين العقيلي، كما في "التقريب"(5012)، والراوي عنه -وهو شيخ الرامهرمزي- موسى بن زكريا التستري، فهو متروك، ونسبه الساجي وغيره إلى الوضع، كما في "الإرشاد" للخليلي (2/ 528 - 529)، و"الميزان"(8871) و"اللسان"(6/ 154)، رقم (8711).
(1)
أخرجه القضاعي (ح 68)، وفيه موسى بن إبراهيم المروزي كذبوه، كما تقدم.
(2)
أخرجه البيهقي في "الشعب"(8/ 296)، رقم (5852) من طريق يوسف بن محمد بن سابق، ثنا عبد العزيز بن أبي الجارود، عن الزهري. =
وللديلمي لفظ الترجمة من حديث ابن عباس أيضًا، بزيادة:"فإذا وضعوها وضعوا عزهم"
(1)
.
وفي لفظ عنده: "العمائم وقار المؤمن وعز العرب، فإذا وضعت العرب عمائمها فقد خلعت عزها"
(2)
.
= ويوسف بن محمد بن سابق أبو بكر القرشي التميمي: سكت عنه أبو أحمد الحاكم في "الكنى"(2/ 211)، رقم (667)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 282)، وأما شيخه فلم أقف له على ترجمة.
(1)
أخرجه الديلمي (2/ 260/ أ) من طريق ابن المسني، والبزار ["كشف الأستار" (3/ 362)، رقم (2945)]، وأبو يعلى في "المعجم"(165)، وابن حبان في "المجروحين"(2/ 66)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(248) -ومن طريقه عياض في "الإلماع"(ص 45 - 46) - من طرق عن عتاب بن حرب.
وأخرجه ابن الزفتي في "حديث هشام بن عمار"(ح 22) من رواية هشام، عن سعيد بن يحيى بن صالح اللخمي، ورواه خيثمة بن سليمان الطرابلسي في "حديثه"(ص 20 - 207) -ومن طريقه الخطيب (11/ 394)، رقم (6272)، ثم من جهته ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 45) - من طريق سعيد بن سلام، وأخرجه الحاكم (4/ 193) بإسناد جيد عن أبي الوليد الطيالسي، أربعتهم (أبو الوليد، وعتاب، وسعيد اللخمي وسعيد بن سلام) عن عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح بن أسامة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، ولفظ غير الديلمي:"اعتموا تزدادوا حلمًا"، وأرسله هشام بن عمار عن أبي المليح، ولم يذكر ابن عباس رضي الله عنهما. وعتاب واهٍ، وسعيد بن سلام كذبوه، ولكنهما توبعا عليه من أبي الوليد الطيالسي -وهو إمام حافظ- وسعيد اللخمي -وهو صدوق-، ولذا تعقب السيوطي في "اللآلي"(2/ 220) ابن الجوزي في تعليله للحديث بـ "سعيد بن سلام"، فالعلة من شيخهم عبيد الله بن أبي حميد، وهو متروك، كما في "التقريب"(4285)، وبه أعله ابن حبان، وابن الجوزي ثانيًا، وبه تعقب الذهبي وغيره الحاكم على تصحيحه لإسناده. والله تعالى أعلم.
(2)
أخرجه الديلمي (2/ 260/ أ) من طريق ابن لال، عن محمد بن عبد الواحد، عن إبراهيم بن الحسين -وهو ابن ديزيل الهمذاني-، عن مسلم بن إبراهيم -وهو الفراهيدي-، عن عمر بن نبهان، عن حميد بن هلال، عن عمران بن حصين رضي الله عنه مرفوعًا.
وهذا الإسناد فيه ثلاث علل:
1 -
حميد بن هلال العدوي: لم يدرك عمران بن حصين رضي الله عنه، وإنما يروي عنه بواسطة أبي قتادة وأبي الدهماء ومطرف العدويين وغيرهم، ومراسيله -كمراسيل =
وكذا للبيهقي بلفظ الترجمة، بزيادة:"واعتموا تزدادوا حلمًا"
(1)
.
وفي الباب مما يشبهه بلفظ: "تعمموا تزدادوا حلمًا، والعمائم تيجان العرب"
(2)
، سوى ما ذكر، وكله ضعيف.
ومنه للبيهقي في "الشعب" عن ابن عباس مرفوعًا: "عليكم بالعمائم، فإنها سيما الملائكة، فأرخوها خلف ظهوركم"
(3)
. وهو عند الطبراني، ثم
= الحسن - ليست بشيء، لقول ابن سيرين:"كان أربعة يصدقون من حدثهم: أبو العالية، والحسن، وحميد بن هلال، ورجل آخر سماه". "العلل" لأحمد (989)، "تهذيب التهذيب"(3/ 46)، رقم (87).
2 -
عمر بن نبهان: هو العبدي -ويقال: الغبري- البصري؛ ضعيف. "التقريب"(4975).
3 -
محمد بن عبد الواحد بن شاذان أبو عبد الله البزار -شيخ ابن لال-: قال صالح بن أحمد الهمذاني الحافظ: "كتبنا عنه ثم تركنا الرواية عنه، وكان شيخًا لا بأس به، ولم يكن الحديث من شأنه، وأفسده قوم لم يعرفوا الحديث، ولا كان من صناعتهم". انظر: "تاريخ الإسلام" للذهبي (25/ 250 - 251)، رقم (401)، و"لسان الميزان"(7/ 322)، رقم (7123).
فالظاهر أن العلة من هذا الشيخ، وهو مما أدخل عليه فيما أدخل من الحديث. والله أعلم.
(1)
أخرجه البيهقي في "الشعب"(8/ 249)، رقم (5849) من طريق ابن عدي (6/ 61 - كثير بن عبد الله المزني)، والترمذي في "العلل الكبير"[ترتيبه، ح 546] والطبراني في "الكبير"(1/ 194)، رقم (517)، والقضاعي (673)، وابن قانع (1/ 12)، وابن عساكر (17/ 41) من طريقي عيسى بن يونس والخليل بن موسى الباهلي، كلاهما عن عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح بن أسامة بن عمير، عن أبيه رضي الله عنه. وليس عند غير البيهقي إلا قوله:"اعتموا تزدادوا حلمًا".
ومدار إسناده، وإسناد الحديث الثاني المتقدم للديلمي على عبيد الله بن أبي حميد -واسم أبي حميد غالب-، ويقال له: عبيد الله بن غالب، وهو متروك الحديث، كما تقدم، وبه أعله البخاري فيما رواه الترمذي عنه في "العلل"، والبزار، والهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 208 - 209)، رقم (8496 - 8497)، وآخرون ممن تقدم ذكرهم في الحديث السابق، وغيرهم، ورأى البزار ["كشف الأستار" (3/ 362)، رقم (2945)] أن منه جاء الاختلاف في إسناده، وعليه حكم الألباني ["الضعيفة" (2819)] بضعفه الشديد.
(2)
لم أقف عليه بهذا اللفظ.
(3)
أخرجه ابن عدي (1/ 415) ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (8/ 295 - =
الديلمي عن ابن عمر
(1)
.
= 296)، رقم (5851) من حديث يعقوب بن كعب الأنطاكي، عن عيسى بن يونس، عن الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه مرفوعًا به. ومن حديث عبادة رضي الله عنه نقله الذهبي في "الميزان"(1/ 167)، رقم (675)، والسيوطي في "اللآلي المصنوعة"(2/ 221)، وابن عراق في "تنزيه الشريعة"(2/ 272)، فما ورد في نسخ "المقاصد" من قوله:"ابن عباس " تصحيف. والله أعلم.
وهذا استنكره ابن عدي -وتابعه الذهبي- على الأحوص بن حكيم، وهو ضعيف، وقد وهاه جمع من الأئمة، كما تقدم (ح 508)، وبه أعله الألباني في "الضعيفة"(669).
وعيسى بن يونس هو السبيعي، وهو الذي ذكر يعقوب الأنطاكي في الرواة عنه، وليس الرملي الفاخوري الذي ذهب إليه الألباني. والله أعلم.
(1)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(12/ 383)، رقم (13418) -وعنه ابن مردويه في "الجزء الذي انتقاه من حديث الطبراني"(37)، ومن طريق أبي نعيم عنه الذهبي في "الميزان"(4/ 4)، رقم (8050)، وعن الطبراني نقله الديلمي (2/ 235/ أ) - عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن محمد بن الفرج الهاشمي المصري، عن عيسى بن يونس، عن مالك بن مغول، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه.
وهذا الإسناد فيه علتان:
1 -
محمد بن الفرج المصري: استنكره الذهبي عليه في "الميزان"، فقال:"أتى بخبر منكر"، وذكره، وأقره ابن حجر في "اللسان"(7/ 437)، رقم (7300)، وتابعهما الألباني في "الضعيفة"(669).
2 -
يحيى بن عثمان بن صالح السهمي المصري: أورد الذهبي هذا الحديث في ترجمته من "الميزان"(4/ 396)، رقم (9586)، مع أنه حمَّلّه قبلُ شيخَه محمدَ بن الفرج المصري، وقال:"صدوق، إن شاء الله"، وقال ابن أبي حاتم:"تكلموا فيه"، وقال ابن يونس:"كان عالمًا بأخبار البلد، حافظًا للحديث، وحدث بما لم يكن يوجد عند غيره"، وعليه قال الذهبي في "الكاشف" (6213):"حافظ أخباري، له ما ينكر"، وذكر مسلمة بن القاسم أنه كان يتشيع، وطعن فيه لتحديثه من غير كتبه، فقال ابن حجر في "التقريب" (7605):"صدوق، رمي بالتشيع، ولينه بعضهم لكونه حدث من غير أصله"، وعليه فهذا الحديث مما أنكر من حديثه، سواء كانت العلة منه أو من شيخه، ولم يتكلم فيه بمجرد تحديثه من غير أصله، بل بما ذكره ابن يونس من الإغراب بما لا يتابع عليه، وعبر عنها الذهبي بقوله:"له ما ينكر"، وإلى تليينه بهذا الحديث مال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 210)، رقم (8503). والله أعلم.
وانظر: "الجرح والتعديل"(9/ 175)، رقم (721)، "تهذيب الكمال"(31/ 462 - 464)، رقم (6883). =
ومما لا يثبت ما أورده الديلمي في "مسنده" عن ابن عمر، رفعه: "صلاة بعمامة تُعْدَل بخمس
(1)
وعشرين صلاة، وجمعة بعمامة تعدل سبعين
= وأما عيسى بن يونس: فهو ابن أبي إسحاق السبيعي (ت 187 أو 191 هـ)، وهو الذي أدرك مالك بن مغول (ت 159 هـ على الصحيح)، وهو بلديه، وليس الذي روى عن الإمام مالك بن أنس، وجهله الدارقطني ["الميزان" (3/ 328)، رقم (6628)، و"اللسان" (6/ 290)، رقم (5964)]، كما ذهب إليه الهيثمي، وأعل به الحديث، فإنه لم يرد إلا في إسناد واحد من رواية مجهول عن مجهول آخر عنه.
وكذلك ليس هو بـ "عيسى بن يونس بن أبان الرملي الفاخوري"(ت 264 هـ)[المترجم له في "تهذيب الكمال" (23/ 62)، رقم (4672)]، كما ذهب إليه الألباني، فإنه متأخر بكثير، ويروي عن عيسى بن يونس السبيعي بواسطة الوليد بن مسلم وغيره، فضلًا عن شيخه مالك بن مغول. والله أعلم.
وللطبراني في "الكبير"(11/ 193)، رقم (11469) عن ابن عباس رضي الله عنه، مرفوعًا:"كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم سود، ويوم أحد عمائم حمر". وفيه عبد القدوس بن حبيب الكلاعي؛ كذبوه، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 50)، رقم (10901)، وحكم الألباني في "الضعيفة"(4088) بوضعه.
وللطبراني كذلك في "الكبير"(11/ 389)، رقم (12085) عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله:"كان سيماء الملائكة يوم بدر عمائم بيض قد أرسلوها إلى ظهورهم، ويوم حنين عمائم حمر" الحديث.
قال الألباني: "وإسناده ضعيف جدًّا، مسلسل بالعلل: الحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس، وأبو مالك الجنبي والد عمار -واسمه عمرو بن هاشم-؛ قال الحافظ ["التقريب" (5126)]: "لين الحديث، أفرط فيه ابن حبان". وقد ضعفه إمام الأئمة البخاري جدًّا، فقال: "فيه نظر". وابنه عمار بن أبي مالك؛ شبه مجهول، لم يذكروا فيه سوى قولهم ["الميزان" (3/ 167)، رقم (6001)]: "ضعفه الأزدي"".
وبعمار بن أبي مالك الجنبي وحده أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 109)، رقم (9985).
وفيه أحاديث أخرى أوهى مما تقدم، لا تخلو أسانيدها من متهم ومتروك فأكثر. والله أعلم. وأمثل ما في الباب ما أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير"(3/ 754)، رقم (4106، 4107)، وكذا ابن المنذر (1/ 370)، رقم (894) من طرق صحيحة عن أبي إسحاق السبيعي، عن حارثة بن مضرب، عن علي رضي الله عنه قال:"كان سيما الملائكة يوم بدر الصوف الأبيض"، وإسناده لا أعلم فيه علة سوى عنعنة أبي إسحاق السبيعي، وهو مدلس. والله أعلم.
(1)
في (أ، ز، م، عز): "الخمس"، ويصح لغة أيضًا، والمثبت من نسختي (زك، ق)، =
جمعة"
(1)
، وفيه: "إن الملائكة يشهدون الجمعة معتمين
(2)
، ويصلون على أهل العمائم حتى تغيب
(3)
الشمس"
(4)
.
وفي لفظ عنه أيضًا: "جمعة بعمامة أفضل من سبعين بلا عمامة"
(5)
.
وعنه
(6)
، وعن أبي هريرة
(7)
معًا: "إن لله عز وجل ملائكة وقوفٌ
(8)
بباب المسجد يستغفرون لأصحاب العمائم البيض".
وعن جابر: "ركعتان بعمامة أفضل من سبعين بغيرها"
(9)
.
وعن أبي الدرداء: "إن الله وملائكته يصلون على أصحاب العمائم يوم
= و"مسند الفردوس".
(1)
هكذا هو في (أ، ز، م، عز)، و"تاريخ الرقة" و"تاريخ دمشق"، وسياق المؤلف والنسخ الأصول في الفوارق الواردة في هذه الرواية مطابق لهما، وجاء في نسختي (زك، ق)، و"الديلمي":"حجة".
(2)
كذا في نسخ "المقاصد"، وفي "مسند الديلمي"(متعممين).
(3)
كذا في نسخ "المقاصد"، وفي "مسند الديلمي"(تغرب).
(4)
موضوع، وتقدم تخريجه في حرف الصاد (ح 633)، وانظر:"الضعيفة"(ح 127).
(5)
ذكره عنه الديلمي في "الفردوس"(2/ 109)، رقم (2571)، ولم أقف عليه مسندًا بهذا اللفظ، ومن لفظ الرواية السابقة في "تاريخ الرقة"(ص 154)، و"تاريخ دمشق" (37/ 355):" .. جمعة بعمامة تعدل سبعين جمعة بلا عمامة .. ".
(6)
أي: عن ابن عمر رضي الله عنهما، ولم أقف عليه.
(7)
لم أقف عليه من حديث أي منهما، ولا عند أصحاب كتب التخريج إلا من أخذه عن المؤلف، وإنما أخرج الخطيب (14/ 206)، رقم (7494) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 106) - عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا:"إن لله ملائكة موكلين بأبواب الجوامع يوم الجمعة، يستغفرون لأصحاب العمائم البيض". وفيه يحيى بن شبيب اليماني، متهم بالوضع، واتهمه الخطيب وابن الجوزي وغيرهما بوضع هذا الحديث. وانظر:"الميزان"(4/ 385)، رقم (9543)، "اللسان"(8/ 450 - 452)، رقم (8473)، "اللآلي المصنوعة"(2/ 25)، "تنزيه الشريعة"(2/ 92)، "الضعيفة"(395).
(8)
كذا في نسخ "المقاصد"، وهو صحيح على تقدير مبتدأ محذوف؛ أي:"هم وقوف".
(9)
أخرجه الديلمي (2/ 149/ ب)، وفي إسناده مجهول، عن كذاب، كما تقدم (ح 635، 636) وحكم الإمام أحمد وابن حجر وغيرهما بوضعه، وراجع:"الضعيفة"(128، 5699).
الجمعة"
(1)
.
وعن علي رضي الله عنه: "العمامة حاجز بين المسلمين والمشركين"
(2)
.
(1)
أخرجه العقيلي (1/ 115)، وابن عدي (1/ 347)، والطبراني في "الشاميين"(4/ 336)، رقم (3487) -وعنه أبو نعيم في "الحلية"(5/ 189 - 190) - وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 105 - 106)، من طرق عن أيوب بن مدرك، عن مكحول، عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
قال أبو نعيم: "غريب من حديث مكحول، تفرد به عنه أيوب".
ومكحول لم يدرك أبا الدرداء رضي الله عنه، وأيوب بن مدرك بن العلاء الحنفي الشامي: كذبه ابن معين وغيره، وبه أعله العقيلي وابن عدي وأبو الفتح الأزدي وابن الجوزي والهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 394)، رقم (3075)، والألباني في "الضعيفة"(159) وغيرهم، وحكموا بوضعه، واكتفى العراقي في "المغني"(1/ 133)، رقم (520) بحكاية استنكار ابن عدي له. والله أعلم.
(2)
أخرجه الطيالسي (ح 149) -ومن طريقه البيهقي (10/ 14) - وابن أبي شيبة، وابن منيع في "مسنديهما"["إتحاف الخيرة" (4/ 487)، رقم (3993/ 2)، (5/ 338)، رقم (4799)، و"المطالب العالية" (10/ 274)، رقم (2208)]، والبغوي في "معجم الصحابة"(4/ 175)، رقم (1687)، والطبراني في "فضل الرمي"(30)، وابن عدي (4/ 173)، من أربع طرق عن أبي الربيع السمان أشعث بن سعيد، وابن عدي وحده من طريق عبد السلام بن هاشم الأعور، كلاهما عن عبد الله بن بسر الحبراني، عن أبي راشد الحبراني، عن علي رضي الله عنه: عممني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم بعمامة سدل طرفها على منكبي، وقال:"إن الله عز وجل أمدني يوم بدر ويوم حنين بملائكة معتمين بهذه العمامة، والعمامة حاجز بين المسلمين والمشركين، .. "، وفي لفظ:"بين الكفر والإيمان"، وألفاظهم متقاربة.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4/ 1883)، رقم (4737) -ومن طريقه الديلمي (2/ 258/ أ) - من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة -في "الوحدان" له- عن سفيان بن بشر، عن إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن بسر، عن عبد الرحمن بن عدي البحراني، عن أخيه عبد الأعلى بن عدي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم غدير خم، فعمَّمَه، وأرخى عذابة العمامة من خلفه، ثم قال: "هكذا فاعتموا، فإن العمامة سيما الإسلام، وهي حاجز بين المسلمين والمشركين،
…
" الحديث.
وعن محمد بن عثمان أبي الجماهر التنوخي، عن إسماعيل بن عياش أورد أبو داود طرفًا منه في "المراسيل"(331)، وأعله بالإرسال، وضعف عبد الله بن بسر، وبهما أعله البيهقي في "السنن". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه ابن عدي (4/ 173) من طريق إسماعيل بن زكريا، عن عبد الله بن بسر الحمصي، حدثني حكيم أبو الأحوص، قال:"دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا فعمَّمَه بعمامة سوداء، ثم أرخاها بين كتفيه من خلفه، فقال: .. "، الحديث.
وأورده ابن أبي حاتم في "العلل"(4/ 327)، رقم (1457)، والبغوي في "المعجم"(4/ 175)، رقم (1686)، والضياء في "المختارة"(9/ 109 - 110)، وابن عساكر (63/ 255) من طرق عن يحيى بن حمزة، عن أبي عبيدة الحمصي -الوليد بن كامل- عن عبد الله بن بسر المذكور مرسلًا مختصرًا.
وهذا الحديث مداره على عبد الله بن بسر الحبراني الحمصي السكسكي -ويقال له: عبد الله بن أبي إياس أيضًا-: وهو ضعيف جدًّا، وهاه القطان وابن معين والنسائي، وضعفه الترمذي وأبو حاتم الرازي، وأبو داود وأبو القاسم البغوي وابن عدي والدارقطني وغيرهم من الأئمة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فأنكر عليه. وذكر له ابن عدي أربعة أحاديث، فقال:"ليس له غير ما ذكرت إلا اليسير من الروايات"، ومن يروي مثل هذا الحديث، وحديثه بمثل هذه القلة ليس إلا واهيًا ساقط الحديث، وعليه يحمل التضعيف المطلق عند من أطلقه من الأئمة، وقد أُنْكر عليه هذا الحديث فيما أنكر، وبه أعله أبو داود والترمذي والبيهقي والبغوي وغيرهم من الأئمة.
وانظر: "التاريخ الكبير"(5/ 48)، رقم (102)، "الجرح والتعديل"(5/ 12)، رقم (57)، "الكنى" لأبي أحمد (5/ 49، ق: 173/ ب)، "الكامل"(4/ 173 - 174)، رقم (991)، "تهذيب الكمال"(14/ 335 - 336)، رقم (3181)"الميزان"(2/ 396 - 397)، رقم (4225)"إتحاف الخيرة"(1/ 226)، رقم (325).
وهو مع وهائه اختلف عليه فيه على أربعة أوجه -كما تقدم- فوصله عنه أبو الربيع أشعث السمان، وهو متروك ["التقريب" (523)]، وتابعه عليه عبد السلام بن هاشم الأعور البزاز، وقد ضعفه أبو حاتم وغيره، وكذبه الفلاس -كما في "الجرح والتعديل"(6/ 47)، رقم (251) و"اللسان"(5/ 181 - 182)، رقم (4775) - ولم يعرفه ابن حبان فكرر ذكره في "الثقات"(7/ 126)، (8/ 427).
وأما الثقات عنه فأرسلوه كلهم، إلا أنهم اختلفوا فيه على ثلاثة أوجه؛ فرواه أبو عبيدة الحبراني عنه مرسلًا، ورواه إسماعيل بن زكريا؛ عنه عن الأحوص بن حكيم مرسلًا، ورواه إسماعيل بن عياش؛ عنه، عن عبد الرحمن بن عدي البحراني، عن أخيه عبد الأعلى بن عدي مرسلًا.
وعبد الرحمن وأخوه فيهما جهالة -كما قال ابن القطان في "بيان الوهم"(3/ 259) - وحديثهما صالح، ولذا لم يعل الحديث به أبو داود وغيره، وجعل ابن طاهر المقدسي في "ذخيرة الحفاظ"(3/ 1601 - 1602)، رقم (3558) الرواية المرسلة =
وعن ركانة: "فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس"
(1)
.
= عن الأحوص بن حكيم علة للمسندة، فقال:"فقد تبين من الثاني علة الأول مع ضعفه في الحديث"، ويعني ضعف حديث عبد الله بن بسر المسندة، وزد عليه أن الأحوص بن حكيم هو الدمشقي، وهو ضعيف مغفل جدًّا، حتى يحكى أنه قيل له في حديث، فقال: أَوَليس الحديث كله عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ وقد وهاه أحمد وابن معين وابن المديني، ومشاه بعضهم. انظر:"الكامل"(1/ 414)، رقم (228)، "تاريخ دمشق"(7/ 351 - 359)، رقم (564)، وتقدم أيضًا (ح 508).
وعليه حكم الألباني في "الضعيفة"(3052) بأنه ضعيف جدًّا، لشدة ضعف إسناده. والله أعلم.
(1)
أخرجه ابن سعد (1/ 374)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 82)، رقم (219) عن محمد بن سلام، وأبو داود (4078) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(8/ 292)، رقم (5847)، والخطيب في "الجامع"(1/ 384)، رقم (891) - والترمذي (1784) عن قتيبة بن سعيد البغلاني، وأبو يعلى (3/ 5)، رقم (1412)، والطبراني في "الكبير"(5/ 71)، رقم (4614) -وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2/ 1117)، رقم (2809) - من طريق أبي كريب، ورواه البغوي في "معجم الصحابة"(2/ 404)، رقم (796) -وعنه ابن شاهين في "الصحابة"، كما في "الإصابة"(10/ 507)، رقم (8556) - عن داود بن رشيد، وابن منده في "معرفة الصحابة"(2/ 653)، وابن العديم في "تاريخ حلب"(6/ 2783) من طريقين عن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي أبي الحسن، والحاكم (3/ 425) من طريق الحسن بن سفيان الفسوي، عن محمد بن عمار، سبعتهم (ابن سعد، فمن بعده) عن محمد بن ربيعة، عن أبي الحسن العسقلاني -لقيه بمكة- عن أبي جعفر بن محمد بن علي بن ركانة، عن أبيه، أن ركانة صارع النبي صلى الله عليه وسلم، فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم، قال ركانة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: .. الحديث.
وفي سياق إسناد بعضهم شيء من الاختلاف؛ فقال ابن سعد وابن منده: "عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة، عن أبيه ركانة -ولابن سعد: أن ركانة"، وعند الحاكم وابن النديم:"عن أبي جعفر محمد بن ركانة، عن أبيه"، وعند البغوي:"عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة: أن ركانة صارع النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم، قال: وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: .. "، إلا أن الحافظ نقل إسناد البغوي في "الإصابة" هكذا:"عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة، عن أبيه، أن ركانة".
وحقق الحافظ في "الإصابة" أن الصواب في هذا الإسناد هو ما ورد عند البخاري وأبي داود والترمذي ومن وافقهم، وما سواه ففيه سقط، وقد علقه ابن منده قبله بيسير (2/ 651) على الصواب. =
وبعضه أوهى من بعض، وقد استطرد بعض الحفاظ ممن
(1)
جمع في "العَذَبة" و"سَدْل العمامة" بخصوصها لِمَا استحضره من هذا المعنى.
727 - حديث: "العنب دو دو - يعني: مثنى مثنى - والتمر يَكْ - يعني: واحد".
هو مشهور بين الأعاجم ولا أصل له
(2)
، نعم ورد النهي عن القِران في
= وإسناد الحديث قال عنه البخاري في "التاريخ"(1/ 82)، رقم (221):"محمد بن ركانة القرشي: إسناده مجهول، لا يعرف سماع بعضهم من بعض"، وقال الترمذي:"حسن غريب، وإسناده ليس بالقائم، ولا نعرف أبا الحسن العسقلاني ولا ابن ركانة"، وقال الذهبي في "الميزان"(3/ 546)، رقم (7522):"محمد بن ركانة عن أبيه: لم يصح حديثه، انفرد به أبو الحسن؛ شيخ لا يدرى من هو"، وقال ابن حبان في "الثقات" (8/ 360):"لست بالمعتمد على إسناده"، ووافقهم عليه بقية النقاد، وعليه ضعف الحديث عبد الحق الإشبيلي، وابن القطان الفاسي، والعراقي، وابن الملقن، وابن حجر، والألباني، وعلى جهالة أبي الحسن العسقلاني وشيخه وشيخ شيخه قال الشيخ سليم الداراني في تعليقه على الحديث في "مسند أبي يعلى":"إسناده تالف، فيه ثلاثة مجاهيل". وانظر: "بيان الوهم"(3/ 286 - 288)، رقم (1035)، "المغني" للعراقي (1/ 668)، رقم (2476)، "البدر المنير"(9/ 426 - 429)، "التلخيص الحبير"(4/ 299)، رقم (2484)، "الإصابة"(3/ 549 - 550)، (10/ 507 - 508).
وحسن الشيخ الألباني خبر المصارعة منه خاصة في "الإرواء"(5/ 329 - 331)، رقم (1503) وغيرِه بالمتابعات والشواهد، وهي على ضعف أسانيدها مضطربة في متونها، فمنها ما جعل القصة في عهد طفولته صلى الله عليه وسلم لما كانا يرعيان الغنم في الصبا، ومنها ما جعلها في الجاهلية قبيل المبعث، ومنها ما جعلها بعد المبعث، إلى غير ذلك من اختلافات وتضاربات عديدة في محتويات القصة. والله أعلم.
وفي خصوص العمامة وسدل عذبتها بين الكتفين أحاديث في الصحيح وغيره، والموضوع فيما تقدم ما رتب عليهما من خصوصيات وفضائل. والله تعالى أعلم.
(1)
في "أ، ز": "فمن"، وهو خطأ، والتصويب من (م، د) ونسخ مساعدة. والله أعلم.
وفي هامش نسخ (د، هـ، خديو - بولاق) المساعدة: "منهم الحافظ أبو موسى المديني"، ولم أقف على اسم مؤلف الحافظ أبي موسى المديني هذا، ولا على مؤلفات أخرى في العمامة والعذبة إلا من معاصرين للحافظ السخاوي أو الطبقات التالية لهم. والله أعلم.
(2)
انظر: "الموضوعات" للصغاني (ح 11)، "أحاديث القصاص" لابن تيمية (ح 69)، =
التمر -يعني: من أحد الشريكين- إلا أن يستأذن صاحبه
(1)
.
728 - حديث: "عند جهينة الخبر اليقين".
الدارقطني والخطيب في "الرواة عن مالك" -لكل منهما، ولثانيهما عزاه الديلمي في "مسنده "- من حديث ابن عمر، رفعه:"آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة يقال له "جُهَيْنة"، فيقول أهل الجنة": وذكره.
ولفظه: "إن آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة، فيقول أهل الجنة: عند جهينة الخبر اليقين، هل بقي من الخلائق أحد؟ "
(2)
.
وذكره الميانشي
(3)
في كتابه "الاختيار في المُلَح من الأخبار والآثار"
(4)
،
= "ذيل الموضوعات" للسيوطي (2/ 797)، رقم (1041)، "المغني عن الحفظ والكتاب" لعمر بن بدر الموصلي (78)، "الجد الحثيث"(298)، "تنزيه الشريعة"(2/ 267)، رقم (138)، "الأسرار المرفوعة"(ص 248، ح 305)"كشف الخفاء"(2/ 85، رقم 1784، 2/ 115، 519)، "تذكرة الموضوعات " للفتني (ص 152).
(1)
أخرجه الشيخان (خ: 5446، م: 2045)، وابن حبان (5231) وغيرهم عن ابن عمر رضي الله عنهما.
(2)
سيذكر المؤلف إسناده من "غرائب مالك" للدارقطني، ويتم تخريجه هناك، إن شاء الله.
(3)
في (أ): "الميالشي"، وهو خطأ. والميانشي -وقيل أيضًا: الميانجي- نسبة إلى قرية "ميانش" في "المهدية" من بلاد أفريقيا، وهو الإمام المالكي نزيل الحرم المكي وخطيبها؛ عمر بن عبد المجيد بن عمر بن حسين بن محمد بن أحمد التقي أبو حفص القرشي العبدري، من أصحاب أبي الطاهر السلفي، توفي سنة (583 هـ)، وقيل:(581 هـ) ليلة عاشوراء، ومن أشهر مؤلفاته:"ما لا يسع المحدث جهله" في المصطلح.
انظر: "العبر"(3/ 83)، و"تاريخ الإسلام" للذهبي (41/ 120 - 121)، رقم (30)، "التحفة اللطيفة" للسخاوي (2/ 348 - 349)، رقم (3287)، "شذرات الذهب"(6/ 447)، "الأعلام" للزركلي (5/ 53).
(4)
له مخطوط بمكتبة تشسربيتي بإيرلندا - دبلن رقم (6/ 4971 هـ) في (100) ورقة، تم نسخه بتاريخ (840 هـ)، وعنه مصورة بالمكتبة المركزية لجامعة الإمام محمد بن سعود - الرياض (رقم الحفظ: 4971/ ف)، وأخرى بمكتبة المخطوطات بدولة الكويت (رقم الحفظ: 3468 م ك)، كما في "فهرس خزانة التراث" - إصدار مكتبة الملك فيصل (53/ 629)، رقم (52742).
والسهيلي
(1)
.
بل هو في ترجمة الوليد بن موسى
(2)
من "ضعفاء العقيلي"، بسنده إلى
(1)
السهيلي: بضم السين المهملة، وفتح الهاء، وسكون الياء المثناة من تحت، وبعدها لام: نسبة إلى سهيل، وهي قرية بالقرب من مالقة، سميت باسم الكوكب؛ لأنه لا يرى في جميع بلاد الأندلس إلا من جبل مطل عليها. ومن أشهر من ينسب إليه: عبد الرحمن بن عبيد الله بن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي ثم السهيلي الأندلسي النحوي اللغوي الأخباري، مؤلف "الروض الأنف" في شرح "السيرة" لابن إسحاق، و"التعريف والإعلام فيما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام"، و"نتائج الفكر" وغيرها، ولد (507 هـ) أو (508 هـ)، وتوفي (581 هـ) بمراكش، وكان كف بصره وهو ابن سبعة عشر عاما. وانظر:"إنباه الرواة"(2/ 162 - 163)، رقم (379)، "مطلع الأنوار"(1/ 252 - 257)، رقم (91)"وفيات الأعيان"(3/ 143 - 144)، رقم (371)، "بغية الملتمس"(1/ 367)، رقم (1025).
ولم أقف على كلام له حول هذا الحديث -أو آخر من يدخل الجنة- في "الروض الأنف"، وقد نسبه إليه كذلك القرطبي في "التذكرة"(2/ 912)، وابن كثير في "تاريخه"(20/ 250) دون أن يسميا كتابه الذي أورده فيه. والله أعلم.
(2)
هو: الوليد بن موسى الدمشقي: يروي عن الأوزاعي ومن دونه؛ قال العقيلي: "أحاديثه بواطيل، لا أصول لها، ليس ممن يقيم الحديث"، وقال أبو نعيم:"روى عن الأوزاعي حديثًا منكرًا"، وقال الحاكم:"روى عن الأوزاعي حديثًا موضوعا"، ونحوه قول ابن حبان في "المجروحين"، وكذا قال الذهبي وغيره.
ونقل الذهبي عن أبي حاتم الرازي أنه صدقه، وصحح حديثه، وعن الدارقطني أنه قال:"منكر الحديث"، وعن غيره تركه، بينما قال ابن عساكر:"لم يذكره البخاري ولا ابن أبي حاتم في كتابيهما"، وإنما نقل ذلك الذهبي عن أبي حاتم والدار قطني وغيرهما مما ذهب إليه هو والحافظ ابن حجر أن الوليد بن موسى هذا، والوليد بن الوليد الدمشقي، والوليد بن الوليد بن زيد أبو العباس العبسي القلانسي، شخصان على رأي الذهبي، وواحد عند الحافظ، بينما ابن حبان والحاكم وأبو نعيم وابن عساكر وغيرهم من المتقدمين يفرقون بينهم، وسيما بين الوليد بن الوليد العنسي الدمشقي، وبين الوليد بن موسى الدمشقي، وتفريقهم أقرب للصواب. والله أعلم.
وانظر: "الجرح والتعديل"(9/ 19)، رقم (82)، "الضعفاء" للعقيلي (4/ 321 - 322)، رقم (1923)، "المجروحين"(3/ 81 - 82)، "المدخل إلى الصحيح"(216، 217)، "الضعفاء" لأبي نعيم (261، 262)، "تاريخ دمشق"(63/ 298 - 298، رقم 8050، 63/ 305 - 308، رقم 8055)، "الميزان"(4/ 349، 350)، =
أنس مطولًا
(1)
.
وقال الدارقطني -وقد أخرج حديث ابن عمر في "غرائب مالك" له من وجهين عن جامع بن سَوَادة
(2)
، عن زهير بن عباد
(3)
عن أحمد بن الحسين اللهْبي
(4)
، عن عبد الملك بن الحكم
(5)
، بسنده-: هذا الحديث
= رقم (9412، 9416، 9417)"المغني"(6893، 6894)، "اللسان"(8/ 391 - 394)، رقم (8377، 8380، 8377).
(1)
لم أقف عليه عند العقيلي، ولا أورده ابن عساكر عنه في "تاريخه"، ولم أر نسبته للعقيلي عند غير المؤلف، ولعله من أجل هذا لم يذكره ابن الديبع في "التمييز"(884)، والعجلوني في "كشف الخفاء"(1/ 21)، رقم (6)، (2/ 86)، رقم (1785) وغيرهما، وإنما أورد العقيلي في ترجمة الوليد بن موسى الدمشقي عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن الحسن عن أنى رضي الله عنه حديثين فقط، أحدهما:"آجال البهائم في التسبيح"، والآخر "الشيب نور"، وحكم على الأول منهما بأنه لا أصل له من حديث الأوزاعي ولا غيره، ولم ينقل ابن عساكر عن العقيلي إلا هاتين الروايتين. والله أعلم. وأما حديث أنس رضي الله عنه الطويل في آخر من يخرج من النار، ويدخل الجنة؛ فمخرج في "صحيح مسلم"(310/ 187)، وعند ابن حبان (7430)، وأحمد (6/ 253)، رقم (3714)، (7/ 14)، رقم (3899) وغيرهم من حديث حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن ابن مسعود رضي الله عنه، وليس فيه أنه جهني، أو يسأل عن أهل النار؛ بقي منهم أحد، أم لا. والله أعلم.
(2)
جامع بن سوادة هذا: ضعفه الدارقطني، وأبطل حديثه هذا، واتهمه الذهبي، فقال في "الميزان"(1/ 387)، رقم (1432):"حدث عن آدم بن أبي إياس بخبر باطل في الجمع بين الزوجين؛ كأنه آفته"، وأقره عليه ابن حجر في "اللسان"(2/ 515 - 516)، رقم (175).
(3)
لم أقف على ترجمة له، ويحتمل أن يكون زهير بن عباد الرؤاسي -ابن عم وكيع بن الجراح-، وتقدمت ترجمته. ولعل الصواب عدم ثبوته في الإسناد، لما سيأتي في التخريج. والله أعلم.
(4)
هو: أبو الفضل أحمد بن الحسين بن جعفر اللهبي -من ولد أبي لهب بن عبد المطلب- القرشي المدني، شيخ شيوخ أبي جعفر الطحاوي: روى عنه الحافظ أبو بكر الجارودي، وقال:"الثقة المأمون".
انظر: "مغاني الأخيار"(1/ 28)، رقم (40)، (3/ 448)، رقم (3932)، "توضيح المشتبه"(7/ 365)، "تبصر المنتبه"(3/ 1234).
(5)
فيه جهالة، ضعفه الدارقطني في "غرائب مالك"، وأبطل حديثه هذا، ووهاه ابن حجر =
باطل، وجامع ضعيف، وكذا عبد الملك
(1)
. انتهى.
729 - حديث: "عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة".
قال شيخنا: لا أستحضره مرفوعًا
(2)
، وسبقه لذلك شيخه العراقي، فقال -في "تخريج الإحياء"-: ليس له أصل في المرفوع، وإنما هو قول سفيان بن عيينة
(3)
،
= في "الفتح"(11/ 459). وانظر: "ذيل "الميزان" للعراقي (542)، و"اللسان" (5/ 260)، رقم (4905).
(1)
هكذا إسناده في "لسان الميزان"(2/ 515)، رقم (1752) عن الدارقطني والخطيب، وهو عند ابن المظفر في "غرائب مالك"(171) عن أبي علي الحسين بن يوسف بن يعقوب المصري، عن جامع بن سوادة، عن أحمد بن حسين اللهبي به، ولم يذكر زهير بن عباد بينهما، وهكذا هو عن الدارقطني في "ذيل الميزان" للعراقي (ترجمة: 542). والله أعلم.
وعلقه القرطبي في "التذكرة"(باب آخر من يخرج من النار، .. 2/ 912)، وابن كثير في "تاريخه" عن عبد الملك بن عبد الحكم عند الدارقطني والخطيب، وقال ابن كثير:"روياه عنه بإسناد غريب".
وفيه جامع بن سوادة؛ متهم، وعبد الملك بن عبد الحكم؛ واه، وحكم الدارقطني ببطلانه، ووافقه الذهبي والعراقي وابن حجر وغيرهم، وقال ابن كثير في "تاريخه" (20/ 250):"هذا الحديث لا تصح نسبته إلى الإمام مالك؛ لجهالة رواته عنه، ولو كان محفوظًا من حديثه لكان في كتبه المشهورة عنه، كـ "الموطأ" وغيره مما رواه عنه الثقات". وعليه حكم ابن عراق في "تنزيه الشريعة"(2/ 391)، رقم (44)، والشوكاني في "الفوائد المجموعة"(1428)، والألباني في "الضعيفة"(377) بأنه موضوع، والأصل أنه من أمثال العرب القديمة، وقيل فيه:"عند جفينة"، وقيل:"عند حفينة"، ووهم أبو عبيد وابن قتيبة غير الأول، وفي أصله أقوال، والله أعلم. وانظر:"الأمثال" لأبي عبيد، باب المثل في معرفة الأخبار وصحتها، (ص 201)، أدب الكاتب (ص 426)، "مجمع الأمثال" للميداني (1/ 398)، رقم (2112)، (2/ 3)، رقم (2383)، "المستقصى في أمثال العرب"(2/ 169)، رقم (573)، "المزهر" للسيوطي (1/ 386)، "تاج العروس"(34/ 361).
(2)
لم أقف على مصدر كلام الحافظ الأصل، ونقله في "الجد الحثيث"(299) عن العراقي وابن حجر والمؤلف، وكذا نقل عنهم في "تذكرة الموضوعات"(ص 193)، و"الأسرار المرفوعة"(ص 249)، و"الفوائد المجموعة" للشوكاني (1414)، و"كشف الخفاء"(2/ 70)، رقم (1772).
(3)
أخرجه ابن المقرئ في "معجمه"(142)، وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 285)، =
كذا ذكره ابن الجوزي في مقدمة "صفوة الصفوة"
(1)
.
قلت: وسأل أبو عمرو بن نُجَيد
(2)
أبا جعفر بن حمدان
(3)
-وهما صالحان-: بأي نية أكتب الحديث؟ فقال: ألستم تروون أن عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة؟ قال: نعم، قال: فرسول الله صلى الله عليه وسلم رأس الصالحين
(4)
.
= وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 429)، والقاضي عياض في "الغنية"(ص 107) من طرق عن ابن عيينة به.
وفي "الورع" للإمام أحمد -رواية المروزي (267) عن الإمام أحمد، قال:"كان يقال: .. "، وهو في "الزهد" له- رواية ابنه عبد الله (ص 384) عن سفيان، قال:"كان يقال: .. ، فقيل له: ومن قاله؟ قال: بعض العلماء"، وكذا أسنده ابن مفلح في "الآداب الشرعية"(1/ 228) عن سلمة بن شبيب عن الإمام أحمد.
وأخرجه اللالكائي في "الكرامات"(9/ 100 - 101)، رقم (45) من طريق محمد بن الحسين البرجلاني، عن الحسن بن الربيع، قال: سمعت ابن المبارك -بالمصيصة وذكر علي بن الفضيل، فجعل يذكر مناقبه-، قال: فسأله رجل عن حديث، فقال: دعنا فإن محمد بن النضر الحارثي كان يقول: "عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة". وإسناده حسن، فلعل الحارثي هذا هو الذي أبهمه ابن عيينة، وقد روى الخطيب في "تاريخ بغداد" (3/ 249) عن محمد بن منصور الطوسي -وهو ثقة إمام- يقول: نازلت قومًا من أصحاب الفضيل بن عياض فيما يذكرونه من كرامة المؤمن على الله، فقلت:"عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة"، فمطرنا في تلك الساعة. وعزاه ابن عبد البر في "الجامع"(2/ 113)، رقم (2195) للثوري، ولم يسنده.
(1)
"المغني" للعراقي (1/ 545)، رقم (2109)، ونسبه ابن الجوزي في "صفة الصفوة"(1/ 45) لابن عيينة.
(2)
هو: العالم الزاهد إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف بن خالد أبو عمرو بن نجيد السلمي النيسابوري، ولد (272 هـ)، وتوفي (365 هـ)، عن (93) عامًا. انظر:"سير أعلام النبلاء"(16/ 146 - 148)، رقم (104)، "طبقات الشافعية" للسبكي (3/ 222)، رقم (162).
(3)
هو: الإمام الحافظ القدوة؛ شيخ الإسلام أبو جعفر أحمد بن حمدان بن علي بن سنان النيسابوري الحيري، ولد (240 هـ) أو قبل، وصنف مستخرجًا على صحيح مسلم، وتوفي (311 هـ)، قبل ابن خزيمة بأيام.
انظر: "تاريخ بغداد"(4/ 337 - 338)، رقم (2096)، "سير أعلام النبلاء"(14/ 299 - 303)، رقم (194).
(4)
هكذا أورده ابن الصلاح في "المقدمة" - ت: عتر (النوع 28: معرفة آداب طالب =
730 - حديث: "عودوا المريض".
البخاري عن أبي موسى به مرفوعًا
(1)
.
وفي الباب عن جماعة
(2)
.
731 - حديث: "عَوِّدوا كل بدن ما اعتاد".
سيأتي في: "المعدة"
(3)
. وقد ترجم أبو نعيم "تعاهد العادات"
(4)
، وأورد فيه حديث:"الخير عادة"
(5)
، وحديث:"تعشوا ولو بكف من حشف"
(6)
وقد تقدما.
وكذا ترجم: "الامتناع من الأطعمة التي لم تجربها العادات"
(7)
، وأورد
= الحديث، ص 245 - 246)، وتبعه عليه شراحه والمؤلف رحمهم الله، وهو عند الذهبي في "تاريخ الإسلام"(22/ 151)، و"السير"(14/ 64) عن الأستاذ أبي عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري، أنه سأل أبا جعفر أحمد بن حمدان الحيري به، وما ذكره الذهبي أولى أن يكون محفوظًا، فإن أبا عثمان الحيري ممن اختص بأبي جعفر بن حمدان الحيري النيسابوري، وسمع منه مستخرجه على صحيح مسلم بتمامه، كما في المصدرين. والله أعلم.
(1)
"صحيح البخاري"(ح 3046، 5174، 5373، 5649).
(2)
منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند الشيخين (خ: 1240، م: 2162) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حق المسلم على المسلم خمس -وفي لفظ: ست-: رد السلام، وعيادة المريض"، .. الحديث.
ومنها حديث البراء بن عازب رضي الله عنه عند البخاري (5650): "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع، .. ، أمرنا أن نتبع الجنائز، ونعود المريض، ونفشي السلام .. " الحديث.
ومنها حديث جابر صلى الله عليه وسلم عند البخاري (5651) في عيادة النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه له في مرض له.
ومنها عن علي صلى الله عليه وسلم عند الدارمي (3/ 1720)، رقم (2675) وآخرين، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"للمسلم على المسلم ست: .. ، ويعوده إذا مرض". وإسناده حسن.
ومنها عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عند الطيالسي (ح 2355) وغيره -بإسناد لا بأس به- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عودوا المريض". إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة في الصحاح والسنن والمسانيد.
(3)
الحديث (1045).
(4)
"الطب النبوي" لأبي نعيم (1/ 274).
(5)
تقدم (ح 476).
(6)
تقدم (ح 346).
(7)
"الطب النبوي"(المقالة الثانية، باب الامتناع من الأطعمة التي لم تجر بها العادات، 1/ 277).
حديث خالد بن الوليد في دخوله مع النبي صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة بنت الحارث، وتقديمها إليه ضبًّا محنوذًا، وقوله صلى الله عليه وسلم:"إنه لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه"
(1)
.
732 - حديث: "عورة سُتِرت ومؤنة كُفِيَت".
في: "دفن"
(2)
.
733 - حديث: "عيادة المريض بعد ثلاث".
ابن ماجه في "الجنائز" من "سننه"، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"، والبيهقي في "الشعب"، كلهم؛ من حديث مسلمة بن عُلَيٍّ -بضم العين مصغر- حدثنا ابن جريج، عن حميد الطويل، عن أنس، قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعود مريضًا إلا بعد ثلاث"
(3)
. ومسلمة متروك.
(1)
"الطب النبوي" لأبي نعيم (1/ 277 - 278)، رقم (172 - 173) عن ابن عباس رضي الله عنهما. والحديث متفق عليه، أخرجه البخاري (5391، 5400، 5537)، ومسلم (1945، 1946) من طريق مالك -وهو في "الموطإ"- الأعظمي (5/ 1409)، رقم (3550/ 781) - وغيره، من مسند ابن عباس رضي الله عنهما.
(2)
تقدم (ح 500).
(3)
أخرجه ابن ماجه (1437)، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(ح 54)، والطبراني في "الأوسط"(4/ 72)، رقم (3642) و"الصغير"(ح 484)، وابن عدي (6/ 317)، وأبو الشيخ في "الأخلاق النبوية"(ص 255)، والبيهقي في "الشعب"(11/ 429)، رقم (8781)، وابن عساكر (58/ 47، 68/ 10 - 11) من طرق عن هشام بن عمار، عن مسلمة الخشني به. والخشني متروك، وتقدمت ترجمته.
قال ابن أبي حاتم في "العلل"(2460): "سألت عنه أبي، فقال: "حديث باطل موضوع"، قلت: ممن هو؟ قال: مسلمة ضعيف الحديث"، وتبعه عليه الذهبي في "الميزان"(4/ 110)، والبوصيري في "مصباح الزجاجة"(2/ 20)، رقم (512)، وتابعهم الألباني في "الضعيفة"(145).
فهذا هو حديث مسلمة بن علي الخشني، فجاء أحد الكذابين، وهو أحمد بن عبد الرحمن الرقي، فركبه على الدوري وغيره من الثقات عن حجاج بن محمد الأعور، عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعود مريضًا إلا بعد ثلاث. أخرجه أبو القاسم بن عليك في "الفوائد"(ق 6/ أ- ب). وأحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الجارود بن هارون أبو بكر الرقي الحافظ متهم بالوضع =
ولأبي يعلى في "مسنده" من حديث عباد بن كثير، عن ثابت، عن أنس، قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه، فإن كان غائبًا دعا له، وإن كان شاهدًا زاره، وإن كان مريضًا عاده" وذكر حديثًا
(1)
= وتركيب الأسانيد، كما تقدم (ح 378)، وانظر:"تاريخ دمشق"(71/ 268 - 270)، رقم (9704).
(1)
أخرجه أبو يعلى (6/ 150 - 151)، رقم (3429)، في حديث موضوع، واختصره عنه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(ص 446)، ومن هذا الوجه رواه الأصبهاني في "الترغيب"(3/ 85)، رقم (2122).
وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 206 - 207) من طريق محمد بن عبد الملك بن بشران عن ابن شاهين، ثم من حديث خالد بن الهياج، حدثنا أبي، عن عباد بن كثير، عن ابن لأبي أيوب، عن أبيه عن جده -يعني: أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه-، وعن أبيه عن أنس رضي الله عنه.
وعلقه في "اللآلي المصنوعة"(2/ 336) عن ابن شاهين به.
قال ابن الجوزي: "موضوع، والمتهم به عباد بن كثير؛ قال أحمد: روى أحاديث كذب لم يسمعها
…
"، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 19)، رقم (3761)، وأنه متروك، وقال الحافظ في "المطالب العالية" (11/ 125)، رقم (2474): "أول الحديث بمعناه في الصحيح وليس بسياقه، ومن سؤال عمر رضي الله عنه إلى آخره، تفرد به عباد بن كثير، وهو واه، وآثار الوضع لائحة عليه". وبه قال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (1/ 194)، رقم (897)، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (الطب، الفصل الأول، 2/ 252 - 353، ح 5)، والألباني في "الضعيفة" (145).
قلت: وإسناد ابن الجوزي فيه أربع علل أخرى:
1 -
2: ابن أبي أيوب الأنصاري، وابنه مبهمان، لا يعرف لهما اسم ولا أثر.
3 -
الهياج بن بسطام الهروي: تركه أحمد وابن معين وصالح بن محمد الحافظ وأبو داود وابن حبان والدارقطني وغيرهم، وعليه مشى الحافظ في "التلخيص الحبير" - قرطبة (2/ 114)، رقم (625)، (4/ 317)، رقم (2526)، وقال أبو حاتم الرازي:"يكتب حديثه، ولا يحتج به"، واكتفى النسائي والذهبي وغيرهما بمطلق تضعيفه، وأثنى عليه جرير بن عبد الحميد، ووثقه مكي بن إبراهيم البلخي وصدقه، وكذا وثقه يحيى بن أحمد بن زياد الهروي -تلميذ ابنه خالد-، ومحمد بن نعيم الضبي، وذهبا إلى أنه لا ذنب لهياج فيما روي عنه من المناكير، وإنما الذنب لابنه خالد، وعليه الحمل فيها، وهذا مقارب جدًّا، فإن عامة تلك المناكير يتفرد بها ابنه خالد عنه، وهو قد اتهم في روايته عن غير أبيه أيضًا، فهو أولى أن يحمل عليه، وعليه قال الحافظ =
وعباد ضعيف
(1)
.
وللديلمي في "مسنده" من حديث أبي عصمة نوح بن أبي مريم الملقب
= في "التقريب": "ضعيف، روى عنه ابنه خالد منكرات شديدة".
انظر: "المعرفة والتاريخ" للفسوي (3/ 37)، "الجرح والتعديل"(9/ 112)، رقم (474)، "الضعفاء" للنسائي (613)، وللعقيلي (4/ 366)، رقم (1979)، "المجروحين"(3/ 96)، "الكامل"(7/ 131 - 132)، رقم (2048)، "سؤالات السلمي"(384)، "تاريخ بغداد"(14/ 81 - 86)، رقم (7435)، "تهذيب الكمال"(30/ 357 - 360)، رقم (6637)، "المغني"(6790)، "الميزان"(4/ 318)، رقم (9287)، "الكاشف"(6012)، "التقريب"(7355).
4 -
ابنه خالد بن الهياج أبو الهذيل: ذكر ابن أبي حاتم في ترجمة الحسين بن إدريس ابن الخرم الهروي؛ أنه أرسل إليه بجزء من حديثه من روايته عن خالد بن هياج، فإذا أول ثلاثة أحاديث فيها بواطيل لا أصل لها، ثم قال:"لا أدري هذا منه، أو من خالد بن هياج بن بسطام"، فعلق عليه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(14/ 43)، والذهبي في "السير"(14/ 114)، و"تاريخ الإسلام" (22/ 64):"بل من خالد بلا شك"، وزاد الذهبي:"فإنه ذو مناكير عن أبيه، وأما الحسين فثقة حافظ"، فلا أدري كيف يحكم بعد هذا في "الميزان" بأنه متماسك. وقال عنه ابن حجر:"متروك"، وتقدم عن تلميذه يحيى بن أحمد بن زياد الهروي، والحاكم أبي عبد الله الضبي النيسابوري أنه هو المتهم في المناكير التي رواها عن أبيه، وليس لأبيه فيها ذنب. وعليه أدرجه الحلبي وابن عراق في المتهمين. وأما ابن حبان فذكره في "الثقات"(8/ 225)، وقال:"يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه".
انظر: "تاريخ بغداد"(14/ 83 - 84)، "الميزان"(1/ 644)، رقم (2470)، "الإصابة"(2/ 533)، رقم (1724)، "الكشف الحثيث"(ص 107/ 270)، "تنزيه الشريعة"(1/ 59، ترجمة: 15، 2/ 194، ح 41).
والحسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم -المعروف بابن الخرم- الهروي الأنصاري (ت 301 هـ) الذي ظن ابن أبي حاتم اتهامه، ودافع عنه ابن عساكر والذهبي، قد وثقه ابن حبان (8/ 193)، والدارقطني وأبو الوليد الباجي وابن عساكر وغيرهم، وكان من الحفاظ وأركان السُّنَّة ببلده. والله أعلم.
انظر: "المؤتلف" للدارقطني (2/ 711 - 713)، "تاريخ دمشق"(14/ 41 - 44)، رقم (1517)، "تذكرة الحفاظ"(2/ 192)، رقم (716)، "سير أعلام النبلاء"(14/ 113 - 114)، "اللسان"(3/ 147 - 148)، رقم (2461).
(1)
هو: الثقفي البصري، نزيل مكة، متروك، وقال أحمد: روى أحاديث كذب. وتقدمت ترجمته.
بالجامع -وغيره كما قال البيهقي أوثق منه
(1)
- عن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه، عن أنس رفعه -في حديث-:"والعيادة بعد ثلاث"
(2)
.
وكذا عنده -بلا سند- عن أنس رفعه: "المريض لا يعاد حتى يمرض ثلاثة أيام"
(3)
.
(1)
"شعب الإيمان"(11/ 430)، رقم (8782)، وهو أحد المشهورين بالوضع والكذب، كما تقدم.
(2)
أخرجه الديلمي (2/ 232/ ب)["زهر الفردوس" (2/ 279)]، ولفظه:"عودوا المريض، وأجيبوا الداعي، وأغبوا في العيادة، إلا أن يكون مغلوبًا فلا يعاد، والعيادة بعد ثلاث، وخير العيادة أخفها قيامًا، والتعزية مرة". وأبو عصمة نوح بن أبي مريم من المشهورين بالوضع، كما تقدم. والله أعلم.
ولبعضه شاهد من حديث جابر رضي الله عنه؛ أخرجه أبو سعيد الأشج في "حديثه"(23)، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(ح 212) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(11/ 430)، رقم (8782) - وابن حبان في "المجروحين"(2/ 241)، والخطيب (11/ 33) من طريق عقبة بن خالد السكوني عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، حدثني أبي، عن جابر رضي الله عنه مرفوعًا:"أغبوا في العيادة، وأربعوا في العيادة، وخير العيادة أخفها إلا أن يكون مغلوبًا فلا يعاد، والتعزية مرة".
ونسبه العراقي في "المغني"(1/ 518)، رقم (2003) لأبي يعلى أيضًا.
وموسى بن محمد بن إبراهيم التيمي: متروك، منكر الحديث، كما في "التقريب"(7006)، وقال أبو حاتم الرازي - كما في "الجرح والتعديل"(8/ 160)، رقم (710):"ضعيف الحديث، منكر الحديث، وأحاديث عقبة بن خالد التي رواها عنه فهي من جناية موسى، ليس لعقبة فيها جرم". وعنه في "العلل" لابنه (5/ 614)، رقم (2214):"هذا حديث منكر؛ كأنه موضوع، وموسى ضعيف الحديث جدًّا، وأبوه محمد بن إبراهيم التيمي لم يسمع من جابر ولا من أبي سعيد، وروى عن أنس حديثًا واحدا". وكذا أبطله ابن حبان، وتابعهما الألباني في "الضعيفة"(3921)، فضعفه جدًّا، وكأن الحكم بوضعه أولى، كما مال إليه أبو حاتم، واكتفى العراقي في "المغني" بقوله:"إسناده ضعيف"، وفيه تساهل. والله أعلم.
وفي "شعب الإيمان" للبيهقي إثر الرواية: "أبو عثمة هذا نوح بن أبي مريم الملقب بالجامع غيره أوثق منه، والله أعلم"، ولا ذكر لأبي عصمة في الإسناد، فيحتمل أن يكون هناك سقط حديث، أو أنه تصحف على البيهقي اسم شيخ ابن أبي الدنيا؛ "أبي خيثمة" إلى "أبي عصمة"، والأول أقرب. والله أعلم.
(3)
"الفردوس بمأثور الخطاب"(5/ 222)، رقم (8019)، وقد أسنده ابنه في مسنده =
وللطبراني في "الأوسط" من حديث نصر بن حماد أبي الحارث الوراق
(1)
، عن روح بن جناح، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يعاد المريض إلا بعد ثلاث"
(2)
. ونصر ضعيف، قال ابن عدي: ومع ذلك يكتب حديثه
(3)
.
= -كما في "زهر الفردوس"(4/ 209)، عن الحاكم، وعن تاريخ نيسابور للحاكم نقله السيوطي في "اللآلي"(2/ 336) - من طريق نوح بن أبي مريم، عن أبان، عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا، بلفظ:"لا يعاد المريض حتى يمرض ثلاثة أيام". ونوح وأبان متهمان.
(1)
في (أ، ز، م): "نصر بن حماد وأبي الحارث الوراق"، والتصويب من:"د" ونسخ مساعدة، ومصادر التخريج والترجمة، وستأتي ترجمته، عند تعرض المؤلف للكلام عليه. إن شاء الله.
(2)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4/ 18)، رقم (3503)، وابن عدي (3/ 138) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 205) - من طريقين عن نصر الوراق به، إلا أن شيخه عند ابن عدي هو (روح بن غطيف). وقال الطبراني:"لم يروه عن الزهري إلا روح بن جناح، تفرد به أبو الحارث الوراق"، وقال ابن عدي:"منكر، وليس بمحفوظ عن الزهري". ونصر متروك ذاهب، وكذبه ابن معين ورماه الأزدي بالوضع -كما سيأتي في ترجمته-، وروح بن جناح ضعيف، واتهمه ابن حبان، كما تقدم.
وروح بن غطيف الجزري -وقيل: غطيف الجزري-: متروك ساقط، له حديث يسير كلها مناكير وأباطيل لا أصل لها، يرويها عن الثقات بأسانيد محكمة، ولذا اتهمه ابن حبان، فقال:"كان يروي الموضوعات عن الثقات، لا تحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه". والله تعالى أعلم.
وانظر: "التاريخ الكبير"(3/ 308)، رقم (1048)، (6/ 196)، رقم (2154)، "الضعفاء" للعقيلي (2/ 56)، رقم (491)، "والدارقطني"(433)، "الجرح والتعديل"(3/ 495)، رقم (2245)، "المجروحين"(1/ 298 - 299)، "الكامل"(3/ 138 - 139)، رقم (660)، "سؤالات البرقاني (147)، "اللسان" (3/ 483 - 484)، رقم (3172).
ولما تقدم حكم عليه ابن الجوزي بالوضع، ووافقه الذهبي في "تلخيص الموضوعات"(ح 896)، والألباني في "الضعيفة"(146)، ولم يتعقبه ابن حجر في "الفتح"(10/ 113)، والعيني في "عمدة القاري"(21/ 213).
(3)
هو: نصر بن حماد البجلي أبو الحارث الوراق البصري، ثم البغدادي: كذبه =
وهذه الطرق يتقوى بعضها ببعض، ولذا أخذ بمضمونها جماعة
(1)
.
فقال النعمان بن أبي عياش الزرقي -أحد التابعين الفضلاء من أبناء الصحابة- فيما أخرجه البيهقي في "الشعب"، وابن أبي الدنيا:"عيادة المريض بعد ثلاث"
(2)
.
= ابن معين، ورماه الأزدي بالوضع، وقال مسلم:"ذاهب الحديث"، وقال النسائي وغيره:"ليس بثقة"، وقال أبو حاتم العقيلي والأزدي وغيرهم:"متروك"، وقال أبو زرعة الرازي وصالح جزرة:"لا يكتب حديثه"، وقال البخاري:"يتكلمون فيه"، وأما ابن حبان فأبطل الاحتجاج به عند التفرد لكثرة غلطه، وكأنه يمشيه عند المتابعة، ولم يوافق عليه. وقال ابن عدي:"أحاديثه عن شعبة كلها غير محفوظة، ومع ضعفه يكتب حديثه". وعليه قال الذهبي في "الكاشف": "حافظ متهم"، وأما ابن حجر فقال:"ضعيف، أفرط الأزدي فزعم أنه يضع، من صغار التاسعة"، وقد سبق تكذيب ابن معين له، وهو ذاهب عند غيره، فلم يفرط الأزدي، وقد ذهب الحافظ نفسه في "الفتح"(10/ 113) إلى كونه متروكًا، وبه وهى الحديث.
انظر: "التاريخ الأوسط" للبخاري (4/ 887)، رقم (1407)، "الكنى" لمسلم (795)، "الجرح والتعديل"(8/ 470)، رقم (2155)، "الضعفاء" للعقيلي (4/ 300 - 301)، رقم (1900)، "المجروحين"(3/ 54)، "الكامل"(7/ 38 - 39)، رقم (1974)، "تاريخ بغداد"(13/ 282 - 283)، رقم (7244)، "الميزان"(4/ 250 - 251)، رقم (9029)، "الكاشف"(5809)، "تهذيب التهذيب"(10/ 380)، رقم (770)، "التقريب"(7109).
(1)
تبع المؤلف عليه علي القاري في "المرقاة"(3/ 499)، فقال:"وأما ما نقله ابن حجر من أن الحديث موضوع كما قاله الذهبي وغيره، فغير صحيح، أو مختص بسند خاص له، فإن كثرة الطرق تدل على أن الحديث له أصل"، ثم استند إلى مقال المؤلف هذا، وتبين مما سبق أنه لا يخلو طريق من طرقه من متهم ومتروك فأكثر، فكيف يتقوى حديث كذاب أو متهم بآخر مثله، وما سيذكر المؤلف من الآثار -على أنه لا مستدل فيها، كما سيأتي بيانه- لا تعارَضُ بمثلها مدلولات النصوص الصحيحة؛ كقوله صلى الله عليه وسلم:"وإذا مرض فعده"، وهو مقتضى الصدق في الأخوة، والنعمان بن أبي عياش والأعمش وأصحابه أقدم من هذه الأحاديث الموضوعة، ولعل أصحابها أخذوها من النعمان فوضعوا لها تلك الأسانيد، وهذا أقرب مما ذكره المؤلف. والله أعلم.
(2)
أخرجه هناد في "الزهد"(1/ 228)، رقم (379)، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارت"(242) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(11/ 429)، رقم (7880) -،=
وقال الأعمش -فيما أخرجه البيهقي فقط-: "كنا نقعد في المجلس، فإذا فقدنا الرجل ثلاثة أيام سألنا عنه، فإن كان مريضًا عدناه"
(1)
.
وهذا يشعر باتفاقهم على هذا
(2)
، وبه جزم حجة الإسلام الغزالي، فقال في "الإحياء": لا يعاد إلا بعد ثلاث
(3)
.
قلت: وليس في صريح الأحاديث ما يخالفه
(4)
، وما رواه الطبراني في "الأوسط" من حديث النضر بن عربي
(5)
، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه قال:"عيادة المريض أول يوم سنة، فما كان بعد ذلك فتطوع"
(6)
.
= وإسناده لا بأس به، إلا أن فيه عنعنة زكريا بن أبي زائدة، وقد نسب إلى التدليس، كما في "التقريب"(2022). والله أعلم.
(1)
رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(11/ 430)، وعنه في "اللآلي المصنوعة"(2/ 336) بإسناد صحيح.
(2)
لا مستدل فيه على ما يروم المؤلف، وإنما الأثر في تفقد الأصحاب، وليس في ذلك سؤالهم عن بدء مرضه حتى لا تكون العيادة إلا بعد اليوم الثالث من المرض، ولذا قال المباركفوري في "مرقاة المفاتيح"(5/ 278)، رقم (1601) متعقبًا على المؤلف:"كذا قال، ولا يخفى ما فيه". والله أعلم.
(3)
"الإحياء للغزالي -الشعب (كتاب آداب الألفة، الباب الثالث: حق المسلم؛ عيادة المرضى، 6/ 1018).
(4)
بل يعارضه الإطلاق الوارد في أحاديث الأمر بعيادة المريض المتقدمة، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم:"عودوا المريض".
قال ابن حجر في "الفتح"(10/ 113)، رقم (5649)، والعيني في "عمدة القاري" (21/ 213):"يؤخذ من إطلاقه عدم التقييد بزمان يمضي من ابتداء مرضه، وهو قول الجمهور". ثم بينا بطلان ما يعارضه من الروايات المتقدمة. والله أعلم.
(5)
هو: النضر بن عربي الباهلي مولاهم، الحراني: لا بأس به. "التقريب"(7145).
(6)
رواه الطبراني في "الأوسط"(8/ 173)، رقم (8310) -ونقله عنه الديلمي (2/ 257/ أ) - عن موسى بن زكريا، عن عمرو بن الحصين، عن محمد بن عبد الله بن علاثة عن النشر به.
قال الطبراني: "لم يروه عن النضر بن عربي إلا ابن علاثة، تفرد به عمرو بن الحصين".
وعمرو بن الحصين كذبوه، وشيخه ضعف لكثرة المناكير عنه، والحمل في جملتها على عمرو كما تقدم، وموسى بن زكريا: هو التستري، متروك، واتهم، وتقدمت تراجمهم.
وكذا أخرجه البزار من حديث النضر، ولفظه:"وما زاد فهي له نافلة".
وقال: لا نعلمه بهذا اللفظ من هذا الطريق إلا عن ابن عباس
(1)
.
وهو منتقد
(2)
برواية الطبراني له في "الكبير" من حديث علي بن عروة،
(1)
أخرجه البزار ["كشف الأستار" (1/ 368)، رقم (776)] عن محمد بن إسماعيل بن سمرة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن النشر، عن عكرمة، عن ابن عباس.
قال البزار: "لا نعلمه بهذا اللفظ إلا عن ابن عباس بهذا الطريق".
وعبد الحميد بن عبد الرحمن: هو أبو يحيى الحماني الكوفي -والد يحيى بن عبد الحميد-: يختلف حاله بين الضعف والثقة، وهو صدوق، وعليه قال الحافظ (3771):"صدوق يخطئ، ورمي بالإرجاء"، وقال ابن عدي (5/ 321 - 522)، رقم (1470):"يروي عن النضر بن عبد الرحمن أبي عمر الخزاز عن عكرمة عن ابن عباس أحاديث لا يرويها غيره بهذا الإسناد". وانظر: "تهذيب الكمال"(16/ 452 - 455)، رقم (3725).
والنضر -شيخه- ليس بابن العربي الثقة، وإنما هو أبو عمر النشر بن عبد الرحمن الخزاز، كما هو بين في كلام ابن عدي، وهو المذكور في شيوخه من "تهذيب الكمال"(16/ 453)، وفي تلاميذ الحماني، وهو متروك، ذاهب الحديث باتفاق، وقال أبو داود:"أحاديثه بواطيل"، وكذبه عثمان بن أبي شيبة، وسئل أبو نعيم الفضل بن دكين عنه، فرفع شيئًا من الأرض، فقال:"لا يسوى هذا، كان يجيء يجلس عند الحماني، فكل شيء يسأل عنه يقول: عكرمة عن ابن عباس"، ولذا قال ابن معين:"لا يحل لأحد أن يروي عنه"، فهو تالف، كما قال الذهبي. انظر:"التاريخ الكبير" للبخاري (8/ 91)، رقم (2300)، و"الضعفاء" له (393)، وللعقيلي (4/ 291 - 292)، رقم (1886)، "الجرح والتعديل"(8/ 475 - 476)، رقم (2181)، "المجروحين"(3/ 49)، "الكامل"(7/ 20 - 22)، رقم (1960)، "المؤتلف" للدارقطني (4/ 2217)، "تهذيب الكمال"(29/ 393 - 396)، رقم (6430)، "الكاشف"(5837)، "التقريب"(7144).
فهذا هو النضر راوي هذا الحديث، والمتهم به، فقلبه بعض الكذابين على النضر بن عربي، كما تقدم في رواية "الأوسط" للطبراني، فحمل الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 20)، رقم (3763) المبهم في إسناد البزار على المنسوب في رواية الطبراني في "الأوسط" بتلك السلسلة التالفة، وقال:"في أحد أسانيده: علي بن عروة، وهو ضعيف متروك، وفي الآخر: النشر أبو عمر، وحديثه حسن"، وتبعه عليه المؤلف، والصواب ما تقدم. والله أعلم.
(2)
كأن المؤلف ذهب إلى تعليل الرواية الأولى عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما بهذه الرواية عن عمرو بن دينار عن ابن عباس رضي الله عنهما، ولا تعل الأسانيد بمثل هذا، بيد =
عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس
(1)
.
لكن ابن عروة ضعيف متروك
(2)
، والطريق الأولى راويها النضر حديثه حسن
(3)
.
وقوله: "سُنَّة" يريد بها سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم كما هو الصحيح في المسألة
(4)
، فيحتمل أن يكون مراده أول مرة
(5)
.
= أن الإسناد إلى كل من عكرمة وعمرو مختلف عن الآخر، وإنما يعل بمثل هذا عند التقاء الأسانيد على مدار، ثم اختلافهم عليه فيمن فوقه، أو ما أشبه ذلك؛ كأن يكون الحديث براو أشبه منه بآخر، ويرد على الوجهين، أو يستنكر من حديث الثقة منهما، فيعل النقاد الإسناد الآخر بالوهم والخطإ، وأن الحديث للأحرى به منهما.
(1)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11/ 112)، رقم (11210) -ومن طريقه الشجري في "الأمالي الخميسية"، كما في "ترتيبه"(2/ 395)، رقم (2896)، وعن الطبراني علقه الديلمي (2/ 241/ أ) - من طريق عباد بن زياد الأسدي، عن يحيى بن العلاء، عن علي بن عروة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:"عيادة المريض أول يوم سنة، وبعد ذلك تطوع". زاد الديلمي: "غير مرفوع، ومرة رفعه".
ويحيى بن العلاء: هو البجلي، أبو عمرو -أو أبو سلمة- الرازي؛ رمي بالوضع، من الثامنة. "التقريب"(7618) وعلي بن عروة الدمشقي أيضًا متروك، ونسب إلى الوضع، كما سيأتي، وعليه فإعلال المؤلف للحديث بعلي بن عروة وحده تبعًا للهيثمي نقص في النقد. والله أعلم.
(2)
هو: علي بن عروة القرشي الدمشقي: متروك اتفاقًا، وقال صالح جزرة:"عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي كان يضع الحديث، وعلي بن عروة أكذب منه، حديثه كله كذب"، وقال ابن حبان:"يضع الحديث"، وقال الأزدي:"لا يكتب حديثه"، فالحكم عليه بمطلق الترك قصور بين. والله أعلم.
انظر: "الجرح والتعديل"(6/ 198)، رقم (1090)، "المجروحين"(2/ 107 - 109)، "الكامل"(5/ 208 - 209)، رقم (1362)، "تاريخ دمشق"(43/ 89 - 92)، رقم (4986)، "تهذيب الكمال"(21/ 69 - 70)، رقم (4108)، "الكشف الحثيث" (ترجمة: 518)، "تنزيه الشريعة"(1/ 90)، رقم (315).
(3)
تقدم أن النضر الصدوق في الإسناد إليه متهم ومتروك وكذاب، وأما النضر الآخر فكذاب بنفسه. والله أعلم.
(4)
كذا قال البزار في تتمة كلامه السابق، وللمسألة راجع:"فتح المغيث" للمؤلف (1/ 127 - 130) وغيره.
(5)
كلا الحديثين تالفان؛ من رواية المتهمين، فلا يصح في الباب إلا الإطلاق والعموم =
734 - حديث: "العين الرمدة لا تمس".
أبو نعيم في "الطب" من حديث أبي العيناء
(1)
، عن الأصمعي، عن سفيان بن عيينة، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال:"مثل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مثل العين، ودواء العين ترك مسها"
(2)
، وهو ضعيف.
ومن حديث عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، قال: "العين نطفة، فإن مسِسْتها رَنِقَتْ
(3)
، وإن أمسكت عنها صفت"
(4)
.
ومن حديث الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، أن أبا مسلم الخولاني
= الواردين في أحاديث الأمر والتأكيد على عيادة المريض، كما تقدم عن الحافظ ابن حجر والعيني. والله أعلم.
(1)
هو: أبو العيناء محمد بن القاسم بن خلاد البصري الضرير النديم، العلامة الأخباري، صاحب الأخبار والنوادر: قال الدارقطني: "ليس بقوي في الحديث"، ونقل غيره اعترافه بعد التوبة بوضع حديث فدك مع الجاحظ، وإدخاله على مشايخ الكوفة، فقبله عامتهم إلا أبا بكر بن أبي شيبة، فقال:"آخر هذا الحديث لا يوافق أوله". وانظر: "تاريخ بغداد"(3/ 389 - 396)، رقم (1531)، "السير" للذهبي (13/ 308)، رقم (142)، "المغني"(5916)، "اللسان"(7/ 446 - 449)، رقم (7316)، "اللآلي المصنوعة"(2/ 393).
(2)
رواه أبو نعيم في "الطب"(1/ 347)، رقم (279) عن ابن السني [ق 24/ ب].
وأبو هارون العبدي عمارة بن جوين كذبوه، كما تقدم، وأبو العيناء ليس من أهل التمييز والرواية، وذكر أنه أقر بالوضع، كما تقدم آنفًا، وعليه فالحديث باطل، وليس بضعيف فحسب. والله أعلم.
ورواه الدارقطني في "غرائب مالك" -كما في "اللسان"(7/ 449) - من طريق أبي العيناء بإسناده عن علي بن حسين، قال:"مثل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل العين، ودواء العين ترك مسها". قال الدارقطني: "لم يروه غير أبي العيناء"، وهو أخباري واه، وأقر بوضع حديث فدك مع الجاحظ، كما تقدم آنفًا.
(3)
أي: كدرت. "العين"(5/ 144)، "الصحاح"(4/ 1485)، "النهاية"(2/ 227).
(4)
أخرجه أبو نعيم في "الطب"(1/ 347)، رقم (280) من طريق محمد بن عيسى عن خالد بن الحارث عن عبد الرحمن بن حرملة به. ورجاله ثقات معروفون سوى محمد بن عيسى، وهو ابن يزيد أبو بكر الطرسوسي التميمي ثم السعدي: اتهمه ابن عدي بسرقة الحديث، وقواه ابن حبان والحاكم، ويبدو أنهما أخبر به، كما تقدم. والله أعلم. وانظر له:"تاريخ دمشق"(55/ 70 - 73)، رقم (6887).
سمع أهل الشام وكادوا أن يتناولوا عائشة، فقال:"ألا أخبركم بمثلكم ومثل أمكم؟ كمثل عينين في رأس يؤذيان صاحبهما ولا يستطيع أن يعاقبهما إلا بالذي هو خير لهما"
(1)
.
735 - حديث: "العين حق؛ تُدخِل الجملَ القِدْرَ والرجلَ القبرَ".
أبو نعيم في "الحلية" من جهة شعيب بن أيوب
(2)
، عن معاوية بن
(1)
رواه عبد الرزاق (11/ 433)، رقم (20926) -وعنه أحمد في "فضائل الصحابة"(2/ 870)، رقم (1630)، وابن عساكر (27/ 204)، وأبو نعيم في "الطب" معلقًا (1/ 346)، رقم (278) - عن معمر، عن الزهري، قال: كنت عند الوليد بن عبد الملك، فكأنه تناول عائشة [ولأبي نعيم: فذكر عائشة، فنال منها، أو كاد أن يتناولها]، فقلت: يا أمير المؤمنين! ألا أحدثك عن رجل من أهل الشام كان قد أوتي حكمة؟ قال: من هو؟ قلت: هو أبو مسلم الخولاني، وسمع أهل الشام كأنهم يتناولون من عائشة، فقال:"ألا أخبركم بمثلكم ومثل أمكم هذه؟!، كمثل عينين في رأس تؤذيان صاحبهما، ولا يستطيع أن يعاقبهما إلا بالذي هو خير لهما"، قال: فسكت، قال الزهري: أخبرنيه أبو إدريس، عن أبي مسلم الخولاني. وإسناده على شرط الصحيح.
(2)
هو: شعيب بن أيوب بن رزيق بن معبد بن شيطا أبو بكر الصريفيني القاضي، الواسطي: وثقه الدارقطني، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال:"يخطئ ويدلس، كل ما في حديثه المناكير مدلسة"، كذا في "الثقات"، ونقله الحافظ في "التهذيب" بلفظ:"يخطئ ويدلس، كلما حدث جاء في حديثه من المناكير مدلسة". والله أعلم. وقال أبو داود في رواية الآجري عنه: "إني لأخاف الله في الرواية عن شعيب بن أيوب - يعني: يذمه"، ولم يرو عنه في "السنن" إلا حديثًا واحدًا (3294) من روايته عن معاوية بن هشام عن الثوري، وله عنده عدة متابعات وشواهد. وإلى توثيقه مال الذهبي في "الميزان"، ورمز له بـ "صح"، وحكى توثيق الدارقطني وقول أبي داود، فقال:"ما أخرج عنه أبو داود في سننه غير حديث، وله حديث منكر ذكره الخطيب في تاريخه، علقته عندي"، والحديث الذي أشار إليه هو حديثنا هذا، أورده الذهبي في "المعجم اللطيف" له (ح 4) من طريق الخطيب، ثم نقل عن الخطيب أنه قال:"يقال: إنه غلط، وإنما هو؛ معاوية بن هشام عن علي بن أبي علي عن ابن المنكدر عن جابر"، كذا قال الذهبي، وإنما الخطيب نقله عن أبي نعيم بن عدي الجرجاني الاستراباذي، كما سيأتي. وقال الحافظ:"صدوق، يدلس، من الحادية عشر، مات سنة (261 هـ)، د". وهو قد صرح في حديثنا هذا بالتحديث، ولكنه وهم في سنده، كما تقدم. انظر:"الثقات"(8/ 309)"تاريخ بغداد"(9/ 244 - 245)، رقم (4818)، "الميزان"(2/ 275)، رقم (3708)، "تهذيب التهذيب" (4/ 348 - =
هشام، عن الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر به مرفوعًا
(1)
. ونقل عن ابن عدي
(2)
: أنه إنما يعرف بعلي بن أبي علي اللَّهْبي
(3)
، عن ابن المنكدر
(4)
، لا عن الثوري، ولكن قد تفرد به شعيب.
= 349)، رقم (594)، "التقريب"(2794).
(1)
أخرجه ابن عدي (6/ 407)، وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 90 - 91)، والقضاعي (1057 - 1058)، والخطيب (9/ 244)، ومحمد بن عبد الواحد الدقاق في "مشيخته"(1/ 292)، رقم (20)، من طريق أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني الإستراباذي وجمع، عن شعيب بن أيوب به.
قال ابن عدي وأبو نعيم: "غريب من حديث الثوري، تفرد به معاوية بن هشام"، وأورده ابن عدي فيما استنكره من حديث معاوية بن هشام عن الثوري، وهو القصار أبو الحسن الكوفي، صدوق له أوهام ["التقريب" (6771)]، ويعد في الطبقة الثانية أو الثالثة من أصحاب الثوري، الذين في حديثهم عنه بعض الضعف والوهم، وهذا عامة حديثه عنه صالح، وأغرب عنه بأحاديث لم يتابع عليها -وراجع:"الكامل"(6/ 407 - 408)، "تهذيب الكمال"(28/ 218 - 221)، رقم (6067)، و"شرح علل الترمذي"(2/ 542 - 545) -، فمثله يتمهل في قبول أفراده، ولا يعبأ في رد ما ينكر من حديثه، كما بينه ابن رجب في "شرح العلل"(2/ 723 - 729)، إلا أن العلة ممن دونه، كما ذهب إليه الآخرون. والله أعلم.
(2)
هو: أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني الإستراباذي أحد رواة الحديث عن شعيب بن أيوب، وليس بأبي أحمد صاحب "الكامل"، وعليه فإطلاق المؤلف على غير ما ينبغي. والله أعلم.
(3)
في نسخ "المقاصد" الخطية: "الكعبي"، وجاء في هامش "أ، د": "لعله "اللهبي"، وهو الصواب.
واللهبي: بفتح اللام، والهاء، وقيل بسكون الهاء أيضًا، نسبة إلى أبي لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم.
والمترجَم هو علي بن أبي علي -وقيل: بن علي- بن عتبة بن أبي غليظ بن عتبة بن أبي لهب الهاشمي: متروك الحديث باتفاق، لروايته الموضوعات والمعضلات عن الثقات، وتقدمت ترجمته (ح 96)، وانظر له أيضًا:"الإكمال" لابن ماكولا (7/ 196)، "تبصير المنتبه"(3/ 1234)، "الكامل"(5/ 184 - 185)، رقم (1344)، "اللسان"(5/ 566 - 568)، رقم (5447).
(4)
الحديث من هذا الوجه أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 107)، وابن عدي (5/ 185)، والقضاعي (ح 1059)، والحافظ أبو عبد الرحمن محمد بن المنذر الهروي المعروف بشكر في كتاب "العجائب" -كما أورده ابن كثير في "التفسير"(8/ 206) - =
قال إسماعيل الصابوني
(1)
: وبلغني أنه قيل له ينبغي أن تمسك عن هذه الرواية! ففعل. انتهى
(2)
.
= من طرق عن علي بن أبي علي اللهبي به. ولفظ ابن عدي: "إن العين لتورد المرء القبر والجمل القدر، وإن أكثر هلاك أمتي في العين -أو النفس-"، قال: أشك فيهما. وهو عند شكر الحافظ "العين" دون شك، والجملة الأخيرة عندهما فقط. وللقضاعي في أوله:"والذي نفسي بيده"، وكلمة "حق" لم يأت إلا عند شكر الحافظ.
وحكم ابن حبان وابن عدي بأنه غير محفوظ عن ابن المنكدر، وآفته اللهبي هذا. والله أعلم.
(1)
لم يتبين لي من هو، وليس بأبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عابد بن عامر شيخ الإسلام الصابوني النيسابوري الواعظ، الملقب بـ "شيخ الإسلام"(373 - 449 هـ)، فذاك متأخر، وهذا القول حكاه الديلمي عن أبي نعيم، عن أبي نعيم بن عدي الجرجاني أنه قال ذلك، وفيه أن إسماعيل الصابوني هو الذي قال هذا الكلام لـ "شعيب بن أيوب"، كما سيأتي بنصه. والله أعلم.
(2)
لم أقف على هذا الكلام في "الحلية"، وهو كثير السقط والتصحيف، وقد نقل الديلمي (2/ 256/ ب) هذا الحديث عن أبي نعيم في "الحلية"، فقال: قال أبو نعيم: قال عبد الملك بن محمد بن عدي الحافظ الجرجاني: "هذا حديث يعرف بـ "علي بن أبي علي اللهبي، عن محمد بن المنكدر"، ولا يعرف عن سفيان الثوري، وإنما تفرد به شعيب عن معاوية بن هشام، فبلغني أنه قيل لشعيب: "ينبغي أن تمسك عن هذه الرواية"، فأمسك، قاله ذلك إسماعيل الصابوني". وعند الزركشي في "التذكرة"(الطب، ص 113): "قال ابن عدي الحافظ: هذا الحديث يعرف بعلي بن أبي علي الكعبي، ...... ، قال ذلك لاسماعيل الصابوني"، فلعل المؤلف نقله بواسطة الزركشي بتصرف.
ونقل الديلمي إن كان محفوظًا -لاحتمال الوهم في "قال" الثانية-، فهو منقطع بين أبي نعيم الأصبهاني (336 - 430 هـ)، والحافظ أبي نعيم بن عدي الجرجاني (242 - 323 هـ)، وقد أسند الخطيب في "تاريخ بغداد"(9/ 244) الحديث من طريق أبي نعيم بن عدي الحافظ، عن شعيب بن أيوب الصريفيني بإسناده، ثم قال:"قال أبو نعيم: وحديث سفيان هذا عن محمد بن المنكدر، يقال: إنه غلط، وإنما هو عن معاوية عن علي بن علي عن ابن المنكدر عن جابر رضي الله عنه". وحكم الذهبي عليه بالنكارة، كما تقدم. وأما الشيخ الألباني فقال في "الصحيحة"(1249) إلى تحسينه بظاهر الإسناد، والعلة بيِّنةٌ كما تقدم. والله أعلم.
وحديث: "العين حق" -بدون هذه الزيادة- متفق عليه من حديث عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة
(1)
.
وفي رواية أحمد عن أبي هريرة أيضًا: "ويحضرها الشيطان وحُسَّدُ ابن آدم"
(2)
.
ورواه مسلم من حديث ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس بزيادة:"ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغتسلوا".
وكذا لأحمد -من وجه آخر- عنه، وزاد: "تستنزل الحالق
(3)
"
(4)
.
(1)
أخرجه البخاري (5740، 5944)، ومسلم (2187)، وهو في "المصنف"(11/ 18)، رقم (19778).
(2)
أخرجه أحمد (15/ 417)، رقم (9668)، ومن طريقه وغيره الطبراني في "الشاميين"(1/ 265)، رقم (459)، (4/ 330)، رقم (3466) بإسناد جيد عن مكحول عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا.
وجود إسناده العراقي في "طرح التثريب"(8/ 198)، وذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 184)، رقم (8425) أن رجاله رجال الصحيح، وأعله الألباني في "الضعيفة"(2364) ومحققو "المسند" بالانقطاع بين مكحول وأبي هريرة رضي الله عنه، وأوله ثابت كما تقدم، وآخره منكر، فإن العين لا تكون من الحسد غالبًا، بل هي من الإعجاب أكثر. والله أعلم.
(3)
قال الديلمي في "الفردوس"(3/ 78)، رقم (4217)، وابنه في "مسنده" (2/ 256 / ب):"الحالق: الجبل الشاهق العالي".
(4)
رواه أحمد (4/ 281)، رقم (2477) عن أبي أحمد الزبيري، عن الثوري، عن رجل، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهكذا علقه البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 251) عن وكيع وقبيصة عن الثوري، وزاد في لفظه عن وكيع وحده:"وقد يستنزل بها الجمل".
ثم أخرجه أحمد (2478، و 4/ 418، رقم 2681)، والبخاري في "التاريخ"(3/ 251)، رقم (867) عن ابن راهويه، كلاهما (أحمد وابن راهويه) عن عبد الله بن الوليد، والطبراني في "الكبير"(12/ 184)، رقم (12833) من طريقين عن أبي حذيفة، والحاكم (4/ 215) من طريق ابن المديني، عن عبد الرحمن بن مهدي، ثلاثتهم عن الثوري، عن دويد، عن إسماعيل بن ثوبان، عن جابر بن زيد به.
وهو عند ابن الأعرابي في "المعجم"(3/ 933)، رقم (1927) عن أبي رفاعة، عن أبي حذيفة، عن الثوري، عن رجل سماه، عن إسماعيل بن ثوبان به، بزيادة: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "ولو كان شيء سابقًا القدر لسبقته العين".
قال الحاكم: "صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه الزيادة"، ولم يتعقبه الذهبي، واستغربه ابن كثير في "التفسير"(8/ 203)، وتعقب تصحيحه الألباني في "الصحيحة"(1250) بأن دويدًا البصري لينه أبو حاتم الرازي، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 184)، رقم (8424).
وذهب الحافظ في "إتحاف المهرة"(7/ 24)، رقم (7250) وفي "تعجيل المنفعة"(49) -تبعًا للحسيني في "الإكمال"(38)، فيما تبع فيه ابن حبان فيما ذكره في ترجمة إسماعيل بن ثوبان من "الثقات"(6/ 41)، وسبقه إليه ابن أبي حاتم في ترجمة إسماعيل من "الجرح والتعديل"(2/ 162)، رقم (544) نقلًا عن أبيه وأبي زرعة- إلى أن دويدًا هذا هو ابن نافع الشامي الأموي مولاهم، وذاك وثقه الذهلي والعجلي، وقال أبو حاتم الرازي:"شيخ"، وقال ابن حبان:"مستقيم الحديث، إذا كان دونه ثقة"، وبه قال الذهبي، وعامتهم مع غيرهم من الأئمة -كالدارقطني وابن ماكولا- قد فرقوا بين هذا، وبين البصري راوي هذا الحديث، وبينهما وبين دويد الفلسطيني، وأما ابن حبان فيخلط بين الثلاثة عامة، وإن كان أفرد هذا بالترجمة عن راوي هذا الحديث، والله أعلم. وانظر:"التاريخ الكبير"(3/ 251)، رقم (865 - 867)، "الثقات"(6/ 41، 237، 292)، (7/ 461)، "المؤتلف" للدارقطني (2/ 1008)، "الإكمال" لابن ماكولا (3/ 386 - 367)، "تاريخ دمشق"(17/ 311 - 314)، رقم (2091)، "الكاشف"(1480)، "تهذيب التهذيب"(3/ 214)، رقم (405).
وأما دويد راوي هذا الحديث فنسبه أبو حاتم "بصريا"، وقال:"ليس هذا بدويد بن نافع، هو شيخ لين"، وضعفه الأزدي جدًّا، وقال:"كوفي، ولا يصح حديثه"، فساق هذا الحديث. وهكذا ذكره ابن حجر في "تعجيل المنفعة"، و"اللسان" عندما لم يتبع فيه غيره، أو تبع الجل المفرقين بين الرجلين. والله أعلم.
وأفرد له ابن حبان في "ثقاته" ترجمة أخرى، نسبه فيه بـ "الفلسطني"، وبه ينسب دويد بن نافع أيضًا، فلا عبرة بذكره له في "الثقات"، وهو لم يتبينه جيدًا، بينما يضعفه من عرفه، والمعتبر من نقلي ابن أبي حاتم ما فصل فيه، والله أعلم. انظر:"الجرح والتعديل"(3/ 438)، رقم (1991 - 1993)، "الميزان"(2/ 29)، رقم (2684)، "المغني"(2054)، "اللسان"(3/ 425)، رقم (3074)، "تعجيل المنفعة"(1/ 515)، رقم (299 - ذويد).
وأعله محققو "مسند أحمد" ثانيًا بأن إسماعيل بن ثوبان أيضًا لم يوثقه غير ابن حبان، ويضاف على ذلك أنه لم يرو عنه غير دويد المذكور في هذا الإسناد، وخلط =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن أبي حاتم عن أبيه في هذه الترجمة (2/ 162)، رقم (544) بعض الشيء، وتعقبه عليه ابن حجر في "تعجيل المنفعة"(1/ 304 - 306)، رقم (49). والله أعلم.
ومال الألباني في "الصحيحة"(1250) إلى تحسينه بحديث أبي ذر رضي الله عنه التالي، وفيه نظر، لما سيأتي إن شاء الله.
أخرجه أحمد (35/ 228، رقم 21302)، و (35/ 375، رقم 21471)، والحارث بن أبي أسامة ["بغية الباحث" (2/ 603)، رقم (566)]، والبزار (9/ 386)، رقم (3972)، وأبو يعلى ["إتحاف الخيرة" (4/ 459)، رقم (3933/ 2)] والطبراني في "الأوسط"(6/ 119)، رقم (5977)، وابن عدي (3/ 104)، رقم (640) وغيرهم من طرق عن ديلم بن غزوان العطار العبدي، عن وهب بن أبي دبي، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن محجن، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن العين لتولع الرجل -بإذن الله- حتى يصعد حالقًا ثم يتردى منه".
لتولع الرجل: على البناء للمفعول، ونصب "الرجل" على نصب الخافض؛ أي: لتعلق بالرجل، كما قال السندي.
قال البزار: "لا نعلم أحدًا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أبو ذر، ولا نعلم له طريقًا عن أبي ذر غير هذا الطريق"، ونحوه قول الطبراني، وقال:"تفرد به ديلم بن غزوان"، وقال ابن كثير في "التفسير" (8/ 202):"إسناده غريب، ولم يخرجوه"؛ يعني: أحمد وأصحاب الكتب الستة. والله أعلم.
وحكم العراقي في "طرح التثريب"(8/ 198)، والهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 183)، رقم (8421) بأن رجاله ثقات، وأعله الألباني في "الصحيحة"(889) ومحققو "مسند أحمد" بأن المحجن الراوي عن أبي ذر رضي الله عنه فيه جهالة، سكت عنه البخاري في "التاريخ"(8/ 4)، رقم (1931)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(8/ 376)، رقم (1719)، وأشار ابن عدي إلى أنه يحتمل أن يكون الراوي أخطأ فيه، ويكون اسم أبي حرب -وبينه وبين أبي ذر رضي الله عنه انقطاع-، ولم يوثقه غير ابن حبان ذكرًا في "الثقات"(5/ 448)، وقال:"شيخ يروي عن أبي ذر رضي الله عنه، روى عنه أبو حرب بن أبي الأسود"، ولذا جهله الحسيني في "الإكمال"(824)، ولم يتعقبه ابن حجر في "تعجيل المنفعة"(2/ 244)، رقم (1013)، ولا أثبت حكمه.
وهذا الحديث أقوى من حديث ابن عباس المذكور آنفًا، فإن متنه غير منكر، ويشهد لمعناه سائر أحاديث إثبات تأثير العين، فإن أخذ بيانًا لحديث ابن عباس المذكور، وإلا فبينهما بون شاسع، فإن ذاك بالغ في إثبات العين إلى حد التأثير على الجبل الشامخ العالي، وذا لم يعلم له أثر. والله أعلم.
ولأبي داود عن أسماء بنت يزيد، بزيادة: "وإنها لتدرك الفارس فتدعثره
(1)
"
(2)
.
وللبزار -بسند حسن- عن جابر رفعه: "أكثر من يموت بعد قضاء الله وقدره بالنفس"
(3)
(4)
.
(1)
أي: يصرعه ويهلكه، كما في "النهاية"(2/ 118، دعثر)، وقال أبو عبيد بن سلام في "غريب الحديث" (2/ 100):"يهدمه ويطحطحه بَعْدَمَا صَار رجلا قد ركب الْخَيل"، ونحوه في "ديوان الأدب"(2/ 479)، و"الصحاح"(2/ 658) وغيرهما.
(2)
هكذا علقه الديلمي (2/ 256 / ب)، من رواية أبي داود عن أبي توبة، عن محمد بن مهاجر، عن أبيه، عن أسماء بنت يزيد بن السكن رضي الله عنهما. ولم أقف عليه بهذا اللفظ عنده، ولا عند غيره، وإنما بهذا الإسناد عند أبي داود (3881)، وإسحاق (5/ 177)، رقم (2301)، وأحمد (45/ 543، رقم 27562، و 566/ 27585، و 570/ 27590)، وابن أبي عاصم في "الآحاد"(6/ 129 - 130)، رقم (3351 - 3352)، والطحاوي في "شرح المشكل"(9/ 284)، رقم (3659)، و"شرح المعاني"(3/ 46)، رقم (4426، 4427)، وابن حبان (13/ 322)، رقم (5984)، والطبراني في "الكبير"(24/ 183)، رقم (463)، و"الشاميين"(2/ 324)، رقم (1425)، وتمام (1/ 237)، رقم (572)، والبيهقي (7/ 464) -من طريق أبي داود فيهما- وغيرهم من ثلاث طرق عن مهاجر مولى أسماء بنت يزيد بن السكن، عن مولاتها أسماء، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تقتلوا أولادكم سرًّا، فإن الغيل يدرك الفارس فيدعثره عن فرسه".
ولم يذكر المزي في "التحفة"(11/ 267)، رقم (15777)، غير هذا، ولا وقفت عليه عند غيره، ولعل المؤلف اقتبسه من الديلمي، وذاك وقع له تداخل حديث في آخر، فإن أبا داود أسند حديث أبي هريرة رضي الله عنه المتفق عليه المتقدم، قبل هذا بحديث، بلفظ:"العين حق"، ثم بعد ما يقارب من سطر أورد هذا الحديث بسنده ومتنه. هذا، مع احتمال السقط في نسخة أبي داود، والأول أقرب. والله أعلم.
ومهاجر ذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 427)، وعليه قال ابن حجر في "التقريب" (6925):"مقبول"؛ أي: حيث يتابع، وهنا لم يتابع، بل عورض المتن بأحاديث صحيحة، كما بينه محققو "المسند".
(3)
بسكون الفاء، قال ابن قتيبة:"إنما يصح من العين أن يكون العائن يصيب بعينه، إذا تعجب من شيء أو استحسنه، فيكون الفعل لنفسه بعينه، لذلك سموا العين نفسًا؛ لأنها تفعل بالنفس". "تأويل مختلف الحديث"(ص 478).
(4)
أخرجه الطيالسي (3/ 317)، رقم (1868)، ومن طريقه البزار ["كشف الأستار" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (3052)]، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة" - مع "ظلال الجنة"(311)، والطحاوي في "شرح المشكل"(7/ 338)، رقم (2900)، وابن عدي (4/ 119)، والتيمي في "الحجة"(2/ 470)، رقم (458)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 360)، رقم (3144)، والعقيلي (2/ 231)، وابن عدي من طرق أخرى عن طالب بن حبيب، عن عبد الرحمن بن جابر، عن جابر رضي الله عنه مرفوعًا:"أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله عز وجل وقضائه وقدره بالأنفس"، ولفظ الطيالسي في "مسنده:"جل من يموت .. "، قال أبو داود:"يعني العين"، ونقله البخاري عن بعض أصحابهم، وبه قال البزار وغيره أيضًا.
قال البزار: "لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد"، وتعقبه ابن كثير في "التفسير"(8/ 206) بأنه روي عن جابر رضي الله عنه من وجه آخر، وذكر ما تقدم من حديث علي بن أبي علي اللهبي، وله شاهد آخر سيأتي بيانه.
وهذا الحديث قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 184)، رقم (8423):"رجاله رجال الصحيح خلا الطالب بن حبيب بن عمرو، وهو ثقة"، وأقره عليه الصالحي في "سبل الهدى"(12/ 165)، وحسن إسناده الحافظ في "الفتح"(10/ 200، 204، ح 5738، 5740)، واقتبس سياقه المؤلف كما هو، وفيه نظر، فإن طالب بن حبيب بن عمرو بن سهل بن قيس الأنصاري، ذكر له البخاري هذا الحديث، وقال: فيه نظر ["التاريخ الكبير" (4/ 360)، رقم (3144)]، وعلى حكم البخاري وحديثه هذا ذكره العقيلي في "الضعفاء"(2/ 231)، رقم (780)، وقال الذهبي:"ضعف"، وذكر له ابن عدي (4/ 119)، رقم (964) هذا الحديث، وآخر:"يا معاذ لا تكن فتانًا" خالف في بعض سياقه، وأصله محفوظ، ثم قال:"لا أعلم له من الحديث غير ما ذكرت، وأرجو أنه لا بأس به"، وأدرجه ابن حبان في "الثقات"(6/ 492)، وعلى هذا الرأي قال ابن حجر (3007):"صدوق يهم"، وعليه حسن إسناده الألباني في "الصحيحة"(747)، وحكم البخاري فيه هو الأقرب، وذلك جرح شديد منه -كما هو مقرر في المصطلح على ما استقرأه الذهبي-، فإن منِ يروي حديثين فقط، يخالف فيهما، وأحدهما منكر مثلَ هذا لا يعتبر به، وإن العين لأقلُّ الأسباب في واقع موتى أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
وانظر: "تهذيب الكمال"(13/ 352 - 353)، رقم (2956) و"الميزان"(2/ 333)، رقم (3970).
وله شاهد عن أسماء بنت عميس رضي الله عنهما مرفوعًا: "نصف ما يحفر لأمتي من القبور من العين". أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 155)، وفيه علي بن عروة الدمشقي، وهو كذاب، كما تقدم، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 184)، رقم (8422).
وفي الباب: عن ابن عمر
(1)
، وعامر بن ربيعة
(2)
، وعائشة
(3)
، وأسماء بنت عميس
(4)
،
(1)
هكذا ورد في نسخ "المقاصد"، وضبط في "د" بضم العين، ولم أقف عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وقال الديلمي (2/ 256/ أ):"وفي الباب: .. ، وعبد الله بن عمرو"، فلعله ذاك، وتصحف في نسخ "المقاصد" بسقوط الواو. والله أعلم.
وحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: رواه أحمد (11/ 641)، رقم (7070) من طريق رشدين بن سعد، عن الحسن بن ثوبان، عن هشام بن أبي رقية، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا حسد، والعين حق".
قال ابن كثير في "التفسير"(8/ 207): "تفرد به أحمد"، وأعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 172)، رقم (8390) بضعف رشدين بن سعد -وتقدمت ترجمته-، وقال:"بقية رجاله ثقات"، وتابعه عليه الألباني في "الصحيحة"(781)، وزاد محققو "المسند" أن هشام بن أبي رقية روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"[(5/ 501)]، وكذا وثقه العجلي، وعده الدارقطني وغيره في تابعي أهل مصر. وانظر:"معرفة الثقات" للعجلي - الدار (2/ 328)، رقم (1899)، "المؤتلف" للدارقطني (2/ 1059)، "تعجيل المنفعة"(2/ 330)، رقم (1136)، "مغاني الأخيار"(3/ 177)، رقم (2556).
(2)
سيأتي بتخريجه قريبا.
(3)
في الباب عنها رضي الله عنها أحاديث؛ منها ما أخرجه البخاري (5738) ومسلم (2195)، أنها قالت:"أمرني النبي صلى الله عليه وسلم -أو: أمر- أن يسترقى من العين".
ومنها ما أخرجه أبو داود (3880) وعنه البيهقي (9/ 351)، أنها قالت:"كان يؤمر العائن فيتوضأ، ثم يغتسل منه المعين". وصحح إسناده الألباني في "الصحيحة"(2522) على شرط الشيخين.
(4)
أخرجه ابن ماجه (3510) -عن أبي بكر بن أبي شيبة، وهو في "المصنف"(ح 24057) - والحميدي (ح 333) -ومن طريقه ابن قانع (2/ 183)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(6/ 3257)، رقم (7506)، وغيرهما-، وابن راهويه (5/ 34)، رقم (2137)، وأحمد (45/ 462)، رقم (27470)، وسعدان بن نصر في "جزئه"(88) - ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(13/ 518)، رقم (1072)، من طرق عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عروة بن عامر، عن عبيد بن رفاعة، أن أسماء بنت عميس قالت، [وقال الحميدي: عن أسماء بنت عميس، أنها قالت]: يا رسول الله! إن بني جعفر تصيبهم العين، أفأسترقي لهم؟ فقال:"نعم، لو كان شيء سابقَ القدر لسبقته العين". =
وآخرين
(1)
.
= وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7/ 73)، رقم (7495)، وأبو عبد الله بن منده في الأمالي ["مجالس من أماليه" (ح 200)] والبيهقي (9/ 348) من طريق أيوب، عن عمرو بن دينار به، مثل رواية الحميدي.
وإسناد أيوب بالوصل هو الذي رجحه الدارقطني في "العلل"(15/ 304)، رقم (4051)، وقال بأنه أصح.
وقال الخليلي في "الإرشاد"(1/ 329)، رقم (61):"هذا مما يتفرد به عمرو، وهو صحيح غريب".
وله طرق أخرى عن أسماء رضي الله عنها، إلا أنه لا يصح إلا من هذا الوجه، وسائر متابعاته لا تخلو من كلام، وإن كانت لا بأس بها في المتابعات في الجملة إن شاء الله، وروي من مرسل طاووس وحميد بن قيس المكي وغيرهما أيضًا.
وله شاهد عند مسلم (2198) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: رخص النبي صلى الله عليه وسلم لآل حزم في رقية الحية، وقال لأسماء بنت عميس:"ما لي أرى أجسام بني أخي ضارعة؟ تصيبهم الحاجة؟ " قالت: لا، ولكن العين تسرع إليهم، قال:"ارقيهم"، قالت: فعرضت عليه، فقال:"ارقيهم".
(1)
في الباب عن جماعة من الصحابة: منها عن أنس رضي الله عنه عند مسلم (58/ 2196): "رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين والحمة والنملة".
وعن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه عنده (220)، وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما عند البخاري (5705)، بلفظ:"لا رقية إلا من عين أو حمة".
وعن أم سلمة رضي الله عنها عند الشيخين (البخاري: 5739، ومسلم: 59/ 2197، واستدركه عليهما الحاكم 4/ 212، 414): أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة، فقال:"استرقوا لها، فإن بها النظرة". واللفظ للبخاري.
وقال ابن كثير في "التفسير": "8/ 201" في تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ} [القلم: 51]: "في هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق -بأمر الله عز وجل، كما وردت بذلك الأحاديث المروية من طرق متعددة كثيرة"، فساق الأحاديث عن أنس، وبريدة بن الحصيب، وعمران بن الحصين، وأبي ذر، وحابس التميمي، وابن عباس، وسهل بن حنيف، وأبي أمامة بن سهل بن حنيف، وسهل بن حنيف، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وأسماء بنت عميس، وعائشة، وعامر بن ربيعة، وجابر، وعبد الله بن عمرو، وعلي رضي الله عنهم، وهي بين الصحيح والحسن والضعيف والواهي.
وفي الباب كذلك عن عبد الله بن جراد عند الديلمي (2/ 256/ ب)، وأبي أمامة الصدي بن عجلان عند الطبراني في "الكبير"(8/ 164)، رقم (7686) وكلاهما =
ولابن السني والبزار؛ من حديث أنس رفعه: "من رأى شيئًا فأعجبه، فقال: "ما شاء الله، لا قوة إلا بالله" لم يضره"
(1)
.
= ضعيفان، وأورد الألباني جملة من أحاديث الباب في "الصحيحة"(737، 781، 992، 2572، 2576، 2949).
(1)
أخرجه البزار ["كشف الأستار" (3/ 404)، رقم (3055)، و"إتحاف الخيرة" (4/ 460)، رقم (3936/ 2)]، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(207)، وابن عدي (3/ 325)، وزاد ابن السني:" (لم يضره العين"؛ يعني: لا يصيبه العين)، وفيه الحجاج بن نصير -وهو ضعيف- عن أبي بكر الهذلي -وهو متروك، كما تقدما-، وبهما أعله البوصيري في "الإتحاف"، وبالهذلي وحده وهاه ابن عدي، وكذا الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 187)، رقم (8432). والله أعلم.
وله طريق أخرى عند أبي يعلى -كما في "إتحاف الخيرة"(4/ 460)، رقم (3936/ 1)، و"المطالب العالية"(15/ 28)، رقم (3655/ 1) - وابن السني في "اليوم والليلة"(357)، والطبراني في "الأوسط"(4/ 301)، رقم (4261)، (6/ 126)، رقم (5995)، و"الصغير"(1/ 352)، رقم (588)، والمحاملي في "الأمالي" -رواية ابن مهدي (1/ 161)، رقم (311) - ومن طريقه الخطيب (3/ 416 - 417)، والبيهقي في "الشعب"(6/ 212، رقم 4060، 6/ 292، رقم 4207)، و"الدعوات الكبير"(2/ 199)، رقم (566)، من طرق عن عمر بن يونس الحنفي، عن عيسى بن عون بن حفص بن الفرافصة الحنفي، عن عبد الملك بن زرارة، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أنعم الله عز وجل على عبد نعمة من أهل ومال أو ولد، فيقول "ما شاء الله لا قوة إلا بالله"، فيرى فيه آفة دون الموت"، وكان يتأول هذه الآية:{وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} [الكهف: 39]. اللفظ لأبي يعلى، وهي متقاربة.
وعبد الملك بن زرارة، وعيسى بن عون: قال الأزدي: "لا يصح حديثهما"، وجهَّل أبو حاتم الرازي عيسى بن عون، ونُسِب عند ابنه بـ:"عيسى بن عون بن عمرو بن حفص بن الفرافصة"، ووثقه ابن معين، كما في "الجرح والتعديل"(6/ 283)، رقم (1567)، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" بترجمتين (6/ 396، رقم 2761، 6/ 405، رقم 2796)، أشار في ثانيهما لهذا الحديث، وسكت عنه وعن حديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 235).
وأما عبد الملك بن زرارة: فلم يذكر إلا برواية هذا الحديث، من رواية عيسى بن عون عنه، وعليه قال الأزدي:"لا يصح حديثه". وانظر: "الجرح والتعديل"(5/ 350)، رقم (1656)، و"الميزان"(2/ 655)، رقم (5206)، (3/ 319)، رقم (6593)، و"اللسان"(5/ 262)، رقم (4909)، وبه ضعفه الهيثمي في "مجمع الزوائد" =
وفي حديث عن عامر بن ربيعة: "فليدع بالبركة"
(1)
.
وسيأتي في "الفاتحة" من "الفاء": "إن الفاتحة وآية الكرسي وتمام ثمان آيات للعين"
(2)
.
= (10/ 204)، رقم (17151)، وبالراويين معًا أعله المناوي في "فيض القدير"(5/ 429)، رقم (11810)، وجزم بضعف إسناده في "التيسير"(2/ 344)، وأقره عليهما الألباني في "الضعيفة"(2012).
ورواه ابن أبي الدنيا في "الشكر"(ح 1) -ومن طريقه غير واحد- عن الحسن بن الصباح، عن عمر بن يونس؛ قال: حدثنا عيسى بن عون الحنفي، عن حفص بن الفرافصة الحنفي، عن عبد الملك بن زرارة، عن أنس رضي الله عنه. وفيه وهم باستبدال "بن" إلى "عن"، ثم زيدت النسبة في الوسط، والمحفوظ هو الأول.
(1)
حديث عامر بن ربيعة رضي الله عنه في أنه عان سهل بن حنيف رضي الله عنه، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم صدر سهل، وقال:"باسم الله، اللَّهُمَّ أذهب حرها وبردها ووصبها"، قم بإذن الله" فقام، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه شيئًا يعجبه فليدع بالبركة، فإن العين حق"، وفي لفظ "فليبركه"، وفي أخرى "فليبرك". أخرجه أحمد (24/ 465 - 466)، رقم (15700)، وابن أبي شيبة (12/ 100 - 102)، رقم (24060) -وعنه أبو يعلى (13/ 119)، رقم (7195) - والنسائي في "الكبرى" (9/ 380)، رقم (10805)، والطحاوي في "المشكل" (7/ 338 - 339)، رقم (2901)، وابن السني في "اليوم والليلة" (ح 206)، والحاكم (4/ 215 - 216)، والضياء في "المختارة" (3/ 267 - 268)، رقم (211 - 213) من طريق عبد الله بن عيسى، عن أمية بن هند بن سعد بن سهل بن حنيف، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة رضي الله عنه، عن أبيه رضي الله عنه به. وعند ابن ماجه (3506) منه قوله: "العين حق".
وصحح إسناده الحاكم، وقال الدارقطني ["أطراف الغرائب" (4/ 235)، رقم (4152)]: "تفرد به عبد الله بن عيسى، عن أمية بن هند، عن عبد الله بن عامر عن أبيه"، وأمية بن هند: مقبول -أي: حيث يتابع ["التقريب" (560)]، وبه ضعفه الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 186)، رقم (8430)، وقال:"هو مستور، ولم يضعفه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح"، ويشهد له حديث سهل بن حنيف الآتي قريبًا، وفيه:"علام يقتل أحدكم أخاه؟ ألا بَرَّكت! إن العين حق .. "، وفي لفظ:" .. ، أو صاحبه، ألا يدعو بالبركة! "، وفي آخر:"علام يقتل أحدكم أخاه، من رأى ما يعجبه فليدع بالبركة"، وفي آخر منه:"ما يمنع أحدكم إذا رأى من أخيه ما يعجبه من نفسه أو في ماله أن يبرك عليه؟ فإن العين حق"، وهو حديث صحيح، وبه يكون هذا الحديث أيضًا من الصحيح لغيره. والله أعلم.
(2)
سيأتي قريبًا (ح 743)، إن شاء الله.
وللديلمي عن أنس رفعه: "شفاء من العين الصابية
(1)
أن يقال على ماء في إناء نظيف -وتسقيه منه وتغسله وتلقنه
(2)
-: عبس عابس، بشهاب قابس
(3)
، رددت العين من الْمَعِين
(4)
إليه، وإلى أحب الناس عليه، {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} [الملك: 3] الآية"
(5)
.
والثابت: أمر المصيب بغسل أطرافه ومغابنه
(6)
، ثم صبه على المصاب
(7)
، كما أوضحته في "الأمالي".
(1)
كذا في "أ، م، د"، و"مسند الفردوس"، وفي "ز":"الضايبة"، وفي نسخ مساعدة و"الفردوس":"الصائبة". وكذا هو في "الفردوس" و"مسنده" بلفظ: "شفاء العين"، دون كلمة "من".
(2)
في (الفردوس): "على أي إناء نظيف"، وفيه و"مسنده" معًا:"ويسقيه منه، ويغسله، ويلقنه".
(3)
العابس: هو الغضبان المقطب وجهه من الغضب. و"القابس": المشتعل. وهي في أصلها صفة من صفات النار، ثم تستعار لما أشبهها بوجه. انظر:"معجم مقاييس اللغة"(ص 703، 841).
(4)
في (أ، ز، ق)، و (الفردوس):"العين"، ولفظ "الفردوس":"رددت العين قابس من العين"، والمثبت من (م، د) ونسخ مساعدة، و"مسند الفردوس"، وهو الصواب، وضبط في بعضها بالشكل.
ويعني به العاين الذي أصاب بعينه، وقال الديلمي في "المسند":"المعين والمعيون: الذي أصابته العين، والفاعل عاين؛ يعني: يغتسل المعين ببقية الماء الذي يشرب منه".
(5)
"الفردوس"(2/ 357)، رقم (3596) عن أنس رضي الله عنه، ولم يسنده ابنه (2/ 192/ أ).
(6)
جمع المغبن؛ يعني: الإبط، وما بين الأنثيين وأصول الفخذين، مما لا تظهر للهواء من الجسد، وأصول المغابن هي المذاكير، ويقال لها "الرفغ" أيضًا، وقيل بأنها خاصة بالإبل والناس. والله أعلم.
وانظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (1/ 262)، وللحربي (1/ 30، 195)، ولابن الجوزي (1/ 406).
ولم أقف على ذكر غسل المناكير في شيء من الروايات، وإنما الوارد في حديث أبي أمامة بن سهل بن حنيف رضي الله عنهما غسل داخلة الإزار، وقال مالك:"داخلة الإزار: التي تحت الإزار مما يلي الجسد"، وقال أبو عبيد: أراد بداخلة إزاره طرف إزاره الداخل الذي يلي جسده.
انظر: "شرح مشكل الآثار"(7/ 334)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (9/ 352).
(7)
هو في حديث أبي أمامة أسعد بن سهل بن حنيف في قصة أبيه مع عامر بن ربيعة رضي الله عنهم =.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أخرجه مالك (5/ 1373)، رقم (3460/ 735)، ومن حديثه ابن وهب في "الجامع"(642)، والنسائي في "الكبرى"(7/ 102)، رقم (7572)، والطحاوي في "المشكل"(7/ 334)، رقم (2895)، وأبو القاسم الجوهري في "مسند الموطأ"(1/ 135)، رقم (131)، والطبراني في "الكبير"(6/ 79)، رقم (5575)، والبيهقي في "الدلائل"(6/ 163)، والبغوي في "شرح السُّنَّة"(12/ 163)، رقم (3245) وغيرهم، ورواه ابن وهب في "الجامع"(642) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(6/ 80)، رقم (5577)، والحاكم (3/ 411 - 412)، والبيهقي (9/ 352 - 353) - عن يونس بن يزيد الأيلي، وأخرجه ابن ماجه (3509)، والنسائي في "الكبرى"(7/ 101)، رقم (7571)، (9/ 88)، رقم (9965)، والطحاوي في "المشكل"(7/ 333 - 334)، رقم (2894)، وأبو أحمد في "الكنى"(2/ 16)، والخرائطي في "المكارم"(1072)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1/ 283)، رقم (936)، والبيهقي (9/ 351) وغيرهم من طريق سفيان بن عيينة، وأخرجه ابن حبان (6106) من طريق إسحاق بن يحيى الكلبي، وأحمد (25/ 355 - 356)، رقم (15980) من طريق أبي أويس المدني، وعبد الرزاق (11/ 14)، رقم (19766) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(6/ 79)، رقم (5574) - والنسائي في "الكبرى"(9/ 88)، رقم (9966) وغيرِه من طريق ابن عيينة، كلاهما (ابن عيينة، وعبد الرزاق) عن معمر، وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 102 - 103)، رقم (24061) -ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 242 - 243) ومقرونا بأخيه عثمان الطبراني في "الكبير"(6/ 81)، رقم (5578) - والطحاوي في "المشكل"(7/ 335)، رقم (2896) من طريق ابن أبي ذئب، والطحاوي في "المشكل"(7/ 336 - 337)، رقم (2898 - 2899)، والطبراني في "الكبير"(6/ 81)، رقم (55986/ 5598/81) من طريق عقيل بنى خالد، وفي "مسند الشاميين"(4/ 161)، رقم (3002) من طريق شعيب بن أبي حمزة، وفي "الكبير" أيضًا (ح 5573) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، و (6/ 80)، رقم (5576) من طريق معاوية بن يحيى الصدفي، والحاكم (3/ 410 - 411) من طريق الجراح بن منهال، جميعهم: عن الزهري عن أبي أمامة رضي الله عنه به، وفيه -واللفظ لمالك-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تغيظ على عامر بن ربيعة رضي الله عنه، وقال:"علام يقتل أحدكم أخاه؟ ألا بركت! اغتسل له"، فغسل عامر وجهه ويديه، ومرفقيه وركبتيه، وأطراف رجليه، وداخلة إزاره في قدح، ثم صب عليه. "فراح سهل مع الناس، ليس به بأس". وفي لفظ لابن وهب عن مالك: "قال مالك: سألت ابن شهاب؛ كيف غسل عامر لسهل حين أصابه بالعين؟، فقال: غسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره، قال: ثم صب على سهل بن حنيف، فراحَ ليس به بأس". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وفي لفظ ابن عيينة، ومعمر -واللفظ لابن عيينة-:"علام يقتل أحدكم أخاه، إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه، فليدع له بالبركة" ثم دعا بماء، فأمر عامرًا أن يتوضأ، فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين، وركبتيه، وداخلة إزاره، وأمره أن يصب عليه. قال سفيان: قال معمر، عن الزهري: وأمره أن يكفأ الإناء من خلفه.
ولمعمر: ثم أمره يغسل له، فغسل وجهه وظاهر كفيه ومرفقيه، وغسل صدره وداخلة إزاره وركبتيه وأطراف قدميه، ظاهرهما في الإناء، ثم أمر به فصب على رأسه، وكفأ الإناء من خلفه -حسبته قال: وأمره فحسى منه حسوات- فقام فراح مع الراكب. فقال له جعفر بن برقان: "ما كنا نعد هذا إلا جفاء"، فقال الزهري:"بل هي السُّنَّة".
وفي لفظ عقيل بن خالد، وابن أبي ذئب، وشعيب، وإسحاق بن يحيى، ويونس بن يزيد -عند الطبراني والبيهقي-، ويحيى بن سعيد الأنصاري فيما علقه البيهقي وغيره، والجراح بن المنهال؛ ينتهي المسند عند قوله:"فاغتسل له عامر"، ثم قالوا عن الزهري -واللفظ ليونس-:"الغسل الذي أدركنا علماءنا يصفونه: أن يؤتى الرجل الذي يعين صاحبه بالقدح فيه الماء، فيمسك له مرفوعًا من الأرض، فيدخل الذي يعين صاحبه يده اليمنى في الماء فيصب على وجهه صبة واحدة في القدح، ثم يدخل يده اليسرى في الماء فيغسل يده اليمنى إلى المرفق بيده اليسرى صبة واحدة في القدح، ثم يدخل يده اليمنى فيغسل يده اليسرى صبة واحدة إلى المرفق في القدح، ثم يدخل يديه جميعًا في الماء صبة واحدة في القدح، ثم يدخل يده فيمضمض ثم يمجه في القدح، ثم يدخل يده اليسرى فيغترف من الماء فيصبه على ظهر كفه اليمنى صبة واحدة في القدح، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على مرفق يده اليمنى صبة واحدة في القدح، وهو ثاني يده إلى عنقه، ثم يفعل مثل ذلك في مرفق يده اليسرى، ثم يفعل ذلك في ظهر قدمه اليمنى من عند الأصابع واليسرى كذلك، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى، ثم يفعل باليسرى مثل ذلك، ثم يغمس داخلة إزاره اليمنى في الماء، ثم يقوم الذي في يده القدح بالقدح فيصبه على رأس المعيون من ورائه، ثم يكفأ القدح على وجه الأرض من وراءه"، وفي لفظ ابن أبي ذئب وغيره بعض الخلاف في الوصف، وزيد عند غير واحد منهم: أنه لا يضع القدح على الأرض حتى يفرغ. وزاد شعيب: أن المعين يحسو -أي: يشرب- منه حسوات، ثم يتمضمض
…
وأسنده ابن عبد البر في "التمهيد" من طريق ابن أبي ذئب، وقال:"هذا أحسن شيء في تفسير الاغتسال".
والحديث عند مالك (5/ 1372، 3459)، رقم (734) -وعنه لدى ابن وهب في "الجامع"(641)، والنسائي في "الكبرى"(7/ 101)، رقم (7570)، والطحاوي في =
ومما جرب لمنع الإصابة من العين: تعليق خشب السبِسْتان
(1)
وهو شجر الْمُخَيَّط، وكذا بلغني عن الولي ابن العراقي
(2)
أنه لم يكن يفارق رأسه واقتفيت أثره فيه
(3)
.
= "المشكل"(7/ 334 - 335)، رقم (2895)، وابن حبان (6105) وغيرهم - عن محمد بن أبي أمامة، عن أبيه به نحوه، وفيه الأمر بالوضوء، دون بيان صفته، وهو على ما فسر في رواية ابن عيينة وغيره.
ومما تقدم يتجه أن صفة الغسل في الحديث إما مرسل عند الزهري بإجماله -كما وقع في رواية مالك وغيره-، ويحتمل الوصل بالإسناد المذكور أيضًا، وإما هو من رواية الزهري عن مشايخه من العلماء، وهذا هو التفصيل الذي ورد في رواية من تقدم ذكرهم، وعليه كان الإمام أحمد يرجح روايات عقيل ويونس في السياقات الطويلة، حيث يقول في "العلل"(2/ 348)، رقم (2543): "أصحاب الزهري لكل واحد منهم علة، إلا أن يونس وعقيلًا يؤديان الألفاظ، وشعيب بن أبي حمزة،
…
ومالك أثبت في كل شيء،
…
"، وقد استدل مسلم في "التمييز" (ص 155 - 157، ح 109 - 110) بمثل هذا التفصيل لترجيح رواية غير مالك عليه، وهنا لم يرد تفصيل الغسل بإجماله الأول مرفوعًا إلا من رواية معمر وسفيان وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وغير الثلاثة لا يسنده إجمالًا، ولا تفصيلًا، ومن فصل فيها ذكره عن الزهري عن علمائهم، كما تقدم. والله أعلم.
ثم إن معمرًا زاد في حديثه ذكر حسو المعين منه -وهو الشرب- على التوهم والحسبان - كما ذكر، ولم يرد عند غيره، وإنما ذكره شعيب بن أبي حمزة ويحيى بن سعيد الأنصاري في التفصيل الذي روياه عن الزهري عن العلماء. والله أعلم.
(1)
في (أ): "السبسبَان" بالبائين، وهو خطأ، والتصويب من:"ز، م، د" وغيرها، وكتب اللغة.
و"سِبِستان" -بكسرتين-: فارسية، وهو شجر المخيط -مثل جميز وقبيط-، ويقال له أيضًا:"المخاطة" -كثمامة-، وشجرة الحر، وهو شجر يثمر ثمرًا لزجًا يؤكل، تعرف بأطباء الكلبة، شبهت بها، وأصلها بالفارسية "سك ستان"، فـ "سك": الكلب، و"ستان" الطبيب. ويعني: الدافع والمضاد للكَلَبة، والله أعلم. انظر:"القاموس المحيط"(ص 687)، "تاج العروس"(4/ 546)، (20/ 93 - 94)، "المعجم الوسيط"(2/ 857).
(2)
هو: ولي الدين أبو زرعة أحمد بن الحافظ الشهير زين الدين أبي الفضل العراقي (662 - 726).
(3)
ما ذكره المؤلف: نوع من التميمة المحرمة شرعًا، وهو زلة عالم -عفا الله عنهما-، ولعل لهما تأويلًا، أو شبهة يعذرهما الله بذلك، والتبرك بالشجر وما أشبهه، وكذا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الاستشفاء بلبس شيء أو تعليقه، أو لبسه للوقاية من عين أو واهنة أو غير ذلك من الأسقام كل ذلك معدود من أقسام الشرك في حكم الشارع الحكيم، والنصوص به مستفيضة، ومن ذلك ما أخرجه أحمد (28/ 636 - 637)، رقم (17422)، والحارث ["بغية الباحث" (2/ 600)، رقم (563)] والطبراني في "الكبير"(17/ 319)، رقم (885)، والحاكم (4/ 219) عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل إليه رهط، فبايع تسعة وأمسك عن واحد، فقالوا: يا رسول الله! بايعت تسعة وتركت هذا؟ قال: "إن عليه تميمة! "، فأدخل يده فقطعها، فبايعه، وقال:"من علق تميمة فقد أشرك". وإسناده قوي، وصححه الألباني في "الصحيحة"(492).
وعنه رضي الله عنه عند ابن وهب في "الجامع"(ح 662)، وأحمد (28/ 623)، رقم (17404)، وأبي يعلى (3/ 295 - 296)، رقم (1759)، وابن حبان (6086)، والحاكم (4/ 216، 417)، والبيهقي (9/ 350) وغيرهم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من تعلق تميمة، فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة، فلا ودع الله له". وفي إسناده خالد بن عبيد المعافري؛ لم يوثقه غير ابن حبان، ولكنه توبع عليه من ابن لهيعة عند ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 289)، فيتقوى بعضهما ببعض، وسيما أن حديث عقبة المتقدم جيد الإسناد، ولابن وهب في "الجامع"(ح 665)، وابن أبي شيبة (ح 23931) -بإسناد صحيح- عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، في التمائم:"إنها أينما وضعت من الإنسان فإن موضعها شرك".
وللبخاري (ح 3005)، ومسلم (2115)، -من طريق مالك (5/ 1371، 3456)، رقم (733) - عن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه، أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، قال: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولًا -والناس في مبيتهم-: "لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت". قال مالك: "أرى ذلك من العين". وتأولت بعض ذلك عائشة رضي الله عنها، فقالت:"التميمة ليست ما تعلق بعد البلاء، إنما التميمة ما علق قبل البلاء لدفع المقادير". أخرجه أبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة"(17/ 491)، رقم (22677) - وحرب النسائي في "مسائله"(2/ 818)، والحاكم (4/ 217) -وصححه على شرط الشيخين، وحسبه مرفوعًا، بيانًا للتميمة المحرمة-، والبيهقي (9/ 350) وغيرهم بإسناد صحيح.
وهو تأويل منها رضي الله عنها، وغيرها من الصحابة رضي الله عنهم؛ كابن مسعود، وعمران بن حصين، وعقبة بن عامر اعتبروا كلتا الصورتين من التميمة المحرمة الشركية، وقولهم أقرب لظاهر النص، وأقرب لمقصد الشرع من حماية جناب التوحيد، والذي لم يقبل الرسول صلى الله عليه وسلم فيه مثل "ما شاء الله وشئت"، وذا عنده من العظائم. وبناء على توارد تلك النصوص الصحيحة ووضوحها شدد العلماء في القضية، واعتبروه من الكبائر الموبقات -وإن كان ذهب بعضهم؛ كأبي عبيد إلى اعتبارها من الشرك دون الشرك-، =
حرف الغين المعجمة
736 - حديث: "الغرباء ورثة الأنبياء، ولم يبعث الله نبيًا إلا وهو غريب في قومه".
في نسخة سمعان بن المهدي، عن أنس مرفوعًا، وهو باطل
(1)
.
ويروى: "أكرموا الغرباء، فإن لهم شفاعة يوم القيامة، لعلكم تنجون بشفاعتهم".
أخرجه الديلمي، عن أبي سعيد مرفوعًا، في حديث أوله:"الغريب في غربته كالمجاهد في سبيل الله"
(2)
.
= ومنهم من اعتبره من فروع كبيرة السحر، مع ملاحظة التفريق بين الجاهل وغيره عند الحكم، والله الموفق. وعلى سبيل المثال راجع:"المنهيات" للحكيم الترمذي (ص 65)، "الترغيب والترهيب" للمنذري (4/ 156 - 157)، النهاية لابن الأثير (1/ 185)، "الكبائر" للذهبي (ص 46 - 47)، "الزواجر" لابن حجر الهيتمي (1/ 273 - 274)، "تيسير العزيز الحميد"(1/ 298 - 338).
(1)
فإن نسخة سمعان نسخة مكذوبة، كما تقدم، وكذا أبطله جمع من الأئمة، ومن المقرر المعلوم أنه لم يبعث نبي إلا في قومه، إلا ما كان من لوط عليه السلام، ففي أصهاره، والله أعلم.
انظر: "الجد الحثيث"(ح 302)، "الأسرار المرفوعة"(ح 309)، "كشف الخفاء"(2/ 77)، رقم (1800).
(2)
أخرجه الديلمي (2/ 266/ ب)["زهر الفردوس" (2/ 323)] من طريق أبي نعيم، ورمز له بـ "حل، مسند" -ويعني "الحلية"، ولم أقف عليه فيه-، بلفظ: "الغريب في غربته كالمجاهد في سبيل الله، يرفع الله له بكل قدم درجة، ويكتب له خمسين حسنة، الغريب إن مات في غربته له الجنة،
…
".
وفيه شيخ أبي نعيم؛ محمدُ بنُ عبد الرحمن بن الفضل بن الحسين، أبو بكر التميمي الجوهوي الخطيب: ترجم له أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(2/ 294) -واقتبسه عنه الذهبي في "تاريخ الإسلام"(26/ 465) - وقال: "صاحب التفاسير والقراءات، توفي =
وعنده من حديث ابن عباس رفعه: "الغريب إذا مرض فنظر عن يمينه وعن شماله وعن أمامه ومِنْ خلفه فلم ير أحدًا يعرفه
(1)
غفر الله له ما تقدم من ذنبه"
(2)
.
وكذا عنده بلا سند عن ابن عباس أيضًا، رفعه: "من أكرم غريبًا في
= بعد 360 هـ"، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، فهو مستور. وشيخه ابن عقدة الكوفي: حافظ، ولكنه رافضي متهم بالوضع للشيوخ، ثم روايتها عنهم، كما تقدم [528، 714]، وسائر رواته ثقات، فالآفة من ابن عقدة، والله أعلم.
والحديث أورده ابن حجر الهيتمي في "الفتاوى الحديثية"(1/ 124/ س: 156) مع تاليه في غيرهما، فقال:"هذه الأحاديث كلها كذب موضوعة، لا يحل رواية شيء منها إلا لبيان أنها كذب مفترى على النبي صلى الله عليه وسلم، كما أفاد ذلك الحافظ السيوطي شكر الله سعيه".
(1)
في (أ، ز، د): "يرفعه"، وفي (م):"يرقبه"، والمثبت من "مسند الفردوس"، و"زهره"، ونسخ مساعدة.
(2)
أخرجه الديلمي (2/ 266/ ب)["الزهر" (2/ 322 - 323)] والرافعي في "تاريخ قزوين"(4/ 170).
من طريقين عن عبد الله بن حمزة الزبيري، عن يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري، عن أيوب الثقفي، عن محمد بن داود [وللرافعي: محمد بن زياد]، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما. وإسناده مسلسل بالعلل:
1، 2 - محمد بن داود، والراوي عنه؛ أيوب الثقفي: ذكر الألباني في "الضعيفة"(3966) أنه لم يعرفهما، وأما محمد بن زياد -كما ورد عند الرافعي-: فاستظهر أن يكون محمد بن زياد اليشكري الطحان الكوفي، وقد كذبوه ["التقريب" (5890)]، وتقدمت ترجمته (ح 155).
3 -
يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري: حافظ واه، يشبه بالواقدي، ووهم من قواه، كما تقدم.
4 -
عبد الله بن حمزة -أخو إبراهيم بن حمزة- الزبيري: لم يوثق، وليس بالمشهور -كما قال الذهبي وغيره-، ووهمه الدارقطني في حديث انقلب عليه إسناده. وانظر:"الجرح والتعديل"(5/ 39)، رقم (171)، "العلل للدارقطني"(1/ 122، 180)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (19/ 176)، رقم (276).
وبقية رواته محتج بهم، ولعل الآفة من يعقوب الزهري، فإنه مشهور بالإنكار والإغراب عن الثقات والضعفاء والمجاهيل، كما تقدم في ترجمته (ح 516). والله أعلم.
غربته وجبت له الجنة"
(1)
، ولا يصح شيء من ذلك
(2)
.
ولأحمد - سند فيه ابن لهيعة- من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "الغرباء ناس قليلون صالحون"
(3)
.
(1)
"الفردوس"(3/ 575)، رقم (5804)، ولم أقف عليه في "مسنده"، وفيه تداخل بين الحروف.
(2)
يعني به البطلان، كما تقدم من حال أسانيدها، وهذا هو منهج الحافظ السخاوي في الأباطيل والواهيات، وقد تقدم له نظائر، وكل ما ورد في فضل الغريب لمطلق غربته باطل. والله أعلم.
(3)
رواه ابن المبارك في "الزهد"(ح 775)، وأحمد (11/ 230، رقم 6650، 11/ 643، رقم 7072) عن الحسن بن موسى، وقتيبة، والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 517) عن أبي الأسود ويحيى بن بكير، والطبراني في "الأوسط"(9/ 14)، رقم (8986) من طريق عبد الله بن يوسف التنيسي، ومحمد بن وضاح في "البدع"(2/ 123)، رقم (168) من طريق أبي صالح كاتب الليث، والطبراني في "الكبير"(13/ 363 - 365)، رقم (14178)، والبيهقي في "الزهد الكبير"(ح 203) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، كلهم: عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن جندب بن عبد الله العدواني، عن سفيان بن عوف القارئ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"طوبى للغرباء"، قيل: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: "ناس صالحون قليل في ناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم". الحديث.
وأعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 545)، رقم (12191) -كالمؤلف- بابن لهيعة، والحديث عند غير أحمد من رواية العبادلة عن ابن لهيعة، وحديثهم عنه صالح، بشرط خلوه عن التدليس والنكارة -كما تقدم- وهنا كلاهما منتفيان، والحارث بن يزيد وجندب بن عبد الله لم يوثقهما غير العجلي وابن حبان.
وحسنه لغيره محققو "مسند أحمد" بالمتابعات والشواهد، وصححه الألباني في "الصحيحة"(ح 1619) بما رواه ابن عساكر (41/ 326) من طريق علي بن الحسن بن عبد المؤمن بن يحيى الخولاني، نا أبو جعفر محمد بن سليمان بن داود بن عيسى المنقري البصري، عن معاذ بن أسد -كاتب ابن المبارك- عن ابن المبارك، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عبد الرحمن المعافري، عن سفيان بن عبد الله الثقفي، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. وقال:"ومن الظاهر أن ابن لهيعة كان عنده فيه إسنادان، فرواه عنه ابن المبارك مرة بهذا ومرة بهذا، وبه صح الحديث، والحمد لله". كذا قال الشيخ رحمه الله، والراوي عن معاذ بن أسد، ومن روى عنه كلاهما ترجم لهما ابن عساكر (53/ 119 - 120، رقم 6414، و 41/ 325، رقم 4842) دون أن يذكر فيهما ما يدل على جرح أو تعديل، والظاهر أن فيه وهمًا، دخل فيه =
737 - حديث: "غسل الإناء وطهارة الفناء
(1)
يورثان الغنى".
أورده الديلمي، ثم ابنه في "مسنده" بلا إسناد، عن أنس مرفوعًا
(2)
.
= إسنادٌ في إسنادٍ، وأين كان ابنُ المبارك في "الزهد" وسائرُ أصحابه الثقات، والثقاتُ من أصحاب ابن لهيعة من هذا الإسناد القوي. والله أعلم.
وله عند الطبراني في "الكبير"(13/ 363)، رقم (14178) إسناد آخر؛ من رواية الطبراني عن الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهم.
وهذا الإسناد لم يعتمده محققو الجزء المذكور من "المعجم"، وشككوا فيه لغرابته، وعدم وجود الحديث في "مصنف عبد الرزاق"، بينما اعتمده المنذري في "الترغيب"(4/ 64)، رقم (4818)، والهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 455)، رقم (17884)، وذكرا أن له عند الطبراني أسانيد، وأحدها رواته رواة الصحيح. والله أعلم.
هذا والحديث ليس من بابة الأحاديث المتقدمة عليه، وشواهدها في فضل الغربة والغريب، وإنما هذا في معنى ما رواه مسلم (145) عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود كما بدأ غريبًا، فطوبى للغرباء"، وله (146) عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، وهو يأرز بين المسجدين، كما تأرز الحية في جحرها".
وفيه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وغيره بأسانيد جيدة فدونها، وللشواهد راجع تعليقات المحققين لـ "مسند أحمد"(3/ 156 - 157)، رقم (1604)، (6/ 325 - 326)، رقم (3784).
(1)
علق عليه الداودي (208/ أ): الفناء بكسر الفاء والمد، والمراد هنا فيما يظهر فناء الدار، وهو ما امتد من جوانبها كما قاله الجوهوي، والله أعلم. وانظر:"الصحاح"(6/ 2457).
(2)
انظر: "الفردوس بمأثور الخطاب"(3/ 102)، رقم (4285)، و"مسنده"(2/ 263/ ب). وهو عند الخطيب (12/ 91)، رقم (6509) -ومن طريقه لدى ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 77) -، والطيوري في "الطيوريات"(2/ 566)، رقم (487) - من حديث أنس رضي الله عنه.
وفيه علي بن محمد بن عبيد الله بن إبراهيم أبو الحسن الزهري الضرير: كذبه الخطيب وغيره، وعليه حكم هو وابن الجوزي بوضعه، ووافقهما الذهبي وابن حجر والسيوطي والسبط ابن العجمي وابن عراق والمناوي والألباني، وبه علق الداودي على نسخته نقلًا عن الخطيب والذهبي في "الميزان".
انظر: "تلخيص الموضوعات"(1/ 170)، رقم (374)"اللسان"(6/ 21 - 22)، رقم (5490)، "الكشف الحثيث"(522)، "اللآلي المصنوعة"(2/ 5)، "تنزيه =
738 - حديث: "الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الصَّبِر
(1)
العسل".
الطبراني في "الكبير"، والبيهقي في "الشعب"؛ من رواية بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده به مرفوعًا
(2)
. وسنده ضعيف.
= الشريعة" (2/ 66)، "فيض القدير" (4/ 402)، رقم (8347)، "الضعيفة" (513).
وتساهل العجلوني في "كشف الخفاء"(2/ 92)، رقم (1805)، فاكتفى بمطلق تضعيفه، وهو موضوع. والله أعلم.
(1)
بكسر الباء في الأشهر، وتسكن تخفيفًا، وهي قليلة؛ يعني:"الدواء المر". "المصباح المنير"(الصاد، ص 272).
(2)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 417)، رقم (1007)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10/ 531 - 532)، رقم (7941)، وتمام (1/ 248)، رقم (605) -ومن طريقه ابن عساكر (52/ 27) - من طرق عن هشام بن عمار، عن أبي بكر مخيس بن تميم الأشجعي، عن بهز به. تفرد به هشام، كما قال البيهقي.
ولفظ الطبراني: "إن الغضب يفسد الأمر كما يفسد الخل العسل"، وبه نقله عنه الديلمي (2/ 267/ أ).
ومخيس بن تميم: جهله أبو حاتم -كما في "الجرح والتعديل"(8/ 442)، رقم (2019)، و"العلل" لابنه (3/ 542 - 543)، رقم (1070)، (6/ 99)، رقم (2354)، و (ح 2149) -، وحكم على حديثه هذا بالبطلان، وعلى آخر له بالوضع، وذكره العقيلي في "الضعفاء"(4/ 263)، رقم (1867)، وقال:"لا يتابع على حديثه"، وتابعهما عليه ابن عساكر (57/ 179 - 181)، رقم (7285)، والذهبي في "الميزان"(4/ 85)، رقم (8399)، وابن حجر في "اللسان"(8/ 20)، رقم (7632)، وما ذكروا له إلا الأباطيل والمناكير، فمثله ساقط الاعتبار في جهالته، وعليه حكم بضعفه العراقي في "المغني"(1/ 842)، رقم (3085)، والمؤلف، والعجلوني في "كشف الخفاء"(2/ 92)، والألباني في "الضعيفة"(1918) وغيرهم.
وله عن بهز طريق آخر عند ابن عساكر (23/ 80)، وفيه إسماعيل بن زياد، وهو إسماعيل بن أبي زياد الشامي، أحد المشهورين بالوضع، كما تقدم.
وله طريق ثالث عند الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"(1/ 30)، رقم (16) من حديث إسماعيل بن عياش عن أبي بكر الهذلي عن بهز به مثله، والهذلي كوفي متروك يتهم، وابن عياش يضعف في غير أهل بلده.
وعلق الداودي في نسخته على الحديث: "ضعيف، له شواهد مثله"، وهو واه، والشواهد حسان.
ومن شواهده ما للترمذي عن أبي سعيد رفعه -بسند ضعيف أيضًا-: "الغضب جمرة في قلب ابن آدم"
(1)
.
(1)
أخرجه الترمذي (2350)، والطيالسي (3/ 614)، رقم (2270)، وعبد الرزاق (11/ 346)، رقم (20720)، والحميدي (2/ 331)، رقم (752) وأحمد (17/ 227 - 228)، رقم (11143)، (18/ 131 - 133)، رقم (11587)، وابن منيع -كما للديلمي (2/ 266/ ب) - وعبد بن حميد (ح 864)، وأبو يعلى (2/ 352)، رقم (1101)، والحاكم (4/ 504 - 505)، والبيهقي في "الشعب"(10/ 528)، رقم (7936)، والخطيب (10/ 237 - 238)، رقم (5363) وغيرهم، من طريق معمر وشعبة والحمادين وابن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم به، في خطبة طويلة له صلى الله عليه وسلم في بيان الفتن ونحوها.
وحسنه الترمذي، وقال الحاكم:"هذا حديث تفرد بهذه السياقة علي بن زيد بن جدعان القرشي، عن أبي نضرة، والشيخان رضي الله عنهما لم يحتجا بعلي بن زيد"، وتعقبه الذهبي بقوله:"ابن جدعان صالح الحديث"، وكذا وافق الترمذي على تحسينه المنذري في "الترغيب"(3/ 301)، رقم (4163)، وابن حجر في "الأمالي المطلقة" (1/ 170/ المجلس: 122): "هذا حديث حسن، .. وعلي بن زيد وإن كان فيه ضعف لاختلاطه، لكن سياقه لهذا الحديث بطوله يدل على أنه ضبطه، وقد رواه غيره مفرقًا، وسأذكر شواهده إن شاء الله تعالى"، وهو كما قال الحفاظ؛ الترمذي والذهبي وابن حجر ومن وافقهم، وقد مر طرف له بشواهده (ح 502)، وسبقت ترجمته أيضًا، وتحسين حديث آخر له بنحو هذا التعليل (ح 673) من رواية جمع من الأئمة الحفاظ له عنه وفيهم شعبة، واتفاقهم فيه على سياق واحد بطوله، وهذا دليل على حفظه له كما قال الحافظ ابن حجر. والله أعلم.
وأما تضعيف البوصيري له في "إتحاف الخيرة"(8/ 67)، رقم (7492)، والألباني في "ضعيف سنن الترمذي"(ح 2300) و"ضعيف الترغيب والترهيب"(2/ 112)، رقم (1641) ومن تابعهما فبالنظر لظاهر حال ابن جدعان، دون النظر إلى ما اقترن بهذا الحديث من أمارات تدل على حفظه له وإتقانه. والله أعلم.
وأخرجه عبد الرزاق (11/ 188)، رقم (20289) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(10/ 529)، رقم (7937) عن معمر عن الحسن [وللبيهقي: عمن سمع الحسن] مرسلًا، مختصرًا بمحل الشاهد وتوابعه في الخطبة.
وقرنه البيهقي بإسناد آخر عن عوف، عن الحسن به مرسلًا. وإسناده لا بأس به، رواته كلهم ثقات أئمة، عدا زكريا بن يحيى أبو يحيى [وقع في "الشعب": زكريا بن يحيى بن يحيى]؛ وهو زكريا بن يحيى بن الحارث البزاز الكسائي النيسابوري المزكي، العلامة الفقيه إمام أهل الرأي بخراسان، ترجم له الحاكم في "تاريخه"، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال: "شيخ أهل الرأي في عصره، وله مصنفات كثيرة في الحديث، وكان من العباد"، ووصفه الذهبي وغيره بالزهد والتقى والإمامة، وجهله الدارقطني في "غرائب مالك"، وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 131)، في حديث باطل يرويه عنه علي بن يزداد [ويقال: ابن محمد] الجرجاني الجوهرى الصائغ -أحد المتهمين بالوضع على الثقات ["الميزان" (3/ 163)، رقم (5969)]-، ولم يحسن ابن عراق بإدراجه في المتهمين بذلك الحديث، واشتبه له في موضع آخر -تبعًا للسيوطي في "اللآلي"(2/ 264) - بسميه وعصريه "يحيى بن زكريا أبي يحيى الكسائي الكوفي" أحد المتروكين، ["اللسان" (3/ 513 - 515)، رقم (3228)]، وانظر لترجمة زكريا المزكي:"تاريخ الإسلام"(22/ 147 - 148)، رقم (199)، "اللسان"(3/ 504، 3/ 523)، رقم (3235)، (4/ 435)، رقم (4161)، "تنزيه الشريعة"(1/ 61)، رقم (9)، (2/ 285)، "الطبقات السنية" للغزي (1/ 285)، رقم (883). والله أعلم. فهذا مرسل جيد الإسناد عن الحسن، وقد سمع من أبي نضرة، وهو يدلس عنه، وعن ابن جدعان -كما في "تهذيب الكمال"(6/ 121 - 122) -، فعن أي منهما كان أخذه يصح به الحديث، إذ أبو نضرة ثقة، وأخذ عن ابن جدعان وهو شاب مكتمل القوى، جيد الحفظ إن شاء الله. والله أعلم.
وله طريق آخر عند الطبراني في "الأوسط"(4/ 140 - 141)، رقم (3817)، رواه عن علي بن سعيد الرازي، عن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة المروزي، عن علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، عن عطاء بن ميسرة، عن أبي نضرة به. وقال:"لم يروه عن عطاء الخراساني إلا الحسين بن واقد تفرد به ابنه".
وعلي بن سعيد الرازي: حافظ، ولكنه غير ثقة، كما تقدم عن الدارقطني، فلا يحتمل تفرده.
وإسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة المروزي: قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 535 - 536)، رقم (7546):"لم أجد من ذكره"، وزعم بعضهم أنه والد الإمام البخاري، وليس بشيء، فهو بخاري وليس بمروزي، ومتقدم الوفاة عن علي بن الحسين بن شقيق (ت 211 هـ)، حتى إنه لم يدركه ابنه محمد صاحب الصحيح (194 - 256)، وقد طلب دون العاشرة، فكيف بعليك الرازي وهو أصغر بكثير، ثم هو رازي نزل العراق، ثم مصر سنة (250 هـ) فتوفي بها عام (299 هـ). والله أعلم.
وعطاء بن أبي مسلم ميسرة الخراساني صدوق كثير الوهم والتدليس، وهنا ورد تصريحه بالتحديث، إلا أن الإسناد إليه ساقط، كما تقدم.
وله شاهد مرسل عن زيد بن أسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الغضب طغيان في قلب بن آدم؛ ألم تروا كيف تدر أوداجه، وتحمر عيناه". أخرجه عبد الرزاق (11/ 188)، =
ولأبي داود عن عطية السعدي رفعه: "إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار"
(1)
.
= رقم (20288)، وهو عند ابن وهب في "الجامع"(ح 474)، والبيهقي في "الشعب"(10/ 531)، رقم (7939)، بلفظ: "الغضب طعنات من الشيطان
…
"، الحديث. وهو صحيح الأسانيد إلى زيد بن أسلم.
(1)
أخرجه أبو داود (4784) عن بكر بن خلف، وهو وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(ح 1267) عن الحسن بن علي الحلواني، ورواه أحمد (29/ 505)، رقم (17985) -ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط"(1/ 240 - 241)، رقم (147)، وابن قانع (2/ 307)، وابن حبان في "المجروحين"(2/ 25)، والطبراني في "الكبير"(17/ 167)، رقم (443)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4/ 2215)، رقم (5537)، والبغوي في "شرح السُّنَّة"(13/ 161)، رقم (3583)، وابن عساكر (54/ 221)، وغيرهم-، وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(7/ 8)، رقم (33) عن إبراهيم بن موسى الفراء الصغير، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(1/ 161 - 162)، رقم (336) عن إبراهيم بن الجنيد، وابن شاهين في "الفوائد"(ح 28)، والبيهقي في "الشعب"(10/ 530)، رقم (7938)، وابن عساكر (40/ 298، 464، 54/ 221)، من طريقي ابن راهويه وأحمد بن منصور الرمادي، سبعتهم: عن إبراهيم بن خالد بن عبيد القرشي -مؤذن مسجد صنعاء- عن أبي وائل القاص الصنعاني المرادي، عن عروة بن محمد بن عطية، عن أبيه، عن جده عطية رضي الله عنه، بزيادة:"وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ".
ووقع عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثانى"(3/ 110)، رقم (1431) من روايته عن الحسن بن علي الحلواني:"عن إبراهيم بن خالد، عن أمية بن شبل [في "الآحاد": إبراهيم بن خالد بن أمية بن شبل!]، عن أبي وائل القاص"، وهو مخالف لرواية أبي داود عن الحلواني، ورواية ابن أبي عاصم نفسه في الموضع الأول، ورواية أحمد وابن راهويه وغيرهما ممن تقدم ذكرهم، وقد صرح بالتحديث بينهما عند جميعهم، وفي غير واحد من روايات ابن أبي عاصم بهذا السند مثل هذا الغلط، والظاهر أنه من النساخ أو التحقيق. والله أعلم.
وإنما روى أحمد (29/ 504)، رقم (17984) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(17/ 167)، رقم (444)، وابن عساكر (54/ 220) - وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2/ 464، رقم 1266، و 3/ 110، رقم 1432) عن الحسن بن علي الحلواني، وابن قانع (2/ 308) من طريق علي بن بحر، والقضاعي (ح 1399) من طريق أحمد بن منصور الرمادي، أربعتهم (أحمد، والرمادي، والحلواني، وعلي بن بحر) عن إبراهيم بن خالد، عن أمية بن شبل [وتصحف في الموضع الثاني من =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "الآحاد" إلى: "إبراهيم بن خالد بن أمية"!!، وفي الموضع الأول منهما إلى:"إبراهيم بن خالد بن أمية بن شبل بن عمرو بن عوف"]-زاد الحلواني والرمادي: وعمرو بن عون، ولأحمد: وغيره، دون التسمية- كلاهما عن عروة بن محمد، عن أبيه، عن جده عطية، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إذا استشاط -ولابن قانع: إذا جار- السلطان تسلط الشيطان". فالظاهر أن ابن أبي عاصم أو بعض النساخ حمل هذا الإسناد على الأول. والله أعلم.
وحديث الباب تكلم فيه من ثلاثة أوجه:
1 -
محمد بن عطية السعدي: لم يوثقه غير ابن حبان (5/ 359)، وقال في "المشاهير" (974):"ربما خالف على قلة روايته"، وذكره ابن جرير الطبري وابن قانع والطبراني وأبو نعيم في الصحابة، ونفى صحبته البخاري وأبو حاتم الرازي، وأبو القاسم البغوي، وابن حبان وغيرهم، ولم يرو عنه غير ابنه عروة الأمير، وعليه أدرجه الذهبي في "المغني"(5823)، و"الميزان"(3/ 648)، رقم (7947)، وذكره ابن حجر في "الإصابة"(10/ 380 - 383)، رقم (8345) في أطفال الصحابة مع الاحتمال، وعليه قال الحافظ في "التقريب" (6140):"صدوق، من الثالثة، مات على رأس المئة، ووهم من زعم أن له صحبة"، وتعقبه الألباني في "الضعيفة"(581) بأنه مجهول الحال، وعلى التسليم فالأقرب فيه أن يكون مقبولًا عند المتابعة، لما تقدم من بيان حاله، والظاهر أن الحافظ قواه لمظنة صحبته وصلاحه، وقوله أولى. والله أعلم.
وانظر له أيضًا: "تهذيب الكمال"(26/ 118 - 119)، رقم (5466).
2 -
عروة بن محمد بن عطية السعدي: كان من صالحي عمال عمر بن عبد العزيز وخيارهم، وقال ابن كثير في "تاريخه" (12/ 710):"قد صرح كثير من الأئمة بأن كل من استعمله عمر بن عبد العزيز فهو ثقة"، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 287)، وقال:"يخطئ، وكان من خيار الناس، ولي اليمن عشرين سنة، ثم خرج حين خرج منها ومعه سيف ومصحف فقط"، وكذا ذكر ابن المديني عن ولايته، وقال -وكأنه والله أعلم يمشي حديثه هذا-:"وجده عطية هو الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا غضب أحدكم فليتوضأ"، وفي "التقريب" (4567) و"مغاني الأخيار" للعيني (6/ 43)، رقم (323): "مقبول"، وتعقبه الألباني في "الضعيفة" (581) بأنه مجهول الحال لم يوثق من غير ابن حبان، وعكس مؤلفا "تحرير التقريب" (4567) فذهبا إلى أنه صدوق حسن الحديث، لما تقدم من بيان حاله، وقولهما أقرب، ونسبة ابن حبان له ولأبيه بالخطأ تحتاج للنظر، وما لهما كبير حديث، وما هو الخطأ في هذه الثلاثة أو الأربعة أحاديث؟!. والله أعلم. وانظر: "الجرح والتعديل" (6/ 397)، رقم (2217)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "تاريخ دمشق"(40/ 287 - 293)، رقم (4689)"تاريخ الإسلام"(7/ 170)"تهذيب التهذيب"(7/ 168 - 169)، رقم (358).
3 -
أبو وائل القاص المرادي الصنعاني عبد الله بن بحير: وثقه ابن معين ["الجرح والتعديل" (9/ 452)، رقم (2303)]، وروى ابن المديني عن هشام بن يوسف الصنعاني، أنه سئل عنه، فقال: كان يتقن ما سمع ["المؤتلف والمختلف" للدارقطني (1/ 160)]، وخالف ابن حبان في "المجروحين"(2/ 24 - 25)، فقال:"يروي عن عروة بن محمد بن عطية وعبد الرحمن بن يزيد الصنعاني العجائب التي كأنها معمولة، لا يجوز الاحتجاج به"، فروى له حديثين أحدهما هذا، والآخر من روايته عن عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأى عين فليقرأ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1)}، و {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1)}، و {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)}. فهذا كل ما استنكره عليه، أو أنكرُ ما أَخَذه عليه، ولا أثر للوضع عليهما، ولم يتبين لي وجه النكارة فيهما، ثم بين ابن حبان أنه غير عبد الله بن بحير بن ريسان أبي وائل القاص الصنعاني، وذاك ثقة، وكذا فرق بينهما الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 155 - 157)، رقم (297 - 298)، واعتمده ابن الجوزي في "الضعفاء" (1989)، وتبعه الذهبي في "المغني" و"الميزان" (2/ 395)، رقم (4222)، وقال في "الكاشف" (2640): "وثق، وليس بذاك"، وقال في "تاريخ الإسلام" (10/ 289 - 290): "فيه ضعف، وله غرائب، ووهم من قال: هو ابن بحير بن ريسان"، وعكس في "تذهيب التهذيب" (5/ 97)، رقم (3219)، فقال: "لم يفرق بينهما أحد قبل ابن حبان، وهما واحد"، وهذا الذي رجحه ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ 331 - 332)، وابن حجر في "التهذيب" (5/ 134 - 135)، رقم (264) و"التقريب" (3222)، ومالا إلى قول من وثقه، وهو ظاهر صنع المزي في "تهذيب الكمال" (14/ 323 - 324)، رقم (3174)، حيث أهمل قول ابن حبان فيه. وعلى كلٍّ فتوثيق ابن معين وهشام القاضي ومن أقرهما لراوي هذا الحديث نفسه، فلا يضر ذاك الجمع والتفريق، ولا وجه لما قاله ابن حبان ومن تبعه. والله أعلم.
وبما تقدم يتبين أن هذا الإسناد صالح، وله شواهد، منها ما تقدم من مرسل زيد بن أسلم وغيره.
وله شاهد آخر بلفظه عند أبي نعيم في "الحلية"(2/ 130) -وعلقه عنه الديلمي (2/ 267/ أ) -، واللالكائي (8/ 1525)، رقم (2775)، وابن عساكر (59/ 169) عن معاوية رضي الله عنه، بمثله، إلا أن فيه:"فإذا غضب أحدكم فليغتسل"، وفي سنده ياسين بن معاذ الزيات، وهو متروك كما تقدم. =
739 - حديث: "غمز القدم ونحوه".
أورده الدارقطني في "الأفراد" عن ابن عباس قال: "كنت عند أبي بن كعب أغمز قدمه -فذكر حديثًا في قراءة آية-"
(1)
، بل في المرفوع عن ....
(2)
.
= ولقوله: "الغضب من الشيطان" شاهد من حديث سليمان بن صرد عند البخاري (3282، 6048، 6115)، ومسلم (2610)، وغيرهما بلفظ: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه [وفي لفظ: تحمر عيناه، وتنتفخ أوداجه]. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، فأخبروه بقول النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: وهل بي من جنون؟. وفي لفظ للبخاري: "فغضب أحدهما، فاشتد غضبه حتى انتفخ وجهه وتغير، .. فقال: أترى بي بأس، أمجنون أنا، اذهب [وفي لفظ: وهل بي جنون]! ". وهو عند الحاكم (2/ 441) -وعنه عند البيهقي في "شعب الإيمان"(10/ 525)، رقم (7931) -، بزيادة: "فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)} [فصلت: 36]، ولفظ الحاكم:{فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} ، وهو يخالف ما في المصحف. وصحح إسناده الحاكم، وأقره الذهبي، وهو كما قالا، وفيه عن معاذ رضي الله عنه بإسناد رجاله ثقات ولكنه منقطع بين معاذ رضي الله عنه وعبد الرحمن بن أبي ليلى راويه عنه، وروي عن ابن أبي ليلى عن أبي بن كعب رضي الله عنه أيضًا، وهو معل بالأول. والله أعلم.
وأما ما ورد في حديث عطية السعدي من الأمر بالوضوء فلم يرد له شاهد من وجه آخر يصح، وقال ابن المنذر في "الأوسط":"إن ثبت حديث عطية هذا فالأمر فيه للندب، ليسكن الغضب، ولا أعلم أحدًا من أهل العلم يوجب الوضوء منه". والله أعلم.
(1)
في "أطراف الغرائب"(1/ 383، رقم 588 - مسند أبي بن كعب، ابن عباس عنه)، عن ابن عباس رضي الله عنه: "أنه كان عند عمر يغمز قدمه
…
-الحديث، وفيه-: أقرأنيها أبي بن كعب"، قال الدارقطني: "لا أعلم حدث بها عن ابن عون غير حماد بن مسعدة". وابن عون وابن مسعدة كلاهما ثقتان، ولم أقف على الإسناد إليهما، ولا وقفت على من فوق ابن عون، ولا على الحديث من وجه. والله أعلم.
(2)
بياض في الأصول مقدار ست كلمات، وكتب عليه في "ز، ونسخ مساعدة": بياض كذا.
وفي "الأسرار المرفوعة": "ص 251، ح 310": "وفي "الإحياء": أنه صلى الله عليه وسلم نزل منزلًا في بعض أسفاره، فنام على بطنه، وعبد أسود يغمز ظهره
…
الحديث. قال العراقي: رواه الطبراني في "الأوسط" عن عمر رضي الله عنه بسند ضعيف". وهذا الحديث أخرجه البزار (1/ 405)، رقم (282) -واللفظ له- والطبراني في "الأوسط" (8/ 95)، رقم (8077)، وأبو نعيم في "الطب" (2/ 451 - 452)، رقم (421) من طريقي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= خالد بن خداش بن عجلان وقتيبة بن سعيد البغلاني، كلاهما عن عبد الله بن زيد بن أسلم، وأخرجه الطبراني في "الصغير"(ح 226) -ومن طريقه الخطيب (6/ 208)، رقم (3266) - وأبو نعيم في "الطب"(2/ 450 - 451)، رقم (419) -ومن طريقه الضياء في "المختارة"(1/ 183 - 184)، رقم (91) - بإسناد لا بأس به عن هشام بن سعد، كلاهما: عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا غلام أسود يغمز ظهره، فسألته، فقال:"إن الناقة اقتحمت بي"، وفي لفظ:"أتعبتني".
ورواه أبو نعيم في "الطب"(2/ 451)، رقم (420) عن الطبراني، عن عبدان بن محمد المروزي، عن قتيبة بن سعيد، عن عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب. وعلى هذه الرواية اعتمد الضياء في "المختارة"(1/ 184)، وتبعه ابن كثير في "مسند الفاروق"(2/ 654)، فأعلاه بالانقطاع بين زيد بن أسلم وبين عمر رضي الله عنه، والمحفوظ عن قتيبة ذكر أسلم في الإسناد من رواية موسى بن هارون الحمال عنه، كما تقدم، وهو المحفوظ في هذا الإسناد. والله أعلم.
قال البزار: "لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عن عمر عنه، ولم يروه عن عمر إلا أسلم، ورواه عن زيد هشام بن سعد وعبد الله بن زيد"، وقال الطبراني في رواية هشام بن سعد:"تفرد به عبد الرحمن بن يونس الرقي"، وهو صدوق ليس به بأس، والحديث بطريقيه إلى زيد بن أسلم حسن صحيح، فعبد الله بن زيد بن أسلم صدوق فيه لين ["التقريب" (3330)]، ومتابعه هشام بن سعد المدني: صدوق، له أوهام، خرج له البخاري تعليقًا، ومسلم والأربعة ["التقريب" (7294)]، فمثلهما يتقوى بعضهما ببعض، على أن ما لم ينكر من حديث أمثالهما يحسن لذاته، وأما تضعيف العراقي لسنده في "المغني"(ح 336) فراجع لما ذكره الطبراني في "الأوسط" من تفرد قتيبة عن عبد الله بن زيد بن أسلم به، وعبد الله بن زيد مختلف فيه، والحافظ العراقي مال إلى ترجيح جانب ضعفه عند تفرده، وبالنظر لهذا الوجه وحده قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 163)، رقم (8358):"رواه الطبراني في الأوسط والبزار، ورجاله رجال الصحيح، خلا عبد الله بن زيد بن أسلم؛ وقد وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه ابن معين وغيره"، وتقدم أنه توبع عليه من هشام بن سعد المدني عند الطبراني نفسه في "الصغير" وآخرين، بإسناد صحيح إليه، وعليه صححه الضياء فأدرجه في مختارته، وأقره عليه ابن كثير في "مسند الفاروق"(2/ 655)، وزاد:"فيه دلالة على جواز التكبيس إذا دعت إليه الحاجة، فإن الغمز ههنا هو التكبيس، وفيه نفع مباح، والله أعلم".
وله شاهد من حديث أبي زيد الأنصاري رضي الله عنه: أخرجه أحمد (34/ 332، رقم 20732، و 37/ 521 - 522، رقم 22882، و 526/ 22889)، وعبد بن حميد ["إتحاف الخيرة" (7/ 86)، رقم (6443/ 1)]- ومن طريقه الحاكم (2/ 606) -، =
740 - حديث: "الغناء واللهو ينبتان النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب".
الديلمي من حديث مسلمة بن علي، حدثنا عُمر مولى غُفرة
(1)
، عن أنس به مرفوعًا، بزيادة:"والذي نفسي بيده! إن القرآن والذكر لينبتان الإيمان في القلب كما ينبت الماء العشب"
(2)
.
= والترمذي في "الشمائل"(ح 19)، والفسوي في "المعرفة"(1/ 331) -ومن طريقه الخطيب في "الموضح"(1/ 275) -، وأبو يعلى (12/ 240)، رقم (6846) -وعنه ابن حبان (14/ 209)، رقم (6300) -، والطبراني في "الكبير"(17/ 27)، رقم (44) -وعنه أبو نعيم في "الطب"(2/ 452)، رقم (422) - وغيرهم من طرق عن عزرة بن ثابت، عن علباء بن أحمر، عن أبي زيد عمرو بن أخطب الأنصاري رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا زيد! ادن مني، وامسح ظهري"، وكشف ظهره، فمسحت ظهره، وجعلت الخاتم بين أصابعي. قال: فغمزتها. قال علباء: فقيل: وما الخاتم؟ قال: شعر مجتمع على كتفه. واللفظ لأحمد، وكلها متقاربة.
وهو عند أحمد والفسوي والخطيب أيضًا من حديث عثمان بن نهيك الأزدي عن أبي زيد رضي الله عنه مختصرًا معناه، وصحح إسناده الحاكم، وصححه ابن حبان والذهبي في "التلخيص"، والألباني في "مختصر الشمائل"(17)، وهو على شرط مسلم، وعلباء اليشكري لم يخرج له البخاري. والله أعلم.
(1)
هو: عمر بن عبد الله المدني، مولى غفرة -بضم المعجمة، وسكون الفاء-: ضعيف، وكان كثير الإرسال، من الخامسة، مات سنة (145 أو 146 هـ)، د ت. "التقريب"(4934).
(2)
أخرجه الديلمي (2/ 267/ ب) ومسلمة الخشني متروك -كما تقدم (ح 26) -، وعمر مولى غفرة ضعيف، ودونهما في الإسناد أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي؛ كذبه الخطيب وغيره، ونسبوه إلى الوضع وتركيب الأسانيد -كما تقدم (ح 378) -، وبمجموع هذه العلل أعله الألباني في "الضعيفة"(6515)، وحكم عليه بالوضع. وقد روي عن ابن مسعود، والشعبي قولهما.
أما أثر ابن مسعود رضي الله عنه: فأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"(ح 30) -ومن طريقه البيهقي (10/ 223) - وأبو بكر الخلال في "السُّنَّة"(5/ 73)، رقم (1650) من طريقين عن محمد بن طلحة بن مصرف اليامي، عن سعيد بن كعب المرادي، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال:"الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع، وإن الذكر ينبت الإيمان في القلب كما ينبت الماء الزرع". وهذا منقطع بين ابن مسعود وبين محمد بن عبد الرحمن بن يزيد النخعي، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وحكم البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 510)، رقم (1694) بأنه إسناد مرسل، ويعني الانقطاع المذكور.
وسعيد بن كعب المرادي لم يوثقه غير ابن حبان (8/ 262)، ولم يرو عنه غير محمد بن طلحة اليامي، ولذا جهله ابن الملقن في "البدر المنير"(9/ 633)، والألباني في "تحريم آلات الطرب"(ص 147)، ومحمد بن طلحة اليامي: صدوق له أوهام، كما في "التقريب"(5982).
وبهذه العلل ضعفه ابن الملقن، والألباني، غير أن الأخير قواه برواية إبراهيم النخعي عن ابن مسعود رضي الله عنه.
والجزء الأول منه أخرجه الخلال في "السُّنَّة"(5/ 73)، رقم (1649) من طريق ليث -وهو ابن أبي سليم-، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، قال: قال عبد الله: "الغناء ينبت النفاق في القلب". وهذا إسناد متصل، والليث قد ضعف لسوء حفظه، ولكنه صالح في المتابعات. والله أعلم.
وله طرق أخرى عن ابن مسعود رضي الله عنه: أخرجه ابن أبي الدنيا في "الملاهي"(31، 35)، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(ح 680)، والخلال في "السُّنَّة"(ح 1659)، والبيهقي (10/ 223)، من طريق ثلاثة ثقات (منهم وكيع) عن شعبة عن الحكم بن عتيبة، وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الملاهي"(ح 34)، والخلال في "السُّنَّة"(ح 1647)، وابن بطة في "الإبانة"(2/ 703)، رقم (945) من طريقي ابن مهدي وأبي نعيم عن الثوري، عن منصور، كلاهما (منصور، والحكم) عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي، زاد وكيع عن شعبة:"فأتيت حمادًا فأقر به".
ورواه ابن أبي الدنيا في "الملاهي"(ح 38) من طريق ليث بن أبي سليم، عن طلحة بن مصرف، ثلاثتهم عن ابن مسعود رضي الله عنه:"الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع - وفي لفظ: البقل".
وأخرجه ابن أبي زمنين في "السُّنَّة"(1/ 246)، رقم (169) بإسناد فيه كلام؛ عن محمد بن طلحة بن مصرف عن سعيد بن كعب، وابن أبي الدنيا في "الملاهي"(37)، والخلال في "السُّنَّة"(5/ 72)، رقم (1646)، وابن بطة في "الإبانة"(ح 947) من طريقين عن هشيم عن العوام بن حوشب عن حماد بن أبي سليمان، كلاهما عن ابن مسعود رضي الله عنه به.
وكلها مراسيل، والرواية عن حماد ترجع لإبراهيم النخعي، وحديث سعيد بن كعب يرجع لروايته المتقدمة عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود رضي الله عنه، وهو وطلحة بن مصرف يحتمل أن يكونا تلقياه عن إبراهيم النخعي، والنخعي لا يرسل عن ابن مسعود إلا ما سمعه عن غير واحد عنه، فمراسيله عنه محمولة على الصحة ما لم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= تعارض بأقوى منها، ولذا صحح ابن قدامة في "المغني"(12/ 42)، وابن القيم في "إغاثة اللهفان"(1/ 248)، والألباني في "تحريم آلات الطرب"(ص 145 - 146) وقفه على ابن مسعود رضي الله عنه.
وذهب ابن طاهر إلى ترجيح الرواية فيه عن إبراهيم قوله، فقال في "السماع" له (ص 88):"رواه الثقات عن شعبة بن الحجاج عن مغيرة عن إبراهيم قوله، ولم يذكر أحدًا تقدمه فيه، وهذا أصح الأسانيد فيه من قول إبراهيم". وهو في ذلك أغفل رواية شعبة عن حماد عن إبراهيم عن ابن مسعود رضي الله عنه قوله، وإلا لعرف صحته عن ابن مسعود رضي الله عنه أيضًا.
وأما أثر إبراهيم فلم أقف عليه من رواية شعبة، وقد رواه عبد الرزاق (11/ 4)، رقم (19737)، والخلال في "السُّنَّة"(5/ 73، 75)، رقم (1648، 1655) من ثلاث طرق عن مغيرة، وأخرجه ابن أبي شيبة (ح 21545)، والخلال في "السُّنَّة"(5/ 76)، رقم (1660) -من طريق أحمد- عن وكيع، عن الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت [زاد أحمد: عن ابن له]، ورواه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"(36) من طريق شريك، عن منصور، وهو وابن حزم في "المحلى"(7/ 566) من طريقين عن أبي عوانة، عن حماد بن أبي سليمان، والخلال في "السُّنَّة"(5/ 76)، رقم (1660) من طريق أبي مسكين الحر بن مسكين، خمستهم (مغيرة بن مقسم، وحبيب أو ابنه، ومنصور، وحماد، وأبو مسكين) عن إبراهيم، قال:"الغناء ينبت النفاق في القلب". فهو محفوظ صحيح الأسانيد على الوجهين؛ عن إبراهيم عن ابن مسعود رضي الله عنه، وعن إبراهيم قوله.
وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا أيضًا من وجهين ضعيفين، فصل الكلام عليهما ابن الملقن في "البدر المنير"(9/ 633 - 634)، والألباني في "الضعيفة"(2430)، إلا أنه في "تحريم آلات الطرب"(ص 148) ذهب إلى أنه وإن لم يصح إسناده مرفوعًا، فإن موقوفه أيضًا في حكم المرفوع، "إذ مثله لا يقال من قبل الرأي". والله أعلم.
ويروى مرفوعًا من حديثي أبي هريرة وجابر رضي الله عنهما، ولا يخلو أي واحد منهما من متهم.
وأما الموقوف على الشعبي: فأخرجه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(ح 691)، بلفظ:"إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع، وإن الذكر ينبت الإيمان في القلب كما ينبت الماء الزرع". وحسن إسناده الألباني في "الضعيفة"(2430)، وهو كما قال.
فهو ثابت من قول ابن مسعود رضي الله عنه، والشعبي، وإبراهيم النخعي، وعلى أن الموقوف عن ابن مسعود رضي الله عنه في حكم الرفع فتأويله في أشباهه كما قال أبو عبيد ابن سلام في "الإيمان"(ص 92 - 93)، وابن أبي زمنين في "أصول السُّنَّة"(ص 246) أنها محرمة منهي عنها في الشرع، وهي من أفعال المنافقين وأخلاقهم وشيمهم وطرائقهم، =
ولا يصح كما قاله النووي
(1)
.
741 - حديث: "الغنى غنى النفس".
متفق عليه عن أبي هريرة مرفوعًا، في حديثٍ أوله:"ليس الغنى من كثرة العرض إنما الغنى .. "، وذكره
(2)
.
وللديلمي بلا سند عن أنس رفعه: "الغنى غنى النفس، والفقر فقر النفس"
(3)
.
= فيجب تجنبها والابتعاد عن التشبه والمضاهاة بهم، ولا تعني أن فاعلها يصبح جاهليًا أو كافرًا أو منافقًا أو ما أشبه ذلك من إطلاقات في كلام الشرع. والله أعلم.
(1)
انظر: "فتاوى الإمام النووى"(ص 145، س: 336)، ونقله عنه الزركشي في "التذكرة"(أحاديث الأحكام، ح 20، ص 62)، والعجلوني في "كشف الخفاء"(2/ 93)، رقم (1808)، وفيه أنه سئل: هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله المغني والمغنى له"، وأنه قال:"الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل".
فأجاب: "لم يصح شيء في ذلك"، وتقدم أنه صح موقوفًا، وهو في حكم الرفع، والله أعلم.
(2)
أخرجه البخاري (ح 6446)، ومسلم (ح 1051).
(3)
انظر: "الفردوس"(3/ 115)، رقم (4317)، و"مسنده"(2/ 267/ أ).
وحديث أنس رضي الله عنه هذا: أخرجه ابن المقرئ في "المعجم"(1/ 168)، رقم (499)، والطبراني في "الأوسط"(7/ 203)، رقم (7274)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(ح 75)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(447)، وعلي بن عمر الحربي في "الفوائد المنتقاة"(ح 131)، وابن عبد البر في "الجامع"(1/ 742)، رقم (1364)، والضياء في "المختارة"(6/ 100 - 101)، رقم (2086، 2087) من طريقي هشيم، ويزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس رضي الله عنه. وإسناده على شرط الصحيح، رجاله كلهم ثقات أئمة.
وله طريق آخر: أخرجه البزار (13/ 442)، رقم (7202)، وأبو يعلى (5/ 404)، رقم (3079)، والروياني (2/ 386)، رقم (1369)، والشجري في "الأمالي الخميسية"["ترتيبه" (2/ 279)، رقم (2441)] والضياء في "المختارة"(7/ 110)، رقم (2531) من طرق؛ عن الخليل بن عمر بن إبراهيم، عن أبيه، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه، بلفظ:"ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس". قال البزار: "لا نعلم أحدًا رواه عن قتادة عن أنس، إلا عمر بن إبراهيم"، وعمر بن إبراهيم: هو العبدي البصري؛ صدوق، في حديثه عن قتادة ضعف ومناكير -كما في "التهذيب"(21/ 269 - 271)، رقم (4200)، و"التقريب"(4863) -، لكنه توبع =
[و]
(1)
رواه العسكري من حديث معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن أبىِ ذر -في حديثٍ أوله:"يا أبا ذر! أترى أن كثرة المال هو الغنى؟ "- ولكن بلفظ: "إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب"
(2)
.
وعنده من حديث ابن عائشة
(3)
، قال: قال أعرابي: يسار النفس أفضل من يسار المال، ورب شبعانٍ من النعم غرثان من الكرم
(4)
.
= عليه عن أنس رضي الله عنه بإسناد صحيح كما تقدم، وله أصل بغير هذا اللفظ من رواية قتادة عن أنس رضي الله عنه أيضًا. والله أعلم.
(1)
ما بين المعقوفين ليس في "أ، ز، د"، واستدرك من "م" ونسخ مساعدة.
(2)
أخرجه النسائي في "الكبرى"(10/ 382، رقم 11785 - من زيادات "التحفة")، وابن حبان (2/ 460 - 461)، رقم (685)، والطبراني في "الشاميين"(3/ 174)، رقم (2020)، والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 140)، والحاكم (4/ 227)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(12/ 545)، رقم (9861) عن أبي ذر رضي الله عنه في حديث طويل، وصححه الحاكم على شرط البخاري، ولم يتعقبه الذهبي، ولا ابن حجر في "إتحاف المهرة"(14/ 109)، رقم (17483)، وهو متعقب بأن راويه معاوية بن صالح لم يخرج له البخاري في "الصحيح"، بل في "جزء القراءة"، وإنما هو على شرط مسلم كما قال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على "الإحسان"، وصححه الألباني في "التعليقات الحسان"(2/ 403)، رقم (684).
وله طريق آخر عند أبي الشيخ في "الأمثال"(ح 76)، وفيه محمد بن حميد الرازي، ولا يعتد به.
(3)
من يعرفون بابن عائشة عدد، ومنهم في أوائل القرن الثاني محمد -قيل ابن جعفر- أبو جعفر المدني المعروف بابن عائشة المغني، وفي القرن الثالث: المحدث الصدوق عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى القرشي التيمي البصري، المعروف بالعيشي وبالعائشي وبابن عائشة، وابنه عبد الرحمن الشاعر الأديب، وتوفى قبل والده. ولم يتبين لي أي الثلاثة قصد، والأول أبعدهم عن المراد. والله أعلم.
(4)
هو في "الزهد الكبير" للبيهقي (2/ 158)، رقم (653) من طريق محمد بن يونس -وهو الكديمي- عن الأصمعي، قال:"وعظ أعرابي رجلًا، فقال: "إن يسار النفس أفضل من يسار المال، فمن لم يرزق غنى، فلا يحرم تقوى، فرب شبعان في النعم غرثان من الدين والكرم".
و"الغرث": الجوع، يقال: رجل غرثان، وامرأة غرثى. "غريب الحديث" لابن قتيبة (1/ 614).
وأنشد ابن دريد لسالم بن وابصة
(1)
:
غنى النفس ما يغنيك من سد حاجة
…
فإن زاد شيئًا عاد ذلك الغنى فقرا
(2)
وأنشد يعقوب بن إسحاق الكندي
(3)
لنفسه:
أناف الدنايا على الأرؤس
…
فغَمِّض جفونَك أو نَكِّسِ
وضائلْ سوادَك واقبض يديك
…
في قعر بيتك فاستحلِسِ
وعند مليكك فابغِ العلو
…
وبالوحدة اليوم فاستأنِسِ
فإن الغنى في قلوب الرجال
…
وإن التعزز للأنفُسِ
وكأين ترى من أخي عُسْرةٍ
…
غَنِيٍّ وذي ثَرْوةٍ مُفلسِ
ومن قائمٍ شخصُه ميتٍ
…
على أنه بعدُ لم يُرْمَسِ
(4)
(1)
هو: سالم بن وابصة بن معبد الأسدي الرقي -واليها ثلاثين سنة-: من مواليد عهد عمر رضي الله عنه، وذكره بعضهم في الصحابة لمراسيل رويت عنه، فجهَّله، وهو تابعي معروف، والصحبة لأبيه، وهو غير مشهور. انظر:"تاريخ دمشق"(20/ 81 - 87)، رقم (2372)، "الإصابة"(4/ 185 - 187)، رقم (3063).
(2)
أورده أبو علي القالي في "الأمالي"(2/ 224)، وذكر أنه قرأها على أبي بكر بن دريد، فقال: هي لسالم بن وابصة، ولفظه لديه:
غنى النفس ما يكفيه من سد خلة
…
وإن زاد شيئًا عاد ذاك الغني فقرا
وبهذا اللفظ نسبه إليه الرامهرمزي في "أمثال الحديث"(ص 93)، والواحدي في "شرح ديوان المتنبي"(1/ 352)، وأبو عبيد البكري في "سمط اللآلي"(1/ 844) وغيرهم، ونسب لغيره اقتباسًا، كما في "عيون الأخبار"(3/ 192)، و"المجالسة" للدينوري (7/ 141)، رقم (3040)، (8/ 168)، رقم (3471).
(3)
هو: يعقوب بن إسحاق بن الصباح بن عمران بن إسماعيل بن محمد بن الأشعث بن قيس أبو يوسف الكندي الكوفي الفيلسوف (ت 255، فما بعد)، وجده الأشعث بن قيس صحابي، وأبوه من أمراء الرشيد، وكان الفيلسوف متهمًا في دينه، ساقطًا في مروئته، ماهرًا في الطب والفلسفة والهندسة وعلوم الأوائل. انظر:"عيون الأنباء"(ص 285 - 293)، "سير النبلاء"(12/ 337 - 338)، رقم (134)، "الوافي بالوفيات"(28/ 79)، "اللسان"(8/ 527)، رقم (8632)، "معجم المؤلفين"(13/ 244 - 245).
(4)
ذكره ابن أبي أصيبعة الخزرجي في "عيون الأنباء"(ص 288 - 289) عن أبي أحمد العسكري في "الحكم والأمثال" له، بإسناده إلى الكندي، وذكره الصفدي في "الوافي بالوفيات"(28/ 79 - 80) دون النسبة للعسكري، وعندهما: "أناف الذنابى
…
"، =
وأراد بقوله: "غِنَى النفس": أن من كان غني النفس لم يحرص ولم يُلحف في الطلب، فكأنه غير فاقد.
742 - حديث: "الغيرة من الإيمان، والمذاء من النفاق".
الديلمي والقضاعي من حديث أبي مرحوم ابن عم ابن عون
(1)
، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري به مرفوعًا؛ وفيه: "فقال رجل من أهل الكوفة لزيد: ما المذاء؟ قال: الذي لا يغار على أهله
(2)
= بدل "أناف الدنايا .. "، وللخزرجي في آخره: فإن تطعم النفس ما تشتهي
…
تقيك جميع الذي تحتسي
ومن غريب القصيدة: "أناف": أشرف وتعالى وترفع. و"الدنايا": يحتمل جمع الدني والدنيء، بمعنى الحقير والخسيس. و"الذنابي:"الأتباع". "الأرؤس": جمع قلة للرئيس. "نكس": طأطئ طرفك. "ضائل سوادك"؛ أي: أضعف جسدك ونحفه. "استحلس": أقم وألزم مكانك بها. "شخصه": سواده وذاته. "لم يرمس": لم يدفن، ويحث عليه التراب. "الذي تحتسي"؛ أي: تجتهد وتكد وتحفر له.
انظر: "العين"(3/ 143)، (7/ 57، 254)، (8/ 75)، "تهذيب اللغة"(4/ 181 - 182)، (5/ 109 - 110)، (10/ 42 - 46)، (11/ 77)، (12/ 294)، (14/ 132، 315 - 316)، (15/ 342 - 343)، "الصحاح" للجوهري (5/ 1747).
(1)
في نسخ "المقاصد" الخطية: "بن عمران"، وفي "مسند الفردوس" و"زهره":"أبي مرقوم ابن عم ابن عون"، وكلاهما خطأ، والمثبت من "المطبوعة"، ومصادر التخريج والترجمة.
وهو: أبو مرحوم الأرطباني عبد الرحيم بن كردم بن أرطبان البصري -ابن عم التابعي الشهير عبد الله بن عون بن أرطبان-: سكت عنه البخاري، وجهله أبو حاتم -مع أنه ذكر له أربعة من الرواة المشاهير-، وصوبه عليه أبو الحسن بن القطان، وتابعهما آخرون، وعلق عليه الذهبي -بعد ما سرد أسماء المشاهير الرواة عنه-:"فهذا شيخ ليس هو بواه، ولا هو بمجهول الحال، ولا هو بالثبت"، وقال أبو أحمد الحاكم:"لا يتابع على حديثه"، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 133)، وقال:"كان يخطئ"، وأخرج له الحاكم في "المستدرك".
انظر: "التاريخ الكبير"(6/ 101)، رقم (1835)، "الكنى" للدولابي (3/ 1004)"الجرح والتعديل"(5/ 339)، رقم (1600)، "الإكمال"(7/ 236)، "المغني"(3679)، "اللسان"(5/ 162 - 163)، رقم (4742).
(2)
بالذال المعجمة، آخره ممدود، وفي رواية القضاعي:"المراء"، وخطأه على الكاتب.
ونقل هو والبيهقي والديلمي عن أبي عبيد بن سلام -مما هو في "غريب الحديث" =
يا عراقي"
(1)
.
وفي "الغيرة" أحاديث كثيرة، منها: "المؤمن يغار، والله سبحانه يغار،
= له (2/ 263 - 264) -، والبيهقي في "الشعب" عن الحليمي -واللفظ له-: أن "المذاء": "هو أن يجمع الرجال والنساء ثم يخليهم يماذي بعضهم بعضًا، وهو مأخوذ من المذي، وقيل: هو إرسال الرجال مع النساء من قولهم: مذيت فرسًا إذا أرسلتها ترعى"، وزاد أبو عبيد في بيان معناه:"هو عند الفقهاء أن يدخل الرجل على أهله الرجال، ويقال له "الديوث" و"القنذع" -بالفتح والضم- وهما كلمتان سريانيتان"، وقال أيضًا:"وبعضهم يقول: "المذال" -باللام-، ولا أراه محفوظًا، و"المذال" أن يقلق المرء بسره حتى يظهره، وبمضجعه حتى يتحول عنه إلى غيره، وبماله حتى ينفقه". وانظر: مصادر التخريج.
(1)
أخرجه ابن بطة في "الإبانة الكبرى"(2/ 694 - 695)، رقم (925)، والقضاعي (ح 154)، والديلمي (2/ 268/ ب- 269/ أ)["الزهر" (2/ 326)] والبزار ["كشف الأستار" (2/ 188)، رقم (1490)]، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(ح 490، 491، 492) وأبو نعيم في "صفة النفاق"(ص 190، ح 180) من ثلاث طرق عن أبي مرحوم به.
قال البزار: "لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، ولا نعلم أحدًا يشارك أبا مرحوم عن زيد فيه، وحديث آخر عنده عن زيد"، وهذا هو معنى ما تقدم عن أبي أحمد الحاكم أنه لا يتابع على حديثه، وتفرد مثله غير معتمد، وبه ضعفه ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام"(4/ 459)، رقم (2027)، (5/ 762)، -وقال:"لا يصح"-، والألباني في "الضعيفة"(1808). والله أعلم.
وأما قول الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 600)، رقم (7725) -وتابعه عليه المناوي وغيره-:"فيه أبو مرحوم؛ وثقه النسائي وغيره، وضعفه ابن معين" فوهم، وإنما ذلك الخلاف في "أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون المدني، نزيل مصر"، كما نبه عليه الألباني. والله أعلم.
ثم إن أبا مرحوم المذكور خولف في إسناده؛ فرواه عبد الرزاق (10/ 409)، رقم (19521) -ومن طريقه البيهقي (10/ 225)، وفي "الشعب"(13/ 260)، رقم (10308) - عن معمر، عن زيد بن أسلم مرسلًا. وللإرسال ضعفه الألباني في "الضعيفة"(7075).
واستشهد الحليمي لمعناه -كما في "شعب الإيمان" للبيهقي- بآيتين، منهما قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6]، وقال:"فدخل في جملة ذلك أن يحمي الرجل امرأته وبنته مخالطة الرجال ومحادثتهم والخلوة بهم". وفي الباب أحاديث عدة. والله نسأل التوفيق والإعانة.
وغيرته أن يأتي عبده ما حرم عليه"
(1)
، و"غيرتان؛ إحداهما يحبها الله، والأخرى يبغضها الله"
(2)
، "الغيرى لا تدري أعلى الوادي من
(1)
لم أقف عليه بسياق المؤلف، وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وأقرب الألفاظ إليه لفظ البزار (15/ 241)، رقم (8691) -وإسناده جيد-:"إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي عبده ما حرم عليه"، ثم لفظ أحمد (14/ 207)، رقم (8519):"المؤمن يغار، والله يغار، ومن غيرة الله أن يأتي المؤمن شيئًا حرم الله"، وإسناده على شرط الشيخين، وهو عنده في أماكن من "المسند"(ح 7210، 9028، و 10735، و 10928، و 10950، 10929) بألفاظ متقاربة. وأما لفظ مسلم (2761): "إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه"، وفي لفظ له:"المؤمن يغار، والله أشد غيرًا"، وهو عند البخاري (5223) بلفظ:"إن الله يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله".
(2)
يروى من حديث عقبة بن عامر، وجابر بن عتيك، وأبي هريرة رضي الله عنهم، وكلها ضعيفة، ومدار جميعها على يحيى بن أبي كثير البصري، ثم اليمامي، فاختلف عنه في إسناده، والمحفوظ منها هو حديث جابر بن عتيك رضي الله عنه فقط، وفيه ضعف أيضًا، كما سيأتي بيانهما، إن شاء الله تعالى.
أما حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه: فهو من رواية معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن عبد الله بن زيد الأزرق، عن عقبة رضي الله عنه في حديث. وفي إسناده ضعف واختلاف، وتقدم تخريجه عند الحديث (ح 496).
وأما حديث جابر بن عتيك رضي الله عنه: فأخرجه أبو داود (2659)، وأحمد (39/ 160 - 161)، رقم (23752) -ومن طريقه ابن بشران في "الأمالى"(ح 87) وغيره- والبغوي في "معجم الصحابة"(297)، والطبراني في "الكبير"(2/ 189)، رقم (1772) -وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2/ 539 - 540)، رقم (1511) - والبيهقي (9/ 156)، من طريق أبان بن يزيد العطار، ورواه أحمد (73748)، والطبراني في "الكبير"(1773)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1512) من طريقين عن حرب بن شداد، وأخرجه أحمد (39/ 156)، رقم (23747)، (وح (23750)، وابن أبي شيبة (ح 18005) -ومن طريقه وغيره ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3/ 636)، رقم (2142)، والطبراني في "الكبير"(2/ 190)، رقم (1776) وأبو نعيم في "المعرفة"(ح 1513) - وابن حبان (295) من ثلاثة طرق عن الحجاج بن أبي عثمان الصواف، وأخرجه النسائي (2558) وفي "الكبرى"(3/ 62)، رقم (2350)، والدارمي (ح 2272)، والبغوي في "معجم الصحابة"(ح 296)، وابن قانع (1/ 140)، وابن حبان ["موارد الظمآن" (1666)]، والطبراني في "الكبير"(2/ 190)، رقم (1774، 1775)، والدارقطني في "العلل" معلقًا (13/ 413)، والبيهقي (7/ 308)، من طريق خمسة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= من ثقات الشاميين عن الأوزاعي، وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1777) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي أبي معاوية، خمستهم (أبان العطار، وشيبان النحوي، والحجاج الصواف، وحرب بن شداد، والأوزاعي) عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن ابن لجابر بن عتيك المعاوي الأنصاري، عن أبيه رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله، فأما التي يحبها الله؛ فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغضها الله؛ فالغيرة في غير ريبة، وإن من الخيلاء ما يبغض الله، ومنها ما يحب الله، فأما الخيلاء التي يحب الله: فاختيال الرجل نفسه عند القتال، واختياله عند الصدقة، وأما التي يبغض الله: فاختياله في البغي والفخر". واللفظ لأبي داود.
وهذا هو المحفوظ في إسناد هذا الحديث، كما قال الدارقطني في "العلل"، وأطبق عليه من تقدم من الثقات عن الجمع من أصحاب يحيى بن أبي كثير، وخالف فيه البعض.
1 -
فرواه ابن المبارك -كما في سنن سعيد بن منصور (2/ 252)، رقم (2548) بتمامه، ومصنف ابن أبي شيبة (ح 19841) طرفه في الخيلاء- عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن ابن جابر بن عتيك مرسلًا.
2 -
ورواه البغوي في "معجم الصحابة"(1/ 455)، رقم (294) عن منصور بن أبي مزاحم، و (295) عن يحيى بن حمزة، عن الأوزاعي، كلاهما (منصور، والأوزاعي) عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن جابر بن عتيك.
قال البغوي: "هكذا حدثنا منصور به، وترك يحيى بنُ حمزة من إسناده "ابن جابر"، وذكره غيره عن الأوزاعي".
وهو عند ابن قانع (2/ 298) عن الحسن بن علي بن شبيب المعمري، عن منصور بن أبي مزاحم به، وقال:"عن جابر بن عتيك، عن أبيه"، وكذا هو عند ابن شاهين في "الأفراد -كما في "الإصابة" لابن حجر (7/ 87 - 88)، رقم (5454) - من طريق حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير.
وهكذا ورد في رواية هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب عن الأوزاعي -عند أبي جعفر بن دحيم في "الفوائد"(42)، مقرونًا برواية دحيم عنهما عن الأوزاعي به على الصواب-.
ووهم ذلك ابن قانع والحافظ ابن حجر، وقد جاءت الرواية من وجوه عن الوليد بن مسلم، ومن رواية دحيم عن محمد بن شعيب، ومن وجهين عن حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير على الصواب، ففي هذا الإسناد وهمان؛ سقوط ابن جابر بن عتيك من الإسناد، وإسناد الحديث عن جابر بن عتيك عن أبيه عتيك، وإنما هو ابن جابر بن عتيك عن أبيه. والله أعلم. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال بعضهم: "عن ابن عتيك، عن أبيه"، ومنهم من أرسله، ولم يقل:"عن أبيه"، ونقل أبو القاسم البغوي عن ابن المديني أنه قال:"يعني به ابن جابر بن عتيك"، وهو كما نقل عن ابن المديني إمام العلل في روايات عن كل من ذكر عنه بذلك، وعليه قال الدارقطني في "العلل"(13/ 413)، رقم (3311):"وقول من قال: ابن جابر بن عتيك، أشبه بالصواب". والله أعلم.
وهذا الوجه الصواب أعل بابن جابر بن عتيك المبهم، حيث إنه دائر بين ثلاثة:
1 -
عبد الملك بن جابر: وهو ثقة، كما في "التقريب"(4169).
2 -
وعبد الرحمن بن جابر: وهو مجهول، كما في "التقريب"(3826). وهما ولدا جابر بن عتيك بن قيس بن هيشة المعاوي الأوسي رضي الله عنه.
وبه توهمه المزي، فقال في "التهذيب"(34/ 429)، رقم (7717):"إن لم يكن عبد الرحمن بن جابر بن عتيك، فهو أخ له"، وفي "التقريب"(3826، وص: 607): "هو عبد الرحمن، أو أخ له لم يسم".
وجعله ابن القطان في "بيان الوهم"(4/ 416)، رقم (1989) دائرًا بين عبد الرحمن وعبد الملك، فضعف به الحديث.
3 -
وأبو سفيان بن جابر: وبه قال ابن حبان في "الصحيح" -وتابعه عليه العيني في "عمدة القاري"(20/ 206)، وسكت عنه ابن دقيق العيد في "الإلمام"(2/ 466)، رقم (909) -، وصحح إسناده ابن حبان والحاكم.
وهذا لم أقف عليه في "الثقات" لابن حبان، وذكره في ترجمة أبيه (3/ 52)، ونسب أباه:"جابر بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك الأشهلي"، وبه نسب (3/ 226)"عبد الملك بن جابر بن عتيك" أيضًا، وباب جابر بن عتيك ومن ينسب إليه يختلف فيه، وهو بحاجة للتحرير. والله أعلم.
ومن أجل جهالة تعيين ابن جابر بن عتيك المذكور ضعف إسناده ابن القطان في "بيان الوهم"، والألباني في "صحيح سنن أبي داود"(2388) و"الإرواء"(1999)، وشعيب الأرنؤوط في تعليقيه على "مسند أحمد" و"صحيح ابن حبان"، وغيرهم، ثم حسنه الأخيران بشاهده المتقدم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.
وأما قول الحافظ ابن حجر في "الإصابة"(2/ 127)، رقم (1036):"إسناده صحيح"، فلعله يعني: إلى من علقه عنه، وهو محمد بن إبراهيم التيمي، والإسناد إليه ثقات، والعلة في جهالة التعيين فوقه، ويمكن أن يكون تبع فيه ابن حبان، وقد تقدم أنه جعله في "التقريب" -تبعًا للمزي- دائرًا بين مجهول ومبهم لم يسم. والله أعلم.
وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه: فرواه ابن ماجه (1996) عن محمد بن إسماعيل -وهو الأحمسي- عن وكيع، عن شيبان أبي معاوية النحوي، عن يحيى بن أبي كثير، =
أسفله"
(1)
،
= عن أبي شهم -وفي نسخة: أبي سهم- عن أبي هريرة رضي الله عنه به، مثل حديث جابر بن عتيك رضي الله عنه.
وهذا ضعفه الألباني في "الإرواء"(1999) بجهالة أبي سهم، وذكر المزي في "تحفة الأشراف"(11/ 69، رقم 15380، 11/ 83، رقم 15438) وفي "تهذيب الكمال"(33/ 408) أنه وهم، والصواب:"أبو سلمة، وهو ابن عبد الرحمن بن عوف"، وتبعه عليه ابن ناصر الدين الدمشقي في "توضيح المشتبه"(5/ 216)، وابن حجر في "تهذيب التهذيب"(12/ 128)، رقم (595)، و"التقريب"(ص 570)، ولم يذكر أي منهم مستندًا لما تتابعوا عليه، وما أقربه إن كان الإسناد محفوظًا.
والذي يظهر -والله أعلم- أن هذا الإسناد شاذ غلط، وإنما هو حديث يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم التيمي عن ابنِ لجابر بن عتيك عن أبيه رضي الله عنه. هكذا رواه الناس عن يحيى بن أبي كثير، وبه رواه الطبراني عن الحافظ أحمد بن يحيى بن زهير التستري عن محمد بن عثمان بن كرامة عن شيبان النحوي عن يحيى بن أبي كثير، كما تقدم. وإسناد الطبراني كلهم ثقات أئمة، وتوبعوا عليه متابعة قاصرة عن يحيى بن أبي كثير من عدد من الثقات -كما تقدم-، وذاك إسناد غريب، ورواية وكيع على ما صوبه المزي ومن تبعه في اسم شيخ يحيى بن أبي كثير جادة في أكثر حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند يحيى بن أبي كثير، فهو كما ظهر لي وهم بتداخل الإسنادين على الراوي، وسلوك الجادة، وهو ممن دون شيبان النحوي، وإذًا فلا عبرة به شاهدًا. والله أعلم.
(1)
لم أقف عليه بلفظ المؤلف، وهو عند أبي يعلى (8/ 129)، رقم (4670)، وأبي الشيخ في "الأمثال"(ح 56) من طريق سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الغيرى لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه"، زاد أبو الشيخ:"إنما التجني في القلب"؛ يعني: إذا كان عن عقد القلب.
وفيه عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس، وبه ضعفه البوصيري في "إتحاف الخيرة"(3/ 155)، رقم (2426)، (4/ 71)، رقم (3190)، ونقله الألباني في "الضعيفة"(4967) عن العراقي في "تخريج الإحياء"(2/ 40).
وفيه كذلك سلمة بن الفضل الأبرش الرازي قاضيهم: قال أحمد: "لا أعلم إلا خيرًا"، ووثقه ابن سعد، وأبو داود السجستاني، وابن معين، ونقل عن جرير بن عبد الحميد الضبي أنه أثبت من يروي المغازي عن ابن إسحاق من بغداد إلى خراسان.
وظاهر كلام ابن معين وجرير يرجع للمغازي، وعليه قواه الذهبي في المغازي، وذكره =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن حبان في "الثقات"، وقال:"يخطئ ويخالف"، ومشاه ابن عدي، فقال:"له عن ابن إسحاق إفرادات وغرائب، ولم أجد له حديثًا جاوز الحد في الإنكار، وأحاديثه مقاربة محتملة"، وقال أبو حاتم: "صالح، محله الصدق، في حديثه إنكار، ليس بالقوي،
…
يكتب حديثه، ولا يحتج به".
وضعفه إسحاق بن راهويه -فيما حكاه البخاري والترمذي عنه- والنسائي، ووهاه ابن المديني، وقال:"ما خرجنا من الري حتى رمينا بحديثه"، وقال البخاري:"عنده مناكير"، وزاد في "الضعفاء":"وفيه نظر"، وفي لفظ له:"عنده بعض المناكير"، وفي رواية الترمذي عنه في "العلل" - كما في "ترتيبه"(1/ 38)، رقم (29):"لا أدري ما سلمة هذا، كان إسحاق يتكلم فيه، ما أروي عنه"، وقال أبو أحمد الحاكم:"ليس بالقوي عندهم"، وكذبه إبراهيم بن موسى الرازي الحافظ -فيما رواه أبو زرعة الرازي عنه، كمقر له-، وقال أبو زرعة:"كان أهل الري لا يرغبون فيه لمعان فيه؛ من سوء رأيه وظلم ومعانٍ". قلت: أما رأيه السوء فهو التشيع، وظلمه في القضاء، والمعاني الأخرى لم يبدها، إلا أن يكون منها ما رواه عقيب كلامه من تكذيب إبراهيم بن موسى الفراء له، والظاهر أنها غيره.
فهو وإن استبعد الكذب عنه، فإن ترك ابن المديني والبخاري وتوهين أبي زرعة له، وتضعيف ابن راهويه والنسائي، مع قول البخاري:"عنده مناكير، فيه نظر!! "، وتأييد أبي حاتم له في روايته للمناكير -وإن تحاشى عن تكذيبه، والتشديد فيه-، وهم أئمة خراسان، وأعرف برجالها من غيرهم، وقد عايشوه قديمًا عندما كان معلم كتاب، وأخيرًا لما استقضي ونفق سوقه، وذلك منهم يقتضي ترجيح جانب ضعفه ووهائه، وإليه ذهب ابن طاهر في "ذخيرة الحفاظ"، وابن الجوزي وغيرهما، وأما الحافظ ابن حجر فقال في "التقريب" (2505):"صدوق، كثير الخطإ". والله أعلم.
انظر: "سؤالات ابن الجنيد"(558، 868)، "تاريخ ابن معين" -رواية ابن محرز (1/ 83)، "التاريخ الكبير"(4/ 84)، رقم (2044)، "الضعفاء" للبخاري (152)، والنسائي (241)، والعقيلي (2/ 150)، رقم (650)، "سؤالات البرذعي"(2/ 362 - 363)، "ترتيب علل الترمذي"(1/ 38، رقم 29، 1/ 276، رقم 505)، "الجرح والتعديل"(4/ 168 - 170)، رقم (739)، "الكنى" لأبي أحمد (5/ 240/ ق: 269 /أ)، "الثقات"(8/ 287)، "الكامل"(3/ 340 - 341)، رقم (790)، "الكاشف"(2043)، "سير النبلاء"(9/ 49 - 50)، "الميزان"(2/ 192)، رقم (3410)، "تهذيب التهذيب"(4/ 153 - 154)، رقم (265)، "مغاني الأخيار"(1/ 425 - 426)، رقم (894).
وبالاختلاف في الأبرش هذا، وعنعنة ابن إسحاق معًا أعله الهيثمي في "مجمع =
"كلوا، غارت أمكم"
(1)
، ولا نطيل بتخريجها.
* * *
= الزوائد" (4/ 590/ 7694)، والألباني في "الضعيفة" (2985، 4967)، وتعقب من تبع الهيثميَّ في قوله عند هذا الحديث: "وقد رواه أبو الشيخ بن حيان في كتاب "الأمثال"، وليس فيه غير أسامة بن زيد الليثي؛ وهو من رجال الصحيح، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات"، أن هذا لا يصح، وذلك أن أبا الشيخ الأصبهاني يلتقي مع أبي يعلى في شيخه -كما تقدم-، فإسنادهما واحد، وليس للحديث إسناد آخر في كتاب "الأمثال" لأبي الشيخ. وبه قال محقق كتاب الأمثال أيضًا.
وزاد الألباني في الموضع الثاني: أنه إن صح ما قاله الهيثمي فلا يقل الحديث عن الحسن. والله أعلم.
(1)
هو عند النسائي (3966) عن أم سلمة رضي الله عنها بإسناد صحيح، وفيه تكراره مرتين. وعن أنس رضي الله عنه بإسناد الصحيح عند ابن أبي شيبة (ح 37435)، والدارمي (ح 2640)، وأبي يعلى (ح 3339، 3849)، وأخرجه النسائي (3955)، وفي "الكبرى"(8853)، وابن ماجه (2334)، وابن أبي حاتم في "العلل" (1412) بلفظ:"غارت أمكم كلوا"، بالتقديم والتأخير، وأصله عند البخاري (2481، 5225)، وأبي داود (3567)، وأحمد (1/ 84)، رقم (12027)، (21/ 297)، رقم (13772)، وغيرهم مع التفريق بين جملتي:"غارت أمكم" و"كلوا". وهو في حديث فيها قصة كسر عائشة رضي الله عنها غيرة قصعة طعام أرسل بها أم سلمة رضي الله عنها أمام الأضياف. ولم تسم صاحبة القصعة في حديث أنس رضي الله عنه. وجاء في حديثٍ عن عائشة رضي الله عنها عند ابن ماجه (2333) وغيره بإسناد ضعيف، واختلاف يسير، أن صاحبة القصعة صفية، والأول هو الصحيح المحفوظ. والله أعلم.
حرف الفاء
743 - حديث: "الفاتحة لما قرئت له".
عزاه الزركشي
(1)
للبيهقي في "الشعب"، قال:"وأصله في "الصحيح""
(2)
. والذي رأيته في "الشعب"
(3)
هو من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل
(4)
، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:"يا جابر! ألا أخبرك بخير سورة نزلت في القرآن؟ "، قال: قلت: بلى يا رسول الله!، قال:"فاتحة الكتاب"، قال راويه علي بن هاشم: وأحسبه قال: "فيها شفاء من كل داء"
(5)
.
(1)
"التذكرة في الأحاديث المشتهرة"(الباب الرابع: الطب والمنافع، ح 8، ص 152).
(2)
لعله يعني به: حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عند البخاري (5007)، ومسلم (2201) في رقيته سيدًا من العرب لديغًا بفاتحة الكتاب، وإقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم له في الرقية، وأخذ الأجرة عليها، وقال صلى الله عليه وسلم:"وما أدراك أنها رقية؟ ". والله أعلم.
(3)
وكذا تعقبه السيوطي في "الدرر المنتثرة"(ح 312)، فقال:"لا وجود له في "الشعب"، وإنما فيه: "فاتحة الكتاب شفاء من كل داء"، أخرجه من حديث عبد الله بن جابر رضي الله عنه"، وأقره الملا علي القاري في "الأسرار المرفوعة"(ص 252، ح 313).
(4)
ابن أبي طالب الهاشمي القرشي: صدوق، في حديثه لين، ويقال: تغير بأخرة. "التقريب"(3952).
(5)
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(4/ 42)، رقم (2152) من طريق موسى بن الحسن الصقلي، عن محمد بن الجنيد الضبي، عن علي بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فوقفت عليه، فقلت:"السلام عليك"، فلم يرد علي، ثم قلت: السلام عليك، يا رسول الله!، فلم يرد علي، ثم قلت: السلام عليك، يا رسول الله!، فلم يرد علي، قال: ونهض ودخل بعض حجره. قال: فملت إلى أسطوانة في المسجد، فجلست إليها وأنا كئيب حزين، فبينا أنا كذلك إذ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ، قال: فأقبل حتى وقف علي، ثم قال:"عليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله"، ثم قال: "يا جابر! ألا أخبرك بخير سورة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= نزلت في القرآن؟ "، قلت: بلى، يا رسول الله!، قال: "فاتحة الكتاب"، قال علي: وأحسبه قال: "فيها شفاء من كل داء".
وعبد الله بن محمد بن عقيل فيه لين -كما تقدم آنفًا-، وهاشم بن البريد أبو علي الكوفي: ثقة، رمي بالتشيع، كما في "التقريب"(7252)، وابنه علي: صدوق، شيعي غال، وله مناكير في فضل علي رضي الله عنه وأهل البيت [انظر:"الجرح والتعديل"(6/ 207 - 208)، رقم (1137)، "الضعفاء" للعقيلي (3/ 255 - 256)، رقم (1260)، "المجروحين"(2/ 110)، "الكامل"(5/ 183)، رقم (1342)، "التهذيب"(21/ 163 - 170)، رقم (4147)، "المغني"(4353)، "التقريب"(4810)]، والراوي عنه محمد بن الجنيد الضبي لم أقف على أمره، وكذا قال الندوي محقق "شعب الإيمان".
وموسى بن الحسن الصقلي: ترجم له الخطيب (13/ 48)، رقم (7012)، وابن عساكر (60/ 404 - 405)، رقم (7713)، ولم يذكرا فيه ما يدل على جرح.
والحديث أخرجه دون محل الشاهد منه أحمد (29/ 139)، رقم (17597) عن محمد بن عبيد، عن هاشم ابن البريد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الله بن جابر -وهو البياضي، كما قال السندي- نحوه، وفي متنه أيضًا:"ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بخير سورة في القرآن؟ "، قلت: بلى، يا رسول الله! قال:"اقرأ الحمد لله رب العالمين حتى تختمها".
وفيه قلب في اسم الصحابي، وعلى هذا القلب قلبه الندوي محقق "شعب الإيمان" أيضًا، على أنه كان على الصواب في أصليه، كما نبه به، وابن عقيل معروف بالرواية عن جابر رضي الله عنه.
وأخرجه ابن ماجه (352)، والبزار [كما في "الأحكام الكبرى" لعبد الحق (1/ 370)، و"بيان الوهم" لابن القطان (4/ 97)، رقم (1538)، (5/ 658)، و"نصب الراية" للزيلعي (1/ 6)]، والسرقسطي في "الدلائل"(1/ 133)، رقم (62)، وابن عدي (7/ 116)، رقم (2033) من ست طرق عن عيسى بن يونس السبيعي، عن هاشم بن البريد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما مختصرًا: أن رجلًا مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسلَّم عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا رأيتني على مثل هذه الحالة، فلا تسلم علي، فإنك إن فعلت ذلك لم أرد عليك"، وفي لفظ البزار:". . فلم يرد عليه، فلما فرغ قال: "إذا رأيتني. . ." الحديث.
قال أبو حاتم [كما في "العلل" لابنه (ح 68)، وابن عدي:"لا أعلم رواه أحد غير هاشم بن البريد"، وزاد الدارقطني -كما في "أطراف الغرائب"(2/ 350)، رقم (1571) -:"ولا أعلم حدث به عنه غير عيسى بن يونس"، وتقدم رواية غيره له =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عنه عند أحمد والبيهقي، ولكن باختلاف في السياق.
قال ابن عدي: "وهاشم بن البريد يذكر بالتشيع، وليس له كثير حديث، ومقدار ما يرويه لم أر في حديثه شيئًا منكرًا، والمناكير تقع في حديث ابنه علي بن هاشم"، فهو لا يضر تفرده بمثل هذا إن شاء الله، ولذا حسنه ابن القطان في "بيان الوهم" -وألزم عبد الحق تحسينه-، والبوصيري في "مصباح الزجاجة"(1/ 52)، رقم (144)، والألباني في حكمه على "سنن ابن ماجه"، وفي "الصحيحة"(197)، والحويني في "الغوث المكدود"(1/ 45)، رقم (37)، وجوده ابن الملقن في "تحفة المحتاج"(2/ 501)، رقم (1625). واستنتج منه الألباني جواز الكلام على البول، وهذا لا يدل عليه لفظ الحديث، بل ولفظ البزار يرده.
وفي لفظ له عند الشافعي في "المسند"[ترتيب السندي (1/ 44 - 45)، رقم (133)]، وأبي العباس السراج في "المسند"[كما في "نصب الراية"، و"البدر المنير" (9/ 43 - 46)، و"التلخيص الحبير" - قرطبة (4/ 177)، رقم (2183)]: أنه صلى الله عليه وسلم رد عليه السلام، فلما جاوزه ناداه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنما حملني على الرد عليك خشية أن تذهب فتقول: إني سلمت عليه فلم يرد علي، فإذا رأيتني. . الحديث.
والمحفوظ في حديث نافع لهذا عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد عليه السلام، كما في "صحيح مسلم"(370) وغيره من رواية الضحاك بن سفيان عن نافع، وقال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام" -وأقره عليه ابن الملقن في "البدر"، وابن حجر في "التلخيص" وغيرهما-:"وحديث مسلم أصح، والضحاك أوثق من أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر راوي هذا الحديث".
وسائر أحاديث الباب في الصحيحين وغيرهما ترد ما في هذا الحديث من رد السلام، وتشهد لعدمه، فهو المحفوظ. إلا أن اللفظة محل الشاهد منه عند المؤلف تفرد به ابنه علي بن هاشم، ثم عنه محمد بن الجنيد الضبي -ولم أقف على ترجمته، وبيانه- فهي شاذة أو منكرة. والله أعلم.
وله شاهد مرسل عند البيهقي في "شعب الإيمان"(4/ 43)، رقم (2154) من طريق أحمد بن الحسن بن ماجه القزويني، عن محمد بن منده، عن الحسين بن حفص، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"فاتحة الكتاب شفاء من كل داء". وقال: "هذا منقطع، وهو شاهد لما تقدم".
ومحمد بن منده: هو ابن منصور الأصبهاني: ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 154)، وكذبه غيره، فقال ابن أبي حاتم:"لم يكن عندي بصدوق، أخرج أولًا عن محمد بن بكير الحضرمي، فلما كُتِب عنه استحلى الحديث، ثم أخرج عن بكر بن بكار والحسين بن حفص؛ ولم يكن سنه سن من يلحقهما"، وترجم له أبو نعيم =
ولسعيد بن منصور في "سننه"، وكذا البيهقي من حديث زيد العمي، عن ابن سيرين، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا:"فاتحة الكتاب شفاء من السم"
(1)
.
وهو عند الديلمي من حديث أبي سعيد وأبي هريرة مرفوعًا
(2)
.
وعنده من حديث عمران بن حصين مرفوعًا: "في كتاب الله ثمان آيات للعين" وذكر منها الفاتحة وآية الكرسي
(3)
.
= الأصبهاني مرتين، فقال في موضع:"محمد بن منده الأصبهاني: هو محمد بن منده بن منصور الأصبهاني ضعفه بعض الناس بروايته عن الحسين بن حفص عن شعبة"، وقال في الموضع الثاني:"محمد بن منده بن منصور أبو جعفر الأصبهاني: فيه ضعف، حدث عن الحسين بن حفص، عن شعبة ويونس بن أبي إسحاق، ولا تعرف للحسين عنهما رواية". فهو متهم عنده ومن عرفه غيره، وكذبه ابن بابويه وغيره، والله أعلم. انظر:"الجرح والتعديل"(8/ 107)، رقم (463)، "أخبار أصبهان"(2/ 193، 305)"تاريخ بغداد"(4/ 73 - 74)، رقم (1711)"المغني"(6003)"اللسان"(7/ 526)، رقم (7439).
(1)
أخرجه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه"(2/ 535)، رقم (178) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(4/ 42 - 43)، رقم (2153)، والثعلبي في "التفسير"(1/ 90) -، والمستغفري في "فضائل القرآن"(1/ 486)، رقم (666) من وجهين عن سلام الطويل، عن زيد العمي عن ابن سيرين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"فاتحة الكتاب شفاء من السم".
وسلام الطويل المدائني: متروك متهم بالكذب، وزيد العمي الحواري: ضعيف [وتقدما]، وعليه حكم الألباني بوضعه في "الضعيفة"(3997)، وقد توبع، ممن لا يفرح به، وهو محمد بن زكريا الغلابي كما سيأتي. وقال البيهقي: وعندي أنه مختصر من حديث معبد بن سيرين، عن أبي سعيد رضي الله عنه في رقية اللديغ بفاتحة الكتاب.
(2)
رواه الديلمي (2/ 272/ ب) من طريق أبي نعيم الأصبهاني، ثم من طريق محمد بن زكريا، عن عباد بن موسى، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عنهما رضي الله عنهما. ورواته ثقات، سوى محمد بن زكريا، فهو أبو زكريا الغلابي، ينسب إلى الكذب والوضع [تقدم]، وبه أعله الألباني في "الضعيفة".
(3)
رواه الديلمي (2/ 278/ ب)["زهر الفردوس" (2/ 338)] من طريق علي بن طاهر، عن أحمد بن محمد بن مخلد، عن أحمد بن محمد الهاشمي، عن محمد بن صالح الكشي، عن جعفر بن محمد البصري، عن زياد الأعلم، عن الحسن، عن عمران بن حصين رضي الله عنه. =
ولأبي الشيخ في "الثواب" عن عطاء من قوله: "إذا ما أردت حاجة فاقرأ بفاتحة الكتاب حتى تختمها تقضي إن شاء الله"
(1)
.
= قال الألباني في "الضعيفة"(5911) -وعلقه عن المستملي-: "منكر، وإسناده ضعيف مظلم؛ من دون زياد الأعلم؛ لم أعرفهم، وأحمد بن محمد بن مخلد: يحتمل أن يكون هو النوري البغدادي، والحسن البصري؛ مدلس، وقد عنعنه".
وجعفر بن محمد البصري، ومحمد بن صالح الكشي، وممن دونهما؛ إبراهيم بن علي الآملي: لم يتبين لي أمرهم. وأحمد بن محمد الهاشمي: الظاهر أنه أحمد بن محمد بن حرب الملحمي أبو الحسن الجرجاني، مولى سليمان بن علي الهاشمي: روى عن عبيد الله القواريري ومحمد بن حميد الرازي، أدركه ابن حبان وابن عدي وكذباه وغيرهما. انظر:"المجروحين"(1/ 154)، "الكامل"(1/ 200 - 201)، رقم (46)، "تاريخ جرجان"(ص 72 - 73)، "الإرشاد" للخليلي (2/ 797)، "المغني" للذهبي (409)، "اللسان"(1/ 596 - 597)، رقم (741).
وأحمد بن محمد بن مخلد اثنان في الرواة، ولم يتبين لي من منهما في هذا الإسناد، أحدهما: ترجم له الخطيب (5/ 311)، رقم (2824)، ونسبه بـ "النوري"، وذكره بالرواية عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وبه نسبه ابن ماكولا في "الإكمال"(1/ 591)، وذكره بالرواية عن يوسف بن موسى القطان، ولم يذكروا له راويًا إلا ابن ابنه أبي القاسم عبيد الله بن محمد النوري.
وثانيهما ما ورد في "تاريخ دمشق"(5/ 451 - 452)، رقم (217) باسم:"أحمد بن محمد بن مخلد أبو حامد الهروي"، وذكر أنه قدم دمشق (257 هـ)، وحدث بها عن أبي الوليد الطيالسي ومحمد بن سنان العوقي وغيرهما، وعنه جمع من الدمشقيين. فالترجمتان من طبقة واحدة، ولم يتبين لي الجمع والتفريق بينهما، ولم يذكر في أي منهما جرح ولا تعديل، فهو مستور. وذكر الألباني أنه يحتمل النوري هذا. والله أعلم.
وعلي بن طاهر: يحتمل أن يكون الرازي، من شيوخ ابن أبي حاتم، وصدقه، كما في "الجرح والتعديل"(6/ 191)، رقم (1053).
وعلى كل فأكثر رجال الإسناد مُظلِمٌ أمرهم، كما قال الألباني رحمه الله. والله تعالى أعلم.
(1)
لم يعثر على كتاب "ثواب الأعمال" لأبي الشيخ الأصبهاني، وقد أخرجه من طريقه يوسف بن عبد الهادي في جزء "الاستعانة بالفاتحة على نجاح الأمور"(ح 1) -كما في "جمهرة الأجزاء الحديثية"(ص 371) - من رواية ابن شاهين له عن أبي بكر محمد بن أحمد بن تميم، عن محمد بن حميد، عن زيد، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء به.
وطلحة بن عمرو متروك، ومحمد بن حميد كذبوه [تقدما]، وبهما أعله محقق الجزء =
ويستأنس لذلك بحديث: "خير الدواء القرآن"
(1)
، وما أشبهه من الأحاديث.
= المذكور. وأما زيد: فهو ابن الحباب، كما يظهر من تسمية شيوخ محمد بن حميد، والرواة عن الحضرمي. والله أعلم.
(1)
أخرجه ابن ماجه (ح 3501، 3533) من طريق علي بن ثابت، عن سعاد بن سليمان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .. الحديث.
وأعله البوصيري في "مصباح الزجاجة"(4/ 69)، رقم (1228)، والألباني في "الضعيفة"(3093) بالحارث الأعور، فضعفه البوصيري، وقال الألباني:"هو ضعيف متهم، فالإسناد به ضعيف جدًّا".
وأما علي بن ثابت: وهو الدهان العطار الكوفي: فسكت عنه البخاري وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 457)، ووصفه البزار في "مسنده"(5/ 32)، رقم (1590) بالغلو في التشيع، ونفى غلوه الذهبي، وصدَّقه هو وابن حجر، وقال في "الكاشف" (3887):"وثق"، ويعني به توثيق ابن حبان وحده. وانظر:"التاريخ الكبير"(6/ 264)، رقم (2357)، "الجرح والتعديل"(6/ 177)، رقم (970)، "الميزان"(3/ 116)، رقم (5795)، "تهذيب التهذيب"(7/ 289)، رقم (501).
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 265) من طريق سفيان الثوري عن أبي إسحاق به، وفي إسناده آفتان: فيه ابن عقدة، وهو متهم بالوضع وإدخال الأحاديث على الشيوخ، ثم روايتها عنهم - كما تقدم (ح 528، 714)، وشيخه الحسن بن علي النقاش الإصبهاني: لم يذكره أبو نعيم إلا برواية ابن عقدة عنه هذا الحديث، فهو مستور. والله أعلم.
وذكر الشيخ الألباني أن له شاهدًا بلفظه عند الديلمي -كما في "زهر الفردوس"(2/ 117) - عن صالح المري عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا به.
ولم أقف عليه عنده بلفظ حديث الباب، وإنما عنده بالإسناد المذكور، مرفوعًا:"عليكم بالحال المرتحل؛ القرآن"، وهو في "مسند الفردوس"(2/ 116/ أ) معلقًا عن أبي الشيخ الأصبهاني، من طريق زيد بن الحباب عن صالح المري به عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: عليكم بالحال المرتحل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"خير الأعمال الحل الرحلة؛ افتتاح القرآن وختمه"، وبنحوه أطول منه أخرجه الترمذي (2948)، والدارمي (4/ 2181)، رقم (3519)، والبزار (11/ 444)، رقم (5306)، والطبراني في "الكبير"(12/ 168)، رقم (12783)، والحاكم (1/ 567) من طريق =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= زيد بن الحباب وآخرين عن صالح المري به، وضعفه الترمذي، وقال البزار والحاكم:"تفرد به صالح المري".
وصالح بن بشير أبو بشر المري: رجل صالح، ولكنه في الحديث واه، متروك الحديث عند أكثر الأئمة، لكثرة مناكيره عن الثقات، اشتغالًا بالقصص والعبادة، حتى كذب حماد بن سلمة وهمام بن يحيى العوذي وغيرهما أحاديث له عن ثابت وغيره من الأثبات، وقال ابن عدي:"عامة أحاديثه مناكير، وليس هو بصاحب حديث، وإنما أتي من قلة معرفته بالأسانيد والمتون، وعندي مع هذا لا يتعمد الكذب بل يغلط بيِّنًا". وانظر: "مقدمة صحيح مسلم"- فؤاد عبد الباقي (باب بيان أن الإسناد من الدين، ص 56)، "التاريخ الكبير"(4/ 273)، رقم (2782)، و"الضعفاء" للبخاري (169)، وللنسائي (300)، وللدراقطني (285)، "أحوال الرجال"(197)، "سؤالات الآجري"- العمري (ص 242/ 307)، "الجرح والتعديل"(4/ 395 - 396)، رقم (1730)، "الكنى" لأبي أحمد (2/ 289)، رقم (810)، "المجروحين"(1/ 371 - 373)، "الكامل"(4/ 60 - 63)، رقم (912)، "تاريخ بغداد"(9/ 306 - 310)، رقم (4845)، "تهذيب الكمال"(13/ 16 - 22)، رقم (2796).
ولحديث ابن عباس رضي الله عنه هذا شاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه عند الحاكم (1/ 568)، وفيه مقدام بن داود بن عيسى بن تليد الرعيني، وهو متهم، كما تقدم (ح 662).
وحديث الباب ذكر البوصيري في "مصباحٍ الزجاجة" أن له شاهدًا من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عند الحاكم مرفوعًا وموقوفًا. والحديث المذكور هو قوله: "عليكم بالشفائين: العسل والقرآن".
أخرجه ابن ماجه (3452)، والحاكم (4/ 200، 403)، والبيهقي (9/ 344) - وأبو نعيم في "الطب"(2/ 639)، رقم (691)، و"الحلية"(7/ 133) من طريق زيد بن الحباب، عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا. قال أبو نعيم:"تفرد به زيد بن حباب عن الثوري"؛ يعني: برفعه. وقال البيهقي: "رفعه غير معروف، والصحيح موقوف، ورواه وكيع عن سفيان موقوفًا".
وحديث وكيع عند ابن أبي شيبة (ح 30643) -ومن طريقه عند الحاكم (4/ 200) - بلفظ: "العسل شفاء من كل داء، والقرآن شفاء لما في الصدور".
وأخرجه البيهقي (9/ 345) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود رضي الله عنه، موقوفًا، بلفظ:"في القرآن شفاءان: القرآن والعسل؛ القرآن شفاء لما في الصدور، والعسل شفاء من كل داء"، ثم قال:"هذا هو الصحيح موقوف، ورواه أيضًا الأعمش عن خيثمة والأسود عن عبد الله موقوفًا". وحديث الأعمش هو عند ابن أبي شيبة (ح 24157، 30642) عن أبي معاوية وابن نمير، وعند أبي نعيم =
744 - حديث: "فاز باللذة الجسور".
لا أعرفه
(1)
، ويقرب من معناه:"التاجر الجسور مرزوق"
(2)
، وربما
= في "الطب"(2/ 638)، رقم (689)، والحاكم (4/ 200) من طريق محمد بن عبيد، ثلاثتهم عن الأعمش به، بلفظ:"عليكم بالشفائين،. . " الحديث.
وهو عند أبي نعيم في "الطب"(ح 690) من طريق شبابة، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا مثله.
والحديث المتقدم في الرقية بالفاتحة، وما في الصحيح وغيره من رقيته صلى الله عليه وسلم نفسه بالمعوذات وغيرها، كلها شواهد لمعنى حديث الباب، وإليها أشار المؤلف بقوله:"وما أشبهه من الأحاديث". والله أعلم.
(1)
في "الجد الحثيث"(303): "هو بعض بيت وليس بحديث"، وفي "كشف الخفاء"(2/ 98)، رقم (1820) عن النجم الغزي: "هو بعض بيت لسلم الخاسر، وهو:
من راقب الناس مات غمًّا
…
وفاز باللذة الجسور
قال -يعني: النجم-: وليس بحديث أصلًا، وعجبت من السخاوي في إيراده مع شهرته شعرًا".
وسلم الخاسر هو الشاعر العباسي سلم بن عمرو بن حماد بن عطاء (ت 186 هـ)، وكان من تلامذة بشار بن برد الشاعر، واقترض شعره هذا من شعر قاله بشار من قبل:
من راقب الناس لم يظفر بحاجته
…
وفاز بالطيبات الفاتك اللهج
وانظر: "طبقات الشعراء" لابن المعتز العباسي [ت: 296](ص 99 - 100)، "المنصف للسارق والمسروق منه" لابن وكيع التنيسي (ص 105)، "الأوائل" لأبي هلال العسكري (ص 260)، و"الصناعتين" له (ص 214)"تاريخ بغداد"(9/ 140، 141)"محاضرات الأدباء" للراغب (2/ 109)، "المنتظم" لابن الجوزي (9/ 120 - 121)، رقم (1014)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (11/ 145)، "البداية والنهاية"(13/ 637) وغيرها.
ونسب للوليد بن يزيد بن عبد الملك، المعروف بالوليد الفاسق، في قصة منكرة، وليس بصحيح، وما جاء من مباهاة بشار بن بكرد بإبداع معناه، وغضبه على تلميذه سلم الخاسر في سرقته لمعنى شعره لهذا اللفظ، فيها دلالة قوية على انتفائه عن الوليد -وإن كان موصوفًا بالفسق والمجون-، وإلا لأعذر سلم الخاسر بأنه للوليد، فضمنته في شعرك بمعناه، وضمنتُه شعري أنا بلفظه، فكان ماذا. والله أعلم.
(2)
رواه القضاعي (1/ 169)، رقم (243) عن محمد بن منصور التستري، عن أبي أحمد العسكري، عن علي بن الحسين بن إسماعيل، عن عمر بن الخطاب، عن حجاج، عن حماد بن سلمة عن حميد عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "التاجر الجبان =
يتكلف لشبهه في الجملة: "وُكِّل الرزق بالحمق، والحرمانُ بالعقل، والبلاء واليقين بالصبر". وقد أورده الديلمي بلا سند عن الحسين بن علي به مرفوعًا
(1)
.
= محروم، والتاجر الجسور مرزوق".
وهو عند الديلمي في "الفردوس"(2/ 79)، رقم (2447)، وابنه في "مسنده"(2/ 52/ ب) عن أنس رضي الله عنه بلا سند، وقال ابن الديلمي:"ليس معناه -والله أعلم- أن الجبان يحرم الرزق لجبنه، ولا الجسور يرزق أكثر، ولكن معناه: أنهما يظنان كذلك، وهما يخطئان في ظنيهما، وما قسم من الرزق لا يزاد فيه ولا ينقص،. .". ولا داعي لتكلف التأويل إلا بعد ثبوت الحديث، وهو لم يسنده، وإسناد القضاعي فيه شيخه والراوي عن أبي أحمد العسكري: محمد بن منصور بن جيكان -بالجيم المكسورة- القشيري، التستري: كذبه الحافظ أبو إسحاق الحبال. انظر: "الإكمال" لابن ماكولا (2/ 586)، "الميزان"(4/ 48)، رقم (8213)، "اللسان"(7/ 529 - 530)، رقم (7448)، "تنزيه الشريعة"(1/ 114)، رقم (278).
وعلي بن الحسين بن إسماعيل: لم أقف على أمره، والظاهر أنه ليس بالمحاملي الحافظ (ت 386 هـ)، وهو متأخر الوفاة عن أبي أحمد العسكري - (ت 382 هـ)، وقد جاوز التسعين، فيما حسبه الذهبي في "سير الأعلام"(16/ 415) -، وهو والعسكري من طبقة واحدة، ويرويان عن عبدان الأهوازي ومحمد بن محمد الباغندي وابن جرير وطبقتهم. ولذا استبعد الألباني أن يكون هو المحاملي.
وأما عمر بن الخطاب: فالظاهر أنه عمر بن الخطاب السجستاني، أبو حفص القشيري، نزيل الأهواز (ت 264 هـ)، وقد قارب التسعين، وهو صدوق ["التقريب" (4889)]، ووقع عند الألباني "محمد بن الخطاب" فاستجهله.
وحجاج لعله ابن المنهال -كما قال الألباني- فإنه المذكور في الرواة عن حماد بن سلمة في "التهذيب".
وحكم الألباني في "الضعيفة"(2024)، لظاهر لفظه، وما استجهلهم من رواة إسناده، وقد أغفل الآفة، وهو التستري، لتعليقه الإسناد من عند شيخ أبي أحمد العسكري، وبمحمد بن منصور التستري، وجهالة علي بن الحسين أعله محقق "مسند الشهاب"، وهو كما قال. والله أعلم.
وعليه انتقد الألباني تحسين المناوي له في "التيسير"(1/ 932)، تبعًا لما نقله في "الفيض"(3/ 279)، رقم (6249) عن العامري في شرحه لـ "مسند القضاعي". والله تعالى أعلم.
(1)
"الفردوس بمأثور الخطاب"(4/ 385)، رقم (7120)، ولم أقف عليه مسندًا.
745 - حديث: "فاز المخفون".
الحاكم
(1)
في "الأهوال" من "مستدركه" وتمام في "فوائده" من حديث هلال بن يساف، عن أم الدرداء، قالت: قلت لأبي الدرداء: ما يمنعك أن تبتغي لأضيافك ما يبتغي الرجال لأضيافهم؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أمامكم عقبة كَؤُودٌ لا يجوزها المثقلون"، فأنا أريد أن أتخفف لتلك العقبة
(2)
.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد
(3)
. وهو عند ابن المظفر في "فضائل
(1)
يعني به معناه، كما قال علي القاري في "الأسرار المرفوعة"(ص 253، ح 315)، وإلا فلفظه لا يثبت في حديث، كما في "الجد الحثيث"(304).
(2)
أخرجه الحاكم (4/ 573 - 574)، وكذا البزار (10/ 54)، رقم (4118)، وابن جرير في "تهذيب الآثار" - مسند ابن عباس (1/ 266)، رقم (442)، من طريقين عن أسد بن موسى -المعروف بأسد السُّنَّة-، وأخرجه تمام (2/ 245)، رقم (1642) -ومن طريقه ابن عساكر (40/ 24 - 25) - من وجه لا بأس به إن شاء الله؛ عن عبد الله بن عمر بن أبان مشكدانة، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 226) من طريق عبد الحميد بن صالح، ثلاثتهم: عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، عن موسى بن مسلم الصغير، عن هلال بن يساف به، ولفظ الحاكم وابن جرير:"إن أمامكم. ."، ولفظ البزار:"إن بين أيديكم عقبة كئودًا لا ينجو فيها إلا كل مخف".
قال البزار: "لا نعلمه يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجه من الوجوه إلا من هذا الوجه، ولا نعلم حدث به إلا أبو معاوية عن موسى الصغير، وموسى رجل من أهل الكوفة ثقة حدث عنه الناس، وهلال بن يساف مشهور، وما بقي من الإسناد فصحيح".
وأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم"(2/ 4)، رقم (503) و"الزهد"(ص 95) - ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(13/ 42)، رقم (9923)، وابن عساكر (47/ 151)، وابن عدي (6/ 276) من وجهين عن محمد بن سليمان ابن بنت مطر الوراق، عن أبي معاوية به.
وقال ابن عدي: "هذا يعرف من رواية أسد السُّنَّة عن أبي معاوية، سرقه من أسد محمد بن سليمان هذا".
وابن بنت مطر الوراق هذا واه جدًّا، اتهم بالوضع، وكلام ابن عدي هذا يومئ أن يكون أسد السُّنَّة تفرد بهذا الحديث عن أبي معاوية، وأنه لا يثبت من غير طريقه، وقد جاء من رواية ثقتين آخرين عن أبي معاوية به، كما تقدم. والله أعلم.
(3)
وتقدم تصحيح البزار لإسناده أيضًا، ووافقهما على هذا التصحيح لإسناده الذهبي في "التلخيص"، والمنذري في "الترغيب"(4/ 60)، رقم (4804، 4805)، والهيثمي في =
العباس"
(1)
بزيادة: "إن" في المرفوع
(2)
. وفي الطبراني: "إن وراءكم عقبة كؤودًا"
(3)
.
وأورده ابن الأثير في "النهاية" بلفظ: "إن بين أيدينا عقبة كؤودًا لا يجوزها إلا الرجل المخف"
(4)
.
والكَؤُودُ -بفتح الكاف وبعدها همزة مضمومة-: هي العقبة الصعبة
(5)
.
ويروى كما في "الحلية" لأبي نعيم -في قصة التقاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأويس رحمه الله، وعَرَض عليه نفقةً وأباها- أنه قال:"يا أمير المؤمنين! إن بين يديَّ ويديك عقبة كؤودًا لا يجاوزها إلا ضامر مُخِفٌّ"
(6)
.
= "مجمع الزوائد"(3/ 259)، رقم (4530)، (10/ 464)، رقم (17911)، وصححه الألباني في "الصحيحة"(2480).
وقال ابن رشد في تأويله في "البيان والتحصيل"(17/ 612): "عنى أبو الدرداء رضي الله عنه بـ "العقبة الكؤود" الصراط الذي على شفير جهنم، يجوزه الناس بقدر أعمالهم، فيتفاوتون في سرعة النجاة عليه من نار جهنم على قدر خفة ظهورهم من الذنوب، ومنهم من يوبقه عمله"، وهذا هو الصواب في بيان مراده، وليس ما زعمه الصوفية من ترك الزواج، والابتعاد عن الأهل والأولاد. وبالله التوفيق.
(1)
ذكره الوادي آشي في "برنامجه"(ص 292)، رقم (163)، وابن حجر في "المعجم المفهرس"(ص 122)، رقم (456)، والفاسي في "صلة الخلف"(ص 314)، بأسانيدهم إلى مؤلفه: أبي الحسين محمد بن المظفر بن موسى البزاز البغدادي الحافظ (286 - 379 هـ) أحد الأئمة الثقات المأمونين. وانظر له: "تاريخ بغداد"(4/ 27 - 29)، رقم (1671)، "التقييد" لابن نقطة (1/ 112 - 113)، رقم (128).
(2)
هو بهذه الزيادة للحاكم والطبري أيضًا، وجزء ابن المظفر لم أقف عليه، وهو تلميذ للطبري.
(3)
كما في "الترغيب" للمنذري (4/ 60)، رقم (4805) و"مجمع الزوائد"(3/ 259)، رقم (4530) ووثقا رجاله.
(4)
انظر: "غريب الحديث" للقاسم بن سلام (3/ 244)، و"النهاية"(4/ 117 /كأد).
(5)
كذا في "الترغيب والترهيب" للمنذري (4/ 60)، رقم (4805)، وفي "تهذيب الآثار" - مسند ابن عباس (1/ 308):"العقبة: هي الجبل، و"الكؤود": الشاقة على من صعدها، وسار فيها"، وفي "الغريب" للخطابي (3/ 94 - 95):"عقبة كؤود، وكأداء؛ أي: ذات مشقة".
(6)
يروى من حديث ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه: فأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(2/ 80 - 81) -ومن طريقه الرافعي في "تاريخ قزوين"(1/ 90 - 95) - وابن عساكر (9/ 423 - 425) -من طريق الروياني، وعزاه السيوطي في "اللآلي"(1/ 413) لمسنده- من طريقين عن سلمة بن شبيب، عن الوليد بن إسماعيل الحراني، عن محمد بن إبراهيم بن عبيد، عن مخلد بن يزيد [وفي "الحلية": مجالد بن يزيد]، عن نوفل بن عبد الله، عن الضحاك بن مزاحم عن أبي هريرة رضي الله عنه في حديث طويل منكر جدًّا.
قال أبو نعيم: "تفرد به مجالد بن يزيد، عن نوفل، عن الضحاك بن مزاحم، عن أبي هريرة، بزيادة ألفاظ لم يتابعه عليها أحد". وأقره عليه الذهبي في "السير"(4/ 27 - 28)، فساق جملة من متنه، ثم قال:"هذا سياق منكر، لعله موضوع"، وقال الألباني في "الضعيفة" (6276):"هذا إسناد ضعيف مظلم منقطع؛ الضحاك بن مزاحم، قال الحافظ العلائي في "مراسيله" [ص: 243] وقد ذكر الضحاك هذا: ". . وقال أبو حاتم ["المراسيل" لابنه (347)]: لم يدرك أبا هريرة ولا أبا سعيد رضي الله عنهم. وقال ابن حبان: أما رواياته عن أبي هريرة، وابن عباس وجميع من روى عنه، ففي ذلك كله نظر""، زاد الألباني:"والسند إليه لا يصح؛ فيه ثلاثة ليس لهم ذكر في شيء من كتب التراجم التي عندي، وهم: الوليد بن إسماعيل، ومحمد بن إبراهيم، ونوفل بن عبد الله؛ فلم يترجمهم البخاري ولا بن أبي حاتم ولا ابن حبان، ولا من بعدهم، اللَّهُمَّ إلا الأول منهم؛ فقد ذكره المزي ["تهذيب الكمال" (11/ 285)] في شيوخ سلمة بن شبيب". وكما قال الألباني رحمه الله؛ لم أجد ترجمة لأي واحد منهم، على أن "مخلد بن يزيد" اختلف في اسمه في الروايتين كما هو أعلاه، ولعل "مجالد بن يزيد" تصحيف، ولم أقف له أيضًا على ترجمة ولا ذكر، وأما "مخلد" فموثق من رجال "التهذيب".
ومع ما تقدم أقدم السيوطي في "اللآلي المصنوعة"(1/ 412) إلى تقويته، فقال:"سنده لا بأس به".
وأما حديث ابن عمر رضي الله عنه: فأخرجه ابن عساكر (9/ 435) من طريق تمام الرازي، ثم من طريق محمد بن أيوب الرقي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه، في خبر باطل طويل.
وهو عند ابن حبان في "المجروحين"(2/ 297 - 298) -ومن طريقه لدى ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 43) - من هذا الوجه مختصرًا، وقال:"فذكر حديثًا طويلًا في ورقتين"، وحكم عليه بالوضع، وقال:"محمد بن أيوب: شيخ يضع الحديث على مالك،. .، لا يحل كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار،. . وهذا خبر لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا ابن عمر أسنده، ولا نافع حدث به، ولا مالك رواه"، وأقره =
وفي الباب عن أنس عند الطبراني، بلفظ: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا وهو آخذ بيد أبي ذر، فقال:"يا أبا ذر! أعلمت أن بين أيدينا عقبة كؤودًا لا يصعدها إلا المُخِفُّون؟ "، قال رجل: يا رسول الله! أمن الْمُخِفِّين أنا أم من المثقلين؟ قال: "عندك طعام يوم؟ " قال: نعم، "وطعام غد؟ " قال: نعم، "وطعام بعد غد؟ " قال: لا، قال:"لو كان عندك طعام ثلاث كنت من المثقلين"
(1)
.
= عليه ابن الجوزي في "الموضوعات"، والذهبي في "الميزان"(3/ 488)، رقم (7261)، وابن حجر في "اللسان"(6/ 582، 586، رقم 6521 - مكرر). فلم يفعل السيوطي بتعقبه شيئًا. والله أعلم.
(1)
رواه الطبراني في "الأوسط"(5/ 106 - 107)، رقم (4809) عن عبيد بن عبد الله بن جحش، عن جنادة بن مروان، عن الحارث بن النعمان، قال: سمعت أنسًا رضي الله عنه. الحديث.
قال الطبراني (5/ 108) -بعد أحاديث، منها: اللَّهُمَّ أحيني مسكينًا .. -: "لم يروها عن أنس إلا الحارث بن النعمان"، وكذا قال الدارقطني في "الغرائب"، كما في "أطرافه"(2/ 82)، رقم (812 - 813).
1 -
وهو الحارث بن النعمان بن سالم الليثي ابن أخت سعيد بن جبير: قال البخاري والأزدي: "منكر الحديث"، وذكره أبو زرعة الرازي في "الضعفاء"، وقال أبو حاتم:"ليس بقوي الحديث"، ونقل العقيلي (1/ 214)، رقم (261) حكم البخاري، ثم أسند عنه ثلاثة أحاديث، فقال:"لا يتابع عليها، وحديثا أنس منكران غير محفوظين إلا عنه"، وأما النسائي فذكر في "الضعفاء" (115):"الحارث بن النعمان ليس بثقة"، وهذا جرح شديد، ولكنه لم يميز من تكلم فيه، والظاهر أنه عنى هذا دون الأكفاني الراوي عنه، وسيأتي في الوجه الثاني لهذا الحديث. وإلى قول أبي حاتم مال الذهبي في "الكاشف"(877)، وابن حجر في "التقريب"(1052)، وحكم البخاري والنسائي بالنظر لحال الأحاديث أقرب، وكأنه إليه مال الذهبي في "السير"(15/ 434)، والألباني في "الضعيفة"(6692). والله أعلم.
وانظر: "الضعفاء" للبخاري (62)، "سؤالات البردعي"(2/ 607)، رقم (59)، "الجرح والتعديل"(3/ 91)، رقم (425)، "الثقات"(4/ 135)، "الميزان"(1/ 444)، رقم (1650)، "المغني"(1254)، "تهذيب التهذيب"(2/ 139)، رقم (277).
2 -
جنادة بن مروان الحمصي، أبو محمد الأزدي: قال أبو حاتم الرازي: "ليس بقوي، أخشى أن يكون كذب في حديث عبد الله بن بسر أنه رأى في شارب النبي صلى الله عليه وسلم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= بياضًا بحيال شفتيه"، وهذا الكلام من أبي حاتم الرازي فهمه ابن الجوزي، والذهبي على أنه اتهمه في ذلك الحديث، وتابعهما عليه الهيثمي في مواضع من "مجمع الزوائد" (2/ 83، رقم 1838، (2/ 562، رقم 3658)، (5/ 117)، رقم (8212)، والسبط ابن العجمي في "الكشف الحثيث" (1/ 87)، رقم (202)، وتعقب ذلك الحافظ في "اللسان" (2/ 495)، رقم (1973) -ووافقه الألباني في "الضعيفة"- بقوله: "أراد أبو حاتم بقوله: "كذب"، أخطأ، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج له هو والحاكم في الصحيح، وأما قول ابن الجوزي عن أبي حاتم أنه قال:"أخشى أن يكون كذب في الحديث"، فاختصاره مفض إلى رد حديث الرجل جميعه، وليس كذلك إن شاء الله تعالى". قلت: لم أقف على ترجمة له في "الثقات"، ولا على رواية له في صحيحه، ولا عنه في "إتحاف المهرة" للحافظ ابن حجر، وأما الحاكم فخرج له (4/ 499) حديثًا واحدًا توبع عليه عنده، وسكت عنه، وكذا ذكر له الضياء في "المختارة"(9/ 53) حديثًا، فقال:"أخرجناه استشهادًا"، فمثل هذا الإخراج لا يقويه في شيء، وكون أبي حاتم أراد بلفظة "الكذب" الخطأ -على لغة لأهل الحجاز- فيحتاج إلى شاهد آخر له من قول أبي حاتم، ولا يحمل كلامه على ما لم يعهد منه، وإن كان قوله غير صريح في الاتهام، والله أعلم. وانظر:"الجرح والتعديل"(2/ 516)، رقم (2134)، "الضعفاء" لابن الجوزي (693)، "المغني"(1193)، "الميزان"(1/ 424)، رقم (1573).
وبجنادة بن مروان هذا وحده أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 464)، رقم (17912)، فقال:"فيه جنادة بن مروان، قال أبو حاتم: "ليس بالقوي"، وبقية رجاله ثقات"، وفيه تساهل، انتقده عليه الألباني.
3 -
عبيد بن عبد الله بن جحش: قال الألباني: "هو من شيوخ الطبراني الذين لم نجد لهم ذكرًا في كتب الرجال"، وفي "إرشاد القاصي" (625):"مجهول، وأحاديثه كلها عن جنادة، وهو ضعيف".
ولهذه العلل ضعفه المنذري في "الترغيب"، والألباني في "الضعيفة".
وله طريق آخر: أخرجه ابن الأعرابي في "الزهد"(ص 94) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(13/ 41)، رقم (9922)، والسلفي في "معجم السفر"(1/ 435)، رقم (1482) - عن محمد بن [عبيد بن] عتبة الكندي، عن محمد بن إسحاق، عن الحارث بن النعمان، عن الحارث بن سالم، قال: سمعت أنسًا رضي الله عنه.
وهذا الإسناد أوهى من الأول، وفيه ثلاث علل أيضًا:
1 -
فالراوي عن أنس رضي الله عنه هو الحارث بن النعمان بن سالم الليثي المتقدم، نسب إلى جده، وهو منكر الحديث. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 2 - والراوي عنه: هو الحارث بن النعمان بن سالم البزاز أبو النضر الأكفاني الطوسي، نزيل بغداد: قال ابن معين -في رواية ابن محرز عنه في "معرفة الرجال"(1/ 81): "ليس به بأس"، وقال الذهبي في "الميزان"(1/ 445)، رقم (1651) - وتابعه الحافظ في "التهذيب"(2/ 139)، رقم (278)، و"التقريب" (1053) -:"صدوق"، ولم يذكر الخطيب (8/ 207)، رقم (4326)، والمزي (5/ 292)، رقم (1048) فيه جرحًا ولا تعديلًا، وأما أبو حاتم الرازي فقال -كما في "العلل" لابنه (2425) -:"الحارث بن النعمان هذا كان يفتعل الحديث". ومن رواياته عن سميه الليثي عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: "الصدقة تمنع سبعين نوعًا من البلاء، أهونها الجذام والبرص".
3 -
محمد بن إسحاق: الظاهر من شيوخ محمد بن عبيد الكندي أنه محمد بن إسحاق بن حرب اللؤلؤي البلخي؛ أحد الحفاظ المشهورين، ولكنه رافضي تالف، كذبه صالح جزرة، ورماه أبو حاتم والجوزجاني والشاذكوني بالوضع فيما رواه الحافظ أحمد بن سيار المروزي عن ثلاثتهم، وأقرهم عليه، وقال ابن عدي:"حديثه لا يشبه حديث أهل الصدق"، وقال الخطيب: لم يكن يوثق في علمه. انظر: "الكامل"(6/ 279 - 280)، رقم (1765)، "تاريخ بغداد وذيوله"(1/ 249 - 251)، رقم (52)، "لسان الميزان"(6/ 547)، رقم (6459).
وله شاهد من حديث أبي ذر رضي الله عنه: أخرجه الحسين بن الحسن بن حرب المروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (1/ 375 - 376)، رقم (1064) عن إبراهيم بن جميل، عن الحارث بن النعمان، عن سعيد بنِ جبير، عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر! إن أمامك عقبة كئودًا لا يقطعها إلا كل مخف"، قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم!، أمنهم أنا؟ قال:"إن لم يكن عندك قوت ثلاثة أيام -أو إلا قوت ثلاثة أيام- فأنت منهم".
والحارث بن النعمان هو ابن أخت سعيد بن جبير المتقدم، وهو منكر الحديث، كما تقدم.
وسعيد بن جبير (50 - 95 هـ) عن أبي ذر رضي الله عنه (ت 32 هـ) منقطع.
وإبراهيم بن جميل: لم أقف له على ترجمة، وكذا قال حبيب الرحمن الأعظمي في تعليقه على الحديث، وزاد:"صوابه عندي: الهيثم بن جميل، حرفه بعض الناسخين". وفي قوله قوة ما، فإن للحسين في زياداته أحاديث عدة عن الهيثم بن جميل -وهو البغدادي، نزيل أنطاكية: ثقة، من أصحاب الحديث، وكأنه ترك فتغير، من صغار التاسعة ["التقريب" (7359)]-، إلا أن مجرد هذا لا يكفي لهذا التعيين، والإسناد على كلٍّ واه. والله أعلم. =
ومما قيل
(1)
:
قالوا تزوج فلا دنيا بلا امرأة
…
وراقب الله واقرأ آي ياسينا
(2)
لما تزوجت طاب العيش لي وحلا
…
وصرت بعد وجود الخير مسكينا
جاء البنون وجاء الهَمُّ يتبعهم
…
ثم التفت فلا دنيا ولا دينا
هذا الزمان الذي قال الرسول لنا
…
خِفُّوا الرحال فقد فاز المُخِفُّونا
746 - حديث: "الفال موكل بالمنطق".
في: "أخذنا فالك من فيك"
(3)
.
747 - حديث: "فدى الله إسماعيل عليه السلام بالكبش".
هو كلام صحيح، وفي التنزيل:{وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)} [الصافات: 107].
748 - حديث: "فِرَّ من المجذوم فرارك من الأسد".
في: "اتقوا ذوي العاهات"
(4)
.
= ولعل أصل الحديثين ما أخرجه أحمد (35/ 328 - 329)، رقم (21416)، والحارث بن أبي أسامة ["بغية الباحث" (1087)]-ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 161) - بإسناد صحيح، عن أبي أسماء الرحبي، عن أبي ذر رضي الله عنه قال:"إن خليلي صلى الله عليه وسلم عهد إلي أن دون جسر جهنم طريقًا ذا دحض ومزلة، وإنا نأتي عليه وفي أحمالنا اقتدار -وفي لفظ: وفي أحمالنا اضطمار- أحرى أن ننجو من أن نأتي عليه ونحن مواقير". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10453/ 17880): "رجاله رجال الصحيح".
(1)
وكذا نقله العجلوني في "كشف الخفاء"(2/ 99)، رقم (1821)، ولم أقف على قائله.
(2)
يعني به الآيات من سورة "يس"، ولم يتبين لي المراد منها، أهي ما في السورة من آيات في التذكير والوعد والوعيد، أم يعني ما منَّ الله فيها بالأزواج والنعم في الدنيا، وهي (33 - 36، و 71 - 73)، أو ما ذكر الله عز وجل في وصف أهل الجنة:{هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56)} . والأول أقرب. والله أعلم.
ومن الجدير بالتنبيه أن الرغبة عن الزواج، والميل إلى ترك النكاح من ذمائم الأمور التي قابلها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:"ما بال أقوام قالوا كذا وكذا؟! "، "أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني". أخرجه البخاري (ح 5063)، ومسلم (ح 1401)، والجملة الأولى لمسلم، والثانية لفظ البخاري.
(3)
الحديث (41).
(4)
الحديث (21).
749 - حديث: "فضل شهر رجب على الشهور كفضل القرآن على سائر الكلام،
وفضل شهر شعبان على الشهور كفضلي على سائر الأنبياء، وفضل شهر رمضان كفضل الله على سائر العباد".
قال شيخنا: إنه موضوع
(1)
.
(1)
نقله في "تبيين العجب"(ص 25، ح 8) عن خط الحافظ السِّلَفي، من روايته عن الشيخ أبي البركات هبة الله بن المبارك السقطي، بإسناده إلى مالك، عن الزهري عن أنس رضي الله عنه، مرفوعًا به، فقال:"رجال هذا الإسناد ثقات، إلا السقطي فهو الآفة، وكان مشهورًا بوضع الحديث، وتركيب الأسانيد، ولم يحدث واحد من رجال هذا الإسناد بهذا الحديث قط"، وتقدم للسقطي في فضل رجب حديث آخر أيضًا (ح 519)، مع حكم الحافظ عليه بالوضع.
والطرف الأول من الحديث رواه كذلك الديلمي (2/ 271/ ب) عن إسماعيل بن عبد الغفار الفارسي، عن خلف بن داعي العلوي، عن أبيه السيد داعي بن مهدي، عن أبي الحسن علي بن زيد البصري، عن أبي بكر محمد بن جعفر بن سعيد الجوهري البغدادي، عن الحسن بن عرفة، عن يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس رضي الله عنه.
وهو موضوع على إسناد الصحيح، وأبو بكر الجوهري: ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد"(2/ 142 - 143)، رقم (560)، وذكره بالرواية عن الحسن بن عرفة في الغربة -يعني: في غربته عن بغداد- وأسند من طريقه عن الحسن بن عرفة حديثًا توبع عليه عنده وعند غيره، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وأبو الحسن علي بن زيد البصري: لم يتبين لي أمره، ولم أقف على من يذكر به في هذه الطبقة وما قاربها، ويحتمل التصحيف من "الحسن بن علي بن زكريا البصري" -وهو أحد المشهورين بالوضع، من شيوخ ابن عدي والدارقطني، كما تقدم (ح 546) -، ولكنه أقدم من هذا بطبقة. والله أعلم.
والداعي بن مهدي بن أبي طاهر محمد بن جعفر بن محمد الأكبر بن جعفر الملك بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب العلوي السيد، أبو محمد الصوفي الإستراباذي السني (ت 405 هـ): ترجم له في "المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور"(1/ 234 - 235)، رقم (685)، ووصفه بكثرة الكتابة، ولقي مشايخ الصوفية، وملازمة أبي عبد الرحمن السلمي الصوفي حتى سمع منه أكثر كتبه، ولم يذكره بجرح ولا تعديل، وشيخه السلمي متهم بالوضع للصوفية.
وكذا ترجم فيه (1/ 230، رقم 671، 1/ 293، رقم 883) لابنيه:
1 -
خليفة بن الداعي ووصفه بالفضل.
2 -
وخلف -وفي نسخة: "ظفر"، وهو الأصوب- وقال فيه: "الملك العلوي =
750 - حديث: "فضل العلم خير من فضل العبادة".
في: "لَفَقيهٌ واحد"
(1)
.
751 - حديث: "فضوح
(2)
الدنيا أهون من فضوح الآخرة".
الطبراني والقضاعي؛ من حديث القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قُسيط
(3)
، عن أبيه، عن عطاء
(4)
، عن ابن عباس، عن أخيه الفضل به مرفوعًا
(5)
.
= الإستراباذي أبو الفضل".
فأحد هؤلاء الثلاثة -أو الأربعة- يكون ركبه أو ركب له على هذا الإسناد الصحيح. والله أعلم.
(1)
الحديث (873).
(2)
"الفضيحة" و"الفضوح" -كـ "قعود"- و"الفضوحة"-بزيادة الهاء، بضمهما- و"الفضاحة" بالفتح، و"الفِضاح" بالكسر: اسم للفضح، وهو أن يرتكب أمرًا سيئًا فيشتهر به. "تاج العروس"(7/ 20 - 21).
(3)
هو: الليثي المديني: ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 15)، وأورده العقيلي في "الضعفاء"(3/ 481 - 483)، رقم (1541)، فأسند له هذا في حديث طويل بين النكارة، ثم نقل عن ابن المديني أنه قال:"عطاء هو عندي عطاء بن يسار، وليس لهذا الحديث أصل من حديث عطاء بن أبي رباح، ولا عطاء بن يسار، وأخاف أن يكون عطاءًا الخراساني، فإنه يرسل عن ابن عباس، والله أعلم"، وقال الذهبي:"حديثه منكر، ذكره العقيلي بطرق متعددة"، ثم ساق متنه عن العقيلي، فقال:"أخاف أن يكون كذبًا مختلقًا"، [انظر:"المغني"(5024)، و"الميزان"(3/ 381 - 383)، رقم (6855)]، ولم يتعقبه الحافظ في "اللسان"(6/ 384 - 386)، رقم (6138) إلا أنه زاد في الترجمة ذكر ابن حبان له في "الثقات".
(4)
هو: ابن يسار، أو الخراساني، كما تقدم عن ابن المديني.
(5)
أخرجه القضاعي (ح 246) مختصرًا، وبه علقه الديلمي (2/ 257/ أ) عن الطبراني.
وقد أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 280 - 281)، رقم (718)، و"الأوسط"(3/ 104 - 105)، رقم (2629)، وكذا الطبري في "تاريخه"(3/ 189 - 190)، والعقيلي (3/ 482)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"(1/ 405 - 407)، رقم (445)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(7/ 179 - 180)، وابن عساكر (48/ 322 - 324) من طرق عن معن بن عيسى القزاز، عن الحارث بن عبد الملك بن عبد الله الليثي ثم السمعي النخعي -وقال بعضهم: ثم الأشجعي-، عن القاسم بن يزيد به، في حديث طويل منكر. قال الطبراني: "لا يروى عن الفضل إلا بهذا الإسناد، تفرد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= به الحارث بن عبد الملك".
وقال الدارقطني في "الأفراد" -كما في "أطرافه"(4/ 259 - 260)، رقم (4216) -:"عطاء: هو ابن يسار، ولا أعلم رواه غير معن بن عيسى عن الحارث بن عبد الملك عن القاسم". وتقدم قول ابن المديني والذهبي، مع إقرار ابن حجر لهما فيه، وهكذا حكم بنكارته العراقي والمناوي والألباني، وقال ابن كثير:"في إسناده ومتنه غرابة شديدة". وسائر رواته ثقات مشاهير، سوى الحارث بن عبد الملك الليثي، وشيخه القاسم، ولم أقف لهما على ذكر في غير هذا الحديث، وقد استنكره العقيلي والذهبي وغيرهما على القاسم، كما تقدم. وانظر:"البداية والنهاية"(8/ 45)، "المغني" للعراقي (1/ 1074)، رقم (3895)، "فيض القدير" للمناوي (4/ 441)، رقم (5890)، "الضعيفة"(6297).
والحارث بن عبد الملك بن عبد الله بن إياس الليثي: ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 273)، رقم (2438)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 80)، رقم (368)، بروايته عن القاسم بن يزيد، وسماع معن بن عيسى عنه، وبه ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 182)، والبخاري لم يسق في "تاريخه"(7/ 114، رقم 502 - ترجمة الفضل بن العباس رضي الله عنهم)، إلا قوله:"الحق بعدي مع عمر حيث كان"، وهذا القدر منه غير منكر جدًّا، وله شواهد عديدة. والله أعلم.
ولبعضه دون موضع الشاهد منه طريق آخر عند أبي يعلى (12/ 201)، رقم (6824) من روايته عن عبيد بن جنادة، عن عطاء بن مسلم، عن جعفر بن برقان، عن عطاء، عن الفضل بن عباس رضي الله عنهما.
وعطاء بن مسلم: هو الخفاف، وهو صدوق في نفسه، ولكنه كثير الخطإ وفي حديثه مناكير، كما قال ابن معين وأحمد وابن حبان وابن عدي وغيرهم، وأخذ عليه القلب في الأسانيد على التوهم -من متروك، إلى ثقة-، فتفرد مثله ليس بشيء، فكيف بما ينكر عليه، وعليه قال الذهبي:"ليس بذاك".
وانظر: "الضعفاء" للعقيلي (3/ 405)، رقم (1443)"الجرح والتعديل"(6/ 336)، رقم (1859)، "المجروحين"(2/ 131)، "الكامل"(5/ 367 - 368)، رقم (1528)، "العلل" للدارقطني (12/ 77)، رقم (2441)، "تاريخ بغداد"(12/ 290)، رقم (6740)، "تهذيب الكمال"(20/ 104 - 106)، رقم (3940)، "الكاشف"(3804)، "التقريب"(4599).
وفي إسناده علة أخرى: وهو الانقطاع بين عطاء -أيا كان؛ ابن يسار، أو ابن أبي رباح، أو الخراساني-، وبين الفضل بن العباس رضي الله عنهما (ت 12 هـ)، فهو مرسل، أو معضل. والله أعلم.
752 - حديث: "الفطر مما دخل".
في: "الوضوء مما خرج"
(1)
.
753 - حديث: "الفقر قيد المجرمين".
في: "العصمة أن لا تجد"
(2)
.
754 - حديث: "الفقر فخري، وبه
(3)
أفتخر".
قال شيخنا: هو باطل موضوع
(4)
.
قلت: ومن الواهي في الفقر: ما للطبراني عن شداد بن أوس رفعه: "الفقر أزين بالمؤمن من العذار الحسن على خد الفرس"
(5)
.
(1)
الحديث (1278).
(2)
تقدم (ح 704).
(3)
في (أ، هـ): "و بي"، وهو خطأ، والمثبت من (د، م، ز) ونسخ مساعدة.
(4)
"التلخيص الحبير"(3/ 235 - 236)، (ح 1495)، نقلًا عن الصغاني وابن تيمية، وبه قال ابن الملقن، ونقله عن جماعة ممن أدركهم، ومن لفظ شيخ الإسلام ابن تيمية:"هو كذب لا يعرف في شيء من كتب المسلمين المعروفة"، وزاد في موضع:"ومعناه باطل؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفتخر بشيء، بل قال: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر"، وقال في حديث: "إنه أوحي إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد" ولو افتخر بشيء لافتخر بما فضله الله به على سائر الخلق".
ويزاد عليه بأنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذة من الفقر، ولن يفتخر صلى الله عليه وسلم بما يستعيذ منه. والله أعلم.
انظر: "الموضوعات" للصغاني (ح 77)، و"الفتاوى الكبرى" لابن تيمية (5/ 89)، و"أحاديث القصاص"(ح 12)، و"البدر المنير"(7/ 371)، رقم (586 - 587).
(5)
رواه الطبراني في "الكبير"(7/ 294)، رقم (7181) -ومن طريقه الشجري في "الأمالي الخميسية"، كما في "ترتيبه"(2/ 220)، رقم (2198) - عن محمد بن خالد الراسبي، عن مهلب بن العلاء، عن شعيب بن بيان الصفار، عن عمران القطان، عن قتادة، عن الحسن، عن شداد بن أوس رضي الله عنه.
1 -
وعمران بن داور القطان البصري: صدوق، يكثر خطؤه، كما تقدم، فمثله يتثبت فيما يتفرد به.
2 -
شعيب بن بيان الصفار البصري: قال العقيلي: "يحدث عن الثقات بالمناكير، وكاد أن يغلب على حديثه الوهم". ونقل الذهبي عن الجوزجاني أنه قال: "له مناكير"، وقال البزار:"ضعيف الحديث، وإنما يكتب من حديثه ما تفرد به". وقوله =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= هذا من الجرح الشديد عند البزار، وأكثر ما يطلق فيه:"لين الحديث،. . . "، وربما قال:"ليس بالحافظ"، أو (لم يكن بالقوي)، وفي موضع (ضعيف الحديث جدًّا) -وهو مكذب-، ويضيف إليه أحيانًا:"ويبين العلة التي من أجله كتب"، أو:"يبين العلة في ذلك"، وقد سبرت كل كلامه في ذلك مقارنًا بأحكام غيره في أولئكم الرواة، فوجدته لا يطلقه إلا على متهم أو متروك، أوما شاكلهما ممن سقط اعتبارهم، ولو نسبيًا، فهو من المتروكين لديه، وعامة ما أخرج له مناكير، وعليه أعلها به الهيثمي في "كشف الأستار"، و"مجمع الزوائد"، وغالبها مما تفرد بها عن عمران القطان عن قتادة، ولا يتابع عليها عن أي منهما. والله أعلم.
وأما الذهبي، فقال:"صدوق"، وتابعه عليه ابن حجر، بزيادة قوله:"يخطئ"، وإنما هو ينكر عن الثقات، كما تقدم، فهو دون ما أعطياه من الدرجة بكثير.
وذكر الحافظ في "التهذيب" أن ابن حبان ذكر في "الثقات": "شعيب بن بيان يروي عن يزيد المرى عن الحسن، وعنه عبد الله بن الحارث"، قال الحافظ:"فما أدرى هو ذا أم غيره"، وكذا صرح الهيثمي في "مجمع الزوائد" في موضعين منه أن ابن حبان ذكره في "الثقات"، ولم أقف عليه.
وكذا لم أقف على ما نقله الذهبي عن الجوزجاني، فلعله أخذه من ابن الجوزي في "الضعفاء"، ولفظه عنده:"يحدث عن الثقات بالمناكير"، وهذا ليس له في ألفاظ الجوزجاني مثيل، فالظاهر أن السعدي عنده خطأ أو تصحيف من العقيلي، فانساق معه الحافظ الذهبي، واختصر لفظه، ثم عنه أخذه الحافظ ابن حجر، والله أعلم. وانظر:"مسند البزار"(13/ 473)، رقم (7267) وكذا لأحاديث شعيب عنده (8/ 70)، رقم (3064، 3065)، ولنظائر كلامه المذكور:(1/ 492)، رقم (3311). وانظر أيضًا:"الضعفاء" للعقيلي (2/ 183)، رقم (705)، ولابن الجوزي (1629)، "الكاشف"(2283)، "المغني"(2773)، "الميزان"(2/ 275)، رقم (3710)، "تهذيب التهذيب"(4/ 349 - 350)، رقم (595)"التقريب"(2795)، "كشف الأستار" للهيثمي (2/ 192)، رقم (1497)، والأحاديث:(2053، 2054، 2939، 3002)، و"مجمع الزوائد"(5/ 119)، رقم (8218)، (7/ 281)، رقم (11463)، (8/ 132)، رقم (12982).
3 -
مهلب بن العلاء: لم أقف له على ترجمة، وكذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"، والألباني في "الضعيفة"، وذكره ابن ماكولا (1/ 403)، والسمعاني (5/ 552) شيخًا لمحمد بن خالد الراسبي النبلي البصري، ولم يذكرا لأي منهما جرحًا ولا تعديلًا. وله عن شعيب عند الطبراني في "الكبير"(3/ 179)، رقم (3048)، (21/ 118)، رقم (141) حديثان باطلان غير هذا الحديث، توبع على أولهما =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= -وهو أوهاهما- من وجه حسن عن شعيب، فالعلة فيهما من شعيب بن بيان دونه، والله أعلم.
انظر: "مجمع الزوائد"(3/ 15)، رقم (3750)، (4/ 257)، رقم (6707)، (8/ 77)، رقم (12772)، "فيض القدير" للمناوي (1/ 408)، رقم (526)، (3/ 114)، رقم (2820)، "الضعيفة"(2516)، "الإرواء"(8/ 33)، رقم (2366).
ومن أجل ما تقدم ضعف إسناده العراقي في "المغني"(2/ 1084)، رقم (3925)، ووهاه المؤلف أعلاه، وتابعه المناوي في "فيض القدير"(4/ 464)، رقم (8460)، والعجلوني في "كشف الخفاء"(2/ 102)، رقم (1835) -ونقل عن ابن تيمية، أنه قال:"كذب"-، والألباني في "الضعيفة"(564).
واستنكره ابن عدي مقطوعًا، فكيف به مرفوعًا. والله أعلم.
وله شاهدان آخران؛ من حديث سعد بن مسعود، وابن عمر رضي الله عنهم.
أما حديث سعد بن مسعود: فأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1/ 199)، رقم (568)، وكذا هناد (1/ 324)، رقم (588)، والحربي في "غريب الحديث"(1/ 267) عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، عن سعد بن مسعود الكندي مرفوعًا به. وقال الألباني في "الضعيفة" (564):"هذا إسناد ضعيف جدًّا، من أجل ابن أنعم هذا، وقد اتهمه ابن حبان فقال -"المجروحين" [(2/ 53)]-: "كان يروي الموضوعات عن الثقات، ويأتي عن الأثبات بما ليس من أحاديثهم، وكان يدلس عن محمد بن سعيد بن أبي قيس المصلوب"". وزاد الألباني أن سعد بن مسعود الكندي مختلف في صحبته.
وذكر ابن القيسراني في "ذخيرة الحفاظ"(3/ 1651)، رقم (3693):"هو من كلام الإفريقي، وليس بمسند".
وعليه أورده السيوطي في "ذيل الموضوعات"[رقم (803)] من رواية ابن عدي، معتمدًا على حكمه عليه بالنكارة، وتعقبه ابن عراق في "تنزيه الشريعة"(2/ 310 - 311) بما لا يفيد. والله أعلم.
وأما حديث ابن عمر رضي الله عنه: فأخرجه السمعاني ["المنتخب من معجم شيوخه" (1/ 662)] من طريق جعفر بن عامر أبي الليث الصغدي، عن أحمد بن عمار بن نصير أبي العباس الشامي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، مرفوعًا.
وأبو الفضل جعفر بن أبي الليث عامر البغدادي، الصغدي -نزيل قزوين-: متهم بالكذب، وفرقه الذهبي -وتابعه ابن حجر، وابن عراق- ترجمتين؛ "جعفر بن عامر"، وجعفر بن أبي الليث"، وهما واحد، كما في "تاريخ بغداد" (7/ 207 - 208)، رقم (3663). وقال الخطيب: "حدث عن أحمد بن عمار الشامي -شيخ =
وسنده ضعيف، والمعروف أنه من كلام عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، كذلك رواه ابن عدي في "الكامل"
(1)
.
ولمحمد بن خفيف الشيرازي
(2)
في "شرف الفقرا"
(3)
والديلمي؛ عن
= مجهول- وعن الحسن بن عرفة أحاديث منكرة". وانظر: "العلل المتناهية" (2/ 111)، رقم (987)، "المغني" (1147، 1154)، "الكشف الحثيث" (195، 196)، "اللسان" (2/ 454، رقم 1854، 2/ 462، رقم 1854)، "تنزيه الشريعة" (1/ 45)، رقم (24).
وأحمد بن عمار بن نصير أبو العباس الشامي -قيل بأنه أخو هشام بن عمار-: مجهول، لم يأت به إلا ذلك الشيخ المتهم به، وبحديثه. وقال الدارقطني:"متروك"، وبه وحده أعله الألباني في "الضعيفة"(564)، والأقرب أن يحمل حديثه على الراوي عنه، كما تقدم عن الخطيب وابن الجوزي. والله أعلم.
وانظر: "تاريخ دمشق"(5/ 84 - 85)، رقم (49)، "الميزان"(1/ 123)، رقم (497)، "اللسان"(1/ 559)، رقم (678).
وبذا تبين أن الحديث موضوع بوجوهه، ولن يستعيذ النبي صلى الله عليه وسلم بربه مما هو زين للمؤمن، وهو أتقاهم لربه. والله أعلم.
(1)
ونحوه قول العراقي في "المغني"(2/ 1084)، رقم (3925) بسياق مقارب، وهو عند ابن عدي (1/ 344) من رواية الدبري عن عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الرحمن بن زياد قوله، وقال:"منكر بهذا الإسناد"، فهو يستنكره مقطوعًا فضلًا عن المرفوع. والله أعلم.
(2)
هو: محمد بن خفيف بن أسفكشاذ، أبو عبد الله الضبي الشيرازي الصوفي (قبل: 270 - 371 هـ)، شيخ بلاد فارس في وقته، ويؤخذ عليه مبالغته في الدفاع عن الحسين بن منصور الحلاج -أول من أبرز نظرية حلول الله تعالى في الكُمَّل من الخلق، ودعا إليها، فصلب عليه حدًّا- ومع ذا قال الحافظ الذهبي:"قد كان جمع بين العلم والعمل، وعلو السند، والتمسك بالسنن، ومُتِّع بطول العمر في الطاعة". والله أعلم. انظر: "طبقات الصوفية" للسلمي (ص 236، 345 - 348)، "تاريخ بغداد"(8/ 689)، "تاريخ دمشق"(52/ 405 - 420)، رقم (6318)، "طبقات الشافعية" لابن الصلاح (1/ 154 - 157)، رقم (25)، "سير أعلام النبلاء"(16/ 342 - 347)، رقم (249).
(3)
في (أ، ز): "شرف الفقر"، والتصويب من:"م، د" ونسخ مساعدة والمصادر، وهو كتاب "شرف الفقراء المتحققين على الأغنياء المنفقين". انظر:"طبقات الشافعية" للسبكي (6/ 366)، "إيضاح المكنون"(4/ 47)، "معجم المؤلفين"(9/ 282).
معاذ بن جبل رفعه: "تحفة المؤمن في الدنيا الفقر"
(1)
. وسنده لا بأس به
(2)
.
وهو عند الديلمي أيضًا عن ابن عمر بسند ضعيف جدًّا
(3)
.
(1)
أخرجه الديلمي (2/ 49/ ب)[و"الزهر" (2/ 46)] من طريق ابن السني، ثم من حديث أبي حاجب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ رضي الله عنه مرفوعًا به. ورجاله كلهم ثقات محتج بهم، إلا أبا حاجب فلم يتبين لي أمره، ولعله صخر بن محمد الحاجبي الذي يضع على مالك والليث وطبقتهما، كما تقدم [ح 618]، ويكون الإسناد منقطعًا بينه وبين عبد الرحمن بن غنم الأشعري (ت 78 هـ).
ولا يحتمل أبا حاجب زرارة بن أوفى العامري، من الثالثة (ت 93 هـ)، ولا أبا حاجب سوادة بن عاصم العنزي، من الثالثة أيضًا، فهما أقدم من أن يروي عنهما راوي هذا الحديث "يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي الدمشقي (ت 215 هـ)، وقد جاوز التسعين"، وهو ثقة، من صغار التاسعة، كما في "التقريب"(7806)، ويحتمل أن يكون الحافظ العراقي والسخاوي حسباه أحد الرجلين فقويا إسناده، وليس كذلك. والله أعلم.
وقال الألباني في "الضعيفة"(3392): "إسناده فيه جهالة؛ أبو حاجب ومسرة بن صفوان لم أعرفهما".
وأبو حاجب تقدم الكلام عليه، و"مسرة" تصحيف من "يسرة"، وهو على الصواب في "مسند الفردوس" و"زهره".
وأما الحافظ المناوي، فقال في "فيض القدير"(3/ 307)، رقم (3258):"فيه يعقوب بن الوليد المدني: قال الذهبي في "الضعفاء": كذبه أحمد والناس، وقال السخاوي: حرف اسمه بعض رواته فسماه "إبراهيم"، وللحديث طرق كلها واهية". وتعقبه الألباني بعدم وجوده في إسناد الديلمي المذكور، وبأنه لو يكن مثله في الإسناد لما قال العراقي والسخاوي فيه:"لا بأس به". والله أعلم.
(2)
كذا قال الحافظ السخاوي، تبعًا للعراقي في "المغني"(2/ 1085)، رقم (3928)، وتعقبا، كما تقدم. والله أعلم.
(3)
أخرجه في "مسند الفردوس"(2/ 49/ ب) من طريق أبي عبد الرحمن السلمي، ثم من طريق محمد بن محمد بن الأشعث، عن جعفر بن محمد بن جعفر العلوي، عن داود بن المحبر، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا:"تحفة المؤمن ثلاث: الفقر والمرض والموت، فمن أحب الله أحبه الله، وكافأه بالجنة".
وهذه سلسلة البلايا: داود بن المحبر الثقفي البكراوي -مؤلف كتاب العقل-؛ متروك، وأكثر كتاب "العقل" الذي صنفه موضوعات ["التقريب" (1811)]، ومحمد بن محمد بن الأشعث الكوفي نزيل مصر: رافضي، متهم بالوضع والسرقة [كما سيأتي =
755 - حديث: "الفقهاء أمناء الرسل، ما لم يدخلوا في الدنيا ويتبعوا السلطان، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم".
العسكري من حديث العوام بن حوشب، عن أبي صادق
(1)
، عن علي به مرفوعًا، وهو ضعيف السند
(2)
.
= في الرواية التالية]، وأبو عبد الرحمن السلمي يتهم بالوضع للصوفية، وتقدم.
وقوله: "ولمحمد بن خفيف. . . إلخ" يطابق سياق العراقي في "المغني"(2/ 1085)، رقم (3928). والله أعلم.
(1)
هو: الأزدي الكوفي؛ يختلف في اسمه، فقيل:"مسلم بن يزيد"، وقيل:"عبد الله بن ناجذ"، وهو صدوق، مستقيم الحديث، وروايته عن علي رضي الله عنه مرسلة، ولم يسمع منه. انظر:"الجرح والتعديل"(8/ 199 - 200)، رقم (875)، "التقريب"(8167).
(2)
لم أقف على "الأمثال" لأبي أحمد العسكري، ولا على الرواية من هذا الوجه عند غيره، وظاهر ما أبدى من إسناده منقطع بين أبي صادق وبين علي رضي الله عنه، وما قبله من الإسناد فالله به عليم.
وله عن علي رضي الله عنه طريق آخر ساقط: فيما ذكره الألباني في "الضعيفة"(2034) عن أبي عبد الله الضبي في "المجلس الخمسين" من "أماليه"(مجموع 22/ 136)، رقم (1 - 2) رواية له من طريق موسى بن إسماعيل، عن أبيه، عن أبيه، عن جده جعفر عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه عن علي مرفوعًا.
قال الألباني: "هذا إسناد ضعيف مظلم؛ موسى بن إسماعيل وأبوه وجده لم أعرفهم، ويظهر أنهم من أهل البيت، وأخشى أن يكون أسفل منهم متهم"، وهو على ما خشيه الشيخ الألباني، فإنه موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر، وهو لا يعرف بالرواية قط، وإنما تفرد عنه محمد بن محمد بن الأشعث أبو الحسن الكوفي نزيل مصر، بنسخة تقارب ألف حديث، وضعها عليه بإسناده المتصل عن آبائه، وكذبه غير واحد من الأئمة، كما في "الكامل"(6/ 301 - 302)، رقم (1791)، و"مشتبه أسامي المحدثين"(415)، و"ذخيرة الحفاظ"(1/ 232)، رقم (93).
وللديلمي (2/ 255/ أ) من طريق أبي نعيم، والرافعي في "تاريخ قزوين"(2/ 128 - 129) من طريق السهمي عن ابن عدي (وعزي لثلاثتهم أيضًا)، عن علي رضي الله عنه مرفوعًا:"العلماء مصابيح الجنة، وخلفاء الأنبياء"، وفيه أبو خالد الواسطي، وهو عمرو بن خالد القرشي الكوفي، نزيل واسط، وهو من المشهورين بالوضع، بل كان يدخلها على من يغفل عنه من الشيوخ، ومن أجله حكم الألباني ["الضعيفة" (3951)] بوضعه، والله أعلم. وانظر:"الجرح والتعديل"(6/ 230)، رقم (1277) =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "المجروحين"(2/ 76)"الكامل"(5/ 123 - 127)، رقم (1289)، "تهذيب الكمال"(21/ 603 - 607)، رقم (4357)، "التقريب"(5021).
وله شاهد من حديث أنس رضي الله عنه: علقه ابن أبي حاتم في "العلل"(5/ 185 - 186)، رقم (1906) -عن إسحاق بن خالد الأعسم، وهو عند الرافعي في "تاريخ قزوين"(2/ 445) من طريق أبي حاتم، عن إسحاق بن خالد- وأخرجه العقيلي -كما في "الجامع" لابن عبد البر (1/ 643)، رقم (1113)، و"ذيل الميزان" (ترجمة: 301)، و"المغني" للعراقي أيضًا (ح 160، 1733)، ولم أقف عليه في نسختي "الضعفاء"- والسمرقندي في "تنبيه الغافلين"(1/ 433، رقم 675، 1/ 524، رقم 835)، والحسن بن سفيان في "مسنده"، والحاكم في "تاريخ نيسابور" -كما في "اللآلي المصنوعة"(1/ 199 - 200)، وغيره، ومن طريقهما الديلمي (2/ 255/ أ)، ومن طريق الحاكم وحده ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 262 - 263) -، والضياء في "المنتقى من مسموعات مرو"(ح 598)، كلهم: من طرق عن إبراهيم بن رستم المروزي، عن عمر أبي حفص العبدي، عن إسماعيل بن سميع، عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا:"العلماء أمناء الرسل. ." الحديث نحوه.
وقال العقيلي والضياء في إسناده: "حفص الإبري"، وقال ابن أبي حاتم:"أبو حفص الإبري"، وقال الرافعي:"أبو حفص الأبار"، مكان "أبي حفص العبدي".
وهذا الحديث نقل ابن أبي حاتم عن أبيه، أنه قال:"هذا حديث منكر، يشبه أن يكون في الإسناد رجل لم يسم، وأسقط ذلك الرجل"، ولعله بنى ذلك على أن "أبا حفص الإبري" المذكور عنده في الإسناد هو عمر بن عبد الرحمن بن قيس الأسدي، أبو حفص الكوفي الأبار -نسبة إلى صنع الإبرة وبيعه-، وهو ثقة صدوق، من الحفاظ، كما في "مشاهير علماء الأمصار"(1358)، و"تاريخ بغداد"(11/ 191 - 193)، رقم (5900)، و"تهذيب الكمال"(21/ 426 - 429)، رقم (4274)، و"التقريب"(4937).
وأما العقيلي فقال: "حفص الإبري: كوفي، حديثه غير محفوظ"، وأسند له هذا الحديث، فتعقبه الحافظ في "اللسان" (3/ 240) بقوله:"هو عمر بن حفص بن ذكوان، غلط في اسمه بعض الرواة"، وقريب منه كلام شيخه العراقي في "ذيل الميزان"، وأكده الألباني في "الضعيفة"(2670).
وعمر بن حفص [بن ذكوان] أبو حفص العبدي البصري، نزيل بغداد: متروك، غير ثقة، يرمى بسرقة الحديث، كما في "الكامل"(5/ 49 - 51)، رقم (1220)، "تاريخ بغداد"(11/ 193 - 194)، رقم (5901)، "اللسان"(6/ 88 - 90)، رقم (5599)، وبه أعله ابن الجوزي في "الموضوعات"، وحكم بوضعه، ووافقه الذهبي في "تلخيص =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الموضوعات" (ح 167)، وابن حجر -كما تقدم-، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1/ 267)، رقم (47)، والألباني في "الضعيفة".
وأما السيوطي فظن أنه عمر بن إبراهيم أبو حفص العبدي البصري، وهو صدوق، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، ولينه أبو حاتم والدارقطني، وضعف في حديثه عن قتادة، لما روى عنه من المناكير الواهية.
انظر: "التهذيب"(21/ 269 - 271)، رقم (4200)، "الميزان"(3/ 178 - 179)، رقم (6042)، "التقريب"(4863).
فتعقب بظنه ذلك على ابن الجوزي حكمه بوضعه، وتُعُقِّب من ابن عراق وغيره على هذا التعقب. والله أعلم.
وأعله ابن الجوزي ثانيًا بأن إبراهيم بن رستم مجهول، وتعقب فيه بأنه مشهور، وهو إمام أهل الرأي بخراسان؛ وقد وثقه ابن معين وقال أبو حاتم:"ليس في الحديث بذاك، محله الصدق"، وقال ابن حبان:"يخطئ"، وأنكر ابن عدي عليه وصل بعض المراسيل، وقال:"له مناكير عن يعقوب القمي وفضيل بن عياض، وباقي حديثه صالح"، وقال الدارقطني:"ليس بالقوي"، وذكر أنه كان ممن حفظ الحديث، ونقم عليه في أحاديث، فتركه إلى كتب الرأي.
وذكره ابن عدي في موضع آخر، فقال:"إبراهيم بن رستم بن مهران بن رستم المرووذي: ليس بمعروف، منكر الحديث عن الثقات"، وروى له حديثين -أحدهما عن شريك النخعي، والآخر عن الليث- أنكرهما عليه، وقال:"لا أعلم له حديثًا غيرهما"، فهو فرق بين الترجمتين، والذهبي وابن حجر وغيرهما يجعلهما واحدًا، وذلك أقرب. فهو صدوق، في حديثه بعض اللين، وينكر عليه الشيء بعد الشيء، والله أعلم. وانظر:"الجرح والتعديل"(2/ 99 - 100)، رقم (274)، "الثقات"(8/ 70)، "الكامل"(1/ 263، رقم 96، 1/ 271، رقم 111)، "تاريخ بغداد"(6/ 70 - 71)، رقم (3107)، "المغني"(76، 77)، "اللسان"(1/ 278 - 280)، رقم (131).
وله طريق آخر: أخرجه الديلمي (2/ 255/ أ) من طريق نوح بن أبي مريم، عن إسماعيل بن سميع.
ونوح هو أبو عصمة نوح الجامع، وهو مشهور بالوضع، كما تقدم (ح 3).
وهو عند ابن الأعرابي في "المعجم"(2/ 76)، رقم (575) -ومن طريقه للقضاعي (1/ 100)، رقم (115) -، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن الصباح الجرجرائي، ولابن عساكر (14/ 267) من طريق أبي عمرو أحمد بن الحسن بن يحيى الروياني، عن أبي عمر محمد بن عيسى الواسطي، عن محمد بن معاوية النيسابوري، كلاهما =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (الجرجرائي، والنيسابوري) عن محمد بن يزيد، عن إسماعيل بن سميع، عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا:"العلماء أمناء الله على خلقه".
ومحمد بن معاوية بن أعين النيسابوري: متروك، كذبه ابن معين والدارقطني وأبو طاهر السلفي وغيرهم، وقال أحمد:"أحاديثه موضوعة"، وسئل ابن معين عن هذا الحديث، فقال:"هذا باطل كذب، ما حدث محمد بن يزيد عن إسماعيل بن سميع بشيء ولا سمع منه، ولا سمع إسماعيل بن رافع [كذا، ولعل الصواب: ابن سميع] من أنس شيئًا، ومحمد بن معاوية حدث بأحاديث كثيرة كذب، ليس لها أصول". وبه أعله ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 263). انظر: "تاريخ بغداد"(4/ 36 - 40)، رقم (1677)، "التهذيب"(26/ 478 - 481)، رقم (5618)، "التقريب"(6310).
ومحمد بن يزيد المذكور: هو الكلاعي الواسطي، وهو ثقة ثبت عابد، من التاسعة، كما في "التقريب"(6403).
وأما إسناد ابن الأعرابي فبحثت عن رواية لمحمد بن الصباح بن سفيان الجرجرائي -وهو صدوق، من العاشرة، كما في "التقريب"(5965) - عن محمد بن يزيد الكلاعي في كتب الرواية فلم أقف على شيء سوى هذه الرواية، ولم يذكره أحد بالرواية عن الكلاعي، وما تقدم عن ابن معين يدل على أن في هذا الإسناد تداخلًا ما، والحديث السابق عليه في "معجم ابن الأعرابي" يرويه عن محمد بن عيسى عن محمد بن معاوية النيسابوري عن مالك بإسناده، فلعله تداخل إسناداهما، وإنما هذا حديث محمد بن عيسى الواسطي، عن محمد بن معاوية النيسابوري به، ولو أن للحديث أصلًا من حديث الجرجرائي لما استساغ ابن معين أن يطلق به على محمد بن معاوية ما أطلق. والله أعلم.
وله طريق ثالث: أخرجه الشجري في "الأمالي" -كما في "ترتيبه"(1/ 90)، رقم (340) - من طريق أبي بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، عن محمد بن سهل، عن أبي الأسود العوذي، عن محمد بن بشر، عن أبيه، عن جده، عن ثابت البناني، عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا به بطوله.
ومن دون ثابت لم يتبين لي شيء من أمرهم، إلا أن محمد بن سهل يحتمل أن يكون هو محمد بن سهل بن ميمون المترجم في "اللسان"(7/ 187 - 189)، رقم (6890)، والذي ذكر بأن الدارقطني أخرج في "غرائب مالك" هذا الحديث من طريقه عن سعيد بن الأصبغ، عن إسحاق بن محمد الأنصاري -من ولد ثابت بن الأفلح-، عن معمر، عن مالك، عن ربيعة، عن أنس رضي الله عنه، بطوله مرفوعًا.
فقال: "هذا باطل، ومحمد بن سهل يضع الحديث، ومنهم من سمى جده الحسن". =
756 - حديث: "فقيه".
في: "لَفَقِيهٌ"
(1)
.
= وله شاهد من حديث معاذ رضي الله عنه: عند ابن عبد البر في "الجامع"(1/ 228)، رقم (251)، والديلمي (2/ 255/ ب) عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعًا:"العالم أمين الله في الأرض".
وفيه حكم بن عبد الله الأيلي: كذبوه، ورموه بالوضع، وقال أحمد:"أحاديثه كلها موضوعة". انظر: "تاريخ دمشق"(15/ 15 - 23)، رقم (1693)، "الميزان"(1/ 572 - 574)، رقم (2180).
وعنه عيسى بن إبراهيم بن طهمان الهاشمي: متروك، منكر الحديث، كما تقدم (ح 378، 379).
وعليه حكم الألباني في "الضعيفة"(2670) بأنه إسناد هالك، وانتقد على الحافظ العراقي في "المغني"(1/ 13/ 19) اكتفائه بتضعيفه المطلق، بينما هو إسناد واه جدًّا. والله أعلم.
وكذا للديلمي (2/ 255 / أ- ب) عن عثمان بن عفان رضي الله عنه مرفوعًا: "العلماء أمناء أمتي".
رواه عن فيد، عن عمر بن إبراهيم الهروي، عن أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى الجرجاني، عن محمد بن إسماعيل بن إسحاق الوراق، عن إسماعيل بن علي الشعيري، عن حماد بن مسعدة، عن شعبة بإسناده.
وحماد بن مسعدة فمن فوقه ثقات، ومن دونه لم يتبين لي أمرهم، ويحتمل أن يكون أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى الجرجاني هو المذكور في "المغني"(408)، و"الميزان"(1/ 129)، رقم (523)، و"اللسان"(1/ 585)، رقم (720)، والذي قال فيه الذهبي:"لا أعرفه، لكن روى عنه شيخ الإسلام الهروي خبرًا موضوعًا، ورواته سواه ثقات، فهو المتهم به"، وأقره ابن حجر، ولم ينسب عندهما جرجانيًا. والله أعلم.
وفيه أحاديث أخرى واهية مثل ما تقدم من أشباهها، وأما قول السيوطي في "اللآلي المصنوعة" (1/ 201):"له شواهد بمعناه كثيرة؛ صحيحة وحسنة، فوق الأربعين حديثًا، وهذا الحديث الذي نحن في الكلام عليه يحكم له على مقتضى صناعة الحديث بالحسن. والله أعلم"، ففيه بعد عن مقتضى صناعة الحديث، وأما كون العلماء ورثة الأنبياء، وأمناء على الشرع فتقدم فيه أحاديث (ح 712)، وهو من المسلمات، إلا أن ذلك لا يرفع من أحاديث المتهمين والمتروكين. والله أعلم.
(1)
الحديث (873).
757 - حديث: "فم ساكت رَبٌّ كافٍ".
ونحوه: "الله ولي من سكت". صحيح المعنى
(1)
.
758 - حديث: "في آخر الزمان؛ ينتقل برد الروم إلى الشام، وبرد الشام إلى مصر".
يجري على الألسنة كثيرًا، حتى سمعت شيخنا يحكيه بقوله:"يقال"، مع الإفصاح بأنه لا أصل له
(2)
، وقد راجعت "أنس الشاتي في الزمن العاتي"
(3)
لأبي سعد ابن السمعاني
(4)
-لظن حكايته عن أحد- فما وجدته.
(1)
يعني أنه ليس بحديث، وأما صحة معناه فذكر القاري في "الأسرار المرفوعة" أنه مأخوذ من حديث:"من صمت نجا، ومن توكل على الله كفاه". قلت: وهو بالطرف الأول منه فقط عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عند الترمذي (2501)، وابن المبارك في "الزهد"(1/ 130)، رقم (385)، وابن وهب في "الجامع" - تحقيق العدوي (302)، وأحمد (11/ 19، رقم 6481، 11/ 235، رقم 6654)، وعبد بن حميد (1/ 281)، رقم (345)، والدارمي (3/ 1781)، رقم (2755) وغيرهم، وفي سنده عبد الله بن لهيعة، وقال الترمذي:"غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة"، إلا أنه من رواية ابن المبارك وابن وهب وآخرين عنه، وقد صرح بالسماع بينه وبين شيخه عند ابن المبارك وأحمد وغيرهما، فهو لا بأس به إن شاء الله تعالى، وعليه حسنه محققو "مسند أحمد". والله أعلم.
وأما الطرف الثاني منه فمأخوذ من الآية {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} ، ولكن لا يُعنَى بالمثل المذكور هذا، وإنما يُعنى به ما جاء في المثل الذي يليه من أن من لزم الصمت عند اضطراب الأمور ونحوها كفاه الرب تعالى المحن. والله أعلم.
قال علي القاري أيضًا: "ظاهر التركيب الأول كفر، إلا أن يقدر العاطف"؛ أيى: قوله: "فم ساكت رَبٌّ كافٍ". وانظر: "التمييز" لابن الديبع (917)"الجد الحثيث"(40، 41، 315، 316)"الأسرار المرفوعة"(1/ 255 - 256)، رقم (321)، "المصنوع"(208)"كشف الخفاء"(2/ 103)، رقم (1840)"أسنى المطالب"(964).
(2)
ونقل عن المؤلف في "الجد الحثيث"(317)، و"الأسرار المرفوعة"(ص 256، ح 322)، و"المصنوع"(209)، و"كشف الخفاء"(2/ 88)، رقم (1841).
(3)
لم أقف على ذكر هذا الجزء في مصادر ترجمة الحافظ أبي سعد ابن السمعاني، ولا في كتب الفهارس، ولم أقف على ذكره إلا عند المؤلف هنا، وعنه في "كشف الخفاء"(2/ 103)، رقم (1841).
(4)
هو: الإمام أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني، مؤلف "الأنساب" وغيره.
759 - حديث: "في الحركات البركات".
هو في كلام السلف
(1)
، ويعارضه قولهم:"الثبات نبات"
(2)
، ولكن يشير إلى الأول قوله تعالى:{وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً} [النساء: 100]. وبالجملة فهما طريقتان بحسب اختلاف الأحوال والأسماء
(3)
.
760 - حديث: "في بيته يؤتى الحَكَم".
من الأمثال الشهيرة، لا الأحاديث المأثورة
(4)
.
وقد أخرج سعيد بن منصور في "سننه" من جهة الشعبي، قال: كان بين عمر وأبي رضي الله عنهما تدارؤ في شيء، فجعلا بينهما زيد بن ثابت، فأتياه في منزله، فلما دخلا عليه قال له عمر:"أتيناك لتحكم بيننا" -وذكره
(5)
-، ثم جلسا بين يديه، فقضى بينهما
(6)
.
(1)
نقله السيوطي في "الإتقان"(4/ 48) عن الماوردي، بروايته له عن الحسين بن الفضل -وهو العلامة المفسر اللغوي المحدث حسين بن الفضل بن عمير أبو علي البجلي الكوفي، نزيل نيسابور (قبل 180 - 282 هـ)، وعمر 104 سنة، كما في "سير الأعلام"(13/ 414 - 416)، رقم (202) -، وفيه أنه استخرجه من الآية التي سيذكرها المؤلف.
(2)
من الأمثال، ولم أقف على قائله. وانظر:"الجد الحثيث"(114)، "كشف الخفاء"(1/ 323)، رقم (1032).
(3)
أما البركة في الحركة فراجع إلى الكسب والطلب سواء كان ماديًا أو معنويًا، ومنها الهجرة لحفظ الدين. وأما نبات الثبات فراجع للتصبر في الأمور، وعدم استعجال النتائج، وتجنب ترك المسار لنوازل العوائق. والله أعلم.
(4)
انظر: "الفاخر"(ص 76/ 133)، "جمهرة الأمثال"(1/ 368)، رقم (552)، (2/ 101)، رقم (1330)، "المستقصى في أمثال العرب"(2/ 60 - 61)، رقم (224)، (2/ 183)، رقم (620)"مجمع الأمثال"(2/ 72)، رقم (2742)، "محاضرات الأدباء"(1/ 10)، (2/ 138)، "تاج العروس"(31/ 510)، وزاد في الفاخر:"هذا شيء يتمثل به العرب على المزح، ولا أصل له"، وعامتهم ذكر القصة التي سيوردها المؤلف عن "حياة الحيوان".
(5)
يعني قوله: "وفي بيته يؤتى الحكم".
(6)
لم أقف عليه في "سنن سعيد بن منصور" -وهو ناقص-، وقد أخرجه من طريقه =
ومن هنا قيل: العلم يسعى إليه.
وفي هذا المَثَلِ حكاية ساقها الدميري في "الضب" من "حياة الحيوان" في مجيء حيوانين للضب في محله، وقولهما له: اخرج إلينا يا أبا حسل!
(1)
فقال: في بيته يؤتى الحَكَم
(2)
.
761 - حديث: "في كل ذات كبد حرَّى أجر".
البخاري من حديث مالك، عن سُمَيٍّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به مرفوعًا
(3)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . .
= البيهقي (10/ 136)، فمن جهته ابن عساكر (19/ 319) -، وهو عند البغوي في "الجعديات"(1/ 260)، رقم (1728) -ومن طريقه في غيره لدى ابن عساكر (19/ 318 - 319) -، وعند ابن شبه في "تاريخ المدينة"(2/ 755 - 756) -من طريق علي بن الجعد وغيره-، ووكيع في "أخبار القضاة"(1/ 108 - 110)، وابن حزم في "المحلى" - دار الفكر (8/ 454)، والبيهقي (10/ 144 - 145)، من طرق عن الشعبي به، وإسناده صحيح مسلسل بالتحديث إلى الشعبي، ومنقطع بينه وبين عمر وأبي رضي الله عنهما، وبهذا الإرسال أعله الألباني في "الإرواء"(8/ 238)، رقم (2616).
(1)
في (أ، ز، م، د، وغيرها): "أباحصل" بالصاد المهملة، والتصويب من المصدر "حياة الحيوان"(1/ 9 - أرنب) -وههنا القصة- و (1/ 332 - حسل، 2/ 108 - ضب، وغيرها)، والمصادر المتقدمة في التعليق الأول، فعند بعضهم ذكر مجيء الضبع والثعلب، ومنهم من ذكرهما الأرنب والثعلب، ولذا عَبَّر المؤلف بالحيوانين، ولم يسمهما. قال الأزهري في "تهذيب اللغة" (4/ 176):"الحسل: ولد الضب، ويكنى الضب أبا حسل".
(2)
هو من أمثال العرب القديمة على لسان البهائم، وقد تمثل به بعض الصحابة، كما تقدم عن عمر رضي الله عنه.
وفي "الأمثال" لأبي عبيد بن سلام (ص 54)، و"تهذيب اللغة" للأزهري (4/ 176 - 177)، و"أمثال الحديث" لأبي الشيخ (ح 361) من طريق الشعبي وغيره، عن النعمان بن بشير الأنصاري رضي الله عنهما، أنه قال على منبر الكوفة -وهو وال عليهم-:"أيها الناس! إني -والله- ما وجدت لي ولكم مثلًا إلا الضبع والثعلب، أتيا الضب في جحره"، القصة.
وإسناد أبي الشيخ والأزهري جيد، وسند أبي عبيد صالح كذلك. والله أعلم.
(3)
أخرجه البخاري (2466، 6009)، ومسلم (2244)، ولفظهما:"رطبة" بدل "حرى"،=
وفي الباب عن سراقة
(1)
.
= وهكذا نقله القضاعي (ح 112) عن البخاري، وابن الملقن في "البدر المنير"(7/ 260)، و"خلاصته"(ح 1763)، وابن حجر في "تلخيصه" - قرطبة (3/ 196)، رقم (1419) عن الشيخين، فقالا:"هو عندهما بلفظ: "رطبة" بدل "حرى""، ولم أقف عليه بلفظ:"حرى" في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وإنما هو لفظ حديثي سراقة وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم.
(1)
أخرجه ابن إسحاق في "السيرة" -كما في "تهذيبه" لابن هشام- السقا (1/ 489 - 490) - ومن طرق عنه ابن ماجه (3686)، وأحمد (29/ 120، رقم 17581، 29/ 124، رقم 17584)، وابن منيع، [كما في "مصباح الزجاجة" (4/ 106 - 107)، رقم (8821)]، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2/ 276)، رقم (1032)، والبيهقي في "الشعب"(5/ 63 - 64)، رقم (3101) وغيرهم، وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2/ 276)، رقم (1031)، والطبراني في "الكبير"(7/ 133 - 134)، رقم (6602)، وابن صاعد في "مجلسين من أماليه"(ح 50)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(2/ 487 - 489) وغيرهم من طريق موسى بن عقبة في "مغازيه"، والبغوي في "معجم الصحابة"(3/ 257 - 260)، رقم (1200) من طريق عبد الرزاق ومحمد بن كثير عن معمر [مبتدئًا به، مقرونًا بروايتي ابن إسحاق، وموسى بن عقبة -واللفظ له-]، ومسدد [كما في "إتحاف الخيرة" (4/ 335)، رقم (3696)]، والطبراني في "الكبير"(7/ 131)، رقم (6598) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق العامري المدني، أربعتهم (معمر، وابن إسحاق، وموسى بن عقبة، وعبد الرحمن بن إسحاق) عن الزهري، عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم، عن أبيه، عن عمه سراقة بن مالك بن جعشم به، في آخر حديث تعقيبه للنبي صلى الله عليه وسلم عند الهجرة، فانصرافه بكتاب عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم إحضاره للكتاب يوم حنين إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإسلامه، وحينذاك سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحدثه به. وصرح ابن إسحاق فيه بالتحديث، وهو مسلسل بالتحديث عند معمر وموسى بن عقبة، ولم يذكر عبد الرحمن بن إسحاق مالكَ بنَ مالك بن جعشم والد عبد الرحمن بن مالك، وكذا أسقطه الواقدي عن معمر [كما في "الطبقات" لابن سعد - متمم الصحابة (1/ 484 - 487)، رقم (219)]، والمحفوظ ذكره. وهذا هو أصح طرقه عن الزهري، وصححه الألباني في "الصحيحة"(2152)، وفي حكمه على "السنن" وغيرهما، ومن لم يقف على رواية ابن إسحاق في "السيرة"، وكذا رواية معمر وموسى بن عقبة -كالبوصيري في "مصباح الزجاجة"- ضعفه بعنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس.
وله أوجه أخرى في شيخ الزهري -ابن أخي سراقة- وليست بمحفوظة؛ كرواية =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن عيينة عند الحميدي (ح 926) عن الزهري، عن ابن سراقة - أو: ابن أخي سراقة، عن سراقة، وصرح أنه لم يضبطه عن الزهري جيدًا. وكرواية من قال -عن الزهري، أو ابن إسحاق، عنه-:"عن عبد الرحمن -أو: عبد الله- بن كعب بن مالك"، وما أشبه ذلك، فكلها معلة. والله أعلم.
وأما رواية عبد الرزاق (ح 19692) -وعنه أحمد (29/ 127)، رقم (17588) وغيره- عن معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير (29 - 94 هـ)، عن سراقة بن مالك (ت 24 هـ) به، فمنقطع، وصححه محققو المسند على شرط الشيخين، وليس كذلك، ولكنه متابعة جيدة لأخي سراقة.
وأخرجه ابن حبان (ح 542) من رواية حرملة، عن ابن وهب، عن يونس عن الزهري، عن محمود بن الربيع، أن سراقة بن جعشم قال:. . الحديث، وهو معل بما رواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(1/ 55)، رقم (116) عن أحمد بن منصور الرمادي، عن أصبغ بن الفرج: أخبرني ابن وهب، عن يونس، أخبرني ابن شهاب، قال يونس: حُدِّثْتُ عن محمود بن ربيع، أن سراقة بن جشم، قال:. . الحديث. ففيه بيان الانقطاع بين الزهري ومحمود بن الربيع، وعلى كلٍّ فلا بأس به أيضًا في المتابعات.
وحديث سراقة هذا بقصة الهجرة مع محل الاستشهاد فيه له شاهد من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما عند الطبراني في "الكبير"(24/ 106)، رقم (284)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 66)، رقم (9905):"فيه يعقوب بن حميد بن كاسب وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أبو حاتم وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح"، وابن كاسب صدوق ربما وهم، كما في "التقريب"(7815)، وهو مؤدى رأي البخاري فيه، فالحديث حسن صحيح، إن شاء الله.
ولمحل الشاهد منه بلفظ: "كبد حرى" شاهد بمعناه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه عند ابن خزيمة (ح 1292)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 332) بإسناد صحيح، إن شاء الله تعالى.
وله شواهد بلفظه من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عند أحمد (11/ 647)، رقم (7075)، والقضاعي (ح 114)، وغيرهما، من طريق أسامة بن زيد الليثي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.
وصححه ابن السكن كما في "البدر المنير"(7/ 262)، وحسن إسناده محققو "المسند"، وصححوه بشواهده.
وله من الشواهد بلفظه كذلك عن مخول البهزي، وأم سلمة، وحبيب بن عمرو السلاماني رضي الله عنهم بأسانيد لينة.
حرف القاف
762 - حديث: "قاتل الحسين في تابوت من نار، عليه نصف عذاب أهل الدنيا".
قال شيخنا: قد ورد عن علي رفعه، من طريقٍ واه
(1)
(2)
.
763 - حديث: "القاص
(3)
ينتظر المقت، والمستمع إليه ينتظر الرحمة".
الطبراني والقضاعي؛ من حديث الثوري، عن مجاهد، عن العبادلة
(4)
به مرفوعًا، وفيه:"التاجر ينتظر الرزق، والمحتكر ينتظر اللعنة، والنائحة ومن حولها من امرأة مستمعة عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"
(5)
.
(1)
في نسخ "المقاصد" الخطية: "واهي"، والاسم المنقوص يحذف منه اللام في حالتي الرفع والجر، لفظًا ورسمًا، كما في "الكتاب" لسيبويه (3/ 308)، و"الخصائص" لابن جني (2/ 479)، وعليه تم تعديله.
(2)
أخرجه ابن المغازلي في "مناقب علي رضي الله عنه"(ح 95) من طريق أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، عن أبيه أحمد بن عامر، عن علي بن موسى الرضا، بإسناده المتصل عن آبائه إلى علي رضي الله عنه.
ونسخة الطائي هذه موضوعة؛ من وضع عبد الله أو أبيه، كما تقدم (ح 184، 517)، وتكلم شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السُّنَّة النبوية"(4/ 353) - ووافقه الذهبي في "منتقاه"(ص 296) على إبطاله من جهة معناه من وجوه، فراجعه، فإنه مهم.
(3)
علق عليه بهامش "أ": "القاص: الذي يسرد القصص والحكايات". وهو الواعظ بالقصص.
(4)
هم عبد الله بن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وابن عمرو رضي الله عنهم.
(5)
سياق الإسناد عند المؤلف هو للقضاعي (1/ 205)، رقم (311)، وفيه عباد بن كثير، وهو البصري الزاهد نزيل مكة، وهو متروك، وقد اتهم -كما تقدم-، وبه أعله الألباني في "الضعيفة"(4070). =
764 - حديث: "قاض في الجنة".
في: "القضاة ثلاثة"
(1)
.
765 - حديث: "قال لي جبريل: "قال الله تعالى: إني قتلت بدم يحيى بن زكريا سبعين ألفا،
وإني قاتل بدم الحسين بن علي سبعين ألفًا وسبعين ألفًا"".
الحاكم في "المستدرك" من حديث ابن عباس
(2)
بأسانيد متعددةٍ تدل
= وأخرجه ابن عدي (2/ 14) من وجه آخر، وفيه بشر بن إبراهيم الأنصاري، وهو متهم بالوضع على الأئمة الثقات.
وأما الطبراني فأخرجه في "الكبير"(12/ 426)، رقم (13567)، والخطيب (9/ 424)، رقم (5034) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 242) - وغيرهم من طرق عن أبي محمد عبد الله بن أيوب بن زاذان القُرَبي البصري، عن شيبان بن فروخ الأبلى، عن بشر بن عبد الرحمن الأنصاري، عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن العبادلة رضي الله عنهم. وعبد الوهاب: متروك، وكذبه الثوري ["التقريب" (4263)]، وعبد الله بن أيوب القربي: تركه الدارقطني ["سؤالات الحاكم" (125) "تاريخ بغداد" (9/ 419)، رقم (5024)].
ولما تقدم حكم عليه ابن الجوزي، وكذا الصغاني في "تذكرة الموضوعات"(ص 58، ح 93) بالوضع، وأقرهما عليه الذهبي في "تلخيص الموضوعات"(ح 559)، والسيوطي في "اللآلي المصنوعة"(2/ 123)، وابن عراق في "تنزيه الشريعة"(2/ 227)، رقم (3)، وبه قال الألباني في "الضعيفة"(4070). والله أعلم.
(1)
سيأتي قريبًا (ح 782).
(2)
رواه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"(1/ 368)، رقم (387) -والحاكم (2/ 290، 590، و 3/ 178)، وأبو القاسم المهرواني في "المهروانيات"(2/ 692 - 693)، رقم (57)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(1/ 152)، وابن عساكر (14/ 225، 64)، رقم (216)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 408)، وغيرهم- عن محمد بن شداد المسمعي، وأخرجه الحاكم كذلك (2/ 291، و 3/ 178) عن أبي محمد الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي الحافظ، حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية حدثنا حميد بن الربيع الخزاز، وأخرجه كذلك (3/ 178) عن أبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن أخي طاهر العقيقي العلوي -في "كتاب النسب"- عن جده، عن محمد بن يزيد الآدمي، وعن أبي سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي، عن الحسين بن حميد بن الربيع، عن الحسين بن عمرو العنقزي والقاسم بن دينار، وعن أحمد بن كامل القاضي، عن يوسف بن سهل التمار، عن القاسم بن إسماعيل العرزمي، وعن أحمد بن كامل القاضي، عن عبد الله بن إبراهيم البزار، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن كثير بن محمد أبي أنس الكوفي، وابن حبان في "المجروحين"(2/ 215) عن وصيف بن عبد الله الأنطاكي، عن القاسم بن إبراهيم بن علي بن عمار الهاشمي الكوفي، كلهم (محمد بن شداد المسمعي، وحميد بن الربيع الخزاز، ومحمد بن يزيد الأدمي، والقاسم بن دينار، والحسين العنقزي، والقاسم العزرمي، وكثير أبو أنس الكوفي، والقاسم بن إبراهيم الهاشمي) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، ثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
قال الحاكم: "كنت أحسب دهرًا أن المسمعي ينفرد بهذا الحديث عن أبي نعيم، حتى حدثناه أبو محمد السبيعي الحلبي، عن ابن ناجية، عن حميد بن الربيع الخزاز"، وقال في الموضع الأخير:"صحيح الإسناد". وقال الذهبي في "الميزان"(3/ 368) -بعد ما ساقه برواية ابن حبان، وحكمه-:"رواه الحاكم في المستدرك من وجهين، عن أبي نعيم، فالثلاثة الراوون له عن أبي نعيم مقدوح فيهم". ويعني بالثلاثة المسمعي، وحميد بن الربيع، والقاسم بن إبراهيم الهاشمي، وقد أغفل من رواته عن أبي نعيم أربعة آخرين، وعليه تعقبه الحافظ ابن حجر في "اللسان"(6/ 366)، فقال:"قد أخرجه الحاكم في "المستدرك" من طريق ستة أنفس عن أبي نعيم، وقال صحيح، ووافقه المصنف في "تلخيصه"".
وكل هذه الأقوال نظرت إلى ظاهر الإسناد من جهة تعدد طرقه عن أبي نعيم، ثم صحة الإسناد من أبي نعيم فما فوق.
وهذا له وجه ما إن ثبت الإسناد إلى أبي نعيم، ولكنه كما قال ابن حبان في "المجروحين" -وكأنه أقره عليه الدارقطني في "تعليقاته" (286) -:"لا أصل له"، فهو حديث موضوع على أبي نعيم، وهو الإمام الثبت، شيخ الأئمة والحفاظ؛ أحمد وابن معين وابن المديني والبخاري وغيرهم، فكيف فات هذا الحديث جميعهم، ثم تفرد به عنه كل كذاب ومتهم، أو مجهول؟!، ولا يصح الحديث بتكاثر المتهمين ومن لم يعرف بعدالة على روايته. وإليك بيان أحوال الطرق السالفة.
أما الطريق الأول: ففيه محمد بن شداد المسمعي، المعتزلي: فقال أبو محمد السبيعي الحلبي -وأقره عليه الحاكم-: "لا يذكر في الحديث"، وضعفه الدارقطني، وقال:"لا يكتب حديثه"، ووهاه البرقاني جدًّا، واتهمه الذهبي. انظر:"تاريخ بغداد"(2/ 427 - 428)، رقم (944)، "تاريخ دمشق"(13/ 14)، "الميزان"(3/ 579)، رقم (7665).
وأما الطريق الثاني: ففيه حميد بن الربيع الخزاز، اللخمي، الكوفي: وهو ذاهب الحديث، متهم بالسرقة والوضع، وكذبه ابن معين وغيره، واتهمه أبو أحمد الحاكم وابن عدي بسرقة الأحاديث، وإلزاق أحاديث الضعفاء بالثقات، وتركه أبو حاتم الرازي والنسائي وغيرهما. انظر:"الضعفاء" للنسائي (142)، "الجرح والتعديل"(3/ 222)، رقم (974)، "الأسامي والكنى" للحاكم (3/ 352)، رقم (1489)، "الكامل" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (2/ 280 - 282)، رقم (444)، "تاريخ بغداد"(8/ 159 - 161)، رقم (4269)، "اللسان"(3/ 297 - 298)، رقم (2804).
وأما الطريق الثالث: ففيه الحسن بن محمد بن يحيى بن أخي طاهر العقيقي العلوي، الرافضي -شيخ الحاكم-: وهو وضاع، اتهمه الذهبي وابن حجر وغيرهما بالوضع. انظر:"تاريخ بغداد"(7/ 433/ 3984)، "الميزان"(1/ 521/ 1943)، "المغني"(1481)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (26/ 177)، "الكشف الحثيث"(ص 94/ 226)، "اللسان"(3/ 116 - 118/ 2394).
وجده يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي -صاحب "تاريخ الطالبيين" الذي رواه عنه حفيده المذكور- مؤرخ شيعي أيضًا، ولم أقف فيه على جرح أو تعديل، ولا ثبتت عدالته. والله أعلم.
وأما الوجه الرابع والخامس: فالحسين بن عمرو العنقزي: كذبه أبو داود، وأبو زرعة. "سؤالات الآجري - العمري"(92)، "الجرح والتعديل"(3/ 61 - 62)، رقم (278)، "اللسان"(3/ 200)، رقم (2590).
وأما القاسم بن دينار: فالظاهر أنه القاسم بن زكريا بن دينار الكوفي، وهو ثقة، من شيوخ مسلم في "الصحيح"، ولكن الآفة ممن دونه، كما سيأتي.
والحسين بن حميد بن الربيع الخزاز: كذبه مطين -في رواية ابن عقدة عنه-، واتهمه ابن عدي بسرقة الأحاديث. وقال الخليلي:"محله الصدق، ويروي الغرائب، ليس بالمتين"، ومن عرف حجة على من لم يعرف. انظر:"الكامل"(2/ 368)، رقم (498)، "تاريخ بغداد"(8/ 37 - 38)، رقم (4091)، "الميزان"(1/ 533)، رقم (1993)، "تنزيه الشريعة"(1/ 54)، رقم (8).
وشيخ الحاكم؛ أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي الكوفي: من مؤرخي الشيعة، ولم أقف فيه على جرح أو تعديل.
وأما الوجه السادس: فيوسف بن سهل التمار، والقاسم بن إسماعيل العرزمي: لم أقف لهما على ترجمة، وذكر ابن حبان في "الثقات"(9/ 19)"القاسم بن إسماعيل الهاشمي"، وقال:"كوفي يروي عن عبيد الله بن موسى، حدثنا عنه محمد بن المنذر بن سعيد"، فهو ممن يجهل حاله عنده، وذكره الذهبي في "المقتنى"(2/ 98)، رقم (6033) فيمن يكنى بأبي المنذر بالرواية عن إسحاق السلولي، وبهذه الكنية، وفي نفس الطبقة ذكره آغا بزرك الطهراني في "طبقات أعلام الشيعة" في مصنفي الشيعة برواية حميد بن زياد الكوفي عنه لجمع من كتبه، ويبدو أنه المذكور عند أبي أحمد الحاكم في "الكنى"(4/ 161) -ضمنًا- باسم "القاسم بن إسماعيل بن علي بن عباد الكوفي"، وعلى أي فهو من رجال الشيعة الذين لم تثبت عدالتهم، فرواية أمثالهم لمثل هذا برهان كذبهم، وذلك الأصل فيهم حتى يثبت خلافه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأما الوجه السابع: فكثير بن محمد أبو أنس الكوفي: ذكره أبو أحمد الحاكم في "الكنى"(1/ 426)، رقم (372)، وابن منده في "فتح الباب"(522) وترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد"(12/ 482)، رقم (6956)، وذكر له جمعًا من الشيوخ والرواة، ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وأما الراوي عنه: فسماه الدارقطني في "غرائب مالك": عبد الله بن إبراهيم بن أيوب البزاز، ونسبه الخطيب في "الرواة عن مالك" بـ "الهماني"، وقال الدارقطني في حديث رواه هو عن أحمد بن كامل القاضي عن عبد الله بن إبراهيم بن أيوب البزاز ويوسف بن سهل التمار، كلاهما عن محمد بن سفيان الهماني عن عقبة بن حسان عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما:"حديث باطل، وإسناده مجهول"، وقال الذهبي فيه:"إسناد مظلم مجهول"، وأحمد بن كامل معروف، ومالك فمن فوقه لا يسأل عنهم، ومن بينهما غير معروفين على حد سواء، فحكم الدارقطني والذهبي هذا كما أنه يسري على كل من عقبة ومحمد بن سفيان وقد صرح به عليهما الذهبي وابن حجر، فكذا يسري على عبد الله بن إبراهيم بن أيوب البزاز ويوسف بن سهل التمار -المذكور في الوجه السابق- أيضًا، والله أعلم. وانظر:"ميزان الاعتدال"(3/ 84)، رقم (5684)، "لسان الميزان"(7/ 162)، رقم (6845).
ثم مدار الوجهين الأخيرين على أبي بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي (260 - 350 هـ)، وهو من مشاهير العلماء، من أصحاب محمد بن جرير الطبري، إلا أن الدارقطني قال:"كان متساهلًا، وربما حدث من حفظه بما ليس عنده في كتابه"، وعليه قال الذهبي:"لينه الدارقطني، وقال: "كان متساهلًا"، ومشاه غيره، وكان من أوعية العلم، كان يعتمد على حفظه فَيَهِم".
انظر: "سؤالات السهمي"(176)، "سؤالات السلمي"(15)، "ميزان الاعتدال"(1/ 129)، رقم (521).
وأما الوجه الثامن: فالقاسم بن إبراهيم بن علي بن عمار الهاشمي الكوفي: قال ابن حبان في "المجروحين"(2/ 215): "منكر الحديث"، وذكر له هذا الحديث عن أبي نعيم، وحكم بأنه لا أصل له. وأقره عليه الدارقطني في "تعليقاته على المجروحين"(286)، وقال ابن طاهر القيسراني في "تذكرة الحفاظ" (ح 948):"القاسم متروك". فهما أسقطاه بروايته عن أبي نعيم هذا الحديث. والله أعلم.
وهذا الحديث كما استنكره ابن حبان وابن طاهر، وأسقطا به راويه، كذلك استنكره غيرهما من الحفاظ، فقال الخطيب البغدادي في تخريجه لـ "لمهروانيات" (2/ 694):"هذا حديث غريب من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس، وغريب من رواية حبيب بن أبي ثابت عن سعيد، لا أعلم رواه إلا عبد الله بن حبيب عن أبيه". =
على أن له أصلًا، كما قاله شيخنا
(1)
.
766 - حديث: "القبر أول منزل من منازل الآخرة".
أحمد
(2)
، والترمذي -وحسنه- وابن ماجه، والحاكم -وصححه- وآخرون؛ من حديث هانئ مولى عثمان، عن عثمان به مرفوعًا، وفيه: "أن عثمان كان إذا وقف على قبر بكى حتى تبتل لحيته، فيقال له: تذكر الجنة والنار ولا تبكي، وتبكي من هذا؟! فيقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:. . وذكره
(3)
.
= وقال ابن كثير في "البداية والنهاية"(11/ 575 - 576): "حديث غريب جدًّا"، وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك" في أول مواضع تخريج الحاكم للحديث (2/ 291) -وأحال عليه في الموضع الثاني منها-، قال:"عبد الله بن حبيب ثقة، ولكن المتن منكر جدًّا، فأما محمد بن شداد: فقال الدارقطني: "لا يكتب حديثه"، وأما حميد: فقال ابن عدي: "كان يسرق الحديث""، وبهما أعل الحافظ ابن حجر الطريقين المذكورين في "إتحاف المهرة"(7/ 157)، رقم (7519).
(1)
لم أقف على هذا النص في كتب الحافظ، وتقدم عند التخريج نحو منه عن "اللسان".
(2)
بل هو من زوائد ابنه عليه في كل من "المسند"(1/ 503)، رقم (454)، و"فضائل الصحابة"(ح 773)، و"الزهد"(1/ 106)، رقم (685)، بروايته عن ابن معين، ويقول في "السُّنَّة"(2/ 598)، رقم (1425)، و"الزهد":"حدثني يحيى بن معين؛ أنا سألته فحدثني". ومن طريق القطيعي عن عبد الله عن ابن معين أخرجه الضياء في "المختارة"، وبه ذكره الحافظ ابن حجر في كل من "أطراف المسند"(4/ 321)، رقم (5999)، و"إتحاف المهرة"(11/ 90)، رقم (13746). ولعل المؤلف اعتمد فيه على الديلمي (2/ 310/ أ) -ولم يراجع الأصل-، حيث قال:"رواه الإمام أحمد، عن يحيى بن معين"، والديلمي في سائر الكتاب لا يميز زوائد عبد الله، عن روايات أبيه. والله أعلم.
ولكنه عند ابن المقرئ في "المعجم"(ح 326)، والبيهقي في "الشعب"(1/ 619)، رقم (393)، من طريق أحمد بن حنبل، عن ابن المديني، عن هشام بن يوسف، عن عبد الله بن بحير، عن هانئ به.
(3)
أخرجه الترمذي (2308)، وابن ماجه (4267)، وهناد في "الزهد"(1/ 211)، رقم (344)، وأبو زرعة الدمشقي في "الفوائد المعللة"(ح 173)، والبزار (2/ 89)، رقم (444)، والحاكم (1/ 371، 4/ 330 - 331)، والقضاعي (247، 248)، =
767 - حديث: "القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار".
الترمذي والطبراني عن أبي سعيد
(1)
، والطبراني فقط -في ترجمة مسعود بن محمد الرملي من "معجمه الأوسط"- عن أبي هريرة رضي الله عنه
(2)
، كلاهما به مرفوعًا.
= والبيهقي (4/ 56)، وفي "الشعب"(1/ 619)، رقم (393)، (13/ 134 - 135)، رقم (10069)، والبغوي في "شرح السُّنَّة"(5/ 417 - 418)، رقم (1523)، والضياء (1/ 523 - 524)، رقم (389 - 390)، من طريق ابن المديني وابن معين وابن راهويه وآخرين عن هشام بن يوسف الصنعاني، حدثني عبد الله بن بحير، أنه سمع هانئًا به.
قال الترمذي: "حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث هشام بن يوسف"، وكذا قال البغوي.
وصحح إسناده الحاكم، وأقره عليه الذهبي في "التلخيص"، والعراقي في "المغني"(1/ 520)، رقم (2009)، (2/ 1225)، رقم (4421)، وصححه الضياء، وأقر الترمذي على تحسينه المنذري في "الترغيب"(4/ 192)، رقم (5387)، وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب"(3/ 216)، رقم (3550)، وهو قابل للتصحيح. والله أعلم.
(1)
أخرجه الترمذي (2460) من طريق عبيد الله بن الوليد الوصافي عن عطية عن أبي سعيد رضي الله عنه.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه".، ونقل المنذري في "الترغيب"(4/ 119)، رقم (5051) قول الترمذي هذا بلفظ:"حسن غريب،. .". وعبيد الله بن الوليد الوصافي واه في عداد المتروكين، كما تقدم (ح 525)، وبه أعله المنذري.
وعطية بن سعد العوفي: ضعيف، وذكر أنه كان يدلس تدليس الشيوخ، فيذكر أبا سعيد، ويعني أبا صالح الكلبي، ولم يثبت ذلك عنه، فإن مداره على كذاب، وتقدمت ترجمته. والله أعلم.
وبهما معًا أعله الألباني في "الضعيفة"(4990)، وحكم بضعفه الشديد، منتقدًا ما نقل عن الترمذي من التحسين. والله أعلم.
(2)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8/ 272 - 273)، رقم (8613)، والسلفي في "الخامس والثلاثين" من "المشيخة البغدادية"(ح 63 - 64) من حديث مسعود بن محمد الرملي، عن محمد بن أيوب بن سويد، عن أبيه، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه. =
وسند كل منهما ضعيف
(1)
.
768 - حديث: "قبر إسماعيل صلى الله عليه وسلم في الحجر".
الديلمي عن عائشة به مرفوعًا، وسنده ضعيف
(2)
.
= وقال الطبراني: "لم يروه عن الأوزاعي إلا أيوب بن سويد، تفرد به ابنه".
وأيوب بن سويد الرملي: ضعيف الحديث، تركه بعضهم، واتهمه ابن معين والساجي بسرقة الحديث، كما تقدم (ح 49، 537)، واعتبر به بعضهم، وجعل العلة في تلك الأحاديث من ابنه، وحسبوا أن ما روي عن غير ابنه عنه من المناكير؛ فلا تسقطه عن الاعتبار، ولكن ما ذكر من ادعائه السماعات وإدخال ابنه في كتبه الموضوعات تسقط حديثه عن الاعتبار. والله أعلم.
وابنه محمد: رماه أبو زرعة الرازي وابن حبان وغيرهما بالوضع، وإدخال الأباطيل والموضوعات في كتب أبيه.
انظر: "سؤالات البرذعي"(2/ 389 - 391)، "الثقات"(7/ 541)، "المجروحين"(2/ 299 - 300)، "سؤالات البرقاني"(424)، "المدخل إلى الصحيح"(1/ 219)، رقم (191)، و"اللسان"(6/ 403، 6/ 584 - 586، رقم 6526). وعليه حكم الألباني في "الضعيفة"(4990) بوضعه. والله أعلم.
(1)
فيه تجوز، وإلا فسند كل من الحديثين تالف، كما تقدم آنفًا. والله أعلم.
(2)
أخرجه الديلمي (2/ 305 / ب- 306/ أ) عن محمد بن الحسين -من كتابه-، عن أبيه، عن أبي أيوب موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن أحمد بن بشر الطيالسي، عن علي بن الجعد، عن أبي إسماعيل الكوفي، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا به.
وهو عند أبي أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى"(1/ 239)، رقم (126) عن أبي عمران موسى بن العباس الجويني، عن أبي بكر بن إسحاق الوزان، عن علي بن الجعد به.
وهذا إسناد مسلسل بالعلل:
1 -
عطاء بن ميسرة أبي مسلم الخراساني: لم يثبت له سماع عن أحد من الصحابة. انظر: "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص 156 - 157/ 294 - 579).
2 -
وابنه عثمان بن عطاء الخراساني: متروك، كما تقدم.
3 -
أبو إسماعيل الكوفي: لم يتبين لي من هو، وذكر أبو أحمد الحاكم أنه يحتمل أن يكون أبا إسماعيل إسحاق بن الربيع العصفري الكوفي، ويحتمل غيره. وقال الذهبي في "الميزان"(4/ 491)، رقم (9960) -وأقره ابن حجر في "اللسان"(9/ 13)، رقم (8743)، والألباني في "الضعيفة" (5794) -: "أبو إسماعيل الكوفي =
769 - حديث: "قِدْرة الشِّرك لا تغلوا"
(1)
.
هو من كلمات بعضهم، وذلك في الغالب
(2)
، وفي التنزيل:{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: 22].
770 - حديث: "القدرية مجوس هذه الأمة".
في: "الزيدية"
(3)
.
= شيخ لعلي بن الجعد، لا يعرف، والخبر غريب".
وأما إسحاق بن الربيع الكوفي: فذكره أبو أحمد الحاكم (1/ 224)، رقم (106) دون جرح أو تعديل، وذكره ابن عدي (1/ 340 - 341)، رقم (170) بحديثين تفرد بهما، وعليه قال الذهبي في "المغني" (557):"فيه لين"، وقال في "الميزان"(1/ 191)، رقم (755):"صدوق، إن شاء الله"، وقال الحافظ في "التقريب" (353):"مقبول، من الثامنة"، وعلى كل فليس ممن يقبل تفرده. والله أعلم.
وبقية رجال أبي أحمد ثقات، وأما رجال الديلمي فدون الملتقى اثنان أحدهما لم أقف على ترجمة له، والآخر لم أقف فيه على جرح أو تعديل.
(1)
كذا في سائر نسخ المقاصد الخطية، والصواب "لا تغلي" بالياء، كما وقع في المطبوعة، و"الجد الحثيث"، و"كشف الخفاء"، وكتب المعاجم، فإن "غلا يغلو غلوًا"، وكذا "غلا يغلو غلاء" -من باب "دعا يدعو"- لهما معاني غير ما يراد هنا، وأما الفعل المذكور هنا فمن الغليان، وهو من باب "رمى يرمي"، فيقال:"غلت القدر تغلي غليًا وغليانًا -بفتحتين- وأغلاها وغلاها"، ومنه قوله تعالى:{يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45)} [الدخان: 45، 46]. وانظر: "الصحاح"(6/ 2448)، "المخصص"(1/ 466، 3/ 193)، "لسان العرب"(5/ 3292)، "المصباح المنير"(ص 368/ غ ل ا).
(2)
قال العجلوني: ""قدرة" -بكسر القاف-: تجمع على قدور، و"الشرك": بمعنى الاشتراك، و"لا تغلي": من الغليان، وتقدم في حرف الباء الموحدة، بلفظ: "برمة الشرك لا تغلي"".
والمثل نقله أيضًا العجلوني في "كشف الخفاء"(2/ 91)، رقم (1860)، وزاد الغزي في "الجد الحثيث" (321):"وليس بحديث، وهو منتزع من قوله تعالى: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ} [المائدة: 64] ". وأبعد في قوله بالانتزاع المذكور، وإنما يعني المثل: أن الأمر الذي يشترك فيه جمع غير متلائم ولا متشاور في الرأي، ويريد كل واحد منهم أن يطبق فيه بجانب من رأيه السديد في نظره-، فإن الأمر لن يتم، ففيه توجيه لتوحيد الرأي قبل البدء في اتجاه التطبيق، كما أن فيه التحذير من الدخول فيما لم يدرس من الشراكات. والله أعلم.
(3)
تقدم (ح 554).
771 - حديث: "قدَّر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف عام".
مسلم عن ابن عمرو مرفوعًا به
(1)
.
772 - حديث: "قدس العدس على لسان سبعين نبيًّا آخرهم عيسى بن مريم".
الطبراني من جهة محمد بن عبد الله بن عُلاثة، عن ثور بن يزيد، عن مكحول، عن واثلة به مرفوعًا
(2)
.
(1)
تبع المؤلف في ذلك الديلميَّ في "مسنده"(2/ 308/ أ)، فإنه ساق هذا اللفظ، فنسبه لمسلم وأبي يعلى، وعلق إسناديهما فيه، وظاهر عمل الديلمي في كثير من الروايات أنه يعني به: إخراج من يعلقه عنه لأصل الحديث، كما هو معروف من منهج البيهقي والبغوي في "شرح السُّنَّة" وغيرهما من المتقدمين، ولا يعنون فيه تطابق اللفظ بتمامه. وأما مسلم فخرجه (2653) بلفظ:"كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة،. . وعرشه على الماء". وبهذا اللفظ ذكره عنه ابن الأثير في "جامع الأصول"(10/ 132)، رقم (7606)، والمزي في "تحفة الأشراف"(6/ 351)، رقم (8850) وغيرهما.
وأما لفظ المؤلف فعند الترمذي (ح 2156)، وأحمد (11/ 144)، رقم (6579)، وعبد بن حميد (ح 343)، والبزار (6/ 426)، رقم (2456)، وابن حبان (14/ 5)، رقم (6138) - وغيرهم، غير أن عندهم أيضًا:"ألف سنة" بدل "ألف عام". والله أعلم.
(2)
تبع المؤلف فيه ظاهر كلام الديلمي (2/ 307 /ب)، فإنه عنون بهذا اللفظ، فعلقه عن الطبراني بروايته له عن الحسين بن إسحاق، عن عمرو بن الحصين العقيلي، عن ابن علاثة بإسناده.
وإنما لفظ الطبراني في "الكبير"(22/ 63)، رقم (152)، و"مسند الشاميين"(1/ 264)، رقم (457)، (4/ 311)، رقم (3400) -وعنه عند أبي نعيم في "الطب"(2/ 637)، رقم (687) - عن الحسين بن إسحاق -وهو التستري- وغيره، عن عمرو بن الحصين به:"عليكم بالقرع فإنه يزيد في الدماغ، وعليكم بالعدس فإنه قدس على لسان سبعين نبيًّا". وبهذا اللفظ نقله عنه السيوطي في "اللآلي المصنوعة"(2/ 180).
وأما اللفظ المذكور عند المؤلف فهو لحديث عبد الرحمن بن دلهم الآتي بعدُ. والله أعلم. =
[و]
(1)
أسنده أبو نعيم في "المعرفة"، ومن طريقه الديلمي؛ من حديث عبد الرحمن بن دلهم، بزيادة:"إنه يرقِّق القلب، ويُسرع الدمع"، وفيه:"وعليكم بالقرع؛ فإنه يشد الفؤاد ويزيد في الدماغ"
(2)
.
= وإسناد الطبراني تالف، من سلاسل الموضوعات؛ ابن علاثة متروك، والراوي عنه كذاب، كما تقدم، ومن ثم حكم الألباني بوضعه. "الضعيفة"(ح 40، 510).
(1)
سقط من "أ، ز، د"، واستدرك من "م" ونسخ مساعدة.
(2)
رواه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 120)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4/ 1854)، رقم (4672) -ثم من طريقه الديلمي (2/ 307 /ب) - والخطيب في "المتفق والمفترق"(1/ 735)، رقم (442) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 294 - 295) -، من طرق عن الحسن بن سفيان الفسوي، - قال ابن حبان والخطيب:"حدثنا عبيد بن سعيد البصري"، وقال أبو نعيم:"عبيد بن معبد البصري"، ثم اتفقوا: حدثنا عيسى بن شعيب، عن الحجاج بن ميمون، عن حميد بن أبي حميد، عن عبد الرحمن بن دلهم، مرفوعًا به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(8/ 97 - 98)، رقم (5547 - 5548) من طريق مخلد بن قريش، أخبرنا عبد الرحمن بن دلهم، عن عطاء، مرفوعًا به. وقال:"منقطع". وهذا أنظف إسنادًا من الأول.
أما الطريق الأول فمسلسل بالمجاهيل:
1 -
عبد الرحمن بن دلهم: مجهول، وأحاديثه كلها أباطيل، من أشباه هذا الحديث، وسيأتي الكلام عليه.
2 -
حميد بن أبي حميد: اعتبره الخطيب غير الشامي، وجهلهما معًا في سائر رجال هذه السلسلة (المصدر السابق)، ونقله ابن حجر في بعض روايات هذه السلسلة في "الإصابة"(6/ 477)، رقم (5137)"حميد بن أبي حميد الشامي"، وهو حمصي مجهول أيضًا، كما في "التقريب"(1567)، وهو -كما قال ابن عدي- يعرف بحديث واحد منكر، وهو غير هذا الحديث، وعليه قال الذهبي في "الكاشف" (1265):"ليس بحجة"، وضعفه ابن حجر. وانظر:"الكامل"(2/ 270 - 271)، رقم (434)، "الميزان"(1/ 613، رقم 2334، 1/ 617، رقم 2351)، "تهذيب التهذيب"(8/ 213).
3 -
الحجاج بن ميمون: قال الخطيب في "تاريخ بغداد"(الموضع السابق): "هو غير معروف"، وقال ابن طاهر المقدسي في "معرفة التذكرة" (ح 853):"منكر الحديث"، وأقره الذهبي في "الميزان"(1/ 465)، رقم (1747)، وعليه قال ابن حجر في "اللسان"(2/ 565 - 566)، رقم (2157): "روى عنه عيسى بن شعيب مناكير كثيرة -فذكر منها هذا الحديث، وقال-: وعيسى بن شعيب: نقل البخاري عن الفلاس أنه =
وقال: إنه مجهول لا تعرف له صحبة
(1)
.
= صدوق، وأقره، فإلصاق الوهن بحجاج بن ميمون أولى من إلصاق الوهن به"، وذكر نحوه في "تهذيب التهذيب" (8/ 213) أيضًا، مع وصفه بالضعف والجهالة، وقال: "وشيخه حميد بن أبي حميد ضعيف أيضًا". وأقره عليه ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 244).
4 -
عيسى بن شعيب بن إبراهيم البصري: روى عنه الفلاس، وقال:"بصري، صدوق"، وأقره عليه البخاري، ورجحه ابن حجر -كما تقدم-، فقال في "التقريب":"صدوق، له أوهام".
وأما ابن حبان، فأهمل سائر من تقدم من رواة هذه السلسلة، وحمل عليه الحديث، فقال:"كان ممن يخطئ حتى فحش خطؤه، فلما غلب الأوهام على حديثه استحق الترك"، وتابعه على قوله هذا ابن الجوزي في "الموضوعات"، والسيوطي في "اللآلي المصنوعة"(2/ 179)، وتعقبه الذهبي في "الميزان" بتصديق الفلاس له، ولكنه لم يحسم في الأمر، وسياق كلامه في "تاريخ الإسلام" يملي أنه يميل فيه إلى رأي ابن حبان، وذلك أنه كذلك لم يمعن النظر في بقية رجال الإسناد، فقال: صدقه الفلاس، وتركه غيره -فذكر قول ابن حبان، ثم قال-: ومما نقموا عليه حديث: "قدس العدس. ." وهذا باطل، سمعه منه عبيد بن سعيد، ولم أجد له ذكرًا في كثير من كتب المجروحين. وتقدمت مناقشة الحافظ ابن حجر لهذا الرأي، وتوهينه له، وهو أولى بالصواب. والله أعلم.
5 -
عبيد بن سعيد البصري -شيخ الفسوي-: لم أقف له على ترجمة، ولم يعل أحدهم به الحديث.
وأما رواية البيهقي ففيها ثلاث علل:
1 -
إرسال عطاء، وبه أعله البيهقي -فيما تقدم-، فقال:"هو منقطع".
2 -
عبد الرحمن بن دلهم: وهو مجهول، راوية الأباطيل.
3 -
مخلد بن قريش: ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 185)، بقوله:"شيخ يروي عن شعبة بن الحجاج، روى عنه محمد بن المصفى، يخطئ"، وعليه ذكره الحافظ في "اللسان"(8/ 18)، رقم (7628)، وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (9/ 430):"شيخ لمحمد بن مصفى"؛ كأنه يستجهله. والله أعلم.
فهذا الإسناد وإن كان ضعيفًا، فإنه أقوى من الأول، ويومي إلى أن الآفة في تلك الأباطيل من عبد الرحمن بن دلهم، وأسقط من دونه عطاءًا حتى لا يميز فيه الإرسال، ومثل عطاء -سواء كان ابن يسار، أو ابن أبي رباح، أو الخراساني- لا يحتمل مثل هذا الباطل. والله أعلم.
(1)
تبع المؤلف فيه الديلمي في "مسنده"، وأما لفظ أبي نعيم فسيأتي لاحقًا. إن شاء الله. =
وفي الباب: عن علي بن أبي طالب
(1)
. ولا يصح من ذلك شيء
(2)
.
وقد حكى الخطيب في ترجمة "سَلْم بن سالم"
(3)
من "تاريخه" أن ابن المبارك سئل عنه، فقال: ولا على لسان نبي واحد، إنه لمؤذ منفخ، من يحدثكم به؟، قالوا: سَلْم بن سالم. قال: عمن؟ قالوا: عنك، قال: وعني
= وعبد الرحمن بن دلهم هذا: ذكره بعضهم في الصحابة بناء على هذه الرواية وأشباهها بهذا الإسناد، وهو إسناد ساقط -كما تقدم-، وتبين من رواية البيهقي أنه يرويه عن عطاء مرسلًا، وعليه قال ابن منده في "المعرفة" -كما في "أسد الغابة"، و"الإصابة"-، وتبعه بلفظه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4/ 1854)، فقالا:"مجهول، في إسناد حديثه نظر، ولا تثبت له صحبة"، وحكم ابن منده وغيره بأن أحاديثه كلها مناكير.
ووقع في رواية عند ابن عساكر (35/ 185): "حميد بن أبي حميد الربعي، عن عبد الرحمن بن دلهم عن الأوزاعي، قوله"، فإن كان هذا فحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في غاية الإعضال. وعند الذهبي في "تذكرة الحفاظ"(4/ 26) من طريق محمد بن رزام المروزي، عن محمد بن أيوب الهنائي، ثنا حميد بن أبي حميد، عن عبد الرحمن بن دلهم، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في حديث قال عنه الذهبي:"هذا مما تحرم روايته إلا مقرونًا بأنه مكذوب من غير تردد، وقبح الله من وضعه، وإسناده مظلم، وفيهم ابن رزام كذاب، لعله آفته". وعلى كل فهو مجهول، راوية الأباطيل، وحديثه عن التابعين وأتباعهم، ولم تثبت له صحبة، ولا لقيا أحد من الصحابة، وأقوى ما ورد عنه روايته عن عطاء من التابعين أو أتباعهم، وحكايته عن الأوزاعي، وعليه جزم الأئمة بعدم ثبوت صحبته وحديثه. والله أعلم.
وانظر: "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص 121)، رقم (435)، "أسد الغابة"(3/ 340)، رقم (3296)، "الإصابة"(6/ 476 - 478)، رقم (5137)، "تلخيص الموضوعات"(ح 629)، والمصادر السابقة في التخريج.
(1)
أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 294)، من طريق عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، عن أبيه، عن علي بن موسى الرضا، عن آبائه إلى علي رضي الله عنه، مرفوعًا. وهو موضوع، والمتهم به هو الطائي، أو أبوه، كما قال ابن الجوزي والذهبي، وتقدم الكلام على هذه السلسلة.
(2)
يعني: كلّ ما في مدح العدس، وبه قال ابن القيم في "المنار المنيف"(ص 82)، والغزي في "الجد الحثيث"(322) وغيرهما، وقال ابن الجوزي:"كافأ الله من وضعها، فإنه قصد شين الشريعة والتلاعب، فإن العدس من أردأ المأكولات، فإذا سمع من ليس من أهل شرعنا هذا نسب نبينا إلى غير الحكمة".
(3)
هو: البلخي، كذبوه، وتقدمت ترجمته.
أيضًا!!
(1)
.
وكذا نقل عن ابن المبارك بطلانه ابن الصلاح
(2)
.
وقال الحافظ أبو موسى المديني -في "كتاب الحِنَّاء"- أيضًا: "إنه باطل؛ رُوِي بغير إسناد عن ابن عباس وواثلة"
(3)
، ثم أسند إلى يوسف بن أبي طيبة،
(1)
أخرجه الخطيب في "تاريخه"(9/ 144) من طريق الجوزجاني، عن ابن راهويه، قال: سئل ابن المبارك:. . فذكره. وهو عند الجوزجاني في "أحوال الرجال"(385)، ومن طريقه ابن عدي (3/ 326)، رقم (779)، والبيهقي في "الشعب"(8/ 98 - 99)، رقم (5549)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 295).
وإسناده صحيح إلى ابن راهويه إن كان سمعه من ابن المبارك، وهو من شيوخه، استصغر نفسه فيه فلم يرو عنه.
(2)
نقله عن خطه الزركشي في "التذكرة"(ح 143)، وكذا نقل عن ابن راهويه في "الميزان"(2/ 185)، رقم (3371)، و"اللسان"(4/ 108)، رقم (3544) وغيرهما، وعمدة الجميع رواية الجوزجاني المتقدمة.
(3)
كذا قال، وتقدم حديث واثلة رضي الله عنه بإسناده، والكلام عليه.
وأما حديث ابن عباس رضي الله عنه: فأخرجه الديلمي (3/ 142/ ب) من طريق أبي القاسم عبد الرحمن بن يزيد الدقاق، عن محمد بن عبد العزيز، عن أبي يوسف محمد بن أحمد الصيدلاني، عن الوليد بن مسلمة الأزدي، عن عمر بن قيس، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، مرفوعًا:"من أحب أن يرق قلبه فليدمن أكل البلس". قال الديلمي: "البلس: العدس، ويروى: "البلس"، وهو التين".
وعلقه ابن قتيبة في "غريب الحديث"(3/ 666) عن عمر بن قيس به، وفسر الكلمة على الوجهين، ونحوه في "الفائق" للزمخشري (1/ 128)، و"النهاية" لابن الأثير (1/ 145/ بلس)، وقول الديلمي أبين، وبتفصيله وبيانه فسرهما الأزهري في "تهذيب اللغة"(12/ 306).
قال السيوطي في "اللآلي المصنوعة"(2/ 180): "عمر بن قيس: متهم. والله أعلم".
وهو عمر بن قيس المكي أبو حفص، المعروف بسندل: متروك، ساقط، يروي عن الثقات الأباطيل، وكذبه مالك.
انظر: "التاريخ الكبير"(6/ 187)، رقم (2122)، "الكامل"(5/ 6 - 9)، رقم (1186)، "الميزان"(3/ 218 - 219)، رقم (6187)، "تهذيب التهذيب"(7/ 490 - 491)، و"التقريب"(4959).
والوليد بن مسلمة الأزدي: جهله الدارقطني، كما في "ميزان الاعتدال"(4/ 348)، رقم (9407)، وفي "الضعفاء" لابن الجوزي (3672)، و"المغني" (6890): =
عن ابن إدريس، عن الليث؛ أنه ذُكِر العدسُ، فقالوا:"بارك عليه كذا وكذا نبي"، وكان الليث يركع، فالتفت إليهم - يعني: بعد فراغه- وقال: ولا نبيٌّ واحدٌ، إنه لبارد، إنه ليؤذي
(1)
. وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات".
773 - حديث: "قَدِّموا خياركم تَزْكُو صلاتُكم".
الديلمي عن جابر به مرفوعًا
(2)
، وللحاكم والطبراني -بسند ضعيف- عن مرثد بن أبي مرثد الغنوي، رفعه: "إنْ سَرَّكم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم
= "الوليد بن مسلمة الأردني: يروي عن عمر بن قيس، عن عطاء؛ قال الدارقطني: "هو متروك الحديث"، وقال ابن حجر في "اللسان" (8/ 391)، رقم (8357): "الظاهر أنه الوليد بن سلمة الأزدي المتقدم"، ويعني: الأردني الطبراني، قاضي طبرية، وهو ممن اشتهر بالوضع، كما في "اللسان" (8/ 383 - 384)، رقم (8357)، وتقدمت ترجمته.
ومحمد بن عبد العزيز: الأقرب أنه الدينوري، وهو متهم أيضًا، كما تقدم (ح 597)، وإن كان غيره فلم يتبين لي أمره، ومن هو؟، وكذا الراوي عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن يزيد الدقاق. فالله أعلم.
(1)
لم أقف على خبر جزء "الحناء" المذكور، ولا على الحكاية عن الليث بن سعد الفهمي: مسندًا، وقد نسب الحكم بإبطاله إليه السيوطي في "الدرر المنتثرة"(ح 316)، والعجلوني في "كشف الخفاء"(2/ 108)، رقم (1863)، ونقل الحكاية أيضًا بتصرف يسير.
وقال ابن القيم في "المنار المنيف"(فصل: ومنها -أي: قرائن الوضع- تكذيب الحس له، ص 40) - بعد نقله لقول ابن المبارك-: "أرفع شيء في العدس أنه شهوة اليهود،. . .، ويشبه أن يكون هذا الحديث من وضع الذين اختاروه على المن والسلوى أو أشباههم"، وذكر أشياء من مضاره ومفاسده. والله أعلم.
(2)
أخرجه الديلمي (2/ 287/ أ) من طريق أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه. وفيه عبد الله بن إسماعيل بن حماد عن يزيد بن خالد الخولاني عن إسماعيل بن إبراهيم المطرفي؛ ثلاثتهم لم أقف لهم على ترجمة، وبه قال ابن عراق في "تنزيه الشريعة"(1/ 247)، بالنسبة للأولين، في حديث قال فيه:"لوائح الوضع عليه ظاهرة"، وفي إسناده جمع ممن لم يقف على تراجمهم سواه. فالآفة من أحد هؤلاء.
ويرويه عن عبد الله هذا أبو سعيد علي بن محمد بن علي بن عطاء البلدي، الملحمي -نسبة إلى قطيعة الملحم، ببغداد-: ولم أقف فيه على جرح، وقال الخطيب (12/ 96)، رقم (6522):"ما علمت من حاله إلا خيرًا"، ومن دونهم من رجال إسناده فكلهم ثقات.
خياركم -وفي رواية للطبراني
(1)
: "علماؤكم"- فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم"
(2)
.
(1)
كذا في نسخ المقاصد الخطية كلها، والصواب:"وفي رواية الطبراني"، كما جاء في "الدراية" للحافظ ابن حجر (1/ 168)، رقم (201):"وفي رواية الطبراني: "علماؤكم""، وليس له عند الطبراني إلا رواية واحدة، نقلها الهيثمي أيضًا بلفظ:"علماؤكم"، وفي المطبوع من "المعجم الكبير":"خياركم"؛ كغيره. ولفظ: "علماؤكم" حكم الألباني في "الضعيفة"(ح 1823) بأنه منكر، وضعفه باللفظ الأول.
(2)
أخرجه البغوي في "معجم الصحابة"(5/ 431)، رقم (2229) عن محمد بن إسماعيل الواسطي، والطبراني في "الكبير"(20/ 328)، رقم (777)، والدارقطني (2/ 464)، رقم (1882/ 2) من طريق محمد بن يحيى الأزدي، كلاهما (محمد بن إسماعيل الواسطي، ومحمد بن يحيى الأزدي) عن إسماعيل بن أبان الوراق، ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1/ 520)، رقم (317) - وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5/ 2562)، رقم (6187)، والطبراني كذلك عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، كلاهما (ابن أبي عاصم، ومحمد بن عثمان) عن القاسم بن محمد بن إبراهيم بن أبي شيبة، وأخرجه أبو نعيم كذلك عن أبي الشيخ، ثم من طريق سليمان بن داود الشاذكوني، ورواه الحاكم (3/ 222) عن أبي العباس المحبوبي، عن سعيد بن مسعود المروزي، عن عبيد الله بن موسى العبسي، أربعتهم (إسماعيل الوراق، والقاسم، والشاذكوني، وعبيد الله العبسي) عن يحيى بن يعلى الأسلمي، عن عبد الله بن موسى [لم يذكره الحاكم]، عن القاسم [قال الدارقطني: السامي؛ من ولد سامة بن لؤى، وقال الحاكم: الشيباني، وعند غيرهما: الشامي، وقال ابن عبد البر: القاسم أبي عبد الرحمن الشامي]، عن مرثد بن أبي مرثد الغنوي -وكان بدريًا- رضي الله عنه. وبه رواه ابن منده في "المعرفة"(2/ 174)، رقم (2)، كما في "الضعيفة" للألباني (ح 1823).
ورواه الطبري في "المنتخب من الذيل المذيل"(ص 52) - ومع "تاريخ الطبري"(من حلفاء بني هاشم، (11/ 552) عن سليمان بن عبد الجبار -وهو ابن رزيق البغدادي- عن إسماعيل بن أبان، حدثني يحيى بن يعلى الأسلمي -وكان ثقة- عن علي بن موسى، عن القاسم، عن مرثد رضي الله عنه به.
وهذا الحديث فيه جملة علل، وهي:
1 -
الانقطاع أو الإعضال: وذلك أن مرثد بن أبي مرثد الغنوي وأباه رضي الله عنهما، بدريان، ومرثد من شهداء غزوة الرجيع في صفر من السنة الرابعة للهجرة، في القراء السبعين رضي الله عنهم، وأبوه أبو مرثد توفي على فراشه بالمدينة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه السنة الثانية عشر للهجرة، فمرثد لم يدركه أحد من التابعين، بل ولا أكثر الصحابة، وقال الحاكم: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "جهدت في طلب حديث يسنده مرثد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم، فلم أجد إلا هذا الحديث". وعليه قال ابن حجر في "إتحاف المهرة"(13/ 164)، رقم (16535):"فيه انقطاع"، وبه أعله ابن عبد البر وغيره.
2 -
القاسم السامي: لم أقف له على ترجمة، وكذا قال الشيخ الألباني في "الضعيفة"(1823)، وهذا على حسب رواية الدارقطني، ولم أقف له على ذكر عند غيره، ولا في غير هذا الإسناد.
وإن كان الشيباني -كما في رواية الحاكم-: فالظاهر أنه القاسم بن عوف الشيباني الكوفي، وهو مختلف في حاله -كما قال الذهبي-، تركه شعبة والقطان، وضعفه النسائي، وقال أبو حاتم:"مضطرب الحديث، ومحله عندي الصدق"، وقال ابن عدي:"حديثه يسير، وهو ممن يكتب حديثه"، وأخرج له مسلم في "الصحيح" حديثًا واحدًا في الشواهد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وعليه قال الحافظ:"صدوق يغرب"، وحديثه عن أبي ذر رضي الله عنه وأمثاله مرسل. انظر:"الكامل"(6/ 37)، رقم (1582)، "الميزان"(3/ 376 - 377)، رقم (6828)، "تهذيب التهذيب"(8/ 426 - 327)، "التقريب"(5475).
فمثله لا يحتمل تفرده، سيما وأن يأتي بإسناد ليس له مثيل، نحو هذا.
وأما "القاسم الشامي"، كما وقع عند غيرهما، وكناه ابن عبد البر "أبا عبد الرحمن": فالظاهر أنه صاحب أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، وهو مختلف فيه كذلك، فضعفه أحمد وغيره بأن له مناكير كثيرة من رواية الثقات عنه، فضلًا عن الضعفاء، فجعلوا الحمل فيها عليه، وذهب دحيم وابن معين وغيرهما إلى توثيقه بأن العلة في تلك المناكير من الرواة عنه، وأما إذا رواها الثقات عنه فإنهم يروونها عنه بالإرسال، ولا يسندونه بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم. وعلى كل فأحاديثه لا تخلو من مناكير، وروايته عن علي وأبي هريرة وعائشة وأمثالهم مرسلة، ويكون هذا الحديث مما أرسله -أو أعضله- من رواية الضعفاء عنه. وانظر له: العلل لأحمد (1353)، "تاريخ دمشق"(49/ 101 - 113)، رقم (5666)، "تهذيب الكمال"(23/ 383 - 391)، رقم (4800)، "الميزان"(3/ 373 - 374)، رقم (6817)، "جامع التحصيل" رقم (625).
3 -
عبد الله بن موسى: أعل الدارقطني به الحديث، وقال:"إسناد غير ثابت، وعبد الله بن موسى ضعيف".
وعبد الله بن موسى هذا لم يتبين لي من هو، إلا أن الشيخ الألباني ذهب في "الضعيفة"(الموضع السابق) إلى أنه التيمي الطلحي، أبو محمد الحجازي المدني، وهو صدوق كثير الخطإ، فيما قاله ابن حجر في "التقريب"(3645) اقتباسًا من حكم ابن معين، ويقاربه حكم أبي حاتم أيضًا، وأما الإمام أحمد فوهاه، وقال:"يأتي كل بلية منه"، فمثله ليس بحجة كما قال الذهبي، ويعتبر به، وهنا متفرد. والله أعلم. =
[وللدارقطني
(1)
عن ابن عباس
(2)
مرفوعًا: "اجعلوا أئمتكم خياركم،
= انظر: "الميزان"(2/ 508)، رقم (4630)، و"تهذيب التهذيب"(6/ 45).
ولم أجد لما ذهب إليه الشيخ مستندًا، ولم يذكر التيمي هذا بالرواية عن القاسم الشامي، ولا نسبه المزي في ذكر شيوخ يحيى بن يعلى الأسلمي، ولا هو ميز في بعض طرق الحديث، والذي يظهر لي -والله أعلم- أنه مدلس من أحد الكذابين المذكورين بالرواية عن القاسم بن عبد الرحمن الشامي -صاحب أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه-، وبرواية يحيى بن يعلى الأسلمي عنه، فقال الذهبي في "الميزان"(2/ 509)، رقم (4631) -إثر ترجمة التيمي المذكور-:"عبد الله بن موسى: هو عمر بن موسى أحد المتروكين، دلسه بعضهم". ويعني به عمر بن موسى بن وجيه الوجيهي الأنصاري، وهو مشهور بالوضع، كما تقدم (ح 107). والله أعلم.
4 -
يحيى بن يعلى الأسلمي، القطواني، أبو زكريا الكوفي: شيعي، ضعيف بلا خلاف، ونسبه البزار إلى الغلط في الأسانيد، وقال البخاري:"مضطرب الحديث". وبه أعل الهيثمي هذا الحديث في "مجمع الزوائد"(2/ 207)، رقم (2325)، والله أعلم. وانظر:"الجرح والتعديل"(9/ 188 - 189)، "الضعفاء" للعقيلي (4/ 426)، وللدارقطني (580)، "المجروحين" - حمدي (2/ 473)، رقم (1210)، "الكامل"(7/ 233)، رقم (2132)، "العلل" للدارقطني (15/ 327)، رقم (3985)، "ميزان الاعتدال"(4/ 415)، رقم (9657)، "تهذيب التهذيب"(11/ 304)، "التقريب"(7677).
فهذه جملة علل هذا الإسناد، والأقرب أن يكون الحمل فيه على عبد الله بن موسى المدلس من عمر بن موسى الوجيهي، وهو خبر باطل الإسناد والمتن، وعليه قال الدارقطني:"إسناد غير ثابت".
وأما اكتفاء الشيخ الألباني بمطلق تضعيفه فدون ما يستحقه. والله تعالى أعلم، وهو ولي النعم.
هذا وقد سرقه بعض الضعفاء والمجاهيل فجعله عن القاسم عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، وأسقط الواسطة بينه وبين يحيى بن يعلى الأسلمي، ولم يتنبه الشيخ الألباني لذلك فعلله بالاضطراب من يحيى بن يعلى، وليس كذلك. أخرجه ابن عساكر (38/ 419)، وفي "معجم شيوخه"(2/ 959)، رقم (1224). وقال:"هذا حديث غريب". وإسناد ابن عساكر هذا باطل مقلوب. والله أعلم.
(1)
في (م): "وللطبراني"، وما أثبت من بقية النسخ، و"الدراية" للحافظ ابن حجر وغيره، ولم أقف على الحديث عند الطبراني، ولا على أحد عزاه إليه. والله أعلم.
(2)
كذا في سائر نسخ المقاصد الخطية، وإنما هو عن ابن عمر رضي الله عنه عند الدارقطني وغيره، والظاهر أنه تبع فيه شيخه الحافظ ابن حجر في "الدراية"(1/ 168)، =
فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم"]
(1)
(2)
.
= رقم (201)، حيث عنه اقتبس سياق تخريج هذا الحديث، بزيادة حديث جابر رضي الله عنه في أوله، وتأخير الكلام على لفظ "الهداية" للحنفية، وهو عن ابن عمر رضي الله عنه في أصله:"نصب الراية" وغيره من كتب التخريج. فالله أعلم.
(1)
ما بين المعقوفين ساقط من (أ، ز)، واستدرك من:(د، م)، ونسخ مساعدة، ونسخة (د) سقط منها أيضًا قوله:"اجعلوا أئمتكم".
(2)
أخرجه الدارقطني (2/ 463)، رقم (1881)، والبيهقي (3/ 90) من طريق أبي أحمد الحافظ، كلاهما (الدارقطني، وأبو أحمد الحافظ) عن أبي بكر محمد بن أحمد بن أسد الهروي، عن الحسين بن نصر المؤدب، وأخرجه ابن النجار في ذيله - مع "تاريخ بغداد"(19/ 212) من طريق علي بن يونس بن السكن الصفار البغدادي، عن سليمان بن بويه النهرواني، كلاهما (حسين المؤدب، والنهرواني) عن سلام بن سليمان، عن عمر، عن محمد بن واسع، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر-رضي الله عنهما.
وعمر المذكور في الإسناد لم ينسب في رواية الدارقطني، فقال:"هو عندي عمر بن يزيد قاضي المدائن"، ونسب في روايتي البيهقي وابن النجار "عمر بن عبد الرحمن بن يزيد"، وقال البيهقي:"إسناده ضعيف". وعمر بن عبد الرحمن بن يزيد: قال الألباني في "الضعيفة"(ح 1822): "لم أعرفه"، ولم أقف له على ترجمة ولا ذكر، إلا ما كان من المزي في "تهذيب الكمال"(26/ 577) في تسمية الرواة عن محمد بن واسع بن جابر البصري العابد، الذي قال فيه الدارقطني -كما في "تهذيب الكمال" (26/ 578) -:"عابد، ثقة، ولكن بلي برواة ضعفاء"، وقد ذكر المزي في الرواة عن محمد بن واسع؛ عمر بن يزيد الأزدي أيضًا، وهو قاضي المدائن الذي ذكره الدارقطني، وهو منكر الحديث عن عطاء والحسن وغيرهما، كما قال ابن عدي. وقال الدارقطني:"متروك"، ولعله بنى ذكره ذلك على الخلاف في هذا الإسناد. والله أعلم.
وانظر لترجمة قاضي المدائن: "الكامل"(5/ 29)، رقم (1199)، "سؤالات البرقاني"(350)، "الميزان"(3/ 231)، رقم (6250).
فالظاهر أن القول فيه ما قاله الدارقطني، والإسناد الآخر فيه وهم. والله أعلم.
وأعله ابن عبد الهادي في "التنقيح"(2/ 468)، رقم (1143) بعلتين أخريين، فقال:"منكر، ولو صح حمل على الأولوية".
2 -
وسلام بن سليمان: هو أبو العباس المدائني الضرير، ينكر عن الثقات، وتقدمت ترجمته.
3 -
والحسين بن نصر: هو المؤدب، أبو علي الفارسي، ويعرف بـ "الخرسي"، ذكره الخطيب في "التاريخ"[(8/ 143)، رقم (4239)]، ولم يتكلم فيه بجرح ولا تعديل. =
وما وقع في "الهداية" للحنفية بلفظ: "من صلى خلف عالم تَقِيٍّ فكأنما صلى خلف نبي"، فلم أقف عليه بهذا اللفظ
(1)
.
774 - حديث: "قدموا قريشًا، ولا تَقَدَّموها".
الطبراني عن عبد الله بن السائب
(2)
، وأبو نعيم، ثم الديلمي عن
= ولتجمع هذه العلل حكم الذهبي في "تنقيح التحقيق"(1/ 255/ مسألة: 198) بأنه إسناد مظلم، وبالعلل الثلاثة المتقدمة أعله ابن القطان في "بيان الوهم"(3/ 148 - 149)، رقم (857)، والألباني في "الضعيفة".
وله شاهد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند ابن عدي (3/ 42)، والدارقطني (2/ 152)، رقم (1312) وأعلَّاه وغيرهما بأبي الوليد خالد بن إسماعيل المخزومي، وهو متهم بالوضع، كما تقدم.
وقد سرقه عن المخزومي هذا بعضهم؛ وهو أبو الحسين محمد بن إسماعيل بن موسى الرازي، نزيل بغداد، فوضعه على إسناد الثقات، في أحاديث أخر يُتَّهم بها. أخرجه الخطيب (2/ 49)، رقم (448)، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(1/ 420 - 421)، رقم (709)، و"التحقيق"(1/ 473)، رقم (719)، وغيرهما.
وذكر الألباني في "الضعيفة"(1822) أن الحافظ أبا بكر الشافعي أخرجه في "مسند موسى بن جعفر بن محمد الهاشمي"(ق 71/ 1) من طريق موسى بن إبراهيم، عن موسى بن جعفر، عن آبائه إلى علي رضي الله عنه.
وموسى بن إبراهيم المروزي كذبوه، وبه أعله الألباني، وتقدمت ترجمته (ح 508، 669).
(1)
قال الزيلعي في "نصب الراية"(2/ 26)، رقم (1973):"غريب"، وهو رسمه فيما لا أصل له، كما نبه عليه الشيخ الألباني في مواطن من كتبه، منها:"الإرواء"(ح 632، 1264)، و"الضعيفة"(ح 573، 1012). وقال ابن حجر في مختصره "الدراية"(1/ 168/ تحت الحديث: 201): "لم أجده".
(2)
أخرجه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1518 - 1519) -فرقه-، والطبراني في "الكبير" - كما في "جامع المسانيد والسنن"(8/ 21)، رقم (5603)، و"إتحاف الخيرة"(7/ 317)، رقم (6939/ 2) - من طريق أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن عبد الله بن السائب رضي الله عنه به.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(9/ 755)، رقم (16451):"أبو معشر: حديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح"، وأما الحافظ ابن حجر فقال في "التلخيص الحبير"- قرطبة (2/ 76)، رقم (580/ 27):"هو ضعيف"، وقال في "التقريب" (7100):"أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي، المدني: ضعيف، من السادسة، أسن واختلط"، وذهب ابن الملقن إلى تضعيفه الشديد، فقال في "البدر المنير" =
أنس
(1)
،
= (4/ 466 - 467): "أبو معشر هذا هو نجيح السندي، منكر الحديث كما قاله البخاري"، وقال الإمام أحمد في "العلل" - رواية عبد الله (602):"هو أضعف أصحاب سعيد المقبري عنه حديثًا"، فتفرد مثله مما لا يعتمد عليه. والله أعلم.
وفي الباب عن علي رضي الله عنه عند البزار (2/ 112)، رقم (465)، وابن منده في "فتح الباب"(1/ 207 - 208)، رقم (1688) من طريق عدي بن الفضل، عن أبي بكرِ بن أبي جهمة، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن علي رضي الله عنه، مرفوعًا:"قدموا قريشًا ولا تقدموها، فلولا تبطر قريش لأخبرتها بما لها عند الله عز وجل".
قال البزار: "لا نعلمه يروى عن ابن عباس، عن علي رضي الله عنهم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وابن الفضل ليس بالحافظ، وأبو بكر بن أبي جهمة، وأبوه لا نعلمهما يحدثان إلا بهذا الحديث".
وعدي بن الفضل: هو التيمي، أبو حاتم البصري، وهو متروك، كما في "التقريب"(4545).
وأبو بكر بن أبي جهمة: لم أقف له على ترجمة. وأما أبوه فهو زياد بن الحصين الحنظلي، تابعي ثقة، إلا أن حديثه عن ابن عباس رضي الله عنهما مرسل، كما في "تهذيب الكمال"(9/ 455 - 456)، رقم (2038).
وله عن علي رضي الله عنه طريق آخر: عند أبي نعيم في "الحلية"(9/ 64)، وعزاه إليه في "كنز العمال"(14/ 77)، رقم (37981)، وفيه إبراهيم بن أبي حية اليسع بن الأشعث أبو إسماعيل المكي: متروك، منكر الحديث، كما في "الميزان"(1/ 29)، رقم (79)، وبه أعله المتقي الهندي.
(1)
رواه أبو نعيم في "الحلية"(9/ 64) -ومن جهته الديلمي (2/ 2877/ أ) - عن القطيعي، عن محمد بن يونس بن موسى الكديمي، عن أبيه، عن محمد بن سليمان بن مشمول المخزومي، عن الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، عن أنس رضي الله عنه.
وابن مشمول ضعيف، كما تقدم (ح 699)، والكديمي متهم [تقدم أيضًا]، وأبوه لم أقف على ترجمته، وليس من المعروفين بالرواية، وابنه محمد إنما طلب العلم منذ صباه برعاية زوج أمه روح بن عبادة، ومقتضى ذلك أن يكون توفي والده وهو صغير.
وقد خولف محمد بن يونس الكديمي فيه عن والده، فأخرجه الطبراني في "الكبير" -كما في "جامع المسانيد والسنن"(7/ 451 - 452)، رقم (5391) - عن معاذ بن المثنى، عن يونس بن موسى السامي [في الجامع: الشامي]، عن أبي سليمان الأزدى [في الجامع: سليمان الأزدي]، عن خالد بن عبد الله المزني، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أبيه، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة، قال:"ألست أولى بكم من أنفسكم؟ " قالوا: بلى، يا رسول الله! قال: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "فإني سائلكم عن اثنين، عن القرآن وعن عترتي، ألا ولا تقدموا قريشًا فتضلوا، ولا تخلفوا عنها فتهلكوا" .. الحديث. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 354)، رقم (8993):"فيه من لم أعرفه".
ولعله يعني: يونس بن موسى السامي، وشيخه أبا سليمان الأزدي، فلم أجد لهما ذكرًا إلا عند ابن نقطة في "إكمال الإكمال"(3/ 281)، رقم (3211) بورودهما في هذا الإسناد، وعن ابن نقطة أخذه ابن حجر في "تبصير المنتبه"(2/ 801)، وكأنه اعتبره والد محمد بن يونس الكديمي المذكور.
وكذا استظهر الشيخ المعلمي فيما زاده في التعليق على "الإكمال" لابن ماكولا (7/ 129 - 130) أنه والد محمد بن يونس الكديمي، مع احتمال غيره.
وعلى كل فلعله هو، وهو وشيخه لا يعرفان في غير هذا الإسناد، وإلا لذكرا بغيره أيضًا. وعبد الله بن حنطب لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال الترمذي في "السنن" (بعد الحديث: 3671)، وأقره عليه ابن كثير في "جامع المسانيد والسنن". والله أعلم.
ثم إن في الإسناد اضطرابًا آخر، فرواه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(ح 740، 1468، 1521، 1526، 1533) عن يعقوب بن حميد، عن إبراهيم بن محمد بن ثابت، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب [مولاه]، عن جبير بن مطعم رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " [ألست مولاكم، ألست خيركم؟ "، قالوا: بلى، يا رسول الله! قال:"فإني فرط لكم على الحوض يوم القيامة، والله سائلكم عن اثنتين: عن القرآن، وعن عترتي]، يا أيها الناس! لا تعلموا قريشًا وتعلموا منها، فإنهم أعلم منكم، يا أيها الناس! لا تقدموا قريشًا فتهلكوا، ولا تخلفوا عنها فتضلوا، لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بالذي لها عند الله". مفرقًا على أطرافه.
وهذا أعله ابن الملقن، وكذا الألباني في "ظلال الجنة" بـ "إبراهيم بن محمد بن ثابت"، وأنه ذو مناكير، كما قال الذهبي. وإبراهيم بن محمد بن ثابت هذا، هو ابن شرحبيل الحجبي، من بني عبد الدار بن قصي -وعندهم حجابة الكعبة المشرفة- القرشي، المدني، وقال ابن عدي:"الأنصاري" نزيل بيت المقدس: ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 320)، رقم (1004) بحديث منكر في فضل قريش، وقد رواه عنه غير واحد من الثقات - كما في "الشريعة" للآجري (5/ 2282)، رقم (1766)، و"المعجم الكبير" للطبراني (24/ 409)، رقم (994)، وغيرها-، وذكر البخاري أنه خولف في إسناده فرواه غيره عن الزهري مرسلًا. وقال ابن عدي (1/ 262)، رقم (95):"روى عنه عمرو بن أبي سلمة وغيره مناكير، -وذكر له ثلاثة من المناكير، فقال:- وله غيرها، وأحاديثه صالحة محتملة، ولعله أتي ممن قد روى عنه"، وتبعه القيسراني في "ذخيرة الحفاظ"(3/ 1626)، رقم (3621)، (5/ 2639)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رقم (6156، و 2744/ 6406)، فقال:"هو منكر الحديث، ولعله أتي من قبل الراوي عنه"، فتعقب ذلك الألباني في "الصحيحة"(1944) بأن الرواة عنه لهذه المناكير كلهم ثقات، فلا يلزم الجرح غيره، ولا يخلو عن الضعف، وإن اعتبر به.
وأما أبو حاتم الرازي، فصدقه مرة، وضعفه مع تجهيله مرة أخرى، كما في "الجرح والتعديل"(2/ 125)، رقم (389، و 128/ 398)، وكأنه اعتبره شخصين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وإلى الحكم بروايته للمناكير من رواية الثقات عنه مال الذهبي في "الميزان"(1/ 56)، رقم (187)، وابن حجر في "اللسان"، والمؤلف في "التحفة اللطيفة"(1/ 185)، رقم (109)، وتقدمت ترجمته بأخصر مما ههنا.
ويعقوب بن حميد بن كاسب المدني: كذلك صاحب غرائب ومناكير، ونسبه أبو داود إلى رفع الموقوفات، وإسناد المراسيل، وأنه زادها في أصوله بخط طري، وبه قال عباس بن عبد العظيم العنبري وغيره، وعلى ذلك ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، ووهاه النسائي وغيره، وأما البخاري فقال:"لم نر إلا خيرًا، هو في الأصل صدوق"، وخرج له في الصحيح حديثين -على خلاف في ذلك-، وكذا مشاه ابن عدي -مع اعترافه بكثرة غرائبه-، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال:"يخطئ في الشيء بعد الشيء"، وقال الحافظ:"صدوق، ربما وهم"، والأقرب قول الذهبي:"الظاهر أنه فيه لين، وله ما ينكر"، والله أعلم. وانظر:"تهذيب الكمال"(32/ 318 - 323)، رقم (7086)، "الميزان"(4/ 450 - 451)، رقم (9810)، "من تكلم فيه وهو موثق"(384)، "التقريب"(7815).
فهذا حديث مضطرب الإسناد، وكل طرقه معلة ضعيفة، والمحفوظ في متنه: ما أخرجه الطيالسي (2/ 257)، رقم (993)، وابن أبي شيبة (33052) -وعنه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1512) - وأحمد (27/ 306، رقم 16742، 27/ 328، رقم 16766)، والبزار ["كشف الأستار" (3/ 296 - 297)، رقم (2785)]، وأبو يعلى (13/ 397)، رقم (7400)،-، والطحاوي في "شرح المشكل"(8/ 153)، رقم (3130)، والطبراني في "الكبير"(2/ 114)، رقم (1490)، والحاكم (4/ 72)، والبيهقي (1/ 386)، وغيرهم من طريق ابن أبي فديك وجمع من الثقات؛ عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن طلحة بن عبد الله بن عوف، عن عبد الرحمن بن الأزهر رضي الله عنه، عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن للقرشي مثل [وفي لفظ: مثلي] قوة رجلين من غير قريش"، قيل للزهري: ما عنى بذلك، قال: في نبل الرأي.
وهذا رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين، إلا طلحة فلم يخرج له مسلم، وهو ثقة ثبت، وعليه صححه الحاكم على شرط الشيخين، وأقره الذهبي وغيره، وصححه الألباني ["الصحيحة" (1679)].
وآخرون عن غيرهما
(1)
، كلهم به مرفوعًا.
(1)
تقدم من حديث علي وعبد الله بن حنطب، وجبير بن مطعم رضي الله عنهم، مع بيان عللها.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1513، 1516، 1520، 1524)، من طريق عبد الله بن عبد العزيز، عن محمد بن عبد العزيز، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير، عن عتبة بن غزوان رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أيها الناس! إن هذا الأمر لا ينبغي أن يكون إلا في هذا الحي من قريش، هم أوسط العرب في العرب، وأقرب في العرب من العرب، ألا لا تقدموا قريشًا، [قدموا قريشًا، ولا تَقَدموها]، [تَعَلموا من قريش، ولا تُعلِّموها]، [ألا وإن مؤمن الناس تبع لمؤمن قريش، ألا وإن فاجرهم تبع لفاجرهم]، [ألا وإن قوة الرجل من قريش مثل قوة الرجلين من غيرهم]. فرقه على أطرافه.
ومحمد بن عبد العزيز: الظاهر أنه ابن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وهو متروك، منكر الحديث عن الزهري في قلة حديثه. انظر:"الكامل"(6/ 239 - 240)، رقم (1717)، "تاريخ بغداد"(3/ 605 - 608)، رقم (1117).
وأما عبد الله بن عبد العزيز: فهو عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عامر الليثي، أبو عبد العزيز المدني: وهو ضعيف، منكر الحديث عن الزهري وغيره، وذكر أبو حاتم وغيره أن عامة حديثه خطأ، وقد خلط بأخرة. انظر:"التاريخ الكبير"(5/ 140)، رقم (422)، "تهذيب الكمال"(15/ 238 - 241)، رقم (3395)، "الميزان"(2/ 455 - 457)، رقم (4425، 4428، 4429).
فهو ضعيف جدًّا، وبهما أعله الألباني في "الصحيحة"(1697).
وتبعية الناس في الإمامة العظمى لقريش أمر ثابت دل عليه حديث: "الأئمة من قريش"، وشواهده في الصحيح وغيره، وكذا قوله:"والله! لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لخيارها عند الله عز وجل" له شواهد جيدة، وقد جُمِعَا في حديث معاوية رضي الله عنه عند أحمد (28/ 125)، رقم (16928)، وابن أبي شيبة (33054) وغيرهما، وقال عنه الحافظ في "تغليق التعليق" (4/ 482):"إسناده صحيح متصل، ورجاله ثقات". وحديث الباب له كذلك شاهد مرسل يضطرب في إسناده أيضًا.
فأخرجه عبد الرزاق (11/ 54 - 55)، رقم (19893)، وابن أبي شيبة (ح 33053) -وعنه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(1519، 1525) - عن عبد الأعلى الصنعاني، كلاهما (عبد الرزاق، وعبد الأعلى) عن معمر، عن الزهري، عن سليمان بن أبي حثمة، -وقال عبد الأعلى: عن سهل بن أبي حثمة- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم-قال: "لا تعلموا قريشًا، وتعلموا منها، ولا تتقدموا قريشًا، ولا تتأخروا عنها، فإن للقرشي قوة الرجلين من غيرهم"؛ يعني: في الرأي. لفظ عبد الرزاق.
وأخرجه البيهقي (3/ 121) من طريق الدبري عن عبد الرزاق، فقال:"عن ابن أبي حثمة"،=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ولم يسمه، وقال:"هذا مرسل، وروي موصولًا، وليس بالقوى".
وذكر ابن حجر في "الفتح"(13/ 118 تحت ح 7140) -أنه في نسخة أبي اليمان عن شعيب عن الزهري [في نسخ "الفتح": أبي هريرة!!] عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، مرسلًا، أنه بلغه مثله.
ورواه الشافعي في "الأم"(الصلاة، صفة الأئمة، 2/ 309، ح 294)، عن ابن أبي فديك، وأبو عمرو الداني في "الفتن"(2/ 508)، رقم (206) من طريق إسماعيل بن عياش، كلاهما (إسماعيل، وابن أبي فديك المدني) عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، أنه بلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: .. الحديث.
فهذا حديث معضل على رواية ابن أبي ذئب، ومرسل على رواية شعيب بن أبي حمزة، فإن أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة تابعي ثقة، من الثالثة، كما في "التقريب"(7967)، وهو منقطع بين الزهري وسهل بن أبي حثمة، كما في ترجمة سهل بن أبي حثمة من "تهذيب التهذيب"(4/ 218)، وحديث الزهري عن ابن عمر رضي الله عنه مرسل -كما في "المراسل" لابن أبي حاتم (ص 190) -، فكيف بمن تقدمه وفاةً لنحو عشرين سنة فأكثر.
وأما أخوه سليمان بن أبي حثمة فمن مواليد عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يصح له سماع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما أرسل عنه، وكان عمر رضي الله عنه عينه إمامًا على النساء في قيام رمضان، ثم جمع عثمان رضي الله عنه عليه الرجال والنساء، كما في "الطبقات" لابن سعد -العلمية (5/ 18 - 19)، رقم (611)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (4/ 6)، رقم (1772)، و"تاريخ دمشق"(22/ 213 - 220)، رقم (2657)، ولم يذكروا تاريخ وفاته، ولا رواية للزهري عنه، وإنما شيخ الزهري هو ابنه أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة، هذا ومدار الوجهين على معمر عن الزهري، وظاهر من ذلك أنه لم يضبط إسناده، وأما من ضبطه -كشعيب بن أبي حمزة- فرواه عن الزهري عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة مرسلًا، ورواه ابن أبي ذئب عن الزهري بلاغًا. والله أعلم.
ولِما تقدم حكم البيهقي في "السنن"، وابن مفلح في "الآداب الشرعية"(3/ 258)، وابن الملقن في "البدر المنير"(4/ 466)، وابن حجر في "الفتح"(6/ 530، 13/ 105)، والألباني في "الإرواء"(2/ 296)، رقم (519)، بإرساله، وذهبوا إلى أن ابن أبي حثمة هو أبو بكر.
ونقل ابن الملقن عن ابن الصلاح أنه قال -في "شرح الوسيط"-: "هذا الحديث وإن كان مرسلًا جيدًا؛ لا يبلغ درجة الصحيح"، وصححه الألباني ببعض ما تقدم له من الشواهد، ومع أنه من طريق الثقات عن الزهري، فإن الإسناد مما فوقه مضطرب على =
775 - حديث: "القرآن غنى لا فقر بعده، ولا غنى دونه".
أبو يعلى، والدارقطني، من حديث الأعمش، عن يزيد الرقاشي، عن أنس به مرفوعًا
(1)
.
وقال الدارقطني: رواه أبو معاوية؛ عن الأعمش، فجعله عن الحسن -لا
= أربعة أوجه -كما هو بين أعلاه-، وليس شيء من شواهده يصلح للاعتضاد، إلا ما كان من الأمر بتقديم قريش في الإمامة العظمى، وعند المماثلة في الفضل، كما ذهب إليه الشافعي في "الأم"(الصلاة، اجتماع القوم في منزلهم سواء، 2/ 301)، وغيره من الأئمة. والله أعلم.
وأما سوى ذلك فكما قال العيني في "عمدة القاري"(1/ 22، ح أ): "يقدم فيها الباهلي العالم على القرشي الجاهل"، وقد أطبقت الصحابة والتابعون ومن بعدهم من الأئمة على تعلم قريش من غيرهم من أهل العلم، بل ومن الموالي فضلًا عن غيرهم، وعلى تقديم الأعلم من غير قريش في هذا الباب على القرشي، بما لا يحتاج إلى برهان. والله أعلم.
وللزهري في هذا الحديث إسناد آخر عند ابن عدي (5/ 162)، ولكنه من رواية عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي عنه، والوقاصي متهم بالوضع، كما تقدم.
(1)
أخرجه محمد بن نصر المروزي في "قيام الليل"["مختصره" (ص 175)]، وأبو يعلى (5/ 159)، رقم (2773)، والطبراني في "الكبير"(1/ 228)، رقم (738)، وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن"(ص 120، ح 87)، والبيهقي في "الشعب"(4/ 190)، رقم (2376)، وابن عساكر (58/ 73 - 74)، من خمس طرق عن محمد بن عباد المكي، عن حاتم بن إسماعيل، عن شريك، عن الأعمش، عن يزيد بن أبان الرقاشي، عن الحسن، عن أنس رضي الله عنه.
وأخرجه أبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن"(ص 121) كذلك، من طريق إسحاق الأزرق، عن شريك. وأحاله على حديث حاتم بن إسماعيل سندًا ومتنًا.
وهو عند الثعلبي في مقدمة "تفسيره"(1/ 14/ أ) - من طريق إسحاق الأزرق، عن شريك به، دون ذكر الحسن. وبه علقه الدارقطني في "العلل"(12/ 76) في رواية حاتم أيضًا.
وهذا على الاختلاف في إسناده على شريك بن عبد الله النخعي -وهو صدوق، كثير الخطأ، وتغير حفظه بعدما ولي القضاء، كما في "التقريب"(2787) -، مداره على يزيد بن أبان الرقاشي، وهو ضعيف جدًّا، يروي عن أنس والحسن المناكير، وتقدمت ترجمته، وشريك خولف في إسناده ممن هو أوثق منه، كما سيأتي.
أنس- مرسلًا
(1)
، وهو أشبههما بالصواب
(2)
.
776 - حديث: "القرآن كلام الله غير مخلوق، فمن قال غير هذا فقد كفر".
الديلمي من حديث أبي هاشم عبد الله بن أبي سفيان الشعراني
(3)
، عن
(1)
أخرجه سعيد بن منصور في "التفسير" من "سننه"(1/ 32)، رقم (5) عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن الرقاشي، عن الحسن مرسلًا به، إلا أنه قال:"والأمانة غنى"، بدل قوله:"ولا غنى دونه".
(2)
ذكره في "العلل"(12/ 76)، رقم (2438)، ورواه القضاعي (1/ 186)، رقم (276) عن أبي ذر الهروي، عنه.
وكونه أشبه؛ أن أبا معاوية -وهو محمد بن خازم التميمي السعدي الضرير-، ثقة، وهو أحفظ الناس لحديث الأعمش، كما في "التقريب"(5841)، ولم يخالفه إلا من هو دونه بكثير. والله أعلم.
ثم مدار الجميع على الرقاشي، وهو ضعيف جدًّا كما تقدم، وعليه ضعفه العراقي في "المغني"(2/ 1032)، رقم (3755)، والهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 330)، رقم (11630)، والبوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة"(6/ 333)، رقم (5957)، والألباني في "الضعيفة"(1558)، وغيرهم. والله أعلم.
وله طريق آخر عند الدارقطني في "الغرائب" -كما في "أطرافه"(2/ 68)، رقم (779)، ومن طريقه عند الخطيب في "تاريخه"(13/ 16 - 17) - من رواية أبي عمرو بن العلاء، عن الحسن، عن أنس رضي الله عنه مثله.
وفيه شيخ الدارقطني محمد بن أحمد بن إبراهيم البرمكي، ثم شيخه أبو عبد الله محمد بن يحيى بن زكريا الكسائي الصغير أبو عبد الله المقرئ، لم أقف على ترجمة للأول منهما، ولا على جرح أو تعديل في الثاني، وقد ترجم له الخطيب (4/ 192)، رقم (1868)، والرواة سواهما ثقات، وقال الدارقطني:"تفرد به محمد بن يحيى الكسائي"، وذكر الدارقطني في موضع آخر من "الغرائب" -كما في "أطرافه"(2/ 306)، رقم (1438)، (5/ 28)، رقم (4573) - أنه ما كتبه إلا عن هذا الشيخ، والمحفوظ خلاف ذلك.
فعلة الحديث أحد هذين الرجلين، وهمًا منه أو إغرابًا، والحديث من أفراد يزيد بن أبان الرقاشي. والله أعلم.
(3)
في "مسند الفردوس": "هشام عبد الله .. "، وفي "اللآلي المصنوعة" (1/ 12):"أبو هاشم"، كما ذكر المؤلف. و"الشعراني" بكسر أوله ["تبصير المنتبه" (2/ 813)]، ولم أقف فيه على جرح أو تعديل.
الربيع بن سليمان، قال: ناظر الشافعي حفصًا الفَرْد
(1)
-أحد غلمان بشر المريسي- فقال في بعض كلامه: القرآن مخلوق، فقال له الشافعي: كفرت بالله العظيم؛ حدثنا عبد الرازق، عن معمر، عن الزهري، عن أنس رفعه:"القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فاقتلوه؛ فإنه كافر"، قال الشافعي: وحدثنا ابن عيينة، عن الزهري وسعيد بن المسيب، عن رافع بن خديج وحذيفة بن اليمان وعمران بن حصين؛ قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ آية، ثم قال: "القرآن كلام الله غير مخلوق
(2)
، فمن قال غير هذا فقد كفر"
(3)
. انتهى.
والمناظرة دون الحديث صحيحة، وتكفير الشافعي لحفص ثابت، أورده البيهقي في "مناقب الشافعي" و"معرفة السنن" وغيرهما من تأليفه
(4)
، ولكن الحديث من الوجهين بل ومن جميع طرقه باطل، والسندان مختلقان
(5)
على الشافعي.
قال البيهقي -في "الأسماء والصفات"-: ونقل إلينا عن أبي الدرداء مرفوعًا: "القرآن كلام الله غير مخلوق"، وروي ذلك أيضًا عن معاذ وابن
(1)
في (أ): "القرد" بالقاف المثناة، وفي سائر النسخ كما أثبت أعلاه، وقد ضبط شكلًا في (عز، خد) بفتح الفاء وسكون الراء المهملة.
(2)
قوله: "القرآن كلام الله غير مخلوق" سقط من "ز، ق، زك"، وثبت في بقية الأصول.
(3)
أخرجه الديلمي (2/ 308/ أ- 309/ ب) ونقله عنه السيوطي في "اللآلي المصنوعة"(1/ 12 - 13)، وفيه أبو سعد [في اللآلي: سعيد] عبيد الله [في اللآلي: عبد الله] بن محمد بن بدر الكرجي البغدادي، وشيخه محمد بن محمد بن قتيرة [في "اللآلي": قنبرة] الباراني، فشيخه أبو هاشم الشعراني؛ ثلاثتهم لم أجد لهم تراجم، إلا ما تقدم من ضبط "الشعراني"، وبقية رجاله كلهم ثقات. والله أعلم.
(4)
لم أقف عليه في "مناقب الشافعي" للبيهقي، وهو في "السنن"(10/ 206)، و"المعرفة"(1/ 191)، رقم (343)، و"الأسماء والصفات"(1/ 612 - 613)، رقم (553 - 554)، وفي "الحلية"(9/ 112)، و"شرح أصول الاعتقاد"(2/ 278 - 279)، رقم (418 - 423)، من طرق عن الربيع بن سليمان المرادي، عن الشافعي.
(5)
في (أ، ز، م) ونسخ مساعدة: "مختلفان" بالفاء الموحدة، والتصويب من (د) ونسخة مساعدة.
مسعود وجابر مرفوعًا، ولا يصح شيء من ذلك؛ أسانيده مظلمة، لا ينبغي أن يحتج بشيء منها، ولا أن يستشهد بها
(1)
.
وسرد من الأدلة المرفوعة لمعنى كون القرآن كلام الله غير مخلوق ما فيه الكفاية، وكذا ساق عن الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين ما فيه مقنع
(2)
.
قال: وعلى هذا مضى صدر الأمة، لم يختلفوا في ذلك
(3)
.
ثم نقل عن جعفر بن محمد الصادق -فيمن قال "إنه مخلوق"-: "إنه يقتل ولا يستتاب"
(4)
، وكذا عن ابن المدينىِ، ومالك:"إنه كافر" زاد مالك: "فاقتلوه"
(5)
، وعن ابن مهدي وغيره: أنه يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه
(6)
.
(1)
"الأسماء والصفات"(1/ 584).
(2)
انظر: "الأسماء والصفات"(1/ 560 - 623)، وكذا "الاعتقاد"(ص 94 - 110).
(3)
"الأسماء والصفات"(1/ 598)، وبمعناه في "الاعتقاد" له (ص 106).
(4)
أخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(1/ 601)، رقم (535)، وفي سنده قيس بن الربيع، وهو صدوق، تغير بأخرة، فكان يتلقن، ويدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه -وتقدمت ترجمته-، والراوي عنه عمر بن إبراهيم بن خالد: الظاهر أنه الكردي مولى بني هاشم، وذاك كذبه الدارقطني وغيره، كما في "تاريخ بغداد"(11/ 202)، رقم (5905)، و"الميزان"(3/ 179 - 180)، رقم (6044).
والراوي عن عمر هذا هو حسنون البناء الكوفي: ذكره ابن ماكولا في "الإكمال"(2/ 375) برواية أبي العباس الأصم عنه فقط، وهو الراوي عنه لهذا الأثر، ولم أقف له على ترجمة عند غيره.
هذا وقوله: "القرآن كلام الله غير مخلوق"، دون الحكم بكفر القائل بخلق القرآن وقتله، روي عن الإمام جعفر الصادق بأسانيد جيدة عند عثمان الدارمي في "الرد على المريسي"(ص 571 - 572)، و"الرد على الجهمية"(ص 101)، والآجري في "الشريعة"(1/ 493 - 495)، رقم (158 - 15)، وغيرهم.
(5)
انظر: لقول ابن المديني (1/ 603)، رقم (538)، ولقول مالك وغيره (1/ 604 - 605)، رقم (540 - 541).
(6)
انظر: لقول ابن مهدي (1/ 607 - 608)، رقم (545 - 546)، واللفظ له، ولأقوال غيره من الأئمة (1/ 604 - 621)، رقم (540 - 567)، وانظر لقول ابن مهدي كذلك:"الشريعة" للآجري (1/ 502 - 503)، رقم (167 - 168)، و"شرح أصول الاعتقاد"(2/ 348 - 349)، رقم (502 - 505).
وقال البخاري في "خلق أفعال العباد": [تواترت الأخبار]
(1)
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن القرآن كلام الله، وأن أمر الله قبل مخلوقاته
(2)
.
قال: ولم يذكر عن أحد من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان خلاف ذلك، وهم الذين أَدَّوْا إلينا الكتاب والسُّنَّة [قرنًا بعد قرن]
(3)
(4)
، ولم يكن بين أحد من أهل العلم فيه خلاف إلى زمن مالك والثوري وحماد وفقهاء الأمصار، ومضى على ذلك مَنْ أدركناه من علماء الحرمين والعراقَين
(5)
والشام ومصر وخراسان .. - إلى آخر الكلام
(6)
.
وأطال أبو الشيخ وغيره في "كتب السُّنَّة" وغيرها بذكر الآثار في ذلك
(7)
.
ولكن الاختلاف في تكفير المتأولين المخطئين من أهل الأهواء شهير، ولبسط ذلك مع تتماته غير هذا المحل
(8)
.
(1)
ما بين المعقوفين ساقط من "أ، ز، م، عز"، وأثبت من نسختي "ق، زك" المساعدتين، والمصدر.
(2)
"خلق أفعال العباد"(أفعال العباد، ص 40)، وتتمته:"وبه نطق الكتاب".
(3)
ما بين المعقوفين ساقط من "أ، ز، م، عز"، وأثبت من نسختي "ق، زك" المساعدتين، والمصدر.
(4)
المصدر السابق (ص 41)، وبينه بين النص السابق فصل بكلام طويل، وكذا بينه وبين النص التالي.
(5)
في (أ): "العراقيين" -بالجمع-، والمثبت من (ز، م، د) ونسخ مساعدة، وقد ضبط في الأول منها بفتح القاف -شكلًا-، وهو أصوب. والله أعلم.
(6)
المصدر السابق (ص 42).
(7)
انظر: "نقض عثمان بن سعيد الدارمي على المريسي"(ص 524 - 569)، "السُّنَّة" لعبد الله بن أحمد (1/ 132 - 163)، رقم (79 - 177)، "الشريعة" للآجري (1/ 489 - 525)، "الإبانة الكبرى" لابن بطة (5/ 284 - 371)، (6/ 5 - 85، وما بعدها)، "شرح أصول الاعتقاد"(1/ 170، 198)، و (2/ 241)، رقم (354)، (3/ 428)، رقم (646)، وغيرها.
(8)
رجح البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 207 - 209)، أن كفر أمثال أهل الأهواء من المبتدعة من الكفر دون الكفر، على ما أصله ابن عباس رضي الله عنهما، ولتفصيل المسألة راجع كتب العقيدة.
وروينا في "جزء الفيل" عن أبي بكر يحيى بن أبي طالب
(1)
، قال: من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر، ومن زعم أن الإيمان مخلوق فهو مبتدع، والقرآن بكل جهة غير مخلوق
(2)
.
وفي "غيره" عن عمرو بن دينار، قال:"أدركت الناس منذ سبعين سنة يقولون: كل شيء دون الله مخلوق ما خلا كلامه؛ فإنه منه وإليه يعود"
(3)
.
(1)
هو: يحيى بن أبي طالب؛ جعفر بن عبد الله بن الزبرقان، الهاشمي مولاهم، البغدادي (182 - 275 هـ)، أحد أئمة الحديث، قال أبو حاتم الرازي:"محله الصدق"، ووثقه الدارقطني، وأمر بإخراج حديثه في "الصحيح"، وقال:"لم يتكلم فيه بحجة"، وضرب أبو داود على حديثه، وقال أبو أحمد الحاكم:"ليس بالمتين"، وكذبه موسى بن هارون الحمال، فقال الذهبي:"يعني في لهجته، وليس في الحديث، والدارقطني أخبر الناس به". انظر: "تاريخ بغداد"(14/ 223 - 224)، رقم (7512)، "سير أعلام النبلاء"(12/ 619 - 620)، "الميزان"(4/ 386 - 387)، رقم (9547).
(2)
لم أقف عليه في المطبوع من "جزء ابن فيل"، للمحدث الرحال أبي طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن فيل الأسدي، البالسي -أصلًا- نزيل أنطاكية.
والكلام في القرآن تقدم نقل أقوال الأئمة فيه، وبيان إجماع سلف الأمة عليه.
وأما القول في الإيمان، فروى غير واحد عن الإمام أحمد، أنه أنكر الخوض فيه أيضًا، وقال:"من قال إن الإيمان مخلوق فقد كفر؛ لأن في ذلك إيهامًا وتعريضًا بالقرآن، ومن قال: إنه غير مخلوق فقد ابتدع؛ لأن في ذلك إيهامًا وتعريضًا أن إماطة الأذى عن الطريق وأفعال الأركان غير مخلوقة".
قال أبو بكر الخلال وابن بطة وغيرهما: "القول في هذا ما كان عليه أهل العلم، والتسليم لما قالوه، فمن قال: إن الإيمان مخلوق؛ فهو كافر بالله العظيم؛ لأن أصل الإيمان وذروة سنامه شهادة أن لا إله إلا الله.
ومن قال: إنه غير مخلوق؛ فهو مبتدع؛ لأن القدرية تقول: إن أفعال العباد وحركاتهم غير مخلوقة.
فالأصل المعمول عليه من هذا: التسليم لما قالته العلماء، وترك الكلام فيما لم يتكلم فيه الأئمة، فهم القدوة، وهم كانوا أولى بالكلام منا، نسأل الله عصمة من معصيته، وعياذًا من مخالفته". واللفظ لابن بطة.
انظر: "اعتقاد الإمام أحمد بن حنبل" - رواية الخلال (ص 117 - 118)، "السُّنَّة" للخلال (5/ 92)، رقم (1701)، "الإبانة الكبرى"(6/ 297 - 300)، "الحجة في بيان المحجة"(2/ 577).
(3)
أخرجه الدارمي في "نقضه على المريسي"(ص 573)، واللالكائي (2/ 260 - 261)، =
777 - حديث: "القرآن هو الدواء".
القضاعي من حديث أبي إسحاق، عن الحارث الأعور، عن علي به مرفوعًا
(1)
.
778 - حديث: "قراءة سُوَرِ القلاقل أمان من الفقر".
لا أعرفه، ولكن
(2)
…
= رقم (381 - 385)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(1/ 596 - 599)، رقم (531 - 533) بإسناد صحيح.
(1)
أخرجه القضاعي (1/ 51)، رقم (28) من طريق علي بن ثابت الدهان، عن سعاد، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي رضي الله عنه مرفوعًا.
والحارث اتهم، ويضعف في الحديث، وسعاد فيه ضعف، وأبو إسحاق السبيعي مدلس، وقد عنعن، وتقدم الحديث:(ح 743) بلفظ: "خير الدواء القرآن" بهذا الإسناد نفسه، مع الكلام عليه.
ولهذه العلل حكم الألباني في "الضعيفة"(1559) بأنه ضعيف جدًّا. والله أعلم.
وله شاهد من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، بلفظ:"والقرآن شفاء حجة لك أو عليك".
أخرجه أبو عوانة (1/ 189)، رقم (601)، والديلمي (2/ 309/ ب) من طريقين عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه في حديث.
وإسناد الديلمي فيه غير واحد من الضعفاء والمجاهيل، وإسناد أبي عوانة كلهم ثقات، إلا شيخ شيخيه؛ هشام بن عمار الدمشقي، فكان يتلقن بأخرة، وقد خولف فيه عند مسلم (ح 223)، وأبي عوانة (1/ 189)، رقم (600)، والترمذي (3517)، والنسائي (2437)، وفي "الكبرى"(3/ 6)، رقم (2229)، وابن ماجه (280)، وأحمد (37/ 542)، رقم (22908)، والدارمي (679)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(4/ 453)، رقم (2508)، وابن حبان (3/ 123 - 124)، رقم (844)، والطبراني في "الكبير"(3/ 284)، رقم (3423)، وغيرهم من طرق عن شيخ هشام بن عمار فيه، وعمن فوقه إلى عبد الرحمن بن غنم، كلهم قالوا:"والقرآن حجة لك أو عليك"، ولم يذكروا كلمة:"شفاء"، بل وبلفظ الجماعة المذكور أخرجه الطبراني في "الشاميين"(4/ 116)، رقم (2874) عن أحمد بن المعلى الدمشقي، عن هشام بن عمار، بإسناده عند أبي عوانة. فهذا اللفظ غير محفوظ في الحديث. والله أعلم.
وتقدمت جملة من شواهد حديث الباب، مع الكلام عليها عند الحديث (743).
(2)
بياض في الأصول الخطية كلها قرابة سطر، وكتب أمامه:"كذا هنا بياض"، ولم أقف على كلام لأحد حول الحديث أو شواهد له، ونقل ملا علي القاري في =
779 - حديث: "القرض مرتين
(1)
في عفاف خير من الصدقة مرة".
أسنده الديلمي
(2)
من حديث ابن مسعود
(3)
،
= "المصنوع"(ح 214) حكم السخاوي هذا، بلفظ:"لا أصل له". وفي "د"(213/ ب) عن الديبع: المراد كل سورة أولها "قل".
(1)
في (أ، ز، م، د) وعامة نسخ المقاصد الخطية: "مرتان"، والمثبت من ثلاث نسخ مساعدة والمطبوعة، ومصادر التخريج، وهو منصوب على التمييز.
(2)
كذا ذكر لفظه الديلمي، فأسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه، ولفظة:"في عفاف" ليس في حديث ابن مسعود رضي الله عنه عند جميع من خرج حديثه سوى الديلمي، وإنما هو لفظ حديث أنس رضي الله عنه الذي ستأتي الإشارة إليه عند المؤلف.
(3)
أخرجه الديلمي (2/ 308/ أ) -ونقله أيضًا (02/ 308/ ب) عن أبي الشيخ في "الثواب له، عن أبي يعلى- وهو عنده في "المسند" ["المقصد العلي" (ح 1053)، و"المطالب العالية" (7/ 359)، رقم (1439)، و"إتحاف الخيرة" (3/ 364)، رقم (2912)] ورواه عنه ابن حبان (11/ 418)، رقم (5018)، وابن عدي (4/ 159)، فمن طريقه البيهقي في "الشعب" (5/ 187)، رقم (3284).
وأخرجه كذلك الشاشي (1/ 422)، رقم (439)، والبزار (5/ 63)، رقم (1631)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(10/ 21 - 22)، رقم (3885)، والطبراني في "الكبير"(10/ 159)، رقم (10200)، والدارقطني في "الأفراد" (الجزء: 3، ح 14) - ملحق بأطرافه لابن القيسراني/ تحقيق: جابر السريع (2/ 531)، وابن شاهين في "الترغيب"(ح 465)، وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 237 - 238)، والبيهقي في "الشعب"(ح 3284)، من طرق عن المعتمر بن سليمان، وأخرجه الخرائطي في "المكارم"(ص 75، ح 126)، وابن عدي (4/ 160) من طريق أبي معشر البراء؛ يوسف بن يزيد البصري، كلاهما (أبو معشر، والمعتمر) عن أبي معاذ الفضيل بن ميسرة، عن أبي حريز عبد الله بن الحسين -قاضي سجستان-، عن إبراهيم النخعي، عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود رضي الله عنه.
قال البزار: "لا نعلمه يروى عن الأسود عن عبد الله إلا من هذا الوجه"، وقال الدارقطني:"غريب من حديث إبراهيم بن يزيد عن الأسود، تفرد به أبو حريز عبد الله بن الحسين، ولم يروه عنه غير الفضيل بن ميسرة أبي معاذ، وتفرد به معتمر بن سليمان عنه"، وقال ابن عدي:"لا يتابع أبو حريز عليه"، وقال أبو نعيم:"غريب من حديث إبراهيم، لم يروه عنه إلا أبو حريز، ولا عنه إلا الفضيل"، وقال البيهقي:"تفرد به عبد الله بن الحسين أبو حريز قاضى سجستان، وليس بالقوي".
وفي هذا الإسناد ثلاث علل:
1 -
أبو حريز عبد الله بن الحسين البصري، قاضي سجستان: مختلف فيه، والجمهور =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= على تضعيفه، ويوهنه الإمام أحمد جدًّا، وقال سعيد بن أبي مريم:"هو صاحب قياس، وليس في الحديث بشيء"، وقال الجوزجاني:"هو غير محمود في الحديث"، وقال ابن معين في رواية معاوية بن صالح، والنسائي:"ضعيف"، وقال النسائي في "الكنى"، والبيهقي:"ليس بالقوي"، وقال أبو داود:"ليس حديثه بشيء"، وقال ابن عدي:"عامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه".
وأما الموثقون له: فقال ابن معين في رواية أبي بكر بن أبي خيثمة، وأبو زرعة الرازي:"ثقة"، وفي رواية ابن طهمان عن ابن معين:"ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال:"صدوق".
وتوسط فيه آخرون: فقال أبو حاتم الرازي: "هو حسن الحديث، ليس بمنكر الحديث، يكتب حديثه"، وقال الدارقطني:"يعتبر به"، وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام":"هو صالح الحديث، قواه بعضهم، .. "، وقال في "الميزان" وغيره:"فيه شيء، ولم يصح أنه كان يؤمن بالرجعة؛ رجعة علي رضي الله عنه"، وقال ابن حجر:"صدوق يخطئ"، واستشهد به البخاري في "الصحيح".
فهو ممن يعتبر به، ويحتج من حديثه بما لم ينكر، وما لم يخالف فيه ممن هو أوثق منه، وما له أصل من وجه آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو من يوقفه عليه، وحديث التخريج مما خولف فيه من إمام جهبذ، فعد من مناكيره، وسيأتي بيانه في العلة الثالثة، إن شاء الله. والله أعلم.
وانظر لترجمته: "سؤالات ابن طهمان"(ترجمة: 320)، "العلل" لأحمد - رواية ابنه عبد الله (1/ 485)، رقم (1115)، (2/ 372)، رقم (2652)، "أحوال الرجال" (ترجمة: 140)، و"الضعفاء" للنسائي (328)، وللعقيلي (2/ 240)، رقم (793)، وابن شاهين (323)، "الجرح والتعديل"(5/ 34 - 35)، رقم (153)، "الثقات"(7/ 24 - 25)، "الكامل"(4/ 158 - 160)، رقم (981)، "سؤالات البرقاني"(268)، "تاريخ الإسلام"(8/ 459 - 460)، "الميزان"(2/ 406 - 407)، رقم (4267)، "تهذيب التهذيب"(5/ 187)، رقم (323).
2 -
العلة الثانية: فضيل بن ميسرة أبو معاذ الأزدي العقيلي؛ صدوق، إلا أن يحيى القطان قال:"قلت له: أحاديث أبي حريز؟ قال: سمعتها، فذهب كتابي، فأخذتها بعد ذلك من إنسان"، فمن هذا الإنسان؟. وانظر:"الكامل"(4/ 158)، و"تهذيب الكمال"(23/ 310 - 311)، رقم (4771).
3 -
العلة الثالثة: أن أبا حريز خولف في إسناده عن إبراهيم النخعي، فرواه ابن المبارك في "الزهد"(1/ 266 - 267)، رقم (772)، وابن أبي شيبة (ح 22674) عن وكيع، والبخاري في "التاريخ"(4/ 121) عن أبي نعيم، ثلاثتهم: عن الثوري، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة قوله، مختصرًا.
وهو مشهور من رواية علقمة عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا ومرفوعًا، ولم يتابع أبو حريز عليه عن الأسود. والله أعلم.
هذا ويروى الخبر عن ابن مسعود رضي الله عنه كذلك من رواية علقمة بن قيس النخعي، والربيع بن خثيم.
أما رواية علقمة فيروى عنه على ثلاثة أوجه:
1 -
عن علقمة قوله، مقطوعًا، كما تقدم آنفًا.
وبه رواه أبو بكر بن أبي شيبة (ح 22670)، والحسين بن حرب المروزي في "البر والصلة"(ح 191) عن عبد الرحمن بن مهدي، وعلقه البخاري في "التاريخ"(4/ 121) عن محمد بن كثير، كلاهما: عن الثوري، عن عبد الرحمن بن عابس، عن سليمان [وقال البخاري: سليم] بن أذنان، عن علقمة، قوله.
2 -
عن علقمة عن ابن مسعود رضي الله عنه قوله: ويروى عن علقمة من أوجه.
فرواه البخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 211) عن سليمان بن حرب، عن شعبة، عن أبي إسحاق السبيعي، والحكم بن عتيبة، أن سليم بن أذنان كان له على علقمة ألف درهم، .. القصة، وفيها ذكره لعلقمة أنه حدثه عن ابن مسعود رضي الله عنه به نحوه قوله. ولم يسنده شعبة عنهما عن ابن أذنان.
وعلقه أيضًا من وجوه أخرى.
قال الدارقطني في "العلل"(5/ 157)، رقم (789)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5/ 186):"هذا الموقوف أصح"، وهو مؤدى كلام البخاري في "التاريخ"، والبيهقي في "الكبرى".
3 -
الوجه الثالث: عن علقمة، عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا. وهو مضطرب الإسناد.
فأخرجه الخرائطي في "المكارم"(ص 75، ح 125) عن علي بن حرب، عن محمد بن عبيد الطنافسي، وابن عدي (3/ 272) -ومن طريقه البيهقي في الكبرى (5/ 353) وفي "شعب الإيمان"(5/ 185 - 186)، رقم (3282) - من طريق عيسى بن يونس، كلاهما (عيسى، والطنافسي) عن سليمان بن يسير، عن قيس بن رومي، عن سليم بن أذنان، عن علقمة، عن ابن مسعود رضي الله عنه.
وأخرجه ابن ماجه (ح 2430) من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي، وأبو يعلى (8/ 443)، رقم (5030)، والبيهقي في "الشعب"(5/ 186)، رقم (3283) من طريقين عن محمد بن أبي بكر المقدمي، عن عمر بن علي المقدمي، كلاهما (يعلى بن عبيد، وعمر المقدمي) عن سليمان بن يسير، عن قيس بن رومي، عن علقمة، عن ابن مسعود رضي الله عنه به نحوه. وقال ابن ماجه: عن قيس بن رومي، قال: كان سليمان بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أذنان يقرض علقمة ألف درهم إلى عطائه، .. الحديث. وفيه الأثر مرفوعًا، ولم يبين السماع بين ابن رومي، وبين أي من ابن أذنان وعلقمة، وظاهر الخبر أنه شاهد ما جرى بينهما، أو أرسله.
قال الدارقطني في "العلل"(5/ 157): "قيس بن رومي لا يعرف إلا في هذا الحديث".
وأخرجه ابن شاهين في "الترغيب"(ح 465) من طريق مالك بن زياد أبي أحمد الكوفي، عن مندل بن علي العنزي، عن سليمان بن يسير، عن سليم بن أذنان، عن علقمة، عن ابن مسعود رضي الله عنه. فخالف فيه بإسقاط قيس بن رومي من الإسناد، ومندل ضعيف [تقدم]، والراوي عنه لم أقف له على ترجمة، والثقات رووه عن سليمان بن يسير بإثبات قيس بن رومي، وإنما اختلفوا فيمن فوقه. والله أعلم.
وأما الإسنادان السابقان، فمدارهما على سليمان بن يسير، عن قيس بن رومي، عن علقمة، أو عن قيس عن ابن أذنان عن علقمة.
وابن أذنان: سيأتي الكلام عليه لاحقًا، وقيس بن رومي: مجهول، لا يعرف إلا في هذا الحديث -كما تقدم عن الدارقطني-، ولم يرو عنه سوى سليمان بن يسير. وانظر له:"تهذيب الكمال"(24/ 38 - 39)، رقم (4904)، "الميزان"(3/ 396)، رقم (6912)، "التقريب"(5574).
وسليمان بن يسير -ويقال: ابن أسير، ويقال: ابن قسيم-، النخعي، أبو الصباح الكوفي، مولى إبراهيم النخعي: ضعفوه، ووهاه أحمد وابن معين والفلاس وأبو زرعة الرازي وغيرهم في مرتبة الضعيف منكر الحديث، وتركه النسائي وعلي بن الجنيد وابن حبان والذهبي، وهو مجمع على تضعيفه، على قلة حديثه، وإن كان بعضهم لم يتركه. انظر:"تاريخ الدوري"(3/ 278)، رقم (1336)، "العلل" لأحمد - رواية عبد الله (3/ 196، رقم 4849، 3/ 223، رقم 4973)، "التاريخ الكبير"(4/ 42)، رقم (1904)"أحوال الرجال"(129)، "الضعفاء" للنسائي (250)، والدارقطني (255)، "الجرح والتعديل"(4/ 150)، رقم (647)، "الكامل"(3/ 271 - 272)، رقم (743)، "تهذيب الكمال"(12/ 106 - 108)، رقم (2575)، "الميزان"(2/ 228 - 229)، رقم (3525)، "الكاشف"(2137)، "التقريب"(2620).
فهذا الإسناد ضعيف جدًّا، غير قائم مثله للاستشهاد، وفيه علة ثالثة سيأتي بيانه لاحقًا. والله أعلم.
وله عن ابن أذنان طريق آخر: رواه أحمد (7/ 26)، رقم (3911)، وابن أبي شيبة في "مسنده"(ح 387)، والبزار (5/ 44)، رقم (1607)، وأبو يعلى (ح 5366) من أربعة طرق عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن ابن أذنان =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= [وقال البزار: عبد الرحمن بن أذنان]، عن علقمة، عن ابن مسعود رضي الله عنه-مرفوعًا به نحوه. وقال البزار:"لا نعلم روى عبد الرحمن بن أذنان عن علقمة عن عبد الله إلا هذا، ولا نعلم أسنده إلا حماد بن سلمة"، وقال الدارقطني في "العلل"(5/ 157)، رقم (789):"رواه سليم بن أذنان عن علقمة، واختلف عنه؛ فرفعه عطاء بن السائب عنه، ووقفه غيره، والموقوف أصح".
وحماد بن سلمة ممن سمعوا من عطاء بن السائب قبل اختلاطه وبعده، كما في "تهذيب التهذيب"(7/ 203 - 206)، فليس يعتمد من حديثه إلا على ما تبين أنه أخذه عن عطاء قبل اختلاطه، على أن حماد بن سلمة أيضًا تغير حفظه بأخرة، كما في "التقريب"(1499).
هذا وعطاء بن السائب ليس بثقة ثبت قبل اختلاطه أيضًا، بل صدوق خفيف الضبط، وقد تفرد بهذا الرفع، ولم يتابعه إلا بعض الواهين من الضعفاء، وخالفوا فيه الثقات الأثبات؛ كأبي إسحاق والحكم وغيرهما ممن تقدم ذكرهم، فرووه عن علقمة عن ابن مسعود موقوفًا، وأوثق منهم الثوري الذي رواه موقوفًا على علقمة من غير وجه عنه، كما مر، وعليه حكم الدارقطني والبيهقي وغيرهما بأن الموقوف أصح، واستغرب البزار والدارقطني وغيرهما روايات الرفع وضعفوها، ومخالفة الضعيف والواهي للثقات في مثل هذا تعتبر من المنكر الذي لا ينجبر، وعليه فتحسين ابن القطان له مرفوعًا في "بيان الوهم والإيهام"(5/ 775)، وتصحيح ابن حبان له، والألباني في "الصحيحة"(1553)، و"الإرواء"(1389) لا تخلو من النظر. والله أعلم.
وله عن ابن مسعود رضي الله عنه طريق آخر أيضًا، وفيه ضعف واختلاف كذلك:
فرواه البزار (5/ 252)، رقم (1867) عن الفضل بن سهل، عن غسان بن الربيع بن منصور الغساني، عن هلال أبي ضياء [في "مسند البزار": هلال بن أبي ضياء]، عن هلال بن يساف، وأخرجه ابن عدي (2/ 144) من طريق مصعب بن عبد الله الزهري، عن جعفر بن ميسرة أبي الوفاء، عن أبي لبيد مولى بني تيم الله، كلاهما (ابن يساف، وأبو لبيد) عن الربيع بن خئيم، عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا، نحوه.
وشيخ البزار صدوق، كما في "التقريب"(5403)، إلا أنه خولف عن غسان فيه سندًا ومتنًا، وذلك فيما أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى"(ق/ 249/ ب، 5/ 202)، والطبراني في "الصغير"(1/ 242)، رقم (402)، و"الأوسط"(4/ 17)، رقم (3498)، وابن عدي (2/ 144)، والبيهقي في "الشعب"(5/ 188)، رقم (3285)، والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 807)، من طريق جعفر بن ميسرة الأشجعي، عن هلال أبي ضياء، عن الربيع بن خثيم، عن ابن مسعود مرفوعًا، بلفظ:"كل قرض صدقة".
و
(1)
من طريق مُهَنَّد بن محمد المزني عن أبيه
(2)
، قال: وفي الباب عن
وجعفر بن ميسرة الأشجعي -ويقال له: جعفر بن أبي جعفر الأشجعي- أبو الوفاء الكوفي: ضعيف، منكر الحديث جدًّا، كما قال البخاري، وأبو حاتم الرازي، وابن عدي وغيرهم، وهذا الحديث من مناكيره، كما ذكر ابن عدي. انظر:"التاريخ الكبير"(2/ 189)، رقم (2148)، "الجرح والتعديل"(2/ 490)، رقم (2004)، "الكامل"(2/ 143 - 144)، رقم (342)، "الميزان"(1/ 404)، رقم (1494).
وهلال أبو الضياء: قال أبو أحمد الحاكم: "روى عنه جعفر بن ميسرة الأشجعي، لا يتابع في حديثه"، ولوهاء الإسناد إليه قال الذهبي في "المقتنى"(1/ 324)، رقم (3259):"لم يصح".
وأخرجه ابن شاهين في "الترغيب"(ح 467) عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي، عن أبي الربيع الزهراني، عن يعقوب القمي، عن هارون بن عنترة، عن عمرو بن مرة، عن الربيع بن خثيم، قال:"قرضان صدقة". وهذا إسناد حسن، وأولى أن يكون محفوظًا عن الربيع بن خثيم. والله أعلم.
(1)
كذا في عامة النسخ، وفي (عز) المساعدة بدون الواو، وهو أولى.
(2)
أخرجه الديلمي (2/ 308/ أ- ب) من طريق أبي نعيم -وهو عنده في "معرفة الصحابة"(1/ 188)، رقم (651)، وسياق الإسناد له- من طريق مطين الحضرمي، عن القاسم بن دينار، ثنا نصر بن مزاحم، حدثني عمر الأعرج المزني، عن محمد بن مهند بن محمد المزني، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قرض مرتين كصدقة مرة".
وفي "مسند الفردوس": "عمر الأعمر، عن مهتدي بن محمد المزني، عن أبيه"، وفي "أسد الغابة"(4/ 338)، رقم (4762)، و"الإصابة"(10/ 61 - 62)، رقم (7851) و"جامع المسانيد والسنن" (7/ 345):"عمر الأعرج عن مهند بن محمد المزني عن أبيه".
ومحمد بن مهند وأبوه لا يعرفان إلا في هذا الحديث، وهو حديث تالف الإسناد، وعليه قال أبو نعيم:"محمد أبو مهند المزني: ذكره مطين في "الوحدان"، ولا يصح له صحبة ولا رؤية، فيما أرى"، وخرج الحديث من طريق مطين. وظاهر سياق أبي نعيم أنه من رواية محمد بن مهند بن محمد المزني عن أبيه مهند عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن الترجمة في كتب الصحابة لمحمد أبي مهند، دون مهند الابن، فيبدو أن محمد الأول زيادة مطبعية أو من النساخ، والله أعلم. وانظر:"جامع التحصيل"(ص 271 / ترجمة: 719).
ومهند المزني لا تصح له الصحبة، بل ولا يصح له ولابنه محمد وجود أيضًا، فإن الإسناد ساقط جدًّا. والله أعلم.
أنس
(1)
، كلهم به مرفوعًا
(2)
.
بل لابن ماجه من حديث بريدة مرفوعًا: "من أنظر معسرًا كان له مثل كل يوم صدقة، ومن أنظره بعد أجله كان له مثله في كل يوم صدقة". وسنده ضعيف
(3)
.
= وعمر الأعرج المزني: لم يتبين لي من هو.
ونصر بن مزاحم أبو الفضل المنقري الكوفي: رافضي جلد، متروك الحديث، متهم، وكذبه أبو خيثمة زهير بن حرب، وقال العجلي:"ليس بثقة، ولا مأمون"، وقال الذهبي:"متهم"، وقال صالح بن محمد الحافظ:"كان يروي عن الضعفاء المناكير". انظر: "أحوال الرجال" للجوزجاني (109)، "الضعفاء" للعقيلي (4/ 300)، رقم (1899)، والدارقطني (546)، "الجرح والتعديل"(8/ 468)، رقم (2143)، "الكامل"(7/ 37)، رقم (1972)، "سؤالات السلمي"(394)، و"اللسان"(8/ 267 - 268)، رقم (8127).
والراوي عنه؛ القاسم بن دينار: يحتمل أن يكون القاسم بن زكريا بن دينار، فإنه ينسب لجده، وهو ثقة كما تقدم، وإن كان غيره فلم أقف له على ترجمة وبيان، إلا ما ذكر في شيعة الكوفة من "القاسم بن دينار التمار". والله أعلم.
(1)
هو بلفظ الترجمة في: "نسخة بشر بن الحسين الأصفهاني، عن الزبير بن عدي البصري، عن أنس رضي الله عنه" -جوامع الكلم (ح 13)، ومن طريقه أخرجه ابن بشران في "الأمالي"(2/ 279)، رقم (1505)، وهذه نسخة موضوعة، يتهم بها بشر بن الحسين هذا، كما تقدم، وقال الألباني في "الإرواء"(5/ 229)، رقم (1389):"بشر هذا متهم بالكذب، لا يستشهد به، إلا أنه أخرجه البيهقي (5/ 354) من طريق تمتام: حدثنا عبيد الله بن أبي عائشة، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه رفعه، بلفظ: "قرض الشيء خير من صدقته"). قال البيهقي: "هكذا وجدته في المسند مرفوعًا، فهبته، فقلت: رفعه"، ويعني بـ "المسند" كتاب شيخ شيخه أحمد بن عبيد الصفار الرعيني الحمصي؛ "السنن" المصنف على المسند، ومؤلفه هو أحد الحفاظ الأثبات.
قال الألباني: "إسناده صحيح"، وهو كما قال، إلا أن تحفظ البيهقي أدق، حتى يثبت من وجه آخر عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا، أو عن غير أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالاحتياط في النقد أولى منه في رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقد يكون دخل على المحدث الثقة إسناد حديث في آخر، وإلا فكيف استمرت الغرابة فيه إلى القرن الرابع بمثل هذا الإسناد الصحيح؟! والله أعلم.
(2)
"مسند الفردوس"(2/ 308/ ب).
(3)
أخرجه ابن ماجه (2418)، وأحمد (38/ 69)، رقم (22970) وغيرهما، وفيه =
ورواه أحمد، والحاكم، وقال:"صحيح على شرط الشيخين"
(1)
.
وأورده الغزالي في "الإحياء" بلفظ: "من أقرض دينًا إلى أجله فله بكل يوم صدقة إلى أجله، فإذا حَلَّ الأجلُ فأنظره بعده فله بكل يوم مثل ذلك الدين صدقة"
(2)
.
ولابن ماجه -بسند ضعيف- من حديث أنس رفعه: "رأيت على باب الجنة مكتوبًا: الصدقة بعشر أمثالها، والقرضُ بثماني عشرة"
(3)
.
= أبو داود نفيع -ويقال: نافع- بن الحارث، الأعمى الكوفي: متروك، وكذبه ابن معين. "التقريب"(7181).
(1)
أخرجه أحمد (38/ 153)، رقم (23046)، وكذا ابن راهويه، وابن أبي شيبه، وأبو يعلى في مسانيدهم -كما في "تخريج الكشاف" للزيلعي (1/ 166) -، والروياني (1/ 66)، رقم (13)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(9/ 419 - 420)، رقم (3810، 3811)، والحاكم (2/ 29)، والبيهقي (5/ 357) وفي "الشعب"(13/ 539 - 540)، رقم (10748، 10749) من طريق سليمان بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وأقره الذهبي في "تلخيصه"، والعراقي في "المغني"(1/ 427)، رقم (1624)، وتعقبه الألباني في "الصحيحة"(86) بأنه على شرط مسلم، وسليمان بن بريدة لم يخرج له البخاري، وإنما اتفقا على أخيه عبد الله، وكذا صحح إسناده على شرط الصحيح كل من المنذري في "الترغيب"(2/ 21 - 22)، رقم (1342)، والهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 242)، رقم (6676)، والبوصيري في "إتحاف الخيرة"(3/ 33)، رقم (2112). وسياق المؤلف لتخريج هذا الحديث، والذي يليه عن أنس رضي الله عنه، هو للعراقي في "المغني"(1/ 427)، رقم (1624، 1625). والله أعلم.
(2)
انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (كتاب آداب الكسب، باب بيان الإحسان فيها، 2/ 82).
(3)
أخرجه ابن ماجه (2431)، وابن حبان في "المجروحين"(1/ 284)، والطبراني في "الأوسط"(7/ 16)، رقم (6719)، و"الشاميين"(2/ 419)، رقم (1614/ 4)، وابن عدي (3/ 11)، وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 333)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5/ 189)، رقم (3288)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(2/ 112 - 113)، رقم (990) من طريق خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، عن أنس رضي الله عنه.
قال الطبراني: "لم يروه عن يزيد بن أبي مالك إلا ابنه خالد بن يزيد"، وقال ابن حبان وابن عدي وابن طاهر في "ذخيرة الحفاظ"(3/ 1393)، رقم (3038):"هو طرف من حديث المعراج يرويه خالد عن أبيه"، زاد ابن حبان: "وليس بصحيح، وخالد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= لا يحتج بما يتفرد به عن أبيه"، وقال ابن طاهر: "وخالد ضعيف، ليس بشيء"، وهو ضعيف، واتهمه ابن معين، ومشاه بعضهم فيما لم يتفرد به [وانظر: "تهذيب التهذيب" (3/ 127 - 128)] وهذا مما تفرد به واستنكر عليه، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعرف القراءة والكتابة حتى يقرأ شيئًا ما ليلة المعراج، وبه أعله ابن حبان وابن الجوزي والبوصيري في "مصباح الزجاجة" (3/ 70)، رقم (858 - 859)، وعليه حكم الألباني في "الضعيفة" (3637) بضعفه جدًّا. والله أعلم.
وله شاهد من حديث أبي أمامة رضي الله عنه، أخرجه الطيالسي (2/ 458 - 459)، رقم (1237) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(5/ 189)، رقم (3287)، والخطيب في "الفصل للوصل المدرج"(1/ 376)، رقم (38) - والخطيب أيضًا من طريق مكي بن إبراهيم، كلاهما (الطيالسي، ومكي) عن جعفر بن الزبير الحنفي، عن القاسم، عن أبي أمامة رضي الله عنه.
وجعفر بن الزبير الحنفي الشامي الدمشقي، نزيل البصرة: صالح من العباد، ولكنه متروك الحديث، ورماه شعبة بالوضع، وقال:"هو أكذب الناس"، وبه أعله البوصيري في "إتحاف الخيرة"(3/ 363)، رقم (2911). وانظر:"تاريخ دمشق"(72/ 113 - 117)، رقم (9800)، "التهذيب"(5/ 32 - 38)، رقم (940).
وله طريق آخر معل: أخرجه الطبراني في "الكبير"(8/ 297)، رقم (7976)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5/ 188)، رقم (3286)، وفيه القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي: ضعفه الإمام أحمد وابن حبان، ووثقه ابن معين وغيره، كما تقدم.
وفيه أيضًا عتبة بن حميد الضبي البصري: قال الإمام أحمد: "ضعيف الحديث، ليس بالقوي، ولم يشته الناس حديثه"، وقال الذهبي:"شيخ، قد ضعف"، وضعفه في "المغني"، وهذا هو الأوجه في حديثه، وقد ذكره الإمام أحمد وغيره بالرحلة وكثرة الحديث، ثم لم يرو عنه إلا اليسير، كما قاله الإمام أحمد، وما ذلك -والله أعلم- إلا لضعفه. وقال أبو حاتم:"هو صالح الحديث"، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 272)، وقال ابن حجر:"صدوق، له أوهام". انظر: "الجرح والتعديل"(6/ 370)، رقم (2042)، "الميزان"(3/ 28)، رقم (5470)، "تهذيب التهذيب"(7/ 96)، رقم (203)، "التقريب"(4429).
وعتبة بن حميد هذا روى ابن بنت شرحبيل عن إسماعيل بن عياش عنه عن القاسم أبي عبد الرحمن غير حديث، وروى كذلك عن إسماعيل عن عتبة عن جعفر بن الزبير عن القاسم، كما للروياني (2/ 286، رقم 1216، 2/ 291، رقم 1232)، والطبراني في "الكبير"(8/ 243)، رقم (7951) وتمام (2/ 290)، رقم (1774). ولم أقف على تصريح لعتبة بن حميد بالسماع عن القاسم في شيء من الحديث، ولم يذكره =
وقد تكلم عليه البلقيني حكمًا ومعنى في "بعض فتاويه" بما تحسن مراجعته
(1)
.
780 - حديث: "القُرُّ
(2)
بُؤْسٌ، والحَرُّ أَذًى".
العسكري في "الأمثال" من حديث يحيى بن العلاء
(3)
، عن ابن كريب
(4)
،
= المزي في الرواة عنه، ولا ذكر القاسم في شيوخه، بينما ذكروه في الرواة عن جعفر عن القاسم، كما في "تاريخ دمشق"(72/ 114)، و"تهذيب الكمال"(5/ 33)، فلا أرى إلا سقط ذكر جعفر من الإسناد، إما وهما من إسماعيل بن عياش، فإنه يخلط في حديثه عن غير أهل الشام، وهذا من روايته عن البصريين، أو يكون وهمًا من ابن بنت شرحبيل؛ فإنه مع صدقه كان مغفلا جدًّا، وذكر بالإكثار من المناكير عن الضعفاء والمجاهيل، كما تقدم.
ووقفت في "تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين" لابن شاهين (ص 168/ ترجمة: 574 - محمد بن سعيد) على نص ينبئ عن تدليس عتبة بن حميد للهلكى والمتهمين. والله أعلم.
وله طريق ثالث تالف أيضًا: أخرجه ابن عساكر (22/ 9)، وفيه مسلمة بن علي الخشني، وهو متروك كما تقدم. وبذا يتبين أن الحديث واه، وليس بالحسن كما ذهب إليه الألباني في "الصحيحة"(3407). والله أعلم.
(1)
نقل كلامه في معناه السيوطي في "مصباح الزجاجة" - المطبوع بهامش "سنن ابن ماجه" / ط: قديمي كتب خانة - كراتشي (كتاب الصدقات، باب القرض، ص 175)، بلفظ:"الحديث دال على أن درهم القرض بدرهمي صدقة، لكن الصدقة لم يعد منها شيء، والقرض عاد منه درهم، فسقط مقابله، وبقي ثمانية عشر".
(2)
القر: بضم القاف، اسم للبرد، ويقال فيه:"القَرّ" أيضًا، تسمية بالمصدر، والفعل منه "قر"؛ أي: برد، وليلة قرة وقارة؛ أي: باردة. انظر: "النهاية" لابن الأثير (4/ 33)، و"المصباح المنير"(ص 405).
(3)
هو: البجلي، أبو سلمة -ويقال: أبو عمرو- الرازي: رمي بالوضع، كما في "التقريب"(7618).
وانظر: "الجرح والتعديل"(9/ 179 - 180)، رقم (744)، "الكامل"(7/ 198 - 200)، رقم (2104)، "تهذيب الكمال"(31/ 484 - 488)، رقم (6895)، "الميزان"(4/ 397 - 398)، رقم (9591).
(4)
جاء في هامش الأصل: "كريب: له ولدان؛ رشدين، ومحمد"، والرواية هنا لرشدين، كما في "تاريخ جرجان"، وهو رشدين بن كريب بن أبي مسلم القرشي الهاشمي، مولى عبد الله بن عباس رضي الله عنه: وهو وأخوه محمد بن كريب بن أبي مسلم =
عن أبيه
(1)
، عن ابن عباس
(2)
؛ ومن حديث هشام بن يوسف
(3)
، عن حُكَيم
(4)
بن محمد، عن أبيه، عن أبي هريرة
(5)
، كلاهما مرفوعًا به، وقال: البُؤْس عند العرب الشَّقَاء
(6)
.
وحديث "الشتاء ربيع المؤمن" أصح
(7)
.
= كلاهما واهيان، منكرا الحديث، ومحمد أوهاهما، يرويان عن أبيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره المناكير. انظر:"الكامل"(3/ 147 - 149)، رقم (668)، "تهذيب الكمال"(9/ 196 - 198)، رقم (1912)، "الميزان"(2/ 51)، رقم (2781)، "التقريب"(1943).
(1)
هو: أبو رشدين كريب بن أبي مسلم الحجازي المدني، مولى ابن عباس رضي الله عنهما.
(2)
أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان"(ص 467)، ورشدين متروك، ويحيى بن العلاء وضاع، ومن دونه لا ينزلون عن درجة القبول، إن شاء الله. والله أعلم.
(3)
الظاهر أنه: أبو عبد الرحمن الأبناوي القاضي؛ قاضي صنعاء. خ، 4. "التقريب" (7309).
(4)
بضم الحاء المهملة، وفتح الكاف مصغرًا، وهو حكيم بن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب القرشي المطلبي: وفيه جهالة، وإن صدقه الحافظ على ذكر ابن حبان له في "الثقات"، كما تقدم (ح 714).
وأما أبوه محمد بن قيس بن مخرمة: فثقة، ووهم من نسبه: محمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة، أو فرق بينهما، كما تقدم تحريره عند الحديث (714)، وهكذا وهم من زعم له الصحبة، ولم يؤثر له رواية من الصحابة عن أقدم من والده وأبي هريرة وعائشة رضي الله عنهم. انظر:"العلل" لأحمد - رواية عبد الله (3329)، "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (1/ 195)، رقم (695)، "تهذيب الكمال"(26/ 317 - 318)، رقم (5563) "جامع التحصيل" (ص 267/ ترجمة: 705) "التقريب"(6242).
وأما الصحبة فلوالده قيس بن مخرمة رضي الله عنه، وهو من مسلمة الفتح ممن حسن إسلامه، ولم يقسم له يوم حنين في المؤلفة، وكان لِدَة للنبي صلى الله عليه وسلم، ولدا معًا عام الفيل، كما في "العلل" لأحمد (1807، 5218)، و"المعرفة" لأبي نعيم (4/ 2305)، رقم (5685 - 5686)، و"تهذيب الكمال"(24/ 78 - 79)، رقم (4918).
(5)
لم أقف على الأمثال للعسكري، ولا على الحديث عند غيره، وما أظهر المؤلف من إسناده فيه ضعف مقارب، ولعل العلة فيما دون هشام، ممن تجاوزهم المؤلف. والله أعلم.
(6)
البؤس: بضم الباء وسكون الهمزة؛ الضر، واشتداد المشقة.
انظر: "النهاية" لابن الأثير (بأس، 1/ 87)، "المصباح المنير"(بوس، ص 64).
(7)
هو كما قال، فإن هذا حديث موضوع، وذاك حديث منكر، مقارب الإسناد، كما تقدم.
781 - حديث: "قص الأظفار".
لم يثبت في كيفيته ولا في تعيين يوم له عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء
(1)
، وما يعزى من النظم في ذلك لعلي رضي الله عنه
(2)
، ثم لشيخنا رحمه الله
(3)
فباطل عنهما، وقد أفردت لذلك مع بيان الآثار الواردة فيه جزءًا
(4)
.
(1)
وكذا قال المازري، وابن دقيق العيد، والزين العراقي، وابن حجر العسقلاني، وغيرهم، وأنكروا على الغزالي والنووي وغيرهما ممن استحب كيفية خاصة أو يومًا خاصًا لتقليم الأظفار، بأنه محدث بلا مستند من الشرع، وقبَّح ابن دقيق العيد مثله على العالم، إلا أنه وغيره استحبوا البداءة باليد اليمنى والرجل اليمنى، لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعجبه التيامن في شأنه كله، وحكموا على كل ما ورد في الأمرين من الروايات بالنكارة والوضع. وانظر:"العلل" لابن الجوزي (1/ 464 - 465)، رقم (788)، "الموضوعات"(3/ 53)، "تاريخ الإسلام"(35/ 121 - 122)، "طبقات الشافعية" للسبكي (1/ 258)، (6/ 250، 287، 293)، "طرح التثريب"(2/ 77 - 80)، "الفتح"(10/ 345 - 346)، "عمدة القاري"(22/ 45 - 46)، رقم (588)"مرقاة المفاتيح"(7/ 2814 - 2815)"تحفة الأحوذي"(8/ 32 - 33).
(2)
ذكره السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى"(6/ 250)، مع التنبيه على عدم ثبوته، ببعض الفرق عما هنا، وذكر السخاوي أواخر "المقاصد الحسنة"(5/ 462) البيت الأول منه فقط، وكذب قائله.
(3)
ذكر المؤلف في أواخر "المقاصد الحسنة"، كما في الأصل (الملحق الجامع بعد حرف الياء، 5/ 461)، بيتًا منه، وقال:"نسب لشيخنا، وحاشاه من ذلك"، ولفظه: في قص ظفرك يوم السبت آكلة
…
تبدو وفيما يليه تذهب البركة.
ونقل العجلوني (1/ 19/ 3)، (2/ 500) تتمتها عن السيوطي في رسالته "الإسفار عن قلم الأظفار"، وقال السيوطي:"اشتهر هذه الأبيات على الألسنة، ولا يُدرى قائلها، ولا هي صحيحة في نفسها".
(4)
ذكره المؤلف في "الضوء اللامع"(8/ 18) باسم "الكلام على قص الظفر"، وبه ذكره البغدادي في "هدية العارفين"(2/ 64)، وورد في موضع آخر من "الضوء اللامع"(7/ 242) باسم "قص الظفر" مختصرًا.
وفيه جزء "الحديث المسلسل بقص الأظفار يوم الخميس، والمسلسل بالمصافحة وغيره"، لقوام السُّنَّة إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني، التيمي (ت 535 هـ)، مخطوط بالظاهرية (51/ 3787)، وعنها مصورة في "مكتبة المخطوطات بدولة الكويت" (641 مج 1). "فهرس خزانة التراث" (75/ 325/ الرقم م: 76312). ونشر في برنامج جوامع الكلم. =
782 - حديث: "القضاة ثلاثة؛ قاضيان في النار، وقاض في الجنة
؛ قاضٍ قضى بغير حق وهو يعلم فذاك في النار، وقاض قضى وهو لا يعلم فأهلك حقوق الناس فذاك في النار، وقاض قضى بحق فذاك في الجنة".
أبو داود والترمذي وابن ماجه والطبراني -واللفظ له- من حديث ابن بريدة، عن أبيه به مرفوعًا، وصححه الحاكم وغيره
(1)
.
= وكذا للسيوطي فيه "الإسفار عن قلم الأظفار"، وله مخطوطات عديدة، منها ثلاث نسخ بمكتبة المسجد النبوي الشريف. وذكر في "فهرس مخطوطات المسجد النبوي الشريف"(1/ 63 - 64)، رقم (127/ 1 - 3) أنه مطبوع ضمن "الحاوي في الفتاوى" للسيوطي، ولم يذكر في مقدمته، ولا وقفت عليه -أو على بحث يتعلق به- في فهارسه، والله أعلم.
وانظر: "كشف الظنون"(1/ 81)، و"هدية العارفين"(3/ 536)، فهرس "خزانة التراث" - الشاملة (24/ 342/ الرقم التسلسلي: 22656، و 38/ 56)، رقم (36781)، (53/ 810)، رقم (52930)، (92/ 73)، رقم (93347)، (93/ 60)، رقم (93347).
(1)
أخرجه أبو داود (3573)، والترمذي (1322)، وابن ماجه (2315)، والنسائي في "الكبرى"(5/ 397)، رقم (5891)، والبزار (10/ 337)، رقم (4467 - 4468)، والروياني (1/ 94)، رقم (66)، ووكيع القاضي في "أخبار القضاة"(1/ 22 - 23)، والطحاوي في "شرح المشكل"(1/ 43 - 44)، رقم (54 - 55)، وابن الأعرابي في "المعجم"(1/ 193)، رقم (328)، والطبراني في "الأوسط"(7/ 30، رقم (6757، و 7/ 39، رقم 6786)، و"الكبير"(2/ 20 - 21)، رقم (1154 - 1156)، وابن عدي (2/ 459)، (4/ 16)، (6/ 151)، والحاكم (4/ 90)، والبيهقي (10/ 116 - 117)، وفي "الشعب"(10/ 34)، رقم (7125)، وغيرهم من طرق عن ابن بريدة، عن أبيه رضي الله عنه مرفوعًا به، وزاد الحاكم وحده في آخره:"قالوا: فما ذنب هذا الذي يجهل؟ قال: "ذنبه أن لا يكون قاضيًا حتى يعلم". وهذه الزيادة من قول أبي العالية في حديث علي رضي الله عنه الآتي، ولا أراها محفوظة في هذا الحديث. والله أعلم.
وابن بريدة لم يسم في أكثر الروايات، وسمي من طرق عند وكيع القاضي، والحاكم، وفيما نقله ابن كثير في "جامع المسانيد والسنن"(1/ 500)، رقم (1004) وغيره عن الترمذي، بـ "عبد الله بن بريدة"، وهو المحفوظ، ووقع في رواية ضعيفة عند الطبراني في "الكبير"(ح 1156) تسميته بـ "سليمان بن بريدة"، وبنى عليها تعيينه الحافظ ابن عبد الهادي في "المحرر في الحديث"(ح 1170)، وهو ضعيف، فيه اثنان ممن تكلم فيهما، وتوبعا عليه من رواية الإمام أبي حنيفة عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= بريدة عن أبيه، وهو معل أيضًا، خالفه فيه الثوري، فرواه عن علقمة عن ابن بريدة عن كعب قوله، ومن قال "عبد الله بن بريدة" أوثق وأكثر.
قال أبو داود: "حديث بريدة هذا أصح شيء فيه"؛ يعني: في خطإ القاضي.
ونقل المنذري في "الترغيب"(3/ 120)، رقم (3319) عن الترمذي، أنه قال: حديث حسن غريب.
وهو صحيح على شرط مسلم كما قال الحاكم، وأقره عليه الذهبي في "التلخيص"، وابن الملقن في "تحفة المحتاج"(2/ 569)، رقم (1765)، وابن حجر في "بلوغ المرام"(ح 1383)، و"التلخيص الحبير" - (4/ 340)، رقم (2564)، وغيرهم. وانتقد ذلك الألباني في "الإرواء"(8/ 235 - 236)، رقم (2614)، بأن طريق الحاكم فيه شريك بن عبد الله النخعي، وحديثه عند مسلم في المتابعات، إلا أن طريق أبي داود وابن ماجه والنسائي وغيرهم على شرط مسلم بذاته، وهو صحيح بمجموع طرقه، ولا يضر ما أشار إليه ابن الملقن في "البدر"(9/ 552) من اللين في شيخ أبي داود، فإنه متابع من جمع من الثقات. والله أعلم.
وجود إسناده ابن عبد الهادي في "المحرر"، وقال في "تنقيح التحقيق"(5/ 61 - 62)، رقم (3241):"هو حديث حسن أو صحيح"، وكذا صححه ابن الملقن في "البدر المنير"، والعراقي في "المغني"(1/ 40)، رقم (152)، (2/ 939)، رقم (3434)، والهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 353)، رقم (7005)، والألباني في "الإرواء"(8/ 235 - 236، رقم 2614، 8/ 253، رقم 2628).
تنبيه: وقع في رواية للطبراني في "الأوسط"(4/ 63 - 64)، رقم (3616) فيما رواها عن سعيد بن سيار الواسطي، عن إسماعيل بن إبراهيم أبي معمر القطيعي، عن خلف بن خليفة، عن أبي هاشم الرماني، عن ابن بريدة، عن أبيه، بلفظ:"القضاة ثلاثة: فرجل قضى فاجتهد فأصاب فله الجنة، ورجل قضى فاجتهد فأخطأ فله الجنة، ورجل قضى فجار ففي النار"، وقال:"لم يروه عن أبي هاشم الرماني، إلا خلف بن خليفة"، وهو منكر بهذا اللفظ غير محفوظ، ولم يروه به الرماني، ولا خلف عنه، وإنما رواية الأئمة والثقات الحفاظ عن خلف بن خليفة باللفظ المذكور عند المؤلف أعلاه، أو بمعناه، وهكذا هو في سائر الروايات عن ابن بريدة، والرواية عن ابن عمر رضي الله عنهما وغيره.
وإسناد الطبراني رواته كلهم ثقات إلا شيخ الطبراني؛ سعيد بن سيار -ويقال: سعيد بن محمد بن سيار- الواسطي، ففيه جهالة، ترجم له الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 355)، وابن ماكولا في "الإكمال"(4/ 432، 434)، والذهبي في "تاريخ الإسلام"(21/ 183)، رقم (266)، ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا. والله أعلم. =
وأفرد شيخنا طرقه
(1)
.
وهو عند الطبراني وغيره عن ابن عمر
(2)
، وعند البيهقي عن علي
= فائدة: قال البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 116) -في القاضي الجاهل، وسبب دخوله النار على اجتهاده-:"اجتهاده بغير علم لا يهديه إلى الحق اتفاقًا، فلم يكن مأذونًا له فيه".
(1)
نص عليه الحافظ في "الفتح"(13/ 147، 319)، و"التلخيص الحبير"(4/ 340)، و"النكت على مقدمة ابن الصلاح"(2/ 706)، ولم يسمه، وذكر في الموضع الأول من "الفتح" أنه ليس في شيء من طرق الحديث:"اجتهد فأخطأ"، ويعني بلفظ مرسل أبي العالية عن علي رضي الله عنه:"اجتهد فأخطأ فهو في النار"، وأما بغيره فتقدم من رواية الطبراني في "الأوسط"، مع بيان نكارته. والله أعلم.
قال الحافظ: وقد جمعت طرقه في جزء.
(2)
يروى عن ابن عمر-رضي الله عنهما من أربع طرق، وهي:
1 -
الطريق الأول: أخرجه أبو يعلى (10/ 93)، رقم (5727)، وابن أبي عاصم [كما في "المختارة" للضياء (1/ 500)، و"مسند الفاروق" لابن كثير (2/ 545)] من طريقين عن المعتمر بن سليمان، سمعت عبد الملك بن أبي جميلة، عن عبد الله بن وهب، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من كان قاضيًا فقضى بجور كان من أهل النار، ومن كان قاضيًا فقضى بجهل كان من أهل النار، ومن كان قاضيًا فقضى بعدل فبالحري أن ينفلت كفافًا".
وفي "مسند الفاروق" عن ابن أبي عاصم، وفي "المقصد العلي" للهيثمي (ح 891)، و"إتحاف الخيرة" للبوصيري (5/ 375)، رقم (4875/ 2)، و"المطالب العالية" لابن حجر (10/ 151 - 152)، رقم (2191) عن أبي يعلى:"عبد الله بن موهب"، بدل "عبد الله بن وهب"، وإليه عدله الداراني محقق "مسند أبي يعلى" عن كتب الرجال، ونبه على أن في أصليه "بن وهب"، وكان الأجدر عدم التعديل في المتن.
وهكذا وقع في هذه الرواية بما يوهم الاتصال في الحديث، وهو عند الترمذي في "السنن"(1322)، و"العلل الكبير -كما في "ترتيبه" (ص 198، ح 351) - وأبي بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم" (ح 139) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، وعند أبي يعلى الموصلي في "مسنده الكبير" -كما في "مجمع الزوائد" (10/ 209 - 210)، رقم (17170)، و"المقصد العلي" (ح 1674)،- ومن طريق ابن المقرئ عنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (31/ 179 - 180)، والضياء في "المختارة" (1/ 499 - 500)، رقم (369) -، وابن حبان (ح 5056)، والطبراني في "الكبير" (12/ 351)، رقم (13319)، و"الأوسط" (3/ 139)، رقم (2729) من ثلاثة أوجه عن أمية بن بسطام، وعند وكيع في "أخبار=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= القضاة" (1/ 23) من طريق محمد بن عبد الملك الرقاشي، وعند ابن أبي حاتم في "العلل" (1406)، وابن عبد البر في "الجامع" (2/ 880)، رقم (1660) معلقًا، ثلاثتهم (الصنعاني، وأمية، والرقاشي، وكذا ابن أبي حاتم وابن عبد البر) عن المعتمر، قال: سمعت عبد الملك بن أبي جميلة يحدث عن عبد الله بن موهب، أن عثمان رضي الله عنه قال لابن عمر رضي الله عنهما: اذهب فاقض بين الناس .. الحديث.
وعند ابن حبان، والطبراني في "معجميه"، وفي رواية أبي يعلى عند ابن عساكر:"عبد الله بن وهب"، مكان "عبد الله بن موهب"، وقال ابن حبان، والطبراني في "الكبير":"عبد الله بن وهب هذا: هو عبد الله بن وهب بن زمعة بن الأسود"، زاد ابن حبان:"القرشي، من المدينة، روى عنه الزهري".
وأما البخاري -فيما رواه الترمذي عنه في "العلل الكبير"، وتابعه عليه- وأبو حاتم في رواية ابنه عنه في "العلل"، وابن عساكر في "تاريخه"، وغيرهم، فقالوا:"هو عبد الله بن موهب الرملي الفلسطيني، وحديثه عن عثمان رضي الله عنه مرسل"، وعليه قال الترمذي في "السنن":"هو عندي غير متص "، وأقره عليه المنذري في "الترغيب"(3/ 112)، رقم (3284)، وابن الملقن في "البدر المنير"(9/ 557 - 558)، وابن حجر في "المطالب العالية"، والهيثمي في "المقصد العلي"، وخطأ ابن عساكر الرواية التي فيها "عبد الله بن وهب"، ووهَّم ابن حجر في "التلخيص الحبير"(4/ 340)، رقم (2565) كلام ابن حبان في تعيينه بابن زمعة بن الأسود، مرجحًا لما ذهب إليه البخاري وغيره.
وقال الفسوي في "المعرفة"(2/ 254): "عبد الله بن موهب: لم يسمع من تميم الداري، ولا لحقه".
وأما ابن الملقن فأعل الحديث على حسب هذا القول، ثم قال:"ويمكن أن يكون عبد الله بن وهب رواه أيضًا؛ فإنه روى عن جماعة من الصحابة"، وهذا يستقيم عند اختلاف الطرق، وأما أن يتحد الإسناد، ويختلف الرواة على شيخ من القرن الثالث، فيعلل بمثل هذا فلا، ولذا لم يعتد به الحافظ في "تلخيصه". والله أعلم.
وعبد الله بن وهب بن زمعة المذكور: هو الأصغر، وهو تابعي، ثقة، من الثالثة، كما في "التقريب"(3693)، وسماعه من أم المؤمنين أم سلمة ومعاوية بن أبي سفيان-رضي الله عنهم ممن تأخرت وفياتهم، ولم يذكر له رواية عن كبار الصحابة، ومن تقدمت وفياتهم، وبذا عده ابن حجر في "التقريب" من الطبقة الثالثة، وهي طبقة أوساط التابعين، وعليه فالظاهر أن حديثه أيضًا عن عثمان رضي الله عنه مرسل. والله أعلم.
انظر: "الطبقات" لابن سعد - متمم التابعين (1/ 105)، رقم (9)، "التاريخ الكبير"(5/ 218)، رقم (709)، "الثقات"(5/ 48)، "تهذيب الكمال"(16/ 273)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رقم (3644)، "الإصابة"(8/ 318 - 320)، رقم (6684).
ونقل في هامش "تهذيب الكمال"(16/ 273) تعليقًا للمزي على ما قيل من روايته عن ابن عمر وعثمان رضي الله عنهم لهذا الحديث: "المحفوظ أن عبد الملك بن أبي جميلة روى عن عبد الله بن موهب أن عثمان قال لابن عمر: ألا تمضي، وقال بعض الرواة: "عن عبد الله بن وهب"، لكنه ليس بابن زمعة هذا، قولًا واحدًا. والله أعلم".
وفي هذا الإسناد علة أخرى، وهي: جهالة عبد الملك بن أبي جميلة؛ لم يرو عنه إلا معتمر، وجهله أبو حاتم الرازي، وجعل ذلك العلة الثانية للحديث، وتبعه عليه الذهبي وابن حجر وغيرهما، وبه أعله ابن الملقن وابن حجر وغيرهما أيضًا، وأما ابن حبان فكرر ذكره في "ثقاته" مرتين -على اختلاف شيخيه-، مما يبين عدم معرفته له تمامًا، وهذا جار على قاعدته في توثيق المجاهيل. والله أعلم.
وانظر: "التاريخ الكبير"(5/ 409)، رقم (1322)، "الجرح والتعديل"(5/ 345)، رقم (1631)، "الثقات"(7/ 103)، (8/ 385)"تهذيب الكمال"(18/ 295 - 297)، رقم (3520)، "الميزان"(2/ 652)، رقم (5194)، "التقريب"(4170).
2 -
الطريق الثاني: أخرجه ابن سعد (4/ 146)، وعبد بن حميد (1/ 101 - 102)، رقم (48) -من طريقي عفان وأبي الوليد الطيالسي؛ عن حماد بن سلمة، عن أبي سنان [عيسى]، وحمدان بن عمرو الموصلي- كما في "المختارة" للضياء (1/ 500) عن غسان بن الربيع، عن أبي سلام، كلاهما (أبو سنان، وأبو سلام) عن يزيد بن عبد الله بن موهب [قال عفان: يزيد بن موهب]: أن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال لابن عمر رضي الله عنهما: اقض بين الناس .. الحديث، نحو ما تقدم عن أبيه عبد الله بن موهب، ولفظه في الناجي من القضاة الثلاثة:"ورجل اجتهد فأصاب، فهو كفاف؛ لا أجر له، ولا وزر عليه". وهو عند أحمد (ح 475) عن عفان مختصرًا، دون موضع الشاهد منه.
ويزيد بن عبد الله بن موهب: هو قاضي دمشق، موصوف بالعدل والتحري للحلال والتقوى، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري:"سمع أباه، ويروي المراسيل"، وكرر البخاري ذكره في "يزيد بن موهب" على رواية من نسبه إلى جده، وهو واحد، كما قال ابن عساكر.
وحديثه عن عثمان رضي الله عنه معضل، لما تقدم من إرسال حديث أبيه عنه رضي الله عنه، والظاهر أن روايته مرسلة عن ابن عمر-رضي الله عنهما أيضًا، ولعله أخذه عن أبيه عبد الله بن موهب فأرسله. والله أعلم.
وانظر لترجمته: "التاريخ الكبير"(8/ 345)، رقم (3262)، "الجرح والتعديل"(9/ 276)، رقم (1159)، "الثقات"(7/ 621)، "تاريخ دمشق"(65/ 272 - 275)، رقم (8300). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأبو سنان عيسى بن سنان الحنفي القسملي، الفلسطيني، نزيل البصرة: لين الحديث، كما في "التقريب"(5295).
وهو توبع فيه من أبي سلام، ولم يميز؛ هل هو ممطور الدمشقي -وهو ثقة-، أو غيره. فالله أعلم.
وغسان بن الربيع الغساني: صالح، وفيه ضعف، كما تقدم.
والراوي عنه: أبو جعفر حمدان بن عمرو بن موسى الموصلي الوزان التمار: روى عنه الأئمة؛ ابن عدي والإسماعيلي والأزدي وطبقتهم، ولم يذكر بجرح، إلا أنه منقطع دونه غير مسند إليه.
انظر: "معجم الإسماعيلي"(2/ 629)، "إكمال الإكمال" لابن نقطة (2/ 300)، رقم (1621)، "تاريخ الإسلام"(23/ 64)، رقم (29).
3 -
الطريق الثالث: أخرجه وكيع في "أخبار القضاة"(1/ 24 - 25) عن عبد الله بن زكريا بن يحيى، عن ابن وكيع، والطبراني في "المعجم الكبير"(13/ 131)، رقم (13801)، عن علي بن سعيد الرازي، عن مسروق بن المرزبان، كلاهما (مسروق، وسفيان بن وكيع) عن محمد بن فضيل، عن أبيه، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا، نحو حديث بريدة رضي الله عنه. زاد وكيع القاضي في إسناده:"وفي كتاب آخر لم يذكر ابن عمر".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 349)، رقم (6989):"رجاله ثقات".
أما إسناد وكيع القاضي: ففيه سفيان بن وكيع؛ تركوه، كما تقدم.
وأما إسناد الطبراني، ففيه: مسروق بن المرزبان بن مسروق الكندي الكوفي: صدَّقه صالِحٌ جزرة، وتبعه الذهبي وابن حجر، وزاد:"له أوهام"، وذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 206)، وقال أبو حاتم:"ليس بقوي، يكتب حديثه"، وذكر له أبو حاتم والدارقطني أوهامًا في الأسانيد، والله أعلم.
وانظر: "الجرح والتعديل"(8/ 129، رقم 578، 8/ 397، رقم 1822)، "العلل" للدارقطني (2/ 85)، رقم (128)، (11/ 216)، رقم (2234)، (13/ 86، 14)، رقم (27)، "الميزان"(4/ 98)، رقم (8463)، "الكاشف"(5393)، "تهذيب التهذيب"(10/ 102)، رقم (208)، "التقريب"(6603).
وعلي بن سعيد الرازي المعروف بـ "عليك": صاحب غرائب، غير ثقة، كما تقدم عن الدارقطني وغيره. وأما محمد بن فضيل: فهو ابن غزوان بن جرير الضبي مولاهم، الكوفي، وهو فمن فوقه ثقات.
وله طريق آخر عن محارب بن دثار، أخرجه وكيع القاضي في "أخبار القضاة"(1/ 23 - 24)، والقضاعي (1/ 209 - 210)، رقم (317)، ولكنه ساقط، فيه متهمان. =
موقوفًا
(1)
،
=4 - الطريق الرابع: رواه الطبراني في "الأوسط"(4/ 145)، رقم (3828) عن علي بن سعيد الرازي، عن أبي بكر الأعين، عن سعيد بن محمد بن العلاء السهمي، عن محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: أراده عثمان على القضاء فأبى، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "القضاة ثلاثة؛ واحد ناج، واثنان في النار: من قضى بالجور أو بالهوى هلك، ومن قضى بالحق نجا". ومحمد بن مسلم الطائفي: صدوق يخطئ من حفظه، من الثامنة، خت م 4. "التقريب" (6293). وسعيد بن محمد بن العلاء السهمي: لم أقف له على ترجمة، وكذا قال الألباني في "الضعيفة"(ح 6864). ولعل الآفة فيه من علي بن سعيد الرازي؛ أغرب به، وهو غير عمدة، كما تقدم عن الدارقطني وغيره، والله أعلم.
الخلاصة: حديث ابن عمر رضي الله عنهما في القضاة الثلاثة لا يخلو طريق منه من ضعف، وما ورد في الطريقين الأوليين عنه من كون القاضي العالم العادل لا أجر له من عمله إلا أن يكون كفافًا، فمنكر، لا يتابع عليه في شيء من المرفوع، بل وما جاء من وعده بالجنة في حديث بريدة رضي الله عنه والطرق الأخرى لحديث ابن عمر رضي الله عنهما هذا، وما صح في (البخاري: 1423، 6806، ومسلم: 1031) في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: "إمام عادل"، وهو أولهم ذكرًا، إلى غير ذلك من النصوص الدالة على فضل القسط والعدل في الحكم فكلها ترد على هذا الطرف من الحديث المذكور، وعليه قطع الألباني في "الضعيفة"(6864) بضعفه، ولم ير تقويته ببقية روايات الباب، ويشبه أن يكون موقوفًا. والله أعلم.
(1)
أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 594)، رقم (23417)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 326 - 327)، و"الأوسط"- الزايد (1/ 225)، رقم (1071)، ووكيع في "أخبار القضاة"(1/ 25)، والبغوي في "الجعديات"(ح 989)، وابن عدي (3/ 164)، والبيهقي (10/ 200)، من طريق جماعة عن شعبة، ووكيع القاضي وحده من طريق همام بن يحيى العوذي أيضًا، كلاهما (شعبة، وهمام) عن قتادة، سمعت أبا العالية قال: قال علي رضي الله عنه: "القضاة ثلاثة: قاضيان في النار، وقاض في الجنة، فأما اللذان في النار: فرجل جار متعمدًا فهو في النار، ورجل اجتهد فأخطأ فهو في النار، وأما الذي في الجنة: فرجل اجتهد فأصاب الحق فهو في الجنة"، زاد شعبة عن قتادة: فقلت لأبي العالية: ما ذنب هذا الذي اجتهد فأخطأ؟ قال: "ذنبه أن لا يكون قاضيًا إذ لم يعلم".
وهو عند عبد الرزاق (11/ 328)، رقم (20675)، عن معمر، عن قتادة، عن علي رضي الله عنه معضلًا.
وذكر شعبة في روايته أن أبا العالية كان أدرك عليًّا رضي الله عنه، ولكنه لم يثبت له السماع =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عنه، ولا سيما لهذا الحديث، فقال:"والله ما قال علي قط؛ يعني: حديث "القضاة الثلاثة"".
رواه البردعي في "سؤالاته"(2/ 681) عن أبي زرعة، عن علي بن الجعد، عن شعبة، وهو متصل بالسماع، ولعل شعبة استنكر منه قوله:"ورجل اجتهد فأخطأ فهو في النار"، والمجتهد المخطئ مأجور، كما صح من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه (صحيح البخاري، ح 7352)، وهكذا أنكره الحسن البصري من قبل، فقال: "إن فيما قص الله من نبأ داود وسليمان عليه السلام ما يرد قول هؤلاء الناس، قال الله تعالى:{وّدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78)} إلى قوله: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} ، فأثنى الله على سليمان، ولم يذم داود. ثم قال الحسن: إن الله اتخذ على الحكماء ثلاثًا: لا يشترون به ثمنًا قليلًا، ولا يتبعون فيه الهوى، ولا يخشون فيه أحدًا، ثم تلا:{يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [ص: 26]، وقال:{فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} [المائدة: 44]، وقال:{وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا} [المائدة: 44].
أخرجه ابن أبي حاتم وابن المنذر في "التفسير" -كما في "تفسير ابن كثير"(5/ 356)، و"الدر المنثور"(5/ 650) -، وابن أبي الدنيا في "الإشراف في منازل الأشراف"(ح 254)، -وعنه وكيع القاضي في "أخبار القضاة"(ص 199 - 200) -، وأبو نعيم في "الحلية" -كما في "الفتح"(13/ 147) -، جميعهم من طريق جماعة عن حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن به، إلا أبا نعيم الأصبهاني؛ فمن طريق أبي العوام عن قتادة عن الحسن.
وإسناده صحيح متصل بالسماع، وعليه علقه البخاري في "الصحيح" (بعد الحديث: 7162)، وفي لفظه:"فحُمِد سليمان، ولم يُلَم داود، ولولا ما ذكر الله من أمر هذين لرأيت أن القضاة هلكوا، فإنه أثنى على هذا بعلمه، وعذر هذا باجتهاده"، ولم يذكر البخاري قصة إياس بن معاوية، وذكره لمعنى هذا الحديث. ولِما تقدم أوَّلَ أبو العالية الرياحي لفظ الرواية عن علي رضي الله عنه بما ورد في حديث بريدة رضي الله عنه من تقييده بمن تقلد القضاء وهو جاهل، وأما باقي المتن فقد صح في حديث بريدة رضي الله عنه المتقدم.
ولأثر علي رضي الله عنه هذا طريقان آخران:
1 -
أورده البخاري في "التاريخ الكبير"(7/ 21 - 22)، رقم (95)، من طريق عياض بن عبد الرحمن الحجبي المديني، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه، قال:"القضاة ثلاثة". مختصرًا.
وعياض بن عبد الرحمن: سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" =
وحكمه الرفع
(1)
، وهي مُبَيَّنَةٌ عند شيخنا في الجزء المشار إليه.
783 - حديث: "قطع السدر".
أبو داود والبيهقي في "سننيهما" من حديث سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم
(2)
،
= (6/ 408)، رقم (2283)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 283)، ولم يذكروا له راويًا سوى عبد الله بن جعفر المخرمي، ففيه جهالة ما.
وأما والده عبد الرحمن الحجبي: فلم أقف له على ترجمة، ويحتمل أن يكون أخذه عن أبي العالية الرياحي فأرسله.
2 -
وأخرجه وكيع القاضي في "أخبار القضاة"(1/ 24، 25 - 26) من حديث عبد خير، عن علي رضي الله عنه، وفيه إبراهيم بن الحكم بن ظهير، كذبوه، كما تقدم.
(1)
كذا قال المؤلف، ولا يبعد مثله عن مظان الاجتهاد والنظر، وهو مثل ما ورد عن عمر رضي الله عنه أنه قال في عمله في الخلافة:"لوددت أنه لي كفافًا، لا لي، ولا علي". والله أعلم.
وقد روي من قول غير علي رضي الله عنه أيضًا، وأصحها ما أخرجه وكيع القاضي في "أخبار القضاة"(ص 24) من طريق الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة، عن كعب؛ قال:"القضاة ثلاثة .. "، نحوه.
وأخرجه كذلك من وجه لا بأس به؛ عن عبد الرحمن بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن كعب، وفيه قصة لكعب مع عمر رضي الله عنه.
وكعب: الظاهر أنه كعب بن مالك الأنصاري؛ أحد الثلاثة الذين خلفوا فتاب الله عليهم، ولم أقف على سماع لأي من ابن بريدة وعتبة بن عبد الله بن مسعود عنه.
ورواية الثوري هذه علة لما تقدم من رواية الإمام أبي حنيفة عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنه. والله أعلم.
(2)
النوفلي، المدني: مقبول، من الرابعة، د س. "التقريب"(2385).
وقيل في اسمه: "محمد بن سعيد بن جبير"، وهو مقلوب، والصواب هو الأول، كما قال الطحاوي وغيره.
وهو في عداد المستورين في الحديث، حيث قال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (7/ 429):"هذا الرجل المختلف في اسمه ليس من المشهورين برواية الحديث، ولم نجد له ذكرًا في غير هذا الحديث، ومثل هذا [الحديث] لا يثبت بمثله، ثم حديثه هذا قد ذكره عن عبد الله بن حبشي، ويبعد من القلوب أن يكون لقيه، لأنا لم نجد شيئًا من حديث عبد الله بن حبشي إلا عند من سنه فوق سن هذا الرجل، وهو عبيد بن عمير، وحديثه عنه في أفضل الصلاة أنها طول القنوت .. ". بتصرف يسير. =
عن عبد الله بن حُبْشيٍّ
(1)
رضي الله عنه رفعه: "من قطع سدرة صوَّب الله رأسه في
= قلت: وحديث عبيد بن عمير عنه معل كذلك، كما سيأتي بيانه -إن شاء الله تعالى-. والله أعلم.
وقال ابن القطان في "بيان الوهم"(4/ 503): "لا تعرف له حال، وإن كان قد روى عنه جماعة
…
، كلهم أخذ عنه هذا الحديث، ولا أعرف له من العلم غيره
…
، فالحديث من أجله حسن".
وقال الذهبي في "الميزان"(2/ 157)، رقم (3266):"سعيد فيه جهالة، فتحرر حاله، ولخبره علة؛ رواه معمر عن عثمان بن أبى سليمان، فقال: عن رجل من ثقيف، عن عروة بن الزبير، مرسلًا". بتصرف.
وأما في "تاريخ الإسلام" فقال: "ما أعلم به بأسًا"، واقتبسه عنه السخاوي في "التحفة اللطيفة" دون عزو.
قلت: وفي قولي الطحاوي وابن القطان أنه لا يعرف في غير هذا الحديث، وما ذكر ابن القطان من رواية الجماعة عنه هذا الحديث في كل ذلك نظر، وهذا الحديث من أفراد ابن جريج عن عثمان بن أبي سليمان عن سعيد بن محمد هذا، كما نص عليه البيهقي وغيره، ولم أقف له على إسناد آخر، وله مراسيل ومسانيد وحكايات أخرى -وإن كانت يسيرة-، يرويها عنه من ذكرهم ابن القطان وغيرهم.
وذكر له البخاري السماع عن أبي هريرة رضي الله عنه، والرواية عن جده جبير بن مطعم رضي الله عنه،
وقد بحثت في حديثه فرأيت حديثه عنهما -بل وعمن عاش بعدهما دهرًا- بواسطة أبيه محمد، وربما أرسل عن جده، ووجدته يروي حوادث الخلاف بين ابن الزبير وبين ابن عباس وابن الحنفية عن أبيه، وهكذا سائر أخبار الفتنة زمن يزيد وفي عهد ابن الزبير رضي الله عنهما؛ كأنه لم يشهد شيئًا منها، فيستبعد لمثله إدراك مثل أبي هريرة (ت 58 هـ)، وجده جبير بن مطعم (ت 59 هـ)، وبذا يترجح ما قرره الطحاوي على ما قاله البخاري، وإن كان البخاري أعلم وأجل، والله أعلم. انظر:"التاريخ الكبير"(3/ 514)، رقم (1712)، "الجرح والتعديل"(4/ 57 - 58)، رقم (255)، "الثقات"(4/ 290)، "تاريخ الإسلام"(7/ 369)، رقم (404)، "تهذيب التهذيب"(4/ 76)، رقم (133)، "التحفة اللطيفة"(1/ 404)، رقم (1538).
(1)
هو: عبد الله بن حبشي، أبو قتيلة، الخثعمي رضي الله عنه، نزيل مكة. أثبت له الصحبة غير واحد من الأئمة، وليس له من المسند إلا حديث قطع السدر هذا، وحديث آخر عن عبيد بن عمير عنه في فضائل الأعمال، وكلاهما معلان. وله حديث ثالث -أخرجه ابن قانع وغيره- بإسناد ضعيف جدًّا ومتن منكر، كما في "السنن" للبيهقي (2/ 9)، و"الميزان" للذهبي (2/ 502)، رقم (4597) وغيرهما.
وانظر: "التاريخ الكبير"(5/ 25)، رقم (41)، "الجرح والتعديل"(5/ 29)، =
النار"
(1)
.
وفي الباب من المرفوع عن جابر بلفظه
(2)
، وعن عائشة بلفظ: "إن
= رقم (128)، "معجم الصحابة" للبغوي (4/ 187 - 189)، وابن قانع (2/ 64 - 65)، رقم (500)، "الثقات"(3/ 240)، "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (3/ 1622)، "الكاشف"(2679)، "الإصابة"(6/ 87)، رقم (4638)، "تهذيب التهذيب"(5/ 183)، رقم (315)"التقريب"(3269).
(1)
أخرجه أبو داود (5239) -ومن طريقه وغيره البيهقي (6/ 139) - وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير"(1/ 340)، رقم (1230)، وحرب الكرماني في "مسائله" - النكاح إلخ (2/ 920)، والبغوي في "معجم الصحابة"(4/ 189)، رقم (1699)، من طريق أربعة من الأئمة الحفاظ عن أبي أسامة حماد بن أسامة، والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(1/ 267) -ومن طريقه البيهقي (6/ 139) - والطحاوي في "شرح المشكل"(7/ 429)، رقم (2980)، والبغوي في "معجم الصحابة"(4/ 188)، رقم (1698)، والخلال في "العلل" -كما في "منتخبه" للمقدسي (ح 22) - من أربع طرق أيضًا عن أبي محمد عبيد الله بن موسى العبسي، وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(7/ 428)، رقم (2978 - 2979)، والبغوي في "معجم الصحابة"(ح 1697)، والطبراني في "الأوسط"(3/ 50)، رقم (2441)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3/ 1622 - 1623)، رقم (4084) من طرق عن أبي عاصم النبيل، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8/ 21)، رقم (8557) من طريق مخلد بن يزيد، أربعتهم (أبو عاصم، وأبو أسامة، وعبيد الله العبسي، ومخلد) قالوا: حدثنا ابن جريج، عن عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم، عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم، عن عبد الله بن حبشى رضي الله عنه.
وقال إبراهيم بن مرزوق عن أبي عاصم، وإبراهيم بن سعد عن أبي أسامة:"محمد بن سعيد بن جبير، عن ابن حبشي"، وقال ابن معين ويوسف القاضي عن أبي أسامة:"ابن جبير بن مطعم، عن عبد الله بن حبشي".
وزاد الطبراني آخر المتن تفسيرًا منه: "يعني: من سدر الحرم"، وزعمه بعض الحفاظ من المتن، وليس كذلك.
قال البغوي: "لم يسند ابن حبشي عن النبي صلى الله عليه وسلم غير حديثين".
وقال الطبراني: "لا يروى عن عبد الله بن حبشي إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن جريج".
(2)
أخرجه البيهقي (6/ 139) عن الحاكم، ثم من حديث مسعدة بن اليسع، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن جابر رضي الله عنه، مرفوعًا. وروى عن الحاكم، عن أبي علي الحافظ، قال:"هكذا كتبناه من حديث مسعدة، ولم يتابع عليه، وهو خطأ". =
الذين يقطعون السدر يُصَبُّون في النار على رؤوسهم صبًا"
(1)
.
= وأبو اليسع مسعدة بن اليسع: متروك، ذاهب الحديث، وكذبه أبو حاتم الرازي وغيره، وذكروا له موضوعات عن عمرو بن دينار عن جابر رضي الله عنه، وعن جعفر الصادق وآخرين.
انظر: "العلل" لأحمد - رواية ابنه عبد الله (5179)، "الجرح والتعديل"(8/ 370 - 371)، رقم (1693)، "المجروحين"(3/ 35)، "الكامل"(6/ 390 - 391)، رقم (1875)، "اللسان"(8/ 40 - 41)، رقم (7683).
(1)
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(7/ 424)، رقم (2976)، والطبراني في "الأوسط"(5/ 379)، رقم (5615)، والدارقطني في "الأفراد" -كما في "أطرافه" لابن القيسراني (5/ 454)، رقم (6042) -، والخطيب البغدادي في "الموضح"(1/ 46)، من طرق عن مليح بن وكيع بن الجراح، والبيهقي (6/ 140) من طريق الحافظ أبي علي النيسابوري، ثم من طريق القاسم بن محمد بن أبي شيبة، كلاهما (مليح، والقاسم) عن وكيع بن الجراح، عن أبي عثمان محمد بن شريك العامري المكي، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها.
قال الطبراني والدارقطني: "تفرد به مليح بن وكيع عن أبيه"، وتعقب ذلك الخطيب وغيره برواية القاسم بن أبي شيبة، ومليح والقاسم لا بأس بهما، وسيما إذا اجتمعا، إلا أنهما سلكا الجادة، ولحديثهما علة؛ إذ رواه البزار في زوائده عن شيوخه آخر "كتاب الورع" لمحمد بن نصر المروزي - طبعة: دار الكتب العلمية، تحقيق: د. زينب إبراهيم القاروط (ص 192) عن القاسم بن يزيد الوراق، عن وكع بإسناده هذا عن عروة مرسلًا.
والقاسم بن يزيد: هو ابن كليب، أبو محمد المقرئ الوزان، الأشجعي، مولاهم الكوفي: قال ابن سعد: "كان شيخ صدق من الأخيار"، وقال ابن الجزري:"حاذق، جليل، ضابط، مقرئ، مشهور". انظر: "تاريخ بغداد"(12/ 422)، رقم (6874)، و"غاية النهاية في طبقات القراء"(2/ 25)، رقم (2609).
فهو أضبط ممن خالفه عن وكيع، وروايته هي المحفوظة التي توبع من أصحاب محمد بن شريك؛ شيخِ وكيع فيها.
وعليه قال الحافظ أبو علي النيسابوري -فيما رواه البيهقي عنه-: "ما أراه حفظ عن وكيع، .. ، والمحفوظ رواية أبي أحمد الزبيري ومن تابعه على روايته عن محمد بن شريك عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس عن عروة مرسلًا". وقال البيهقي: "المحفوظ عن أبي عثمان محمد بن شريك المكي هو المرسل". ومن أجل ما تقدم قال ابن عساكر (60/ 261): "محمد بن شريك أبو عثمان المكي؛ عزيز الحديث، وثقه أحمد وابن معين، والحديث غريب"، والاستغراب رسم ابن عساكر في المنكر، =
وعن علي بلفظ: "لعن الله قاطع السدر"
(1)
.
= كما تقدم في مواضع، وبما تقرر يتبين النظر في قول الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 214)، رقم (13278):"رجاله كلهم ثقات"، وفي قول كل من تابعه عليه، فهم ثقات، ولكن الإسناد معل. والله أعلم.
وله طريق آخر ضعيف جدًّا: أخرجه تمام في "الفوائد"(2/ 69)، رقم (1168)، وفيه الأشعث بن سعيد، وهو متروك -كما تقدم-.
وطريقه الآخر فيه حماد أبو بشر العبدي: لم أقف له على ترجمة ولا بيان، والراوي عنهما وثقه ابن حبان والدارقطني، وقال أبو الفتح الأزدي: منكر الحديث جدًّا وقد حمل عنه.
انظر: "التاريخ الكبير"(1/ 366)، رقم (1157)، "تاريخ بغداد" ت بشار (7/ 240)، رقم (3245).
(1)
يروى عن علي رضي الله عنه من طريق محمد بن الحنفية عن أبيه عند الطحاوي في "شرح المشكل"(7/ 430)، رقم (2981)، والبيهقي (6/ 140)، ومن طريق جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه، عند البيهقي (6/ 140) عن شيخه الحاكم -في كتابه "غرائب الشيوخ"-، ومدار الوجهين على إبراهيم بن يزيد الخوزي المكي، وهو متروك [تقدم]، ودونه هشام بن سليمان بن عكرمة بن خالد المخزومي، وهو صدوق يضطرب في حديثه ويهم عن غير ابن جريج، واختلف عليه في إسناد الحديث على عدة أوجه فيما دون الخوزي وما فوقه من الإسناد. فالحديث به ضعيف جدًّا.
وروي من وجهين ضعيفين عند عبد الرزاق (11/ 11)، رقم (19757)، والبيهقي (6/ 140) عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر مرسلًا، بلفظ: قال النبى صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه في مرضه الذي مات فيه: "اخرج يا علي، فقل -عن الله، لا عن رسول الله-: لعن الله من يقطع السدر".
وهو ضعيف الإسناد، منكر أيضًا، ومن رواه ليس في وزن من يعتد بما يتفرد به، ولم يتابع عليه من أصحاب عمرو بن دينار، وعلى كل فهو مع إرساله وضعف إسناده إلى عمرو بن دينار أقوى من الوجهين الأولين، وقد جاء عن الباقر خلاف ذلك من وجه لا بأس به، كما أخرج حرب الكرماني في "مسائله" - النكاح إلخ (2/ 921 - 922) بإسناد صحيح عن عبد الملك الهمداني، قال: سألت جعفرًا عن قطع السدر، فقال:"كانت لأبي سدرة فكان يقطعها".
وعبد الملك الهمداني: الظاهر أنه ابن أبجر الكوفي، وهو ثقة، وجعفر: هو الصادق، وأبوه هو الباقر. والله أعلم.
فلو أن لهذا الحديث أصلًا عند الباقر لما تجاوزه إلى خلافه، ثم آثار الوهاء بينة على =
وعن عمرو بن أوس الثقفي
(1)
بلفظ: "من قطع السدر -إلا من زرع- صب الله عليه العذاب صبًّا"
(2)
، وعن عروة بن الزبير مرسلًا
(3)
بلفظ عائشة.
= متنه، إذ ذكره من أواخر ما أعلن به الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي مرض موته صلى الله عليه وسلم، فأين كانت الصحابة رضي الله عنهم، ثم أصحاب علي رضي الله عنه الثقات، ثم الثقات من أصحاب الباقر والأثبات من أصحاب عمرو بن دينار، حتى يتفرد به كل متروك أو واه مخلط؟!. والله أعلم.
(1)
هو: عمرو بن أوس بن أبي أوس الثقفي، الطائفي، تابعي كبير، من الثانية، وهم من ذكره في الصحابة، مات بعد (90 هـ)، ع. "التقريب"(4991).
(2)
أخرجه عبد الرزاق (11/ 11)، رقم (19758) -ومن طريقه الطحاوي في "شرح المشكل"(7/ 424 - 425)، رقم (2977)، والبيهقي (6/ 140) - عن إبراهيم بن يزيد الخوزي، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس الثقفي، عن شيخ من ثقيف سمع النبي صلى الله عليه وسلم.
قال البيهقي: "فهذا إسناد آخر لعمرو بن أوس، سوى روايته عن عروة، إن كان حفظه إبراهيم بن يزيد".
وإبراهيم بن يزيد الخوزي متروك، وقد خولف فيه، وإنما المحفوظ فيه عن عمرو بن أوس الثقفي عن عروة مرسلًا، كما تقدم في تخريج حديث عائشة رضي الله عنها، ويتلو هذا تخريج مرسل عروة بن الزبير.
(3)
أخرجه عبد الرزاق (11/ 11)، رقم (19756) -ومن طريقه أبو داود (5240)، والبيهقي (6/ 139)، والبغوي في "شرح السُّنَّة"(8/ 249 - 250)، رقم (2176) - عن معمر، عن عثمان بن أبي سليمان، عن رجل من ثقيف، عن عروة، وفيه:"قال: فسألت بني عروة عن ذلك، فأخبروني أن عروة قطع سدرة كانت في حائطه فجعل منها بابًا للحائط"، ولم يبين عبد الرزاق هذا القائل، أهو معمر؟ أم شيخه عثمان بن أبي سليمان؟، وأيًّا كان ففيه إشارة إلى تعليله لهذا المرسل، تبعًا لاستنكار بني عروة له، وقد كان عروة أولى الناس بالعمل به، وبنوه أولى الناس بأن يقيهم من عذاب الله ولعنته. والله أعلم.
وله طريق آخر: أخرجه البيهقي (6/ 140)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق"(1/ 46 - 47) بإسناد صحيح عن أبي معاوية الضرير، ورواه البيهقي كذلك عن الحاكم، عن أبي علي الحافظ، فيما علقه عن أبي أحمد الزبيري وغيره، وتقدم من رواية القاسم بن يزيد الوزان عن وكيع، جميعهم (أبو معاوية، ووكيع، والزبيري) عن أبي عثمان محمد بن شريك العامري مولاهم المكي، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس الثقفي، عن عروة بن الزبير مرسلًا.
وله وجه آخر: رواه أبو بكر الخلال في "العلل" -كما في "منتخبه"(ص 76، ح 21) - =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن يحيى بن موسى -وهو ابن مارمي، ويقال: مارمة، أبو زكريا الوراق البغدادي، كما في "تاريخ بغداد"(14/ 219)، رقم (7505) -، وعلقه الأبروي في "مناقب الشافعي"(ص 88)، عن عبيد الله بن موسى العبسي، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن عروة مرسلًا.
فهذه الرواية المرسلة تعل الرواية المسندة السابقة عن عروة عن عائشة رضي الله عنها، كما أنها تعل الرواية المسندة عن عمرو بن أوس الثقفي عن شيخ من ثقيف سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وتعل أيضًا سائر الروايات التي فيها: عمرو بن دينار عن عروة مباشرة -كما ورد في الوجه الأخير من الروايات المرسلة كذلك- وإنما يرويه عمرو بن دينار عن رجل عن عروة، كما أن الذهبي في "الميزان" مال إلى تعليل رواية معمر عن عثمان بن أبي سليمان هذا مرسلًا لما تقدم من رواية ابن جريج عن عثمان عن سعيد بن محمد بن جبير عن عبد الله بن حبشي، وإليه يميل قول الطحاوي في "شرح المشكل"، بل ويذهب إلى ترجيح المقطوع عن عروة قوله.
وهو ما أخرجه حرب الكرماني في "مسائله" -النكاح، إلخ (2/ 921)، والطحاوي في "شرح المشكل"(7/ 425)، والبيهقي، من طريق ثلاثة من الثقات عن أبي أسامة حماد بن أسامة، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن عروة قوله، وقال البيهقي:"فصارت رواية نصر بن علي عن أبي أسامة بهذا معلولة، ويحتمل أن يكون أبو أسامة رواه على الوجهين".
ونصر بن علي قد توبعٍ على إسناده من أوجه، كما أنه توبع عليه متابعة قاصرة من ثلاث طرق أخرى أيضًا، والاحتمال الثاني هو الأقرب، فإن محمد بن عبد الرحمن الجعفي -وهو ثقة- رواه عن أبي أسامة على الوجهين، والظاهر أن ابن جريج كان يضطرب فيه، فمرة يرويه مسندًا، ومرة مرسلًا، ومرة ثالثة عن عروة قوله.
ولهذا المقطوع طريق آخر: أخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(7/ 427 - 428) عن أبي بكر بن الأعين الحافظ، عن علي بن الجعد، عن محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن رجل من ثقيف، عن ابن الزبير قوله.
قال الطحاوي: "فهذا محمد بن مسلم رده إلى ابن الزبير، وهو فوق إبراهيم بن يزيد الخوزي، ودون ابن جريج"، وقال أيضًا (7/ 425 - 426):"ففي هذا الحديث إيقافه على عروة، بغير تجاوز به إياه إلى عائشة، ولا إلى من سواها ممن ذكر في الحديثين الأولين".
وكل هذه الأسانيد مسلسلة بالعنعنة بعد ابن جريج ومن في طبقته، وقد أفصح الطحاوي في "المشكل"(7/ 426) عن علة أخرى لرواية عمرو بن دينار، فقال: "فيه شيء ذكره لنا روح [بن الفرج]، قال: سمعت حامد [بن يحيى] يقول: ذكرت هذا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الحديث لسفيان بن عيينة، فقال: ذهبت إلى عمرو بن دينار فسألته عنه، فقال لي: اذهب إلى عثمان بن أبي سليمان فإنه يحدث به، فذهبت إلى عثمان فحدثني فيه بحديثين اختلط علي إسنادهما. قال سفيان: فسألت هشام بن عروة عن قطع السدر، فقال: هذه الأبواب من سدرة كانت لأبي، قطعها، فجعل منها هذه الأبواب".
ففي حديث ابن عيينة هذا بيان من عمرو بن دينار أنه عنده عن عثمان بن أبي سليمان، وليس عن عروة نفسه، وفي جواب عمرو بن دينار كذلك إيماء منه إلى عدم اعتباره له، وفيه كذلك أن ابن عيينة لم يعتمد روايتي عثمان بن أبي سليمان، ورأى سؤال بني عروة عنه -وهم من أخبر الناس بأبيهم-، فأجابه هشام بن عروة بما تقدم، وكأن ابن عيينة لا يرى أن لهذا الحديث أصلًا، وهذا ينفي ما ورد في "المنتخب من علل الخلال"(ص 76)، (21) أن الإمام أحمد ذكر له تخصيص ابن عيينة للحديث بسدر الحرم، فقال:"لم يبلغه الحديث"، فقد بلغه، ولكنه لم يصح عنده. والله أعلم.
ولما تقدم من خلاف عروة لهذا المروي عنه، قال سفيان بن سعيد الثوري -فيما رواه الطحاوي (7/ 429) عنه بإسناد صحيح- وسئل عن قطع السدر، فقال:"قد سمعنا فيه بحديث لا ندري الذي جاء به عليه". قال الطحاوي (7/ 430): "ففي توهين سفيان إياه ما يسقط به مثله، مع أن سائر أهل العلم من فقهاء الأمصار الذين تدور عليهم الفتيا على إباحة قطعه، وفي ذلك ما قد دل على أن الأولى فيه إباحة قطعه لا المنع منه، والله عز وجل نسأله التوفيق".
وقال كذلك على فرض التسليم بصحة رواية المنع -وليس قبوله، كما زعم البعض-: "دل ما ذكرنا فيه عن هشام بن عروة عن أبيه: أن الحديثين الأولين إن كانا صحيحين فقد كان لحقهما نسخ عاد به ما كان فيهما من نهي إلى الإباحة؛ لأن عروة مع عدله وعلمه وجلالة منزلته في العلم لا يدع شيئًا قد ثبت عنده عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى ضده إلا لما يوجب ذلك له، فثبت بما ذكرنا نسخ هذين الحديثين مع ما قد دخل الحديث الثاني منهما من خلاف ابن جريج .. ، وإيقافه على عروة
…
، ولذا قد كان سفيان الثوري أيضًا ينكر هذا الحديث، ويأمر بالعمل بضده".
ومما تقدم من التخريجات يتبين أنه لا يصح عن عروة أصلًا، إذ إن رواية عمرو بن دينار قد كشف ابن عيينة عن عوارها، وأما الرواية عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس الثقفي عن عروة مرسلة؛ فلا أراها محفوظة كذلك، ولا تصريح للسماع بين رواة الحديث، وعمرو بن أوس الثقفي (ت بعد 90 هـ)، وعروة (ت 94 هـ على الصحيح، وقيل: بعدها)، فهما متقاربا الوفاة، ولعل عمرًا أقدمهما وفاة، فأين كان عمرو بن دينار وغيره من ثقات أصحاب عروة حتى يسألوه عما حدثهم عمرو بن أوس الثقفي عنه فيما يعم به البلوى؟! وفي حديث ابن عيينة تعليل لهذه الرواية وغيرها عن عمرو بن دينار. والله أعلم.
أخرجها كلَّها البيهقيُّ، وقال عقبها:"وكله منقطع وضعيف إلا الأول، مع أني لا أدري أسمعه سعيد من ابن حبشي أم لا؟ "
(1)
.
(1)
"السنن الكبرى"(6/ 140)، وزاد:"ويحتمل أن يكون سمعه"، وتقدم أن الطحاوي نفى إدراكه له، فضلًا عن السماع، كما تقدم أيضًا تحقيق القول في أنه لا يصح عن عبد الله بن حبشي رضي الله عنه حديث مسند. وقد وقفت له على علة، وذلك فيما نقله السيوطي في "الحاوي للفتاوي"(رسالة "رفع الخدر عن حديث قطع السدر"، 2/ 68) عن أبي مسلم الكشي في "سننه"، قال: ثنا الرمادي، ثنا سفيان عن عثمان بن أبي سليمان، عن ابن عم له يقال له حسين، عن رجل من أهل الطائف، عن عبد الله بن أبي شديد، وعن أبي إسحاق الدوسي، رفعه أحدهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الذين يقطعون السدر يصب الله عليهم العذاب صبًّا"، وقال الآخر، ولم يرفعه:"من قطع سدرة صوب الله رأسه في نار جهنم ". فهذا الإسناد أولى بأن يكون محفوظًا، وفيه ثلاثة من المجاهيل؛ حسين ابن عم عثمان، والطائفي، وابن أبي شديدة. والرمادي هو: أحمد بن منصور، وسفيان هو: ابن عيينة.
والذي أسنده منهما هو ابن أبي شديدة، كما أخرج البغوي في "معجم الصحابة"(4/ 239)، رقم (1730) -وعنه ابن قانع في "معجمه"(2/ 138)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3/ 1685)، رقم (4222)، والخطيب في "المتفق والمفترق"(3/ 1940)، رقم (1363)، (ح 1568)، من ثلاث طرق عن عباس الدوري، عن يزيد بن هارون، عن سويد أبي حاتم -صاحب الطعام-، عن محمد بن سعيد الطائفي، عن أخيه المغيرة بن سعيد الطائفي، عن عبد الله بن أبي شديدة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قطع سدرة من غير زرع بنى الله له بيتًا في النار".
وهكذا رواه ابن السكن وأبو أحمد العسكري في مصنفيهما في الصحابة، وابن منده في "معرفة الصحابة"، كما في "أسد الغابة"- العلمية (3/ 276)، رقم (3007)، وليس هناك ذكر للسماع بين ابن أبي شديدة وبين النبي صلى الله عليه وسلم عند أي واحد منهم، إلا ما كان من ابن قانع، وهو وهم منه، وقد جاء عند شيخه البغوي بلا سماع على الصواب.
وهذا إسناد غير ثابت -كما قال ابن السكن، وغيره- وفيه عدة علل:
1، 2 - الإرسال، وجهالة عبد الله بن أبي شديدة: وهو عبد الله بن أبي شديد -ويقال: ابن أبي شديدة- بن عبد الله بن ربيعة الثقفي، الطائفي: تابعي، أرسل هذا الحديث، ولا تصح له صحبة، كما قال البخاري وأبو حاتم الرازي والعسكري وابن السكن وابن منده وأبو نعيم الأصبهاني وغيرهم، وزاد أبو حاتم:"مجهول"، وأقره عليه الذهبي في "الميزان"(2/ 439)، رقم (4377)، وابن حجر في "الإصابة"(6/ 204 - 205)، رقم (4766)، (8/ 277 - 278)، رقم (6635) و"اللسان"(4/ 501)، رقم (4275). =
قال: "وروي بإسناد آخر موصولًا"
(1)
، ثم ساقه من حديث بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، رفعه:"قاطع السدر يصوب الله رأسه في النار"
(2)
.
= وانظر: "التاريخ الكبير"(5/ 114)، رقم (340)، "الجرح والتعديل"(5/ 83)، رقم (384)، "معجم الصحابة" للبغوي (4/ 239)، "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (3/ 1685).
3 -
المغيرة بن سعيد الطائفي: فيه جهالة، لم يذكر إلا بهذا الحديث، من رواية أخيه عنه عن ابن أبي شديد، وبذلك ذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 463).
وأما محمد بن سعيد بن عبد الملك الطائفي، أبو سعيد المؤذن: فجهله أبو حاتم الرازي، ووثقه ابن أبي داود السجستاني في كتاب "التفرد" له، والدارقطني، والبيهقي وغيرهم، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 428)، وقال الذهبي:"صالح الحديث"، وقال ابن حجر:"صدوق"، ولم يذكرا في "الميزان"(3/ 563)، رقم (7594) و"تهذيب التهذيب"(9/ 191)، رقم (289) توثيق من تقدم، وعليه فالأقرب أن يقال: ثقة، والله أعلم. انظر:"الجرح والتعديل"(7/ 264)، رقم (1437، 1438)، "سنن الدارقطني"(2/ 311)، رقم (1590)، (5/ 128)، رقم (4074)، والبيهقي (3/ 173)، (6/ 221)، "الكاشف"(4876)، "التقريب"(5916).
4 -
سويد بن إبراهيم الجحدري، البصري، أبو حاتم الحناط: صدوق سيء الحفظ، له أغلاط، وأفحش ابن حبان القول فيه، من السابعة، مات (167 هـ)، بخ. "التقريب"(2687).
وهو قد توبع على أصل هذا الحديث من ابن عيينة عن عثمان بن أبي سليمان، عن ابن عمه؛ الحسين، عن رجل من أهل الطائف، عن ابن أبي شديدة، كما تقدم، ولعل الطائفي المبهم في إسناد ابن عيينة هو المغيرة بن سعيد المذكور في إسناد يزيد بن هارون هذا. والله تعالى أعلم.
(1)
تتمة كلام البيهقي: "إن كان محفوظًا"، ثم ساقه عن بهز من الوجهين التاليين.
(2)
أخرجه البيهقي (6/ 141)، وتمام (2/ 43)، رقم (1091) من طريق عبد القاهر بن شعيب بن الحبحاب، عن بهز به.
وهذا الإسناد رجاله كلهم ممن يحتج بهم؛ من دون عبد القاهر كلهم ثقات أثبات، وعبد القاهر بن شعيب بن الحبحاب المعولي الأزدي البصري: نقل الحاكم في "تاريخ نيسابور" عن صالح جزرة -وتبعه عليه الحافظ في "التقريب"(4142) -: "لا بأس به"، فمثله لا ينزل حديئه عن الحسن، إن شاء الله. وانظر لترجمته:"الكاشف"(3420)، و"تهذيب التهذيب"(6/ 368)، رقم (705).
وعلى ظاهر الإسناد حسنه الألباني في "الصحيحة"(615) لذاته، وصححه (614) بما تقدم من الشواهد والطرق، وجود إسناده أبو إسحاق الحويني في "تنبيه الهاجد" =
ولأبي داود في "سننه" من حديث حسان بن إبراهيم
(1)
، سألت هشام بن
= (1/ 53، ح 5)، وظواهر أسانيده لا تنزل عن الحسن بأي حال، وعليه اضطر غير واحد من الأئمة للكلام في تأويله، فمنهم من ذهب إلى أنه خاص بسدر الحرم، وهو قول ابن عيينة والطبراني وغيرهما.
وذهب أبو داود وغيره إلى أنه يعني به: السدرة في طريق الناس يستظلون به، أو لقوم آخرين بلا حق.
ويؤخذ عليهما معًا أن ذلك لا يختص بالسدرة، بل عام في جميع أشجار الحرم، وفي جميع أموال الناس. وتقدم عن الثوري عدم اعتباره للحديث، كما تقدم إنكار هشام بن عروة له، وهكذا نقل أبو يعلى الحنبلي في "العدة في أصول الفقه"(4/ 1181، و 1241) عن أبي طالب، عن الإمام أحمد أنه قال:"ليس فيه حديث صحيح، وما يعجبني قطعه"، قيل له: إذا لم يكن فيه حديث صحيح فلم لا يعجبك؟ قال: "لأنه على كل حال قد جاء فيه كراهة"، وهكذا روى عنه الكراهة الكوسج في "مسائله"(9/ 4865 - 4866)، رقم (3565 - 3566) وغيره، وحمله أبو يعلى الحنبلي في "العدة" وغيره على العمل بالحديث الضعيف عند عدم وجود ما يعارضه في الصحيح. والله أعلم.
وقال العقيلي في "الضعفاء"(4/ 395): "الرواية في هذا الباب فيها اضطراب وضعف، ولا يصح في قطع السدر شيء"، وقال البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(8/ 350)، رقم (12161):"هذا الحديث روي موصولًا ومرسلًا، وأسانيده مضطربة معلولة، وفي بعضها: "إلا من زرع"، ومدار أكثرها على عروة بن الزبير، وقد روي أن عروة كان يقطعها من أرضه"، ونحوه قول ابن الأثير في "النهاية"(2/ 298)، وزاد:"وأهل العلم مجمعون على إباحة قطعه"، وهذا هو نفس ما علل به الثوري، والمزني وغيرهما.
وتابع الإمام أحمد والعقيلي على ما تقدم عنهما ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(2/ 167 - 168)، وابن القيم في "المنار المنيف"(ص 82)، وعمر بن بدر الموصلي في "المغني عن الحفظ والكتاب"(باب النهي عن قطع السدر، ص 437)، وإليه يميل كلام ابن مفلح في "الآداب الشرعية"، مع أنه جود فيه إسناد حديث عبد الله بن حبشي، ولكنه ذكر أن بعض الأئمة أعله برواية معمر عن عثمان بن أبي سليمان عن رجل من ثقيف عن عروة بن الزبير مرسلًا.
وقد أعل المزني متنه بما صح من الأمر بغسل الميت بماء وسدر، كما سيذكره المؤلف لاحقًا. والله أعلم.
(1)
هو: حسان بن إبراهيم بن عبد الله الكرماني -قاضيها-، أبو هشام العنزي: صدوق يخطئ، من الثامنة، مات (186 هـ)، وله مائة سنة، خ م د. "التقريب"(1194). =
عروة عن قطع السدر وهو مستند إلى قصر عروة، فقال: ألا ترى هذه الأبواب والمصاريع! إنما هي من سدر عروة، كان عروة يقطعه من أرضه، وقال: لا بأس به، زاد في رواية: يا عراقي جئتني ببدعة، قال: فقلت؛ إنما البدعة من قبلكم، سمعت من يقول بمكة:"لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قطع السدر"
(1)
.
وأشار البيهقي إلى اختصاصها إن صحت
(2)
، وقال: "قال أبو داود: يعني: من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل والبهائم غشمًا
(3)
وظلمًا بغير حق يكون له فيها"
(4)
.
ونحوَه قول المزني: "وجهه أن يكون صلى الله عليه وسلم سئل عمن هجم على قطع سدرة لقوم أو لِيَتِيمٍ أو لمن حرم الله عليه أن يقطع عليه، فتحامل عليه فقطعه -يعني: فأجاب بَما قاله
(5)
- فسمع بعض من حضر الجواب ولم يسمع
= وقد وثقه الإمام أحمد وابن معين وأبو زرعة الرازي وغيرهم، واعتمده الشيخان، وقال النسائي:"ليس بالقوي"، وقال ابن حبان:"ربما أخطأ"، وقول الحافظ هو مؤدى كلام النسائي وابن حبان وابن عدي.
انظر: "تاريخ ابن معين" - رواية ابن محرز (1/ 80)، "ورواية الدارمي" رقم (279)، "الضعفاء" للنسائي (158)، "الجرح والتعديل"(3/ 238)، رقم (1058)، "الثقات"(6/ 224)، "الكامل"(2/ 372 - 375)، رقم (501)، "الميزان"(1/ 477)، رقم (1801)، "تهذيب التهذيب"(2/ 245)، رقم (447).
(1)
أخرجه أبو داود (ح 5241)، ومن طريقه البيهقي (6/ 141)، وإسناده جيد، وقد توبع عليه حسان عن هشام من غير واحد من الثقات والأئمة؛ منهم ابن عيينة -كما تقدم-، وعبد الله بن داود الخريبي، فيما خرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(7/ 427) بإسناد جيد، كما أنه تقدم في رواية معمر عن عثمان بن أبي سليمان بإسناده، ويحتمل فيها أن يكون السائل عن هشام بن عروة هو عثمان بن أبي سليمان، ويحتمل معمرًا أيضًا.
(2)
يعني على فرض الصحة، لا أنه يرى صحته، بل هو عنده مضطرب معل، كما تقدم.
(3)
هكذا في نسخ المقاصد، وفي المصادر:"عبثًا"، فيحتمل التصحيف واختلاف النسخ، ويصح معناه على الوجهين. و"الغشم": الغصب والجور، كما في "غريب الحديث" للحربي (1/ 320)، و"القاموس المحيط"(ص 1142).
(4)
ذكره أبو داود (تحت الحديث: 5239)، وعنه الخطابي في "غريب الحديث"(1/ 476)، والبيهقي في "السنن"(6/ 141)، و"المعرفة"(8/ 350)، رقم (12163).
(5)
هكذا في نسخ "المقاصد الحسنة"، وهو في "الكبرى" للبيهقي بلفظ: "فاستحق =
المسألة"
(1)
.
ويتأيد الحمل بكون عروة -أحدِ رُواة النهي- كان يقطعه من أرضه، وقد قال أبو ثور: سألت الشافعي عن قطع السدر، فقال: لا بأس به، قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"اغسله بماء وسدر"
(2)
(3)
.
وكذا احتج المزني بما احتج به الشافعي من إجازة النبي صلى الله عليه وسلم غسل الميت بالسدر، وإنه لو كان حرامًا لم يجز الانتفاع به، قال: والوَرَقُ من السِّدر كالغصن، فقد سوَّى النبي صلى الله عليه وسلم فيما حرم قطعه من شجر الحرم بين وَرَقه وغيره، فلما لم أر أحدًا يمنع من وَرَق السدر، [دل على جواز قطع السدر، والله الموفق للصواب]
(4)
(5)
.
قلت: وقد ثبت من حديث جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة رفعه:"مر رجل بغصن شجرة على ظهر الطريق، فقال: "لأنحينَّ هذا عن المسلمين لا يؤذيهم"، فأدخل الجنة"
(6)
، ومن حديث الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، رفعه: "لقد رأيت رجلًا يتقلب في الجنة، في
= ما قاله"، وفي "غريب الخطابي": "فيستحق ما قاله"، فيحتمل التصحيف في نسخ المقاصد، ويحتمل أن يكون عبر عنه السخاوي بالمعنى. والله أعلم.
(1)
إلى هنا ينتهي نقل البيهقي، وفي "غريب الحديث" للخطابي (1/ 476 - 477):"فيستحق ما قاله، لهجومه على خلاف أمر الله، فتكون المسألة سبقت السامع، فسمع الجواب ولم يسمع المسألة، فأدى ما سمع دون ما لم يسمع".
(2)
هكذا ورد عن الشافعي عند الآبري، وفي نقل البيهقي عنه، وهو في لفظ للطبراني في "الكبير"(12/ 80)، رقم (12539) في حديث ابن عباس رضي الله عنه في المحرم الذي وقصته ناقته فمات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: .. الحديث، وإسناده صحيح، وأصله في الصحيحين (خ: 1265 - 1268، 1849 - 1851، م: 1206) وغيرهما من طرق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما، بلفظ:"اغسلوه بماء وسدر".
(3)
نقله البيهقي في "السنن"(6/ 141)، و"معرفة السنن"(8/ 349)، رقم (12159) عن أبي الحسن الآبري في كتابه "مناقب الشافعي"(ص 87 - 88، النص: 49).
(4)
ما بين المعقوفين ساقط من "أ، ز"، واستدرك من "د، عز، ق، زك، بولاق، هـ" وغيرها، وليس في "هـ، د" قوله: "والله الموفق للصواب".
(5)
انظر: "غريب الحديث" للخطابي (1/ 477)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (6/ 141).
(6)
أخرجه مسلم (ح 128/ 1914).
شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس"
(1)
، ومن حديث أبي رافع، عن أبي هريرة رفعه:"إن شجرةً كانت تؤذي المسلمين، فجاء رجل فقطعها، فدخل الجنة"
(2)
، إلى غيرها مما ورد في عزل الأذى عن طريق المسلمين مما يتأيد به التأويل، والله الموفق.
784 - حديث: "قلب المؤمن حلو يحب الحلاوة".
البيهقي في "المطاعم" من "الشعب"، والديلمي؛ عن أبي أمامة
(3)
، وابن
(1)
المصدر السابق (129/ 1914)، وهو متفق عليه (خ: 652، 2472، 6009، م: 127، 164/ 1914، و 153/ 2244). بنحوه من وجه آخر عن أبي صالح به.
(2)
أخرجه مسلم (130/ 1914).
(3)
أخرجه الحاكم في "تاريخ نيسابور"(ترجمة: سهل بن بشر بن القاسم النيسابوري) -كما قال البيهقي-، وعنه البيهقي في "الشعب"(8/ 88)، رقم (5534) -ونقله عنه السيوطي في "اللآلي المصنوعة"(2/ 202) -، والديلمي (2/ 300/ ب) عن أبي جعفر محمد بن أحمد بن سعيد، عن أبي يحيى زكريا بن الحارث البزار، عن الحسن بن الجراح [وفي "الشعب": السراج] الأزدي، عن سهل [في "الشعب": سهيل] بن أبي سهل، ثنا بقية، عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة رضي الله عنه. قال البيهقي:"متن الحديث منكر، وفي إسناده من هو مجهول".
وفيه عدة علل:
1 -
بقية بن الوليد: يدلس الضعفاء والمتهمين تدليس التسوية -كما تقدم-، والإسناد منه فما فوق معنعن.
2 -
سهل بن أبي سهل بشر بن القاسم بن حماد بن عبد ربه السلمي الهروى النيسابوري: وصفه الحاكم في "تاريخه" بالفقيه، ولقبه "سهلويه"، وهو من فقهاء أهل الرأي، ولم أقف فيه على جرح أو تعديل. انظر:"تلخيص تاريخ نيسابور"(ترجمة: 307)، "الجواهر المضية في طبقات الحنفية"(1/ 166، رقم 372، 1/ 253، رقم 657)، (2/ 364)، رقم (803).
تنبيه: سهل بن أبي سهل هذا ليس بالمذكور في "الميزان"(2/ 238)، رقم (3579)، و"اللسان"(4/ 200)، رقم (3704) -كما ذهب الشيخ الألباني في "الضعيفة"(ح 4065) -، والذي ذكر برواية سعيد بن حسان عنه عن أمه عن عائشة رضي الله عنها، وجهله أبو حاتم الرازي والنباتي، وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 407)، فإن ذاك متقدم من طبقة شيوخ بقية أو قبل، وهذا متأخر يروي عن بقية بن الوليد، وقد سماه البيهقي في كلامه على الحديث آخر المتن، وذكره الحاكم في "باب أتباع الأتباع بعد الصحابة"، قال:"وهو القرن الرابع بعد النبوة، والثالث بعد الصحابة". والله تعالى أعلم. =
الجوزي في "الموضوعات" عن أبي موسى
(1)
.
وعند الديلمي أيضًا عن علي رفعه أيضًا: "المؤمن حلو يحب الحلاوة، ومن حرمها على نفسه فقد عصى الله ورسوله، لا تحرموا نعمة الله والطيبات على أنفسكم، وكلوا واشربوا واشكروا، فإن لم تفعلوا لزمتكم عقوبة الله عز وجل". وهو واه
(2)
.
= 3 - الحسن بن الجراح الأزدي: لم أقف له على ترجمة، وكذا قال الشيخ الألباني، وتصحف اسم أبيه في "الشعب".
4 -
أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد المذكر الرازي: ضعفه الدارقطني واتهمه الذهبي كما تقدم، وقال الألباني:"فهذا هو آفة هذا الإسناد، إن سلم ممن فوقه من المجاهيل".
وأما زكريا بن يحيى بن الحارث البزاز الكسائي النيسابوري المزكي، العلامة الحنفي: فممن يحتمل حديثه، ولم يجرح بحجة، كما تقدم. والله أعلم.
(1)
أخرجه الخطيب (3/ 113)، رقم (1122) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 19) - من طريق محمد بن العباس بن سهيل أبي الحسن الخصيب الضرير البزاز، عن أبي هشام الرفاعي، عن أبي أسامة، عن بريد بن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه.
قال الخطيب: "رواته كلهم ثقات غير ابن سهيل، وهو الذي وضعه وركبه على هذا الإسناد"، وتبعه عليه ابن الجوزي في "الموضوعات"، والذهبي في "تلخيص الموضوعات"(1/ 146)، رقم (663)، وابن حجر في "اللسان"(7/ 223)، رقم (6957)، والألباني في "الضعيفة"(ح 4065).
وكذا حكم أحمد الغزي في "الجد الحثيث"(ح 327)، والألباني بأنه موضوع بجميع طرقه.
(2)
أخرجه الديلمي -كما في "زهر الفردوس"(4/ 77) - وفيه علي بن محمد الحربي، عن محمد بن عبد الرحيم الشاشي، عن محمد بن الليث، عن إبراهيم بن إسحاق أبي إسحاق، بإسناده إلى علي رضي الله عنه مرفوعًا به.
وإبراهيم بن إسحاق أبو إسحاق: يحتمل أن يكون الحربي الحافظ، ويحتمل غيره أيضًا.
ومحمد بن الليث: لم يتبين لي من هو، ويحتمل عددًا من الرواة، فإن كان المروزي، فمن شيوخ أبي عوانة في "المستخرج"، وترجم له الخليلي في "الإرشاد"(3/ 920)، رقم (843)، فقال:"أثنى عليه عمر الجوهري، وهو كثير الرواية عنه"، وإن كان محمد بن الليث الجوهري البغدادي؛ فثقة، وإن كان آخر سواهما؛ فالله أعلم. =
لكن ثبت "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الحلواء والعسل"
(1)
، وكذا يروى من حديث أنس رفعه:"من لقم أخاه المؤمن لقمة حلواء؛ لا يرجو بها ثناءًا، ولا يخاف بها من شره، ولا يريد بها إلا وجهه، صرف الله عنه بها مرارة الموقف يوم القيامة".
رواه ابن ماجه والطبراني وأبو الشيخ وآخرون، وهو ضعيف
(2)
.
= ومحمد بن عبد الرحيم الشاشي: له ذكر في "تلخيص تاريخ نيسابور"(ترجمة: 1483)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولعله هو آفة هذا الحديث، إن سلم من جهالة من فوقه والذي دونه. والله أعلم.
والراوي عنه؛ علي بن محمد الحربي: لم أقف له على بيان، وهو يتردد بين جمع من الثقات والضعفاء. فالله أعلم.
وعلى كل فآفته أحد هؤلاء الأربعة، وهو موضوع على من فوقهم في الإسناد، وكلهم ثقات، وكذا من دونهم إلا أن فيهم أبو طالب الحربي، وهو محمد بن علي بن الفتح بن محمد، المعروف بابن العشاري (366 - 451 هـ)؛ وثقه الخطيب (3/ 322)، رقم (1423)، وقال:"كان دينًا صالحًا"، وقال الذهبي في "الميزان"(3/ 656)، رقم (7989):"شيخ صدوق معروف، لكن أدخلوا عليه أشياء -يعني: الموضوعات- فحدث بها بسلامة باطن"، فيحتمل أن يكون مما أدخل عليه من الموضوعات. والله أعلم.
(1)
متفق عليه من حديث عائشة ك؛ (خ: 5431، 5599، 6972، م: 1474).
(2)
لم أقف عليه عند ابن ماجه، ولا على إحالة غير المؤلف من أصحاب كتب التخريج إليه، سوى العجلوني في "كشف الخفاء"(2/ 115)، رقم (1883) تبعًا للمؤلف.
والحديث أخرجه الطبراني في "مكارم الأخلاق"(1/ 373)، رقم (166) -وعنه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 54)، ثم من طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 28) - من طريق خالد العبد، عن يزيد الرقاشي، عن أنس رضي الله عنه.
قال أبو نعيم: "غريب من حديث يزيد، تفرد به عنه خالد".
وقال ابن الجوزي (3/ 29): "يزيد الرقاشي؛ متروك، وخالد العبد رماه الفلاس بالوضع، وقال الدارقطني: متروك". وأقره عليه الذهبي في "تلخيص الموضوعات"(1/ 257)، رقم (673)، والسيوطي في "اللآلي المصنوعة"(2/ 208)، والألباني في "الضعيفة"(6196).
وتقدمت ترجمة يزيد الرقاشي، وأما خالد فكذبه غير واحد من الأئمة ونسبوه إلى الوضع والسرقة، وهو خالد بن عبد الرحمن البصري، والعبد لقبه. انظر:"المجروحين"(1/ 280)، "الكامل"(3/ 23 - 24)، رقم (585)، و"اللسان" =
785 - حديث: "القلب بيت الرب".
ليس له أصل في المرفوع، والقلب بيت الإيمان بالله ومعرفته ومحبته
(1)
.
786 - حديث: "قلة العِيال أحد اليسارين، وكثرتهم أحد الفقرين".
القضاعي عن علي
(2)
والديلمي عن عبد الله بن عمرو بن هلال
= (3/ 327 - 328، رقم 2884، و 3/ 350 - 351، رقم 2919).
وفي الإسناد دون خالد في الوجهين: مجاشع بن عمرو بن حسان الأسدي الخراساني، أحد المشهورين بالوضع، كذبه ابن معين، ونسبه ابن حبان وغيره إلى الوضع انظر:"الجرح والتعديل"(8/ 390)، رقم (1785)، "المجروحين"(3/ 18)، "الكامل"(6/ 458 - 459)، رقم (1938)، "اللسان"(6/ 461)، رقم (6306).
وروي من حديث دينار بن عبد الله أبي مكيس الحبشي عن أنس رضي الله عنه، وعن الزهري عن أنس رضي الله عنه، وعن الزهري عن سالم عن أبيه رضي الله عنه عن أنس رضي الله عنه، وعن سعيد بن عبد الله بن ضرار عن أنس رضي الله عنه، وجميعها لا تخلو عن متهم.
وله شاهد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه زكريا بن يحيى الكسائي الكوفي وفضالة بن حصين العطار، متهمان بالكذب والوضع.
(1)
وانظر: "مجموع فتاوى ابن تيمية"(18/ 370)، "التذكرة" للزركشي (الباب الثاني: الزهد، ح 19، ص 136)، "الجد الحثيث"(ح 328)، "كشف الخفاء"(2/ 99 - 100)، رقم (1884 - 1885).
(2)
أخرجه القضاعي (1/ 54/ 32، وأطرافًا أخرى له: 265، 337، 366) من طريق أبي محمد إسماعيل بن الحسين البخاري الزاهد، والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 159)، كلاهما (إسماعيل، والكلاباذي) عن أبي حاتم محمد بن عمر المعدل، عن أبي ذر أحمد بن عبد الله بن مالك الترمذي، عن إسحاق بن إبراهيم الشامي، عن علي بن حرب [الموصلي]، عن موسى بن داود الهاشمي، حدثنا ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه في حديث طويل ساقه الكلاباذي بطوله، واختصره القضاعي وفرقه.
والحديث حكم الذهبي في "الميزان"(2/ 481) بأن إسناده إلى ابن لهيعة مظلم، وقال:"فلعل الآفة ممن دونه"؛ أي: ممن دون ابن لهيعة، وليس عن اختلاطه.
وقال الألباني في "الضعيفة"(1590): "هذا سند ضعيف، ابن لهيعة ضعيف، ومن دون إسحاق بن إبراهيم الشامي لم أجد لهم ترجمة. وأما الشامي هذا فالظاهر أنه أبو النضر الفراديسي، وهو ثقة من شيوخ البخاري. والحديث؛ كتب بعض المحدثين -وأظنه ابن المحب- على هامشه -يعني: مسند الشهاب-: "موضوع"، وأما قول =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= المناوي: "إسناده حسن"، فمما لا وجه له"، وقال في موضع آخر منه (1560) على هذا الطرف منه: "إسناد ضعيف، .. ، وإسحاق ابن إبراهيم الشامي: لم أعرفه، ويحتمل أن يكون واحدًا من هؤلاء:
1 -
إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي المعروف بابن زبريق.
2 -
إسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو النضر الدمشقي مولى عمر بن عبد العزيز. والأول ضعيف، والآخر حسن الحديث، وقد جزم المناوي بأنه هو، ولم يظهر لي وجهه".
قلت: أما الكلام على تراجم من دون إسحاق بن إبراهيم الشامي فسيأتي لاحقًا، وأما ابن لهيعة فضعيف مدلس للضعفاء والمتروكين، واختلط بأخرة جدًّا، بحيث أنه كان سمع عن عمرو بن شعيب وطبقته، ثم سمع عن الضعفاء والمتروكين والكذابين عنهم فكان لاختلاطه الشديد يترك أولئك المتهمين والمتروكين، ويقول:"حدثنا عمرو بن شعيب"، وهنا قد عنعن، والإسناد إليه فرد غريب؛ فيه غير واحد ممن لا يعرف، ولذا قال الذهبي:"لعل الآفة فيه ممن بعده". والله أعلم.
وأما الراوي عنه؛ موسى بن داود الهاشمي: فلم أتمكن من معرفته أو ترجمة له.
وأما علي بن حرب الموصلي، الطائي: فإمام شهير، كانت الرحلة إليه بالموصل، وقال ابن حجر في "التقريب" (4701):"صدوق فاضل، من صغار العاشرة، مات (265 هـ)، وقد جاوز التسعين".
وأما الراوي عنه؛ إسحاق بن إبراهيم الشامي: فلم أتمكن من معرفته، وبالنظر إلى الطبقة قد يستبعد أن يكون أحد المذكورين في كلام الألباني رحمه الله.
فإسحاق بن إبراهيم بن العلاء، المعروف بابن زبريق، الشامي (ت 238 هـ): هو من كبار العاشرة -الآخذين عن تبع الأتباع-، وأعلى طبقة من علي بن حرب، وأقدم وفاة منه، وهو الذي ضعف من المذكورين؛ وثقه ابن معين، وقواه أبو حاتم الرازي ومسلمة بن القاسم، ووهاه أبو داود والنسائي، وكذبه بلديه الإمام محمد بن عوف، وأتى بمناكير، وتقدمت ترجمته.
وأما إسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو النضر الدمشقي الفراديسي (ت 234 هـ، ابنَ 86): فمن كبار العاشرة وقديم الوفاة أيضًا، صدقه الحافظ في "التقريب"(334)، ووثقه أكثر الأئمة واحتج به البخاري.
فيحتمل أن يكون ابن زبريق، ويحتمل آخر سواهما، وتكون الآفة منه، أو من شيخ الكلاباذي الآتي ذكره. والله أعلم.
وأما من دون إسحاق الشامي: فأبو ذر أحمد بن عبد الله بن مالك الترمذي الأندرابي -قاضيها-: ترجم له السمعاني في "الأنساب"(1/ 216 - الأندرابي)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، إلا أن السمعاني ذكر أنه حدث ببخارى ونسف، وذكر في الرواة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عنه جماعة كلهم أئمة أعلام، منهم أبو الحسين محمد بن طالب بن علي النسفي -إمام الشافعية بها- (ت 339 هـ)، قال:"وجماعة في طبقة من ذكرنا".
ومحمد بن طالب النسفي؛ قال عنه الحافظ أبو العباس جعفر المستغفري: "كان فقيها، عارفًا باختلاف العلماء، بصيرًا بالحديث؛ ينتقي صحيحه من ضعيفه، ما كتب إلا عن الثقات".
انظر: "طبقات الشافعية" للسبكي (3/ 174)، رقم (142)، و"طبقات الشافعيين" لابن كثير (1/ 264).
فحصل أبو ذر الترمذي بذلك توثيقًا ضمنيًا، سيما وقد اعتمده وروى عنه جمع من الأئمة والحفاظ، وهو من الطبقة التالية لطبقة علي بن حرب الموصلي، وأدرك جمعًا من صغار شيوخه ممن هم شيوخ أصحاب الكتب الستة، فأن يروي عنه بواسطة من مات قبله بأكثر من ثلاثين سنة موضع نظر وتأمل. والله أعلم.
وأما الراوي عن أبي ذر؛ وهو أبو حاتم محمد بن عمر المعدل [بن شاذوية البخاري]: لم أجد له ترجمة، وله ذكر في الرواة عن غير واحد من المحدثين ممن هم في طبقة النسائي وابن الجارود وطبقة تلاميذ البخاري ونحوه، فالظاهر أن الآفة من هذا الرجل، فإن من دونه من الثقات الحفاظ من أهل بخارى، والله أعلم. وانظر:"الإكمال" لابن ماكولا (2/ 156)، (4/ 181)، "الأنساب" للسمعاني (15/ 168 - الماستيني)، "تاريخ دمشق"(62/ 34).
وله شاهد من حديث أنس رضي الله عنه بلفظ حديث علي رضي الله عنه: "التدبير نصف المعيشة، والتودد نصف العقل، والهم نصف الهرم، وقلة العيال أحد اليسارين".
أخرجه الديلمي (2/ 53/ ب) من طريق عن علي بن عيسى -كاتب عكرمة بن طارق السرخسي القاضي ببغداد-، عن خلاد بن عيسى العبدي عن ثابت عن أنس رضي الله عنه.
وعند الخطيب في "تاريخ بغداد"(12/ 11 - 12) من طريق عثمان بن أحمد الدقاق، عن يعقوب المخرمي، قال:"حدثنا علي بن عيسى الكوفي، كاتب عكرمة القاضي" به.
وأخرجه العسكري في "الأمثال" -كما في "المواهب اللدنية" للقسطلانى (2/ 42) - من طريق خلاد به.
وهو عند أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي في "جزء من حديثه"(ح 13) -ومن طريقه عند قاضي المارستان في "مشيخته"(2/ 443 - 445)، رقم (34) -، وعند أبي الشيخ في "الأمثال"(ح 87) عن أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، كلاهما: عن علي بن عيسى المخرمي، عن خلاد به.
وأخرج العقيلي في "الضعفاء"(2/ 19)، رقم (432) الطرف الثاني منه؛ عن عبد الله بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الإمام أحمد، عن علي بن عيسى، وقال عنه:"المخرمي، كاتب عكرمة القاضي".
وهذا الحديث أعله العقيلي بخلاد، فقال:"خلاد بن عيسى: مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ".
وقال العراقي في "المغني"(1/ 897)، رقم (3278) -وأقره عليه المناوي في "فيض القدير"(3/ 280 - 281)، رقم (3399)، والألباني في "الضعيفة" (1560) -:"فيه خلاد بن عيسى؛ جهله العقيلي، ووثقه ابن معين".
وأظن العقيلي حسبه غير خلاد بن عيسى -ويقال له: خلاد بن مسلم- الصفار المنقري العبدي الكوفي، الذي وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم الرازي:"حديثه متقارب"، وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 268).
وذهب المزي والذهبي وابن حجر وغيرهم من الحفاظ إلى أنه هو الصفار، فتعقبوا العقيلي في حكمه، وقال الذهبي:"بل ثقة مشهور حسن الحديث، قال أبو حاتم الرازي: حديثه مقارب"، وقال ابن حجر:"لا بأس به". ويؤيدهم أن أبا القاسم البغوي قال -في روايته عن علي بن عيسى المخرمي-: "خلاد بن عيسى الصفار"، فهو كما قالوا، وإن كان فيه حمل فهو على غير خلاد. والله أعلم.
راجع للصفار: "التاريخ الكبير"(3/ 186)، رقم (632)، "الجرح والتعديل"(3/ 367)، رقم (1668)، "الميزان"(1/ 656)، رقم (2525)، "تهذيب التهذيب"(3/ 173 - 174)، رقم (330)، "التقريب"(1765).
وأعله الألباني بعلتين أخريين:
1 -
جهالة حال علي بن عيسى الكوفي؛ كاتب عكرمة القاضي: فقال: "كأنه مجهول، فإن الخطيب أورده في "التاريخ" [(12/ 11 - 12)، رقم (6370)] من أجل هذا الحديث، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا".
و"علي بن عيسى الكوفي؛ كاتب عكرمة القاضي" المذكور هو من رجال "التهذيب" وتوابعه، ذكر للتمييز بينه وبين شيخٍ الترمذي علي بن عيسى بن يزيد البغدادي الكراجكي - ويقال: الكراشكي؛ وتبعًا للخطيب لم يذكره المزي إلا بهذه الرواية، وقال ابن حجر:"مقبول، من الثانية عشر".
وتبعًا للخطيب كذلك ذكر المزي فمن بعده -تمييزًا- ترجمة أخرى قبل ترجمة كاتب عكرمة باسم: علي بن عيسى المخرمي (ت 233 هـ) -مولى روح بن حاتم المهلبي الأزدي، الكوفي (ت 174 هـ بقيروان) - ونقلوا فيه توثيق صالح بن محمد جزرة له، ووثقه الذهبي وابن حجر، وزاد:"من العاشرة".
وهذه الترجمة جمع فيها المزي بين ترجمتين عند الخطيب؛ إحداهما بنسبته المخرمي (12/ 12)، رقم (6371)، والأخرى (12/ 13)، رقم (6372): "علي بن عيسى =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= البغدادي: عن محمد بن مصعب القرقساني"، وكأن المزي فمن بعده اعتبروهما شخصًا واحدًا، وهو الأقرب. والله أعلم.
وانظر لها: "تهذيب الكمال"(21/ 87 - 89)، رقم (4117، 4119)، "تهذيب التهذيب"(7/ 369)، رقم (598 - 600)، "التقريب"(4780 - 4782).
وقد تبع المزيُّ فمن بعده في هذا التفريق بين المخرمي وبين كاتب عكرمة القاضي الخطيبَ البغدادي في "تاريخه"(12/ 11 - 12)، رقم (6370، 6371) حيث فرق بينهما بناء على ما ورد من نسبة الكاتب في روايته بالكوفي، وأما نسبة المخرمي فإلى "محلة مخرِّم"؛ محلةٍ شرقيَّ بغداد.
ويبدو أن هذا التفريق لا يسانده الدليل، ويرجح الجمع بما يلي:
أ - أن الخطيب فمن تبعه لم يذكروا لعلي بن عيسى كاتب عكرمة القاضي راويًا إلا يعقوب بن عيسى المخرمي، ولا رواية إلا عن خلاد بن عيسى العبدي لهذا الحديث، وقد تقدم رواية جمع له عنه، ممن أطبقوا على كونهم من تلاميذ المخرمي والرواة عنه، دون الكاتب المجهول، منهم عبد الله بن الإمام أحمد وأبو القاسم البغوي.
ب - أن أبا القاسم البغوي نسبه في هذا الحديث بـ "المخرمي"، وروى عنه عن خلاد طرفًا منه، وكذا ذكره في "وفيات شيوخه" رقم (93)، وأنه توفي (233 هـ)، وهم قد فرقوا بين الراوي عن خلاد وبين المخرمي، والتلميذ أدرى بوصف شيخه ونسبته ممن تأخر.
ثم إنه بناء على صريح رواية العقيلي المتقدمة لم يذكر الذهبي في "الميزان"(1/ 656)، رقم (2525)، ولا ابن حجر في "تهذيب التهذيب"(3/ 174) في الرواة عن "خلاد بن عيسى الصفار" ممن تقدم إلا المخرمي فقط.
والذي ذهب إليه الخطيب ومن تبعه من التفريق بين المخرمي والكراجكي هو الصواب، ويدل عليه الفارق بين وفاتيهما، وقد ذكر تاريخ وفاة المخرمي تلميذه أبو القاسم البغوي في "وفيات شيوخه" رقم (93)، وقال:"حدثنا (233)، وتوفي في العام نفسه"، وأما الكراكيسي فمن شيوخ الترمذي في "السنن"، وأبو عيسى الترمذي لم يدخل بغداد إلا بعد وفاة الإمام أحمد (ت 241 هـ) بسنة، ولذا لم يلحقه ولا أحدًا ممن توفي قبل (242) من علماء بغداد. والله أعلم.
وإذا تقرر ذلك، فقد زالت علة الجهالة التي ذكرها الألباني، وسلم الإسناد إلى ههنا. والله أعلم.
2 -
العلة الثانية التي زادها الألباني: ضعف الراوي عن علي بن عيسى المخرمي؛ وهو أبو الحسن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم، الضبي، البيهسي، ثم المخرمي -سكن البيهسية، ثم المخرم- (ت 290 هـ): حيث ضعفه =
المزني
(1)
(2)
، كلاهما بالشطر الأول مرفوعًا، بسندين ضعيفين، واللفظ بتمامه
= الدارقطني، وقال ابن المنادي:"كتبنا عنه في حياة جدي، ثم ظهر لنا من انبساطه في تصريح الكذب ما أوجب التحذير عنه، وذلك بعد معاتبة وتوقيف متواتر، فرمينا كل ما كتبنا عنه، نحن وعدة من أهل الحديث".
انظر: "سؤالات الحاكم"(246)، "تاريخ بغداد"(14/ 291 - 292)، رقم (7590). فهذا الراوي متهم، وقد توبع على إسناده وأصل الحديث من الثقات -كما تقدم-، ولكنه تفرد بسياق المتن، ولم أقف له على متابعة لما أورده من المتن إلا على الجملة الأولى منها، ولا نكارة فيها، وإنما المنكر منه الجمل الثلاثة الأخرى، ولا سيما الجملة موضع الشاهد، فإنه مناف لمفهوم قوله تعالى:{وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31)} [الإسراء: 31]، كما يعارض مفهوم قوله صلى الله عليه وسلم:"تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم"، والذي صح إسناده من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه[أخرجه أبو داود (2050)، والنسائي (3227)، وصححه ابن حبان (4056، 4057)، والحاكم (2/ 165)].
ولهذا الحديث شاهد جيد عن أنس رضي الله عنه عند سعيد بن منصور (1/ 164)، رقم (490)، وأحمد (20/ 63)، رقم (12613)، (21/ 191 - 192)، رقم (13569)، والبزار (13/ 95)، رقم (6456)، والطبراني في "الأوسط"(5/ 207)، رقم (5099)، والبيهقي (7/ 81)، وصححه ابن حبان (9/ 338)، رقم (4028)، والضياء (5/ 261)، رقم (1889).
وله شاهدان بمعناه ضعيفا الإسناد عن جابر بن عبد الله وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم عند أحمد وغيره.
(1)
في المطبوعة: "عن عبد الله بن عمر، وابن هلال المزني"، وهكذا ورد في "المغني" للعراقي (1/ 372)، رقم (1394)، وبسياقه أورده المؤلف. والعطف في قوله:"وابن هلال" خطأ، وإنما هو عبد الله بن عمرو بن هلال المزني الصحابي؛ والد علقمة وبكر ابني عبد الله المزني، والحديث من رواية ابنه بكر عنه، كما سيأتي في التخريج.
(2)
أخرجه الديلمي (2/ 308/ أ) من طريق أبي عبد الرحمن السلمي، عن الحجاجي، عن عبد الله بن ثابت الحريري، عن عباد بن الوليد، عن محمد بن موسى السمناني، عن محمد بن خالد المخزومي، عن بكر بن عبد الله المزني، عن أبيه عبد الله بن عمرو بن هلال المزني مرفوعًا به.
وأبو عبد الرحمن السلمي غير عمدة فيما يتفرد به، وقد اتهم بوضع الأحاديث لصالح الصوفية [كما تقدم]، وهذا من أحاديث الجماعة، دعوة للعزلة والعزوبة، وتنفيرًا عن الزواج والخلطة.
وفيمن بين السلمي وبين بكر بن عبد الله المزني بعض الجهالة، ولكنه لا يزال أوهن =
في "الإحياء"
(1)
.
787 - حديث: "قل الحق وإن كان مرًّا".
أحمد عن أبي ذر به مرفوعًا
(2)
.
= مَن في الإسناد. والله أعلم.
أما محمد بن خالد المخزومي: فيحتمل أحد الرجلين:
1 -
محمد بن خالد بن سلمة المخزومي؛ أخو عكرمة بن خالد المخزومي، ولم أقف فيه على جرح أو تعديل، إلا ذكر ابن حبان له في "الثقات"(7/ 377 - 378).
2 -
محمد بن خالد بن الحويرث المخزومي: روى عن أبيه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، وعنه عدد من الثقات، سكت عنه البخاري (1/ 71 - 72)، رقم (178)، وابن أبي حاتم (7/ 242)، رقم (1333)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 407)، وقال الحافظ في "التقريب" (5842):"مستور، من السابعة".
وأما محمد بن موسى السمناني: فلم أقف له على ذكر، ويظهر لي -والله أعلم- أن لفظ "السمناني" مصحف من "الشيباني"، وهو محمد بن موسى بن بزيع الشيباني الجريري، من شيوخ عباد بن الوليد بن خالد الغبري، وقد وثق.
وأما عباد بن الوليد: فالظاهر أنه ابن خالد الغبري -بضم المعجمة، وفتح الموحدة المخففة- أبو بدر المؤدب، سكن بغداد، وهو صدوق. "التقريب"(3151).
وأما عبد الله بن ثابت الحريري: فلم أقف له على ترجمة.
وأما الحجاجي: فهو الإمام الحافظ الناقد المقرئ الثبت الصالح؛ محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل بن الحجاج بن الجراح، أبو الحسين النيسابوري المعروف بالحجاجي (ت 368 هـ، وله 83 سنة).
انظر لترجمته: "تلخيص تاريخ نيسابور"(997)، "تاريخ بغداد"(3/ 442 - 443)، رقم (1600).
(1)
انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (كتاب آداب النكاح، الترغيب في النكاح، 2/ 24).
(2)
لم أقف عليه بهذا اللفظ عند الإمام أحمد في "المسند" وغيره، وقد تبع المؤلفُ فيه -والله أعلم- الديلميَّ في "مسنده"(2/ 285/ ب)، حيث ذكره بهذا اللفظ، فقال: "رواه أحمد بن حنبل في حديث طويل عن وكيع، عن المسعودي، عن أبي عمر الدمشقي، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر رضي الله عنه.
ثم أسنده من طريق ابن لال، والآجري -وهو عنده في "الأربعين"(ح 44) -، من طريقين عن إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني، عن أبيه، عن جده، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر رضي الله عنه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأرى الديلمي شبه عليه، فإن هذا اللفظ هو لحديث إبراهيم بن هشام الغساني -وسيأتي تخريجه- وأما حديث عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر رضي الله عنه: فأخرجه الطيالسي (1/ 384)، رقم (480)، وأحمد (5/ 431 - 432، رقم 21546 عن وكيع، و 35/ 437 - 438، رقم 21552 عن يزيد بن هارون) -وابن أبي شيبة (ح 3442، 37083) مختصرًا، وبطوله في "المسند"["إتحاف الخيرة" (1/ 233/ 337/ 4، 7/ 135/ 6515/ 3)]، وهناد في "الزهد"(1065)، والبزار (9/ 426 - 427)، رقم (4034)، وأبو يعلى في "المسند الكبير"["إتحاف الخيرة" (1/ 233)، رقم (337/ 7)] والحاكم (2/ 283)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1/ 276 - 277)، رقم (129)، (4/ 55)، رقم (2172)، وغيرهم من طريق وكيع ويزيد بن هارون وغيرهما عن المسعودي به، وهو مقارب لحديث الغساني في كثير من ألفاظه، ولكنه لا يشتمل على لفظة:"قل الحق وإن كان مرًّا" أو ما في معناه عند أي من مخرجيه.
قال البزار: "لا نعلمه بهذا اللفظ إلا عن أبي ذر، وعبيد بن الخشخاش لا نعلم روى عن أبي ذر إلا هذا الحديث".
وعبيد بن الخشخاش ذكر البخاري في "التاريخ الكبير"(5/ 447)، رقم (1456) أنه لم يذكر سماعًا من أبي ذر رضي الله عنه، وسكت عنه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(5/ 406)، رقم (1879)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 136)، ولينه ابن حجر في "التقريب"(4371)، وقال الدارقطني في "سؤالات البرقاني" عنه (327):"متروك". والله أعلم.
والراوي عنه؛ أبو عمر الدمشقي: تركه الدارقطني، ووهاه الذهبي، وضعفه ابن حجر. انظر:"سؤالات البرقاني"(603)، "تهذيب الكمال"(34/ 109)، رقم (7527)، "الكاشف"(6750)، "اللسان"(9/ 477)، رقم (3337).
وبأبي عمر الدمشقي أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 294)، رقم (4642)، وابن الملقن في "البدر المنير"(4/ 354)، وبه وعبيد بن الخشخاش معًا أعله الألباني في "الإرواء"(3/ 414)، رقم (897)، وآخرون.
وأما الرواية الثانية التي ذكرها الديلمي؛ وهي رواية إبراهيم بن هشام الغساني: فأخرجها سوى من تقدم؛ ابن حبان (2/ 76 - 81)، رقم (361)، والطبراني في "الكبير"(2/ 157)، رقم (1651)، و"مكارم الأخلاق"(ح 1)، -وعنه وغيرِه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 166 - 168) - والقضاعي (ح 651) من طرق عن إبراهيم به في حديث طويل، وقال عنه ابن عبد الهادي في "الصارم المنكي" (1/ 240): "هو حديث مجموع من أحاديث كثيرة، بعضها في الصحاح وبعضها في المسانيد والسنن، =
وفي الباب عن جابر مرفوعًا: "ما من صدقة أفضل من قول الحق"
(1)
.
= وبعضها لا أصل له"، وذكر هو والزيلعي في "تخريج الكشاف" (2/ 391)، وابن كثير في "التفسير" (2/ 470)، وابن الملقن في "البدر المنير" (4/ 356)، (6/ 742) أن ابن الجوزي أورده في "الموضوعات"، واتهم به إبراهيم بن هشام هذا، وقالوا: "ولا شك أنه قد تكلم فيه غير واحد من أئمة الجرح والتعديل من أجل هذا الحديث، فالله أعلم"، ونقلوا تكذيب أبي حاتم له، ووافقه عليه الحسين بن الجنيد، ونُسِب تكذيبه لأبي زرعة الرازي أيضًا، ويظهر أنه غير محفوظ، وإنما كذبه أبو حاتم بيانًا لأبي زرعة. والله أعلم.
وانظر لترجمته: "الجرح والتعديل"(2/ 142 - 143)، رقم (469)، "تصحيفات المحدثين" لأبي أحمد العسكري (1/ 143 - 144)، و"اللسان"(1/ 381 - 382)، رقم (340).
وقد توبع إبراهيم بن هشام هذا على حديثه المذكور عن أبي ذر رضي الله عنه بمتابعات قاصرة، من وجوه أخر ساقطة كذلك، واعتبر ابن حبان في "المجروحين"(3/ 130) إبراهيم بن هشام الغساني أشبه حديثًا من جميع من تابعه، ولكنه لم يصب في توثيقه له، وعليه تعقبه الذهبي في "الميزان"(4/ 378) وغيره من الأئمة ممن تقدم ذكرهم. والله أعلم.
وأما حديث الترجمة: فأخرجه أحمد (35/ 327)، رقم (21415)، والحارث بن أبي أسامة ["بغية الباحث" (467)، و"إتحاف الخيرة" (441، 3/ 414)، رقم (3005/ 2)]، والخرائطي في "المكارم"(273)، وابن حبان (449)، والطبراني في "الأوسط"(7/ 364)، رقم (7739) و"الصغير"(2/ 48)، رقم (758)، وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 357)، والبيهقي (10/ 91)، وغيرهم، من طرق كثيرة عن محمد بن واسع، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع:
…
، -وذكر منها-:"وأمرني أن أقول بالحق وإن كان مرًّا"، وفي لفظ للبيهقي في "الشعب" (ح 3157):"وقل الحق وإن كان مرًّا".
والحديث جود إسناده ابن الملقن في "البدر المنير"(6/ 743)، وصححه العجلوني في "كشف الخفاء"(2/ 117)، رقم (1890)، والألباني في "الصحيحة"(2166)، وله عن أبي ذر رضي الله عنه عند أحمد وغيره طرق أخرى صالحة، وهذا الوجه هو أصحها. والله أعلم.
(1)
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(1/ 133)، رقم (7280) عن الحاكم، عن أبي علي النيسابوري بإسناده عن المغيرة بن سقلاب، عن معقل بن عبيد الله، عن عمرو، عن جابر رضي الله عنه.
قال أبو علي الحافظ: "معقل بن عبيد الله لم يتابع عليه، ولا أعلم رواه عنه غير =
وقيل: إنه عن أبي هريرة مرفوعًا أيضًا، ولفظه:"ما من صدقة أحب إلى الله من قول الحق"
(1)
. أخرجهما البيهقي. وشواهد هذا المعنى كثيرة.
= المغيرة بن سقلاب، وهو حراني، لا بأس به"، والمغيرة بن سقلاب الجزري، أبو بشر الحراني: مشاه كذلك أبو زرعة الرازي، فقال: "جزري، ليس به بأس"، وأبو حاتم الرازي، وقال: "هو صالح الحديث"، وعامة الأئمة من أهل بلده وغيرهم ممن عرفوه أسقطوه للغاية، فقال إمام أهل الجزيرة المعول عليه فيهم؛ أبو جعفر النفيلي: "لم يكن مؤتمنًا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وأقره عليه أبو عروبة الحراني وغيره، وقال بلديه الآخر؛ علي بن ميمون الرقي الحافظ: "كان لا يسوى بعرة"، وأقره عليه العقيلي، حيث أعقب حكمه بإخراج حديث منكر للمغيرة، فقال: "ولا يتابعه إلا من هو نحوه"، وأخرج له أبو أحمد الحاكم هذا الحديث في آخر، فقال: "لا أعرف للمغيرة متابعًا في هذين الحديثين، ولا أعلم لهما شاهدًا في حديث معقل بن عبيد الله، ولا في حديث عمرو بن دينار، وهما حديثان مستفيضان من حديث أبي همام [الوليد بن شجاع السكوني] عن المغيرة بن سقلاب، وأبو همام ثقة نبيل، والله يرحم المغيرة بن سقلاب، ويتجاوز عنه فيما جاء به"، فكأنه يتهمه بهما. وقال ابن حبان: "كان ممن يخطئ، ويروي عن الضعفاء والمجاهيل، فغلب على حديثه المناكير والأوهام، فاستحق الترك"، وقال ابن عدي: "منكر الحديث، .. وعامة ما يرويه لا يتابع عليه-"، واعتمد الذهبي قول النفيلي في "المغني"، واكتفى بتليينه في "المقتنى"، وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" - ط: قرطبة (1/ 20): "هو منكر الحديث"، وقال المعلمي اليماني: "الراوي الذي يطعن فيه محدثو بلده طعنًا شديدًا لا يزيده ثناء بعض الغرباء عليه إلا وهنًا؛ لأن ذلك يشعر بأنه كان يتعمد التخطيط؛ فيتزين لبعض الغرباء ويستقبله بأحاديث مستقيمة، فيَظَنّ أن ذلك شأنه مطلقًا فيُثْنى عليه، وأما من كان من أهل بلده فعرف حقيقة حاله، وهذه حال المغيرة هذا؛ فإنه جزري أسقطه محدثو الجزيرة؛ أبو جعفر النفيلي وعلي بن ميمون الرقي، وأبو حاتم وأبو زرعة رازيان؛ كأنهما لقياه في رحلتهما، فسمعا منه فتزين لهما -كما تقدم- فأحسنا به الظن، وقد ضعفه ممن جاء بعد ذلك الدارقطني وابن عدي؛ لأنهما اعتبرا أحاديثه، .. ، وهو تالف على كل حال". وعليه ضعفه الألباني في "الضعيفة" (4487). والله أعلم.
وانظر لترجمته: "الجرح والتعديل"(8/ 223 - 224)، رقم (1004)، "الضعفاء" للعقيلي (4/ 182)، رقم (1757)، "الكنى" لأبي أحمد الحاكم (2/ 281)، رقم (795)، "المجروحين"(3/ 8)، "الكامل"(6/ 358 - 360)، رقم (1841)، "المغني"(6380)، "اللسان"(8/ 133 - 134)، رقم (7877)، "التنكيل" للمعلمي (2/ 763 - 764).
(1)
أخرجه البيهقي في "الشعب"(10/ 134)، رقم (7281 - 782)، وفي سنده إبراهيم بن =
وكذا على الألسنة: "قل الحق ولو على نفسك"
(1)
، وإليه يشير
= يزيد الخوزي، وهو متروك ساقط الحديث كما تقدم، وفوقه فيه انقطاع بين عمرو بن دينار وأبي هريرة رضي الله عنه.
(1)
هو طرف من حديث يروى عن علي رضي الله عنه، قال:"لما ضممت إلي سلاح النبي صلى الله عليه وسلم وجدت في ذؤابة -أو علاقة- سيفه ثلاثة أحرف: "صِلْ من قطعك، وقل الحق ولو على نفسك، وأحسن إلى من أساء إليك". أخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (2/ 744)، رقم (1464) عن الحسين بن حكم بن مسلم الحبري أبي عبد الله [ثقة، كما في "سؤالات الحاكم" (90)]، عن أبي غسان [وهو مالك بن إسماعيل النهدي؛ ثقة متقن، صحيح الكتاب، من رجال الستة]، وأبو عمرو بن السماك في "حديثه" (2/ 28)، رقم (1) -كما في "البدر المنير" (6/ 741 - 742) - عن جعفر بن محمد الزعفراني، عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، والآبنوسي في "مشيخته" (ح 115)، -ومن طريقه السلفي في "المشيخة البغدادية"- مخطوط؛ جوامع (3)، رقم (24/ 24) -من طريق أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحى، عن الحسن بن الخضر، عن أبيه، ثلاثتهم (أبو غسان، والحزامي، والخضر) عن الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمد- وهو الصادق.
قال أبو غسان: "عن أبيه، عن علي رضي الله عنه"، وقال الحزامي:"عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه"، وعند السلفي:"عن أبيه محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن علي رضي الله عنه"، والإسناد من الحسن بن الخضر فبعد ساقط من "مشيخة الآبنوسي".
وهذا الإسناد أعله ابن الرفعة الشافعي، وابن الملقن، وابن حجر بالانقطاع بين جد الصادق -وهو علي زين العابدين- وبين علي رضي الله عنه، وهو على رواية أبي غسان بين الباقر وبين علي رضي الله عنه، وأما على رواية السلفي فلا انقطاع، والأولان أولى. والله أعلم.
وأعله ابن الملقن وابن حجر ثانيًا بضعف راويه عن الصادق، وهو الحسين بن زيد بن علي بن الحسين العلوي؛ ضعفه ابن معين وابن المديني ولينه أبو حاتم وابن عدي والذهبي، ومشاه الحافظ، فقال:"صدوق، ربما أخطأ"، وهو ممن يعتبر بحديثه، وتقدمت ترجمته (ح 517).
وأعله ابن الملقن ثالثًا بأن إبراهيم بن المنذر الحزامي الحافظ؛ وإن أخرج له البخاري، فقد قال الساجي:"عنده مناكير". ولكنه توبع عليه من وجهين آخرين، رجال أحدهما ثقات كلهم كما تقدم. والله أعلم.
ومما تقدم يظهر أن الشيخ الألباني لم يوافق على تصحيحه له بقوله: "إسناده صحيح، .. رجاله ثقات معروفون"، فإن فيهم من تكلم فيه، ولا يبلغ الصحيح -بل ولا الحسن لذاته- أفراده، إضافة إلى ما فيه من الانقطاع الذي تقدم ذكره. والله أعلم. =
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [النساء: 135].
788 - حديث: "القناعة مال لا ينفد، وكنز لا يفنى".
الطبراني في "الأوسط"
(1)
والعسكري؛ من حديث المنكدر بن محمد بن المنكدر
(2)
، عن أبيه، عن جابر
(3)
،
= ولمعناه شواهد في الكتاب وصحيح السُّنَّة، ومنها آية النساء التي استشهد بها المؤلف أعلاه، وعليه قال ابن الرفعة في "المطلب العالي في شرح وسيط الغزالي" -كما نقل ابن الملقن، وابن حجر-:"ضعفه ليس إلا الانقطاع، وهو ينجبر بالآية!!! "، وتعقبه الحافظان في حصره لضعف الإسناد على الانقطاع، وسكتا عما قاله من الانجبار، فكأنهما سلما به، والمحدثون لا يعرفونه. والله أعلم.
(1)
لم أقف عليه عند الطبراني من حديث المنكدر بن محمد بن المنكدر، وإنما أخرجه في "الأوسط"(7/ 84)، رقم (6922) عن محمد بن علي بن حبيب الطرائفي الرقي -قاضيها- عن أبي يوسف الصيدلاني، عن خالد بن إسماعيل المخزومي، عن يوسف بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر رضي الله عنه مرفوعًا:"عليكم بالقناعة، فإن القناعة مال لا ينفد".
ومن هذا الوجه أورده الهيثمي في "مجمع البحرين"(8/ 237)، رقم (5032)، و"مجمع الزوائد"(10/ 449)، رقم (17869)، وقال الطبراني:"لم يروه عن محمد بن المنكدر إلا ابنه يوسف، ولا عن يوسف إلا خالد بن إسماعيل، تفرد به أبو يوسف الصيدلاني، ولا يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد".
ويوسف بن محمد بن المنكدر ضعيف الحديث، وتركه جمع من الأئمة، كما تقدم.
وخالد بن إسماعيل المخزومي: متروك، متهم بالوضع [تقدم]، وبه أعله الذهبي والهيثمي والمناوي، وحكم الألباني بوضعه. انظر: فيض القدير (4/ 346، رقم 5547، 4/ 539، رقم 6193) الضعيفة (3907).
وشيخ الطبراني؛ محمد بن علي بن حبيب الطرائفي المري الرقي القاضي: لم أجد له ترجمة، وقد روى عنه الطبراني ما يقارب ثلاثين حديثًا، وحدث عنه جمع من الحفاظ والرواة سوى الطبراني، فهو مستور يعتبر به إن شاء الله. وانظر:"الضعيفة"(6292)، و"إرشاد القاصي والداني"(962).
وأما أبو يوسف الصيدلاني: فهو محمد بن أحمد بن محمد بن الحجاج الرقي؛ ثقة حافظ. "التقريب"(5713).
(2)
لين الحديث، من الثامنة، مات (180 هـ)، بخ ت. التقريب" (6916).
(3)
أخرجه العقيلي (2/ 233)، وابن عدي (4/ 191)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(83)، =
والقضاعي -بدون "وكنز لا يفنى"- عن أنس
(1)
، وكذا ليست الجملة عند العسكري.
= وابن شاهين في "الترغيب"(ح 306)، والدارقطني في "الغرائب" -["أطرافه" للمقدسي (ح 1710)]، وقوام السُّنَّة الأصبهاني في "الترغيب"(3/ 175)، رقم (2310) وغيرهم من طرق عن عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري المدني، عن المنكدر بن محمد به.
وأخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء"(ص 150) -ونقله عنه ابن حجر في "إتحاف المهرة"(19/ 505)، رقم (25304) - من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل، عن عبد الله بن إبراهيم المدني، عن أبي بكر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه قوله. وذكر الدارقطني في "الأفراد" أن الغفاري يتفرد به كذلك عن عبد الله بن أبي بكر بن المنكدر عن عمه محمد بإسناده مرفوعًا.
وهو بجميع طرقه يتفرد به عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري المدني، كما قال ابن عدي والدارقطني، وهو متهم بالوضع، كما تقدم (ح 579)، وقال ابن أبي حاتم في "العلل"(5/ 73)، رقم (1813):"سألت أبي عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث باطل"، وحكم الألباني بوضعه ["الضعيفة" (3907)].
وله عن المنكدر طريق آخر؛ أخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه"(ح 836)، وفيه كذابان.
(1)
أخرجه القضاعي (ح 63)، وأبو علي الصوري في "الفوائد المنتقاة والغرائب الحسان عن الشيوخ الكوفيين"(ح 47) من طريقين عن أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي السدوسي [البصراني، الخطيب] إملاء من حفظه، عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي، عن علي بن عيسى المخرمي، ثنا خلاد، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا به.
وشيخ أبي علي الصوري الحافظ؛ أحمد بن الحسين السدوسي: لم أقف له على ترجمة، وكذا قال الألباني في "الضعيفة"(ح 3907) وبقية رجاله ثقات، فإن سلم من شيخ الصوري هذا فهو إسناد حسن، إن شاء الله. والله أعلم.
وأعله الألباني كذلك بـ "علي بن عيسى المخرمي"، وأن الحافظ قال فيه:"مقبول"، والحافظ لم يقل ذلك في "المخرمي" شيخ أبي القاسم البغوي، بل ذاك وثقه، وإنما قاله في "كاتب عكرمة القاضي"، وتقدمت مناقشة ذلك، وتحرير الكلام في كونهما واحدًا، وهو ثقة بلا خلاف. والله أعلم.
وقال العقيلي إثر حديث جابر المتقدم من رواية عبد الله بن إبراهيم الغفاري: "وفيه رواية من وجه آخر فيها لين أيضًا"، فإن كان عنى حديث أنس رضي الله عنه هذا فهو جيد الإسناد إذًا، وتزول به علة شيخ الصوري المتقدم، فإن العقيلي من أصحاب =
وفي القناعة أحاديث كثيرة
(1)
، منها:
حديث ابن عمرو مرفوعًا: "قد أفلح من أسلم ورزق كفافًا، وقنعه الله بما آتاه"
(2)
.
وعن علي في قوله: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97] قال: "القناعة"
(3)
.
= أبي القاسم البغوي، وأما تليينه فيحمل على ما تقدم في الحديث السابق على هذا من تجهيله لخلاد بن عيسى، وهو ثقة معروف، كما تقدم. والله أعلم.
(1)
تقدم منها أحاديث صحيحة عند الحديث (741): "الغنى غنى النفس".
(2)
أخرجه مسلم (125/ 1054)، وقال الترمذي (2348): حسن صحيح.
(3)
أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في "الأمثال"(84)، والطبري في "التفسير" - شاكر (17/ 290).
وإسناد أبي الشيخ فيه أبو نعيم ضرار بن صرد، كذبه ابن معين، ونسبه إلى سرقة الأحاديث، وتركه يحيى الحماني والبخاري والنسائي والحسين بن محمد بن زياد القباني والعقيلي وابن حبان، وضعفه غيرهم، وقال أبو حاتم الرازي:"صدوق، صاحب قرآن وفرائض، يكتب حديثه ولا يحتج به، روى حديثًا عن معتمر عن أبيه عن الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضيلة بعض الصحابة ينكرها أهل المعرفة بالحديث"، والحديث المذكور هو في فضل علي رضي الله عنه، حكم عليه الذهبي بالوضع، واتهم ضرارًا به، وقال عنه:"واه"، وفي موضع آخر:"هالك".
وقال ابن حجر: "صدوق، له أوهام وخطأ، ورمي بالتشيع"، وقال المعلمي:"الذي يظهر أن ضرارًا صدوق في الأصل، لكنه ليس بعمدة، فلا يحتج بما رواه عنه من لم يعرف بالإتقان، ويبقى النظر فيما رواه عنه مثل أبي زرعة أو أبي حاتم أو البخاري. والله أعلم"، وذهب إلى أن الأقرب أن يكون الحديث المذكور أدخل عليه، فكذبه ابن معين من أجله، وإنما يحمل مثله على الغفلة.
ولكنهم ذكروا له في فضل علي رضي الله عنه غير هذا الحديث بغير هذا الإسناد، والحديث المشار إليه في كلام أبي حاتم قد رواه عنه النقاد، فيبدو أنه يبعد عن مرتبة الصدوق، وإنما هو ضعيف يروي المناكير، فيعتبر به في غير ما ينكر من حديثه من رواية النقاد عنه، وهو إلى الترك أقرب منه إلى الصدق. والله أعلم.
وانظر: "الضعفاء" للنسائي (310)، وللعقيلي (2/ 222)، رقم (766)، (4/ 280)، "الجرح"(4/ 465 - 466)، رقم (2046)، "المجروحين"(1/ 380)، "الكامل"(4/ 101)، رقم (950)، "المستدرك" مع "التلخيص"(2/ 621)، (3/ 122)، (4/ 343)، "الميزان"(2/ 327 - 328)، رقم (3951)، "المغني"(2919)، "تهذيب =
وكذا قال الأسود
(1)
: "إنها الرضا والقناعة"
(2)
.
وعن سعيد بن جبير قال: "لا نحوجه إلى أحد"
(3)
.
وقال بشر بن الحارث: لو لم يكن في القنوع إلا التمتع بالعز لكفى صاحبه
(4)
.
وقال بعض الحكماء: انتقم من حرصك بالقناعة، كما تنتقم من عدوك بالقصاص
(5)
.
= التهذيب" (4/ 456 - 457)، رقم (798)، "التقريب" (2982)، "التنكيل" (2/ 494 - 496)، رقم (112).
ثم فوقه في الإسناد أبو كريمة -لم أجد له ترجمة- وأبو الرقاد الكوفي -سماه بعضهم: شولي بن خباب- مجهول لا يعرف، ودونهما آخران تكلم فيهما، وهو مع ذا منقطع بين أبي الرقاد وبين علي رضي الله عنه.
وأما رواية الطبري ففيها شيخه سفيان بن وكيع بن الجراح: كان يتلقن أحاديث يقلب وراقه أسانيدها فيدخلها عليه، وينبه فلا يرجع، فترك من أجل ذلك كما تقدم، وفوقه أبو خزيمة سليمان التمار -لم أقف له على ترجمة- عمن رواه عن علي رضي الله عنه، وذا مبهم، وفيه آخران تكلم فيهما لأوهام منهما. ثم أبو نعيم ضرار بن صرد وسفيان بن وكيع اختلفا فيه بالإسنادين عن شيخ واحد.
فالأثر ساقط الإسناد عن علي رضي الله عنه، ولكنه صح إسناده عن ابن عباس رضي الله عنه، وسعيد بن جبير، والحسن البصري وغيرهم من أئمة التفسير، فعليها المعول، وعليه قال الطبري في "تفسيره" (17/ 291 - 292):"أولى الأقوال بالصواب في تأويل هذه الآية: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} قول من فسره بالقناعة، وذلك أن من قنعه الله بما قسم له من رزق لم يكثر للدنيا تعبه، ولم يعظم فيها نصبه، ولم يتكدر فيها عيشه باتباعه بغية ما فاته منها وحرصه على ما لعله لا يدركه فيها". بتصرف.
(1)
هو: أبو معاوية الأسود الزاهد، مولى بني أمية، من كبار أولياء الله، كان صحب سفيان الثوري وإبراهيم بن أدهم. انظر:"تاريخ دمشق"(67/ 240 - 245)، رقم (8845)، "سير أعلام النبلاء"(9/ 78 - 79)، رقم (21).
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الرضا بالقضاء"(ح 42، 71) بإسناد صحيح عن أبي معاوية الأسود.
(3)
لم أقف عليه.
(4)
أخرجه ابن عساكر (10/ 206)، بإسناد لا بأس به، إن شاء الله. والله أعلم.
(5)
رواه أبو القاسم عبد الكريم القشيري في "الرسالة القشيرية"(1/ 295) عن أبي عبد الرحمن السلمي الصوفي، بإسناده إلى إبراهيم المارستاني قوله. والسلمي =
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ قنعني بما رزقتني، وبارك لي فيه"
(1)
.
= لا يوثق به، والسلسلة صوفية، ولا بأس بهم في مثل هذه الحكاية.
(1)
يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفًا ومرفوعًا، وبهما معًا، ويختلف في إسناده على وجهين.
أما المرفوع: فأخرجه ابن السني في "القناعة"(ح 13) من طريق علي بن الحسين بن واقد.
وأخرجه الحاكم (1/ 454) -وعنه البيهقي في "الشعب"(5/ 485)، رقم (3756) - من طريق سعيد بن زيد -أخي حماد بن زيد-، والحاكم أيضًا (1/ 454) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(12/ 547 - 548)، رقم (9864) - عن أبي بكر بن إسحاق الفقيه، عن يعقوب بن يوسف القزويني، عن محمد بن سعيد بن سابق، عن عمرو بن أبي قيس، وأخرجه ابن السني في "القناعة"(12)، والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 91، ترجمة: 50) من طريقين عن الحارث بن نبهان، أربعتهم (علي بن الحسين بن واقد، وسعيد بن زيد، وعمرو بن أبي قيس، والحارث بن نبهان) عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال في قوله تعالى:{فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} ؛ القنوع، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو، يقول: .. الحديث.
وإسناد الحاكم من طريق سعيد بن زيد -أخي حماد بن زيد- مسلسل بالتحديث إلى ابن عباس رضي الله عنهما، وفيه أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يقول:"احفظوا هذا الحديث"، وكان يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يدعو به بين الركنين .. الحديث.
وفي رواية الحارث بن نبهان: ذكر الدعاء مرفوعًا، قال:"وكان ابن عباس لا يدع هذا الدعاء".
فجمع سعيد بن زيد والحارث بن نبهان فيه بين الوقف والرفع، أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يدعو به، ويحكيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا. وقال الحاكم:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه، فإنهما لم يحتجا بسعيد بن زيد؛ أخي حماد بن زيد".
ورواية عمرو بن أبي قيس الرازي قد خولف شيخ الحاكم فيه، من وجه أقوى منه، وجاء فيه ما يبين أن في الإسناد السابق سقطًا لا يضر إن شاء الله، وهو فيما أخرجه الحاكم (1/ 509) -وعنه البيهقي في "الدعوات الكبير"(1/ 334)، رقم (242) - عن أبي عبد الله محمد بن الخليل الأصبهاني، عن يعقوب بن يوسف القزويني، والضياء في "المختارة"(4/ 229)، رقم (418) من طريق محمد بن مسلم بن وارة، كلاهما (ابن وارة، والقزويني) عن محمد بن سعيد بن سابق، وأخرجه ابن السني في "القناعة"(11) -ومن طريقه الأصبهاني في "الترغيب"(3/ 172)، رقم (2303)، والضياء في "المختارة"(4/ 230)، رقم (419) -، والخطيب في "المتفق والمفترق" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (3/ 374، رقم 1511، 3/ 1745) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، كلاهما (الدشتكي، وابن سابق) عن عمرو بن أبي قيس، عن عطاء بن السائب، عن يحيى بن عمارة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا بالدعاء، دون ذكر الآية وتفسيرها.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، وأقره الذهبي.
والحديث صححه ابن خزيمة، والحاكم، والضياء المقدسي، وقال الحافظ ابن حجر -فيما نقله ابن علان (996 - 1057 هـ) في "الفتوحات الربانية" (4/ 383) عنه-:"هذا حديث حسن، وعمرو قديم السماع من عطاء، ويحيى بن عمارة أخرج له أحمد والترمذي والنسائي حديثًا غير هذا".
ويحيى بن عمارة هذا؛ هو الكوفي، ويقال فيه:"يحيى بن عباد"، و"عباد بن جعفر" أيضًا: تفرد بالرواية عنه الأعمش وعطاء بن السائب، وسكت عنه البخاري في "التاريخ الكبير"(8/ 296)، رقم (3060)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(9/ 175)، رقم (724)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 605)، واعتبره الألباني في "الضعيفة"(6042)، في عداد المجاهيل، حيث لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الكاشف" (6219):"وثق"، وقال الحافظ في "التقريب" (7613):"مقبول، من الرابعة".
وانتقد الطحاوي أن يحتج بحديثه في كلامه على حديثه الآخر الذي تقدمت الإشارة إليه في كلام الحافظ ابن حجر آنفًا، فقال في "شرح المشكل" (5/ 265 - 266): "كيف تقبلون هذا الحديث وفي إسناده يحيى بن عمارة! وأنتم لا تعرفونه،
…
جوابنا في ذلك -بتوفيق الله عز وجل وعونه-: أن يحيى بن عمارة المذكور في هذا الحديث كما ذكر، غير أنا قد وقفنا على العلة فيه فبان لنا أنه مصحَّف، وأنه إنما أريد يحيى بن عباد أبو هبيرة الأنصاري، وهو رجل جليل من تابعي الكوفة، فصُحِّف فقيل: يحيى بن عمارة". وقد أشار إلى نحوه الإمام أحمد في "المسند"، فقال ابنه عبد الله إثر الحديث (3/ 349): "قال أبي: قال الأشجعى: يحيى بن عباد"، ولكنه قال في "العلل" (1/ 328)، رقم (586) - وذكر روايتي القطان عن الثوري، وأبي أسامة عن الأعمش: "قال أبي. "وقال الأشجعي: عن سفيان، عن الأعمش، عن يحيى بن عباد أبي هبيرة"، فقلت: من أصاب؟ قال: لا أدري"، فلم يحسم فيه الإمام أحمد بشيء.
قلت: والحديث المشار إليه هو من رواية الثوري عن الأعمش، واختلف أصحاب الثوري عنه في تسمية شيخ شيخه الأعمش، فقال يحيى بن سعيد ومعاوية بن هام فيه:"يحيى بن عمارة"، ولم ينسبه ابن مهدي، وربما قال:"يحيى بن فلان" -كما =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= في رواية أبي يعلى-، وكذا لم ينسبه أبو أحمد الزبيري عن الثوري، وقال الراوي عنه؛ عبد بن حميد: هو يحيى بن عباد -كما عند الترمذي-، وبه جاء في كتاب عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي عن الثوري، وهو أوثق الناس كتابًا عن الثوري، وذلك أنه كان لا يأخذ عن الثوري إلا كتابًا في مجلسه، ولذا كتب كتب الثوري على وجهها، وأصبح خليفة الثوري على مجلسه بعده. انظر:"الطبقات الكبرى"(7/ 328)، "تاريخ بغداد"(10/ 310 - 312)، رقم (5459)، "تهذيب الكمال"(19/ 107 - 111)، رقم (3662)، "التقريب"(4318).
وأما "عباد بن جعفر" -أو: "عباد" غير منسوب-: فقاله أبو أسامة حماد بن أسامة عن الأعمش -كما في رواية ابن أبي شيبة، والرواية الثانية لأحمد والنسائي والطبري-، وهو ثقة ثبت، ولكنه لا يعدل بالثوري، وكان بأخرة يحدث من كتب غيره -كما في "التقريب"(1487) - وصرح البخاري ويعقوب بن شيبة وابن حبان بأن "عبَّادًا" هذا هو يحيى بن عمارة المذكور في رواية أصحاب الثوري، كما في "تهذيب التهذيب"(11/ 259)، رقم (422)، وعليه يكون أبو أسامة أيضًا واهمًا فيه، وصوابه:"يحيى بن عباد"، كما حققه الطحاوي. والله تعالى أعلم.
وأبو هبيرة يحيى بن عباد بن شيبان الأنصاري السلمي الكوفي، ثقة. "التقريب"(7574).
وبما تقدم -والله أعلم- تزول علة الجهالة عن هذا الراوي، ولا يبقى ثَمَّ كلامٌ في الإسناد إلا على اختلاط عطاء بن السائب، وقد تقدم في النقل عن الحافظ بن حجر أن عمرو بن أبي قيس قديم السماع عن عطاء بن السائب، ولم أقف فيه على نص متقدم، ولعله بناه على كون عمرو بن أبي قيس قديمًا من طبقة الثوري وشعبة وذويهما، بالإضافة إلى كونه كوفيًا بلديًا لعطاء، فسماعه عنه قديم بلا شك، لكنه يبقى ما تحفظ به الشيخ الألباني من احتمال كونه متعدد السماع عنه؛ قبل الاختلاط وبعده، ولعله من أجل هذا تحفظ أبو حاتم الرازي عن القطع في هذا الحديث، فقال ابنه في "العلل"(5/ 371)، رقم (2052):"سألت أبي عن حديث رواه عمرو بن أبي قيس والحارث بن نبهان الجرمي؛ عن عطاء بن السائب عن يحيى بن عمارة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يدعو: اللَّهُمَّ قنعني بما رزقتني. ورواه وهيب بن خالد عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قلت لأبي: أيهما أصح؟ قال: ما يدرينا، مرة قال كذا، ومرة قال كذا". وهنا يحتمل أن يكون تحفظ الإمام أبي حاتم عن الترجيح بين الإسنادين؛ بزيادة "يحيى بن عمارة" في الإسناد، أو إسقاطه منه، أو عن الترجيح بين الوقف والرفع، أو عن الأمرين معًا. والله أعلم.
وأما البخاري فكأنه يميل إلى ترجيح الرواية الموقوفة التالية، كما سيأتي إن شاء الله. =
وقال الشاعر
(1)
:
= وأما الموقوف: فأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 783 - 784)، رقم (16064)، (15/ 320)، رقم (30249) -ومن طريقه الفاكهي في "أخبار مكة"(1/ 177)، رقم (269) - عن أسباط بن محمد، والبخاري في "الأدب المفرد" -بأحكام الألباني (681) من طريق أبي بكر- هو ابن عياش -عن نصير بن أبي الأشعث، كلاهما (أسباط، ونصير) عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، قال: كان من دعاء ابن عباس رضي الله عنهما الذي لا يدع بين الركن والمقام أن يقول: "رب قنعني بما رزقتني، وبارك لي فيه، واخلف على كل غائبة لي بخير". وذكر ابن علان في "الفتوحات الربانية"(4/ 382 - 383) نقلًا عن الحافظ ابن حجر أن سعيد بن منصور أخرجه؛ عن خلف بن خليفة، وخالد بن عبد الله، كلاهما: عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما
…
موقوفًا عليه. قال: "وهما أحفظ من سعيد -يعني: ابن زيد- الذي رفعه من هذا الوجه، وقد تابعه على رفعه من هو أوثق منه، لكن زاد في السند رجلًا، وأطلق في المتن
…
"، ويعني بالأوثق عمرو بن أبي قيس الكوفي الرازي، والذي تقدمت روايته.
وبه علقه البخاري في "التاريخ الكبير"(8/ 296)، رقم (3060)، فقال:"يحيى بن عمارة، عن سعيد عن ابن عباس قوله، قاله عمرو بن أبي قيس عن عطاء عن يحيى". وكأنه يرى ترجيح الوقف في هذا الحديث.
وأما الشيخ الألباني؛ فضعفه موقوفًا ومرفوعًا، وأطال الكلام عليه في "الضعيفة"(6042)، وهو إلى الحسن أقرب، كما قال الحافظ ابن حجر، وكون عطاء لم يختلف عنه في متنه في جميع الروايات، وكذا الإسناد لم يختلف في كونه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه، فهذا يدل على حفظه لأصل الحديث، وإنما أسقط من تأخر سماعه عنه يحيى بن عمارة من الإسناد، ويحتمل أن يكون مجموع التفسير والدعاء سمعه عطاء عن يحيى بن عباد عن سعيد بن جبير، وأما حديث الدعاء فعن سعيد بن جبير مباشرة، وعليه صححه من صححه ممن تقدم من الأئمة، وإلى تقويته يميل رأي ابن الملقن في "البدر المنير"(6/ 200)، وسكت العراقي في "المغني"(1/ 282)، رقم (1079) على تصحيح الحاكم له. والله أعلم.
(1)
أخرجه تمام (1/ 199)، رقم (470) -ومن طريقه ابن عساكر (57/ 164) - عن أبي الميمون بن راشد، قال: أنشدني مخلد بن علي السلامي به. وهو عند أبي نعيم في "الحلية"(7/ 220) من طريقين عن مسعر بن كدام في قصيدة، ورواه ابن حبان في "روضة العقلاء"(ص 245)، وابن عساكر (32/ 463 - 464)، من طريق نعيم بن حماد عن ابن المبارك أنه أنشد به.
وفي شعر مسعر وابن المبارك: "يحمد عواقبه" بدل قوله: "يحمد مغبته"، وهو معنى المغبة.
ما ذاق طعم الغِنَى من لا قنوع له
…
ولن ترى قانعًا مَّا عاش مفتقرا
ما ضاع عُرف وإن أوليتَه حجرًا
…
والعُرف مَنْ يأته يَحْمد مَغِبَّته
وقال غيره
(1)
:
تَسَرْبَلتُ أخلاقي
(2)
قنوعًا وعفَّةً
…
فَعندِي بأخلاقي كنوزٌ من الذَّهَبْ
فَلَمْ أَرَ خصبًا كالقنوع لأهله
…
وأن يُجْمِل الإنسان ما عاش في الطلب
وقال آخر
(3)
:
وإذَا اسْتَكَانَ لذي الغنى ضَرْعٌ
…
يَرجُو جداه
(4)
لَحْظةً شزرا
إن القناعة فاعلمَنَّ غنًى
…
والحرص يورث أهلَه الفقرا
789 - حديث: "قوام أمتي بشرارها".
البخاري في "تاريخه"، وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"، والطبراني؛ من طريق هارون بن دينار بن أبي المغيرة العجلي البصري
(5)
، حدثني أبي
(6)
، قال: كنت على باب الحسن فخرج رجل من الصحابة -وهو
(1)
نسبه المناوي في "فيض القدير"(4/ 540) لأبي العتاهية، ولم أقف عليه في ديوانه.
(2)
علق عليه في الأصل: "الثوب البالي"؛ يعني: تسربلت ثيابي البالية.
(3)
لم أقف على قائله، وذكر البيت الثاني منه الزمخشري في "أسرار البلاغة"(القول في الاستعارة المفيدة، ثاني فصل، 65)، ولم ينسبه أيضًا.
(4)
في (ز): "شداه".
(5)
قال أبو حاتم الرازي: "شيخ ليس بمشهور"، وضعفه أبو داود والساجي وأبو العرب التميمي والدارقطني وابن الجوزي وغيرهم، ولا يعرف إلا بهذا الحديث، ولا يتابع عليه. وفي رواية البخاري عن أبي عبد الله الغداني: أنه أثنى عليه خيرًا، ولعله في غير الحديث. والله أعلم.
انظر: "الجرح والتعديل"(9/ 89)، رقم (366)، "سؤالات الآجري" -العمري (329)، "الضعفاء" للدارقطني (568)، وابن الجوزي (3565)، "اللسان"(8/ 305)، رقم (8196)، "تعجيل المنفعة"(2/ 319)، رقم (1122).
(6)
لا يعرف، ولم يحدث عنه إلا ابنه بهذا الحديث، ولذا قال الذهبي:"لا يُدرى من هو".
انظر: "الجرح والتعديل"(3/ 433)، رقم (1967)، "المغني"(2060)، "الميزان"(2/ 31)، رقم (2693).
ميمون بن سنباذ
(1)
- فقال لي: يا أبا المغيرة! سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره
(2)
.
وأخرجه ابن السكن؛ من رواية يحيى بن راشد
(3)
، عن هارون بن دينار العجلي، حدثني أبي، قال: كنت عند الحسن، فلما خرجت من عنده لقيني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له ميمون بن سنباذ، فقال: يا أبا المغيرة! فذكره
(4)
.
[و]
(5)
أخرجه ابن منده من هذا الوجه، وقال في سياقه: عن أبيه:
(1)
لا يعرف في شيء من الأخبار في غير هذا الحديث، وسيأتي كلام الأئمة عليه.
(2)
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(7/ 337 - 338)، رقم (1453)، و"الأوسط"(3/ 132)، رقم (230) وغيرهما، وعبد الله بن أحمد في زوائد "المسند"(36/ 310)، رقم (21985) -ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5/ 2574)، رقم (6209) -، وابن أبي خيثمة في "التاريخ" - السفر الثاني (1/ 552)، رقم (2275)، والبزار ["كشف الأستار" (2/ 287)، رقم (1724)]، وابن قانع (3/ 62)، رقم (1012)، والطبراني في "الكبير"(20/ 353)، رقم (835)، و"الأوسط"(1/ 230)، رقم (755)، (8/ 69)، رقم (7988)، و"الصغير"(1/ 70)، رقم (86)، والجوزقاني في "الأباطيل"(2/ 393)، رقم (739)، وابن الجوزي في "العلل"(2/ 262)، رقم (1250)، من طرق عن هارون بن دينار بن أبي المغيرة به.
قال البخاري في "التاريخ الصغير": "ليس بهذا الإسناد إلا هذا الحديث"، وقال البزار:"لا نعلم أسند ميمون بن سنباذ غير هذا، [ولا روى عنه غير دينار]، ولا روى عنه إلا ابنه، وقد حدث به جماعة، عن هارون". ونحوه قول الطبراني وابن قانع والجوزقاني وغيرهم.
(3)
هو: يحيى بن راشد البصري، أبو بكر المستملي -مستملي أبي عاصم النبيل-: صدوق، من صغار التاسعة، مات (211 هـ)، تمييز. "التقريب"(7546).
(4)
لم يعثر على كتاب ابن السكن، وبه ذكره عنه ابن حجر في "الإصابة"(10/ 363 - 364)، رقم (8321)، وبكامل سياق "الإصابة" نقل السخاوي تخريج الحديث، فكأنه نقله عنه، وعليه يتم منه تصحيح السقط الوارد في نسخ "المقاصد" في موضع قال. إن شاء الله تعالى.
ورواية يحيى بن راشد عن هارون به أخرجه تمام في "الفوائد"، كما تقدم.
(5)
ساقط من "أ، ز، م، د"، وأثبت من "هـ، زك، ق، الإسكندرية" المساعدة.
[ذهبت أنا والحسن بن أبي الحسن إلى ميمون بن سنباذ، حتى
(1)
…
حديثه، قال:]
(2)
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
(3)
.
وقد استنكره بعض الأئمة، وقال: هارون وأبوه مجهولان
(4)
.
(1)
هنا سقط في "الإصابة" مقدار كلمتين، والظاهر أنه من إنشاء الحافظ في الاختصار.
(2)
ما بين المعقوفين استدرك من "الإصابة" للحافظ ابن حجر (10/ 364).
(3)
لم أقف عليه، وقد جاء نحوه في "الأباطيل" للجوزقاني، و"العلل" لابن الجوزي (السابق) من حديث أبي عبد الله صاحب خليل، عن إبراهيم بن سليم، قال: ثنا هارون بن دينار العجلي، قال: حدثني أبي، قال: سمعت الميمون بن سنباذ -رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- أتيته أنا والحسن بن أبي الحسن، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قوام أمتي بشرارها، قوام أمتي بشرارها، قوام أمتي بشرارها".
وبنحوه علقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5/ 2575) عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي، عن هارون بن دينار.
قال ابن الجوزي: "لا يصح؛ هارون بن دينار وإبراهيم بن سليمان ضعيفان، وأبو عبد الله غلام خليل كان يضع الحديث"، ولعل الآفة فيه من غلام خليل، حيث لما أنكر الأئمة السياق المتقدم -كما سيأتي من كلام أبي حاتم- غَيَّره على هذا السياق. والله أعلم.
وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي: مات شابًا ولم يظهر له كبير حديث، وحدث عنه جعفر بن عبد الواحد الهاشمي -وهو متهم- بالمناكير عن الثقات، وعليه ذكر ابن عدي والخليلي أنه يحتمل أن تكون الآفة فيها من جعفر، وقد ذكر له ابن عدي أثرًا منكرًا بإسناد صحيح من رواية آخر صدوق عنه.
وهنا لا يعرف من دونه في إسناد هذا الحديث، أصدوق أم كذاب. والله أعلم.
وانظر: "الكامل"(1/ 265)، رقم (99)"الكاشف"(166)"تهذيب التهذيب"(1/ 140)، رقم (249)"التقريب"(207).
(4)
هو معنى كلام أبي حاتم الرازي، فيما نقله ابنه عنه في "الجرح والتعديل"(8/ 232)، رقم (1050)، قال:"ميمون بن سنباذ البصري أبو المغيرة: ليست له صحبة، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك العصر!! من أين جاء؟ وما يصنع عند الحسن؟ إن كان شيء لعله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يقل: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم فلم يضبطوه". قال ابن أبي حاتم: فقلت لأبي: فما قولك في هارون بن دينار؟ فقال: "شيخ، وأبوه دينار لا يعرف". وقال في ترجمة هارون بن دينار (9/ 89)، رقم (366):"شيخ ليس بمشهور"، وقال في ترجمة أبيه دينار (3/ 433)، رقم (1967):"لا يعرف". وتقدم كلام بقية الأئمة فيهما.
ولما تقدم عن أبي حاتم الرازي حكم الجوزقاني في "الأباطيل"(2/ 394)، وابن الجوزي =
وقال ابن عبد البر: ليس إسناد حديثه بالقائم
(1)
.
لكن قد أخرجه أبو نعيم من طريق خليفة بن خياط
(2)
، عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: كنا على باب الحسن، فخرج علينا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: ميمون بن سنباذ؛ فذكر الحديث بلفظ: "ملاك هذه الأمة بشرارها"
(3)
.
= في "العلل" وغيرهما عليه بالبطلان، وحكم عليه البخاري وابن عدي وغيرهما بالنكارة. والله أعلم.
(1)
انظر: "الاستيعاب"(ص 710، الترجمة: 1589)، وزاد فيه:"وقد أنكر بعضهم أن يكون له صحبة"، وقال في أوله:"رجل من أهل اليمن، نزل البصرة، يكنى أبا المغيرة".
(2)
هو: المعروف بـ "شباب العصفري"، أغلظ القول فيه ابن المديني، وضعفه غير واحد، وقواه جمع من الأئمة، واعتبر به البخاري ومسلم، وقال الحافظ في "التقريب":"صدوق، ربما أخطأ، وكان أخباريًا علامة، من العاشرة، مات (240 هـ) ".
انظر: "تهذيب الكمال"(8/ 314 - 319)، رقم (1719)، "الميزان"(1/ 665)، رقم (2561)، "التقريب"(1743).
وهذا الحديث ذكره في "الطبقات"(ص 211)، رقم (814)، بلا إسناد، ورواه الطبراني في "الأوسط"(1/ 230)، رقم (755) عن أبي أيوب أحمد بن بشير -وقيل: بشر- بن سعد بن أيوب الطيالسي البصري، عن شباب العصفري، عن هارون بن دينار به.
وأبو أيوب الطيالسي وإن كان دون من رواه عن شباب عن معتمر، ولينه الدارقطني -كما في "تاريخ بغداد"(4/ 273 - 274)، رقم (1978) - فإنه قد توبع على إسناده من أوجه كثيرة، فحديثه أولى بأن يكون محفوظًا، وهو علة لرواية أبي نعيم التالي.
(3)
رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5/ 2575)، رقم (6210) عن أحمد بن جعفر بن سلم، عن محمد بن يوسف التركي، ثنا خليفة بن خياط به.
ومحمد بن يوسف التركي: هو أبو جعفر المعروف بابن التركي، مولى بني ضبة؛ قال الخطيب:"كان ثقة، .... ولم أعلم أنه ذم في الحديث". انظر: "تاريخ بغداد"(4/ 165 - 166)، رقم (1835).
والراوي عنه؛ أحمد بن جعفر بن سلم: هو أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم بن راشد، أبو بكر الختلي (278 - 365 هـ)؛ وثقه أحمد بن أبي الفوارس، وقال الخطيب:"كان صالحًا دينًا مكثرًا ثقة ثبتًا". =
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" من طريق عبد الخالق بن زيد بن واقد
(1)
، عن أبيه، عن ميمون به
(2)
.
ويتأيد بحديث: "إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر"
(3)
.
= انظر: "تاريخ بغداد"(4/ 291 - 292)، رقم (2010)، "سير أعلام النبلاء"(16/ 82 - 83)، رقم (66).
فرجال السند كلهم ثقات، لكنه معل بما تقدم من الرواية عن خليفة بن خياط، وبما تقدم عن الأئمة من الكلام على الحديث، ولعل الوهم فيه من الراوي عن خليفة بن خياط، يكون دخل له حديث في حديث. والله أعلم.
(1)
هو: الشامي الدمشقي، متروك، منكر الحديث، وقال الحاكم في "المدخل إلى الصحيح"(1/ 191)، رقم (138):"يروي عن أبيه المعضلات"، واتهمه ابن القيسراني في "أطراف" المجروحين" (487).
انظر: "التاريخ الكبير"(6/ 125)، رقم (1918)، و"الضعفاء" للبخاري (249)، وللنسائي (400)، والعقيلي (3/ 105)، رقم (1080)، والدارقطني" (355)، "الجرح والتعديل" (6/ 37)، رقم (198)، "المجروحين" (2/ 149)، "تاريخ دمشق" (34/ 97 - 100)، رقم (3718)، و"اللسان" (5/ 78 - 79)، رقم (4585).
(2)
أخرجه ابن عدي (5/ 346)، رقم (1501) عن ثقتين عن سليمان بن أيوب صاحب البصري، عن عبد الخالق به، وروى عن البخاري أنه قال:"عبد الخالق بن زيد بن واقد، عن أبيه: منكر الحديث"، وذكر أن البخاري عنى بقوله هذا الحديث، ووافق ابن طاهر القيسراني في "ذخيرة الحفاظ"(3/ 1711) على الحكم بنكارته.
ويظهر مما تقدم في ترجمة عبد الخالق أن قول ابن عدي من كون البخاري عنى هذا الحديث الخاص غير مؤيد بالبرهان، والظاهر أنه أراد حديثه مطلقًا، وأما هذا الحديث فغير محفوظ عنه، فقد رواه خمسة من الثقات -وهم: عبد الله بن الإمام أحمد، وابن أبي خيثمة، وموسى بن هارون الحمال، والحسن بن علي بن شبيب المعمري، وأحمد بن بشير الطيالسي- مع اختلاف الطرق إليهم، عن سليمان بن أيوب صاحب البصري، عن هارون بن دينار، عن أبيه.
وحديث الجماعة هذا أولى أن يكون محفوظًا، وقد تنوعت الطرق إليهم، وتقدم أن الأئمة؛ البزار والطبراني وابن قانع وغيرهم، عدوا هذا الحديث من أفراد هارون بن دينار، وهو فحوى كلام أبي حاتم الرازي أيضًا، فلعله وقع تداخل أسانيد في رواية ابن عدي هذه. والله أعلم.
(3)
هو عند البخاري (ح 3062، والأحاديث: 4203، 6606)، ومسلم (ح 111) عن أبي هريرة رضي الله عنه في حديث طويل، وعند ابن حبان (10/ 377)، رقم (4518) عن ابن مسعود رضي الله عنه نحوه مختصرًا.
وكذا بحديث: "إن الله يؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم"
(1)
.
(1)
أخرجه النسائي في "الكبرى"(8/ 147)، رقم (8834)، والبزار ["كشف الأستار" (1722)]، وابن حبان (10/ 376)، رقم (4517) من طريق معمر بن راشد، والطبراني في "الأوسط"(3/ 142)، رقم (2737) من طريق أبي قلابة، وأخرجه البزار (13/ 189)، رقم (6641) من طريق أبي بكر بن عياش، عن حميد الطويل، ورواه الطبراني في "الأوسط"(2/ 268)، رقم (1948)، و"الصغير"(1/ 97)، رقم (132) -ومن طريقه الضياء (2/ 362)، رقم (1862 - 1863) - والإسماعيلي في "المعجم"(1/ 406)، رقم (70)، وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 262) من طريق المعلى بن زياد، وخرجه البزار ["كشف الأستار" (2/ 286)، رقم (1721)] من طريق أبي خزيمة العبدي، والدولابي في "الكنى"(1/ 293)، رقم (509) من طريقين عن الحسن، ثلاثتهم (الحسن، وأبو قلابة، وحميد الطويل) عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا.
وحكم البزار بثقة رجاله، وكذلك الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 549)، رقم (9564)، وصححه العراقي في "المغني"(1/ 32)، رقم (122)، (2/ 937)، رقم (3418)، وصححه الألباني في "الصحيحة" (تحت: 1649).
وقال الدارقطني في "العلل"(12/ 69)، رقم (2427):"هذا الحديث يرويه مالك بن دينار والمعلى بن زياد عن الحسن عن أنس، قاله حماد بن زيد عن معلى، وقيل: عن حماد بن زيد عن أيوب عن الحسن عن أنس رضي الله عنه. ورواه يونس بن عبيد عن الحسن عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه، قاله حماد بن سلمة".
قال الدارقطني: "ولعل الحسن أخذه عنهما. والله أعلم".
وكأنه يصححه على الوجهين، ولم ير إعلال شيء منهما بعنعنة الحسن، كما ذهب إليه غير واحد من المعاصرين في تعليل الحديث، فكيف وقد توبع الحسن فيه من وجهين آخرين. والله أعلم.
قلت: ولم أقف على رواية عبد الله بن مغفل رضي الله عنه، وقد رواه أبو العباس العصمي في "جزئه"(ح 92) وأبو الطاهر الذهلي في "جزئه"(ح 39) وأحمد (34/ 104 - 105)، رقم (20454) من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان وحميد الطويل وحبيب الشهيد ويونس بن عبيد -قال: وآخرين-، جميعهم: عن الحسن، عن أبي بكرة رضي الله عنه.
فهذا إسناد آخر للحسن إن كان محفوظًا عنه، ورواية العصمي فيها محمد بن حميد الرازي، ورواية الذهلي فيها موسى بن زكريا -وهو التستري-، وكلاهما يتهمان في الحديث، وتقدمت تراجمهما، إلا أن رواية الإمام أحمد ليس فيها علة دون حماد بن سلمة، وحماد قد يخلط بين روايات شيوخه إذا جمع بينها في الإسناد، ومن ذكر منهم هنا كلهم ثقات، فلا يضر ذلك إن شاء الله. =
790 - حديث: "قوتوا طعامكم".
في: "كيلوا"
(1)
.
791 - حديث: "القوت لمن يموت كثير".
في: "ارضَ من الدنيا"
(2)
.
792 - حديث: "قوموا إلى سيدكم".
متفق عليه عن أبي سعيد به مرفوعًا
(3)
.
= والحديث يروى عن الحسن البصري من غير وجه مرسلًا أيضًا.
وله شاهد آخر من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أخرجه أبو عبيد القاسم في "فضائل القرآن"(ص 321)، والطحاوي في "شرح المشكل"(5/ 275)، وأبو علي العنبري في "جزء أحاديث عفان"(80)، وابن الجوزي في "نواسخ القرآن"(1/ 159)، من طريق ثلاثة من الثقات (عفان، وآدم بن أبي إياس، وحجاج بن محمد) عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي، عن أبيه، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال: "نزلت سورة مثل براءة، ثم رفعت، فحفظ منها: "إن الله يؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم، ولو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى -وفي لفظ: لتمنى- إليهما ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب"".
قال العراقي في "المغني"(2/ 894)، رقم (3263):"فيه علي بن زيد؛ متكلم فيه"، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 549)، رقم (9566):"رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير علي بن زيد، وفيه ضعف، ويحسن حديثه لشواهده"، ويحتمل أن يكون له أسانيد عند حماد بن سلمة، وكون إسناده بهذا عن أبي موسى رضي الله عنه أغرب، وتوبع على بعض ما سبق منها، قد يؤيد ذلك.
وله من الشواهد عن كعب بن مالك الأنصاري، وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم، وعن الحسن وابن كعب بن مالك مرسلًا، والمسندان في أسانيدهما ضعف، والمرسلان رجالهما ثقات، وعلتهما الإرسال، وقد تبينت أسانيدها من وجوه أخر جيدة، وصححها الأئمة كما تقدم. والله تعالى أعلم.
(1)
الحديث (860).
(2)
الحديث (94).
(3)
أخرجه البخاري (ح 3043، والأحاديث: 3804، 4121، 6262)، ومسلم (64/ 1768) في حديث تحكيم بني قريظة، والسيد المذكور هو سعد بن معاذ الأوسي الأنصاري رضي الله عنه، وكان هو المحكَّم في بني قريظة لحلف بينهم، وكان مجيئه هذا إلى حصن قريظة للحكم فيهم. والله أعلم.
793 - حديث: "قيدها وتوكل".
في: "اعقلها"
(1)
.
794 - حديث: "قيدوا العلم بالكتاب".
في: "استعن بيمينك"
(2)
.
795 - حديث: "قيلوا فإن الشياطين لا تقيل".
في: "استعينوا بطعام السحر"
(3)
.
* * *
(1)
الحديث (130).
(2)
الحديث (101).
(3)
الحديث (103).
فهرس المصادر والمراجع
1 -
الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير، لأبي عبد الله الحسين بن إبراهيم الجورقاني، تحقيق وتعليق: الدكتور عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، دار، ط 4، 1422.
2 -
الإبانة الكبرى، لابن بطة، لأبي عبد الله عبيد الله بن محمد العُكْبَري المعروف بابن بَطَّة، تحقيق: رضا معطي وعثمان الأثيوبي ويوسف الوابل، دار الراية.
3 -
إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، لأبي العباس أحمد بن أبي بكر بن البوصيري، تحقيق: دار المشكاه للبحث العلمي بإشراف أبو تميم ياسر بن إبراهيم، دار الوطن، ط 1، 1420.
4 -
إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة، للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق: مركز خدمة السنة والسيرة، بإشراف د. زهير بن ناصر الناصر، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف، ط 1، 1415.
5 -
إتقان ما يحسن إيراده، للنجم الغزي.
6 -
آثار البلاد وأخبار العباد، لزكريا بن محمد بن محمود القزويني، دار صادر.
7 -
الآثار المروية في الأطعمة، لابن بشكوال.
8 -
أجزاء أبي علي بن شاذان، مخطوط نُشر في برنامج جوامع الكلم.
9 -
أجوبة الحافظ ابن حجر على أسئلة بعض تلاميذه، تحقيق: عبد الرحيم القشقري، مكتبة أضواء السلف، ط 1، 1424.
10 -
أجوبة الحافظ ابن حجر، مجموع القسطلاني.
11 -
الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية، تحقيق: محمد إسحاق محمد إبراهيم، دار الراية، ط 1، 1418.
12 -
الآحاد والمثاني، لأبي بكر بن أبي عاصم وهو أحمد بن عمرو بن الضحاك الشيباني، تحقيق: د. باسم فيصل أحمد الجوابرة، دار الراية، ط 1، 1411.
13 -
أحاديث الشيوخ الثقات (المشيخة الكبرى)، لقاضي المارستان محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، ت: الشريف حاتم بن عارف العوني، دار عالم الفوائد، الطبعة: الأولى 1422 هـ.
14 -
أحاديث القصاص، لأبي العَباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني، تحقيق: د. محمد بن لطفي الصباغ، المكتب الإسلامي، ط 3، 1408.
15 -
الأحاديث المختارة، للضياء المقدسي، تحقيق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، مكتبة النهضة الحديثة، ط 3، 2000 م.
16 -
الإحاطة في أخبار غرناطة، لأبي عبد الله أحمد بن عبد الله الغرناطي، دار الكتب العلمية، ط 1، 1424.
17 -
الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان، لأبي حاتم محمد بن حبان البُستي، ترتيب: الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1408.
18 -
الأحكام الشرعية الكبرى، لعبد الحق الإشبيلي، ت: حسين عكاشة، مكتبة الرشد - الرياض، ط 1، 1422.
19 -
أحكام القرآن، لأحمد بن علي أبو بكر الرازي الجصاص، تحقيق: محمد صادق القمحاوي، دار إحياء التراث العربي، 1405.
20 -
أحكام القرآن، لإسماعيل بن إسحاق القاضي الجهضمي.
21 -
أحكام القرآن، لأبي بكر بن العربي محمد بن عبد الله المعافري الإشبيلي المالكي (المتوفى: 543 هـ)، تحقيق: الحديد.
22 -
أحكام القرآن، للقرطبي، تحقيق: هشام البخاري، عالم الكتب، 1423.
23 -
الأحكام الوسطى، لعبد الحق الإشبيلي، تحقيق: حمدي السلفي وصبحي السامرائي، مكتبة الرشد، الرياض، 1416 هـ - 1995 م.
24 -
الإحكام في أصول الأحكام، لأبي محمد علي بن أحمد بن حزم، تحقيق: الشيخ أحمد محمد شاكر، دار الآفاق الجديدة.
25 -
أحوال الرجال، لأبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، تحقيق: عبد العليم عبد العظيم البَستوي، حديث اكادمي.
26 -
إحياء علوم الدين، لأبي حامد محمد بن محمد الغزالي، دار المعرفة.
27 -
أخبار القضاة، لأبي بكر الضبي الملقب بـ "وكيع"، حققه: عبد العزيز مصطفى المراغي، المكتبة التجارية الكبرى بشارع محمد علي بمصر، ط 1، 1366.
28 -
أخبار مكة، لمحمد بن إسحاق بن العباس المكي الفاكهي، ت: د. عبد الملك عبد الله دهيش، دار خضر - بيروت، الطبعة: الثانية، 1414 هـ.
29 -
اختصار علوم الحديث = الباعث الحثيث، لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير، تحقيق: أحمد محمد شاكر، دار الكتب العلمية، ط 2.
30 -
اختلاف الحديث، للشافعي، دار المعرفة، 1410.
31 -
أخلاق العلماء، لأبي بكر محمد بن الحسين لآجُرِّيُّ، تحقيق: إسماعيل بن محمد الأنصاري، رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد - السعودية.
32 -
أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه، لأبي الشيخ الأصبهاني، تحقيق: د. السيد الجميلي، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الأولى: 1405 هـ - 1985 م.
33 -
أخلاق أهل القرآن، لأبي بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ، حققه وخرج أحاديثه: الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف، دار الكتب العلمية، ط 3، 1424.
34 -
الإخوان، لأبي بكر عبد الله بن محمد المعروف بابن أبي الدنيا، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، ط 1، 1409.
35 -
أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب، لأبي الخطاب عمر بن حسن الأندلسي الشهير بابن دحية الكلبي، تحقيق: محمد زهير الشاويش، تخريج: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، ط 1، 1409.
36 -
آداب الشافعي ومناقبه، لأبي محمد عبد الرحمن بن محمد الرازي ابن أبي حاتم، تحقيق: عبد الغني عبد الخالق، دار الكتب العلمية، ط 1، 1424.
37 -
الآداب الشرعية، لعبد الله محمد بن مفلح المقدسي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وعمر القيام، مؤسسة الرسالة، ط 3، 1419.
38 -
آداب الصحبة، لأبي عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، تحقيق: مجدي فتحي السيد، دار الصحابة، ط 1، 1410.
39 -
الآداب للبيهقي، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، علق عليه: أبو عبد الله السعيد المندوه، مؤسسة الكتب الثقافية، ط 1، 1408.
40 -
أدب الإملاء والاستملاء، لأبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني، تحقيق: ماكس فايسفايلر، دار الكتب العلمية، ط 1، 1401.
41 -
أدب الكاتب، لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، تحقيق: محمد الدالى، مؤسسة الرسالة.
42 -
الأدب المفرد، لمحمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، دار البشائر الإسلامية، ط 3، 1409.
43 -
الأذكار، لأبي زكريا يحيى بن شرف النووي، تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط، دار الفكر، 1414.
44 -
الأربعون النووية، لأبي زكريا يحيى بن شرف النووي، عُنِيَ بِهِ: قصي محمد نورس الحلاق وأنور بن أبي بكر الشيخي، دار المنهاج، ط 1، 1430.
45 -
الأربعون على مذهب المتحققين من الصوفية، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، تحقيق: بدر بن عبد الله البدر، دار ابن حزم، ط 1، 1414.
46 -
الأربعون في شيوخ الصوفية، لأبي سعد أحمد بن محمد الماليني، تحقيق: د. عامر حسن صبري، دار البشائر الإسلامية، ط 1، 1417.
47 -
الأربعين في الجهاد والمجاهدين، لأبي الفرج محمد بن عبد الرحمن المقرئ، تحقيق: بدر عبد الله البدر، دار ابن حزم، ط 1، 1413.
48 -
ارتياح الأكباد بأرباح فقد الأولاد، للسخاوي، مخطوط من الظاهرية مصور من معهد المخطوطات بالكويت برقم (7788). خطية.
49 -
إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني، لأبي الطيب نايف بن صلاح المنصوري، راجعه ولخص أحكامه وقدم له: أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني المأربي، دار الكيان.
50 -
الإرشاد في معرفة علماء الحديث، لأبي يعلى خليل بن عبد الله الخليلي، تحقيق: د. محمد سعيد عمر إدريس، مكتبة الرشد، ط 1، 1409.
51 -
إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، لمحمد ناصر الدين، المكتب الإسلامي، ط 2، 1405.
52 -
الازدهار في ما عقده الشعراء من الأحاديث والآثار، لعبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي.
53 -
أساس البلاغة، لأبي القاسم محمود بن عمرو الزمخشري، تحقيق: محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، ط 1، 1419.
54 -
الأسامي والكنى، لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، رواية: ابنه صالح، تحقيق: عبد الله بن يوسف الجديع، مكتبة دار الأقصى، ط 1، 1406.
55 -
الاستذكار، لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر، تحقيق: سالم محمد عطا ومحمد علي معوض، دار الكتب العلمية، ط 1، 1421.
56 -
الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار الجيل، ط 1، 1412.
57 -
أسد الغابة، لأبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد ابن الأثير، دار الفكر، 1409.
58 -
الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة، لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، تحقيق: د. عز الدين علي السيد، مكتبة الخانجي، ط 3، 1417.
59 -
الأسماء المفردة من الصحابة والتابعين وأصحاب الحديث، لأبي بكر أحمد بن هارون البرديحي، تحقيق: عبده علي كوشك، دار المأمون للتراث، 1410.
60 -
أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب، لأبي عبد الرحمن محمد بن محمد درويش الحوت، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، ط 1، 1418.
61 -
الأشباه والنظائر، لعبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، دار الكتب العلمية، ط 1، 1411.
62 -
الإصابة في تمييز الصحابة، لأبي الفضل أحمد بن علي بن بن حجر العسقلاني، تحقيق: مركز هجر للبحوث، دار هجر.
63 -
اصطناع المعروف، لأبي بكر عبد الله بن محمد المعروف بابن أبي الدنيا، دراسة وتحقيق: محمد خير رمضان يوسف، دار ابن حزم، ط 1، 1422.
64 -
إصلاح المال، لأبي بكر عبد الله بن محمد المعروف بابن أبي الدنيا، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، مؤسسة الكتب الثقافية، ط 1، 1414.
65 -
إصلاح المنطق، لأبي يوسف يعقوب بن إسحاق ابن السكيت، تحقيق: محمد مرعب، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1423.
66 -
أطراف الغرائب والأفراد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، للإمام الدارقطني، لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي المعروف بابن القيسراني، تحقيق: محمود محمد محمود حسن نصار والسيد يوسف، دار الكتب العلمية، ط 1، 1419.
67 -
إطراف المُسْنِد المعتَلِي بأطراف المسنَد الحنبلي، لأبي الفضل أحمد بن علي بن بن حجر العسقلاني، دار ابن كثير.
68 -
الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف وأصحاب الحديث، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: أحمد عصام الكاتب، دار الآفاق الجديدة، ط 1، 1401.
69 -
اعتلال القلوب، للخرائطي، لأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي السامري، تحقيق: حمدي الدمرداش، نزار مصطفى الباز، ط 2، 1421.
70 -
الأعلام، لخير الدين بن محمود الزركلي الدمشقي، دار العلم للملايين، ط 15، 2002 م.
71 -
إغاثة اللهفان، لابن قيم الجوزية، ت: محمد عفيفي، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 1، 1408 هـ.
72 -
الاغتباط لمعرفة من رمي بالاختلاط، لبرهان الدين إبراهيم بن محمد الحلبي، تحقيق: علي حسن علي عبد الحميد، الوكالة العربية.
73 -
الاقتراح في بيان الاصطلاح، لأبي الفتح محمد بن علي القشيري المعروف بابن دقيق العيد، دار الكتب العلمية.
74 -
اقتضاء الصراط المستقيم، لابن تيمية، ت: محمد حامد الفقي، ط 2، مطبعة السنة المحمدية، 1369 هـ.
75 -
إكمال الأعلام بتثليث الكلام، لأبي عبد الله محمد بن عبد الله، ابن مالك الجياني، تحقيق: سعد بن حمدان الغامدي، جامعة أم القرى، ط 1، 1404
76 -
إكمال المعلم شرح صحيح مسلم، لأبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي.
77 -
إكمال تهذيب الكمال، لمغلطاي بن قليج بن عبد الله البكجري المصري الحكري الحنفي، أبو عبد الله، علاء الدين (المتوفى: 762 هـ)، المحقق: أبو عبد الرحمن عادل بن محمد - أبو محمد أسامة بن إبراهيم، الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، الطبعة: الأولى، 1422 هـ - 2001 م.
78 -
الإكمال في ذكر من له رواية في مسند الإمام أحمد من الرجال سوى من ذكر في تهذيب الكمال، لأبي المحاسن محمد بن علي الحسيني الدمشقي، تحقيق: الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي، منشورات جامعة الدراسات الإسلامية، كراتشي.
79 -
الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب، لأبي نصر علي بن هبة الله بن ماكولا، دار الكتب العلمية، ط 1، 1411.
80 -
الإلزامات والتتبع للدارقطني، للدارقطني، عبد الرحمن مقبل بن هادي الوداعي، دار الكتب العلمية، ط 2، 1405.
81 -
الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع، للقاضي عياض اليحصبي، ت: السيد أحمد صقر، دار التراث/ المكتبة العتيقة - القاهرة/ تونس، ط 1، 1379 هـ - 1970 م.
82 -
الإلمام بأحاديث الأحكام، لأبي الفتح محمد بن علي القشيري المعروف بابن دقيق العيد، تحقيق: حسين إسماعيل الجمل، دار المعراج الدولية، ط 2، 1423.
83 -
الأم، لأبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، دار المعرفة، 1410.
84 -
الأمالي = شذور الأمالي = النوادر، لأبي علي إسماعيل بن القاسم القالي، عني بوضعها وترتيبها: محمد عبد الجواد الأصمعي، دار الكتب المصرية، ط 2، 1344.
85 -
أمالي ابن بشران، لأبى القاسم عبد الملك بن محمد بن بشْران البغدادي، ضبط نصه: أبو عبد الرحمن عادل بن يوسف العزازي، دار الوطن، ط 1، 1418.
86 -
الأمالي الخميسية، للشجري، ليحيى (المرشد بالله) بن الحسين (الموفق) الشجري، ترتيب: القاضي محيي الدين محمد بن أحمد القرشي العبشمي، تحقيق: محمد حسن محمد حسن إسماعيل، دار الكتب العلمية، ط 1، 1422.
87 -
أمالي أبي طاهر المخلص، لمحمد بن عبد الرحمن البغدادي المخَلِّص، تحقيق: محمد بن ناصر العجمي، دار البشائر الإسلامية، ط 1، 1425.
88 -
أمالي المحاملي، لأبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، رواية ابن يحيى البيع، تحقيق: د. إبراهيم القيسي، المكتبة الإسلامية ودار ابن القيم، ط 1، 1412.
89 -
أمالي محمد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني، مخطوط نشر في برنامج جوامع الكلم.
90 -
الإمام في معرفة أحاديث الأحكام، لابن دقيق العيد، تحقيق: سعد بن عبد الله آل حميد، ط: دار المحقق للنشر والتوزيع.
91 -
أمثال الحديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأبي محمد الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي، تحقيق: أحمد عبد الفتاح تمام، مؤسسة الكتب الثقافية، ط 1، 1409.
92 -
الأمثال في الحديث النبوي، لأبي محمد عبد الله بن محمد المعروف بأبِي الشيخ الأصبهاني، تحقيق: د. عبد العلي عبد الحميد حامد، الدار السلفية ط 2، 1408.
93 -
الأمثال، لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي، ت: د. عبد المجيد قطامش، دار المأمون للتراث، ط 1، 1400 هـ - 1980 م.
94 -
الأموال، لابن زنجويه، لأبي أحمد حميد بن مخلد الخرساني المعروف بابن زنجويه، تحقيق: د. شاكر ذيب فياض، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ط 1، 1406.
95 -
الأموال، لأبي عُبيد القاسم بن سلّام الهروي البغدادي، تحقيق: خليل محمد هراس، دار الفكر.
96 -
إنباء الغمر بأبناء العمر، لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: د. حسن حبشي، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، 1389.
97 -
إنباه الرواة على أنباه النحاة، لأبي الحسن علي بن يوسف القفطي، المكتبة العنصرية، ط 1، 1424.
98 -
الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء مالك والشافعي وأبي حنيفة رضي الله عنهم، لابن عبد البر، دار الكتب العلمية.
99 -
أنساب الأشراف، لأحمد بن يحيى بن جابر بن داود البَلَاذُري، تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي، دار الفكر، ط 1، 1417.
100 -
الأنساب المتفقة في الخط المتماثله في النقط والضبط، لأبي الفضل محمد بن طاهر الشيباني، المعروف بابن القيسراني، تحقيق،: دي يونج، طبعة: ليدن: بريل، 1282.
101 -
الأنساب، لأبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني المروزي، تحقيق: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني وغيره، مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، ط 1، 1382.
102 -
الأوائل، لأبي بكر بن أبي عاصم وهو أحمد بن عمرو بن مخلد الشيباني، تحقيق: محمد بن ناصر العجمي، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي.
103 -
الأوائل، لأبي هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري، ط: دار البشير، طنطا، الطبعة الأولى، 1408 هـ.
104 -
الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف، لأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، تحقيق: أبي حماد صغير أحمد بن محمد حنيف، دار طيبة، ط 1، 1405.
105 -
الأولياء، لابن أبي الدنيا، ت: محمد السعيد بن بسيوني زغلول، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت، ط 1، 1413 هـ.
106 -
إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون، لإسماعيل بن محمد أمين، عنى بتصحيحه وطبعه على نسخة المؤلف: محمد شرف الدين بالتقايا رئيس أمور الدين، والمعلم رفعت بيلكه الكليسى، دار إحياء التراث العربي.
107 -
الإيمان، لابن منده محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي، تحقيق: علي بن محمد بن ناصر الفقيهي، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: الثانية، 1406 هـ.
108 -
بحر الدم، لابن المبرد، تحقيق: روحية السويفي، دار الكتب العلمية، ط 1، 1413.
109 -
البحر الزخار = مسند البزار، لأبي بكر البزار، تحقيق: محفوظ الرحمن زين وآخرين، مكتبة العلوم والحكم، ط 1، 1409.
110 -
بحر الفوائد المشهور بمعاني الأخبار، لأبي بكر محمد بن أبي إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب الكلاباذي، ت: محمد حسن - أحمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية - بيروت، ط 1، 1420 هـ - 1999 م.
111 -
بحر المذهب، لأبي المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني (ت: 502 هـ)، تحقيق: أحمد عز وعناية، ط: دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأولى، 2002 م.
112 -
البخلاء، للخطيب البغدادي، عناية: بسام عبد الوهاب الجابي، الجفان والجابي ودار ابن حزم، ط 1، 1421.
113 -
بدائع الصنائع، لأبي بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الحنفي، دار الكتب العلمية، ط 1، 1406 هـ.
114 -
البداية والنهاية، لابن كثير الدمشقي، ت: بإشراف د. عبد الله التركي، دار هجر، ط 1.
115 -
البدر الطالع، للشوكاني، حققه حسين بن عبد الله العمري، دار الفكر، ط 1، 1419.
116 -
البدر المنير في تخريج أحاديث الشرح الكبير، لابن الملقن، ت: مصطفى أبو الغيط وزملائه، دار الهجرة للنشر والتوزيع - الرياض، الطبعة: الأولى، 1425 هـ - 2004 م.
117 -
البر والصلة، للحسين المروزي، تحقيق: محمد سعيد بخاري، دار الوطن، ط 1، 1419.
118 -
البعث والنشور، للبيهقي، تحقيق: محمد السعيد بسيوني زغلول، الكتب الثقافية، ط 1، 1408.
119 -
بغية الباحث بزوائد مسند الحارث، للهيثمي، ت: د. حسين أحمد صالح الباكري، مركز خدمة السنة والسيرة النبوية بالمدينة المنورة، الطبعة: الأولى، 1413 - 1992.
120 -
بغية الطلب في تاريخ حلب، لابن العديم الحلبي، ت: د. سهيل زكار، دار الفكر.
121 -
بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، للسيوطي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية.
122 -
البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، لأبي طاهر محمد بن يعقوب الفيروز آبادي، دار سعد الدين، ط 1، 1421.
123 -
بيان الوهم والإيهام، لابن القطان الفاسي، تحقيق: الحسين آيت سعيد، دار طيبة، ط 1، 1418.
124 -
تاج العروس، للمرتضى الزبيدي، دار الهداية، 1385.
125 -
تاريخ ابن محرز = تاريخ ابن معين، لابن معين (رواية أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز)، تحقيق: محمد كامل القصار، مجمع اللغة العربية، ط 1، 1405.
126 -
تاريخ ابن معين - رواية عباس الدوري، ت: د. أحمد محمد نور سيف، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي - مكة المكرمة، الطبعة: الأولى، 1399 - 1979.
127 -
تاريخ ابن معين - رواية عثمان بن سعيد الدارمي، ت: د. أحمد محمد نور سيف، دار المأمون، دمشق.
128 -
تاريخ أبي زرعة الدمشقي، عبد الرحمن بن المشهور بأبي زرعة الدمشقي، تحقيق: شكر الله نعمة الله القوجاني، مجمع اللغة العربية.
129 -
تاريخ أسماء الثقات، لابن شاهين، تحقيق: صبحي السامرائي، السلفية، ط 1، 1404.
130 -
تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين، لابن شاهين، تحقيق: د. عبد الرحيم محمد أحمد القشقري، ط 1، 1409.
131 -
تاريخ أصبهان = أخبار أصبهان، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، تحقيق: سيد كسروي حسن، دار الكتب العلمية، ط 1، 1410.
132 -
تاريخ الأدب العربي، لبروكلمان.
133 -
تاريخ الإسلام، للذهبي، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، ط 1، 1407.
134 -
تاريخ الأمم والملوك، للطبري، دار الكتب العلمية، 1407.
135 -
التاريخ الأوسط، للبخاري، تحقيق: تيسير بن سعد، الرشد، ط 1، 1426.
136 -
تاريخ الخلفاء، لعبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تحقيق: حمدي الدمرداش، مكتبة نزار مصطفى الباز، ط 1، 1425.
137 -
تاريخ الرقة، لأبي علي محمد بن سعيد القشيري، تحقيق: إبراهيم صالح، دار البشائر، ط 1، 1419.
138 -
التاريخ الصغير -وهو الأوسط-، للبخاري، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، دار المعرفة، ط 1، 1406.
139 -
تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس، لأبي الوليد الأزدي، تحقيق: عزت العطار الحسيني، مطبعة المدني، 1408.
140 -
التاريخ الكبير = تاريخ ابن أبي خيثمة، لأبي بكر أحمد بن أبي خيثمة، تحقيق: صلاح بن فتحي هلال، الفاروق الحديثة، ط 1، 1427.
141 -
التاريخ الكبير، للبخاري، دار الكتب العلمية، مصورة عن النسخة الهندية.
142 -
تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي، دار الكتب العلمية، بيروت. 2 - تحقيق بشار عواد، ط: دار الغرب الإسلامي - بيروت، الطبعة: الأولى، 1422 هـ - 2002 م.
143 -
تاريخ جرجان، لحمزة بن يوسف السهمي، تحقيق: محمد عبد المعيد خان، عالم الكتب، ط 3، 1401.
144 -
تاريخ خليفة بن خياط العصفري، ت: د. أكرم ضياء العمري، دار القلم، مؤسسة الرسالة - دمشق، بيروت، ط 2، 1397 هـ.
145 -
تاريخ داريا، لعبد الجبار الخولاني المعروف بابن مهنا، تحقيق: سعيد الأفغاني، مطبعة البرقي، 1369.
146 -
تاريخ دمشق، لابن عساكر، تحقيق: عمر بن غرامة العمروي، دار الفكر، ط 1، 1418.
147 -
تاريخ مولد العلماء ووفياتهم، لابن زبر الربعي، تحقيق: عبد الله الحمد، العاصمة، 1410.
148 -
تاريخ واسط، لأبي الحسن أسلم بن سهل الرزّاز، تحقيق: كوركيس عواد، عالم الكتب، ط 1، 1406.
149 -
تالي تلخيص المتشابه، للخطيب البغدادي، تحقيق: مشهور سلمان وأحمد الشقيرات، الصميعي، ط 1، 1417.
150 -
تأويل مختلف الحديث، لابن قتيبة الدينوري، تحقيق: محمد زهري النجار، دار الجيل، 1393.
151 -
تبصير المنتبه، لابن حجر، تحقيق: محمد النجار، المكتبة العلمية، بيروت.
152 -
تبيين العجب بما ورد في فضل رجب، لابن حجر العسقلاني، تحقيق: أبي أسماء إبراهيم بن إسماعيل آل عصر.
153 -
التبيين لأسماء المدلسين، لأبي الوفا إبراهيم بن محمد سبط ابن العجمي، تحقيق: يحيى شفيق حسن، دار الكتب العلمية، ط 1، 1406.
154 -
كتاب الإمامة والرد على الرافضة، لأبي نعيم الأصبهاني (المتوفى: 430 هـ)، حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه: الدكتور علي بن محمد بن ناصر الفقيهي، الناشر: مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1407 هـ - 1987 م.
155 -
تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة = المعجم المفهرس، لابن حجر العسقلاني، تحقيق: محمد شكور المياديني، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1418.
156 -
التحبير في المعجم الكبير، لأبي سعد السمعاني، تحقيق: منيرة ناجي، رئاسة ديوان الأوقاف، بغداد، ط 1، 1395.
157 -
تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد، للألباني، المكتب الإسلامي - بيروت، ط 4.
158 -
تحريم النرد والشطرنج والملاهي، لأبي بكر محمد بن الحسين الآجري، ت: محمد سعيد عمر إدريس.
159 -
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، لأبي العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري، دار الكتب العلمية.
160 -
تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، للمزي، ت: عبد الصمد شرف الدين، المكتب الإسلامي، والدار القيّمة، الطبعة: الثانية: 1403 هـ، 1983 م.
161 -
تحفة التحصيل، لأبي زرعة العراقي، تحقيق: عبد الله نوارة، الرشد، 1999.
162 -
تحفة الحبيب على شرح الخطيب (البجيرمي على الخطيب)، لسليمان بن محمد البجيرمي الشافعي، دار الكتب العلمية، 1417.
163 -
تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب، لابن كثير، تحقيق: عبد الغني الكبيسي، دار حراء، 1406.
164 -
التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، للسخاوي، بعناية: أسعد الحسيني، 1399.
165 -
تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج، لابن الملقن، ت: عبد الله بن سعاف اللحياني، دار حراء بمكة المكرمة.
166 -
التحقيق في أحاديث الخلاف، لابن الجوزي، تحقيق: مسعد عبد الحميد السعدني، دار الكتب العلمية، ط 1، 1415.
167 -
تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق، لأبي الحسن الربعي، للشيخ الألباني، مكتبة المعارف بالرياض، الطبعة: الأولى للطبعة الجديدة 1420 هـ - 2000 م.
168 -
تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق، لأبي الحسن علي بن محمد الربعي، للألباني، مكتبة المعارف، ط 1، 1420.
169 -
تخريج أحاديث مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام، لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، ط 1، 1405.
170 -
تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الكشاف، للزيلعي، تحقيق: عبد الله السعد، دار ابن خزيمة، ط 1، 1414.
171 -
تخريج العقيدة الطحاوية، تخريج: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، ط 2، 1414.
172 -
تدريب الراوي، للسيوطي، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، مكتبة الرياض الحديثة.
173 -
تدليس الشيوخ الضعفاء، تأليف: عبد العزيز بن صالح اللحيدان، ط: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - الرياض.
174 -
التدوين في أخبار قزوين، تحقيق: عزيز الله العطاري، الكتب العلمية، 1987.
175 -
تذكرة الحفاظ، لأبي الفضل محمد بن المقدسي الشيباني، المعروف بابن القيسراني، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، دار الصميعي، ط 1، 1415.
176 -
تذكرة الحفاظ، للذهبي، تحقيق: زكريا عميرات، دار الكتب العلمية، ط 1، 1419.
177 -
تذكرة الموضوعات، لمحمد طاهر بن علي الفَتَّنِي، إدارة الطباعة المنيرية، ط 1، 1343.
178 -
التذكرة في الأحاديث المشتهرة، لأبي عبد الله الزركشي، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، ط 1، 1406.
179 -
تذهيب تهذيب الكمال، للذهبي، ت: غنيم عباس ومجدي السيد، الفاروق الحديثة - مصر، ط 1، 1425 هـ.
180 -
ترتيب الأمالي الخميسية، للشجري، ترتيب: القاضي محيي الدين محمد بن أحمد القرشي العبشمي، تحقيق: محمد حسن محمد حسن إسماعيل، دار الكتب العلمية، ط 1، 1422.
181 -
ترتيب المدارك، للقاضي عياض، تحقيق: محمد بن تاويت، ط 2، 1403.
182 -
ترتيب علل الترمذي الكبير، لأبي عيسى الترمذي، رتبه على كتب الجامع: أبو طالب القاضي، صبحي السامرائي وأبو المعاطي النوري ومحمود خليل الصعيدي، عالم الكتب، مكتبة النهضة العربية.
183 -
الترغيب في فضائل الأعمال، لابن شاهين، تحقيق: صالح أحمد الوعيل، دار ابن الجوزي، ط 1، 1415.
184 -
الترغيب والترهيب، لأبي القاسم الأصبهاني، تحقيق: أيمن صالح شعبان، دار الحديث، ط 1، 1414.
185 -
الترغيب والترهيب، للمنذري، تحقيق: إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، ط 1، 1417.
186 -
تسمية الشيوخ، للنسائي، تحقيق: حاتم العوني، دار عالم الفوائد، ط 1، 1423.
187 -
تصحيفات المحدثين، لأبي أحمد العسكري، تحقيق: محمود أحمد ميرة، المطبعة العربية الحديثة، القاهرة، ط 1، 1402.
188 -
تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأربعة، للحافظ ابن حجر العسقلاني، ت: د. إكرام الله إمداد الحق، دار البشائر - بيروت، الطبعة: الأولى، 1996 م.
189 -
التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح، لأبي الوليد سليمان بن خلف الباجي الأندلسي: تحقيق: د. أبو لبابة حسين، دار اللواء، ط 1، 1406.
190 -
تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، لابن حجر، تحقيق: أحمد علي المباركي، ط 3، 1422.
191 -
تعظيم قدر الصلاة، لمحمد بن نصر المروزي، تحقيق: عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي، مكتبة الدار، ط 1، 1406.
192 -
التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان، للألباني، دار با وزير للنشر والتوزيع، جدة، ط 1، 1424 هـ.
193 -
تعليقات الدارقطني على المجروحين، لابن حبان، للدارقطني، خليل بن محمد العربي، الفاروق الحديثة، ط 1، 1414.
194 -
تغليق التعليق، لابن حجر، تحقيق: سعيد عبد الرحمن موسى القزقي، المكتب الإسلامي ودرا عمار، ط 1، 1405.
195 -
تفسير ابن أبي حاتم، تحقيق: أسعد محمد الطيب، المكتبة العصرية.
196 -
تفسير البغوي = معالم التنزيل في تفسير القرآن، لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي، تحقيق: عبد الرزاق المهدي، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1420.
197 -
تفسير السمعاني، لأبي منظور منصور بن محمد السمعاني، تحقيق: ياسر بن إبراهيم وغنيم بن عباس بن غنيم، دار الوطن، ط 1، 1418.
198 -
تفسير الطبري = جامع البيان في تأويل القرآن، لأبي جعفر الطبري، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1420.
199 -
تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، تحقيق: سامي سلامة، دار طيبة، ط 2، 1420.
200 -
تفسير القرطبي، لأبي عبد الله محمد بن أحمد القرطبي، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية، ط 2، 1384.
201 -
التفسير الوسيط، لأبي الحسن علي بن أحمد الواحدي، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض ود. أحمد محمد صيرة ود. أحمد عبد الغني الجمل ود. عبد الرحمن عويس، دار الكتب العلمية، ط 1، 1415.
202 -
تفسير سفيان بن سعيد الثوري، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، ط 1، 1403 هـ - 1983 م.
203 -
تفسير سهل بن عبد الله التستري، جمع: أبي بكر محمد البلدي، ت: محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولى - 1423 هـ.
204 -
تفسير عبد الرزاق، أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني، دار الكتب العلمية، تحقيق: د. محمود محمد عبده، دار الكتب العلمية، ط 1، 1419.
205 -
تقريب التهذيب، لابن حجر، تحقيق: محمد عوامة، دار الرشيد، ط 4، 1418.
206 -
تقييد العلم، للخطيب البغدادي، دار إحياء السنة النبوية - بيروت.
207 -
التقييد والايضاح، لأبي الفضل العراقي، تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان، المكتبة السلفية، ط 1، 1398.
208 -
التقييد، لابن نقطة، دار الحديث، 1407.
209 -
تكملة الإكمال، لابن نقطة، تحقيق: عبد القيوم عبد رب النبي، جامعة أم القرى، ط 1، 1410.
210 -
التلخيص الحبير، لابن حجر، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، الكتب العلمية، ط 1، 1419. 2 - طبعة دار قرطبة.
211 -
تلخيص المتشابه، للخطيب البغدادي، تحقيق: سكينة الشهابي، طلاس، ط 1، 1985.
212 -
تلخيص تاريخ نيسابور، للحاكم، تلخيص: أحمد بن محمد بن الحسن بن أحمد المعروف بالخليفة النيسابوري. الناشر: كتابخانة ابن سينا - طهران، عرّبه عن الفرسية: د/ بهمن كريمي - طهران.
213 -
تلخيص كتاب الموضوعات، لابن الجوزي، للذهبي، تحقيق: تميم ياسر بن إبراهيم بن محمد، مكتبة الرشد، ط 1، 1419.
214 -
تلقيح فهوم أهل الأثر، لابن الجوزي، شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم - بيروت، ط 1، 1997.
215 -
التماس السعد في الوفاء بالوعد، لأبي الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي (المتوفى: 902 هـ)، تحقيق: عبد الله بن عبد الواحد الخميس، ط: مكتبة العبيكان، الرياض، الطبعة: الأولى، 1417 هـ - 1997 م.
216 -
التمهيد، لابن عبد البر، تحقيق: جماعة من الباحثين، مؤسسة قرطبة.
217 -
تمييز الطيب من الخبيث، لابن الديبع الشيباني، دار الكتاب العربي، 1405.
218 -
التمييز، للإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري، دار الفاروق الحديثة، القاهرة، ط 1، 1430 هـ.
219 -
تنبيه الهاجد، لأبي إسحاق الحويني حجازي محمد شريف، دار المحجة.
220 -
تنزيه الشريعة المرفوعة، لابن عرَّاق الكناني، حققه: عبد الوهاب عبد اللطيف وعبد الله الغماري، دار الكتب العلمية.
221 -
تنقيح التحقيق، لابن عبد الهادي، تحقيق: سامي محمد جاد الله وعبد العزيز بن ناصر الخباني، أضواء السلف، ط 1، 1428.
222 -
تنقيح كتاب التحقيق في أحاديث التعليق، للذهبي، تحقيق: مصطفى أبو الغيط وعبد الحي عجيب، 1421.
223 -
التنكيل، للمعلمي، تحقيق: الألباني، مكتبة المعارف، ط 2، 1426.
224 -
التهجد وقيام الليل، لابن أبي الدنيا، تحقيق: مصلح الحارثي، الرشد، ط 1، 1998.
225 -
تهذيب الآثار (الجزء المفقود)، تحقيق: علي رضا، دار المأمون، 1416.
226 -
تهذيب الآثار، للطبري، تحقيق: محمود شاكر، مطبعة المدني.
227 -
تهذيب الأسماء واللغات، لأبي زكريا يحيى بن شرف النووي، تحقيق: شركة العلماء بمساعدة إدارة الطباعة المنيرية، دار الكتب العلمية.
228 -
تهذيب التهذيب، لابن حجر، دار الفكر، ط 1، 1404.
229 -
تهذيب السنن، لابن القيم = مختصر سنن أبي داود.
230 -
تهذيب الكمال، للمزي، تحقيق: بشار عواد، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1400.
231 -
تهذيب اللغة، للأزهري، تحقيق: عبد السلام هارون، المؤسسة المصرية، 1384.
232 -
تهذيب مستمر الأوهام على ذوي المعرفة وأولي الأفهام، لأبي نصر علي بن هبة الله بن ماكولا، سيد كسروي حسن، دار الكتب العلمية، ط 1، 1410.
233 -
التواضع والخمول، لابن أبي الدنيا، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، ط 1، 1409.
234 -
توضيح المشتبه، لابن ناصر الدين الدمشقي، ت: محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة: الأولى، 1993 م.
235 -
تيسير العزيز الحميد، للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، دار الصميعي.
236 -
التيسير بشرح الجامع الصغير، لعبد الرؤوف المناوي، مكتبة الإمام الشافعي - الرياض، ط 3، 1408 هـ.
237 -
التيسير بشرح الجامع الصغير، للمناوي، مكتبة الإمام الشافعي، ط 3، 1408.
238 -
الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم.
239 -
الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم، لأبي عبد الله محمد بن أحمد الذهب، تحقيق: محمد إبراهيم الموصلي، دار البشائر الإسلامية، ط 1، 1414.
240 -
الثقات، لابن حبان، مجلس دائرة المعارف العثمانية، ط 1، 1393.
241 -
ثلاثة مجالس من أمالي ابن مردويه، لأبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني، تحقيق: د. محمد ضياء الرحمن الأعظمي، دار علوم الحديث، ط 1، 1410.
242 -
الثمر المستطاب، للألباني، غراس للنشر والتوزيع، ط 1.
243 -
ثواب قضاء حوائج الأخوان وما جاء في إغاثة اللهفان، لأبي الغنائم محمد بن علي النَّرْسِي، تحقيقَ: د. عامر حسن صبري، دار البشائر الإسلامية، ط 1، 1414.
244 -
جامع الأصول، للمبارك بن الأثير، تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط، مكتبة الحلواني والفلاح والبيان، ط 1.
245 -
جامع البيان، للطبري، تحقيق: أحمد شاكر، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1424.
246 -
جامع التحصيل، للعلائي، تحقيق: حمدي السلفي، عالم الكتب، ط 2، 1407.
247 -
الجامع الصغير من حديث البشير النذير، للسيوطي.
248 -
جامع العلوم والحكم، لابن رجب، المعرفة، ط 1، 1408.
249 -
الجامع الكبير = جمع الجوامع، للسيوطي.
250 -
جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البر، تحقيق: فواز أحمد زمرلي، الريان وابن حزم، ط 1، 1424.
251 -
الجامع في الحديث، لابن وهب، تحقيق: مصطفى حسن، دار ابن الجوزي، 1996.
252 -
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، للخطيب البغدادي، تحقيق: محمود الطحان، مكتبة المعارف، 1403.
253 -
الجامع، لمعمر بن أبي عمرو راشد الأزدي، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، المجلس العلمي بباكستان، ط 2، 1403.
254 -
الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث، لأحمد بن عبد الكريم الغزي، تحقيق: فواز زمرلي، دار ابن حزم، ط 1، 1418.
255 -
الجرح والتعديل، لابن أبي حاتم الرازي، مجلس دائرة المعارف العثمانية، ط 1.
256 -
جز من أحاديث أبي الشيخ الأصبهاني - رواية ابن فورك.
257 -
جزء ابن الغطريف، لمحمد بن أحمد بن الغطريف، ت: د. عامر حسن صبري، البشائر، ط 1، 1417 هـ.
258 -
جزء أبي الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي، لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي، ط 1، 1406.
259 -
جزء أبي العباس العصمي، لأبي العباس رافع بن عُصْم بن العباس بن أحمد العصمي، تحقيق: جاسم بن محمد بن حمود الفجي، مكتبة أهل الأثر، ط 2، 2005.
260 -
جزء أبي عروبة برواية الأنطاكي، لأبي عروبة الحسين بن محمد الحرَّاني، تحقيق: د. عبد الرحيم محمد أحمد القشقري، مكتبة الرشد.
261 -
جزء القاسم بن موسى الأشيب، للقاسم الأشيب، مخطوط بالظاهرية تم نشره على "جوامع الكلم".
262 -
جزء حديث أبي بكر محمد بن العباس بن نجيح البزاز، مخطوط نشر ببرنامج الشاملة.
263 -
جزء حديث أحمد بن سليمان بن حذلم، مخطوط بالظاهرية تم نشره على "جوامع الكلم".
264 -
جزء حديث علي بن عمر الحربي السكري، مخطوط بالظاهرية تم نشره على "جوامع الكلم".
265 -
جزء حديثي، لابن المقرئ، ضمن جمهرة الأجزاء الحديثية، اعتناء وتخريج: محمد زياد عمر تكلة، مكتبة العبيكان، ط 1، 1421.
266 -
جزء رفع اليدين في الصلاة، لمحمد بن إسماعيل البخاري، أبو عبد الله، تحقيق: أحمد الشريف، دار الأرقم، ط 1، 1404.
267 -
جزء في مجلس من فوائد الليث بن سعد، لأبي الفتح بن أبي الفوارس.
268 -
جزء فيه حديثان، لأبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري، تحقيق: جمال عزون، مؤسسة الريان، ط 1، 2000 م.
269 -
جزء من حديث أبي الحسن محمد بن طلحة النعالي.
270 -
جزء من حديث أبي الشيخ الأصبهاني. برنامج جوامع الكلم.
271 -
جزء من حديث أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي.
272 -
جزء من حديث محمد بن يحيى الذهلي (مطبوع ضمن مجموع فيه عشرة أجزاء حديثية).
273 -
جزء منتقى من حديث أبي القاسم الطبراني، لأبي بكر بن مردوية.
274 -
جزء بيبي بنت عبد الصمد الهروية الهرثمية، لابن أبي شريح، ت: عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي - الكويت، الطبعة: الأولى، 1986.
275 -
الجعديات، لأبي القاسم البغوي، تحقيق: عامر أحمد حيدر، مؤسسة نادر، ط 1، 1410.
276 -
جلاء الأفهام، لابن القيم، ت: شعيب وعبد القادر الأرناؤوطين، دار العروبة، الكويت، ط 2، 1407 هـ.
277 -
الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي، للمعافى بن زكريا الموصلي النهرواني، ت: عبد الكريم سامي الجندي، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى 1426 هـ.
278 -
جمع الوسائل في شرح الشمائل، لملا علي بن سلطان القاري الهروي، المطبعة الشرفية - مصر.
279 -
الجمعة وفضلها، لأبي بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي، ت: سمير بن أمين الزهيري، دار عمار، عمان، الطبعة: الأولى، 1407 هـ - 1987 م.
280 -
جمهرة الأمثال، لأبي هلال الحسن بن عبد الله العسكري، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم وعبد المجيد قطامش، دار الفكر، ط 2، 1988.
281 -
جمهرة اللغة، لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد، تحقيق: رمزي منير بعلبكي، دار العلم للملايين، ط 1، 1987.
282 -
جمهرة أنساب العرب، لأبي محمد علي بن أحمد بن حزم، تحقيق: لجنة من العلماء، دار الكتب العلمية، ط 1، 1403.
283 -
الجوع، لأبي بكر ابن أبي الدنيا، تحقيق: محمد خير رمضان يوسف، دار ابن حزم، ط 1.
284 -
حادي الأرواح، لابن القيم، مطبعة المدني، القاهرة.
285 -
الحاوي للفتاوى، للسيوطي، تحقيق: عبد اللطيف حسن، دار الكتب العلمية، ط 1، 1421.
286 -
الحجة في بيان المحجة، لقوام السنة الأصبهاني، ت: محمد بن ربيع بن هادي عمير المدخلي، دار الراية - الرياض، ط 2، 1419 هـ.
287 -
حديث أبي الفضل الزهري، تحقيق: حسن البلوط، أضواء السلف، ط 1، 1418.
288 -
حديث سفيان بن سعيد الثوري، لسفيان بن سعيد الثوري، رواية: السري بن يحيى، تحقيق: عامر حسن صبري، دار البشائر الإسلامية، ط 1، 2004 م.
289 -
حديث هشام بن عمار، لابن الزفتي.
290 -
حسن المحاضرة، للسيوطي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، ط 1، 1387.
291 -
الحلة السيراء، محمد بن عبد الله بن أبي بكر ابن الآبار القضاعي البلنسي، تحقيق: د. حسين مؤنس، دار المعارف، ط 2، 1985 م.
292 -
حلية الأولياء، لأبي نعيم الأصبهاني، دار الكتاب العربي، ط 4، 1405.
293 -
حياة الأنبياء صلوات الله عليهم بعد وفاتهم، لأبي بكر البيهقي، ت: د. أحمد بن عطية الغامدي، مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة، الطبعة: الأولى، 1414 هـ - 1993 م.
294 -
خلاصة البدر المُنير، لأبي حفص عمر بن علي ابن الملقن، مكتبة الرشد، ط 1، 1410.
295 -
خلق أفعال العباد، لمحمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: د. عبد الرحمن عميرة، دار المعارف.
296 -
الدراية في تخريج أحاديث الهداية، لابن حجر، تحقيق: السيد عبد الله هاشم اليماني، دار المعرفة.
297 -
الدرة الثمينة في أخبار المدينة، لمحب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن المعروف بابن النجار (578 - 643 هـ)، المحقق: حسين محمد علي شكري، ط: شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم.
298 -
الدرر الكامنة، لابن حجر، تحقيق: محمد عبد المعيد خان، مجلس دائرة المعارف العثمانية، 1392.
299 -
الدرر المنتثرة، للسيوطي، تحقيق: محمد لطفي الصباغ، مطابع جامعة الملك سعود، ط 1، 1406.
300 -
الدعاء، لمحمد بن فضيل الضبي (ت: 195 هـ)، المحقق: د عبد العزيز بن سليمان بن إبراهيم البعيمي، الناشر: مكتبة الرشد - الرياض، الطبعة: الأولى، 1419 هـ - 1999 م.
301 -
الدعاء، للطبراني، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، ط 1، 1413.
302 -
الدعوات الكبير، للبيهقي، تحقيق: بدر البدر، مركز المخطوطات والتراث والوثائق، 1414.
303 -
دلائل الإعجاز، لأبي بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجاني، تحقيق: د. محمد التنجي، دار الكتاب العربي، ط 1، 1995 م.
304 -
دلائل النبوة، لأبي القاسم إسماعيل بن محمد الملقب بقوام السنة، تحقيق: محمد محمد الحداد، دار طيبة، ط 1، 1409.
305 -
دلائل النبوة، لأبي نعيم، تحقيق: محمد رواس وعبد البر عباس، النفائس، ط 2، 1406.
306 -
دلائل النبوة، للبيهقي، تحقيق عبد المعطي قلعجي، الكتب العلمية، ط 1، 1408.
307 -
الدلائل في غريب الحديث، للقاسم بن ثابت السرقسطي، تحقيق: محمد القناص، العبيكان، ط 1، 1422.
308 -
الديباج المذهب، لابن فرحون، تحقيق: محمد أبو النور، دار التراث.
309 -
الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج، لعبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تحقيق: أبي اسحق الحويني الأثري، دار ابن عفان.
310 -
ديوان الضعفاء، للذهبي، تحقيق: حماد الأنصاري، مطبعة النهضة الحديثة، 1387.
311 -
ديوان المعاني، لأبي هلال الحسن بن عبد الله بن العسكري، دار الجيل.
312 -
ديوان طرفة بن العبد، بعناية: عبد الرحمن المصطاوي، المعرفة، ط 1، 1424.
313 -
ديوان لبيد بن ربيعة العامري، تحقيق: حمدو طمّاس، الناشر: دار المعرفة، الطبعة: الأولى، 1425 هـ - 2004 م.
314 -
ذخيرة الحفاظ، لأبي الفضل محمد بن طاهر المعروف بابن القيسراني، تحقيق: د. عبد الرحمن الفريوائي، دار السلف، ط 1، 1416.
315 -
الذرية الطاهرة النبوية، لأبي بِشْر محمد بن أحمد الدولابي، تحقيق: سعد المبارك الحسن، الدار السلفية، ط 1، 1407.
316 -
ذكر أخبار أصبهان، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، تحقيق: سيد كسروي حسن، دار الكتب العلمية، ط 1، 1410.
317 -
ذكر الأقران وروايتهم عن بعضهم بعضا، لأبي محمد عبد الله بن محمد بن حيان الأنصاري المعروف بأبِي الشيخ الأصبهاني، تحقيق: مسعد السعدني، دار الكتب العلمية، ط 1، 1417.
318 -
ذم الدنيا، لأبي بكر عبد الله بن محمد المعروف بابن أبي الدنيا، دراسة وتحقيق: محمد عبد القادر أحمد عطا، مؤسسة الكتب الثقافية، ط 1، 1414.
319 -
ذم الرياء، لأبي محمد الضراب.
320 -
ذم الغيبة والنميمة، لأبي بكر عبد الله بن محمد المعروف بابن أبي الدنيا، تحقيق: بشير محمد عيون، مكتبة دار البيان، دمشق، ط 1، 1413.
321 -
ذم الكلام وأهله، لأبي إسماعيل عبد الله بن محمد الهروي، تحقيق: عبد الرحمن عبد العزيز الشبل، مكتبة العلوم والحكم، ط 1، 1418.
322 -
ذم اللواط، لأبي بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ، دراسة وتحقيق: مجدي السيد إبراهيم، مكتبة القرآن.
323 -
ذم اللواط، للهيثم بن خلف الدوري.
324 -
ذم الملاهي، لابن أبي الدنيا، لأبي بكر عبد الله بن محمد المعروف بابن أبي الدنيا، دراسة وتحقيق: عمرو عبد المنعم سليم، مكتبة ابن تيمية، ط 1، 1416.
325 -
ذم الكلام وأهله، لأبي إسماعيل الهروي عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري (المتوفى: 481 هـ)، المحقق: عبد الرحمن عبد العزيز الشبل، الناشر: مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة، الطبعة: الأولى، 1418 هـ - 1998 م.
326 -
ذم الهوى، لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي، تحقيق: مصطفى عبد الواحد.
327 -
ذيل التقييد، للتقي الفاسي، ت: كمال يوسف الحوت، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1410 هـ.
328 -
ذيل الموضوعات، للسيوطي، تحقيق: رامز خالد، ط: مكتبة المعارف - الرياض، الطبعة الأولى.
329 -
ذيل تاريخ بغداد، لابن النجار البغدادي، انتقاء: أبي الحسين أحمد المعروف بابن الدمياطي، دراسة وتحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية.
330 -
ذيل تاريخ بغداد، لأبي عبد الله محمد بن محمود المعروف بابن النجار البغدادي، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، ط 1، 1417.
331 -
ذيل ميزان الاعتدال، لأبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين بن العراقي، تحقيق: علي محمد معوض وعادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية، ط 1، 1416.
332 -
الرؤية، للدارقطني، تحقيق: إبراهيم العلي وأحمد الرفاعي، ط: الأولى، 1990 م، مكتبة المنار، الأردن.
333 -
رجال صحيح البخاري = الهداية والارشاد في معرفة أهل الثقة والسداد، لأبي نصر أحمد بن محمد الكلاباذي، عبد الله الليثي، دار المعرفة، ط 1، 1407.
334 -
رجال صحيح مسلم، لأبي بكر أحمد بن علي بن منجويه الأصبهاني، تحقيق: عبد الله الليثي، دار المعرفة - بيروت، 1407 هـ.
335 -
الرد على الإخنائي، لابن تيمية، تحقيق: أحمد بن مونس العنزي، ط: دار الخراز - جدة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.
336 -
رسالة أبي داود إلى أهل مكة وغيرهم في وصف سننه، لأبي داود سليمان بن الأشعث السِّجِسْتاني، تحقيق: محمد الصباغ، دار العربية.
337 -
الرسالة القشيرية، لأبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري (المتوفى: 465 هـ)، تحقيق: الدكتور عبد الحليم محمود، الدكتور محمود بن الشريف، الناشر: دار المعارف، القاهرة.
338 -
الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة، لأبي عبد الله محمد بن أبي الفيض جعفر الإدريسي الشهير بـ الكتاني، تحقيق: محمد المنتصر بن محمد الزمزمي، دار البشائر الإسلامية، ط 6، 1421.
339 -
رفع الإصر عن قضاة مصر، لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: الدكتور علي محمد عمر، مكتبة الخانجي، ط 1، 1418.
340 -
الرقة والبكاء، لأبي بكر عبد الله بن المعروف بابن أبي الدنيا، تحقيق: محمد خير رمضان يوسف، دار ابن حزم، بيروت، ط 3، 1419.
341 -
رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز، للإمام الرسعيني (661 هـ)، دراسة وتحقيق: أ. د. عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، الطبعة الأولى 1429 هـ، 2008 م، مكتبة الأسدي، مكة المكرمة.
342 -
الرمي وتعليمه، لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق: الأستاذ الدكتور محمد بن حسن بن أحمد الغماري، مكتبة الملك فهد الوطنية، السعودية، 1419.
343 -
الرواة عن سعيد بن منصور، لأبي نعيم = تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن سعيد بن منصور عاليًا، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (المتوفى: 430 هـ)، تحقيق: عبد الله بن يوسف الجديع، ط: دار العاصمة، الرياض - المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1409 هـ.
344 -
الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام، لأبي سليمان جاسم بن سليمان حمد الفهيد الدوسري، الناشر: دَارُ البَشَائِر الإسْلَاميَّة، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى، 1408 هـ - 1987 م.
345 -
الروض المعطار في خبر الأقطار، لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحميري، تحقيق: إحسان عباس، مؤسسة ناصر للثقافة، ط 2، 1980.
346 -
روضة الطالبين وعمدة المفتين، لأبي زكريا يحيى بن شرف النووي، تحقيق: زهير الشاويش، المكتب الإسلامي، ط 3، 1412.
347 -
روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، لأبي حاتم محمد بن حبان البُستي، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، دار الكتب العلمية.
348 -
رياض الصالحين، للنووي.
349 -
الزاهر في معاني كلمات الناس، لمحمد بن القاسم بن محمد بن بشار، أبي بكر الأنباري، ت: د. حاتم صالح الضامن، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: الأولى، 1412 هـ - 1992 م.
350 -
الزهد الكبير، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: عامر أحمد حيدر، دار الجنان، ط 1، 1408.
351 -
الزهد وصفة الزاهدين، لأبي سعيد أحمد بن محمد ابن الأعرابي، تحقيق: مجدي السيد، دار الصحابة، ط 1، 1408.
352 -
الزهد، لأبي بكر بن أبي عاصم وهو أحمد بن عمرو بن الضحاك الشيباني، تحقيق: عبد العلي عبد الحميد حامد، دار الريان، ط 2، 1408.
353 -
الزهد، لأبي بكر عبد الله بن محمد القرشي المعروف بابن أبي الدنيا، تحقيق: ياسين محمد السواس، دار ابن كثير، ط 1، 1420.
354 -
الزهد، لأبي داود سليمان بن داود السجستاني، تحقيق: ياسر إبراهيم وغنيم عباس، دار المشكاة، ط 1، 1414.
355 -
الزهد، لأبي سفيان وكيع بن الجراح الرؤاسي، تحقيق: عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي، مكتبة الدار، ط 1، 1404.
356 -
الزهد، لأبي عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني، دار الكتب العلمية، ط 1، 1403.
357 -
الزهد، لأبي عبد الله عبد الله بن المبارك المرزوي، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية.
358 -
الزهد، للمعافى بن عمران، تحقيق: عامر حسن صبري، البشائر، ط 1، 1420.
359 -
الزهد، لهناد بن السري، تحقيق: عبد الرحمن الفريوائي، دار الخلفاء، 1406.
360 -
زهر الآداب، لأبي إسحاق إبراهيم بن علي الحُصْري، تحقيق: يوسف علي طويل، دار الكتب العلمية، ط 1، 1417.
361 -
زهر الأكم في الأمثال والحكم، للحسن بن مسعود بن محمد، أبو علي، نور الدين اليوسي، ت: د. محمد حجي - د. محمد الأخضر، الشركة الجديدة - دار الثقافة، الدار البيضاء - المغرب، الطبعة: الأولى، 1401 هـ - 1981 م.
362 -
الزهرة، لأبي بكر محمد بن داود بن علي بن خلف الأصبهاني، المكتبة الشاملة.
363 -
الزواجر عن اقتراف الكبائر، لابن حجر الهيتمي، دار الفكر، الطبعة: الأولى، 1407 هـ - 1987 م.
364 -
سؤالات ابن الجنيد، لأبي زكريا يحيى بن معين، تحقيق: د. أحمد محمد نور سيف، مكتبة الدار، 1408.
365 -
سؤالات أبي بكر ابن هانئ الأثرم عن الإمام أحمد، تحقيق: د. عامر حسن صبري، ط: دار البشائر الإسلامية - بيروت، الطبعة الأولى، 1425 هـ - 2004 م.
366 -
سؤالات أبي داود، للإمام أحمد بن حنبل في جرح الرواة وتعديلهم، لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، تحقيق: د. زياد محمد منصور، مكتبة العلوم والحكم، ط 1، 1414.
367 -
سؤالات أبي عبيد الآجري أبا داود السجستاني في الجرح والتعديل، تحقيق: محمد علي قاسم العمري، عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، ط 1، 1403. 2 - تحقيق: عبد العظيم البستوي، ط: دار الاستقامة - مكة، مؤسسة الريان - بيروت، الطبعة الأولى، 1997 م.
368 -
سؤالات البرذعي، لأبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، تحقيق: د. سعدي الهاشمي، الجامعه الإسلامية، ط 1، 1402.
369 -
سؤالات البرقاني، للدارقطني رواية الكرجي عنه، لأبي بكر أحمد بن محمد المعروف بالبرقاني، تحقيق: عبد الرحيم محمد أحمد القشقري، كتب خانه جميلي، ط 1، 1404.
370 -
سؤالات الحاكم النيسابوري، للدارقطني، لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، تحقيق: د. موفق بن عبد الله بن عبد القادر، مكتبة المعارف، ط 1، 1404.
371 -
سؤالات الدارمي = تاريخ ابن معين (رواية عثمان الدارمي)، لأبي زكريا يحيى بن معين، تحقيق: د. أحمد محمد نور سيف، دار المأمون.
372 -
سؤالات الدقاق = من كلام أبي زكريا يحيى بن معين في الرجال (رواية طهمان)، لأبي زكريا يحيى بن معين، تحقيق: د. أحمد محمد نور سيف، دار المأمون.
373 -
سؤالات حمزة بن يوسف السهمي، لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، مكتبة المعارف، ط 1، 1404.
374 -
سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة، لعلي بن المديني، لأبي الحسن علي بن عبد الله المديني، تحقيق: موفق عبد الله عبد القادر، مكتبة المعارف.
375 -
سؤالات مسعود بن علي السجزي (مع أسئلة البغداديين عن أحوال الرواة للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري)، لأبي عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله النيسابوري المعروف بابن البيع، تحقيق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر، دار الغرب الإسلامي، ط 1، 1408.
376 -
سبل الهدى والرشاد، للصالحي محمد بن يوسف، ت: عادل أحمد عبد الموجود - علي محمد معوض، دار الكتب العلمية بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى، 1414 هـ - 1993 م.
377 -
سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، لمحمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف، ط 1.
378 -
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة، ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف، ط 1، 1412 هـ.
379 -
سمط اللآلي في شرح أمالي القالي، لأبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي، ت: عبد العزيز الميمني، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان.
380 -
السنة، لأبي بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخَلال، ت: د. عطية الزهراني، دار الراية - الرياض.
381 -
السنة، لأبي بكر بن أبي عاصم وهو أحمد بن عمرو بن الضحاك الشيباني، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، ط 1، 1400.
382 -
السنة، لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، تحقيق: د. محمد سعيد سالم القحطاني، دار ابن القيم، ط 1، 1406.
383 -
السنن = المجتبى، لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي.
384 -
سنن الدارقطني، لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، تحقيق: شعيب الارنؤوط وحسن عبد المنعم شلبي وعبد اللطيف حرز الله وأحمد برهوم، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1424.
385 -
سنن الدارمي، لأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، تحقيق: حسين سليم أسد الداراني، دار المغني، ط 1، 1412.
386 -
السنن المأثورة، للإمام الشافعي، ط: دار المعرفة - بيروت، الطبعة: الأولى، 1406 هـ.
387 -
السنن الصغرى، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: محمد ضياء الرحمن الأعظمي، مكتبة الرشد، 1422.
388 -
السنن الكبرى وفي ذيله الجوهر النقي، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، مؤلف الجوهر النقي: علاء الدين علي بن عثمان المارديني الشهير بابن التركماني، مجلس دائرة المعارف النظامية الكائنة في الهند ببلدة حيدر آباد، ط 1، 1344.
389 -
السنن الكبرى، لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، تحقيق: حسن عبد المنعم شلبي، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1421.
390 -
سنن سعيد بن منصور، لأبي عثمان سعيد بن منصور الجوزجاني، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، الدار السلفية، ط 1، 1403.
391 -
السنن، لأبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني المعروف بابن ماجه، مكتبة المعارف.
392 -
السنن، لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، مكتبة المعارف.
393 -
السنن، لأبي عسي محمد بن عيسى الترمذي، مكتبة المعارف.
394 -
سير أعلام النبلاء، لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، ط 3، 1405 هـ.
395 -
شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لأبي الفلاح عبد الحي بن أحمد بن محمد بن العماد العَكري، تحقيق: محمود الأرناؤوط، خرج أحاديثه: عبد القادر الأرناؤوط، دار ابن كثير، ط 1، 1406.
396 -
الشذرة في الأحاديث المشتهرة، لمحمد بن طولون الصالحي الحنفي، ت: كمال بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، 1993 م.
397 -
شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، لأبي القاسم هبة الله بن الحسن اللالكائي، تحقيق: أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي، دار طيبة، ط 2، 1423.
398 -
شرح السنة، لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط ومحمد زهير الشاويش، المكتب الإسلامي، ط 2، 1403.
399 -
شرح العقيدة الطحاوية، لابن أبي العز الحنفي، تحقيق: أحمد محمد شاكر، نشر: وكالة الطباعة والترجمة.
400 -
الشرح الكبير = فتح العزيز بشرح الوجيز، لعبد الكريم بن محمد الرافعي، دار الفكر.
401 -
شرح المعلقات التسع، المنسوب لأبي عمرو الشيباني، تحقيق وشرح: عبد المجيد همو، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، ط 1، 1422 هـ - 2001 م.
402 -
شرح المعلقات السبع، لأبي عبد الله حسين بن أحمد الزَّوْزَني، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1423.
403 -
شرح ديوان الحماسة، للتبريزي يحيى بن علي بن محمد الشيبانيّ التبريزي، ط: دار القلم - بيروت.
404 -
شرح ديوان المتنبي، للواحدي أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي النيسابوري.
405 -
شرح سنن أبي داود، للبدر العيني، ت: أبو المنذر خالد بن إبراهيم المصري، مكتبة الرشد - الرياض.
406 -
شرح صحيح البخاري، لابن بطال، لأبي الحسن علي بن خلف بن عبد الملك، تحقيق: أبي تميم ياسر بن إبراهيم، مكتبة الرشد، ط 1، 1423.
407 -
شرح صحيح مسلم بن الحجاج = المنهاج، لأبي زكريا يحيى بن شرف النووي، دار إحياء التراث العربي، ط 2، 1392.
408 -
شرح علل الترمذي، لابن رجب الحنبلي، ت: د. نور الدين عتر - د. همام، مكتبة المنار - الأردن، ط 1، 1407.
409 -
شرح كتاب الأمثال، لأبي عبيد البكري، تحقيق: د. إحسان عباس ود. عبد المجيد عابدين.
410 -
شرح مذاهب أهل السنة ومعرفة شرائع الدين والتمسك بالسنن، لابن شاهين، تحقيق: عادل بن محمد، مؤسسة قرطبة، ط 1، 1415 هـ - 1995 م.
411 -
شرح مشكل الآثار، لأبي جعفر أحمد بن محمد المصري المعروف بالطحاوي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1415.
412 -
شرح معاني الآثار، لأبي جعفر أحمد بن محمد المصري المعروف بالطحاوي، تحقيق: محمد زهري النجار ومحمد سيد جاد الحق، عالم الكتب، ط 1، 1414.
413 -
شرف أصحاب الحديث، للخطيب البغدادي، د. محمد سعيد خطي أوغلي، دار إحياء السنة - أنقرة.
414 -
الشريعة، لأبي بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ، تحقيق: د. عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي، دار الوطن، ط 2، 1420.
415 -
شعب الإيمان، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: عبد العلي عبد الحميد حامد، أشرف على تحقيقه وتخريج أحاديثه: مختار أحمد الندوي، مكتبة الرشد، ط 1، 1423.
416 -
الشكر، لابن أبي الدنيا، ت: بدر البدر، المكتب الإسلامي - الكويت، ط 3، 1400 هـ - 1980 م.
417 -
الشمائل المحمدية، لأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي، دار إحياء التراث العربي.
418 -
الصبر والثواب عليه، لأبي بكر عبد الله بن محمد القرشي المعروف بابن أبي الدنيا، تحقيق: محمد خير رمضان يوسف، دار ابن حزم، ط 1، 1418.
419 -
الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، لأبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، ط 4، 1407.
420 -
صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، لأبي حاتم محمد بن حبان البُستي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، ط 2، 1414.
421 -
صحيح ابن خزيمة، لأبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، تحقيق: د. محمد مصطفى الأعظمي، المكتب الإسلامي.
422 -
صحيح أبي داود - الأم، محمد ناصر الدين، بن الحاج الألباني، مؤسسة غراس، ط 1، 1423 هـ.
423 -
صحيح البخاري = الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، ط 1، 1422.
424 -
صحيح الترغيب والترهيب، لمحمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف، ط 5.
425 -
صحيح الجامع الصغير وزياداته، لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي.
426 -
صحيح مسلم = المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأبي الحجاج مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي.
427 -
صريح السنة، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، تحقيق: بدر يوسف المعتوق، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي، ط 1، 1405.
428 -
صفة المنافق، لجعفر بن محمد بن الحسن الفريابي، ت: بدر البدر، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي - الكويت، الطبعة الأولى، 1405 هـ.
429 -
صفة النفاق ونعت المنافقين، لأبي نعيم الأصبهاني، ت: د. عامر حسن صبري، دار البشائر الإسلامية، بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى، 1422 هـ.
430 -
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لأبي بكر بن أبي عاصم وهو أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، دار المأمون، ط 1، 1415.
431 -
صلة الخلف بموصول السلف، لأبي عبد الله محمد بن سليمان بن الفاسي الرُّوداني السوسي محمد حجي، دار الغرب الإسلامي، ط 1، 1408.
432 -
الصمت وآداب اللسان، لأبي بكر عبد الله بن محمد القرشي المعروف بابن أبي الدنيا، تحقيق: أبي إسحاق الحويني، دار الكتاب العربي، ط 1، 1410.
433 -
الصناعتين؛ الشعر والرواية، لأبي هلال العسكري، ت: علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العنصرية - بيروت، ط: 1419 هـ.
434 -
الضعفاء الصغير، لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: أبي عبد الله أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين، مكتبة ابن عباس، ط 1، 1426.
435 -
الضعفاء الضعفاء والمتروكون، لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، تحقيق: د. عبد الرحيم محمد القشقري، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
436 -
الضعفاء الكبير، لأبي جعفر محمد بن عمرو، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي، دار المكتبة العلمية، ط 1، 1404.
437 -
الضعفاء والمتروكون، لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي، تحقيق: عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية، ط 1، 1406.
438 -
الضعفاء والمتروكون، لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، دار الوعي، ط 1، 1396.
439 -
الضعفاء، لأبي زرعة الرازي، تحقيق: سعدي بن مهدي الهاشمي، عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، 1402.
440 -
الضعفاء، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، تحقيق: فاروق حمادة، دار الثقافة، ط 1، 1405.
441 -
ضعيف الجامع الصغير وزيادته، لمحمد ناصر الدين الألباني، أشرف على طبعه: زهير الشاويش، المكتب الإسلامي.
442 -
ضعيف سنن أبي داود - الأم، لمحمد ناصر الدين الألباني، مؤسسة غراس، ط 1، 1423.
443 -
الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، لأبي الخير محمد بن عبد الرحمن، دار مكتبة الحياة.
444 -
ضوابط الجرح والتعديل، للدكتور عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف، ط: 1، 1412 هـ، مطابع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
445 -
الطب النبوي، لابن السني، خ.
446 -
الطب النبوي، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، تحقيق: مصطفى خضر دونمز التركيدار، دار ابن حزم، ط 1، 2006 م.
447 -
الطب النبوي، لمحمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية، تحقيق: السيد الجميلي، دار كتاب العربي.
448 -
الطبقات، للنسائي، ت: مشهور حسن - عبد الكريم الوريكات، مكتبة المنار، الأردن، ط 1، 1408 هـ.
449 -
طبقات أعلام الشيعة نوابغ الرواة في راوية الكتاب، للشيخ آغا بزرك الطهراني، تحقيق: علي تقي فنروي، دار الكتاب العربي، 1390.
450 -
الطبقات السنية في تراجم الحنفية، لتقي الدين بن عبد القادر التميمي الداري الغزي.
451 -
طبقات الشافعية الكبرى، لتاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي، تحقيق: د. محمود محمد الطناحي د. عبد الفتاح محمد الحلو، هجر للطباعة والنشر والتوزيع، ط 2، 1413.
452 -
طبقات الشافعية، لأبي بكر بن أحمد ابن قاضى شهبة، تحقيق: د. الحافظ عبد العليم خان، عالم الكتب، ط 1، 1407.
453 -
طبقات الشعراء، لابن المعتز العباسي، ت: عبد الستار أحمد فراج، دار المعارف - القاهرة، ط 3.
454 -
طبقات الصوفية، لأبي عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، ط 1، 1419. الطبعة: الأولى، 1419.
455 -
طبقات الفقهاء الشافعية، لابن الصلاح، ت: محيي الدين علي نجيب، البشائر، ط 1، 1992 م.
456 -
طبقات الفقهاء، لأبي إسحاق الشيرازي، تهذيب: ابن منظور، ت: إحسان عباس، دار الرائد العربي، بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى، 1970 م.
457 -
الطبقات الكبرى، لمحمد بن سعد، تحقيق: زياد محمد منصور، مكتبة العلوم والحكم، ط 2، 1408.
458 -
طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها، لعبد الله بن محمد الأنصاري المعروف بأبِي الشيخ الأصبهاني، تحقيق: عبد الغفور عبد الحق حسين البلوشي، مؤسسة الرسالة، ط 2، 1412.
459 -
طبقات المدلسين = تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: د. عاصم بن عبد الله القريوتي، ط 1، 1403.
460 -
طبقات فحول الشعراء، لمحمد بن سلّام بن عبيد الله الجمحي، تحقيق: محمود محمد شاكر، دار المدني.
461 -
الطبقات، لخليفة بن خياط أبي عمر الليثي العصفري، تحقيق: د. أكرم ضياء العمري، دار طيبة، ط 2، 1402.
462 -
طرح التثريب في شرح التقريب، لأبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي، دار إحياء التراث العربي.
463 -
الطيوريات، لأبي طاهر أحمد بن محمد السِّلَفي، دراسة وتحقيق: دسمان يحيى معالي وعباس صخر الحسن، مكتبة أضواء السلف، ط 1، 1425.
464 -
ظلال الجنة في تخريج السنة، لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، ط 1، 1400.
465 -
العبر في خبر من غبر، لأبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق: أبي هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية.
466 -
عجالة الإملاء على الترغيب والترهيب، للمنذري، للبرهان الناجي، ت: حسين عكاشة، دار الصحابة، الشارقة، ط 1، 1419 هـ.
467 -
العجالة في الأحاديث المسلسلة، لأبي الفيض محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكي، دار البصائر، ط 2، 1985.
468 -
العزلة والانفراد، لأبي بكر عبد الله بن محمد القرشي المعروف بابن أبي الدنيا، تحقيق: مسعد عبد الحميد محمد السعدني، مكتبة الفرقان.
469 -
العزلة، لأبي سليمان حمد بن محمد المعروف بالخطابي، المطبعة، ط 2، 1399.
470 -
العظمة، لأبي محمد عبد الله بن محمد بن حيان الأنصاري المعروف بأبِي الشيخ الأصبهاني، تحقيق: رضاء الله بن محمد إدريس المباركفوري، دار العاصمة، ط 1، 1408.
471 -
العقل وفضله، لأبي بكر عبد الله بن محمد القرشي المعروف بابن أبي الدنيا، مكتبة القرآن.
472 -
العقوبات، لأبي بكر عبد الله بن محمد القرشي المعروف بابن أبي الدنيا، تحقيق: محمد خير رمضان يوسف، دار ابن حزم، ط 1، 1416.
473 -
عقيدة السلف أصحاب الحديث، لأبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني.
474 -
العلل، للإمام علي ابن المديني، ت: محمد مصطفى الأعظمي، المكتب الإسلامي، ط 2، 1980 هـ.
475 -
العلل المتناهية في الأحاديث الواهية، لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي، تحقيق: إرشاد الحق الأثري، إدارة العلوم الأثرية، ط 2، 1401.
476 -
العلل الواردة في الأحاديث النبوية، لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، المجلدات من الأول إلى الحادي عشر، تحقيق وتخريج: محفوظ الرحمن زين الله السلفي، دار طيبة، ط 1، 1405. والمجلدات من الثاني عشر إلى الخامس عشر، علق عليه: محمد بن صالح بن محمد الدباسي، دار ابن الجوزي، ط 1، 1427.
477 -
العلل ومعرفة الرجال، لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، رواية: ابنه عبد الله، تحقيق: وصي الله بن محمد عباس، دار الخاني، ط 2، 1422.
478 -
العلل ومعرفة الرجال، لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، رواية: المروذي، تحقيق: صبحي البدري السامرائي، مكتبة المعارف، ط 1، 1409.
479 -
العلل، لعبد الرحمن بن محمد أبي حاتم ابن أبي حاتم، تحقيق فريق من الباحثين، ط 1، 1427.
480 -
العلم، لأبي طاهر السِّلَفي أحمد بن محمد بن أحمد، مخطوط نُشر في برنامج جوامع الكلم.
481 -
العلم، لأبي خيثمة زهير بن حرب النسائي، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلمي، ط 2، 1403.
482 -
العلو، لأبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق: أبي محمد أشرف بن عبد المقصود، مكتبة أضواء السلف، ط 1، 1416.
483 -
علوم الحديث، لأبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن المعروف بابن الصلاح، تحقيق: نور الدين عتر، دار الفكر، 1406.
484 -
عمدة القاري شرح صحيح البخاري، لأبي محمد محمود بن أحمد العيني، دار إحياء التراث العربي.
485 -
العمر والشيب، لأبي بكر عبد الله بن محمد القرشي المعروف بابن أبي الدنيا، تحقيق: د. نجم عبد الله خلف، مكتبة الرشد، ط 1، 1412.
486 -
عمل اليوم والليلة، لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، تحقيق: د. فاروق حمادة، مؤسسة الرسالة، ط 2، 1406.
487 -
عمل اليوم والليلة، لأحمد بن محمد المعروف بابن السني، تحقيق: كوثر البرني، دار القبلة.
488 -
العيال، لأبي بكر عبد الله بن محمد القرشي المعروف بابن أبي الدنيا، تحقيق: د. نجم عبد الرحمن خلف، دار ابن القيم، ط 1، 1990.
489 -
العين، لأبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي، تحقيق: د. مهدي المخزومي ود. إبراهيم السامرائي، دار ومكتبة الهلال.
490 -
عيون الأخبار، لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، دار الكتب العلمية، 1418.
491 -
عيون الأنباء في طبقات الأطباء، لابن أبي أصيبعة أحمد بن القاسم بن خليفة، ت: د. نزار رضا، دار مكتبة الحياة - بيروت.
492 -
غاية المقصد في زوائد المسند، لأبي الحسن علي بن أبي بكر الهيثمي، تحقيق: خلاف محمود عبد السميع، دار الكتب العلمية، ط 1، 1421.
493 -
غريب الحديث، لأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي، تحقيق: د. سليمان إبراهيم محمد العايد، جامعة أم القرى، ط 1، 1405.
494 -
غريب الحديث، لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي، تحقيق: الدكتور عبد المعطي أمين القلعجي، دار الكتب العلمية، ط 1، 1405.
495 -
غريب الحديث، لأبي سليمان حمد بن محمد بالخطابي، تحقيق: عبد الكريم إبراهيم الغرباوي، وخرج أحاديثه: عبد القيوم عبد رب النبي، دار الفكر، 1402.
496 -
غريب الحديث، لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري تحقيق: د. عبد الله الجبوري، مطبعة العاني، ط 1، 1397.
497 -
الغريبين في القرآن والحديث، لأبي عبيد أحمد بن محمد الهروي صاحب الأزهري (ت: 401 هـ)، تحقيق: أحمد فريد، ط: مكتبة نزار مصطفى الباز - مكة المكرمة.
498 -
غنية الملتمس بإيضاح الملتبس، لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، تحقيق: د. يحيى بن عبد الله البكري الشهري، مكتبة الرشد، ط 1، 1422.
499 -
الغنية عن الكلام وأهله، لأبي سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي المعروف بالخطابي.
500 -
الغنية - فهرست شيوخ القاضي عياض، للقاضي عياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصبي السبتي (المتوفى: 544 هـ)، المحقق: ماهر زهير جرار، ط: دار الغرب الإسلامي، الطبعة: الأولى 1402 هـ - 1982 م.
501 -
الغوامض والمبهمات في الحديث النبوي، لأبي محمد عبد الغني بن سعيد الأزدي المصري، تحقيق: د. حمزة أبو الفتح بن حسين قاسم محمد النعيمي، دار المنارة، ط 1، 1421.
502 -
الفائق في غريب الحديث والأثر، لأبي القاسم محمود بن عمرو الزمخشري تحقيق: علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعرفة، ط 2.
503 -
الفاخر، للمفضل بن سلمة بن عاصم، ت: عبد العليم الطحاوي، مراجعة: محمد علي النجار، ط: دار إحياء الكتب العربية، الطبعة: الأولى، 1380 هـ.
504 -
الفتاوى الحديثية، لابن حجر الهيتمي، ط: دار الفكر.
505 -
الفتاوى الحديثية، للسخاوي، ت: علي رضا، ط 1.
506 -
الفتاوى -المُسمَّاةِ: "بالمَسَائِل المنْثورَةِ"- للإمام النووي، لأبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676 هـ)، ترتيبُ: تلميذه الشيخ عَلَاء الدِّين بن العَطّار، تحقِيق وتعلِيق: محمَّد الحجَّار، الناشر: دَارُ البشائرِ الإسلاميَّة للطبَاعَة وَالنشرَ والتوزيع، بَيروت - لبنان، الطبعة: السَادسَة، 1417 هـ - 1996 م.
507 -
فتح الباب في الكنى والألقاب، لأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن مَنْدَه العبدي، تحقيق: أبي قتيبة نظر محمد الفاريابي، مكتبة الكوثر، ط 1، 1417.
508 -
فتح الباري شرح صحيح البخاري، لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي، قام بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه: محب الدين الخطيب، دار المعرفة، 1379.
509 -
فتح الباري شرح صحيح البخاري، لزين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب، تحقيق: جماعة من المحققين، مكتبة الغرباء الأثرية، ط 1، 1417.
510 -
فتح السماوي بتخريج أحاديث القاضي البيضاوي، لزين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف المناوي، تحقيق: أحمد مجتبى، دار العاصمة.
511 -
فتح القدير، محمد بن عبد الواحد السيواسي المعروف بابن الهمام، دار الفكر.
512 -
فتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير، لجلال الدين، عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تحقيق: يوسف النبهاني، دار الفكر ط 1، 1423.
513 -
فتح المجيد، للشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب.
514 -
فتح المغيث بشرح ألفية الحديث، للعراقي، لأبي الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي، تحقيق: علي حسين علي، مكتبة السنة، ط 1، 1424.
515 -
الفتن، لأبي عبد الله نعيم بن حماد المروزي، تحقيق: سمير أمين الزهيري، مكتبة التوحيد، ط 1، 1412.
516 -
الفتن، لأبي علي حنبل بن إسحاق الشيباني تحقيق: عامر حسن صبري، دار البشائر الإسلامية، ط 1، 1419.
517 -
الفتوة، لأبي عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، تحقيق: د. إحسان ذنون الثامري ود. محمد عبد الله القدحات، دار الرازي، ط 1، 1422.
518 -
فتوح مصر وأخبارها، لأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله المصري، تحقيق: محمد الحجيري، ط 1، 1416.
519 -
الفتوحات الربانية على الأذكار النووية، لابن علان الصديقي، ط 1، دار إحياء التراث العربي - لبنان.
520 -
الفرج بعد الشدة، لابن أبي الدنيا، ت: عبيد الله بن عالية، دار الريان، مصر، ط 2، 1408 هـ.
521 -
الفردوس بمأثور الخطاب، لأبي شجاع شيرويه بن شهردار الديلميّ الهمذاني، تحقيق: السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، ط 1، 1406.
522 -
فصل المقال في شرح كتاب الأمثال، لأبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي، ت: إحسان عباس، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة: الأولى، 1971 م.
523 -
الفصل في الملل والأهواء والنحل، لأبي محمد علي بن أحمد بن حزم الأندلسي، مكتبة الخانجي.
524 -
الفصل للوصل المدرج في النقل، لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، تحقيق: محمد بن مطر الزهراني، دار الهجرة، ط 1، 1418.
525 -
فضائل الأوقات، لأبي بكر أحمد بن الحسين بن علي بن البيهقي، تحقيق: عدنان عبد الرحمن مجيد القيسي، مكتبة المنارة، ط 1، 1410.
526 -
فضائل الصحابة، لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، تحقيق: د. وصي الله محمد عباس، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1403.
527 -
فضائل القرآن، لأبي العباس جعفر بن محمد المستغفري، تحقيق: أحمد بن فارس السلوم، دار ابن حزم، ط 1، 2008.
528 -
فضائل بيت المقدس، لأبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي، تحقيق: محمد مطيع الحافظ، دار الفكر، ط 1، 1405.
529 -
فضائل شهر رجب، لأبي محمد الحسن بن محمد البغدادي الخَلَّال، تحقيق: أبي يوسف عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الرحمن آل محمد، دار ابن حزم، ط 1، 1416.
530 -
فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لإسماعيل بن إسحاق القاضي، تحقيق: الألباني، المكتب الإسلامي، ط 1، 1977.
531 -
فضل رجب، لأبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر، تحقيق: جمال عزون، مؤسسة الريان، ط 1، 2000 م.
532 -
فضل قيام الليل والتهجد، لأبي بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ، تحقيق: عبد اللطيف بن محمد الجيلاني الآسفي، دار الخضيري، ط 1، 1417.
533 -
فضيلة العادلين من الولاة، لأبي نعيم الأصبهاني، ت: مشهور حسن، دار الوطن، الرياض، ط 1، 1418 هـ.
534 -
فقه اللغة وسر العربية، لأبي منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي، إحياء التراث العربي، ط 1، 1422.
535 -
الفقيه والمتفقه، لأبي بكر أحمد بن علي المعروف بالخطيب البغدادي، تحقيق: عادل بن يوسف العزازي، دار ابن الجوزي، 1417.
536 -
الفهرس الشامل للمخطوطات، منشور إلكترونيا على الشاملة.
537 -
فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، لمحمد عَبْد الحَيّ بن عبد الكبير المعروف بعبد الحي الكتاني، تحقيق: إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، ط 2، 1982 م.
538 -
فوائد ابن ماسي، لأبي محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي البغدادي، تحقيق: مسعد عبد الحميد محمد السعدني، أضواء السلف، ط 1، 1418.
539 -
الفوائد الخلعيات، لأبي بكر الشافعي، أجزاء متفرقة مخطوطة نُشرت في برنامج جوامع الكلم.
540 -
الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، لمحمد بن علي بن محمد الشوكاني، تحقيق: عبد الرحمن بن يحي المعلمي اليماني، دار الكتب العلمية.
541 -
الفوائد المزكيات، لأبي إسحاق المزكي النيسابوري، انتقاء وتخريج الدارقطني، ت: أحمد بن فارس السلوم، دار البشائر الإسلامية، الطبعة: الأولى 1425 هـ - 2004 م.
542 -
الفوائد المعللة، لأبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو بن المشهور بأبي زرعة الدمشقي، تحقيق: رجب بن عبد المقصود، مكتبة الإمام الذهبي، ط 1، 1423.
543 -
الفوائد المنتخبة الصحاح والغرائب = المهروانيات، لأبي القاسم يوسف بن محمد المهرواني الهمذاني، تخريج: لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، دراسة وتحقيق: د. سعود بن عيد الجربوعي، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ط 1، 1422.
544 -
الفوائد المنتقاة الحسان العوالي، لأبي عمرو عثمان بن محمد السمرقندي، حققه وخرج أحاديثه: أبو إسحق الحويني الأثري، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، ط 1، 1418.
545 -
الفوائد المنتقاة، لإبراهيم الحربي.
546 -
الفوائد المنتخبة من حديث أبي علي الصفار، لابن بشران - خ، بواسطة الألباني في تخريج مشكلة الفقر.
547 -
فوائد ابن بشران عن شيوخه - الجزء الأول والثاني منها (ضمن مجموع مطبوع باسم الفوائد لابن منده!)، لأبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران الأموي البغدادي المعدل (المتوفى: 415 هـ)، تحقيق: خلاف محمود عبد السميع، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى، 1423 هـ - 2002 م.
548 -
الفوائد، لإبراهيم الحربي، مخطوط نشر في برنامج جوامع الكلم.
549 -
الفوائد، لأبي القاسم الحسين بن محمد الحنائي، تخريج: النخشبي، تحقيق: خالد رزق محمد جبر أبو النجا، أضواء السلف، ط 1، 1428.
550 -
الفوائد، لأبي حفص عمر بن أحمد المعروف بابن شاهين، تحقيق: بدر البدر، دار ابن الأثير، ط 1، 1415.
551 -
الفوائد، لأبي ذر عبيد بن أحمد بن محمد الهروي، تحقيق: أبي الحسن سمير بن حسين ولد سعدي القرشي الهاشمي الحسني، مكتبة الرشد، ط 1، 1418.
552 -
الفوائد، لأبي محمد الفاكهي، مخطوط نشر ببرنامج جوامع الكلم.
553 -
الفوائد، لتمام بن محمد الرازي، ت: تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، مكتبة الرشد، ط 1، 1412 هـ.
554 -
الفوائد، لعبد الله بن محمد الأنصاري المعروف بأبِي الشيخ الأصبهاني، تحقيق: علي بن حسن الحلبي الأثري، دار الصميعي، ط 1، 1412.
555 -
فيض القدير شرح الجامع الصغير، لزين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين المناوي القاهري، المكتبة التجارية الكبرى، ط 1، 1356.
556 -
القاموس المحيط، للفيروز آبادي، مؤسسة الرسالة، ط 8، 1426.
557 -
القدر، للفريابي، تحقيق: عبد الله المنصور، أضواء السلف، ط 1، 1418.
558 -
قضاء الحوائج، لابن أبي الدنيا، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، مكتبة القرآن.
559 -
القضاء والقدر، للبيهقي، تحقيق: محمد بن عبد الله آل عامر، العبيكان، ط 1، 1421.
560 -
القناعة، لأبي بكر ابن السني، ت: عبد الله بن يوسف الجديع، مكتبة الرشد - الرياض، ط 1، 1409 هـ.
561 -
القند في ذكر علماء سمرقند، لعمر بن محمد بن أحمد النسفي، ت: يوسف الهادي، ط 1، 1420 هـ.
562 -
القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع، للسخاوي، حققه: بشير محمد عيون، مكتبة المؤيد.
563 -
القول المسدد في الذب عن المسند، للإمام أحمد، لأبي الفضل أحمد بن علي حجر العسقلاني، مكتبة ابن تيمية، ط 1، 1401.
564 -
الكاشف، للذهبي، تحقيق: محمد عوامة وأحمد الخطيب، دار القبلة، ط 1، 1413.
565 -
الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكاشف، لابن حجر، دار المعرفة، بيروت.
566 -
الكامل في التاريخ، لأبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد ابن الأثير، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، ط 1، 1417.
567 -
الكامل في اللغة والأدب، لأبي العباس محمد بن يزيد المبرد، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي، ط 3، 1417.
568 -
الكامل، لابن عدي، تحقيق: يحيى غزاوي، دار الفكر، ط 3، 1409.
569 -
الكبائر، للذهبي محمد بن عثمان بن قايماز التركماني، دار الندوة الجديدة - بيروت.
570 -
كتاب الدعاء، لأبي طاهر السِّلَفي أحمد بن محمد الأصبهاني، نشر على جوامع الكلم.
571 -
الكتاب، لسيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر، ت: عبد السلام محمد هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط 3، 1408 هـ - 1988 م.
572 -
الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة، لسان الدين بن الخطيب، محمد بن عبد الله، تحقيق: إحسان عباس، ط 1، 1963 م.
573 -
كشف الأستار، للهيثمي، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1399.
574 -
الكشف الحثيث، لسبط ابن العجمي، تحقيق: صبحي السامرائي، عالم الكتب، ط 1، 1407.
575 -
كشف الخفاء ومزيل الإلباس، للعجلوني، دار إحياء التراث العربي، ط 3، 1408.
576 -
كشف الظنون، لحاجي خليفة، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
577 -
كشف المشكل من حديث الصحيحين، لأبي الفرج الرحمن بن علي بن الجوزي، تحقيق: علي حسين البواب، دار الوطن.
578 -
الكشف والبيان عن تفسير القرآن، لأبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، تحقيق: الإمام أبي محمد بن عاشور، دار إحياء التراث العربي، 1422.
579 -
الكفاية في علم الرواية، للخطيب البغدادي، تحقيق: أبي عبد الله السورقي وإبراهيم حمدي المدني، المكتبة العلمية.
580 -
كنز العمال، للمتقي الهندي، ضبطه وصححه: بكري الحياني وصفوت السقا، مؤسسة الرسالة، 1409.
581 -
الكنى لمن لا يعرف له اسم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، لأبي الفتح محمد بن الحسين الأزدي، تحقيق: أبي عبد الرحمن إقبال أحمد بن محمد إسحاق بسكوبري، الدار السلفية، ط 1، 1410.
582 -
الكنى والأسماء، للدولابي، تحقيق: نظر الفاريابي، دار ابن حزم، ط 1، 1420.
583 -
الكنى والأسماء، لمسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري، تحقيق: د. عبد الرحيم محمد أحمد القشقري، عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، ط 1، 1404.
584 -
الكواكب الدراري شرح صحيح البخاري، للكرماني، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط 1، 1401 هـ.
585 -
الكواكب النيرات، لابن الكيال، تحقيق: عبد القيوم عبد رب النبي، المأمون، ط 1، 1981.
586 -
اللؤلؤ المرصوع، لمحمد بن خليل الطرابلسي، تحقيق: فواز زمرلي، البشائر، 1415.
587 -
اللآلئ المصنوعة، للسيوطي، تحقيق: صلاح عويضة، دار الكتب العلمية، ط 1، 1998.
588 -
اللآلي المنثورة في الأحاديث المشهورة، لمحمد بن عبد الله الزركشي، تحقيق: محمد بن لطفي الصباغ، المكتب الإسلامي.
589 -
اللباب في تهذيب الأنساب، لأبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد ابن الأثير، دار صادر.
590 -
لسان العرب، لابن منظور الأنصاري الإفريقى، دار صادر - بيروت، ط 3، 1414 هـ.
591 -
لسان الميزان، لابن حجر، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية، ط 1، 1423.
592 -
المؤتلف والمختلف، ومشتبه النسبة، لعبد الغني بن سعيد الأزدي المصري، ت: بإشراف: د. بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، الطبعة: الأولى 1428 هـ - 2007 م.
593 -
المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء وكناهم وألقابهم وأنسابهم وبعض شعرهم، لأبي القاسم الحسن بن بشر الآمدي، تحقيق: أ. د. كرنكو، دار الجيل، ط 1، 1411.
594 -
المؤتلف والمختلف، للدارقطني، تحقيق: موفق عبد الله عبد القادر، دار الغرب، ط 1، 1406.
595 -
المبدع في شرح المقنع، لابن مفلح إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد، دار عالم الكتب، الرياض.
596 -
المبسوط، لمحمد بن أحمد بن أبي سهل شمس الأئمة السرخسي، دار المعرفة، 1414.
597 -
المتحابين في الله، لابن قدامة المقدسي، دار الطباع، ط 1، 1411.
598 -
المتفق والمفترق، للخطيب البغدادي، تحقيق: محمد الحامدي، دار القادري، ط 1، 1417.
599 -
المجالس العشرة الأمالي، للحسن الخلال، لأبي محمد الحسن بن محمد الخَلَّال، تحقيق: مجدي فتحي السيد، دار الصحابة، ط 1، 1411.
600 -
المجالسة، لأبي بكر الدينوري، تحقيق: مشهور حسن، دار ابن حزم، ط 1، 1419.
601 -
المجروحين، لابن حبان، تحقيق: حمدي السلفي، دار الصميعي، ط 1، 1420.
602 -
مجمع الأمثال، للميداني، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار المعرفة.
603 -
مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر، لعبد الرحمن بن محمد بن سليمان المدعو بشيخي زاده يعرف بداماد أفندي، دار إحياء التراث العربي.
604 -
مجمع البحرين بزوائد المعجمين، لأبي بكر الهيثمي.
605 -
مجمع الزوائد، للهيثمي، دار الفكر، 1412.
606 -
مجموع الفتاوى، لابن تيمية، تحقيق: عبد الرحمن بن قاسم، مكتبة ابن تيمية.
607 -
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، جمع وترتيب: فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان، دار الوطن - دار الثريا، الطبعة الأخيرة - 1413 هـ.
608 -
مجموع فيه عشرة أجزاء حديثية، تحقيق: نبيل جرار، البشائر، 1422.
609 -
مجموع فيه مصنفات أبي جعفر بن البختري، تحقيق: نبيل جرار، دار البشائر، 1422.
610 -
المجموع -مع تكملة المطيعي-، للنووي، ط: دار الفكر.
611 -
المحاسن والمساوئ، لأبي الفضل إبراهيم بن محمد البيهقي.
612 -
محاضرات الأدباء، للراغب الحسين بن محمد الأصبهاني، شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم - بيروت.
613 -
المحدث الفاصل بين الراوي والواعي، للرامهرمزي الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد، ت: د. محمد عجاج الخطيب، دار الفكر - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1404 هـ.
614 -
المحكم، لابن سيده، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية، 2000.
615 -
المحلى بالآثار، لابن حزم الأندلسي، دار الفكر.
616 -
المحيط البرهاني في الفقه النعماني فقه الإمام أبي حنيفة، لأبي المعالي محمود بن أحمد بن عبد العزيز بن مَازَةَ البخاري الحنفي، تحقيق: عبد الكريم سامي الجندي، دار الكتب العلمية، ط 1، 1424.
617 -
مختصر ابن الحاجب مع شرحه بيان المختصر، لمحمود بن عبد الرحمن الأصفهاني، تحقيق: محمد مظهر بقا، دار المدني، ط 1.
618 -
مختصر الأحكام = المستخرج، للطوسي، تحقيق: أنيس الإندونوسي، الغرباء، ط 1، 1415.
619 -
مختصر الشمائل المحمدية، لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتبة الإسلامية.
620 -
مختصر المقاصد، للزرقاني، تحقيق الصباغ، المكتب الإسلامي، ط 4، 1409.
621 -
مختصر تاريخ دمشق، لابن عساكر، لمحمد بن مكرم ابن منظور الرويفعى، تحقيق: روحية النحاس ورياض عبد الحميد مراد ومحمد مطيع، دار الفكر، ط 1، 1402.
622 -
مختصر سنن أبي داود، للمنذري -مع معالم السنن وتهذيب السنن، لابن القيم-، تحقيق: محمد حامد الفقي، دار المعرفة، بيروت.
623 -
مختصر قيام الليل، لمحمد بن نصر المروزي، اختصره: أحمد بن علي المقريزي، حديث أكاديمي، ط 1، 1408.
624 -
المختلف فيهم، لابن شاهين، د. عبد الرحيم بن محمد بن أحمد القشقري، مكتبة الرشد، ط 1، 1420.
625 -
المخصص، لأبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده، تحقيق: خليل إبراهم جفال، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1417.
626 -
مداراة الناس، لابن أبي الدنيا، تحقيق: محمد خير رمضان، ابن حزم، ط 1، 1998.
627 -
مدارج السالكين، لابن القيم، ت: محمد المعتصم بالله البغدادي، دار الكتاب العربي - بيروت.
628 -
المدخل إلى السنن الكبرى، للبيهقي، تحقيق: محمد ضياء الرحمن الأعظمي، أضواء السلف، ط 2، 1420.
629 -
المدخل إلى الصحيح، للحاكم، تحقيق: ربيع المدخلي، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1404.
630 -
المدونة في فقه الامام مالك، لسحنون عبد السلام بن سعيد، دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ.
631 -
مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان، لليافعي عبد الله بن أسعد بن علي، ت: خليل المنصور، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة: الأولى، 1417 هـ - 1997 م.
632 -
المراسيل، لابن أبي حاتم الرازي، تحقيق: شكر الله قوجاني، مؤسسة الرسالة، 1397.
633 -
المراسيل، لأبي داود، تحقيق: عبد الله بن مساعد الزهراني، دار الصميعي.
634 -
مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، لأبي الحسن عبيد الله بن محمد عبد السلام المباركفوري، إدارة البحوث العلمية والدعوة والإفتاء - الجامعة السلفية - بنارس الهند.
635 -
مسائل الانتقاد، لأبي عبد الله محمد بن شرف القيرواني.
636 -
مسائل حرب -النكاح إلى نهاية الكتاب-، لحرب بن إسماعيل بن خلف الكرماني، ت: فايز بن أحمد بن حامد حابس، جامعة أم القرى، 1422 هـ.
637 -
المسالك والممالك، لأبي أسحاق إبراهيم بن محمد الاصطخري المعروف بالكرخي، دار صادر، 2004 م.
638 -
مساوئ الأخلاق، للخرائطي، تحقيق: مصطفى الشلبي، مكتبة السوادي، ط 1، 1412.
639 -
المستجاد من فعلات الأجواد، للدارقطني، تحقيق: أم عبد الله بنت محروس العسلي، ط: 1، دار سعد - الرياض.
640 -
المستدرك على الصحيحين، لأبي عبد الله الحاكم، الهندية + دار المعرفة.
641 -
مسند أبي بكر الصديق، لأبي بكر أحمد بن علي المروزي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، المكتب الإسلامي.
642 -
مسند أبي حنيفة رواية أبي نعيم، لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق: نظر محمد الفاريابي، مكتبة الكوثر، ط 1، 1415.
643 -
مسند السراج، لأبي العباس محمد بن إسحاق المعروف بالسَّرَّاج، تحقيق: إرشاد الحق الأثري، إدارة العلوم الأثرية، 1423.
644 -
مسند الشاميين، للطبراني، تحقيق: حمدي السلفي، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1405.
645 -
مسند الشهاب، للقضاعي، تحقيق: حمدي السلفي، مؤسسة الرسالة، ط 2، 1407.
646 -
مسند الفردوس، لأبي منصور الديلمي، مخطوط مصور من "لا له لي" برقم (648).
647 -
مسند الفردوس، لأبي منصور الديلمي، مخطوط مصور من السعيدية برقم (51).
648 -
المسند المستخرج على صحيح مسلم، لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق: محمد حسن الشافعي، دار الكتب العلمية، ط 1، 1417.
649 -
مسند الموطأ، لأبي القاسم الجوهري، ت: لطفي بن محمد الصغير، طه بن علي بُوسريح، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة: الأولى، 1997 م.
650 -
مسند حديث مالك بن أنس، للقاضي أبي إسحاق إسماعيل بن الجهضمي، برواية: محمد بن عبد الله بن الحسان بن أبي المنظور الأندلسي، تحقيق: ميكلوش موراني، دار الغرب الإسلامي، ط 1، 2002 م.
651 -
مسند حديث مالك، لإسماعيل بن إسحاق القاضي، ت: ميكلوش موراني - جامعة بون/ ألمانيا.
652 -
المسند، لأبي بكر بن أبي شيبة، تحقيق: عادل العزازي وأحمد فريد، دار الوطن، ط 1، 1418.
653 -
المسند، لأبي عبد الله أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، ط 2، 1420.
654 -
المسند، لأبي يعلى، حققه: حسين سليم أسد، دار المأمون، ط 1، 1404.
655 -
المسند، للحميدي، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية.
656 -
المسند، للروياني، تحقيق أيمن علي أبو يماني، مؤسسة قرطبة، ط 1، 1416.
657 -
المسند، للشاشي، تحقيق: محفوظ الرحمن زين الله، العلوم والحكم، ط 1، 1410.
658 -
المسند، للطيالسي، تحقيق: محمد التركي، دار هجر، ط 1، 1419.
659 -
مشارق الأنوار على صحاح الآثار، للقاضي عياض، المكتبة العتيقة ودار التراث.
660 -
مشاهير علماء الأمصار، لابن حبان، تحقيق: مرزوق علي إبراهيم، دار الوفاء، ط 1، 1411.
661 -
مشيخة ابن البخاري، لأحمد بن محمد بن عبد الله، ابن الظاهري تحقيق: د. عوض عتقي سعد الحازمي، دار عالم الفؤاد، ط 1، 1419.
662 -
مشيخة ابن طهمان، لأبي سعيد إبراهيم بن طهمان الهروي، تحقيق: محمد طاهر مالك، مجمع اللغة العربية، 1403.
663 -
المشيخة البغدادية، لأبي طاهر السلفي، مخطوط نشر على برنامج جوامع الكلم.
664 -
مشيخة القزويني، لأبي حفص عمر بن علي بن عمر القزويني، ت: د. عامر حسن صبري، دار البشائر الإسلامية، الطبعة: الأولى 1426 هـ.
665 -
المشيخة الكبرى، لمحمد بن عبد الباقي المعروف بقاضي المارِسْتان، تحقيق: شريف حاتم بن عارف العوني، دار عالم الفوائد، ط 1، 1422.
666 -
مشيخة محمد بن عبد الواحد الدقاق.
667 -
المصاحف، لأبي بكر بن أبي داود، دار الكتب العلمية، ط 1، 1405.
668 -
مصباح الزجاجة، للبوصيري، تحقيق: محمد الكشناوي، دار العربية، 1403.
669 -
المصباح المنير، لأبي العباس الفيومي، اعتنى به: عادل مرشد، (الطبعة: غير متوفر).
670 -
المصنف، لأبي بكر بن أبي شيبة، تحقيق: محمد عوامة، دار القبلة، ط 1، 1427.
671 -
المصنف، لعبد الرزاق بن همام الصنعاني، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإسلامي.
672 -
المصنوع في معرفة الحديث الموضوع، لعلي القاري، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية.
673 -
المعارف، لابن قتيبة الدينوري، تحقيق: ثروت عكاشة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط 2، 1992 م.
674 -
معجم الأدباء، لياقوت الحموي، تحقيق: إحسان عباس، دار الغرب، ط 1، 1993.
675 -
المعجم الأوسط، للطبراني، تحقيق: طارق عوض الله، دار الحرمين، 1415.
676 -
معجم البلدان، لياقوت الحموي، عناية: محمد عبد الرحمن المرعشلي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1196 م.
677 -
معجم السفر، لأبي طاهر السِّلَفي، ت: عبد الله عمر البارودي، المكتبة التجارية - مكة المكرمة.
678 -
معجم الصحابة، لابن قانع، تحقيق: صلاح المصراتي، مكتبة الغرباء.
679 -
معجم الصحابة، لأبي القاسم البغوي، تحقيق: محمد الأمين الجكني، دار البيان.
680 -
المعجم الصغير، للطبراني، تحقيق: محمد شكور، المكتب الإسلامي ودار عمار، ط 1، 1405.
681 -
المعجم الكبير، للطبراني، تحقيق: حمدي السلفي، مكتبة ابن تيمية، ط 2.
682 -
معجم المؤلفين، لعمر رضا كحالة، دار إحياء التراث العربي.
683 -
المعجم المفهرس، لابن حجر، تحقيق: محمد شكور، الرسالة، 1418.
684 -
المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية بالقاهرة، دار الدعوة.
685 -
معجم شيوخ ابن جميع الصيداوي، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، مؤسسة الرسالة ودار الإيمان، ط 1، 1405.
686 -
المعجم في أصحاب القاضي أبي علي الصدفي، لابن الأبار، دار صادر، 1985.
687 -
معجم مقاييس اللغة، لابن فارس، اعتناء: د. محمد عوض مرعب، والآنسة فاطمة محمد أصلان، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى:1422.
688 -
المعجم، لابن الأعرابي، تحقيق: عبد المحسن الحسيني، دار ابن الجوزي.
689 -
المعجم، لابن المقرئ، تحقيق: عادل بن سعد، الرشد، ط 1، 1419.
690 -
المعجم، لأبي بكر الإسماعيلي، تحقيق: زياد محمد منصور، مكتبة العلوم والحكم، 1410.
691 -
المعجم، لأبي يعلى الموصلي، تحقيق: إرشاد الحق الأثري، إدارة العلوم الأثرية، ط 1، 1407.
692 -
معرفة التذكرة، لابن طاهر المقدسي، تحقيق: عماد الدين أحمد حيدر، مؤسسة الكتب الثقافية، 1406.
693 -
معرفة الثقات، للعجلي، تحقيق: عبد العليم البستوي، مكتبة الدار، ط 1، 1405.
694 -
معرفة السنن والآثار، للبيهقي، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، جامعة الدراسات الإسلامية وغيرها، ط 1، 1412.
695 -
معرفة الصحابة، لابن منده، تحقيق: عامر حسن صبري، جامعة الإمارات، ط 1، 1426.
696 -
معرفة الصحابة، لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق: عادل العزازي، دار الوطن، ط 1، 1419.
697 -
معرفة علوم الحديث، للحاكم، تحقيق: معظم حسين، دار الكتب العلمية، ط 2، 1397.
698 -
المعرفة والتاريخ، للفسوي، تحقيق: خليل المنصور، دار الكتب العلمية.
699 -
مغاني الأخيار في شرح أسامي رجال معاني الآثار، لبدر الدين العيني، ت: محمد حسن محمد حسن إسماعيل، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى، 1427 هـ - 2006 م.
700 -
المغرب في ترتيب المعرب، للخوارزمي ناصر بن عبد أبي المكارم، دار الكتاب العربي.
701 -
المغني عن الحفظ والكتاب، لعمر بن بدر الموصلي، دار الكتاب العربي - بيروت، ط 1، 1407 هـ.
702 -
المغني عن حمل الأسفار، للعراقي، تحقيق: أشرف عبد المقصود، مكتبة طبرية، 1415.
703 -
المغني في الضعفاء، للذهبي، تحقيق: نور الدين عتر، إدارة إحياء التراث الإسلامي، قطر.
704 -
المغني، للموفق ابن قدامة، دار الفكر، ط 1، 1405.
705 -
المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي أبي العباس أحمد بن عمر.
706 -
المقتنى في سرد الكنى، للذهبي، تحقيق: محمد صالح عبد العزيز، الجامعة الإسلامية، 1408.
707 -
المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي، لأبي الحسن علي بن أبي بكر الهيثمي، تحقيق: سيد كسروي حسن، دار الكتب العلمية.
708 -
مكارم الأخلاق، لابن أبي الدنيا، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، مكتبة القرآن، 1411.
709 -
مكارم الأخلاق، للخرائطي، تحقيق: أيمن البحيري، دار الآفاق العربية، ط 1، 1419.
710 -
من حديث خيثمة بن سليمان الطرابلسي، للطرابلسي نفسه، ت: د. عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي - لبنان، 1400 هـ.
711 -
المنار المنيف، لابن القيم، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية، ط 2، 1403.
712 -
مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، لعلي بن محمد المعروف بابن المغازلي، تحقيق: تركي بن عبد الله الوادعي، دار الآثار، ط 1، 1424.
713 -
المنتخب من العلل، للخلال، لابن قدامة، تحقيق: طارق عوض الله، دار الراية، ط 1، 1419.
714 -
المنتخب من مسند عبد بن حميد، تحقيق: صبحي السامرائي ومحمود الصعيدي، مكتبة السنة، ط 1، 1408.
715 -
المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، لابن الجوزي، ت: محمد ومصطفى ابنا عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة: الأولى، 1412 هـ - 1992 م.
716 -
المنتقى من السنن المسندة، لابن الجارود عبد الله بن علي النيسابوري ثم المكي، ت: عبد الله عمر البارودي، مؤسسة الكتاب الثقافية - بيروت، الطبعة: الأولى، 1408 - 1988. و"غوث المكدود" للحويني أيضا.
717 -
المنتقى من مسموعات مرو، ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي (مخطوط).
718 -
المنتقى من منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال، للذهبي، تحقيق: محب الدين الخطيب.
719 -
المنتقى، لابن الجارود، تحقيق: عبد الله البارودي، مؤسسة الكتب الثقافية، ط 1، 1408.
720 -
المنصف للسارق والمسروق منه، لابن وكيع التنيسي، ت: عمر خليفة بن إدريس، جامعة قات يونس، بنغازي، الطبعة: الأولى، 1994 م.
721 -
المنظوم والمنثور من الحديث النبوي، لأبي الحسين عفيف بن محمد، تحقيق: محمد صباح منصور، دار البشائر الإسلامية، ط 1، 1423.
722 -
منهاج السنة النبوية، لابن تيمية، تحقيق: محمد رشاد سالم، مؤسسة قرطبة، ط 1.
723 -
المنهل العذب الروي في ترجمة قطب الأولياء النووي، للسخاوي محمد بن عبد الرحمن.
724 -
المهذب في اختصار السنن الكبير للبيهقي، للذهبي، تحقيق دار المشكاة، دار الوطن، ط 1، 1422.
725 -
موافقة الخبر الخبر، لابن حجر، حققه: حمدي السلفي وصبحي السامرائي، مكتبة الرشد، الرياض، ط 2، 1414.
726 -
موجبات الجنة، لمعمر بن عبد الواحد السمرقندي الأصبهاني، تحقيق: ناصر بن أحمد بن النجار الدمياطي، مكتبة عباد الرحمن، ط 1، 1423.
727 -
موسوعة أقوال الإمام أحمد بن حنبل في رجال الحديث وعلله، جمع وترتيب: السيد أبو المعاطي النوري -أحمد عبد الرزاق عيد- محمود محمد خليل، عالم الكتب، ط 1، 1417.
728 -
موسوعة أقوال الدارقطني، جمع وترتيب: السيد أبو المعاطي النوري، تحقيق: محمد مهدي المسلمي وأشرف منصور عبد الرحمن وأحمد عبد الرزاق عيد وأيمن إبراهيم الزاملي.
729 -
موضح أوهام الجمع والتفريق، للخطيب البغدادي، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، دار المعرفة، ط 1، 1407.
730 -
الموضوعات الكبرى، لعلي بن (سلطان) محمد القاري، تحقيق: محمد الصباغ، دار الأمانة ومؤسسة الرسالة.
731 -
الموضوعات، لابن الجوزي، تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان، المكتبة السلفية، ط 1، 1386.
732 -
الموضوعات، للصغاني، تحقيق: نجم الخلف، ط 1، 1401.
733 -
ميزان الاعتدال، للذهبي، تحقيق: علي البجاوي، دار المعرفة.
734 -
ناسخ الحديث ومنسوخه، لابن شاهين، ت: سمير بن أمين الزهيري، مكتبة المنار، ط 1، 1408 هـ.
735 -
نتائج الأفكار، لابن حجر، تحقيق: حمدي السلفي، دار ابن كثير، ط 2، 1429.
736 -
النخبة البهية في الأحاديث المكذوبة على خير البرية، لمحمد الأمير الكبير المالكي، تحقيق: زهير الشاويش، المكتب الإسلامي، ط 1، 1409.
737 -
نزهة الألباء في طبقات الأدباء، لأبي البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري، تحقيق: إبراهيم السامرائي، مكتبة المنار، ط 3، 1405.
738 -
نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر، لعبد الحي بن فخر الدين الحسني، دار ابن حزم، ط 1، 1420.
739 -
نزهة النظر، للحافظ ابن حجر، تحقيق: عبد الله الرحيلي، مكتبة سفير، ط 1، 1422.
740 -
نسخة أبي مسهر، تحقيق: مجدي فتحي السيد، دار الصحابة، ط 1، 1410.
741 -
نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية، لجمال الدين عبد الله بن يوسف بن محمد الزيلعي، ت: محمد عوامة، مؤسسة الريان - بيروت/ دار القبلة للثقافة الإسلامية - جدة، ط 1، 1418 هـ/ 1997 م.
742 -
نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، لإبراهيم بن عمر بن حسن البقاعي، دار الكتاب الإسلامي.
743 -
نظم العقيان في أعيان الأعيان، للسيوطي، المكتبة العلمية، بيروت.
744 -
نفح الطيب، لأحمد بن محمد المقري التلمساني المقَّري، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، 1968.
745 -
النقد الصحيح لما اعترض من أحاديث المصابيح، لأبي سعيد خليل بن كيكلدي العلائي، تحقيق: عبد الرحمن محمد أحمد القشقري، ط 1، 1405.
746 -
النكت على كتاب ابن الصلاح، لابن حجر، تحقيق: ربيع المدخلي، عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، ط 1، 1404.
747 -
نهاية الاغتباط بمن رمي من الرواة بالاختلاط، تاليف علاء الدين علي رضا، دار الحديث - القاهرة، ط 1، 1988 م.
748 -
النهاية في الفتن والملاحم، لابن كثير، ت: محمد أحمد عبد العزيز، دار الجيل، بيروت، ط 1، 1408 هـ.
749 -
النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير الجزري، ت: د. عبد الحميد هنداوي، المكتبة العصرية، صيدا - بيروت، ط 1، 1426 هـ.
750 -
نوادر الأصول، للحكيم الترمذي، حققه: إسماعيل إبراهيم، مكتبة الإمام البخاري، ط 1، 1429.
751 -
نيل الأوطار، للشوكاني، ت: عصام الدين الضبابطي، دار الحديث، مصر، ط 1، 1413 هـ.
752 -
الهداية في شرح بداية المبتدي، لأبي الحسن علي بن أبي بكر، تحقيق: طلال يوسف، دار إحياء التراث العربي.
753 -
هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، لإسماعيل بن محمد أمين الباباني البغدادي، طبع بعناية وكالة المعارف الجليلة في مطبعتها البهية استانبول، 1951، أعادت طبعه بالأوفست: دار إحياء التراث العربي.
754 -
الوافي بالوفيات، للصفدي، تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، دار إحياء التراث، ط 1، 1420.
755 -
الورع، لابن أبي الدنيا، تحقيق: محمد بن حمد الحمود، الدار السلفية، ط 1، 1408.
756 -
الوسيط في تفسير القرآن المجيد، لأبي الحسن علي بن أحمد الواحدي، النيسابوري، تحقيق وتعليق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض ود. أحمد محمد صيرة ود. أحمد عبد الغني الجمل ود. عبد الرحمن عويس، دار الكتب العلمية، ط 1، 1415.
757 -
وفيات الأعيان، لابن خلكان، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، ط 1.
758 -
وفيات شيوخ أبي القاسم البغوي، لأبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، تحقيق: حمد عزيز شمس، الدار السلفية، بومباي - الهند، ط 1، 1409 هـ.
759 -
اليواقيت والدرر في شرح نخبة ابن حجر، زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين المناوي، تحقيق: المرتضي الزين أحمد، مكتبة الرشد، ط 1، 1999 م.